تاریخ مدینة دمشق المجلد 15

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الخامس عشر

تتمة حرف الحاء

ذكر من اسمه الحكم

1683 - الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل

ابن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو

ابن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي (1)

ابن عمّ الحجّاج بن يوسف.

حدّث عن أبي هريرة.

روى عنه سعيد بن أبان الجريري (2) البصري.

و كان قد تزوج زينب ابنة يوسف أخت الحجاج، و خرج بها إلى الشام.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني: قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):الحكم بن أيوب عن أبي هريرة:«لا صلاة إلاّ بقراءة»، قاله إسحاق، سمع خالدا عن الجريري.

في نسخة ما شافهني أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني إجازة ح.

ص: 3


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 570/1 الوافي بالوفيات 110/13 لسان الميزان 331/2.
2- بالأصل «الحريري» و المثبت عن م، و انظر ميزان الاعتدال.
3- التاريخ الكبير 336/2/1.

قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):الحكم بن أيوب، روى عن أبي هريرة:«لا صلاة إلا بقراءة»، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: هو مجهول لا يدرى من هو.

قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمّد الكاتب، أخبرني أحمد بن الحسين بن يحيى، عن حماد بن إسحاق، حدّثني أبي، قال: ذكر المدائني و غيره: أن الحجاج عرض على زينب أن يزوجها محمّد بن القاسم بن محمّد بن الحكم بن أبي عقيل، و هو ابن سبع عشرة سنة، و هو يومئذ أشرف ثقفي في زمانه و الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل، و هو شيخ كبير، فاختارت الحكم فزوّجه إياها و أخرجها إلى الشام، فلما ولي الحجاج العراق، استعمل الحكم بن أيوب على البصرة، ثم استعمل الحجاج الحكم بن سعد العذري على البصرة، و عزل الحكم بن أيوب عنها (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، قال: لما مات بشر بن مروان، ولّى عبد الملك الحجاج بن يوسف العراق، فوجّه الحجاج إلى البصرة الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، ثم عزله و ولّى الحكم بن سعد العذري، و هو الذي كان حبس محمّد بن سيرين في السجن بالدّين، فعزله و أعاد الحكم بن أيوب حين خرج ابن الأشعث ثم عزله، و ولّى قطن بن مدرك الكلابي، و هو الذي صلّى على أنس بن مالك سنة ثلاث و تسعين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (3):قدم الحجاج العراق في رجب سنة خمس و سبعين، فولّى الحكم بن أيوب الثقفي البصرة سنة خمس و سبعين، فلم يزل بها حتى خلع ابن الأشعث، و قدم البصرة و ذلك في أول سنة اثنتين و ثمانين فلحق الحكم بن أيوب بالحجاج و ولاها ابن الأشعث عبد اللّه بن إسحاق بن الأشعث، ثم عزله و ولّى رجلا من آل عبد اللّه بن معقل عامري (4)،فيما زعم حاتم بن

ص: 4


1- الجرح و التعديل 114/2/1.
2- انظر الأغاني 200/6 في أخبار النميري و نسبه.
3- تاريخ خليفة ص 293.
4- في تاريخ خليفة: مغفل، غامدي و في م كالأصل.

مسلم، ثم هزم ابن الأشعث فولاّها الحجاج الحكم بن أيوب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا يحيى بن أبي إسحاق، قال: رأيت هلال الفطر إما عند الظهر و إما قريبا منها، فأفطر ناس من الناس، فأتينا أنس بن مالك، فأخبرناه برؤية الهلال و بإفطار من أفطر من الناس، فقال: هذا اليوم يكمل لي أحد و ثمانين يوما و ذاك أن الحكم بن أيوب أرسل إليّ قبل صيام الناس إني صائم غدا فكرهت الخلاف عليه فصمت و أنا متمّ يومي هذا إلى الليل.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو القاسم و أبو عمرو ابنا أبي عبد اللّه بن مندة، و أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، و أم العلاء ضوة بنت أحمد بن سهلويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا الحسين بن إسماعيل، أنا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، نا يحيى بن خليف بن عقبة، نا أبو خلدة، قال: أخّر الحكم بن أيوب الصلاة فقام إليه يزيد الضّبّي، فقال: أيها الأمير، إن الشمس لا تطيعك و قد أخرت الصلاة، فقال: خذاه فأخذ، فلما قضى الصلاة جيء بيزيد، و جاء أنس بن مالك حتى استوى مع الحكم على سريره، و جيء بيزيد فأقبل على أنس فقال: أذكرك اللّه يا أبا حمزة إنك قد صليت مع نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [و رأيت صلاتنا، فأين صلاتنا من صلاة نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال أنس: كان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم] (1) إذا كان الحر يبرد بالصلاة، و إذا كان البرد بكّر بالصلاة.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن، أنا إبراهيم بن منصور بن إبراهيم، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا قطن بن نسير (2)،نا جعفر بن سليمان، أنا العلاء بن زياد، قال: لما هزم يزيد بن المهلّب أهل البصرة، قال المعلّى: فخشيت أن أجلس في حلقة الحسن بن أبي الحسن فأوجد فيها فأعرف، فأتيت الحسن في منزله فدخلت عليه فقلت: يا أبا سعيد كيف بهذه الآية من كتاب اللّه ؟ قال: أية آية ؟- زاد ابن حمدان: من كتاب اللّه، و قالا-: قول اللّه عز و جل في

ص: 5


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- قطن بفتحتين. و نسير بنون و مهملة مصغرا. ضبطت اللفظتان عن تقريب التهذيب.

هذه الآية: وَ تَرىٰ كَثِيراً مِنْهُمْ يُسٰارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَ الْعُدْوٰانِ ، وَ أَكْلِهِمُ السُّحْتَ ، لَبِئْسَ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ (1)،قال: يا عبد اللّه، إن القوم عرضوا على السيف، فحال السيف دون الكلام، قلت: يا أبا سعيد، فهل تعرف لمتكلم (2) فضلا؟ قال: لا، قال المعلّى: ثم حدّث بحديثين.

قال: حدّثنا أبو سعيد الخدري عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ألا لا يمنعنّ أحدكم رهبة الناس أن يقول الحق، إذا رآه أن يذكر تعظيم اللّه، فإنه لا يقرب من أجل و لا يبعد من رزق»[3646].

قال: ثم حدّث الحسن بحديث آخر، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس للمؤمن أن يذل نفسه»، قيل: و ما إذلاله نفسه ؟ قال: قال:«يتعرض من البلاء لما لا يطيق»، قيل: يا أبا سعيد، فيزيد الضّبّي و كلامه،- زاد ابن حمدان: في نفسه، و قالا - في الصلاة، قال: أما إنه لم يخرج من السجن حتى ندم[3647].

قال المعلّى: فأقوم من مجلس الحسن فأتيت يزيد، فقلت: يا أبا مودود بيننا أنا و الحسن نتذاكر إذ نصبت أمرك نصبا، فقال: مه يا أبا الحسن، قال: قلت قد فعلت، قال: فقلت: فما قال الحسن ؟ قال: أما إنه لم يخرج من السجن حتى ندم على مقالته، قال يزيد: ما ندمت على مقالتي، و أيم اللّه لقد قمت مقاما أخاطر فيه بنفسي.

قال يزيد: فأتيت الحسن، فقلت: يا أبا سعيد، غلبنا على كل شيء نغلب على صلاتنا، فقال: يا عبد اللّه، إنك لم تصنع شيئا، إنك تعرض نفسك لهم، ثم أتيته فقال لي مثل مقالته.

قال: فقمت يوم الجمعة في المسجد و الحكم بن أيوب يخطب، فقلت: رحمك اللّه الصلاة، قال: فلما قلت ذلك احتوشتني (3) الرجال يتعاوروني، فأخذوا بلحيتي و تلبيبي و جعلوا يجئون (4) بطني بنعال سيوفهم.

قال: و مضوا بي نحو المقصورة، فما وصلت إليه حتى ظننت أنهم سيقتلونني

ص: 6


1- سورة المائدة، الآية:62.
2- بالأصل «لمنكم» و المثبت عن م.
3- أي أحاطوا بي.
4- بالأصل: يجيئون و في م: يجيون.

دونه، قال: ففتح لي باب المقصورة، قال: فدخلت فقمت بين يدي الحكم و هو ساكت، فقال: أ مجنون أنت ؟ قال: و ما كان في صلاة، فقلت: أصلح اللّه الأمير، هل من كلام أفضل من كتاب اللّه ؟ قال: لا، قلت: أصلح اللّه الأمير أ رأيت لو أن رجلا نشر مصحفا يقرأه من غدوة إلى الليل أ كان ذلك قاض عنه صلاته ؟ قال: و اللّه إني لأحسبك مجنونا.

قال: و أنس بن مالك جالس تحت منبره ساكت، فقلت لأنس: يا أبا حمزة، أنشدك اللّه فقد خدمت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صحبته، أ بمعروف قلت أم بمنكر؟ أم بحق، قلت: أم بباطل ؟ قال: فلا و اللّه ما أجابني بكلمة.

قال له الحكم بن أيوب: يا أنس، قال: يقول لبيك أصلحك اللّه، قال: و كان وقت الصلاة قد ذهب، قال: كان بقي من الشمس بقية، فقال: احبسوه، قال يزيد:

فأقسم لك يا أبا الحسن - يعني للمعلى - لما لقيت من أصحابي كان أشد عليّ من مقامي، قال بعضهم: مرائي، و قال بعضهم: مجنون.

قال: فكتب الحكم إلى الحجاج أن رجلا من بني ضبّة قام يوم الجمعة، قال:

الصلاة و أنا أخطب، و قد شهد الشهود العدول عندي أنه مجنون.

فكتب إليه الحجاج: إن كانت قامت الشهود العدول عندك أنه مجنون فخلّ سبيله، و إلاّ فاقطع يديه و رجليه و اسمر عينيه و اصلبه، قال: فشهدوا عند الحكم إني مجنون فخلّى سبيله عني.

قال المعلّى بن زياد، عن يزيد الضّبّي: مات أخ لنا فتبعنا جنازته، فصلينا عليه، فلما دفن تنحّيت في عصابة نذكر اللّه، و ذكرنا معادنا فإنا كذلك إذ رأينا نواصي الخيل و الحراب (1) فلما رآه أصحابي قاموا و تركوني وحدي. فجاء الحكم حتى وقف عليّ فقال: ما كنتم تصنعون ؟ قلت: أصلح اللّه الأمير، مات صاحب لنا فصلينا عليه، و دفن، فقعدنا نذكر ربنا عز و جل و نذكر معادنا و نذكر ما صار إليه قال: ما منعك أن تفر كما فروا؟ قلت: أصلح اللّه الأمير، أنا أبرأ من ذا المساحة (2)،و آمن للأمير من أن أفر، قال:

فسكت الحكم.

ص: 7


1- بالأصل «و الجواب» و المثبت عن م.
2- في المختصر: أبرأ من ذلك ساحة و في م: أبرأ من ذاك ساحة.

و قال عبد الملك بن المهلب، و كان على شرطته: تدري من هذا؟ قال من هذا، قال: هذا المتكلم (1) يوم الجمعة، قال: فغضب الحكم، و قال: أما إنك لجرئ، خذاه قال: فأخذت فضربني أربع مائة سوط ، فما دريت حتى تركني من شدة ما ضربني، قال:

و بعثني إلى واسط فكنت في ديماس (2) الحجاج حتى مات الحجاج.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن علي البيّع، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو علي بن الصّوّاف - إجازة - أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا أبو الحسن المدائني، قال:

الحاكم (3) بن أيوب من ولد أبي عقيل الثقفي، كان عاملا للحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل، و استعمل على العراق رجلا من بني مازن يقال له جرير بن بيهس و لقبه الفطرق فخرج الحكم يوما إلى العراق متنزها فأتى بغدائه و كان بخيلا فدعا الفطرق فتغدى معه، فتناول الفطرق دراجة فانتزع فخذها و ناولها غلاما له، و قال: دونك يا قائد، فعزله الحكم و استعمله على العرق نويرة، فقال نويرة للفطرق و هو ابن عمه:

قد كان بالعرق صيد لو قنعت به *** به غنى لك عن دراجة الحكم

و في عوارض ما ينفك تأكلها *** لو كان يشفيك لحم الجزر من قرم

و في وطاب مملاة متممة *** منها الصريف الذي يشفي من السقم

بلغني أن الحكم بن أيوب قتله صالح بن عبد الرّحمن الكاتب مع جماعة من آل الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل في العذاب على إخراج ما اختزلوه (4) من الأموال بأمر سليمان بن عبد الملك في خلافته (5).

1684 - الحكم بن ثابت القرشي

من ساكني السقي من ظاهر دمشق، له ذكر، ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز.

1685 - الحكم بن جرو - أو: حزن - القيني

قدم على هشام بن عبد الملك في وفد أوفده إليه يوسف بن عمر من العراق.

ص: 8


1- بالأصل «المتكم» و المثبت عن م.
2- الديماس بكسر الدال و فتحها، سجن للحجاج لظلمته (قاموس).
3- كذا ورد بالأصل هنا، و هو «الحكم» صاحب الترجمة و المثبت عن م.
4- الاختزال: الانفراد و الحذف و الاقتطاع، و اختزل الوديعة: خان فيها.
5- في الوافي بالوفيات: قتلته بعد التسعين للهجرة.

و هو من أهل الأردن، له ذكر (1).

1686 - الحكم بن الحارث الفهمي

شاعر وفد على معاوية.

قرأت في كتاب يرويه أبو علي أحمد بن عبد اللّه العبدي عن وجوده في كتاب أبيه، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، قال: و ذكر أن الحكم بن الحارث الفهمي قدم على معاوية يشكو زيادا فدخل عليه فأنشده قوله:

و إنكم قوم ميامين كنتم *** و أهل خلود لا يضيق بها سرب

و إن زيادا موعث في أديمكم *** و شائمكم و الشؤم ليس له نحب

و تارككم في لعنة بعد مدحكم *** و داء الصحاح أن تصافحها الجرب

و و اللّه لا ينهى زيادا و غيّه *** سوى أن تقول لا زياد و لا حرب

فذكروا أن معاوية قال: قبّح اللّه رأي زياد، أما و اللّه لقد أوصيته بك، و أمره معاوية بمحاورته و التجاوز عن زياد.

1687 - الحكم بن سعيد بن العاص

اسمه عبد اللّه، يأتي في حرف العين إن شاء اللّه.

1688 - الحكم بن الصلت بن أبي عقيل

ابن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي

وفد على هشام بن عبد الملك ليوليه خراسان.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري، قال (2):ذكر علي بن محمّد عن شيوخه، قال: لما طالت ولاية نصر بن سيار و دانت (3) له خراسان كتب يوسف بن عمر إلى هشام حسدا له: إن

ص: 9


1- ترجم له في بغية الطلب 2860/6.
2- تاريخ الطبري 193/7.
3- عن الطبري، و بالأصل و م «و أذنت».

خراسان دبرة (1) دبرة فإن (2) رأى أمير المؤمنين أن يضمّها إلى العراق فأسرّح إليها الحكم بن الصلت، فإنه قد كان مع الجنيد و ولي جسيم أعمالها، فأعمر بلاد أمير المؤمنين بالحكم، و أنا باعث بالحكم بن الصّلت إلى أمير المؤمنين فإنه لبيب (3) أريب و نصيحته لأمير المؤمنين مثل نصيحتنا و مودتنا أهل البيت.

فلما أتى هشاما كتابه بعث إلى دار الضيافة، فوجد فيها مقاتل بن علي السّغدي، فأتوه به، فقال: أ من أهل خراسان أنت ؟ قال: نعم، و أنا صاحب الترك - قال: و كان قدم على هشام بخمسين و مائة من الترك - فقال: هل تعرف الحكم بن الصلت ؟ قال: نعم، قال: فما ولي بخراسان ؟ قال ولي قرية يقال لها الفارياب، خراجها سبعون ألفا، فأسره الحارث بن شريح (4)،قال: ويحك، فكيف أفلت منه ؟ قال: عرك أذنه، و قفده (5)و خلّى سبيله، قال: فقدم عليه الحكم بعد بخراج العراق، فرأى له جمالا و بيانا، فكتب إلى يوسف: إن الحكم قدم و هو على ما وصفت و فيما قبلك له سعة و خلّ الكنانيّ و عمله - يعني نصر بن سيار أمير خراسان-.

1689 - الحكم بن ضبعان بن روح بن زنباع الجذامي

من أهل فلسطين غلب عليها حين هرب مروان بن محمّد من جيوش بني العباس، و لم يمكنه المقام بها، و تابع عبد اللّه بن علي، فلما قتل مروان أرسل صالح بن علي أبا عون عبد الملك بن يزيد و محمّد بن الأشعث الخزاعي إلى الحكم بن ضبعان فهرب إلى بعلبك فدلّ عليه فأخذ فبعث به عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام أمير دمشق إلى صالح بن علي فقتله، ذكر ذلك أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي فيما حكاه عن غيره، و نقلته من خطه.

ص: 10


1- الدبرة بالتحريك قرحة الدابة. و دبرت فهي دبرة كفرحة أي أنها موطن القلاقل.
2- عن الطبري و بالأصل بأن.
3- في الطبري: أديب أريب.
4- الطبري: سريج.
5- بالأصل «فقده» و إعجامها مضطرب في م: تقرأ:«فقده» و قد تقرأ:«قفده» و الصواب ما أثبت:«قفده»، و القفد: صفع الرأس ببسط الكف.

1690 - الحكم بن عبد اللّه بن حنظلة الغسيل

ابن أبي عامر الأنصاري المدني

أدركه أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و قدم مع أبيه على يزيد بن معاوية، تقدم ذكر وفوده في وفادة أخيه الحارث بن عبد اللّه بن حنظلة، و قتل يوم الحرّة.

1691 - الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف

1691 - الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف (1)

أبو سلمة العاملي الأردني (2)

قيل إنه من أهل دمشق.

روى عن الزّهري، و عبادة بن نسيّ قاضي الأردن.

روى عنه: سفيان الثوري، و الوليد بن مسلم، و أبو الزرقاء عبد الملك بن محمّد، و هشام بن عمّار، و عبد اللّه بن عبد الجبار الخبائري (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا عبد الملك بن محمّد أبو الزرقاء، نا شيخ من عاملة يقال له أبو سلمة، قال: و أنا أبو بشر، قالا: نا الزهري، عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يا أكثم، اغز مع غير قومك يحسن خلقك (4)،و تكرم على رفقائك، يا أكثم خير الرفقاء أربعة، و خير الطلائع أربعون، و خير السرايا (5) أربعمائة، و خير الجيوش أربعة آلاف، و لن يؤتى اثنا (6) عشر ألفا من قلة»[3648].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر

ص: 11


1- و خطاف بضم المعجمة و آخره فاء كما في تقريب التهذيب.
2- في مختصر ابن منظور: الأزدي. ترجمته في ميزان الاعتدال 572/1 و تهذيب التهذيب ذكره في من اسمه الحكم 576/1 و ذكره في الكنى «أبو سلمة».
3- بالأصل:«الجبايري» و المثبت و الضبط «الخبائري» عن تقريب التهذيب بمعجمة و موحدة و بعد الألف تحتانية و في م: الجبايري.
4- بالأصل «خلفك» و المثبت عن م.
5- بالأصل: السراية و المثبت عن م.
6- بالأصل: اثني عشر.

المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عبد الملك بن محمّد أبو الزرقاء، عن أبي بشر و أبي سلمة العامري (1)،قالا: نا الزهري، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«يا أكثم بن الجون، اغز مع غير قومك تحسن خلقك، و تكرم على رفقائك، يا أكثم بن الجون خير الرفقاء أربعة، و خير الطلائع أربعون، و خير السرايا أربعمائة، و خير الجيوش أربعة آلاف، و لم يؤت اثنا عشر ألفا من قلة»، خالفه الخبائري في إسناده، و أبو بشر هذا هو عندي الوليد بن محمّد الموقري البلقاوي، و اللّه أعلم[3649].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر سنة أربعين و أربعمائة، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان، أنا أبو علي الحسين بن خير بن حوثرة بن يعيش بن الموفق بن أبي النعمان الطائي الحمصي بحمص، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن يحيى بن أبي النعاس، أنا عبد اللّه بن عبد الجبار الخبائري، نا الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف، نا الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن عائشة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يا أكثم اغز مع قومك يحسن خلقك (2)،و تكرم على رفقائك، يا أكثم، يا أكثم خير الرفقاء أربعة، و خير الطلائع أربعون، و خير السرايا أربعمائة، و خير الجيوش أربعة آلاف، و لن يؤتى اثنا عشر ألفا من قلة»[3650]، كذا قال: اغز مع قومك، و المحفوظ : مع غير قومك كما تقدم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا أبي، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه بن الهيثم بن هشام الصّرصريّ ، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد الرّحمن بن يونس السّرّاج، نا الوليد بن مسلم، نا أبو سلمة، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«عشر مباحة في الغزو: الطعام، و الإدام (3)،و الثمار، و الشجر، و الحبل (4)،و الزيت [و التراب] (5)

ص: 12


1- كذا ورد هنا:«العامري» و هو صاحب الترجمة، و تقدم «العاملي» و ليس في عامود نسبه «العامري».
2- بالأصل «خلفك» و المثبت عن م.
3- عن م، و انظر مختصر ابن منظور 217/7 و بالأصل: و الأدم.
4- الحبل: شجر العنب.
5- الزيادة لازمة عن مختصر ابن منظور سقطت من الأصل و م.

و الحجر، و العود غير منحوت، و الجلد الطري»[3651].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد بن ررا (1)،و سليمان بن إبراهيم الحافظ ، قالا: أنا عثمان بن أحمد بن إسحاق المرحبي، نا محمّد بن عمر بن حفص، نا إسحاق بن الفيض، نا القاسم بن الحكم، عن سفيان، عن الحاكم (2) بن عبد اللّه بن خصّاف (3) أبي سلمة الأزدي، بحديث (4) ذكره كذا قال.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأصبهاني، و أنبأنا أبو الحسن الأبرقوهي، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):أبو سلمة العاملي شامي روى عن الزّهري، روى هشام بن عمّار، عن عبد الملك بن محمّد الصّنعاني عنه، سألت أبي عنه، فقال: كذاب متروك الحديث، و الحديث الذي رواه باطل.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، ثم أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن القرشي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، قالوا: أنا أبو الحسين عبد الواحد بن أحمد بن الحسين العكبري، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن عمر بن محمّد بن سبرة المعروف بابن الجعابي، قال: أبو سلمة العاملي من أهل دمشق حدّث عن الزهري. انتهت رواية السّمرقندي و زادا: و أبو سلمة الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف حمصي يحدّث عن الزهري، حدّث عنه عبد اللّه بن عبد الجبار الخبائري (6)،و قد وهم ابن الجعابي في التفرقة بينهما، هما واحد، و اللّه أعلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب،

ص: 13


1- بالأصل:«رزا» و الصواب ما أثبت عن م، و ضبطت عن التبصير.
2- كذا: الحاكم، و هو الحكم و هو صاحب الترجمة.
3- كذا: خصاف، و قد مرّ «خطاف» و هو صاحب الترجمة و في م: خطاف.
4- بالأصل «يحدث» و الصواب عن م.
5- الجرح و التعديل 383/9-384.
6- بالأصل: الجبايري.

أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن النّسائي، قال: أبو سلمة الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف الأزدي ليس بثقة و لا مأمون، و هذا كما قال النّسائي فقد وقعت إليّ نسخة من حديثه عن شيخنا أبي القاسم بن الطبري، عن ابن زوج الحرة بإسناده عامتها مناكير لم يتابع عليها.

قرأت على أبي محمّد السلمي عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد، قال: الحاكم (1) بن عبد اللّه بن خطّاف الأردني، هو أبو سلمة العاملي الذي يروي عنه أبو الزرقاء، نا محمّد بن عبد اللّه بن زكريا، و أحمد بن إسماعيل بن محمّد وهب أن أبا عبد الرّحمن ذكر لهم في الرواة عن الزهري من المتروكين ممن يرغب عن حديثه الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف الأردني.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد المقدسي، أنا أبو زكريا أحمد ح.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد، قال: أبو سلمة الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف الأردني، و هو العاملي، عن الزهري.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن علي بن هبة اللّه بن ماكولا، قال (2):أبو سلمة الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف الأردنيّ العاملي، روى عن الزهري، و قال (3):و أما خطّاف بضم الخاء فهو الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف و غيره.

1692 - الحكم بن عبد اللّه بن روح

ابن الوليد بن عبد الملك بن مروان القرشي الأموي

من ساكني القطيعة عند السفليين، و امرأته أم البنين ابنة يزيد بن محمّد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، و يقال: بنت يزيد بن محمّد بن عبد الملك بن مروان،

ص: 14


1- كذا الحاكم، و هو الحكم و هو صاحب الترجمة و جاء صوابا في م.
2- الاكمال لابن ماكولا 138/1 «الأردني».
3- الاكمال لابن ماكولا 162/3.

ذكرهما أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و ذكر بنتا له اسمها أم كلثوم بنت (1) خمس سنين.

1693 - الحكم بن عبد اللّه بن سعد بن عبد اللّه

أبو عبد اللّه الأيلي (2)(3)

مولى الحارث بن الحكم بن أبي العاص، قيل إنه سمع من أنس بن مالك، و حدّث بدمشق و غيرها عن القاسم بن محمّد، و علي بن الحسين، و الزّهري، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب المخزومي، و أبي الزناد، و نافع مولى ابن عمر، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي الرجال.

روى عنه: يحيى بن حمزة، و حفص بن غيلان، و يزيد بن السمط ، و معاوية بن يحيى الأطرابلسي، و أيوب بن سويد، و يونس بن يزيد، و الليث بن سعد، و خالد بن يزيد الأيلي، و المغيرة بن أبي الحر، و معاوية بن سعيد التجيبي، و الحسن بن يحيى الخشني، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و يزيد بن محمّد الأيلي.

و جمع ابن عديّ بينه و بين ابن خطّاف، و وهم في ذلك (4)،هما اثنان بلا شك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أخبرني أبو بكر محمّد بن أحمد بن المستنير المصّيصي بالمصّيصة، نا علي بن بكار، نا أبو إسحاق الفزاري، عن يزيد بن السمط ، عن الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي الرجال، عن أمه عمرة بنت عبد الرّحمن، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ثلاث دعوات للمرء المسلم، من دعا بهن استجيب له ما لم يسأل قطيعة رحم أو مأثم» قال: قلت: أي ساعة هي يا رسول اللّه ؟ قال:«حين يؤذن المؤذن للصلاة حتى يسكت، و حين يلتقي الصّفّان حتى يحكم بينهما، و حين ينزل المطر

ص: 15


1- رسمها غير واضح و المثبت عن م.
2- رسمها مضطرب بالأصل و دون نقط و المثبت عن م، و انظر ميزان الاعتدال و هذه النسبة إلى «أيلة» بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مصر (الأنساب).
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 572/1 و الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 202/2.
4- انظر ترجمته في الكامل لابن عدي 202/2.

حتى يسكن»، قال: قلت: كيف أقول يا رسول اللّه حين أسمع المؤذن ؟ علمني مما علّمك اللّه عز و جل و أجمل قال:«تقولين كما يقول: اللّه أكبر، اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، أشهد أن محمّدا رسول اللّه، أشهد أن محمّدا رسول اللّه، و كفّري من لم يشهد، ثم صلّى عليّ و سلّمي، ثم اذكري حاجتك يا عمرة إن دعوة المؤمن لا تذهب عن ثلاثة ما لم يسأل قطيعة رحم أو مأثم: إما يعجل له، و إما يكفّر عنه، و إما يدخر له»[3652].

و من عالي حديثه ما أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أبان السّرّاج، نا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن الحكم بن عبد اللّه أنه سمع القاسم يحدّث عن عائشة أنه سألها عن تكبير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالت: كان يكبر سبعا ثم يقرأ ثم يكبر خمسا ثم يقرأ، قال القاسم: فسألت عبد اللّه بن عمر عن تكبير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: كان يكبر سبعا ثم يقرأ، ثم يكبر خمسا ثم يقرأ، أ ما سألت أمك عائشة ؟ قال: قد فعلت، قال: فكأنه وجد عليّ إذ لم أكتف بقولها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني المقرئ، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا منصور بن أبي مزاحم، نا يحيى بن حمزة، عن الحكم (1) بن عبد اللّه أنه سمع أبا الزناد يحدّث: أنه سأل خارجة بن زيد: هل سمعت أباك يحدث عن الرجل يخرج غازيا فتكون الفضلة من ماله ؟ هل يجوز أن يبتاع شيئا يلتمس فيه التجارة ؟ قال: نعم، سمعت زيدا يسأل عن ذلك فقال: لا بأس به، قد ابتعنا في غزوة تبوك و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ينظر، فباع بعضنا من بعض مما ابتعنا، فلم ينكر علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لم ينه عنه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد العزيز بن جعفر المالكي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الشيباني، حدّثني أبو الرضا حسين بن عيسى الأنصاري بعرفة، نا يحيى بن يزيد بن محمّد بن مروان أبو زكريا بأيلة، نا أبي، عن الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي، قال: لقيني

ص: 16


1- بالأصل «الحاكم» و هو صاحب الترجمة و الصواب عن م.

أنس بن مالك في مسجد قباء بالمدينة، فقال لي: من أين أنت يا حبيب (1)؟قلت له: ابن عبد اللّه بن سعد صاحب شرطة المدينة، فمسح برأسي و قال لي: أقرئ أباك السلام، و قل له: لا يقبل الهدايا فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يقول:«هدايا السلطان سحت و غلول»[3653].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن حسن، و أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي بن هشام، نا محمّد بن إبراهيم الغازي، نا محمّد بن إسماعيل ح.

و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي، قالوا: نا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا الجنيد (4)،نا البخاري، قال: و سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي مولى الحارث بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس تركوه، كان ابن المبارك يوهنه،- و قال الغازي:

يضعفه - و زاد الجنيدي و ابن سهل: القرشي أبو عبد اللّه و نهى أحمد عن حديثه،- و زاد ابن سهل: أخو سعد-.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (5)،أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد اللّه الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي منكر الحديث.

ص: 17


1- كذا بالأصل و م.
2- انظر التاريخ الكبير للبخاري 345/2/1.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 202/2.
4- ابن عدي: الجنيدي.
5- بالأصل «الشفاني» و الصواب بالقاف، نسبة إلى شقان من قرى نيسابور (معجم البلدان) و في م: أبو بكر السعالي انبأ أبو بكر المقرئ.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه الحكم بن عبد اللّه بن سعد ليس بثقة.

أخبرنا أحمد بن علي - هو - ابن سعيد، قال: سمعت يحيى يقول: و الحكم الأيلي ليس بشيء.

قال: و أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: الحكم بن عبد اللّه الأيلي ليس بشيء لا يكتب حديثه.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي، سمع من أنس بن مالك، يكنى أبا عبد اللّه، يقال هو مولى الحارث بن الحكم بن أبي العاص، منكر الحديث، روى عنه المغيرة بن أبي الحر.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن أبي بكر بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: أما الأيلي، الياء ساكنة تحتها نقطتان، الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي، روى عن القاسم بن محمّد، و علي بن الحسين، روى عنه الليث بن سعد، و يحيى بن حمزة، و يزيد بن السمط .

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو زكريا البخاري إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق بن يونس، أنا أبو زكريا قراءة ح.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا أبو سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: أنا عبد الغني بن سعيد، قال: الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي و أخوه سعيد، و يقال: سعد (1).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):الحكم بن

ص: 18


1- الاكمال لابن ماكولا 127/1 نقلا عن عبد الغني بن سعيد.
2- نفس المصدر و الصفحة.

عبد اللّه بن سعد الأيلي، يقال مولى الحارث بن الحكم بن أبي العاص، يكنى أبا عبد اللّه، سمع أنس بن مالك، منكر الحديث، يروي عنه يزيد بن عبد اللّه الأيلي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي، قال جماعة من أصحاب الحديث:- ابن أبي الحواري و غيره قال:- ليس يعرف بدمشق كذاب إلاّ رجلين، فإذا تركت هذين الرجلين لم يبق من الكذابين بدمشق أحد، الحكم بن عبد اللّه الأيلي، و يزيد بن ربيعة بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا الحسين (2) بن يوسف، نا أبو عيسى الترمذي، نا أحمد بن عبدة الأيلي (3)،نا وهب بن زمعة، عن عبد اللّه بن المبارك أنه ترك حديث الحكم.

قال (4):و سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي: الحكم بن عبد اللّه بن سعد جاهل كذّاب، و أمر الحكم أوضح من ذلك.

قال ابن عدي (5):و ضعفه بيّن على حديثه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،أخبرني أبي، أخبرني محمّد بن يحيى بن حسان التّنّيسي، قال: قال أبي: لا تكتب حديث الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي، فإنه متروك [الحديث] (7) قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة، و سئل عن الحكم بن عبد اللّه بن

ص: 19


1- الكامل لابن عدي 202/2.
2- بالأصل «أحمد» و اللفظة مشطوبة و فوقها إشارة تحويل إلى الهامش، و اللفظة «الحسين» عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح. و انظر ابن عدي و في م: الحسين.
3- كذا بالأصل و في ابن عدي:«الآملي - آمل خراسان» و في م: أحمد بن عبد اللّه الأيلي.
4- القائل ابن عدي، نفس المصدر/الجزء و الصفحة.
5- الكامل 204/2.
6- الجرح و التعديل 121/2/1.
7- الزيادة عن الجرح و التعديل للإيضاح.

سعد الأيلي، فقال: ضعيف، لا يحدث عنه و لم يقرأ علينا حديثه، و قال: اضربوا عليه، قال: و سمعت أبي يقول: الحكم بن عبد اللّه الأيلي [ذاهب] (1) متروك الحديث، لا يكتب حديثه، كان يكذب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا [أبو] (2) محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال (3):و سمعت أحمد بن حنبل يقول:

أحاديث الحكم بن عبد اللّه الأيلي موضوعة، قال أبو زرعة: و الحكم بن عبد اللّه، هذا هو الذي يحدّث عنه يحيى بن حمزة تلك الأحاديث المنكرات، و هو رجل متروك الحديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر، أنا عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا القاسم بن عيسى العطار، نا الهيثم بن يعقوب السعدي، قال: الحاكم بن عبد اللّه بن سعد جاهل كذّاب.

حدّثني عبد اللّه بن يوسف، حدّثني يحيى بن حمزة، حدّثني الحكم بن عبد اللّه، سمع القاسم (4)،عن جدته أم رومان - و أم رومان توفيت زمان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و ليست جدته، و إنما جدته أسماء ابنة عميس، ولدت أباه بذي الحليفة و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يريد مكة حجة الوداع - و أمر الحكم أوضح من ذلك عند أهل الحديث، حتى لقد حدّثني من سمع ابن حنبل يقول: الق حديث الحكم الأيلي و إسحاق بن أبي فروة في الدّجلة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية بن الغلاّبي، نا أبي، نا يحيى بن معين، قال: إسحاق بن أبي فروة و الحكم الأيلي و ابن أبي أنيسة (5) يحيى (6) لا يكتب حديثهم.

ص: 20


1- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
2- الزيادة لازمة، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 366/17.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 453/1.
4- هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصّديق رضي اللّه عنه، ترجمته في سير الأعلام 53/5.
5- بنون و مهملة، مصغرا كما في تقريب التهذيب.
6- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.

قال: و نا أبي عن يحيى، قال: الحاكم (1) بن عبد اللّه الأيلي ساقط .

و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين: الحكم الأيلي ليس بثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا علي بن أحمد بن سليمان، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن عبد اللّه بن سعد ليس بثقة، و لا مأمون.

قال (3):و أنا ابن حماد، نا معاوية بن صالح، عن يحيى، قال: الحكم بن عبد اللّه الأيلي ليس بشيء لا يكتب حديثه.

قال (4):و أنا ابن حمّاد، نا العباس، عن يحيى، قال: الحكم بن عبد اللّه ليس بشيء، قال: و أنا العباس، عن يحيى، قال: الحكم [الأيلي] (5) ليس بثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن علي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، قالا: نا محمّد بن (6) يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى يقول: الحكم الأيلي ليس بثقة، و قال يحيى: الحكم بن عبد اللّه الأيلي ضعيف.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الحسين بن المبارك بن عبد الجبار في كتابه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن عبد اللّه الأيلي ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 21


1- كذا بالأصل هنا، و هو الحكم صاحب الترجمة.
2- الكامل لابن عدي 202/2.
3- الكامل لابن عدي 202/2.
4- الكامل لابن عدي 202/2.
5- الزيادة عن ابن عدي.
6- قوله:«محمد بن» استدرك عن هامش الأصل و بجانب اللفظتين كلمة صح.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال في باب من يرغب عن الرواية عنهم و كنت أسمع أصحابنا يضعفونهم، منهم: الحكم بن عبد اللّه الأيلي (1).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر (2) بن الجبّان إجازة، أنا أحمد بن القاسم الميانجي إجازة.

حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا أبو [عثمان] (3) سعيد بن عمرو البرذعي (4)، عن أبي زرعة الرازي، فيما نسخه من كتابه بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلم فيهم من المحدثين: الحكم بن عبد اللّه بن سعد بن أبي العاص بن أمية الأيلي.

و ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني، أنه سأل أبا حاتم الرازي عن الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي، فقال: ذاهب الحديث يفتعل الحديث عندي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى بن الحمري، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، أنا عبد الرّحمن النسائي، قال: حكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي متروك الحديث.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر، فيما قرأته عليه، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إسحاق - يعني ابن خزيمة-، قيل له: لست تحتج بالحكم بن عبد اللّه الأيلي.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي بن يزيد يقول: الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي متروك الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو بكر البرقاني إجازة، قال: هذا ما وافقت عليه أبو الحسن الدارقطني ح.

ص: 22


1- كتاب المعرفة و التاريخ 44/3.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 468/17.
3- زيادة للإيضاح، انظر ما يلي.
4- بالأصل «البردعي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 77/14.

و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا أبو تمام الواسطي، و أبو الغنائم بن الزجاجي، في كتابيهما، عن أبي الحسن الدار قطني، قال: حكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي قرشي، عن القاسم بن محمّد و ابن أبي مليكة و الزّهري، زاد ابن بطريق: متروك، و قال ابن أبي ليلى: و هو وهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر البرقاني، قال: و سألته - يعني الدار قطني-، عن الحكم بن عبد اللّه الأيلي صاحب القاسم بن محمّد فقال: متروك.

أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه: الحكم بن عبد اللّه الأيلي ليس بشيء، تركوه، ضعفه ابن المبارك، و قال علي بن المديني: ليس بشيء.

1694 - الحكم بن عبد اللّه بن مروان

ابن محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص (1)

كان مع أبيه وجده حين قدما دمشق هاربين من بني العباس، و أسر بمصر و حمل إلى السفاح فحبسه ثم أطلقه هارون الرشيد، ثم حبس بعد ذلك بعد أن قدم أبوه عبد اللّه من أرض الحبشة (2) مع أبيه.

1695 - الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي العصماء

الخثعمي ثم الفرعي (3)(4)

شهد فتوح الشام و حضر قيسارية، و هو ممن أدرك عصر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه: أبو هزّان يزيد بن سمرة الرّهاوي المذحجي (5).

ص: 23


1- ترجمته في بغية الطلب 2860/6.
2- كتب محقق بغية الطلب في الحاشية: أنه كان قد توغل مع بعض بني أمية إلى قلب السودان.
3- ضبطت اللفظة عن الأنساب، و فيه أن هذه النسبة إلى الفرع و هو والد تميم بن فرع الفرعي المصري، كذا.
4- ترجمته في بغية الطلب 2861/6 و له ذكر في الإصابة في ترجمة تميم بن ورقاء 188/1.
5- ترجمته في سير الأعلام 106/9.

أخبرنا أبو الحسين (1) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن عوف المزني، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا أبو بكر محمّد بن خريم (2)،نا هشام بن عمّار، نا يزيد بن سمرة، نا الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي العصماء الفرعي، من (3) خثعم، و كان ممن شهد قيسارية (4)،قال: حاصرها معاوية سبع سنين إلاّ أشهر، و مقاتلة الروم الذين يرزقون فيها مائة ألف، و سامرتها ثمانون ألفا و يهودها مائتا ألف، فدلّهم لنطاق على عورة، و كان من الرهون فأدخلهم من قناة يمشي فيها الجمل بالجمل (5).و كان ذلك يوم الأحد فلم يعلموا و هم في الكنيسة إلاّ و بالتكبير على باب الكنيسة، فكانت بوارهم.

قال أبو بكر: قال لنا هشام بن عمّار: قال يزيد بن سمرة: و بعثوا بفتحها إلى عمر تميم بن ورقاء عريف خثعم، فقام عمر على المنارة [فنادى] (6) ألا إن قيسارية فتحت قسرا (7).

1696 - الحكم بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي

له ذكر، و لا عقب له (8).

1697 - الحكم بن عبدة

أبو عبدة الدمشقي

حدّث عن مالك، و حيوة بن شريح.

روى عنه: عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي، و محمّد بن مخلد الرّعيني، و عدي بن الحكم.

ص: 24


1- بغية الطلب: أبو الحسن.
2- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب «خريم» كما أثبتناه.
3- بالأصل «عن» و المثبت عن بغية الطلب.
4- قيسارية: بلدة بفلسطين على ساحل بحر الشام بينها و بين طبرية ثلاثة أيام (معجم البلدان).
5- كذا، و في الإصابة:«الجمل» و في بغية الطلب:«بالمحمل» و في م: الجمل بالحمل.
6- زيادة للإيضاح عن ابن العديم.
7- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2861/6-2862 و الإصابة 188/1 في ترجمة تميم بن ورقاء.
8- انظر جمهرة ابن حزم ص 89.

ذكره أبو إسحاق محمّد بن القاسم بن شعبان القرظي، فيمن روى عن مالك بن أنس من أهل دمشق، و ذلك فيما أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي، قال: قرأت على القاضي علي بن جعفر المالكي، قلت: حدثكم أبو إسحاق محمّد بن القاسم فذكره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، نا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحرفي (1)،أنا أحمد بن سلمان، أنا ابن أبي الدنيا: حدّثني الجروي (2)،حدّثني عمرو بن أبي سلمة، نا أبو عبدة الحكم بن عبدة، حدّثني حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي، عن الصّنابحي (3)،عن معاذ بن جبل، قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إني أحبك، فقل اللّهم أعنّي على شكرك و ذكرك و حسن عبادتك»، قال الصّنابحي: قال لي معاذ: إني أحبك فقل هذا الدعاء، قال أبو عبد الرّحمن: قال لي الصّنابحي: إني أحبك فقل. قال عقبة: قال لي أبو عبد الرّحمن: و أنا أحبك فقل، قال حيوة: قال لي عقبة: و أنا أحبك، فقل، قال أبو عبدة: قال لي حيوة: و أنا أحبك فقل، قال عمرو: قال لي أبو عبدة: و أنا أحبك فقل، قال الحسن (4) الجروي: قال لي عمرو: و أنا أحبك فقل، قال أبو بكر: قال لنا الجروي: و أنا أحبك فقل، قال النجاد (5):قال لنا ابن أبي الدنيا: و أنا أحبكم فقولوا، قال الحرفي: قال لنا النجاد: و أنا أحبكم فقولوا، قال أبو محمّد بن أحمد الصوفي: قال لنا الحرقي: و أنا أحبكم فقولوا، و قال لنا أبو الحسن الفقيه: قال لنا عبد العزيز: و أنا أحبكم و أنا أحبكم فقولوا، قال الحافظ رحمه اللّه: و قال لنا أبو الحسن: و أنا أحبكم فقولوا، و قال لنا الحافظ : و أنا أحبكم فقولوا. و سقط منه توصية أبي عبد الرّحمن و لا بدّ منها.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و حدّثني أبو البركات بن أبي طاهر

ص: 25


1- بالأصل «الحرقي» و الصواب ما أثبت «الحرفي» بالفاء، ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة للبقال ببغداد و من يبيع الأشياء التي تتعلق بالبزور و البقالين. ذكره و ترجم له. و ترجمته في سير الأعلام 461/17.
2- هو الحسن بن عبد العزيز الجروي، أبو علي، ترجمته في سير الأعلام 333/12.
3- اسمه عبد الرحمن بن عسيلة المرادي، أبو عبد اللّه ترجمته في سير الأعلام 505/3 و تهذيب التهذيب.
4- بالأصل «الحسين» و الصواب ما أثبت عن م.
5- هو أحمد بن سلمان، أبو بكر النجاد، ترجمته في سير الأعلام 502/15.

