تاریخ مدینة دمشق المجلد 16

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء السادس عشر

تتمة حرف الخاء

ذكر من اسمه خالد

1857 - خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أميّة

ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ القرشي (1)

له صحبة.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن، قيل إنه هو الذي نسب إليه رحبة خالد بدمشق.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، و محمّد بن أبي محمّد، قالا: نا محمّد بن زكريا البصري، نا محمّد بن عمر الرومي، نا أشعث بن سعيد أبو الربيع السّمان، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الرّحمن بن خالد بن أسيد، عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أهلّ حين راح إلى منى (2)[3823].

قال ابن مندة: و هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ بهذا الإسناد، و خالد بن أسيد الأموي أخو عتّاب بن أسيد، عداده في أهل الحجاز.

ذكر أبو الحسين الرازي عن أشياخه بأسانيدهم أن الدار و الحمام المعروفين (3)

ص: 3


1- ترجمته في الاستيعاب 410/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 566/1 و ضبط ابن الأثير: أسيد: بفتح الهمزة و كسر السين. الإصابة 401/1 و فيه: ابن أبي العاص. نسب قريش للمصعب الزبيري ص 166 و 187 و 188 الوافي بالوفيات 246/13 و بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- الحديث في الاستيعاب و أسد الغابة و الإصابة. و الإهلال: رفع الصوت بالتلبية.
3- الأصل و م «المعروفان» خطأ و الصواب ما أثبت.

بخالد في رحبة خالد - هو خالد بن أسيد بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف - و هو صحابي أخو عتّاب بن أسيد الذي ولاه النبي صلّى اللّه عليه و سلم مكة، هكذا قيل، و يشبه أن يكون ذلك منسوبا (1) إلى خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد لأنه كان بدمشق مع عبد الملك بن مروان، و اللّه أعلم. و خالد بن أسيد قديم الوفاة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي الفقيه، قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر قال: فولد أسيد بن أبي العيص خالدا و عتّابا، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال (2):زعموا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم نظر إلى خالد بن أسيد يتقاذف في مشيته، فقال:«اللّهمّ زده فخرا» (3)،و مات خالد بمكة[3824].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة:

خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، و أمّه أروى بنت أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس، فولد خالد بن أسيد عبد اللّه، و أبا عثمان، و أميّة، و أم القاسم، و أمّهم ريطة بنت عبد اللّه بن خزاعي بن أسيد بن الحويرث بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف، و أسلم خالد بن أسيد يوم فتح مكة، و له بقية و عقب بمكة و البصرة، و كان في خالد تيه شديد، فلما أسلم يوم فتح مكة نظر إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«اللّهم زده تيها»[3825].

قال: فإن ذلك لفي ولده إلى اليوم.

قال أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصّوري، الصواب: حبيب، و زاد ابن فهم في موضع آخر بعد قوله: و أسلم بمكة: و لم يزل بها (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن

ص: 4


1- الأصل و م: منسوب.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 187 و 188.
3- بالأصل «رده فجرا» و الصواب عن نسب قريش و م.
4- انظر طبقات ابن سعد 446/5 و 447.

يوسف، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد: أنا محمّد بن سعد قال فيمن نزل مكّة من الصحابة: خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أميّة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز بن أمية بن خالد بن عبد الرّحمن بن عتّاب بن أسيد، قال خالد بن أسيد، و هو أخو عتّاب بن أسيد لأبيه و أمّه، قدم النبي صلّى اللّه عليه و سلم يوم فتح مكة، و قد مات خالد بن أسيد (1).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق [محمد] بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: فأمّا أسيد: السين مكسورة و الياء ساكنة، فمنهم أسيد بن أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس، أمّه أروى بنت أسيد بن علاج الثقفي، و ابنه (2):عتّاب بن أسيد، و خالد بن أسيد اختلف في إسلامه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري.

ح و حدثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم البخاري، قال: خالد بن أسيد و أخوه عتّاب بن أسيد لهما صحبة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن علي بن هبة اللّه بن ماكولا قال: عتّاب و خالد ابنا أسيد بن أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس لهما صحبة.

و ذكر أبو حسّان الزيادي أن خالد بن أسيد بن أبي العيص، فقد (3) يوم اليمامة.

1858 - خالد بن برز العبسي

1858 - خالد بن برز (4) العبسي

من بني يربوع بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيص بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان.

ولاه الوليد بن عبد الملك دمشق، فيما ذكر أبو عبيد القاسم بن سلاّم، و أبو محمّد

ص: 5


1- انظر أسد الغابة 567/1.
2- اللفظة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
3- الأصل و م:«فقدم» و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 325/7 و الإصابة 401/1.
4- في جمهرة ابن حزم ص 250 برد و في م كالأصل.

علي بن أحمد بن حزم الأندلسي، قال أبو عبيدة: و له يقول مساور بن قيس بن زهير بن جذيمة:

ثلاثة أشهر في دار برز *** فرجى نائلا عند الوليد

يخاطب ناقته.

1859 - خالد بن برمك

أبو العبّاس (1)

وزير أبي العبّاس السّفاح بعد أبي سلمة حفص بن سليمان الخلاّل.

روي عن ابنه يحيى بن خالد عنه، عن عبد الحميد بن يحيى الكاتب حديث.

أنبأناه أبو غالب شجاع بن فارس، و أبو منصور بن زريق، أنا أبو الغنائم بن الدّجاجي، أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمّد بن علي بن الشاه المروذي - قدم علينا للحج - سمعت أبا الربيع محمّد بن الفضل التاجر يقول: سمعت عبيد اللّه بن محمّد بن يونس السّرخسي يقول: سمعت أبا القاسم هبة اللّه بن أحمد بن محمود البلخي يقول:

سمعت يحيى بن حمّاد البغوي يقول: سمعت عبد اللّه بن طاهر يقول: سمعت أبي طاهر بن الحسين يقول: سمعت الفضل بن سهل ذا الرئاستين يقول: سمعت جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي يقول: سمعت أبي يحيى بن خالد يقول: سمعت أبي خالد بن برمك يقول: سمعت عبد الحميد بن يحيى كاتب بني أميّة يقول: سمعت سالم بن هشام يقول: سمعت عبد الملك بن مروان يقول: سمعت زيد بن ثابت كاتب الوحي يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا كتبت فبيّن السّين في بسم اللّه الرّحمن الرحيم»[3826].

رواه غيره، فقال يحيى بن خالد البغوي، و روي من طريق آخر عن عبد اللّه بن

ص: 6


1- ترجمته في وفيات الأعيان 292/1 (ضمن ترجمة جعفر بن يحيى) الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 87 بغية الطلب لابن العديم 3019/7 الوافي بالوفيات 247/13 سير الأعلام 228/7 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

أحمد البلخي، فنقص من إسناده خالد بن برمك، و قد تقدم في ترجمة جعفر بن يحيى بن خالد.

ذكر أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي في كتاب الوزراء:

قرأت في الكتاب الذي ألّفه عمر (1)[بن] الأزرق الكرماني في «أخبار البرامكة و فضائلهم» أن خالد بن برمك كان يختلف إلى محمّد بن علي الإمام ثم إلى إبراهيم بن محمّد بعده و كان خالد بن برمك يتهم بدين المجوس (2).

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا علي بن الحسن الرّبعي، قال: سمعت محمّد بن منصور يقول: لم يكن لخالد بن برمك أخ إلاّ بنى له دارا على قدر كفاءته و أوقف (3) على أولادهم من ماله، و كان لأحدهم ولد من جارية هو وهبها له.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه بن طاوس، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان - إجازة - قال: هجا أبو سماعة المعيطي خالد بن برمك، و كان إليه محسنا، فلما ولي يحيى الوزارة دخل إليه أبو سماعة فيمن دخل من المهنئين فقال له: أنشدني الأبيات التي قلتها، قال: ما هي ؟ قال: قولك.

زرت يحيى و خالدا مخلصا للّه *** ديني فاستصغر بعض شأني

فلو أني ألحدت في اللّه يوما *** و لو أني عبدت ما يعبدان

ما استخفّا فيما أظنّ بشأن *** و لأصبحت منهما بمكان

إنّ شكلي و شكل من جح *** د اللّه و آياته لمختلفان

قال أبو سماعة: ما أعرف هذا الشعر و لا من قاله، قال له يحيى: ما تملك صدقة إن كنت تعرف من قالها، فحلف فقال يحيى: و امرأتك طالق، فحلف، فأقبل يحيى على الغسّاني و منصور بن زياد و الأشعثي، و محمّد بن محمّد المعيدي، و كانوا حضورا

ص: 7


1- في بغية الطلب: عمرو بن الأزرق.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 229/7 و الوافي 248/13.
3- بالأصل:«واقف» و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 326/7.

للمجلس، فقال: ما أحسبنا إلاّ قد احتجنا إلى أن نجدد لأبي سماعة منزلا و آلة و خرثيا (1)و متاعا، يا غلام ادفع إليه عشرة آلاف درهم و تختا (2) فيه عشرة أثواب، فدفع إليه، فلما خرج تلقاه أصحابه يهنئونه و يسألونه عن أمره فقال: ما عسيت أن أقول إلاّ أنه ابن الزانية أبى إلاّ كرما فبلغت يحيى كلمته من ساعته: فأمر برده فحضر فقال له: يا أبا سماعة لم تعرف من هجانا، لم تعرف من شتمنا؟ قال له أبو سماعة: ما عرفته فعلته أيّها الوزير، حسدت و كذّب عليّ فنظر إليه يحيى مليا ثم أنشأ يقول:

إذا ما المرء لم يخدش بظفر *** و لم يوجد له أن عض ناب

رحاء فيه الغميزة من بغاها *** و ذلك من مراتبه الصّعاب

قال أبو سماعة: كلا أيها الوزير، و لكنه كما قال:

لن يبلغ المجد أقوام و إن شرفوا *** حتى يذلوا و إن عزّوا لأقوام

و يشتموا فترى الألوان مسفرة *** لأصفح ذلّ و لكن صفح أقوام

فتبسم يحيى و قال: إنّا قد عذرناك و علمنا أنك لن تدع مساوئ شيمك و لؤم طبعك، فلا أعدمك اللّه ما جبلك عليه من مذموم أخلاقك، ثم تمثل:

متى لم تتسع أخلاق قوم *** يضيق بهم الفسيح من البلاد

إذا ما المرء لم يوجد لبيبا *** فليس اللبّ عن قدم الولاد

ثم قال: هو و اللّه كما قال عمر بن الخطاب: المؤمن لا يشفى غيظه، ثم إن أبا سماعة هجا بعد ذلك سليمان بن أبي جعفر، و كان إليه محسنا، فأمر به الرشيد فحلق رأسه و لحيته.

و بلغني أن خالد بن برمك مات في جمادى الأولى سنة خمس و ستين و مائة و هو ابن خمس و سبعين سنة، و مولده سنة تسعين.

1860 - خالد بن تبوك

حكى عن شيخ من أهل العلم.

ص: 8


1- الخرثي بضم الخاء: أثاث البيت أو أردأ المتاع، و بفتح الخاء: المرأة الضخمة الخاصرتين المسترخية اللحم (قاموس).
2- التخت: وعاء يصان فيه الثياب (قاموس).

حكى عنه محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، تقدمت له حكاية في بناء الجامع.

1861 - خالد بن ثابت بن ظاعن بن العجلان بن عبد اللّه

ابن صبح بن والبة بن نصر بن صعصعة بن ثعلبة

ابن كنانة بن عمرو بن القين (1) بن فهم بن عمرو

ابن سعد بن قيس بن عيلان الفهمي

تابعي من أهل الشام و هو الذي وجهه عمر بن الخطاب من الجابية إلى بيت المقدس لفتحها.

حدّث عن عمرو بن العاص، و كعب الأحبار.

روى عنه: أبو إبراهيم المعافري.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي.

ح قال: و أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين، أنا حامد بن محمّد بن عبد اللّه الرّفا، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا عبد اللّه بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب: أن عمر بن الخطاب بعث خالد بن ثابت الفهمي إلى بيت المقدس في جيش - و عمر بن الخطاب بالجابية - فقاتلهم، فأعطوه أن يكون لهم ما أحاط به حصنها على شيء يؤدونه، و يكون للمسلمين ما كان خارجا منها، فقال خالد: قد بايعناكم على هذا إن رضي به أمير المؤمنين، و كتب إلى عمر يخبره بالذي صنع اللّه له، فكتب إليه: أن قف على حالك حتى أقدم عليك، فوقف خالد على قتالهم و قدم عمر مكانه ففتحوا له بيت المقدس على ما بايعهم عليه خالد بن ثابت، قال: فبيت المقدس تسمى فتح عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ص: 9


1- مهملة بالأصل و تقرأ في م: العين، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 243.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: قال ابن بكير قال الليث: غزوة خالد بن ثابت البحر، و بسر بن أبي أرطأة يومئذ تسحرة (1)،و في سنة أربع و خمسين غزوة خالد بن ثابت إفريقية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال (2):و فيها يعني سنة أربع و خمسين أغزى مسلمة بن مخلد خالد بن ثابت الفهمي بلاد المغرب، و أمره أن يستخلف أبا المهاجر دينار مولى الأنصار، فانصرف و خلّف أبا المهاجر.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل (3)،أنا [أبو] (4) الحسين عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن الحنّائي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد السّلمي الحداد، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد الشّيباني، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي الموت المكي، نا أبو الحسن بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا عبد اللّه بن صالح، عن الليث قال: كان ابن أبي الكمود الأزدي يسمع قراءة خالد بن ثابت الفهمي من الليل إذا صلّى على ظهر بيته، قال الليث: و كان بين منزلهما دور في البعد.

أخبرنا أبو علي بن نبهان في كتابه، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق.

ح قال: و أنا طراد، أنا أحمد بن علي، أنا حامد بن محمّد، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا ابن طارق عن ابن لهيعة، عن أبي مرحوم، عن إسحاق بن ربيعة التجيبي، عن أبي إبراهيم المعافري: أن خالد بن ثابت أخبره أن كعب الأحبار أوصاه و تقدم إليه عند خروجه مع عمرو بن العاص إلى مصر، أن لا يقرب

ص: 10


1- كذا بالأصل و في م:«سحرة».
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 223.
3- ترجمته في سير الأعلام 248/20.
4- زيادة اقتضاها السياق، انظر ترجمة أبي القاسم الحنائي في سير الأعلام 130/18 و فيها يروي عنه ولده: أبو الحسين عبد الرحمن.

المكس (1)،و نهاه عن ذلك.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة.

ح قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي، ولي بعض السرايا بالشام لعمر بن الخطاب. و شهد فتح مصر.

يروي عن عمرو بن العاص، و عن كعب بن ماتع الحميري، و له حديث في كتاب الزكاة من موطّا بن وهب الكبير، و هو جد عبد الرّحمن بن خالد بن مسافر بن خالد بن ثابت، و جدّ عبد الملك، و الوليد ابني رفاعة بن خالد بن ثابت أمراء مصر لهشام بن عبد الملك، و خطته بالحمراء (2) و زقاق أمر رفاعة بالحمراء معروف بولده إلى اليوم، و ولي بحر مصر سنة إحدى و خمسين.

1862 - خالد بن ثابت الأوسي الأنصاري

1862 - خالد بن ثابت الأوسي الأنصاري (3)

ذكر أبو بكر بن دريد: أنه قتل يوم مؤتة، و لم أجد له ذكرا في كتب المغازي، فاللّه أعلم.

1863 - خالد بن الحجّاج بن علاّط السّلمي

ذكر أبو الحسين الرازي أنه كان أميرا على دمشق، و أن دار الخالديين بناحية سوق القلانسيين تنسب إلى ولده.

1864 - خالد بن حرب مولى بني عامر

خراساني قدم دمشق على يزيد بن الوليد، له ذكر، يأتي ذكره في ترجمة خالد بن زياد الترمذي.

ص: 11


1- المكس: النقص و الظلم، و دراهم كانت تؤخذ من بائعي السلع في الأسواق في الجاهلية، أو درهم كان يأخذه المصدق بعد فراغه من الصدقة (قاموس).
2- الحمراء: موضع بفسطاط مصر (معجم البلدان).
3- ترجم له ابن حجر في الإصابة 402/1 نقلا عن ابن عساكر.

1865 - خالد بن حميد بن صهيب بن طليب

ابن النحيت بن علقمة بن الصبر الأزدي.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتابي، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق: خالد بن حميد جد بني اللجلاج.

روى عنه: سليمان.

1866 - خالد بن حيّان بن الأعين الحضرمي المصري

1866 - خالد بن حيّان بن الأعين الحضرمي المصري (1)

من وجوه أهل مصر. قدم دمشق و أعمالها، صحبه صالح بن علي الهاشمي غازيا.

أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي (2)،أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي (3)،حدّثني علي بن الحسن بن قديد (4)،نا عبيد اللّه بن سعيد، عن أبيه، حدّثني عمرو بن بحري السبائي (5):أن صالح بن علي الهاشمي لما خرج من مصر إلى الشام خرج بنفر من وجوه أهل مصر منهم: معاوية بن عبد الرّحمن بن بحرم (6) الخولاني، و خالد بن حيّان بن الأعين الحضرمي، و شرحبيل بن مذيلفة الكلبي، و عوف بن سليمان الحضرمي، و عمرو بن الحارث الفقيه.

1867 - خالد بن خلي

أبو القاسم الكلاعي الحمصي (7)

قاضي حمص.

ص: 12


1- ترجمته في ولاة مصر للكندي ص 125 و بغية الطلب 3027/7.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى حوف، قال السمعاني: و ظني أنها قرية بمصر (الأنساب: الحوفي، و انظر الحاشية) و انظر معجم البلدان (الحوف) ذكره السمعاني و ترجم له.
3- ولاة مصر للكندي ص 125-126 و الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب عن الكندي 3027/7.
4- ابن العديم:«حديد» خطأ.
5- في ولاة مصر للكندي:«السبئي» و في ابن العديم: الشيباني.
6- الكندي:«قحزم» و في ابن العديم:«مخرم».
7- ترجمته في تهذيب 2لتهذيب 54/2 و سير الأعلام 640/10 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و خلي بفتح الخاء المعجمة بوزن علي كما في تقريب التهذيب. الكلاعي بفتح الكاف و خفة اللام و بعين مهملة، نسبة إلى ذي كلاع (المغني).

روى عن محمّد بن حرب، و الجرّاح بن مليح البهراني، و محمّد بن حمير، و بقية بن الوليد، و سلمة بن عبد الملك العوصي (1).

روى عنه: ابنه أبو الحسين محمّد بن خالد بن خلي، و أبو عبد اللّه البخاري، و أبو زرعة الدمشقي، و محمّد بن عوف، و أبو أميّة الطرسوسي.

و استقدمه المأمون إلى دمشق، فولاه قضاء حمص.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو سهل الحمصي.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الخبّازي (2)،قالا: أنا محمّد بن المكي الكشميهني (3).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا سعيد بن محمّد أحمد (4) بن محمّد، أنا محمّد بن عمر بن شبّويه (5).

ح و أخبرنا أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو الوقت عبد الأولى بن عيسى بن شعيب، قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية.

ح و أخبرنا أبو بكر خلف بن عطاء بن أبي عاصم - بهراة - أنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي، أنا أبو حامد أحمد بن عبد اللّه بن نعيم النعيمي، قالوا: أنا محمد بن يوسف الفربري (6)،نا محمد بن إسماعيل البخاري، نا أبو القاسم خالد بن خلي، نا محمد بن حرب قال الأوزاعي:

ص: 13


1- الأصل «العوضي» خطأ، و الصواب عن م، انظر تهذيب التهذيب، و اللباب لابن الأثير، و الأنساب السمعاني (العوصي).
2- ترجمته في سير الأعلام 44/18.
3- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 491/16.
4- الأصل «حمد» خطأ و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 103/18.
5- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 423/16.
6- الأصل:«الفريري» و الصواب ما أثبت، و ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى فربر بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى و في م:«العربري».

أخبرنا الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس:

أنه تمارى و الحرّ بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى، فمر بهما أبيّ بن كعب فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا و صاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه، هل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يذكر شأنه، فقال: إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يذكر شأنه يقول:«بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: تعلم أحدا أعلم منك ؟ قال موسى: لا، فأوحى اللّه إلى موسى: بل عبدنا خضر، فسأل السبيل إلى لقيه فجعل اللّه له الحوت آية، و قيل له: إذا فقدت الحوت فارجع، فإنك ستلقاه فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر، فقال فتى موسى لموسى: أ رأيت إذا أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، و ما أنسانيه إلاّ الشيطان أن أذكره، قال موسى:

ذٰلِكَ مٰا كُنّٰا نَبْغِ ، فَارْتَدّٰا عَلىٰ آثٰارِهِمٰا قَصَصاً (1) فوجدا خضرا فكان من شأنهما ما قص اللّه في كتابه»[3827].

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب قاضي حمص، قال: سمعت سليمان بن عبد الحميد البهراني يقول: لما أن وجه المأمون إلى جماعة من أهل حمص ليخرجوا إليه إلى دمشق، فوقع اختياره على أربعة من الشيوخ بحمص، منهم: يحيى بن صالح الوحّاظي (2)،و أبو اليمان الحكم بن نافع (3)،و علي بن عياش (4)،و خالد بن خلي، فأشخصوا إلى دمشق، فأدخلوا على المأمون رجلا رجلا، فأوّل من دخل عليه أبو اليمان الحكم بن نافع فساءله يحيى بن أكثم و حادثه، ثم قال له: يا حكيم (5) ما تقول في يحيى بن صالح ؟ قال: فقلت له: أورد علينا من هذه الأهواء شيئا لا نعرفه قال: فما تقول في علي بن عياش ؟ قال: قلت: رجل صالح لا يصلح للقضاء، فما تقول في خالد بن خلي، فقال: أنا أقرأته القرآن فأمر به فأخرج.

ثم أدخل يحيى بن صالح، و حادثه ثم قال له يحيى: ما تقول في الحكم بن نافع،

ص: 14


1- سورة الكهف، الآية:64.
2- ترجمته في سير الأعلام 453/10.
3- تقدمت ترجمته في كتابنا.
4- ترجمته في سير الأعلام 338/10.
5- كذا بالأصل و في م: يا يحيى.

قال: شيخ من شيوخنا مؤدب أولادنا، قال: فما تقول في علي بن عياش ؟ فقال: رجل صالح لا يصلح للقضاء، قال: ما تقول في خالد بن خلي ؟ قال: عني أخذ العلم و كتب الفقه، قال: فأمر به فأخرج.

ثم دعي علي بن عياش، فدخل عليه فساءله و حادثه ساعة، ثم قال له: يا علي ما تقول في الحكم بن نافع ؟ قال: فقلت له: شيخ صالح، يقرأ القرآن، قال: فما تقول في يحيى بن صالح ؟ قال: أحد الفقهاء، قال: فما تقول في خالد بن خلي، قال: رجل من أهل العلم، ثم أخذ يبكي، فكثر بكاؤه، ثم أمر به فأخرج.

ثم دخل عليه خالد بن خلي فساءله و حادثه ساعة فقال له: ما تقول في الحكم بن نافع ؟ فقال: شيخنا و عالمنا، و من قرأنا عليه القرآن و حفظنا به، قال: فما تقول في يحيى بن صالح ؟ قال: فقلت: أحد فقهائنا و من أخذنا عنه العلم و الفقه، قال: فما تقول في علي بن عياش ؟ قال: رجل من الأبدال إذا نزلت بنا نازلة سألناه فدعا اللّه فكشفها، فإذا أصابنا القحط و احتبس عنا المطر سألناه فدعا اللّه فأسقانا الغيث، قال: ثم عمد يحيى بن أكثم إلى ستر رقيق بينه و بين المأمون رفعه فقال له المأمون: يا يحيى هذا يصلح للقضاء فوله قال: فأمر بالخلع فخلعت عليه، و ولاّه القضاء (1).

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، و المبارك بن عبد الجبار الصّيرفي، و أبو الغنائم محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني: قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):خالد بن خلي أبو القاسم، قاضي حمص، سمع محمد بن حرب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنا أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد، نا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، نا محمد بن إسماعيل البخاري، نا خالد بن خلي قاضي حمص صدوق، نا محمد بن

ص: 15


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 640/10-641.
2- التاريخ الكبير 146/1/2.

حرب حدّثني حميد (1) بن ربيعة القرشي، قال: رأيت المقدام بن معدي كرب الكندي، و أبا أمامة صديّ (2) بن عجلان خارجين من عند الوليد بن عبد الملك (3).

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (4)،أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو القاسم خالد بن خلي قاضي حمص، سمع محمد بن حرب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، عن عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو القاسم خالد بن خلي حمصي ليس به بأس (5).

أخبرنا أبو بكر محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في تسمية أهل حمص: خالد بن خلي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل. أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (6):خالد بن خلي أبو القاسم قاضي حمص، روى عن محمد بن حرب، و الجرّاح بن مليح البهراني (7)،و محمد بن حمير، و بقية. روى عنه محمد بن عوف، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأنا على أبي الفضل محمد بن ناصر بن علي، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن

ص: 16


1- استدركت اللفظة عن هامش الأصل و بجانبها علامة صح، و الذي بالأصل مكانها «محمد» ثم شطبت اللفظة و وضعت علامة تحويل إلى الهامش.
2- ضبطت عن تقريب التهذيب بالتصغير، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 550/3.
3- الخبر نقله ابن حجر عن البخاري في ترجمة أبي أمامة الباهلي 550/3.
4- الأصل:«الشفاني» خطأ و في م:«الشقاي».
5- تهذيب التهذيب 54/3.
6- الجرح و التعديل 327/2/1.
7- البهراني بفتح الموحدة، نسبة إلى بهراء، بفتح فسكون، قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص (من الشام).

محمد بن إسماعيل، أنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي (1)،قال: أبو القاسم خالد بن خلي والد أبي الحسين (2) الذي كتبنا نحن عنه.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمداني - إجازة-، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو القاسم [خالد بن] (3) خلي قاضي حمص، سمع محمد بن حرب الخولاني، و بقية بن الوليد، روى عنه محمد بن عوف، و ابنه أبو الحسين محمد بن خالد، كنّاه لنا محمد، حدّثنا محمد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين، قال: خالد بن خلي أبو القاسم الحمصي قاضيها، سمع محمد بن حرب الأبرش، روى عنه البخاري في العلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: و أما خلي - بفتح الخاء المعجمة و كسر اللام المخففة (4)-خالد بن خلي الكلاعي الحمصي، حدّث عن محمد بن حرب الأبرش، و سلمة بن عبد الملك العوصي (5)،حدّث عنه البخاري.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: فخالد بن خلي الحمصي ؟ قال: هذا ليس له شيء ينكر، قلت: فابنه ؟ قال: ليس به بأس (6)(7).

ص: 17


1- ضبطت بفتح الدال عن الأنساب.
2- اسمه محمد بن خالد بن خلي، ترجمته في سير الأعلام 641/10.
3- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، و لفظة: خلي الآتية نصفها ممحو، و الصواب ما أثبتناه عن م.
4- الاكمال لابن ماكولا 112/2-113 و بهامشه: و تشديد الياء كما في التوضيح و التبصير و غيرهما.
5- بالأصل «العوضي» و الصواب ما أثبت عن الاكمال و م، و قد مرّ.
6- تهذيب التهذيب 54/3.
7- في سير الأعلام 640/10-641 قال: ولد في حدود سنة سبعين و مائة. ثم قال الذهبي: لم أظفر له بوفاة، كأنه مات سنة نيّف و عشرين و مائتين.

1868 - خالد بن دثار بن كرز بن قطبة بن سيّار

ابن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سلمى (1)

ابن فزارة بن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان

ابن سعد بن قيس بن عيلان الفزاري

قدم على عبد الملك بن مروان شاكيا مما صنع حميد بن بحدل الكلبي بقومه (2)بني فزارة.

1869 - خالد بن دهقان القرشي مولاهم

1869 - خالد بن دهقان (3) القرشي مولاهم

[أبو المغيرة الدمشقي] (4)

من أهل دمشق.

روى عن عبد اللّه بن أبي زكريا، و هانئ بن كلثوم، و خالد بن سبلان (5)، و زيد بن أرطأة الفزاري، و يحيى بن يحيى الغسّاني، و الوليد بن عبد الرّحمن الحرشي (6).

روى عنه: صدقة بن خالد، و محمد بن شعيب [بن شابور] (7)،و محمد بن الحجّاج القرشي، و سعيد بن عبد العزيز، و الأوزاعي، و الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، حدّثني أبو زرعة محمد، و أبو بكر أحمد ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة النّصري، قالا: نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا هشام بن عمّار بن نصير، نا صدقة بن

ص: 18


1- الأصل: سليمان ثم شطبت و وضع فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و ما استدرك عن هامش الأصل «سلمى» و بجانبها كلمة صح و في م: سلمى.
2- غير واضحة بالأصل و قد تقرأ «بقوله» و الصواب عن م.
3- دهقان بكسر الدال و سكون الهاء كما في المغني. و الدهقان: من يكون مقدم ناحية من القرى أو صاحبها كما في اللباب.
4- ما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عن تهذيب التهذيب 55/3.
5- في تهذيب التهذيب: خالد بن عبد اللّه سبلان.
6- تهذيب التهذيب: الجرشي.
7- الزيادة عن تهذيب التهذيب.

خالد، نا خالد بن دهقان، نا عبد اللّه بن أبي (1) زكريا قال: سمعت أم الدّرداء تقول:

سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«كلّ ذنب عسى اللّه أن يغفره إلاّ من مات مشركا، أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا»[3828].

قال خالد بن دهقان: قال هانئ بن كلثوم: سمعت محمود بن ربيعة يحدّث عن عبادة بن الصامت أنه قال: سمعته يحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«من قتل مؤمنا ثم اعتبط (2) بقتله لم يقبل اللّه منه صرفا (3) و لا عدلا»[3829].

قال خالد: فسألت يحيى بن يحيى عن:«اعتبط (4) بقتله» قال: هم الذين يقتلون (5) في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى، لا يستغفر اللّه منه أبدا (6).

أخبرناه عاليا أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو الحيري، أنا الحسن بن سفيان، نا هشام، فذكر نحوه.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرة، عن علي بن محمد الأنباري، أنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أنا دعلج بن أحمد السّجزي، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا مؤمّل بن إهاب، نا أبو مسهر، نا صدقة بن خالد، عن خالد بن دهقان. قال مؤمّل: قلت له: من خالد بن دهقان ؟ قال: كان على قناديل المسجد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو محمد يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: خالد بن دهقان، قال أبو مسهر:

كان غير متهم، كان ثقة، الأوزاعي و صدقة رويا عنه (7).

ص: 19


1- في مختصر ابن منظور 330/7 عبد اللّه بن زكريا.
2- كذا الأصل: اعتبط ، بالعين المهملة. و في مختصر ابن منظور 330/7 اغتبط بالغين المعجمة. و انظر النهاية لابن الأثير «عبط ».
3- و في النهاية لابن الأثير (عدل): العدل: الفدية و قيل الفريضة، و الصرف: التوبة و قيل النافلة.
4- كذا الأصل: اعتبط ، بالعين المهملة. و في مختصر ابن منظور 330/7 اغتبط بالغين المعجمة. و انظر النهاية لابن الأثير «عبط ».
5- في النهاية لابن الأثير «عبط » بقاتلون.
6- قال ابن الأثير في النهاية (عبط ): و هذا التفسير (ورد في سنن أبي داود بعد نقله حديث خالد بن دهقان) يدل على أنه من الغبطة بالغين المعجمة، و هي الفرح و السرور و حسن الحال، لأن القاتل يفرح بقتل خصمه، فإذا كان المقتول مؤمنا و فرح بقتله دخل في هذا الوعيد. و قال الخطابي في معالم السنن: و شرح هذا الحديث فقال: اعتبط قتله: أي قتله ظلما لا عن قصاص.
7- تهذيب التهذيب 55/3.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي (1)،نا أبي، قال: قال أبو مسهر: كان خالد بن دهقان ثقة، كانت عنده أربعة أحاديث و أشباهها، روى عنه الأوزاعي و صدقة بن خالد.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، نا الحسن بن محمّد بن بكار، قال هشام بن عمّار: و خالد بن دهقان دمشقي مولى لقريش.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال نفر ثقات فذكر أولهم خالد بن دهقان القرشي (2).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (3):خالد بن دهقان دمشقي، روى عنه خالد سبلان، روى عنه صدقة بن خالد، و محمّد بن شعيب بن شابور، سمعت أبي يقول ذلك.

1870 - خالد بن رباح

1870 - خالد بن رباح (4)

قيل إن كنيته أبو رويحة (5)،و هو أخو بلال مؤذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، له صحبة و ذكر، و لا أعلم له رواية، سكن داريّا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن

ص: 20


1- غير واضحة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي).
2- تهذيب التهذيب 55/3.
3- الجرح و التعديل 329/2/1.
4- ترجمته في الاستيعاب 415/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 570/1 الإصابة 404/1 بغية الطلب لابن العديم 3027/7.
5- قال ابن الأثير: و قيل: إن أبا رويحة أخوه في الإسلام، آخى بينهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و لم يكن أخاه في النسب.

مندة، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، أنا علي بن سعيد بن بشير، نا محمّد بن أبي حمّاد، أنا علي بن مجاهد، نا موسى بن عبيدة، عن زيد بن عبد الرّحمن، عن أمه حجيّة بنت عريض، عن أمها عقيلة بنت عقبة بن الحارث، عن أمها أم وبرة بنت الحارث، قالت: جئنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم فتح مكّة و هو نازل بالأبطح و قد ضربت عليه قبّة حمرا فبايعناه، و اشترط علينا قالت: فنحن كذلك، إذ أقبل سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي، كأنه جمل أورق، فلقيه خالد بن رباح أخو بلال بن رباح، و ذلك بعد ما طلعت الشمس، فقال: ما منعك أن تعجل الغدو على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلاّ النفاق ؟ و الذي بعثه بالحق لو لا شيء لضربت بهذا السيف فلحتك (1) و كان رجلا أعلم (2)،فانطلق سهيل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: أ لا ترى ما يقول لي هذا العبيد؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«دعه فعسى أن يكون خيرا منك، فالتمسه فلا تحدّه» و كانت هذه أشد عليه من الأول[3830].

قال: و أنا ابن مندة، أنا بكر بن شعيب القرشي بدمشق، نا محمّد بن فياض، نا إبراهيم بن محمّد بن سليمان بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: لما خطب عمر بن الخطاب فعاد إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام ففعل ذلك، قال: و أخي أبو رويحة الذي آخى بيني و بينه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فنزلا داريا في خولان فأقبل هو و أخوه إلى قوم من خولان، فقال: قد أتيناكم خاطبين، و قد كنا كافرين فهدانا اللّه، و مملوكين فأعتقنا اللّه، و فقيرين فأغنانا اللّه فإن تزوجونا فالحمد للّه، و إن تردّونا فلا حول و لا قوة إلاّ باللّه، قال:

فزوّجوهما (3).

قال ابن مندة: و روى شعبة، عن أبي سلمة و المغيرة، عن الشعبي أن بلالا خطب إلى أهل بيت فقال: هذا أخي.

أنا [خيثمة، نا أبو قلابة، نا بشر بن عمر، عن شعبة] (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن الفقيه، نا محمّد بن

ص: 21


1- الأفلح: مشقوق الشفة السفلى.
2- الأعلم: مشقوق الشفة العليا.
3- الخبر في أسد الغابة 571/1 و سير الأعلام 357/1-358 في ترجمة بلال.
4- ما بين المعقوفتين كذا بالأصل و م.

سعد، أنا وهب بن جرير، أنا شعبة، عن مغيرة، و أبي سلمة، عن الشعبي قال: خطب بلال و أخوه إلى أهل بيت من اليمن، فقال: أنا فلان و هذا أخي: عبدان من الحبشة، كنا ضالّين فهدانا اللّه، و كنا عبدين فأعتقنا اللّه، إن تنكحونا فالحمد للّه، و إن تمنعونا فاللّه أكبر.

قال: و أنا ابن سعد، أنا عارم بن الفضل، نا عبد الواحد بن زياد، نا عمرو بن ميمون، حدّثني أبي: أن أخا لبلال كان ينتمي إلى العرب و يزعم أنه منهم، فخطب امرأة من العرب فقالوا: إن حضر فلان زوجناك قال: فحضر بلال فتشهد و قال: أنا بلال بن رباح و هذا أخي، و هو امرؤ سوء في الخلق، و إن شئتم أن تزوجوه، و إن شئتم تدعوا فدعوا، فقالوا: من تكن أخاه نزوّجه فزوجوه.

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الزاهر الصفار، نا أحمد بن محمّد بن عيسى القاضي، أنا عارم بن الفضل، أنا عبد الواحد بن زياد، نا عمرو بن ميمون، حدّثني [أبي] (1):أن أخا لبلال كان ينتمي في العرب، و يزعم أنه منهم فخطب امرأة من العرب فقالوا: إن حضر بلال زوّجناك قال: فحضر بلال فقال: أنا بلال بن رباح، و هذا أخي و هو امرؤ سوء، سيّئ الخلق و الدين، فإن شئتم أن تزوّجوه فزوّجوه، و إن شئتم أن تدعوا فدعوا، فقالوا: من تكن (2) أخاه نزوّجه (3)؛فزوّجوه.

أخبرنا (4) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب القومسي يقول في تسمية خلفاء قريش و مواليهم: بلال بن رباح و أخوه خالد بن رباح.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد

ص: 22


1- بعد قوله: حدثني بالأصل يوجد علامة تحويل إلى الهامش، و لم يذكر بالهامش شيئا، و المستدرك بين معكوفتين عن م.
2- الأصل و م:«يكن» و المثبت عن مختصر ابن منظور 331/7.
3- الأصل و م:«تزوجوه» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- فوقها في م كتبت كلمة «مؤخر».

-زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (1):خالد بن رباح أخو بلال بن رباح مولى أبي بكر القرشي، ذكره في الصحابة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):خالد بن رباح أخو بلال مولى أبي بكر الصديق، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا (3) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو الحسن الكارزي، أنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال: سمعت أبا النّضر يحدث عن شيبان، عن آدم بن علي، قال: سمعت أخا بلال مؤذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول: الناس ثلاثة أثلاث فسالم و غانم و شاجب، فالسالم الساكت، و الغانم الذي يأمر بالخير و ينهى عن المنكر، و الشاجب الناطق بالخنا و المعين على الظلم.

قال أبو عبيد: هكذا في الحديث. و الشاجب: الآثم الهالك، و هو يرجع إلى هذا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة قال: قدم عمر بن الخطاب مكّة، فكان يتوضأ بأجياد (4) فذهب يوما إلى حاجته فلقي طحبل بن رباح أخا بلال بن رباح، فقال: من أنت ؟ قال: أنا طحبل بن رباح، قال: لا بل أنت خالد بن رباح.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن بكر، أنا الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال أما رباح - الراء مفتوحة و تحت الباء نقطة واحدة - خالد بن رباح أخو بلال، و هو مولى أبي بكر أيضا، استعمله عمر على الأردن.

ص: 23


1- التاريخ الكبير 139/1/2.
2- الجرح و التعديل 329/2/1.
3- فوقها في م كتب: مقدم.
4- أجياد: موضع بمكّة يلي الصفا (ياقوت).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: خالد بن رباح له صحبة، و لا رواية له.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا عبد اللّه بن مندة، قال: خالد بن رباح أخو بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق يكنى أبا رويحة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم: خالد بن رباح أخو بلال يكنى أبا رويحة.

و قيل: إنّ أبا رويحة اخوة في الإسلام آخى بينهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لم يكن أخاه في النسب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما رباح - بفتح الراء و الباء المعجمة بواحدة - خالد بن رباح له صحبة، و لا رواية له.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرحيم الخولاني، قال (2):و قد قيل إن الذي بحلب قبر خالد بن رباح أخو بلال، و اللّه أعلم.

1871 - خالد بن ربيعة بن مزيز بن حارثة

1871 - خالد بن ربيعة بن مزيز (3) بن حارثة

ابن ناضرة بن عمرو بن سعيد (4) بن علي بن رهم

ابن رباح (5) بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان الجدلي (6)

حدّث عن أبيه، و جابر بن سمرة، و قيل: إنّ له صحبة.

روى عنه: ابنه معبد بن خالد، و شهد فتح مدينة العذراء (7)،و شهد فتح مدينة دمشق و له ذكر في المغازي.

ص: 24


1- الاكمال لابن ماكولا 7/4 و 11.
2- تاريخ داريا ص 53 و الخبر نقله عن الخولاني ابن العديم في بغية الطلب 3027/7-3028.
3- في ابن حزم ص 244 «مزين» و في الإصابة 460/1 «مرّ» و في م: مزين.
4- ابن حزم و مختصر ابن منظور: سعد.
5- ابن حزم: ناج.
6- ترجمته في الإصابة 460/1 نسبه ابن حزم ص 243-244 في معرض ذكره ابنه معبد.
7- العذراء: بلدة بالشام، و هي موضع على مسيرة بريد من دمشق (ياقوت).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن عبد المؤمن، أنا أحمد بن زيد، نا إبراهيم بن المنذر، عن من ذكره، عن معبد بن خالد، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد، قال: إني (1) و أبوك لأول المسلمين وقفا على باب مدينة العذراء بالشام، قال ابن مندة: خالد أبو معبد الجدلي له ذكر في الصحابة، و فيه نظر.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن سلفة، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، و أبو منصور مرهوب بن الخضر الجواليقي، قالوا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني.

و أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا عبد الكريم بن الهيثم، أنا أحمد بن صالح، نا ابن وهب، أخبرني إسحاق بن يحيى التميمي، عن معبد بن خالد الجدلي، قال: قال دخلت مسجدا فإذا فيه شيخ يتفلّى، فسلّمت عليه فردّ و جلست إليه، فقلت: من أنت يا عم ؟ قال: من أنت يا ابن أخي ؟ فقلت: أنا معبد بن خالد الجدلي، فقال: مرحبا، قد عرفت أباك بدمشق، و إني و أبوك لأول فارسين في المسلمين وقفا على باب عذراء، مدينة بالشام، فقلت: من أنت ؟ قال: أنا أبو سريحة الغفاري صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: حدّثني عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يحشر رجلان من مزينة هما آخر الناس محشرا، يقبلان من جبل حتى يأتيا معالم الناس، فيجدان الأرض و حوشا حتى يأتيا المدينة، فإذا جاءا قالا: أين الناس ؟ فلا يريان أحدا فيقول أحدهما لصاحبه: الناس في دورهم، قال: فيدخلان الدور فإذا ليس فيها أحد، فإذا على الفرش (2) الثعالب و السنانير فيقولان: أين الناس ؟ فيقول أحدهما لصاحبه: الناس في المسجد، فيأتيان المسجد فلا يجدان فيه أحدا فيقولان: أين الناس ؟ فيقول أحدهما:

أراهم في السوق، شغلتهم الأسواق فيخرجان حتى يأتيا السوق فلا يجدان فيها (3) أحدا، فينطلقان حتى يأتيا المدينة فإذا عليها ملكان، فيأخذان بأرجلهما فيسحبانهما إلى أرض

ص: 25


1- في الإصابة،«أبي».
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 333/7.
3- الأصل:«فيهما» و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور.

المحشر، فهما آخر الناس حشرا»[3831].

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم: خالد أبو معبد بن خالد الجدلي مختلف في صحبته، و فيه نظر، حديثه عند إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن من ذكره عن معبد بن خالد، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال: إني و أبوك لأول المسلمين وقفا على باب مدينة عذراء بالشام.

1872 - خالد بن روح بن السّري بن أبي حجير

أبو عبد الرّحمن الثقفي الدمشقي

روى عن أبي النّضر إسحاق بن إبراهيم، و سليمان بن عبد الرّحمن، و عمرو بن حفص بن شليلة، و أبي الجماهر [محمّد] (1) بن أبي السّري المتوكل، و عمران بن خالد بن أبي جميل، و محمّد بن مصفّى، و يزيد بن خالد الرّملي، و صفوان بن صالح، و هشام بن عمّار، و المسيّب بن واضح، و إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، و إسحاق بن منصور الأنصاري.

روى عنه: أحمد بن عمير بن جوصا، و أحمد بن سليمان بن حذلم (2)، و الحسين بن يحيى بن جزلان، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، و أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد النّيسابوري، و إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصّرفندي، و أبو الحسن محمّد بن بكّار السّكسكي، و أبو الميمون بن راشد، و أبو عبد الرّحمن النّسائي، و سليمان الطّبراني، و محمّد بن إسماعيل الفارسي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي اللّبّاد ح.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، قالا: أنا تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي، أنا أبو عبد الرّحمن خالد بن روح بن أبي حجير الثقفي، نا أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم، نا محمّد بن شعيب، عن الأوزاعي، عن قرّة بن عبد الرّحمن بن حيويل المعافري، حدّثني الزّهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم أن

ص: 26


1- عن هامش الأصل.
2- بالأصل: جذلم بالجيم، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 514/15.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يصلي بعد العتمة إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين و يوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من الأولى ركع ركعتي الفجر، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة[3832].

قال تمام: غريب من حديث الأوزاعي، لم يحدّث به إلاّ خالد بن روح، و صوابه:

محمّد بن شعيب عن قرّة، و اللّه تعالى أعلم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن ريذة الأصبهاني، نا سليمان بن أحمد، نا خالد بن أبي (1) روح الدمشقي، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، حدّثني أبي، عن جدي، عن عمرة، عن عائشة قالت: لو رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من النساء ما نرى لمنعهنّ (2) المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، قال خالد بن روح بن أبي حجير أبو عبد اللّه الثقفي الدمشقي، حدّث عن أبي النّضر إسحاق بن إبراهيم، و سليمان بن بنت شرحبيل، روى عنه أبو الحسن بن حذلم القاضي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه، قال (3):أما حجير - آخره راء- (4) خالد بن روح بن أبي حجير أبو عبد الرّحمن الثقفي الدمشقي، حدّث عن أبي النّضر إسحاق بن إبراهيم، و سليمان بن بنت شرحبيل، روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم القاضي.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال لنا الهروي فيها - يعني سنة ثمانين و مائتين - مات خالد بن أبي حجير بدمشق.

ص: 27


1- كذا بالأصل و م:«بن أبي روح» و هو صاحب الترجمة و الصواب: بن روح.
2- الأصل:«لنمنعن» و الصواب عن م.
3- الاكمال لابن ماكولا 392/2.
4- الأصل:«أخوه رأى» و المثبت عن الاكمال و م.

1873 - خالد بن الرّيّان المحاربي مولاهم

1873 - خالد بن الرّيّان المحاربي مولاهم (1)

ولي الحرس لعبد الملك بن مروان، و الوليد بن عبد الملك، و سليمان بن عبد الملك.

حكى عن عبد الملك.

حكى عنه عبد اللّه بن سليمان العدوي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، حدّثني أبي عن جدي قال: كان عمر بن عبد العزيز ينهى سليمان (3) عن قتل الحرورية، و يقول: ضمنهم الحبوس حتى يحدثوا توبة، فأتي سليمان بحروري مستقتل فقال له سليمان: ايه، قال: ايه نزع لحييك (4) يا فاسق بن الفاسق (5)،قال سليمان لعمر: يا أبا حفص ما ذا ترى عليه ؟ قال: فسكت، فقال: عزمت عليك لتخبرني ما ذا ترى عليه ؟ قال: أرى عليه أن تشتمه كما شتمك، قال سليمان: ليس إلاّ، فأمر به فضربت عنقه، و قام سليمان و خرج عمر.

فتبعه خالد بن الرّيّان صاحب حرس سليمان، فقال: يا أبا حفص تقول لأمير المؤمنين ما أرى عليه إلاّ أن تشتمه كما يشتمك و اللّه لقد كنت متوقعا أن يأمرني بضرب عنقك، قال: لو أمرك لفعلت ؟ قال: إي و اللّه لو أمرني لفعلت، فلما أفضت الخلافة إلى عمر جاء خالد بن الرّيّان و قام مقام صاحب الحرس، و كان قبل ذلك على حرس الوليد و عبد الملك فنظر إليه عمر فقال: يا خالد ضع هذا السيف عنك، اللّهم إني قد وضعت لك خالد بن الرّيّان، اللّهم لا ترفعه أبدا.

ص: 28


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 250/13 و بغية الطلب لابن العديم 3028/7 و سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم (انظر الفهرس) و سيرة عمر لابن الجوزي ص 39-40.
2- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 601/1-602 و نقله ابن العديم في بغية الطلب عن يعقوب 3028/7-3029 و نقله مختصرا في الوافي بالوفيات 250/13.
3- يعني سليمان بن عبد الملك.
4- المعرفة و التاريخ: لحيتك.
5- هنا زيادة سقطت من الأصل و م، انظر المعرفة و التاريخ.

ثم نظر عمر في وجوه الحرس فدعا عمرو (1) بن مهاجر الأنصاري، فقال: و اللّه إنك لتعلم يا عمرو أنه ما بيني و بينك قرابة إلاّ قرابة الإسلام، و لكني قد سمعتك تكثر تلاوة القرآن، رأيتك تصلي في موضع تظن أن لا يراك أحد فرأيتك تحسن الصلاة، خذ هذا السيف قد وليتك حرسي (2).

قال (3):و حدّثني حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني الليث: أن خالد بن الرّيّان حين استخلف عمر بن عبد العزيز عزله عن موضعه الذي كان عليه، و كان سيافا بقوم على رءوس الخلفاء، و قال عمر: إني أذكر بأوه (4) و هيبته، اللّهم إني أضعه لك فلا ترفعه أبدا.

قال: فحدّثني نوفل بن الفرات، قال: ما رأيت شريفا خمد ذكره حتى لا يذكر مثله، إن كان الناس ليقولون: ما فعل خالد أ حي أ و قد مات ؟ أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن القرشي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد فيما كتب إليّ :

أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللّخمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنا بقيّ بن مخلد، أنا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، نا منصور بن بشير، نا شعيب - يعني ابن صفوان-، قال: ذكر الفرات - يعني ابن السائب - أن خالد بن الرّيّان صاحب حرس عبد الملك و الوليد و سليمان قدم على عمر بن عبد العزيز حين استخلف فلما رآه من بعيد قال لمن عنده: أ ترون هذا المقبل ؟ و اللّه إن كنت لأسير في مركب الوليد و سليمان و لي من قرابته ما لي فيلقي دابتي في الوحل و يركب الجدد (5) فعرفت النفس أنه لغيري أشد احتقارا، اللّهم إني أريد أن أضعه لك اليوم فلا ترفعه.

فلما دنا فسلّم قال: إنك قد قضيت من هذا السيف وطرا، فتفرغ لنفسك، و انصرف إلى أهلك، و خذ يا غلام سيفه.

ص: 29


1- عن م و المعرفة و التاريخ، و بالأصل «عمر».
2- انظر الخبر أيضا نقله ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 39-40.
3- القائل يعقوب بن سفيان، المصدر نفسه 604/1.
4- البأو: الفخر.
5- الجدد محركة ما استرق من الرمل، و الأرض الغليظة المستوية (قاموس).

قال: أنشدك اللّه يا أمير المؤمنين، و إن هذا لم يكن رجائي، قال: أو خوفك.

فعزله، فلم يزل بشرّ حتى مات.

و كان صاحب نوبة دمشق في الجند قريبا منه، فلما سار مع عمر من (1) خناصرة (2)إلى دير سمعان (3)،فانتهى إلى مفرق الطريق دعاه فقال: إن هذا وجهي (4) إلى منزلي، و هذا طريقك إلى أهلك فقال: أنشدك اللّه، فقال: هو ما تسمع، فعزله.

1874 - خالد بن زياد بن جرو

1874 - خالد بن زياد بن جرو (5)

أبو عبد الرّحمن الأزدي التّرمذي (6)

سمع نافعا مولى ابن عمر، و قتادة بن دعامة، و مقاتل بن حيّان، و مسعر بن كدّام.

روى عنه: الليث بن خالد، و قتيبة بن سعيد البلخيان، و عبد الرّحمن بن علقمة، و أبو عقيل محمّد بن حاجب المروزيان، و صالح بن عبد اللّه الترمذي، و إبراهيم بن هارون البلخي البزاز، و محمّد بن أبي يوسف المسكي.

و وفد على يزيد بن الوليد بن عبد الملك.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم ح.

و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمداني، قالا: أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن زهير التّستري، نا محمّد بن أبي يوسف المسكي، نا خالد بن زياد الترمذي، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أ خشيت (7) الصبح فأوتر بركعة» و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا ينبغي لامرئ ذي وصية يبيت ليلتين إلاّ و وصيته مكتوبة»[3833].

ص: 30


1- الأصل و م «بن».
2- خناصرة: بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية (ياقوت).
3- دير سمعان: يقال بكسر السين و بفتحها: دير بنواحي دمشق في موضع نزه و بساتين محدقة به و عنده قصور و دور، و عنده قبر عمر بن عبد العزيز.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
5- في تهذيب التهذيب 56/3 «جرد».
6- ترجمته في تهذيب التهذيب 56/3 و الأنساب (الترمذي).
7- في المختصر: خشيت.

قال الطّبراني: لم يرو هذين الحديثين عن خالد بن زياد إلاّ محمّد بن أبي يوسف، هذا وهم، فقد روى الليث بن خالد الحديث الثاني.

أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، أنا أبو زرعة - يعني الرازي-، نا الليث بن خالد، نا خالد - يعني - ابن زياد الترمذي عن نافع، عن ابن عمر، قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ما ينبغي لامرئ مسلم ذي وصية له شيء يبيت ليلتين إلاّ و وصيته مكتوبة تحت رأسه»[3834].

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، عن عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، نا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني، أنا محمّد بن جرير الطبري، قال (1):ذكر علي بن محمّد عن شيوخه: أن خالد بن زياد الندبي (2) من أهل التّرمذ (3)،و خالد بن حرب (4) مولى بني عامر خرجا إلى يزيد بن الوليد يطلبان الأمان للحارث بن شريح (5) فقد ما الكوفة، فلقيا سعيد خدينة فقال لخالد بن زياد: أ تدري لم سمّوني خدينة ؟ قال: لا، قال: أرادوني على قتل أهل اليمن فأبيت. فسألا أبا حنيفة أن يكتب لهما إلى الأجلح - و كان من خاصة يزيد بن الوليد - فكتب لهما إليه، فأدخلهما عليه، فقال له خالد بن زياد: يا أمير المؤمنين قتلت ابن عمك لإقامة كتاب اللّه، و عمالك يغشمون و يظلمون، قال: لا أجد أعوانا غيرهم و إني لأبغضهم، قال: يا أمير المؤمنين ولّ أهل البيوتات، و ضمّ إلى كل عامل رجالا (6) من أهل الخير و الفقه يأخذونهم بما في عهدك، قال: أفعل، و سألاه أمانا للحارث بن شريح (7).

ص: 31


1- تاريخ الطبري 293/7.
2- في الطبري: البدّيّ .
3- قال السمعاني: الناس مختلفون في كيفية هذه النسبة، بعضهم يقول بفتح التاء و بعضهم يقول بضمها و بعضهم يقول بكسرها، و المتداول: بفتح التاء و كسر الميم. مدينة مشهورة راكبة على نهر جيحون من جانبه الشرقي.
4- الطبري: عمرو.
5- الطبري: سريج.
6- عن الطبري و بالأصل و م «رجلا».
7- فكتب له، انظر نص الكتاب في الطبري 293/7-294.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):خالد بن زياد بن جرو الأزدي التّرمذي، سمع مقاتل بن حيّان سمع منه قتيبة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا جعفر بن يحيى المكي - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي، قال: أبو عبد الرّحمن خالد بن زياد بن جرو.

أخبرنا أبو الفضل عن أبي الطاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدّولابي، قال: أبو عبد الرّحمن خالد بن زياد بن جرو الأزدي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: و أما جرو - الجيم مفتوحة، و فيهم من يضم، و بعدها راء غير معجمة، و واو - فمنهم خالد بن زياد بن جرو التّرمذي، روى عن نافع مولى ابن عمر، روى عنه محمّد بن أبي يوسف المسكي.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت سهل بن عثمان البخاري يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن صابر بن كاتب البخاري يقول: سمعت محمّد بن شاهويه البلخي يقول: سمعت إبراهيم البلخي البزاز يقول: رأيت عمر بن هارون عند خالد بن زياد في نصف النهار فقلت له: ما تصنع هاهنا قال: هاهنا حديث لم أجد عند أحد مثله في المسح على الخفين (2).

1875 - خالد بن زياد

حدّث عن زهير بن محمّد المكي.

روى عنه: أبو الربيع سليمان بن داود بن رشيد.

ص: 32


1- التاريخ الكبير 151/1/2.
2- مات و هو ابن مائة سنة و سنة، و كان على قضاء الترمذ، و كان ابنه بعد. قاله في تهذيب التهذيب 57/3.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه المكي (1)،عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:: «ثلاثة لا ينبغي لأحد أن يردهن: اللبن و الدهن و الوسادة» لا أعرف أبا الربيع هذا، و لا خالد إلاّ من هذا الوجه[3835].

1876 - خالد بن زيد بن كليب

ابن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النّجار

و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو

ابن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن

ابن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان

أبو أيوب الأنصاري الخزرجي (2)

مضيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و صاحبه، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم و عن أبيّ بن كعب، و أبي هريرة.

روى عنه: جابر بن سمرة، و المقدام بن معدي كرب، و عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و البراء بن عازب، و أبو رهم أحزاب بن أسيد السماعي و جبير بن نفير الحضرمي، و عطاء بن يزيد الليثي، و عروة بن الزبير، و القاسم بن عبد الرّحمن، و (3)عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عمر بن ثابت الأنصاري، و أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن يزيد الحبلي (4)،و أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و أفلح مولى أبي أيوب، و أبو صرمة، و أسلم أبو عمران التجيبي المصري، و أبو سفيان طلحة بن نافع، و رافع بن إسحاق، و عبد اللّه بن عمرو القارئ المدني، و حبيب بن أوس، و يقال ابن أبي أوس اليافعي المصري، و عبد الرّحمن بن معاذ، و عاصم بن سفيان الثقفي، و عبيد بن يعلى

ص: 33


1- كذا ورد السند بالأصل، و لا ذكر فيه لخالد بن زيد و لا لمن حدّث عنه و لا للذي روى عنه. و في م: جعفر بن عبد اللّه نا محمد بن هارون نا العباس بن محمد نا الربيع بن سليمان نا داود بن رشيد نا خالد بن زياد الدمشقي عن زهير بن محمد المكي.
2- ترجمته في الاستيعاب 403/1 هامش الإصابة (و فيه خلاد)، أسد الغابة 571/1 بغية الطلب 3029/7 الوافي بالوفيات 251/13 سير أعلام النبلاء 402/2 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل و م: أبو عبد الرحمن.
4- بالأصل: الجبلي و المثبت عن م.

الفلسطيني، و عطاء بن يسار، و القرثع الضّبعي، و محمّد بن كعب القرظي، و محمّد بن المنكدر التميمي، و أبو سورة بن أخي أبي أيوب، و أبو الشمال بن ضباب و غيرهم.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، قالا: أنا سعيد بن محمّد البحيري، أنا زاهر بن أحمد الفقيه، أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، أنا مصعب الزهري، نا مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا و يعرض هذا، و خيرهما الذي يبدأ بالسلام»[3836].

أخرجه البخاري عن أبي يوسف، و أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، و أخرجه أبو داود، عن القعنبي، و أخرجه النسائي في حديث مالك، عن قتيبة، و عن هارون، عن معن خمستهم عن مالك (1).

و من غرائب حديثه، أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب:

أخبرني حيوة أن الوليد بن أبي الوليد، أخبره أن أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري، حدثه، عن أبيه، عن جده أبي أيوب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال له:«اكتم الخطبة، ثم توضأ فأحسن وضوءك، ثم صلّ ما كتب اللّه لك، ثم احمد ربك و مجده، ثم قل: اللّهم تقدر و لا أقدر، و تعلم و لا أعلم، و أنت علاّم الغيوب، فإن رأيت لي في فلانة - تسمّيها باسمها - خيرا في ديني و دنياي و آخرتي فامض لي - أو قال: فاقدرها لي» (2)[3837].

أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسين المزكي، أنا أبو محمّد بن أبي طاهر نا أبو القاسم بن أبي الحسين البجلي، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أبو زرعة البصري، قال: و قدم علينا دمشق من الأنصار في إمارة معاوية أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد، بدري من بني النّجّار.

ص: 34


1- أخرجه البخاري: الصحيح ج 65،25،23/8، و مسلم في البر و الصلة رقم 23 و 25 و أبو داود رقم 4911 و 4914.
2- الحديث نقله الذهبي في سير الأعلام 403/2 و انظر تخريجه فيه.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال في تسمية من شهد بدرا من بني النّجّار بن مالك بن الخزرج من بني غنم بن مالك ثم من بني ثعلبة بن عبد عوف بن غنم: أبو أيوب، و اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية، قال: حدّثنا عمر بن خالد، و حسان بن عبد اللّه بن ثابت، و عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، و هو محمّد بن عبد الرّحمن، عن عروة، قال:

و من بني النّجّار ثم من بني غنم بن مالك بن النّجّار أبو أيوب، و هو خالد بن زيد بن كليب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر أحمد (1) بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه، أنا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من شهد العقبة و في تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من بني مالك بن النّجّار: أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا من بني النّجّار: أبو أيوب خالد بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد العقبة الثانية و بايع، قال: و شهدها من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عامر بن

ص: 35


1- بالأصل «محمد» خطأ، انظر ترجمة ابن الأكفاني، هبة اللّه بن أحمد في سير الأعلام 576/19 و فيها سمع من أبي بكر الخطيب و في م: محمد، أيضا.

تيم اللّه بن ثعلبة، أبو أيوب خالد بن زيد بن كعب بن ثعلبة بن عبد عوف (1).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا من بني ثعلبة بن عبد عوف بن غنم: أبو أيوب و اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال (2):في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن النّجّار بن عمرو بن الخزرج، ثم من بني غنم بن مالك، ثم من بني ثعلبة بن عبد عوف بن غنم: أبو أيوب، و اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة، مات بأرض الروم زمن معاوية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة، قال (3):أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار. أمه هند بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس (4) بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر، عقبيّ . شهد المشاهد كلها، و مات بأرض الروم سنة خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، قال: و نا أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد، قال: اسم أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن أبي الحديد السّلمي، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زيد، نا محمّد بن

ص: 36


1- سير أعلام النبلاء 405/2.
2- مغازي الواقدي 161/1.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 157 رقم 563.
4- طبقات خليفة: امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة.

يونس بن موسى، نا الأصمعي، قال: اسم أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت عمي أبا بكر يقول: اسم أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي، قال: أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن أبي حاتم، قال: أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش، أنا أبو الفرج الأسفرايني و أبو نصر الطّريثيثي (1)،قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، نا جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحذّاء، نا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم: خالد بن زيد، و هو أبو أيوب الأنصاري.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي أبو بكر الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي ابن عم

ص: 37


1- الأصل: الطرثيثي.

روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب، توفي أبو أيوب بالقسطنطينة عام غزا يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الأنصاري.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: قال أبي:

أخبرناه أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، قال: أبو أيوب خالد بن الوليد.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، قال: و خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري أسماه لنا أبي، و الحميدي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة، نا عبد اللّه بن عيسى، نا إبراهيم بن المنذر، قال:

و أبو أيوب هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن عبد غنم (1) نزل عليه النبي صلّى اللّه عليه و سلم حين هاجر إلى المدينة، و مات بالقسطنطينة عام غزا يزيد بن معاوية بأصل سور المدينة لما نزل به الموت جاءه يزيد فسأله ما حاجتك ؟ فقال: تعمق حفرتي و تعبّي (2)قبري ما استطعت، مات سنة اثنتين و خمسين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا

ص: 38


1- كذا بالأصل و م هنا: عبد عوف بن عبد غنم.
2- غير واضحة بالأصل و في م: و تغى و المثبت عن مختصر ابن منظور 337/7.

الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أبو الحسن اللبناني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا: أبو أيوب، و اسمه خالد بن زيد بن كليب، أحد بني غنم بن مالك بن النّجّار، مات بالقسطنطينة سنة ثنتين و خمسين عام غزا يزيد بن معاوية، قبره بأصل سور المدينة، حدّثني محمّد بن عمر بذلك، و الهيثم بن عدي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد، قال (1):

و شهد بدرا من بني النّجّار و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج:

أخبرنا وهب بن جرير [بن حازم] (2)،أخبرني أبي قال: سمعت محمّد بن سيرين يقول: إنما سمّي النّجّار [لأنه اختتن بقدوم و كان اسمه تيم اللّه بن ثعلبة.

أخبرنا هشام بن محمّد عن أبيه قال:] (3) لأنه نجر وجه رجل بقدوم.

فشهد بدرا من بني النّجّار، ثم من بني مالك بن النّجّار، ثم من بني غنم بن مالك بن النّجّار أبو أيوب. و اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم، و أمّه زهراء بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس (4) بن مالك بن بلحارث بن الخزرج، و قد انقرض ولده فلا نعلم له عقبا (5)،و شهد أبو أيوب العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن عقبة، و محمّد بن إسحاق، و أبي معشر، و محمّد بن عمر، و آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بين أبي أيوب و مصعب بن عمير، في رواية محمّد بن إسحاق، و محمّد بن عمر، و نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على أبي أيوب حين رحل من قباء إلى المدينة، و شهد أبو أيوب بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

كتب إلي أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر

ص: 39


1- انظر طبقات ابن سعد 483/3 و 484.
2- زيادة للإيضاح عن ابن سعد.
3- ما بين معكوفتين زيادة اقتضاها السياق عن ابن سعد.
4- استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
5- فوقها إشارة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب شيئا بهامش الأصل. و هنا الكلام متصل في طبقات ابن سعد و في م أيضا.

عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد الرحيم قال في تسمية من شهد بدرا من الخزرج، قال: أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار، شهد بدرا و العقبة فيما أخبرنا ابن هشام، عن زياد، عن ابن إسحاق، عن ابن البرقي، و توفي بالقسطنطينة (1) مع يزيد بن معاوية سنة إحدى و خمسين، و أم أبي أيوب هند بنت سعد بن كعب بن عمرو بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، حفظ عنه نحو من خمسين حديثا (2).

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم،- و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري الخزرجي من بني مالك بن النّجّار، شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم مات في زمن يزيد بن معاوية في القسطنطينة (4).

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (5)،أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الأنصاري، شهد بدرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: خالد بن زيد أبي أيوب الأنصاري بن كليب بن ثعلبة، و هو أحد بني النّجّار بن مالك بن عمرو بن الخزرج، ثم من بني غنم بن مالك، ثم من بني ثعلبة بن عبد عوف بن غنم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن:

ص: 40


1- كذا بالأصل.
2- سير الأعلام 406/2.
3- التاريخ الكبير 136/1/2-137.
4- قوله:«في القسطنطينة» كذا بالأصل، و اللفظتان ليستا في التاريخ الكبير للبخاري.
5- الأصل: الشفاني، بالفاء، خطأ و الصواب عن م.

أخبرني أبي قال: أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد الترياقي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمد بن عبد اللّه، أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، نا أبو عيسى التّرمذي، قال: أبو أيوب خالد بن زيد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو أيوب الأنصاري خالد.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، قال: أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد و هو ابن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن ح.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة ح.

قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار، صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، يكنى أبا أيوب، قدم مصر لغزو البحر سنة ست و أربعين، حدّث عنه من أهل مصر أبو رهم السّماعي، و حيويل بن هاعان الناشري، و مرثد بن عبد اللّه اليزني، و عبد الرّحمن بن حيويل بن ناشرة الكنعي، و زياد بن أنعم الشعباني، و أسلم مولى تجيب و غيره، توفي بالقسطنطينية (1) سنة اثنتين و خمسين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر، قال: قال لنا أبو سليمان بن زبر: أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن

ص: 41


1- بالأصل: بالقسطنطينة.

عمرو بن غنم بن عوف بن مالك بن النّجّار، نزل عليه النبي صلّى اللّه عليه و سلم و مات بالقسطنطينية (1)سنة ثلاث و خمسين، و قبر في أصل سور المدينة، و سكن دمشق، و شهد فتح مصر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار، أبو أيوب الأنصاري الخزرجي (2) الذي نزل عليه النبي صلّى اللّه عليه و سلم لما قدم المدينة، شهد بدرا و أحدا و العقبة، مات بالقسطنطينية (3) سنة اثنتين و خمسين زمن يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة أبو أيوب الأنصاري النّجاري الخزرجي المدني، ثم الشامي، شهد بدرا، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و روى عن أبيّ بن كعب، روى عنه البراء بن عازب، و عروة بن الزبير، و موسى بن طلحة، و عطاء بن يزيد في «الوضوء»، و غير موضع.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، و اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار، و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان، و أمّه هند بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر، حضر أبو أيوب العقبة، و نزل عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين قدم المدينة في الهجرة، و شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم بدرا و أحدا و المشاهد كلها، و كان مسكنه بالمدينة، و حضر مع علي بن أبي طالب حرب الخوارج بالنهروان، و ورد المدائن في صحبته، و عاش بعد ذلك زمانا طويلا حتى مات ببلاد الروم غازيا في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و قبره في أصل سور القسطنطينة (5).

ص: 42


1- الأصل: بالقسطنطينة.
2- بالأصل: الخزجي و المثبت عن م.
3- الأصل: بالقسطنطينة.
4- تاريخ بغداد 153/1.
5- بالأصل «القسطنطينة» و المثبت عن تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا عبد الرّحمن بن محمّد بن علي القرشي، نا محمّد بن زياد بن معروف، أنا جعفر بن جسر بن فرقد، حدّثني أبي، حدّثني عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيّب، عن عبد اللّه بن عمر، قال: قال أهل المدينة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ادخل المدينة راشدا مهديا، قال فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فخرج الناس، فجعلوا ينظرون إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كلما مرّ على قوم قالوا: يا رسول اللّه هاهنا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«دعوها فإنها مأمورة»- يعني ناقته - حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري[3838].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، قالا: أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ ح.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسن بن مكي، أنا أبو الميمون بن حمزة، قالا: أنا أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسّال، نا عيسى بن حمّاد زغبة، أنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير (2)،عن أبي رهم السّماعي، أن أبو أيوب حدثه: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم نزل في بيتنا الأسفل و كنت في الغرفة فأهريق ماء في الغرفة فقمت أنا و أم أيوب لقطيفة لنا نتتبع الماء شفقة أن يخلص إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فنزلت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أنا مشفق، فقلت: يا رسول اللّه لا ينبغي أن أكون فوقك، انتقل إلى الغرفة، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بمتاعه (3)فنقل، و متاعه قليل (4)،فقلت: يا رسول اللّه كنت ترسل - زاد ابن المقرئ: إلي، و قالا - بالطعام فأنظر فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت يدي (5) فيه حتى كان هذا الطعام الذي أرسلت به إليّ ، فنظرت - زاد الميمون: فيه و قالا:- فلم أر فيه أثر أصابعك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أجل إنّ فيه بصلا و كرهت أن آكله من أجل الملك الذي يأتيني، و أمّا أنتم فكلوه» (6)[3839].

ص: 43


1- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي في ترجمة جسر بن فرقد.
2- أبو الخير، و اسمه مرثد بن عبد اللّه اليزني، ثقة فقيه.
3- في ابن العديم: أن ينتقل.
4- إلى هنا ينتهي نقل ابن العديم للحديث 3036/7.
5- إلى هنا ينتهي الحديث في سير الأعلام 406/2 و انظر تخريجه فيه.
6- الحديث نقله ابن الأثير في أسد الغابة 572/1 و قال: و قد روي أن الطعام كان فيه ثوم، و هو الأكثر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا زكريا بن عدي، أنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي أيوب، قال: لما قدم النبي صلّى اللّه عليه و سلم المدينة اقترعت الأنصار أيهم يأوي رسول (2) اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقرعهم أبو أيوب فأوى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فكان إذا أهدي لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم طعام أهدي لأبي أيوب، قال: فدخل أبو أيوب يوما قال: فإذا قصعة فيها بصل فقال: ما هذا؟ فقالوا: أرسل به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: فاطلع أبو أيوب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه ما منعك من هذه القصعة ؟ قال:«رأيت فيها بصلا» قال: و لا يحل لنا البصل، قال:«بلى فكلوه، و لكن يغشاني ما لا يغشاكم» و قال حيوة:«إنه يغشاني ما لا يغشاكم»[3840].

أخبرنا أبو الفضل محمود و أبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل الفضيليان - بهراة - قالا: أنا أحمد بن محمّد بن محمّد، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن، نا الهيثم بن كليب، نا محمّد بن إسحاق الصغاني (3)،نا محمّد بن سابق، نا حشرج بن نباتة، عن إسحاق بن إبراهيم أنه سمع أبا قلابة يقول: حدّثني أبو عبد اللّه الصّنابحي أن عبادة بن الصّامت حدثه، قال: خلوت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: أي أصحابك أحبّ إليك حتى أحبّ من تحبّ (4) كما تحب ؟ قال:«اكتم عليّ يا عبادة حياتي» فقلت: نعم، فقال:

«أبو بكر، ثم عمر، ثم علي» ثم سكت فقلت: ثم من يا نبي اللّه ؟ قال:«من عسى أن يكون بعد هؤلاء إلاّ الزبير و طلحة و سعد و أبو عبيدة و معاذ و أبو طلحة و أبو أيوب و أنت يا عبادة و أبيّ بن كعب و أبو الدّرداء و ابن (5) مسعود و ابن عوف و ابن عفان، ثم هؤلاء الرهط من الموالي سلمان و صهيب و بلال و سالم مولى أبي حذيفة هؤلاء خاصتي و كلّ أصحابي عليّ كريم، حبيب إليّ و إن كان عبدا حبشيا» (6)[3841].

قال: قلت: لم يذكر حمزة و لا جعفر؟ قال عبادة: إنهما كانا أصيبا يوم سألت عن

ص: 44


1- مسند الإمام أحمد 414/5.
2- الأصل «لرسول» و المثبت عن المسند.
3- في سير الأعلام هنا «الصنعاني» و انظر ترجمة محمد بن إسحاق الصغاني في سير الأعلام 592/12.
4- الأصل:«من يحب كما يحب» و المثبت عن م.
5- الأصل و م:«و أبو».
6- الحديث نقله الذهبي في سير الأعلام 407/2-408.

هذا إنما كان هذا، بأخرة، أو كما قال.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1)،أنا بكر بن عبد الرّحمن قاضي أهل الكوفة، نا عيسى بن المختار، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: لما أراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن يخرج من خيبر قال القوم (2):الآن نعلم، أ سرية صفية أم امرأة ؟ فإن كانت امرأة فإنه سيحجبها و إلاّ فهي سرّيّة فلما خرج أمر بستر فستر دونها فعرف الناس أنها امرأة، فلما أرادت أن تركب أدنى فخذه منها لتركب عليها، فأبت و وضعت ركبتها على فخذه ثم حملها، فلما كان الليل نزل فدخل الفسطاط و دخلت معه، و جاء أبو أيوب فبات عند الفسطاط معه السيف واضع رأسه على الفسطاط .

فلما أصبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم سمع الحركة فقال:«من هذا؟» فقال: أنا أبو أيوب، فقال:«ما شأنك» قال: يا رسول اللّه جارية شابة حديثة عهد بعرس و قد صنعت بزوجها ما صنعت فلم آمنها، قلت إن تحركت كنت قريبا منك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«رحمك اللّه يا أبا أيوب» مرتين، رواه غيره عن مقسم، فقال: عن جابر[3842].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم ح، و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصّرصري، أنا أبو عبد اللّه المحاملي - إملاء - نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني أبو بكر بن [أبي] شيبة، حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، حدّثني عبد اللّه بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن مقسم أبي القاسم، عن جابر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أتى بصفية يوم خيبر و أتى برجلين أحدهما زوجها و الآخر أخوها، فذكر الحديث.

قال: و بات أبو أيوب ليلة عرس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يدور حول خباء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فلما سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الوط ء قال:«من هذا؟» قال: أنا خالد بن زيد، فرجع إليه

ص: 45


1- طبقات ابن سعد 116/2 في غزوة خيبر.
2- الأصل: للقوم، و المثبت عن ابن سعد و م.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما لك»؟ قال: ما نمت هذه الليلة مخافة هذه الجارية عليك، فأمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فرجع[3843].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،نا محمّد بن عمر، حدّثني كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة قال: لما دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بصفية بات أبو أيوب على باب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فلما أصبح فرأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كبّر و مع أبي أيوب السّيف، فقال: يا رسول اللّه كانت جارية حديثة عهد بعرس، و كنت قتلت أباها و أخاها و زوجها، فلم آمنها عليك، فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قال له خيرا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو جعفر البغدادي، نا أبو علاثة، نا أبي، نا ابن لهيعة، نا أبو الأسود، عن عروة بن الزبير، قال: لقد بات أبو أيوب ليلة دخل بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - يعني صفية بنت حيي - قائما قريبا من قبّته آخذا (3) بقائم السيف حتى أصبح، فلما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بكرة كبّر أبو أيوب حين أبصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قد خرج، فسأله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما بالك يا أبا أيوب ؟» قال: لم أرقد ليلتي هذه يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لم يا أبا أيوب ؟» قال: لما دخلت بهذه المرأة ذكرت أنك قتلت أباها و أخاها و زوجها و عامة عشيرتها، فخفت لعمرو اللّه أن تغتالك، فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قال له معروفا[3844].

أخبرنا أبو بكر (4) محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال (5):قالوا: و بات أبو أيوب الأنصاري قريبا من قبّته، آخذا بقائم السيف حتى أصبح، فلما أصبح خرج رسول اللّه بكرة فكبّر أبو أيوب فقال:«ما لك يا أبا أيوب ؟» فقال: يا رسول اللّه دخلت بهذه الجارية، و كنت قد قتلت أباها و إخوتها و عمومتها و زوجها و عامة

ص: 46


1- طبقات ابن سعد 126/8 في ترجمة صفية.
2- دلائل النبوة للبيهقي 231/4.
3- الأصل:«اخذ» و المثبت عن البيهقي.
4- بالأصل «أبو بكر» مكررة.
5- مغازي الواقدي: تحت عنوان: انصراف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من خيبر إلى المدينة 708/2.

عشيرتها، فخفت أن تغتالك، فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قال له معروفا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (1)،أنا أبي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن سيّار النّصيبي، نا مسلم بن إبراهيم، نا يحيى بن العلاء البجلي، عن يحيى بن سعيد (2) بن المسيّب، أن أبا أيوب أخذ عن لحية النبي صلّى اللّه عليه و سلم شيئا فقال:«لا يصيبك السوء يا أبا أيوب» كذا قال، و إنما يرويه يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب[3845].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا مسلم بن إبراهيم، نا يحيى بن العلاء، نا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب: أن أبا أيوب أخذ من لحية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يصيبك السوء أبا أيوب»- زاد البيهقي قال مرة أخرى:«يا أبا أيوب»[3846].

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا محمّد بن جعفر الإمام، نا عصمة بن الفضل النيسابوري، نا حرمي، نا يحيى بن العلاء، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: أخذ أبو أيوب الأنصاري من لحية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - أو رأسه - شيئا، فقال:«لا يصيبك السوء يا أبا أيوب»[3847].

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو (4) بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه (5)،أنا أبو الحسن اللّبناني، نا أبو بكر القرشي، حدّثني عصمة بن الفضل، نا حرمي، عن

ص: 47


1- الأصل «قيس» خطأ، و المثبت عن م.
2- كذا بالأصل و م: يحيى بن سعيد بن المسيّب، و الصواب: يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب، ففي ترجمة سعيد بن المسيّب في تهذيب التهذيب 336/3 يروي عنه يحيى بن سعيد الأنصاري و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
3- الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي في ترجمة يحيى بن العلاء 199/7.
4- بالأصل:«أبو عمر» و المثبت عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 440/18.
5- بالأصل:«بره» و الصواب ما أثبت، راجع ترجمة ابن مندة، أبي عمرو في سير الأعلام 440/18 و فيها أنه سمع: أبا محمد الحسن بن يوه، و ضبطت اللفظة عن التبصير 1501/4 و في م أيضا: بره.

يحيى بن العلاء، حدّثني يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: إن أبا أيوب أخذ من لحية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - أو من رأسه - فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يصيبك السوء يا أبا أيوب»[3848].

و أنبأناه أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عمر بن أحمد بن شاهين، قالا: أنا أبو بحر محمّد بن الحسن بن كوثر بن علي البربهاري، نا أحمد بن علي البربهاري، نا إسماعيل بن عيسى العطار، عن المعلّى، عن يحيى بن (1) سعيد بن المسيّب أن أبا أيوب أبصر في لحية النبي صلّى اللّه عليه و سلم أذى فنزعه فأراه إيّاه فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«نزع اللّه عن أبي أيوب ما يكره»، و قد رواه غير يحيى عن سعيد[3849].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى، أنا أبو (2) الحسن محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي، أنا أبو نصر محمّد بن حمدوية بن سهل المطوعي، أنا عبد اللّه بن حمّاد الآملي، أنا سليمان بن عبد الرّحمن، أنا عثمان بن فائد، أنا إسماعيل بن محمّد السهمي مولى لعبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: سمعت سعيد بن المسيّب يحدّث عن أبي أيوب الأنصاري أنه تناول من لحية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الأذى قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«مسح اللّه بك يا أبا أيوب ما تكره»[3850].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي الخشاب، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي، نا محمّد بن المهلّب، نا يوسف بن بهلول التميمي، نا ابن إدريس، عن ابن إسحاق، حدّثني أبي عن أشياخ من الأنصار الذي نزلت فيه هذه الآية: لَوْ لاٰ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنٰاتُ [بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً] وَ قٰالُوا: هٰذٰا إِفْكٌ مُبِينٌ (3) أن أم أيوب قالت: يا أبا أيوب أ ما تسمع ما يقول الناس في عائشة، قال:

ص: 48


1- كذا بالأصل «بن» و الصواب «عن» باعتبار ما سبق من روايات للحديث و أسانيده، و باعتبار ما جاء في آخره رواه غير يحيى عن سعيد و في م: عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب.
2- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
3- سورة النور، الآية:11 و ما بين معكوفتين ضمن الآية سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.

فقال: أ كنت أنت فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟ قالت: لا و اللّه قال: فعائشة و اللّه خير منك، و إنما هو زور و إفك و باطل.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (1)،قال: فحدّثني ابن أبي حبيب (2)،عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أفلح مولى أبي أيوب، أن أم أيوب قالت لأبي أيوب: أ لا تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال: بلى، و ذلك الكذب، أ فكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك ؟ قالت: لا و اللّه، قال: فعائشة و اللّه خير منك، فلما نزل القرآن و ذكر أهل الإفك قال اللّه عز و جل: لَوْ لاٰ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنٰاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَ قٰالُوا: هٰذٰا إِفْكٌ مُبِينٌ -يعني أبا أيوب - حين قال لأم أيوب، و يقال:

إنما قالها أبيّ بن كعب.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عبيد، نا الأعمش، عن المسيّب - هو - ابن رافع، عن علي بن مدرك هكذا قال محمّد، قال: رأيت أبا أيوب ينزع خفيه، فقيل له، فقال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يمسح و لكن حبّب إليّ الوضوء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن محمّد الحاكم، أنا أبو عمرو محمّد بن القاسم بن بيان الدّقّاق بالمصّيصة، نا هارون - يعني ابن زياد الحنّائي - نا الحارث - يعني ابن عمير-، عن أيوب، عن ابن سيرين: أن أبا أيوب كان يصلّي بعد العصر ركعتين فنهاه زيد بن ثابت، فقال: إن اللّه لا يعذبني على أن أصلّي، و لكن يعذبني أن [لا] أصلي، فقال: إني آمرك بهذا، و أنا أعلم أنك خير مني ما عليك بأس أن تصلي ركعتين بعد العصر، و لكن أخاف أن يراك من لا يعلم فيصلّي في الساعة التي حرم اللّه فيها الصلاة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا

ص: 49


1- الخبر في مغازي الواقدي 434/2.
2- عند الواقدي: ابن أبي حبيبة.

زائدة بن قدامة، عن عاصم، قال: أمّ أبو (1) عبيدة بن الجراح قوما (2)-على ابن صاعد، و قال غيره: أو أبو أيوب - مرة فلما انصرف قال: ما زال الشيطان بي آنفا حتى أريت (3)أن لي فضلا على من خلفي لا أؤم أبدا.

هذه الحكاية بأبي أيوب أشبه لأن أبا عبيدة كان أميرا و كان يؤم أصحابه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسين، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذّهلي، نا عبد اللّه بن محمّد النّقيلي، نا إسماعيل - يعني ابن عليّة - نا عبد الرّحمن بن إسحاق، عن الزّهري، عن سالم بن عبد اللّه، قال: أعرست في عهد أبي، فدعا أبي الناس و كان فيمن دعا أبا (4)أيوب، و قد ستروا بيتي بجادي أخضر، فجاء أبو أيوب فطأطأ رأسه، فنظر فإذا البيت مستر فقال: يا عبد اللّه تسترون الجدر؟ فقال أبي و استحيا: غلبنا النساء يا أبا أيوب، غلبنا النساء، فقال: من خشيت أن يغلبه النساء فلم أخش أن يغلبنك، لا أدخل لكم بيتا و لا أطعم لكم طعاما.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا أبو عاصم، نا ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عباس أنه سمع محمّد بن كعب القرظي يقول: كان أبو أيوب يخالف مروان، فقال له مروان: ما يحملك على هذا؟ قال: إني رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يصلّي الصلوات فإن وافقته وافقنا (5)،و إن خالفته خالفناك.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد الطّبراني، و أبو عمر و بن مندة، قالا: أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا داود بن عمرو الضّبّي، نا محمّد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عبيد بن سعد، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: غزونا حتى إذا انتهينا إلى

ص: 50


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
2- الأصل: قوم و الصواب عن م.
3- الأصل:«أ رأيت» و المثبت عن م.
4- الأصل و م:«أبو».
5- مختصر ابن منظور 339/7 وافقناك.

المدينة، مدينة قسطنطينية (1)،فإذا قاصّ يقول: من عمل عملا من أول النهار [عرض] (2) على معارفه إذا أمسى من أهل الآخرة، من عمل عملا من آخر النهار عرض على معارفه إذا أصبح من أهل الآخرة فقال له أبو أيوب: انظر ما تقول، قال: و اللّه إن ذلك لكذلك، فقال: اللّهم لا تفضحني عند عبادة بن الصامت، و لا عند سعد بن عبادة فيما عملت بعدهما، قال القاصّ : و اللّه ما كتب اللّه ولايته لعبد إلاّ ستر عليه عورته و أثنى عليه بأحسن عمله.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن سلام الجمحي، قال: جاءت عمر حلل من اليمن، فأعطى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أبو أيوب الأنصاري غائب فرفع له حلة و أخذ لنفسه حلة، فقدم أبو أيوب و حلة عمر عليه، فقال:

ما هذه الحلة ؟ قالوا: حلل أتت من اليمن، قال: جاد ما انتقطها قال: و سمعها عمر فقال: قد رفعنا لك حلة فإن شئت فهي بها، قال: نعم فدخل عمر فلبس حلة أبي أيوب و أرسل إلى أبي أيوب بحلته فجعل أبو أيوب ينظر إليها فإذا هي أجود من حلة عمر فقال:

هي لك في الإقالة، قال: نعم و قال له زيد بن ثابت: يا أمير المؤمنين هل لك في المحمّدين قال: و من هم ؟ قال: محمّد بن حاطب، و محمّد بن جعفر، و محمّد بن أبي بكر، قال: نعم و عند زيد أم محمّد بن حاطب جويرية إحدى بني عامر بن لؤي فقال:

اعطهم فأخذ زيد أجودها حلة فأعطاها محمّد بن حاطب، فقال عمر: أيهات أيهات و تمثل بشعر عمارة بن الوليد:

أسرك لما صرع القوم و انتشرا *** أن اخرج منهم سالما غير عارم

بريئا كأني لم أكن فيهم *** و ليس الخداع من تصافي التنادم

[ثم] ردها فغطاها بثوب، و قال: ادخل يدك و أنت لا تراها، فأعطهم.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل - بنوقان - أنا خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن الحسن العارف، أنا أبو سعيد الصّيرفي، أنا محمّد بن عبد اللّه الصفّار، أنا ابن أبي الدنيا، نا المثنى بن معاذ، نا أبي، عن شعبة، عن يزيد بن

ص: 51


1- الأصل:«قسطنطينة».
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و انظر تهذيب التهذيب 500/3 ترجمة شعبة بن الحجاج.

خمير (1)،سمع أبا زبيد (2) يقول: دخلت أنا و نوف البكالي (3) و رجل آخر على أبي أيوب الأنصاري، و قد اشتكى، فقال نوف: اللّهم عافه و اشفه، قال: لا تقولوا هذا، و قولوا:

اللّهم إن كان أجله عاجلا فاغفر له و ارحمه، و إن كان آجلا فعافه و اشفه و آجره.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، أنا عيسى بن أحمد البلخي، نا المقرئ، نا ليث بن سعد الفهمي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: قال أبو أيوب الأنصاري: من أراد أن يكثر علمه و أن يعظم حلمه فليجالس غير عشيرته.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي، قالا: أنا أبو القاسم يحيى بن محمّد بن أبي بشر الدّقّاق، نا شريح بن يونس، نا مروان بن معاوية الفزاري، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، عن أبيه، قال (4):انضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري في البحر، و كان معنا رجل مزّاح فكان يقول لصاحب طعامك جزاك اللّه خيرا و برا فيغضب قال: فقلنا لأبي أيوب إن معنا رجلا إذا قلنا له جزاك اللّه خيرا و برا يغضب، فقال: اقلبوه له، فإنا كنا نتحدث أن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر، قال: فقال له المزّاح: جزاك اللّه شرا و عرّا قال: فضحك، قال: ما تدع مزاحك، قال: فقال الرجل جزاك اللّه أبا أيوب خيرا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (5) في تسمية عمال علي على المدينة: و على المدينة حين سار إلى البصرة سهل بن حنيف، ثم عزله و ولّى تمام بن العباس، ثم عزله و ولّى أبا (6) أيوب الأنصاري، فشخص أبو أيوب و استخلف رجلا من الأنصار حتى قتل علي.

ص: 52


1- غير واضحة بالأصل و م و المثبت عن تهذيب التهذيب 500/3 ترجمة شعبة بن الحجاج.
2- الأصل:«زيد» و المثبت عن م.
3- الأصل: البكال، و الصواب عن م ففي تقريب التهذيب: نوف بفتح النون و سكون الواو، البكالي بكسر الموحدة و تخفيف الكاف.
4- سير الأعلام 409/2.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 201.
6- بالأصل: أبو.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، أنا الحسين بن إدريس الأنصاري، نا ابن عمّار - و هو محمّد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي، نا إسماعيل، عن شعبة، قال: قلت للحكم بن عتيبة (2):شهد أبو أيوب مع علي بصفين، قال: لا. و لكن شهد معه قتال أهل النهر (3).

قال (4):و أنا البرقاني، أنا الحسين بن هارون الضّبّي، أنا أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ ، أن جعفر بن محمّد بن عمرو الخشاب أخبرهم قراءة حدّثني أبي، نا زيدان بن عمر بن البختري (5)،حدّثني غياث بن إبراهيم، عن الأجلح بن عبد اللّه الكندي، قال:

سمعت زيد بن علي و عبد اللّه بن الحسين (6)،و جعفر بن محمّد، و محمّد بن عبد اللّه بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، كلهم ذكره عن آبائه، و عن من أدرك من أهله. و سمعته أيضا من غيرهم، فذكر أسماء جماعة من الصحابة، ثم قال: و خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري بدري و هو صاحب منزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم نزل عليه حين قدم المدينة حتى بنوا (7) مسجده، و كان على مقدمة علي يوم النهر و على الرجالة يومئذ.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا إبراهيم بن الحسن بن علي الكتّاني، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا ابن فضيل، نا إبراهيم الهجري، عن أبي صادق قال: قدم أبو أيوب الأنصاري العراق فأهدت له الأزد جزرا (8) فبعثوا بها معي فدخلت فسلّمت عليه و قلت له: يا أبا أيوب قد كرمك اللّه بصحبة نبيه صلّى اللّه عليه و سلم و نزوله عليك، فما لي أراك تستقبل الناس تقاتلهم، تستقبل هؤلاء مرة و هؤلاء مرة ؟ فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عهد إلينا أن نقاتل مع

ص: 53


1- تاريخ بغداد 153/1 و نقله عن الخطيب ابن العديم في البغية 3033/7.
2- كذا بالأصل و ابن العديم، و في تاريخ بغداد «عيينة».
3- عقب ابن العديم قال: كذا قال الحكم، و الصحيح أنه شهدها مع علي رضي اللّه عنه، و أكثر الحفاظ و الأئمة على ذلك.
4- تاريخ بغداد 153/1 و نقله عن الخطيب ابن العديم في البغية 3033/7.
5- الأصل:«المجتري» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد: الحسن.
7- تاريخ بغداد: تبوأ.
8- الجزر بالتحريك الشاء السمينة، الواحدة بهاء (القاموس).

علي الناكثين فقد قاتلناهم، و عهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم - يعني معاوية و أصحابه - و عهد إلينا أن نقاتل مع علي المارقين فلم أرهم بعد (1).

أنبأنا [أبو] (2) علي الحسن بن أحمد و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن عبد الملك الطويل أبو محمّد، نا إسحاق بن إسماعيل القافلاني، نا إسحاق بن سليمان الرازي، عن أبي سنان، عن حبيب بن أبي ثابت: أن أبا أيوب قدم على ابن عباس بالبصرة ففرغ له بيته، و قال:

لأصنعن بك ما صنعت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،[قال:] كم عليك من الدين ؟ قال: عشرون ألفا [قال:] فأعطاه أربعين ألفا و عشرين مملوكا، و قال: لك ما في البيت كله (3).

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا الحسن بن محمّد ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو حامد أحمد بن عمر بن أحمد بن علي الفنجكردي (4)،و أبو منصور سعيد بن محمّد بن منصور الفارسي الواعظان، و أبو نصر الحسن بن إسماعيل بن أبي القاسم الشّجاعي، و أبو نصر محمّد بن أسعد بن علي الفراوي، و أبو القاسم محمود بن أبي منصور بن أبي القاسم السّيّاري العطار - بنيسابور - قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد الواحدي، قالا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن بامويه (5)،أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن محمّد الزعفراني، نا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت أبا سنان يذكر عن حبيب بن أبي ثابت أن أبا أيوب أتى معاوية فشكا إليه أن عليه دينا فلم ير منه ما يحبّ و رأى كراهية - و في حديث الرّوياني:

أمرا كرهه - فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إنكم سترون بعدي أثرة» قال: فأيّ

ص: 54


1- سير الأعلام 410/2.
2- زيادة لازمة.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 410/2.
4- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى فنجكرد، و هي قرية من نواحي نيسابور. ذكره ياقوت و ترجمه في «فنجكرد» و قال ذكره في التحبير و قال: مات بنيسابور في آخر يوم من المحرم سنة 534.
5- ترجمته في سير الأعلام 239/17.

شيء، قال لكم ؟ قال:«اصبروا» قال: فاصبروا قال: فقال: و اللّه لا أسألك شيئا أبدا، و قدم البصرة فنزل على ابن عباس ففرغ له بيته فقال: لأصنعن بك كما صنعت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: كم عليك من الدين ؟ قال: عشرون ألفا قال: فأعطاه أربعين ألفا و عشرين مملوكا، و قال: لك ما في البيت كله - و قال الرّوياني: ما في بيتك كله - و اللفظ لابن الأعرابي[3851].

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا أبو كريب، نا فردوس بن الأشعري، نا مسعود بن سليمان، نا حبيب بن أبي ثابت، عن محمّد بن علي بن عبد اللّه، عن ابن عباس: أن أبا أيوب بن زيد الأنصاري الذي كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم نزل عليه حين هاجر إلى المدينة، غزا أرض الروم فمر على معاوية فجفاه فانطلق ثم رجع من غزوته، فمر عليه فجفاه و لم يرفع به رأسا فأتى عبد اللّه بن عباس بالبصرة، و قد أمّره عليّ عليها، فقال: يا أبا أيوب إني أريد أن أخرج عن مسكني كما خرجت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأمر أهله فخرجوا و أعطاه كل شيء أغلق عليه الدار، فلما كان انطلاقه قال: حاجتك ؟ قال: حاجتي عطائي و ثمانية أعبد يعملون في أرضي، و كان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس مرات، فأعطاه عشرين ألفا و أربعين عبدا.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا ابن عون، نا عمر بن كثير بن أفلح، قال: قدم أبو أيوب على معاوية فأجلسه معه على السرير فجعل معاوية يتحدث و يقول: فعلنا و فعلنا و أهل الشام حوله فالتفت إلي أبي أيوب [و قال] (1):من قتل صاحب الفرس البلقاء التي جعلت تجول يوم كذا و كذا؟ قال أبو أيوب: أنا قتلته إذا أنت و أبوك على الجمل الأحمر معكما لواء الكفر، قال: فنكس (2)معاوية و تشمّر أهل الشام لأبي أيوب، و قالوا و تنمروا فرفع معاوية رأسه و قال: مه مه

ص: 55


1- زيادة لازمة، للإيضاح.
2- في سير الأعلام: فنكس معاوية، و تنمر أهل الشام و تكلموا.

و إلاّ فلعمري ما عن هذا سألناك و لا هذا أردنا منك (1).

قال: و أنا ابن عون، حدّثني محمّد بن سيرين مثل هذا الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد (2) بن أحمد، نا أبو الحسن اللبناني، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن عبّاد بن موسى، نا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن عمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب، قال: قدم أبو أيوب على معاوية فأجلسه على السّرير فجلس معاوية يتحدث و عنده أهل الشام فجعل يقول: فعلنا و فعلنا، ثم التفت إلى أبي أيوب فقال: من قتل صاحب الفرس البلقاء التي جعلت تجول يوم كذا و كذا؟ قال أبو أيوب: أنا قتلته، إذ أنت و أبوك على الجمل الأحمر، معكما لواء الكفر، قال: فنكس معاوية و تنمر (3) أهل الشام لأبي أيوب، و قالوا: فرفع معاوية رأسه و قال: مه، و لعمري ما عن هذا سألناك، و لا هذا أردنا منك.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، حدّثني المسيّب بن واضح، نا أبو إسحاق الفزاري، عن إبراهيم بن كثير قال: سمعت عمارة بن غزيّة يقول: دخل أبو أيوب على معاوية فقال:

صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يا معشر الأنصار إنكم سترون بعدي أثرة (4)،فعليكم بالصبر (5)»، فبلغت معاوية، فقال: صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنا أول من صدّقه، فقال أبو أيوب: أ جراءة على اللّه و على رسوله، لا أكلّمه أبدا، و لا يأويني و إياه سقف بيت، ثم خرج من فوره ذلك في الصائفة (6)،فمرض، فأتاه يزيد بن معاوية يعوده و هو على الجيش، فقال: هل لك من حاجة ؟ أ توصيني بشيء؟ فقال: ما ازددت عنك

ص: 56


1- الخبر نقله باختلاف بسيط الذهبي في سير الأعلام 411/2.
2- قوله:«بن محمد»، عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
3- تقرأ بالأصل و م:«و تثمر» و يحتمل:«و تشمر» و المثبت عن الرواية السابقة للخبر.
4- الأثرة بفتح الهمزة و الثاء قال ابن الأثير: الاسم من اثر يؤثر إيثارا، إذا أعطى، أراد أنه يستأثر عليكم فيفضّل غيركم في نصيبه من الفيء، و الاستئثار: الانفراد بالشيء (النهاية: أثر).
5- و في رواية: فاصبر (النهاية - سير الأعلام).
6- سير الأعلام: إلى الغزو.

و عن أبيك بعد إلاّ غنى، إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو في غير ما يشق على أحد من المسلمين، فلما قبض أبو أيوب كان يزيد كأنه على رجل حتى فرغ من غسله و دفنه (1)[3852].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم سبط بحرويه، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا عمرو بن الضّحّاك بن مخلد، نا أبي، نا حمزة بن شريح قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: حدّثني أسلم أبو عمران مولى لكندة، قال: كنا بمدينة فأخرجوا إلينا جميعا عظيما من الروم، و خرج إليهم مثله أو أكثر، و على أهل مصر عقبة بن عامر صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فحمل رجل من المسلمين على صفّ الروم حتى دخل فيهم، فصاح به الناس و قالوا: سبحان اللّه يلقي بيده إلى التهلكة، فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: أيّها الناس إنكم تأوّلون هذه الآية على هذا التأويل، و إنما نزلت هذه الآية فينا معاشر الأنصار، إنّا لما أعزّ اللّه الإسلام، و كثّر ناصريه، قلنا بعضنا لبعض سرا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: إن أموالنا قد ضاعت إن اللّه قد أعز الإسلام، و كثّر ناصريه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه و سلم يردّ علينا ما قلنا: وَ أَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ ، وَ لاٰ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ، وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (2)،فكانت التهلكة الإقامة في أموالنا و إصلاحها و تركنا الغزو، و قال: و ما زال أبو أيّوب شاخصا في سبيل اللّه حتى دفن بأرض الروم.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية (3)،أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا ابن إسحاق - يعني محمّد الصّغاني - نا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب الروم فمرض، فلما حضر قال: إذا أنا متّ [فاحملوني] (4)،فإذا صاففتم (5) العدو

ص: 57


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 411/2 و انظر تخريجه فيه.
2- سورة البقرة، الآية:195.
3- انظر ترجمته في سير الأعلام 47/20.
4- زيادة عن سير الأعلام و ابن العديم و م.
5- تقرأ بالأصل:«صافتم» و فوقها إشارة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب بالهامش شيئا و المثبت عن ابن العديم و سير الأعلام و في م: صادفتم.

فارموني تحت أقدامكم، أما أني سأحدثكم بحديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من مات لا يشرك باللّه دخل الجنة» (1)[3853].

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي: قال ابن نمير عن الأعمش: قال: سمعت أبا ظبيان (3) و يعلى قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب الروم، فمرض، فلما حضر قال: إذا أنا متّ فاحملوا فإذا صاففتم (4) العدو فادفنوني تحت أقدامكم، و سأحدثكم حديثا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لو لا حالي هذا ما حدثتكموه، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من مات لا يشرك باللّه شيئا دخل الجنة»[3854].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا أبو طاهر قالا: أنا إسماعيل بن الحسن (5) الصرصري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا جرير بن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه قال: أتيت مصر، فرأيت الناس قد قفلوا من غزوهم مع عمرو بن العاص فيهم من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم و غيرهم، فأخبروني أنه لما كان انقضاء مغزاهم حيث يراهم العدو، فلم يجدوا متقدما حضر أبا أيوب الموت، فدعا أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم و الناس، معهم عمرو بن العاص، فقال: إذا أنا قبضت فلتركب الخيل بالسّلاح و الرجال، ثم سيروا حتى تلقوا العدو فيردوكم حتى لا يجدوا متقدما، فإذا فعلتم ذلك، فاحفروا لي قبرا ثم ادفنوني ثم سووه فلتطأ الخيل و الرجال عليه حتى يستوي فلا يعرف مكانه فإذا

ص: 58


1- الحديث في ابن العديم 3034/7 و سير أعلام النبلاء 411/2-412 و انظر تخريجه في السير بحاشية ص 404 و ورد في المصدرين في المواضع الثلاثة: لا يشرك باللّه شيئا.
2- مسند الإمام أحمد 419/5.
3- اسمه حصين بن جندب بن الحارث الجنبي الكوفي، ثقة.
4- بالأصل «صافتم» و المثبت، و تقدمت في الرواية السابقة: صاففتم، و في المسند وردت: صافعتم و في م: صادفتم.
5- مطموسة بالأصل و المثبت عن م له ذكر في سير الأعلام 162/17.

رجعتم فأخبروا الناس أن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أخبرني أنه: لا يدخل النار أحد يقول:

لا إله إلاّ اللّه[3855].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أخبرني إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن أيوب، عن محمّد قال: شهد أبو أيوب بدرا، ثم لم يتخلّف عن غزاة المسلمين إلاّ هو في أخرى إلاّ عاما واحدا فإنه استعمل على الجيش رجل شاب، فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذلك يتلهف و يقول: ما عليّ من استعمل عليّ ، و ما عليّ من استعمل عليّ ، و ما على من استعمل عليّ ، قال: فمرض و على الجيش يزيد بن معاوية فأتاه يعوده، فقال: حاجتك ؟ قال: نعم حاجتي، إذا أنا متّ فاركب بي ثم سغ بي في أرض العدو، و ما وجدت مساغا، فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع، فلمّا مات ركب ثم سار به في أرض العدو، و ما وجد مساغا ثم دفنه، ثم رجع و كان أبو أيوب يقول: قال اللّه عز و جل: اِنْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالاً (2) لا أجدني إلاّ خفيفا أو ثقيلا.

رواه أبو إسحاق الفزاري، عن هشام، عن محمّد نحوه، و سمى الرجل الشاب:

عبد الملك بن مروان.

قال: و نا محمّد بن سعد (3)،أنا عمرو بن عاصم، نا همّام عن (4) عاصم بن بهدلة، عن رجل من أهل مكّة أن أبا أيوب قال ليزيد بن معاوية حين دخل عليه: أقرئ الناس مني السلام، و لينطلقوا بي فليبعدوا (5) ما استطاعوا، قال: فحدّث يزيد الناس بما قال أبو أيوب، فاستسلم الناس، فانطلقوا بجنازته ما استطاعوا (6).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالا: أنا أبو

ص: 59


1- طبقات ابن سعد 485/3.
2- سورة التوبة، الآية:41.
3- ابن سعد، الطبقات الكبرى 485/3.
4- بالأصل «بن» خطأ، و المثبت عن ابن سعد و م.
5- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب عن ابن سعد و م.
6- نقله أيضا الذهبي في سير الأعلام 405/2 و زاد فيه: قال: ففعلوا و هذه الزيادة ليست في طبقات ابن سعد.

الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني، قال: مات أبو أيوب بالقسطنطينية (1)،و دفن في أصل المدينة، و دخل عليه يزيد بن معاوية، و قال: حاجتك ؟ قال: تعمّق قبري و توسعه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (2)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: فأغزي معاوية ابنه يزيد في سنة خمس و خمسين في جماعة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في البر و البحر حتى أجاز (3) بهم الخليج، و قاتلوا أهل القسطنطينية (4) على بابها، ثم قفل.

قال أبو زرعة: يدلنا خبر سعيد بن عبد العزيز هذا، أن أبا أيوب الأنصاري مات سنة خمس و خمسين بالقسطنطينية (5).

قال (6):و حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، نا الفزاري (7)، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: أوصى أبو أيوب الأنصاري و هو على حصار القسطنطينية (8) أن يدفن إلى جانب حائطها، قال: فقربناه منها (9)،ثم دفناه تحت أقدامنا.

قال (10):و حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جابر أن أبا أيوب الأنصاري توفي في غزاة يزيد بن معاوية القسطنطينية (11) في خلافة معاوية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر محمّد بن

ص: 60


1- الأصل: بالقسطنطينة.
2- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 188/1.
3- كذا بالأصل و م «أجاز» و الظاهر: جاز.
4- الأصل: القسطنطينة و المثبت عن أبي زرعة.
5- بالأصل: بالقسطنطينة و المثبت عن أبي زرعة.
6- تاريخ أبي زرعة 188/1-189.
7- هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث، ترجمته في تهذيب التهذيب 151/1.
8- الأصل: القسطنطينة و المثبت عن أبي زرعة.
9- كذا، و الظاهر: منه، و الضمير يعود إلى الحائط ، و هو مذكر.
10- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 226/1.
11- الأصل: القسطنطينة و المثبت عن أبي زرعة.

إبراهيم، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أنا حمزة قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: أخبرني أبو عمران قال: لم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل اللّه حتى دفن بالقسطنطينية (1).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه، نا عمي، نا أبي، عن ابن شهاب، أخبرني محمود بن الربيع قال: توفي أبو أيوب في غزوة عمورية، و يزيد بن معاوية عليهم في أرض الروم، و مات أبو أيوب في سنة ثنتين و خمسين بالقسطنطينية (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر قال: و توفي أبو أيوب عام غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية (4) في خلافة أبيه معاوية بن أبي سفيان سنة اثنتين و خمسين، و صلّى عليه يزيد بن معاوية، و قبره بأصل حصن القسطنطينية (5) بأرض الروم، فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره و يرمّونه و يستسقون به إذا قحطوا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي المقرئ، نا الأصمعي، عن أبيه، عن جده: أن أبا أيوب الأنصاري - و هو خالد بن زيد - غزا بلاد الروم، فمات بالقسطنطينية (6)،فقبر مع سور المدينة، و بني عليه، فلما أصبحوا أشرف عليهم الروم، فقالوا: يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأن، فقالوا: مات رجل من أكابر (7) أصحاب نبينا صلّى اللّه عليه و سلم، و اللّه لئن نبش لأضرب بناقوس في بلاد العرب، فكان الروم إذا أمحلوا اكشفوا (8) عن قبره فأمطروا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو

ص: 61


1- الأصل: بالقسطنطينة.
2- الأصل: بالقسطنطينة.
3- طبقات ابن سعد 485/3.
4- بالأصل «القسطنطينة» و المثبت عن ابن سعد.
5- الأصل: القسطنطينة.
6- الأصل: بالقسطنطينة.
7- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
8- كذا و في م:«كشفوا».

محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ (1)،نا الوليد بن لهيعة، عن يزيد - يعني ابن أبي حبيب - عن أبي عمران التجيبي، قال: فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل اللّه حتى غزا القسطنطينية (2)،و توفي بها، فدفن بها.

قال: و نا ابن عائذ، نا الوليد، نا إبراهيم بن محمّد، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: أوصى أبو أيوب أن يدفن إلى جانب القسطنطينية (3)،فناهضنا المدينة حتى دنونا منها، ثم دفناه تحت أقدامنا.

قال: و نا الوليد، نا غير واحد منهم أبو سعيد المعيطي أن أهل القسطنطينية (4) قالوا ليزيد و من معه: ما هذا ننبشه غدا، قال يزيد: ذا صاحب نبينا صلّى اللّه عليه و سلم أوصى بهذا لئلا يكون أحد من المجاهدين، و من مات في سبيل اللّه أقرب إليكم منه، لئن فعلتم لأنزلن كل جيش بأرض العرب، و لأهدمنّ كل كنيسة، قالوا: إنما أردنا أن نعرف مكانه منكم لنكرمنه لصحبته و مكانه، قال: فبنوا عليه قبة بيضاء، و أسرجوا عليه قنديلا، قال أبو سعيد: و أنا دخلت عليه القبة في سنة مائة و رأيت قنديلها فعرفنا أنه لم يزل يسرج حتى نزلنا بهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا صفوان بن صالح، نا الوليد، نا ابن جابر: أن أبا أيوب لم يقعد عن الغزو في زمان عمر، و عثمان، و معاوية و أنه توفي في غزاة يزيد بن معاوية القسطنطينية.

قال الوليد: فحدّثني شيخ من أهل فلسطين أنه رأى بنية بيضاء دون حائط القسطنطينية، قال الوليد: هذا قبر أبي أيوب الأنصاري، صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فأتيت تلك البنية فرأيت قبره في تلك البنية و عليه قنديل معلق بسلسلة (5).

ص: 62


1- بالأصل: عائد، بالدال المهملة.
2- الأصل: القسطنطينة.
3- الأصل: القسطنطينة.
4- الأصل: القسطنطينة.
5- الخبر في تاريخ بغداد 154/1 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3034/7.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن أبو الحسن الرّبعي.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات إمام الجامع بدمشق، قالا: أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف قال: سمعت أبا الحسن محمود بن إبراهيم بن عيسى (2) بن سميع يقول: و أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة - زاد ابن البنّا و ابن السوسي: بن عمرو بن عبد عوف بن غنم، و قالوا:- بدري من بني النجّار، قبره بالقسطنطينية (3).

أخبرنا أبو غالب بن الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (4)،قال: و فيها - يعني سنة خمسين - مات أبو أيوب الأنصاري بأرض الروم،[قال: مات سنة إحدى و خمسين] (5).

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الهيثم بن عدي و المدائني: و في سنة خمسين غزا يزيد بن معاوية أرض الروم و كان معه في الغزو أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد، فمات بأرض الروم، قال: و ذكر الواقدي أن فيها - يعني سنة اثنتين و خمسين - مات أبو أيوب الأنصاري، و اسمه خالد بن زيد بن كليب بالقسطنطينية (6)،و ذكر ابن زبر: أن قول الهيثم و المدائني أخبره به أبوه، عن أحمد بن عبيد عنهما.

ص: 63


1- تاريخ بغداد 154/1.
2- تاريخ بغداد: ابن عيسى بن القاسم بن سميع.
3- الأصل: بالقسطنطينة.
4- انظر تاريخ خليفة ص 211 حوادث سنة 50.
5- كذا العبارة ما بين المعقوفتين بالأصل، و لم يرد في تاريخ خليفة له ذكر في حوادث سنة 51، و قد مرّ أنه مات سنة خمسين، انظر الحاشية السابقة و في م كالأصل.
6- الأصل: بالقسطنطينة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال: و مات أبو أيوب الأنصاري، و اسمه خالد بن زيد بن كليب بقسطنطينية (1) سنة ثنتين و خمسين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن زريق، نا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو حازم العبدوي، أنا القاسم بن غانم المهلّبي، أنا محمد بن إبراهيم البوشنجي (3)،قال: سمعت يحيى بن عبد اللّه بن بكير يقول: مات أبو أيوب سنة اثنتين و خمسين.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: و فيها - يعني سنة اثنتين و خمسين - مات أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بالقسطنطينية (4) في البحر في غزوة يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي، قال: مات أبو أيوب خالد بن زيد في زمن يزيد بن معاوية.

