تاریخ مدینة دمشق المجلد 18

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الثامن عشر

تتمة حرف الراء

ذكر من اسمه رافع

2124 - رافع بن سالم، و يقال ابن سلمان الفزاري

2124 - رافع بن سالم، و يقال ابن سلمان الفزاري (1)

شهد الجابية مع عمر بن الخطاب، و حكى عنه.

روى عنه: محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي.

ذكر القاضي أبو القاسم علي بن محمّد بن كاس النّخعي الكوفي، قاضي دمشق، نا عمر بن أحمد بن سنان، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا إسماعيل بن عياش، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث، عن رافع بن سلمان الفزاري، قال: مر بنا عمر بن الخطاب و نحن نرمي بالجابية و فينا قوم عشر ينزعون نزعا شديدا، قال: فنزل عن دابته ثم جاء فقام في ظهورنا و استدبرنا كلنا فإذا قصد السهم قال: قصروا، و إذا جاوز قال: جاوزوا إذا خرج من العرض قال: شرب شيئا ثم دنا من دابته فركبها و دنونا منه فمشينا حوله فقال: ارموا فإن الرمي عدة و جلادة، و إذا رميتم فانتموا من البيوت لأن لا يمر امرأة أو صبي فيسمعون حديثكم، فإن الرجال إذا حلوا تحدثوا فاجنبوهم ذلك من حديثكم.

رواه أبو بكر بن أبي الدنيا، عن يعقوب بن عبيد، عن عيسى بن يونس الرّملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن إسماعيل بن عياش بإسناده نحوه، و قال رافع بن سالم، و رواه عن القواريري، عن يزيد بن زريع، عن ابن إسحاق كذلك، إلاّ أنه قال: بالجبانة بدل الجابية، و في الحديثين جميعا: فانتشوا عن البيوت.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو

ص: 3


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 37/2.

الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):رافع بن سالم الفزاري، سمع عمر قوله، روى عنه محمّد بن إبراهيم بن الحارث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد، قال (2):رافع بن سالم الفزاري، روى عن عمر بن الخطاب، روى عنه محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، سمعت أبي يقول ذلك.

2125 - رافع بن عمرو بن عويمر بن زيد بن رواحة بن زيد

2125 - رافع بن عمرو بن عويمر (3) بن زيد بن رواحة بن زيد

ابن عدي المدني (4)(5)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سكن البصرة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث (6).

روى عنه: هلال بن عامر، و عمرو بن سليم المزنيان (7)،و عطية (8).

و شهد الجابية مع عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، أنا هارون بن عبد اللّه أبو موسى، نا يعلى بن عبيد، عن هلال بن عامر المزني، عن رافع بن عمرو المزني، قال: إني يوم حجة الوداع خماسيّ أو سداسيّ و أخذ أبي بيدي حين انتهى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو على بغلة شهباء يخطب الناس و عليّ يعبّر عنه، لم يزد عليه.

ص: 4


1- التاريخ الكبير 304/1/2.
2- الجرح و التعديل 48/2/1.
3- في الاستيعاب و أسد الغابة: هلال.
4- في أسد الغابة و الاستيعاب: المزني.
5- ترجمته في الاستيعاب 496/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 42/2 الإصابة 498/1 و تهذيب التهذيب 138/2.
6- في تهذيب التهذيب: حديثين.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر أسد الغابة 42/2.
8- هو عطية بن يعلى الضبّي كما في تهذيب التهذيب.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، نا يعلى بن عبيد، نا هلال بن عامر المزني، عن رافع بن عمرو المزني، قال: إني يوم حجة الوداع خماسيّ أو سداسيّ فأخذ أبي بيدي حتى انتهى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على بغلة شهباء يخطب الناس، فتخلّلت الرجال حتى أقوم عند ركاب البغلة، فأضرب بيديّ كلاهما على ركبته، فمسحت الساق حتى بلغت القدم، ثم أدخل يدي بين الركاب و القدم، فأنه ليخيل إليّ الساعة أني أجد برد قدميه على كفي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن (1) أحمد، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنبأ أبي أبو عبد اللّه، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه البصري، نا محمّد بن عبد الوهاب بن حبيب، نا يعلى بن عبيد، نا هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو المزني، قال: إني يوم حجة الوداع خماسيّ أو فوق الخماسيّ ، و قد أخذ أبي بيدي حتى انتهى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ح.

قال: و أنا عبد الرّحمن بن يحيى، و اللفظ له، نا أبو مسعود، أنا محمّد بن يحيى، نا مروان بن معاوية، عن هلال بن عامر، قال: سمعت رافع بن عمرو، قال: أقبلت مع والدي نريد حجة الوداع و نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطب الناس بمنى على بغلة شهباء يوم النحر حتى ارتفع الضحى، و علي بن أبي طالب يعبّر عنه، و الناس بين قائم و قاعد فانتزعت يدي من يد أبي حتى انتهيت إلى البغلة فضربت بيديّ على ساق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمسحتها حتى أدخلت يدي بين البغلة و القدم، و إنه ليخيل إليّ أني أجد برد قدمه الآن على يديّ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين (2) بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد بن سيف، نا السّري بن يحيى (3)،نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن هلال، و عطية، عن رافع بن عمرو (4)،قال:

ص: 5


1- بالأصل:«ثم» و الصواب ما أثبت، عن م.
2- بالأصل:«أبو يحيى» و الصواب عن م:«أبو الحسين» و في بعض مصادر ترجمته «أبو الحسن» ترجمته في سير الأعلام 372/18 و فيها: سمع أبا طاهر المخلّص... حدث عنه... و إسماعيل بن السّمرقندي.
3- الخبر في تاريخ الطبري (ط بيروت)490/2 حوادث سنة 17.
4- في الطبري: رافع بن عمر.

سمعت العباس بالجابية يقول لعمر: أربع من عمل بهن استوجب العدل: الأمانة في المال، و التسوية في القسم، و الوفاء بالعهد (1)،و الخروج من العيوب، فكفّ (2) نفسك و أهلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأ أبو الحسين محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال (3):عائذ (4) بن عمرو بن هلال بن عبيد بن يزيد بن رواحة بن زبينة بن عدي بن عامر بن عبد اللّه بن ثعلبة بن ثور بن هدمة (5) بن لاطم بن عثمان بن عمرو و يكنى أبا هبيرة، و له دار بالبصرة، مات في إمرة ابن زياد؛ و أخوه رافع بن عمرو، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «العجوة من الجنة» (6)[4159].

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: رافع بن عمرو المزني يقول:

من يشبه رافع بن عمرو بن عبيد بن زيد بن رباحة (7) بن زبينة بن عدي بن عامر بن عبد اللّه بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان - يعني ابن عمرو بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر، له حديث.

أخبرنا أبو الغنائم بن الزينبي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (8):رافع بن عمرو المزني، قال أبو حفص: نا

ص: 6


1- الطبري: العدة.
2- الطبري: نظف.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 79 رقم 238.
4- بالأصل: عائد.
5- في طبقات خليفة: هذمة.
6- انظر الاستيعاب 497/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 43/2.
7- كذا بالأصل هنا، انظر ما تقدم عن خليفة، و انظر أسد الغابة 43/2.
8- التاريخ الكبير 302/1/2.

مروان، نا هلال بن عامر المزني، قال: سمعت رافع بن عمرو المزني: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في حجة الوداع يوم [النحر] (1) يخطب على بغلة شهباء، و تابعه عبد الرّحمن بن مغراء، و قال أبو معاوية: عن هلال، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و الأول أصح.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي الأصبهاني في كتابه، قال: و أنا الحسين بن سلمة الهمداني، أنا علي بن محمّد الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (2):رافع بن عمرو المزني بصري له صحبة، روى عنه عمرو بن سليم المزني، و هلال بن عامر المزني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي قال: رافع بن عمرو المزني و هو ابن عويمر بن زيد بن رواحة بن زيد بن عدي، هكذا نسبه البخاري، عداده في أهل البصرة، روى عنه عمرو بن سليم، و هلال بن عامر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن الخيّاط ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال: سمعت عليا يقول: عائذ (3) بن عمرو، و رافع بن عمرو المزني أخوان (4).

2126 - رافع بن عمرو، و هو رافع بن أبي رافع

و يقال: رافع بن عميرة (5) بن جابر بن حارثة بن عمرو،

و هو الحدرجان بن مخصب (6)

أبو الحسن السّنبسي الوائلي الطائي (7)

له صحبة، و هو الذي دلّ بخالد بن الوليد من العراق إلى الشام.

ص: 7


1- الزيادة عن البخاري.
2- الجرح و التعديل 479/2/1.
3- بالأصل «غايد».
4- استدركت على هامش الأصل.
5- بالأصل:«عمره» و المثبت عن م و انظر مصادر ترجمته.
6- أسد الغابة: مخضب.
7- ترجمته في الاستيعاب 497/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 43/2 الإصابة 497/1 الوافي بالوفيات 63/14 طبقات ابن سعد 44/6.

روى عن أبي بكر الصديق.

روى عنه: طارق بن شهاب، و الشعبي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد الحداد، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو محمّد بن إسحاق، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو حاتم الرازي، نا داود بن أبي الكرام و هو داود بن عبد اللّه الجعفري، نا حاتم بن إسماعيل، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن عمرو الطائي، قال: بعث (1)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جيشا و أمّر عليهم عمرو بن العاص، و فيهم أبو بكر و عمر و قال:«دلّونا على رجل دليل يختصر الأرض و يأخذ غير الطريق» فقيل له: ما نعلم أحدا يفعل ذلك غير رافع بن عمرو فدلّوا عليّ ، فكنت دليلهم[4160].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا أبو سعيد محمّد بن الحسين بن موسى السّمسار، أنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدّثنا عمران بن موسى القزّاز، نا عبد (2) الوارث بن سعيد، نا محمّد بن جحادة.

و أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن [علي الجوهري] (3) أبا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الزيات، نا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرّز، نا عمران بن موسى، نا عبد الوارث، نا ابن جحادة، عن طلحة بن مصرف، عن سليمان الأحول، عن طارق بن شهاب، عن رافع الطائي قال: كان رافع لصا في الجاهلية فكان يعمد إلى بيض النعام فيجعل فيه الماء فيخبؤه في المفاوز، فلمّا أسلم كان دليلا للمسلمين (4).

قال رافع: لما كانت غزوة السلاسل قلت لأختارن لنفسي رفيقا - زاد: أردت

ص: 8


1- بالأصل: سمعت، و الصواب عن م.
2- بالأصل «بجيل» كذا و المثبت عن م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح لأن السند بدونها اضطرب، و هذه الزيادة عن ترجمة عمر بن محمد بن علي الزيّات في سير الأعلام 323/16 و فيها حدث عنه أبو محمد الجوهري، و اسمه الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري، ترجمته في سير الأعلام 68/18 و فيها: سمع من أبي حفص الزيات؛ حدّث عنه... و قراتكين بن أسعد و في م: الحسن بن علي.
4- نقله ابن حجر في الإصابة 497/1.

صالحا - فوفق (1) لي أبو بكر فكان ينيمني على فراش له و يلبسني كساء له من أكسية فدك، فإذا أصبح لبسه فكان لا يلتقي طرفاه حتى يخلله بخلال. فقالت هوازن لأبي بكر (2):علمني شيئا ينفعني اللّه به و لا تطول عليّ فأنسى قال: اعبد اللّه و لا تشرك به شيئا، و أقم الصلاة، و تصدّق إن كان لك مال، و هاجر دارك (3) فإنها درجة العمل، و لا تأمر على رجلين، قلت: أ ليس ترغب في الإمرة في ذكرها و ما يصاب منها؟ قال: إن الناس دخلوا في الإسلام طوعا و كرها و هم دعاة اللّه، و عوّاذ اللّه، و في ذمة اللّه، فمن ظلم منهم فإنما يخون اللّه (4).

قال: أنا قاسم حدّثناه محمّد بن المثنى، ثنا عبد الصمد، نا أبي، عن محمّد بن جحادة مثله، كذا قال ابن جحادة سليمان الأحول، و إنما هو سليمان بن ميسرة الأحمسي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنبأ عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا عبد الواحد بن محمّد الفارسي، نا عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الجوهري، نا عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا إسرائيل بن يونس، نا إبراهيم بن المهاجر، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن عمرو الطائي، قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمرو بن العاص على جيش السلاسل (5) و بعث معه في ذلك الجيش أبا بكر و عمر و سراة أصحابه، فانطلقوا حتى أتوا جبلي طيّئ فقال عمرو بن العاص: انظروا رجلا دليلا يجتنب بنا الطريق، فيأخذ بنا المفاوز فقالوا: ما نعلمه إلاّ رافع بن عمرو فإنه كان ربيلا في الجاهلية - قال: فسألت طارقا من الرّبيل ؟ قال: اللص الذي يعدو على القوم وحده فيسرق - قال رافع: فلما غدا بنا انتهينا إلى المكان الذي خرجنا منه فتوسمت أبا بكر فأتيته فقلت: يا صاحب الخلال (6)،توسمتك

ص: 9


1- إعجامها بالأصل مضطرب نميل إلى قراءتها:«فوقف» و المثبت عن الإصابة و م.
2- كذا بالأصل:«فقالت هوازن لأبي بكر» و في الإصابة: فقلت له.
3- الإصابة: و هاجر دار الكفر.
4- انظر سيرة ابن هشام 273/3.
5- ماء بأرض جذام، يقال له السلسل، و به سميت الغزوة ذات السلاسل (سيرة ابن هشام 272/3).
6- ورد في القاموس (خلل): و ذو الخلال: أبو بكر الصّدّيق رضي اللّه عنه، لأنه تصدّق بجميع ماله و خلّ كساءه بخلال. و خل الكساء: شدّه بخلال، و الخلال: عود ج أخلة (قاموس).

من بين أصحابك - يعني فأوصني - قال: أ ما تحفظ أصابعك الخمس ؟ قلت: نعم، قال:

تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبد اللّه و رسوله؛ و تقيم الصلاة الخمس، و تؤدي زكاة مال إن كان لك، و تحجّ البيت، و تصوم شهر رمضان، هل حفظت ؟ قلت: نعم، قال: لا تأمرنّ على اثنين، فقلت: و هل الإمارة إلاّ فيكم أهل المدر؟ قال: لعلها أن تفشو حتى تبلغ من هو دونك، إن اللّه لما بعث نبيه صلى اللّه عليه و سلم دخل الناس في الإسلام، فمنهم من دخل للّه فهداه اللّه، و منهم من أكرهه السيف فكلهم عوّاذ (1) اللّه، جيران اللّه، إن الرجل إذا كان أميرا فتظالم الناس فلم يأخذ لبعض من بعض انتقم اللّه منه، إن الرجل منكم لتؤخذ شاة جاره، فيظل ناتئا عضله غضبا لجاره، و اللّه من وراء جاره. قال رافع:

فمكث سنة ثم ان أبا بكر استخلف فركب، ما ركبت إلاّ إليه، فقلت له: أنا رافع لقيتك يوم كذا و كذا، فنهيتني عن الإمارة، ثم ركبت أعظم من ذلك أمر أمة محمّد صلى اللّه عليه و سلم، قال:

نعم، فمن لم يقم فيهم كتاب اللّه فعليه بهلة (2) اللّه عز و جلّ .

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمّد بن عبد اللّه المخرّمي (3)،نا إسحاق الأزرق، نا شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن عمرو الطائي، قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جيشا و استعمل عليهم عمرو بن العاص، قال: و فيهم أبو بكر و عمر فقال: التمسوا لنا دليلا نجتاب ثلم الأرض قالوا: رافع بن عمرو و كان يغير في الجاهلية و يدفن الماء في البيض فبعثوا إليّ فأتيتهم، قال: فتوسم القوم، قال: فلم أر فيهم مثل أبي بكر، قال: و عليه كساء له قد خلّه من قبل الريح قال: فقلت له: يا ذا الخلال أ لا تدلّني على أمر إذا فعلته لحقت بكم أو كنت منكم ؟ فقال: تصلّي هؤلاء الصلوات الخمس التي رأيتنا نصليهن بطهورهن، و تؤدي زكاة مال إن كان لك، و تصوم من السنة شهرا، و تحجّ البيت، قال: فإذا فعلت هذا لحقت بكم و كنت منكم ؟- قال إسحاق: كان يشك شريك في هذا - قال: و أخرى أقولها

ص: 10


1- الأصل: عواد، بالدال المهملة.
2- البهلة و يضم: اللعنة (القاموس).
3- ترجمته في سير الأعلام 265/12.

لك إن استطعت أن لا تتأمر على رجلين فافعل، قال: قلت: هل يكون ذلك إلاّ فيكم ؟ قال: نعم، لعل ذلك يفشو حتى ينالك و من دونك، إن الناس دخلوا في هذا الأمر على وجهين منهم: من دخل فيه طوعا، و منهم من دخل فيه كرها - قال: أي قال: بالسيف كرها - قالوا: فكانوا عوّاذ اللّه، و في جوار اللّه، و في خفرة اللّه من أخفرهم أخفر اللّه، أ و ليس أحدكم يظل ناتي عضله غضبا لجاره، و اللّه أحق أن يغضب لجاره قال: فمضى لذلك ما مضى، و أصبت مالا ثم أتيت المدينة فإذا أنا بأبي بكر قائما يخطب فقلت: أنا الذي نهيتني أن أتأمر على رجل و أراك قد وليت أمر الأمة، قال: فمن لم يقم فيهم كتاب اللّه فعليه بهلة اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا معمر، عن مطر، عن عمرو بن سعيد - و في نسخة شعيب، عن بعض الناس - عن رافع الخير الطائي، قال: صحبت أبا بكر في غزاة فذكر الحديث.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنبأ أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):و من طيّئ بن أدد بن زيد بن يشجب (2) و هم إخوة الأشعريين: رافع بن أبي رافع و اسم أبي رافع عميرة بن جابر بن حارثة بن عمرو (3) و هو حدرجان بن مخضب بن حرمز بن لبيد بن سنبس بن معاوية بن جرول من بني سنبس بن ثعل، روى: كنت (4) في غزوة ذات السلاسل. ثم قال في تسمية التابعين من أهل الكوفة (5):رافع بن عمير مات قبل عمر بن الخطاب، و يقال: ابن عميرة بن جابر بن حارثة بن عمرو بن حدرجان بن مخصف.

ص: 11


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 127 و 128 برقم 467.
2- الأصل:«يشخب» و المثبت عن خليفة.
3- عن خليفة، و قد مرّ، و الذي بالأصل هنا: عمرة.
4- بالأصل:«كيث» و المثبت عن خليفة.
5- طبقات خليفة ص 244 برقم 1035.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى يقول في تسمية أهل الكوفة: رافع بن عمرو الطائي، روى عن أبي بكر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأ أبي، أنبأ محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: رافع بن أبي رافع الطائي هو رافع بن عميرة، يكنى أبا الحسن.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبي، قال: رافع الطائي أبو الحسن ح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، قال: كان رافع الطائي يكنى أبا الحسن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا ابن سعد (1) قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: رافع بن عمرو الطائي و هو رافع بن أبي رافع، توفي في آخر خلافة عمر بن الخطاب.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، و نحن نسمع عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (2):في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: رافع بن أبي رافع الطائي، و هو رافع بن عمرو، و يقال ابن عميرة بن جابر بن حارثة بن عمرو بن

ص: 12


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- طبقات ابن سعد 67/6-68.

محضب بن حرمز بن لبيد بن سنبس بن معاوية بن جرول بن ثعل من طيء، و كان يقال له رافع الخير، غزا مع عمرو بن العاص غزوة ذات السلاسل حين بعثه إليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فغزا مع عمرو هذه الغزاة و فيها صحب أبا بكر الصّدّيق، و روى عنه و رجع إلى بلاد قومه، و لم ير النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو كان دليل خالد بن الوليد حين توجّه من العراق إلى الشام فسلك بهم المفازة فقيل فيه (1):

للّه درّ رافع أنّى اهتدى *** فوّز من قراقر إلى سوى (2)

خمسا إذا ما سارها الجيش (3) بكا *** ثم ما سارها قبلك من انس أرى

ثم صار رافع في آخر زمانه عريف قومه، و قد روى عنه طارق بن شهاب.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني عنه أبو الفضل الحافظ عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من طيئ: رافع بن عمرو الطائي له حديث طويل في غزوة ذات السلاسل.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني (4)-زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل القاري، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (5):رافع بن أبي رافع الطائي، سمع أبا بكر و كان لصا في الجاهلية، روى عنه طارق بن شهاب، هو رافع بن عميرة أبو الحسن، قاله أحمد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس أنا أحمد بن منصور نا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الحسن رافع بن

ص: 13


1- الرجز في ابن سعد، و أسد الغابة 44/2.
2- قراقر: واد لكلب بالسماوة من ناحية العراق. و سوى: ماء لبهراء من ناحية السماوة.
3- في المصدرين السابقين:«الجبس»، و الجبس: الجبان.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- التاريخ الكبير 302/1/2-303.

أبي رافع الطائي له صحبة، روى عنه طارق بن شهاب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو الحسن رافع بن عميرة و هو رافع بن أبي رافع.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ حمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):رافع بن عمرو الطائي، و هو رافع بن أبي رافع، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و روى بعضهم عن رافع بن عمرو (2)،عن أبي بكر الصّدّيق، روى عنه طارق بن شهاب، و الشعبي.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني (3) نا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر بن منجويه، قال:

أنا الحاكم أبو أحمد، قال: أبو الحسن رافع بن أبي رافع الطائي و اسم أبي رافع عميرة، و يقال عمرو، و له صحبة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حديثه في الكوفيين، روى عنه طارق بن شهاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أحمد بن محمّد المهندس، أنا أبو بشر الدّولابي، قال: رافع الطائي أبو الحسن.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: رافع بن عميرة الطائي يكنى أبو الحسن، و هو رافع بن أبي رافع، غزا مع أبي بكر الصّدّيق و هو الذي قطع ما بين الكوفة و دمشق في خمس ليال و قال فيه الشاعر:

للّه درّ رافع أنّى اهتدى *** فوّز من قراقر إلى سوى

خمسا إذا ما سارها الجبس بكا

ص: 14


1- الجرح و التعديل 479/2/1.
2- بالأصل: عبد، و الصواب عن الجرح و التعديل.
3- بالأصل بإهمال الدال.

يقال: كان لصا في الجاهلية، فكان يعرف المفاوز.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أما عميرة بفتح العين و كسر الميم: رافع بن عميرة الطائي، أبو الحسن، و هو رافع بن أبي رافع كان لصا في الجاهلية و غزا مع أبي بكر، و هو الذي قطع بخالد بن الوليد من الكوفة (2) إلى الشام في خمس ليال.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي، أنا إسماعيل بن محمّد، نا أحمد بن محمّد القاضي، نا أحمد بن محمّد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، قال: قال ابن إسحاق: رافع بن عميرة الطائي فيما تزعم طيّئ الذي كلّمه الذئب و هو في ضأن له يرعاها.

و ذكر محمّد بن جعفر بن خالد الدمشقي، قال: رافع بن عميرة الطائي فيما يزعمون كلمه الذئب، و هو في ضأن له يرعاها فدعاه الذئب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أمره باللحوق به، و قد أنشدت طيّئ شعرا زعموا أن رافع بن عميرة قاله في كلام الذئب (3):

رعيت الضأن أحميها زمانا (4) *** من الضّبع (5) الخفي و كلّ ذئب

فلما أن سمعت الذئب نادى *** يبشّرني بأحمد من قريب

سعيت إليه قد شمّرت ثوبي *** عن الساقين قاصدة الركيب

فألفيت (6) النبيّ يقول قولا *** صدوقا ليس بالقول الكذوب

فبشّرني لدين الحق حتى *** تبيّنت الشريعة للمنيب

و أبصرت الضياء يضيء حولي *** أمامي إن سعيت و عن جنوبي

ألا أبلغ بني عمرو بن عوف *** و إخوتهم خذيلة أن أجيبي

ص: 15


1- الاكمال لابن ماكولا 276/6 و 279.
2- كذا بالأصل و ابن ماكولا و بهامشه كتب محققه:«الكوفة لم تكن بنيت بعد، و صوابه: من الحيرة، قاله ابن ناصر». و في أسد الغابة: من العراق.
3- الأبيات في الاستيعاب 497/1-498 و أسد الغابة 44/2.
4- في المصدرين: أحميها بكلبي.
5- الاستيعاب:«من الضب» و في أسد الغابة:«من اللصت».
6- عن المصدرين، و بالأصل: فألقيت.

دعاء المصطفى لا شك فيه *** فإنك إن أجبت فلن تجيبي

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب، أنا شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن قيس بن أبي حازم، عن رافع بن عميرة الطائي، قال شريك: و كان يغير على أحياء العرب في الجاهلية و يدفن الماء في بيض النعام في الأفياء.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل الضّرّاب، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا محمّد بن موسى بن حمّاد (1)،نا محمّد بن الحارث، عن المدائني، و الهيثم بن عدي، قالا (2):لما مات أبو بكر الصديق أمر عمر بن الخطاب (3) خالدا (4) بالمسير إلى الشام واليا من ساعته، فأخذ على السماوة حتى انتهى [إلى] (5) قراقر، و بين قراقر و بين سوى خمس ليال في مفازة، فلم يعرف الطريق فدلّ على رافع بن عميرة الطائي، و كان دليلا بصيرا فقال لخالد:

خلّف الأثقال و أسلك هذه المفازة و حدك إن كنت فاعلا، فكره خالد أن يخلّف أحدا فقال له رافع: و اللّه إن الراكب المنفرد ليخافها على نفسه و لا يسلكها إلا مغرّر فكيف أنت بمن معك ؟ فقال: لا بدّ و أحب خالد أن يوافي المفازة و يأتي القوم بغتة، فقال له الطائي:

إن كنت لا بد لك من ذلك فابغ (6) لي عشرين جزورا سمانا عظاما، ففعل، فظمأهن ثم سقاهن حتى روين، ثم قطع مشافرهن، و شرط شيئا من ألسنتهن و كمعهن (7) لئلا تجترّ لأن الإبل إذا اجترت تغير الماء في أجوافهن، و إذا لم تجتر بقي الماء صافيا في بطونهن،

ص: 16


1- ترجمته في سير الأعلام 91/14.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3563/8-3564 و انظر تاريخ الطبري 416/3.
3- كذا، و المشهور المعروف أن أبا بكر الصدّيق هو الذي طلب من خالد و كان قائد الجيش إلى العراق، المسير إلى الشام و نجدة جيوش المسلمين هناك، و ذلك قبل موته (انظر في ذلك الطبري، و الكامل لابن الأثير و البداية و النهاية).
4- بالأصل: خالد و في م: خالدا للمسير.
5- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
6- بالأصل و م:«بايع» و المثبت عن ابن العديم و مختصر ابن منظور.
7- كذا بالأصل و ابن العديم، و الذي في الطبري:«و كعمهنّ » و لعله أقرب للصواب ففي القاموس: كعم البعير: شدّ فاه لئلا يعض أو يأكل.

ففعل خالد ذلك، و تزودوا من الماء ما يكفي الراكب، و سار خالد فكلّما نزل منزلا نحر من تلك الجزر أربعا، ثم أخذ ما في بطونها من الماء فيسقيه الخيل، و شرب الناس ما معهم، فلما سار إلى آخر المفازة انقطع ذلك عنهم و جهد الناس و عطشت دوابهم فقال خالد للطائي: ويحك ما عندك ؟ فقال: أدركت الري إن شاء اللّه، انظروا هل تجدون عوسجة على الطريق، فوجدوها فقال: احتفروا في أصلها، فاحتفروا فوجدوا عينا غزيرة، فشربوا منها و تزودوا، قال رافع: ما وردت هذا الماء قط إلاّ مرة واحدة، و أنا غلام فقال راجز المسلمين:

للّه درّ رافع أنّى اهتدى *** فوّز من قراقر إلى سوى

أرض إذا سار بها الجيش بكا *** ما سارها قبلك من انس أرى

قال: فخرج خالد من المفازة في بعض الليل فأشرف على البشر (1) على قوم يشربون، و بين أيديهم جفنة فيها خمر، و أحدهم يتغنى و قد ذهب من الليل بعضه (2):

ألا علّلاني قبل جيش أبي بكر *** لعل منايانا قريب و ما ندري

ألا علّلاني بالزجاج (3) و كرّرا *** عليّ كميت اللون صافية تجري

أظنّ خيول المسلمين و خالدا *** سيطرقكم (4) قبل الصباح من البشر

فهل لكم في السير قبل قتاله *** و قبل خروج المعصرات (5) من الخدر

فما هو إلاّ أن فرغ من قوله، شدّ عليه رجل من المسلمين فضرب عنقه، فإذا رأسه في الجفنة ثم أقبل خالد على البشر، فقتل منهم و أصاب من أموالهم، و بقي خالد متعجبا و المسلمون من قوله في وقته، و إعجال منيته كأنه ألقي ذلك على لسانه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا

ص: 17


1- البشر جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية (ياقوت).
2- الأبيات في تاريخ الطبري 416/3 و معجم البلدان «بشر».
3- معجم البلدان: ألا يا اسقياني بالزجاج.
4- في الطبري و ياقوت: ستطرقكم.
5- أعصرت المرأة: بلغت شبابها و أدركت، أو دخلت في الحيض أو راهقت العشرين، و هي معصر جمع معاصر و معاصير (القاموس). و بالأصل «المقصرات» و المثبت عن الطبري و ياقوت.

أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه العسكري، أنا أبو العباس بن عمّار، و هو أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار، أنبأ ابن أبي سعد، نا العباس بن ميمون، قال: قال لي ابن عائشة: جاءني أبو الحسن المدائني فتحدّث بحديث خالد بن الوليد حين أراد أن يغير على طرف من أطراف الشام، و قول الشاعر في دلالة رافع:

للّه درّ رافع أنّى اهتدى *** فوّز من قراقر إلى سوى

خمسا إذا ما سارها الجيش بكا

فقال: الجيش: فقلت: لو كان الجيش لكان: بكوا، و علمت أنّ علمه من الصحف.

قال الشيخ أبو أحمد: أما قول ابن عائشة:«الجيش» فهو كما قال، و هو صحيح و أما قوله: لو كان «الجيش» لكان «بكوا» فقدوهم في هذا، و يجوز أن يقال:«للجيش بكا» فيحمل على اللفظ ، و قد قال طفيل الخيل (1) أو أوس بن حجر:

إن يك عار بالفنان أتيته (2) *** فراري فإن الجيش قد فرّ أجمع

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، ثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا عبد اللّه بن أبي زياد، نا عصام بن عمرو أبو أحمد الطائي، نا عمرو بن حيان الطائي، قال: كان رافع بن عميرة السّنبسي يغدّي أهل ثلاثة مساجد، و يسقيهم القرطمة - يعني الحيس - و ما له إلاّ قميص هو للبيت و للجمعة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثي أبي أحمد، قال (3):رافع بن أبي رافع الطائي تابعي من كبار التابعين.

ص: 18


1- هو طفيل الغنوي انظر أخبار في الأغاني 349/15 و سمي بطفيل الخيل لكثرة وصفه إيّاها، و لحسن وصفه لها.
2- كذا رواية صدره بالأصل و م، و لم أعثر على البيت.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 151.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، أنا الهيثم بن عدي، قال: مات رافع بن عميرة الطائي زمن الحجاج بن يوسف، كذا قال رجل غيره عن الهيثم خلاف هذا.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: رافع بن عميرة الطائي - يعني مات في زمن المغيرة بن شعبة - في آخر ولاية عمر بن الخطاب، و هو الصحيح.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، شباب، قال: و في آخر خلافة عمر مات رافع بن عمرو الطائي، و قتل عمر في سنة ثلاث و عشرين (2).

2127 - رافع بن عمرو الطائي

روى عن أبيه.

روى عنه: ابنه عبد اللّه، و سيأتي حديثه في ترجمة عمرو.

2128 - رافع بن مكيث

2128 - رافع بن مكيث (3)

له صحبة و شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم الحديبية و الفتح، و كان معه أحد ألوية جهينة، و استعمله النبي صلى اللّه عليه و سلم على صدقاتهم، و روى عنه حديثا.

روى عنه: ابنه الحارث بن رافع.

و شهد غزوة دومة الجندل في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم مع عبد الرّحمن بن عوف، و أرسله

ص: 19


1- بالأصل و م «المحلى» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 156 و وقع فيه: رافع بن عمر.
3- ترجمته في الاستيعاب 500/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 48/2 الإصابة 499/1 و تهذيب التهذيب 138/2. و مكيث بوزن عظيم كما في الإصابة و في م: مكيت.

إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بالفتح، و قد تقدم ذكر شهوده إياها في ترجمة الأصبغ الكلبي، و شهد الجابية مع عمر بن الخطاب، و كان أميرا على أربع أسلم، و غفار، و مزينة، و جهينة، و أشجع.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأ محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأ أبو يعلى أحمد بن علي (1)،نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا عبد الرزاق، أنا - و في حديث ابن حمدان، حدّثنا - معمر، عن عثمان بن زفر، عن بعض بني رافع بن مكيث، عن رافع بن مكيث، و كان شهد - و قال ابن المقرئ: ممن شهد - الحديبية - عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«حسن الملكة (2) نماء، و سوء الملكة شؤم». هذا مختصر[4161].

و أخبرناه أتم من هذا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي، أنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن عثمان بن زفر، عن بعض بني رافع بن مكيث، عن رافع بن مكيث، و كان ممن شهد الحديبية أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«حسن الخلق نماء و سوء الخلق شؤم، و البرّ زيادة في العمر، و الصدقة تمنع ميتة السوء»[4162].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد حالا، أنا أبو نعيم الأصبهاني، نا سليمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن عثمان بن زفر، عن بعض بني رافع بن مكيث، عن رافع بن مكيث، قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«حسن الملكة نماء، و سوء الخلق شؤم، و البرّ زيادة في العمر، و الصدقة تمنع ميتة السوء»[4163].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك بن علي، أنا علي بن

ص: 20


1- الحديث من طريق أبي يعلى نقله ابن الأثير في أسد الغابة 48/2.
2- في الاستيعاب:«الخلق» و في تهذيب التهذيب: حسن الخلق و سوء الملكة. و في مسند أحمد كما سيأتي. و قوله: الملكة و الملكة: الملك و الملكة: صفة راسخة في النفس. و الملكة: الملك: يقال: هو ملك يميني أي أملكه.
3- الحديث فى مسند الإمام أحمد(16079 ج 5) طبعة دار الفكر.

محمّد بن علي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: جندب بن مكيث أخو رافع بن مكيث.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1)، قال: رافع بن مكيث الجهني أحد بني الرّبعة، و هو أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يوم الفتح، و له دار بالمدينة و لجهينة مسجد بالمدينة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال: رافع بن مكيث بن عمرو بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عديّ بن الرّبعة بن رشدان بن قيس بن جهينة، أسلم، و شهد الحديبية مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، و كان مع زيد بن حارثة في السريّة التي وجهه فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى حسمى (3) و كانت في جمادى الآخرة سنة ستّ . و بعثه زيد بن حارثة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشيرا على ناقة من إبل القوم فأخذها منه علي بن أبي طالب في الطريق فردّها على القوم و ذلك حين بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليردّ عليهم، ما أخذ منهم لأنهم كانوا قد قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسلموا و كتب لهم كتابا، و كان رافع بن مكيث أيضا مع كرز بن جابر الفهري حين بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سرية إلى العرنيين (4) الذين أغاروه على لقاح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بذي الجدر (5) و كان مع عبد الرّحمن بن عوف في سريته إلى دومة الجندل، و بعثه بكتابه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشيرا بما فتح اللّه عليه، و رافع بن مكيث أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة الأربعة التي عقدها لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على صدقات جهينة يصدّقهم، و كانت له دار بالمدينة، و لجهينة مسجد بالمدينة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد

ص: 21


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- طبقات ابن سعد 345/4.
3- حسمى أرض ببادية الشام بينها و بين وادي القرى ليلتان (ياقوت).
4- عن ابن سعد و الذي بالأصل: العرنين.
5- ذو الجدر: مسرح على ستة أميال من المدينة بناحية قباء (ياقوت).

الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: رافع بن مكيث أخو جندب بن مكيث بن عبد اللّه بن عبادة من بني غنم بن الرّبعة بن رشدان بن قيس بن جهينة، جاء عنه حديث، و ذكر الحديث الإفك.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد ابن خيرون، و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):رافع بن مكيث الجهني، قال بشر: أخبرنا عبد اللّه سمع معمرا (2)،عن عثمان بن زفر، عن بعض بني رافع بن مكيث، عن رافع، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سوء الخلق شؤم»، و قال محمّد عن عبد الرزاق: كان (3) شهد الحديبية[4164].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: جندب بن مكيث و أخوه رافع بن مكيث رويا عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما مكيث بفتح الميم و كسر الكاف و سكون الياء بعدها ثاء معجمة بثلاث - فهو جندب بن مكيث و أخوه رافع بن مكيث رويا عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي، قال:

رافع بن مكيث الجهني، و قيل جندب بن مكيث شهد الحديبية مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه ابنه الحارث عداده في أهل الحجاز.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنبأ محمّد بن شجاع الثّلجي، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال (5):قالوا و عبّأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصحابه و صفّهم صفوفا يعني يوم حنين، و وضع الرايات و الألوية في أهلها فسمّى حامليها فقال: و كان في جهينة أربع

ص: 22


1- التاريخ الكبير 302/1/2.
2- بالأصل:«معمر» و المثبت عن البخاري.
3- بالأصل «كل» و المثبت عن البخاري.
4- الاكمال لابن ماكولا 219/7.
5- الخبر في مغازي الواقدي 896/3.

رايات: راية مع رافع بن مكيث، و راية مع عبد اللّه بن يزيد (1)،و راية مع أبي زرعة معبد بن خالد، و راية مع سويد بن صخر.

قال: و أنا الواقدي (2)،حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مسلم، عن الزّهري، و عبد اللّه بن يزيد، عن سعيد بن عمرو، قال: لما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الجعرّانة (3)قدم المدينة يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من ذي القعدة، فأقام بقية ذي القعدة و ذا الحجة، فلما رأى هلال المحرّم بعث المصدّقين فبعث رافع بن مكيث إلى جهينة.

2129 - رافع بن نصر

أبو الحسن البغدادي الفقيه الزاهد الحمّال (4)

حدّث عن أبي عمر بن مهدي، و حكى عن القاضي أبي بكر بن الباقلاني، و أبي حامد الأسفرايني.

و كان من أهل العلم بالأصول حسن الاعتقاد، و قدم دمشق، و انقطع بمكة.

حكى عنه أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، و أبو عبد اللّه محمّد بن موسى بن عمّار الكلاعي المايرقي.

زكاه المايرقي، فقال: حدّثني الشيخ الفقيه الفاضل الصالح المنقطع بمكة، و كان من أهل العلم بالأصول و معتقد الإمامة أبي الحسن الأشعري، أنشدنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنشدنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنشدنا رافع بن نصر الفقيه البغدادي المعروف بالحمّال، قدم علينا، أنشدنا الشيخ أبو حامد الفقيه الأسفرايني:

كن عالما و اجلس بصفّ النّعال *** خير من الصّدر بغير الكمال

إذا تصدّرت بلا آلة صيرت *** ذاك الصدر صفّ النعال

ص: 23


1- بالأصل: بدر، و المثبت عن الواقدي.
2- مغازي الواقدي 873/3.
3- و قيل بتخفيف الراء، قال ياقوت و الروايتان جيدتان (يعني تشديد الراء و تخفيفها) و هي ماء بين الطائف و مكة، و هي إلى مكة أقرب، نزلها النبي صلى اللّه عليه و سلم لما قسم غنائم هوازن مرجعه من غزاة حنين و أحرم منها. (معجم البلدان).
4- ترجمته في طبقات السبكي 377/4 و الوافي بالوفيات 66/14 و سير الأعلام 51/18. و في الوافي: رافع بن نصر بن أنس و في م: الجمال.

أنشدني أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي السّلمي، أنشدني أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نبهان الرقي، ببغداد، و قد رأيت أنا أبا محمّد هذا و سمعت معه الحديث و درس الفقه معا قال: أنشدني الشيخ الإمام أبو البركات بن الوليد لرافع الحمّال:

كد كدّ العبد إن أح *** ببت أن تحسب حرّا

و اقطع الأماني عن فض *** ل بني آدم طرّا

لا تقل ذا مكسب يز *** ري ففضل الناس أزرى

أنت ما استغنيت عن مث *** لك أعلى الناس قدرا

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي الحافظ ، قال: سمعت أبا محمّد هيّاج بن عبيد الحطّيني يقول: كان لرافع الحمّال في الزهد قدم.

و سمعته يقول: إنما تفقه أبو إسحاق الشيرازي، و أبو يعلى بن الفراء بمعاونة رافع لهما. لأنه كان يحمل و ينفق عليهما (1).

قرأت بخط أبي الفضل بن خيرون و ممن ذكر أنه توفي سنة سبع و أربعين و أربعمائة (2):أبو الحسن رافع بن نصر الفقيه الشافعي بمكة، حدّث عن ابن مهدي و غيره، و كان زاهدا.

2130 - رافع مولى هشام بن إسماعيل بن هشام المخزومي

من حفاظ القرآن، قدم دمشق مع مولاه هشام بن إسماعيل وافدا على عبد الملك، له ذكر.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن نصر، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأ أبو بكر محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني، نا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن وزير، نا الوليد، قال: سئل أبو عمرو عن الدراسة بعد صلاة الصبح فقال:

أخبرني حسان بن عطية أن أول من أحدثها في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل المخزومي في خلافة عبد الملك، و رافع مولاه فأقام الناس به.

ص: 24


1- الخبر في الأنساب (الحمال) و سير الأعلام 52/18 و الوافي بالوفيات 66/14.
2- زيد في سير الأعلام: و قد شاخ.

ذكر من اسمه رباح

اشارة

ذكر من اسمه رباح (1)

2131 - رباح بن عبد الرّحمن بن أبي سفيان

ابن حويطب بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ

ابن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب (2)

أبو بكر القرشي العامري

روى عن جدته (3)،و عن أبي هريرة.

روى عنه: أبو ثفال ثمامة بن وائل، و يقال ابن الحصين المزني، و صدقة غير منسوب، و الحكم بن القاسم الأويسي، و قيل: إنما روى عن أبيه.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضل بهراة، أنبأ أبو مضر محلّم (4) بن إسماعيل بن مضر الضّبّي، أنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمّد السّجزي (5)،نا أبو العباس محمّد بن إسحاق السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز - و هو - ابن محمّد الدراوردي، عن أبي ثفال (6)،عن رباح بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«دم عفراء (7) أحبّ إلى اللّه من دم سوداوين»[4165].

ص: 25


1- رباح بالباء الموحدة و فتح الراء.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 139/2 الوافي بالوفيات 76/14.
3- و هي ابنة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، انظر التهذيب.
4- بالأصل و م «محكم» و الصواب «محلّم» كما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- بالأصل «الشجري» و في م: السجري و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 437/16.
6- إعجامها مضطرب و في م: ثقال: و الصواب بالفاء.
7- في القاموس: الأعفر من الظباء، و هي عفراء، الأبيض ليس بالشديد البياض، أو الذي من يعلو بياضه حمرة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنبأ أبو علي الحسن بن علي، أنبأ أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا الهيثم بن خارجة، قال عبد اللّه و قد سمعته من الهيثم، نا حفص بن ميسرة، عن ابن حرملة، عن أبي ثفال المرّي أنه قال: سمعت رباح بن عبد الرّحمن بن حويطب يقول: حدثتني جدتي أنها سمعت أباها يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا صلاة لمن لا وضوء له، و لا وضوء لمن لم يذكر اللّه عز و جلّ ، و لا يؤمن باللّه من لا يؤمن بي، و لا يؤمن بي من لا يحب الأنصار»[4166].

قال: و ثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني شيبان، نا يزيد بن عياض، عن أبي ثفال بهذا الحديث، قال: سمعت أباها سعيد بن زيد.

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا شيبان، نا يزيد بن عياض بن جعدبة، نا أبو ثفال، عن رباح بن عبد الرّحمن بن أبي سفيان، عن جدته أنها سمعت أباها سعيد بن زيد يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا صلاة لمن لا وضوء له، و لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه»[4167].

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد الدقاق، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن سليمان بن زيد المروزي، أنا أبو عبيد، نا سعيد بن أبي مريم، عن سليمان بن بلال، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن أبي ثفال المرّي و اسمه ثمامة بن وائل، عن رباح بن عبد الرّحمن بن أبي سفيان بن حويطب، قال: سمعت جدتي تحدث أنها سمعت أباها، أما ابن أبي مريم فلم يسمّه، و قال غيره:

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا صلاة لمن لا وضوء له، و لا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه» قال: قال سليمان بن بلال: و قد سمعته من أبي ثفال[4168].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الشروطي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنبأ أبو الخير فرج بن الخضر بن جامع الجوهري، أنا أبو العباس

ص: 26


1- الحديث في مسند الإمام أحمد رقم(3296 ج 9) في مسند أبي ثفال. ط دار الفكر.
2- المصدر نفسه.

أحمد بن علي بن يحيى بن حسان بن سهيل الحرشي الوزان قال: نا أبي، ثنا أبي، نا وكيع بن الجراح، نا حمّاد بن سلمة، نا صدقة مولى ابن الزبير، عن أبي ثفال، عن أبي بكر بن حويطب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا إيمان لمن لا صلاة له، و لا صلاة لمن لا وضوء له»[4169].

هذا حديث غريب من هذا الوجه، و صدقة هذا لم ينسب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث أبي ثفال: عن جدته أنها سمعت أباها، قال يحيى بن معين أبوها: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي (1)،أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأ محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى التّرمذي، قال: قال محمّد بن إسماعيل: أحسن شيء في هذا الباب - يعني باب التسمية قبل الوضوء - حديث رباح بن عبد الرّحمن، و رباح بن عبد الرّحمن عن جدته، عن أبيها، فأبوها: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و أبو ثفال المرّي اسمه ثمامة بن حصين، و رباح بن عبد الرّحمن هو أبو بكر بن حويطب، منهم من روى هذا الحديث فقال عن أبي بكر بن حويطب فنسبه إلى جده.

ذكر أبو محمّد بن زبر فيما نقلته عن كتاب ابنه أبي سليمان، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن سليمان العبدي، عن أبي زيد، قال: حدّثني محمّد بن زبالة عن الحكم بن القاسم، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن أبي سفيان بن حويطب، قال:

قدمت على عبد الملك بن مروان بعد أن هزم ابن الأشعث واحد النفر الثلاثة محمّد بن سعد و عمر بن موسى بن عبيد اللّه بن معمر، و الهلقام بن معبد التميمي، و ذكر حكاية طويلة سنوردها في غير هذا الموضع بإسناد غير هذا إن شاء اللّه عز و جلّ .

و روى الزّبير بن بكّار، عن محمّد بن الحسن بن زبالة، عن إبراهيم بن محمّد بن

ص: 27


1- ترجمته في سير الأعلام 273/20.

عبد العزيز الزهري، عن الحكم بن القاسم، عن عبد الرّحمن بن أبي سفيان بن حويطب والد أبي بكر، لا عن أبي بكر هذه الحكاية بطولها و سيأتي إن شاء اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم بن الزينبي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد الباقلاني: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل، قال (1):رباح بن عبد الرّحمن (2) بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزّى، روى عنه أبو ثفال و صدقة، قال الأويسي: ثنا إبراهيم بن سعد قال: رأيت محمّد بن صفوان، و أبا بكر بن عبد الرّحمن (3) بن حويطب، و أبا سعد، و عثمان بن عمر، و يحيى بن سعيد، و محمّد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم يقضون في مؤخر المسجد. هو من بني عامر بن لؤي القرشي حجازي.

كذا قال، رواه غيره عن البخاري و ابن سعد أصح.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري (4)-إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا علي بن محمّد السمري، قال: و عزل إبراهيم بن هشام و ولي المدينة خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحاكم بن أبي العاص، فاستقضى أبا بكر بن حويطب العامري - عامر بن لؤي - ثم عزله و استقضى محمّد بن صفوان الجمحي.

و ذكر سعيد بن كثير بن عفير: أن رباح بن أبي بكر بن عبد الرّحمن قتل مع بني أمية بنهر أبي فطرس (5) في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة (6).

ص: 28


1- ترجمته في سير الأعلام 273/20.
2- التاريخ الكبير 314/1/2.
3- «عبد الرحمن» مكررة بالأصل، و المثبت يوافق عبارة البخاري.
4- مهملة بدون نقط ، و الصواب عن م و ضبط ، و قد مرّ.
5- بالأصل «قطرس» بالقاف، و في تهذيب التهذيب:«بطرس» و الصواب ما أثبت عن معجم البلدان، و هو موضع قرب الرملة من أرض فلسطين على اثني عشر ميلا من الرملة. به كانت وقعة عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العباس مع بني أمية فقتلهم سنة 132.
6- في تهذيب التهذيب: سنة 133و بالأصل «اثنين» و الصواب ما أثبت.

2132 - رباح بن علي بن موسى بن رباح بن عيسى بن رباح

أبو يوسف البصري القاضي (1)

سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي، و بمصر: أبا بكر المهندس، و أبا الحسن علي بن الحسين قاضي أذنة (2)،و غيرهما، و حدث ببغداد: عن أحمد بن محمّد بن سليمان بن أبي أيوب المالكي، و أحمد بن الحسين المعروف بشعبة، و أبي إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي (3)،و محمّد بن محمّد بن بكر الهزّاني البصريين.

روى عنه: ابنه يوسف بن رباح، و القاضيان أبو عبد اللّه الحسين بن علي الصّيمري، و أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، و أبو خازم محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف بن الفرّاء (4)،و أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال: أنا أبو بكر الخطيب (5):رباح بن علي بن موسى بن رباح أبو يوسف القاضي البصري، قدم بغداد، و حدّث بها عن أحمد بن محمّد بن سليمان بن أبي أيوب المالكي، و أحمد بن الحسين المعروف بشعبة، و أبي إسحاق الهجيمي، و محمّد بن محمّد بن بكر الهزّاني البصريين، حدّثنا عنه القاضيان أبو عبد اللّه الصّيمري، و أبو القاسم التّنوخي [و ذكر لي التنوخي:] (6) أنه سمع منه ببغداد في سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، قال: قال: أنا أبو بكر الخطيب: رباح بن علي بن موسى بن رباح أبو يوسف القاضي البصري، حدث عن أبي إسحاق الهجيمي، و محمّد بن محمّد بن بكر الهزّاني، و أحمد بن الحسين المعروف بشعبة و غيرهم، حدّثنا عنه القاضيان أبو عبد اللّه الصّيمري، و أبو القاسم التنوخي، و ابنه أبو محمّد يوسف بن رباح، حدث عن محمّد بن العوّام السيرافي، صاحب أبي خليفة الجمحي و عن غيره، كتبت عنه.

ص: 29


1- ترجمته في تاريخ بغداد 429/8.
2- أذنة: بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور (معجم البلدان).
3- ترجمته في سير الأعلام 525/15.
4- ترجمته في سير الأعلام 604/19.
5- انظر تاريخ بغداد 429/8 ترجمته.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد و م.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما رباح - بفتح الراء و الباء المعجمة بواحدة (2)-رباح بن علي بن موسى بن رباح أبو يوسف القاضي البصري، حدّث عن أبي إسحاق الهجيمي، و محمّد بن محمّد بن بكر الهزّاني، و أحمد بن الحسين المعروف بشعبة (3) و غيرهم، روى عنه الصّيمري، و التّنوخي.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ثنا، و أبو النجم الشّيحي (4)،أنا أبو بكر الخطيب (5)،قال: سألت يوسف بن رباح عن وفاة أبيه، فقال: مات في سنة ثمان عشرة و أربع مائة. قال الخطيب: و أحسب أنه مات بالبصرة.

2133 - رباح بن قصير اللّخمي

2133 - رباح بن قصير (6) اللّخمي (7)

يقال إن له صحبة، روي عنه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديث.

روى عنه: ابنه عليّ بن رباح.

و كان رباح يسكن مصر، و قدم على معاوية.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد الحداد، أنبأ عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، و إسماعيل بن محمّد البغدادي، قالا:

نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحارثي، نا مطهّر بن الهيثم الكناني، نا موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم له:«ما ولد لك ؟» فقال: يا رسول اللّه، و ما عسى أن يولد لي إما غلام و إما جارية، قال:«و من يشبه ؟» قال: يا رسول اللّه، يشبه أمه أو أباه، قال: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم عندها:«مه، لا تقل كذا. إن النطفة إذا استقرت - يعني في الرحم - أحضرها (8) اللّه عز و جلّ كل نسب بينها و بين آدم، أ ما قرأت

ص: 30


1- الاكمال لابن ماكولا 7/4 و 10.
2- بالأصل:«واحدة» و المثبت عن الاكمال.
3- وردت في الاكمال شغبة بالغين المعجمة، و المثبت يوافق عبارة تاريخ بغداد.
4- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- تاريخ بغداد 429/8.
6- بفتح أوّله، كما في الإصابة و في م: قيصر.
7- ترجمته في الاستيعاب 522/1 هامش الإصابة، و أسد الغابة 51/2 الوافي بالوفيات 77/14 و معجم البلدان (بركوت).
8- بالأصل «أحصرها» بإهمال الصاد، و في م: أحفرها و المثبت يوافق عبارة أسد الغابة.

هذه الآية فِي أَيِّ صُورَةٍ مٰا شٰاءَ رَكَّبَكَ (1) فيما بينك و بين آدم»[4170].

و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنه ستفتح مصر بعدي فانتجعوا (2) خيرها و لا تتخذوها دارا، فإنه يساق إليها أقلّ الناس أعمارا»[4171].

قال أبو عبد اللّه بن مندة: هذا حديث غريب تفرد به مطهّر (3)،و عنه مشهور.

و رواه ابن يونس المصري، عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس، عن أبي همّام الوليد بن شجاع، قال: نا مطهر بن الهيثم، نا موسى بن علي، عن أبيه، عن جده مختصرا قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن مصر ستفتح بعدي فانزعوا خيرها و لا تتخذوها قرارا، فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا» قال أبو سعيد بن يونس: و هذا حديث منكر جدا، و قد أعاذ اللّه أبا عبد الرّحمن موسى بن علي أن يحدّث بمثل هذا، و هو كان أتقى للّه من ذلك، و لم يحدّث به إلاّ مطهّر (4) بن الهيثم. و هو متروك الحديث[4172].

أخبرنا بذلك أبو محمّد العلوي، و أبو الفضل بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، قال: أنا أبو سعيد بن يونس، فذكره.

أنبأنا أبو الغنائم بن ميمون النّرسي (5) الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي، أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6)،قال: و قال قتيبة، عن عبد اللّه بن يزيد، عن موسى، عن أبيه، قال: ذهبت مع أبي إلى معاوية نبايعه (7)فناولني معاوية يده فبايعته.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، ثم حدّثني

ص: 31


1- سورة الانفطار، الآية:18.
2- أي اطلبوه.
3- بالأصل «مظهر» بالظاء المعجمة، و الصواب عن م، و ضبطت اللفظة عن تقريب التهذيب بتشديد الهاء المفتوحة.
4- بالأصل «مظهر» بالظاء المعجمة، و الصواب عن م، و ضبطت اللفظة عن تقريب التهذيب بتشديد الهاء المفتوحة.
5- رسمها غير واضح و مهملة بدون نقط بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 274/19.
6- التاريخ الكبير للبخاري 274/2/3 في ترجمة علي بن رباح.
7- بالأصل: يبايعه.

أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو الفضل أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، قال: قرأته في كتاب علي بن الحسن بن خلف بن قديد بخطه، أنبأ هارون بن أبي الهيذام أنا المفضل بن غسّان الغلاّبي (1)،أنبأ أبو زكريا السّيلحيني (2)،أنا موسى بن علي بن رباح اللّخمي، قال: سمعت أبي يحدث القوم و أنا فيهم فزعم أن أباه أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يسلم، و أنه أسلم زمن (3) أبي بكر.

قال أبو سعيد بن يونس: رباح بن قصير اللّخمي من أزدة ثم من بني القشب (4)، يقال من أهل بركوت (5) من شرقية مصر، كان ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم زمن أبي بكر و ذلك حين قدم حاطب بن أبي بلتعة مصر رسولا من أبي بكر إلى المقوقس و نزل عليهم ببركوت و أبو علي بن رباح وجد موسى بن علي بن رباح، و ما علمت له صحبة و لا رواية، و إنما أخرجناه لأن مطهّر بن الهيثم روى عن موسى بن عليّ ، عن أبيه، عن جده حديثا منكرا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى الفامي، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال: رباح - بالباء - رباح بن قصير والد علي بن رباح اللّخمي الذي يروي عن عقبة بن عامر و هو جدّ موسى بن عليّ .

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبي قال:

رابح بن قصير اللّخمي من بني القشب من شرقية مصر، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، قاله أبو سعيد بن يونس، و أسلم أيام أبي بكر حين قدم حاطب بن أبي بلتعة رسولا من أبي بكر

ص: 32


1- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- السيلحيني نسبة إلى سيلحين قرية معروفة من سواد بغداد و ضبطت اللفظة عن الأنساب.
3- غير واضحة بالأصل و قد تقرأ:«رمى» و الصواب ما أثبت عن أسد الغابة.
4- أهملت القاف بالأصل و سمت عينا و المثبت عن مختصر ابن منظور، و في أسد الغابة «القشيب» و مثله في الأنساب (القشيبي».
5- بركوت بالفتح و ضم الكاف و سكون الواو، من قرى مصر، ينسب إليها رباح بن قصير اللخمي البركوتي من أزدة بن حجر بن جزيلة بن لخم (معجم البلدان).

إلى المقوقس، فنزل عليهم بركوت قرية من قرى مصر، و هو جد موسى بن عليّ بن رباح.

ذكر المفضّل بن غسان، عن يحيى بن إسحاق السّيلحاني (1)،عن موسى بن عليّ بن رباح، قال: سمعت أبي يحدث القوم و أنا فيهم أن أباه أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و أسلم في زمن أبي بكر.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما رباح بفتح الراء و الباء المعجمة بواحدة رباح بن قصير اللّخمي من أزدة ثم من بني القشب من أهل بركوت من شرقية مصر أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم زمن أبي بكر و لا رواية له، و قد روى مطهّر بن الهيثم، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا منكرا لا يصح.

2134 - رباح بن الوليد

و يقال: الوليد بن رباح بن يزيد بن نمران الذّماري (3)

روى عن نمران بن عتبة الذّماري، و إبراهيم بن أبي عبلة، و المطعم بن المقدام.

روى عنه: يحيى بن حسان، و مروان بن محمّد [الطاطري] (4).

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي (5)،أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين بن مهرابرد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا سلمة بن شبيب، نا هارون بن محمّد، نا رباح بن الوليد، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي يزيد، عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أول ما خلق اللّه عز و جلّ القلم، فقال له: اكتب، قال: يا رب ما أكتب ؟ قال: اكتب مقادير كلّ شيء»[4173].

ص: 33


1- كذا وردت بالأصل و م هنا، و قد مرّ قريبا «السيلحيني» نسبة إلى سيلحين.
2- الاكمال لابن ماكولا 7/4 و 8.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 140/2 و الأنساب (الذماري)، و له ذكر في معجم البلدان (ذمار) و نمران بكسر فسكون ففتح كما في المغني. و الذماري بكسر الذال المعجمة و فتح الميم نسبة إلى قرية باليمن قرب صنعاء. و في المراصد: بكسر أوله و يفتح، و في التقريب: بفتح المعجمة و تخفيف الميم.
4- زيادة عن الأنساب (الذماري) للإيضاح و التمييز.
5- رسمها مضطرب بالأصل و م و نميل إلى قراءتها «الكريبي» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 439/7).

كذا قال، و صوابه مروان بن محمّد.

أخبرناه أبو محمّد طاهر بن سهل، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنبأ أبو الحسين بن مكي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن رزيق، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن الحجّاج بن رشدين بمصر، نا سلمة بن شبيب إملاء، نا مروان بن محمّد، نا رباح بن الوليد، فذكر بإسناده نحوه، و هكذا رواه محمود بن خالد، عن مروان بن محمّد.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن بكر بن محمّد بن حيد، أنبأ جدي أبو منصور، نا أحمد بن محمّد بن عبدوس الحيري - إملاء - أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزّار (1)،نا أبو الأزهر، نا مروان بن محمّد الدمشقي، نا رباح بن الوليد الذّماري، نا إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي يزيد الأزدي، عن عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أول ما خلق اللّه القلم، فقال له: اكتب، فقال: يا رب و ما أكتب ؟ قال: اكتب مقادير كل شيء»، و روى يحيى بن حسان عن هذا الشيخ فقلب اسمه[4174].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، و أبو القاسم إبراهيم بن منصور مر بهما (2)،قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبيد بن جويرية، نا الحسن بن عبد العزيز، نا يحيى بن حسان، نا الوليد بن رباح، قال: سمعت نمران يذكر عن أم الدّرداء قالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللّعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها - يعني دونها - ثم تأخذ يمينا و شمالا، فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى قائلها»[4175].

كذا قال، و إنما هو رباح بن الوليد بن (3) يزيد بن نمران.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،

ص: 34


1- ترجمته في سير الأعلام 284/15.
2- كذا رسمها بالأصل و في م: قربهما.
3- بالأصل و م «عن».
4- الجرح و التعديل 489/2/1.

قال: رباح بن الوليد الذّماري، روى عن إبراهيم بن أبي عبلة، روى عنه مروان بن محمّد [الطاطري] (1)،و يحيى بن حسان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في ذكر نفر ثقات: رباح بن الوليد.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأ الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، قال: أما رباح الراء مفتوحة و تحت الباء نقطة واحدة، رباح بن الوليد الذّماري، روى عن إبراهيم بن أبي عبلة، روى عنه مروان بن محمّد الطاطري، و يحيى بن حسان.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، قال:

رباح بن الوليد بن يزيد الذّماري، حدث عن إبراهيم بن أبي عبلة، روى عنه مروان بن محمّد الطّاطري، و روى يحيى بن حسان التّنّيسي (2) عن هذا الشيخ أحاديث سماه فيها الوليد بن رباح. و ذكر أبو داود السّجستاني: أن قوله يحيى وهم. و الصواب قول مروان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أما رباح بفتح الراء و الباء المعجمة بواحدة رباح بن الوليد بن يزيد الذّماري، حدث عن إبراهيم بن أبي عبلة، روى عنه مروان بن محمّد الطّاطري، روى عنه يحيى بن حسان [التّنّيسي] (4)أحاديث فسماه الوليد بن رباح، و قال أبو داود السجستاني: أن قول يحيى وهم و الصواب قول مروان.

في نسخة ما شافهني أبو عبد اللّه الأديب، أنبأ عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):نا محمّد بن عوف، قال: قال مروان - يعني ابن محمّد-: نا رباح بن الوليد و كان ثقة.

ص: 35


1- الزيادة عن الجرح و التعديل.
2- غير مقروءة بالأصل و م و مهملة بدون نقط ، و المثبت عن ترجمته في سير الأعلام 127/10 و هو نزيل تنيس، و قيل إن أصله من دمشق.
3- الاكمال لابن ماكولا 7/4 و 11.
4- الزيادة عن الاكمال.
5- بالأصل: قالا. انظر الجرح و التعديل 490/2/1.

ذكر من اسمه ربعي

اشارة

ذكر من اسمه (1) ربعي

2135 - ربعي بن حراش بن جحش

2135 - ربعي (2) بن حراش (3) بن جحش

ابن عمرو بن عبد اللّه بن بجاد (4) بن عبد بن مالك

ابن غالب بن قطيعة بن عبس (5) بن بغيص

ابن ريث بني غطفان بن سعد بن قيس عيلان

الغطفاني ثم العبسي الكوفي (6)

حدّث عن عمر، و علي، و حذيفة، و عقبة بن عمرو، و أبي ذرّ، و أبي بكرة، و طارق بن عبد اللّه المحاربي، و خرشة بن الحر الفراوي.

روى عنه: الشعبي، و عبد الملك بن عمير، و منصور بن المعتمر، و أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي، و حصين بن عبد الرّحمن، و حميد بن هلال، و محمّد بن علي السّلمي، و أبو سيدان عبيد بن طفيل الغطفاني، و نعيم بن هند الأشجعي، و أبو النصر كثير بن أبي كثير التيمي الكوفي، و الحسن بن عبيد اللّه النّخعي، و هلال مولاه.

ص: 36


1- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
2- ضبطت عن التقريب بكسر أوّله و سكون الموحدة.
3- بكسر المهملة و آخره معجمة (تقريب التهذيب).
4- في تاريخ بغداد: نجاد، بالنون.
5- بالأصل و م:«عميس» و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 250.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 433/8 طبقات ابن سعد 127/6 حلية الأولياء 367/4 و أسد الغابة 52/2 و صحف فيهما «بالخاء» سير أعلام النبلاء 359/4 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و قدم الشام و شهد خطبة عمر بالجابية كما قيل.

أخبرنا أبو المظفّر طاهر بن محمّد بن طاهر بن سعيد البردجردي - بمكة - و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، أنا منصور بن المعتمر، قال: سمعت ربعيا يقول: سمعت عليا [يقول]: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تكذبوا عليّ فإنه من يكذب عليّ يلج النار»[4176].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن البلوي، أنا أبو يعلى الموصلي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي أحمد بن علي بن محمّد بن يحيى الروبج، قالا: أنبأ أحمد بن محمّد بن أحمد بن النّقّور، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (1)،و أبو نصر محمّد بن محمّد الزينبي ح.

و أخبرنا أبو الحسن محمّد بن طراد بن محمّد بن علي الزينبي، و أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن المهتدي، و أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، و أبو البركات عبد الرّحمن بن محمّد بن مكي بن عمر، و أبو سعد عبد الملك بن أحمد بن الحسين بن علي بن قريش، قالوا: حدّثنا أبو القاسم بن البسري (2)،قال ابن المهتدي:

و ابن قريش إملاء ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل بأصبهان، و أبو الحسين بختيار بن عبد اللّه الهندي (3) ببوشنج (4)،و أبو الفضل محمّد، و أبو القاسم محمود ابنا

ص: 37


1- تقرأ بالأصل «السري» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي الحسين بن النقور في سير الأعلام 372/18.
2- بالأصل «السري» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 402/18 باسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري، أبو القاسم و في م: السدي.
3- بالأصل:«أبو الحسن بحسار بن عبد اللّه المهتدي» و لم نجده و الذي أثبت يوافق فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر ص 672) و في الأنساب (الهندي): أبو الحسن و في م: بحي ؟؟؟ ان.
4- مهملة بالأصل بدون نقط و الصواب ما أثبت انظر معجم البلدان، و في الانساب فوشنج بالفاء.

أحمد بن الحسن الحدادي - بتبريز (1)-و أبو محمّد المبارك بن أحمد بن بركة الخباز، و سعدى بنت الحسن بن محمّد ببغداد، قالوا: أنا أبو نصر الزينبي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، قالا: ثنا عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن مسهر - زاد البغوي: قاضي الموصل - عن سعد بن طارق، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة - زاد المخلّص: بن اليمان - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن حوضي لأبعد من أيلة و عدن» (2)-و قال أبو يعلى: من عدن - و الذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم، و لهو أشدّ بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، و الذي نفسي بيده، إني لأذود عنه الرجل - و قال أبو يعلى: نصبهم الرجال - كما يذود الرجل الغريبة من الإبل - و قال الدقاق، و أبو يعلى: الإبل العربية عن حوضه - قال: قيل: يا رسول اللّه: تعرفنا - و في حديث المخلّص: و هل تعرفنا - يومئذ؟ قال:«نعم»،- و في حديث أبي يعلى و يعرفنا قال: نعم - تردون علي - و قال بعضهم: يردونه علي - غرّا محجّلين من آثار الوضوء، و ليست لأحد غيركم»[4177].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، قال: حدثت عن عمران بن عيينة، نا عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش قال: خطبنا عمر بالجابية، فذكر الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر السامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي، نا علي بن عبد اللّه بن المبارك الصّنعاني ح.

و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي الخطيب، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمّام بن محمّد، أنا خيثمة بن سليمان، نا علي بن المبارك بصنعاء، نا زيد بن المبارك نا عمران بن عيينة، نا عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، قال: خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خطبنا في مثل هذا اليوم فقال:

«أوصيكم بأصحابي خيرا، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب. حتى

ص: 38


1- رسمها غير واضح و غير منقوطة و في م: بتيرير لعل الصواب ما أثبت.
2- أي بعد ما بين طرفي حوضي أزيد من المسافة بين أيلة و عدن.

أن الرجل ليقول ما لا يعلم، و يشهد على الشهادة ما استشهد عليها، فمن أراد بحبحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد، و لا - و في حديث الأنماطي ألا لا - يخلونّ أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، من سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن»[4178] المحفوظ حديث عبد الملك، عن جابر بن سمرة، و أخشى أن يكون وهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأ محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمد، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (1):ربعي بن حراش من بني عبس بن بغيص بن ريث بن غطفان، مات بعد الجماجم.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، و أبو نصر محمد بن الحسن بن البنا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (2) في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد اللّه بن بجاد بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان (3) بن مضر.

[قال:] قال هشام بن محمد بن السائب عن أبيه: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى حراش بن جحش فخرّق كتابه، قال: و قد روى ربعي بن حراش عن عمر و علي و خرشة بن الحرّ، و كان ثقة، له أحاديث صالحة، و توفي سنة إحدى و مائة (4)أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو

ص: 39


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 260 رقم 1104.
2- طبقات ابن سعد 127/6.
3- بالأصل:«غيلان» و المثبت عن ابن سعد.
4- كذا و نقل ابن حجر في تهذيب التهذيب عن ابن سعد أنه مات بعد الجماجم في ولاية الحجّاج بن يوسف. و المشهور أن الحجّاج بن يوسف مات سنة خمس و تسعين (انظر تاريخ خليفة).

الحسن بن السّقّا، و أبو محمد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى يقول: ربعي بن حراش، يقولون (1) أهل الكوفة إنه رأى عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أبو أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: في أهل الكوفة:

ربعي بن حراش عبسي، سمع من حذيفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني بنو حراش ثلاثة: ربعي و ربيع و مسعود بن حراش. و لم يرو عن مسعود شيء إلاّ كلامه بعد الموت (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):ربعي بن حراش الغطفاني الكوفي، أتينا عمر و حذيفة، روى عنه منصور، و عبد الملك بن عمير، و حميد بن هلال.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنبأ نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليم، نا علي بن إبراهيم الجوزي، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي قال: ربعي بن حراش صاحب حذيفة يكنى أبا مريم، و له أخ يقال له: مسعود بن حراش، يروي عنه حلام بن صالح الكوفي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري،

ص: 40


1- كذا بالأصل و م.
2- سير الأعلام 361/4 و تهذيب التهذيب 141/2.
3- التاريخ الكبير 327/1/2.

قال: و أما حراش الحاء مكسورة غير معجمة، و الراء غير معجمة فمنهم ربعي بن حراش، روى أن بعض علماء بغداد أملى عليهم ابن حراش فلما أنكروا عليه أخذ العلم فمحمح على الجارود، عن علي بن أبي طالب، و حذيفة، و أبي مسعود البدري، و له قدر و ذكر، و ينسب إلى الصّدق و العفة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري، و حدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى.

أخبرنا (1) نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد، قال:

حراش بالحاء المهملة، ربعي بن حراش، عن علي، و حذيفة، و أبي مسعود.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي، قال: ربعي بن حراش الغطفاني - و قال ابن سعد: العبسي الكوفي الأعور - أخو مسعود، سمع علي بن أبي طالب و حذيفة، و أبا مسعود، و عقبة بن عمر، و روى عنه عبد الملك بن عمير، و منصور (2) في «العلم» و «البيوع» و «الاستقراض»، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، و صلى عليه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، ذكره البخاري، و قال الدّهلي فيما كتب إليّ أبو نعيم، قال: و ربعي بن حراش في زمن عمر بن عبد العزيز - يعني موته - و قال ابن أبي شيبة نحو الذّهلي، و قال ابن نمير: مات سنة إحدى و مائة، و قال ابن سعد: توفي في ولاية الحجاج بعد الجماجم.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال: أنا أبو بكر الخطيب (3):ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد اللّه بن بجاد (4) بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيص بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان (5) بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان العبسي الكوفي، روى عن عمر بن

ص: 41


1- كذا بالأصل و م، و ثمة سقط في الكلام بعد قوله:«أخبرنا» راجع فهارس الأسانيد (المطبوعة: عبد اللّه بن جابر ص 852).
2- يعني ابن المعتمر، أبا عتاب السلمي الكوفي، انظر ترجمته في سير الأعلام 402/5.
3- تاريخ بغداد 433/8.
4- في تاريخ بغداد: نجاد.
5- بالأصل بالغين المعجمة، خطأ.

الخطاب، و علي بن أبي طالب، و حذيفة بن اليمان، و أبي بكرة، و عمران بن حصين، حدث عنه عامر الشعبي، و عبد الملك بن عمير، و منصور بن المعتمر، و أبو مالك الأشجعي، و حصين (1) بن عبد الرحمن، و حميد بن هلال، و محمد بن علي السلمي، و إبراهيم بن مهاجر، و غيرهم، و كان ثقة، و هو أخو مسعود و ربيع ابني حراش ممن ورد المدائن غير مرة في حياة حذيفة و بعده.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما حراش بحاء مهملة مكسورة وراء مفتوحة و شين معجمة: ربعي و مسعود و ربيع بنو حراش العبسيون، روى ربعي عن علي، و حذيفة، و روى أخوه مسعود، عن حذيفة، و أخوهم ربيع هو الذي تكلم بعد موته.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، و عن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز، أنبأ علي بن محمد بن خزفة (3) قالا: ثنا أبو عبد اللّه الزّعفراني، أنبأ أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أحمد بن حنبل، نا حجاج قال: قلت لشعبة: هل أدرك عليا؟ قال: نعم، حدّث عن علي و لم يقل سمع - يعني ربعيا-.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه، نا حجاج، قال: قلت لشعبة: هل أدرك عليا؟ قال: نعم، حدث عن علي و لم يقل سمع - يعني ربعيا-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، عن مجالد، قال: كان المحدثون من أصحاب عبد اللّه فذكرهم و فيهم: ربعي بن حراش العبسي، قال أبو جعفر بن أبي شيبة: و لم يسمع ربعي من عبد اللّه.

ص: 42


1- بالأصل:«حصن» و المثبت عن م و انظر تاريخ بغداد و تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
2- الاكمال لابن ماكولا 424/2 و 426.
3- بالأصل «حرفه» و في م: حرقه و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير، و قد مرّ التعريف به.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سلميان، نا أبو يعقوب إسحاق بن سيار، نا أبو عاصم، عن كثير - يعني ابن أبي كثير-، أنبأ النضر، حدثني ربعي أنه انطلق إلى حذيفة يزوره - و كانت أخته تحت حذيفة - فخرج من خرج من أولئك إلى عثمان، فقال لي حذيفة: ما فعل قومك يا ربعي، هل خرج منهم أحد؟ فأسمى له نفرا، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من خرج من الجماعة، و استذلّ الإمارة، لقي اللّه و لا وجه له عنده»[4179].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا داود بن عمرو، نا علي بن هاشم - يعني ابن البريد-، نا محمد بن علي السّلمي، قال: رأيت ربعي بن حراش و مرّ بعشّار و معه مال، فأخذه فوضعه على قربوس (2) السّرج ثم غطّاه و مرّ (3)أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنبأ محمد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه، أنبأ الحسين بن عبد اللّه بن سعيد، أخبرني أبو بكر بن دريد، أنا ابن أخي الأصمعي عن عمه، قال: أتى رجل الحجّاج بن يوسف، فقال: ربعي بن حراش زعموا لا يكذب، و قد قدم ابناه عاصيين. فابعث إليه فاسأله فإنه سيكذب، فبعث إليه الحجّاج فقال: ما فعل ابناك يا ربعي، فقال: هما في البيت و اللّه المستعان، فقال له الحجاج: هما لك، و أعجبه صدقه (4)أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،أنا القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم، فيما قرئ عليه و أذن لي، قال: نا محمد بن أيوب، نا نوح بن حبيب، نا وكيع بن الجرّاح، نا سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش، قالوا: من ذكرت يا أبا سفيان ؟ قال: ذكرت ربعيا، و تدرون من ربعي ؟ كان ربعي من أشجع، زعم قومه أنه لم

ص: 43


1- بالأصل و م المرزقي بالقاف، و الصواب بالفاء، و قد مرّ كثيرا.
2- القربوس: حنو السرج.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 360/4.
4- الخبر نقله الذهبي عن الأصمعي 360/4.
5- الخبر في حلية الأولياء 368/4 ترجمته.

يكذب قط ، فسعى به ساعي (1) إلى الحجاج بن يوسف، فقالوا: هاهنا رجل من أشجع زعم قومه أنه لم يكذب قط ، و أنه سيكذب لك، فإنك ضربت على ابنيه البعث فعصيا و هما في البيت، فبعث إليه فإذا شيخ منحن فقال له: ما فعل ابناك ؟ فقال: هما هذان في البيت، قال: فحمله و كساه و أوصى به خيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عمر بن بكير، نا أبو عبد الرحمن الطائي، أنا أبو بردة بن عبد اللّه بن أبي بردة، قال: كان يقال إن ربعي بن حراش لم يكذب كذبا قط ، قال: فأقبل ابناه من خراسان مديا (2) حلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال: أيها الأمير إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب كذبة قط ، و قد قدم ابناه من خراسان و هما عاصيان، فقال الحجاج: عليّ به، فلما جاءه قال: أيها الشيخ، قال: ما تشاء، قال: ما فعل ابناك ؟ قال:

المستعان اللّه خلفتهما في البيت، قال: لا جرم و اللّه لا أسوؤك فيهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، زاد ابن الطّيّوري و ابن عمه أبو نصر محمد بن الحسن بن محمد.

و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر بن الخطيب (3)،أنا حمزة بن محمد بن طاهر، قالوا: أنا أبو العباس الوليد بن بكر بن مخلد (4)،أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي أحمد بن صالح، قال:

ربعي بن حراش كوفي تابعي ثقة، و يقال إنه لم يكذب كذبة قط ، و كان له ابنان عاصيان زمن الحجاج، فقيل للحجاج: إن أباهما لم يكذب كذبة قط ، لو أرسلت إليه فسألته عنهما، فأرسل إليه فقال: أين ابناك ؟ قال: هما في البيت، قال: قد عفونا عنهما، بصدقك، زادني الأنماطي عن ابن الطّيوري وحده عنهما و البلخي عن ثابت وحده عن

ص: 44


1- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
2- كذا رسم اللفظتين:«مد؟؟؟ ا حملا» و في م:«فدنا حلا» و لم أحلهما.
3- تاريخ بغداد 433/8-434.
4- قوله:«بن مخلد» ليس في تاريخ بغداد، و مكان اللفظتين:«الأندلسي».

الحسين، عن الوليد بن بكر بإسناده في موضع آخر: من خيار التابعين.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأ علي بن طلحة المقرئ، أنا محمد بن إبراهيم الغازي (2)،نا محمد بن محمد بن داود الكرخي (3)،حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، قال: ربعي بن حراش كوفي صدوق.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب (4).

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا، أنا محمد بن الحسين، نا محمد بن جعفر بن عون، أخبرني بكر بن محمد العابد، عن الحارث الغنوي، قال: آلى ربيع بن حراش ألاّ تفترّ (5) أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره، فما ضحك إلاّ بعد موته، و آلى أخوه ربعي بعده ألاّ يضحك حتى يعلم أ في الجنة هو أو في النار. قال الحارث الغنوي: فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل متبسما على سريره - و كنا في رواية الخطيب: و نحن - نغسّله حتى فرغنا منه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: مات ربعي بن حراش العبسي زمن الحجاج بعد الجماجم.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن محمد بن عبد اللّه المعدّل، ثنا الحسين بن صفوان البردعي.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن بن محمد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمد بن عمر، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا

ص: 45


1- المصدر السابق نفسه.
2- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: الغاري.
3- في تاريخ بغداد: الكرجي.
4- انظر تاريخ بغداد 434/8 و نقله الذهبي في سير الأعلام 361/4.
5- بالأصل و م:«تغير» و المثبت عن سير الأعلام.
6- تاريخ بغداد 434/8.

محمد بن سعد، قال: ربعي بن حراش العبسي - زاد ابن شجاع: روى عن عمرو، قالا:- توفي في ولاية الحجاج بعد الجماجم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر السنجي أبي الخطيب، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد اللّه.

و أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوّار، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبيد اللّه الطناجيري، أنا محمد بن زيد بن علي بن مروان، أنا محمد بن محمد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، قال: نا أصحابنا: أن ربعي بن حراش [مات (1) سنة] إحدى و ثمانين، و كان ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن بجاد العبسي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (2):و فيها - يعني سنة اثنين و ثمانين - مات ربعي بن حراش بعد الجماجم.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأ أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي أحمد بن حنبل، نا أبو نعيم، نا سعيد.

و أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون بن راشد، ثنا أبو زرعة، قال (3):قال أبو نعيم ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنبأ أبو منصور محمد بن الحسن، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن عبد الرحمن، نا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني عبد اللّه بن أبي الأسود، قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات ربعي بن حراش في خلافة - و قال أبو زرعة في ولاية - عمر بن عبد العزيز و صلّى عليه عبد الحميد - زاد أبو زرعة: بن عبد الرحمن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، ثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر

ص: 46


1- ما بين معكوفتين مكانه بالأصل:«ما نصبه» كذا و المثبت و الزيادة عن م.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 288.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة 294/1.

الخطيب (1):أنا ابن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: قال أبو نعيم: مات ربعي بن حراش في زمن عمر بن عبد العزيز.

قال: و أنا محمد بن أحمد بن رزق، نا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد اللّه، قال أبو نعيم حدثني ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمد بن علي، أنا محمد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، عن أبي نصر، قال: و أخبرني سعيد بن جميل العبسي، قال: رأيت ربعي بن حراش رجلا أعور صلّى عليه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد، و ذلك في ولاية عمر بن عبد العزيز (2)أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّمّاك، نا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد اللّه فذكره.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو جعفر بن أبي شيبة، قال: قال عمي: مات ربعي بن حراش زمن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمد بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص إجازة، حدثنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد، أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة مائة فيها توفي ربعي بن حراش العبسي، صلّى عليه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد، قالا: نا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمد بن الحسن، نا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، نا ابن نمير، قال: مات ربعي بن حراش سنة إحدى و مائة.

ص: 47


1- تاريخ بغداد 434/8.
2- المصدر السابق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنبأ محمد بن أحمد بن عبد اللّه ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوّار، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن زيد بن علي بن مروان، نا محمد بن محمد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، قال: و نا الفضل بن دكين، قال: مات ربعي بن حراش سنة إحدى و مائة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (1)،أنا هبة اللّه بن منصور (2)،أنا أحمد بن عبيد:

أخبرناه محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ربعي بن حراش مات سنة أربع و مائة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة، أنا محمد بن الحسين الزّعفراني ح.

و أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو النجم، أنبأ أبو بكر الحافظ (3)،نا عبيد (4) اللّه بن عمر الواعظ ، حدثني أبي، نا الحسين بن أحمد - يعني ابن صدقة-، قالا: أنا أحمد بن أبي خيثمة، أنا علي بن أحمد المدائني، قال: ربعي بن حراش من بني الحريش، مات سنة أربع و مائة.

الصواب علي بن محمد، و ربعي: عبسي لا حرشي.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد، أنا ابن أبي سليمان بن زبر، قال: قال المدائني: مات ربعي بن حراش سنة أربع و مائة.

ص: 48


1- تاريخ بغداد 434/8.
2- في تاريخ بغداد: هبة اللّه بن الحسن الطبري.
3- المصدر السابق.
4- تاريخ بغداد: عبد اللّه.

2136 - ربعي بن عامر

2136 - ربعي بن عامر (1)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح دمشق، ثم خرج إلى القادسية مع هاشم بن عتبة، و شهد فتوح خراسان، و قال في ذلك شعرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلص، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، عن خالد، و عبادة، قالا: و قدم على أبي عبيدة كتاب عمر بأن [يصرف] (2) جند العراق إلى العراق و أمرهم بالحث إلى سعد بن مالك فأمر على جند العراق هاشم بن عتبة و على مقدمته القعقاع بن عمرو، و على مجنبتيه عمر (3) بن مالك الزّهري و ربعي بن عامر، و صرفوا بعد دمشق نحو سعد، قال سيف:

و في ذلك يعني فتح خراسان يقول ربعي بن عامر:

نحن وردنا من هراة منا هلا *** روا من المروين إن كنت جاهلا

و بلخ و نيسابور قد شقيت بنا *** و طوس و مرو قد أزرنا القبائلا

أنخنا إليها كورة بعد كورة *** نفضهم حتى احتوينا المناهلا

فلله عينا من رأى مثلنا معا *** غداة أزرنا الخيل تركا و كابلا

ص: 49


1- ترجمته في الإصابة 503/1.
2- الزيادة عن الإصابة.
3- الإصابة: عمير.

ذكر من اسمه ربيعة

2137 - ربيعة بن أحمد بن طولون

كان أبوه أمير مصر و دمشق، و كان بدمشق مع أخيه خمارويه بن أحمد، ثم نص (1)عليه ابن أخيه جيش بن خمارويه بها و حمله إلى مصر.

حكى عنه أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم المعروف بابن الداية حكاية في جيش العقبي، تقدم ذكرها في ترجمة جيش.

2138 - ربيعة بن إبراهيم الدمشقي

حكي عنه شيء مرسل، حكاه عنه رجل من بني كنانة يقال له ابن أبي صالح، تقدمت روايته في ترجمة حارثة بن قطن.

2139 - ربيعة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة

ابن جمح الجمحي القرشي (2)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و أسلم، ثم شرب الخمر في خلافة عمر، فهرب خوفا من إقامة الحدّ إلى الشام، ثم لحق بالروم فتنصر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن السعدي، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، نا أبو بكر الرّمادي، نا عبد الرزاق، أنا معمر،

ص: 50


1- كذا رسمها بالأصل و في م: جن و لعل الصواب: قبض.
2- ترجمته في أسد الغابة 57/2 و الإصابة 530/1.

عن الزهري، قال: و أنا أبو بكر الخرائطي، نا العباس الدوري، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف، قال:

حرست مع عمر رضي اللّه عنه ليلة بالمدينة (1) فبينا نحن نمشي شبّ لنا سراج فانطلقنا نؤمّه، فلما دنونا إذا باب مجاف (2) على قوم لهم فيه أصوات و لغط فأخذ عمر بيدي و قال لي: أ تدري بيت من هذا؟ قلت: لا، قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، و هم الآن شرب، فما ترى ؟ قلت: أرى قد أتينا ما نهانا اللّه تبارك و تعالى عنه (3)وَ لاٰ تَجَسَّسُوا (4)زاد الرّمادي: و قد تجسسنا - فرفع (5)عمر و تركهم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد بن الزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمد بن يحيى، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه حرس ليلة مع عمر بن الخطاب بالمدينة، فبينما هم يمشون، شبّ لهم سراج في بيت، فانطلقوا يؤمّونه حتى إذا دنوا منه إذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة و لغط ، فقال عمر: و أخذ بيد عبد الرحمن: أ تدري بيت من هذا؟ قال: لا، قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، و هم الآن شرب، كما ترى، فقال عبد الرحمن: أرى أن قد أتينا ما نهانا اللّه فقال: وَ لاٰ تَجَسَّسُوا فقد تجسسنا، فانصرف عنهم عمر و تركهم (6).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد الكلاعي، قراءة عليه، أنبأ تمّام بن محمد، أنا أبي أبو الحسين الرازي، أخبرني أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن جعفر، حدّثني علي بن الوليد، نا المزني، نا الشافعي، نا عبد الوهاب، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، أن أبا بكر

ص: 51


1- بالأصل:«المدينة» و المثبت عن الإصابة.
2- أي مردود.
3- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام.
4- سورة الحجرات، الآية:12.
5- الإصابة: فانصرف.
6- الخبر بهذه الرواية نقله ابن حجر في الإصابة 531/1.

الصّدّيق كان من أعبر الناس للرؤيا فأتاه ربيعة بن أمية بن خلف، فقال: إني رأيت في المنام كأني في أرض معشبة مخصبة إذ خرجت منها إلى أرض مجدبة كالحة، و رأيتك في جامعة من حديد عند سرير ابن أبي الحسن (1)،فقال أبو بكر: أمّا ما رأيت لنفسك، فإن صدقت رؤياك فستخرج من الإيمان إلى الكفر، و أمّا ما رأيت لي فإنّ ذلك دينه جمعه اللّه لي في أشدّ الأشياء، السرير، و ذلك يوم الحشر، قال: فشرب ربيعة الخمر في زمان عمر بن الخطاب، فهرب منها إلى الشام و هرب منها إلى قيصر، فتنصر و مات عنده نصرانيا، و قد روي نحو هذا المنام عن صهيب.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا بشر بن موسى بن صالح الأسدي، نا الحميدي، قال: قال سفيان: و ثنا حصين بن عبد الرحمن، قال: و أتى صهيب في النوم: كأن أبا بكر في جامعه و هو موثق إلى دار أبي الحشر، فلما أصبح لقي أبا بكر فسلّم عليه أبو بكر فلم يردّ عليه صهيب، فقال: يا صهيب أسلّم عليك فلا تردّ علي، فقال: دعني، قال: لتخبرني فأخبره، فقال أبو بكر:

اللّه أكبر، جمع لي أمري إلى يوم الحشر، قال الحميدي: الغل يكره و الجامعة نسخت.

حدّثني أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا محمد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمد بن الشرقي، نا محمد بن يحيى، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب، أن عمر غرّب ربيعة بن أمية بن خلف في الخمر إلى خيبر فلحق بهرقل فتنصر، فقال عمر: لا أغرّب بعده أحدا أبدا (2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال في تسمية ولد أمية:

ربيعة بن أمية لحق بالروم و تنصر.

ص: 52


1- في المختصر:«ابن أبي الحشر» و في الإصابة 531/1 عند سرير إلى الحشر.
2- الإصابة 531/1.

2140 - ربيعة و لقبه مسكين بن أنيف

ابن شريح بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد اللّه بن دارم

ابن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم (1)

و يقال ربيعة بن عامر بن أنيف بن شريح بن (2) عمرو بن عمرو بن زيد بن عبد اللّه بن عدس بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، و قيل ابن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمرو بن عدس الدارمي.

شاعر شجاع من أهل العراق، وفد على معاوية و على ابنه يزيد، و حضر لبيد بن عطارد حين لطمه غلام عمرو بن الزبير، و قال في ذلك شعرا يأتي في ترجمة لبيد.

و لقّب بمسكين لقوله (3):

أنا مسكين لمن أنكرني *** و لم يعرفني جدّ نطق

لا أبيع الناس عرضي إنني *** لو أبيع الناس عرضي لنفق

قرأت في كتاب أبي الفرح علي بن الحسين الأموي (4)،أخبرني هاشم بن محمّد، نا عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد، حدّثني محمّد (5) بن عبد اللّه بن مالك الخزاعي، حدّثني عبد اللّه بن ياسين (6)،أخبرني أيوب بن أبي أيوب السعدي (7)،قال: قدم مسكين الدّارمي على معاوية فسأله أن يفرض له فأبى عليه، و كان لا يفرض إلاّ لليمن، فخرج مسكين و هو يقول:

أخاك أخاك إنّ من لا أخا له *** كساع إلى الهيجا بغير سلاح

و ان ابن عمّ المرء فاعلم جناحه *** و هل ينهض (8) البازي بغير جناح ؟

ص: 53


1- ترجمته في الأغاني 205/20 و معجم الأدباء 126/11، و الشعر و الشعراء ص 347.
2- بالأصل «عن» و المثبت عن م، و انظر جمهرة ابن حزم ص 232.
3- البيتان في الأغاني 205/20 و معجم الأدباء 127/11.
4- الخبر في الأغاني 208/20.
5- سقطت من الأغاني.
6- الأغاني: عبد اللّه بن بشير.
7- بالأصل و م: السعيدي.
8- عن الأغاني و بالأصل: ينهق.

و ما طالب الحاجات إلاّ مغرّر *** و ما نال شيئا طالب كجناح

قال السعدي (1):فلم يزل معاوية كذلك حتى غزى اليمن و كثرت، و ضعفت عدنان فبلغ معاوية أن رجلا من أهل اليمن قال يوما: لهممت [ألاّ أدع بالشام أحدا من مضر، بل هممت] (2) ألاّ أحلّ حبوتي حتى أخرج كلّ نزاريّ بالشام، فبلغت معاوية، ففرض من وقته لأربعة آلاف (3) رجل من قيس سوى خندف و قدم على تفيئة (4) ذلك عطارد بن حاجب على معاوية، فقال له: ما فعل الفتى الدارمي الصبيح الوجه الفصيح اللسان - يعني مسكينا-؟ فقال: صالح يا أمير المؤمنين، قال: أعلمه أني قد فرضت له فله شرف بالعطاء و هو في بلاده، فإن شاء أن يقيم بها (5) أو عندنا فليفعل، فإنّ عطاءه سيأتيه، و بشّره بأن قد فرضت لأربعة آلاف (6) من قومه من خندف، قال: و كان معاوية بعد ذلك يغزي اليمن في البحر، و يغزي قيسا في البرّ. فقال شاعر اليمن (7):

ألا أيها القوم الذين تجمعوا *** بعكّا أناس أنتم أم أباعر؟

أ يترك قيسا (8) آمنين بدارهم *** و تركب (9) ظهر البحر و البحر زاخر

فو اللّه ما أدري و إني لسائل *** أ همدان يحمى ضيمها (10) أم يحابر؟

أم الشرف الأعلى من أولاد حمير *** بنو مالك أن تستمرّ المرائر

أ أوصى أبوهم بينهم أن تواصلوا *** و أوصى أبوكم بينكم أن تدابروا

قال: و يقال: إن النجاشي قال هذه الأبيات.

و قرأت هذه القصة في كتاب آخر عن الأصبهاني، عن أبي أحمد حبيب بن نصر المهلّبي، عن محمّد بن عبد اللّه بن مالك الخزاعي بإسنادها نحوه، و زاد بعد شعر شاعر

ص: 54


1- بالأصل: السعيدي.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني.
3- بالأصل: ألف.
4- أي على إثر ذلك.
5- عن الأغاني، و بالاصل «بهما».
6- بالأصل: ألف.
7- الأبيات في الأغاني 209/20.
8- الأغاني: أ تترك قيس.
9- بالأصل:«و تركت» و المثبت عن الأغاني.
10- تقرأ بالأصل: تحمس خيمنا، و المثبت عن الأغاني.

اليمن: فرجع إليهم جميعا عن وجههم، و بلغ معاوية ما كان، فدعا بهم فسكن منهم، و قال: أنا أغزيكم في البحر لأنه أرفق من الجبل و أقل مئونة، و أنا أعاقب بينكم في البرّ و البحر. ففعل ذلك.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن الغسّاني، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنبأ عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، أنا محمّد بن جرير (1)،قال: قال هشام بن محمّد عن أبي مخنف: حدّثني منيع بن العلاء السّعدي أن مسكين بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن عديس كان فيمن قاتل المختار فلما هزم الناس لحق بأذربيجان بمحمّد بن عمير بن عطارد و قال:

عجبت دختنوس لما رأتني *** قد علاني من المشيب خمار

فأهلّت بصوتها و أرنّت *** لا تهالي قد شاب مني العذار

إن تريني قد بان غرب شبابي *** و أتى دون مولدي أعمار (2)

ابن عامين و ابن خمسين عاما *** أي دهر إلاّ له أدهار

ليت يسعى لها و جوبتها لي *** يوم قالت أ لا ترم تغار (3)

ليتنا قبل ذلك اليوم متنا *** أو فعلنا ما يفعل الأحرار

فعل قوم نفاني (4) الحين عنهم *** لم أقاتل و قاتل العيزار

فتولّيت عنهم و أصيبوا *** و نفاني (5) عنهم شنار و عار

لهف نفسي على شهاب قريش *** حين يؤتى برأسه المختار

يعني عمر بن سعد بن أبي وقاص.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن

ص: 55


1- الخبر في تاريخ الطبري 70/6 في حوادث سنة 66.
2- الطبري: أعصار.
3- في الطبري: ليت سيفي... أ لا كريم يغار.
4- الطبري: تقاذف الخير عنهم.
5- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن الطبري.

الصلت، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن شباب، حدّثني أبي، أنا أحمد بن عبيد، عن ابن الكلبي، قال: لما نزلت بعبد اللّه بن شداد الموت دعا ابنا له فأوصاه فكان فيما أوصاه أن قال: يا بني عليك بصحبة الأخيار و صدق الحديث، و إياك و صحبة الأشرار فإنها شنار و عار و كن كما قال مسكين الدارمي:

اصحب الأخيار و ارغب فيهم *** رب من صحبته مثل الجرب

و أصدق الناس إذا حدّثتهم *** ودع الكذب فمن شاء كذب

رب مهزول سمين عرضه *** و سمين الجسم مهزول الحسب (1)

أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده، أنبأ أبو علي الجازري:

أخبرنا أبو المعافا بن زكريا، نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا أحمد بن عبيد، قال: قال الهيثم بن عدي: قال وهب بن منبه: الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه فذكر حكاية، قال: و أنشد لمسكين الدارمي في ذلك (2):

اتّق الأحمق أن تصحبه *** إنّما الأحمق كالثوب الخلق

كلما رقّعت منه جانبا *** حرّكته الريح وهنا فانخرق

أو كصدع في زجاج فاحش (3) *** هل يرى صدع زجاج يتفق

و إذا جالسته في مجلس *** أفسد المجلس منه بالخرق (4)

و إذا نهنهته كي يرعوي *** زاد جهلا و تمادى في الحمق

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان المالكي، قال: و لمسكين الدارمي (5):

و إذا الفاحش لاقا فاحشا *** فهناكم وافق الشيء (6) الطّبق

ص: 56


1- في الأغاني 211/20 سمين بيته و سمين البيت مهزول النسب.
2- الأبيات في معجم الأدباء لياقوت الحموي 129/11-130.
3- في معجم الأدباء: زجاج بيّن أو كفتق و هو يعيى من رتق .
4- الخرق: الأحمق.
5- الأبيات في معجم الأدباء 130/11.
6- معجم الأدباء: الشن الطبق.

إنما الفحش و من يعنى به (1) *** كغراب الشرّ ما شاء نعق

أو حمار الشرّ (2) إن أشبعته *** رمح الناس و إن جاع نهق

أو غلام السوء إن جوّعته *** سرق الجار و إن يشبع فسق

أو كغيرى رفعت من ذيلها *** ثم أرخته ضرارا فانمزق

أيها السائل عما قد مضى *** هل جديد مثل ملبوس خلق

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر، أنا أبو عمر، و عبد الوهاب بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح الأزدي: أن رجلا من الأنصاري حدثه، قال:

قال مسكين الدارمي (3):

و لست إذا ما سرّني الدهر ضاحكا *** و لا خاشعا ما عشت من حادث الدّهر

و لا جاعلا عرضي لمالي وقاية *** و لكن أقي عرضي فيحرزه و فري

أعفّ لذي عسري و أبدي تجملا *** و لا خير فيمن لا يعفّ لدى العسر

و إنّي لأستحي إذا كنت معسرا *** صديقي و إخواني بأن يعلموا فقري

و أقطع إخواني و ما حال عهدهم *** حياء و إعراضا و ما بي من كبر

فإن يك عارا ما أتيت فربما *** أتى أمر يوم السوء من حيث لا تدري

و من يفتقر يعلم مكان صديقه *** و من يحيى لا يعدم بلاء من الدّهر

فإن يك الجاني الزمان إليكم *** حبيس المؤاتي في الضيعة و الذخر

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم (4) بن مجاهد، أنبأ محمّد بن أحمد بن المسلمة في كتابه، أنا محمّد بن عمران بن موسى إجازة، نا أحمد بن محمّد المكي، ثنا أبو العيناء، نا العتبي، قال: قال مسكين الدارمي (5):

رأيت زيادة الإسلام ولّت *** جهارا حين ودّعنا زياد

ص: 57


1- معجم الأدباء: و من يعتاده كغراب السوء.
2- معجم الأدباء:«حمار السوء» و رمح: رفس.
3- الأبيات في معجم الأدباء 129/11.
4- بالأصل:«دقسم» و في م: مجاهد و المثبت عن شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عاصم - عائذ 649).
5- البيت في الأغاني 206/20.

فقال الفرزدق (1):

أ مسكين أبكى اللّه عينيك إنما *** جرى في ضلال دمعها إذ تحدّرا

بكيت امرأ من أهل ميسان (2) كافرا *** ككسرى على عدّانه (3) أو كقيصرا

أقول لهم لما أتاني نعيه: *** به لا بظبي (4) بالصريمة أعفرا

فقال له مسكين:

ألا أيها المرء الذي لست قائما *** و لا قاعدا (5) في القوم إلاّ انبرى ليا

فجئني بعمّ مثل عمي أو أب *** كمثل أبي أو خال صدق كخاليا

قال: و أنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة النحوي، نا إسماعيل بن إسحاق الأزدي، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، نا المجالد، عن الشعبي، قال: مات زياد بالكوفة سنة ثلاث و خمسين فرثاه مسكين الدارمي فقال:

صلّى الإله على قبر و ساكنه *** دون الثّويّة (6) تجري فوقه المور

أبا المغيرة و الدنيا مغيّرة *** إنّ امرأ غرّت الدنيا لمغرور

فقال الفرزدق لمسكين:

أ مسكين أبكى اللّه عينيك إنما *** جرى في ضلال دمعها إذ تحدّر

و ذكر الأبيات.

أنبأنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا عبد اللّه بن عبد الرزاق بن عبد اللّه بن الفضيل، أنا محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا محمّد بن المغلّس، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا محمّد بن حميد، عن عمه، قال: قال مسكين الدارمي:

ص: 58


1- الأبيات في ديوانه 206/1 و الأغاني 206/20.
2- كورة بين البصرة و واسط .
3- العدان: الزمان، أي على زمانه و عهده.
4- قوله:«به لا بظبي» مثل يضرب عند نعي العدو، و هو دعاء لهم في الشماتة.
5- في الأغاني: لست قاعدا و لا قائما.
6- الثوية: موضع قريب من الكوفة (معجم البلدان).

ناري و نار الجار واحدة *** و إليه قبلي تنزل القدر (1)

قالت امرأته: صدقت و اللّه لأن القدر له، و أنت لا قدر لك، و قد روي هذا البيت لحاتم الطائي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة و السلميون، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنبأ أبو بكر الخرائطي قال: أقرأني أبو جعفر العدوي لحاتم طيّئ (2):

ناري و نار الجار واحدة *** و إليه قبلي تنزل القدر

ما ضرّ جارا لي أجاوره *** أن لا يكون لبابه ستر

أغضي إذا ما جارتي برزت *** حتى تواري (3) جارتي الخدر

2141 - ربيعة بن الحارث بن عبيد، و يقال ابن عبد اللّه بن الحارث

أبو زياد الجبلاني (4) الحمصي القاضي

قدم دمشق، و حدث بها و بحمص: عن جعفر بن عبد اللّه السالمي، و عتبة بن السكن، و أبي القاسم عبد اللّه بن عبد الجبار الخبائري (5)،و محمّد بن زياد صاحب لهشيم، و أحمد بن الفرج، و سليمان بن سلمة، و أحمد بن حنبل و غيرهم.

روى عنه: أبو الميمون بن راشد، و محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، و الحسن بن أحمد بن غطفان، و عبد الصمد بن سعيد الحمصي القاضي، و القاضي أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير الذّهلي،

ص: 59


1- البيت في الشعر و الشعراء ص 348.
2- الأبيات في الشعر و الشعراء منسوبة لمسكين ص 348 و في معجم الأدباء 132/11 منسوبة أيضا لمسكين الدارمي. و الأول و الثاني في الأغاني 214/20 لمسكين أيضا. و في ديوان حاتم ط بيروت قصيدة على هذا الروي و فيها بيتان روايتهما قريبة من البيت الثاني و الثالث و روايتيهما: و ما ضرّ جارا يا ابنة القوم فاعلمي يجاورني، ألا يكون له ستر بعيني عن جارات قومي غفلة و في السمع مني عن حديثهم وقر
3- في الشعر و الشعراء:«أعمى» بدل «أغضي»، و «يغيب» بدل «تواري».
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جبلان بطن من حمير قبيلة بحمص.
5- مهملة بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له.

و أبو عبد الرّحمن التاني، و أبو عوانة الأسفرايني، و يعقوب بن أحمد بن ثوابة الحضرمي الحمصي، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، أنبأ أبو الميمون بن راشد، نا أبو زياد ربيعة بن الحارث الجبلاني الحمصي بدمشق، نا جعفر بن عبد اللّه السالمي، نا إسماعيل بن عياش، عن عبد اللّه بن دينار، عن الزّهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس، قال: سدل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ناصيته ما شاء اللّه ثم فرق [فرق] (1) أهل الكتاب.

قال تمام: هو عبد اللّه بن دينار الحمصي.

2142 - ربيعة بن درّاج بن العنبس بن وهبان

ابن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص

القرشي الجمحي (2)

رأى أبا بكر الصديق، و حدث عن عمر بن الخطاب.

روى عنه: عبد اللّه بن محيريز، و الزّهري.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد بن علي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، ثنا سكن بن نافع الباهلي، نا صالح، عن الزّهري، حدّثني ربيعة بن درّاج: أن علي بن أبي طالب سبّح بعد العصر ركعتين في طريق مكة، فرآه عمر فتغيظ عليه ثم قال: أما و اللّه لقد علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عنهما (4)[4180].

قال: و حدّثني أبي، نا الحسن بن يحيى، أنا ابن المبارك، نا معمر، عن الزّهري، عن ربيعة بن درّاج: أن عليا صلّى بعد العصر ركعتين فتغيّظ عليه عمر و قال: أ ما علمت

ص: 60


1- زيادة عن مختصر ابن منظور 277/8.
2- ترجمته في الإصابة 507/1.
3- الخبر في مسند الإمام أحمد 17/1.
4- في المسند: عنها.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان ينهى عنهما، رواه ابن وهب عن يونس، عن الزّهري، فقال:

حدّثني درّاج، و هو وهم.

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى (1) بن عبد اللّه التجيبي (2)،أنا ابن وهب، نا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: حدّثني درّاج أن علي بن أبي طالب سبّح بعد العصر ركعتين في طريق مكة، فدعاه عمر فتغيظ عليه ثم قال:

أما و اللّه لقد علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان ينهى عنها، و رواه الليث، عن يونس فقال: ابن درّاج.

أخبرناه أبو محمّد السّلمي، ثنا عبد العزيز التميمي، أنبأ تمام بن محمّد، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، قالا: أنبأ أبو الحسن بن حذلم، نا أبو زرعة، نا أبو صالح، حدّثني الليث قال: حدّثني يونس، عن ابن شهاب، قال: حدّثني ابن درّاج، عن عمر مثل ذلك، كذا قال، و لم يذكر ابن محيريز، و رواه يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، فأدخل بينه و بين ربيعة ابن محيريز.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذّهلي، نا أبو صالح، حدّثني الليث [حدثني] (3) يزيد بن أبي حبيب أن ابن شهاب كتب يذكر أن ابن محيريز أخبره عن ربيعة (4) بن درّاج، أخبره أن عمر بن الخطاب سافر فصلّى العصر ركعتين بطريق مكة ثم التفت فرأى علي بن أبي طالب يسبّح بعدهما فتغيظ عليه ثم قال: و اللّه لقد علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان ينهى عنهما.

و أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو القاسم البجلي، و أبو محمّد بن أبي نصر التميمي، قالا: أنا أبو الحسن بن حذلم، نا أبو

ص: 61


1- غير مقروءة، و الصواب ما أثبت عن م.
2- إعجامها مضطرب و اللفظة غير واضحة و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة حرملة في سير الأعلام 389/11 و تقرأ في م: البحتي.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
4- بالأصل:«عن ابن ربيعة» حذفنا «ابن» لتتفق العبارة مع عبارة م.

زرعة، حدّثني أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، أن ابن شهاب كتب يذكر أن ابن محيريز أخبره عن ربيعة بن دراج، أخبره أن عمر بن الخطاب سافر فصلّى العصر ركعتين بطريق مكة، ثم التفت فرأى علي بن أبي طالب يسبّح بعدهما فتغيظ عليه ثم قال: و اللّه لقد علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان ينهى عنهما، و رواه عبادة بن نسي، عن ابن محيريز.

أنبأناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم بن الفرات ح.