الفقيه عنه، نا أحمد بن علي، حدّثني علي بن أبي علي البصري، عن أبيه، أنا علي بن إسحاق الماذرائي، أنا محمّد بن سعد الأنصاري، نا محمّد بن مخلد الرّعيني، حدّثني أبو عبدة الحكم بن عبدة، قال: دخلت مسجد المدينة فإذا مالك بن أنس و له وفرة قد فرقها.

1698 - الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو بن ثعلبة

ابن عقال بن بلال بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة

ابن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة

الأسدي ثم الغاضري الكوفي (1)

شاعر مشهور القول مجيد في شعره هجّاء و كان ممن نفاه ابن الزبير من العراق كما نفى عنها عمّال بني أميّة، و قدم دمشق و كان له من عبد الملك بن مروان موضع (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: و أما عبدل - باللام - فهو الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو بن ثعلبة بن عقال بن بلال الأسدي الشاعر الأعرج كوفي مشهور.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (3)،أخبرني ابن دريد، حدّثني عمي، عن أبيه، عن ابن الكلبي، قال: لما ظفر ابن الزبير بالعراق، و أخرج عنها عمال بني مروان أخرج ابن عبدل معهم إلى الشام و كان فيمن يدخل إلى عبد الملك و يسمر عنده، فقال لعبد الملك ليلة:

يا ليت شعري و ليت ربما نفعت *** هل أبصرنّ بني العوام قد شملوا

بالذلّ و الأسر و التشريد إنّهم *** على البريّة حتف حيث ما نزلوا

أم هل أراك بأكناف العراق و قد *** ذلت لعزّك أعداء (4) و قد نكلوا (5)

ص: 26


1- ترجمته في المؤتلف و المختلف ص 242 الأغاني 404/2 معجم الأدباء 228/10 الوافي بالوفيات 114/13 و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- في معجم الأدباء: و نال من عبد الملك بن مروان خطوة فكان يدخل عليه و يسمر عنده.
3- الخبر و الأبيات في الأغاني 420/2، و الشعر في معجم الأدباء 229/10.
4- في المصدرين: أقوام.
5- نكله: نحاه عما قبله، و من معناه الهوان، و المراد هنا أنهم أهينوا و ضيموا.

فقال عبد الملك بن مروان و يرون أنه قائل الشعر:

إن يمكن اللّه من قيس و من جرش (1) *** و من جذام و يقتل صاحب الحرم

نضرب جماجم أقوام على حنق *** ضربا ينكّل عنا غابر (2) الأمم

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن سيبخت (3) البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي، نا أبو خليفة، حدّثني محمّد بن كثير، قال: قال عوانة: دخل رجل يقال له ابن عبدل (4) على عبد الملك بن مروان، فقال: أصلح اللّه الأمير رؤيا رأيتها في المنام أقصّها عليك، قال: هاتها، فأنشأ يقول (5):

طلعت عليّ الشمس بعد غضارة (6) *** في نومة ما كنت قبل أنامها

فرأيت أنك رعتني بوليدة *** مغنوجة (7) حسن عليّ قيامها

و ببدرة تغدو عليّ و بغلة *** شقراء ناجية تصلّ لجامها

فقال: يا غلام، أعطه ما قال، و اللّه ما أظنك رأيت هذا في نومك كله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عن عبد العزيز بن أحمد، عن عبد الوهاب بن جعفر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أبي الخطاب، نا محمّد بن القاسم، حدّثني أبي، نا أحمد بن عبيدة العتبي، عن أبيه، قال: لما قدم عبد الملك بن بشر بن مروان الكوفة قعد ابن عبدل الأسدي بين السماطين، و قال: أصلح اللّه الأمير رؤيا رأيتها أحب أن تعبرها، قال: قل، فأنشأ يقول:

ص: 27


1- في الأغاني و معجم الأدباء: جدس.
2- في الأغاني: سائر.
3- رسمها بالأصل «سنحت» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ و مهملة دون إعجام في م.
4- الخبر في الأغاني 407/2 و فيه أنه دخل على عبد الملك بن بشر بن مروان»، و في معجم الأدباء 229/10 دخل يوما على عبد الملك، و لم يزد، و ذكر الخبر.
5- الأبيات في الأغاني و معجم الأدباء.
6- بالأصل «عضارة» و المثبت عن معجم الأدباء، و الغضارة: السعة و النعمة و الخصب.
7- كذا بالأصل و م.

أغفيت قبل الصبح نوم مسهّد (1) *** في ساعة ما كنت قبل أنامها

فرأيت (2) أنك جدت لي بوليدة *** مغنوجة حسن عليّ قيامها

و ببدرة حملت إليّ و بغلة *** شهباء ناجية يصلّ لجامها

فسألت ربّك أن يبيحك (3) جنّة *** يلقاك منها روحها و سلامها

فقال: كلما رأيت عندنا إلاّ البغلة الشهباء، فإنها دهماء فارهة، فقال: امرأته طالق إن كان رآها إلاّ دهماء و لكنه نسي فأمر أن يحمل إليه كل ما ذكر في شعره.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا رفيع بن سلمة، نا أبو عبيدة، قال: خطب محمّد بن حسان الأسدي ابنة لطلبة بن قيس بن عاصم المنقري، و قد كان ابن عبدل الأسدي أتاه و هو عامل بخراسان متبرعا فلم يعطه شيئا فقال (4):

لعمرك ما زوّجتها من كفاءة *** و لكنّما زوّجتها للدّراهم (5)

و ما كان حسان ابن سعد و لا ابنه *** أبو المسك (6) من أكفاء قيس بن عاصم

و لكنه ردّ الزمان على استه *** و ضيّع أمر المحصنات الكرائم

له ريغة خضراء تصرع من دنا *** و تقطع (7) خيشوم الضجيع الملازم

خذي دية منه تكوني غنية *** و روحي (8) إلى باب الأمير فخاصمي

ص: 28


1- الأغاني: مسهّد.
2- صدره في الأغاني: فحبوتني فيما أرى بوليدة.
3- في معجم الأدباء:«يثيبك» و البيت سقط من الأغاني، و مكانه فيها ببيت آخر و روايته: ليت المنابر يا ابن بشر أصبحت ترقي و أنت خطيبها و إمامها و هذا يؤكد أن الذي دخل عليه ابن عبدل هو عبد الملك بن بشر بن مروان.
4- الخبر و الشعر في معجم الأدباء 233/10 و الأغاني 408/2 و فيه: ابنة مقاتل بن طلبة بن قيس.
5- كذا روايته أيضا في معجم الأدباء، و روايته في الأغاني: أباع زيد سود اللّه وجهه عقيلة قوم سادة بالدراهم و زياد كما في رواية عبد اللّه هو الذي زوجه أباها.
6- معجم الأدباء: أبو البخر.
7- في معجم الأدباء: له ريقة بخراء... و تنتن خيشوم. و سقط البيت من الأغاني.
8- في الأغاني:«خذي دية منه تكن لك عدة و جيئي».

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون، أنشدنا أبو بكر محمّد بن القاسم، أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي، عن ابن الأعرابي لابن عبدل الأسدي (2):

أطلب ما يطلب الكريم من الرّز *** ق بنفسي فاجمل الطلبا

و احلب الثرة (3) الصفيّ و لا *** أجهد أخلاف غيرها حلبا

إني رأيت الفتى الكريم إذا *** رغبته في صنيعة رغبا

و العبد لا يحسن العلاء (4) و لا *** يعطيك شيئا إلاّ إذا رهبا

مثل الحمار المعقب (5) السوء لا *** يحسن مشيا إلاّ إذا ضربا

و لم أجد عزة الخلائق إل *** لا الدّين لمّا اعتبرت و الحسبا

قد يرزق الخافض المقيم و ما *** شدّ لعنس رحلا و لا قتبا

و يحرم الرزق ذو المطية و الرّح *** ل و من لا يزال مغتربا

قال ابن الأعرابي: الثرة: الواسعة الأحاليل، و العزوز: الضيقة الأحاليل، و الصفايا الغزيرات واحدها صفي، و في نسخة العنس: الناقة الشديدة.

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ اسناده - أنا الحسين بن محمّد، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن محمود بن أبي الأزهر الخزاعي (6)،نا الزبير بن بكّار، حدّثني النّضر بن شميل، قال: دخلت على أمير المؤمنين المأمون - بمرو - فقال: أنشدني أقنع بيت للعرب فأنشدته قول ابن عبدل:

ص: 29


1- بالأصل و م «المحلي» و الصواب و الضبط ما أثبت، و قد مرّ.
2- الأبيات في معجم الادباء 238/10 و الأغاني 215/16 في أخبار حمزة بن بيض.
3- الثرة: العين الغزيرة، و يريد هنا الناقة الغزيرة اللبن. و الصفي: الغزيرة اللبن من الإبل.
4- معجم الأدباء: العطاء.
5- كذا بالأصل و فوقها إشارة تحويل إلى الهامش، و على هامش الأصل:«المرقع»، كذا، و في الأغاني و معجم الأدباء: الموقّع. و الموقع: الذي في ظهره آثار من الحمل.
6- الخبر في عبد اللّه 214/16-215 في أخبار حمزة بن بيض و فيها: أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر. و الخبر و الأبيات أيضا في معجم الأدباء 237/10-238.

إني امرؤ لم أزل و ذاك *** من اللّه أديبا (1) أعلّم الأدبا

أقيم بالدار ما اطمأنت بي الدا *** ر و إن كنت نازحا (2) طربا

لا اجتوي خلّة الصديق و لا *** أتبع نفسي شيئا إذا ذهبا

أطلب ما يطلب الكريم من الرز *** ق بنفسي و أجمل الطلبا

و أحلب الثرّة الصّفيّ و لا *** أجهد أخلاف غيرها حلبا

إني رأيت الفتى الكريم إذا *** رغّبته في صنيعة رغبا

و العبد لا يطلب العلاء و لا *** يعطيك شيئا إلاّ إذا رهبا

مثل الحمار الموقّع السوء لا *** يحسن مشيا إلاّ إذا ضربا

و لم أجد عروة (3) الخلائق إلاّ *** الدين لما اختبرت و الحسبا

قد يرزق الخافض المقيم و ما *** شد بعنس (4) رحلا و لا قتبا

و يحرم الرزق ذو المطية و الرح *** ل و من لا يزال مغتربا

قال: أحسنت يا نضر، قال ابن أبي الأزهر: و يروى: الضّفيّ ، قال أبو بكر بندار الكرجي: يقول لا أحب الصّفي بالصّاد فيما يرويه الناس، لأن الصّفيّ يكون للملك دون السّوقة، و الضّفيّ - بالضاد - أبلغ في المعنى لأنها الغزيرة اللبن.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني شفاها، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا-، أنا عبيد اللّه بن أحمد الصيرفي - إجازة - أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أحمد بن حارث، أنا أبو محلّم، قال (5):بلغني أن امرأة موسرة كان لها على الناس ديون كثيرة فقالت لابن عبدل و عرضت نفسها عليه أن تزوجه و يقوم لها بدينها، فقام لها ابن عبدل بالدّين حتى اقتضاه قال: فانحدرت إلى أهلها بالبصرة و كتبت إليه:

ص: 30


1- الأغاني: قديما.
2- الأغاني:«مازحا» و في معجم الأدباء:«نازغا».
3- الأغاني:«عدة» و في معجم الأدباء: عزة.
4- الأغاني:«بعيس».
5- الخبر و الشعر في الأغاني 415/2 باختلاف الرواية، و معجم الأدباء 234/10 و الوافي بالوفيات 116/13.

سيخطئك الذي حاولت مني *** و قطعي (1) وصل حبلك من حبالي

كما أخطأك معروف ابن بشر (2) *** و كنت تعدّ ذلك رأس مالي

و كان ابن عبدل يأتي ابن بشر فيقول له: أخمس مائة أحبّ إليك العام أم ألف في قابل ؟ فيقول: ألف في قابل، فإذا أتاه من قابل قال له: ألف أحب إليك العام أم ألفان في قابل ؟ فيقول: ألفان في قابل، فلم يزل كذلك حتى مات ابن بشر و لم يعطه شيئا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن القاسم البزاز، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليد اليمامي، حدّثني الحسين بن جعفر المخزومي، قال: بينما امرأة تمشي بالبلاط و أعرابي يتمثل (3):

و أنعط أحيانا فينفذ جلده *** فأعزله (4) جهدي و ما ينفع العزل

و أزداد نعظا حين أبصر جارتي *** فأوثقه كيما يثوب له عقل

و أوعيه في جوف جاري و جارتي *** مراغمة مني و إن رغم البعل (5)

فقالت له المرأة: شتان ما بينك و بين ابن عبدل حيث يقول:

و أعسر أحيانا فتشتدّ عسرتي *** و أدرك ميسور الغنى و معي عرضي (6)

بئس و اللّه جار المغيبة أنت، قال: أي و اللّه و التي معها أخوها و زوجها.

قرأت بخط رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت (7) البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، أنشدني عون بن محمّد، عن أبيه لابن عبدل الأسدي:

ص: 31


1- في الأغاني و معجم الأدباء: فقطع حبل وصلك من حبالي.
2- هو عبد الملك بن بشر بن مروان و كان أميرا على البصرة وجهه إليها مسلمة بن عبد الملك.
3- الأبيات في الأغاني 409/2.
4- عجزه في الأغاني: فأعذله جهدي و ما ينفع العذل .
5- البيت في الأغاني: فآويته في بطن جاري و جارتي مكابرة قدما و إن رغم البعل
6- البيت في الأغاني 409/2 و 426.
7- مهملة بالأصل و رسمها غير واضح و في م:«سحيب» و الصواب ما أثبت.

و إني لأستغني فما أبطر الغنى *** و أعرض ميسوري لمن يبتغي قرضي

و أعسر أحيانا فتشتدّ عسرتي *** و أدرك ميسور الغنى و معي عرضي (1)

1699 - الحكم بن عمر

و يقال: ابن عمرو

أبو سليمان، و يقال: أبو عيسى الرّعيني الحمصي (2)

قيل إنه دمشقي.

سمع عبد اللّه بن بسر (3)،و قتادة، و عمر بن عبد العزيز، و مسلمة بن عبد الملك، و إسماعيل بن معدي كرب.

روى عنه: خالد بن مرداس السّرّاج، و منصور بن أبي مزاحم، و يسرة (4) بن صفوان اللّخمي، و يحيى بن صالح الوحاظي، و شبابة بن سوّار، و يحيى بن سعيد العطار، و خلف بن عمرو الأموي.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، ثم سكن بغداد، و لم يذكره الخطيب (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي بن أبي الغبار، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الهيثم خالد بن مرداس، نا الحكم بن عمر، قال:

بعثني خالد بن عبد اللّه القسري، و صاحب (6) لي إلى قتادة بن دعامة الأعمى ليسأله عن ثمانية (7) عشر مسألة من القرآن، فسألناه عن: اَلْأَرْضِ وَ مٰا طَحٰاهٰا (8) قال: طحوها:

ص: 32


1- البيتان في الأغاني 426/2.
2- ترجمته في بغية الطلب 2862/6 و ميزان الاعتدال 578/1 و لسان الميزان 337/2 و الوافي بالوفيات 126/13 و الجرح و التعديل 123/3.
3- انظر ترجمته في سير الأعلام 430/3.
4- يسرة بفتح أوله و المهملة (تقريب التهذيب) و في الخلاصة: بفتحات. و في ابن العديم: بسرة خطأ. و اللخمي عن تقريب التهذيب، و الأصل:«اللحمي».
5- ابن العديم 2866/6 نقلا عن ابن عساكر.
6- كذا بالأصل، و الصواب: و صاحبا لي.
7- كذا بالأصل و الصواب: ثمان عشرة.
8- سورة الشمس، الآية:6.

سعتها، و هذه من لغة قوم من اليمن.

قال: و سألناه عن: اقتلوا أنفسكم و توبوا إلى بارئكم (1) قال: اقتلوا أنفسكم و توبوا إلى بارئكم.

قال: و سألناه عن قوله: وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّٰهِ (2) قال لا، و لكن من روح اللّه.

قال: و سألناه عن قوله تعالى: تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ (3) قال: لا، في عين حمئة.

قال: و سألناه عن النصارى و اليهود و الصابئين و المجوس و الذين أشركوا قال:

هم الزنادقة و أنتم تدعونهم بالشام: المنانية (4)(5).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل (6)،أنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا عبد اللّه بن روح، نا شبابة بن سوّار، نا الحكم بن عمر الرّعيني، قال: أرسلني خالد بن عبد اللّه إلى قتادة و هو بالحيرة أسأله عن مسائل فكان فيما سألت قلت: أخبرني عن قول اللّه عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هٰادُوا وَ الصّٰابِئِينَ وَ النَّصٰارىٰ وَ الْمَجُوسَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا (7) هم مشركو العرب ؟ قال:[لا] و لكنهم الزنادقة المنانية (8) الذين يجعلون للّه شريكا في خلقه، قالوا: إن اللّه يخلق الخير و إن الشيطان يخلق الشر و ليس للّه على الشيطان قدرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون ح.

ص: 33


1- سورة البقرة، الآية:54 و ثمة تقديم و تأخير في الآية، و نصها: فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم.
2- سورة يوسف، الآية:87.
3- سورة الكهف، الآية:86.
4- في المختصر: المثانية.
5- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2862/6-2863.
6- بالأصل «المفضل» و المثبت عن م (انظر فهارس شيوخ ابن عساكر، المطبوعة 429/7).
7- سورة الحج، الآية:17.
8- في المختصر: المثانية.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):في الطبقة السادسة من أهل الشامات: الحكم بن عمرو، رعيني دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الحسين، و أبو الفضل، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):الحكم بن عمرو رأى عبد اللّه بن بسر، و عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في تسمية نفر يحدثون عن عمر بن عبد العزيز: الحكم بن عمر الرّعيني.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):الحكم بن عمر الرّعيني الحمصي، قدم بغداد، روى عنه يحيى بن صالح الوحّاظي، و قال: كتبت عنه ببغداد سمعت أبي يقول ذلك، و سئل عنه أبي فقال:

ضعيف الحديث (4).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقّا، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال: سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن عمرو الرّعيني ضعيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: سألت أبا زكريا، عن أبي

ص: 34


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 581 رقم 3050.
2- التاريخ الكبير 325/2/1.
3- الجرح و التعديل 123/2/1.
4- كذا وردت العبارة نقلا عن ابن أبي حاتم و قد جاء النقل عنه مبتورا انظر تمام عبارة الجرح و التعديل.

عيسى الحكم بن عمرو، قد سمع منه الهروي ؟ فقال: ليس بشيء، و قد حدّثنا عنه الوحّاظي، قال: نقشت خاتم عمر بن عبد العزيز:«كفى اللّه بعزته عمر» و قال في موضع آخر: الحكم بن عمر الرّعيني ضعيف (1).

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي في كتابه، أنا ابن المحسّن التنوخي، أنا محمّد بن المظفر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى بحمص، قال: و الحكم بن عمر الرّعيني صاحب عمر بن عبد العزيز، قال: رأيت عبد اللّه بن بسر لا يحفي شاربه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن علي، نا عبد اللّه بن أحمد الدورقي، عن يحيى بن معين، قال: الحكم بن عمرو الرّعيني ليس بشيء.

قال (2):و نا علي بن أحمد بن سليمان، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم، قال:

سألت يحيى بن معين، عن الحكم بن عمر الرّعيني فقال: ضعيف لا يكتب حديثه.

قال ابن عدي (3):و الحكم بن عمرو هذا - و قيل: ابن عمر - الرّعيني، هو قليل الرواية عن من يروي عنه.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سألت يحيى عن الحكم بن عبد اللّه (4) الرّعيني، فقال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال:

حكم بن عمرو الرّعيني ضعيف (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 35


1- نقله ابن العديم في بغية الطلب 2865/6.
2- الكامل لابن عدي 207/2.
3- الكامل لابن عدي 207/2.
4- كذا ورد هنا «عبد اللّه» و هو صاحب الترجمة، و الظاهر: عمر أو عمرو.
5- نقله ابن العديم 2865/6-2866 و ميزان الاعتدال 578/1.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و الحكم بن عمرو الرّعيني شامي ضعيف (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا خالد بن مرداس، نا الحكم بن عمر الرّعيني، و كنيته أبو سليمان من أهل الشام، قال:

شهدت عمر بن عبد العزيز في زمانه، و أنا ابن عشرين، و قد هلك عمر بن عبد العزيز منذ اثنتين و سبعين سنة (2).

1700 - الحكم بن مصعب القرشي

1700 - الحكم بن مصعب القرشي (3)

من أهل دمشق، روى عن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس.

روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (4)،نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد الزيدي بالكوفة، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو الحسين علي بن عمر الحربي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا الحكم بن مصعب، نا محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه - زاد ابن النقور: عن عبد اللّه بن عباس، و قالا-: قال رسول اللّه صلّى الله عليه و سلّم:«من لزم الاستغفار جعل اللّه له من كل همّ فرجا، و من كل ضيق مخرجا، و رزقه من حيث لا يحتسب»[3654].

و لم يذكر ابن المزرفي (5):عبد اللّه بن عباس، و قد أخرجه أبو داود [و] (6) ابن ماجة، عن هشام بن عمّار، و فيه ذكر عبد اللّه، و لا بد منه.

فقد أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، أنا أبو حفص عمرو بن أحمد بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان، نا محمّد بن

ص: 36


1- نقله ابن العديم 2865/6.
2- ابن العديم 2863/6.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 580/1 و تهذيب التهذيب 581/1.
4- بالأصل «المزرقي» بالقاف خطأ و في م:«المرزوقي» و الصواب بالفاء، و قد مرّ.
5- بالأصل «المزرقي» بالقاف خطأ و في م:«المرزوقي» و الصواب بالفاء، و قد مرّ.
6- زيادة لازمة.

عبد اللّه بن ميمون، نا الوليد بن مسلم، نا الحكم بن مصعب، عن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أكثر من الاستغفار جعل اللّه له من كل ضيق مخرجا، و من كل همّ فرجا، و رزقه من حيث لا يحتسب»[3655].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):الحكم بن مصعب القرشي سمع محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، سمع منه الوليد بن مسلم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن، أنا حمد إجازة ح، قال: و أنا الحسين، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):سألت أبي عنه فقال: هو شيخ للوليد لا أعلم روى عنه أحد غيره.

1701 - الحكم بن المطّلب بن عبد اللّه

ابن المطّلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر

ابن مخزوم بن يقظة بن مرّة القرشي المخزومي (3)

من أجواد قريش من أهل المدينة، قدم منبج و سكنها مرابطا إلى أن مات بها، و اجتاز بدمشق.

و حدّث عن أبيه، و أبي سعيد المقبري.

روى عنه أخوه عبد العزيز بن المطّلب، و محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، و سليمان بن عطاء، و الهيثم بن عمران، و سعيد بن عبد العزيز الدمشقيون (4).

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو

ص: 37


1- التاريخ الكبير 338/2/1.
2- الجرح و التعديل 128/2/1.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 580/1 بغية الطلب 2866/6 لسان الميزان 339/2 الوافي بالوفيات 123/13 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- ابن العديم نقلا عن ابن عساكر 2874/6.

بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا قاسم بن شيبة، نا يعقوب بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن عبد المطّلب، عن أخيه، عن الحكم، عن أبيه، عن قهيد (1) الغفاري، قال: سألت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إن عدا عليّ عاد؟ قال: ذكّره - أو أمره بتذكيره مرتين أو ثلاثا - فإن أبى فقاتله فإن قتلت فأنت في الجنة، و إن قتلته فهو في النار، كذا قال، و الصواب عن أخيه الحكم[3656].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (2)،حدّثني أبي، نا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، نا عبد العزيز بن المطّلب بن عبد اللّه، حدّثني أخي الحكم بن المطّلب، عن أبيه، عن [قهيد بن] (3)مطرف الغفاري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [سأله سائل:] (4) إن عدا عليّ عاد؟ فأمره أن ينهاه ثلاث مرات، قال: فإن أبى ؟ فأمره بقتاله قال: فكيف بنا؟ قال:«إن قتلك فأنت في الجنة، و إن قتلته فهو في النار»[3657].

قال (5):و نا يعقوب، نا عبد العزيز بن المطّلب المخزومي، عن أخيه الحكم بن المطّلب، عن أبيه، عن قهيد (6) الغفاري، قال: سأل سائل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: إن عدا عليّ عاد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ذكّره - و أمره بتذكيره ثلاث مرات - فإن أبى فقاتله فإن قتلك فإنك في الجنة، و إن قتلته فإنه في النار»[3658].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني هارون بن عبد اللّه، نا أبو عامر، نا عبد العزيز بن المطّلب، عن أخيه، عن قهيد (7) بن مطرف الغفاري أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سأله سائل فقال: إن عدا عليّ عاد؟ فأمره أن ينهاه ثلاث مرار (8) فإن أبى فأمره بقتاله قال: و كيف بنا؟ قال:«إن قتلك فابشر بالجنة، و إن قتلته فهو في النار»[3659].

قال البغوي: و لا أعلم لقهيد (9) غير هذا الحديث و يشك في صحبته.

ص: 38


1- بالأصل و م: فهيد، بالفاء خطأ، و الصواب ما أثبت، و ضبطت اللفظة عن تقريب التهذيب بالتصغير.
2- مسند الإمام أحمد 423/3.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مسند أحمد و م و فيها: فهيد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مسند أحمد و م و فيها: فهيد.
5- القائل أحمد بن حنبل، انظر المسند 423/3 و ذكر الحديث.
6- بالأصل: فهيد، و الصواب عن المسند، و الضبط عن تقريب التهذيب و قد مرّ.
7- بالأصل: فهيد، و الصواب عن المسند، و الضبط عن تقريب التهذيب و قد مرّ.
8- كذا. و هي جمع مرة، و تجمع على: مرّ و مرر و مرور (قاموس).
9- بالأصل: فهيد، و الصواب عن المسند، و الضبط عن تقريب التهذيب و قد مرّ.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و له اللفظ - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):الحكم (2) بن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب المخزومي، مدني (3)،سمع أباه، روى عنه أخوه عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين البزاز، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد البرقاني، قال: سألته - يعني الدارقطني - عن عبد العزيز بن المطّلب، فقال:

شيخ مدني يعتبر به، و أخوه الحكم بن المطّلب يقاربه (4) يعتبر به.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن العباس، أنا أحمد بن سليمان بن داود، نا الزبير بن بكار بن عبد اللّه الزبيري، قال: و من ولده (5) الحكم بن المطّلب بن عبد اللّه بن المطّلب بن حنطب، كان من سادة قريش و وجوهها و كان ممدّحا (6) و له يقول ابن هرمة في شعر كثير مدحه به (7):

لا عيب فيك تعاب إلاّ أنّني *** أمسي عليك من الميمون (8) شفيقا

إنّ القرابة منك يأمل أهلها *** صلة و يأمن غلظة و عقوقا

يجدون وجهك يا ابن فرعي مالك *** سهلا إذا غلظ الوجوه طليقا

و قال أيضا ابن هرمة يمدح الحكم بن المطّلب (9):

فإن معشر بخلوا و التووا *** عليّ فرأيهم لم يصب

ص: 39


1- التاريخ الكبير 336/2/1.
2- بالأصل «الحاكم» و المثبت عن البخاري و م.
3- في البخاري:«مديني» و جميعهما نسبة إلى المدينة.
4- بالأصل: يفارقه، و المثبت عن ابن العديم 2873/6.
5- كذا و جاء الخبر كاملا في نسب قريش ص 339 و هو يتحدث عن المطلب بن عبد اللّه بن المطلب.
6- في ابن العديم: ممدوحا.
7- الخبر و الأبيات في ابن العديم 2868/6 و البيت الأول في نسب قريش منسوبا لابن هرمة. و الثاني في الوافي بالوفيات 124/13.
8- في نسب قريش و ابن العديم: يعاب... من المنون شفيقا.
9- الأبيات في ابن العديم 2868/6.

فإنّ الإله كفاني التي *** تهمّ و سيب بني المطلب

و كنت إذا جئتهم راغبا *** مجيء المصاب إلى المحتسب

أقروا بلا خلف حاجتي *** ألا مثل سائلهم لم يخب

و كان يلي المساعي.

قال: و نا الزبير قال: فأخبرني عمي مصعب بن عبد اللّه (1)،عن مصعب بن عثمان، عن نوفل بن عمارة: أن رجلا من قريش من بني أميّة بن عبد شمس له قدر و خطر، لحقه دين، و كان له مال من نخل و زرع، فخاف أن يباع عليه فشخص من المدينة يريد الكوفة يعمد خالد بن عبد اللّه القسري، و كان واليا لهشام بن عبد الملك على العراق، و كان يبر من قدم عليه من قريش.

فخرج إليه يريده و أعدّ له هدايا من طرف المدينة، حتى قدم فيدا (2) و أصبح بها فنظر إلى فسطاط عنده جماعة فسأل عنه، فقيل: الحكم بن المطّلب فلبس نعليه، ثم خرج حتى دخل عليه، فلما رآه قام إليه، فتلقاه فسلّم عليه ثم أجلسه في صدر فراشه، ثم سأله عن مخرجه، فأخبره بدينه، و ما أراد من إتيان خالد بن عبد اللّه القسري.

فقال له الحكم: انطلق بنا إلى منزلك فلو علمت تقدمك لسبقتك إلى إتيانك.

فمضى معه حتى أتى منزله فرأى الهدايا التي أعد لخالد فتحدث معه ساعة، ثم قال له:

إن منزلنا أحضر عدة، و أنت مسافر و نحن مقيمون، فأقسمت عليك إلاّ قمت معي إلى المنزل، و جعلت لنا من هذه الهدايا نصيبا.

فقام معه الرجل، فقال: خذ منها ما أحببت، فأمر بها فحملت كلها إلى منزله و جعل الرجل يستحي أن يمنعه منها شيئا حتى صار معه إلى المنزل، فدعا بالغداء و أمر بالهدايا ففتحت فأكل منها و من حضره ثم أمر ببقيتها ترفع (3) إلى خزانته.

و قام و قام الناس، ثم أقبل على الرجل، فقال: أنا أولى بك من خالد و أقرب إليك رحما و منزلا، و هاهنا مال للغارمين أنت أولى الناس به ليس لأحد عليك فيه منّة إلاّ اللّه

ص: 40


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 339 و نقله ابن العديم 2867/6-2868.
2- فيد: بليدة بنجد منتصف طريق حجاج العراق من الكوفة.
3- في ابن العديم: فرفعت.

تقضي به دينك، ثم دعا له بكيس (1) فيه ثلاثة آلاف دينار فدفعه إليه و قال: قد قرّب اللّه عليك الخطوة، فانصرف إلى أهلك مصاحبا محفوظا.

فقام الرجل من عنده يدعو له و يشكر، فلم يكن له همة إلاّ الرجوع إلى أهله، فانطلق الحكم يشيعه فسار معه شيئا ثم قال له: كأني بزوجتك قد قالت لك: أين طرائف العراق بزّها (2) و خزّها و عراضاتها (3)،أ ما كان لنا معك نصيب ؟ ثم أخرج صرة حملها معه،[فيها] (4) خمسمائة دينار، فقال: أقسمت (5) عليك إلاّ جعلت هذه لها عوضا من هدايا العراق و ودّعه و انصرف.

و قال مصعب بن عثمان: فجهدت بنوفل بن عمارة أن يخبرني بالرجل، فأبى، قال الزبير: و أتوهم أن أكون سمعته من مصعب بن عثمان.

قال: و نا الزبير، قال: قال عمي مصعب بن عبد اللّه (6):و كان الحكم بن المطّلب من أبر الناس بأبيه، و كان أبوه المطّلب بن عبد اللّه يحب ابنا له يقال له الحارث حبا شديدا مفرطا، و كانت بالمدينة جارية مشهورة بالجمال و الفراهة، فاشتراها الحكم بن المطّلب من أهلها بمال كثير، فقال له أهلها،- و كانت مولدة عندهم - دعها عندنا حتى نصلح من أمرها، ثم نزفها إليك بما تستأهل الجارية منا، فإنما هي ولد، فتركها عندهم حتى جهزوها و بيّتوها و فرشوها ثم نقلها كما تهيأ (7) تزف العروس إلى زوجها، و تهيّأ الحكم بأجمل ثيابه و تطيّب، ثم انطلق فبدأ بأبيه ليراه في تلك الهيئة و يدعو له تبركا بدعاء أبيه، حتى دخل عليه في تلك الهيئة، و عنده الحارث بن المطّلب، فأقبل عليه أبوه فقال:

إنّ لي إليك حاجة، فما تقول ؟ قال: يا أبة إنما أنا عبدك فمرّ بما أحببت، قال: تهب جاريتك هذه للحارث أخيك، و تعطيه ثيابك هذه التي عليك و تطيّبه من طيبك، و تدعه يدخل على هذه الجارية، فإني لا أشك أن نفسه قد تاقت إليها، قال الحارث: لم تكدر

ص: 41


1- عن نسب قريش و بالأصل «بكبش».
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
3- عراضاتها جمع عراضة بضم العين و تخفيف الراء، و هو العرض من عروض التجارة.
4- زيادة للإيضاح عن نسب قريش.
5- بالأصل «أ فسمعتم» و المثبت عن نسب قريش و م.
6- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 340.
7- كذا، و اللفظة سقطت من نسب قريش و في م:«ثم نقلوها كما تزف العروس».

على أخي و تفسد قلبه عليّ ، و ذهب [يريد] (1) يحلف، فبدره الحكم فقال: هي حرة إن لم تفعل ما أمرك (2) أبي، فإنّ قرّة عينه (3) أحب إليّ من هذه الجارية، و خلع ثيابه و ألبسه إياها و طيبه من طيبه، و خلاّه، فذهب إليها.

قال (4):و نا الزبير، حدّثني محمّد بن الضحاك، قال: جلس المطّلب بن عبد اللّه ليلة يتعشى مع إبراهيم بن هشام و معه عدة من ولده فيهم: الحكم، و الحارث و غيرهما، فجعل المطّلب يأخذ الطعام الطيب من بين يدي ابنه الذي لم يسمّ - فيضعه بين يدي حارث، فجزع الفتى و قال: ما رأيت كما تصنع بنا قط ، و كما تستهيننا و أمر بغلمانه فأدخلوا، و أمر بابنه ذلك فجرّ برجله حتى أخرجوه من الدار، فقال له الحكم: ما آثرت إلاّ أحسننا وجها، و إنه لأهل للأثرة، فقال له أبوه: ذلك فلان و فلان حتى وهب له خمسة من رقيقه، فلما خرجوا قال أخو الحكم له: لا جزاك اللّه خيرا ما ظننت إلاّ ستغضب لي و يخرج بك على مثل حالي، و قال له الحكم: ما أحسنت في قولك، و لا غبطتك بما صرت إليه، فأقول مثل ما قلت.

قال (5):و أنا الزبير، قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد العزيز الزهري، عن عميه (6) موسى و إسماعيل ابني (7) عبد العزيز، قالا: كان القرشي إذا انقطع شسعه خلع النعل الأخرى، فانقطع شسع الحكم بن المطّلب (8) فخلع النعل الأخرى و مضى فأخذ نعليه إنسان نوبي فسوّى الشسع ؟ و جاءه بالنعلين في منزله، فقال له: سويت الشسع، قال: نعم، فدعا جاريته بثلاثين دينارا فدفعها إلى النوبي، و قال:

ارجع بالنعلين فهما لك.

قال (9):و نا الزبير، حدّثني محمّد بن يحيى الكتاني، قال: استعمل بعض ولاة

ص: 42


1- مطموسة بالأصل و المثبت عن نسب قريش، و فيه: يريد أن يحلف و في م: يريد يحلف.
2- قوله:«ما أمرك» عن هامش الأصل.
3- نسب قريش: فإن قرة عينيه أسر إليّ من هذه الجارية.
4- الخبر نقله ابن العديم 2869/6.
5- الخبر نقله ابن العديم 2870/6.
6- بالأصل «عمة» و الصواب ما أثبت عن م.
7- بالأصل و م «بن» و الصواب ما أثبت.
8- بالأصل: عبد المطلب و المثبت عن م.
9- الخبر نقله ابن العديم 2870/6.

المدينة الحكم بن المطّلب المخزومي على بعض المساعي، فلم يرفع شيئا، فقال له الوالي: أين الإبل و الغنم ؟ قال: أكلنا لحومها بالخبز، قال: فأين الدنانير و الدراهم ؟ قال: اعتقدنا بها الصنائع في رقاب الرجال فحبسه، فأتاه و هو في الجيش بعض ولد نهيك بن أساف الأنصاري فمدحه فقال:

خليليّ إن الجود في السجن فابكيا *** على الجود إذ سدّت علينا مرافقه

ترى عارض المعروف كل عشيّة *** و كلّ ضحى يستنّ في السجن بارقه

إذا صاح كبلاه طفا فيض بحره *** لزوّاره حتى تعوم غرائقه (1)

فأمر له بثلاثة آلاف درهم، و هو محبوس.

قال (2):و نا الزبير، قال: و أخبرني نوفل بن ميمون، أنشدني أبو مالك محمّد بن مالك بن علي بن هرمة لعمه إبراهيم بن علي بن هرمة، يمدح الحكم بن المطّلب:

تصبّح أقوام عن المجد و العلا *** فأضحوا نياما و هو لم يتصبّح

إذا كدحت أعراض قوم بلومهم *** نجا سالما من لومهم لم يكدّح

ليهنك إن المجد أطلق رحله *** لديك على خصب خصيب و مسرح

قال: و نا الزبير قال: قال عمي مصعب بن عبد اللّه: كان الحكم بعد حاله هذه قد تخلى من الدنيا، و لزم الثغور حتى مات بالشام، و أمّه السيدة بنت جابر بن الأسود بن عوف الزهري (3).

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني يحيى بن محمّد، حدّثني إسحاق بن محمّد المسيبي، قال: أخبرني من رأى الحكم بن المطّلب حين صار إلى منبج و تزهد و إنه ليحمل زيتا في يده و لحما (4).

قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن الضحاك، قال: ذكر رجل أنه رأى الحكم بن المطّلب بعد أن تزهد بثغر منبج مسمطا لحما يحمله (5).

ص: 43


1- في ابن العديم:«غرانقه» و في المختصر: عرائقه.
2- الخبر نقله ابن العديم 2869/6.
3- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 341.
4- بغية الطلب لابن العديم 2871/6.
5- بغية الطلب لابن العديم 2871/6.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو الفضل جعفر بن الحسين بن محمّد الماوردي المقرئ، و أبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش، قالا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن بامويه، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد البصري، نا أبو سعيد السكري، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عمر بن عثمان، حدّثني رجل من أهل منبج، قال: قدم علينا الحكم بن المطّلب بن عبد اللّه بن المطّلب بن حنطب، و لا مال معه، فأغنانا كلنا، فقلت: كيف ذاك ؟ قال: علمنا مكارم الأخلاق، فعاد غنينا على فقيرنا فغنينا كلنا، ثم يقول عمر بن عثمان الراتجي (1) يرثي الحكم بن المطّلب:

ما ذا بمنبج لو تعست (2) مقابرها *** من التهدّم بالمعروف و الكرم

سألوا عن الجود و المعروف ما فعلا *** فقلت: إنهما ماتا مع الحكم

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا علي بن الحسن الرّبعي، نا أبي، عن العتبي، قال: قيل لنصيب:

هرم شعرك، قال: لا و لكن هرم الجود و المعروف، لقد مدحت الحكم بن المطّلب بقصيدة فأعطاني أربعمائة شاة و أربعمائة دينار و أربعمائة ناقة (3).

قال العتبي: و أخبرني رجل من منبج، قال: قدم علينا الحكم و هو مملق لا شيء معه،[فأغنانا] (4) قال: كيف أغناكم و هو مملق لا شيء معه ؟ قال: علمنا المكارم، فعاد أغنياؤنا على فقيرنا (5)،فاستوت الحال.

قال العتبي: و أعطى الحكم بن المطّلب كل شيء يملكه حتى إذا نفد ما عنده ركب فرسه و أخذ رمحه يريد الغزو فمات بمنبج، و في ذلك يقول ابن هرمة الشاعر:

سألا عن الجود و المعروف أين هما *** فقيل: إنهما ماتا مع الحكم

ما ذا بمنبج لو تنشر (6) قبورهم *** من المقدم بالمعروف و الكرم

ص: 44


1- اللفظة مهملة بالأصل و م، و المثبت عن أمالي القالي (النوادر ص 316) و ذكر البيتين، و البيتان في ابن العديم 2872/6 و نسبهما لابن هرمة.
2- على هامش الأصل: نشرت.
3- الخبر في ابن العديم 2871/6.
4- الزيادة عن ابن العديم.
5- ابن العديم:«فقرائنا» و في أمالي القالي: غنيّنا على فقيرنا.
6- ابن العديم: تنبش.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو الفضل جعفر بن الحسين، و أبو سعد عبد الرّحمن بن منصور، قالا: أنا عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو سعيد السكري، نا الزبير بن أبي بكر، حدّثني القاسم بن معتمر، حدّثني ابن معيوف، عن أبيه، قال: كنت فيمن حضر وفاة الحكم بن المطّلب بمنبج، فشد عليه فقال إنسان:

اللّهم هون عليه، فأفاق فقال: من المتكلم ؟ فقالوا: فلان، فقال: هذا ملك الموت يقول: إني بكل سخيّ رفيق، قال: ثم لم يتكلم بعدها حتى مات (1).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و سمعت القاسم بن محمّد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف، يحدث أبي رحمه اللّه بمنى في سنة أربع و تسعين و مائة، قال: حدّثني حميد بن معيوف عن أبيه، قال: كنت فيمن حضر الحكم بن المطّلب عند موته فلقي من الموت شدّة، فقلت:- أو قال رجل ممن حضر و هو في غشية: اللّهم هوّن عليه فإنه كان و كان، يثني عليه، قال: فأفاق فقال: من المتكلم ؟ فقال المتكلم: أنا، فقال: إن ملك الموت يقول لك: إني بكل سخي رفيق، فكأنما كانت فتيلة أطفئت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا القاضي الحسين بن إسماعيل، نا عبيد اللّه بن أبي سعد، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق المسيبي، حدّثني القاسم بن محمّد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف بن أخي عبد الرّحمن بن عوف، قال: حدّثني حميد بن معيوف الحمصي، عن أبيه، قال: كنت ممن حضر الحكم بن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب بمنبج، و هو يجود بنفسه، و لقي من الموت شدة، فقلت:- أو قال رجل ممن حضر و هو في غشية-: اللّهم هوّن عليه فإنه كان و كان، يثني عليه، قال: فأفاق فقال: من المتكلم ؟ فقال المتكلم: أنا، قال: فإن ملك الموت يقول لك: إني بكل سخي رفيق، قال: و كان كأنما كانت فتيلة أطفئت، قال القاسم بن محمّد: فلما بلغ موته ابن هرمة رثاه فقال:

سألا عن الجود و المعروف أين هما *** فقلت: إنهما ماتا مع الحكم

ص: 45


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2875/6.