و قال الذّهلي: قال يحيى بن بكير: مات بالقسطنطينية (5) سنة اثنتين و خمسين في غزوة يزيد بن معاوية.

و زعم مجاهد أنه حضر دفن أبي أيوب بالقسطنطينية (6).

و قال الواقدي و الهيثم بن عدي نحو قول ابن بكير إلى قوله يزيد بن معاوية، و قال ابن نمير: بأرض الروم في زمن معاوية، و قال عمرو بن علي و أبو عيسى: مات سنة ثنتين و خمسين، و قيل: إنه مات سنة خمس و خمسين.

ص: 64


1- الأصل: بقسطنطينة.
2- تاريخ بغداد 154/1.
3- الأصل: البوسنجي، بالسين المهملة، و الصواب بالشين المعجمة نسبة إلى بوشنج.
4- بالأصل: بالقسطنطينة.
5- بالأصل: بالقسطنطينة.
6- بالأصل: بالقسطنطينة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي، نا أبو طالب - يعني أحمد بن نصر الحافظ -، نا أبو زرعة، و هو الدمشقي قال: مات أبو أيوب الأنصاري سنة خمس و خمسين بالقسطنطينية (2).

1877 - خالد بن سالم

كان في صحابة عمر بن عبد العزيز و بعثه إلى البصرة ينظر في أمر فارس، له ذكر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف إجازة، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا علي بن محمّد، عن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر، عن أبيه، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة: بلغني أن عمالك بفارس يخرصون (4) الثمار على أهلها ثم يقوّمونها بسعر دون سعر الناس الذي يتبايعون به فيأخذونه ورقا على قيمتهم التي قوّموا، و إنّ طوائف من الأكراد يأخذون العشر من الطريق، و لو علمت أنك أمرت بشيء من ذلك أو رضيته بعد علمك به ما ناظرتك إن شاء اللّه بما تكره، و قد بعثت بشر بن صفوان، و عبد اللّه بن عجلان، و خالد بن سالم ينظرون في ذلك، فإن وجدوه حقا ردوا إلى الناس الثمن الذي أخذ منهم و أخذوا بسعر ما باع أهل الأرض عليهم و لا يدّعون شيئا مما بلغني إلاّ نظروا فيه، فلا تعرض لهم.

1878 - خالد بن سالم

حكى عن مالك بن أنس.

حكى عنه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثني أبو البركات بن أبي طاهر الفقيه عنه، نا أبو بكر الخطيب، حدّثني عبد اللّه بن أبي الفتح، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو

ص: 65


1- تاريخ بغداد 154/1.
2- بالأصل: بالقسطنطينة.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 392/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
4- يعني يحزرون ما على الشجر من الثمار.

عبد اللّه عبيد اللّه بن عبد الصمد بن المهتدي باللّه، نا أحمد بن نصر بن شاكر الدمشقي، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، عن خالد بن سالم، و زيد بن يحيى، قالا: كنا عند مالك بن أنس فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد اللّه خطب إليّ قدري أ فأزوجه ؟ فقال مالك: وَ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكُمْ (1)

1879 - خالد بن سعيد بن زيد

كان ممن شهد الفتوح.

أنبأنا أبو القاسم علي و أبو الوحش سبيع بن المسلّم و غيرهما، قالوا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أحمد بن علي بن محمّد الدّولابي الخلاّل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار البعلبكي، نا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن جيش، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي، نا عبد اللّه بن ربيعة القدامي، حدّثني محمّد بن يوسف، عن سهل بن سعد الأنصاري، قال: كانت وقعة أجنادين (2) وقعة عظيمة كانت بالشام و كانت في سنة ثلاث عشرة في جمادى الأولى فذكر بعض أمرها ثم ذكر إغاثة الروم لأهل دمشق حين حصارها، قال: فتركوا مرج الصّفّر (3) فصمد المسلمون صمدهم و خرج إليهم أهل القوة من أهل دمشق، و صحبهم ناس كثير من أهل حمص، فالقوم نحو من خمسة عشر ألفا، فلما نظر إليهم خالد عبأ لهم كتعبئة يوم أجنادين فجعل على ميمنته معاذ بن جبل، و على ميسرته هاشم بن عتبة، و على الخيل سعيد بن زيد بن نفيل، و ترك أبا عبيدة في الرجال، و زحف إليهم فذهب خالد فوقف في أول الصف يريد أن يحرض الناس ثم نظر إلى الصف من أوله إلى آخره فحملت لهم خيل على خالد بن سعيد بن زيد، و كان واقفا في جماعة من المسلمين في ميمنة الناس يحرّض الناس و يدعو اللّه عز و جل ثم يقبض عليهم فحملت طائفة منهم عليهم فنازلهم فقاتلهم قتالا شديدا حتى قتل كذا في الكتاب: ابن سعيد بن زيد، و إنما هو خالد بن سعيد بن العاص، و اللّه أعلم.

ص: 66


1- سورة البقرة، الآية:221.
2- موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين.
3- ضبطت عن ياقوت، بنواحي دمشق.

1880 - خالد بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس

أبو سعيد الأموي (1)

له صحبة و هو قديم الإسلام، استعمله النبي صلّى اللّه عليه و سلم على صنعاء اليمن، و وجهه أبو بكر الصّدّيق أميرا على جيش في فتح الشام فواقع الروم (2) بمرج الصّفّر فقيل إنه قتل به، و قيل لم يقتل به، و بقي حتى شهد اليرموك.

روى عنه: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص مرسلا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد الرّحمن بن صالح (3)،و كان من مهاجرة الحبشة هو و أخوه عمرو فلما قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم تلقاهم حين دنوا و ذلك بعد بدر بعام فحزنوا أن لا يكونوا شهدوا بدرا، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«و ما تحزنون ؟ إن للناس (4) هجرة واحدة و لكم هجرتان، هاجرتم حين خرجتم إلى صاحب الحبشة، ثم جئتم من عند صاحب الحبشة مهاجرين إليّ »[3856].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا القاضي الحسين بن إبراهيم بن إسماعيل و إبراهيم بن حمّاد ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم ح.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: نا أبو عبد اللّه المحاملي، قالا: نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني يعقوب بن محمّد، نا محمّد بن أبي سلمة، حدّثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قال: سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول (5):لما كان قبيل مبعث

ص: 67


1- ترجمته في الاستيعاب 399/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 574/1 الإصابة 406/1 طبقات خليفة رقم 55 الوافي بالوفيات 252/13 سير أعلام النبلاء 259/1 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
2- الأصل «الزوج» خطأ و الصواب ما أثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 344/7.
3- كذا بالأصل، و في السند سقط و بعده في م: الكوفي نا خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن خالد بن سعيد بن العاص.
4- الأصل «للنساء» و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 344/7.
5- الأصل: يقول.

النبي صلّى اللّه عليه و سلم، بينا خالد بن سعيد ذات ليلة نائم قال: رأيت كأنه غشيت (1) مكّة - و قال ابن طاوس: ملأ مكّة - ظلمة حتى لا يبصر امرؤ كفّه، فبينا هو كذلك، إذ خرج نور ثم علا في السماء، فأضاء في البيت ثم أضاءت مكّة كلها، ثم إلى نجد ثم إلى يثرب، فأضاءها حتى إني لأنظر إلى البسر (2) في النخل.

قال: فاستيقظت فقصصتها على أخي عمرو بن سعيد و كان جزل (3) الرأي فقال:

يا أخي، إن هذا الأمر يكون في بني عبد المطلب أ لا ترى أنه خرج من حفيرة أبيهم ؟ قال خالد: فإنه لمما هداني اللّه به للإسلام.

قالت أم خالد: فأول من أسلم أبي و ذلك أنه ذكر رؤياه لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا خالد أنا و اللّه ذلك النور، و أنا رسول اللّه فقصّ عليه ما بعثه اللّه به، فأسلم خالد و أسلم عمرو بعده.

و في حديث ابن البنّا: قال لنا إبراهيم بن حمّاد: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول و هو الذي انتقى لنا هذا الحديث على ابن شبيب، فقال محمّد بن أبي سلمة: هذا هو محمّد بن عمر الواقدي.

قال الدارقطني هذا حديث غريب من حديث موسى بن عقبة، و لم يروه عنه غير محمّد بن أبي سلمة، و هو الواقدي، تفرد به يعقوب بن محمّد الزّهري عنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا حارث بن أبي أسامة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد (4)،أنا علي بن محمّد القرشي، عن سعيد بن خالد و غيره، عن صالح بن كيسان أن خالد بن سعيد قال: رأيت في المنام قبل مبعث النبي صلّى اللّه عليه و سلم ظلمة غشيت مكة حتى ما أرى جبلا و لا سهلا، ثم رأيت نورا خرج من زمزم مثل ضوء المصباح كلما ارتفع عظم و سطع حتى ارتفع فأضاء لي أول ما أضاء البيت، ثم عظم الضوء حتى ما بقي من سهل و لا جبل إلاّ و أنا أراه، ثم سطع في السماء، ثم انحدر حتى أضاء لي نخل يثرب فيها البسر،

ص: 68


1- الأصل: غشية و المثبت عن م.
2- البسر: واحدته: بسرة، و هو التمر قبل إرطابه.
3- يقال: جزل فلان صار ذا رأي جيد (قاموس محيط ).
4- طبقات ابن سعد 166/1 في ذكر علامات النبوة في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قبل أن يوحى إليه.

و سمعت قائلا يقول في الضوء: سبحانه سبحانه تمت الكلمة و هلك ابن مارد بهضبة الحصا بين أذرح (1) و الأكمة (2)،سعدت هذه الأمة، جاء نبي الأمّيّين (3) و بلغ الكتاب أجله، كذبته هذه القرية، تعذّب مرتين، تتوب في الثالثة، ثلاث بقيت، ثنتان بالمشرق و واحدة بالمغرب، فقصها خالد بن سعيد على أخيه عمرو بن سعيد فقال: لقد رأيت عجبا، و إني لأرى هذا أمرا يكون في بني عبد المطلب إذ رأيت النور خرج من زمزم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، أنا أبو هشام محمّد بن زائدة، حدّثني أبو إسحاق المدني: أن خالد بن سعيد بن العاص كان يقول لعلي: إنما أسلمت قبلك، و اللّه لأخاصمنك عند ربّي، و لكن كنت أفرق من أبي فكنت أكتم إسلامي و أنت كنت لا تفرق من أبيك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني جعفر بن محمّد بن خالد بن الزبير، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، قال: كان إسلام خالد بن سعيد قديما، و كان أول إخوته، أسلم و كان بدو إسلامه أنه رأى في النوم أنه واقف (5) على شفير النار فذكر من سعتها ما اللّه به أعلم، و يرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها و يرى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم آخذا بحقويه لئلا (6) يقع، ففزع (7) من نومه، فقال أحلف باللّه إنّ هذه لرؤيا [حق] (8) فلقي أبا بكر بن أبي قحافة، فذكر ذلك له، فقال أبو بكر: أريد بك خير، هذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فاتبعه، فإنك ستتبعه و تدخل معه في الإسلام

ص: 69


1- أذرح: بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة، ثم من نواحي البلقاء و عمان مجاورة لأرض الحجاز. (ياقوت).
2- الأكمة بالتحريك: موضع يقال له أكمة العشرق، بعد الحاجر بميلين (ياقوت).
3- الأصل:«الأمين» و المثبت عن ابن سعد و م.
4- طبقات ابن سعد 94/4 ترجمة خالد بن سعيد، و الخبر في الاستيعاب 401/1-402 نقلا عن الواقدي، و أسد الغابة 574/1-575.
5- الأصل:«أوقف» و المثبت عن ابن سعد، و في الاستيعاب و أسد الغابة: وقف و في م: أوقف.
6- الأصل و م:«لا» و المثبت عن ابن سعد.
7- الأصل: يفزع» و المثبت من ابن سعد و م.
8- زيادة لازمة عن ابن سعد.

الذي يحجزك من أن تقع فيها، و أبوك واقع فيها. فلقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو بأجياد (1)فقال: يا محمّد إلى ما تدعو؟ قال:«أدعو إلى اللّه وحده لا شريك له و أن محمّدا عبده و رسوله، و خلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع و لا يضرّ (2) و لا ينفع و لا يدري من عبده ممن لم يعبده» قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم (3).و تغيب خالد، و علم أبوه بإسلامه، فأرسل في طلبه من بقي من ولده ممن لم يسلم و رافعا مولاه، فوجدوه فأتوا به إلى أبيه أبي أحيحة فأنّبه و بكّته و ضربه بمقرعة (4) في يده حتى كسرها على رأسه، ثم قال: أتبعت محمّدا و أنت ترى خلافه قومه ؟ و ما جاء به من عيب آلهتهم، و عيب من مضى من آبائهم ؟ فقال خالد: قد صدق و اللّه و اتّبعته. فغضب أبو أحيحة، و نال من ابنه و شتمه ثم قال: اذهب يا لكع حيث شئت فو اللّه لأمنعنك القوت، فقال خالد: إن منعتني فإن اللّه يرزقني ما أعيش به، فأخرجه و قال لبنيه: لا يكلمه أحد منكم إلاّ صنعت به ما صنعت به، فانصرف خالد إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فكان يلزمه و يكون معه[3857].

قال (5):و أنا محمّد بن عمر، نا عبد الحكيم (6) بن عبد اللّه بن أبي فروة، قال:

سمعت عبد اللّه بن عمرو بن سعيد بن العاص يحدّث عمرو بن شعيب، قال: كان إسلام خالد بن العاص ثالثا أو رابعا، و كان ذلك و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يدعو سرا، و كان يلزم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و يصلّي في نواحي مكّة خاليا فبلغ ذلك أبا أحيحة فدعاه فكلمه أن يدع ما هو عليه، فقال خالد: لا أدع دين محمّد حتى أموت عليه، فضربه أبو أحيحة بقرّاعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم أمر به إلى الحبس و ضيّق عليه و أجاعه و أعطشه حتى لقد مكث في حر مكّة ثلاثا ما يذوق ماء، فرأى خالد فرجة فخرج فتغيب عن أبيه في نواحي مكّة حتى حضر خروج أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى الحبشة في الهجرة الثانية، فكان خالد أول من خرج إليها.

ص: 70


1- أجياد: موضع بأسفل مكّة، معروف من شعابها.
2- الأصل:«يبصر» و المثبت عن ابن سعد و أسد الغابة 574/1 و الاستيعاب 402/1.
3- بعدها في المصادر الثلاثة: فسرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بإسلامه.
4- أسد الغابة: بعصا.
5- ابن سعد 95/4.
6- الأصل: عبد الحكم، و المثبت عن ابن سعد و م.

قال (1):و أنا محمّد بن عمر، نا جعفر بن محمّد بن خالد بن الزبير بن العوام، عن إبراهيم بن عقبة، قال: سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول (2):كان أبي خامسا في الإسلام، قلت: فمن تقدّمه ؟ قالت (3):ابن أبي طالب، و ابن أبي قحافة، و زيد بن حارثة، و سعد بن أبي و قاص، و أسلم - أبي قبل الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة، و هاجر في المرة الثانية، فأقام بها بضع عشرة سنة، و ولدت أنا بها، و قدم على النبي صلّى اللّه عليه و سلم بخيبر سنة سبع فكلم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المسلمين فأسهموا لنا ثم رجعنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى المدينة، و أقمنا، و خرج أبي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في عمرة القضيّة و غزا معه إلى الفتح هو و عمي - يعني عمرا - و خرجا معه إلى تبوك، و بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أبي عاملا على صدقات اليمن، فتوفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أبي باليمن.

قال (4):و أنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي، نا عمرو بن يحيى، عن جده، عن عمه، عن خالد بن سعيد بن العاص أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعثه في رهط من قريش إلى ملك الحبشة، فقدموا عليه و مع خالد امرأة له، قال: فولدت له جارية، و تحركت و تكلّمت هناك، ثم إنّ خالدا أقبل هو و أصحابه و قد فرغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من وقعة بدر، فأقبل يمشي و معه ابنته، فقال: يا رسول اللّه لم نشهد معك بدرا، فقال:«أ و ما ترضى يا خالد أن يكون للناس هجرة، و لكم هجرتان ثنتان ؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«فذاك لكم». ثم إن خالدا قال لابنته: اذهبي إلى عمك، اذهبي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فسلّمي عليه. فذهبت الجويرية حتى أتته من خلفه، فأكبت عليه و عليها قميص أصفر، فأشارت به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم تريه (5) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«سنه سنه - يعني بالحبشية: أبلي و أخلقي ثم أبلي و أخلقي»[3858].

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا مصعب:

ص: 71


1- المصدر نفسه 96/4.
2- الأصل: يقول و المثبت عن م.
3- الأصل و م: قال.
4- ابن سعد 99/4-100.
5- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

أن خالد بن سعيد كان إسلامه متقدما يقولون كان خامسا، و أسلم أخوه عمرو و هاجر إلى أرض الحبشة.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير: أن الهجرة الأولى هجرة المسلمين إلى أرض الحبشة، و أنه هاجر في تلك الهجرة جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت عميس الخثعمية، و عثمان بن عفان برقيّة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أبو سلمة بن عبد الأسد بامرأته أم سلمة بنت أبي أميّة، و خالد بن سعيد بن العاص بامرأته ابنة خالد، و هاجر فيها رجال من قريش ذو عدد ليس معهم نساؤهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر، أنا رضوان ح.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا ابن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (1)،قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني أمية بن عبد شمس:

خالد بن سعيد بن العاص معه امرأته أميمة - و في حديث ابن مندة: أمينة - ابنة خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة، من بني سبيع بن خثعمة من خزاعة، ولدت له بأرض الحبشة سعيد بن خالد، و أمّه ابنة خالد، و تزوج أمّه الزبير بن العوام، فولدت له عمرو بن الزبير، و خالد بن الزبير قتل خالد يوم مرج الصّفّر بأرض الشام.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن محمّد (2) بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا (3) البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد أبو أحيحة سعيد بن العاص خالد بن

ص: 72


1- سيرة ابن إسحاق ص 209 رقم 303.
2- كذا مكررة ثلاث مرات و لم ترد في م إلاّ مرتين.
3- غير واضح إعجامها بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.

سعيد، قتل يوم مرج الصّفّر شهيدا، و أمه أم خالد بنت خبّاب (1) بن عبد ياليل بن ناشب بن عمرة (2) بن سعد بن ليث بن بكر، توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو عامله على اليمن، و وهب له عمرو بن معدي كرب الصّمصامة و قال حين وهبه له:

خليلي لم أهبه عن قلاة *** و لكن التّواهب للكرام

خليلي لم أخنه و لم يخنّي *** كذلك ما خلالي أو تدامي (3)

حبوت به كريما من قريش *** فسرّ به و صين عن اللئام

و كان إسلام خالد بن سعيد متقدما، يقولون كان خامسا و أسلم أخوه عمرو، هاجرا جميعا إلى أرض الحبشة، و كانا ممن قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في السفينتين (4).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا:

أنا أبو طاهر الباقلاني،- زاد عبد الوهاب: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (5):خالد بن سعيد بن العاص أمّه لبينة بنت خبّاب - و في أصل سماعنا: جناب بن عبد ياليل بن ناشب (6) بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة، استشهد يوم مرج الصّفّر، روى أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن للناس هجرة، و لكم هجرتان»، و ذكره في موضع آخر، فقال: أمّه لبينة بنت خبّاب، فاللّه أعلم[3859].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن مندة، أنا الحسن بن

ص: 73


1- الأصل «حباب» و المثبت عن نسب قريش للمصعب الزبيري ص 174.
2- نسب قريش: غيرة.
3- في مختصر ابن منظور 347/7 «بذامي».
4- قال ابن إسحاق: و كان من أقام بأرض الحبشة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى بعث فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى النجاشي عمرو بن أمية الضمري فحملهم في سفينتين فقدم بهم عليه و هو بخيبر بعد الحديبية قال: و من بني عبد شمس بن عبد مناف خالد بن سعيد بن العاص و امرأته أمينة بنت خلف و ابناه سعيد بن خالد و أمة بنت خالد، و أخوه عمرو بن سعيد بن العاص معه امرأته فاطمة بنت صفوان. سيرة ابن هشام 3/4-4.
5- طبقات خليفة بن خياط ص 40 رقم 55.
6- طبقات خليفة: نا شيب.

محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1)، قال: خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أسلم في أول الإسلام بعد أربعة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و هاجر إلى الحبشة فلم يشهد بدرا لذلك، و قدم مع جعفر بن أبي طالب، و قتل يوم مرج الصّفّر شهيدا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال في الطبقة الثانية:

خالد بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ ، و أمّه أم خالد بنت خبّاب (3) بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة (4) بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و ليس لخالد اليوم عقب، و كان لخالد بن سعيد من الولد (5) سعيد، ولد بأرض الحبشة درج، و أمة بنت خالد ولدت بأرض الحبشة تزوجها الزبير بن العوام فولدت له عمرا و خالدا، ثم خلف عليها سعيد بن العاص، و أمهما همينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعيد بن فليح (6) بن عمرو من خزاعة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (7)،قال: خالد بن سعيد بن العاص الأموي القرشي أصيب في خلافة أبي بكر أو عمر بمرج الصّفّر قاله يوسف بن بهلول، عن ابن إدريس، عن ابن إسحاق، و قال محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة: قتل يوم أجنادين له صحبة، و لم يصح حديثه.

أخبرنا أبو جعفر الحافظ في كتابه، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الأصبهاني، أنا

ص: 74


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- طبقات ابن سعد 94/4.
3- عن ابن سعد و بالأصل و م: جناب.
4- عن ابن سعد و م و بالأصل: عمره.
5- عن ابن سعد و م، و بالأصل: من الوليد.
6- ابن سعد: مليح.
7- التاريخ الكبير للبخاري 139/1/2.

أبو أحمد الحاكم، قال: أبو سعيد خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي و أمّه لبينة بنت خبّاب بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة (1) بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلم، استشهد يوم مرج الصّفّر في خلافة أبي بكر أو عمر و يقال قتل يوم أجنادين و هو أخو أبان و عمرو، و الحكم، و سعيد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: خالد بن سعيد بن العاص الأموي أصيب بمرج الصّفّر في خلافة عمر و كان إسلامه متقدما، كان خامسا فيما قيل، و أسلم أخوه عمرو، و هاجرا جميعا إلى أرض الحبشة، و أبان بن سعيد أخوهما، تأخر إسلامه، و أبوهم سعيد بن العاص يكنى أبا أحيحة.

قال: و أنا ابن مندة، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا جعفر بن سليمان، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال:

و ممن هاجر إلى أرض الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة خالد بن سعيد، و امرأته أميمة بنت خلف الخزاعية و ولدت له ثمّ خالد (2) بن سعيد، و قتل خالد يوم مرج الصّفّر، و قيل يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة، و هو ابن خمسين سنة، كذا قال و الصواب: سعيد بن خالد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من خرج إلى أرض الحبشة من بني أميّة بن عبد شمس: خالد بن سعيد بن العاص و امرأته أمينة ابنة خلف الخزاعية، قتل بمرج الصّفّر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو غسان مالك بن

ص: 75


1- الأصل:«عيرة» و الصواب مما سبق.
2- كذا بالأصل و هو خطأ، و الصواب سعيد بن خالد، انظر سيرة ابن هشام 4/4، و سينبه المصنف إلى هذا الخطأ في آخر الخبر، و يعتمد الصواب «سعيد بن خالد» كما لاحظناه و في م: سعيد بن خالد و فوق اللفظتين علامتا تبديل تقديم و تأخير.

إسماعيل، أنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، حدثه قال: أخبرني أبي و أخواي عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، و كان أبوها من مهاجرة الحبشة و ولدت ثمّ .

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عمرو بن يوسف، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي (1) الفقيهان، و أبو عمرو عثمان بن محمّد بن الحسين بن نصير السقلاطوبي، و أبو الفضل عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن محمّد بن يوسف، و أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي بن الحسين بن الشدّاد، و أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن علي بن عبد العزيز بن التّريكي (2)،و أبو العباس أحمد بن أبي القاسم علي بن محمّد الزينبي الهاشميان، قالوا: أنا أبو نصر الزينبي، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف الوراق، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا سليمان بن معبد، نا الأصمعي، عن ابن أبي الزّناد، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد، قالت: أبي أول من كتب «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم» (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا الوليد بن عطاء بن الأعور (5) المكي، و أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي، قالا: نا عمرو بن يحيى بن سعيد [الأموي] (6)،عن جده، عن عمه خالد بن سعيد أن سعيد بن العاص بن أمية مرض [فقال: لئن رفعني اللّه من مرضي هذا لا يعبد إله ابن أبي كبشة ببطن مكّة] (7) فقال خالد بن سعيد عند ذلك: اللّهم لا ترفعه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 76


1- ترجمته في سير الأعلام 278/19 و 162/20.
2- ترجمته في سير الأعلام 359/20.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام عن إبراهيم بن عقبة 260/1 و ابن حجر في الإصابة 406/1.
4- طبقات ابن سعد 95/4.
5- ابن سعد:«الأعز» و في الاستيعاب: الأغر.
6- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن ابن سعد. و الخبر في الاستيعاب 403/1 و أسد الغابة 575/1.
7- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن ابن سعد. و الخبر في الاستيعاب 403/1 و أسد الغابة 575/1.

أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع الثلجي، أنا محمّد بن عمر الواقدي (1):

حدّثني عبد اللّه بن يزيد، عن سعيد بن عمرو الهذلي، قال: قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مكّة يوم الجمعة لعشر ليال بقين من رمضان - يعني عام الفتح - فبث السرايا في كل وجه، و أمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الإسلام فخرج هشام بن العاص في مائتين، قبل يلملم (2)،و خرج خالد بن سعيد بن العاص في ثلاثمائة قبل عرنة (3).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (4)،قال في تسمية عمال النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال و فرّق اليمن فاستعمل على صنعاء خالد بن سعيد بن العاص، و على كندة و الصّدف المهاجر بن أبي أمية، و على حضرموت زياد بن لبيد الأنصاري، أحد بني بياضة، و معاذ بن جبل على الجند و القضاء و تعليم الناس الإسلام و شرائعه و قراءة القرآن، و ولّى أبا موسى الأشعري زبيد و رمع و عدن و الساحل، و جعل قبض الصدقة من العمال الذين بها إلى معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه، أنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان المصري المعروف باللكي بالبصرة، نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي - بمصر - حدّثني أبي عن أبيه، عن جده قال: مرّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم بقبر أبي أحيحة فقال أبو بكر: هذا قبر أبي أحيحة الفاسق، فقال خالد بن سعيد: و اللّه ما يسرني أنه في أعلى عليين و أنه مثل أبي قحافة، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تسبوا الموتى فتغضبوا الأحياء»[3860].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن المسلمة، أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا الحسن بن علي القطان، نا

ص: 77


1- مغازي الواقدي 873/3.
2- موضع على ليلتين من مكّة، و قيل هو جبل من الطائف على ليلتين أو ثلاث (ياقوت).
3- عرنة بوزن همزة و ضحكة، قال الأزهري: بطن عرنة واد بحذاء عرفات (ياقوت).
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 97.

إسماعيل بن عيسى العطار، حدّثني إسحاق بن بشر، قال: قال ابن إسحاق عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم: أن خالد بن سعيد حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم تربص ببيعته شهرين يقول: قد أمّرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ثم لم يعزلني حتى قبضه اللّه و أتى علي بن أبي طالب، و عثمان بن عفان، فقال: يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم، يليه عليكم غيركم فبلغ ذلك أبا بكر و عمر، فأما أبو بكر فلم يحفلها، و أما عمر فأضمرها عليه، فلما بعث أبو بكر الجنود إلى الشام فكان أول من استعمل خالد بن سعيد، فكلّم عمر أبا بكر حتى عزله (1) ثم دعا يزيد بن أبي سفيان فعقد له، و دعا ربيعة بن عامر من بني عامر بن لؤي فعقد له، ثم قال له: أنت مع يزيد بن أبي سفيان لا تعصه و لا تخالفه، و قال ليزيد: إن رأيت أن توليه ميمنتك فافعل، فإنه من فرسان العرب و صلحاء قومه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف (2)،نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، عن مبشّر بن الفضل (3)، عن جبير بن صخر حارس (4) النبي صلّى اللّه عليه و سلم عن أبيه قال: كان خالد بن سعيد بن العاص باليمن زمن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو بها، و قدم بعد وفاته بشهر، و عليه جبّة ديباج، فلقي عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، فصاح عمر بمن يليه فقال: مزقوا عليه جبته، أ يلبس الحرير و هو في رجالنا في السلم مهجور، فمزقوا عليه جبته، فقال خالد: يا أبا حسن، يا بني عبد مناف أ غلبتم عليها؟ فقال علي: أ مغالبة ترى أم خلافة ؟ لا

ص: 78


1- قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ - بتحقيقنا-62/2 و كان أول لواء عقده إلى الشام لواء خالد، ثم عزله قبل أن يسير. قال الأزدي في فتوح الشام ص 7: و كان خالد بن سعيد بن العاص من عمّال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فكره الإمارة و استعفى أبا بكر، فأعفاه. و ذهب البلاذري في فتوح البلدان 128/1 إلى أن: عمر كره لما عقد أبو بكر لخالد بن سعيد، فكلم أبا بكر في عزله و قال: إنه رجل فخور يحمل أمره على المغالبة و التعصب. فعزله أبو بكر. و أيا يكن الأمر عزل عن الإمارة و جعل ردءا للمسلمين بتيماء و أمره أبو بكر أن لا يفارقها إلا بأمره كما في ابن الأثير.
2- الخبر في تاريخ الطبري 388/3 حوادث سنة 13.
3- في الطبري: فضيل.
4- عن الطبري، و اللفظة غير واضحة بالأصل و في م:«خارص».

تغالب على هذا الأمر أولى منكم يا بني عبد مناف، فقال عمر لخالد: فضّ (1) اللّه فاك، و اللّه لا يزال كاذب يخوض (2) فيما قلت ثم لا يضر إلاّ نفسه، فأبلغ عمر أبا بكر مقالته، فلما عقد أبو بكر الألوية بقتال أهل الردة عقد له فيمن عقد، فنهاه عنه عمر، و قال: إنه لمخذول و إنه لضعيف التروية، لقد كذب كذبة لا يفارق الأرض مدل بها أو خائض فيها، فلا تستنصر به، فلم يحتمل أبو بكر عليه، و جعله ردءا بتيماء (3) أطاع عمر في بعض أمره و عصاه في بعض.

قال: و نا سيف، عن أبي عثمان - و هو: يزيد بن أسيد الغسّاني؛ و خالد، قالا:

و ارتثّ فلا يدرى أين مات بعد - يعني أثبت جراحه باليرموك (4)-.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (5)،أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا موسى بن عبيدة:

أخبرنا أشياخنا أن خالد بن سعيد بن العاص، و هو من المهاجرين قتل رجلا من المشركين ثم لبس سلبه ديباجا أو حريرا فنظر الناس إليه و هو مع عمر، فقال عمر: ما تنظرون ؟ من شاء فليعمل مثل عمل خالد ثم يلبس لباس خالد.

قال (6):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني جعفر بن محمّد بن خالد بن الزبير بن العوام، عن إبراهيم بن عقبة، قال: سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول: قدم أبي من اليمن إلى المدينة بعد أن بويع لأبي بكر، فقال لعلي و عثمان:

أرضيتم بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم غيركم ؟ فنقلها عمر إلى أبي بكر فلم يحملها أبو بكر على خالد، و حملها عمر عليه، و أقام خالد ثلاثة أشهر لم يبايع أبا بكر ثم مرّ عليه أبو بكر بعد ذلك مظهرا و هو في داره فسلّم، فقال له خالد: تحب أن أبايعك ؟

ص: 79


1- الأصل:«قضى» و المثبت عن الطبري و م.
2- الأصل: بخوص، و المثبت عن الطبري و م.
3- الأصل «رد التيما» كذا و مثلها في م و الصواب عن الطبري. و تيماء: بليد في أطراف الشام، بين الشام و وادي القرى، على طريق حاج الشام و دمشق (ياقوت).
4- انظر الطبري 402/3 فيمن أصيب يوم اليرموك.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 99/4.
6- المصدر نفسه ص 97.

فقال أبو بكر: أحبّ أن تدخل في صالح ما دخل فيه المسلمون، فقال: موعدك العشية أبايعك. فجاء و أبو بكر على المنبر فبايعه، و كان رأي أبي بكر فيه حسنا، و كان معظّما له، فلما بعث أبو بكر الجنود على الشام عقد له على المسلمين و جاء باللواء إلى بيته.

فكلّم عمر أبا بكر و قال: تولّي خالدا و هو القائل ما قال ؟ فلم يزل به حتى أرسل أبا أروى الدّوسي، فقال: إن خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول لك: اردد إلينا لواءنا، فأخرجه فدفعه إليه، فقال: و اللّه ما سرتنا ولايتكم و لا ساءنا عزلكم، و إن المليم لغيرك، فما شعرت إلاّ بأبي بكر داخل على أبي يعتذر إليه، و يعزم عليه أن لا يذكر عمر بحرف. فو اللّه ما زال أبي يترحم على عمر حتى مات.

قال (1):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن يزيد، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، قال: لما عزل أبو بكر خالدا ولّى يزيد بن أبي سفيان جنده و دفع لواءه إلى يزيد.

قال (2):و أنا محمّد بن عمر، أخبرني موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبيه، قال: لما عزل أبو بكر خالد بن سعيد أوصى به شرحبيل بن حسنة، و كان أحد الأمراء، فقال: انظر خالد بن سعيد فاعرف له من الحق عليك مثل ما تحب (3) أن يعرفه لك من الحق عليه لو خرج واليا عليك، و قد عرفت مكانه من الإسلام، و أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم توفي و هو له وال، و قد كنت ولّيته ثم رأيت عزله، و عسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه، ما أغبط أحدا بالإمارة، و قد خيرته في أمراء (4) الأجناد فاختارك على غيرك على ابن عمه، فإذا نزل بك أمر تحتاج فيه إلى رأي التقي الناصح فليكن أول من تبدأ به أبو عبيدة بن الجراح، و معاذ بن جبل و ليك خالد بن سعيد ثالثا، فإنك واجد عندهم نصحا و خيرا، و إياك و استبداد الرأي عنهم أو تطوي عنهم بعض الخبر.

قال محمّد بن عمر: فقلت لموسى بن محمّد: أ رأيت قول أبي بكر قد اختارك على غيرك ؟ قال: أخبرني أبي أن خالد بن سعيد لما عزله أبو بكر كتب إليه: أي الأمراء

ص: 80


1- المصدر نفسه ص 97-98.
2- المصدر نفسه ص 98.
3- عن ابن سعد و بالأصل و م: يحب.
4- عن ابن سعد و م و بالأصل: الأمراء.

أحب إليك ؟ فقال: ابن عمي أحب إليّ في قرابته، و هذا أحب إليّ في ديني، فإن هذا أخي في ديني على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ناصري على ابن عمي فاستحبّ أن يكون مع شرحبيل بن حسنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، حدّثني إسحاق بن بشر، عن محمّد بن إسحاق أن خالد بن سعيد لما بلغه قول أبي بكر و نزعه، لبس ثيابه و تهيّأ بأحسن هيئة، ثم أقبل نحو أبي بكر و عنده المهاجرون و الأنصار أجمع ما كانوا (1) عنده و قد تهيأ الناس و أمروا بالنزول بالعسكر فسلّم على أبي بكر ثم على المسلمين ثم جلس فقال لأبي بكر: أما أنت قد وليتني أمر المسلمين و أنت غير متهم لي، و رأيك فيّ حسن حتى خوّفت أمرا، و اللّه لأن أخرّ من رأس حالق، و تخطّفني (2) الطير بين السماء و الأرض، أحبّ إليّ من أن يكون مني، و اللّه ما أنا في الإمارة براغب، و لا أنا على البقاء في الدنيا بحريص، و إني لأشهدكم إني و إخوتي و من خرجنا في وجهنا به من عون أو قوة في سبيل اللّه، نقاتل به المشركين أبدا حتى يهلكوا أو نموت، لا نريد به سلطانا و لا عرضا من الدنيا، قال: فقال له الناس خيرا و دعوا له.

و قال أبو بكر: أعطاني اللّه في نفسي الذي أحب لك و لإخوتك، و اللّه إني لأرجو أن تكون من فصحاء اللّه في عباده، و إقامة كتابه، و اتّباع سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال: فخرج هو و إخوته و غلمانه و من اتّبعه، و كان أول من عسكر.

قال: و لما تهيأ الناس للخروج و ترافق الناس و انضمّت المتطوعة إلى من أحبت، نزل خالد بن سعيد تحت لواء أبي عبيدة يسير معه، قال: فقال بعض الناس لخالد بن سعيد حين تهيأ للخروج مع أبي عبيدة: لو كنت خرجت مع ابن عمك يزيد بن أبي سفيان، فقال: ابن عمي أحب إليّ من هذا لقرابته، و هذا أحبّ إليّ من ابن عمي في دينه و قرابته، هذا كان أخي على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و وليي و ناصري قبل اليوم على ابن عمي، فأنا به أشد استئناسا، و إليه أشد طمأنينة.

ص: 81


1- الأصل:«ماتوا» و المثبت عن م.
2- الأصل و م:«و تخطفي» و المثبت عن المختصر.

فلما أراد أن يغدو سائرا إلى الشام لبس سلاحه، و أمر إخوته فلبسوا أسلحتهم:

عمرو، و الحكم، و غلمته و مواليه، ثم أقبلوا من العسكر إلى أبي بكر الصّدّيق، فصلّوا معه الغداة في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلما انصرفوا قام إليه إخوته فجلسوا إليه فحمد اللّه خالد (1) و أثنى عليه ثم قال:

يا أبا بكر، إن اللّه قد أكرمنا و إياك و المسلمين طرا بهذا الدين فأحق من أقام السّنّة و أمات البدعة، و عدل في السيرة الوالي على الرعية، كلّ امرئ من هذا الدين محقوق بالإحسان إلى إخوانه، و معدلة الوالي أعم نفعا، فاتّق اللّه يا أبا بكر فيما ولاّك اللّه من أمره، و ارحم الأرملة و اليتيم، و أعن الضعيف و المظلوم، و لا يكن رجل من المسلمين إذا رضيت عنه آثر في الحق عندك منه إذا سخطت عليه، و لا تغضب ما قدرت عليه، فإن الغضب يجرّ الجور، و لا تحقد و أنت تستطيع، فإن حقدك على المسلم يجعله لك عدوا، فإن اطلع على ذلك منك عاداك، فإذا عادت الرعية الراعي كان ذلك مما يكون إلى هلاكهم داعيا، و لن للمحسن و اشتد على المريب، و لا تأخذك (2) في اللّه لومة لائم.

ثم قال: هلمّ يدك يا أبا بكر أودعك، فإني لا أدري هل تلقاني في الدنيا أبدا أم لا؟ فإن قضى اللّه لنا الالتقاء فنسأل اللّه لنا عفوه و غفرانه، و إن كانت هي الفرقة التي ليس بعدها لقاء فعرّفنا اللّه و إياك وجه النبي صلّى اللّه عليه و سلم في جنات النعيم، ثم أخذ أبو بكر بيده و بكى و بكى المسلمون، و ظنوا أنه يريد الشهادة فطال بكاؤهم.

قال: ثم إن أبا بكر قال له: انتظرني حتى أمشي معك، قال: ما أريد أن تفعل، قال: لكني أنا أريد ذلك، و من أراده من المسلمين، و قام الناس معه مشيّعا، فما زال يمشي معه حتى كثر من يشيّع خالدا.

قال: فما رأى الناس مشيّعا من المسلمين معه من الناس من الصالحين أكثر مما شيّع خالد بن سعيد و إخوته يومئذ.

فلما خرج من المدينة قال له أبو بكر: قد أنصفت لك إذ أوصيتني برشدي، و قد وعيت وصيتك، فأنا مرضيك فاسمع وصيتي:

ص: 82


1- الأصل:«خالدا» و المثبت عن م.
2- الأصل: يأخذك و لم تعجم الياء في م.

إنك امرؤ قد جعل اللّه لك شرفا و سابقة في هذا الدين، و فضيلة عظيمة في الإسلام، و الناس ناظرون إليك و مستمعون منك، و قد خرجت في هذا الوجه، و أنا أرجو أن يكون خروجك بنية صادقة، فثبّت العالم و علّم الجاهل، و عاتب السفيه المترف، و انصح لعامة المسلمين، و احضض الوالي على الجند بنصيحتك و مشورتك بما يحق [للّه] (1) و للمسلمين، و اعمل للّه كأنك تراه و اعدد نفسك في الموتى، و اعلم أنّا عما قليل ميتون ثم مقبورون ثم مبعوثون ثم مسئولون، جعلنا اللّه لك (2) لأنعمه من الشاكرين و لعقابه من الخائفين، ثم أخذ بيده فودعه، ثم أخذ بأيدي إخوته بعد ذلك فودعهم واحدا واحدا، و ودعهم المسلمون.

ثم دعوا بإبلهم فركبوها و كانوا يمشون مع أبي بكر، ثم قيدت خيلهم معهم بهيئة حسنة.

فلما أدبروا قال أبو بكر: اللّهم احفظهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم، و احطط أوزارهم، و أعظم أجورهم، و مضوا إلى العسكر الأعظم.

قال: و أنا إسحاق، قال: قال ابن إسحاق إن خالد بن سعيد خرج و هو بمرج الصّفّر في يوم مطير ليستمطر فيه فقتله أعلاج من الروم.

قال: و نا إسحاق، قال: قال غياث: حدّثني عبد الحميد بن سالم مولى آل عمرو بن العاص عن أشياخ لهم، قالوا: لما قتل الرومي خالد بن سعيد، قلب ترسه و أسلم و استأمن و قال من الرجل الذي قتلنا فإني رأيت له نورا ساطعا في السماء.

و قد قال خالد بن سعيد و هو يقاتل تلك الأعلاج من الروم (3):

هل فارس كره (4) النزال يعيرني *** رمحا إذا نزلوا بمرج الصّفّر

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق،

ص: 83


1- زيادة لازمة.
2- في المختصر: جعلنا اللّه و إياك لأنعمه.
3- البيت في فتوح البلدان للبلاذري «وقعة مرج الصفر» ط دار الفكر بيروت ص 2650 و الوافي بالوفيات 253/13.
4- فتوح البلدان: كره الطعان.

نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (1)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، قال: استشهد يوم مرج الصّفّر خالد بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، نا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل (2)،نا يوسف بن بهلول، نا ابن إدريس، عن ابن إسحاق، قال: أصيب خالد بن سعيد بن العاص بمرج الصّفّر.

و قال محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، و قتل يوم أجنادين: عمرو بن سعيد (3)،و خالد بن سعيد و أبان بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، حدّثني إسحاق بن بشر، قال: فبينا المسلمون قد طمعوا في فتح المدينة إذ قيل لخالد: هذا جيش قد أقبل مددا لدمشق من ملك الروم بأنطاكية فنادى خالد في الناس أن انصرفوا عن هذه المدينة إلى المدد الذي قد جاء من عند صاحب الروم و عبّأ خالد الناس فسيّروا الأثقال و النساء، ثم جعل يزيد بن أبي سفيان أمامهم بينهم و بين العدو و صار خالد و أبو عبيدة من وراء الناس، ثم رجعوا نحو الجيش و ذلك الجيش خمسون ألفا، فلما نظر إليهم خالد بن الوليد نزل فعبأ أصحابه تعبئة القتال على تعبئة أجنادين ثم زحف إليهم فوقف خالد بن سعيد في مقدمة الناس يحرض الناس على القتال و يرغّبهم في الشهادة فحملت عليه طائفة من العدو فقتلهم و استشهد رحمه اللّه، و منهم من قال: لم يستشهد خالد بن سعيد في هذا الموضع و لكنه قتل بمرج الصّفّر و ذلك أنه خرج في يوم مطير يستمطر فتفاوت عليه أعلاج من الروم فقتلوه.

ص: 84


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 120 حوادث سنة 13 و فيه قبل هذا الخبر: قل ابن إسحاق: في هذه السنة وقعة مرج الصفر يوم الخميس لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، و الأمير خالد بن سعيد.
2- انظر التاريخ الكبير للبخاري 139/1/2.
3- نقل خبر مقتله عن محمد بن فليح البخاري في التاريخ الكبير 139/1/2 و 450/1/1 خبر مقتل أبان بن سعيد بن العاص. و لم أعثر في التاريخ الكبير على ذكر لعمرو بن سعيد. و في سير الأعلام 262/1 في ترجمة عمرو بن سعيد: استشهد يوم اليرموك و يقال: يوم أجنادين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قالا: نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - زاد يعقوب: و عن ابن لهيعة - عن أبي الأسود، عن عروة، قال: قتل يوم أجنادين من المسلمين ثم من بني عبد شمس خالد بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي و ابنه أبو الحسن علي بن الحسين بن أشليها، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: قتل من المسلمين يوم أجنادين من قريش من بني عبد شمس: خالد بن سعيد بن العاص، و عكرمة بن أبي جهل قتلا يوم أجنادين.

قال: و نا ابن عائذ، نا الواقدي بمثل ذلك، و رواية سعيد بن عبد العزيز أصح عندنا من رواية غيره - يعني أن خالدا قتل يوم مرج الصّفّر-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسن القطان، أنا محمّد بن عبد اللّه العبدي، أنا القاسم بن عبد اللّه الجوهري، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة، قال: و قتل يوم أجنادين من المسلمين من قريش، ثم من بني عبد شمس: خالد بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبو محمّد حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: و فيها - يعني سنة ثلاث عشرة - أصيب من استشهد من المسلمين بأجنادين و مرج الصّفّر منهم خالد بن سعيد بن العاص بن أميّة.

ص: 85

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة (1)،قال: و ممن قدم الشام للجهاد فقتل أو مات: خالد بن سعيد بن العاص، عن أحمد بن حنبل: أن خالدا قتل بأجنادين.

قال: و نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (2)،قال: و كانت أجنادين في خلافة أبي بكر و هي من أرض الشام قتل بها من بني عبد شمس: خالد بن سعيد بن العاص، عن أحمد بن حنبل - يعني أنه قاله-.

قال: فحدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثني الوليد بن مسلم، حدّثني الأموي، عن أبيه، قال: و كانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى من سنة ثلاث عشرة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع قال: و خالد بن سعيد بن العاص بن أميّة قتل بأجنادين، و كذا قال أبو سليمان بن زبر، و ذكر سيف بن عمر في الفتوح: أن خالد بن سعيد شهد اليرموك (3) و أنه لم يقتل بمرج الصّفّر.

و ذكر أبو حسان الزيادي: أن خالد بن سعيد، يكنى أبا سعيد، و أنه قتل و هو ابن خمسين أو أكثر، و كان وسيما جميلا (4).

1881 - خالد بن سعيد بن أبي محمّد بن عبد اللّه

1881 - خالد بن سعيد (5) بن أبي محمّد بن عبد اللّه

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

ذكره و ذكر أباه أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و بغوطتها من بني أمية، و ذكر أنهما كانا يسكنان دير قيس من إقليم خولان (6).

ص: 86


1- انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص 216/1-217.
2- انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص 216/1-217.
3- تقدم هذا الخبر، انظر الطبري 402/3.
4- انظر سير أعلام النبلاء 260/1.
5- ذكره ياقوت في دير قيس - و لم يحدد موضعه بدقة - و جاء فيه: خالد بن سعيد بن محمد بن أبي عبد اللّه.
6- خولان: قرية كانت بقرب دمشق خربت، و بالأصل: حولان بالحاء المهملة.

1882 - خالد بن سعيد

أبو سعيد الكلبي (1)

من أهل القريتين (2).

حدّث عن عبد اللّه بن الوليد العذري.

روى عنه: محمّد بن عنبسة الحديثي (3).

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه، عن عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر، نا أبي، نا محمّد بن عنبسة الحديثي، نا خالد بن سعيد أبو سعيد الكلبي من أهل القريتين، نا عبد اللّه بن الوليد العذري، عن الأوزاعي، حدّثني هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء ابنة أبي بكر، قالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن ثوب الحائض فقلت:

أ رأيت إحدانا يا رسول اللّه إذا أصاب (4) ثوبها دم الحيضة كيف تفعل به ؟ فقال:«إذا أصاب ثوب إحداكن دم الحيضة فلتحتّه ثم لتقرصه ثم لتنضح بقيته ثم لتصلّي فيه»[3861].

1883 - خالد بن سعيد العثماني القرشي

حكى عنه ابن أخيه شيبة بن الوليد بن سعيد الدمشقي شيئا من التراويح (5).

ص: 87


1- ترجمته في معجم البلدان «القريتان» نقلا عن ابن عساكر.
2- القريتان و هي التي تدعى حوارين، بينها و بين تدمر مرحلتان.
3- هذه النسبة إلى الحديثة قرية من قرى غوطة دمشق يقال لها حديثة جرش، ذكره ياقوت فيمن ينسب إليها.
4- الأصل:«أصابها» و المثبت عن م.
5- في م: التواريخ.

1884 - خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب

أبو سلمة، و يقال أبو الهيثم

القرشي المخزومي الكوفي الفأفاء (1)

حدّث عن سعيد بن المسيّب، و الشعبي، و أبي (2) بردة بن أبي موسى، و موسى بن طلحة، و البهي مولى آل الزبير، و مسلم مولى خالد بن عرفطة، و عبد اللّه بن رافع مولى أم سلمة، و عروة بن الزبير.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن بن خالد، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و الثوري، و ابن عيينة، و سهل بن أسلم، و شعبة بن الحجّاج، و زكريا بن أبي زائدة، و المنهال بن خليفة، و زياد بن الربيع اليحمدي، و أبو أحمد الزبيري، و عثمان بن حكيم، و زائدة بن قدامة، و هشيم، و حكى عنه عمرو بن دينار، و هو أكبر منه.

و وفد على هشام بن عبد الملك و له قصة مع النّضر بن شميل الحميري عند هشام في ذكر مناقب العرب و مثالها التي لا شبه لها.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو محمّد حمد الحاكم، أنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد الهاشمي - ببغداد - نا محمّد بن ميمون الخيّاط ، نا مؤمّل بن إسماعيل، نا سفيان، عن خالد بن سلمة المخزومي، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تنكح المرأة على عمتها و لا على خالتها»[3862].

قال ابن صاعد: و قال مرة عن عيسى بن طلحة: مكان سعيد و هو الصواب.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو حفص عمر بن

ص: 88


1- ترجمته في طبقات ابن سعد 347/6 نسب قريش للمصعب ص 315 تهذيب التهذيب 95/3 ميزان الاعتدال 631/1 الوافي بالوفيات 275/13 سير أعلام النبلاء 373/5 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل: و أبو و المثبت عن م.

إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني (1)،نا عبد اللّه، نا لوين (2)،نا ابن أبي زائدة، نا جدي ح.

و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، أنا الأستاذ أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي المقرئ، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، أنا أبو كريب، نا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن خالد ح.

و أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه الخطبي، أنا أبو الطّيّب عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمجة التاجر، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا سويد بن سعيد، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن خالد بن سلمة، عن البهي (3)،عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و في حديث الخطبي:

النبي صلّى اللّه عليه و سلم - يذكر اللّه عز و جل على كل أحيانه - و في حديث المقرئ: أحايينه-.

رواه مسلم، و أبو داود، و الترمذي (4)،عن أبي كريب، و رواه ابن ماجة، عن سويد[3863].

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: خالد بن سلمة المخزومي يكنى أبا سلمة.

حدّثنا بذاك سليمان بن أبي شيخ، عن أبي سفيان الحميري؛ أبو سفيان سعيد بن يحيى بن معدي واسطي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد الدّولابي، نا معاوية بن صالح، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية محدّثي أهل الكوفة، خالد بن سلمة بن العاص.

ص: 89


1- ترجمته في سير الأعلام 482/16.
2- اسمه محمد بن سليمان بن حبيب، لوين، أبو جعفر، ترجمته في سير الأعلام 500/11.
3- بفتح الموحدة و كسر الهاء و تشديد التحتانية، اسمه عبد اللّه، مولى مصعب بن الزبير، يقال اسم أبيه يسار (تقريب التهذيب).
4- صحيح مسلم كتاب الحيض باب 30 رقم 117 و أبو داود رقم 18 و الترمذي رقم 3384 و سنن ابن ماجة رقم 302.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1)،قال: في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة: خالد بن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال: في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة: خالد بن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي، هرب من الكوفة لما ظهرت دعوة بني العباس إلى واسط ، فقتل مع ابن هبيرة (3)،يقولون: إن أبا جعفر قطع لسانه ثم قتله، و له عقب بالكوفة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):خالد بن سلمة المخزومي الفأفاء، عن الشعبي، و أبي بردة، روى عنه الثوري، و ابن عيينة، و زكريا بن أبي زائدة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري [أنا] (5) الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: هشيم لم يسمع من خالد بن سلمة المخزومي، سمع منه الثوري و ابن عيينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، قالا: نا أبو بكر الحميدي، نا

ص: 90


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- طبقات ابن سعد 347/6.
3- الأصل:«أبي هبيرة» و الصواب ابن هبيرة عن ابن سعد و م.
4- التاريخ الكبير 154/1/2.
5- زيادة للإيضاح عن م.

سفيان، نا عمرو، قال: أتينا خالد بن سلمة المخزومي، فقال: يا غلام هات لنا من ذلك المعدود، فجاءنا بتمر كبار يقال له المعدود فقال: قال (1) لنا عمرو: أتينا عبد ربه بمنى فأطعمنا فالوذا، و في حديث حنبل أتينا عبد ربه أبا شهاب، و لم يقل: بمنى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - شفاها - قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمد الخلال - إجازة - أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: خالد بن سلمة مخزومي ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ ، قال: قال أبي: خالد بن سلمة المخزومي ثقة، قال: و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال:

خالد بن سلمة ثقة.

قال: و سمعت أبي يقول: خالد بن سلمة الفأفاء شيخ يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا علاّن، نا ابن أبي مريم، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: خالد بن سلمة ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسروا، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت، نا جدي، حدّثني عبد اللّه بن شعيب، قال: قرأ علي يحيى بن معين خالد بن سلمة ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي الواسطي،

ص: 91


1- استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- الجرح و التعديل 334/2/1.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 21/3.

أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي (1)،نا أبي، قال: قال يحيى بن معين: خالد بن سلمة ثقة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، نا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، قال: خالد بن سلمة الفأفاء ثقة، الذي روى عنه هشيم، و سفيان، و زائدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال (2):خالد بن سلمة الفأفاء المخزومي قرشي كوفي، عن الشعبي و أبي بردة، روى عنه الثوري، هكذا ذكره البخاري، و هو في عداد من يجمع حديثه، و حديثه قليل، و لا أرى برواياته بأسا.

قال: و أنا أبو أحمد، قال: كتب إليّ أبو أيوب (3)-يعني الرازي-، أنا أبو حميد (4).

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر السامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي (5)،أنا أحمد بن علي الأبّار، نا محمّد بن حميد، نا جرير، قال: كان خالد بن سلمة الفأفاء رأسا في المرجئة (6)،و يبغض عليا - و قال الأبّار: و كان يبغض.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السّقّا، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن بالوية، قال: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول:

أنشدنا يحيى بن معين (7):

ص: 92


1- الأصل و م:«العلائي» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي).
2- الكامل لابن عدي 21/3 و 23.
3- ابن عدي و م: ابن أيوب.
4- ابن عدي:«ابن حميد» و هو الصواب، و سيأتي و في م: ابن حميد.
5- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير 5/2.
6- كذا بالأصل و ابن عدي، و في العقيلي: المرجئين.
7- البيتان لخلف بن خليفة الأقطع يذكر الأشراف الذين يدخلون على ابن هبيرة كما في الحيوان للجاحظ ت هارون 81/7.

و جاءت قريش قريش البطاح *** هم الأول الأول الداخلة (1)

يقودهم الفيل و الزندبيل *** و ذو الضّرس و الشّفة المائلة

قال يحيى: الفيل و الزندبيل: عبد الملك و أبان ابنا بشر بن مروان، قتلا مع ابن هبيرة الأصغر، و ذو الضرس و الشفة: خالد بن سلمة المخزومي.

أخبرنا أبو غالب (2) محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، نا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (3)،حدّثني محمّد بن معاوية، عن بيهس بن حبيب، قال: لما كان يوم الاثنين لثلاث عشرة [ليلة] (4)بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة بعث أبو جعفر خازم بن خزيمة، فقتل ابن (5) هبيرة، و طلب خالد بن سلمة المخزومي، فلم يقدر عليه فنادى مناديهم أن خالد بن سلمة آمن، فخرج بعد ما قتل القوم يوما، فقتلوه أيضا - يعني يوم الثلاثاء-.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن شيبة، نا جدي، قال: و خالد بن سلمة هو خالد بن سلمة بن العاص المخزومي، بلغني أنه هرب من الكوفة لما ظهرت دعوة بني العباس إلى واسط فقتل مع ابن هبيرة، يقال إن بعض الخلفاء قطع لسانه ثم قتله و لهم عدد في الكوفة و بقية.

ذكر علي بن المديني خالد بن سلمة هذا يوما فقال: قتل مظلوما، و حكى في قتله بعض هذه القصة التي ذكرناها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم - إذنا - عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا: أنا أبو الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدّولابي، نا سليمان بن أشعث، نا الحسن بن علي، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: دخلت المسورة بواسط سنة

ص: 93


1- في الحيوان: و قامت قريش... مع العصب الأول الداخلة.
2- استدركت عن هامش الأصل.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 402 حوادث سنة 132.
4- زيادة عن خليفة.
5- بالأصل:«أبو هبيرة» و المثبت عن تاريخ خليفة و م.

اثنتين و ثلاثين و مائة، فنادى مناديهم بواسط : الناس آمنون إلاّ العوّام بن حوشب (1)، و عمر بن (2) ذرّ، و خالد بن سلمة المخزومي، فأما خالد فقتل، و أما العوّام فهرب و كان يحرض على قتالهم، و كان عمر بن ذرّ يقص بهم و يحرض على قتالهم عندنا بواسط (3).

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني أبي علي الفقيه، عن أبي تمام علي بن محمّد الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة:

أخبرني سليمان بن أبي شيخ، حدّثني يحيى بن سعيد، قال: زاملت أبا بكر بن عياش إلى مكّة، فما رأيت أورع منه، و لقد أهدى له رجل بالكوفة رطبا فبلغه أنه من البستان الذي قبض عن خالد بن سلمة المخزومي، فأتى إلى خالد فاستحلهم و تصدّق بقيمته.

1885 - خالد بن صبيح

هو خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي، يأتي بعد.

1886 - خالد بن صفوان بن عبد اللّه بن عمرو بن الأهتم

1886 - خالد بن صفوان بن عبد اللّه (4) بن عمرو بن الأهتم

- و هو سنان - بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر بن أسد

ابن مقاعس، و اسمه الحارث بن عمرو بن كعب بن سعيد بن زيد مناة

ابن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس

ابن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان

أبو صفوان التميمي المنقري الأهتمي البصري (5)

أحد فصحاء العرب، وفد على عمر بن عبد العزيز، و هشام بن عبد الملك،

ص: 94


1- ترجمته في سير الأعلام 354/6.
2- ترجمته في سير الأعلام 385/6.
3- الخبر في تهذيب التهذيب 60/2.
4- في مختصر ابن منظور 353/7 «عبد الرحمن» و كتب محققه بالحاشية أنها استدركت عن مخطوطة تاريخ ابن عساكر في الطاهرية،(كذا).
5- ترجمته في معجم الأدباء 24/11 بغية الطلب لابن العديم 3044/7 الوافي بالوفيات 254/13 سير الأعلام 226/6 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و سمّي الأهتم لأنه ضرب بقوس على فيه فهتمت أسنانه.

روى عنه: شبيب بن شيبة (1).

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: خالد بن صفوان بن أهتم مشهور برواية الأخبار، كان يجالس هشام بن عبد الملك، و خالد بن يزيد القسري.

و قرأت على أبي غالب، عن أبي الفتح، قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني:

عمرو بن الأهتم، و اسم الأهتم سنان بن سمي بن سنان التميمي، من ولد خالد بن صفوان بن عبد اللّه بن عمرو بن الأهتم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):عمرو بن الأهتم، اسم الأهتم: سنان بن سمي بن سنان التميمي، و من ولده خالد بن صفوان بن عبد اللّه بن عمرو بن الأهتم، و هو أحد الفصحاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت سفيان يقول:

سألت ابن الأهتم فقلت: أي شيء الفرعة (3) و العتيرة (4)،فلم يدر ما تفسيرها، قال:

فأقبل فقال صبيان هاهنا قد زوروا نعالهم و شمروا إزرهم و كذا و كذا، قال: فجعل بكلام له، قال: فهربت منه و تركته.

ص: 95


1- في بغية الطلب 3044/3: روى عن ميمون بن مهران الجزري. روى عنه: شبيب بن شبة، و حفص بن غياث، و يونس النحوي، و إبراهيم بن سعد، و المغيرة بن مطرف.
2- الاكمال لابن ماكولا 447/4.
3- مهملة بالأصل و م و الصواب عن اللسان. و الفرعة: بفتح الراء، أول نتاج الإبل و الغنم، و كان أهل الجاهلية يذبحونه لآلهتهم يتبرعون بذلك.
4- العتيرة: هي الرجبية، و هي ذبيحة كانت تذبح في رجب يتقرب بها أهل الجاهلية ثم جاء الإسلام فكان على ذلك حتى نسخ بعد (اللسان).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا جعفر بن محمّد، نا إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن يسار، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: بلغني أن عمر بن عبد العزيز قال لخالد بن صفوان: عظني (1)و أوجز، قال: فقال خالد: يا أمير المؤمنين إن أقواما غرّهم ستر اللّه عز و جل، و فتنهم حسن الثناء، فلا يغلبنّ جهل غيرك بك علمك بنفسك، أعاذنا اللّه و إياك، أن نكون بالستر مغرورين، و بثناء الناس مسرورين (2)،و عن ما افترض اللّه متخلّفين و مقصّرين، و إلى الأهواء مائلين، قال: فبكى ثم قال: أعاذنا اللّه، و إياك من اتّباع الهوى (3).

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير، نا إبراهيم بن نصر المنصوري، نا إبراهيم بن بشار، قال: سمعت الفضيل يقول: بلغني أن خالد بن صفوان دخل على عمر فقال له عمر بن عبد العزيز: عظني يا خالد، فقال: إن اللّه عز و جل لم يرض أحدا أن يكون فوقك، فلا ترض أن يكون أحد أولى بالشكر منك (4).

قال: فبكى عمر حتى غشي عليه، ثم أفاق فقال: هيه يا خالد، لم يرض أن يكون أحد فوقي ؟ فو اللّه لأخافنّه خوفا، و لأحذرنّه حذرا، و لأرجونّه رجاء، و لأحبنّه محبة، و لأشكرنّه شكرا، و لأحمدنّه حمدا، يكون ذلك أشد مجهودي و غاية طاقتي، و لأجتهدنّ في العدل و النصفة، و الزهد في فاني الدنيا لزوالها، و الرغبة في بقاء الآخرة لدوامها حتى ألقى اللّه، عزّ و جلّ ، فلعلي أنجو مع الناجين، و أفوز مع الفائزين، و بكى حتى غشي عليه، قال: و تركته مغشيا عليه، و انصرفت.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل الهاشمي، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال: و حدّثني عم أبي أبو العباس أحمد بن بشار بن الحسن بن بيان، أنا إسحاق بن بهلول بن حسان بن سنان التنوخي الأنباري، حدّثني أبي البهلول بن حسان، نا إسحاق بن زياد من بني سامة بن لؤي، عن شبيب بن شيبة (5)،

ص: 96


1- بالأصل: أعظني و المثبت عن م.
2- في سيرة عمر لابن الجوزي: مفتونين.
3- الخبر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ط بيروت ص 163 و ابن العديم 3063/7.
4- سيرة عمر لابن الجوزي ص 163 و بغية الطلب 3063/7-3064.
5- في بغية الطلب 3045/7 شبيب بن ثبة.

عن خالد بن صفوان بن الأهتم، قال (1):أوفدني يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك في وفد العراق فقدمت عليه و قد خرج متبدّيا (2) بقرابته و أهله و حشمه و غاشيته (3) من جلسائه فنزل في أرض قاع صحصح (4) متنايف (5) أفيح (6) في عام قد بكّر وسميّه (7)،و تتابع وليّه (8)،و أخذت الأرض زينتها من اختلاف ألوان نبتها من نور ربيع مونق، فهو في أحسن منظر و أحسن مختبر و أحسن مستمطر بصعيد، كأن ترابه قطع الكافور، حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب، و قد ضرب له سرادق من حبر كان صنعه له يوسف بن عمر باليمن، فيه أربعة أفرشة من خزّ أحمر مثلها مرافقها، و عليه درّاعة (9)من خزّ أحمر مثلها عمامتها، و قد أخذ الناس مجالسهم.

فأخرجت رأسي من ناحية السّماط ، فنظر إليّ مثل المستنطق لي فقلت: أتم اللّه عليك يا أمير المؤمنين نعمة. و سوّغكها بشكره، و جعل ما قلّدك من هذا الأمر رشدا، و عافية (10) ما تؤول إليه حمدا، أخلصه لك بالتقى و كثّره لك بالنماء، لا كدّر عليك منه ما صفا، و لا خالط مسروره الردى (11)،فقد أصبحت للمسلمين ثقة و مستراحا، إليك يفزعون في مظالمهم، و إليك يلجئون في أمورهم، و ما أجد يا أمير المؤمنين - جعلني اللّه فداك - شيئا هو أبلغ عن قضاء حقك، و توقير مجلسك، لما منّ اللّه عليّ من مجالستك و النظر إلى وجهك، من أن أذكرك نعمة اللّه عندك، فأنبهك على شكرها، و ما أجد في ذلك شيئا هو أبلغ في حديث من تقدم قبلك من الملوك، فإن أذن لي أمير المؤمنين أخبرته.

و كان متكئا فاستوى قاعدا فقال: هات يا ابن الأهتم، فقلت يا أمير المؤمنين: إنّ

ص: 97


1- الخبر في معجم الأدباء 28/11-29 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3044/7-3045.
2- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن المصدرين السابقين.
3- الأصل: و عاشيته، و المثبت عن المصدرين السابقين، و الغاشية: من يختلف إليه من القوم.
4- الصحصح: الأرض المستوية.
5- في معجم الأدباء: تنائف.
6- الأفيح: الواسع.
7- الوسمي: مطر الربيع.
8- الولي: المطر يسقط بعد المطر.
9- الدراعة: الجبة مشقوقة المقدم.
10- معجم الأدباء و ابن العديم: و عاقبة.
11- معجم الأدباء: و لا خلط سروره بالردى.

ملكا من الملوك قبلك خرج في عام مثل عامنا إلى الخورنق و السّدير (1) في عام قد بكر وسميّه و تتابع وليّه و أخذت الأرض فيه زينتها من اختلاف ألوان نبتها من نور ربيع مونق فهو في أحسن منظر و أحسن مختبر، و أحسن مستمطر بصعيد كأن ترابه قطع الكافور، حتى لو أن بضعة ألقيت فيه لم تترب، و كان قد أعطي فتاء السنّ مع الكثرة و الغلبة و النماء (2)،فنظر فأبعد النظر، فقال لمن حوله: هل رأيتم مثل ما أنا فيه ؟ هل أعطي أحد مثل ما أعطيت ؟ و عنده رجل من بقايا حملة الحجّة و المضي على أدب الحق و منهاجه، فقال له: أيها الملك إنك قد سألت عن أمر أ فتأذن في الجواب ؟ قال: نعم، قال: أ رأيتك هذا الذي قد أعجبت به أ هو شيء لم تزل فيه أم هو شيء صار إليك ميراثا عن غيرك ؟ و هو زائل عنك و صائر إلى غيرك كما صار إليك ؟ قال: فكذلك هو، قال: أ فلا أراك إنما أعجبت بشيء يسير تكون فيه قليلا، و تغيب عنه طويلا و يكون غدا لحسابه مرتهنا، قال:

ويحك فأين المهرب و أين المطلب ؟ قال: إما أن تقيم في ملكك فتعمل فيه بطاعة ربك على ما ساءك و سرّك و مضّك و أرمضك، و إمّا أن تضع تاجك و تضع (3) أطمارك و تلبس أمساحك (4) و تعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك، قال: فإذا كان السحر فاقرع عليّ بابي فإن اخترت ما أنا فيه كنت وزيرا لا تعصى، و إن اخترت خلوات الأرض و قفر البلاد كنت رفيقا لا تخالف، فلما كان السحر قرع عليه بابه فإذا هو قد وضع تاجه و وضع أطماره و لبس أمساحه و تهيأ للسياحة فلزما و اللّه الجبل حتى أتتهما آجالهما، و ذلك حيث يقول أخو بني تميم عدي بن زيد العباديّ المرائي (5):

أيها الشامت المعير بالده *** ر أ أنت المبرّأ الموفور؟

أم لديك العهد الوثيق من الأي *** ام بل أنت جاهل مغرور

من رأيت المنون خلّدن أم من *** ذا عليه من أن يضام حقير؟

أين كسرى كسرى الملوك أبو سا *** سان أم أين قبله سابور؟

ص: 98


1- الخورنق قصر بالعراق بناه النعمان الأكبر، و السدير: قصر في الحيرة، أحد قصور النعمان.
2- معجم الأدباء: و القهر.
3- معجم الأدباء: و تخلع أطمارك.
4- معجم الأدباء:«مسوحك» و المسوح جمع مسح و هو ثوب من شعر كثوب الرهبان.
5- الأبيات في معجم الأدباء 31/11-33 و بغية الطلب 3046/7 و مختصر ابن منظور 355/7 و انظر تخريجها فيه.

و بنو الأصفر الكرام ملوك ال *** روم لم يبق منهم مذكور

و أخو الحضر (1) إذ بناه و إذ دجل *** ة تجبى إليه و الخابور (2)

شاده مرمرا و جلّله كر *** سا (3) فللطّير في ذراه و كور

لم يهبه ريب المنون فباد ال *** ملك عنه فبابه مهجور

و تأمل ربّ الخورنق إذ أش *** رف يوما و للهدى تفكير

سرّه حاله و كثرة ما يم *** لك و البحر معرضا و السّدير

فارعوى قلبه فقال و ما غب *** طة حيّ إلى الممات يصير

ثم بعد الفلاح و الملك و ال *** أمة (4) وارتهم هناك القبور

ثم أضحوا (5) كأنهم ورق جف *** فألوت به الصّبا و الدّبور

قال: فبكى هشام حتى أخضل (6) لحيته و بلّ عمامته، و أمر بنزع أبنيته و بنقلان قرابته و أهله و حشمه و غاشيته من جلسائه و لزوم قصره.

قال: فاجتمعت الموالي و الحشم على خالد بن صفوان، فقالوا: ما أردت إلى أمير المؤمنين نغّصت عليه لذته و أفسدت عليه باديته (7)،فقال لهم: إليكم عني، فإني عاهدت اللّه عز و جل عهدا ألا أخلو بملك إلاّ ذكّرته اللّه عز و جل.

قال أبو بكر: الذي حفظناه عن شيوخنا:«متنايف أقبح» و قال أبو العباس أحمد بن يحيى: الصّواب (8) مسايف أقبح، و المسائف: جمع مسافة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أنا أبو الفتح عبد الكريم بن محمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي في كتابه إلينا من بغداد ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الكريم بن محمّد المحاملي، أنا أبو

ص: 99


1- انظر معجم البلدان «الحضر».
2- الخابور: نهران (انظر معجم البلدان).
3- في المصادر: كلسا.
4- معجم الأدباء: و النعمة.
5- معجم الأدباء: صاروا.
6- معجم الأدباء: اخضلّت لحيته.
7- معجم الأدباء: مأدبته.
8- الأصل:«الصواف» و الصواب ما أثبت عن م.

الحسن الدارقطني الحافظ ، أنا أبو بكر الأزرق يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، حدّثني جدي، حدّثني أبي، عن إسحاق بن زياد من بني سامة بن لؤي، عن شبيب بن شيبة، عن خالد بن صفوان بن الأهتم، قال: أوفدني يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك في وفد العراق، قال: فقدمت عليه و قد خرج متبديا بقرابته و أهله و حشمه و غاشيته (1) من جلسائه، فنزل في أرض قاع صحصح متنايف أفيح (2) في عام بكر وسميّه، و تتابع وليّه، و أخذت الأرض فيه زينتها من اختلاف أنوار نبتها من نور ربيع مونق فهو أحسن منظرا و أحسن مستنظرا و أحسن مختبرا بصعيد كأن ترابه قطع الكافور حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب قال: و قد ضرب له سرادق من حبرة كان صنعه له يوسف بن عمر باليمن فيه فسطاط فيه أربعة أفرشة من خزّ أحمر مثلها مرافقها، و عليه درّاعة من خزّ أحمر مثلها عمامتها، قال: و قد أخذ الناس مجالسهم فأخرجت رأسي من ناحية السماط فنظر إليّ شبه المستنطق لي فقلت: تمم - و في حديث ابن البنّا: أتم - اللّه عليك يا أمير المؤمنين نعمه و سوّغكها بشكره و جعل ما قلّدك من هذا الأمر رشدا و عافية ما يؤول إليه حمدا خلّصه لك بالتقى، و كثّره لك بالنماء. لا كدر عليك منه ما صفا، و لا خالط مسروره الردى، فقد أصبحت للمسلمين ثقة و مستراحا، إليك يقصدون في أمرهم، و إليك يفزعون (3) في مظالمهم، و ما أحد يا أمير المؤمنين - جعلني اللّه فداك - شيئا هو أبلغ في قضاء حقك و توقير (4) مجلسك، مما من اللّه به عليّ من مجالستك، و النظر إلى وجهك، من أن أذكرك نعم اللّه عليك، و أنبهك لتشكرها و ما أجد يا أمير المؤمنين شيئا هو أبلغ من حديث من سلفت قبلك من الملوك، فإن أذن لي أمير المؤمنين أخبرته عنه.

قال: فاستوى جالسا و كان متكئا، قال: هات يا ابن الأهتم، فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ ملكا من الملوك قبلك خرج في عام مثل عامنا هذا إلى الخورنق و السّدير في عام قد بكر وسميّه و تتابع وليّه و قد أخذت الأرض فيه زينتها من نور ربيع مونق في أحسن

ص: 100


1- بالأصل و م: و عاشيته.
2- الأصل:«أقبح» و المثبت عن م.
3- الأصل: يفرعون و المثبت عن م.
4- الأصل: و توفير و المثبت عن م.

منظر و أحسن مستنظر، و أحسن مختبر، بصعيد كأن ترابه قطع الكافور، حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب.

قال: و كان قد أعطي فتاء السن مع الكثرة و الغلبة و القهر، قال: فنظر فأبعد النظر فقال لجلسائه: ها لمن هذا؟ هل رأيتم مثل ما أنا فيه ؟ أم هل أعطي أحد مثل ما أعطيت ؟ قال: و عنده رجل من بقايا حملة الحجّة، و المضي على أدب الحق و منهاجه، قال: و لم تخل الأرض من قائم للّه بحجة في عباده، فقال: أيها الملك إنّا قد سألت عن أمر فتأذن بالجواب عنه ؟ قال: نعم، قال: أ رأيت ما أنت فيه ؟ أ شيء لم تزل فيه أم شيء صار إليك ميراثا من غيرك، و هو زائل عنك و صائر إلى غيرك كما صار إليك ميراثا من لدن غيرك ؟ قال: فكذاك هو، قال: أ فلا أراك ما أعجبت بشيء يسير يكون فيه قليلا و تغيب عنه طويلا، و يكون غدا بحسابه مرتهنا قال: ويحك فأين المهرب ؟ و أين المطلب ؟ قال: إما أن تقيم في ملكك تعمل فيه بطاعة ربك على ما ساءك و سرك و مضك و أرمضك (1)،و إما أن تضع تاجك و تضع أطمارك و تلبس أمساحك و تعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك، قال: فإذا كان بالسحر فاقرع عليّ بابي فإني مختار أحد الرأيين، فإن اخترت ما أنا فيه كنت وزيرا لا يعصى، و إن اخترت خلوات الأرض و قفر البلاد كنت رفيقا لا تخالف قال: فقرع عليه بابه عند السحر فإذا هو قد وضع تاجه و وضع أطماره و لبس أمساحه و تهيأ للسياحة، قال: فلزما و اللّه الجبل حتى أتتهما آجالهما، و هو حيث يقول أخو بني تميم عدي بن سالم المراي العدوي (2):

أيها الشامت المعيّر بالده *** ر أ أنت المبرّ الموفور

أم لديك العهد الوثيق من الأي *** ام بل أنت جاهل مغرور

من رأيت المنون خلّدن أم من *** ذا لديه من أن يضام حقير

أين كسرى كسرى الملوك أبو سا *** سان أم أين قبله سابور؟

و بنو الأصفر الكرام ملوك ال *** روم لم يبق منهم مذكور

و أخو الحضر إذ بناه و إذ دجل *** ة تجبى إليه و الخابور

شاده مرمرا و جلّله كل *** سا فللطير في [ذراه] و كور

ص: 101


1- أي أوجعك.
2- كذا بالأصل هنا، و قد مرّ الشعر لعدي بن زيد العبادي، و ببعض اختلاف.

لم تهبه ريب المنون فباد ال *** ملك عنه فبابه مهجور

و تذكر رب الخورنق إذ أش *** رف يوما و للهدى تفكير

سرّه ماله و كثرة ما يم *** لك و البحر معرض و السّدير

فارعوى قلبه فقال و ما غب *** طة حيّ إلى الممات يصير

ثم أضحوا كأنهم ورق جفّ *** فألوت به الصّبا و الدّبور

ثم بعد الفلاح و الملك و ال *** أمة وارتهم هناك القبور

قال: فبكى و اللّه هشام، حتى أخضل لحيته و بلّ عمامته، و أمر بنزع أبنيته و بنقلان قرابته و أهله و حشمه و غاشيته من جلسائه و لزم قصره، قال: فأقبلت الحشم و الموالي على خالد بن صفوان بن الأهتم، فقالوا: ما أردت إلى أمير المؤمنين أفسدت عليه لذته و نقضت عليه باديته قال: إليكم عني فإني عاهدت اللّه تعالى عهدا أن لا أخلو بملك إلاّ ذكرته اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا (1)،نا أبي، نا أبو أحمد الختّلي، نا أبو حفص النّسائي، حدّثني محمّد بن عمرو، عن الهيثم بن عدي، قال:

خرج هشام بن عبد الملك و معه مسلمة أخوه إلى مصانع (2) قد هيئت له و زيّنت بألوان النبت، و توافى إليه بها وفود أهل مكّة و المدينة، و أهل الكوفة، و البصرة، قال: فدخلوا عليه و قد بسط له في مجالس مشرفة مطلعة على ما شقّ له من الأنهار المحفة بالزيتون و سائر الأشجار فقال:

يا أهل مكّة أ فيكم مثل هذه المصانع ؟ فقالوا: لا، غير أن بنينا بيت اللّه المستقبل:

ثم التفت (3) إلى أهل المدينة، فقال: أ فيكم مثل هذه المصانع ؟ فقالوا: لا، غير أن فينا قبر نبينا المرسل صلّى اللّه عليه و سلم، ثم التفت إلى أهل الكوفة فقال: أ فيكم مثل هذه المصانع ؟ قال:

فقالوا: لا غير أن فينا تلاوة كتاب اللّه تعالى المنزل، ثم التفت إلى أهل البصرة فقال:

أ فيكم مثل هذه المصانع ؟ قال: فقام إليه خالد بن صفوان، فقال: أصلح اللّه أمير

ص: 102


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 43/2-45.
2- المصانع: أحباس الماء، و قيل: القرى، و قيل: الحصون (انظر اللسان: صنع).
3- من: يا أهل مكّة إلى هنا سقط من الجليس الصالح.

المؤمنين إن هؤلاء قد أقروا على أنفسهم، و لو كان من له لسان و بيان لأجاب عنهم، فقال له هشام: أ فعندك في بلدك غير ما قالوا؟ قال: نعم، أصف بلادي، و قد رأيت بلادك فتقيسها، فقال: هات فقال: يغدو (1) قانصانا، فيجيء هذا بالشبوط و الشّيم (2)، و يجيء هذا بالظبي و الظليم، و نحن أكثر الناس ساجا و عاجا، و خزّا و ديباجا، و خريدة مغناجا، و برذونا هملاجا (3)،و نحن أكثر الناس قندا (4) و نقدا، و نحن أوسع الناس برية، و أريفهم (5) بحرية، و أكثرهم ذرية، و أبعدهم سريّة. بيوتنا ذهب، و نهرنا عجب، أوله رطب و آخره عنب و أوسطه قصب.

فأما نهرنا العجب فإن الماء يقبل و له عباب و نحن نيام على فرشنا، حتى يدخل أرضنا، فيغسل نبتها (6) و يعلو متنها فنبلغ منه حاجتنا و نحن نيام على فرشنا لا ننافس فيه من قلة، و لا نمنع منه لذلة، يأتينا عند حاجتنا إليه، و يذهب عنا عند رينا و غنانا عنه.

النخل عندنا في منابته كالزيتون عندكم في مأركه (7)،فذاك في أوانه كهذا في إبّانه، ذاك في أفنانه، كهذا في أغصانه، يخرج أسفاطا (8) عظاما و أوساطا ثم ينفلق عن قضبان الفضة منظومة بالزبرجد الأخضر، ثم يصير أصفر و أحمر، ثم يصير عسلا في شنّة (9) من سحاء ليست بقربة و لا إناء، حولها المذاب و دونها الحراب لا يقربها الذباب، مرفوعة عن التراب، من الراسخات في الوحل، الملقحات بالفحل، المطعمات في المحل.

و أما بيوتنا الذهب فإن لنا عليهم خرجا في السنين و الشهور، نأخذه في أوقاته، و يدفع اللّه عنه آفاته و ننفقه في مرضاته.

قال: فقال هشام: و أنّى لكم هذا يا ابن صفوان ؟ و لم تسبقوا إليه و لم تنافسوا

ص: 103


1- الجليس الصالح: يعدو قانصنا.
2- الشبوط و الشيم ضربان من السمك.
3- الهملاج من البراذين: المذلل المنقاد (القاموس).
4- في الجليس الصالح: فيدا.
5- الأصل «أربقهم» و المثبت عن الجليس الصالح.
6- في الجليس الصالح: فيغسل آنيتها، و في ابن العديم: فيقتل نتنها.
7- الجليس الصالح: منازله.
8- الأصل: أسقاطا، و المثبت عن الجليس الصالح.
9- الجليس الصالح: في شنه مرنتجا بقربه.

عليه ؟ فقال: ورثناه عن الآباء و نعمره للأبناء، فيدفع عنه رب السماء، فمثلنا فيه كما قال أوس بن مغراء:

فمهما كان من خير فإنا *** ورثناه أوائل أوّلينا

و نحن مورّثوه كما ورثنا *** عن الآباء - إن متنا - بنينا

قال: فقال له هشام: للّه درك يا ابن صفوان، لقد أوتيت لسانا و علما و بيانا، فأكرمه و أحسن جائزته و قدّمه على أصحابه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع المقرئ - قراءة - قالا: أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد، أنا أبو بكر بن الأنباري، حدّثني أبي، نا أبو منصور الصاغاني، نا أبو عبيد، نا يزيد، عن سفيان بن حسين، عن الحسن في قوله عز و جل: قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (1) فقال: كان و اللّه سريا يعني عيسى صلّى اللّه عليه و سلم.

فقال له خالد بن صفوان: يا أبا سعيد، إن العرب تسمي الجدول السّري، فقال:

صدقت.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (2)البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا أبو العيناء، نا الأصمعي، قال: قدم أمية بن عبد اللّه بن أسيد منهزما من أبي فديك فقال الناس: كيف ندعو لمنهزم ؟ فقام خالد بن صفوان فقال: بارك اللّه لك أيها الأمير في قدومك، و الحمد للّه الذي نظر لنا عليك و لم ينظر لك علينا، فقد تعرضت للشهادة جهدك، فعلم اللّه حاجتنا إليك، فآثرنا بك عليك، و لك عند اللّه ما تحب. فعلم الناس أنه لا يتعذر عليه أن يتكلم في شيء.

حدّثني أبو بكر السّلماسي، عن أبي عبد اللّه محمّد بن فتوح، أنا أبو القاسم منصور بن النعمان - بمصر - أنا الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه، عن أبي العباس عبد اللّه بن عبيد اللّه الصفري، عن أبي بكر الصّنوبري، أنا علي بن سليمان الأخفش، قال: قال محمّد بن يزيد المبرّد، حدّثني ابن عائشة عن أبيه قال: قال خالد بن

ص: 104


1- سورة مريم، الآية:24.
2- ضبطت عن التبصير.

صفوان: أحسن الكلام ما لم يكن بالبدوي المغرف بالقوي المخدج، و لكن ما شرفت مبانيه و ظرفت معانيه و لذ على أفواه القائلين و حسن في آذان السامعين، و ازداد حسنا على ممر السنين تحتجنه الرواة و تقتنيه السراة، و قال المبرد: و قال خالد بن صفوان لوال دخل عليه: قدمت فأعطيت كلاّ بقسطه من نظرك و مجلسك، و صلاته و عدلك حتى كأنك من كل أحد، و كأنك لست من أحد.

أخبرنا أبو العز السّلمي - مناولة و إذنا، و قرأ عليّ الإسناد - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (1)،أنا أحمد بن العباس العسكري، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن يعقوب بن داود، نا الهيثم بن عدي، قال: كان أبو العباس يعجبه السمر و منازعة الرجال، فحضره ذات ليلة في سمره إبراهيم بن مخرمة الكندي و ناس من بني الحارث بن كعب، و هم أخواله، و خالد بن صفوان بن إبراهيم التميمي فخاضوا في الحديث و تذاكروا مضر و اليمن، فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين إن اليمن هم العرب الذين دانت لهم الدنيا، و كانت لهم القرى، و لم يزالوا ملوكا أربابا ورثوا دلك كابرا عن كابر، أولا عن آخر، منهم النعمانيات و المنذريات و القابوسيات و التبابعة، و منهم من حمت لحمه الدّبر (2)،و منهم غسيل الملائكة (3)،و منهم من اهتزّ لموته العرش (4)،و منهم مكلّم الذئب (5)،و منهم الذي كان يأخذ كل سفينة (6) غصبا و ليس شيء له خطر إلاّ و إليهم ينسب من فرس رابع، أو سيف قاطع أو درع حصينة، أو حلّة مصونة، أو درّة مكنونة، إن سئلوا أعطوا، و إن سيموا أبوا، و إن نزل بهم ضيف قروا، لا يبلغهم مكاثر، و لا ينالهم مفاخر، هم العرب العاربة و غيرهم المتعربة.

ص: 105


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 42/3-44 و الموفقيات ص 121 و بغية الطلب 3050/7 و باختصار في عيون الأخبار 217/1 و البيان و التبيين 339/1.
2- يعني عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح قتل يوم الرجيع (انظر سيرة ابن هشام).
3- غسيل الملائكة هو حنظلة بن أبي عامر، استشهد يوم أحد (سيرة ابن هشام، الإصابة).
4- سعد بن معاذ الذي اهتز لموته العرش.
5- رجل من خزاعة على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلم (انظر خبره في دلائل النبوة للبيهقي) و دلائل النبوة لأبي نعيم ص 318.
6- قيل اسمه الجلندي و قيل هو دبدد و قيل غير ذلك.

قال أبو العباس: ما أظن التميمي يرضى بقولك، ثم قال: ما تقول يا خالد؟ قال:

إن أذنت لي في الكلام و أمنتني من الموجدة تكلمت، قال: قد أذنت لك فتكلّم و لا تهب أحدا، فقال:

أخطأ يا أمير المؤمنين المتقحم بغير علم، و نطق بغير صواب، فكيف يكون ما قال و القوم ليست لهم ألسن فصيحة، و لا لغة صحيحة، و لا حجّة نزل بها كتاب، و لا جاءت بها سنّة، و هم منا على منزلتين: إن جاروا عن قصدنا أكلوا، و إن جازوا حكمنا قتلوا، يفخرون علينا بالنعمانيات و المنذريات و غير ذلك مما سنأتي (1) عليه، و نفخر عليهم بخير الأنام، و أكرم الكرام محمّد عليه السلام، و للّه علينا المنة و عليهم، لقد كانوا أتباعه، فبه عزّوا و له أكرموا فمنا النبيّ المصطفى، و منا الخليفة المرتضى، و لنا البيت المعمور و المشعر (2) و زمزم و المقام و المنبر و الركن و الحطيم و المشاعر و الحجابة، و البطحاء مع ما لا يخفى من المآثر و لا يدرك من المفاخر، و ليس يعدل بنا عادل، و لا يبلغ فضلنا قول قائل، و منا الصّدّيق و الفاروق و الرضي (3) و أسد اللّه سيد الشهداء (4) و ذو الجناحين (5)،و سيف [اللّه] (6)،و بنا عرفوا الدين و أتاهم اليقين فمن زاحمنا زاحمناه، و من عادانا اصطلمناه.

ثم التفت فقال: أ عالم أنت بلغة قومك ؟ قال: نعم، قال: فما اسم العين ؟ قال:

الحجمة، قال: فما اسم السن ؟ قال: الميدن (7)،قال: فما اسم الأذن ؟ قال: الصّنّارة، قال: فما اسم الأصابع ؟ قال: الشناتر، قال: فما اسم اللحية ؟ قال: الزبّ ؟ قال: فما اسم الذئب ؟ قال: الكتع، قال: فقال له أ فمؤمن أنت بكتاب اللّه ؟ قال: نعم، قال: فإن اللّه تعالى يقول: إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (8) و قال

ص: 106


1- بالأصل: سيأتي، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- الجليس الصالح: و المسعى.
3- الجليس الصالح و ابن العديم: و الوصي.
4- هو حمزة بن عبد المطلب، عم النبي صلّى اللّه عليه و سلم.
5- هو جعفر بن أبي طالب، أخو علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم.
6- سقط لفظ الجلالة من الأصل و استدرك عن الجليس الصالح، و هو خالد بن الوليد.
7- الجليس الصالح:«الميزم» و في ابن العديم:«البدن».
8- سورة يوسف، الآية:2.

بِلِسٰانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (1) ،و قال: وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ بِلِسٰانِ قَوْمِهِ (2).

فنحن العرب و القرآن بلساننا نزل، أ لم تر أن اللّه عز و جل قال: اَلْعَيْنَ بِالْعَيْنِ (3) و لم يقل: الحجمة بالحجمة، و قال: اَلسِّنَّ بِالسِّنِّ (4) و لم يقل الميدن (5) بالميدن. و قال اَلْأُذُنَ بِالْأُذُنِ (6) و لم يقل الصّنارة بالصّنارة، و قال:

يَجْعَلُونَ أَصٰابِعَهُمْ فِي آذٰانِهِمْ (7) و لم يقل شناترهم في صنّاراتهم، و قال: لاٰ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لاٰ بِرَأْسِي (8) و لم يقل لا تأخذ بزبي، و قال: فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ (9) و لم يقل أكله الكتع.

ثم قال: أسألك عن أربع، إن أنت أقررت بهن قهرت، و إن جحدتهن كفرت، قال: و ما هن ؟ قال: الرسول منا أو منكم ؟ قال: منكم، قال: فالقرآن نزل علينا أو عليكم ؟ قال: عليكم، قال: فالبيت الحرام لنا أو لكم ؟ قال: لكم، قال: فالخلافة فينا أو فيكم ؟ قال: فيكم، قال خالد: فما كان بعد هذه الأربع فلكم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النّجّاد، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر، نا عبد اللّه بن شبيب المكي، قال: قيل لخالد بن صفوان: أي إخوانك أحب إليك ؟ قال: الذي يغفر زللي، و يقبل عللي، و يسد خللي (10).

أخبرنا أبو القاسم بن المستملي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدّثني محمّد بن محمّد الأديب، نا الصّولي، نا أبو قلابة الرقاشي، نا

ص: 107


1- سورة الشعراء، الآية:195.
2- سورة إبراهيم، الآية:4.
3- سورة المائدة، الآية:45.
4- سورة المائدة، الآية:45.
5- الجليس الصالح: الميزم بالميزم.
6- سورة المائدة، الآية:45.
7- سورة البقرة، الآية:19.
8- سورة طه، الآية:94.
9- سورة يوسف، الآية:17.
10- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3053/7.

الأصمعي، قال: قيل لخالد بن صفوان: أي الإخوان الأحبّ عليك حقا قال: الذي يسد خللي و يغفر زللي و يقبل عللي.

قال: و أنا ابن زبر، نا عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد، أنا أحمد بن معاوية، نا الأصمعي، قال: قال خالد بن صفوان: ليس شيء أحسن من المعروف إلاّ ثوابه، و ليس كلّ من أمكنه أن يصنعه يكون له فيه نية، و ليس كل من يكون له فيه نية يؤذن له فيه، فإذا اجتمعت النية و الإمكان و الإذن فقد تمت السعادة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا أبو نصر، عن الأصمعي، قال: قيل لخالد بن صفوان: أي الإخوان أحب إليك ؟ قال: الذي يسد خللي و يغفر زللي و يقبل عللي (1).

قال: و نا إبراهيم بن إسحاق، نا الزياد [ي]، نا الأصمعي، قال: قال خالد بن صفوان: من تزوج امرأة فليتزوجها عزيزة في قومها، ذليلة في نفسها، أدّبها الغنى و أذلّها الفقر، حصان من جارها، متحننة (2) على زوجها.

كتب إليّ أبو سعد (3) محمّد بن محمّد بن أحمد (4) المطرّز، ثم أخبرني أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بتبريز عنه، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن بكر، أنا العباس بن الفرج، نا عبد اللّه بن شبيب المكي، قال: قيل لخالد بن صفوان: أي إخوانك أحبّ إليك ؟ قال: الذي يغفر زللي و يقبل عللي، و يسد خللي.

قال: و أوصى حكيم ولده فقال: عليك بصحبة من إذا صاحبته زانك، و إن احتجت إليه مانك (5)،و إن استعنت به أعانك، و إن خدمته صانك.

قال: و ثلاثة لا يعرفون إلاّ في ثلاثة مواضع: الحليم عند الغضب، و الصديق عند النائبة، و الشجاع عند اللقاء.

ص: 108


1- المصدر نفسه.
2- في ابن العديم 3057/7 متحصنة على زوجها.
3- الأصل: أبو سعيد» خطأ و الصواب عن م انظر تذكرة الحفاظ 1239/4 و سير الأعلام 254/19.
4- الأصل:«محمد» خطأ و كتبت «محمد» على هامش م انظر تذكرة الحفاظ 1239/4 و سير الأعلام 254/19.
5- مأن القوم احتمل مئونتهم أي قوتهم و قد لا يهمز فالفعل مان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن المسلمة، و الحسن بن علي بن البنّا، و عبد الواحد بن محمّد بن فهد العلاّف، قالوا: أنا أبو و الحسن علي بن أحمد المقرئ، أنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ، نا وكيع بن خلف، حدّثني محمّد بن خلاد، نا الوليد بن هشام القحذمي، قال: دخل خالد بن صفوان الحمّام و فيه رجل مع أبيه، فأراد أن يعرف خالدا ما عنده من البيان فقال: يا بني ابدأ بيداك و رجلاك ثم التفت إلى خالد فقال: يا أبا صفوان هذا كلام قد ذهب أهله، قال: هذا كلام ما خلق اللّه له أهلا قط (1).

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا محمّد بن يحيى الصّولي، نا أبو حاتم سليمان بن أحمد المادرائي، حدّثني أبي، نا جدي، قال: كان خالد بن صفوان بن الأهتم التميمي يأكل خبزا و جبنا إذ سلّم عليه أعرابي فقال: هلمّ إلى هذا الخبز و الجبن فإنه حمض العرب، و هو يسيغ اللقمة و يفتق الشهوة و يطيب (2) عليه الشربة. فانحط الأعرابي فلم يبق شيء منهما فقال خالد: يا جارية زيدينا خبزا و جبنا، فقالت: ما بقي عندنا منهما شيء، قال خالد: الحمد للّه الذي صرف عنا معرّته و كفانا مئونته، و اللّه انه ما علمته ليقدح في السّنّ ، و يخشّن الحلق، و يربو في المعدة، و يعسر في المخرج، فقال الأعرابي: و اللّه ما رأيت قط قرب مدح من ذم أقرب من هذا (3).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن داود، نا محمّد بن سلام، قال: قالت امرأة لخالد بن صفوان: إنك لجميل، فقال خالد: كيف تقولين هذا، فو اللّه ما فيّ عمود الجمال و لا رداؤه و لا برنسه. فأما عمود الجمال فالطول، و أما رداؤه فالبياض، و أما برنسه فسواد الشعر، و أنا (4) أصلع آدم قصير. و لكن قولي إنّك لحلو (5).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا

ص: 109


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3058/7-3059.
2- الأصل: و يطيب.
3- ابن العديم 3056/7.
4- الأصل:«و أما» و المثبت الصواب عن ابن العديم.
5- المصدر نفسه 3057/7-3058.

أبو محمّد بن زبر، نا محمّد بن سليمان بن داود المنقري، نا أبو عثمان المازني، نا الأصمعي، عن عوانة، قال: قال: انحدر خالد بن صفوان إلى البصرة مع بلال بن أبي بردة، فلما قربا من البطيحة قال بلال لخالد: استقبل عكابة النّميري، فقال خالد: أوه كدت و اللّه تصدع قلبي حين دنونا من آجام البطيحة، و عكر البصرة و عثاء البحر ذكرت أن رجلا هو أثقل على قلبي من شرب الأيارج بماء البحر، يعقب التخمة و ساعة الحجامة.

قال: و نا الأصمعي عن عوانة، قال: دخل عكابة النّميري على بلال بن أبي بردة، فنظر إلى ثور مجلل في جانب الدار، فقال: ما أفره هذا البغل لو لا أن حوافره مشققة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر، نا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، نا ابن أبي شيخ محمّد بن أحمد الرافقي، نا أبو شعيب، نا أبو زيد، نا الضحاك، قال: لما خرج وفد أهل البصرة إلى ابن هبيرة مروا بالكوفة فاحتجب الأعمش منهم فقال خالد بن صفوان: أنا أخرجه فنادوا على بابه: يا أعمش يا أعمش، فخرج مغضبا فقال: من هذا؟ فقال خالد:

أنا من الذين قال اللّه عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ يُنٰادُونَكَ مِنْ وَرٰاءِ الْحُجُرٰاتِ أَكْثَرُهُمْ لاٰ يَعْقِلُونَ (1) فلما عرفه الأعمش جلس معه فأطال.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ح.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ح، و حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو طاهر، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم و أبو علي بن نبهان، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، قال: ركب خالد بن صفوان يوما و معه أصحاب له فأخذتهم السماء و هو على حمار فقال: أ ما علمتم أن قطوف (2) الدابة أمير القوم فساروا معه، فلما كان الغد ركب برذونا هملاجا (3) فأخذتهم السماء فرفع برذونه فقالوا: يا أبا صفوان ما كان هذا كلامك بالأمس، قال: فلم غالينا بالهماليج (4)؟

ص: 110


1- سورة الحجرات، الآية:4.
2- دابة قطوف: ضاق مشيها (القاموس).
3- البرذون الهملاج: المذلل المنقاد (قاموس).
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3056/7-3057.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا المحاملي أبو عبد اللّه، نا عبد اللّه بن أبي سعد، أنا الحسن بن علي بن منصور، نا محمّد بن سعيد الرازي، نا محمّد بن حميد، أنا عبد الرّحمن بن مغراء، قال: سمعت شبيب بن شيبة يقول: لقيني خالد بن صفوان على حمار له فقلت له: يا أبا صفوان أين أنت عن الهماليج ؟ قال: تلك للطلب و الهرب، و لست بطالب و لا هارب، قلت: فأين أنت عن البراذين ؟ قال: تلك للمغذّين المسرعين، و لست بمغذّ و لا مسرع، قلت: فأين أنت عن البغال ؟ قال: تلك للأنزال و الأثقال (1)،و لست بصاحب ثقل (2) و لا نزل، قلت: فما تصنع بحمارك هذا؟ قال: أدبّ عليه دبيبا، و أقرّب تقريبا، و أزور عليه إذا شئت حبيبا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، قال: قال خالد بن صفوان: من صحب السلطان بالصحة و النصيحة كان أكثر عدوا ممن صحبه بالغش و الخيانة، لأنه يجتمع لي على الناصح عدو الوالي و صديقه بالعداوة و الحسد، فصديق الوالي ينافسه في منزلته، و عدو الوالي يعاديه لنصيحته.

قال: و نا الأصمعي، نا عبد الصمد بن شبيب، قال: قال خالد بن صفوان: إن جعلك الوالي أخا فاجعله سيدا و لا يحدّثن لك الاستئناس به غفلة، و لا تهاونا.

قال: و نا عبد الصمد بن شبيب، قال: قال خالد بن صفوان: لا تصحبن من صحبت من الولاة إلاّ على شعبة مودة، قد كانت فإن استطعت أن تجعل صحبتك لمن قد عرفك بصالح مودتك قبل ولايته فافعل.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق العامري، أنا أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي، قال: سمعت أبا موسى عمران بن موسى يقول: سمعت أبا الحسن محمّد بن محمّد بن أبي الجلاب حين أتى عثمان الحمري قال: سمعت جعفر بن سواد يقول: جاء رجل إلى خالد بن صفوان، فقال له: تزوجت ؟ قال: لا،

ص: 111


1- ابن العديم: الأنفال.
2- ابن العديم: نفل.

قال: فتزوج، ثم لما كان بعد ساعة قال: لا تتزوج، قال: لم ؟ قال: لأنك إن تزوجت بواحدة فتطهر إن طهرت، و تحيض إن حاضت، و تغضب إن غضبت، و ترضى إن رضيت، و إن تزوجت اثنتين (1) فتقع بين جمرتين، و إن تزوجت بثلاث تقع بين أثافي، و إن تزوجت بأربع فيفلسنك و ينهبنّك قال: أ فتحرّم ما أحلّ اللّه ؟ قال: لا، و لكن كوزان و طمران و فرصان و عبادة الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو [الحسين بن] (2) النقور، و أبو منصور، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أنا زكريا بن يحيى المنقري، قال: و نا الأصمعي عن العلاء بن جرير، قال: قال خالد بن صفوان: إن سأل الوالي رجلا غيرك فلا تكن أنت المجيب، فإن ذلك خفة بالسائل و المسئول.

و قال خالد بن صفوان: خير ما يدخر الآباء للأبناء اصطناع الأيادي عند ذوي الأحساب.

و قال خالد بن صفوان: إذا رأيت محدّثا يحدّث حديثا قد سمعته، أو يخبر خبرا قد علمته فلا تشاركه فيه حرصا على أن تعلم من حضرك أنك قد علمته، فإن ذلك خفة و سوء أدب.

و قال: ابذل لصديقك مالك، و لمعرفتك بشرك و تحيتك، و للعامة رفدك و حسن محضرك، و لعدوك عدلك، و اضنن بدينك و عرضك عن كل أحد.

قال: و نا الأصمعي قال: قال خالد بن صفوان: استصغر الكبير (3) في طلب المنفعة، و استعظم الصغير في ركوب المضرة.

قال: و نا الأصمعي، نا عبد الملك بن الفضل المنقري، قال: قال خالد بن صفوان: لا أتزوج من النساء إلاّ امرأة قد أدّبها الغنى و ذلّلها الفقر.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، أنا أبو محمّد علي بن

ص: 112


1- الأصل: اثنين.
2- الزيادة لازمة للإيضاح.
3- غير واضحة، و نميل إلى قراءتها «الكثير» و المثبت «الكبير» عن م.

عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، نا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدّثني الزّبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن الهيثم بن عدي:

أخبرني حفص بن غلاث، قال: قلت لخالد بن صفوان: يا أبا صفوان ما يمنعك من التزويج و إني أستقبح لك أن لا يكون عندك امرأة عربية و أنت أيسر أهل البصرة.

قال: فابغني امرأة، قال: أي امرأة تريد؟ قال: أريدها بكرا كثيّب أو ثيّبا كبكر، لا ضرعاء صغيرة و لا عجوزا كبيرة، لم تقرأ فتحنن و لم تفت فتمجن، قد كانت في نعمة و أدركتها حاجة، فخلق النعمة معها و ذلة الحاجة فيها، حسبي من جمالها أن تكون فخمة من بعيد مليحة من قريب، و حسبي من حسنها أن تكون واسطة في قومها، إن عشت أكرمتها و إن مت ورثتها، لا ترفع رأسها إلى السماء رفعا و لا تضعه في الأرض وضعا، فقلت: يا أبا صفوان إن الناس في طلب هذه عند قتل عثمان.

قال الخطيب: قرأته في أصل ابن المغيرة، كما أوردته - يعني حفص بن غلاث - بالغين و الثاء المعجمة بثلاث-.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أبو جعفر الثمامي، نا أبو الحسن المدائني، قال: قال خالد بن صفوان: لو لا أن المروءة تشتد مئونتها، و يثقل حملها، ما ترك اللئام للكرام منها مبيت ليلة، فلما ثقل حملها، و اشتدت مئونتها حاد عنها اللئام و احتملها الكرام.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن داود، نا المازني، عن الأصمعي، قال: قال خالد بن صفوان: بت ليلة أتمنى ليلتي كلها حتى كبست (1) البحر الأخضر بالذهب الأحمر، ثم نظرت و إذا يكفيني من ذلك رغيفان و كوزان و طمران (2).

قال: و نا محمّد بن موسى البصري، نا محمّد بن سلام الجمحي، قال قائل لخالد بن صفوان: ما لك لا تنفق ؟ فإن مالك عريض، فقال: الدهر أعرض منه، فقيل:

ص: 113


1- غير واضح بالأصل و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 364/7 و في ابن العديم: كسيت.
2- الخبر في ابن العديم: بغية الطلب 3055/7.

كأنك تأمل أن تعيش الدهر كله، فقال: و لا أخاف أن أموت في أوله.

قال: و نا أحمد بن يحيى، نا محمّد بن سلام الجمحي، قال: قال خالد بن صفوان: أربع لا يطمع فيهن أحد عندي: القرض و القرص و الهرس (1) و أن أسعى لأحد في حاجة. فقيل له فما نصنع بك بعد هذا؟ قال: ماء بارد، و حديث ما ينادى وليده (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن، أنا محمّد بن علي بن الحسين ببخارا، أنا أحمد بن عبد اللّه بن نصر الدمشقي، نا وريزة (3) بن محمّد، نا معمر بن شبيب، قال: قال الهيثم: قال خالد بن صفوان: أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، و أنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا يونس النحوي، قال: أتينا خالد بن صفوان نعزيه على ابنه ربعي و نحن متفجعون له، فأتينا إليه و هو يقول:

يهوّن ما ألقى من الوجد أنني *** أجاوره في داره اليوم أو غدا

قال: و نا الأصمعي، نا الفضل بن عبد الملك، قال: قال خالد بن صفوان: لفتى بين يديه: رحم اللّه أباك ان كان ليملأ العين جمالا، و الأذن بيانا.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن بن الجواليقي في كتابه، أنا أحمد بن علي الخزاز (4)،نا عبد اللّه بن بحر، نا عمر بن محمّد بن عبد الحكم، نا محمّد بن عمر الوراق، عن علي بن محمّد القرشي المدائني (5)،قال: كان خالد بن صفوان إذا أخذ جائزته قال للدراهم: أما و اللّه لأطيلنّ

ص: 114


1- في ابن العديم: القرض و الفرص و الهريس.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3055/7.
3- الأصل:«وزيرة» و في م: وريره و الصواب ما أثبت و ضبطت اللفظة عن التبصير.
4- إعجامها غير واضح بالأصل و في م: الخراز و المثبت عن ابن العديم، و انظر ترجمته في سير الأعلام 418/13.
5- الأصل:«المداني» و المثبت عن م، و انظر ابن العديم، و فيه: المدائني.

ضجعتك، و لأديمنّ صرعتك (1).

قال: و أتى خالد بن صفوان رجل فسأله، فأعطاه درهما فقال له: سبحان اللّه يا أبا صفوان أسألك فتعطيني درهما، فقال له خالد: يا أحمق، أ ما تعلم أن الدرهم عشر العشرة، و العشرة عشر المائة و المائة عشر الألف و الألف عشر العشرة آلاف ؟ أ لا ترى كيف ارتفع الدرهم إلى دية المسلم ؟ و اللّه ما تطيب نفسي بدرهم أنفقه إلاّ درهما قرعت به باب الجنة، أو درهما أشتري به موزا فآكله (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر الخالع، أنا عمي أبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمّد بن الحسين الجواليقي، نا أبو مقاتل محمّد بن العباس بن أحمد بن مجاشع، نا الحارث بن أبي أسامة، قال الحنظلي: قال خالد بن صفوان لرجل: إن أباك كان دميما و كان عاقلا، و إن أمك كانت جميلة و كانت رعناء فجمعت دمامة أبيك إلى حماقة أمك، فيا جامع شرف أبويه.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو زيد، عن أبي عبيدة، قال: قال خالد بن صفوان: لا تطلبوا الحوائج في غير حينها، و لا تطلبوها إلى غير أهلها، و لا تطلبوا ما لستم له بأهل فتكونوا للمنع أهلا (3).

قال: و نا إبراهيم بن نصر، نا محمّد بن سلام، قال: قال خالد بن صفوان: لا تطلبوا ما لا تستحقون فإن من طلب ما لا يستحق استوجب الحرمان (4).

قال: و نا أحمد بن يحيى، قال: سمعت ابن السّكّيت يقول (5):قال خالد بن صفوان: فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها، و أشد من المصيبة سوء الخلف

ص: 115


1- الخبر نقله ابن العديم: بغية الطلب 3058/7.
2- المصدر نفسه: الجزء و الصفحة.
3- بغية الطلب 3059/7.
4- المصدر نفسه 3055/7.
5- الخبر و الشعر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3053/7.

منها، و أنشد لا مرأة من ولد حسان بن ثابت في مثله:

سل الخير أهل الخير قدما و لا تسل *** فتى ذاق طعم العيش منذ قريب

قال: و نا إسماعيل بن إسحاق السراج، نا الزيادي، عن مؤرج، قال: قال رجل لخالد بن صفوان: إني إذا رأيتكم تتذاكرون الأحساب، و تتذاكرون الآثار، و تتناشدون الأشعار وقع عليّ النعاس، قال: لأنك حمار في مثال إنسان (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا الحسن بن عليل، نا مسعود بن بشر، نا الأصمعي، قال: قال خالد بن صفوان: أشد من فوت الحاجة طلبها من غير أهلها و أشد من المصيبة سوء الخلف.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا الصلت بن مسعود، نا إبراهيم بن سعد، قال: سمعت خالد بن صفوان و سألوه: أ لك علم بالحسن ؟ قال: أنا أهل خبره كانت داره ملعبي صغيرا و مجلسه مجلسي كبيرا، قالوا: فما عندك فيه ؟ قال:

كان آخر الناس و ما رأيته زاحم على شيء من الدنيا قط .

قال: و أنا ابن أبي خيثمة، أنا سليمان بن أبي شيخ، أنا صالح بن سليمان، قال:

قال خالد بن صفوان لعمرو بن عبيد: لم لا تأخذ مني فتقضي دينا إن كان عليك و تصل رحمك، فقال له عمرو: أما دين فليس عليّ و أما صلة رحمي فلا تجب علي و ليس عندي قال: فما يمنعك أن تأخذ مني، قال: يمنعني أنه لم يأخذ أحد من أحد شيئا إلاّ ذل له، و أنا و اللّه أكره أن أذلّ لك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد المديني (2)،أنا أحمد بن محمّد البنّاني (3)،نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن، قال: قال شبيب بن شيبة، قال خالد بن صفوان: إن رجالا قد

ص: 116


1- المصدر نفسه ج 3059/7.
2- في ابن العديم: المدائني.
3- ابن العديم: اللبناني.

أصابوا مالا فتكلموا و علوا فقال:

قد أنطقت الدراهم بعد عي *** أناس طال ما كانوا سكوتا

فما عادوا على جار بخير *** و لا رفعوا لمكرمة بيوتا

كذاك المال يجبر كل عيب *** و يترك كل ذي حسب صموتا

1887 - خالد بن أبي الصلت البصري

1887 - خالد بن أبي الصلت البصري (1)

عامل عمر بن عبد العزيز.

حدّث عن ربعي بن خراش، و عراك بن مالك، و عمر بن عبد العزيز، و عبد الملك بن عمير، و سماك بن حرب.

روى عنه: خالد الحذّاء، و مبارك بن فضالة، و واصل مولى أبي عيينة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا وكيع، أنا حمّاد بن سلمة، عن خالد الحذّاء، عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«قد فعلوها استقبلوا بمقعدتي (3) القبلة»[3864].

قال (4):و حدّثني أبي، نا علي بن عاصم، قال خالد الحذّاء أخبرني عن خالد بن أبي الصلت قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز في خلافته قال: و عنده عراك بن مالك فقال عمر: ما استقبلت القبلة و لا استدبرتها ببول و لا غائط منذ كذا و كذا.

فقال عراك: حدثتني عائشة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لما بلغه قول الناس في ذلك أمر بمقعدته فاستقبل بها القبلة[3865].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا يحيى بن أبي طالب، نا علي بن عاصم، نا خالد الحذّاء، عن خالد بن أبي الصلت، قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز في خلافته و عنده

ص: 117


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 60/2-61 و ميزان الاعتدال 632/1.
2- مسند أحمد 137/6.
3- رسمها و إعجامها غير واضحين و المثبت عن م و انظر المسند.
4- مسند الإمام أحمد 184/6.