و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، حدّثني علي بن الحسن بن علي الرّبعي، قالا: أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، ثنا عمرو بن عثمان، نا بقية بن الوليد، عن - و في حديث الرّبعي نا - بسر بن عبد اللّه بن بشار (1)،حدّثني عبادة بن نسي، عن عبد اللّه بن محيريز، عن عمّ له قال: صليت خلف عمر بن الخطاب صلاة العصر، فلمّا سلّم قامت الناحية اليمنى يصلّون، فاتبعهم عمر بن الخطاب بالدرة يجلسهم حتى انتهى إلى علي بن أبي طالب و هو قائم يصلّي، فقال: أما و اللّه لقد علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن هذه الصلاة - زاد ابن الفرات: قال ابن جوصا: قال أبو زرعة: اسم عم ابن محيريز ربيعة بن دراج - و زاد الربعي: قال ابن جوصا: سمعت محمود يقول: عم ابن محيريز هذا اسمه ربيعة بن درّاج.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو حامد الأزهري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، ثنا محمّد بن يحيى الذّهلي، قال: الصواب: ابن ربيعة بن درّاج، كما قال الليث، و من قال عن ربيعة فهو وهم لأن ربيعة قتل على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض مغازيه، كذا قال محمّد بن يحيى، و أهل الشام أعلم برجالهم.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي الكوفي - اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):قال أحمد بن صالح، عن

ص: 62


1- في الإصابة: بشر بن عبد اللّه بن يسار.
2- التاريخ الكبير 116/1/2 في ترجمة حزام بن دراج. قال ابن ماكولا: و قيل فيه: حرام، و قيل: ربيعة.

ابن وهب، و عنبسة، عن يونس، عن الزهري، أخبرني درّاج أن عليا سبّح بعد العصر ركعتين في طريق مكة، فتغيّظ عليه عمر و قال: لقد علمت أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان ينهانا عنها، و قال أحمد بن صالح، أخبرني ابن أخي عقيل، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن حزام (1) بن درّاج أن عليا نحوه، و قال الزبيدي، عن الزهري سمع ابن محيريز (2) صلى بنا عمر نحوه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع الثّلجي، أنبأ محمّد بن عمر الواقدي، قال (3) في ذكر من أسر ببدر من المشركين: ربيعة بن درّاج [بن] العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح، و كان لا مال له فأخذ منه شيء، و أرسل.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و ولد وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح العنبسي، و ولد العنبس بن وهبان: كلدة و درّاجا و طارقا، و أمهم دعد بنت بدر بن جهمة بن كعب بن خزاعة، و من ولد درّاج بن العنبس عبد اللّه بن ربيعة بن دراج بن العنبس، قتل يوم الجمل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (4)،قال: و ربيعة بن درّاج، و زياد مولى أبي درّاج.

أخبرني عبد الرّحمن بن إبراهيم أن نسب ربيعة بن درّاج في بني مخزوم، و قال موسى بن عقبة في بني جمح.

قال: و نا عبد العزيز، أنبأ تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: ربيعة بن درّاج من

ص: 63


1- بالأصل: حرام، و المثبت عن البخاري.
2- في البخاري:«محرز» و صوب محققه بالهامش: ابن محيريز.
3- مغازي الواقدي 142/2.
4- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 640/1.

بني جمح من أهل دمشق، ذكره بها، حدّثني بذلك دحيم ممن رأى أبا بكر (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ علي بن الحسن الرّبعي، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى عم لعبد اللّه بن محيريز الجمحي اسمه ربيعة بن درّاج فلسطيني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: ربيعة بن درّاج، و حرام بن درّاج شيخ، روى عنه الزّهري، يروي عن علي بن أبي طالب و عمر بن الخطاب في الصلاة بعد العصر.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ح.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم بن أحمد، نا عبد الغني بن سعيد، قال: حزام بالزاي، حزام بن درّاج، عن عمر، و علي، روى عنه الزهري، و قيل عنه: ربيعة بن درّاج.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):حرام بحاء مهملة وراء حرام بن درّاج، عن عمر، و علي، و قيل حزام و قيل ربيعة، روى عنه الزهري، ذكره البخاري في باب حزام بالزاي (3)،و كذلك قال عبد الغني.

ثم قال ابن ماكولا (4):أما درّاج أوله دال مهملة و بعدها راء مشددة حرام بن درّاج يروي عن عمر و علي، روى عنه الزهري، و ربيعة بن درّاج.

ص: 64


1- الخبر لم يرد في تاريخ أبي زرعة، و الخبر نقله ابن حجر في تعجيل المنفعة من طريق ابن جوصا عن أبي زرعة ص 88 و في الإصابة عن أبي زرعة و ابن سميع في الطبقة الأولى من التابعين.
2- الاكمال لابن ماكولا 411/2 و 413 و ذكره ابن ماكولا في الأسماء المختلف فيها.
3- التاريخ الكبير 116/1/2.
4- الاكمال لابن ماكولا 318/3.

2143 - ربيعة بن ربيعة مولى لقريش من أهل دمشق

روى عن نافع بن كيسان.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا الحسن بن أحمد بن صالح السّبيعي، نا حسين بن عبد اللّه الرّقيّ ، نا هشام بن خالد، نا الوليد بن مسلم، حدّثني ربيعة، عن نافع بن كيسان، عن أبيه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق»[4181].

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (1)،قال: ربيعة (2) الدمشقي مولى قريش سمع نافع بن كيسان، روى عنه الوليد.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق، أنبأ حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (3):ربيعة بن ربيعة الدّمشقي مولى قريش، روى عن نافع بن كيسان، روى عنه الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك (4).

2144 - ربيعة بن عاصم العقيلي

2144 - ربيعة بن عاصم العقيلي (5)

وفد على معاوية له ذكر.

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنبأ سهل بن بشر قراءة عن أبي نصر عبيد اللّه بن

ص: 65


1- التاريخ الكبير 290/1/2.
2- في البخاري: ربيعة بن ربيعة مولى قريش الدمشقي.
3- الجرح و التعديل 478/2/1.
4- استدركت اللفظة عن هامش الأصل.
5- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 3612/8.

سعيد بن حاتم الوائلي، أنا أحمد بن محمد بن القاسم، أنا علي بن الحسين بن بندار، نا محمود بن محمد، قال: و أخبرني حبش بن موسى، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عياش: أن قيسا أقبلت حين قتل عثمان من الكوفة و البصرة يريدون الشام، قال ابن عياش: أخبرني أبي، قال: أخبرني زفر بن الحارث الكلابي، قال: أتبعنا عليّ خيلا تبعتنا حتى وردنا عانات (1) قال فمررنا بالجزيرة فإذا بلاد خصيبة ريفية و مزدرع، وسعة، و قلة أهل، و إنما كان الفرض و الجند بحمص، و الجزيرة، و قنّسرين يومئذ من حمص، فقالوا: من لنا بالمقام بهذه البلاد، و لكن مهاجرنا إلى غيرها، فلما قدموا على معاوية قال: في الرحب و السعة إنما هاجرتم إلي بدينكم (2)،و قد سبقكم إخوانكم من أهل الشام إلى الريف و الحدائق، و لكن عليكم بالجزيرة، فما (3) نزلوها فوافق قوله هواهم، فرجعوا فنزلوا على أثناء الفرات و المديبر (4) و المازحين و فيهم ربيعة بن عاصم العقيلي، و زفر بن الحارث، و شبابة (5) السّلمي.

2145 - ربيعة بن عامر القرشي العامري

من بني عامر بن لؤي (6)

شهد الفتوح، له ذكر.

روى عنه: يحيى بن حسان الكلبي الفلسطيني.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي، أنا محمد بن الحسن بن الحسين النّيسابوري، نا أحمد بن منصور بن سيّار المروزي، نا سلمة بن سليمان، عن عبد اللّه بن المبارك، عن يحيى بن حسان، عن ربيعة بن (7)

ص: 66


1- عانات: انظر معجم البلدان 71/4.
2- في بغية الطلب: إلى دينكم.
3- ابن العديم: فانزلوها.
4- المازحين و المديبر من ديار مضر، و المديبر موضع قريب من الرقّة (انظر معجم البلدان: المازحين، و المديبر).
5- في ابن العديم: سيابة.
6- ترجمته في تهذيب التهذيب 152/2 و الاستيعاب 509/1 و أسد الغابة 61/2 و الإصابة 509/1 الوافي بالوفيات 88/14.
7- بالأصل: عن.

عامر، قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ألظّوا (1) بيا ذا الجلال و الإكرام»[4182].

قال ابن مندة: هذا حديث غريب لم نكتبه إلاّ من هذا الوجه، و ربيعة بن عامر عداده في أهل فلسطين، روى عنه يحيى بن حسان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (2)،أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (3)،حدّثني أبي، نا إبراهيم بن إسحاق، نا عبد اللّه بن المبارك، عن يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس، و كان شيخا كبيرا حسن الفهم، عن ربيعة بن عامر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ألظّوا بذي الجلال و الإكرام»[4183].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا عبد اللّه بن سنان الهروي، نا ابن المبارك، عن يحيى بن حسان، عن ربيعة بن بجاد (4) بن عامر، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ألظّوا بذي الجلال و الإكرام» (5)[4184].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا محمد بن أحمد بن الصواف، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، حدّثني إسحاق بن بشر، قال: قال ابن إسحاق عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: ثم دعا - يعني أبا بكر - يزيد بن أبي سفيان فعقد له - يعني على الجيش الذي وجهه إلى الشام-، و دعا ربيعة بن عامر من بني عامر بن لؤي فعقد له ثم قال له: أنت مع يزيد بن أبي سفيان لا تعصه و لا تخالفه، و قال ليزيد: إن رأيت أن توليه ميمنتك فافعل، فإنه من فرسان العرب و صلحاء قومه، و أرجو أن يكون من عباد اللّه

ص: 67


1- ألظوا بفتح الهمزة و كسر اللام و تشديد الظاء، أي الزموا ذلك، و اثبتوا عليه، و أكثروا من قوله، يقال: ألظ بالشيء يلظ إلظاظا إذا لزمه.
2- بالأصل «الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت، راجع فهارس شيوخ ابن عساكر في المطبوعة الجزء السابع.
3- الحديث في مسند أحمد(17607) ط دار الفكر. و نقله ابن الأثير في أسد الغابة 61/2.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و نص ابن الأثير في أسد الغابة: بجاد بالباء الموحدة و الجيم.
5- انظر الاستيعاب و الإصابة.

الصالحين، قال يزيد: لقد زاد إليّ حبا بحسن ظنّك به و رجائك فيه، ثم خرج.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (1)، قال: ربيعة بن عامر، قال ابن عثمان عن ابن المبارك أنبأ يحيى بن حسان فذكر الحديث الأول.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: ربيعة بن عامر سمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا واحدا:«ألظّوا بيا ذا الجلال و الإكرام»، هو ربيعة بن عامر العنزي من رهط عامر بن ربيعة العنزي.

2146 - ربيعة بن عباد -و يقال: عبّاد - الدّؤلي الحجازي

اشارة

2146 - ربيعة بن عباد (2)-و يقال: عبّاد - الدّؤلي الحجازي (3)

2146 م 1- ربيعة بن فضالة

2146 م 1- (4)ربيعة بن فضالة

روى عن مكحول، و الجراح بن عبد اللّه الحكمي الدمشقيين، و عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أنبأ أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، و أنبأنا أبو القاسم

ص: 68


1- التاريخ الكبير للبخاري 280/1/2.
2- بكسر العين المهملة كما في الوافي بالوفيات. و في أسد الغابة: و قيل عباد و قيل: عباد بالتشديد، و الكسر أكثر، و هو الأول «يعني عباد» و مثله قاله ابن حجر في الإصابة.
3- بعدها بياض بالأصل مقداره أربع صفحات و نصف.
4- و في مختصر ابن منظور 279/8 من ترجمة ربيعة بن عباد إلى ترجمة الربيع بن سبرة اثنتا عشرة ترجمة، و قد يكون العدد أكبر لأن من عادة ابن منظور عدم إثبات كل التراجم. انظر ترجمة ربيعة بن عباد في مختصر ابن منظور 279/8 و الاستيعاب 509/1 و أسد الغابة 61/2 و بغية الطلب 3613/8 و الوافي بالوفيات 89/14 و سير الأعلام 516/3 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له و الزيادة ما بين معكوفتين ثلاث تراجم، و الترجمة الأخيرة مبتورة عن م و قد كتب على هامشها «من هنا نقص».

علي بن إبراهيم (نا) عبد العزيز الكتاني قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السّلام بن أبي الحزوّر، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسن، أنا أبو القاسم بن خلف، قالا: أنا الحسن بن حبيب، نا أبو الحسن بن أبي الرجاء، نا محمّد بن المصفّى، نا الوليد، قال: سمعت ربيعة بن فضالة يقول: سمعت الجراح بن عبد اللّه الحكمي يقول مثل الذي مطلت الرواية و العلم قبل أن يتعلم القرآن مثل التاجر الذي لا يصلح له ربح حتى يحرر رأس المال (كذا).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي إجازة.

قالا: و أنا أحمد بن سلمة أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال:

ربيعة بن فضالة سمع مكحولا، روى عنه الوليد بن مسلم.

2146 م 2 - ربيعة بن كعب بن القصير

حكى عن سالم بن عبد اللّه بن عمرو بن عبد العزيز و غز معها (كذا).

روى عنه: أبو خالد يزيد بن يحيى القرشي الدمشقي.

له حكاية في ترجمة الهذلي(...) بن الحارث الكلابي ستأتي في موضعها.

و المشهور ربيعة بن يزيد بن القصير، فأما ابن كعب فلا أعرفه إلاّ في هذه الرواية.

2146 م3 - ربيعة بن لقيط بن حارثة بن عميرة

التجيبي... البصري

حدّث عن معاوية و عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن حوالة و مالك بن هدم (.....) و مطعم بن عبيدة البلوي، و عبد اللّه بن(...).

روى عنه ابنه إسحاق بن ربيعة، و يزيد بن أبي حبيب.

ص: 69

و شهد صفين مع معاوية و خرج معه إلى العراق عام الجماعة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد حدّثني أبي نا يحيى بن إسحاق نا يحيى بن أيوب حدّثني يزيد بن أبي حبيب.

و حدّثنا أبو عبد اللّه بن البنّا، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد النهرواني، أنا أبو عمر بن مهدي] (1).

ذكر من اسمه الربيع

2147-الربيع بن سبرة بن معبد و يقال: ابن عوسجة

ابن حرملة بن سبرة بن خديج بن مالك بن ذهل بن ثعلبة

ابن رفاعة بن نصر بن سعد

- و معبد أصحّ من عوسجة - الجهني.

و لأبيه صحبة، و قدم على عمر بن عبد العزيز، و هو خليفة] (2)(3).

[روى عن أبيه، و عمر بن عبد العزيز، و عمرو بن مرة الجهني، و يحيى بن سعيد بن العاص، و (روى) عنه عبد الملك و عبد العزيز ابنا الربيع بن سبرة، و عمارة بن غزيّة، و عمر بن عبد العزيز، و مات قبله، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و الزهري، و يزيد بن أبي حبيب، و عمرو بن الحارث، و الليث، و غيرهم] (4).

[حدّث الربيع بن سبرة عن أبيه أنه قال:

أذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمتعة، فانطلقت أنا و رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و هو أكبر مني سنا - إلى امرأة من بني عامر كأنها بكرة عيطاء (5)،فعرضنا عليها أنفسنا،

ص: 70


1- بياض بالأصل انظر الحاشية رقم 3 ص 68 من هذا الجزء.
2- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن مختصر ابن منظور 303/8 صدر بها ترجمة الربيع بن سبرة، و هي من القسم الساقط من الأصل.
3- انظر ترجمة الربيع بن سبرة في تهذيب التهذيب 145/2.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب التهذيب 145/2 للإيضاح.
5- عيطاء: الطويلة العنق (قاموس).

فقالت: ما تعطياني ؟ فقلت: ردائي. و قال صاحبي: ردائي - و كان رداء صاحبي أجود من ردائي-] (1).

و كنت أشبّ منه، فإذا نظرت إلى رداء صاحبي أعجبها، و إذا نظرت إليّ أعجبتها، ثم قالت: أنت و رداؤك تكفيني، فمكث (2) معها ثلاثة أيام ثم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كان عنده شيء من هذه النساء اللاتي يتمتع بهن فليخلّ (3) سبيلها» (4)[4185].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، أنا عباس بن محمد، نا سريج (5) بن يونس عن (6) مروان بن معاوية، نا يونس بن أبي فروة الشامي، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه سبرة بن عوسجة، قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن متعة النساء عام خيبر[1486].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بن عبد الرّحمن الكشميهني، و أبو أحمد محمود بن محمد بن أبي أحمد السّوسقاني (7)،و أبو القاسم يحيى بن محمد بن محمد الأرسابندي (8) المراوزة - بمرو - قالوا: أنبأ أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف.

و أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي، أنا أبو علي نصر اللّه بن

ص: 71


1- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور 303/8 و انظر الإصابة 14/2 في ترجمة سبرة بن معبد.
2- كذا بالأصل و في مختصر ابن منظور 303/8 «فمكثت» و هو الظاهر فقد ورد في الإصابة 14/2 في ترجمة سبرة بن معبد:«فاختارتني على صاحبي، فكنت معها ثلاثا...» و في م كالأصل.
3- بالأصل و م:«فليخلي».
4- الحديث في الإصابة 14/2 في ترجمة سبرة ببعض اختلاف.
5- بالأصل: شريح، و الصواب عن م، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 268/2 و سير الأعلام 146/11.
6- بالأصل و م:«بن» و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
7- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سوسقان و هي من قرى مرو على أربعة فراسخ منها.
8- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى أرسابند من قرى مرو على فرسخين منها.

أحمد بن عثمان الحستامي - بنيسابور - قالوا: أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا بحر بن نصر بن سابق، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة أن الربيع بن سبرة الجهني حدثه، قال: لما غزا عمر، و أراد الخروج إلى الشام خرجت معه، فلما أردنا أن ندلج تطيرت أن أدلج بالدّبران (1)-و في حديث الخطيب: نظرت فإذا القمر في الدّبران - فأردت أن أذكر ذلك لعمر، فعرفت أنه يكره ذكر النجوم، فقلت له: يا أبا حفص، انظر إلى القمر، ما أحسن استواءه الليلة، فنظر فإذا هو في الدّبران، قال: قد عرفت ما تريد يا ابن سبرة، تقول إن القمر بالدّبران، و اللّه ما نخرج لشمس و لا لقمر، و لكن نخرج باللّه الواحد القهار، زاد الخطيب: كذا كان هذا الحديث في أصل الحيري، و ليس يستقيم عندي سماع الربيع بن سبرة من عمر بن الخطاب، و لعل الربيع رواه عن أبيه، عن عمر فاللّه أعلم-.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، و قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن الغسّاني، عن عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الوليد راشد، نا يزيد بن أحمد، نا أبو النضر، نا سبرة بن عبد العزيز، حدّثني أبي، عن أبيه، قال (2):قلت لعمر بن عبد العزيز حين وقع الطاعون في عسكره و هو خليفة فهلك أخوه سهل بن عبد العزيز ثم هلك مزاحم مولاه، ثم هلك عبد الملك ابنه في ليال قلائل و عنده ناس من صحابته: ما رأيت - يا أمير المؤمنين - مثل (3) مصيبتك ما أصيب بها رجل قط في أيام متتابعة، ما رأيت مثل أخيك أخا، و لا مثل مولاك مولا، و لا مثل ابنك ابنا، فسكت ساعة حتى قال لي رجل جالس معي على الوسادة: بئس (4) ما قلت، ثم قال: كيف قلت يا ربيع ؟ فأعدت ذلك عليه، فقال: لا و الذي قضى عليهم بالموت، ما أحبّ أنّ ما كان من ذلك لم يكن (5).

ص: 72


1- الدبران: نجم بين الثريا و الجوزاء، و سمي دبران لأنه يدبر الثريا أي يتبعها، من منازل القمر (اللسان: دبر).
2- الخبر نقله ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 304 باختلاف الرواية.
3- عند ابن الجوزي: فما رأيت أحدا أصيب بأعظم من مصيبتك.
4- عند ابن الجوزي: لقد هيجت على أمير المؤمنين.
5- زيد عند ابن الجوزي: لما أرجو من اللّه تعالى فيهم.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي محمد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية إجازة، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (1)،قال: في الطبقة الثانية من أهل المدينة الربيع بن سبرة الجهني، روي (2) عنه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى الزهري عن الربيع بن سبرة.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):ربيع بن سبرة بن معبد الجهني، سمع أباه، روى عنه الزهري، و الليث، و ابناه عبد العزيز، و عبد الملك، و عبد العزيز بن عمر، و عمرو بن أبي عمرو.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا محمود بن القاسم بن محمد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمد بن عبد اللّه، أنا محمد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال: سبرة و هو ابن معبد الجهني، و يقال هو ابن عوسجة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (4)،أنا محمد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، قال: سئل يحيى بن معين عن أحاديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة، عن أبيه، عن جده فقال: ضعاف (5).

ص: 73


1- طبقات ابن سعد 252/5.
2- كذا وردت العبارة بالأصل و م:«روى عنه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم» و الذي في طبقات ابن سعد:«روى عن أبيه و كانت له صحبة» يعني الأب.
3- التاريخ الكبير 273/1/2.
4- بالأصل و م:«حرفه» و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير، و قد مرّ.
5- تهذيب التهذيب 146/2.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (1):الربيع بن سبرة بن معبد الجهني روى عن أبيه سبرة بن معبد، روى عنه الزّهري، و عمارة بن غزّية، و يزيد بن أبي حبيب، و عبد الملك، و عبد العزيز، ابنا (2) الربيع بن سبرة، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن، و أحمد بن محمد ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت، أنا الحسين، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (3)،قال: الربيع بن سبرة الجهني حجازي تابعي ثقة.

2148 - الربيع بن سليمان بن محمد بن سعدون

2148 - الربيع بن سليمان (4) بن محمد بن سعدون

أبو الزهر العديمي (5)

حدّث بدمشق عن عبد العزيز الكتاني.

كتب عنه عمر الدّهستاني، و طاهر الخشوعي.

فما حدّث به عبد العزيز ما أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا أبو بكر أحمد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر، نا أبو

ص: 74


1- الجرح و التعديل 462/2/1.
2- إعجامها مضطرب و تقرأ:«أنبأ» و الصواب ما أثبت.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 156.
4- في مختصر ابن منظور 304/8 سلمان.
5- في مختصر ابن منظور: العليمي.

عبد ربه، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنه لم يبق من الدنيا إلاّ بلاء و فتنة»[4187].

2149 - الربيع بن عبد السلام

أبو الجهم الأزدي

من أنفسهم.

كان على حسبة دمشق، و كانت له بها دار بنواحي باب كيسان، له ذكر.

2150 - الربيع بن عروة، و يقال: ابن عرعرة - الحرشي

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق في ولاية يزيد بن الوليد الناقص.

2151 - الربيع بن عمرو بن الربيع

أبو القاسم الكلبي الحمصي ثم الدمشقي

حدّث عن أبي علي بن شعيب الأنصاري.

روى عنه: أبو بكر محمد بن الحسين بن الحربي المقرئ.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو سعيد عبد الكريم بن علي بن أبي نصر القزويني، قراءة عليه، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين (1) بن الحربي الحمصي، نا أبو القاسم الربيع بن عمرو الحمصي قراءة عليه، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثني أحمد بن محمّد التميمي، نا عبد الوارث بن الحسن بن عمر القرشي البيساني (2)،نا آدم بن أبي إياس، نا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر، قال: أقبل قوم من اليهود، فأتوا عليا رضي اللّه عنه فقالوا: يا أبا الحسن صف لنا ابن عمك - يعنون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - فقال علي: لم يكن حبيبي محمّد صلى اللّه عليه و سلم بالطويل الذاهب و لا القصير المتردد (3)،كان فوق الربعة، أبيض

ص: 75


1- بالأصل:«محمد بن الحربي بن الحسين الحمصي» و قد مرّ في أوّل الترجمة.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بيسان من بلاد الغور من الأردن بين الشام و فلسطين، ذكره السمعاني.
3- يعني قد تردد خلقه بعضه على بعض، فهو مجتمع، ليس بسبط الخلق.

اللون، مشرب الحمرة، جعد ليس بالقطط (1) يفرق شعريه إلى أذنيه، و كان حبيبي محمّد صلى اللّه عليه و سلم صلت الجبين (2)،واضح الخدين، أدعج العينين (3) مقرون الحاجبين، سبط الأشفار، أقنى (4) الأنف، دقيق المسربة (5)،برّاق الثنايا، كثّ اللحية، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه، كان لحبيبي محمّد صلى اللّه عليه و سلم شعرات من لبّته إلى سرّته كأنهن قضيب مسك أسود، لم يكن في جسده و لا صدره شعرات غيرهن، بين كتفيه كدارة القمر مكتوب بالنور سطرين: السطر الأعلى:«لا إله إلاّ اللّه»، و السطر الأسفل:

«محمّد رسول اللّه» و كان حبيبي محمّد صلى اللّه عليه و سلم شثن (6) الكفّ (7) و القدم، إذا مشى كأنما ينقلع (8) من صخر، و إذا انحدر كأنما ينحدر من صبب (9)،و إذا التفت التفت بجامع بدنه، و إذا قام غمر (10) الناس، و إذا قعد علا على الناس و إذا تكلم نصت له الناس، و إذا خطب بكا الناس، و كان محمّد صلى اللّه عليه و سلم أرحم الناس، كان لليتيم كالأب الرحيم، و كان للأرملة كالزوج الكريم، و كان محمّد صلى اللّه عليه و سلم أشجع الناس قلبا و أبذله كفّا و أصبحه وجها، و أطيبه ريحا، و أكرمه حسبا، لم يكن مثله في الأولين و الآخرين، كان لباسه العباء، و طعامه خبز الشعير، و وساده الأدم حشوه ليف النخل، سريره أم غيلان (11)،مرمل بالشريط . كان لمحمّد صلى اللّه عليه و سلم عمامتان، إحداهما تدعى السحاب، و الأخرى تدعى العقاب، و كان سيفه ذو الفقار، و دابّته الغبراء، و ناقته العضباء، و بغلته دلدل، و حمارته يعفور، و فرسه بحر، شاته بركة، قضيبه الممشوق، لواؤه الحمد، إدامه اللبن، قدره الدّبّاء. يا أهل الكتاب، و كان حبيبي محمّد صلى اللّه عليه و سلم يعقل البعير، و يعلف الناضح، و يحلب الشاة، و يرقع الثوب، و يخصف النعل.

ص: 76


1- القطط : الشديد الجعودة مثل أشعار الحبش.
2- أبي الأبيض الواضح.
3- الشديد سواد العينين، قال الأصمعي: الدعجة هي السواد.
4- يعني في طوله و دقة أرنبته و حدب في وسطه.
5- المسربة هو الشعر الدقيق الذي كان كأنه قضيب من الصدر إلى السرة.
6- أي غليظ الأصابع من الكفين و القدمين.
7- بالأصل «الكتف» و الصواب ما أثبت.
8- في مختصر ابن منظور 305/8 «يتقلع»، و التقلع أن يمشي بقوة.
9- الصبب: الحدور.
10- غير مقروءة بالأصل و في م: عمر، و المثبت عن المختصر.
11- أم غيلان: شجر السمر.

2152 - الربيع بن عون بن خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر

ابن عبد اللّه بن عبيد بن عويج، و يقال غانم بن عبيد اللّه

ابن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب

ابن لؤي العدوي المصري

حدّث عن سعيد بن المسيّب قوله.

روى عنه: جعفر بن ربيعة.

و وفد على الوليد بن يزيد.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر محمّد، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، نا أبو سعيد بن يونس، حدّثني أبو بكر علاثة بن محمّد بن عمرو بن خلف، حدّثني أبي، عن جدي، حدّثني ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن الربيع بن عون، قال: سألت سعيد بن المسيّب عن الرجل يكره على اليمين فقال: لا حنث عليه.

قال لنا أبو سعيد بن يونس: لم يتابع عمرو بن خالد على هذا الحديث، و قال لنا أبو سعيد الربيع بن عون بن خارجة بن حذافة العدوي، و كان في النفر الذين خرجوا ببيعة أهل مصر إلى الوليد بن يزيد، روى عنه جعفر بن ربيعة.

2153 - الربيع بن محمّد بن عيسى

أبو الفضل الكندي اللاّذقي (1)

حدّث بدمشق و غيرها عن أبي عثمان سعيد بن شبيب الطّرسوسي، و إسماعيل بن أبي أويس، و أبي سعيد بشر بن إبراهيم القرشي، و يوسف بن شعيب، و أبي الطاهر موسى بن محمّد بن عطاء الموقّري (2) المعروف بالمقدسي، و محمّد بن يزيد السّكوني.

روى عنه: أبو عبد الرّحمن النّسائي، و محمّد بن المسيّب الأرغياني، و أبو

ص: 77


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 149/2 و بالأصل اللادقي بالدال المهملة و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة، نسبة إلى اللاذقية بلدة على ساحل بحر الشام (الأنساب).
2- لم يثبت السمعاني هذه النسبة، و في معجم أنها نسبة إلى موقر موضع بنواحي البلقاء من نواحي دمشق.

إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصّرفندي، و خيثمة بن سليمان، و أبو الطّيّب عمر بن المهلّب، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، صاحب تاريخ الحمصيين، و أبو العباس عبد اللّه بن أحمد بن وهيب بن عديس الدمشقي، و عبد الصمد بن سعيد القاضي الحمصي.

و ذكر أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات أن النسائي قال: لا بأس به (1).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن ميمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو العباس عبد اللّه بن أحمد بن وهيب الدمشقي، نا الربيع بن محمّد اللاّذقي، نا موسى بن محمّد، نا عطاء، نا المنكدر بن محمّد، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا أراد اللّه بأهل بيت خيرا فقّههم في الدّين، و وقّر صغيرهم كبيرهم، و رزقهم الرزق (2) في معيشتهم، و القصد في نفقاتهم، و بصّرهم عيوبهم فيتوبوا منها، و إذا أراد اللّه بهم غير ذلك تركهم هملا»[4188].

قال الدارقطني: غريب من حديث ابن المنكدر، عن أنس. تفرد به ابنه المنكدر عنه، و لم يروه عنه غير موسى بن محمّد بن عطاء.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من لفظه، حدّثني الربيع بن محمّد اللاّذقي باللّاذقية، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي، عن محمّد بن أبي حميد، عن موسى بن وردان، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن في الجنة لعمدا من ياقوت، عليها غرف من زبرجد لها أبواب مفتّحة، تضيء كما يضيء الكوكب الدّرّي» قلنا: يا رسول اللّه من ساكنها؟ قال:«المتحابّون في اللّه عز و جلّ »[4189].

قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن علي بن أبي العجائز الأزدي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدّرداء بصور، نا أبو الفضل الربيع بن محمّد اللاّذقي بدمشق، نا سعيد بن شبيب أبو عثمان الطّرسوسي بحديث ذكره.

ص: 78


1- تهذيب التهذيب 149/2.
2- في مختصر ابن منظور: الرفق.

2154 - الربيع بن مسعود بن حواس العبدي

من وجوه أهل خراسان، أوفده قتيبة بن مسلم الباهلي أمير خراسان على سليمان بن عبد الملك، و مصعب بن المثنى العبدي ليسألاه إقراره على خراسان، و كتب سليمان بإقراره على عمله، ثم ولّى بعد ذلك يزيد بن المهلّب، ذكر ذلك كله عبد اللّه بن سعد القطربلي فيما قرأته بخطه، و حكاه عن عوانة بن الحكم.

2155 - الربيع بن مطر بن بلخ التميمي

2155 - الربيع بن مطر بن بلخ (1) التميمي (2)

شاعر أدرك حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم و شهد فتح دمشق و بيسان و طبرية و القادسية بالعراق، و قال في ذلك أشعارا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، حدّثنا السّري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، قال: و قال في ذلك الربيع بن بلخ (3) التميمي في بيسان:

قلت لبيسان الأولى في حصونهم *** و هل ينفع المكذوب بالقول باطله

أ بيسان أن تخطر عليك رماحنا *** يكن لك يوم تجتويك قبائله

فبيسان مهلا لا تلجّي (4) و اسمحي *** بصلح دماج لا يهاب غوائله

فدونكما منتك نفسيك (5) إنما *** أفادك منهم ناقص الرأي منائله

فلما أبوا إلاّ القتال تواترت *** على القوم في الحرب الذي لا نحاوله

أقمنا لهم يوما طويلا شفاوة *** عظيم البلايا كاشف الشمس فاصله

و ما مشهد كنا شهدناه مرة *** من الدهر إلا خص قومي فواضله

فلما استقالونا أقلنا سراتهم *** سراة الضحى إذ سال بالحط باسله

و قال الربيع في يوم طبرية (6):

ص: 79


1- بالأصل و م: ثلج، و المثبت عن الإصابة.
2- ترجمته في الإصابة 526/1 و في م: اليمني.
3- بالأصل و م: ثلج، و المثبت عن الإصابة.
4- بالأصل و م:«لا بلحى و سمحى» أثبتنا رواية تهذيب بدران 309/5.
5- رواية تهذيب بدران: فدون ما منتك نفسك إنما.
6- البيتان الأول و الأخير في الإصابة 526/1.

و إنّا لحلالون بالبعد (1) نحتوي *** و لسنا كمن هرّ الحروب من الرّعب

رأوا عارضا فحما بعقرة دارهم *** فعامس فيهم بالأسنة و الضرب

تراوجها الفتيان من كل بلغة *** تحدد انحياد و العزيز من الشهب

منعناهم ماء البحيرة بعد ما *** سما جمعهم فاستهولوه من الرهب

و قال الربيع بن بلخ (2):

قولا لشمس و الجموع التي بها *** أناخت بمرج الروم كيف نكيري

فنحن الأولى جئنا البلاد إليهم *** من الشرق لا نفتأ لهم بأسيري

حتى غمرنا المرج من قتلاهم *** و الروم عن قتلاهم في العير

ما زالت الخيل العرات تسلهم *** سلاّ لعمري ليس بالتغوير

حتى بلغن بهم و حمص غاية *** حمصا فباتوا عندها في الدور

و قال الربيع بن مطر بن بلخ في اقتناء الكتائب بعد الهزيمة يوم القادسية:

و مثل ابن عمرو عاصم حين أطبقت *** أباح لها نيران أمسى و أصلدا

و مثل أبي الأضياف و الظل سامد *** عشية شدّ الهرمزان فعردا

و شاهدنا الميمون حنظلة الذي *** أراح على نهر الفوارس أهودا

و نادى منادي المرء سعد بن مالك *** بأن الحمّادي في تميم و غرّدا

و فزنا بأفراس و كنا قصارة *** أخف بها ممن سوانا و أسعدا

2156 - الربيع بن نافع

أبو توبة الحلبي (3)

سكن طرسوس (4).

و كان قد سمع بدمشق: الهيثم بن حميد، و معاوية بن سلام، و محمّد بن المهاجر، و يحيى بن حمزة، و هشام بن يحيى بن يحيى، و مسلمة بن علي، و يزيد بن

ص: 80


1- في الإصابة: بالثغر.
2- بالأصل: بلح.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 149/2 بغية الطلب لابن العديم 3603/8 و الوافي بالوفيات 83/14 و سير أعلام النبلاء 653/10.
4- على ساحل بحر الشام بين أنطاكية و حلب، و هي اليوم في جنوب تركيا.

ربيعة الرّحبي، و علي بن سليمان الكسائي، و عطاء بن مسلم الحلبي الخفّاف، و إسماعيل بن عياش، و عبيد اللّه بن عمرو الرّقّي، و شريك بن عبد اللّه، و محمّد بن الفرات، و الحكم بن ظهير، و سفيان، و أبا الأحوص، و عيسى بن يونس، و شهاب بن خراش، و الربيع بن بدر عليلة.

روى عنه: أبو حاتم الرازي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و عبد اللّه بن أبي مسلم الطّرسوسي، و أحمد بن خليد الحلبي، و أبو الليث يزيد بن جهور الطّرسوسي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث، و علي بن يزيد الفرائضي، و أبو الأحوص عمر بن الهيثم قاضي عكبرا، و زهير بن محمّد بن قمير.

أنبأنا أبو علي الحداد المقرئ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، أنا أحمد بن خليل الحلبي، نا أبو توبة الربيع بن نافع، نا الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرّة، نا عبادة بن الصامت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما في الأرض من نفس تموت و لها عند اللّه خير تحب أن ترجع إليهم، و لها الدنيا إلاّ الشهيد فإنه يحبّ أن يرجع فيقتل مرة أخرى»[4190].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم عمر بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن درستويه - قراءة عليه، في سنة سبع و أربعمائة - أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي، نا أبو الحسن بن فيل (1)،نا أبو توبة، نا محمّد بن الفرات الجرمي، قال: سمعت أبا إسحاق يذكر عن الحارث، عن علي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا معشر المسلمين، احذروا البغي فإنه ليس من عقوبة (2) أحضر (3) من عقوبة بغي، وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب أعجل من صلة رحم، و إياكم و عقوق الوالدين فإن ريح الجنة يؤخذ من مسيرة ألف عام، و لا يجد ريحها

ص: 81


1- مهملة بدون نقط و رسمها غير واضح بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، عن بغية الطلب 3603/8 فيمن روى عنه: أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي.
2- غير واضحة بالأصل و م و رسمها «عونه» و الصواب عن مختصر ابن منظور 307/8.
3- بالأصل و م بالصاد المهملة، و المثبت عن المختصر.

عاقّ و لا قاطع رحم، و لا شيخ زان، و لا جارّ إزاره خيلاء، إنما الكبرياء للّه رب العالمين؛ و الكذب كلّه إثم، إلاّ ما نفعت به مسلما أو دفعت به عن دين اللّه، و إن في الجنة لسوقا لا يباع فيه و لا يشترى، إلاّ الصّور من الرجال و النساء، يتوافون على مقدار كلّ يوم من أيام الدنيا، يمر بهم أهل الجنة، فمن اشتهى صورة دخلت فيه من رجل أو امرأة فكان هو تلك الصورة»[4191].

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أحمد، و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):ربيع بن نافع أبو توبة سكن طرسوس حلبي الأصل، سمع معاوية بن سلام، و عطاء بن مسلم.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (2)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، قال: سمعت أبا حاتم مكي بن عبدان يقول: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، سمع محمّد بن مهاجر و معاوية بن سلام.

قرأت على أبي الفضل السلامي، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه:

أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو توبة الربيع بن نافع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا عبد اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل، أنا أبو بشر الدولابي، قال: أبو توبة الربيع بن نافع.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى (3) ابنا (4) الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني.

ص: 82


1- التاريخ الكبير 279/1/2.
2- رسمها غير واضح و في م: الشقياني، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- غير مقروءة بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 6/20(3).
4- بالأصل و م «أنا» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد تكرر هذا السند كثيرا.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو توبة الربيع بن نافع حلبي، يروي عن معاوية بن سلام، روى عنه أحمد بن حنبل، و أبو داود السّجستاني.

أخبرنا أبو جعفر الهمداني في كتابه، أنا [أبو] (1) بكر الصفار، أنا أحمد بن علي الأصبهاني، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، قال: أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، سمع معاوية بن سلام و محمّد بن مهاجر، روى عنه عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، و أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الجوهري، و أبو حاتم محمّد بن إدريس بن المنذر.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الفضل العوسي (2)،أنا مسعود بن ناصر السّجزي، أنا عبد الملك بن الحسن بن سياوس، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: الربيع بن نافع أبو توبة الحلبي سكن طرسوس، سمع معاوية بن سلام، روى عنه الحسين بن محمّد بن الصباح في «الطلاق».

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا أبو الحسن (3) الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي، أنا سليمان بن أشعث، قال: سمعت أحمد يقول: أبو توبة لم يكن به بأس، كان يجيئني (4).

أخبرنا أبو الفضل البغدادي، و أبو القاسم الأصبهاني، قالا: أنا أبو الحسن (5)الحمّامي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الحنبلي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أنا أبو حفص محمّد بن علي الجوهري، نا أحمد بن محمّد بن هانئ، قال:

سمعت أبا عبد اللّه يوما و نعي إليه أبو توبة فترحم عليه، ثم شهدته بعد و قيل له إن الذي ذكر موت أبي توبة غلط ، فقال: نعم، ثم قال: إن في بقاء أبي توبة، و قال في موضع آخر

ص: 83


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- بالأصل «أبو الحسن بن الخصيب» حذفنا «بن» لأنها مقحمة.
4- نقله ابن حجر في التهذيب 149/2.
5- بالأصل و م «أبو الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه علي بن أحمد بن عمر بن حفص، انظر ترجمته في سير الأعلام 402/17.

بغير هذا الإسناد: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل يسأل عن أبي توبة قال: ما أعلم إلاّ خيرا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني، إجازة، قال: و أنا الحسين بن سلمة الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء قالا:

أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1)،أنا علي بن [أبي] (2) طاهر - فيما كتب إليّ - قال [أنا] (3) الأثرم قال: سمعت أبا عبد اللّه و ذكر أبا توبة فأثنى عليه (4)،و قال: لا أعلم إلاّ خيرا، قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: ثقة صدوق حجة.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي، قال: الوليد بن مسلم و أبو توبة الربيع بن نافع ثقتان صدوقان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين محمّد بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو توبة الربيع بن نافع، و كان لا بأس به.

قال: و نا يعقوب بن سفيان، قال (5):سنة إحدى و أربعين و مائتين مات أبو توبة (6).

2157 - الرّبيع بن يحيى

من أهل دمشق.

حدّث عن أبي عبد ربّ الوضوء عبد الرّحمن بن نافع.

حدّث عنه أبو مسهر.

ص: 84


1- الجرح و التعديل 470/2/1-471.
2- زيادة عن الجرح للإيضاح.
3- زيادة عن الجرح للإيضاح.
4- «فأثنى عليه» أثبتناها عن الجرح و التعديل، و مكانها بالأصل «ما حدثنا عقبه».
5- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 212/1.
6- زيد في سير الأعلام 655/11 كان من أبناء التسعين. و قال في أول ترجمته 653 مولده في حدود الخمسين و مائة.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، نا الربيع بن يحيى [نا] (1) أبو عبد ربّ الوضوء عبد الرّحمن بن نافع أنه سمع يونس بن ميسرة بن حلبس يقول: ثلاثة يحبهم اللّه: من كان عفوه قريبا ممن أساء إليه، فذاك الذي تقوم به الدنيا، و من كره سوءا يأتيه إلى أحد أو صاحبه. فذاك قمن أن يستحي اللّه منه، و من كان بمنزلة رفيعة في الدنيا فتواضع لي، فذاك يعرف عظمتي و يخاف مقتي.

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي، عن أبي عبد اللّه بن مندة: أن ربيع بن يحيى من أهل دمشق.

2158 - الربيع بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي

لأم ولد، ذكره أبو جعفر الطبري في تاريخه في تسمية ولد يزيد بن معاوية (2).

2159 - الربيع بن يونس بن محمّد بن كيسان

أبو الفضل حاجب (3) المنصور (4)

حدّث عن المنصور، و جعفر بن محمّد الصادق.

روى عنه موسى بن سهل (5)،و ابنه الفضل بن الربيع، و عبد اللّه بن عامر التميمي.

و كان مع المنصور لما خرج إلى الشام لزيارة بيت المقدس.

ص: 85


1- زيادة للإيضاح.
2- انظر تاريخ الطبري 500/5 حوادث سنة 64 في «ذكر عدد ولده» يعني ولد يزيد.
3- بالأصل:«صاحب» و المثبت عن الوافي.
4- ترجمته في الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 125، و تاريخ بغداد 414/8 بغية الطلب 3606/8 الوافي بالوفيات 84/14 و سير أعلام النبلاء 335/7 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى.
5- بغية الطلب: سهيل.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو المرجّا تغلب بن محمّد بن اليمان الصوفي، نا محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق، أنا الحسين بن أحمد بن عيسى بن الحكم، نا محمّد بن هارون بن منصور المنصوري، نا سليمان بن أبي شيخ، حدّثني أبي، نا حجر بن عبد الرّحمن، عن الفضل بن الربيع، عن أبيه الربيع، عن أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اليمين الفاجرة تعقم الرّحم»[4192].

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد (1)،نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (2)،أنا أبو الحسين (3) محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الحنّائي (4)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن شاذان البزاز، نا محمّد بن الحسن بن سهل، نا عبد اللّه بن عامر التميمي، نا الربيع الحاجب، نا أبو جعفر المنصور، عن أبيه، عن جده، عن أبي (5) جده، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا جاء الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة، و إذا جاء الصيف خرج ليلة الجمعة، و إذا لبس ثوبا جديدا حمد اللّه و صلّى ركعتين و كسا الخلق[4193].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، حدّثني أبو عصمة نوح بن نصر الفرغاني من لفظه ببغداد، أنا أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن جعفر المفسّر البلخي ببلخ، نا أبو الحسن علي بن الحسن القطّان البلخي، حدّثني علي بن محمّد بن عبد اللّه المحتسب، حدّثني أمير المؤمنين محمّد بن هارون الرشيد، حدّثني محمّد بن أحمد القيسي، حدّثني موسى بن سهل، عن الربيع حاجب المنصور، قال: لما استوت الخلافة لأبي جعفر المنصور قال لي: يا ربيع قلت:

لبيك يا أمير المؤمنين، قال: ابعث إلى جعفر بن محمّد من يأتيني به، قال: ففتحت من بين يديه و قلت: أي بلية يريد أن يفعل، و أوهمته أن أفعل ثم أتيته بعد ساعة فقال لي:

ص: 86


1- بالأصل «سعد» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة (عاصم - عائذ)، و فيها: علي بن الحسن بن علي بن سعيد، أبو الحسن العطار و في م: سعد.
2- تاريخ بغداد 414/8.
3- تاريخ بغداد: أبو الحسن.
4- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«عن أبي عن جده» حذفنا «عن» الثانية لتوافق عبارة الخطيب.

أ لم أقل لك أن تبعث إلى جعفر بن محمّد من يأتيني به، و اللّه لأقتلنه، فلم أجد بدا من ذلك فدخلت إليه، فقلت: يا أبا عبد اللّه أجب أمير المؤمنين، فقام معي مسرعا فلما دنونا إلى الباب قام يحرك شفتيه ثم دخل فسلّم فلم يرد عليه و وقف فلم يجلسه، ثم رفع رأسه إليه فقال: يا أبا جعفر أنت ألبّت علينا و كثّرت و عذرت و حدّثني أبي عن أبيه، عن جده أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ينصب لكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة»، فقال جعفر بن محمّد: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ينادي يوم القيامة من بطنان (1) العرش ألا فليقم من كان أجره على اللّه فلا يقوم إلاّ من عفا عن أخيه» فما زال يقول حتى سكن ما به و لان له. فقال: اجلس يا أبا عبد اللّه، ارتفع أبا عبد اللّه، ثم دعا مدهن فيه غالية فعلّقه بيده - و الغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين المنصور - ثم قال: انصرف أبا عبد اللّه في حفظ اللّه. و قال لي: يا ربيع أتبع أبا عبد اللّه جائزته.

قال الربيع: فخرجت إليه فقلت: يا أبا عبد اللّه أنت تعلم محبتي لك، قال: نعم يا ربيع، أنت منا، حدّثني أبي عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«مولى القوم منهم» و أنت منا، قلت: يا أبا عبد اللّه شهدت ما لم تشهد و سمعت ما لم تسمع، و قد دخلت فرأيتك تحرك شفتيك عند الدخول عليه بدعاء فهو شيء تقوله أو تأثره عن آبائك الطيبين ؟ قال: لا، بل، حدّثني أبي عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء، و كان يقال إنه دعاء الفرج:

اللّهم احرسني بعينك التي لا تنام، و اكنفني بركنك الذي لا يرام، و ارحمني بقدرتك عليّ ، لا أهلك و أنت رجائي، فكم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكري، و كم من بلية ابتليتني قلّ لك بها صبري، فيا من قل عند نعمته شكري فلم تحرمني، و يا من قلّ عند بليته صبري فلم تخذلني، و يا من رآني على الخطايا فلم تفضحني، أسألك أن تصلي على محمّد و على آل محمّد كما صلّيت و باركت و رحمت على إبراهيم، إنّك حميد مجيد، اللّهم أعنّي على ديني بدنيا، و على آخرتي بتقوى، و احفظني فيما غبت عنه، و لا تكلني إلى نفسي فيما حضرت، يا من لا تضره الذنوب، و لا ينقصه المعروف، هب لي ما لا يضرك، و اغفر لي ما لا ينقصك؛ اللّهم إني أسألك فرجا قريبا و صبرا جميلا، و أسألك العافية من كل بلية؛ و أسألك دوام العافية، و أسألك

ص: 87


1- عن مختصر ابن منظور 309/8 و بالأصل «بطان».

الغنى عن الناس، و أسألك السلامة من كل شيء، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم.

قال الربيع: كتبته من جعفر بن محمّد برقعة، و ها هو ذا في جيبي، قال موسى بن سهل: و كتبته من الربيع حاجب المنصور و ها هو ذا في رقعة في جيبي، قال محمّد بن أحمد القيسي كتبته عن موسى بن سهل و ها هو ذا في رقعة في جيبي، قال محمّد بن هارون و كتبته عن محمّد بن أحمد و ها هو ذا في رقعة، قال علي بن محمّد بن عبد اللّه المحتسب و كتبته عن محمّد بن هارون و ها هو ذا في رقعة في جيبي، قال علي بن الحسن: و كتبته عن علي بن محمّد المحتسب و ها هو ذا في رقعة في جيبي، و قال محمّد بن الفضل المفسّر: و كتبته عن أبي الحسن علي بن الحسن البلخي و ها هو ذا رقعة في جيبي، و قال نوح بن نصر: و كتبته عن محمّد بن الفضل المفسر البلخي و ها هو ذا رقعة في جيبي، قال عبد العزيز و كتبته عن نوح بن نصر و ها هو ذا رقعة في جيبي، قال الفقيه أبو الحسن: و كتبته عن عبد العزيز بن أحمد و ها هو ذا رقعة في جيبي، قال المصنف: و كتبته عن الفقيه أبي الحسن و ها هو ذا في جيبي. و قد روي من وجه آخر بإسناد (1) من هذا عن الربيع، و لم يرفعه[4194].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني - إملاء - نا أبو علي الحسين بن علي، نا محمّد بن زكريا بن دينار، نا عبيد اللّه بن محمّد بن عائشة القرشي، حدّثني أبي، عن الربيع الحاجب قال: بعثني أمير المؤمنين المنصور إلى جعفر بن محمّد فقال: جئني به فو اللّه لأقتلنه، فأتيت جعفر بن محمّد فقلت: أجب أمير المؤمنين و أخبرته بما تكلم به، فقال: قم فليس عليّ بأس، فجاء فرأيته يحرك شفتيه فلما دخل سلّم قال له المنصور:

مرحبا مرحبا إليّ إليّ حتى أجلسه إلى جنبه ثم أقبل يسأله عن حاله و أمره، ثم دعا بطيب فطيّبه و قضى له غير حاجة و أخرج له من الحبس قوما من أهله و أمر له بمال.

فقلت له: يا أمير المؤمنين حلفت لتقتلنه ثم فعلت به ما فعلت، قال: ويحك يا ربيع إنه لما دخل إليّ فرأيت وجهه أجد شيء له رقة لم أقدر على غير ما رأيت، و قد رأيته يحرك شفتيه فاسأله عما كان يقوله، فأتيت جعفرا فسألته فقال: على أن لا تعلمه،

ص: 88


1- لفظة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا و في م: بإسناد مثلي (كذا).

فقلت: ذلك لك، فقال لي: يا ربيع إذا أصبحت و إذا أمسيت قل: اللّهم احرسني بعينك التي لا تنام، و اكنفني بركنك الذي لا يرام، و اغفر لي بقدرتك عليّ ، لا أهلك و أنت رجائي، ربّ كم من نعمة أنعمت بها علي قلّ لك عندها شكري فلم تحرمني، و كم من بلية ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري فلم تخذلني باد النعم التي لا تحصى أبدا و باد المعروف الذي لا ينقضي أبدا صلّى (1) على محمّد و على آل محمّد، و بك أدفع في نحر كل باغي (2) و حاسد و ظاعن و ظالم، و أعوذ بك من شرّهم، اللّهم أعنّي على ديني بالدنيا، و على آخرتي بالتقوى، و احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما حضرت، يا من لا تضره الذنوب و لا تنقصه المغفرة اعطني ما لا ينقصك، و اغفر لي ما لا يضرك، إنك أنت الوهاب، اللّهم إني أسألك فرجا عاجلا و رزقا واسعا و المعافاة من جميع البلاء في الدنيا و الآخرة إنك على كل شيء قدير.

قرأت بخط أبي الحسن الرازي، أخبرني أبو الحسن أحمد بن حمدون بن عيسى الختّلي، نا مساور بن أحمد بن شهاب العتابي، حدّثني سليمان بن بشر قال: سمعت الربيع يقول: إنه استأذن لرجل من جملة العرب على المنصور بالشام في سنة ست و خمسين و مائة و عليه جبّة ملونة فدعا بجبة فلبسها و قلنسوة حبر و قال: يا ربيع كانت العرب تقول: الموت القادح أيسر من اللّباس الفاضح.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا (3) أبي علي الفقيه، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني أحمد بن أبي خالد الكاتب، قال: كان أمير المؤمنين المهدي يقول: ثلاثة أضنّ بهم على الولاية و أراهم أكبر منها عبد اللّه: ابن مصعب الزّبيري، و إسحاق بن عزيز الزّهري، و الربيع، و كان إسحاق بن عزيز من جلساء أمير المؤمنين المهدي، و كان حلوا و كان لعبد اللّه بن مصعب صديقا مثامنا.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم الشّيحي (4)،أنا أبو بكر الخطيب (5)،

ص: 89


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا بالأصل و م.
3- بالأصل و م «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند مرارا.
4- بالأصل «السنحى» خطأ و الصواب ما أثبت «الشيحي» بكسر الشين، نسبة إلى شيحة من قرى حلب، و في م: الشيخي.
5- تاريخ بغداد 414/8.

أخبرني الحسن بن أبي بكر، قال: ذكر أحمد بن كامل القاضي أن الربيع حاجب المنصور هو الربيع بن يونس بن محمّد بن أبي فروة، قال: و اسم أبي فروة كيسان مولى الحارث الجبار (1) مولى عثمان بن عفان، قال: و كان ابن عياش المنتوف يطعن في نسب الربيع طعنا قبيحا و يقول للربيع: فيك شبه من المسيح، يخدعه بذلك فكان يكرمه لذلك حتى أخبر المنصور بما قاله له. فقال: إنه يقول لا أب لك، فتنكر له بعد ذلك. و في الربيع يقول الحارث بن الديلمي:

شهدت بإذن اللّه أن محمّدا *** رسول من الرّحمن غير مكذّب

و أن و لا كيسان للحارث الذي *** ولى زمنا حفر القبور بيثرب

قال الخطيب (2):و أنا الحسين (3) بن علي الصّيمري، نا أحمد بن محمّد بن علي الصيرفي، نا محمّد بن عمر بن مسلم (4) الحافظ ، قال: ذكروا أنه لم ير في الحجابة أعرق من ربيع و ولده، و كان الربيع حاجب أبي جعفر و مولاه، ثم صار وزيره، ثم حجب المهدي، و هو الذي بايع المهدي و خلع عيسى بن موسى، و من ولده الفضل حجب هارون. و محمّد المخلوع و ابنه عباس بن الفضل حجب محمّدا الأمين، فعباس حاجب بن حاجب بن حاجب.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (5)،قال: و ذكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود الكاتب، حدّثني ابن القداح، قال: كانت للربيع جارية يقال لها أمة العزيز، فائقة الجمال، ناهدة الثديين، حسنة القوام، فأهداها إلى المهدي، فلما رأى جمالها و هيئتها قال: هذه لموسى أصلح فوهبها لموسى فكانت أحبّ الخلق إليه، و ولدت له بنيه (6)الأكابر، ثم إن بعض أعداء الربيع قال لموسى: إنه سمع الربيع يقول: ما وضعت بيني

ص: 90


1- تاريخ بغداد: الحفار.
2- المصدر نفسه.
3- بالأصل «الحسن» و الصواب عن تاريخ بغداد، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 615/17.
4- تاريخ بغداد: سالم.
5- تاريخ الطبري 228/8 حوادث سنة 170.
6- عن الطبري، و بالأصل: ابنيه.

و بين الأرض مثل أمة العزيز، فغار موسى من ذلك غيرة شديدة و حلف ليقتلن الربيع، فلما استخلف دعا الربيع في بعض الأيام فتغدى معه و أكرمه، و ناوله كأسا (1) فيها شراب عسل قال: فقال الربيع، فعلمت أن نفسي فيها و أني إن رددت يده ضرب عنقي، مع ما قد علمت أن في قلبه عليّ من دخولي على أمّه و ما بلغه عني و لم يسمع عذرا فشربتها.

و انصرف الربيع إلى منزله، فجمع ولده و قال لهم: إني ميت في يومي هذا أو من غد، فقال له ابنه الفضل: و لم تقول هذا؟ جعلت فداك، قال: إن موسى سقاني شربة سمّ . فأنا أجد عملها في بدني، ثم أوصى بما أراد، و مات في يومه أو من غده. ثم تزوج الرشيد أمة العزيز بعد موت الهادي، فأولدها علي بن الرشيد.

قال الطبري (2):و ذكر يحيى بن الحسين (3) بن عبد الخالق، خال الفضل بن الربيع، أن أباه حدّثه أن موسى حدّثه قال: أريد قتل الربيع، فلا أدري كيف أفعل به، فقال له سعيد بن سلم: تأمر (4) رجلا باتخاذ سكين مسموم، و تأمره بقتله، ثم تأمر بقتل (5) ذلك الرجل. قال: هذا الرأي، فأمر رجلا فجلس له في الطريق، و أمره بذلك، فخرج بعض خلفاء الربيع، فقال له: إنه (6) قد أمر فيك كذا و كذا، فخذ في غير ذلك الطريق فدخل منزله فتمارض فمرض بعد ذلك ثمانية أيام فمات موت نفسه، و كانت وفاته في سنة تسع و ستين و مائة، و هو الربيع بن يونس، و ذكر غيره أنه توفي في أول سنة سبعين و مائة.

قال لنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال لنا أبو بكر الخطيب (7):الربيع بن يونس وزر للمنصور و للهادي و لم يوزر (8) للمهدي، و إنه مات في أول سنة سبعين و مائة.

ص: 91


1- بالأصل:«كسا» و المثبت عن الطبري.
2- تاريخ الطبري 228/8.
3- الطبري: الحسن.
4- الأصل:«سعيد بن سالم، ناصر» و المثبت عن الطبري.
5- بالأصل:«ثم صل ذلك الرجل» و صححت العبارة عن الطبري.
6- عن الطبري، و بالأصل: إن.
7- تاريخ بغداد 414/8.
8- بالأصل:«يرو» و المثبت عن الطبري.

ذكر من اسمه رجاء

2160 - رجاء بن أشيم بن كميش

أبو الأشيم الحميري (1) المصري

سمع سالم بن عبد اللّه بن عمر.

روى عنه: سعيد - أراه - ابن أبي هلال.

و وفد على يزيد بن الوليد ببيعة أهل مصر في نفر من وجوههم.

كتب إلي أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، نا أبي أحمد بن يونس، نا عيسى بن إبراهيم الغافقي، نا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن سعيد: أنه سمع رجاء بن الأشيم يسأل سالم بن عبد اللّه: الحوم في ساج إزاره ديباج، قال: ابن أخ أنت تلبس الخزّ و هذا يشوب من ذلك، قال أبو سعيد بن يونس: و ما أدري من سعيد هذا، و أحسبه ابن أبي هلال، و اللّه أعلم.

و ذكر أبو عبد الرّحمن النسائي فيما قرأته على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، و ذكر أبا الأشيم رجاء بن أبي عطاء، ثم قال (2):أخبرنا

ص: 92


1- في ولاة مصر للكندي: الحضرمي.
2- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام.

سليمان بن داود، نا إدريس - هو - ابن يحيى الخولاني، عن أبي الأشيم رجاء بن أبي عطاء، عن واهب بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من أطعم أخاه من الخبز حتى يشبعه، و سقاه من الماء حتى يرويه بعّده اللّه من النار سبع حدائق كلّ حديق مسيرة سبعمائة عام»[4195].

و لم يذكر ابن يونس رجاء بن أبي عطاء هذا أو أراهما واحدا، و يكون أبو عطاء كنية الأشيم أبي رجاء، و المحفوظ : سبع خنادق.

كتب إليّ أبو محمّد العلوي، و أبو الفضل بن مسليوح، و حدّثني أبو بكر، أنا أبو الفضل، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: رجاء بن الأشيم بن كبيش (1) الحميري يكنّى أبا الأشيم سأل سالم بن عبد اللّه بن عمر، و كان رجاء هذا شريفا بمصر في أيامه و له ولايات، و كان شاعر يقال له شكسب قدم مصر فانقطع إلى رجاء فكتب إليه:

لرجاء بن الأشيم بن كبيش (2)

من فتى من نواله مستريش

قتله حوثرة (3) بن سهيل الباهلي بمصر يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ثمان و عشرين فقال فيه هذا الشاعر المدني بعد قتله:

أودى رجالا كمثل رجاءنا

في العالمين إذا بعد رجائنا

قال أبو سعيد بن يونس: داره دار السلسلة التي عند بئر النخل بحمير معروفة هناك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما كميش (5)بالكاف و الشين المعجمة فهو رجاء بن الأشيم بن كميش (6) الحميري، يكنى أبا الأشيم

ص: 93


1- كذا بالأصل، و مرّ «كميش».
2- كذا بالأصل، و مرّ «كميش».
3- بالأصل «جويرة» و الصواب ما أثبت، انظر ولاة مصر للكندي ص 110 و النجوم الزاهرة 305/1.
4- الاكمال لابن ماكولا 138/7.
5- عن الاكمال و بالأصل «كبيش».
6- عن الاكمال و بالأصل «كبيش».

أمّه حمضة (1) بنت عبد اللّه بن خيوان بن الحارث بن مالك بن حمير، سأل سالم بن عبد اللّه بن عمر، و كان شريفا بمصر في أيامه، و له ولايات قتله حوثرة بن سهيل الباهلي بمصر في المحرم سنة ثمان و عشرين و مائة، قال ذلك أجمع ابن يونس في غير نسخة، و لست أدري (2) كيف نسب أمه إلاّ أن يكون مالك بن حمير [رجلا] (3) متأخرا.

و ذكر أبو عمر محمّد بن يونس الكندي (4) أن الحوثرة بن سهيل الباهلي أمير مصر من قبل مروان بن محمّد قتل رجاء بن الأشيم يوم الثلاثاء لثنتي عشرة (5) ليلة بقيت من المحرم سنة ثمان و عشرين [و مائة] (6).

2161 - رجاء بن أبي أيوب الحضاري

2161 - رجاء بن أبي أيوب الحضاري (7)

و ولاه الواثق قتال أبي حرب (8) المبرقع الذي خرج بفلسطين [سنة] (9) سنة (10)و عشرين و مائتين و قدم بعد ذلك دمشق لحرب قوم من ذعّار أهل الغوطة (11) و المرج (12)، فظفر بهم ثم قدم مع المتوكل حين دخل دمشق و كان على حرسه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و أبو تراب

ص: 94


1- عن الاكمال، و تقرأ بالأصل: حمنة.
2- عن الاكمال و بالأصل: أرى.
3- بالأصل: رجل رجل، و المثبت بين معكوفتين عن الاكمال.
4- انظر ولاة مصر للكندي ص 112.
5- بالأصل: عشر.
6- زيادة عن الكندي للإيضاح.
7- ترجمته في بغية الطلب 2621/8 و فيه:«رجاء بن أيوب الحضاري» و بالأصل «الحصاري» بالصاد المهملة، و المثبت عن ابن العديم و في م: الحصاي. و انظر أخباره في تاريخ الطبري 118/9 و 120 و الكامل لابن الأثير 522/6 حوادث سنة 227.
8- بالأصل: ابن أبي حرب، و المثبت عن الطبري، و انظر فيه خبر خروجه بفلسطين 116/9 حوادث سنة 227. و كان خروجه في خلافة المعتصم، و قد وصل خبره إليه، و المعتصم عليل علته التي مات فيها، فبعث إليه رجاء بن أيوب الحضاري، و مات المعتصم، و ولى الواثق و ثارت الفتنة بدمشق فأمر الواثق رجاء بقتال من أراد الفتنة و العود إلى المبرقع. ففعل ذلك.
9- زيادة لازمة للإيضاح.
10- كذا بالأصل، و قد ذكر خروجه في الطبري و ابن الأثير سنة سبع و عشرين و مائتين.
11- بالأصل «العطوفة» و المثبت عن بغية الطلب 3621/8.
12- يعني مرج راهط .

حيدرة (1) بن أحمد، قالوا: أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا ابن عائذ (2) قال:

و قدم علينا في يوم الخميس مستهل جماد الأول - يعني سنة سبع و عشرين و مائتين - و واقع أهل المرج و كفر بطنا (3) و جسرين (4) و سقيا و قرى حرش و من ضوى إليهم يوم الأحد لأربع خلون من جماد الأول فأصيب من الناس جماعة كثيرة.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني بكر بن عبد اللّه بن حبيب، نا علي بن حرب، قال: ولي الواثق الخلافة و أبو العباس أمير دمشق من قبل المعتصم، و قد اقتس البلد و حوصر أبو المغيث و كان رجاء الحضاري بالرّقّة، و قد بلغه وفاة المعتصم فكتب إليه هارون الواثق يأمره أن ينفذ إلى دمشق فصار إلى دمشق فلم يهج أحدا و نزل بدير المرّان و القيسية معسكرين بمكانهم بمرج راهط فأقام ثلاثا ثم وجه إليهم يسألهم الرجوع إلى طاعة السلطان فامتنعوا من ذلك إلاّ بعزل أبي المغيث عنهم فواعدهم رجاء الحرب بدومة يوم الاثنين، و أظهر ذلك في العسكر فلما كان صبيحة الأحد خرج إليهم في مجمع عسكرهم بكفربطنا و هي لقيس و كان جمهور عسكرهم خرج إلى دومة فوافاهم رجاء حلوف قد تفرقوا فوضع فيهم السيف، و ناوشوه القتال فقتل منهم ألف و خمسمائة رجل، و قتلوا الأطفال و خرجوا (5) النساء و اشتغلوا بالنهب صار الناس من النواحي فقتل ابن عمّ رجاء في ثلاثمائة رجل من الجند قتله مزيد فانحار إلى معسكره و خرج مزيد و ابن بهيس حتى دخلا البرية فأما مزيد فأخذه قوم من اليمن فأتوا به رجاء، فضرب رجاء عنقه بابن عمه و لحق ابن بيهس (6) بقومه بحوران و فرض رجاء من أهل دمشق مكان من أصيب من عسكره ثلاثمائة رجل و صار إلى الأردن (7) إلى المبرقع فهزمه و قتل أصحابه و أخذه أسيرا.

ص: 95


1- بالأصل:«حيدة» و المثبت عن م.
2- بالأصل: عائد.
3- من قرى غوطة دمشق.
4- من قرى غوطة دمشق.
5- كذا بالأصل و م.
6- بالأصل:«و لحق من ؟؟؟ هش» كذا، و الصواب ما أثبت.
7- في الكامل لابن الأثير: فلسطين.

قال الرازي: و حدّثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المري الدمشقي عن شيوخه من أهل دمشق قال: لما توقع (1) الواثق سنة سبع و عشرين و مائتين وجّه رجاء الحضاري إلى الشام فدخل دمشق فوافى البلد مفتتنا من خارجي خرج بدمشق من ولد بن بيهس فأوقع به في قرية يقال لها كفربطنا فقتل جميع من كان معه و هرب ابن بيهس و استوى أمر دمشق للسلطان، و كان رجاء متوليا الخراج و الإمارة من قبل أشناس.

و ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القواس أن رجاء بن أيوب الحضاري مات في آخر جماد الأولى سنة أربع و أربعين و مائتين منصرفا من دمشق (2).

2162 - رجاء بن حيوية بن جندل

2162 - رجاء بن حيوية (3) بن جندل (4)

- و يقال: حزول (5)،و يقال: جندل - بن الأحنف

ابن السّمط ابن امرئ القيس

ابن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع

ابن معاوية بن كندة، و هو ثور بن عفير بن عدي

ابن الحارث بن مرّة بن أدد

أبو المقدام و يقال: أبو نصر الكندي الأردنّي

- و يقال: الفلسطيني - الفقيه (6)

و لجدّه جرول بن الأحنف صحبة على ما يقال.

روى عن أبيه، و معاوية، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و معاذ بن الجبل، و محمود بن الربيع، و أبي الدّرداء، و أبي أمامة الباهلي، و عبد الرّحمن بن غنم، و النوّاس بن سمعان من وجه ضعيف، و عبادة بن الصّامت، و أبي سعيد الخدري،

ص: 96


1- كذا بالأصل و في م: موقع و لعله: تولى.
2- انظر بغية الطلب 3621/8.
3- في المختصر و بغية الطلب: حيوة.
4- في المختصر «جنزل» و في بغية الطلب:«حنزل» و في سير الأعلام:«جزل».
5- في المختصر و سير الأعلام و تهذيب التهذيب: جرول.
6- ترجمته في تهذيب التهذيب 157/2 حلية الأولياء 170/5 بغية الطلب 3621/8 الوافي بالوفيات 103/14 سير الأعلام 557/4 و انظر بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و جابر بن عبد اللّه، و جنادة بن أبي أمية، و مسور بن مخرمة، و يعلى بن عقبة، و ورّاد كاتب المغيرة، و عمر بن عبد العزيز بن عبد الملك بن مروان، و خالد بن يزيد بن معاوية، و نعيم بن سلامة، و أبي صالح السّمّان، و قبيصة بن ذؤيب (1)،و الحارث بن حرمل، و أم الدّرداء.

روى عنه: مكحول، و الزهري، و قتادة بن دعامة، و عبد الملك بن عمير، و حميد الطويل، و عبد اللّه بن عون، و جراد بن مجالد، و محمّد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب، و عبد الكريم بن الحارث، و عمرو بن سعد الفدكي، و أشعث بن أبي الشعثاء و عبد الرّحمن بن إسحاق، و سليمان بن أبي داود، و عدي بن عدي، و عروة بن رويم، و إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي، و عبد الرّحمن بن حسان الكتاني، و محمّد بن عجلان، و ثور (2) بن يزيد الكلاعي، و محمّد بن الزبير، و أبو عبيد حاجب سليمان، و محمّد بن جحادة، و رجاء بن أبي سلمة، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و عبد اللّه بن أبي زكريا، و أبو سنان عيسى بن سنان، و ابنه عاصم بن رجاء بن حيوة.

و كان بدمشق عبد اللّه بن عبد الملك حين تحاكم إليه الصفار و المراد في طست اشتراه على أنه صفر فوجده ذهبا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر بن إسماعيل، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن يحيى الحلاب، أبو عبد اللّه، نا محمّد بن الحسن الهمداني (3)،نا سفيان الثوري ح.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن [بن] علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا أبو يعقوب إسحاق بن عمير العدني، نا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن سفيان الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيّوية، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّما العلم بالتعلّم، و الحلم بالتحلّم، من يتّخذ (4) الخير يعطه، و من يتق الشر يوقه، ثلاث من كنّ فيه لم يسكن

ص: 97


1- رسمها بالأصل:«حونت» كذا، و المثبت عن تهذيب التهذيب.
2- غير مقروءة بالأصل و م و صورتها:«تو؟؟؟ ر» و المثبت عن بغية الطلب.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 120/9.
4- في مختصر ابن منظور: يتحرّ.

الدرجات العلى، و لا أقول لكم الجنة: من تكهّن أو استقسم، أو ردّه من سفر تطيّر»[4196].

قال ابن صاعد: و نا الحسن بن محمّد، نا إبراهيم بن مهدي المصّيصي، نا أبو المحياة و هو يحيى بن يعلى، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيّوية، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من تكهّن أو استقسم أو تطيّر طيرة تردّه عن سفر لم ينظر إلى الدرجات العلى من الجنة يوم القيامة»[4197].

قال: و نا محمّد بن هارون أبو (1) نشيط (2)،نا عمرو بن الربيع بن طارق، نا عكرمة بن إبراهيم الأزدي، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيّوية، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ثلاث من كنّ فيه لم ينل الدرجات العلى: من تكهّن أو استقسم أو ردّه من سفره طيرة»[4198].

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العباس بن محمّد التميمي الكرابيسي، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي السّرخسي، نا سويد بن سعيد، نا أبو المحياة يحيى بن يعلى، نا عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيّوية، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من تكهّن أو استقسم أو تطيّر طيرة تردّه من سفر لم ينظر إلى الدرجات العلى يوم القيامة»، كذا رواه أبو المحياة مرفوعا، و رواه أبو وهب عبيد اللّه بن عمرو الأسدي الرّقّي، عن عبد الملك فوقفه على أبي الدّرداء[4199].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا أبو نعيم، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد الملك بن رجاء بن حيوية،[عن أبيه] (3) عن أبي الدّرداء، قال: إنّما العلم بالتعلّم، و الحلم بالتحلّم، و من يتخير الخير يعطه، و من يتوقّ (4) الشر يوقه. ثلاث لا ينالون الدرجات العلى: من تكهّن أو استقسم أو رجع من سفر تطيّرا.

ص: 98


1- بالأصل و م أنا، و الصواب ما أثبت، انظر ما يلي.
2- النون في نشيط غير واضحة و قد تقرأ ميم و في م: شيط ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 324/12.
3- زيادة للإيضاح سقطت من الأصل و م.
4- بالأصل: يتوقى.

و رواه أبو عمر إسماعيل بن مجالد، عن سعيد، عن سعيد (1)،عن عبد الملك يرفعه إلاّ أنه قال: عن أبي هريرة بدلا من أبي الدّرداء.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه الصّيمري- (2) قرية من قرى هراة - أنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن علي السّرخسي - بها - أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الفضل الكرابيسي الفقيه - بمرو - نا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم الجواليقي، نا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (3)،نا سعيد بن المعلى، نا إسماعيل بن مجالد، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوية الكندي، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«العلم بالتعلّم، و الحلم بالتحلّم، و من يتحرّ الخير يعطه، و من يتوقّ الشرّ يتوقه»[4200].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرّذاني (4)،أنا أبو أحمد حميد بن زنجويه النسوي (5)،نا أبو الأسود - يعني النضر بن عبد الجبار-، نا نوح بن عبّاد القرشي، عن أبان بن أبي عياش السني، عن رجاء بن حيوية صاحب عمر بن عبد العزيز، قال: كنا ذات يوم أنا و أبي جميعا فقال معاذ بن جبل: من هذا يا حيوة قال: هذا ابني رجاء، قال معاذ: فهل علّمته القرآن ؟ قال: لا، قال: فعلّمه القرآن، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من رجل علّم ولده القرآن إلاّ توّج أبواه يوم القيامة بتاج الملك، و كسي (6) حلتين لم ير الناس مثلهما»، ثم ضرب بيده على كتفي و قال:«يا بني إن استطعت أن تكسي (7) أبويك حلّتين يوم القيامة فافعل»[4201].

ص: 99


1- كذا مكررة بالأصل.
2- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا و رسمها في م: لحومان.
3- بالأصل «البوسنجي» و الصواب عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بوشنج.
4- بالأصل: بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط بفتح الراء و الذال المعجمة المخففة، نسبة إلى رذان، قرية من قرى نسا (الأنساب) ذكره باسم محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي عون.
5- تقرأ بالأصل:«البسري» و لعل الصواب ما أثبت، نسبة إلى نسا، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 48/3 و سير الأعلام 19/12.
6- بالأصل و م: و كسا.
7- بالأصل: تكسا و في م: يكسى.

قال: فما حال عليّ السنة حتى تعلّمت القرآن، هذا حديث منكر، و لا يحتمل سن رجاء لقى معاذ بن جبل، و أبان ضعيف.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، قال: قال رجاء بن حيوة أو عدي بن عدي: أنا من الذين أنعم اللّه عليهم بالإسلام و عدادي في كندة.

و قال أبو زرعة: حدّثني أبي، نا ضمرة، قال: رجاء بن حيوة يكنى أبا المقدام.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قال: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: رجاء بن حيوة أبو المقدام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، قالا: نا محمّد بن سعد قال (2):في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: رجاء بن حيوة كان ينزل الأردن - زاد ابن الفهم: و كان ثقة عالما فاضلا كثير العلم-. أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي (3)،أنا شعبة، عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب، في حديث رواه أن [رجلا قال:] (4) رجاء بن حيوة يكنى أبا نصر.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل أحمد بن ناصر، أنا أحمد بن

ص: 100


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 337/1.
2- طبقات ابن سعد 454/7.
3- انظر ترجمته في سير الأعلام 378/9.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.

الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):رجاء بن حيوة أبو المقدام الكندي الشامي الفلسطيني، قال ابن المثنى عن معاذ، عن ابن عون، قال رجاء: يحدث كما سمع محمود بن الربيع و معاوية، و قال ابن أبي الأسود، نا ابن المهتدي (2)،عن شعبة، عن الحكم: كان رجاء بن حيوة قاضيا (3) و قدم الكوفة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: رجاء بن حيوة الشامي الكندي أبو المقدام، روى عن عبد اللّه بن عمرو، و معاوية، و محمود بن الربيع، روى عنه [ابن] (5) عون و جراد بن مجالد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصوفي، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في الطبقة الثالثة: رجاء بن حيوة أبو المقدام الكندي.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسين أحمد بن عمير إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: رجاء بن حيوة الكندي فلسطيني.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، قال: سمعت أبي

ص: 101


1- التاريخ الكبير 312/1/2.
2- في البخاري: ابن مهدي.
3- البخاري: قاصّا.
4- الجرح و التعديل 501/2/1.
5- زيادة عن الجرح و التعديل.

يقول: أبو (1) المقدام رجاء بن حيوة شامي ثقة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: رجاء بن حيوة أبو المقدام.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمذاني (2)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو المقدام رجاء بن حيوة الكندي الشامي الفلسطيني سمع أبا عبد الرّحمن معاوية بن أبي سفيان، و أبا نعيم محمود بن أسد الأنصاري، روى عنه الزهري، و عبد الملك بن عمير أبو عمر القرشي، و أبو محمّد الحكم بن عتيبة الكندي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن (3) أبي تمام عن أبي محمّد (4)،عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة، قال: قال أبو مسهر: و كان رجاء بن حيوة من أهلها - يعني الأردن - من مدينة يقال بيسان (5) ثم انتقل إلى فلسطين.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا عبد العزيز التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،نا أبو مسهر، نا مغيرة بن مغيرة، قال: قال مسلمة بن عبد الملك: إن في كندة لثلاثة (7) ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: و حدّثني محمّد بن مسلم،

ص: 102


1- بالأصل و م: أبي.
2- بالأصل:«الهمداني» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 416/7).
3- بالأصل:«بن أبي تمام عن ابن محمد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة يحيى بن الحسن في سير الأعلام 6/20 و ترجمة أبي تمام علي بن محمد في سير الأعلام 212/18 و في م كالأصل. و أبو محمد اسمه الحسن بن علي الجوهري، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 393/7 و سير الأعلام 68/18 و انظر ترجمة أبي عمر بن حيوية في سير الأعلام 409/16.
4- بالأصل:«بن أبي تمام عن ابن محمد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة يحيى بن الحسن في سير الأعلام 6/20 و ترجمة أبي تمام علي بن محمد في سير الأعلام 212/18 و في م كالأصل. و أبو محمد اسمه الحسن بن علي الجوهري، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 393/7 و سير الأعلام 68/18 و انظر ترجمة أبي عمر بن حيوية في سير الأعلام 409/16.
5- مضى التعريف بها قريبا.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 337/1.
7- عن أبي زرعة و بالأصل: لثلاث.

عن رجاء، عن مسلمة بن عبد الملك أنه قال: إن في كندة لثلاثة نفر إن اللّه لينزل بهم الغيث و ينصر بهم على الأعداء: رجاء بن حيوة، و عبادة بن نسيّ ، و عدي بن عدي (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدل عنه أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن المعلى، نا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان بن محمّد الطّاطري، نا يحيى بن حمزة، عن موسى بن يسار، قال: كان رجاء بن حيوة، و عدي بن عدي، و مكحول في المسجد، فسأل رجل مكحولا عن مسئلة، فقال مكحول: سلوا شيخنا و سيده رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز، نا عبد الرّحمن بن عثمان، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه البجلي، نا أبو زرعة (2)،نا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان بن محمّد، نا يحيى بن حمزة، عن موسى بن يسار، قال: قال رجاء بن حيوة في مسئلة لمكحول (3):تكلم يا أبا عبد اللّه فقال مكحول: سلوا شيخنا و سيدنا (4)-يعني رجاء-.

أنبأنا أبو علي، ثم حدّثنا أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان، نا محمّد بن عبيد بن آدم، نا أبو عمير بن النحاس، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: قال مكحول: ما زلت مضطلعا على من ناوأني حتى عاونهم عليّ رجاء بن حيوة، و ذلك أنه سيد أهل الشام في أنفسهم (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسن بن الفضل، أنا عبيد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء، قال: قال مكحول: لا زلت مشتغلا عن معاني (7) حتى أعانهم عليّ رجاء بن حيوة و ذلك أنه رجل (8) الشام في أنفسهم، و كان رجاء قدم الكوفة مع بشر بن مروان، فسمع منه أبو

ص: 103


1- انظر تهذيب التهذيب (مصورة ط الهند 167/7).
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 332/1.
3- عن أبي زرعة و بالأصل: مكحول.
4- في أبي زرعة:«سلوا شيخينا و سيدينا» يعني رجاء بن حيوة و عدي بن عدي.
5- الخبر في سير الأعلام 558/4.
6- انظر المعرفة و التاريخ 368/2-369.
7- بالأصل:«لا زلت مستقلا بمن يعاني» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
8- في المعرفة و التاريخ: دخل.

إسحاق الهمداني، و قتادة في هذه القدمة (1).

أخبرنا أبو محمّد الأنصاري، نا عبد العزيز التميمي، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني محمّد بن أبي أسامة.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا هارون، عن معروف، قالا: نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: قال يعني مكحولا: ما زلت مستقلا بمن نعاني (3) حتى أعانهم (4) عليّ رجاء بن حيوة، و ذلك أنه رجل أهل الشام في أنفسهم.

أنبأنا أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عبيد بن آدم العسقلاني.

و أنبأنا أبو علي، نا أبو نعيم قال: و نا أحمد بن إسحاق، نا أبو بكر بن أبي عاصم، قالا: نا أبو عمير الرملي، نا ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، قال: ما رأيت شاميا أفضل من رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، قال: ما لقيت شاميا أفقه من رجاء بن حيوة إلاّ أنه إذا حركته وجدته شاميا، و ربما جرى الشيء فنقول: فعل عبد الملك بن مروان رحمه اللّه.

قال مطر: ما نعلم أحدا جازت شهادته وحده إلاّ رجاء بن حيوة - يعني أنه صدق على عهد عمر بن عبد العزيز وحده-.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا

ص: 104


1- بالأصل و م:«المقدمة» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
2- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 330/1.
3- كذا، و في أبي زرعة: بغاني.
4- كذا بالأصل و تاريخ أبي زرعة، و بالهامش كتب محققه: و السياق يقتضي أن يكون: حتى أعانني عليهم.
5- الخبر التالي في حلية الأولياء 170/5.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 371/2.

أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (1)،نا خالد بن يزيد الجزري (2)،نا ضمرة، نا رجاء بن أبي سلمة، قال: قال نعيم بن سلامة: ما بالشام أحد أحب إليّ أن اقتدي به من رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا سعيد، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: ما من رجل من أهل الشام أحب إليّ أن أقتدي به من رجاء بن حيوة.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبي أبو البركات، قالا: أنا أبو القاسم التنوخي، نا أبو الفضل الشيباني، قال: قال رجاء بن حيوة - و كان من عقلاء الرجال - من لم يؤاخ (4) من الإخوان إلاّ من لا عيب فيه قلّ صديقه، و من لم يرض من صديقه إلاّ بإخلاصه له دام سخطه، و من عاتب إخوانه على كلّ ذنب كثر عدوه (5).

أنبأنا أبو علي المقرئ، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم (6)،نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي، نا عبيد بن أبي السائب، نا أبي، قال: ما رأيت أحدا أحسن اعتدالا في صلاة من رجاء بن حيوة، كذا فيه و قد أسقط الطّبراني منه: الوليد بن عتبة (7).

أخبرناه على الصواب أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، نا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (8)،نا الوليد بن عتبة، نا ابن أبي السائب - و هو عبد العزيز الوليد بن عبيد - عن أبيه، قال: ما رأيت أحسن اعتدالا في الصلاة من رجاء بن حيوة.

ص: 105


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 336/1.
2- عند أبي زرعة: الخزري.
3- المعرفة و التاريخ 371/2-372 و نقله عن ضمرة الذهبي في سير الأعلام 558/4.
4- بالأصل: تواخ.
5- نقله الذهبي في سير الأعلام 558/4.
6- حلية الأولياء 170/5.
7- بالأصل «عقبة» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م.
8- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 336/1.

قال: و نا أبو زرعة (1)،نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، قال: وقف عليّ عبد الملك بن مروان في قراءته، فقال لرجاء بن حيوة أ لا فتحت علي ؟ أخبرنا أبو الفرح سعيد بن أبي الرجاء، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أيوب، نا ضمرة، عن رجاء، ثم إبراهيم بن يزيد، قال: قدمت بحلل من عند عروة بن محمّد بن عطية السعدي إلى عمر بن عبد العزيز، فعزل منها حلة فقال هذه لخليلي رجاء بن حيوة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (2)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه (3) بن أحمد بن حنبل، نا أبو سعيد الأشج، نا أبو أسامة، قال: كان ابن عون إذا ذكر من يعجبه ذكر رجاء بن حيوة.

أنبأنا أبو علي ثم حدّثني مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا أبو أسامة، قال: كان ابن عون إذا ذكر من يعجبه ذكر رجاء بن حيوة.

قال (4):و نا سليمان، نا أحمد بن إسماعيل الصّفّار الرّملي (5)-قرابة أبي عمير بن النحاس - نا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، نا أبي، نا سهيل بن أبي حرم المقطعي (6)،عن ابن عون قال: ما أدركت من الناس أحدا أعظم رجاء لأهل الإسلام من القاسم بن محمّد، و محمّد بن سيرين، و رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي (7)،أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسيد، نا ضمرة، عن

ص: 106


1- المصدر السابق 337/1.
2- حلية الأولياء 170/5.
3- بالأصل: نا أبو عبد اللّه، و المثبت عن الحلية.
4- القائل: أبو نعيم، انظر الخبر في حلية الأولياء.
5- في الحلية:«الديلي».
6- في الحلية: سهيل بن أبي حزم القطعي.
7- المعرفة و التاريخ 548/1.

رجاء بن أبي سلمة، عن ابن عون، قال: ما رأيت أكفّ (1) من ثلاثة: رجاء بن حيوة بالشام، و القاسم بن محمّد بالحجاز، و ابن سيرين بالعراق، يقول: لم يجاوزوا ما علموا، و لم يتكلفوا أن يقولوا برأيهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، نا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا معمر، عن ابن عون، قال: كان رجاء و محمّد و القاسم شيئا واحدا لا يكادون يفتون في الشيء كذلك.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسن بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا ابن عون، قال: رأيت ثلاثة ما رأيت مثلهم:

محمّد بن سيرين بالعراق، و القاسم بن محمّد بالحجاز، و رجاء بن حيوة بالشام (2).

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا أبو محمّد الصوفي، نا أبو محمّد التميمي، نا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة النّصري (3)،حدّثني أحمد بن شبّويه (4)،نا النّضر بن شميل، عن ابن عون، قال: لقيت ثلاثة، كأنهم اجتمعوا فتواصوا: ابن سيرين بالبصرة، و رجاء بالشام، و القاسم بن محمّد بالمدينة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي، أنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي التاجر قالا: أنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الجرّاحي المروزي، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب المحبوبي، نا أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي، نا أحمد بن منيع، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، عن ابن عون، قال: كان إبراهيم النّخعي، و الحسن، و الشعبي يأتون بالحديث على المعاني، و كان القاسم بن محمّد، و محمّد بن سيرين، و رجاء بن حيوة يعيدون الحديث على حروفه (5).

ص: 107


1- في المعرفة و التاريخ: أكفأ.
2- الخبر نقله الذهبي من طريق الأصمعي 558/4.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 677/2.
4- رسمها و إعجامها غير واضحين بالأصل، و الصواب عن تاريخ أبي زرعة.
5- نقله الذهبي في سير الأعلام 559/4.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إبراهيم بن عبد اللّه أبو مسلم، نا الأصمعي، قال: سمعت ابن عون يقول: أدركت ثلاثة يتشددون في الحروف، و ثلاثة يرخصون في المعاني، فأما أصحاب المعاني فالحسن و النّخعي و الشعبي، و أما أصحاب الحروف فالقاسم بن محمّد، و محمّد بن سيرين، و رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن، نا عبيد بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، قال: سمعت ابن عون يقول: أدركت ثلاثة يتشددون في الحروف، و ثلاثة يترخصون في المعاني، فأما أصحاب الحروف فالقاسم بن محمّد، و محمّد بن سيرين، و رجاء بن حيوة، و أما أصحاب المعاني: فالحسن، و الشعبي، و النّخعي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا:

أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن علي بن حبيش التمار، نا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا جعفر الورّاق، نا مثنى - يعني - ابن معاذ، نا أبي، قال: سمعت ابن عون يقول: لو أن في الدنيا مثل ثلاثة محمّد بن سيرين بالعراق، و القاسم بن محمّد بالحجاز، و رجاء بن حيوة بالشام، و لم يكن في هؤلاء مثل محمّد.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود الشاهد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان (1) بن أحمد، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عمي أبو زكريا، نا معاذ بن معاذ، قال: كان ممن يحدث بالحديث كما سمعه محمّد بن سيرين، و القاسم بن محمّد، و رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني سعيد، نا ضمرة (3)،عن رجاء، قال: قال عقبة بن وساج (4) لرجاء بن حيوة: لو لا خصال فيك كنت أنت الرجل،

ص: 108


1- بالأصل:«نا أبو سليمان» و الصواب ما أثبت، و هو سليمان بن أحمد الطبراني.
2- كتاب المعرفة و التاريخ 370/2-371 و قريبا منه في الحلية 172/5.
3- رسمها بالأصل غير واضح و قد تقرأ:«حمزة» و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
4- بالأصل: و شاح، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.

[قال:] و ما هي ؟ قال: إخوانك يمشون إليك، و أنت لا تمشي إليهم، و وسمت في أفخاذ دوابك لرجاء و كانت سمة القبيل يكفيك، قال: أما قولك: إن إخواني يمشون إليّ و أنا لا أمشي إليهم، فربما عجلوني عن صلاتي، و أما قولك: و سمت اسمي في أفخاذ (1) دوابي و أن سمة القبيل تكفيني، فإني لم أكن أرى بأسا أن يكتب الرجل اسمه في فخذ دابته.

قال (2):و حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: كان يزيد بن عبد الملك يجري على رجاء بن حيوة ثلاثين دينارا في كل شهر، فلما ولي هشام قال: ما كان هذا برأي، فقطعها عنه، فرأى هشام أباه في المنام فعاتبه في المنام في ذلك، فأجرى عليه ما كان قطع.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، نا أبو محمّد المعدّل، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (3):

حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن محمّد بن شعيب أخبرنا ابن أبي السائب - و هو الوليد بن سليمان - حدّثني رجاء بن حيوة، قال: كتب هشام بن عبد الملك يسألني عن حديث و كنت قد نسيته لو لا أنه كان عندي مكتوبا (4).

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي طالب محمّد بن علي بن الفتح، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، نا الحسين بن صفوان بن أبي الدنيا، نا رجاء بن السندي، نا عبد اللّه بن بكر، عن محمّد بن ذكوان، عن رجاء بن حيوة قال:

كنت واقفا على باب سليمان بن عبد الملك، فأتاني آت لم أره قبل و لا بعد، فقال: يا رجاء إنّك قد بليت بهذا و بلي بك، و في دنوك منه الواقع (5)،يا رجاء فعليك بالمعروف، و عون الضعيف؛ يا رجاء، إنه من رفع حاجة لضعيف إلى سلطان لا يقدر على رفعها ثبّت اللّه قدمه على السراط يوم تزلّ الأقدام.

أخبرنا بها عالية أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو

ص: 109


1- المعرفة و التاريخ: أعجاز.
2- المعرفة و التاريخ 370/2.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 365/1.
4- رسمها بالأصل:«مكوتا» و المثبت عن أبي زرعة.
5- كذا بالأصل، و في سير الأعلام 560/4 الوتغ (و هو الهلاك)، و في الحلية 171/5،«الوقع».

سعد محمّد بن علي الخشّاب، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي، نا أبو جعفر محمّد بن عبد الكريم العبدي، نا أبو وهب عبد اللّه بن بكر بن حبيب السّهمي، حدّثني محمّد بن ذكوان الأزدي، عن رجاء (1) بن حيوة، قال: كنت واقفا على باب سليمان إذ أتاني رجل لم أره قبل و لا بعد فقال: يا رجاء إنك قد ابتليت بهذا و ابتلي بك و في قربه الوتغ (2) يا رجاء فعليك بالمعروف و عون الضعيف، يا رجاء إنه من كانت له منزلة من سلطان فرفع حاجة ضعيف لا يستطيع رفعها لقي اللّه يوم يلقاه و قد سدّ قدميه للحساب بين يديه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،حدّثني سعيد، نا ضمرة، عن رجاء، قال: قدم يزيد بن عبد الملك إلى بيت المقدس، فإذا (4) رجاء بن حيوة على أن يصحبه فأبى و استعفاه، فقال له عقبة بن وسّاج (5):إن اللّه ينفع بمكانك، قال: إن أولئك الذين تريد قد ذهبوا فقال له عقبة: إن هؤلاء قوما قل ما باعدهم (6) رجل بعد مقاربة إلاّ ركبوه، قال: إني أرجو أن يكفينيهم (7) اللّه الذي أدعهم له.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي بكر بن محمّد الورّاق إمام المسجد الجامع بهراة، و أبو محمّد عبد الرافع بن منصور بن أبي المسهر العيال (8) بهراة، و أبو مسلم روح بن شجاع بن محمّد الزغرتاني (9)-بزغرتان - و أبو العلاء صاعد بن أبي بكر بن أبي منصور الغوسناني بغوسنان (10)،قالوا: أنا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد الأنصاري

ص: 110


1- بالأصل «جابر» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
2- بالأصل:«الوبع» و الذي أثبت يوافق عبارة سير الأعلام.
3- المعرفة و التاريخ 370/2 و حلية الأولياء 171/5.
4- كذا بالأصل، و صوبها محقق المعرفة و التاريخ «فأراد» و مثله في المختصر، و في الحلية: فسأل.
5- بالأصل «و شاح» و الصواب عن الحلية و المختصر.
6- بالأصل:«قل ماتا عدهم» و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
7- بالأصل:«يكفيهم» و المثبت عن المختصر، و في المعرفة و التاريخ: يكفيهم و في الحلية:«أن يكفيهم الذي أدعوهم له».
8- كذا رسمها بالأصل و مهملة بدون إعجام في م.
9- اللفظتان غير واضحتين و رسمهما:«الدعوتاني بدعوتان» و لعل الصواب ما أثبت، و زغرتان من قرى هراة و في م كالأصل.
10- بالأصل و م بالعين المهملة في اللفظتين، و الصواب ما أثبت عن معجم البلدان، و غوسنان من قرى هراة.

بهراة إملاء، أنا أبو الحسن علي بن أبي طالب الخوارزمي، أنا أبو علي حامد بن محمّد الرفاء، أنا محمّد بن يونس الكديمي، نا أزهر بن سعد السّمّان، نا ابن عون، قال: قيل لرجاء بن حيوة: إنك كنت تأتي السلطان فتركتهم قال: يكفي الذي أدعهم له.

أنبأنا أبو علي، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان، نا أبو زرعة (1)،نا محمّد بن أبي أسامة الحلبي، نا ضمرة بن ربيعة، حدّثني عبد اللّه بن حسان، عن أسيد بن عبد الرّحمن، قال: رأيت مكحولا يسلم على رجاء بن حيوة بدابق و هو راجل و رجاء راكب فلم يردّ عليه رجاء السلام كأنه كره خلاف السّنّة أن يسلم الماشي على الراكب.

قال (2):و نا سليمان بن [أحمد، ثنا] (3) إبراهيم بن محمّد بن عون، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه أن رجاء بن حيوة الكندي قال لعدي بن عدي و لمعن بن المنذر و هو يعظهما: انظرا الأمر الذي تحبان أن تلقيا اللّه عليه فخذا فيه من الساعة، و انظرا (4) الأمر الذي تكرهان أن تلقيا اللّه عليه فدعاه الساعة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام، عن محمّد (5) بن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، أنا ابن أبي خيثمة، أنا الحوطي، نا بقية، نا عبد الرّحمن بن معر، و في نسخة معر بن حيوة قال لعدي بن عدي و النعمان بن المنذر يوما و هو يعظهما: انظرا الأمر الذي تحبان أن تلقيا اللّه عليه فخذا فيه من الساعة، و انظرا (6) الأمر الذي تكرهان أن تلقيا اللّه عليه فدعاه من الساعة أستودعكما اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم أبو إسحاق العمري، نا أبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، حدّثني عمي، قال: و أخبرنيه ابن لهيعة عن ابن عجلان، عن رجاء بن حيوة، قال: يقال: ما أحسن الإسلام و يزينه الإيمان، و ما

ص: 111


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 330/1 باختلاف.
2- القائل أبو نعيم، انظر حلية الأولياء 170/5.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية.
4- بالأصل:«و انظر» و المثبت عن الحلية.
5- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب:«عن أبي محمد عن أبي عمر» و قد مرّ هذا السند قريبا.
6- بالأصل:«و انظر» و المثبت عن الحلية.

أحسن الإيمان و يزينه التقوى (1)،و ما أحسن التقوى (2) و يزينه العلم، و ما أحسن العلم و يزينه الحلم، و ما أحسن الحلم و يزينه الرفق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: كنا نجلس إلى عطاء الخراساني (4)،قال: فكان يدعوا بعد الصبح بدعوات، قال: فغاب فتكلم رجل من المؤذنين فأنكر رجاء بن حيوة صوته، فقال له رجاء: من هذا؟ قال:

أنا يا أبو المقدام فقال: اسكت، فإنا []نكره (5) أن يسمع (6) الخبر إلاّ من أهله (7).

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمّد الخياط ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة، نا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدّثني الزّبير بن بكّار، حدّثني العتبي، قال: قال رجاء بن حيوة لعمر بن عبد العزيز يعزيه عن ابنه: أ كان أبيك يا أمير المؤمنين يخلق ؟ قال: لا، أ فكان يرزق ؟ قال: لا، قال: فما جزعك على مخلوق مرزوق ؟ اللّه خير له منك، و ثواب اللّه خير لك منه.

أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن المهر بندقشائي (8) بمرو، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبدوس النّسوي، نا أبو القاسم بكير بن عبد اللّه بن سلمة بن دينار الرازي بمصر، نا عبد اللّه بن محمّد - يعني ابن مريم - نا عمرو بن أبي سلمة، حدّثني أبو عمرو الصّغانيّ ، عن عامر بن يحيى، عن

ص: 112


1- في حلية الأولياء 173/5 «التقى».
2- في حلية الأولياء 173/5 «التقى».
3- كتاب المعرفة و التاريخ 376/2.
4- الحلية 193/5.
5- بالأصل: فأنكره، و المثبت و الزيادة عن المعرفة و التاريخ.
6- في المعرفة و التاريخ: نسمع.
7- الخبر في الحلية 172/5 و 193/5.
8- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و المثبت و الضبط عن الأنساب و هذه النسبة إلى: المهربندقشاي، قرية على ثلاثة فراسخ من مرو (ياقوت).

أبي يزيد الحمصي، عن رجاء بن حيوة: أنه رأى في المنام أن قل، قال: و ما أقول ؟ فقيل له: اللّهم إني أسألك السبق إلى رضوانك و المسارعة فيه بالقول و العمل و السّرّ و العلانية، و أعوذ بك من سخطك و منازل سخطك، و ما قرّب من سخطك من قول و عمل في السّرّ و العلانية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوه (1)،أنا أبو الحسن اللبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد، نا محمّد بن جعفر بن عون، نا المسعودي أخو أبي العميس، عن أبي عتبة، عن رجاء بن حيوة، قال: ما أكثر عبد ذكر الموت إلاّ نزل القدح و الحسد.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني المثنى بن معاذ العنبري، نا أبي، عن المسعودي، عن أبي عتبة، عن رجاء بن حيوة فذكر مثله، كذا قال، و لعله: البذخ (2) أو الحقد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو الحسن عبد اللّه بن أحمد بن معاذ الدّاراني، نا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أبو الاصبغ عبد اللّه بن يزيد، نا صفوان بن صالح، نا عبد اللّه بن كثير القاري، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال: كنا مع رجاء (3) بن حيوة، فتذاكرنا شكر النعم، فقال: ما أحد يقوم يشكر نعمة، و خلفنا رجل على رأسه كساء، فكشف الكساء عن رأسه فقال: و لا أمير المؤمنين ؟ قلنا: و ما ذكر أمير المؤمنين هاهنا إنما أمير المؤمنين رجل من الناس فغفلنا عنه، فالتفت رجل (4) فلم يره، فقال: أتيتم من صاحب الكساء، و لكن إن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا، فما علمنا إلاّ و هو بحرسيّ قد أقبل فقال: أجيبوا أمير المؤمنين، فأتينا باب هشام، فأذن لرجاء من بيننا، فلما دخل عليه قال: هيه يا رجاء يذكر أمير المؤمنين فلا تحتج، قال: فقلت: و ما ذاك يا أمير المؤمنين ؟[قال:] فلا تحتج، قال: فقلت: و ما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال: ذكرتم شكر النعم فقلتم: ما أحد يقوم بشكر نعمة، قيل لكم: و لا أمير المؤمنين ؟ فقلتم: أمير

ص: 113


1- ضبطت عن التبصير.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و م و المثبت عن مختصر ابن منظور 315/8.
3- بالأصل و م:«جابر» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
4- في سير الأعلام: رجاء.

المؤمنين رجل من الناس، قلت: فلم يكن ذاك، قال: اللّه ؟ قلت: آللّه. قال رجاء: فأمر بذلك الساعي فضرب سبعين سوطا و خرجت و هو متلوث في دمه، فقال: هذا و أنت رجاء بن حيوة ؟ قلت: سبعون في ظهرك خير من دم مؤمن، قال جابر: فكان رجاء بن حيوة بعد ذلك إذا جلس في مجلس التفت، فقال: احذروا صاحب الكساء (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن اللالكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني سعيد، نا ضمرة، عن رجاء قال: نظر رجاء بن حيوة إلى رجل ينعس بعد الصبح فقال: انتبه لا يظنّ الظانّ أن ذا عن سهر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قال: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، قال (3):رجاء بن حيوة السّكسكي شامي ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن السّقّا، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى يقول:

قد سمع ابن عون من رجاء بن حيوة و سمع قتادة من (4) رجاء بن حيوة و سمع أبو إسحاق من (5) رجاء بن حيوة، و سمع الزهري من (6) رجاء بن حيوة، و قدم رجاء بن حيوة الكوفة مع بشر بن مروان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصفوان، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، قال: قال الهيثم بن عدي: مات رجاء بن حيوة الكندي زمن هشام بن عبد الملك.

و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال:

ص: 114


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 561/4.
2- المعرفة و التاريخ 371/2.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 160.
4- بالأصل:«بن».
5- بالأصل:«بن».
6- بالأصل:«بن».

سمعت يحيى بن معين يقول: رجاء بن حيوة الكندي أدرك معاوية و مات [في ولاية] (1)هشام، في أولها.

و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمران بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (2):في الطبقة الثانية من أهل الشام: مات رجاء بن حيوة مولى كندة يكنى أبا المقدام مات سنة اثنتي (3) عشرة و مائة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن إسحاق بن حربان، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة العصفري (4)،قال: و في سنة اثنتي (5) عشرة و مائة مات رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا أبو طاهر المخلّص إجازة، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة اثنتي عشرة و مائة فيها توفي رجاء بن حيوة الكندي، أبو المقدام بالشام، و هكذا قال سليمان بن عبد الرّحمن.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس (6):

رجاء بن حيوة بن جزول الكندي، يكنى أبا المقدام من أهل فلسطين قدم مصر على

ص: 115


1- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 566 رقم 2924.
3- الأصل: اثني.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 343.
5- بالأصل: اثني عشر.
6- بالأصل:«يونس بن رجاء» حذفنا «بن» لأنها مقحمة و المثبت يوافق عبارة م.

عبد العزيز بن مروان، روى عنه الحارث بن حرمل الحضرمي، حدث عنه عبد الكريم بن الحارث، مات سنة اثنتي عشرة و مائة.

2163 - رجاء بن سراج الكلبي

2163 - رجاء بن سراج الكلبي (1)

أحد وجوه كلب، كان مع عمرو (2) بن سعيد بن العاص حين غلب على دمشق، و خلع عبد الملك بن مروان، له ذكر فيما ذكره أبو الحسن المدائني.

2164 - رجاء بن أبي سلمة

أبو المقدام الفلسطيني (3)

أصله من البصرة، ثم سكن الرملة.

روى عن رجاء بن حيوة، و عقبة بن أبي زينب، و نعيم بن سلامة، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و يزيد بن عبد اللّه بن موهب، و عبادة بن نسيّ ، و سليمان بن موسى، و عمرو بن شعيب، و الزّهري، و إبراهيم بن يزيد البصري، و يونس بن عبيد.

روى عنه: عبد اللّه بن عون، و حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، و بشر بن المفضّل، و ضمرة بن ربيعة، و يحيى بن العلاء، و محمّد بن يوسف و زيد (4) بن الحباب.

و قدم دمشق، و ذكر بعض ولده: أن اسم (5) أبي سلمة مهران.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد بن أبي منصور الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، نا الحسن بن علي بن عفان، نا زيد بن الحباب، نا رجاء بن أبي سلمة أبو المقدام الفلسطيني، حدّثني عمرو (6) بن

ص: 116


1- ترجمته في بغية الطلب 3625/8.
2- بالأصل و م:«عمر» و الصواب ما أثبت.
3- ترجمته في بغية الطلب 3627/8 و سمّاه: رجاء بن مهران بن أبي سلمة. و تهذيب التهذيب 158/2 و الوافي بالوفيات 105/14.
4- رسمها بالأصل:«رست الحباب» كذا، و الصواب عن م و انظر تهذيب التهذيب و بغية الطلب.
5- بالأصل:«اسم ابن أبي سلمة» و في م: أن إسحاق بن أبي سلمة.
6- بالأصل: عمر.

شعيب، عن أبيه، عن جده أنه قال: لا نفل بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يردّ قويّ المسلمين على ضعيفهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عمر عبد الرّحمن بن أبي قرصافة، نا أبو عمير بن النحاس، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: سمعت سليمان بن موسى، و عمرو بن شعيب يذكران النّفل في المسجد، فقال له عمرو: لا نفل بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له سليمان: شغلك أكل الزبيب بالطائف، نا مكحول، عن زياد بن حارثة (1) اللّخمي، عن حبيب بن مسلمة الفهري، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نفّل في البدأة الربع بعد الخمس، و في الرّجعة الثلث بعد الخمس، قال ضمرة: لأن الناس في الرجعة أضعف، كذا قال اللّخمي، و إنما هو التميمي[4202].

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (2) الحسن، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علاثة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أحمد بن الفرج، أبو عتبة الحمصي، نا ضمرة بن ربيعة، عن رجاء، و هو ابن أبي سلمة، قال: سمعت عمرو بن شعيب، و هو في المسجد الحرام يقول: لا نفل بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال موسى بن سليمان: شغلك أكل الزبيب بالطائف، نا مكحول، عن زياد بن حارثة (3)،عن حبيب بن مسلمة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نفّل في البدأة الربع بعد الخمس، و في الرجعة الثلث بعد الخمس[4203].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت (4):قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن سليمان بن موسى، قال:[مرّ] (5) مالك بن عبد اللّه الخثعمي و هو على الناس بالصائفة بأرض الروم قال: و رجل يقود دابّته فقال له: اركب، فإني أرى دابّتك ظهيرة (6)،قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما اغبرّت قدما عبد في سبيل اللّه إلاّ حرّم اللّه عليهما النار» قال: فنزل مالك و نزل الناس يمشون فما رئي يوما أكثر ماشيا منه[4204].

ص: 117


1- مختصر ابن منظور: جارية.
2- بالأصل «أنا» و في م: أبا و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
3- مختصر ابن منظور: جارية.
4- بالأصل و م: قال.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- أي قوية.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السّلمي، وجدت بخط أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، حدّثني سماعة بن محمّد بن سماعة الرّملي، نا أبي، نا ضمرة - يعني ابن ربيعة - عن رجاء - يعني ابن أبي سلمة - قال: رأيت الوضين بن عطاء بدابق (1) و عليه هيئة رثة، ثم رأيته بدمشق و عليه هيئة حسنة، فقلت له: قد رأيتك بهذه الهيئة ؟ قال: رأيتني و أنا مسافر (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (3):و حدّث عن ضمرة قال: ولد رجاء بن أبي سلمة سنة إحدى و تسعين.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في تسمية نفر متقاربين (4) في السن عمر و رجاء بن أبي سلمة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا عبد الرّحمن (5) بن عمير، قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الخامسة رجاء بن أبي سلمة بصري نزل فلسطين.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد، و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (6):رجاء بن أبي سلمة أبو المقدام الفلسطيني، عن رجاء بن حيوة،

ص: 118


1- دابق: قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها و بين حلب أربعة فراسخ (معجم البلدان).
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3628/8.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 272/1.
4- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و الصواب ما أثبت.
5- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و صوابه: أحمد بن عمير.
6- التاريخ الكبير 313/1/2.