ماتا مع الرجل الموفى بذمّته *** يوم الحفاظ إذا لم يوف بالذمم

ما ذا بمنبج لو ينشر مقابرها *** من التّهدّم بالمعروف و الكرم

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده، و ناولني إياه، و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسين الجازري، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو عثمان، قال: أخبرني رجل من قريش بمكة، أحسبه قال: من ولد عبد الرّحمن بن عوف، حدثني حميد بن معيوف (2) الحمصي عن أبيه، قال: كنت فيمن حضر الحكم بن المطّلب بن عبد اللّه بن المطّلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد (3) بن عمر بن مخزوم، و هو يجود بنفسه بمنبج، قال: و لقي من الموت شدة، فقال رجل ممن حضره و هو في غشية له: اللّهم هوّن عليه، فإنه كان و كان، فلما أفاق قال:

من المتكلم ؟ قال المتكلم: أنا، قال: إن ملك الموت يقول: لك إني بكل سخيّ رفيق، قال: و كأنما كانت فتيلة أطفئت، فلما بلغ موته ابن هرمة قال:

سألا عن الجود و المعروف أين هما *** فقلت: إنهما ماتا مع الحكم

ماتا مع الرجل الموفى بذمّته *** يوم الحفاظ إذا لم يوف بالذمم

ما ذا بمنبج لو ينشر مقابرها *** من التّهدّم بالمعروف و الكرم

قال ابن دريد: فسألت أبا حاتم عن قوله:«لو ينشر» لم جزم ؟ فقال: قال قوم من النحويين: كراهة كراهة لكثرة الحركات، كما قال الراجز:

إذا اعوججن قلت صاحب قوّم *** بالدّوّ (4) أمثال السّفين العوّم (5)

و قال له: لو قال: نبشت مقابرها لاستراح من اللبس، و كان كلاما فصيحا.

قال القاضي: و قد بيّنا فيما مضى من هذه المجالس هذا النحو مما سكن في الشعر مع استحقاقه التحريك، و ذكرنا مما أنشده سيبويه (6) في هذا المعنى و الاختلاف في

ص: 46


1- الخبر في كتاب الجليس الصالح الكافي 574/1 و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 2874/6.
2- في الجليس الصالح: مغوث.
3- الجليس الصالح: عبد.
4- الأصل: بالدر، و المثبت عن الجليس الصالح.
5- الرجز في الكتاب لسيبويه 297/2.
6- انظر الكتاب لسيبويه: باب ما يسكن استخفافا و هو في الأصل عندهم متحرك 257/2.

روايته و استجازته ما يغني عن إعادته.

فأما قول أبي حاتم في معنى نبشت على لفظ الفعل الماضي و إسكان عينه فهو كما قال: مطرد في القياس و قد جاء منه شيء كثير، و من ذلك قول أبي النجم:

لو عصر منه المسك و البان انعصر

و مثله:

رجم به الشيطان في ظلمائه

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدثني مصعب بن عثمان و غيره أن الراتجي قال يرثي الحكم بن المطّلب (1):

ما ذا بمنبج لو تنبش مقابرها *** من التّهدّم بالمعروف و الكرم

سألوا عن الجود و المعروف ما فعلا *** فقلت: إنهما ماتا مع الحكم

ماتا مع الرجل الموفى بذمّته *** قبل السؤال إذا لم يوف بالذمم

قال الزبير (2):و قال عبابة الراتجي يبكي عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب و الحكم بن المطّلب:

أمسى رجال السماح قد هلكوا *** فنحن نبكي بقية الرمم

للهاشمي الذي ثوى بأوامر *** و عقد السماح و الحكم

هذا بأرض العراق في رجم *** ثاو و هذا بالشام في رجم

حلّت بهذا مصيبة و بذا إن *** أبك هذا و ذاك لم ألم

كنت إذا جئت زائرا لهما *** وجدت فضل السماح و الكرم

فاشتبه الناس بعد فقدهما *** فذو الغنا منهم كذي العدم

ص: 47


1- الخبر و الشعر في بغية الطلب 2876/6.
2- الخبر و الشعر في بغية الطلب 2876/6.

1702 - الحكم بن معمر بن قنبر بن جحاش بن سلمة

1702 - الحكم بن معمر بن قنبر بن جحاش (1) بن سلمة

ابن مسلمة بن ثعلبة بن مالك بن طريف بن محارب،

أبو منيع الخضري (2)(3)

و الخضر ولد مالك بن طريف و إنما سمّوا الخضر لأن مالكا كان شديد الأدمة، و كذلك ولده فسموا الخضر بذلك، و كان الحكم شاعرا مجيدا، و كان يهاجي الرّمّاح بن ميّادة المرّي، فشكاه بنو مرّة إلى والي مكة فتواعده فهرب إلى الشام، و قدم دمشق و امتدح أسود بن بلال المحاربي الدّاراني، و مات بالشام غريقا.

و بلغني عن الأصمعي أنه كان يقول: ختم الشعراء بابن ميّادة، و حكم الخضري، و ابن هرمة و طفيل الكناني (4)،و مكين العذري.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب [و أبو] (5) عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر، قال: و لبني العوّام بن خويلد يقول حكم بن معمر الخضري:

فما لكم بني العوام ألا تفوقوا *** الناس ما اهتز الأشاء

إذا علقت يد برشاء دلو *** فما كرشاء دلوكم رشاء

فكن يا جارهم في دار أمن *** فلا خوف عليك و لا اعتداء

و قال الحكم يمدح بني العوّام بن خويلد (6):

لو يعدل الموت عن قوم لفضّلهم *** ما مات من ولد العوّام ديّار

ص: 48


1- عن الأغاني و معجم الأدباء، و بالأصل:«جحاس» و بدون نقط في م.
2- بالأصل «الحضرمي» و المثبت عن مصادر ترجمته. و الخضري: بضم الخاء المعجمة و سكون الضاد المعجمة كما في الوافي.
3- ترجمته في معجم الأدباء 240/10 و الأغاني 285/2 في سياق أخبار و نسب ابن ميادة. الوافي بالوفيات 125/13 و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- بالأصل و م:«الكتانى» و المثبت عن المختصر.
5- زيادة لازمة، عن م.
6- البيت في الوافي بالوفيات 125/13.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي بن الحسن بن علي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب، أنا مصعب - يعني الزّبيري-، عن عبد الأعلى بن صفوان، قال: جئت عبد اللّه بن مصعب فقلت: إن أمير المؤمنين سألني عن أبيات لا أدري لمن هي، قال: و ما هي ؟ فأنشدته:

ألا يا كأس قد أنزفت شعري *** فلست بقائل إلاّ رجيعا

و لست براقد إلاّ بحزن *** و لا مستيقظا إلاّ مروعا

يؤمل أن يلاقي كأس يوما *** كما يرجو أخو السنة الربيعا

فأحسبه قال: للخضري.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد القرشي (1)،أخبرني الحرميّ ، نا الزّبير، حدّثني عبد اللّه بن إبراهيم الجمحي، حدّثني العباس بن سمرة بن عبّاد بن سماع (2) بن سمرة، عن ريحان بن (3) سويد الخضري، و كان راوية حكم بن معمر الخضري قال:

تواعد حكم و ابن ميّادة عريجاء (4) و هي مائة - يتواقفان (5) عليها، فخرج كل واحد منهما في جماعة في قومه، و أقبل صخر بن الجعد الخضري يؤمّ حكما، و هي يومئذ عدو لحكم لما كان فرط بينهما في الهجاء في أركوب من بني مازن بن مالك بن طريف بن خلف بن محارب، فلما لقيه قال له: يا حكم أ هؤلاء الذين عرضت للموت و هم وجوه قومك، فو اللّه ما دماؤهم على بني مرّة إلاّ كدماء جداية (6)؛فعرف حكم أن قول صخر هو الحق فردّ قومه، و قال لصخر: قد وعدني ابن ميّادة (7) أن يواقفني غدا

ص: 49


1- الخبر في الأغاني 294/2.
2- الأغاني: شماخ.
3- الأصل:«أن» و المثبت عن الأغاني.
4- بالأصل غير واضحة، و المثبت عن الأغاني، و هي مائة معروفة بحمى ضرية و قد أقطعها ابن ميادة المري من بني ذبيان (معجم ما استعجم) و في م:«وعرحى».
5- عن الأغاني و بالأصل «يتوقفان».
6- الجداية: الظبية.
7- بالأصل:«قتادة» و الصواب عن الأغاني و م.

بعريجاء لأن أناشده، فقال له صخر: إني كثير الإبل - و كان حكم مقلاّ - فاذا وردت إبلي فارتجز، فإن القوم لا ينتجعون (1) عليك [و أنت] (2) وحدك، فإن لقيت الرجل نحر و أطعم فانحر و أطعم معه، و إن أتيت على مالي كله. قال ريحان راويته: فورد يومئذ عريجاء و أنا معه فظل على عريجاء و لم يلق رمّاحا، و لم يواف لموعده، و ظل ينشد يومئذ حتى أمسى، ثم صرف وجوه إبل صخر و ردّها، و بلغ الخبر ابن ميّادة و موافاة حكم لموعده، فأصبح على الماء و هو يرتجز:

أنا ابن ميّادة عقّار الجزر *** كلّ صفيّ ذات باب (3) منفطر

و ظل على الماء فانتحر (4) و أطعم فلما بلغ حكما ما صنع ابن ميّادة من نحره و إطعامه شقّ عليه مشقّة شديدة، ثم إنهما بعد توافقا (5) بحمى ضرية. قال سويد (6) بن ريحان: و كان ذلك العام عام جدب و سنة إلاّ بقية كلأ بضرية. قال: فسبقنا ابن ميّادة يومئذ فنزلنا على مولاة لعكّاشة بن مصعب بن الزبير ذات مال و منزلة من السلطان، قال: و كان حكم كريما على الولاة هناك يتّقى للسانه. قال ريحان: فبينا نحن عند الولاة و قد حططنا براذع دوابّنا إذا راكبان قد أقبلا، و إذا برمّاح و أخيه ثريان (7) و لم يكن لثريان ضرب في الشجاعة و الجمال فاقبلا يتسايران فلما رآهما حكم عرفهما فقال: يا ريحان هذان ابنا أبرد فما رأيك ؟ تكفيني ثريان أم لا؟ قال: فأقبلا نحونا و رمّاح يتضاحك حتى قبض على يد حكم ثم قال: مرحبا برجل سكت عني و أصبحت الغداة أطلب سلمة يسوقني الذئب و السنة، فأرجو أن أرعى الحما بجاهه و بركته، ثم جلس إلى جنب حكم و جاء ثريان فقعد جنبي، و قال حكم: أنا و رب المرسلين يا رمّاح لو لا أبيات جعلت تعتصم بهن و ترجع إليهن - يعني أبيات ابن ظالم - لاستوسقت كما استوسق من كان قبلك، قال ريحان: و أخذا في حديث أسمع بعضه و يخفى عليّ بعضه، فظللنا عند المرأة

ص: 50


1- الأغاني: يشجعون.
2- الزيادة عن الأغاني.
3- الأغاني: ذات ناب.
4- كذا بالأصل و م، و الصواب: فنحر.
5- الأغاني: توافيا.
6- كذا بالأصل و م، و الصواب «ريحان بن سويد» و قد مرّ في بداية الخبر صوابا.
7- الأغاني:«ثوبان» في كل مواضع الخبر.

و ذبح لنا و هما في ذلك يتحدثان مقبل كل واحد منهما على صاحبه [لا ينظران شدّنا] (1)،حتى كان العشاء فشددنا للرواح نؤمّ أهلنا، فقال رمّاح للحكم: يا أبا منيع - و كانت كنية حكم - قد قضيت حاجتك و حاجة من طلبت له في هذا العامل، و إن لنا إليه حاجة في أن يرعينا، فقال له حكم: قد و اللّه قضيت حاجتي منه و إني لأكره الرجوع إليه، و ما من حاجتك بدّ، ثم رجع معه إلى العامل، فقال له بعد الحديث معه: إن هذا الرجل من قد عرفت ما بيني و بينه، و قد سأل الصلح، و أحببت أن يكون ذلك على يدك و محضرك، قال: فدعا له عامل ضرية و قال: هل لك حاجة إلى غير ذلك ؟[قال: لا، و اللّه] (2) و نسي حاجة رمّاح، فأذكرته إياها، فرجع فطلبها و اعتذر بالنسيان، فقال العامل لابن ميّادة: ما حاجتك ؟ قال: ترعيني عريجاء لا يعرض لي فيها أحد، فأرعاه إياها.

فأقبل رمّاح على حكم فقال: جزاك اللّه خيرا يا أبا منيع فو اللّه لقد كان ورائي من قومي من يتمنى أن يرعى عريجاء بنصف ماله، قال: فلما عزما على الانصراف ودّع كل واحد منهما صاحبه، و انصرفا راضيين و انصرف ابن ميّادة إلى قومه، فوجد بعضهم قد ركب إلى ابن هشام و استغضبه على حكم في قوله:

و ما ولدت مرّيّة ذات ليلة *** من الدهر إلاّ ازداد (3) لؤما جنينها

فأطرده و أقسم: لئن ظفر به ليسرجنّه و ليحملنّ أحدهم عليه، فقال رمّاح:- و ساءه ما صنعوا-: عمدتم إلى رجل قد صلح ما بيني و بينه و أرعيت بوجهه فاستعديتم عليه و جئتم باطراده، و بلغ الحكم الخبر فصار إلى الشام، فلم يبرحها حتى مات.

قال العباس بن سمرة: مات بالشام غرقا، و كان لا يحسن العوم، فمات في بعض أنهارها، قال: و هو وجهه الذي مدح فيه أسود بن بلال المحاربي، ثم السّوائي في قصيدته التي يقول فيها (4):

و استيقنت ألاّ رواح (5) من السّرى *** حتى تناخ بأسود بن بلال

قرم إذا نزل الوفود ببابه *** سمت العيون إلى أشمّ طوال

ص: 51


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الأغاني 296/2.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني.
3- الأغاني:«إلاّ زاد».
4- البيتان في الأغاني 298/2.
5- الأغاني: أن لا يراح.

1703 - الحكم بن موسى بن أبي زهير

و اسمه شير زاد (1)

أبو صالح البغدادي القنطري الزاهد (2)

أصله من نسا من قرية من رستاق ابناه، و ولد بسارية من أعمال طبرستان.

و سمع بدمشق عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و يحيى بن حمزة، و الهيثم بن حميد، و صدقة بن خالد، و عبد الرزاق بن عمير الدمشقي، و الوليد بن مسلم، و شعيب بن إسحاق، و بغيرها: الوليد بن محمّد الموقري، و مبشر بن إسماعيل الحلبي، و إسماعيل بن عياش، و عيسى بن يونس، و محمّد بن سلمة الحرّاني، و عبد الرّحمن بن أبي الرجال، و عطاف بن خالد المخزومي.

روى عنه: أحمد بن حنبل، و أحمد بن إبراهيم الدّورقي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدّارمي، و محمّد بن يحيى الذّهلي، و مسلم بن الحجاج في صحيحه، و أبو داود في سننه، و أبو قدامة السّرخسي، و الحسن بن محمّد الزعفراني، و عباس الدوري، و أحمد بن منصور الرّمادي، و أبوا (3) زرعة: الدمشقي، و الرازي، و أبو حاتم، و أبو قصيّ إسماعيل بن محمّد العذري، و علي بن داود القنطري، و أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، و زهير بن محمّد بن قمير، و محمّد بن إسماعيل بن عليّة قاضي دمشق، و أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و أبو يعلى الموصلي، و عبد اللّه بن محمّد البغوي، و محمّد بن إسحاق الصّغانيّ ، و إبراهيم بن أبي، داود البرلّسي، و عثمان بن خرّزاد، و إسحاق بن إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، و علي بن عبد الرّحمن بن المغيرة، و أبو الاصبغ محمّد بن عبد الرّحمن بن كامل الأسدي القرقساني، و أبو بكر محمّد بن هارون بن عيسى الأزدي، و محمّد بن بشر بن مطر،

ص: 52


1- الأصل و م: سيرزاد، و المثبت عن تهذيب التهذيب.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 226/8 ميزان الاعتدال 580/1 تهذيب التهذيب 582/1 بغية الطلب لابن العديم 2876/6 الوافي بالوفيات 124/13 سير الأعلام 5/11 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و القنطري نسبة إلى قنطرة البردان محلة ببغداد.
3- بالأصل و م «و أبو».

و عبد اللّه بن أحمد، و محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، و الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، و حامد بن محمّد بن شعيب البلخي، و محمّد بن يوسف التركي و غيرهم (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن بشر بن مطر، أخو خطّاف، نا الحكم بن موسى أبو صالح، نا ابن أبي الرجال، عن يعقوب بن محمّد بن طحلا، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«بيت لا تمر فيه، جياع أهله»[3660].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن عمران الصواب، نا حامد بن محمّد بن شعيب، نا الحكم بن موسى أبو صالح، نا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عمرو، عن ابن أم معقل الأسدية، أن أم معقل قالت: يا رسول اللّه إنّ بعيري أعجف و أنا أريد الحج فما تأمرني ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا كان رمضان فاعتمري، فإن عمرة في رمضان حجة»[3661].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي أبو بكر، نا أبو يحيى محمّد بن عبد الرحيم البزاز، نا الحكم بن موسى أبو صالح، نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته»، قالوا: يا رسول اللّه كيف يسرق صلاته ؟ قال:«لا يتم ركوعها و لا سجودها»[3662].

رواه عثمان بن سعيد الدارمي، عن الحكم هكذا، و تابع الحكم عليه أبو جعفر محمّد بن النوشجان السويدي، فرواه عن الوليد كذلك، و خالف الوليد عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، فرواه عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه ح.

ص: 53


1- ابن العديم 2883/6 نقلا عن ابن عساكر.

و أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، قالا: أنا علي بن عمر بن محمّد بن الحربي ح.

و أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد بن إسحاق (1)،قالا: أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا عبد الحميد بن حبيب، زاد الحاكم: بن أبي العشرين، حدّثني الأوزاعي.

حدّثني يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن أسوأ الناس سرقة الذي - و في حديث الحاكم: من - يسرق صلاته» قالوا: و كيف يسرق صلاته، قال:«لا يتم ركوعها و لا سجودها»[3663].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2):

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا محمّد بن العباس بن أبي ذهل الهروي، نا أحمد بن محمّد بن يونس الحافظ ، نا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: قدم علي بن المديني بغداد فحدّثه الحكم بن موسى بحديث (3) أبي قتادة:«إن أسوأ الناس سرقة» فقال له علي: لو غيرك حدّث به كنا نصنع (4) به - أي لأنك ثقة - و لا يرويه غير الحكم، و كذلك حديث يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود بحديث (5) عمرو بن حزم، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الصدقات.

حديث عمرو بن حزم سيأتي في ترجمة سليمان بن داود الخولاني.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، و المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد بن موسى - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن،

ص: 54


1- ترجمته في سير الأعلام 370/16 باسم محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق.
2- تاريخ بغداد 227/8.
3- عن تاريخ بغداد و م، و بالأصل: يحدث.
4- بالأصل:«كما صنع» و المثبت عن تاريخ بغداد و في م: حدث به ما صنع به.
5- الأصل و م:«حديث» و المثبت عن تاريخ بغداد.

قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):

الحكم بن موسى: أبو صالح البغدادي سمع يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو بكر بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (2):أبو صالح الحكم بن موسى البغدادي، سمع يحيى بن حمزة، و هقل بن زياد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الباقي بن محمّد بن غالب بن العطار، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، قال: و أبو صالح الحكم بن موسى، حدّث عن يحيى بن حمزة، و الهقل بن زياد (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، نا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال: الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي سمع يحيى بن حمزة، روى عنه البخاري، قال: و قال الحكم بن موسى: لم يزد (4) عليه. قال البخاري: مات في شهر رمضان أو شوال سنة ثنتين و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو النجم الشّيحي، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):الحكم بن موسى بن أبي زهير، أبو صالح القنطري، و هو نسائي الأصل، رأى مالك بن أنس، و سمع يحيى بن حمزة الحضرمي، و إسماعيل بن عياش، و عبد اللّه بن المبارك، و عيسى بن يونس، و الوليد بن مسلم، و هقل بن زياد، و صدقة بن خالد، و الهيثم بن حميد، روى عنه أحمد بن حنبل، و علي بن المديني، و الحسن بن محمّد الزعفراني، و محمّد بن إسحاق الصّغانيّ (6)،و عباس بن محمّد الدوري، و حمّاد بن المؤمّل الكلبي، و الحارث بن أبي أسامة، و أحمد بن أبي خيثمة، و أبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و موسى بن هارون

ص: 55


1- التاريخ الكبير 344/2/1.
2- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 131.
3- ابن العديم، بغية الطلب 2881/6-2882.
4- في ابن العديم 2882/6 «لم يوذ عليه» أي لم يعب كما في النهاية.
5- تاريخ بغداد 226/8.
6- تاريخ بغداد: الصاغاني.

الحافظ ، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، و أبو القاسم البغوي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أحمد بن محمّد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن موسى ثقة.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا الصّيمري، نا علي بن الحسن الرازي، نا محمّد بن الحسين، نا أحمد بن زهير، قال: سئل يحيى بن معين، عن الحكم بن موسى، فقال: ثقة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، قال: سئل يحيى بن معين عن الحكم بن موسى فقال: كان ثقة من أهل نسا.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن الحكاك - إجازة - أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت يحيى يقول: الحكم بن موسى ليس به بأس.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة-.

قال: و نا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3):سئل أبي عنه، فقال: صدوق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا حمزة بن محمّد بن طاهر ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن

ص: 56


1- تاريخ بغداد 228/8.
2- المصدر نفسه.
3- الجرح و التعديل 123/2/1.
4- تاريخ بغداد 228/8.

الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و ابن عمه محمّد بن الحسن، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا زكريا، نا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، قال (1):أبو صالح الحكم بن موسى ثقة، زاد الأنماطي و البلخي:

سكن بغداد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو محمّد الجوهري، نا محمّد بن العباس، نا أحمد بن معروف الخشاب، نا الحسين بن فهم، قال: الحكم بن موسى كان رجلا صالحا ثبتا في الحديث.

قال (3):و أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، أنا دعلج بن أحمد، نا موسى بن هارون، نا الحكم بن موسى أبو صالح الشيخ الصالح.

قال: و أنبأنا ابن رزق، نا محمّد بن عمر بن غالب، أنا موسى بن هارون، قال:

الحكم بن موسى أبو صالح الشيخ الصالح، بلغني أن علي بن المديني حدّث عنه قبل موته بمدة، فقال: حدّثنا أبو صالح الشيخ الصالح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص ح.

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصار الوكيل - قراءة - قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا أبو صالح الشيخ الصالح الحكم بن موسى، فذكر حديثا (4).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ .

و أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني محمّد بن

ص: 57


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 127 و نقله ابن العديم 2880/6.
2- تاريخ بغداد 228/8 و نقله ابن العديم 2880/6.
3- تاريخ بغداد 228/8 و نقله ابن العديم 2880/6.
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2879/6.
5- الخبر في تاريخ بغداد 228/8-229.

أحمد بن يعقوب، نا محمّد بن نعيم الضّبّي، قال: أخبرني علي بن محمّد الحبيبي - بمرو - قال: سألت أبا علي صالح بن محمّد جزرة الحافظ ، عن شريح (1) بن يونس، فقال: ثقة، ثقة، ثقة، لو رأيته لقرّت عينك، و سألته عن يحيى بن أيوب، فقال: ثقة ثقة ثقة لو رأيته لقرّت عينك به، قال أبو علي: و ثالثهم الحكم بن موسى القنطري الثقة المأمون، هؤلاء الثلاثة تقطعوا من العبادة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال في تسمية أهل بغداد: الحكم بن موسى البزاز، و يكنى أبا صالح ثقة كثير الحديث، و كان من أهل خراسان من أهل نسا، و روى عن الشاميين، عن يحيى بن حمزة و هقل (3) بن زياد و غيرهما من أهل الشام، و كان رجلا صالحا ثبتا في الحديث، و توفي ببغداد في شوال سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي، نا أبو بكر محمّد بن العباس بن فضيل (4) البغدادي، بحلب، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال: مات الحكم بن موسى سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين (5).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن المظفر، قال: قال البغوي: و مات أبو صالح الحكم بن موسى ليومين من شوال سنة ثنتين و ثلاثين و قد كتبت عنه.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين، فيها مات الحكم بن

ص: 58


1- في تاريخ بغداد: سريج.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 346/7 و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 2880/6 و كتب محققه بالهامش «لم يرد ذكره» في المطبوع من طبقات ابن سعد» و هو خطأ فاحش.
3- في ابن سعد:«فضل بن زياد» خطأ.
4- ابن العديم: فضل.
5- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2884/6.
6- تاريخ بغداد 228/8.

موسى يوم السبت ليومين خليا (1) من شوال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهدة، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد السّكوني، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، قال: و فيها يعني سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين مات الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن الحسين القطان [أنبأنا جعفر] (3) بن محمّد الخلدي، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، قال: سنة اثنتين و ثلاثين فيها مات الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو صالح الحكم بن موسى بغدادي.

أنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد السلام، عن محمّد بن إسماعيل، قال: مات الحكم بن موسى أبو صالح بغدادي سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين، و روي في وفاته قول آخر.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، قال: و مات الحكم بن موسى أبو صالح سنة خمس و ثلاثين و مائتين (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب، قالا: أنا أحمد بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، قال:

و سمعت حامد بن شعيب يقول: مات الحكم بن موسى سنة خمس و ثلاثين و مائتين (5).

ص: 59


1- الأصل: خلتا و المثبت عن م.
2- تاريخ بغداد 229/8.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- الخبر نقله ابن العديم 2885/6.
5- نفس المصدر/الجزء و الصفحة.

1704 - الحكم بن ميمون

و يقال: ابن يحيى بن ميمون

أبو يحيى الفارسي، المعروف بحكم الوادي

مولى عبد الملك، و يقال مولى الوليد من أهل وادي القرى، كان مع الوليد بن يزيد حين قتل على ما قيل، و الأظهر أنه كان معه عمر الوادي، و قدم حكم مع إبراهيم بن المهدي في ولايته دمشق.

قرأت في كتاب أبي الفرج الأموي (1):

أخبرني محمّد بن جعفر النحوي، نا أحمد بن القاسم، نا أبو هفّان، حدّثني يوسف بن إبراهيم صاحب إبراهيم بن المهدي، حدّثني إبراهيم بن المهدي: أنه استوهب من الرشيد صحبة ديته، و الغاضري، و عبيدة بن أشعث، و حكم الوادي فوهبهم له فاستصحبهم معه، قال: فكان فيما حدّثني به قال: ركبت جمازة و عبيدة عديلي و نمت على ظهرها فلما بلغنا ثنية العقاب استقبلنا البرد فذكر حكاية طويلة قد أوردت معناها في ترجمة عبيدة.

كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن أبي الحسين أحمد بن علي بن الحسين البزّاز المعروف بابن التّوّزي (2)،أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أحمد المقرئ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخواص، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا ابن أبي سعد، و هو عبد اللّه (3) بن عمرو بن أبي سعد الوراق، حدّثني عمر بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، حدّثني محمّد بن شعبة الغفاري، قال:

خرج حكم الوادي المغنّي من الوادي مغاضبا لأبيه فورد المدينة، و كان الوادي من أحسن الناس خلقا ح.

و أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين، نا أبو بكر أحمد بن علي بن

ص: 60


1- ترجمته في الأغاني 280/6 الوافي بالوفيات 123/13.
2- ضبطت بفتح التاء و تشديد الواو و آخره زاي، هذه النسبة إلى بعض بلاد فارس، و هي توج. ذكره السمعاني و ترجم له و فيه: أحمد بن علي بن الحسن.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

ثابت، أنا أحمد بن علي بن الحسين التّوّزي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد المقرئ، أنا جعفر بن القاسم، أنا أحمد بن محمّد الطوسي، نا ابن أبي سعد، حدّثني عمر بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف:

حدّثني محمّد بن شفنة (1) الغفاري، قال: خرج حكم الوادي المغني من الوادي مغاضبا لأبيه حتى ورد المدينة فصحب قوما من الجمالين إلى الكوفة يعاونهم و يركب معهم العقبة حتى دخل الكوفة فسأل من أسرى (2) من بالكوفة ممن يشرب النبيذ؟ و أسراه أصحابا؟، فقيل: فلان التاجر البزاز و له ندماء من البزازين، و كان التجار يصيرون في منزل كل واحد كل يوم، فإذا كان يوم الجمعة صاروا إلى منزله، فخرج فجلس في حلقتهم، كل واحد منهم يظن أنه جاء مع بعضهم يتحدثون و يتحدث معهم حتى انصرفوا، فصاروا إلى منزل الرجل و هو معهم.

فلما أخذوا مجالسهم جاءت جارية و أخذت منهم أرديتهم، فطوتها، و أتوا بالطعام ثم أتوا بالنبيذ فشربوا، و كلهم يظن بالوادي ذلك الظن، حتى إذا طابت أنفسهم قام [حكم] الوادي إلى المتوضأ، فأقبل بعضهم على بعض فقالوا: مع من جاء هذا؟ فكلهم يقول: و اللّه ما أعرفه، فقالوا: طفيلي ؟ فقال صاحب المنزل: فلا تكلموه بشيء فإنه سريّ هنيء عاقل.

و سمع الكلام، فلما خرج حيّا القوم ثم قال لصاحب البيت: هل هنا دف مربع ؟ قال: لا و اللّه و لكن نطلبه لك، فأرسل فاشترى من السوق، و علموا أنه مغنّي (3)،فلما وقع الدف في يده فلما حركه كاد أن يتكلم، فكادوا أن يطيروا من الطرب من نقره بالدف، ثم غنى بحلق لم يسمعوا بمثله، فلما سكت قالوا: بأبي أنت يا سيدنا ما كان ينبغي أن يكون إلاّ هكذا، فقال: قد سمعت كلامكم و ما ذكرتم من تطفيلي، و أي شيء كان عليكم من رجل دخل فيما بين أضعافكم ؟ فقالوا: ما كان علينا من ذلك من شيء.

فأقام معهم يوما، ثم قالوا له: أين تريد؟ قال: باب أمير المؤمنين، قالوا: و كم أملك ؟ قال: ألف دينار، قالوا: فإنا نعطي اللّه عهدا إن رآك أمير المؤمنين في سفرك هذا

ص: 61


1- كذا، و مرّ «شعبة» و لم أحله.
2- أسرى، من التسرية و هي المروءة في شرف، و سري فهو سري (قاموس).
3- كذا بالأصل و م.

و لأعاينك و لا عاينت بلادا سوى الكوفة، و هي علينا. فأخرجوا ما بينهم ألف دينار، و أخرجوا كسوة له و لعياله و لأبيه و هدايا ابن العوام (1)،و أقام عندهم حتى اشتاق إلى أهله فحملوه و رجع إلى أهله.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد الفرضي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا محمّد بن الفضل بن الأسود، نا الزبير، نا نوفل بن ميمون، قال: قدم المهدي المدينة فدخل عليه القرّاء فدخل فيهم ابن جندب الهذلي فوصله في جملتهم، ثم دخل عليه القصّاص و هو فيهم فوصله معهم، ثم دخل عليه الفقهاء و هو معهم فوصله في جملتهم، ثم دخل الشعراء و هو معهم، فقال المهدي: تا للّه ما رأيت كاليوم أجمع يا ابن جندب أنشدني أبياتك في مسجد الأحزاب فأنشده (2):

يا آل الرجال ليوم الأربعاء أ ما *** ينفكّ يحدث لي بعد النّهى طربا

ما إن يزال (3) غزال فيه يفتنني *** يهوي إلى مسجد الأحزاب منتقبا

يخبر الناس أنّ الأجر همّته *** و ما أتى طالبا للأجر محتسبا

لو كان يطلب أجرا ما أتى ظهرا *** مضمّخا بفتيت المسك مختضبا (4)

ثم قال للمهدي: إن قلت بيتين من هذه فجاءني القصّارون، فسألوني الزيادة فجعلتها أربعة. فقال له المهدي: ويحك و من القصّارون ؟ قال: حكم الوادي و ذووه الذين يقصرون الأشعار بالألحان (5).

1705 - الحكم بن ميمون

روى عن مكحول.

روى عنه: يحيى بن حمزة.

ص: 62


1- في مختصر ابن منظور 230/7 و هدايا من العراق.
2- الأبيات في شرح أشعار الهذليين للسكري 901/2 في شعر عبد اللّه بن مسلم بن جندب الهذلي.
3- شرح أشعار الهذليين: إذ لا يزال.
4- البيت الأخير في شرح أشعار الهذليين 1330/3 فيما نسب إليه، و البيت في معجم البلدان «أحزاب» منسوبا لابن جندب الهذلي من عدة أبيات.
5- عمّر عمرا طويلا، مات في الشطر من خلافة الرشيد، و ذكر بحاشية الوافي بالوفيات 123/13 أنه مات سنة 180 ه .

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن عبد اللّه المرّي، نا الفضل بن جعفر، نا إبراهيم بن دحيم، نا أبي، قال: قال الوليد: قال يحيى بن حمزة: إن الحكم بن ميمون حدثه أن مكحولا جعل للأمير نفلة مما يحويه من غنيمته.

1706 - الحكم بن مينا المدني، و يقال الشامي

مولى أبي عامر الراهب الأنصاري (1)

روى عن بلال، و رآه بدمشق، و عن ابن عمر، و ابن عباس، و أبي هريرة، و مسور بن مخرمة، و زيد بن حارثة (2).

روى عنه ابنه شبيب - و يقال شبيث (3) و أبو سلام الحبشي، و سعيد (4) بن إبراهيم الزّهري.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي أبو بكر، نا موسى بن سهل الرّملي، نا الربيع بن نافع، نا أبو توبة، نا معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام الحبشي يقول:

حدّثني الحكم بن مينا عن أبي هريرة و أبي سعيد الخدري، قالا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لينتهينّ أقوام عن تركهم الجمعات، أو ليختمنّ على قلوبهم، ثم ليكوننّ من الغافلين»[3664].

كذا قال، و ذكر أبي سعيد فيه غريب.

أخبرنا أبو سعد (5) أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن أحمد بن

ص: 63


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 582/1 و فيه:«ميناء» و ضبطت في التقريب: بكسر الميم بعدها تحتانية ثم نون.
2- في تهذيب التهذيب: يزيد بن جارية.
3- الأصل:«شبيب» و المثبت عن البخاري 343/2/1.
4- في تهذيب التهذيب:«سعد» و هو الصواب، انظر ترجمته في سير الأعلام 418/5.
5- بالأصل «أبو سعيد» خطأ، و المثبت عن م، و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة422/7).

علي، و إبراهيم بن محمّد الطيان، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر النيسابوري، أنا العباس بن الوليد، أخبرني ابن شعيب، أخبرني معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره عن جده أبي سلام، عن الحكم بن مينا أنه حدّثه أن عبد اللّه بن عمر، و أبا هريرة حدثاه أنهما سمعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول و هو على أعواد بمنبره:«لينتهينّ أقوام عن ودعهم (1) الجمعات، أو ليختمنّ على قلوبهم، ثم ليكوننّ من الغافلين»[3665].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا إبراهيم بن الحسين الهمداني، نا أبو توبة، نا معاوية بن سلام، أخبرني زيد بن سلام - يعني أخاه - أنه سمع أبا سلام يقول: حدّثني الحكم بن مينا أن عبد اللّه بن عمر، و أبا هريرة حدثاه أنهما سمعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول على أعواد منبره:«لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن اللّه على قلوبهم، أو ليكوننّ من الغافلين»، أسقط الوليد زيد بن سلام من إسناده[3666].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن هارون، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا الوليد، نا معاوية بن سلام، عن أبي سلام الأسود (2)،نا الحكم بن مينا، قال: سمعت عبد اللّه بن عمر و أبا هريرة يقولان: سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول على أعواد منبره يوم الجمعة:«لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمنّ على قلوبهم، و ليكوننّ من الغافلين»[3667].

رواه يحيى بن أبي كثير، عن زيد و اختلف فيه عنه، فروي عنه على وجوه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا علي بن عبد اللّه بن جعفر بن المديني، حدّثني زيد بن الحسن أبو الحسين الأنماطي:

أخبرني علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير (3)،عن زيد بن سلام، عن أبي

ص: 64


1- كذا بالأصل و م هنا.
2- ترجمته في سير الأعلام 257/4.
3- ترجمته في سير الأعلام 27/6.

سلام، عن الحكم بن مينا، عن عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن عمر، قال: ثم كتب إليّ أنه عن عبد اللّه بن عمر و أبي هريرة أنهما سمعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول على أعواد منبره:«لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليطبع اللّه على قلوبهم أو ليكتبن من الغافلين»، الصواب زيد بن الحباب، و رواه هشام فلم يذكر زيدا فيه[3668].

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا يزيد بن هارون، أنا هشام الدّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن الحكم بن مينا، عن ابن عمر، و ابن عباس أنهما شهدا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال و هو على المنبر:«لينتهينّ قوم عن ودعهم الجمعات، أو ليختمنّ اللّه على قلوبهم و ليكتبن - و قال ابن حمدان: و ليكونن - من الغافلين»[3669].

و أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد الصالحاني، قال: أخبرتنا أم الفتوح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، قالت: نا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه الشيرازي - إملاء - أنا أحمد بن إسحاق، أنا عبد الرّحمن بن منصور الحارثي، أنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن يحيى بن أبي كثير، نا أبو سلام، حدّثني الحكم بن مينا أن عبد اللّه بن عمر و عبد اللّه بن عباس حدثاه أنهما سمعا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول و هو على أعواد منبره:«لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمنّ اللّه على قلوبهم، أو ليكتبنّ من الغافلين»[3670].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلام حدّث أن الحكم بن مينا حدّث أن عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عباس حدّثا أنهما سمعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول على أعواد منبره:«لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمنّ على قلوبهم، ثم ليكتبنّ من الغافلين»[3671].

تابعه يزيد بن هارون، و عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام الدّستوائي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 65

عبد اللّه (1)،حدّثني أبي، نا عفان، نا أبان العطار، نا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن الحكم بن مينا، عن ابن عباس، و عن ابن عمر أنهما سمعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمنّ اللّه على قلوبهم، ثم ليكتبنّ من الغافلين»[3672].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا (2):أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عمرو الناقد، نا عفان بن مسلم، أنا أبان بن يزيد العطار، نا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن الحكم بن مينا، عن ابن عمر، و ابن عباس، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مثله.

و أخبرناه عاليا أبو القاسم الحصيني (3)،أنا أبو علي، أنا أبو بكر، نا عبد اللّه بن أحمد، أنا هدبة (4) بن خالد، نا أبان بن زيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن (5) سلام، عن الحكم بن مينا، عن ابن عباس، و ابن عمر بمثله.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الحيري (6) ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم، قالا: أنا أحمد بن علي، نا عمرو بن محمّد الناقد، نا إسماعيل بن عليّة، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن من حدثه، عن ابن عمر و ابن عباس أنهما قالا: سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول على أعواد منبره:«لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمنّ اللّه على قلوبهم، ثم ليكوننّ من الغافلين»[3673].

ص: 66


1- الحديث من طرق في مسند أحمد 84/2،335،254،239/1.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامش الأصل.
3- كذا و في م:«الحصين» و هو الصواب.
4- ضبطت عن تقريب التهذيب.
5- بالأصل «أبي».
6- تقرأ بالأصل «الحميري» و هو خطأ، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى حيرة نيسابور، انظر ترجمته في سير الأعلام 492/14 و في م: الحريري.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد، نا علي بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن من حدّثه، عن ابن عباس و ابن عمر أنهما سمعا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على أعواد منبره يقول:«لينتهينّ أقوام عن ودعهم الجمعات، أو يختم على رقابهم، أو يكتبون من الغافلين»[3674].

قال علي: هكذا رواه أيوب، عن يحيى بن أبي كثير عمن حدّثه، عن ابن عباس و ابن عمر و لم يفسر إسناده لعله لم يقم إسناده، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا سليمان بن سيف الحرّاني، نا سعيد بن بزيع الحرّاني، عن محمّد بن إسحاق، عن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن شبيب بن الحكم بن مينا، عن أبيه، قال: إني لأتوضأ على باب المسجد بدمشق مع بلال بن أبي بكر و مع أبي جندل بن سهيل إذ ذكرنا المسح على الخفين، فقال بلال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يرخص في المسح على الخفين ثلاثة أيام و لياليهن للمسافر و يوما و ليلة للمقيم.

قال الدار قطني: تفرد به ابن إسحاق، عن الحسن، و لا أعلم رواه عنه غير سعيد بن يزيد، الصواب: بلال مولى أبي بكر.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل (1)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني المقرئ، أنا أبو بكر النيسابوري عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا علي بن حرب، نا زيد بن الحباب، حدّثني الضحاك بن عثمان، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم، عن شبيب بن الحكم بن مينا، عن أبيه، قال: رأيت بلالا بدمشق توضّأ و مسح على الخفين و الخمار.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو

ص: 67


1- الأصل «الحلال» و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 368/18.

أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):إبراهيم بن المنذر، نا ابن أبي فديك، و محمّد بن فليح، قالا: نا الضحاك بن عثمان، عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن شبيب (2) بن الحكم بن مينا، عن أبيه أنه رأى بلال بن رباح بدمشق مسح على الخفين، و قال عبد اللّه بن عثمان، عن ابن المبارك، عن الضحاك، عن شبيب (3).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال:

سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى يقول: الحكم بن مينا مديني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، قال (4):في الطبقة الثانية من أهل المدينة: الحكم بن مينا مولى لآل أبي عامر الراهب، و يذكر ولده: أن أبا عامر وهبه لأبي سفيان بن حرب، و أن أبا سفيان باعه من العباس بن عبد المطلب فأعتقه العباس و له بقية اليوم ينتمون إلى ولاء العباس. و شهد مينا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تبوكا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة الدمشقي، قال في الطبقة الثانية: الحكم بن مينا، روى عنه ابن سلام، يحدّث عن ابن عباس و أبي هريرة، ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني، أنه سأل أبا حاتم الرازي، عن الحكم بن مينا، فقال: شيخ يروى عنه مديني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، نا أبو الحسن الدارقطني، قال: مينا مولى أبي عامر الراهب، شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم تبوكا، قال ذلك مصعب الزبيري، و ابنه الحكم بن مينا يروي عن أبي هريرة و ابن عمر.

ص: 68


1- التاريخ الكبير 343/2/1.
2- في البخاري:«شبيث».
3- طبقات ابن سعد 311/5.
4- طبقات ابن سعد 311/5.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):و أما مينا - بكسر الميم و بعد الياء نون يمد و يقصر فمن مده كتبه بالألف و من قصره كتبه بالياء - الحكم بن مينا مولى أبي عامر الراهب، روى عن ابن عمر و أبي هريرة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):سئل أبو زرعة عن الحكم بن مينا، فقال: مدني ثقة، روى عن ابن عباس و ابن عمر، روى عنه أبو سلام [الحضرمي] (3).

1707 - الحكم بن نافع

أبو اليمان البهراني مولاهم الحمصي (4)

روى عن حريز (5) بن عثمان، و صفوان بن عمرو، و شعيب بن أبي حمزة، و أبي بكر بن أبي مريم، و أرطأة بن المنذر، و إسماعيل بن عياش، و عفير بن معدان، و سعيد بن عبد العزيز.

روى عنه أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و أبو عبيد القاسم بن سلام، و محمّد بن إسحاق الصغاني، و إبراهيم بن سليمان البرلّسي، و أبو زرعة الدمشقي، و محمّد بن يحيى الذّهلي، و محمّد بن عوف، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري، و محمّد بن هارون بن محمّد بن بكار، و إبراهيم بن الحسين بن علي، و محمّد بن يعقوب بن حبيب الدمشقي، و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و إسماعيل بن عبد اللّه سمويه العبدي، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و رجاء بن عبد الرحيم الهروي، و محمّد بن حيّوية الأسفرايني، و موسى بن يزيد الإسفنجي.