عراك بن مالك فقال عمر: ما استقبلت القبلة و لا استدبرتها ببول و لا غائط منذ كذا و كذا، فقال عراك: حدثتني عائشة أم المؤمنين أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لما بلغه قول الناس في ذلك أمر بمقعدته فاستقبل بها القبلة[3866].

قال البيهقي: تابعه حمّاد بن سلمة، عن خالد الحذّاء في إقامة إسناده، و رواه عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن عراك، عن عائشة.

أنبأنا أبو الغنائم بن ميمون ح، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1):قال موسى، نا حمّاد، عن خالد الحذّاء، عن خالد بن أبي الصلت، قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز، فقال عراك بن مالك قال: سمعت عائشة [تقول] (2) قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«حوّلي (3) مقعدي إلى القبلة بفرجه (4)»و قال موسى: نا وهيب، عن خالد، عن رجل أن عراكا حدّث عن عمرة، عن عائشة [عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم] (5)، و قال ابن بكير: حدّثني بكر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك، عن عروة أن عائشة كانت تنكر قولهم: لا تستقبل القبلة، و هذا أصح[3867].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا عبد الوهاب الثقفي، نا خالد، عن رجل، عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: ما استقبلت القبلة بفرجي مذ كذا و كذا، فحدّث عراك بن مالك، عن عائشة: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أمر بخلائه أن يستقبل به القبلة لما بلغه أن الناس يكرهون ذلك[3868].

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو

ص: 118


1- التاريخ الكبير 156/1/2.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- في البخاري: حولوا.
4- غير واضحة بالأصل و المثبت عن البخاري.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن البخاري.
6- مسند الإمام أحمد 183/6.

الحسين، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):خالد بن أبي الصلت عامل عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز، و عراك، مرسل، روى عنه خالد الحذّاء، و مبارك بن فضالة، و واصل مولى أبي (2)عيينة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: خالد بن أبي الصلت عامل عمر بن عبد العزيز، روى عن عمر بن عبد العزيز، و عبد الملك بن عمير، و سماك بن حرب، روى عنه خالد الحذّاء و المبارك بن فضالة، سمعت أبي يقول ذلك.

1888 - خالد بن أبي ظبيان

و يقال محمّد بن خالد بن أبي ظبيان الأزدي، يأتي في باب المحمّدين.

1889 - خالد بن عباد بن زياد المعروف بابن أبي سفيان

1889 - خالد بن عباد بن زياد المعروف بابن أبي سفيان (4)

شاعر كان يسكن بتنهج قرية بها حصن في مشاريق (5) البلقاء مما يلي البرية.

قال يجيب شاعرا نزل به فذكر أنه لم يضفه فهجاه، فقال يجيبه:

و ما علم الكرام بجوع كلب *** عويّ الكلب عادته الغواء

و تيم اللات لا يرجى لخير *** و تيم اللات تفضلها النساء

1890 - خالد بن عبد اللّه بن الحسين الأموي

1890 - خالد بن عبد اللّه بن الحسين الأموي (6)

مولى عثمان بن عفان، من أهل دمشق.

ص: 119


1- التاريخ الكبير 155/1/2.
2- بالأصل هنا، و في أصل البخاري «ابن» و قد صوبه محققه «أبي» و هو الصواب، و هذا ما أثبتناه عن م. تهذيب التهذيب و ميزان الاعتدال.
3- الجرح و التعديل 337/2/1.
4- ذكره ياقوت في مادة «تنهج» نقلا عن ابن عساكر.
5- معجم البلدان: مشارف.
6- ترجمته في تهذيب التهذيب 62/2.

روى عن أبي هريرة.

روى عنه: إسماعيل بن عبيد اللّه، و زيد بن واقد، و محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن بن درستويه، نا إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، نا جدي الهيثم بن مروان، نا مروان بن محمّد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن خالد بن عبد اللّه بن حسين، قال: سمعت أبا هريرة يقول: ما رأيت أحدا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أكثر أن يقول: أستغفر اللّه و أتوب إليه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و كان خالد هذا مولى لعثمان.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى و الصوفي، و ابن منيع، قالوا: أنا أبو نصر التمار ح.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو نصر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن خالد، عن أبي هريرة، قال: ما رأيت أحدا - قال ابن المقرئ بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أكثر أن يقول - و قال ابن حبابة: ما رأيت أحدا أكثر من أن يقول استغفر اللّه و أتوب إليه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و في حديث ابن المقرئ، عن أبي خالد، و هو وهم و صوابه عن خالد.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو نصر التّمّار، حدّثني سعيد بن عبد العزيز فذكر بإسناده مثل حديث ابن المقرئ، بلغني عن إسحاق بن سيّار النّصيبي أنه قال: أظن خالد بن عبد اللّه بن حسين لم يسمع من أبي هريرة شيئا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (1) في الطبقة الرابعة من أهل الشام: خالد بن عبد اللّه بن حسين، قال هشام بن عمّار، عن صدقة بن

ص: 120


1- طبقات ابن سعد 162/7.

خالد، عن ابن جابر، قال: رأيت خالد بن عبد اللّه بن حسين لا يغيّر شيبه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، أنا أبو زرعة، قال خالد بن عبد اللّه بن حسين منزله دمشق من أصحاب أبي هريرة مولى لعثمان بن عفان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: خالد بن عبد اللّه دمشقي مولى عثمان.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد (1) و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):خالد بن عبد اللّه بن حسين مولى عثمان بن عفان القرشي الشامي، سمع أبا هريرة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):خالد بن عبد اللّه بن الحسين مولى عثمان بن عفان القرشي، شامي، روى عن أبي هريرة، روى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه، و زيد بن واقد، و محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي (4)،سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 121


1- بالأصل:«أحمد بن محمد» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
2- التاريخ الكبير 157/1/2.
3- الجرح و التعديل 339/2/1.
4- بالأصل «الشعبي» و المثبت عن الجرح و التعديل و إعجامها مضطرب في م.

1891 - خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد

ابن أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو أمية القرشي الأموي المكّي (1)

روى عن قبيصة بن ذؤيب.

روى عنه: الزهري.

و كان مع مصعب بن الزبير بالعراق، ثم لحق بعبد الملك، و شهد معه قتل مصعب و ولاّه البصرة ثم عزله، و ضم البصرة إلى أخيه بشر بن مروان، و كان خالد معه و أحضره معه، وفاته بدمشق، و استوثق منه بالبيعة للوليد.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة و عمرة أن عائشة قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فيبعث بالهدي مقلّدا و هو مقيم (2) بالمدينة ثم لا يجتنب شيئا حتى ينحر هديه، فلما بلغ الناس قول عائشة أخذوا بفتياها و تركوا فتيا ابن عباس.

قال ابن شهاب: ثم كتب خالد بن عبد اللّه بن أسيد إلى عبد اللّه بن زاذان مولى عثمان بن عفان يأمره أن لا يترك عالما بالمدينة إلاّ سأله عن ذلك، فأتى ابن زاذان بكتاب خالد فحدثه هذا الحديث كله فانطلق حتى سأل عروة بن الزبير، و عمرة بنت عبد الرّحمن فأخبراه عن عائشة مثل الذي أخبرته عنها، فكتب بذلك إلى خالد بن عبد اللّه.

قال ابن شهاب: ثم لقيت خالد بن عبد اللّه قبل أن يحج الوليد بعام فدخلت عليه داره التي ابتاع من أبي خراش، فقال لي خالد: قد بلغني كتاب ابن زاذان في الحديث الذي حدثته و عن الأحاديث التي حدثتها عائشة و قد كنا التبسنا في ذلك فقد تبيّن لنا اليوم أمر ذلك فلا نشك في شيء، تابعه عنبسة، عن يونس.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن

ص: 122


1- ترجمته في التاريخ الكبير 158/1/2 الجرح و التعديل 339/2/1.
2- في مختصر ابن منظور 366/7 معتمر.

خيرون، و أبو الحسن الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون، و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):خالد بن عبد اللّه بن أسيد سمع قبيصة بن ذؤيب، عن زيد بن ثابت: إذا طهرت من الحيض (2) الثالث حلت، قاله أحمد، عن أبيه، سمع إبراهيم عن [محمّد بن] (3) ميسرة، عن الزّهري، و قال بشر عن أبيه، عن الزّهري، أخبرني خالد بن عبد اللّه بن خالد عن أسيد مثله، هو أخو أمية و موسى.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو علي إجازة ح.

قال و أنا الحسين بن سلمة أن علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):خالد بن عبد اللّه بن أسيد، و يقال: خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، روى عن قبيصة بن ذؤيب، روى عنه الزّهري، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد عبد اللّه بن خالد بن أسيد خالدا و هو صاحب يوم الجفرة (5)،كان خالد و أمية ابنا عبد اللّه بن خالد بن أسيد مع مصعب بن الزبير بالبصرة، فلما أرادوا المسير إلى المختار اتّهمهما، فسيّرهما فلحق خالد بعبد الملك، و قال:

الحق أمية بالحجاز و خالدا *** و اضرب علاوة مالك يا مصعب (6)

فلئن فعلت لتحزمنّ بقتله *** و ليصفونّ لك بالعراق المشرب

و انطلق خالد بن عبد اللّه حتى أتى عبد الملك بن مروان، فقال: وجهني إلى

ص: 123


1- التاريخ الكبير 158/1/2.
2- في البخاري: الحيضة الثالثة.
3- الزيادة عن البخاري.
4- الجرح و التعديل 339/2/1.
5- الجفرة موضع بالبصرة. ضبطها ياقوت بالضم و آخرها هاء. انظر تفاصيل حول وقعة الجفرة (الطبري حوادث سنة 71 و معجم البلدان مادة «الجفرة».
6- البيت الأول في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 189.

البصرة و أمددني برجال، حتى آخذها لك من مصعب، فإنّ مصعبا قد خرج، فرجع خالد إلى البصرة فقام معه مالك بن مسمع في ناس من ربيعة و بني تميم (1) و الأزد، فاجتمعوا (2) بالجفرة، و عبيد اللّه بن عبد اللّه (3) بن معمر خليفة مصعب و عبّاد بن حصين الحبطي على شرطته، فسار إليهم فهرب مالك بن مسمع و أصيبت عينه، و فرّ خالد و لم يمدده عبد الملك، و دخل الناس في الأمان، قال عمي مصعب بن عبد اللّه و في ذلك يقول الفرزدق (4):

عجبت لأقوام، تميم أبوهم *** و هم بعد في سعد عظام المبارك

و كانوا أعزّ الناس قبل مسيرهم *** مع الأزد مصفرّا لحاها و ملك

فما ظنك بابن الحواريّ مصعب *** إذا افترّ عن أنيابه غير ضاحك

و نحن نفينا مالكا عن بلاده *** و نحن فقأنا عينه بالنّيازك

قال الزبير: و حدّثني عمي مصعب بن عثمان، عن أبيه قال: جلست في مسجد البصرة فنسبني شيخ من أهلها فانتسبت له، فبكى ثم قال: كأني انظر إلى عمك مصعب بن الزبير على منبر هذا المسجد و هو كأجمل الفتيان:

فما ظنكم بابن الحواريّ مصعب *** إذا افترّ عن أنيابه غير ضاحك

فلما ظهر عبد الملك استعمل خالد بن عبد اللّه على البصرة، و لخالد يقول الشاعر:

إن الجواد الذي يرجى فواضله *** أبو أميّة إن أعطى و إن منعا

يغشي الأراكيب أفواجا سرادقه *** كما يوافي أهل المسجد الجمعا (5)

و أم خالد و أمية و عبد الرّحمن بني عبد اللّه بن خالد بن أسيد، أمهم أم حجير بنت

ص: 124


1- في نسب قريش للمصعب: بني غنم.
2- عن نسب قريش و بالأصل: اجتمعوا.
3- في الطبري 152/6 «عبيد اللّه بن عبيد اللّه» و في نسب قريش للمصعب ص 189 عمر بن عبيد اللّه بن معمر.
4- الأبيات في ديوانه ط بيروت 57/2 و نسب قريش للمصعب الزبيري ص 189 و تاريخ الطبري 153/6 - 154 باختلاف بعض الألفاظ في المصادر و الديوان.
5- البيتان في نسب قريش للمصعب ص 190 بدون نسبة و فيه: يوافي بأهل.

شيبة بن عثمان بن طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصيّ .

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة العصفري، قال: سنة سبعين فيها وجه عبد الملك بن مروان خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية إلى البصرة ليأخذها له، و مصعب بالكوفة، و عمر بن عبيد اللّه بن معمر من تيم قريش خليفته على البصرة، فأجاره أبو غسان مالك بن مسمع من بني قيس بن ثعلبة فوجّه عمر بن عبيد اللّه عبّاد بن حصين الحبطي و كان على شرطه فالتقوا في الجفرة - التي يقال لها جفرة خالد - فظهر المربد مما يلي بني قيس بن ثعلبة فاقتتلوا أياما كثيرة، و قال أبو اليقظان و أبو الحسن و غيرهما: أنهم اقتتلوا أربعين يوما، ثم انهزم خالد و من معه و لحق مالك بن مسمع بالبحرين، فأعطاه نجدة مائة ألف درهم، قال خليفة: و في سنة اثنتين و سبعين غلب حمران بن أبان على البصرة، و دعا إلى بيعة عبد الملك (1)،ثم دخل عبد الملك الكوفة فوجه خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد إلى البصرة، و قال (2):أكرم جفريّتك فقدمها في آخر سنة ثنتين و سبعين، ثم عزله و ضمها إلى بشر بن مروان بن الحكم فقدمها بشر في ذي الحجة سنة أربع و سبعين فأقام بها أشهرا (3) ثم مات، فاستخلف خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، فعزله عبد الملك و ولّى الحجاج، فقدم العراق في رجب سنة خمس و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا سليمان بن حرب، حدّثني غسان بن مضر، عن سعيد بن سعيد، قال: لما قتل المصعب بايعوا (4) عبد الملك فاستعمل خالد بن أسيد على البصرة.

أخبرنا القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا:

أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن

ص: 125


1- من قوله: نا خليفة العصفري قال: إلى هنا ليس في تاريخ خليفة المطبوع.
2- انظر تاريخ خليفة ص 268 حوادث سنة 72 و ص 293 في تسمية ولاة عبد الملك.
3- تاريخ خليفة ص 293 - شهرا.
4- الأصل «باعوا» و الصواب عن م.

يحيى المنقري، نا الأصمعي، قال: ثم ولّى عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب - يعني البصرة - خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد الأموي، ثم عزله و ولّى بشر بن مروان.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (1)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: قدم الراعي على خالد بن عبد اللّه بن أسيد، و معه ابن له فمات ابنه بالمدينة، فلما دخل على خالد سأله عنه فقال: مات بعد ما زوجته و أصدقت عنه، فأمر له بدية ابنه و صداقه فقال الراعي (2):

وديت ابن راعي الإبل إذ حان يومه *** و شقّ له قبرا بأرضك لاحد

و قد كان مات الجود حتى نشرته *** و أذكيت نار الجود و الجود خامد

فلا حملت أنثى و لا آب آئب *** [و لا ولدت أنثى إذا مات خالد] (3)

قال أبو الفرج: قول الراعي:«وديت ابن راعي الإبل»: أراد أدّيت ديته، يقال:

وديت القتيل إذا أدّيت ديته إلى أهله، و وديت عن الرجل إذا تحمّلت عنه دية لزمته، و أديت عنه من مالك دية جنايته، و قيل إن هذا مما عايا (4) به الكسائي محمّد بن الحسن فلم يعرف الفرق بينهما، و أما قوله: و شقّ له قبرا بأرضك لاحد: فإن وجه الكلام في هذا أن يقال: شقّ شاقّ و لحد لاحد، و يقال: ألحد ملحد و ذلك أن الشق ما كان من الحفر في وسط القبر، و اللحد ما كان في جانبه بيّن هذا قول النبي صلّى اللّه عليه و سلم «اللحد لنا و الشق ما كان لغيرنا» و لكنه لما كان اللحد شقا قد ميل به عن الوسط إلى الجانب قال: و شقّ له، و أصل اللحد مأخوذ من الميل يقال فيه: لحد و ألحد في الدين و غيره [من الميل] (5)،و قد قرئ باللغتين في القرآن فقرأ الجمهور: وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمٰائِهِ (6)و لِسٰانُ الَّذِي

ص: 126


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 84/4.
2- الأبيات في الجليس الصالح، و ديوان الراعي ط بيروت ص 73.
3- عجزه بالأصل مكانه بياض، و المستدرك بين معكوفتين زيادة عن الديوان. و عجزه في الجليس الصالح: و لا بلّ ذو سقم إذا مات خالد.
4- المعاياة أن تأتي بكلام لا يهتدى له. و يعني أنه أعجزه به.
5- زيادة عن الجليس الصالح.
6- سورة الأعراف، الآية:180.

يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ (1) و إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيٰاتِنٰا لاٰ يَخْفَوْنَ عَلَيْنٰا (2) و قرأ آخرون الأحرف الثلاثة بالفتح، و ممن قرأ كذلك حمزة، و كان الكسائي يقرأ الذي في الأعراف و حم السجدة بالضم، و يفتح الذي في النحل لوضوح دلالته على الميل بقوله «إليه» فكان «إلى» أخص بالدلالة إلى معنى الميل من «في» و قد يكون ما اختاره الكسائي بعيدا في تفريقه بين اللفظين إلى الجمع بين اللغتين، كما قال اللّه عز و جل: فَمَهِّلِ الْكٰافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (3)،و قد كان الكسائي يفعل هذا كثيرا، من ذلك ما روي عنه من اختياره في قراءة: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ (4) ضم عين الفعل في أحد الموضعين و كسرها في الآخر، و الذي اختاره من القراءة على لغة من يقول:«لحد» في موضع و على لغة من يقول:«ألحد» في غيره حسن جميل عندي. و قول الراعي:

و قد كان مات الجود حتى نشرته

اللغة الصحيحة: أنشر اللّه الميت، فنشر هو، و نشره فهو منشور لغة قد قرئ بها.

و قد مضى من شرح هذا فيما تقدم من مجالسنا هذه ما نكتفي به و نستغني عن إعادته.

و قوله: و لا بلّ من سقم (5)،يقال: بلّ الرجل من مرضه، و أبلّ و استبلّ إذا برأ و صحّ .

قال الشاعر (6):

إذا بلّ من داء به، ظنّ أنّه *** نجا، و به الداء الذي هو قاتله

و قال الأعشى (7):

و كأنها (8) محموم خي ... *** بر، بلّ من أوصابها

ص: 127


1- سورة النحل، الآية:103.
2- سورة فصلت، الآية:40.
3- سورة الطارق، الآية:17.
4- سورة الرحمن، الآية:56.
5- على رواية الجليس الصالح، و قد مرّت فيما استدركت من عجز البيت رواية الديوان.
6- البيت في اللسان «بلل» بدون نسبة و باختلاف روايته.
7- البيت في ديوان الأعشى ط بيروت ص 18.
8- الأصل:«و كأنها و كأنه و كأنها» كذا، و المثبت عن الديوان.

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ح، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد البزاز، و أبو علي بن نبهان، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، نا ابن شبيب - يعني عبد اللّه-، نا محمّد بن سلام، حدّثني أبان بن عثمان، قال: لما ثقل عبد الملك بن مروان أرسل إلى خالد بن معاوية و خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، قال: أ تدريان لم بعثت إليكما؟ قالا: نعم، ترينا ما أصحبت فيه من العافية، قال: لا و لكنه كان في بيعة الوليد و سليمان ما قد علمتما فإن أردتما أن أقيلكما أقلتكما، قالا:

و كيف تقيلنا؟ و قد جعلت لهما في رقابنا في مثل هذه السواري، فقال أخيرا: أما و اللّه لو قلتما غير هذا لقد متكما أمامي.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه، و قال اروه عني - أنا أبو علي محمّد بن الحسين بن دريد (1)،أنا أبو حاتم، عن العتبي في حكاية ذكرها، قال: ثم أرسل عبد الملك بن مروان عند احتضاره إلى عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية، و خالد بن أسيد، فقال: هل تدريان لم بعثت إليكما؟ قالا: نعم، لترينا أثر عافية اللّه إياك، قال: لا، و لكن قد حضر من الأمر ما تريا (2) فهل في أنفسكما من بيعة الوليد شيء؟ فقالا: لا و اللّه ما نرى أحدا أحق بها منه بعدك يا أمير المؤمنين، قال: أولى لكما أما و اللّه لو غير ذلك قلتما لضربت الذي فيه أعينكما، فرفع فراشه فإذا السيف مشهور.

هو خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، نسبه إلى جد أبيه.

1892 - خالد بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه

ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي

رجل شاب له ذكر في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية، ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.

ص: 128


1- كذا بالأصل: أبو علي محمد بن الحسين بن دريد، و ثمة سقط في السند فابن دريد اسمه محمد بن الحسن و كنيته أبو بكر انظر ترجمته في سير الأعلام 96/15 و استنادا إلى السند السابق فثمة شخص بين محمد بن الحسين و بين أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد و في م: أنا أبو علي محمد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، نا محمد بن الحسن بن دريد.
2- الأصل «ترينا» و في م: تريان.

1893 - خالد بن عبد اللّه بن رباح

و يقال ابن عبيد اللّه، و هو أصح. و يقال: إن عبيد اللّه ليس ابن رباح و إنما هو ابن (1) الحجاج بن علاط السّلمي البهزي، ادّعى نصر بن الحجاج أنه أخوه، و كان يأبى أن لا ينسب إلى رباح مولى عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد، و كان عبيد اللّه أبوه من أهل دمشق صاحبا ليزيد بن معاوية.

حدّث عن معاوية.

روى عنه: الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني أبو سعيد عبد الرّحمن - يعني ابن إبراهيم - و سليمان بن عبد الرّحمن، قالا: نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرّحمن بن نمر، عن الزهري، أخبرني خالد بن عبد اللّه بن رباح السّلمي أنه صلى مع معاوية يوم طعن بإيلياء ركعة، و طعن معاوية حين قضاها فأراد أن يرفع رأسه من سجوده فقال معاوية للناس: أتموا صلاتكم، فقام كل امرئ فأتم صلاته و لم يقدم أحدا و لم يقدمه الناس.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد الباقلاني: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):خالد بن عبد اللّه بن رباح، قال سليمان: نا الوليد، نا ابن نمر، عن الزهري، سمع خالد بن عبد اللّه بن رباح أنه صلى مع معاوية يوم طعن، و قال الزبيدي عن الزّهري سمع خالد بن عبد اللّه: طعن معاوية.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا [أنا] (3) أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):خالد بن عبيد اللّه و يقال خالد بن عبد اللّه شامي، روى عن

ص: 129


1- سقطت من الأصل و استدركت فوق السطر.
2- التاريخ الكبير 159/1/2.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- الجرح و التعديل 341/2/1.

معاوية، روى عنه الزهري، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن (1)سميع يقول في الطبقة الرابعة: خالد بن عبيد اللّه السّلمي، و قال ابن جوصا في موضع آخر: خالد بن عبيد اللّه السّلمي من ولد الحجاج بن علاط .

1894 - خالد بن عبد اللّه المطرف بن عمرو

ابن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية

ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي (2)

من نبلاء قريش و وجوهها، من أهل المدينة، وفد على يزيد بن عبد الملك، و جرت له معه قصة، و هو أخو محمّد بن عبد اللّه الدّيباج.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد عبد اللّه بن عمرو بن عثمان: خالدا و عائشة و حفصة، أمهم أسماء بنت عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة، و لأم الحسن بنت الزبير بن العوام، و لأسماء بنت أبي بكر الصديق، كان خالد بن عبد اللّه أسن ولد عبد اللّه بن عمرو، و كان ذا مروءة، و قدر. و خطب إليه يزيد بن عبد الملك إحدى أخواته، فترغّب خالد في الصداق، فغضب يزيد فأشخصه إليه، ثم ردّه إلى المدينة و أمر أن يختلف به إلى الكتّاب مع الصبيان يعلم (3) القرآن فزعموا أنه مات كمدا (4)،و له عقب.

ص: 130


1- لفظة «بن» سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
2- ترجمته في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 113 جمهرة ابن حزم ص 83 الوافي بالوفيات 257/13.
3- في نسب قريش للمصعب ص 114: ليعلمهم القرآن.
4- قال ابن حزم: و هو الذي أمر به يزيد بن عبد الملك أن يحمل إلى الكتاب حتى يتعلم القرآن مع الصبيان، فمات كمدا.(جمهرة أنساب العرب ص 76).

و ذكر أبو بكر البلاذري هذه القصة أتم من هذا، فقال: و أمّا خالد بن المطرف فكان نبيلا، وفد إلى يزيد بن عبد الملك فخطب إليه يزيد أخته، فقال له: إن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان أبي قد سنّ لنسائه عشرين ألف دينار فإن أعطيتنيها و إلاّ لم أزوجك، فقال له يزيد: أ و ما ترانا أكفأ إلاّ بالمال ؟ قال: بلى، و اللّه إنكم لبنو عمّنا قال:

إني لأظنك لو خطب إليك رجل من قريش لزوجته بأقل مما ذكرت من المال، قال: أي لعمري لأنها تكون عنده مالكة مملكة و هي عندكم مملوكة مقهورة، و أبى أن يزوّجه فأمر أن يحمل على بعير ثم ينخس به إلى المدينة، و كتب إلى الضحاك (1) بن قيس الفهري، و هو عامله على المدينة، أن و كلّ بخالد من يأخذه بيده في كل يوم و ينطلق به إلى شيبة بن نصاح المقرئ ليقرأ عليه القرآن، فإنه من الجاهلين، فأتى به شيبة فقيل له:

يقول لك أمير المؤمنين علّمه القرآن فإنه من الجاهلين، فقال شيبة حين قرأ عليه: ما رأيت أحدا قط أقرأ للقرآن منه، و أن الذي جهّله لأجهل منه ثم كتب يزيد إلى عامله:

بلغني أن خالد يجيء و يذهب في سكك المدينة، فمرّ بعض من معك أن يبطش به، فضربوه حتى مرض و مات، و له عقب بالمدينة، كذا وقع في هذه الحكاية (2).

و والي المدينة ليزيد بن عبد الملك هو عبد الرّحمن بن الضحاك بن قيس، فأما الضحاك فإنه قتل يوم المرج قبل أن يولد يزيد بن عبد الملك بلا خلاف.

و ذكر المدائني: أن يزيد بن عبد الملك خطب إلى خالد بنت أخ له، فقال: أ ما يكفيه أن سعدة عنده حتى يخطب إليّ بنات أخي، و بلغ يزيد فغضب، فقدم عليه خالد يسترضيه و سعدة هي أم سعيد بنت عبد اللّه أخت خالد بن عبد اللّه، و ذكر غير هؤلاء أن خالدا بقي حتى وفد على هشام بن عبد الملك.

أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم اليونارتي، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد - قراءة عليه - أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن حمة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، حدّثني سليمان بن منصور بن أبي شيخ، نا أحمد بن بشير، عن الكلبي، قال: قدم على هشام بن عبد الملك عبد اللّه بن حسن بن

ص: 131


1- كذا بالأصل و م.
2- انظر الوافي بالوفيات 257/13 نقل الحكاية باختصار.

حسن أو محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، و خالد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان فأمر هشام حاجبه أن يبدأ بمحمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان في الإذن فدخل عليه خالد بن عبد اللّه فقال: يا أمير المؤمنين تبدأ بأخي في الإذن و أنا أسنّ منه، قال: إنما قدّمته عليك لأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ولده، قال: فهذا عبد اللّه بن حسن قد ولده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مرتين، فقال هشام لآذنه: ابدأ بعبد اللّه بن حسن، ثم محمّد، ثم خالد.

1895 - خالد بن عبد اللّه بن الفرج

أبو هاشم العبسي مولاهم (1)

و يعرف بخالد سبلان (2) و لقب بذلك لعظم لحيته.

سمع معاوية، و عمرو بن العاص، و روى عن كهيل بن حرملة النّمري الأزدي.

روى عنه: خالد بن دهقان، و سعيد بن عبد العزيز [التنوخي].

و شهد مع معاوية صفّين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا تمام بن محمّد البجلي، حدّثني أبو زرعة، و أبو بكر محمّد و أحمد ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة النّصري، قالا: نا إبراهيم بن عبد الرّحمن، نا هشام، هو ابن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا خالد بن دهقان، أخبرني خالد سبلان، عن كهيل بن حرملة النمري، عن أبي هريرة أنه أقبل حتى نزل بدمشق على آل أبي كلثم الدّوسي فتذاكروا الصّلاة الوسطى فقال: اختلفنا فيها كما اختلفتم و نحن بفناء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و فينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فقال: أنا أعلم لكم ذلك، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و كان جريئا عليه فاستأذن عليه، ثم خرج فأخبرنا أنها صلاة العصر.

أخبر أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (3)،نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، قال:

ص: 132


1- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 3065/7.
2- بفتح السين و الباء الموحدة، كما في ابن ماكولا.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 332/1.

حضرت مكحولا، و خالد سبلان، و هما يتذاكران، فخالفه خالد، فرأيت مكحولا ترتعد شفتاه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: قال عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثني أبو مسهر، عن سعيد - يعني ابن عبد العزيز-، عن مكحول في قوله تعالى: يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ (1) قال:

يجعل مكان السيئات حسنات، قال: فقال خالد سبلان: يخرجهم من السيئات إلى الحسنات، قال: فرأيت مكحولا غضب حتى جعل يرتعد (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصوفي، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال: خالد سبلان مولى لبني عبس، عن أبي مسهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: خالد سبلان مولى- (3) بني عبس.

و قال أحمد: حدّثني يزيد بن أحمد، عن أبيه، قال: خالد جدي لأمي، و نسبه خالد بن عبد اللّه بن الفرج، و إنما دعي سبلان لطول كان في لحيته أصهب داره دارنا، مولى بني عبس (4).

و قال أحمد بن عمير: خالد بن عبد اللّه بن الفرج، و قال أبو غالب بن البرخ:

ص: 133


1- سورة الفرقان، الآية:70.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3065/7.
3- هنا بالأصل رسم حرف «ب » كذا و بياض بالأصل مقدار كلمة، و الذي في ابن العديم 3065/7 نقلا عن ابن سميع: خالد سبلان دمشقي مولى بني عبس و في م:«خالد سبلان دمشقي مولى بني عبس».
4- الخبر في ابن العديم 3065/6-3066.

و هو خالد سبلان مولى بني (1) عبس، و قال أحمد: حدّثني عبد الرّحمن بن الحسن، عن أبيه بنسبه، و حدّثني يزيد بن أحمد، عن أبيه بنسبه، قال يزيد: دار خالد دارنا و هو جدي لأمي (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (3):خالد سبلان، عن كهيل بن حرملة الشامي، روى عنه خالد بن دهقان، سمع منه سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، فيما قرأت عليه عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: خالد سبلان يعد في الشاميين، يروي عن كهيل بن حرملة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما سبلان - بفتح السين و الباء المعجمة بواحدة - خالد سبلان هو خالد بن عبد اللّه بن الفرج مولى بني عبس و لقب سبلان لطول كان في لحيته، يعد في الشاميين، يروي عن كهيل بن حرملة، روى عنه خالد بن دهقان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد، نا معاوية بن صالح، قال: خالد سبلان، قال أبو مسهر: هو ثقة (5).

ص: 134


1- سقطت من الأصل و استدركت فوق السطر.
2- الخبر في ابن العديم 3066/7.
3- التاريخ الكبير 154/1/2.
4- الاكمال لابن ماكولا 250/4.
5- الخبر في بغية الطلب 3067/7.

1896 - خالد بن عبد اللّه بن يزيد

ابن أسد بن كرز بن عامر بن عبقري

أبو الهيثم البجلي القشيري (1)

أمير مكّة للوليد و سليمان، و أمير العراقين لهشام بن عبد الملك، و هو من أهل دمشق.

روى عن أبيه.

روى عنه: سيّار أبو الحكم، و إسماعيل بن واسط (2) البجلي، و حبيب بن أبي حبيب، و حميد الطويل، و إسماعيل بن أبي خالد.

و داره بدمشق هي الدار الكبيرة التي [في] مربعة القز، تعرف اليوم بدار الشريف الزيدي، و إليه ينسب الحمام الذي يقابل باب قنطرة سنان بباب توما.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه ح.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم سبط بحرويه، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا هشيم بن بشير، نا سيّار، قال: سمعت خالد القسري على المنبر يقول: حدّثني أبي عن جدي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يا يزيد [بن] أسد أحبّ للناس الذي تحب لنفسك» (3)[3869].

أخبرناه أبو البركات الأنماطي، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين

ص: 135


1- ترجمته في تاريخ الطبري 254/7-261 بغية الطلب 3068/7 تاريخ خليفة (الفهارس) الأغاني 312/21 الوافي بالوفيات 357/13 و سير أعلام النبلاء 425/5 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و في سير الأعلام و في الوافي: القسري بدل القشيري. و القسري نسبة إلى قسر، بطن من بجيلة قال ابن العديم: و قد يقال القصري بالصاد، فمن نسبه بالصاد فهو منسوب إلى قصر ابن هبيرة، و قيل إلى قصر بجيلة و هما موضعان. و في تهذيب التهذيب 63/2 كنّاه ابن حجر أبا القاسم و يقال: أبو الهيثم.
2- في تهذيب التهذيب و ابن العديم و السير: أوسط .
3- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3068/7 انظر تخريجه فيه.

السكري، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد، نا محمّد بن يحيى القطعي، نا روح عن عطاء بن أبي ميمونة، نا سيّار أبو الحكم أنه شهد خالد بن عبد اللّه القسري و هو يخطب على المنبر، و هو يقول: حدّثني أبي عن جدي أنه قال:[قال] لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يا أسد أ تحب الجنة ؟» قال: قلت: نعم، قال:«فأحب لأحد المسلمين ما تحبّ لنفسك» (1)[3870].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، نا عقبة بن مكرم العمّي، نا مسلم بن قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن إسماعيل بن أوسط ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن مرزوق، نا أبو قتيبة، نا يونس بن أبي إسحاق، عن إسماعيل بن أوس، عن خالد بن عبد اللّه، عن جده أسد بن كرز، [أنه] (2) سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«للمريض تحاتّ خطاياه كما تحاتّ ورق الشجر» و في حديث ابن مرزوق:«إن المريض لتحاتّ خطاياه كما تتحاتّ ».

و في حديث الخلاّل: بن أوس، و هو خطأ، و الصحيح: ابن أوسط كما في حديث ابن الحصين.

و فيه وهم من وجهين: قوله عن جده و إنما يروي عن أبيه، عن جده، و قوله: جدّه أسد و جده يزيد بن أسد.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه في كتابه، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: و من بجيلة بن أنمار بن أراش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ: يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد اللّه بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق بن صعب بن شكر بن

ص: 136


1- نقله ابن العديم 3069/7 انظر تخريجه فيه.
2- زيادة اقتضاها السياق.

رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار، و هو جد خالد بن عبد اللّه القسري (1).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، و حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):خالد بن عبد اللّه القسري البجلي اليماني، كان بواسط ، ثم قتل بالكوفة قريب من سنة مائة و عشرين، عن أبيه، عن جده، روى عنه سيّار أبو الحكم، هو الذي قال بوم الأضحى: إني مضحّ بالجعد بن درهم زعم أن اللّه لم يكلم موسى تكليما، و لم يتخذ إبراهيم خليلا، ثم (3) نزل فذبحه، قاله (4) قتيبة.

حدّثنا القاسم بن محمّد، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن حبيب بن أبي حبيب، عن أبيه، عن جده، قال: شهدت خالدا، و هو أخو أسد، و هو ابن (5) يزيد بن أسد بن كرز، أبو الهيثم.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسين بن أحمد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: خالد بن عبد اللّه بن أسد القسري، كذا قال، و إنما هو ابن عبد اللّه بن يزيد بن أسد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (6):و أما قسر - بفتح القاف و سكون السين المهملة - فهو قسر بن عبقر، قبيل من بجيلة، ينسب إليها يزيد بن أسد صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و من ولده خالد بن عبد اللّه القسري أمير العراق، يروي عنه

ص: 137


1- نقله عن البرقي ابن العديم 3071/7.
2- التاريخ الكبير 158/1/2.
3- الأصل:«لم» و المثبت عن البخاري.
4- الأصل:«خاله» و المثبت عن البخاري.
5- كذا، و في تاريخ البخاري: هو يزيد، بحذف «بن».
6- الاكمال لابن ماكولا 119/7.

[عن] (1) أبيه، عن جده، يقال جده يزيد بن أسد، و يقال: إنه ليس من ولده.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2):نا محمّد بن خلف التيمي، نا يحيى الحمّاني، قال: قيل لسيّار تروي عن مثل خالد؟ قال: إنه كان أشرف من أن يكذب.

أخبرنا أبو القاسم علي [بن] إبراهيم الخطيب، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المعدّل، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا محمّد بن الحارث، قال: سمعت المدائني يقول: أول من عرف به سؤدد خالد بن عبد اللّه القسري أنه مرّ في سوق دمشق، و هو غلام فأوطئ فرسه صبيا فوقف عليه، فلما رآه لا يتحرك أمر غلامه فحمله ثم أتى به إلى مجلس قوم، فقال: إن حدث بهذا الغلام حدث فأنا صاحبه أوطأته فرسي، و لم أعلم (3).

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر بن خلف بن المرزبان، نا أحمد بن الهيثم الشامي، نا الحسن بن هارون، نا أبو فروة، عن بكّار بن نافع، قال: قال خالد بن عبد اللّه القسري قبل إمرة العراق لقد رأيتني و أنا أصبح، فألبس ألين ثيابي، و أركب فره دوابي ثم آتي صديقي فأسلم عليه أريد بذلك أن أثبت مئونتي في نفسي، و أزرع مودتي في صدور إخواني، و أفعل ذلك بغدوي أرد عاديته عني، و أسلّ غمر صدره عليّ .

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (4):مات عبد الملك و على مكّة نافع بن علقمة بن صفوان فأقره الوليد سنتين ثم عزله، و ولى خالد بن عبد اللّه القسري، و ذلك سنة تسع و ثمانين، فلم يزل بها واليا حتى مات الوليد، و أقر

ص: 138


1- زيادة لازمة عن الاكمال.
2- الجرح و التعديل 340/2/1 و انظر بغية الطلب 3072/7 و سير الأعلام 426/5.
3- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3074/7-3075.
4- انظر تاريخ خليفة ص 293 و 302 و 310 و 317 و 337 و الخبر نقله عن خليفة ابن العديم في بغية الطلب 3072/7-3073.

-يعني سليمان بن عبد الملك - عليها خالد بن عبد اللّه القسري، ثم عزله و ولّى داود بن طلحة. و فيها - يعني سنة ست و مائة - ولي خالد بن عبد اللّه القسري العراق، و قال:

سنة عشرين و مائة فيها عزل هشام [بن عبد الملك] خالد بن عبد اللّه القسري عن العراق و ولاّها يوسف بن عمر، قال: و فيها - يعني سنة تسع و ثمانين - ولي خالد بن عبد اللّه القسري مكّة، و قال خليفة: حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده و عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه و أبي اليقظان و غيرهم، قالوا: جمعت العراق لخالد بن عبد اللّه بن أسد بن كرز البجلي في سنة ست و مائة و عزل سنة عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه، قال: ولي خالد سنة ست - يعني و مائة - و عزل سنة عشرين.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد السّمناني، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا ابن (1) هانئ، نا أحمد بن حنبل، قال: سمعت طلق النّخعي، قال: مات معبد في ولاية خالد، و ولي خالد سنة ست عشرة، و توفي سنة عشرين، كذا قال، و هو وهم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم، قال:

قال أبو مسهر و في حديث: ماتت أم [خالد] (3) القسري فخرج معها خالد، و قال: كذب من قال: إن خالدا ولي العراق سنة ولي هشام سنة خمس و مائة، فأقام عليها إلى سنة عشرين و مائة (4).

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقور، و أبو منصور بن العطار،

ص: 139


1- الأصل:«أبي».
2- نقله ابن العديم، و نقل توهيم ابن عساكر له 3073/7.
3- بالأصل: قاسم، ثم شطبت، و وضعت إشارة تحويل إلى الهامش حيث كتبت لفظة: خالد بالهامش و بجانبها كلمة صح. و هو ما استدركناه..
4- ابن العديم 3073/7.

قالا: أنا أبو طاهر المخلّص الذهبي (1)،نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن مجالد، قال: ولي العراق عمر بن هبيرة الفزاري (2) فكان على شرطته سويد بن فلان المزني، و على شرطة الكوفة خالد بن عبد اللّه القسري، ثم ولي العراق خالد بن عبد اللّه القسري (3).

أخبرنا أبو مسعود بن المجلي، أنا أبو الحسين المهتدي، و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، نا محمّد بن مخلد بن حفص (4)،قال: قرأت على [علي] بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي، عن ابن عياش (5)،قال في تسمية من ولي العراق و جمع له المصران: خالد بن عبد اللّه (6).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هشيم بن محمّد، عن الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش (7):الأشراف من أبناء النّصرانيات خالد بن [عبد] اللّه بن يزيد القسري (8).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين [بن] (9) المزرفي (10)،نا أبو الحسين محمّد بن علي الهاشمي، نا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن جامع، أنا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري، نا هلال بن العلاء، نا عبد اللّه بن جعفر، نا

ص: 140


1- اسمه محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا البغدادي الذهبي المخلّص. سمي بالمخلص لأنه كان يخلص الذهب من الغش. ترجمته في تاريخ بغداد 322/2.
2- الأصل:«الغواري» و المثبت عن ابن العديم 3074/7.
3- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3074/7.
4- عن ابن العديم 3074/7 و رسمها بالأصل غير واضح و في م: نا مخلد بن حفص.
5- في ابن العديم: ابن عباس.
6- الخبر في ابن العديم 3074/7.
7- في ابن العديم: ابن عباس.
8- المصدر السابق.
9- عن هامش الأصل.
10- بالأصل و م المزرقي، بالقاف، و الصواب ما أثبت «المزرفي» بالفاء.

أبو المليح، و هو الحسن بن عمر الرّقّي، قال: سمعت خالد القسري على المنبر يقول:

قد اجتمع من فيئكم ألف ألف لم يظلم فيها مسلم و لا معاهد.

قرأت بخط أبي الحسن بن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو القاسم عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الحميد، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن ورد، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد البصري القاضي، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد، نا العتبي، عن أبيه، قال: خطب خالد بن عبد اللّه القسري يوما فانغلق عليه كلامه و أرتج عليه بيانه، فسكت سكتة ثم قال: يا أيها الناس إن هذا الكلام يجيء أحيانا و يعزب أحيانا فيتسبب عند مجيئه سببه، و يتعذر عند عزوبه مطلبه، و قد يردّ إلى السّليط بيانه و ينيب إلى الحضر كلامه، و سيعود إلينا ما تحبون (1)و نعود لكم كما تريدون (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو محمّد السكري، أنا أبو يعلى المنقري، نا العتبي، أنا أبو إبراهيم، قال: خطب خالد بن عبد اللّه القسري بواسط ، فقال: إن أكرم الناس من أعطى من لا يرجوه، و أعظم الناس عفوا من عفى عن قدرة، و أوصل الناس من وصل عن قطيعة (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو العباس أحمد بن منصور، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي، نا علي بن بكر، نا أحمد بن بكر، نا الحسن بن الحسين، قال: خطب خالد القسري بواسط ، فقال: يا أيها الناس تنافسوا في المكارم، و سارعوا في المغانم، و اشتروا الحمد بالجود، و لا تكتسبوا بالمطل ذما، و لا تعتدوا بمعروف لم يعجلوه، و مهما يكن لأحد منكم نعمة عند أحد لم يبلغ شكرها فاللّه أحسن له جزاء و أجزل عطاء، و اعلموا أن حوائج الناس إليكم نعم فلا تملوها فتحور نقما، فإن أفضل المال ما أكسب أجرا و أورث ذكرا، و لو رأيتم المعروف رأيتموه رجلا حسنا جميلا، يسر الناظرين، و يفوق العالمين، و لو رأيتم البخل رأيتموه رجلا مشوها قبيحا

ص: 141


1- الأصل: يحيون و المثبت عن مختصر ابن منظور 371/7 و في م: يحبون.
2- الأصل: يريدون و المثبت عن م.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام عن العتبي عن رجل 426/5.

تنفر منه القلوب و تغض دونه الأبصار، إنه من جاد ساد، و من بخل رذل، و أكرم الناس من أعطى من لا يرجوه، و من عفا عن قدرة، و أوصل الناس من وصل من قطعه، و ما لم يطب حرثه لم يزك نبته، و الفروع عند مغارسها تنمو (1) و بأصولها تسمو.

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن أبي عقيل الكرجي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن نصر الدّينوري اللّبّان بالأهواز، نا محمّد بن محمّد المقرئ، نا أحمد بن الحسن الصّيدلاني، نا أحمد بن محمّد بن علي بن بحر، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد النحوي، نا محمّد بن حبيب، نا الأصمعي، قال: كان خالد القسري يقول في خطبته: يا أيها الناس تنافسوا في المكارم، و سابقوا - يعني إلى الخيرات - و اشتروا الحمد بالجود، و لا تكسبوا بالمطل ذما، و مهما كانت لأحد منكم عند أحد يد ثم لم يبلغ شكرها فاللّه عز و جل أكمل لها أجرا، و أفضل لها عطاء.

يا أيها الناس إن حوائج الناس إليكم نعم من اللّه عز و جل عليكم، فلا تملوا النعم فتحول نقما، و اعلموا أن خير المال ما أكسب حمد و أورث ذخرا.

يا أيها الناس من جاد ساد، و من بخل ذلّ ، و لو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه بهيا جميلا يسر الناظرين و يفوق العالمين، و لو رأيتم البخل رجلا لرأيتموه قبيحا مشوها تغض منه الأبصار و تقصر دونه القلوب.

أيها الناس، أكرم الناس من أعطى من لا يرجوه و إن أفضل الناس من عفا عن قدرة، و الأصول عن مغارسها تنمو (2) و بفروعها تزكو.

قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن محمّد بن العباس الخزّاز، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا محمّد بن يزيد - يعني الرفاعي - قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: رأيت خالد بن عبد اللّه القسري حين أتى بالمغيرة و أصحابه، و قد وضع له سرير في المسجد فجلس عليه، ثم أمر برجل من أصحابه فضربت عنقه ثم قال للمغيرة بن سعد (3) أحيه

ص: 142


1- الأصل و م: تنمي.
2- الأصل: تني و في م: تنمي.
3- سير الأعلام: سعيد.

-و كان المغيرة يريهم أنه يحيي الموتى - فقال: و اللّه - أصلحك (1) اللّه - ما أحيي الموتى، قال: لتحيينّه أو لأضربنّ عنقك، قال: لا و اللّه ما أقدر على ذلك، ثم أمر بطن قصب فأضرموا فيه نارا، ثم قال للمغيرة اعتنقه فأبى، فعدا رجل من أصحاب المغيرة فاعتنقه قال أبو بكر: فرأيت النار تأكله و هو يشير بالسبابة. قال خالد: هذا و اللّه أحق بالرئاسة منك، ثم قتله و قتل أصحابه (2).

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا أبو الفضل بن محمّد المؤدب، و كان من أهل الفضل، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي الأسواري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن موسى، نا أبو عبد الرّحمن عبيد اللّه [بن] يحيى المدني، نا أبو شعيب الحرّاني، نا عمر بن شبة، نا أبو بكر الباهلي، عن علي بن محمّد، قال: أتى خالد بن عبد اللّه القسري برجل تنبّأ (3) بالكوفة فقيل له: ما علامة نبوّتك (4)؟قال: قد أنزل عليّ قرآن، قيل: ما هو؟ قال: إنا أعطيناك الجماهير، فصل لربّك و لا تجاهر، و لا تطع كل كافر و فاجر. فأمر به فصلب، فقال الشاعر و هو يصلب:

إنا أعطيناك العمود

فصل لربّك على عود

فأنا ضامن لك أن لا تعود

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده، و ناولني إياه، و قال: اروه عني - أنا أبو علي الجازري، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، نا الحسين بن محمّد بن خالويه النحوي، حدّثني اليزيدي، حدّثني أبو موسى، عن دماذ عن الأصمعي، قال: حرّم خالد بن عبد اللّه القسري الغناء، فأتاه حنين بن بلوع في أصحاب المظالم ملتحفا على عود فقال: أصلح اللّه الأمير شيخ كبير ذو عيال، كانت له صناعة حلت بينه و بينها، قال:

و ما ذاك ؟ فأخرج عوده و غنّى:

أيّها الشامت المعيّر بالشيب *** أقلّنّ بالشباب افتخارا

ص: 143


1- رسمها غير واضح بالأصل، رسمت «اضطجك» كذا، و؟؟
2- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 426/5.
3- بالأصل: تنبى.
4- الأصل:«ثبوتك» و الصواب ما أثبت عن م.

قد لبست الشباب قبلك حينا *** فوجدت الشباب ثوبا معارا

فبكى خالد و قال: صدق و اللّه، إن الشباب لثوب معار، عد إلى ما كنت عليه، و لا تجالس شابا و لا معربدا (1).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالا: أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن عمه - يعني الأصمعي-، حدّثني الوليد بن نوح مولى لأم حبيبة بنت أبي سفيان، قال: سمعت خالدا القسري على المنبر يقول: إني لأطعم كل يوم ستة و ثلاثين ألفا من الأعراب من تمر و سويق (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة القاضي، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، أنا الأصمعي، أنا عبد اللّه بن نوح، قال: سمعت خالد بن عبد اللّه القسري يقول: إني لأعشي كل ليلة تمرا و سويقا ستة و ثلاثين ألفا.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبدان، نا عبد الرّحمن، قال: سمعت الأصمعي، قال:

قال أعرابي لخالد القسري: أصلح اللّه الأمير: لم أصن وجهي عن مسألتك، فصن وجهك عن ردّي، وضعني من معروفك حيث وضعتك من رجائي، فأمر له بما سأل (3).

و دخل إليه أعرابي و معه جراب فقال: أصلح اللّه الأمير تأمر لي بملء جرابي دقيقا، فقال خالد: املئوه له دراهم فحمله و خرج على الناس فقيل له: ما صنعت في حاجتك ؟ فقال: سألت الأمير ما أشتهي، فأمر لي بما يشتهي (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن

ص: 144


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3075/7 و لم أجده في كتاب الجليس الصالح الكافي المطبوع. و نقله الذهبي في سير الأعلام 427/5 و نسب الشعر بهامش مختصر ابن منظور إلى رؤبة ابن العجاج.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 427/5.
3- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3076/7-3077 و اختصره الذهبي في سير الأعلام 427/5.
4- الخبر في المصدرين السابقين.

العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، قال: قال أعرابي لخالد بن عبد اللّه القسري، و قد دخل عليه أصلح اللّه الأمير، و أطال بقاءه إني لم أصن وجهي عن مسألتك فصن وجهك عن ردي، وضعني من معروفك حيث وضعك اللّه من رجائي فأمر له بما سأله.

قال: و نا الأصمعي، قال: بلغني أن أعرابيا دخل على خالد فقال: أصلح اللّه الأمير يأمر لي بملء جرابي هذا دقيقا فقال: املئوه له دراهم، فحمله و خرج على الناس فقيل له: ما صنعت في حاجتك ؟ فقال: سألت الأمير ما يشتهي (1) فأمر لي بما يشتهيه.

أنبأنا أبو محمّد [المبارك] (2) بن أحمد بن بركة الكندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران إجازة، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا:

أخبرني محمّد بن الحسين، حدّثني عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن شمر الخولاني:

حدّثني عبد الملك مولى خالد بن عبد اللّه القسري، قال: إني لأسير بين يدي خالد في يوم شديد البرد في بعض نواحي الكوفة و معه يومئذ وجوه الناس و كبارهم إذ قام إليه رجل فقال: حاجة، أصلح اللّه الأمير، فوقف و كان كريما، فقال: و ما هي ؟ قال:

تأمر رجلا فيضرب عنقي، قال: لم ؟ قطعت طريقا؟ قال: لا، قال: فأخفت سبيلا؟ قال: لا، قال: فنزعت يدا من طاعة ؟ قال: لا، قال: فعلى ما أضرب عنقك ؟ قال: الفقر و الحاجة، أصلح اللّه الأمير، قال: تمنه. قال: ثلاثين ألفا، قال: فالتفت خالد إلى أصحابه فقال: هل علمتم تاجرا ربح الغداة ما ربحت ؟ نويت له مائة ألف فتمنى عليّ ثلاثين ألفا فربحت سبعين ألفا، ارجعوا بنا فلا حاجة لنا بربح أكثر من هذا، ارجعوا بنا، فرجع من مركبه ذلك و أمر له بثلاثين ألفا (3).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا [أبو] عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي سعيد البزار، نا أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر، حدّثني أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، حدّثني بعض

ص: 145


1- كذا بالأصل هنا، و لعله «أشتهي» كما في الرواية السابقة.
2- استدركت عن هامش الأصل.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 427/5-428.

القسريين، قال: كان خالد بن عبد اللّه يكثر الجلوس ثم يدعو بالبدر و يقول: إنما هذه الأموال ودائع لا بد من تفريقها.

فقال ذلك مرة و قد وفد عليه أسد بن عبد اللّه من خراسان، فقام فقال: هذه أيها الأميران الودائع إنما تجمع لا تفرّق قال: ويحك إنها ودائع للمكارم و أيدينا وكلاؤهما، فإذا أتانا المملق فأغنيناه، و الظمآن فأرويناه فقد أدينا فيه الأمانة.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو العباس محمود بن محمّد، نا محمّد بن الفرخان، نا الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش الهمداني: بينا أنا يوما على باب أبي جعفر ينتظر الإذن إذ خرج الربيع بن يونس إلينا فقال: يقول لكم أمير المؤمنين بمن تشبهوني من خلفاء بني أمية ؟ فسكت أصحابي و لم يجب أحد منهم بشيء، فقلت للربيع: أنا أعلم من يشبه أمير المؤمنين من خلفائهم، فقال: من ؟ قلت: لا أقول لك، و لا أقول إلاّ لأمير المؤمنين.

فدخل ثم رجع فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ليس بك الجواب و إنما تريد الدخول للكدية.

قال: و كان في كمي تلك الساعة رقعة لآل خالد بن عبد اللّه القسري أ تقمن (1) بها وقتا أوصلها إليه فيه، فقلت: أبقى اللّه أمير المؤمنين ما بنا عنه غنى في كل حال، و لكن لا أجيب عن الذي سأل عنه غيره. فقال الربيع: إن أمير المؤمنين يعلم إنك سائل كثير الحوائج تبرمه بالمسائل و الرقاع، فقلت: إن أذن أبقاه اللّه دخلت، و إلاّ فأنا بموضعي، فدخل ثم رجع فقال: ادخل.

فدخلت فسلّمت و دعوت له فقال: ويحك يا ابن عياش ما أكثر حوائجك و رقاعك، و مسألتك و احتيالك للدخول (2) حتى تنغص علينا مجلسك و حديثك فقلت:

لا أعدمناك اللّه يا أمير المؤمنين، فقال: بمن تشبهوني من خلفاء بني أمية ؟ فقلت:

لعبد الملك بن مروان، قال: و كيف ذلك ؟ قال: قلت: لأن أول اسمه عين و أول اسمك عين، و أول اسم أبيه ميم و أول اسم أبيك ميم، قال: قلت: و أخذ حقه بالسيف، جاهد

ص: 146


1- أتحيّن.
2- الأصل و م «الدخول» و المثبت عن مختصر ابن منظور 374/7.

دونه محتسبا، و أخذت حقك بالسيف، جاهدت دونه حتى أظهر اللّه حجتك، قال: هيه، قلت: و قتل ثلاثة من الجبابرة أسماؤهم على العين، و قتلت ثلاثة من الجبابرة أسماؤهم (1) على العين.

قال: من قتل ؟ قلت: عبد اللّه بن الزبير، قال: هيه، قلت: و قتل عمرو بن سعيد، قال: هيه، قلت: و قتل عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث، قال: فأنا من قتلت ؟ قال: قلت قتلت عبد الرّحمن بن مسلم، أعني أبا مسلم، قال: هيه، قال:

و قتلت عبد الجبار بن عبد الرّحمن قال: هيه، قال: و أدركني ذهني (2) فقلت: و سقط البيت على عبد اللّه بن علي فأنا ما ذكري قال: قلت لأي شيء ما ذكرتك أنت، و إنما أخبرت أن البيت سقط على ذاك فقتله، قال: فسكت و كأني آنست منه لينا، فقلت: إي و اللّه، و هذا الآخر أيضا حائطه مائل، إن لم تدعموه بشيء خفت أن يسقط عليه البيت فيقتله، أعني عيسى بن موسى.

قال: و إذا عيسى عنده محبوس ذلك اليوم في بيت قد اعتقله، يريغه على خلع نفسه من العهد ليجعل الخلافة بعده للمهدي، فامتنع عيسى، فاعتقله في بيت من القصر، و لا علم لي، فلما قلت: حائطه مائل، تبسّم حتى كاد يغلبه الضحك، و استتر مني بكمه، و تغافل كأنه لم يفهم ما قلت: فتخشخشت الرقعة في كمي فقلت: استقري، فليس هذا يومك، فقد تبرم أمير المؤمنين بكثرة سؤالنا و رقاعنا.

فقال المنصور: دعها أنت مكانها و لا تحركها، فإنها ليست تتحرك، فأخرجتها فقلت: أو ينظر أمير المؤمنين فيها بما أراه اللّه ؟ أ تدري لمن هي يا أمير المؤمنين ؟ هي لآل خالد بن عبد اللّه القسري، أصبحوا عالة يسألون الفلق (3)،و يتكففون الطرق فقال: أ لم أقل إنك تحتال للكدية و سؤال الحوائج بكل حيلة ؟ ثم تبسم و أخذها فأمسكها و قال:

لأحدّثنّك عن خالد القسري حديثا تأكل به الخبز.

إني لما تزوجت أم موسى ابنة منصور بن عبد اللّه بن يزيد كان مهرها ثلاثين ألف

ص: 147


1- الأصل: أسماهم و المثبت عن م.
2- الأصل: دهني و المثبت عن م.
3- الفلق: الشق في الجبل، و المطمئن من الأرض بين ربوتين، و ما انفلق من عمود الصبح، و الخلق كله. (القاموس المحيط ).

درهم؛ ففدحني فقلت: آتي الكوفة فإن لنا بها شيعة، فلما كنت بقرية من السواد أنا و مولى لنا على حمارين ضعيفين مررنا بشيخ في مستشرف على باب دار، فسلّمنا عليه فما حفل بنا، فقال مولاي: أين تمضي بنا؟ بت في هذه القرية.

قال: فعدلنا فإذا نحن بدار واسعة ظننّاها فندقا فنزلنا نحط رحالنا، حتى سأل بعض من في تلك الدار مولاي عن اسمي و نسبي، و من أين جئت و أين أريد، فأخبره، و قعدنا متحيرين في حفاية بنا، إذا برسول قد جاء برقعة بزّة يسألني المصير إليه، و يقول:

أبي عليل، و أحببت أن أقضي من حديثك أربا.

فهممت بالقيام، فقال مولاي: إلى أين تقوم ؟ إلى رجل لم يرنا أهلا لردّ السّلام ؟ فقمت على حالي فسلّمت عليه، فاستحيا و اعتذر بالعلة من إرساله إلي، و سألني عن مخرجي، و ما لقيت في سفري، فهممت أن أشرح له خبري، فاستحييت و قلت: يكون ذلك في مجلس آخر. فمدّ يده إلى الدواة فكتب رقعة و ختمها و قال لمولاي: الق وكيلي بها.

فأخذ المولى الرقعة و سلّمت عليه، و قمت و دعوت له، و لم أحفل بالرقعة فرمى بها مولاي في زاوية البيت الذي نزلناه، و أتينا بما يحتاج إليه من زاد و علف، و احتفرنا أمر الرقعة، فإذا وكيله قد غدا علينا فقال: أ لا توصلون إلينا رقعتكم، فتقبضون مالكم قبل أن يفرغ ما عندنا.

فقلت لمولاي: هات تلك الرقعة، و قلت للوكيل: و ما مالنا هذا؟ كم هو؟ قال:

قد أمر لك بمائة ألف درهم و هو مستقلّ لها، فلم أصدق.

و فك الرقعة فقرأها و قال للمولى: تعالى اقبض مالك، فقلت: حميرنا مضعفة:

احمل لنا منها ثلاثين ألف درهم، و ندخل الكوفة فنقبض منك الباقي هناك، فقال: و أين تريدون إذا صدرتم عن الكوفة ؟ قلنا: الشام [قال: أي الشام] (1) قلت الحميمة فمضى ليأتي بالمال فأحضره و قال: يأمركم أبو الهيثم أن تلقوا وكيله في قرية كذا بالشام بهذه الرقعة الأخرى، و قبض الرقعة الأولى فخرقها، و سلّم إلينا الثلاثين الألف الدرهم.

فقلنا للوكيل: و من هذا الشيخ ؟ قال: هذا الأمير خالد بن عبد اللّه القسري، هو

ص: 148


1- الزيادة عن م، و انظر مختصر ابن منظور 376/7.

هاهنا يشرب اللبن من علة به.

قال: فدخلت الكوفة و كانت الثلاثون الألف أكبر همنا، فما حدّثنا أنفسنا بشيء بعدها. و لم نعبأ بالرقعة الثانية، و قد حملناها على حال لأن طريقنا إلى الحميمة من الشام على تلك القرية فقضينا حوائجنا بالكوفة و تبيتنا، و تجهزنا أحسن جهاز و اكترينا ظهرا قويا و خرجنا نريد الشام.

فلما كنا بقرب القرية التي قال لنا وكيله: القوا الوكيل الآخر بها، قال لي المولى:

لم لا تلقى وكيل الشيخ بهذه الرقعة التي معنا، فلعله قد أمر لنا بتتمة المائة ألف درهم التي صكّ لنا بها [إلى وكيله] (1) الأول فقلت: نحن نرضى ببعضها. و مضى مولاي فطلب وكيله فدفع الرقعة (2) إليه فوافانا ببرّ كثير و بزّ و هدايا و طرف، و زوّدنا من ذلك، و قال:[إن رأيتم] (3) أن تحسنوا و تحملوا و تقبضوا المال مني هاهنا فإني مشغول عن حمله معكم، و لكني (4) أوجه معكم من يخفركم إلى مأمنكم فافعلوا، قلنا: و كم مالنا؟ قال: أمرني أن أدفع إليكم مائة ألف درهم، و أحملها معكم إلى منازلكم. فقلنا:

احضرها فأحضرها، و وكل بنا قوما خفرونا حتى رجعنا إلى أهلنا.

يا ابن عياش فما جزاء ولد من هذا فعله ؟ فقلت: أمير المؤمنين أعلى عينا بكل جميل، و مثله عفا عن السوءى (5) و كافأ بالحسنى، ثم قرأ الرقعة، و وقع بها بردّ ضياعهم و أموالهم عليهم، و كان ذلك شيئا كثيرا و أمر بتعجيله.

قال: فردّ عليهم مال جليل القدر و رباع و مستغلات.

و كان سبب سخطه على (6) محمّد بن خالد بن عبد اللّه القسري أنه حين ولاّه المدينة تقدّم إليه في أخذ محمّد و إبراهيم ابني عبد اللّه بن حسن بن حسن حتى ينفذهما إليه موثقين أو بقتلهما فقصر محمّد بن خالد حتى عزل، و خرجا عليه، فحقد ذلك عليه أبو جعفر، فعزله و استصفى أموالهم.

ص: 149


1- كلمة مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
3- اللفظتان مطموستان بالأصل، و الذي استدرك بين معكوفتين عن م.
4- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
5- بالأصل «السرى» كذا، و المثبت عن م.
6- بالاصل «عن» و الصواب عن م.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنا أبو علي الحسن بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا محمّد بن موسى المارستاني المقرئ، نا الزبير بن بكار، نا ثابت بن سليمان البجلي، عن خالد بن سليمان بن مهاجر، قال: سقط خاتم للرائقة جارية خالد بن عبد اللّه القسري اشتراه لها بعشرين ألف درهم في بلاعة الدار؛ فاغتمّت و قالت: يا مولاي جيء بمن يخرجه، فقال لها: نخلفه عليك، و لا يعود في يدك، و قد صار في ذلك الموضع، و يدك أعزّ عليّ من ذلك ثم قال:

أ رائق لا تأسي على خاتم هوى *** فللأرض من حظ الكرام نصيب

فاشترى لها بدله فصا بخمسة آلاف دينار (1).

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (2)،نا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي من لفظه، أنا القاضي أبو القاسم يحيى بن القاضي أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة بن جعفر، أنا [أبو] (3) يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد النّجيرمي، نا أبو القاسم جعفر بن شاذان القمي، عن ابن درستويه، عن المبرّد، قال:

جلس خالد بن عبد اللّه القسري في ذات يوم للعرض فأتي بشاب قد أخذ في دار قوم و ادّعى عليه السرق، فسأله عما حكي عنه، فأقرّ به، فأمر خالد بقطع يده، فإذا جارية قد أتته لم ير أحسن منها وجها، فدفعت إلى خالد رقعة كان فيها:

أ خالد قد أوطأت و اللّه عشوة (4) *** و ما العاشق المسكين فينا بسارق

أقرّ بما لم يجنه غير أنّه *** رأى القطع أولى من فضيحة عاشق

قال: فسأل خالد عن أبيها فأحضره و زوّجها من الرجل الشاب و دفع مهرها من عنده عشرة آلاف درهم.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف ح، و أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه ح.

ص: 150


1- الخبر و البيت في بغية الطلب 3082/7.
2- الأصل «المحلى» و الصواب ما أثبت «المجلي» عن م.
3- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 259/16.
4- عن مختصر ابن منظور و م، و رسمها غير واضح بالأصل، و قد تقرأ: عشره.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر و أبو [الحسن بن] (1) العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، أنا (2) أبو الفضل بن الرّبعي، نا إسحاق بن إبراهيم، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عياش، قال: عرض (3) خالد بن عبد اللّه القسري سجنه، فكان فيه يزيد بن فلان البجلي، فقال له خالد: في أي شيء حبست يا يزيد؟ قال: في تهمة أصلح اللّه الأمير، قال: تعود إن أطلقتك قال: نعم، أيها الأمير، و كره أن يصرح بالقصة أو يومئ إليها فيفضح معشوقته لكي لا ينالها أهلها ببعض المكروه، فقال خالد لأولياء الجارية احضروا رجال الحي حتى نقطع كفه بحضرتهم و كان ليزيد أخ فكتب شعرا و وجه [به] (4) إلى خالد:

أ خالد قد أعطيت و اللّه عشوة (5) *** و ما العاشق المسكين فينا (6) بسارق

أقرّ بما لم يأته المرء أنه رأى *** القطع خيرا من فضيحة عاشق

و لو لا الذي قد خفت من قطع كفّه *** لألفيت في أمر الهوى غير ناطق

إذا بدت الرايات في السبق للعلى (7) *** فأنت ابن عبد اللّه أول سابق

فلما قرأ خالد الأبيات علم صدق قوله، فأحضر أولياء الجارية فقال: زوّجوا يزيد فتاتكم (8) فقالا: أمّا و قد ظهر عليه ما ظهر فلا، فقال لئن لم تزوّجوه طائعين لتزوجنّه كارهين، فزوجوه و نقد خالد المهر من عنده (9).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، أنا أبو الحسن الرّبعي، نا الزيادي عن العتبي،

ص: 151


1- غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.
2- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
3- غير واضحة بالأصل و المثبت عن ابن العديم و م.
4- زيادة لازمة للإيضاح.
5- الأصل:«عشرة» و الصواب ما أثبت، و مرّ البيت «أوطأت عشوة»، يعني حمله على أمر غير رشيد (الأساس) و في م: عشرة.
6- الأصل:«إلاّ» و المثبت عن ابن العديم و م.
7- ابن العديم: للسبق في العلى.
8- الأصل: فقال:«زودوا يزيد فتيانكم فتاتكم». و المثبت عن ابن العديم.
9- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3076/7.

قال: دخل أعرابي على خالد القسري فقال: إني امتدحتك ببيتين فاسمعهما قال: هات، فأنشأ يقول:

أ خالد إنّي لم أزرك لحاجة *** سوى أنني عاف و أنت جواد

أ خالد بين الحمد (1) و الأجر حاجتي *** و أيهما تأتي فأنت عماد

فقال خالد: سلني يا أعرابي، قال: و جعلت المسألة إليّ ؟ قال: نعم، قال: مائة ألف درهم قال: أسرفت (2) يا أعرابي قال: أ فأحطك أصلح اللّه الأمير؟ قال: نعم، قال: قد حططتك بستين ألفا قال: ما أدري يا أعرابي أي أمريك أعجب حطيطتك أم سؤالك قال: أصلح اللّه الأمير، إني أسألك على قدرك و حططتك على قدري، و ما أستاهل في نفسي قال خالد: إذا و اللّه لا تغلبني أعطه يا غلام مائة ألف (3).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا أبي، نا أبو أحمد الختّلي، أنا أبو حفص - يعني النسائي-، قال: و قرأت في كتاب عن عبد الملك بن قريب الأصمعي، قال:

دخل أعرابي على خالد بن عبد اللّه القسري، فقال: أصلح اللّه الأمير إني قد امتدحتك ببيتين و لست أنشدكهما إلاّ بعشرة آلاف درهم و خادم، فقال له خالد: قل، فأنشأ يقول:

لزمت، نعم، حتى كأنك لم تكن *** سمعت من الأشياء شيئا سوى نعم

و أنكرت، لا، حتى كأنك لم تكن *** سمعت بها في سالف الدهر و الأمم

فقال خالد بن عبد اللّه: يا غلام عشرة آلاف و خادما يحملها.

قال: و دخل عليه أعرابي فقال: إني قد قلت فيك شعرا، و أنشأ يقول:

أ خالد إنّي لم أزرك لحاجة *** سوى أنّني عاف و أنت جواد

أ خالد إنّ الأجر و الحمد حاجتي *** فأيّهما تأتي (5) و أنت عماد

ص: 152


1- ابن العديم: بين الأجر و الحمد حاجتي.
2- يعني أكثرت.
3- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3078/7.
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 467/1.
5- في الجليس الصالح: فأيهما أتاني فأنت عماد.

فقال له خالد بن عبد اللّه: سل يا أعرابي، قال: قد جعلت المسألة إليّ أصلح اللّه الأمير؟ قال: نعم، قال: مائة ألف درهم، قال: أكثر [ت] يا أعرابي قال: فأحطك أصلح اللّه الأمير؟ قال: نعم، قال: قد حططتك تسعين ألفا، قال له خالد: يا أعرابي ما أدري من أيّ أمريك أعجب، فقال له: أصلح اللّه الأمير إنك لما جعلت المسألة إليّ سألتك على (1) قدرك و ما تستحقه في نفسك، فلما سألتني أن أحطّ حططتك على قدري و ما استأهله في نفسي، فقال له خالد: و اللّه يا أعرابي لا تغلبني، يا غلام مائة ألف فدفعها إليه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي، عن الأصمعي، قال:

أتى خالد بن عبد اللّه رجل في حاجة فقال له: أتكلم فقال الرجل: أتكلم بحدة الجأش أم بهيئة الأمل فقال: بل بهيئة الأمل، فسأله فقضى حاجته (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، قال: دخل أعرابي على خالد بن عبد اللّه في يوم مجلس الشعراء عنده و قد كان قال فيه بيتين شعرا مدحه بهما فلما سمع قول الشعراء صغر عنده ما قال، فلما انصرف الشعراء بجوائزهم بقي الأعرابي فقال له خالد: أ لك حاجة تكلم بها؟ فقال:

أصلح اللّه الأمير إني كنت قلت بيتين شعر فلما سمعت قول هؤلاء الشعراء صغر عندي ما قلت، فقال: لا يصغرن عندك، فقل، فأنشأ يقول:

تعرّضت لي بالجود حتى نغشتني *** و أعطيتني حتى ظننتك تلعب

و قال العطار: حسبتك تلعب:

فأنت النّدى و ابن النّدى و أخو النّدى *** حليف النّدى ما للنّدى عنك مذهب

فقال: سل حاجتك، قال: عليّ من الدين خمسون ألفا، قال: قد أمرت لك بها و شفعتها مثلها، فأمر له بمائة ألف.

ص: 153


1- الأصل:«عن» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- الخبر نقله ابن العديم: بغية الطلب 3081/7-3082.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا أبو القاسم عبد المحسن بن عثمان بن غانم التّنّيسي القاضي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، نا عبد الرّحمن - يعني ابن أخي الأصمعي-، عن عمه، عن يونس - يعني ابن حبيب النحوي-، قال:

دخل أعراب على خالد بن عبد اللّه فأنشدوه، و فيهم رجل ساكت لا ينطق، ثم قال لخالد: ما يمنعني من إنشادك إلاّ قلة ما قلت فيك من الشعر، فأمره أن يكتب في رقعة فكتب:

تعرّضت لي بالجود حتى نغشتني *** و أعطيتني حتى حسبتك تلعب

فأنت النّدى و ابن النّدى و أخو النّدى *** حليف النّدى ما للنّدى عنك مذهب

فأمر له بخمسين ألف درهم.

و قام آخر فقال: أصلحك اللّه قد قلت فيك بيتين و لست أنشدهما حتى تعطيني قيمتهما، قال: و كم قيمتهما قال: عشرون ألفا، فأمر له بها ثم أنشده:

قد كان آدم قبل حين وفاته *** أوصاك و هو يجود بالحوباء

ببنيه أن ترعاهم فرعيتهم *** فكفيت آدم عيلة الأبناء

فأمر له بعشرين ألف أخرى و جلده خمسين جلدة، و أمر أن ينادى هذا جزاء من لا يحسن قيمة الشعر (1).

قال: و نا أبو بكر، نا عبد الرّحمن، أخبرني عمي، قال: كتب أعرابي إلى خالد بن عبد اللّه القسري:

نفسي تجلك أن تبثّك ما بها *** لا يزرين بها لديك حياؤها

إنّي أتيتك حين ضنّ معارفي *** و لرب معرفة يقل غناؤها

فافعل بها المعروف إنّك ماجد *** فليأتينك شكرها و ثناؤها

فأمر له بعشرة آلاف.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما ناولني إياه، و قرأ عليّ إسناده، و قال:

اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (2)،نا الحسين بن

ص: 154


1- انظر سير أعلام النبلاء 428/5-429.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 47/2-49.

القاسم الكوكبي، نا محمّد بن كثير العبدي، نا عبد الملك بن قريب الأصمعي، حدّثني عمر بن الهيثم، قال: بينما خالد بن عبد اللّه بظهر الكوفة متنزها إذ حضره أعرابي فقال:

يا أعرابي أين تريد؟ قال: هذه القرية - يعني الكوفة-، قال: و ما ذا تحاول بها؟ قال:

قصدت خالد بن عبد اللّه متعرضا لمعروفه، قال: فهل تعرفه ؟ قال: لا، قال: فهل بينك و بينه قرابة ؟ قال: و لا و لكن لما بلغني من بذله المعروف و قد قلت فيه شعرا أتقرب به إليه، قال خالد فأنشدني ما قلت، فأنشأ يقول:

إليك ابن كرز الخير أقبلت راغبا *** لتجبر مني ما و هى و تبدّدا

إلى الماجد البهلول ذي الحلم و الندى *** و أكرم خلق اللّه فرعا و محتدا

إذا ما أناس قصّروا بفعالهم *** نهضت فلم تلق (1) هنالك مقعدا

فيا لك بحرا يغمر الناس موجه *** إذا يسأل المعروف جاش و أزبدا

بلوت ابن عبد اللّه في كل موطن *** فألفيت خير الناس نفسا و أمجدا

فلو كان في الدنيا من الناس خالد *** لجود بمعروف لكنت مخلّدا

فلا تحرمني منك ما قد رجوته *** فيصبح وجهي كالح اللون أربدا

فحفظ خالد الشعر، و قال له: انطلق صنع اللّه لك.

فلما كان من غد دخل الناس إلى خالد و استوى السماطان بين يديه، تقدم الأعرابي و هو يقول:

إليك ابن كرز (2) الخير أقبلت راغبا...

فأشار إليه خالد بيده أن اسكت ثم أنشد خالد بقية الشعر، و قال له: يا أعرابي قد قيل هذا الشعر قبل قولك فتحير الأعرابي و ورد عليه ما أدهشه، و قال: تاللّه ما رأيت كاليوم سببا لخيبة و حرمان، فانصرف و أتبعه خالد برسول ليسمع ما يقول، فسمعه الرسول يقول:

ألا في سبيل اللّه ما كنت أرتجي *** لديه و ما لاقيت من نكد الجهد (3)

ص: 155


1- الجليس الصالح: فلم تلفى.
2- هنا في الجليس الصالح برواية: ابن عبد القيس.
3- الجليس الصالح: الجد.

دخلت على بحر يجود بماله *** و يعطي كثير المال في طلب الحمد

فحالفني (1) الجدّ المشوم لشقوتي *** و قاربني نحسي و فارقني سعدي

فلو كان لي رزق لديه لنلته *** و لكنّه أمر من الواحد الفرد

فقال له الرسول: أجب الأمير، فلما انتهى إلى خالد قال له: كيف قلت ؟ فأنشده، ثم استعاده فأعاده ثلاثا إعجابا منه به، ثم أمر له بعشرة آلاف درهم.

قال المعافى: قوله فلم يلفى (2)،و الوجه: فلم يلف، و لكنه اضطر فجاء به على الأصل كما قال الشاعر:

أ لم يأتيك و الأنباء تنمي *** بما لاقت لبون بني زياد (3)

و قد استقصينا هذا الباب في غير هذا الموضع.

قرأت بخط رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم الخطيب، و أبو الوحش المقرئ عنه.

أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد الكاتب، أنا أبو الطيب محمّد بن إسحاق بن يحيى بن الوشاء، قال: دخل أعرابي على خالد بن عبد اللّه القسري، فأنشده:

كتبت نعم ببابك فهي تدعو *** إليك الناس مسفرة النقاب

و قلت للا عليك بباب غيري *** فإنك لن تري أبدا ببابي

فأعطاه لكل بيت خمسين ألفا.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا محمّد بن الحسن (5) بن دريد، أنا أبو

ص: 156


1- الأصل:«فخالفني» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- الذي في أصلنا - كما تقدم - فلم تلق - بالقاف، و قد أشرنا إلى رواية الجليس الصالح «فلم يلفى» بالفاء.
3- الشاهد 154 في مغني اللبيب لابن هشام، و لم ينسبه، و نسبه محقق مختصر ابن منظور 381/7 إلى قيس بن زهير بن جذيمة العبسي.
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 351/3-352 و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 3080/7 - 3081.
5- بالأصل «الحسين» خطأ، و المثبت عن الجليس الصالح و ابن العديم.

حاتم، أنا الأصمعي قال: ذكروا أن خالد بن عبد اللّه القسري لما أحكم جسر دجلة و استقام له نهر المبارك أنشأ عطايا كثيرة، و أذن للناس إذنا عاما فدخلت عليه أعرابية قسرية (1) فأنشأت تقول:

إليك يا بن السادة المواجد (2) *** يعمد في الحاجات كلّ عامد

فالناس بين صادر و وارد *** مثل حجيج البيت مثل خالد

و أنت يا خالد خير والد *** أصبحت عبد اللّه بالمحامد

مجدك قبل الشّمّخ الرواكد (3) *** ليس طريف الملك (4) مثل التالد

قال: فقال لها خالد: حاجتك كائنة ما كانت ؟ فقالت: أصلح اللّه الأمير، أناخ علينا الدهر بجرانه (5)،و عضّنا بنابه (6)،فما ترك لنا صافنا (7) و لا ما هنا (8)،فكنت المنتجع و إليك المفزع.

قال: فقال لها خالد: هذه حاجة لك دوننا.

فقالت [له:] و اللّه لئن كان لي (9) نفعها إن لك لأجرها و ذخرها. مع أن أهل الجود لو لم يجدوا من يقبل العطاء لم يوصفوا بالسخاء.

قال لها خالد: أحسنت، فهل لك من زوج ؟ فقالت: لا، و ما كنت لأتزوج دعيا، و إن كان موسرا غنيا، و ما كنت أشتري عارا يبقى بمال يفنى، و إني بجزيل مال الأمير لغنية.

قال الأصمعي: فأمر لها بعشرة آلاف درهم.

ص: 157


1- الأصل:«فسرته» و الصواب عن الجليس الصالح.
2- الجليس الصالح: الأماجد.
3- الأصل: لمجدك قبل الشيخ الوراكد. و الرجز و المثبت عن الجليس الصالح.
4- الجليس الصالح: المجد.
5- أي حلت بنا المصائب و الدواهي.
6- الجليس الصالح: بأنيابه.
7- الصافن من الخيل القائم على ثلاث.
8- الماهن: الخادم.
9- الأصل:«في» و المثبت عن الجليس الصالح.

قال القاضي: أما قولها: فما ترك لنا صافنا و لا ماهنا: الصافن من الخيل فيما ذكره أبو عبيدة الذي يجمع بين يديه بين طرف سنبك إحدى رجليه، و السنبك مقدم الحافر، قال: و قال بعض العرب: بل الصافن الذي يجمع يديه و الذي يرفع طرف سنبك رجليه، و هو مخيم، يقال: أخام برجله. و قال الفراء: الصافنات فيما ذكر الكلبي بإسناده:

القائمة على ثلاث، و قد أنافت (1) الأخرى على طرف الحافر من يد أو رجل، و هي في قراءة عبد اللّه صوافن، فإذا وجبت (2)،يريد معقولة على ثلاث، و قد رأيت العرب تجعل الصافن القائم على ثلاث أو غير ثلاث و أشعارهم تدل على أنه القائم خاصة، و اللّه أعلم بصوابه.

و قد روي عن ابن عمر أنه قال لرجل يريد نحر ناقته: انحرها معقولة اليمنى و اليسرى قائمة على ثلاث سنّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلم أو نحو هذا القول.

و قد قرئ: فاذكروا اسم اللّه عليها صوافن (3) على ما تقدم من الحكاية عن ابن مسعود، و صوافن: بمعنى خالصة للّه عز و جل من الصفاء و الخلوص، فأمّا قراءة الجمهور الأعم و السواد الأعظم فإنه صَوٰافَّ على جمع الصافّة و هي المصطفة، و رسم مصاحف المسلمين شاهد لهذه القراءة بالصحة مع استفاضة النقل لها في الأمة، و قد قال عمرو بن كلثوم في معنى هذه اللفظة:

تركنا الخيل عاكفة عليه *** مقلدة أعنتها صفونا (4)

و أما قولها: و لا ماهنا، فإنها تعني و لا خادما و من الماهن قول الشاعر:

و هربن مني إن رأين مويهنا *** تبدو (5) عليه شتامة المملوك

المويهن: تصغير ماهن، و الخويدم تصغير خادم، و الشتامة: القبح و الكلوح، يقال: وجه شتيم أي باسر (6) قبيح، و من هذا الشتم و الشتيمة في القول، معناه قبحه و قذعه، و المشاتمة: المسابة و هما من هجر القول و فحشه.

ص: 158


1- الجليس الصالح: أناخت.
2- سورة الحج، الآية:36.
3- سورة الحج، الآية:36.
4- من معلقته.
5- غير واضحة بالأصل و المثبت عن الجليس الصالح و م.
6- الأصل: ياسر، و المثبت عن الجليس الصالح و م.

و قال بعض اللغويين: عضّنا الدهر إنما يقال فيه عظنا بالظاء و المعروف فيه الضّاد.

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن أبي عبد اللّه الصوري، ثم حدّثني أبو المعمر الأنصاري، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، نا محمّد بن علي الصوري من لفظه، قال: قرأت على أبي الحسن عبد اللّه بن القاسم بن علي بن القاسم بن زيد بن إسماعيل القاضي الهمداني، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن طالب البغدادي، نا أبو بكر بن دريد، نا ابن أخي الأصمعي، عن عمه قال: خرج خالد القسري يتصيد فإذا هو بأعرابي على أتان له هزيلة و معه عجوز له فقال له خالد ممن الرجل ؟ قال: من أهل المآثر و الحسب، قال: فأنت إذا من مضر، فمن أيّها؟ قال: من الطاعنين للخيول و المعانقين في النزول، قال: فأنت إذا من قيس عيلان، فمن أيها؟ قال: من المانعين عن الجار و الطالبين للثأر. قال: فأنت إذا من بني عامر بن صعصعة، فمن أيّها؟ قال: من أهل السيادة و الرئاسة قال: أنت إذا من جعفر بن كلاب، فما أقدمك ؟ قال: تتابع السنين و قلة رفد الرافدين، قال: فمن قصدت ؟ قال: أميركم هذا الذي رفعته (1) أمرته و حطته أسرته، قال: فأنا خالد، و أنا معطيك غناك، قال: كلا، و اللّه لا أقبل لك رفدا بعد أن أسمعتك قذعا (2) و رجع منصرفا، فقال خالد: بمثل صبر هذا الشيخ نال آباؤه الشرف.

أخبرنا خالي أبو المعالي، أنا أبو القاسم عبد المحسن بن عثمان، أنا أحمد بن عبيد اللّه بن محمّد، أنا أبو مسلم الكاتب، أنا أبو بكر بن دريد، نا عبد اللّه - يعني - ابن دريد، عن أبيه، عن الهيثم - يعني ابن عدي - قال: كان خالد بن عبد اللّه القسري يقول: لا يحتجب الوالي إلاّ لثلاث خصال: إما رجل عيّي فهو يكره أن يطلع الناس على عيّه، و إما رجل مشتمل على سوء فهو يكره أن يعرف الناس ذلك، و اما رجل بخيل يكره أن يسأل (3).

أخبرنا أبو العزّ السّلمي - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إياه، و قال: اروه عني - أنا

ص: 159


1- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المختصر 382/7 و في م: رفعته إمارته.
2- القذع: الرمي بالفحش و سوء القول.
3- نقله الذهبي مختصرا في سير الأعلام 429/5.

أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح، نا محمّد بن عمران، عن أبيه، قال: كتب خالد بن عبد اللّه القسري إلى أبان بن الوليد - و كان قد ولاّه المبارك-:

أمّا بعد، فإن الرعية (2) من الحاجة إلى ولاتها مثل الذي بالولاة من الحاجة إلى رعيتها، و إنما هم من الوالي بمنزلة جسده من رأسه، و هو منهم بمنزلة رأسه من جسده، فأحسن إلى رعيتك بالرفق بهم، و إلى نفسك بالإحسان إليها، و لا تكونن هم إلى صلاحهم أسرع منك إليه، و لا عن فسادهم أدفع منك عنه، و لا يحملك فضل القدرة على شدة السطوة بمن قلّ ذنبه و رجوت مراجعته، و لا تطلب منهم إلاّ مثل الذي تبذل لهم، و اتق اللّه تعالى في العدل عليهم و الإحسان إليهم، فإن اللّه مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون، اصرم فيما علمت، و اكتب إلينا فيما جهلت يأتك أمرنا في ذلك إن شاء اللّه و السلام.

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو البركات الأنماطي مما لم أسمعه.

أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي، نا محمّد بن عيسى، نا عمر بن شبّة، نا أبو نعيم، حدّثني الفضل بن الزبير، قال: سمعت خالدا القسري، و ذكر عليا فذكر كلاما لا يحلّ ذكره.

قال: و نا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت يحيى بن معين قال: خالد بن عبد اللّه القسري كان واليا لبني أميّة و كان رجل سوء، و كان يقع في علي بن أبي طالب (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي:

قال: خبرت أن خالدا (4) بن عبد اللّه القسري ذم بئر زمزم قال: فقال إن زمزم لا تنزح و لا تذم، بلى و اللّه إنها تنزح و تذم و لكن هذا أمير المؤمنين قد ساق لكم قناة بمكّة

ص: 160


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 199/3.
2- الجليس الصالح:«بالرعية» و هو الأظهر، باعتبار ما يأتي.
3- الخبر في ابن العديم: بغية الطلب 3084/7-3085.
4- الأصل و م: خالد.

و كان ذلك في أيام هشام بن عبد الملك (1).

قال: و نا الأصمعي، نا أبو عاصم النبيل، قال: ساق خالد ماء إلى مكّة فنصب طستا إلى جانب زمزم - قال أبو عاصم: قد رأيتها - ثم خطب فقال: قد جئتكم بماء الغادية لا تشبه أم الخنافس - يعني زمزم (2)-.

قال: و نا الأصمعي، نا أبو عاصم، قال: سمعت عمرو بن قيس (3) يقول لما أخذ خالد سعيد بن جبير، و طلق بن حبيب خطب فقال: كأنكم أنكرتم ما صنعت، و اللّه أن لو كتب (4) إلى أمير المؤمنين لنقضتها حجرا حجرا - يعني الكعبة-.

قال: و نا الأصمعي، قال: و سمعت شبيب يقول: ولي خالد العراق بضع عشرة سنة من قبل هشام بن عبد الملك.

قال: و كان سبب عزله أن امرأة أتت خالدا فقالت له: إن غلامك فلانا توثّب علي و هو مجوسي فأكرهني على الفجور و غصبني نفسي فقال: كيف وجدت قلفته ؟ فكتب بذلك حسان النبطي إلى هشام بن عبد الملك فعزله و ولّى يوسف بن عمر العراق (5).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي، نا شبيب بن شيبة، قال: خطب خالد بن عبد اللّه القسري، فقال و هو على المنبر: يسومونني أن أقتد من كاتبي، و لئن أقدت منه لقد أقدت من نفسي، و لئن أقدت من نفسي لقد أقاد أمير المؤمنين من نفسه، و لئن أقاد أمير المؤمنين من نفسه لقد أقاد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من نفسه، و لئن أقاد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من نفسه ليقيدن هاه هاه هاه و يومئ بيده - أو قال (6) باصبعه - إلى فوق جل ربنا و تعالى علوا كبيرا (7).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرج

ص: 161


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3085/7.
2- بغية الطلب 3085/7 و سير الأعلام 429/5.
3- الأصل: قبيس، و المثبت عن ابن العديم و مختصر ابن منظور و م.
4- الأصل و م: كنت، و المثبت عن ابن العديم.
5- الخبر نقله ابن العديم 3085/7 و سير الأعلام 429/5.
6- بالأصل:«أقال» و المثبت عن ابن العديم.
7- بغية الطلب 3086/7 و سير الأعلام 429/5-430.

عنه، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد الضّرّاب، نا الحسن بن الحسين القاضي، نا محمود بن محمّد الأديب، نا الحنفي، نا ابن أبي شيخ، نا أبو سفيان الحميري، و صالح بن سليمان، قالا: أراد الوليد بن يزيد الحج و هو خليفة فاتّعد (1) فتية من وجوه اليمن أن يفتكوا به في طريقه، و سألوا خالدا (2) القسري أن يكون معهم فأبى، قالوا: فاكتم علينا، قال: نعم، فأتاه (3) خالد، فقال: يا أمير المؤمنين دع الحج عامك هذا فإني خائف عليك، قال: و من الذين تخافهم عليّ سمّهم لي قال: قد نصحتك و لن أسمّيهم لك، قال: إذا أبعث بك إلى عدوك يوسف بن عمر قال: و إن فعلت قال: فبعث به إلى يوسف بن عمر فعذّبه حتى قتله، و لم يسمّ له القوم (4).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: قتل خالد سنة ست و عشرين و مائة، و هو ابن نحو ستين سنة (5).

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (6)،قال: فلبث خالد في العذاب يوما ثم وضع على صدره المضرسة فقتل من الليل، و دفن بناحية الحيرة في عباءته التي كان فيها، و ذلك في المحرم سنة ست و عشرين و مائة في قول الهيثم، فأقبل عامر بن سهلة الأشعري فعقر فرسه على قبره، فضربه يوسف سبع مائة سوط (7).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم، أنا محمّد بن أحمد بن عمر المعدّل في كتابه، أنا محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - أنا ابن دريد، أنا أبو حاتم، أنا أبو عبيدة، قال: لما قتل خالد بن عبد اللّه القسري لم يرثه أحد من العرب على كثرة أياديه

ص: 162


1- بالأصل إعجامها غير واضح و المثبت عن ابن العديم و مختصر ابن منظور، و سير الأعلام.
2- الأصل: خالد و في م:«خالد».
3- عن ابن العديم 3086/7 و بالأصل «فأبى» و في سير الأعلام 430/5 فأتى.
4- نقله ابن العديم 3086/7 و سير الأعلام 430/5.
5- لم أعثر عليه في تاريخ خليفة و ليس لخالد بن عبد اللّه ترجمة في طبقاته.
6- راجع تاريخ الطبري 19/9-20 و نقله ابن العديم: بغية الطلب 3087/7.
7- الأصل: صوت و المثبت عن م.

عندهم إلا أبو الشغب (1) العبسي فقال (2):

ألا إنّ خير النّاس حيّا و هالكا (3) *** أسير ثقيف عندهم في السلاسل

لعمري لقد أعمرتم السجن خالدا *** و أوطأتموه وطأة المتثاقل

فإن تسجنوا القسري لا تسجنوا اسمه *** و لا تسجنوا معروفه في القبائل

1897 - خالد بن عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد

ابن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي

شاعر قدم دمشق مجتازا إلى حمص، و عاد إلى المدينة.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي، نا عبد اللّه بن جعفر، عن صالح بن كيسان، قال: كانت غزوة أبي عبد الرّحمن القيني مبلغا إلى عبد الرّحمن، و كان شاتيا بأرض الروم - يعني سنة ست و أربعين - و قدم عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد حمص قافلا و دس ابن أثال بعض أولئك المماليك فسقاه شربة فمات عبد الرّحمن بحمص فاستعمل معاوية ابن أثال على خراج حمص، و كان أركونا من أراكنة النصارى عظيما فاعترض له خالد بن عبد الرّحمن بن خالد فضربه بالسيف فقتله فرفع إلى معاوية فحبسه أياما و أغرمه ديته و لم يفده منه و خرج خالد إلى المدينة ثم رجع بعد و قال حين ضربه:

أنا ابن سيف اللّه فاعرفوني

لم يبق إلاّ حسبي و ديني

و صارم أصابه يميني

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، نا محمّد بن جرير (4)،حدّثني عمر بن شبة، نا علي بن محمّد، عن مسلمة بن (5) محارب:

ص: 163


1- في سير الأعلام:«أبو الأشعث» و في الوافي:«أبو الشعب».
2- الأبيات في الطبري 19/9 سير الأعلام 432/5 بغية الطلب لابن العديم 3088/7 و الوافي بالوفيات 258/13.
3- الوافي: و ميتا.
4- تاريخ الطبري ط بيروت 202/3 (حوادث سنة 46).
5- الأصل «عن» و الصواب عن الطبري.

أن عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد كان قد عظم شأنه بالشام و مال إليه أهلها لما كان عندهم بها من آثار أبيه خالد بن الوليد و لغنائه عن المسلمين في أرض الروم و بأسه، حتى خافه معاوية و خشي على نفسه منه لميل الناس إليه، فأمر ابن أثال أن يحتال في قتله، و ضمن له إن هو فعل ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش، و أن يولّيه جباية خراج حمص، فلما قدم عبد الرّحمن حمص منصرفا من [بلاد] (1) الروم دس ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه، فشربها فمات بحمص [فوفّى معاوية بما ضمن له، و ولاه خراج حمص] (2) و وضع عنه خراجه.

قال: فقدم خالد بن عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد المدينة - يعني فجاء يوما إلى عروة بن الزبير فسلّم عليه، فقال له عروة: من أنت ؟ قال: خالد بن عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد، فقال له عروة: ما فعل ابن أثال ؟ فقام خالد بن عبد الرّحمن من عنده و شخص متوجها إلى حمص ثم رصد بها (3) ابن أثال فرآه يوما راكبا فاعترض له خالد بن عبد الرّحمن فضربه بالسيف فقتله، فرفع إلى معاوية، فحبسه أياما و غرمه (4) ديته، و لم يقد منه. و رجع خالد إلى المدينة فلما رجع إليها أتى عروة فسلّم عليه فقال له عروة: ما فعل ابن أثال ؟[فقال:]

أنا ابن سيف اللّه فاعرفوني *** لم يبق إلاّ حسبي و ديني

و صارم أصابه يميني

و قيل:[الذي قتل ابن أثال] (5) خالد بن المهاجر بن خالد بن أخي عبد الرّحمن بن خالد، فاللّه أعلم.

1898 - خالد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم السّلمي

حدّث عن أبيه.

ص: 164


1- زيادة عن الطبري.
2- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن الطبري.
3- الأصل:«ثم رصدها» و المثبت عن الطبري و م.
4- الطبري: و أغرمه.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و كتب بجانب العبارة كلمة: صح.

روى عنه: أبو زكريا يحيى بن يعلى الأسلمي الكوفي القطواني (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم ح، و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمداني، قالا: نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا أبو كريب، نا يحيى بن يعلى، نا خالد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم السّلمي، عن أبيه، عن الزّهري، أخبرني أبو سلمة و سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: أن رجلا من المسلمين أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:[يا] (2)رسول اللّه إني قد زنيت، فأعرض عنه حتى أتاه أربعا، في كلّ ذلك يعرض عنه، فلما سأله أربعا شهد على نفسه أربع شهادات دعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«أ بك جنون»؟ قال:

لا، قال:«قد أحصنت»؟ قال: نعم قال:«اذهبوا به فارجموه»[3871].

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث مقرونا عن الزهري، عن سعيد و أبي سلمة إلاّ عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم، و لا رواه عن عبد الرّحمن إلاّ ابنه، و لا عن ابنه إلاّ يحيى بن يعلى تفرد به أبو بكر.

1899 - خالد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر

حدّث عن أبيه.

روى عنه: عبيد بن يعيش العطار الكوفي المعروف بعطار المطلقات.

و هو عندي خالد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم الذي تقدم.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبيد بن يعيش، نا خالد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من حافظ على أربع ركعات قبل صلاة الهجير و أربع بعدها حرّم على جهنم»[3872].

كذا في الأصل، و قوله ابن جابر وهم، إنما هو ابن يزيد بن تميم الذي تقدم ذكره

ص: 165


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى قطوان: موضع بالكوفة. ذكره السمعاني و ترجمه.
2- زيادة لازمة.
3- بالأصل «زيدة» خطأ و في م: ريدة ؟؟ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.

قبل هذا، و هذا وهم قد تم فإن أبا أسامة حمّاد بن أسامة روى عن والد الأول عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم، و كان قد قدم عليهم الكوفة، فكان يقول في نسبه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر يهم في ذلك و ابنه خالد هذا أراه سكن الكوفة، يروي عنه أهلها و لا أعرف للشاميين عنه رواية فوهم عبيد بن يعيش في تسمية جده جابرا كما وهم أبو أسامة.

1900 - خالد بن عبد الرّحمن

1900 - خالد بن عبد الرّحمن (1)

سمع عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: داود بن عبد الرّحمن العطار.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، و أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم بن كثير، نا أبو إسحاق الطالقاني، عن الفضل بن موسى، عن داود بن عبد الرّحمن، عن خالد بن عبد الرّحمن، قال: كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك، فسمع غناء من الليل، فأرسل إليهم (2) بكرة فجيء بهم فقال: إن الفرس لتصهل (3) فتستودق (4) له الرمكة (5)،و إن الفحل ليخطر فتضبع (6) له الناقة، و إن التيس لينب فتستحرم (7) له العنز، و إن الرجل ليتغنى فتشتاق إليه المرأة.

ثم قال: اخصوهم، فقال عمر بن عبد العزيز: هذا مثلة، و لا يحلّ ، فخلّى سبيلهم.

ص: 166


1- ترجمته في بغية الطلب 3088/7.
2- الأصل إليه، و المثبت عن ابن العديم.
3- الأصل:«ليصل» و المثبت عن ابن العديم.
4- الأصل: فتستردق، و الصواب ما أثبت، و تستودق: أي ترغب بالفحل.
5- الرمكة الفرس، البرذونة التي تتخذ للنسل.
6- الأصل:«فتضع» و الصواب ما أثبت، و ضبعت الناقة أرادت الفحل.
7- استحرمت العنز: رغبت بالتيس.

1901 - خالد بن عبد الرّحمن

أبو الهيثم - و يقال: أبو محمّد - الخراساني، ثم المروزي (1)

من أهل مرو الرّوذ سكن ساحل دمشق.

و حدّث عن مالك بن مغول، و شعبة، و إسرائيل، و مالك بن أنس، و يونس بن الحارث، و أبي العلاء كامل بن العلاء، و شيبان بن عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، و سفيان الثوري، و أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، و عمر بن ذرّ (2)، و جسر بن الحسن، و زهير بن معاوية.

روى عنه من أهل دمشق: عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل المخزومي، و هو كنّاه أبا الهيثم، و محمود بن خالد، و محمّد بن الوزير السلمي، و هشام بن عمّار، و من غيرهم: يحيى بن معين، و سعد و محمّد ابنا عبد اللّه بن عبد الحكم، و أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرج، و بحر بن نصر، و محمّد بن إبراهيم بن كثير الصّوري، و سليمان بن شعيب الكيساني، و عبد الرّحمن بن سالم النّصري، و إسحاق بن زريق الرّسغني، و الربيع بن سليمان المرادي، و أبو عتبة الحجازي الحمصي، و محمّد بن محمّد بن مصعب الصّوري، و محمّد بن مسكين اليمامي.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو القاسم المؤمّل بن أحمد بن محمّد الشيباني، نا ابن أبي داود، نا محمّد بن الوزير الدّمشقي، نا خالد بن عبد الرّحمن الخراساني، عن شيبان، عن أشعث بن أبي الشّعثاء، عن أبي الأحوص، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو اللّه بشيء إلاّ استجاب له»[3873].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه، أنا عبد الوهاب بن الوليد الكلابي، أنا

ص: 167


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 64/2 ميزان الاعتدال 633/1 سير أعلام النبلاء 352/9 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمته.
2- مهملة بالأصل، و المثبت عن م و انظر سير الأعلام 352/9.

أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا خالد بن عبد الرّحمن، نا إبراهيم بن عثمان، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من الأنبياء من يسمع الصوت فيكون بذلك نبيا، و كان منهم من يرى في المنام فيكون بذلك نبيا نذيرا، و كان منهم من يبث في أذنه و قلبه فيكون بذلك نبيا، و إن جبريل يأتيني فيكلّمني كما يأتي أحدكم صاحبه فيكلمه»[3874].

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي ح.

و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب، و أبو منصور برغش بن عبد اللّه، أنا أبو سعيد الصيرفي ح.

و أخبرنا أبو المناقب محمّد بن حمزة بن إسماعيل بن الحسن الهمداني، أنا أبو القاسم الفضل بن أحمد بن محمّد الجرجاني، أنا أبو عبد اللّه السّلمي، قالا: نا أبو العباس الأصم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا خالد بن عبد الرّحمن الخراساني، نا مالك بن مغول، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود، قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأسند ظهره إلى قبة أدم فقال:«ألا لا يدخل الجنة إلاّ نفس مسلمة اللّهم قد - و قال أبو المناقب: هل - بلّغت ؟ اللّهم اشهد. فقال: أ تحبون أنكم ربع أهل الجاهلية»، قالوا (1):نعم يا رسول اللّه قال:«أ تحبون أن تكونوا ثلث أهل الجنة»؟ قالوا: نعم، قال صلّى اللّه عليه و سلم:«إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة، ما مثلكم فيمن سواكم إلاّ كالشعرة السوداء في الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود»[3875].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن قال: أبو محمّد (2) خالد بن عبد الرّحمن الخراساني.

أنا أبو سعيد بن عثمان، نا خالد بن عبد الرّحمن أبو محمّد الخراساني، نا المسعودي.

ص: 168


1- الأصل: قال.
2- سقطت من الأصل و استدركت فوق السطر.

قرأنا على أبي الفضل، عن أبي طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، قال: أبو محمّد خالد بن عبد الرّحمن الخراساني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا محمّد بن أحمد بن حمدان، نا يزيد بن عبد الصمد، قال: سألت يحيى بن معين في مجلس أبي مسهر عن خالد بن عبد الرّحمن الخراساني، هذا الذي سكن الساحل، فقال يحيى:- و أشار بإصبعه السبابة - ثقة.

قال (2):و نا ابن صاعد، نا بحر بن نصر، و محمّد بن عبد اللّه (3) بن عبد الحكم، قالا: نا خالد بن عبد الرّحمن أبو الهيثم الخراساني، و كان ثقة.

قال (4):و حضرت ابن صاعد يحدّث فقال: حدّثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا خالد بن عبد الرّحمن أبو (5) الهيثم الخراساني، و قال يحيى بن معين: هو ثقة.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن، أنا أبي، أنا عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، قال:

سمعت يزيد بن عبد الصمد، قال: سألت يحيى بن معين عنه - يعني خالد بن عبد الرّحمن - فقال: ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه في كتابه ح، قال: و أنا أبو طاهر بن الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (6):سألت أبي عن خالد بن عبد الرّحمن، فقال (7):شيخ ليس به بأس، كان يحيى بن معين يثني عليه خيرا، و سألت أبا زرعة عنه فقال: لا بأس به.

ص: 169


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 36/3.
2- المصدر نفسه ص 37.
3- قوله:«بن عبد اللّه» سقط من ابن عدي.
4- المصدر نفسه ص 37.
5- في ابن عدي المطبوع: ثنا أبو الهيثم، خطأ.
6- الجرح و التعديل 342/2/1.
7- عن الجرح و التعديل، و بالأصل: قال.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي، قال (1):خالد بن عبد الرّحمن الخراساني في حفظه شيء.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم: خالد بن عبد الرّحمن أبو الهيثم الخراساني روى عن سماك و مالك بن مغول مناكير، حدّث عنه عيسى العسقلاني و غيره.

1902 - خالد بن عبد الملك بن الحارث

ابن الحكم بن أبي العاص

و يقال ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي.

ولي إمرة المدينة لهشام بن عبد الملك، له ذكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير، قال الليث بن سعد: حج بالناس عامئذ - يعني سنة ثلاث عشرة و مائة - هشام (2) أمير المؤمنين و نزع إبراهيم بن هشام عن المدينة و أمّر خالد بن عبد الملك بن مروان، قال:

و حج عامئذ - يعني سنة أربع عشرة و مائة - بالناس خالد بن عبد الملك قال: و فيها - يعني سنة أربع عشرة و مائة - عزل خالد بن عبد الملك عن المدينة قال: و حج بالناس عامئذ يعني - سنة سبع عشرة - خالد بن عبد الملك (3)،و عزل خالد بن عبد الملك عن المدينة و أمّر أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري (4) أن يصلّي بالناس - يعني سنة ثمان عشرة و مائة-، و قال ابن بكير: قال الليث: و فيها - يعني سنة تسع عشرة و مائة - نزع خالد بن عبد الملك عن المدينة و أمّر محمّد بن هشام جمعت له مكّة و المدينة كذا في تاريخ يعقوب، و هو وهم، فإن خالد هذا ليس بابن عبد الملك بن

ص: 170


1- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 9/2.
2- في تاريخ المسعودي 451/4 حج سليمان بن هشام بن عبد الملك.
3- زيد في تاريخ، المسعودي: و قيل: مسلمة بن عبد الملك.
4- بالأصل: الأنصار و المثبت عن م.

مروان، و إنما هو ابن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص (1)،يدل عليه ما أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد عبد الملك بن الحارث: إسحاق، و أبانا (2)،و إسماعيل، و روحا و خالدا المعروف بابن مطرة.

و ولي لهشام بن عبد الملك المدينة سبع (3) سنين، فأقحطوا فكان يقال: سنيّات خالد، و كان أهل البادية قد جلوا (4) إلى الشام.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (5):و أقام الحج - يعني سنة أربع عشرة - خالد بن عبد الملك بن [الحارث بن] (6) الحكم، ثم (7) عزله سنة تسع عشرة - يعني عن إمرة المدينة - و كتب إلى أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم فكان يصلي بالناس حتى قدم محمّد بن [إبراهيم بن] (8) هشام سنة تسع عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوّار، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد اللّه، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش، قال: حج بالناس خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي

ص: 171


1- و هذا ما ذكره المسعودي في مروج الذهب 451/4.
2- بالأصل و م: و أبان.
3- كذا بالأصل و نسب قريش للمصعب الزبيري ص 170، و قد مرّ في الخبر السابق أن هشام بن عبد الملك أمره على المدينة سنة 114 و عزله سنة 119 و في الطبري 217/8 أمرّه سنة 114 و عزله سنة 118 كما في الطبري 230/8.
4- الأصل و م «حلوا» و المثبت عن المختصر، و في نسب قريش: رحلوا.
5- انظر تاريخ خليفة ص 346.
6- الزيادة عن تاريخ خليفة.
7- تاريخ خليفة ص 357.
8- الزيادة عن تاريخ خليفة.

العاص بن أمية سنة أربع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي بن محمّد، أنا الحسن بن علي الشيرازي، أنا محمّد بن العباس، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر حدّثني خالد بن القاسم قال: استعمل هشام بن عبد الملك خالد بن عبد الملك على المدينة فكان يؤذي علي بن أبي طالب على المنبر، فسمعته يوما على منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو يقول: و اللّه لقد استعمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عليا و هو يعلم أنه كذا و كذا، و لكن فاطمة كلّمته فيه، قال محمّد بن عمر: فحدّثني أبو قديد قال: فرأيت داود بن قيس الفراء برك على ركبته، فقال: كذبت كذبت حتى خفّضه الناس.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني ابن أبي سبرة، عن صالح بن محمّد قال: نمت و خالد بن عبد الملك يخطب يومئذ ففزعت و قد رأيت في المنام كأن القبر انفرج و كأنّ رجلا يخرج منه يقول: كذبت كذبت فلما قامت الصلاة و صلينا سألت ما كان، فأخبرت بالذي تكلم به خالد بن عبد الملك.

1903 - خالد بن عتّاب بن ورقاء

ابن الحارث بن عمرو بن همّام بن رياح (1) بن يربوع

ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم

أبو سليمان التميمي الرّياحي اليربوعي (2)

كان أميرا على الري من قبل الحجّاج، فخافه فهرب إلى دمشق، و استجار بعبد الملك بن مروان فأجاره.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى ح.

و أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد المقرئ، نا محمّد بن مخلد بن حفص، قال:

ص: 172


1- الأصل: رباح، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 224 و م.
2- ذكره ابن حزم ص 227 قال: ولى الولايات.
3- الأصل و م «المحلي» و الصواب ما أثبت.

قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: خالد بن عتّاب بن ورقاء التميمي أبو سليمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: خالد بن عتّاب بن ورقاء التميمي أبو سليمان.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (1)،أنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال: قال أبو زيد عمر بن شبّة: فأما خبر خالد بن عتّاب الرّياحي فإن الحجاج كان استعمله على الريّ ، و كانت أمّه أمّ ولد، فكتب إليه الحجاج يلخن (2) أمّه و يقول: يا ابن أمتنا اللخناء، أنت الذي هربت عن أبيك حتى قتل، و قد كان حلف أن لا يسب أحد أمّه إلاّ أجابه كائنا من كان.

فكتب إليه خالد: كتبت تلخّنني، و تزعم أنني فررت عن أبي حتى قتل، و لعمري لقد فررت عنه و لكن بعد ما قتل، و حين لم أجد لي مقاتلا، و لكن أخبرني عنك يا ابن اللخناء المستفرمة (3) بعجم زبيب الطائف حين فررت أنت و أبوك يوم الحرّة على جمل ثفال (4)،أيكما كان أمام صاحبه.

فقرأ الحجاج الكتاب و قال: صدق:

أنا الذي فررت يوم الحرّة

ثم ثبتّ كرة بفرّة

و الشيخ لا يفرّ إلاّ مرة

ثم طلبه، فهرب إلى الشام، و سلّم بيت المال لم يأخذ منه شيئا.

ص: 173


1- الأغاني 232/17 مصورة دار الكتب.
2- اللخن: تغير الريح، و يقال: رجل ألخن و امرأة لخناء، من شتم العرب كأنهم يقولون: يا دنيء الأصل أو يا لئيم الأم، كما أشار إليه الراغب و لخنه لخنا: قال له دلك. و قيل: رجل ألخن و امرأة لخناء: لم يختنا (انظر القاموس).
3- المستفرمة، أو الفرماء، المرأة التي استعملت الفرم أو الفرمة - و هو دواء - لتضيق به فرجها. و هذه العبارة قالها للحجّاج عبد الملك بن مروان لما شكاه إليه أنس بن مالك لما ضيق عليه بعد ثورة ابن الأشعث.
4- الأصل: ثقال، و المثبت عن الأغاني، و هو البطيء.

فكتب الحجاج إلى عبد الملك بما كان منه، و قدم خالد الشام فسأل عن وزير عبد الملك فقيل له: روح بن زنباع فأتاه حين طلعت الشمس، فقال: إني جئتك مستجيرا، فقال: قد أجرتك إلاّ أن تكون خالدا قال: فأنا خالد فتغيّر، و قال: أنشدك اللّه إلاّ خرجت عني، فإني لا آمن عبد الملك فقال: انظرني [حتى] (1) تغرب الشمس، فجعل روح يراعيها حتى خرج خالد.

فأتى زفر بن الحارث الكلابي فقال: إني جئتك مستجيرا، قال: قد أجرتك، قال: إني خالد بن عتّاب، قال: و إن كنت خالدا.

فلما أصبح دعا ابنين له فتهادى بينهما و قد أسنّ ، فدخل على عبد الملك و قد أذن للناس، فلما رآه دعا (2) له بكرسي فوضع عند رأسه (3)،فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين إني قد أجرت عليك رجلا، فأجره قال: قد أجرته إلاّ أن يكون خالدا، قال:

فهو خالد، قال: لا و لا كرامة، فقال زفر لا بنيه: أنهضاني.