روى عنه ابن عون، و حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، و محمّد بن يوسف، و زيد بن حباب، و قال الحسن: عن ضمرة مات سنة إحدى و ستين و مائة.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو المقدام رجاء بن أبي سلمة، عن رجاء بن حيوة، روى عنه ابن عون و حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، و محمّد بن يوسف.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

رجاء بن أبي سلمة فلسطيني ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ قال: سألت أبي عن رجاء بن أبي سلمة، فقال: ثقة.

قال: و ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: رجاء أبو المقدام ثقة.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال: أبو المقدام رجاء بن أبي سلمة الفلسطيني.

قال: و حدّثني عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: رجاء أبو المقدام الذي يحدث عنه حمّاد بن سلمة هو رجاء بن أبي سلمة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمد، قال:

سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: رجاء بن أبي سلمة أبو المقدام الفلسطيني.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصّفّار، نا أحمد بن

ص: 119


1- الجرح و التعديل 502/2/1.

علي بن منجويه، أنا محمد بن محمد الحاكم، قال: أبو المقدام رجاء بن أبي سلمة الفلسطيني الرّملي عن أبي المقدام رجاء بن حيوة الكندي، و أبي عبد الحميد إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، روى عنه عبد اللّه بن عون، و حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، قال: مات رجاء بن أبي سلمة (2) سنة إحدى أو اثنتين (3) و ستين و مائة، و سمع حمّاد بن سلمة من رجاء بن أبي سلمة، فقال: رجاء أبو المقدام، و روى عنه ابن عون.

و قال الوليد بن أبي طلحة عن ضمرة سنة إحدى و ستين لم يشك.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم، عن أبي خازم (4) محمد بن الحسن بن محمد بن الفراء، أنا منير بن أحمد بن الحسن المعدّل، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن مروان الرّملي، نا الوليد بن أبي طلحة، نا ضمرة بن ربيعة، قال: هلك رجاء بن أبي سلمة سنة إحدى و ستين و مائة، و مولده سنة إحدى و تسعين.

أخبرنا أبو محمد أحمد بن أحمد الأنصاري، أنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو محمد المعدّل، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة، قال: و حدّث عن ضمرة، قال:

مات - يعني رجاء بن أبي سلمة - سنة إحدى و ستين و مائة.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن المؤدب، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و في هذه السنة - يعني سنة إحدى و ستين - توفي رجاء بن أبي سلمة و هو ابن سبعين سنة.

ص: 120


1- المعرفة و التاريخ 149/1.
2- بالأصل:«رجاء بن ضمرة» و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
3- بالأصل:«مائتين» و الصواب عن المعرفة و التاريخ، و فيه «اثنين».
4- بالأصل و م «حازم» بالحاء المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت بالحاء المعجمة، و قد مضى التعريف به.

2165 - رجاء بن سهل

أبو نصر الصاغاني (1)

ساكن بغداد، سمع بدمشق أبا مسهر، و بحمص: أبا اليمان، و بغيرها:

إسماعيل بن عليّة، و حمّاد بن خالد الخياط ، و أبا قطن عمرو بن الهيثم.

روى عنه أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الناقد، و أبو عبد اللّه محمد بن مخلد، و الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي، و أبو محمد جعفر بن عبد اللّه بن مجاشع الحتيلي، و أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، و أحمد بن العباس بن حمزة النّيسابوري الواعظ و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات أحمد بن محمد الصفار، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد السكري.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس، و أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن نصر، و أبو منصور مشكين بن عبد اللّه الرّضواني، قال: أنا أبو القاسم البسري، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو محمد جعفر بن عبد اللّه بن مجاشع الحتيلي، نا رجاء بن سهل الصاغاني، نا وهب بن وهب [أبو] البختري (2) القاضي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: أول سورة تعلّمتها طه، فكنت إذا قلت: طه مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ (3) إلاّ قال صلى اللّه عليه و سلم:«لا شقيت يا عائشة»[4205].

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):رجاء بن سهل، أبو نصر الصاغاني سكن بغداد، و حدث بها عن حمّاد بن خالد الخياط ، و أبي قطن عمرو بن الهيثم، و إسماعيل بن عليّة، و أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و أبي اليمان الحكم بن نافع، روى عنه أبو عبيد بن المؤمّل الناقد، و القاضي المحاملي، و محمد بن مخلد، و كان ثقة.

ص: 121


1- ترجمته في تاريخ بغداد 411/8.
2- غير واضحة بالأصل و م و الصواب ما أثبت و الزيادة لازمة. انظر ترجمته في سير الأعلام 374/9.
3- الآية الأولى من سورة طه.
4- تاريخ بغداد 411/8.

2166 - رجاء بن أبي الضّحّاك

2166 - رجاء بن أبي الضّحّاك (1)

و اسم أبي الضحاك الجرجرائي (2)،والد الحسن بن رجاء، ولي ديوان الخراج على عهد المأمون، و ولي خراج دمشق في أيام المعتصم.

حكى عنه سعيد بن بطة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين هلال بن المحسن بن هلال بن إبراهيم الكاتب، نا علي بن عيسى بن علي الرّماني، نا أبو بكر محمد بن السري بن السراج، قال: قال أبو العباس فضل بن الخصيب: أنشدني سعيد بن بطة، عن رجاء بن أبي الضّحّاك، و هو والي ديوان الخراج على عهد المأمون للحسين الخليع، و كان حسين هذا على بريد أصبهان يقوله لبعض من يعاتبه:

سيسمع فيّ الخليع من الخليع *** بديع جاء من رجل بديع

إذا كان الشريف له حجاب *** فما فضل الشريف على الوضيع

قرأت بخط أبي الحسين (4) الرازي، حدّثني أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز و غيره من شيوخ دمشق، قال: كان رجاء بن أبي الضّحاك يتولى خراج جندي دمشق و الأردن في أيام الواثق و كان علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ يتولى معونة جندي دمشق و الأردن خلافة أبيه، فكان إذا اجتمعا أمر رجاء في منزله بحضرة علي بن إسحاق، و لا يؤمر علي بن إسحاق، و كان ينكر رجاء إذا كان في منزله علي بن إسحاق أن يؤمر علي بن إسحاق بحضرته، فقيل له في ذلك فقال: أنا رجل ذا قدم بخراسان و أولى بالإمارة بها فاحفظ ذلك عليا حتى [كتب إليه] (5) بولايته الخراج، و وجه إلى رجاء يحضره، فقيل لرجاء: وجّه إلى شيوخ البلد و إلى الناس فاجمعهم عندك و شاورهم في ذلك، فقال رجاء: افتتحوا الباب و لا تمنعوا أحدا، و حمله العرب على ترك التحرّز فوجه إليه (6) عليّ بن إسحاق من أخرجه راحلا حتى جاء به إليه، فحبسه ثم قتله و قتل

ص: 122


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 104/14.
2- نسبة إلى جرجرايا: بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد و واسط (الأنساب).
3- بالأصل و م «المحلى» و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
4- بالأصل و م «الحسن».
5- ما بين معكوفتين زيادة استدركت منا للإيضاح، بالأصل و م لفظة غير مقروءة و رسمها:«رو؟؟؟ كسا».
6- بالأصل: عن و في م:«عن».

ابنه و قتل كاتبه و طبيبه. فلما فعل ذلك غلظ على عيسى بن سابق، و كان صاحب شرطة دمشق، و شق ذلك أيضا على جماعة الوجوه من قواده، و تشاوروا فيما بينهم فقالوا: قد أقدم على أمر غليظ و نحن فقد علم السلطان موضعنا و مكاننا من البلد، و أنّا من أهله و بناته، فاتفقوا على أن يقبضوا على ابن إسحاق و يتوثقوا منه، و يكتبوا إلى السلطان بخبره، فدخلوا عليه، فأنكروا ما كان منه فغضب علي بن إسحاق و قال: خذوا عليهم الباب، فقام إليه عيسى بن سابق و ضرب بيده إلى رجله و قال: لمن تقول هذا يا صبي، و وثبوا بأجمعهم إليه و أوثقوه و كتبوا بخبره إلى الواثق، و أمّروا عليهم عيسى بن سابق، فردّ الكتاب بحمله موثقا منه، فحمل، و كان محمد بن عبد الملك الزيات يميل إليه، و ابن أبي دواد يميل إلى رجاء بن أبي الضّحّاك، فلما أحضر علي بن إسحاق، قال الواثق لابن أبي دواد: ما ترى في أمره فغلظ أمره، و قال: أقدم على قتل رجل بغير حق من عمال السلطان، و ما يجب عليه إلاّ أن يقاد به. و كان محمد بن عبد الملك الزيات قد أشار على أبيه إسحاق بن يحيى بأن يقول له أظهر الجنون. فلما أمر الواثق بقتله قال له محمد بن عبد الملك: يا أمير المؤمنين إنه مجنون فتعرف ذلك فوجد كما قال [فقال] (1)لابن أبي داود: ما ذا ترى فقال: إن كان - يا أمير المؤمنين - مجنونا فما يجب عليه القتل، فأمر بحبسه فأقام على ذلك سنين يقذف من يكلّمه و يحدث في موضعه و يتلطخ به، فقال محمد بن عبد الملك يوما لأحمد بن مدبر و قد جرى ذكره: يا أحمد امض إليه فتعرف خبره فجاءه و في وجهه شباك قد عمل له بسبب ما كان يفعله قال: فقال له أي شيء خبرك ؟ فقال له: أي شيء تريد مني يا ابن الفاعلة، قال: فقال له: ايش غرضك كفوا لعرضي فاشتمك، و لكن حسبك إن حل بك القتل فتخلصت منه بالجنون و الإحداث، و يصير في فمك و لحيتك و ترمي الناس به. فلم يزل في الحبس أيام الواثق.

فلما مات الواثق أطلق و صارت به لوثة من السواد فلقي يوما الحسن بن رجاء، و كان رجاء و ابنه أصدقاء أبيه إسحاق بن يحيى بن معاذ فسأله أن يقرضه مائة ألف درهم فقال له الحسن: ويلك ما أصفق وجهك تقتل أبي بالأمس و تستقرض مني اليوم مائة ألف درهم، فقال له: و أي شيء يكون أقتل أنت أبي و خذ مني مائة ألف درهم، قال: فعجب الحسن منه و وجه إليه بما سأل.

ص: 123


1- زيادة منا للإيضاح.

قال الراوي: حدّثني بكر بن عبد اللّه بن علي بن حرب، قال: و في سنة ست و عشرين و مائتين قتل علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ رجاء بن أبي الضّحّاك صبرا ليلة الأربعاء لثلاث خلون من المحرم، و قتل ابن أخيه إبراهيم، و طبيبا (1) له يقال له عبدان و صلبهما بباب دمشق، و كان في خضراء دمشق أربعون حملا دنانير فأراد أن يثب بأهلها و يعصى فخانه التدبير و أسقط في يده فأظهر الجنون و وثب بالليل إلى ثلاثة عشر غلاما من غلمانه فضرب أعناقهم فاجتمع القواد عند ما رأوا من قتله رجاء و غيره فدخلوا عليه فقيدوه منهم إبراهيم بن محمد بن زهير، و عيسى بن سابق و غيرهما من القواد، و بعثوا إلى بني رجاء و من كان حبس بسببه فأخرجوهم و أطلقوهم.

و ذكر أبو جعفر الطبري: أن رجاء قتل في سنة ست و عشرين و مائتين، و ذكر أبو (2)الحسن محمد بن أحمد بن القواس أنه قتل في المحرم من هذه السنة.

2167 - رجاء بن عبد الرّحمن البيروتي

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (3) في الطبقة الثالثة من أهل الشامات رجاء بن عبد الرّحمن (4) من أهل بيروت (5) مات سنة ثلاث و خمسين و مائة.

2168 - رجاء بن عبد الرحيم

أبو الضياء (6) القرشي الهروي (7)

له رحلة (8) إلى الشام و العراق، ذكر أنه سمع فيها من أبي مسهر، و أبي اليمان،

ص: 124


1- بالأصل: و طبيب.
2- بالأصل: أبا.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 571 رقم 2971.
4- عند خليفة: رجاء بن عبد الرحمن بن يزيد.
5- عند خليفة:«من أهل شرب» و انظر معجم البلدان 332/3.
6- في المختصر و بغية الطلب: أبو المضاء و في م: أبو المصيب.
7- ترجمته في بغية الطلب 3625/8.
8- بالأصل و م: رحل.

و علي بن عياش، و أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي، و أبي نعيم الفضل بن دكين، و عبد الرّحمن بن عمرو الباهلي، و أبي الوليد الطيالسي، و القعنبي، و بشار بن موسى الخفّاف، و عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة، و سعيد بن أبي مريم، و يحيى بن عبد اللّه بن الضحاك، و يحيى بن المنهال الضرير.

و حدّث بنيسابور، و سمع منه بها من أهلها: إبراهيم بن محمّد بن سفيان، و أبو يحيى البزار، و زكريا بن داود الخفّاف، و روى عنه محمّد بن سليمان بن فارس، و زنجويه بن محمّد اللّباد، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن الأزهر، و مسدّد بن قطر بن إبراهيم، و محمّد بن علي بن عمر المذكر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (1) الفقيه، أنا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس، نا رجاء بن عبد الرحيم الهروي، نا عبد الرّحمن بن عمر الباهلي، قال: و حدثتنا سلامة بنت سليم، قالت (2):سمعت أمي أم رشيد بنت سعيد تقول: سمعت أبا بكر الصّدّيق يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أكثروا من ذكر لا حول و لا قوة إلاّ باللّه فإنها من كنز الجنة، و من أكثر منه نظر اللّه إليه، و من نظر اللّه إليه فقد أصاب خير الدنيا و الآخرة»[4206].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عمّار العماري العدل الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن محمّد الفامي، نا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس، نا رجاء بن عبد الرحيم الهروي، نا القعنبي (3)،عن مالك، عن زيد بن أسلم عن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ من الشعر حكمة»[4207].

قال أبو محمّد: غريب من حديث أسلم عن عمر، غريب من حديث زيد عن أبيه، غريب من حديث مالك عن زيد، لم أكتبه إلاّ عنه بهذا الإسناد، و سألني عنه أبو الحسن الدارقطني.

قرأت على أبي الفضل ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا أبو

ص: 125


1- بالأصل و م:«الجيززودي» و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
2- بالأصل: قال.
3- بالأصل و م:«العقبي» و قد مرّ في أوّل الترجمة.

الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الضياء رجاء بن عبد الرحيم يروي عن أبي الوليد بن أبي مريم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي بن محمّد، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو الضياء رجاء بن عبد الرحيم الهروي، سمع أبا اليمان الحكم بن نافع البهراني، و أبا نعيم الفضل بن دكين، كناه لنا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر بن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحاكم، قال (1):رجاء بن عبد الرحيم الهروي أبو الضياء القرشي، أكثر حديثه عن الشاميين مثل أبي اليمان، و أبي توبة، و علي ابن عياش (2)،و أبي مسهر، و هو كثير المناكير حدّث بنيسابور الكثير و سمع منه أبو يحيى البزار، و إبراهيم بن محمّد بن سفيان، و أبو يحيى زكريا بن داود الخفّاف، و محمّد بن سليمان بن فارس و غيرهم، و كان حدّث بنيسابور بعد الخمسين يعني و مائتين.

2169 - رجاء بن عبد الواحد بن يوسف

أبو الفتح الأصبهاني المعروف بالرّازيّ

قدم دمشق و حدث بها عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، و أبي منصور العطار، و أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي المعروف بالجرجاني.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و علي بن الخضر (3)،و نجاء بن أحمد العطار.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا رجاء بن عبد الواحد بن يوسف الأصبهاني، قدم علينا، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عمر، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا هارون بن سليمان، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبي الزّبير، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا دعي أحدكم فليجب، فإن شاء طعم، و إن شاء لم يطعم»[4208].

ص: 126


1- نقل الخبر عن الحاكم ابن العديم في بغية الطلب 3626/8.
2- بالأصل:«و عن ابن عباس» و الصواب ما أثبت «علي بن عياش» عن بغية الطلب، و قد مضى في أول الترجمة أنه سمع منه.
3- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و قد مرّ في أوّل ترجمة رجاء.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن العمر، أنا علي بن الخضر بن سعيد، نا أبو الفتح رجاء بن عبد الواحد الأصبهاني، نا أبو منصور العطار بمكة، نا محمّد بن عدي المنقري، نا محمّد بن مخلد، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، عن علية الأصم، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: أنشدنا أبو بكر الصّدّيق لنفسه:

إذا أردت شريف النّاس كلّهم *** فانظر إلى ملك في زي مسكين

ذاك الذي حسنت في الناس رأفته *** و ذاك يصلح للدنيا و للدّين

الصواب: عقبة الأصم.

2170 - رجاء بن مرجّى بن رافع

2170 - رجاء بن مرجّى (1) بن رافع

أبو محمّد (2) المروزي - و يقال: السّمرقندي - الحافظ (3)

حدّث عن النّضر بن شميل، و علي بن الحسن بن شقيق، و علي بن حسين بن واقد، و يزيد بن أبي الحكم، و محمّد بن شرحبيل بن جعشم، و شاذان بن عثمان العتكي، و مسلم بن إبراهيم، و قبيصة بن عقبة (4) و أيوب بن سليمان بن بلال.

و قدم دمشق و حدث بها فسمع منه بها: أبو حاتم الرازي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو داود السّجستاني، و أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة، و أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي، و أبو العباس السّرّاج، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و أحمد بن محمّد بن شيبة البزار، و الحسين بن إسماعيل المحاملي، و أبو جعفر محمّد بن أحمد بن خالد البخاري، و أبو جعفر عمر بن محمّد الصاعدي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحرقي، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا رجاء بن

ص: 127


1- ضبطت عن المغني بضم الميم و فتح الراء و الجيم المشددة، مقصورا.
2- في التهذيب لابن حجر: أبو محمد و يقال: أبو أحمد.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 410/8 تذكرة الحفّاظ 542/2 تهذيب التهذيب 159/2 الوافي بالوفيات 103/14 سير أعلام النبلاء 98/12.
4- بالأصل:«عقبة بن أيوب» و في م: عقبة عن أيوب، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة قبيصة بن عقبة في سير الأعلام 130/10.

مرجّى، نا يزيد بن أبي حكيم، نا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من باع عبدا و له مال فماله للبائع، و من باع نخلا قد أبّرت (1) فثمرتها للبائع»، قال صاعد: و ما علمت أنّا كتباه إلاّ عن رجاء[4209] أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور الصيرفي، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن داود الكاتب، و أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن هارون أبو حامد البعراني الحضرمي (2)،نا رجاء بن المرجّا، نا النّضر بن شميل، عن أشعث، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن نبيا من الأنبياء قال تحت شجرة. فلدغته نملة، فأمر بيوتهنّ (3) فحرّق، فأوحى اللّه إليه، إلاّ نملة واحدة»[4210].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسين، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو العباس السرّاج، نا رجاء بن أبي رجاء المروزي الحافظ ، نا النّضر بن شميل، نا شعبة، عن منصور، عن أبي وائل، عن حذيفة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أتى سباطة (4) قوم فبال قائما ثم توضّأ و مسح على خفّيه[4211].

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب قال (5):قال ابن أبي حاتم سمع منه أبي بالري و بدمشق، و سئل عنه، فقال: صدوق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن أبي الحكاك، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد رجاء بن مرجّى مروزي.

كتب إلي أبو جعفر الهمذاني (6)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الأصبهاني، أنا

ص: 128


1- أبر النخل و الزرع: أصلحه.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 358/3.
3- في مختصر ابن منظور: ببيوتهن.
4- السباطة: الكناسة تطرح بأفنية البيوت (القاموس).
5- تاريخ بغداد 411/8.
6- بالأصل «الهمداني» بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

أبو أحمد الحافظ ، قال: أبو محمّد رجاء بن أبي رجاء الحافظ الهروي و اسم أبي رجاء مرجّى، سكن بغداد، سمع شاذان بن عثمان بن جبلة بن أبي روّاد العتكي، و عبد اللّه بن رجاء، أبا (1) عمرو الغداني (2)،روى عنه أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي، كنّاه لنا أبو العباس الثقفي.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال: أنا أبو بكر الخطيب (3):رجاء بن أبي رجاء أبو محمّد المروزي - و قيل السّمرقندي - و اسم أبي رجاء مرجّى بن رافع سكن بغداد، و حدّث بها عن النّضر بن شميل، و علي بن الحسن بن شقيق، و شاذان بن عثمان العتكي، و يزيد بن أبي حكيم العدني (4)،[و علي بن الحسين بن واقد، و مسلم بن إبراهيم، و عبد اللّه بن رجاء الغداني] (5) و أبي نعيم الفصل بن دكين، و أبي صالح كاتب الليث بن سعد، و أبي اليمان، و قبيصة بن عقبة، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و قاسم بن زكريا المطرّز، و أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و الحسين و القاسم ابنا (6) إسماعيل المحاملي، و كان ثقة ثبتا إماما في علم الحديث و حفظه، و المعرفة به.

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف و أبو نصر المعمر بن محمّد الربيع، في كتابيهما قالا: أنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ، أنا إسحاق بن إبراهيم بن محمّد بن هارون بن حمد بن سلمة الملاحمي، نا أبو ذرّ محمّد بن محمّد بن يوسف القاضي، قال: سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: لما قدم رجاء بن المرجّا الحافظ المروزي بخارا يريد الخروج إلى الشاش نزل الرباط و صار إليه مشايخنا و صرت فيمن صار إليه، فسألني عن أبي عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل فأخبرته بسلامته، و قلت له لعله يجيئك الساعة، فأملى علينا و انقضى المجلس و لم يجيء أبو عبد اللّه فلمّا (7) كان اليوم الثاني لم

ص: 129


1- بالأصل و م «أنا».
2- بالأصل و م «العداني» بالعين المهملة، و الصواب ما أثبت، عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 410/8-411.
4- بالأصل «العداني» و الصواب عن تاريخ بغداد.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل «بن» و اللفظة مهملة بدون نقط في م و الصواب ما أثبت.
7- الأصل: فلم و المثبت عن م.

يجئه فلما كان اليوم الثالث، قال رجاء: إن أبا عبد اللّه لم يرنا أهلا للزيارة فمرونا إليه نقضي حقه فإني على الخروج و كان كالمترغم عليه فجئنا بجماعتنا إليه و دخلنا على أبي عبد اللّه و سأل به فقال له رجاء: يا أبا عبد اللّه كنت بالأشواق إليك فأشتهي بأن تذكر شيئا من الحديث، فأبى عليّ الخروج ما شئت، فألقى عليه رجاء شيئا من حديث أيوب و أبي (1) عبد اللّه بحيث إلى (2) أن سكت رجاء عن الإلقاء فقال لأبي عبد اللّه: ترى بقي شيء لم نذكره ؟ فأخذ أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل يلقي، و يقول رجاء: من روى هذا و أبو عبد اللّه يجيء بإسناده إلى أن ألقى قريبا من بضعة عشر حديثا أعدها أو أكثر، و تغيّر رجاء تغيرا شديدا و جانب من أبي عبد اللّه نظره إلى وجهه فعرف التغير فيه فقطع الحديث، فلما خرج رجاء، قال أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل: أردت أن أبلغ به ضعف ما ألقيته إلاّ أني خشيت أن يدخله شيء فأمسكت.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: و سألته - يعني الدارقطني - عن رجاء بن مرجّى فقال: هو سمرقندي، و هو حافظ ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو نصر بن الحباب - إجازة - نا أحمد بن القاسم الميانجي (3)،نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو (4) البردعي أبو عثمان قال: و سمعت أبا زرعة يقول: كنت سمعت رجاء الحافظ حين قدم علينا فحدّثنا عن علي بن المديني عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يطرق الرجل أهله ليلا. فأنكرته و لم أكن دخلت البصرة بعد، فلما التفت مع علي سألته فقال:

من حدّث بهذا أعني مجنون أحدث بهذا اللفظ ، و ما سمعت هذا من معاذ بن هشام قط [4212].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنا الخصيب بن

ص: 130


1- بالأصل و م: و أبو.
2- عن هامش الأصل.
3- بالأصل:«المنابحي» و الصواب ما أثبت و ضبط ، نسبة إلى ميانج، موضع بدمشق (الأنساب).
4- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 77/14 و فيها «البرذعي» بالذال المعجمة، و قد مضى القول في هذه اللفظة و في م:«عمرو» مكررة.

عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي:

أخبرني أبي، نا عبد اللّه بن أحمد، عن محمّد بن إسماعيل، قال فيها - يعني سنة تسع و أربعين و مائتين - مات رجاء بن مرجّى أبو محمّد المروزي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، قال (1):قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكّي، أنا محمّد بن إسحاق السّرّاح، قال: مات رجاء الحافظ ببغداد غرّة جماد الأولى سنة تسع و أربعين و مائتين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد، قال: قال الحسن بن علي: فيها - يعني سنة تسع و أربعين - يعني و مائتين - مات رجاء بن مرجّى أبو محمّد المروزي.

2171 - رجاء بن هشام

أبو المنذر

سمع الهيثم بن عمران.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحاكم، قال: أبو المنذر رجاء بن هشام الدمشقي سمع الهيثم بن عمران العبسي، كناه لنا أبو العباس الثقفي.

2172 - رجاء بن يحيى بن عمير

أبو زهير الغسّاني

حدّث عن أبيه يحيى، و عن النعمان بن المنذر الغسّاني.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف بمصر، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر أحمد بن محمّد بن حمّاد الدّولابي، حدّثني يزيد بن عبد الصمد، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، نا أبو زهير رجاء بن يحيى بن عمير

ص: 131


1- تاريخ بغداد 411/8.

الغسّاني، عن النعمان، عن مكحول في قوله [تعالى:] وَ لاٰ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنّٰاسِ (1)قال: التصعير أن ينفخ الرجل خده و يعرض بوجهه عن الناس. لم يذكره البخاري و لا النّسائي و لا ابن أبي حاتم، و لا أبو حاتم أحمد في كتبهم.

2173 - رحيل بن سعيد بن عبد الرّحمن

أبو محمّد البعلبكّي

حدّث عن عبد اللّه بن محمّد البلوي.

روى عنه: أبو جعفر بن بنت رشدين.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو محمّد الميداني، قال (2):أنا أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي بكير (3)،و أنا أبو تمام بن محمّد، أنا أبو [الحسن علي بن] (4)الحسن بن علاّن الحرّاني، قالا: أنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن حمدان الرّسعني الورّاق، أنا أبو جعفر بن بنت رشدين، نا أبو محمّد الرحيل بن سعيد بن عبد الرّحمن البعلبكّي، نا عبد اللّه بن محمّد البلوي الأنصاري، نا جعفر بن حكيم الخثعمي، عن إبراهيم بن عبد الرحيم، عن (5)عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من جاء إلى الجمعة فليغتسل»[4213].

2174 - رحيم بن سعيد بن مالك

أبو سعيد الضّرير المعبّر

سمع أبا زرعة الدمشقي، و أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرزاق، و حاجب بن أركين الفرغاني، و الحسين بن أحمد البغدادي، و أبا بكر محمّد بن أحمد السماني.

روى عنه عبد الغني بن سعيد، و أبو الفتح أحمد بن عمر بن سعيد الجهازي، و أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي المصريون.

ص: 132


1- سورة لقمان، الآية:18.
2- كذا،«قال».
3- كذا رسمها بالأصل و م.
4- ما بين معكوفتين زيادة من م، انظر ترجمته في سير الأعلام 20/16.
5- كلمة غير مقروءة و رسمها:«بعر» و في م:«؟؟؟ عم ؟؟؟ ه» تركنا مكانها بياضا.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، أنا أبو علي الأهوازي، نا أبو الفتح أحمد بن عمر بن سعيد بن ميمون الجهازي بمصر، نا أبو سعيد رحيم بن سعيد بن مالك المفسّر، نا حاجب بن أركين و الحسين بن أحمد البغدادي، قالا: نا الحسن بن عرفة، عن إسماعيل بن عباس الحمصي، عن محمّد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:« وعدني ربي يدخل الجنة سبعين ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا، و ثلاث حثيات من حثيات (1)ربّنا، ثم تلا: قبضه (2)السموات و الأرض»[4214].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري، و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد، قال: رحيم - بضم الراء غير معجمة - و حاء غير معجمة رحيم بن مالك أبو سعيد المعبّر، سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة الدمشقي و كان شيخا كبيرا.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):و أما رحيم - بضم الراء و فتح الحاء المهملة - فهو رحيم بن مالك أبو سعيد المعبّر الخزرجي، قال عبد الغني سمعته يقول: سمعت من أبي زرعة الدمشقي، و كان شيخا كبيرا.

و قال الحضرمي: و قال لنا يوم سمعنا منه في سنة تسع و ستين و ثلاثمائة: لي مائة سنة و سبع سنين، و عاش بعد ذلك شيئا يسيرا.

2175 - رزاح النّهدي

2175 - رزاح النّهدي (4)

شاعر كانت له قصة مع الحارث بن أبي شمر الغسّاني.

قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمّد الأنصاري (5)،أخبرني محمّد بن

ص: 133


1- قال ابن الأثير في النهاية (حثى) في شرح الحديث: هو كناية عن المبالغة في الكثرة، و إلاّ فلا كفّ ثمّ و لا حثي، جلّ اللّه عن ذلك و عزّ.
2- كذا بالأصل، و في المختصر «قبضته» و كتب محققه بالهامش: و لعله أراد وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ ، وَ السَّمٰاوٰاتُ مَطْوِيّٰاتٌ بِيَمِينِهِ ، سُبْحٰانَهُ وَ تَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ الزمر:67.
3- الاكمال لابن ماكولا 38/4.
4- نسبة إلى بني نهد، و هو نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة، جمهرة ابن حزم ص 446 و في م: و راح الهندي.
5- الخبر و الشعر في الأغاني 118/5.

الحسن بن دريد، أخبرني عمي، عن ابن الكلبي، عن أبيه، عن عبد الرّحمن المدائني، و كان عالما بأخبار قومه، قال: و حدّثنيه ابن مسكين (1) أيضا، قالا: كان الحارث بن مارية الغسّاني الجفني مكرما لزهير بن جناب الكلبي، ينادمه و يحادثه، فقدم على الملك (2) رجلان من بني نهد بن زيد يقال لهما: حرق (3) و سهل ابنا رزاح و كان عندهما حديث من أحاديث العرب، فاجتباهما الملك، و نزلا منه المكان الأثير فحسدهما زهير بن جناب فقال: أيها الملك، هما و اللّه عين لذي القرنين عليك، يعني المنذر الأكبر جد النعمان بن المنذر بن المنذر، و هما يكتبان إليه بعورتك و خلل ما يريان منك، قال: كلا فلم يزل به زهير حتى أوغر صدره، و كان إذا ركب بعث إليهما ببعيرين يركبان معه، فبعث إليهما بناقة واحدة، فعرفا (4) الشرّ فلم يركب أحدهما و توقف، فقال له الآخر:

فإلاّ (5) تجلّلها و يعالوك فوقها *** و كيف توقى ظهر ما أنت راكبه

فركبها مع أخيه و مضى بهما (6) فقتلا، ثم بحث عن أمرهما بعد ذلك، فوجده باطلا فشتم زهيرا و طرده، فانصرف إلى بلاد قومه، و قدم رزاح أبو الغلامين إلى الملك، و كان شيخا مجربا عالما، فأكرمه الملك و أعطاه دية ابنيه، و بلغ زهيرا مكانه فدعا ابنا له يقال له عامر، و كان من فتيان العرب لسانا و بيانا، فقال له: إن رزاحا قد قدم على الملك، فالحق به و احتل في [أن] تكفينيه، و قال له: اتّهمني عند الملك و نل مني، و أثر له آثارا. فخرج الغلام حتى قدم الشام، فتلطف الدخول على الملك حتى وصل إليه، فأعجبه ما رأى منه، فقال له: من أنت ؟ قال: أنا عامر بن زهير بن جناب فقال: فلا حيّاك اللّه و لا حيا أباك الكذوب الغادر الساعي، فقال له الغلام: نعم فلا حيّاه اللّه، انظر أيها الملك ما صنع بظهري - و أراه آثار الضرب - فقبل ذلك منه و أدخله في ندمائه فبينما هو يوما يحدّثه إذ قال: أيها الملك ما زال أبي مسيئا إليّ ، و لست أدع أن أقول الحق،

ص: 134


1- في الأغاني المطبوع:«أبو مسكين» و بحاشيته عن نسخ: ابن مسكين.
2- بالأصل:«عبد الملك» و المثبت يوافق عبارة الأغاني.
3- الأغاني: حزن.
4- عن الأغاني و بالأصل «فعرف».
5- الأصل:«قالا» و المثبت عن الأغاني.
6- بالأصل:«بها» و المثبت عن الأغاني.

و قد و اللّه نصحك أبي، ثم أنشأ يقول:

فيا لك نصحة لما نذقها *** أراها نصحة ذهبت ضلالا

ثم تركه أياما و قال له بعد ذلك: أيها الملك ما تقول في حية قد قطعت ذنبها و بقي رأسها؟ قال: تطلب قاطعه (1) قال: فانظر بين يدك و ذاك أبوك و صنيعه بالرجلين ما صنع. قال: أبيت اللعن، فو اللّه ما قدم رزاح إلاّ ليثأر بهما فقال له: و ما آية ذلك ؟ قال:

اسقه الخمر ثم ابعث عليه عينا يأتك بخبره، فلما انتشى صرفه إلى قبّته و معه بنت له، و بعث عليه عيونا، فلما دخل قبته قامت ابنته تساعده فقال:

دعيني من سنادك إنّ حزنا *** و سهلا ليس بعدهما رقود

أ لا تسألين عن شبابك (2) ما ذا *** أصابهما (3) إذا اهترش الأسود

فإني لو ثأرت المرء حزنا *** و سهلا قد بدا لك ما أريد

فرجع القوم إلى الملك فأخبروه بما سمعوا، فأمر بقتل النهدي (4)،و ردّ زهيرا (5)إلى موضعه.

2176 - رزام أبو قيس، و يقال: أبو الغصن

و يقال أبو القصر، و يقال: أبو القسر (6) الكاتب مولى خالد القسري

حكى عن جعفر بن محمّد الصادق، و إسماعيل بن عبد اللّه القسري أخي خالد.

حكى عنه منصور بن أبي مزاحم التركي، و مولى من موالي بجيلة لم يسمّ .

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين الطّرابلسي، - بها - نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن طالب البغدادي، نا أبو بكر بن دريد، نا الحسن بن حضر، عن أبيه حدّثني مولى لبجيلة من أهل الكوفة، حدّثني رزام مولى

ص: 135


1- كذا بالأصل، و اللفظة سقطت من الأغاني، و في مختصر ابن منظور 221/8:«يطلب فأطفّه».
2- الأغاني: شبليك.
3- عن الأغاني، و بالأصل:«أصارهما» و في المختصر: أضارهما.
4- بالأصل و م:«الهندي» و المثبت عن الأغاني.
5- بالأصل:«زهير» و المثبت عن الأغاني و م.
6- في م: ورام أبو قيس... و يقال أبو القاسم.

خالد بن عبد اللّه القسري، قال: بعث بي المنصور إلى جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليهم السلام، و أمه أم فروة بنت قاسم بن محمّد بن أبي بكر، قال: فلما أقبلت به إليه و المنصور بالحيرة (1) و علونا النّجف، نزل جعفر بن محمّد عن راحلته، فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة، فصلّى ركعتين ثم رفع يديه، قال رزام: فدنوت منه فإذا هو يقول: اللّهم بك أستفتح، و بك أستنجح، و بمحمّد عبدك و رسولك أتوسّل، اللّهم سهّل حزونته، و ذلل لي صعوبته، و أعطني من الخير أكثر ما أرجو، و أصرف عني من الشرّ أكثر مما أخاف. ثم ركب راحلته، فلما وقف بباب المنصور، و أعلم بمكانه فتحت الأبواب و رفعت الستور، فلما قرب من المنصور، قام إليه فتلقاه و أخذ بيده، و ما شاه حتى انتهى به إلى مجلسه فأجلسه فيه، ثم أقبل عليه يسأله عن حاله، و جعل جعفر يدعو له، ثم قال: قد عرفت ما كان مني في أمر هذين الرجلين - يعني محمّدا و إبراهيم ابني (2)عبد اللّه بن الحسن - و ترى كأن بهما و قد استخفا بحقي، و أخاف أن يشقّا العصا، و أن يلقيا بين أهل هذا البيت شرا لا يصلح أبدا، فأخبرني عنهما، فقد قال له جعفر: و اللّه لقد نهيتهما فلم يقبلا، فتركتهما كراهة أن أطّلع على أمرهما، و ما زلت حاطبا (3) في أمرك، مواظبا على طاعتك؛ قال: صدقت، و لكنك تعلم أنني أعلم أن أمرهما لن يخفى عنك و لن تفارقني إلاّ أن تخبرني به، فقال له: يا أمير المؤمنين؛ أ فتأذن لي أن أتلو آية من كتاب اللّه عليك فيها منتهى عملي و عملي ؟ قال: هات على اسم اللّه، فقال جعفر: أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم: لَئِنْ أُخْرِجُوا لاٰ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَ لَئِنْ قُوتِلُوا لاٰ يَنْصُرُونَهُمْ وَ لَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبٰارَ ثُمَّ لاٰ يُنْصَرُونَ (4) قال: فخر أبو جعفر ساجدا ثم رفع رأسه، فقبّل بين عينيه و قال: حسبك، ثم لم يسأله بعد ذلك عن شيء حتى كان من أمر إبراهيم و محمّد ما كان.

قرأت في كتاب محمّد بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبي معد عدنان بن أحمد بن طولون، أنا علي بن الأزهر، نا معاوية بن صالح، حدّثني منصور بن بشير، حدّثني رزام

ص: 136


1- مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف.
2- بالأصل:«إبراهيم بن أبي عبد اللّه» كذا، و الصواب ما أثبتناه، انظر خبرهما مع المنصور في الطبري و ابن الأثير.
3- بالأصل:«خاطيا» و المثبت عن المختصر.
4- سورة الحشر، الآية:12.

أبو الغصن مولى خالد بن عبد اللّه القسري، قال: قال لي إسماعيل بن عبد اللّه: إنك لرجل لو لا أنك تحب السّماع فقلت: أما و اللّه لسمعتها و هي تقول:

ما ضرّ جيراننا إذا انتجعوا *** لو أنّهم قبل بينهم ربعوا

ما عبت ذاك عليّ .

قال رزام: و سمعت جعفر بن محمّد بعد وفاة ابنه (1) إسماعيل يقول: تعاهدوا جواري إسماعيل حتى يغنين ما ينفلت ما في أيديهن.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):و أما قسر بفتح القاف و سكون السين المهملة أبو قسر رزام مولى خالد و أحد كتّابه، ثم كتب لمحمّد بن خالد لما ولي المدينة للمنصور.

2177 - رزيق القرشي المدني

2177 - رزيق القرشي المدني (3)

مولى علي بن أبي طالب، وفد على عمر بن عبد العزيز، و سمعه، له ذكر.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري.

أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أحمد بن محمّد بن رميح، نا علي بن الفضل بن طاهر البلخي، نا محمّد بن القاسم بن سليمان البغدادي، نا الحسين بن عبيد اللّه، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا موسى بن أيوب النّصيبي، نا مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسان، قال (4):وفد رزيق مولى علي بن أبي طالب على عمر بن عبد العزيز، و كان قد حفظ القرآن و الفرائض، فقال: يا أمير المؤمنين إني رجل من أهل المدينة و قد حفظت القرآن و الفرائض، و ليس لي ديوان، فقال له عمر: من أي الناس أنت ؟ فقال: رجل من موالي بني هاشم، فقال: مولى من ؟ فقال: رجل من المسلمين، فقال له عمر: أسألك من أنت و تكتمني، فقال: أنا مولى علي بن أبي طالب - و كانت بنو أمية لا يذكر عليّ بين أيديهم - فبكى عمر حتى وقع دموعه على الأرض

ص: 137


1- في المختصر: بعد وفاة أبيه و إسماعيل.
2- الاكمال لابن ماكولا 93/7.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 115/14.
4- الخبر في الوافي بالوفيات 115/14-116.

و قال: أنا مولى عليّ حدّثني سعيد بن المسيّب عن سعد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»[4215].

قال الحاكم أبو عبد اللّه كتبناه من وجه آخر غير هذا المتن:

حدّثني أبو الزّبير، و عبد اللّه الثوري، نا أحمد بن حفص بن عبد اللّه الزاهد، نا أحمد بن إسحاق،[نا] النعمان بن يحيى العسكري صاحب الطعام، نا أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه (1)،نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسان، قال: وفد رزيق مولى علي بن أبي طالب على عمر بن عبد العزيز و كان قد حفظ القرآن و الفرائض فقال: يا أمير المؤمنين إني رجل من أهل المدينة قد حفظت القرآن و الفرائض و ليس لي ديوان، فقال عمر: و لم يرحمك اللّه ؟ و كانت بنو أمية لا يقدر أحد أن يذكر عليا بين أيديهم، فقال سرا: يا أمير المؤمنين أنا رزيق مولى علي، قال: فبكى عمر بن عبد العزيز حتى قطرت دموعه على الأرض و قال:

كاتبني و أنا مولى علي، حدّثني سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه» ثم أمر له بجائزة[4216].

روي من وجه آخر أن اسم هذا المولى عمرو بن المورّق، من وجه آخر اسمه يزيد بن عمرو بن مورق، و اللّه أعلم.

2178 - رزيق، و يقال: زريق بن حيان

2178 - رزيق، و يقال: زريق (2) بن حيان

أبو المقدام الفزاري (3)

مولاهم من أهل دمشق، و ولاه عمر بن عبد العزيز و الوليد، و سليمان جواز مصر، و أخذ عشر أموال التجارة بها، و كان أحد الكتّاب بدمشق.

روى عن: عمر بن عبد العزيز، و مسلم بن قرظة.

روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، و عبد الرّحمن و يزيد ابنا يزيد بن جابر، و يحيى بن حمزة.

ص: 138


1- لفظة غير واضحة بالأصل و رسمها في م: منقار تركنا مكانها بياضا.
2- بالأصل و م:«رديق» و المثبت عن بغية الطلب و تهذيب التهذيب.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 162/2 و بغية الطلب 3648/8 و الوافي بالوفيات 116/14.

أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن ظفر بن أحمد، و أبو رجاء محمود بن يحيى بن أحمد الثقفيان، قالا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا أبو عثمان سعيد بن عثمان بن حبيب التنوخي، نا بسر بن بكر البجلي، حدّثني ابن جابر، حدّثني رزيق مولى بني فزارة، عن مسلم بن قرظة، و كان ابن عم عوف بن مالك الأشجعي، قال: سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خياركم أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم، و تصلّون عليهم و يصلّون عليكم، و شرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم و تلعنوهم و يلعنونكم» قالوا: قلنا يا رسول اللّه، أو لا ننابذهم عند ذلك ؟ قال:«لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولّي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية اللّه فليكره ما يأتي من معصية اللّه، و لا تنزعوا يدا من طاعة»[4217].

كذا قيده بتقديم الراء، و روى هذا الحديث هشام بن عمّار، عن صدقة بن خالد، عن ابن جابر، حدّثني زريق مولى فزارة فذكره، و قيده بتقديم الزاي.

و رواه ابن المبارك، عن ابن جابر، و رواه الوليد بن (1) مسلم، عن ابن جابر.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي الأستاذ أبي القاسم، أنا عبد الملك بن الحسين، أنا أبو عوانة، نا علي بن سهل الرّملي، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، حدّثني رزيق مولى بني فزارة، قال: سمعت مسلم بن قرظة (2) الأشجعي يقول: سمعت عمي (3) عوف (4) بن مالك يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خياركم أئمتكم الذين تحبّونهم و يحبّونكم، و تصلّون عليهم و يصلّون عليكم، و شرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم، و تلعنونهم و يلعنونكم» قلنا: يا رسول اللّه أ فلا ننابذهم عن ذلك ؟ قال:«لا ما أقاموا فيكم الصلاة - مرتين - إلاّ من ولّي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية اللّه فلينكر ما يأتي من معصية اللّه، و لا ينزعن يدا من طاعة»[4218].

قال الوليد بن جابر: فقلت لزريق بن حيان (5) حدّثني بهذا الحديث باللّه يا أبا

ص: 139


1- بالأصل و م «عن» خطأ، و الصواب ما أثبت، و سيأتي.
2- في تقريب التهذيب: بفتحات و الظاء معجمة.
3- كذا، و قد مرّ أنه ابن عم عوف، و في تقريب التهذيب: مسلم بن قرظة ابن أخي عوف بن مالك.
4- بالأصل و م: عون، و الصواب ما أثبت، انظر ما تقدّم.
5- بالأصل:«حسين» و في م:«قال الوليد قال ابن جابر فقلت لزريق حين حدثني...» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.

المقدام، سمعت مسلم بن قرظة يقول: سمعت عمي عوف بن مالك يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول ؟ قال: فجثا زريق على ركبتيه فاستقبل القبلة و حلف على ما سألته أن يحلف عليه، قال جابر: و لم استحلفه اتّهاما له و لكن استحلفته استثناء ما رواه الأوزاعي عن ابن جابر، و هو من أقرانه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلاّبي، أنا أبو الحسن بن جوصا، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: و رزيق بن حيّان (1) مولى بني فزارة دمشقي، ولاه الوليد و سليمان و عمر مكس مصر، يعني عشور أموال التجارة، كذا ذكره بتقديم الزاي (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال (3):أبو المقدام زريق بن حيّان الفزاري، و اسمه سعيد بن حيّان (4)،كذا قال بتقديم الزاي، كذا قال ابن سميع و ذكر أن اسمه سعيد و رزيق أشبه بالألقاب، و اللّه أعلم.

[آخر الجزء الرابع بعد المائتين].

أخبرنا أبو الغنائم الحافظ في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الباقلاني، و محمّد بن الحسين، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (5):رزيق (6) بن حيّان (7) مولى بني فزارة، سمع مسلم بن قرظة (8)،قال الوليد: حدّثني ابن جابر: قلت لرزيق: يا أبا المقدام.

ص: 140


1- بالأصل حبان بالباء الموحدة.
2- كذا بالأصل، و قد ورد بالأصل «رزيق».
3- انظر تاريخ أبي زرعة 694/2 و تهذيب التهذيب 162/2.
4- عن أبي زرعة، و بالأصل: سعد بن حبان.
5- التاريخ الكبير 318/1/2.
6- بالأصل:«في حق الدراريق» كذا و المثبت «رزيق» عن البخاري.
7- بالأصل: حبان، و الصواب عن البخاري.
8- بالأصل:«قرطة» و المثبت عن البخاري.

أخبرنا أبو بكر الشقاني أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو المقدام رزيق بن حيان (1)الفزاري (2) سمع مسلم بن قرظة (3)،روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكي، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب (4) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن النسائي أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن قال: أبو المقدام رزيق بن حيّان (5) روى [عنه] (6) يزيد بن يزيد بن جابر.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن عمر الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو المقدام رزيق بن حيّان (7).

كتب إليّ أبو محمّد، حمزة بن العباس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: و أنبأني أبو عمرو، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس في حرف الراء: رزيق بن حيّان (8)،روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، قال الحسن بن علي العداس: توفي رزيق سنة خمس و مائة، و كان في ملس (9) ابله في خلافة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحاكم، قال: أبو المقدام رزيق بن حيّان (10) الفزاري (11)سمع مسلم بن قرظة (12) الأشجعي الشامي ابن عم عوف عمر (13) بن مالك، روى عنه

ص: 141


1- بالأصل: حبان، و الصواب عن البخاري.
2- بالأصل:«الفراوي».
3- بالأصل:«قرطة» و المثبت عن البخاري.
4- بالأصل بالحاء المهملة خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 349/17.
5- بالأصل: حبان، و الصواب عن البخاري.
6- زيادة لازمة منا للإيضاح.
7- بالأصل: حبان، و الصواب عن البخاري.
8- بالأصل: حبان، و الصواب عن البخاري.
9- كذا بالأصل:«ملس ابله».
10- الأصل: حبان.
11- الأصل: الفراوي.
12- الأصل:«قرط » و قد مرّ.
13- بالأصل:«بن عوف عمر بن مالك» و قد صوبنا اضطراب العبارة، و قد مرّ أنه ابن أخي عوف.

عبد الرّحمن، و يزيد، ابنا يزيد بن جابر (1).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: و رزيق بن حيّان (2) أبو المقدام مولى بني فزارة، و يقال زريق (3) بن حيّان، و كان على جواز مصر زمن الوليد، و سليمان و عمر بن عبد العزيز، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

و ذكر أبو الحسين الرازي في كتاب تسمية كتّاب أمراء دمشق قال: و من كتّاب دمشق رزيق مولى بني فزارة و هو جد أبي عطية بن محور و كان الوليد بن عبد الملك ولاه العشر بمصر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن علي بن عمر، قال في باب رزيق بتقديم الراء: رزيق بن حيّان (4) يروي عنه مسلم بن قرظة (5)يكنى أبا المقدام الفزاري (6) اسمه سعيد، روى عنه يحيى بن حمزة، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و غيره، نا أبو عبد اللّه الفارسي، نا أبو زرعة الدمشقي، قال: أبو المقدام رزيق بن حيّان (7).

نا أبو مخلد، نا عباس، قال: قال يحيى: رزيق بن حيّان (8) أقدم من رزيق بن حكيم، و قد وليا لعمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا نصر بن إبراهيم الفقيه، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد، قال: رزيق بن حيّان (9)،عن مسلم بن قرظة (10)يكنى أبا المقدام.

ص: 142


1- بالأصل «رجا الادباب» بدل «جابر» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- الأصل: حبان.
3- بالأصل:«رزيق بن حبان» و الصواب ما أثبت باعتبار ما مرّ في بداية الترجمة.
4- الأصل: حبان.
5- الأصل:«قرط » و قد مرّ.
6- الأصل: الفراوي.
7- الأصل: حبان.
8- الأصل: حبان.
9- الأصل: حبان.
10- الأصل:«قرط » و قد مرّ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي أيضا، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما رزيق بتقديم الراء رزيق بن حيّان (2) الفزاري اسمه سعيد بن حيّان يكنى أبا المقدام، يروي عن مسلم بن قرظة (3)،روى عنه يحيى بن حمزة، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر و غيرهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (4)،حدّثني محرز - يعني ابن عبد اللّه بن محرز - عن أبيه قال: رزيق بن حيّان (5) كان اسمه سعيد بن حيّان (6) فلقبه عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد السيدي، أنا أبو عثمان البختري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن رزيق بن حيّان، و كان رزيق على جواز مصر في زمن الوليد بن عبد الملك، و سليمان بن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز فذكره.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، قال: و أنا طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادا، أنا حامد بن محمّد الرفاء، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو عبيد، نا سعيد بن عفير، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن زريق بن حيّان (7)الدمشقي، قال: و أهل العراق يقولون رزيق، و أهل المدينة زريق (8)،و أولئك أعلم به قال: و كان رزيق على جواز مصر في زمن الوليد، و سليمان، و عمر بن عبد العزيز يذكر عنه حديثا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر

ص: 143


1- الاكمال لابن ماكولا 47/4.
2- الأصل: حبان.
3- الأصل:«قرط » و قد مرّ.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 694/2.
5- الأصل: حبان.
6- بالأصل:«سعد بن حبان» و الصواب عن أبي زرعة.
7- الأصل: حبان.
8- بالأصل: رزيق، و لعل الصواب ما أثبتناه.

نا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني محرز بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، عن أبيه، قال: توفي رزيق (2) بن حيّان (3) الفزاري بنيقية (4) بأرض الروم في إمارة يزيد بن عبد الملك من سهم أصابه، و هو ابن ثمانين سنة.

2179 - رزين بن ماجد

حكى قتل الوليد بن يزيد.

روى عنه عمر بن مروان الكلبي.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، عن عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، نا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني، أنا محمّد بن حزم (5)،حدّثني أحمد بن زهير، نا علي بن محمّد، نا عمر (6) بن مروان الكلبي، حدّثني رزين (7) بن ماجد، قال: غدونا مع عبد الرّحمن بن مصاد و نحن زهاء ألف و خمسمائة - يعني من المزّة - فلما انتهينا إلى باب الجابية وجدناه مغلقا و وجدنا عليه رسولا للوليد فقال: ما هذه الهيئة و هذه العدّة، أما و اللّه لأعلمنّ أمير المؤمنين، فقتله رجل من أهل المزّة (8) فدخلنا باب الجابية ثم أخذنا في زقاق الكلبيين، و ضاق عنا فأخذ ناس منا سوق القمح، ثم اجتمعنا على باب المسجد، فدخلنا على يزيد فما فرغ آخرنا من التسليم عليه حتى جاءه السّكاسك في نحو من ثلاثمائة فدخلوا على باب الشرقي حتى أتوا على باب المسجد فدخلوا من باب الدّرج، ثم أقبل يعقوب بن عمر (9) بن هانئ العنسي (10) في أهل داريّا، فدخلوا من باب دمشق الصغير، و أقبل

ص: 144


1- تاريخ أبي زرعة 242/1-243.
2- في أبي زرعة: زريق بتقديم الزاي.
3- الأصل: حبان.
4- اللفظة غير مقروءة بالأصل و مهملة بدون نقط و رسمها:«سع ؟؟؟ د» كذا، و المثبت عن أبي زرعة. و نيقية: مدينة من أعمال اصطنبول على البر الشرقي (معجم البلدان).
5- كذا، و لعل الصواب «جرير» يعني الطبري، انظر ترجمته في سير الأعلام 267/14.
6- الطبري: عمرو.
7- بالأصل:«زبر» و الصواب عن الطبري.
8- بالأصل بالراء، و المثبت عن الطبري.
9- الطبري: عمير.
10- في الطبري: العبسي.

عيسى بن الشبيب (1) التغلبيّ في أهل دومة و حرستا (2)،فدخلوا من باب توما و أقبل حميد بن حبيب اللّخمي في أهل دير المرّان و الأرزة و سطرا (3) فدخلوا من باب الفراديس، و أقبل النّضر بن عمر الجرشي في أهل الجرش، و أهل الحديثة و دير زكّا (4)فدخلوا من باب [الشرقي، و أقبل ربعي بن هاشم الحارثي في الجماعة من بني عذرة و سلامان، فدخلوا من باب] (5) توما و دخل جهينة و من والاهم (6) مع طلحة بن سعيد، فقال بعض القوم (7):

فجاءتهم أنصارهم حين أصبحوا *** سكاسكها أهل البيوت الصّنادد

و كلب فجاءوهم بخيل و عدّة *** من البيض و الأبدان ثمّ السواعد

فأكرم بهم أحياء و أنصار سنّة *** هم منعوا حرماتها كل جاحد

و جاءتهم شعبان و الأزد شرّعا *** و عبس و لخم (8) بين حام و زائد

و غسّان و الحيّان قيس و تغلب (9) *** و أحجب عنها كل وان و زاهد

فما أصبحوا إلاّ و هم أهل ملكها *** قد استوثقوا من كلّ عات و مارد

ص: 145


1- بدون نقط بالأصل، و المثبت عن الطبري.
2- بالأصل: و حرسنا، بالنون، و الصواب ما أثبت، و مضى التعريف بها.
3- من قرى دمشق (ياقوت).
4- بفتح أوله و تشديد الكاف مقصور، قرية بغوطة دمشق.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ الطبري.
6- بالأصل:«ولاهم» و المثبت عن الطبري.
7- الأبيات في تاريخ الطبري 242/7 بدون نسبة.
8- بالأصل: و نجم، و الصواب عن الطبري.
9- بالأصل: و ثعلب، و المثبت عن الطبري.

ذكر من اسمه رستم

2180 - رستم أبو يزيد

ذكر من اسمه (1) رستم

2180 - رستم أبو يزيد

حدّث عن مكحول.

روى عنه: مروان، أظنه ابن محمّد، و معاوية بن حفص الشعبي.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب، أنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد اللّه بن محمود بن مسكين الفقيه الشافعي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج المهندس، أنا أبو محمّد بكر بن أحمد، نا أبو حميد أحمد بن محمّد بن المغيرة، نا معاوية بن حفص، ثنا رستم قال: سمعت مكحولا يقول في قوله عز و جلّ : وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ (2) قال: الجواري الضاربات.

2181 - رستم الأثرم العابد

من أهل البلقاء، حكى عن امرأة عابدة من أهله.

حكى عنه سليمان بن محمّد البصري شيخ لمحمّد بن الحسين البرجلاني (3).

ص: 146


1- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح.
2- سورة لقمان، الآية:6.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى برجلان، قرية من قرى واسط .

ذكر من اسمه رسلان

2182 - رسلان بن إبراهيم بن بلال

ذكر من اسمه (1) رسلان

2182 - رسلان بن إبراهيم بن بلال

أبو الحسن الكندري (2)

سمع أبا القاسم عبد الواحد بن جعفر الطّريثيثي (3)،ثم البغدادي بصور في سنة ثمانين و أربعمائة، و حدّث بالغسولة (4) من قرى دمشق سنة خمس و خمسمائة (5).

سمع منه أبو المخلد (6) بن أبي سراقة، و أبو الوقار رشيد بن إسماعيل بن واصل المعري (7)،و أظنه الذي كان يعرف بقاضي السوائد، رأيته غير مرة و لم أسمع به.

ص: 147


1- زيادة للإيضاح.
2- في معجم البلدان في مادة الغسولة:«الكردي» ترجم له نقلا عن ابن عساكر. و الغسولة:.
3- في معجم البلدان: الطرميسي.
4- الغسولة: منزل للقوافل فيه خان على يوم من حمص، بين حمص وقارا.
5- في معجم البلدان سنة 525، كذا كتبها بالأرقام.
6- ياقوت: أبو المجد.
7- ياقوت: المقري.

ذكر من اسمه رشأ

2183 - رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه

ذكر من اسمه (1) رشأ

2183 - رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه

أبو الحسن المقرئ (2)

أصله من المعرّة، و سكن دمشق، و قرأ القرآن على أبي الحسن بن داود الدّراني بحرف ابن عامر، و قرأ على جماعة من قرّاء العراق و مصر بعدة روايات، و قرأ عليه جماعة آخرهم موتا أبو الوحش سبيع بن المسلّم بن قيراط الضرير.

و روى عن عبد الوهاب الكلابي، و أبي بكر أحمد بن بشرام، و أبي مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، و عبد الوهاب الميداني، و أبي محمّد الحسن بن إسماعيل بن محمّد الضّرّاب (3)،و أبي الحسن أحمد بن عبد اللّه بن حميد بن رزيق، و أحمد بن محمّد بن الأزهر السمناوي، و أبي محمّد الحسن بن عمر بن إبراهيم البزار، و عمران بن الحسين بن يوسف الخفّاف، و أبي عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي ببغداد، و طلحة بن أسد بن المختار الرّقّي، و أبي علي أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيد قوله، و الشريف أبي القاسم الميمون بن حمزة الحسني.

روى عنه: أبو علي الأهوازي المقرئ، و عبد العزيز بن أحمد، و أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفّر بن أبي حريصة، و علي بن الخضر السلمي، و علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، و إبراهيم بن محمّد السبوحي، و أبو الفرج الأسفرايني،

ص: 148


1- زيادة للإيضاح.
2- ترجمته في بغية الطلب 3652/8 معرفة القرّاء الكبار للذهبي 401/1 غاية النهاية لابن الأثير 284/1 الوافي بالوفيات 122/14 شذرات الذهب 271/3.
3- بالأصل:«الصواب» و في م: الصراب، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 541/16.

و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضل، و أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي، و علي بن الحسين بن عبد الرزاق المشغرائي، و نجا بن أحمد العطار، و أبو عمران موسى بن علي الصقلي، و أبو عبد اللّه محمّد، و أبو الحسين أحمد ابنا إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدهوري، و أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن، و حدّثنا عنه أبو القاسم النسيب، و ذكر أنه ثقة (1) و أبو الوحش المقرئ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف العدل، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا أيوب بن علي بن الهيصم الكتاني، قال: سمعت زياد بن بشار يقول: سمعت أبا قرصافة يقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهم [لا] (2) تخزنا يوم القيامة، و لا تفضحنا يوم اللقاء»[4219].

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنشدنا رشأ بن نظيف، أنشدني بعض أهل الأدب:

ما أكثر العلم و ما أوسعه *** من ذا الذي يطمع أن يجمعه

إن كنت لا بد له طالبا *** و حافظا فالتمس أنفعه

أنبأنا أبو القاسم العلوي، حدّثني أبو طاهر محمّد بن الحسن بن علي اللّخمي، قال: قال لي أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ: كان لي لما مات ابن زبر عشر سنين، و ابن زبر مات سنة ثمانين و ثلاثمائة، قال أبو القاسم العلوي: و كان ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: توفي شيخنا أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه رحمه اللّه يوم السبت بعد صلاة العصر للسابع و العشرين من المحرم سنة أربع و أربعين و أربعمائة، و دفن يوم الأحد، و كان ثقة مأمونا، مضى على سداد و أمر جميل، حدث عن عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي و غيره من المصريين و العراقيين و غيرهم، انتهت إليه الرئاسة في قراءة ابن عامر، رحمه اللّه.

قال أبو محمّد بن الأكفاني: قرأ عليّ أبو داود و محمّد بن أحمد الحلبي السلمي، و ذكر أبو القاسم علي بن إبراهيم أنه توفي في يوم السبت الثامن و العشرين (3).

ص: 149


1- لفظة غير مقروءة بالأصل، و رسمها في م:«امس» تركنا مكانها بياضا.
2- زيادة عن مختصر ابن منظور 324/8 سقطت من الأصل و م.
3- قال الذهبي في معرفة القرّاء: ولد في حدود السبعين و ثلاثمائة.

ذكر من اسمه رشيق

2184 - رشيق بن عبد اللّه

ذكر من اسمه (1) رشيق

2184 - رشيق بن عبد اللّه

أبو الحسن المصّيصي (2)

مولى رزق اللّه [بن] الحسن، قدم دمشق، و حدث بها عن عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب المخرّمي، و محمود بن محمّد الواسطي، و أبي يعلى الموصلي، و أبي خليفة الجمحي (3)،و جماهر بن محمّد الزّملكاني، و أبي الحسن بن جوصا، و محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي (4)،و محمّد بن الحسن العسقلاني، و أبي القاسم البغوي، و أبي حفص عمر بن عبد الرّحمن، و أبي يزيد خالد بن النّضر القرشي البصري، و أبي بكر محمّد بن سعيد بن محمّد القطان الرازي قاضي عسقلان، و أبي محمّد عبد اللّه بن قحطبة بفم الصلح، و أبي يعقوب إسحاق بن أحمد الإمام (5).

روى عنه: تمام بن محمّد (6).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو الحسن رشيق بن عبد اللّه المصّيصي، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرّمي ببغداد، نا سعيد بن محمّد الحربي، نا أبو ثميلة، عن سفيان الثوري،

ص: 150


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في بغية الطلب 3655/8 و تاريخ بغداد 438/8 و سماه: رشيق أبو الحسن الرقي.
3- بالأصل: الجهمي، و الصواب ما أثبت، و اسمه الفضل بن الحباب ترجمته في سير الأعلام 7/14.
4- في بغية الطلب: الحيري.
5- كلمة غير مقروءة و رسمها بالأصل و م:«سلس» تركنا مكانها بياضا.
6- انظر بغية الطلب، فقد ذكر ابن العديم غيره 3655/8.

عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع [عن] ابن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يكره أن يقعد الرجل مكان أخيه أو يقيمه و قال:«تفسحوا»[4220].

قرأت بخط أبي محمّد الكتاني هذا الحديث في جزء بخطه فيه.

أخبرنا تمام، أخبرني رشيق بن عبد اللّه المصّيصي مولى رزق اللّه بن الحسن قراءة عليه بدمشق.

ص: 151

ذكر من اسمه رضوان

2185 - رضوان بن إسحاق

ذكر من اسمه (1) رضوان

2185 - رضوان بن إسحاق

أبو (2) زفر القرشي الشامي (3)

من أهل دمشق، سكن أذنة (4) و حدث بها عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنيني، و عثمان بن سعيد الحمصي، و موسى بن داود، و أبي العلاء كثير بن العلاء الأسود الحبشي (5).

روى عنه: أبو حاتم الرازي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبو الحسين الساري أحمد بن عبد اللّه بمكة، نا أبو حاتم الرازي، نا أبو زفر القرشي رضوان بن إسحاق.

أخبرنا أبو العلاء بن العلاء، حدّثني الحصين بن يزيد الكلبي، قال: ما رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم ضاحكا، ما كان إلاّ متبسما، و ربما شدّ النبي صلى اللّه عليه و سلم على بطنه حجرا من الجوع[4221].

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن

ص: 152


1- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل و م «بن» و الصواب ما أثبت.
3- ترجمته في بغية الطلب 3659/8.
4- مضى التعريف بها.
5- غير واضحة بالأصل و رسمها:«الحدسى» و المثبت عن ابن العديم و م.

عبد اللّه إجازة، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1):رضوان بن إسحاق القرشي أبو زفر الدمشقي من بني سامة بن لؤي، روى عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، و موسى بن داود.

كتب عنه أبي بأذنة عند ابن الطبّاع في رحلته الأولى سئل أبي عنه فقال: صدوق.

2186 - رضوان بن تتش بن ألب رسلان

2186 - رضوان بن تتش بن ألب رسلان (2)

كان بدمشق عند توجّه أبيه إلى ناحية الري، فكتب إليه يستدعيه فخرج إليه فلما كان بالأنبار (3) بلغه قتله، فرجع إلى حلب فتسلمها من الوزير أبي القاسم، و كان المستولي على أمره جناح الدولة حسين (4) في سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة، ثم قدم دمشق بعد موت أخيه دقاق فحاصرها، و قرر له الخطبة و السكة فلم يستتب أمره، و عاد إلى حلب و أقام بها و جرت منه أمور غير محدودة (5) في قتال الفرنج، و ظهر منه الميل إلى الباطنية، و استعان بهم بحلب، ثم استدعى طغتكين أتابك إلى حلب، و لاطفه و أراد استصلاحه، و قررا بينهما أمورا، و أقام له طغتكين الدعوة و السكة بدمشق، فلم يظهر منه الوفاء بما وعد، فأبطلت دعوته.

و كان لما ملك حلب قد قتل أخويه (6) أبا طالب و بهرام ابني تتش (7)،و مات في الثامن و العشرين من جمادى الآخرة سنة سبع و خمسمائة، و ولي بعده (8) ابنه ألب رسلان الأخرس و عمره ستة عشر سنة (9).

ص: 153


1- الجرح و التعديل 524/2/1.
2- ترجمته في بغية الطلب 3659/8 و الوافي بالوفيات 129/14 سير أعلام النبلاء 315/19 النجوم الزاهرة 205/5.
3- رسمها بالأصل:«بالادبار» و المثبت عن بغية الطلب 3666/8.
4- بالأصل: خمسين، و المثبت عن الوافي بالوفيات و بغية الطلب.
5- كذا، و في بغية الطلب: غير محمودة.
6- بالأصل:«اخوته» و المثبت عن الوافي بالوفيات.
7- بالأصل:«تسين» و الصواب ما أثبت.
8- بالأصل:«و ولى بعد ا؟؟؟ ه» كذا، و الصواب عن الوافي، و في سير الأعلام:«أخوه» بدل «ابنه».
9- كذا ستة عشر، و الصواب: ست عشرة سنة.

2187 - رفدة بن قضاعة الغسّاني مولاهم

2187 - رفدة بن قضاعة الغسّاني مولاهم (1)

من أهل دمشق، حدث عن الأوزاعي، و ثابت بن عجلان الأنصاري، و صالح بن راشد.

روى عنه: مروان بن محمّد الطّاطري، و هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحوفي، نا أبو العباس أحمد بن عمر بن زنجويه، نا هشام بن عمّار، نا أبو (2) قضاعة الغسّاني.

و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا هشام بن عمّار، نا رفدة بن قضاعة الغسّاني - قال هشام: و قال أصحابنا كان ثقة - نا الأوزاعي، عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير (3) اللّيثي، عن أبيه، عن جده قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة المكتوبة[4222].

أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون (4) النّرسي، أنا أبو الحسن الحربي، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا هشام بن عمّار، نا رفدة بن قضاعة (5)،عن الأوزاعي، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه، عن جده: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يرفع مع كل تكبيرة بصلاة المكتوبة، هذا وهم، و الصواب ما تقدم، و قد رواه جعفر الفريابي عن هشام فقال عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير اللّيثي، عن أبيه، عن جده[4223].

و أخبرناه أبو غالب أيضا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، ثنا محمّد بن محمّد، ثنا هشام بن عمّار، و أنا سألته، نا رفدة بن قضاعة (6)-قال هشام: و كان ثقة - نا الأوزاعي، عن عبد اللّه بن

ص: 154


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 167/2 ميزان الاعتدال 53/2 الكامل لابن عدي 175/3.
2- كذا بالأصل و م هنا، و سيأتي في السند التالي اسمه كاملا: ابن قضاعة.
3- بالأصل و م «عمر» و المثبت عن المختصر.
4- بالأصل و م: حسون، و المثبت عن ترجمته في سير الأعلام 337/17.
5- بالأصل: بضاعة، و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
6- بالأصل: بضاعة، و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.

عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يرفع يديه في صلاته المكتوبة مع كل تكبيرة[4224].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا [أبو] (1)عبد اللّه يحيى بن عبد الجبار السكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا الفضل بن غسان، قال: قلت ليحيى بن معين: إن الأوزاعي حدّث عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمير الليثي، عن أبيه، عن جده قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرفع يديه مع كل تكبيرة، فأنكر يحيى هذا الحديث و الإسناد.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان إجازة، أنا أحمد بن القاسم الميانجي (2)،حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو (3) البردعي، قال: قلت لأبي زرعة إن جعفر بن أحمد الزنجاني، نا عن يحيى بن معين، عن رفدة بن قضاعة بحديث في الرفع، فقال: إن هذا محتاج أن يحبس في السجن، قلت: إنه يقول حدّثنا يحيى عن رفدة، فقال: لم يسمع يحيى من (4) رفدة شيئا، و لم يسمع من (5) هشام بن عمّار شيئا، فكتبت إلى جعفر بذلك فقال لي: إنما رأيت يحيى يذاكر به، و يقول: إنما رواه رفدة و لا أدري ممن سمعه.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه (6)،حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، ثنا العباس بن الوليد الحلال، نا مروان بن محمّد، عن رفدة بن قضاعة الغسّاني، سمع ثابت بن عجلان يقول: إن اللّه عز و جلّ ليزيد (7) أهل الأرض بعذاب، فإن سمع الصبيان يتعلمون الحكمة صرفه عنهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا

ص: 155


1- الزيادة لازمة للإيضاح سقطت من الأصل و م.
2- مهملة بدون نقط ، و الصواب ما أثبت عن م.
3- بالأصل:«عميرو» خطأ و الصواب عن م.
4- بالأصل و م:«بن».
5- بالأصل و م:«بن».
6- الأصل: كتابتهم و في م: كتابيهم.
7- المختصر: ليريد.

معاوية بن صالح، قال أبو مسهر: رفدة بن قضاعة (1) لم يكن عنده شيء، كان مولى الحي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف:

أخبرنا أبو أحمد (2) بن عدي، نا ابن حمّاد، نا معاوية بن صالح، عن أبي مسهر الغسّاني، قال: رفدة بن قضاعة لم يكن عنده شيء كان مولى الحي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، قالا: أنا الحسين بن علي الطبري، نا محمّد بن إبراهيم الدارمي، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الرابعة من الأسماء المنفردة: رفدة بن قضاعة (3) يروي عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير شامي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد نا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: رفدة بن قضاعة الغسّاني.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد [بن] ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا:

أخبرنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي. أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال (4):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري:

رفدة بن قضاعة الغسّاني الشامي، عن الأوزاعي في حديثه المناكير، و قال ابن حمّاد بعض المناكير.

ص: 156


1- العبارة بالأصل فيها تقديم و تأخير، جاءت: قال رفده بن قضاعة أبو مسهر.
2- بالأصل:«محمد» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب كتاب الكامل في ضعفاء الرجال، و انظر الخبر في كتابه 175/3.
3- بالأصل «بضاعة».
4- الكامل لابن عدي 175/3.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (1)،نا الجنيدي، نا البخاري، قال رفدة بن قضاعة الغسّاني الشامي (2)،عن الأوزاعي، لا يتابع في حديثه.

حدّثنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد بن خسرو القطان، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن المعروف ابن هريسة، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني، قال:

قرأت على أبي يعلى حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم الماطيري بها، حدثكم أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن شعبة العاري، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (3):

رفدة بن قضاعة الغسّاني الشامي، عن الأوزاعي، في حديثه مناكير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - عن أبي نصر بن الحباب، عن أحمد بن القاسم الميانجي (4)،حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو، عن أبي زرعة، قال: في أسامي الضعفاء من تكلّم فيهم من المحدثين: رفدة بن قضاعة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل (5)،أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،قال: سمعت أبي يقول: هو منكر الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي التّغلبي، قالا: حدّثنا سهل بن بشر، أنا علي بن مبشر بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، أنا عبد الرّحمن النّسائي.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد، قال (7):و قال النسائي فيما أخبرني محمّد بن العباس عنه، قال: رفدة بن قضاعة ليس بالقوي.

قال ابن عدي: و رفدة بن قضاعة له (8) هذا لم أر له إلاّ حديثا يسيرا، و عند

ص: 157


1- المصدر السابق.
2- رسمها و إعجامها مضطربان و رسمها:«البناني» و المثبت عن ابن عدي و م.
3- التاريخ الكبير 343/1/2.
4- بالأصل:«المنابحي» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
5- بالأصل بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت.
6- الجرح و التعديل 523/2/1.
7- الكامل لابن عدي 175/3.
8- سقطت من ابن عدي، و هي مقحمة و لا لزوم لها.

هشام بن عمّار عنه مقدار خمسة أو ستة أحاديث، و هذا الحديث حديث عبد اللّه بن أبي مطرف لا أعرفه إلاّ من حديث رفدة.

و قال أبو أحمد في موضع آخر: رفدة بن قضاعة الغسّاني شامي دمشقي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، نا يوسف، نا أبو جعفر العقيلي، قال (1):رفدة بن قضاعة الغسّاني لا يتابع على حديثه شامي.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة، نا أحمد بن محمّد بن غالب، قال: سمعت أبا الحسن يقول: رفدة بن قضاعة متروك.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : رفدة بن قضاعة الغساني، روى عن الأوزاعي في حديثه مناكير، قاله البخاري.

2188 - رفق المستنصري الملقّب بعزّ الدولة

أمير الأمراء للملقّب بالمستنصر (2)

ولي دمشق في أيامه و قدمها يوم الخميس الثاني عشر من المحرم سنة إحدى و أربعين و أربعمائة بعد طارق المستنصري فأقام واليا عليها بقية المحرم و خمسة أيام من صفر، ثم صرف عنها (3) إلى حلب و وليها بعده (4) المؤيد حيدرة بن الحسين بن مفلح.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني في تسمية أمراء دمشق الأمير أمير الأمراء عزّ (5)الدولة رفق و وصل إلى دمشق آخر (6) نهار يوم الخميس الثاني عشر من المحرم من سنة إحدى و أربعين و أربعمائة في حال عظيمة، و عدد أموال و أثقال، و سار من دمشق متوجها إلى حلب غداة يوم الخميس السادس من صفر من السنة المذكورة.

ص: 158


1- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 65/2.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 138/14.
3- بالأصل و م «عليها» و الصواب عن الوافي.
4- عن الوافي و بالأصل و م «بعدها».
5- بالأصل و م «عدة الدولة» و قد مرّ، و انظر الوافي.
6- بالأصل و م:«و أخبر بها و يوم» كذا العبارة و لا معنى لها، و لعل الصواب ما أثبتناه.

ذكر من اسمه رفيع

2189 - رفيع بن مهران

ذكر من اسمه (1) رفيع

2189 - رفيع (2) بن مهران

أبو العالية الرّياحي البصرى (3)

مولى امرأة من بني رياح ثم من تميم [أعتقته سائبة] أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد سنين (4) من وفاته.

روى عن أبي بكر [على ما قيل] (5)،و عمر، و علي، و ابن مسعود، و أبيّ بن كعب، و أبي ذر، و أبي أيوب، و ابن عباس، و أبي موسى الأشعري، و أبي هريرة.

روى عنه: قتادة، و عاصم بن سليم الأحول، و داود بن أبي هند، و الربيع بن أنس، و أبو خلدة خالد بن دينار، و حفصة بنت سيرين، و زياد بن الحصين، و محمّد بن واسع، و ثابت البناني، و عمر بن عبيد، و المهاجر بن مخلد، و عثمان الطويل.

و قدم الشام مجاهدا و سمع بها أبا ذرّ و قيل: إنه وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيدي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (6).

ص: 159


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدركناه للإيضاح.
2- رفيع بالتصغير كما في تقريب التهذيب.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 168/2 ميزان الاعتدال 54/2 تذكرة الحفاظ 61/1 معرفة القرّاء الكبار 49/1 غاية النهاية 284/1 الوافي بالوفيات 138/14 بغية الطلب 3679/8 سير الأعلام 207/4 و ذكر بالحاشية فيها مصادر أخرى.
4- في تهذيب التهذيب: سنتين و الزيادة السابقة عن م.
5- بالأصل:«على ماصل» كذا و المثبت عن م.
6- مهملة بالأصل بدون نقط و في م: الخيرودي، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، قالا: أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب الرازي، نا محمّد بن أيوب الرازي، نا مسلم بن إبراهيم، نا هشام، نا قتادة، عن أبي العالية الرّياحي، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: كان يدعو عند الكرب: لا إله إلاّ اللّه العظيم، و قال ابن مسرور (1):العليم الحليم، لا إله إلاّ اللّه رب العرش الكريم، لا إله إلاّ اللّه رب السموات و الأرض و رب العرش العظيم، و رواه البخاري عن مسلم[4225].

أخبرنا أبو علي الحداد، حدّثني أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرني الحسين بن علي النّيسابوري في كتابه إليّ ، نا علي بن الحسين بن سالم، أنا أحمد بن أبان الأصبهاني، نا محمّد بن أبان، نا سفيان، عن عوف، عن خالد أبي (2)المهاجر، عن أبي العالية (3)،قال: كنا بالشام مع أبي ذرّ فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أول رجل يغيّر سنّتي رجل من بني فلان، فقال يزيد: أنا هو؟ قال: لا»[4226].

رواه عبد الوهاب الثقفي عن عوف، عن أبي مهاجر، عن أبي العالية، عن أبي مسلم، عن أبي ذرّ، زاد فيه أنا مسلم و سيأتي في ترجمة يزيد بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو شجاع ناصر بن محمّد بن أحمد البرقاني - ببرقان (4)-أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد السمرقندي، نا أبو سهل عبد الكريم بن عبد الرّحمن الكلاباذي، أنا أبو عمرو محمّد بن صابر، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن المنذر بن سعيد الهروي، نا الفضل بن عبد الصمد، نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبي العالية الرّياحي، قال: شهدت عمر بن عبد العزيز ليلة، فقلت: يا أمير المؤمنين ما يبقي منك تعب النهار مع سهر الليل ؟ قال: لا تفعل يا أبا العالية، فإن لقاء الرجال للرجال تلقيح لألبابها (5).

ص: 160


1- بالأصل و م: مسور، و الصواب ما أثبت و هو أحد رواة الحديث.
2- بالأصل: أبو و رسمها مضطرب في م.
3- بالأصل:«أبو المعالي» و الصواب عن م، و هو كنية صاحب الترجمة.
4- برقان: بفتح أوله، من قرى كاث شرقي جيحون على شاطئه، بينها و بين الجرجانية مدينة خوارزم يومان.
5- الخبر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 110 بينه و بين ميمون، باختلاف الرواية.

هذا وهم، فإن أبا (1) العالية لم يبق إلى خلافة عمر، و الحكاية محفوظة لميمون بن مهران.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن محمّد إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم: أبو العالية و نعنع بن مهران.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال (2):أبو العالية الرّياحي اسمه رفيع اعتقته امرأة من بني رياح بن يربوع سائبة (3).

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

أخبرنا أبو بكر بن المؤمّل، أنا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، قال: و أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه، قالا: أنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي. أخبرنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا عباس بن العباس بن محمّد الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد البصري، قال: اسم أبي العالية رفيع.

أخبرني أبو البركات الأنماطي. أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسن بن

ص: 161


1- بالأصل: أبو و في م:«أبي» و كلاهما تحريف.
2- طبقات خليفة ص 348 رقم 1634.
3- كتب بعدها في م: آخر الجزء و الستين بعد المائة.

جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسن بن جعفر، قالوا: أنا أبو الوليد (1) بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد، فقال (2):أبو العالية الرّياحي (3) و اسمه رفيع بصري (4) تابعي ثقة، من كبار التابعين، و يقال إنه لم يسمع من علي شيئا إنما يرسل عنه، و قتادة لم يسمع من أبي العالية إلاّ أربعة أحاديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا [أبو] أحمد بن عدي (5)،حدّثنا خالد بن النضر.

و أخبرنا أبو الأعز قراتكين [بن] الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير بن عرفة، أنا أبو بكر بن محمّد بن الحسين بن شهريار، قالا: نا عمرو بن علي، قال أبو العالية الرّياحي اسمه رفيع بن مهران - زاد خالد: و قالوا: فيروز - مولى لامرأة - و في رواية ابن شهريار: مولى أمية و في نسخة:

أمينة، امرأة، و قالا: من بني رياح أعتقته سائبة لوجه اللّه، و طافت به على حلق المسجد فلما حضر أوصى بثلاثة (6) في آل علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، قال: سمعت علي بن المدائني يقول: اسم أبي العالية الرياحي رفيع بن عمرو أبي موسى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف بن أبي شيبة، نا أبي عروة، قالوا: أنا أبو عالية الرياحي رفيع.

ص: 162


1- بالأصل:«أبو الوليد» انظر ترجمته في تاريخ بغداد 481/13 و سير الأعلام 65/17.
2- ثقات العجلي ص 503.
3- بالأصل و م: الرفاعي، و المثبت عن ثقات العجلي.
4- بالأصل و م: مصري، و المثبت عن ثقات العجلي.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 162/3، و الزيادة منا للإيضاح.
6- في ابن عدي: بثلثه.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: الرّياحي رفيع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و ثابت بن بندار، فرقهما قالا: أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي (1) المفضل، قال: قال يحيى بن معين: أبو العالية الرّياحي رفيع، و أبو العالية البراء زياد بن فيروز، و أبو العالية الواسطي، و أبو العالية عبد اللّه بن سلمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2)، قال في الطبقة الأولى من أهل البصرة: أبو العالية و اسمه رفيع أعتقته امرأة سائبة. توفي في ولاية الحجّاج.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):رفيع أبو العاليد الرياحي [بصري] (4)مولى امرأة أعتق سائبة، قال أحمد بن منيع: نا أبو قطن، نا أبو خلدة، عن أبي العالية أنه مات في شوال يوم الاثنين سنة ثلاث و تسعين، و قال الأنصاري و زائدة عن هشام، عن حفصة، عن أبي العالية، سمع عليا، و قال معاذ بن أسد: أنا الفضل بن موسى، أنا الحسين بن واقد، عن ربيع (5) بن أنس، عن أبي العالية، قال: دخلت على أبي بكر فأكل لحما و لم يتوضأ قال محمّد: نا سلم بن قتيبة، عن أبي خلدة، سألت أبا العالية: هل

ص: 163


1- بالأصل و م: أبو.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع.
3- التاريخ الكبير للبخاري 326/1/2.
4- الزيادة عن البخاري.
5- بالأصل: ربيع، و المثبت عن البخاري.

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: أسلمت في عامين بعد موته، و قال النضر: أعتقته امرأة من بني يربوع، و قال آدم نا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أبا العالية - و كان أدرك عليا-[قال:] قال علي: القضاة ثلاثة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدان، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم (1) بن الحجاج يقول: أبو العالية الرّياحي رفيع سمع عمر بن الخطاب، و ابن العباس، روى عنه قتادة و أبو خلدة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن بعد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو العالية الرّياحي رفيع.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان على أبي القاسم بن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك: أخبرنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن داود الكرخي: اسمه رفيع سمع من (2) أبي بكر و عمر و كان رجلا نبيلا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا أحمد بن علي المطيري، نا عبد اللّه بن الدّورقي، قال: قال يحيى بن معين: و أبو العالية الرّياحي رفيع مولى امرأة من بني رياح عتاقة (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: و أبو العالية الرياحي مولى بني رياح أعتقته امرأة سائبة و هي من بني تميم.

أخبرنا أبو الفضل [بن] ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسن النعالي، حدّثني جدي لأبي إسحاق بن محمّد النعالي، قالا: أنا عبد اللّه بن

ص: 164


1- بالأصل و م: مسلمة.
2- بالأصل و م:«من سمع» و الصواب ما أثبتناه بتقديم سمع و تأخير من.
3- الكامل لابن عدي 162/3.
4- عن ابن عدي، و مكانها بالأصل و م «عامر».

إسحاق المدائني، ثنا أبو عمرو قعنب بن المحرر الباهلي، قال: أبو العالية الرياحي أعتقته امرأة من بني رياح بن يربوع.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب.

أخبرنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد الحوري، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت أحمد بن محمّد المقدّمي، يقول: أبو العالية الرياحي رفيع (1) مولى امرأة من بني رياح.

قرأ على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال: و أبو العالية الرياحي (2) رفيع روى عن أبيّ [بن] كعب.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفار أخبرنا أبو أحمد بن علي: أخبرنا أبو أحمد، قال: و أنا أبو العالية رفيع الرياحي البصري مولى أعرابية من رياح (3) بن يربوع أعتقته سائبة في مسجد الجامع و الإمام على المنبر، أسلم بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم و دخل على أبي بكر الصّدّيق، و سمع عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، و ابن العباس، روى عنه أبو (4) الخطاب قتادة بن دعامة، و أبو خلدة خالد بن دينار و عداده في من دخل خراسان، و يقال إنه أول من أذّن وراء النهر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا أبو منصور شجاع بن علي:

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن منيرة، في كتاب معرفة الصحابة: رفيع أبو العالية أدرك زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم و دخل أصبهان مع أبي موسى في الفتح، و هو رفيع بن مهران مولى أمية بنت بيضة، و كان أبو العالية دخل على أبي بكر الصديق، و شهد عمر و عثمان و أدرك عليا، و كان أسلم بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم بعام.

أخبرنا أبو [علي] (5) الحداد في كتابه، حدّثني أبو مسعود عنه:

ص: 165


1- غير واضحة بالأصل و م و تقرأ:«وضع» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: الرياح.
3- بالأصل: رباح.
4- بالأصل و م:«ابن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 269/5.
5- زيادة لازمة سقطت الكلمة من الأصل و م.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال (1):رفيع بن مهران أبو العالية الرّياحي توفي في سنة تسعين، و قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن أربع سنين، و قرأ القرآن بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم بعشر سنين، و روى عن أبي موسى أنه (2) خطبهم بأصبهان و كان ممن أدرك الجاهلية و الإسلام، مخضرم، روى عن أبي بكر (3)،و عمر، و أبيّ بن كعب و غيرهم، روى عنه قتادة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا محمّد بن طاهر، نا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: أبو العالية رفيع مولى أمية امرأة من بني رياح أعتقته سائبة لوجه اللّه و طافت على حلق المسجد، قاله عمرو بن علي، سمع ابن عباس، روى عنه قتادة في الصلاة و في الدعوات و التقصير، و قال مسلم (4) بن قتيبة، عن أبي خلدة، سألت أبا العالية: هل رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: أسلمت في عامين بعد موته.

و قال الربيع بن أنس عن أبي العالية: دخلت على أبي بكر [فأكل لحما و لم يتوضأ] (5).

قال قتادة عن أبي العالية، قال: قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم صلى اللّه عليه و سلم بعشر سنين (6).

و قال عاصم، عن أبي العالية، قال: قرأت القرآن قبل أن تقتلوا صاحبكم - يعني عثمان - بخمس عشرة سنة (7)،و يقال إنه كان حميلا، و الحميل الذي ولد بأرض العدو، و كان يتكلم بالفارسية.

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح، و أبو الحسن بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، قال: رفيع أبو العالية الرياحي كان عبدا لامرأة من بني رياح فأعتقته و هي من كبار التابعين.

ص: 166


1- كتاب ذكر أخبار أصبهان 314/1.
2- العبارة بين الرقمين ليست في أخبار أصبهان.
3- العبارة بين الرقمين ليست في أخبار أصبهان.
4- في بغية الطلب 3681/8 سلم.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب.
6- سير أعلام النبلاء 208/4.
7- بالأصل:«خمس عشر» و الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 10/4 و بغية الطلب 3685/8.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر بن أحمد البابسيري، نا أبي قال: و حدّثني أبو عمران عن أبي خلدة، قال: قلت لأبي العالية: أدركت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: لا، جئت بعد ما مات بسنتين أو ثلاث.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا محمّد بن يعقوب، أنا سعيد بن سعدان البغدادي، نا نصر بن علي، عن أبيه، عن أبي خلدة خالد بن دينار، قال: سألت أبا العالية: أدركت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: لا، جئت بعده بسنتين أو ثلاث.

قال: و أنا محمّد بن إسحاق، أنا محمّد بن سعد، نا محمّد بن أيوب، نا محمّد بن سعيد، نا أبو جعفر الرازي، عن أبي العالية أنهم كانوا عند عمر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، عن ابن عباس، قال أبو العالية الرياحي مولى بني رياح.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا الحجاج بن نصير، ثنا أبو خلدة، عن أبي العالية قال: ما تركت من ذهب أو فضة أو مال فثلثه في سبيل اللّه، و ثلثه في أهل النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ثلثه (2) في فقراء المسلمين. و أعطوا حقّ امرأتي. و قال أبو خلدة:

فقلت له: يسعك (3) هذا فأين مواليك ؟ فقال: سأحدثك حديثي: إني كنت مملوكا لأعرابية مذكرة فاستقبلتني (4) يوم جمعة فقالت: أين (5) ننطلق يا لكع ؟ قلت: انطلق إلى المسجد، فقالت (6):أي المساجد؟ قلت: المسجد الجامع، قالت: انطلق يا لكع، قال: فذهبت أتبعها حتى دخلت المسجد، فوافقنا الإمام على المنبر فقبضت على يدي،

ص: 167


1- طبقات ابن سعد 112/7.
2- بالأصل:«و ثلاثة» و المثبت عن ابن سعد و م.
3- عن ابن سعد و بالأصل: يشغل و في م: سعل.
4- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن ابن سعد و في م: نننعلى.
5- بالأصل:«من ينطلق» كذا، و الصواب عن ابن سعد.
6- بالأصل: فقال.

فقالت: اللّهم ادخره عندك ذخيرة، اشهدوا يا أهل المسجد أنه سائبة للّه ليس لأحد عليه سبيل إلاّ سبيل معروف، قال: و تركتني و ذهبت. فلما تراءينا بعد قال أبو العالية:

و السائبة يضع نفسه حيث شاء.

قال: و أنا ابن سعد (1)،أنا عمرو بن الهيثم، و يحيى بن خليف، قالا: نا أبو خلدة، قال: سمعت أبا العالية يقول: كنا عبيدا مملوكين منّا من يؤدي الضرائب، و منا يخدم أهله. فكنا نختم كل ليلة [مرة] (2) فشق ذلك علينا فجعلنا نختم كل ليلتين مرة، فشق علينا فجعلنا نختم كل ثلاث ليال مرة، فشق علينا حتى شكى بعضنا إلى بعض فلقينا أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعلّمونا أن نختم كل جمعة، أو قال كل سبع فصلّينا و نمنا و لم يشق علينا.

قال ابن سعد (3):و كان ثقة (4) كثير الحديث.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن خيثمة، أنا المدائني، عن أبي خلدة، قال أبو العالية: قدم بي و أنا ابن سنين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، قال حرب عن سعيد بن سعدان البغدادي، نا نصر بن علي، عن أبيه، عن أبي خلدة خالد بن دينار، قال: سألت أبا العالية أدركت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: لا، جئت بعد بسنتين أو ثلاث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن بن محمّد النهاوندي، نا أبو العباس أحمد بن الحسين النهاوندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا محمّد بن عبيد اللّه، ثنا سلم بن قتيبة، عن أبي خلدة، قال: سألت أبا العالية: هل رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: أسلمت في عامين بعد موته.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن

ص: 168


1- الخبر في طبقات ابن سعد 113/7.
2- الزيادة عن ابن سعد.
3- المصدر نفسه ص 117.
4- بالأصل:«بعد» و المثبت عن ابن سعد.

عبد اللّه، نا الحسين بن إسماعيل، نا خلاّد بن أسلم، نا النّضر، أنا هشام، عن حفصة، قالت: قال لي أبو العالية: قرأت القرآن على عمر رضي اللّه عنه ثلاث مرار (1).

أخبرنا أبو الحسن المشكاني (2)،أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، قال: و نا البخاري، نا موسى، نا ثابت، حدّثنا عاصم، قال: سألنا أبا العالية فقال: قرأت القرآن قبل أن تقتلوا صاحبكم - يعني عثمان - بخمس عشرة سنة، و قد قرأت القرآن قبل أن يولد الحسن بسنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر [بن] الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قالا: نا أبو بشر - يعني بكر بن خلف-، نا عبد الصمد، نا همّام، نا قتادة عن (3) أبي العالية، قال: قرأت - و في حديث حنبل لقد قرأنا - القرآن بعد وفاة نبيكم بعشر سنين.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن عاصم، قال: قال أبو العالية: قرأنا القرآن قبل أن تقتلوا صاحبكم، و يفعلوا ما فعلوا باثنتي عشرة سنة - يعني قبل أن يقتلوا عثمان.

قال: و نا يعقوب (5)،نا أبو نعيم، نا أبو خلدة (6)،قال: ذكر لأبي العالية الحسن.

فقال رجل مسلم يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، و أدركنا الخبر فعلمنا قبل أن يولد الحسن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا

ص: 169


1- الخبر في سير الأعلام 208/4 من طريق معتمر بن سليمان.
2- بالأصل:«أبو الحسين المسكاني» و المثبت عن المطبوعة (عاصم - عائذ ص 640) و اسمه علي بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه الخطيب و في م كالأصل.
3- بالأصل و م: على.
4- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 26/3.
5- المصدر نفسه 52/2.
6- في المعرفة و التاريخ: أبو خالد.

محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا أبو عمار جعفر الإمام بصري، نا أبو خلدة، قال: قال [أبو] عالية: أدركنا الخبر و تعلمناه قبل أن يولد الحسن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، عن جدي، عن أبي خلدة، قال: سمعت أبا العالية يقوم يترحم الحسن لقد أدركنا الخبر و تعلمناه قبل أن يولد الحسن.

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا الحسين بن إسماعيل، نا الفضل بن سهل، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم، نا حمزة بن المغيرة، عن عاصم الأحول، عن أبي العالية في قوله: اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ قال: هو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صاحباه، قال: و صاحباه، فذكر للحسن فقال: صدق أبو العالية زيد (2).

نا أبو أحمد علي بن الحسين بن عبد الرحيم النيسابوري، قال: قال أحمد بن سعيد المرابطي (3)،حدّثنا أبو محمّد بن عيسى، نا حمّاد بن زيد، عن عاصم الأحول، قال: قال لنا أبو العالية و هو يعلّمنا: تعلّموا الإسلام فإذا علمتموه فلا ترغبوا عنه، و عليكم بالسراط المستقيم فإنه الإسلام، لا تحرفوا السراط يمينا و شمالا، و عليكم بسنة نبيكم محمّد صلى اللّه عليه و سلم و الذي كان عليه أصحابه من قبل أن تقتلوا صاحبكم (4)،و من قبل أن يفعلوا ما فعلوا، فإنا قرأنا القرآن من قبل أن يقتلوا صاحبهم، و من قبل أن يفعلوا الذي فعلوا بخمس عشرة سنة.

قال عاصم: فحدثت به الحسن فقال: صدق (5) و نصح.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا

ص: 170


1- الكامل لابن عدي 163/3 و نقله ابن العديم 3685/8.
2- تمام عبارة ابن عدي: قال: هو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صاحباه، قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: صدق أبو العالية و نصح.
3- غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن ابن عدي.
4- ابن عدي و م: يقتلوا صاحبهم.
5- بالأصل:«صدوق ؟؟؟ صح» و في م: صدوق يصح و الصواب عن ابن عدي.

محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسن بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي، نا المعافا بن عمران، عن شعبة بن الحجاج، عن عاصم، قال: كان رفيع أبو العالية يوصينا، قال: تعلّموا الإسلام فإذا تعلمتموه فتعلموا القرآن فإذا تعلمتموه فتعلموا سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صراط مستقيم» فلا تحرفوا الصراط يمينا و شمالا و إني قد قرأت القرآن قبل أن تفعلوا بصاحبكم ما فعلوا (1) باثنتي عشرة سنة، قال: فحدثت (2) به حفصة بنت سيرين، فقالت (3):بأبي لقد أبلغ.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (4)،نا أحمد (5) بن محمّد بن الحسن، نا بشر بن موسى، نا الحميدي، نا سفيان بن عيينة، قال: سمعت عاصم (6) الأحول يحدث عن أبي العالية، قال: تعلموا القرآن فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، و إياكم و هذه الأهواء فإنها توقع بينكم العداوة و البغضاء، و عليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يتفرقوا، فإنا قد قرأنا القرآن قبل أن يقتل صاحبكم - يعني عثمان - بخمس عشرة سنة، فقال عاصم: فحدثت به الحسن، فقال: قد نصحك و اللّه و صدقك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن البراء، نا علي بن المديني (7)،نا معتمر بن سليمان، عن هشام، عن حفصة، عن أبي العالية، قال: قرأت القرآن على عهد عمر بن الخطاب ثلاث مرات، قال علي بن المديني: أبو العالية سمع من عمر بن الخطاب، و من علي، و من أبي موسى، و ابن عمر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن النهاوندي، نا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني عبيد - يعني ابن

ص: 171


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل: فحدث و المثبت عن م.
3- بالأصل: فقال و المثبت عن م.
4- حلية الأولياء 218/2 و نقله ابن العديم 3685/8 و الذهبي في سير الأعلام من طريق ابن عيينة.
5- في الحلية و ابن العديم: محمد بن أحمد بن الحسن.
6- كذا بالأصل و م.
7- بالأصل: الميندي و في م: المبيدي.

نفيس-، نا يونس، عن عيسى بن عبد اللّه الرازي، عن الربيع بن أنس البكري، عن أبي العالية، قال صاحب عمر و قرأت القرآن على أبيّ .

نا البخاري (1)،نا آدم، ثنا شعبة، ثنا قتادة، نا أبو العالية، و كان قد أدرك عليا، قال: قال علي: القضاة ثلاثة.

قال البخاري: و اسم أبي العالية رفيع الرياحي، أعتق سائبة، و هو مولى امرأة من البصريين (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبيد بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قالا: أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل، نا حجّاج، قال: قال شعبة: قد أدرك رفيع أبو العالية عليا و لكن لم يسمع منه (3).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: قال شعبة: قد أدرك رفيع أبو العالية علي بن أبي طالب، و لم يسمع منه (4).

أنبأ أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، قال أبي: حدّثني أبو (5) زكريا، عن

ص: 172


1- التاريخ الكبير 326/1/2.
2- انظر عبارة البخاري في التاريخ الكبير، و بالأصل:«و هي مولى».
3- تهذيب التهذيب 169/2.
4- المصدر نفسه.
5- بالأصل:«أبي» و الصواب ما أثبت، و هو أبو زكريا يحيى بن معين انظر ترجمته في سير الأعلام 71/11 و في م: أبي.

حجاج الأعور، عن شعبة، قال: لم يسمع أبو العالية من علي، و قد أدركه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (1)،حدّثنا الحسن بن سفيان، نا حجاج بن الشاعر، حدّثني حسن بن يحيى الثوري (2)،نا النّضر (3) بن شميل، نا شعبة، عن عاصم الأحول، قال: قلت لأبي العالية: من أكثر من لقيت من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: أبو أيوب.

أخبرنا بها أبو القاسم الشّحّامي، أنبأ أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن الحسين بن موسى السمسار، أنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا أحمد بن سعيد الدارمي، نا أبو النّضر، حدّثنا شعبة، عن عاصم، قال: قلت لأبي العالية: من أكبر من أدركت من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: أبو أيوب غير أني لم آخذ عنه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا علي، قال: سمعت يحيى، قال:

قال شعبة: لم يسمع قتادة من (4) أبي العالية إلاّ ثلاثة أشياء، قلت ليحيى: عدها، قال:

قول علي:«القضاة ثلاثة»، و حديث:«لا صلاة بعد العصر»، و حديث:«ريس يرمي» الصحيح أنه سمع منه أربعة أحاديث منها الحديث الأول.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أخبرنا طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: رفيع أبو العالية ثقة، قال: و سئل أبو زرعة عن أبي العالية رفيع ؟ فقال: بصري ثقة.

أخبرنا أبو سعيد عبد اللّه بن مسعود بن محمّد، و أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو طاهر بن محمش، نا محمّد بن

ص: 173


1- الكامل لابن عدي 162/3.
2- في ابن عدي: الرزي.
3- عن ابن عدي، و بالأصل و م «البصري» خطأ.
4- بالأصل و م:«بن».
5- الجرح و التعديل 510/2/1.

إسماعيل بن سمرة الأحمسي، نا زيد بن الحباب، أخبرني خالد بن دينار، عن أبي العالية، قال: تعلمت الكتاب و القرآن فما شعر بي أهلي و لا رئي المداد في ثوبي قط .

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن محمّد الزّعفراني، نا إسماعيل بن عليّة، عن شعيب بن (1) الحبحاب، قال: كان أبو العالية إذا قرأ عنده رجل لم يقل: ليس كما تقرأ، و يقول: أما أنا فأقرأ كذا و كذا، فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: أظن صاحبك سمع أنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، قالا: نا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أن أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا أبو قطن (2)،نا أبو خلدة، عن أبي العالية، قال: كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالبصرة فلم نرض (3) حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، أنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي قطن، عن أبي خلدة، عن أبي العالية، قال: كنا نسمع بالرواية عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة بالبصرة فما نرضى (5) حتى أتيناهم فسمعنا منهم.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو

ص: 174


1- بالأصل:«عن» و المثبت عن م.
2- اسمه عمرو بن الهيثم بن قطن الزبيدي الكعبي (ترجمته في تهذيب التهذيب 114/8 و تقرأ بالأصل: أبو قطر، و الصواب ما أثبتناه و في م: أبو فطر.
3- بالأصل و م: يرضى.
4- المعرفة و التاريخ 441/1.
5- الأصل: يرضى، و في م: ترضى و المثبت عن المعرفة و التاريخ.

بكر بن أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنبأ أبو الحسن الدارقطني، أنا عبد اللّه بن أحمد السّرخسي، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام الدارمي، نا عمرو بن زرارة، نا أبو قطن عمرو بن الهيثم، عن أبي خلدة، عن أبي العالية، قال: كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم نرض (1) حتى ركبنا إلى المدينة فسمعنا من أفواههم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (2)،نا الحسن بن الصباح، نا أبو قطن، عن أبي خلدة (3)،عن أبي العالية، قال: كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فما رضينا حتى رحلنا إليهم، فسمعناها من أفواههم.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أخبرنا أبو أحمد (4)،نا الحسن بن علي [بن] مخلد، نا محمّد بن حميد، نا سليمان بن يزيد أبو أيوب البصري، عن أبي خلدة، عن أبي العالية، قال: كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالبصرة فلم نصبر حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم.

قال: و حدّثنا أبو أحمد (5)،نا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، نا عبد اللّه بن أيوب المخرّمي، نا إسحاق بن سليمان، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: إن كنت لأسمع بالرجل يذكر العلم فآتيه و لا أسأله عن شيء حتى انظر إلى صلاته، فإن كان يحسن و إلاّ قلت إذ كنت بهذا (6) جاهلا فأنت بغيره (7)أجهل و أجهل، فأذهب و لا أسأله عن شيء.

أخبرنا أبو السعادات المتولي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصّيرفي نيسابوري.

ص: 175


1- بالأصل: نرضى و في م:«يرضا».
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 402/1.
3- في أبي زرعة: خالد بن أبي خالد (مكان أبي خلدة).
4- الكامل لابن عدي 162/3.
5- المصدر نفسه.
6- بالأصل: قلت:«اركب هذا» و الصواب المثبت عن ابن عدي.
7- بالأصل: بعيره، و المثبت عن ابن عدي و م.

و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب - زاد الخطيب:

الأصم-[نا] محمّد بن إسحاق - زاد الخطيب: الصغاني (1)-نا أبو نوح - زاد الخطيب: قراد - أنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع - زاد الخطيب: بن أنس، عن أبي العالية قال: كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه، فأول ما افتقد منه صلاته فإن أجده يقيمها أقمت، و سمعت منه و إن أجده يضيعها رجعت و لم أسمع منه، و قلت: هو لغير الصلاة أضيع (2).

أخبرنا أبو الفضل علي الفضلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنا محمّد بن عيسى، نا عباد بن العوام، عن عوف، عن أبي العالية، قال: سألت ابن عباس عن شيء فقال: يا أبا العالية أ تريد أن تكون مفتيا؟ فقلت: لا، و لكن لا آمن أن تذهبوا و نبقى، فقال: صدق أبو العالية (3).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، قراءة قال: أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو مسلم الكاتب، أنا أبو بكر الأنباري، حدّثني أبي، أنا منصور الصاغاني، نا أبو نعيم، عن أبي خلدة، عن أبي العالية، قال: كان ابن عباس يعلّمنا اللحن - يعني الإعراب، لأن بن يجتنب اللحن.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن (4) سعد، أنا يحيى بن خليف - يعني ابن عقبة-، نا أبو خلدة، عن أبي العالية، قال: دخلت على ابن عباس و هو أمير البصرة فتناولني يده حتى استويت معه على

ص: 176


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و قد تقرأ «الصنعاني» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 592/12 و في م: الصعب.
2- الخبر في سير الأعلام 209/4 و حلية الأولياء 220/2.
3- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3680/8.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 114/7.

السرير، فقال رجل من بني تميم: إنّه مولى، قال: و عليّ قميص و رداء و عمامة بخمسة عشر درهما، قال: قلت له: كيف كنت تصنع ؟ قال: كنت أشتري كرباسة (1) رازيّة (2) باثني عشر درهما فأجعل منها قميصا و عمامة، و كان يجزيني إزار بثلاثة دراهم ألبسه تحت القميص، غير أني كنت أستخير (3) الرداء يبلغ العشرين و الثلاثين.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا العلاء بن عمرو الحنفي نا ابن أبي زائدة، عن أبي خلدة، عن أبي العالية، قال: كنت آتي ابن عباس فيرفعني على السرير و قريش أسفل من السرير، فتغامزني قريش، و قال: يرفع هذا العبد على السرير، ففطن بهم ابن عباس فقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفا، و يجلس المملوك على الأسرة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا رشأ بن نظيف، نا الحسن بن إسماعيل الضّراب، نا أحمد بن مروان المالكي، نا عبد الرّحمن بن خراش (4)،نا محمّد بن الحارث المروزي، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا ابن أبي زائدة، عن أبي خلدة، عن أبي العالية، قال: كنت آتي ابن عباس و قريش حوله فيأخذ بيدي فيجلسني معه على السرير فتغامزت قريش، ففطن بهم ابن عباس فقال: هكذا العلم يزيد الشريف شرفا، و يجلس المملوك على الأسرة قال: ثم أنشد محمّد بن الحارث في إثره:

رأيت رفيع الناس من كان عالما *** و إن لم يكن في قومه بحسيب

إذا حلّ أرضا عاش فيها بعلمه *** و ما عالم في بلدة بغريب (5)

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان، نا أبي، نا جرير، عن مغيرة، قال: كان أشبه أهل البصرة علما بإبراهيم النّخعي أبو العالية (6).

ص: 177


1- الكرباس بالكسر، ثوب من القطن الأبيض، معرب،(قاموس).
2- بالأصل: وازنه، و الصواب عن ابن سعد.
3- في ابن سعد: أستجيد.
4- بالأصل بالحاء المهملة و الصواب «خراش» بالخاء المعجمة.
5- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3682/8-3683.
6- الخبر في سير الأعلام 209/4.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد [بن] إبراهيم بن القرة (1)،عن أبي الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن القطان، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا الحسن بن علي - يعني الحلواني-، نا زيد بن الحباب، نا خالد بن دينار، قال: قلت لأبي العالية: أعطني كتابك، قال: ما كتبت إلاّ باب الصلاة و باب الجنة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن المؤمل، نا الفضل بن محمّد الشعراني، نا أحمد بن حنبل، نا مسكين بن بكير الجزري، و أبو داود، قالا: نا شعبة، عن خالد الحذاء، عن أبي العالية، قال: إذا حدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فازدهر.

قال الفضل: ازدهر يعني احتفظ به.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،ثنا أبو عروبة، نا عبد القدوس بن محمّد، نا عمي صالح بن عبد الكبير، حدّثنا عمي أبو بكر بن (3) شعيب، عن قتادة، قال: قلت لشعيب بن الحبحاب نزل عليك أبو العالية الرّياحي فأقللت عليه (4) الحديث، فقال:

السماع من الرجال أرزاق.