ص: 69


1- الاكمال لابن ماكولا 236/7.
2- الجرح و التعديل 128/2/1.
3- الزيادة عن الجرح و التعديل.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 583/1 الوافي بالوفيات 114/13 سير أعلام النبلاء 319/10 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له. البهراني نسبة إلي بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
5- بالأصل «جرير» و الصواب عن م، كما في تهذيب التهذيب و سير الأعلام ترجمته في سير الأعلام 79/7.

و استقدمه المأمون إلى دمشق ليولّيه قضاء حمص، و ذلك مذكور في ترجمة خالد بن خلي الحمصي (1).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، و علي بن عياش، قالا:

أنا شعيب بن حمزة، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يصلي صلاة العصر و الشمس مرتفعة حيّة، فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيها و الشمس مرتفعة، و بعض العوالي من المدينة على أربعة أميال أو ثلاثة.

قال: و أنا أبو زرعة (2)،نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن أم حبيبة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أ رأيت ما تلقى أمتي من بعدي، و سفك بعضهم دماء بعض، و كان ذلك سابقا من اللّه عزّ و جلّ ، فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة، ففعل»[3675].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال (3):و سألت أحمد - يعني ابن حنبل - عن حديث الزهري، عن أنس، عن أم حبيبة - يعني هذا-، فقال: ليس هذا من حديث الزهري، هذا من حديث ابن أبي حسين.

قال أبو زرعة (4):و سألت أحمد بن صالح - يعني عنه - فقال: ليس له أصل يعني عن الزهري، و أنكره كما أنكره أحمد - يعني حنبل-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجندي، و عبد الرّحمن بن الحسين، و محمّد بن عبد الرّحمن القطان ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه السّليمان، و أبو الحسن علي بن معضاد المقرئ، قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد، أنا أبو الحسن بن السمسار، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا

ص: 70


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 640/10.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 456/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 322/10.
3- المصدر نفسه، الجزء و الصفحة.
4- المصدر نفسه، الجزء و الصفحة.

أبو زرعة، قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل، عن حديث أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أنس بن مالك عن أم حبيبة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«أ رأيت ما تلقى أمتي من بعدي و سفك بعضهم دماء بعض، و كان ذلك سابقا من اللّه عز و جل، فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل»[3676].

قال أبو عبد اللّه: ليس له عن الزهري أصل، و أخبرني أنه من حديث شعيب، عن ابن أبي حسين، و قال لي كتاب شعيب، عن ابن أبي حسين ملصق بكتاب الزهري، قال:

فبلغني أن أبا اليمان حدّثهم به، و قال ابن السمسار: قد اتّهم به عن الزهري، و ليس له أصل كأنه - و قال ابن السمسار كأن - يذهب إلى أنه اختلط بكتاب الزهري، إذ كان به ملصقا، فرأيته كأنه يعذر أبا اليمان و لا يحمل عليه فيه - و لم يقل ابن السمسار: عليه فيه - قال أبو زرعة: و قد سألت عنه أحمد بن صالح مقدمه دمشق، فقال لي مثل قول أحمد لا أصل له عن الزهري (1).

حدّثنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي، المعدل القطّان و أبو المظفر عبد الجامع بن لامع بن أحمد بن محمّد الفارسي، و أبو محمّد جاولي بن عبد اللّه الرومي عتيق الأنصاري،- بهراة - قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل، أنا أبو علي بن منصور بن عبد اللّه بن خالد الذّهلي، نا عبد العزيز بن محمّد بن المرزبان.

قال: و سمعت محمّد بن عيسى بن يزيد الطّرسوسي يقول: سمعت محمّد بن يحيى يقول: دخلنا على أحمد بن حنبل، فقال: آجرك اللّه في أبي اليمان، فإنه قد مات كان عنده عن شعيب عن الزهري عن يزيد بن وديعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الأنصار أعفة صبر و الناس تبع لقريش» في هذا الشأن قال: و سمعت محمّد بن عيسى يقول: قلت لمحمّد بن يحيى: كيف فاتك هذا الحديث عن أبي اليمان ؟ قال:

حدّثنا أبو اليمان عن شعيب، عن ابن أبي حسين، عن أنس. قال محمّد بن عيسى: فقلت له: إني سمعت يحيى بن معين يقول: قلت لأبي اليمان: أخرج أصلك

ص: 71


1- سير الأعلام 323/10.

فأخرج أصله، فإذا هو عن شعيب، عن الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (1)،حدّثني أبي، نا أبو اليمان، أنا شعيب بن أبي حمزة، فذكر هذا الحديث يتلو أحاديث ابن أبي حسين، و قال: أخبرنا أنس بن مالك، عن أم حبيبة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«رأيت ما تلقى أمتي بعدي و سفك بعضهم دماء بعض، و سبق ذلك من اللّه عز و جل كما سبق في الأمم قبلهم، فسألته أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل»[3677].

قال عبد اللّه: قلت: هاهنا قوم يحدثون به عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، قال: ليس هذا من حديث الزهري إنما هو من حديث ابن أبي الحسين (2).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي - إجازة - نا أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البرذعي (3)،قال: قلت لمحمّد بن يحيى في حديث أنس عن أم حبيبة:

حديث شعيب بن أبي حمزة حدثكم به أبو اليمان، و قال عن ابن أبي حسين فقال لي محمّد بن يحيى: نعم حدّثنا به من أصله عن ابن أبي حسين، فقلت: حدّثنا به غير واحد عن أبي اليمان، و قالوا: عن الزهري، فقال لقنوه عن الزهري، قلت: يحيى بن معين رحل إليه قبلك أو بعدك، و ذاك أن يحيى روى هذا عن أبي اليمان فقال عن الزهري، فقال لي محمّد بن يحيى رحل إليه بعدي قلت: فيقال إنه لم يسمع من شعيب بن أبي حمزة غير حديث واحد و البقية عرض، قال: لا أعلمه (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - إجازة - أنا تمام بن محمّد - يعني حدّثني أبي حدّثني مكحول، أنا جعفر بن محمّد بن أبان الحرّاني، قال: سألت يحيى بن معين عن حديث أبي اليمان حديث الزهري، عن أنس، عن أم

ص: 72


1- راجع مسند الإمام أحمد 428/6.
2- انظر مسند الإمام أحمد 428/6 و سير الأعلام 322/10-323 و في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 456/1 أن السائل أبو زرعة و ليس عبد اللّه بن أحمد.
3- الأصل:«البردعي» بالدال المهملة، و الصواب بالذال المعجمة، هذه النسبة إلى برذعة (بالذال المعجمة و هو الأكثر) و تقال: بالدال المهملة و الأفصح بالذال. و برذعة: بلدة بأقصى أذربيجان.
4- تهذيب التهذيب 583-584.

حبيبة، فقال يحيى: أنا سألت أبا اليمان، فقال: الحديث حديث الزهري فمن كتبه عني من حديث الزهري فقد أصاب، و من كتبه عني من حديث ابن أبي حسين فهو خطأ، إنما كتبته في آخر حديث ابن أبي حسين فغلطت فحدثت به من حديث ابن أبي حسين، و هو صحيح من حديث الزهري، هكذا قال يحيى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا إبراهيم بن هاني النيسابوري، قال: قال لنا أبو اليمان: الحديث حديث الزهري، و الذي حدثتكم عن ابن أبي حسين غلطت فيه بورقة قلبتها (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن السقاء، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

أبو اليمان الحكم بن نافع، قال (2):و سمعت يحيى يقول في حديث أبي اليمان عن شعيب، عن الزهري، عن عقبة بن سويد، عن أبي هريرة، قال: يغزو جيش الكعبة، قال يحيى: و إنما هو عن سحيم مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل الغلاّبي، نا أبي، قال: و سألته - يعني يحيى بن معين - عن أبي اليمان فقال: أعتقتهم امرأة من بهراء يقال (3) لها: أم سلمة كانت عند عمر بن رؤبة الثعلبي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، قال: و أبو اليمان اسمه الحكم بن نافع، أسماه لنا الحوطي - يعني عبد الوهاب بن نجدة الحوطي - و حدّثنا عن أبي اليمان هذا يحيى بن معين.

ص: 73


1- سير أعلام النبلاء 323/10 و تهذيب التهذيب 584/1.
2- القائل:«أبو العباس محمد بن يعقوب» و الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 324/10 عن عباس الدوري. و انظر تخريج الحديث فيها.
3- بالأصل: فقال.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (1) في الطبقة السابعة من أهل الشام: أبو اليمان الحمصي و اسمه الحكم بن نافع، مات بحمص في ذي الحجة سنة اثنتين و عشرين و مائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة السادسة: أبو اليمان الحكم بن نافع.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال في تسمية أهل حمص عن أصحابهم: الحكم بن نافع أبو اليمان.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، نا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):الحكم بن نافع أبو اليمان الحمصي البهراني سمع صفوان بن عمرو، و شعيب بن أبي حمزة، و حريزا، مات سنة ثنتين و عشرين و مائتين.

أخبرنا أبو محمّد بكر [بن] محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني، سمع صفوان بن عمرو (3)،و شعيب بن أبي حمزة، و حريز بن عثمان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 74


1- طبقات ابن سعد 472/7.
2- التاريخ الكبير 344/2/1.
3- بالأصل «عمر» خطأ و الصواب عن م.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو اليمان الحكم بن نافع حمصي ليس به بأس.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: الحكم بن نافع أبو اليمان البهراني الحمصي، سمع شعيب بن أبي حمزة، روى عنه البخاري نسخة كبيرة في:«بدو الخلق»، و غير موضع، قال البخاري: مات سنة ثنتين و عشرين و مائتين، و ذكر أبو داود، عن أبي عبيد، عن ابن سعد مثله، قال ابن غسان (1):قال يحيى بن معين: قال لي أبو اليمان: لم أخرج من المناولة إلى أحد شيئا (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون (3) بن راشد، نا أبو زرعة، قال: سمعت أبا (4) اليمان يقول: ولدت سنة ثمان و ثلاثين و مائة، و مات سنة إحدى و عشرين و مائتين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا أبو أيوب البهراني - يعني سليمان بن عبد الحميد-، قال: سمعت أبا اليمان يقول: ولدت سنة ثمان و ثلاثين و مائة.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و حدّثنا أبو البركات بن أبي طاهر الفقيه عنه، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو سعد المظفر بن الحسن سبط أبي بكر بن لال الهمداني، أنا أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي الحافظ ، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن سعيد الفقيه، يقول: سمعت أحمد بن محمّد بن سهل الخالدي يقول: سمعت أبا بكر الطّرسوسي (5) يقول: سمعت أبا اليمان، يقول: صرت إلى مالك، فرأيت ثمّ من

ص: 75


1- يعني المفضل بن غسان الغلابي، كما يفهم من عبارة تهذيب التهذيب.
2- انظر ميزان الاعتدال 581/1 و تهذيب التهذيب 583/1.
3- بالأصل «أبو اليمان» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
4- بالأصل «أبو» و الصواب عن م.
5- اسمه محمد بن عيسى بن يزيد، انظر ترجمته في سير الأعلام 164/13.

الحجّاب و الفرش شيئا عجيبا فقلت: ليس هذا من أخلاق العلماء، فمضيت و تركته ثم ندمت بعد (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب (2) ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال (3):سمعت أبا اليمان يقول: كتبت كتب إسماعيل بن عياش و لم أدع شيئا منها في القراطيس، و قدم خراساني و كلّم إسماعيل أن يحتال له في نسخة تشترى و تقرأ عليه، قال: فدعاني إسماعيل فقال:

يا حكم إنك لم تحج فهل لك أن تبيع الكتب من هذا الخراساني و تحج و ترجع فتكتب و أقرأ عليك ؟ فقلت: فلعلك تموت، فقال: استخر اللّه فإن قبلت مني فعلت ما أقول لك، قال: فبعت الكتب منه - و كان (4) في قراطيس - بثلاثين دينارا، و حججنا و رجعت و كتبت الكتب بدريهمات و قرأها عليّ ، قال: و كان أصحابنا لهم رغبة في العلم، و طلب شديد بالشام و المدينة و مكة، و كانوا يقولون: نجهد في الطلب و نتعب أبداننا و نغيب، فإذا جئنا وجدنا كلّ ما كتبنا عند إسماعيل.

قرأت على أبي الفتح الفقيه، عن أبي الحسين الصيرفي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سئل يحيى، و أنا أسمع عن أبي اليمان فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد، قال (5):الحكم بن نافع الحمصي بهراني، لا بأس به.

ص: 76


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 324/10.
2- تاريخ بغداد 224/6 في ترجمة إسماعيل بن عياش.
3- المعرفة و التاريخ 423/2 و ميزان الاعتدال 241/1.
4- في المصدرين: و كانت.
5- الجرح و التعديل 129/2/1.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،أنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إليّ ، نا الأثرم، قال: سمعت أبا عبد اللّه سئل عن أبي اليمان فقال: أمّا حديثه عن صفوان بن عمرو، و حريز فصحيح، قال: و سئل أبي عن أبي اليمان، فقال: كان يسمى كاتب إسماعيل بن عياش - كما يسمى أبو صالح كاتب الليث - و هو نبيل ثقة صدوق.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أنا أبو حفص عمر بن محمّد الجوهري، أنا أبو بكر الأثرم، أحمد بن محمّد بن هانئ، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: و أما حديثه - يعني أبا اليمان-، عن صفوان - يعني ابن عمرو-، و حريز - يعني ابن عثمان - فصالح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (2)،أخبرني الحكم بن نافع، قال: كان شعيب بن أبي حمزة عسرا في الحديث، فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة، فقال: هذه كتبي و قد صححتها، فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، و من أراد أن يعرض فليعرض، و من أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها فإنه قد سمعها مني.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطاب، أنا بشرى بن عبد اللّه الرومي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا محمّد بن جعفر الراشدي، نا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل-، و سئل عن أبي اليمان، و كان الذي سأله عنه قد سمع منه، فقال له: أي شيء تنبش على نفسك، ثم قال أبو عبد اللّه هو يقول أنا شعيب و استحل ذلك بشيء عجب (3)،قال أبو عبد اللّه: كان أمر شعيب في الحديث عسرا، و كان علي بن عياش سمع منه و ذكر قصة لأهل حمص أراها

ص: 77


1- الجرح و التعديل 129/2/1.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 434/1 و انظر تهذيب التهذيب 583/1 و سير الأعلام 321/10.
3- تهذيب التهذيب: بشيء عجيب.

أنهم سألوه أن يأذن لهم أن يرووا عنه، فقال لهم: لا ترووا هذه الأحاديث عني، قال أبو عبد اللّه: ثمّ كلّموه و حضر ذلك أبو اليمان، فقال لهم: ارووا تلك الأحاديث عني، قلت لأبي عبد اللّه مناولة، فقال لو كان مناولة كان لم يعطهم كتبا و لا شيئا إنما سمع هذا فقط فكان ابن شعيب يقول: إن أبا اليمان جاءني فأخذ كتب شعيب مني بعد و هو يقول:

أخبرنا فكأنه استحل ذلك بأن سمع شعيبا يقول لقوم: ارووه عني (1).

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عيسى بن عبد العزيز الهمداني، نا صالح بن أحمد الحافظ ، قال: سمعت القاسم بن أبي صالح يقول: سمعت إبراهيم بن الحسين (2) يقول: سمعت أبا اليمان الحكم بن نافع يقول:

قال لي أحمد بن حنبل، كيف سمعت الكتب من شعيب بن أبي حمزة ؟ قلت: قرأت عليه بعضه و بعضه قرأه عليّ و بعضه أجاز لي و بعضه مناولة، فقال في كله: أنا شعيب.

قال: و أنا الخطيب، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن إبراهيم الدّينوري، قال:

سمعت أبا الحسن علي بن أحمد البيع الهمذاني - بها - يقول: سمعت عبد الرّحمن الجلاّب، يقول: سمعت إبراهيم بن الحسن، فذكر نحوه، و قال في آخره: قل في كله:

حدّثنا.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، عن أبي بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا المفضّل بن غسان، قال أبو زكريا - يعني يحيى بن معين-: سألت أبا اليمان عن حديث شعيب بن أبي حمزة، فقال: ليس هو مناولة، المناولة [لم] (3) أخرجها إلى أحد (4).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، قال: و قال يحيى بن معين، قال لي أبو اليمان: لم

ص: 78


1- الخبر نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 583/1 و سير الأعلام 320/10-321.
2- ابن حجر في تهذيب التهذيب 583/1 و سير الأعلام 321/10.
3- زيادة عن سير الأعلام للإيضاح.
4- الخبر في سير الأعلام 321/10 و ميزان الاعتدال 581/1 و ابن حجر في تهذيب التهذيب، و فيه: لم أخرجها لأحد.

أخرج من المناولة إلى أحد شيئا.

و قال في موضع آخر: نا يحيى، قال: سألت أبا اليمان عن حديث شعيب، قال:

ليس هو مناولة، المناولة لم أخرجها إلى أحد (1).

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، نا يعقوب بن موسى الأردبيلي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، نا سعيد بن عمرو البردعي (2)،قال: سمعت أبا زرعة يقول: لم يسمع أبو اليمان من شعيب بن أبي حمزة إلاّ حديثا واحدا و الباقي إجازة (3).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه (4)،نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن [عمار] (5) قال: أبو اليمان الحمصي كأنه ثقة و كان بسلمية (6)،و كان إذا جاءه أصحاب الحديث قال لهم: القطوا لي الزعفران (7) و ثمّة ينبت الزعفران، قال: فكانوا يلقطون الزعفران، ثم يحدّثهم (8).

أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي، ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبيد اللّه الكوفي، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، أنا عبد اللّه بن أبي داود، قال:

سمعت ابن مصفّى يقول: مات أبو اليمان سنة إحدى و عشرين و مائتين (9).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و فيها - يعني سنة إحدى و عشرين

ص: 79


1- انظر الحاشية السابقة.
2- كذا بالدال المهملة، انظر ما مرّ بشأنه قريبا، و الأفصح بالذال المعجمة.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 321/10-322.
4- بالأصل «حميروية» بالحاء المهملة، و المثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 311/16.
5- بياض بالأصل و المثبت عن م.
6- بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين، و كانت تعد من أعمال حمص (ياقوت).
7- بالأصل «القطواني الزعفراني» كذا، و المثبت عن سير الأعلام.
8- نقله الذهبي في سير الأعلام 324/10 عن ابن عمار الموصلي.
9- في تهذيب التهذيب 584/1 عن محمد بن مصفّى و غيره سنة 211 بالأرقام.

و مائتين - مات أبو اليمان الحكم بن نافع و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاف، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو الحسن بن محمّد، نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه، قال: مات أبو اليمان الحكم بن نافع سنة اثنتين و عشرين و مائتين، و كذا سلف القول عن محمّد بن سعد، و محمّد بن إسماعيل البخاري أنه مات سنة اثنتين و عشرين و مائتين، و اللّه أعلم (2).

1708 - الحكم بن النعمان مولى الوليد بن عبد الملك

حكى عنه علي بن محمّد المدائني، و كان الحكم كاتب الرسائل لعبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز حين كان واليا على العراق.

1709 - الحكم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية

ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي (3)

جعله الوليد أبوه ولي عهده و بايع له بالخلافة من بعده.

نا يعقوب بن سفيان، قال: و عقد - يعني الوليد - لابنه الحكم بن الوليد و استعمله على دمشق، و عقد من بعد الحكم لابنه عثمان بن الوليد و استعمله على حمص.

أخبرنا أبو الحسين (4) بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي (5)الفقيه، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد الوليد بن يزيد بن عبد الملك يزيد، و الحكم المذبوح في السجن، قال الحكم بن الوليد بن يزيد المقتول في السجن هو و أخوه يعني عثمان و هو

ص: 80


1- المعرفة و التاريخ للفسوي 205/1.
2- انظر التاريخ الكبير للبخاري 344/2/1 و طبقات ابن سعد 472/7 و زيد فيه: في ذي الحجة بحمص. و نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 584/1 و سير الأعلام 325/10.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 122/13 و العقد الفريد 467/4 و له ذكر في أخبار أبيه الوليد في الأغاني 1/7-85.
4- الأصل «أبو الحسن» خطأ، و الصواب عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 434/7).
5- انظر ترجمة أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد اللّه، ابن البناء في سير الأعلام 380/18.

لي عهد أبيه ثم أخوه من بعده (1):

أ تنزع بيعتي من أجل أمّي *** و قد بايعتموا بعدي هجينا

و مروان بأرض أبي (2) نزار *** كليث الغاب مفترشا عرينا (3)

فإن أهلك أنا و وليّ عهدي *** فمروان أمير المؤمنينا

أخبرني عمي مصعب بن عبد اللّه، و محمّد بن الضحاك، قالا بهذا البيت الأخير احتج مروان في طلب الخلافة فأقبل إلى الشام حتى أخذها و أما قوله:

أ تنزع بيعتي من أجل أمي *** و قد بايعتموا بعدي هجينا

و انه ابن أم ولد و يزيد بن الوليد الذي بايعوا ابن أم ولد، و كان بنو مروان يرون أن ذهاب ملكهم على يد خليفة منهم ابن أم ولد.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (4)،حدّثني أحمد بن زهير، نا عبد الوهاب بن إبراهيم، نا أبو هاشم مخلّد بن محمّد مولى عثمان بن عفان، قال: لما أتى مروان موت يزيد بن الوليد شخص إلى إبراهيم بن الوليد، فسار في جند الجزيرة. و وجه إبراهيم الجيوش مع سليمان بن هشام فسار بهم حتى نزل عين الجرّ (5) فالتقيا بها، فدعاهم مروان إلى الكفّ عن قتاله و التخلية عن ابني الوليد: الحكم و عثمان، و هما في سجن دمشق محبوسان، فأبوا عليه و جدّوا في قتاله، فاقتتلوا فكانت هزيمتهم فقتلوا منهم نحوا من سبعة عشر أو ثمانية عشر ألفا، و أتوا (6) مروان من أسرائهم بمثل عدة القتلى أو أكثر، فأخذ مروان عليهم البيعة للغلامين: الحكم و عثمان، و كان يزيد بن [خالد بن] (7) عبد اللّه القسري معهم، فهرب فيمن هرب مع سليمان بن هشام إلى دمشق، و مضى من معهم و هم

ص: 81


1- الأبيات في الوافي بالوفيات 122/13 و البيتان الأول و الثاني في العقد الفريد 467/4 من عدة أبيات.
2- الوافي: ابني نزار.
3- الوافي: مفترسا عرينا.
4- تاريخ الطبري 300/7 حوادث سنة 127.
5- موضع معروف بالبقاع بين بعلبك و دمشق (ياقوت).
6- الأصل:«و أبو» و المثبت عن الطبري.
7- الزيادة عن الطبري.

يزيد بن خالد القسري، و أبو علاقة السكسكي، و أبو ذؤالة الكلبي (1)،و نظراؤهم فقال بعضهم لبعض: إن بقي الغلامان ابنا الوليد حتى يقدم مروان فيخرجهما من الحبس و يصير الأمر إليهما لم يستبقيا أحدا ممن قتل أباهما قالوا: أي أن تقتلهما فولوا ذلك يزيد بن خالد - و معهما في الحبس أبو محمّد السفياني و يونس بن عمر - فأرسل إليهما يزيد مولى لخالد، يكنى أبا الأسد في عدة من أصحابه، فدخل السجن فشدخ الغلامين بالعمد (2) و أخرج يوسف بن عمر فضرب عنقه، و أرادوا أبا محمّد ليقتلوه فدخل بيتا من بيوت السجن فأغلقه و ألقى خلفه الفرش و الوسائد، و اعتمد على الباب فلم يقدروا على فتحه، و دعوا بنار ليحرقوه فلم يؤتوا بها، حتى قيل: دخلت خيل مروان المدينة، و هرب إبراهيم بن الوليد، و تغيب، و أنهب سليمان ما كان في بيت المال من المال، و قسّمه فيمن معه من الجنود، و خرج من المدينة و ثار من فيها من موالي الوليد بن يزيد إلى دار عبد العزيز بن الحجاج فقتلوه، و نبشوا قبر يزيد بن الوليد و صلبوه على باب الجابية.

و دخل مروان دمشق فنزل عالية و أتى بالغلامين مقتولين و يوسف بن عمر فأمر بهم فدفنوا (3)،و أتى بأبي محمّد محمولا في كبوله فسلّم عليه بالخلافة، و مروان يسلّم عليه يومئذ بالإمرة فقال له: مه، فقال: إنهما جعلاها لك بعدهما، و أنشده شعرا قاله الحكم في السجن، قال: و كانا قد بلغا، و ولد لأحدهما و هو الحكم و كان أكبرهما، و الآخر قد احتلم قبل ذلك بيسير، فقال: قال الحكم (4):

ألا من مبلغ مروان عنّي *** و عمي الغمر طال بذي حنينا

بأني قد ظلمت و صار قومي *** على قتل الوليد مشايعينا (5)

أ يذهب كلبهم (6) بدمي و مالي *** فلا غثّا أصبت و لا سمينا

و مروان بأرض بني نزار *** كليث الغاب مفترش (7) عرينا

أ لا يحزنك قتل فتى قريش *** و شقّهم عصا المسلمينا

ص: 82


1- في الطبري: و الأصبغ بن ذؤالة الكلبي.
2- بالأصل:«بالغد» و المثبت عن الطبري.
3- الأصل «فدفعوا» و المثبت عن الطبري 311/7.
4- الأبيات في الطبري 311/7 و الكامل لابن الأثير حوادث سنة 127.
5- الطبري: متابعينا.
6- ابن الأثير: أ يذهب كلهم.
7- الطبري: مفترس.

ألا و أقرئ السلام على قريش *** و قيس بالجزيرة أجمعينا

و سار (1) الناقص القدريّ فينا *** و ألقى الحرب بين أبي (2) أبينا

فلو شهد الفوارس من سليم *** و كعب لم أكن لهم رهينا

و لو شهدت ليوث بني تميم *** لما بعنا تراث بني أبينا

أ تنكث بيعتي من أجل أمي *** و قد بايعتموا قبلي هجينا

فليت خئولتي في غير كلب *** و كانت في ولادة آخرينا

فإن أهلك أنا و وليّ عهدي *** فمروان أمير المؤمنينا

[ثم] (3) قال: أبسط يدك أبايعك، و سمع من [مع] (4) مروان من أهل الشام، فكان أول من نهض معاوية بن يزيد بن حصين بن نمير و رءوس أهل حمص فبايعوه، فأمرهم أن يختاروا لولاية أجنادهم، فاختار أهل دمشق زامل بن عمرو الجبراني، و أهل حمص عبد اللّه بن شجرة الكندي، و أهل الأردن الوليد بن معاوية بن مروان، و أهل فلسطين ثابت بن نعيم الجذامي، الذي كان استخرجه من سجن هشام و غدر به بأرمينية، فأخذ عليهم العهود المؤكدة و الأيمان المغلظة على بيعته، و انصرف إلى منزله من حرّان.

و لما استوت لمروان الشام و انصرف إلى منزله من حرّان طلب الأمان منه إبراهيم بن الوليد، و سليمان بن هشام فأمّنهما، فقدم عليه سليمان - و كان يومئذ بتدمر فيمن معه من إخوته و أهل بيته و مواليه الذكوانية - فبايعوا مروان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث: و في سنة سبع و عشرين و مائة قتل الحكم - يعني ابن الوليد-.

1710 - الحكم بن هشام بن عبد الرّحمن

أبو محمّد الثقفي العقيلي، من آل [أبي] عقيل الثقفي الكوفي (5)

سكن دمشق، و حدّث عن قتادة، و عبد الملك بن عمير، و حمّاد بن أبي سليمان،

ص: 83


1- الطبري: و ساد.
2- الطبري: بني أبينا.
3- الزيادة في الموضعين عن الطبري 312/7.
4- الزيادة في الموضعين عن الطبري 312/7.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 584/1 ميزان الاعتدال 582/1 الوافي بالوفيات 121/13 و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.

و أبي إسحاق الهمداني، و منصور بن المعتمر، و سفيان الثوري، و هشام بن عروة، و يونس بن عبيد، و يحيى بن سعيد بن أبان، و شيبة بن المساور، و عبّاد بن منصور.

روى عنه عبد اللّه بن عبد الملك الجمحي، و عبد اللّه بن يوسف، و أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم القرشي، و هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن عائذ (1)،و يعقوب القمي، و يحيى بن يمان، و كثير بن هشام، و إسحاق بن منصور، و عبد الرّحمن بن علقمة المروزي، و الوليد بن مسلم، و محمّد بن الصلت، و يوسف بن أبي أمية الثقفي، و الهيثم بن خارجة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر (2)،و عقيل بن عبيد اللّه ح.

و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم، أنا أبو زرعة، نا أبو النّضر، نا الحكم بن هشام، حدّثني هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«تخيّروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء و اخطبوا إليهم»[3678].

و من عوالي حديثه:

ما أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أحمد بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا هشام بن عمّار، نا الحكم بن هشام الثقفي، نا يحيى بن سعيد بن أبان القرشي، عن أبي فروة، عن أبي خلاّد (3)،و كانت له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا و قلّة المنطق فاقتربوا منه، فإنه يلقّى الحكمة»[3679].

أخرجه ابن ماجة (4) عن هشام.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن

ص: 84


1- بالأصل «عائد» و الصواب بالذال المعجمة، عن ميزان الاعتدال 582/1.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 366/17.
3- يقال اسمه عبد الرحمن بن زهير، صحابي، انظر تقريب التهذيب.
4- سنن ابن ماجة(37) كتاب الزهد،(1) باب، الحديث 4101.

شاهين، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا هشام بن عمّار، نا الحكم بن هشام، نا عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة بن أبي موسى، و أبي بكر بن أبي موسى، عن أبي موسى الأشعري، قال: سافرنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة فعرّس (1) فعرّسنا، فتعارّ (2) من الليل، فأتيت مضجعه، و جاء رجل آخر من المسلمين فالتقينا عند مضجعه فلم نره، فشقّ ذلك الأمر علينا، فإذا نحن بهزيز (3) كهزيز الرحى قال: فأتيناه فلقينا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«ما شأنكم ؟» فقلنا: يا رسول اللّه تعاررنا من الليل فأتينا مضجعك، فلم نرك فيه، فشق ذلك علينا فخشينا أن يكون قد عضّتك هامة أو سبع قال: فقال:

«أتاني آت من ربي عز و جل فخيّرني أن يدخل نصف أمتي الجنة و بين الشفاعة، فاخترت الشفاعة»، فقلنا: يا رسول اللّه اجعلنا ممن يشفع له، فقال:«أنتم - يعني - ممن أشفع له»، قلنا: أ فلا نبشر الناس بها - يعني ؟ قال:«فبشر الناس و ابتدروا الرجال» فلما كثر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«هي لمن مات لا يشرك باللّه شيئا»[3680].

قال ابن شاهين تفرد بهذا الحديث الحكم بن هشام عن عبد الملك بن عمير، و هو حديث غريب ما سمعناه إلاّ منه، و الحكم بن هشام رجل من أهل الكوفة كان يتجر إلى الشام و هو ثقة، كذلك حدّثنا الإصطخري، عن عباس، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن هشام كوفي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبد اللّه بن يوسف، نا الحكم بن هشام ثقفي من آل أبي عقيل شامي، هذا وهم، و إنما هو كوفي، كان يتردد إلى الشام.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن علي بن محمّد بن العباس، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، أنا سليمان - يعني ابن أبي شيخ-، عن عبد اللّه بن صالح بن مسلم، قال: كان الحكم بن هشام كوفيا يخرج إلى دمشق يأخذ عطاءه فيما هناك ثم يرجع إلى الكوفة.

ص: 85


1- عرس القوم: نزلوا في السفر، في آخر الليل للاستراحة.
2- التعارّ: السهر، و التقلب على الفراش ليلا مع كلام.(القاموس).
3- الهزيز: الصوت و دويّ الريح و تردد صوت الرعد.

قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن هشام الذي يروي عن عبد الملك بن عمير كوفي ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن هشام كوفي يحدّث عن عبد الملك بن عمير، و هو ثقة.

قال: و أنا أبو الحسن بن السقّا، وحده، نا أبو العباس، قال: سمعت العباس يقول: سمعت يحيى يقول: الحكم بن هشام ثقفي من آل أبي عقيل يروي عنه أبو مسهر و غيره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني إسحاق بن يزيد أبو النّضر الدمشقي (1)،نا الحكم بن هشام الدمشقي، بحديث ذكره نسبه إلى دمشق لسكناه إياه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):الحكم بن هشام الثقفي العقيلي من آل أبي عقيل كوفي وقع إلى دمشق. و قال: سئل أبو زرعة عن الحكم بن هشام فقال: لا بأس به.

قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه [ابني البناء] (3)،عن علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، قال: و الحكم بن هشام يكنى أبا محمّد.

حدّثنا بذاك سليمان - يعني ابن أبي شيخ-، عن أحمد بن بشير.

ص: 86


1- قوله:«نا الحكم بن هشام الدمشقي» مكرر بالأصل.
2- الجرح و التعديل 130/2/1.
3- زيادة للإيضاح.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، نا أبو بكر الخطيب قال: الحكم ح.

و قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما العقيلي - بفتح العين-، فهو الحكم بن هشام أبو محمّد (2) الثقفي، من آل أبي عقيل، كوفي وقع إلى دمشق و حدّث عن أبي إسحاق السّبيعي، و قتادة، و عبد الملك بن عمير، و حمّاد بن أبي سليمان، و يونس بن عبيد، و هشام بن عروة، و الثوري، حدّث عنه - و قال الخطيب: روى عنه - يعقوب القمي، و يحيى بن بيان (3)،و كثير بن هشام، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، و هشام بن عمّار و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الهيثم بن خارجة، نا الحكم بن هشام الكوفي، قال: كان سعيد بن العاص يقول لبنيه: تعلموا الشعر.

قال الهيثم: و كان الحكم بن هشام من ولد سعيد بن العاص، قال: و كان يقول:

و من مثل الحجاج تزوج أربعين من قريش (4)؟.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثني محمّد بن هارون الأنصاري، نا حويت بن سليمان، نا محمّد بن وهب، نا الوليد بن مسلم، نا الحكم بن هشام العقيلي - و كان من الثقات - نا عبد الملك بن عمير بحديث ذكره.

و قال أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني، قلت لأبي حاتم: ما تقول في الحكم بن هشام يحدّث عن عبد الملك بن عمير؟ فقال: هو ثقفي كوفي، يكتب حديثه و لا يحتج به (5).

قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن علي بن محمّد، عن أبي عمر

ص: 87


1- الاكمال لابن ماكولا 340/6-341 و لا يوجد ترجمة للحكم بن هشام في تاريخ بغداد المطبوع.
2- عن الاكمال و بالأصل: أبو أحمد.
3- الاكمال: يحيى بن يمان.
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2895/6.
5- المصدر نفسه/الجزء و الصفحة.

محمّد بن العباس، نا محمّد بن القاسم، أنا ابن أبي خيثمة، نا سليمان - يعني ابن أبي شيخ - ح.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخيّاط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه السّوسنجردي (1)،أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد بن أحمد، أنا أبي، أنا أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر السعيدي (2)،نا محمّد بن أحمد بن سليمان (3) بن أبي شيخ (4)،حدّثه، نا عبد اللّه بن صالح العجلي، قال (5):أقبل الحكم بن هشام الثقفي يريد مندلا فلما دنا منه، قال أصحاب مندل: يكلمه ؟ قال: دعوه فلما جلس قالوا له: يا أبا محمّد: ما تقول في عثمان ؟ قال: كان و اللّه خيار الخيرة، أمير البررة (6)،قتيل الفجرة (7)،منصور النصرة، مخذول الخذلة، أما خاذله فقد خذله اللّه، و أما قاتله فقد قتله اللّه، و أما ناصره فقد نصره اللّه، ما تقولون أنتم ؟ قالوا: فعليّ خير أم - و قال ابن كرتيلا، أو - معاوية ؟ فقال: بل عليّ خير من معاوية، قالوا: فأيهما كان أحق بالخلافة ؟ قال: من جعله اللّه خليفة فهو أحق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد، نا صالح بن أحمد (8)،حدّثني أبي أحمد، حدّثني أبي عبد اللّه، قال: قال رجل للحكم بن هشام: ما تقول في معاوية ؟ قال: ذاك خال كل مؤمن، قال: ما تقول في عثمان ؟ قال: كان و اللّه منصور النصرة، مخذول الخذلة،

ص: 88


1- ابن العديم: السوسجردي، خطأ. و هذه النسبة إلى سوسنجرد قرية من قرى بغداد (ياقوت).
2- ابن العديم: السعدي.
3- كذا، و في ابن العديم: محمد بن أحمد بن سليمان، أن سليمان بن أبي شيخ.
4- كذا، و في ابن العديم: محمد بن أحمد بن سليمان، أن سليمان بن أبي شيخ.
5- انظر تاريخ الثقات للعجلي ص 127-128 و الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2896/6.
6- الأصل «البرزة» و المثبت عن ابن العديم.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن ابن العديم.
8- تاريخ الثقات للعجلي ص 127-128 و نقله ابن العديم 2897/6.

مقتول القتلة (1)،أمير النور (2).صوابه البرزة (3).

قال: و حدّثني أبي أحمد (4)،حدّثني أبي عبد اللّه، قال: جاء يوما يشتري سمكا فاستعان برجل يشتري له، فقال له السّمّاك: انظر - أصلحك اللّه - أي شحم في بطنها؟ فقال: ظلم تقول إنما استعنا بهذا (5) عليك لتكفينا مئونتك، و كان فقيرا، و كان يدعى إلى الطعام و هو جائع، فيلبس مطرف خزّ له قديم، ثم يدخل العرس، فيبارك و لا يأكل عزة نفس.

و كان الحكم بن هشام عسرا في الحديث فلما جاءه ابن المبارك انبسط إليه و حدثه، و كان مؤاخيا لأبي حنيفة.

قال صالح: قال أبي أحمد (6):الحكم بن هشام الثقفي من أنفس ثقيف، و كان ثقة. و كان يقول: إنما (7) كان هذا المنبر مجلس الحي - يعني منبر الكوفة - لكثرة من وليه من ثقيف، و روى عن قتادة، و عبد الملك بن عمير (8).

حدّثنا أبو محمّد بن طاوس - إملاء، و قراءة - أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني القاسم بن هاشم، حدّثني محمّد بن عبد الحميد الطائي، نا هشام بن الكلبي، قال: قال الحكم بن هشام لابن ابن له و كان يتعاطاه الشراب: أي بني إياك و النبيذ فإنه قيء في شدقك، و سلح على عقبك و حدّ في ظهرك، و تكون ضحكة للصبيان و أميرا للذبان (9).

ص: 89


1- بالأصل «مقمول القملة» و المثبت عن تاريخ الثقات للعجلي.
2- مهملة بالأصل و المثبت عن تاريخ الثقات.
3- كذا بالأصل و في م:«البررة».
4- تاريخ الثقات ص 128 و ابن العديم 2897/6.
5- استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
6- تاريخ الثقات ص 127 و ابن العديم عن العجلي 2897/6.
7- في تاريخ الثقات: لنا.
8- قوله:«و روى عن قتادة و عبد الملك بن عمير» سقط من تاريخ الثقات للعجلي، و هو مثبت في ابن العديم.
9- بغية الطلب 2898/6.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي بكر أحمد بن علي البغدادي الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن شعيب الرّوياني، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا محمّد بن السمط بن الحسن الأسدي، نا أبو منصور رجاء بن سهل الصّغاني، نا أبو مسهر، قال: كنا عند الحكم بن هشام العقيلي، و عنده جماعة من أصحاب الحديث، قال: فقال: إنه من أغرق (1) في الحديث فليعد للفقر جلبابا، فليأخذ أحدكم من الحديث بقدر الطاقة، و ليحترف حذرا من الفاقة (2).

1711 - الحكم بن يعلى بن عطاء

أبو محمّد المحاربي الكوفي، المعروف بالدّغشي (3)

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي معمر عباد بن عبد الصمد، و محمّد بن طلحة بن مصرف، و مجالد بن سعيد، و عمرو بن الحارث المصري، و محمّد بن عبد اللّه التميمي، و صالح بن يحيى الكوفيين.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن، و منجاب بن الحارث، و عثمان بن أبي شيبة، و عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، والد الحسين بن عبد الرّحمن، و يوسف بن زياد الشامي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الأسدي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، أنا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الحكم بن يعلى بن (4) عطاء، نا محمّد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن أبي معمر، عن أبي بكر الصّدّيق، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من بنى للّه مسجدا و لو كمفحص (5) قطاة بني له بيت في الجنة»[3681].

ص: 90


1- عن ابن العديم و بالأصل: أعرق.
2- تقدم أنه ليس للحكم بن هشام ترجمة في تاريخ بغداد، و الخبر نقله ابن العديم عن الخطيب في بغية الطلب 2897/6-2898.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 583/1 و الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 210/2.
4- رسمها مضطرب، تقرأ «عن» و تقرأ «بن» و الصواب ما أثبت «بن» عن م.
5- مفحص كمقعد مجثم القطاة، فحص القطا التراب: اتخذ فيه أفحوصا و هو مجثمة كالمفحص كمقعد (قاموس).

أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه، قالا: نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن إبراهيم، نا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، نا الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، عن أبي خلف، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من ساء خلقه من الرقيق و الدواب و الصبيان فاقرءوا في أذنيه: أَ فَغَيْرَ دِينِ اللّٰهِ يَبْغُونَ (1)الآية»[3682].

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن الأصبهاني، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2):نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، نا الحكم بن يعلى بن عطاء الكوفي المحاربي، رأيته بدمشق، نا عباد بن عبد الصمد بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (3)،نا ابن سعيد، نا الحسن (4) بن عبد الرّحمن الأزدي، نا أبي، نا الحكم بن يعلى بن عطاء أبو محمّد الدّغشي، كوفي، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللّه، قال: سألت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أي الذنب أعظم ؟ قال:«أن تجعل للّه ندّا و هو خلقك» قلت: ثم أي ؟ قال:«أن تقتل ولدك من أجل أن يطعم معك» قلت: ثم أي ؟ قال:«أن تزاني بحليلة جارك»، و نزلت: وَ الَّذِينَ لاٰ يَدْعُونَ مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ (5)[3683].

قال (6):و نا الجنيدي، نا البخاري، قال: الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي الكوفي، سمع عباد بن عبد الصمد أبو معمر، سمع سعيد بن جبير، سمع سواد بن قارب، قال لي سليمان بن عبد الرّحمن: رأيته بدمشق، منكر الحديث، عنده عجائب.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا

ص: 91


1- سورة آل عمران، الآية:83.
2- التاريخ الكبير 342/2/1 ترجم له، راجع عبارته باختلاف عما ورد بالأصل هنا.
3- الكامل لابن عدي 211/2-212.
4- ابن عدي: الحسين.
5- سورة الفرقان، الآية:68.
6- الكامل لابن عدي 210/2.

أحمد بن عبد اللّه، قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):سمعت أبي يقول: هو متروك الحديث منكر الحديث، و سئل أبو زرعة عن الحكم بن يعلى الكوفي ؟ فقال: هو ضعيف الحديث، منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (2)،نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا الحضرمي، نا عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت أبا محمّد الدّغشي يقول: كان عندنا طير أكهى - يعني أحمر - إذا مسه الرجل اختضبت يده.

قال: و سمعت أبا محمّد يقول: و رأيت رجلا تصاغر حتى صار أنف (3).

قال: و سمعت أبا محمّد الدّغشي يقول: كان عندنا زيتونة تحمل كل زيتونتين دن.

قال أبو أحمد: قال لنا ابن سعيد كان الحضرمي يسأل عن هذه الثلاث (4) حكايات.