فلما ولّى قال: يا عبد الملك، و اللّه لو كنت تعلم أن يدي تطيق حمل القناة و رأس الجواد لأجرت من أجرت فضحك و قال: يا أبا الهذيل، قد أجرناه، فلا أرينّه، و أرسل إلى خالد بألفي درهم، فأخذها، و دفع إلى رسوله أربعة آلاف.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و أذن لي في روايته، و ناولني إياه - أنا محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا (4)،نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو عثمان عن التّوّزي، عن أبي عبيدة، قال: خطب عتّاب بن ورقاء الرّياحي على المنبر، فقال: أقول كما قال اللّه عز و جل في كتابه:

ليس شيء على المنون بباقي *** غير وجه المسبّح الخلاّق

فقيل له: أيها الأمير، هذا قول عدي بن زيد (5) فقال: فنعم و اللّه ما قال عدي بن زيد.

ص: 174


1- زيادة عن الأغاني للإيضاح.
2- عن هامش الأصل، و بجانبها كلمة صح.
3- الأغاني: فراشه.
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 365/3.
5- البيت في ديوانه ص 150 و الأغاني 113/2.

قال ابن دريد: أنا أبو عثمان في عقب هذا الحديث و لم يسنده إلى أحد، قال: أتى عتّاب بن ورقاء بامرأة من الخوارج فقال لها: يا عدوة اللّه، ما حملك على الخروج علينا؟ أ ما سمعت اللّه يقول:

كتب القتل و القتال علينا *** و على المحصنات جرّ الذيول

فقالت: جهلك بكتاب اللّه حملني على الخروج عليك و على أئمتك يا عدو اللّه.

1904 - خالد بن عثمان

و يقال خالد بن عدي بن سعد (1) بن مالك بن بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي.

يقال له المجراش.

كان على شرطة هشام بن عبد الملك، و شرطة الوليد بن يزيد، و حضر خالد بن عثمان يوم نهر أبي فطرس مع بني أمية فقتل معهم، له ذكر.

1905 - خالد بن أبي عثمان بن عبد اللّه بن خالد

ابن أسيد بن أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس

أبو أميّة القرشي الأموي البصري (2)

روى عن عروة بن الزبير، و سعيد بن جبير، و أيوب و سليط ابني عبد اللّه بن يسار، و ثمامة بن عبد اللّه بن أنس، و ابن كيسان.

روى عنه: شعبة، و ابن مهدي، و أبو داود، و أبو الوليد الطيالسيان، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و أبو سلمة التّبوذكي، و مؤمّل بن إسماعيل، و عبد الصمد بن عبد الوارث، و أبو عبيدة معمر بن المثنى، و حرمي بن حفص القسملي، و أبو عاصم النّبيل، و عفّان بن مسلم.

ص: 175


1- في ابن حزم ص 457 سعيد.
2- ترجمته في طبقات خليفة صفحة 385 رقم 1894 و تاريخ خليفة (الفهارس) التاريخ الكبير 163/1/2 و الجرح و التعديل 345/2/1 و سير الأعلام 194/7.

و وفد على الوليد بن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الأصبهاني، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عيسى بن مزيد الخشاب، نا عبد العزيز بن معاوية القرشي، نا حرمي بن حفص، نا خالد بن أبي عثمان، عن أيوب بن عبد اللّه بن يسار، عن عمرو بن أبي عقرب، قال: سمعت عتّاب بن أسيد و هو مسند ظهره إلى الكعبة يقول: ما أصبت من عملي الذي استعملني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلاّ ثوبين معقّدين (1) كسوتهما مولاي كيسان.

قرأنا على أبي غالب أحمد و أبي عبد اللّه يحيى ابني أبي علي الفقيه، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (2)الصّيدلاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا خالد بن أبي عثمان، قال: شهدت عروة بن الزبير قطع رجله و كواها، و كان قطعه إياها بدمشق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر الذّهلي، نا محمّد بن عبدوس، نا زهير - يعني ابن حرب-، نا عبد الرّحمن، أخبرني خالد بن أبي عثمان، قال: صلّيت خلف عمر بن عبد العزيز فسلّم واحدة.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي بن محمّد في كتابه، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحاكم، نا محمّد - هو - ابن سليمان، نا محمّد - هو - ابن إسماعيل البخاري، نا إسحاق - هو - ابن راهوية، نا عبد الصمد - هو - ابن عبد الوارث، قال: قال أبو أمية: خالد بن أبي عثمان:

ولدت أنا و عمر بن عبد العزيز في شهر، و كان ابن عمه قاضي البصرة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو

ص: 176


1- الثوب المعقد: ضرب من برود هجر (اللسان: عقد)، و هجر: من مدن اليمن.
2- الأصل:«خرقة» و الصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 198/17.

الحسن بن السقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال:

سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى القطان، يروي عن عبد اللّه بن أبي عثمان، و قد سمع عبد الصمد، و ابن مهدي من خالد بن أبي عثمان، قلت ليحيى، و هو أخوه ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):في الطبقة الثامنة من أهل البصرة:

خالد بن أبي عثمان بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، أمّه جويرية بنت عتّاب بن أسيد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، نا محمّد بن إسماعيل قال (2):خالد بن أبي عثمان القرشي الأموي البصري، نسبه حرمي بن حفص، يروي عن أيوب و سليط ابني عبد اللّه، و سعيد بن جبير، روى عنه مؤمّل بن إسماعيل، و قال إسحاق: نا عبد الصمد، قال أبو أمية خالد بن أبي عثمان القرشي: ولدت أنا و عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه في (3) شهر، و كان ابن عمه قاضي البصرة.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو أمية خالد بن أبي (4) عثمان الأموي، عن أيوب و سليط ابني عبد اللّه (5)،و سعيد بن جبير، روى عنه عبد الصمد و أبو سلمة.

قرأت على أبي الفضل الحافظ ، عن أبي الفضل الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 177


1- طبقات خليفة بن خياط رقم 1894 صفحة 385.
2- التاريخ الكبير 163/1/2-164.
3- الأصل:«بن» و المثبت عن البخاري.
4- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
5- بالأصل و م:«عن أيوب و عبد اللّه بن سليط ».

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو أمية خالد بن أبي عثمان القرشي، عن أيوب و سليط ابني عبد اللّه.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي (1) علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو أمية خالد، و يقال خليد بن أبي عثمان القرشي الأموي البصري، عن سعيد بن جبير،[و أيوب] و سليط ابني عبد اللّه بن يسار (2)،روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث، و حرمي بن حفص العتكي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي أحمد بن عبد اللّه في كتابه ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ ، قال: سمعت أبي يقول: نا أبو داود، نا خالد بن أبي عثمان، و كان ثقة.

قال: و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: خالد بن أبي عثمان القرشي ثقة، قال: و سمعت أبي يقول: خالد بن أبي عثمان لا بأس بحديثه (4).

1906 - خالد بن عمران

و ليس بالمصري و أظنه خالد بن أبي عثمان البصري، حكى عن عروة بن الزبير، و كان معه بدمشق حين قطعت رجله.

روى عنه: عبد الرّحمن بن مهدي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا الشريف أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد اللّه الهاشمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي فيما أجاز لنا، نا يعقوب بن إبراهيم، نا عبد الرّحمن، عن خالد بن أبي عمران أن عروة بن الزبير وقعت في رجله الأكلة فأرسل الوليد إلى الأطباء فقالوا: هذه الأكلة و إن لم تقطعها ارتفعت قال: فقطعها و أنا معه بالشام.

ص: 178


1- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- بالأصل و م:«و سليط و عبد اللّه ابن يسار» و الصواب ما استدركناه و ما صححناه قياسا إلى ما مرّ.
3- الجرح و التعديل 345/2/1.
4- في سير الأعلام 195/7 قال الذهبي: أظنه عاش مائة عام.

كذا نقلته من خط أبي بكر بن فطيس الوراق بن أبي عمران، و هو وهم، و الصواب ما تقدم.

1907 - خالد بن عمرو العقيلي

حكى عن هارون بن محمّد العقيلي.

حكى عنه أحمد بن المعلّى الأسدي.

1908 - خالد بن عمير بن الحباب بن جعدة بن إياس

ابن حزابة بن محارب بن هلال السّلمي الذّكواني

ممن غزا القسطنطينة مع مسلمة بن عبد الملك.

حكى عنه خالد بن سعيد الأموي و كان فارسا شاعرا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني ببغداد، نا أبو عمر، عبد الوهاب بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد المديني، أنا أحمد بن محمّد بن عمر النسائي، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، قال: و أخبرني العباس بن هشام، عن أبيه، عن خالد بن سعيد الأموي، عن خالد بن عمير الحباب، قال: كنا مع مسلمة بن عبد الملك في غزوة القسطنطينية فخرج إلينا رجل من الروم فدعا إلى المبارزة، فخرجت إليه فاقتتلنا فسقط كل واحد منا عن فرسه، فأخذته أسيرا فأتيت به مسلمة فساءله قال: و كان رجلا جسيما جميلا، فأراد أن يبعث به إلى هشام بن عبد الملك، و هو يومئذ بحرّان فقلت: أصلح اللّه الأمير إن رأيت أن توليني الوفادة (1) به إليه قال: إنك لأحقّ الناس بذلك فبعث به معي، فكلّمناه و ساءلناه فجعل لا يكلّمنا حتى انتهينا إلى موضع فقال: ما يقال لهذا الموضع ؟ قال: فإذا [هو] (2) فصيح اللسان، قلنا: هذا الحريش (3) و تل مجزى (4) فقال (5):

ص: 179


1- الأصل «الوفاة» و المثبت عن م.
2- زيادة عن مختصر ابن منظور و اللفظة في المختصر مستدركة بين معكوفتين.
3- قرية من كورة الفرج من أعمال الموصل (ياقوت) و ذكره في تلّ محرى: الجريش بالجيم.
4- في ياقوت: تلّ محرى بفتح الميم و سكون الحاء المهملة و الراء و القصر. و هو تل بحري، بليدة بين حصن مسلمة بن عبد الملك و الرقة.
5- البيتان في معجم البلدان «تل محرى» بدون نسبة.

ترى (1) بين الحريش و تل مجزى *** فوارس من نمارة غير ميل

فلا جزعين إن ضرّاء نابت *** و لا فرحين (2) بالخير القليل

قال: ثم سكت فكلّمناه و قلنا: من أنت ؟ فلم يرد علينا شيئا، فلما انتهينا إلى الرّها قال: دعوني فلأصلي في بيعتها قلنا: دونك، قال: فصلّى و كلّ ذلك لا يكلّمنا، فلما انتهينا إلى حرّان قال: أي مدينة هذه ؟ قلنا: هذه مدينة حرّان، قال: أما إنها أول مدينة بنيت بعد بابل، ثم سكت، فأقبلنا عليه فقلنا: كلمنا ما حالك ؟ فأبى أن يكلّمنا، فلما دخلنا حرّان قال: دعوني حتى استحم في حمّامها، فاطّلى ثم خرج كأنه برطيل (3) فضة بياضا و عظما.

قال: فأدخلته (4) على هشام، فأخبرته كيف كان أمره و ما جعل يسألنا عنه، فقال له هشام: ممن أنت ؟ قال: أنا رجل من إياد ثم أحد بني حذافة فقال: ويحك أراك رجلا عربيا لك جمال و فصاحة، فأسلم تحقن دمك و نسني (5) عطاءك قال: إن لي ب [بلاد] الروم أولادا، قال: و نفك ولدك، قال: ما كنت لأرجع عن ديني، فأقبل به هشام و أدبر، فأبى، فقال: دونك فاضرب عنقه، قال: فضربت عنقه (6).

1909 - خالد بن غفران

من أفاضل التابعين كان بدمشق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد البيهقي في كتابه، و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد عنه، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الحسين علي بن محمّد الأديب يذكر بإسناد له: أن رأس الحسين بن علي لما صلب بالشام أخفى خالد بن غفران، و هو من أفاضل التابعين شخصه عن أصحابه فطلبوه شهرا حتى وجدوه فسألوه عن عزلته، فقال: أ ما ترون ما نزل بنا ثم أنشأ يقول:

ص: 180


1- معجم البلدان: ثوى بين الجريش و تل بحري.
2- معجم البلدان: فلا جزعون... و لا فرحون.
3- البرطيل: بالكسر، حجر أو حديد طويل صلب خلقة ينقر به الرحى (القاموس).
4- بالأصل: فإذا دخلته.
5- معجم البلدان: و نحسن.
6- الخبر نقله ياقوت في معجم البلدان «تل محرى».

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، قال: أنشدني الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ في مجلس الأستاذ أبي منصور الحشاذي على حجزته في قتل الحسين (1) بن علي:

جاءوا برأسك يا ابن بنت محمّد *** متزمّلا بدمائه تزميلا

و كأنما بك يا ابن بنت محمّد *** قتلوا جهارا عامدين رسولا

قتلوك عطشانا و لم يترقّبوا *** في قتلك التنزيل و التأويلا

و يكبّرون بأن قتلت و إنما *** قتلوا بك التكبير و التهليلا

لفظهما سواء، و لم يذكر الصابوني لهما إسنادا.

1910 - خالد بن كيسان

1910 - خالد بن كيسان (2)

ولي غزو البحر في أيام بني أمية.

أنبأنا أبو بكر الأنصاري، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، أنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال: سنة تسعين فيها أسرت الروم خالد بن كيسان صاحب البحر فذهبت به إلى مدينة الكفر القسطنطينية (3) فأهداه صاحبها إلى الوليد بن عبد الملك و هو عام غزا مسلمة ففتح اللّه على يديه (4).

1911 - خالد بن اللجلاج

أبو إبراهيم العامري (5)

و يقال مولى بني زهرة من أهل دمشق و لأبيه اللجلاج صحبة.

ص: 181


1- بالأصل و م «الحسن».
2- ترجمته في بغية الطلب 3095/7.
3- بالأصل: القسطنطينة.
4- الخبر نقله ابن العديم: بغية الطلب 3095/7-3096.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 70/2 و الاستيعاب 415/1 هامش الإصابة و أسد الغابة 584/1 و الإصابة 469/1.

روى عن أبيه اللجلاج، و عمر بن الخطاب، و عبد الرّحمن (1) بن عائش الحضرمي، و قبيصة بن ذؤيب.

روى عنه: أبو قلابة، و مكحول، و عبد الرّحمن و يزيد ابنا يزيد بن جابر، و مكحول، و مسلمة بن عبد اللّه الجهني، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و زرعة بن إبراهيم الدمشقي، و الأوزاعي، و عثمان بن أبي العاتكة، و زيد بن واقد، و عبد اللّه بن سلمة المرادي على ما قيل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أحمد بن سليمان بن زيان، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، و الوليد بن مسلم، قالا: نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال: مر بنا خالد بن اللجلاج فقال له مكحول: يا أبا إبراهيم حدّثنا حديث عبد الرّحمن بن عائش، فقال خالد: سمعت عبد الرّحمن بن عائش الحضرمي يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«رأيت ربي الليلة في أحسن صورة فقال لي: يا محمّد فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال:

قلت: لا أعلم، فوضع كفه بين كتفيّ فوجدت بردها بين ثدييّ ، فعلمت ما في السموات و الأرض ثم تلا وَ كَذٰلِكَ نُرِي إِبْرٰاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (2) ثم قال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمّد؟ قلت: في الكفارات يا رب قال: و ما هن ؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجمعات، و الجلوس في المساجد خلف الصلوات، و إبلاغ الوضوء أماكنه في المكاره، من يفعل ذلك يعش بخير، و يمت بخير، و يكن من خطيئته كيوم ولدته أمّه، و من الدرجات إطعام الطعام، و بذل السلام و أن تقوم بالليل و الناس نيام.

ثم قال: قل يا محمّد، و اشفع تشفع، و سل تعطه. قال:«إني أسألك الطيبات و ترك المنكرات، و حب المساكين، و أن تغفر لي و تتوب عليّ و إن أردت بقوم فتنة فتوفّني و أنا غير مفتون» ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تعلموهن فو الذي نفسي بيده إنّهنّ لحق»[3876].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن

ص: 182


1- عن تهذيب التهذيب:«عبد الرحمن» و بالأصل هنا «عمر» و سيأتي صوابا.
2- سورة الأنعام، الآية:75.

رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال خالد بن اللجلاج، قال لي أبو مسهر: هو مولى زهرة.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي قال: قال أبو زكريا - يعني يحيى بن معين-: و خالد بن اللّجلاج من بني زهرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل الباقلاني، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):

في الطبقة الأولى من أهل الشامات: خالد بن اللّجلاج دمشقي.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، قال:

و خالد بن اللّجلاج مولى بني زهرة، كان يلي الشرط بدمشق.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي مسهر، قال خالد بن اللجلاج مولى لبني زهرة، دمشقي.

قال: و نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه محمد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال: أبو إبراهيم خالد بن اللّجلاج مولى بني زهرة عن أبي مسهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: خالد بن اللّجلاج كان على بناء مسجد دمشق مولى لبني زهرة.

ص: 183


1- طبقات خليفة بن خياط ص 564 رقم 2908.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 332/1-333.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أبو الفضل: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):خالد بن اللّجلاج أبو إبراهيم العامري شامي، سمع عمر بن الخطاب، و أباه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو إبراهيم خالد بن اللّجلاج، عن أبيه، و عبد الرّحمن بن عائش، روى عنه أبو قلابة، و عبد الرّحمن و يزيد ابنا يزيد بن جابر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو إبراهيم خالد بن اللّجلاج شامي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أنا أبو علي الأصبهاني إجازة، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):خالد بن اللّجلاج أبو إبراهيم الشامي العامري حمصي، روى عن عمر مرسل، و عن أبيه، و له (3) صحبة، و عن عبد الرّحمن بن عائش الحضرمي، روى عنه مكحول، و سلمة بن عبد الرّحمن الجهني، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي، أنا محمّد بن محمّد، قال: أبو إبراهيم خالد بن اللّجلاج العامري الشامي الدّمشقي، سمع عمر بن الخطاب و أباه، روى عنه أبو قلابة الجرمي (4)،و يزيد و عبد الرّحمن ابنا يزيد بن جابر.

ص: 184


1- التاريخ الكبير 170/1/2.
2- الجرح و التعديل 349/2/1.
3- الجرح: و لأبيه صحبة.
4- اسمه عبد اللّه بن زيد بن عمرو أو عامر، مات سنة 104 ترجمته في تهذيب التهذيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: خالد بن اللّجلاج كان على بناء المسجد الغرب قلت له:

ولاؤه لبني زهرة ؟ قال: نعم، قال: و كان جناح على الشرق، قلت: له أي سنة فتح دمشق ؟ قال: سنة أربع عشرة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):قال عبيد بن يعيش، عن يونس، عن ابن إسحاق، قال لي مكحول: كان خالد ذا سن و صلاح، جريء اللسان على الملوك و الغلظة (2) عليهم.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن علي بن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن العباس، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، حدّثني أبو محمّد التميمي، عن أبي مسهر، قال: كان خالد بن اللّجلاج - يفتي (3) مع مكحول-.

1912 - خالد بن محمّد بن خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة،

أبو القاسم الحضرمي

من أهل بيت [لهيا] (4).

حدّث عن جده لأمه أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطّبراني، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو محمّد بن أبي نصر، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو عبد اللّه بن مندة، و قال: هو خالد بن أحمد.

ص: 185


1- التاريخ الكبير 170/1/2.
2- عند البخاري: في الغلظة.
3- بالأصل و م: يعني، و المثبت عن تهذيب التهذيب 71/2.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 394/7. و بيت لهيا: قرية مشهورة بغوطة دمشق.

أخبرنا أبو محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد البجلي، أنا أبو القاسم خالد بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن يحيى، نا عمرو بن هاشم، نا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عثمان، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان لا يقوم من مجلس إلاّ دعا:«اللّهم ارزقني من خشيتك ما يحول بيني و بين معاصيك، و من طاعتك ما تدخلني به جنتك، و من التقوى ما تهون به عليّ مصائب الدنيا، و امتعني سمعي و بصري و قوّتي ما أحييتني، و اجعلهم الوارث مني، و اجعل ثأري على من ظلمني، و انصرني على من عاداني، و لا تجعل مصيبتي في ديني، و لا تجعل الدنيا أكبر همي، و لا مبلغ علمي، و لا تسلط عليّ من لا يرحمني»[3877].

1913 - خالد بن محمّد الثقفي

1913 - خالد بن محمّد الثقفي (1)

روى عن بلال بن أبي الدرداء، و عبد الرّحمن بن سلمة الجمحي، و عمر بن عبد العزيز، و بلال بن سعد.

روى عنه: محمّد بن الوليد الزّبيري، و أبو بكر بن أبي مريم، و محمّد بن عمر الطائي، و معاوية بن صالح الحمصيون، و أظنه سكن حمص.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطان، و أبو نصر بن الجندي، و عبد الرّحمن بن الحسين بن أبي العقب ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا الحكم بن نافع، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن خالد بن محمّد الثقفي، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«حبك الشيء يعمي و يصمّ »[3878].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زيد الحوطي، نا محمّد بن مصعب القرقساني ح، قال: قال: و نا أبو شعيب الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي (2)،قالا: نا أبو بكر بن أبي مريم ح.

ص: 186


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 71/2 و زيد في نسبه فيه: الدمشقي.
2- الأصل و م «البابلي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 318/10.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، و أنا أبو يعلى، نا أبو الربيع سليمان بن داود البغدادي، نا بقية، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، حدّثني خالد بن محمّد الثقفي، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«حبك الشيء يعمي و يصمّ »[3879].

أخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسن بن المهتدي، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي السّكّري، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا سليمان بن عمر الرّقّي، نا بقية، عن أبي بكر الغسّاني، عن خالد بن محمّد الثقفي، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«حبك الشيء يعمي و يصمّ »[3880].

أخبرنا أبو بكر الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور بن المبارك، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1) في الطبقة الأولى من أهل الشامات: خالد بن محمّد ثقفي دمشقي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة الدمشقي، قال: في الطبقة الرابعة من أهل دمشق و الأردن: خالد بن محمّد الثقفي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمّد، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: خالد بن محمّد الثقفي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ح.

و حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن

ص: 187


1- طبقات خليفة بن خياط ص 564 رقم 2907.

محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):خالد بن محمّد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، قال أبو بكر بن أبي مريم عن خالد بن محمّد، عن بلال بن أبي الدرداء،[عن أبي الدرداء] (2) عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«حبك الشيء يعمي و يصمّ »، و قال الوليد:

عن أبي بكر، عن بلال، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و قال سعيد بن أبي أيوب، عن حميد بن مسلم، سمع أم الدرداء، عن أبي الدرداء قوله[3881].

ثم قال عقيبه (3):خالد بن محمّد الثقفي مرسل عن عمر، قاله عبد اللّه بن صالح، عن معاوية بن صالح.

كذا قال و تابعه ابن أبي حاتم على التفرقة بينهما فقال في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد بن علي إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال في نسب الذي يروي عن عمر مرسلا: خالد بن محمّد بن خالد بن الزبير الثقفي، روى عن عمر [مرسل] (5) و شيخ من كنانة، عن عمر، روى عنه حجّاج بن أرطأة، و معاوية بن صالح، و قال: سمعت أبي يقول ذلك.

و قال ابن أبي حاتم (6):سألت أبي عنه فقال: هو ثقة.

و عندي أنهما واحد (7)،و اللّه أعلم.

1914 - خالد بن معاذ القرشي

كان يسكن المقسلاط (8)،له ذكر، ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز.

ص: 188


1- التاريخ الكبير للبخاري 171/1/2-172 ترجمة رقم 584.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن البخاري.
3- في ترجمة مستقلة 172/1/2 رقم 585.
4- الجرح و التعديل 350/2/1 ترجمة 1579.
5- الزيادة عن الجرح و التعديل.
6- قول ابن أبي حاتم هذا جاء في آخر ترجمة خالد بن محمد الثقفي الذي يروي عن بلال، ترجمته فيه 1580.
7- يعني خالد بن محمد بن خالد بن الزبير و خالد بن محمد الثقفي. راجع ما مرّ بشأنهما بالتفصيل في التاريخ الكبير 171/1/2-172 و الجرح و التعديل 350/2/1.
8- هو موضع النحاسين (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 11).

1915 - خالد بن معاوية بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

له ذكر، و كان له ابن اسمه الوليد له عقب.

1916 - خالد بن معدان بن أبي كرب

أبو عبد اللّه الكلاعي الحمصي (1)

كان يتولى شرطة يزيد بن معاوية.

روى عن أبي عبيدة بن الجرّاح، و معاذ بن جبل، و عبادة بن الصامت، و أبي الدّرداء، و أبي هريرة، و معاوية، و عبد اللّه بن عمرو، و أبي أمامة، و ثوبان، و المقدام بن معدي كرب، و أبي ذرّ الغفاري، و عتبة بن الندر، و عبد اللّه بن بسر (2)، و عبد الرّحمن بن أبي عميرة، و الحارث بن الحارث العامري، و ذي مخبر (3)،و عتبة بن عبد، و أبي الغادية، و عبد اللّه بن عائذ الثّمالي، و جبير بن نفير، و كثير بن مرّة، و عمير بن الأسود، و أبي زهير الأنماري، و ربيعة بن الغاز الحرشي، و عبد اللّه بن عمرو، و عبد اللّه بن سعد الأنصاري، و أبي عثمان يزيد بن مرثد الهمداني (4)، و عبد الرّحمن بن عمرو السلمي، و حجر بن حجر الكندي، و أبي قتيلة (5)،و مالك بن يخامر، و أبي بحريّة، و أبي زياد حيان بن سلمة، و عبد الرّحمن بن أبي بلال.

روى عنه: بحير بن سعد، و ثور بن يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، و الأحوص بن حكيم، و إبراهيم بن أبي عبلة، و ثابت بن ثوبان، و ابنه عبد الرّحمن بن ثابت (6)،و حريز (7) بن عثمان، و ابنته عبدة بنت خالد بن معدان.

ص: 189


1- ترجمته في طبقات ابن سعد 455/7 طبقات خليفة رقم 2928 و بغية الطلب 3101/7، تهذيب التهذيب 72/2 و فيه «بن أبي كريب» الوافي بالوفيات 263/13 سير الأعلام 536/4 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- في ابن العديم: بشر.
3- و هو ابن أخي النجاشي.
4- في ابن العديم: و أبي يزيد بن مزيد الهمداني.
5- اسمه مرثد، ضبطت اللفظة عن تقريب التهذيب، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 399/5 و في أسد الغابة و ابن العديم: أبي قبيلة.
6- الأصل: ثوبان.
7- غير واضح إعجامها، و الصواب ما أثبت عن م، و انظر تهذيب التهذيب و سير الأعلام.

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنا شجاع، و أحمد ابنا علي بن شجاع، و عبد الرّحمن بن محمّد بن زياد، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد بن سعدوية، أنا أبو طاهر الهزاني، و أبو عيسى بن زياد، و أبو بكر بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو شكر حمد بن أحمد بن حمد بن الخطاب، أنا المطهر بن عبد الواحد البزاني (1)،و محمّد بن عمر الطّهراني ح، و حدّثني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد إملاء، أنا أبو عيسى بن زياد، و أبو بكر بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو القاسم رستم بن محمّد بن أبي عيسى، و أبو المظهر بندار بن أبي زرعة بن بندار، و أبو جعفر محمّد بن غانم بن أبي نصر، قالا: أنا أبو عيسى بن زياد ح.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل البزاني ح.

و أخبرنا أبو العباس حمد بن سلامة بن الرطبي، و أبو المناقب ناصر بن حمزة الحسني، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمّد الدّشتي، و أبو منصور فادشاه بن أحمد، و أبو (2)عبد اللّه محمّد بن حمد بن أحمد، و محمّد بن إبراهيم بن محمّد، و ظفر بن إسماعيل بن الحسن، و أبو غانم أحمد بن عبد الواحد بن محمد، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمد بن سليم، و أبو عبد اللّه الحسين بن حمد بن محمد، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان، و أبو القاسم عبد الجبار بن أبي غالب الزعفراني، قالوا:

أنا أبو بكر بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن مندة، قالوا: أنا أحمد بن محمد بن المرزبان، نا محمد بن إبراهيم، نا محمد بن سليمان، نا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، و ما أطعمت ولدك فهو لك

ص: 190


1- ترجمته في سير الأعلام 549/18.
2- بالأصل «و أبا».

صدقة، و ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة، و ما أطعمت خادمك فهو لك صدقة»[3882].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا أبو القاسم السّلمي، أنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا داود بن رشيد، نا إسماعيل بن عياش، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«للشهيد عند اللّه خصال: يغفر له أول دفعة من دمه، و يرى مقعده من الجنة، و يحلّى حلة الإيمان، و يزوج من الحور العين، و يجار من عذاب القبر، و يأمن من الفزع الأكبر، و يوضع على رأسه تاج الوقار؛ الياقوتة منه خير من الدنيا و ما فيها، و يشفّع في سبعين إنسانا من أهل بيته»[3883].

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا عبد الرّحمن بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا علي بن سهل الرملي، نا الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصّامت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«عليك بالسمع و الطاعة في عسرك و يسرك و منشطك و مكرهك، و لا ينازع الأمر أهله»[3884].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمد بن السقّا، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمد يقول:

قيل ليحيى بن معين: سمع خالد بن معدان من عبادة ؟ قال: ما أشبهه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء محمد بن علي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل (1) بن غسان، نا أبي، عن يحيى بن معين، قال: خالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي (2).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا [أبو] (3) القاسم

ص: 191


1- الأصل: الفضل و المثبت عن م.
2- نقله ابن العديم: بغية الطلب 3102/7.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن م.

الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: قال أبي:

خالد بن معدان أبو عبد اللّه (1).

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن محمد، نا عبد العزيز أحمد، أنا تمام بن محمد، نا جعفر بن محمد، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (2)،قال في الطبقة الثالثة: خالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي، يكنى أبا عبد اللّه، توفي سنة أربع و مائة، سمعت نسبه من علي بن عياش (3).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: خالد بن معدان الكلاعي حمصي.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي، قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (4):خالد بن معدان الكلاعي سمع أبا أمامة و عمير بن الأسود، و جبير بن نفير، و المقدام، و عن كثير بن مرّة، و قال إسحاق: كنيته أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا محمد بن عبد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول (5):أبو عبد اللّه خالد بن معدان، سمع أبا أمامة، روى عنه بحير (6) بن سعد.

ص: 192


1- نقله ابن العديم 3102/7.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 243/1 و نقله عنه ابن العديم 3103/7.
3- في ابن العديم:«عباس» خطأ.
4- التاريخ الكبير للبخاري 176/1/2.
5- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 136.
6- الأصل:«يحيى» خطأ.

قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه خالد بن معدان (1).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (2)،قال:

خالد بن معدان الكلاعي شامي لقي من الصحابة أبا أمامة، و المقدام بن معدي كرب، و عتبة بن عبد، و ابن أبي عميرة، و عبد اللّه بن بسر، و الحارث بن الحارث الغامدي (3)، و ذا مخبر، و عتبة بن ندّر، و أبا الغادية، و عبد اللّه بن عائذ الثّمالي، روى عنه بحير (4) بن سعد، و ثور بن يزيد، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا محمد بن محمد الحاكم، قال: أبو عبد اللّه خالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي الشامي الحمصي، سمع الصّدي بن عجلان، و المقدام بن معدي كرب.

و حكى أبو عمرو السكسكي عنه أنه قال: لقد لقيت سبعين رجلا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عنه محمد بن إبراهيم بن الحارث، و بحير بن سعد، و ثور بن يزيد، و زياد بن سعد بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال: خالد بن معدان أبو عبد اللّه الكلاعي الشامي، سمع أبا أمامة، و المقدام بن معدي كرب، و عمير بن الأسود العبسي، روى عنه ثور بن يزيد في «البيوع» و «الأطعمة» و غير ذلك.

قال البخاري (5):و قال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربع و مائة، و قال عمرو بن علي: مات سنة ثلاث و مائة، و قال الواقدي و الهيثم بن عدي: مات سنة ثلاث و مائة.

ص: 193


1- نقله ابن العديم 3103/7.
2- الجرح و التعديل 351/2/1 و نقله عنه ابن العديم 3104/7.
3- في الأصل: الغامري، و المثبت عن الجرح و التعديل.
4- نقله ابن العديم 3103/7.
5- التاريخ الكبير 176/1/2.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي في كتابه، أنا علي بن المحسّن التنوخي، أنا محمد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد، نا أحمد بن محمد بن عيسى، حدّثني يزيد بن محمد ح.

و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر، نا ابن عياش، قال: حدثتنا عبدة بنت خالد، و أم الضحاك بنت راشد مولاة خالد بن معدان أن خالد بن معدان: قال: أدركت سبعين رجلا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة النّصري (2)،نا أبو مسهر، نا إسماعيل بن عياش، عن أم عبد اللّه بنت خالد، و أم الضحاك مولاته، قالتا: أدرك خالد بن معدان سبعين من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل:

و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قالا: قال أبو مسهر: حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن عبدة بنت خالد أن خالد بن معدان أدرك سبعين من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلم. و قال يزيد بن عبد ربه: سمعت بقية حدّثني بحير بن سعد، قال: ما رأيت أحدا كان ألزم (4) للعلم من خالد بن معدان كان علمه في مصحف (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن داود، نا

ص: 194


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 537/4-538.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 350/1.
3- التاريخ الكبير للبخاري 176/1/2.
4- التاريخ الكبير: أكرم.
5- زيد في تهذيب التهذيب و سير الأعلام:«له أزار و عرى» و سترد هذه الزيادة في الخبر التالي.

عيسى بن يونس، قال: و سمعته يقول: خالد بن معدان صاحب شرطة يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي، نا الحسن بن علي، نا محمّد بن داود الحرّاني، نا عيسى بن يونس، نا ثور - و كان قدريا - عن خالد بن معدان، و كان صاحب شرطة يزيد.

أخبرنا أبو محمّد بن المزكّي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني يزيد بن عبد ربه، نا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، قال: ما رأيت أحدا ألزم (2) للعلم من خالد بن معدان، و كان علمه في مصحف له أزرار و عرى.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنا الحكم بن المبارك، أنا بقية، عن أم عبد اللّه بنت خالد، قالت: ما رأيت أحدا ألزم للعلم من أبي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني حيوة بن شريح، عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، قال: كتب الوليد بن عبد الملك إلى خالد بن معدان في مسألة فأجابه فيها خالد، فحمل القضاة على قوله.

قال: و نا أبو زرعة (4).

حدّثني خالد بن خلي، نا بقية، عن ثور بن يزيد، قال: كتب لخالد بن معدان إلى بعض الخلفاء فبدأ بنفسه.

ص: 195


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 349/1-350.
2- في تاريخ أبي زرعة: أكرم.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 351/1.
4- المصدر نفسه 350/1.

قال: و نا أبو زرعة (1)،نا هشام، عن بقية، عن ثور بن يزيد، قال: كتب إلى الوليد بن عبد الملك فبدأ بنفسه - يعني خالدا-.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني الربيع بن روح الحمصي، نا بقية، نا عمر - يعني ابن جعثم - قال: كان خالد بن معدان إذا قدم لم يقدر (2) أحد منهم يذكر الدنيا عنده هيبة له.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد السّرخسي، أنا أبو عمران عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا إبراهيم بن إسحاق، عن بقية، حدّثني حبيب بن أبي صالح، قال: ما خفنا أحدا من الناس مخافة خالد بن معدان.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، نا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (3)،حدّثني الوليد بن عتبة، نا بقية بن الوليد، قال: كان الأوزاعي يعظّم خالد بن معدان، فقال لنا: له عقب ؟ فقلنا: له ابنة، قال: فأتوها فسلوها عن هدي أبيها، قال: فكان سبب اتياننا عبدة بسبب الأوزاعي.

قال: و نا أبو زرعة (4)،نا الوليد بن عتبة، نا الوليد بن مسلم، قال: كان الأوزاعي يفضل خالد بن معدان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي

ص: 196


1- المصدر نفسه 351/1.
2- الأصل:«يدر» و الصواب عن سير الأعلام 538/4.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 350/1.
4- المصدر نفسه 350/1.

أحمد، قال (1):خالد بن معدان شامي تابعي ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا محمّد بن محمّد الكرجي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: خالد بن معدان حمصي ثقة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر أبو الطّيّب الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا أبو صالح الحكم بن موسى، نا إسماعيل بن عياش، حدّثني صفوان بن عمرو، قال:

رأيت خالد بن صفوان إذا عظمت حلقته قام كراهية الشهرة.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، نا محمّد بن أحمد بن النضر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن صفوان بن عمرو، قال: كان خالد بن معدان إذا أمر الناس بالغزو كان فسطاطه أول فسطاط يضرب بدابق (2).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا محمّد بن عبد اللّه بن الزبير ح.

[قال: و نا عبد الرّحمن بن العباس، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا عبد اللّه بن عمر، نا أبو أسامة قالا: نا سفيان عن ثور، قال ابن الزبير] (3):عن رجل قال: قال خالد بن معدان: ما أحب أن دابة في برّ و لا بحر تفديني الموت، و لو كان الموت غاية يستبق إليها ما سبقني أحد إلاّ سابق يسبقني إليها بفضل قوته (4).

قال: و نا عبد الرّحمن بن العباس، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا سعيد بن يحيى، نا أبي، نا الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، قال: و اللّه لو كان الموت

ص: 197


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 142.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3105/7 و سير الأعلام 538/4. و دابق بكسر الباء و روي بالفتح، قرية قرب حلب من أعمال عزاز بينها و بين حرب أربعة فراسخ (معجم البلدان).
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه.
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3106/7 و انظر حلية الأولياء 210/5.

في مكان موضوعا لكنت أول من يسبق إليه (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن سهلويه، نا الحسن بن علي الخلال، أنا أبو أسامة، قال: كان الثوري إذا جلسنا معه إنما نسمع (2) الموت الموت، فحدّثنا عن ثور، عن خالد بن معدان، قال: لو كان الموت علما يسبق (3) إليه ما سبقني إليه أحد إلا أن يسبقني رجل بفضل قوته، قال: فما زال الثوري يحب خالد بن معدان منذ بلغه هذا الحديث عنه (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الحسن علي بن زيد، قالا: أنا نصر بن إبراهيم ح.

و أخبرنا أبو الحسن الفرضي أيضا، أنا أبو محمّد بن فضيل، قالا: أنا أبو الحسن (5) بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عامر بن يحيى، عن من حدثه، عن خالد بن معدان، قال: ما أحدث اللّه لي نعمة قط إلاّ أحدثت له بها شكرا حتى أن الرجل ليسلم عليّ أو يوسع لي في المجلس فأومئ للسجود للّه شكرا (6).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن الأكفاني، و عبد الكريم الحداد، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا محمّد بن وهب الدمشقي، نا بقية، عن العباس بن الأخنس، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: تعلموا اليقين، كما تعلموا القرآن حتى تعرفوه فإني أتعلمه (7).

ص: 198


1- المصدر نفسه 3107/7.
2- سير الأعلام: يسمع.
3- سير الأعلام: يستبق.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 538/4-539 و انظر ابن سعد 455/7.
5- الأصل:«أبو الحسين» خطأ.
6- الخبر نقله ابن العديم 3107/7-3108.
7- المصدر نفسه 3107.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،أنا أبي، و أبو محمّد بن حيان، قالا: نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، نا علي بن سهل الرّملي (2)،نا الوليد، عن عبدة بنت خالد بن معدان، عن أبيها، قالت: قلّ ما كان خالد يأوي إلى فراش مقيله إلاّ و هو يذكر فيه شوقه (3) إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و إلى أصحابه من المهاجرين و الأنصار، ثم يسميهم و يقول: هم أصلي و فصلي، و إليهم يحنّ قلبي، طال شوقي إليهم، فجعل ربي قبضي إليك حتى يغلبه النوم (4) و هو في بعض ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، نا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: لا يفقه الرجل كلّ الفقه حتى يرى الناس في جنب اللّه أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أحقر حاقر (5).

أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي (6)،و أبو الفرج غياث بن أبي سعد بن علي، و أبو المفاخر الوليد بن عبد اللّه بن عبدوس، قالوا: نا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن محمّد بن عبدوس، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمدوية، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا أبو عتبة بقية عن أم عبد اللّه بنت خالد بن معدان، عن أبيها أنها سمعته يقول: إن الذين يسخرون من الناس في الدنيا يقال لهم يوم القيامة: ادخلوا الجنة فإذا أتوا أبوابها و دنوا منها، يقال لهم:

سخر بكم كما كنتم تسخرون بالناس.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، و أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي في كتابيهما، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال سنة أربعين و أربع مائة ح.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسين، أنا سهل بن بشر، أنا محمّد بن

ص: 199


1- الخبر في حلية الأولياء 210/5 و نقله عنه ابن العديم 3108/7.
2- كذا بالأصل و الحلية و في ابن العديم: البرمكي.
3- عن الحلية و بالأصل: شرفه.
4- عن الحلية و بالأصل: اليوم.
5- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 539/4 و بالأصل:«فيكون هي أحقر حافر» و المثبت عن الذهبي.
6- ترجمته في سير الأعلام 375/120.

الحسين، أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، نا موسى بن هارون، نا عطية بن بقية بن الوليد، نا أبي، نا بحير بن سعد (1)،قال: سمعت خالد بن معدان يقول: من التمس المحامد في مخالفة (2) اللّه، ردّ اللّه تلك المحامد عليه ذمّا، و من اجترأ على الملاوم في موافقة الحق، ردّ اللّه تلك الملاوم عليه حمدا (3).

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا علي بن الحسن الخلعي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، نا عبد اللّه بن أيوب المخرمي أبو محمّد، نا أبو بدر شجاع بن الوليد، نا عمرو الإيامي، عن خالد بن معدان، قال: ما من آدمي إلاّ و له أربعة (4) أعين: عينان في رأسه فيبصر بهما أمر الدنيا، و عينان في قلبه [يبصر بهما أمر الآخرة] (5) فإذا أراد اللّه بعبده خيرا فتح عينيه اللتين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب، فأمن الغيب بالغيب (6).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمرو بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا يزيد بن هارون، قال: مات خالد بن معدان و هو صائم (7).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (8)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا حاتم بن الليث الجوهري، حدّثني رجل من ولد خالد بن معدان، قال: مات [خالد بن معدان و هو صائم] (9).

[قال (10):و حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال: حدّثنا إبراهيم بن جعفر، قال: حدّثنا

ص: 200


1- في حلية الأولياء و تهذيب التهذيب: سعيد. و بالأصل:«يحيى» و المثبت عن المصدرين السابقين.
2- حلية الأولياء: مخالفة الحق.
3- الخبر في حلية الأولياء 213/5-214 و بغية الطلب 3107/7.
4- كذا.
5- ما بين معكوفتين زيادة لازمة اقتضاها السياق عن سير الأعلام.
6- الخبر من طريق عمرو الإيامي نقله الذهبي في سير الأعلام 539/4 و رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 212/5 من طريق ثور بن يزيد و زيد فيها: و إذا أراد بعبد غير ذلك تركه على ما هو عليه، ثم قرأ:«أم على قلوب أقفالها».
7- الخبر في طبقات ابن سعد 455/7.
8- حلية الأولياء 210/5 و نقله عنه ابن العديم 3108/7.
9- ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء.
10- القائل أبو نعيم.

سلمة قال: كان] (1) خالد بن معدان يسبّح في اليوم أربعين ألف تسبيحة، سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات وضع على سريره ليغسل، جعل [يشير] (2) باصبعه كذا [و] (3) يحركها يعني بالتسبيح (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان، نا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو الليث السلم بن معاذ (5)،نا أبو علي بن أبي منصور، حدّثني علي بن عاصم من ولد مسلمة بن عبد الملك، حدّثني سعيد بن عثمان الأطرابلسي، نا أبو علي الجمحي (6)،عن أبي مطيع - يعني معاوية بن يحيى - أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد و هو يرى أنه قد أصبح، فإذا عليه ليل، فلما صار تحت القبة سمع صوت جرس الخيل على البلاط ، فإذا فوارس قد لقي بعضهم بعضا:

قال بعضهم لبعض: من أين قدمتم ؟ قالوا: أ و لم تكونوا معنا؟ قالوا: لا، قالوا: قد قدمنا من جنازة البديل خالد بن معدان، قالوا: و قد مات، ما علمنا بموته ؟ قالوا: فمن استخلفتم بعده ؟ قالوا: أرطأة بن المنذر، فلما أصبح الشيخ حدّث أصحابه، فقالوا: ما علمنا بموت خالد بن معدان، فلما كان نصف النهار قدم البريد من أنطرسوس (7) يخبر بموته (8).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني، قال:

خالد بن معدان توفي سنة ثلاث و مائة، و يقال إنه مات و هو صائم في ولاية يزيد بن عبد الملك (9).

قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: توفي خالد بن معدان سنة ثلاث و مائة (10).

ص: 201


1- ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء 210/5.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء 210/5.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء 210/5.
4- الخبر في حلية الأولياء 210/5 و نقله ابن العديم 3108/7.
5- في ابن العديم: المسلم بن معاز.
6- ابن العديم: الحمصي.
7- بلد من سواحل بحر الشام، و هي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية، و أول أعمال حمص. (ياقوت).
8- ابن العديم 3109/7.
9- المصدر نفسه.
10- المصدر نفسه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن القاسم، قال: قال الهيثم: مات خالد بن معدان الكلاعي سنة ثلاث و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الهيثم: و فيها - يعني سنة ثلاث و مائة - مات أبو بردة بن أبي موسى، و طاوس بن اليمان، و عامر بن شراحيل الشعبي، و خالد بن معدان بالشام، و ذكر ابن زبر: أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم بذلك (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنا أبو منصور محمد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين النهاوندي، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، نا محمد بن إسماعيل، حدّثني عمرو بن علي، قال: مات خالد بن معدان سنة ثلاث و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، و حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و ابن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال: و قال عمرو بن علي: مات خالد بن معدان سنة ثلاث و مائة (2).

أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر ح.

و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي، قالا: أنا عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة (3)،أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، أنا جدي، قال: و خالد بن معدان ثقة، لم يلق أبا عبيدة، هو كلاعي يعد في الطبقة الثالثة من فقهاء أهل الشام بعد الصحابة توفي سنة ثلاث و مائة (4).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهاب بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، أنا محمد بن سعد، قال في

ص: 202


1- المصدر نفسه 3110.
2- لم أجده في ترجمته في التاريخ الكبير، و نقله ابن العديم 3109/7 عن البخاري.
3- ضبطت عن التبصير 462/1، و ذكره ابن العديم 3109/7 عبد الرحمن بن عمرو بن خمة.
4- الخبر نقله ابن العديم 3109/7-3110.

الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام خالد بن معدان الكلاعي، قال محمد بن عمر و الهيثم: مات سنة ثلاث و مائة (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،قال: خالد بن معدان الكلاعي و كان ثقة و أجمعوا على أن خالد بن معدان توفي سنة ثلاث و مائة في خلافة يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني يزيد بن عبد ربه، قال:

قرأت في ديوان العطاء: مات خالد بن معدان سنة أربع و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، و حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسن الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد الباقلاني: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (4):قال يزيد بن عبد ربه: مات خالد بن معدان سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: خالد بن معدان الكلاعي مات سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول: خالد بن معدان زعموا مات سنة أربع و مائة.

قال يعقوب: و سمعت سليمان بن سلمة الخبائري (5) الحمصي، قال: مات

ص: 203


1- هذا الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لا بن سعد.
2- طبقات ابن سعد 455/7 و نقله عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب 73/2 و ابن العديم 3110/7.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 694/2.
4- التاريخ الكبير 167/1/2.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و المثبت عن ابن العديم 3111/7.

خالد بن معدان سنة أربع و مائة.

قال يعقوب: فحدّثني بعض ولده يكنى أبا سعيد، قال: مات جدي سنة أربع و مائة، و يكنى أبا عبد اللّه (1).

قال: و نا يعقوب (2)،نا العباس بن الوليد بن صبح، حدّثني يحيى بن صالح، نا عفير بن معدان، قال: مات خالد بن معدان سنة أربع و مائة.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد، أنا علي بن المحسّن، أنا محمد بن المظفر، نا بكر بن أحمد، نا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: و خالد بن معدان بن أبي كرب أبو عبد اللّه توفي سنة أربع و مائة، و مات بأنطرسوس، و كانت له عبادة و فضل.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي أبو محمد، نا حبيش بن يزيد، عن يحيى بن صالح، قال: قال إسماعيل بن عيّاش، مات خالد بن معدان سنة خمس و مائة (3).

حدّثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، أنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمد الهاني، قال: سمعت أبا منصور ح.

ثم قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، قالا: أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ ، نا محمد بن عبد اللّه البيروتي، نا سليمان بن عبد الحميد البهراني، نا محمد بن صالح، نا إسماعيل بن عياش، قال: كنت بالعراق فأتاني أهل الحديث فقالوا: هاهنا رجل يحدّث عن خالد بن معدان، فأتيته فقلت له: أي سنة كتبت عن خالد بن معدان ؟ فقال: سنة عشرة (4)،فقلت: أنت تزعم أنك سمعت من خالد بن معدان بعد موته بسبع سنين، قال إسماعيل: مات خالد سنة ست و مائة (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمد بن

ص: 204


1- الخبر نقله ابن العديم عن يعقوب 3111/7.
2- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 152/1 و عنه ابن العديم 3111/7 و سير الأعلام 541/4.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 541/4 و تهذيب التهذيب 73/2.
4- كذا، و في ابن العديم: ثلاث عشرة.
5- الخبر نقله ابن العديم 3112/7 و ابن حجر في تهذيب التهذيب 73/2 باختصار.

الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):خالد بن معدان الكلاعي، مات سنة ثمان (2) و مائة، حمصي يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (3):في سنة ثمان و مائة مات خالد بن معدان الشامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن البسري، عن محمد بن عبد الرّحمن المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة:

أخبرني أبي حدّثني القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمان و مائة فيها توفي خالد بن معدان بالشام (4).

1917 - خالد بن المعمّر بن سلمان بن الحارث

ابن شجاع بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل

ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الذّهلي (5)

شهد صفّين مع علي، ثم غدر بالحسن بن علي و لحق بمعاوية.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال (6):معمر مخفف كثير لا نذكره، و نذكر معمّرا بالتشديد لأنه هو الذي يشكّل، فمنهم خالد بن المعمّر السّدوسي رأس بكر بن وائل في خلافة عمر، و هو الذي غدر بالحسن بن علي، و بايع معاوية، فقال الشاعر:

معاوي أمّر خالد بن معمّر *** معاوي لو لا خالد لم تؤمّر

ص: 205


1- طبقات خليفة بن خياط ص 566 رقم 2928.
2- في طبقات خليفة المطبوع: سنة ثمان عشرة و مائة.
3- تاريخ خليفة ص 339.
4- نقله ابن العديم 3112/7-3113 و الذهبي في سير الأعلام 541/4.
5- ترجمته في ابن العديم 3113/7 و الاكمال لابن ماكولا 270/7.
6- الخبر و الشعر نقله ابن العديم 3117/7، و سيأتي البيت منسوبا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح الضّبّي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال خالد بن المعمّر: قال الأعور الشنّي:

معاوي أكرم خالد بن معمّر *** فإنك لو لا خالد لم تؤمّر (1)

قال أبو عبيدة: و قدم خالد بن معمّر السّدوسي على معاوية، فسأله مداجاة على علي، و كان معاوية قد وصله و ولاّه أرمينية، فوصل إلى نصيبين (2)،و يقال: إنه احتيل له شربة فمات فقبره بنصيبين.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):

و أما معمّر بضم الميم الأولى و فتح العين و تشديد الميم الثانية و فتحها:- خالد بن معمّر السّدوسي وفد على معاوية فولاّه أرمينية فوصل إلى نصيبين فيقال: إنه احتيل له شربة، فمات فقبره بها.

أخبرنا أبو محمّد السلمي [حدّثنا أبو الحسين] (4) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: في تسمية أمراء (5) يوم الجمل من أصحاب علي:

و جعل على رجالتها (6) الذهليين، خالد بن المعمّر السّدوسي، و قال يعقوب: في أسامي أمراء علي بن أبي طالب يوم صفّين: خالد بن المعمّر البكري (7).

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين، قالا:

أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن أحمد بن حمّة (8) الخلال، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي، حدّثني خلف بن سالم، نا وهب - يعني ابن جرير-، نا

ص: 206


1- الخبر و البيت في ابن العديم 3119/7 و البيت في البيان و التبيين 108/3.
2- نصيبين: مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام بينها و بين سنجار تسعة فراسخ، و بينها و بين الموصل ستة أيام (ياقوت).
3- الاكمال لابن ماكولا 270/7.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ابن العديم 3116/7.
5- الأصل:«امرء» و المثبت عن م.
6- عن ابن العديم و بالأصل و م «رجالاتها».
7- الخبر ليس في كتاب المعرفة و التاريخ، و نقله ابن العديم عن يعقوب 3116/7.
8- ضبطت عن التبصير 462/1 و في ابن العديم «خمة» و مرّ قريبا عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة.

أبو الخطاب، عن محمّد بن سول، حدّثني ستيل بن عزرة أن بني الحارث وثبوا مع خالد بن المعمّر - يعني يوم صفين - على سفيان (1) بن ثور فانتزعوا الراية منه، و استطال لها ابن الكوّاء اليشكري، و رجا أن يدفع إليه فقال قائل: و يكلم يا بني ذهل لا تخرجوها منكم، فجيء بحضين بن المنذر و انه لغلام في رأسه ذؤابة فدفعت إليه الراية يومئذ.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيجاب الطيبي، نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني نصر بن مزاحم (2)،نا عمر - يعني ابن سعد (3)-، قال: و رجع إلى حديثه عن يزيد (4) بن أبي الصلت التيمي، عن أشياخ منهم: أن معاوية كان ضرب يومئذ - يعني صفّين - لحمير بسهمهم على ثلاث قبائل:

ربيعة و مذحج و همدان، فلما وقع سهم حمير على ربيعة قال ذو الكلاع: قبحك اللّه من سهم كرهت الضراب اليوم، ثم أقبل ذو الكلاع في حمير، و معهم عبيد اللّه بن عمر بن الخطاب في أربعة آلاف من رجال (5) أهل الشام، قد بايعوا على الموت فلما دنوا من ربيعة، و هي حذاء ميمنة أهل الشام، و على ميمنتهم ذو الكلاع فحملوا على ربيعة و هم ميسرة أهل العراق و فيهم يومئذ ابن عباس، و هو على الميسرة فحمل عليهم ذو الكلاع و عبيد اللّه بن عمر بخيلهم و رجالهم حملة شديدة فتضعضعت رايات ربيعة و ثبتوا إلاّ قليلا منهم (6)،ثم إن أهل الشام انصرفوا فمكثوا قليلا، ثم كرّوا فشدّوا على الناس شدّة شديدة، و عبيد اللّه بن عمر يحرّضهم (7) فثبتت له ربيعة، فقاتلوا قتالا شديدا و صاح خالد بن المعمّر بأناس من قومه انهزموا يومئذ، فتراجعوا. و كان معهم من عنزة أربعة آلاف بصفّين.

ذكر أبو محمّد الحسن بن محمّد الإيجي الكاتب، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن

ص: 207


1- ابن العديم: شقيق.
2- وقعة صفّين لنصر بن مزاحم ص 290.
3- ابن العديم:«سعيد» خطأ.
4- في وقعة صفين: الصلت بن يزيد بن أبي الصلت التيمي.
5- وقعة صفين: قراء.
6- وقعة صفين: إلاّ قليلا من الأحشام و الأنذال.
7- من هنا إلى آخر الخبر، راجع تفاصيله في وقعة صفين ص 291.

دريد، أنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، قال: لما قتل علي بن أبي طالب أراد معاوية الناس على بيعة يزيد فتثاقلت ربيعة و لحقت بعبد القيس بالبحرين، و اجتمعت بكر بن وائل إلى خالد بن المعمّر، فلما تثاقلت ربيعة تثاقلت العرب أيضا، فضاق معاوية بذلك ذرعا، فبعث إلى خالد فقدم عليه، فلما دخل عليه رحب به و قال: كيف ما نحن فيه ؟ قال: أرى ملكا طريفا و بغضا تليدا، فقال معاوية: قل ما بدا لك، فقد عفونا عنك، و لكن ما بال ربيعة أول الناس في حربنا و آخرهم في سلمنا؟ قال له خالد: إنما أتيتك مستأمنا و لم آتك مخاصما و لست للقوم بحري في حجتهم، و إن ربيعة إن تدخل في طاعتك تنفعك و إن تدخل كرها تكن قلوبها عليك، و أبدانها لك فأعط الأمان عامّتهم: شاهدهم و غائبهم، و أن ينزلوا حيث شاءوا فقال: أفعل فانصرف خالد إلى قومه بذلك، ثم ان معاوية بدا له فبعث إلى خالد فدعاه، فلما دخل إليه قال: كيف حبّك لعلي ؟ قال: أعفني يا أمير المؤمنين مما أكره فأبى أن يعفيه (1)،فقال: أحبه و اللّه على حلمه إذا غضب، و وفائه إذا عقد، و صدقه إذا أكّد، و عدله إذا حكم، ثم انصرف، و لحق بقومه و كتب إلى معاوية:

معاوي لا تجهل علينا فإننا *** يد لك في اليوم العصيب معاويا

متى تدع فينا دعوة ربيعة *** يجبك رجال (2) يخضبون العواليا

أجابوا عليّا إذ دعاهم لنصره *** و جرّوا بصفّين عليك الدّواهيا

فإن تصطنعنا يا بن حرب لمثلها *** نكن خير من تدعو إذا كنت داعيا

أ لم ترني أهديت بكر بن وائل *** إليك و كانوا بالعراق أفاعيا

إذا نهشت قال السليم لأهله *** رويدا فإني لا أرى لي، راقيا

فأضحوا و قد أهدوا ثمار قلوبهم *** إليك و أفراق (3) الذنوب كما هيا

و دع عنك شيخا قد مضى لسبيله *** على أي حاليه مصيبا و خاطيا

فإنك لا تستطيع ردّ الذي مضى *** و لا دافعا شيئا إذا كان جائيا

و كنت امرأ تهوى العراق و أهله *** إذا أنت حجازي فأصبحت شاميا (4)

ص: 208


1- عن مختصر ابن منظور 398/7 و ابن العديم 3118/7 و بالأصل: يعقبه.
2- بالأصل:«تجبك رجالا» و المثبت عن المختصر و ابن العديم.
3- أفراق الذنوب: في القاموس: الفرقة الطائفة من الناس جمع فرق، و جمع في الشعر على أفارق، جمع الجمع أفراق. و جمع جمع الجمع أفاريق.
4- الأبيات في ابن العديم 3118/7.

و كتب الأعور الشنّي إلى معاوية (1):

أتاك بسلم الحي بكر بن وائل *** و أنت منوط كالسّقاء الموكّر

معاوي أكرم خالد بن معمّر *** فإنك لو لا خالد لم تؤمّر

فخادعته باللّه حتى خدعته *** و لم يك خبّا خالد بن المعمّر

فلم تجزه و اللّه يجزي بسعيه *** و تسديده ملكي سرير و منبر

فدعاهما معاوية فوصلهما؛ فقال الشتّي (2):

معاوي إني شاكر لك نعمة *** رددت (3) بها ريشي عليّ معاوية

و كم من مقام غائط لك قمته *** و داهية أسعرتها (4) بعد داهية

فموّتها حتى كأن لم أقم بها *** عليك و أوتادي بصفّين باقية

فأبلعتني ريقي و كانت مقالتي (5) *** بكفيك لو لم تكفف السهم بادية

فقال معاوية:

لقد رضي الشنّيّ من بعد عتبه *** فأيسر ما يرضى به صاحب العيب (6)

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا قرّة، عن قتادة، عن مضارب العجلي، قال: التقى رجلان من بكر بن وائل أحدهما من شيبان و الآخر من بني ذهل، فقال الشيباني: أنا أفضل منك، فقال الذّهلي: بل أنا أفضل منك، فتحاكما إلى رجل من همدان، فقال: لست مفضلا أحدا منكما على صاحبه، و لكن اسمعا ما أقول لكما: من أيكما كان علباء بن الهيثم الذي قتل يوم الجمل، و هو سيد ربيعة ؟ و كان يأخذ في الإسلام ألفين و خمس مائة، قال الذّهلي: كان مني.

ص: 209


1- الأبيات في ابن العديم 3118/7-3119.
2- الأبيات في ابن العديم 3119/7.
3- الأصل:«ردت».
4- ابن العديم: أشهرتها.
5- ابن العديم:«مقاتلي» و صدره في المختصر: فأبلغتني ربعي و كانت مقاتلي.
6- ابن العديم:«العتب» و في مختصر ابن منظور: الكتب.

قال: فمن أيكما كان حسان بن محدوج الذي قتل يوم الجمل، و هو سيد ربيعة و كندة و نزع عنه الأشعث بن قيس ؟ قال الذّهلي: كان مني.

قال: فمن أيكما قال كان خالد بن المعمّر الذي بايعته ربيعة بصفّين على الموت حتى اعتقد لأهل الوبر منها و لأهل المدر و نجّى اللّه به أهل اليمامة ؟ قال الذهلي: كان مني.

قال: فمن أيكما كان حضين بن المنذر صاحب الراية السوداء:

لمن راية سوداء يخفق ظلّها *** إذا قال قدّمها حضين تقدّما

قال الذهلي: كان مني (1).

1918 - خالد بن معمر بن وهب بن زهير بن عامر

ابن عبد غنم بن عنام بن أسامة بن مالك

ابن عامر بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن سليم

ابن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد اللّه

ابن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه

ابن مالك بن نصر بن الأزد،

أبو كلثم الدّوسي

من أهل دمشق، نزل عليه أبو هريرة حين قدم دمشق.

له ذكر في حديث كهيل بن حرملة النّمري، عن أبي هريرة.

كتب إليّ أبو جعفر، أنا أبو بكر، أنا أبو أحمد، قال: أبو كلثم و يقال أبو كلثوم سمع أبا هريرة، ذكره كهيل بن حرملة النمري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن أبي العقب ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو العباس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا:

ص: 210


1- الخبر في بغية الطلب 3117/7 و انظر المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 315/3.

أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، و محمّد بن المبارك، قالا: نا صدقة بن خالد ح.

قال: و نا أبو زرعة، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا محمّد بن شعيب، قال صدقة في حديثه:

أخبرني خالد بن دهقان، أخبرني خالد بن سبلان، عن كهيل بن حرملة النمري، قال: قدم أبو هريرة دمشق فنزل على أبي كلثم الدّوسي، قال: محمّد بن المبارك، في حديثه: فجلس في المسجد و في غريبه: فتذاكروا الصلاة الوسطى فاختلفنا، فقال أبو هريرة: اختلفنا فيها كما اختلفتم و نحن بفناء بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و فينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فقال: أنا أعلم لكم ذلك، و كان جريئا عليه، فدخل فاستأذن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فدخل ثم خرج فأخبرنا أنها صلاة العصر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، أخبرني الوليد، عن زيد بن عكنة البهراني: أن معاوية شتّى في سنة ست و أربعين أبا كلثم الأزدي، و في سنة سبع و ثمان أبا عبد الرّحمن العتبي.

1919 - خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة

القرشي المخزومي (1)

حدّث عن عمر بن الخطاب، و ابن عباس، و ابن أبي عمرة الأنصاري، و عبد اللّه بن عمر.

روى عنه: الزّهري، و محمّد بن أبي يحيى، و إسماعيل بن رافع، و ثور بن يزيد.

و قدم دمشق بعد وفاة عمه عبد الرّحمن بن خالد فقتل ابن أثال الطبيب لأنه كان متهما بقتل عمه، ثم لحق بالحجاز فسكنه و هو الذي تزوج حميدة بنت النعمان بن بشير، و يقال إن الذي تزوجها الحارث بن خالد بن العاص بن هشام.

ص: 211


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 73/2 نسب قريش ص 327 الوافي بالوفيات 269/13 سير أعلام النبلاء 415/4 و انظر ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له بالحاشية فيهما.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرزاق، أنا معمر، أخبرني الزّهري، عن خالد بن المهاجر بن خالد، قال: رخص ابن عباس في متعة النساء، فقال له ابن أبي عمرة الأنصاري: ما هذا يا ابن (1) عباس ؟ فقال ابن عباس: فعلت مع إمام المتقين، فقال ابن أبي عمرة: اللّهم غفرا، إنما كانت المتعة رخصة كالضرورة إلى الميتة و الدم و لحم الخنزير، ثم أحكم اللّه الدين بعد.

قال: و نا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني يونس، عن ابن شهاب أنه أخبره: أن خالد بن الوليد (2) بن خالد سيف اللّه أخبره أنه بينا هو جالس عند ابن عباس بمثله.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو نصر محمّد بن علي بن محمّد الفقيه، و أبو بكر بن الحسن القاضي، و أبو زكريا بن أبي إسحاق، قالا: أنا أبو العباس هو الأصمّ ، نا الربيع بن سليمان، نا أسد بن موسى، نا أبو بكر الداهري، نا ثور بن يزيد، عن خالد بن مهاجر، عن ابن عمر.

قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ابن آدم، عندك ما يكفيك و أنت تطلب ما يطغيك، ابن آدم، لا من قليل تقنع و لا من كثير تشبع، ابن آدم إذا أصبحت معافى في جسدك آمنا في سربك، عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء»[3885].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال (3):هذا الحديث عن ثور بن يزيد لا أعلم يرويه عنه غير أبي بكر الداهري، و قد روي عن خالد من وجه آخر.

أخبرناه أبو الخير شعبة بن أبي شكر بن عمر بن عبد اللّه الصباغ التاجر بأصبهان، أنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن سمير المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، أنا أحمد بن كامل بن خلف، نا عبد اللّه بن روح المدائني، نا سلام بن سليمان المدائني، نا سلام الطويل، عن إسماعيل بن رافع، عن خالد بن المهاجر، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ابن آدم عندك ما يكفيك فلم تطلب ما

ص: 212


1- الأصل: يا أبا و المثبت عن م.
2- كذا بالأصل، و الصواب: المهاجر كما في م.
3- انظر الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 140/4.

يطغيك لا بقليل تقنع، و لا من كثير تشبع، إذا أصبحت آمنا في سربك معافى في بدنك معك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء»[3886].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن عبد اللّه بن منصور الزّجاجي الطبري، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن خلف بن أيوب البزاز المعروف بالسابح، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه المنقري، نا زهير بن عباد الرواسي، نا أبو بكر الداهري، و هو عبد اللّه بن حكيم العجلي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن المهاجر، قال: قال عمر بن الخطاب: من تزوج بنت عشر تسرّ الناظرين، و من تزوج ابنة عشرين لذة للمعانقين، و بنت ثلاثين تسمن و تلين، و من تزوج ابنة أربعين ذات بنات و بنين، و من تزوج ابنة خمسين عجوز في الغابرين.

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي ح.

و أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن مكي بن يوسف الحارثي عنه، أنا أبو الحسن أحمد بن أحمد العتيقي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان، نا محمّد بن مزيد الخزاعي، قال: أنشدنا الزبير لخالد بن المهاجر المخزومي:

أ بني أمية هل علمتم أنني *** أحصيت ما بالطفّ من قبر

صبّ الإله عليكم غضبا *** أبناء جيش الفتح أو بدر

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أبو (1) جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد المهاجر بن خالد: خالدا، و أمه مريم ابنة لحاء (2) بن عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة، و كان خالد بن المهاجر بن خالد مع عبد اللّه بن الزبير، و كان اتّهم معاوية بن أبي سفيان أن يكون دسّ إلى عمه عبد الرّحمن بن خالد متطببا يقال له ابن أثال فسقاه في دواء شربة، فمات فيها، فاعترض لابن أثال فقتله (3)،ثم لم يزل مخالفا لبني أمية.

ص: 213


1- الأصل: أبو عبد الرحمن جعفر، شطبت «الرحمن» و بقي أبو عبد جعفر، و الصواب ما أثبت.
2- في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 327 لجأ.
3- انظر تفاصيل الخبر، أوردها في الأغاني 198/16.

و كان شاعرا، و هو الذي يقول في قتل الحسين بن علي رضوان اللّه عليهما (1):

أ بني أمية هل علمتم أنني *** أحصيت ما بالطفّ من قبر

صبّ الإله عليكم غضبا *** أبناء جيش الفتح أو بدر

و قال أيضا حين خالف ابن الزبير يزيد بن معاوية، و نصب له الحرب (2):

ألا ليتني إن استحلّت محارم *** بمكّة قامت قبل ذاك قيامتي

و إن قتل العوّاذ بالبيت أصبحت *** تنادي على قبر من الهام هامتي

و ان يقتلوا فيها و إن كنت محرما *** و جدّك (3) أشدد فوق رأسي عمامتي

فنوا (4) عصبة للّه بالدين قوّموا *** عصا الدين و الإسلام حتى استقامت

و هو الذي يقول حين أجمع القتال مع ابن الزبير رضي اللّه عنهما (5):

تقول ابنة العمري: هل أنت مشأم *** مع القوم أم أنت العشية معرق

قلت لها: مروان همّي لقاؤه *** بجيش عليه عارض متألّق

يقودهم سمح السّجية باسق *** يسرّ و أحيانا يساء (6) فيحنق

أخو نجدات ما يزال مقاتلا *** عن الدين حتى جلده متخرّق

و قد انقرض ولد خالد بن الوليد فلم يبق منهم أحد، و ورثهم أيوب بن سلمة (7)، دارهم بالمدينة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن

ص: 214


1- البيتان في نسب قريش للمصعب ص 327. و في المصعب: أصيت بدل أحصيت. و الطفّ : ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق، و أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية فيها كان مقتل الحسين بن علي رضي اللّه عنه (ياقوت).
2- الأبيات في نسب قريش ص 327.
3- الأصل:«وحدك» و المثبت عن نسب قريش.
4- نسب قريش: بنو.
5- الأبيات في نسب قريش للمصعب ص 328.
6- نسب قريش: يسوء.
7- هو أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن المغيرة.

خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي حجازي، عن ابن عباس، روى عنه الزّهري، و محمّد بن أبي يحيى.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، روى عن ابن عباس، روى عنه الزّهري، و محمّد بن أبي يحيى، سمعت أبي يقول ذلك.

و ذكر الواقدي أن خالدا قتل ابن أثال بدمشق، و أن معاوية ضربه مائتين أسواطا و حبسه و أغرمه ديتين ألفي دينار، فألقى ألفا في بيت المال و أعطى ورثة ابن أثال ألفا (3)، و لم يخرج خالد بن المهاجر من الحبس حتى مات معاوية، و قد ذكرنا فيما تقدم أن الذي قتل ابن (4) أثال خالد بن عبد الرّحمن بن خالد، فاللّه أعلم (5).

1920 - خالد بن النعمان بن الحارث

ابن عبد رزاح بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك

ابن الأوس بن حارثة الأنصاري الظفري (6)

له صحبة، شهد [مؤتة] (7) و قتل يومئذ شهيدا، ذكره أبو محمّد علي بن أحمد بن حزم.

ص: 215


1- التاريخ الكبير 170/1/2.
2- الجرح و التعديل 351/2/1.
3- زاد الصفدي في الوافي بالوفيات 269/13: و لم يزل ذلك يجري في دية المعاهد حتى ولي عمر بن عبد العزيز فأبطل الذي يأخذه السلطان لنفسه، و بقي الذي يدخل بيت المال.
4- عن هامش الأصل، و بجانبها كلمة صح.
5- كانت وفاته في حدود سنة مائة (الوافي بالوفيات 269/13).
6- ذكره ابن حجر في الإصابة 413/1 نقلا عن ابن عساكر.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن م و انظر الإصابة.

1921 - خالد بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

يفتي (1) إلى أن دعا أخوه يزيد بن الوليد إلى نفسه، و كان يسكن بمزرعة له بين دمشق و حمص، له ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال في تسمية ولد الوليد بن عبد الملك فذكر جماعة ثم قال: و خالدا و تمّاما و مبشّرا و ذكر غيرهم لأمهات أولاد (2).

1922 - خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر

ابن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب

أبو سليمان المخزومي (3)

سيف اللّه، و صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في الهدنة طوعا، و استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في بعض مغازيه.

و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: ابن عباس، و جابر، و المقدام بن معدي كرب، و مالك بن الحارث الأشتر، و اليسع بن المغيرة المخزومي، و أبو عبد اللّه الأشعري.

و استعمله أبو بكر على قتال مسيلمة و من ارتدّ من الأعراب بنجد، ثم وجهه إلى العراق، ثم وجهه إلى الشام، و أمّره على أمراء الشام، و هو أحد الأمراء الذين ولوا فتح دمشق.

ص: 216


1- كذا بالأصل، و لعل الصواب «بقي».
2- انظر نسب قريش للمصعب الزبيدي ص 165.
3- ترجمته في الاستيعاب 405/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 586/1 بغية الطلب 3120/7 طبقات خليفة رقم 103 المعارف ص 267، الإصابة 413/1 نسب قريش ص 327 تهذيب التهذيب 75/2 فتوح الشام للواقدي، فتوح البلدان للبلاذري، الطبري (الفهارس)، الوافي بالوفيات 264/13 سير أعلام النبلاء 366/1 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر كثيرة أخرى ترجمت له.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن عبد اللّه بن عباس أخبره أن خالد بن الوليد الذي كان يقال له سيف اللّه أخبره أنه دخل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم - و هي خالته و خالة ابن عباس - فوجد عندها ضبا محنوذا (1) قدمت به أختها حفيدة (2) بنت الحارث من نجد. فقدّمت الضبّ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و كان قلّ ما يقدّم يده لطعام حتى يحدث به و يسمّي له - فأهوى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يده إلى الضبّ ، فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخبرن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما قدمتنّ له، قلن: هو الضبّ يا رسول اللّه، فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يده، فقال خالد بن الوليد: أ حرام الضبّ يا رسول اللّه ؟ قال:«لا، و لكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه»، قال خالد: فاجتررته فأكلته، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ينظر و لم ينه[3887].

رواه مسلم (3) عن حرملة، و هكذا رواه عبد اللّه بن المبارك المروزي، عن يونس، و هكذا رواه صالح بن كيسان المدني و معمر بن راشد البصري، و محمّد بن الوليد الزّبيدي الحمصي، عن الزّهري، و رواه مالك (4)،عن الزّهري، فاختلف عنه فيه فرواه القعنبي و محمّد بن الحسن الفقيه، و إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك كما روت الجماعة عن الزّهري، و رواه أبو مصعب الزّهري، عن مالك، فقال: عن ابن عباس و خالد بن الوليد.

أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب الزّهري، نا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد اللّه بن عباس، و خالد بن الوليد بن المغيرة أنهما دخلا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيت ميمونة فأتي بضبّ محنوذ فأهوى إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بيده، فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة: أخبرن

ص: 217


1- أي مشويا.
2- صوب اسمها محقق مختصر ابن منظور: أم حفيد و في م كالأصل.
3- صحيح مسلم(1946)(44 و 45) في الصيد: باب إباحة الضب.
4- موطأ مالك ص 531 في الاستئذان: باب ما جاء في أكل الضبّ .

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بما يريد أن يأكل منه، فقالوا: هو ضبّ يا رسول اللّه، فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يده، قال خالد: أ حرام هو يا رسول اللّه ؟ قال:«لا، و لكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه»، قال خالد: فاجتررته فأكلته و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ينظر إليّ [3888].

أخرجه البخاري (1)،و أبو داود (2)،عن القعنبي، و أخرجه النسائي (3) عن هارون بن عبد اللّه جميعا، عن مالك، و تابع أبا مصعب على روايته عبد الرّحمن بن القاسم، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و سعيد بن كثير بن عفير، عن مالك، و رواه عبد اللّه بن نافع الصائغ، و مطرف بن عبد اللّه اليساري، و يحيى بن يحيى النيسابوري، عن مالك، فقالوا: عن ابن عباس، قال: دخلت أنا و خالد بن الوليد، و اللّه أعلم، و قد ذكرت أسانيده في كتاب التهذيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب، نا أبو زرعة، حدّثني يزيد بن عبد ربه، و خالد بن خلي، قالا: نا بقية بن الوليد، حدّثني ثور بن يزيد، حدّثني صالح بن يحيى بن المقدام ح.

و أخبرناه عاليا أبو منصور بن شاذة، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر، نا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة، نا يحيى بن عثمان، نا بقية بن الوليد، نا ثور بن يزيد، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه، عن جده، عن خالد بن الوليد، قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن لحوم الخيل و البغال و الحمير[3889].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع الثّلجي، نا محمّد بن عمر

ص: 218


1- البخاري في مواضع: رقم 5391 في الأطعمة: باب ما كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم يأكل. و رقم 5400 باب: الشواء، و 5537 في الذبائح: باب الضب.
2- في الأطعمة باب في أكل الضب رقم 3794.
3- النسائي في الصيد باب الضب 198/7.

الواقدي (1)،حدّثني ثور بن يزيد، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: حضرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بخيبر يقول:«حرام أكل لحوم الحمر الأهلية، و الخيل، و البغال» قالوا: و كلّ ذي ناب من السباع أو مخلب من الطير[3890].

قال الواقدي: الثبت عندنا أن خالدا لم يشهد خيبر، و أسلم قبل الفتح هو و عمرو بن العاص، و عثمان بن طلحة بن أبي طلحة أول يوم من صفر سنة ثمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، قال: قال الواقدي: لم يشهد خالد بن الوليد خيبر إنما هاجر خالد أول يوم من صفر سنة ثمان من الهجرة (2).

[أخبرنا] (3) أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و ولد الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر مخزوم: خالد بن الوليد الذي يقال له سيف اللّه و كان مباركا ميمون النقيبة.

قال: و نا الزبير، قال: قال عمي مصعب (4):هاجر - يعني خالدا بعد الحديبية - هو و عمرو بن العاص، و عثمان بن طلحة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين رآهم:«رمتكم مكّة بأفلاذ كبدها»[3891] و لم يزل يولّيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الخيل و يكون في مقدمته في مهاجرة (5) العرب، و شهد [معه] فتح مكّة، و دخل في مهاجرة العرب في مقدمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مكّة، و دخل الزبير بن العوام في مقدمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من المهاجرين و الأنصار من أعلى مكّة (6).

ص: 219


1- مغازي الواقدي 661/2.
2- نقله ابن العديم 3131/7.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 320 و نقله عنه ابن العديم 3132/7.
5- كذا بالأصل و م و ابن العديم و مختصر ابن منظور 6/8 و في نسب قريش: محاربة العرب.
6- العبارة في نسب قريش: و دخل في مهاجرة العرب في مقدمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بين المهاجرين و الأنصار، من أعلى مكّة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- نا أبو الحسين محمّد بن الحسين (1)، أنا أبو الحسين (2) الأصبهاني، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال (3):

خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، أمّه لبابة الكبرى، و يقال:

عصماء بنت الحارث بن حزن بن يحيى بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال، هي خالة بني العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا سليمان، مات بالشام في خلافة عمر بن الخطاب سنة إحدى و عشرين.

أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (4):في الطبقة الثالثة:

خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و يكنى أبا سليمان، و أمّه عصماء و هي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن يحيى بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة بن قيس عيلان، و هي أخت أم الفضل بنت الحارث، أم بني العباس بن عبد المطلب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال (5):

خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا سليمان، و أمه لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية، أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، مات بحمص سنة إحدى و عشرين، و أوصى إلى عمر بن الخطاب و دفن في قرية على ميل من حمص.

قال الواقدي: فسألت عن تلك القرية فقيل قد دثرت.

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي.

ص: 220


1- في ابن العديم 3132/7 الحسن.
2- ابن العديم: أبو الحسن.
3- طبقات خليفة بن خياط رقم 103 ص 51.
4- طبقات ابن سعد 252/4.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد، و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 3113/7.

و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: و من بني مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّه لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن يحيى بن هزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة، يكنى أبا سليمان أسلم يوم الأحزاب، و يقال إنه أسلم مع عمرو بن العاص في صفر سنة ثمان من الهجرة، و قد جاء في الحديث: أنه شهد خيبر، و كانت خيبر في أول سنة سبع، و قال مالك بن أنس: سنة ست، و توفي في خلافة عمر بن الخطاب فيما ذكر سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، و يقال: إنه توفي بالمدينة سنة اثنتين و عشرين، و يقال: إنه توفي بحمص سنة إحدى و عشرين (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):خالد بن الوليد بن المغيرة، أبو سليمان القرشي، مات على عهد عمر، من المهاجرين (3)، سماه النبي صلّى اللّه عليه و سلم سيف اللّه، قاله سليمان بن حرب، عن الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، عن عبد اللّه بن رباح، عن أبي قتادة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، أنا أبو زرعة، قال: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم المخزومي، يكنى أبا سليمان، قال عبد الرّحمن - يعني ابن إبراهيم-: مات بالمدينة (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب،

ص: 221


1- نقله ابن العديم 3133/7-3134.
2- التاريخ الكبير للبخاري 136/1/2.
3- بالأصل:«عمر بن المهاجر» و المثبت:«عهد عمر، من المهاجرين» عن البخاري و م.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 171/1 و 594.

أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من شهد فتح دمشق: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة، يكنى أبا سليمان، كان أميرا على ربع، قال عبد الرّحمن بن إبراهيم: توفي خالد بن الوليد بالمدينة (1).

كتب إليّ أبو جعفر الحافظ ، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّه لبابة الكبرى، و يقال لها عصماء بنت الحارث بن حزن بن يحيى بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال بن عامر، و هي خالة بني العباس بن عبد المطّلب، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلم، سماه النبي صلّى اللّه عليه و سلم سيف اللّه، مات بحمص سنة إحدى و عشرين، و أوصى إلى عمر بن الخطاب، و دفن في قرية على ميل من حمص (2).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشي، أبو سليمان، و أمّه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، سماه النبي صلّى اللّه عليه و سلم سيف اللّه عز و جل، هاجر بعد الحديبية هو و عمرو بن العاص و عثمان بن طلحة، و مات بحمص سنة إحدى و عشرين، و مات على عهد عمر (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، أبو سليمان المخزومي القرشي المدني، سمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلم سيف اللّه و أمّه لبابة (4) الكبرى بنت الحارث، أخت ميمونة بنت الحارث.

زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم، كذا قال الواقدي، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عنه ابن عباس، و قيس بن أبي

ص: 222


1- ابن العديم 3134/7.
2- المصدر نفسه.
3- المصدر نفسه 3136/7.
4- بالأصل: و أمه أم لبابة و المثبت عن م.

حازم في الأطعمة، مات في عهد عمر بن الخطاب، و قال الواقدي: مات بحمص سنة إحدى و عشرين و أوصى إلى عمر بن الخطاب، و قال ابن نمير مثله، و لم يذكر وصيته (1).

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، نا الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي (2) بن روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا (3) عمر الضرير يقول: خالد بن الوليد أبو وهب كذا قال، و المحفوظ أبو سليمان.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم الصّيدلاني، أنا محمّد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمر (4) الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش (5) ح.

و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: خالد بن الوليد بن المغيرة يكنى أبا سليمان.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن [بن البنّا]، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول:

خالد بن الوليد أبو سليمان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال:

ص: 223


1- المصدر نفسه، و انظر سير الأعلام 383/1.
2- في ابن العديم: محمد بن علي بن عمر عن رواد بن الجراح.
3- بالأصل «ابن» ثم شطبت، و وضعت علامة تحويل إلى الهامش، و قد استدركنا لفظة «أبا» عن هامش الأصل و بجانبها كلمة: صح.
4- ابن العديم: عمرو.
5- ابن العديم:«عباس» خطأ.

سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: و كنية خالد بن الوليد أبو سليمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: خالد بن الوليد بن المغيرة يكنى أبا سليمان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: خالد بن الوليد بن المغيرة يكنى أبا سليمان سيف اللّه (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي له صحبة (2).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن عمر، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، قال: كان خالد بن الوليد يشبه عمر - يعني في خلقه و صفته - فكلّم علقمة بن علاثة عمر بن الخطاب في السحر و هو يظنه خالد بن الوليد لشبهه به (4).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا

ص: 224


1- الأخبار الخمسة المتقدمة نقلها جميعها ابن العديم في بغية الطلب 3138/7-3139.
2- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 121.
3- نقله ابن العديم 3138/7.
4- الوافي بالوفيات 266/13.

الزّبير بن بكّار، حدّثني محمد بن سلام، حدّثني محمد بن حفص التيمي، قال: لما كانت الهدنة (1) بين النبي صلّى اللّه عليه و سلم و بين قريش و وضعت الحرب، خرج عمرو بن العاص إلى النجاشي يكيد أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و كانت له منه ناحية، فقال له: يا عمرو تكلّمني في رجل يأتيه الناموس (2)،كما كان يأتي موسى بن عمران، قال: قلت: و كذاك هو أيها الملك ؟ قال: نعم، قال: فأنا أبايعك له فبايعه على الإسلام، ثم قدم مكّة فلقي خالد بن الوليد بن المغيرة، فقال له: ما رأيك ؟ قال: لقد استقام الميسم و الرجل نبي، قال: فأنا أريده، قال: و أنا معك، قال له عثمان بن طلحة بن أبي طلحة: و أنا معك، فقدموا على النبي صلّى اللّه عليه و سلم المدينة.

قال: و نا الزبير، قال محمد بن سلام: قال لي أبان بن عثمان: فقال عمرو بن العاص: فكنت أسن منهما، فقدمتهما لأستدبر أمرهما، فبايعا على أن لهما ما تقدم من ذنوبهما فأضمرت أن أبايعه على أن لي ما تقدم و ما تأخر، فلما أخذت بيده و بايعته على ما تقدم نسيت ما تأخر، قال محمد بن سلام: قال محمد بن حفص، قال ابن الزبعرى (3):

أنشد عثمان بن طلحة حلفنا *** و ملقى نعال القوم عند المقبّل (4)

و ما عقد الآباء من كل حلفة *** و ما خالد من مثلها بمحلّل

أ مفتاح بيت غير بيتك تبتغي *** و ما تبتغي (5) عن مجد بيت مؤثّل

قال: و أنشدني عمي مصعب بن عبد اللّه، و محمد بن الضحاك هذا الشعر فخالفا به في الألفاظ ، قال: و قال عمي مصعب بن عبد اللّه: أقبل عمرو بن العاص من عند النجاشي فلقي عثمان بن طلحة، و خالد بن الوليد بالهدّة (6) يريدان الهجرة، فمضى معهما إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم (7).

ص: 225


1- يعني صلح الحديبية.
2- جبريل عليه السلام، و كذا يسميه أهل الكتاب (اللسان: نمس)، و في القاموس: صاحب السر، و جبريل صلّى اللّه عليه و سلم.
3- الأبيات في سيرة ابن هشام 291/3.
4- يريد بالمقبل، موضع تقبيل الحجر الأسود.
5- ابن هشام: و ما يبتغي من مجد.
6- كذا بالأصل، و في ياقوت: الهدأة، و هي موضع بين عسفان و مكّة.
7- الخبر نقله ابن العديم 3126/7-3127.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا أبي، نا عمي، عن ابن إسحاق (1)،حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس، عن حبيب، حدّثني عمرو بن العاص من فيه قال: خرجت عامدا (2)لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلقيت خالد بن الوليد و ذلك قبل الفتح و هو مقبل من مكّة، فقلت: أين يا أبا سليمان ؟ قال: و اللّه لقد استقام الميسم (3) و إن الرجل لنبي، أذهب و اللّه أسلم فحتى متى ؟ فقلت و أنا و اللّه ما جئت إلاّ لأسلم. فقدمنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم و بايع، ثم دنوت فبايعته ثم انصرفت.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمد بن شجاع، نا محمد بن عمر الواقدي (4)،قال: فحدّثني يحيى بن المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، قال: سمعت أبي يحدّث يقول: قال خالد بن الوليد: لما أراد اللّه بي من الخير ما أراد، قذف في قلبي حب الإسلام، و حضرني رشدي، و قلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد، فليس موطن أشهده إلاّ و أنصرف و إني أرى في نفسي أني موضع في غير شيء و أن محمدا سيظهر، فلما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى الحديبية خرجت في خيل المشركين، فلقيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في أصحابه بعسفان (5) فقمت بازائه و تعرضت له، فصلّى بأصحابه الظهر آمنا منا فهممنا أن نغير عليه، ثم لم يعزم لنا، و كانت فيه خيرة، فاطّلع على ما في أنفسنا من الهموم به، فصلّى بأصحابه العصر صلاة الخوف فوقع ذلك مني موقعا، و قلت: الرجل ممنوع، و افترقنا و عدل عن سنن خيلنا (6) و أخذ ذات

ص: 226


1- الخبر في سيرة ابن هشام 289/3-290.
2- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن ابن هشام.
3- كذا بالأصل، و في شرح السيرة لأبي ذر: المنسم بالنون، و قال أبو ذر: و معناه تبين الطريق و وضح، و أصل المنسم: خف البعير، و من رواه الميسم، فهو الحديدة التي توسم بها الإبل و غيرها، و المنسم، بالنون، هو الصواب».
4- مغازي الواقدي 745/2 و ما بعدها.
5- عسفان: منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة و مكّة، و هي من مكة على مرحلتين (ياقوت).
6- أي عن وجهنا.

اليمين، فلما صالح قريشا بالحديبية و دافعته قريش بالراح (1) قلت في نفسي: أي شيء بقي، أين المذهب ؟ إلى النجاشي ؟ فقد اتّبع محمدا (2) و أصحابه آمنون عنده، فأخرج إلى هرقل ؟ فأخرج من ديني إلى نصرانية أو يهودية، فأقيم مع عجم تابع أو أقيم في داري فمن بقي ؟ فأنا على ذلك إذ دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في عمرة القضيّة و تغيبت فلم أشهد دخوله، و كان أخي الوليد بن الوليد قد دخل مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم في عمرة القضية فطلبني فلم يجدني فكتب إليّ كتابا فإذا فيه:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

أما بعد، فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، و عقلك عقلك، و مثل الإسلام جهله أحد، و قد سألني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي اللّه به، فقال: ما مثل خالد جهل الإسلام، و لو كان جعل نكايته و حدّه مع المسلمين على المشركين لكان خيرا له، و لقدّمناه على غيره، فاستدرك يا أخي ما فاتك منه، فقد فاتتك مواطن صالحة، قال: فلما جاءني كتابه نشطت للخروج، و زادني رغبة في الإسلام، و سرّني مقالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

قال خالد: و أرى في النوم كأني في بلاد ضيقة جديبة، فخرجت إلى بلد أخضر واسع، فقلت: إن هذه لرؤيا فلما قدمت المدينة قلت: لأذكرنها لأبي بكر، قال:

فذكرتها، فقال: هو مخرجك الذي هداك اللّه للإسلام، و الضيق الذي كنت فيه الشرك، فلما أجمعت (3) الخروج إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قلت: من أصاحب إلى محمد؟ فلقيت صفوان بن أمية، فقلت: يا أبا وهب أما ترى ما نحن فيه إنما نحن أكلة رأس (4) و قد ظهر محمد على العرب و العجم، فلو قدمنا على [محمد فاتبعناه] (5) فإن شرف محمد لنا شرف، فأبى أشد الإباء و قال: لو لم يبق غيري من قريش ما اتّبعته أبدا فافترقنا، و قلت:

هذا رجل موتور يطلب وترا، قتل أبوه و أخوه ببدر.

ص: 227


1- كذا بالأصل و م و في الواقدي:«بالرواح»، و هو نقيض الصباح.
2- الأصل: محمد و المثبت عن م.
3- الأصل:«اجتمعت» و المثبت عن مغازي الواقدي و م.
4- أي هم قليل، يشبعهم رأس واحد، و هو جمع آكل.
5- ما بين معكوفتين بياض مكانه بالأصل و الذي استدركناه عن مغازي الواقدي و م.

قال: فلقيت عكرمة بن أبي جهل، فقلت له مثل ما قلت لصفوان، فقال لي مثل ما قال صفوان، قلت: فاطو ما ذكرت لك، قال: لا أذكره و خرجت إلى منزلي، فأمرت براحلتي تخرج إليّ إلى أن ألقى عثمان بن طلحة، فقلت: إن هذا لي لصديق و لو ذكرت له ما أريد، ثم ذكرت من قتل من آبائه فكرهت أذكّره، ثم قلت: و ما عليّ و أنا راحل من ساعتي، فذكرت له ما صار الأمر إليه، و قلت إنما نحن بمنزلة ثعلب في جحر لو صبّ عليه ذنوب (1) من ماء خرج قال: و قلت له نحوا مما قلت لصاحبيه فأسرع الإجابة، و قال: لقد غدوت اليوم و أنا أريد أن أغدو، و هذه راحلتي بفج (2) مناخة، قال: فاتّعدت أنا و هو بيأجج (3) إن سبقني أقام، و إن سبقته أقمت عليه، قال: فأدلجنا سحره فلم يطلع الفجر حتى التقينا بيأجج، فغدونا حتى انتهينا إلى الهدّة فنجد عمرو بن العاص بها فقال:

مرحبا بالقوم قلنا: و بك، قال: أين مسيركم ؟ قلنا: ما أخرجك ؟ قال: فما الذي أخرجكم ؟ قلنا: الدخول في الإسلام و اتّباع محمد، قال: و ذاك الذي أقدمني، قال:

فاصطحبنا جميعا حتى قدمنا المدينة فأنخنا بظاهر الحرّة ركابنا، و أخبر بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فسرّ بنا فلبست من صالح ثيابي ثم عمدت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلقيني أخي فقال: أسرع فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قد أخبر بك فسرّ بقدومك و هو ينتظركم فأسرعت المشي فطلعت فما زال يتبسم إليّ حتى وقفت عليه فسلّمت عليه بالنّبوّة فردّ علي السلام بوجه طلق فقلت:

إني أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الحمد للّه الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا، و رجوت أن لا يسلّمك إلاّ إلى خير»، قلت: يا رسول اللّه قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معاندا عن الحق فادع اللّه يغفرها لي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الإسلام يجبّ ما كان قبله» قلت: يا رسول اللّه على ذلك، فقال:

«اللّهم اغفر لخالد بن الوليد كلما أوضع فيه من صدّ عن سبيلك» قال خالد: و تقدم عمرو، و عثمان فبايعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و كان قدومنا في صفر من سنة ثمان، فو اللّه ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [من] (4) يوم أسلمت يعدل بي أحدا من أصحابه فيما حزبه[3892].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو

ص: 228


1- الذنوب: الدلو العظيمة.
2- في المغازي: بفخ، و هو واد بمكّة، قاله ياقوت.
3- يأجج: موضع على ثمانية أميال من مكّة (ياقوت).
4- الزيادة عن الواقدي.

محمّد بن زبر، أنا العباس بن محمّد بن حاتم نا أبو بكر يعني ابن أبي الأسود، قال:

سألت الأصمعي عن خالد بن الوليد متى أسلم، قال: بين الحديبية و خيبر (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: و فيها - يعني سنة ست - أسلم عمرو بن العاص، و خالد بن الوليد (2)،و قال في سنة سبع فيها: أسلم أبو هريرة و عمران بن حصين زمن خيبر، و خالد بن الوليد بين الحديبية و خيبر (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو حامد أحمد بن أبي العباس الزوزني، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن نجيب، أنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهاب، عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية الرياحي أن خالد بن الوليد قال: يا رسول اللّه إن كائدا من الجن يكيدني، قال: قل:«أعوذ بكلمات اللّه التامّات التي لا يجاوزهن برّ و لا فاجر من شرّ ما ذرأ في الأرض، و من شرّ ما يخرج منها، و من شرّ (4) ما يعرج في السماء، و ما ينزل منها، و من شرّ كل طارق، إلاّ طارق يطرق بخير يا رحمن» قال: ففعلت فأذهبه اللّه تبارك و تعالى عني[3893].

أنبأنا أبو علي الحداد، و أخبرني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد، نا هاشم بن مرثد الطبراني، نا صفوان بن صالح، نا الوليد بن مسلم، نا أبو شيبة يحيى بن عبد الرّحمن، عن حبان بن أبي جبلة، عن عمرو بن العاص، قال: ما عدل بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و بخالد بن الوليد أحدا من أصحابه في حربه منذ أسلمنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: و سار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى دخل مكّة و بعث إلى (5) خالد بن الوليد أن لا تقتلن

ص: 229


1- الخبر نقله ابن العديم 3131/7.
2- في تاريخ خليفة في حوادث سنة ست ذكر إسلام عمرو بن العاص، و لم يرد ذكر إسلام خالد بن الوليد فيه في هذه السنة.
3- انظر تاريخ خليفة حوادث سنة سبع ص 86.
4- قوله:«و من شر» عن هامش الأصل.
5- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.

أحدا، و أتاه الرسول فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يأمرك بقتل من لقيت، فقتل، و أرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى قريش:«مه أ غلبتم ؟» فقالوا: غلبنا و اللّه فقال: سأقول كما قال أخي يوسف لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ (1)»قالوا: وصلتك رحم.

و بعث إلى خالد:«ما حملك على ما صنعت ؟» فقال: أتاني رسولك يأمرني بذلك، فقال للرسول:«ما حملك على ذلك» فقال: يا رسول اللّه أ رأيت إن كنت أمرتني أن آمره أن لا يقتل أحدا فذهب وهمي إلى أن أقول له: اقتل من لقيت لشيء أراده اللّه، فكف عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم (2)[3894].

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه (3)،قال: فكان خالد يوم حنين في مقدمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في بني سليم، و جرح (4) فأتاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - بعد ما هزمت هوازن - في رحله فنفث على جراحه فانطلق منها و بعثه إلى الغميصاء (5) و كان بها قوم من بني كنانة، يقال لهم بنو جذيمة و معه سليم فاستباحهم فادّعوا الإسلام، فوداهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، ثم حضر مؤتة، فلما قتل زيد بن حارثة، و جعفر بن أبي طالب، و عبد اللّه بن رواحة مال المسلمون إلى خالد، فانحاز بهم، فعيّرهم المسلمون حين رجعوا إلى المدينة، فقالوا لهم: أنتم الفرارون (6)،فشكوا ذلك إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال:«بل أنتم الكرارون» فكف الناس عنهم (7)[3895].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد إجازة، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن

ص: 230


1- سورة يوسف، الآية:92.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3139/7-3140.
3- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 320.
4- الأصل:«و خرح» و الصواب عن نسب قريش.
5- الغميصاء: موضع في بادية العرب قرب مكّة (ياقوت).
6- نسب قريش: الفارون.
7- الخبر نقله ابن العديم 3142/7.

يونس بن عمرو، عن العيزار بن حريث، قال: مر خالد بن الوليد على اللاّت و العزّى فقال:

كفرانك لا سبحانك *** إني رأيت اللّه قد أهانك

ثم مضى (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن الشرابي، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة: أن خالد بن الوليد مشى إلى العزّى ليكسرها بالناس فقيل له قيمها يا خالد إنها ما تقوم سبيلها شيء، و إني أخافها عليك، فمشى إليها خالد حتى ضرب أنفها حتى كسرها بالفأس.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبي، نا عبّاد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن قتادة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم بعث خالد بن الوليد إلى العزّى - و كانت لهوازن، و كانت سدنتها بنو سليم - فقال:«انطلق فإنه يخرج عليك امرأة شديدة السواد طويلة الشعر عظيمة الثديين قصيرة» قال: فقالوا يحرضونها (2):

يا عزّ شدّي شدة لا شوى (3) لها *** على خالد ألقي الخمار و شمّري

فإنك الا تقتل (4) المرء خالدا *** تبوأ (5) بذنب عاجل و تنصري

فشد عليها أبو سليمان خالد فضربها فقتلها، و جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«يا خالد ما صنعت ؟» قال: قتلتها، قال:«ذهبت العزّى فلا عزّى بعد اليوم»[3896].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (6)،حدّثني

ص: 231


1- المصدر نفسه 3140/7.
2- البيتان في الطبري 65/3 و سيرة ابن هشام 79/4 و سير أعلام النبلاء 370/1.
3- أي لا تبقي على شيء، و في سير الأعلام:«لا سواكها» أي ليس لها غيرك.
4- سيرة ابن هشام: إن لم تقتلي.
5- الأصل:«تبري» و المثبت عن سيرة ابن هشام.
6- مغازي الواقدي 873/3.

عبد اللّه بن يزيد - يعني الهذلي-، عن سعيد بن عمرو الهذلي، قال: قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مكّة يوم الجمعة لعشر ليال بقين من رمضان فبث السرايا في كل وجه، و أمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الإسلام، فخرج هشام بن العاص في مائتين قيل يلملم (1)،و خرج خالد بن سعيد بن العاص في ثلاثمائة قبل عرنة، و بعث خالد بن الوليد إلى العزّى يهدمها، فخرج خالد بن الوليد في ثلاثين فارسا من أصحابه حتى انتهى إليها، فهدمها ثم رجع إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«هدمت ؟» قال: نعم يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«هل رأيت شيئا؟» فقال: لا، قال:«فإنك لم تهدمها، فارجع إليها فاهدمها» فرجع خالد و هو متغيظ فلما انتهى إليها جرّد سيفه فخرجت إليه امرأة سوداء عريانة ناشرة الرأس، فجعل السّادن يصيح بها، قال خالد: و أخذني اقشعرار في ظهري فجعل يصيح:

أ عزّاي شدّة شدّي لا تكذّبي *** أ عزّاي (2) فالقي القناع و شمّري

أ عزّاي إن لم تقتلي اليوم خالدا *** فبوئي (3) بذنب عاجل و تنصّري

قال: و أقبل خالد بالسيف إليها و هو يقول:

كفرانك (4) لا سبحانك *** إنّي وجدت الله قد أهانك

قال: فضربها بالسيف فجزّلها (5) باثنتين، ثم رجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأخبره، فقال:«نعم تلك العزّى قد آيست أن تعبد ببلادكم أبدا» ثم قال خالد: أي رسول اللّه، الحمد للّه الذي أكرمنا بك، و أنقذنا من الهلكة، و لقد كنت أرى أبي يأتي إلى العزّى بحتره (6)،مائة من الإبل و الغنم فيذبحها للعزّى، و يقيم عندها [ثلاثا] (7) ثم ينصرف إلينا مسرورا، فنظرت إلى ما مات عليه أبي، و ذلك الرأي الذي كان يعاش في فضله كيف خدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع و لا يبصر،[و لا يضر] (8) و لا ينفع، فقال

ص: 232


1- موضع على ليلتين من مكّة (معجم البلدان).
2- كذا بالأصل، و صوبها محقق المغازي المطبوع: على خالد.
3- أي ارجعي.
4- كذا بالأصل و أصل المغازي. و صوبه محققه عن البداية و النهاية و ينقل عن الواقدي: يا عز كفرانك لا سبحانك
5- جزلها: قطعها. و في ابن العديم: خزلها.
6- بالأصل:«بخيره» و المثبت عن المغازي، و الحتر بالكسر: العطية اليسيرة.
7- الزيادة عن مغازي الواقدي.
8- ما بين معكوفتين عن الواقدي.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن هذا الأمر إلى اللّه فمن يسّره للهدى تيسّر، و من يسر للضلالة (1) كان فيها»[3897].

و كان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان، و كان سادنها أفلح بن النضر الشيباني من بني سليم، فلما حضرته الوفاة دخل عليه و هو حزين، فقال له أبو لهب: ما لي أراك (2) حزينا؟[قال:] أخاف أن تضيع العزّى من بعدي.[قال] أبو لهب: فلا تحزن فأنا أقوم عليها بعدك، فجعل كل من لقي قال: إن تظهر العزّى كنت قد اتخذت يدا عندها بقيامي عليها، و إن يظهر محمّد على العزّى - و لا أراه يظهر - فابن أخي، فأنزل اللّه عز و جل تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ (3) و يقال: إنه قال هذا في اللاّت.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خريم الشاشي، نا عبد بن حميد، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزّهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلم خالد بن الوليد - أحسبه قال - إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا، و جعل خالد بهم قتلا و أسرا، قال: ثم دفع إلى كل رجل منا أسيرا حتى إذا أصبح يوما أمرنا فقال: ليقتل كل رجل منكم أسيره قال ابن عمر: فقلت و اللّه لا أقتل أسيري و لا يقتل رجل من أصحابي أسيره، قال: فقدمنا على النبي صلّى اللّه عليه و سلم فذكر له ما صنع خالد، قال فرفع يديه فقال:«اللّهم إنّي أبرأ إليك مما صنع (4) خالد» مرتين أو ثلاثا[3898].

رواه البخاري (5) عن محمود، و رواه النسائي (6) عن نوح بن حبيب جميعا عن عبد الرزاق.

ص: 233


1- بالأصل: للصلاة، شطبت و كتب على الهامش: للضلالة، و هو ما أثبتناه و هذا يوافق عبارة الواقدي، و فيها: يسره للضلالة.
2- قوله:«ما لي أراك» سقط عن الأصل و استدرك عن هامشه و بجانبه كلمة صح.
3- الآية الأولى من سورة المسد.
4- كذا بالأصل بالأصل و على اللفظة علامة تحويل إلى الهامش، و كتب على الهامش: فعل.
5- البخاري(4339) في المغازي باب بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلم خالدا إلى بني جذيمة.
6- النسائي 236/8 في القضاء: باب إذا قضى الحاكم بغير حق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، نا محمّد بن عمر (1):

حدّثني عبد اللّه بن يزيد، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: لما قدم خالد [بن الوليد] على النبي صلّى اللّه عليه و سلم - يعني بعد ما صنع ببني جذيمة ما صنع - عاب عبد الرّحمن بن عوف على خالد ما صنع، قال: يا خالد أخذت بأمر الجاهلية قتلتهم (2) بعمك الفاكه، قاتلك اللّه، قال: و أعانه عمر بن الخطاب على خالد، فقال خالد: أخذتهم بقتل أبيك، فقال عبد الرّحمن [بن عوف] كذبت و اللّه، لقد قتلت قاتل أبي بيدي، و أشهدت على قتله عثمان بن عفان، ثم التفت إلي عثمان فقال: أنشدك اللّه هل علمت أني قتلت قاتل أبي ؟ فقال عثمان: اللّهم نعم، ثم قال عبد الرّحمن: ويحك يا خالد، و لو لم أقتل قاتل أبي كنت تقتل قوما مسلمين بأبي في الجاهلية ؟ قال خالد: و من أخبرك أنهم أسلموا، فقال أهل السرية كلهم يخبروننا (3) أنك وجدتهم قد بنوا المساجد، و أقروا بالإسلام، ثم حملتهم على السيف، قال: جاءني [رسول] (4) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن أغير عليهم، فأغرت بأمر النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال عبد الرّحمن: كذبت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و غالظ عبد الرّحمن، و أعرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن خالد و غضب عليه، و بلغه ما صنع بعبد الرّحمن، فقال: يا خالد ذروا لي أصحابي! متى ينك أنف المرء ينكى المرء، و لو كان أحد ذهبا تنفقه قيراطا قيراطا في سبيل اللّه لم تدرك غدوة أو روحة من غدوات أو روحات عبد الرّحمن.

قال: و نا الواقدي (5):حدّثني عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

قال عمر لخالد: ويحك يا خالد أخذت بني جذيمة بالذي كان من أمر الجاهلية! أ و ليس الإسلام قد محا ما كان في الجاهلية ؟ فقال: يا أبا حفص و اللّه ما أخذتهم إلاّ بالحق، أغرت على قوم مشركين فامتنعوا، فلم يكن لي بد - إذ امتنعوا - من قتالهم، فأسرتهم،

ص: 234


1- مغازي الواقدي 880/3.
2- بالأصل:«قتلهم» و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب في الهامش شيئا، و المثبت عن مغازي الواقدي.
3- الأصل: يخبرونا.
4- زيادة لازمة عن مغازي الواقدي.
5- مغازي الواقدي 880/3.

ثم حملتهم على السيف، فقال عمر: أي رجل تعلم (1) عبد اللّه بن عمر؟ قال: أعلمه و اللّه رجلا صالحا، قال: فهو الذي أخبرني غير الذي أخبرتني، و كان معك في ذلك الجيش، فقال خالد: فإني استغفر اللّه و أتوب إليه، قال: فانكسر عنه عمر، و قال:

ويحك، ائت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يستغفر لك.

قال: و حدّثنا الواقدي (2)،حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن أبي قتادة عن أهله، عن أبي قتادة - و كان في القوم - قال: لما نادى خالد في السحر من كان معه أسير فليدافّه، أرسلت أسيري، و قلت لخالد: اتّق اللّه فإنك ميت، و ان هؤلاء قوم مسلمون، قال:

رحمك اللّه يا أبا قتادة إنه لا علم لك بهؤلاء، قال أبو قتادة: فإنما يكلّمني خالد على ما في نفسه من التّرة عليهم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، أنا أبو (3) حامد محمّد بن هارون، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا الحكم بن ظهير، عن السّدّي (4)،عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي على سرية و معه في السرية عمار بن ياسر، قال: فخرجوا حتى أتوا قريبا من القوم الذين أرادوا أن يصبحوهم نزلوا في بعض الليل، قال: و جاء القوم النذير فهربوا حيث بلغهم، قال: فأقام رجل منهم كان قد أسلم هو و أهل بيته فأمر أهله فتحملوا و قال: قفوا حتى آتيكم (5)،ثم جاء حتى دخل على عمار فقال: يا أبا اليقظان إني قد أسلمت و أهل بيتي فهل ذلك نافعي إن أنا أقمت، فإن قومي قد هربوا حيث سمعوا بكم ؟ قال: فقال له عمار: فأقم فأنت آمن، فانصرف الرجل هو و أهله.

قال: و صبح خالد القوم فوجدهم قد ذهبوا، فأخذ الرجل هو و أهله، فقال له عمار: إنه لا سبيل لك على الرجل قد أسلم، قال: و ما أنت و ذاك أ تجير عليّ و أنا الأمير؟ قال: نعم، أجير عليك و أنت الأمير، إن الرجل قد آمن، و لو شاء [أن] يذهب

ص: 235


1- الأصل و م: يعلم، و المثبت عن مغازي الواقدي.
2- المصدر نفسه ص 881.
3- سقطت من الأصل و استدركت فوق السطر.
4- في ابن العديم: السري.
5- ابن العديم: أسلم.

كما ذهب أصحابه، فأمرته (1) بالمقام لإسلامه. فتنازعا في ذلك حتى تشاتما، فلما قدما المدينة اجتمعا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فذكر عمّار الرجل و ما صنع، فأجاز رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أمان عمار، و نهى يومئذ أن يجير أحد على أمير، فتشاتما عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال خالد:

يا رسول اللّه أ يشتمني هذا العبد عندك أما و اللّه لولاك ما شتمني، فقال نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«كف يا خالد عن عمار، فإنه من يبغض عمارا يبغضه اللّه عزّ و جلّ » ثم قام عمار فولّى و أتبعه خالد بن الوليد حتى أخذ بثوبه فلم يزل يترضاه حتى رضي، و نزلت هذه الآية: أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) أمراء السرايا فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّٰهِ وَ الرَّسُولِ (3) فيكون اللّه و رسوله هو الذي يحكم فيه ذٰلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً (4)يقول خير عاقبة (5)[3899].

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة (6)،أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (7)،نا يوسف بن يعقوب بن عتبة، عن عثمان بن محمّد الأخنسي، عن عبد الملك بن أبي بكر (8) بن عبد الرّحمن بن الحارث، قال: أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم خالد بن الوليد أن يغير على بني كنانة إلاّ أن يسمع أذانا أو يعلم إسلاما، فخرج حتى انتهى إلى بني جذيمة، فامتنعوا أشد الامتناع، و قاموا (9) و تلبّسوا السلاح، فانتظر بهم صلاة العصر و المغرب و العشاء لا يسمع أذانا، ثم حمل عليهم فقتل من قتل و أسر من أسر، فادّعوا بعد الإسلام.

قال عبد الملك: و ما عتب عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في ذلك، و لقد كان المقدّم حتى مات، و لقد خرج معه بعد ذلك إلى حنين على مقدمته، و على تبوك، و بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى أكيدر دومة الجندل (10) فسبا من سبا ثم صالحهم، و لقد بعثه

ص: 236


1- في ابن العديم: فأمره.
2- سورة النساء، الآية:59.
3- سورة النساء، الآية:59.
4- سورة النساء، الآية:59.
5- الخبر نقله ابن العديم 3146/7-3147.
6- ابن العديم:«حبة» انظر تبصير المنتبه 405/1.
7- مغازي الواقدي 883/3-884 و نقله عنه ابن العديم 3147/7.
8- «بن أبي بكر» سقط من مغازي الواقدي.
9- الواقدي: و قاتلوا.
10- دومة الجندل: حصن و قرى بين الشام و المدينة، قرب جبلي طيئ من جهة الشمال (ياقوت).

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى بلحارث بن كعب إلى نجران (1) أميرا و داعيا إلى اللّه، و لقد خرج مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في حجة الوداع، فلما حلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رأسه أعطاه ناصيته، فكانت في مقدم قلنسوته فكان لا يلقى أحدا إلاّ هزمه اللّه تعالى.

و لقد قاتل يوم اليرموك فوقعت قلنسوته فجعل يقول: القلنسوة القلنسوة، فقيل له بعد ذلك: يا أبا سليمان عجبا لطلبك القلنسوة و أنت في حومة القتال ؟ قال: إن فيها ناصية النبي صلّى اللّه عليه و سلم و لم ألق بها أحدا إلاّ ولّى.