أنبأنا أبو علي الحسن بن عبيدة الحداد، عن سعيد بن زيد (5) أخي حماد، قال:

قال مهاجر أبو خالد مولى ثقيف كان أبو العالية جارا لي و كان يقول لي: سلني و اكتب مني قبل أن تلتمس العلم عند غيري فلا تجده (6).

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، قالا:

ص: 178


1- مهملة بالأصل و تقرأ «العرة» و الصواب ما أثبت، و في م:«العره» شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 430/7).
2- الكامل لابن عدي 162/3.
3- بالأصل: عن، و المثبت عن ابن عدي.
4- في ابن عدي: عنه.
5- في بغية الطلب: سعيد بن يزيد.
6- الخبر في الحلية 221/2 و بغية الطلب 3682/8.

أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ (1)،نا موسى بن عبد اللّه أبو القاسم المقرئ، ثنا علي بن الجعد، زاد حمزة، قال: و نا أبو أحمد، نا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، ثنا يزداد بن السباك، قالا: نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال:

يا ابن آدم علّم مجانا كما علّمت مجانا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا مسكين بن إبراهيم، نا قطن بن كعب القطعي، قال: كان أبو العالية يقول: ما أدري أي النعمتين عليّ أفضل: نعمة أن هداني اللّه عز و جلّ للإسلام، و نعمة إذ لم يجعلني حروريا - زاد أحمد: في حديثه - فقد أنعم اللّه عليّ نعمتين لا أدري أيتهما أفضل، أن هداني اللّه للإسلام، ثم لم يجعلني حروريا (2).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن بكران (3) البصري، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عمر العسوي (4)،نا يعقوب بن سفيان، نا محمّد [بن] المثنى، نا شجاع بن الوليد، عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية الرياحي، قال:

نعمتان عظيمتان أعتد لنا، لا ندري أيتهما أفضل: إذ أنقذني من الشرك أو إذ عافاني أن أكون من أهل هذه البدع.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق، نا خلف بن الوليد، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: آيتان ما أشدهما على الذي يجادلوني

ص: 179


1- الكامل لابن عدي 163/3.
2- هذه النسبة إلى حروراء، قرية بظاهر الكوفة. و بها كان أول تحكيم الخوارج و اجتماعهم حين خالفوا على علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، فنسبوا إليها.
3- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا و رسمها في م:«العوى».
4- كذا رسمها بالأصل و م.

في القرآن: مٰا يُجٰادِلُ فِي آيٰاتِ اللّٰهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا (1) و إِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتٰابِ لَفِي شِقٰاقٍ بَعِيدٍ (2)قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمار، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن شعيب بن الحبحاب قال: حابينا (3) أبا العالية في ثوب فأبى (4) أن يشتريه مني (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،حدّثنا سليمان - يعني ابن حرب-، نا حمّاد، عن شعيب بن الحبحاب، قال: أول ما جرى بيني و بين أبي العالية أنه جاء إلى السوق، فطلب ثوبا - بضاعة كانت عنده - فأتاني به، فأخرجت له ثوبا صالحا و أخذت الدراهم، قال: فذهب، فأراه فقالوا: هذا هو خير من دراهمك، قال: فجاء فقال: ردّ علينا دراهمنا بارك اللّه فيك، فرددت عليه الدراهم، و أخذت الثوب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،نا سليمان، قال: و قال حمّاد بن زيد، عن شعيب، قال: كان أبو العالية يجيئنا في البيت فيقول: لا تتكلفوا لنا، أطعمونا من طعام البيت.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبا عبد اللّه بن أحمد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي قال: أخبرنا

ص: 180


1- سورة المؤمن، الآية:4.
2- سورة البقرة، الآية:176.
3- بالأصل:«و إلى جانبنا» و مهملة بدون نقط في م و الصواب ما أثبتناه.
4- اللفظة غير مقروءة بالأصل و رسمها:«م ؟؟؟ ا؟؟؟ ا» و في م: ماما و الصواب ما أثبت.
5- انظر الخبر في سير الأعلام 209/4.
6- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 23/3-24.
7- المصدر نفسه.

الأصمعي عن حمّاد بن سلمة، قال: أراد أبو العالية سفرا، فسمع رجلا يقول: يا متوكل، فأقام.

أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن طاهر بن سعيد، أنا محمّد بن سعدان الفارسي، أنا أبو الحسن علي بن بكران الصوفي، أنا أبو الحسن علي الديلمي قال: و سمعته - يعني أبا عبد اللّه بن خفيف - يحكي عن أبي العالية الرّياحي قال: وقع في رجله الأكلة (1)فقالوا: يحتاج يقطع، فأبى عليهم فارتفع إلى ساقه، فقيل له إن لم تقطعه ارتفع إلى فخذك و متّ فتكون قاتل نفسك، فقال: إن كان و لا بد فاحضروا إلي قارئا، فإذا رأيتموني قد احمرّ لوني و حددت بصري فافعلوا ما بدا لكم، فأحضر له قارئ، فقرأ فحدّد بصره و احمرّ لونه فقاموا فوضعوا على رجله المنشار فقطعوه و هو على حالته، فلما أفاق سألوه: هل ألمت به ؟ فقال: شغلني برد محبة اللّه عن حرارة سكّينه، ثم أخذ رجله فقال: إن سألني اللّه يوم القيامة هل مسست بها منذ أربعين سنة في شيء لم أرضه فقلت:

لا، و أنا صادق.

و أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر الدّينوري، نا الحارث بن أبي أسامة، نا روح بن عبادة، عن هشام بن أبي عبد اللّه، عن جعفر بن ميمون، عن أبي العالية قال: سيأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن و تبلى كما تبلى ثيابهم لا يجدون له حلاوة و لا لذاذة، إن قصروا عن ما أمروا به قالوا: إن اللّه غفور رحيم، و إن عملوا ما نهوا عنه قالوا: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مٰا دُونَ ذٰلِكَ (2) أمرهم كله طمع ليس معه خوف، لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفضلهم في أنفسهم المداهن.

أخبرنا أبو طالب بن يونس و أبو نصر بن البنّا إجازة، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر (3) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين (4) بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،نا يحيى بن خليف، نا أبو خلدة، قال: قال أبو العالية: لما كان زمن

ص: 181


1- الأكلة كفرحة داء في العضو يأتكل منه.
2- سورة النساء، الآية:116.
3- بالأصل:«عمرو» خطأ، و المثبت عن م.
4- بالأصل:«الحسن» و الصواب ما أثبت عن م.
5- طبقات ابن سعد 114/7.

علي و معاوية و إني لشابّ القتال أحب إليّ من الطعام الطيب، فتجهّزت بجهاز حسن حتى أتيتهم فإذا صفّان ما ترى طرفاهما، إذا كبر هؤلاء كبر هؤلاء، و إذا هلك هؤلاء هلك هؤلاء. قال: فراجعت نفسي، فقلت: أي الفريقين أنزله كافرا، و أي الفريقين أنزله مؤمنا؟ أو من أكرهني على هذا؟ فما أمسيت حتى رجعت و تركتهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السيرافي (1)،أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2)،أنا أبو داود و غيره عن أبي خلدة، عن أبي العالية، قال: لما كان زمن علي و معاوية أتيتهم فإذا صفان لا يرى طرفاهما إذا كبر هؤلاء، كبر هؤلاء و إذا هلك هؤلاء هلك هؤلاء فقلت: أي الفريقين تراه كافرا، أي الفريقين تراه مؤمنا؟ فلم أمس حتى رجعت.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (3)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا سوار (4) بن عبد اللّه العنبري (5)،نا أبو داود الطيالسي، نا أبو خلدة، عن أبي العالية، قال: لما كان قتال علي و معاوية كنت رجلا شابا فتهيأت سلاحي و لبست سلاحي فأتيت القوم فإذا صفّان لا يرى طرفاه (6)،فتلوت هذه الآية وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ (7) قال: فرجعت و تركتهم (8).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن أحمد، قالا:

أنا أبو محمّد الصيرفي، أنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد الكتاني، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا أبو جهنة، نا عبد الرّحمن، نا أبو خلدة، قال: سمعت أبا العالية يقول: حدّثوا القوم ما حملوا قال: قلت: ما حملوا؟ قال: ما نشطوا.

ص: 182


1- بالأصل السراقي و الصواب ما أثبت «السيرافي» و في م كالأصل.
2- لم أجد الخبر في تاريخ خليفة و لا في طبقاته.
3- بالأصل «إبراهيم» و الصواب ما أثبت،«أبو نعيم» و الخبر بهذا السند في بغية الطلب 3680/8 نقلا عن أبي نعيم، و هو في حلية الأولياء 219/2 و في م: إبراهيم.
4- بالأصل «مسور» و المثبت عن الحلية و ابن العديم و في م: ميسور.
5- بالأصل:«العتيهي» و المثبت عن المصدرين السابقين و مهملة بدون نقط في م.
6- عن الحلية و بالأصل «فيكون».
7- سورة النساء، الآية:93.
8- عن الحلية و ابن العديم: و بالأصل: فتركهم.

قال: و نا أبو جهينة عن جرير، عن ليث، قال: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي و عمي أبو بكر، قالا: نا سفيان بن عيينة، عن عاصم، قال: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا فيما قرأت عليه عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف، أنا عمر بن أحمد بن شاهين.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسن بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الدّاراني، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد بن حفص العطار.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنبأنا أبو الحسين، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد المخرّمي، نا إسماعيل بن محمّد الصفار، قالا: أنا العباس بن محمّد بن حاتم، نا عبد اللّه بن محمّد بن حميد بن أبي الأسود، أنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن نعيم التميمي، عن عاصم الأحول، قال: كان أبو العالية إذا اجتمع عليه أربعة قام و تركهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر النافذ، نا أبو حبيب العباس بن محمّد بن أحمد بن عيسى المتوني، نا رزين بن السحت، نا يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد اللّه الحضرمي المقرئ، نا حمّاد، عن حميد أو غيره قال: دفع أنس بن مالك إلى أبي العالية تفاحة كانت في يده فجعل يقلبها و يقول: تفاحة مستها كف، مستها كف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمار، ثنا وكيع، عن خالد بن دينار، قال: قال أبو العالية: ما مسست ذكري منذ ستين سنة أو سبعين سنة بيميني (2).

ص: 183


1- انظر بغية الطلب 3686/8.
2- الخبر في الحلية 219/2 و سير الأعلام 210/4.

أخبرناه أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا (1) البنّا، أنبأ أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون، أنا أحمد بن سليمان بن زيّان (2)الكندي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا وكيع عن (3) خالد بن دينار، قال: سمعت أبا العالية يقول: ما مسست ذكري بيميني منذ ستين سنة أو سبعين سنة.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن الباقلانيان، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا أبي، نا جرير، عن مغيرة، قال: أول من أذّن وراء نهر (4) بلخ أبو العالية لما قطعوا النهر تغفل الناس فأذّن.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران.

أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن عاصم الأحول، قال: سمعت أبا العالية يقول: أنتم أكثر صياما و صلاة ممن كان قبلكم، و لكن الكذب قد جرى في ألسنتكم (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن مسعدة، قالا: أنا [أبو] أحمد بن عدي الحافظ (6)،نا محمّد (7) بن يحيى بن الحسين العمي، نا عبيد اللّه العبسي (8)،نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، قال: قال رفيع أبو

ص: 184


1- بالأصل و م «بن» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
2- بالأصل رسمها:«ريان» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 378/15.
3- بالأصل و م «بن».
4- بالأصل و م:«ورا بهلح» كذا، و الصواب عن مختصر ابن منظور 331/8، و في الحلية و بغية الطلب: وراء النهر.
5- الخبر في سير الأعلام 210/4.
6- الكامل لابن عدي 163/3 و الزيادة منا للإيضاح.
7- اللفظتان:«محمد بن» استدركتا عن هامش الأصل.
8- ابن عدي: العشي.

العالية: إني لأرجو أن لا يهلك عبد بين نعمتين (1)،نعمة يحمد اللّه علينا، و ذنب يستغفر اللّه منه.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم (2)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا علي بن مسلم، نا روح، ثنا أبو خلدة، قال: كان أبو العالية إذا دخل عليه أصحابه يرحب بهم ثم يقرأ: وَ إِذٰا جٰاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيٰاتِنٰا فَقُلْ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ،الآية (3).

قال (4):و نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن سعيد بن الوليد، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن سلام، نا محمّد بن مصعب، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: إن اللّه تعالى قضى على نفسه أن من آمن به هداه، و تصديق ذلك في كتابه وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللّٰهِ يَهْدِ قَلْبَهُ (5) و من توكل عليه كفاه، و تصديق ذلك في كتاب اللّه: وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (6) و من أقرضه جازاه و تصديق ذلك في كتاب اللّه: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضٰاعِفَهُ لَهُ (7) و من استجاره من عذابه أجاره، و تصديق ذلك في كتاب اللّه: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً (8)و الاعتصام الثقة باللّه، و من دعاه أجابه و تصديق ذلك في كتاب اللّه: وَ إِذٰا سَأَلَكَ عِبٰادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ (9).

قال (10):و نا أحمد بن جعفر بن معبد، نا أبو بكر بن النعمان، نا محمّد بن سعيد بن سابق، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: اعمل بالطاعة و أجب عليها من عمل بها، و أجتنب المعصية و عاد عليها من عمل بها، فإن شاء

ص: 185


1- سقطت من ابن عدي.
2- حلية الأولياء 221/2.
3- سورة الأنعام، الآية:54.
4- القائل أبو نعيم، انظر الحلية 221/2-222 و سير الأعلام 211/4.
5- سورة التغابن، الآية:11.
6- سورة الطلاق، الآية:3.
7- سورة البقرة، الآية:245.
8- سورة آل عمران، الآية:103.
9- سورة البقرة، الآية:186.
10- انظر حلية الأولياء 218/2.

اللّه عذّب أهل معصيته و إن شاء غفر لهم.

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا إجازة، قالا: قرئ على أبي محمّد الحسن بن علي بن أبي عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين (1) بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2):

أخبرنا المنهال بن بحر القشيري، نا أبو خلدة، قال: كنت عند أبي العالية قاعدا إذ جاء غلام له بمنديل قند سكّر مختوم، ففضّ الخاتم و أعطاه عشر سكرات، و قال: لو جاءني (3) لم يخني بأكثر (4) من هذا. أمرنا أن نختم على الرسول و الخادم لكي لا نظنّ (5) بهم ظنا سيئا.

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح، و أبو الحسن بن أبي طالب، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمّد بن عمرو الأحمس بالكوفة، نا الحسن بن حميد بن الربيع، نا عثمان بن محمّد.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا عثمان بن أبي شيبة (7)، نا ابن إدريس، عن شعبة [عن] (8) عبد اللّه بن سعيد (9)،عن محمّد بن سيرين، قال:

ثلاثة يصدقون من حدثهم (10) أنس و أبو العالية و الحسن.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن

ص: 186


1- بالأصل و م:«الحسن» خطأ.
2- طبقات ابن سعد 115/7.
3- في ابن سعد:«خانني» و هي الظاهر.
4- عن ابن سعد، و بالأصل: أكثر.
5- عن ابن سعد، و بالأصل: ظن.
6- كتاب المعرفة و التاريخ 35/2.
7- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: ابن أبي سلمة.
8- زيادة لازمة.
9- المعرفة و التاريخ: صبيح.
10- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: حديثهم.

جعفر، نا يعقوب (1)،نا عثمان، نا جرير، عن رجل، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين قال: لا تحدّثني عن الحسن و لا أبي العالية بشيء (2) فإنهما لا يباليان عن من أخذا (3) الحديث.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الواحد بن أحمد بن شماس، أنا الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، أنا زكريا بن يحيى السّجزي (4)،أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا جرير، عن رجل، عن عاصم، قال لي محمّد بن سيرين إذا حدثتني (5) فلا تحدّثني عن رجلين من أهل البصرة: الحسن و أبي العالية و إنهما كانا لا يباليان ممن أخذ عليهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي، أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل، قال: قرأت على أحمد بن محمّد بن هارون، قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد الجيلي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن رجل، عن عاصم قال: قال لي ابن سيرين: لا تحدّثني عن أبي العالية و الحسن فإنهما كانا لا يباليان عن من أخذا (6)-يعني - لسلامتهما و حسن ظنهما بالناس.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسن بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن ابن عون، عن محمّد بن سيرين، قال: كنا هاهنا ثلاثة يصدّقون كل من حدثهم (7)،قال سليمان: كأنه كره ذلك لهم، أراد الحسن و أبا العالية و رجلا آخر.

ص: 187


1- كتاب المعرفة و التاريخ 36/2.
2- تقرأ بالأصل: شيء، و مهملة بدون إعجام في م و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
3- بالأصل «أخذ» و في م: أحد و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
4- بالأصل: الشجري، و الصواب ما أثبت مهملة في م.
5- بالأصل و م: حدثني.
6- بالأصل و م: أخذ.
7- بالأصل و م:«حديثهم» و الصواب ما أثبت.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، أنا يعقوب (1)،نا محمّد بن منصور الطوسي، نا يحيى بن أبي بكير (2)،حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن يزيد، قال: كان ثلاثة من أصحابنا إذا سمعوا الحديث رفعوه: الحسن و أبو العالية و آخر.

الرجل الثالث الذي لم يسمّه هو حميد بن هلال.

أخبرنا أبو غالب بن البنا فيما قرأت عليه عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف، أنبأ أبو حفص بن شاهين.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرزاز، أنا أبو حفص [بن] شاهين، أنا محمّد بن مخلد بن حفص.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو الحسين، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخرّمي، نا إسماعيل بن محمّد الصفار، قالا: أنا العباس بن محمّد الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، أخبرني داود بن إبراهيم، أنا وهيب، أخبرني ابن عون، عن محمّد بن سيرين، قال: كان أربعة يصدّقون من حدثهم و لا يبالون ممن سمعوا الحديث: الحسن و أبو العالية و حميد بن هلال، و لم يذكر الرابع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصيرفي، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا أبو القاسم البغوي، ثنا عباس بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الأسود، ثنا داود بن إبراهيم، نا وهيب، ثنا بن عون، قال: كان الحسن و أبو العالية و حميد بن هلال يصدّقون من حدثهم (3) و لا يبالون ممن سمعوا.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مدرك، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم، ثنا حرملة بن يحيى، قال: سمعت الشافعي يقول: حديث أبي العالية الرياحي - رياح - قال: أعني

ص: 188


1- المعرفة و التاريخ 43/2-44.
2- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: بكر.
3- بالأصل و م:«حديثهم» و الصواب ما أثبت.

الذي يروي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في الضحك في الصلاة: أن على الضحاك الوضوء.

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا في كتابيهما، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر (1) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين (2) بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا الفضل (4) بن دكين، نا أبو خلدة، قال:

كان كفن أبي العالية عند بكر بن عبد اللّه قميصا مكفوفا مزرورا (5) و كان يلبسه كل ليلة أربعة و عشرين، و من الغد من رمضان ثم يردّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني العباس بن يزيد البصري، نا يعلى بن عبد الرّحمن العنبري، ثنا سيار بن سلامة، قال: دخلت على أبي العالية في مرضه الذي مات فيه فقال: إن أحبّه إلى أحبّه إلى اللّه عز و جلّ .

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد، و أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أبي عثمان، قالا: أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن الحسن الخلاّل، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد صاحب أبي صخرة، نا علي بن مسلم الطوسي، نا عمر بن محمّد هو ابن أبي رزين، نا سعيد، عن قتادة: أن أبا العالية لما حضره الموت بذل دراهم ورقا فكره أن يموت و هي ورق فأمر أن يجعلوها برا.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، نا أبو علي بن الصّوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، قال: قال الهيثم: مات [أبو] العالية الرياحي في سلطان الحجاج.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، حدّثني أحمد بن منيع، ثنا أبو قطن، ثنا أبو خلدة، قال: قال أبو العالية: يصيبني إلى الهلال أمر شديد لم يصبني مثله قال: فقالت

ص: 189


1- بالأصل و م:«أبي عمرو» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- بالأصل و م:«الحسن».
3- طبقات ابن سعد 116/7.
4- بالأصل و م:«المفضل» و الصواب عن ابن سعد.
5- بالأصل:«مزورا» و الصواب عن ابن سعد، و فيه: قميص مكفوف مزرور.

امرأته تزعم أنك تموت، قال: رأيتني آكل رطبا و عنبا لم آكل مثله قط ، قال: فمات بعد الهلال يوم الثالث من شوال.

قال: و حدّثنا يعقوب، ثنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي قطن، نا أبو خلدة، قال: سمعت أبا العالية يقول: يصيبني إلى هلال - يعني ما لم يصبني قط - يعني الموت، قال: فمات في شوال سنة تسعين.

قال: و نا يعقوب، ثنا سلمة، ثنا أحمد، ثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم بن قطن القطعي، ثنا أبو خلدة، عن أبي العالية، قال: مات في شوال يوم الاثنين سنة تسعين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، نا شجاع بن علي، أنبأ محمّد بن إسحاق، أنبأ محمّد بن يعقوب، و محمّد بن عبد اللّه بن يوسف، قالا: أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي.

و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،ثنا أبو بكر بن الخطيب. أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا أبو عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا أبو قطن، ثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال: مات في شوال يوم الاثنين سنة تسعين، و ليس في رواية أبي الفتح: يوم الاثنين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة، قال: قال أحمد بن حنبل، عن عمرو بن الهيثم، عن أبي خلدة: أن أبا العالية مات في شوال سنة تسعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل، أنبأ أبو العلاء، أنبأ أبو بكر البابسيري، أنبأ أبو أمامة، أنبأ أبي، قال: قال أبو زكريا.

قال: و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن السفار، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال:

سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى يقول: مات أبو العالية سنة تسعين، زاد عباس: قال يحيى: أبو العالية الرياحي اسمه رفيع.

ص: 190


1- بالأصل بالقاف، و الصواب المزرفي بالفاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنبأ أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: قال خليفة:

مات أبو العالية في شوال سنة ثلاث و تسعين (1)،قاله البخاري [في] الكبير و الصغير.

و قال أحمد عن أبي قطن: حدّثناه أبو خلدة بهذا، و قال الذّهلي: ثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو قطن مثله، و قال: سنة تسعين، و لم يقل: ثلاث و تسعين، و قال: كان الواقدي توفي في ولاية الحجاج.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، أنبأ أبو الحسن علي بن عبد اللّه الهمداني، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن عمر اليمني، أنبأ أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السلام الجيري، حدّثنا الحسين بن نصر بن المعاول، ثنا أحمد بن صالح، ثنا أبو نعيم، قال: قلت لأبي خلدة سنة ثنتين و ستين و مائة: مذ كم مات أبو العالية قال: مذ ستين، فعلى هذه الرواية يكون موته سنة ثنتين و مائة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنبأ المدائني، قال: مات أبو العالية الرياحي سنة ست و مائة (2).

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماني، أنبأ نعمة اللّه بن محمّد الزيدي، ثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأ سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي أبو بكر الحسن بن سفيان، ثنا محمّد بن علي بن عمر [ثنا] روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران أعتقته امرأة من بني رياح سائبة، توفي أبو العالية سنة إحدى عشرة و مائة (3)(4).

ص: 191


1- لم يرد الخبر في كتابي خليفة المطبوعين: التاريخ و الطبقات.
2- وهمه الذهبي في قوله (سير الأعلام 213/4).
3- انظر تهذيب التهذيب 168/2 و صحح ابن حجر وفاته سنة تسعين.
4- زيد في م: آخر الجزء الخامس عشر بعد المائتين.

ذكر من اسمه ركز

2190 - ركز بن أبي سهم الهلالي

ذكر من اسمه (1) ركز

2190 - ركز بن أبي سهم الهلالي

و يقال ركز اللّهالي، كان على ميسرة الضحاك بن قيس (2) الفهري يوم مرج (3)راهط حين قاتل مروان بن الحكم، و قتل ركز يومئذ، و سيأتي ذكره في ترجمة الضحاك بن قيس.

ص: 192


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح.
2- العبارة بالأصل مضطربة و نصها:«كان على مسيرة ابن قيس الضحاك» و في م: ميسرة الضحاك الهري يوم محرج راهط و لعل الصواب ما قررناه.
3- بالأصل و م:«مخرج» و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

ذكر من اسمه ركن

2191 - ركن بن عبد اللّه بن سعد

ذكر من اسمه (1) ركن

2191 - ركن بن عبد اللّه بن سعد

أبو عبد اللّه ربيب (2) مكحول (3)

حدّث عن مكحول.

روى عنه: عبد الصمد بن النعمان، و آدم بن أبي إياس، و شبابة بن سوّار، و أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني النحوي، و يحيى بن عبد ربه السمسار، و أبو جابر محمّد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن غالب، حدّثني عبد الصمد، ثنا ركن أبو عبد اللّه، عن مكحول، عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش، شافع و مشفّع، من لم يبلغ اثنتي (4) عشرة سنة، و من بلغ ثلاث عشرة (5) سنة فعليه و له» (6)[4227].

قال: و ثنا محمّد بن غالب، حدّثني عبد الصمد، ثنا ركن أبو عبد اللّه، عن مكحول، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه تعالى لا ينظر إلى صوركم و لا

ص: 193


1- ما بين معكوفين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح.
2- بالأصل و م:«زيد بن مكحول» و المثبت عن مختصر ابن منظور 332/8.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 54/2 و سماه ركن الشامي، و الكامل لابن عدي 160/3 و لسان الميزان 462/2 و تاريخ بغداد 435/8.
4- بالأصل: اثني عشر.
5- بالأصل: عشر.
6- الخبر في ميزان الاعتدال 54/2.

إلى أموالكم و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم»[4228].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،ثنا ابن قتيبة، ثنا عبد العزيز بن هبّار، ثنا آدم أبو الحسن بن ناهية (2)-أبو أياس، اسمه ناهية (3)-ثنا ركن بن عبد اللّه الشامي، عن مكحول، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قلت: يا رسول اللّه الرجل يتوضأ للصلاة، ثم يقبّل أهله و يلاعبها ينقض ذلك و ضوأه ؟ قال:«لا»[4229].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، قال: قرئ على أبي الخير محمّد بن أحمد بن هارون، و أنا أسمع قيل له: أخبركم أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا أحمد بن عبيد بن صالح، ثنا شبابة بن سوّار، ثنا ركن بن عبد اللّه الدمشقي، عن مكحول الشامي، عن معاذ بن جبل: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما بعثه إلى اليمن مشى معه أكثر من ميل يوصيه، قال:«يا معاذ، أوصيك بتقوى اللّه العظيم (4)،و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و ترك الخيانة، و حفظ الجار، و خفض الجناح، و لين الكلام، و رحمة اليتيم، و التفقّه في القرآن، و حب الآخرة، يا معاذ لا تفسد أرضا، و لا تشتم مسلما، و لا تصدّق كاذبا، و لا تعص إماما عادلا، يا معاذ، أوصيك بذكر اللّه عند كل حجر، و شجر، و أن تحدث لكل ذنب توبة، السرّ بالسرّ و العلانية بالعلانية، يا معاذ، إني أحب لك ما أحب لنفسي، و أكره لك ما أكره لها، إني لو أعلم أننا نلتقي إلى يوم القيامة لقصرت عليك من الوصية، و لكني لا أراني نلتقي إلى يوم القيامة، يا معاذ إن أحبكم إليّ لمن لقيني يوم القيامة على مثل الحالة التي فارقني عليها»[4230].

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، ثنا و أبو النجم الشيحي (5)،أنبأ أبو بكر الخطيب (6)،أخبرني أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون النرسي (7)،ثنا

ص: 194


1- الكامل لابن عدي 160/3 و ميزان الاعتدال 54/2.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و المثبت عن ابن عدي و م.
3- مهملة بدون نقط بالأصل و المثبت عن ابن عدي و م.
4- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام.
5- رسمها بالأصل: السنجي و في م: المسحي، و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
6- الخبر في تاريخ بغداد 435/8.
7- بالأصل:«أحمد بن حسن ثنا السري» و هو خطأ فاحش و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد، و انظر ترجمته في سير الأعلام 337/17 و في م كالأصل.

محمّد بن جعفر بن محمّد الأدمي القارئ، نا أحمد بن عبيد بن صالح (1)،ثنا شبابة بن سوّار الفزاري، ثنا ركن بن عبد اللّه الدمشقي، عن مكحول الشامي، عن معاذ بن جبل:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما بعثه إلى اليمن مشى معه أكثر من ميل يوصيه فقال:«يا معاذ أوصيك بتقوى اللّه العظيم، و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و ترك الخيانة، و خفض الجناح، و لين الكلام، و رحمة اليتيم، و التفقّه في الدين، و الجزع من الحساب، و حب الآخرة، يا معاذ، و لا تفسدنّ أرضا، و لا تشتم مسلما، و لا تصدّق كاذبا، و لا تكذّب صادقا، و لا تعص إماما عادلا، يا معاذ أوصيك بذكر اللّه عز و جلّ - يعني عند كل حجر و شجر - و أن تحدث لكل ذنب توبة، السرّ بالسرّ، و العلانية بالعلانية، يا معاذ إني أحب لك ما أحب لنفسي، و أكره لك ما أكره لها، يا معاذ إني لو أعلم أنّا نلتقي إلى يوم القيامة لأقصرت لك من الوصية، يا معاذ إن أحبكم إليّ من لقيني يوم القيامة على مثل الحالة الذي فارقني عليها»[4231].

و كتب له في عهده: أن لا طلاق لامرئ فيما لا يملك، و لا عتق فيما لا يملك، و لا نذر في معصية، و لا قطيعة رحم، و لا فيما لا يملك ابن آدم، و على أن يأخذ من كل خادم دينارا أو عدله معافر، و على أن لا تمس القرآن إلاّ طاهرا، و انك إذا أتيت اليمن (2)يسألونك (3) نصاراها عن مفتاح الجنة فقل: مفتاح الجنة لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له».

قال أحمد بن عبيد: قوله: معافر يريد ثيابا معافرية (4).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبيد بن سوار، و المبارك بن عبد الجبار، قالا: أنا أبو الفرج الحسن بن علي الطناجيري، نا محمّد بن إبراهيم الدارمي، ثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، ثنا أحمد بن هارون البرديجي، قال في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة: ركن يروي عنه مكحول شامي.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفار، أنبأ أبو بكر بن منجويه، أنبأنا

ص: 195


1- تاريخ بغداد: ناصح.
2- بالأصل:«اليمين» و الصواب عن تاريخ بغداد.
3- كذا بالأصل و م.
4- نسبة إلى بلد باليمن اسمه معافر.

الحاكم أبو أحمد، قال: أبو عبد اللّه ركن الشامي عن مكحول حديثه ليس بالقائم، روى عنه عبد الصمد بن النعمان.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):ركن بن عبد اللّه - زاد بدر: بن سعد، و قالا:- أبو عبد اللّه الدمشقي، يقال إنه كان ابن امرأة مكحول الشامي، قدم بغداد و حدث بها عن مكحول أبي عبد اللّه الشامي، روى عنه شبابة بن سوّار الفزاري، و يحيى بن عبدويه، و عبد الصمد بن النعمان البزار (2)،و أبو عمرو الشيباني صاحب اللغة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أخبرنا أبو الحسن بن السّقّا، ثنا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى يقول: ركن الذي يروي عنه أبو عمرو الشيباني ليس بثقة، قال: و سمعته (3)يقول: ركن ليس بشيء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأ أبو أمية الأحوص بن المفضل (4) بن غسّان الغلاّبي، ثنا أبي، قال: قال أبو زكريا: و لم يكن ركن بشيء، روى عنه ضعفاء أهل العراق، و كان يقول: حدّثني بعل أمي مكحول.

أخبرنا أبو الحسن، و أبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا الجوهري، أنا محمّد بن العباس، ثنا محمّد بن القاسم الكوكبي، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، قال: سأل رجل يحيى بن معين - و أنا شاهد - عن ركن الشامي فقال: ليس بشيء.

قال (6):و أنبأ أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي، ثنا عبد اللّه بن جعفر بن

ص: 196


1- تاريخ بغداد 435/8.
2- تاريخ بغداد: البزاز و في م كالأصل.
3- بالأصل و م: و سمعت.
4- بالأصل و م: الفضل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
5- تاريخ بغداد 436/8.
6- المصدر نفسه 435/8.

خاقان المروزي، قال: سمعت علي بن النّضر يقول: قرأ علينا عبدان كتاب الجنائز، فلما فرغ من باب التسليم على الجنازة قال لرجل من أصحاب الرأي:[يا أبا فلان] (1) من أين جئتم بتسليمتين ؟ فقال الرجل: يروى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بتسليمتين، فقال عبدان: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: عن من ؟ قال:

أخبرنا إبراهيم بن رستم، عن أبي عصمة، عن الركن، عن مكحول، عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الصلاة على الجنازة بالليل و النهار سواء، يكبر أربعا، و يسلّم تسليمتين» فقال له عبدان: يا أبا فلان من هاهنا أتى (2) أبو عصمة حيث ترك حديثه، يروى مثل هذا عن الركن! قال عبد اللّه بن المبارك: لأن أقطع الطريق أحب إليّ من أن أروي عن عبد القدوس الشامي، و عبد القدوس خير من مائة مثل ركن[4232].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال (3):و وزير بن عبد اللّه، و غالب بن عبيد اللّه الجزري (4) العقيلي، و ركن الشامي، و ذكر جماعة، و غيرهم. لا ينبغي لأهل العلم أن يشغلوا أنفسهم بحديث هؤلاء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، ثنا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: ركن متروك الحديث.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأ حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،قال: و ركن هذا له عن مكحول أحاديث و مقدار ما له مناكير.

ص: 197


1- الزيادة عن تاريخ بغداد.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل «إلى».
3- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 449/2.
4- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل غير واضحة و رسمه: الحبرى و في م:«الحري».
5- الكامل لابن عدي 161/3.

قال أبو أحمد (1):و قال لنا ابن حماد: و هو متروك الحديث، و يذكره عن النسائي.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أنا محمّد بن علي، و علي بن محمّد بن الحسين في كتابيهما، عن أبي الحسن الدارقطني.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز الخياط ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب، قال: هذا ما وافقت (2) عليه أبا الحسن الدارقطني، قال: ركن بن عبد اللّه الشامي، عن مكحول مقلّ ، و قال بطريق: متروك، و لم يقل مقلّ .

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

ركن بن عبد اللّه شامي، يروي عن مكحول مناكير، حدث عنه آدم، لا شيء (3).

ص: 198


1- المصدر نفسه ص 160.
2- عن م و بالأصل وقفت.
3- في ميزان الاعتدال أنه: مات نحو ستين و مائة.

ذكر من اسمه رماحس

2192 - رماحس بن عبد العزيز بن الرّماحس بن السكران

ذكر من اسمه (1) رماحس

2192 - رماحس بن عبد العزيز بن الرّماحس (2) بن السكران ابن واقد بن وهيب،

و يقال: أهيب بن هاجر بن عرينة بن وائلة بن الفاكه ابن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة الكناني ولي شرطة مروان بن محمّد، ثم دخل الأندلس بعد زوال ملك بني أمية، فولاه عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام الداخل إلى الأندلس الجزيرة و شذونة (3) و هي من (4)بلاد بني كنانة، فتمنّع عليه فيها فغزاه، فهرب إلى العدوة و مات هنالك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أما هاجر بكسر الجيم فهو عبد العزّى (6) بن الرّماحس بن الرّسارس بن السّكران بن واقد بن أهيب بن هاجر بن عرينة بن وائلة بن الفاكه بن عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة، كذلك وجدته مقيدا محققا في نسبه لابن الكلبي بخط ابن عبدة من رواية عبد اللّه بن مسلم المالكي الحرّاني (7)،عن أبي المنذر (8)،و قد قرئ الكتاب على شباب و عليه خط علي بن عيسى الرّبعي بأنه قد قابل به و صححه و فيه بكسر الجيم، و من ولده الرّماحس بن عبد العزّى بن الرّماحس كان على شرطة مروان بن محمّد.

ص: 199


1- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
2- في جمهرة ابن حزم ص 189 و الاكمال لابن ماكولا 309/7 «الرسارس».
3- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن ابن حزم. و شذونة مدينة بالأندلس تتصل نواحيها بنواحي موزور من أعمال الأندلس (ياقوت).
4- بالأصل: و هي من هي بلاد» و المثبت يوافق عبارة ابن حزم و العبارة مضطربة في م.
5- الاكمال لابن ماكولا 309/7.
6- في الاكمال: عبد الرحمن.
7- في الاكمال: الخزاعي.
8- الاكمال: ابن المنذر.

ذكر من اسمه رمّاح

2193 - رمّاح بن أبرد بن ثوبان بن سراقة بن سليمان

ذكر من اسمه (1) رمّاح

2193 - رمّاح بن أبرد بن ثوبان بن سراقة بن سليمان (2)

ابن ظالم بن جذيمة (3) بن يربوع بن غيظ بن مرّة

ابن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان

ابن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، و يقال: سراقة بن حرملة

أبو شرحبيل - و يقال: أبو شراحيل - المرّي المعروف بابن ميّادة (4)

و هي أمه.

و كانت أمه بربرية (5) و قيل صقلبية (6) و كان هو يزعم أنها فارسية، و إنما سميت بذلك لأن رجلا نظر إليها و هي ناعسة تميل على بعيرها فقال: ما هذه ؟ فقالوا: اشتراها بنو بريان فقال: و أبيكم انها لميّادة تميل على بعيرها، فغلب (7) عليها ميّادة.

و كان ابن ميادة من الشعراء المجيدين، كثير الشعر و هو مخضرم أدرك الدولتين جميعا، و أم ثوبان جدته (8) بنت كعب بن زهير بن أبي سلمة الشاعر بن الشاعر.

ص: 200


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك للإيضاح.
2- في الأغاني: سلمى.
3- بالأصل و م: خزيمة، و المثبت عن الأغاني.
4- ترجمته في الأغاني 261/2 و معجم الأدباء 143/11 و الشعر و الشعراء ص 484 و الوافي بالوفيات 143/14.
5- بالأصل و م: بربره، و المثبت عن الأغاني.
6- بالأصل و م: صقيلة، و المثبت عن الأغاني.
7- بالأصل و م:«فقلت» و لعل الصواب ما أثبت.
8- بالأصل: جدة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة عن (1) علي بن هبة اللّه بن ماكولا، قال (2):أما الرّمّاح بفتح الراء و تشديد الميم فجماعة منهم الرّمّاح بن أبرد بن ثوبان (3) بن سراقة بن حرملة بن سلمى بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان (4) شاعر يعرف بابن ميّادة، ثم قال ابن ماكولا (5) في باب الخضري: أما الخضري بضم الخاء الرّمّاح بن أبرد و هو ابن ميادة الشاعر، كذا قال، و الرّمّاح ليس بخضري بل كان يهاجي الحكم بن معمر الخضري، و ابن ميادة مرّي، و قد ذكره في موضع آخر الصواب، و هو ما تقدم.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع (6) بن مسلّم عنه.

أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي.

أنبأنا تغلب، ثنا أبو العالية البصري، قال كان ابن ميادة، و ميادة أمه، و هو الرّمّاح بن دمان (7) الوليد بن يزيد فأقام عنده و حلى قلبه فلما طالت إقامته بعث إليه بشعر (8):

ألا ليت شعري هل أبيتين ليلة *** بحرّة ليلى (9) حيث ربّتني (10) أهلي

و هل أسمعنّ الدهر أصوات هجمة (11) *** تطلع من هجل (12) خصيب إلى هجلي

ص: 201


1- بالأصل:«بن».
2- الاكمال لابن ماكولا 252/3.
3- بالأصل:«؟؟؟ ر؟؟؟ ان» و المثبت عن الاكمال.
4- بالأصل:«دينار» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل:«في باب الحصري: أما الحصري بضم الحاء» و صححت العبارة عن الاكمال لابن ماكولا 252/2.
6- بالأصل: سبع.
7- كذا رسمها بالأصل و م، و لا معنى لها.
8- الأبيات في الأغاني 310/2 و 324 و معجم البلدان حرة ليلى. و الشعر و الشعراء ص 485.
9- هي في ديار بني مرة بن عوف بن غطفان يطؤها الحاج في طريقهم إلى المدينة (معجم البلدان).
10- ربّت الصبي تربيتا أي رباه تربية.
11- الهجمة: القطعة الضخمة من الإبل، قيل أولها أربعون مما زادت، و قيل هي ما بين الثلاثين إلى المائة.
12- الهجل: المطمئن من الأرض.

بلاد بها نيطت عليّ تمائمي *** و قطّعن عني حيث أدركني عقلي

فإن كنت عن ملك المواطن حابسي *** فأيسر عليّ الرزق و اجمع إذا شملي (1)

فأمر له بمائة ناقة سوداء و مائة غبراء و كتب إلى مصدّق كلب فقال له: ضع عنا العرة، فإني ركبت إلى الوليد فأمر لي بمائة ناقة أدماء (2) و مائة ناقة سوداء، فاستاقها هذه تغني من هاهنا. و هذه تعلم من هاهنا و الأدماء البيضاء من كلام العرب.

قال رشأ: و أنبأنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري اللغوي، أنبأنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري البغدادي.

أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد الأسدي، نا الرياشي قال: قال ابن ميّادة:

ألا ليت شعري هل أبيتن (3) ليلة *** بحرّة ليلى حيث ربّتني أهلي

بلاد بها نيطت عليّ تمائمي *** و قطّعن عني حين أدركني عقلي

و هل أسمعنّ الدهر أصوات هجمة *** تطالع من هجل خصيب إلى هجلي

فإن كنت عن تلك المواطن حابسي *** فأفش (4) عليّ الرزق و اجمع إذا شملي

قال الرياشي: الهجمة الستون من الإبل. و نحوها، و الهجل: المطمئن من الأرض.

قرأت بخط عبد الوهاب المدائني في سماعه من أبي سليمان بن يزيد، عن أبيه، عن شيوخه، قال: و قال ابن ميّادة يرثي الوليد بن يزيد (5):

ألا يا لهفي على وليد *** غداة أصابه القدر المتاح (6)

أ لا أبكي الوليد فتى قريش (7) *** أو اسمحها إذا عدّ السّماح

و أجبرها لذي عظم مهيض *** إذا ضنّت بدرّتها اللّقاح

ص: 202


1- عجزه بالأصل غير واضح و صورته:«فامس على الدرق و اجمع إذا سلمى» و المثبت عبارة الأغاني.
2- عن هامش الأصل.
3- بالأصل و م:«أتيتن».
4- غير واضحة و رسمها:«فاقس» و المثبت عن الشعر و الشعراء و بدون نقط في م:«مامس».
5- في الأغاني 313/2 الأربعة الأولى.
6- يعني المقدّر.
7- بالأصل:«فهى فرسى» و المثبت:«فتى قريش» عن الأغاني و م.

لقد فعلت بنو مروان فعلا *** و أمرا ما يسوغ به القراح

فظلّ كأنه أسد عفير *** يكسر في مناكبه الرماح

فهل لكم إلى أمر رشيد *** فتصطلحوا ففي ذلكم صلاح

فما لكم إلى جزع المنايا *** و أسياف بأيديكم رواح

تناكرت المنايا كل يوم *** ملممة لها رهج مباح

سأبكي ما أبكي جزعا و شوقا *** حمام عند مكة مستباح

حذار حذار أن أنحي قيسا *** كتائب لا تميزها الصباح

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن كامل بن ديسم.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن المسلمة في كتابه.

أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى إجازة، أنا أحمد بن محمّد المكي، ثنا أبو العيناء عن عبيد بن يحيى، عن جويرية بن أسماء، عن إسحاق بن محمّد، قال: لما قتل الوليد بن يزيد قال ابن ميّادة:

أيا لهفي على الملك المرجّا *** غداة أصابه القدر المتاح

و رواه إبراهيم بن محمّد بن عرفة: أيا لهفي على وليد.

أ لا أبكي الوليد فتى قريش *** و أسمحها إذا عدّ السماح

و أجبرها لذي عظم مهيض *** إذا ضنّت بدرّتها اللّقاح

لقد فعلت بنو مروان فعلا *** عقيما ما يسوغ به القراح

فظل كأنه أسد عفير *** يكسر في مناكبه الرماح

أخبرنا أبو الحسن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا (1) البنّا قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن، عن أبي العلاء بن وهاب، قال: قدم [بن] ميادة الرّمّاح بن أبرد (2) المدينة رافدا لعبد الواحد بن سليمان و هو أمير المدينة لعمري فقال له: يا [أبا] شرحبيل.

ص: 203


1- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند مرارا.
2- بالأصل: اربد.

قال الزبير: فمن ولد يوسف بن يحيى - يعني ابني الحكم بن أبي العاص - فضالة بن يوسف و له يقول ابن ميادة:

ألا أبلغا عني فضالة أنه *** فلا يسمعا قول الوشاة تخالكا

رجال يقولون الأقاويل (1) بيننا *** لذاك يقول الواشون الأفاكا

رجال لو اني سنة اخترت منهم *** على أنهم منكم هم هم أولئكا

أ لم يك في يمنى يديك خلعتني *** فلا تجعلني بعدها في شمالكا

و لو أنني أديت ما كنت هالكا *** على خصلة من صالحات خصالكا

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنبأنا أبو القاسم بن العلاء، قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن الدوري، قال: أنشدني محمّد بن القاسم لابن ميّادة:

أستاقك بالبقيع الغداة رسوم *** دوارس أدنى عهدهن قديم

منازل أما أهلها فتحملوها *** فساروا و أما حبّهم فمقيم

و لم يرعني مرتعا مثل مرتع *** عهدناه لو كان النعيم يدوم

و له (2):

لقد سبقتك اليوم عيناك سبقة *** و أبكاك (3) من عهد الشباب ملاعبه

و تذكار عيش قد مضى ليس راجعا *** لنا أبدا لو يرجع الدّرّ حالبه

و له:

ألا يا لقومي للفؤاد المروع *** و حبل الصبى الموصول غير المقطّع

و ذكرى حبيب لا تؤاتيك داره *** مدى الدهر إلاّ أن يرى عند مهجع

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف في كتابه، و أخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسين بن العلاّف، قالا: أنبأنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، نا أحمد بن إبراهيم،

ص: 204


1- عن تهذيب ابن عساكر: و بالأصل: الأقايل.
2- الأول في الأغاني 302/2 و هما و معجم الأدباء 148/11.
3- عن المصدرين و بالأصل: و إياك.

أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي، قال: أنشدني أبو جعفر العبدي لابن ميادة:

و إني لما استودعت يا أم مالك *** على قدم من عهدنا لكتوم

أ أخبر سواء ثم أسر كريم (1) *** الذي احسره (2) إنّي إذا للئيم

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو الحسين الفارسي، أنبأنا أبو سليمان الخطابي، قال: و قال ابن ميادة:

أو ربع مخيل يلعب الريح فوقه *** قديما عهدنا أهله منذ أعصر

كان تعناه هجره مالك *** بعته سحق من رداء محبر

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن سهل بن المحب العنزي الصوفي بنيسابور، و أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف الشيرازي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنشدنا أبو عمر الزاهد صاحب ثعلب قال: أنشدنا ثعلب عن ابن الأعرابي (3):

و أشفق من وشك الفراق و إنّني *** أظنّ لحمول عليه فراكبه

فو اللّه ما أدري أ غالبني الهوى *** إذا جدّ جدّ البين أم أنا غالبه

فإن استطع أغلب و إن يغلب الهوى فمثل الذي لاقيت يغلب صاحبه و هذه الأبيات للرّماح بن أبرد مملوك رلرمي (4) يهاجي به الحكم [بن] معمر الخضري و أولها:

لقد سبقتك اليوم عيناك سبقة *** و أبكاك من عهد الشباب ملاعبه

و فيها (5):

لقد طال حبس الوفد وفد محارب *** عن المجد لم يأذن لهم بعد حاجبه

و قال لهم كروا فلست بآذن *** لكم أبدا أو يحصي الترب حاسبه

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، قالا:

ثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، ثنا أبو عمر

ص: 205


1- كذا رسمها بالأصل، و لم أجده و في م: استركبرتم الذي أخبره.
2- كذا رسمها بالأصل، و لم أجده و في م: استركبرتم الذي أخبره.
3- كذا بالأصل، و الأبيات في معجم الأدباء 148/11 لابن ميادة، و بعضها في الأغاني 302/2.
4- كذا رسمها بالأصل و في م:«مملوك الرمى».
5- البيتان في الأغاني 302/3.

محمّد بن العباس بن حيّوية، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان إجازة، ثنا أبو إسماعيل المديني، حدّثني إسماعيل بن يعقوب، حدّثني أبو سمح الفزاري، قال: قال ابن ميادة: إني لأعلم أقصر يوم مرّ عليّ من الدهر قيل: و أي يوم ذلك يا أبا شرحبيل ؟ قال: يوم جئت فيه أم جحدر باكرا فجلست بفنائها تحدّثني و أحدثها ودعت لي بعسّ (1)من لبن، فأتيت به فوضعته على يدي و هي تحدّثني، فكرهت أن أقطع كلامها و حديثها إن (2) شربت، فما زال القدح على راحتي و أنا انظر إليها حتى فاتتني صلاة الظهر [و ما شربت] (3).

و في حديث سيّار بن نجيح المزني: فقامت فصبّت من شن لها فيه لبن في عسّ مخضوب بالحنّاء فو اللّه ما ألقمته نفسي، و لا علمت أنه معي حتى صاحت بي عجوز يا ابن ميادة أ لا تصلّي لا صلّى اللّه عليك، و تروح فقد أطل رواح الرجال، فرحت، و ما أظن إلاّ أني في أول البكرة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العباس بن حيّوية، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، أخبرني عبد اللّه بن شبيب، أخبرني محمّد بن إسماعيل الجعفري، حدّثني حكيم (4) بن طلحة الفزاري، حدّثني سيّار بن نجيح، قال: كان ابن أخت من كلب يقدم على أمه فجاءنا يستعيننا قال: فسرق له في بني مرّة حتى بقي علينا ابن ميّادة فجئنا فسألنا عنه فقالت لنا امرأة: هناك ذهب أمس في القبلة، قال سيّار: فعلمت أنه ذهب في اتباع أمة (5) بني سهيل - قوم من بني حرة - قال: فعتب في ؟؟؟ عا؟؟؟ ه (6) أثار الرجل يوما و ليلة، قال: فوقعنا عليه في قرارة (7) بيضاء، قد جعت (8) بحرّة سوداء و إذا غنم سود و بيض، و إذا حمار ابن ميّادة

ص: 206


1- العس: القدح الضخم.
2- بالأصل:«إني» و الصواب عن الأغاني.
3- الزيادة يقتضيها السياق عن الأغاني 279/2.
4- في الأغاني:«حكم» و في نسخة «حكيم».
5- بالأصل:«أمر» و المثبت عن الأغاني.
6- كذا رسمها، و العبارة غير واضحة بالأصل و م، و في الأغاني: فخرجنا في طلبه، فوقعنا عليه...
7- القرارة: المطمئن من الأرض.
8- كذا بالأصل و م، و العبارة في الأغاني: قرارة بيضاء بين حرتين، و في القرارة غنم من الضأن سود و بيض...

مقيّد بينهما، و إذا هو معها تحت سمرة، و كانت الأمة سوداء، فسلمنا و جلسنا فأقبل ابن ميادة على الأمة فقال لها أنشديهم ما قلت فيك قال: فأنشدتنا (1):

يمنّونني منك اللقاء و إنني *** أعلم لا ألقاك من دون قابل

إلى ذاك ما جاءت أمور و ما انقضت *** غياية (2) حبّيك انجلاء المخايل (3)

و حالت سقور الحج (4) بيني و بينها *** و رفع الأعادي كل حقّ و باطل

أقول لعذّالي لمّا تقابلا *** عليّ بلوم مثل طعن المقاتل (5)

فلا تكثرا فيها الهجاء فإنها *** مصلصلة من بعض تلك الصلاصل (6)

من الصفر لا ورهاء (7) سمج دلالها *** و ليست من البيض القصار الحوائل

و لكنها ريحانة طاب شمّها *** وردت (8) عليها بالضّحى و الأصائل

قال: ثم أقبل عليهما ابن ميّادة فقال لها: كفي ذراعيك، و عليها درّاعة مورّسة، فأبت، و قالت: لا و اللّه حتى يأذن سيّار، قال: قلت: و اللّه لا آذن لها - قال: و اللّه إني لا أقضي (9) حاجتك حتى تفعل، قال سيّار: فقلت: يا أبا شرحبيل، ما لك لا تشتريها؟ فقال: إذا يفسد حبها.

ص: 207


1- الأبيات في الأغاني 281/2.
2- بالأصل:«غيابة» و الصواب ما أثبت، و الغياية: كل ما أظلك من سحاب أو غيره.
3- المخايل جمع مخيلة و هي السحابة، التي تحسبها ماطرة بمجرد رؤيتك لها.
4- في الأغاني: و حالت شهور الصيف.
5- في الأغاني: المعابل.
6- الصلاصل: جمع صلصل، طير يشبه الفاختة، و قيل الصلصلة: الحمامة.
7- الورهاء: الحمقاء و الخرقاء.
8- بالأصل:«يا حرع بيدى» كذا، و المثبت عن الأغاني.
9- بالأصل و م:«لا قضى» و لعل الصواب ما أثبتناه، و عبارة الأغاني: لئن لم تفعل لا قضيت حاجتكما.

ذكر من اسمه رواد

2194 - روّاد بن الجرّاح

ذكر من اسمه (1) رواد

2194 - روّاد بن الجرّاح

أبو (2) عصام (3) العسقلاني (4)

حدّث عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير، و أبي زيد عبد اللّه بن العلاء بن زيد، و الوضين بن عطاء، و خليد بن دعلج، و إبراهيم بن طهمان، و نهشل بن سعيد، و عمر بن قيس سندل، و عبد العزيز بن أبي حازم، و صدقة بن عبد اللّه.

روى عنه: أبو بكر الحميدي، و عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة العنسي، و محمّد بن الحسن بن طريف الأعين، و الهيثم بن خارجة (5)،و يحيى بن معين، و محمّد بن خلف، و أحمد بن الفضل بن عبيد اللّه الصائغ العسقلاني، و عباس بن عبد اللّه الترقفي (6)،و هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، و أبو عمير عيسى بن محمّد بن النحاس، و علي بن سهل، و إسماعيل بن إسرائيل المالي، و يعقوب بن إسحاق بن هبّار الرملوي، و مهنى بن يحيى الشامي، و أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي، و الفضل بن يعقوب الرحامي، و الحسن بن قتيبة، و عيسى بن عبد اللّه بن سليمان العسقلانيان،

ص: 208


1- زيادة لازمة.
2- بالأصل و م:«بن» و الصواب عن تهذيب التهذيب.
3- تهذيب التهذيب 170/2 و بالأصل و م: عاصم.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 170/2 و ميزان الاعتدال 55/2.
5- بالأصل «جارحة» خطأ و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 477/10.
6- عن تهذيب التهذيب و ميزان الاعتدال، و اللفظة غير واضحة بالأصل و رسمها:«البرومي».

و محمّد بن إسماعيل الوساوسي، و إبراهيم بن موسى الرازي، و سعيد بن أسد بن موسى، و ذاكر بن شيبة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن عبدان، أنا أبو بكر محمّد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح المؤذن، أنبأنا أبو الحسن بن السفار، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: روّاد بن عاصم (1) ليس به بأس إنما غلط في حديث عن سفيان (2).

أنبأنا أبو القاسم النسيب، عن أبي بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار السكري، ثنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنبأنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، ثنا المفضّل بن غسان، قال: و سألته - يعني يحيى بن معين - عن روّاد بن الجرّاح محدث عنه عن عبد العزيز [بن] رفيع، حدّثنا و رأيته عنده، ثقة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنبأنا عبيد اللّه بن سعيد، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأ معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: روّاد أبو عصام ثقة مأمون، قال يحيى يوما لرجل ذاكره بحديث من حديث سفيان عن الزّبير (3) بن عدي، عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذا صلّت المرأة خمسها» فقال: من حدث بذا؟ فقال: أبو عصام، قال يحيى: نعم روّاد نعم ذاك حدّث عن سفيان، تخايل له سفيان الثوري، لم يحدثه سفيان بذا قط ، إنما حدّثه عن الزبير:

أتينا (4) أنسا نشكو (5) الحجاج، و ينبغي أن يكون إلى جانب سفيان، عن الربيع [بن صبيح]، عن يزيد الرقاشي، عن أنس [عن] النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه البزار، قالا: أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنبأ أبو الحسن علي بن مسهر بن

ص: 209


1- كذا بالأصل:«رواد بن عاصم» و هو صاحب الترجمة، و قد صوبنا اسمه و كنيته: رواد أبو عصام عن م و فيها أبو عاصم.
2- انظر تهذيب التهذيب 170/2 و ميزان الاعتدال 56/2.
3- بالأصل:«الزهري» و المثبت عن ابن عدي 176/3.
4- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب 170/2.
5- بالأصل:«يشكو» و المثبت عن تهذيب التهذيب و الكلمة مضطربة في م.

أحمد بن منير الخلاّل، أنبأ أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، أنبأ أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: روّاد بن الجرّاج أبو عصام (1) ليس بالقوي، روى غير حديث منكر و كان قد اختلط (2)،و مصعب بن ماهان كان فيما حكى روّاد بن الجرّاح أن مصعبا كان سيّئ الأخذ، كان لا يكتب عند سفيان الثوري ثم يحيى فكتب ما سمع و ما لم يسمع، و روّاد كان قد اختلط أيضا فلا أدري هل هذا بعد الاختلاط أم قبله، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ .

أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل، قال (3):روّاد بن الجرّاح أبو عصام العسقلاني، عن سفيان، كان قد اختلط لا يكاد (4) أن يقوم حديثه، و يقال:

يزيد (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنبأ أبو أحمد بن عدي (6)،حدّثنا الجنيدي، حدّثنا البخاري، قال: روّاد بن الجرّاح أبو عصام العسقلاني، عن سفيان، كان قد اختلط لا يكاد [يقوم] (7) حديثه، ليس له كثير حديث قائم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، قال (8):روّاد بن الجرّاح أبو عصام العسقلاني ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ منصور [بن] محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا

ص: 210


1- بالأصل: أبو عاصم و المثبت عن م.
2- تهذيب التهذيب و ميزان الاعتدال.
3- التاريخ الكبير 336/1/2.
4- بالأصل:«لانكار» و المثبت عن البخاري.
5- بالأصل:«مريد» و المثبت عن البخاري.
6- الكامل لابن عدي 177/3.
7- الزيادة عن ابن عدي.
8- المعرفة و التاريخ 377/3.

أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب، قال: قال أبو الحسن الدارقطني: و أبو عصام روّاد بن الجرّاح العسقلاني متروك.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد الحافظ (1)،قال:

و الروّاد بن الجرّاح أحاديث صالحة و إفرادات و غرائب ينفرد بها عن الثوري و غيره، و عامة ما يروي عن مشايخه لا يتابعه الناس عليه، و كان شيخا صالحا، و في حديث الصالحين بعض النكرة إلاّ أنه ممن يكتب حديثه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، ثنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (2)،أنبأ محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأ أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النضر بن مروان المقرئ القطان (3)،ثنا أبي إبراهيم بن النضر (4)،ثنا عباس الترقفي (5)،ثنا روّاد بن الجرّاح، ثنا سفيان، ثنا منصور، ثنا ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ» قيل: يا رسول اللّه و ما الخفيف الحاذ؟ قال:«الذي لا أهل له و لا ولد» قال موسى: قال أبي: قال العباس فتكلم الناس في هذا الحديث، فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام، فقلت: يا رسول اللّه حدّثنا روّاد بن الجرّاح، ثنا سفيان، ثنا منصور، ثنا ربعي، عن حذيفة عنك أنك قلت: خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ، فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم: صدق روّاد بن الجرّاح، و صدق سفيان.

و صدق منصور، و صدق ربعي، و صدق حذيفة. أنا قلت: خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ[4233].

ص: 211


1- الكامل لابن عدي 179/3 و بالأصل و م: أبو محمد الحافظ ، خطأ.
2- تاريخ بغداد 197/6-198 في ترجمة إبراهيم بن النضر بن مروان.
3- في تاريخ بغداد: العطار، ترجمته فيها 63/13.
4- بالأصل: النصر، و الصواب ما أثبت و بدون نقط في م.
5- انظر ترجمته في تاريخ بغداد 144/12.

ذكر من اسمه رؤبة

2195 - رؤبة بن العجّاج

ذكر من اسمه (1) رؤبة

2195 - رؤبة بن العجّاج

و اسمه (2) عبد اللّه بن روبة بن أسد (3)ابن صخر بن كنيف بن عميرة بن [حني] (4)ابن ربيعة بن سعد بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم أبو الجحّاف، و يقال أبو العجّاج التميمي (5)الراجز المشهور من أعراب البصرة، و هو مخضرم، و قد ذكرنا نسبه على وجه آخر في ترجمة ابنه عبد اللّه.

سمع أباه، و أبا هريرة، و النساب البكري، دغفل بن حنظلة.

روى عنه: ابنه (6) عبد اللّه (7) بن رؤبة، و أبو عبيدة معمر بن المثنى، و يحيى بن سعيد القطان، و النّضر بن شميل، و عثمان بن الهيثم، و أبو زيد سعيد بن أوس، و أبو عمرو بن العلاء، و خلف الأحمر، وفد على الوليد، و سليمان بن عبد الملك.

ص: 212


1- زيادة للإيضاح.
2- يعني اسم العجاج.
3- في جمهرة ابن حزم ص 215: لبيد.
4- زيادة عن ابن حزم.
5- ترجمته في الأغاني 344/20 معجم الأدباء 149/11 تهذيب التهذيب 171/2 بغية الطلب 3696/8 الوافي بالوفيات 147/14 سير الأعلام 162/6 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
6- بالأصل: أبيه، و الصواب عن بغية الطلب و تهذيب التهذيب.
7- بالأصل: عبيد اللّه، و المثبت عن تهذيب التهذيب و بغية الطلب.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر الحريري (1)،أنبأ أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد، أنبأ أبو بكر محمّد بن إسماعيل الوراق، ثنا أبو يحيى محمّد بن أحمد بن صاعد، ثنا عقبة بن مكرم العمّي ببغداد، ثنا عبد اللّه بن حرب الليثي، حدّثني أبو عبيدة معمر بن المثنى، قال ابن صاعد ثم خرجنا إلى البصرة في سنة خمسين و مائتين فحدّثناه أبو حاتم السّجستاني سهل بن محمّد، ثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، حدّثني رؤبة بن العجّاج، حدّثني أبي، قال: سألت أبا هريرة، فقال: يا أبا هريرة ما تقول في هذا (2):

طاف الخيالان فهاجا سقما *** خيال تكنى و خيال تكتما

قامت تريك رهبة أن تصرما *** ساقا بخنداة (3) و كعبا أدرما

فقال أبو هريرة: كان يحدى بنحو هذا أو مثل هذا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا يعيبه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المبارك بن الناعوس الزاهد، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأ أبو منصور عبد الباقي محمّد بن غالب المعروف بابن العطار، قال: قرئ على أبي الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجرّاح المعروف بابن الجندي سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة، قيل له: حدثكم أبو بكر عبد اللّه بن سليم بن الأشعث.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسن بن النّقّور، نا عيسى بن علي إملاء، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث إملاء، سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، ثنا أبو حاتم السجستاني، ثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، عن رؤبة بن العجّاج، عن أبيه قال: أنشدت أبا هريرة:

طاف الخيالان فهاجا سقما *** خيال تكنى و خيال تكتما

فقال أبو هريرة: قد كان ينشد مثل هذا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلا ينكره.

ص: 213


1- عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة عاصم - عائذ ص 655 و عبد اللّه بن جابر ص 28 و بالأصل تقرأ:«القزار» و في م: القرار.
2- الرجز في الأغاني 347/20 و بغية الطلب 3697/8.
3- بالأصل و م:«سام ؟؟؟ ا بحداه» كذا و المثبت عن الأغاني. و الساق البخنداة: الضخمة.

و أخبرنا عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى، ثنا إبراهيم - هو - ابن محمّد بن عرعرة، ثنا معمر بن المثنى أبو عبيدة، عن رؤبة بن العجّاج، عن أبيه، قال: أنشدت أبا هريرة هذه القصيدة التي فيها «و كعبا أدرما» فقال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يعجبه نحو هذا من الشعر.

قال أبو إسحاق إبراهيم: أولها: طاف الخيالان فهاجا سقما.

و رواه أبو يونس بن حبيب النحوي البصري عن رؤبة فزاد في إسناده أبا الشعثاء.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إبراهيم بن مسعدة، أنبأ حمزة بن يونس، أنبأ أبو أحمد بن عدي (1)،ثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن علي بن إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه (2) بن عمر بن الخطاب الموصلي، ثنا عمر بن شبّة (3) أبو زيد، ثنا أبو حرب البناني - رجل من بني حمير من آل حجاج بن ثابت (4)-نا يونس بن حبيب، عن رؤبة بن العجّاج، عن أبيه، عن أبي الشعثاء، عن أبي هريرة، قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر و حاد يحدو:

طاف الخيالان فهاجا سقما *** خيال تكنى و خيال تكتما

قامت تربك خشية أن تصرما *** ساقا بخنداة و كعبا أدرما

و النبي صلى اللّه عليه و سلم لا ينكر ذلك، قال أبو زيد: و هذا أخطأ. إن الشعر للعجاج (5)، و العجّاج إنما قال الشعر بعد موت النبي صلى اللّه عليه و سلم بدهر. إلاّ أن أبا عبيدة قال: قد قال العجّاج من رجزه في الجاهلية.

و رواه غيره عن أبي زيد عمر (6) بن شبّة فقال: عن أبي حرب الثاني و هو الصواب، إلاّ أنه أسقط منه رؤبة (7).

ص: 214


1- الكامل لابن عدي 180/3.
2- في ابن عدي:«عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر..».
3- بالأصل: شيبة، و الصواب ما أثبت «شبة» عن ابن عدي.
4- في ابن عدي:«باب» و سيأتي بعد أسطر: باب.
5- بالأصل: العجاج، و الصواب عن ابن عدي.
6- بالأصل و م:«عمرو» خطأ.
7- بالأصل و م:«رواية» و لعل الصواب ما أثبت.

[أخبرنا] أبو القاسم الواسطي، أنبأ أبو بكر الخطيب، أخبرني عبد العزيز بن عمر الثقفي، ثنا أبو زيد عمر بن شبّة (1)،ثنا أبو أحمد الثاني من ولد الحجاج بن باب الحميري و لهم شرف، نبأنا يونس بن حبيب، عن العجّاج، عن أبي الشعثاء، عن أبي هريرة، قال: كان حاد يحدو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

طاف الخيالان فهاجا سقما *** خيال لشيء و خيال تكتما

قامت تريك رهبة أن تصرما *** ساقا بخنداة و كعبا أدرما

و النبي صلى اللّه عليه و سلم لا ينكر ذلك، قال أبو زيد: و هذا غلط من الشيخ و ذلك أن الشعر للعجاج، و العجّاج إنما قال الشعر بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم بدهر طويل، و الحديث في هذا ما حدث به أبو عبيدة عن رؤبة بن العجّاج، عن أبيه قال: أنشدنا أبا هريرة هذه الأبيات فقال: قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ينشد مثل هذه الأبيات فلا ينكر.

رواه عثمان بن الهيثم، عن رؤبة، عن أبيه، و قال: سألت رؤبة ما بخنداة ؟ قال:

الصموت (2) التي يعضّ عليها الخلخال.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين الطّيّوري، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية قراءة، أنبأ أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، ثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: أنكر هذا الحديث يحيى بن معين و دفعه و ردّه.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأ أبو الحسن المقرئ، أنبأ أبو محمّد المصري، أنبأ أبو بكر الدّينوري، ثنا أبو إسحاق بن إبراهيم الحربي، ثنا الرياشي، ثنا الأصمعي أن أعرابيا لقي رؤبة بن العجّاج، فقال: ما اسمك ؟ قال: رؤبة - مهموزة - فقال له الأعرابي: و اللّه لو لا أنك همزت نفسك لنخستك قال: سمعت الرياشي يقول: الروبة غير مهموز: الناسبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب البزار إجازة إن لم يكن سماعا، أنبأ أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا أبو عبد اللّه

ص: 215


1- بالأصل:«شيبة» خطأ و في م: عمر بن سنه.
2- بالأصل و م: الصوت، و المثبت عن مختصر ابن منظور.

محمّد بن سلاّم، قال في الطبقة التاسعة و هم رجاز: العجّاج، و اسمه عبد اللّه بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كنيف بن عمر بن حي - و في نسخة حنى - بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم، و رؤبة بن العجّاج.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا:

أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني، قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):رؤبة بن العجّاج بن رؤبة بن العجّاج، كان بالبصرة، و اسم العجّاج عبد اللّه، أبو (2) الجحّاف سمع منه يحيى القطان، و معمر بن المثنى، و النّضر بن شميل.

أخبرنا أبو محمّد بن العباس، أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الجحّاف رؤبة [بن] العجّاج التميمي عن أبيه، روى عنه يحيى القطان و معمر بن المثنى، و النّضر بن شميل.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد،[نا] أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: رؤبة بن العجّاج روى عن [أبيه عن] (4) أبي هريرة، و اسم العجّاج (5)عبد اللّه أبو العجّاج، روى عنه ابنه عبد (6) اللّه بن رؤبة، و يحيى بن سعيد القطان، و النّصر بن شميل، و معمر بن المثنى، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو طاهر بن سوّار، و أبو الحسن بن عبد الجبار، قالا: أنبأ الحسين بن علي الطناجيري، ثنا ابن حكيم محمّد بن إبراهيم، ثنا أبو عبد اللّه عبد الملك بن بدر بن الهيثم، ثنا أحمد بن هارون بن روح البرديجي،

ص: 216


1- التاريخ الكبير 340/1/2.
2- بالأصل:«بن» و الصواب عن البخاري.
3- الجرح و التعديل 521/2/1، و الزيادة السابقة للإيضاح.
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن الجرح و التعديل.
5- في الجرح و التعديل:«أبو الحمام» كذا.
6- في الجرح و التعديل: عبيد اللّه.

قال في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة: رؤبة بن العجّاج، روى عنه معمر بن المثنى، بصري.

قرأت على أبي غالب بن البنّاء، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأ أبو الحسن الدارقطني، قال: رؤبة بن العجّاج الشاعر، روى عن أبيه عن أبي هريرة، روى عنه أبو عبيدة معمر بن المثنى، و عثمان بن الهيثم المؤذن.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأ أبو أحمد الحافظ ، قال: أبو الجحّاف (1) رؤبة بن العجّاج بن رؤبة التميمي، و اسم العجّاج عبد اللّه، عن أبيه العجّاج، حديثه في البصريين، و قد شهد رؤبة أن أبا هريرة مع أبيه العجّاج، روى عنه يحيى بن سعيد القطان، و النّضر بن شميل كناه لنا محمّد [بن سليمان] (2).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، قال:

رؤبة بن العجّاج الراجز يكنى أبا الجحّاف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن حمّاد، حدّثني صالح بن أحمد، حدّثني علي قال: قال لي يحيى بن سعيد: دع رؤبة بن العجّاج، قلت: كيف كان ؟ قال: أما إنه لم يكذب.

قال ابن عدي (4):و لا أعلم لرؤبة مسندا إلاّ ما ذكرت، و الذي أشار يحيى القطان فقال: أما إنه لم يكذب - يعني في هذا الحديث - و إذا لم يكن له إلاّ حديث واحد، و الحديث محتمل فيما كان يحدى بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالشعر لم يكن بروايته بأس.

أخبرنا أبو القاسم بن علي المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن البزار، قالا: أنبأ سهل بن بشر، أنبأ علي بن منير بن أحمد، أنبأ الحسن [بن] رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: رؤبة بن العجّاج ليس بالقوي.

ص: 217


1- بالأصل و م: ابن الحجاف.
2- الزيادة عن بغية الطلب 3703/8.
3- الكامل لابن عدي 179/3.
4- المصدر نفسه 182/3.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو بكر محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، حدّثنا أبو جعفر العقيلي، قال:

رؤبة بن العجّاج الشاعر، عن أبيه و لا يتابع عليه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر، أنبأ أبو عمر بن أبي عبد اللّه، أنا أبو محمد الحسن اللبناني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني الحسن بن جهور، عن شيخ من قريش قال: دخل رؤبة بن العجاج على سليمان بن عبد الملك، و قد جلس للصحابة و هيأ الجوائز فقال (1):

خرجت بين قمر و شمس

بين ابن [مروان و] (2) عبد شمس

يا خير نفس خرجت من نفس

فقال له عمر بن عبد العزيز و هو جالس إلى جنب سليمان: كذبت ذاك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت في كتاب أبي عبد اللّه الحسين بن الحسن بن علي بن ميمون الرّبعي بن أبي محمد عبد اللّه بن عطية بن حبيب، أنا أبو علي محمد بن القاسم بن حبيب، أنا علي بن بكر، أنا ابن الخليل، و اسمه أحمد، ثنا ابن عبيدة بن زيد، و هو عمر بن شبّة (3) بن عبيدة، قال: قال أبو عبيدة: نا رؤبة بن العجاج قال: كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك و أتى بأسرى من أسرى الروم فظهر للناس فجلسوا على مراتبهم و أمر بالأسرى فأحضروا، فدفع إلى كل رجل أسيرا ليضرب عنقه فكان أول من دفع إليه أسير ابن عبد اللّه بن حسن فضرب عنق أسيره، ثم فعل ذلك بالناس على قدر مراتبهم فلم يبق إلاّ الشعراء فدفع إلى جرير أسيرا و دسّت إيه بنو عبس سيفا هذاما (4) لا يليق شيئا.

فضرب عنق أسيره [فكأنما قد به عنصله، و دفع إلى الفرزدق أسيرا، و دسّت إليه بنو عبس

ص: 218


1- الرجز في بغية الطلب 3711/8.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب.
3- بالأصل «شيبة» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 369/12 و فيها «ابن عبدة» بدل «بن عبيدة» و في م:«عمر رسه».
4- أي قاطع.

سيفا كليلا، فضرب عنق أسيره] (1) فلم يحصص منه شعرة فضحك سليمان، و الناس، و ألقى السيف و علم أن قد كيد. و قال جرير:

بسيف أبي رغوان (2) سيف مجاشع *** ضربت و لم تضرب بسيف ابن ظالم

ضربت به عند الإمام فأرعشت *** يداك و قالوا: محدث غير صارم (3)

فقال الفرزدق (4):

لا نقتل الأسرى و لكن نفكّهم *** إذا أثقل الأعناق حمل العمائم

و هل ضربة المرء جاعلة لكم *** عنا (5) كليب أو أبا مثل دارم

و قال يهجو بني عبس لما فعلوا به و ينعى عليهم قتل خالد بن جعفر بن كلاب بن زهير بن جذيمة (6):

إن يك سيف خان أو قدر أبى *** بتأخير نفس حتفها غير شاهد

بسيف بني عبس (7) و قد ضربوا به *** نبا بيدي ورقاء على رأس خالد

كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها *** و تقطع أحيانا مناط القلائد (8)

و قال جرير:

أخزيت قومك في مقام قمته *** و وجدت سيف مجاشع لا يقطع (9)

ص: 219


1- ما بين معكوفتين زيادة لازمة استدركت عن مختصر ابن منظور،336/8، و العنصل: عرق النسا، من الورك إلى الكعب (قاموس).
2- أبو رغوان لقب مجاشع.
3- البيتان في ديوانه ص 426 و الأغاني 343/15 في أخبار الحزين.
4- البيتان في ديوانه ط بيروت 314/2 و الأغاني 343/15 و فيهما «حمل المغارم» و بالأصل:«لا تقتل.. تفكهم».
5- في الأغاني: أبا كليب.
6- الأبيات في ديوان 157/1 و الأغاني 343/15 و فيها: و قال يعرض بسليمان و يعيّره ببنو سيف ورقاء بن زهير العبسي عن خالد بن جعفر، و بنو عبس أخوال سليمان.
7- بالأصل:«عبد» و المثبت عن المصدرين.
8- بالأصل:«القائد» و المثبت عن المصدرين.
9- روايته بالأصل مضطربة و فيها:«أحريت.. فمنه رد حدت» و المثبت رواية ديوانه ص 259 و البيت من قصيدة لجرير يهجو الفرزدق مطلعها: بان الخليط برامتين فودعوا أو كلما رفعوا لبين تجزع.

و قال الفرزدق (1):

أ يعجب الناس أن أصبحت (2) سيدهم *** خليفة اللّه يستسقى به المطر

فما نبا السيف من جبن و من دهش *** عن الأسير و لكن أخّر القدر

و لن تقدم نفس قبل ميتتها *** جمع اليدين و لا الصمصامة الذكر (3)

و لو ضربت على عمد مقلّده *** لخرّ (4) جثمانه ما فوقه شعر

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ قراءة عليهما، قالا: أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو مسلم الكاتب، أنبأنا أبو بكر بن الأنباري، نا إسماعيل بن إسحاق، ثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا الأصمعي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،نا محمد بن عبد الرحيم، ثنا علي، قال الأصمعي: عن سليم بن أخضر، عن ابن عون، قال: كنت أشبّه لغة الحسن أو كلام الحسن بلغة - أو قال كلام - رؤبة [بن] العجاج (6).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي عن عفان، نا سليم بن أخضر، عن ابن عون قال: كنا نشبه لهجة الحسن بلهجة رؤبة بن العجاج.

و أخبرنا بها عالية أبو عبد اللّه الخلاّل:

أخبرنا طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبد اللّه أحمد بن عمرو الواسطي، نا علي بن سهل - يعني ابن المغيرة - نا عفان، نا سليم بن أخضر [عن] (7)

ص: 220


1- الأبيات في ديوانه 291/1 و الأغاني 344/15.
2- الأغاني: أضحكت.
3- ليس في الديوان، و هو في الأغاني، و فيها: و ما يقدم نفسا...
4- عجزه بالأصل: نخر حمصانه ما نومه سعر» و المثبت عن الديوان و الأغاني، و صدره فيها: و لو ضربت به عمرا مقلده.
5- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 51/2 و برواية قريبة عن طريق سليم بن أخضر انظر طبقات ابن سعد 166/7 و الأغاني 351/20 و فيها: سليمان بن أخضر.
6- زيد في المعرفة و التاريخ: يعني في الفصاحة.
7- زيادة لازمة للإيضاح.

ابن عون قال: ما كنا نشبه لهجة إلا بلهجة رؤبة بن العجاج.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، أنا أبو جعفر المسلمة، و ابنه أبو علي قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن المسلمة، أنبأ أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان السيرافي، أنا أبو مزاحم الحاماني، ثنا ابن سعد، ثنا أبو عثمان المازني، نا الأصمعي، عن خلف الأحمر قال: سمعت رؤبة يقول: ما في القرآن أعرب من قوله عز و جلّ : فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ (1).

قال: و نا أبو مزاحم بن أبي سعيد، نا أبو عثمان، حدثني أبو زيد، قال: سمعت رؤبة قرأ: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفٰاءً (2)،قال: قلت جفاء، قال: إنما يجفله الريح أي تعلقه (3).

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان، حدثني غير واحد عن الأصمعي، نا العلاء بن أسلم، عن رؤبة بن العجاج، قال: أتيت النسابة البكري، فقال لي: من أنت ؟ فقلت:

ابن العجاج، قال: قصرت و عرفت لعلك كقوم عندي، إن حدثتهم لم يعوا عني ؟ و إن سكتّ عنهم لم يسألوني، قلت: أرجو أن لا أكون كذلك، قال: فما المروءة ؟ قلت:

تخبرني، قال بنو عم السوء، إن رأوا حسنا كتموا، و إن رأوا سيئا أذاعوه. ثم قال: إن للعلم آفة و نكدا و هجنة: فآفته نسيانه، و نكده الكذب فيه، و هجنته نشره عند غير أهله.

أخبرنا أبو الحسن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمد بن زيد، ثنا محمد بن الحسين الحسني، و بشر بن موسى، قالا: ثنا الأصمعي، ثنا ابن مسلم، عن رؤبة بن العجاج، قال: أتيت النساب البكري، فقال (4):

من أنت ؟ قلت: ابن العجاج، قال: قصرت و عرفت لعلك كأقوام يأتوني، إن سكتّ

ص: 221


1- سورة الحجر، الآية:94.
2- سورة الرعد، الآية:17 و القراءة المشهورة؛ جفاء، قال مجاهد: أي جمودا. قال أبو عمرو بن العلاء: أجفأت القدر إذا غلت حتى ينصب زبدها، و إذا جمد في أسفلها.
3- قال أبو عبيدة: يقال: أجفلت القدر إذا قذفت بزبدها و أجفلت الريح السحاب إذا قطعته راجع تفسير القرطبي 305/9.
4- تقدم الخبر في كتابنا في ترجمة دغفل بن حنظلة.

عنهم لم يسألوني، و إن حدثتهم لم يعوا عني ؟ قلت: لأرجو أن [لا] (1) أكون كذلك، قال: فما أعداء المروءة ؟ قلت: تخبرني، قال بنو عمّ السوء، إن رأوا صالحا دفنوه، و إن رأوا شرا أذاعوه، قلت: ثم، قال: إن للعلم آفة و نكدا و هجنة، فآفته نسيانه و نكده الكذب فيه، و هجنته نشره في غير أهله، قال: ثم وضع يده على صدره فقال: ترون بابي (2) هذا ما جعلت فيه شيئا قط إلاّ أداه إليّ . و هذا لفظ محمد بن الحسين، و انتهى حديث بشر بن موسى إلى قوله: نشره في غير أهله، قال: نشر. و زادني أي فيه عن الأصمعي فذكر بقية الحديث.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين بمصر، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد البزار إملاء، أنبأ الشيخ الزاهد أبو العباس أحمد بن الحسين بن داناج الإصطخري إملاء سنة خمس و ثلاثين و ثلاثمائة.

أخبرنا عبد اللّه (3) بن أحمد بن حنبل، و موسى بن هارون، و محمّد بن العبّاس المؤذن، قالوا: أنا الحكم بن موسى أبو صالح - قال عبد اللّه بن أحمد: الشيخ الصالح - نا العلاء بن أسلم بن أخي العلاء بن زياد، عن رؤبة بن العجاج قال: دخلت على النساب البكري، فقال: من أنت ؟ فقلت: ابن العجاج، قال: قصرت و اللّه و عرفت، قال: ثم قال: لعلك كقوم عندي إن سكتّ عنهم لم يسألوني، و إن حدّثتهم لم يعوا عني، قلت: أرجو (4) أن لا أكون كذلك، قال: فما أعداء المروءة ؟ قلت: تخبرني قال: بنو عمّ السوء، إن رأوا صالحا دفنوه، و إن رأوا قبيحا أذاعوه، ثم قال: إنّ للعلم آفة و نكدا (5) و هجنة: فآفته نسيانه، و نكده الكذب، و هجنته نشره عند غير أهله.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر الفقيه، و حدّثنا أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأ

ص: 222


1- زيادة لازمة.
2- كذا بالأصل، و في المختصر: تابوتي و في م:«ياتي».
3- بالأصل:«أبو عبد اللّه» و المثبت عن م.
4- بالأصل:«لا أرجو» حذفنا «لا» قياسا إلى الرواية السابقة.
5- بالأصل و م: و نكد.

إبراهيم بن عمرو بن الحسن، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، أنا عبد اللّه بن مسلم الدّينوري، حدّثنا الرياشي، عن محمّد بن سلام، عن يوسف، قال: قال لي رؤبة: حتى متى تسألني عن هذا، تلك أباطيل أرويها لك أما ترى الشيب قد بلغ [لحيتي] (1) و لحيتك، قال الرياشي: فقال: قد بلغ فيه الشيب إذا طهرته.

و أنا عبد اللّه بن مسلم، قال: و حدّثني أبو حاتم [ثنا] الأصمعي، ثنا شيخ لنا: أن رؤبة بن العجاج دخل على سليمان بن علي بالشبكة (2) فقال له سليمان: ما عندك للنساء يا أبا الحجّاف فقال: أجده يمثد (3) و لا يشتد، و أرده فيرتدّ، و أستعين عليه أحيانا باليد، ثم أورده فأقضب، فشكى سليمان نحوا من ذلك. فقال رؤبة: بأبي أنت، ليس ذلك على السنّ إنما ذاك لطول الرغات.

[يريد: لكثرة ما تمصّك النساء] (4) قوله. أورد فأقضب هو من الإقضاب. يقال قضبت الدابّة فهي قاضبة: إذا وردت فلم تشرب، و أقضب الرجل إذا لم تشرب إبله، ضربت ذلك مثلا لنفسه، يريد أنه إذا باشر لم يقدر على النكاح.

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو عبد الوهاب - إجازة، إن لم يكن سماعا - أنبأ علي بن عبد العزيز، قال: قرأ علي أحمد بن محمّد بن جعفر، أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سليمان الجمحي قال: و رؤبة بن العجاج و يكنى أبا الجحّاف و هو أول من قال في تقصير الاسم و تخفيف النسب:

قد رفع العجاج (5) ذكرا فادعني *** باسمي أو الأنساب طالت يكفني

و رؤبة أكثر شعرا من أبيه، و قال بعضهم إنه أفصح من أبيه و لا أحسب ذلك لأن [أباه مؤاخذ] (6) عليه في قصيدته التي أوّلها:

ص: 223


1- بياض بالأصل و م، و اللفظة مستدركة عن تهذيب ابن عساكر.
2- انظر معجم البلدان 322/3، و اللفظة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 336/8.
3- أي يلبد.
4- ما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور، و العبارة غير واضحة و مضطربة بالأصل و فيه:«بكره مما مصل الس ؟؟؟» كذا.
5- بالأصل: الحجاج، و المثبت عن بغية الطلب.
6- لفظتان غير مقروءتين و المثبت عن م.

و قائم الأعناق حاوي المحترق (1) *** مشتبه الأعلام لماع الخفق (2)

ثم قال:

مصبورة فروا هرحات مبق (3)

و قال يمدح أيضا سلم بن قتيبة الباهلي:

يا سلم أعلى لعبد القدوس *** على عدى أوبقهم إبليس

يوم بني المهلة اللبيس

أصلاهم ما نصبه طلي المجوس *** أصبحهم فليق بن حوس

لموله دفر درميس

و صبحت سقباتها النحوس *** حرق بذلك اللحم العطوس

فصبحهم مرحا مطليس

فلا تحس منهم حسيس *** قد علم العامل و القسيس

إن امرأ حاربكم ممسوس

بئس الخليط الحرب المرسوس *** فلم يداوي السقم الحسيس

و هذه طويلة (4).و قال فيه أيضا:

يا سلم يا ابن الأطيبين شجرا *** أحيا عروقا في الورى و تمرا

و هي طويلة و قال أيضا:

يا سلم قد عرّفك التعريف *** حقا و أنت المسلم الحنيف

قرأت بخط أبي الحسن المقرئ، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش الضرير عنه، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا خيثمة، نا أحمد بن الأسود الحنفي، حدّثنا الثوري، نا الأصمعي، قال: استأذن رؤبة بن العجاج على سلّم بن قتيبة فحجبه غلامه قنبر فقال:

ص: 224


1- روايته في الأغاني 348/20 و 349: و قاتم الأعماق خاوي المخترق
2- بالأصل و م:«طاع الحعق» و المثبت عن تهذيب ابن عساكر.
3- كذا بالأصل و م، و لم أعثر عليه.
4- لم نتدخل في القصيدة تركناها على علاّتها كما قرأناها في المخطوط و لم نعثر على الأبيات.

أ أنت سلطت علي قنبرا

إذ رآني مقبلا تنمرا

و يجعل (1) الموجز الحاجة منه و رأى أميرا (2)أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (3)،ثنا أحمد بن علي المدائني، نا علي بن عمرو (4) بن خالد، حدّثني يحيى بن زكريا، أبو زكريا الأصغر، قال: سمعت الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: مدح رؤبة رجلا كان واليا على كرمان من أشراف العرب بهذه الكلمة:

دعوت رب العزة القدوسا

دعاء من لا يقرع الناقوسا

حتى أرانا وجهك المرغوسا

قال: فإذا الكميت عن يمينه و الطّرمّاح عن يساره، قال: فجعل أحدهما يقول لصاحبه: ويل أمل افسح افسح (5) قال: فلما فرغ جعلا يسألانه عن الغريب فجعل يخبرهما.

قال: و نا أبو أحمد (6)،نا أحمد بن عبد اللّه بن صالح بن شيخ بن عميرة، نا الرياشي، قال عبد اللّه بن رؤبة: كانت لنا حاجة إلى بعض السلاطين فعسرت علينا فرشوت دراهم فسهلت الحاجة فقال رؤبة بن العجاج:

لما رأيت الشفعاء بلدوا *** و سألوا أميرهم فأنكدوا

فأمستهم برشوة فأفردوا *** و سهل اللّه بها ما شددوا

أخبرنا أبو العزّ بن كادش إذنا مناولة، و قرأ عليّ إسناده، أنبأنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأ المعافا بن زكريا (7)،أنا أبو بكر بن دريد، نا الرياشي، نا أبو معقل، قال:

ص: 225


1- كذا العبارة بين الرقمين بالأصل، و لم أحله.
2- كذا العبارة بين الرقمين بالأصل، و لم أحله.
3- الكامل لابن عدي 181/3-182.
4- ابن عدي: عمر.
5- في ابن عدي: انسخ انسخ.
6- الكامل لابن عدي 181/3.
7- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 335/3.

سمعت عبد اللّه بن رؤبة قال: كانت لنا حاجة إلى السلطان فاستشفعنا إليه فلم يشفعنا فرشونا فقضى حاجتنا فقال رؤبة:

لما رأيت الشفعاء بلدوا

و سألوا أميرهم فأنكدوا

نامستهم برشوة فأفردوا

و سهّل اللّه بها ما شدّدوا

أخبرنا أبو القاسم، أنبأنا أبو [القاسم] (1) أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (2)،نا أحمد (3) بن عبد الرّحمن بن حبيب بن مرزوق [و] (4) أبو الحسن الكهمسي البصري، نا أبو يوسف يعقوب بن إسماعيل الضرير في مجلس الرياشي، حدّثني أبي، عن أبيه قال:

كنا في المربد في دار سليمان بن علي في سوق الإبل، فإذا شيخ قد أقبل على حمار فقالوا: هذا رؤبة بن العجاج الشاعر، قال: فتصفح (5) الأباعر فمن بقطعة خيائر (6)فوقف عليهن فقال: لمن هذه ؟ قالوا: لأبي الربيس قال: فأطرق هنية. و قال: أبو ربيس و أبو ربيس لم ير فيما جمعوا اللدوس في العنزيين (7) و لا في قيس (8) و لا حمالات بني الخميس مثل قناميس أبي الربيس.

قال لنا الكهمسي، قال لنا الرياشي اكتبوا (9) هذا فلما سمع هذا الأصمعي لكتبه (10).

قال: و حدّثنا أبو أحمد (11)،نا أحمد بن حفص السعدي، ثنا أبو داود سليمان بن

ص: 226


1- زيادة لازمة عن م.
2- الكامل لابن عدي 180/3.
3- بالأصل:«أبو أحمد» و المثبت عن ابن عدي و م.
4- زيادة لازمة عن ابن عدي.
5- العبارة ما بين الرقمين بالأصل مضطربة، و رسمها:«فيفصح الأباعر فمن يقطعه حابر» كذا، و صوبنا العبارة عن ابن عدي.
6- العبارة ما بين الرقمين بالأصل مضطربة، و رسمها:«فيفصح الأباعر فمن يقطعه حابر» كذا، و صوبنا العبارة عن ابن عدي.
7- بالأصل:«العنبر؟؟؟» و المثبت عن ابن عدي.
8- بالأصل:«و لأبي قيس» و الصواب عن ابن عدي.
9- بالأصل:«البسرا» كذا، و المثبت عن ابن عدي.
10- بالأصل: لكاتبه، و الصواب عن ابن عدي.
11- الكامل لابن عدي 181/3 و الخبر و الشعر في الأغاني 354/20.

معبد المروزي، قال: سمعت الأصمعي يقول: جاء رؤبة بن العجاج إلى دار سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس يستأذن عليه فقيل له: إن الأمير شرب اليوم آذرطيوس (1)و ليس عليه إذن، فأنشأ رؤبة يقول:

يا منزل الرحم (2) على إدريس

و منزل اللعن على (3) إبليس

و خالق الاثنين و الخميس

بارك له في شرب آذرطيوس (4)

أخبرنا أبو العز إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو المعافا بن زكريا (5)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا أبي، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن آدم العبدي، قال: قال العجاج: سقط حبائي (6) عليّ فاستغثت (7) بولدي فلم يجبني أحد منهم، ثم جاءني رؤبة و هو صبي صغير فقلت له:

إن بنيّ للئام زهده

ما لي في صدورهم من موده

إلاّ كودّ مسد لقرمده

قال: فقال رؤبة:

إنّ بنيك لكرام مجده

و لو دعوت لأتوك حفده

عجّاج ما أنت بأرض مأسده

قال: فضممته إليّ . و قلت: ابني سيكون.

ص: 227


1- في ابن عدي:«آذيرطوس» و في الأغاني:«إذريطوس» و هو دواء.
2- في الأغاني: الوحي.
3- بالأصل:«يا» و المثبت عن الأغاني و ابن عدي.
4- في ابن عدي:«آذيرطوس» و في الأغاني:«إذريطوس» و هو دواء.
5- الخبر في الجليس الصالح الكافي 87/4 و الشعر.
6- في الجليس الصالح:«خبا لي».
7- عن الجليس الصالح:«فاستغثت... يجبني» و اللفظتان مهملتان بدون نقط بالأصل.

قال أبو بكر: المسد: حبال تعمل من ضروب من أوبار الإبل، و القرمد: الآجر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، فيما أرى، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن هارون الضّبّي إملاء، قال: وجدت في كتاب والدي، حدّثني محمّد بن الحسن (1) بن دريد، حدّثني أبو مسلم قتيبة بن عمرو الحنفي، عن أبيه، قال:

كنت في دار بني عمير إذ أقبل رجل على حجر (2) دهماء معه عبد أسود فتوسع القوم له، فسألت عنه فقالوا: هذا رؤبة فقال لهم: أنشدتكم شعرا قلته ما قلت غيره، ثم أنشد (3):

أيها الشامت المعير بالشيب *** أقلن بالشباب افتخارا

قد لبست الشباب غضّا طريا *** فوجدت الشباب ثوبا (4) معارا

بلغني أن رؤبة مات في أيام المنصور سنة خمس و أربعين و مائة (5).

ص: 228


1- بالأصل و م:«الحسين» و المثبت عن بغية الطلب.
2- أي فرس.
3- البيتان في بغية الطلب 3711/8 و معجم الأدباء 151/11 و الوافي بالوفيات 148/14.
4- عن المصدرين، و بالأصل: يوما معارا.
5- كتب بعدها في م: آخر الجزء و الستين بعد المائة.

ذكر من اسمه روح

2196 - روح بن جناح

2196 - روح (1) بن جناح

أبو سعد، و يقال أبو سعيد (2)

أخو مروان بن جناح مولى الوليد بن عبد الملك.

روى عن مجاهد، و الزّهري، و عمر بن عبد العزيز، و مولى لعمر بن عبد العزيز [و عبد الملك] بن حسين النخعي، و أبي الجهم سليمان بن الجهم (3)،و موسى بن عبد الملك بن عمير، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و عطاء بن السائب، و شهر بن حوشب.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و ابن شعيب (4).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، ثنا عباس، ثنا ابن شعيب، أخبرني روح بن جناح عن (5) عبد الملك بن حسين النّخعي، أنه أخبرهم عن قزعة و عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: أصبنا سبي أوطاس - و هم سبي حنين - فأردنا أن نتمتع بهنّ ، و قد كان بأيدي الناس منهم سبايا، فسألنا (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ذلك، فسكتّ ثم قال:

«استبرءوهنّ بحيضة»[4234].

ص: 229


1- روح بفتح فسكون كما في المغني.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 172/2 ميزان الاعتدال 57/2 الكامل لابن عدي 144/3.
3- بالأصل أقحمت لفظة «سليمان» بعد:«الجهم» و المثبت يوافق م
4- و هو محمد بن شعيب بن شابور، ترجمته في سير الأعلام 376/9 و بالأصل: أبو شعيب.
5- بالأصل:«بن».
6- غير واضحة بالأصل و رسمها:«فسانا» و الصواب عن م و انظر مختصر ابن منظور 337/8.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن سالم ببيت المقدس. حدّثنا هشام بن عمّار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا - و قال أبو الفرج: عن - ابن جريج، و روح بن جناح أبو سعد، عن مجاهد أنه سمع ابن عباس يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال أبو الفرج عن ابن عباس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:- «فقيها واحدا (1) أشدّ على الشيطان من ألف عابد» و لم الصيرفي روح بن جناح[4235].

رواه البخاري في تاريخه، قال: قال إبراهيم بن موسى: نا الوليد بن مسلم (2).

و أخبرناه بتمامه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم بن أحمد الحرفي، نا جعفر الفريابي، ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي، ثنا الوليد بن مسلم [ثنا] روح بن جناح، عن مجاهد، قال: بينا نحن جلوس - أصحاب ابن عباس عطاء و طاوس و عكرمة - إذ جاء رجل و ابن عباس قائم يصلي، فقال: هل من مفت (3)؟قلنا: سل، فقال: إني كلما بلت تبعه الماء الدافق، فقلنا: الذي يكون منه الولد؟ قال: نعم، قلنا عليك الغسل، فولّى الرجل و هو يرجّع. و عجل ابن عباس في صلاته، فلما سلّم قال: يا عكرمة عليّ بالرجل، فأتاه به ثم أقبل علينا فقال: أ رأيتم ما أفتاكم - و صوابه: ما أفتيتم - به هذا الرجل عن كتاب اللّه ؟ قلنا: لا، قال: فعن سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قلنا: لا، قال: فعن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قلنا: لا، قال: ابن عباس، فعن من ؟ قلنا: عن رأينا، فقال: لذلك يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فقيه واحد أشدّ على الشيطان من ألف عابد» ثم أقبل على الرجل فقال: أ رأيت إذا كان منك هل تجد شهوة في قلبك ؟ قال: لا، قال: فهل تجد خدرا في جسدك ؟ قال: لا، قال: إنما هذا أبرده يجزئك منه الوضوء[4236].

ص: 230


1- كذا بالأصل و م:«فقيها واحدا» بالنصب فيهما، و في تهذيب التهذيب و ميزان الاعتدال و ابن عدي «فقيه واحد».
2- التاريخ الكبير 308/2.
3- بالأصل و م:«فتى» و الصواب عن مختصر ابن منظور 337/8.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد بن جعفر، ثنا أبو زرعة، قال في تسمية نفر يحدثون عن عمر بن عبد العزيز: مروان بن جناح و أخوه روح.

أخبرنا أبو غالب البنّا، أنبأ أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أبو عبد اللّه بن عتاب (1)،أنا أحمد بن عمير (2) إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: روح بن جناح، و أعاد ذكره في الطبقة الخامسة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا حمّاد بن الحسن، و ابن المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا:

أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):روح بن جناح أبو سعد الشامي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سعيد روح بن جناح عن مجاهد و الزهري، روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت عن أبي الفضل السلامي، عن أبي الفضل المكي، أنبأ عبد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، و أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو سعيد روح بن جناح شامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال: و أبو سعيد روح بن جناح، عن مجاهد.

ص: 231


1- بالأصل:«غياث» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل و مهملة بدون إعجام في م.
2- بالأصل و م:«عبيد» خطأ، و الصواب «عمير» قياسا إلى سند مماثل.
3- التاريخ الكبير 308/1/2.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، ثنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا محمّد بن محمّد الحاكم، قال: أبو سعد، و يقال أبو سعيد روح بن جناح القرشي مولى الوليد بن عبد الملك، عن مجاهد بن جبر، و الزهري، و سليمان بن الجهم، لا يتابع في حديثه، روى عنه الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، حديثه ليس بالقائم، و ذكر حديثه في البيت المعمور، ثم قال: هذا حديث منكر لا أعلم له أصلا من حديث أبي هريرة، و لا من حديث سعيد بن المسيّب، و لا من حديث الزهري (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الغفار بن عبد الواحد بن محمّد، أنا محمّد بن الحسين بن بقاء، نا جدي عبد الغني سعيد، قال في أوهام الحاكم في المدخل قال: و من ذلك أنه كنّى روح بن جناح بأبي سعيد، و إنما هو أبو سعد بحذف الياء.

أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا أبو بكر القاسم بن عيسى القصار، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي، قال: روح بن جناح ذكر عن الزهري حديثا معضلا فيه ذكر البيت المعمور، فإن كان قال: سمعت الزهري أرجئ (2)و نظر في أمره (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (4)،قال: سمعت [ابن] (5) حماد يقول: قال السعدي:

روح بن جناح ذكر عن الزهري حديثا معضلا في البيت المعمور.

قال ابن عدي (6):روح بن جناح شامي دمشقي، يكنى أبو سعد، و ذكر له أحاديث، ثم قال (7):و لروح غير ما ذكرت من الحديث قليل، و عامة حديثه ما ذكرت، و ربما أخطأ في الأسانيد و يأتي بمتون لا يأتي [بها] (8) غيره و هو ممن يكتب حديثه.

ص: 232


1- انظر تهذيب التهذيب 172/2.
2- بالأصل:«أرحى» و المثبت عن تهذيب التهذيب.
3- الخبر في تهذيب التهذيب 172/2.
4- الكامل لابن عدي 144/3.
5- زيادة لازمة عن ابن عدي.
6- الكامل لابن عدي 144/3.
7- المصدر نفسه ص 146.
8- زيادة لازمة عن ابن عدي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب. أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: سألت أبا زرعة (2) عنه، فقال: شيخ دمشقي، قلت: ما حاله ؟ قال:

أخوه مروان بن جناح أحب إلي منه، قلت: روح ليس بقوي ؟[قال: نعم] (3) و سئل أبي عن روح بن جناح فقال: أخوه مروان بن جناح أحب إليّ منه، يكتب حديثهما و لا يحتج بهما.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز لفظا، أنا أبو نصر بن الجبّان إجازة، أنا أحمد بن القاسم الميانجي (4)،حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي في ما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي الذي دفعه إليه بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين: روح بن جناح.

أخبرنا علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، ثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب، قال: روح بن جناح ليس بالقوي (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد الدخيل، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (6)،قال: روح بن جناح. قصة البيت المعمور لا يتابع عليه، شامي.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو محمّد البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي بن يزيد الحافظ يقول: أبو سعد روح بن جناح شامي، أخو مروان بن جناح، مروان ثقة، و روح في أمره نظر (7).

ص: 233


1- الجرح و التعديل 494/2/1.
2- بالأصل و م «سألت أبي عنه» و الصواب عن الجرح و التعديل.
3- الزيادة عن الجرح و التعديل.
4- بالأصل و م:«المناحنى» و الصواب ما أثبت «الميانجي».
5- تهذيب التهذيب 172/2.
6- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 59/2 و تهذيب التهذيب 172/2 نقلا عن العقيلي.
7- تهذيب التهذيب 173/2 و ميزان الاعتدال 57/2.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : روح بن جناح أبو سعيد الشامي، روى عنه الوليد بن مسلم، و هو يروي عن مجاهد و بأحاديث مناكير لا شيء (1).

2197 - روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب

أبو خلف - و يقال: أبو حاتم - الأزدي (2)

كان من وجوه دولة المنصور و الإبداء عنده، و قدم معه دمشق و ولاه إفريقيا، و قد ولاها أيضا أخاه يزيد بن حاتم، و ولي روح البصرة (3) ثم الكوفة للمهدي.

حكى عن خالد بن صفوان التميمي.

حكى عنه محمّد بن الفضل السلوي، و طاهر بن محمّد الكندي، و هشام بن محمّد بن السائب الكلبي.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و أبو الحسن علي بن بركات بن طاهر، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا العباس بن هشام بن محمّد، عن أبيه، قال: قال روح بن حاتم: بينا أنا واقف على باب بعض ولاة البصرة إذ أقبل خالد بن صفوان يسير على بغلة له، فقال لي: يا روح ما هجرت و لا أظهرت على باب أحد من الولاة إلاّ و أنا أراك عليه، أ كلّ هذا حبا للدنيا و حرصا عليها؟ قال: فأجللته أن أجيبه ثم قلت: إنما هذا مثل العمّ ، و لعله أراد الجواب مني فقلت: و اللّه يا عمّ لحسبك برؤيتك إياي عليها طلبا منك لها، [فضحك] (4) ثم قال: لئن قلت ذاك يا ابن أخ لقد ذهب رونق الوجوه، و خمار القلب، و حسام الصلب، و سناء البصر، و مدى الصوت، و ماء الشباب، و اقترب عهاد العلل، و اللّه ما أتت علينا ساعة من أعمارنا إلاّ و نحن نؤثر الدنيا على ما سواها، ثم لا تزداد لنا

ص: 234


1- المصدر نفسه/الجزء و الصفحة.
2- ترجمته في وفيات الأعيان 305/2 و بغية الطلب 3716/8 الوافي بالوفيات 149/14 و سير أعلام النبلاء 441/7 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل:«بالبصرة» و المثبت عن الوافي بالوفيات.
4- الزيادة عن م.

إلاّ تخليا و عنا إلاّ توليا، ثم ضرب دابته (1) و ذهب.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا (2) الحسن، قالا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي بن الدجاجي، و أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن محمّد بن سويد، أنا أبو علي الحسن بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا محمّد بن زياد الأعرابي، قال: قال روح بن حاتم: ما كنت [أظن] (3) أن أحدا أشد عصبية مني، فبينا أنا أطوف حول البيت إذا أنا برجل يدعو و يقول: اللّهم اغفر (4) لي و لأبي، قال: قلت: يا هذا، اللّهم اغفر لي و لوالدي، قال: إن أمي من بني تميم، و أنا أحب أن لا يغفر [اللّه] (5) لها.

قرأت بخط أبي الحسين (6) الرازي، أخبرني أبو علي بكر بن عبد اللّه بن حبيب الأهوازي، قال: قال علي بن حرب الموصلي في سنة سبع (7) و مائة توجه أبو جعفر إلى بيت المقدس فاستنفر الشام مدينة مدينة و وجه روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب إلى إفريقية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، ثنا زكريا بن يحيى المنقري، ثنا الأصمعي، قال: ولّى - يعني - المهدي صالح بن داود بن علي بن عبد اللّه بن عباس ثم عزله، ثم ولّى روح بن حاتم المهلّبي ثم عزله، و ولّى محمّد بن سليمان، ثم بويع لهارون الرشيد فأقر محمّد بن سليمان ثم عزله.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال: و فيها - يعني سنة ست

ص: 235


1- مهملة بالأصل و رسمها:«راسه» و المثبت عن المختصر و في م: راسه.
2- بالأصل و م:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
3- اللفظة ممحوة بالأصل و الذي زدناه عن م.
4- اللفظة ممحوة بالأصل و الذي زدناه عن م.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- بالأصل و م:«أبي الحسن» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس الشيوخ الذي قرأ المصنف بخطهم (المطبوعة 450/7).
7- كذا بالأصل و م.

و ستين و مائة - عزل - يعني المهدي - صالح بن داود عن البصرة و ولّى روح بن حاتم حتى مات، و ولّى روح بن حاتم - يعني - السند سنة تسع و خمسين و مائة - ثم عزله و ولى نصر بن محمّد الخزاعي، قال خليفة: و ولّى - يعني المهدي - الكوفة روح بن حاتم ثم عزله، و ولى موسى بن عيسى حتى مات المهدي (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو خيثمة - قال في موضع آخر، نا أبو قبيصة - قال:

سمعت أبي يقول: بعث روح بن حاتم إلى كاتب له ثلاثين ألف درهم و كتب إليه: قد بعثت (2) بها إليك، و لا أقللها تكبرا (3) و لا أكثرها تمننا و لا أطلب عليها ثناء و لا أقطع بها عنك رجاء.

قال: و ثنا أحمد بن مروان، ثنا أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن منصور البغدادي، قال: رأى رجل روح بن حاتم واقفا في الشمس على باب المنصور، فقال له: طال وقوفك في الشمس، فقال روح: ليطول مقامي في الظلّ .

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا إسماعيل بن بشر، أنبأ علي بن برقا الوراق إجازة، أنبأ أبو القاسم المبارك بن سالم، أنا الحسن بن رشيق، ثنا عون بن المروع، نا رفيع بن سلمة دماد، عن أبي عبيدة، قال: و نا عون قال: و حدّثنا ابن الرياشي، عن الأصمعي، و أبي يزيد قال: كان أبو دلامة الشاعر و هو حدث في جيش [و] الأمير عليه فيه روح بن حاتم، فواقف روح العدو يوما فخرج رجل من العدو يدعو للبراز فالتفت روح كالمعاتب إلى أبي دلامة فقال: اخرج إلى هذا الرجل، فسكت أبو دلامة قليلا (4) ثم أنشأ يقول (5):

إنّي أعوذ بروح أن يقدّمني *** إلى القتال فتشقى (6) بي بنو أسد

ص: 236


1- تاريخ خليفة بن خياط «تسمية عمال المهدي» ص 440-441 و لم يرد فيه أن المهدي ولّى روحا الكوفة.
2- عن بغية الطلب و بالأصل: بعث.
3- في بغية الطلب: تكثرا.
4- بالأصل: قليل.
5- في الأغاني:243/10 قصة طويلة في خروج روح بن حاتم لقتال الشراة و فيها الأبيات. و في وفيات الأعيان 323/2 رواية أخرى و الأبيات.
6- في الأغاني:«فتخزى» و في ابن خلكان: فيخزى.