ص: 92


1- الجرح و التعديل 130/2/1.
2- الكامل لابن عدي 211/2.
3- كذا بالأصل و ابن عدي و رسمها في م:«انو».
4- بالأصل و ابن عدي و م: الثلاثة.

ذكر من اسمه حكيم

1712 - حكيم بن حزام بن خويلد

1712 - حكيم (1) بن حزام بن خويلد

ابن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب بن مرّة

أبو خالد القرشي الأسدي (2)

له صحبة، حدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

روى عنه: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و موسى بن طلحة، و صفوان بن محرز، و المطّلب بن حنطب، و يوسف بن ماهك، و عراك بن مالك، و محمّد بن سيرين، و عطاء بن أبي رباح.

و قدم الشام غير مرة في الجاهلية للتجارة.

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا أبو الطيب بن شمّة (3)،أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا محمّد بن ريان، و إسماعيل بن داود، قالا: نا زكريا بن يحيى، قال ابن زياد: حدّثني - و قال ابن داود: نا - مفضّل بن فضالة، عن هشام، عن أبيه ح.

ص: 93


1- بفتح الحاء و كسر الكاف.(عن تقريب التهذيب و الوافي بالوفيات).
2- ترجمته في الاستيعاب على هامش الإصابة 320/1 أسد الغابة 522/1 ابن العديم 2898/6 الإصابة 349/1 الوافي بالوفيات(130/13 سير الأعلام 44/3 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
3- اسمه عبد الرزّاق بن عمر بن موسى بن شمة، أبو الطيب الأصبهاني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 149/18(82).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد المقرئ، قالا: أنا أبو أحمد الصّريفيني ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا و أبو السعادات محمّد بن أحمد بن مكي، قالا: أنا أبو نصر الزينبي، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الوراق (1)،نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عيسى بن حمّاد زغبة، أنا الليث، عن هشام، عن عروة، عن حكيم بن حزام بن خويلد أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اليد العليا خير من اليد السفلى، و ليبدأ أحدكم بمن يعول، و خير الصّدقة ما كان عن ظهر غنى، و من يستعفف (2) يعفه اللّه، و من يستغن يغنه اللّه عز و جل»[3684].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا ابن نمير، أنا هشام، عن أبيه، عن حكيم بن حزام، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اليد العليا خير من اليد السفلى، و ليبدأ أحدكم بمن يعول، و خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، و من يستغن يغنه اللّه، و من يستعفف (4) يعفه اللّه» فقلت: و منك يا رسول اللّه ؟ قال:«و مني»، قال حكيم: قلت: لا تكون يدي تحت يد رجل من العرب أبدا[3685].

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد إجازة، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه، قال (5):حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى أسلم يوم الفتح و شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حنينا مسلما، و كان حكيم بن حزام نجا يوم بدر، فكان حكيم إذا حلف بيمين قال: لا و الذي نجّاني يوم بدر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا-: أنا محمّد بن

ص: 94


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 554/16.
2- عن المختصر و بالأصل «يستعف».
3- مسند الإمام أحمد 434/3 الطبعة الأولى.
4- بالأصل:«يستعف» و المثبت عن المسند.
5- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 231.

الحسن بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):و من بني أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى، أمه فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى، يكنى أبا خالد، مات سنة أربع و خمسين.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد بن جبلة، نا أبو العباس السراج، أخبرني أبو يونس، نا إبراهيم بن المنذر، قال:

حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى، و أمه فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى، يكنى أبا خالد، مات سنة أربع و خمسين و هو ابن مائة و عشرين، ولد قبل الفيل بثلاث عشرة، و مات بالمدينة (2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و ولد حزام بن خويلد حكيما و خالدا، و هشاما، و أمهم فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4)، قال: في الطبقة الرابعة ممن لقي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالطريق و أسلم قبل أن يدخل مكة - يعني عام الفتح - حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ، يكنى أبا خالد، مات بالمدينة سنة أربع و خمسين، و هو ابن مائة و عشرين سنة، و له دار بالمدينة عند بلاط الفاكهة عند زقاق الصواغين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة:

من بني أسد بن عبد العزّى: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن

ص: 95


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 44 رقم.
2- نقله ابن العديم 2901/6.
3- جمره نسب قريش ص 353.
4- الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، و نقله عن ابن سعد ابن العديم في بغية الطلب 2901/6.

قصيّ ، و أمّه أم حكيم بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ .

قال محمّد بن عمر: و شهد حكيم بن حزام مع أبيه الفجار (1)،و قتل أبوه حزام بن خويلد في الفجار الآخر و كان حكيم يكنى أبا خالد، و قدم حكيم بن حزام المدينة، و نزلها و بنى بها دارا عند بلاط الفاكهة عند زقاق الصواغين، و مات بالمدينة سنة أربع و خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و هو ابن عشرين و مائة سنة (2).

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: و من بني أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى، و أمه زينب، و يقال فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد، و أمها سلمى بنت عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، يكنى أبا خالد، و كان إسلامه يوم الفتح، و كان من المؤلفة، أعطاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من غنائم حنين مائة بعير، فيما ذكر ابن إسحاق، ولد حكيم بن حزام: أم هشام، و هشام، و خالد، و يحيى، و عبد اللّه، و أم سميّة، و أم عمرو، فذلك تسعة (3).و مات سنة أربع و خمسين بالمدينة، و هو ابن عشرين و مائة، و يروى عنه أنه قال: ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد قال (4):حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي من

ص: 96


1- الفجار بالكسر، من أيام العرب في الجاهلية، كان قتال في الشهر الحرام بين قبائل من العرب ففجروا فيه فسمي الفجار، و للعرب عدة فجارات، آخرها حضره النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و كان ابن عشرين سنة انظر الخبر في سيرة ابن هشام، الجزء الأول.
2- الخبر في ابن العديم 2901/6 و انظر سير الأعلام 45/3.
3- كذا، و ذكر سبعة فقط ، و في سير الأعلام زيد:«حزام» و سقطت اللفظة من ابن العديم 2903/6. و انظر سيرة ابن هشام 493/2 و سير الأعلام النبلاء 45/3 و أسد الغابة 522/1 و في م: سبعة.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 128 و قوله:«و عمته خديجة، و ابنه هشام بن حكيم» ليس في العجلي المطبوع، و الخبر نقله ابن العديم بتمامه 2903/6 عن العجلي.

أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و عمته خديجة، و ابنه هشام بن حكيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن جعفر بن يعقوب، قال: و حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد يكنى أبا خالد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي،- و اللفظ له - قالوا:

أنبأنا أبو أحمد - و زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا-: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):حكيم بن حزام أبو خالد الأسدي، هلك سنة ستين، و هو ابن عشرين و مائة سنة، موسى (2) الحجازي القرشي، عاش في الجاهلية ستين سنة، و في الإسلام ستين سنة (3)،قاله (4) إبراهيم بن المنذر، حدّثني إبراهيم بن موسى، أنا هشام أن (5) ابن جريج،[أخبرهم، قال:] (6) أخبرني عمر بن عبد اللّه بن عروة، عن عروة، قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا حكيم إن الدنيا خضرة حلوة» (7) قال فما أخذ من أبي بكر و عمر و عثمان و لا معاوية ديوانا و لا غيره حتى مات لعشر سنوات من إمارة معاوية[3686].

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا محمد بن أحمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن أحمد بن جعفر (8)،أنبأنا أحمد بن محمد بن زنجويه، أنبأنا أبو الحسين بن عبد اللّه العسكري، قال: و أما حزام - الحاء مكسورة غير معجمة - ففي قريش حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى أبو حكيم بن حزام قتل يوم الفجار الأخير، و ابنه حكيم بن حزام، أسلم يوم فتح مكة، و كان كريما جوادا و أحد علماء قريش بالنسب،

ص: 97


1- التاريخ الكبير للبخاري 11/1/2.
2- كذا، و هذه اللفظة مقحمة، و ليست في البخاري.
3- كذا، قال الذهبي في سير الأعلام 45/3 لم يعش في الإسلام إلاّ بضعا و أربعين سنة.
4- بالأصل:«قال» و المثبت عن البخاري.
5- بالأصل «بن أبي جريج» و المثبت عن البخاري و في م كالأصل.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن البخاري و كلمة: أخبرهم في م.
7- انظر سير أعلام النبلاء 45/3 و انظر تخريج الحديث فيها.
8- كذا ورد بالأصل مكررا، و لم يذكر إلاّ مرة واحدة في م.

و أخوه خالد بن حزام بن إبراهيم بن المنذر الحزامي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: حكيم بن حزام (1) بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى أبو خالد، ولد في جوف الكعبة، و عاش مائة و عشرين سنة ستين في الجاهلية و ستين في الإسلام، توفي سنة أربع و خمسين، و قيل: سنة ثمان و خمسين، أسلم يوم أحد و شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حنينا مسلما، و كان ممن نجا من القتل يوم بدر فكان إذا حلف (2) بيمين قال: و الذي نجاني يوم بدر.

أخبرنا بذلك الهيثم بن كليب، عن ابن أبي خيثم، عن مصعب الزبيري، روى عنه حزام بن حكيم، و موسى بن طلحة، و عبد الرّحمن بن الحارث، و عروة بن الزبير بن المسيّب، و المطلب بن حنطب، و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا محمد بن طاهر.

أنبأنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أحمد بن محمد الكلاباذي، قال: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ أبو خالد القرشي الأسدي المدني، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم روى عنه عروة بن الزبير و سعيد بن المسيّب، و عبد اللّه بن الحارث في الزكاة و الرقاق و البيوع، و عاش في الجاهلية ستين سنة و في الإسلام ستين سنة، و يقال: مات سنة ستين في آخر ولاية معاوية بن أبي سفيان، و هو ابن عشرين و مائة سنة.

و قال الواقدي بإسناد عنه أنه قال: ولدت قبل الفيل بثلاث (3) عشرة سنة، و قال الذّهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة أربع و خمسين، سنه عشرون و مائة سنة، و قال الواقدي نحوه، و قال ابن نمير: مات سنة أربع و خمسين.

قرأت على أبي محمد السّلمي (4)،عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أما حزام

ص: 98


1- بالأصل «خزام» و الصواب عن م.
2- الأصل: فكانا إذا حلفا و المثبت عن م.
3- بالأصل: بثلاث مائة عشرة سنة و المثبت عن م و فيها: بثلاثة عشرة سنة.
4- بالأصل أبي محمد الحني السلمي و المثبت عن م.
5- الاكمال لابن ماكولا 415/2-416.

-بكسر الحاء المهملة، و بالزاي - الحكيم (1) بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ، له صحبة و رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، عاش في الجاهلية ستين سنة، و في الإسلام ستين سنة، و مات سنة أربع و خمسين، و له أحاديث رواها عنه سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و طلحة (2) و موسى بن طلحة و غيرهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا عبد اللّه بن أحمد الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أحمد بن حنبل.

و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا عبد الملك بن أحمد بن محمد بن الحسن، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قالا: حكيم بن حزام أبو خالد.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (3)،أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أحمد، أنبأنا أحمد (4)، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

أبو خالد حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا عبيد اللّه بن سعيد، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي، قال: أبو خالد حكيم بن حزام أبو خالد، انتهى.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن و أخوه أبو (5) عبد اللّه يحيى، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزّبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عثمان، قال: دخلت أم حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش و هي حامل بحكيم بن حزام، فضربها المخاض في الكعبة فأتيت بنطع

ص: 99


1- كذا بالأصل و في ابن ماكولا: حكيم.
2- كذا بالأصل و ليست في الاكمال، و لعلها مقحمة.
3- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ و في م: الشقامي.
4- كذا بالأصل مكررا و لم يرد إلاّ مرة واحدة في م.
5- بالأصل «ابن» و الصواب ما أثبت.

حيث أعجلها الولادة، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع (1)،و كان حكيم بن حزام من سادات قريش و وجوهها في الجاهلية و الإسلام.

قال الزبير: و كان حكيم بن حزام أدم شديد الأدمة خفيف اللحم و ولد قبل الفيل باثنتي (2) عشرة سنة (3).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمر بن مندة، أنبأ الحسن بن محمد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمد بن عمر، أنبأنا أبو بكر بن [أبي] الدنيا، ح.

و أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، قالا: نبأنا محمد بن سعد، أنبأنا محمد بن عمر، حدّثني المنذر بن عبد اللّه، عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير، قال: سمعت حكيم بن حزام يقول: ولدت قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاثة (4)عشر سنة، زاد ابن الفهم، و أنا أعقل حين أراد عبد المطّلب أن يدعو اللّه عبد اللّه حين وقع بدرة و ذلك قبل مولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بخمس سنين، و لم يقل ابن الفهم قدوم، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن مذهب:

أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد اللّه (5).

حدّثني أبي، أنبأنا عتاب بن زياد، أنبأنا عبد اللّه - يعني ابن المبارك-، أنبأنا ليث بن سعد، حدّثني عبيد اللّه بن المغيرة، عن عراك بن مالك (6) أن حكيم بن حزام قال: كان محمد أحب رجل في الناس إليّ في الجاهلية، فلما نبّئ (7) و خرج إلى المدينة، شهد حكيم بن حزام الموسم و هو كافر، فوجد حلّة لذي يزن (8) تباع،

ص: 100


1- النطع: قطعة من الجلد يوقى بها ما تحتها.
2- بالأصل: باثني.
3- جمهرة نسب قريش ص 353 و نقله الذهبي في سير الأعلام عن الزبير 46/3.
4- كذا.
5- مسند أحمد 402/3-403.
6- عن مسند أحمد و بالأصل «عبد الملك».
7- في المسند: تنبأ.
8- بالأصل:«بور» كذا، و المثبت عن مسند أحمد.

فاشتراها بخمسين دينار ليهديها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

فقدم بها عليه المدينة، فأراده على قبضها هدية فأبى. قال عبيد اللّه: حسبت أنه قال:«إنّا لا نقبل من المشركين شيئا، و لكن إن شئت أخذناها بالثمن» (1)،فأعطيت حين أبى عليّ الهدية (2).

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (3).

أنبأنا سليمان بن أحمد أنبا المطّلب بن شعيب الأزدي، أنبأنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث، حدّثني عبيد اللّه (4) بن المغيرة، عن عراك بن مالك (5) أن حكيم بن حزام قال: كان محمّد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحب رجل من الناس إليّ في الجاهلية فلما نبئ و خرج إلى المدينة شهد حكيم الموسم و هو كافر، فوجد حلّة لذي يزن تباع فاشتراها ليهديها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقدم بها عليه إلى المدينة فأراده على قبضها هدية فأبى و قال:«إنا لا نقبل من المشركين شيئا (6) و لكن إن شئت أخذتها منك بالثمن» و أعطيته إياها حين (7) أبى عليّ الهدية فلبسها فرأيتها عليه على المنبر، فلم أر شيئا أحسن منه فيها يومئذ، ثم أعطاها أسامة بن زيد فرآها حكيم على أسامة، فقال: يا أسامة أنت تلبس حلة ذي يزن ؟ قال:

نعم و اللّه، لأنا خير من ذي يزن، و لأبي خير من أبيه[3687].

قال حكيم: فانطلقت إلى مكة أعجبهم بقول أسامة (8)،انتهى.

الصواب عبيد اللّه بن المغيرة بن زياد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العباس:

ص: 101


1- بالأصل: باليمن، و المثبت عن مسند أحمد.
2- بالأصل «فأعطيت ضرابي الهدية» و المثبت عن مسند أحمد، و فيه: فأعطيته.
3- بالأصل:«ز؟؟ دة» كذا، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ و في م: زيده.
4- الأصل:«عبد اللّه» و قد مرّ صوابا في الحديث السابق، و سينبه إليه المصنف في آخر الحديث.
5- بالأصل «غراق بن عبد الملك» و الصواب ما أثبت و في م: عراك بن الملك.
6- بالأصل و م: شيء.
7- الأصل: حتى و المثبت عن م.
8- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 46/3 و صدره ب «مسند أحمد» ثم قال: رواه الطبراني.(انظر الطبراني: رقم 3125).

أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، و حينئذ.

و أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة.

أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا الزّبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن المنذر، عن الواقدي، عن الضحاك بن عثمان، عن أهله، قالوا: قال حكيم بن حزام: كنت أعالج البزّ في الجاهلية فكنت رجلا تاجرا أخرج إلى اليمن و إلى الشام في الرحلتين فكنت أربح أرباحا كثيرا و أعود على فقراء قومي و نحن لا نعدّ شيئا نريد بذلك ثراء الأموال و المحبة في العشيرة.

و كنت أحضر الأسواق و كانت لنا ثلاثة أسواق: سوق بعكاظ يقوم صبح هلال ذي القعدة فيقوم عشرين يوما و يحضره العرب،[و ابتعت زيد بن حارثة لعمّتي خديجة بنت خويلد، فأخذته بستمائة درهم، فلما تزوجها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سألها زيدا، فوهبته له، فأعتقه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم] (1) و ابتعت [حلة] (2) ذي يزن فكسوتها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فما رأيت أحدا قط أجمل و لا أحسن من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في تلك الحلة.

و يقال: إن حكيم بن حزام قدم بالحلة في هدنة الحديبية، و هو يريد الشام في عير فأرسل بحلة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأبى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يقبلها و قال:«إني لا أقبل هدية مشرك»[3688].

قال حكيم: فجزعت جزعا شديدا حين زهد هديتي فبعتها بسوق النبط من أول سائم سامني، و دس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم زيد بن حارثة فاشتراها فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يلبسها بعد.

و كان سوق مجنّة يقوم عشرة أيام حتى إذا رأينا هلال ذي الحجة انصرفنا، فانتهينا إلى سوق ذي المجاز فقام (3) ثمانية أيام. و كل هذه الأسواق ألقى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يستعرض القبائل عليه حتى بعث ربه عز و جل له قوما أراد بهم كرامته، هذا الحي من

ص: 102


1- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 235/7 و سير الأعلام 47/3 و مكانها بالأصل:«و كان ابن سعد بها» كذا و في م أيضا كالأصل.
2- زيادة عن مختصر ابن منظور.
3- الأصل:«فتام» و المثبت عن م.

الأنصار فبايعوه و صدّقوا به و آمنوا به و بذلوا أنفسهم و أموالهم، فجعل اللّه له دار هجرة و سبق من سبق إليه فالحمد للّه الذي أكرم محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم بالنبوة.

فلما حج معاوية سامني بداري بمكة فبعتها منه بأربعين [ألف] (1) دينار، فبلغني أن ابن الزبير يقول: ما يدري هذا الشيخ ما باع ليردن عليه بيعته، فقال: و اللّه ما ابتعتها إلاّ بزقّ من خمر، و لقد وصلت الرحم و حملت الكلّ و أعطيت في السّبيل.

و كان حكيم بن حزام يشتري الظهر و الأداة و الزاد ثم لا يجيئه أحد يستحمله في السّبيل إلاّ حمله.

قال: فبينما هو يوما في المسجد جالس، جاء رجل من أهل اليمن يطلب حملانا يريد الجهاد، فدلّ [على] (2) حكيم فجلس إليه فقال: إني رجل بعيد الشقة و قد أردت الجهاد، فدللت عليك لتحمل رحلتي و تعينني على ضعفي، قال: اجلس. فلما أمكنته الشمس و ارتفعت ركع ركعات ثم انصرف، و أومأ إلى اليماني فتبعه، قال: فجعل كلما مر بصوفة أو خرقة أو شملة نفضها فأخذها، فقلت: و اللّه ما هذا الذي دلني على هذا على أن لعب بي، أي شيء عند هذا من الخير بعد ما أرى ؟.

قال: فدخل داره فألقى الصوفة مع الصوف و الخرقة مع الخرق و الشملة مع الشمال، قال: ثم قال لغلام له: هات لي بعيرا ذلولا، فأتى به ذلولا مرتعا سمينا و قال ابن سعد: إلاّ هيأه و أعطانيه ثم دعا بجهاز فشدّ على البعير ثم دعا بخطام فخطمه، ثم قال:[هل] من جوالقين ؟ فأتي بجوالقين، و أمر لي بدقيق - و قال ابن سعد: فجعل منها دقيقا - و سويق و عكّة من زيت و قال: انظر ملحا و جرابا من تمر حتى لم يبق شيء مما يحتاج إليه المسافر إلاّ أعطانيه - و قال ابن سعد: إلاّ هيأه و أعطانيه - و كساني ثم دعا بخمسة دنانير فدفعها إليّ فقال: هذه للطريق، قال: فخرجت من عنده، و كان هذا فعل حكيم.

و كان معاوية عام حجّ مرّ به و هو ابن عشرين و مائة سنة، فأرسل إليه بلقوح يشرب من لبنها، و ذلك بعد أن سأله فقال: أيّ الطعام تأكل ؟ قال: أما مضغ، فلا مضغ، فأرسل

ص: 103


1- الزيادة عن سير الأعلام و م.
2- زيادة للإيضاح.

إليه بلقوح و بصلة فأبى أن يقبلها، و قال: لم آخذ من أحد قط شيئا بعد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم شيئا، قد دعاني أبو بكر و عمر إلى حقي فأبيت أن آخذه، و ذلك أني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«الدنيا خضرة حلوة فمن أخذها بسخاوة نفس بورك له فيها، و من أخذها باشراف نفس لم يبارك له فيها»[3689].

فقلت يومئذ: لا أرزأ أحدا بعدك شيئا - زاد ابن سعد: علي، و قالا:(-) (1)محدودا في التجارة ما تحب لا نحب فيه و لو كانت قريش تبعث بالأموال ما بعث بمالي، فلربما دعاني بعضهم إلى أن يخالطني بنفقته يريد بذلك الحد في مالي و ذلك أني كلما ربحت تجنبت به أربعا منه - و كان ابن سعد: يبغضه - أريد بذلك المال و المحبة في العشيرة (2).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، نا أبو طاهر، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير، أخبرني إبراهيم بن حمزة: أن مشركي قريش لما حصروا بني (3) هاشم في الشعب كان حكيم بن حزام تأتيه العير يحمل عليها الحنطة من الشام فيقبلها الشعب، ثم يضرب أعجازها فتدخل عليهم، فيأخذون ما عليها من الحنطة (4).

و له (5) كان زيد بن حارثة وهبه خديجة بنت خويلد عمته، فوهبته للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأعتقه و تبنّاه حتى أنزل اللّه تعالى: اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّٰهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبٰاءَهُمْ فَإِخْوٰانُكُمْ فِي الدِّينِ وَ مَوٰالِيكُمْ (6) فانتسب زيد إلى أبيه حارثة، و هو رجل من كلب أصابه سباء.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنبأنا عبد الوهاب بن أبي خيثمة.

أنبأنا أبو محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر، قال (7):و كان حكيم بن حزام

ص: 104


1- لفظتان غير مقروءتين بالأصل و م تركنا مكانهما بياضا.
2- الأصل: العشرة.
3- الأصل و م:«أبي» و الصواب ما أثبت.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 47/3.
5- كذا ورد الخبر بالأصل و م مبتورا.
6- سورة الأحزاب، الآية:5.
7- مغازي الواقدي 95/1-96.

يقول: انهزمنا يوم بدر فجعلت أقول: قاتل اللّه ابن الحنظلية يزعم أن النهار قد ذهب، و اللّه إن النهار لكما هو - قال حكيم: و ما ذاك بي إلاّ أحب أن يأتي الليل فيقصر عنا طلب القوم - يدرك حكيم، عبيد اللّه و عبد الرّحمن ابنا (1) العوّام على جمل لهما، فقال عبد الرّحمن لأخيه: انزل فاحمل أبا خالد، و كان عبيد اللّه رجلا أعرج لا رجلة به، فقال عبيد اللّه: إنه لا رجلة بي كما ترى، قال عبد الرّحمن: و اللّه إنه منه بدّ أ لا تحمل رجلا إن متنا كفانا (2) ما خلفنا من عيالنا (3) و إن عشنا حمل كلنا. فنزل عبد الرّحمن و أخوه و هو أعرج، فحملاه (4) فكانوا يتعاقبون الجمل، فلما قربنا (5) من مكة، فكان بمرّ الظّهران، فقال: و اللّه، لقد رأيت هاهنا أمرا ما كان يخرج على مثله أحد له رأي، و لكنه شؤم ابن الحنظلية، إن جزورا نحرت (6) هاهنا فلم يبق خباء (7) إلاّ أصابه من دمها، فقال: قد رأينا ذلك، و لكن رأيناك و قدمنا مضيتم (8) فمضينا معكم، فلم يكن لنا أمر معكم.

قال الواقدي (9):فحدّثني أبو إسحاق، عن عبد الرّحمن بن محمّد عن (10)سعيد بن المسيب، قال: نجا حكيم من الدهر مرتين: لما أراد اللّه تعالى من الخير خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على نفر من المشركين، و هم جلوس يريدونه فقرأ «يس» و حث على رءوسهم التراب، فما انفلت رجل منهم إلاّ قتل إلاّ حكيم،[و] ورد الحوض يوم بدر، فما ورد الحوض يومئذ أحد إلاّ قتل، إلاّ حكيم.

قال الواقدي (11):قالوا: و أقبل نفر من قريش حتى وردوا الحوض منهم حكيم بن حزام فأراد المسلمون تجليتهم (12)-يعني طردهم - فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دعوهم، فوردوا الماء فشربوا، فما شرب منهم أحد إلاّ قتل، إلاّ ما كان من حكيم بن حزام.

ص: 105


1- الأصل: ابن.
2- بالأصل:«فإن متنا لعاما ما خلقتنا مرعنا لنا» كذا، و المثبت عن مغازي الواقدي.
3- بالأصل:«فإن متنا لعاما ما خلقتنا مرعنا لنا» كذا، و المثبت عن مغازي الواقدي.
4- الأصل: فحملا.
5- الأصل:«رمنا» و المثبت عن الواقدي.
6- بالأصل:«عرب» و المثبت عن الواقدي.
7- الأصل:«حيا» و المثبت عن الواقدي.
8- الأصل:«مضم» و المثبت عن الواقدي.
9- مغازي الواقدي 61/1.
10- الأصل «بن» و المثبت عن الواقدي.
11- مغازي الواقدي 61/1.
12- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن الواقدي 61/1.

أبو إسحاق هو ابن أبي عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن (1)،قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، نا محمّد بن فضالة، عن عبد اللّه بن زياد بن سمعان، عن ابن شهاب، قال: حكيم بن حزام من المطعمين حيث خرج المشركون إلى بدر.

قال: و أنا الزبير، حدّثني حسين بن سعيد بن هاشم بن سعد من بني قيس بن ثعلبة، قال: حدّثني يحيى بن سعيد [بن] سالم القداح، عن أبيه، عن ابن جريج، عن عطاء، قال: لا أحسبه إلاّ رفعه إلى ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة قربه من مكة في غزوة الفتح:«إن بمكة لأربعة نفر من قريش أربأ بهم (2) عن الشرك، فارغب لهم في الإسلام» قيل: و من هم يا رسول اللّه ؟ قال:«عتّاب بن أسيد (3)،و جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و سهيل (4) بن عمرو» (5)[3690].

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم الكوكبي، أنا ابن أبي خيثمة، أنا أبو سلمة (6)،أنا حمّاد بن سلمة (7)،عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن أبا سفيان و حكيم بن حزام و بديل بن ورقاء أسلموا و بايعوا فبعثهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى أهل مكة يدعونهم إلى الإسلام (8).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن

ص: 106


1- بالأصل:«أنبأنا الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت، باعتبار ما يلي، انظر ترجمة أبي غالب أحمد في سير الأعلام 603/19 و أبي عبد اللّه يحيى 6/20 و ترجمة أبيهما الحسن بن أحمد في سير الأعلام 380/18.
2- الأصل:«أربانهم» و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام.
3- بالأصل و م:«أسد» و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل و م:«و سهل» و الصواب ما أثبت.
5- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 47/3 و عقب الذهبي، قال: قلت: أسلموا و حسن إسلامهم.
6- هو موسى بن إسماعيل التبوذكي.
7- بالأصل مسلمة و الصواب عن م، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
8- الخبر نقله عن ابن أبي خيثمة في سير الأعلام 48/3.

عمر، نا إبراهيم بن جعفر بن محمود، عن أبيه، و غيره قالوا: بكى حكيم بن حزام يوما فقال له ابنه: ما يبكيك يا أبة ؟ قال: خصالي كلها، أبكاني فنطن (1) إسلامي حتى سبقت في مواطن كلها صالحة و نجوت يوم بدر و أحد فقلت: لا أخرج أبدا من مكة و لا وضع مع قريش ما بقيت، فأقمت بمكة و يأبى اللّه أن يشرح قلبي بالإسلام و ذلك أني انظر إلى بقايا من قريش لهم أسنان مستمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية، فأقتدي بهم، و ما كنت أقتدي بهم فما أهلكنا إلاّ الاقتداء بآبائنا و كبرائنا، فلما غزا رسول اللّه صلّى الله عليه و سلّم مكة جعلت أفكر و أتاني أبو سفيان بن حرب، فقال: يا خالد إني و اللّه لا أخشى أن يأتينا محمّد في جموع يثرب، فهل أنت تابعي إلى شرف يسترح (2) الخير؟ قلت: نعم، قال:

فخرجنا نتحدث و نحن مشاة حتى إذا كنا بمر الظهران إذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فرجعت إلى مكة و دخلت بيتي فأغلقت عليّ و طويت ما رأيت و قلت: لا أخبر قريشا بذلك، و دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأمر الناس فجئته بعد ذلك بالبطحاء و أسلمت و صدّقته و شهدت أن ما جاء به حق، و خرجت معه إلى حنين، فأعطى رجالا من المغانم أموالا، و سألته يومئذ فألحفته المسألة.

قال: و أنا محمّد بن سعد، أنا يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال يوم فتح مكة:«من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، و من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن، و من دخل دار بديل فهو آمن، و من أغلق بابه فهو آمن» (3)[3691].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ياسين، نا بندار، نا محمّد، نا شعبة، عن أبي بشر، قال: سمعت يوسف بن مؤمّل (4) يحدّث عن حكيم بن حزام، قال: بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على أن لا أخّر إلاّ قائما قال: قلت: يا رسول اللّه الرجل يسألني البيع و ليس عندي أبايعه (5)؟قال:

«لا تبع ما ليس عندك» (6)[3692].

ص: 107


1- كذا بالأصل و في م: فتظن.
2- كذا بالأصل و في م: فتظن.
3- الحديث نقله الذهبي في سير الأعلام 48/3 و انظر تخريجه فيه.
4- في ابن العديم: ماهك.
5- ابن العديم: أ فأبيعه.
6- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2899/6-2900.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الخزامي، حدّثني المنذر بن عبد اللّه، عن عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد اللّه بن الزبير، أن حكيم بن حزام أتى به مع أبي سفيان بن حرب و بديل بن ورقاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الفتح، فأسلم حكيم و صنع(--) (1) بني أسد ثم جمع بني أسد جميعا فأطعمهم فلما فرغوا قال: كيف تعلمونني لكم ؟ قالوا: برا و أملا، قال: فعزمت عليكم أن يبيت منكم الليلة بمكة أحد، قال: فلما أمسوا شدّوا رحالهم ثم توجهوا إلى المدينة، حتى حلّوا بها قال: فهاجرت بنو (2) أسد إلاّ بني زهير بن الحارث بن أسد كانت له دار مصقبة بالثنية فرجعوا إليها.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمود [بن] محمّد بن إبراهيم.

أنبأنا محمّد بن العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، حدّثني عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب (3)،عن عروة بن الزبير، و سعيد بن المسيّب، حدّثناه: أن حكيم بن حزام قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأعطاني ثم سألته فأعطاني، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا حكيم بن حزام إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، و من أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه، و كان كالذي يأكل و لا يشبع، و اليد العليا خير من اليد السفلى»[3693].

قال حكيم: فقلت: يا رسول اللّه، و الذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا (4) بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا.

قال عروة و سعيد: و كان أبو بكر الصّدّيق يدعو حكيما فيعطيه العطاء فيأبى أن يقبلها منه، ثم كان عمر بن الخطاب يعطيه فيأبى أن يقبلها منه فيقول عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم بن حزام أني أعرض عليه حقه الذي قسم له من هذا الفيء

ص: 108


1- لفظتان غير مقروءتين بالأصل و م تركنا مكانهما بياضا.
2- بالأصل «بن».
3- الحديث نقله ابن الأثير في أسد الغابة عن الزهري 522/1-523.
4- في أسد الغابة: لا أرزؤك و لا أحدا بعدك شيئا.

فيأبى أن يأخذ [ه] قال: فلم (1) يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى توفي.

أخبرتني أم إبراهيم فاطمة بنت عبد اللّه بن أحمد [بن] القاسم بن عقيل الأصبهانية الجوزدانية (2) إجازة، ثم حدّثني أبو الرضا فضل اللّه بن علي بن عبيد اللّه الحسيني الروائذي الأديب - لفظا بقاسان - عنها، قالت: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن ريذة (3) التاجر:

أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب (4)،عن عروة بن الزبير، و عن هشام بن عروة، عن أبيه، قالوا: أعطى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حكيم بن حزام يوم حنين عطاء و استقله فزاده فقال: يا رسول اللّه أي عطيتك خير؟ قال:«الأولى» فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا حكيم بن حزام، إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، و من أخذه باستشراف نفس و سوء أكلة لم يبارك له فيه، و كان كالذي يأكل و لا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى»[3694]، قال: و منك يا رسول اللّه ؟ قال:«و مني» قال:

فوالذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك أبدا، قال: فلم يقبل ديوانا و لا عطاء حتى مات، فكان عمر بن الخطاب يقول: اللّهم إني أنشدك (5) على حكيم بن حزام إنني أدعوه لحقّه من هذا المال فيأبى، قال: إني و اللّه لا أرزؤك و لا غيرك شيئا فمات حين مات، و إنه لمن أكثر قريش مالا (6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسين بن علي بن محمّد بن العباس.

أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حيّة أنبأ [نا] محمّد بن شجاع البلخي، نا محمّد بن

ص: 109


1- أسد الغابة: فما سأل أحدا شيئا إلى أن فارق الدنيا.
2- هذه النسبة إلى جوزدان، قرية على باب أصبهان، و بالأصل: الجوردانية انظر الأنساب (الجوزداني) و ما ورد بالحاشية فيها من استدراك لابن نقطة.
3- بالأصل «زبدة» و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
4- بالأصل:«عن سعيد بن المسيّب عن و عرة بن الزبير، عن هشام...» و المثبت عن م.
5- في سير الأعلام: أشهدك.
6- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 48/3 عن معمر، و بحاشيته أخرجه الطبراني رقم 3078.

عمر الواقدي (1)،حدّثني معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، قالا (2):نا حكيم بن حزام، قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بحنين مائة من الإبل فأعطانيها (3)،ثم سألته مائة فأعطانيها، ثم قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا حكيم بن حزام إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيها، و من أخذه باشراف نفس (4) ثم لم يبارك له فيه، و كان كالذي يأكل و لا يشبع، و اليد العليا خير من اليد السفلى و ابدأ بمن (5) تعول»[3695].

قال: فكان حكيم يقول: و الذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا فكان عمر بن الخطاب يدعوه إلى عطائه فيأبى أن يأخذه فيقول عمر: أيها الناس إني أشهدكم على حكيم أني أدعوه إلى عطائه فيأبى أن يأخذه.

قال و نا محمّد بن عمر، نا ابن أبي الزناد (6)،قال: أخذ حكيم المائة الأولى ثم نزل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر السراج، قالا: نا عبد الوهاب، نا عبد الدائم بن الحسن القطان، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو العباس عبد الوهاب بن عتّاب الزّفتي، نا أحمد بن الخوارزمي، نا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن حكيم بن حزام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي هذا الجبل فيحتطب حزمة من حطب، فيحملها على ظهره، ثم يأتي السوق فيبيعها، و يأكل ثمنها خير له من أن يأتي رجلا فيسأله، أعطاه أم منعه، و من سألنا أعطيناه، و اليد العليا خير من اليد السفلى» فقلت: يا رسول اللّه و منك ؟ قال:«و مني» قال حكيم: فقلت لأحزم و اللّه لا تكون يدي تحت يد رجل من العرب بعدك أبدا[3696].

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا أبو الطّيّب عبد الرزاق بن عمر:

ص: 110


1- الخبر في مغازي الواقدي 945/3.
2- بالأصل: قال.
3- زيد في الواقدي للمرة الثالثة: ثم سألته مائة فأعطانيها».
4- لم ترد في الواقدي.
5- بالأصل «ثم» و المثبت عن الواقدي.
6- بالأصل:«نا أبو الزياد» و المثبت عن الواقدي.

أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث، عن بكير بن الأشج، عن الضحاك بن عبد الرّحمن بن خالد أن (1) حكيم بن حزام أغار بفرسين يوم حنين فأصيبتا فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: أصيبت فرساي، فأعطني (2) يا رسول اللّه ثم استزاده فزاده، ثم استزاده فزاده، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا حكيم بن حزام إن هذا المال خضرة حلوة، و من سأل الناس أعطوه، و السائل كالآكل لا يشبع»[3697].

أخبرنا أبو بكر الشاهد، أنا الحسن بن علي [الجوهري]:.

أنبأنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا يحيى بن خليف بن عقبة، نا ابن عون، عن محمّد، قال: أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بمال فأتاه رجل فسأله فحثى له ثم قال:«أ تزيدون»؟ قال: نعم، فحثى له، قال: فحثى ثم بعدك قال: ثم أتاه حكيم بن حزام فأراد أن يحثي له فقال: آخذه يا رسول اللّه أم أتركه ؟ قال:«لا بل اتركه» فتركه، ثم قال: و اللّه لا أقبل عطية أحد بعدك.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أحمد بن سهل الفقيه، نا إبراهيم بن معقل، نا حرملة، نا ابن وهب، حدّثني مالك، قال: بلغني أن حكيم بن حزام أخرج ما كان أعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في المؤلفة فتصدّق بذلك بعدهم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي:

أنبأنا ابن أبي الدنيا، حدّثني القاسم بن هاشم، نا عتبة بن سعيد بن الرخص (3)الحمصي، نا الوليد بن محمّد - يعني الموقّري (4)-، عن الزهري، عن حكيم بن حزام أنه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما يدخل الجنة ؟ قال:«لا تسأل أحدا شيئا» فكان حكيم لا يسأل

ص: 111


1- الأصل و م: ابن.
2- الأصل و م «فأعطيني».
3- كذا، و في معجم البلدان «موقر»: الرّخس.
4- هذه النسبة إلى موقّر موضع بنواحي البلقاء من نواحي البلقاء، كما في معجم البلدان، ذكره ياقوت و ترجم له.

جارته (1) أن تسقيه ماء، و لا تناوله ماء يتوضّأ به.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه، عن أبيه، عن حكيم بن حزام، قال: أعتق أربعين تحررا (2) في الجاهلية فسألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: هل لي فيهم من أجر؟ قال:«أسلمت على ما سبق منك»[3698].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، قال: قرئ على سفيان، سمعت هشاما، عن أبيه، عن حكيم بن حزام قال: أعتقت في الجاهلية أربعين محرّرا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أسلمت على ما سبق لك من خير، ما سبق لك من خير» (4)[3699].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي، قالت: أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو [محمد] (5) المخلدي (6)،أنا أبو العبّاس (7) السراج، نا هنّاد بن السّري، نا أبو معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن حكيم بن حزام، قال: قلت: يا رسول اللّه رأيت شيئا كنت أنجبت (8) به في الجاهلية ؟ قال هشام: يعني البررية (9) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أسلمت على ما سلف لك»[3700][فقلت:] (10) يا رسول اللّه لا أدع شيئا صنعته في الجاهلية إلاّ صنعت للّه تعالى في الإسلام مثله، و كان أعتق في الجاهلية مائة رقبة، و أعتق في الإسلام مثلها مائة رقبة، و ساق في الجاهلية مائة بدنة [و في الإسلام مثلها] (11).

ص: 112


1- في مختصر ابن منظور:«خادمه» و بعده العبارة بالتذكير.
2- سير الأعلام: محررا.
3- مسند أحمد 434/3.
4- قوله «ما سبق لك من خير» لم تكرر في مسند أحمد.
5- زيادة للإيضاح، انظر الحاشية التالية سقطت الكلمة من الأصل و م.
6- بالأصل: المخالدي، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة سعيد بن أحمد بن محمد العيار في سير الأعلام النبلاء 86/18 و في م: المخالد.
7- بالأصل «العياش» و في م: العاش.
8- مهملة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 238/7 و في م: الحنث.
9- كذا رسمها بالأصل و م، و لعل الصواب:«البرربه» أو «البرزبه».
10- الزيادة في الموضعين عن سير الأعلام 49/3.
11- الزيادة في الموضعين عن سير الأعلام 49/3.

قال و أنبأنا محمّد بن الصباغ، أنبأنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حكيم بن حزام، قال: أعتقت أربعين محررا في الجاهلية، فسألت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم هل فيهن من أجر؟ قال:«أسلمت على ما سبق لك»[3701].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن محمّد، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: نا عبد الدائم بن الحسن القطان، نا عبد الوهاب بن الوليد، نا عبد اللّه بن عتّاب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، حدّثنا هشام، عن أبيه، عن حكيم بن حزام، قال: قلت: يا رسول اللّه رأيت شيئا كنت ألحقت به قال هشام - يعني تبرز به-، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أسلمت على صالح ما سلف لك»[3702].

فقال: يا رسول اللّه لا أدع شيئا صنعته في الجاهلية إلاّ صنعته في الإسلام للّه مثله، و كان أعتق في الجاهلية مائة رقبة فأعتق في الإسلام مثلها مائة رقبة، و ساق في الجاهلية مائة بدنة فساق في الإسلام مائة بدنة (1).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (2) البنّا، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عبد اللّه بن معاذ الصّغاني، عن معمر، عن الزّهري، عن عروة بن الزبير، عن حكيم بن حزام، قال: قلت: يا رسول اللّه أ رأيت شيئا كنت ألحقت بها في الجاهلية من صدقة و عتاقة و صلة رحم هل فيها من أجر؟ قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أسلمت على ما سلف من خير»[3703].

أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن عمر بن عثمان الشّروطي، و أبو منصور مغرف بن الحسين بن الحسن المقرئ - ببغداد - قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو حامد محمّد بن هارون بن إبراهيم الدورقي (3)،نا أبو معاوية الضرير، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن حكيم بن حزام، قال: قلت: يا رسول اللّه كنت أنجبت (4) بها في الجاهلية، قال هشام: أتقرب بها إلى اللّه

ص: 113


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 49/3.
2- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت عن م.
3- الأصل «الديرقي»، و المثبت عن الأنساب. و سيأتي صوابا بعد أسطر و في م: الديري.
4- مهملة بالأصل و تقرأ في م: الحنث و المثبت عن الرواية السابقة.

تبارك و تعالى، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أسلمت على صالح ما سلف»[3704].

قال (1):قلت: يا رسول اللّه لا أدع شيئا صنعته في الجاهلية إلاّ جعلت للّه تعالى مثله في الإسلام، قال الدورقي: قال أبو معاوية: في هذا الحديث فلم أفهمه كما أريد، و ساقه ابن بهلول إلى آخره فلم يشك في شيء، و كان أعتق في الجاهلية مائة رقبة، و أعتق في الإسلام مثلها مائة رقبة، و ساق في الجاهلية مائة بدنة و في الإسلام مائة بدنة.