و لقد توفي خالد يوم توفي و هو مجاهد في سبيل اللّه عز و جل، و قبره بحمص، فأخبرني من غسّله و حضره و نظر إلى ما تحت ثيابه، ما فيه مصح، ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، و لقد كان عمر بن الخطاب الذي بينه و بينه ليس بذلك، ثم يذكره (2) بعد فيترحم عليه و يتندم على ما كان صنع في أمره، و يقول: سيف من سيوف اللّه تعالى، و لقد نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين حبط من لفت (3) ففي حجته و معه رجل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من هذا؟» فقال الرجل: فلان، قال:«بئس عبد اللّه فلان»، ثم طلع آخر فقال:«من الرجل»؟ فقال: فلان، فقال:«بئس عبد اللّه فلان»، ثم طلع خالد بن الوليد، فقال:«من هذا؟» قال: خالد بن الوليد، قال:«نعم عبد اللّه خالد بن الوليد»[3900].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبيد اللّه القواريري، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعث زيدا و عبد اللّه بن رواحة، فدفع الراية إلى زيد، قال: فأصيبوا جميعا، قال: قال أنس فنعاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى الناس قبل أن يجيء الخبر قال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد اللّه فأصيب، ثم أخذ الراية بعد سيف من سيوف اللّه خالد بن الوليد، قال: فجعل يحدّث الناس و عيناه تذرفان.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا

ص: 237


1- نجران: من مخاليف اليمن من ناحية مكّة (ياقوت).
2- الأصل و م: تذكره.
3- لفت: و يقال بالتحريك، ثنية بين مكّة و المدينة (ياقوت).

جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشار، و عمرو بن علي، قالا: نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، قال:

قدم علينا عبد اللّه بن رباح الأنصاري، و كانت الأنصار تفقهه فأتيته في جو شريك بن الأعور الشارف على المربد، و قد اجتمع عليه ناس من الناس فقال: حدّثنا أبو قتادة الأنصاري فارس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جيشه قال:«عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد اللّه بن رواحة» فوثب جعفر فقال: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه ما كنت أرهب أن يستعمل عليّ زيدا، قال:

«امضه، فإنك لا تدري في أي ذلك خيرا» فلبثوا ما شاء اللّه ثم إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قعد على المنبر و أمر أن ينادى الصلاة جامعة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ثاب خبر و ثاب خبر (1)،أ لا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي ؟ انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيدا استغفروا له»، فاستغفر له الناس،«ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب، فشدّ على القوم حتى قتل شهيدا [فاستغفروا له» فاستغفر الناس له.«ثم أخذ اللواء عبد اللّه بن رواحة، فثبت قدميه حتى قتل شهيدا] (2) أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له»، فاستغفر له الناس «ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد و لم يكن من الأمراء، هو أمّر نفسه» ثم رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ضبعيه فقال:

«اللّهم هذا سيف من سيوفك فانتقم به» فسمّي خالد سيف اللّه، ثم قال:«انفروا و أمدّوا إخوانكم و لا يتخلّفنّ أحد» فنفر الناس في حرّ شديد مشاة و ركبانا[3901].

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا:

أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب، نا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ القرشي، قال: أخبرني الوليد، قال: فحدّثني العطّاف بن خالد المخزومي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أخبر (3) أصحابه في مجلسه فقال:«التقى القوم فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل زيد بن حارثة و أخذ الراية جعفر ثم مكث ما شاء اللّه أن يمكث، ثم قتل جعفر، ثم أخذ الراية عبد اللّه بن رواحة ثم مكث ما شاء اللّه أن يمكث، ثم قتل ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ثم قال:«الآن حمي الوطيس».

ص: 238


1- الأصل و م: ثاب خير، و ثاب خير، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- رسمها غير واضح بالأصل و في م: خيّر، و المثبت عن ابن العديم.

قال الوليد: فحدّثني غير واحد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال - و هو يخبر عن وقعتهم-.

«ثم أخذ الراية خالد بن الوليد، نعم عبد اللّه و أخو العشيرة و سيف من سيوف اللّه، سلّه اللّه على الكفّار و المنافقين»[3902].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال ح.

و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الحسين، قالا: أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن أبي الربيع، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أنس قال: نعى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - زاد أبو طالب: أصحاب مؤتة و قالا - على المنبر رجلا رجلا فبدأ بزيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد اللّه بن رواحة، ثم قال:«فأخذ اللواء خالد بن الوليد و هو سيف من سيوف اللّه»[3903].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا الحسن بن علي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا علي بن عياش ح.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن البري، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة، حدّثني علي بن عياش، نا الوليد بن مسلم، حدّثني و حشي بن حرب، عن أبيه، عن جده وحشي بن حرب أن أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة، فقال إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«نعم عبد اللّه و أخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف اللّه سلّه اللّه على الكفار و المنافقين» (1)[3904].

و أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز الصوفي، نا تمام، و عبد الرّحمن ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن البري، نا عبد الرّحمن بن عثمان، قالا: أنا أبو الحسن بن حذلم، نا أبو زرعة، نا علي بن الحسن

ص: 239


1- مسند الإمام أحمد 8/1.

النسائي بالرّقّة، نا الوليد بن مسلم، حدّثني وحشيّ بن حرب بن وحشيّ ، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت أبا بكر يوم وجّه خالد بن الوليد إلى مسيلمة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«خالد بن الوليد سيف من سيوف اللّه» و سمعته يقول:«نعم الفتى خالد بن الوليد»[3905].

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (1) الواعظ ، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن علي بن النّضر الدّيباجي، نا علي بن عبد اللّه بن مبشّر الواسطي، نا محمّد بن حرب أبو عبد اللّه النسائي، نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني، عن هشام، عن عروة: أن أبا بكر بعث خالد بن الوليد إلى بني سليم حين ارتدوا عن الإسلام فقتل و حرّق بالنار، فكلّم عمر أبا بكر فقال: بعثت رجلا يعذّب بعذاب اللّه انزعه، فقال أبو بكر: لا أشيم سيفا سلّه اللّه عز و جل على الكفار حتى يكون اللّه الذي يشيمه (2).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا عبد اللّه بن عتّاب الزّفتي (3)،نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، قال (4):كان في بني سليم ردة فبعث إليهم أبو بكر خالد بن الوليد فجمع رجالا منهم في الحظائر ثم أحرقها عليهم بالنار، فبلغ ذلك عمر فأتى أبا بكر فقال: أتدع رجلا يعذّب بعذاب اللّه، فقال أبو بكر: و اللّه لا أشيم (5) سيفا سلّه اللّه على عدوه حتى يكون هو الذي يشيمه، ثم أمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أحمد بن منصور، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا الهيثم بن كليب، نا ابن المنادي، نا الوليد بن شجاع، نا ضمرة، قال الشيباني: أخبرني عن أبي العجماء، قال: قيل لعمر بن الخطاب: لو عهدت يا أمير

ص: 240


1- بالأصل:«المحلى» و الصواب عن م، و ضبطت اللفظة عن التبصير.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 1349/7.
3- بالأصل «الزرقي» و المثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 64/15 و فيها أنه سمع أحمد بن أبي الحواري... و حدث عنه عبد الوهاب الكلابي و في م: الرقي.
4- الخبر في سير الأعلام 372/1.
5- لا أشيم أي لا أغمد.

المؤمنين ؟ قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم ولّيته ثم قدمت على ربي فقال لي:

لما استخلفته على أمة محمّد؟ قلت: سمعت عبدك و خليلك يقول:«لكلّ أمة أمين، و إن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح» و لو أدركت خالد بن الوليد ثم ولّيته ثم قدمت على ربي فقال لي من استخلفت على أمّة محمّد؟ لقلت: سمعت عبدك و خليلك يقول:

«لخالد سيف من سيوف اللّه، سلّه اللّه على المشركين»، كذا قال، و إنما هو أبو العجفاء (1) السلمي، و اسمه هرم بن نسيب، شامي (2)(3)[3906].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنا عبد اللّه (4)،حدّثني أبي أحمد، نا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، قال: استعمل عمر بن الخطاب أبا عبيدة بن الجراح على الشام و عزل (5) خالد بن الوليد قال: فقال خالد بن الوليد: بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح»، فقال أبو عبيدة: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«خالد سيف من سيوف اللّه عز و جل نعم فتى العشيرة» (6)[3907].

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال.

ثم أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير الخلال، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس، نا الربيع بن ثعلب، أنا أبو إسماعيل، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن عبد اللّه بن أبي أوفي نحوه.

ص: 241


1- ضبطت عن تقريب التهذيب.
2- في التقريب: بصري.
3- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3123/7 و الذهبي في سير الأعلام 372/1.
4- مسند الإمام أحمد 90/4.
5- في الأصل:«و عن» و المثبت عن مسند أحمد.
6- الخبر نقله الهيثمي في المجمع 348/9 و قال:«رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح، إلاّ أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة» و باختصار نقله الذهبي في سير الأعلام 373/1، و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3124/7 و فيه عبد اللّه بن عمير بدل عبد الملك بن عمير.

و قال: شكا عبد الرّحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله» قال: يقعون فيّ فأردّ عليهم قال:«لا تؤذوا خالدا، فإنه سيف من سيوف اللّه سلّه على الكفار»[3908].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عون الخراز (1)،نا أبو إسماعيل المؤدب، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن ابن أبي أوفى، قال: شكا عبد الرّحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله» فقال: يا رسول اللّه يقعون فيّ فأرد عليهم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف اللّه صبّه اللّه على الكفار» (2)[3909].

رواه محمّد بن عبيد الطنافسي، عن إسماعيل فلم يذكر ابن أبي أوفى، و رواه عبد اللّه بن نمير، عن إسماعيل و لم يذكر الشعبي و لا ابن أبي أوفى، و قال عن قيس بن أبي حازم، و كذا رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و يعلى بن عبيد الطنافسي، عن إسماعيل، و تابعه عليه أخوه محمّد أيضا.

فأمّا حديث محمّد:

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسن بن الفهم، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عبيد، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، قال: قال خالد بن الوليد: يا رسول اللّه إنهم يقعون في عرضي فلا أستطيع إلاّ أن أرد عليهم مثل ما يقولون لي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف اللّه سلّه اللّه على أعدائه» (3)[3910].

و أمّا حديث ابن نمير:

فأخبرناه أبو بكر أيضا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، نا أحمد بن

ص: 242


1- ابن العديم: الخزاز.
2- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3124/7 و انظر سير الأعلام 373/1 و 374.
3- لم أجده في طبقات ابن سعد الكبرى.

معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا عبد اللّه بن نمير، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنما خالد سيف من سيوف اللّه صبّه على الكفار»[3911].

و أمّا حديث ابن أبي زائدة:

فأخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم السلمي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا شريح، هو ابن يونس، نا يحيى بن زكريا، حدّثني إسماعيل بن قيس قال: أخبرت أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا تسبّوا خالدا فإنه سيف من سيوف اللّه صبّه اللّه على الكفار»، و في حديث ابن المقرئ:«سلّه على الكفار»[3912].

و أمّا حديث يعلى:

فأخبرناه أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا يعلى، و محمّد ابنا عبيد، قالا: أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف اللّه صبّه على الكفار»[3913].

أخبرنا أبو العزّ [بن] كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو حفص عمر بن أيوب السّقطي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم، نا هشيم، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، قال: لما قدم خالد بن الوليد من غزوة يوم مؤتة على النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال: أعوذ باللّه من غضب اللّه و غضب رسوله، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما غضب الله عليك و لا رسوله، و لكنك سيف من سيوف اللّه»[3914].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا الجوهري، أنا محمّد بن

ص: 243


1- طبقات ابن سعد 395/7.
2- المصدر نفسه.

العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (1)، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن عثمان بن محمّد الأخنسيّ ، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرّحمن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تسبّوا خالد بن الوليد فإنما هو سيف من سيوف اللّه سله على المشركين»[3915].

قال (2):و حدّثني محمّد بن حرب عن أبي بكر بن عبد اللّه، عن أبي الأحوص، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«نعم عبد اللّه خالد (3) بن الوليد، و أخو العشيرة، و سيف من سيوف اللّه، سلّه اللّه على الكفار و المنافقين»[3916].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي أنا أبو حاتم مكي بن عبدان نا محمّد بن عيسى هو ابن يزيد الطرسوسي (4)،أنا إسحاق بن محمّد، عن أسامة بن زيد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح و عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فجعل [الناس] (5) يمرون فيقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يا أبا هريرة من هذا؟» فأقول فلان، فيقول:«نعم عبد اللّه فلان» و يمرّ فيقول:«من هذا يا أبا هريرة» فأقول:

فلان، فيقول:«بئس عبد اللّه» حتى مرّ خالد بن الوليد فقلت: هذا خالد بن الوليد يا رسول اللّه، قال:«نعم عبد اللّه، خالد سيف من سيوف اللّه» (6)[3917].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7):

حدّثني أبي، نا مكي بن إبراهيم، نا هاشم بن هاشم، عن إسحاق بن الحارث بن عبد اللّه بن كنانة، عن أبي هريرة، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى إذا كنا تحت ثنية لفت طلع علينا خالد بن الوليد من الثنية فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لأبي هريرة:«انظر من

ص: 244


1- مغازي الواقدي 883/3.
2- القائل هو الواقدي، نفس المصدر: الجزء و الصفحة.
3- بالأصل و م:«نعم العبد عبد اللّه بن خالد...» و المثبت عن مغازي الواقدي.
4- في ابن العديم:«القراطيسي.» انظر ترجمته في سير الأعلام 164/13.
5- الزيادة عن ابن العديم.
6- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3125/7-3126.
7- مسند الإمام أحمد 360/2.

هذا؟» قال أبو هريرة: خالد بن الوليد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«نعم عبد اللّه هذا»[3918].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الباطرقاني، نا عبيد اللّه، و هو ابن الحسين بن محمّد بن شريك، نا نعيم بن حمّاد، نا عبد العزيز بن محمّد، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«نعم الرجل خالد بن الوليد»، رواه محمّد بن يعقوب عن الدراوردي[3919].

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (1) الحسن، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى الزهري، عن عبد العزيز بن محمّد، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رأى خالد بن الوليد متدليا من هرشى (2)،فقال:«نعم المرء خالد بن الوليد»[3920].

و أخبرناه أبو عبد الرّحمن، و أبو الفتوح عبد الوهاب ابنا إسماعيل بن عمر الأديبان، و أبو عبد اللّه أحمد بن إسماعيل بن محمّد العطار، قالوا: أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف، نا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني - إملاء - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمد بن إسحاق الفاكهي - بمكّة - نا أبو يحيى بن أبي مسرّة، نا يعقوب بن محمد، نا عبد العزيز بن محمد، نا عبد الواحد بن أبي عون، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رأى خالد بن الوليد فقال:«نعم المرء خالد بن الوليد»[3921].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،أنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

ص: 245


1- بالأصل و م:«أنا الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّت الإشارة إليهما كثيرا، و قد مر هذا السند مرارا. و هما ابنا الحسن بن أحمد بن عبد اللّه، أبو علي البغدادي، انظر ترجمته في سير الأعلام 380/18.
2- ثنية في طريق مكّة قريبة من الجحفة يرى منها البحر (ياقوت).
3- الأصل و م: المزرقي بالقاف، و الصواب ما أثبت بالفاء، و قد مرّ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا داود بن عمرو، نا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال: أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بصدقة، فقيل: منع ابن جميل و خالد بن الوليد و عباس بن عبد المطلب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما نقم ابن جميل، إلاّ أنه كان فقيرا فأغناه اللّه و رسوله، و أما خالد فإنكم تظلمون خالدا قد كان احتبس أدراعه و أعتده في سبيل اللّه، و العباس بن عبد المطلب عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فهي له و مثلها معها»[3922].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا سعد بن منصور، نا هشيم، أنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن أبيه، قال: لما كان يوم اليرموك فقد خالد بن الوليد قلنسوة له فقال: اطلبوها فطلبوها، فلم يجدوها فقال:

اطلبوها فطلبوها فوجدوها فإذا قلنسوة وسخة، فقال اعتمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فحلق رأسه فابتدر الناس إلى شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة، فما شهدت قتالا و هي معي إلاّ رزقت النصر (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني علي بن عيسى الحيري، أنا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا هشيم، نا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك، فقال:

اطلبوها فلم يجدوها، ثم طلبوها فوجودها فإذا هي قلنسوة خلقة، فقال خالد: اعتمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فحلق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره، قال: فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا و هي معي إلاّ رزقت النصر.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور الجبار، أنا أبو بكر [بن] المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا شريح بن يونس أبو الحارث، نا هشيم، عن

ص: 246


1- الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، فقد سقط جزء من ترجمة خالد بن الوليد من القسم المطبوع، و الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3149/7 و الذهبي في سير الأعلام 374/1 و الحاكم في المستدرك 299/3 و الهيثمي في المجمع 349/9.

عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: قال خالد بن الوليد: اعتمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حمدان: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم - في عمرة اعتمرها [فابتدر] (1) الناس إلى شعره فسبقت إلى الناصية فأخذتها فاتّخذت قليسية (2) فجعلتها في مقدم القلنسوة فما وجهتها في وجه، و في حديث ابن حمدان: فما وجهته في وجهه - إلاّ فتح لي، و قال ابن حمدان: له.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمد، نا محمد بن سعد، أنا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، عن عاصم بن كليب، قال: سمعت شيخين في المسجد ممن سمع خالد بن الوليد قال أحدهما لصاحبه: أتذكر ما لقينا يوم الكمّة بسباطة الحيرة ؟ قال: نعم ما لقينا يوما قط أشد منه، وقعت كمّة خالد بن الوليد فقال: التمسوها و غضب فوجدناها فوضعها على رأسه ثم اعتذر إلينا فقال: لا تلوموني فإن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين حلق رأسه انتهبنا شعره فوقعت ناصيته بيدي فجعلتها ناصية في هذه الخرقة، فإنما شق عليّ حين وقعت (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا ابن وهب عن ابن أبي الزناد عن عبد الرّحمن بن الحارث: أخبرني الثقة أن الناس يوم حلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ابتدروا شعره فابتدرهم خالد بن الوليد إلى ناصيته فجعلها في قلنسوته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عمرو، عن الشعبي، قال (4):لما فتح خالد الحيرة صلّى صلاة الفتح ثمان ركعات لا يسلّم فيهن ثم انصرف، و قال: لقد قاتلت يوم مؤتة فانقطع في يدي تسعة

ص: 247


1- زيادة لازمة للإيضاح عن الرواية السابقة.
2- الأصل:«قلسية» و الصواب ما أثبت، و قليسية: القلنسوة و قليسية تصغير قلاس ج قلنسوة و قلنسية. (القاموس).
3- سقط من ترجمة خالد في الطبقات الكبرى لابن سعد، و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3149/7.
4- الخبر في تاريخ الطبري 366/3 حوادث سنة 12 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3150/7.

أسياف، و ما لقيت قوما كقوم لقيتهم من أهل فارس، و ما لقيت من أهل فارس قوما كأهل ألّيس (1).

قال (2):و نا سيف، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، و كان قد قدم مع جرير على خالد، قال: أتينا خالد بالحيرة (3) و هو متوشح قد شدّ ثوبه في عنقه يصلّي فيه وحده، ثم انصرف، فقال: اندقّ في يدي تسعة أسياف يوم مؤتة، ثم صبرت في يدي صفيحة (4) يمانية، فما زالت معي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد، قالا: أنا أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن المزكّي، أنا أبو العباس عبد اللّه بن عبد الرّحمن العسكري، نا عبد الرّحمن بن محمد بن منصور، نا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل، حدّثني قيس - يعني ابن أبي حازم-، قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: قد اندقّ بيدي يوم مؤتة تسعة أسياف فصبرت في يدي صفيحة لي يمانية (5).

رواه ابن المبارك، عن إسماعيل.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمد بن الفتح، نا محمد بن سفيان، نا سعيد بن رحمة، قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت خالد بن الوليد يخبر القوم بالحيرة يقول: لقد رأيتني يوم مؤتة اندقّ بيدي تسعة أسياف فصبرت في يدي صفيحة يمانية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت خالد بن الوليد يقول:

ص: 248


1- أ ليس: قرية من قرى الأنبار، لها ذكر في أيام العراق، أيام خالد بن الوليد (معجم البلدان) و بالأصل: الليس.
2- الطبري 367/3.
3- الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة (ياقوت).
4- الصفيحة: السيف العريض.
5- نقله الذهبي في سير الأعلام 375/1.

لقد اندقّ في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلاّ صفيحة لي يمانية.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (1)،أنا رشا بن نظيف المعدّل، أنا الحسن بن إسماعيل الضراب، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا الحارث بن أبي أسامة، نا يزيد، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال خالد بن الوليد:

لقد اندقّ في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فصبرت في يدي صفيحة يمانية (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو الحيري ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا شريح، نا يحيى بن زكريا، عن إسماعيل، عن قيس، قال: سمعت خالد بن الوليد يحدث القوم في الحيرة قال: لقد رأيتني يوم مؤتة اندقّ بيدي تسعة أسياف فصبرت معي صفيحة لي يمانية - و في حديث ابن المقرئ: و صبرت معه صفيحة يمانية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا سعيد بن رحمة قال: سمعت ابن المبارك عن ابن عيبنة عن إسماعيل بن أبي خالد عن مولى لآل خالد بن الوليد، قال: قال خالد بن الوليد: ما من ليلة إلاّ ليلة تهدى إليّ فيها عروس أنا لها محبّ ، و أبشّر منها بغلام أحب إليّ من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو (3)؛اسم هذا المولى: زياد.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، نا محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد، قال: قال خالد بن الوليد عند موته: ما كان في

ص: 249


1- ابن العديم: العلوي.
2- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3143/7-3144.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 375/1 و لم يسمّ المولى، و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 350/9 و نسبه إلى أبي يعلى و قال: و رجاله رجال الصحيح.

الأرض ليلة أحب إليّ من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو فعليكم بالجهاد (1).

و رواه غيرهما عن إسماعيل، فقال عن قيس، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه محمد الخلال، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا شريح بن يونس، نا يحيى بن زكريا، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال خالد بن الوليد: ما ليلة يهدى إليّ فيها - و قال ابن المقرئ: يهدي إلى بيتي فيها - عروس أنا لها محبّ أو أبشّر فيها بغلام فأحب إليّ من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح فيها العدو.

أخبرنا أبو غالب بن أبي علي، أنا محمد بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، نا محمد بن سليمان، نا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، قال: قال خالد بن الوليد: ما أدري من أين يوميّ أفرّ:

يوم أراد اللّه عز و جل أن يهدي لي فيه شهادة، أو من يوم أراد اللّه أن يهدي لي فيه كرامة (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا الوليد بن عبد اللّه بن جميع، حدّثني رجل أثق به أن خالد بن الوليد أمّ الناس بالحيرة فقرأ من سور شتى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: شغلني عن تعليم القرآن الجهاد (3).

قال: و حدّثنا محمّد بن سعد، أنا عبد اللّه بن نمير، نا إسماعيل، عن قيس، قال:

سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل اللّه.

ص: 250


1- ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، نقله عنه ابن العديم 3153/7.
2- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 375/1.
3- ليس في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع، نقله ابن العديم 3154/7.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد، أنا محمّد بن علي بن محمّد السّلمي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، أنا أحمد بن محمّد بن أبي الموت، نا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبيد القاسم بن سلام، نا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال خالد بن الوليد: لقد شغلني الجهاد في سبيل اللّه عن كثير من قراءة القرآن (1).

أخبرنا بها عالية أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر الصوفي، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا شريح، نا يحيى، نا إسماعيل، عن قيس، قال: قال خالد بن الوليد: لقد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا الفضل بن دكين، و محمّد بن عبد اللّه الأسدي، قالا: نا يونس بن أبي إسحاق، نا أبو السفر، قال:

نزل خالد بن الوليد الحيرة، فنزل عن بني أم المرازبة (2)،فقال لهم ائتوني بالسّمّ ، فلما أتوني (3) به وضعه في راحلته (4) ثم قال: بسم اللّه، فافتتحه (5) فلم يضره بإذن اللّه شيئا.

أخبرنا بها عالية (6) أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا شريح، نا يحيى بن زكريا، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي

ص: 251


1- ذكره الهيثمي في المجمع 350/9.
2- الأصل «الموازنة» و في م: الموازية و المثبت عن ابن العديم و سير الأعلام و مختصر ابن منظور.
3- كذا بالأصل، و في ابن العديم:«أتوه به» و في سير الأعلام:«فأتي به» و في م: أتوه به.
4- ابن العديم: راحته، و هي أظهر.
5- ابن العديم: فاقتحمه و في مختصر ابن منظور:«فاقتحفه»(يعني شربة جميعا كما في اللسان).
6- كذا.

السفر، قال: نزل خالد بن الوليد الحيرة على أم بني المرازبة (1) فقالوا: احذر السّمّ لا يسقيكه الأعاجم، فقال: ائتوني به، فأتي به - و في حديث ابن المقرئ: ائتوني منه بشيء فأتي منه بشيء - فأخذه بيده ثم اقتحمه - و قال ابن المقرئ: اقتحم - و قال:

بسم اللّه، فلم يضره شيئا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عبد اللّه بن الزّبير الحميدي، نا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: رأيت خالد بن الوليد أتى بسمّ ، فقال: ما هذا؟ قالوا: سمّ ، فقال: بسم اللّه و شربه، و أشار سفيان بيده إلى فيه، قال عبد اللّه بن الزبير: و ذلك بالحيرة (2).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق السهمي، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: أتى خالد بن الوليد برجل معه زقّ خمر فقال: اللّهم اجعله عسلا فصار عسلا (3).

قال: و حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم الهروي، نا هشيم، نا العوّام بن حوشب، حدّثني قومي عن رجل منهم يقال له صعصعة قال: فشت الخمر في عسكر خالد بن الوليد فجعل يطوف عليهم، و كان رجل منا بعث به أصحابه فاشترى زقا من خمر و جعله بين يديه، فاستقبله كفة بكفة فقال: ما هذا؟ قال: خل، قال: جعله اللّه خلا فانطلق إلى أصحابه ففتحه، فإذا خلّ كأجود ما يكون من الخل (4).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو الفضل بن الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: مر على خالد بن الوليد بزق خمر فقال: أي شيء هذا؟ فقالوا: خلّ ، فقال: جعله اللّه خلا، قال: فنظروا فإذا هو خل، و قد كان خمرا (5).

ص: 252


1- بالأصل:«المزارعة» و في م: الموازية و الصواب ما تقدم.
2- نقله ابن العديم 3152/7.
3- الخبر في بغية الطلب 3152/7-3153 و سير الأعلام 376/1 و الإصابة.
4- ابن العديم 3153/7.
5- سير الأعلام 376/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، عن أبيه: أن خالد أتى في قنّسرين (1) برجل معه زقّ خمر، فقال:

اللّهم اجعله خلا و أفلت منه، فإذا هو خلّ مسطار (2)،و أقبل الرجل يعدو (3).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الجرجاني - بالثعلبية (4)-أنا أبو الفتح المظفّر بن حمزة بن محمّد الجرجاني التاجر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه (5)،أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الدوري، نا أحمد بن إشكاب، نا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: مرّ على خالد بن الوليد بزقّ خمر، فقال: ما هذا؟ قالوا: خلّ ، فقال: اللّهم، اجعله خلا، فإذا هو خل.

قال: و أنا أبو سعيد، نا إبراهيم بن أبي الحجيم، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، قال: أخبر خالد بن الوليد أنّ في عسكره من يشرب الخمر، فركب فرسه، فإذا هو رجل على منسج فرسه زقّ فيه خمر، فقال له خالد: ما هذا؟ قال: خل، قال: اللّهم اجعله خلا، فلما رجع إلى أصحابه قال:

قد جئتكم بخمر لم يشرب مثلها ففتحوها فإذا هي خلّ ، قال: هذه و اللّه دعوة خالد بن الوليد.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا موسى بن حزام، أنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن قيس، قال: طلّق خالد بن الوليد امرأته فقالوا: لم طلّقتها قال: لم تصبها مذ كانت عندي مصيبة، و لا بلاء، و لا مرض فرابني ذلك منها (6).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر

ص: 253


1- مدينة بينها و بين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم (ياقوت).
2- أي حاذق.
3- نقله ابن العديم 3153/7.
4- إعجامها غير واضح بالأصل، و الثعلبية - عن ياقوت - من منازل طريق مكّة من الكوفة بعد الشقوق و قبل الخزيمية و في م: الثغلبية.
5- مهملة بالأصل، و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 239/17.
6- الخبر في البداية و النهاية 115/7 و سير الأعلام 376/1.

العمري (1)،أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار، نا حميد بن زنجويه، نا يعلى، نا إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، قال:

طلّق خالد بن الوليد امرأته، فقال: أما إنّي لم أطلقها لشيء رابني منها، و لكن لم يصبها بلاء مذ كانت عندي (2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن حسن المخزومي، عن نصر بن مزاحم، عن معروف بن خرّبوذ، قال: من انتهى إليه الشرف من قريش و وصله الإسلام عشرة نفر من عشر بطون: من هاشم، و أميّة، و نوفل، و أسد، و عبد الدار، و تيم، و مخزوم، و عدي، و سهم، و جمح.

قال: فكانت القبّة و الأعنّة إلى خالد بن الوليد، فأمّا الأعنّة فإنه كان يكون على خيول قريش في الجاهلية في الحروب، و أما القبّة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهّزون به الجيش (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التميمي، قال: و قال عبد عمرو بن المطرح مديحا لخالد:

بني عمر أنتم عصبة *** لعالي المكارم مبتاعه

و قد زان مجدكم خالد *** باطلاقه على مجاعه

و سارية القوم قد فكه *** و كان رهينة جعجاعه

يعضب حسام رفيق به *** بكفّ فتى غير هجّاعه

رأيت المحارف لا بن الوليد *** أذلّ من الفقع بالقاعه

فيا ابن الوليد و أنت امرؤ *** و تقاتل من شكّ في الساعه

و من منع الحق من ماله *** و نفسك للذل منّاعه

و كفاك كف تضير العدى *** و كف لمن شئت نفاعه

ص: 254


1- الأصل و م: العميري، و المثبت عن ابن العديم.
2- الخبر نقله ابن العديم: بغية الطلب 3154/7.
3- المصدر نفسه.

فما لليمامة من ملجأ *** سوى السمع للّه و الطاعه

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (1)،نا علي بن محمّد، و موسى بن إسماعيل، عن حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كفرت العرب فجاءت بنو سليم إلى أبي بكر فقالوا: إن العرب قد كفرت فأمدّنا بالسلاح، فأمر لهم بسلاح، فأقبلوا يقاتلون أبا بكر، فقال لهم عباس بن مرداس:

لم تأخذون سلاحه لقتاله *** و لكم به عند الإله آثام (2)

فبعث أبو بكر خالد بن الوليد إلى بني سليم فجعلهم في حظائر ثم أضرم عليهم النيران، و مضى خالد فلقي أسد و غطفان ببزاخة (3) فهزمهم اللّه سبحانه ثم لقيهم ببطاح (4) فأقبلوا براياتهم (5) و أسلموا، ثم قال: و اللّه لا أنتهي حتى أناطح مسيلمة، فقالت الأنصار: هذا رأي لم يأمرك به أبو بكر، فارجع إلى المدينة، فقال: لا و اللّه حتى أناطح مسيلمة، فرجعت الأنصار فسارت ليلة ثم قالوا: و اللّه لئن نصر أصحابنا لقد خسسنا، و لئن هزموا لقد خذلناهم فرجعوا.

قال: و نا خليفة (6)،نا بكر، عن ابن إسحاق أن ثابت بن قيس بن شماس، قال: ما نحن سائرون معك، و ذكر نحو الأول، قال: فبعثوا إلى خالد و قد سار منقلة أو منقلتين أن أقم حتى نلحقك، فأقام حتى لحقوا به.

ثم سار حتى نزل البطاح من أرض بني تميم فبعث السرايا، فلم يلق كيدا، و أتى بمالك بن نويرة في رهطه من بني حنظلة فضرب أعناقهم.

قال: و نا خليفة (7)،نا علي بن محمّد، عن عثمان بن عبد الرّحمن، عن الزهري، نحو حديث ابن إسحاق.

ص: 255


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 103.
2- البيت في الطبري 265/3 و نسبه لخفاف بن ندبة، و هو في شعره (شعراء إسلاميون ص 46 جمع نوري حمودي القيسي).
3- ماء لبني أسد (ياقوت).
4- البطاح ماء في ديار بني أسد بن خزيمة (ياقوت).
5- عن خليفة بن خياط و بالأصل «راياتهم».
6- تاريخ خليفة ص 104.
7- تاريخ خليفة ص 104.

قال: و نا خليفة (1)،نا علي بن محمّد، عن يحيى بن معن (2) العجلاني، عن سعيد بن إسحاق، عن أبيه، عن أبي قتادة، قال: عهد أبو بكر إلى خالد و أمرائه الذين وجّه إلى الردة إذا أتوا دارا أن يقيموا، فإن سمعوا أذانا و رأوا مصليا أمسكوا حتى يسألوهم عن الذين نقموا و منعوا له الصدقة، فإن لم يسمعوا أذانا و لم يروا مصليا شنّوا الغارة، فقتلوا و حرّقوا.

و كنت مع خالد حين فرغ من قتال أهل الردّة طليحة و غطفان و هوازن و سليم، ثم سار إلى بلاد بني تميم، فقدّمنا خالد أمامه فانتهينا إلى بيت منهم حين طفلت (3) الشمس للغروب فثاروا إلينا فقالوا: من أنتم ؟ قلنا: نحن عباد اللّه المسلمون، قالوا: و نحن عباد اللّه المسلمون، و قد كان خالد بث سراياه فلم يسمعوا أذانا و قاتلهم بالبعوضة (4) من ناحية الهزال (5)،فجاءوا بمالك بن نويرة في أسارى من قومه، فأمر خالد بأخذ أسلحتهم ثم أصبح فأمر بقتلهم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (6)،نا علي بن محمّد، عن ابن أبي ذئب، عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه، قال:

قدم أبو قتادة على أبي بكر فأخبره بقتل مالك و أصحابه، فجزع من ذلك جزعا شديدا، فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد، فقدم عليه، فقال أبو بكر: هل يزيد [خالد] (7) على أن يكون تأوّل فأخطأ. و ردّ أبو بكر خالدا، و ودى مالك بن نويرة و ردّ السبي و المال.

قال: و نا خليفة، نا بكر، عن ابن إسحاق، قال: دخل خالد على أبي بكر فأخبره بالخبر و اعتذر إليه فعذره، و قال متمّم بن نويرة يرثي أخاه مالك بن نويرة في قصيدة له طويلة (8):

ص: 256


1- تاريخ خليفة ص 104.
2- في تاريخ خليفة: معين.
3- الأصل:«طلفت» و المثبت عن تاريخ خليفة ص 104.
4- البعوضة: ماء لبني أسد (ياقوت) و بالأصل و المختصر: بالعوصة.
5- في تاريخ خليفة: المرار.
6- تاريخ خليفة بن خياط ص 105.
7- الزيادة عن تاريخ خليفة.
8- الأبيات أوردها خليفة بن خياط في تاريخه 105 و 106 و 107 و التعازي و المراثي ص 15-16 و المفضليات: المفضلية:67 صفحة 264 و ما بعدها.

فعشنا بخير في الحياة و قبلنا *** أصاب المنايا رهط كسرى و تبّعا

و كنا كندماني جذيمة حقبة *** من الدّهر حتى قيل لن يتصدّعا (1)

فلما تفرّقنا كأنّي و مالكا *** لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

و لا ذات أظآر ثلاث روائم *** رأين مجرّا من حوار و مصرعا

يذكّرن ذا البثّ الحزين بحزنه *** إذا حنّت الأولى سجعن لها معا

فأوجد مني يوم قام بمالك *** مناد فصيح بالفراق فأسمعا (2)

أبا الصبر آيات أراها و إنّني *** أرى كلّ حبل بعد حبلك أقطعا

سقى الله أرضا حلّها قبر مالك *** ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا

و آثر بطن الواديين بديمة *** ترشّح و سميّا من النبت خروعا (3)

تحيته مني و إن كان نائيا *** و أمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا

في كلام كثير في هذه القصيدة و غيرها من مراثيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال (4):شهد قوم من السرية أنهم أذّنوا و أقاموا و صلّوا ففعلوا مثل ذلك، و شهد آخرون أنه لم يكن من ذلك شيء، فقتلوا. و قدم أخوه متمّم ينشد أبا بكر دمّه و يطلب إليه في سبيهم، فكتب له بردّ السبي، و ألحّ عليه عمر بن خالد أن يعزله و قال: إنّ في سيفه رهقا، قال: لا يا عمر لم أكن لأشيم سيفا سلّه اللّه على الكافرين.

قال (5):و نا سيف عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزبير، و غيره: أن خالدا لما نزل البطاح بثّ السرايا فأتي بمالك فاختلف فيهم الناس، و كان في السرية التي أصابتهم أبو قتادة. فكان أبو قتادة فيمن شهد ألا سبيل عليه و لا على

ص: 257


1- نديما جذيمة الأبرش هما: مالك و عقيل ابنا فارح بن كعب، نادماه دهرا ثم قتلهما.
2- البيت في التعازي و المراثي: بأوجد مني يوم فارقت مالكا و نادى به الناعي السميع فأسمعا
3- الديمة: المطر يدوم أياما بدون ريح. و الوسمي: أول مطر.
4- الخبر في تاريخ الطبري 279/3.
5- الطبري 278/3.

أصحابه، و شهد الأعراب أنهم لم يأذنوا و لم يقيموا و لم يصلوا، و جاءت أم تميم كاشفة وجهها حتى أكبّت على مالك - و كانت أجمل الناس - فقال لها: إليك عني فقد و اللّه قتلتني. فأمر بضرب أعناقهم، فقام إليه أبو قتادة فناشده فيه و فيهم، و نهاه عنه و عنهم فلم يلتفت إليه و ركب أبو قتادة فرسه فلحق بأبي بكر، و حلف لا يسير في جيش و هو تحت لواء خالد. فأخبره الخبر و قال: ترك قولي و أخذ بشهادة الأعراب الذين فتنتهم الغنائم، فقال عمر: إن في سيف اللّه خالد رهقا (1)،و إن يكن هذا حقا فعليك أن تقيده، فسكت عنه أبو بكر.

قال: و نا سيف، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمّد، قال: ألحّ عمر على أبي بكر في أمر خالد و كتب إليه بالقدوم للذي ذكروا أنه أتى لينظر في ذلك، و أمره أن يخلف على الجيش رجلا، فخلف عليهم خالد بن فلان المخزومي، فقدم و لا يشك الناس في أنه معزول و أنه معاقب و جعل عمر يقول: عدا عدو اللّه على امرئ مسلم فقتله، و نزا على امرأته.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عقبة (2) بن جبيرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: و حدّثني محمّد بن عبد اللّه، عن الزّهري، قال: و حدّثني أسامة بن زيد الليثي، عن الزّهري، عن حنظلة بن علي الأسلمي، قال: و حدّثني مسلمة بن عبد اللّه بن عروة، عن أبيه [قال]: دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا: لما ارتدّ من ارتدّ من العرب، و امتنعوا من الصدقة شاور أبو بكر الصديق في غزوهم و قتالهم، فأجمع البعثة إليهم، و خرج هو نفسه إلى قناة (3)فعسكر بها، و أظهر أنه يريد غزوهم بنفسه ليبلغهم ذلك، فيكون أهيب لهم، ثم سار من قناة في مائة من المهاجرين، و خالد بن الوليد يحمل لواءه حتى نزل نقعا - و هو ذو القصة (4)-و أراد أن يتلاحق به الناس و يكون أسرع لخروجهم، فلما تلاحقوا به استعمل خالد بن الوليد عليهم و أمره أن يسير إلى أهل الردة فيقاتلهم على خمس خصال: شهادة

ص: 258


1- عن الطبري و بالأصل «رهقان».
2- ابن العديم: عتبة.
3- قناة: واد بالمدينة (ياقوت).
4- ذو القصة: موضع بينه و بين المدينة أربعة و عشرون ميلا (ياقوت).

أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صيام شهر رمضان.

و رجع أبو بكر إلى المدينة، و مضى خالد بن الوليد و معه أهل السّابقة من المهاجرين و الأنصار، فأوقع بأهل الردة من بني تميم و غيرهم بالبطاح و قتل مالك بن نويرة ثم أوقع بأهل بزاخة و حرّقهم بالنار، و ذلك أنه بلغه عنهم مقالة سيئة: شتموا النبي صلّى اللّه عليه و سلم و ثبتوا على ردّتهم.

ثم مضى إلى اليمامة فقاتل بها مسيلمة و بني حنيفة، حتى قتل مسيلمة، و صالح خالد أهل اليمامة على الصفراء و البيضاء و الحلقة و الكراع (1) و نصف السبي، و كتب إلى أبي بكر: إني لم أصالحهم حتى قتل من كنت أقوى به، و حتى عجف الكراع و نهك الخفّ و نهك المسلمون بالقتل و الجراح (2).

و قدم خالد بن الوليد المدينة من اليمامة، و معه سبعة عشر رجلا من و قد بني حنيفة فيهم مجاعة بن مرارة و إخوته، فلما دخل خالد بن الوليد المدينة دخل المسجد و عليه قباء عليه صدأ الحديد، متقلدا السيف معتما، في عمامته أسهم فمر بعمر فلم يكلمه، و دخل على أبي بكر فرأى منه كلما يحب فخرج مسرورا فعرف عمر أن أبا بكر قد أرضاه فأمسك عن كلامه، و إنما كان وجد عمر عليه فيما صنع بمالك بن نويرة: من قتله إياه، و تزوّج امرأته و ما كان في نفسه قبل ذلك من أمر بني جذيمة.

قال محمّد بن عمر: فهذا أثبت عندنا أن خالد بن الوليد رجع من اليمامة إلى المدينة، و قد روى قوم من أهل العلم أن أبا بكر كتب إلى خالد حين فرغ من أهل اليمامة أن يسير إلى العراق ففعل.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا إبراهيم بن محمّد، نا محمّد بن سفيان، نا سعيد بن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن حمّاد بن سلمة، أخبرني ثمامة بن عبد اللّه بن أنس بن مالك، عن أنس بن مالك أن خالد بن الوليد توجه بالناس يوم اليمامة فأتوا على نهر فجعلوا أسافل أقبيتهم في حجرهم فعبروا النهر فاقتتلوا

ص: 259


1- الحلقة: السلاح عامة. و الكراع: الذهب و الفضة و السلاح و الدواب و قيل: الكراع: الخيل.
2- بالأصل و م:«و الخراج» و المثبت عن ابن العديم و مختصر ابن منظور.

ساعة فولّى المسلمون مدبرين، فنكس خالد بن الوليد ساعة ينظر في الأرض و أنا بينه و بين البراء بن مالك، ثم رفع رأسه فنظر إلى السماء ساعة و كان إذا حز به أمر نظر إلى الأرض ساعة ثم نظر إلى السماء ساعة ثم يفرق له رأيه.

قال: و أخذ البراء(-) (1) فجعلت(-) (2) فخذه إلى الأرض فقال: يا أخي و اللّه إني لأفكر، فلما رفع خالد رأسه إلى السماء و فرق له رأيه، قال: يا براء قم، قال: الآن ؟ قال: نعم الآن، فركب البراء فرسا له أنثى فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد، أيها الناس إنها و اللّه الجنة و ما إلى المدينة من سبيل فحضّهم ساعة، ثم بضع بضعات (3) فكأني انظر إليها تمصع (4) بذنبها فكبس عليهم و كبس الناس فهزم اللّه المشركين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، قال (5):قالوا: و وافى خالدا (6) كتاب أبي بكر بالحيرة منصرفه من حجّه: أن سرّ حتى تأتي جموع المسلمين باليرموك، فإنهم قد شجوا و أشجّوا، و إياك أن تعود لمثل ما فعلت، فإنه لم تشج المجموع من الناس بعون اللّه شجاك (7) و لم ينزع الشجا بعون اللّه نزعك (8)،و ليهنك البيعة أبا سليمان و الحظوة، فأتمم يتم اللّه لك، و لا يدخلنك عجب فتخسر و تخذل، و إياك أن تدلّ بعمل، فإن اللّه ولي المنّ ، و هو ولي الجزاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: ذكر حسان بن عبد اللّه، عن ابن لهيعة، نا أبو الأسود، عن عروة، قال: فلما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة جاءه كتاب من أبي بكر الصديق يأمره بالمسير إلى الشام فيمدّ أهل الإسلام، فمضى خالد على

ص: 260


1- كلمة غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا و في م:«و أخذ البراء فكان فجعلت أطف» كذا.
2- كلمة غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا و في م:«و أخذ البراء فكان فجعلت أطف» كذا.
3- كذا بالأصل و في م: ثم مصع فرسه مصعات.
4- مصعب الدابة بذنبها حركته و ضربت به.
5- الخبر في تاريخ الطبري 384/3 حوادث سنة 12.
6- بالأصل: خالد و المثبت عن م.
7- مهملة بالأصل، و المثبت عن الطبري و في م: سخيك.
8- في الطبري: و لم ينزع الشجى من الناس نزعك.

وجهه فسلك عين التمر (1)،فمر بدومة الجندل (2)،فأغار عليهم، فقتل بها رجالا و هزمهم اللّه، و سبى بنت الجودي (3)،و مضى حتى قدم الشام، و بها يومئذ أبو عبيدة بن الجراح على جند، و يزيد بن أبي سفيان على جند، و عمرو بن العاص على جند، فقدم عليهم خالد بن الوليد بأجنادين (4) فهزم اللّه عدوه (5).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا علي بن أحمد بن عمر أنا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، أنا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال: و أنا السّدّي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قال عمر: أما و اللّه لئن صيّر اللّه هذا الأمر إليّ لأعزلن المثنى بن حارثة عن العراق، و خالد بن الوليد عن الشام حتى يعلما إنما نصر الله دينه ليس إياهما نصر (6).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي، نا سعيد بن عامر، نا جويرية بن أسماء، قال: لما استفتح خالد بن الوليد دمشق نظر إلى راكب - قال: و كان خالد من أمد الرجال بصرا - قال: فنظر إلى راكب على الثنية، قال بالعشي - قال: عشية استفتح دمشق - قال: فقال: كأني بهذا الراكب قد قدم فجاء بموت أبي بكر و خلافة عمر و عزلي، قال: فجاء الراكب فانساب في الناس، قال: و كان ذكر شيئا لا أحفظه، قال: فأتاه أبو عبيدة بكتاب، قال: فقال له خالد: متى أتاك هذا الكتاب ؟ قال: عشية استفتحت دمشق، قال: فما منعك أن تأتينا به ؟ قال: كان فتح، فتحه اللّه على يديك فكرهت أن أنغصكه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا

ص: 261


1- مضى التعريف بها.
2- مضى التعريف بها.
3- هي ليلى بنت الجودي.
4- مضى التعريف بها.
5- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3156/7.
6- بالأصل:«نصرا» و المثبت عن ابن العديم 3156/7 و مختصر ابن منظور 20/8.

أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري (1)،نا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، قال: لما ولي عمر قال: لأنزعن خالدا حتى يعلم أن اللّه إنما ينصر دينه.

قال: و نا خليفة (2)،نا علي و موسى عن حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لما استخلف عمر كتب إلى أبي عبيدة: إني قد استعملتك و عزلت خالدا.

قال خليفة (3):و عزل يعني - عمر (4)-خالد بن الوليد حين ولي و ولّى أبا عبيدة بن الجرّاح، فولّى أبو عبيدة حين فتح الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين و ناحيتها، و شرحبيل بن حسنة على الأردن، و خالد بن الوليد على دمشق، و حبيب بن مسلمة على حمص.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالا: أنا محمّد بن أحمد، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن مسلمة، عن مالك بن أنس، قال: قال عمر بن الخطاب لأبي بكر الصّدّيق: اكتب إلى خالد بن الوليد أن لا يعطي شاة و لا بعيرا إلاّ بأمرك، قال: فكتب أبو بكر بذلك، قال: فكتب إليه خالد بن الوليد: إمّا أن تدعني و عملي و إلاّ فشأنك بعملك، فأشار عليه عمر فعزله، فقال أبو بكر من يجزي عن جزاة خالد؟ قال عمر: أنا، قال:

فأنت.

قال مالك: قال زيد بن أسلم: فتجهّز عمر حتى أنيخت الظهر في الدار، و حضر الخروج فمشى أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى أبي بكر فقالوا: ما شأنك تخرج عمر من المدينة و أنت إليه محتاج، و عزلت خالدا و قد كفاك ؟ قال: فما أصنع ؟ قالوا: تعزم على عمر فيجلس و تكتب إلى خالد فيقيم على عمله، ففعل. فلما ولي عمر كتب إلى خالد تعرض تعطي شاة و لا بعيرا إلاّ بأمري، قال: فكتب إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر، فقال عمر: ما صدقت اللّه ان كنت أشرت على أبي بكر بأمر فلم أنفذه فعزله، و كان يدعوه إلى أن يستعمله فيأبى إلاّ أن يخليه بعمل ما شاء فيأبى عمر (5).

ص: 262


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 122 تحت عنوان: خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 122 تحت عنوان: خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
3- المصدر نفسه ص 155.
4- عن هامش الأصل.
5- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3157/7-3158.

قال: فحدّثني محمّد بن مسلمة، عن مالك بن أنس قال: مرّ أهل العراق يتراجزون:

إذ رأيت خالدا تخفّفا *** و كان بين الأعجمين منصفا

و هبت الريح شمالا حرجفا *** فود بعض القوم لو تخلفا

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة الدمشقي، حدّثني دحيم، نا ابن أبي فديك، أنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: قال عمر لأبي بكر الصّدّيق: تدع خالد بن الوليد بالشام ينفق مال اللّه، قال: فلما توفي أبو بكر قال: سمعت عمر حين توفي أبو بكر يقول: كذبت اللّه إن كنت أمرت أبا بكر بشيء لا أفعله بعده.

فكتب إليه خالد: أمّا بعد فإنه لا حاجة لي بعملك فبعث أبا عبيدة بن الجراح قال:

فحضر أبو عبيدة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا محمد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، حدّثني علي بن عياش، نا حريز (1) بن عثمان، حدّثني المشيخة أن عمر بن الخطاب لما عزل خالد بن الوليد سيف اللّه قام بالمدينة فاعتذر إلى الناس فقال: إني لم أعزله عن سخطة فقال رجل من بني عمه: لقد عزلت أميرا أمّره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لقد غمدت سيفا سلّه اللّه، و لقد نقضت لواء عقده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فلا عذرك اللّه و لا الناس، قال: فقال له عمر: اقعد فإنك غلام مغضب في ابن عمك، كذا قال بالمدينة و إنما كانت هذه الخطبة بالجابية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمد بن الحسن بن محمد بن يونس، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل (2)،نا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمد بن إسماعيل، نا عبدان، أنا عبد اللّه، نا سعيد بن يزيد، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح، عن ناشرة بن سمي اليزني، قال:

سمعت عمر بالجابية، و اعتذر من عزل خالد قال: و أمّرت أبا عبيدة فقال أبو عمرو بن

ص: 263


1- الأصل و م «جرير» خطأ، و الصواب ما أثبت «حريز» انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- ترجمته في سير الأعلام 99/17.

حفص بن المغيرة: و اللّه ما أعذرت يا عمر، نزعت عاملا استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و وضعت لواء رفعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال: إنك قريب القرابة، حديث السن، مغضب في ابن عمك (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا محمّد (2) بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الزعفراني (3)،نا محمّد بن الليث، نا ابن عثمان، نا عبد اللّه، نا سعيد بن يزيد، قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرمي يحدّث عن علي بن رباح، عن ناشرة بن سمي اليزني، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول يوم الجابية فذكر الحديث، و قال فيه: إني اعتذر إليكم من خالد بن الوليد إني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس و الشرف، و ذا اللسان فنزعته، و أمّرت أبا عبيدة بن الجراح، فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: ما أعذرت يا عمر بن الخطاب، لقد نزعت عاملا استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أغمدت سيفا سلّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و وضعت لواء نصبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لقد قطعت الرحم، و حسدت ابن العم، فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مغضب في ابن عمك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، و الربيع و أبي حارثة، قالوا: فما زال خالد على قنسرين حتى غزا غزوته التي أصاب فيها و قسم منها ما أصاب لنفسه (4).

و عن أبي المجالد مثله (5)،[قالوا] (6):و بلغ عمر أن خالدا دخل الحمام فتدلك بعد النورة بثجير (7) عصفر معجون بخمر فكتب إليه: بلغني أنك تدلكت بخمر، و أن اللّه

ص: 264


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3157/7.
2- الأصل: أنا أبو محمد.
3- الأصل:«الدغوني» و المثبت عن ابن العديم.
4- نقله ابن العديم 3158/7، و الخبر في الطبري ط بيروت 490/2.
5- المصدر نفسه: حوادث سنة 491/2،17، و نقله ابن العديم 3159/7.
6- الزيادة عن الطبري.
7- في الطبري «ثخين» و في مختصر ابن منظور: نحيز. و الثجير: ما عصر من العنب فجرت سلافته و بقيت عصارته، و يقال: الثجير ثفل البسر يخلط بالتمر فينتبذ (النهاية).

تعالى قد حرّم ظاهر الخمر و باطنها، و حرّم ظاهر الإثم و باطنه و قد حرّم مس الخمر إلاّ أن يغسل كما حرم شربها، فلا تمسّوها أجسادكم فإنها نجس، و إن فعلتم فلا تعودوا، فكتب إليه خالد: إنا قتلناها (1) فعادت غسولا غير خمر، فكتب إليه عمر: إني لأظن آل المغيرة قد ابتلوا بالجفاء، فلا أماتكم اللّه عليه فانتهى لذلك.

و قال خالد في ذلك (2):

سهّل أبا حفص فإن لديننا (3) *** شرائع لا يشقى بهن المسهّل

أنجست في الخمر الغسول و لا ترى *** من الخمر تثقيف المحيل المحلّل

و هل يشبهن طعم الغسول و ذوقه *** حميّا الخمور و الخمور تسلسل ؟

قال: و نا سيف، عن الربيع و أبي عثمان، و أبي حارثة، قالوا (4):و أدرب سنة سبع عشرة خالد و عياض فسارا فأصابا أمرا عظيما (5)،و كان توجها من الجابية مرجع عمر إلى المدينة، و على حمص أبو عبيدة، و خالد تحت يديه على قنّسرين، و على دمشق يزيد بن أبي سفيان، و على الأردن معاوية، و على فلسطين علقمة بن مجزز (6)،و على الأهراء عمرو بن عبسة، و على السواحل عبد اللّه بن قيس، و على كلّ عمل عامل، فقامت مسالح الشام و مصر و العراق على ذلك إلى اليوم، لم يجاز أمة إلى أخرى خلفها بعد، إلاّ أن يقتحموا عليهم بعد كفر منهم، فتقدموا مسالحهم، و اعتدل ذلك سنة سبع عشرة.

قال: و نا سيف عن أبي المجالد، و الربيع و أبي عثمان، و أبي حارثة بإسنادهم، قالوا (7):و لما قفل خالد و بلغ الناس ما أصابت تلك الصائفة انتجعه رجال، فانتجع خالدا رجال من أهل الآفاق، و كان الأشعث انتجع خالدا بقنّسرين، فأجازه بعشرة آلاف، و كان عمر لا يخفى عليه شيء في عمله، فكتب إليه من العراق بخروج من خرج منها، و من الشام بجائزة من أجيز فيها، فدعا البريد و كتب معه إلى أبي عبيدة أن يقيم

ص: 265


1- يعني جعلناها أشبه بالماء.
2- الأبيات في بغية الطلب 3159/7.
3- في بغية الطلب: لدينا.
4- الخبر في الطبري ط بيروت 491/2 حوادث سنة 17.
5- الطبري: أموالا عظيمة.
6- عن الطبري و بالأصل «محرز» و في م: محزر.
7- المصدر نفسه.

خالدا و يعقله بعمامته، و ينتزع عنه قلنسوته حتى يعلمكم من أين أجاز الأشعث، أم من مال اللّه أم من ماله أو من إصابة أصابها، فإن زعم أنه أصابها فقد أقر بخيانة، و إن زعم أنها من ماله فقد أسرف. و اعزله على كل حال، و اضمم إليك عمله.

فكتب أبو عبيدة إلى خالد فقدم عليه، ثم جمع الناس و جلس لهم على المنبر، فقام البريد فقال: يا خالد، أ من مالك أجزت بعشرة آلاف أم من إصابة، فلم يجبه حتى أكثر عليه، و أبو عبيدة ساكت لا يقول شيئا، فقام بلال إليه فقال: إن أمير المؤمنين أمر فيك بكذا و كذا، ثم تناول عمامته فنقضها لا يمنعه سمعا و طاعة ثم وضع قلنسوته ثم أقامه فعقله بعمامته فقال: ما تقول أ من مالك أو من إصابة ؟ قال: لا بل من مالي، فأطلقه و أعاد قلنسوته، ثم عمّمه بيده، و قال: نسمع و نطيع لولاتنا و نفخم و نخدم موالينا.

قال: و نا سيف، عن أبي عثمان، و أبي حارثة، و الربيع، و أبي المجالد، قالوا:

و أقام خالد منخزلا (1) لا يدري أ معزول هو أم غير معزول، و جعل أبو عبيدة يكرمه و يزيده تفخيما و لا يخبره حتى إذا طال (2) على عمر أن يقدم ظن الذي قد كان، فكتب إليه بالإقبال (3) فأتى خالد أبا عبيدة، فقال: رحمك اللّه ما أردت إلى الذي صنعت! تكتمني أمرا كنت أحب أن أعلمه قبل اليوم، قال أبو عبيدة: فإني و اللّه ما كنت لأروعك ما وجدت من ذلك بدا، و قد علمت أن ذلك يروعك، قال: فرجع خالد إلى قنّسرين، فخطب أهل عمله و ودّعهم، و تحمل، ثم أقبل إلى حمص فخطبهم و ودعهم، ثم خرج نحو المدينة حتى قدم على عمر فشكاه، و قال: لقد شكوتك إلى المسلمين؛ و باللّه إنك في أمري غير مجمل يا عمر، فقال عمر: من أين هذا الثراء؟ فقال: من الأنفال و السهمان [قال:] ما زاد على الستين ألفا فلك، فقوّم عروضه فخرجت عليه عشرون ألفا فأدخلها بيت المال، ثم قال: يا خالد و اللّه إنك علي لكريم، و إنك إليّ لحبيب، و لن تعاتبني بعد اليوم على شيء.

قال: و نا سيف، عن أبي ضمرة، و أبي عمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال:

عزل عمر خالدا فلم يعلمه أبو عبيدة حتى علم خالد من قبل غيره فأتاه فقال: يرحمك اللّه

ص: 266


1- الطبري: متحيرا.
2- الأصل:«قال» و المثبت عن الطبري.
3- في ابن العديم: بالأقفال.

ما دعاك إلى أن لا تعلمني ؟ فقال: كرهت أن أروعك و عمل فيما فتح اللّه عز و جل، و صالح بالذي سن خالد، و قال خالد في إدرابه:

صدمت جموع الروم صدمة صادق *** بجيش تراه في القضاء معضّل

دعوت به الكلبين حتى تحصنا و حاما *** غداة الروع حيث تمهلوا

و ما جبنوا أن حلّ جيش بدارهم *** و لكن لقوا نارا سناها مكمّل (1)

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا محمّد بن سليمان بن داود المنقري البصري، نا أبو عثمان المازني، نا الأصمعي، عن سلمة بن بلال، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، قال:

اصطرع عمر بن الخطاب و خالد بن الوليد و هما غلامان و كان خالدا ابن خال عمر (2)فكسر خالد ساق عمر، فعولجت و جبرت، و كان ذلك سبب العداوة بينهما (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، نا محمّد بن إسحاق، نا صالح بن كيسان: أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح في كلام بلغه عن خالد بن الوليد: أن سل خالدا فإن أكذب نفسه فهو أمير ما يليه، و إن ثبت على قوله فانزع عمامته، و قاسمه ماله نصفين، و قم على الجند قبلك، فكتم أبو عبيدة الكتاب و لم يقرئه خالدا حبّا و تكرّما، حتى فتح اللّه عليهم دمشق في رجب سنة أربع عشرة، ثم إنّ بلالا مؤذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لأبي عبيدة: ما ذا كتب به عمر إليك في خالد بن الوليد؟ قال: أمرني أن أنصه (4) في كلام بلغه عنه، فإن أكذب نفسه فهو أمير على ما يليه، و إن ثبت على قوله نزعت عمامته، و قاسمته ماله نصفين، فقال بلال: فامض لما أمرك به أمير المؤمنين، فقال خالد: أمهلوني حتى استشير؛ و كانت له أخت لا يكاد [أن] يعصيها

ص: 267


1- الخبر و الشعر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3160/7-3161.
2- انظر نسب قريش للمصعب ص 320-322 و جمهرة ابن حزم ص 150 و نسب قريش ص 347. فأم عمر بن الخطاب حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد اللّه بن مخزوم. و هي أخت الوليد بن المغيرة أبو خالد بن الوليد.
3- الخبر نقله ابن العديم 3161/7.
4- أي أسأله عن أشياء، يقال: نص الرجل نصّا إذا سأله عن شيء حتى يستقصي ما عنده (اللسان).

فاستشارها فقالت: و اللّه لا يحبك عمر بن الخطاب أبدا، و ما يريد (1) إلاّ أن تكذب نفسك، ثم يعزلك فقبّل رأسها، و قال: صدقت فثبت على قوله، فنزع أبو عبيدة عمامته، فلم يبق إلاّ نعلاه، فقال بلال: لا يصلح هذه إلاّ بهذه، قال خالد: فو اللّه لا أعطيها أمير المؤمنين، لي واحدة و لكم واحدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف (2)،نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عبد اللّه بن المستورد، عن أبيه، عن عدي بن سهيل، قال: كتب عمر؟؟ (3) الأمصار إني لم أعزل خالدا عن سخطة و لا خيانة، و لكن الناس فتنوا به، فخشيت أن يوكّلوا إليه و يبتلوا، فأحببت أنّ يعلموا أن اللّه هو الصانع، و أن لا يكونوا بعرض فتنة.

قال (4):و نا سيف، عن مبشّر، عن سالم، قال: و لما قدم خالد على عمر قال متمثلا:

صنعت فلم يصنع كصنعك صانع *** و ما يصنع الأقوام فاللّه أصنع (5)

فأغرمه شيئا ثم عوّضه منه، و كتب فيه إلى الناس بهذا الكتاب ليعذره عندهم و لينصرهم (6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا مسلم بن إبراهيم، نا جويرية بن أسماء، عن نافع، قال: لما قدم خالد بن الوليد من الشام قدم و في عمامته أسهم ملطّخة بالدم قد جعلها في عمامته، فاستقبله عمر لما دخل المسجد فنزعها من عمامته، و قال: أ تدخل مسجد النبي صلّى اللّه عليه و سلم و معك أسهم فيها دم، و قد جاهدت و قاتلت، و قد جاهد المسلمون قبلك، و قاتلوا (7).

ص: 268


1- الأصل: زيد.
2- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 492/2 حوادث سنة 17.
3- بالأصل:«في» و المثبت عن الطبري.
4- المصدر نفسه.
5- في الطبري:«يصنع» و قد ورد البيت بالأصل نثرا.
6- و ليبصرهم.
7- الخبر نقله ابن العديم: بغية الطلب 3162/7 و باختصار في سير أعلام النبلاء 380/1.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا العباس بن محمّد، نا الأصمعي، عن ابن عون، عن محمّد: أن خالد بن الوليد دخل على عمر و على خالد قميص جرير، فقال له عمر: ما هذا يا خالد؟ قال: و ما بأسه يا أمير المؤمنين ؟ أ ليس قد لبسه ابن عوف، قال: و أنت مثل ابن عوف، و لك مثل ما لابن عوف (1)!عزمت على من في البيت إلاّ أخذ كل واحد منهم طائفة مما يليه. قال: فمزّقوه حتى لم يبق منه شيء (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح المصّيصي الجلي، نا محمّد بن سفيان بن موسى، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت ابن المبارك، عن حمّاد بن زيد، نا عبد اللّه بن المختار، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل - ثم شك حمّاد في أبي وائل - قال: لما حضرت (3)خالد بن الوليد الوفاة قال: لقد طلبت القتل مظانّه فلم يقدّر لي إلاّ أن أموت على فراشي، و ما من عملي شيء أرجأ عندي بعد لا إله إلاّ اللّه من ليلة بتها و أنا متترس، و السماء تهلّني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار، ثم قال: إذا أنا مت فانظروا في سلاحي و فرسي فاجعلوه عدة في سبيل اللّه عز و جل، فلما توفي خرج عمر على جنازته فذكر قوله ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعا أو لقلقة.

قال ابن المختار: النقع: التراب على الرأس (4)،و اللقلقة: الصوت (5)(6).

ص: 269


1- الخبر في ترخيص النبي صلّى اللّه عليه و سلم لعبد الرحمن بن عوف بلبس الحرير أخرجه البخاري في الجهاد - باب لبس الحرير في الحرير، و في اللباس: باب ما يخرص للرجال من الحرير للحكة، و مسلم في اللباس: باب إباحة لبس الحرير للرجل، و أبو داود: في اللباس: باب في لبس الحرير لعذر جميعهم عن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.
2- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 380/1-381 و بغية الطلب 3161/7-3162.
3- اللفظة مطموسة بالأصل و الصواب ما أثبت عن م.
4- في مختصر ابن منظور 24/8: النقع: مدّ الصوت بالنحيب و في القاموس: النقع: كالمنع، رفع الصوت، و شق الجيب.
5- في المختصر: اللقلقة: حركة اللسان، نحو الولولة، و في ابن العديم: الصياح، و في سير الأعلام: الصراخ.
6- الخبر في ابن العديم: بغية الطلب 3162/7 و سير الأعلام 381/1 و الإصابة لابن حجر 414/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال: و قال محمّد مات خالد - يعني ابن الوليد - بالمدينة فخرج عمر في جنازته و إذا أمّه تندبه و هي تقول:

أنت خير من ألف ألف من القوم *** إذا ما كبّت وجوه الرجال

فقال عمر: و اللّه صدقت إن كان لذلك (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن مبشّر، عن سالم، قال: فأقام خالد بالمدينة حتى إذا ظن عمر أن قد سبكه (2) و بصّر الناس حج و قد عزم توليته، و اشتكى خالد بعد و هو خارج من المدينة زائرا لأمّه، فقال لها: أحدروني إلى مهاجري فقدمت به المدينة و مرّضته، فلما ثقل و أظل عمر لقيه لاق على مسيرة ثلاث صادرا عن حجه فقال له عمر: مهيم ؟ فقال خالد بن الوليد ثقيل لما به، فطوى ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى فرق عليه و استرجع، و جلس ببابه حتى جهز و بكته البواكي، فقيل لعمر: أ لا تسمع ألا تنهاهنّ ؟ فقال: و ما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع و لا لقلقة، فلما أخرج بجنازته رأى عمر امرأة محتزمة تبكيه و تقول (3):

أنت خير من ألف ألف من الناس *** إذا ما كبّت وجوه الرجال

أشجاع فأنت أشجع من ليث *** عرين حميم (4) أبي شبال

أجواد فأنت أجود من سيل *** دياس (5) يسيل بين الجبال

فقال عمر: من هذه ؟ فقيل: أمه، فقال: أمه، و الإله - ثلاثا - هل قامت النساء عن مثل خالد، قال: فكان عمر يتمثل في طيّه تلك الثلاث في ليلة، و بعد ما قدم (6):

ص: 270


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 381/1-382.
2- أي أذابه و أفرغه (القاموس) يعني أنه أفرغ كل ما تعلق بنفسه منه.
3- الأبيات في البداية و النهاية 116/7 و ابن العديم 3163/7-3164.
4- المختصر و ابن العديم: جهم.
5- أي متتابع غزير، و في المختصر: رئاس.
6- الأبيات في بغية الطلب 3164/7.

نبكي ما وصلت به الندامى *** و لا تبكي (1) فوارس كالجبال

أولئك إن بكيت (2) أشد فقدا *** من الإذهاب و العكر (3) الجلال

تمنى بعدهم قوم مداهم *** فلم يدنوا لأسباب الكمال (4)

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا عمرو بن عبد اللّه بن عنبسة، قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان يقول: لم يزل خالد بن الوليد مع أبي عبيدة، حتى توفي أبو عبيدة، و استخلف عياض بن غنم الفهري، فلم يزل خالد معه حتى مات عياض بن غنم، فاعتزل (5) خالد إلى ثغر حمص فكان فيه و حبس خيلا و سلاحا فلم يزل مقيما مرابطا بحمص حتى نزل به (6)،فدخل عليه أبو الدرداء عائدا له، فقال خالد بن الوليد: إن خيلي هذه التي حبست في الثغر و سلاحي هو على ما جعلته عليه، عدّة في سبيل اللّه، و قوة يغزى عليها، و يعلف من مالي و داري بالمدينة صدقة حبس لا يباع و لا يورّث، و قد كنت أشهدت عليها عمر بن الخطاب ليالي قدم الجابية، و هو كان أمرني بها، و نعم العون هو على الإسلام، و اللّه يا أبا الدرداء أ لئن مات عمر لترينّ (7) أمورا تنكرها (8)،قال: قال أبو الدرداء: و أنا و اللّه أرى ذاك، قال خالد: قد كنت وجدت عليه في نفسي في أمور لمّا تدبّرتها في مرضي هذا و حضرني من اللّه حاضر عرفت أن عمر كان يريد اللّه بكلّ ما فعل، كنت وجدت [عليه] في نفسي حيث بعث إليّ من يقاسمني مالي حتى أخذ فرد نعل، و أخذت فرد نعل، فرأيته فعل ذلك بغيري من أهل السالفة (9) و من شهد بدرا، و كان

ص: 271


1- ابن العديم: نبكي ما وصلت... و لا نبكي.
2- الأصل: يكتب، و المثبت عن ابن العديم و م.
3- العكر محركة: ما فوق خمسمائة من الإبل، أو الستون منها، أو ما بين الخمسين إلى المائة، و قد تسكن الكاف (القاموس).
4- الخبر و الشعر نقله ابن العديم 3163/7-3164.
5- الذهبي في سير الأعلام: انعزل.
6- كذا بالأصل و ابن العديم و المختصر و سير الأعلام، و يريد نزل به المرض، أو مرض، و هذا ما يفهم من سياق العبارة.
7- الأصل و م:«لترن» و المثبت عن المختصر.
8- الأصل و م: ينكرها. و المثبت عن المختصر.
9- المختصر: السابقة.

يغلظ عليّ و كانت غلظته عليّ و كنت أدلّ عليه بقرابة (1) فرأيته لا يبالي قريبا، و لا لوم لائم في غير اللّه، فذلك الذي أذهب ما كنت أجد عليه، و كان يكثر عليّ عنده، و ما كان ذلك مني إلاّ على النظر كنت في حرب و مكابدة، و كنت شاهدا و كان غائبا، فكنت أعطي على ذلك، فخالفه ذلك من أمري، و قد جعلت وصيتي و تركتي و إنفاذ عهدي إلى عمر بن الخطاب.

قال: فقدم بالوصيّة على عمر فقبلها و ترحم عليه، و أنفذ ما فيها، و تزوج عمر بعد امرأته.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثني عمر بن عثمان التيمي (2):حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه، عن عمه موسى بن طلحة، قال: خرجت مع أبي طلحة بن عبيد اللّه إلى مكّة مع عمر بن الخطاب فلما كنا بعرق الظبية (3) نزل عمر من هذا الجانب و نزل أبي من هذا الجانب، قال: فبينا نحن نحط عن رواحلنا أقبل راكب من المدينة حتى أهوى (4) إلى ناحية عمر، فما قلنا أناخ حتى إذا بعمر قد أقبل يصيح: يا أبا محمّد، يا طلحة، فقال أبي: ما لك يا أمير المؤمنين ؟ قال: هلك أبو سليمان، هلك خالد بن الوليد، رحمه اللّه، فقال له أبي طلحة:

لأعرفنّك بعد الموت تندبني *** و في حياتي ما زوّدتني زادا (5)(6)

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن

ص: 272


1- مرّ قريبا أن خالد ابن خال عمر بن الخطاب.
2- ابن العديم: التميمي.
3- موضع بين مكّة و المدينة، و هو من الروحاء على ثلاثة أميال مما يلي المدينة، و قيل: هو الروحاء نفسها (معجم البلدان).
4- الأصل:«أهدى» و المثبت عن ابن العديم و م.
5- في الإصابة 415/1 «زادي» و البيت لعبيد بن الأبرص، ديوانه ط بيروت ص 63 برواية «زادي». و ورد البيت في الأغاني 89/19 من أبيات منسوبة لأبي زكار الأعمى.
6- الخبر و البيت في ابن العديم: بغية الطلب 3164/7 و سير الأعلام 382/1 و فيها: زادا، كالأصل.

إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا الحارث، نا محمّد بن سعد، نا الواقدي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه: أن خالد بن الوليد لما حضرته الوفاة بكى و قال:

لقيت كذا و كذا زحفا، و ما في جسدي شبرا إلاّ و فيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، و ها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير (1)،فلا نامت أعين الجبناء (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا محمّد بن سفيان الصفار، نا سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك، عن إسماعيل بن عياش، نا سعيد بن عبد اللّه، عن الهيثم بن مالك، عن شيخ من الجند و كان شجاعا، فلما حضر قال: كم من مشهد شهدته و كم من مجمع حضرته لم أرزق الشهادة لا نامت عيون الجبناء، لم يسم خالدا، و لكنها شبه التي قبلها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم النكري، نا شبابة بن سوّار، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر، قال: لما حضر خالد بن الوليد الموت و حوله الناس قال رجل ممن حوله: و اللّه إنه ليسوءني فسمعه خالد، فقال:

أجل و أستعين اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا الفضل بن دكين، و محمّد بن عبد اللّه الأسدي، قالا: نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر، قال: مرض خالد بن الوليد بالشام فحضره أناس و هو يسوق فقال بعضهم: و اللّه إنه ليسوق فسمعه فقال: أجل فأستعين اللّه على ذلك.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: قال عمي مصعب بن

ص: 273


1- في الاستيعاب و سير الأعلام: العير.
2- الخبر في الاستيعاب 409/1 هامش الإصابة و سير الأعلام 382/1.

عبد اللّه (1):خالد الذي صالح أهل الحيرة، و فتح بعض السواد (2)،فأمّره أبو بكر فصار إلى الشام فلم يزل بها حتى عزله عمر بن الخطاب، و هلك خالد بالشام، و أوصى عمر بن الخطاب فتولى عمر وصيته و سمع راجزا يقول:

إذا رأيت خالدا تخفّفا.

الأبيات (3).

[فقال] (4) عمر: رحم اللّه خالدا، فقال طلحة بن عبيد اللّه:

لأعرفنّك بعد الموت تندبني *** و في حياتي ما زوّدتني زادي

فقال عمر: إني ما عتبت على خالد إلاّ في تقدمه، و ما كان يصنع في المال، و كان خالد إذا صار إليه [المال] (5) قسمه في أهل القتال (6)،و لم يرفع إلى أبي بكر حسابا، و كان فيه تقدم على رأي أبي بكر يفعل الأشياء لا يراها أبو بكر، تقدم على قتل مالك بن نويرة، و نكح امرأته، و صالح أهل اليمامة، و نكح ابنة مجّاعة بن مرارة فكره ذلك أبو بكر، و عرض الدية على متمّم بن نويرة و أمر خالدا بطلاق امرأة مالك و لم ير أن يعزله، و كان عمر بن الخطاب ينكر هذا على خالد و شبهه.

و كان خالد نيّر عند أبي بكر الصديق بعثه إلى طليحة فهزم طليحة، و كان معه من العرب، ثم مضى خالد إلى مسيلمة و في ذلك يقول رجل من بني أسد بن خزيمة (7):

لعمرك ما أهل الأقيداع بعد ما *** بلغت أباض (8) العرض مني بمخلق

ص: 274


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 321.
2- السواد: يراد به رستاق العراق و ضياعها افتتحها المسلمون على عهد عمر، و حد السواد من حديثة الموصل طولا إلى عبادان، و من العذيب بالقادسية إلى حلوان عرضا (معجم البلدان).
3- الأرجاز في نسب قريش ص 321، و بعد الرجز المذكور بالأصل: و هبت الريح شمالا حرجفا و كان بين الأعجمين منصفا فرد بعض القوم لو تخلفا
4- زيادة للإيضاح عن نسب قريش.
5- زيادة عن نسب قريش.
6- عن نسب قريش و بالأصل «الغنى».
7- هو ضرار ابن الأزور كما في معجم ما استعجم (أباض).
8- أباض: قرية باليمامة، قال: و عندها كانت وقعة خالد بن الوليد مع مسيلمة الكذاب.

إذا قال سيف اللّه: كرّوا عليهم *** كررنا و لم نجعل (1) وصاة المعوّق

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد و غيره، قالوا: قدم خالد بن الوليد بعد أن عزله عمر بن الخطاب معتمرا فمرّ بالمدينة فلقي عمر، ثم رجع إلى الشام فانقطع إلى حمص، فلم يزل بها حتى توفي بها سنة إحدى و عشرين (2).

قال: و نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عمر بن عبد اللّه بن رياح (3)،عن أبي رباح خالد بن رباح (4)،قال: سمعت ثعلبة بن أبي مالك يقول:

رأيت ابن الخطاب بقباء (5) يوم السبت و معه نفر من المهاجرين و الأنصار، فإذا أناس من أهل الشام يصلّون في مسجد قباء حجّاجا، فقال: من القوم ؟ قالوا: من اليمن، قال:

أي مدائن الشام نزلتم ؟ قالوا: حمص، قال: هل كان من مغرّبة خبر؟ قالوا: موت خالد بن الوليد [يوم] رحلنا من حمص، قال: فاسترجع عمر مرارا و نكس، و أكثر الترحّم عليه، و قال: كان و اللّه سدّادا لنحور العدو، ميمون النقيبة، فقال له علي بن أبي طالب: فلم عزلته ؟ قال: عزلته لبذله المال لأهل الشرف و ذوي اللسان، قال علي:

فكنت تعزله عن التبذير في المال و تتركه على جنده (6)،قال: لم يكن يرضى، قال:

فهلاّ بلوته (7)؟ قال: و نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني يزيد بن عبد الملك، عن الحارث بن الحكم الضمري، عن شيخ من بني غفار، قال: سمعت عمر بن الخطاب

ص: 275


1- في نسب قريش: نحفظ .
2- نقله ابن العديم 3166/7 و سير الأعلام 383/1.
3- الأصل و م «رباح» و المثبت عن مغازي الواقدي ص 476 و سير الأعلام 383/1.
4- في سير الأعلام: رياح.
5- قرية على ميلين من المدينة، على يسار القاصد إلى مكّة (ياقوت).
6- غير واضح بالأصل و نميل إلى قراءتها «حمدة» و المثبت عن م.
7- الخبر نقله ابن كثير في البداية و النهاية 117/7 و ابن العديم في بغية الطلب 3166/7-3167 و الذهبي في سير الأعلام 383/1.

بعد أن مات خالد بن الوليد و عمر فيما بين قديد (1) و عسفان (2) يقول:- و ذكر خالدا و موته - فقال: قد ثلم في الإسلام ثلمة لا ترتق، فقلت: يا أمير المؤمنين لم يك رأيك فيه في حياته على هذا؟ قال: ندمت على ما كان مني إليه (3).

قال: و نا محمّد بن عمر، و حدّثني غير يزيد بن عبد الملك، قال: حجّ عمر بن الخطاب و معه زبيد بن الصلت، و كان كثيرا ما يسايره، قال: فعرّسنا من الليل بأسفل ثنية غزال (4) فجعلت الرفاق تمر من الشام يذكرون خالد بن الوليد بعد موته و يقول راجزهم:

إذا رأيت خالدا تجفّفا *** و كان بين الأعجمين منصفا

و هبت الريح شمالا حرجفا (5)

قال: فجعل عمر يترحم عليه، فقال له زبيد: ما وجدت مثلك و مثله إلاّ كما قال الشاعر:

لا أعرفنك بعد الموت تندبني *** و في حياتي ما زوّدتني زادا (6)

فقال عمر: لا تقل ذلك، فو اللّه ما نقمت على خالد في شيء إلاّ في إعطائه المال، و اللّه ليته بقي ما بقي بالحمى حجر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن (7)،أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي، حدّثني سعيد بن عامر، أنا جويرية و لا أعلمه إلاّ عن نافع، قال: لما مات خالد بن الوليد لم يوجد له إلاّ فرسه و غلامه و سلاحه، فقال عمر: رحم اللّه أبا سليمان إنّا كنا لنظنه على غير هذا (8).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا

ص: 276


1- تقدم التعريف بها.
2- تقدم التعريف بها.
3- الخبر في بغية الطلب 3167/7.
4- واد لخزاعة ليس بعيدا عن مكّة (معجم البلدان).
5- مرّ الأول قريبا، و الرجز في نسب قريش ص 321 و زيد فيه شطر رابع.
6- و تقرأ أيضا بالأصل: زادي. و رسمها:«زادى» كذا.
7- ابن العديم: الحسين.
8- بغية الطلب 3168/7.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا مسلم بن إبراهيم، نا جويرية بن أسماء، عن نافع، قال: لما مات خالد بن الوليد لم يدع إلاّ فرسه و سلاحه و غلامه، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال: يرحم اللّه أبا سليمان، كان على غير ما ظنناه به.

قال: و نا ابن سعد، أنا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا يزيد بن الأصم، قال: لما توفي خالد بن الوليد بكت عليه أم خالد فقال لها (2) عمر: يا أم خالد أ خالدا و أجره ترزين (3) جميعا، عزمت عليك أن لا تبيتي حتى تسوّد (4) يداك من الخضاب.

قال: و أنا ابن سعيد، أنا وكيع بن الجراح، و أبو معاوية الضرير، و عبد اللّه بن نمير، قالوا: أنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، قال: لما مات خالد بن الوليد اجتمع نسوة بني المغيرة في دار خالد يبكين عليه قال: فقيل لعمر: إنهن قد اجتمعن في دار خالد و هن خلقاء أن يسمعنك بعض ما تكره، فأرسل إليهن فانهاهن، فقال عمر: و ما عليهن أن يرقن من دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقعا أو لقلقة (5).

قال وكيع: النقع: الشقّ ، و اللقلقة: الصوت (6).

قال: و أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه، نا ابن أبي سبرة، عن عبد اللّه بن عكرمة، قال: عجبا لقول الناس أن عمر بن الخطاب نهى عن النوح، لقد بكى على خالد بن الوليد بالمدينة، و معه نساء بني المغيرة سبعا (7) يشققن الجيوب و يضربن الوجوه (8)،و أطعموا الطعام تلك الأيام حتى مضت، ما ينهاهنّ عمر (9).

ص: 277


1- الخبر في طبقات ابن سعد 397/7-398 و نقله الذهبي في سير الأعلام 383/1 و ابن العديم 3169/7.
2- بالأصل و م: له.
3- ابن العديم:«تؤثرين» و في المختصر:«ترزئين» و هو الأظهر.
4- ابن العديم: تسوّدي يديك.
5- الأصل:«قلقلة» و الصواب ما أثبت عن م.
6- الخبر نقله ابن العديم 3170/7.
7- المصدر نفسه و فيه: شيعا.
8- ابن العديم: الخدود.
9- بغية الطلب:3170/7.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن النهاوندي، نا أحمد بن الحسين النهاوندي، نا عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا عمر بن حفص، نا أبي، نا الأعمش، عن شقيق، قال: قيل لعمر إن نسوة بني المغيرة اجتمعن في دار خالد، فقال عمر: ما عليهن أن يرقن أعينهن على أبي سليمان (1).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا سعدان بن نصر، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق قال: لما مات خالد بن الوليد اجتمع نسوة بني المغيرة يبكين عليه، فقيل لعمر: أرسل إليهن فانههن، لا يبلغك عنهن شيء تكره، فقال عمر: ما عليهن أن يهرقن دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقعا أو لقلقة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر أحمد بن علي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب، نا ابن نمير، نا أبي، عن الأعمش، عن شقيق، قال أتى عمر بن الخطاب فقيل له: إن نسوة بني المغيرة قد اجتمعن في دار ابن الوليد و إنا نخاف أن يسمعنك ما تكره، فأرسل إليهن فانههنّ فقال:

و ما عليهن أن يهرقن من دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقعا أو لقلقة.

قال: و نا يعقوب، نا عبد اللّه بن عثمان، نا عبد اللّه، أنا الحسن بن عمرو الفقيهي، عن شقيق بن سلمة، قال: أتى عمر فقيل له هذه نسوة بني المغيرة يبكين على خالد بن الوليد، فقال عمر: و ما على نساء قريش أن يهرقن من دموع أعينهن على أبي سليمان.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: قال محمّد بن سلام: حدّثني أبان بن عثمان، قال: لم يبق امرأة من بني المغيرة إلاّ وضعت

ص: 278


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 383/1 و من طريق آخر في الاستيعاب 409/1 و من طرق أخرى نقله الحاكم في المستدرك 397/3 و أسد الغابة 588/1.

لمتّها على قبر خالد (1).يقول حلقت رأسها.

قال: و نا الزبير، قال: قال محمّد بن سلام: و حدّثني غير واحد، قال: سمعت يونس النحوي يسأل عنه غير مرة أن عمر بن الخطاب قال: دع نساء بني المغيرة يبكين أبا سليمان و يرقن من دموعهن سجلا أو سجلين ما لم يكن نقع أو لقلقة (2).

قال يونس: النقع: مد الصوت بالنحيب، و اللقلقة: حركة اللسان، نحو الولولة.

أخبرنا أبو العزّ السّلمي - فيما قرأ عليّ إسناده، و ناولني إياه، و قال اروه عني - أنا محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا القاضي (3)،نا أحمد بن العباس العسكري نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني عبد الرّحمن بن حمزة اللّخمي، نا أبو علي الحرمازي، قال: دخل هشام بن البختري في ناس من بني مخزوم على عمر بن الخطاب، فقال له: يا هشام أنشدني شعرك في خالد بن الوليد فأنشده فقال: قصّرت في الثناء (4) على أبي سليمان، رحمه اللّه، إن كان ليجب أن يذلّ الشرك و أهله، و إن كان الشامت به لمتعرضا لمقت اللّه. ثم قال عمر: قاتل اللّه أخا بني تميم ما أشعره (5):

فقل للّذي يبقى خلاف الذي مضى *** تهيّأ لأخرى مثلها فكأن قد

فما عيش من قد عاش بعدي بنافعي (6) *** و لا موت من قد مات بعدي بمخلد

و يروى:«و لا موت من قد مات قبلي».

ثم قال: رحم اللّه أبا سليمان ما عند اللّه خير له مما كان فيه، و لقد مات فقيدا و عاش حميدا، و لقد رأيت الدهر ليس بقابل (7)(8).

ص: 279


1- أسد الغابة 588/1 و ابن العديم 3169/7 و الاستيعاب 410/1.
2- ابن العديم 3169/7.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي ط بيروت 94/4 و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 3168/7 - 3169 و عقب محققه:«أن الخبر ليس في المطبوع من كتاب الجليس الصالح» كذا، و هو موجود فيه.
4- الجليس الصالح: البكاء.
5- البيتان في أمالي القالي 218/3 بدون نسبة، و في الجليس الصالح و في ابن العديم.
6- الجليس الصالح: بنافع.
7- الجليس الصالح: بقاتل.
8- عقب القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بعد إيراده الخبر عليه، و للفائدة نذكر تعقيبه هنا، قال: قال القاضي: لقد أحسن عمر بن الخطاب رضوان اللّه عليه الثناء على خالد بن الوليد رحمه اللّه على تشعث قد كان بينهما، فلم يثنه ذلك على معرفة حقه و صحبته وصلة رحمه، و كان ابن خالته. و قد كان الصحابة، رضوان اللّه عليهم، ربما عرض فيما بينهم بعض العتب و بعض ما يوحش الاخوان فلا يخرجهم ذلك عن الولاية إلى العداوة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عبد اللّه بن الزّبير الحميدي، نا سفيان بن عيينة، نا إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت قيس بن أبي حازم، يقول: لما مات خالد بن الوليد، قال عمر: رحم اللّه أبا سليمان لقد كنا نظن به أمورا ما كانت (1).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا الهيثم - إجازة - عن ابن أبي خيثمة، عن هارون بن معروف، عن سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال عمر لما مات خالد بن الوليد: رحم اللّه أبا سليمان لقد كنا نظن به أمورا ما كانت.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا المفضّل بن غسان الغلاّبي عن ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي قال: و أخبرنا سعيد بن عامر، أنا جويرية، قال: و لا أعلمه إلاّ عن نافع، قال: لما مات خالد بن الوليد لم يوجد له إلاّ فرسه و غلامه و سلاحه فقال عمر: رحم اللّه أبا سليمان إنّا كنا لنظنه على غير هذا.

قال: و نا الأحوص، نا أبي، نا الواقدي، قال: مات خالد بن الوليد سنة إحدى و عشرين بحمص (2).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا محمّد بن عبيد اللّه التيمي، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا أبو عبد الملك القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن،

ص: 280


1- طبقات ابن سعد 397/7.
2- ابن العديم 3170/7.

نا علي بن عبد اللّه التميمي (1)،قال: مات خالد بن الوليد بحمص سنة إحدى و عشرين.

أنبأنا أبو علي و أبو سعد، قالا: أنا أبو نعيم، نا محمّد بن علي بن حبيش، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن عبد اللّه بن نميرح.

و أنبأنا أبو سعد، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا الحضرمي، قال:

سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير، قال: مات خالد بن الوليد سنة إحدى و عشرين - زاد الطّبراني: بحمص-.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، قال: قال أبو عمرو العصفري، و فيها - يعني سنة إحدى و عشرين - مات خالد بن الوليد رحمه اللّه بالشام (2).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، نا عبد اللّه بن عيسى، نا إبراهيم بن المنذر، قال: و خالد بن الوليد يكنى أبا سليمان، مات بحمص سنة إحدى و عشرين (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد البسري، أنا أبو طاهر المخلّص إجازة، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة الصّيرفي أخبرني أبي، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة إحدى و عشرين فيها توفي خالد بن الوليد أبو سليمان بحمص، و كانت أمه لبابة الصغرى (4) بنت الحارث الهلالية (5).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا المسدّد بن

ص: 281


1- في ابن العديم 3171/7 حدثنا أبو عبد اللّه التميمي.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 150.
3- بغية الطلب 3171/7.
4- ذكر ابن حزم في الجمهرة ص 274 أن أمه لبابة الكبرى، و هو خطأ. انظر ما مرّ، و راجع ترجمة «لبابة» في طبقات ابن سعد 277/8 و أسد الغابة و الإصابة.
5- الخبر نقله ابن العديم 3172/7.

علي بن عبد اللّه الحمصي، أنا أبي، نا عبد الصمد بن سعيد القاضي، أنا أحمد بن عمير، أخبرني عمران بن موسى بن أيوب، قال: خالد بن الوليد يكنى أبا سليمان، مات بحمص سنة إحدى و عشرين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز التميمي، أنا مكي بن محمّد المؤدب، أنا سليمان بن أبي محمّد، قال: أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، مات بحمص سنة إحدى و عشرين.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسين المزكّي، أنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون البجلي، أنا أبو زرعة، قال (1):سأل محمود - يعني ابن سميع - عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن موت خالد بن الوليد؟ قال:

بالمدينة (2).

1923 - خالد بن هبّار الكوفي

من أصحاب علي بن أبي طالب، شهد الحكومة عام أذرح، تقدم ذكر ذلك في ترجمة الحارث بن مالك.

1924 - خالد بن هشام الجعفري

من فصحاء أهل الجاهلية، وفد على الحارث بن أبي شمر صاحب الجولان (3).

ص: 282


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 594/1.
2- اتفقت المصادر على وفاة خالد بن الوليد في سنة إحدى و عشرين، و لكنها اختلف في مكان وفاته، و المتتبع لمصادر ترجمته يلاحظ اضطرابها في تحديد المكان الذي مات فيه خالد، و قد وردت أخبار كثيرة تدل على حصول الوفاة بالمدينة. و قد عقب ابن كثير في البداية و النهاية 117/7 بعد ذكرها، و قد ذكرها المصنف هنا، و هذا كله يقتضي موته بالمدينة النبوية، و إليه ذهب دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، و لكن المشهور عن الجمهور وهم الواقدي، و كاتبه محمد بن سعد، و أبو عبيد القاسم بن سلام و إبراهيم بن المنذر، و محمد بن عبد اللّه بن نمير، و أبو عبد اللّه العصفري، و موسى ابن أيوب و أبو سليمان بن أبي محمد و غيرهم أنه مات بحمص سنة إحدى و عشرين. و في أسد الغابة 588/1 ذكر ابن الأثير وفاته: قال: و توفي بحمص من الشام، و قيل بل توفي بالمدينة سنة إحدى و عشرين. و قال الذهبي في سير الأعلام 384/1 الصحيح موته بحمص، و له مشهد يزار. و هذا ما ذهب إليه ابن حجر في الإصابة 415/1 قال: و لكن الأكثر على أنه مات بحمص.
3- الجولان بالفتح ثم السكون، قرية، و قيسل جبل من نواحي دمشق ثم من عمل حوران (معجم البلدان).

ذكر أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، فيما قرئ بخطه، نا أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد، نا التنوخي - يعني عبد اللّه بن محمّد-، عن أبي عبيدة، عن العباس بن جابر السّلمي قال: استوقف خالد بن هشام الجعفري الحارث بن أبي شمر الغسّاني، فأخذ بطرف ردائه، و قال: الأمل ذمام لا يعترضه لديك تكذيب، و لي همّة لا تصاحبني على شكر غيرك، و لا حمل صنيعة لسواك، و ما أريق ماء وجه سائلك، و لا اسودّت مطالب آملك، و أنت نعمة دهر تطلب بها ماء الحياة، ثم أنشده:

أراك مزيل النازلات إذا غدت *** علينا بحمل المثقل المتفادح

قال: حاجتك ؟ قال: ديات حملها رجائي و أملي، و قصّر عنها وجدي و مالي.

فأمر له بمائة ناقة و ألف شاة، ثم قال لأخيه: لا تزال في نعم ما طرقتنا مضر بحاجاتها.

1925 - خالد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد

ابن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ (1)

وفد على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و من ولد هشام بن إسماعيل: خالد بن هشام بن إسماعيل، حدّثني محمّد بن مسلمة عن عمه محمّد بن يحيى بن محمّد بن هشام، قال: سابق الوليد بن عبد الملك بين الخيل فجاء فرس لخالد بن هشام بن إسماعيل سابقا، فقال الوليد: لمن هذا الفرس ؟ فقال خالد: هذا فرس أمير المؤمنين الذي أهديت له البارحة، فقال: وصل [اللّه] (2) رحمك، قد قبلنا هديتك و سوغناك سبقك، و عوضناك منه ألف دينار، و في رواية أخرى و كان الوليد يجزع إذا سبق.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن، عن عبد العزيز (3) بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا

ص: 283


1- ترجمته في بغية الطلب 3173/7 و الوافي بالوفيات 269/13.
2- الخبر في المصدرين السابقين، و الزيادة عنهما.
3- بالأصل:«عبد العزى» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 248/18.

محمّد بن جرير (1)،حدّثني أحمد بن زهير، نا عبد الوهاب بن إبراهيم، حدّثني أبو هاشم مخلد بن محمّد بن صالح، قال: و أتى مروان بخال لهشام بن عبد الملك يقال له خالد بن هشام المخزومي، و كان بادنا كثير اللحم، فأدني إليه و هو يلهث، فقال: أي فاسق، أ ما كان لك في خمر المدينة و قيانها ما يكفيك (2) عن الخروج تقاتلني ؟ قال: يا أمير المؤمنين أكرهني - يعني - سليمان بن هشام فأنشدك اللّه و الرحم قال: و تكذب أيضا، كيف أكرهك و قد خرجت بالقيان و الزقاق (3) و البرابط (4) معك في عسكره، فقتله.

و كان هذا في سنة سبع أو ثمان و عشرين و مائة.

1926 - خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة

روى عنه: أحمد بن عبد اللّه بن سليمان له حكايات في ترجمته و في غيرها.

1927 - خالد بن يزيد بن بشر بن يزيد بن بشر الكلبي

حكى عن أبيه، و كان أبوه على شرط عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه أبو الحسن علي بن محمّد المدائني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف إجازة، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد، عن خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه، قال: أصاب المسلمون في غزوهم الصائفة غلاما من أبناء الروم صغيرا فبعث أهله في فدائه فشاور فيه عمر فاختلفوا عليه فقال: ما عليكم أن نفديه صغيرا و لعل اللّه أن يمكن منه كبيرا ففدوه بمال عظيم، ثم أخذ أسيرا في خلافة هشام فقتل.

ص: 284


1- انظر الخبر في تاريخ الطبري 325/7 في حوادث سنة 127 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3173/7.
2- الطبري: ما يكفّك.
3- الزقاق جمع زق، وعاء من جلد يجز شعره و لا ينتف، للشراب و غيره، و البرابط جمع بربط ، آلات موسيقية (معجم وسيط ).
4- البرابط جمع بربط : العود، من آلات الموسيقى (معجم وسيط ).

1928 - خالد بن يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز

أبو الهيثم القسري (1)

و جدّه خالد (2) أمير العراق، من أهل دمشق.

حدّث عن إسماعيل بن أبي خالد، و عمّار الدّهني، و أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثّمالي، و فطر بن خليفة، و أبي روق عطية بن الحارث الهمداني الوادعي، و الكلبي صاحب التفسير، و يزيد بن عبد اللّه بن أبي بردة الكوفيين، و خالد بن صفوان بن الأهتم التميمي، و جعونة بن قرّة، و محمّد بن عمرو، و أبي سعد البقّال، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب، و الصلت بن بهرام، و سليمان بن علي بن عبيد اللّه بن عباس، و إبراهيم بن يزيد الجوزي، و أبي حيّان يحيى بن سعيد بن حيّان التميمي (3)،و هشام بن عروة، و محمّد بن سوقة، و عبد اللّه بن عون، و يحيى بن عبيد اللّه التيمي.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و أحمد بن بكر البالسي، و محمّد بن عبد اللّه (4)قاضي أذرعات (5)،و أبو عبد الرّحمن الطبري، و أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن موسى المصاحفي الرملي، و أحمد بن جناب المصّيصي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيدي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا عبدان الأهوازي، نا هشام بن عمّار، نا خالد بن يزيد، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان يدعو:«اللّهم إنّي أعوذ بك من دعاء لا يسمع، و قلب لا يخشع، و نفس لا تشبع» (6)[3923].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا

ص: 285


1- ترجمته في بغية الطلب 3170/7 و ميزان الاعتدال 647/1 سير الأعلام 410/9 لسان الميزان 391/3 الجرح و التعديل 357/2/1 الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 13/3. القسري: تقدم أنه نسبة إلى قسر، و قسر بطن من بجيلة.
2- تقدمت ترجمته في كتابنا برقم 1896.
3- في سير الأعلام: التيمي.
4- كذا بالأصل و ابن العديم هنا فيما نقله عن ابن عساكر 3180/7 و في موضع آخر 3177/7 عبيد اللّه.
5- أذرعات: بلد في أطراف الشام، يجاور أرض البلقاء و عمّان.(ياقوت).
6- الحديث نقله ابن عدي في الكامل 14/3 و زيد فيه: و علم لا ينفع.

عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا خالد بن يزيد البجلي، نا محمّد بن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة أنه سمع أبا هريرة ينعت (1) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: كان شبح الذراعين، أهدب أشفار العينين (2)،بعيد ما بين المنكبين، يقبل جميعا و يدبر جميعا، بأبي و أمي لم يك فاحشا و لا متفحشا و لا سخّابا في الأسواق[3924].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيذ قوله: أنا أبو بكر النيسابوري، نا يوسف بن سعيد، نا خالد بن يزيد، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق، قال: سأل رجل عبد اللّه بن مسعود، هل حدّثكم نبيكم صلّى اللّه عليه و سلم بعدّة الخلفاء من بعده ؟ قال: نعم، و ما سألني عنها أحد قبلك، قال:«إن عدّة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى عليه السلام»[3925].

رواه ابن عدي (3)،عن ابن مسلم، عن يوسف [بن سعيد بن مسلم].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن موسى الرملي، نا يوسف بن مسلم المصّيصي، نا خالد بن يزيد القسري، نا محمّد بن سوقة، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، قالت: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن أكل الضّبّ [3926].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقند [ي] و أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أحمد بن بكر البالسي، نا خالد بن يزيد القسري، نا محمّد بن عمرو، عن أبي المليح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من ترك الجمعة ثلاثا من غير علّة طبع اللّه على قلبه»[3927].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن

ص: 286


1- إعجامها غير واضح بالأصل و في م: يبعث و الصواب ما أثبت،(دلائل البيهقي 244/1).
2- شبح الذراعين يعني عبل الذراعين عريضهما. و أهدب الأشفار أي طويل الأشفار.
3- الكامل في ضعفاء الرجال 15/3 و فيه «عدد نقباء» بدل «عدة نقباء».

يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمّد بن الفضل البزاز بحلب، نا أحمد بن بكر البالسي، نا خالد بن يزيد الدمشقي، نا أبو سعد البقّال، عن أبي الزّبير، عن جابر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان إذا رجع من غزوته قال:«آئبون تائبون إن شاء اللّه لربنا حامدون»[3928].

قال ابن عدي: و هذا الحديث لأبي سعد البقّال عن أبي الزبير لا أعلم رواه غير أحمد بن بكر، و لعل البلاء فيه من خالد بن يزيد الدمشقي.

قرأت على أبي الفضل عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو الهيثم خالد بن يزيد بن أسد عن (1) أبي حمزة الثّمالي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال في: قسر - بفتح القاف و سكون السين المهملة - و منهم خالد بن يزيد القسري يحدث عن هشام بن عروة، و إسماعيل بن أبي خالد و غيرهما، روى عنه أحمد بن بكر البالسي و غيره.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه، قال:

قسر - بفتح القاف و سكون السين المهملة - فهو قسر بن عبقر، قبيلة من بجيلة منها خالد بن يزيد، و ذكر بقية كلام الدارقطني الذي سقناه آنفا.

و فرّق ابن أبي حاتم فيما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا ابن طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،و فرق بين خالد بن يزيد البجلي، و خالد بن يزيد القسري، و ذكر أن القسري روى عنه هشام بن خالد، و أن البجلي روى عنه دحيم (3)،و قال: سألت أبي عن القسري، فقال: ليس بقوي.

و هذا وهم منه، فإنهما واحد بلا شك.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 287


1- بالأصل «بن» خطأ و المثبت عن م.
2- الجرح و التعديل 357/2/1 و 359.
3- اسمه عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي.

قال: سمعت أبا علي يقول: خالد بن يزيد القسري معروف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي، قال (1):خالد بن يزيد القسري: لا يتابع على حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،قال: خالد بن يزيد بن أسد البجلي القسري، و ذكر له أحاديث فوق العشرة، ثم قال: خالد بن يزيد هذا له أحاديث غير ما ذكرت، و أحاديثه كلها لا يتابع عليها، لا إسنادا و لا متنا، و لم أر للمتقدمين الذين يتكلمون في الرجال [لهم] فيه قولا، و لعلهم غفلوا عنه، و قد رأيتهم تكلموا فيمن هو خير من خالد، فلم أجد بدا من أن أذكره، و أن أبيّن صورته عندي، و هو عندي ضعيف، إلاّ أن أحاديثه إفرادات و مع ضعفه كان يكتب حديثه. قوله في نسبه وهم، و الصواب ما قدمناه.

1929 - خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح

1929 - خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح (3)

ابن الخشخاش بن معاوية بن سفيان

أبو هاشم المرّي (4)

والد عراك بن خالد.

روى عن جده صالح بن صبيح، و يونس بن ميسرة، و يحيى بن الحارث، و إبراهيم بن أبي عبلة، و سالم بن عبد اللّه المحاربي، و هشام بن الغاز، و مكحول، و طلحة بن عمرو بن عثمان، و أبان بن البختري، و الحسن بن عمّار، و عمير بن ربيعة الأوزاعي، و حبيب الأوصابي.

قرأ القرآن على عبد اللّه بن عامر، و قرأ عليه الوليد بن مسلم.

ص: 288


1- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 15/2.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 13/3 و 16.
3- صبيح بالتصغير.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 76/2 ميزان الاعتدال 648/1 الجرح و التعديل 358/2/1 التاريخ الكبير 181/1/2 سير الأعلام 412/9 الوافي بالوفيات 277/13.

و روى عنه: الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و مروان بن محمّد، و أبو مسهر، و عبد اللّه بن يوسف، و أبو نصر إسحاق بن إبراهيم القرشي، و محمّد بن المبارك الصّوري، و عتبة بن حمّاد، و الفرج بن فضالة، و موسى بن محمّد المقدسي، و نعيم بن حمّاد، و زيد بن يحيى بن عبيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا سليمان بن إبراهيم، و سهل بن عبد اللّه الغازي، و محمّد بن أحمد بن ررا (1) و أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد، و القاسم بن الفضل بن أحمد و عبد الرزاق بن عبد الكريم ح.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم الحافظ ، قالوا: أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر ح.

و أخبرنا أبو حفص عمر بن علي الفاضلي، أنا أبو القاسم بن أبي الفضل الجرجاني، أنا أبو بكر الحيري ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قالوا: أنا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد بن مزيد ح.

و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة، نا عباس، أنا ابن شعيب، أخبرني خالد بن يزيد بن صبيح المرّي، عن يونس بن ميسرة بن حلبس أنه حدثهم قال: حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«فرغ اللّه إلى كلّ عبد من خمس: من أجله و عمله و رزقه و أثره و مضجعه لا يتعدّاهنّ »[3929].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثنا أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف، نا خالد بن يزيد بن صبيح، نا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«فرغ اللّه عز و جل إلى كلّ عبد من خمس: من عمله و أجله و رزقه و أثره و مضجعه»[3930].

ص: 289


1- إعجامها غير واضح تقرأ:«زرا» و تقرأ «رذا» و الصواب ما أثبت ررا بمهملتين مفتوحتين عن تبصير المنتبه 598/2 ذكره، و فيه: إمام جامع أصبهان، عن عثمان البرجي و طبقته و في م: رزا.

هكذا رواه محمّد بن شعيب، و ابن يوسف و خالفهما زيد بن يحيى بن عبيد فرواه عن خالد، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، و عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور ح.

و أخبرناه أبو البركات الأنماطي، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين (1)،و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر (2)،و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطّيّب، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري (3)،قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا سلمة بن شبيب، نا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، نا خالد بن صبيح، و هو خالد بن يزيد بن صبيح المرّي، قاضي البلقاء نسبه إلى جده، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، و هو ابن أبي المهاجر الدمشقي أن أم الدرداء قالت: حدّثنا أبو الدرداء، قال: حدّثنا نبينا صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«فرغ اللّه عز و جل إلى كلّ عبد من خمس: من أجله و رزقه و أثره و مضجعه و شقيّ أم سعيد»[3931].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد محمّد بن أحمد: أخبرني أبو الحسن محمّد بن الفيض الغسّاني بدمشق، نا عبد الرّحمن - يعني ابن إبراهيم - دحيم، نا الوليد - يعني ابن مسلم-، نا خالد بن يزيد، عن يونس بن (4) ميسرة، عن الصّنابحي، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ كتب اللّه له بها حسنة و حطّ عنه بها خطيئة»[3932].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الوليد بن مسلم روى عن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، قال: قال يحيى بن

ص: 290


1- ترجمته في سير الأعلام 395/18.
2- ترجمته في سير الأعلام 89/20.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و في م:«القسري» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- الأصل:«عن» تحريف و الصواب عن م.

معين: خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي قاضي البلقاء، روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال في أصحاب مكحول: خالد بن صالح بن صبيح المرّي يكنى أبا هاشم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن جوصا - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):خالد بن يزيد بن صبيح المرّي الدمشقي، عن يونس بن ميسرة، و يحيى بن الحارث، و إبراهيم بن أبي عبلة، روى عنه محمّد بن شعيب، و قال إبراهيم بن المنذر: نا الوليد بن مسلم، حدّثني خالد بن يزيد بن [صالح بن] (2) صبيح المرّي عن جده و هو صالح بن صبيح قال:

حضرت كثير بن شهاب و بعثه المغيرة على قصور زرنج (3) سمع منه إسحاق بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،قال: خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح مرّي (5) دمشقي، يروي عنه الوليد بن مسلم، كذا قال، و الصواب صبيح (6).

ص: 291


1- التاريخ الكبير 181/1/2-182.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانب اللفظتين كلمة صح.
3- اللفظة سقطت من البخاري، و إعجامها بالأصل غير واضح، و لعل الصواب ما أثبتناه، عن ياقوت، و هي بفتح أوله و ثانيه، و سكون النون و جيم، مدينة هي قصبة سجستان.
4- كتاب المعرفة و التاريخ 455/2.
5- في المعرفة و التاريخ مدني.
6- قوله: و الصواب: صبيح، اعتقد أنه يريد صبيح بالتصغير، و قد تكون النسخة التي وقعت بيده من المعرفة و التاريخ ضبطت فيه اللفظة بفتح الصاد. و في المعرفة و التاريخ المطبوع الذي بيدي أهملت اللفظة و لم تضبط .

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي، قال (1):خالد بن يزيد المرّي شامي ثقة.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي الفتح بن المحاربي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال في باب صبيح بالضم: صبيح جد خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي دمشقي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد ح.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد العزيز سعيد، قال في باب المرّي: خالد بن يزيد بن صبيح المرّي.

قرأت على أبي محمّد الحداد، عن أبي زكريا البخاري ح.

و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا عبد الغني الحافظ ، قال: صبيح - بضم الصاد غير معجمة - خالد بن يزيد بن صبيح المرّي شامي.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):و أما صبيح بضم الصاد المهملة و فتح الباء خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي الدمشقي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال (3):و ذكرت تقدم سن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي لمحمّد بن المبارك في مقدمه (4) دمشق سنة ثلاث عشرة و مائتين، قلت لمحمّد بن المبارك: إن سليمان بن عبد الرّحمن حدّثنا عن يزيد بن

ص: 292


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 142.
2- الاكمال لابن ماكولا 166/5 و 170.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 396/1.
4- الأصل:«مقدمة» و المثبت عن أبي زرعة.

الصباغ (1) أنه (2) رأى مكحولا يخضب بالحمرة، قال: و ما تصنع بهذا؟ قال أبو زرعة:

فذكرت ذلك لعبد الرّحمن بن إبراهيم، فحدّثني عن الوليد، عن خالد بن يزيد المرّي، قال: رأيت مكحولا يفرّق على أصحابه الزبيب - يعني يوم العيد-، قلت - يعني لعبد الرّحمن - فمن أحبّ إليك هو أو محمّد بن مهاجر؟ قال: ابن مهاجر أشهر.

بلغني (3) عن أحمد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين، قال: قيل لأحمد - يعني ابن صالح المصري - فخالد بن يزيد بن صبيح كأنه أرفع من هؤلاء و أنبل ؟ فشدّ أحمد يده، و قال: نعم (4)،و رأيت مذهب أحمد أنه أنبل من هذين - يعني خالد بن يزيد بن مالك و الحسن بن يحيى الخشني-.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (5):سمعت أبي يقول: هو ثقة صدوق، و هو أمتن من خالد بن يزيد بن أبي مالك، و أقدم و أوثق من ابنه عراك.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمد البرقاني، قال: سألت أبا الحسن الدارقطني، عن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي، فقال: والد عراك هو دمشقي يعتبر به (6).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز التميمي، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7):

ص: 293


1- كذا بالأصل، و في تاريخ أبي زرعة:«الطباغ» و كتب محققه بالحاشية: عن الأنساب: الطباع بالعين المهملة، نسبة إلى عمل السيوف.
2- يعني خالد بن يزيد.
3- كذا، و كأن السند منقطع.
4- الخبر في تهذيب التهذيب 77/2.
5- الجرح و التعديل 358/2/1.
6- تهذيب التهذيب 77/2.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 276/1.

حدّثني ابن (1) عراك بن خالد، عن أبيه: أن خالد بن يزيد المرّي - جده - توفي قبل (2) سعيد [بن عبد العزيز] (3) بنحو من سنة و كان يكنى أبا هاشم ابن تسع و ثمانين سنة، توفي سعيد سنة سبع (4) و ستين و مائة (5).

1930 - خالد بن يزيد بن صفوان بن يزيد

أبو الهيثم القرشي

حدّث عن ضمرة بن ربيعة.

روى عنه: أحمد بن المعلّى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، قال: و ذكر أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا أبو الهيثم خالد بن يزيد بن صفوان بن يزيد القرشي، نا ضمرة، عن رجاء بن جميل، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، قال: لا تجوز شهادة المنبوذ (6) لعل أمّه مملوكة.

1931 - خالد بن يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك و اسمه هانئ

أبو هاشم الهمداني (7)

أخو عبد الرّحمن بن يزيد.

روى عن أبيه، و الصّلت بن بهرام، و أبي حمزة الثّمالي، و خلف بن حوشب.

ص: 294


1- عن أبي زرعة و بالأصل «أبو».
2- كذا و في تاريخ أبي زرعة:«بعد» و الخبر نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 76/2 نقلا عن أبي زرعة. و فيه هنا «قبل» كالأصل.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن أبي زرعة.
4- تاريخ أبي زرعة 273/1 و تهذيب التهذيب 16/2.
5- في المختصر لابن منظور 31/8 توفي سنة 161، و في الوافي بالوفيات 277/13 و في سنة تسع ؟؟ و مائتين، و في سير الأعلام 413/9 مات بعد الستين و؟؟
6- المنبوذ: اللقيط ، و المنبوذ: ولد الزنا، و الصبي تلقيه ؟؟ أمه في الطريق (القاموس).
7- ترجمته في تهذيب التهذيب 77/2 ميزان الاعتدال 645/1 التاريخ الكبير 184/1/2 الجرح ؟؟ 359/2/1 سير الأعلام 413/9 الكامل في ضعفاء الحال لابن عدي 10/3.