إنّ الدّنوّ إلى الأعداء أعرفه (1) *** مما يفرّق بين الروح و الجسد

إنّ المهلب حبّ الموت ورثكم (2) *** و لم أرث نجدة في الموت عن أحد

فضحك روح، و خرج إلى الرجل فلقيه (3) و انصرف.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، عن أحمد بن المعلّى، ثنا روح بن عمر بن حوي، حدّثني محمّد بن الفضل، و طاهر بن محمّد الكندي، و كانا من أصحاب أبي جعفر، قالا: كنا جلوسا عند الربيع الحاجب في دار المنصور إذ دخل محمّد بن سليمان بن علي فأجلسه الربيع على وسادة ثم دخل روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب فجلس و أقبل محمّد بن سليمان على الربيع فقال:

إن بالباب رجلا من صفته و نعته لو مد يده لنالته رحم أمير المؤمنين و كان الرجل أسيرا من فرسان مروان بن محمّد فأمر الربيع بإدخاله فلما رآه روح بن حاتم و تأمله قال: يا محمّد بن سليمان هذا الذي كان... (4) كذا و كذا من أمد لو مد يده لنالته رحم أمير المؤمنين فقال له محمّد بن سليمان: اسكت فما أخطأ قولك، قال: أنت و اللّه أخطأ مني تنظر إلى رجل سفيه رطب من... (5) بعملنا على حق أمير المؤمنين في باطله، يزعم أنه لو مدّ يده لنالته رحم أمير المؤمنين فقال له محمّد: لقد هممت أن اعترض بهذه الدواة وجهك. فقال روح: و اللّه لو ظننت أن نفسك تبايعك على ذلك لضربت بسيفي ما حملته يدي، و انك لتضع نفسك في غير موضعها، و يريد أن يجعل لها حق أمير المؤمنين و ولده و ليس ذلك لك، و لا لأحد من أهل بيتك إلاّ أمير المؤمنين و ولده بأنه حقه الحق الذي [تحامى] (6) عليه قال: فاغتممنا لما.... (7) و لم يمكنا أن ندخل بينهما إعظاما لهما، و قام الربيع، فقال الربيع: فدخل [فلبث] (8) مليا و خرج فقال لروح: ادخل يا أبا حاتم، فقام روح فدخل. ثم خرج فأدنت دابته فوق المكان الذي كان يركب منه و ينزل فيه فركب و مرّ

ص: 237


1- صدره في الأغاني: إن البراز إلى الأقران أعلمه.
2- في الأغاني: أورثكم و ما ورثت اختيار الموت عن أحد.
3- في مختصر ابن منظور: فقتله. و يفهم من رواية ابن خلكان أن أبا دلامة هو الذي خرج لقتال الرجل، و ذكر بينهما محاورة طويلة انقلب في نهايتها الرجل إلى جانب جيش روح و قائل معهم.
4- لفظة غير مقروءة و رسمها بالأصل: عسد» كذا و في م: عسه، تركنا مكانها بياضا.
5- غير مقروءة بالأصل و م، تركنا مكانها بياضا.
6- الزيادة عن م و مكانها بالأصل غير مقروء.
7- غير مقروءة بالأصل و م، تركنا مكانها بياضا.
8- الزيادة عن م و مكانها بالأصل غير مقروء.

بنا و التفت إلى محمّد بن سليمان، فقال - يعني - كلاما أغضبه فأطرق محمّد بن سليمان، قالا: فأتينا روح بن حاتم بن عبد (1)،فحدّثنا قال: قال لي أمير المؤمنين حين دخلت عليه: ما هذا الذي أخبرني به الربيع فيما جرى بينك و بين محمّد بن سليمان ؟ قلت: و قد نقلها إليك التمام، أما أنه لو لم يخبرك ما أخبرتك، ثم قصصت عليه ما جرى و بين يديه طبقات في أحدهما دراهم جدد من ضرب السنة و في الأخرى دنانير كذلك، فقال لي: انظر هل رأيت أحسن من هذين الطبقين ؟ قلت: نعم، حسبي له مسفر يدليه سبرا، و ذكر كلاما أحسن من هذا، فضحك المنصور ثم قال: لقد أغضبك أقمه أقامه اللّه، و أمر لي بالطبقين و ما فيهما.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن عمران، أنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2) قال في تسمية عمال هارون الرشيد:

أقر عليها - يعني إفريقية - يزيد [بن] حاتم حتى مات يزيد و استخلف ابنه داود، ثم عزله و ولى روح بن حاتم، فمات سنة أربع أو خمس و سبعين، و استخلف ابنه قبيصة بن روح.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب المدائني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (3)،قال: و فيها - يعني سنة أربع و سبعين و مائة - هلك روح بن حاتم.

2198 - روح بن حبيب التّغلبي

2198 - روح بن حبيب التّغلبي (4)

أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عن أبي بكر الصّدّيق.

روى عنه: أبو واقد الليثي، و شهد الجابية مع عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن

ص: 238


1- كذا بالأصل «بن عبد».
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 464.
3- تاريخ الطبري 239/8.
4- ترجمته في الإصابة 528/1 و جاء فيه: الثعلبي.

شاذان، ثنا أبو علي الحسين بن حبر بن جويرة بن نعس (1) بن الموفق بن أبي بن النعمان الطائي الحمصي بحمص، ثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن يحيى بن أبي النعاس، نا عبد اللّه بن عبد الجبار الخبائري، أنا الحاكم (2) بن عبد اللّه بن خطاب، ثنا الزّهري، عن أبي واقد [عن روح] (3) بن حبيب، قال: بينا أنا عند أبي بكر إذ أتى بغراب فلما رآه بجناحين حمد اللّه ثم قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما صيد مصيد إلاّ بنقص من تسبيح، إلاّ أنبت اللّه نابه، و إلاّ و كلّ ملكا يحصي تسبيحها حتى تأتي به يوم القيامة و لا عضد (4) من شجرة وشيجة - يعني شجرة تقطع - إلاّ بنقص في تسبيح، و لا دخل على امرئ في مكروه إلاّ بذنب، و ما عفا اللّه عنه أكثر، يا غراب أو غريبة، أعبد اللّه»، ثم خلا سبيله[4237].

قال: و ثنا الحسن، ثنا عبد الرّحمن، ثنا الحكم، ثنا الزهري، عن أبي واقد، قال:

لما نزل عمر بن الخطاب الجابية أتاه رجل من بني تغلب يقال (5) له روح بن حبيب [بأسد من ياقوت] (6) حتى وضعه بين يديه فقال: كسرتم [نابا] (7) أو محلبا فقالا له: قال الحمد للّه سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما صيد مصيد إلاّ بنقص في تسبيحه» يا قسورة لعبد اللّه ثم خلا سبيله، هذا حديث منكر، و الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف ضعيف و الخبائري ضعيف، و الرجلان اللذان قبلهما حمصيان مجهولان[4238].

ص: 239


1- كذا رسمها بالأصل و في م:«حيز... يعيش».
2- في الإصابة:«الحكم بن حطان». و سيأتي في آخر الخبر: الحكم بن عبد اللّه بن خطاف.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و زيادة لازمة عن الإصابة و مختصر ابن منظور.
4- بالأصل:«و لا غصن من شجرة و سبحت» و صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور 339/8 يقال: عضدت الشجر أعضده عضدا،(انظر النهاية لابن الأثير: عضد) و في م كالأصل.
5- بالأصل و م: فقال.
6- كلمتان غير واضحتين بالأصل و المثبت عن م.
7- لفظة غير مقروءة و المثبت عن م.

2199 - روح بن زنباع بن سلامة بن حداد بن حديدة

ابن أميّة بن امرئ القيس بن جمانة بن وائل

ابن مالك بن زيد مناة بن أفصى بن سعد بن إياس بن أفصى (1)

ابن حرام بن جذام و هو عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة

ابن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ،

أبو زرعة، و يقال أبو زنباع الجذامي الفلسطيني (2)

و لأبيه زنباع صحبة، أرسل عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و حدّث عن أبيه، و معاوية، و عبادة بن الصامت، و تميم الداري، و كعب الأحبار.

روى عنه: روح بن روح، و شرحبيل بن مسلم، و يحيى بن أبي عمرو (3)الشيباني، و إبراهيم بن [أبي] عبلة، و محمّد بن إبراهيم، و عبد الرّحمن بن حسان الكتاني، و عبادة بن نسي، و ثعلبة بن مسلم الخثعمي، و عبيدة بن عبد الرّحمن.

و كان له اختصاص بعبد الملك بن مروان لا يكاد يغيب عنه، و دخل دمشق غير مرة، و كان له بها دار عند دار أبي العقب في طرف البزوريين. و أمّره يزيد بن معاوية على جند فلسطين، و شهد (4) مرج راهط (5) مع مروان.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث بن بكر بن سوادة، حدّثه: أن عبيد بن عبد الرّحمن حدثه عن روح بن زنباع أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الإيمان يمان حتى جبال جذام و بارك اللّه في جذام»[4239].

قال بكر: فقال ابن مسعود: كان البني صلى اللّه عليه و سلم يحبّهم.

كذا وقع في الأصل، و الصواب: عبيدة بن عبد الرّحمن (6)،و هو مصري، و قد

ص: 240


1- بالأصل: أقصى، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 420.
2- ترجمته في الاستيعاب 525/1 هامش الإصابة، و الإصابة 524/1 الوافي بالوفيات 150/14 و سير الأعلام 251/4 و انظر بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل:«عمر».
4- بالأصل:«و سهل» و الصواب ما أثبت عن الوافي بالوفيات.
5- بالأصل:«راط » و الصواب ما أثبت، و مضى التعريف به.
6- كما في الإصابة 524/1، و ذكر الحديث.

روى ابن مندة هذا الحديث في معرفة الصحابة عن أحمد بن الحسن بن عيينة، عن روح بن الفرح، عن حرملة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا شرحبيل بن مسلم، قال: زار روح بن زنباع تميم الداري فوجده ينقي شعيرا لفرسه، و حوله أهله.

فقال: ما كان في هؤلاء من يكفيك ؟ قال: بلى، و لكن ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلقه عليه إلاّ كتب له بكل حبة حسنة.

هكذا رواه داود و لم يرفعه، و رواه أبو المغيرة عبد القدّوس بن الحجاج، و سليمان بن عبد الرّحمن، و عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، و الهيثم بن خارجة، عن إسماعيل بن عياش فرفعوه.

فأما حديث أبي المغيرة:

فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو المغيرة، نا إسماعيل بن عياش، حدّثني شرحبيل بن الخولاني، عن روح بن زنباع، زار تميم الداري فوجده ينقي شعيرا لفرسه قال و حوله أهله فقال له روح: أ ما كان في هؤلاء من يكفيك ؟ قال تميم: بلى، و لكني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلّقه عليه إلاّ كتب له بكلّ حبة حسنة»[4240] (2).

و أما حديث سليمان و الحوطي:

فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، قال: و نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، حدّثني أبي قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم أن روح بن زنباع الجذامي زار تميم الداري فوجده ينقي شعيرا لفرسه و حوله أهله فقال روح: أ ما كان في هؤلاء من يكفيك ؟ فقال تميم: بلى، و لكني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من امرئ ينقي

ص: 241


1- الحديث في مسند أحمد 103/4.
2- بعده في م كتب: آخر الجزء السادس عشر بعد المائتين.

لفرسه شعيرا، ثم يعلّقه عليه إلاّ كتب اللّه له بكلّ حبة حسنة»[4241].

و أما حديث الهيثم:

فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر بن مالك بن مالك (1)،نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، فذكر مثل هذا الحديث - يعني حديث أبي المغيرة-.

و رواه الحكم بن موسى، عن إسماعيل فأسقط روحا من إسناده.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن عمران بن حسن الضّرّاب، نا أبو العباس حامد بن محمّد بن شعيب البلخي، نا الحكم بن موسى أبو صالح، نا إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني:

أنه زار تميما الداري فوجده ينقي شعيرا لفرسه و حوله أهله، فقال: أ ما كان في هؤلاء من يكفيك هذا؟ قال: بلى، و لكني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من نقى شعيرا لفرسه فعلّقه عليه كتب اللّه له بكلّ حبة حسنة»[4242].

و رواه روح بن روح، عن إبراهيم، عن أبيه، و إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي (2)، و ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن روح فأسندوه.

فأما حديث روح:

فأنبأناه أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو العلاء محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن طلحة الصّيداوي - بصور - أنا القاضي أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي (3) بصيدا، أنا [أبو] بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن الكوفي، ثنا أبو عمرو، و سلامة بن سعيد بن زياد، ثنا أبي و عمي إبراهيم بن زياد، قالا: ثنا إبراهيم بن روح بن الزّنباع الجذامي عن أبيه روح بن روح، عن جده روح بن الزّنباع، قال: مررت بتميم الداري و هو ينقي شعيرا له في مسجد إبراهيم فقلت له: يا أبا رقية ما لك من يكفيك ؟ قال: بلى، و لكني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من ربط فرسا في سبيل اللّه ثم ولي حسّه

ص: 242


1- كذا مكررة بالأصل و وردت مرة واحدة في م.
2- ترجمته في سير الأعلام 323/6 و لفظة «عبلة» غير واضحة بالأصل و قد تقرأ «ليلة» و الصواب ما أثبتناه.
3- بالأصل:«المنا؟؟؟ حى» كذا و في م: المشايخي و الصواب ما أثبت.

و مسحه و نقّى شعيره كان له بكلّ شعيرة حسنة تكتب له و سيئة تمحى عنه»[4243].

أخبرناه عاليا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا أبو محمّد إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا سعيد بن زياد، حدّثني طاهر بن روح، عن أبيه، عن جده روح بن زنباع قال: مررت بتميم الداري في مسجد إبراهيم فوجدته ينقي شعيرا لفرسه، فقلت له: يا أبا رقية أ ما لك من يكفيك ما أرى ؟ فقال: بلى، و لكن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من ربط فرسا في سبيل اللّه ثم ولي نقاة شعيره و مسحه و حسه كان له بعدد كلّ شعيرة و كل حبّة حسنة تكتب له و سيئة تمحى عنه»[4244].

كذا رواه لنا أبو جعفر، و إنما يرويه ابن فراس عن ابن عباس بن محمّد بن قتيبة، عن سعيد بن زياد.

و أما حديث إبراهيم بن أبي عبلة:

فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو (1) مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن إسحاق الخشاب الرّقّي، نا عبيد بن حماد الحلبي.

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد، ثنا إبراهيم بن محمّد الصفار، ثنا عبيد بن حماد.

و أخبرناه أبو طالب علي (2) ابن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا محمّد بن الوليد الأمي أبو بكر بالرملة سنة سبعين و مائتين، ثنا عبيد بن حماد، نا عطا اللّه بن مسلم، عن ابن شوذب، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن روح بن زنباع، قال:

دخلت على تميم الداري و هو أمير على بيت المقدس و هو ينقي لفرسه شعيرا، فقلت:

أيها الأمير و ما كان لك من يكفيك هذا؟ قال: لأني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من

ص: 243


1- بالأصل و م: أبي.
2- بالأصل:«عن» خطأ و الصواب عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 426/7).

نقّى لفرسه شعيرا ثم قام حتى يعلّقه كتب اللّه له بكلّ شعيرة حسنة»، و اللفظ للطّبراني[4245].

و أما حديث ثعلبة بن مسلم:

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحرفي، نا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرّز، نا محمّد بن عمرو بن حبان، نا محمّد بن حمير، نا ابن أبي الجون، عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي:

أن روح بن زنباع قال: أتينا تميم الداري فإذا هو جالس ينقّي شعيرا لفرسه، ثم مشى به حتى علّقه عليه، ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من نقّى شعيرا لفرسه ثم مشى حتى يعلّقه عليه كتب له بكلّ شعيرة حسنة»[4246].

و رواه مسلمة بن أبي الحسني (1)،عن ثعلبة بن مسلم مرفوعا، و زاد في إسناده (2)عائشة.

أنبأناه أبو محمّد الأكفاني، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الحباب، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أحمد بن عمير بن جوصا، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني مسلمة بن علي، عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن روح بن زنباع الجذامي: أنه أتى تميما أبا رقيّة في رهط ، فوافاه على باب داره بين يديه غربال فيه شعير ينقيه لفرسه فقال روح: أبا رقية لو كفاك بعض أعوانك، فقال: لا، إنما أريد الخير لنفسي، إني سمعت من أم المؤمنين - يعني عائشة - تقول:[خرجت] (3) فإذا أنا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح بردائه على ظهر فرسه، قال: فقلت: بأبي و أمي يا رسول اللّه أ بثوبك تمسح فرسك، قال:«نعم يا عائشة و ما يدريك لعل ربي أمرني بذلك مع أني لقد بتّ و إنّ الملائكة لتعاتبني في حسّ الخيل فمسحها» فقلت: يا نبي اللّه فولنيه فأكون أنا التي ألي القيام عليه، فقال:«إني لا أفعل، لقد أخبرني خليلي جبريل عليه السلام أن ربي عزّ و جلّ يكتب لي بكل حبة أوافيه بها حسنة و ان ربي يحط عني بكل حبة سيئة، ما من امرئ من المسلمين يربط فرسا في سبيل اللّه عز و جلّ إلاّ يكتب له بكلّ حبّة يوافيها حسنة و يحط عنه بكل حبّة سيئة»[4247].

ص: 244


1- في م: بن أبي الحسين.
2- غير واضحة بالأصل، و في م: اسلامه، و لعل الصواب ما أثبت.
3- الزيادة لازمة عن مختصر ابن منظور 340/8.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،أنا أبو الحسين بن المهتدي، و أخبرناه أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال؛ قرأت على علي بن عمر الأنصاري، حدثكم الهيثم بن [عدي] (2) قال: قال ابن عياش: روح بن زنباع أبو زرعة.

أخبرنا [أبو] (3) محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز [بن] (4) أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد [نا] (5) أبو زرعة، قال في الطبقة الثانية: روح بن زنباع الجذامي يكنى أبا زرعة.

قال: و حدّثناه عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (6):و روح الجذامي يكنى أبو زرعة.

قال: و نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد إجازة، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، أنا أبو زرعة الدمشقي (7)،قال في تسمية من يكنى أبا زرعة: أولهم أبو زرعة روح بن زنباع الجذامي صاحب فلسطين، و عامل عبد الملك بن مروان عليها، لقي جلّة أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تميم الداري و غيره.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن [بن جوصا] (8) إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: روح زنباع بن سلامة الجذامي، كان أميرا (9) على فلسطين.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم ثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل الباقلاني،

ص: 245


1- بالأصل و م بالحاء المهملة، و الصواب بالجيم.
2- بياض بالأصل مقدار كلمة و المثبت عن م
3- بياض بالأصل مقدار كلمة و المثبت عن م
4- بياض بالأصل مقدار كلمة و المثبت عن م
5- بياض بالأصل مقدار كلمة و المثبت عن م
6- الزيادة لازمة للإيضاح.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 393/1.
8- الزيادة للإيضاح.
9- بالأصل و م: أمير.

و أبو الحسن الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد الباقلاني:

و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبادان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):روح بن زنباع الجذامي (2)،لم يزد عليه.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (3)،أنا أبو بكر حمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو زرعة روح بن زنباع الجذامي له صحبة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):روح بن زنباع، و يكنى أبا زرعة روى عن عبادة بن الصامت، روى عنه شرحبيل بن مسلم، و يحيى بن أبي عمرو (5) الشيباني (6)،و عبادة بن نسي، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو زرعة روح بن زنباع.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال: أبو زرعة روح بن زنباع.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني (7)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر بن منجويه، أنا الحاكم أبو أحمد، قال: أبو زرعة روح بن زنباع الجذامي السّبائي يقال له صحبة و ما أراه يصح، و الذي ظهرت روايته عن الصحابة مثل تميم الداري و دونه من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم الذين نزلوا الشام.

ص: 246


1- التاريخ الكبير 307/1/2.
2- بالأصل:«الحدامي» و الصواب عن البخاري، و هو صاحب الترجمة.
3- مهملة بدون نقط بالأصل و رسمها:«السعا؟؟؟ ي» كذا، و الصواب ما أثبتناه.
4- الجرح و التعديل 492/2/1.
5- عن الجرح و التعديل، و بالأصل «عمر».
6- في الجرح و التعديل: السيباني.
7- بالأصل و م بالدال المهملة و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة و السند معروف.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن محمّد، أنا عبد الرحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي، قال: روح بن زنباع بن سلامة الجذامي يكنى أبا زرعة عداده في أهل مصر، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا يصح له صحبة، و لأبيه زنباع رؤية، روى عنه عبيدة بن عبد الرحمن، و ابنه روح بن زنباع، ذكره محمّد بن أيوب في الصحابة و ذكره موسى بن سهل الرّملي في التابعين، كذا قال: و هو شامي، و كذا كناه يحيى بن معين.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : روح بن زنباع بن سلامة الجذامي له من النبي صلى اللّه عليه و سلم إدراك، و لا يصح له صحبة و لأبيه زنباع رؤية، يكنى أبا زرعة، يعد في المصريين، حديثه عن عبيدة بن عبد الرحمن، و سلمة ابنه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما الجذامي أوله جيم مضمومة و بعدها ذال معجمة فزنباع بن روح بن سلامة الجذامي، و ابنه روح بن زنباع الجذامي، و جماعة كثيرة.

قرأت على أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه: أنبأ أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (2)، نا معمر، عن يحيى الصولي، حدّثنا أحمد بن إسماعيل - يعني الحصيني - حدّثني الحسن بن عيسى، قال: قال شعبة (3) بن الحجاج: إن روح بن زنباع لما همّ معاوية بن أبي سفيان بقتله قال: لا تشمت بي عدوا أنت [و قمته] (4) و لا تسؤ إليّ صديقا أنت سررته، و لا تهدم مني ركنا أنت بنيته، فصفح عنه و أطلقه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال: وجه يزيد (5) مسلم بن عقبة المرّي بن غطفان فظهر عليهم - يعني أهل المدينة - يوم الحرّة ثم خرج إلى مكة

ص: 247


1- الاكمال لابن ماكولا 271/2.
2- بالأصل:«يشجب» و الصواب ما أثبت و ضبط (نصا) عن تبصير المنتبه 696/2 و ذكره: أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن سيبخت الكاتب و في م: يسحب.
3- بالأصل:«سعيد» و الصواب عن المختصر.
4- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن الوافي بالوفيات 150/14 و في م: و قص ؟؟؟ ه.
5- بالأصل:«يزيد بن مسلم» حذفنا «بن» فهي مقحمة.

و استخلف روح بن زنباع الجذامي، و يقال ابن عضاة الأشعري اسمه عبد اللّه حتى مات يزيد، و مات يزيد و على الأردن حسان بن مالك بن بحدل و ضم إليه فلسطين، فولّى حسان بن مالك روح بن زنباع فلسطين، و أخرج ناتل بن قيس الجذامي روح بن زنباع عن فلسطين، و دعا إلى ابن الزبير (1).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأ سليمان بن أحمد الطّبراني، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني يحيى بن معين، نا حجاج بن محمّد، عن أبي معشر (2)،قال: لمات مات معاوية بن يزيد بايع أهل الشام كلهم لابن الزبير، إلاّ أهل الأردن، فلما رأى ذلك رءوس بني أمية و ناس من أهل الشام من أشرافهم و فيهم روح بن زنباع الجذامي، قال بعضهم لبعض: إن الملك كان فينا أهل الشام فينتقل ذلك إلى الحجاز لا نرضى بذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا عبد اللّه بن أبي يحيى الأفريقي، حدّثنا عبد اللّه بن وهب، نا مسلمة بن علي، عن سعيد بن سنان، عن حدير بن كريب أن عبد الملك بن مروان: كتب إلى روح بن زنباع: كيف نقول إذا تخوّفنا الصواعق ؟ قال: تقولون: اللّهم إنا نستعينك و نستغفرك، و نؤمن بك و نتوب إليك. ثلاثا.

و بهذا الإسناد: أن عبد الملك بن مروان أرسل إلى روح بن زنباع: كيف نقول إذا قحطت السماء، قال: تقولون: اللّهم، الذنب الذي حبست عنا به المطر، فإنا نستغفرك منه، فاغفر لنا، و اسقنا الغيث. ثلاث مرات، إلا أنه قال عبيد اللّه بن أبي يحيى.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (3) البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن يسار، أنا محمّد بن المرزبان، و أبو العباس ثعلب و أبو حاتم عن العيني، حدّثني أبي قال: دخل روح بن زنباع الجذامي على عبد الملك و عنده الوليد

ص: 248


1- لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة بن خيّاط .
2- بالأصل:«مشعر» خطأ، و الصواب عن المختصر.
3- مراجعة هامش رقم(2) في الصفحة السابقة.

ابنه، و كان روح ذا مكانة عند عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين أعدني على الوليد، فقال مالك و له ؟ قال: شكوت إليه عبيده في ضيعتي الفلانية التي تجاور (1) ضيعته الفلانية فلم يشكني، فقال الوليد: أسرعت خيلك يا أبا زرعة ؟ قال: نعم مرتين يا ابن أخي، مرة بصفّين [و مرة ب ] (2) مرج راهط و قام مغضبا؛ فقال عبد الملك للوليد: اركب إليه وهب له الضيعة بما فيها من عبيدها و أكرتها (3) فلم يشعر روح حتى قيل له: الوليد بالباب، فخرج إليه و اعتذر و وهب له الضيعة و ما فيها، و رجع إلى عبد الملك فأخبره بذلك (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان.

و أنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك بن علي، أنا علي بن محمّد بن علي بن الحسين، أنا أبو العباس الأصم، قالا: ثنا عباس بن محمّد الدوري، نا يحيى بن معين، نا الحسن بن رافع، ثنا ضمرة، قال: سمعت الوليد بن أبي عون يقول: كان روح بن زنباع - يقول - إذا دخل الحمام فخرج منه أعتق رقبة، و اللفظ لابن مروان.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا عباس بن محمّد الدوري، نا أبو إسحاق الطالقاني، نا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الحميد بن عبد اللّه، قال: كان روح بن زنباع إذا خرج من الحمام أعتق رقبة (5).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ .

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن

ص: 249


1- بالأصل:«تجاوز» و في م: يجاور و لعل الصواب ما أثبت.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 341/8 و مكانها بياض في م.
3- الأكرة جمع أكار، و هم الحرّاث.
4- الخبر في الاستيعاب 528/1 هامش الإصابة باختلاف الرواية.
5- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 252/4 و الوافي بالوفيات 150/14.

السّقّا، قالا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد، ثنا علي بن الحسن (1) بن شقيق.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو يعلى بن هبة اللّه، و أنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا عباس الدوري، نا علي بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، عن سعيد بن سالم - و ليس بالقدّاح (2)-قال: نزل روح بن زنباع منزلا بين مكة و المدينة و قرب غداءه في يوم صائف فانحط عليه راعي (3) من جبل فقال: يا راعي هلم إلى الغداء فقال: إني صائم، قال: أ تصوم في هذا الحر الشديد، قال: فأدع أيامي تذهب باطلا، فأنشأ روح يقول:

لقد ضننت بأيامك يا راعي *** إذ جاد بها روح بن زنباع

و في رواية العباس: قال روح: أو تصوم و فيها، قال: فقال الراعي: أ فأدع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المعدّل، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن مروان، نا عباس بن محمّد الدوري، نا علي بن الحسن بن شقيق، عن عبد اللّه بن المبارك، عن سعيد بن سالم، و ليس بالقدّاح، قال: نزل روح بن زنباع منزلا بين مكة و المدينة في يوم صائف و قرب غداءه فانحط عليه راعي (4) من جبل، فقال: يا راعي هلم إلى الغداء، فقال: إني صائم، فقال روح: أو تصوم في هذا الحر الشديد؟ فقال الراعي: أ فأدع أيامي تذهب باطلا؟ فأنشأ روح بن زنباع يقول:

لقد ضننت بأيامك يا راعي *** إذ جاد بها روح بن زنباع

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن إسماعيل المذكر، نا أبو سعيد محمّد بن يوسف الجوسقي، نا يحيى بن يحيى، نا سعيد بن الحسن، قال: بلغنا أن روح بن زنباع

ص: 250


1- بالأصل:«الحسين» و الصواب ما أثبت، و سيرد صوابا، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 188/4 و سير الأعلام 349/10.
2- انظر ترجمة سعيد بن سالم القداح في سير الأعلام 319/9.
3- كذا بالأصل و م.
4- كذا بالأصل و م.

دعا (1) أعرابيا إلى طعامه فقال: لست أطعم أنا صائم، فقال له روح: أ تصوم في مثل هذا اليوم ؟ فقال الأعرابي: أدع أيامي تذهب باطلا. فقال له روح: لئن كنت يا أعرابي ظننت بأيامك تذهب باطلا لقد جاد بها روح.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن عبد العزيز بن مردك، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، ثنا يونس بن عبد الأعلى المصري، أخبرني الشافعي قال: قال هشام بن عبد الملك لما مات روح بن زنباع، قال لبعض الناس: كيف كان روح ؟ ثم قال: قال روح: و اللّه ما أردت بابا من أبواب الخير إلاّ تيسّر لي، و لا أردت بابا من أبواب الشرّ إلاّ لم (2) يتيسر لي (3).

كذا في هذه الحكاية، و روح مات في زمن عبد الملك بن مروان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال في سنة أربع و ثمانين فيها مات روح بن زنباع بالأردن، و بلغني أن أمية بن خالد بن عبد اللّه بن أسيد، و خالد بن يزيد بن معاوية، و روح بن زنباع ما توافي عام واحد بالصفّين (4) من الأردن.

2200 - روح بن العيزار

روى عن عبد الرّحمن بن آدم الدمشقي.

روى عنه: الوليد بن مسلم، حديثه في ترجمة عبد الرّحمن بن آدم الدمشقي.

2201 - روح بن نفيل

قدم دمشق على يزيد بن الوليد برأس الوليد بن يزيد، له ذكر، يأتي ذكره في ترجمة الوليد بن يزيد.

2202 - روح بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

أمه أم ولد، تقدم ذكره في ترجمة أخيه تمام بن الوليد بن عبد الملك.

ص: 251


1- بالأصل و م: دعى.
2- بالأصل و م:«لمن تيسر» و صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور 341/8.
3- الخبر في الإصابة 524/1.
4- كذا، و في الوافي بالوفيات:«بالصّنّبرة».

2203 - روح بن الهيثم الغسّاني

روى عن محمّد بن عمر القرشي.

روى عنه: زياد (1) بن معاوية بن زياد بن يزيد بن عمر السفياني (2).

أنبأ أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، قالا: حدّثنا عبد العزيز [بن] أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا يوسف بن موسى المروزي، نا أبو خالد بن زياد بن معاوية بن يزيد بن عمر بن حرب بن يزيد (3) بن معاوية، نا روح بن الهيثم، عن محمّد بن عمر القرشي، قال: لما [هدم] (4) الوليد بن عبد الملك الكنيسة التي في مغارب المسجد، فوجد في أساسه حجرا مكتوبا (5) بالعبرانية، فأتوا الوليد بن عبد الملك، فقالوا: يا أمير المؤمنين وجدنا في أساس الحائط حجرا فيه كتاب لا يدرى بأي لسان، قال: فجمع الوليد بن عبد الملك أهل الكتب فلم يجد أحدا يقرؤه، فقال له رجل من اليهود: يا أمير المؤمنين ابعث إلى وهب بن منبّه اليماني فإنه يقرأ كل كتاب، فأرسل إليه فقال له: يا وهب إنا وجدنا أساس الحائط حجرا فيه كتاب بالعبرانية فذكر أنك تقرأ كل كتاب، فقام وهب بن منبّه إلى الحجر فقرأه، ثم بكى بكاء شديدا فقال: يا أمير المؤمنين إن وهب بن منبّه حين قرأ ما في الحجر دأب يبكي، فقال: لقد رأى فيه عجبا، قال: ثم دخل وهب على أمير المؤمنين فقال: ويحك يا وهب لقد بكيت من شيء عظيم ؟ فقال: يا أمير المؤمنين في هذا الحجر عظة لمن (6) اتّعظ ، و عبرة لمن اعتبر، قال: ويحك، و ما رأيت فيه ؟ قال:

لقد رأيت: يا ابن آدم، لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طول ما ترجو به من أملك، و إنما يكفي (7) ندمك إن زلّت قدمك، و أسلمك أهلك و حشمك (8)،و فارقك

ص: 252


1- بالأصل و م:«اد» و المثبت «زياد» أخذناه مما ورد في الخبر التالي.
2- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«السسا؟؟؟ ي» كذا، و لعل الصواب ما أثبت قياسا إلى عامود نسبه في الخبر التالي و في م: السعاني.
3- كذا ورد عامود نسبه، و لم أعثر في أولاد يزيد بن معاوية بن أبي علي من اسمه «حرب» انظر جمهرة ابن حزم ص 112 و نسب قريش للمصعب ص 128 و وجدت «حربا» اسم ولد لخالد بن يزيد.
4- بياض بالأصل، و الكلام متصل في م و استدركت اللفظة عن مختصر ابن منظور 342/8.
5- بالأصل: مكتوب.
6- بالأصل: لم.
7- بالأصل تقرأ:«و إنما يعني بدمك» و صوبت العبارة عن مختصر ابن منظور 342/8.
8- المختصر: و جسمك.

الحبيب، و ودّعك القريب، فلا أنت إلى أهلك بعائد، و لا في عملك بزائد؛ فاحتل ليوم القيامة، قبل الحسرة و الندامة.

2204 - روح بن يزيد بن بشر السّكسكي

حدّث عن أبيه.

روى عنه: الأوزاعي، و كان على شرطة محمّد بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: روح بن يزيد بن بشر (2) عن أبيه روى عنه الأوزاعي، يعد في الشاميين، منقطعا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي إجازة، قال: و أنبأنا أبو طاهر الهمداني، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن أبي حاتم، قال (3):روح بن يزيد بن بشر شامي، روى عن أبيه، روى عنه الأوزاعي، منقطع، سمعت أبي يقول ذلك.

ذكر من اسمه رود

2205 - رود بن الحارث الكلابي

ذكر من اسمه (4) رود

2205 - رود بن الحارث الكلابي (5)

شهد صفّين مع معاوية، و كان فارسا بارز علي بن أبي طالب يومئذ فقتل (6).

له ذكر، يأتي في ترجمة كريب بن الصبّاح.

ص: 253


1- التاريخ الكبير 307/1/2.
2- في البخاري: بشير.
3- الجرح و التعديل 496/2/1.
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح.
5- ترجمته في بغية الطلب 3718/8 و ورد فيه: الكلاعي.
6- ورد في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 556 اسم روق بن الحارث الكلاعي فيمن قتل في المعركة. و لم يشر إلى أي عسكر كان ينتمي.

ذكر من اسمه روزبه

2206 - روزبه بن الحسن بن علي

ذكر من اسمه (1) روزبه

2206 - روزبه بن الحسن بن علي

أبو بكرة و يقال: أبو بشر الفارسي الفسوي الصوفي

قدم دمشق، و حدث بها سنة تسع و تسعين و أربعمائة، عن سعد بن علي الزّنجاني (2)،و أبي علي الحسن بن عبد الرّحمن الشافعي.

سمع منه أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسن بن قبيس.

أنبأ أبو محمّد بن الأكفاني، أنا الشيخ أبو بشر روزبه (3) بن الحسن الفارسي الصوفي، قدم علينا بقراءتي عليه،، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن العباس بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي جعفر الشافعي، أخبرني أبو الحسن بن إبراهيم بن أحمد بن فراس الشاهد في المسجد الحرام، نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه الدّيبلي، قراءة عنه، نا سعيد بن عبد الرّحمن، نا شيبان، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن ابن عباس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شرب من زمزم و هو قائم، كذا قال، و الصواب: سفيان هو ابن عيينة (4)[4248].

أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا روزبه بن الحسن، قال: قرأت على أبي القاسم سعد بن علي بن محمّد الزّنجاني بمكة،... (5)،أنا أبو بكر

ص: 254


1- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 385/18.
3- بالأصل و م:«روبه» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
4- انظر ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب التهذيب 357/2.
5- لفظة غير مقروءة بالأصل و م تركنا مكانها بياضا.

محمّد بن جعفر الساحلي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّيلحيني (1)،نا أبو ميمون محمّد بن أحمد بن مطرف، أنا أبو بكر بن الحداد، قال: كنت في مجلس أبي عبيد القاضي بمصر إذ أقبل (2) خادم مسرع، حسن الصورة، جميل الهيئة، طيب الرائحة، ثم وقف على رأسه و طرح في حجره رقعة، فقرأها أبو عبد اللّه ثم قال: اللّهم اجمع بينهما على رضاك ثم أنشأ يقول:

أنكرت حبّي و أي شيء *** أبين من دله المحبّ

أ ليس شوقي و قبض دمعي *** و ضعف جسمي شهود حبي

فقال أبو عبيد: هؤلاء شهود ثقات، قال أبو بكر: ثم رمى بالرقعة إليّ فقرأتها فإذا فيها مكتوب:

عفا اللّه عن عبد أعان بدعوة *** خليلين كانا دائمين على الودّ

إلى أن وشى واشي الهوى بنميمة *** إلى ذاك من هذا فحالا عن العهد

2207 - رومان

مؤدب ولد عبد الملك بن مروان.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش الضرير عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي، حدّثني أحمد بن جعفر الكرخي، حدّثني يزيد بن عبد الملك الكاتب، حدّثني الهيثم بن عدي، قال: قال رومان مؤدب [ولد] (3)عبد الملك:[كتب إليّ عبد الملك] (4) بكلمات يأمرني أن آخذ بهن ولده فقال: مرهم بإحراز ما أقبل قبل إدباره، و التّعزي عن المدبر بعد تعذيره، و كتمان ما في الأنفس دون الخلصان، و مؤازرة الثقة من الاخوان، و توقّع انتقاض الإخوان، و قلّة التعجّب من غدر الخلاّن.

ص: 255


1- رسمها بالأصل:«السلحسى» غير منقوطة و الصواب ما أصبت السيلحيني، ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سيلحين قرية معروفة من سواد بغداد.
2- بالأصل: قبل.
3- زيادة لازمة منا، اقتضاها السياق.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 342/8 للإيضاح.

ذكر من اسمه رويح

2208 - رويح أبو بكر المتعبد

ذكر من اسمه (1) رويح

2208 - رويح أبو بكر المتعبد

قرأت بخط عبد الوهاب بن جعفر المدائني في يوم الخميس لخمس خلون من شعبان من هذه السنة - يعني سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة - مات أبو بكر رويح، و أخرجت جنازته العصر إلى خارج باب الشرقي عند دار النصر فصلّي عليه ثمّ ، و شهده عالم من الناس حتى أن دمشق خلت و لم يتخلف أحد عن حضور جنازته من شريف و لا شيخ، و لا أحد حتى خرج الأمير قابل فشهدها.

ذكر من اسمه رويم

2209 - رويم اللّخمي

ذكر من اسمه (2) رويم

2209 - رويم (3) اللّخمي

والد عروة بن رويم (4)،روى [عن] (5) معاوية بن أبي سفيان.

روى عنه: انبه حديثا تقدم في فصل.... (6).

ص: 256


1- زيادة منا للإيضاح.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- رويم بالراء مصغرا عن التقريب.
4- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 116/4.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- لفظتان غير مقروءتين تركنا مكانهما بياضا و في م:«في فصل المعارة أوضح» كذا.

ذكر من اسمه رياح

2210 - رياح بن عبيدة و يقال: ابن عبدة

أبو ناتل الغسّاني

ولي شرطة عبد الملك بن مروان ثم ولي شرطة الوليد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا،[نا خليفة] (1) بن خياط ، قال في تسمية عمال عبد الملك (2)،قال: الشرط يزيد ابن [أبي] كبشة (3) السّكسكي، ثم عزله و ولّى أبا ناتل رياح بن عبيدة (4) الغسّاني، ثم عزله و ولّى عبد اللّه بن بريد (5) الخطمي، ثم عزله و ولّى كعب بن حامد [العبسي] حتى مات عبد الملك كذا قال، و الصواب الحكمي بدل الخطمي (6).

قال: و نا خليفة، قال (7):في تسمية عمال الوليد بن عبد الملك: على الشرط رياح بن عبيدة (8)،ثم عزله و ولّى كعب بن حامد العبسي حتى مات الوليد.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا [ابن] عائذ، قال: قال

ص: 257


1- زيادة منا اقتضاها السياق.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 299.
3- بالأصل:«بريد بن كبشة» و الصواب عن تاريخ خليفة.
4- عند خليفة: عبدة.
5- في خليفة: زيد.
6- الذي ورد في تاريخ خليفة: الحكمي.
7- تاريخ خليفة ص 312.
8- عند خليفة: عبدة.

الوليد بن مسلم: لما تأخر من تعجيل الوليد بن عبد الملك بالمدد و الميرة عليهم - يعني جيشه الذي بعثه مع مسلمة لفتح الطوانة (1) حتى أباح عليهم النساء فإنه قطع.... (2)

و جهز خيلا و إبلا و بغالا و حميرا بالميرة و ولى على الدخول به أحد بني شريك قرّة من أهل قنسرين فسار حتى بلغ ما منعه من المضي من الثلج. فكتب إلى الوليد يخبره بذلك، و أن الدرب قد انغلق فلم يجد فيه منفذا، فعزله الوليد و استعمل رياح الغسّاني و أمره أن يلبس الثلج بالجواميس و البقر طالي فيها كل يوم حتى يأتيهم أو يهلك، فمضى ثم فعل ذلك.

2211 - رياح بن عبيدة الباهلي

2211 - رياح بن عبيدة الباهلي (3)

مولاهم قيل إنه من أهل البصرة، و عندي أنه من أهل الحجاز، كان في صحابة عمر بن عبد العزيز بالمدينة، ثم خرج إلى الشام فكان معه.

روى عن عمر بن عبد العزيز، و قزعة بن يحيى، و علي بن الحسين بن علي، و أبان بن عثمان بن عفان، و أبي صالح ذكوان، و أسيد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن الخطاب.

روى عنه: داود بن أبي هند، و حاتم بن أبي صغيرة، و السّري بن يحيى، و عبد اللّه بن شوذب، و محمّد بن معتب الباهلي البصريون، و عبد الرّحمن بن عثمان الزهري، و علي بن مسعدة أبو حبيب الباهلي البصري، و أخوه هذيل بن مسعدة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا محمّد بن أحمد الذّهلي، نا يوسف بن يعقوب القاضي، نا محمّد بن أبي بكر، نا زهير بن إسحاق، عن داود بن أبي هند، عن رياح بن عبيدة، عن أسد أو أسيد بن عبد الرّحمن، عن ابن عمر قال: مررت بالنبي صلى اللّه عليه و سلم و هو في حجرة حفصة فقال:

«يا ابن عمر ارفع إزارك، فإنه من جرّ إزاره خيلاء لم ينظر اللّه إليه»[4249].

كذا ذكره بالشك، و هو أسيد بن سودة.

ص: 258


1- الطوانة بضم أوله، بلد بثغور المصيصة (ياقوت).
2- لفظتان غير مقروءتين بالأصل و م تركنا مكانهما بياضا.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 177/2 و الوافي بالوفيات 156/14.

ما أخبرناه أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن العلاف المقرئ في كتابه، ثم أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمّامي المقرئ.

و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري، نا مسدّد بن مسرهد (1)،نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن رياح بن عبيدة، عن أسيد بن عبد الرّحمن أخي عبد الحميد - و هو ابن سودة - عن عبد اللّه بن عمر، قال: لبست ثوبا جديدا، فأتيت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو قاعد عند حجرة حفصة في ليلة [مظلمة]، فسمع قعقعة الثوب فقال:«من هذا»؟ قلت:

عبد اللّه بن عمر، قال:«ارفع ثوبك»، قلت: يا رسول اللّه إنه مرتفع، قال:«ارفع ثوبك، فإن الذي يجر ثوبه خيلاء لا ينظر اللّه إليه». و كان إزاري تلك - زاد ابن مردويه:

الليلة، و قالا - إلى نصف الساق[4250].

أخبرناه عاليا أبو عبيد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل (2)،أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو همّام الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السّكوني (3)،نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، نا داود، نا رياح بن عبيدة، عن أسيد بن أبي عبد الرّحمن بن أخي عبد الحميد، و هو ابن سودة بنت عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عمر، قال: لبست ثوبا جديدا فأتيت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو عند حجرة حفصة في ليلة مظلمة فسمع قعقعة الثوب فقال:«من هذا؟» قلت: عبد اللّه بن عمر، قال:«ارفع ثوبك» (4)-زاد ابن المقرئ، فقلت: يا رسول اللّه إنه مرتفع، قال:«ارفع ثوبك» ثم اتفقا فقالا:- «إن الذي يجر ثوبه خيلاء لا ينظر اللّه إليه»، قال: و كان إزاري

ص: 259


1- بالأصل و م: بشرهد، و الصواب ما أثبت. انظر ترجمته في سير الأعلام 591/10.
2- بالأصل و م بالحاء المهملة و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل و م:«السلوني» و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل:«ثوبه» و الذي أثبت يوافق عبارة الرواية السابقة.

تلك الليلة إلى نصف ساقي، كذا في هذه، و هو أخو عبد الحميد، و الصواب سودة بنت عبد اللّه[4251].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن عبد اللّه بن أبي علاثة، قال: قرئ على أبي طاهر المخلّص، أنبأنا أبو القاسم البغوي، ثنا عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي، نا حمّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن رياح بن عبيدة أن أبان بن عثمان حدّث عن عمر بن عبد العزيز أن عمر بن الخطاب كان لا يورث الحملاء (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف الرّزّاز، أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الملك بن عمر، أنا أبو حفص بن شاهين، ثنا محمّد بن مخلد، قال: و أنا أبو الحسين، أنا أبو الحسين العتيقي، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد المخرّمي، نا إسماعيل الصفار، قال: نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، ثنا عمر أبو حفص العقيلي، عن رياح بن عبيدة: أنه اشترى لعمر بن عبد العزيز أنبجانيا بثلاثين درهما.

قال: و رأيت أبا العلاء يقرأ في مصحف ضخم، و رأيت عبد اللّه بن شقيق له وفرة، أبيض الرأس و اللحية، و لا أعلم إلاّ مقرونا و كان عبد اللّه بن شقيق بالحفير و رأيت عبد اللّه بن شقيق يصلّي الضحى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط (2)،قال في الطبقة الخامسة من أهل البصرة: رياح بن عبيدة مولى ابن و اهلة (3).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي الحافظ ، ثم حدّثنا (4) أبو الفضل محمّد بن ناصر (5)،أنا

ص: 260


1- الحملاء جمع حميل، و هو الذي يحمل من بلاده صغيرا إلى بلاد الإسلام، و قيل هو المحمول النسب، و ذلك أن يقول الرجل لإنسان: هذا أخي أو ابني ليزوي ميراثه عن مواليه (النهاية: حمل).
2- طبقات خليفة بن خياط ص 371 برقم 1800.
3- كذا بالأصل، و في طبقات خليفة:«من موالي بني وائل من باهلة» و هو الظاهر.
4- ما بين الرقمين كرر بالأصل.
5- ما بين الرقمين كرر بالأصل.

أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، و أبو الحسن عبد الجبار، نا أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسن الأصفهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):رياح بن عبيدة عن قزعة، و عمر بن عبد العزيز، روى عنه حاتم بن أبي صغيرة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أخبرنا الحسن بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو حاتم بن أبي حاتم، قال (2):رياح (3) بن عبيدة: يروي عن عمر بن عبد العزيز، و قزعة؛ روى عنه داود بن أبي هند، و حاتم بن [أبي] صغيرة و السّري بن يحيى، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عن أبي صالح ذكوان، روى عنه محرز بن قعنب (4).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير، قال: سمعت محمود بن إبراهيم يقول في الطبقة الرابعة: رياح بن عبيدة أصله بصري، قال أبو سعيد: سكن الشام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، قال: و أما رياح - الراء مكسورة و تحت الياء نقطتان - رياح بن عبيدة، روى عن عمر بن عبد العزيز و قزعة، روى عنه داود بن أبي هند، و حاتم بن أبي صغيرة (5)،و السري بن يحيى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن

ص: 261


1- التاريخ الكبير 329/1/2.
2- الجرح و التعديل 511/2/1.
3- بالأصل: رباح، بالباء الموحدة.
4- بالأصل:«محمد بن رفيعة» و الصواب ما أثبت: محرز بن قعنب.
5- بالأصل:«صغير» و في م:«صغير».

الدارقطني، قال في باب رياح بالياء: رياح بن عبدة (1)،يروي عن قزعة، و عمر بن عبد العزيز، و أسيد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب، روى عنه داود بن أبي هند و حاتم بن أبي صغيرة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة قراءة، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، أنا عبد الغني بن سعيد، قال: رياح بالياء معجمة باثنتين من تحتها رياح بن عبيدة و له ولدان موسى و الخيار (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أما رياح بكسر الراء و فتح الياء المعجمة باثنين (4) من تحتها - و عبيدة بفتح العين و كسر الياء - رياح بن عبيدة، يروي عن قزعة، و عمر بن عبد العزيز، و أسيد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب، روى عنه داود بن أبي هند، و حاتم بن أبي صغيرة.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس، قال:

سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: رياح بن عبيدة كيف حديثه ؟ فقال: ثقة (5).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أنا طاهر، أنا علي بن محمّد، قال: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (6):سئل أبو زرعة عن رياح بن عبيدة فقال: كوفي ثقة.

أنبأنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، ثم أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا

ص: 262


1- كذا بالأصل:«عبدة» و صوابه: عبيدة كما في م، و هو صاحب الترجمة.
2- مهملة بالأصل و غير منقوطة، و المثبت و الضبط عن الاكمال لابن ماكولا 40/2 و في م: و الجبار.
3- الاكمال لابن ماكولا 14/4.
4- كذا.
5- انظر تهذيب التهذيب 177/2.
6- الجرح و التعديل 511/2/1.

سهل بن بشر، قال: أنا محمّد بن الحسين بن محمّد النّيسابوري، أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، أنا أبو أحمد - هو - ابن عبدوس، حدّثني محمّد بن يزيد العجلي، ثنا جميع بن عمير، عن داود بن أبي هند، عن رياح بن عبيدة في قوله: سٰابِقُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (1) قال: التكبيرة الأولى، و الصف الأول.

قرأت على أبي غالب البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف إجازة، نبأ الحسين بن محمّد بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا علي بن محمّد المدائني، عن خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه، قال: كان [من] خاصّة عمر بن عبد العزيز: ميمون بن مهران، و رجاء بن حيوة، و رياح بن عبيدة الكندي، و كان قوم دون هؤلاء عنده، عمرو بن قيس، و عون بن عبد اللّه بن عيينة (3)،و محمّد بن الزبير الحنظلي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، ثنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (4)،حدّثني سعيد - يعني ابن عفير-، نا يعقوب، هو ابن عبد الرّحمن، عن أبيه قال: لما كان عمر بن عبد العزيز بذيل ثيابه و يسرف في عطره، و لقد كان يدخل في طيبه حمل القرنفل، و لقد رأيت العنبر على لحيته كالملح، فلما أفضت إليه الخلافة ترك ذلك و تبذل (5).

قال: و أخبرني رياح بن عبيدة - و كان تاجرا من أهل البصرة يعامل عمر بن عبد العزيز (6)-فأمره و هو بالمدينة أن يشتري له جبة خزّ منصوب. قال: فاشتريتها بعشرة دراهم ثم أتيته بها فمسّها فقال: إني لأستخشنها، فلما ولي الخلافة أمرني فاشتريت له جبة صوف بدينار، ففعلت فأتيته بها فجعل يدخل يده فيها و يقول: ما ألينها، فقلت: عجبا تستخشن الخزّ المنصوب أمس و تستلين الصوف اليوم، قال: تلك حال

ص: 263


1- سورة الحديد، الآية:21.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 395/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
3- في ابن سعد: عتبة.
4- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 569/1 و انظر سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 150 و سيرة عمر لابن عبد الحكم.
5- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل «و تبدل» بالدال المهملة.
6- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل «عبد العزيز».

و هذه حال. في هذه الحكاية: أنه من أهل البصرة بخلاف ما قال أبو زرعة أنه كوفي.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد بن الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا علي بن مسعدة، حدّثني رياح بن عبيدة، قال: كنت قاعدا عند عمر بن عبد العزيز فذكر الحجّاج فشتمته و وقعت فيه، فقال عمر: مهلا يا رياح، إنه بلغني أن الرجل يظلم بالمظلمة فلا يزال المظلوم يشتم الظالم و يتنقصه حتى يستوفي حقّه، و يكون للظالم الفضل عليه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، ثنا ابن أبي خيثمة، أنا سليمان بن أبي شيخ، قال: روى شعبة، عن يزيد بن رادي أن سليمان العطار أهدى إلى عمر بن عبد العزيز مع رياح بن عبيدة مولى باهلة بازورة دهن بنفسج فقبلها منه، و كان رياح بن عبيدة من أهل الحجاز، بعث به عمر بن عبد العزيز على بيع الخزائن بالعراق، فاشترى منه سليمان العطار واحدة بالثمن و قد ذكر ذلك صالح بن سليمان.

2212 - رياح بن عتيك الغسّاني

2212 - رياح بن عتيك الغسّاني (1)

شاعر، شهد صفين مع معاوية، و قتل يومئذ، و كان من الفرسان المذكورين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنا أبو غالب الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (2)،نا إبراهيم بن الحسن بن علي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا نصر بن مزاحم (3)،نا عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن الشعبي، عن الحارث بن أدهم (4)،و صعصعة بن صوحان، و أحدهما يزيد على الآخر، قال: قتل الأشتر (5) في تلك المعركة - يعني يوم صفّين - بيده سبعة مبارزة منهم صالح بن فيروز العكّي، و مالك بن أدهم السّلماني، و رياح بن عتيك الغسّاني،

ص: 264


1- ترجمته في بغية الطلب 3724/8.
2- غير منقوطة بالأصل، و الصواب ما أثبت. انظر ترجمته في سير الأعلام 530/15 و في م بيحاب.
3- وقعة صفّين لنصر بن مزاحم ص 174-175 و بغية الطلب 3724/8.
4- في وقعة صفّين: عن صعصعة.
5- عن وقعة صفّين و بالأصل: الأسير و في م:«قبل الأسر».

و الأبلج (1) بن منصور الكندي، و إبراهيم بن الوضّاح الجمحي، و زامل بن عتيق الحذامي (2)،و محمّد بن روضة الجمحي.

قال: و قال جابر: خرج إليه رياح بن عتيك (3) و هو يقول:

إني زعيم مالك (4) بضرب

بذي غرارين جميع القلب

عبل الذراعين شديد الصلب (5)

فشدّ عليه الأشتر (6) و هو يقول:

رويد لا تجزع من جلاد

جلاد شخص جامع الفؤاد

يجيب في الروع دعا المنادي

قال: فاضطربا هويّا ثم قتله الأشتر (7).

2213 - رياح بن عثمان بن حيّان

2213 - رياح بن عثمان بن حيّان (8)

ابن معبد بن شدّاد بن نعمان بن رياح بن أسعد

ابن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ

ابن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان (9) بن بغيص

ابن ريث بن غطفان بن سعد (10) بن قيس عيلان المرّي (11)

ولي إمرة دمشق لصالح بن علي الهاشمي أمير الشام و مصر من قبل المنصور، ثم ولي إمرة المدينة للمنصور.

ص: 265


1- في المصدرين السابقين: و الأجلح.
2- في وقعة صفّين:«زامل بن عبيد الحزامي» و في بغية الطلب:«زامل بن عتيك الجذامي».
3- بالأصل:«عبيد» و هو صاحب الترجمة.
4- بالأصل و بغية الطلب:«لكم» و المثبت «مالك» عن وقعة صفّين.
5- بالأصل «الصلت» و الصواب عن المصدرين السابقين.
6- بالأصل: الأسير، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
7- بالأصل: الأسير، و قد مرّ.
8- بالأصل حبان بالباء الموحدة، و الصواب عن ابن حزم ص 254.
9- بالأصل: دينار، و المثبت عن ابن حزم.
10- بالأصل: سعيد و المثبت عن ابن حزم.
11- ترجمته في الوافي بالوفيات 157/14.

حكى عنه كاتبه ابن البختري، و مالك بن أنس الفقيه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمّد بن أبي زكير (1)،أنا ابن وهب، حدّثني مالك، قال: كان رياح بن عثمان على المدينة، حدث رياح بن عثمان قال: ما قدم علينا بريد لعمر بن عبد العزيز بالشام إلاّ باحياء سنّة أو قسم (2) مال أو أمر فيه خير.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدّينوري قراءة عليه، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار إجازة.

أخبرنا أبو القاسم بن طعان، أنا الحسين بن حبيب، نا أبو عبد الملك، نا إبراهيم بن هشام، حدّثني أبي، عن جدي، قال: أتى عمر بن عبد العزيز بغلمة من أولاد المهالبة لم يبلغوا الحنث، و عنده رجاء بن حيوة الكندي، و رياح بن عثمان المرّي، فقال عمر: يا رياح ما تقول في هؤلاء الغلمة ؟ قال: أقول ما قال نوح النبي صلى اللّه عليه و سلم في الغلبة: رَبِّ لاٰ تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكٰافِرِينَ دَيّٰاراً، إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبٰادَكَ وَ لاٰ يَلِدُوا إِلاّٰ فٰاجِراً كَفّٰاراً (3)،قال: فلم يوافقه فيما قال، و التفت إلى رجاء بن حيوة فقال:

ما تقول هؤلاء الغلمة يا رجاء؟ قال: و ما سبيلك على هؤلاء الغلمة لم يبلغوا الحنث و لم تجب عليهم الأحكام. فأخذ بقول رجاء و خلّى سبيلهم. فلما خرج رجاء و رياح من عند عمر قال رياح: يا رجاء بن حيوة إن للّه رجالا خلقهم للشر و هو (4) منهم، و خلق رجالا للخير و أنت منهم.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن أبي بكر العدل، أنا أبو أحمد العسكري، قال: و أما رياح الراء مكسورة و تحت الياء نقطتان رياح بن عثمان بن حيّان المرّي، كان أميرا على المدينة للمنصور.

ص: 266


1- بالأصل «زكير».
2- بالأصل و م: مضطربة و نصها:«إلا ما أحاسبه أو أقسم مال» و صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور 344/8.
3- سورة نوح، الآيتان:26-27.
4- كذا، و يعني نفسه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا، و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، أنا عبد الغني بن سعيد المقرئ الحافظ ، قال: رياح بباء معجمة باثنتين من تحتها.

و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):و أما رياح - بكسر الراء و فتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها - رياح بن عثمان بن حيّان المرّي يروي عنه - و قال ابن ماكولا: حدث عنه - مالك بن أنس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا علي بن محمّد بن علي، أنا أبو نصر الجندي، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أخبرني أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عائذ، قال: قال الوليد: و أخبرني غير واحد عن مسير الروم إلى مدينة أطرابلس و رحلها عنها و انه لم يعد إليها و لم يظهر الحراحية (2) في جبل لبنان حتى ظهر بها رجل يقال له بندار من أهل المنيطرة (3) شاب مديم الجسم و ذلك في سنة ثنتين و أربعين و مائة، و سنة ثلاث و أربعين و مائة، و يسمى بالملك، و توّج نفسه و أظهر الصليب، و اجتمع عليه أنباط جبل لبنان و غيرهم، و قالت الأنباط طلبنا إسماعيل بن الأزرق و الجزري و كان على خراج بعلبك و تعمد علينا و أمسك الناس عن قتالهم مما شكوه من إسماعيل حتى كثروا و نظروا فسبوا بعض قرى البقاع فقتلوا المسلمين و أخذوا ما وجدوا، و كتب بندار الملك إلى أهل بعلبك يعلمهم بمصيرهم و يأمرهم بالتمني (4) إلى ذلك من أمر النساء في نحو من خمسة آلاف حتى لقيهم خيول بعلبك في أسفل جبل لبنان فاقتتلوا ثم أطردت لهم الخيول و أطمعوهم في الهزيمة فخرجوا في الطلب، ثم كرت عليهم الخيول فقتلوا منهم مقتلة عظيمة و انهزم بقيتهم إلى .... (5) فسار بهم إلى قلعة..... (6) و كتب صالح بن علي إلى عامله على دمشق رياح بن عثمان المرّي يأمره..... (7) الخيل، ففعل و أنفذ الناس جما غفيرا من أهل

ص: 267


1- الاكمال لابن ماكولا 14/4.
2- كذا بالأصل.
3- المنيطرة: حصن بالشام قريب من طرابلس.(ياقوت).
4- كذا رسمها بالأصل و في م:؟؟؟ السمى.
5- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا و في م: حاجتهم.
6- غير مقروءة بالأصل و في م: خرولسان.
7- غير مقروءة بالأصل و في م: مبعد الجبل.

الديوان و غيرهم من التجار و المطوعين و عقد ليزيد بن عثمان بن حيّان و كتب إلى صاحب بعلبك بإنفاذ أهل بعلبك و إلى الوليد بن عثمان المرّي، و كان واليا على ساحل دمشق أن يخرج من كان بالساحل من أهل الديوان و غيرهم، ففعل و اجتمعوا فلقوهم في أسفل القلعة فقاتلوهم حتى أوقفوهم إليها فامتنعوا فيها ثم ظهر أهل بعلبك على مؤخر القلعة و كبروا و هرب بندار في جماعة إلى أرض الروم،.... (1) جماعة في الهوى فتحصنوا و بقيت بقية فردوا بافرادهم. ثم كتب صالح بن علي يأمر بإخراج جماعة أنباط لبنان من قراهم و تفريقهم في بلاد الشام و كفورها.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (2):و فيها يعني سنة أربع و أربعين و مائة ولّى يعني أبا جعفر المنصور رياح بن عثمان المرّي المدينة، قال خليفة:

و فيها - يعني سنة خمس و أربعين و مائة - خرج محمّد بن عبد اللّه بن حسن بن حسن (3) بن علي بن أبي طالب بالمدينة في رجب فشدّ رياح بن عثمان المرّي، و ذكر خليفة في موضع آخر (4):أنه ولّى رياحا في سنة ثلاث و أربعين. و قال في موضع آخر:

عزل القسري (5) سنة ست و أربعين و مائة و ولّى رياح بن عثمان المرّي فخرج محمّد بن عبد اللّه بن حسن بن حسن (6) في رجب سنة خمس و أربعين و مائة، فشدّ عثمان بن رياح بالحديد و هذه أقوال متناقضة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال (7):و فيها - يعني سنة أربع و أربعين و مائة - عزل محمّد بن خالد بن عبد اللّه القسري عن المدينة و ولي مكانه رياح بن عثمان المرّي.

ص: 268


1- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا و رسمها في م: و بهروا.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 430 في تسمية عمّال أبي جعفر.
3- بالأصل «حسين» و الصواب ما أثبت، عن خليفة.
4- انظر تاريخ خليفة ص 420 في حوادث سنة 143 ولاه بعد عزل محمد بن خالد عن المدينة.
5- خبر عزل القسري و تولية رياح سنة 146 لم يرد في تاريخ خليفة.
6- «بن حسن» استدركت عن هامش الأصل، إنما وردت محرفة «بن حسين» فصوبناها انظر ما مرّ فيه.
7- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 128/1.

و خرج (1) محمّد بن عبد اللّه بن حسن بن حسن بالمدينة يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من جماد الآخرة سنة خمس و أربعين و مائة، فأقام بها حتى قدم عليه عيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس في جيش بعثه أبو (2) جعفر من الكوفة لقتل محمّد بن عبد اللّه بن حسن يوم الاثنين النصف من شهر رمضان سنة خمس و أربعين و مائة، و كان رياح بن عثمان بن حيّان على المدينة فحبسه يعني محمّد بن عبد اللّه، فلما قتل محمّد بن عبد اللّه و دخل أصحاب محمّد على رياح السجن فقتلوه.

قرأت على أبي القاسم [بن] الحصين عن (3) الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير، قال (4):قال عمر بن شبّة: حدّثني محمّد بن يحيى، حدّثني محمّد (5) بن عبد اللّه بن يحيى، عن موسى بن عبد العزيز، قال: لما أراد أبو جعفر عزل محمّد بن خالد عن المدينة ركب ذات يوم فلما خرج من بيته استقبله يزيد بن أسد (6) السّلمي فدعاه فسائره، ثم قال: أ ما تدلني (7) على فتى من قيس مقلّ أغنيه و أشرّفه و أمكنه من سيد اليمن يلعب به ؟- يعني ابن القسري - قال: بلى، قد وجدته يا أمير المؤمنين، قال: من هو؟ قال: رياح بن عثمان المرّي، قال: لا، فلا تذكرون هذا لأحد، ثم انصرف فأمر بنجائب و كسوة و رجال فهيّئت للمسير، فلما انصرف من صلاة العتمة دعا برياح، فذكر له ما يلاقي من غش (8) زياد و ابن القسري في ابني (9) عبد اللّه، و ولاه المدينة، و أمره بالمسير من ساعته قبل أن يصل إلى منزله، و أمره بالجد في طلبهما، فخرج مسرعا حتى قدمها يوم الجمعة لتسع (10) ليال بقين من شهر رمضان سنة أربع و أربعين و مائة.

ص: 269


1- المصدر السابق 124/1-125.
2- بالأصل: ابن.
3- بالأصل:«بن» و الصواب ما أثبت.
4- الخبر في تاريخ الطبري 531/7-532 في حوادث سنة 144.
5- سقطت اللفظة من الطبري.
6- الطبري: يزيد بن أسيد السلمي.
7- بالأصل: أ ما تدلني.
8- بالأصل:«في عين» و الصواب عن الطبري.
9- بالأصل:«أبي» و الصواب عن الطبري.
10- الطبري: لسبع.

قال (1):و حدّثني محمّد بن معروف، أخبرني الفضل بن الربيع، عن أبيه قال: لما بلغ أمر (2) محمّد و إبراهيم من (3) أبي جعفر ما بلغ خرجت يوما من عنده - أو من بيته - أريده فإذا أنا برجل قد دنا [مني] فقال: أنا رسول رياح إليك يقول لك: قد بلغني أمر محمّد و إبراهيم و ادّهان الولاة في أحدهما (4) و إن ولاني أمير المؤمنين ضمنت له احدهما (5) و إن أظهرهما قال: فأبلغت ذلك أمير المؤمنين، فكتب إليه بولايته و ليس بشاهد.

قال عمر [بن شبة]: حدّثني أيوب بن عمر، حدّثني الزبير بن المنذر مولى آل عبد الرّحمن بن العوام، قال: قدم رياح بن عثمان، فقدم معه حاجب له يكنى أبا البحتري و كان لأبي صديقا أيام الوليد بن يزيد، قال: و كنت آتيه لصداقته لأبي فقال لي يوما: يا زبير إن رياحا لما دخل دار مروان قال: هذه دار مروان ؟ أما و اللّه انها لمحلال مظعان قال: فلما انكشف الناس عنه أو عبد اللّه - يعني ابن حسن - محبوس في قبة الدار التي على الطريق إلى المقصورة حبسه فيها زياد بن عبيد اللّه، قال لي: يا أبا البختري خذ بيدي ندخل على هذا الشيخ، و أقبل متكئا عليّ حتى وقف على عبد اللّه بن حسن، فقال: أيها الشيخ إن أمير المؤمنين و اللّه ما استعجلني (6) لرحم قريبة و لا ليد سلفت إليه، و اللّه لا لعبث بي كما لعبت بزياد و ابن القسري، و اللّه لأرهقن نفسك أو لتأتيني بابنيك محمّد و إبراهيم، قال: فرفع إليه رأسه، قال: نعم أما و اللّه إنك لأزيرق قيس المذبوح فيها كما تذبح الشاة. فقال أبو البختري: فانصرف و اللّه رياح آخذ بيدي، أجد برد يده، و إن رجليه ليخطان مما كلمه، قال: قلت: لأن هذا و اللّه إنما اطّلع على الغيب، قال: إيها ويلك، فو اللّه ما قال إلاّ ما سمع قال: فذبح و اللّه ذبح الشاة.

قال عمر [بن شبة]: و حدّثني (7) محمّد بن يحيى، حدّثني الحارث بن إسحاق، قال: ذبح ابن خضير رياحا و لم يجهز عليه، فجعل يضرب برأسه الجدار حتى مات و قتل

ص: 270


1- تاريخ الطبري 532/7.
2- بالأصل:«أبو» و الصواب عن تاريخ الطبري.
3- بالأصل «بن» و الصواب عن الطبري.
4- بالأصل:«أحدها». و الصواب عن الطبري.
5- بالأصل:«أحدها». و الصواب عن الطبري.
6- الطبري: استعملني.
7- تاريخ الطبري 591/7.

معه أخاه عباس بن عثمان، و كان مستقيم الطريقة فعاب الناس ذلك عليه ثم مضى إلى ابن القسري و هو محبوس [دار ابن هشام] فنذر به فردم بابي الدار دونه و هاج الناس و اجتمع من في الحبس فسدّوهما و لم يقدر عليهم فرجع إلى محمّد فقاتل بين يديه حتى قتل.

و ذكر الطبري أن ذلك كان في سنة خمس و أربعين و مائة.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الكاتب (1) أنا يحيى بن علي، نا أبو أيوب المديني، أخبرني مصعب الزبيري (2)،قال: قدم ابن ميّادة على رياح بن عثمان و قد ولي المدينة و هو جادّ في طلب محمّد و إبراهيم ابني عبد اللّه بن حسن بن حسن (3)،فقال له: اتخذ حرسا و جندا من غطفان و اترك هؤلاء العبيد الذين تعطيهم دراهمك و حذار من قريش. فاستخفّ بقوله و لم يقبل رأيه، فلما قتل رياح قال ابن ميّادة:

أمرتك يا رياح بأمر حزم *** فقلت هشيمة من أهل نجد

و قلت له تحفّظ من قريش *** و رقّع كلّ حاشية و برد

فوجدا ما وجدت على رياح *** و ما أغنيت شيئا غير وجد

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه (4)،ابنا أبي علي قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، ثنا الزبير بن بكار، قال: و من ولد مصعب بن الزبير إبراهيم بن مصعب المعروف بابن خضير قتل مع محمّد بن عبد اللّه، و كانت له شجاعة موصوفة، و له يقول رمّاح بن أبرد بن ميّادة في مرثية لرياح بن عثمان بن حيّان:

مررت على الفرات فهاج دمعي *** مع الأشراف و صيحات النواح

فقلت حواص ؟؟؟ د؟؟؟ ر نحا ساحته (5) *** من عمل ذي الصلاح

ص: 271


1- الخبر و الشعر في الأغاني 337/2-338.
2- بالأصل: و الزبيري و في م: و الزهري.
3- بالأصل و م:«حسين» خطأ.
4- بالأصل و م:«أنبأنا» و الصواب ما أثبتناه، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
5- كذا صدره بالأصل و م.

فما روى العشيرة من قبيل *** أعز على العشيرة من رياح

سقته الساقيات من المنايا *** كأفطاس العلم موار القراح

متى يا ابن الخضير تقول قيسا *** تنادي في الفوارس بالسياح

قتلتم رأس قيس ثم قلتم *** سيخلط عقل سكران بصاح

كذبتم لا يقر الضيم إلاّ *** لئيم القوم ذو الوجه الوقاح

2214 - رياح بن أبي عمارة

مولى بني أمية، كان على خاتم الوليد بن يزيد، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (1)،قال: في تسمية عمال الوليد بن يزيد: الخاتم الصغير رياح بن أبي عمارة، قال خليفة: قال بيهس بن حبيب، و قتل: رياح بن أبي عمارة مولى بني أمية - يعني مع يزيد بن عمر بن هبيرة - في ذي القعدة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

2215 - رياح بن الفرج

حدّث عن زيد بن يحيى بن عبيد، و أبي (2) مسهر.

روى عنه: جعفر الفريابي، و أحمد بن المعلّى القاضي.

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد، و أبو محمّد علي بن عبد القاهر بن الخضر، و أبو خازم (3) محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو الفرج هبة اللّه بن محمّد بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد الوراق، و أبو عبد اللّه محمّد - و يسمى الحسين - بن أحمد بن أبي الفتح، و أبو بكر بن المزرفي (4)،و أبو منصور بن خيرون، و أبو غالب محمّد بن علي المؤذن، و أبو نصر محمّد بن سعد بن الفرج، و أبو يعقوب

ص: 272


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 367 و ورد فيه: رباح، بالباء الموحدة في هذا الموضع، و في ص 402 ورد صوابا «رياح» بالياء.
2- بالأصل و م:«و أبو».
3- بالأصل و م بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت بالخاء، و قد مضى التعريف به.
4- بالأصل و م: المزرقي، بالقاف، و الصواب بالفاء، و قد مرّ.

يوسف بن أيوب بن الحسين، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين، و يييارة (1) بنت محمّد بن عبد الوهاب، و ابيها (2) مه ؟؟؟ ار الله ؟؟؟ اس (3) بن عبد اللّه، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن المسلمة، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن عبد الرّحمن بن عوف، أنا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا رياح بن الفرج الدمشقي، نا زيد بن يحيى بن عبيد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد رب، عن أم الدّرداء: أن أبا الدّرداء كان إذا رأى الميت قد مات على حالة صالحة قال: هنيئا له ليتني بذلك، فقالت له أم الدرداء: لم تقول ذلك ؟ فقال:

هل تعلمين يا حمقاء أن الرجل يصبح مؤمنا و يمسي منافقا، قالت: و كيف ؟ قال: يسلب إيمانه و لا يشعر. لأنا لهذا بالموت أغبط مني لهذا بالبقاء في الصلاة و الصيام.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، ثنا أبو زرعة، قال في آخر طبقة: رياح بن الفرج.

ص: 273


1- كذا رسمها بالأصل و في م: يسياره.
2- ما بين الرقمين كذا بالأصل و في م: و ابنها مهيار اللّه يانس.
3- ما بين الرقمين كذا بالأصل و في م: و ابنها مهيار اللّه يانس.

ذكر من اسمه ريان

2216 - ريّان

مولى بني الحارث والد خالد بن الرّيان، ولي الحرس لعبد الملك بن مروان، له ذكر و لا أدري هو ريان أبو سعيد أو غيره.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (1)،قال في تسمية عمال عبد الملك قال: الحرس: عدي أبو عباس (2) مولى لحمير ثم جمعه (3) لأبي الزعيزعة ثم الريان أبو (4) خالد بن الرّيّان مولى بني محارب، فمات الرّيّان فولي ابنه خالد بن الرّيّان حتى مات عبد الملك.

2217 - ريان بن مسلم، و يقال: ابن مسلم الكاتب

2217 - ريان بن مسلم، و يقال: ابن مسلم (5) الكاتب

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

و روى عنه: ضمرة بن ربيعة.

ذكره أبو الحسن الرازي في ذكر أسماء كتّاب أمراء دمشق، و ذكر أنه كان كاتبا لمعاوية بن يزيد بن معاوية.

ص: 274


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 299.
2- عند خليفة:«عدي بن عياش» و كتب محققه: في حاشية الأصل: ابن أبي عياش.
3- بالأصل:«مولى لحمير بن أبو الأعسر عسر» كذا، صوبنا العبارة عن تاريخ خليفة.
4- عند خليفة:«بن».
5- كذا بالأصل و م «بن مسلم» كررت مرتين، و لعله: و يقال: أبو مسلم الكاتب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن الرّيّان بن مسلم، قال: بعث عمر بن عبد العزيز بآل أبي عقيل أهل بيت الحجاج إلى صاحب اليمن (2) و كتب إليه: أما بعد فإني قد بعثت إليك بآل أبي عقيل و هم شر بيت في العرب ففرّقهم في عملك على قدر هوانهم (3) على اللّه، و علينا و عليك السلام. و إنما نفاهم.

2218 - ريان أبو سعيد

له ذكر يأتي ذكره في ترجمة سيّار بن أبي منصور، و أظنه والد خالد بن الرّيّان.

2219 - ريان بن عبد اللّه

أبو راشد الأزدي الخادم

مولى سليمان بن جابر، حدث بصيدا، عن عمارة بن وثيمة، و أبي مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن الحكم الطّرسوسي الحداد، و محمّد بن النعمان بن بشير، و أبي الحسن أحمد بن مسعود بن الربيع المقدسيين، و الفضل بن يزيد الكوسيني - بكوسين (4)-.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن محمّد بن جميع، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة.

أخبرني أبو التمام كامل بن أحمد بن أبي جميل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، و أجازه لي الماوديني (5)،أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن جميع إجازة، أنا جدي، أنا أبو راشد ريّان بن عبد اللّه الخادم الأسود مولى سليمان بن جابر، حدّثنا

ص: 275


1- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 618/1-619 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 90 و سيرة ابن عبد الحكم في سيرة عمر ص 109.
2- و هو عروة بن محمد، عامله على اليمن.
3- عن المصادر، و بالأصل: هوانك.
4- قال ياقوت: أظنها من قرى فلسطين. و ذكر ياقوت ريّان هنا، نقلا عن ابن عساكر، و فيه: الفضل بن زيد الكوسيني.
5- كذا رسمها بالأصل و م.

عمارة بن وثيمة، ثنا ابن أبي مريم، نا محمّد بن جعفر، عن موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود، عن أبيه قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الأعمال أيها أفضل ؟ قال:«إقامة الصلاة لوقتها، و برّ الوالدين، و الجهاد في سبيل اللّه»[4252].

قرأت بخط أبي محمّد الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بصيدا في طبقة ابن معافا: ريان بن عبد اللّه الأسود و الخادم.

2220 - ريّان بن عبد اللّه آخر

حدّث بصيدا عن أبي محمّد أحمد بن محمّد بن الحجاج المرعشي.

روى عنه: أبو عبد اللّه الصّوري.

أخبرني أبو (1) القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني محمّد بن علي الصّوري، أنا ريّان بن عبد اللّه بصيدا، أنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن الحجّاج المرعشي، ثنا عمر بن شيبان، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان الدّاراني يقول: يا أحمد، إن أهل الطاعة ليس بالطاعة سعدوا، و لكن بالسعادة أطاعوا، و إن أهل المعاصي ليس بالمعاصي شقوا، و لكن بالشقوة عصوا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما ريّان - بالراء و تشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها - ريّان بن عبد اللّه، روى عن أبي محمّد أحمد بن محمّد بن الحجّاج المرعشي، عن عمر بن شيبان (3)،عن أحمد بن أبي الحواري كان والي طرابلس (4)،سمع منه شيخنا (5) أبو عبد اللّه الصوري.

ص: 276


1- بالأصل «ابن» و الصواب ما أثبت و هو أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، البغدادي الواسطي الشروطي. (انظر فهارس شيوخ ابن عساكر، المطبوعة ج 7).
2- الاكمال لابن ماكولا 109/4 و 110.
3- في الاكمال سنان و في م: سنان.
4- قوله: كان والي طرابلس، لم يرد في ابن ماكولا.
5- رسمها بالأصل:«سحان» و في م: سبحان» و الصواب عن الاكمال.

2221 - ريان الخادم

خادم الملقب بالمعزّ ولاه إمرة دمشق و تدبير أمر العسكر، فقدم دمشق لعشر خلون من رجب سنة أربع و ستين و ثلاثمائة [و قيل] (1) في سنة ثلاث و ستين، و عزل أبو محمود المقرئ، و أقام بها إلى أن وصل بفتكين و يسمى أيضا ايفتكين من بغداد، و ذلك يوم السبت لثلاث (2) و عشرين ليلة خلت من شعبان من هذه السنة.

2222 - ريحان بن عبد اللّه

أبو الحاتم الخادم المعتمدي

حدّث بدمشق عن الزاهدة أم الدلال أمير الرّحمن بن عبد الواحد بن الحسن بن الجنيد، عن ابني بسران، عن الاحرى (3):بكتاب العزلة.

سمع منه أبو القاسم صابر.

ص: 277


1- بياض بالأصل و م و لعل الصواب ما استدركناه.
2- بالأصل و م:«يوم السبت لسنة ثلاث...» و لعل الصواب ما أثبت.
3- كذا بالأصل و في م:«عن أبي بسران عن الأمرى».

حرف الزاي

ذكر من اسمه زاذان

2223 - زاذان أبو عمر

ذكر من اسمه (1) زاذان

2223 - زاذان (2) أبو عمر

و يقال: أبو عبد اللّه الكندي، مولاهم، الكوفي البزار (3)

حدّث عن عمر، و علي، و ابن مسعود، و ابن عمر،[و] البراء بن عازب، و سلمان الفارسي،[و روى عنه] (4) عبد اللّه بن السائب، و محمّد بن سوقة، و منهال بن [عمرو، و] (5) حبيب بن أبي ثابت، و أبو اليقظان عثمان بن (6) عمير، و عطاء بن السائب، و هارون بن عنبرة، و أبو حبان يحيى بن أبي حيّة الكلبي، و أبو هاشم (7)يحيى بن قيس الرماني، و أبو حمزة ثابت بن أبي صفية اليماني، و هلال بن يساف.

و شهد خطبة عمر بن الخطاب بالجابية على ما قيل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السندي، قالا: أنا أبو سعد (8)

ص: 278


1- الزيادة بين معكوفتين للإيضاح.
2- بالأصل و م: زادان، بالزاي ثم دال مهملة. و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة. و قد صححنا اللفظة في كل مواضع ترجمته.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 487/8 و تهذيب التهذيب 178/2 ميزان الاعتدال 63/2 الوافي بالوفيات 162/14 سير الأعلام 280/4 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و كنيته في مختصر ابن منظور:«أبو عمرو». و في سير الأعلام و الوافي بالوفيات:«البزاز» بدل «البزار».
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح و مكانها بالأصل:«و جوهر بن».
5- اضطربت العبارة و ما استدرك اقتضاه السياق لتصويب العبارة.
6- بالأصل: بنو، و الصواب عن تهذيب التهذيب.
7- رسمها شديد الاضطراب، و الصواب عن م و انظر تهذيب التهذيب.
8- بالأصل و م: سعيد، خطأ.

الجنزرودي (1)،أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب الرازي، أنا محمّد بن أيوب بن يحيى الرازي، أنا محمّد بن إبراهيم، نا شعبة عن (2) عمرو بن مرة، عن زاذان قال: سألت ابن عمر قلنا: حدّثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في النبيذ، فقال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الحنتم - و هو الجرّ - و نهانا عن الدّبّاء - و هو القرع، و نهى عن النّقير - و هو الجذع ينقر و نهى عن المزفّت - و هو المقيّر (3)-[4253].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قال: قرئ على علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني، حدثكم أبو بكر بن مالك، نا أبو خليفة الفضل بن الحبّاب الجمحي، نا إبراهيم بن يسار، نا سفيان، نا أبو حمزة الثمالي، عن زاذان، عن جرير، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّحد لنا و الشقّ لغيرنا»[4254].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن أبي القاسم [نا] (4) سليم بن أيوب، و قرأته بخط أبي (5) الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبر (6)،ثنا أبو هارون موسى بن محمّد بن هارون الأنصاري الزرقي، ثنا الحسين بن الهيثم الرازي، نا مالك بن يحيى التّنوخي، نا عطاء بن مسلم الحلبي، عن محمّد بن سوقة، عن زاذان، قال: قدم علينا عمر بن الخطاب بالجابية على بعير مقتّب [بقتب] (7) عليه عباء قطوانيّة (8) و بيده عنزة (9) فقال: أيها الناس، فثاب (10) الناس إليه، فقال لهم: إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول، ثم بكى ثم قال: سمعت حبيبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم بكى، قال:«أيها الناس عليكم بأصحابي ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثلاثة

ص: 279


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- بالأصل و م «بن» خطأ.
3- غير مقروءة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و المقير هو المطلي بالقار أي الزفت (انظر اللسان).
4- زيادة لازمة منا للإيضاح.
5- بالأصل «أبا».
6- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 186/17.
7- بياض بالأصل و م، و استدركنا اللفظة عن مختصر ابن منظور 371/8 و القتب: رحل صغير على قدر سنام البعير (اللسان).
8- قطوانية: عباءة بيضاء قصيرة الخمل.
9- تقرأ بالأصل: غيره و في م: عنره و الصواب «عنزة» كما أثبت عن المختصر.
10- بالأصل:«مات» كذا، و بدون إعجام في م و المثبت عن المختصر.

قرون؛ ثم يجيء قوم لا خير فيهم، يشهدون و لا يستشهدون، و يحلفون و لا يستحلفون، من سرّه أن ينزل بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، ألا إن الواحد شيطان و هو من الاثنين أبعد، ألا و من ساءته سيئة و سرّته حسنته (1) فهو مؤمن»[4255].

أخبرنا أبو البركات، و أبو العزّ الحنبليان (2)،قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (3)،قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الكوفة: زاذان أبو عمرو (4) مولى كندة مات عند (5)الجماجم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رياح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل الكوفة: زاذان أبو عمر أدرك سلمان.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، و أنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسن بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد قال (6):زاذان أبو عمر سمع من (7) عبد اللّه [بن مسعود].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد اللّه بن محمّد بن بشران، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد الهلالي، نا الهيثم بن عدي، قال: قال في تسمية من كان بالكوفة من المحدثين من أصحاب عبد اللّه بن مسعود زاذان أبو عمر الكندي مولى كندة.

ص: 280


1- بالأصل:«حسنة» و المثبت عن المختصر.
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 267 برقم 1150.
4- كذا بالأصل و م:«أبو عمرو» و قد سقطت من خليفة.
5- في طبقات خليفة:«بعد».
6- تاريخ الثقات للعجلي ص 163.
7- بالأصل و م «بن» و الصواب عن ثقات العجلي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (1)،قال في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: زاذان أبو عمر مولى كندة، روى عن علي، و عبد اللّه، و سلمان، و البراء بن عازب، و عبد اللّه بن عمر، و كان ثقة قليل الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2)،قال في الطبقة الثانية [من] تابعي أهل الكوفة: زاذان أبو عمر مولى كندة، توفي زمن الحجاج بعد الجماجم، روى عن علي و عبد اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد، و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قال: زاذان أبو عبد اللّه مولى كندة، سمع من (4) ابن مسعود، و عليا (5) و ابن عمر، روى عنه (6) ذكوان أبو صالح، و عبد اللّه بن السائب، و عمرو بن مرّة، قال أبو نعيم: نا أبو مسلمة (7) الصائغ سمع أبا رجاء الأحمسي عن زاذان أبي عمر: سئل علي عن درهمين بدرهم طيب ؟ فقال: ردّه.

و قال عمر بن حفص عن أبيه، عن الأعمش، حدّثني حبيب، عن زاذان عن علي: الصاع بالصاعين الربا العجلان، و قال الثوري و شعبة عن حبيب عن رجل عن علي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصفهاني إجازة، قال: و أنا أبو طاهر محمّد بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو

ص: 281


1- طبقات ابن سعد 178/6.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
3- التاريخ الكبير للبخاري 437/1/2.
4- سقطت من البخاري و م.
5- كذا، إن حذفنا «من» تصح.
6- بالأصل:«عن» و الصواب عن البخاري.
7- البخارى و م: سلمة.

محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: زاذان أبو عمر مولى كندة كوفي، روى عن علي و ابن مسعود و البراء بن عازب، و ابن عمر؛ روى عنه عمرو بن مرّة، و المنهال بن عمرو، و حبيب بن أبي ثابت، و ذكوان أبو صالح، و عطاء بن السائب، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عنه أبو اليقظان عثمان بن عمير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، نا مسلم بن الحجّاج، قال ابن عمر: زاذان عن علي، و عبد اللّه، روى عنه هلال بن يساف (2)،و عثمان بن عمير.

قرأت على الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه:

أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه زاذان عن ابن (3) مسعود، روى عنه عبد اللّه ابن السائب ليس به بأس، و قال في موضع آخر منه:

أبو عمر زاذان.

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، حدّثني عبد اللّه بن يوسف، أنا عيسى، نا هارون بن عنبرة، نا زاذان أبو عمر، قال: دخلت على ابن مسعود.

و قرأت على الفضل أيضا، عن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا محمّد بن حمّاد، قال: أبو عمر زاذان الكندي، روى عنه المنهال بن عمرو.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر بن سوار، و أبو الحسين بن الطّيّوري، قالا: أنا أبو الفرج الطناجيري، أنا حكيم الدارمي، أنا عبد الملك بن بدر، أنا أبو بكر أحمد بن هارون، قال في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة و هم التابعون: زاذان أبو عمر يروي عن علي، و عبد اللّه، روى عنه عبد اللّه بن السائب، كوفي، و قد سمي زاذان غيره و هو ابن فرّوخ.

ص: 282


1- الجرح و التعديل 614/2/1.
2- بالأصل: يساق و في م: سياق.
3- بالأصل و م:«أبي» خطأ.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن الحاكم، قال: أبو عمر، و يقال أبو عبد اللّه زاذان الكندي مولاهم الكوفي، سمع علي بن أبي طالب، و ابن مسعود، و ابن عمر، ليس بالمتين عندهم، روى عنه هلال بن يساف (1)،و حبيب بن أبي ثابت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن الحسن، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):زاذان أبو عمر الكندي مولاهم سمع علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن عمر، روى عنه ذكوان أبو صالح، و عبد اللّه بن السائب، و عمرو بن مرّة، و غيرهم و كان ثقة. نزل بالكوفة، و ذكر أنه ورد بغداد، و وقف على الصراة. و قد سقنا الخبر بذلك في أول الكتاب عند ذكر سليمان بن صرد الخزاعي.

أنبأنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد بن موسى الشاموخي (3)،أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن عبد الجبار الدارمي، نا أبي عن سهل بن شعيب، عن زياد بن أبي زياد، عن أبي هاشم الرّمّاني، قال (4):قال زاذان - أراه كذا قال سهل:- كنت غلاما حسن الصوت جيد الضرب بالطنبور، و كنت أنا و صاحب لي في رابعة و عندنا نبيذ لنا و أنا أغنيهم (5) إذ مرّ عبد اللّه بن مسعود فلما سمع الصوت دخل علينا فضرب الباطية (6) برجله فأكفأها و انتزع الطنبور من يدي فضرب بن الأرض فكسره، ثم قال: لو كان ما أسمع من حسن صوتك هذا يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت قال: ثم مضى، قلت لأصحابي: من هذا الذي فعل ؟ قالوا: هذا عبد اللّه بن مسعود، قال: فألقى اللّه في نفسي التوبة، فسعيت و أنا أبكي فلما بلغ الباب أراد أن يدخل فأخذت

ص: 283


1- بالأصل: يساق و في م: ساق.
2- تاريخ بغداد 487/8.
3- بالأصل «الساموحي» و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شاموخ و هي قرية بنواحي البصرة، ذكره السمعاني و ترجم له ترجمة قصيرة.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 281/4.
5- بالأصل: أعينهم، و المثبت عن السير.
6- بالأصل: الباطنية، و الصواب ما أثبت عن السير، و بهامشها: المناجود و هو كل إناء يجعل فيه الخمر.

بثوبه فالتفت إليّ فقال: من أنت ؟ قلت: أنا صاحب الطنبور، فأقبل عليّ فاعتنقني و بكى، ثم قال: مرحبا بمن يحبه اللّه. اجلس مكانك، قال: ثم دخل فأخرج إليّ تمرا فقال: كل من هذا التمر و لو كان غيره أخرجته إليك.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان التميمي قراءة عليه، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، قراءة عليه، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن موسى الحسيني، نا أبو عسار، حدّثني عطاء بن مسلم الخفّاف، عن العلاء بن المسيّب، عن شريك البرجمي، عن أبي عمر، قال: قال علي (1):يا أبا عمر تدري على كم افترقت النصارى ؟ قال: قلت: اللّه أعلم، قال: على ثنتين و سبعين فرقة كلها في الهاوية إلاّ واحدة في الناجية. تدري على كم افترقت هذه الأمة ؟ قال:

قلت: اللّه أعلم قال: تفترق على ثلاث و سبعين فرقة كلها في الهاوية إلاّ واحدة في الناجية، قال: و تفترق فيّ اثنتا عشرة (2) فرقة قال: قلت: و أنت تفترق فيك ؟ قال: نعم، يا أبا عمر و تفترق فيّ اثنتا عشرة (3) فرقة كلها في الهاوية إلاّ واحدة في الناجية، و إنك من تلك الواحدة، و تلك الواحدة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، و عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد الأزدي، أنا علي بن محمّد بن خزفة (4)،قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبي، نا حميد بن عبد الرّحمن الرّؤاسي، نا حسن بن صالح، عن موسى الذي كان في جهينة عن طلحة بن عبد اللّه، عن زاذان قال: أخذت من أم يعقوب تسبيحا لها فلما أتيت على علي قال لي: يا أبا عمر ردّ على أم يعقوب تسبيحها.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الحسن (5) بن علي، أنا أبو عمر بن

ص: 284


1- في مختصر ابن منظور: قال علي يا أبا عمر، تدري على كم افترقت اليهود؟ قال: قلت: اللّه أعلم، قال: على واحدة و سبعين فرقة، كلها في الهاوية إلاّ واحدة في الناحية... و الباقي كالأصل.
2- بالأصل:«اثنى عشر... اثنا عشر».
3- بالأصل:«اثنى عشر... اثنا عشر».
4- بالأصل:«حرفة» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ.
5- بالأصل:«أبي محمد بن الحسن» خطأ حذفنا «بن» فهي مقحمة.

حيّوية، أنا أحمد (1) بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (2)،نا الفضل بن دكين، نا عبد اللّه بن عمرو بن مرّة، قال: سمعت عنترة قال: أخبرني زاذان أنه دخل على عبد اللّه و قد سبقه الناس بالمجلس فقال له: أديت أصحابك الخير (3)، فقال له: ادنه فاجلسني إلى جنبه.

أنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية ح.

و أنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عيسى بن يونس، عن هارون بن عنبرة، عن عبد اللّه بن السائب، نا زاذان أبو عمر قال: دخلت على عبد اللّه بن مسعود، فوجدت أصحاب الخزّ و اليمنة (4) قد سبقوني إلى المجلس - و قال ابن حيّوية: المجالس - فناديته يا عبد اللّه - زاد بن حيّوية: بن مسعود، و قالا:- من أجل أني رجل أعجمي أقصيتني و أدنيت هؤلاء؟[قال:] ادن. و قال ابن حيّوية: ادنه - فدنوت - زاد ابن المنتاب منه و قالا:- حتى ما كان بيني و بينه جليس، فسمعته يقول: يؤخذ بيد العبد و الأمة يوم القيامة فينصب - و قال ابن حيّوية: فينصبان - على رءوس الأولين و الآخرين، ثم ينادي مناد: هذا فلان بن فلان، فمن كان له قبله حق فليأت إلى حقه، فتفرح المرأة أن يدور لها الحق على أبيها - زاد ابن المنتاب: أو ابنها أو - و زاد ابن حيّوية: على و قال - أخيها أو زوجها ثم قرأ عبد اللّه: فَلاٰ أَنْسٰابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لاٰ يَتَسٰاءَلُونَ (5)فيقول الرب تبارك و تعالى: ائت هؤلاء حقوقهم، فيقول: يا رب من أين أوتيهم ؟ فيقول للملائكة: خذوا من أعمالهم الصالحة و أعطوا كل إنسان بقدر ماله، فإن كان وليا - و قال ابن حيّوية: فإن يكن كان وليا - للّه عز و جلّ فضلت له مثقال حبة من خردل، ضاعفها اللّه له حتى يدخل الجنة - و قال ابن حيّوية: حتى يدخله به الجنة - ثم قرأ عبد اللّه - زاد ابن المنتاب: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَظْلِمُ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ ، وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضٰاعِفْهٰا -ثم اتفقا فقالا:- وَ يُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً

ص: 285


1- بالأصل و م:«محمد» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- طبقات ابن سعد 178/6.
3- في طبقات ابن سعد:«فقال له: أدنيت أصحاب الخزّ» و هي أظهر.
4- كذا، و في مختصر ابن منظور 372/8 «اليمنية» و هي برود منسوبة لليمن و بدون إعجام في م.
5- سورة المؤمنون، الآية:101.

عَظِيماً (1) و إن كان عبدا شقيا قالت الملائكة: ربنا فنيت (2) حسناته و يبقى طالبون كثير، فيقول: خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلى عمله السيئ، ثم صكّوا له صكا إلى - قال ابن حيّوية: ثم صكوا به صكا-[إلى النار] (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني شفاها، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطّرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (4)،ثنا عقبة بن قبيصة، أنا أبي، عن سفيان، عن عبد اللّه بن السائب، قال:

سمعت زاذان يقول: سمعت من عبد اللّه أشياء ما أحدا يسألني عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، أنا حنبل بن إسحاق، نا قبيصة، حدّثنا سفيان، عن عبد اللّه بن السائب، قال: سمعت زاذان يقول: سمعت من عبد اللّه أشياء ما أحد يسألني عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، أنا حنبل بن إسحاق، نا قبيصة، نا سفيان، عن عبد اللّه بن السائب، عن زاذان قال: لقد سألت عبد اللّه عن أشياء ما سألت عنها.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنا عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، و عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن [خزفة] (5)،قالا: نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا ابن أبي الأصبهاني، أنا وكيع، عن علي بن صالح، عن زبيد، قال: رأيت زاذان يصلّي قائما كأنه خشبة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن

ص: 286


1- سورة النساء، الآية:40.
2- مهملة بالأصل و رسمها:«ملب» و المثبت عن م.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر، و فيه أيضا مستدركة بين معكوفتين.
4- بالأصل و م:«حراس» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
5- بياض بالأصل مقدار كلمة و المثبت عن م.

السّلمي، أنا أبو إسحاق بن رجاء الرارى (1)،أنا أبو الحسن.... (2)،ثنا عمرو بن علي أبو حفص، نا أبو داود، نا علي بن صالح، عن زبيد (3)،قال: رأيت زاذان يصلّي قائما كأنه جذع قد حفر له (4).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،حدّثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمّد بن إسحاق، ثنا سوار العنبري، نا عبد اللّه بن داود، عن علي بن صالح، عن زبيد، قال: رأيت زاذان يصلّي كأنه جذع و قد حفر له.

قال (6):و نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، ثنا محمّد بن أحمد بن خلف، نا إسحاق بن منصور السلولي، نا محمّد بن طلحة، عن محمّد بن جحادة، قال: كان زاذان يبيع الكرابيس (7) فكان إذا جاءه الرجل أراه شرّ الطرفين و سامه سومة واحدة.

قال (8):و حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن علي بن الجارود، نا أبو سعيد الأشج، نا عبد اللّه بن إدريس، عن أبيه، عن عبد اللّه بن أبي كثير، قال: كان زادان يخرج يوم العيد فيتخلّل الطريق و يكبر و يذكر اللّه حتى يأتي المصلّى.

قال (9):و حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا محمّد بن أحمد (10) بن سليمان الهروي، نا يحيى بن السري، نا أبو محمّد الضرير، نا ابن (11) نمير، قال: قال الوليد:

[قال] زاذان يوما: إني جائع فسقط عليه من الرّوزنة رغيف مثل الرحا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور عن عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا مبارك بن سعيد بن مسروق، نا سالم بن أبي

ص: 287


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
3- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت عن م.
4- سير الأعلام 281/4.
5- حلية الأولياء 199/4.
6- المصدر نفسه.
7- الكرابيس: الثياب القطنية.
8- الحلية 199/4 و سير الأعلام 281/4.
9- الحلية 199/4 و سير الأعلام 281/4.
10- في الحلية: محمد.
11- عن الحلية و بالأصل: أبو نمير.

حفصة، عن زاذان أبي عمر: أنه كان يبيع الثياب فكان إذا نشر الثوب ناول شرّ الطرفين.

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، قال: سمعت عطاء بن السائب قال: كان زاذان إذا نشر الثوب ناول المشتري أحد (2) الشقين فساوم سومة واحدة، قال سفيان: و أحسب عطاء قد ذكره عن ميسرة (3) و سالم البراد أو أحدهما.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا أحمد بن علي المطيري، نا عبد اللّه بن الدّورقي (5)،نا يحيى بن معين، نا عمار بن محمّد ابن أخت (6) سفيان عن عمارة بن أبي حفصة، قال:

كان زاذان إذا نشر الثوب بدأ بأردإ الطرفين.

قال: و نا أبو أحمد (7).

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي (8)،نا عمران بن موسى، نا محمّد بن أبي خلف، نا إسحاق بن منصور، نا محمّد بن طلحة، عن محمّد بن جحادة، قال: كان زاذان يبيع الكرابيس، و كان إذا جاءه الرجل أراه شرّ الطرفين و سامه سومة واحدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل: أخبرنا حمزة، نا أبو أحمد (9)، نا محمّد بن الحسن بن محمّد بن زياد بحلب، نا عبد اللّه بن عمر الخطابي، قال: و نا علي بن سعيد بن بشر (10) و خالد بن النّضر، قالا: أنا عمرو (11) بن علي، نا أمية بن

ص: 288


1- كتاب المعرفة و التاريخ 578/2.
2- في المعرفة و التاريخ: أردأ.
3- ميسرة أبو صالح، مولى كندة انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (مصورة ط الهند 387/10).
4- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 237/3.
5- رسمها بالأصل:«الدودمي» و الصواب عن ابن عدي.
6- بالأصل:«أحب» و الصواب عن ابن عدي.
7- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 237/3.
8- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 237/3.
9- الكامل لابن عدي 236/3-237.
10- في ابن عدي:«بشير» انظر ترجمته في سير الأعلام 145/14.
11- بالأصل:«عمر» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 470/11.

خالد، أنا شعبة، قال: قلت للحكم: ما لك لم تحمل عن (1) زاذان ؟ قال: كان كثير الكلام.

أخبرنا أبو محمّد بن طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش (2)،نا أبو حفص عمرو بن علي، نا أمية بن خالد، عن شعبة قال: قلت للحكم بن عتيبة [لما] لم ترو عن زاذان ؟ قال: كان كثير الكلام.

أخبرنا بها عالية أبو الأعز قراتكين بن الأسعد (3)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي، حدّثني أمية بن خالد، حدّثني شعبة، قال: قلت للحكم: ما لك لم تحمل عن زاذان ؟ قال: كان كثير الكلام.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (4)،نا علي بن أحمد بن سليمان، و الحسين بن الضّحّاك، قالا: ثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم، نا نعيم بن حمّاد، نا عبد اللّه بن إدريس، عن شعبة، قال: سألت سلمة بن كهيل عن زاذان فقال: أكثر على نفسه و أبو البختري أحبّ إليّ منه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا عبد اللّه بن إدريس.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (5)،نا يعقوب بن إبراهيم الأكفاني، نا أبو كريب، نا ابن إدريس.

و أنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو

ص: 289


1- عن ابن عدي، بالأصل «عن».
2- بالأصل:«حراس» و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
3- بالأصل:«الأسد» و الصواب ما أثبت و السند معروف.
4- الكامل لابن عدي 237/3 و سير الأعلام 281/4.
5- الكامل لابن عدي 237/3.

عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو الفضل عبد اللّه، قال: بلغني عن ابن إدريس.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن مفضّل بن غسان، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، قال:

أخبرت عن ابن إدريس.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسن بن المفضّل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا عثمان بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن إدريس، عن شعبة، قال: سألت الحكم - زاد المفضّل: بن عتيبة - عن زاذان فقال: أكثر و سألت سلمة بن كهيل فقال: أبو البختري - زاد المفضل: الطائي و قالا:- أعجب - و قال ابن أبي شيبة أحبّ - إليّ منه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد بقراءتي عليه، عن أبي الحسن بن الطّيّوري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (2) بن حيّوية قراءة، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، ثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت أبا طالب يسأل يحيى بن معين عن زاذان أبي عمر فقال: ثقة، و سألته عن حميد بن هلال ؟ فقال: ثقة، لا يسأل عن مثل هؤلاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،قال: و زاذان قد روى عن جماعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منهم ابن مسعود، و تاب، زاذان على يديه، و روى عن أبي هريرة، و عبد اللّه بن عمر، و سلمان الفارسي، و أحاديثه لا بأس بها إذا روى عنه ثقة، و كان يبيع الكرابيس بالكوفة، و إنما رماه من رماه بكثرة كلامه، و لم أذكر من حديثه شيئا لأجل الطول (4).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد.

ص: 290


1- المعرفة و التاريخ 795/2.
2- بالأصل «عمرو» خطأ، و قد مرّ.
3- الكامل لابن عدي 237/3.
4- ابن عدي: لأن لا يطول.

أخبرني محمّد بن إبراهيم بن هشام عن أبيه عن محمّد بن عمر، قال: زادان أبو عمر الفارقي مولى لكندة، أدرك عمر، و كان من أصحاب عبد اللّه، و كان من شيعة علي، هلك في سلطان عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا عثمان بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات زاذان أبو عمر مولى كندة بعد الجماجم.

قرأت على أبي غالب [بن] البنّا عن الحسن بن علي، أنا أبو عمر (1) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين (2) بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،قال: و توفي زاذان بالكوفة أيام الحجاج بن يوسف بعد الجماجم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (4):و فيها - يعني سنة اثنتين و ثمانين - مات أبو وائل و زاذان.

2224 - زاذان مولى عثمان بن عفان

كانت له قطيعة بدمشق ذكر ذلك أبو الحسن الرازي من مشيخته من أهل دمشق، و لا أعرف زاذان هذا إلاّ من هذا الوجه.

ص: 291


1- بالأصل و م «عمرو» خطأ، و قد مرّ و السند معروف.
2- بالأصل:«الحسن» و الصواب ما أثبت عن م.
3- طبقات ابن سعد 179/6.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 288 و فيه أنهما ماتا بعد الجماجم.

ذكر من اسمه زامل

2225 - زامل بن عتيك الجذامي

ممن شهد صفّين، و خرج من دمشق مع معاوية و قتل يومئذ، فارس شاعر.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا نصر بن مزاحم (1)،نا عمرو بن شمر (2)،قال: قال جابر الجعفي: خرج إليه - يعني إلى الأشتر - زامل بن عتيك الجذامي (3) فشدّ عليه و هو يقول:

يا صاحب السيف الخصيب المضرب (4) *** و صاحب الجوشن (5) ذاك المذهب

هل لك في طعن غلام محرب *** يحمل رمحا مستقيم الثعلب

قال: و شد على الأشتر (6) فطعنه على الجوشن فصرعه، و شد الأشتر بسيفه فكسف (7) قوائم الفرس، ثم ضربه بالسيف فقتله و هو يقول:

لا بدّ من قتلي أو من قتلكا

ص: 292


1- انظر وقعة صفّين لنصر ابن مزاحم ص 176.
2- بالأصل:«بشر» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر لسان الميزان 366/4 و في م:«عمر بن نشر».
3- في وقعة صفّين:«الحزامي» و فيه ص 174 زامل بن عبيد الحزامي.
4- في وقعة صفّين: المرسب.
5- الجوشن: زرد يلبس على الصدر.
6- بالأصل و م: الأسير، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
7- عن وقعة صفين، و بالأصل:«مسف» و الكف: القطع.

قتلت منهم (1) خمسة من قبلكا

كلهم كانوا حماة مثلكا

2226 - زامل بن عفير

و يقال ابن عقيل الطائي، شاعر جاهلي أغير عليه، فهرب من بلاد قومه إلى الشام، و اتصل بالحارث الأكبر الغسّاني، و قال فيه شعرا يذكره بنفسه: و هو:

أبلغ الحارث المردد في المجد *** و في المكرمات حدّا فحدا

و إن أرباب واطئ العقر و الأر *** جب و المالكين غورا و نجدا

إني ناظر إليك و دوني *** غائيات غادرن مدى بعدا

أراك بارك سوي كريم *** ناعم البال من مراح و معدا

غير أن الأوطان تجتذب المرء *** إليها الهوى و إن عاش كدا

و يأتي بالشام معتدي *** حسرات يعددن قلبي فدا

ليس يستعذب الغريب مقاما *** في سوى أرضه و إن نال جدا

ذكر ذلك أبو بكر بن دريد، عن السكن بن سعيد، عن محمّد بن عبّاد، عن الكلبي.

2227 - زامل بن عمرو السّكسكي الحبراني الحميري الحمصي

2227 - زامل بن عمرو السّكسكي الحبراني الحميري الحمصي (2)

أمير دمشق و حمص من قبل مروان بن محمّد.

روى عن أبيه عن جده، و له صحبة، و عن عريب الحبراني، و شهاب بن عبد اللّه الخولاني.

روى عنه: سعيد بن أبي هلال، و الزّبيدي، و عمر بن محمّد بن صهبان.

ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبيد، نا هارون بن إسحاق، نا يحيى بن

ص: 293


1- في صفين:«منكم». و الخمسة الذين قتلهم: صالح بن فيروز العكي، و مالك بن أدهم السلماني، و رياح بن عتيك الغساني، و الأجلح بن منصور الكندي (ابن مزاحم ص 174).
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 164/14. و الحبراني بضم الحاء المهملة و الباء المعجمة بواحدة و الراء المهملة و النون، نسبة إلى حبران، هو حبران بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس من اليمن.(الأنساب).