أخبرنا أبو غالب محمّد [و] (2) أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (3) البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان،[أنبأنا] (4)الزّبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، حدّثني الضحاك بن عثمان الحزامي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد (5)،عن هشام بن عروة، عن أبيه أن حكيم بن حزام قال:

قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: يا رسول اللّه إني أعتقت في الجاهلية مائة رقبة، و حملت على مائة بعير تحنثت بها، و أعتقت في الإسلام مائة رقبة، و حملت على مائة بعير فهل ترى لي في ذلك أجرا (6) يا رسول اللّه - يعني ما فعل ذلك في الجاهلية-؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أسلمت على ما مضى لك». قال الواقدي: تحنثت: اجتنبت الأحناث[3705].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، قال: أخبرتنا أم الفتح أمة السّلام (7) بنت أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي، قالت: حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد البندار - لفظا - أنا أحمد بن عبد اللّه بن علي بن سويد بن منجوف، نا عبد الرّحمن بن مهدي:

حدّثنا سفيان، عن أبي حصين، عن شيخ من أهل المدينة، قال: بعث حكيم بن حزام مرسلا قال: و دعا له أن يبارك له في تجارته.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه [ابنا البنا] (8)،قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر،

ص: 114


1- بالأصل: قالت.
2- زيادة لازمة عن م.
3- بالأصل «أنبأنا» و الصواب «ابنا» عن م.
4- زيادة لازمة عن م.
5- بالأصل «الزياد» و الصواب ما أثبت.
6- بالأصل: أجر.
7- الأصل:«اللام» و الصواب ما أثبت عن م.
8- زيادة لازمة للإيضاح.

أنا أحمد بن سالم بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر، حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن المرواني، قال: جاء الإسلام و الرفادة (1) بيد حكيم بن حزام.

قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال: جاء الإسلام و في يد حكيم الرفادة و كان يفعل المعروف و يصل الرحم و يحض على البر، عاش ستين سنة في الإسلام.

قال: و أخبرني عمي أن الإسلام جاء و الرفادة و الندوة في يد حكيم بن حزام، و كان حكيم بن حزام إذا حلف حيث أسلم يقول: لا و الذي نجاني يوم بدر.

قال: و أخبرني محمّد بن الضحاك، عن أبيه، قال: لم يدخل الندوة أحد من قريش للمشورة (2) حتى يبلغ أربعين سنة إلاّ حكيم بن حزام فإنه دخلها و هو ابن [خمس] (3)عشرة سنة و هو أحد النفر الذين حملوا عثمان بن عفان و دفنوه ليلا.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (4) أبي علي، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر الذّهبي، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن أبي بكر، حدّثني عمامة بن عمر السهمي، عن مشهور بن عبد الملك اليربوعي، عن سعيد بن المسيّب، قال: ان ابن البرصاء الليثي من جلساء مروان (5) بن الحكم و محدثيه و كان يسمر معه فذكروا عند مروان الفيء فقال: مال للّه----- (6) قسمه فوضعه عمر بن الخطاب مواضعه، فقال مروان: المال مال أمير المؤمنين معاوية يقسمه فيمن شاء، و يمنعه ممن شاء، و ما أمضى فيه من شيء فهو مصيب فيه، فخرج ابن البرصاء فلقي سعد بن أبي وقاص فأخبره بقول مروان، قال سعيد بن المسيّب: فلقي سعد بن أبي وقاص، و أنا أريد المسجد فضرب عضدي، ثم قال: الحقني (7) تربت يداك فخرجت معه لا أدري أين يريد حتى دخلنا على مروان بن الحكم داره فلم أهب شيئا هيبتي له و جلست لئلا يعلم مروان

ص: 115


1- بالأصل:«و الرفادة و الرقادة» و في تهذيب التهذيب: الوفادة و في م: الرقادة و الرقادة.
2- الأصل و م:«المشورة» و في سير الأعلام: للرأي.
3- زيادة لازمة عن سير الأعلام 50/3.
4- بالأصل و م «انباني» و الصواب ما أثبت.
5- شطبت اللفظة من الأصل و استدركت على هامشه.
6- بياض قدر كلمة و قد وضعت إشارة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب في الهامش شيئا، فتركنا مكان اللفظة بياضا و في م: بياض أيضا.
7- غير واضحة بالأصل و م، و لعل الصواب ما أثبت.

أني كنت مع سعيد فقال له: فقال له (1) سعد لما دخل عليه قبل أن يسلم: ما ترى أنت الذي تزعم أن المال مال معاوية ؟ فقال مروان: ما قلت، و من أخبرك ؟ قال: أنت الذي تزعم أن المال مال معاوية ؟ قال: و قلت ذاك فردد ذلك عليه، فقال: فقلت: ذلك، قال:

فردها عليه الثالثة، قال: فقلت ذلك فرفع يديه إلى اللّه تبارك و تعالى يدعو و زال رداؤه عنه، و كان أشعر بعيد ما بين المنكبين فوثب إليه مروان، فأمسك فقال: اكفف عني يدك أيها الشيخ، إنك حملتنا على أمر فركبناه فليس الأمر كذلك، قال سعد: أما و اللّه ما لم تنزع، ما زلت أدعو عليك حتى يستجاب لي أو تنفرد هذه السالفة.

فلما خرج سعد ثبّت في مجلسي عند مروان، فقال مروان: من ترونه ؟ قال هذا الذي لهذا الشيخ ؟ قالوا: ابن البرصاء الفتى فأرسل إليه فأتي به، فقال: ما حملك على أن قلت لهذا الشيخ ما قلت ؟ قال الفتى: ذاك حق قلته، ما كنت أظنك تجترئ على اللّه تعالى و توقّ من سعد. قال مروان: أ و كلما سمعت تكلّمت به، أما و اللّه لتعلمن بزمزجرد (2) فتجرد من ثيابه و مرّ بين يديه فبينما نحن كذلك إذ دخل حاجبه فقال: هذا أبو خالد حكيم بن حزام فقال: ائذن له، ثم ردوا عليه ثيابه، اخرجوه عنا لا يهيج علينا هذا الشيخ كما فعل الآخر قبله، فلما دخل حكيم قال مروان: مرحبا بك يا أبا خالد، ادن مني فجال في صدر المجلس حتى كان بينه و بين الوسادة ثم استقبله مروان فقال: حدّثنا حديث بدر، فقال: نعم، خرجنا حتى إذا نزلنا الجحفة (3) رجعت قبيلة من قبائل (4)قريش بأسرها و هي زهرة (5) فلم يشهد أحد من مشركيهم بدرا ثم خرجنا حتى دخلنا العدوة التي قال اللّه تعالى (6).فجئت عتبة بن ربيعة فقلت: يا أبا الوليد هل لك أن تذهب بشرف هذا اليوم ما بقيت ؟ فقال: افعل ما ذا قلت: إنكم ما تطلبون من محمّد إلاّ دم الحضرمي و هو حليفك فتحمل بديته و ترجع بالناس، فقال: و أنت ذاك فأنا أتحمل بدية

ص: 116


1- كذا مكررة بالأصل «فقال له».
2- كذا.
3- كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل.(ياقوت).
4- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
5- انظر سيرة ابن هشام 271/2.
6- كذا بالأصل و م.

حليفي فاذهب إلى ابن الحنظلية (1)-يعني أبا جهل-، فقل له: هل لك أن ترجع اليوم بمن معك عن ابن عمك فجئته فإذا هو في جماعة من بين يديه من ورائه، و إذا ابن الحضرمي وافاه واقف على رأسه و هو يقول: قد فسخت عقدي من ابن عبد شمس و عقدي إلى بني مخزوم، فقلت له: يقول لك عتبة بن ربيعة هل لك أن ترجع بالناس عن ابن عمك بمن معك، قال: أ ما وجد رسولا غيرك ؟ قال: قلت: لا، و لم أكن لأكن رسولا لغيره. قال حكيم: فخرجت أبادر إلى عتبة لئلا يفوتني من الخير شيء، و عتبة مثلي على ابن رحضة (2) الغفاري و قد أهدى إلى المشركين عشرة خزائن (3)،فطلع أبو جهل الشرّ في وجهه قال لعتبة: انتفخ سحرك (4)؟قال له عتبة: ستعلم، فسأل أبو جهل سبعة فضرب به متن فرسه، فقال: إنما ابن رحضة بئس ألقاك هذا، فعند ذلك قامت الحرب، يتلوه أبو بكر الأنصاري (5).

أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي بن الحسن بن أحمد في كتابيهما، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن يحيى بن زهير، نا أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن أبي بكير، نا جدي يحيى، نا عبد الحميد بن سليمان، قال: سمعت مصعب بن ثابت يقول: لقد بلغني و اللّه أن حكيم بن حزام حضر يوم عرفة معه مائة رقبة، و مائة بدنة، و مائة بقرة، و مائة شاة قال: هذا كله للّه، فأعتق الرقاب و أمر بذلك.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد بن الحسين بن محمّد، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، حدّثني محمّد بن إدريس، نا الزّبير بن بكّار، قال: أخبرني يعقوب بن محمّد، نا عثمان بن عمر، عن أبيه، عن أبي

ص: 117


1- قال ابن هشام: و الحنظلية أم أبي جهل، و هي أسماء بنت مخربة، أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
2- و هو خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري أو أبوه إيماء (سيرة ابن هشام 273/2).
3- كذا بالأصل و في ابن هشام:«جزائر» أي ذبائح، و الواحدة: جزور.
4- كناية عن الجبن. قال ابن هشام: السحر: الرئة، و ما حولها مما يعلق بالحلقوم من فوق السرة و ما كان تحت السرة فهو القصب.
5- كذا بالأصل و م «يتلوه أبو بكر الأنصاري».

بكر بن سليمان، قال: حج حكيم بن حزام و معه مائة بدنة قد أهداها و جلّلها (1)الحبرة (2) و كفّها عن أعجازها، و وقف مائة وصيف يوم عرفة، في أعناقهم طوقة الفضة قد نقش في رءوسهم: عتقاء للّه عن حكيم بن حزام، فأعتقهم و أهدى ألف شاة.

أخبرنا أبو غالب [و] (3) أبو عبد اللّه، ابنا (4) البنّا، قالا (5):نا [محمد بن] (6)أحمد، نا محمّد بن عبد الرّحمن:

أنبأنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير، نا، حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى الزهري، حدّثني عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان، عن [ابن] أبي خيثمة، عن أبيه، عن أبي بكر بن سليمان، قال: حجّ حكيم بن حزام و معه مائة بدنة قد أهداها و جللها الحبرة (7) و كفّها عن أعجازها، و وقف مائة وصيف يوم عرفة في أعناقهم طوقة الفضة قد نقش في رءوسها: عبيد اللّه عن حكيم بن حزام، و أعتقهم و أهدى ألف شاة.

قال: و حدّثنا الزبير، نا أحمد بن سليمان، نا أبو سعيد عامر العجيفي ابن أخت جويرية بن أسماء، قال: سمعت محمّد بن الليث يحدّث عن بعض المدنيين قال: كان حكيم بن حزام يغنم عشية عرفة مائة بدنة و مائة رقبة فيعتق الرقاب عشية عرفة و ينحر البدن يوم مر النحر قال: و كان يطوف بالبيت فيقول: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، نعم الربّ و الإله أحبه و أخشاه. و كان حكيم بن حزام بعد أن أسلم إذا حلف يمينا (8)قال: لا و الذي نجاني يوم بدر.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (9)،أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا مسعدة العطّار المكي، أنبأنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، أنبأنا سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن عبد المطلب بن عبد اللّه بن حنطب، عن

ص: 118


1- الأصل: حللها و المثبت عن مختصر ابن منظور و في م: و جللها.
2- الأصل و م «الخيرة» و المثبت عن المختصر.
3- الزيادة لازمة للإيضاح.
4- بالأصل و م:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل و م «قال» و الصواب ما أثبت. و قد مرّ هذا السند كثيرا.
6- زيادة لازمة للإيضاح.
7- الأصل و م «الخيرة» و المثبت عن المختصر.
8- الأصل: يمين.
9- بالأصل و م:«زيدة» و الصواب ما أثبت.

حكيم بن حزام: أنه باع داره من معاوية بستين ألفا، فقالوا: عتيك و اللّه معاوية فقال: ما أخذتها في الجاهلية إلاّ بزق الخمرة أشهدكم أنها في سبيل اللّه و المساكين و الرقاب و أنا المغبون، انتهى.

أنبأنا أبو سعد المطرز (1) و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا سليمان بن أحمد المفرع (2)،أنبأنا أبو زيد بن أبي عمر، قال: أنبأنا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن هشام بن عروة، قال: باع حكيم بن حزام دارا له بمكة من معاوية بن أبي سفيان لا أعلمه قال بمائتي ألف، فقال له: أبعت دارك منه بمائة ألف، فقال: و اللّه إن أخذتها في الجاهلية إلاّ بزق خمر، و أشهد أن ثمنها في سبيل اللّه عز و جل، انتهى.

أخبرنا [أبو] (3) القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداذ، أنبأنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنبأنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، أنبأنا المفضّل (4) بن غسان الغلاّبي، حدّثنا الزبيري قال: باع حكيم بن حزام دار ندوة من معاوية بن أبي سفيان بمائة ألف فقال عبد اللّه بن الزبير: يا أبا خالد بعت مأثرة قريش و كريمتها؟ فقال: هيهات يا ابن أخي ذهبت المكارم فلا مكرمة اليوم إلاّ الإسلام، قال: قل اشهدوا إنها في سبيل اللّه تبارك و تعالى - يعني الدراهم-.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا الحسن (5)[بن البنّا].

قالا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد.

أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا الزّبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال: جاء الإسلام و دار (6) الندرة بيد حكيم بن حزام فباعها بعد

ص: 119


1- بالأصل «المطرود» و الصواب ما أثبت عن م.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م:«بن الفرح». و لعل اللفظة مقحمة، و لم أجد في عامود نسبه ما يوحي إليها، انظر ترجمته في سير الأعلام 119/16.
3- الزيادة لازمة.
4- بالأصل «الفضل» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل «أنبأنا الحسين» مكان «ابنا الحسن»، و الصواب ما أثبت و قد مرّ هذا السند قريبا، و الزيادة التالية للإيضاح و في م كالأصل.
6- الأصل:«بدار».

من معاوية بن أبي سفيان بمائة ألف درهم، فقال له عبد اللّه بن الزبير: بعت مكرمة قريش ؟ فقال حكيم: ذهبت المكارم إلاّ التقوى، يا ابن أخي إني اشتريت بها دارا في الجنة، أشهدك أني قد جعلتها في سبيل اللّه (1).

قال: و أنبأنا الزبير، أخبرني محمّد بن حسين: أن حكيم بن حزام و عبد اللّه بن مطيع اشتريا دار حكيم بن حزام، و كان دار عبد اللّه بن مطيع بالبلاط فبناها بهما فصارت لحكيم داره بزيادة مائة ألف و صارت لعبد اللّه بن مطيع داره قبيل لحكيم عتيك بسروع داره على المسجد، فقال: دار كذا و زيادة مائة ألف درهم و تصدق بالمائة ألف درهم على المساكين.

أخبرنا أبو القاسم طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،حدّثني أبو بشر، نا سعيد بن عامر، عن جويرية، قال:

أحسبه عن نافع، قال: قطع برجل من المدينة - و في حديث إسماعيل: بالمدينة - فقيل له: عليك بحكيم بن حزام، قال: فأتاه و هو في المسجد، فذكر له حاجته فقام معه، فانطلق به إلى أهله فمر بكناسة فيها كساء (3) أو خرقة فأخذها فنفضها، ثم تعلقها بيده، فقال الرجل في نفسه: ما أرى عند هذا خيرا، فلما دخل داره إذا غلمان (4) له يعالجون أدوات (5) و الإبل، فرمى بها إليهم (6) فقال: انتفعوا بهذه فيما تعالجون، ثم أمر له براحلة مقتبة (7) محضنة (8) أحسبه (9) قال (10):و زاد.

ص: 120


1- سير أعلام النبلاء 50/3.
2- كتاب المعرفة و التاريخ 415/2.
3- في المعرفة و التاريخ: فيها قطعة كنيف أو قال: خرقة.
4- بالأصل «غلام» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- بالأصل:«أدواب» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
6- في المعرفة و التاريخ: إليه.
7- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل «مقبية».
8- بالأصل:«مخفية» و المثبت عن المعرفة و التاريخ، و المحضنة التي أحد خلفيها و ثدييها أكبر من الآخر.
9- كذا و في المعرفة و التاريخ: أجنة.
10- قوله:«قال: و زاد» موجود في المعرفة و التاريخ صدر بها لخبر جديد، و لا علاقة لها بالخبر الذي ورد عن حكيم بن حزام، و اللفظتان مقحمتان هنا و الأفضل حذفهما.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنبأنا سليمان عن (2) أحمد بن زهير التّستري، نا عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن أبي بكر، نا يحيى بن أبي بكر، نا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، قال: ما كان بالمدينة أحد سمعنا به كان أكثر حملا في سبيل اللّه من حكيم بن حزام، قال: لقد قدم أعرابيان المدينة فسألا عن من يحمل في سبيل اللّه فدلاّ على حكيم بن حزام، فأتياه في أهله، فسلّما، فسألهما: ما تريدان ؟ فأخبراه، فقال: لا تعجلا حتى أخرج إليكما، قال: و كان حكيم بن حزام يلبس ثيابا يؤتى بها من مصر، كأنها السمال ثمن أربعة دراهم، و يأخذ عصا في يده و يخرج معه غلامان له يكلما من تكلنا أو قمامة مراقة (3) حرمة تصلح في جهاز الإبل التي يحمل عليها في سبيل اللّه تعالى، أخذها بطرف عصاه فنفضها، ثم قال لغلامه: امسكها سيعينان به في جهاز كما، فقال الأعرابيان - و هو يصنع ذلك - أحدهما لصاحبه: ويحك انج بنا فو اللّه ما عند هذا إلاّ لقط القشع فقال له صاحبه: لا تعجل حتى تنظر فخرج بهما حتى جاء بهما السوق، فنظر إلى ناقتين جليلتين سمينتين خليفتين فابتاعهما و ابتاع جهازهما ثم قال لغلامه، و ما بهذه الخرق و ما ينبغي له المرمة من جهازهما، ثم أودهما طعاما و برا دوركا و أعطاهما نفقة ثم أعطاهما الناقتين، قال: يقول أحدهما لصاحبه: و اللّه ما رأيت من لا قط قشع خيرا إلاّ اليوم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت [أنا] (4) ابن مندة، نا أبو العلاء محمّد بن علي:

أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري (5)،أنا الأحوص بن المفضل (6) بن غسان، أنبأنا أبي قال: و قال مصعب: قال: خرج شيبان، فدعا الناس إلى حكيم بن حزام و أتوه حملوا إزاره فقال: ما جاء بكم قالوا: أتانا رسولك، قال: و كان عنده رأس

ص: 121


1- بالأصل: زبدة، و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
2- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت و هو سليمان بن أحمد الطبراني يروي عن أحمد بن زهير التستري.
3- كذا بالأصل و في م:«أو قمامة فراي فيه».
4- زيادة للإيضاح.
5- بالأصل:«الباسوي» و الصواب ما أثبت.
6- بالأصل و م «الفضل» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (البابسيري) و (الغلابي).

النوى حمل إليه من البحرين فأخرجه في جلال (1) فشقها بين أيديهم، فجعلوا يأكلون فقالوا: يا أبا خالد أخرق التمر بطوننا فهل من إدام ؟ فقال: إدامها فيها.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (2) أبي (3) علي الفقيه، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، أنا الزّبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، حدّثني أبي قال: كان حكيم بن حزام لا يأكل طعاما وحده، إذا أتى بطعامه قدّره، فإن كان يكفي اثنين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك، قال: ادعوا من أيتام قريش واحدا أو اثنين على قدر طعامه، فكان له إنسان يخدمه فضجر عليه يوما، فدخل المسجد الحرام فجعل يقول للناس: ارتفعوا إلى أبي خالد فتقوّض الناس عليه، فقيل (4):ما للناس ؟ فقيل: دعاهم عليك فلان، فصاح بغلمانه هاتوا ذلك التمر، فألقيت بينهم جلال البرني (5)،فلما أكلوا قال بعضهم: إدام يا أبا خالد، قال: إدامها فيها.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب بن سفيان (6)،حدّثني أبو سعيد (7)-يعني دحيما-، أنا الوليد، نا سعيد، قال: لما توفي الزبير لقي حكيم بن حزام عبد اللّه [بن] الزبير، فقال: كم ترك أخي من الدين (8)؟قال: ألف ألف درهم، قال:

عليّ خمسمائة ألف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن أبي شريح، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الروابي، أنا أبو أحمد بن زنجويه السّجزي النسوي،[أنا] (9) أبو مسهر، نا سعيد (10) بن عبد العزيز،

ص: 122


1- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل «أبو» و الصواب عن م.
4- كذا بالأصل و م و الأظهر: فقال.
5- البرني: نوع من التمر.
6- كتاب المعرفة و التاريخ 412/2.
7- و اسمه عبد الرحمن بن إبراهيم.
8- بالأصل «الدنيا و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
9- زيادة للإيضاح.
10- بالأصل:«سعد».

قال: قال حكيم بن حزام لعبد اللّه بن الزبير: كم ترك أخي عليه من الدين ؟ قال: ألف ألف، قال: عليّ خمسمائة ألف.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه [ابنا البنا] (1)،قالا: نا جعفر، نا أبو طاهر، نا أحمد عن (2) الزبير، قال: قال عمي مصعب: و سمعت أبي يقول: قال: قال عبد اللّه بن الزبير: قتل أبي و ترك دينا كثيرا، فأتيت حكيم بن حزام استعين برأيه و استشيره فوجدته (3) في سوق الظهر معه بعيرا أخذ بخطامه يدور به في نواحي السوق (4) فسلّمت عليه و أخبرته بما جئته له فقال: اكتب عليّ حتى أبيع بعيري هذا فطاف و طفت معه حتى أتى لأضع ردائي على رأسي من الشمس، ثم أتاه رجل فارتجه فيه درهما فقال: هو لك و أخذ منه الدرهم فلم أملك أن قلت له: حبسني و [نفسك] (5) يدور في الشمس منذ اليوم من أجل درهم فوددت أني غرمت دراهم كثيرة، و لم تبلغ هذا من نفسك، فلم يكلمني، و خرجت معه نحو منزله حتى انتهينا إلى هدم الدور فيه عجوزة من العرب فدنا إليها فأعطاها ذلك الدرهم، ثم أقبل عليّ فقال: يا ابن أخي إني غدوت اليوم إلى السوق فرأيت مكان هذه العجوز فجعلت لا أربح اليوم شيئا إلاّ عطيتها إياه و لو ربحت كذا و كذا لدفعته إليها، و كرهت أن انصرف حتى أجيب لها شيئا فكان هذا الدرهم الذي رزقت. قال: فلما صرت إلى المنزل دعا بطعامه فأكل و أكلت معه حتى إذا فرغ، أقبل عليّ ، فقال: يا ابن أخي ذكرت دين أبيك، فإن كان ترك مائتي ألف فعليّ نصفها، قلت: ترك أكثر من ذلك، قال: فإن كان ترك مائتي ألف فعليّ نصفها، قلت: ترك أكثر من ذلك، قال: فإن كان ترك ثلاثمائة ألف درهم فعليّ نصفها، قلت: ترك أكثر من ذلك، قال: اللّه أنت كم ترك أبوك ؟ فأخبرته أحسب أنه قال ألفي ألف درهم، قال: ما أرادك أبوك الآن يدعنا عالة قال: قلت إنه ترك وفادة أموالا كثيرة، و إنما جئت استشيرك فيها: منها سبعمائة ألف درهم لعبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و الزبير معه شرك في

ص: 123


1- زيادة للإيضاح.
2- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- الأصل:«في جدته».
4- بالأصل: النوق.
5- كلمة غير واضحة بالأصل و المثبت بين معكوفتين عن م.

أرض بالغابة، قال: فاعمد عبد اللّه بن جعفر فقاسمه فإن (1) سامك قبل المقاسمة فلا تبعه ثم اعرض عليه، فإن اشترى منك فبعه، فخرجت حتى جئت عبد اللّه بن جعفر، فقلت له قاسمني الحق الذي معك، قال: و أشتريه منك، قال: قلت: حتى تقاسمني، قال: فموعدك غدا هنالك بالغداة، قال: فغدوت فوجدته قد سبقني و وضع سفرة و هو يأكل هو و أصحابه، قال الغداء، قلت: المقاسمة قبل فأمسك يده ثم قال: قل ما شئت، قال: قلت ما شئت فاقسم و اختار، و إن شئت قسمت و اخترت، قال: هما لك جميعا قال: فقمت إلى الأرض فصدعتها نصفين ثم قلت: هذا لي و هذا لك، قال: هو كذلك قال: قلت اشتر مني إن أحببت، قال: كان لي على أبي عبد اللّه بيتي و هو سبع مائة ألف درهم و قد أخذتها منك بها قال: قلت: هو لك قال: هلم إلى الغداة، قال: فجلست فتغديت ثم انصرفت و قد قضيته قال: و بعث معاوية إلى عبد اللّه بن جعفر فاشترى منه ذلك الحق كله بألفي ألف درهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا شيبان بن طريف (2)،نا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان المالكي (3)،نا أحمد بن عباد التميمي، نا الفراوي، عن محمّد بن عبيد اللّه القرشي، عن أبيه، عن جده، قال: قال حكيم بن حزام: ما صبحت صباحا قط فلم أر أحدا ببابي طالب حاجة إلاّ أعددتها مصيبة أرجو ثوابها من اللّه تبارك و تعالى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا والدي أبو عبد اللّه، نا محمّد بن الحسين المدائني بمصر، نا زكريا بن يحيى الساجي (4)،حدّثني الأصمعي، نا هشام بن سعد الخشاب صاحب المحامل، عن أبيه، قال:[قال] حكيم بن حزام: ما أصبحت يوما و ببابي طالب حاجة

ص: 124


1- غير واضحة بالأصل و م و تقرأ «دار» و لعل الصواب ما أثبت.
2- كذا بالأصل «شيبان بن طريف» و قياسا إلى سند مماثل لهذا السند فيحتمل أن يكون هذا خطأ و الصواب: نا رشأ بن نظيف و في م كالأصل.
3- بالأصل «المكي المالي» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 427/15.
4- كذا، و صوابه «المنقري» انظر ترجمة الأصمعي في سير الأعلام 175/10 و فيها روى عنه «زكريا بن يحيى المنقري» و في الأنساب (المنقري) ذكر السمعاني أبو زكريا يحيى... و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر و في م: الساجي أيضا.

إلاّ علمت أنها من منن اللّه تبارك و تعالى عليّ ، و ما أصبحت يوما و [ليس] (1) ببابي طالب حاجة إلاّ علمت أنها من المصائب التي أسأل اللّه الأجر عليها.

كذا قال الساجي، و إنما هو المنقري.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر بن المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، أنا الأصمعي، نا هشام بن سعد الخشاب صاحب المحامل، و كان مولى لآل أبي لهب عن أبيه، قال: قال حكيم بن حزام: ما أصبحت يوما و ببابي [طالب] (2)حاجة إلاّ علمت أنها من منن اللّه تعالى عليّ ، و ما أصبحت يوما و ليس ببابي طالب حاجة إلاّ علمت أنها من المصائب التي أسأل اللّه الأجر عليها.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (3) البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، نا أبو طاهر بن المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي [نا الزبير بن بكّار حدّثني عمي مصعب قال: سمعت مصعب بن عثمان و غيره من أصحابنا يذكر عن عروة بن] (4) الزبير، قال: لما قتل الزبير يوم الجمل جعل الناس يلقوننا بمناكرة، و نسمع منهم الأذى، فقلت لأخي المنذر: انطلق بنا إلى حكيم بن حزام حتى نسأله عن مناكب قريش فنلقى من يشتمنا بما نعرف، فانطلقنا حتى ندخل عليه داره فذكرنا ذلك، فقال لغلامه: اغلق باب الدار، ثم قام إلى سوط راحلته فجعل يضربنا و جعلنا نلوذ منه حتى قضى بعض ما يريد، ثم قال:

أ عندي تلتمسا معايب قريش ابتدعا في قومكما يكف عنكما ما تكرهان فانتفعنا بإذنه.

و قال أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن الخطاب، نا أبو الفضل السعدي، نا أبو عبد اللّه بن بطة، أنا أبو القاسم البغوي، قال: كان حكيم عالما بالنسب، و يقال: أخذ النسب عن أبي بكر، و كان أبو بكر أنسب قريش.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأ أبو جعفر، أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا

ص: 125


1- زيادة لازمة للإيضاح عن سير الأعلام 51/3.
2- زيادة لازمة.
3- الأصل:«أنبأنا» خطأ.
4- كذا و ثمة سقط في السند، و المثبت بين معكوفتين زيادة عن م.

سليمان، نا الزبير بن أبي بكر، حدّثني مصعب بن عثمان، و محمّد بن الضحاك بن عثمان، عن أبيه و من سبب من مشيخة قريش: أن عمر بن الخطاب لما همّ بفرض العطاء شاور المهاجرين فيه، فما رأى ما رأوه من ذلك صوابا، ثم شاور الأنصار فرأى ما رأوا و إخوانهم من المهاجرين في ذلك، ثم ما ورد مسلمة الفتح فلم يخالفوا رأي المهاجرين و الأنصار إلاّ حكيم بن حزام، فإنه قال لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: إن قريشا أهل تجارة و متى (1) فرضت لهم العطاء حيث أن ما() (2) عليه فيدعوا التجارة فيأتي بعدك من يحبس عنهم العطاء، و قد خرجت منهم التجارة، فكان ذلك كما قال.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو محمّد بن زبر، نا عبد اللّه بن عمرو، نا أحمد بن معاوية، نا الأصمعي، نا جويرية بن أسماء، قال مرّ حكيم بن حزام و قد كبر (3) بشباب قريش و هو يهدج على عصاة، فقال بعضهم: قوموا بنا إلى هذا الشيخ الذي قد خرق، فقاموا إليه، فقال له شباب منهم: يا عم بقي بعد عقلك ؟ قال: فنظر إليه حكيم بن حزام و علم ما أراد، فقال له: ابن فلان ؟ قال: نعم، قال: أبعد عقل، إني اعرف أباك فتيا. و كان حكيم (غير انهم ليعمرون) (4) بكلمة حكيم إلى يومهم هذا، كذا قال: و قد أسقط منه نافعا.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (5) البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني أحمد بن سلمان، حدّثني سعيد بن عامر، و سعيد بن عامر هو ابن أخت جويرية بن أسماء، عن نافع مولى عبد اللّه بن عمر، قال:[مرّ] (6) حكيم بن حزام بعد ما تبين (7) بشابين فقال أحدهما لصاحبه: اذهب ما تنحرف (8) بهذا الشيخ، قال: فقال له صاحبه: و ما تريد إلى

ص: 126


1- بالأصل «و مني فوصف» و لعل الصواب ما أثبت:«و متى فرضت».
2- كلمة غير مقروءة بالأصل تركنا مكانها بياضا و في م:«خشيت أن ما ياتكلوا عليه».
3- الأصل و م:«كثر».
4- ما بين قوسين، كذا رسم الألفاظ بالأصل و م، و لم أصل إلى معناها.
5- بالأصل و م «أنبأنا» خطأ.
6- زيادة اقتضاها السياق.
7- كذا بالأصل و م، و فيها «بعد ما تبين» على الهامش.
8- كذا بالأصل و م.

شيخ قريش و سيدها، فقصداه فقال له: ما بقي، أبعد عقلك ؟ قال: أبعد عقلي إني رأيت أباك فتيا يضرب الحديد بمكة، قال: فرجع إلى صاحبه و قد تغير وجهه، فقال له: قد نهشك قال: قال نافع: و كان حكيم لا يتهم على ما قال.

أخبرنا أبو بكر محمد (1) بن عبد الباقي الحاسب، أنبأنا الحسن (2) بن علي الشيرازي، أنا أبو عمر الخزاز، أنبأنا أبو الحسين الخشاب، أنبأنا الحسين بن محمّد، أنبأنا محمّد بن سعد:

أنبأنا محمّد بن الحسن بن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قيل لحكيم بن حزام: ما المال يا أبا خالد؟ قال: قلة العيال.

قال: و أنبأنا ابن سعيد، و أنبأنا أبو الفضل، أنبأنا حفص بن غياث، عن هشام بن (3) عروة، عن أبيه، قال حكيم بن حزام: اسقوني ماء، قالوا: قد شربت اليوم مرة قال: فلا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر، أنبأنا أبو طاهر، نا أحمد حدّثنا الزبير، قال: قال مصعب بن عثمان: و كان يشرب - يعني حكيم بن حزام - في كل يوم شربة ماء لا يزيد عليها، فلما بلغ مائة سنة دعا غلامه بالماء و قد كان شرب، فقال له:

يا مولاي قد شربت شربتك، قال: فلا إذا، فأقام على شربة واحدة كل يوم حتى بلغ مائة سنة و عشر سنين، ثم استسقى الغلام فقال له: قد شربت شربتك، فقال: و إن قام على شربتي في كل يوم حتى مات.

قال: و أنبأنا الزبير، حدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الحزامي، عن أبيه، قال: عاش حكيم بن حزام في الجاهلية ستين سنة و في الإسلام ستين سنة.

قال: و أنا الزبير، قال: و حدّثني مصعب بن عثمان مثل ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج، نا

ص: 127


1- بالأصل «أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الباقي» و الصواب ما أثبت انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 414/7) و في م كالأصل.
2- بالأصل «الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 68/18 و في م كالأصل.
3- بالأصل و م «عن» خطأ.

يحيى بن بكر، نا يعقوب بن عبد الرّحمن الزهري، حدّثني أبي، قال: عاش حكيم بن حزام عشرين و مائة سنة، ستين سنة في الإسلام.

قال يحيى: و كان يكنى أبا خالد، و توفي سنة أربع و خمسين، و قيل سنة ثمان و خمسين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الأصبهاني، قالا:

حدّثنا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع، نا يحيى بن بكر، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، حدّثني أبي، قال: عاش حكيم بن حزام عشرين و مائة: ستين في الجاهلية و ستين في الإسلام، و كان إذا استغلظ في اليمين قال: و الذي أنعم على حكيم ألاّ يكون قتيلا يوم بدر، لا أفعل كذا و كذا، فلا يفعل، و كان حكيم يكنى أبا خالد.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن عمر العلاّف، أنا أبو يحيى، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني إبراهيم بن كثرة (1)،و يعقوب بن أحمد، قالا: نا سعيد بن حمزة.

أنبأنا إسحاق عن كثير بن أبي بكر، عن إبراهيم بن أصبغ، قال: دخلت على حكيم بن حزام، و هو يموت فأصغى إليه، فإذا هو يهمهم و لكن هو يقول: لا إله إلاّ اللّه، قد كنت أحبها فلا اليوم إلاّ خيرا.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي (2) علي، قالا (3):أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن أبي بكر، حدّثني إبراهيم بن المنذر، عن سفيان بن حمزة الأيلي، حدّثني كثير بن زيد - مولى الأسلميين - عن عثمان بن سليمان بن أبي خيثمة، قال كبر (4) حكيم بن حزام حتى ذهب بصره، ثم اشتفى فاشتدّ وجعه فقلت: و اللّه لأحضرنه اليوم فلأنظرن ما يتكلم به عند الموت، فإذا هو يهمهم فأصغيت إليه فإذا هو يقول: لا إله إلاّ اللّه، لا إله إلا أنت أحبك

ص: 128


1- كذا، و لم أجده و في م:«كره».
2- بالأصل و م:«أنبأني علي» كذا و هو خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- بالأصل و م «قال».
4- بالأصل «كثر».

و أخشاك، فلم تزل كلمته (1) حتى مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن بكير، نا يعقوب (2)،أخبرني أبي:

أن حكيم بن حزام عمره عشرين و مائة، ستين سنة في الإسلام و ستين في الجاهلية.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، أنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي [و] ابن أبي بكر، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثني أبو بكر بن خلف، أنا محمّد بن بكر البرساني (3)،أنا ابن جريج، أخبرني عمر بن عبد اللّه بن عروة، عن عروة، قال: توفي حكيم بن حزام لعشر سنوات من إمارة معاوية، قال: و سمعت ابن أبي بكر يقول: قال عاش حكيم بن حزام مائة و عشرين سنة، ستين في الجاهلية و ستين في الإسلام.

قال: و اتهم يوم بدر فلحقه ابنا فلان فقال أحدهما لصاحبه انزل عن أبي خالد فإنك إن أسرت افتداك و إن قتلت عال عيالك.

قال يعقوب: و حكيم، و خالد ابنا حزام و كان حكيم أكبرهما، و خرج خالد إلى أرض الحبشة فمات في الطريق (4)أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد الشامكاني، قالا: أنا أبو طاهر بن محمّد، أنا ابن بكير المقرئ، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن محمّد بن محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر (5)،قال: قال ابن نمير (6) و الهيثم بن عدي و المدائني: و في سنة أربع و خمسين مات حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى (7) بن قصيّ .

ص: 129


1- عن م و بالأصل: كلمة.
2- كذا بالأصل و م.
3- بالأصل «محمد بن بكير الترساني» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 421/9. و برسان بطن من الأزد.
4- نهشته حية في الطريق، كما في الإصابة 403/1.
5- رسمها غير واضح بالأصل و في م: زيد، و الصواب ما أثبت.
6- تقرأ بالأصل و م «ابن عمير».
7- بالأصل: عبد العزيز.

قال أبو سليمان: مات حكيم بن حزام في مائة و عشرين سنة.

أنبأنا عبد اللّه بن عبد السلام بن مكحول البيروتي، قال: سمعت عثمان بن خرّزاد يقول: سمعت مصعب الزبيري يقول: مات حكيم بن حزام في زمان معاوية.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع، حدّثنا يحيى بن بكير، قال: توفي حكيم بن حزام و يكنى أبا خالد: سنة (1) عشرين و مائة، عاش في الجاهلية ستين، و في الإسلام ستين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، أنبأنا خليفة بن خيّاط ، قال (2):و فيها يعني سنة أربع و خمسين مات حكيم بن حزام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا علي بن أحمد التّستري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، و أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد (3) اللّه القاسم بن سلام، قال: سنة أربع و خمسين توفي فيها حكيم بن حزام أبو زيد، كذا قال، و الصواب أبو خالد.

1713 - حكيم بن دينار

أبو طلحة القرشي مولاهم

روى عنه: عبد الرّحمن بن زيد بن جابر قوله، و الأوزاعي، انتهى.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنبا [نا] أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، نا أبو بشر (4) محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي (5)،نا سعيد بن عثمان، نا بشر بن بكر، نا أبو حاتم، نا حكيم بن دينار أبو طلحة، قال: غدوة

ص: 130


1- بالأصل: سنة.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 223.
3- الأصل: أبو عبد اللّه.
4- بالأصل:«أبو بشر أبو أحمد نا أحمد» كذا و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 309/16.
5- قال السمعاني فتح دال الدولابي أصح، نسبة إلى دولاب من قرى الري.

و روحة و حظّ من دلجة و استقامة تبلغون (1) المنزل و إن كان بعيدا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو الحسن بن أبي الحديد.

و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي الحسن بن جندل [نا] بشر بن بكر، نا ابن جابر، حدّثني حكيم بن دينار أبو طلحة، قال: غدو و روحة و حظ من ريحه و استقامة تبلغون (2) المنزل و إن كان بعيدا.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي (3) عمر بن حيّوية:

أنبأنا محمّد بن القاسم، أنا ابن [أبي] خيثمة، قال: أبو طلحة الذي يحدث عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، اسمه حكيم بن دينار، حدّثنا بذاك أبي عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم السّوسي، أنا أبو عبد اللّه، أنبأنا ابن أبي الحديد، أنبأنا أبو (4)الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن محمّد بن سميع في الطبقة الخامسة: أبو طلحة حكيم بن دينار، دمشقي.

و أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الأصبهاني [و] المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل، قال (5):حكيم بن

ص: 131


1- غير مقروءة بالأصل و في م: تبلغوا.
2- بالأصل و م: تبلغوا.
3- بالأصل و م:«عن ابن عم بن حيوية» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.
4- بالأصل: أبي.
5- التاريخ الكبير 12/1/2-13.

دينار أبو طلحة قوله، قال بشر بن بكر: نا ابن جابر،[قال] نا حكيم؛ حديثه في الشاميين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

حكيم بن دينار أبو طلحة، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن منصور بن إبراهيم، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو طلحة كثير بن دينار كذا قال النسائي، و أبو [طلحة] حكيم لا كثير، و اللّه أعلم.

1714 - حكيم بن عبد اللّه بن المبارك الجمحي

ممن شهد حفر الأنهار بدمشق في خلافة هشام في سنة خمس عشرة، له ذكر.

تقدم ذكره في حفر الأنهار.

1715 - حكيم بن عيّاش الأعور الكلبي

1715 - حكيم بن عيّاش (1) الأعور (2) الكلبي (3)

شاعر كان منقطعا إلى بني أمية و سكن المزّة ثم انتقل إلى الكوفة، و له شعر يفخر فيه باليمن، نقضه (4) عليه الكميت بن زيد، و افتخر بمضر، و هو الأعور الكلبي.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا:

أنبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسين محمّد بن يحيى بن أيوب بن أبي عقال، قال تمام: و أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن، زاد عبد الكريم، و أبو الميمون بن راشد، قالا: أنبأنا زيد بن أبي عقال، عن أبيه: أن آباءه حدثوه أن أبا أسامة (5) قدم الشام على معاوية، فقال له معاوية: اختر لك منزلا

ص: 132


1- الأصل و م: عباس، و المثبت عن مصادر ترجمته.
2- الأصل: الأعرز، و المثبت عن م و مصادر ترجمته.
3- ترجمته في معجم الأدباء 247/10 قال محققه في الحاشية: لم نعثر له على ترجمة سوى ترجمته في ياقوت.
4- بالأصل «تفقه» و المثبت عن الوافي.
5- في معجم الأدباء 247/10 «أن أسامة خال الأعور».

فاختار المزّة و اقتطع فيها هو و عترته، و قد قال الشاعر و هو أعور كلب (1):

إذا ذكرت أرض لقوم بنعمة *** فبلدة قومي تزدهي (2) فتطيب

بها الدين و الإفضال و الخير و الندا *** فمن ينتجعها للرشاد يصيب

و من ينتجع أرضا سواها فإنه *** سيندم يوما بعدها و يخيب

تأتّى لها خالي أسامة منزلا *** و كان لخير العالمين حبيب

حبيب رسول اللّه و ابن رديفه *** له ألفة معروفة و نصيب

فأمكنها (3) كلبا فأصبحت بليدة *** بها منزل رحب الجناب خصيب

فنصف على (4) برّ فسيح رحابه *** و نصف على بحر أغرّ يطيب

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، قال: كتب إليّ محمّد بن أحمد بن سهل، و حدّثني محمّد بن نوح.

و أخبرني أبو غالب بن البنّا، أنبأنا محمّد بن أحمد بن سهل في كتابه، أنا علي بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم بن الأزدي، قال: و ذو الأصبغ الكلبي هو الغليمي أنشد له دعبل يهجو حكيم بن عيّاش (5) حين هجا بني أسد بكلب، و كان حكيم أعور كلب:

إذا جئتما أرض العراق فبلّغا *** بها الأعور الكلبي عني التوافيا

أ ترضى لكلب دفة غير عدلها *** بدردان لا شمت السجال الغواديا

فهاج الذّرى لا درّ درّك بالذرى *** و هاج قبيلا يبكرون المحاربا

حكى نفطويه عن حكيم بن عياش (6) الكلبي، و هو الأعور، و قال: اجتمع عند عبد الملك يعجب به فسرّ به عبد الملك و قال: هذا يوم سرور و أجلسه إلى جنبه (7) و دعا بقوس فرمى عنها و أعطاها من على يمينه فرمى بها حتى صارت إلى الأعرابي، فلما نزع فيها ضرط فرمى بها مستحييا، فقال عبد الملك: دهينا (8) في الأعرابي و كنا نطمع في

ص: 133


1- الأبيات في معجم الأدباء 247/10-248.
2- عن معجم الأدباء و بالأصل «قدهي».
3- معجم الأدباء: فأسكنها.
4- بالأصل غير واضح، و رسمه:«على ابن شيخ و ترمدة» كذا و المثبت عن معجم الأدباء.
5- بالأصل: عباس، و قد مرّ.
6- بالأصل: عباس، و قد مرّ.
7- بالأصل:«و أحلته إلى حته» كذا و المثبت عن م.
8- الأصل تقرأ:«هينا» و المثبت عن م.