روى عنه: عبد اللّه بن المبارك، و الوليد بن مسلم، و محمد بن شعيب، و سليمان بن عبد الرّحمن، و الهيثم بن خارجة، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل المخزومي، و هشام بن خالد، و هشام بن عمّار، و أبو مسهر، و أحمد بن أبي الحواري، و حريش بن القاسم المدائني، و محمد بن هارون المصّيصي، و سويد (1) بن سعيد الحدثاني.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن مروان، نا أبو بكر أحمد بن المعلّى بن يزيد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، و نافع مولى عبد اللّه بن عمر: أن عبد اللّه بن عمر حدثهم أنه انبعث في سرية بعثها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: فنفلنا فأصبت بعيرا.

قال: و أنا أبو عبد الملك، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، قال: كان سالم بن عبد اللّه و نافع يقولان: إن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قد نفّل بعد ذلك الثلث و الربع و زعما أن عبد اللّه بن عمر حدّثهم أنه انبعث في سرية بعثها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: فنفلنا فأصبت بعيرا.

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن المعلّى، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما من عبد يدخل الجنة إلاّ يجلس عند رأسه و عند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت سمعته الجن و الإنس، و ليس بمزامير الشيطان» و لكن بحمد اللّه و تقديسه»[3933].

و أعلى ما وقع إليّ من حديثه: ما أخبرتنا به أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا سويد، نا

ص: 295


1- بالأصل «و سعيد» و الصواب عن م عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام و الأنساب (الحدثاني). و الحدثاني بفتح الحاء و الدال نسبة إلى الحديثة بلدة على الفرات، و يقال له: الحديثي.

خالد بن أبي مالك، عن أبيه، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هل يجامع أهل الجنة قال:«نعم، دحاما دحاما (1) و لكن لا مني و لا منيّة»[3934].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (2)،حدّثني سليمان بن عبد الرحمن، عن خالد بن أبي مالك، قال: كنت مع أبي رديفا في جنازة مكحول.

قال: و نا أبو زرعة، حدّثني عبد الرحمن بن إبراهيم أنه سمع أبا مسهر يقول: ولد خالد بن أبي مالك سنة خمس و مائة.

أخبرنا أبو غالب، أنا أبو الحسين، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن (3)إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب، أنا أبو الحسن بن جوصا، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: أبو هاشم خالد بن يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، أبو مالك اسمه هانئ.

قال أبو الحسن بن جوصا: و نا أحمد بن عبد الواحد، قال: سمعت أبا مسهر يقول: خالد بن يزيد بن أبي مالك، مولى لهمدان.

و حدّثني (4) أبو هبيرة، قال: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت ابن مالك يقول: كان شهر بن حوشب زوج عمتي فبين شيئا عليه لا له لأن شهرا رجل من الموالي و هو يدّعي أنه من العرب.

قال: و نا محمّد بن الوليد، حدّثني الهيثم بن عمران، قال: سمعت أبي يقول:

قال عبد الوهاب بن إبراهيم لخالد بن يزيد: أقم نسبك، فلم يصنع شيئا.

ص: 296


1- في اللسان:«دحم»: دحما دحما، قال ابن الأثير: هو النكاح و الوط ء بدفع و ازعاج.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 277/1.
3- يريد: أحمد بن عمير بن يوسف، أبو الحسن بن جوصا.
4- الأصل: أبي.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):خالد بن يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك الشامي، عن أبيه، سمع منه سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال في ذكر نفر ثقات: خالد بن أبي مالك، بلغني عن أحمد بن محمّد بن الحجاج بن رشدين أنه قال: سألت أحمد بن صالح فقلت له:

خالد بن يزيد بن أبي مالك ثقة ؟ فقال لي: نعم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، نا أبو أحمد بن عدي (2)،نا ابن أبي عصمة، نا أحمد بن أبي يحيى، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: خالد بن يزيد بن أبي مالك ليس بشيء.

و ذكر أبو الحسين الرازي، حدّثني أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك، نا أبو علي الحسن بن إبراهيم الدمشقي، و يعرف بابن حلقوم ثقة مشهور، قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: بالعراق كتاب ينبغي أن يدفن، و بالشام كتاب ينبغي أن يدفن، فأما الذي بالعراق فكتاب «التفسير» عن الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس.

و أما الذي بالشام فكتاب:«الديات» لخالد بن يزيد بن أبي مالك لم يرض أن يكذب على أبيه حتى كذب على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

قال أحمد بن أبي الحواري: و كنت قد سمعت من خالد بن يزيد بن أبي مالك كتاب الديات فأعطيته لابن عبدوس العطار فقطعه و أعطى الناس فيه حوائج (3).

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن

ص: 297


1- التاريخ الكبير 184/1/2.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 10/3.
3- الخبر في ميزان الاعتدال 645/1 و تهذيب التهذيب 77/2.

عبد الجبار، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا المفضّل بن غسان الغلابي، قال: سألت يحيى عن شيخ شامي، حدّثنا عنه سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، اسمه خالد بن يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، يحدّث عن أبيه، عن جده أبي هانئ أبي مالك الهمداني فضعّف يحيى هذا الشيخ. و قال في موضع آخر: خالد بن يزيد بن أبي مالك ليس بذاك (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، قال: قال أبي قلت ليحيى بن معين: إن أبا أيوب سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، حدّثني خالد بن يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده هانئ بن أبي مالك الهمداني قال: قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من اليمن فأسلمت (2)،و مسح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم برأسي و دعا لي بالبركة، ثم أنزل على يزيد بن أبي سفيان، ثم خرج في الجيش إلى الشام الذين بعثهم أبو بكر الصديق، فلم يرجع (3).

فضعّف يحيى خالد بن يزيد هذا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن علي بن محمّد، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول:

سمعت يحيى بن معين يقول: خالد بن يزيد بن أبي مالك ليس بشيء، ثم قال في موضع آخر: خالد بن يزيد بن أبي مالك: ضعيف (4).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة البزار، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني عبد اللّه بن شعيب، قال: قرئ على يحيى بن معين: خالد بن يزيد بن أبي مالك ضعيف.

ص: 298


1- تهذيب التهذيب.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م، و العبارة في أسد الغابة 605/4 ترجمة هانئ: فدعاه إلى الإسلام فأسلم.
3- الحديث رواه ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة هانئ أبو مالك.
4- تهذيب التهذيب 77/2.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل الغلابي، نا أبي، قال: قال يحيى بن معين: خالد بن يزيد بن أبي مالك ليس بذاك، و الكوفي [خالد بن أبي مالك، بايعت محمّد بن سعد بن أبي و قاص] (1).

قال: و نا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا محمّد، أنا الأحوص، نا أبي قال:

سألت يحيى عن شيخ شامي حدّثنا عنه سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي اسمه خالد بن يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، يحدث عن أبيه، عن جده هانئ بن أبي مالك الهمداني فضعف يحيى بن معين هذا الشيخ و قال في موضع آخر بهذا الإسناد: سويد بن عبد العزيز ضعيف، و خالد بن أبي مالك مثله.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و خالد بن يزيد بن أبي مالك، حدّثنا عنه سليمان بن عبد الرّحمن، و هو ضعيف (2).

و يزيد بن أبي مالك و ابنه خالد بن يزيد بن أبي مالك في حديثهما لين (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، أنا عبد الرّحمن النسائي، قال: خالد بن يزيد بن أبي مالك ليس بثقة (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى في كتاب الضعفاء، قال (5):خالد بن يزيد بن أبي مالك الدمشقي.

حكى أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي، عن أبي حاتم بن حبان أنه قال:

ص: 299


1- كذا بالأصل و م وردت العبارة بين المعقوفتين.
2- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 450/2.
3- المصدر نفسه 454/2.
4- نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 77/2.
5- ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 17/2.

خالد بن يزيد بن أبي مالك الدمشقي من فقهاء أهل الشام، يروي عن أبيه، روى عنه هشام بن خالد الأزرق، كان صدوقا في الرواية و لكنه كان يخطئ كثيرا، و في حديثه مناكير لا يعجبني الاحتجاج بخبره، إذا انفرد عن أبيه، و ما أقربه من نفسه إلى التعديل، و هو ممن أستخير اللّه فيه (1)،مات سنة خمس و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز الخيّاط ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب إجازة، قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني ح.

و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، أنا القاضيان أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن، و أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني، قال: خالد بن يزيد بن أبي مالك شامي، عن أبيه، و أبوه من الثقات، زاد ابن بطريق:

و هو ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2):و ذكر أحاديث لخالد بن يزيد، ثم قال: و لخالد بن يزيد غير ما ذكرته من الحديث، و عند سليمان بن عبد الرّحمن عنه كتاب مسائل عن أبيه، و عند هشام بن خالد الأزرق عنه كتاب، و أبوه يزيد بن أبي مالك فقيه دمشق و مفتيهم، و له مسائل كثيرة، و لم أر من أحاديث خالد هذا إلاّ كل ما يحتمل في الرواية، أو يرويه عن ضعيف عنه، فيكون البلاء من الضعيف لا منه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم، قال: سمعت أبا مسهر يقول: ولد خالد بن يزيد بن أبي مالك سنة خمس و مائة، و مات سنة خمس و ثمانين و مائة (3).

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي المعروف

ص: 300


1- نقله ابن حجر عن ابن حبان 77/2.
2- الكامل في ضعفاء الرجال 13/3.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 177/1.

بدحيم، قال: و مات خالد بن أبي مالك سنة خمس و ثمانين.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، قال: و أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أبو عبد الملك البسري، قال هشام بن عمّار: مات ابن أبي مالك سند خمس و ثمانين و مائة - زاد غيرهم: في شعبان-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن سوّار، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل الكوفي، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، أنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا ابن مصفّى، حدّثني عتبة بن سعيد بن الرخص، قال: و خالد بن يزيد بن أبي مالك توفي سنة خمس و ثمانين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد الرّبعي، قال: و فيها - يعني سنة خمس و ثمانين و مائة - مات أبو إسحاق الفزاري، و خالد بن يزيد بن أبي مالك، و كذا ذكر أبو مسهر في وفاة خالد بن يزيد.

1932 - خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو هاشم الأموي (1)

روى عن أبيه يزيد، و دحية بن خليفة الكلبي (2).

روى عنه: الزهري، و رجاء بن حيوة، و العباس بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، و إبراهيم بن أبي حرّة الحرّاني، و علي بن رباح اللّخمي، و خالد بن عامر الزيادي المصريان، و أبو الأخضر مولاه.

ص: 301


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 78/2 التاريخ الكبير 181/1/2 نسب قريش للمصعب الزبيري ص 128، الجرح و التعديل 361/2/1 بغية الطلب لابن العديم 3184/7 الوافي بالوفيات 270/13 سير الأعلام 382/4 و 411/9 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- قال الذهبي في سير الأعلام 382/4 روى عن دحية و لم يلقه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصغاني، نا ابن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، حدّثني موسى بن جبير أن عباس بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب حدّثه عن خالد بن [يزيد بن] (1) معاوية عن دحية بن خليفة، قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى هرقل ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم الحداد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق ح.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، قالا: أنا محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر، نا أحمد بن حمّاد (2) زغبة، نا سعيد بن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، عن موسى بن جبير أن عباس بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب حدّثه عن خالد بن يزيد بن معاوية، عن دحية بن خليفة الكلبي، حين بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى هرقل فلما رجع أعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قبطيّة (3)،قال «اجعل صدعيها»- و في حديث زاهر: صديعها (4)-قميصا و أعط صاحبتك صديعا تختمر به»، فلما ولّى دعاه قال:«مرها تجعل تحته شيئا لئلا يصف»[3935].

أخبرنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن عبد المنعم، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم، نا حميد بن الربيع، نا زيد بن الحباب العكلي (5)،حدّثني ابن لهيعة، حدّثني موسى بن جبير مولى أم سلمة، عن عبد اللّه بن عدي، حدّثني خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، عن دحية الكلبي.

قال: و نا حميد بن الربيع، نا سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن موسى بن جبير مولى أم سلمة أن عباس بن عباس (6) حدّثه عن خالد بن يزيد بن معاوية،

ص: 302


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- رسمها غير واضح، و قد تقرأ «عماد» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 533/13.
3- قبطية: ثياب كتان بيض، منسوبة إلى القبط ، من أهل مصر، على غير قياس.
4- الصديع: الرداء الذي شق صدعين (لسان).
5- ترجمته في سير الأعلام 393/9.
6- كذا ورد هنا، و مرّ أنه عباس بن عبد اللّه بن عبّاس...

عن دحية بن خليفة الكلبي، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أنه أتى بقباطي فأعطاني منه ثوبا فقال:

«اصدعه صدعين صدعا تجعله قميصا، و صدعا تختمر به امرأتك» فلما وليت قال:«قل لها تجعل تحته شيئا لا يصفها»[3936].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن الحصين، أنا أبو علي التميمي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي (1)،نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا قتيبة، نا الليث، عن سعيد بن أبي هلال، عن علي بن خالد: أن أبا أمامة الباهلي مرّ على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ألا كلّكم يدخل الجنة إلاّ من شرد (3) على اللّه عزّ و جلّ شراد البعير على أهله»[3937].

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: فولد يزيد بن معاوية:

معاوية و خالدا و أبا سفيان، و أمهم: أم هاشم بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة، و كان خالد بن يزيد يوصف بالعلم، و يقول الشعر، قال عمي مصعب بن عبد اللّه: زعموا أنه هو الذي وضع ذكر السفياني و كثّره، و أراد أن يكون للناس فيهم مطمع حين غلبه مروان بن الحكم على الملك، و تزوج أمه أم هاشم، و قد كانت أمه تكنى به، لها يقول أبوه يزيد بن معاوية:

ما نحن يوم استعبرت أمّ خالد *** بمرضى ذوي داء و لا بصحاح (4)

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، نا عد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد البجلي، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال: و من بني أمية ممن يحدّث: خالد بن يزيد بن معاوية.

ص: 303


1- تقرأ «الغطيفي» و الصواب عن م. و اسمه أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، أبو بكر البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 210/16.
2- مسند الإمام أحمد ج 258/5.
3- يعني خرج عن طاعته بارتكاب المعاصي و غيرها.
4- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 128-129 و نقل الخبر و الشعر ابن العديم في بغية الطلب 3184/7.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: خالد بن يزيد بن معاوية، ثم ذكره مرة أخرى، فقال: و خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان داره دار الحجارة باب الدرج شرقي المسجد (1).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه في كتابه ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):خالد بن يزيد بن معاوية أخو عبد الرّحمن بن يزيد شامي، روى عنه الزهري، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: هو من الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،أنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، نا والدي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد (4) بن حفص قال:

قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: خالد بن يزيد بن معاوية، يكنى أبا هاشم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة. قال: خالد بن [يزيد بن] (5) معاوية أبو هاشم.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني

ص: 304


1- ابن العديم 3185/7.
2- الجرح و التعديل 357/2/1.
3- الأصل:«المحلى» و الصواب ما أثبت.
4- في ابن العديم 3185/7 أحمد.
5- زيادة لازمة للإيضاح.

عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان دمشقي، قدم مصر مع مروان بن الحكم، روى عنه خالد بن عامر الزيادي.

كتب إليّ أبو جعفر الهمداني، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الأصبهاني، أنا الحاكم أبو أحمد محمّد (1) بن محمّد بن أحمد، قال: أبو هاشم خالد بن يزيد بن معاوية القرشي الأموي، قوله، سمع منه أبو بكر محمّد بن مسلم الزهري، هو أخو عبد الرّحمن و معاوية ابني يزيد (2).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو محمد الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (3)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد ربّ الزاهد، قال: قلت لأبي الأخضر مولى خالد بن يزيد: خالد قد علم علم العرب و العجم ففي أيّ ذلك وجد بناء هذه الدار؟- يعني دار الحجارة-.

قال (4):و حدّثني هشام، عن مغيرة بن مغيرة، عن عرود بن رويم (5)،عن رجاء بن حيّوية، قال: قال خالد بن يزيد كنت معنيا بالكتب، و ما أنا من العلماء و لا من الجهال.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، حدّثني أبو محمد التميمي، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز: أن خالد بن يزيد بن معاوية كان إذا لم يجد أحدا يحدّثه حدّث جواريه، ثم يقول: إني لأعلم أنكن لستن له بأهل - يريد بذاك: الحفظ -.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة الدمشقي (6):

ص: 305


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
2- ابن العديم 3186/7.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 355/1.
4- المصدر نفسه 356/1.
5- عن تاريخ أبي زرعة، و بالأصل «رديم» و في ابن العديم: زياد.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 357/1-358 و نقله ابن العديم 3186/7.

نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال: قال أصحابنا: كان خالد بن يزيد إذا لم يجد أحدا يحدّثه حدّث جواريه ثم يقول: إني لأعلم أنكن لستن له بأهل.

قال (1):فمعاوية، و عبد الرحمن، و خالد اخوة، و كانوا من صالحي القوم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمد بن يحيى الذّهلي، نا سعيد بن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، عن عقيل، عن ابن شهاب: أن خالد بن يزيد بن معاوية كان يصوم الأعياد كلها: السبت و الأحد و الجمعة (2).

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد (3)،أنا أبو محمد الحسن بن علي القطان، أنا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا إسحاق بن بشر، أنا الأوزاعي، و أبو بكر الهذلي، و محمد بن الفضل، عن سليمان الأعمش، عن عروة بن رويم اللّخمي، عن خالد بن يزيد القرشي، قال: كانت لي حاجة بالجزيرة فاتّخذتها طريقا مستخفيا قال: فبينا أنا أسير بين أظهرهم فإذا أنا بشمامسة (4) و رهبان - و كان رجلا لبيبا لسنا ذا رأي - فقلت لهم: ما جمعكم هاهنا؟ قالوا: إن شيخا سيّاحا نلقاه في كل يوم مرة في مكانك هذا، فنعرض عليه ديننا و ننتهي فيه إلى رأيه قال: و كنت رجلا معنيا بالحديث، فقلت: لو دنوت من هذا فلعلي أسمع منه شيئا انتفع به، قال: فدنوت منه فلما نظر إلي: قال لي: ما أنت من هؤلاء؟ قلت: أجل، قال: من أمّة محمد أنت ؟ قلت: نعم قال: من علمائهم أو من جهّالهم ؟ قال: قلت:

لست من علمائهم و لا من جهّالهم، قال: أ لستم تزعمون في كتابكم أن أهل الجنة يأكلون و يشربون و لا يبولون ؟ قال: قلت: نعم نقول ذلك و هو كذلك، قال: فإن لهذا مثلا في الدنيا، فما هو؟ قال: قلت مثل هذا الصبي في بطن أمه يأتيه رزق الرحمن بكرة و عشيا لا يبوّل و لا يتغوط ، قال: فتربّد وجهه و قال لي: أ لم تزعم أنك لست من علمائهم، قال:

ص: 306


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 357/1-358 و نقله ابن العديم 3186/7.
2- الخبر نقله ابن العديم: بغية الطلب 3187/7.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 187/4.
4- شمامسة جمع شماس، من رءوس النصارى الذي يحلق وسط رأسه و يلزم البيعة (اللسان).

قلت بلى، ما أنا من علمائهم و لا من جهّالهم. قال لي: أ لستم تزعمون أن أهل الجنة يأكلون و يشربون و لا ينتقص مما في الجنة شيء؟ قال: نقول ذلك و هو كذلك، قال: فإن لهذا مثلا في الدنيا فما هو؟ قال: فقلت مثل هذا مثل رجل أتاه اللّه علما و حكمة و علّمه كتابه فلو اجتمع جميع من خلق اللّه فتعلموا منه ما نقص من علمه شيء، قال: فتربد وجهه، فقال: أ لم تزعم أنك لست من علمائهم ؟ قال: قلت: أجل، ما أنا من علمائهم و لا من جهّالهم، فقال لي: أ لستم تقولون في صلاتكم: السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين ؟ قال: قلت بلى، قال: فلهي عني، ثم أقبل على أصحابه فقال: ما بسط لأحد من الأمم ما بسط لهؤلاء من الخير، إنّ أحد هؤلاء إذا قال في صلاته: السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين لم يبق عبد للّه صالح في السموات و الأرض إلاّ كتب له بها عشر حسنات، ثم قال لي: أ لستم تستغفرون للمؤمنين و المؤمنات ؟ قلت: بلى، فقال لأصحابه: إنّ أحد هؤلاء إذا استغفر للمؤمنين و المؤمنات لم يبق عبد للّه مؤمن في السموات من الملائكة و لا في الأرض من المؤمنين و لا من كان على عهد آدم، أو من هو كائن إلى يوم القيامة إلاّ كتب اللّه له به عشر حسنات، قال: ثم أقبل عليّ فقال: إنّ لهذا مثلا في الدنيا فما هو؟ قلت: كمثل رجل مر بملإ، كثيرا كانوا أو قليلا، فسلّم عليهم فردّوا عليه أو دعا لهم فدعوا له قال: فتربد وجهه، قال: أ لم تزعم أنك لست من علمائهم ؟ قال: قلت أجل ما أنا من علمائهم و لا من جهّالهم، فقال لي: ما رأيت من أمة محمد من هو أعلم منك، فسلني عما بدا لك، قال: فقلت: كيف أسأل من تزعم أن له ولدا قال: فشقّ مدرعته حتى أبدى عن بطنه ثم رفع يديه فقال: لا غفر اللّه لمن قالها، منها فررنا و اتّخذنا الصوامع، فقال لي: إني سائلك عن شيء فهل أنت مخبري ؟ قال:

قلت: نعم، قال: أخبرني هل بلغ ابن القرن فيكم أن يقوم إليه الناشئ أو الطفل فيشتمه أو يتعرض لضربه فلا يغير ذلك عليه ؟ قال: قلت: نعم، قال: ذلك حين رقّ دينكم، و استحسنتم دنياكم، و آثرها من آثرها منكم، فقال رجل من القوم و ابن كم القرن ؟ قال:

أما أنا قلت ابن ستين، و أما هو فقال: ابن سبعين سنة، فقال رجل من جلسائه يا أبا هاشم ما كان سرّنا أن يكون أحد لقيه من هذه الأمة غيرك.

رواه المغيرة بن المغيرة الرملي، عن عروة و زاد فيه: رجاء بن حيوة قبل خالد.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن

ص: 307

محمّد، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد اللّه، قالا: أنا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم ح.

قال و نا أبو بكر أحمد بن عبد الوهاب بن محمّد، نا أبو بكر محمّد بن خريم (1)، قالا: نا هشام بن عمّار، نا المغيرة بن المغيرة، نا عروة بن رويم، عن رجاء بن حيوة، عن خالد بن يزيد، قال: بينا أنا أسير في أرض الجزيرة إذ مررت برهبان و قسيسين و أساقفة فسلّمت فردوا السلام، قلت: أين تريدون ؟ قالوا: نريد راهبا في هذا الدير نأتيه في كل عام فيخبرنا بما يكون في ذلك العام حتى لمثله من قابل (2)،فقلت: لآتين هذا الراهب فلأنظرن ما عنده، و كنت معنيا بالكتب، فأتيته و هو على باب ديره فسلّمت فردوا السلام ثم قال: ممّن أنت ؟ فقلت: من المسلمين، قال: أ من أمة محمّد (3)؟فقلت:

نعم، فقال: من علمائهم أنت أم من جهّالهم ؟ فقلت: ما أنا من علمائهم و لا أنا من جهّالهم، قال: فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها و تشربون من شرابها و لا تبولون فيها و لا تتغوطون، قلت: نحن نقول ذلك و هو كذلك، قال: فإن له مثلا في الدنيا، فأخبرني بما هو؟ قلت: مثله كمثل الجنين في بطن أمه يأتيه رزق اللّه في بطنها و لا يبول و لا يتغوط ، قال: فتربد وجهه، ثم قال له: أ ما أخبرتني أنك لست من علمائهم ؟ قلت: ما كذبتك ما أنا من علمائهم و لا من جهّالهم، قال: فإنكم تزعمون إنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها و تشربون من شرابها و لا ينقص ذلك منها شيء؟ قلت: نعم نحن نقول ذلك، و هو كذلك، قال: فإن له مثلا في الدنيا فأخبرني ما هو؟ قلت: مثله في الدنيا كمثل الحكمة لو تعلم منها خلق اللّه أجمعون لم ينقص ذلك منها شيئا، قال: فتربد وجهه ثم قال: أ ما أخبرتني أنك لست من علمائهم ؟ قلت: ما كذبتك ما أنا من علمائهم و لا من جهّالهم، قال: و أنتم تزعمون أن الحسنة بعشر أمثالها؟ قلت:

نحن نقول ذلك و هو كذلك، قال: فإن له مثلا في الدنيا، فأخبرني ما هو؟ قلت: مثله في الدنيا كمثل الرجل يمر على الملأ فيهم العشرة أو أكثر من ذلك فيسلّم عليهم فيردّون عليه السلام أجمعون، قال: فتربّد وجهه، و قال: أ ما أخبرتني أنك لست من علمائهم ؟ قلت:

ص: 308


1- الأصل: حريم، و الصواب عن م بالخاء المعجمة المضمومة. و قد مرّ.
2- الأصل: من قائل و المثبت عن م.
3- الأصل:«محمد حمد» و في ابن العديم: أحمد و اللفظة غير مقروءة في م.

ما كذبتك ما أنا من علمائهم و لا من جهّالهم، قال: و أنتم ترون حقا عليكم في صلاتكم أن تستغفروا للمؤمنين و المؤمنات ؟ قلت: نعم، قال: فالتفت إلى أصحابه فقال: ما منهم من أحد يستغفر للمؤمنين و المؤمنات إلاّ كتب اللّه له من كل مؤمن و مؤمنة حسنة قال: و أنتم ترون حقا عليكم أن تقولوا: السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، قلت:

نعم فالتفت إلى أصحابه فقال: ما منهم من أحد يقول ذلك إلاّ ردّ اللّه عليه السلام من كل عبد صالح من أهل السماء و الأرض مضى، أو هو كائن إلى يوم القيامة، قال: ثم قال:

فيكم ذو القرن يقوم إليه طفل من أطفاله فيرد قوله و يضرب (1) وجهه قلت: قد كان ذلك، قال: هيهات هلكت هذه الأمة، و لن تقوم الساعة على دين أرقّ من هذا الدين، و أرجو أن يكون كذب إن شاء اللّه. فقلت لعروة: كم تعدون القرن ؟ قال: ابن ستين سنة.

و اللفظ لابن خريم (2)(3).

و أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن السمسار، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار فذكر بإسناده نحوه إلى قوله: أرقّ من هذا الدين، و زاد قال خالد: فصدمته في حديثه إلاّ في قوله: و لن تقوم الساعة على دين أرقّ من هذا الدين، و الباقي نحوه.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن سلام، عن بعض العلماء قال: ثلاثة أبيات من قريش توالت خمسة خمسة في الشرف: كلّ رجل منهم من أشرف أهل زمانه: خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة،

ص: 309


1- ابن العديم: و يصرف وجهه.
2- ابن العديم: لابن حزم.
3- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3192/7-3193.

و عمرو بن عبد اللّه بن صفوان بن أمية بن خلف (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنشدنا محمّد بن فضالة النحوي لرجل في خالد بن يزيد، و ذكر أنه أتاه، فقال: إني قد قلت فيك بيتين و لست أنشدهما إلاّ بحكمي قال: قل، فقال:

سألت الندى و الجود حرّان أنتما؟ *** فقالا جميعا: إننا لعبيد

فقلت، و من مولاكما فتطاولا *** عليّ و قالا: خالد بن يزيد (2)

فقال له: سل ؟ قال: مائة ألف درهم، فأمر له بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا عمرو بن عتبة، عن أبيه قال: تهدد عبد الملك بن مروان خالد بن يزيد بن معاوية بالحرمان و السطوة، فقال خالد: أ تهددني و يد اللّه فوقك مانعة، و عطاؤه دونك مبذول.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال: كان بين خالد بن يزيد بن معاوية، و بين عبد الملك بن مروان كلام فجعل عبد الملك يتهدده، فقال له خالد: أ تهددني و يد اللّه فوقك مانعة، و تمنعني و عطاء اللّه دونك مبذول (3).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن مسلّم بن قيراط ، قراءة عليهما - قالا: أنا رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا أبو زيد (4) عمر بن

ص: 310


1- ابن العديم 3187/7.
2- البيتان في معجم الأدباء 37/11 و عجز الأول: فقالا: بلى عبدان بين عبيد بكسر حرف الروي. و في مختصر ابن منظور 36/8 بإسكان القافية، و البيتان في سير الأعلام 382/4-383.
3- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3190/7.
4- الأصل «أبو زرعة» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 369/12.

شبّة، نا أبو غسان المدني، قال: أجرى عبد اللّه بن يزيد بن معاوية الخيل مع الوليد بن عبد الملك فسبقه عبد اللّه، فدخل الوليد على خيل عبد اللّه فعقرها، فجاء عبد اللّه خالدا أخاه فقال: أ لم تر أني سابقت الوليد فسبقته فعقر خيلي، و اللّه لهممت أن أقتله، قال: فدخل خالد على عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين أتاني عبد اللّه فحلف لهمّ بقتل الوليد فقال عبد الملك: و لم يقتله ؟ قال: سابقه فسبقه، فدخل على خيله فعقرها، فقال عبد الملك: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذٰا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهٰا وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهٰا أَذِلَّةً ، وَ كَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ (1) فقال خالد: يا أمير المؤمنين اقرأ الآية الأخرى: وَ إِذٰا أَرَدْنٰا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنٰا مُتْرَفِيهٰا فَفَسَقُوا فِيهٰا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنٰاهٰا تَدْمِيراً (2)،فقال عبد الملك: أما و اللّه لنعم المرء عبد اللّه على لحن فيه، قال: أ فعلى لحن ابنك تعول ؟ قال: إن أخا الوليد سليمان قال: و أخو عبد اللّه خالد، قال: مدحت و اللّه نفسك يا خالد، قال:

و قبلي و اللّه ما مدحت نفسك يا أمير المؤمنين، قال: و متى ؟ قال: حين قلت أنا قاتل عمرو بن سعيد، قال: حق و اللّه لمن قتل عمرا أن يفخر بقتله، قال: أما و اللّه لمروان كان أطولهما (3) باعا، قال: أما إنّي أرى ثأري في مروان صباح مساء، و لو أشاء أن أزيله لأزلته، و عنى بقوله أن أم خالد قتلت مروان، قال: إذا شئت أن نطفئ نورك فافعل، قال: ما جرأك علي يا خالد خلني عنك، قال: لا و اللّه ما قال الشاعر:

و يجر اللسان من أسلات الحرب *** ما لا يجر منها البنّان

قال: فاستحيا عبد الملك و قال: يا وليد أكرم أخاك و ابن عمك، فقد رأيت أباه يكرم أباك وجده يكرم جدك (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا الحسن بن عليل، نا مسعود بن بشر، نا الأصمعي، قال: قيل لخالد بن يزيد بن معاوية: ما أقرب شيء؟ قال: الأجل، قال: فما أبعد شيء؟ قال: الأمل، قال: فما أرجى شيء؟ قال: العمل، قال: فما أوحش شيء؟

ص: 311


1- سورة النمل، الآية:34.
2- سورة الإسراء، الآية:16.
3- الأصل: أطولها و الصواب عن م.
4- الخبر نقله ابن العديم في سير الأعلام 3190/7-3191.

قال: الميت قيل: فما آنس شيء؟ قال: الصاحب الموالي.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن عبد اللّه، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قيل لخالد بن يزيد: ما أقرب شيء و أبعد شيء، و آنس شيء، و أوحش شيء؟ قال: أقرب شيء الأجل، و أبعد شيء الأمل، و آنس شيء الصاحب، و أوحش شيء الموت.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، نا عبد الوهاب بن الحسن ح.

قال: و أنا الخليل، أنا الحسن بن محمّد بن درستويه، قالا: أنا أبو الحارث أحمد بن سعيد، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا الأصبغ بن الفرج، أن ابن وهب أخبره، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد بن معاوية، قال ابن وهب:

و أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي (1) حبيب، عن خالد بن يزيد بن معاوية أنه كان يقول: إذا كان الرجل مماريا لجوجا معجبا برأيه فقد تمت خسارته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا إبراهيم بن هانئ النيسابوري، نا سعيد بن عفير، أنا يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد الجمحي، عن خالد بن يزيد بن معاوية، قال: إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا فقد تمت خسارته (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، قالا:

أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني علي بن الحسن بن يمان، عن إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن عبد اللّه (3):أن الحجّاج بن يوسف سأل خالد بن يزيد عن الدنيا، قال: ميراث قال: فالأيام ؟ قال: دول، قال: فالدهر؟ قال: أطباق و الموت بكل سبيله فليحذر العزيز

ص: 312


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
2- نقله ابن العديم 3189/7 و انظر سير الأعلام 383/4.
3- ابن العديم: عبد العزيز.

الذل و الغني الفقر، فكم من عزيز [قوم] (1) قد ذل و كم من غني فقد افتقر (2).

أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي القرشي القاضي، أنا عبد الرزاق بن عبد اللّه بن الحسن ح.

و حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر، أنا علي بن الحسن بن عبد السلام، و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن عبد اللّه ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي (3)،أنا أبو الحسن بن أبي الجزور، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، نا منصور بن جعفر بن ملاعب، نا عبيد اللّه بن محمّد النحوي، نا ابن قتيبة، نا أبو حاتم عن العتبي، قال: لزم خالد بن يزيد بيته، قيل له:

كيف تركت مجالسة الناس و قد عرفت فضلها و لزمت بيتك ؟ قال: و هل بقي إلاّ حاسد على نعمة، أو شامت بنكبة (4).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو الأشعث العجلي، نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يذكر عن خالد بن يزيد أنه كان عند عبد الملك بن مروان فذكروا الماء فقال خالد بن يزيد: منه من السماء، و منه ماء يستقيه الغيم من البحر، فيعذبه الرعد و البرق، فأما ما يكون من البحر فلا يكون له نبات، و أما النبات فما كان من ماء السماء، و قال: إن شئت أعذبت ماء البحر، قال: فأمر بقلال من ماء ثم وصف كيف يصنع به حتى يعذب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخيّاط ، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر السّوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمّد الكاتب، أنا أبي، أنا أبو عمرو، محمّد بن مروان السعيدي، قال: و قال خالد بن يزيد بن معاوية يرثي جده و أباه (5):

ص: 313


1- الزيادة عن ابن العديم.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3190/7.
3- رسمها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3191/7.
5- الخبر و الأبيات في بغية الطلب 3196/7.

تجلّد للعداة الشامتينا *** و لا تر للحوادث مستكينا

و عزّ النفس إن سخطت بصبر *** ينسيها التشكي و الأنينا

فقد صكّت قناتك بالمرادي *** شعوب صدعت منها متونا

و غالت من بني حرب رجالا *** هم كانوا الرجال الكاملينا

و هم كانوا الحماة من المخازي *** و هم كانوا السقاة المطعمينا

بإذن اللّه و السّاعين فيما *** يشرف أمر دين المؤمنينا

فغالتهم شعوب غيبتهم *** و هم عمد لأمر المسلمينا

فلو لقيت نفوسهم عليهم *** و لم تجرزهم (1) الدنيا المنونا

لأصبح ماء أهل الأرض عذبا (2) *** و أصبح لحم دنياهم سمينا

رأيت الناس لاقوا بعد جدي *** معاوية الذي أبكى العيونا

و بعد أخي معاوية ابن أمي (3) *** و بعد أبي يزيد الأقورينا

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوه (4)، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنشدني أبي لخالد بن يزيد بن معاوية (5):

أتعجب أن كنت ذا نعمة *** و أنك فيها شريف مهيب

فكم ورد الموت من ناعم *** و حبّ الحياة إليه عجيب

أجاب (6) المنية لمّا دعت *** و كرها يجيب لها من يجيب

سقته ذنوبا (7) من أنفاسها *** و يذخر للحيّ منها ذنوب

قال: و أنشدني أبي لخالد بن يزيد (8):

ص: 314


1- الأصل: يجرزهم.
2- صدره في ابن العديم: لأصبح ما أهل الأرض عدنا.
3- ابن العديم: ابن أخي.
4- ضبطت عن التبصير.
5- الأبيات في معجم الأدباء 40/11 و ابن العديم 3196/7.
6- ابن العديم: أخاف.
7- عن معجم الأدباء و بالأصل «دنونا» و الذنوب: الدلو العظيمة المملوءة.
8- الأبيات في معجم الأدباء 42/11 و ابن العديم 3197/7.

إن سرّك

الشرف العظيم مع الفتى (1)*** و تكون يوم أشدّ خوف (2) وائلا

يوم الحساب إذا النفوس تفاضلت *** في الوزن إذ غبط الأخف الثاقلا (3)

فاعمل لما بعد الممات و لا تكن *** عن حظّ نفسك في حياتك غافلا

بلغني أن خالد بن يزيد، و أمية بن خالد بن عبد اللّه بن أسيد، و روح بن زنباع ماتوا بالصّنّبرة (4) في عام واحد.

و بلغني من وجه آخر: أن روح بن زنباع مات في سنة أربع و ثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان.

قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن ماهان، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاري، أخبرني أحمد بن محمّد بن القاسم، حدّثني أبي عفير، حدّثني أبي، حدّثني يزيد الرّقّي، قال: توفي خالد بن يزيد بن معاوية سنة تسعين، فشهده الوليد بن عبد الملك و هو يومئذ خليفة، فصلّى عليه، و قال: لتلق بني أمية الأردية على خالد فلن يتحسروا على مثله (5).

1933 - خالد بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

قتله مروان بن محمّد و صلبه على باب الجابية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، نا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (6):و فيها - يعني سنة سبع و عشرين و مائة - قتل زامل (7) بن عمرو - بأمر مروان - خالد بن يزيد بن [الوليد بن] (8) عبد الملك.

ص: 315


1- معجم الأدباء:«الغنى» ابن العديم:«التقى».
2- الأصل «جوف» و المثبت عن معجم الأدباء.
3- معجم الأدباء: الأثقلا.
4- الصنبرة: بالكسر ثم الفتح و التشديد ثم سكون الباء الموحدة، و راء، موضع بالأردن مقابل لعقبة أفيق، بينه و بين طبرية ثلاثة أميال (ياقوت).
5- نقله ابن العديم عن ابن عساكر. بغية الطلب 3197/7.
6- تاريخ خليفة بن خياط ص 374.
7- عن خليفة، بالأصل «زمل».
8- زيادة عن خليفة.

1934 - خالد بن يزيد بن هبّار

خلّفه مروان بن محمّد بدمشق في ألف فارس معينا لزامل بن عمرو السّكسكي عامله على دمشق، له ذكر.

1935 - خالد بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

1936 - خالد بن يزيد الكلبي

حرسي كان بدمشق في الخضراء في أيام الوليد بن يزيد، له ذكر.

1937 - خالد بن يزيد بن أبي خالد

أبو هاشم - و يقال: أبو محمود - السّلمي، والد محمود (1)

روى عن عيسى بن المسيّب البجلي، و محمّد بن راشد المكحولي، و سفيان الثوري، و محمّد بن سعيد الأردني المصلوب، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عمرو بن قيس الملائي (2)،و ليث بن أبي سليم.

روى عنه: ابنه محمود، و سليمان بن عبد الرّحمن، و دحيم، و صفوان بن صالح، و أحمد بن بكروية البالسي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو بكر الدوري، نا أبو عمر بن فضالة، نا أحمد بن محمّد المرّي المقرئ، و جعفر بن أحمد بن الرّوّاس، قالا: نا محمود بن خالد، نا أبي، نا محمّد - يعني ابن راشد-، عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«و من قتل متعمّدا رفع إلى أولياء القتيل، فإن شاءوا قتلوا، و إن شاءوا أخذوا الدية، و هي ثلاثون حقّة و ثلاثون

ص: 316


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 79/2.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الملاء و الملاءة، و هو المرط الذي تتستر به المرأة إذا خرجت (قال السمعاني: و ظني أن النسبة إلى بيعه)، ذكره السمعاني و ترجمه.

جذعة (1) و ثلاثون خلفة، و كذلك عقل العمد و ما صالحوا عليه فهو لهم»[3938].

و ذلك تشديد العقل، قال: و كذا في كتابي ثلاثون، و الصواب: أربعون خلفة.

و مما وقع إلي عاليا من حديثه، ما أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا محمود بن خالد، نا أبي، نا محمّد بن راشد، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن: أن عليا كان يخطب بالكوفة فقام إليه ابن الكوّا فقال: يا أمير المؤمنين إنها قد فشت أحاديث، قال علي: و قد فعلوها إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«سيكون فتن» فقيل: فما المخرج منها يا رسول اللّه ؟ قال:«كتاب اللّه عز و جل» مرتين،«فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم، و فصل ما بينكم، و هو العروة الوثقى، و هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إِنّٰا سَمِعْنٰا قُرْآناً عَجَباً (2) من قال به صدق، و من قال به حق، و من حكم به هدي إلى صراط مستقيم» قال: ثم أمسك علي رضي اللّه عنه و جلس[3939].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال في تسمية نفر متقاربين: خالد بن أبي خالد السّلمي ذكره مع صدقة بن يزيد، و صدقة بن المنتصر، و صدقة بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير بن جوصا، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: خالد بن أبي خالد السّلمي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى التميمي، أنا عبد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن،

ص: 317


1- في القاموس:«الحق بالكسر، من الإبل: الداخلة في الرابعة... و هي حق و حقّه». (قاموس). و الجذعة: أنثى الجذع، و هو البعير الذي استكمل السنة الرابعة و دخل في الخامسة. و الخلفة: الناقة الحامل (اللسان).
2- الآية الأولى من سورة الجن.

أخبرني أبي قال: أبو محمود خالد بن يزيد الدمشقي، والد محمود.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):خالد بن يزيد الأزرق، و يكنى بأبي هاشم والد محمود بن خالد الدمشقي، روى عن عيسى بن المسيّب، روى عنه ابنه محمود بن خالد.

1938 - خالد بن يزيد البلوي

حكى عن الوليد بن مسلم.

حكى عنه إبراهيم بن عبد اللّه بن صفوان النّصري الدمشقي.

1939 - خالد مولى الوليد بن عبد الملك

حكي عن عبد اللّه بن عياش أنه كان حاجب الوليد.

1940 - خالد مولى يزيد بن عبد الملك

كان حاجبه، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (2):في تسمية عمال يزيد بن عبد الملك قال: حاجبه خالد مولاه.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، نا محمّد بن مخلد بن حفص، قال:

قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، عن ابن عياش، قال: و كان يزيد يأذن عليه مولاه خالد.

ص: 318


1- الجرح و التعديل 360/2/1.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 335.

1941 - خالد السلمي والد عبد اللّه

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه ابنه خالد بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه الثعلبي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد اللّه بن الوليد الأندلسي، أخبرني محمّد بن أحمد فيما كتب إليّ :

أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللّخمي، أنا عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدوري، نا يحيى بن علي بن الحارث المحاربي، نا خالد بن عبد اللّه السلمي، عن أبيه، قال: صلّيت مع عمر بن عبد العزيز العتمة، ثم دخلت معه أمشي في صحن داره في ليلة مقمرة، و كان إذا صلّى أو مشى أو قعد إنما يضع كفه اليمنى على ذراعه اليسرى منذ ولي، فغفل تلك الساعة عن نفسه فأرخى يديه ثم خطر بيديه و كمّيه خطرانا أنكرت ذلك منه، فالتفت إليّ و أعاد يده فقال: أستغفر اللّه يا سلمي، إنّا و اللّه ضربنا على ما رأيت ضربا، و أدبنا عليه أدبا، قال يحيى بن يعلى: أي يمشي هذه المشية.

1942 - خالد صامة حجازي

مغنّ (1) وفد على الوليد بن يزيد، و حكى عنه.

حكى عنه: ابنه أبو بسطام موسى بن خالد.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (2)،أخبرني علي بن سليمان الأخفش، نا محمّد بن يزيد، قال: حدّث الزبيري عن خالد صامة، قال: قدمت على الوليد بن يزيد، فدخلت إليه و هو في مجلس ناهيك به، و هو على سريره و بين يديه: ابن عائشة، و معبد، و مالك، و أبو كامل (3)،فجعل القوم يغنون حتى إذا بلغت النوبة إليّ اندفعت فغنّيت (4):

ص: 319


1- الأصل و م: مغني.
2- الخبر في الأغاني 333/18-334 في أخبار عروة بن أذينة.
3- الأربعة من المغنين، انظر أخبارهم في الأغاني (انظر الفهارس).
4- الأبيات في الأغاني.

سري همّي و همّ المرء يسري *** و غاب (1) النجم إلاّ قيس فتري

أراقب في المجرّة كلّ نجم *** تعرّض للمجرّة كيف يجري

لهمّ ما أزال به مديما *** كأنّ القلب أضرم حرّ جمري

على بكر أخي ولّى حميدا *** و أيّ العيش يصفو بعد بكر

فقال الوليد: أعد يا صامة، ففعلت، فقال لي: من يقول هذا الشعر؟ قلت:

عروة بن أذينة يرثي أخاه بكرا، فقال لي: و أي العيش لا يصفو بعد هذا العيش ؟ و اللّه الذي نحن فيه على رغم أنفه، لقد جحد (2) واسعا.

قال أبو الفرج: أخبرني الحسين بن يحيى الموداسي، أنا حمّاد بن إسحاق، قال:

قرأت على أبي، عن أبي بسطام موسى بن الصامة عن أبيه، و كان مغنيا.

1943 - خالد

حدّث عن أبي جعفر الرازي.

روى عنه: ابنه محمّد بن خالد.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل محمّد بن الفضل بن محمّد بن عبيد اللّه القرشي، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن زنجويه، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أحمد بن محمود بن صبيح، نا حاتم بن يونس، نا محمّد بن خالد الدمشقي، حدّثني أبي عن أبي جعفر الرازي، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، قال: كنا نأتي أبا سعيد الخدري فيقول: مرحبا بوصية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فذكر الحديث.

1944 - ختكين أبو منصور القائد الداعي المعروف بالضيف

1944 - ختكين أبو منصور القائد الداعي المعروف بالضيف (3)

ولّي إمرة دمشق مرتين، مرة من قبل الملقب بالحاكم بعد علي بن جعفر بن فلاح سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة فأساء السيرة في الجند، و كان أحمق فوشوا به و ظاهرهم

ص: 320


1- الأغاني: و غار.
2- الأغاني: تحجر واسعا.
3- انظر ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 57.

عليه علي بن جعفر بن فلاح، فلما انتهى أمره إلى الملقب بالحاكم عزله و ولى طزملت بن بكار (1).

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، قال: دفع إليّ مجير الكتامي - شيخ من جند المصريين - ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق، قال أبو منصور ختكين في شعبان سنة أربع و ستين.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الميداني، قال: و جاءت الولاية من مصر لختكين: ولاية البلد و الغوطتين و الشرطة يوم الخميس لست خلون من المحرم سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة، و عزل عن ذلك يوم الثلاثاء لثلاث و عشرين ليلة خلت من رجب من هذه السنة.

ص: 321


1- كان رجلا أسود بربريا، يقال له القائد طزملت، أفاده ابن القلانسي.

خثيم

اشارة

خثيم (1)

1945 - خثيم بن ثابت

1945 - خثيم (2) بن ثابت

أبو عامر الحكمي (3)

حدّث عن أبي خالد السّنجاري (4).

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي (5).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو المنجّا (6) حيدرة بن علي بن محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، نا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا يزيد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، أنا أبو عامر الحكمي خثيم بن ثابت، نا أبو خالد السّنجاري، عن عمر بن عبد العزيز، عن تميم الدّاريّ ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من لقي اللّه بخمس فله الجنة، و من أتى اللّه بخمس فلم يحجبه عن (7) الجنة، و الجمعة واجبة إلاّ على خمس، و الوضوء الواجب من خمس، و حقّ الرجال على النساء خمس، و نهي النساء عن خمس.

ص: 322


1- الأصل: خيثم، و الصواب عن م.
2- الأصل «خيثم» و الصواب عن م، عن مختصر ابن منظور 38/8 و ضبطت اللفظة بالتصغير عن تقريب التهذيب.
3- ترجمته في الميزان الاعتدال 650/1.
4- السنجاري، ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سنجار بكسر السين، مدينة بالجزيرة.
5- ترجمته في سير الأعلام 136/11.
6- غير واضحة بالأصل و م و الصواب ما أثبتناه، ترجمته في سير الأعلام 410/18.
7- «عن» سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.

فأما من لقي اللّه عز و جل بخمس فله الجنة: الصلاة، و الزكاة، و حجّ البيت، و صيام شهر رمضان، و طاعة ولاة الأمر، و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

و أمّا من أتى اللّه بخمس لم يحجبه عن الجنة: فالنصح لكتاب اللّه، و النصح لرسول اللّه، و النصح لولاة الأمر، و النصح لعامة المسلمين.

و أما الجمعة واجبة إلاّ على خمس: المرأة، و المريض، و المملوك، و المسافر، و الصغير.

و أما الأشربة (1) من خمس: من العسل، و الزبيب، و التمر، و البر، و الشعير.

و أمّا حق الرجل على النساء خمس: لا تحنث له قسما، و لا تعتزل له مضجعا، و لا تعطر إلاّ له، و لا تخرج إلا بإذنه، و لا تدخل عليه [من] (2) يكرهه.

و إنما نهي النساء عن خمس: عن اتّخاذ الكمام، و لبس النعال، و جلوس في المجالس، و خطر بالقضيب، و لبس الأزر و الأردية بغير درع»[3940].

ص: 323


1- كذا، و لم ترد في بداية الحديث.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.

خداش

1946 - خداش بن بشر بن خالد بن الحارث

ابن بيبة (1) بن قرط (2) بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك

ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ

ابن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان

أبو يزيد التميمي المجاشعي المعروف بالبعيث (3)

أحد الشعراء المجيدين، بصري قدم الشام و كان خطيبا شاعرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن السكري البزاز - إجازة إن لم يكن سماعا - أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري - قراءة عليه - قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سالم بن راشد الختّلي (4)،أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمّد بن شعيب الجمحي (5)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن سلام بن عبيد اللّه بن زياد الجمحي في

ص: 324


1- بفتح الباءين كما في المؤتلف و المختلف للدارقطني، و في بغية الطلب «نبيه» و مثله في الإكمال: نبيه بفتح الباء.
2- الأصل:«فرط » و المثبت عن جمهرة ابن حزم و م.
3- ترجمته و أخباره في معجم البلدان 52/11 ابن حزم ص 231 بغية الطلب لابن العديم 3220/7 الشعر و الشعراء ص 312 الوافي بالوفيات 293/13 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمته.
4- انظر ترجمته في سير الأعلام 82/16 و فيها «سلم» بدل «سالم» و في ابن العديم «الجبلي» بدل «الختلي».
5- سير الأعلام 7/14.

طبقات الشعراء الإسلاميين، قال (1):الطبقة الثانية من الإسلاميين أربعة: البعيث و اسمه خداش بن بشر بن خالد بن الحارث بن نبيه بن قرط بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة، و القطامي، و كثيّر، و ذو الرّمّة.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد بن أحمد بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: البعيث الشاعر اسمه خداش بن بشر بن أبي خالد بن بيبة بفتح الباء ابن قرط بن سفيان بن مجاشع بن دارم، يكنى أبا يزيد، هو الذي هاجاه جرير و فيه يقول جرير (2):

لمّا وضعت على الفرزدق ميسمي *** و ضغا (3) البعيث جدعت أنف الأخطل

و قيل: هو خداش بن بشر بن عبد الحارث بن أبي خالد بن بيبة و سمي البعيث بقوله (4):

تبعّث منّي ما تبعّث بعد ما *** أمرّت قواي و استتم غريمي (5)

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن علي بن هبة اللّه بن ماكولا، قال (6):و أما البعيث، و اسمه خداش بن بشر بن خالد، و قيل: ابن خالد بن بيبة - بفتح الباء - ابن قرط بن سفيان بن مجاشع بن دارم، يكنى أبا يزيد، و يقال أبو مالك هو الذي كان يهاجي جريرا، و قيل: هو خداش بن بشر بن عبد الحارث بن أبي خالد بن بيبة، و الأول أصح، ثم قال في باب خداش (7):الخاء المعجمة و بعدها دال مهملة و آخره شين، خداش بن بشر بن خالد و ذكره.

ص: 325


1- انظر طبقات الشعراء لابن سلام ص 165.
2- ديوان جرير ط بيروت ص 357.
3- ضغا: استخذى، خان، صاح (قاموس).
4- البيت في الشعر و الشعراء ص 313.
5- في الشعر و الشعراء:«و استمر عزيمي». الخبر و الشعر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3220/7-3221.
6- الاكمال لابن ماكولا 334/1-335.
7- المصدر نفسه 427/2.

قرأت في كتاب محمّد بن محمّد بن الحسن الديناري بخط بعض أهل الأدب، وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني و أجازه لي، أنا أبو الحسن الأسدي، نا حمّاد - يعني [ابن] إسحاق الموصلي-، عن أبيه، قال: حدّثني مروان بن أبي حفصة، قال: هجا البعيث بطنا من باهلة، يقال لهم: بنو صحب فاستعدوا عليه إبراهيم بن عدي (1) في خلافة الوليد بن عبد الملك فضربه بالسياط ، و أمر به فطيف في سوق حجر مجلودا، فقال جرير:

لئن هجوت بني (2) صحب لقد تركوا *** للأصبحية في جنبيك آثارا

قوم هم القوم لو عاد الزبير بهم *** لم يسلموه و زادوا الحبل أمرارا

و كان البعيث و جرير و الفرزدق يومئذ أحدّ ما كانوا في الهجاء، فخرج البعيث مراغما لإبراهيم بن عدي (3) لما صنع به فلحق بالشام و نزل البادية، فجاور بني القعقاع أخوال الوليد بن عبد الملك، و مدحهم و هجا ابن عربي، و جعل جرير و الفرزدق يهجوانه، فروت العرب أشعارهما و خمل شعره لاغترابه (4)،فقال البعيث مما كان يهجو ابن عربي:

ترى منبر العبد اللئيم كأنما *** ثلاثة غربان عليه وقوع

قال: فكان بعد ذلك ابن عربي إذا صعد المنبر تغامز به الناس، و إذا رأى غرابا ساقطا يقول: لعنة اللّه على البعيث (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب - إجازة إن لم يكن سماعا - أنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أنا أحمد بن جعفر بن محمّد، أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلام، حدّثني أبو الغراف قال: ورد على غسّان السليطي الأعور النبهاني من طيّ فسأله فقرن له و قال: أ لا تغن عنا جريرا فقال (6):

ص: 326


1- في ابن العديم: ابن عربي.
2- الأصل: بنو و المثبت عن م.
3- في ابن العديم: ابن عربي.
4- ابن العديم: لاعتزائه.
5- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3224/7.
6- الأبيات في معجم الأدباء 53/11 و بغية الطلب 3222/7.

إذا طلع العيّوق (1) أول كوكب *** كفى اللؤم عند النازلين جرير

أ لست كليبا و أمّك (2) كلبة *** لها بين أطناب البيوت هرير

و لو عند غسان السليطيّ عرّست *** رغا قرن منها و كاس عقير (3)

أ تنسى نساء باليمامة منكم *** نكحن عبيدا ما لهن مهور

و قال جرير (4):

و أعور من نبهان يعوي و دونه *** من الليل بابا ظلمة و ستور

رفعت له مشبوبة يهتدي (5) بها *** يكاد سناها في السماء يطير

و أعور من نبهان أما نهاره *** فأعمى، و أما ليله فبصير

يساق من المعزى مهور نسائهم *** و في شرط المعزى لهن مهور

قال: و نا ابن سلام، حدّثني أبو يحيى الضّبّي قال: كانوا كذلك حتى ورد البعيث المجاشعي عليهم، و كان ولدهم و ولدوه فشكوا إليه قهر (6) جرير صاحبهم فقال البعيث (7):

إذا أيسرت (8) معزى عطية و ارتعت *** بلاغا من المرّوت (9) أحوى جميمها

تعرضت لي حتى صككتك صكة *** على الوجه يكبو لليدين أميمها

أ ليست كليب ألأم الناس كلهم *** و أنت إذا عدّت كليب لئيمها

و كانت أم البعيث أمة حمراء سجستانية تسمى قرتنا (10) و كان يقال له: ابن حمراء العجان، فهجاه جرير، فثاوره فضج إلى الفرزدق، و الفرزدق يومئذ بالبصرة قد قيّد نفسه

ص: 327


1- العيوق: نجم أحمر مضيء في طرف المجرة الأيمن يتلو الثريا لا يتقدمها.
2- معجم الأدباء:«ثم أمك» و في ابن العديم: و أمه.
3- البيت في اللسان و نسبه للأعور النبهاني.
4- ديوان جرير ط بيروت ص 197-198.
5- الديوان: يهتدى.
6- غير واضحة بالأصل و المثبت عن ابن العديم، و في طبقات ابن سلام ص 126 «فهو».
7- الأبيات في معجم الأدباء 54/11 و بغية الطلب 3222/7.
8- معجم الأدباء:«أ أن أمرعت معزى» و في ابن العديم: إذا نشرت.
9- المروت: موضع ببلاد تميم، و في القاموس: واد لبني حمان بن عبد العزى.
10- في طبقات الشعراء لابن سلام:«فزخنا».

و آلى لا يفك قيده حتى يقرأ القرآن، فقال البعيث (1):

لعمري لئن ألهى الفرزدق قيده *** و درج نوار ذو الدهان و ذو الغسل

لينبعثن مني غداة مجاشع *** بديهة و إن الجزاء و لا وغل (2)

فقال جرير:

جزعت إلى درجي نوار و غسلها *** فأصبحت عبدا ما تمرّ و ما تحلى

وعده الناس مغلوبا حين استغاث.

قال: و قال الفرزدق: إني إن وثبت على جرير الآن خففت على البعيث الغلبة، و لكن كأنني وثبت عليهما فأدع البعيث و أخذ جريرا، فقال: الطبيب أطب، فقال الفرزدق (3):

لودّ جرير اللؤم لو كان غائبا (4) *** و لم يدن من زأر الأسود الضراغم

و ليس ابن حمراء العجان بمفلتي *** و لم يزدجر طير النحوس الأشائم

و إنّكما (5) قد هجتماني عليكما *** فلا تجزعا و استسمعا للمراجم

و قال (6):

فإن يك قيدي كان نذرا نذرته *** فما بي عن أحساب قومي عن شغل

و قال (7):

دعاني ابن حمراء العجان فلم يجد له *** إذ دعا مستأخرا عن دعائيا

فنفست عن سميه (8) حتى تنفّسا *** و قلت له: لا تخش شيئا ورائيا

ص: 328


1- البيتان في طبقات ابن سلام 127.
2- عجزه في طبقات ابن سلام: بديهة لا داني الجراء و لا عل
3- الأبيات في ديوان الفرزدق ط بيروت 318/2.
4- الديوان: عانيا.
5- الديوان: فإن كنتما...
6- ديوان الفرزدق 153/2.
7- البيتان في طبقات الشعراء لابن سلام ص 127.
8- طبقات ابن سلام: أنفية.

فلما استطار كل واحد منهما في صاحبه قال البعيث (1):

أ شاركتني في ثعلب قد أكلته *** فلم يبق إلاّ رأسه و أكارعه

فدونكم (2) خصييه و ما ضمّت استه *** فإنك رمّام (3) خبيث مراتعه

قال: و سقط البعيث بينهما، و لجّ الهجاء نحوا من أربعين سنة، و لم يغلب واحد منهما على صاحبه، و لم يتهاج شاعران في العرب في جاهلية و لا إسلام بمثل ما تهاجيانه (4) و أشعارهما أكثر من أن نأتي عليها (5)،و لكنما نكتب منها النادر.

1947 - خداش بن مخلد البصري

سكن أطرابلس من ناحية ساحل دمشق.

و حدّث عن أبي عاصم النبيل، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و قبيصة، و أبي الوليد، و قيس بن حفص الدارمي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):«خداش بن مخلد البصري نزيل أطرابلس على شاطئ البحر.

روى عن أبي عاصم النبيل، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و قبيصة، و أبي الوليد، و قيس بن حفص الدارمي. كتبت عنه بأطرابلس، و هو صدوق.

ص: 329


1- البيتان في طبقات ابن سلام ص 127 و معجم الأدباء 55/11.
2- ابن سلام: فدونك.
3- ابن سلام: رماح.
4- ابن سلام: تهاجيا به.
5- الأصل و م: عليهما... يكتب.
6- الجرح و التعديل 390/2/1.

خراسان

1948 - خراسان بن عبد اللّه،

و يقال: عبيد اللّه بن خراسان الأطرابلسي

حدّث عن أبي عقيل أنس بن سالم الأنطرطوسي (1).

روى عنه: إدريس بن محمّد بن أحمد بن أبي خالد الأزدي الصوري، أو إدريس بن إبراهيم البغدادي الواعظ .

1949 - خراشة بن عبد اللّه النّمري

من بني النّمر بن قاسط

خرج مع أخواله الكلبيين من أهل المزّة لما كان من غلب يزيد بن الوليد بن عبد الملك على دمشق، ما كان له ذكر.

1950 - خراش والد عبد اللّه

شهد الجابية مع عمر، و حدّث عنه و عن معاذ بن جبل.

روى عنه: ابنه عبد اللّه.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب بن فناكي، أنا أبو بكر محمّد بن هارون

ص: 330


1- هذه النسبة إلى أنطرطوس، بلد من سواحل بحر الشام و هي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية و أول أعمال حمص.(ياقوت). ذكره ياقوت: أنس بن السلام بن الحسن بن الحسن بن السلام.

الرّوياني، نا خالد بن يوسف بن خالد أبو الربيع السّمتي، نا أبو عوانة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد اللّه بن خراش (1)،عن أبيه قال: نزل عمر بن الخطاب الجابية قال: فمر معاذ بن جبل و هو في مجلس قال: فقال له: يا معاذ ائتني و لا يأتيني (2) معك أحد، قال:

يا معاذ ما قيام هذا الأمر؟ قال: الصلاة و هي الملة، قال: ثم مه ؟ قال: ثم الطاعة و سيكون اختلاف، قال: فقال له عمر: حسبي، و أراد أن يزيده قال: فلما ولي عمر قال معاذ: أما و رب معاذ ما سنيك بشرّ سنيهم.

قال: و أخبرني أنه سمع عمر يدعو على المنبر يقول: اللّهم ثبتنا على أمرك، و اعصمنا بحبلك، و ارزقنا من فصلك.

1951 - خراش بن بحدل الكلبي

1951 - خراش بن بحدل الكلبي (3)

شاعر فارس.

ذكر أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد فيما حكاه عبد اللّه بن سعد القطربلي عنه و قرأته بخطه، قال: حدّثني الرياشي قال: وقف خراش بن بحدل الكلبي على عبد الملك بن مروان بعد أن ملك فقال:

أعبد المليكة ما شكرت بلانا *** فكل في رخاء العيش ما أنت آكل

بجابية الجولان لو لا ابن بحدل (4) *** لكنت و ما يسمع لقيلك قائل

و كنت إذا دارت عليك عظيمة *** تضاءلت إن الخاشع المتضائل

فلمّا علوت الناس في رأس شاهق *** من المجد لا يسطيعك المتطاول

قلبت لنا ظهر العداوة معلنا *** كأنك مما يحدث الدهر جاهل

فقال عبد الملك: أراك احتجت إلى المال (5)؟قال: أجل، قال: فأيّه أحب إليك ؟

ص: 331


1- الأصل و م: حراس.
2- كذا بالأصل و م.
3- ترجمته في بغية الطلب 3226/7.
4- يعني حسان بن بجدل و الدور الذي لعبه في الاجتماع اليمني الذي عقد بالجابية بعد موت أبي ليلى معاوية بن يزيد بن معاوية في وصول مروان بن الحكم كمرشح تسوية أو اجماع بين الأجنحة الأموية المختلفة و قد لبى مروان بن الحكم جميع شروط حسان بن بجدل (انظر الإمامة و السياسة بتحقيقنا 21/2 و مروج الذهب 104/3).
5- الأصل: الملك، و المثبت عن ابن العديم و م.

قال: الإبل، قال: يا أبا الزعيزعة، أعطه مائة برعاتها، ثم التفت إليه فقال: لا تعد فتنكرني (1).

1952 - خرقة بن نباتة بن الزند، و يقال: ابن الزيد،

و يقال: ابن الرّبذ بن عمرو بن عبد مناة الكلبي.

و هو خرقة بن شعاث، و شعاث أمه بها يعرف (2)

شاعر قدم على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية دمشق فجفاه حرب فهجاه.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب قال: قرأت بخط أبي عبيد اللّه المرزباني، و حدّثني علي بن المحسّن عنه قال: خرقة بن شعاث، و شعاث أمه، و أبوه نباتة بن الزند بن عمرو بن عبد مناة من كلب، يقول لحرب بن يزيد (3) بن معاوية:

كأني و نضوي (4) عند حرب بن خالد *** من الجوع ذيبا فقره علزان

و باتت علينا جفوة ما نحبها *** و بتنا نقاسي ليلة كثمان (5)

قال: قالا: و له يفخر (6):

أرهبنا الخليفة و اسعرن (7) *** وجوه الأرض تعتصب اعتصابا

و قلنا القبائل من عليم *** و بيّحنا قنافة و الربانا

قال الخطيب: كذا رأيته مضبوطا بالنون (8).

قال: و حدّثني ابن حزم - يعني العلاء بن أبي المغيرة - قال: قرأت في كتاب عبد السلام بن الحسين، عن الآمدي قال (9):خرقة الكلبي بن شعاث، و شعاث أمه،

ص: 332


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3226/7.
2- ترجمته و أخباره في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 103 و معجم الأدباء 56/11.
3- كذا بالأصل هنا و نسبه إلى جده. و أسقط اسم أبيه خالد.
4- النضو: الجمل المهزول.
5- البيتان في معجم الأدباء 56/11.
6- معجم الأدباء 57/11.
7- في معجم الأدباء: و استمرت وجوه الأرض تغتصب اغتصابا.
8- في معجم الأدباء: و الربابا.
9- المؤتلف و المختلف للآمدي ص 103.

و أبوه نباتة (1) بن الرّبد بن عمرو بن عبد مناة بن حبيل (2) بن عامر بن عمرو بن عوف بن كنانة.

ثم حدّثني محمّد بن فتوح، أنا أبو غالب بن سهل.

ح و أخبرني أبو غالب بن البنّا، عن أبي غالب بن سهل، أنا علي بن محمّد بن دينار، أنا أبو القاسم الآمدي، قال: خرقة الكلبي بن شعاث، و شعاث أمه، و أبوه نباتة (3) بن الرّبد (4)،و هو قائل (5):

أعرني يا حميل (6) دمي و هزّي *** سنانا تطعنين به و نابا

ليعلم عامر الأجدار (7) أنّا *** إذا غضبت نبيت (8) لها غضانا

قال الخطيب: ذكر لي ابن حزم: الزبد بالباء المعجمة بواحدة، فاللّه أعلم بالصواب.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: و أما خرقة - أولها خاء مكسورة بعدها راء ساكنة، و قاف - فهو خرقة بن شعاث، و هي أمه، و أبوه نباتة بن الزبد بن عمرو بن عبد مناة بن جبيل بن عامر بن عمرو بن عوف بن كنانة، شاعر (9).

ص: 333


1- عند الآمدي: نتافة.
2- عند الآمدي: جبيل بن عمرو بن عبد مناف بن كنانة.
3- عند الآمدي: نتافة.
4- الأصل: الزبد.
5- البيتان في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 103 و معجم الأدباء 56/11.
6- في المؤتلف و المختلف:«أغزى يا جبيل» و في معجم الأدباء: أجيري يا جميل.
7- معجم الأدباء: الأجواد.
8- الأصل:«ثبت» و المثبت لاستقامة الوزن عن الآمدي و معجم الأدباء.
9- ذكر ياقوت في معجم الأدباء 58/11 أنه: مات سنة خمس عشرة و مائة.

ذكر من اسمه خريم

1953 - خريم بن خنافر الحميري

آخر الفصحاء، له قصة مع معاوية بن أبي سفيان.

ذكر أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد فيما قرأته بخط أحمد بن محمّد بن علي المؤدب الأنباري، و كتبته عنه إجازة، أنا حبيب بن بسطام الندبي الوراق أحد الأزد، أخبرني أبي، عن ابن الكلبي، عن أبيه قال: صعد معاوية بن أبي سفيان المنبر يوما فقال: إياي و أخلاق عدنان و طعام قحطان إذ لا يزال قائم يرد على نولي واثقا بصفحي مغرّا بحلمي قبل أن تنتضي العظمى، و تنسى البقيا، فلا يقال عثرة و لا يقبل عذره، و لا يرعى إلاّ، و لا ذمة.

فقام خريم بن خنافر الحميري فقال: و اللّه يا معاوية إنك لتسرع إلينا بما تبطئ به من غيرنا، و يتورع (1) لنا منك ما يسهل لسوانا، و لا تزال بادرة منك تفتر عن مكروهنا، و تمتد إلى بأسنا و نحن الصخرة الصّمّاء، و الهضبة الخلفاء، و الركن الأشد، لا يؤيسنا الملاطس و لا تتخطفنا الدهارس (2)،فلا تبخسنا حقوقنا عليك فنحجر حقك عليك، و لا تخشن لنا لينك فتشمئز عتلة قلوبنا، و خذ عفونا تشرب صفوتنا، فإنّا لا نرام برّ الضيف، و لأنكرن أعطاف الخسف، و لا ننقاد بالعنف، و إنا لا ندر على الغضب، و انّا و إياك لكما قال الأول:

لا تأمنن قوما ظلمتهم *** و بدأتهم بالشتم و الوقم (3)

ص: 334


1- كذا، و في تهذيب ابن عساكر: و يتوعر.
2- جمع دهرس: الداعية (الياقوت).
3- وقمه كوعده: قهره و أذله أو رده أقبح الرد، و حزنه أشد الحزن (القاموس).

إن يأبروا (1) نخلا لغيرهم *** و الشيء يحقره و قد ينمي

فقال معاوية: إني لأستعذب من جرع الحلم ما يعفي على الرجال، و أغضي من الكظم على ما تضيق عنه رحاب الصدور، ثم نزل و هو يقول:

أناة و حلما و انتصارا بهم غدا *** فما أنا بالواني و لا الضارع الغمر

قال أبو بكر بن دريد: تأيسنا: قهرنا، و الخلفاء: العظيمة، و الملاطس و الملاطيس واحد و هي القوس، و الدّهارس: الدواهي واحدها دهروسة و دهريسة (2).

و يعفي يمر.

1954 - خريم بن عامر بن عمارة بن خريم بن عمرو

ابن الحارث بن خارجة بن سنان بن [أبي] (3) حارثة

ابن مرّة بن نشبة بن غيظ (4) بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان

ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان

أبو عمرو بن أبي الهيذام المرّي

شاعر فارس شهد فتنة أبيه أبي الهيذام و أبلى فيها، و ذكر بعض وقائعها في شعره - فيما قرأت بخط أبي الحسين الرازي، فيما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهله بيته من المريّين قال: قال: خريم بن أبي الهيذام يذكر يوم حرلان (5) و طعنته المعمر بن أيوب الطائي:

أتانا أخو طيّئ غدوة *** فما آب منها و لم يغنم

أتتنا قرود يمانية *** فذاقت أمرّ من العلقم

و لاقت سيوفا معدّية *** يقول خريم لها: خذم

ص: 335


1- أبر النخل و الزرع: أصلحه (القاموس).
2- كذا و قد مرّ: في القاموس: دهارس جمع دهرس كجعفر. و في اللسان: دهرس و دهرس جميعا الداهية كالدّهرس.
3- الزيادة عن جمهرة ابن حزم ص 252.
4- عن ابن حزم، بالأصل و م «غيط ».
5- ناحية بدمشق بالغوطة فيها عدة قرى، بها قوم من أشراف بني أمية (ياقوي).

من حمص حيث تقرأ القنا *** إلى مرج عذراء لم تخرم

ترجّى ابن أيوب أشلاءنا *** رويدك ذق حرة الصيلم (1)

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم، أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة في كتابه، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - أخبرني محمّد بن يحيى قال: لما توفي خريم بن عامر بن عمارة بن خريم قال أبو يعقوب الخريمي يرثيه:

ألا هل لما و لا من العيش مرجع *** و هل في خلود النفس للنفس مطمع

و هل حازم إلاّ كآخر عاجز *** إذا حلّ بالإنسان ما يتوقع

و هل تقتدي نفس بنفس عزيزة *** على أهلها أم هل لما حم مرجع

و هل للفتى جار يجنّبه الردى *** فيصبح منه آمنا لا يروع

ترى المرء يسعى للذي فيه ضرة *** و تكره شيئا نفسه و هو ينفع

فيا حسرة الإنسان ما اغتال عقله *** أ ليس يرى وجه السداد و يسمع

تراه عزيزا حين يصبح قانعا *** و تلقاه عبدا ضارعا حين يطمع

فهل تنفعني عبرة إن سفحتها *** لفقد أناس فارقونا فودّعوا

أناديهم و الأرض بيني و بينهم *** و لم يسمعوا صوتي أجابوا فأسرعوا

مضوا سلفا قبلي فخلفت بعدهم *** إلى غاية مبلوعة ثم أتبع

و قالوا: لا تبك خريم بن عامر *** فقلت: بلى، إن كان ذلك ينفع

سأبكي أبا عمرو حق بكائه بمطر *** وفة عبرى تفيض و تدمع

و أبكي أبا عمرو ليصيف مدقع *** و ذي حاجة أعيا بها كيف يصنع

و كان لسان الحي قيس و نابها *** و كانت به قيس تضر و تنفع

قال: و له يرثيه:

أ لم ترني صبرت على خريم *** و كان فداؤه أهلي و مالي

و لو أني سئلت به يميني *** لأفردت اليمين من الشمال

و لكني صبرت عليه إني *** رأيت الصبر أحجى بالرجال

فتى حاز المكارم و هو طفل *** و أورى يافعا زند المعالي

و شاد لقومه مجدا سيبقى *** بقاء الراسيات من الجبال

ص: 336


1- الصيلم: الأمر الشديد، و الداهية، و السيف (القاموس).

و كان لنا الخليفة من أبيه *** لينهض بالملمّات الثقال

فلا تبعد فكل فتى أناس *** سيفجعهم به صرف الليالي

فإن يك للبلى أمست رهنا *** فقد أبقيت مجدا غير بال

قال: و أنشدني علي بن هارون المنجم عن أبيه قال: من بارع شعر أبي يعقوب الخريمي قوله يرثي خريم بن عامر بن عمارة بن خريم المرّي:

قضى و طرا منك الحبيب المودّع *** و حل الذي لا يستطاع فيدفع

و أصبحت لا أدري إذا بان صاحبي *** و غودرت فردا بعده كيف أصنع

أ أفني حياتي عفة و تجلّدا *** بعافية أم أستكين فأهلع

بلى قد حلبت الدهر أشطر دره *** فأبصرت منه ما يضر و ينفع

فأيقنت أن الحيّ لا بدّ ميت *** و أن الفتى في أهله لا يمتع

و قالوا: أ لا تبكي خريم بن عامر *** فقلت: و هل تبكي الذلول الموقع

لقد وقذتني الحادثات فما أرى *** لنازلة من ريبها أتوجع

صبرت و كان الصبر خير مغبة *** و هل جزع مجد عليّ فأجزع

ملكت دموع العين حتى رددتها *** إلى ناظريّ و أعين القلب تدمع

أعزت خطوب الدهر نفسا صليبة *** لما نابها من حادث لا تضعضع

أ لم ترني ابني على الليث بيته *** و أحثو عليه الترب لا أتخشع

أرد حواشي برده فوق سنه *** أخال بها ضوءا من البدر يسطع

كأني أدلّي في الحفيرة باسلا *** عفيرا ينوء للقيام و يضرع

تخال بقايا الروح فيه لقربه *** بعهد الحياة و هو ميت مقنع

و كان خريم من أبيه خليفة *** إذا ما دحى يوم من الشرّ أشنع

أصايع عنه الدهر أرجو بقاءه *** و نفسي من الأخرى شعاعا تطلع

و أعددته ذخرا لكل ملمّة *** و سهم المنايا بالذخائر مولع

بقية أقمار من العز لو خبت *** لظلّت معدّ في الدجى يتكسع

إذا قمر منها تغور أو خبا *** بدا قمر في جانب الأفق يلمع

فلو شئت أن أبكي دما لبكيته *** عليك و لكن ساحة الصبر أوسع

و إني و إن أظهرت صبرا و حسبة *** و صانعت أعدائي عليك الموجع

ص: 337

1955 - خريم بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان

ابن حارثة (1) بن مرّة بن نشبة (2) بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد

ابن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان المرّي

المعروف بخريم الناعم (3)

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي الحنبلي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال:

و حدّثني محمّد بن سلام الجمحي.

ح و قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو مسلم (4) محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، نا أبو حاتم حدّثني محمّد بن سلام، عن أبان بن عثمان البجلي قال: أتى الحجّاج بأسرى - و في حديث الزبير: بأسارى - من الروم أو من الترك فأمر بقتلهم، فقال له رجل منهم: أيها الأمير أطلب إليك حاجة ليس عليك فيها مئونة قال: ما هي ؟ قال: تأمر رجلا من أصحابك شريفا بقتلي فإني رجل شريف، فسأل عنه الحجاج - و في حديث الزبير: فسأله أصحابه عنه - فقالوا كذلك هو، و أمر خريما المرّي بقتله، فلما أقبل نحوه و كان دميما أسود أفطس صرخ العلج - و في حديث الزبير:

الرجل - فقال الحجاج: سلوه ما له، قال: طلبت إليك أن تأمر رجلا شريفا بقتلي، فأمرت هذا الخنفساء، فقال الحجّاج: إنه لجاهل بما تبتغي غطفان يوم أضلت - زاد أبو حاتم: قال أبو بكر: أراد الحجّاج قول زهير (5):

إن الرزية لا رزية مثلها *** ما تبتغي غطفان يوم أضلّت

و قالا: و خريم من ولد سنان بن أبي حارثة (6)-زاد أبو حاتم: بن خارجة - انتهى حديث الزبير، و زاد أبو حاتم: بن سنان، و كان حصن فقد، فقالت غطفان إن الجن

ص: 338


1- ابن حزم: ابن أبي حارثة.
2- عن ابن حزم: و بالأصل: شبه.
3- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
4- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
5- شرح ديوان زهير لثعلب ص 334 و الأغاني 299/10 في أخبار زهير بن أبي سلمى.
6- الأصل و م «خارجة» و الصواب عن الأغاني.

أخذته تستفحله فذلك قول شاعرهم:

يقولون: حصن، ثم تأبى قلوبهم *** و كيف بحصن و الجبال جنوح

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال: و حدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الحزامي عن أبيه قال: كبر سنان فضلّ بنخل (1)،فلم يوجد (2)،ففي ذلك يقول زهير بن أبي سلمى يرثيه:

إن الرزية لا رزيّة مثلها *** ما تبتغي غطفان يوم أضلّت

ينعون (3) خير الناس ميتا واحدا *** عظمت رزيته الغداة و جلّت

إن الركاب لتبتغي ذا مرّة *** بجنوب نخل إذا الشهور أهلّت (4)

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، نا يحيى بن معين، نا جرير عن مغيرة قال: قالت أم سنان بن أبي حارثة: إذا أنا مت فشقوا بطني فإن فيه سيد غطفان، قال: فماتت فشقوا بطنها فاستخرجوا سنانا فعاش و ساد، حتى كان له مال و تبع.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنا أبو محمّد أحمد بن محمّد المرادي، أنا محمّد بن يحيى الصولي، نا محمّد بن يزيد قال:

قيل لخريم: ما النعمة ؟ قال: الأمن، فلا لذة لخائف، و الغنى، فلا لذة لفقير، و العافية،

ص: 339


1- نخل: موضع بنجد من أرض غطفان.
2- كذا في إحدى الروايات في الأغاني 299/10 و فيها رواية أخرى عن أبي عبيدة أنه هرم فهام على وجهه خرفا ففقد و في رواية - فيها - أنه خرج لحاجته بالليل فأبعد فلما رجع ضلّ فهام طول ليلته حتى سقط فمات. و تبع قومه أثره فوجدوه ميتا.
3- روايته في الأغاني: ينعين خير الناس عند شديد عظمت مصيبته هناك و جلّت
4- الركاب: يريد هنا راكبي الإبل. و ذا مرة أي ذا عقل. و قوله إذا الشهور أحلت، أي انقضت الأشهر الحرم، و التي حرم فيها الغزو، و دخلت الشهور التي أبيح فيها الغزو و القتال.

فلا لذة لسقيم، قالوا: زد، قال: ما أجد مزيدا (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو محمّد السكري، نا أبو يعلى المنقري، نا الأصمعي، قال: و بلغني أن الحجاج سأل خريما الناعم: ما النعمة ؟ قال: الأمن، فإني رأيت الخائف لا ينتفع بعيش، قال: زدني، قال: الصحة، فإني رأيت السقيم لا ينتفع بعيش، قال: زدني، قال: الشباب، فإن الشيخ لا ينتفع بعيش، قال: زدني، قال: ما أجد مزيدا.

1956 - خريم بن فاتك بن الأخرم

أبو أيمن، و يقال: أبو يحيى الأسدي (2)،

صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم

سكن دمشق، و هو أخو سبرة بن فاتك، و أبو أيمن بن خريم، و قيل إنه شهد بدرا.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و عن كعب الأحبار.

روى عنه: ابنه أيمن، و وابصة بن معبد، و أبو هريرة، و ابن عباس، و شمر بن عطية، و بشر أبو قيس التغلبي، و أيوب بن ميسرة الجبلاني، و حبيب بن النعمان الأسدي، و المعرور بن سويد، و يسير (3) بن عميلة (4) الفزاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم بن أبي العقب ح.

و أخبرنا جدي القاضي أبو الفضل يحيى بن علي، و خالاي أبو المعالي محمّد،

ص: 340


1- الخبر باختلاف في الكامل للمبرد 698/2.
2- ترجمته في الاستيعاب 425/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 607/1 الإصابة 424/1 و تهذيب التهذيب 84/2 بغية الطلب 3227/7 الوافي بالوفيات 307/13 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالتصغير قاله في تقريب التهذيب و يقال له: أسير.
4- بفتح المهملة و كسر الميم قاله في التقريب.

و أبو المكارم سلطان ابنا يحيى بن علي القرشي، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسين بن علي المكنى والده بأبي الطّيّب المعروف بطيّب الورّاق.

ح و أنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا أحمد - يعني ابن خالد الوهبي - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، عن خريم بن فاتك الأسدي [أنه] أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«يا خريم لو لا خلّتان فيك لكنت أنت الرجل»، قال: و ما هما بأبي أنت و أمي ؟ تكفيني واحدة، قال:

«توفير شعرك - و في حديث ابن السّمرقندي: توفر شعرك - و تسبل إزارك»، قال: لا جرم، فانطلق فجزّ شعره، و رفع إزاره[3941].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن يعقوب، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قالا: نا يحيى بن أبي طالب، نا عبد الوهاب، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، عن خريم بن فاتك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أي رجل أنت لو لا خلّتان فيك»، قلت: و ما هما؟ قال:«تسبل إزارك، و ترخي شعرك» قلت: لا جرم، فجز شعره و رفع إزاره (1)[3942].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا يحيى بن آدم، نا أبو بكر، عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، عن خريم بن فاتك الأسدي، قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«نعم الرجل أنت يا خريم لو لا خلّتين فيك»، قلت: و ما هما يا رسول اللّه ؟ قال:«إسبالك (3) إزارك و إرخاء شعرك»[3943].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن الطبري، أنا

ص: 341


1- الاستيعاب 426/1 و أسد الغابة 608/1.
2- مسند الإمام أحمد 345/4.
3- المسبل إزاره هو الذي يطول ثوبه و يرسله إلى الأرض إذا مشى.

علي بن محمّد بن بشران، أنا علي بن محمّد المصري، أنا محمّد، هو ابن أحمد بن يزيد الرياحي (1)،أنا أبو الجواب، نا عمّار بن زريق، عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، عن خريم بن فاتك، قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«نعم المرء أنت لو لا خلّتان فيك»، قلت: ما هما يا رسول اللّه تكفيني واحدة ؟ قال:«إرخاؤك شعرك و إسبالك إزارك»[3944].

أخبرناه عاليا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنا شجاع و أحمد ابنا علي بن شجاع، و عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن، أبو عيسى بن زياد، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم، أنا المطهّر بن عبد الواحد، و أبو عيسى بن زياد، و أبو بكر بن ماجة.

و أخبرناه أبو القاسم رستم بن محمّد بن أبي عيسى بن زياد، و أبو نجيح محمّد بن محمّد بن أحمد، و أبو جعفر محمّد بن غانم بن أبي نصر، و أبو المظفّر بندار بن أبي زرعة البيّع، قالوا: أنا أبو عيسى بن زياد ح.

و أخبرناه أبو العباس أحمد بن سلامة الفقيه، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه، و أبو منصور فادشاه بن أحمد بن نصر، و أبو عبد اللّه محمّد بن حمد بن أحمد بن علي النجار، و أبو عبد اللّه الحسين بن حمد بن محمّد بن عمروية، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان، و أبو الفضائل الحسين بن الحسن بن أحمد بن الحداد، و أبو الوفاء أحمد بن الحسن بن محمّد بن أحمد بن ماجة، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد الصّالحاني، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمّد بن سليم، و أبو عبد اللّه ظفر بن إسماعيل بن الحسن الجيمي (2)،و أبو المناقب ناصر بن حمزة بن ناصر بن طباطبا الحسيني، و أبو الرجاء بدر بن ثابت بن روح الرازاني، و أبو علي الحسن بن محمّد بن علي العطار، قالوا: أنا أبو بكر بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا المطهّر (3) بن عبد الواحد ح.

ص: 342


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 7/13.
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- الأصل «أبو المطهر» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 549/18.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، قالوا: أنا حمد بن محمّد بن المرزبان الأبهري، نا محمّد بن إبراهيم بن يحيى الجزوري، نا لوين، نا خديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، عن خريم بن فاتك، قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لو لا أن فيك اثنتين كنت أنت أنت»، قلت: يا رسول اللّه تكفيني واحدة، قال:«تسبل إزارك و توفر شعرك»[3945].

قال: و نا لوين، نا أبو المعطل الزّهري (1)،عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، عن خريم بن فاتك، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم مثله، و زاد فيه:«لا جرم و اللّه لا أفعل» (2).

و رواه أبو الأحوص، عن أبي إسحاق فأرسله.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا خلف بن هشام، نا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لخريم بن فاتك الأسدي:«أي رجل أنت لو لا أن فيك اثنتين»، قال: فقال: يا رسول اللّه: أ ما تكفيني واحدة، قال:«تسبل إزارك و توفر شعرك»[3946].

و قد روي هذا الحديث عن خريم من وجه آخر.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب في كتابه، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن محمّد بن محمّد العكبري، أنا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن حميد الرازي، نا هارون - يعني ابن المغيرة-، عن عنبسة، عن واصل الأحدب، عن معرور بن سويد، عن خريم بن فاتك:

أنه أقبل و عليه حلّة و قد رجّل شعره و قد تخلّق (4)،فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«ويح أمّ خريم (5) لو

ص: 343


1- ابن العديم: الزيدي.
2- الحديث نقله ابن العديم: بغية الطلب 3227/7.
3- الأصل بالقاف و في م: المرزقي و الصواب ما أثبت «المزرفي» بالفاء.
4- أي طلى جسمه بالخلوق، و هو طيب معروف يتخذ من الزعفران (لسان).
5- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: ابن أم خريم.

أقلّ الخلوق - و فعل - أظنه: و نقص - من الشعر و شمر الإزار و حلق الرأس»[3947].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، نا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و خريم بن فاتك الأسدي.

قال أبو سعيد: كان خريم على قسم الدّور بدمشق حين فتحت، و قد قيل إن أخاه سبرة هو الذي قسم الدور.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (1) في الطبقة الرابعة: خريم بن فاتك، و الفاتك جد جده، و هو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك، و هو القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة، و خريم هو أبو أيمن بن خريم الشاعر، و كان الشعبي يروي عن أيمن بن خريم، قال: إن أبي و عمي شهدا بدرا و عهدا إليّ أن لا أقاتل، قال محمّد بن عمر: و هذا مما لا يعرف عندنا، و لا عند أحد ممن له علم بالسيرة أنهما شهدا بدرا و لا أحدا و لا الخندق، و إنما أسلما حين أسلمت بنو أسد بعد فتح مكّة (2)،و تحولا إلى الكوفة فنزلا بعد ذلك.

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي.

و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: و من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر: خريم بن فاتك الأسدي له حديثان و كان بالشام.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن

ص: 344


1- الخبر في طبقات ابن سعد 38/6 و نقله ابن العديم عن ابن سعد بغية الطلب 3233/7-3234.
2- صحح ابن الأثير في أسد الغابة أنه شهد هو و أخوه سبرة بدرا، و هذا ما ورد في الاستيعاب، مستبعدا القول أنه أسلم يوم مكّة.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد،- زاد أحمد و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):قال أبو نعيم عن هشام بن سعيد (2) حدّثني قيس بن بشر، حدّثني أبي، عن ابن الحنظلية، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«نعم الرجل خريم الأسدي (3) لو لا طول جمته (4) و إسبال إزاره» فبلغ خريما (5) فأخذ شفرة فقطع جمته إلى أذنيه، و رفع إزاره إلى نصف ساقيه، قال البخاري: خريم بن فاتك الأسدي شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، قال إسحاق: كنيته أبو يحيى، هو والد أيمن[3948].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد بن أحمد بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: خريم بن فاتك، هو خريم بن أخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك، و فاتك جد جده، و لخريم (6) صحبة، و رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم روى عنه بشير (7) بن عميلة و غيره، و ابنه أيمن بن خريم بن الأخرم، روى عنه الشعبي، و عبد الملك بن عمير، زاد ابن المحاملي: فاتك هو القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: خريم بن فاتك الأسدي، و هو ابن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك من بني عمرو بن سبرة بن فاتك، شهد بدرا هو و أخوه، يكنى أبا يحيى نزل الرقة، و مات بها، له ذكر في حديث وابصة، و أبي هريرة، و سهل بن الحنظلية، و أنس بن مالك (8).

ص: 345


1- التاريخ الكبير 224/1/2-225.
2- البخاري: هشام بن سعد.
3- اختلفوا في الأسدي، فقيل بسكون السين لغة في الأزدي، و قيل الأسدي بفتح السين.
4- الأصل:«حمية» و الصواب عن البخاري.
5- البخاري:«فبلغ خريم» تصح إذا كتبنا فبلّغ.
6- الأصل:«و خريم» و المثبت عن ابن العديم 3236/7.
7- ابن العديم: يسير.
8- الخبر نقله ابن العديم 3234/7.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):خريم بن أخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، له صحبة و رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عنه يسير (2) بن عميلة و غيره، و أكثر ما يقال فيه خريم بن فاتك، و ابنه أيمن بن خريم له صحبة و رواية أيضا عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، روى عنه الشعبي، و عبد الملك بن عمير، و هو شاعر.

و قال في موضع آخر (3):و أمّا القليب أوله قاف مضمومة و آخره باء معجمة بواحدة، خريم بن أخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك، و هو القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم (4) بن الحجّاج يقول: أبو يحيى (5) خريم بن فاتك الأسدي له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يحيى خريم بن فاتك.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكّي، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو إسحاق الجرجاني، نا محمّد بن إبراهيم بن العلاء الشامي بعبّادان (6)،نا (7) عائذ اللّه بن يونس الإسكندراني، عن محمّد بن إسحاق، عن

ص: 346


1- الاكمال لابن ماكولا 132/3 و فيه: خريم أوله خاء معجمة مضمومة ثم راء مفتوحة، و ذكره. و الوارد هنا بالأصل ذكره ابن ماكولا في الاكمال 38/1 في باب «أخرم».
2- عن الاكمال 38/1 و 132/3 و بالأصل: بشير.
3- الاكمال 55/7.
4- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 118.
5- بالأصل «أبو حيى» و فوق اللفظة إشارة تحويل إلى الهامش، لكنه لم يكتب شيئا بالهامش. و الصواب ما أثبت عن مسلم.
6- عبادان: تحت البصرة قرب البحر الملح، و هو موضع رديء سبخ لا خير فيه و ماؤه ملح (ياقوت).
7- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.

سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين أ لا أخبرك كيف كان بدو إسلامي ؟ قال: بلى، قال: بينا أنا في طلب نعم لي أنا منها على أثر، إذ جنني الليل بأبرق العذاب (1) فناديت بأعلى صوتي:

[أعوذ] (2) بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه فإذا هاتف يهتف:

ويحك عذ باللّه ذي الجلال *** و المجد و النعماء و الإفضال

و اقتر آيات من الأنفال *** و وحد اللّه و لا تبال (3)

قال: فذعرت ذعرا شديدا، فلما رجعت إلى نفسي قلت:

يا أيها الهاتف ما تقول *** أرشد عندك أم تضليل

بيّن لنا هديت ما الحويل

قال:

إن رسول اللّه ذو الخيرات *** بيثرب يدعو إلى النجاة

يأمر بالصوم و بالصلاة *** و يزع الناس عن الهناة

قال: فانبعثت راحلتي فقلت:

أرشدني رشدا هديت *** لا جعت و لا عريت

و لا برحت سيدا مقيت (4) *** و لا تؤثرني على الخير الذي أتيت

قال: فاتبعني و هو يقول:

صاحبك اللّه و سلّم نفسكا *** و بلّغ الأهل و أدّى رحلكا

آمن به أفلج ربي حقكا *** و انصره (5) عن ربي فقد أخبرتكا

ص: 347


1- كذا، و في ياقوت «العزاف» سمي العزاف لأنهم يسمعون عزيف الجن فيه، و هو جبل من جبال الدهناء، و قيل رمل لبني سعد و هو من المدينة على اثني عشر ميلا (ياقوت) و في ابن العديم: أبراق الغراف.
2- الزيادة عن ابن العديم.
3- الأصل: تبالي.
4- المقيت: الحفيظ ، و قيل المقتدر (النهاية لابن الأثير).
5- الشطر في دلائل النبوة لأبي نعيم ح 111/1: و انصر نبيا عز ربي نصركا

قال: فدخلت المدينة، و دخلت يوم الجمعة فاطلعت في المسجد فخرج إليّ أبو بكر الصّدّيق، فقال: ادخل رحمك اللّه، فإنه قد بلغنا إسلامك، قلت: لا أحسن الطهور، فعلّمني، فدخلت المسجد فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على المنبر يخطب كأنه البدر و هو يقول:«ما من مسلم توضّأ فأحسن الوضوء ثم صلّى صلاة يحفظها و يعقلها إلاّ دخل الجنة»، فقال لي عمر بن الخطاب: لتأتين على هذا ببيّنة أو لأنكلنّ (1) بك، فشهد لي شيخ قريش عثمان بن عفان فأجاز شهادته (2)[3949].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون المعدّل، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، أنا أبو عامر الأسدي، عن ابن سمعان المديني، قال: قد أسنده، قال المنجاب: و أخبرني أيضا بعض أصحابنا و هو خلاّد الأحول، عن قيس بن الربيع الأسدي، قال: قال خريم بن الفاتك الأسدي (3):إني أضللت إبلا لي فخرجت في طلبها حتى إذا كنت بأبرق العزّاف (4) و هو واد لا يتوارى جنّه، و أجنني الليل أنخت راحلتي و عقلتها، ثم قلت: أعوذ بعظيم هذا الوادي، أعوذ بسيد هذا الوادي، قال ابن سمعان: و هو قول اللّه عز و جل: وَ أَنَّهُ كٰانَ رِجٰالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجٰالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزٰادُوهُمْ رَهَقاً (5) قال: فإذا هاتف يهتف بي لا أراه و هو يقول:

ويحك عذ باللّه ذي الجلال *** و المجد و النعماء و الإفضال

و وحد اللّه و لا تبال *** ما هوّل الجن من الأهوال

قال: فاستويت جالسا و اقشعر جلدي و أفزعني، فقلت:

يا أيها الهاتف ما تقول *** أرشد عندك أم تضليل

ابن لنا هديت ما الحويل (6)

ص: 348


1- الكلمة غير واضحة بالأصل و المثبت عن دلائل أبي نعيم و ابن العديم.
2- الخبر نقله بهذا السند ابن العديم في بغية الطلب 3229/7-3230.
3- بعدها في ابن العديم: كان بدو إسلامي أني أضللت...
4- مرّ «العذاب» و في ابن العديم «الغراف» و فيه هنا «العراف» و الذي بالأصل هنا «العزاف» يوافق عبارة ياقوت الحموي. و دلائل أبي نعيم الأصبهاني.
5- سورة الجن، الآية:6.
6- في دلائل أبي نعيم 111/1 ما العويل.

قال:

هذا رسول اللّه ذو الخيرات *** بيثرب يدعو إلى النجاة

يأمر بالصّوم و الصلاة *** و يزع الناس عن الهناة

قال: فقلت: و اللّه لا أرجع إلى أهلي و لا أطلب إبلي حتى آتي المدينة فأعلم هذا الخبر.

قال: فحللت راحلتي ثم ركبتها و صحت بها فانبعثت، قال: فأنشأ الجني يقول:

صحبك اللّه و سلم رحلكا *** و أوجب الأجر و أعظم حقكا

آمن به أفلج ربي أمركا *** و انصره أعز ربي نصركا

قال: قلت: من أنت يرحمك اللّه ؟ قال: أنا عمرو بن أثال، و أنا عامله على جنّ نجد (1) المسلمين و كفيت إبلك حتى تقدم على أهلك، قال: فخرجت حتى أتيت المدينة، قال: فأقدمها يوم جمعة و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في المسجد، و الناس و المسجد غاص بأهله، قال: قلت: أجلس حتى يخرج الناس و يقضوا حاجتهم، ثم أدخل عليه، قال:

و إني لجالس أنتظر ذاك إذ خرج إليّ رجل طويل آدم كأنه من رجال أزد شنوءة فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقرئك السلام و يقول لقد بلغني إسلامك، فادخل فصلّ مع الناس، قال:

قلت: من أنت يرحمك اللّه ؟ قال: أنا جندب بن جنادة الغفاري، قال أبو عامر: و هو أبو ذرّ، قال: فدخلت معه فصلّيت، فلما فرغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من صلاته دنوت منه فأخذ بيدي، قال: فشهدت شهادة الحق و قلت: يا رسول اللّه جزى اللّه صاحبي خيرا، قال فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و تبسم:«أ ما علمت أنه قد أدّى إبلك إلى أهلك»؟ قال: قلت: يا رسول اللّه (2) جزاه اللّه خيرا، قال: فأسلمت فهو كان بدو إسلامي (3)[3950].

قال: و نا محمّد بن عثمان، نا محمّد بن تسنيم أبو طاهر الوراق، أنا أبو خليفة الأسدي، عن رجل من أهل أذرعات (4)-قد سمّاه محمّد بن تسنيم - بإسناد أجود من هذا، عن خريم بن فاتك و فيه اختلاف في الشعر، قال: قال خريم بن فاتك: خرجت في

ص: 349


1- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن ابن العديم.
2- لفظ الجلالة سقط من الأصل و كتبت اللفظة فوق السطر.
3- الخبر نقله من هذه الطريق ابن العديم في بغية الطلب 3231/7-3232.
4- أذرعات: مر التعريف به.

بغاء إبلي فأصبتها بأبرق الغراف (1) قال: و كنا إذا نزلنا بواد قلنا: نعوذ بعزيز هذا الوادي، نعوذ بسيد هذا الوادي، فإذا هاتف يهتف بي و هو يقول:

عذ باللّه ذي الجلال *** منزّل الحرام و الحلال

و وحّد اللّه و لا تبالي *** ما كمد (2) ذي الجن من الأهوال

إذ يذكر اللّه على الأميال *** و في سهول الأرض و الجبال

و سار كمد (3) الجن في سفال *** إلاّ التقى و صالح الأعمال

قال: فقلت له:

يا أيها القائل ما تقول *** أرشد عندك أم تضليل ؟

فقال:

هذا رسول اللّه ذو الخيرات *** جاء بياسين و حاميمات

و سور بعد مفصّلات *** يأمر بالصلاة و الزكاة

و يزجر الأقوام عن هنات *** قد كنّ في الأيام منكرات

قال: قلت له: من أنت ؟ قال: أنا مالك بن مالك (4) الجني بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على جنّ نجد، قال: قلت: أما لو كان من يؤدي إبلي هذه إلى أهلي لأتيته حتى أسلم، قال: فأنا أؤديها، قال: فركبت بعيرا منها ثم قدمت، فإذا النبي صلّى اللّه عليه و سلم على المنبر فلما رآني قال:«ما فعل الرجل الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك، أما إنه قد أدّاها سالمة» قال: قلت:

رحمه اللّه، قال:«أجل فرحمه اللّه» (5)[3951].

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (6)،أنا أبو سعيد (7) محمّد بن بشر البصري، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس

ص: 350


1- كذا بالأصل هنا، و في م: العراق و انظر ما مرّ بشأنه في الرواية السابقة للخبر.
2- ابن العديم: كيد.
3- ابن العديم: كيد.
4- ابن العديم:«ملك بن ملك» و في مختصر ابن منظور 43/8 «ملك بن مالك».
5- الخبر نقله من هذه الطريق ابن العديم في بغية الطلب 3232/7-3233.
6- الأصل:«الجنزرودي» و في م: الجنزوري و الصواب ما أثبت.
7- في ابن العديم «أبو سعد» خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 415/16.

الشامي (1)،نا سويد بن سعيد، نا عتّاب بن بشير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير أن خريم بن فاتك الأسدي أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إني لأحب الجمال حتى إني لأحبه في شراك نعلي و جلاز (2) سوطي و إن قومي يزعمون أنه من الكبر؟ قال:

«ليس الكبر أن يحب أحدكم الجمال، و لكن الكبر أن يسفه الحقّ و يغمص الناس» (3)[3952].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم الحداد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو عبد اللّه ح.

و أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا أبو منصور المصقلي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، أنا أحمد بن عبد الجبار، عن أبي معاوية ح.

قال: و نا محمّد بن عمر بن حفص، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا يعلى بن عبيد جميعا عن إسماعيل بن [أبي] خالد، عن الشعبي، قال: أرسل مروان إلى أيمن بن خريم، فقال: أ لا تعيننا؟ قال: إن [أبي] (4) و عمي شهدا بدرا ثم ذكر الحديث، لم يزد على هذا.

رواه شعبة، عن إسماعيل، عن مطرف، عن الشعبي، و قال: إن أبي و عمي شهدا الحديبية، و هو الصواب (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا والدي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن الحسين القطان، نا إبراهيم بن الحارث ح، قال: أبو عبد اللّه، و أنا خيثمة بن سليمان، نا الحسن بن مكرم، قالا: نا يحيى بن أبي بكير (6)،نا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي أن عبد الملك بن مروان قال لأيمن بن خريم: تقاتل ناسا من المسلمين ؟ فقال: إن أبي

ص: 351


1- كذا بالأصل و م و في ابن العديم و سير الأعلام «السامي» ترجمته في السير 464/14.
2- جلاز القعب المشدود في طرف السوط و قيل: مقبض السوط (القاموس) و في ابن العديم:«حلاز» و في مختصر ابن منظور: جلاد.
3- نقله ابن العديم 3233/7.
4- زيادة للإيضاح عن أسد الغابة و الإصابة و ابن العديم.
5- الخبر من هذا الطريق نقله ابن العديم في بغية الطلب 3234/7-3235، و أشار إليه ابن حجر في الإصابة.
6- ابن العديم:«ابن أبي بكر» انظر ترجمته في سير الأعلام 497/9.

و عمي شهدا الحديبية و إنهما عهدا إليّ أن لا أقاتل مسلما، و قال أبياتا:

و لست بقاتل رجلا يصلي *** على سلطان آخر من قريش

له سلطانه و عليّ إثمي *** معاذ اللّه من جهل و طيش

أ أقتل مسلما في غير شيء *** فليس بنافعي ما عشت عيشي (1)

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، عن عبد الملك بن عمرو، أبو عامر (2)،نا هشام بن سعد، نا قيس بن بشر التغلبي، أخبرني أبي - و كان جليسا لأبي الدرداء - قال: كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقال له ابن الحنظلية، و كان رجلا متوحدا قلّ ما يجالس الناس، إنما هو في صلاة، فإذا فرغ فإنما يسبّح و يكبّر حتى يأتي أهله، فمرّ بنا يوما و نحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: أ كلمة تنفعنا و لا تضرك، فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«نعم الرجل خريم الأسدي لو لا طول جمّته و إسبال إزاره» فبلغ ذلك خريما فجعل يأخذ شفرة فيقطع بها شعره إلى أنصاف أذنيه و رفع إزاره إلى أنصاف ساقيه، قال: فأخبرني، قال: دخلت بعد ذلك على معاوية فإذا عنده شيخ جمّته فوق أذنيه و رداؤه إلى ساقيه فسألت عنه فقالوا: هذا خريم الأسدي (3)[3953].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، و أبو الحسن المصري، قالا: نا محمد بن أحمد بن أبي العوّام الرياحي، نا أبو الجواب، نا عمار بن زريق، عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية عن خريم بن فاتك، قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«نعم المرء أنت لو لا خلّتان فيك» فقلت:

ما هما يا رسول اللّه يكفيني واحدة ؟، قال:«إرخاؤك شعرك، و إسبالك إزارك»[3954].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، أنا أحمد بن عبد الواحد بن عبود، نا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«نعم الفتى خريم بن فاتك لو قصّ من شعره و شمّر من إزاره» فكان خريم يقول: لا يجاوز شعري أذني أو شحمة أذني، و لا

ص: 352


1- الخبر و الأبيات نقلها ابن العديم في بغية الطلب 3235/7.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 469/9.
3- الحديث في مسند الإمام أحمد 180/4.

يجاوز إزاري عضلة ساقي، و كان حسن الساقين، و كان يدخل على معاوية، قال: فدخل عليه، فقال: ما رأيت كاليوم ساقين أحسن لو أنهما لامرأة، قال: في مثل عجيزتك يا أمير المؤمنين، رواه عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي فأسقط يحيى من إسناده[3955].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا صفوان، نا عمر - يعني ابن عبد الواحد-، قال: سمعت الأوزاعي، قال: دخل خريم بن فاتك على معاوية و مئزره مشمر، فقال معاوية: لو كانت هاتين الساقين لامرأة ؟ فقال خريم: في مثل عجيزتك (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا أبو الحسن الكارزي (2)،نا علي بن عبد العزيز، قال: قال أبو عبيد:

سمعت إسماعيل يحدث عن أيوب، قال: نبئت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أتى على رجل قد قطعت يده في سرقة و هو في فسطاط ، فقال:«من آوى هذا العبد المصاب ؟» فقالوا:

فاتك أو خريم بن فاتك، فقال:«اللّهم بارك على آل فاتك كما آوى هذا العبد (3)المصاب (4)»[3956].

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبي الفضل محمد بن ناصر، عن أبي المعالي محمد بن عبد السلام بن محمد بن شاندي، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (5) الصّيدلاني، نا محمد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن واصل بن حيان الأحدب عن المعرور بن سويد، عن ابن فاتك - يعني

ص: 353


1- الخبر في بغية الطلب 3238/7.
2- كذا بتقديم الراء نسبة إلى كارز قرية بنواحي نيسابور على نصف فرسخ منها، ذكره السمعاني و اسمه محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث. و ذكره ابن العديم الكازري، بتقديم الزاي خطأ و في م: الكارزي.
3- استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
4- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3238/7-3239.
5- الأصل «خرقة» و الصواب عن م، و ضبطت عن التبصير.

خريم بن فاتك - قال: قال لي كعب: إن أشدّ أحياء العرب على الدّجّال لقومك.

كتب إليّ أبو محمد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، نا عمر بن أبي سلمة، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: خرج خريم بن فاتك بجارية له من باب الجابية إلى جنان فوطئها، فبصر به رجلان، فأخذ بيدها حتى أتى بها إلى حلقة قرية، فقال: من هذه ؟ فقالوا: هذه جاريتك (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا الحسين بن جعفر بن محمّد، و أبو نصر محمّد بن الحسن بن محمّد ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح، قال: قال أبي: خريم بن فاتك الأسدي من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم (2).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

خريم بن فاتك يكنى أبا يحيى، و قيل أبا أيمن نزل الرقة، و قيل: إنه مات بها في عهد معاوية و إمرته (3).

ص: 354


1- بغية الطلب 3239/7.
2- لم يرد له ترجمة في تاريخ الثقات للعجلي.
3- اضطرب نقل هذا الخبر و الذي قبله في بغية الطلب لابن العديم فدمجا ببعضهما و لم يتنبه محققه لهذا الاضطراب.

خزرج

1957 - خزرج بن عبد اللّه

أبو محمّد الخزرجي

حدّث عن أبي القاسم بن أبي العقب.

روى عنه: علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي، أنا أبو محمّد خزرج بن عبد اللّه الخزرجي، نا أبو القاسم علي بن يعقوب الهمداني (1)،نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (2) النّصري، نا صفوان بن صالح، نا الوليد بن مسلم، عن ابن عياش، عن محمّد بن يزيد الرّحبي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي موسى، عن عائشة، قالت:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقرأ في وتره - يعني في الثلاث ركعات - بقل هو اللّه أحد، و المعوّذتين[3957].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني، نا تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطان، و عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الشافعي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا

ص: 355


1- ترجمته في سير الأعلام 38/16.
2- الأصل: عمر، و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 311/13.

أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر الجوبري، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، نا أبو زرعة، نا صفوان بن صالح، نا الوليد بن مسلم، عن ابن عياش، عن محمّد بن يزيد الرّحبي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي موسى، عن عائشة، قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقرأ في وتره ثلاث ركعات بقل هو اللّه أحد و المعوّذتين، و سقط من حديث ابن أبي العلاء: ب : قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ .

ص: 356

ذكر من اسمه خزيمة

1958 - خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيّان

1958 - خزيمة بن ثابت بن الفاكه (1) بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيّان (2)

و يقال: عنان بن عامر بن خطمة (3) و اسمه عبد اللّه بن جشم

ابن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر

أبو عمارة الأنصاري الخطمي (4)

صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و هو ذو الشهادتين (5)،شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم أحدا و ما بعدها، و شهد غزوة الفتح، و كان يحمل راية بني خطمة.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: ابنه عمارة بن خزيمة، و أبو عبد اللّه عبد بن عبد، و يقال عبد الرّحمن بن عدي الجدلي، و عطاء بن يسار، و شهد غزوة مؤتة.

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن لفظا، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، و المبارك بن أحمد بن علي بقراءتي عليهما، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا

ص: 357


1- ضبطها ابن حجر في الإصابة: بالفاء و كسر الكاف.
2- قيدها ابن الأثير بالنص في أسد الغابة: غيّان قيل بفتح الغين المعجمة و تشديد الياء تحتها نقطتان و آخره نون، و قيل: بفتح العين المهملة و بالنونين، و قيل: بكسر العين المهملة و النونين.
3- بفتح المعجمة و سكون المهملة، كما في الإصابة.
4- ترجمته في الاستيعاب 417/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 610/1 و الإصابة 425/1 بغية الطلب لابن العديم 3243/7 صفة الصفوة 293/1 الوافي بالوفيات 310/13 سير الأعلام 485/2 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شهادته بشهادة رجلين.

أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا داود بن رشيد، نا المبارك، نا سعيد بن مسروق، عن إبراهيم التيمي، عن أبي عبد اللّه الجدلي، عن خزيمة بن ثابت، قال: جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم للمسافر ثلاثة أيام و لياليهن و للمقيم يوما و ليلة، ثم قال: و أيم اللّه لو مضى السائل - أي استزاده - لجعلها خمسا، كذا قال، و قد سقط منه عمرو بن ميمون بين إبراهيم و أبي عبد اللّه.

أخبرتنا به على الصواب: أم الخير فاطمة (1) بنت علي بن المظفّر بن الحسن بن زعبل البغدادية بنيسابور، قالت: أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر الفارسي، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد اللّه بن سنان الحيري (2)،نا أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن العباس النّسائي،- بنسا - نا زكريا بن يحيى الواسطي، نا شريك ح.

قال: و نا الحسن، قال: و نا أبو كامل، نا أبو عوانة كليهما عن سعيد بن مسروق، عن إبراهيم، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد اللّه الجدلي، عن خزيمة بن ثابت: أن أعرابيا سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلم عن المسح ؟ فقال:«للمسافر ثلاثة أيام و لياليهن و للمقيم يوم و ليلة» زاد شريك: و لو استزاده لجعلها خمسا[3958].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، أنا أحمد بن حازم، نا بكر بن عبد الرّحمن [القاضي] (3)،عن عيسى بن المختار، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزّبير، عن جابر، عن خزيمة بن ثابت: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال في المسجد:«للمسافر ثلاثة أيام و لياليهن و للمقيم يوم و ليلة إذا أدخلهما و هما طاهرتان»[3959].

و من غرائب حديثه، ما أخبرتناه أم الخير فاطمة بنت علي بن المظفّر، قالت: أنا عبد الغافر بن محمّد سنة إحدى و أربعين و أربعمائة، نا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد الحافظ ، أخبرني أبو الجهم أحمد بن الحسين القرشي الدّمشقي، نا بشر بن

ص: 358


1- انظر ترجمتها في سير الأعلام 625/19.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى حيرة نيسابور. انظر ترجمته في الأنساب، و سير الأعلام 193/16.
3- كلمة ممحوة غير مقروءة بالأصل و المثبت بين معكوفتين عن م.

مسلم، أبو مسلم التنوخي، نا يحيى بن صالح، نا إسماعيل بن عياش، حدّثني عبد العزيز بن عبيد اللّه، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، أن أبا سلمة بن عبد الرّحمن حدّثه: أن أبا غطفان المرّي حدّثه: أن خزيمة بن ثابت الخطمي الأنصاري حدثه: أنهم كانوا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في المسجد و هو مسند ظهره إلى بعض حجرات نسائه فدخل رجل من أهل العالية فجلس يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فشمّ منه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ريحا تأذى هو و أصحابه، فقال:«من أكل من هذه الشجرة فلا يؤذينا بها»[3960].