بكير، حدّثني ليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زامل بن عمرو السّكسكي أن مخبرا أخبره عن أبي الدّرداء قال: أقبلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما حتى وقف على أصحاب اللحم فقال:«لا تخلطوا ميتا بمذبوح، و الناس قريب عهد بجاهلية. سبعا احفظوهن عني: لا تحتكروا، و لا تناجشوا، و لا تلقّوا الركبان، و لا يبيع (1) حاضر لباد (2)،و لا يبيع (3) رجل على بيع أخيه حتى يذر، و لا يخطب على خطبة أخيه، و لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفئ إناءها و لتنكح، فإنّ لها ما كتب اللّه لها»[4256].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمّد بن يزيد قاضي حلب بدمشق، نا أبو عبد اللّه أحمد بن علي بن سهل المروزي بحلب، نا علي بن الجعد، نا عمرو بن شمر، عن جابر، عن الشّعبي، عن صعصعة بن صوحان، قال: سمعت زامل بن عمرو (4) الجذامي (5) يحدّث عن ذي الكلاع، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنما يبعث المسلمون على النيات» المحفوظ :

المقتتلون (6)[4257].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا أنبا أبو الحسين الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (7)،أنا أبو الحسن إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي (8)،أنا أبو الحسن بن جوصا، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: زامل بن عمرو من اليمن حمصي، و ولاّه مروان بن محمّد دمشق بعد مقتل الوليد - يعني ابن يزيد-.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن

ص: 294


1- كذا و الصواب: يبع و إعجامها مضطرب في م.
2- بالأصل و م:«حاضر الباد» و الصواب ما أثبت.
3- كذا و الصواب: يبع و إعجامها مضطرب في م.
4- بالأصل:«عمر» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
5- كذا ورد بالأصل هنا و في م: زامل بن عمر الحداني.
6- اللفظة غير منقوطة بالأصل و رسمها غير واضح، و الذي أثبت عن موسوعة أطراف الحديث 554/3.
7- بالأصل:«غياث» و الصواب ما أثبت عن م.
8- بالأصل و م:«الكلاعي» خطأ، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):زامل بن عمرو (2) السكسكي يعدّ في الشاميين عن عريب الحبراني، روى عنه سعيد بن أبي هلال، و الزبيدي، و تابعه ابن أبي حاتم (3).

ذكر من اسمه زائدة

2228 - زائدة بن قدامة بن مسعود الثقفي

ابن عم المختار بن أبي عبيد بن مسعود كوفي سمع ابن عمر، و وفد على يزيد بن معاوية.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد الرّحمن بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري (4)،قال: حدث عن هشام بن محمّد، قال: قال أبو مخنف (5)قال: النضر بن صالح: كانت الشيعة تشتم (6) المختار و تعتبه (7) لما كان منه في أمر الحسن بن علي يوم طعن بمظلم ساباط ، فحمل إلى أبيض المدائن (8)،حتى إذا كان زمن الحسين، و بعث الحسين مسلم بن عقيل إلى الكوفة، نزل دار المختار و هي اليوم دار سالم (9) بن المسيّب، فبايعه المختار ابن أبي عبيد فيمن بايعه من أهل الكوفة، و ناصحه و دعا إليه من أطاعه حتى خرج ابن عقيل، ثم خرج و المختار في قبة له فجاءه خبر ابن عقيل عند الظهر أنه قد ظهر بالكوفة و لم يكن خروجه يوم خرج على ميعاد من أصحابه إنما خرج حين قيل له إن هانئ بن عروة المرادي، قد ضرب و حبس، فأقبل المختار في مواليه حتى انتهى إلى باب الفيل بعد المغرب، و قد عقد عبيد اللّه بن زياد

ص: 295


1- التاريخ الكبير 443/1/2.
2- عن البخاري و بالأصل «عمر».
3- انظر الجرح و التعديل 617/2/1.
4- الخبر في تاريخ الطبري 569/5.
5- عن الطبري و بالأصل: أبو محيف.
6- بالأصل:«سمر» و الصواب عن الطبري.
7- بالأصل:«و؟؟؟ عسد» و الصواب عن الطبري، و في ابن الأثير: و تعيبه.
8- انظر معجم البلدان 74/5.
9- في الطبري:«سلم» و فيه ج 355/5 «مسلم».

لعمرو بن حريث راية على جميع الناس، و أمره أن يقعد لهم في المسجد، فلما جاء المختار فوقف على باب الفيل مر به هانئ بن أبي حيّة الوادعي (1) فقال للمختار (2):

مما وقوفك هاهنا، لا أنت مع الناس و لا أنت في رحلك، فقال: أصلح (3) رأي مرتجيا لعظيم خطابكم فقال له: أظنك و اللّه قاتلا نفسك، ثم دخل على عمرو بن حريث فأخبره بما قال للمختار و ما ورد عليه المختار.

[قال أبو مخنف:] فأخبرني النضر بن صالح، عن عبد الرّحمن بن أبي عمير الثّقفيّ ، قال: كنت جالسا عند عمرو حين بلّغه هانئ بن أبي حيّة (4) عن المختار هذه المقالة، قال: قم إلى ابن عمك فأخبره أن صاحبه لا يدرى أين هو، فلا يجعلن على نفسه سبيلا، فقمت لآتيه، و وثب إليه زائدة (5) بن قدامة بن مسعود فقال له: يأتيك على أنه آمن ؟ فقال له عمرو بن حريث: أما من قبلي فهو آمن، و إن رقّي إلى الأمير عبيد اللّه بن زياد شيء من أمره قلت له بمحضره الشهادة، و شفعت له أحسن الشفاعة، فقال له زائدة بن قدامة: لا يكون مع هذا إن شاء اللّه إلاّ خير.

قال عبد الرّحمن: فخرجت و معي زائدة إلى المختار، فأخبرناه بمقالة ابن أبي حيّة (6) و بمقالة عمرو بن حريث، و ناشدناه باللّه لا يجعل على نفسه سبيلا. فجلس إلى ابن حريث فسلّم عليه و جلس تحت رأسه حتى أصبح، و تذاكر الناس أمر المختار و فعله فمشى عمارة بن عقبة بن أبي معيط بذلك إلى عبيد اللّه بن زياد، فذكر له، فلما ارتفع النهار فتح باب عبيد اللّه بن زياد، و أذن للناس، فدخل المختار فيمن دخل، فدعاه عبيد اللّه بن زياد و قال له: أنت المقبل في المجموع لتنصر ابن عقيل فقال: لم أفعل، و لكني أقبلت فنزلت تحت راية عمرو بن حريث، و بتّ معه و أصبحت، فقال له عمرو:

صدق أصلحك اللّه، قال: فرفع القضيب، و اعترض به وجه المختار فخبط به عينيه (7)

ص: 296


1- بالأصل:«الوادع» و الصواب عن الطبري.
2- بالأصل: المختار، و المثبت عن الطبري.
3- في الطبري: أصلح رأيي مرتجا لعظم خطيئتكم.
4- الطبري:«حية» و قد مضى قريبا «حية».
5- بالأصل:«زايد» و المثبت عن الطبري.
6- الطبري:«حية» و قد مضى قريبا «حية».
7- الطبري: عينه. و الشتر: انقلاب جفن العين من أعلى إلى أسفل و تشنجه.

فشترها و قال: أولى لك، أما و اللّه لو لا شهادة عمر و لك لضربت عنقك، انطلقوا به إلى السجن، فانطلقوا به إلى السجن فحبس فيه فلم يزل في السجن حتى قتل الحسين. ثم إن المختار بعث إلى زائدة بن قدامة فسأله [أن يسير] (1) إلى عبد اللّه بن عمر فيسأله أن يكتب له إلى يزيد بن معاوية. فيكتب (2) له إلى عبيد اللّه بن زياد بتخلية سبيله، فركب زائدة إلى عبد اللّه بن عمر فقدم عليه فبلّغه رسالة المختار، و علمت صفية أخت المختار بحبس أخيها و هي تحت عبد اللّه بن عمر، فبكت و جزعت فلما رأى ذلك عبد اللّه بن عمر كتب مع زائدة إلى يزيد بن معاوية: أما بعد، فإن عبيد اللّه بن زياد حبس المختار و هو صهري، و أنا أحب أن يعافا و يصلح، فإن رأيت رحمنا اللّه و إياك أن تكتب إلى ابن زياد فتأمره بتخليته فعلت، و السلام عليك.

فمضى زائدة على رواحله بالكتاب، حتى قدم به على يزيد بالشام، فلما قرأه ضحك ثم قال: يشفع أبا عبد الرّحمن، و أهل ذلك [هو] (3) فكتب له إلى عبيد اللّه بن زياد: أما بعد، فخلّ سبيل المختار بن أبي عبيد حين تنظر في كتابي، و السلام عليك.

فأقبل به زائدة حتى دفعه إلى ابن زياد، فدعا ابن زياد بالمختار، فأخرجه ثم قال:

قد أجّلتك ثلاثا فإن أدركتك بالكوفة بعدها فقد برئت منك الذمة. فخرج إلى رحله.

و قال ابن زياد: و اللّه لقد اجترأ عليّ زائدة (4) حيت ترحّل إلى أمير المؤمنين حتى يأتيني بالكتاب بتخلية رجل، قد كان من شأني أن أطيل حبسه، عليّ به، فمرّ به عمرو بن نافع أبو عثمان - كاتب ابن زياد - و هو يطلب، فقال: النجا بنفسك، و اذكرها يدا لي عندك.

قال: فخرج زائدة فتوارى يومه ذلك ثم إنه خرج في أناس من قومه حتى أتى القعقاع بن شور الذّهلي، و مسلم بن عمرو الباهليّ ، فأخذا له من ابن زياد الأمان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران الانساني، نا موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة بن خياط العصفري (5)،قال: ثم خرج شبيب - يعني - ابن يزيد الخارجي - عن الكوفة فوجّه

ص: 297


1- الزيادة المستدركة عن الطبري.
2- عن الطبري و بالأصل: فكتب.
3- الزيادة المستدركة عن الطبري.
4- بالأصل: زيادة» و الصواب عن الطبري.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 275 حوادث سنة 76.

إليه (1) الحجّاج زائدة بن قدامة الثقفي في جمع كثير فالتقوا بأسفل الفرات فقتل زائدة يعني سنة ست و سبعين.

2229 - زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح

2229 - زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح (2)

أبو نعمة القشيري المعروف بالمحفحف (3)(4)

شاعر، قدم دمشق و مدح بها أتابك (5) و لقيته بالرافقة، و أنشدني شيئا من شعره.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسّن (6) بن أحمد السلمي - من لفظه، و كتبه لي بخطه - قال (7):المحفحف شاعر بدوي كثير الشعر، نقي الألفاظ مختارها، مستطرف المعاني، قليل اللحن، حسن الفن، يمدح من العرب السادات و أهل البيوتات، و له في صدقة بن مزيد ما شئت من القصائد الناصعة و المعاني الرائعة، وصل إلى دمشق و أنشد أتابك قصيدة نونية، و خلع عليه خلعة تامة، و حمله على فرس عتيق، و رأيته بحلب في مجلس الملك رضوان، و هو ينشده قصيدة منها قوله لناقته:

لا راحة لك يا زيد و لا سنة *** و لا لنا أن نرى السلطان في حلبا

أنا المظفّر رضوان الذي أمنت *** به البريّة لما خافت العطبا

الواهب المنعم الحضر التي عظمت *** و الجرد و المرد و الهندية القضبا

سحابة تذهب العدم المضرّ بنا *** و تمطر الفضّة البيضاء و الذهبا

و توقد الحرب في أعدائه فترى *** عظامهم لا تني في قعرها حطبا

فالدهر يخدمه و النصر يقدمه *** و اللّه يولى عداه الويل و الحربا

يا ابن الأولى ملكوا الدنيا و عمّ *** جميع ما خولوه العجم و العربا

ص: 298


1- بالأصل:«فوجد ابنه الحجاج» و لا معنى لها، و الصواب عن تاريخ خليفة.
2- بالأصل:«بحبح» و المثبت عن بغية الطلب و م.
3- في بغية الطلب: و الوافي بالوفيات: المجفجف و في م: المحيحف.
4- ترجمته في معجم الأدباء 154/11 و بغية الطلب 3738/8 و الوافي بالوفيات 168/14. و في معجم الأدباء: التستري بدل القشيري. و نص الصفدي في الوافي: المجفجف بجيمين و فاءين.
5- هو طغتكين صاحب دمشق.
6- بالأصل:«الحسن» و الصواب ما أثبت «المحسّن» عن بغية الطلب و فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 429/7).
7- الخبر و الشعر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3738/8-3739.

قوم مناقبهم لمّا مضوا بقيت *** تخالها (1) في سماء السؤدد الشهبا

لهم من اللّه نصر لا يعبّهم *** و مدحهم جمّل الأشعار و الخطباء

إنّي أتيتك لا أبغي سواك حيا *** و لا أرى في بلاد اللّه مضطربا

و من أتاك طليحا (2) طالبا جدة *** فإنه بالغ مما بغى الأربا

فأعطاه و خوّله و أجزل صلته و جمّله.

أنشدني أبو نعمة زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح القسري المعروف بالمحفحف لنفسه بالرافقة (3):

أ هند على ما كنت تعهدها هند *** أم استبدلت بعدي و غيّرها البعد

بلى غير شك إنها قد تبدّلت *** لأنّ الغواني لا يدوم لها عهد

كما لم يدم عصر الشباب و لا الصبا *** و لا ماكث في غير أيامه الورد

و عندي من الآراء و العزم صارم *** متى أنتضيه ليس ينبو له حدّ

أتيتك يا بن الفضل من آل مزيد *** و يا بن الألى ما فوق مجدهم مجد

و قد حكمت كل الملاحم أنه *** على الجانب السّعدي طالعك السعد

و قلنا بأرض الجامعين و بابل *** و قد أفسدت فيها الأعاريب و الكرد

ألا فتنحّوا عن دبيس و داره *** فلا بدّ من أن يظهر الملك الجعد (4)

و يجعله يوما عبوسا عصبصبا *** بقتل العدى حتى يشيب له المرد

فلم يقبلوا منا و كانت ضلالة *** و من ضلّ في الدنيا فليس له رشد

و أنشدنا أبو نعمة لنفسه (5).

أصبح الرّبع من سميّة خالي *** غير (6) هين و ناشط و غوال

و ثلاث كأنهن حمام *** في رمال و أشعث الرأس بال

ص: 299


1- عن بغية الطلب و بالأصل تجالها.
2- يعني المتعب و الضعيف المهزول.
3- الأبيات في بغية الطلب 3740/8 و بعضها في الوافي بالوفيات.
4- يعني الكريم.
5- الأبيات في بغية الطلب 3740/8-3741 و معجم الأدباء 154/11-155.
6- في بغية الطلب: غير هيق و ناشط و غزال. و الناشط : الثور الوحشي الذي يخرج من أرض إلى أرض.

هللته الرياح مما توالي *** نسجها بالغدوّ و الآصال

برّح غربلت حصاه فأمسى *** خالصا وحده بلا غربال

من قبول و من دبور نوج (1) *** و جنوب و من صبا و شمال

يجلب الغيث غير ريب حياه *** لرسوم الديار و الاطلالي

كلّ بيت من الربيع و زهر *** مثل جيد من العرائس حالي

أو كذا الذي عهدن لديه *** في ظلال الخيام أو في الحجال

كل براقة الثنايا ترانا *** برقيق العروق (2) عذب زلال

و كان الغمام من بعدوهن *** مازحته بقرقف (3) جريال

تظني الشيب بعد طول مشيب *** و الكريم الحليم بعد اكتهالي

كنت في عينها كمرود كحل *** صرت في عينها كشوك السّبال

حيث صار السواد مني بياضا *** و تبدّلت أرذل الإبدال

فإذا الخيل أصبحت بي قياما *** صافنات و أينقي و جمال

بجناب بن سالم و حماه *** احتمى جانبي و جاهي و مالي

مثل ما كنت في عراق دبيس *** لم تكن تخطر الهموم ببالي

فإذا ساءلت قريش بمصر *** و نمير ابن عامر كيف حالي

و كلاب و فتية من عقيل *** و رجال ببرقة من هلال

كان رد الجواب إني بخير *** ما عدت مالكا صروف الليالي

2230 - زائدة بن هارون بن عفّان البيروتي

حدّث بمكة عن أبيه.

روى عنه: أبو عبد الرّحمن السّلمي الصوفي.

ص: 300


1- معجم الأدباء: سنوح.
2- في بغية الطلب و معجم الأدباء:«الغروب» و هو الريق.
3- القرقف: الخمر، و الجريال: لونها، و هو في الأصل: صبغ أحمر. و في معجم الأدباء: مازجته.

2231 - زبّان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم

2231 - زبّان (1) بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

أبو إبراهيم، و يقال: أبو عمرو الأموي (2)

أخو عمر بن عبد العزيز، سكن مصر.

روى عن عمر بن عبد العزيز، و أبي بكر بن عبد الرّحمن.

روى عنه: الأوزاعي، و الليث بن سعد، و أسامة بن زيد الليثي، و معاوية بن صالح، و بكير بن قيس مولى بني أمية، و عبد اللّه بن موسى، و عبد العزيز الدّراوردي، و أخوه حري بن عبد العزيز، و ابن أخيه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و كان له عقب بالأندلس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي بن محمّد، و أبو المواهب أحمد بن عبد الملك، قالا: أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو الحسن بن المظفّر، نا أبو بكر بن الباغندي، نا محمّد بن المصفّى القرشي، نا بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، نا أسامة بن زيد، عن زبّان بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يوتر بثلاث، يسلم في الركعتين سلاما يسمعنا ثم يقوم فيصلي ركعة[4258].

قال: و نا الباغندي، حدّثني محمّد بن خلف العسقلاني، أبو نصر، نا محمّد بن يوسف، قال: و نا الفضل بن يعقوب الرحامي، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا الأوزاعي، عن أسامة بن زيد، عن زبّان بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز، عن عائشة، قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي يفرق بين الشفع و الوتر، و أنا في بيت أسمع تسليمه[4259].

تابعه يحيى بن عبد اللّه الباهلي، عن الأوزاعي.

ص: 301


1- ورد بالأصل «زيان» بالباء تحتها نقطتان، و المثبت بالباء الموحدة يوافق ما جاء في المختصر و الوافي بالوفيات و م. و قد صحح الاسم بالباء الموحدة أينما ورد بالترجمة.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 169/14 و كناه أبا مروان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،نا أبو محمّد المخلدي، إملاء، أنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني، نا محمّد بن سنان البصري، نا إسحاق بن إدريس، نا أبو إسحاق السّلمي، عن عبد العزيز بن عمر، عن زبّان بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من خرج مخرجا فقال حين يخرج: بسم اللّه (2) آمنت باللّه، و اعتصمت باللّه، و توكّلت على اللّه، عصم من شرّ مخرجه ذلك»[4260].

روي من وجه آخر عن محمّد بن سنان فقيل عنه عن عبد العزيز بن محمّد الدراوردي (3)،بدل عبد العزيز بن عمر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن المظفّر بن عبد الرّحمن المصري بمكة، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرح المهندس، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، حدّثني محمّد بن سنان الصرار، نا إسحاق بن إدريس، عن عبد العزيز بن محمّد، عن زبّان بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن، عن أبان، عن عثمان، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من تخرج مخرجا فقال حين يخرج: بسم اللّه آمنت باللّه، و اعتصمت و توكلت على اللّه، عصم من شرّ مخرجه» قال الخطيب: تفرد به الدّراوردي[4261].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو محمّد الحسن بن إسرائيل الهر؟؟؟ دى (4)،نا عبد اللّه بن وهب، عن عبد اللّه بن موسى، عن زبّان بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز قال: ما طار ذباب إلاّ بقذر (5).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية إجازة، أنا سليمان بن إسحاق الحلاب، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (6)،

ص: 302


1- بالأصل: الجيزرودي و مهملة بدون نقط في م.
2- بالأصل: بسم اللّه حين امنت باللّه.
3- بالأصل: الداروردي.
4- كذا بالأصل.
5- في المختصر: بقدر.
6- طبقات ابن سعد 236/5.

قال: فولد عبد العزيز بن مروان: زبّان بن عبد العزيز، و حربا (1) لام ولده.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال في ذكر الأخوة من أهل الشام أخوان عمر بن عبد العزيز، و زبّان بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: نا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):زبّان بن عبد العزيز سمع عمر بن عبد العزيز قوله، روى عنه الليث، يقال أخو عمر، القرشي الأموي بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، و سمع منه أسامة بن زيد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن علي بن أبي الفضل بن الحكاك (3)،أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن:

أخبرني أبي قال: أبو عمرو زبّان بن عبد العزيز بن مروان.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني،[نا] (4) أبو عبد اللّه بن مندة، و حدّثنا أبو بكر أيضا.

أنبأنا أبو محمّد و ابن مندة، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: زبّان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، يكنى أبا إبراهيم، كان سيد بني عبد العزيز و فارسهم حضر الوقعة مع مروان بن محمّد ليلة بوصير (5) فتقنطر به فرسه فسقط عند حائط العجوز (6) فانكسرت فخذه و أدركته المسوّدة فقتلوه و لم يعرفوه. و كان

ص: 303


1- في ابن سعد: و جزيّا.
2- التاريخ الكبير للبخاري 444/1/2.
3- بالأصل و م: الكحال، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- زيادة لازمة للإيضاح.
5- بوصير: من كورة الأشمونين، بمصر.(ياقوت).
6- حائط العجوز: على شاطئ النيل، بنته عجوز، بين الفرما و أسوان (انظر معجم البلدان).

.... (1) ابن كليب الأزدي من سكان ال ؟؟؟ و؟؟؟ رة (2) عاملا على أشمون فلما خرّ زبّان و قتله المسوّدة كان الذي عرّفه لهم.

روى عنه الأوزاعي، و أسامة بن زيد، و معاوية بن صالح، و الليث بن سعد، و ركين بن قيس مولى بني أمية، و كان قتله ليلة حوصر مع مروان بن محمّد ليلة السبت آخر ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثني أبو أحمد الحسن بن أحمد بن علي المادرائي، قال: قرئ على أبي عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري، نا عاصم بن رازح، نا عبيد اللّه بن سعد، عن أبيه، حدّثني يزيد أبو خالد المرادي، أن زبّان بن عبد العزيز أرسل إلى يزيد بن [أبي] حبيب أن ائتني، فأرسل إليه يزيد بل أنت فائتني، فإن مجيئك إليّ زين لك و مجيئي إليك شين طلبك، قال الدارقطني: زبّان بن عبد العزيز أخو عمر، يروي عن أخيه عمر بن عبد العزيز، روى عنه أسامة بن زيد الليثي، و الليث بن سعد.

أخبرنا أبو بكر، اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد الأصبهاني، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر الأصبهاني، أنا أبو أحمد العسكري، قال: و أما زبّان بالزاي المعجمة و الباء (3) المشددة زبّان بن عبد العزيز أخو عمر بن عبد العزيز، روى عنه الليث بن سعد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما زبّان أوله زاي بعدها باء مشددة معجمة بواحدة زبّان بن عبد العزيز بن مروان أبو إبراهيم، روى عن أخيه عمر بن عبد العزيز، روى عنه أسامة بن زيد، و ليث بن سعد.

ص: 304


1- لفظة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا و رسمها في م: كد.
2- كذا رسمها بالأصل و في م: التوبره.
3- ورد بالأصل:«زيان... بالياء... زيان» صوبنا العبارة بما يتفق مع ما سبق، و مع عبارة ابن ماكولا التالية.
4- الاكمال لابن ماكولا 113/4 و 114.

2232 - زبيد بن عبد الخولاني المصري

2232 - زبيد بن عبد الخولاني المصري (1)

له ذكر في كتب المصريين، وفد على معاوية و شهد معه صفّين، ثم لحق بعلي بن أبي طالب.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن يوسف (2) بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، نا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: زبيد بن عبد الخولاني من بني يعلى شهد الفتح بمصر، و كانت معه راية خولان بصفّين، فلما قتل عمّار بن ياسر انكفأ (3) إلى علي بن أبي طالب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما زبيد بضم الزاي و فتح الباء المعجمة بواحدة و سكون الياء التي تليها فهو و زبيد بن عبد الخولاني كانت معه راية خولان بصفّين مع معاوية بن أبي سفيان - يعني - فلما قتل عمار بن ياسر انكفأ (5) إلى علي بن أبي طالب، قاله ابن يونس.

ص: 305


1- ترجمته في بغية الطلب 3746/8.
2- بغية الطلب:«الحسن» و هو الظاهر، و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 410/7).
3- تقرأ بالأصل:«انكبا» و المثبت عن بغية الطلب و في م: انكبا.
4- الاكمال لابن ماكولا 169/4-170.
5- بالأصل و م:«اكتفى» و المثبت عن الاكمال.

ذكر من اسمه زبير

2233 - الزّبير بن الأروح التّميمي

عراقي من التابعين، وفد على يزيد بن معاوية.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن الغساني، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا هارون الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني، أنا محمّد بن جرير الطبري (1)،قال: حدّث عن هشام بن محمّد الكلبي، قال: قال [أبو] مخنف عن أبي جناب يحيى بن أبي حيّة (2) الكلبي، قال: ثم إن عبيد اللّه بن زياد لما قتل مسلما و هانئا بعث برءوسهما مع هانئ بن [أبي] حيه الوادعي، و الزّبير بن الأروح التميمي إلى يزيد بن معاوية و أمر كاتبه عمرو بن نافع أن يكتب إلى يزيد بن معاوية بما كان من أمر مسلم و هانئ فكتب الكاتب كتابا أطال فيه،- و كان أول من أطال في الكتب - فلما نظر فيه عبيد اللّه بن زياد تكرّهه و قال: ما هذا التطويل، و هذه الفضول ؟ اكتب: أما بعد، فالحمد للّه الذي أخذ لأمير المؤمنين بحقه، و كفا مئونة عدوه، أخبر أمير المؤمنين أكرمه اللّه أن مسلم بن عقيل لجأ إلى دار هانئ بن عروة المراديّ و إني جعلت عليهما العيون، و دسست إليهما الرجال، و كدتهما حتى استخرجتهما، و أمكن اللّه منهما، فقدّمتهما فضربت أعناقهما، و قد بعثت (3) إليك برءوسهما مع هانئ بن أبي حية الهمداني، و الزبير بن الأروح التميمي - و هما من أهل السمع و الطاعة و النصيحة -

ص: 306


1- الخبر في تاريخ الطبري 380/5.
2- مهملة بالأصل و م، و المثبت عن الطبري.
3- بالأصل و م: بعث.

فليسألهما أمير المؤمنين عمّا أحبّ من أمر، فإن عندهما علما و صدقا و ورعا و السلام.

و كتب إليه يزيد بن معاوية: أما بعد، فإنك لن تعدوا أن كنت كما أحب، عملت عمل الخادم (1) و صلت صولة الشجاع الرابط الجأش، و قد أغنيت و كتبت و صدّقت ظني بك، و رأيي فيك، و قد دعوت رسوليك فسألتهما، و ناجيتهما فوجدتهما في رأيهما و فضلهما كما ذكرت، فاستوص بهما خيرا، و أنه قد بلغني أن الحسين قد توجه نحو العراق فضع المناطر (2) و المسالح و احترس و احبس على الظّنّة، و خذ على التهمة، غير أن لا تقتل إلاّ من قاتلك، و اكتب إلي في كل ما يحدث [من الخبر، و السلام عليك و رحمة اللّه] (3).

2234 - الزبير بن جعفر بن محمّد هارون بن محمّد بن عبد اللّه

ابن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب

ابن (4) هاشم بن عبد مناف،

أبو عبد اللّه المعتزّ باللّه ابن المتوكل بن المعتصم

ابن الرشيد بن المهدي بن المنصور (5)

قدم دمشق مع أبيه المتوكل، و بويع (6) له بالخلافة بعد المستعين.

حكى عن أبيه المتوكل.

حكى عنه ابنه (7) عبد اللّه بن المعتزّ، و اختلف في اسمه فقيل: محمّد، و قيل:

أحمد، و قيل: الزبير.

ص: 307


1- الطبري: الحازم.
2- المناظر: جمع منظرة و هي أشراف الأرض لأنه ينظر منها. و المسالح جمع مسلحة: قوم في عدّة بموضع رصد، مهمتهم أن يرقبوا العدو لئلا يطرقهم على غفلة (انظر اللسان: نظر و سلح).
3- العبارة ما بين معكوفتين استدركت عن الطبري، و مكانها بالأصل بياض و م.
4- بالأصل و م «هشام».
5- ترجمته في تاريخ بغداد 121/2 بغية الطلب 3753/8 و في الطبري و الكامل لابن الأثير (انظر الفهارس)، و الواقدي 291/2 و سير الأعلام 12!/532 و انظر فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
6- بالأصل و م: و توقع، و الصواب ما أثبت.
7- بالأصل:«حكى عن أبيه» و في م: حكى عن أبيه عبد اللّه بن المعبر و الصواب ما أثبت، عن بغية الطلب 3756/8.

ذكر أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي أن اسمه أحمد، و قال:

أخبرني باسمه محمّد بن عمران مؤدبه. و بعض الناس يقول: اسمه الزبير، و هو خطأ.

محمّد بن عمران أعلم به.

قالوا (1):أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قال: أنا أبو بكر بن الخطيب (2):محمّد أمير المؤمنين المعتزّ باللّه بن المتوكل على اللّه بن محمّد المعتصم باللّه يكنى أبا عبد اللّه، و قيل إن اسمه الزبير، و كان مولده بسرّمن رأى فأنبأني إبراهيم بن مخلد، أنا إسماعيل بن علي: أن المعتز باللّه ولد في شهر ربيع الآخر سنة ثنتين [و ثلاثين] (3) و مائتين.

و أخبرنا الحسين بن علي الحنفي، أنا الحسين بن هارون الضّبي، أنا محمّد بن عمر الحافظ أن مولد المعتزّ يوم الخميس الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين.

قال (4):و كان منزله بسرّمن رأى، و القول الأول عندنا أصح. بويع المعتزّ بسرّمن رأى عند خلع المستعين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقاق، أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، قال: و قد كان المتوكل على اللّه بايع لابنه (5) المعتزّ باللّه بالعهد و الخلافة بعد محمّد المنتصر باللّه، و المؤيد باللّه إبراهيم بن المتوكل على اللّه بالعهد بعد المعتزّ باللّه، و كان المؤيد محبوسا مع المعتز فأخرج بخروجه، فلما بويع المعتزّ باللّه بالخلافة و انتصب للأمر و النهي و التدبير وجه أخاه أبا أحمد (6)[بن] المتوكل على اللّه إلى بغداد لحرب المستعين باللّه و أوعز معه بالجيوش و الكراع و السلاح و العدة و الآلة، فصار أبو أحمد (7) بالجيش إلى أكناف بغداد، و أخذ محمّد بن عبد اللّه بن طاهر في الاستعداد للحرب ببغداد، و بنى

ص: 308


1- كذا بالأصل و في م: قال.
2- انظر تاريخ بغداد 121/2-122.
3- زيادة لازمة عن تاريخ بغداد.
4- القائل هو أبو بكر الخطيب.
5- بالأصل و م:«لأبيه».
6- بالأصل و م:«أبا محمد المتوكل» و الصواب و الزيادة عن بغية الطلب و مختصر ابن منظور.
7- بالأصل و م:«أبا محمد المتوكل» و الصواب و الزيادة عن بغية الطلب و مختصر ابن منظور.

سور ببغداد و أحكمه، و حفر خندقها و حصّنها و نزل أبو أحمد بن المتوكل على اللّه على بغداد فحضر المستعين باللّه و هو معترف (1) للناس، و نصب لهم الحرب و تجرّد من بغداد [للقتال] (2) فغدوا و راحوا على الحرب، و نصب المجانيق و العرّادات حول سور بغداد، فلم يزل القتال بينهم سنة اثنا عشر شهرا، و عظمت الفتنة، و كثر القتل، و غلت الأسعار ببغداد بشدّة الحصار، و أضر ذلك بالناس و جهدوا، و داهن محمّد بن عبد اللّه بن طاهر في نصرة المستعين، و مال إلى المعتز و كاتب (3) سرا، فضعف أمر المستعين و وقف أهل بغداد على مداهنة ابن طاهر فصيحوا به و كاشفوه، و انتقل المستعين باللّه من دار محمّد بن عبد اللّه إلى الرصافة فنزلها، و سعى في الصلح على خلع المستعين و تسليم الأمر للمعتزّ حتى تقرر الأمر على ذلك، و سعى فيه رجال من الوجوه منهم إسماعيل بن إسحاق القاضي و غيره، و وقعت فيه شرائط مؤكدة، فخلع المستعين باللّه نفسه ببغداد في الرصافة يوم الجمعة لأربع خلون من المحرم سنة اثنين (4) و خمسين و مائتين، و سلّم الأمر للمعتز باللّه و بايع له و أشهد على نفسه بذلك من حضره من الهاشميين و القضاة و غيرهم، فكانت خلافة المستعين باللّه منذ يوم بويع له بسرّمن رأى بعد وفاة المنتصر باللّه إلى يوم [خلع] (5) ببغداد ثلاث سنين و سبعة أشهر.

و أحدر المستعين بعد خلعه إلى واسط موكلا به فخرج من مدينة السلام ليلة الجمعة لإحدى عشرة خلت من المحرم بعد خلعه بثمانية أيام، فوصل إلى واسط و أقام بها تسعة أشهر في التوكيل به، ثم حمل إلى سرّ من رأى فقتل بقادسية سرّ من رأى لثلاث خلون من شوال، و قيل: ليومين بقيا من شهر رمضان سنة ثنتين و خمسين و مائتين، فتوفي و له من السن أحد (6) و ثلاثون سنة و شهران و نيّف و عشرون يوما، و كان المستعين مربوعا أحمر الوجه خفيف العارضين بمقدم رأسه طول، حسن الجسم، بوجهه أثر جدري، في لسانه لثغة على السين يميل بها إلى الثاء.

ص: 309


1- كذا بالأصل، و في بغية الطلب: و من معه من الناس.
2- الزيادة لازمة عن المصدرين السابقين.
3- بالأصل:«و كانت» و المثبت عن ابن العديم و مهملة بدون نقط في م.
4- كذا بالأصل.
5- سقطت من الأصل و استدراكها لازم عن المختصر لابن منظور.
6- كذا بالأصل، و الصواب «إحدى».

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (1) أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد إجازة، قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد في كتابه، أنا أبو بكر بن بيري (2) قراءة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: بويع للمعتزّ باللّه و اسمه الزبير بن جعفر، و يكنى أبا عبد اللّه في آخر سنة إحدى و خمسين و مائتين، و جددت له البيعة سنة اثنين (3) و خمسين و مائتين في المحرم، و في هذه السنة قتل المستعين، و قتل المعتز في رجب سنة خمس و خمسين و مائتين (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و قالا: نا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا عبد العزيز بن علي:

أخبرنا محمّد بن أحمد بن المفيد، ثنا أبو بشر الدّولابي، أخبرني جعفر بن علي الهاشمي، قال: خرج أحمد الإمام المستعين باللّه أمير المؤمنين من سرّ من رأى يوم الأحد لخمس خلون من المحرم سنة إحدى و خمسين و مائتين إلى بغداد فوثب أهل سرّ من رأى فبايعوا لأبي عبد اللّه المعتز باللّه.

قال أبو بشر: و أخبرني أبو موسى العباسي، قال: لما أنزل المعتز باللّه من لؤلؤة و بويع له ركب إلى أمه و هي في القصر المعروف بالهاروني (6) فلما دخل عليها و سألته عن خبره قال لها: قد كنت كالمريض المذنب (7)،و أنا الآن كالذي وقع في النزع - يعني أنه بويع له بسرّمن رأى و المستعين خليفة مجتمع عليه في الشرق و الغرب-.

و قال أبو بشر: أخبرني علي بن الحسن بن علي، قال: لما سأل الأتراك المستعين

ص: 310


1- بالأصل و م:«أنبأنا» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند.
2- غير مقروءة بالأصل و بدون نقط في م و الصواب ما أثبت، و هو أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري، و قد مضى التعريف به.
3- كذا.
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3758/8.
5- الخبر في تاريخ بغداد 122/2.
6- الهاروني قصر قرب سامرّاء، ينسب إلى هارون الواثق باللّه، و هو على دجلة بينه و بين سامرّاء ميل. (معجم البلدان).
7- كذا، و في تاريخ بغداد:«المدنف» و هو الأظهر، يقال: دنف المريض كفرح ثقل، و أدنفه المرض فهو مدنف.

باللّه الرجوع إلى سرّ من رأى فأبى عليهم قدموا بسرّمن رأى يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم، فاجتمع الموالى و كسروا باب لؤلؤة، و أنزل المعتز فبايعوه، و خلعوا المستعين، فركب المعتزّ باللّه إلى دار العامة يوم الخميس في المحرم سنة إحدى و خمسين و مائتين، فبايعه الناس و عقد لنفسه لواء أسود، و خلع على إبراهيم المؤيد باللّه و على أحمد المعتمد على اللّه و على أبي أحمد الموفق، و أنهضه إلى بغداد مطالبا ببيعته التي أكدها له المتوكل على اللّه في أعناقهم، و معه (1) جماعة من الفقهاء، فشخص أبو أحمد يوم السبت لسبع بقين من المحرم.

و حصّن (2) محمّد بن عبد اللّه بن طاهر بغداد و رمّ سورها، و أصلح أبوابها و عسكر أبو أحمد بالشماسية (3) و وقع الحرب يوم الأحد (4) للنصف من صفر فاتصلت الوقائع.

قال أبو بشر: و سمعت جعفر بن علي الهاشمي يقول: بويع المعتز يوم الأربعاء لاثنتي عشرة (5) ليلة خلت من المحرم، و توجه أبو أحمد بن المتوكل على اللّه إلى بغداد في عشرة آلاف من سرّ من رأى فواقع أهل بغداد، فقتل من الفريقين خلق عظيم، و كانت هذه السنة فتنة المعتز و المستعين.

قال: و أخبرني أبو موسى العباسي قال: لما وجّه المعتزّ باللّه أخاه أبا أحمد الموفق يحصرهم، و أقام المستعين ببغداد إلى أن خلع سنة، و اشتد الحصار على أهل بغداد، و قد كان أهل بغداد لما دخل إليهم المستعين أحبوه، و مالوا نحوه غاية الميل حتى نزل بهم من الحصار ما نزل فنسبوا محمّد بن عبد اللّه بن طاهر إلى المداهنة في أمر المستعين باللّه، و هجموا منزله يريدون نفسه.

قال: و أخبرني علي بن الحسن بن علي، قال: شرع في خلع المستعين باللّه فوثبت العامة على محمّد بن عبد اللّه بن طاهر، و ذمرت (6) عليه، و نقل المستعين باللّه من داره إلى الرصافة.

ص: 311


1- رسمها مضطرب بالأصل و م و صورتها «و معير» و الصواب عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل:«وخص» و في م: وحص و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- قوله:«و عسكر أبو أحمد بالشماسية» أثبت عن تاريخ بغداد 123/2 و العبارة بالأصل مضطربة و غير مقروءة و صورتها:«و عسلرها أحمد بالساسبة» و في م:«و عسكرها أحمد بالسياسة».
4- تاريخ بغداد: يوم السبت.
5- بالأصل: عشر.
6- كذا، و في القاموس: و تذمر عليه: تنكر له، و أوعده.

قال: و أخبرني أبو موسى العباسي قال: فدسّ محمّد بن عبد اللّه بن طاهر إلى المستعين باللّه من يعرض له بالخلع على أنه يتوثق له من المعتزّ باللّه و يسلم إليه الأمر.

و كان المستعين باللّه رجلا صالحا ضعيفا، فأجاب المستعين باللّه إلى ذلك، و كره الدماء بعد أن لم يجد ناصرا.

قال: و أخبرني جعفر بن علي قال: خلع أحمد المستعين باللّه نفسه من الخلافة في المحرم أول سنة اثنتين (1) و خمسين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و علي بن زيد بن علي السّلميان، قالا:

أنا نصر (2) بن إبراهيم المقدسي، زاد المسلّم: و عبد اللّه بن عبد الرزاق، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي الحسن بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (3)،قال:

و استخلف أحمد المستعين باللّه و هو أحمد بن محمّد بن أبي إسحاق المعتصم لخمس ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان و أربعين و مائتين، و خلع يوم الجمعة لسبع ليال بقين من شهر رمضان سنة إحدى و خسين و مائتين، و قيل سنة اثنتين (4) و خمسين و مائتين، و جددت البيعة للمعتزّ باللّه، و هو الزبير بن جعفر المتوكل سنة اثنتين (5)و خمسين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قال: أنا و أبو منصور بن خيرون:

أخبرنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن إبراهيم الشافعي، أنا عمر بن حفص، قال: و دعي للمعتزّ (7) ببغداد يوم الجمعة لليلة خلت من المحرم سنة اثنتين (8) و خمسين و مائتين.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي،

ص: 312


1- بالأصل: اثنين.
2- بالأصل:«أبو نصر» خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 136/19.
3- بالأصل:«خزيم»، و تقرأ «خذيم» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 428/14 و اسمه محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك بن مروان، أبو بكر و في م:«حريم».
4- بالأصل: اثنين.
5- بالأصل: اثنين.
6- تاريخ بغداد 123/2.
7- بالأصل: المعتز، و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- بالأصل: اثنين.

أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد بن المحاملي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو محمّد بن رزق اللّه بن عبد الوهاب التميمي، و أبو الفوارس طراد بن محمّد الزينبي (1)،قالا: أنا أبو بكر بن وصيف الصياد، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمرو بن حفص السّوسي، قال: و بايع (2) أهل سرّ من رأى المعتزّ يوم الأربعاء لثلاث عشر خلت من المحرم سنة إحدى و خمسين و مائتين فكانت الحرب في صفر في أذار فخلع المستعين و دعي للمعتزّ ببغداد يوم الجمعة لثلاث ليال خلت من المحرم سنة اثنتين (3) و خمسين و مائتين، و أمة قبيجة (4) و كنيته أبو عبد اللّه، و خلع المعتزّ، في آخر رجب و دعي لمحمّد بن الواثق باللّه المهتدي بسرّمن رأى يوم الأربعاء ليومين بقيا من رجب و ثلاث عشرة خلون من تموز سنة خمس و خمسين و مائتين و دعي له يوم الجمعة بسرّمن رأى أول يوم من شعبان و لم يدع له ببغداد، و دعي للمعتزّ ببغداد، و قتل المعتزّ يوم السبت ليومين من شعبان.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الآبنوسي:

أخبرنا عبد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي، قال (5):خلافة أبي عبد اللّه المعتزّ باللّه و اسمه محمّد بن جعفر المتوكل على اللّه و أمه أم ولد يقال لها قبيحة، أدركت خلافته، و مولده في شهر (6) ربيع الآخر سنة ثنتين و ثلاثين و مائتين، و اجتمع الناس على بيعة أبي عبد اللّه المعتزّ باللّه بعد خلع المستعين و بويع (7) له ببغداد يوم الجمعة لأربع خلون من المحرم سنة اثنتين (8) و خمسين و مائتين، فكانت خلافته منذ يوم بويع له ببغداد، و اجتمع الناس عليه إلى يوم خلع بسرّمن رأى و قبض عليه صالح بن

ص: 313


1- بالأصل:«الزبيدي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 37/19.
2- بالأصل و م: و تابع.
3- بالأصل: اثنين.
4- كذا بالأصل «قبيجة» بالجيم، و في بغية الطلب:«قبيحة» بالحاء المهملة، و مهملة بدون نقط في م.
5- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3761/8.
6- بالأصل و م: شهور.
7- بالأصل و م: و توقع.
8- بالأصل: اثنين.

و صيف فحبسه و ذلك يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس و خمسين ثلاث سنين و ستة أشهر و ثلاثة و عشرين يوما، و حبس خمسة أيام، ثم قتل يوم الجمعة وقت العصر مستهل شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين، و هو ابن ثلاث و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و عشرين يوما، و منه الوقت الذي بويع له فيه بسرّمن رأى بالخلافة إلى وقت قتل أربع سنين و ستة أشهر و خمسة عشر يوما، و كان أبيض شديد البياض معتدل الخلق جميل الوجه ربعة، حسن الجسم على خده الأيسر [خال] (1) أسود، و شعره أسود حسن (2).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا عبد العزيز بن علي، أنا محمّد بن أحمد المفيد، نا أبو بشر الدولابي، أخبرني جعفر بن علي بن إبراهيم، قال: كانت الجماعة على أبي عبد اللّه المعتزّ باللّه، و اسمه الزبير بن جعفر بن محمّد، و أمه قبيحة أم ولد رومية في المحرم سنة اثنين (4) و خمسين و مائتين، و إنما يحسب أيام ملكه منذ يوم خلع المستعين.

و قال أبو بشر:[سمعت] (5) أبا الجعد يقول: اسم المعتزّ باللّه: الزبير، و يقال:

محمّد.

و قال: أخبرني جعفر بن علي الهاشمي، قال: كان المعتزّ باللّه رجلا طويلا جسيما و سيما، أبيض مشربا بحمرة، أدعج العينين حسنهما، أقنى الأنف، حسن الوجه مليحا، جعد الشعر، كثّ اللحية، مدوّر الوجه، حسن المضحك، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، مات و هو [ابن] (6) أربع و عشرين، و كان قاضيه الحسن بن أبي الشوارب.

و نقش خاتمه: محمّد رسول اللّه، و له خاتم آخر نقشه: المعتزّ باللّه.

أخبرنا أبو أحمد بن عبيد اللّه إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده، أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافا بن زكريا (7)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو

ص: 314


1- زيادة لازمة عن بغية الطلب.
2- في بغية الطلب: خشن.
3- تاريخ بغداد 124/2.
4- كذا.
5- زيادة عن تاريخ بغداد.
6- زيادة عن تاريخ بغداد.
7- بالأصل:«ابن أبي زكريا» و الصواب ما أثبت. و الخبر في الجليس الصالح الكافي 103/3-104 و نقله ابن العديم عن المعافى بن زكريا.

يوسف يعقوب بن بيان (1) الكاتب، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن موسى بن الفرات (2)،أنا أبي و جماعة من شيوخنا قال: لما حذق (3) المعتزّ القرآن دعا المتوكل شفيعا الخادم بحضرة الفتح بن خافان، فقال: إني قد عزمت على تحذيق أبي عبد اللّه في يوم كذا و تكون خطبته علي و حذاقه (4) ببركوارا، فأخرج من خزانة الجوهر جوهرا بقيمة مائة ألف دينار في عشر صواني فضة للنثار على من يقرب من القواد مثل محمّد بن عبد اللّه و وصيف، و بغا، و جعفر الخياط ، و رجا الحصاري، و نحو هؤلاء من قادة العسكر، و أخرج مائة ألف دينار عددا للنثار على القواد الذين دون هؤلاء في الرواق الذين بين يدي الأبواب، و أخرج (5) ألف ألف درهم بيضا صحاحا للنثار على من في الصحن من خلفاء القواد و النقباء. قال شفيع: فوجهت إلى أحمد بن حباب الجوهري، فأقام معنا حتى صنّفنا في عشر صواني من الجوهر الأبيض و الأحمر و الأخضر و الأزرق بقيمة مائة ألف دينار و وزن كل صينية ثلاثة آلاف درهم. و قال شفيع لابن حباب: اجعل في صينية من هذا الصواني جوهرا تكون قيمته خمسة آلاف دينار، و انتقصه من باقي الصواني، حتى تكون في كل واحدة تسعة آلاف و خمسمائة [دينار]، فإن أمير المؤمنين أمرني أن أدفع هذه الصينية إلى محمّد بن عمران مؤدب الأمير أبي عبد اللّه إذا فرغ من خطبته، ففعلوا ذلك و شدوا كل صينية في منديل، و ختمت بخاتم شفيع، و تقدم شفيع إلى من كان معه من الخدم أن ينثروا العين في الرواق و الورق و الصحن، و أوعز (6) إلى الناس من الأكابر، و وجوه الموالي و الشاكرية (7) بحضور براكوارا في يوم سمّي لهم: ليشهدوا خطبة الأمير المعتزّ، و كتب إلى محمّد بن عبد اللّه و هو بمدينة السلام بالقدوم إلى سرّ من رأى لحضور الحذاق قال: فتوافى الناس إلى بركوارا قبل ذلك بثلاثة أيام، و ضربت المضارب، و انحدر المتوكل غداة ذلك اليوم و معه قبيحة و من اختصت من حرم

ص: 315


1- في بغية الطلب 3764/8 و علق محققه بالهامش بأن الخبر ليس بالمطبوع من كتاب الجليس الصالح، كذا و هو خطأ.
2- في الجليس الصالح: بنان.
3- حذق القرآن أي تعلمه كله و مهر فيه.
4- أي يوم ختمه للقرآن الكريم.
5- عن الجليس الصالح و بالأصل «و خرج».
6- بالأصل: و وعز، و المثبت عن الجليس الصالح.
7- في القاموس: الشاكري: الأجير و المستخدم.

المتوكل و من حشمها إلى بركوارا و جلس المتوكل في الإيوان على منصته، و أخرج منبر أبنوس مضبب بالذهب مرصّع، مقابضه عاج، و قال بعضهم: عود هندي، فنصب تجاه المنصة وسط الإيوان ثم أمر بإدخال محمّد بن عمران المؤدب، فدخل فسلّم على أمير المؤمنين بالخلافة، و دعا له، فجعل أمير المؤمنين يستدنيه حتى جلس بين يدي المنبر، و خرج المعتزّ من باب في جنبة (1) الإيوان حتى صعد المنبر فسلم على أمير المؤمنين و على من حضر، ثم خطب، فلما فرغ من خطبته وقعت الصينية إلى محمّد بن عمران، و نثر شفيع صواني الجوهر على من في الإيوان، و نثر الخدم الذين كانوا في الرواق و الصحن ما كان معهم من العين و الورق، و أقام المتوكل ببركوارا [أياما] (2) في يوم منها دعته قبيحة فيقال انه لم ير يوم مثله سرورا و حسنا و كثرة نفقة، و إن الشمع كله كان عنبرا إلاّ الشمعة التي في الصحن فإنه كان وزنها ألف منا (3)،فكادت تحرق القصر، و وجد من حرها من كان في الجانب الغربي من دجلة.

و قد كان أمر المتوكل أن يصاغ له سريران: أحدهما ذهب، و الآخر فضة و يفرش السرير الفضة ببساط حب، و بردعة حب، و وسادتي حب، و مسند حب منظوم على ديباج أسود، و كان طول السرير تسعة أذرع.

قال: فأخرج من خزانة الجوهر حب عمل له ذلك، فكان أرفع قيمة الحب دينارا و أقل القيمة درهما فاتّخذ له ذلك و أمر بفرش السرير المذهب بمثل فرش السرير الفضة منقوشا بأنواع الجوهر الأحمر و الأخضر و الأصفر و الأنواع، ففرشا فقعد عليهما هو و قبيحة ثم وهبهما لها.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن السمان لفظا بالري، ثنا الحسن بن محمّد بن يحيى الشافعي بسامرّاء، حدّثنا أحمد بن علي بن يحيى بن حسان، نا علي بن حرب الطائي، قال: دخلت على المعتزّ باللّه فما

ص: 316


1- كذا بالأصل و الجليس الصالح، و في بغية الطلب و مختصر ابن منظور «حنية».
2- الزيادة عن الجليس الصالح الكافي.
3- المنّ : كيل معروف أو ميزان أو رطلان، كالمنا، جمع أمنان و جمع المنا: أمناء (القاموس: منن).
4- تاريخ بغداد 124/2.

رأيت خليفة كان أحسن وجها منه فلما رأيته سجدت (1)،فقال: يا شيخ تسجد لأحد من دون اللّه ؟ قلت [حدّثنا] (2) أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، نا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان إذا رأى ما يفرح به أو [بشّر بما] (3) يسره سجد شكرا للّه عز و جلّ .

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، و نقلته بخطه، ثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد المقرئ.

و أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني أبو القاسم الأزهري، ثنا عبيد اللّه بن محمّد المقرئ، نا محمّد بن يحيى الصّوّاف (5)،نا أبو يعقوب (6) بن البختري، حدّثني أبي قال: نظر إليّ المعتزّ و أنا انظر إلى وجهه فقال: إلى أي شيء تنظر؟ قلت: إلى كمال أمير المؤمنين في جمال وجهه و جميل أفعاله.

أخبرنا أبو بكر [محمّد] بن الحسين بن المزرفي (7)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، قراءة عليه، و أنا أسمع، ثنا يزداد (8) بن عبد الرّحمن، قال: قال لي الزبير بن بكار: صرت (9) إلى أبي عبد اللّه المعتزّ باللّه أمير المؤمنين و هو أمير فلما علم - و قال الماوردي أعلم و قالا - بمكاني خرج مستعجلا فعثر فأنشأ يقول:

يموت الفتى من عثرة بلسانه *** و ليس يموت المرء من عثرة الرّجل (10)

ص: 317


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل: يتحدث.
2- زيادة عن تاريخ بغداد.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- المصدر نفسه ص 125.
5- تاريخ بغداد: الصولي.
6- كذا، و في تاريخ بغداد: أبو الغوث.
7- بالأصل و م بالقاف، و الصواب ما أثبت «المزرفي» بالفاء. و قد مرّ.
8- بالأصل:«ابن دار» و الصواب ما أثبت عن بغية الطلب.
9- بالأصل و م:«ضرب» و المثبت عن بغية الطلب.
10- الخبر و البيت نقله ابن العديم في بغية الطلب 3768/8.

رواها الخطيب (1) عن حسن الخلاّل عن عبيد اللّه الصّيدلاني.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن محمّد بن يحيى الصولي، ثنا أبو العيناء، قال (2):قال: دخل ابن السّكّيت على المعتزّ و كان يؤدبه و له عشر سنين، فقال: بأي شيء يحب أن أبتدئ الأمير من العلوم ؟ فقال (3):بالانصراف. قال: أحب (4) فهو مبارك (5) فوثب فعثر بسراويله فالتفت فقال:

يموت الفتى من عثرة بلسانه *** و ليس يموت المرء من عثرة الرجل

فخبر بها المتوكل فأمر لابن السكيت بخمسين ألف درهم، قال أبو العيناء: و إنما فعل ذلك المتوكل ليستر عوار ابنه في سوء أدبه على معلمه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا أحمد (7) بن محمّد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: ثم استخلف المعتزّ باللّه أبو عبد اللّه محمّد بن المتوكل على اللّه قال إبراهيم بن العباس:

اللّه أظهر دينه و أعزه بمحمّد

و اللّه أكرم بالخلافة جعفر بن محمّد

و اللّه أيد عهده بمحمّد و محمّد

و مؤيد لمؤيدين إلى النبي محمّد

قال الخطيب (8):و أنا محمّد بن عيسى الهمذاني (9)،نا صالح بن أحمد الحافظ ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عمروس، إملاء، قال: سمعت أحمد بن بديل الكوفي قاضينا

ص: 318


1- انظر تاريخ بغداد 125/2.
2- الخبر في ابن العديم 3769/8.
3- بالأصل:«فقالا».
4- كذا العبارة بين الرقمين بالأصل، و في ابن العديم:«أنا أخف نهوضا منك» و هو أظهر.
5- كذا العبارة بين الرقمين بالأصل، و في ابن العديم:«أنا أخف نهوضا منك» و هو أظهر.
6- تاريخ بغداد 123/2-124.
7- تاريخ بغداد: محمد بن أحمد بن رزق.
8- الخبر في تاريخ بغداد 51/4-52 في ترجمة أحمد بن بديل اليامي الكوفي.
9- عن تاريخ بغداد، و بالأصل الهمداني بالدال المهملة.

قال: بعث إليّ المعتزّ رسولا بعد رسول، فلبست كمّتي و لبست نعل (1) طاق فأتيت بابه (2) قال الحاجب: يا شيخ [اخلع] نعليك فلم التفت إليه، فدخلت إلى الباب الثالث، فقال: يا شيخ نعليك فقلت: أبا الوادي المقدس أنا فأخلع نعلي ؟ فدخلت بنعلي فرفع مجلسي و جلست على مصلاّه فقال: أتعبناك، أبا جعفر؟ فقلت: أتعبتني و أذعرتني، فكيف بك إذا سئلت عني ؟ فقال: ما أردنا إلاّ الخير أردنا نسمع العلم، فقلت: و نسمع العلم أيضا؟ أ لا جئتني فإن العلم يؤتى فلا يأتي. قال: نعتب (3) أبا جعفر؟ فقلت له: خلبتني بحسن أدبك، اكتب.

قال: فأخذ الكاتب القرطاس و الدواة فقلت له: أ تكتب حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في قرطاس بمداد؟ قال: فبما يكتب ؟ قلت: في رق بحبر، فجاءوا برق و حبر. فأخذ الكاتب يريد أن يكتب. فقلت: اكتب بخطك، فأومئ إليّ أنه لا يكتب، فأمليت عليه حديثين أسخن اللّه بهما عينيه.

فسأله ابن البنّا أو ابن النعمان (4):أي حديثين ؟ فقال: قلت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من استرعي رعية فلم يحطها بالنصيحة حرم اللّه عليه الجنة»[4262].

و الثاني:«ما من أمير عشيرة إلاّ يؤتى به يوم القيامة مغلولا»[4263].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافا بن زكريا، نا محمّد بن يحيى الصولي، نا محمّد بن يحيى بن أبي عبّاد، حدّثني عمر بن محمّد بن عبد الملك (5)،قال: قعد المعتزّ و يونس بن بغا بين يديه و الجلساء و المغنون حضور، و قد أعد الخلع و الجوائز إذ دخل بغا فقال: يا سيدي والدة عبدك يونس في الموت، و هي تحب أن تراه، فأذن له فخرج. و فتر المعتزّ بعده و نعس، و قام الجلساء إلى أن صلّيت المغرب، و عاد المعتزّ إلى مجلسه، و دخل يونس و بين يديه الشموع فلما رآه المعتزّ عاد المجلس أحسن ما كان فقال المعتزّ:

ص: 319


1- تاريخ بغداد: نعلي طاق.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل:«به».
3- تقرأ بالأصل «لقيت» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- عن تاريخ بغداد، و تقرأ بالأصل:«اليعمراني حديثين».
5- الخبر نقله ابن العديم عن المعافى بن زكريا ج 3770/8.

تغيب فلا أفرح *** فليتك لا تبرح

و إن جئت عذبتني *** بأنك لا تسمح

فأصبحت ما بين ذين *** و لي كبد تجرح

على ذاك يا سيدي *** دنوّك لي أصلح

ثم قال: غنوا فيه فغنوا فيه فجعلوا يفكرون، فقال المعتزّ لابن الفضل الطنبوري:

و تلك ألحان الطنبور أملح و أخف، فغنّ لنا. فغنى فيه لحنا. فقال: دنانير الخريطة - و هي مائة دينار فيها مائتان، مكتوب على كل دينار: ضرب هذا الدينار بالحسنى لخريطة أمير المؤمنين، ثم دعا بالخلع و الجوائز لسائر الناس. فكان ذلك المجلس من أحسن المجالس.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسين بن محمّد، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمداني إجازة، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن خيران أنا ابن الأنباري، قال: دخل الزبير بن أبي بكر على المعتزّ باللّه و هو محموم فقال له: يا أبا عبد اللّه إني قد قلت في ليلتي هذه أبياتا و قد أعيا (1) على إجازة بعضها فأنشدني:

إني عرفت علاج القلب من وجع *** و ما عرفت علاج الحب و الجزع

جزعت للحب و الحمى صبرت لها *** إني لأعجب من صبري و من جزعي

من كان يشغله عن حبه وجع *** فليس يشغلني عن حبكم وجعي

قال [أبو] عبد اللّه:

و ما أمل حبيبي ليتني أبدا *** مع الحبيب و يا ليت الحبيب معي

فأمر له على البيت بألف دينار (2).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (3) الحسن بن البنّا، قالا: أنا

ص: 320


1- بالأصل «أعني» و المثبت عن بغية الطلب.
2- الخبر و الشعر في بغية الطلب 3772/8.
3- بالأصل «أنا» و الصواب ما أثبت.

أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي (1) بن الحسين بن الدّجاجي (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد المعدّل، نا أبو علي الحسن بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أحمد بن أبي خيثمة، قال: و أنشدونا للمعتزّ:

شبهت حمرة وجهه في نومه *** بشقائق النعمان في النمام (3)

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، أنا محمّد بن العباس الخزاز، أنشدنا محمّد بن خلف بن المرزبان، قال: أنشدنا المعتزّ باللّه:

اللّه يعلم يا حبيبي أنني *** مذ غبت عنك مدله مكروب

يدنو السرور إذا دنا بك منزل *** و يغيب صفو العيش حين تغيب

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت المجبر (5)،نا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني، قال (6):و من شعر عريب (7) في المعتزّ و أمه قبيحة قولها:

اسلمي يا دار العز للمعتزّ دارا

ثم كوني لولي العهد خلدا و قرارا

أبدا معمورة ما طرد الليل النهارا

و يكون اللّه للدين و الإسلام جارا

أو وليا و نصيرا حيث ما حلّ و سارا

ص: 321


1- قوله:«بن علي» استدرك عن هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.
2- بالأصل:«الزجاجي» خطأ و الصواب ما أثبتناه، انظر ترجمته في سير الأعلام 262/18.
3- بغية الطلب 3768/8.
4- تاريخ بغداد 125/2.
5- مهملة بالأصل و م بدون نقط و صورتها:«المجبر» و الصواب ما أثبت، و مضى التعريف به.
6- الإماء الشواعر لأبي الفرج الأصبهاني ط بيروت ص 111.
7- بالأصل: غريب، و المثبت عن الأصبهاني.

يا أمير المؤمنين اختارك اللّه اختيارا

و ولاه العهد للدين صغارا و كبارا

فدم الدّهر لنا ما طلع النجم و غارا

و لها فيه خفيف ثقيل.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد، قال: قال ابن البراء كانت خلافة المعتزّ إلى أن خلع يوم الاثنين لثلاث بقين (2) من رجب سنة خمس و خمسين و مائتين، أربع سنين و ستة أشهر و أربعة عشر يوما، و عمره ثلاثا و عشرين سنة، و أظهر قبره و بقي (3) الأمر يومين - يعني بعد قتله - حتى استخلف المهتدي [باللّه].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسن بن قبيس، قالوا: أنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4):

أخبرنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس (5) المقرئ الرفاء.

و أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: بويع المعتزّ باللّه في المحرم سنة ثنتين و خمسين و مائتين عند خلع المستعين باللّه و مات - زاد الأشناني: المعتزّ باللّه - في اليوم الثاني من شهر رمضان بسرّمن رأى (6)-و قال ابن قيس بسرّمن رأى - و دفن بموضع يقال له باب السميدع سنة خمس و خمسين و مائتين و له ثلاث و عشرون (7) سنة و كانت خلافة المعتزّ باللّه من يوم

ص: 322


1- تاريخ بغداد 125/2.
2- بالأصل:«ليلتي بقيتين» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- عن هامش الأصل، و بجابنها كلمة صح.
4- تاريخ بغداد 125/2.
5- في تاريخ بغداد: ابن أبي قيس.
6- كذا بالأصل.
7- بالأصل:«و عشرين» و الصواب ما أثبت.

دعي له بالخلافة ببغداد إلى يوم دفن ثلاث سنين و سبعة أشهر إلاّ (1) ثلاثة أيام. انتهت رواية النسيب، و ابن قبيس و ابن خيرون، و زاد ابن الأكفاني و ابن السمرقندي بإسنادهما: و كان المعتزّ أبيض ضخما مدور الوجه مشرب حمرة أعين جميلا و يكنى أبا عبد اللّه و أمه أم ولد يقال لها قبيحة.

قال لنا أبو القاسم النسيب و أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قال لنا أبو بكر الخطيب (2):هكذا ذكر ابن أبي الدنيا أن وفاة المعتزّ كانت في شهر رمضان، قال الخطيب: و أنا الحسن بن أبي بكر، أنا الشافعي، أنا عمر بن حفص: أن المعتزّ قتل يوم السبت ليومين من شعبان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سلميان بن زبر، قال: فيها - يعني سنة اثنتين (3) و خمسين و مائتين - بويع أبو عبد اللّه الزبير بن جعفر و هو المعتزّ باللّه لثلاث خلون من المحرم، قال: و فيها - يعني سنة خمس و خمسين - خلع المعتزّ باللّه يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب، و بويع محمّد بن الواثق، و هو المهتدي باللّه و توفي المعتزّ يوم السبت لليلتين خلتا من شعبان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: أنا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا أبو بكر أحمد بن علي (4)،قالا: و أنا عبد الرّحمن بن علي، أنا المفيد، أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني جعفر بن علي الهاشمي: أن المعتزّ باللّه صلّى عليه محمّد بن الواثق المهتدي و دفن عند قبر المنتصر باللّه يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة خمس و خمسين و مائتين.

2235 - الزبير بن حزيمة الخثعمي

2235 - الزبير بن حزيمة الخثعمي (5)

بالحاء المهملة، من أهل فلسطين كان في جيش مسلم بن عقبة المعروف بمسرف

ص: 323


1- عن تاريخ بغداد، و بالأصل:«إلى».
2- تاريخ بغداد 126/2.
3- بالأصل: اثنين.
4- المصدر السابق نفسه.
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 185/14 و ضبط الصفدي حزيمة بحاء مهملة مفتوحة و بعدها زاي.

الذي قاتل به أهل المدينة يوم الحرّة، و استعمله مسلم على الرجالة، و بعثه بشر بن مروان إلى الزط .

حدّث عن أبيه.

روى عنه: محمّد بن قيس الأسدي، و الوليد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن مسافع.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر المعدّل، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن شيبة بن أبي شيبة البزار، أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الحرار، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي سيف المدائني، عن عبد اللّه بن فائد، عن بعض مشيخة أهل المدينة: أن الزبير بن حزيمة (1)الخثعمي جاء إلى دار عبد اللّه بن حنظلة، و قد قتل و قتل معه سبع (2) بنين له و قتل أخوه لأمه محمّد بن ثابت بن قيس بن شماس حين انتهبت (3) المدينة و أباحها مسلم و رجل من الشام ينازع ابنته خلخالها و هي تقول: أ ما دين، أ ما حمية، أذهبت العرب ؟ فقال لها الزبير: من أنت ؟ قالت: بنت عبد اللّه بن حنظلة، و كان بينهما صهر، فقال للشامي (4):خلّ عنها، قال: لا، فقتله فرفع إلى مسلم فشده وثاقا و حمله إلى يزيد و كتب بقصته فقال له يزيد [يا] بن حزيمة (5) أوعثت ؟ فقال: إن كنت أوعثت فطال ما قاتلت في طاعتك، فقال: صدقت فودى يزيد دية الشامي من بيت المال، و قال الزبير:

الحق عليك فأتى مكة فشهد حصار بن الزبير مع حصين، و للزبير يقول الشاعر:

أمرت خثعم على غير خير *** ثم أوصلهم الأمير بشير

أين ما كنت يعيفون (6) للناس *** و ما يزجرون من كلّ طير

ص: 324


1- بالأصل هنا خزيمة بالخاء المعجمة.
2- كذا، و الصواب: سبعة.
3- بالأصل: انتهت» و الصواب عن الوافي بالوفيات.
4- بالأصل: الشامي، و الصواب عن الوافي.
5- بالأصل و م: خزيمة.
6- بالأصل:«يعيقون» و في م: أين ما كنتم تعيقون و لعل الصواب ما أثبت وفقا لسياق العبارة.

ضلّت الطير عنكم بحلولا (1) *** و غرّتكم أماني الزبير

قال الحسن المدائني: سار مسلم بن عقبة على تعبئته، و على الرجالة الزبير بن حزيمة (2) الخثعمي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني محمّد بن عبادة، نا يعقوب بن محمّد، نا محمّد بن فليح، عن الوليد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن مسافع، عن الزبير بن حزيمة (3) الخثعمي أنه ذكر أنه طعن رجلا في سحره يعني يوم الحرّة و هو إبراهيم بن نعيم بن النّحّام.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل أحمد بن خيرون، و أبو الحسن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4)،قال: الزبير بن حزيمة (5) الخثعمي: رأيت رؤيا فذكر أنه قتل إبراهيم بن نعيم بن النحام يوم الحرّة، قاله (6) محمّد بن عبادة سمع يعقوب بن محمّد، سمع محمّد بن فليح، عن الوليد بن عبد الرّحمن بن عمرو (7) بن مسافع، عن زبير.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (8)،قال: الزبير بن حزيمة (9) الخثعمي، و روى عن أبيه، روى عنه محمّد بن قيس الأسدي و الوليد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن مسافع، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (10):و أما حزيمة أوله

ص: 325


1- كذا بالأصل و م و في ياقوت: جلولاء، بالجيم،(معجم البلدان 156/2).
2- بالأصل: خزيمة.
3- بالأصل: خزيمة.
4- التاريخ الكبير للبخاري 415/1/2-416.
5- بالأصل و البخاري و م: خزيمة بالخاء المعجمة، و الصواب ما أثبت.
6- عن البخاري و بالأصل: قال.
7- في البخاري: عمر.
8- الجرح و التعديل 583/2/1.
9- بالأصل: خزيمة.
10- الاكمال لابن ماكولا 140/3 و 141.

حاء مهملة مفتوحة بعدها زاي مكسورة الزبير بن حزيمة الجهني (1)،و قال البخاري الخثعمي، روى عن أبيه روى عنه محمّد بن قيس الأسدي، و الوليد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن مسافع.

2236 - الزّبير بن سليم

2236 - الزّبير بن سليم (2)

أظنه مصريا، و لكن لم أجد له ذكرا في تاريخهم، و لم يذكره البخاري، و لا ابن أبي حاتم.

سمع الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب بدمشق.

روى عنه: ابن لهيعة المصري.

أخبرنا أبو السعود المنزل بن خيرون بن عبد الملك بن الحسن الدباس ببغداد، أنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن حمّاد بن زغبة (3)،نا سعيد بن عفير، قال أبو نعيم، و نا محمّد بن سليمان الهاشمي، نا أحمد بن عمرو البزار، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا عبيد بن أبي قرة، قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي عاصم، نا محمّد بن مسكين، نا أبو الأسود، قالوا: أنا ابن لهيعة عن الزّبير بن سليم، قال: سمعت الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب يحدث عند منبر دمشق، حدّثني أبي عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ينزل اللّه عز و جلّ ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لكلّ مسلم إلاّ لمشرك أو مشاحن»[4264].

قال أبو نعيم: و رواه الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن الضحاك، بن أيمن عن (4)الضحاك بن عبد الرّحمن، عن أبي موسى من دون أبيه، و جعل بدل الزبير الضحاك بن أيمن، أنا أبو محمّد عبد الجبار محمّد بن أحمد البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصفار، أنا أبو الأسود

ص: 326


1- في الاكمال: الحنفي.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 186/2 و ميزان الاعتدال 67/2.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل:«عن» و سيأتي، و الصواب «بن».

النضر بن عبد الجبار، نا ابن لهيعة عن الزّبير بن سليم، عن الضحاك بن عبد الرّحمن، عن أبيه قال: سمعت أبا موسى الأشعري يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلاّ مشرك أو مشاحن»[4265].

رواه ابن ماجة، عن الصغاني (1)و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني، نا حميد بن زنجويه، نا أبو الأسود، نا ابن لهيعة، عن الزّبير بن سليم، عن الضحاك بن عبد الرّحمن، عن أبيه، قال: سمعت أبا موسى يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ينزل ربنا تبارك و تعالى إلى السماء الدنيا» مثله سواء[4266].

2237 - الزّبير بن عبد اللّه الكلابي

2237 - الزّبير بن عبد اللّه الكلابي (2)

والد العلاء بن الزبير، أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم.

حكى عنه ابنه (3) العلاء، و محمّد بن عبد اللّه [بن] المهاجر الشّعيثي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا صفوان بن صالح، و أبو تقيّ هشام بن عبد الملك، قالا: أنا الوليد، أنا أسيد الكلاّبي، عن العلاء بن الزّبير الكلابي، عن أبيه قال: رأيت غلية فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم فارس (5)،ثم رأيت غلبة المسلمين فارس و الروم و ظهورهم على الشام و العراق (6)،كلّ ذلك في خمس عشرة سنة.

ص: 327


1- سنن ابن ماجة باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان حديث 1390.
2- ترجمته في الإصابة 544/1 و فيها «الكلاعي» بدل «الكلابي» و هو خطأ، فهو من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (انظر أسد الغابة 97/2) و الاستيعاب 585/1 هامش الإصابة و أسد الغابة 97/2 و الوافي بالوفيات 181/14.
3- بالأصل:«ابن».
4- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 279/1.
5- كذا.
6- قوله:«و ظهورهم على الشام و العراق» سقط من المعرفة و التاريخ.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1)،قال: الزّبير بن عبد اللّه الكلابي، قال: رأيت غلبة فارس الروم ثم رأيت غلبة الروم (2) فارس ثم رأيت غلبة المسلمين فارس و الروم كل ذلك في خمس عشرة سنة، روى عن أبي مريم (3) عمرو بن مرّة الجهني صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه [ابنه] (4) العلاء بن الزبير فيما رواه الوليد بن مسلم، عن أسيد الكلاّبي، عن العلاء، و روى عنه محمّد بن عبد اللّه البصري.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة (5) من تابعي أهل الشام: الزبير بن عبد اللّه الكلابي مولى لهم يحدث عن أبي مريم، عن معاوية هو دمشقي داره بها.

قال أحمد بن عمير: الزبير بن عبد اللّه الكلابي، روى عن أبي مريم يحدث عنه محمّد بن عبيد اللّه الشعبي (6)،و قد روى هذا الحديث ابن شعيب، عن أبي المعطل مولى بني كلاب.

2238 - الزّبير بن عبد الواحد بن أحمد

و يقال: ابن محمّد بن زكريا بن صالح

ابن إبراهيم الأسدآبادي الحافظ (7)

سمع بدمشق، أبا الحسن بن جوصا، و أبا بكر بن خريم، و زكريا بن أحمد بن

ص: 328


1- الجرح و التعديل 579/2/1.
2- عن هامش الأصل و الجرح و التعديل.
3- بالأصل:«أبي مريم عن عمرو» حذفنا «عن» لأنها مقحمة، لأن أبا مريم كنيته عمرو بن مرة الجهني، و يكنى أيضا أبا طلحة (انظر ترجمته في تقريب التهذيب 79/2).
4- زيادة عن الجرح و التعديل.
5- في الإصابة نقلا عن ابن سميع: الطبقة الثانية.
6- كذا بالأصل هنا «محمد بن عبيد اللّه الشعبي» و قد مرّ في بداية الترجمة «محمد بن عبد اللّه بن المهاجر الشعيثي» و انظر الأنساب «الشعيثي».
7- ترجمته في تاريخ بغداد 472/8 و تذكرة الحفاظ 900/3 و الوافي بالوفيات 187/14 و سير الأعلام 570/15 و بغية الطلب 3776/8 و كنيته: أبو عبد اللّه. و الأسدآبادي نسبة إلى أسدآباد بفتح الهمزة و هي بليدة على منزل من همذان إذا خرجت إلى العراق. ذكره السمعاني و ترجم عليه. و وردت في معجم البلدان و الأنساب: أسدآباذ بالذال المعجمة، و قد ذكرت أثناء الترجمة و في كل المواضع بالدال المهملة، فأبقينا عليها، مع هذه الإشارة.

يحيى البلخي، و أبا الدحداح (1)،و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، و الحسن بن حبيب، و بعسقلان: محمّد بن الحسن بن قتيبة، و أبا الحسن بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن حجر، و محمّد بن عمر الديماسي، و بمصر: يوسف بن عبد الواحد القمي (2)،و أبا عثمان عبد الحكم بن أحمد بن محمّد بن سلام الصّدفي، و بأصبهان: من (3) محمّد بن نصير بن أبان الأصبهاني. و بغيرها: عبد اللّه بن أحمد بن موسى عبدان، و عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة البزار.

روى عنه (4):محمّد بن مخلد الدوري، هو أكبر منه، و أبو حفص بن شاهين، و الحاكم أبو عبد اللّه، و قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني (5)،و أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الشافعي، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، و أبو الحسن محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي النيسابوريان، و علي بن الحسن بن حيويّة الدامغاني، و أبو عبد اللّه بن مندة، و أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، و أبو الحسين الرازي، و سمع منه بحمص، و أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان الهمذاني.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الفضل المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو عبد اللّه الزّبير [بن] عبد الواحد بن أحمد بن زكريا الحافظ ، نا عبد اللّه بن أحمد بن موسى، نا زيد بن الحريش، أنا وكيع، عن سفيان، عن عبد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلى إلى بعيره[4267].

حدّثنا أبو محمّد هبة اللّه بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبي أبو البركات، أنا أبو

ص: 329


1- بالأصل:«الدحاح».
2- غير واضحة بالأصل و المثبت عن بغية الطلب.
3- بالأصل: بن.
4- بالأصل:«عن» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل:«الهداني» و الصواب عن بغية الطلب و الأنساب و انظر ترجمته في تاريخ بغداد 11/رقم 5806.

القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصوفي، قال: قرأت على أبي علي الحسن بن الحسن بن حمكان الشافعي الفقيه، أنشدني أبو عبد اللّه الزّبير بن عبد الواحد الأسدآبادي، أنشدنا أبو الحسن بن جوصا بدمشق للشافعي رحمه اللّه تعالى (1):

أمتّ مطامعي فأرحت نفسي *** فإن النفس ما طمعت تهون

و أحييت القنوع و كان ميتا *** ففي إحيائه عرضي مصون

إذا طمع يحل بقلب عبد *** علته مهانة و علاه هون

أخبرنا أبو الحسن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن عيسى الهمذاني، نا صالح بن أحمد الحافظ ، قال: الزبير بن عبد الواحد الأسدآبادي (3) عني بهذا الشأن و جمع و عاجله الموت، كتبت عنه و هو صدوق.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمداني (4) بمصر، قال: سمعت أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين الأنماطي، يقول: الزّبير بن عبد الواحد بن محمّد بن ناصر بن صالح أبو عبد اللّه الأسدآبادي، روى عن الحسن بن سفيان النسوي، و عمر بن موسى الشحامي، و عبد اللّه بن شيرويه (5)،و محمّد بن إسحاق السراج، و ابن خزيمة، و أبي خليفة، و عبدان، و أبي يعلى الموصلي و عامة مشايخ الشام و مصر، و عاجله الموت، و كان ورعا حافظا و هو صدوق.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: زبير بن عبد الواحد بن أحمد بن زكريا بن صالح بن إبراهيم الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الأسدآبادي قدم نيسابور بعد منصرفه من الحسن بن سفيان سنة ثلاث و ثلاثمائة فسمع المسند من عبد اللّه بن شيرويه (6)[و] كتب عن جعفر الحافظ و أقرانهما

ص: 330


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 108.
2- الخبر في تاريخ بغداد 473/8 و بغية الطلب 3778/8 نقلا عن أبي بكر الخطيب.
3- بالأصل: الأسدبادي.
4- في بغية الطلب: علي بن عبد اللّه بن محمد الهمذاني.
5- بالأصل: سيرويه.
6- بالأصل: سيرويه.

و كان أقام بنيسابور سنتين؛ فأما رحلته إلى آفاق الدنيا فمشهور [ة].

سمع أبا خليفة، و عبدان، و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و علي بن محمّد بن سليمان بمصر، و مشايخ الشام. و كان الزبير من الصالحين المذكورين (1) المشهورين من الثقات الحفاظ ، صنّف الشيوخ و الأبواب، كتبت عنه بأسداباد في سنة إحدى أو اثنين (2) و أربعين، ثم سنة خمس أو ست و أربعين و ثلاثمائة ثم دخلت عندنا بأسداباد سنة سبع و ستين و ثلاثمائة فحضرني أخوه أبو عمرو عثمان بن عبد الواحد و كتبت عنه و سألته عن وفاة الزبير فذكر أنه توفي بأسداباد غرة ذي الحجة من سنة سبع و أربعين رحمه اللّه.

فإنه كان أحد أركان الحديث و كان الزبير رحمه اللّه من عمال اللّه (3)،و من أصحاب الحقائق. كتب معي كتابا إلى أبي علي الحافظ يعظه فيه، فأوصلت الكتاب و استرجعته و هو عندي بخطه من نظر فيه عرف محل الزبير من الدين (4).

قال: أنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال: أنا أبو بكر الخطيب (5):الزبير بن عبد الواحد بن محمّد بن زكريا بن صالح بن إبراهيم، أبو عبد اللّه الأسدآبادي، أحد من رحل في الحديث، و طوف في البلاد شرقا و غربا، فسمع أبا خليفة الفضل بن الحباب البصري، و الحسن بن سفيان النسوي، و عمر (6) بن موسى السختياني، و محمّد بن إسحاق بن خزيمة، و محمّد بن إسحاق السراج، و عبد اللّه بن شيرويه النيسابوريين، و عبدان الأهوازي، و أبا يعلى الموصلي، و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية البغدادي، و علاّن المصري، و غيرهم. من أهل هذه الطبقة بالشام و مضر. و كان حافظا متقنا مكثرا. سمع منه ببغداد: محمّد بن مخلد الدوري، و كان الزبير إذ ذاك (7)حدثا.

قال الخطيب (8):و أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه

ص: 331


1- في تاريخ بغداد: المستورين.
2- كذا، و في بغية الطلب: سنة إحدى و اثنتين.
3- في بغية الطلب: من عمال الدنيا.
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3779/8.
5- تاريخ بغداد 472/8-473.
6- في تاريخ بغداد: عمران.
7- بالأصل:«ادرك» و الصواب عن تاريخ بغداد.
8- المصدر نفسه ص 473.

النيسابوري الحافظ ، قال: زبير بن عبد الواحد الأسدآبادي كان من الصالحين المستورين الثقات الحفاظ ، صنف الشيوخ و الأبواب. كتب عنه في سنة إحدى - أو اثنتين [و أربعين ثم دخلت أسدآباذ في سنة سبع و ستين] (1) و ثلاثمائة. فحضرني أخوه عثمان بن عبد الواحد، فسألته عن وفاة الزبير فذكر أنه توفي بأسداباذ في ذي الحجة سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة.

2239 - الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد

ابن عبد العزّى بن قصي بن كلاب

أبو عبد اللّه الأسدي (2)

ابن عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حواريّه، و أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالجنة، شهد بدرا و أحدا و غيرهما من المشاهد و شهد اليرموك من أعمال دمشق، و كان على بعض الكرابيس يومئذ، و شهد الجابية مع عمر بن الخطاب، و هو من أهل الشورى.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث يسيرة.

روى عنه: ابناؤه (3) عبد اللّه، و عروة، و جعفر، و مالك بن أوس بن الحدثان، و الأحنف بن قيس، و عبد اللّه بن عامر بن كريز، و مسلم بن جندب الهذلي المديني، و الحسن البصري، و أبو جرو (4) المازني، و أبو حكيم مولى الزّبير، و أم عطاء مولاة الزبير.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السّلمي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنبأ عمر بن أيوب السقطي، نا محمّد بن بكار، أنا خالد، عن بيان، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت لأبي: يا أبة ما يمنعك أن تحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما يحدث عنه أصحابه فقال: أما أنه قد كان لي منه

ص: 332


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
2- ترجمته في الاستيعاب 580/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 97/2 الإصابة 5451 الوافي بالوفيات 180/14 و سير أعلام النبلاء 41/1 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل:«ابناه» و الصواب ما أثبت، و في سير الأعلام:«بنوه» و زيد فيه: مصعب.
4- بالأصل و م:«حرو» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب.

منزلة و وجهة و لكن سمعته يقول:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[4268].

كذا وقع في هذه الرواية و قد أسقط وبرة بن عبد الرّحمن بن بيان و عامر، و كذلك رواه عن خالد وهب بن بقية، و إسحاق بن شاهين الواسطيان، و بشر بن آدم.

فأما حديث وهب و إسحاق:

فأخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان:

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا وهب بن بقية - زاد ابن حمدان: الواسطي، و قالا:- و إسحاق، قالا: حدّثنا خالد - يعني - ابن عبد اللّه، عن بيان، عن وبرة، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه قال: قلت:- زاد ابن حمدان: لأبي الزبير، و قالا:- ما يمنعك أن تحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما يحدث أصحابه قال: لقد كان لي منه وجه و منزلة و لكن سمعته يقول:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[4269].

و أما حديث بشر:

فأخبرناه أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد في كتابيهما، ثم أخبرني أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو علي الحداد، قالا:[أنا] (1) أبو نعيم الحافظ أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر بن فارس، أنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنا بشر بن آدم، نا خالد بن عبد اللّه، عن بيان، عن وبرة، عن عامر بن عبد اللّه، عن أبيه، عن الزبير، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم الحديث.

و هكذا رواه عن خالد، عن بيان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، أنبأ أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو بكر بن الحديد، أنا أبو بكر الخرائطي، نا سعدان بن نصر الثقفي ببغداد، نا علي بن عاصم، عن بيان، عن وبرة، عن عامر، عن عبد اللّه، عن أبيه، قال: قلت لأبي الزبير: ما لي لا أراك تحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما يحدث أصحابك ؟ قال لنا: و اللّه لقد كان لي منه وجه

ص: 333


1- زيادة منا للإيضاح.

و منزلة و لكنه سمعته يقول:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[4270].

و رواه أبو ضمرة جامع بن شدّاد المحاربي الكوفي، عن عامر: أخبرناه أبو علي الحسن بن مظفر، أنا الحسن بن علي.

و أخبرناه أبو القاسم الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي [نا] (2) عبد الرّحمن بن مهدي، نا شعبة، عن جامع بن شداد، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت لأبي الزبير بن العوام: ما لك لا تحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: ما فارقته منذ أسلمت و لكني سمعت منه كلمة سمعته يقول:«من كذب عليّ متعمدا (3) فليتبوأ مقعده من النار»[4271].

قال: و حدّثني أبي (4)،نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن جامع بن شداد، عن عامر بن عبد اللّه، عن أبيه قال: قلت للزبير: ما لي لا أسمعك تحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما أسمع ابن مسعود و فلان (5) و فلان ؟ قال: أما إني لم أفارقه منذ أسلمت و لكن سمعت منه كلمة:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[4272].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو (6) بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرى، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا عبد الرّحمن، نا شعبة، عن جامع بن شداد، قال:

سمعت عامر بن عبد اللّه بن الزبير يحدث عن أبيه، قال: قلت للزبير: ما لك لا تحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما يحدث عنه فلان و فلان ؟ قال: ما فارقته منذ أسلمت و لكني سمعت منه كلمة سمعته يقول:«من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[4273].

و أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو

ص: 334


1- مسند الإمام أحمد 167/1.
2- زيادة عن المسند.
3- سقطت من مسند أحمد.
4- المصدر نفسه 165/1.
5- كذا، و في المسند:«و فلانا و فلانا» و هو أظهر.
6- بالأصل:«أبو عمر» و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

داود، نا شعبة، حدّثني جامع بن شداد، أخبرني عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه قال: قلت للزبير: ما يمنعك أن تحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما يحدث ابن مسعود و فلان و فلان، قال: أما و اللّه ما فارقته منذ أسلمت، لكن سمعته قال كلمة قال:«من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار»[4274].

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيل، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد البلخي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، حدّثني أبو قلابة - وجدني على باب داره - نا وهب بن جرير، نا شعبة، عن جامع بن شداد، قال: سمعت عامر بن عبد اللّه الزبير يحدث عن أبيه، قال: قلت لأبي الزبير: ما لي لا أراك تحدث كما نسمع فلان و فلان (1) و ابن مسعود فقال: و اللّه ما فارقته (2) منذ أسلمت و لكني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار»، و قال: ما قال «متعمدا»، و أنتم تقولون:«متعمدا»[4275].

أخبرنا أبو الحسن بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، ثنا الزّبير بن بكّار، قال: و حدّثني عتيق بن يعقوب، حدثتني سلامة مولاة عائشة بنت عبد اللّه بن الزبير - قال: و كانت سلامة امرأة صدق - قالت: أرسلتني عائشة بنت عامر إلى هشام بن عروة تقول له: ما لأصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدثون عنه و لا يحدث عنه الزبير، فقال هشام: أخبرني أبي قال: أخبرني عبد اللّه بن الزبير، قال: عناني ذلك فسألت أبي عنه، فقال: يا بني، كانت عندي أمك، و عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خالتك (3) عائشة و بيني و بينه من القرابة و الرحم ما قد علمت، و عمتي أم حبيبة بنت أبي (4) أسد جدته، و عمته أمي، و أمه بنت وهب بن عبد مناف، و جدتي هالة بنت أهيب بن عبد مناف، و زوجته خديجة بنت خويلد عمتي، و لقد نلت من صحابته أفضل من نال أحد، و لكني سمعته يقول:«من قال عليّ ما لم أقل يتبوأ مقعده من النار» فلا أحب أن أحدث عنه[4276].

ص: 335


1- كذا بالأصل و م و الصواب:«فلانا و فلانا».
2- بالأصل و م:«فارقتك» و الصواب ما أثبت قياسا إلى الروايات السابقة.
3- بالأصل و م: خالك.
4- في مختصر ابن منظور: بنت أسد.

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنا أبو منصور شجاع، و أبو زيد أحمد، أنبأ علي بن شجاع، و أبو عيسى عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن زياد، و أبو بكر بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن ماجة.

و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن سعدويه:

أخبرنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمّد البزاني (1)،و أبو عيسى بن زياد، و أبو بكر بن ماجة.

و أخبرنا أبو محمّد عبد السلام بن محمّد بن عبد اللّه التيمي، و أبو سعد سعيد بن عبد الواحد بن قادسة قال: أنا المطهر بن عبد الواحد، و أبو بكر بن ماجة.

و أخبرنا أبو نجيح محمّد بن محمّد بن أحمد [بن] الفتح، و أبو جعفر محمّد بن غانم بن أبي نصر الشرابي، و أبو القاسم رستم بن محمّد بن أبي عيسى بن زياد، و أبو المظفّر بندار بن أبي زرعة بن بندار البيّع، قالوا: أنا أبو عيسى بن زياد.

و أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبد اللّه، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الدشتي المقرئ، و أبو عبد اللّه محمّد بن حمد بن أحمد بن علي حيوة النجار، و أبو منصور فادشاه بن أحمد بن نصر بن علي بن الحسين، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن محمّد بن عمرويه، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان، و أبو محمّد هبة اللّه بن سلمان بن عبد اللّه، و أبو الفضائل الحسين بن الحسن بن أحمد بن الحداد، و أبو الوفاء أحمد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن ماجة، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي القاسم إبراهيم بن محمّد بن محمّد المديني، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمّد بن سليم، و أبو عبد اللّه ظفر بن إسماعيل بن الحسن النجاد، و أبو المناقب ناصر بن حميرة بن ناصر بن طباطبا العلوي، قالوا: أنا أبو بكر بن ماجة.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن علي الرّماني، و أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، و أم الفتوح رابعة بنت معمر بن محمّد بن أحمد العبدية، قالوا: أنا المطهر بن عبد الواحد.

ص: 336


1- مهملة و بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و هذه النسبة إلى بزان و هي قرية من قرى أصبهان.(الأنساب) و في م: اليراني. ترجمته في سير الأعلام 549/18.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن مندة، قالوا: أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن المرزبان (1) بن أدر حنبش الأبهري، ثنا محمّد بن إبراهيم بن يحيى الحزوّري (2) نا لوين محمّد بن سليمان، نا ابن أبي الزناد نا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان الزبير قاعدا و رجل (3) يقول: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عامة مجلسه، قال: فسكت الزبير حتى انقضت مقالته قال: فقال الزبير:

ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا من هذا، قال: و اللّه يا عبد اللّه إنك لحاضر المجلس يومئذ، قال: صدقت، إنما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن تجيء، قال رجل من أهل الكتاب فجعل يذكر عنه، فجئت و هو يذكر ذاك، فذاك الذي يمنعني من الحديث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، قال: قال [أبو] سليمان الخطابي: لم يخف (4) الزبير على نفسه من الحديث أن يكذب فيه عمدا، و لكنه خاف أن يزلّ أو يخطئ، فيكون ما يجري فيه من الغلط كذبا إذ لم يتبين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد قاله.

قال: و فيه من العلم أنه لا يجوز الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالشك، و غالب الظن، حتى يتيقن سماعه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا معاذ بن المثنى، نا مسدّد، نا عطّاف بن مخلد المخزومي، حدّثني عمر بن عبد اللّه بن عروة بن الزبير، قال: سمعت عبد اللّه يقول: قدمت مع الزبير من الشام من غزوة اليرموك فكنت أراه يصلّي على راحلته حيث ما توجّهت.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن،

ص: 337


1- بالأصل و م:«المريان» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 555/16. و الأبهري نسبة إلى أبهر من قرى أصبهان (الأنساب).
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى حزور اسم جدّ له.
3- بالأصل و م: و رجلا، و الصواب ما أثبت.
4- عن مختصر ابن منظور و بالأصل:«بحد» كذا.

أنا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، نا محمّد بن إسحاق، قال: و حدّثني وهب بن كيسان، عن عبد اللّه بن الزبير، قال: كنت مع الزبير عام اليرموك فلما تعبّأ الناس للقتال لبس الزبير لأمته ثم جلس على فرسه، ثم قال لموليين له: احبسا عبد اللّه في الركب معكما، فإنه غلام صغير قال: ثم وجّه فدخل في الناس، فلما اقتتلوا نظرت إلى ناس وقوف على تل رمل لا يقاتلون مع الناس، فأخذت فرسا للزبير، خلّفه للرحل فركبته ثم ذهبت إلى أولئك، فوقفت معهم، فقلت: انظر ما يصنع الناس، فإذا أبو سفيان بن حرب في مشيخة من قريش من مهاجرة الفتح وقوفا لا يقاتلون (1) فلما رأوني غلاما حدثا فلم يتقوني، فجعلوا إذ مال المسلمون و ركبهم الروم يقولون إنه امة بني الأصفر، قال: و إذا مال الروم و ركبهم المسلمون (2) قالوا: يا ويح بني الأصفر، فجعلت أعجب من قولهم.

فلما هزم اللّه الروم و رجع الزبير جعلت أخبره خبرهم قال: فجعل يضحك و يقول: قاتلهم اللّه أبوا إلاّ ضغنا و ما ذا لهم في أن يظهر علينا الروم، لنحن خير لهم منهم، ثم إن اللّه أنزل نصره، و هزمت الروم و جموع هرقل التي جمعت و أصيب من الروم و أهل أرمينية و المستعربة (3) سبعون ألفا، و قتل اللّه القيقلان.

فلما انهزمت الروم بعث أبو عبيدة بن غنم في طلبهم، فسلك الأعماق حتى بلغ ملطلية (4) فصالحه أهلها على الجزية، ثم انصرف، فلما سمع هرقل بذلك بعث إلى مقاتليها و من فيها فساقهم إليه و أمر بملطية فحرقت.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عمرو بن خالد، و حسان، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد.

ص: 338


1- بالأصل: لا يقاتلوا.
2- بالأصل:«و إذا مال المسلمون و ركبهم» و صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور 13/8.
3- بالأصل و م:«و المستعين» و الصواب ما أثبت عن المختصر.
4- بلدة مشهورة من بلاد الروم تتاخم الشام (معجم البلدان).

قال: و نا يعقوب، نا الحجاج، نا جدي، عن الزهري، قال: و أسد (1) ابن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا سهل بن بشر، و أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن عيسى، أنا منين بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم: الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و أمه صفية ابنة عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو الحسن الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (2)،قال: الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى، يكنّى أبا عبد اللّه، أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف استشهد بصفوان (3) من ناحية البصرة سنة ست و ثلاثين.

أنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب، يكنى أبا عبد اللّه من بني أسد قريش.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي قال (4):الزّبير بن العوّام بن خويلد، و خديجة بنت [خويلد] زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم عمته - رضوان اللّه عليها - و أمه صفية بنت عبد المطلب،

ص: 339


1- بالأصل:«و أنشد» و الصواب ما أثبت انظر المعرفة و التاريخ 166/3.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 43 رقم 67.
3- في طبقات خليفة و معجم البلدان: سفوان بفتح أوله و ثانيه، و هو ماء على قدر مرحلة من باب المربد بالبصرة.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 164.

و هو حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قتل يوم الجمل و قد تنحى عن القتال، فتبعه ابن جرموز (1) فقتله.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (2) الحسن، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، قال: ولد العوّام بن خويلد: الزبير، و السائب، و أم حبيب ولدت لخالد بن حرام أم حسن (3) بنت خالد ليس لها ولد، و أمهم صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، و أمها هالة بنت أهيب (4) بن عبد مناف بن زهرة، و أمها العبلة بنت المطلب بن عبد مناف و أمها خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم و أمها أم الخير بنت سعيد بن سهم و أمها عاتكة بنت عبد العزّى بن قصي، و أمها الحطباء (5)ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم و هو أول من ضرب قباب الأدم، و أنها قتلت بنت حدانة بن حنح، و هو حواري رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنا أبو بكر بن شجاع، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6)،قال: في الطبقة الأولى الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و يكنى أبا عبد اللّه و أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم قتل برحمة اللّه يوم الجمل في جمادى الآخرة سنة ست و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (7)،قال: في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا (8):الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن

ص: 340


1- بالأصل:«حربور» و المثبت عن الثقات للعجلي.
2- بالأصل و م «أنا» و الصواب ما أثبت، و قد مضى هذا السند.
3- في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 235 أم الحسين.
4- في جمهرة ابن حزم: وهيب.
5- كذا، و في نسب قريش ص 17 و أمها ريطة.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع.
7- طبقات ابن سعد 100/3 و 104.
8- بالأصل:«بدر» و الصواب ما أثبت.

قصي، و أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.

قالوا (1):و شهد الزبير بن العوام بدرا و أحدا و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ثبت معه يوم أحد، و بايعه على الموت و كانت مع الزبير إحدى رايات المهاجرين الثلاث في غزوة الفتح.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب، و أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حدّثنا بذلك ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق، يكنى أبا عبد اللّه، و كان حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شهد بدرا و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قتل يوم الجمل و هو منصرف منه في جمادى الآخرة و توفي في رجب سنة ست و ثلاثين، قتله بشر بن جرموز و قتل الزبير و هو ابن أربع و ستين فيما قاله (2) أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،قال: الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.

أنبأ أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: الزّبير بن العوّام أبو عبد اللّه القرشي الأسدي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو طالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو

ص: 341


1- طبقات ابن سعد 100/3 و 104.
2- بالأصل:«ابن».
3- كتاب المعرفة و التاريخ 166/1.
4- التاريخ الكبير 409/1/2.

الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال:

سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كنية الزبير بن العوام أبو عبد اللّه.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المزيدي، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا أحمد بن محمّد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي بن عمر [عن] روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: الزّبير بن العوّام أبو عبد اللّه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي و مصعب بن عبد اللّه يقولان: الزّبير بن العوّام أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال عمي أبو بكر رحمه اللّه: الزّبير بن العوّام أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، قال: سمعت مكي بن عبدان يقول: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى له صحبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أحمد بن محمّد بن حمّاد، قال: كنية الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي، أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان.

حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو زكريا يزيد بن محمّد قال: سمعت أحمد بن محمّد المقدّمي يقول: الزّبير بن العوّام الأسدي يكنى أبا عبد اللّه.

ص: 342

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنبأ أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي (1)،قال: الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى، يكنى أبا عبد اللّه، و أمه صفية بنت عبد المطلب، و عمته خديجة بنت خويلد قتل يوم الجمل مع طلحة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد بن الحاكم، قال: أبو عبد اللّه الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي القرشي الأسدي حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ابن عمته، و أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالجنة، استشهد بصفوان (2) من ناحية البصرة سنة ست و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن طلحة، عن (4) إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، قال: كان علي بن أبي طالب، و الزبير بن العوام، و سعد بن أبي وقاص، و طلحة بن عبيد اللّه عذار عام واحد - يعني ولدوا في عام واحد-.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد إجازة، نا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: و أنا المدائني قال: علي و طلحة و الزبير أتراب (5).

و يقال كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صوعا واحدا و عبد الرّحمن بن اسعم (6) و سئل سعد بن أبي وقاص من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: كانوا عوال (7) عام واحد.

ص: 343


1- بالأصل و م:«الساسي» و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
2- كذا بالصاد، و في ياقوت بالسين المهملة، و قد مضى التعريف بها قريبا.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 483/1 و نقله الذهبي في السير 44/1 و الاستيعاب 580/1.
4- في المعرفة و التاريخ:«بن» خطأ.
5- سير الأعلام 44/1.
6- كذا رسمها بالأصل، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، لكنه لم يكتب شيء على الهامش و في م:«من اسقهم».
7- كذا رسمها بالأصل و في م: عقال و لعلها «عيال» أو «عذار».

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدّثنا أبو صالح الحرّاني - هو عبد الغفار بن داود - نا ليث بن سعد، حدّثني أبو الأسود و غيره: أن عليا و الزبير أسلما ابنا ثنتي عشرة سنة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (1)،نا سليمان بن أحمد، نا أبو يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا عبد اللّه بن وهب، نا الليث بن سعد، عن أبي الأسود، قال: أسلم الزبير بن العوام، و هو ابن ثمان سنين، و هاجر و هو ابن ثمان عشرة، و كان عم الزبير يعلق الزبير في حصير و يدخن عليه بالنار، و هو يقول: ارجع إلى الكفر، فيقول الزبير: لا أكفر أبدا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، قال: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثنا الليث بن سعد، حدّثني أبو الأسود عن عروة، قال:

أسلم الزبير و هو ابن ثمان سنين، انتهى حديث البيهقي، و زادا: قال عروة: و نفحت نفحة (2) من الشيطان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخذ بأعلى مكة. فخرج الزبير و هو غلام ابن اثنتي (3) عشرة سنة، و معه السيف، فمن رآه ممن لا يعرفه قال: الغلام معه السيف، حتى أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما لك يا زبير؟» قال: أخبرت أنك أخذت قال:«فكنت صانعا ما ذا»؟ قال: كنت أضرب به من أخذك قال: فدعا له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لسيفه، و كان أول سيف سلّ في سبيل اللّه تعالى (4)[4277].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، و أخبرنا أبو محمّد عبد

ص: 344


1- الخبر في حلية الأولياء 89/1.
2- اللفظتان مهملتان بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، عن الاستيعاب.
3- بالأصل: اثني عشر.
4- انظر الخبر باختلاف في حلية الأولياء 89/1 و الاستيعاب 581/1 هامش الإصابة و أسد الغابة 98/2 و سير الأعلام 41/1-42.

الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، قال: أنا الحسين بن الفضل:

أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا يوسف بن محمّد الصفار، نا أبو أسامة، عن هشام، أخبرني أبي أن الزبير بن العوام أسلم يوم أسلم (1).

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا حمّاد بن أسامة، أنا هشام بن عروة، قال (2):أسلم الزبير و هو ابن ست عشرة سنة فما تخلف عن غزوة غزاها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد الصفار: قط ، و قالا:- و قتل و هو ابن بضع و ستين - زاد الصفار، سنة-.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو الزنباع يعني روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير، قال: و أخبرني الليث:

و أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (3) أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري إجازة، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا قتيبة بن سعيد، نا ليث بن سعد، عن أبي الأسود: أنه أخبره عروة بن الزبير أن الزبير أسلم و هو ابن ثمان سنين و كان يكنى أبا عبد اللّه، فإن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقام بمكة ثلاث عشرة سنة فهو يوم قتل ابن سبع و خمسين، و إن كان أقام عشر سنين فالزبير ابن أربع و خمسين سنة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب [و] (4) أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، قال:

و حدّثني أبو عروبة، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن

ص: 345


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا، و لعل الصواب «نا أبي عروة» كما يفهم من عبارة الاستيعاب 580/1 و حلية الأولياء 89/1.
3- بالأصل و م:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مضى هذا السند.
4- زيادة لازمة للإيضاح.

[عروة:] (1) كان الزبير بن العوام طويلا، تخط رجلاه الأرض، إذا ركب الدابة، أشعر، ربما أخذت بشعر كتفيه، متوذف الخلقة (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا عبد الرّحمن بن الحسن بن عتبة، نا عبد اللّه بن عيسى المديني، نا إبراهيم بن المنذر، نا عبد العزيز بن أبي ثابت، عن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان الزبير بن العوام طويلا أخضع و أشعر ربما أخذت بشعر كتفيه و أنا غلام، تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة.

قال: و حدّثنا إبراهيم بن المنذر، نا سفيان بن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، قال: قيل لعروة بن الزبير ما تذكر من أبيك ؟ قال: كنت أذكر شعرا ي منكبيه إذا أراد أن يقوم تعلقت به.

قال: و ثنا إبراهيم نا سعد بن عمرو الزبيري و عبد الحميد بن عبد اللّه بن أبي أويس قالا: نا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أذكر أبي، و كنت آخذ بشعر كتفي الزبير و هو يرتجز يقول:

مبارك من ولد الصّدّيق *** أزهر من آل أبي عتيق

ألدّه كما ألدّ ريقي (3)

قال: و ثنا إبراهيم، نا عبيد اللّه بن محمّد بن يحيى بن عروة، قال: سمعت هشام بن عروة يقول: كان الزبير بن العوام خفيف العارضين و اللحية.

قال: و نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن عمر، عن عبيد اللّه بن عروة، عن أخيه عبيد اللّه بن عروة، قال: قتل أبي يوم الجمل و قد زاد على الستين - أربع و ستين-.

قال الواقدي: و كان الزبير ليس بالطويل و لا بالقصير إلى الخفة ما هو من اللحم، و لحيته خفيفة أسمر اللون، و قبر بوادي السباع (4).

ص: 346


1- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت للإيضاح.
2- سير الأعلام 45/1.
3- الرجز في الوافي بالوفيات 181/14، و فيه أنه كان يقوله لابنه عبد اللّه و هو يرقصه.
4- وادي السباع: بين البصرة و مكة، بينه و بين البصرة خمسة أميال (معجم البلدان).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو [عمر] (1) ابن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

و أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدّثنا محمّد بن سعد، قال (2):قال محمّد بن عمر كان الزّبير بن العوّام رجلا ليس بالقصير و لا بالطويل، إلى الخفة ما هو في اللحم، و لحيته خفيفة، أسمر اللون أشعر - زاد ابن أبي الدنيا: قبر بوادي السباع-.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و سمعت عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن عروة يقول لأبي رحمه اللّه: كان الزبير بن العوام أبيض طويلا.... (3) خفيف العارضين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،نا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه قال: قاتل الزبير بمكة، و هو غلام، رجلا فكسر يده و ضربه ضربا شديدا، فمرّ بالرجل على صفية و هو محمل فقالت (5):ما شأنه ؟ فقالوا: قاتل الزبير، فقالت:

كيف رأيت زبرا

أ أقطا حسبته أم تمرا

أم مشمعلاّ صقرا؟

قال: و أنا ابن سعد (6)،نا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة: أن صفية كانت تضرب الزبير ضربا شديدا و هو يتيم، فقيل لها: قتلته، خلعت (7) فؤاده أهلكت هذا، قالت:

ص: 347


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- طبقات ابن سعد 107/3.
3- لفظة مهملة بدون نقط و غير واضحة و رسمها:«صحسا» و في م:«محسا».
4- طبقات ابن سعد 101/3.
5- بالأصل: فقال.
6- المصدر نفسه.
7- عن ابن سعد و بالأصل «جعلت».

إنما أضربه لكي يلب

و يجرّ الجيش ذا الجلب

قال: و كسر يد غلام ذات يوم فجيء بالغلام إلى صفية، فقيل لها ذلك فقالت صفية:

كيف وجدت زبرا *** آقطا حسبته أم تمرا

أم مشمعلا صقرا؟

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق (1)،قال: و أسلم على يديه - يعني أبا بكر - فيما بلغني: الزبير بن العوام، و عثمان بن عفان، و طلحة بن عبيد اللّه، و سعد بن أبي وقاص، و عبد الرّحمن بن عوف، فانطلقوا و معهم أبو بكر حتى أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعرض عليهم الإسلام و قرأ عليهم القرآن و أنبأهم بحق (2) الإسلام و بما وعدهم [اللّه] (3) من الكرامة، فآمنوا و أصبحوا مقرين بحق (4) الإسلام فكان هؤلاء النفر الثمانية (5) الذين سبقوا إلى الإسلام، فصلوا و صدّقوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و آمنوا بما جاء من عند اللّه تعالى بعد هؤلاء يعني أبا بكر و عليا و زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن عمر:

أخبرني مصعب بن ثابت، حدّثني أبو الأسود محمّد بن عبد الرّحمن بن نوفل، قال: و كان إسلام الزبير بعد أبي بكر، كان رابعا أو خامسا.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا (7) الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو

ص: 348


1- انظر سيرة ابن إسحاق ص 121.
2- تقرأ بالأصل «نحو» و الصواب ما أثبت عن ابن إسحاق.
3- الزيادة عن ابن إسحاق.
4- تقرأ بالأصل «نحو» و الصواب ما أثبت عن ابن إسحاق.
5- عن ابن إسحاق و بالأصل «الثانية».
6- طبقات ابن سعد 101/3-102.
7- بالأصل:«أنبأنا» خطأ، و الصواب ما أثبت.

الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني، أنا أبو بكر بن [أبي] خيثمة، نا قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود: أن الزبير بن العوام أسلم و هو ابن ثمان سنين فجعل عمه يعذبه بالدخان كي يترك الإسلام فيأبى الزبير، فلما رأى عمه [أنه] لا يتركه تركه.

قال: و ثنا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا أبو هلال عن عمر، عن ابن مصعب بن الزبير أن الزبير قاتل مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن سبع عشرة سنة.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن مهرابرد، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروة، نا سلمة بن نسيب، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أول سيف سلّ في سبيل اللّه [سيف الزبير، و ذلك أنه نفحت] (1) نفحة من الشيطان، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخذ بأعلى مكة فخرج الزبير بسيفه يشق الناس فلقيه النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما لك يا زبير؟» قال: أخبرت يا رسول اللّه أنك أخذت، قال: فدعا له النبي صلى اللّه عليه و سلم و لسيفه[4278].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأنصاري، و أبو المعالي تغلب بن جعفر، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو العباس عبد اللّه بن عتّاب بن الزّفتي (2)،نا أحمد بن أبي الحواري، أنا أبو معاوية، حدّثنا هشام، عن أبيه، قال: أول سيف سلّ في الإسلام بمكة سيف الزبير، قال: بلغه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قتل فسلّ سيفه فقال: لا ألقى أحدا إلاّ قتلته، قال: فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخذ سيفه فمسحه و دعا له.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين إملاء، أنا أحمد بن سليمان بن داود بن محمّد بن أبي العباس الطوسي صاحب كتاب النسب.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (3) الحسن، قالوا:

أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا

ص: 349


1- ما بين معكوفتين زيادة عن الاستيعاب 581/1.
2- بالأصل «الرقي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب (الزفتي).
3- بالأصل و م:«أنا» خطأ و الصواب ما أثبت.

الزبير بن بكار، حدّثني أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي، عن هشام بن عروة، عن عروة: أن أول رجل سلّ سيفه في سبيل اللّه عز و جلّ الزبير، نفحة نفحت من الشيطان أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقبل - زاد المخلص: الزبير و قالا:- يشق الناس بسيفه و النبي صلى اللّه عليه و سلم بأعلى مكة قال: فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما لك يا زبير؟» قال: أخبرت أنك أخذت، قال:

فصلى عليه و دعا له و لسيفه (1)[4279].

أخبرنا أبو الحسين و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا (2):أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و حدّثني عيسى بن يعقوب، عن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى، عن عروة مثله بمثله إسناده إلاّ أنه قال على أثر قوله بأعلى مكة: فلقي النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له:«ما لك يا زبير»[4280].

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،أنا أبو الحسن بن المهتدي، أنا محمّد بن علي الديباجي، نا علي بن عبد اللّه بن ميسر، نا محمّد بن حرب، نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغسّاني عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير: أن الزبير أول من سلّ سيفا في سبيل اللّه نفحت (4) نفحة من الشيطان أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأعلا مكة، فخرج يسوق الناس بسيفه، فلقيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما لك يا زبير؟» قال: أخبرت أنك أخذت، فصلّى عليه[4281].

و رواه الليث بن سعد، عن هشام فلم يذكر عروة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف، نا أبو بكر بن أبي داود، نا عيسى، أنا الليث، عن هشام: أن أول رجل سلّ سيفه في اللّه الزبير نفحت (5) نفحة من الشيطان أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال فخرج الزبير فشق الناس بسيفه و النبي صلى اللّه عليه و سلم بأعلى مكة يلقى الزبير فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما لك يا زبير؟» قال: أخبرت أنك

ص: 350


1- الاستيعاب و أسد الغابة، و في الاستيعاب: و ذلك أنه نفحت نفحة من الشيطان.
2- بالأصل:«قالا» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل و م:«المحلي» و الصواب ما أثبت و قد مضى.
4- بالأصل و م: نفحة نفحة.
5- بالأصل و م: نفحة نفحة.

أخذت قال: فصلى عليه، و دعا له و لسيفه[4282]. [آخر الجزء السادس و الستين بعد المائة].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، نا عفان، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: أول من سلّ سيفا في ذات اللّه عز و جلّ الزبير بن العوّام بينما هو بمكة إذ سمع نغمة (1) أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قد قتل فخرج عريانا ما عليه شيء في يده السيف صلتا فتلقاه النبي صلى اللّه عليه و سلم كفه كفه فقال له:«ما لك يا زبير، ما لك يا زبير» قال: سمعت أنك قتلت قال:«فما كنت صانعا؟» قال: أردت و اللّه أن استعرض أهل مكة، قال: فدعا له النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال سعيد: أرجو أن لا يضيع له دعوة النبي صلى اللّه عليه و سلم (2)[4283].

أخبرنا أبو الحسين الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا (3):أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر بن المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني سليمان بن حرب، عن حمّاد بن سلمة، عن [علي] بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: أول من سلّ سيفا في اللّه الزبير بن العوام بينا هو ذات يوم قائل في شعب المصالح إذ سمع نغمة (4) قتل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فخرج متجردا بالسيف صلتا فلقيه النبي صلى اللّه عليه و سلم كفه كفه قال:«ما لك يا زبير؟» قال: سمعت أنك قتلت، قال:«فما أردت أن تصنع ؟» قال: أردت و اللّه أن استعرض أهل مكة قال: فدعا له النبي صلى اللّه عليه و سلم بخير، قال سعيد: إني لأرجو أن لا يضيع اللّه دعاء هذا النبي صلى اللّه عليه و سلم للزبير[4284].

و في ذلك يقول الأسدي:

هذا أول سيف سلّ في غضب *** للّه سيف الزبير المنتضى أنفا

حمية سبقت من فصل لحدته *** قد يحسن النجدات المحسن الأزفا

أخبرنا أبو الحسن بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار،

ص: 351


1- بالأصل و م:«نعمة» و لعل الصواب ما أثبتناه، و قد مرّ في الروايات السابقة: نفحة.
2- انظر الاستيعاب 581/1.
3- بالأصل:«قالا» و الصواب ما أثبت عن م.
4- بالأصل و م:«نعمة» و لعل الصواب ما أثبتناه، و قد مرّ في الروايات السابقة: نفحة.

قال: و حدّثني يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف.

و أخبرتنا أم العزّ بنت شكر [بن] سهل بن بشر، قالت: أنا أبي [أبو] (1) الفرج و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطريثيثي، قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي بمصر، ثنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن زكريا، نا ابن حيّوية، نا محمّد بن إبراهيم بن زياد الرازي، نا يحيى بن معين، نا هشام بن يوسف، عن معمر، عن هشام - زاد الرازي: بن عروة - عن أبيه قال: لم يهاجر أحد من المهاجرين معه - و في حديث الرازي: معه أمه و قالا:- إلاّ الزّبير بن العوّام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي (2)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا أبو أسامة، نا هشام بن عروة، قال: لم يكن مع النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر غير فرسين أحدهما عليه الزبير.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق البغوي، ببغداد، أنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، أنا أبو ثابت، ثنا ابن وهب، قال: و أخبرني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن علي بن أبي طالب قال له: ما كان معنا إلاّ فرسان: فرس الزبير، و فرس المقداد بن الأسود - يعني به يوم بدر-.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (4)،نا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد (5) القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا جامع أبو سلمة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن البهي (6)،قال: كان يوم بدر مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فارسان:

ص: 352


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- بالأصل:«أنا أبي الحسن علي» خطأ فاحش، و الصواب ما أثبتناه قياسا إلى سند مماثل، و هو أبو محمد الجوهري، انظر ترجمته في سير الأعلام 68/18.
3- طبقات ابن سعد 103/3.
4- بالأصل:«زيدة» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
5- بالأصل:«زيد» و الصواب ما أثبت، و اسمه يوسف بن يزيد بن كامل بن حكيم، انظر ترجمته في سير الأعلام 455/13.
6- تقرأ بالأصل:«النهي» و الصواب «البهي» و اسمه عبد اللّه بن يسار مولى مصعب بن الزبير، انظر تهذيب التهذيب.

الزبير بن العوّام على فرس على الميمنة، و المقداد بن الأسود على فرس على الميسرة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا عبد الرّحمن بن شريك بن عبد اللّه، نا أبي، نا هشام (2) بن عروة، عن عبد اللّه بن الزبير: أن الزبير كانت عليه ملاءة صفراء يوم بدر فاعتمّ بها فنزلت الملائكة معتمّين (3) بعمائم صفر، رواه غير شريك عن هشام فلم يذكر عبد اللّه بن الزبير.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (4)،نا سليمان بن أحمد، نا أبو يزيد القراطيسي:

حدّثنا أسد بن موسى، نا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، قال: نزل جبريل عليه السلام يوم بدر على سيما الزبير بن العوام و هو معتجر بعمامة صفراء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (5)،أنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدّثني همّام (6)،عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كانت على الزبير ريطة صفراء معتجرا بها يوم بدر، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن الملائكة نزلت على سيماء الزبير»[4285].

أنبأنا أبو علي المقرئ و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (7)،أنا سليمان بن أحمد، نا عبدان بن أحمد، نا أبو كامل الجحدري، نا يوسف بن خالد التميمي، نا الصلت بن الزبير عن أبي المليح، عن أبيه قال: نزلت الملائكة يوم بدر عليها العمائم،

ص: 353


1- الخبر في سير الأعلام 46/1 و ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 83/9 و نسبه إلى الطبراني، و قال: هو مرسل.
2- بالأصل: هاشم، و الصواب ما أثبت.
3- عن مختصر ابن منظور 14/9 و بالأصل: معتمرين.
4- بالأصل:«زيدة» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
5- طبقات ابن سعد 103/3.
6- عن ابن سعد، و بالأصل: تمام.
7- مهملة بالأصل و رسمها:«ريده» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

و كانت على الزبير يومئذ عمامة صفراء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا عتّاب بن زياد، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا هشام بن عروة، عن عبّاد (1) بن حمزة بن الزبير، قال: نزلت الملائكة يوم بدر عليهم عمائم صفر، كان على الزبير يوم بدر قطعة صفراء قد اعتجر بها.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني علي بن صالح، عن عامر بن صالح بن عبد اللّه بن عروة بن الزبير، عن هشام بن عروة، عن عبّاد بن حمزة بن عبد اللّه بن الزبير أنه بلغه أن الملائكة نزلت يوم بدر و هو طير بيض عليهم عمائم صفر، و كانت على الزبير يومئذ عمامة صفراء من بين الناس فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«نزلت الملائكة اليوم على سيماء أبي عبد اللّه» و جاء النبي صلى اللّه عليه و سلم و عليه عمامة صفراء[4286].

قال: و حدّثنا الزبير، قال: و حدّثني أبو المكرم عقبة بن مكرم الضّبّي، حدّثني مصعب بن سلام التميمي، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر محمّد بن علي، قال:

كانت على الزّبير بن العوّام يوم بدر عمامة صفراء، قال: فنزلت الملائكة و عليهم عمائم صفر (2).

قال: و حدّثنا الزبير، قال: و حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن نعم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: نزلت الملائكة يوم بدر على سيماء الزبير عليهم عمائم صفر، قد أرخوها في ظهورهم و كانت على الزّبير عمامة صفراء و في ذلك يقول عامر بن صالح بن عبد اللّه بن عروة بن الزبيري (3):

جدي ابن عمة أحمد [و] وزيره *** عند البلاء و فارس العشواء (4)

ص: 354


1- بالأصل و م:«عياد» و الصواب ما أثبت.
2- سير الأعلام 46/1.
3- الأبيات في سير الأعلام 47/1.
4- سير الأعلام: الشقراء.

و غداة بدر كان أوّل فارس *** شهد الوغا في اللامة الصفراء

نزلت بسيماه الملائك نصرة *** بالخوض يوم تألّب الأعداء (1)

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم الخضر (2) بن الحسين بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن علي القرشي، نا محمّد بن عائذ (3)،قال: و أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا: الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من شهد بدرا، و في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: الزّبير بن العوّام.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال (4) في تسمية من شهد بدرا من بني أسد بن عبد العزّى بن قصي (5):

الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد قراءة، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا: و من بني أسد بن عبد العزّى بن قصي:

الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي.

قال: و أنا رضوان إجازة، أنا أحمد، نا يونس، عن ابن إسحاق، قال (6) في تسمية

ص: 355


1- بالأصل:«ثالث» و المثبت عن السير.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و م.
3- بالأصل: عائد.
4- سيرة ابن هشام 336/2.
5- بالأصل:«قصي بن الزبير» حذفنا «بن» لأنها مقحمة.
6- سيرة ابن إسحاق ص 205.

من هاجر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة من مكة من بني أسد بن عبد العزّى بن قصي: الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية:

أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أخبرنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال (1):و في تسمية من شهد بدرا: الزّبير بن العوّام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي القطان، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران المعدل، أنا أبو جعفر محمّد بن عمر بن البختري الرزاز.

و أخبرنا أبو علي عبد القاهر بن أحمد بن محمّد بن عبد القاهر الطوسي، و أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الخلاّل، و أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن الدوري الصوفي، و اللفظ لحديثهم قالوا: أنا جعفر بن أحمد بن الحسين القارئ، أنا أبو علي بن شاذان، نا عثمان بن أحمد بن السماك، قالا: ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قالت عائشة: يا ابن أختي (2)-كان أبواك (3)-يعني الزبير، و أبا بكر - من اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ (4)قالت: ما انصرف المشركون من أحد، و أصاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و أصحابهم (5)،خاف أن يرجع، فقال: من ينتدب لهؤلاء في آثارهم حتى يعلموا أن بنا قوة ؟ قالت: فانتدب أبو بكر و الزبير في سبعين فخرجوا في آثار القوم، فسمعوا بهم، فانصرفوا قالت: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّٰهِ وَ فَضْلٍ (6)قال: لم يلقوا عدوا.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف بن العلاّف في كتابه، و أخبرني أبو

ص: 356


1- مغازي الواقدي 145/1.
2- بالأصل: يا ابن أخي، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل «أباك» و الصواب ما أثبت، عن مختصر ابن منظور 15/9.
4- سورة آل عمران، الآية:172.
5- كذا، و في المختصر: و أصحابه ما أصابهم.
6- سورة آل عمران، الآية:174.

طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه السّنجي (1)المؤذن عنه، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا أبو عمر عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن يزيد الدقاق.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراري (2)،و أبو القاسم الشحامي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران ببغداد، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري (3)،قالا: نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قالت عائشة: يا ابن أختي كان أبواك - يعني أبا بكر و الزبير - رضي اللّه عنهما من اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ قال لما انصرف المشركون من أحد و أصاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه ما أصابهم، خاف أن يرجعوا فقال من ينتدب لهؤلاء في آثارهم حتى يعلموا أن بنا قوة ؟ قال: فانتدب أبو بكر و الزبير في سبعين فخرجوا في آثار القوم فسمعوا بهم قال فانصرفوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّٰهِ وَ فَضْلٍ ،قال: لم يلقوا عدوا.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب عنه، أنا أبو البختري، نا أبو العباس الأصم.

و أخبرنا القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر بن المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: كان أبواك من اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ و كان الزبير و أبو بكر قد جرحا يوم أحد فطلبا المشركين بعد ما أصابهم القرح.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (4)،ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر بن محمّد بن علي بن محمّد بن النضر الدّيباجي، نا علي بن عبد اللّه بن ميسر، نا محمّد بن حرب النسائي:

ص: 357


1- ترجمته في سير الأعلام 284/20.
2- بالأصل: الفزاري، خطأ و الصواب ما أثبت و اسمه: محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة الجزء السابع) و ترجمته في سير الأعلام 615/19.
3- رسمها و إعجامها مضطربان، و الصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 385/15.
4- بالأصل «المحلي» و الصواب و الضبط عن التبصير.

حدّثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغسّاني، عن هشام، عن عروة، قال: قالت لي عائشة: كان أبوك من اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ .

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو نصر محمّد بن عبدويه بن سهل المروزي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن أحمد السّليطي، أنا أبو نصر محمّد بن حمدويه بن سهل المروزي، نا و قال البحيري، أنا محمود بن آدم، أنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قالت لي عائشة: يا عروة كان - و قال الجوزقي (1):إن كان - أبواك و الزبير من اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ ،و في حديث السليطي:

و للرسول.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا مكي بن عبدان، ثنا أبو الأزهر، نا عبيد اللّه بن نمير، نا هشام بن عروة، عن أبيه، قال:

قالت عائشة: أبواك و اللّه من اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ .

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد بن الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان، حدّثنا المسيّب بن واضح، ثنا ابن عيينة عن هشام، عن أبيه قال: قالت عائشة: كان أبواك من اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ .

قال: و أنا ابن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن أبي عبد الرّحمن المقرئ، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن هشام، عن أبيه، قال: قالت عائشة: كان أبواك من اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ -يعني أبا بكر و الزبير-.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العبدوي، أنا أبو يزيد حاتم بن مجنون السّلمي، نا سعيد بن

ص: 358


1- بالأصل:«الجوربي» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«الحبروردي» و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

عبد الرّحمن المخزومي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت له: إن أبوك (1)من اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ -يعني أبا بكر و الزبير-.

أخبرنا أبو القاسم المزكي، أنا أبو بكر الحافظ ، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن يعقوب العدل، نا محمّد بن عبد الوهاب العبدي، أنا جعفر بن عون، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن البهي (2)،عن عروة، قال: قالت لي عائشة: إن أباك من اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللّه البهي (3)،عن عروة، قال:

قالت عائشة: كان أبواك ممن اِسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ ،قال وكيع: أبويه يعني أبا بكر و الزبير، و عروة بن الزبير و أمه أسماء بنت أبي بكر هما أبواه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا (4) أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، قال: و حدّثني إبراهيم بن حمزة، عن سفيان بن عيينة، عن قعنب، عن سلمة بن كهيل، و محمّد بن معن، عن داود بن خالد، عن ابن إسحاق يزيد أحدهما على صاحبه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأى يوم أحد رجلا يقتل المسلمين قتلا عنيفا فقال:«قم إليه يا زبير»، فرقى إليه الزّبير حتى إذا علا فوقه اقتحم عليه فاعتنقه، فأقبلا يتحدران حتى وقعا [على] الأرض، و وقع الزبير على صدره فقتله، قال سفيان في حديثه: فتلقاه النبي صلى اللّه عليه و سلم فقبله، و قال:«فداك عمّ و خال»[4287].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (5)،نا

ص: 359


1- كذا بالأصل، و الصواب «أبواك» باعتبار آخر الخبر.
2- تقرأ بالأصل:«النهي» و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به قريبا أثناء الترجمة.
3- تقرأ بالأصل:«النهي» و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به قريبا أثناء الترجمة.
4- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مضى هذا السند.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 67 (غزوة أحد).

علي بن محمّد بن أبي سيف، عن سلام بن مسكين، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب في حديث ذكره في يوم أحد قال: و الزّبير بن العوّام على الرجال؛ و يقال المقداد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي (1)،نا الحسين بن محمّد بن عفير، حدّثني شعيب بن سلمة، نا عصمة بن محمّد الأنصاري المدني، عن موسى بن عقبة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكل نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزبير»[4288].

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا عبد الرزاق بن عمر قراءة عليه، و أنا حاضر، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أحمد بن عبد الوارث.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو عاصم الحسين بن علي، قالا: أنا أبو محمّد الصّيرفي، زاد ابن السمرقندي: و أبو نصر الزينبي، قالا:- أنا محمّد بن عمر بن زنبور، أنا أبو بكر بن أبي داود، قالا: أنا حمّاد، أنا الليث، عن هشام، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم الخندق:«من رجل يأتينا بالخبر من بني قريظة ؟»- قال ابن أبي داود: بخبر بني قريظة - فقال الزبير: أنا، فذهب على فرسه فجاء بخبرهم، و قال الثانية، فقال الزبير: أنا - زاد ابن أبي داود: فذهب بهم الثالثة - فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال أحمد: ثم قال الثالثة - فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لكل نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزبير»[4289].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (2) بن حيّوية، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسن الرّبعي الحرار، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث، عن هشام، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال يوم الخندق:

«من يأتينا بخبر بني قريظة ؟» فقال الزبير: أنا، فذهب على فرس فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية فقال الزبير: أنا فذهب، ثم الثالثة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزبير»[4290].

ص: 360


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 372/5 في ترجمة عصمة بن محمد بن فضالة الأنصاري المدني.
2- بالأصل و م: أبو عمرو، خطأ، و قد مرّ.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا عبد الكريم بن أحمد بن علي بن أبي حدار الصّوّاف، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن داود سلمون، أنا محمّد بن هشام بن أبي حبرة السّدوسي، نا عثمان بن فرقد العطار، قال: سمعت هشام بن عروة يقول: أخبرني محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم الخندق:«من رجل يأتينا بخبر بني قريظة ؟» فقال الزبير: أنا فذهب، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و الزّبير حواريّ و ابن عمتي»[4291].

قال: و أنا محمّد بن هشام، نا أبو عاصم، عن سفيان، عن محمّد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الأحزاب يقول:«من يأتينا بخبر القوم ؟» فقال الزبير: أنا، فقال:«من يأتينا بخبر القوم ؟» فقال الزبير: أنا، فقال:«من يأتينا بخبر القوم ؟» فقال الزبير: أنا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير»[4292].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه (1) الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد الفامي، قالا: أنا محمّد بن إسماعيل الثقفي، نا محمّد بن عثمان بن كرامة، نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير»[4293].

أخبرنا أبو بكر (2) محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري إملاء، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي، نا محمّد بن سليمان الباغندي، نا محمّد بن المصفّى، ثنا عبد القدوس بن الحجّاج، عن إسماعيل، عن هشام بن عروة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من يأتينا بخبر قريظة ؟» فأسكت القوم، فقال الزبير: أنا يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال:«من يأتينا بخبر

ص: 361


1- بالأصل:«أبو عبد اللّه بن الحسين» خطأ.
2- بالأصل:«أبو بكر بن محمد» حذفنا «بن» فهي مقحمة.

قريظة ؟» فأسكت القوم، فقال الزبير: أنا يا رسول اللّه فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير و ابن عمتي»[4294].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الزّبير ابن عمتي و حواريّ من أهلي» (1)[4295].

و روي عن هشام، عن أخيه عبد اللّه، و روي عنه عن وهب بن كيسان، عن جابر، و روي عنه عن أبيه مرسلا.

فأما حديثه عن أبيه عن عبد اللّه بن الزبير، و حديثه عن وهب:

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو غانم البحر، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل السّلمي، نا جدي أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا بشر بن معاذ، نا حمّاد، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و إنّ حواريّ الزّبير و ابن عمتي»[4296].

قال: و أنا محمّد بن الفضل، نا جدي، نا بشر بن معاذ، نا حمّاد بن زيد، نا هشام بن عروة [عن] (2) بن كيسان، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا يونس، نا حمّاد - يعني ابن زيد-، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و الزّبير حواريّ و ابن عمتي»[4297].

و أما حديثه المرسل:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي، أنا أحمد، نا عبد اللّه، قال:

و حدّثني أبي، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد مرسل، ليس فيه ابن الزبير.

قال: و حدّثني، نا يحيى و وكيع، عن هشام بن عروة مرسلا.

ص: 362


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 48/1.
2- زيادة لازمة للإيضاح.

و أخبرناه أبو السعود بن المجلي (1)،نا [أبو] (2) الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن المنتصر (3) الديباجي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن ميسر الواسطي، نا محمّد بن حرب أبو عبد اللّه النسائي، نا أبو مروان، عن هشام، عن عروة:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم الخندق:«من رجل يذهب يأتينا بخبر بني قريظة» فركب الزبير فجاء بخبرهم ثم عاد ثلاثا، قال: و جمع النبي صلى اللّه عليه و سلم بين أبويه، فقال:«فداك أبي و أمي» ثم قال:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و الزّبير حواريّ و ابن عمتي»[4298].

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (4)،نا عبد اللّه بن هاشم الطوسي، نا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و الزّبير حواريّ و ابن عمتي»[4299].

و روي عن هشام منقطعا: أخبرناه أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (5) أبي علي قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: و حدّثني أبو ضمرة (6)أنس بن عياض، عن هشام بن عروة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير و ابن عمتي».

و الحديث صحيح من حديث محمّد بن المنكدر، فقد رواه عنه سفيان بن عيينة، و فليح بن سليمان، و سفيان الثوري، و عبد العزيز بن عبد الله الماجشون[4300].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد (7) عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو يعقوب الأذرعي، نا أبو يزيد يوسف بن يزيد، نا

ص: 363


1- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت و في م: المحلى.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
3- كذا بالأصل و م، و قد مر هذا السند قريبا و فيه:«أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النضر الديباجي».
4- بالأصل:«السرفي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في السير 40/15.
5- بالأصل و م:«أنا أبو علي» و الصواب ما أثبت.
6- بالأصل:«أبو عمرة» خطأ و الصواب عن م، ترجمته في تهذيب التهذيب 375/1 و سير الأعلام 86/9.
7- بالأصل و م:«أبو زرعة» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 248/18.

أسد بن موسى، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، نا الثوري و أبو أيوب (1) و غيرهما عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: ندب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصحابه يوم الأحزاب فانتدب الزبير ثلاث مرات، قال:«من يأتيني بخبر القوم ؟» فقال الزبير: أنا، ثلاث مرات، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير»[4301].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهّب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد الله بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا سفيان [عن] (3) بن المنكدر، سمع جابرا يقول:

ندب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد الشرقي، حدّثنا عبد الرحمن بن بشر، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: ندب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ (4)،و حواريّ الزبير»[4302].

و في حديث أحمد بن حنبل: ندب الناس في الموضعين، و فيه: حواريّ الزّبير، و فيه: قال سفيان: سمعت ابن المنكدر في هذا المسجد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا أبو محمّد الجوهري - إملاء-:

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصّيرفي المعروف بابن الزيّات (5)،نا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي إملاء، سنة ثلاثمائة، نا قتيبة بن سعيد، نا سفيان بن عيينة، عن محمّد بن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله يقول: ندب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندب فانتدب الزبير، ثم ندب فانتدب، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ (6)،و حواريّ الزّبير»[4303].

و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (7)،أنا أبو الغنائم بن

ص: 364


1- بالأصل:«و أبي أيوب» و الصواب ما أثبت عن م.
2- مسند أحمد 307/3.
3- الزيادة عن مسند أحمد.
4- كذا بالأصل، و في المسند:«حواريّا» و هو الصواب.
5- ترجمته في سير الأعلام 323/16.
6- كذا بالأصل، و في المسند:«حواريّا» و هو الصواب.
7- غير واضحة بالأصل و في م: المحلي، و الصواب ما أثبت.

المأمون، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد الجبار بن العلاء، نا سفيان، نا ابن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله، قال: لما كان يوم الخندق ندب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فانتدب الزبير، ثم ندب فانتدب الزبير، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزبير»، زاد هشام بن عروة:«و ابن عمتي»، قال سفيان:

إنما حدث [ابن] (1) المنكدر بهذا الحديث حين قال له أيوب: إنهم يشتهون أن يحدثهم عن جابر[4304].

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الجبار بن توبة (2)الأسدي، و أبو الحسن علي بن المبارك بن الحسن المقرئ الخياط ، و زوجته كريمة بنت محمّد بن أحمد بن عبد الباقي بن الخاضبة (3)،قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الله بن أخي ميمي، نا عبد الله بن محمّد البغوي، نا إسحاق - هو ابن إبراهيم-، نا سفيان بن عيينة، عن محمّد بن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله يقول: ندب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندب الناس فانتدب، ثم ندب الناس فانتدب الزبير، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزبير»[4305].

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالوا: أنا [أبو] (5) يعلى، نا أبو إسحاق - هو ابن إسرائيل-، نا سفيان، عن [ابن] (6) المنكدر سماه ابن المقرئ محمّدا سمع جابرا يقول: ندب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن المقرئ: الناس، و قالا:- يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندب

ص: 365


1- زيادة لازمة منّا للإيضاح.
2- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 34/20.
3- رسمها و إعجامها مضطربان و الصواب ما أثبت «الخاضبة» انظر ترجمة محمد والد كريمة في سير الأعلام 109/19.
4- مهملة بدون نقط ، أثبتنا الصواب، و قد مرّ.
5- زيادة لازمة منّا للإيضاح.
6- زيادة لازمة منّا للإيضاح.

الناس - و قال ابن حمدان: الثانية و قالا:- فانتدب الزبير - زاد ابن المقرئ، و ندب الناس فانتدب الزبير، ثم اتفقا فقالا:- قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ و حواريّ الزّبير»[4306].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد الله ابنا (1) البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكار، قال: و حدّثني سفيان بن عيينة، عن محمّد بن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله يقول: ندب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ نبيّ حواريا، و انّ حواريّ الزّبير»[4307].

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا بشر بن الوليد الكندي، نا فليح بن سليمان، نا محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال: ندب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الخندق و الناس من يأتيه بخبر بني قريظة، فانتدب الزبير، ثم ندب فانتدب الزبير ثلاثا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ (2)،و حواريّ الزّبير»[4308].

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن منصور، قالا: أنا أبو الفضل عبيد الله بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن حفص، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق السراج، أنا أبو كريب محمّد بن العلاء، نا وكيع، عن سفيان، زاد زاهر قال: و نا يعقوب بن إبراهيم، نا شعيب بن حرب، عن سفيان، عن محمّد بن المنكدر، قال:

سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من يأتينا بخبر القوم يوم قريظة» قال الزبير: أنا يا رسول اللّه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ (3)،و حواريّ الزّبير»، انتهى حديث أبي عبد الله - و زاد زاهر: و في الحديث: من يأتينا بخبر القوم

ص: 366


1- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب «ابنا» و قد مرّ هذا السند.
2- كذا، و الصواب: حواريّا.
3- الصواب حواريّا.

ثلاثا، رواه مسلم عن أبي كريب (1)[4309].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا مكي بن عبدان.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر بن موسى، أنا أبو زكريا الحربي، قال: نا عبد الله بن محمّد بن الحسن، نا عبد الله بن محمّد بن هاشم، نا وكيع، عن سفيان، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم قريظة:«من يأتينا بخبر القوم ؟» فقال الزبير: أنا، قال:«من يأتينا بخبر القوم ؟» قال الزبير: أنا، فقال:«من يأتينا بخبر القوم» فقال الزبير: أنا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ (2)،و حواريّ الزّبير»[4310].

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السّلمي، أنا أقضى القضاة، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيب، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الحلبي، نا محمّد بن محمّد بن عروة الجوهري، نا موسى بن العباس التّستري، نا عبد الله بن رجاء، نا عبد العزيز الماجشون، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير بن العوّام»[4311].

أخبرناه أبو المعالي تغلب بن جعفر، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي (3)،أنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله الحنّائي (4)،ثنا أبو يوسف الجصاص، نا أبو أيوب بن الوليد، نا شعيب بن حرب، نا الثوري، و عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير بن العوّام»[4312].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، أنا أبو القاسم البغوي، أنا علي بن الجعد، أنا عبد العزيز بن الماجشون، فذكر بإسناده مثله.

ص: 367


1- صحيح مسلم(44) كتاب فضائل الصحابة، حديث 2415، و بالأصل «أبي كربة» و المثبت عن مسلم.
2- الصواب حواريّا.
3- رسمها و إعجامها مضطربان، و مهملة بدون نقط في م.
4- رسمها و إعجامها مضطربان، و مهملة بدون نقط في م.

و لهشام عن محمّد بن المنكدر حديث آخر بلفظ آخر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا محمّد بن محمّد بن أحمد الطرازي، أنا أبو بكر المستعيني العلاّف، و هو محمّد بن عبد الله بن الحسن، ثنا الحسن بن عرفة العبدي.

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي تغلب بن جعفر، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن القطان، أنا عبد الوهاب الكلابي:

أخبرنا عبد الله بن عتّاب بن أحمد بن الزّفتي (2)،أنا أحمد بن أبي الحواري، قالا: نا [أبو] (3) معاوية الضرير، حدّثنا هشام بن عروة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الزّبير ابن عمتي، و حواريّ أمتي» (4)[4313].

أخبرنا أبو الفرح سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، أنا منصور بن الحسن بن علي، و أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، نا أبو العباس عبد الله بن عتّاب بن أحمد بن الزّفتي (5)،و الدمشقي بدمشق، نا أحمد بن [أبي] (6)الحواري، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، نا محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله.

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين (7):أخبرنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، نا علي بن عمر بن محمّد القزويني إملاء، سنة ست و ثلاثين، نا أبو بكر محمّد بن علي بن سويد

ص: 368


1- مهملة و بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- بالأصل:«الرقي» خطأ و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و انظر ترجمته في سير الأعلام 64/15.
3- الزيادة لازمة منا للإيضاح.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 48/1.
5- بالأصل:«الرقي» خطأ و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و انظر ترجمته في سير الأعلام 64/15.
6- زيادة لازمة.
7- بالأصل: الحسين، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر 436/7 و اسمه: هبة اللّه بن محمد.

المؤدب، نا محمّد بن علي بن سعيد المركب، نا عمرو بن علي، قالا: نا أبو معاوية، حدّثنا هشام - يعني ابن عروة-.

و أخبرناه أبو بكر عبد الغفار بن محمّد في كتابه، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي.

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو الفضل عبيد الله بن محمّد اليامي، أنا أبو العباس السراج، نا أبو كريب محمّد بن العلاء، قالا:

نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الزّبير ابن عمتي، و حواريّ من أمتي» (1)[4314].

و روي عن هشام، عن أبيه، عن الزبير:

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو العباس أحمد بن منصور المالكي، أنا محمّد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا عمي، أنا أبو علي، أنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل، ثنا محمّد بن عثمان بن كرامة، نا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير، قال: أخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم بيدي فقال:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير و ابن عمتي»، فقيل له: يا أبا عبد الله أتعلم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قالها لأحد غيرك ؟ قال: لا (2)[4315].

أخبرنا عاليا أبو بكر السوري (3) في كتابه، أخبرنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير، قال: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيدي فقال:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ (4)،و هذا حواريّ و ابن عمتي»، فقيل للزبير: يا أبا عبد الله هل قالها

ص: 369


1- الحديث في مسند أحمد 314/3 و نقله الذهبي في سير الأعلام 48/1.
2- انظر المستدرك 362/3 و سير الأعلام 48/1.
3- كذا رسمها و في م:«السيوري» و لعل الصواب الشيروي.
4- كذا و الصواب: حواريّا.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأحد غيرك ؟ فقال: لا. و اللّه ما علمت قالها لأحد غيري.

و روي عن هشام، عن أبيه، عن أخيه[4316].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أحمد بن محمّد (2)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن أبي الجهم المروزي الشعبي، نا حميد بن مسعدة، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن أخيه عبد الله بن الزبير، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الزّبير ابن عمتي و حواريّ من أمتي»[4317].

و روي هذا الحديث عن علي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرناه أبو علي الحسن بن مظفر، أنا أبو محمّد الحسن بن علي.

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد الله بن أحمد (3)،حدّثني أبي عن هاشم، و حسن قالا: نا شيبان، عن عاصم، عن زرّ بن حبيش، قال: استأذن ابن جرموز على علي فقال: من هذا؟ قالوا:

ابن جرموز يستأذن، قال: ائذنوا له أن يدخل، قاتل الزبير [في] (4) النار إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ (5)،و إنّ حواريّ الزّبير»[4318].

قال (6):و حدّثني أبي، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن عاصم، عن زرّ، قال:

استأذن ابن جرموز على علي و أنا عنده، فقال علي: بشّر قاتل ابن صفية بالنار، ثم قال علي: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لكلّ (7) نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير»[4319].

قال (8):و حدّثني نا عفان، نا حمّاد، نا عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيش: أن

ص: 370


1- بالأصل:«الحيرزودى» و الصواب ما أثبت.
2- كذا بالأصل و فوق اللفظتين علامتا تحويل تشيران إلى تقديم و تأخير، و لم يرد شيئا في الهامش، و الصواب:«محمد بن أحمد» و هو محمّد بن محمّد بن أحمد الطرازي ترجمته في سير الأعلام 466/16.
3- مسند أحمد 89/1.
4- زيادة لازمة منّا للإيضاح، و في مسند أحمد: ليدخل قاتل الزبير النار.
5- الصواب: حواريّا.
6- مسند الإمام أحمد 89/1 و القائل عبد اللّه بن أحمد بن حنبل.
7- في المسند: إن لكلّ نبيّ .
8- مسند أحمد 102/1.

عليا قيل له إنّ قاتل الزبير على الباب، فقال: ليدخل، قاتل ابن صفية [في] النار، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ (1)،و انّ الزّبير حواريّ »[4320].

قال (2):و حدّثني أبي قال: و حدّثنا يونس، نا حمّاد - يعني ابن سلمة-، عن عاصم، عن زرّ أن عليا قيل له: إن قاتل الزبير على الباب، فقال علي: ليدخل قاتل ابن صفية النار، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و انّ حواريّ الزّبير بن العوّام»[4321].

و أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا عبد الرحمن بن عثمان، و تمام بن محمّد، و عقيل بن عبيد الله بن عبدان.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا علي بن محمّد بن أبي العلاء.

و أخبرنا الشيخ أبو نصر بن القاسم، أنا محمّد بن الحسن بن علي.

و أخبرنا أبو نصر المقرئ، و أبو الحسين الأبّار، قالا: أنا الحسن بن علي.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمّد، أنا الحسن بن علي بن البري، و أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات الكاتب، قالوا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، قالوا: أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا بكّار بن قتيبة، نا أبو داود الطيالسي، نا شيبان، عن عاصم، عن زرّ بن حبيش، قال: استأذن ابن جرموز على علي بن أبي طالب، فقالوا:

- و قال الفرضي: فقال - و هذا قاتل الزبير، فقال علي: و اللّه ليدخل قاتل ابن صفية النار إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ (3)،و إن»- و قال الفرضي:

«و حواريّ الزّبير»[4322].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا الحارث بن [أبي] أسامة، حدّثنا أبو النّضر، نا أبو معاوية، عن عاصم، عن زرّ، قال: استأذن ابن جرموز على علي فقال: من هذا؟ فقالوا: ابن جرموز يستأذن، فقال: ائذنوا له، ليدخل قاتل الزبير النار، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ (4)،و حواريّ الزّبير»[4323].

ص: 371


1- الصواب: حواريّا.
2- المصدر نفسه 103/1.
3- الصواب: حواريّا.
4- الصواب: حواريّا.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل، أنا أحمد بن محمد بن محمد الخليلي، أنا علي بن أحمد بن الحسين الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب (1) بن شريح (2) بن معقل، نا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، نا عبيد اللّه بن موسى بن إسرائيل، عن عاصم، عن زرّ، قال: استأذن ابن جرموز (3) على علي فقال: من هذا؟ قال: ابن جرموز يستأذن، قال: ائذنوا له، ليدخل قاتل الزبير النار، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ ، و انّ حواريّ الزّبير»[4324].

قال: و نا العباس بن محمد، نا أبو سلمة، نا سلام بن أبي مطيع، عن عاصم، عن زرّ، قال: كنت عند علي فجاءه الآذن فقال: قاتل الزبير بالباب قال: ليدخل قاتل الزبير!.

[قالوا: أين] (4) قال: النار، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لكلّ أمة حواريّ ، و انّ حواريّ الزّبير»[4325].

و أخبرناه أبو بكر بن المزرفي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي.

و أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

و أخبرناه أبو نصر [بن] رضوان، أنا أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو القاسم البغوي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو الأحوص، و قال المخلّص، ثنا سلام بن سليم، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، قال: جاء ابن جرموز قاتل الزبير يستأذن على علي، قال علي: ليدخل النار، سمعت

ص: 372


1- إعجامها و رسمها مضطربان و الصواب ما أثبت عن م و فيها: كليب بن سريج بن مغفل.
2- كذا، و الصواب: سريج، انظر ترجمة الهيثم في سير الأعلام 359/15.
3- بالأصل:«استأذن حرموا على علي» و الصواب ما أثبت قياسا إلى الروايات السابقة.
4- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة منا.
5- إعجامها مضطرب: تقرأ:«المزرقي» و تقرأ «المرزقي» و الصواب «المزرفي» بالفاء، و تقديم الزاي، و قد مرّ و في م: المورقي.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير»[4326].

أخبرناه أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز، أنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن علي المكي، نا محمد بن إبراهيم الدّيبلي، نا محمد بن زنبور، نا أبو بكر بن عياش (1)،عن عاصم، عن زرّ قال: أتى بن جرموز بعد القتال يستأذن على علي كرم اللّه وجهه، قال: ائذن له، و بشّر قاتل ابن صفية بالنار، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لكلّ نبي حواريّ ، و حواريّ الزّبير»[4327].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمد التّستري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، أنا يوسف بن عاصم الرازي، نا إبراهيم بن الحجاج، نا حمّاد بن سلمة، عن عاصم، عن زرّ بن حبيش أن عليا قيل له: قاتل الزبير بالباب، قال: ليدخل قاتل ابن صفية النار، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ ، و انّ حواريّ الزّبير بن العوّام»[4328].

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، قال: قرئ على خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء بن هلال:

أخبرنا أبي، نا إسحاق بن يوسف بن الأزرق، نا أبو سنان، نا الضّحّاك بن مزاحم، عن النّزّال بن سمرة الهذلي، قال: قلنا - يعني لعلي - يا أمير المؤمنين حدثنا عن الزبير بن العوّام، قال: ذاك أمر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ ، و انّ حواريّ الزّبير»[4329].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، قالا: نا أبو يعلى، نا زهير، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أم موسى، قالت: استأذن قاتل الزبير على علي، فقال: ليدخل النار، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لكلّ نبيّ حواريّ و حواريّ الزّبير»[4330].

ص: 373


1- بالأصل:«عباس» و الصواب ما أثبت و في م:«عابس».
2- بالأصل:«أبو سعيد الحررودى» و الصواب ما أثبتناه، و قد مرّ كثيرا.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المعمري، و أحمد بن علي بن عبد الواحد المعروف بابن الأشقر، و أبو البقاء عبيد اللّه بن أبي ثابت، مسعود بن عبد العزيز الرازي الحنفي، قالوا: نا أبو الحسين بن المهتدي - لفظا - أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي (1)،نا قاسم المطرّز، نا علي بن مسلّم، نا طلق بن غنّام، نا شريك، عن عباس بن عمر، عن مسلم بن بديد، عن علي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير»[4331].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: قرأت على أبي الفضل عباس بن موسى بن إسحاق الأنصاري، حدثكم حمدان بن صالح الأشجّ ، نا يحيى بن نصر بن حاجب، نا أبي، نا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي موسى الأشعري، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ لكل نبيّ حواريا، و إنّ حواريّ الزّبير»، قال الدارقطني: تفرد بن يحيى بن نصر، عن أبيه، عن موسى بن عقبة[4332].

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،حدثني علي بن محمد بن علي عن عبد اللّه الرازي، نا محمد بن صالح بن علي الأشج، نا يحيى بن نصر بن حاجب القرشي، حدثني أبي عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة، عن أبي موسى، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير»، قال ابن عدي: لا أعلم يرويه غير يحيى بن نصر ن حاجب، عن أبيه، عن موسى[4333].

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا أبي علي الفقيه، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و حدثني يحيى بن أكثم، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الحر مرثد بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«حواريّ الزبير من الرجال، و حواريّ من النساء عائشة» (3)[4334].

ص: 374


1- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبتناه عن م.
2- الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال 247/7 في ترجمة يحيى بن نصر بن حاجب.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 49/1.

قال: و حدثنا الزبير، قال: و حدثني محمد بن الحسن، عن حاتم بن إسماعيل، عن مصعب بن ثابت، عن عطاء أو أبي زياد، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«للرجال حواريّ و للنساء حواريّة، فحواريّ الرجال الزّبير، و حواريّ النساء عائشة»[4335].

قال: و نا الزبير، حدثني إبراهيم بن حمزة، عن محمد بن عبد العزيز [بن] محمد الدّراوردي، عن ابن لهيعة، قال: سمع عمر بن الخطاب رجلا يقول: أنا ابن الحواريّ فقال له: ولدك الزبير من قبل الرجال ؟ فقال: لا، قال: فمن قبل النساء؟ فقال: لا، قال: فلا سمعتك تقول أنا ابن الحواريّ ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الزّبير الحواريّ »، قال الزبير بن أبي بكر: و أحسب أبي [قال]: قد سمعته من محمد بن عبد العزيز بن محمد الدراوردي[4336].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، أنا أبو طالب - يعني عبد الجبار بن عاصم-، نا شعيب بن إسحاق الدمشقي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، سمع رجلا يقول: يا ابن حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال ابن عمر: إن كنت من آل الزبير و إلاّ فلا (1).

رواه الزبير بن بكّار، عن محمد بن إسحاق المسيبي عن يزيد بن هارون، عن سعيد بن أبي عروبة.

أخبرنا أبو الحسين الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، و حدثني محمد بن الحسن، عن عبد العزيز بن أبان، عن ابن الفضل، عن أبي ركانة، قال: سمع ابن عمر رجلا يقول: أنا ابن حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: إن كنت ابن الزبير و إلاّ فقد كذبت.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (2):أنا عمرو بن

ص: 375


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 49/1 و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 151/9 و نسبه إلى البزار.
2- طبقات ابن سعد 106/3.

عاصم، نا همّام بن يحيى، عن هشام (1) بن عروة: أن غلاما مرّ بابن عمر فسئل من هو؟ فقال: ابن حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال ابن عمر: إن كنت من ولد الزبير و إلاّ فلا، قال:

فسئل: هل كان أحد يقال له حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غير الزبير، فقال: لا أعلمه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: الحواريّ :

الناصر.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (2) أبي علي الحنبلي، قالوا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر الدهني، أنا أحمد بن سليمان:

حدثنا الزّبير بن بكّار، حدثني عبد اللّه بن عثمان [بن] إبراهيم بن المنذر بن الزبير، عن مسلم بن عبد اللّه بن عروة بن الزبير، قال: الحواري الناصر.

قال: و حدثنا الزبير قال: و حدثني أبو سلمة موهوب بن رشيد الكلابي، قال:

الحواريّ : الناصر، قال: و قد قال الأعور بن براء الكلابي:

حنا ابن حبيس من وراء أصحابه *** حنوا و لا يغررك من ليس جانيا

و لو شالحته قلوص شمله *** بما رمى النعام الرماح النواحيا

و لكنه ألقى زمام قلوصه *** فيحيا كريما أو يموت حواريا (3)

أي ناصر.

و قال صابئ البرجمي ببعت النور:

فكر كما كر الحواريّ ينبغي *** إلى اللّه زلفى أن يشد فيقتلا

و قال بعض الشعراء يمدح بني عامر:

بني عامر صلّت عليكم و سلّمت *** ملائكة تدعو بكلّ أصيل

و صلّى على أرواحكم كلّ مؤمن *** و كلّ حواريّ و كلّ رسول

ص: 376


1- بالأصل و م: همام، خطأ و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل و م «أنا» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند.
3- هذا البيت في الاستيعاب 582/1.

قال: و حدثنا الزبير، حدثني محمد بن سلام، قال: سألت يونس، عن الزبير حواريه، فقال: خلصانه.

قال: و سألت عمي مصعب بن عبد اللّه عن الحواري: فقال: الخالص من كل شيء (1)،و من ذلك اشتق الحواري.

قال: و نبأ الزبير، قال: و حدثني علي بن المغيرة، عن هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه أنه كان يقول: الحواريّ : الخليل (2).

و قد قال جرير بن الخطفى (3):

إنّي تذكّرني الزبير حمامة *** تدعو بأعلا الأيكتين (4) هديلا

أفتى الندى و فتى الطعان غررتم (5) *** و فتى الرياح إذا تهب بليلا

أ فبعد مقتلهم (6) خليل محمد *** ترجو القيون مع الرسول سبيلا

أخبرنا أبو المظفّر الصوفي، و أبو القاسم المستملي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (7)،أنا أبو سعيد محمد بن بشر التميمي، أنا أبو لبيد محمد بن إدريس السامي (8)،نا سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر، عن هشام، قال: أخبرني عبد اللّه بن عروة، عن عبد اللّه بن أبي الزبير، عن الزبير، قال: و اللّه لقد جمّع لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ارم فداك أبي و أمي»[4337].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، و أبو المعالي تغلب بن جعفر، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو العباس بن الزّفتي (9)،نا أحمد بن أبي الحواري.

ص: 377


1- سير الأعلام 49/1.
2- المصدر نفسه.
3- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 342 من قصيدة يهجو الفرزدق مطلعها: لم أر مثلك يا إمام خليلا أنأى بحاجتنا و أحسن قيلا
4- الديوان: تدعو بمجمع نخلتين هديلا.
5- صدره بالأصل مضطرب و فيه:«أمنى الندى و فتى العطان متلتم» و أثبتنا رواية الديوان.
6- الديوان: متركهم.
7- مهملة و بدون نقط بالأصل و م، و الصواب ما أثبت.
8- بالأصل و م «الشامي» خطأ، و الصواب «السامي» بالسين المهملة.
9- بالأصل و م «الرقي» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به قريبا.

و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي قالا: نا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن الزبير، قال: جمّع لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبويه يوم أحد.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنا [أبو] (2) عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا حوثرة (3) بن أشرس أبو عامر، نا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة: أن الزبير (4) قال له: يا أبة لقد رأيتك تحمل على فرسك الأشقر يوم الخندق، قال: رأيتني - و قال ابن المقرئ: و رأيتني - يا بني، قال: نعم - و قال ابن المقرئ: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ ليجمع لأبيك أبويه يقول:«ارم فداك أبي و أمي» (5)[4338].

و قال: ثنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا أبو معاوية - سماه ابن حمدان: محمد بن حازم - ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن الزبير، قال: جمع لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبويه يوم كذا، قال: و المحفوظ يوم الخندق كما تقدم.

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدثني أبي، نا أبو أسامة، أنا هشام، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، قال: لما كان يوم الخندق كنت أنا و عمر بن أبي سلمة في الأطمّ الذي فيه نساء (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أطم حسان فكان يرفعني و أرفعه، فإذا رفعني عرفت أبي

ص: 378


1- الخبر في مسند أحمد 164/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 50/1.
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- بالأصل:«جويرة» و الصواب ما أثبت.
4- في سير الأعلام:«أن ابن الزبير» و هو الظاهر، باعتبار العبارة التالية.
5- الخبر في سير الأعلام 50/1.
6- الحديث في مسند أحمد 164/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 50/1.
7- بالأصل:«يسار» و المثبت عن المسند.

حين يمرّ إلى بني قريظة، و كان يقاتل (1) يوم الخندق مع النبي (2) صلى اللّه عليه و سلم فقال: من يأتي بني قريظة فيقاتلهم، فقلت حين رجع [يا ابت] (3) إن كنت لأعرفك حين تمر ذاهبا إلى بني قريظة، فقال: يا بني أما و اللّه إن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليجمع لي أبويه جميعا يفديني بهما يقول:«فداك أبي و أمي»[4339].

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (4) البنا و أبو الحسين الفراء، قالوا (5):و أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدثني علي بن صالح، عن جدي عبد اللّه بن مصعب، عن أبيه قال: كان ابن الزبير يحدث أنه كان في فارع (6) أطمّ حسان بن ثابت مع النساء يوم الخندق و معهم عمر بن أبي سلمة، فقال ابن الزبير: و معنا حسان بن ثابت ضاربا وتدا في ناحية الأطمّ فإذا حمل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على المشركين حمل على الوتد فضربه بالسيف، فإذا أقبل المشركون انحاز عن الوتد حتى كأنه يقاتل قرنا، يتشبه بهم كأنه يرى أنه يجاهد حين [جبن] (7) على القتال، قال: و إني لأظلم ابن أبي سلمة يومئذ و هو أكبر مني بسنتين، فأقول له: تحملني على عنقك حتى انظر، فإني أحملك إذا نزلت، فإذا حملني ثم سألني أن يركب قلت: هذه المرة، قال: و إني لأنظر إلى أبي معلما بصفرة فأخبرتها أبي بعد، فقال: و أين أنت حينئذ؟ قلت: على عنق ابن أبي سلمة يحملني، قال: أما و الذي نفسي بيده إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حينئذ ليجمع لي أبويه.

فقال ابن الزبير: فجاء يهودي يرتقي إلى الحصن، فقالت صفية لحسان: عندك يا حسان فقال: لو كنت مقاتلا كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالت صفية له: أعطني السيف، فأعطاها فلما ارتقى اليهودي ضربته حتى قتلته، ثم أخذت رأسه فأعطته حسان، و قالت:

طوّح به، فإن الرجل أشدّ رمية (8) من المرأة، تريد أن ترعب أصحابه.

ص: 379


1- بالأصل:«و كان يقاتل صلى اللّه عليه و سلم» و الذي أثبت يوافق عبارة المسند.
2- قوله: مع النبي، عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
3- الزيادة عن المسند.
4- بالأصل و م:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل:«قال».
6- فارع: اسم أطم و هو حصن بالمدينة (ياقوت).
7- زيادة عن مختصر ابن منظور 16/9.
8- الأصل:«رمنه».

قال: و ثنا الزبير حدثني عتيق بن يعقوب، عن الزبير بن حبيب، و عن عبيد اللّه بن محمد بن يحيى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال يوم الخندق:«من رجل يذهب يأتينا بخبر القوم» فركب الزبير فجاء بخبرهم من بين الناس كلهم، فعل ذلك مرتين أو ثلاث، فلما ركب الزبير في آخر مرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير و ابن عمتي»، قال: و جمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يومئذ للزبير أبويه، فقال:«فداك أبي و أمي» و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم امن و أفضل[4340].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف المعدّل، أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا العباس الرياشي، نا الأصمعي، نا ابن أبي الزناد، قال: ضرب الزبير بن العوّام يوم الخندق عثمان بن عبد اللّه بن المغيرة بالسيف على مغفره فقطعه إلى القربوس (1)،فقالوا: ما أجود سيفك، فغضب الزبير، يريد أن العمل ليده لا لسيفه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا [أبو] (2) عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة (3)،أنا محمد بن شجاع البلخي:

حدثنا محمد بن عمر الواقدي (4)،حدثني الثوري عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة قال: لما كان يوم بني قريظة قال رجل من يهود: من يبارز؟ فقام إليه الزبير فبارزه. فقالت صفية: وا جدّي! فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أيهما علا على صاحبه فقتله، فعلاه الزبير فقتله، فنفله (5) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سلبه.

قال ابن واقد: و لم يسمع بهذا الحديث في قتالهم،[و أراه] (6) و هل هذا في خيبر.

قالوا (7):و برز (8)[أسير] و كان رجلا أيّدا، و كان إلى القصر، فجعل يصيح من

ص: 380


1- القربوس: حنو السرج (اللسان: قربس).
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- بالأصل و م:«حنة» و الصواب ما أثبت عن مغازي الواقدي.
4- مغازي الواقدي 504/2.
5- رسمها بالأصل:«مثله» و في م:«مثله» و الصواب عن الواقدي.
6- الزيادة عن الواقدي.
7- الخبر في مغازي الواقدي 657/2.
8- بالأصل:«وزير» و الصواب ما أثبت و الزيادة الآتية عن الواقدي.

يبارز؟ فبرز له محمد بن مسلمة فاختلفا ضربات، ثم قتله محمد بن مسلمة. ثم برز ياسر (1) و كان من أشدائهم و كانت معه حربة يحوش بها المسلمين حوشا. فبرز له علي، فقال الزبير: أقسمت عليك ألاّ خليت بيني و بينه. ففعل علي و أقبل ياسر بحربته يسوق بها الناس فبرز له الزبير فقالت صفية: يا رسول اللّه وا جدّي (2) ابني يقتل يا رسول اللّه فقال:«بل ابنك يقتله»، قال: فاقتتلا فقتله الزبير فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فداك عمّ و خال» و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير و ابن عمتي»، فلما قتل مرحب و ياسر (3) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبشروا قد ترحّبت خيبر و تيسّرت» (4)[4341].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، قال و حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي، عن أبيه قال: خرج ياسر اليهودي بخيبر فدعا إلى المبارزة و هو يقول:

قد علمت خيبر أني ياسر

شال السلاح بطل يغامر

فخرج إليه الزبير بن العوام، فقالت صفية: يا رسول اللّه يقتل ابني فقال:«بل ابنك يقتله» فضربه الزبير بالسيف على عاتقه ضربة هدر منها سحره، فلما دنا الزبير من النبي صلى اللّه عليه و سلم راجعا قام إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم فاعتنقه و قبّل بين عينيه و قال:«فداك عمّ و خال» و قال:

«لكلّ نبيّ حواريّ ، و حواريّ الزّبير»[4342].

قال: و ثنا الزبير، قال: و حدثني مصعب بن عبد اللّه، قال: ارتجز ذلك اليوم الزبير حين بارزه اليهودي:

ياسر لا يغررك جمع الكفار

فإنهم مثل السراب المواري

ص: 381


1- العبارة بالأصل:«مسلمة بن برر بن ياسر» و صححناه عن مغازي الواقدي.
2- في الواقدي: وا حزني.
3- بالأصل: ناشر، و الصواب عن الواقدي.
4- بالأصل:«تنشرت» الصواب عن الواقدي.

أخبرنا أبو المظفّر الصوفي أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

و أخبرنا أبو سهل المزكّي، أنا أبو القاسم السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا زهير، نا محمد بن الحسن المديني، نا أم عروة، عن أختها عائشة بنت جعفر، عن ابنها، عن جدها الزبير، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه أعطاه يوم فتح مكة لواء سعد بن عبادة فدخل الزبير مكة بلواءين (1).

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن شجاع، و أبو طاهر محمد بن إبراهيم بن مكي بن مهاجر، قالوا: أخبرنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمد بن جعفر التميمي، أنا عمرو بن أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر المعدل، أنا إبراهيم بن السّري بن علي، ثنا الزّبير بن بكّار، حدثتني أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أختها عائشة بنت جعفر عن أبيها، عن جدّها الزبير، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه أعطاه يوم فتح مكة لواء سعد بن عبادة فدخل الزبير مكة بلواءين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عارم بن الفضل، أنا أبو هلال، نا عمر بن مصعب بن الزبير، قال: قاتل الزبير مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن ثنتي عشرة (2) سنة و كان يحمل على القوم و يقول: هاهنا بأبي و أمي، هاهنا بأبي و أمي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسين، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن.

حدثنا محمد بن يحيى الذّهلي، نا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عياش بن هانئ المخزومي، حدثني أبي، حدثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم، عن سعيد بن المسيّب، قال: لما انهزم المشركون يوم حنين، خرج مالك بن عوف عند الهزيمة حتى وقف على فوارس من قومه على ثنية، فقال لأصحابه: قفوا حتى يمر ضعفاء الناس، و يلحق آخركم بكم.

ص: 382


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 51/1 و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 169/6.
2- بالأصل: عشر.

قال: فبينما هم كذلك طلعت عليها خيل فقال مالك بن عوف: ما ذا ترون ؟ قالوا:

نرى قوما واضعين الرماح بين آذان الخيل (1)،طوال، بوادرهم (2) عليها، فقال هذه بنو سليم، اثبتوا فلا بأس عليكم منهم، قال: فلما أتوا أسفل الثنية سلكوا بطن الوادي ذات اليسار.

قال: ثم طلعت خيل أخرى تتبعها، فقال لأصحابه ما ترون قالوا: نرى أقواما جاعلين الرماح على أكفال الخيل، قال: هذه الأوس و الخزرج، اثبتوا، فلا بأس عليكم منهم، قال: فلما انتهوا إلى أسفل الثنية سلكوا طريق بني سليم.

ثم طلع فارس واحد، فقال لأصحابه: ما ذا ترون ؟ قالوا: نرى فارسا طويل النجاد (3) قال إبراهيم: هول (4) الفخذ، واضع الرمح. قال: هذا الزبير بن العوام، و احلف باللّه ليخالطنكم فاثبتوا.[قال:] فلما انتهى إلى أسفل الثنية أبصر القوم، فعمد إليهم. فلما يزل يطاعنهم حتى أزالهم عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدثني أبي، نا معمر (6) و هو ابن بشر، حدثنا عبد اللّه بن مبارك:

أنبأنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، قال: سمعت عبد اللّه مولى أسماء يحدث أنه سمع أسماء بنت أبي بكر تقول: عندي للزبير ساعدان من ديباج (7) كان النبي صلى اللّه عليه و سلم أعطاهما إياه يقاتل فيهما.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد و علي بن المسلّم الفقيه، قالا: قال: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا ابن وهب، عن ابن أبي الزناد، عن هشام، عن عروة، عن أبيه قال: أعطى

ص: 383


1- عن مختصر ابن منظور 18/9 و بالأصل: الجبل و في م: آداب الجبل.
2- في المختصر: بوادّهم.
3- عن المختصر، و رسمها ناقص بالأصل و صورتها:«ال اد».
4- بالأصل و م:«يقول» و الصواب عن المختصر.
5- الخبر في مسند أحمد 352/6.
6- غير واضحة بالأصل، و تقرأ: يعمر و في م: لعمر.
7- غير واضحة بالأصل و م، و تقرأ:«رماح» و المثبت عن مسند أحمد.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الزبير بن العوام يلمق (1) حريرا محشوا بالقز، يقاتل فيه (2).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النضر الديباجي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن ميسر الواسطي، نا محمد بن حرب النسائي، حدثنا أبو مروان يحيى بن زكريا الغسّاني، عن هشام، عن يحيى بن عبّاد بن عبد اللّه بن الزبير، قال: أسهم الزبير سهمين لفرسه، و سهما (4) لنفسه، و لأمه سهم في ذي القربى، فكان يأخذ أربعة أسهم.

قال: و ثنا أبو مروان، عن هشام، عن عروة، قال: قال الزبير: ما تخلفت عن غزوة غزاها المسلمون إلاّ أن أقبل فألفى ناسا يعقبون (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا أبو جعفر بن عثمان، نا المنجاب (6) بن الحارث، أنا أبو عامر الأسدي، قال: سمعت سفيان يقول: كان هؤلاء الثلاثة بجدة أصحاب صلى اللّه عليه و سلم:

حمزة بن عبد المطّلب، و علي بن أبي طالب، و الزّبير بن العوّام (7).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و أبو بكر السمسار.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو منصور شكرويه.

و أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم بن هاجر، أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد الكوسج، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن خرّشيذ قوله، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سليم المخرّمي، نا الزّبير بن بكّار، أخبرني محمد بن الحسن، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قال: جاء رجل

ص: 384


1- اليلمق فارسية أصله: يلمه، و هو القباء المحشو (اللسان).
2- نقله الذهبي في السير 52/1.
3- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
4- بالأصل و م:«و سهم» و الصواب ما أثبت.
5- سير الأعلام 52/1.
6- رسمها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت.
7- الخبر في سير الأعلام 52/1 و فيها: نجدة الصحابة.

إلى علي بن أبي طالب، و هو في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال له: يا أبا الحسن من أشجع الناس ؟ فقال له: ذاك الذي يغضب [غضب] النمر، و يثب و ثوب الأسد، و أشار إلى الزبير، فقام الزبير و لا يشعر بما قال علي، فقال له: يا أبا عبد اللّه، من أشجع الناس ؟ قال: الذي كسر و جبر، أراد بقوله كسر و جبر: أنّ القرن إذا كسر و جبر كان أشد منه في أوله (1).[آخر الجزء التاسع عشر بعد المائتين].

أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا [أبو] (2) عمر بن حيّوية، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، نا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، قال: أخبرني من رأى الزّبير بن العوّام في صدره أمثال العيون من الطعن و الرمي (3).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرى، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا سليمان بن أحمد، نا يوسف بن يزيد القراطيسي.

و أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد المرادي عنه، أنا [أبو] بكر أحمد بن الحسين البيهقي (5)-قراءة عليه - أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الربيع بن سليمان، قالا: ثنا أسد بن موسى، ثنا سكين بن عبد العزيز، نا حفص بن خالد، حدثني شيخ قدم علينا من الموصل، قال: صحبت الزّبير بن العوّام في بعض أسفاره فأصابته جنابة بأرض قفر. فقال: استرني، فسترته، فجاءت (6) مني التفاتة فرأيته مخذّعا (7) بالسيوف، قلت و في حديث الربيع فقلت:- و اللّه لقد رأيت بك آثارا ما رأيتها بأحد قط ، قال:- و في حديث الربيع فقال:- و قد رأيت ذلك ؟ قلت: نعم، فقال أم - و في حديث الربيع: أما - و اللّه ما منها جراحة إلاّ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و في سبيل اللّه.

ص: 385


1- الخبر في الوافي بالوفيات 182/14 باختصار، و الزيادة السابقة عنه.
2- زيادة لازمة.
3- سير الأعلام 52/1 و الوافي بالوفيات 182/14.
4- حلية الأولياء 89/1-90.
5- بالأصل:«أنا بكر أحمد بن الحسن البيهقي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 163/18.
6- الحلية: محانت.
7- مخذعا، خذع اللحم: حززه، و في الحلية: مجذعا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد البجلي، و عبد الرحمن بن عثمان التميمي، و أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن أبي العقب.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو محمد القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر.

و أنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن أحمد، و أبو الحسن علي بن معضاد، قالوا: أنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبي زرعة، قال: قال يحيى - هو - ابن معين.

و حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن هشام بن (1) عروة، قال: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف إحداهن في عاتقه، إن كنت أدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين يوم بدر، و واحدة يوم اليرموك.

قال عروة: قال عبد الملك بن مروان حين قتل عبد اللّه بن الزبير، يا عروة هل تعرف سيف الزبير؟ قال: نعم، قال: فما فيه ؟ قال: قلت - زاد ابن السمسار: فيه - و قالوا - فلّة فلّها يوم بدر قال: صدقت فاستله فرآها فيه فقال:

بهن فلول من قراع الكتائب (2)

ثم أغمده ثم رده علي، قال هشام: فأقمناه بيننا ثلاثة آلاف، فأخذه بعضنا، و لوددت أني كنت أخذته (3).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمد، أنا أبو

ص: 386


1- كذا بالأصل و المختصر 19/9 و في سير الأعلام 52/1 هشام عن عروة و الخبر في الإصابة 545/1 عن عروة.
2- البيت للنابغة الذبياني، من قصيدة مطلعها: كليني لهم يا أميمة ناصب و ليل أقاسيه بطيء الكواكب و صدره: و لا عيب فيهم غير أن سيوفهم. ديوانه ص 11.
3- الخبر في سير الأعلام 53/1 و انظر بحاشيته تخريجه فيه.

الموصل بن الحسين بن عيسى، نا أبو عثمان عمرو بن محمد العثماني، نا إسماعيل بن أبي أويس. حدثني أخي عبد الحميد بن عبد اللّه، عن سليم بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان على جبل حراء فتحرك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اسكن حراء فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد» و كان عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و سعد بن أبي وقاص (1)[4343].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدثني أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا بكير بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد بن أبي مسلّم الفرضي، أنا أحمد بن إسحاق الأنماطي، نا أحمد بن منصور بن سيار، نا عبد اللّه بن صالح، حدثني معاوية: أن عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صعد على جبل و معه أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير فتحرك الجبل بهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اسكن حراء فما عليك [إلاّ] (2) نبيّ أو صدّيق أو شهيد»[4344].

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل، أخبرنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو علي أحمد بن عمر بن محمد بن خرشيد قوله، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن إسحاق المروزي المعروف بالحامض، ثنا يحيى بن جعفر، نا علي بن عاصم، نا منصور بن عبد الرحمن، و داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اسكن حراء فإنه ليس عليك إلاّ نبي أو صدّيق أو شهيد»[4345].

قيل: يا أبا عمرو من حدثك بهذا؟ قال: إني لأحسبني قال: سمعت كذا في الأصل، قال: و من منهم ؟ قال: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و الزبير، و طلحة، و سعد، و عبد الرحمن، و أنتم تقولون ما تقولون، قلت: يا أبا عمرو فإني لست منهم.

ص: 387


1- سير الأعلام 53/1 و انظر تخريجه فيه.
2- زيادة لازمة.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن الحارث الجلفري (1)-بجلفر (2)،قرية من قرى مرو - و محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي (3)،و أبو الفضل محمد بن الحسن بن سليمان بن عمر الفنديني (4) الزاهد، و أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن أبي ذر الحوباني (5) السلامتي (6)،الصوفي بمرو، قالوا: أنا أبو بكر محمد بن علي بن عابد السامي الفقيه، نا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن حق الكاغدي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، نا محمد بن عيسى المدائني، نا شبّابة، نا شعبة، عن الحر بن الصّبّاح، قال: سمعت عبد الرحمن بن الأخنس قال: شهدت المغيرة بن شعبة يخطب بالكوفة، فذكر عليا فنال منه، فقال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: أشهد أني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أنا في الجنة، و أبو بكر في الجنة، و عمر في الجنة، و عثمان في الجنة، و علي في الجنة، و عبد الرحمن بن عوف في الجنة، و طلحة في الجنة، و الزبير في الجنة، و سعد بن أبي وقاص في الجنة»، و لو شئت أن اسمي العاشر، قال: ثم سمّى نفسه[4346].

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي (7)،و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد البارع، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة السمسار التاجر، و محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن قريش العرار، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي (8) الختّلي، ثنا

ص: 388


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و تقرأ:«الحكيري» أو «الحكيدي» و الصواب ما أثبت، عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عاصم - عائذ ص 650) و ضبطت اللفظة عن الأنساب و هذه النسبة إلى جلفر و في م: الجلبري.
2- تقرأ بالأصل: بحكير أو بحكيد، و الصواب ما أثبت، من قرى مرو الشاهجان، و أهل مرو يقولون: كلفى (انظر معجم البلدان، و الأنساب) و في م: بحكير.
3- مهملة بالأصل بدون نقط و الصواب ما أثبت (فهارس شيوخ ابن عساكر: المطبوعة 441/7).
4- مهملة بدون نقط و غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط عن معجم البلدان، و هذه النسبة إلى فندين بالضم ثم السكون و كسر الدال، من قرى مرو. ذكره ياقوت: محمد بن سليمان بن الحسن بن عمرو بن الحسن بن أبي عمرو، أبو الفضل.
5- بالأصل و م:«الحرباى» و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عاصم عائذ ص 647).
6- تقرأ بالأصل و م: السلامي، و المثبت عن المطبوعة عاصم - عائذ صفحة 181.
7- بالأصل و م:«المررقي» و الصواب ما أثبت «المزرفي» بالفاء، و قد مرّ.
8- بالأصل:«الحرمى الحفلى» و الصواب ما أثبت في اللفظتين انظر الانساب (الحربي و الختلي) و انظر ترجمته في تاريخ بغداد 43/12 و سير الأعلام 609/17 و في م:«الحرى الحعلي».

جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح بن سفيان الجرجرائي، نا أبو سهل بشر بن معاذ العبدي الضرير، نا عبد الواحد بن زياد، نا صدقة بن المثنى النخعي، حدثني جدي رباح بن الحارث، قال: كنت قاعدا عند المغيرة بن شعبة في مسجد الكوفة و عنده أهل الكوفة، فجاء سعيد بن زيد بن عمرو (1) بن نفيل فرحب به المغيرة و حيّاه و أقعده عند رجليه على السرير فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له قيس بن علقمة فاستقبله فسبّ و سبّ فقال سعيد: يا مغيرة من يسب هذا الرجل ؟ قال له: يسبّ عليا. قال له سعيد: يا مغيرة أ لا أرى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسبون عندك و لا تفتر و لا تنكر. أنا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: و إني لغني أن أقول ما لم يقل فينسب إلي عنه إذا لقيته:«أبو بكر في الجنة، و عمر في الجنة، و عثمان في الجنة، و علي في الجنة، و تاسع المسلمين في الجنة لو شئت سميته» قال: فرح المسلمون و ناشدوه يا صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من التاسع ؟ قال: لو لا أنكم ناشدتموني ما أخبرتكم، أنا تاسع المسلمين و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العاشر، قال: ثم قال لمشهد رجل منهم مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغبّر فيه وجهه خير من عمل أحدكم، و لو عمّر عمر نوح[4347].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،و أبو الربيع سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن الفرج الفرغاني، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، و أحمد بن محمد بن النّقّور في جماعة، قالوا: أنا أبو القاسم بن حبّابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبيد اللّه بن محمد بن حفص، أنا عبد الواحد بن زياد، حدثني صدقة بن المثنى، حدثني جدي رباح بن الحارث، قال: كنا جلوسا بالمسجد الأعظم بالكوفة و المغيرة بن شعبة جالس على السرير، فجاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فأوسع له المغيرة بن شعبة عند رجليه، فجاء شاب يقال له قيس بن علقمة فقام و سبّ و سبّ ، فقال له سعيد: من يسبّ هذا الفتى يا مغيرة ؟ فقال: يسب رجلا، فقال: لا أرى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسبون عندك، ثم لا يفتر، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذّب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[4348].

ص: 389


1- بالأصل:«عمر» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «المرزقي» و أبو البركات بدل أبي بكر و الصواب ما أثبت.

و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أبو بكر في الجنة، و عمر في الجنة، و عثمان في الجنة، و علي في الجنة، و الزبير في الجنة، و طلحة في الجنة، و عبد الرحمن في الجنة، و سعد في الجنة»، و تاسع المؤمنين لو شئت أن أسميه لسميته قال: فضجّ الناس و قالوا:

ننشدك اللّه يا صاحب رسول اللّه من تاسع المؤمنين ؟ فقال: أما إذ نشدتموني اللّه، فأنا تاسع المؤمنين، ثم قال: لموقف أحدكم في سبيل اللّه مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغبر فيه وجهه أفضل من عمل أحدكم و لو عمّر عمر نوح[4349].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو علي بن أحمد بن محمد بن بكران القوي بالبصرة، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان العسري (1)،حدثنا يعقوب بن سفيان، نا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان، عن أبي النقور، عن زيد بن الحارث العبدي، قال: قام سعيد بن زيد بالكوفة، و دخل على المغيرة بن شعبة، و هو أمير فأوسع يعني له إلى جنبه، فجاء رجل فوقع في علي فقال:

أ لا أرى أصحاب محمد يسبون عندكم، قال: إنهم يتناولون من أبي الحسن، قال: أشهد أني سمعت أبا بكر الصّدّيق يقول لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ليتني رأيت أهل الجنة، قال:«فأنا من أهل الجنة»، قال: ليس عنك أسأل، قد عرفت أنك من أهل الجنة، قال:«فأنا من أهل الجنة و أنت من أهل الجنة، و عمر من أهل الجنة، و عثمان من أهل الجنة، و علي من أهل الجنة، و طلحة من أهل الجنة، و الزبير من أهل الجنة، و عبد الرحمن بن عوف من أهل الجنة، و سعد من أهل الجنة». و لو شئت أن أسمي العاشر لسميته قال: عزمت عليك لتسميه قال: أنا[4350].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو سعيد الأشج، نا أبو عبد الرحمن - قال أبو سعيد: سأله (2)رجل عن اسمه قال: نصر (3) بن منصور - عن أبيه، نا عقبة بن علقمة اليشكري، قال:

ص: 390


1- كذا رسمها بالأصل و في م: القشري.
2- بالأصل و م: ساءله.
3- كذا بالأصل و م، و في سير الأعلام 29/1 نضر.

سمعت عليا يوم الجمل يقول: سمعت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن حمدان:

توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول:- «طلحة و الزبير جاراي في الجنة» (1)،أخرجه الترمذي (2) عن الأشج[4351].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور محمد بن عبد الملك، قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن مهدي البغدادي الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، نا السّري بن يحيى.

و أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ.

و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد الحلواني.

أخبرنا أبو بكر بن خالد، قالا: نا الأستاذ الإمام أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر.

و أخبرنا أبو المعالي أيضا، أخبرنا أبو بكر بن خلف، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الحافظ ، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب إملاء، ثنا السّري بن يحيى التميمي، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن وائل بن داود، عن يزيد البهي، عن الزّبير بن العوّام، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم إنك باركت لأمتي في أصحابي» و قال الأشناني: صحابي - فلا تسلبهم البركة، و بارك لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبه البركة - زاد ابن حبيب: اللّهم - و قالوا: و اجمعهم عليه و لا تعسّر أمره، فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، اللّهم و أعن عمر بن الخطاب، و صبّر عثمان بن عفان، و وفق عليا، و اغفر لطلحة، و ثبّت الزبير، و سلّم سعدا، و وقّر عبد الرحمن - زاد تميم: بن عوف - و ألحق بي السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار و التابعين بإحسان»[4352].

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ،

ص: 391


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 54/1 و 29/1 في ترجمة طلحة بن عبيد اللّه.
2- أخرجه الترمذي في صحيحه في المناقب، باب مناقب طلحة حديث رقم 3741.

قالوا: نا أبو يعلى، نا زهير، نا محمد بن الحسن المديني - و قال ابن المقرئ:

المدني - و زاد: المخزومي، قال: حدثتنا أم عروة فيما أحسب ابنة جعفر بن الزّبير بن العوّام عن أبيها، عن جدها الزّبير بن العوّام أنه سمعه يقول: دعا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لولدي و لولد ولدي قالت: فسمعت أبي يقول لأحب - زاد ابن حمدان: لي و قالا:- كانت أسن مني أنت.... (1) ممن أصابته - و في حديث ابن حمدان.... (2) يعني أنك ممن أصابه دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

كتب إليّ أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم البزار، و أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، قالا: أنا أبو الحسن محمد بن الحسين النيسابوري سنة أربعين و أربعمائة.

ثم أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسين، و أبو الحسن محمد بن الحسين، قالا: أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن خير الذّهلي، نا يحيى بن محمد بن البحتري، نا عبيد اللّه بن محمد بن معاذ، نا أبي، قالا: نا أبو الأشعث عن الحسن، قالا: كان بين الزبير و بين خالد بن الوليد شيء فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما شأنكم و شأن أصحابي دروا إلى أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مثل عمل أحدهم يوما واحدا»[4353].

المحفوظ أن صاحب الخصومة مع خالد عبد الرحمن بن عوف و عمّار.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمد بن القاسم، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، أنا أبو موسى بن المثنى الزمن (3)،أنبأ إسحاق بن إدريس الأسواري، أنا أبو معاوية الضرير، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، قال: بعثني

ص: 392


1- كلمة غير مقروءة و مهملة بدون نقط و رسمها بالأصل و م«؟؟؟» تركنا مكانها بياضا.
2- كلمة غير مقروءة و مهملة بدون نقط و رسمها بالأصل و م «باسته» تركنا مكانها بياضا.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 123/12.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حاجة في يوم بارد فجئت و معه بعض نسائه في لحاف، فأدخلني في لحافه صلى اللّه عليه و سلم (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، أنا أبو عمرو، يعقوب بن يوسف القزويني، نا محمد بن سعيد بن سابق، نا أبو جعفر الرازي، عن حصين، عن عمرو بن ميمون، قال: قال عمر بن الخطاب: إنهم يقولون استخلف علينا، فإن حدث بي حدث فالأمر في هؤلاء الستة الذين فارقهم النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو عنهم راض: علي بن أبي طالب، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و سعد، و عبد الرحمن بن عوف (2).

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن محمد، نا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا معاذ بن المثنى العنبري، نا عبد اللّه بن مسلم القشيري، نا الوليد بن مسلم، عن معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، قال: لما طعن عمر و أمر بالشورى دخلت عليه حفصة ابنته فقالت له: يا أبة إن الناس يزعمون أن هؤلاء الستة ليسوا برضا قال:

أسندوني أسندوني (3) فلما أسند قال: ما عسى أن يقولوا في علي بن أبي طالب ؟ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يا علي يدك في يدي تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل».

ما عسى أن يقولوا في عثمان بن عفان ؟ سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يوم يموت عثمان تصلّي عليه ملائكة السماء» قال: قلت: يا رسول اللّه عثمان خاصة أم للناس عامة ؟ قال:«عثمان خاصة».

ما عسى أن يقولوا في طلحة بن عبيد اللّه ؟ سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم ليلة و قد سقط رحله، فقال من يسوي رحلي، و هو في الجنة، فبدر طلحة بن عبيد اللّه (4) فسوّاه حتى ركب فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا طلحة هذا جبريل يقرئك السلام، و يقول: أنا معك في أهوال القيامة حتى أنجيك منها».

ص: 393


1- الخبر في مختصر ابن منظور 21/9 عن الزبير.
2- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 54/1 لكنه لم يذكر الستة. و انظر أسد الغابة 99/2.
3- بالأصل:«أنشدوني أنشدوني و في م:«اسدوفى اسدوى» و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 21/9.
4- بالأصل و م:«عبد اللّه» خطأ.

ما عسى أن يقولوا في الزبير بن العوام ؟ رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد قام فجلس الزبير يذب عن وجهه حتى استيقظ فقال له:«يا أبا عبد اللّه لم تزل» قال: لم أزل بأبي أنت و أمي، قال:«هذا جبريل يقرئك السلام و يقول أنا معك يوم القيامة حتى أذبّ عن وجهك شرر جهنم».

ما عسى أن يقولوا في سعد بن أبي وقاص ؟ سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول يوم بدر، و قد أوتر قوسه أربع عشرة مرة فيدفعها إليه، و يقول (1):«ارم فداك أبي و أمي.

ما عسى أن يقولوا في عبد الرحمن بن عوف ؟ رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو في منزل فاطمة و الحسن و الحسين - ابنا علي - يبكيان جوعا و يتضوران، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: من يصلنا بشيء؟ فطلع عبد الرّحمن بن عوف بصحفة فيها حيس و رغيفين (2) بينهما إهالة (3)،فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كفاك اللّه أمر دنياك، فأمر آخرتك فأنا لها ضامن»[4354].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمد، أنا عمر بن أبي الحسين بن أحمد بن جعفر، أنا إبراهيم بن السندي بن علي، أنا أبو عبد اللّه الزّبير بن بكّار، حدثني محمد بن الضّحّاك، عن المنذر بن عبد اللّه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان بن الحكم أنه حدثنا: أن عثمان بن عفان اشتكى عام الرّعاف حتى قعد عن الحج قال: فدخل عليه رجلان، فقال أحدهما: استخلف يا أمير المؤمنين، فقال عثمان: أو قالوا؟ فقال: نعم، قال:[من ؟] فسكت و جلس قال: ثم دخل الآخر، فقال:

استخلف يا أمير المؤمنين فقال: أو قالوه ؟ قال: نعم، قال: فسكت، فقال عثمان:

و لعلهم قالوا الزبير بن العوام ؟ قالوا: نعم، فقال عثمان: و الذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت، و إن كان لأحبهم إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم. قال عروة: أخبر به مروان و لا إخاله يهتم لنا.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني، أبي، نا زكريا بن عدي، حدثنا علي بن مسهر،

ص: 394


1- بالأصل:«ليقول» و المثبت عن المختصر.
2- كذا، و الصواب: و رغيفان.
3- الإهالة: للشحم، أو ما أذيب منه، أو الزيت، و كل ما ائتدم به (القاموس).

عن هشام بن عروة عن أبيه، عن مروان و لا إخاله يتهم (1) علينا قال: أصاب (2) عثمان رعاف سنة الرعاف حتى تخلف عن الحج، و أوصى؛ فدخل عليه رجل من قريش فقال:

استخلف قال: و قالوه ؟ قال: نعم، قال: من هو؟ قال: فسكت، قال: ثم دخل عليه رجل آخر فقال له مثل ما قال الأول، و رد عليه نحو ذلك، قال: فقال عثمان: قال الزبير؟ قال: نعم، و الذي نفسي بيده إن كان لأخيرهم و أحبهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3).

قال عبد اللّه: حدثني سويد، نا علي بن مسهر بإسناده مثله.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.

و أخبرناه أبو علي الحسن بن سعيد بن أحمد بن عمرو بن المأمون الفقيه، قاضي جزيرة ابن عمر بالرّحبة، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص، نا عبد اللّه بن محمد، نا سويد - يعني ابن سعيد-، نا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، قال: أخبرني مروان بن الحكم و لا أخاله متهما علينا قال: دخل رجل على عثمان بن عفان فقال: استخلف أحسبه الحارث بن الحكم فقال عثمان: و قالوا؟ قال: نعم، قال: فقالوا الزبير، قال: نعم، قال: فوالذي نفسي بيده إنّه لخيرهم - ما علمت - و إن كان أحبهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاث مرات.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النّضر الديباجي، نا علي بن عبد اللّه بن ميسر، نا محمد بن محرب، نا أبو مروان الغساني (4)،عن هشام، عن عروة، عن مروان بن الحكم، قال: كنت مع عثمان بن عفان عام الرعاف، قال:

و الرعاف أخذ عثمان حتى مرض منه، و أوصى قال: فدخلت عليه فقيل له: استخلف، قال: و قد ذكروا ذلك ؟ ثم سكت، ثم دخل عليه فقيل له استخلف، قال: و قد ذكر ذلك

ص: 395


1- عن أسد الغابة:«يتهم» و اللفظة بالأصل مهملة بدون نقط .
2- بالأصل:«أضاف» و المثبت عن أسد الغابة.
3- الخبر نقله ابن الأثير في أسد الغابة بإسناده عن عبد اللّه بن أحمد، و هو في مسند أحمد 64/1 و سير الأعلام 54/1.
4- اسمه يحيى بن أبي زكريا الغساني، أخرج له البخاري حديثا واحدا في الهدية.

ثم سكت، و قد دخل عليه و قيل له: استخلف، قال: و قد ذكر ذلك ؟ قال: ذكروا الزبير؟ قالوا: نعم [قال:] و اللّه ما علمته خيرهم و أحبّهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاث مرات.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة:

حدثنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا إبراهيم بن المنذر، نا عبد اللّه بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير، نا هشام بن عروة، عن أبيه أن مطيع بن الأسود، قال للزبير بن العوام: أقبل وصيتي فأبى عليه الزبير، فقال: أسألك باللّه و الرحم فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: لئن عهدت عهدا أو تركت تركة لكان أحب إليّ من مراجعة إليه الزبير إنه ركن من أركان الدين (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، حدثني عبد الغفار بن عبد اللّه الموصلي، نا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أوصى إلى الزبير عثمان بن عفان، و عبد الرحمن بن عوف، و عبد اللّه بن مسعود، و المقداد بن الأسود، و مطيع بن الأسود، و قال لمطيع: لا أقبل وصيتك، فقال له مطيع: أنشدك اللّه و الرحم، و اللّه ما أتبع في ذلك إلاّ رأي عمر بن الخطاب، إني سمعت عمر (2) يقول: لو تركت تركة، أو عهدت عهدا إلى أحد لعهدت إلى الزّبير بن العوام إنه كان ركنا (3) من أركان الدين.

أخبرنا أبو السعود ابن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا محمد بن علي بن محمد الديباجي، نا علي بن عبد اللّه بن ميسر، نا محمد بن حرب، نا أبو مروان الغسّاني، عن هشام بن عروة، عن عروة: أن عمر بن الخطاب قال: لو عهدت عهدا أو تركت تركة كان أحبهم إليّ الزبير، إنه ركن من أركان الدين.

ص: 396


1- انظر الخبر باختصار في سير الأعلام 54/1-55.
2- كذا بالأصل و م.
3- بالأصل: ركن و في م:«إنه ركن».

أخبرنا أبو الحسين (1) بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سلميان، نا الزبير بن بكار، و حدثني محمد بن الحسن، عن زكريا بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن مطيع، عن هشام بن عروة: أن مطيع بن الأسود قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: من عهد منكم إلى الزبير فإن الزبير عمود من عمد الإسلام.

قال: و ثنا الزبير، قال: و حدثني علي بن صالح، عن جدي عبد اللّه بن مصعب، قال: قال مطيع بن الأسود حين أوصى إلى الزبير: فإني إن قلت تركته و قال في قومك من مرضى إنك دخلت على عمر و أنا عنده فلما خرجت قال: نعم، و لي تركة المرء المسلم، فقبل الزبير وصيته في حديثه بطول.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان أنا عباس بن محمد، نا يحيى بن معين، نا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أوصى إلى الزبير سبعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منهم:

عثمان بن عفان، و عبد الرحمن بن عوف، و ابن مسعود، فكان ينفق عليهم من ماله و يحفظ عليهم أموالهم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو [الفضل] (2) عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن هشام بن عروة، قال: أوصت عائشة و حكيم بن حزام إلى عبد اللّه بن الزبير. و أوصى إلى الزبير سبعة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم منهم: عثمان، و المقداد، و عبد الرحمن بن عوف، و ابن مسعود، فكان يحفظ عليهم أموالهم و ينفق على أيتامهم (3) من ماله.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (4) أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر الشاهد، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير،

ص: 397


1- بالأصل و م:«أبو القاسم» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- زيادة لازمة للإيضاح، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 297.
3- في الوافي بالوفيات 182/14 أبنائهم.
4- بالأصل و م:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت.

قال: و حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن جدي، عن هشام بن عروة، قال: أوصى عثمان بن عفان إلى الزبير بن العوام بصدقته حتى يدرك ابنه عمرو بن عثمان، و أوصى إليه عبد الرحمن بن عوف، و أوصى إليه مطيع بن الأسود، و أوصى إليه أبو العاص بن الربيع ببنته أمامة من (1) ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فزوّجها الزبير علي بن أبي طالب، و أوصى إليه عبد اللّه بن مسعود، و أوصى إليه المقداد بن عمرو (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،أنا عبدان، نا مسروق بن المرزبان، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن يحيى بن أبي أنيسة، عن بكير بن فيروز، عن البراء سمعته يقول: لا تسبوا أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوالذي نفسي بيده لمقام أحدهم مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أفضل من عمل أحدكم عمره، ألا و إن عليا أخي و خليلي، و عثمان أخي و خليلي، و طلحة أخي و خليلي، و الزبير أخي و خليلي.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر، نا محمد بن علي بن محمد الخشاب، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن هشام بن عروة حدثه عن أبيه أن الزبير بن العوام خرج غازيا نحو مصر فكتب إليه أمير مصر: إن الأرض قد وقع بها الطاعون فلا تدخلها، فقال الزبير:

إنما خرجت للطعن و الطاعون فدخلها فلقي طعنة في جبهته فأفرق (4).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (5)،نا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة: أن الزبير بعث إلى مصر فقيل له: إن بها الطاعون، فقال: إنما جئنا للطعن و الطاعون، قال: فوضعوا السلاليم فصعدوا عليها.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب أحمد بن

ص: 398


1- بالأصل:«ابن» و الصواب ما أثبت و في م:«ا؟؟؟ ه».
2- بالأصل و م:«عميرو» خطأ، و الصواب ما أثبت.
3- الخبر في الكامل لابن عدي 191/7.
4- الخبر في سير الأعلام 55/1 و أفرق أي برأ.
5- طبقات ابن سعد 107/3.

الحسن، قالوا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا هوذة، نا عوف، عن أبي رجاء، قال: شهدت الزبير يوما و أتاه رجل فقال: ما شأنكم يا أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أراكم أخف الناس صلاة ؟ قال: نبادر الوسواس (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال:

سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت الزبير بن العوام يقول: أيّكم استطاع أن يكون له خبية (2) من عمل صالح فليفعل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا العباس بن الوليد بن مزيد (3)، أخبرني أبي، حدثنا الأوزاعي، حدثني رجل منا يقال له سهيل (4) بن مريم، قال: حدثني مغيث بن سمي، قال: كان للزبير بن العوّام ألف مملوك يؤدي (5) إليه الخراج فلا يدخل بيته من خراجهم شيئا (6).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدثني أبو سعيد، نا الوليد، نا سعيد - يعني ابن عبد العزيز-، قال: كان للزبير ألف غلام يؤدي (7) إليه الخراج، فكان لا يدخل بيته منها شيئا، يتصدق به كله.

أخبرنا أبو الحسين الحنبلي، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدثني إبراهيم بن حمزة، حدثني إسحاق بن إدريس الاسواري،

ص: 399


1- سير الأعلام 55/1.
2- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 23/9.
3- بالأصل «مرثد» خطأ و في م: يزيد و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 471/12.
4- في سير الأعلام: نهيك.
5- كذا بالأصل و م.
6- الخبر في سير الأعلام 55/1-56 و انظر الاستيعاب 583/1 و أسد الغابة 99/2.
7- في الوافي بالوفيات 183/14 يؤدون.

عن من حدثه، عن الأوزاعي، عن نهيك (1)-هو - ابن مريم، قال: كان للزبير ألف مملوك يؤدي إليه الضريبة لا يدخل ماله منها درهما، يقول: يتصدق بها.

قال: و نا الزبير، قال: حدثني أحمد بن سليمان عن سعيد بن عامر، عن جويرية (2)،قال: باع الزبير دارا له بستمائة ألف، قال: فقيل له يا أبا عبد اللّه غبنت قال: كلا و اللّه لتعلمن أني لم أغبن، هي في سبيل اللّه.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسين عبد الكريم بن أحمد بن علي بن أبي حدار الصّوّاف، نا أبو القاسم الحسين بن محمد بن داود بن مأمون العدل، نا محمد بن هاشم بن شبيب بن أبي حبرة السّدوسي، نا يزيد بن هارون، أنا عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه قال: كانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط تحت الزبير بن العوام، و كان فيه شدة على النساء، فكانت له كارهة، و كانت تسأله الطلاق فيأبى عليها، فضربها الطلق و هو لا يعلم فألحت عليه، حتى طلقها طلقة واحدة، و هو يتوضأ للصلاة، ثم خرج فتبعه إنسان من أهله، فأخبره أنها قد وضعت، فقال: خدعتني خدعها اللّه، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكر ذلك له فقال:«سبق فيها كتاب اللّه، اخطبها» قال: لا ترجع إليّ [4355].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسن.

و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، أنا الحسين بن أحمد، قالا: أنا أبو سعد بن محمد بن الحسين بن أحمد بن أبي علاثة، أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص، قال: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد - زاد المخلّص، و أبو محمد يوم السبت مستهل رجب سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة إملاء - نا الزبير بن بكار:

حدثنا - و في حديث المخلص: حدثني - أبو غزيّة (3) محمد بن موسى، نا عبد اللّه بن مصعب، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن جدتها أسماء بنت

ص: 400


1- مهملة بالأصل بدون نقط و رسمها:«؟؟؟ ه ؟؟؟ ل» و ما أثبتناه عن سير الأعلام «نهيك».
2- بالأصل و م:«جوربه» و المثبت عن المختصر.
3- تقرأ بالأصل و م:«عربية» أو «عربية» و كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبتناه «غزية» عن الاكمال لابن ماكولا 15/7.

أبي بكر، قالت: مرّ الزّبير بن العوّام بمجلس من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حسان ينشدهم من شعره و هم غير نشاط لما يسمعون [منه، فجلس معهم الزبير، ثم قال: ما لي أراكم غير أذنين لما تسمعون] (1) من شعر ابن الفريعة فلقد كان يعرض به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيحسن استماعه و يجزل عليه ثوابه و لا يشتغل عنه بشيء، فقال حسان - زاد محمد بن عبد اللّه: شعرا (2):-

أقام على عهد النبي و هديه *** حواريّه و القول بالفعل يعدل

أقام على منهاجه و طريقه *** موالي وليّ الحقّ ، و الحقّ أعدل

هو الفارس المشهور و البطل الذي *** يصول إذا ما كان يوم محجّل

إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها *** بأبيض سبّاق إلى الموت يرقل (3)

و إنّ امرأ كانت صفية أمّه *** و من أسد في بيتها لمؤمّل (4)

له من رسول اللّه قربى قريبة *** و من نصرة الإسلام مجد مؤثّل

فكم كربة ذبّ الزبير بسيفه *** عن المصطفى و اللّه يعطي فيجزل

تبارك خير من فعال معاشر *** و فعلك بابن الهاشمية، أفضل

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدثني محمد بن الحسين، قال: كان معدان بن جوّاس الثعلبي، و امرأته نصرانيّين فأسلمت امرأته في ولاية عمر بن الخطاب و فرت (5) منه إلى عمر، فخرج معدان يطلبها حتى قدم المدينة، فنزل على الزّبير بن العوّام و استجار به، و شكى إليه امرأته فقال له الزّبير: هل انقضت عدتها منك ؟ قال: لا، قال: فأسلم يكن أولى، فأسلم فغدا به الزبير على عمر فقال: يا أمير المؤمنين هذا معدان بن جواس الثعلبي قد أسلم و امرأته في

ص: 401


1- ما بين معكوفتين زيادة عن سير أعلام النبلاء 56/1 اقتضاها السياق.
2- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 198 و الاستيعاب 583/1 و أسد الغابة 99/2 و سير الأعلام 56/1 و الوافي بالوفيات 183/14 و بعضها في حلية الأولياء 90/1.
3- كشفت الحرب عن ساقها: اشتدت، و قوله: حشها: أوقدها. يرقل، الإرقال ضرب من السير السريع، و بالأصل: يرفل و المثبت عن الديوان.
4- في الديوان: لمرفّل. و هو المعظم.
5- غير واضحة بالأصل و رسمها:«و قرب» و الصواب ما أثبتناه عن م.

عدتها فأردها إليه ؟ قال له عمر: و هل قال معدان: نعم أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه، فرد إليه عمر امرأته فخرج معدان بن جواس و هو يقول:

إنّ الزبير بن عوام تداركني *** بعد الإله و قد حاطت بي الظلم

أهلي فداؤك مأخوذا بحجزته *** إذ شاط لحمي و أدركت بي القدم

إذ لا يقوم بها إلاّ فتى أنف *** عاري الأشاجع (1) في عرنينه شمم

قال: و حدثنا الزبير، قال: و حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه مثل ذلك إلاّ أنه قال: معدان بن جواس الشّيباني إلاّ انه لم يقل: إذ شاط لحمي، و قال: إذ شاع ظلمي.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن عمر العدال بصور، أنا الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، قال: أنشدنا محمد بن العباس اليزيدي، قال: أنشدنا الرياشي لرجل من عبد القيس:

لعليّ عندي مزية حب *** و أحبّ الصّدّيق و الفاروقا

و لعثمان مشرب في فؤادي *** لم يكن آجنا و لا مطروقا

و الزبير الذي أجاب رسول اللّه *** إذ هابت الرجال المضيقا

و هواني صاف لطلحة أنّي *** إن أعاديهم أضلّ الطرقا

لا أرى بعضهم لبعض عدوّا *** بل أرى بعضهم لبعض صديقا

أخبرنا أبو الحسين بن سعيد، نا و أبو منصور ابن (2) خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمد بن علي بن الفتح، أنا محمد بن عمر الحافظ (4)،نا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، نا أبو محمد الحسن بن يزيد بن ماجة القزويني، قدم علينا حاجا، نا إسماعيل بن توبة (5) القزويني، نا خلف بن خليفة، عن رجل، عن أبي إسحاق

ص: 402


1- بالأصل: بالسين المهملة، و المثبت عن القاموس، و الأشاجع أصول الأصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف.
2- بالأصل:«و ابن».
3- الخبر في تاريخ بغداد 453/7 في ترجمة الحسن بن يزيد بن ماجة.
4- في تاريخ بغداد: أخبرنا علي بن عمر الحافظ .
5- مهملة و بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.

الشيباني، عن جبلة بن سحيم (1)،عن عبد اللّه بن عمر، قال: جاء الزبير إلى عمر - و كان شجاعا مهيبا - و قد كان يخاف منه الذي كان، فقال لعمر: ائذن لي أن أخرج فأقاتل في سبيل اللّه، قال: حسبك قد قاتلت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فانطلق الزبير و هو يتذمر. فقال عمر: من يعذرني من أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم] (2) لو لا أني أمسك بفم (3) هذا الشعب لاهدموا (4) أمة محمد صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن الساليكي (5) المقرئ، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو جعفر يحيى بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الروال الهاشمي المأموني، و أبو طاهر هبة اللّه بن أحمد بن هبة اللّه بن عطاف بن البرامي الحرار الوكيل، و أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم الدّينوري الحمّامي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن علي بن رهوية، و أبو الكرم يحيى بن الحسين بن المبارك، قالوا: أنا أبو نصر الزينبي، قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الوراق، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليم بن الأشعث، نا عيسى بن حمّاد زغبه أنا الليث عن هشام: أن الزبير لما قتل عمر بن الخطاب محا (6) نفسه من الديوان، و أن عبد اللّه بن الزبير لما قتل عثمان محا (7) نفسه من الديوان.

أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري، أنا أبو الحسين الطّيّوري، أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الوراق و غيره، أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن حمّة (8) الخلاّل (9)،أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن حمد بن يعقوب بن شيبة، نا

ص: 403


1- في تاريخ خليفة:«صلة بن نحيم» و كتب مصححه بالهامش: كذا بالأصل، و إنما هو ابن زفر الكوفي كما في الخلاصة.
2- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد.
3- تقرأ بالأصل:«نعم» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- في تاريخ بغداد: لاهلك.
5- كذا رسمها بالأصل و م.
6- بالأصل و م: محى.
7- بالأصل و م: محى.
8- بالأصل «حمزة» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 82/17 و تاريخ بغداد 301/10 و في م: حمزة.
9- بالأصل و م: الحلال بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت بالخاء المعجمة.

جدي يعقوب، قال: قرأت على أبي مصعب الزهري، قلت: حدثكم عبد العزيز بن عمران، حدثني أبو القاسم مسلم بن سبط ، عن الحجاج بن أرطأة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: لما طعن عمر بن الخطاب جعل الشورى إلى ستة نفر:

عثمان و نظيره عبد الرحمن، و علي و نظيره الزبير، و سعد و نظيره طلحة، قال: و اجتمعوا بعد دفنه في بيت فاطمة بنت قيس فتكلموا،[أول] (1) من تكلم الزبير فقال: أما بعد فإنّ (2) داعي اللّه لا يجهل، و مجيبه (3) لا يخذل عند تفاقم (4) الأهواء، و لي الأعناق، و لن يقصّر بما قلت إلاّ غويّ (5) و لن يترك (6) ما دعوت إليه إلاّ شقيّ ، و لو لا حدود للّه حدّت، و فرائض للّه فرضت تراح على أهلها، و تحيى أن لا يموت لكان الهرب من الإمارة نجاة، و الفرار من الولاية عصمة، و لكن للّه علينا إجابة الدعوة، و إظهار السنة لئلا نموت ميتة عمية، و لا نعمى عمى جاهلية، فأنا مجيبك إلى ما قلت و معينك على ما أمرت، و الحمد للّه رب العالمين.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسن، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو رفاعة عبد اللّه بن محمد بن حبيب، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا إبراهيم بن مهدي، نا عيسى بن يونس، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال علي: ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ ابنه عبد اللّه فقلبه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، و أبو نصر أحمد بن محمد الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد إسماعيل بن أحمد: و أبو محمد الصيرفي، قالا:- أنا أبو القاسم بن حبّابة.

و أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو

ص: 404


1- زيادة للإيضاح.
2- بالأصل:«فإني» و الصواب عن الطبري 584/2 (حوادث سنة 23).
3- مهملة و بدون نقط بالأصل، و الصواب عن الطبري.
4- في الطبري: تفرق.
5- بالأصل:«عرى» و المثبت عن الطبري.
6- بالأصل: ينزل، و الصواب عن الطبري.

محمد عبد السلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه محمد بن عبد القادر بن جندب، قالوا: أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قالوا: أنا عبد اللّه بن محمد، نا مصعب بن عبد اللّه، نا أبي، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير، و هو جدّ موسى بن عقبة من قبل أمه، و هو موسى بن عقبة بن أبي عباس، قال: قال أبو حبيبة: أنا ابن عباس بالبصرة في يوم شديد الحر فلما رآه الزبير قال: مرحبا بابن لبابة أ زائرا أم سفيرا؟ قال: كل ذلك بعثني،- و قال ابن أبي شريح: أرسلني - إليك ابن خالك يقول لك ما عدا مما بدا أ عرفتني بالمدينة و أنكرتني بالبصرة ؟ قال: فجعل الزبير ينقر بالمروحة في الأرض ثم رفع إليه رأسه فقال: ترفع لكم المصاحف غدا فما حللت حللنا - و قال ابن أبي شريح أحلت حللنا - و ما حرّمت حرّمنا قال: فانصرف فناداني ابن الزبير و هو في جانب البيت: يا ابن عباس أقبل عليّ - زاد ابن أبي شريح قال ابن عباس:- فأقبلت عليه و أنا أكره كلامه، قال مصعب: أشك في قول ابن عباس في حديث من هو؟ قال عبد اللّه بن الزبير:

بيننا دم خليفة، و عهد خليفة، و انفراد واحد، و اجتماع ثلاثة و أم مبرورة و مشاورة العامة - أو قال: الجماعة-.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أخبرنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (1)،نا أبو سعيد مولى بني هاشم، نا شداد - يعني - ابن سعيد، نا غيلان بن جرير، عن مطرّف، قال: قلت للزبير: يا أبا عبد اللّه ما جاء بكم ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه فقال الزبير: إنا قرأناها على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، و عثمان: وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لاٰ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (2) لم نكن نحسب أنّا أهلها حتى وقعت.

منا حيث وقعت.

قال (3):و حدثني أبي، نا عفان، نا المبارك، نا الحسن، قال: جاء رجل إلى

ص: 405


1- مسند أحمد 165/1 و نقله عنه الذهبي في السير 57/1.
2- سورة الأنفال، الآية:25.
3- مسند الإمام أحمد 166/1.

الزّبير بن العوّام فقال: أقتل لك عليا؟ قال: لا، و كيف تقتله و معه الجنود؟ فقال: ألحق به فأفتك به، قال: لا، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن أخاه» (1)[4356].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد الصّريفيني.

أخبرنا أبو القاسم بن حبّابة، نا عبد اللّه بن محمد، نا علي بن الجعد، أنا المبارك بن فضالة، عن الحسن: أن رجلا أتى إلى الزبير و هو بالبصرة، فقال: أ لا (2)أقتل عليا؟ فقال: كيف تقتله و معه الجنود؟ قال: ألحق به فأكون معه ثم أقتله (3) به، فقال الزبير: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن أخاه»[4357].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الأصفر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدّولابي (4)، نا أبو جعفر محمد بن عبد الملك الدقيقي، نا يزيد بن هارون، قال: سمعت شريك يذكره عن الأسود بن قيس، قال: حدثني من رأى الزبير يقتفى (5) الخيل قعصا بالرمح فناداه علي: يا أبا عبد اللّه، فأقبل، حتى التقت أعناق دوابّهما فقال: أنشدك باللّه أتذكر يوم كنت أناجيك - أو قال: تناجيني - فأتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«تناجيه! فو اللّه ليقاتلنّك يوما و هو لك ظالم»؟ قال: فلم يعد أن سمع الحديث فضرب وجه دابته و ذهب[4358].

قال: و ثنا أبو بشر (6)،نا إبراهيم بن أبي داود الأسدي، نا أبو ظفر، نا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، عن حبيب أبي محمد عن (7) أبي كنانة قال: كنا فتية فضاء بيت جلدا (8) فكنا مع الزبير و طلحة فأراد أصحابي أن ينتقلوا إلى علي فقلت: إني أخاف

ص: 406


1- سقطت من مسند أحمد.
2- بالأصل و م:«لا».
3- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: أفتك به.
4- الخبر في الكنى و الأسماء للدولابي 9/1. و نقله الذهبي في السير 58/1.
5- في الدولابي: يقصص.
6- الخبر في الكنى و الأسماء للدولابي 9/1.
7- بالأصل «علي» و المثبت عن الدولابي.
8- بالأصل:«بين خالدا» و المثبت عن الدولابي.

عليكم الطلب هل لكم في خير؟ قالوا: ما هو؟ قلت: نستأذنهما فإن آذنا لنا ذهبنا بأمان، و إلاّ رأينا (1) رأينا، قالوا: ما أحسن ما قلت، فجئنا و الزبير جالس و في يده قضيب قال:

فقلنا: يا أبا عبد اللّه مع من يكن العبد، قال: مع سيده، قال: فقلنا: فإن موالينا مع علي فنكس رأسه و نكث بالقضيب ثم رفع رأسه فقال: قد كنا نحذر هذا اليوم.

أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو العباس بن قيس، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي، حدثني علي بن بكر، عن أحمد بن الخليل، أنا ابن عبيدة بن زيد، نا علي، عن أبي بكر المقدّمي، عن قتادة، قال: رجع الزبير إلى عائشة فقال لها: ما كنت في موطن منذ عقلت إلاّ و أنا أعرف فيه أمري غير موطني هذا، قالت: فما تريد أن تصنع ؟ قال: أدعهم و أذهب، فقالت له: يا أبة عبد اللّه جمعت بين هذين العارين حتى إذا أخذ بعضهم ببعض أردت أن تذهب و تتركهم أحسبت رايات ابن أبي طالب، و علمت أنه يحملها فتية أنجاد فاحفظه، فقال: إني حلفت أن لا أقاتله، فدعا مكحولا فأعتقه.[آخر الجزء السابع و الستين بعد المائة].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو العباس أحمد بن منصور، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم، أنا عمي، أنا أبو علي، نا أحمد بن علي القاضي، نا أبو الربيع الزهري، ثنا أبو شهاب الحنّاط (3)،عن هلال بن خبّاب (4)،عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال للزبير يوم الجمل: يا ابن صفية هذه عائشة تملّك الملك لطلحة، فأنت على ما ذا تقاتل قريبك ؟ أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد الباقي، أنا الحسن (5) بن علي، أنا أبو عمر محمد (6) بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (7)،نا الحسن بن موسى الأشيب (8)،نا ثابت بن يزيد، عن هلال بن

ص: 407


1- عن الدولابي، و تقرأ بالأصل: و اننا.
2- بالأصل: الحسين و الصواب عن م.
3- بالأصل و م:«الخياط » و الصواب ما أثبت و اسمه: عبد ربه بن نافع ترجمته في سير الأعلام 226/8.
4- بالأصل و م حباب بالمهملة، و الصواب و الضبط عن تقريب التهذيب.
5- بالأصل و م:«الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت.
6- بالأصل:«أبو عمر بن محمد» حذفنا «بن» لأنها مقحمة.
7- طبقات ابن سعد 110/3.
8- مهملة بدون نقط و رسمها بالأصل و م:«الأس ؟؟؟» و الصواب عن ابن سعد.