أنسه و إني لا أعلم أنه مكاسلي (1) ما به إلاّ الطعام، فدعا بالمائدة، فقال: تقدم يا أعرابي لتضرط ، و إنما أراد لتأكل، فقال: قد فعلت قال عبد الملك: إنا للّه و إنا إليه راجعون، لقد امتحنا فيه اليوم و اللّه لأجعلنّها مذكورة، يا غلام جيء بعشرة آلاف فجاء بها، فأعطاها الأعرابي، فلما صارت إليه انبسط و نسي ما كان منه فقال حكيم بن عيّاش (2):

و يضرط ضارط من غمز قوس *** فيحبوه الأمير بها بدورا

فيا لك ضرطة جرّت كثيرا *** و يا لك ضرطة أغنت فقيرا

فودّ القوم لو ضرطوا جميعا *** و كان حباؤهم (3) منها عشيرا

أتقبل ضارطا ألفا بألف *** فأضرط أصلح اللّه الأميرا

فأمر له بعشرة آلاف درهم، و قال: لا تضرط يا حكيم.

و لحكيم بن عيّاش و كان يتعصب على مضر (4):

ما سرّني (5) أن أمّي من بني أسد *** و أنّ ربّي نجّاني من النار

و أنهم زوّجوني من بناتهم *** و أن لي كل يوم ألف دينار

ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو جعفر أحمد بن وهب، نا عمر بن محمّد الأزدي، عن ثمامة بن أشرس، عن محمّد بن راشد، قال (6):جاء رجل إلى عبد اللّه بن جعفر عليه السلام، فقال: يا ابن رسول اللّه هذا حكيم الكلبي ينشد الناس بالكوفة هجاءكم قال: هل علقت منه شيء؟ قال: نعم فأنشده:

صلبنا لكم زيدا (7) على جذع نخلة *** و لم ير مهديا على الجذع يصلب

و قستم بعثمان عليا سفاهة *** و عثمان خير من عليّ و أطيب

فرفع عبد اللّه يديه إلى السماء و هما ينتفضان رعدة، فقال: اللّهم إن كان كاذبا

ص: 134


1- في المختصر: و إني لأعلم أنه لا يسلي.
2- بالأصل:«عباس» و هو صاحب الترجمة.
3- الأصل:«حياهم» و المثبت عن المختصر و في م: حياؤهم.
4- البيتان في معجم الأدباء 248/10.
5- عن معجم الأدباء و بالأصل: مرّ بي.
6- الخبر و الشعر في معجم الأدباء 249/10 و البيتان في الوافي بالوفيات 132/13.
7- يريد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كما في الوافي بالوفيات.

فسلّط عليه كلبا، قال: فخرج حكيم من الكوفة فأدلج فافترسه الأسد فأكله، و أتى البشير عبد اللّه و هو في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فخرّ للّه تعالى ساجدا و قال: الحمد للّه الذي صدقنا وعده.

1716 - حكيم بن قبيصة بن ضرار الضّبّي

1716 - حكيم بن قبيصة بن ضرار الضّبّي (1)

من أهل العراق، وفد على معاوية.

أخبرنا أبو طالب بن يوسف في كتابه.

ثم أخبرنا ابن عبد الجبار، قالا: أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي، و أنا المبارك بن عبد الجبار، و أبو الحسن علي بن عمر القزويني، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكوني، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، قال:

روى الزيادي عن الأصمعي، نا الحارث بن مصرف في زمن أبي جعفر، قال: لما كان يوم سلّي و ساجر (2) طرد شقيق بن جزء بن رياح الباهلي حكيم (3) بن قبيصة بن ضرار الضّبّي، فقال له شقيق: اربع عليّ يا ابن البروك، فقال: يا شقيق ما بيننا أجلّ من السباب، فقال: معذرة إلى اللّه لو علمت لها اسما غيره ما دعوتها إلاّ به.

قال: و حدّثني غيره من أصحابنا: أن شقيقا أدرك يوم اليرموك فاستشهد، و قال آخرون: و أدرك حكيم الإسلام حتى وفد على معاوية، فقال له معاوية: أي يوم من الزمن مرّ بك أشد؟ فقال: يوم طردني شقيق، فقال: فأي يوم مرّ بك أحب إليك ؟ قال: يوم هداني (4) اللّه للإسلام.

1717 - حكيم بن محمّد

أبو الفضل

الفقيه المالكي كان قاضيا بغوطة دمشق، فاختاره أهل دمشق للنظر في الحكم بعد

ص: 135


1- ترجمته في الإصابة 379/1 و ضبطه ابن حجر بالنص «حكيم» بفتح أوله.
2- سلّى و ساجر ماءان في بلاد بني ضبة (انظر المادتين في ياقوت). و في موضع نقل ياقوت عن أبي الندى: هما روضتان لعكل.
3- ضبطت بالقلم في ياقوت بضم الحاء و فتح الكاف.
4- بالأصل:«هذا اتق» كذا و الصواب «هداني» عن الإصابة.

موت القاضي أبي بكر عبد اللّه بن محمّد الخصيبي، و اعتزال نائبه محمّد بن إسماعيل المؤيدي. و سأله في ذلك وجوه أهل دمشق من الأشراف و الشيوخ فنظر في القضاء مدة يسيرة إلى أن ورد أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن الوليد.

قرأت بخط عبد الوهاب بن جعفر في يوم السبت عند العصر لأربع و عشرين ليلة خلت من صفر - يعني سنة خمسين و ثلاثمائة-، مات أبو الفضل حكيم بن محمّد المالكي الفقيه، المتولي لقضاء الغوطة و النظر في فروضي (1) النساء من قبل القضاة الذين يتولون قضاء دمشق و أعمالها، و أخرجت جنازته من الغد في يوم الأحد إلى المسجد الجامع فصلّي عليه في الجامع بعد العصر، و شهده عالم من الناس و حمل إلى المصلّى فصلّي عليه، و كان رجلا أعجميا ربعة من الرجال، جميل الأمر، حسن الخلق.

1718 - حكيم بن رزيق بن حكيم الفزاري

1718 - حكيم بن رزيق بن حكيم الفزاري (2)

مولاهم الأيلي

حدّث عن أبيه، و سعيد بن المسيّب، و عبد اللّه بن فيروز الدّيلمي.

روى عنه: ابن المبارك، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، و عبد الرّحمن بن يحيى العذري.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، و استعمله عمر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد النّصيبي، أنا علي بن عمر الدار قطني، نا محمّد بن الفتح القلانسي، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، نا عبد الرّحمن بن يحيى العذري، نا حكيم بن رزيق بن حكيم الأيلي، عن أبيه، عن القاسم، قال: سمعت عائشة تقول: ما خيّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين أمرين إلاّ اختار أعفاهما و أيسرهما ما لم يكن من الإثم، فإذا كان إثما كان أبعدهما منه.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي ح.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن

ص: 136


1- كذا بالأصل و م.
2- تقرأ بالأصل «الفراوي» و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 241/7.

البرقي، نا ابن أبي السّري، عن سويد بن عبد العزيز، و عمر بن عبد الواحد، عن إسحاق بن أبي فروة:

أخبرني حكيم بن رزيق (1) الأيلي، قال: سمعت عبد اللّه بن الدّيلمي يحدّث عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، قال: قدمت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت إن عندي أختين فقال:

«طلّق أيهما شئت و أمسك الأخرى»[3706].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي.

ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):

حكيم بن رزيق (3) مولى بني فزارة، عن أبيه، سمع منه ابن المبارك، و قال إسحاق:

أخبرنا يزيد، أنا يحيى أن رزيق بن حيان أخبره أن عمر بن عبد العزيز كتب إليه بحديثين، و لم ينسبه جعفر بن عون [و يعلى] (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: حكيم مضموم الحاء فمنهم:

حكيم بن رزيق (5) بن حكيم جميعا مضموم مولى بني فزارة، روى عن أبيه و عن سعيد بن المسيّب، روى عنه عبد اللّه بن المبارك، قال يحيى بن معين: حكيم بن رزيق (6) ثقة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: حكيم بن رزيق (7) بن حكيم الأيلي مولى بني فزارة، يحدّث عن أبيه رزيق بن حكيم، روى عنه ابن المبارك.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.

ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني (8)،أنا

ص: 137


1- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
2- التاريخ الكبير 95/1/2.
3- بالأصل:«زريق» و المثبت عن البخاري.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن البخاري.
5- وقع بالأصل:«زريق» بتقديم الزاي.
6- وقع بالأصل:«زريق» بتقديم الزاي.
7- وقع بالأصل:«زريق» بتقديم الزاي.
8- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى باطرقان إحدى قرى أصبهان.

أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: حكيم بن رزيق (1) بن الحكيم الأيلي مولى بني فزارة، دخل على سعيد بن المسيّب مع أبيه، روى عن سعيد بن المسيّب، حدّث عنه عبد اللّه بن المبارك و غيره.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن علي بن هبة اللّه بن ماكولا، قال (2) في باب الأيلي: حكيم بن رزيق بن حكيم الأيلي، حدّث عنه ابن المبارك، و قال (3) في باب حكيم: بضم الحاء و فتح الكاف: حكيم بن رزيق (4) الأيلي مولى بني فزارة، يحدّث عن أبيه رزيق (5) بن حكيم، روى عنه ابن المبارك،[و سعيد بن المسيّب] (6)، و عبد الرّحمن بن يحيى العذري.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن حكيم بن رزيق فقال: ثقة.

1719 - حلبس بن زيار بن غطيف

و يقال حلبس بن غطيف بن حارثة (7) بن سعد بن الحشرج (8)

ابن امرئ القيس بن عدي

ابن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول

ابن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ الطائي (9)

أخو عدي بن حاتم بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج لأمّه، شهد صفّين و أخوه ملحان مع معاوية، له ذكر.

ص: 138


1- وقع بالأصل:«زريق» بتقديم الزاي.
2- الاكمال لابن ماكولا 127/1 و ضبطت الأيلى فيه بفتح الهمزة و سكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها و كسر اللام المخففة.
3- الاكمال لابن ماكولا 486/2 و 489.
4- بالأصل في الموضعين بتقديم الزاي، و المثبت عن الاكمال.
5- بالأصل في الموضعين بتقديم الزاي، و المثبت عن الاكمال.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن الاكمال و العبارة فيه مستدركة أيضا بين معكوفتين عن إحدى النسخ.
7- عن جمهرة ابن حزم ص 402.
8- عن ابن حزم:«الحشرج» و بالأصل «الخزرج».
9- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2906/6 و فيه:«زبار» بالموحدة، و لم ترد في عامود نسبه عند ابن حزم.

1720 - حلحلة بن قيس بن الأشيم

ابن يسار (1) بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي

ابن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيض الفزاري القيسي

قدم به دمشق أسيرا في أيام عبد الملك بن مروان، و كان سبب ذلك أن حربا جرت بين كلب و قيس كان الظفر فيها لكلب (2)،و ودا عبد الملك من أصيب من قيس من أعطيات قضاعة فلما أخذت فزارة الدية اشترت بها الخيل و السلاح، ثم أغارت على ما يدعى «بنات قين» (3)،و على قيس يومئذ سعيد بن أبان بن حذيفة بن بدر و حلحلة بن قيس، هذا، و هو أحد بني العشراء (4) فقتلوا جماعة من كلب.

فلما ولّى عبد الملك الحجاج كتب إليه فبعث إليه سعيد بن أبان بن عيينة و حلحلة بن قيس، فلما قدم بهما عليه قذفهما في السجن ثم أخرجهما عبد الملك، و دفع حلحلة إلى بعض بني عبد ودّ، و دفع سعيد بن أبان بن عيينة إلى بني عليم (5)،و أقبل عليهما عبد الملك، فقال: أ لم تأتياني فتستعدياني فأعديتكما و أعطيتكما الدية، ثم انطلقتما فأخفرتما ذمتي و صنعتما ما صنعتما، فكلّمه سعيد بكلام يستعطفه فيه، قال:

فضرب حلحلة صدره و قال: أ ترى خضوعك لابن الزرقاء نافعك عنده ؟ فغضب عبد الملك، و قال اصبر حلحلة، فقال له:

أصبر من عود بجنبيه جلب (6)

ص: 139


1- ابن حزم ص 258:«سيار» و لفظة «الأشيم» سقطت من عامود نسبه فيها. و انظر الأغاني 204/19.
2- و ذلك في يوم العاه حيث كان حميد بن حريث بن بجدل الكلبي اختلق سجلا على لسان عبد الملك بن مروان على صدقات بني فزارة، فقدم عليهم بالعاه فقتلهم (انظر معجم البلدان بنات قين - و جمهرة ابن حزم ص 258، و الأغاني 199/19 و ما بعدها).
3- بنات قين: اسم موضع بالشام في بادية كلب بن وبرة بالسماوة... و كانت بنو فزارة أوقعت ببني كلب على هذا الماء في أيام عبد الملك بن مروان وقعة مشهورة.
4- بنو العشراء: قوم من فزارة.
5- و كان قد قتل على بنات قين من بني عبد ود تسعة عشر رجلا، و قتلوا من بني عليم خمسين رجلا. كما يفهم من عبارة الأغاني.
6- الرجز في الأغاني 205/19.

فقتلا، و شقّ ذلك على قيس، و أعظمه أهل البادية منهم و الحاضرة، و قال حلحلة و هو في السجن (1):

لعمري لئن شيخا فزارة أسلما *** لقد حزنت (2) قيس و ما ظفرت كلب

قرأت هذا كله في حديث أطول من هذا، أنا اختصرته في كتاب أبي الفرج الأصبهاني، قال (3):أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري، أنا سليمان بن أيوب بن أعين أبو أيوب المدني، نا المدائني، فذكره.

و بلغني أن بشر بن مروان قال لهما و كان صهره معهما لأن أمّه قيسيّة من بني جعفر بن كلاب:«اصبر سعيدا و اصبر حلحلة» (4)،فقال أحدهما:

أصبر من عود بجنبيه (5) الجلب

قد أثّر القطان فيه و القتب (6)

و قال الآخر:

أصبر من ذي ضاغط عركرك (7)

ألقى بواني زوره للمبرك

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (8):و أما عقيل - بضم العين و فتح القاف - حلحلة بن قيس بن الأشيم بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة (9)،الذي دفعه عبد الملك إلى كلب فقتلوه.

ص: 140


1- البيت في الأغاني 206/19.
2- الأغاني: خزيت.
3- الخبر بطوله ورد في الأغاني 195/19 و ما بعدها ضمن أخبار عويف.
4- جمهرة ابن حزم ص 258.
5- جمهرة ابن حزم: بدفّيه.
6- جمهرة ابن حزم: قد أثر البطنان فيه و الحقب.
7- ابن حزم:«معرك» و الرجز في اللسان عرك،«عركرك» و العركرك: القوي الغليظ .
8- الاكمال لابن ماكولا 241/6 و 242.
9- من قوله: بن هلال إلى هنا سقط من الاكمال.

ذكر من اسمه حمّاد

1721 - حمّاد بن عبد اللّه

أبو الخير المعروف بالتيناتي (1)

يأتي في الكنى إن شاء اللّه تعالى.

1722 - حمّاد بن عمر بن يونس بن كليب

أبو عمر مولى بني سوأة المعروف بعجرد (2)(3)

و يقال حمّاد بن يحيى بن عمرو بن كليب، و يقال مولى بني سلول، و قيل: مولى بني عقيل.

من أهل الكوفة، و قيل من أهل واسط ، وفد على الوليد بن يزيد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (4):حمّاد عجرد الشاعر، و هو حمّاد بن عمر (5) بن يونس بن كليب، مولى لبني سوأة (6) بن عامر بن صعصعة، يكنى أبا عمر (7)،و هو كوفي، و قال

ص: 141


1- التيناتي نسبة إلى تينات قرية بالقرب من أنطاكية، من أهل المغرب سكنها فنسب إليها. كما في بغية الطلب 2909/6.
2- ضبطت بالعين المهملة مفتوحة و سكون الجيم و فتح الراء و آخرها دال مهملة، عن الوافي بالوفيات.
3- ترجمته في الأغاني 321/14 معجم الأدباء 249/10 تاريخ بغداد 148/8 الوافي بالوفيات 142/13 سير أعلام النبلاء 156/7 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- تاريخ بغداد 148/8.
5- بالأصل «عمرو» و المثبت عن تاريخ بغداد و م.
6- في تاريخ بغداد:«سواه» و كتب مصححه بالهامش: كذا بالأصل و الأنساب، و في الوفيات (سوأة).
7- تاريخ بغداد: أبو عمرو.

بعضهم: كان من أهل واسط ، و قيل إن أعرابيا مرّ به و هو غلام يلعب مع الصبيان في يوم شديد البرد و هو عريان فقال: تعجردت يا غلام، فسمّي عجرد، و المتعجرد: المتعرّي.

و كان خليعا ماجنا ظريفا، نادم الوليد بن يزيد، و هاجى بشار بن برد - و هو فحل [الشعراء] المحدثين (1)-فانتصف منه، و كان بشار يضجّ منه، و قدم بغداد في أيام المهدي.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن السّمرقندي، و هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمي، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، أخبرني علي بن هارون، عن عمه يحيى بن علي، عن أبيه علي بن يحيى، قال: أنشدنا إسحاق الموصلي لحمّاد عجرد (2):

إنّي أحبّك فاعلمي *** إن لم تكوني تعلمينا

حبا أقلّ قليله *** كجميع حبّ العالمينا

قرأت بخط رشأ بن نظيف و نقلته منه ح.

و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت (3) البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، أنشدنا ثعلب، أنشدنا ابن شبيب، أنشدنا الزبير - يعني ابن بكّار - لحمّاد عجرد في أبي العباس الطوسي (4):

أرجوك بعد أبي العباس إذ بانا *** يا أكرم الناس أعراقا (5) و عيدانا

فأنت أكرم من يمشي على قدم *** و أنضر الناس عند المحل (6) أغصانا

لو مجّ عود على قوم عصارته *** لمجّ عودك فينا المسك و البانا (7)

ص: 142


1- في تاريخ بغداد: و هو فحل الشعراء المجيدين، و الزيادة السابقة عن تاريخ بغداد.
2- البيتان في الأغاني 356/14 قالهما في جوهر جارية أبي عون.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط عن م، و قد مرّ.
4- كذا بالأصل و معجم الأدباء 253/10 و ذكر الأبيات، و هي في الأغاني 375/14 قالها في محمد بن أبي العباس السفاح.
5- الأصل:«أعرافا» و المثبت عن المصدرين.
6- المحل: الجدب.
7- اللفظة غير واضحة بالأصل و المثبت عن م و معجم الأدباء.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ إسناده علي، و ناولني إياه، و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد، أنا عمر بن حمّاد عجرد - و كان حمّاد يكنى به - قال آخر شعر قاله أبي أنّا كنا بواسط فأبق له غلام فبلغنا أنه بالكوفة فوجه أبي في طلبه، فأخبرت أنه عند ابن أخي إسحاق بن الصباح الكندي، و كان على الكوفة، فلم أصل إلى الغلام، و كتبت إلى أبي بخبره، و كتبت إليه: انظر من يثقل على إسحاق فخذ كتابه يشفع لك عنده، قال: فكتب إليّ :

أمّا كتابك يا بنيّ فإنّه *** جزع و ليس بحازم من يجزع

انظر وصيتى التي أوصيكها *** فاعمل بها إن كنت ممن (2) يسمع

لا تطلبنّ إلى الأمير شفاعة *** إنّ الشفاعة عنده لا تنفع

و لو أن ذلك في الحكومة نافعي *** عند الأمير لكان لي من يشفع

لكنه و كثيره آلاؤه *** و سماؤه بالغيث ليست تقلع

إن كان يطلب للصنيعة موضعا *** حسنا فعندي للصنيعة موضع

ما كان إسحاق ليصنع بابنه *** في الحكم إلاّ مثل ما بك تصنع

فإذا قضى فاقنع فإنّ قضاءه *** لي إن مضى لي أو عليّ لمقنع

قال: فأنشدتها في مسجد الكوفة، فتلقتها (3) أهل الكوفة فبلغت إسحاق، فأرسل إليّ فقال: يا ابن أخي أنت مقيم هاهنا و لم تعلمني ؟ و أمر بالغلام فردّ عليّ و وصاني بخمس مائة درهم، فانصرفت إلى أبي فوجدته قد مات.

أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطّيّوري، عن محمّد بن علي الصوري ح.

ثم حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، نا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصوري الحافظ ، أخبرني أبو الحسن محمّد بن العباس بن عبد الملك بن العباس بن محمّد بن جعفر بن عبد الأعلى بن هرمز الصوري

ص: 143


1- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 326/3.
2- الجليس الصالح: إن كنت مني تسمع.
3- الجليس الصالح: فتلقفها.

المعدّل - بصور - نا أبو بكر الحسن بن علي المقرئ، نا محمّد بن نوح، نا الحسن بن بحر، نا بشر بن الوليد، قال: سمعت أبا يوسف يقول: كان حمّاد عجرد صديقا لرجل أيام شبابه فلما تنسك ذلك الرجل و تفقه صار يقع فيه و ينتقصه فكتب إليه حمّاد (1):

إن كان فقهك (2) لا يت *** م بغير شتمي و انتقاصي

فاقعد و قم بي حيث شئ *** ت مع الأداني و الأقاصي

فلطال ما زكيتني *** و أنا المقيم على المعاصي

أيام (3) تعطيني و تأ *** خذ في أباريق الرصاص

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، قال (4):قرأت على الحسن (5) بن علي الجوهري، عن محمّد بن عمران المرزباني، قال: وجدت بخط محمّد بن القاسم بن مهرويه، نا أحمد بن إسماعيل اليزيدي، حدّثني علي بن الجعد، قال: قدم علينا في أيام المهدي هؤلاء القوم: حمّاد عجرد و مطيع بن إياس الكناني، و يحيى بن زياد فنزلوا بالقرب منا، فكانوا لا يطاقون خبثا و مجانة، و قال المرزباني:

أخبرني علي بن (6) عبد اللّه الفارسي، أخبرني أبي، حدّثني العنزي، حدّثني عمر بن شبّة، قال: كان مطيع بن إياس و حمّاد عجرد، و يحيى بن حصين، و يحيى بن زياد يقولون بالزندقة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، نا تمام بن محمّد، حدّثني أبي أبو الحسين، أخبرني أبو محمّد بكر بن عبد اللّه بن حبيب، نا قعنب بن محرز، نا الأصمعي، قال: كان حمّاد عجرد يهجو بشارا فلا يلتفت بشار إلى هجائه حتى قال:

له مقلة عمياء واست بصيرة *** إلى الهنّ من تحت الثّياب تشير (7)

ص: 144


1- الأبيات في الأغاني 333/14 كتبها حمّاد و أرسلها إلى الفقيه أبي حنيفة، و كان صديقا له قبل أن يتفقه. قال: و بعد أن وصلته الأبيات أمسك أبو حنيفة عن ذكره خوفا من لسانه.
2- الأغاني: نسكك.
3- الأغاني: أيام تأخذها و تعطي.
4- الخبر في تاريخ بغداد 149/8.
5- في تاريخ بغداد: الحسين.
6- تاريخ بغداد: علي بن أبي عبد اللّه.
7- البيت في الأغاني 332/14 من أبيات، باختلاف بعض الألفاظ .

فغضب بشّار و قال: يا غلام اكتب، و كان حمّاد يؤدب ولد العباس بن محمّد بن علي (1):

يا أبا الفضل (2) لا تنم *** وقع الذئب في الغنم

إن حمّاد عجرد *** إن رأى غفلة هجم

بين فخذيه حربة *** في غلاف من الأدم

فإذا (3) غبت ساعة *** مجمج الميم بالقلم

فقرئت على العباس بن محمّد، فقال: اخرجوا حمّادا من داري، على بشّار لعنة اللّه.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبي أبو البركات، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو عمر بن حيّوية.

أنشدنا محمّد بن القاسم بن الأنباري، أنشدني أبي لشاعر يهجو حمّاد عجرد (4):

نعم الفتى إن كان يعرف ربّه *** و يقيم وقت صلاته حمّاد

نفحت مشافره الشمول فأنفه *** مثل القدوم يسنّه (5) الحداد

و ابيضّ من شرب المدامة وجهه *** فبياضه يوم الحساب سواد

لا يعجبنك بزه و رواه *** إن المجوس ترى لها أجساد

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، عن أبي عثمان الصابوني، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب المفسر، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن حمدون أبا الفضل النسوي الفقيه، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن الحسن الوزيري يقول: أنشدت لجعيفران في حمّاد عجرد:

ص: 145


1- الأبيات في الأغاني 331/14.
2- هو الربيع بن يونس وزير أبي جعفر المنصور، و قيل إن حمّاد كان يؤدّب ولده، فكتب إليه بشّار بهذه الأبيات.
3- في الأغاني: إن خلا البيت ساعة.
4- الأبيات في الوافي بالوفيات 141/13-142 و نسبها لأبي الغول يهجو حمّاد الراوية، و نسبها في الوفيات 211/2 إلى بشّار قالها في حمّاد عجرد، و ذكر البيتين الأول و الثالث.
5- بالأصل: و يسنه و المثبت عن م.

لحمّاد إذا فتشت عنه *** أب من هاشم فيما يقول

و عمّ من ربيعة في ذراها *** و خال بالسواد له بخيل

فلست بقائل فيه مديحا *** سوى أن الفرائض قد تعول

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد الغسّاني، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر، أنشدني محمّد بن الفضل الرازي لحمّاد عجرد:

ليت شعري قد أراكم تحكمونا *** إن تكونوا غير معطين و أنتم تأخذونا

1723 - حمّاد بن محمّد بن هبة اللّه

أبو محمّد الغسّاني القطائفي

قرأ القرآن على أبي الوحش سبيع بن المسلّم بعدة روايات، و أقرأه و سمع من أبي الوحش الحديث، و كان مستورا حسن الاعتقاد، مات و دفن يوم الجمعة الثالث من شهر (1) رمضان سنة أربع و خمسين و خمسمائة.

1724 - حمّاد بن مالك بن بسطام بن درهم

أبو مالك الأشجعي الحرستاني (2)

من أهل حرستا (3).

روى عن الأوزاعي، و سعيد [بن بشير] (4)،و إسماعيل بن عياش.

روى عنه: أبو حاتم الرازي، و أبو زرعة الدمشقي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، و أبو عمران موسى بن محمّد بن أبي عوف المزني، و يزيد بن أحمد السلمي، و هشام بن عمّار، و الوليد بن مسلم، و مروان الطّاطري، و محمّد بن سهل بن عسكر، و يعقوب بن سفيان، و محمّد بن عمر بن إسماعيل الدّولابي، و إسماعيل بن

ص: 146


1- بالأصل: شهور.
2- ترجمته في معجم الأدباء (حرستا) و الأنساب (الحرستاني) الوافي بالوفيات 151/13 سير أعلام النبلاء 416/10 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- حرستا: قرية على باب دمشق قريبة منها، ينسب إليها «الحرستاني» و قد ينسب إليها أيضا «الحرستي».
4- زيادة للإيضاح عن الأنساب (الحرستاني) و سير الأعلام.

عبد اللّه سمّويه العبدي، و القاسم بن هاشم السمسار، و أحمد بن نصر النّيسابوري، و محمّد بن عوف، و محمّد بن إسحاق الصّغانيّ ، و إسماعيل بن أبان بن حري، و أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، و عثمان بن سعيد الدارمي، و محمّد بن إسماعيل الترمذي، و ابنه عبد اللّه بن حمّاد بن مالك.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نا يزيد بن أحمد السلمي، نا حمّاد بن مالك الأشجعي، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس أن رجلا أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: إن أمي أصابها جهد فلم تفطر حتى ماتت أ فأصلّي عليها؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«اذهب فصلّ (1) عليها، فإنّ أمك قتلت نفسها»[3707].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي بأصبهان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الجرجاني، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد الدّمشقي، نا أبو مالك حمّاد بن مالك الحرستاني - من قرية يقال لها حرستا؛- نا إسماعيل بن عبد الرّحمن العبسي، عن أبيه عبد الرّحمن بن عبيد بن نفير: أنه كان في مسجد الكوفة ينتظر ركوع الضحى، و تمتيع (2) النهار، قال: فبينا هو جالس إذ أجفل (3)الناس في ناحية المسجد، قال: فأجفلت فيمن أجفل، قال: فإذا أنا برجل جاث (4) على ركبتيه عليه إزار له و ملاءة و هو يقول: أنا المصعب بن سعد بن أبي وقاص، سمعت أبي يأثره عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يقول:«أربع من كنّ فيه فهو مؤمن، و من جاء بثلاث فكتم واحدة فقد كفر: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أني رسول اللّه، و أنه مبعوث من بعد الموت، و إيمان بالقدر خيره و شره، فمن جاء بثلاث و كتم واحدة فهو كافر (5)»[3708].

ص: 147


1- بالأصل:«فصلي» و الصواب عن م.
2- كذا، و في مختصر ابن منظور: و يمتنع. و متع النهار متوعا ارتفع قبل الزوال، و متع الضحى: بلغ آخر غايته و التمتيع: التطويل (القاموس: متع).
3- الأصل «جعل» و المثبت عن المختصر، و فيه: أجفل. و سينبه المصنّف إلى ما أثبتناه في آخر الحديث.
4- بالأصل و م:«جاثي» و المثبت عن المختصر.
5- بالأصل و م: كفر، و المثبت عن المختصر.

الصواب: ابن نفيع، و «أجفل الناس».

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، و ابن مروان في آخرين، قالوا: أنا أبو عبد الملك البسري (1)،قال: قال أبو مالك حمّاد بن مالك سمع مني هذا الحديث - يعني حديث إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبيد - الوليد بن مسلم و مروان بن محمّد و نسباني إلى جدي فقالا: حدّثنا حمّاد بن بسطام.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، و حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):حمّاد بن مالك أبو مالك الدمشقي من أهل حرستا عن الأوزاعي، و إسماعيل بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (3)،أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو مالك حمّاد بن مالك الدمشقي، عن الأوزاعي، و إسماعيل بن عبد الرّحمن.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو مالك حمّاد بن مالك.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، قال: حمّاد بن مالك بن بسطام، أبو مالك الأشجعي الحرستي، من أهل حرستا و هي قرية من قرى دمشق ح.

و قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما الحرستي - بسين مهملة، و تاء معجمة باثنتين من فوقها - نسبة إلى قرية من سواد دمشق تعرف بحرستا فهو أبو مالك حمّاد بن مالك بن بسطام الأشجعي الحرستي، و قالا: جميعا

ص: 148


1- اسمه أحمد بن إبراهيم، انظر الأنساب (البسري).
2- التاريخ الكبير 28/1/2.
3- الأصل: الشفاني، و الصواب ما أثبت «الشقاني» بالقاف عن م، نسبة إلى شقان.
4- الاكمال لابن ماكولا 98/3.

حدّث عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و إسماعيل بن عبد [الرّحمن] العنسي (1)، روى عنه يعقوب بن سفيان، و أبو زرعة الدمشقي، و محمّد بن عمر الدّولابي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):سمعت أبي يقول: أخرج - يعني حمّادا - أحاديث مقدار أربعين حديثا، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر فأخبر أبو مسهر بذلك، فأنكر و قال: هو لم يدرك ابن جابر. و سئل أبي عن حمّاد بن مالك بن بسطام، فقال شيخ.

و ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي، أن أبا مالك حمّاد بن مالك الحرستاني، مات سنة ثمان و عشرين و مائة (3).

1725 - حمّاد بن المبارك

أبو جعفر الأزدي

من أهل صنعاء دمشق.

روى عن محمّد بن شعيب.

روى عنه: أبو الحسين بن سميع، و أحمد بن المعلّى القاضي.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة، و خيثمة بن سليمان، و علي بن يعقوب في آخرين، قالوا: أنا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، حدّثني أبو جعفر حمّاد بن المبارك الصّنعاني، نا محمّد بن شعيب، أخبرني مروان بن جناح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ من الشعر حكمة»[3709].

و أخبرناه أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي بن شعيب، نا أبو بكر أحمد بن

ص: 149


1- مهملة بالأصل و م و المثبت عن الاكمال، و الزيادة «الرحمن» عن الاكمال.
2- الجرح و التعديل 149/2/1.
3- سير الأعلام 417/10 الوافي بالوفيات 151/13.

المعلّى بن يزيد الأسدي، نا أبو جعفر حمّاد بن المبارك الصّنعاني.

و أخبرناه أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن موسى، أنا أبو عبد اللّه بن (1) مروان، نا أبو بكر أحمد بن المعلّى بن يزيد، نا حمّاد بن المبارك الصّنعاني، نا محمّد بن شعيب:

أخبرني مروان بن جناح، عن هشام بن عروة أنه أخبره عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ من الشعر حكمة»[3710].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2):حدّثني أبي، نا محمود بن إبراهيم بن سميع، نا حمّاد بن المبارك، أبو جعفر الأزدي، دمشقي ثقة عاقل.

1726 - حمّاد بن أبي ليلى، و اسم أبي ليلى ميسرة - و يقال: سابور -

أبو القاسم الكوفي المعروف بالرّاوية (3)

مولى بني بكر بن وائل، وفد على يزيد بن عبد الملك، و هشام بن عبد الملك و الوليد بن يزيد و انقطع إلى يزيد، و كان أخباريا واسع الرواية.

حكى عن جرير و الفرزدق، حكى عنه الهيثم بن عدي، و عبد اللّه بن الأجلح الكندي، و خالد بن عطاء في مقدم المقدمي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، قال: قال علي بن محمّد بن أبي سيف المدائني، و منهم - يعني أهل الكوفة - ثلاثة نفر من بكر بن وائل أئمة: أبو حنيفة في الفقه، و حمزة الزيات في القراءة، و حمّاد الرّاوية في الشعر.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السلمي - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا

ص: 150


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
2- الجرح و التعديل 148/2/1.
3- ترجمته في الأغاني 70/6 معجم الأدباء 258/10 الوافي بالوفيات 137/13 سير أعلام النبلاء 157/7 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

محمّد بن الحسن، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا أبو الحسن بن البراء، حدّثني حميد بن محمّد الكوفي، نا إبراهيم بن عبد اللّه القرشي، حدّثني محمّد بن أنس صاحب شعر الكميت، قال: قال حمّاد الرّاوية، كان انقطاعي إلى يزيد بن عبد الملك، و كان هشام يقليني (2) على ذلك، فلما ولي هشام مكثت سنة لا أخرج فلما لم أذكر خرجت فصلّيت الجمعة و جلست على باب الفيل و هو باب مسجد الكوفة، فإذا شرطيان قد وقعا عليّ ، فقالا لي: يا حمّاد أجب الأمير يوسف بن عمر، فقلت: من هذا كنت أحذر، ثم قلت لهما: هل لكما أن تدعاني آتي أهلي، فأودعهم وداع من لا يرجع إليهم أبدا ثم أصير معكما؟ قالا: ما إلى ذلك سبيل، فاستبسلت (3) في أيديهم، و دخلت على يوسف بن عمر في الإيوان الأحمر، فسلّمت عليه، فردّ علي السلام، فطابت نفسي بردّه علي السلام ثم رمى إليّ بكتاب فيه:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم. من هشام أمير المؤمنين إلى يوسف بن عمر إذا أتاك كتابي هذا فابعث إلى حمّاد الرّاوية من يأتيك به غير مروّع و لا متعتع و ادفع إليه خمس مائة دينار و جملا (4) مهريا يسير عليه اثنتي عشرة ليلة إلى دمشق.

فأخذت الخمس مائة دينار، و نظرت فإذا جمل مرحول، فوضعت رجلي في الغرز (5) و سرت إحدى عشرة ليلة، فلما كان اليوم الثاني عشر وافيت باب هشام، فاستأذنت فأذن لي، فدخلت عليه في دار قوراء (6) مفروشة بالرخام، بين كل رخامتين قصبة من ذهب، حيطانها على ذلك العمل، و إذا هشام جالس على طنفسة خزّ حمراء و عليه ثياب خز حمر مضمّخة بالعنبر، فسلّمت، فاستدناني حتى قبلت رجله و أجلسني، فإذا أنا بجاريتين لم أر مثلهما قبلهما في أذن كل واحدة منهما حلقة من ذهب، فيها جوهرة تتوقد فقال لي: يا حمّاد كيف أنت ؟ و كيف حالك ؟ قلت: بخير يا أمير المؤمنين، قال: أ تدري لم بعثت إليك ؟ قلت: لا، قال: بعثت إليك لبيت خطر ببالي لم

ص: 151


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 357/3 و الأغاني 75/6.
2- الأغاني: يجفوني.
3- الجليس الصالح و الأغاني: فاستسلمت في أيديهما.
4- المهري من الجمال و الإبل نسبة إلى مهرة بن حيدان، و هي حي من قضاعة، و المهرية نجائب تسبق الخيل. و قيل إنها لا تعدل بها شيء في سرعة جريانها.
5- الغرز: ركاب الرحل من جلد.
6- واسعة.

أدر من قائله، قلت: و ما هو؟ قال:

فدعت بالصّبوح يوما فجاءت *** قينة في يمينها إبريق

قلت: هذا يقوله عديّ بن زيد العبادي في قصيدة له، قال: أنشدنيها، فأنشدته:

بكر العاذلون في وضح الصبح *** ح يقولون (1) ما له لا يفيق ؟

و يلومون فيك يا ابنة عبد اللّه *** و القلب عندكم موثوق

لست أدري إذ أكثروا العذل عندي *** أ عدوّ يلومني أم صديق ؟

زانها حسنها بفرع عميم *** و أثيث صلت الجبين أنيق

و ثنايا مفلّجات عذاب *** لا قصار ترى و لا هنّ روق (2)

فدعت بالصبوح يوما فجاءت *** قينة في يمينها إبريق

ثم كان المزاج ماء سماء *** ليس ما آجن (3) و لا مطروق

فقال: أحسنت و اللّه يا حمّاد، يا جارية، اسقيه، فسقتني شربة ذهبت بثلث عقلي، ثم قال: أعد فأعدت، فاستخفّه الطرب حتى نزل عن فرشه، ثم قال للأخرى: اسقيه فسقتني شربة فذهب ثلثا عقلي فقلت: إن سقيت الثالثة افتضحت، ثم قال: سل حوائجك كائنة ما كانت، قال: كائنة ما كانت ؟ قلت: إحدى الجاريتين، قال: هما لك بما عليهما من حلي و حلل، ثم قال للأولى: اسقيه، فسقتني شربة سقطت [معها]، فلم أعقل حتى أصبحت، فإذا أنا بالجاريتين عند رأسي، و إذا خادم يقدم عشرة خدم مع كل واحدة بدرة، فقال: أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام و يقول لك: خذ هذه فانتفع بها في شأنك فأخذتها و الجاريتين و انصرفت.

قال المعافى: قد رويت قصة هذا الشعر عن حمّاد أنها كانت مع الوليد بن يزيد، و فيها ما ليس في هذا الخبر، و في هذا الخبر ما ليس فيها، و جائز أن تكون القصتان جرتا في وقتين فيكونا غير متنافيين، و قد أثبتنا القصة الأخرى في بعض مجالس كتابنا هذا، و اللّه أعلم بصواب ذلك.

ص: 152


1- الأغاني: يقولون لي أ لا تستفيق.
2- أي طوال.
3- بالأصل:«ليس ماجن» و المثبت عن الجليس الصالح و الأغاني.

و قول عدي بن زيد في هذا الشعر يصف ثنايا هذه المرأة: و لا هن روق: فالروق:

الطوال، يقال ناب أروق و ثنية روقاء، و الجميع روق مثل أحمر و حمراء، قال الأعشى (1):

و إذا ما الأكسّ شبّه بالأر *** وق يوم الهيجا (2) و قلّ البصاق

يقال: ناب أكسّ و ثنية كسّاء إذا كانا قصيرين، و إنما وصف الحرب بالشدة، و إن ريق المحارب لما قد شبهت أسنانه على كسسها بالروق ليجردها و قلة البصاق فيها.

قرأت بخط رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا الغلاّبي، نا عبد اللّه بن المنجاب، عن الهيثم بن عدي، عن عوانة، قال:

كتب الوليد بن يزيد إلى عامله على العراق يوسف بن عمر الثقفي أن احمل إليّ حمّاد الرّاوية على البريد مكرما فحمله، فلما دخل عليه قال له الوليد: أنت راوية أهل العراق ؟ قال: فقال ذاك قال: فأنشدني شعر الأوائل، ثم نادى ما بعده فلم أدر فقلت في نفسي راوية أهل العراق و يسأل عن صدر بيت لا يعرفه ثم ذكرت فقلت: نعم يا أمير المؤمنين هذا عديّ بن زيد العبادي يقول:

ثم نادى يا أهل الصبوح فقامت *** قينة في يمينها إبريق

أقدمته على عقار كعين الدّيك *** صفا سلاّفها الراووق

مرّة قبل طعمها فإذا ما *** مزجت لذ طعمها من يذوق

و طفت فوقها فواقع كالدر *** صغار يثيرها التصفيق

ثم كان المزاج ماء سحاب *** لا صدى آجن و لا مطروق

فقال لي: أحسنت هذا الذي أردت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن يونس، نا الرياشي، نا عمر بن بكير، عن الهيثم بن

ص: 153


1- ديوانه ط بيروت ص 129.
2- في الديوان: عند الهيجا.

عديّ ، عن حمّاد الرّاوية، قال: كان لبيد بن ربيعة يثبت القدر في الجاهلية، و من قوله (1):

إنّ تقوى ربّنا غير (2) نفل *** و بإذن اللّه ريثي و عجل

أحمد اللّه فلا ندّ له *** بيديه الخير ما شاء فعل

من هداه سبل الخير اهتدى *** ناعم البال (3) و من شاء أضل

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد السّلمي، أخبرني أبو المعمّر المسدّد بن علي، حدّثني أبي، نا أبو العباس الأديب، قال حمّاد الرّاوية:

دخلت على المنصور ذات يوم و عنده جماعة، فقام إليه رجل فسأله فأعطاه، فقلت:

صدق الشاعر فيك يا أمير المؤمنين حيث يقول، قال: و ما يقول ؟ قلت:

صم عن مسمع الخنا و تراه *** حين يدعى للمكرمات سميعا

قوله: اعط ذا و ذاك و هذا *** لم يقل: لا، مذ كان طفلا رضيعا

ليت شعري أ أنت كنت من الجود *** أم الجود كان منك نزيعا؟

فأخذته الأريحية و سرّ بذلك، و أمر لي بألف دينار.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو الحسن الدار قطني ح.

و قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي تمام علي بن محمّد، و أبي الغنائم محمّد بن علي، عن أبي الحسن الدار قطني، قال: ذكر أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي: أن حمّاد الراوية قرأ وَ الْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً (4)بالغين المعجمة و بالصاد؛ فسعي به إلى عقبة بن مسلم (5)بن قتيبة فامتحنه بالقراءة في المصحف فصحّف في آيات عدة فقرأ: و من الشجر و مما يغرسون (6).«و ما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة

ص: 154


1- ديوان لبيد ط بيروت ص 139.
2- الديوان: خير نفل.
3- عن الديوان و بالأصل «الليالي».
4- سورة العاديات الآية الأولى.
5- المختصر: سلم.
6- سورة النحل، الآية:68 و في التنزيل: يعرشون.