قال الحاكم أبو أحمد: هذا حديث غريب من حديث خزيمة بن ثابت بن فاكه بن ثعلبة بن ساعدة الخطمي الأنصاري، لا أعلم أنّا كتبناه إلاّ من هذا الطريق، كذا في كتابي، و إنما هو بشير بزيادة ياء مضموم الأول.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع البلخي، نا محمّد بن عمر الواقدي (1)، حدّثني بكير بن مسمار، عن عمارة بن خزيمة (2)،عن أبيه، قال: حضرت مؤتة فبارزت رجلا يومئذ فأصبته، و عليه بيضة له فيها ياقوتة، فلم يكن همّي إلاّ الياقوتة، فأخذتها، فلما انكشفنا و انهزمنا رجعت بها إلى المدينة، فأتيت بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فنفّلنيها فبعتها زمن عمر بن الخطاب بمائة دينار، فاشتريت بها حديقة نخل ببني خطمة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، يقول: خزيمة بن ثابت الأنصاري من بني خطمة من الأوس جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شهادته شهادة رجلين. و هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه (3) بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيّان (4) بن عامر بن خطمة.

قال: و أنا الفضل، عن سلمة، عن ابن إسحاق، قال: بنو خطمة و هو عبد اللّه بن

ص: 359


1- الخبر في مغازي الواقدي 769/2 و نقله عنه ابن العديم 3247/7.
2- كذا بالأصل و ابن العديم و مختصر ابن منظور 45/8 و قد صححها محقق مغازي الواقدي «عمارة بن غزية».
3- الأصل: الفاكهة.
4- غير واضحة بالأصل و قد تقرأ «عمان» أو «عان» و المثبت عن م.

مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):و من بني جشم بن مالك، ثم من بني خطمة: خزيمة بن ثابت بن فاكه (2) بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة، و خطمة هو عبد اللّه بن جشم بن مالك بن الأوس، أمّه كبشة بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال (3) في الطبقة الثالثة: خزيمة بن ثابت بن عمارة بن الفاكه (4)،أحد بني خطمة من الأوس، و يكنى أبا عمارة، و هو ذو الشهادتين قتل بصفّين مع علي بن أبي طالب، له عقب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سعد، قال (5):في الطبقة الثالثة: من بني خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس: خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة (6) بن عامر بن غيّان بن عامر بن خطمة، و اسم خطمة عبد اللّه بن جشم بن مالك بن الأوس، و أم خزيمة بن ثابت بن الفاكه كبشة بنت أوس بن عدي بن أميّة بن عامر بن خطمة، و كان خزيمة بن ثابت، و عمير بن عدي بن خرشة يكسران أصنام بني خطمة، و خزيمة بن ثابت هو ذو الشهادتين.

ص: 360


1- طبقات خليفة بن خياط رقم 538 صفحة 151.
2- الأصل: فاكهة و المثبت عن طبقات خليفة.
3- هذا الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد و نقله ابن العديم في بغية الطلب عن ابن سعد 3248/7.
4- الأصل: الفاكهة و المثبت عن م.
5- طبقات ابن سعد 379/4.
6- في ابن العديم نقلا عن ابن سعد:«ساعدة بن عامر بن عنان بن خطمة» و عبارة الأصل توافق ما ورد في طبقات ابن سعد المطبوع.

قال محمّد بن عمر (1):و كانت راية بني خطمة مع خزيمة بن ثابت في غزوة الفتح، و شهد خزيمة بن ثابت صفّين مع علي بن أبي طالب، و قتل يومئذ سنة سبع و ثلاثين، و له عقب و كان يكنى أبا عمارة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي.

و أخبرني أبو الفضل الحافظ عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: و من بني خطمة، و اسمه عبد الرّحمن بن جشم بن مالك بن الأوس: خزيمة بن ثابت بن الفاكه (2) بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة، و هو ذو الشهادتين، و قتل يوم صفّين.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمّد،- زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (3):

خزيمة بن ثابت الأنصاري، قال عبد اللّه بن صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عمارة بن خزيمة، عن عمه، قال: خزيمة الذي أجاز النبي صلّى اللّه عليه و سلم شهادته بشهادة رجلين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: عنان هو من أجداد خزيمة بن ثابت الأنصاري، فيما حدّثنا علي بن محمّد بن عبيد، نا أحمد بن أبي خيثمة، قال: سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر يقول: خزيمة بن ثابت بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة، و هكذا نسبه شباب (4) أيضا فيما أخبرنا القاضي أبو الطاهر، عن موسى بن زكريا عنه، و ذكر الطبري (5) نسب

ص: 361


1- ابن سعد 381/4.
2- الأصل: الفاكهة و المثبت عن م.
3- التاريخ الكبير 205/1/2.
4- يعني خليفة بن خياط ، انظر ما مرّ عن طبقات خليفة قريبا. و انظر بغية الطلب 3249/7.
5- كذا بالأصل و م و في ابن العديم: الطبراني.

خزيمة بن ثابت، فقال: هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه (1) بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيّان (2) بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: خزيمة بن ثابت بن الفاكه (3) بن ثعلبة بن ساعدة الأنصاري من بني خطمة من الأوس، روى عنه جابر بن عبد اللّه و ابناه عبد اللّه و عمارة، جعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم شهادته شهادة رجلين (4).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

خزيمة بن ثابت بن الفاكه (5) بن عمرو بن عدي بن وائل بن منبّه بن امرئ القيس بن سلمى بن حبيب بن عدي بن ثعلبة بن امرئ القيس بن علقمة بن معاوية بن جشم بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن مالك بن الأوس (6).

قال لنا أبو القاسم الواسطي، قال لنا أبو بكر الخطيب: ذكر الدارقطني - يعني - جد خزيمة بن ثابت - في الترجمة بكسر العين، و في سياقه النسب بفتحها، و كان ينبغي أن ينسب ما ذكره في الترجمة من كسر العين إلى قائله و قد نسب خزيمة كذلك أبو بكر بن البرقي.

فأخبرنا أبو القاسم الأزهري، و أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا محمّد بن المظفّر، نا أحمد بن علي بن الحسن المدائني، نا أبو بكر بن البرقي، قال: خزيمة بن ثابت ثم ساق نسبه مثل ما ذكر سعد بن عبد الحميد سواء غير أنه قال: عنان بكسر العين، و قال أيضا حنظلة بدل خطمة، و قوله حنظلة خطأ، و الصواب خطمة بغير شك، و أما ما حكاه عن الطبري من قوله في نسب خزيمة غيّان بدل عنان، و قد ذكره كذلك عبد اللّه بن

ص: 362


1- الأصل: الفاكهة و المثبت عن م.
2- الأصل: عيان و سقطت اللفظة من م.
3- الأصل: الفاكهة و المثبت عن م.
4- الخبر في بغية الطلب 3250/7.
5- الأصل: الفاكهة و المثبت عن م.
6- المصدر نفسه.

محمّد بن عمارة بن القداح في نسب الأنصار (1).

أنبأنا أبو الحسين بن محمّد الرافقي، أنا أحمد بن كامل القاضي، قال: أخبرني أحمد بن سعيد بن شاهين، نا مصعب بن عبد اللّه، عن ابن القداح، قال: خزيمة بن ثابت بن الفاكه (2) بن ثعلبة بن ساعدة بن غيّان (3) بن عامر بن خطمة، شهد أحدا و ما بعدها من المشاهد و هو ذو الشهادتين، قال الخطيب: و لم يذكر بين ساعدة و بين غيّان عامرا، و اللّه أعلم بالصواب (4).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أما عنان بفتح العين فهو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان (6) بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس، هكذا نسبه سعد بن عبد الحميد بن جعفر و شباب، و قال أبو بكر بن البرقي كما ذكرنا إلاّ أنه قال: عنان بكسر العين، و قال عوض خطمة حنظلة و هو غلط بغير إشكال.

و قال الطبري في نسبه مثل ما ذكر شباب، و ابن عبد الحميد إلاّ أنه قال: غيّان بغين معجمة و ياء مشددة، و قال ابن القداح في نسبه: هو خزيمة بن ثابت (7) بن الفاكه (8) بن ثعلبة بن ساعدة [بن غيان بن عامر بن خطمة و أسقط عامرا بين ساعدة] (9) و غيّان و وافق ابن جرير في أنه بغين، و الصحيح إثبات عامر لاتفاق الجماعة عليه.

كتب إليّ أبو جعفر، أنا أبو بكر، أنا أبو أحمد، قال: أبو عمارة خزيمة بن ثابت بن عمارة بن فاكه بن ساعدة بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة، و خطمة (10) هو عبد اللّه بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاري الخطمي، و أمّه كبشة بنت أوس بن

ص: 363


1- ليس لخزيمة بن ثابت ترجمة في تاريخ بغداد، و الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3251/7.
2- الأصل: الفاكهة و المثبت عن م.
3- الأصل و م: عيان.
4- ابن العديم 3251/7.
5- الاكمال لابن ماكولا 283/6.
6- الأصل: عمان، و المثبت عن ابن ماكولا.
7- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
8- الأصل: الفاكهة و المثبت عن م.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن م و انظر الاكمال لابن ماكولا 283/6.
10- بالأصل: حطمة بالحاء المهملة، خطأ.

عدي بن أمية بن عامر بن ثعلبة، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو الذي أجاز شهادته بشهادة رجلين، قتل بصفّين مع علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي ح.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا الحسن بن علي بن الحسين الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية (1) السّرخسي، أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي (2)،نا عبد بن حميد، قالا: أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت ح.

و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم المعروف بالأدمي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا سلمة بن شبيب، و محمّد بن يحيى، قالا: نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه، قال: لما كتبنا المصاحف فقد [ت] آية كنت أسمعها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فوجدتها عند خزيمة - زاد عبد و سلمة و محمّد بن ثابت، و قالوا:- الأنصاري مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ حتى - و قال أحمد إلى:- تَبْدِيلاً (4)،قال: و كان خزيمة يدعى ذا الشهادتين، أجاز رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شهادته بشهادة رجلين، زاد أحمد و سلمة، و محمّد بن يحيى، قال الزهري: و قتل يوم صفين مع علي رضي اللّه عنهما.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا سفيان، عن عمرو، عن

ص: 364


1- الأصل «حمريه» و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 492/16.
2- كذا بالأصل «خزيم» بالزاي، و في ابن العديم «خريم» و في ترجمته في سير الأعلام 486/14 خريم، بالراء أيضا و في م: خزيم.
3- بالأصل المزرقي بالقاف و في م: المرزقي و الصواب «المزرفي» بالفاء.
4- سورة الأحزاب، الآية:23.

يحيى بن جعدة، قال: كان عمر لا يقبل آية من كتاب اللّه عز و جل حتى يشهد عليها شاهدان، فجاء رجل من الأنصار (1)بآيتين فقال عمر: لا أسألك عليهما شاهدا غيرك:

لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ (2) إلى آخر السورة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أبو الطاهر، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن محمّد بن طلحة الليثي، عن محمّد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، قال: أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال: من كان تلقّى من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شيئا من القرآن فليأتنا به، و كانوا كتبوا ذلك في الصحف و الألواح و العسب (4)،و كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان؛ فقتل و هو يجمع ذلك فقام عثمان بن عفان فقال: من كان عنده من كتاب اللّه عز و جل شيء فليأتنا به، و كان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان؛ فجاء خزيمة بن ثابت، فقال: إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما قال: ما هما؟ قال:

تلقيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مٰا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ إلى آخر السورة (5)،قال عثمان: و أنا أشهد أنهما من عند اللّه فأين ترى أن تجعلهما؟ قال: أختم بهما آخر ما نزل من القرآن؛ فختمت بهما براءة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قراءة عليه، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، أنا أبو يحيى عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة (6)،نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا أبو حنيفة - يعني عن حمّاد-، عن إبراهيم، عن أبي عبد اللّه، عن خزيمة بن ثابت: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم جعل شهادته شهادة رجلين[3961].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن

ص: 365


1- الأصل: الأنصاري و المثبت عن م.
2- سورة التوبة، الآية:128.
3- بالأصل المزرقي بالقاف، و الصواب «المزرفي» بالفاء.
4- جمع عسيب: جريدة من النخل، و هي السعفة مما لا ينبت عليه الخوص (ابن الأثير نقله اللسان عنه).
5- سورة التوبة، الآيتان:128-129.
6- تقرأ بالأصل «ميسرة» و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 632/12.

الدارقطني، حدّثني سعيد بن أحمد بن العراد، حدّثني يوسف بن إسماعيل بن عبدويه الهروي، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، عن أبي حنيفة، عن حمّاد، عن إبراهيم، عن أبي عبد اللّه الجدلي، عن خزيمة بن ثابت: أن رسول اللّه جعل شهادته شهادة رجلين، قال الدارقطني: تفرد به أبو حنيفة، عن حمّاد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه.

و أخبرنا أبو البركات أبو الحسن (1) صافي بن إبراهيم بن الحسن الطّرسوسي الضرير المقرئ بدمشق، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا علي بن محمّد بن سهل (2)الفارسي، أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد الذّهلي، نا موسى بن هارون، نا إبراهيم بن محمّد - هو - الشافعي، حدّثني محمد بن علي، قال جدي: أخبرني عبد اللّه بن علي بن السائب أنه لقي عمر بن أحيحة بن الجلاّح فسأله: هل سمعت في إتيان المرأة في دبرها شيئا، قال: أشهد لسمعت خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شهادته شهادة رجلين: أن رجلا أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال: إني آتي امرأتي من دبرها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«نعم»، فقالها مرتين أو ثلاثا، ثم فطن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«أ من دبرها في قبلها فنعم، فأما في دبرها فإن اللّه ينهاكم أن تأتوا (3) النساء في أدبارهن» (4)[3962].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا زيد بن الحباب، حدّثني محمد بن زرارة بن خزيمة، حدّثني عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم اشترى فرسا من سواء بن قيس (5) المحاربي فحجد، فشهد له خزيمة بن ثابت فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما حملك على الشهادة و لم تكن معنا حاضرا»؟ قال: صدّقتك بما جئت به، و علمت أنك لا تقول إلاّ حقا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه»[3963].

ص: 366


1- كذا أبو البركات أبو الحسن بالأصل و م.
2- في ابن العديم: علي.
3- الأصل:«توتوا» و المثبت عن م.
4- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3245/7.
5- كذا بالأصل و أسد الغابة 610/1 و نقل ابن حجر الحديث في الإصابة في ترجمة سواء بن الحارث المحاربي 94/2 ثم قال: و أخرجه ابن شاهين فقال: عن سواء بن قيس و أظنه و هما.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، حدّثني عمارة بن خزيمة الأنصاري: أن عمّه حدّثه و هو من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي صلّى اللّه عليه و سلم ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع النبي صلّى اللّه عليه و سلم المشي و أبطأ الأعرابي فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس لا يشعرون أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم ابتاعه، حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي صلّى اللّه عليه و سلم فنادى الأعرابي النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال: إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه و إلاّ بعته، فقام النبي صلّى اللّه عليه و سلم حين سمع نداء الأعرابي فقال:«أ و ليس قد ابتعته منك»؟ قال الأعرابي: لا و اللّه ما بعتك، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«ق ابتعته منك» فطفق الناس يلوذون بالنبي صلّى اللّه عليه و سلم و الأعرابي و هما يتراجعان، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني بايعتك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك إن النبي صلّى اللّه عليه و سلم لم يكن ليقول إلاّ حقا حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي صلّى اللّه عليه و سلم و مراجعة الأعرابي، و طفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني بايعتك، فقال خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي صلّى اللّه عليه و سلم على خزيمة فقال:

«بم تشهد؟» فقال: بتصديقك يا رسول اللّه، فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين[3964].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (2):قال محمد بن عمر: لم يسمّ لنا أخو خزيمة بن ثابت الذي روى هذا الحديث، و كان له إخوان يقال لأحدهما وحوح وحوح و لا عقب له، و للآخر عبد اللّه و له عقب، و أمهما أم خزيمة كبشة (3)بنت أوس بن عدي بن أمية الخطمي.

قال: و أنا محمد بن عمر، حدّثني عاصم بن سويد، عن محمد بن عمارة بن خزيمة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«شهادته (4) شهادة رجلين»[3965].

ص: 367


1- مسند الإمام أحمد 215/5-216 و ابن سعد 378/4-379.
2- طبقات ابن سعد 379/4.
3- في ابن سعد: كبيشة.
4- يعني شهادة خزيمة، انظر تتمة الخبر في ابن سعد 379/4-380.

قال: و أنا هشيم، أنا زكريا، عن الشعبي، و جويبر عن الضحاك: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم جعل شهادة خزيمة بن ثابت بشهادة رجلين[3966].

قال: (1) و أنا الفضل بن دكين، نا زكريا، قال: سمعت عامرا يقول: كان خزيمة بن ثابت الذي أجاز رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شهادته بشهادة رجلين، قال: اشترى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعض البيع من رجل، فقال الرجل: هلم شهودك (2)،قال:«ما تقول ؟» فقال خزيمة: أنا أشهد لك يا رسول اللّه، قال:«و ما علمك ؟» قال: أعلم أنك لا تقول إلاّ حقا، قد أمناك على أفضل من ذلك، على ديننا، فأجاز شهادته[3967].

قال: و أنا عمرو بن عاصم الكلابي، نا همّام بن يحيى، نا قتادة أن رجلا طلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بحقّ (3)،فأنكر النبي صلّى اللّه عليه و سلم فشهد خزيمة بن ثابت أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم صادق عليه، و أنه ليس له عليه حق، فأجاز رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شهادته.

قال: فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعد ذلك:«أشهدتنا»؟ قال: لا، قد عرفت أنك لم تكذب، قال: فكانت شهادة خزيمة بعد ذلك تعدل شهادة رجلين[3968].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد (4) الجنزرودي، أنا أبو عمرو الحيري، أنا أبو يعلى أحمد بن علي، أنا محمد بن عبد اللّه الأزدي، نا عبد الوهاب بن عطاء، أنا سعيد، عن قتادة، عن أنس، قال: افتخر الحيان من الأنصار الأوس و الخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب، و منا من اهتزّ له عرش الرّحمن سعد بن معاذ، و منا من حمته الدّبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح (5)، و منا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، و قال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت، و أبو زيد، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل (6).

أخبرنا أبو المظفّر أيضا، أنا والدي الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، أنا

ص: 368


1- المصدر نفسه.
2- ابن سعد:«هلم شهودك على ما تقول» و بذلك تصبح «ما تقول» ليس من كلام النبي صلّى اللّه عليه و سلم.
3- لفظة «بحق» سقطت من ابن سعد.
4- الأصل «أبو سعيد» خطأ و المثبت عن م.
5- الأصل:«الأفلح» خطأ و المثبت عن م.
6- باختصار نقله ابن حجر في الإصابة 426/1.

عبد الكريم بن حسن بن محمد، أنا يعقوب بن إسحاق الحافظ ، قال الصنعاني و غيره:

قالا: نا عيد الوهاب بن عطاء، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: افتخر الحيان من الأنصار الأوس و الخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب، و منا من اهتزّ له عرش الرّحمن، و منا من حمته الدّبر عاصم بن ثابت بن الأقلح (1)،و منا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، و قال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لم يجمعه أحد غيرهم، زيد بن ثابت، و أبو زيد، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمد بن مصفّى، نا يحيى بن سعيد، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس، عن ابن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: ما زال جدي كافّا سلاحه حتى قتل عمّار بصفّين فسلّ سيفه فقاتل حتى قتل.

كذا قال، و محمد بن قيس مزيد في إسناده.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا يونس، و خلف بن الوليد، قالا: نا أبو معشر، عن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: ما زال جدي كافّا سلاحه يوم الجمل، حتى قتل عمّار بصفّين، فسلّ سيفه فقاتل حتى قتل، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتل عمّارا الفئة الباغية»[3969].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر أحمد بن محمّد و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و عاصم بن الحسن (3)، و الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا علي بن حفص - يعني المدائني - عن أبي معشر، عن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: كان جدي

ص: 369


1- غير واضحة بالأصل و في م: الأفلح.
2- الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند 214/5-215.
3- ابن العديم: الحسين.

كافّا سلاحه يوم الجمل، و يوم صفين حتى قتل عمّار بن ياسر، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتل عمّارا الفئة الباغية»، ثم سلّ سيفه، فقاتل حتى قتل[3970].

قال: و نا جدي، أنا الفضل بن دكين، نا عبد الجبار - يعني ابن العباس الهمداني - و هو عبد الجبار الشامي، عن أبي إسحاق، قال: لما قتل عمّار دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه و طرح عليه سلاحه، ثم سن (1) عليه من الماء، ثم قاتل حتى قتل (2).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة، نا أبو نعيم، نا عبد الجبار بن عباس، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: لما قتل عمّار بن ياسر اغتسل خزيمة بن ثابت فقاتل حتى قتل (3).

أخبرنا أبو بكر الفرضي الشاهد، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن الحارث بن الفضل، عن أبيه، عن عمارة بن خزيمة، قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل، و هو لا يسل سيفا، و شهد صفّين، و قال: أنا لا أقتل أحدا حتى يقتل عمّار بن ياسر،[فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«تقتله الفئة الباغية»[3971].

قال: فلما قتل عمّار بن ياسر] (4) قال خزيمة: قد بانت لي الضلالة، ثم اقترب فقاتل حتى قتل (5).

و كان الذي قتل عمّار بن ياسر أبو غادية المزني (6) طعنه برمح فسقط ، و كان يومئذ

ص: 370


1- سن الماء: صبه.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3254/7.
3- لم أعثر على هذا الخبر لا في طبقات خليفة و لا في تاريخه.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن ابن العديم و مختصر ابن منظور.
5- لم أجد الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع، نقله ابن العديم في بغية الطلب 3255/7 و أسد الغابة 632/3 في ترجمة عمّار بن ياسر.
6- في أسد الغابة 632/3 و قيل «الجهني» و فيه: و قيل: حمل عليه عقبة بن عامر الجهني، و عمرو بن حارث الخولاني، و شريك بن سلمة المرادي، فقتلوه.

يقاتل في محفّة (1) فقتل يومئذ و هو ابن أربع و تسعين سنة، فلما وقع أكبّ عليه رجل آخر (2) فاحتز رأسه، فأقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول: أنا قتلته، فقال عمرو بن العاص: و اللّه إن يختصمان إلاّ في النار، فسمعها منه معاوية، فلما انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو بن العاص: ما رأيت مثل ما صنعت يوم بذلوا أنفسهم دوننا، تقول لهما إنكما تختصمان في النار، فقال عمرو: هو و اللّه ذاك، و اللّه إنك لتعلمه، و لوددت أني متّ قبل هذا بعشرين سنة (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني محمود، حدّثني عبد الرزاق، أنا معمر، قال: قال الزّهري: قتل خزيمة بن ثابت يوم صفّين مع علي.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا سهل بن بشر، أحمد بن محمّد الطّريثيثي (4)،قالا: أنا أبو الفضل السعدي، أنا منير بن أحمد الخلال، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن (5) الهيثم، قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين في تسمية من نزل الكوفة من الصحابة: خزيمة بن ثابت الأنصاري قتل بصفّين (6).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: التقوا بصفّين في صفر سنة سبع و ثلاثين فلم يزالوا يقتتلون بها أياما و قتل بصفّين عمّار بن ياسر و خزيمة بن ثابت، و أبو عمرة المازني، و كانوا مع علي (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد بن سيف، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سفيان بن عمر، عن محمّد بن عبد اللّه، عن الحكم، قال: قيل

ص: 371


1- المحفة مركب كالهودج، غير مقبّب (اللسان).
2- في الاستيعاب: أكبّ عليه ابن جزء.
3- انظر خبر مقتل عمّار بن ياسر في الاستيعاب و أسد الغابة (ترجمته فيهما).
4- الأصل «الطرثيثي».
5- الأصل «أبو».
6- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3253/7.
7- انظر ابن سعد 381/4 و الخبر نقله ابن العديم 3255/7.

له: أشهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل ؟ قال: ليس به و لكنه غيره من الأنصار، مات ذو الشهادتين في زمان عثمان بن عفان رضي اللّه عنهما (1).

1959 - خزيمة بن حكيم السّلمي البهزي

1959 - خزيمة بن حكيم السّلمي البهزي (2)

قيل إن له صحبة، و إنه خرج مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم إلى بصرى (3) في تجارة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: خزيمة بن حكيم السّلمي البهزي صهر خديجة بنت خويلد، خرج مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم في تجارة قبل بصرى، روى حديثه أحمد بن النعمان بن الوجيه بن النعمان، عن أبيه، عن جده الوجيه، عن منصور، عن قبيصة بن إسحاق الخزاعي، عن خزيمة بن حكيم بهذا لم يزد عليه (4).

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن القاضي أبي عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا [أبو] (5) المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم بن يعقوب الحلبي، نا أبو عمير بن عدي بن عبد الباقي، نا عبد اللّه بن إسماعيل، نا أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضّل الحرّاني، نا أبي عبد الرّحمن بن المفضّل، عن عبيد بن حكيم، عن ابن جريج، عن الزّهري، قال:

قدم خزيمة بن حكيم السّلمي ثم البهزي على خديجة ابنة خويلد، و كان إذا قدم عليها أصابته بخير، ثم انصرف إلى بلاده، و إنّه قدم عليها مرة فوجّهته مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و مع غلام لها يقال له ميسرة إلى بصرى، و بصرى من أرض الشام، فأحب خزيمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حبا شديدا حتى اطمأنّ إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال له خزيمة: يا محمّد إني أرى فيك أشياء ما أراها في أحد من الناس، و إنّك لصريح في ميلادك، أمين في أنفس قومك، و إني أرى عليك من الناس محبة، و إني لأظنك الذي يخرج بتهامة، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«فإني محمّد رسول اللّه»، قال: أشهد أنك لصادق و أني قد آمنت بك،

ص: 372


1- ابن العديم 3256/7.
2- ترجمته في أسد الغابة 612/1 الإصابة 427/1 و في م: خزيمة بن حكم.
3- تقدم التعريف بها.
4- انظر أسد الغابة 612/1.
5- زيادة لازمة للإيضاح، انظر ترجمته في سير الأعلام 518/17.

فلما انصرفوا من الشام رجع خزيمة إلى بلاده، و قال: يا رسول اللّه إذا سمعت بخروجك أتيتك فأبطأ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى إذا كان يوم فتح مكّة أقبل خزيمة حتى وقف على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لما نظر إليه:«مرحبا بالمهاجر الأول»، قال خزيمة: أما و اللّه يا رسول اللّه لقد أتيتك عدد أصابعي هذه، فما نهنهني عنك إلاّ أن أكون مجدا في إعلانك، غير منكر لرسالتك، و لا مخالف لدعوتك، آمنت بالقرآن، و كفرت بالأوثان، لكن أصابتنا سنوات شداد تركت المخّ رارا (1) و المطي هارّا، غاضت لها الدّرّة، و نقصت لها الثّرة، و عاد لها اليراع مجرنثما (2)،و الفريش مستحلكا، و العضاة مستهلكا، ألبست (3) بارض الوديس (4)،و اجتاحت بها جميم اليبيس، و أفنت أصول الوشيج (5) حتى آل السلاّمى، و أخلف الخزامي، و أينعت العنمة (6)،و سقطت البرمة، و بضّت الحنمة، و تفطّر اللّحاء، و تبحبح الجدا (7) و حمل الراعي العجالة، و اكتفى من حملها بالقيلة، و أتيتك يا رسول اللّه غير مبدّل لقولي، و لا ناكث لبيعتي. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه يعرض على عبده في كل يوم نصيحة، فإن هو قبلها سعد، و إن تركها شقي فإن اللّه باسط يده لمسيء النهار ليتوب، قال: فإن تاب تاب اللّه عليه، و إنّ الحقّ ثقيل (8) كثقله يوم القيامة، و إنّ الباطل خفيف كخفّته يوم القيامة، و إنّ الجنة محظور عليها بالمكاره، و إنّ النار محظور عليها بالشهوات، أنعم صباحا تربت يدك».

قال خزيمة: يا رسول اللّه أخبرني عن ظلمة الليل وضوء النهار، و حرّ الماء في الشتاء و برده في الصيف، و مخرج السحاب، و عن قرار ماء الرجل و ماء المرأة، و عن موضع النفس من الجسد، و ما شراب المولود في بطن أمه، و عن مخرج الجراد، و عن

ص: 373


1- أي لا شيء فيه.
2- غير واضحة بالأصل و م و الصواب عن مختصر ابن منظور 49/8.
3- الأصل و م:«ليست» و المثبت عن المختصر.
4- بارض الوديس: البارض: أول ما تخرج الأرض من نبت قبل أن تتبين أخباسه.(قاموس). و الوديس: النبات الجاف (قاموس).
5- بالأصل:«الوجيش» و الصواب عن م، و انظر آخر الخبر، الفقرة التي خصها لتفسير غريب الحديث و وحشيه.
6- بالأصل هنا و في تفسير غريب الحديث في آخره:«العتمة» و الصواب عن م. و هي واحدة الغنم، و هي شجرة حجازية لها ثمرة حمراء تشبه بها البنان المخضوب (القاموس).
7- الأصل و م «الحدا» و الصواب ما أثبت، و الجدا: المطر العام.
8- الأصل:«كثقيل» و المثبت عن م.

البلد الأمين ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أما ظلمة الليل وضوء النهار، فإن اللّه عز و جل خلق خلقا من غثاء الماء، باطنه أسود و ظاهره أبيض، و طرفه بالمشرق و طرفه بالمغرب تمدّه الملائكة، فإذا أشرق الصبح طردت الملائكة الظلمة بجعلها في المغرب، و تنسلخ الجلبات، و إذا أظلم الليل طردت الملائكة الضوء حتى تحلّه في طرف الهواء، فهما كذلك يتراوحان لا يبليان و لا ينفذان.

و أما إسخان الماء في الشتاء و برده في الصيف، فإنّ الشمس إذا سقطت تحت الأرض سارت حتى تطلع من مكانها، فإذا طال الليل في الشتاء كثير لبثها في الأرض، فيسخن الماء لذلك، فإذا كان الصيف مرّت مسرعة لا تلبث تحت الأرض لقصر الليل، فثبت الماء على حاله باردا.

و أما السحاب فينشق من طرف الخافقين بين السماء و الأرض، فيظلّ عليه الغبار مكففا (1) من المزاد المكفوف، حوله الملائكة صفوف، تخرقه الجنوب و الصّبا، و تلحمه الشّمال و الدّبور.

و أما قرار ماء الرجل فإنه يخرج ماؤه من الإحليل و هو عرق يجري في ظهره حتى يستقر قراره في البيضة اليسرى، و أمّا ماء المرأة فإن ماءها في التريبة يتغلغل، لا يزال يدنو حتى يذوق عسيلتها.

و أمّا موضع النفس ففي القلب، و القلب معلق بالنياط (2)،و النّياط يسقي العروق، فإذا هلك القلب انقطع العرق.

و أما شراب المولود في بطن أمه فإنه يكون نطفة أربعين ليلة، ثم علقة أربعين ليلة، و مشيجا أربعين ليلة، و غبيسا (3) أربعين ليلة، ثم مضغة أربعين ليلة، ثم العظم حنيكا أربعين ليلة، ثم جنينا، فعند ذلك يستهلّ فينفخ فيه الروح، فإذا أراد اللّه جلّ اسمه أن يخرجه تاما. و إن أراد أن يؤخره في الرحم تسعة أشهر فأمره نافذ، و قوله صادق، تجتلب (4) عليه عروق الرحم و منها يكون الولد.

ص: 374


1- الأصل: مكفف.
2- عرق غليظ نيط به القلب إلى الوتين، ج أنوطة و نوط (قاموس).
3- في القاموس: الغبس محركة و الغبسة بالضم الظلمة، أو بياض فيه كدرة رماد (قاموس).
4- غير واضحة بالأصل و تقرأ «تحلت» و في م: تجملت و المثبت عن المختصر.

و أما مخرج الجراد: فإنه نترة حوت في البحر، يقال له الإبزار، و فيه يهلك.

و أما البلد الأمين: فبلد مكّة، مهاجر الغيث و الرعد و البرق، لا يدخلها الدجّال و آية خروجه إذا منع الحياء و فشا الزنا و نقض العهد»[3972].

و لخزيمة في مقدمه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شعر يقول فيه:

من راكب يدع المدينة جانبا *** و يؤم مكّة قاصدا متأملا

حتى يعارضه البطاح و طلحها *** وادي تهامة آمنا متهللا

حتى يبلغ هاشما في جمعها *** قولا يصيب من القريض المفصلا

أنتم دعامة غالب في ذروها *** حيث استقر قرارها و المعقلا

لا تتركن أخاكم بمضيعة *** و ابن الأكارم من قريش مهملا

نصر الإله من البرية معشرا *** نصروا النبي محمّدا و الموئلا

ضربوا العدو على خطاه و صدقوا *** قول النبي به الكتاب المنزلا

من كل أبيض من قريش باسل *** يرجو الثواب بحبله متوصلا

إني أتيتك يا ابن آمنة الذي *** في الكتب يأتينا نبيا مرسلا

فشهدت أنك أحمد و نبيه *** خير البرية حافيا و منعلا

أوصى به عيسى ابن مريم بعده *** كانت نبوته لزاما فيصلا

غيث البلاد إذا السنون تتابعت *** متجلببا بفعاله متسربلا

يمشي بهم نحو الكتيبة حاسرا *** جعل الإله بذاك جيشا جحفلا

قول خزيمة: تركت المخ رارا قال: لا شيء فيه، و يقال ذائب مثل الماء. و المطي هارا أي هالكا. و قال الشاعر:

هارت ضرائر معشر قد دمروا

قال: نزعوا.

و قوله: غاضت لها الدّرّة: أي ذهبت لها الألبان، و نقصت لها الثرة: أي السعة، و من ذلك قيل: ما ثري أي واسع. و عاد لها اليراع مجرنثما (1) و اليراع: ضعيف، يقال

ص: 375


1- الأصل:«بحرتها» و غير مقروءة في م و المثبت عن المختصر، و قد صوبت اللفظة في بداية الخبر.

فلان يراعه إذا كان ضعيفا، و مجرنثما اجرنثم الرجل: إذا سقط . و الذيخ (1) محرنجما، و الذيخ: ولد الضبع، و يقال: إنه السمين من الغنم، و كل شيء. محرنجما: كالحا؛ و الفريش مستحلكا: أي مسودا، يقال استحلك الشيء، و الفريش هو من قول اللّه عز و جل حَمُولَةً وَ فَرْشاً (2) و هو صغار الإبل. و العضاة: الشجر الملتف من طلح و دوح، و ما كان ملتفا. ألبست (3) بارض الوديس، يقال: و دست الأرض إذا رمت بما فيها، و الجميم و العميم: متقاربان، و هو من النبت إلاّ أن الجميم ما اجتمّ فصار كالجمّة، و العميم: ما اعتمّ فصار كالعمّة، إلاّ أن العميم أطول من الجميم. و أفنت (4) أصول الوشيج، و الوشيج: الشجر الملتف بعضه ببعض، و كذلك وشيج الرحم، يقول الرجل بيني و بينه وشجة رحم، و قوله حتى آل السلامى: أي حتى رجع، و السّلامي: عرق في الأخمص و هو في الرجل، و الخزامى نبت و العثمة: العنبة، و البرمة: من الأراك. بضت الحنمة أي سالت، و الحنمة: الحوض الذي لم يبق فيه من الماء إلاّ قليل، و من ذلك، يقال: فلان ما أن يبض لنا به، تبحبح: توسط الحبوة، و الحبوة: مساقط القوم الذين يحلون فيها، و هي المحامي. و العجالة: التي تحمل من زاد الراعي و اكتفى من حملها بالقيلة، و هي الشربة الواحدة.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

خزيمة بن حكيم السلمي البهزي (5) ذكر بعض المتأخرين و زعم أنه كان صهر خديجة بنت خويلد خرج تاجرا إلى بصرى مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و ذكر أن حديثه عند الوجيه بن النعمان، عن منصور، عن قبيصة بن إسحاق، عن خزيمة بن حكيم.

1960 - خزيمة الأسدي

من أصحاب معاوية، شاعر له أبيات أجاب بها أبا الطّفيل عامر بن واثلة الليثي،

ص: 376


1- قوله:«و الذيخ محرنجما» سقط في بداية الحديث من كلام خزيمة بن حكيم بالأصل و م و قد أثبت هنا في تفسير غريب الحديث.
2- سورة الأنعام، الآية:142.
3- الأصل و م هنا أيضا:«ليست» و قد تقدم تصويبها عن المختصر: أيبست.
4- تقرأ بالأصل:«و أنبت» و الصواب ما أثبت عن أول الحديث.
5- غير واضحة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت.

و هي فيما قرأته في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين القرشي (1)،حدّثني أحمد بن عيسى العجلي الكوفي المعروف بابن أبي موسى، نا الحسين بن نصر بن مزاحم، حدّثني أبي، حدّثني عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: سمعت ابن حزيم (2) الناجي يقول: لما استقام لمعاوية أمره، لم يكن شيء أحبّ إليه من لقاء أبي الطفيل عامر بن واثلة، فلم يزل يكاتبه و تلطف له حتى أتاه، فلما قدم عليه جعل يسائله عن أمر الجاهلية، و دخل عليه عمرو بن العاص و هو معه فقال لهم معاوية: أ ما تعرفون هذا؟ هو فارس صفّين و شاعرها. خليل أبي الحسن، ثم قال: يا أبا الطّفيل ما بلغ من حبّك لعلي ؟ قال: حب أم موسى لموسى، قال: فما بلغ من بكائك عليه ؟ قال: بكاء العجوز الثكلى (3) و الشيخ الرقوب (4)،و إلى اللّه أشكو التقصير، قال معاوية: لكن أصحابي هؤلاء لو كانوا يسألون عني ما قالوا فيّ ما قلت في صاحبك، قال: إذا و اللّه لا نقول الباطل، قال لهم معاوية: لا و اللّه و لا الحق تقولون، ثم قال: هو الذي يقول:

إلى رجب السبعين تعترفونني

ثم قال له: انشد هذه الأبيات يا أبا الطفيل، فأنشده:

إلى رجب السبعين تعترفونني *** مع السيف في جلواء (5) جمّ عديدها

زحوف (6) كركن الطّود فيها معاشر *** كغلب السّباع نمرها و أسودها

ص: 377


1- الخبر في الأغاني 149/15 في أخبار أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي، و هو في وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري ص 554-555 باختلاف.
2- في الأغاني:«ابن حذيم» بالذال المعجمة، و في وقعة صفين: تميم بن حذيم الناجي. و يقال فيه:«حذلم» على وزن جعفر، انظر حاشية وقعة صفين ص 169 و تقريب التهذيب و تهذيب التهذيب.
3- وقعة صفّين:«المقلات» و هي التي لا يبقى لها ولد.
4- الرقوب الذي لا يبقى له ولد.
5- في الأغاني:«حواء» و الحواء: السواد، و عنى بها الكتيبة التي يعلو الصدأ سلاحها (هامش الأغاني). و في وقعة صفّين: مع السيف في خيل و أحمي عديدها.
6- الأغاني: رجوف كمتن الطود فيها معاشر. و في وقعة صفّين: زحوف كركن الطود كل كتيبة إذا استمكنت فيها يغل شديدها و فيها: لها سرعان من رجال كأنها دواهي السباع نمرها و أسودها

كهول و شبّان و سادات معشر (1) *** على الخيل فرسان قليل صدودها

كأن شعاع الشمس تحت لوائها *** إذا طلعت أعشى العيون حديدها (2)

يمورون مور الريح إمّا ذهلتم *** و زلّت بأكفال الرجال لبودها (3)

شعارهم سيما النبيّ و راية *** بها انتقم (4) الرحمن ممن يكيدها

تخطّفهم آباؤكم (5) عند ذكركم *** كخطف ضواري الطير طيرا تصيدها

فقال معاوية لجلسائه: أ عرفتموه ؟ قالوا: نعم، فهذا أفحش شاعر و ألأم جليس، فقال معاوية: يا أبا الطفيل، أ تعرفهم ؟ فقال: ما أعرفهم بخير و لا أبعدهم من شرّ، قال:

فقام خزيمة الأسدي (6) فأجابه فقال (7):

إلى رجب أو غرة الشهرة بعده *** تصبّحكم حمر المنايا و سودها

ثمانون ألفا دين عثمان دينهم *** كتائب فيها جبريل يقودها

فمن عاش منكم عاش عبدا و من يمت *** ففي (8) النار سقياه هناك صديدها

1960 - خشنام بن إسماعيل بن منيب

أبو بكر النيسابوري

ابن أخت أبي النضر. رحل و سمع بالشام محمّد بن عوف، و إبراهيم بن بشار صاحب إبراهيم بن أدهم و بمصر: الحسن بن عبد العزيز الجروي، و بخراسان بشر بن الحكم، و إسحاق بن راهوية و بالعراق أبا سعيد الأشج و جعفر بن محمّد التغلبي و الحسن بن عرفة.

روى عنه: جعفر بن محمّد بن سوار، و زنجويه بن محمّد بن اللبّاد، و عبد اللّه بن المبارك الشعيري.

ص: 378


1- صدره في وقعة صفّين: إذا نهضت مدت جناحين منهم.
2- عجزه في وقعة صفّين: مقارمها حمر النعام و سودها .
3- يكنى بزلل اللبود عن اشتداد المعركة.
4- وقعة صفّين: بها ينصر.
5- الأغاني: إياكم عند ذكرهم.
6- في وقعة صفّين: فأجابه أيمن بن خريم الأسدي.
7- الأبيات في الأغاني و وقعة صفّين.
8- عجزه في وقعة صفّين: ففي النار يسقى، مهلها و صديدها.

أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن - إجازة - أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد الحيري، أنا جعفر بن محمّد بن سوار، حدّثني خشنام بن إسماعيل، نا جعفر بن محمّد التغلبي، نا المحاربي، نا سعير بن الخمس، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا تشربوا في آنية الذهب و الفضة فإنها لهم في الدنيا و لنا في الآخرة».

قال: و قال لنا أبو عبد اللّه الحافظ : خشنام بن إسماعيل بن منيب أبو بكر النيسابوري من المتقنين الأثبات و رفيق أبي عمرو المستملي في السماع و هو من الزهّاد.

سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي بخراسان و أقرانه و بالعراق أبا سعيد الأشج و أقرانه، و بالحجاز محمّد بن عبد اللّه بن يزيد و أقرانه، و من المصريين الحسن بن عبد العزيز الجروي و أقرانه و من الشاميين محمّد بن عوف الحمصي و أقرانه. روى عنه جعفر بن محمّد بن سوار] (1).

1961 - خشنام بن بشر بن العنبر

أبو محمّد النّيسابوري

رحل و سمع بدمشق و مصر، و حدّث عن هشام بن عمّار، و دحيم الدمشقيين، و عمرو بن عثمان بن كثير بن سعيد الحمصي، و محمّد بن المتوكل العسقلاني، و عبد الوهاب بن الضحاك العرضي، و عيسى بن حمّاد، و محمّد بن رمح، و حرملة بن يحيى المصري، و عبد الأعلى بن حمّاد البصري و غيرهم.

روى عنه: أحمد بن علي الرازي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ ، و أبو الوليد حسان بن محمّد الفقيه، و عبد اللّه بن سعد الحافظ ، و أبو الحسن أحمد بن أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد، و عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن الحيري، و أبو عمرو محمّد بن جعفر بن مطر الزاهد، و أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي، و محمّد بن طلحة بن منصور بن هانئ القطان و غيرهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي الواحدي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفارسي، أنا أبو عمرو محمّد بن جعفر بن

ص: 379


1- ما بين معكوفتين استدركت ترجمته عن م.

مطر، نا خشنام بن بشر بن العنبر، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، أنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، حدّثني عمر بن حفص بن ذكوان، عن مولى الحرقة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه قرأ طه و يس قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لأمّة ينزل هذا عليها، و طوبى لأجواف تحمل هذا، و طوبى لألسن تتكلّم بهذا»[3973].

تابعه مطين، عن إبراهيم في قوله:«بألفي عام» و خالفه غيره.

أخبرناه عاليا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا أبو إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع، قال زاهر الجرجاني:- و قال ابن القشيري:

السّجستاني - بجرجان: نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار، عن عمر بن حفص بن ذكوان، عن مولى الحرقة فذكره، و قال:«بألف عام»، و قال:

«طوبى لأمة ينزل هذا عليهم»، و الباقي مثله، تابعه الحسن بن علي بن زياد.

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، قال: سمعت أبا الوليد حسان بن محمّد الفقيه، يقول: سمعت خشنام بن أبي معروف يقول: كنت في حداثة سني أمتنع عن التزويج تزهّدا، و والدتي تلحّ عليّ في ذلك، فقلت: كل امرأة أتزوّجها فهي طالق ثلاثا، ثم احتجت إلى التزويج بعد ذلك، و في قلبي منه شبهة (1).فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم في المنام، فقصصت عليه القصة فقال لي:

تزوّج فإنه لا طلاق قبل نكاح.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحاكم، قال: خشنام بن أبي معروف النيسابوري، و هو أبو محمّد خشنام بن بشر بن العنبر، و كنية العنبر: أبو معروف، أكثر حديثه عند المصريين و الشاميين، و قد سمع بالعراق من عبد الأعلى بن حمّاد و أقرانه و هو شيخ حسن الحديث مفيد في الشاميين إلاّ أنه قليل الحديث.

سألت أبا الحسن أحمد بن الخضر الشافعي، عن خشنام فقال: ثقة ثبت صاحب أصول.

ص: 380


1- في مختصر ابن منظور 53/8 شهية.

قال الحاكم: و حدّثني أبو سعيد بن أبي حامد، عن أبيه، قال: مات خشنام بن أبي معروف سنة إحدى و تسعين و مائتين.

1962 - خشيش الكندي

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال: و مما قيل في طاعون عمواس قول خشيش الكندي و كان ممن حاصرها:

رب خرق مثل الهلال و بيضا *** حصان بالجزع من عمواس

قد لقوا اللّه غير باغ عليهم *** ثم أضحوا في عز دار إيناس

فصبرنا لهم كما علم اللّه *** و كنا في الموت أهل تآسي

1963 - خصيف بن عبد الرّحمن، و يقال: ابن يزيد

1963 - خصيف (1) بن عبد الرّحمن، و يقال: ابن يزيد

أبو عون الجزري الحرّاني الحضرمي (2)(3)

[مولى] (4) بني أمية أخو خصاف و كانا توأما، و خصيف أكبرهما.

حدّث عن أنس بن مالك، و سعيد بن جبير، و مجاهد، و أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود، و مقسم، و عكرمة مولى ابن عباس، و عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: عبد اللّه بن أبي نجيح المكي، و محمّد بن إسحاق صاحب المغازي، و ابن جريج، و إسرائيل بن يونس، و سفيان الثوري، و عتّاب بن بشير، و معمر بن سليمان الرّقّي، و هارون بن حيّان الرّقّي، و شريك بن عبد اللّه القاضي، و محمّد بن

ص: 381


1- ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب، و قد ذكر الخصيب بالباء خطأ. و ضبطت في الوافي بالوفيات خصيف بفتح الخاء و كسر الصاد المهملة و سكون الياء آخر الحروف.
2- في مختصر ابن منظور 54/8 «الخضرمي» و في الوافي بالوفيات 326/13 «الخضري» بخاء معجمة مكسورة.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 87/2 بغية الطلب 3264/7 طبقات ابن سعد 482/7 سير الأعلام 482/6 - و فيه الخضرمي بكسر الخاء المعجمة - و الوافي بالوفيات 325/13 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن الوافي بالوفيات.

فضيل بن غزوان، و أبو سعيد محمّد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب، و عبد الواحد بن زياد، و مروان بن شجاع، و عبد العزيز بن عبد اللّه أبو الأصبغ البالسي، و محمّد بن سلمة الحرّاني و غيرهم.

و قدم على عمر بن عبد العزيز، و وفد على هشام بن عبد الملك الرصافة.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، نا أحمد بن جعفر، نا حمدان، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن خصيف، عن عكرمة، و سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إنما نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن الحرير المصمت (1)[3974].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحربي الزاهد سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، أنا أبو القاسم البغوي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل، نا معمر بن سليمان الرّقّي، عن خصيف، عن مجاهد، عن عائشة قالت: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن لبس القسّيّ (2)،و عن الشرب في آنية الذهب و الفضة، و عن الميثرة (3) الحمراء، و عن لبس الحرير و الذهب، فقالت عائشة: يا رسول اللّه شيء دفيف يربط به المسك، أو يربط به المسك، قال:«لا، اجعليه فضة و صفّريه بشيء من زعفران»[3975].

أخبرنا أبو بكر المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين - إملاء - نا عبد اللّه بن هارون الأنباري، نا إسحاق بن خالد البالسي، نا عبد العزيز بن عبد الرّحمن البالسي، نا خصيف، عن أنس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من قال صبيحة الجمعة قبل صلاة الغداة: أستغفر اللّه الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم و أتوب إليه،- ثلاث مرات - إلاّ غفر له و لو كانت - يعني ذنوبه - مثل زبد البحر»[3976].

ص: 382


1- أي الذي لا يخالطه قطن (اللسان).
2- هي ثياب من كتاب مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر، نسبت إلى قرية على شاطئ البحر قريبا من تنيس يقال لها القس - بفتح القاف، و بعض أهل الحديث يكسرها (النهاية لابن الأثير: قسس).
3- وطاء محشو، يترك على رحل البعير تحت الراكب. و هي من مراكب العجم، تعمل من حرير أو ديباج (النهاية: مثر، وثر).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن سكّينة الأنماطي (1)،أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن إبراهيم بن فيل، نا أبو يعقوب إسحاق بن خالد بن يزيد الأسدي، نا عبد العزيز بن عبد الرّحمن القرشي، نا خصيف، عن أنس بن مالك، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما من عبد يبسط كفّه في دبر صلاته ثم يقول: اللّهم إلهي إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب، إله جبريل و ميكائيل و إسرافيل، أسألك أن تستجيب دعوتي فإني مضطر، و تعصمني فإني مبتلى، و تنالني برحمتك فإني مذنب، و تنفي عني الفقر فإني مستمسك إلاّ كان حقا على اللّه أن لا يرد يديه خائبتين»[3977].

قرأت على أبي الحسن بن المسلّم الشافعي، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني (2)،أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد (3)،نا محمّد بن الحارث البزار، نا محمّد بن سلمة، عن خصيف، قال: رأيت أنس بن مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا أبو عروبة، نا أحمد بن بكار و سليمان بن عمر بن خالد، قالا: نا عتّاب بن بشر (5)،عن خصيف قال: كنت مع مجاهد فرأيت أنس بن مالك فأردت أن آتيه، فمنعني مجاهد، فقال: لا تذهب إليه، فإنه يرخص في الطلاء (6)، قال: فلم ألقه، و لم آته، قال عتّاب: فقلت لخصيف: ما أحوجك إلى أن تضرب كما يضرب الصبي بالدّرّة، تدع أنس بن مالك صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و تقيم على كلام مجاهد؟!.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاب، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا أحمد بن إسحاق - يعني - الدّورقي - عن عبد الرّحمن بن مهدي، نا محمّد بن أبي

ص: 383


1- ترجمته في سير الأعلام 346/18.
2- الأصل و م: الأدنى بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 464/16.
3- الحسين بن محمد بن مودود السلمي الجزري الحراني، ترجمته في سير الأعلام 510/14.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 70/3 و نقطه عنه ابن العديم 3266/7.
5- عند ابن عدي: بشير.
6- الطلاء: الخمر.

الوضاح، عن خصيف، عن مجاهد قال: أتينا عمر بن عبد العزيز و نحن نرى أنه سيحتاج إلينا، فما خرجنا من (1) عنده حتى احتجنا إليه، قال: و قال خصيف: ما رأيت رجلا قطميرا من عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين بن مسعود بن البدن، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن الطّيّوري، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف بن العلاّف الواعظ ، أنا أبي أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني علي بن أبي الحسن، و محمّد بن منصور، قالا: خرج مكحول و عطاء إلى هشام، فلما دخلوا الرصافة أناخوا رواحلهم و دخلوا المسجد يركعون، فإذا بخصيف يحدّث، فلما رآهما قال: كان العلماء إذا علموا عملوا، فإذا عملوا عرفوا، فإذا عرفوا هربوا، قال: فقال أحدهما لصاحبه: ما يعني إلاّ لنا، قال: فركبوا رواحلهم و رجعوا و لم يدخلوا على هشام.

قال أحمد: فحدّثني بعض مشيختنا قال: فبلغ ذلك هشاما فبعث بالجائزة في طلبهم (2).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم المقدسي قال: قرأت على أبي منصور خزرون بن الحسن الرّملي، عن أبي القاسم عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، حدّثني أبو أحمد محمّد بن محمّد بن عبد الرحيم القيسراني، نا أحمد بن صدقة بن عبد ربه، نا إبراهيم، نا القراطيسي، نا عيسى بن يونس، نا الأوزاعي قال: خرج مكحول و عطاء الخراساني يريدان هشام بن عبد الملك يطلبان صلته، فأتيا الباب، فلم يؤذن لهما، فقال عطاء لمكحول: ادخل بنا المسجد حتى يؤذن لنا، فدخلا فإذا علماء القوم حلق حلق، و إذا خصيف الجزري أعظمهم حلقة، و هو أصغرهم سنا، فجلسا إليه، فقال له مكحول: حدّثنا يرحمك اللّه، فأومأ بوجهه إلى ناحية أخرى فقال:

حدّثنا يرحمك اللّه فهذا عطاء الخراساني و أنا مكحول الدمشقي، فالتفت إليهما فقال:

كان العلماء لا يعرفون، فإذا قد عرفوا فقدوا، فإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا، قال

ص: 384


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
2- الخبر نقله ابن العديم 3266/7-3267.

عطاء لمكحول: عظة و اللّه، فركبا رواحلهما و لم يدخلا على هشام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر (1) محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي، نا الواقدي قال: كان خصيف و خصاف و مخصف و عبد الكريم الجزري موالي معاوية، و كانوا من الخضارمة (2)،قال أبي: كان خصاف أفضلهم و أعبدهم (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أميّة، قال: سمعت نوح بن حبيب القومسي يقول: خصيف الجزري هو خصيف بن عبد الرّحمن (4).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، نا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أحمد بن المهندس، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الجزيرة: خصيف بن عبد الرّحمن (5).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن السّقاء، نا أبو العبّاس، نا محمّد بن يعقوب، نا أبو العباس، نا محمّد بن يعقوب قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: خصيف، كنيته أبو عون (6).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري قال (7):خصيف بن عبد الرّحمن أبو عون، و قال بعضهم:

ص: 385


1- جزء من اللفظة مطموس و الصواب عن م، انظر الأنساب «البابسيري» ذكره السمعاني و ترجم له. و البابسيري: نسبة إلى بابسير قرية من قرى واسط و قيل من قرى الأهواز.
2- الأصل و م «الحضارمة» بالحاء المهملة، و المثبت عن مختصر ابن منظور 55/8 و بغية الطلب 3268/7.
3- الخبر نقله ابن العديم 3268/7.
4- المصدر نفسه ص 3269.
5- المصدر نفسه.
6- المصدر نفسه.
7- التاريخ الكبير 228/1/2.

ابن يزيد الجزري، سمع سعيد بن جبير، و مجاهدا، روى عنه الثوري، و إسرائيل، كنّاه محمّد بن عبيد، عن عتّاب بن بشير، عن خصيف بن عبد الرّحمن أبو عون يقال: مات سنة سبع و ثلاثين و مائة، مولى معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عون خصيف بن عبد الرّحمن الجزري، سمع مجاهدا، و عكرمة، روى عنه عتّاب، و محمّد بن سلمة (1).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيف بن عبد اللّه.

أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عون خصيف بن عبد الرّحمن جزري صالح، و قيل: ابن يزيد، أخبرني سليمان بن أشعث، قال: سمعت يحيى يقول: خصيف ثقة.

و قرئ على أبي الفضل، عن أبي طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن عمر، أنا محمّد بن أحمد، أنا أبو بشر قال: أبو عون خصيف بن عبد الرّحمن الجزري.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه الدقاق، و المبارك بن عبد الجبار، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن السري الدارمي، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة: خصيف الجزري، روى عنه الثوري، و إسرائيل، و عتّاب بن بشير، و محمّد بن سلمة الحرّاني (2).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمداني، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحاكم. قال: أبو عون خصيف بن عبد الرّحمن، و يقال: ابن يزيد الحضرمي (3) القرشي الجزري الحرّاني مولى عثمان أو معاوية، رأى أنس بن مالك، و سمع سعيد بن جبير، و عكرمة، ليس بالقوي عندهم.

روى عنه عبد اللّه بن أبي نجيح الثقفي، و محمّد بن إسحاق بن يسار، و سفيان الثوري.

ص: 386


1- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 157.
2- ابن العديم 3270/7.
3- ابن العديم:«الخضرمي».

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد الخطيب، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن ميمي، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد، قال: فأمّا الخضرمي بالخاء المعجمة المجرورة، و ضاد معجمة فهم عدد يكونون بأرض الجزيرة، منهم خصيف بن عبد الرّحمن أبو عون، و أخوه خصّاف (1).

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمّد المجلي (2)،قال: قال لنا أبو بكر الخطيب: خصيف بن عبد الرّحمن الخضرمي (3) أبو عون رأى أنس بن مالك، و حدّث عن من بعده، روى عنه مروان بن شجاع الجزري.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه قال (4):أمّا الخضرمي بكسر الخاء و سكون الضاد المعجمة: خصيف بن عبد الرّحمن أبو عبد الرّحمن. قال غيره: أصلهم من قرية من قرى اليمامة يقال لها: خضرمة (5).

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الطاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن الفرج، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي (6)،[قال: أبو عون خصيف بن عبد الرّحمن الجزري.] نا إبراهيم بن يعقوب، حدّثني النّفيلي، نا عتّاب بن بشير، عن خصيف قال:

قال لي مجاهد: أنا أحبك يا أبا عون في اللّه عز و جلّ .

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن عصفور، نا عبيد اللّه بن

ص: 387


1- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3271/7.
2- تقرأ بالأصل «المحملي» و الصواب عن م، ضبطت عن التبصير.
3- الأصل «الحضرمي» و المثبت عن بغية الطلب 3272/7 نقلا عن الخطيب، و لم أعثر لخصيف على ترجمة في تاريخ بغداد المطبوع و في م: الخضرمي.
4- الاكمال لابن ماكولا 258/3-259.
5- في ياقوت: و الخضرمة بكسر أوله و سكون ثانيه و كسر رائه: بلد بأرض اليمامة لربيعة.
6- الكنى للدولابي 48/2 و نقله عنه ابن العديم 3270/7.

سعد الزهري، نا عمي، نا أبي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن أبي نجيح المكي أنه حدثه خصيف رجل من أهل الجزيرة، قال ابن أبي نجيح: كان امرأ صالحا من صالحي الناس فيما أعلم أنه حدثه سعيد بن جبير الذي قتله الحجاج، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس الحنظلي - بالري - نا عبيد اللّه بن سعد - يعني الزهري - نا عمي - و هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد - نا أبي، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن أبي نجيح المكي أنه حدثه خصيف رجل من أهل الجزيرة قال ابن أبي نجيح: و كان امرأ من صالح الناس فيما يعلم أنه حدثه سعيد بن جبير الذي قتله الحجاج أنه سمع عبد اللّه بن عباس فذكر حديثا.

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد بن الحسن، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن أبي نجيح المكي أنه حدثه خصيف رجل من أهل الجزيرة. قال ابن أبي نجيح و كان امرأ من صالحي الناس فيما يعلم (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم قالا: أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن قالا: أنا الوليد (2) بن بكر بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):خصيف الجزري ثقة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، قال: خصيف الجزري، ما سمعت أحدا تركه (4).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن الأشناني، قال:

ص: 388


1- بغية الطلب 3272/7 و سير الأعلام 145/6.
2- بالأصل: أبو الوليد خطأ، و المثبت عن م و انظر ترجمته في سير الأعلام 65/16 و كنيته: أبو العباس.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 143.
4- نقله ابن العديم 3272/7.

سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فعبد الكريم أحبّ إليك أو خصيف ؟ فقال: عبد الكريم أحبّ إليّ ، و خصيف ليس به بأس.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: خصيف صالح، قال: و سمعت أبي يقول: خصيف صالح، يخلط (2) و تكلّم (3) في سوء حفظه، و سئل أبو زرعة عن خصيف بن عبد الرحمن فقال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن خصيف جزري يكنى أبا عون، لا بأس به (4).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطّرسوسي، نا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: خصيف الجزري لا بأس به (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا أبو عروبة، نا أحمد بن بكار، و الشهيدي - يعني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد - قالا: نا عتّاب بن بشير، عن خصيف قال:

رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم في المنام، فعرضت عليه تشهّد ابن مسعود فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: نعم السّنة سنّة عبد اللّه، نعم السّنة سنة عبد اللّه، يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذا قلت: أشهد أن لا إله إلاّ

ص: 389


1- الجرح و التعديل 403/3-404.
2- الأصل:«يحفظ » و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- الأصل:«و يكلم» و المثبت عن الجرح و التعديل.
4- راجع المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 175/2.
5- بغية الطلب 3274/7.
6- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 71/3.

اللّه و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله، فقل: اللّهم إني أسألك الجنة و أعوذ بك من النار.

قال: و أنا أبو أحمد (1)،نا محمّد بن علي بن الحسين بن علوية الجرجاني، نا أبو سعيد الأشج، نا خالد بن حيّان، نا جعفر بن برقان قال: نبشت ابنة لخصيف بن عبد الرحمن فأخذ نبّاشها فبعث مروان بن محمّد إلى خصيف قبل أن يعلم أن ابنته نبشت، فسأله ؟ فأخبره خصيف أن عمر بن عبد العزيز قطعه، و أن مروان لم يقطعه، فقال مروان بن محمّد أنا أخالفهما جميعا، فأمر به فصلب على قبرها.

قال: و نا أبو أحمد (2)،نا أبو عروبة، حدّثني محمّد بن يحيى بن كثير، نا أحمد بن أبي شعيب، نا أبي قال: حججت أنا و موسى بن أعين مع عبد الكريم و خصيف، فلما وصلنا إلى الكوفة كثر الناس على خصيف و عبد الكريم، فمالوا على عبد الكريم أكثر، فقال لي خصيف: لقد طلبت العلم و إنّ له الجنة (3).

قال: و أنا أبو أحمد (4)،نا أبو عروبة، حدّثني أبو الحسين أحمد بن سليمان الرّهاوي، و أبو فروة الرّهاوي، قالا: نا عثمان بن عبد الرحمن، قال: رأيت على خصيف ثيابا سودا، قلت: أي شيء من ثيابه ؟ قال: كلها - زاد أبو فروة: و كان على بيت المال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق، نا علي - هو ابن المديني - قال: سمعت يحيى بن سعيد [يقول:] (5) كنا تلك الأيام نجتنب حديث خصيف.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السّهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا ابن حمّاد، حدّثني صالح، نا علي - هو ابن المديني - قال:

سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما كتبت عن سفيان عن خصيف بالكوفة شيئا (7)،إنما كتبت عنه عن خصيف بآخره، كأنّ يحيى ضعّف خصيفا.

قال: و أنا أبو أحمد (8)،نا ابن حمّاد، نا صالح، نا علي قال: سمعت يحيى

ص: 390


1- المصدر نفسه.
2- المصدر نفسه 70/3 و بغية الطلب 3268/7.
3- في ابن عدي:«و إن له لجمّة» أي متعة كما في القاموس.
4- المصدر نفسه.
5- الزيادة لازمة، و في ابن العديم: يقول لنا.
6- الكامل لابن عدي 70/3.
7- الأصل: شيء.
8- الكامل لابن عدي 70/3.

يقول: كنا نجتنب خصيفا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا قاضي القضاة أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكر، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي (1)،أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد، نا محمّد بن عمرو العقيلي (2)،أنا أحمد بن علي الأبّار، نا محمّد (3) بن حميد قال:

سمعت جريرا يقول: كان خصيف متمكنا في الارجاء.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال (4):كتب إليّ أبو أيوب محمّد الرازي، أنا ابن حميد، أنا جرير قال: كان خصيف الجزري يتكلم في الارجاء.

قال: و أنا أبو أحمد (5)،نا ابن أبي عصمة، نا الفضل بن زياد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سالم الأفطس، و عبد الكريم الجزري، و علي بن بذيمة، و خصيف كلهم من أهل حرّان.

قال: و أنا أبو أحمد (6)،نا ابن أبي عصمة، نا أبو طالب أحمد بن حميد، عن أحمد بن حنبل قال: عبد الكريم الجزري، و خصيف، و سالم الأفطس، و علي بن بذيمة من أهل حرّان، أربعتهم قال: و إن كنا نحب خصيفا فإن سالما أثبت حديثا، و كان سالم يقول بالارجاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد العتيقي أنا يوسف بن أحمد، نا محمّد بن عمرو العقيلي (7)،نا محمّد بن عيسى، نا صالح بن أحمد، نا علي بن المديني قال: قلت ليحيى: أيما أعجب إليك:

خصيف عن مجاهد عن ابن عباس: الحج عرفة، أو قتادة عن زرارة عن ابن عباس ؟ قال:

قتادة عن زرارة.

ص: 391


1- ترجمته في سير الأعلام 602/17.
2- كتاب الضعفاء الكبير 32/2.
3- في الضعفاء الكبير: أحمد.
4- الكامل لابن عدي 69/3 و فيه: كتب إليّ ابن أيوب أخبرنا ابن حميد.
5- المصدر نفسه.
6- المصدر نفسه.
7- كتاب الضعفاء الكبير 31/2.

قلت ليحيى: سمع زرارة من ابن عباس ؟[قال:] (1) ليس فيها شيء، سمعت و لكنها إسناد، قلت: فمجاهد عن ابن عباس ؟ قال: من دون مجاهد، قلت: خصيف ؟ قال: لو كان دونه منصور، إنه خصيف، ثم قال يحيى: ما كتبت عن سفيان عن خصيف بالكوفة شيئا، إنما كتبت عنه عن خصيف بآخرة، كأن يحيى ضعّف خصيفا.

قال: و نا محمّد بن عمرو العقيلي (2)،نا أحمد بن علي الأبّار، نا الحسن بن شجاع، قال: قلت لعلي: كيف ذكرت (3) عن يحيى ؟ قال: قال لي يحيى. و قلت له:

زرارة عن ابن عباس أحبّ إليك، أو خصيف عن مجاهد عن ابن عباس، قال: الحج عرفات ؟ قال زرارة: قال: فقال لي يحيى: لم يكن يكتب حديث خصيف في ذلك الزمان.

قال: و نا العقيلي (4)،نا محمّد بن عيسى، نا صالح، نا علي قال: سمعت يحيى يقول: كنا تلك الأيام نجتنب خصيفا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، عن يحيى بن معين قال:

و حديث خصيف فيه ضعف، و قد قاله القطان فيما يحكى عنه (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (6):قال أبو طالب: قيل لأبي عبد اللّه: حديث خصيف، قال: عند أصحاب الحديث عبد الكريم (7) أحمد عندهم منه، و هو أثبت في الحديث من خصيف، و سالم الأفطس أقوى في الحديث [من] (8) خصيف،

ص: 392


1- زيادة لازمة للإيضاح عن العقيلي.
2- المصدر نفسه.
3- عند العقيلي: كتبت.
4- المصدر نفسه 32/2.
5- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3276/7.
6- كتاب المعرفة و التاريخ 175/2.
7- هو عبد الكريم بن مالك الجزري الحراني، أبو سعيد (انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 373/6).
8- زيادة عن المعرفة و التاريخ.

و عبد الكريم صاحب سنّة، و ليس هو فوق سالم، قال: خصيف: أضعفهم ؟ و شنّج (1)بين عينيه، يضعّفه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: خصيف ليس بحجّة و لا قويّ في الحديث.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا أبو جعفر العقيلي (2)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: و سألت أبي عن خصيف ؟ فقال: ليس هو بقوي في الحديث، قال: و سمعته (3) مرة أخرى يقول: خصيف ليس بذاك، قال: و سمعت أبي يقول:

خصيف شديد الاضطراب في المسند.

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو القاسم بن إسماعيل بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين الصّيرفي، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو بكر الدّقاق، أنا أبو حفص الجوهري، أنا أحمد بن محمّد بن هاني، عن أحمد بن حنبل، و ذكرنا خصيفا في حديث فقال: خصيف ؟! كأنه يضعفه (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،نا ابن حمّاد، نا عبد اللّه - يعني ابن أحمد - عن أبيه قال:

خصيف ليس هو بقوي في الحديث.

قال: و نا أبو أحمد (6)،نا ابن أبي عصمة، نا أبو طالب قال: سئل أحمد بن حنبل عن عتّاب بن بشير، قال: أرجو أن لا يكون به بأس، روى بآخرة أحاديث منكرة، و ما

ص: 393


1- أي تقبض.
2- كتاب الضعفاء الكبير 32/2.
3- الأصل:«و سمعت» و المثبت عن العقيلي.
4- نقله ابن العديم 3257/7.
5- الكامل لابن عدي 70/3.
6- المصدر نفسه.

أرى [إلاّ] (1) أنها من قبل خصيف، قيل له: فكيف حديث خصيف ؟ قال: عند أصحاب الحديث عبد الكريم أحمد منه عندهم، و هو أثبت من خصيف في الحديث، و سالم الأفطس أقوى في الحديث من خصيف، و عبد الكريم صاحب سنّة، و ليس هو فوق سالم، قال: خصيف أضعفهم فشنّج بين عينيه يضعفه (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحميري، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرحمن النّسائي قال: خصيف ليس بالقوي (3).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إسحاق و سئل عن خصيف الجزري، فقال: لا يحتج بحديثه.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه بن هريسة، أنا أبو بكر البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: خصيف بن عبد الرحمن جزري يعتبر به، يهم (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن المثنى النّخعي، نا عبد السّلام بن حرب: أن خصيفا قال عند الموت: ليجيء ملك الموت إذا شاء، اللّهمّ إنك لتعلم أني أحبك، و أحبّ رسولك (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، نا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، قال: قال الهيثم: مات خصاف الجعفي زمن أبي العباس، و مات خصيف الحنفي و بينهما قريب (6).

ص: 394


1- الزيادة عن ابن عدي.
2- تحرفت العبارة في ابن عدي: و شيخ بني عيينة يضعفه.
3- تهذيب التهذيب 87/2.
4- بغية الطلب 3274/7 و تهذيب التهذيب 87/2.
5- المصدر نفسه 3277/7.
6- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3277/7 و عقب ابن العديم بعده: و أظن أنه الجزري في الموضعين و قد تصحف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو القاسم الأزهري، أنا محمّد بن العباس الخزار، نا إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى محمّد بن المثنى، قال: سنة ثنتين و ثلاثين فيها مات خصيف (1).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد الصوفي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد الرّبعي، قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و ثلاثين و مائة - مات خصيف الجزري.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزق، أنا ابن السماك، نا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه، قال: بلغني عن أبي جعفر السويدي، قال:

مات خصيف سنة ست و ثلاثين (3).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن علي البادا، و أبو بكر البرقاني، قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه الأبهري، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود، قال ح.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، نا أبو أحمد، قال (4):

سمعت أبو عروبة يقول: خصيف بن عبد الرّحمن حضرمي من أهل حرّان، حدّثني محمّد بن يحيى بن كثير، قال: سمعت أبا جعفر النّفيلي يقول: كنيته أبو عون، و مات بالعراق سنة ست و ثلاثين و مائة.

و حكى غير ابن عدي و الأبهري، عن أبي عروبة أنه مات سنة ثلاث و ثلاثين، و هو وهم، و قد ذكر البخاري أنه مات سنة سبع، و قد تقدم (5).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، قال: أجاز لنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم الفقيه ح.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد،

ص: 395


1- سير الأعلام 146/6 و بغية الطلب 3277/7.
2- الأصل «المزرقي» بالقاف، و الصواب: المزرفي، بالفاء عن م و قد مرّ.
3- ابن العديم 3277/7.
4- الكامل لابن عدي 70/3.
5- انظر التاريخ الكبير 288/1/2 و نقله عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب 87/2 و سير الأعلام 146/6.

نا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمّد بن سعد، قال:

خصيف بن عبد الرّحمن، و يكنى أبا عون، من أهل حرّان مولى لعثمان بن عفان، أو لمعاوية بن أبي سفيان، مات سنة سبع و ثلاثين و مائة، زاد ابن الفهم: في أول خلافة أبي جعفر، و كان ثقة (1).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا عتّاب بن بشير، قال: مات (2) خصيف بن عبد الرّحمن: في سنة سبع و ثلاثين و مائة، قال ابن أبي خيثمة: بلغني أن كنية خصيف أبو عون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، قال: و فيها - يعني سنة سبع و ثلاثين و مائة - مات أبو عون خصيف بن عبد الرّحمن (3).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: و فيها - يعني سنة ثمان و ثلاثين و مائة - مات خصيف (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص إجازة، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة:

أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمان و ثلاثين و مائة توفي فيها خصيف بن عبد الرّحمن مولى آل أبي سفيان بالجزيرة (5).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب:

أخبرني الحسن بن أبي بكر، قال: كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوزي من

ص: 396


1- انظر طبقات ابن سعد 482/7 و ابن العديم 3278/7.
2- الأصل:«قال» و المثبت عن بغية الطلب 3278/7.
3- ابن العديم 3279/7.
4- كذا، و نقله ابن العديم و سير الأعلام عن خليفة و لم يرد لخصيف ذكر في تاريخ خليفة و لا في طبقاته.
5- تهذيب التهذيب 87/2 و سير الأعلام 146/6.

شيراز: أن أحمد بن حمدان بن الخضر، أخبرهم نا أحمد بن يونس بن يونس الضّبّي، حدّثني أبو حسان الزيادي، قال: سنة ثمان و ثلاثين و مائة فيها مات خصيف بن عبد الرّحمن من أهل حرّان مولى معاوية بن أبي سفيان، يكنى أبا عون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال: خصيف بن عبد الرّحمن مولى لبني أميّة مات سنة تسع (1)و ثلاثين و مائة حرّاني، كذا قال، و اللّه أعلم.

1964 - خصيب بن عبد اللّه بن محمّد

1964 - خصيب (2) بن عبد اللّه بن محمّد

ابن الحسين بن الخصيب بن الصّقر بن حبيب

أبو الحسن (3) بن أبي بكر الخصيبي (4)

سمع بدمشق: أبا عبد اللّه بن مروان، و أبا عمر بن فضالة، و محمّد بن العباس بن كودك، و أبا الفوارس حرب بن محمّد بن حرب الحرّاني، و بصيدا: أبا علي محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة، و ببيروت: موسى بن عبد الرّحمن الإمام، و حدّث عنهم، و عن أبيه عبد اللّه بن محمّد، و عثمان بن محمّد بن أحمد السّمرقندي، و إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم البغدادي المعروف بالجراب، و أبي أحمد الحسين بن جعفر الزيات، و أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن جامع، و علي بن أحمد بن إسحاق، و أبي موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائي.

روى عنه: أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد الوائلي، و أبو عبد اللّه الصوري، و أبو زكريا البخاري، و أبو علي الأهوازي، و أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال، و أبو

ص: 397


1- كذا، و نقله ابن العديم عن خليفة، و نقله أيضا ابن حجر في تهذيب التهذيب 87/2، و قد تقدم أن ليس لخصيف أي ذكر في طبقات خليفة أو في تاريخه.
2- في العبر: الحصيب بالحاء المهملة.
3- في العبر:«أبو الخير» و في شذرات الذهب: أبو الحسين.
4- ترجمته في شذرات الذهب 204/3 العبر للذهبي 121/3 الوافي بالوفيات 321/13 سير الأعلام 349/17.

الحسن الخلعي، و أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبال سنة خمس و سبعين و أربعمائة بمصر، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب قراءة عليه، أنا موسى بن عبد الرّحمن الإمام ببيروت، نا الحسن بن جرير، نا سعيد بن منصور، نا الحارث بن نبهان، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن سعد، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«خياركم من تعلم القرآن و علّمه» و أخذ بيدي، و أجلسني في مكاني هذا[3978].

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي بمصر، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب قراءة عليه، و أنا أسمع في سنة ثنتي عشرة و أربع مائة، نا أبي أبو بكر عبد اللّه بن محمّد، نا إبراهيم بن أسباط بن السكن، نا إبراهيم بن الحسن الأنطاكي، نا بقية بن الوليد، عن صدقة بن عبد اللّه، عن أبي وهب، عن مكحول، عن أبي أمامة، أنبأ علي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الناس كشجرة ذات جني، و يوشك أن تعودوا كشجرة ذات شوك، إن نافذتهم نافذوك (1)،و إن تركتهم لم يتركوك، و إن هربت منهم طلبوك» قال: يا رسول اللّه و كيف المخرج من ذاك ؟ قال:«تقرضهم عرضك ليوم فقرك»، الصواب: و إن هربت منهم[3979].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو الفضل بن ناصر، قالا: أجاز لنا أبو إسحاق الحبال، قال: سنة ست عشرة و أربعمائة - يعني مات القاضي أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب يوم الأحد مستهل ربيع الأول (2) حضرت جنازته، و ذكر غيره أنه توفي سنة عشر، و هو وهم.

ص: 398


1- نافذت الرجل إذا حاكمته، أي إن قلت لهم قالوا لك. و يروى بالقاف و الدال المهملة، انظر النهاية لابن الأثير «نفذ» و «نقد».
2- زيد في سير الأعلام 349/17 و هو في عشر الثمانين.

ذكر من اسمه الخضر

1965 - الخضر

1965 - الخضر (1)

يقال إنه ابن آدم عليهما السلام لصلبه، و هو صاحب موسى عليه السلام.

و ذكر إسماعيل بن أبي أويس قال: اسم الخضر فيما بلغنا - و اللّه أعلم - المعمّر بن مالك بن عبد اللّه بن نصر بن الأزد، و قال غير إسماعيل: الخضر من ولد العيص بن إسحاق بن إبراهيم.

و ذكر عن وهب بن منبه: أن اسم الخضر بليا، و يقال إيليا بن ملكان بن فالغ (2) بن عابر (3) بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، و يقال أرميا بن طنغا (4)،و يقال انه من الفرس، و يقال هو الخضر بن ملكان بن فالغ (5) بن عابر (6) بن شالخ بن شاكم بن أرفخشد بن سام بن نوح.

و قال ابن قتيبة: اسم الخضر بليا بن ملكان بن فالغ (7) بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، و يقال هو خضرون (8) بن عميائل بن أليفن (9) بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن

ص: 399


1- ترجمته في بغية الطلب 3280/7 و الإصابة 329/1.
2- الأصل و م:«قالع» و المثبت عن الإصابة.
3- في الإصابة: عامر.
4- في ابن العديم: حليفا.
5- الأصل و م:«قالع» و المثبت عن الإصابة.
6- الأصل و م «حصرون» و المثبت عن ابن العديم 3288/7 نقلا عن ابن عساكر، و مختصر ابن منظور.
7- الأصل و م:«قالع» و المثبت عن الإصابة.
8- بالأصل و المختصر «البقر» و في م: اليقر و المثبت عن ابن العديم 3288/7 و في الإصابة:«النون».
9- الأصل و م:«قالع» و المثبت عن الإصابة.

الدارقطني، نا محمّد بن الحسن القلانسي، نا العباس بن عبد اللّه التّرقفي، نا روّاد بن الجرّاح، نا مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: الخضر بن آدم لصلبه و نسيء له في أجله، حتى يكذّب الدجال (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد الفقيه، قال: قال لنا علي بن أحمد الواحدي المفسر: الخضر اسمه بليا بن ملكان، و إنما سمي الخضر لأنه إذا صلّى في مكان اخضرّ ما حوله.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب، أنا أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي، أنا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، نا أبو حاتم سهل بن محمّد بن عثمان السّجستاني إملاء، قال: سمعت مشيختنا منهم أبو عبيدة و غيره، و أبو اليقظان و هو عامر بن حفص و لقبه سحيم و هو مولى بلعجيف، و محمّد بن سلام الجمحي، قالوا: إن أطول بني آدم عمرا الخضر صلّى اللّه عليه و سلم و اسمه خضرون بن قابيل بن آدم (2).

و ذكر ابن إسحاق، قال (3):حدّثنا أصحابنا أن آدم عليه السلام لما حضره الموت جمع بنيه فقال: يا بني إن اللّه منزل على أهل الأرض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة، حتى إذا هبطتم فابعثوا بي و ادفنوني بأرض الشام، فكان جسده معهم، فلما بعث اللّه تعالى نوحا ضم ذلك الجسد و أرسل اللّه الطوفان على الأرض فغرقت زمانا، فجاء نوح حتى نزل ببابل و أوصى بنيه الثلاثة و هم: سام و يافث و حام أن يذهبوا بجسده إلى المغار الذي أمرهم أن يدفنوه فيه، فقالوا: الأرض وحشة لا أنيس بها و لا نهتدي الطريق و لكن نكف حتى تأمن الناس، و يكثروا و تأنس البلاد و تجف، فقال لهم نوح: إن آدم قد دعا اللّه أن يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة، فلم يزل جسد آدم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه و أنجز اللّه له ما وعده فهو يحيا إلى ما شاء اللّه له أن يحيا.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن

ص: 400


1- نقله في بغية الطلب 3286/7 و الإصابة 431/1.
2- بغية الطلب 3287/7.
3- الخبر نقله ابن حجر في الإصابة 431/1 نقلا عن ابن إسحاق، و ابن العديم أيضا نقله عن ابن إسحاق 3287/7.

محمّد بن أبي الصّقر، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، حدّثني محمّد بن حازم بن عبد اللّه بن ماهان البغوي بأطرابلس، نا محمّد بن مشكان، حدّثني حسين بن إسحاق الرافقي، نا منصور بن عمّار القاص، نا رشدين بن سعد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن معبد (1)،قال: الخضر عليه السلام أمّه رومية و أبوه فارسي (2)،كذا قال، و إنما هو سعيد بن المسيّب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي المقرئ، نا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن علي الخلال بمصر، نا علي بن عبد اللّه بن أبي مطر الإسكندراني.

و أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد، و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف، قالا: نا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّاد الطّهراني، نا عبد الرزاق، عن معمر،- و في حديث محمّد بن يوسف:

نا معمّر - أنا همّام بن منبّه، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و في حديث ابن يوسف قال:

حدّثنا أبو هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنما سمّي الخضر خضرا لأنه قعد»- و في حديث ابن يوسف:«جلس - على فروة بيضاء فاهتز ما حوله خضرا»، و قال محمّد بن يوسف:

فإذا هي «تهتز تحته خضراء»[3980].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا عبد الرزاق بن همّام، نا معمر، عن همّام، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لم يسمّ خضرا إلاّ لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز خضراء» الفروة الحشيش الأبيض و ما أشبهه، قال عبد اللّه: أظن هذا تفسير (4)من عبد الرزاق[3981].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا علي بن

ص: 401


1- في ابن العديم: جبير.
2- نقله ابن حجر في الإصابة و لم ينسب القول لأحد.
3- مسند الإمام أحمد 318/2 و نقله ابن حجر في الإصابة 430/1.
4- كذا.

أحمد بن محمّد بن داود الرزّاز، نا أبو عمرو عثمان بن محمّد الدقاق، نا محمّد بن سليمان الراسبي، نا أبو إسماعيل حفص بن عمر الأيلي، نا عثمان، و أبو جزي، و همّام بن يحيى، عن قتادة، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنما سمّي الخضر خضرا لأنه صلّى على فروة بيضاء فاهتزت خضراء فلذلك سمي خضرا»[3982].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا الحسن بن علي بن يحيى الشعراني، نا محمد بن خلف، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: إنما سمّي الخضر لأنه إذا صلّى اخضر ما حوله.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو سليمان الخطابي، قال: قال أبو عمرو: الفروة الأرض البيضاء لا نبات فيها، و قال غيره: أراد بالفروة الهشيم اليابس شبهه بالفروة، و منه قيل فروة الرأس و هي جلدته بما عليها من الشعر، قال الراعي (1):

و لقد ترى الحبشي حول بيوتنا *** جذلا (2) إذا ما نال يوما ماكلا

صعلا أسك (3) كأن فروة رأسه *** بذرت فأنبت جانباه فلفلا

قال الخطابي: و يقال: إنما سمّي الخضر خضرا لحسنه و إشراق وجهه.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الملك بن المغيرة بن المقرئ، حدّثني أبي، عن أبيه أن الوليد بن عبد الملك تقدم إلى القوّام ليلة من الليالي فقال: إني أريد أن أصلّي الليلة في المسجد فلا تتركوا فيه أحدا حتى أصلّي الليلة، ثم إنه أتى إلى باب الساعات فاستفتح الباب ففتح له فدخل من باب الساعات، فإذا برجل ما بين باب الساعات و باب الخضراء (4) الذي يلي

ص: 402


1- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 250.
2- في الديوان: الحبشي و هو يصكها أشرا.
3- الديوان: دسم الثياب.
4- بالأصل «الخضر» و الصواب ما أثبت باعتبار ما يأتي بعد، و هو بما يوافق أيضا عبارة مختصر ابن منظور 58/8.

المقصورة قائما يصلّي، و هو أقرب إلى باب الخضراء منه إلى باب الساعات، فقال للقوّام: أ لم آمركم أن لا تتركوا أحدا يصلّي الليلة في المسجد، فقال له بعضهم: يا أمير المؤمنين هذا الخضر صلّى اللّه عليه و سلم يصلي في المسجد كل ليلة (1).

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو علي الحسن بن أحمد، و أجازه لي أبو علي، و أبو سعد المطرّز، و أبو القاسم الفرجي، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبي في جماعة، قالوا: حدّثنا الحسن بن محمد، نا محمد بن حميد، نا يعقوب بن عبد اللّه، نا هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: سأل موسى عليه السلام ربه تعالى أي عبادك أعلم ؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة يهديه إلى هدي أو تردّه عن ردّى، قال: رب فمن هو؟ قال: الخضر، قال: و أين أطلبه ؟ قال: على الساحل عند الصخرة التي ينفلت عندها الحوت، فخرج موسى يطلبه حتى كان ما ذكر اللّه، و انتهى موسى إليه عند الصخرة فسلّم كل واحد منهما على صاحبه (2).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني محمد بن عبّاد المكي، نا عبد اللّه بن ميمون القداح، نا جعفر بن محمد الصادق، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال: ما رآني رجل من بني فزارة في الرجل الذي اتبعه موسى ؟ فقلت: هو الخضر، و قال الفزاري: هو رجل آخر، فمرّ بنا أبي بن كعب، قال ابن عباس: فدعوته، فسألته سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يذكر الرجل الذي تبعه موسى ؟ قال: نعم، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«بينما موسى عليه السلام جالس في ملأ من بني إسرائيل فقال له رجل: هل أحد أعلم باللّه منك ؟ قال: ما أرى، فأوحى اللّه [إليه] (4)،بلى عبدي الخضر، فسأل السبيل إليه فجعل اللّه له الحوت آية إن افتقده، و كان من شأنه ما قصّ اللّه عز و جل» تابعه الأوزاعي، عن الزهري[3983].

أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي الحديد، أنا جدي

ص: 403


1- الخبر باختصار في الإصابة 441/1.
2- الخبر في تاريخ الطبري 371/1.
3- مسند الإمام أحمد 122/5.
4- زيادة عن المسند.

أبو بكر، أنا أبو الدحداح، أنا أبو عامر موسى بن عمارة بن خريم، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو الأوزاعي، حدّثني الزّهري، عن عبيد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس: أنه تمارى هو و الحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى، الذي سأل موسى السبيل إلى لقائه، فقال ابن عباس: هو خضر، إذ مرّ بهما أبيّ بن كعب فناداه ابن عباس، فقال: إني تماريت أنا و صاحبي هذا في صاحب موسى فهل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يذكر شأنه ؟ قال: إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«بينا موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ قام إليه رجل فقال: هل (1) تعلم أحدا أعلم منك ؟ فقال: لا، فأوحى اللّه إليه، بل (2) عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إلى لقائه، فجعل اللّه الحوت آيته و قيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، قال: فكان من شأنهما ما قصّ اللّه في كتابه»[3984].

و أخبرنا أبو الحسن أيضا، أنا أبو المنجا حيدرة بن علي بن محمّد بن إبراهيم ح.

و أخبرنا أبو الفرج أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة الصوري، أنا الشريف أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد اللّه الهاشمي القاضي الفقيه بصور قراءة عليه سنة ثمان و ستين و أربعمائة، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة، أنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، نا الأوزاعي، حدّثني الزّهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس: أنه تمارى هو و الحرّ بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى فقال ابن عباس: هو خضر، فمر بهما أبيّ بن كعب فدعاه ابن عباس، فقال: إني تماريت أنا و صاحبي هذا في صاحب موسى عليه السلام الذي سأل السبيل إلى لقيه، فهل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يذكر شأنه ؟ قال: نعم، إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«بينا موسى عليه السلام في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: تعلم مكان أحد أعلم منك ؟ قال موسى: لا، فأوحى اللّه إلى موسى: بلى عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إلى لقيه، فجعل اللّه له الحوت آية،

ص: 404


1- بالأصل «تعلم» شطبت و فوقها إشارة تحويل إلى الهامش، و على الهامش كتبت كلمة:«هل» و بجانبها كلمة «صح». و هو ما أثبتناه.
2- في بغية الطلب 3290/7 بلى.

و قيل [له] (1) إذا افتقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر، قال فتى موسى لموسى: أَ رَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنٰا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ (2)فقال موسى: ذٰلِكَ مٰا كُنّٰا نَبْغِ فَارْتَدّٰا عَلىٰ آثٰارِهِمٰا قَصَصاً (3)فوجدا عبدا من [عبادنا،] (4)خضرا فكان من شأنهما ما قصّ اللّه عز و جل في كتابه»[3985].

تابعهما يونس بن يزيد، عن الزهري.

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد (5)،أنا أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى بن عبد اللّه، أنا عبد اللّه بن وهب: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن عبد اللّه بن عباس:

أنه تمارى هو و الحرّ بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى، فقال ابن عباس:

هو الخضر، فمر بهما أبيّ بن كعب الأنصاري فدعاه ابن عباس فقال: يا أبا الطفيل هلمّ بنا فإني قد تماريت أنا و صاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه، فهل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يذكر شأنه،[قال، نعم] (6)،فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«بينما موسى عليه السلام في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل، فقال له: هل تعلم أحدا أعلم منك ؟ فقال موسى: لا، فأوحى اللّه عز و جل إلى موسى، بلى عبدنا الخضر، فسأل موسى السبيل إلى لقيه (7)،فجعل اللّه له الحوت آية، و قيل له:

إذا فقدت الحوت، فارجع فإنك ستلقاه، فسار موسى ما شاء اللّه أن يسير ثم قال لفتاه:

آتِنٰا غَدٰاءَنٰا (8) قال لموسى حين سأله الغذاء: أَ رَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنٰا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ، وَ مٰا أَنْسٰانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطٰانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ،فقال موسى لفتاه:

ص: 405


1- زيادة لازمة عن الطبري.
2- سورة الكهف، الآية:63.
3- سورة الكهف، الآية:64.
4- زيادة منا لاستقامة المعنى، و العبارة في ابن العديم: فوجدا خضرا.
5- الحديث في تاريخ الطبري 369/1 و نقله ابن كثير في تفسيره 96/3.
6- زيادة لازمة، عن الرواية السابقة.
7- الطبري: لقائه.
8- سورة الكهف، الآية:62.

ذٰلِكَ مٰا كُنّٰا نَبْغِ فَارْتَدّٰا عَلىٰ آثٰارِهِمٰا قَصَصاً فوجدا خضرا و كان من شأنهما ما قص اللّه في كتابه» إلاّ أن يونس قال: و كان يتبع أثر الحوت في البحر، رواه مسلم عن حرملة، و رواه سعيد بن جبير، عن ابن عباس أتم منه[3986].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، و أبو عبد اللّه (1) الحسين بن محمّد بن الفرحان (2) السمناني (3)،و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي بن نصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خريم الشاشي، نا عبد بن حميد، نا عبيد (4) اللّه بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - و كنا عنده - فقال القوم:

إن نوف الشامي يزعم أن الذي ذهب يطلب العلم ليس بموسى بني إسرائيل، قال: و كان ابن عباس متكئا فاستوى جالسا فقال: كذلك يا سعيد بن جبير؟ قلت: أنا سمعته يقول ذلك، قال ابن عباس: كذب نوف، حدّثني أبيّ بن كعب أنه سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«رحمة اللّه علينا و على موسى لو لا أنه عجل و استحيا و أخذته دمامة من صاحبه، فقال له:

إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ ءٍ بَعْدَهٰا فَلاٰ تُصٰاحِبْنِي (5) لرأى من صاحبه عجبا» قال: و كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذا ذكر نبيّا من الأنبياء بدأ بنفسه فقال:«رحمة اللّه علينا و على صالح، رحمة اللّه علينا و على أخي عاد» ثم قال:«إن موسى عليه السلام بينا هو يخطب قومه ذات يوم إذ قال لهم: ما في الأرض أحد أعلم مني، فأوحى اللّه عز و جل إليه: أن في الأرض من هو أعلم منك، و آية ذلك أن تزوّد حوتا مالحا، فإذا فقدته فهو حيث تفقده، فتزوّد حوتا مالحا فانطلق هو و فتاه حتى إذا بلغا المكان الذي أمروا به، فلما انتهوا إلى الصخرة انطلق موسى يطلب، و وضع فتاه الحوت على الصخرة فاضطرب، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (6)قال فتاه: إذا جاء نبي اللّه حدثته فأنساه الشيطان، فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافر من

ص: 406


1- بالأصل: و أبو عبد اللّه و أبو الحسين و المثبت عن م.
2- بالأصل: الفرخاني و في م: المفرخان.
3- الأصل «السماني» و المثبت عن م انظر سير الأعلام 7/20.
4- ابن العديم: عبد اللّه.
5- سورة الكهف، الآية:76.
6- سورة الكهف، الآية:61.

النصب و الكلال، و لم يكن يصيبه ما يصيب المسافر من النصب و الكلال، حتى جاوزا ما أمر به، فقال موسى لفتاه: آتِنٰا غَدٰاءَنٰا لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً (1)،قال له فتاه: يا نبي اللّه أَ رَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنٰا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ (2)أن أحدثك وَ مٰا أَنْسٰانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطٰانُ (3)فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً قٰالَ ذٰلِكَ مٰا كُنّٰا نَبْغِ (4)فرجعا عَلىٰ آثٰارِهِمٰا قَصَصاً (5)يقصان الأثر حتى انتهيا إلى الصخرة. فأطاف بها، و إذا هو مسجّى بثوب، فسلّم فرفع رأسه، فقال له: من أنت ؟ قال: موسى، قال: من موسى ؟ قال:

موسى بني إسرائيل، قال: فما لك ؟ قال: أخبرت أن عندك علما فأردت أن أصحبك، قٰالَ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (6)قٰالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ صٰابِراً (7)قٰالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلاٰ تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ ءٍ حَتّٰى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً، فَانْطَلَقٰا حَتّٰى إِذٰا رَكِبٰا فِي السَّفِينَةِ (8)فخرج من كان فيها و تخلّف ليخرقها، فقال له موسى تخرقها لِتُغْرِقَ أَهْلَهٰا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (9)قٰالَ : أَ لَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً، قٰالَ : لاٰ تُؤٰاخِذْنِي بِمٰا نَسِيتُ وَ لاٰ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً فَانْطَلَقٰا (10)حتى أتوا على غلمان يلعبون على ساحل البحر و فيهم غلام ليس في الغلمان أحسن و لا أنظف منه، فأخذه فقتله فنفر موسى عند ذلك، و قال: أَ قَتَلْتَ نَفْساً [زَكِيَّةً ] بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً، قٰالَ : أَ لَمْ أَقُلْ [لَكَ ] إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (11)،قال: فأخذته دمامة من صاحبه و استحيا فقال:

إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ ءٍ بَعْدَهٰا فَلاٰ تُصٰاحِبْنِي، قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً، فَانْطَلَقٰا حَتّٰى إِذٰا أَتَيٰا أَهْلَ قَرْيَةٍ (12) لئام و قد أصاب موسى جهد شديد فلم يُضَيِّفُوهُمٰا، فَوَجَدٰا فِيهٰا جِدٰاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقٰامَهُ (13)قال له موسى مما أنزل بهم من الجهد

ص: 407


1- سورة الكهف، الآية:62.
2- سورة الكهف، الآية:63.
3- سورة الكهف، الآية:63.
4- سورة الكهف، الآية:64.
5- سورة الكهف، الآية:64.
6- سورة الكهف، الآية:67.
7- سورة الكهف، الآية:69.
8- سورة الكهف، الآية:70-71.
9- سورة الكهف، الآية:71.
10- سورة الكهف، الآية:72-74.
11- سورة الكهف، الآيتان 74-75 و الزيادة عن التنزيل العزيز.
12- سورة الكهف، الآيتان 76-77 و في التنزيل: حتى إذا أتيا.
13- سورة الكهف، الآية:77.

لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً. قٰالَ : هٰذٰا فِرٰاقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ (1) فأخذ موسى بطرف ثوبه قال:

حدّثني فقال: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكٰانَتْ لِمَسٰاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ (2)وَ كٰانَ وَرٰاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (3)فإذا مر عليها فرآها منخرقة تركها و رقعها أهلها بقطعة خشب فانتفعوا بها، وَ أَمَّا الْغُلاٰمُ (4)فإنه كان طبع يوم طبع كافرا و كان قد ألقي عليه محبة من أبويه و لو عصياه شيئا لأرهقهما طغيانا و كفرا فأراد ربك أن يبدلهما خَيْراً مِنْهُ زَكٰاةً وَ أَقْرَبَ رُحْماً (5)فوقع أبوه على أمّه فتلقت فولدت خيرا منه زكاة و أقرب رحما، وَ أَمَّا الْجِدٰارُ فَكٰانَ لِغُلاٰمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَ كٰانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمٰا (6)إلى قوله: ذٰلِكَ تَأْوِيلُ مٰا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (7)[3987].

رواه مسلم (8)عن عبد بن حميد، و رواه الحكم بن عتيبة، و عبد اللّه بن عبيد، عن سعيد بن جبير، فلم يذكرا بباقي إسناده.

فأما حديث الحكم:

فأخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن الحسن، نا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، أنا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عمي عبد اللّه بن وهب، عن جرير بن حازم، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عباس، قال: بينما موسى عليه السلام يذكر بني إسرائيل إذ حدّث نفسه أنه ليس أحد من الناس أعلم منه، فأوحى اللّه إليه أني قد علمت ما حدّثت به نفسك، و ان من عبادي رجلا أعلم منك يكون على ساحل البحر، فائته فتعلم منه، و اعلم انه الدال لك على مكانه زادك الذي تزود فأين ما فقدته فهناك مكانه، ثم خرج موسى و فتاه حملا جميعا حوتا مالحا في مكتل و خرجا يمشيان، لا يجدان لغوبا و لا عنتا حتى انتهيا إلى العين التي كان يشرب منها الخضر، فمضى موسى و جلس فتاه منها فوثب الحوت من

ص: 408


1- سورة الكهف، الآيتان:77-78.
2- سورة الكهف، الآية:79.
3- سورة الكهف، الآية:79.
4- سورة الكهف، الآية:80.
5- سورة الكهف، الآية:81.
6- سورة الكهف، الآية:82.
7- سورة الكهف، الآية:82.
8- صحيح مسلم كتاب الفضائل 103/7-105.

المكتل حتى وقع في الطين ثم جرى فيه حتى وقع في البحر فذلك قوله تعالى: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً فانطلق حتى لحق موسى فلما لحقه أدركه العياء فجلس و قال لفتاه: آتِنٰا غَدٰاءَنٰا لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً ،فقال: ففقد الحوت و قال فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ الآية، يعني فتى موسى اتّخذ سبيل الحوت في البحر عجبا، قٰالَ :

ذٰلِكَ مٰا كُنّٰا نَبْغِ -إلى- قَصَصاً فانتهيا إلى صخرة فأطاف بها موسى فلم ير شيئا ثم صعد فإذا على ظهرها رجل متلفف بكسائه نائم فسلم عليه موسى فرفع رأسه، فقال إني السلام بهذا المكان، من أنت ؟ قال: موسى بني إسرائيل، قال: فما كان لك في قومك شغل عني ؟ قال: إني أمرت بك، قال: فقال الخضر: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً، قٰالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ صٰابِراً الآية، قٰالَ : فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي الآية فخرجا يمشيان حتى انتهيا إلى ساحل البحر، فإذا قوم قد ركبوا في سفينة يريدون أن يقطعوا البحر ركبوا معهم فلما كانوا في ناحية البحر أخذ الخضر جديرة (1) كانت معه فخرق بها السفينة، فقال أخرقتها لِتُغْرِقَ أَهْلَهٰا الآية، قال: أَ لَمْ أَقُلْ الآية، قال: لاٰ تُؤٰاخِذْنِي الآية، فانطلقا حتى أتيا أهل قرية فوجدا صبيانا يلعبون يريدون القرية، فأخذ الخضر غلاما منهم و هو أحسنهم و أنظفهم فقتله، قال له موسى: أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً الآية: قال: أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ الآية، قال: إِنْ سَأَلْتُكَ الآية، فانطلقا حتى انتهيا إلى قرية لئام و بهما جهد فاستطعموهم فلم يطعموهم فرأى الجدار مائلا فمسحه الخضر بيده فاستوى، فقال: لو شئت لاتّخذت عليه أجرا، قال له موسى: قد ترى جهدنا و حاجتهم لو سألتهم عليه أجرا أعطوك فنتعشى به، قال: هذا فراق بيني و بينك، قال: فأخذ موسى بثوبه فقال: أنشدك الصحبة لما أخبرتني عن تأويل ما رأيت قال: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكٰانَتْ لِمَسٰاكِينَ (2) يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ الآية، خرقتها لأعيبها فلم يؤخذوا صلحها أهلها فانتفعوا بها، و أما الغلام فإن اللّه جبله يوم جبله كافرا، و كان أبواه مؤمنين فلو عاش لأرهقهما طغيانا و كفرا، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة و أقرب رحما، وَ أَمَّا الْجِدٰارُ فَكٰانَ لِغُلاٰمَيْنِ ،الآية.

و أمّا حديث عبد اللّه:

فأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا الحسن بن علي بن محمّد،

ص: 409


1- كذا، و في الطبري: فأخرج منقارا له و مطرقة.
2- الأصل:«فكانت لقوم مساكين...» و الصواب عن التنزيل العزيز.

أنا محمّد بن العباس بن حيّوية، نا محمّد بن أحمد بن المؤمّل، نا أبو عثمان أحمد بن محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا أبو همّام، و هو الحارثي، الصلت بن مسعود، و الصواب ابن محمّد، نا سلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن عبد اللّه بن عبيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قام موسى عليه السلام خطيبا لبني إسرائيل فأبلغ في الخطبة و عرض في نفسه أن أحدا لم يؤت من العلم ما أوتي، و علم اللّه تعالى الذي حدّث نفسه من ذلك، فقال له: يا موسى إن من عبادي من قد أتيت من العلم ما لم أوتك. قال: أي ربّ من عبادك ؟ قال: نعم، قال: فأدلني على هذا الرجل الذي أتيته من العلم ما لم يؤت حتى أتعلم منه، قال: يدلك عليه بعض زادك، فقال لفتاه يوشع لاٰ أَبْرَحُ حَتّٰى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ، أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (1)فكان فيما تزودا حوتا مالحا في زبيل (2)و كان يصيبان منه عند العشاء و الغذاء فلما انتهيا إلى الصخرة على ساحل البحر وضع فتاه المكتل [في] البحر فأصاب الحوت ثدي الماء فتحرك في المكتل فقلب المكتل و انسرب في البحر، فلما جاوزا حضر الغداء فقال: آتِنٰا غَدٰاءَنٰا لَقَدْ لَقِينٰا مِنْ سَفَرِنٰا هٰذٰا نَصَباً ،ذكر الفتى قال: أ رأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت و ما أنسانيه إلاّ الشيطان أن أذكره و اتخذ سبيله في البحر عجبا، فذكر موسى ما كان عهد إليه:

انك يدلك عليه بعض زادك، قٰالَ ذٰلِكَ مٰا كُنّٰا نَبْغِ أي هذه حاجتنا، فَارْتَدّٰا عَلىٰ آثٰارِهِمٰا قَصَصاً يقصان آثارهما حتى انتهينا إلى الصخرة التي فعل فيها الحوت ما فعل، و أبصر موسى أثر الحوت فأخذا أثر الحوت يمشيان على الماء حتى انتهيا إلى جزيرة من جزائر البحر، فَوَجَدٰا عَبْداً مِنْ عِبٰادِنٰا آتَيْنٰاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنٰا وَ عَلَّمْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا عِلْماً قٰالَ لَهُ مُوسىٰ : هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّٰا عُلِّمْتَ رُشْداً فأقر له بالعلم، قٰالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً، وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلىٰ مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً، قٰالَ : سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ صٰابِراً، وَ لاٰ أَعْصِي لَكَ أَمْراً، قٰالَ : فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلاٰ تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ ءٍ حَتّٰى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً يقول حتى أكون أنا أحدث ذلك لك و انطلقا حَتّٰى إِذٰا رَكِبٰا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهٰا، قٰالَ : أَ خَرَقْتَهٰا لِتُغْرِقَ أَهْلَهٰا -إلى قوله- فَانْطَلَقٰا حَتّٰى إِذٰا لَقِيٰا غُلاٰماً على ساحل البحر في غلمان يلعبون، فعمد إلى أجودهم و أصحهم فَقَتَلَهُ ، قٰالَ : أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً (3) بِغَيْرِ نَفْسٍ

ص: 410


1- السورة الكهف، الآية:60.
2- الزبيل: الجراب أو الوعاء (قاموس).
3- بالأصل:«زاكية».

لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً قٰالَ : أَ لَمْ أَقُلْ [لك] (1)إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً .

قال ابن عباس: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«فاستحيا نبي اللّه موسى عند ذلك، فقال:

إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ ءٍ بَعْدَهٰا فَلاٰ تُصٰاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً، فَانْطَلَقٰا حَتّٰى إِذٰا أَتَيٰا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمٰا أَهْلَهٰا -إلى قوله- سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مٰا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً. أَمَّا السَّفِينَةُ فَكٰانَتْ لِمَسٰاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهٰا وَ كٰانَ وَرٰاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً قال: و هي في قراءة أبيّ بن كعب: يأخذ كل سفينة صالحة (2) غصبا، فأردت أن أعيبها حتى لا يأخذها الملك، فإذا جاوزا الملك رفعوها فانتفعوا بها و لقيت لهم وَ أَمَّا الْغُلاٰمُ فَكٰانَ أَبَوٰاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينٰا -إلى قوله- وَ أَمَّا الْجِدٰارُ فَكٰانَ لِغُلاٰمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ -إلى قوله- ذٰلِكَ تَأْوِيلُ مٰا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً قال: فجاء طائر هذه الحمرة فبلغ فجعل يغمس منقاره في البحر، فقال له: يا موسى، ما يقول هذا الطائر؟ قال: لا أدري، قال: هذا يقول: ما علمكما الذي تعلمان في علم اللّه إلاّ كما أنقص به بمنقاري من جميع ما في هذا البحر.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد المتوكلي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه النجار، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن شداد المطرّز، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا أبو الربيع الزّهراني، نا يعقوب القمّي، نا هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عباس، قال (3):سأل موسى عليه السلام ربّه فقال: أي ربّ أي عبادك أحبّ إليك ؟ قال: الذي يذكرني و لا ينساني، قال: يا ربّ ، فأي عبادك أقضى، قال: الذي يقضي بالحق و لا يتبع الهوى (4)،قال: و من ذلك يا ربّ ؟ قال: ذاك الخضر، قال: و أين أطلبه ؟ قال: على السّاحل عند الصخرة التي ينفلت عندها الحوت، قال: فخرج موسى يطلبه حتى كان فيه ما ذكر اللّه تعالى، فانتهى موسى إليه عند الصخرة، فيسلّم كل واحد منهما على صاحبه،

ص: 411


1- زيادة عن التنزيل العزيز.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
3- الخبر في تاريخ الطبري 371/1-372.
4- بعدها في الطبري: قال: أي رب، أي عبادك أعلم ؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه، عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى، أو ترده عن ردى، قال: رب فهل في الأرض أحد أعلم مني، قال: نعم.

فقال له موسى: إني أريد أن تصحبني، قال: إنك لن تطيق صحبتي، قال: بلى،[قال:] فإن صحبتني فَلاٰ تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ ءٍ حَتّٰى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً، فَانْطَلَقٰا حَتّٰى إِذٰا رَكِبٰا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهٰا، قٰالَ : أَ خَرَقْتَهٰا لِتُغْرِقَ أَهْلَهٰا، لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً، قٰالَ أَ لَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً، قٰالَ لاٰ تُؤٰاخِذْنِي بِمٰا نَسِيتُ ، وَ لاٰ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً، فَانْطَلَقٰا حَتّٰى إِذٰا لَقِيٰا غُلاٰماً فَقَتَلَهُ ، قٰالَ أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ ، لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً، قٰالَ : أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً، قٰالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ ءٍ بَعْدَهٰا فَلاٰ تُصٰاحِبْنِي، قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً، فَانْطَلَقٰا حَتّٰى إِذٰا أَتَيٰا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمٰا أَهْلَهٰا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمٰا، فَوَجَدٰا فِيهٰا جِدٰاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقٰامَهُ ، قٰالَ : لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً [في عمله] (1)،قال: هٰذٰا فِرٰاقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مٰا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً، قال: فأخبره بما قال اللّه تعالى، فسار به في البحر حتى انتهى به إلى مجمع البحور (2)،قال: يا موسى هل تدري أي مكان هذا؟ قال: لا، قال: هذا مجمع البحور، ليس في الأرض مكان أكثر ماء من هذا، قال: و بعث ربك الخطّاف فجعل يستقي من الماء بمنقاره، قال: يا موسى كم ترى هذا الخطّاف رزأ (3) من الماء؟ قال: ما أقلّ ما رزأ قال: فإن علمي و علمك في علم اللّه كقدر (4) ما حمل على الخطّاف من هذا الماء، و قد كان موسى قد حدّث نفسه بأنه ليس أحد أعلم منه، أو تكلم به، من ثمّ أمر أن يأتي الخضر[3988].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، و أبو القاسم بن بنت منيع، قالا: نا أبو الربيع، نا معتمر، عن أبيه، عن رقبة.

ح قال و نا أبو عروبة الحرّاني، نا المسيّب بن واضح، نا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رقبة قال: و نا علاّن علي بن أحمد بن سليمان المعدّل، و مأمون المصريان، قالا: نا محمّد بن هشام بن أبي خيرة، نا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رقبة قال: و نا

ص: 412


1- زيادة للإيضاح.
2- في الطبري: مجمع البحرين.
3- الأصل و م: رزى.
4- الطبري: كقدر ما استقى هذا الخطاف.

إبراهيم بن عبد اللّه الزينبي، نا محمّد بن عبد الأعلى الصّنعاني، نا معتمر، نا أبي، عن رقبة كلهم قالوا عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبيّ بن كعب أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا»، قال أبو عروبة: الغلام الذي قتله الخضر كان كافرا، و قال إبراهيم بن عبد اللّه الزينبي و ذكر الحديث بطوله، و لفظ الحديث لابن عبد الأعلى، عن معتمر[3989].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد الرازي عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب، أنا محمّد بن أيوب، أنا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و أبو الربيع الزهراني، قالا: نا المعتمر بن سليمان عن أبيه، عن رقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا، و لو أدرك لأرهق أبويه طغيانا و كفرا»[3990].

أخرجه مسلم (1) عن القعنبي.

أخبرنا أبو سهل المزكّي، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الرّوياني، أنا أحمد قال: و أخبرني عمي عن ابن سمعان، عن مجاهد يقول: كان ابن عبّاس يقول في هذه الآية: وَ إِذْ قٰالَ مُوسىٰ لِفَتٰاهُ : لاٰ أَبْرَحُ يقول: لا أنفك، لا زال قال: حتى أبلغ مجمع البحرين، يقول: ملتقى البحرين (2)،أو أقرب الأرض ملتقاهما، قال: أو أمضي حقبا، يقول: أو أمضي سبعين خريفا، فلما بلغا مجمع بينهما يقول: بين البحرين نسيا حوتهما، يقول: اذهب منهما فأخطأهما، و كان حوتا مليحا مفهما يحملانه، قال: و كان سعيد بن جبير كما أخبرني عبد اللّه بن أبي نجيح عنه يقول: كان الحوت لهما زادا و علما، و كان مجاهد يقول: وثب الحوت من المكتل (3) إلى الماء فكان سبيله في البحر سربا ليس كهذه الفتح، و لكنه حوت اتخذه الحوت و الصخرة في البحر حيث أخطأ الحوت، فأنسى الشيطان فتى موسى أن يذكره، و كان فتى موسى يوشع بن نون كما يقال، و اللّه أعلم، فقال: و اتّخذ سبيله في البحر

ص: 413


1- صحيح مسلم، كتاب الفضائل(43)، باب من فضائل الخضر عليه السلام.
2- قال القسطلاني أي ملتقى بحري فارس و الروم من جهة الشرق أو بأفريقيا أو طنجة.
3- المكتل: القفة و الزنبيل.