خبّاب (1)،عن عكرمة، عن ابن عباس: أنه أتى الزبير [فقال: أين] (2) صفية بنت عبد المطّلب حيث تقاتل علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب ؟ قال: فرجع الزبير، فلقيه ابن جرموز فقتله، فأتى ابن عباس عليا فقال: إلى أين قاتل ابن صفية ؟ قال علي:[إلى] النار.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد بن الجنزرودي، أنا أبو عمرو [بن] حمدان.

و أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، أنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم - زاد ابن المقرئ:

الدورقي - نا أبو عاصم عن عبد اللّه بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرّقاشي، عن جده عبد الملك، عن أبي جرور - قال ابن المقرئ: عن أبي جرير - المازني، قال:

شهدت عليا و الزبير حين تواقفا فقال له علي: يا زبير أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: إنك تقاتلني - و في حديث ابن حمدان: تقاتل - و أنت ظالم، قال: نعم، و لم أذكره - و في حديث ابن حمدان، و لم أذكر - إلاّ في موقفي هذا، ثم انصرف.

و الصواب: أبو جرو (3) كما قال ابن حمدان، و لا نعرف اسمه.

و كذا رواه خالد بن أبي زيد المقرئ، عن جعفر بن سليمان، عن عبد اللّه بن محمد، عن جده عبد الملك، و قال: أبو جرو.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، و أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد، و أبو البقاء عبيد اللّه بن مسعود بن عبد العزيز الرازي، قالا: أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي (4)،نا قاسم بن زكريا المطرّز، نا الوليد بن شجاع، حدثني رفاعة بن إياس بن نذير الضّبّي، حدثني أبي عن جدي و كان مع [عليّ ] (5) أن عليا دعا الزبير و هو بين الصفين، فقال: أنت آمن تعال حتى أكلمك، فأتاه حتى اختلفت

ص: 408


1- مهملة بدون نقط و رسمها:«ح ؟؟؟ اب» و الصواب عن ابن سعد.
2- الزيادة لازمة عن ابن سعد و مكانها بالأصل:«بن».
3- بالأصل و م:«حرو» و الصواب و الضبط عن تقريب التهذيب.
4- بالأصل: الحرني، خطأ و الصواب عن م، و قد مضى التعريف به.
5- زيادة لازمة منا.

أعناق دابتيهما، فقال علي: أنشدك باللّه الذي بعث محمدا (1) بالحق نبيا أ ما خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم يمشي و أنا و أنت معه فضرب كتفك قال: ثم قال:«كأنك يا زبير قد قاتلت هذا» و ذكر الحديث، قال: اللّهم، نعم[4359].

[قال:] فأتيتني تقاتلني و قد سمعت هذا من نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: لا أقاتلك، فرجع عن قتاله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمد بن المظفر الشامي، أنا أحمد بن محمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد الدخيل، نا محمد بن عمر العقيلي، نا محمد بن إسماعيل، ثنا يعلى بن عبيد، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد السلام رجل من [حية] (2) قال: خلا عليّ بالزبير يوم الجمل فقال: أنشدك باللّه هل سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنت لاوي يدي بسقيفة بني فلان قال:«لتقاتلنه فإنك ظالم ثم لينتصرن عليك» قال: قد سمعته لا جرم، لكن لا أقاتلك[4360].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنا عمر بن مطر، أنا أبو العباس عبد اللّه بن محمد بن سوار الهاشمي الكوفي، نا منجاب بن الحارث، نا عبد اللّه بن الأجلح (3)،نا أبي، عن يزيد الفقير، عن أبيه، قال: سمعت فضل بن فضالة يحدث عن أبي حارث بن الأسود الديلي، عن أبيه دخل حديث أحدهما في حديث صاحبه قال: لما دنا علي و أصحابه من طلحة و الزبير و دنت الصفوف بعضها من بعض خرج علي و هو على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنادى: ادعوا لي الزّبير بن العوّام، فدعي له (4) الزبير، فأقبل حتى اختلفت أعناق دوابهما فقال: يا زبير نشدتك اللّه أتذكر يوم مرّ بك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم كذا و كذا، و قال:«يا زبير أ تحبّ عليا»؟ قلت: أ لا أحب ابن خالي و ابن عمتي و على ديني ؟ فقال:«يا علي أ تحبه»؟ فقلت: يا رسول اللّه أ لا أحبّ ابن عمتي و على ديني فقال:«يا زبير أما و اللّه لتقاتلنّه أنت، و أنت ظالم له»، قال: بلى و اللّه لقد أنسيته منذ سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم ذكرته الآن، و اللّه لا أقاتلك.

ص: 409


1- بالأصل: محمد.
2- لفظة غير مقروءة و المثبت عن م.
3- تقرأ بالأصل و م:«الأصلح»، و الصواب عن تقريب التهذيب.
4- بالأصل:«لي».

فرجع الزبير على دابته يشقّ الصفوف، فعرض له ابنه عبد اللّه بن الزبير، قال: ما لك ؟ قال: ذكرني عليّ حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لتقاتلنّه و أنت ظالم له» فلا أقاتله، قال: و للقتال جئت ؟ إنما جئت لتصلح بين الناس، و يصلح اللّه هذا الأمر.

قال: قد حلفت ألاّ أقاتله، قال: فأعتق غلامك جرجس، وقف (1) حتى تصلح بين الناس، فأعتق غلامه و وقف، فلما اختلف أمر الناس، ذهب على فرسه[4361].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو محمد بن الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمد بن أحمد بن المؤمّل، نا محمد بن علي بن خلف، نا عمر الفقيمي، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين، حدثني ابن عباس، قال:

قال علي: ائت الزبير، فقل له: نشدك اللّه أ لست قد بايعتني طائعا غير مكره فما الذي أحدثت فاستحللت به قتالي ؟ فقال الزبير: مع الخوف شدة المطامع، فأتيت عليا فأخبرته بما قال الزبير، فدعا علي بالبغلة فركبها و ركبت معه، و دنا حتى اختلفت أعناق دوابهما و وقفت حتى أسمع كلامهما، فسمعت عليا يقول:[أ] ناشدك باللّه هل تعلم يا زبير أني كنت أنا و أنت في سقيفة بني فلان تعالجني و أعالجك فمرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«كأنك تحبه»، قلت: و ما يمنعني [قال:] «أما ليقاتلنّك و هو الظالم» قال الزبير: اللّهم، ذكّرتني ما قد نسيت قال: فولّى راجعا[4362].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قالوا:

أنا أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو محمد عبيد اللّه بن موسى، نا سكين بن عبد العزيز حدثنا حديث العبدي، عن عجوز من (2) عبد القيس كانت تداوي الجرحى مع علي بن أبي طالب أنها قالت: ألا (3) ذات يوم شاهدة يوم الجمل إذ جاء راكب على فرس ينادي: أ لا فيكم عمار؟ فقال عمار: هذا

ص: 410


1- بالأصل: و وقف.
2- بالأصل: بن.
3- كذا بالأصل و م، و لعله: إني.

رسول طلحة و الزبير أرسلا لينظران (1)،فيكم أنا. فقال عمّار: نعم أنا عمار. فنزل الرجل، فقال: احسر لي عن رأسك. فحسر عمار عن رأسه، فلمس الرجل أذن عمّار، قال: كانت لعمار زنمة (2) في أذنه. فلمسها، ثم ركب راجعا.

فأخبر الزبير بذلك، فرجع الزبير حتى أتى وادي السباع، فأتاه ابن جرموز فقتله، فبلغ ذلك عليا فقال: أما و اللّه ما رجع جبنا (3) و لكنه رجع تائبا.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (4)،نا أبو سعيد الحسن بن محمد بن الوليد التّستري، نا أحمد بن يحيى بن زهير، نا علي بن حرب، نا إسحاق بن إبراهيم الكوفي، قال: و حدثني أبو سهل، عن الحسن، و زائدة، و سهل (5)،و جعفر الأحمر، عن يزيد (6)- يعني ابن أبي زياد-، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: انصرف الزبير يوم الجمل على علي فلقيه ابنه عبد اللّه فقال: جبنا جبنا، فقال يا بني، قد علم الناس أني لست بجبان، و لكن ذكّرني علي شيئا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحلفت أن لا أقاتله، فقال:

دونك غلامك فلانا فلقد أعطيت له عشرين ألفا كفارة عن يمينك قال: فولى الزبير و هو يقول:

إنّ (7) الأمور التي أخشى عواقبها *** في اللّه أحسن في الدنيا و في الدين

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي (8)،أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عمي بن محمد بن القاسم، أنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي، نا سفيان بن وكيع، نا يعلى بن عبيدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد السلام رجل من [حيه] (9) قال: خلا علي بالزبير يوم الجمل فقال: أنشدك باللّه

ص: 411


1- كذا بالأصل و في م: ينظران، و هو أشبه.
2- في القاموس (زنم): زنمتا الأذن محركتين: هنتان تليان الشحمة، و تقابلان الوترة.
3- بالأصل:«حبّا» و الصواب عن مختصر ابن منظور 25/9.
4- الخبر في حلية الأولياء 91/1 و نقله الذهبي في السير 60/1.
5- في الحلية: و شريك.
6- في الحلية: زيد، خطأ.
7- في الحلية و السير:«ترك».
8- غير واضحة بالأصل و مهملة بدون نقط و الصواب ما أثبت و في م: الحتوى.
9- غير واضحة بالأصل و المثبت عن م.

كيف سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنت لاوي يدي في سقيفة فلان:«لتقاتلنّه ثم لينصرن عليك»، قال: قد سمعت لا جرم، لا أقاتلك[4363].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، نا أبو زيد بن طريف، نا إسماعيل بن بهرام الليثي، نا رفاعة بن إياس بن زيد الضّبّي، حدثني أبي عن جدي و كان مع علي بن أبي طالب يوم النصرة، و كان أشد يوم في الأرض بردا لم يأت عليه يوم أشد بردا منه يستندون بكل بعير و كل حائط من البرد، فخرج عليّ على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الشهباء عليه بردان نجرانيان متّزر بواحد مترديا بالآخر و عمامة قد أرخى ذؤابتها من خلفه و نعلين، و هو يمسح العرق من جبينه من ذا الجانب و من ذا الجانب، قال: فنادى علي بن أبي طالب الزبير، و هو بين الصفين، قال: تعال حتى أكلمك، فأتاه حتى اختلفت (1) أعناق دابتيهما فقال له: يا زبير أنشدك اللّه أخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمشي و أنت معه فضرب كتفك ثم قال لك:«كأنك قد قاتلت (2) هذا» قال: اللّهم نعم، فأنّى جئت و قد سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال:

لا أقاتلك[4364].

فرجع فسار ليلتين من البصرة، فمرّ على ماء لبني مجاشع، فعرفه رجل من تميم يقال له: ابن جرموز، فقتله و جاء بسيفه إلى علي، فقال: هذا سيف الزبير قد قتلته، فقال علي: بشّر قاتل ابن صفية بالنار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو العباس أحمد بن منصور، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عمي، أنا أبو علي، نا أحمد بن عمر القاضي، نا وكيع، نا ابن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب أنه قال يوم الجمل: ادع إليّ الزبير لعلّي أذكّره شيئا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعي الزبير فجاء على دابته و جاء علي [على] (3) دابته حتى اختلف رءوس دوابهما، فلم يزل علي يذكّره و وجه الزبير يتغيّر، ثم انصرفا فأما الزبير فمضى فنزل على ناس من بني سعد، فأخبر طلحة أن الزبير قد انصرف، فقال مروان: إن لم أدرك ثأري اليوم لم أدركه أبدا،

ص: 412


1- بالأصل: اختلف.
2- بالأصل: قاتلته.
3- زيادة لازمة.

فرماه بسهم فقتله، قال: و قتل ابن جرموز الزبير، فقال علي: أقتله و قد أمّنته، ائذنوا له و بشّروه بالنار.

أخبرنا عاليا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسين، أنا أحمد بن إبراهيم بن علي بن فراس، نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه المكي، أنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر المكي، أنا أبو بكر بن عياش، عن يزيد - يعني ابن أبي زياد-، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: لما كان يوم الجمل خرج علي على فرس، فقال: أين الزبير؟ فجاء الزبير على فرس قال:

فرأيتهما بين الصفين على فرسين تختلف أعناقهما واقفين وقوفا طويلا طويلا طويلا، و لا أدري أي شيء كانا يقولان، قال عبد الرحمن: إلاّ أني رأيت عليا يحرك يده كذا و كذا، قال: فرجع إلينا و أخذ الزبير ناحية المربد قال: و وقع القتال.

أخبرنا أبو العزّ (1) بن كادش - إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده - أنا أبو علي محمد بن الحسين، أنا المعافا بن زكريا (2)،أنا عبد الباقي بن قانع، نا أبو الحسين (3)أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن صالح بن شيخ، حدثنا الرياشي عن (4) محمد بن الحكم البلخي (5)،نا محمد بن حلحلة القرشي، عن أبي ريحانة، قال: لما انصرف الزبير يوم الجمل تمثل (6):

أمرتهم أمري بمنعرج اللّوى *** و لا أمر للمعصيّ إلاّ مضيّعا (7)

فقلت لكأس ألجميها فإنما *** حللت الكثيب من زرود لأفرعا (8)

كأن بليّتيها (9) و بلدة نحرها *** من النّبل كراث الصريم المنزعا (10)

ص: 413


1- بالأصل:«أبو العزيز كادش» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 392/1.
3- في الجليس الصالح: أبو الحسن.
4- بالأصل:«بن» و الصواب ما أثبت، و في الجليس الصالح: حدثنا الرياشي قال: حدثنا محمد....
5- في الجليس الصالح: الجبلي.
6- الأبيات في المفضليات (المفضلية 2 ص 31-32) للكلحبة العرني.
7- في المفضليات: أمرتكم أمري.
8- في المفضليات:«من زرود لأفزعا» و كاس: اسم ابنته و قيل جاريته.
9- عن المفضليات و الجليس الصالح، و تقرأ بالأصل:«بليتها».
10- بالأصل:«من النيل كرات الصريع المترعا» و المثبت رواية المفضليات و الجليس الصالح.

إذا المرء لم يغش الكريهة أو شكت (1) *** حبال الهوينا بالفتى أن تقطعا

قال الرياشي: الليتان: صفحتي (2) العنق من الناقة، و هما تحت (3) القرط من المرأة. قال المعافا: و من الليث قول الشاعر:

وقوع يصير الجيد و حف كأنه *** على الليت قنوان الكروم الذوابح (4)

و قال آخر:

إذا هي قامت تقشعرّ شواتها *** و تشرف (5) بين الليت منها إلى الصقل

قال الرياشي في قوله: و بلدة نحرها: البلدة من الإنسان اللبة، و من البعير الكركرة. و كراث الصريم: نبت له ثلاث عروق تنبت في الرمل فإذا أخرجته كان أسفله كأنه فلة (6) السهم، فشبّه النّبل بذلك، و الصريم: الرمل و أنشد الرياشي:

أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة *** قليل بها الأصوات إلاّ بغامها (7)

يقال لصوت البعير بغام، قال الشاعر:

حسبت بغام راحلتي عناقا *** و ما هي ويب غيرك بالعناق (8)

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: و أخبرني أبو زيد البهري، عن محمد بن يحيى الكناني، عن عبد العزيز بن عبدان الزهري، عن سعيد بن عبد العزيز السلمي، عن أبيه قال: لما انصرف الزبير يوم الجمل جعل يقول:

و لقد علمت لو انّ علمي نافعي *** أنّ الحياة من الوفاة قريب

ص: 414


1- بالأصل:«أوسلت... أن يقطعا» و المثبت رواية المفضليات و الجليس الصالح.
2- كذا، و الصواب: صفحتا العنق.
3- عن الجليس الصالح و بالأصل: حب.
4- في الجليس الصالح:«و فرع... الدوالح».
5- في الجليس الصالح: و يبرق.
6- في الجليس الصالح: قذذ السهم.
7- البيت في اللسان (بلد - بغم) منسوبا لذي الرمة، و هو في ديوانه ص 638. و في شرحه: البلدة الأولى: كركرة الصدور، و البلدة الثانية: الأرض.
8- البيت في اللسان «بغم» منسوبا لذي الخرق الطهوي.

فلم ينشب أن قتله ابن جرموز.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنا أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو حامد أحمد بن محمد، نا محمد بن إسحاق، نا عمر بن شبة (1)،نا أبو غسان محمد بن يحيى، نا عبد العزيز بن أبي عمران، عن سعيد بن عبد العزيز السلمي، عن أبيه قال:

لما انصرف الزبير يوم الجمل جعل يقول:

و لقد علمت لو انّ علمي نافعي *** أنّ الحياة من الممات قريب

ثم لم ينشب أن قتله ابن جرموز.

قال: و نبأ أبو بكر عبد اللّه بن محمد، نا ابن أبي عاصم، نا يعقوب الدورقي، نا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن حصين بن [عبد الرّحمن عن] (2) عمرو بن جاوان، قال: سمعت الأحنف بن قيس يقول: الزبير حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قتل بسفوان، قتله ابن جرموز، و استعان عليه بفضالة بن حابس و نفيع.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، أنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،ثنا الحجّاج - يعني ابن المنهال-، نا أبو عوانة، عن حصين عن (4) عمرو بن جاوان، قال: لما التقوا قام كعب بن سور معه المصحف ينشره بين الفريقين ينشدهم اللّه و الإسلام في دمائهم، فلم يزل بذلك المنزل حتى قتل، فلما التقى الفريقان كان طلحة أوّل قتيل رأيته.

قال: و انطلق الزبير على فرس له تدعى ذات الخمار حتى أتى سفوان، قال: فتلقاه النعر المجاشعي فقال: يا حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أين تذهب ؟ تعال فأنت في ذمتي، قال:

فجاء يسير مع النعر و جاء رجل إلى الأحنف بن قيس، قال: لقد لقي الزبير بسفوان (5)

ص: 415


1- بالأصل:«شيبة» خطأ.
2- الزيادة المستدركة بين معكوفتين لازمة عن سير الأعلام 60/1.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 311/3-312 و نقله ابن حجر في الإصابة 546/1 نقلا عن يعقوب بن سفيان.
4- بالأصل:«بن» و الصواب ما أثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- مضى التعريف به.

قال (1):فما تأمر إن جاء، فحصل بين المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلحق ببيته (2) قال: فسمعها عمير (3) بن جرموز و فضالة بن حابس، و رجل يقال له نفيع قال: فانطلقوا حتى لقوه مقبلا مع النعر و هم في طلبه، فأتاه عمير من خلفه فطعنه طعنة ضعيفة، قال: فحمل عليه الزبير فما استلحمه و ظنّ أنه قاتله قال: يا فضالة، يا نفيع قال: فحملوا عليه حتى قتلوه (4).

يوم الجمل (5) محمد بن عبيد اللّه (6) بن طلحة، فذكر لي بعض مشيخة الكوفة عن عبد السلام، عن عبد اللّه بن بشير البصري، قال: قال علي: إنّ لكل قوم خيرا و إن محمد بن طلحة خير قريش، فلا تقتلوه فإنما خرج يبرّ قسم أبيه و لم يكن عليه سلاح يومئذ، إنما كان عليه برنس، فأتاه رجل صوالة الرمح فقال له محمد بن طلحة: يا عبد اللّه يا حم و كان شعار علي يومئذ حاميم، فطعنه فقتله ثم جاء إلى علي فأخبره فقال:

أبشر بالنار.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو العباس محمد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خياط (7)،حدثني من سمع جويرية بن أسماء، عن يحيى بن سعيد، عن عمه: أن مروان رمى طلحة بسهم فقتله، و انحاز (8) الزبير منصرفا فقتل بوادي السباع قتله عمير المجاشعي (9).

قال: و حدثنا خليفة (10)،نا علي بن عاصم، عن حصين عن (11) عمرو بن جاوان،

ص: 416


1- في الاستيعاب:«فقال الأحنف: ما شاء اللّه، كان قد جمع بين المسلمين» و في المعرفة و التاريخ: فقال: حمل بين المسلمين.
2- اللفظة مهملة بدون نقط بالأصل إلا نقطتان فوق التاء. و في الاستيعاب و المعرفة و التاريخ و سير الأعلام: ببنيه و في م: ببيته.
3- الاستيعاب:«عميرة» و في المعرفة و التاريخ:«عمرو».
4- عقب ابن عبد البر في الاستيعاب بعد ذكره هذا الخبر قال:«و هذا أصح مما تقدم و اللّه أعلم» يعني أن ابن جرموز وحده هو الذي قتله.
5- كذا بالأصل و م، و ثمة سقط في الكلام.
6- كذا، و سيأتي: محمد بن طلحة، و هو الظاهر.
7- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 185 حوادث سنة 36.
8- العبارة ما بين الرقمين ليست في تاريخ خليفة.
9- العبارة ما بين الرقمين ليست في تاريخ خليفة.
10- تاريخ خليفة ص 186.
11- بالأصل:«بن» و الصواب ما أثبت، و حصين هو ابن عبد الرحمن.

عن الأحنف قال: انحاز الزبير فقتله عمرو بن جرموز بوادي السباع.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1)،أنا الفضل بن دكين، نا عمران بن زائدة بن نشيط ، عن أبيه، عن أبي خالد - يعني الوالبي - قال: دعا الأحنف بني تميم فلم يجيبوه، ثم دعا بني سعد فلم يجيبوه، فاعتذر (2) في رهط فمرّ الزبير على فرس له يقال له ذو النعال (3)،فقال الأحنف: هذا الذي كان يفسد بين الناس، فاتّبعه رجلان ممن كان معه فحمل عليه أحدهما فطعنه، و حمل عليه الآخر فقتله، و جاء برأسه إلى الباب، فقال: ائذنوا لقاتل الزبير، فسمعه علي، فقال: بشر قاتل ابن صفية بالنار، فألقاه و ذهب.

قال: و أنبأ ابن سعد (4)،أنا عبيد اللّه بن موسى، نا فضيل بن مرزوق (5)، و حدثني شقيق (6) بن عقبة، عن قرة (7) بن الحارث، عن جون بن قتادة، قال: كنت مع الزّبير بن العوّام يوم الجمل، و كان يسلّمون عليه بالإمرة، فجاء فارس يسير فقال:

السلام عليك أيها الأمير، ثم أخبره بشيء، فجاء آخر ففعل مثل ذلك، ثم جاء آخر ففعل مثل ذلك، فلما التقى القوم و رأى الزبير ما رأى، قال: يا جدع أنفياه، أو يا قطع ظهرياه.

قال فضيل: لا أدري أيهما قال، قال: ثم أخذه أفكل، قال: فجعل السلاح ينتقض، قال جون: فقلت: ثكلتني أمي، هذا الذي كنت أريد أن أموت معه ؟ و الذي نفسي بيده ما أرى هذا إلاّ من شيء قد سمعه أو رآه و هو فارس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما تشاغل الناس انصرف فقعد على دابته، ثم نهض و انصرف جون فجلس على دابته فلحق بالأحنف، قال فأتى الأحنف فارسان فنزلا و أكبّا عليه يناجيانه. فرفع الأحنف رأسه فقال: يا عمرو

ص: 417


1- طبقات ابن سعد 110/3.
2- في ابن سعد: فاعتزل.
3- كذا و قد مرّ: ذو الخمار،(و انظر الاستيعاب 585/1).
4- طبقات ابن سعد 111/3.
5- ابن سعد:«فضيل بن مرزوق» و بالأصل: مروان.
6- كذا بالأصل: شقيق، و في ابن سعد «سفيان» خطأ، و هو شقيق بن عقبة الضبي (ترجمته في تهذيب التهذيب).
7- بالأصل: فروة، و المثبت عن ابن سعد.

-يعني ابن جرموز - يا فلان، فأتياه فأكبّا عليه فناجاهما ساعة فلما (1) انصرفا ثم جاء عمرو بن جرموز بعد ذلك إلى الأحنف فقال: أدركته في وادي السباع فقتلته، فكان قرّة [بن] الحارث يقول: و الذي نفسي بيده إن (2) صاحب الزبير الأحنف.

قال ابن سعد (3):قالوا: خرج الزبير بن العوام يوم الجمل و هو يوم الخميس لعشر ليال خلون من جمادى الآخرة سنة ست و ثلاثين بعد القتال على فرس له يقال له ذو الخمار منطلقا يريد الرجوع إلى المدينة، فلقيه رجل من بني تميم يقال له النّعر بن زمّام المجاشعي بسفوان فقال له: يا حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليّ فأنت في ذمتي ألاّ يصل إليك أحد من الناس، فأقبل معه، و أقبل رجل من بني تميم آخر إلى الأحنف بن قيس فقال له فيما بينه و بينه: هذا الزبير في وادي السباع، فرفع الأحنف صوته فقال: ما أصنع و ما تأمرني إن كان الزبير لفّ بين غارّين من المسلمين قتل أحدهما الآخر. ثم هو يريد اللحاق بأهله، فسمعه عمير بن جرموز التميمي، و فضالة بن حابس و نفيع (4) بن حابس التميمي، فركبوا أفراسهم في أثره فلحقوه فحمل عليه عمير بن جرموز فطعنه طعنة خفيفة، فحمل عليه الزبير فلما ظن أن الزبير قاتله دعا يا فضالة، يا نفيع ثم قال: اللّه اللّه يا زبير، فكفّ (5) عنه ثم سار فحمل عليه القوم جميعا فقتلوه، و طعنه عمير بن جرموز طعنة أثبتته فوقع فاعتوروه و أخذوا سيفه، و أخذ ابن جرموز رأسه فحمله حتى أتى به و بسيفه عليا فأخذه علي، و قال: سيف طال و اللّه ما جلا به عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الكرب، و لكنّ الحين و مصارع السوء. و دفن الزبير يرحمه اللّه بوادي السّباع، و جلس علي يبكي عليه هو و أصحابه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، عن الوليد بن عبد اللّه، عن أبيه (6)،قال: لما انهزم الناس يوم

ص: 418


1- في ابن سعد: ثم انصرف.
2- في ابن سعد: إن كان صاحب الزبير إلاّ الأحنف.
3- طبقات ابن سعد 111/3-112.
4- في ابن سعد: و نفيع أو نفيل.
5- بالأصل:«كف» و المثبت عن ابن سعد.
6- الخبر في تاريخ الطبري 55/3 ط بيروت (حوادث سنة 36) تحت عنوان: مقتل الزبير بن العوّام رضي اللّه عنه.

الجمل عن طلحة و الزبير، مضى الزبير حتى مرّ بعسكر الأحنف فلما رآه أو أخبر به قال:

و اللّه ما هذا بخيار (1)،فقال للناس: من يأتينا بخبره، فقال عمرو بن جرموز لأصحابه:

أنا، فاتّبعه فلما لحقه نظر إليه الزبير - و كان شديد الغضب - فقال:[ما] وراءك ؟ قال:

إنما أردت أن أسألك؛ فقال غلام للزبير يدعى عطية (2) كان معه إنه معدّ، فقال ما يهولك من رجل. و حضرت الصلاة، فقال ابن جرموز: الصلاة، فقال الزبير: الصلاة، فنزلا و يستدبره ابن جرموز، فطعنه من خلفه في جربّان (3) درعه و أخذ فرسه و خاتمه و سلاحه و خلا عن الغلام فدفنه بوادي السباع.

و رجع إلى الناس بالخبر، فأتى الأحنف فقال: و اللّه ما أدري أحسنت أم أسأت، ثم انحدر إلى علي و ابن جرموز معه، فدخل عليه فأخبره فدعا بالسيف، فقال: سيف طال ما جلّي به الكرب عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بعث بذلك إلى عائشة، ثم أقبل على الأحنف فقال: تربّصت (4) فقال ما كنت أراني إلاّ قد أحسنت، و بأمرك كان ما كان يا أمير المؤمنين، فارفق فإن طريقك الذي سلكته بعيد، و أنت إليّ غدا أحوج منك أمس، فاعرف إحساني، و استصف مودتي لغد، و لا تقولن مثل هذا، فإني لم أزل لك ناصحا.

قال: و نا سيف، عن محمد، و طلحة قالا (5):و مضى الزبير في صدر يوم الهزيمة راجلا نحو المدينة حتى يمر بالأحنف في عسكر بني سعد، فأتي الأحنف فأخبر بذلك، فرفع صوته فقال: ما أصنع ؟ قال: زبير ألف بين غارّين من المسلمين ليقتل أحدهما الآخر ثم تركهم و هو يريد اللحاق بقومه، و أتى عمرو بن جرموز و فضيل بن حابس، و نفيل بن حابس، فأخبروا بمرور الزبير، فقالوا: ألف بين الناس لا نجونا إن نجا، فخرجوا في أثره و لقد لقى الزبير ثلاثة نفر: سعدي و هو.... (6)،و حنظلي و هو أحد بني مجاشع، و يقال له النّعر و... (7).أحد بني مالك بن سعد و... (8) و هو

ص: 419


1- مهملة بالأصل و غير واضحة و رسمها:«الح ؟؟؟ اب» و في م:«الح ؟؟؟ ان» و المثبت عن الطبري.
2- عن الطبري، و بالأصل:«ط؟؟؟ ة» كذا.
3- بالأصل:«حربان» و المثبت عن الطبري.
4- بالأصل:«ابن ؟؟؟ صب» كذا، و الصواب عن الطبري.
5- تاريخ الطبري 56/3.
6- غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا و رسمها في م: المصرحى.
7- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
8- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.

مالك بن وبرا، حدثني ربيعة من بني.... (1) فسألهم الجوار، فعرضوا عليه الجوار، فقال [ليسوا] لي.... (2)،فاختاروا النّعر و تلحق الفوارس فمضى العمري و السعدي قال ابن.... (3) معهم ثلاثة و أنتم ثلاثة ؟ فقال: العمري و السعدي يدعك و جارك ففي اثنين كميتين كفو لثلاث، أما و اللّه يا زبير لقد أخبرت.... (4) وضعنا و لضعفنا و لئن كانت فوارسك في كل شيء هكذا لقد جاءت خلفك فلما دنوا منهما ضرب النّعر رأسه و تركه ثم عطف الزبير فاستطرد ابن جرموز و حمل عليه و ركبه صاحباه فعطف عليهما و كرّ عليه ابن جرموز فطعنه طعنة (5) و قتله و أخذ سيفه فجاء به إلى الأحنف، فسبّه الأحنف، فترك الأحنف و انحدر به إلى علي، حتى قام على جانبه و قالوا: استأذنوا لقاتل الزبير فقال: ائذنوا له فدخل عليه، فأخبره الخبر فقال: هذا سيفه فأخذه علي من يده و قال: سيف طال ما جلا به عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لكن لكلّ ... (6) مصرع و بعث به إلى عائشة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص (7)،نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، قال: سمعت ابن عون [يقول:] (8) أقبل الذي قتل الزبير على الزبير لم.... (9) له فقال له: اذكرك اللّه، فكف عنه الزبير حتى فعل ذلك، ثم عطف على الزبير، فقال له الزبير: ما له قاتله اللّه يذكرنا باللّه و ينساه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو محمد بن زيد، نا محمد بن الحسين بن موسى الحسني، نا الأصمعي، قال: سمعت ابن عون يقول: هؤلاء الخيار قتلوا قتلا، ثم بكى، قال: قد رأيت قاتل الزبير أقبل على الزبير فأقبل عليه الزبير فقال: أذكرك اللّه، فكف الزبير حتى صنع ذلك غير مرة، قال: فقال الزبير: ما له قاتله اللّه يذكرنا باللّه و ينساه.

ص: 420


1- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
2- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
3- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
4- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
5- لفظة غير مقروءة و لعل الصواب ما أثبت.
6- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
7- بالأصل:«المخلصي» و المثبت عن م.
8- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، و لعل ما أثبتناه الصواب و الكلام متصل في م.
9- لفظة غير مقروءة و تركنا مكانها بياضا.

قال الأصمعي: فحدث أباه معتمرا بهذا الحديث فقال: حدثني أبي أنه رآه في المربد على فرس.

قال: و أنا جدي أبو (1) بكر الخرائطي، نا عمرو بن منده، نا قرّة ابن حبيب، نا الفضل بن أبي الحكم، عن أبي نضرة، قال (2):جيء برأس الزبير إلى علي فقال: يا أعرابي حدثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا إلى جنبه قاعد:«أنّ قاتل الزبير في النار»، يا أعرابي تبوّأ مقعدك من النار[4365].

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (3) الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيدة إجازة، نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا ابن الأصبهاني، أنا شريك، عن عباس - يعني العامري-، عن مسلم بن يزيد، قال: لما قتل علي أهل البصرة جاء ابن جرموز و استأذن عليه فأبطأ عليه الآذن فقال: أنا قاتل الزبير، فقال علي: أ تقتل ابن صفية بعجز (4) فليبشر بالنار، أنّ لكل نبيّ حواريّ ، و إنه حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أحمد بن يونس، نا أبو بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أنا لمع علي لما التقى الصّفّان فقال: أين الزبير؟ ادعوا لي الزبير قال: فجاء الزبير فجعلت انظر إلى يد علي و هو يقول هكذا يشير بها، و لا يدرى إيش يقول، إذ ولى الزبير قبل أن يقع القتال، و قبل أن يكون شيء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا الحميدي، نا سفيان، نا مسعر، حدثتني سنبلة مولاة الوحيديين قال سفيان: و قد رأيت سنبلة كانت (6) تأتيها على

ص: 421


1- بالأصل: أبا.
2- الخبر في سير الأعلام 61/1 و انظر تخريجه فيه.
3- بالأصل و م:«أنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند.
4- كذا رسمها بالأصل و في م: يفتخر.
5- كتاب المعرفة و التاريخ 816/2.
6- في المعرفة و التاريخ: كانت تأتينا عن مولاتنا الوحيدية.

مولاتها الوحيدية التي كانت تزوّجها على علي بن أبي طالب - قالت (1):استأذن ابن جرموز قاتل الزبير على علي فقال علي: ائذنوا له، و بشروه بالنار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أيوب بن حسان، نا هشام بن الغاز، قال: جاء قاتل الزبير إلى علي و هو في فسطاطه فقال: ائذنوا لقاتل ابن صفية، و ليبشّر بالنار.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: و حدثني إبراهيم بن حمزة، عن علي بن عبيد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن مشيخته: أن قاتل الزبير جاء إلى علي بن أبي طالب يستأذن عليه فقال: من هذا؟ قالوا: قاتل الزبير، قال علي: فليدخل قاتل الزبير النار.

و قال: قال علي بن عبيد و أتى علي بسيفه فنظر إليه فسلّه و قال: هذا سيف طال ما جلا الكرب عن وجه نبيكم صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و حدثنا الزبير قال: و حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن جدي عبد اللّه بن مصعب، قال: دخل علي جعفر بن محمد حماما، فحدثني قال: استأذن عمرو بن جرمور على علي بن أبي طالب فقال: هذا قاتل الزبير، فقال علي: ليدخل قاتل الزبير النار.

قال: و حدثنا الزبير، قال: و حدثنا إبراهيم بن حمزة، عن حسين بن علي بن حسن بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، قال: جاء عمرو بن جرمور إلى علي بن أبي طالب بسيف الزبير فأخذه علي فنظر إليه ثم قال: أما و اللّه لرب كربة (2)و كربة قد فرجها صاحب هذا السيف عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: ثنا الزبير، قال: و حدثني إبراهيم بن حمزة، عن محمد بن عثمان بن أبي

ص: 422


1- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: قال.
2- بالأصل:«كريه و كريه» و مهملة بدون نقط في م.

حرملة الذي كان يقال له.... (1)-و كان من جلساء عبد الرحمن بن أبي الزياد، عن عبد الرحمن بن أبي الزياد، قال: لما جاء نعي الزبير إلى عليّ صاحت فاطمة بنت علي عليه، فقيل لعلي: يا أبا الحسن هذه فاطمة تبكي على الزبير، قال: فعلى من بعد الزبير إذا لم تبك عليه.

قال: و حدثنا الزبير، حدثني يحيى بن محمد، قال: استأذن عمرو بن جرموز على علي بن أبي طالب فقال: هذا قاتل الزبير، فقال علي: بشر قاتل الزبير بالنار، ثم أذن له، فقال: هذا سيف الزبير، فأخذه علي فنظر إليه، ثم قال: سيفه لعمري سيف و اللّه لطال ما جلوت به الغمرات عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و انفصح هو و بنوه يبكون على الزبير.

كتب إليّ أبو عبد اللّه بن الخطاب، أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، أنا أبو القاسم البغوي، ثنا عبيد اللّه بن عمرو القواريري، نا محمد بن الحسن الهمداني، أنا ليث، عن ابن عم النعمان بن بشير، عن النعمان، و كان.... (2) مع علي - يعني ابن أبي طالب - قال: قرئ علي ليلة هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ (3) قال: أنا منهم، و أبو بكر و عمر و عثمان منهم، و طلحة منهم، و الزبير منهم، و سعد (4) منهم، و عبد الرحمن بن عوف شك محمد بن الحسن.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أخبرنا محمد بن أحمد بن حسنون (5)،أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، نا محمد بن محمد بن سليمان، نا محمد بن حميد، نا يحيى - يعني ابن الضّريس-، عن يعقوب القمي، عن أشعث، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، قال: كنا مع علي بن أبي طالب في مسجد الكوفة و هو مجتنح (6)لشقّه، فخضنا في ذكر عثمان و طلحة و الزبير، فاجتنح لشقه الأيمن، فقال: فيما خضتم ؟ قلنا: خضنا في عثمان و طلحة و الزبير، و حسبنا أنك نائم، فقال علي:

ص: 423


1- لفظة غير مقروءة بالأصل و م و رسمها:«المهوب» تركنا مكانها بياضا.
2- لفظة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
3- سورة الأنبياء، الآية:101.
4- بالأصل: و سعيد.
5- بالأصل و م:«حسون» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 84/18.
6- جنح و اجتنح: مال (قاموس).

إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنىٰ أُولٰئِكَ عَنْهٰا مُبْعَدُونَ ،فأنا و عثمان و طلحة و الزبير. ثم قال: و أنا من شيعة عثمان و طلحة و الزبير، ثم قال: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ (1)،قال: ذلك عثمان و طلحة و الزبير، و أنا من شيعة عثمان و طلحة و الزبير رضي اللّه عنهم أجمعين.

رواه البغوي عن ابن حميد فقال ليث - يعني ابن أبي سلمة - و هو الصواب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

أخبرنا أبو الوليد، نا الحسن بن سفيان، نا أبو بكر، نا وكيع، عن أبان بن عبد اللّه البلخي، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، قال: قال علي: إني لأرجو أن أكون أنا و طلحة و الزبير ممن قال اللّه عز و جلّ : وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ .

قال: و نا وكيع، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، و سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قالا: جاء ابن جرمور قاتل الزبير يستأذن (2)على علي فحجبه طويلا ثم قال: ائذن له، فقال ابن جرمور: أما أهل البلاء فتجفونهم، فقال علي: بفيك التراب إني لأرجو أن أكون أنا و طلحة و الزبير ممن قال اللّه: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

أنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (3)،نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: جاء ابن جرمور فذكر نحوه.

قال (4):و نا قبيصة، نا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: قال علي:

إني لأرجو أن أكون أنا و طلحة و الزبير من الذين قال اللّه تعالى وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمد الخلاّل، و أحمد بن محمد بن أبي عثمان، قالا: أنا أبو علي الحسن بن القاسم بن الحسن بن

ص: 424


1- سورة الحجر، الآية:47.
2- بالأصل:«يستان» و لعل الصواب ما أثبت باعتبار سياق العبارة.
3- طبقات ابن سعد 113/3.
4- المصدر السابق نفسه.

العلاء المعروف بالخلاف، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمد صاحب أبي صخرة، نا علي بن مسلم الطوسي، نا عبّاد بن العوام، أنا حصين، نا يوسف بن يعقوب، عن الصّلت، عن عبد اللّه بن الحارث، قال: أقبلت مع علي حين فرغ من قتال الجمل إلى الكوفة و هو آخذ بيدي حتى انتهينا إلى باب فإذا نسوة متكئين فقال: ما يبكيكنّ فسكتن، فانتهرنّ مرة أو مرتين فقالت امرأته: ذكرنا عثمان و تشديده الاسلام و قوانينه فبكينا لذلك و ذكرنا الزبير كذلك، و ذكرنا طلحة كذلك، قال: فخرج إليّ فما كلّمهن، قال: و هو يقول: نرجو أن نكون من الذين قال اللّه عز و جلّ : وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ و منهم إن لم يكن (1) و منهم من لم يكن، قال فما زال يقولها حتى أحببت أن يسكت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أبو داود، عن شعبة، عن منصور بن عبد الرحمن الغداني، قال: سمعت الشعبي يقول: أدركت خمسمائة سنة (2)أو أكثر من خمسمائة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول (3):علي و عثمان و طلحة و الزبير في الجنة.

أخبرنا الشريف أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي النقيب، أنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن علي بن فراس، أنا محمد بن إبراهيم الدّيبلي، أنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر المعروف بابن زنبور المكي، نا أبو بكر بن عياش، نا سليمان، عن الحسن، قال: لما ظفر علي بالجمل دخل الدار و الناس معه، قال علي: إني لأعلم قائد فتنة (4) دخل الجنة و أتباعه إلى النار، فقال الأحنف: من هو يا أمير المؤمنين ؟ قال: الزّبير (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا

ص: 425


1- قوله:«و منهم من لم يكن» عن هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.
2- كذا بالأصل و م.
3- كذا بالأصل و م و الصواب: يقولون.
4- بالأصل مهملة و بدون نقط و رسمها:«ما؟؟؟ د مسه» كذا بالأصل و م و المثبت عن مختصر ابن منظور 26/9 «قائد فتنة».
5- الخبر في سير الأعلام 63/1.

سيف بن عمر، عن عبد اللّه بن نوح، عن أبي نضرة، قال: لما أتى علي بقتل الزبير و بخاتمه و سيفه بكى علي و بكى بنوه، و قال نغّص علينا قتل الزبير ما نحن فيه.

و مما قيل في قتل الزبير: قال جرير (1):

إنّ الرزية من تضمّن قبره *** وادي السباع، لكلّ جنب مصرع

لما أتى خبر الزبير تواضعت *** سور المدينة و الجبال الخشّع

و بكى الزبير بناته في مأتم *** ما ذا يرد بكاء من لا يسمع

و قال أيضا:

نعى الناعي الزبير غداة ينعى *** فتى أهل العراق و أهل نجد

يجيب الساق تسأل الفيافي *** و عند صحابه من غير عند (2)

و قالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل (3):

غدر بن جرمور بفارس بهمة *** يوم اللقاء و كلّ غير معرّد (4)

يا عمرو لو نبّهته لوجدته *** لا طائشا رعش الجنان و لا اليد

شلّت يمينك إن قتلت لمسلما *** حلّت عليك عقوبة المتعمّد

و قال جرير (5):

غدرتم بالزّبير فما وفيتم *** وفاء الأزد إذ منعوا زيادا

فأصبح جارهم حيّا عزيزا *** و هذا (6) جاركم أمسى رمادا

و قال أيضا (7):

ص: 426


1- الأبيات في ديوانه ص 259 من قصيدة طويلة يهجو الفرزدق. و طبقات ابن سعد 113/3، و في سير الأعلام 63/1-64 الأول و الثاني بدون نسبة.
2- لم أعثر عليهما.
3- الأبيات في طبقات ابن سعد 112/3 و سير الأعلام 67/1 و انظر تخريجها فيها.
4- البهمة: الشجاع، و يقال: الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى من شدة بأسه. و المعرد: الذي يفر من الحرب.
5- ديوانه ص 109 من قصيدة يمدح الأزد.
6- عجزه في الديوان: و جار مجاشع أضحى رمادا.
7- الأبيات في ديوان جرير ص 342 من قصيدة يهجو الفرزدق.

إني يذكّرني الزبير حمامة *** تدعو بجمع نخلتين هديلا

قالت قريش: ما أذلّ مجاشعا *** جارا و أكرم ذا القتيل قتيلا

يا لهف نفسي إذ يغرك خيلهم *** هلاّ اتّخذت على القيون كفيلا

أفتى الندى وقت (1) الطعان غررتم *** و فتى الرماح إذا تهبّ بليلا

قتل الزبير و أنتم جيرانه *** غيّا لمن غرّ الزبير طويلا

لو كنت حين غررت بين بيوتنا *** لسمعت من صوت الحديد صليلا

لحماك كل مغاور يوم الوغى *** و لكان شلو عدوك المأكولا

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، و أبو المعالي تغلب بن جعفر، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو العباس بن عتّاب الرّقّي (2)، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن الزبير: أنه أوصى بالثلث و أنه لم يدع دينارا و لا درهما. قال هشام عن أبيه: و ترك من العروض (3) قيمته خمسين ألفا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدثني أبو بشر، نا عثام بن علي الكلابي، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، قال: قال لي أبي يوم الجمل: يا بني، انظر ديني و هو ألف ألف و مائتا ألف.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط المقرئ، نا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الشافعي، نا عبدان بن يزيد البعان (6)،نا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، نا حمزة، نا بقية، حدثني عمر بن واقد، حدثني ابن الزبير بن العوام، قال: ترك عليه الزبير من الدّين ألف ألف درهم، فقال له رجل: ترك أبوك ألف ألف درهم، و كان ما كان عليه من الفضل ؟ إنها لم تكن عليه دينا

ص: 427


1- الديوان: و فتى الطعان... و فتى الشمال.
2- كذا بالأصل و م، و الصواب:«ابن الزفتي» و قد مضى التعريف به.
3- العروض جمع عرض، و هو المتاع.
4- كتاب المعرفة و التاريخ 415/2.
5- بالأصل: المرزقي، و في م: المورقي، و الصواب ما أثبت.
6- كذا رسمها بالأصل و م.

و لكنها كانت مواعيد عليه، فكتب مواعيده كما كتب دينه (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن هشام بن عروة، قال: قيّم ميراث الزبير على أربعين ألف ألف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ (2) بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، نا محمد بن عبيد، نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن الزبير بن العوام ترك من العروض خمسين ألف ألف درهم و من ألفين خمسين ألف ألف درهم (3).

قال: و نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن يوسف، نا يحيى بن معين، نا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: اقتسم مال الزبير على أربعين ألف ألف.

قال عروة بن الزبير: فكان الزبير بن العوام يضرب [له] في المغنم بأربعة أسهم:

[سهم] (4) له، و سهمين لفرسه، و سهم لذي القربى (5).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (6)،نا محمد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان قيمة ما ترك الزبير أحدا (7) و خمسين أو اثني و خمسين ألف ألف.

قال (8):و أنا محمد بن عمر حدثني أبو حمزة، نا (9) عبد الواحد بن ميمون، عن عروة، قال: كان للزبير بمصر خطط ، و بالاسكندرية خطط ، و بالكوفة خطط ، و بالبصرة

ص: 428


1- انظر الوافي بالوفيات 184/14.
2- بالأصل:«أبو الحسن بن رشأ» حذفنا:«بن» لأنها مقحمة.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 65/1.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- الخبر في الوافي بالوفيات 184/14.
6- طبقات ابن سعد 110/3.
7- بالأصل:«أحد» و المثبت عن ابن سعد.
8- المصدر نفسه.
9- في ابن سعد: أبو حمزة عبد الواحد.

دور،[و] كانت له غلاّت تقدم عليه من أعراض المدينة.

أنبأنا أبو سعد المطرّزي أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، أنا محمد بن حبان، حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن سابور، نا محمد بن أبي معشر، نا أبي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قتل الزبير و ترك أربعة نسوة فورثت كل امرأة منهن ربع الثمن ألف ألف درهم (1).

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، عن القحذمي، قال: كانت عاتكة ابنة زيد بن عمرو بن نفيل أخت سعد بن زيد بن عمرو بن نفيل تحت الزبير بن العوام. لما قتل الزبير كتبت إلى عبد اللّه بن الزبير بعد حين قد علمت حبس نفسي بعد أبيك فإن كان لي عندك شيء فابعث به، فبعث إليها بألفي ألف، ربع من مال الزبير، و كن (2) نساؤه أربعا، مات عنهن و هن: أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، و عاتكة بنت زيد، و ابنة خالد بن سعيد، و أم مصعب الكلبية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،قال: قرأت في كتاب أخي محمد عن (4)عبد اللّه بن عثمان بن نفيل (5)،عن عبد اللّه بن المبارك، قال: بلغ حكيم بن حزام (6)أربعين و مائة سنة و هي في ذلك يحج، و لكن ينعش على سرير تحمله الرجال.

قال عبد اللّه: أتى (7) عبد اللّه بن الزبير، حكيم بن حزام (8) يستعينه على قضاء دين الزبير، قال: فقال حكيم: إن الزبير إنه كان يباري الريح، فإنه لا طاقة لي بما يصنع، قال لك مائة ألف قال: لا تقع مني موقع (9) قال: لك ثلاثمائة ألف لا تقع مني موقع (10) قال: إني لا أطيق ذلك لك أربعمائة ألف قال: إني لم أرد منك هذا،

ص: 429


1- انظر حلية الأولياء 91/1.
2- كذا بالأصل و م.
3- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 412/2.
4- بالأصل «بن» و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
5- راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 313/5 و لم يذكر في عامود نسبه: بن نفيل.
6- بالأصل: حرام بالراء، و الصواب بالزاي، انظر طبقات ابن سعد 109/3 و سير الأعلام 66/1.
7- بالأصل:«أبي».
8- بالأصل: حرام بالراء، و الصواب بالزاي، انظر طبقات ابن سعد 109/3 و سير الأعلام 66/1.
9- كذا و الصواب: موقعا.
10- كذا و الصواب: موقعا.

و لكن تنطلق معي إلى عبد اللّه بن جعفر فتكلمه، قال: نعم، قال: فانطلق و انطلق معه بعبد اللّه بن عمر و غير احد يستشفع بهم على عبد اللّه بن جعفر، قال: فلما دخلوا عليه قال عبد اللّه بن جعفر: ما جئت بهؤلاء استشفع بهم هي لك، قال: لا أريد ذلك، قال فأعطى بها نعليك (1) هاتين أو نحو هذا، قالت لا أريد ذلك، قال: هي لك إلى يوم القيامة قال: لا أريد ذلك، قال فحكمه قال: أعطيك بها أرضا قال: نعم، فخرج معه، قال: فجعل عبد اللّه بن الزبير و يقول هذه كذا و [يعاتبه] (2)،فقال عبد اللّه بن جعفر:

اصنع ما شئت، قال: فأعطاه أرضا بذلك المال، قال فرغب معاوية بعد فاشتراها منه بأكثر من ذلك. قال عبد اللّه: و كان مال عبد اللّه بن جعفر أربعمائة ألف.

أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (3) الحسن بن البنا، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمد الوكيل إملاء من أصله:

حدثنا الحسين بن يزيد الجصاص، نا أبو أسامة، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، قال: لما وقف الزبير يوم الجمل دعا لي فقمت إلى جنبه فقال: يا بني إنه لا يقتل اليوم إلاّ ظالم أو مظلوم، و إني لا أراني إلاّ سأقتل اليوم مظلوما، و إنّ من أكثر همي لديني أ فترى يبقي من مالنا شيئا، قال: يا بني بع ما لنا و اقض ديني و أوصي بالثلث و ثلثيه، فإن فضل بعد قضاء الدين شيء فثلثه لولدك (4).

قال هشام: و كان بعض ولد عبد اللّه بن الزبير قد وازى بعض بني الزبير خبيب و عبّاد، قال: و له يومئذ تسع بنات. قال عبد اللّه بن الزبير: فجعل يوصي بدينه و يقول:

يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاي عليه، قال: فو اللّه ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبة من مولاك ؟ قال: اللّه عز و جلّ قال: فو اللّه ما وقعت في كربة من دينه إلاّ قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه.

ص: 430


1- كلمتان غير مقروءتين، و المثبت «نعليك هاتين» عن المعرفة و التاريخ و م.
2- لفظة غير واضحة و رسمها:«و يكابشه» و في المعرفة و التاريخ:«و يكاسبه» و المثبت عن م.
3- بالأصل و م:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام.

قال: و قتل الزبير و لم يدع دينارا و لا درهما إلاّ أرضين منها الغابة (1) و أحد عشر دارا بالمدينة و دارين بالبصرة و دارا (2) بالكوفة، و دارا (3) بمصر.

قال: و إنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال يستودعه إياه فيقول الزبير: لا و لكن هو سلف إني أخاف عليه الضيعة، و ما ولي إمارة قط و لا جباية و لا خراجا و لا شيئا إلاّ أن يكون في غزوة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و مع أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي.

قال عبد اللّه بن الزبير: فحسبت (4) ما كان عليه من الدّين فوجدته ألفي ألف و مائتي ألف، قال: فلقي حكيم بن حزام عبد اللّه بن الزبير فقال: يا [بن] أخي كم على أخي من الدّين ؟ قال: فيكتمه، فقال: مائة ألف، فقال: و اللّه ما أرى أموالكم تتسع لهذه قال: فقال عبد اللّه: أ فرأيت إن كان ألفي ألف و مائتي ألف، قال: ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا [بي] و قال: و كان الزبير اشترى الغابة بتسعين و مائة ألف، فباعها عبد اللّه بألفي (5) ألف و ستمائة ألف ثم قام فقال: من كان له على الزبير شيء فليوافنا بالغابة قال: فأتاه عبد اللّه بن جعفر و كان له على الزبير أربعمائة ألف، فقال لعبد اللّه: إن شئتم تركتها لكم، فقال عبد اللّه: لا، قال: إن شئتم جعلتها فيما تؤخرون إن أخرتم، قال عبد اللّه: لا، قال: فاقطعوا لي قطعة، قال عبد اللّه من هاهنا إلى هاهنا، قال: فباع منها فقضى دينه فأوفى، و بقي منها أربعة أسهم و نصف قال: فقدم على معاوية و عنده عمرو بن عثمان و المنذر بن الزبير و ابن زمعة، فقال معاوية: كم قوّمت الغابة ؟ قال: كل سهم بمائة ألف، قال: فكم بقي قال: أربعة أسهم و نصف، فقال المنذر بن الزبير: قد أخذت سهما بمائة ألف، و قال عمرو بن عثمان: قد أخذت سهما بمائة ألف، و قال ابن زمعة: قد أخذت سهما بمائة ألف، فقال معاوية: كم بقي ؟ قال:

سهم و نصف، قال: قد أخذته بخمسين و مائة ألف.

فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير: أقسم بيننا ميراثنا، قال: أما و اللّه

ص: 431


1- بالأصل:«العابر» و الصواب عن ابن سعد و سير الأعلام.
2- بالأصل:«و دار» و الصواب عن ابن سعد و سير الأعلام.
3- بالأصل:«و دار» و الصواب عن ابن سعد و سير الأعلام.
4- بالأصل:«فحسب» و الصواب عن ابن سعد.
5- كذا، و في المصدرين السابقين: بألف ألف.

لا أقسم فيكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه، قال: فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضت أربع سنين قسم بينهم قال:

و كان للزبير أربع نسوة، و رفع الثلث (1)،فأصاب كل امرأة ألف ألف و مائة (2) ألف قال:

فجميع ماله خمسين (3) ألف ألف و مائتي ألف.

رواه البيهقي عن الحاكم، عن علي بن عيسى، عن جعفر بن عبد اللّه بن سوار، عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام، عن أبي أمامة، قال: تسع بنات، قال: و باع عبد اللّه بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، فذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري.

أنبأنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، عن يونس بن حبيب، عن أبي عمرو بن العلاء، قال: الذي ولي دفن الزّبير بن العوّام بوادي السباع عبد اللّه بن مسعدة بن حكيم من بني بدر بن عمرو بن حيوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي القيسي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا [أبو] (4) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا:

نا محمد بن سعد (5)،أنا محمد بن عمر، أنا عبيد اللّه بن عروة بن الزبير، عن أخيه عبد اللّه، عن عروة، قال: قتل أبي يوم الجمل، و قد زاد على الستين أربع سنين.

ص: 432


1- في ابن سعد:«و ربّع الثمن».
2- في الحلية 91/1 و مائتا ألف.
3- في ابن سعد: خمسة و ثلاثون.
4- زيادة لازمة منا للإيضاح.
5- طبقات ابن سعد 113/3.

قالا: و نا محمد بن سعد (1)،أنا محمد بن عمر، قال: سمعت مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير يقول: شهد الزبير بن العوام بدرا و هو ابن تسع و عشرين سنة، و قتل و هو ابن أربع و ستين سنة.

حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا أبو الحسن نعمة اللّه بن محمد المرندي، نا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد اللّه البلخي، نا محمد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمد بن سفيان، حدثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي بن محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: قتل الزبير بن العوّام في جمادى الأولى سنة ثلاث و ثلاثين، و هو يومئذ ابن أربع و ستين.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: قال ابن بكير، و قتل الزبير سنة ست و ثلاثين و دفن بوادي السباع.

قال: و ثنا يعقوب، ثنا الحجاج، ثنا جدي، عن الزهري، قال: التقوا يوم الجمل فولى الزبير منهم فأدركه ابن جرمور و هو رجل من بني تميم فقتله، و رمي طلحة [و هو] معتزل في بعض الصفوف بسهم غرب فقطع من رجله عرق النّسا فتنبّج (2) حتى نزف (3)طلحة فمات، و ملك على العراق كله، و ذلك على ستة أشهر من مقتل عثمان.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة، نا أبو عبد اللّه الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني، قال: قتل الزبير ابن أربع و ستين سنة، و يقال: اثنتين و ستين سنة، و يقال: ابن إحدى و ستين، و قتل يوم الجمل في جمادى الآخرة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين ابن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال: و قتل

ص: 433


1- المصدر نفسه.
2- في القاموس: نبجت القيحة: خرجت، و صوبها شارحه: القبجة أي ذكر الحجل، قال: و المعنى خرجت من جحرها، و قد أخطأ في هذا المعنى، و الصواب ما في القاموس. و تنبج العظم: تورم.
3- بالأصل مهملة بدون نقط و رسمها:«نزل» و في م: نزل و الصواب عن مختصر ابن منظور 28/9.

الزبير بوادي السباع سنة ست و ثلاثين و هو ابن خمس و سبعين سنة، و يكنى بأبي عبد اللّه.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر:

أخبرنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال: و قال أحمد بن حنبل: كان الجمل سنة ست و ثلاثين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر المقرئ، قال: سمعت مكحولا البيروتي قال: سمعت عثمان بن خرّزاد يقول: سمعت مصعب الزّبيري و غيره يقول:

قتل الزبير بعد عثمان بشهرين، كذا فيه.

و قد أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو خازم (1) بن الفراء، أنا أبو يوسف بن عمر، نا محمد بن مخلد، نا عباس بن محمد.

و أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن الفرج، أنا أبو الفرج بن الأسفرايني، و أبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل المقرئ، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل، قالا: ثنا أبو نعيم، قال: و قتل طلحة و الزبير في سنة ست و ثلاثين، و قال بعضهم في رجب.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا محمد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان:

حدثنا الزّبير بن بكّار، قال: و حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال: اشترك في قتل الزبير عمرو بن جرموز التميمي بن مجاشع، و النّعر و فضالة بن حابس التميميان (2)ثم السعديان، و كان الذي ولي قتله عمرو بن جرموز التميمي بن مجاشع و النّعر

ص: 434


1- بالأصل: حازم، بالحاء المهملة، و الصواب: أبو خازم بالخاء المعجمة، و قد مضى التعريف به.
2- بالأصل: التميمان.

و فضالة بن حابس التميميان (1) ثم السعديان، و كان الذي ولي قتله عمرو بن جرموز و رفده فضالة بن حابس و النعر و قال أحد الشعراء يمدح الزبير:

أ لم تر أبناء الزبير تحالفوا *** على المجد ما صامت قريش و صلّت

قريش غياث في السنين و أنتم *** غياث قريش حيث صارت و حلّت

قال الزبير: و قتل الزّبير و هو ابن سبع و ستين، أو ست و سبعين (2) سنة، و قالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ترثي الزّبير بن العوّام (3):

غدر ابن جرموز بفارس بهمة *** يوم اللقاء و كان يوم معرّد

يا عمرو لو نبّهته لوجدته *** لا طائشا رعش (4) السنان و لا اليد

ثكلتك أمك إن قتلت لمسلما *** حلّت عليك عقوبة المتعمّد (5)

إنّ الزبير لذو بلاء صادق *** سمح سجيته كريم المشهد

كم غمرة قد خاضها لم يثنه *** عنها طرادك يا ابن فقع القردد (6)

فاذهب فما ظفرت (7) يداك بمثله *** فيما مضى فيما تروح و تغتدي ؟

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين الطّيّوري، أنا أبو الحسين العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، أخبرني أحمد، قال طلحة و الزبير لم يقتلهم أصحاب علي، طلحة قتله مروان بن الحكم، و الزّبير قتله ابن جرموز و هو منصرف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر بن أبي أمية، نا أبي قال: و في سنة ست و ثلاثين طلحة و الزبير - يعني قتلا-.

ص: 435


1- بالأصل: التميمان.
2- في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 235: قتل و هو ابن سبع أو ست و ستين سنة.
3- تقدمت الأبيات قريبا.
4- بالأصل:«رعيش» و المثبت عن الرواية السابقة، و هو الذي أخذته الرعدة.
5- بالأصل: المعتمد، و الصواب عن نسب قريش ص 366.
6- الغمرة: الشدة. و في سير الأعلام: الفدفد بدل القردد.
7- في ابن سعد 112/3 و سير الأعلام 67/1 ثكلتك أمك هل ظفرت.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي،- و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالوا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):الزّبير بن العوّام أبو عبد اللّه القرشي الأسدي قتل في رجب سنة ست و ثلاثين شهد بدرا.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا محمد بن مكي، أنا أبو سليمان بن أبي محمد الرّبعي، قال: و كانت وقعة الجمل يوم الخميس لعشر خلون من جماد الآخرة - يعني سنة ست و ثلاثين - و قتل أبو عبد اللّه الزّبير بن العوّام بن خويلد بوادي السباع على سبعة فراسخ من البصرة، قتله ابن جرموز.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس (2):الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى يكنى أبا عبد اللّه شهد فتح مصر و اختط بمصر و كان أمير ربع..... (3) أول من طلع الحصن. روى عنه من أهل مصر سفيان بن وهب الخولاني، و ثابت بن طريف المرادي، قتل بوادي السّباع منصرفه من الجمل سنة ست و ثلاثين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين، قال: الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي أبو عبد اللّه القرشي الأسدي المدني شهد بدرا و أمه صفية بنت عبد المطّلب بن هاشم، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم روى عنه ابناه عبد اللّه و عروة في «العلم» و «الزكاة» و «البيوع»، قتل يوم الجمل، فكان يوم الجمل يوم الجمعة لعشر خلون من جماد الآخرة سنة ست و ثلاثين قتله ابن جرموز بوادي السباع، قاله خليفة بن خياط (4)،و قال الواقدي يوم الخميس مثله، و قال الزهري: قال يحيى بن بكير نحو

ص: 436


1- التاريخ الكبير 409/1/2.
2- استدركت اللفظة عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
3- لفظة غير مقروءة بالأصل و رسمها في م:«المرد».
4- انظر تاريخ خليفة ص 181.

ذلك، و زاد: و سنه أربع و ستون سنة، و شهد بدرا و هو ابن تسع و عشرين سنة و قال عمرو بن علي: قتل سنة ست و ثلاثين و هو ابن أربع و ستين سنة.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الخطاب في كتابه، أنا القاضي أبو الحسين الهمداني، أنا أبو عبد اللّه التميمي، أنا أبو الفضل الحميري، نا الحسين بن نصر بن المعادل، قال:

سمعت أحمد بن صالح قال: قرأت على أبي نعيم، قال: و قتل الزبير و هو ابن ثنتين و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدثني محمد بن عبد الرحيم، قال: سمعت عليا قال: سمعت سفيان يقول جاء ابن جرموز إلى مصعب بن الزبير فقال:

أقدني بالزبير، قال: فكتب إلي عبد اللّه بن الزبير في ذلك فكتب إليه أنا أقتل ابن جرموز بالزبير؟ خلّ عنه، و لا بشسع نعله (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمد المصري، أنا أبو بكر الدّينوري، نا النضر بن عبد اللّه، نا الأصمعي، عن عبد اللّه بن مصعب، عن فروة بن خالد، قال: كتب مصعب إلى عبد اللّه بن الزبير: إني قد أخذت قاتل الزبير بن العوام فكتب إليه عبد اللّه: لا تخفف عنه، دعه يلق اللّه بدم الزبير.

فتركه. فأسف فخرج إلى الصياقلة (2) فنظر إلى سيف، فأعجبه، فاشتراه ثم حكم في عرض الناس، فقتل.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (3) أبي علي قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل:

أخبرنا أبو طاهر الذهني، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و حدثني علي بن صالح عن عامر بن صالح، عن سالم (4) بن عبد اللّه بن عروة، عن أبيه

ص: 437


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 64/1.
2- الصياقلة جمع صيقل، و هو شحاذ السيوف و جلاؤها (القاموس).
3- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند.
4- في سير الأعلام 64/1 مسالم.

عبد اللّه بن عروة أن عمير بن جرموز مرثد (1) عمرو بن جرموز (2) أتى (3) مصعبا حتى وضع يده في يده فقذفه في السجن، و كتب إلى عبد اللّه بن الزبير فذكر له، فكتب إليه:

أن بئس ما صنعت، أ ظننت أني قاتل أعرابيا من بني تميم بالزبير؟ خلّ سبيله، فخلاه.

حتى إذا كان ببعض السواد لحق بقصر من قصوره عليه رخّ (4).ثم أمر إنسانا أن يطرحه عليه فطرحه عليه فقتله و كان قد كره الحياة لما كان يهوّل عليه، و يرى في منامه، و ذلك دعاه إلى ما فعل. و هو في حديث سالم.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن محمد بن طاوس، أنا محمد بن علي بن الحسن، أنا علي بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمد بن عبيد، حدثني محمد بن سهل الأسدي، حدثني يعقوب بن سليمان الهاشمي، حدثني شيخ من موالينا قال:- قال محمد: ثم رأيت الشيخ فسألته فحدثني به قال - كنت يوما مع قوم فتذاكرنا أمر علي و طلحة و الزبير فكأني نلت من الزبير، فلما كان في الليل أريت في منامي كأني انتهيت إلى صحراء واسعة، فيها خلق كثير عراة، رءوسهم رءوس الكلاب، و أجسادهم أجساد الناس، مقطّعي الأيدي و الأرجل من خلاف، فيهم رجل مقطوع اليدين و الرجلين، فلم أر منظرا أوحش منه، فامتلأت رعبا و فزعا. قلت: من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء الذين يشتمون أصحاب محمد، قلت: ما بال هذا (5) من بينهم مقطوع اليدين و الرجلين ؟ قيل هذا أعلاهم في شتم علي عليه السلام، قال: فبينا أنا كذلك إذ رفع لي باب فدخلته، فإذا درجة فصعدتها إلى موضع واسع، و إذا رجل جالس حواليه جماعة، قيل لي: هذا النبي صلى اللّه عليه و سلم فدنوت منه، فأخذت بيده، فجذب يده من يدي، و غمز يدي غمزة شديدة، و قال: تعود؟ فذكرت ما كنت قلت في الزبير، فقلت: لا و اللّه يا رسول اللّه لا أعود إلى شيء من ذلك، قال: فالتفت عليه السلام إلى رجل خلفه فقال: يا زبير، قد ذكر أنه لا يعود فأقله. قال: قد أقلته يا رسول، قال: فأخذت يده فجعلت أقبلها و أبكي، و أضعها على صدري. قال: فانتبهت، و إنه ليخيل إليّ أني أجد بردها في ظهري.

ص: 438


1- كذا، ما بين الرقمين بالأصل.
2- كذا، ما بين الرقمين بالأصل.
3- بالأصل:«أبي» و المثبت عن سير الأعلام.
4- كذا بالأصل، و في سير الأعلام:«أزجّ ».
5- بالأصل: هؤلاء. و الصواب عن مختصر ابن منظور 29/9.

2240 - الزّبير بن الصّلت الكندي المدني

2240 - الزّبير بن الصّلت الكندي المدني (1)

وجهه أبوه بكتابه إلى معاوية بن أبي سفيان.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، و أبو الزكاة عبد الوهاب بن المبارك و غيرهما، قالوا: أنبأنا ثابت بن بندار، أنا أبو ثعلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي، نا أبو الفرج المعافا بن زكريا النّهرواني، نا محمد بن الحسن بن دريد، أنا السكن بن سعيد، عن محمد بن عبّاد، عن ابن الكلبي، عن أبي (2) المسكين، قال: كان أهل المدينة إذا نسبوا رجلا إلى الإقبال قالوا: لقي ليلة كثيّر بن الصلت، قال: فسألت شيخانهم عن ذلك فقالوا: أمر معاوية رجلا من آل أبي بكر أن يبني له منزلا بالمدينة ينزله إذا اجتاز إلى مكة، ففعل، و أقبل معاوية و البكري يسايره، إذ نظر من الثنية (3) إلى منزل كثيّر بن الصّلت الكندي أحد بني وليعة، و هم أخوال علي بن عبد اللّه بن العباس، فقال معاوية للبكري: أ منزلي (4) هذا؟ فقال: ليس به يا أمير المؤمنين، و منزلك قريب، و لو صرت إلى قرار المصلّى لقد رأيته، و هكذا منزل كثيّر بن الصلت، فقال معاوية: إنّ منزل كثيّر لهنيء، أ فتراه بائعه ؟.

و نظر إلى كثيّر في موكبه على بعير له، فبعث إليه، فدعاه و سايره، و سأله عن رأيه في المنزل، فقال: لست أقدر على بيعه يا أمير المؤمنين، قال: أ و ليس لك ؟ قال: بلى، و لكن قدمنا هذا الحرم و نحن ننسب إلى آبائنا و نعرف بأحسابنا، فاستولى على ذلك هذا المنزل، و صرنا نعرف به، و هو بعد سبعون مختمرة، ليس يحول بين الناس و بين معرفة حالهن إلاّ حائطه، و لو خرجن (5) منه كشف منه ما لا يقدر على احتماله فقال: أيمنك، و أنيخ بعيرك فأصبّ على هامته و سنامه حتى أواريهما، فقال: يا أمير المؤمنين، إني لا أجد إلى ذلك سبيلا، لما أعلمتك و كانت له نفس شديدة.

فقضى معاوية حجّه، و فيه عنه إعراض، و قد كان أسلفه مائتي ألف درهم في غرم

ص: 439


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 186/14 و فيه: الزبير بن كثير بن الصلت الكندي المدني.
2- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «ابن».
3- في المختصر: القبة.
4- بالأصل:«أ منزل» و الصواب عن المختصر.
5- عن المختصر و بالأصل: حرض.

لزمه، فلما نفذ معاوية أوصى مروان بن الحكم بقبض المال منه، و قال: إن استأجلك فأجله أجلا قصيرا، فإن وافاك بالمال، و إلاّ فبع ربعه و ملكه حتى تستوفي ذلك منه، و كان الذي بين مروان و كثيّر قبيحا.

فلما نفذ معاوية أرسل مروان إلى كثيّر فأعلمه ما أمر به، فاستأجله شهرا فقبل، و قال: في شهر ما كفى.

و رجع كثيّر إلى منزله، و قد ضاقت به الأرض فدعا ابنه الزبير، و كان به يكنى و قال: يا بني إنا لسنا نجد لنا خيرا من أمير المؤمنين، و إن كان قد أمر فينا بما أمر، فكتب له و وجّهه، و عظم الحق.

فلما كان في آخر يوم من الأجل و لم يأته عن ابنه خبر فعلم أن مروان سيهجم عليه بما يكره، أتى سعيد بن العاص فقال له: ما جاء بك ؟ قال: الشّرّ، قال: لا شرّ عليك، فأخبره بخبره، فقال له سعيد: إن أحببت أن أتولى المال و دفعه، و اكتتاب البراءة لك بذلك فعلت: و إن شئت حمل إليك. فجزاه خيرا، و انصرف.

حتى إذا كان ببعض الطريق ذكر قيس بن سعد بن عبادة، فقال: قيس سيد هذا الحرم من ذي يمن و قد ابتليت بما علم، فلو أتيته و أسندت (1) أمري إليه لكان لي عون صدق، فجاء إلى قيس فقال له: ما جاء بك ؟ قال: الشر، قال: لا شر عليك، فأخبره خبره فقال له قيس أمسيت عن حاجتك، و هي مصبحتك غدا إلى منزلك، و إن أحببت ولينا حملها عنك إلى مروان.

فانصرف كثيّر حتى إذا أخذ حلقة باب داره ذكر عبد اللّه بن جعفر ذي الجناحين فقال: ما فيهم أحد أشد إكراما لي منه، فإن بلغه ما صنعت و ما صنع الرجلان لم استقلها منه أبدا فدخل إليه و هو يتعشى و بين يديه شمعة عظيمة فسمع وطئ كثيّر و كان جسيما فلما دخل عليه قال: يا أبا الزبير، العشاء، قال: أصبت منه ما كفى، قال: ما جاء بك ؟ قال: الشّرّ، قال: لا شر عليك، فأخبره الخبر فالتفت إلى هانئ وكيله قال: ما عندك قال: مائة ألف، قال: ما جاء من شيء نصفه إلاّ تمّ بإذن اللّه، ثم نظر في وجوه جلسائه و معه رجل من بني الأرقط من ولد علي، فضحك و قال: هي عندي. قال: من أين لك ؟

ص: 440


1- بالأصل: و أنشدت، و المثبت عن المختصر.

قال: من فضول صلاتك أجمعها، لأفتكك مما أنت فيه.

فانصرف كثيّر إلى منزله، فبات آمنا و أمن نساؤه و حرمه.

فلما كان في السحر ضرب عليه الباب، فإذا ابنه قد قدم بكتاب معاوية إلى مروان ألاّ يعرض له و كتب براءة له، و أصبح عاديا إلى مروان فدفع كتبه إليه، و انصرف إلى سعيد بن العاص، فإذا البدر على ظهر الطريق، فلما نظر إليه قال: أحوجنا (1) أبا الزبير إلى الغدوّ قال: ما لذلك جئت، و لكن أتيتك أسرّك و أشكرك، و أقرّك مالك. هذا كتاب أمير المؤمنين. فقرأه و قال: أ تراني راجعا في شيء أمرت لك به، لا يكون هذا أبدا.

ارجع و حمل معه المال.

فأتى قيس بن سعد فإذا المال مجموع فأخبره خبره، فقال: أ فأرده يا أبا الزبير في مالي، و قد أمرت لك به ؟ و اللّه ما يكون هذا، احملها يا غلام معه.

ثم أتى عبد اللّه بن جعفر فأخبره خبره فقال: ما كنت أرجع في شيء أمرت لك به، فقال كثيّر: ما كان من عندك قبضته و أما ما استقرضته فلا أريده، فقال عبد اللّه أنا على قضاء الديون أقوى منك على اكتساب المال، و لك خروق فارقعها به. و انصرف بها فصار مثلا في المدينة.

2241 - الزّبير أو أبو الزّبير بن المنذر بن عمر

2241 - الزّبير أو أبو الزّبير بن المنذر بن عمر (2)

كاتب الوليد بن يزيد.

حكى عن الوليد بن يزيد.

حكى عنه المنهال بن عبد الملك، و إسحاق بن أيوب، و جويرية بن أسماء.

قرأت في كتاب أبي الفرح علي بن الحسين الكاتب (3):

اخبرني الحسن (4) بن علي، نا أحمد بن الحارث الخرّاز (5)،قال: و أخبرني

ص: 441


1- بالأصل:«أخرجنا أنا الزبير» و المثبت عن المختصر.
2- ترجمته في بغية الطلب 3781/8.
3- الأغاني 15/7 في أخبار الوليد بن يزيد. و نقله ابن العديم في البغية.
4- عن الأغاني و بالأصل «الحسين».
5- عن الأغاني و م و بالأصل «الحرار» و في ابن العديم: الخزاز.

أحمد بن عبد العزيز، نا عمر بن شبّة، عن المدائني، عن جويرية بن أسماء، عن المنهال بن عبد الملك، و إسحاق بن أيوب كلّهم عن الزبير بن المنذر بن عمر (1)، - قال: و كان كاتبا للوليد بن يزيد - قال: أرسل إليّ الوليد صبيحة اليوم الذي أتته فيه الخلافة فأتيته فقال: يا أبا الزبير ما أتت عليّ ليلة أطول من هذه، عرضت لي أمور حدّثت نفسي فيها بأمور، و هذا الرجل قد أولع بي، فاركب بنا نتنفس.

فركب و سرت معه، فسار ميلين، و وقف على تل فجعل يشكو هشاما، إذ نظر إلى رهج (2) قد أقبل، قال عمر بن شبة في حديثه و سمع قعقعة البريد، فتعوذ باللّه من شرّ هشام و قال: هذا البريد قد أقبل بموت و حيّ (3) أو بملك عاجل فقلت: لا يسوؤك اللّه أيها الأمير، بل يسرّك و يبقيك.

إذ بدا رجلان على البريد مقبلان أحدهما مولى لأبي سفيان بن حرب، فلما قربا أتيا الوليد فنزلا يعدوان حتى دنوا فسلّما عليه بالخلافة فوجم، فجعلا يكرران عليه التسليم بالخلافة، فقال: ويحكما ما الخبر أمات هشام ؟ قالا: نعم، قال: مرحبا بكما ما معكما، قالا: كتاب مولاك سالم بن عبد الرحمن. فقرأ الكتاب، و انصرفنا.

فسأل عن عياض بن مسلم كاتبه الذي كان هشام ضربه و حبسه فقالا (4):يا أمير المؤمنين لم يزل محبوسا حتى نزل بهشام أمر اللّه عز و جلّ ، فلما صار إلى حال لا ترجى الحياة لمثله معها أرسل عياض إلى الخزّان. احتفظوا بما في أيديكم، فلا يصلن أحد (5)إلى شيء. و أفاق هشام إفاقة فطلب شيئا، فمنعه، فقال: أرانا كنا خزّانا للوليد. و قضى من ساعته، فخرج عياض من السجن ساعة قضى هشام فختم الأبواب و الخزائن و أمر بهشام فأنزل عن فراشه، و منعهم أن يكفنوه من الخزائن، فكفنه غالب مولى هشام و لم يجدوا قمقما (6) حتى استعاروه.

و أمر الوليد بأخذ ابني هشام بن إسماعيل، فأخذا بعد أن عاذ إبراهيم بن هشام بقبر

ص: 442


1- في الأغاني: عن أبي الزبير المنذر بن عمرو.
2- الرّهج و الرّهج: الغبار.
3- أي سريع.
4- بالأصل: فقال.
5- بالأصل:«إذا لشيء» و المثبت عن الأغاني.
6- القمقم: الإناء من نحاس يسخن فيه الماء.

يزيد بن عبد الملك، فقال الوليد: ما أراه إلاّ قد نجا، فقال يحيى بن عروة بن الزبير و أخوه عبد اللّه: إنّ اللّه لم يجعل قبر أبيك معاذا للظالمين، فخذه بردّ ما في يده من مال اللّه فقال: صدقت فأخذهم، و بعث بهما إلى يوسف بن عمر، و كتب إليه بأن يبسط عليهما العذاب حتى يتلفا، ففعل ذلك بهما و ماتا جميعا في العذاب بعد أن أقيم إبراهيم بن هشام للناس حتى اقتصوا منه المظالم.

و قال عمر بن شبّة في خبره: إنه لما نعي له هشام قال: و اللّه لأتلقين هذه النعمة بسكره قبل الظهر ثم أنشأ يقول:

طاب نومي و للشرف (1) السلافة *** إذ أتاني نعيّ من بالرصافة

فأتى البريد ينعى هشاما *** و أتانا بخاتم للخلافة

فاصطبحنا من خمر عانة (2) صرفا *** و لهونا بقينة عزّافة

ثم حلف لا يبرح من موضعه حتى يغنّى في هذا الشعر و يشرب عليه فغنّي له فيه، و شرب حتى سكر، ثم دخل فبويع له.

مضروب عليه في الأصل، و أسقطه القاسم في النسخة المستجدة التي هي الفرع، و الغالب على ظنه أنه أصل. و أن القاسم لما رأى في الكلام ركاكة ضرب عليه و لم يلحقه في الفرع و كذلك فعل في غير موضع من الكتاب فاستدللت بغير هذه القصة، على هذه، و سمعت أيضا ذلك ممن سبقنا و شاهد القسم فإن كان سبق في مواضع من الكتاب على شيوخ لم يلحقهم و لم يكن له منهم على إجازة مواضع يستقبحها.

2242 - زحر بن قيس الجعفي الكوفي

2242 - زحر بن قيس الجعفي الكوفي (3)

أدرك عليا، و شهد معه صفين، و كان شريفا فارسا و له ولد أشراف.

حكى عن علي بن أبي طالب، و الحسن بن علي.

روى عنه: الشعبي.

ص: 443


1- في الأغاني: طاب يومي و لذّ شرب السلافة.
2- بالأصل:«غاية» و الصواب عن الأغاني، و عانة: بلدة على الفرات تنسب إليها الخمر العانية.
3- ترجمته في بغية الطلب 3783/8 و تاريخ بغداد 487/8 و الوافي بالوفيات 189/14.

و كان خطيبا بليغا، و وفد على يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو الحسن بن سعد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمد بن عبد الواحد (2) الصغير، نا أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن محمد بن المغلّس، نا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني عبد اللّه - يعني ابن سعيد عمه (3)-عن زياد - و هو - البكّائي (4) نا المجالد بن سعيد، نا الشعبي، أخبرني زحر بن قيس الجعفي، قال: بعثني عليّ على أربعمائة من أهل العراق، و أمرنا أن ننزل المدائن (5) رابطة قال: فو اللّه إنا لجلوس عند غروب الشمس على الطريق، إذ جاءنا رجل قد أعرق دابته، قال: فقلنا من أين أقبلت ؟ قال: من الكوفة، قلنا: متى خرجت ؟ قال:

اليوم، قال: قلنا: فما الخبر؟ قال: خرج أمير المؤمنين إلى الصلاة، صلاة الفجر فابتدره ابن بجرة (6) و ابن ملجم، فضربه أحدهما [ضربة] (7) إن الرجل ليعيش مما هو أشد منها، أو يموت مما هو أهون منها، قال: ثم ذهب. قال عبد اللّه بن وهب السبائي (8)،و رفع يده إلى السماء:- اللّه أكبر اللّه [أكبر] (9) قال: قلت له: ما شأنك ؟ قال: لو أخبرنا هذا أنه نظر إلى دماغه قد خرج عرفت أن أمير المؤمنين لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، قال: فو اللّه ما مكث [إلا] (10) تلك الليلة حتى جاءنا كتاب الحسن بن علي: من (11) عبد اللّه حسن أمير المؤمنين إلى زحر بن قيس، أما بعد فخذ البيعة ممن قبلك، قال: فقلنا: أين ما قلت ؟ قال: ما كنت أراه يموت.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن الغسّاني، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب المدائني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير الطبري، قال (12):قال هشام بن محمد، قال: أبو مخنف: ثم إن

ص: 444


1- الخبر في تاريخ بغداد 488/8 و بغية الطلب 3783/8.
2- تاريخ بغداد: عبد الوهّاب.
3- بالأصل: عنه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل: البكالي، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل: الميدان، و الصواب عن تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: ابن بجدة.
7- الزيادة عن تاريخ بغداد.
8- بالأصل: الشيباني، و المثبت عن تاريخ بغداد.
9- الزيادة عن تاريخ بغداد.
10- الزيادة عن تاريخ بغداد.
11- بالأصل:«بن» و الصواب ما أثبت.
12- الخبر في تاريخ الطبري 459/5 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3784/8.

عبيد اللّه بن زياد نصب رأس الحسين في الكوفة، فجعل يدار بن ثم دعا زحر بن قيس فسرّح معه برأس الحسين و رءوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية، و كان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي، و طارق بن أبي ظبيان الأزدي، فخرجوا حتى قدموا بها الشام على يزيد.

قال هشام: فحدثني عبد اللّه بن يزيد بن روح بن زنباع الجذاميّ ، عن أبيه، عن الغاز بن ربيعة الجرشي (1)،من حمير، قال: و اللّه إنّا لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية، فقال له يزيد: ويلك! ما وراءك ؟ و ما عندك ؟ فقال: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح اللّه و نصره، ورد علينا الحسين بن علي بن أبي طالب في ثمانية عشر من أهل بيته و ستين من شيعته قال: فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا و ينزلوا على حكم الأمير عبيد اللّه بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال على الاستسلام، فغدونا عليهم مع شروق الشمس، فأحطنا بهم من كل ناحية، حتى إذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم، جعلوا يهربون [إلى] غير وزر، و يلوذون منا بالآكام و الحفر، لو اذا كما لاذ الحمام من صقر، فو اللّه يا أمير المؤمنين ما كانوا إلاّ [جزر] (2) جزور أو نومة (3) قائل، حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجرّدة (4)، و ثيابهم مرمّلة، و خدودهم معفّرة، تصهرهم الشمس، و تسفي عليهم الريح، زوارهم العقبان و الرخم بقيّ سبسب قال: فدمعت عين يزيد، فقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن اللّه! ابن سمية، أما و اللّه لو أني صاحبه لعفوت عنه، و رحم اللّه الحسين، و لم يصله بشيء (5).

ص: 445


1- بالأصل:«المعار بن ربيعة الحرسي» كذا، و الصواب ما أثبت عن الطبري.
2- زيادة عن الطبري.
3- بالأصل:«و قومه» و الصواب عن الطبري.
4- بالأصل «محررة» و في المختصر و ابن العديم:«مجزرة» و المثبت عن الطبري.
5- كذا ورد بالأصل، و عقب ابن العديم بعد ذكره الخبر: هكذا قال الحافظ أبو القاسم، و الذي يقع لي أن الذي قدم برأس الحسين على يزيد هو غير زحر بن قيس الجعفي، فإن الجعفي شهد صفّين مع علي رضي اللّه عنه، و قدمه على أربعمائة من أهل العراق، و بقي بعده مؤمرا، و أمره الحسن رضي اللّه عنه بأخذ البيعة له، و كان شريفا في قومه. فيبعد عندي أن يقاتل الحسين و يخرج برأسه و يحضر بين يدي يزيد، و يقول ما قال، قول متشفّ ، و قد وافق الجعفي في اسمه و اسم أبيه و في كونه من الكوفة، فظن أبو القاسم الحافظ أنه الجعفي و ليس به. و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، حدثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد، زاد ابن خيرون، و محمد بن الحسن الأصبهاني، قال:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):زحر بن قيس: خرجت حين أصيب علي إلى المدائن (2) و كان أهله بها، قاله محمد بن أبي بكر عن أبي محصن، عن حصين، عن الشعبي.

أخبرنا أبو الحسن ابن سعيد و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):زحر بن قيس الجعفي الكوفي أحد أصحاب علي بن أبي طالب أنزله على المدائن في جماعة جعلهم هناك رابطة، روى عنه عامر الشعبي، و حصين بن عبد الرحمن. هذا وهم، إنما روى حصين عن الشعبي عنه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين (4) بن الطّيّوري، أخبرنا أبو الحسين العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار.

أنبأنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي (5) قال: زحر بن قيس الجعفي كوفي ثقة، من كبار التابعين.

2243 - زحنة بن عبد اللّه

و يقال زحمة الكلبي، أحد فرسانهم، شهد وقعة مرج راهط و قتل الضحاك بن قيس له ذكر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمد بن العباس، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا

ص: 446


1- التاريخ الكبير 445/1/2.
2- بالأصل:«أصبت على أبي المدائن» و صوبنا العبارة عن البخاري.
3- تاريخ بغداد 487/8.
4- بالأصل: ابن الحصين.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 165 و فيه: كوفي تابعي ثقة.

محمد بن سعد (1)،أنا علي بن محمد - يعني المدائني-، عن الشرقي بن القطامي الكلبي، قال: قتل الضحاك بن قيس رجل من كلب يقال له زحمة بن عبد اللّه.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا علي بن محمد، عن خالد، عن يزيد بن بشر الكليبي، حدثني ابن سهل بمقتل الضحاك، قال: مر بنا رجل يقال له زحمة ما يطعن أحدا إلاّ صرعه و لا يضرب أحدا إلاّ قتله فحمل على رجل فطعنه فصرعه و تركه و مضى حتى ضرب رجلا فجدله، فأتيته فإذا هو الضحاك بن قيس فاحتززت رأسه، فأتيت به مروان، فقال: أنت قتلته ؟ قلت: لا، و أخبرته من قتله و كيف صنع فأعجبه صدقي و كره قتل الضحاك و قال: الآن حين كبرت سني و اقترب أجلي أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض، و أمر لي بجائزة (2).

قرأت على أبي غالب البنا، عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و أما زحمة فهو زحمة بن عبد اللّه الذي قتل الضحاك في يوم المرج.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: و أما زحنة أوله زاي مضمومة و بعد الحاء نون فهو زحنة بن عبد اللّه الذي قتل الضحاك بن قيس الفهري يوم المرج (3)،قاله الدارقطني، و قال ابن سعد في الطبقات عن (4) المدائني: هو زحمة بالميم و النفس إلى قوله في هذا أسكن، و اللّه أعلم بالصواب.

2244 - زرارة بن حرب بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر

2244 - زرارة بن حرب (5) بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر

ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية

ابن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة (6)

ابن قيس عيلان بن مضر بن نزار الكلابي

والد عبد العزيز بن زرارة، وفد هو و ابنه على معاوية و كان سيد أهل البادية، و كان شاعرا.

ص: 447


1- بالأصل:«محمد بن إسماعيل» و الصواب ما أثبت و السند معروف.
2- الخبر في سير الأعلام 243/3 في ترجمة الضحاك.
3- الاكمال لابن ماكولا 36/4 و فيه:«و أما زحمة أوله زاي مضمومة فهو زحمة بن عبد اللّه الكلبي قاتل الضحاك بن قيس الفهري» و بالأصل: راء مضمومة.
4- بالأصل:«عمر» و لعل الصواب ما أثبت، و لم نجد عبارته في الطبقات الكبرى المطبوع.
5- في جمهرة ابن حزم ص 283 «جزء» و في الوافي بالوفيات 194/14 حزن.
6- عن ابن حزم و بالأصل: حفصة.

بلغني أن عبد العزيز بن زرارة خرج مع يزيد بن معاوية غازيا إلى بلاد الروم، فمات، فكتب يزيد ينعيه إلى معاوية فورد الكتاب على معاوية و زرارة عنده فقال: يا زرارة إن في هذا الكتاب موت فتى (1) العرب قال: هو ذا ابنك يا أمير المؤمنين أو ابني، قال: بل هو ابنك عبد العزيز، فأعظم اللّه عليه أجرك و جزع (2) عليه معاوية، فخرج زرارة و هو يقول (3):

ألا زان قتل عبد العزيز *** يصلى الحروب و سد الثغورا

وزان المنابر عبد العزيز *** وزان النشاط وزان السريرا

و أورى زناد بني عامر *** غلاما و قضى عليه الأمورا

فحاط الحريم و كف العظيم *** و أغنى الفقير و أعطى الكسيرا

و لم ير ما كان من فعله *** كثيرا و لكن رآه صغيرا

و ما زال مذ كان عبد *** العزيز إما وزيرا و إما أميرا

رمته المنون على غربة *** بسهم، فأصبح حدي عثورا

نعاه ابن حرب إليّ الغداة *** فأصبحت شيخا مصابا ضريرا

و قال: فتى الناس في حفرة *** تجرّ عليه الأعاصير مورا

فقلت له ابنك زار القبور *** أم ابني معاوي زار القبور؟

فقال: بل ابنك عبد العزيز *** فكاد الفؤاد له أن يطيرا

فإن يكن الموت أودى به *** و أصبح (4) نبح الكلاب زيرا

فكلّ فتى شارب كأسه *** فإمّا صغيرا و إمّا كبيرا

و ذهب أكثر (5) قومه بأرض الروم، فمرّ عليه مروان بن الحكم و هو على حاله (6)، فسأله: كيف أنت ؟ فقال: بخير أنبتنا اللّه فأحسن نباتنا (7)،و حصدنا فأحسن حصادنا.

ص: 448


1- اللفظة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الوافي بالوفيات، و في ابن حزم: هذا كتاب ينعى سيد العرب.
2- بالأصل:«و خرج» و الصواب عن الوافي.
3- بعضها في الوافي 194/14.
4- عجزه في الوافي: و أصبح مخ الكلابي ريرا.
5- عن ابن حزم و الوافي، و بالأصل: أكبر.
6- في الوافي:«ما له» و في ابن حزم: ماء له.
7- بالأصل:«أثبتنا فأحسن ثباتنا» و المثبت عن ابن حزم و الوافي.

و حكى عبد اللّه بن سعد القطربلي عن الواقدي: أنه لما بلغ معاوية مصاب عبد العزيز بن زرارة بالقسطنطينية و كان غزاها مع ابنه يزيد [بن] معاوية، قال لأبيه زرارة بن حرب: أصيب فتى العرب، فقال له: ابني أم ابنك يا أمير المؤمنين ؟ قال: بل ابنك فآجرك اللّه عليه، ثم قال زرارة يرثي ابنه:

أ مطمع صبحني الدرب و لم أقل لرمس بأعلى الصحيحان ألا اسلم

فتى لا تخال الدهر ضربة لازب *** عليه و لا يخفى على المتوسم

ص: 449

ذكر من اسمه زرافة

2245 - زرافة

ذكر من اسمه (1) زرافة

2245 - زرافة (2)

حاجب المتوكل، حكى عن ذي النون المصري و عن المتوكل.

حكى عنه عيسى البغدادي.

و قدم دمشق في صحبة المتوكل، كما ذكر عبد اللّه بن محمد الخطّابي الشاعر في تسمية من قدم دمشق مع المتوكل فيما قرأته بخطه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا، عثمان بن محمد - هو - العثماني (4)،أنا أحمد (5) بن محمد بن عيسى، حدثني محمد بن أحمد الحذّاء، قال:

سمعت هارون بن عيسى البغدادي، يقول: حدثني أبي عن زرافة حاجب (6) المتوكل، قال: لما انصرف ذو (7) النون من عند أمير المؤمنين دخل عليّ ليودّعني، فقلت: اكتب لي دعوة ففعل، فقربت إليه جام لوزينج فقلت له: كل من هذا فإنه يرزّن الدماغ، و ينفع العقل، فقال: العقل ينفعه غير هذا، قلت: و ما ينفعه ؟ قال: اتّباع أمر اللّه و الانتهاء عن نهيه،[أ ما علمت أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنما العاقل من عقل عن اللّه أمره و نهيه» (8)]فقلت

ص: 450


1- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في بغية الطلب 3787/8.
3- الخبر في حلية الأولياء 387/9 في ترجمة ذي النون المصري، و نقله ابن العديم عن أبي نعيم.
4- بالأصل:«العنابي» و الصواب عن حلية الأولياء 354/9.
5- عن الحلية و ابن العديم، و بالأصل: محمد.
6- في المصدرين السابقين: صاحب المتوكل.
7- بالأصل: ذا النون.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية.

له: أكرمني بأكله، فقال: أريد ألذّ من هذا، قلت: و أي شيء تريد؟ قال: هذا لمن (1)لا يعرف الحلوى و لا يعرف أكله، و إن أهل معرفة اللّه يتخذون خلاف هذا اللوزينج فقلت: لا [أظن] (2) أحدا في الدنيا يحسن أن يتخذ أجود من هذا، و إن هذا من مطبخ أمير المؤمنين المتوكل على اللّه، فقال: أنا أصف لك لوزينج المتوكل، فقلت: هات، له أبوك، قال: خذ لباب مكنون محض طعام المعرفة، فاعجنه بماء الاجتهاد، و انصب أثفية الانكماد، و طابق صفو الوداد، ثم اخبز خبز لوزينج العبّاد بحرّ نيران الزهّاد، و أوقده بحطب الأسى حتى ترمي نيران وقودها بشرر الضنا، ثم احش ذلك بقند الرضا، و لوز الشجا مرضوضان بمهراس الوفاء، مطيبان [بطينة] (3) رقة عشق الهوى، ثم اطوه طي الأكياس للأيام بالعزى، و قطعه بسكاكين السهر جوف الدجى، و رفض لذيذ الكرى، و نضّده (4) على جامات القلق و الشهق، و انثر عليه سكرا يعمل من زفرات الحرق، ثم كله بأنامل التفويض في و لائم المناجاة، بوجدان خواطر القلوب، فعند ذلك تفريج كرب القلوب و محل سرور المحبّ بالملك (5) المحبوب ثم ودّعني و خرج[4366].

ص: 451


1- بالأصل:«من» و الصواب عن الحلية.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية.
3- زيادة عن هامش الأصل، و الحلية:«بطينة» و في بغية الطلب: بطيبة.
4- عن الحلية و ابن العديم، و بالأصل:«و يصدده».
5- عن الحلية و ابن العديم و بالأصل:«بما كربه».

ص: 452

الفهرس

ذكر من اسمه رافع

2124 - رافع بن سالم، و يقال ابن سلمان الفزاري 3

2125 - رافع بن عمرو بن عويمر بن زيد بن رواحة بن زيد ابن عدي المدني 4

2126 - رافع بن عمرو، و هو رافع بن أبي رافع و يقال: رافع بن عميرة ابن جابر نب حارثة بن عمرو، و هو الحدرجان بن مخصب أبو الحسن السّنبسي الوائلي الطائي 7

2127 - رافع بن عمرو الطائي 19

2128 - رافع بن مكيث 19

2129 - رافع بن نصر أبو الحسن البغدادي الفقيه الزاهد الحمّال 23

2130 - رافع مولى هشام بن إسماعيل بن هشام المخزومي 24

ذكر من اسمه رباح

2131 - رباح بن عبد الرّحمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزّى ابن أبي قيس بن عبد ودّ بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ابن غالب أبو بكر القرشي العامري 25

2132 - رباح بن علي بن موسى بن رباح بن عيسى بن رباح أبو يوسف البصري القاضي 29

2133 - رباح بن قصير اللّخمي 30

2134 - رباح بن الوليد و يقال: الوليد بن رباح بن يزيد بن نمران الذماري 33

ذكر من اسمه ربعي

2135 - ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد اللّه بن بجاد ابن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيص بن ريث بني غطفان ابن سعد بن قيس عيلان الغطفاني ثم العبسي الكوفي 36

ص: 453

2136 - ربعي بن عامر 49

ذكر من اسمه ربيعة

2137 - ربيعة بن أحمد بن طولون 50

2138 - ربيعة بن إبراهيم الدمشقي 50

2139 - ربيعة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي القرشي 50

2140 - ربيعة و لقبه مسكين بن أنيف بن شريح بن عمرو بن عدس ابن زيد بن عبد اللّه بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم 53

2141 - ربيعة بن الحارث بن عبيد، و يقال ابن عبد اللّه بن الحارث أبو زياد الجبلاني الحمصي القاضي 59

2142 - ربيعة بن درّاج بن العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح ابن عمرو بن هصيص القرشي الجمحي 60

2143 - ربيعة بن ربيعة مولى لقريش من أهل دمشق 65

2144 - ربيعة بن عاصم العقيلي 65

2145 - ربيعة بن عامر القرشي العامري من بني عامر بن لؤي 66

2146 - ربيعة بن عباد و يقال: عبّاد الدّؤلي الحجازي 68

2146 م - ربيعة بن فضالة 68

2146 م - ربيعة بن كعب بن القصير 69

2146 م 3- ربيعة بن لقيط بن حارثة بن عميرة التجيبي... البصري 69

2147 - الربيع بن سبرة بن معبد و يقال: ابن عوسجة بن حرملة بن سبرة ابن خديج بن مالك بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة بن نصر بن سعد و معبد أصحّ من عوسجة الجهني 70

2148 - الربيع بن سليمان بن محمّد بن سعدون أبو الزهر العديمي 74

2149 - الربيع بن عبد السّلام أبو الجهم الأزدي 75

2150 - الربيع بن عروة، و يقال ابن عرعرة - الحرشي 75

2151 - الربيع بن عمرو بن الربيع أبو القاسم الكلبي الحمصي ثم الدمشقي 75

2152 - الربيع بن عون بن خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه ابن عبيد بن عويج، و يقال غانم بن عبيد اللّه بن عوف بن عبيد ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي العدوي المصري 77

2153 - الربيع بن محمّد بن عيسى أبو الفضل الكندي اللاّذقي 77

ص: 454

2154 - الربيع بن مسعود بن حواس العبدي 79

2155 - الربيع بن مطر بن بلخ التميمي 79

2156 - الربيع بن نافع أبو توبة الحلبي 80

2157 - الربيع بن يحيى 84

2158 - الربيع بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 85

2159 - الربيع بن يونس بن محمّد بن كيسان أبو الفضل حاجب المنصور 85

ذكر من اسمه رجاء 2160 - رجاء بن أشيم بن كميش أبو الأشيم الحميري المصري 92

2161 - رجاء بن أبي أيوب الحضاري 94

2162 - رجاء بن حيوية بن جندل و يقال: حزول، و يقال: جندل بن الأحنف بن السّمط ابن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور ابن مرتع بن معاوية بن كندة، و هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث ابن مرّة بن أدد أبو المقدام و يقال: أبو نصر الكندي الأردنّيّ و يقال: الفلسطيني الفقيه 96

2163 - رجاء بن سراج الكلبي 116

2164 - رجاء بن أبي سلمة أبو المقدام الفلسطيني 116

2165 - رجاء بن سهل أبو نصر الصاغاني 121

2166 - رجاء بن أبي الضّحّاك 122

2167 - رجاء بن عبد الرّحمن البيروتي 124

2168 - رجاء بن عبد الرحيم أبو الضياء القرشي الهروي 124

2169 - رجاء بن عبد الواحد بن يوسف أبو الفتح الأصبهاني المعروف بالرازي 126

2170 - رجاء بن مرجّى بن رافع أبو محمّد المروزي و يقال السمرقندي الحافظ 127

2171 - رجاء بن هشام أبو المنذر 131

2172 - رجاء بن يحيى بن عمير أبو زهير الغسّاني 131

2173 - رحيل بن سعيد بن عبد الرّحمن أبو محمّد البعلبكي 132

2174 - رحيم بن سعيد بن مالك أبو سعيد الضرير المعبّر 132

2175 - رزاح النّهدي 133

2176 - رزام أبو قيس، و يقال: أبو الغصن و يقال أبو القصر، و يقال: أبو القسر الكاتب مولى خالد القسري 135

ص: 455

2177 - رزيق القرشي المدني 137

2178 - رزيق، و يقال: زريق بن حيان أبو المقدام الفزاري 138

2179 - رزين بن ماجد 144

ذكر من اسمه رستم 2180 - رستم أبو يزيد 146

2181 - رستم الأثرم العابد 146

ذكر من اسمه رسلان 2182 - رسلان بن إبراهيم بن بلال أبو الحسن الكندري 147

ذكر من اسمه رشأ 2183 - رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه أبو الحسن المقرئ 148

ذكر من اسمه رشيق 2184 - رشأ بن عبد اللّه أبو الحسن المصّيصي 150

ذكر من اسمه رضوان 2185 - رضوان بن إسحاق أبو زفر القرشي الشامي 152

2186 - رضوان بن تتش بن ألب رسلان 153

2187 - رفدة بن قضاعة الغسّاني مولاهم 154

2188 - رفق المستنصري الملقّب بعزّ الدولة أمير الأمراء الملقب بالمستنصر 158

ذكر من اسمه رفيع 2189 - رفيع بن مهران أبو العالية الرّياحي البصري 159

ذكر من اسمه ركز 2190 - ركز بن أبي سهم الهلالي 192

ذكر من اسمه ركن 2191 - ركن بن عبد اللّه بن سعد أبو عبد اللّه ربيب مكحول 193

ذكر من اسمه رماحس 2192 - رماحس بن عبد العزيز بن الرّماحس بن السكران بن واقد ابن وهيب، و يقال: أهيب بن هاجر بن عرينة بن واثلة بن الفاكه بن عمرو بن الحارث ابن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة الكناني 199

ص: 456

ذكر من اسمه رمّاح 2193 - رمّاح بن أبرد بن ثوبان بن سراقة بن سليمان بن ظالم بن جذيمة ابن يربوع بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث ابن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، و يقال: سراقة بن حرملة أبو شرحبيل و يقال: أبو شراحيل المرّي المعروف بابن ميّادة 200

ذكر من اسمه رواد 2194 - روّاد بن الجراح أبو عصام العسقلاني 208

ذكر من اسمه رؤبة 2195 - رؤبة بن العجاج و اسمه عبد اللّه بن روبة بن أسد بن صخر ابن كنيف بن عميرة بن حني بن ربيعة بن سعد بن مالك بن زيد بن مناة ابن تميم أبو الجحاف، و يقال أبو العجاج التميمي 212

ذكر من اسمه روح 2196 - روح بن جناح أبو سعد، و يقال أبو سعيد 229

2197 - روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب أبو خلف و يقال: أبو حاتم الأزدي 234

2198 - روح بن حبيب التّغلبي 238

2199 - روح بن زنباع بن سلامة بن حداد بن حديدة بن أمية بن امرئ القيس ابن جمانة بن وائل بن مالك بن زيد مناة بن أفصى بن سعد بن إياس ابن أفصى بن حرام بن جذام و هو عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة ابن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، أبو زرعة، و يقال أبو زنباع الجذامي الفلسطيني 240

2200 - روح بن العيزار 251

2201 - روح بن نفيل 251

2202 - روح بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم 251

2203 - روح بن الهيثم الغسّاني 252

2204 - روح بن يزيد بن بشر السّكسكي 253

ذكر من اسمه رود 2205 - رود بن الحارث الكلابي 253

ذكر من اسمه روزبه 2206 - روزبه بن الحسن بن علي أبو بكرة و يقال: أبو بشر الفارسي الفسوي الصوفي 254

2207 - رومان 255

ص: 457

ذكر من اسمه رويح 2208 - رويح أبو بكر المتعبد 256

ذكر من اسمه رويم 2209 - رويم اللخمي 256

ذكر من اسمه رياح 2210 - رياح بن عبيدة و يقال: ابن عبدة أبو ناتل الغسّاني 257

2211 - رياح بن عبيدة الباهلي 258

2212 - رياح بن عتيك الغسّاني 264

2213 - رياح بن عثمان بن حيّان بن معبد بن شدّاد بن نعمان بن رياح ابن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ بن مرة ابن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان بن سعد ابن قيس عيلان المرّي 265

2214 - رياح بن أبي عمارة 272

2215 - رياح بن الفرج 272

ذكر من اسمه ريّان 2216 - ريّان 274

2217 - ريّان بن مسلم، و يقال: ابن مسلم الكاتب 274

2218 - ريّان أبو سعيد 275

2219 - ريّان بن عبد اللّه أبو راشد الأزدي الخادم 275

2220 - ريّان بن عبد اللّه آخر 276

2221 - ريّان الخادم 277

2222 - ريحان بن عبد اللّه أبو الحاتم الخادم المعتمدي 277

حرف الزاي ذكر من اسمه زاذان 2223 - زاذان أبو عمر و يقال: أبو عبد اللّه الكندي، مولاهم، الكوفي البزار 278

2224 - زاذان مولى عثمان بن عفّان 291

ذكر من اسمه زامل 2225 - زامل بن عتيك الجذامي 292

2226 - زامل بن عفير 293

ص: 458

2227 - زامل بن عمرو السّكسكي الحبراني الحميري الحمصي 293

2228 - زائدة بن قدامة بن مسعود الثقفي 295

2229 - زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح أبو نعمة القشيري المعروف بالمحفحف 298

222-223 - زائدة بن هارون بن عفّان البيروتي 300

2231 - زبّان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس أبو إبراهيم، و يقال: أبو عمرو الأموي 301

2232 - زبيد بن عبد الخولاني المصري 305

ذكر من اسمه زبير 2233 - الزبير بن الأروح التميمي 306

2234 - الزبير بن جعفر بن محمّد هارون بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد ابن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم ابن عبد مناف، أبو عبد اللّه المعتزّ باللّه ابن المتوكل بن المعتصم ابن الرشيد بن المهدي بن المنصور 307

2235 - الزبير بن حزيمة الخثعمي 323

2236 - الزبير بن سليم 326

2237 - الزبير بن عبد اللّه الكلابي 327

2238 - الزبير بن عبد الواحد بن أحمد و يقال: ابن محمّد بن زكريا بن صالح ابن إبراهيم الأسدآبادي الحافظ 328

2239 - الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب أبو عبد اللّه الأسدي 332

2240 - الزبير بن الصّلت الكندي المدني 439

2241 - الزبير أو أبو الزبير بن المنذر بن عمر 441

2242 - زحر بن قيس الجعفي الكوفي 443

2243 - زحنة بن عبد اللّه 446

2244 - زرارة بن حرب بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار الكلابي 447

ذكر من اسمه زرافة 2245 - زرافة 450

الفهرس 453

ص: 459

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.