عجبا، يقول: موسى عجب (1) من أثر الحوت و دوراته التي غاب فيها، قال ذلك ما كنا نبغي، قال موسى: فذاك حيث أخبرت أني أجد الخضر حيث يفارقني الحوت، قال:

فارتدّا على آثارهما قصصا يقال: اتّباع موسى و يوشع أثر الحوت في البحر و هما راجعان على ساحل البحر، قال: فوجدا عبدا من عبادنا، يقول: فوجدا خضرا، قال: أتيناه رحمة من عندنا و علّمناه من لدنا علما، قال: قال اللّه تعالى: و فوق كلّ ذي علم عليم، فصحب موسى الخضر فكان من شأنهما ما قص اللّه في كتابه.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، نا أبو بكر محمّد بن علي بن أحمد الخطيب، نا أبو جعفر محمّد بن الحسن البزار بباب الطاق (2)،نا محمّد بن المعافي الصيداوي - بصور - نا أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقار قال: قرئ على عبد اللّه بن وهب و أنا أسمع، قال الثوري: قال مجالد: قال أبو الوداك: قال أبو سعيد الخدري: قال عمر بن الخطاب: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«قال أخي موسى: يا رب ذكر كلمة فأتاه الخضر و هو فتى طيب الريح، حسن بياض الثياب مشمّرها، فقال: السّلام عليك و رحمة اللّه يا موسى بن عمران، إن ربّك يقرأ عليك السّلام، قال موسى: هو السّلام و إليه السّلام، و الحمد للّه رب العالمين الذي لا أحصي نعمه، و لا أقدر على أن أشكره إلاّ بمعونته، ثم قال موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني اللّه بها بعدك، قال الخضر: يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع، فلا تملّ جلساءك إذا حادثتهم، و اعلم أن قلبك وعاء فانظر ما ذا تحشو (3) به وعاءك، و اعزف (4) عن الدنيا و انبذها وراءك فإنها ليست لك بدار، و لا لك فيها محل قرار، و إنما جعلت بلغة للعباد، و التزود منها للمعاد، و رد (5) نفسك على الصّبر تخلص من الإثم، ثم يا موسى تفرّغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن تفرّغ له، و لا تكن مكثارا بالمنطق، مهذارا، فإن كثرة المنطق تشين العلماء و تبدي مساوئ السخفاء، و لكن عليك بالاقتصاد، فإن ذلك من التوفيق و السّداد، و أعرض عن الجهال و باطلهم،

ص: 414


1- و قيل إن لفظة «عجب» من تمام كلام يوشع بن نون، و قيل: من كلام اللّه تعالى.
2- باب الطاق محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقي (ياقوت).
3- الأصل:«تحشر» و المثبت عن ابن العديم.
4- في ابن العديم: و انحرف.
5- في ابن العديم و المختصر: و رض.

و احلم عن السفهاء، فإن ذلك فعل الحكماء و زين العلماء إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلما و جانبه حزما، فإن ما بقي من جهله عليك و سبّه إياك أكثر و أعظم؛ يا ابن عمران، و لا ترى أنّك أوتيت من العلم إلاّ قليلا، فإن الاندلاث (1) و التعسف من الاقتحام و التكلف، يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما مغلقه، و لا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه، يا ابن عمران، من لا تنتهي من الدنيا نهمته و لا تنقضي منها رغبته كيف يكون عابدا، و من يحقر حاله و يتهم اللّه فيما قضى له كيف يكون زاهدا، هل يكف عن الشهوات من غلب عليه هواه، أو ينفعه طلب العلم و الجهل قد حواه، لأن سعيه إلى آخرته و هو مقبل على دنياه، يا موسى تعلم ما تعلّمت لتعمل به، و لا تعلمه لتحدث به، فيكون عليك بواره، و لغيرك نوره، يا موسى بن عمران اجعل الزهد و التقوى لباسك، و العلم و الذكر كلامك، و استكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات، و زعزع بالخوف قلبك، فإن ذلك يرضي ربك، و اعمل خيرا فإنك لا بد عامل سوءا قد وعظت إن حفظت»، قال: فتولّى الخضر و بقي موسى حزينا مكروبا يبكي (2)[3991].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، و أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد بن عمر بن بنت الكاملي الصّوري، قالا: أنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن عمر الآمدي، نا أبو الوليد الحسن بن محمّد البلخي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو العباس أحمد بن يونس الضّبّي، نا أحمد بن عيسى المصري، نا رشدين [بن] سعد، عن أبي الحسن الشامي عن أبي حازم، عن ابن عباس قال: الكنز الذي مرّ به الخضر لوح من ذهب فيه: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، عجب لمن يعرف الموت كيف يفرح، و عجب لمن يعرف النار كيف يضحك، و عجب لمن يعرف الدنيا و تحوّلها بأهلها كيف يطمئن إليها، و عجب لمن يؤمن بالقضاء و القدر كيف ينصب في طلب الرزق، و عجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يعمل الخطايا.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه الصفار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل،

ص: 415


1- الاندلاث: التقدم بلا فكرة و لا روية (اللسان: دلث).
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3297/7.

نا جرير، حدّثني أبو عبد اللّه - زاد البيهقي: أظنه الملطي - قال: لما أراد موسى أن يفارق الخضر عليهما السلام قال له موسى: أوصني، قال: كن نفاعا و لا تكن ضرّارا، كن بشّاشا و لا تكن غضبان، ارجع عن اللجاجة و لا تمش في غير حاجة، و لا تعيّر امرأ بخطيئته - و قال البيهقي: بخطيئة - و ابك على خطيئتك يا ابن عمران.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن عبد الرّحمن الذكواني، نا أبو الحسن علي بن محمّد الفقيه، نا عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، نا أحمد بن مهدي، نا عبد اللّه بن مسلمة، نا يعقوب بن حمّاد المدني، عن إبراهيم بن عيسى، قال: لما أراد موسى عليه السّلام فراق الخضر قال له موسى: أوصني، قال:

انزع عن اللجاجة، و لا تمش في غير حاجة، و لا تضحك إلاّ من عجب، و لا تعيّر الخطائين، و ابك على خطيئتك يا ابن عمران.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمّد، نا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب أن الخضر قال لموسى عليهما السّلام: يا موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها.

قال: و أنا ابن مروان، أنا أحمد بن علي، نا ابن خبيق قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: بلغني أن الخضر قال لموسى عليهما السلام لما أراد أن يفارقه: يا موسى تعلّم العلم لتعمل به، و لا تعلّمه لتحدّث به.

قال: و نا ابن مروان، نا الحسن بن علي، عن موسى بن ظريف، عن يوسف بن أسباط ، قال: بلغني أن موسى قال للخضر: ادع لي، فقال له الخضر: يسّر اللّه عليك طاعته.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي (1)،و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي، قالا: أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي (2)،أنا أبو علي بن شاذان، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، نا الحسن بن عمرو

ص: 416


1- إعجامها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 284/20.
2- إعجامها غير واضح و رسمها مضطرب بالأصل و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 259/19.

قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: قال موسى للخضر عليهما السلام: أوصني، قال:

ستر اللّه عليك طاعته (1).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن، و حدّثني أبو مسعود، و عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد، نا سليمان بن أحمد بن أيوب، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي، نا محمّد بن الفضل بن عمران الكندي، نا بقية بن الوليد، عن محمّد بن زياد، عن أبي أمامة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال لأصحابه:«أ لا أحدّثكم عن الخضر؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:«بينما هو ذات يوم يمشي في سوق (2) بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال: تصدّق عليّ بارك اللّه فيك، فقال الخضر: آمنت باللّه، ما شاء اللّه من أمر يكون ما عندي شيء أعطيكه، قال المسكين: أسألك بوجه اللّه لما تصدقت عليّ فإني نظرت السيماء (3) في وجهك، و رجوت البركة عندك، فقال الخضر: آمنت باللّه، ما عندي شيء أعطيكه إلاّ أن تأخذني فتبيعني، فقال المسكين: و هل يستقيم هذا؟ قال: نعم، الحق أقول لك، لقد سألتني بأمر عظيم، أما إني لا أخيبك بوجه ربي - بعني-، قال فقدمه إلى السّوق فباعه بأربع مائة درهم، فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء، فقال له:

إنك إنما ابتعتني التماس خير عندي، فأوصني بعمل، قال: أكره أن أشقّ عليك، إنك شيخ كبير ضعيف، قال: ليس يشقّ عليّ ، قال: فانقل هذه الحجارة - و كان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم - فخرج الرجل لبعض حاجته، ثم انصرف و قد نقل الحجارة في ساعة، فقال: أحسنت و أجملت و أطقت ما لم أرك تطيقه، ثم عرض للرجل سفر، فقال: إني أحسبك أمينا، فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، قال: فأوصني بعمل، قال: إني أكره أن أشق عليك، قال: ليس يشقّ عليّ ، قال: فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك، فمضى الرجل لسفره، فرجع الرجل و قد شيّد بناءه، فقال: أسألك بوجه اللّه ما سببك (4)، و ما أمرك ؟ قال: سألتني بوجه اللّه، و السؤال بوجه اللّه أوقعني في العبودية، سأخبرك من أنا، أنا الخضر الذي سمعت به، سألني مسكين صدقة، فلم يكن عندي شيء أعطيه،

ص: 417


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3297/7-3298.
2- في بغية الطلب: في سوق من أسواق بني إسرائيل.
3- بغية الطلب: سيماء الخير.
4- ابن العديم: ما حسبك.

فسألني بوجه اللّه فأمكنته من رقبتي، فباعني، و أخبرك أنه من سئل بوجه اللّه فرد سائله و هو يقدر وقف يوم القيامة جلده لا لحم له و لا عظم، يتقعقع (1)،فقال الرجل:

آمنت باللّه، شققت عليك يا نبي اللّه، و لم أعلم، قال: لا بأس، أحسنت و أبقيت، فقال الرجل: بأبي و أمي يا نبي اللّه، أحكم في أهلي و مالي بما أراك اللّه أو أخيّرك، فأخلي سبيلك، فقال: أحب إليّ أن يخلى سبيلي فأعبد ربي تعالى، فخلّى سبيله، فقال الخضر:

الحمد للّه الذي أوقعني في العبودية ثم نجاني منها (2)[3992].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد السّلمي، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن مجاهد، عن عبد اللّه، قال: حدّثني أبيّ بن كعب قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«شممت ليلة أسري بي رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة ؟ قال: ريح قبر الماشطة و ابنيها و زوجها، و كان بدو ذلك أن الخضر كان من أشراف بني إسرائيل و كان ممره براهب في صومعة فتطلع عليه الراهب فيعلمه الإسلام، و أخذ عليه أن لا يعلمه أحدا ثم ان أباه زوّجه امرأة فعلّمها الإسلام، و أخذ عليها أن لا تعلمه أحدا، ثم طلّقها، فأفشت عليه إحداهما و كتمت الأخرى، فخرج هاربا حتى أتى جزيرة في البحر فرآه رجلان فأفشى عليه أحدهما و كتم الآخر، فقيل له: و من رآه معك ؟ قال: فلان، و كان في دينهم أن من كذب قتل، فسئل فكتم فقتل الذي أفشى عليه، ثم تزوج الكاتم عليه المرأة الكاتمة، فبينا هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المشط من يدها، فقالت: تعس فرعون، فأخبرت الجارية أباها، فأرسل إلى المرأة و ابنها و زوجها، فأرادهم أن يرجعوا عن دينهم، فأبوا، فقال: إني قاتلكم، قالوا: احمينا منك إن أنت قتلتنا أن تجعلنا في قبر واحد، فقتلهم و جعلهم في قبر واحد»، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما شممت رائحة أطيب منها، و قد دخلت الجنة»[3993].

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه فيما قرأ علي إسناده، و ناولني إياه، و قال اروه

ص: 418


1- ابن العديم: و لا لحم إلاّ عظم يتقعقع.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3299/7-3300 مع بعض اختلاف و هو بحرفيته في مختصر ابن منظور 62/8-63.

عني، أنا محمّد بن الحسين أنا (1) المعافي بن زكريا القاضي (2)،نا أبو بكر بن أبي داود، نا حسين بن علي بن مهران، نا عامر بن فرات، عن أسباط عن السّدّي، قال: كان مالك (3) و كان له ابن يقال له الخضر و إلياس أخوه - أو كما قال - فقال إلياس (4) للملك:

إنك قد كبرت و ابنك الخضر ليس يدخل في ملكك، فلو زوّجته لكي يكون ولده ملكا بعدك ؟ فقال له: يا بني تزوّج، قال: لا أريد، قال: لا بد لك، قال: فزوّجني. فزوجه امرأة بكرا فقال لها الخضر: إنه لا حاجة لي في النساء، فإن شئت عبدت اللّه معي و أنت في طعام الملك و نفقته، و إن شئت طلّقتك ؟ قالت: بل أعبد اللّه معك، قال: فلا تظهري سرّي، فإنك إن حفظت سرّي حفظك اللّه، و إن أظهرت عليه [أهلك] أهلكك (5) اللّه، فكانت معه سنة لم تلد، فدعاها الملك فقال: أنت شابة و ابني شاب، فأين الولد و أنت من نساء ولّد، فقالت: إنما الولد بأمر اللّه، و دعا الخضر فقال له: أين الولد يا بني ؟ قال:

الولد بأمر اللّه، فقيل للملك: فلعل هذه المرأة عقيم لا تلد، فزوّجه امرأة قد ولدت؛ فقال للخضر طلّق هذه، قال: تفرق بيني و بينها و قد اغتبطت بها، فقال لا بد، فطلّقها ثم زوجه ثيّبا قد ولدت، فقال لها الخضر كما للأولى فقالت: بل أكون معك، فلما كان الحول دعاها فقال: إنّك ثيّب قد ولدت قبل ابني فأين ولدك ؟ فقالت: هل يكون الولد إلاّ من بعل، و بعلي مشتغل بالعبادة لا حاجة له في النساء؛ فغضب الملك و قال: اطلبوه فهرب، فطلبه ثلاثة فأصابه اثنان منهم، فطلب إليهما أن يطلقاه فأبيا و جاء الثالث فقال:

لا تذهبا به، فلعله يضربه و هو ولده، فأطلقاه ثم جاءوا إلى الملك فأخبره الاثنان أنهما أخذاه و أن الثالث أخذه منهما، فحبس الثالث، فكّر الملك فدعا الاثنين فقال: أنتما خوّفتما ابني حتى هرب، فذهب فأمر بهما فقتلا، و دعا بالمرأة فقال لها: أنت هربت ابني و أفشيت سره، لو كتمت عليه لأقام عندي، فقتلها، و أطلق المرأة الأولى و الرجل، فذهبت المرأة فاتّخذت عريشا على باب المدينة فكانت تحتطب و تبيعه و تتقوت بثمنه، فخرج رجل من المدينة فقير فقال: بسم اللّه، فقالت المرأة، و أنت تعرف اللّه ؟ قال: أنا

ص: 419


1- بالأصل:«أن».
2- الجليس الصالح الكافي 294/1-296 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3300/7.
3- في الجليس الصالح: ملك، و هو الظاهر.
4- الأصل و م:«الناس» و المثبت عن الجليس الصالح.
5- الأصل:«أهلك» و الصواب عن الجليس الصالح و م.

صاحب الخضر، قالت: و أنا امرأة الخضر، فتزوجها فولدت له، و كانت ماشطة ابنة فرعون.

فقال أسباط عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنها بينا هي تمشط ابنة فرعون سقط المشط من يدها فقالت: سبحان ربي، فقالت ابنة فرعون:

أبي، قالت: لا، ربي و رب أبيك، فقالت: أخبر أبي ؟ قالت: نعم، فأخبرته فدعا بها، و قال: ارجعي، فأبت، فدعا ببقرة (1) من نحاس، و أخذ بعض ولدها فرمى به في البقرة و هي تغلي، ثم قال: ترجعين ؟ قالت: لا، فأخذ الولد الآخر حتى ألقى أولادها أجمعين، ثم قال لها: ترجعين ؟ قالت: لا، فأمر بها قالت: إنّ لي حاجة، فقال: و ما هي ؟ قالت: إذا ألقيتني في البقرة فأمر بالبقرة أن تحمل ثم تكفأ في بيتي الذي على باب المدينة، و تنحّي البقرة و تهدم البيت علينا حتى يكون قبورنا، فقال: نعم، إن لك علينا حقا، قال: ففعل بها ذلك.

قال ابن عباس، قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«مررت ليلة أسري بي فشممت رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل، ما هذا؟ فقال: هذا ريح ماشطة [ابنة] (2) فرعون و ولدها»[3994].

قال القاضي (3):في هذين الخبرين عظة و معتبر، و تنبيه لمن عقل و مزدجر، و في بعض ما اقتضى (4) فيها ما دعا ذوي النهى إلى الصدق و حفظ الأمانة، و حذّر من ركوب الغدر و الخيانة، و في خزن السر و حياطته و صونه و حراسته ما لا يختل (5) على الألباء و فور فضيلته كما لا يذهب عليهم ما في إفشائه و إضاعته من سقوط القدر، و قبيح الذكر، و ما يكسب صاحبه من حطّه عن منزلته من يشرف و يعتمد عليه، و يؤتمن و يركن في جلائل الخطوب إليه، و الناس في هذين الخلقين المتناقضين معافى مكرم، و مبتل مذمم، و قد قال بعض من افتخر بالخلق الكريم منهما:

ص: 420


1- كذا، و في الجليس الصالح و بغية الطلب: بنقرة. و النقرة: قدر يسخن فيها الماء و غيره (اللسان)، و قد يكون سمي هذه القدر الكبيرة «بقرة» إما لأنها كبيرة واسعة كالبقرة لكبرها، و إما لأنها قد تكون صنعت على صورة بقرة ؟! و اللّه أعلم.
2- الزيادة عن الجليس الصالح.
3- هو أبو الفرج المعافي بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
4- الأصل و م «اقتص» و المثبت عن الجليس الصالح.
5- الجليس الصالح: يحيل.

قد أطعن الطعنة النجلاء عن عرض *** و أكتم السرّ فيه ضربة العنق (1)

و قد قال بعض من خالف هذا في صفته، و سلك خلاف محجته:

و لا أكتم الأسرار لكن أذيعها *** و لا أدع الأسرار تغلي على قلبي (2)

و ما أتى في هاتين الخليقتين المتضادتين من منثور الأخبار، و منظوم الأشعار يتعب إحصاؤه، و يملّ استقصاؤه، و لعلنا نضمّن في مجالس كتابنا هذا منه ما يستفيد الناظر فيه، إذا أتى ما يجره و يقتضيه، إن شاء اللّه.

و ذكرت من النوع الذي يضاد فيه فريقان في ما وصف به كل واحد منهما نفسه، شيئا أحببت أن أثبته فيما هاهنا، و إن كان بابه أوسع من أن يستوعى، و أكثر من أن يستغرق و يستوفي، و هو ما روي أن منفوسة بنت زيد الفوارس لما أهديت إلى قيس بن عاصم قرّبت (3) إليهما الغداء، فقال لها: أين اكيلي ؟ فلم تدر ما يقول لها، فأنشأ يقول (4):

أيا ابنة عبد اللّه و ابنة مالك *** و يا بنت ذي البردين و الفرس الورد

إذا ما صنعت الزّاد فالتمسي له *** أكيلا فإني لست آكله وحدي

أخا طارق (5) أو جار بيت فإنني *** أخاف ملامات الأحاديث من بعدي

و إني لعبد الضيف من (6) غير ذلة *** و ما فيّ إلاّ ذاك من شيم العبد

فسمعه جار له و كان مبخلا فقال:

لبيني و بين المرء قيس بن عاصم *** بما قال بون في الفعال بعيد

ص: 421


1- نسبه بحواشي الجليس الصالح لأبي محجن الثقفي، و انظر تخريجه فيه.
2- البيت في الجليس الصالح و نسبه بحاشيته لسحيم الفقعسي، و البيت في محاضرات الأدباء للراغب ص 57 بدون نسبة و برواية: لكن أنمها و لا أترك.
3- الأصل:«قرب» و المثبت عن الجليس الصالح.
4- الأبيات في الجليس الصالح منسوبة لقيس، و في الكامل للمبرد 709/2 منسوبة لقيس بن عاصم، و في الأغاني 71/14 منسوبة لقيس بن عاصم، و في البيان و التبيين 309/3 و عيون الأخبار 263/3 بدون نسبة، و في ديوان الحماسة بشرح التبريزي 100/4 منسوبة لحاتم طيئ، و الأبيات الأربعة في ديوان حاتم ط بيروت ص 43.
5- في الجليس الصالح: أخا طارقا» و مثله في ديوان حاتم.
6- ديوان حاتم طيئ «ما دام ثاويا» و في الكامل للمبرد:«ما دام نازلا».

و إنّا لنجفو الضيف من غير قلة (1) *** مخافة أن يغرى بنا فيعود

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، قالا: أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمّد بن يوسف بن عاصم - زاد ابن مسعدة:

البخاري - نا أحمد بن إسماعيل القرشي، نا عبد اللّه بن نافع، عن كثير بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان في المسجد فسمع كلاما من ورائه - و في حديث الماليني من زاوية - فإذا هو بقائل يقول: اللّهم أعنّي على ما ينجيني مما خوفتني، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين سمع ذلك:«أ لا تضم إليها أختها» فقال الرجل: اللّهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لأنس بن مالك و كان معه:«اذهب يا أنس إليه فقل له: يقول لك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم استغفر لي» فجاءه أنس فبلغه، فقال: يا أنس أنت [رسول] (2) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إليّ ؟ فقال: كما أنت فرجع فاستثبته فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«قل له: نعم»، فقال له اذهب فقل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن السّمرقندي: فقل له - إن اللّه فضّلك على الأنبياء بمثل ما فضّل به رمضان على الشهور، و فضّل أمتك على الأمم بمثل ما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر عليه السلام (3)[3995].

و قد روي هذا الحديث عن أنس:

أخبرناه أبو القاسم تميم بن أبي سعيد (4) بن أبي العباس، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ - قال الشحامي: إملاء - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد الأصبهاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزعفراني، نا محمّد بن الفضل بن جابر، نا محمّد بن سلام المنبجي، نا الوضاح (5) بن عباد الكوفي، نا عاصم الأحول، عن أنس - زاد الشحامي: بن مالك - قال: خرجت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم في بعض الليالي أحمل له الطهور إذ سمع مناديا فقال: يا أنس صه، فقال: اللّهم أعنّي على

ص: 422


1- الجليس الصالح: عسرة.
2- زيادة عن بغية الطلب للإيضاح.
3- الخبر نقله ابن العديم 3284/7.
4- ابن العديم:«سعد» خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 20/20.
5- بالأصل «أبو الوضاح» و المثبت عن م.

ما ينجيني مما خوفتني منه، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«لو قال أختها معها» فكأن الرجل لقن ما أراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: و ارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«و جبت يا أنس دع - و قال تميم: ضع - هذا الطهور و ائت المنادي فسله أن يدعو لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن يعينه على ما ابتعثه به، و يدعو لأمته و أن يأخذوا ما آتاهم به نبيهم بالحق» فقال لي: من أرسلك ؟ فكرهت أن أعلمه و لم استأذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: و ما عليك يرحمك اللّه تدعو بما سألتك فقال: لا أو تخبرني من أرسلك، فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقلت له، فقال:«قل له أنا [رسول] (1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم»، فقال: مرحبا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و برسوله، أنا كنت أحق أن آتيه، أقرئ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم السلام، و قل له:

الخضر يقرئك السلام و يقول - زاد الشحامي: لك، و قالا - إن اللّه قد فضّلك على النبيين كما فضّل شهر رمضان على سائر الشهور، و فضّل أمتك على الأمم كما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام، فلما ولّيت عنه سمعته يقول: اللّهم اجعلني مع هذه الأمة المرحومة المرشدة المتوب عليها (2)[3996].

و قد روي عن أنس من وجه آخر:

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمداني بمصر، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن موسى التمار الحافظ ، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا الحسين بن ربيع، نا الحسين بن يزيد السلولي، نا إسحاق بن منصور، نا أبو خالد مؤذن بني مسلية نا أبو داود، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يتوضأ من الليل إلى الليل، فخرجت معه ذات ليلة في بعض طرق المدينة و معي الطهور، فسمع صوت رجل يدعو: اللّهم أعنّي على ما ينجيني مما خوفتني فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لو دعا بالتي تليها»، قال: وفق اللّه على لسان الداعي الذي كان في نفس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: اللّهم ارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه، فقال:«دع الطهور يا أنس جمعتا له و رب الكعبة، ائت هذا الداعي فقل له: ادع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فليعنه اللّه على ما بعثه، و ادع لأمته أن يأخذوا ما آتاهم نبيهم»، قال: من أرسلك ؟- قال: و لم يكن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال لي أخبره من أرسلني - قال: فقلت: و ما عليك،

ص: 423


1- زيادة لازمة عن ابن العديم.
2- نقله ابن العديم 3284/7-3285.

قال: لست أدعو حتى تخبرني من أرسلك، قال: فقلت: و ما عليك ؟ قال: لست أدعو حتى تخبرني من أرسلك، فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه إنه أبى حتى أخبره من أرسلني، قال:«قل له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم»، فأتيت فقلت له: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أرسلني، قال:

مرحبا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و برسوله، أنا أحق أن آتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قل له: أنا أخوك الخضر، و إن اللّه فضّلك على النبيين كما فضّل رمضان على سائر الشهور، و فضّل أمتك على سائر الأمم كما فضّل الجمعة على سائر الأيام، قال: فلما ولّيت سمعته يقول: اللّهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها[3997].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن بالوية، نا محمّد بن بشر بن مطر، نا كامل بن طلحة، نا عبّاد بن عبد الصمد، عن أنس بن مالك، قال: لما قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أحدق به أصحابه، فبكوا حوله، و اجتمعوا فدخل رجل أشهب اللحية جسيم صبيح فتخطّى رقابهم، فبكى ثم التفت إلى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: إنّ في اللّه تعالى عزاء من كل مصيبة و عوضا من كل فائت، و خلفا من كل هالك فإلى اللّه فأنيبوا، و إليه فارغبوا، و نظره إليكم في البلاء، فانظروا فإن المصاب من لم يجبر، و انصرف، فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل، قال أبو بكر و علي: نعم هذا أخو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الخضر عليه السلام.

قال البيهقي: عبّاد بن عبد الصمد (2) ضعيف و هذا منكر بمرّة.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و هبة اللّه بن أحمد (3) بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا أبو عبد الملك القرشي، نا أبو الطاهر أحمد بن السرح، نا عبد اللّه بن وهب، عن من حدثه عن ابن عجلان، عن محمّد بن المنكدر، قال: بينما عمر بن الخطاب يصلّي على جنازة إذا بهاتف يهتف من خلف: لا تسبقنا بالصلاة يرحمك اللّه. فانتظره حتى لحق بالصف، فكبّر عمر و كبّر معه الرجل، فقال الهاتف: إن تعذبه فبكثير عصاك، و إن تغفر له فقير إلى رحمتك، قال: فنظر عمر و أصحابه إلى

ص: 424


1- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ط بيروت 269/7 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3285/7.
2- انظر ترجمته في ميزان الاعتدال 369/2.
3- ابن العديم: محمد.

الرجل فلما دفن الميت و سوّى الرجل عليه من تراب القبر، قال: طوبى لك يا صاحب القبر إن لم يكن عريفا أو جابيا أو خازنا أو كاتبا أو شرطيا، فقال عمر: خذوا لي الرجل نسأله عن صلاته و كلامه هذا عن من هو، قال: فتوارى عنهم، فنظروا فإذا أثر قدمه ذراع، فقال عمر: هذا و اللّه الخضر الذي حدّثنا عنه النبي صلّى اللّه عليه و سلم (1).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن الحسن الأزرق، نا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان، نا أحمد بن يحيى بن إسحاق، نا أحمد بن حرب النيسابوري، نا عبد اللّه بن الوليد العدني، عن محمّد بن جميل الهروي، عن سفيان الثوري، عن عبد اللّه بن محرز، عن يزيد بن الأصم، عن علي بن أبي طالب أنه قال: بينا أنا أطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبة و هو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، و يا من لا تغلطه المسائل، و يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين، أذقني برد عفوك و حلاوة رحمتك، قلت: يا عبد اللّه أعد الكلام، قال: و سمعته يقول: قال: نعم، قال: و الذي نفس الخضر بيده، و كان الخضر هو لا يقولهن عبد دبر الصلاة المكتوبة إلاّ غفرت ذنوبه و لو كانت مثل رمل عالج (2)،و عدد المطر، و ورق الشجر (3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الوزير - إملاء - أنا أحمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو القاسم محمّد بن زكريا، نا أبو حفص المستملي، أنا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا عبد اللّه بن الوليد، نا محمّد بن جميل، عن سفيان الثوري، عن عبد اللّه بن محرز، عن يزيد بن الأصم، عن علي بن أبي طالب، قال: بينا أنا أطوف بالكعبة إذا رجل متعلق بأستار الكعبة و هو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لا تغلطه المسائل، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، ارزقني برد عفوك و حلاوة رحمتك، فقال علي: أعد علي هذا الكلام يا عبد اللّه، قال:

أسمعته ؟ قال: نعم، قال: و الذي نفس الخضر بيده - و كان هو الخضر - ما من عبد

ص: 425


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3302/7.
2- عالج: رمال بين فيد و القريات على طريق مكّة لا ماء بها و هي مسيرة أربع ليال (معجم البلدان).
3- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3302/7-3303 مع بعض اختلاف.

يقولهن في دبر كل صلاة مكتوبة إلاّ غفر له ذنوبه، و إن كانت مثل رمل عالج، أو مثل زبد البحر، أو ورق الشجر.

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضل بن محمّد الجندي (1)،نا أبو عبد اللّه، نا عبد اللّه بن الوليد العدني، عن محمّد بن جميل الهروي، عن سفيان الثوري، عن عبد اللّه بن المحرز، عن يزيد بن الأصم، عن علي بن أبي طالب، قال: دخلت الطواف في بعض الليل فإذا أنا برجل متعلّق بأستار الكعبة، و هو يقول: يا من لا يمنعه سمع عن سمع، و يا من لا تغلطه المسائل، و يا من لا يبرحه إلحاح الملحين، و لا مسألة السائلين: ارزقني برد عفوك و حلاوة رحمتك، قال: فقلت له: يا هذا أعد عليّ ما قلت، قال: قال لي: أو سمعته ؟ قلت: نعم، قال لي: و الذي نفس الخضر بيده، قال: و كان هو الخضر - لا يقولها عبد خلف صلاة مكتوبة إلاّ غفر اللّه له ذنوبه، و لو كانت مثل زبد البحر، و رمل عالج، و ورق الشجر، و عدد النجوم لغفرها اللّه له.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل الضّرّاب، نا أحمد بن مروان المالكي، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا مالك بن إسماعيل، نا صالح بن أبي الأسود أخو منصور بن أبي الأسود عن محفوظ بن عبد اللّه الحضرمي، عن محمّد بن يحيى، قال: بينما علي بن أبي طالب يطوف بالكعبة إذا هو برجل متعلق بأستار الكعبة و هو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، و يا من لا يغلطه السائلون، يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين؛ اذقني برد عفوك و حلاوة رحمتك، قال: فقال له علي: يا عبد اللّه دعاك هذا، قال: و قد سمعته ؟ قال: نعم، قال: فادع به في دبر كل صلاة، فو الذي نفس الخضر بيده لو كان عليك من الذنوب عدد النجوم السماء و مطرها، و حصباء الأرض و ترابها، لغفر لك أسرع من طرفة عين (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد، أنا أبو إسحاق المزكي، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا محمّد بن أحمد بن زيد أملّه علينا بعبّادان، أنا عمرو بن عاصم، نا الحسن بن رزين، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس

ص: 426


1- ترجمته في سير الأعلام 257/14.
2- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3302/7 و ابن حجر في الإصابة 445/1.

-قال: و لا أعلمه إلاّ مرفوعا إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم - قال: يلتقي الخضر و إلياس كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه و يتفرقان عن هؤلاء الكلمات:«بسم اللّه ما شاء اللّه لا يسوق الخير إلاّ اللّه، ما شاء اللّه لا يصرف السوء إلاّ اللّه، ما شاء اللّه، ما كان من نعمة فمن اللّه، ما شاء اللّه لا حول و لا قوة إلاّ باللّه»[3998].

قال: و قال ابن عباس: من قالهن حين يصبح و حين يمسي ثلاث مرات آمنه اللّه من الغرق و الحرق و الشّرق (1) و أحسبه قال: من الشيطان و السلطان، و من الحية و العقرب.

قال الدارقطني: حديث غريب من حديث ابن جريج لم يحدّث به غير هذا الشيخ عنه (2).

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي، نا محمّد بن علي بن عطية الحارثي (3)،نا علي بن الحسن الجهضمي، نا ضمرة بن حبيب المقدسي، نا أبي، نا العلاء بن زياد النشيري، عن عبد اللّه بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يجتمع كل يوم عرفة بعرفات: جبريل و ميكائيل و إسرافيل و الخضر، فيقول جبريل: ما شاء اللّه، لا قوة إلاّ باللّه، فيردّ عليه ميكائيل: ما شاء اللّه كلّ نعمة من اللّه، فيردّ عليه إسرافيل: ما شاء اللّه، الخير كلّه بيد اللّه، فيردّ عليه الخضر: ما شاء اللّه لا يصرف السوء إلاّ اللّه، ثم يتفرقون عن هذه الكلمات، فلا يجتمعون إلى قابل في ذلك اليوم» قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«فما من أحد يقول هؤلاء الأربع مقالات حين يستيقظ من نومه إلاّ وكّل اللّه به أربعة من الملائكة يحفظونه؛ صاحب مقالة جبريل من بين يديه، و صاحب مقالة ميكائيل عن يمينه، و صاحب مقالة إسرافيل عن يساره، و صاحب مقالة الخضر من خلفه، إلى أن تغرب الشمس، من كل آفة و عاهة و عدوّ و ظالم و حاسد» قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«و ما من أحد يقولها في يوم عرفة مائة مرة من قبل غروب الشمس إلاّ ناداه اللّه تعالى من فوق عرشه: أي عبدي قد أرضيتني و قد رضيت عنك، فسلني ما شئت فبعزّتي حلفت لأعطينّك» (4)[3999].

ص: 427


1- في ابن العديم:«و السرق» و الشرق دخول الماء الحلق حتى يغص به (لسان).
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3281/7-3282، و ابن حجر في الإصابة 438/1.
3- ترجمته في سير الأعلام 536/16.
4- باختصار و من طريق عبيد بن إسحاق نقله ابن حجر في الإصابة 438/1-439.

أنبأنا أبو الحسن الموازيني، و أبو طاهر الحنّائي، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن سعدان، نا محمّد بن سليمان الرّبعي، نا علي بن الحسين بن ثابت الذروي (1)،نا هشام بن خالد، نا الحسن بن يحيى الخشني، عن ابن أبي روّاد، قال:

إلياس و الخضر يصومان في شهر رمضان في بيت المقدس و يحجّان في كل سنة، و يشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك المقرئ، قال علي: حدّثنا - و قال محمّد: أنا - أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم يحكي عن أبي محمّد الجريري (3)،قال: سمعت أبا إسحاق المرستاني يقول: رأيت الخضر عليه السلام فعلّمني عشر كلمات، و أحصاها بيده: اللّهم إني أسألك الإقبال (4) عليك، و الاصغاء إليك، و الفهم عنك، و البصيرة في أمرك، و النفاذ في طاعتك، و المواظبة على إرادتك، و المبادرة في خدمتك، و حسن الأدب في معاملتك، و التسليم و التفويض إليك (5).

قال أبو نعيم: اسم أبي إسحاق المرستاني إبراهيم بن أحمد، كان الجنيد له مؤاخيا.

أخبرنا أبو العزّ السّلمي - فيما قرأ إسناده علي، و ناولني إياه، و قال اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (6)،نا عبيد اللّه (7) بن محمّد بن جعفر الأزدي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إبراهيم الباهلي، نا عبد اللّه بن بكر السهمي، نا الحجّاج بن فرافصة، قال: كان رجلان يتبايعان عند عبد اللّه بن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف فمرّ عليهم رجل فقام عليهما (8) فقال للذي يكثر الحلف: يا

ص: 428


1- كذا بالأصل و م و في الإصابة 440/1 الدوري.
2- نقله ابن حجر في الإصابة 440/1.
3- عن ابن العديم و بالأصل و م «الحريري»، و في الإصابة: الحريري أيضا.
4- غير واضحة بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور و بغية الطلب و م.
5- الخبر نقله ابن العديم 3306/7 و ابن حجر في الإصابة 450/1.
6- الجليس الصالح الكافي 148/2 و نقله عنه في بغية الطلب 3304/7.
7- كذا بالأصل و ابن العديم، و في الجليس الصالح: عبد اللّه.
8- بالأصل:«عليها» و المثبت عن الجليس الصالح.

عبد اللّه، اتق اللّه و لا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت و لا ينقص من رزقك إن لم تحلف، قال: امض لما يعنيك قال: إن ذا مما يعنيني، فلما أخذ ينصرف عنهما، قال: اعلم أنه من آية الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، و ألاّ يكون في قولك فضل على عملك، و احذر الكذب في حديث غيرك، ثم انصرف.

فقال عبد اللّه بن عمر لأحد الرجلين: الحقة فاستكتبه هؤلاء الكلمات، فقام فأدركه، فقال: اكتبني هؤلاء الكلمات رحمك اللّه، قال: ما يقدّره اللّه من أمر يكن (1)، قال: فأعادهن عليّ حتى حفظتهن، ثم مشى معه حتى إذا وضع رجله في باب المسجد فقده قال: فكأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو إلياس.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد العطار، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا الحسين بن حميد العكّي (2)،[نا] (3) زهير بن عباد، حدّثني محمّد بن جامع، قال: بلغنا أن الخضر عليه السلام قال بينما هو يساير رجلا إذ طلبهما للغذاء فإذا بينهما شاة مشوية لم يروا من وضعها مما يلي الخضر قد شوي، و مما يلي الرفيق نيّا لم يشو، فقال له الخضر: إنك زعمت أنك لا تنال رزقك إلاّ بالنصب و العناء فيه، فقم فاعن به و اشوه، و أما أنا فقد كفيته لأني زعمت أنه من يتوكل على اللّه كفاه، فقد كفيته (4).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - إذنا - أنا أبو طالب محمّد بن على بن الفتح الحربي، أنا أبو سهل محمود بن عمر بن محمود العكبري، حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن ينال (5) البغدادي، نا الحسن بن محمّد بن سليم (6)الماوردي، نا أبو القاسم علي بن المخرمي، نا عمر بن فروخ (7)،نا عبد الرّحمن بن

ص: 429


1- الجليس الصالح: ما يقدر اللّه تعالى من أمر يكون.
2- غير واضحة بالأصل و الصواب عن م له ذكر في سير الأعلام 563/13 و انظر بغية الطلب 3306/7.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
4- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3306/7-3307.
5- إعجامها غير واضح و نميل إلى قراءتها «نيال» و الصواب ما أثبت عن م.
6- في ابن العديم «سليمان».
7- ابن العديم:«روح» و الإصابة كالأصل.

حبيب الحارثي، عن سعيد بن سعيد (1)،عن أبي طيبة (2)،عن كرز بن وبرة، قال: أتاني أخ لي من أهل الشام فقال لي: يا كرز اقبل مني هذه الهدية فإن إبراهيم التميمي (3)حدّثني قال: كنت جالسا في فناء الكعبة أسبّح و أهلل فجاءني رجل فسلّم عليّ و جلس عن يميني، فلم أر رجلا أحسن منه وجها و لا أطيب منه ريحا، فقلت له: من أنت رحمك اللّه ؟ فقال: أنا أخوك الخضر جئتك لأسلم عليك و أعرفك [أن] من قرأ عند طلوع الشمس و انبساطها اَلْحَمْدُ سبع مرات و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّٰاسِ سبع مرات و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سبع مرات و قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ سبع مرات و قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ سبع مرات، و آية الكرسي سبع مرات، و قال: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و صلّى على النبي صلّى اللّه عليه و سلم سبع مرات، و استغفر لنفسه و لوالديه و لجميع المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات سبع مرات حاز من الأجر ما لا يصفه الواصفون. فقلت للخضر: علّمني شيئا إن عملته رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم في منامي فقال: أفعل إن شاء اللّه، إذا أنت صلّيت المغرب فواصل الصلاة إلى عشاء الآخرة، و لا تكلم أحدا و سلّم من كل ركعتين، و اقرأ في كل ركعة ما تيسر من القرآن، فإذا انصرفت إلى منزلك فصلّ فيه ركعتين خفيفتين ثم ارفع يديك إلى ربك و قل: يا حيّ يا قيوم، يا ذا الجلال و الإكرام، يا إله الأولين و الآخرين، يا رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما، يا رب يا رب يا رب، يا اللّه يا اللّه يا اللّه، صلّ على محمّد و على آل محمّد؛ و افعل ذلك و أنت مستقبل القبلة، و من على شقك الأيمن حتى تغرق في نومك و أنت تصلّي على النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

ففعلت ذلك فذهب عني النوم من شدة الفرح فأصبحت على تلك الحال حتى صلّيت الضحى ثم وضعت رأسي فذهب بي النوم فأتاني النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأخذ بيدي و أجلسني فقلت له: يا رسول اللّه إن الخضر عليه السلام أخبرني بكذا و كذا، فقال: صدق الخضر، قالها ثلاثا و كل ما يحكيه الخضر فهو حقّ ، و هو عالم أهل الأرض و رأس الأبدال، و هو من جنود اللّه في الأرض (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه [محمّد بن الفضل] الفراوي، أنا أبو عثمان الصّابوني، أنا

ص: 430


1- ابن العديم:«سعد بن سعد» و في الإصابة: سعد بن سعيد.
2- ابن العديم و الإصابة: أبي ظبية.
3- ابن العديم و الإصابة: التيمي.
4- الخبر نقله ابن العديم 3304/7-3305 و ابن حجر في الإصابة 449/1.

زاهر بن أحمد، أنا أبو عمرو بن السّماك، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد، نا أحمد بن إبراهيم (1)،نا محرز بن حيّان، عن سفيان بن عيينة قال: رأيت رجلا في الطواف حسن الوجه، حسن الثياب، منيفا على الناس، قال: فقلت في نفسي: ينبغي أن يكون عند هذا علم، قال: فأتيته، فقلت: تعلّمنا شيئا، لعلّ شيئا، قال: فلم يكلمني حتى فرغ من طوافه، قال: فأتى المقام، فصلى خلفه ركعتين خفّف فيهما ثم قال: أ تدرون ما ذا قال ربّكم ؟ قال: قلنا: و ما ذا قال ربّنا؟ قال: أنا الملك الذي لا أزول فهلمّوا إليّ أجعلكم ملوكا لا تزولون، ثم قال: أ تدرون ما ذا قال ربكم ؟ قال: قلنا: ما ذا قال ربّنا؟ قال: أنا الملك الحي الذي لا أموت، فهلموا إليّ أجعلكم أحياء لا تموتون، ثم قال: أ تدرون ما ذا قال ربكم ؟ قال: قلنا: ما ذا قال ربنا؟ قال: أنا الذي إذا أردت أمرا أقول له كن فيكون، يعني فهلموا إليّ أجعلكم إذا أردتم أمرا قلتم (2) له كن فيكون.

قال ابن عيينة: فذكرته لسفيان الثوري، فقال: أمّا أنا فعندي أنه كان ذاك الخضر عليه السلام، و لكن لم يعقله (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (4)،أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو نصر التّمّار، نا مسكين أبو فاطمة، عن مورع بن موسى، عن عمرو (5) بن قيس الملائي، قال: بينما أنا أطوف بالكعبة إذا أنا برجل بارز من الناس و هو يقول: من أتى الجمعة فصلّى قبل الإمام و صلّى بعد الإمام كتب من العابدين، و من أتى الجمعة فلم يصلّ قبل الإمام و لا بعد الإمام كتب من الغابرين، ثم ذهب فلم أره، فخرجت من الصّفا أطلبه بأبطح مكّة، فاحتبست عن أصحابي، فسألوني، فأخبرتهم، قالوا: الخضر؟ قلت: الخضر صلّى اللّه عليه و سلم (6).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، أنا رشأ بن نظيف المعدّل، أنا

ص: 431


1- في بغية الطلب: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم.
2- بالأصل:«قلت» و المثبت عن ابن العديم.
3- الخبر نقله من هذه الطريق ابن العديم في بغية الطلب 3307/7 و باختلاف الطريق عن سفيان بن عيينة في الإصابة 446/1.
4- الأصل: المزرقي بالقاف، و الصواب ما أثبت عن م.
5- الأصل:«عمر» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 250/6.
6- نقله ابن العديم 3308/7.

الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن إسحاق، نا أبي، نا إبراهيم بن خالد، عن عمر بن عبد العزيز القرشي قال: رأيت الخضر و هو يمشي مشيا سريعا، و يقول: صبرا يا نفس صبرا لأيام تنفد لتلك الأيام الأبد، صبرا لأيام قصار لتلك الأيام الطوال (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني محمّد بن عبد العزيز، نا ضمرة، عن السري بن يحيى، عن رياح (3) بن عبيدة قال: رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يديه، فقلت في نفسي: إن هذا الرجل جافي قال: فلما انصرف من الصلاة (4) قلت: من الرجل الذي كان معتمدا على يدك آنفا، قال: و هل رأيته يا رياح (5)؟قلت: نعم، قال: ما أحسبك إلاّ رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر، بشرني أني سألي و أعدل (6).

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا عبد الواحد بن إسماعيل الرّوياني في كتابه، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر الخبازي، قال: سمعت أبا الحسن النهاوندي الزاهدي في ديار المغرب يقول: لقي رجل خضرا النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال له:

أفضل الأعمال اتّباع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فالصّلاة عليه، قال الخضر: و أفضل الصلوات عليه ما كان عند نشر حديثه و إملائه يذكر باللّسان، و يكتب في الكتاب، و يرغب فيه شديدا، و يفرح به كثيرا، و إذا اجتمعوا لذلك حضرت ذلك المجلس معهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نعيم النسوي البويطي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم بن

ص: 432


1- نقله ابن العديم 3308/7 و ابن حجر في الإصابة 449/1-450.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 577/1 و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 3308/7 و ابن حجر في الإصابة 450/1.
3- عن المعرفة و التاريخ، و بالأصل و بقية المصادر:«رباح» بالباء الموحدة خطأ، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 177/2.
4- في الإصابة:«فلما صلى» بدل «فلما انصرف من الصلاة».
5- عن المعرفة و التاريخ، و بالأصل و بقية المصادر:«رباح» بالباء الموحدة خطأ، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 177/2.
6- ورد الخبر أيضا في سيرة عمر لابن الجوزي ص 43، و في سيرة عمر لابن عبد الحكم ص 32 و فيه «مزاحم» بدل «رياح بن عبيدة».

معروف، نا أبو عبد اللّه بن خالد، حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الملطي إمام مسجد الجامع بمصر، حدّثني أبي قال: كان سعيد الأدم يصلي في اليوم و الليلة ألف و مائتي ركعة، و كان قطوبا عبوسا، فاتصل به عن أبي عمرو، إدريس الخولاني و كان رجلا صالحا حسن الخلق، و لم يكن له اجتهاد مثل سعيد الأدم في الاجتهاد و العبادة، و كان الخضر يزور إدريس الخولاني فجاء إليه سعيد فسأله و استشفع به إلى الخضر ليكون له صديقا، و أنا أسألك أن تكون له صديقا قال: فقال له إدريس لما زاره: إن سعيد الأدم سألني مساءلتك لتكون له صديقا، و أنا أسألك أن تكون له صديقا، و تلقاه و تسلم عليه، قال: فلقيه و هو داخل من باب البرادع، فأخذ يده بكلتي يديه و قال له: مرحبا يا أبا عثمان، كيف أنت، و كيف حالك ؟ قال: فقال له سعيد: ما بقي إلاّ أن تدخل في حلقي، قال: فالتفت فلم يره، فعلم أنه هو الخضر فكان غرضه أن صلّى الغداة و خرج سعيد يريد إلى إدريس، و كان سعيد يدخل مع النجم و يخرج مع النجم، فصلّى الغداة و خرج إلى إدريس، فوجد الخضر قد سبقه إليه، فقال له: يا أبا عمرو، كان من حالي مع سعيد كذا و كذا، و اللّه لا رآني بعدها أبدا، إن حدثت أن جبلا زال عن موضعه، فصدّق، و إن حدّثت عن رجل أنه زال عن خلقه فلا تصدّق (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد (2) بن يحيى الذّهلي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال: حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حديثا طويلا عن الدّجّال قال فيما يحدّثنا: يأتي الدجال و هو محرم عليه أن يدخل نقاب (3) المدينة، فخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس: أو من خيرهم (4)-فيقول، أشهد أنك أنت الدّجّال الذي حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بحديثه، فيقول الدجال: أ رأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أ تشكّون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحيا، و اللّه ما كنت أشدّ بصيرة فيك مني الآن، قال: فيريد قتله الثانية فلا يسلط عليه.

ص: 433


1- نقله في بغية الطلب 3309/7.
2- الأصل:«أبو محمد» و المثبت عن م.
3- نقاب، جمع نقب، و هو الطريق بين جبلين (اللسان: نقب).
4- عن ابن العديم و مختصر ابن منظور و بالأصل: من يخبرهم و في م: بخيرهم.

قال معمر: بلغني أنه يجعل على حلقه صفيحة نحاس، و بلغني أنه الخضر الذي يقتله الدّجّال ثم يحييه (1).

1966 - الخضر بن الحسين بن عبد اللّه بن الحسين

ابن عبد اللّه (2) بن أحمد بن عبدان بن أحمد ابن زياد بن وردآزاذ بن عبد بن شبّة بن أحمد بن عبد اللّه أبو القاسم بن أبي عبد اللّه الأزدي الصّفار (3)سمع أباه أبا عبد اللّه، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و أبا البركات بن طاوس، و أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، و سهل بن بشر الأسفرايني، و أبا البركات عبد القادر بن إسماعيل، و أبا عبد اللّه محمّد بن علي بن المبارك الفراء، و أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عقيل بن الشّهرزوري، و أبا نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطرثيثي (4)،و أبا الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي، و أبا الفضل بن الفرات، و أبا إسحاق إبراهيم بن يونس الخطيب، و أبا الحسين بن الحنّائي، و أبا الحسن بن طاهر النحوي، و نصر بن أحمد الهمداني، و أبا الحسن بن أبي الحزوّر، و أبا عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الدّينوري المؤدب، و عبد الباقي بن أحمد صهر الأهوازي.

كتبت عنه، و كان شيخا سليم الصدر.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري (5)،نا أبو عبد الرّحمن زكريا بن يحيى السّجزي (6)،نا مخلد بن مالك، نا حفص بن ميسرة

ص: 434


1- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3309/7-3310.
2- في مختصر ابن منظور 71/8 و سير الأعلام 222/20 عبيد اللّه.
3- ترجمته في سير الأعلام 222/20.
4- هذه النسبة إلى طرثيث و هي ناحية و قرى كثيرة من أعمال نيسابور، و طريثيث قصبتها (انظر معجم البلدان).
5- ترجمته في سير الأعلام 528/15.
6- ترجمته في سير الأعلام 570/13.

الصّنعاني (1)،عن صدّيق بن موسى، و إسماعيل بن رافع، و أبي الفضل الكوفي، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه أبي موسى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا كان يوم القيامة أعطى اللّه تبارك و تعالى الرجل من أمة محمّد اليهوديّ ، و النصرانيّ ، فيقول: أفد بهذا نفسك»[4000].

سألت أبا القاسم عن مولده، فقال: يوم السبت لستّ بقين من شوال سنة خمس و ستين و أربعمائة، و توفي سحر ليلة الأربعاء، و دفن في يومه بعد صلاة الظهر في مقبرة الكهف، للنصف من شعبان سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة.

1967 - الخضر بن زكريا بن إسماعيل

أبو القاسم الصّائغ

حدّث عن محمّد بن يوسف الهروي.

روى عنه: أبو الحسين بن الميداني.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن أحمد الميداني، حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن أيوب القطان الحافظ ، و أبو القاسم الخضر بن زكريا الصّائغ، و أبو القاسم الحسن بن سعيد القرشي، قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، نا محمّد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي، نا الحسن بن رافع، نا ضمرة، عن ابن شوذب، عن أبي التّيّاح، عن صخر بن سبيع، عن حذيفة قال: إن أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم كانوا يسألون عن الخير، و كنت أسأل عن الشرّ مخافة أن أدركه، فأنكر القوم قولي، قال: قلت: قد أرى الذي في وجوهكم، أما القرآن فقد كان اللّه أتاني منه علما، و إني بينما أنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ذات يوم قلت: يا رسول اللّه أ رأيت هذا الخير الذي أعطاناه اللّه هل بعده من شرّ كما كان قبله شر؟ قال:«نعم»، قلت: فما العصمة منه ؟ قال:«السّيف»، قلت:

و هل للسيف من بقية ؟ قال:«هدنة على دخن» (2)،قلت: يا رسول اللّه ما بعد الهدنة ؟

ص: 435


1- ترجمته في سير الأعلام 231/8. و الصنعاني نسبة إلى صنعاء الشام (الأنساب: ذكره و ترجم له).
2- أي على فساد و اختلاف، تشبيها بدخان الحطب الرطب لما بينهم من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهر. و جاء تفسيره في الحديث: أنه لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه: أي لا يصفو بعضها لبعض و لا ينصع حبها، كالكدورة التي في لون الدابة.(النهاية لابن الأثير: دخن).

قال:«دعاة الضلالة، فإن لقيت للّه يومئذ خليفة في الأرض فالزمه، و إن أخذ مالك، و ضرب ظهرك، فاهرب في الأرض، جد هربك حتى يدركك الموت، و أنت عاضّ على أصل شجرة»، قلت: فما بعد دعاة [الضلالة] (1)؟قال:«الدّجال»، قلت: فما بعد الدّجال ؟ قال:«عيسى ابن مريم»، قلت: فما بعد عيسى ابن مريم عليه السّلام ؟ قال:«ما لو أن رجلا أنتج فرسا، لم يركب ظهرها حتى تقوم الساعة»[4001].

هذه الترجمة زادها القاسم.

1968 - الخضر بن شبل بن الحسين بن عبد الواحد

1968 - الخضر بن شبل بن الحسين (2) بن عبد الواحد

أبو البركات بن أبي طاهر الحارثي الفقيه الشافعي، المعروف: بابن عبد (3)سمع أبا القاسم النسيب، و أبا الحسن الموازيني، و أبا طاهر الحنّائي، و أبا الوحش المقرى، و جماعة كثيرة من مشايخ دمشق، و صحب الفقيه أبا الحسن بن قبيس، و تفقه على الفقيه أبي الحسن السّلمي (4)،و أبي الفتح المصيصي.

و كتب كثيرا من الحديث و الفقه، و درس الفقه في سنة ثمان عشرة و خمسمائة في حلقة ابن الفرات، و أفتى و كان شديد الفتوى، واسع المحفوظ ، ثبتا في روايته، نزه النفس، ذا مروءة ظاهرة، و درّس في المدرسة المجاهدية (5) مدة ثم ترك التدريس بالزاوية الغربية، و وقف عليه نور الدين رحمه اللّه مدرسته التي تلي باب الفرج (6)،

ص: 436


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- في بغية الطلب: الحسن.
3- اسمه علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح السلمي الدمشقي الشافعي الفرضي. ترجمته في سير الأعلام 31/20.
4- ترجمته في بغية الطلب 3312/7 و الدارس في تاريخ المدارس 309/1 و شذرات الذهب 205/4 النجوم الزاهرة 375/5 الوافي بالوفيات 340/13 سير الأعلام 592/20 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- الأصل:«المجاهدة» و الصواب عن م انظر الدارس في تاريخ المدارس 309/1 و 343/1 و 347.
6- و تعرف بالمدرسة العمادية، و هي داخل بابي الفرج و الفراديس انظر الدارس في تاريخ المدارس 308/1 و 309.

و تولى الخطابة بجامع دمشق، سمعت منه الحديث، و لزمت درسه مدة و علقت عنه من مسائل الخلاف، و كان عالما بالمذهب، يتكلم في مسائل الخلاف و الأصول.

أخبرنا أبو البركات بن عبد - بقراءتي عليه - أنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، قال: سمعت أبا سعيد الحسن بن علي بن زكريا يقول: سمعت خراش بن عبد اللّه يقول: سمعت مولاي أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الحياء و الإيمان في قرن واحد، فإذا سلب أحدهما أتبعه الآخر»، و قد وقع إليّ هذا الحديث أعلى مما هاهنا من حديث والدي رحمه اللّه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي في كتابه، و حدّثنا والدي عنه، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا محمّد بن محمّد الطرازي، أنا أبو سعيد، نا خراش فذكره.

سأله والدي رحمه اللّه عن مولده فقال: في شعبان سنة ست و ثمانين و أربعمائة، و مات ليلة الأربعاء (1) و دفن بمقبرة باب الفراديس رحمه اللّه.

1969 - الخضر بن عبد اللّه - و يقال: ابن عبيد اللّه -

ابن الحسين بن علي بن كامل

أبو القاسم المرّي السّمسار

سمع عقيل بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان، و أبا طالب عبد الوهاب بن عبد الملك الهاشمي الفقيه.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو الحسن بن أبي طاهر النحوي، و قال: ابن عبيد اللّه؛ و كذلك نسبه الدّهستاني، و نجاء ابن أحمد العطار، و هبة اللّه بن أحمد الأكفاني.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد السّمرقندي، أنا الخضر بن عبيد اللّه بن الحسين بن علي بن كامل المرّي أبو القاسم - قراءة عليه - أنا أبو طالب عقيل بن

ص: 437


1- في بغية الطلب 3315/7 و دفن يوم الأربعاء الثاني عشر من ذي القعدة سنة اثنتين و ستين و خمسمائة. و انظر سير الأعلام 592/20 و الدارس في تاريخ المدارس 309/1 و في الوافي 340/13 سنة ثلاث و ستين و خمسمائة.

عبيد اللّه بن عبدان الصفار، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن راشد (1)البجلي، نا أبو زرعة، حدّثني يحيى بن عمر بن عمارة بن راشد الليثي قال: سمعت ابن ثابت بن ثوبان يقول: حدّثني عبد اللّه بن الفضل، عن عبد الرّحمن بن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا همّ العبد بسيئة قال اللّه للملائكة: إن لم يعملها فلا تكتبوها، و إن عملها فاكتبوها سيئة، و إنّ العبد إذا همّ بالحسنة فلم يعملها قال اللّه:

اكتبوها حسنة، و إن عملها قال اللّه تعالى: اكتبوها عشر حسنات إلى سبع مائة».

كذا قال، و الصواب: يحيى بن عمرو بن عمارة[4002].

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم الخضر بن عبد اللّه بن كامل المرّي بدمشق، أنا أبو طالب عقيل بن عبد اللّه (2) بن عبدان الصفار، نا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، أنا عبيد بن حبان، عن مالك بن أنس قال: كان عمر بن عبد العزيز إذا دخل منزله خدم نفسه حتى إذا كانت المائدة مغطاة كشفها و قدّمها إليه، يريد بذلك أن يصيب من خدمة نفسه.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر، سألت علي بن طاهر عن الخضر بن عبيد اللّه بن كامل المرّي، فقال: مستور، ما علمت عليه إلاّ خيرا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني قال: توفي أبو القاسم الخضر بن عبيد اللّه بن كامل المرّي في ذي القعدة منها يعني سنة أربع و ستين و أربعمائة.

حدّث عن عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان السمسار، و أبي طالب عبد الوهاب بن عبد الملك الهاشمي الفقيه، و زاد ابن الأكفاني - و لم أسمعه منه - و لم يكن يدري شيئا.

1970 - الخضر بن عبيد اللّه

أبو القاسم القمّاح البجلي

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر أنشدنا الشيخ أبو القاسم الخضر بن عبيد اللّه بن القمّاح البجلي لبعضهم:

هواكم هوى قد شقني فوق طاقتي *** و حبكم بين العظام دخيل

ص: 438


1- ترجمته في سير الأعلام 533/15 و انظر فيه نسبه.
2- تقدم «عبيد اللّه».

فيا نزهة الدنيا و يا غاية المنى *** و يا نور عيني ما إليك سبيل

فجودوا لمحزون ملكتم قياده *** و أورثه حزنا عليك طويل

فلا تحملي ذنبي و أنت ضعيفة *** فحمل دمي يوم الحساب ثقيل

1971 - الخضر بن عبد الرّحمن بن علي

أبو الفضائل السّلمي، المعروف بابن الدواتي

سمع أبا محمّد الحسن بن علي بن صصرى، و أبا الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي، و أبا بكر محمّد بن الشافعي الصنوبري.

كتبت عنه ثلاثة أحاديث.

أخبرنا أبو الفضائل الخضر بن عبد الرّحمن - بقراءتي عليه - أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا أبو القاسم علي بن الحسن بن رجا بن طغان المحتسب، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، نا إبراهيم بن يعقوب، نا عبد اللّه بن بكر، نا حميد، عن أنس قال: سمع عبد اللّه بن سلام بقدوم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأتى النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلاّ نبي: ما أوّل أشراط الساعة ؟ و ما أول طعام أهل الجنّة ؟ و ما ينزع الوليد إلى أبيه أو إلى أمه ؟، قال:«أخبرني بهن جبريل آنفا»، قال: جبريل ؟ قال:«نعم»، قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، قال: فقرأ هذه الآية: مَنْ كٰانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّٰهِ (1) ،قال:«أما أوّل أشراط السّاعة: فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، و أمّا أول طعام يأكله أهل الجنة: فزيادة كبد الحوت، و إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، فإذا سبق ماء المرأة نزعت» (2)،قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، يا رسول اللّه إن اليهود قوم بهت (3)،و إنهم لم يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني يبهتوني فجاءت اليهود، فقال: أي رجل عبد اللّه بن سلام فيكم ؟ قالوا:

خيرنا و ابن خيرنا، و سيدنا و ابن سيدنا، قال: أ رأيتم إن أسلم عبد اللّه بن سلام ؟ قالوا:

ص: 439


1- سورة البقرة، الآية:97.
2- مهملة بالأصل و المثبت عن م. صحيح البخاري - كتاب التفسير، باب من كان عدوا لجبريل 125/8.
3- بهت جمع بهوت و هو المباهت، سكنت اللفظة تخفيفا، و هو الكذب و الافتراء، و القول عليه بما لم يقله أو ما لم يفعله (انظر اللسان: بهت).

أعاذه اللّه من ذلك، فخرج عبد اللّه فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أن محمّدا رسول اللّه، قالوا: شرنا و ابن شرنا، فقال: هذا الذي كنت أخاف يا رسول اللّه[4003].

توفي أبو الفضائل في جمادى الأولى سنة خمسين و خمسمائة، و دفن في مقبرة مسجد شعبان من جبل قاسيون.

1972 - خضر بن عبد المحسن بن أحمد بن بكر القيسي

حدّث عن عبد العزيز الكتاني.

سمع منه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدّهستاني بدمشق.

1973 - الخضر بن عبد الواحد

أبو القاسم البزاز (1)

حدّث عن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن عطيّة الإمام.

روى عنه: علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد، أنا أبو القاسم خضر بن عبد الواحد البزاز، نا عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن عطية، نا عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطان أبو محمّد، نا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ ببغداد؛ نا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«ما نفعني مال قط ، ما نفعني مال أبي بكر»، قال: فبكى أبو بكر، ثم قال: هل أنا و مالي إلاّ لك يا رسول اللّه ؟ أخبرناه عاليا أبو بكر الشيروي في كتابه، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو معاوية عن الأعمش فذكره.

1974 - الخضر بن عبد الوهاب بن يحيى بن جعفر بن منصور بن سوار

أبو القاسم الحرّاني (2)

نزيل الموصل.

ص: 440


1- في مختصر ابن منظور 74/8 البزار.
2- ترجمته في بغية الطلب 3320/7.

سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و أبا جابر عرس بن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي - بها-.

روى عنه: أبو الفتح أحمد بن عبيد اللّه بن و دعان الموصلي الفقيه، و أبو محمّد هشام بن محمّد بن هشام اليماني (1) الكوفي، و محمّد بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد، أنا القاضي أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم بن نصر النّسفي، أنا أبو الفتح أحمد بن عبيد اللّه بن و دعان الفقيه بالموصل، نا الخضر بن عبد الوهاب بن يحيى الحرّاني، نا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن عوف الطائي بحمص، نا عثمان بن سعيد، نا محمّد بن مهاجر، عن الزّبيدي، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: رحم اللّه لبيدا إذ يقول:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** و بقيت في خلف كجلد الأجرب (2)

فقالت عائشة: كيف لو أدرك زماننا هذا، قال عروة: رحم اللّه عائشة لو أدركت زماننا هذا.

قال الزهري: رحم اللّه عروة كيف لو أدرك زماننا هذا، قال الزّبيدي: رحم اللّه الزهري كيف لو أدرك زماننا هذا، قال ابن مهاجر: رحم اللّه الزبيدي كيف لو أدرك زماننا هذا، قال ابن عوف: رحم اللّه ابن مهاجر كيف لو أدرك زماننا هذا، قال خيثمة:

رحم اللّه ابن عوف كيف لو أدرك زماننا هذا، قال الخضر: رحم اللّه خيثمة كيف لو أدرك زماننا هذا، قال ابن ودعان: رحم اللّه الخضر كيف لو أدرك زماننا هذا، قال هنّاد:

رحم اللّه ابن ودعان كيف لو أدرك زماننا هذا، قال أبو الحسن: رحم اللّه هنّادا كيف لو أدرك زماننا هذا (3).

كذا وقع في هذا الرواية، و قد سقط منه قول عثمان بن سعيد (4).

أخبرنا عاليا على الصواب أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن

ص: 441


1- رسمها غير واضح بالأصل و في م: التيملي و المثبت عن بغية الطلب 3320/7.
2- البيت في ديوانه ط بيروت ص 34 و ص 36.
3- الخبر نقله عن ابن عساكر ابن العديم في بغية الطلب 3320/7-3321.
4- في ابن العديم:«سعدة» و ورد فيه في متن الخبر:«عثمان بن سعد» و في الموضعين تحرفت اللفظة عن «سعيد» انظر ترجمته في سير الأعلام 308/12.

أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن عبيد اللّه الدّاراني القطان الشيخ الصالح، و أبو نصر حديد بن جعفر الرماني، و أبو القاسم تمّام بن محمّد الرازي، و أبو الحسن علي بن أحمد الشرابي و أحمد بن محمّد بن سلامة، قالوا: أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة، نا محمّد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي، نا عثمان بن سعيد، نا محمّد بن مهاجر، عن الزّبيدي، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: رحم اللّه لبيدا إذا يقول:

ذهب الّذين يعاش في أكنافهم *** و بقيت في خلف كجلد الأجرب (1)

فقالت عائشة: رحم اللّه لبيدا كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال عروة: يرحم اللّه عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا؟ قال الزهري: رحم اللّه عروة كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال الزّبيدي: رحم اللّه الزّهري، كيف لو أدرك زماننا؟ قال: محمّد بن مهاجر:

رحم اللّه الزّبيدي كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال عثمان: رحم اللّه محمّد بن مهاجر، كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال محمّد بن عوف: رحم اللّه عثمان كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال خيثمة: رحم اللّه محمّد بن عوف كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قالوا كلهم:

رحم اللّه خيثمة كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال عبد العزيز: رحم اللّه الجماعة كيف لو أدركوا زماننا هذا؟ قال الفقيه أبو الحسن: رحم اللّه عبد العزيز كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال المصنف: رحم اللّه الفقيه كيف لو أدرك زماننا هذا؟ كذا قال: و إنما هو محمّد بن عبد الرّحمن القطان، و قال شيخنا أبو الفضل رحمه اللّه.

1975 - الخضر بن عبدان بن أحمد بن عبدان بن أحمد

ابن زياد بن ورد أزاد بن عبد بن شبّة بن أحمد بن عبد اللّه

أبو القاسم الأزدي الصّفار المعدّل

عن أبي بكر الميانجي.

روى عنه: نجاء بن أحمد العطار.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم و نقلته من خطه، أنا أبو الحسن نجا بن أحمد بن

ص: 442


1- بالأصل:«في حلف كجلد الأحرب» و في م: الأجرب و المثبت عن الديوان و الرواية السابقة المتقدمة.

محمّد بن العطار سنة ثمان و ستين و أربعمائة.

أخبرني أبو القاسم الخضر بن عبدان بن أحمد الصفار المعدّل قراءة عليه، أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي إملاء بدمشق سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب، قال: سمعت عبد الرّحمن بن بكر قال:

سمعت الربيع بن مسلم يقول: سمعت محمّد بن زياد يقول: سمعت أبا هريرة يقول:

سمعت أبا القاسم صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب» فقال رجل: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يجعلني منهم، فدعا له، ثم قال آخر: ادع اللّه أن يجعلني منهم فقال:«سبقك بها عكّاشة» (1)[4004].

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو حرب عبد الرّحمن بن سلاّم الجمحي، حدّثني الربيع بن مسلم، عن محمّد بن زياد، عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«يدخل الجنة من أمتي» فذكره مثله و سقط منه قوله:

«فدعا له»[4005].

أخرجه مسلم (2) عن عبد الرّحمن بن سلاّم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، حدّثني نجا بن أحمد، قال: توفي الخضر بن عبدان الصفار في جمادى الأولى سنة ست و ثلاثين و أربعمائة، حدث عن الميانجي بمجلس، و ذكر أبو بكر محمّد بن علي بن موسى الحداد أنه مات في جمادى الأولى سنة سبع و ثلاثين.

1976 - الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هاشم

أبو القاسم السمسار (3)

و يسمى أيضا الحسين.

ص: 443


1- و هو عكاشة (بضم أوله و تشديد الكاف و تخفيفها أيضا) ابن محصن بن حرثان. انظر الإصابة 494/2 ترجمته و ذكر الحديث عن ابن عباس.
2- صحيح مسلم(1) كتاب الإيمان،(94) باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب و لا عذاب (ح 367).
3- ترجمته في بغية الطلب 3121/7 و ميزان الاعتدال 654/1.

سمع الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم، و أبا (1) محمّد عبد اللّه (2) بن الحسن بن حمزة بن أبي فخر (3) البعلبكي، و أبا البركات بن طاوس.

و ذكر لي أنه سمع أبا القاسم بن أبي العلاء، و لم أظفر بسماعه منه.

سمعت منه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي، أنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن حمزة العطار في شوال سنة خمس و ثمانين و أربعمائة، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر (4) قراءة عليه، و أنا حاضر أسمع، أنا أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي، أنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى البلخي (5) القاضي، نا عثمان بن سعيد الأنماطي، و هو أبو القاسم الفقيه (6)،نا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، نا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أبا بكر، و عمر، و عثمان كانوا يمشون أمام الجنازة (7).

قال الشافعي رحمه اللّه: و الحجة فيه من مشي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أثبت من أن يحتاج معها إلى غيرها، و أن في اجتماع أئمة الهدى بعده الحجة.

سألت أبا القاسم عن مولده فقال: سنة خمس و سبعين و أربعمائة، و شهدت حصار أنطاكية سنة تسعين و أنا بالغ، و مات ليلة الأحد الثامن من ربيع الأول سنة خمس و ستين و خمسمائة، و دفن في مقبرة الباب الصغير، و كان يترفض، و أصله من موالي بني أمية.

ص: 444


1- بالأصل «و أبو» و المثبت عن م.
2- في ابن العديم 3322/7 «عبد اللّه بن الحسين بن حمزة بن أبي محمد البعلبكي» و في 3321 «عبد اللّه بن الحسن بن حمزة العطار».
3- بالأصل و م غير مقروءة، مهملة و رسمها «محة» و المثبت «ابن أبي فخر» عن مختصر ابن منظور 76/8.
4- ترجمته في سير الأعلام 415/17 و ورد في بغية الطلب:«أبو الحسين».
5- ترجمته في سير الأعلام 293/15.
6- ترجمته في سير الأعلام 429/13.
7- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3321/7-3322 باضطراب السند و متن الحديث.

1977 - الخضر بن علي بن محمّد

أبو القاسم الأنطاكي البزّاز (1)(2)

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي بكر [محمّد بن القاسم] (3) بن الأنباري.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن الحسن بن الطّيّان.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، قالا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير التميمي، نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن القاسم الغساني، نا أبو القاسم الخضر بن علي بن محمّد الأنطاكي البزّاز - قدم علينا دمشق - نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري، نا ابن ناجية، نا محمّد بن المثنى، نا محمّد بن خالد بن عثمة، نا عبد اللّه بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«ما أمعر حاجّ قطّ »[4005].

قال ابن الأنباري: معناه ما افتقر حاج قط ، و أصله من قولهم: مكان معر: إذا ذهب نباته (4).

قال: و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«حسن الملكة يمن (5)،و سوء الخلق شؤم، و طاعة المرأة ندامة، و الصدقة تدفع القضاء السّوء»[4006].

1978 - الخضر بن الفتح بن عبد اللّه

أبو القاسم الصوفي المزين

سمع أبا نصر بن الجبّان (6) المرّي، و أبا القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب، و أبا الحسن عبيد اللّه بن أحمد بن

ص: 445


1- الأصل «البراز» و في م: البزار و المثبت عن مختصر ابن منظور 76/8.
2- ترجم له في بغية الطلب 3322/7.
3- زيادة للإيضاح، انظر ترجمته في سير الأعلام 274/15.
4- في النهاية لابن الأثير (معر): و أصله من معر الرأس و هو قلة شعره، و قد معر الرجل بالكسر فهو معر، و الأمعر: القليل الشعر، و المعنى: ما افتقر من يحج.
5- في النهاية (ملك): حسن الملكة نماء، يقال: فلان حسن الملكة إذا كان حسن الصنيع إلى مماليكه.
6- الأصل:«الحيان» و الصواب ما أثبت عن م و فيها: المزني بدل المري.

الحسن بن الوراق، و تمام بن محمّد الرازي بدمشق، و سمع بصيدا القاضي أبا الحصين عطية اللّه بن عطا اللّه بن محمّد بن أبي غياث، و الحسن بن محمّد بن جميع، و القاضي أبا (1) مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي، و أبا محمّد معاذ بن محمّد بن عبد الغالب.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و نجاء بن أحمد العطار.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، قال: خضر بن الفتح [بن] عبد اللّه أبو القاسم الدمشقي، حدّث عن عبد الوهاب بن عبد اللّه المرّي، سمعت منه و كتبت عنه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتاني، قال: توفي خضر بن فتح المزين في ربيع الآخر سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، حدث عن أبي نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن الجبّان، و عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي العقب بشيء يسير.

1979 - الخضر بن محمّد بن غوث المدعو بغويث

1979 - الخضر (2) بن محمّد بن غوث المدعو بغويث

أبو بكر التّنوخي أخو الحسين بن محمّد

سكن عكا، و روى عن بحر بن نصر، و إبراهيم بن مرزوق، و الربيع بن سليمان، و علي بن شيبة، نزيل مصر.

و روى عنه: أبو الحسين الرازي، و أبو الحسين بن جميع، و أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السّلمي، و محمّد، و أحمد ابنا موسى بن السمسار، و أبو سليمان بن زبر، و عبد الوهاب الكلابي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا الخضر بن

ص: 446


1- بالاصل «أبو» و المثبت عن م.
2- ورد في الأنساب للسمعاني (العكاوي) في نسخة منه: الحصن بن محمد بن عوف التنوخي العكاوي؛ و في نسخة: الخضر. من أهل عكا. و عكا بلد على ساحل بحر الشام من عمل الأردن.(ياقوت).

محمّد، هو ابن غوث أبو بكر التّنوخي عكّاوي بصيدا، أنا بحر بن نصر بن سابق، أبو عبد اللّه، نا بشر بن بكير، نا سعيد بن عبد العزيز، عن زيد بن أسلم، قال: أتى ابن عمر رجل فقال: بما أهلّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قال: بالحج، فلما كان العام القابل أتاه، فقال: بما أهلّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: أ ما أتيتني عام أول ؟ قال: بلى، و لكن أنس بن مالك يقول: قرن، قال: إن أنس بن مالك كان يتولّج على النساء و هنّ مكشّفات الرءوس - يعني لصغره-، و أنا تحت ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يصيبني لعابها، سمعته يلبي بالحجّ .

قرأت بخط نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي، قال في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو بكر الخضر بن محمّد بن غويث التنوخي، مات في سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: توفي الخضر بن محمّد بن غوث في ذي القعدة - يعني سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

1980 - الخضر بن محمّد بن كامل

حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر.

كتب إليّ عنه نجا بن أحمد، و أظنه الخضر بن عبيد اللّه بن كامل أبا القاسم الذي تقدم، أخطأ نجا في اسم أبيه، و اللّه أعلم.

1981 - الخضر بن منصور بن علي

أبو القاسم الضرير المقرئ المعروف بالحبّال

سمع أبا محمّد بن أبي نصر، و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان، و أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن يحيى.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو الفتيان الدّهستاني، و نجا بن أحمد العطار، و أبو محمّد بن الأكفاني.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو القاسم الخضر بن منصور بن علي الضرير المقرئ المعروف بالحبّال قراءة عليه، في ربيع الآخر سنة تسع و خمسين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان ح.

ص: 447

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالا: أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي:

أخبرنا - و في حديث ابن أبي نصر: نا - العباس بن الوليد بن مزيد، نا محمّد بن شعيب، حدّثنا - و في حديث ابن أبي نصر، أخبرنا - نا شيبان بن عبد الرّحمن التميمي، أخبرنا - و في حديث ابن أبي نصر، نا - الحسن بن دينار، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عروة بن الزبير أن رجلا قال: سألت عائشة عن الرجل يقبل امرأته أ يعيد الوضوء؟ فقالت: قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقبّل بعض نسائه ثم لا يعيد الوضوء، قال: فقلت لها:

لأن كان ذلك ما كان إلاّ منك، قال: فسكتت[4007].

نسبه أبو محمّد بن الأكفاني في موضع آخر فقال: الخضر بن علي بن منصور، و الأول أصح.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: خضر [بن] منصور بن علي أبو القاسم الضرير الدمشقي، حدّث عن عقيل بن عبيد اللّه الصفار، سمعت منه و كتبت عنه.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):و أما حبّال - بفتح الحاء و تشديد الباء و فتحها - أبو القاسم الخضر بن منصور الضرير الحبّال المقرئ الدمشقي، حدّث عن ابن أبي نصر، سمعت منه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي أبو القاسم الخضر بن منصور الضرير المقرئ المعروف [بالحبّال] (2) في ذي الحجة سنة تسع و خمسين و أربعمائة، و كان يحفظ القرآن حفظا جيدا، و حدّث عن عبد الرّحمن بن أبي نصر بشيء يسير.

1982 - الخضر بن نجا بن الحسن

أبو القاسم التّميمي البعلبكيّ المؤدب الحنبلي

سمع سهل بن بشر، رأيته و لم أسمع منه [شيئا، و استجاز منه] (3) أبو (4) محمّد بن

ص: 448


1- الاكمال لابن ماكولا 378/2 و 379.
2- زيادة لازمة.
3- زيادة عن م.
4- كذا وردت العبارة بالأصل.

صابر لنفسه و لابنه أبي المعالي و سمعا منه في سنة إحدى عشرة و خمس مائة و بقي بعد ذلك.

1983 - الخضر بن نصر بن عقيل بن نصر

أبو العباس الإربلي (1) الفقيه الشافعي (2)

قدم دمشق و أقام بها مدة و كان تفقه ببغداد على الإمام أبي الحسن علي بن محمّد بن علي الطبري المعروف بالكيا، ثم رجع إلى إربل فكان يفتي بها و يدرس، و كان عالما بالمذهب و الخلاف و الفرائض، زاهدا ورعا متقللا من الدنيا، سئل عن مولده فقال: لا أحقّه لكني سمعت والدتي تقول: كنت في قبل شرف الدولة بك نفساء قال:

و أظنه سنة ثمان و سبعين و أربعمائة، و جمع كتابا في فضائل الصحابة رضي اللّه عنهم، روى فيه أحاديث بغير أسانيد، و كان في إقامته بظاهر دمشق منقطعا في (3)و هو غار في جبل الربوة، و مات رحمه اللّه بإربل و قد نيف على المائة أو قاربها (4).

1984 - الخضر بن هبة اللّه بن أبي الهمام

1984 - الخضر بن هبة اللّه بن أبي الهمام (5)

أبو البركات المعروف بالطائي البغدادي الشاعر (6)

قدم دمشق و امتدح بها واليها ابن ابن محمّد (7) بن بوري بن طغتكين.

سألته عن مولده، فقال في رجب سنة تسع و تسعين و أربعمائة، أنشدني أبو

ص: 449


1- الأصل «الابلى» و المثبت عن م و انظر الوافي بالوفيات 337/13. و الإربلي نسبة إلى إربل و هي قلعة على مرحلة (و قيل على مرحلتين) من الموصل.
2- ترجمته في وفيات الأعيان 237/2 شذرات الذهب 86/5 الوافي بالوفيات 337/13 و انظر بالحاشية فيه ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بياض بالأصل مقدار كلمة و في م بياض.
4- كانت وفاته ليلة الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة سنة سبع و ستين و خمسمائة بإربل و دفن بها في مدرسته التي بالربض في قبة مفردة قاله ابن خلكان (وفيات الأعيان 238/2).
5- في الوافي بالوفيات: الهجام.
6- ترجمته في معجم الأدباء 61/11 و ذكر وفاته سنة 564 الوافي بالوفيات 328/13.
7- كذا بالأصل «ابن ابن محمد» و في معجم الأدباء: و اليها محمد بن بوري و في م:«و اليها آبق بن محمد».

البركات لنفسه و كتبه لي بخطه مما أنشده و قد حضر بين يدي أمير المؤمنين الراشد باللّه ابن المسترشد على البديهة (1):

و لما شأوت الحاسدين إلى مدى *** رفيع يزل العصم (2) دون مرامه

و رفّعت الأستار لي دون ماجد (3) *** شفى غلّتي من بشره و سلامه

سطوت على صرف الزمان بجوده (4) *** و صلت على كيد العدى بانتقاصه

و أنشدني له في أبي علي بن صدقة على البديهة (5):

سأشكر ما أوليتني من منائح *** زماني و إن كنت العييّ المقصّرا

نمتك قروم في الملاحم و النّدى *** إذا انتسبت كانت أسودا و أبحرا

فكلّ كريم غادرته مبخّلا *** و كلّ قديم غادرته مؤخّرا

و أنشدني لنفسه مما قاله على البديهة بمدينة دمشق، و قد قصد أبا الفتح نصر اللّه بن صالح الهاشمي، و قد فصد (6):

لما مددت إليه راحة راحة *** من شأنها الإعطاء و الإعدام

و حسرت ذو (7) ملامة عن ساعد *** لا ساعدت أعداءه الأيام

أكبرت ما فعل الطبيب و هالني *** من فعله التغرير و الإقدام

و عجبت كيف فرى الحديد بمصل (8) *** في مدحه تتفاخر الأوهام

لكن أمرت و لو أشرت بنقمة *** يوما لذاب بجفنه الصّمصام

يا من له في كل قلب هيبة *** و له بكل رواجب إنعام

ص: 450


1- الأبيات في معجم الأدباء 62/11.
2- العصم جمع أعصم و عصماء، و هي من الظباء و الوعول ما في ذراعه أو في أحدهما بياض و سائره أسود أو أحمره، و هو يكمن أعالي الجبال فكأنه عصم من الصيد، فقيل له أعصم.
3- معجم الأدباء: سيد.
4- معجم الأدباء:«ببأسه»، و صرف الزمان: شدته.
5- الأبيات في معجم الأدباء 63/11.
6- الأبيات في معجم الأدباء 64/11.
7- في معجم الأدباء:«ردن ملاءة».
8- كذا صدره بالأصل، و في معجم الأدباء: و عجبت كيف جرى الحديد بمفصل .

أغنيت زين الدين طلاّب النّدى *** و تباشرت بقدومك الأيتام

سلب العراق فراق ظلّك عنهم *** و تباشرت (1) بك جلّق و الشام

فبنو المكارم في البريّة كلّها *** صنف و أنت مقدّم و إمام

1985 - الخضر بن يونس بن عبد اللّه

أبو القاسم

حدّث عن تمام بن محمّد.

كتب عنه نجا بن أحمد.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و أنبأنيه أبو الفرج غيث بن علي و غيره عنه، أنا أبو القاسم الخضر بن يونس بن عبد اللّه، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه الرازي (2) قراءة عليه، أنا أبو علي الحسن بن حبيب (3)،عن الزّهري، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه، قال: رخّص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم للمتمتع إذا لم يجد الهدي و لم يصم حتى فاته أيام العشر، فإنه يصوم أيام التشريق مكانها[4008].

أخبرنا عاليا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد فذكره.

1986 - الخضر بن الأخوين

1986 - الخضر بن الأخوين (4)

له ذكر و لم أعلم له رواية.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد الرّبعي، قال: سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة - يعني مات خضر بن الأخوين-.

ص: 451


1- معجم الأدباء: مض العراق... و تهنأت بك.
2- ترجمته في سير الأعلام 289/17.
3- و هو الحسن بن حبيب بن عبد الملك، أبو علي الحصائري مفتي دمشق، تقدمت ترجمته في كتابنا، و انظر سير الأعلام 383/15.
4- الأصل:«الخضر بن غلام» و المثبت عن م.

1987 - الخضر غلام أبي الحسين البلوطي

سمع أبا الحسين البلوطي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي صديقنا خضر غلام أبي الحسين (1) البلوطي في هذه السنة - يعني سنة ست عشرة و أربع مائة - سمع من أستاذه و لم يحدّث.

1988 - الخضر ،و يقال خضير بن ربيعة السّلمي

988 - الخضر (2)،و يقال خضير (3) بن ربيعة السّلمي

روى عن عبادة بن الصامت، و كعب بن ماتع الحبر.

روى عنه: عمير بن هانئ العنسي الداراني (4).

و كان خضير خاصا بمعاوية، و له دار بدمشق في سوق الخشب.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو الفتح عبد الكريم بن أحمد بن المحاملي إجازة، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، نا ابن الصّوّاف - يعني محمّد بن أحمد بن الحسن-، نا ابن أبي حسان إسحاق بن إبراهيم، نا هشام بن عمّار، نا الوليد، نا ابن ثوبان، نا عمير بن هانئ، قال: قال جنادة بن أبي أمية: حدّثني عبادة بن الصامت، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«عليك بالسّمع و الطاعة في عسرك و يسرك، و منشطك و مكرهك، و أثرة عليك (5)،و لا تنازع الأمر أهله إلاّ أن يأمروك بأمر عندك تأويله من الكتاب»[4009].

قال عمير: فحدّثني خضير السّلمي أنه سمع من عبادة بن الصامت يحدّث به عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال خضير: أ فرأيت إن أنا أطعته ؟ قال: تؤخذ بقوائمك فتلقى في النار، و ليجئن هو فلينقذك.

ص: 452


1- الأصل و م «الحسن» و قد تقدم «الحسين».
2- في مختصر ابن منظور 78/8 خضير و يقال حضير.
3- بالأصل: حضير بالحاء المهملة، و صوب ابن ماكولا في الاكمال 483/2 أنه بالخاء المعجمة، و هو ما أثبتناه، و سيأتي صوابا أثناء الترجمة «خضير» و في م: خضير و يقال خضير (لعل إحداهما بفتح الخاء و الأخرى مصغرة).
4- ترجمته في سير الأعلام 421/5 و تقرأ «العنسي» فقد وضع بالأصل نقطتان، واحدة فوق و أخرى تحت. و الصواب ما أثبت.
5- بين اللفظتين «عليك و لا» إشارة، و كتب على الهامش مقابلها:«و إن رأيت أن لك».

أخبرناه عاليا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، نا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان الطّبراني، نا محمّد بن أبي زرعة الدمشقي، نا هشام بن عباد، قال: و نا إبراهيم بن دحيم، نا أبي قالا: نا الوليد بن مسلم، نا ابن أبي ثوبان، حدّثني عمير بن هانئ، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«عليك بالسمع و الطاعة في عسرك و يسرك و منشطك و مكرهك و أثرة عليك، و لا تنازع الأمر أهله، و إن رأيت أن لك»[4010].

قال عمير: فحدّثني حضير أو حفين (1) السّلمي أنه سمع من عبادة بن الصامت عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال: و زاد إلاّ أن يأمرك بإثم بواحا عندك تأويله من الكتاب، قال حفير أو حفين (2) فقلت لعبادة: قال فإن أنا أطعته ؟ قال: يؤخذ بقوائمك فتلقى في النار و ليجيء هو فلينقذك، هكذا قال، و الصواب حضير.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن عمر (3) بن محمّد الحربي، نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان (4)،نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محمّد بن أبي سمينة (5)،نا الوليد بن مسلم، عن ابن ثوبان، عن عمير بن هانئ، حدّثني حضير الشامي، قال: سمعت كعب الأحبار يخبر أنه سيكون في هذه الأمة نساء يلبسن خمرا كأجنحة اليعاسيب (6) يدخل من ألبسهنّ النار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هي العليا: خضير السّلمي، روى عن كعب.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن مندة، نا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا [ابن] أبي

ص: 453


1- كذا بالأصل و م هنا «حفير أو حفين» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
2- كذا بالأصل و م هنا «حفير أو حفين» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
3- بالأصل «عمير» و في م: حفير و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 609/17.
4- سير الأعلام 429/16 انظر فيها نسبه.
5- انظر نسبه في ترجمته سير الأعلام 693/10.
6- اليعاسيب جمع يعسوب، أمير النحل و ذكرها.

حاتم (1)،قال خضير (2) السّلمي: روى عن كعب الأحبار، روى عنه عمير بن هاني، سمعت أبي يقول ذلك (3).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد (4)- زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (5):حضير السّلمي، سمع كعبا، روى عنه عمير بن هانئ قوله. كذا ذكره البخاري في باب الحاء المهملة (6).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال حصين (7) السّلمي سمع كعبا، روى عنه عمير بن هانئ قاله البخاري، فيما أخبرنا علي بن إبراهيم، عن ابن فارس عنه، قال غير البخاري: هو خضير بالخاء المعجمة و هو الصواب، روى عن عبادة بن الصامت، قال: و نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الفارسي، نا أبو زرعة الدمشقي، قال: حصير (8) السّلمي روى عن كعب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ح.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد، أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال: خضير بالخاء و الضاد المعجمتين و الراء: خضير السّلمي عن كعب، شامي.

قرأت على أبي محمّد أيضا عن علي بن هبة اللّه بن ماكولا، قال: حصير (9)السّلمي روى عن عبادة بن الصامت، و كعب.

ص: 454


1- بالأصل و م:«قالا: أنا أبو حاتم» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «حضير» بالحاء المهملة، و الصواب عن الجرح و التعديل و م.
3- انظر الخبر في الجرح و التعديل 406/2/1.
4- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
5- التاريخ الكبير 131/1/2 في باب الحاء، باب الواحد.
6- بالأصل «حصير» و المثبت عن البخاري.
7- كذا بالأصل «حصين» و مثلها في م.
8- كذا بالأصل و في م: خضير.
9- كذا بالأصل و في م: خضير و انظر ما مرّ عن ابن ماكولا، راجع الاكمال 482/2.

ذكر من اسمه خطّاب

1989 - الحطّاب بن سعد الخير بن عثمان

ابن يحيى بن مسلمة بن عبد اللّه بن قرط

أبو القاسم الأزدي (1)

أصله من حمص، و سكن دمشق، و حدّث عن هشام بن عمّار، و هاشم بن القاسم الحرّاني، و نصر بن محمّد بن سليمان بن أبي ضمرة، و المؤمّل بن إهاب، و محمّد بن رجاء السختياني (2)،و أبي عمرو عبد الرّحمن بن أيوب بن سعيد الحمصي، و عبد اللّه بن عبد الوهاب، و أبي نعيم الحلبي، و محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و الربيع بن سليمان، و محمّد بن سماعة الرّملي، و أبي جعفر محمّد بن عبيد الهاشمي، و عمرو بن عثمان الحمصي، و الفتح بن نصر بن عبد الرّحمن.

روى عنه: أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أيوب بن شنبوذ، و أبو علي بن شعيب الأنصاري، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و ابن أخيه أبو عمر أحمد بن إبراهيم بن سعد الخير، و أبو عمرو سعيد بن عثمان بن نصر الهمداني (3)،و أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث الزجاج.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، نا أبو القاسم

ص: 455


1- ترجمته في بغية الطلب 3330/7.
2- في ابن العديم: السجستاني.
3- ابن العديم: الهمذاني.

الخطّاب بن سعد الخير، نا محمّد بن رجاء السختياني، نا عمّار بن مطر، نا عمر بن ثابت، عن أبي حمزة الثّمالي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«رأيت ليلة أسري بي مثبتا (1) على ساق العرش: إني أنا اللّه لا إله غيري، خلقت جنة عدن بيدي، محمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بعليّ ، نصرته بعليّ »[4011].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، أنا خطّاب بن سعد الدّمشقي، نا هشام بن عمار، نا محمّد بن شعيب، نا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من غدا إلى مسجد لا يريد إلاّ أن يتعلّم خيرا أو يعلّمه، كان له كأجر حاجّ تامّا حجّه»[4012].

أخبرنا القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي.

ح و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، نا عمر بن أحمد بن عمر، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أيوب، نا خطّاب بن سعد الدمشقي - بدمشق - بحديث ذكره.

1990 - الخطّاب بن سليمان بن محمّد بن الوليد

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

كان يسكن قرية الشّبعاء (2) من إقليم بيت الآبار، و أمّه فاطمة بنت عبد الملك بن الوليد بن عبد الملك، له ذكر.

ذكره و أمّه أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و ذكر امرأته أم عبد الرّحمن بنت سلمة بن عبد الملك بن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، و ذكر بنتا له اسمها آسية أم سعيد رضيع.

1991 - الخطّاب بن المعلّى الدمشقي

و كان أديبا حكيما، أوصى ابنا له وصيّة حسنة رويت عنه.

ص: 456


1- الأصل و م: مثبت.
2- الشبعاء من قرى دمشق من إقليم بيت الآبار (ياقوت، و فيه أنه كان يسكنها الخطاب، المذكور، و أهل بيته).

1992 - الخطّاب بن واثلة، و يقال: الخطاب ابن بنت واثلة

روى عن واثلة بن الأسقع.

روى عنه: ابنه واثلة بن الخطاب.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن أحمد بن حمدان، نا.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، أنا إسحاق بن منصور، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عمرو بن بشر بن سرح، نا الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، نا واثلة (2) بن الخطاب، عن أبيه، عن جده واثلة بن الأسقع، قال: حضر رمضان و نحن في أهل الصّفة، فصمنا، فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجل منا رجلا من أهل السّعة فانطلق به فعشّاه، فأتت علينا ليلة لم يأتنا أحد، و أصبحنا صياما، ثم أتت علينا القابلة، فلم يأتنا أحد، فانطلقنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأخبرناه بالذي كان من أمرنا، فأرسل إلى كل امرأة من نسائه يسألها هل عندها شيء؟ فما بقيت منهن امرأة إلاّ أرسلت تقسم:

ما أمسى في بيتها ما يأكل ذو كبد، قال لهم (3) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«فاسمعوا لدعاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قال: اللّهم إني أسألك من فضلك و رحمتك، فإنها (4) بيدك لا يملكها أحد غيرك»، فلم يكن إلاّ و مستأذن يستأذن، فإذا بشاة مصلّية و رغيف، فأمر بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فوضعت بين أيدينا، فأكلنا حتى شبعنا، فقال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنا سألنا اللّه من فضله و رحمته، فهذا فضله، و قد ذخر لنا عنده رحمته»[4013].

و اللفظ لحديث السّلمي، و سيأتي هذا الحديث إن شاء اللّه في ترجمة واثلة بن الخطّاب أعلى من هذا بدرجة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره:

الخطّاب بن واثلة.

ص: 457


1- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 129/6 و حلية الأولياء 222/2.
2- دلائل النبوة: واثلة.
3- عبارة الحلية و الدلائل: فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فاجتمعوا، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قال: اللهم...
4- البيهقي: فإنهما... لا يملكهما.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: الخطّاب بن واثلة بن الأسقع دمشقي، قال ابن جوصا: الخطاب ابن بنت واثلة، جده لأمّه، ليس هذا يذهب عن أبي الحسن - زاد الكلابي: يعني محمودا - ثم أعاد ذكره في الطبقة الرابعة فقال:

الخطّاب بن واثلة بن الأسقع، قال أبو زرعة: ابن بنت واثلة بن الأسقع.

1993 - خطلخ الحاجب

و لي إمرة دمشق في المحرم سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة من قبل بكتكين التركي المندوب لإمرة دمشق من مصر في أيام الملقب بالعزيز، و خطلخ هذا هو الذي قبض قساما المستولي على دمشق بعد أن جاء مستأمنا و حمله إلى مصر.

1994 - خطلخ بن عبد اللّه

أبو محمّد الأتابكي مولى طغتكين أتابك

تسمى بعد: الهادي (1).

و سمع أبا طاهر الحنّائي (2)،و أبا الحسن الموازيني و غيرهم (3)،و تفقه على مذهب أبي حنيفة، و كان إمام مسجد قرية النيرب (4) مدة طويلة.

سمع منه أبو سعد بن السمعاني، مات في شهر رمضان سنة سبع و خمسين و خمسمائة، و لم أسمع منه شيئا (5).

ص: 458


1- كذا بالأصل و في م: بعبد الهادي.
2- اسمه محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم، أبو طاهر الحنائي، انظر ترجمته في سير الأعلام 436/19.
3- ذكره ياقوت في مادة «نيرب» أبو محمد عبد الهادي بن عبد اللّه الرومي النيربي كان اسمه خليعا فلما عتق سمي بعبد الهادي. و مثله في الأنساب (النيربي).
4- النيرب: قرية مشهورة على نصف فرسخ من دمشق.(ياقوت - الأنساب: النيربي).
5- قال السمعاني عنه (النيربي): و هو شيخ صالح مستور، من أهل الخير، يصلي بالناس في المسجد المليح بالنيرب.

1995 - خفاف بن منصور التميمي المرورّوذي

1995 - خفاف بن منصور التميمي المرورّوذي (1)

شهد حصار دمشق مع عبد اللّه بن علي، تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن يحيى.

1996 - خفيف بن عبد اللّه

أبو علي الدّينوري الغازي (2)

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و حامد بن يحيى البلخي، و إبراهيم بن موسى الطّرسوسي النجار.

روى عنه: أبو أحمد القاسم بن الحسن بن القاسم الهمداني، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد الدّينوري، نزيل قينيّة (3).

أخبرنا أبو الفضائل، ناصر (4) بن محمود بن علي، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمّد بن شجاع، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن عبد اللّه بن الهيثم البهراني الخطيب، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد الخزرجي الأنصاري البخاري، نا الحسين بن عبد اللّه بن الحسين بن الحارث - بهمذان - نا أبو أحمد القاسم بن الحسن، نا أبو علي خفيف بن عبد اللّه الغازي، نا هشام بن عمّار، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، نا صالح بن رستم أبو عبد السلام مولى بني هاشم، عن عبد اللّه بن حوالة أنه قال: يا رسول اللّه اكتب لي بلدا أكون فيه، فلو أعلم أنك تبقي لم أختر على قربك، قال:«عليك بالشام - ثلاثا-»، فلما رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلم كراهيته للشام قال:«هل تدرون ما يقول اللّه عز و جل، يقول: يا شام، يا شام،

ص: 459


1- الأصل «المردودي» و الصواب ما أثبت عن م. ترجمته في بغية الطلب 3332/7.
2- ترجمته في بغية الطلب 3322/7. و الدينوري نسبة إلى دينور: مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين، بين الدينور و همذان نيف و عشرون فرسخا.
3- قينية بالفتح ثم السكون و كسر النون و ياء خفيفة: قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق صارت الآن بساتين منها جماعة.
4- بالأصل:«نا نضر» كذا، و الصواب عن م انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 434/7)، و انظر ابن العديم 3322/7.

يدي عليك يا شام، أنت صفوتي من بلادي، أدخل فيك خيرتي من عبادي، أنت سيف نقمتي، و سوط عذابي، أنت الأندر و إليك المحشر، و رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة، قلت: ما تحملون ؟ قالوا: عمود الإسلام، أمرنا أن نضعه بالشام، و بينا أنا نائم رأيت كتابا اختلس من تحت وسادتي، فظننت أن اللّه تخلّى عن (1)أهل الأرض، فاتّبعت بصري فإذا هو نور ساطع بين يديّ حتى وضع بالشام، فمن أبى أن يلحق بالشام فليلحق بيمنه، و ليسق من غدره فإن اللّه قد تكفل لي بالشام و أهله» (2)[4014].

روى عنه علي بن محمّد بن شجاع حديثا آخر فقال: خفيف الرازي - بالراء-.

ص: 460


1- الأصل و م:«من».
2- الحديث نقله ابن العديم في بغية الطلب 3332/7-3333.

الفهرس

ذكر من اسمه خالد

1857 - خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصيّ القرشي 3

1858 - خالد بن برز العبسي 5

1859 - خالد بن برمك أبو العبّاس 6

1860 - خالد بن تبوك 8

1861 - خالد بن ثابت بن ظاعن بن العجلان بن عبد اللّه بن صبح بن والبة ابن نصر بن صعصعة بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن القين بن فهم ابن عمرو بن سعد بن قيس بن عيلان الفهمي 9

1862 - خالد بن ثابت الأوسي الأنصاري 11

1863 - خالد بن الحجّاج بن علاّط السّلمي 11

1864 - خالد بن حرب مولى بني عامر 11

1865 - خالد بن حميد بن صهيب بن طليب بن النحيت بن علقمة بن الصبر الأزدي 12

1866 - خالد بن حيّان بن الأعين الحضرمي المصري 12

1867 - خالد بن خلي أبو القاسم الكلاعي الحمصي 12

1868 - خالد بن دثار بن كرز بن قطبة بن سيّار بن عمرو بن جابر بن عقيل ابن هلال بن سلمى بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ابن سعد بن قيس بن عيلان الفزاري 18

1869 - خالد بن دهقان القرشي مولاهم أبو المغيرة الدمشقي 18

1870 - خالد بن رباح 20

1871 - خالد بن ربيعة بن مزيز بن حارثة بن ناضرة بن عمرو بن سعيد بن علي ابن رهم بن رباح بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان الجدلي 24

ص: 461

1872 - خالد بن روح بن السّري بن أبي حجير أبو عبد الرّحمن الثقفي الدمشقي 26

1873 - خالد بن الرّيّان المعاربي مولاهم 28

1874 - خالد بن زياد بن جرو أبو عبد الرّحمن الأزدي الترمذي 30

1875 - خالد بن زياد 32

1876 - خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم ابن مالك بن النّجار و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة ابن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث ابن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان أبو أيوب الأنصاري الخزرجي 33

1877 - خالد بن سالم 65

1878 - خالد بن سالم 65

1879 - خالد بن سعيد بن زيد 66

1880 - خالد بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس أبو سعيد الأموي 67

1881 - خالد بن سعيد بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان الأموي 86

1882 - خالد بن سعيد أبو سعيد الكلبي 87

1883 - خالد بن سعيد العثماني القرشي 87

1884 - خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم ابن يقظة بن مرّة بن كعب أبو سلمة، و يقال أبو الهيثم القرشي المخزومي الكوفي الفأفاء 88

1885 - خالد بن صبيح 94

1886 - خالد بن صفوان بن عبد اللّه بن عمرو بن الأهتم و هو سنان بن سمي ابن سنان بن خالد بن منقر بن أسد بن مقاعس، و اسمه الحارث بن عمرو ابن كعب بن سعيد بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان أبو صفوان التميمي المنقري الأهتمي البصري 94

1887 - خالد بن أبي الصلت البصري 117

1888 - خالد بن أبي ظبيان 119

1889 - خالد بن عباد بن زياد المعروف بابن أبي سفيان 119

1890 - خالد بن عبد اللّه بن الحسين الأموي 119

ص: 462

1891 - خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف أبو أمية القرشي الأموي المكي 122

1892 - خالد بن عبد اللّه بن أبي سفيان بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان بن حرب الأموي 128

1893 - خالد بن عبد اللّه بن رباح 129

1894 - خالد بن عبد اللّه المطرف بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي 130

1895 - خالد بن عبد اللّه بن الفرج أبو هاشم العبسي مولاهم 132

1896 - خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبقري أبو الهيثم البجلي القشيري 135

1897 - خالد بن عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه ابن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي 163

1898 - خالد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم السّلمي 164

1899 - خالد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر 165

1900 - خالد بن عبد الرّحمن 166

1901 - خالد بن عبد الرّحمن أبو الهيثم و يقال: أبو محمّد الخراساني، ثم المروزي 167

1902 - خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص 170

1903 - خالد بن عتّاب بن ورقاء بن الحارث بن عمرو بن همّام بن رياح ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم أبو سليمان التميمي الرّياحي اليربوعي 172

1904 - خالد بن عثمان 175

1905 - خالد بن أبي عثمان بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص ابن أميّة بن عبد شمس أبو أميّة القرشي الأموي البصري 175

1906 - خالد بن عمران 178

1907 - خالد بن عمرو العقيلي 179

1908 - خالد بن عمير بن الحباب بن جعدة بن إياس بن حزابة ابن محارب بن هلال السّلمي الذّكواني 179

1909 - خالد بن غفران 180

1910 - خالد بن كيسان 181

1911 - خالد بن اللجلاج أبو إبراهيم العامري 181

ص: 463

1912 - خالد بن محمّد بن خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة أبو القاسم الحضرمي 185

1913 - خالد بن محمّد الثقفي 186

1914 - خالد بن معاذ القرشي 188

1915 - خالد بن معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس الأموي 189

1916 - خالد بن معدان بن أبي كرب أبو عبد اللّه الكلاعي الحمصي 189

1917 - خالد بن المعمّر بن سلمان بن الحارث بن شجاع بن الحارث بن سدوس ابن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل الذّهلي 205

1918 - خالد بن معمر بن وهر بن زهير بن عامر بن عبد غنم بن عنام بن أسامة ابن مالك بن عامر بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس ابن عدثان بن عبد اللّه بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه ابن مالك بن نصر بن الأزد، أبو كلثم الدوسي 210

1919 - خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة القرشي المخزومي 211

1920 - خالد بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر بن الخزرج ابن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة الأنصاري الظفري 215

1921 - خالد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص الأموي 216

1922 - خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة ابن كعب بن لؤي بن غالب أبو سليمان المخزومي 216

1923 - خالد بن هبّار الكوفي 282

1924 - خالد بن هشام الجعفري 282

1925 - خالد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه ابن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي 283

1926 - خالد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن حمزة 284

1927 - خالد بن يزيد بن بشر بن يزيد بن بشر الكلبي 284

1928 - خالد بن يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز أبو الهيثم القسري 285

ص: 464

1929 - خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح بن الخشخاش بن معاوية بن سفيان أبو هاشم المرّي 288

1930 - خالد بن يزيد بن صفوان بن يزيد أبو الهيثم القرشي 294

1931 - خالد بن يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك و اسمه هانئ أبو هاشم الهمداني 294

1932 - خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف أبو هاشم الأموي 301

1933 - خالد بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم 315

1934 - خالد بن يزيد بن هبّار 316

1935 - خالد بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم الأموي 316

1936 - خالد بن يزيد الكلبي 316

1937 - خالد بن يزيد بن أبي خالد أبو هاشم و يقال: أبو محمود السّلمي، والد محمود 316

1938 - خالد بن يزيد البلوي 318

1939 - خالد مولى الوليد بن عبد الملك 318

1940 - خالد مولى يزيد بن عبد الملك 318

1941 - خالد السلمي والد عبد اللّه 319

1942 - خالد صامة حجازي 319

1943 - خالد 320

1944 - ختكين أبو منصور القائد الداعي المعروف بالضيف 320

خثيم

1945 - خثيم بن ثابت أبو عامر الحكمي 322

خداش

1946 - خداش بن بشر بن خالد بن الحارث بن بيبة بن قرط بن سفيان ابن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ابن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان أبو يزيد التميمي المجاشعي المعروف بالبعيث 324

1947 - خداش بن مخلد البصري 329

ص: 465

خراسان

1948 - خراسان بن عبد اللّه و يقال: عبيد اللّه بن خراسان الأطرابلسي 330

1949 - خراشة بن عبد اللّه النّمري من بني النّمر بن قاسط 330

1950 - خراش والد عبد اللّه 330

1951 - خراش بن بحدل الكلبي 331

1952 - خرقة بن نباتة بن الزند، و يقال: ابن الزيد، و يقال: ابن الرّبذ بن عمرو ابن عبد مناة الكلبي. و هو خرقة بن شعاث، و شعاث أمه بها يعرف 332

ذكر من اسمه خريم

1953 - خريم بن خنافر الحميري 334

1954 - خريم بن عامر بن عمارة بن خريم بن عمرو بن الحارث بن خارجة ابن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف ابن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان أبو عمرو بن أبي الهيذام المرّي 335

1955 - خريم بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان بن حارثة ابن مرّة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيص ابن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان المرّي المعروف بخريم الناعم 338

1956 - خريم بن فاتك بن الأخرم أبو أيمن، و يقال: أبو يحيى الأسدي، صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم 340

خزرج

1957 - خزرج بن عبد اللّه أبو محمّد الخزرجي 355

ذكر من اسمه خزيمة

1958 - خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيّان و يقال: عنان بن عامر بن خطمة و اسمه عبد اللّه بن جشم بن مالك بن أوس ابن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر أبو عمارة الأنصاري الخطمي 357

1959 - خزيمة بن حكيم السّلمي البهزي 372

1960 - خزيمة الأسدي 376

1961 - خشنام بن بشر بن العنبر أبو محمّد النّيسابوري 379

ص: 466

1962 - خشيش الكندي 381

1963 - خصيف بن عبد الرّحمن، و يقال: ابن يزيد أبو عون الجزري الحرّاني الحضرمي 381

1964 - خصيب بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن الخصيب بن الصّقر ابن حبيب أبو الحسن بن أبي بكر الخصيبي 397

ذكر من اسمه الخضر

1965 - الخضر 399

1966 - الخضر بن الحسين بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن أحمد ابن عبدان بن أحمد بن زياد بن وردآزاذ بن عبد بن شبّة بن أحمد ابن عبد اللّه أبو القاسم بن أبي عبد اللّه الأزدي الصفّار 434

1967 - الخضر بن زكريا بن إسماعيل أبو القاسم الصّائغ 435

1968 - الخضر بن شبل بن الحسين بن عبد الواحد أبو البركات بن أبي طاهر الحارثي الفقيه الشافعي، المعروف: بابن عبد 436

1969 - الخضر بن عبد اللّه و يقال: ابن عبيد اللّه بن الحسين بن علي ابن كامل أبو القاسم المرّي السّمسار 437

1970 - الخضر بن عبيد اللّه أبو القاسم القمّاح البجلي 437

1971 - الخضر بن عبد الرّحمن بن علي أبو الفضائل السّلمي، المعروف بابن الدواتي 439

1972 - خضر بن عبد المحسن بن أحمد بن بكر القيسي 440

1973 - الخضر بن عبد الواحد أبو القاسم البزاز 440

1974 - الخضر بن عبد الوهّاب بن يحيى بن جعفر بن منصور بن سوار أبو القاسم الحرّاني 440

1975 - الخضر بن عبدان بن أحمد بن عبدان بن أحمد بن زياد بن ورد أزاد ابن عبد بن شبّة بن أحمد بن عبد اللّه أبو القاسم الأزدي الصّفّار المعدّل 442

1976 - الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هاشم أبو القاسم السمسار 443

1977 - الخضر بن علي بن محمّد أبو القاسم الأنطاكي البزّاز 445

1978 - الخضر بن الفتح بن عبد اللّه أبو القاسم الصوفي المزين 445

1979 - الخضر بن محمّد بن غوث المدعو بغويث أبو بكر التّنوخي أخو الحسين بن محمّد 446

ص: 467

1980 - الخضر بن محمّد بن كامل 447

1981 - الخضر بن منصور بن علي أبو القاسم الضرير المقرئ المعروف بالحبّال 447

1982 - الخضر بن نجا بن الحسن أبو القاسم التّميمي البعلبكّي المؤدب الحنبلي 448

1983 - الخضر بن نصر بن عقيل بن نصر أبو العبّاس الإربلي الفقيه الشافعي 449

1984 - الخضر بن هبة اللّه بن أبي الهمام أبو البركات المعروف بالطائي البغدادي الشاعر 449

1985 - الخضر بن يونس بن عبد اللّه أبو القاسم 451

1986 - الخضر بن الأخوين 451

1987 - الخضر غلام أبي الحسين البلوطي 452

1988 - الخضر، و يقال خضير بن ربيعة السّلمي 452

ذكر من اسمه خطّاب

1989 - الخطّاب بن سعد الخير بن عثمان بن يحيى بن مسلمة ابن عبد اللّه بن قرط أبو القاسم الأزدي 455

1990 - الخطّاب بن سليمان بن محمّد بن الوليد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم الأموي 456

1991 - الخطّاب بن المعلّى الدمشقي 456

1992 - الخطّاب بن واثلة، و يقال: الخطاب ابن بنت واثلة 457

1993 - خطلخ الحاجب 458

1994 - خطلخ بن عبد اللّه أبو محمّد الأتابكي مولى طغتكين أتابك 458

1995 - خفاف بن منصور التميمي المرورّوذي 459

1996 - خفيف بن عبد اللّه أبو علي الدّينوري الغازي 459

الفهرس 461

ص: 468

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.