وَعَدَهٰا أباه» (1) ، «عَذٰابِي أُصِيبُ بِهِ من أساء» (2)«أَحْسَنُ أَثٰاثاً و زيا» (3)«لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا و حربا» (4)«وَ مٰا يَجْحَدُ بِآيٰاتِنٰا إِلاّٰ كُلُّ جبار كفور» (5)«بل الذين كفروا في غرة و شقاق» (6)«و يعزروه و يوفروه» (7)«يَوْمَ يُحْمىٰ عَلَيْهٰا فِي نٰارِ جَهَنَّمَ » (8)«و نتلوا أخباركم» (9)«صنعة اللّه و من أحسن من اللّه صنعة» (10)«فاستعانه الذي من شيعته»- بالعين و النون (11)- «سلام عليكم لا نتبع الجاهلين» -بالعين (12)- «فأنا أول العاندين» - بالنون (13)- «من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كاسوتهم» (14)«و بادوا - بالباء - و لات حين مناص» (15).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، قال: سمعت من يحكي أن حمّادا الرواية قرأ يوما «و العاديات صبحا»، و أن بشار الأعمى الشاعر سعى به إلى عقبة بن سالم (16)،أنه يروي جل أشعار العرب و لا يحسن من القرآن غير أم الكتاب فامتحنه عقبة بتكليفه القراءة في المصحف، فصحف فيه عدة آيات منها «و من الشجر و مما تعرشون» و قوله:«كان وعدها إياه»«و ليكون لهم عدوا و حربا»«و ما يجحد بآياتنا إلاّ كل جبار كفور»«و بل الذين كفروا في غرة و شقاق»«و يعزروه و توفروه»«و هم أحسن أثاثا و زيا»«و عذابي أصيب به من أساء»«و يوم يحمى عليها»«و بادوا و لا تحين مناص»

ص: 155


1- في التنزيل العزيز: ... وَعَدَهٰا إِيّٰاهُ سورة التوبة، الآية:114.
2- سورة الأعراف، الآية:156 و في النص مَنْ أَشٰاءُ .
3- سورة مريم، الآية:74 و فيها «و رئيا».
4- سورة القصص، الآية:8 و نص الآية .. وَ حَزَناً .
5- سورة لقمان، الآية 32، و في التنزيل .. خَتّٰارٍ كَفُورٍ .
6- سورة ص، الآية:2 و في التنزيل عِزَّةٍ وَ شِقٰاقٍ .
7- سورة الفتح، الآية:9 و في التنزيل «و تعزروه و توقروه».
8- سورة التوبة، الآية:35 و في التنزيل «يحمى».
9- سورة محمد، الآية:31 و في التنزيل: و نبلو.
10- سورة البقرة، الآية:138 و في التنزيل صبغة.... صبغة.
11- الصواب كما في التنزيل فاستغاثه، سورة القصص، الآية:15.
12- الصواب: لا نبتغي سورة القصص، الآية:55.
13- الصواب: العابدين، سورة الزخرف، الآية:81.
14- سورة المائدة، الآية:92 و في التنزيل: كسوتهم.
15- سورة ص، الآية:3 و في التنزيل: و نادوا.
16- كذا، و تقدم في المختصر: سلم.

«و نتلوا أخباركم»«و صنعة اللّه و من أحسن من اللّه صنعة»«و استعانه الذي من شيعته» «و سلام عليكم لا نتبع الجاهلين»«و أهليكم أو كاسوتهم»«و أنا أول العاندين» (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (2)،أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة و ابنه أبو علي، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر بن الحسن بن المسلمة، أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان السيرافي، نا أبو بكر بن دريد، أنا عبد الرّحمن، عن عمه، قال: قال حمّاد بن الزّبرقان لحمّاد الراوية (3):إن قلت لأبي عطاء السندي أن يقول: جرادة، و زج (4)،و شيطان، فبغلتي و سرجها و لجامها لك. فقال حمّاد: يا أبا عطاء كيف علمك بالآداب ؟ قال: سلني، قال حمّاد:

ما صفراء تكنى أم عوف *** كأن رجيلتيها منجلان ؟

قال أبو عطاء: زرادة، فقال:

أ تعرف مسجدا لبني تميم *** فويق الشال (5) دون بني أبان ؟

قال: ذاك مسجد بني سيطان (6).

قال:

فما اسم حديدة في رأس رمح *** دوين الصدر (7) ليست بالسّنان ؟

قال: ززّ (8).

قال: فلم يستحق البغل و لا السرج و لا اللجام.

حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر - لفظا - و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن

ص: 156


1- انظر ما لاحظناه حول صواب هذه الآيات الكريمات في ما تقدّم في الخبر السابق.
2- بالأصل «المزرقي» بالقاف، و الصواب بالفاء، عن م.
3- الخبر و الشعر و في الأغاني 330/17-331 في أخبار أبي عطاء السندي.
4- بالأصل: و روح، و المثبت عن الأغاني.
5- في الأغاني: فويق الميل.
6- الأصل:«شيطان» و المثبت عن الأغاني.
7- الأغاني: دوين الكعب.
8- الأصل:«زد» و المثبت عن الأغاني.

-قراءة - عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام بن محمّد بن أحمولة، أنا علي بن محمّد بن خزفة (1) ح.

و قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد، قالا: نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن يزيد - هو الرفاعي-، نا ابن براد:

أخبرني القاسم بن معن، قال: قال لي حمّاد الراوية: بلغني أن أبا حنيفة وضع كتبا فجئني ببعضها حتى أقرأه فقلت: ما آتيه بشيء أنفع له من كتاب الصلاة، فأتيته به فمكث عنده أياما ثم ردّه علي فقال لي: إنه وضع في كتابه من صلّى خلف إمام فلم يفتتح الصلاة خلفه فقد فسدت صلاته، و لا و اللّه ما افتتحت الصلاة خلف إمام قط ، فقلت: هذا لا يحل لك أعد كل صلاة صليتها خلف الإمام لم يفتتح خلفه كذا في هذه الرواية و أظنه أراد حمّاد عجرد، و اللّه أعلم.

ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أحمد بن صدقة، أنا ابن قداس، عن محمّد بن الجهم، قال: دخل مطيع بن إياس و يحيى بن زياد الحارثي على حمّاد الراوية، فإذا في جانب بيته مسرجة من ثلاث قصبات قد جعل فوقهن طيبا فقال يحيى: يا أبا القاسم ما أشد ابتذالك لحرّ المتاع، لو صنت هذه المسرجة أو بعتها فاشتريت دونها فانتفعت بالباقي، قال: يقول مطيع هي عنده وديعة و لو كانت له لفعل، و العجب لمن أودعه لقد رأى أنه عظيم الأمانة، قال حمّاد: اخرجا عني يا أولاد الزنا، فما نعم الصديقان أنتما (2).

1727 - حمّاد - و يقال: حامد - بن يحيى

روى عن معروف الخيّاط .

روى عنه طاهر بن علي الطّبراني.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا طاهر بن علي بن عبدوس، نا حمّاد بن يحيى، قال: سمعت معروف الخيّاط يقول:

ص: 157


1- الأصل:«خرقة» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و ضبطت اللفظة عن التبصير.
2- الخبر باختلاف السند و الرواية في الأغاني 74/6.

رأيت واثلة بن الأسقع صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يشرب الفقّاع (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، نا أبي و عبد الوهاب، قالا: نا أحمد بن عمير، نا حامد بن يحيى، قال: سمعت معروف الخيّاط يقول: رأيت واثلة بن الأسقع صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يشرب الفقّاع.

1728 - حمّاد بن يزيد بن أبي مريم الأنصاري

مولى سهل بن الحنظلية، ذكر عنه أبو زرعة تاريخ موت أبيه، و ستأتي روايته إن شاء اللّه عز و جل.

1729 - حمّاد أبو الخطاب

1729 - حمّاد أبو الخطاب (2)

روى عن أبي عبد اللّه رزيق (3) الألهاني.

روى عنه: هشام بن عمّار، و فرق بينه و بين أبي الخطاب معروف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمّد بن عبد اللّه العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبار، نا حميد بن زنجويه ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم (4)، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزاق ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن يزيد السلمي، نا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي [الحسن] (5) بن منير، أنا أبو بكر محمّد بن خريم (6)، قالا: نا هشام بن عمّار، نا أبو الخطاب الدمشقي، نا رزيق أبو عبد اللّه الألهاني، عن أنس بن مالك الأنصاري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«صلاة الرجل في بيته بصلاة،

ص: 158


1- الفقاع كرمان هذا الذي يشرب، سمي به لما يرتفع في رأسه من الزبد،(قاموس).
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 17/2 و أعاد ترجمته في الكنى.
3- بالأصل و م: زريق بتقديم الزاي، و المثبت رزيق بتقديم الراء عن الأنساب (الألهاني).
4- بالأصل:«ابن أبي إبراهيم» و المثبت عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 136/19.
5- زيادة للإيضاح عن سير أعلام النبلاء 550/17 ترجمة أبي الحسن محمد بن عوف المزني.
6- بالأصل: حزيم و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 428/14 و ضبطت اللفظة عن التبصير و في م: خزيم.

و صلاته في مسجد القبائل بخمسة (1) و عشرين، و صلاته في المسجد الذي يجمّع فيه بخمس مائة صلاة، و صلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة، و صلاته في مسجدي هذا بخمسين ألف صلاة، و صلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة» لفظها قريب إلا أنه ليس في حديث حميد ذكر الصلاة في مسجده صلّى اللّه عليه و سلّم[3711].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد النحوي، أنا أبو العباس أحمد بن عمر بن مويس، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سلم، نا أبو الوليد هشام بن عمّار، نا حمّاد أبو الخطاب الدمشقي، نا رزيق أبو عبد اللّه الألهاني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«صلاة الرجل في بيته بصلاة، و صلاته في مسجد القبائل بست و عشرين، و صلاته في المسجد الذي يجمّع فيه بخمس مائة، و صلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألفا، و صلاته في مسجدي بخمسين ألفا، و صلاته في المسجد الحرام بمائة (2) ألف»، ذكره أبو أحمد بن عدي في ترجمة معروف بن عبد اللّه الخيّاط ، و وهم في ذلك، هما اثنان، و رواه مسلمة بن علي، عن أبي الخطاب (3)[3712].

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و أبو تراب حيدرة بن علي بن محمّد بن إبراهيم - قراءة - قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف، نا أبو العباس محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الكناني اليافوني (4)،نا يزيد بن خالد مرسل، نا مسلمة بن علي، عن أبي الخطاب، عن رزيق (5) أبي عبد اللّه الحمصي، عن أنس بن مالك، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«صلاة في مسجدي هذا تقابل بخمسة (6) و عشرين صلاة و هي حيث تجمّع الجمعة بخمس مائة

ص: 159


1- كذا بالأصل و م.
2- الأصل: مائة و المثبت عن م.
3- الكامل في ضعفاء الرجال 327/7 في ترجمة معروف بن عبد اللّه الخياط . و فيه:«زريق أبو عبد اللّه» بدل «رزيق» و أبو الخطاب الدمشقي، و لم يذكر اسمه لكنه بالطبع يريد معروفا فقد كنّاه بأبي الخطاب.
4- هذه النسبة إلى يافا، و هي من بلاد ساحل الشام (الأنساب).
5- الأصل و م: زريق.
6- كذا، و الأظهر:«بخمس».

صلاة، و في مسجد الحرام بمائة ألف صلاة، و في مسجد المدينة بخمسين ألف صلاة، و في مسجد بيت المقدس بخمسين ألف صلاة»[3713].

1730 - حمّاد مولى بني أمية

حدّث عن جناح مولى الوليد بن عبد الملك.

روى عنه: عنبسة بن سعيد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا سعيد بن أبي الربيع السّمّان، نا عنبسة، نا حمّاد مولى [بني] أمية، عن جناح مولى الوليد، عن واثلة بن الأسقع أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال (1):«خير شبابكم من يشبّه بكهولكم، و شرّ كهولكم من يشبّه بشبابكم»[3714].

1731 - حمّاد

كاتب الوليد بن مسلم، لم ينسب.

حكى عن الوليد، حكى عنه أبو زرعة الدمشقي. إن لم يكن ابن المبارك فلا أدري من هو.

ص: 160


1- سقطت من الأصل و كتّبت فوق السطر.

ذكر من اسمه حمدان

1732 - حمدان بن عبد الرحيم الأثاربي الطبيب متأدب

1732 - حمدان بن عبد الرحيم الأثاربي (1) الطبيب متأدب (2)

قدم دمشق رسولا إلى طغتكين أتابك، و روى بها شيئا من شعر أبي نصر بن الخيشي.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي - لفظا - و كتبه لي بخطه، قال: حمدان بن عبد الرحيم الطبيب، وصل إلى دمشق رسولا إلى أتابك، و كان رجلا و سيما جسيما متشبثا بأهداب الأدب في طلب العلم، كثير الدءوب، كثير (3)النفس، له بجميع من يمرّ به من الأدباء صحبة و أنس، اجتاز به في بعض السنين الأمير مهند الدولة أبو نصر بن الخيشي، و أنزله بداره في الأثارب، و أقام عنده أشهرا [فأنشدني] (4) ما عمله الخيشي و قد وافى هلال شهر رمضان:

للّه من قمر رآني معرضا *** عنه و إعراضي حذار و شاته

طلع الهلال فقمت أعمل حيلة *** في قبلة تجني جنا و جناته

فمضى و قال تصد عن قمر الهوى *** لترى الهلال أرقى إلى درجاته

فأنا و حق هواك أبعد مرتقى *** منه و تأثيري كتأثيراته

ص: 161


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م، و انظر بغية الطلب 2926/6. و هذه النسبة إلى أثارب و هي قلعة حصينة بين حلب و أنطاكية (الأنساب).
2- له ترجمة في ابن العديم، بغية الطلب 2926/6 و نسبه، و فيه: أصله من قرية من قرى حلب يقال لها معراثا الأثارب.
3- ابن العديم: كريم النفس.
4- زيادة للإيضاح عن ابن العديم.

أنا كامل أبدا و ذلك ناقص *** فاعزم بوصفي جاهدا و صفاته (1)

قال: و أنشدني أيضا له من قصيدة إلى سلطان الأمراء يستهدي منه مملوكا:

و ما ثلاثون دينارا تجوز بها *** شكري و عندك نذر ألف دينار

غدا يسود نبت الشعر عارضه *** و عارض المجد مبيض بأشعاري

1733 - حمدان بن غارم بن نيّار

1733 - حمدان بن غارم بن نيّار (2)

و اسمه أحمد، و حمدان لقب

أبو حامد البخاري الزّندني (3)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و صفوان بن صالح، و دحيما، و بحمص:

إسحاق بن إبراهيم بن العلاء زبريق الحمصي، و بعسقلان: محمّد بن أبي السّري، و بحرّان: معلل بن نفيل الحرّاني، و بالعراق: أبا بكر بن أبي شيبة، و خلف بن هشام، و أبا كريب.

روى عنه: أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن سويد بن نصر بن مهران المروزي، و محمّد بن أحمد السعداني البخاري، و عبد اللّه بن حمدوية النّسفي، و أبو علي الحسن بن الحسين البزاز، و أبو ذرّ القاضي، و أبو الحارث أسد بن حمدوية النّسفي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن محمّد البرزاني المروزي - بها - أخبرني إبراهيم بن محمّد بن عمروية، حدّثني رضوان بن أحمد البخاري، نا حمدان بن غانم (4)،نا محمّد بن المتوكل، نا عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال

ص: 162


1- الخبر و الشعر في بغية الطلب 2927/6.
2- كذا بالأصل و الوافي بالوفيات و بغية الطلب 2934/6 بتقديم النون، و في المختصر لابن منظور 249/7 ينار بتقديم الياء و في م: ينار.
3- ترجمته في بغية الطلب 2934/6 و الوافي بالوفيات 163/13 و الأنساب (الزندني) ذكره. و الزندني - بالأصل: الزندي خطأ - نسبة إلى زندنة قرية ببخارى.
4- كذا: غانم، و هو صاحب الترجمة، و الصواب:«غارم» و سينبه المصنّف إلى الصواب في آخر الحديث لكنه يقع بالأصل:«ابن عارم» بالعين المهملة.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا حول و لا قوة إلاّ باللّه كنز من كنوز الجنة، من قالها أذهب اللّه عنه سبعين بابا من الشرّ أدناها الهمّ »، كذا في الأصل، و الصواب ابن عارم (1) بالراء[3715].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):

و أما غارم - بغين معجمة وراء - فهو حمدان [بن] غارم بن ينار (3) الزندي (4) البخاري، أبو حامد-[قال:] (5) و ينّار أوله ياء معجمة باثنين (6) من تحتها و بعدها نون مشددة - حدّث عن أبي بكر بن أبي شيبة، و خلف بن هشام، و هشام بن عمّار، و صفوان بن صالح، و إسحاق بن إبراهيم بن العلاء زبريق (7) الحمصي، و دحيم، و محمّد بن العلاء، و معلل بن نفيل الحرّاني، و محمّد بن [أبي] السّري العسقلاني، روى عنه عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي، و محمّد بن أحمد السعداني البخاري، و عبد اللّه بن حمدوية النّسفي، و الحسن بن الحسين أبو علي البزاز، توفي لخمس بقين من شهر رمضان سنة ثمانين و مائتين، و قال في موضع آخر: و أما نيّار بفتح النون و تشديد الياء فهو أبو حامد حمدان و اسمه أحمد بن علي بن ينار من قرية زندة، روى عنه أبو ذر القاضي و غيره (8)،كذا قال، فاللّه أعلم.

1734 - حمدان بن محمّد الجبيلي

حدّث عن أبي الوليد أحمد بن أبي رجاء الحنفي الهروي.

روى عنه: أحمد بن محمّد بن سعيد الهروي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر على شك دخلني فيه-[أنا] أبو المظفر موسى بن

ص: 163


1- كذا بالأصل «بالعين المهملة» و الصواب «غارم» بالعين المعجمة كما في م.
2- الاكمال لابن ماكولا 21/6.
3- كذا في الاكمال بتقديم الياء على النون، و هو ما اعتمده محقق مختصر ابن منظور في ضبط اللفظة، و الذي بالأصل قد تقرأ اللفظة «نيار» بتقديم النون، و قد تقرأ «ينار» بتقديم الياء.
4- كذا بالأصل و الاكمال:«الزيدي» و قد تقدم أنه «الزندني».
5- زيادة للإيضاح، و انظر الاكمال لابن ماكولا 337/7.
6- كذا، و الصواب: باثنتين.
7- الاكمال لابن ماكولا 337/7 و قد تقدم، و بالأصل «زربق».
8- كذا ورد بالأصل نقلا عن ابن ماكولا، و عبارته في الاكمال 337/7 في مادة ينار:... فهو أبو حامد حمدان بن غارم بن ينّار الزندني البخاري، حدّث عن صفوان بن صالح و هشام بن عمّار و خلف بن هشام و غيرهم. تقدم ذكره في حرف العين (كذا، و لعله الغين، يعني في «غارم»).

عمران الصوفي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أخبرني الحسين بن أحمد الهروي، نا أحمد بن محمّد بن سعيد الهروي، نا حمدان بن محمّد الجبيلي، نا أبو الوليد أحمد بن رجاء الحنفي، نا الجارود بن يزيد النّيسابوري، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا قال الرجل لامرأته: أنت طالق إن شاء اللّه إلى سنة فلا حنث عليه»[3716].

قال الحاكم الحمل فيه على الجارود، أظن: هذا الحنبلي، لأنه يروي عن هارون، روى عنه هارون، و اللّه أعلم.

1735 - حمدان أبو صالح

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه الفارسي، نا يعقوب بن سفيان، نا أحمد بن أبي الحواري، أن أبا سليمان الدّاراني رأى حمدان أبا صالح و عليه عباء فقال لي: أي شيء أراد يلبس العباء، قلت: يذل نفسه، قال: أنا أدلّه على ما هو أذلّ لها من لبس العباء، رفع عليقتها ليلة واحدة.

1736 - حمدون بن إسماعيل بن داود النديم

1736 - حمدون بن إسماعيل بن داود النديم (1)

[أبو عبد اللّه الكاتب] (2)

قدم دمشق في صحبة المتوكل فيما قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد الخطابي الشاعر، سنة ثلاث و أربعين و مائتين.

و حدّث عن المعتصم، و يقال عن أبيه عن المعتصم.

روى عنه: ابنه أبو عبد اللّه أحمد بن حمدون، و محمّد بن نعيم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن إسحاق بن

ص: 164


1- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2936/6 الوافي بالوفيات 166/13 و انظر بالحاشية أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- زيادة للإيضاح.
3- الخبر في تاريخ بغداد 344/3 في ترجمة المعتصم باللّه ابن هارون الرشيد.

إبراهيم القاضي بالأهواز، نا محمّد بن نعيم، نا حمدون بن إسماعيل، نا أبي، عن المعتصم، عن المأمون، عن الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس [عن أبيه] (1)،عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تحتجموا يوم الخميس فإنه من يحتجم فيه فيناله مكروه فلا يلومنّ إلاّ نفسه»[3717].

كذا قال، و رواه أبو عبد اللّه بن حمدون، عن أبيه، عن المعتصم نفسه.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى، يقول: سمعت أبا العباس السّرّاج يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد يقول: عزّى حمدون بن إسماعيل إسحاق بن إبراهيم بعبد اللّه بن طاهر فقال:

لم تصب أيها الأمير بعبد اللّه *** لكن به أصيب الأنام

و سيكفيكم البكاء عليه *** أعين للمسلمين و الإسلام

ذكر أبو الحسن محمّد (3) بن أحمد بن القواس الرزاق، أن حمدون بن إسماعيل بن داود مات في ذي الحجة سنة أربع و خمسين (4) و مائتين بسرّمن رأى.

ص: 165


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- الخبر و البيتان نقله ابن العديم في بغية الطلب 2938/6.
3- بغية الطلب 2938/6 أبو الحسن محمد بن أبي الفوارس الورّاق.
4- في خلافة المعتز قال: و كان راوية للأخبار و الأشعار و نديما للخلفاء، و كان جواد، كما في الوافي بالوفيات.

حمدية

1737 - حمديّة الخشّاب المصري

قدم دمشق، حكى عنه ابنه علي.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري، إجازة، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم الأبهري - بقراءتي عليه - قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري الفقيه المالكي، قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن علي بن فهر - مذاكرة في المسجد الحرام - قال: اجتمعنا بمصر في منزل أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن حمدون الرجل الصالح، و معنا شاب جميل عفيف يقال له علي بن حمديّة الخشاب، و كان حسن الصوت بالقرآن فتذاكرنا حبّ الصحابة و فضائلهم و بغض الروافض و كفرهم، فحدّثنا عن أبيه حمديّة أنه أخبره، قال: كنت كثير التخليط في شبيبتي مرتكبا للمعاصي، و كنت مخالطا لغلام حدث على ريبة، فوجدت عليه يوما موجدة شديدة لرؤيتي له مع غيري.

فلما خلوت معه حملني الغيظ عليه أن قتلته و قطعت أعضاءه و جعلته في مكتل (1)و رميت به في النيل، و كان أبواه (2) قد عرفا صحبته إياي، و كانا لا يمنعاه مني مخافة عليه مني، فلما فقداه سألاني عنه، فقلت لهما: ما لي به علم، فقالا: نخشى أنك قتلته، فقلت لهما: لم أفعل و لقد ذهب مع [غيري] (3) و أنا اجتهد في طلبه حيث أطمع به.

ص: 166


1- مكتل كمنبر زنبيل يسع خمسة عشر صاعا،(قاموس).
2- الأصل «أبوه» و الصواب عن م.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت بين معكوفتين عن م.

ثم خرجت فإذا بنفسي لا أستقر في بلد حتى أتيت دمشق.

فبينا أنا ليلة من الليالي ساهرا (1) إذ سمعت ضربا شديدا بجانب بيتي حتى قلقت من سماعه، فلما أصبحت نقبت الجدار الذي بيني و بين البيت حتى فتحت فيه مقدار ما أبصر بعيني الواحدة.

فلما جنّ الليل و هدأت (2) الأصوات سمعت الحركة و الكلام، فتأملت، فإذا شيخ يقول: هاتوا أبا بكر، فقدمت بين يديه صورة رجل فخاطبها فقال: يا أبا بكر، فعلت كذا و صنعت كذا و صنعت كذا، ثم أمرت بضرب الصورة حتى عددت مائتي جلدة، ثم قال:

ارفعوا عنه، هاتوا عمر فأتي بصورة أخرى فضربت مثل ذلك ثم قال: ارتفعوا عنه، هاتوا عثمان فأتي بصورة أخرى فضربت مثل ذلك، ثم قال ارفعوا عنه هاتوا عليا، فأتي بصورة أخرى فقال: يا علي من اضطرك أن تصعد منبر الكوفة في جمع الناس فتقول: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر و عمر، و لو شئت لسميت الثالث، ما الذي أردت بهذا؟ ما حملك على هذا؟ ثم أمر بضربها فضربت أربع مائة جلدة ضاعف عليه الضرب، ثم قال:

ارفعوا عنه.

قال: فقلت في نفسي حمديّة أ ليس قد قتلت غلاما لا ذنب له و عصيت اللّه إلى وقتك هذا؟ فلئن يسر لك قتل هذا الشيخ ليتوبن اللّه عليك من كل ما اكتسبت يداك ثم ترجع إلى أبوي الغلام، فتعطيهما القود من نفسك.

فأصبحت و لم يكن أول عملي إلاّ شحذ سكيني حتى رضيت، فلما أمسيت إلى قريب من وقت الشيخ في الليل خرجت حتى وقفت على باب الشيخ، فقرعت عليه بابه، فقال: من هذا؟ فقلت: أنا جارك في هذا البيت الذي يليك، فلما فتح الباب، قلت له:

أنا رجل غريب و جئت وقتا فائتا بغير عدة، و قد أدركني عطش شديد فاسقني فقال: نعم.

فلما ولّى ليأتيني بالماء، اقتحمت عليه الباب فضربته بين كتفيه بالخنجر أنفذته بها، ثم صرعته فذبحته و خرجت ساعتي تلك من البيت. فلما أصبحت عزمت على الرجوع إلى مصر لألقى أبوي الغلام فأقر لهما، فيفعلا فيّ ما أحبّا.

ص: 167


1- الأصل «شاهدا» و المثبت عن م.
2- الأصل و م: و هدت.

فلما بلغت الشام ركبت البحر، فنزلت بساحل تنّيس (1) فإذا أنا بأبوي الغلام، فسلّمت عليهما، فردّا عليّ السّلام، و سألاني عن حالي فقلت لهما: إني قتلت ابنكما فاذهبا بي إلى بدر و الي تنّيس يأخذ لكما مني القود، فقالا اذهب معنا إلى البيت فذهبت معهما فوضعا بين يدي طعاما، فقلت: لهما قد سمّاه لي فأكلت و أكلا معي و أظهرا لي الترحيب و الإكرام فعجبت (2) لذلك.

فقالا لي: فأي عمل نلت عناية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بك و شفاعته عندنا فيك ؟ قلت:

فكيف ذلك ؟ فقال أبو الغلام: إني لنائم ذات ليلة - و هي الليلة (3) التي قتلت فيها الشيخ - رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال لي: أحب أن تهب لي دم ابنك الذي قتل حمديّة، و أضمن لك على اللّه الجنة، فقلت: قد فعلت يا رسول اللّه فأيقظتني هذه - يعني زوجته - و أخبرتني أنها رأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في النوم فسألها فيما سألني ففعلت كفعلي، و خرجنا نلتمسك و قد وهبنا دم ابننا لك، فاذهب راشدا حيث شئت لا سبيل عليك.

قال علي: فلزم أبي حمديّة بعد ذلك الغزو و الجهاد و لم يفارقه، و لم يأو تحت سقف بيت حتى لقي اللّه عز و جل رحمة اللّه عليه.

ص: 168


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب عن م، و ضبطت عن معجم البلدان. و هي بلدة من جزائر بحر الروم، قرب دمياط .
2- الأصل و م: فعجب.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.

ذكر من اسمه حمد

1738 - حمد بن الحسين بن أحمد بن دارست

أبو المحاسن الشّيرازي

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي طالب عفيف بن عبد اللّه الإسعردي (1)،و أبي الوفاء سعد بن علي بن محمّد بن أحمد النّسوي، كتاب العزيزي في غريب القرآن، و زعم أنه سمعه من مصنفه، و ذلك كذب فاحش، و كتب عنه شيخنا الفقيه أبو الحسن.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم و نقلته من خطه، أنا الشيخ الرئيس أبو المحاسن حمد بن الحسين بن أحمد بن دارست الشيرازي، قدم علينا سنة ثمان و سبعين و أربعمائة، أنا أبو طالب عفيف بن عبد اللّه بن عفيف الإسعردي بثغر آمد في شوال سنة تسع و ستين و أربعمائة، أنا الشيخ الإمام أبو عبد اللّه محمّد بن شاكر الكازروني (2) في رجب سنة ثلاث و خمسين و أربعمائة، قيل له: حدثكم أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن الخليل الموصلي - بها - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس بن الفضل بن يونس بيع الطعام، نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المثنى، نا محمّد بن كناسة، نا هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن الزبير، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«غيّروا الشيب و لا تشبّهوا باليهود»[3718].

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد الأنصاري الأندلسي السّر قسطي (3)،أن

ص: 169


1- ضبطت بالنص في تبصير المنتبه 46/1.
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى كازرون، إحدى بلاد فارس.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سرقسطة بلدة على ساحل البحر من بلاد الأندلس.

أبا المحاسن هذا، كان من أهل العلم بالفقه و الحديث و اللغة و الأدب و الفضل و الدين و العفاف، لقيه و صحبه بدمشق شهورا سنة ثمان و سبعين أربعمائة.

1739 - حمد بن عبد اللّه بن علي

أبو الفرج المقرئ

صاحب الدار الموقوفة بباب البريد المعروفة بدويرة حمد، كان من معدّلي الشهود بدمشق و من حفاظ القرآن.

حكى عنه أبو الحسن بن عوف.

قرأت بخط أحمد بن علي بن عبد اللّه السّلمي، نا أبو الحسن محمّد بن عوف المزني - لفظا - حدّثني أبو الفرج حمد بن علي المعدّل، قال: قال استاذي أبو سهل المقرئ بدمشق، إذا حججت فالعق الحجر و اسأل ما شئت قال: فحججت فلعقته و سألت حفظ القرآن فرزقته.

قال الشيخ أبو الحسن محمّد بن عوف: و كان حافظا دارسا حسن التلاوة.

قال لي أبو محمّد بن الأكفاني: سنة إحدى و أربعمائة توفي أبو الفرج حمد بن عبد اللّه بن علي - رحمه اللّه - وجد في داره بمحلة باب البريد في الدار المعروفة بالعثماني مذبوحا، و ذبحت أيضا معه امرأة عجوز كانت تخدمه و صبي كان قريبا له، و لم يعرف فاعل ذلك، و دفنوا في باب الفراديس.

1740 - حمد بن محمّد

أبو الشكر الأصبهاني المقرئ

سكن بيت المقدس.

و حدّث عن أبي نعيم الحافظ ، و أبي (1) بكر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن ريذة (2)،و أبي سعيد محمّد بن أحمد بن رستة (3)،و أبي أحمد محمّد بن علي بن محمّد

ص: 170


1- بالأصل «أبو» و الصواب عن م.
2- بالأصل و م:«زيدة» و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
3- ضبطت بالضم و سكون المهملة و فتح المثناة عن تبصير المنتبه 603/2.

المكفوف، و أبي القاسم علي بن أحمد المديني الأصبهانيين.

روى عنه: أبو إسحاق بن يونس الخطيب، و أجازه بدمشق.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر السلمي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد القرشي، أنا الشيخ الدين أبو الشكر حمد بن محمّد الأصبهاني، نا أبو القاسم علي بن أحمد المديني، نا أبو [محمّد] (1) المخلدي، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة، نا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها»[3719].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب (2)،و سعيد بن أحمد بن محمّد العيّار ح.

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعيد الخشاب، و أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، قالوا: أنا الحسن بن أحمد المخلدي ح.

و أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا مخلد بن إسماعيل الضّبّي، أنا الخليل بن أحمد بن محمّد السّجزي، قالا: نا أبو العباس محمّد بن إسحاق السراج، فذكر بإسناده مثله.

ص: 171


1- زيادة لازمة للإيضاح، و اسمه الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي، أبو محمّد المخلدي، ترجمته في سير الأعلام 539/16.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 150/18.

ذكر من اسمه حمران

1741 - حمران بن أبان بن خالد بن عمرو

1741 - حمران (1) بن أبان بن خالد بن عمرو

ابن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد

ابن أسلم بن أوس مناة بن النّمر بن قاسط بن هنب بن أفصى (2) النّمري (3)

سبي من عين التمر (4)،و يقال: إن اسم أبيه أبيّ ، كان للمسيّب بن نجبة فابتاعه منه عثمان بن عفان فأعتقه فهو مولى عثمان، و كان عثمان بعثه إلى الكوفة ليسأل عن عاملها فكذبه، فأخرجه من جواره فنزل البصرة.

حدّث عن عثمان، و عبد اللّه بن عمر، و معاوية بن أبي سفيان، و أدرك أبا بكر و عمر.

روى عنه: عروة بن الزبير، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عطاء بن يزيد الليثي، و جامع بن شدّاد المحاربي، و معاذ بن عبد الرّحمن بن عثمان اللّخمي، و الحسن البصري، و أبو بشر الوليد بن مسلم العنبري، و معبد الجهني، و نافع مولى ابن عمر، و مسلم بن يسار، و محمّد بن المنكدر، و زيد بن أسلم، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج، و المطّلب بن حنطب، و عبد الملك بن عبيد، و عثمان بن موهب، و عطاء الخراساني،

ص: 172


1- ضبطت عن تقريب التهذيب بضم أوله.
2- الأصل: أقصى.
3- ترجمته في طبقات ابن سعد 283/5 و 148/7 و طبقات خليفة رقم 1611 و 1656 جمهرة ابن حزم ص 301 الوافي بالوفيات 168/13 و سير أعلام النبلاء 182/4 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة (انظر معجم البلدان).

و موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، و أبو التّيّاح يزيد بن حميد، و حريث بن السّائب.

و قدم دمشق، و كانت له بها دار.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التّنوخي، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان التّنوخي، و أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير المقرئ، و أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن مخلد المتّوثي (1) قراءة عليهم، و أنا أسمع قال التّنوخي و المتّوثي: نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، و قال المقرئ: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز قراءة عليه ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو الجعد، أنا شعبة، عن أبي صخرة جامع بن شدّاد، قال: سمعت حمران بن أبان يحدّث أبا بردة في مسجد البصرة، و أنا قائم معه: أنه سمع عثمان يحدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أتمّ الوضوء كما أمر اللّه تعالى، فالصلوات الخمس كفّارات لما بينهن»، و في حديث التّنوخي:«فالصلوات الخمس» (2)،قال: و اللفظ للمقرئ[3720].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا علي بن القاسم الشاهد بالبصرة، نا أبو روق الهزّاني ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين النّيسابوري الحمّامي - بأصبهان - أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسين النّجّاد - بالبصرة-[نا] (4) أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، نا أبو إسحاق الوراق إبراهيم بن مكتوم السلمي - بسرّمن رأى سنة ثمان و أربعين و مائتين - نا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حريث بن السائب، عن الحسن، عن

ص: 173


1- هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى متوث بليدة بين قرقوب و كور الأهواز.
2- كذا بالأصل و م.
3- الخبر في تاريخ بغداد 183/6-184 في ترجمة إبراهيم بن مكتوم السلمي.
4- زيادة للإيضاح سقطت اللفظة من الأصل و م.

حمران، عن عثمان بن عفان، قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليس لابن آدم فيما سوى ثلاث حق: بيت يكنّه، و طعام يقيم صلبه، و ثوب يستره»[3721].

قال الحسن: قلت لحمران ما لك لا تعمل بهذا الحديث ؟ قال:- زاد الحمّامي:

إنّ ، و قالا:- الدنيا تقاعد بي.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (1)،حدّثني أبي أحمد، نا عبد الصمد، نا حريث بن السائب، قال:

سمعت الحسن يقول: حدّثني حمران، عن عثمان بن عفان أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«كل شيء سوى ظل بيت، و جلف الخبز، و ثوب يواري عورته و الماء فأفضل من هذا فليس لابن آدم فيهن حق»، و لم يذكر قوله لحمران[3722].

أنبأنا أبو المظفّر القشيري، عن أبي الوليد الحسن بن محمّد، أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم، نا أحمد بن عبد اللّه بن القاسم، نا إبراهيم بن عبد الوهاب الأبزاري، نا أحمد بن محمّد بن هانئ، نا أحمد بن حنبل، و سمعته يسأل عن حريث ابن السائب فقال: هذا شيخ بصري، يروي حديثا منكرا عن الحسن، عن حمران، عن عثمان، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«كلّ شيء فضل عن ظل بيت و جلف الخبز و ثوب يواري عورة ابن آدم فلا حقّ لابن آدم فيه»، قلت: قتادة يخالفه ؟ قال: نعم، سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن حمران، عن رجل من أهل الكتاب، قال أبو عبد اللّه: حدّثناه روح، عن سعيد[3723].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر المنبجي، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزهري، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن صالح بن كيسان، قال: حمران مولى عثمان من سبي عين التّمر، سباه خالد بن الوليد، و من تلك السبايا أفلح مولى أبي أيوب (2).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد،

ص: 174


1- الحديث في مسند أحمد 62/1.
2- انظر سير الأعلام 183/4.

عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري، قال: محمّد بن سيرين من عين التمر من سبي خالد بن الوليد، و كان خالد بن الوليد وجد بها أربعين غلاما مختنين فأنكرهم، فقالوا:

إنّا كنا أهل مملكة ففرقهم في الناس، فكان سيرين منهم، فكاتبه أنس، فعتق في الكتاب. و منهم حمران بن أبان، و إنما كان ابن أبّا، فقال بنوه: ابن أبان (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عفان بن الحسن، عن سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثم سار خالد حتى نزل على عين التمر و سبى فكان من تلك السبايا حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان.

قال: و نا عمّار، عن علوان، قال: كان أول سبي دخل المدينة من قبل المشرق حمران بن أبان (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: حمران بن أبان (3).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4)، قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: حمران بن أبان مولى عثمان تحول فنزل البصرة و ادّعى ولده في النّمر بن قاسط .

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إبراهيم بن إسحاق بن الخليل الجلاّب، نا حارث بن أبي

ص: 175


1- انظر سير الأعلام 183/4.
2- انظر الوافي بالوفيات 169/13.
3- تهذيب التهذيب 17/2.
4- برواية أبي بكر بن أبي الدنيا لم يرد الخبر في طبقات ابن سعد المطبوع.

أسامة، نا محمّد بن سعد، قال (1):حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، روى عن عثمان و تحوّل إلى البصرة فنزلها و ادّعى ولده أنهم من النّمر بن قاسط بن ربيعة، و كان كثير الحديث (2)،و لم أرهم يحتجون بحديثه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان القرشي الأموي المدني، سمع عثمان، سمع منه عروة بن الزبير، و عطاء بن يزيد، و أبو سلمة، و جامع بن شدّاد، و معاذ بن عبد الرّحمن، و الحسن، و الوليد أبو بشر، و معبد الجهني، و نافع، و من روى عنه، فلم يذكر سماعا مسلم بن يسار (4)،و ابن المنكدر، و زيد بن أسلم، و بكير، و المطّلب بن حنطب، و ابن أبي المخارق، و عبد الملك بن عبيد، و عثمان بن موهب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: حمران بن أبان القرشي مولى عثمان بن عفان القرشي الأموي المدني، نزل البصرة، سمع عثمان بن عفان، و معاوية، روى عنه عطاء بن يزيد، و أبو التّيّاح في: الوضوء، و الصلاة، و المناقب.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر (5)،قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا الحسن بن علي بن محمّد الشاموخي، - أو قال: محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصيدلاني - قال: أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، و حمدون بن

ص: 176


1- هذا الخبر في طبقات ابن سعد المطبوع 283/5.
2- كذا و قد ذكر الذهبي في سير الأعلام 182/4 «قال: و هو قليل الحديث».
3- التاريخ الكبير للبخاري 80/1/2.
4- عند البخاري: كيسان.
5- اللفظة غير مقروءة بالأصل و الصواب عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عبد اللّه بن جابر ص 684).

سالم، قالا: نا أبو سفيان سعيد بن يحيى الحميري، عن أيوب أبي العلاء، عن قتادة: أن حمران بن أبان كان يصلي مع عثمان بن عفان، فإذا أخطأ فتح عليه (1)،و أنا لحديث حمدون أتقن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، حدّثني رجل - قال السكري: أبو عاصم - قال: قدم شيخ أعرابي فرأى حمران فقال من هذا؟ فقالوا: حمران، فقال: لقد رأيت هذا، و مال رداؤه عن عاتقه، فابتدره مروان بن الحكم، و سعيد بن العاص أيهما يسويه (2).

قال: و نا الأصمعي، قال: قال أبو عاصم: فحدثت به رجلا من ولد عبد اللّه بن عامر، فقال: حدّثني أبي: أن حمران بن أبان مدّ رجله فابتدره معاوية و عبد اللّه بن عامر أيهما يغمزه، و كان الحجاج أغرم حمران مائة ألف، فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فكتب إليه: إن حمران أخو من مضى و عمّ من بقي، فاردد عليه ما أخذت منه، فدعا بحمران [فقال]: كم غرّمناك ؟ فقال: مائة ألف، فبعث بها إليه على غلمان و قال: هي لك مع الغلمان عشرة، فقسمها حمران بين أصحابه و أعتق الغلمان. و إنما كان أغرمه الحجاج أنه كان ولي لخالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، سابور (3)(4).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (5)،أنا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدّثكم الهيثم بن عدي، عن يونس، عن الزهري: أن عثمان بن عفان كان يأذن عليه مولاه حمران بن أبان.

ص: 177


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 183/4 و تهذيب التهذيب 17/2.
2- الوافي بالوفيات 169/13.
3- سابور: كورة مشهورة بأرض فارس، من سابور إلى شيراز خمسة و عشرون فرسخا،(معجم البلدان).
4- الوافي بالوفيات 169/13.
5- الأصل:«المحلى» و الصواب عن م، و ضبطت عن التبصير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، نا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت أبي يقول: سمعنا أن كاتب عثمان حمران مولاه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):في تسمية عمال عثمان: قال: و حاجبه حمران.

قال (2):و قال أبو اليقظان و أبو الحسن - يعني المدائني - أقام (3) عبد الملك بمسكن بعد قتل مصعب خمسين ليلة و ولّى الكوفة قطن بن عبد اللّه الحارثي (4)، و غلب (5) حمران بن أبان على البصرة، و دعا إلى بيعة عبد الملك (6)،ثم دخل عبد الملك إلى الكوفة، فوجّه (7) خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد إلى البصرة، فقدمها في آخر سنة ثنتين و سبعين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف في كتابه، و أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد المسلمة، و علي بن محمّد، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، حدّثني محمّد بن إسماعيل الحرّاني، نا أحمد بن محمّد بن رشدين، نا يحيى بن بكير، حدّثني الليث بن سعد: أن عثمان بن عفان اشتكى شكاة خاف فيها، فأوصى و استخلف عبد الرّحمن بن عوف، و كان عبد الرّحمن في الحج، و كان الذي ولي كتابه و وصيته حمران مولى عثمان، فأمره أن لا يخبر بذلك أحدا فعوفي عثمان من مرضه، و قدم عبد الرّحمن بن عوف، فلقيه حمران فسأله عن حال عثمان فأخبره بالذي أصابه من

ص: 178


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 179 و فيه: حمران بن أبان.
2- انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص 268 و 269 حوادث سنتي 72 و 73.
3- غير واضحة بالأصل و الصواب «أقام».
4- من قوله أقام إلى هنا لم يرد في تاريخ خليفة.
5- ما بين الرقمين موجود في تاريخ خليفة ص 269 حوادث سنة 73.
6- ما بين الرقمين موجود في تاريخ خليفة ص 269 حوادث سنة 73.
7- من هنا إلى آخر العبارة انظر تاريخ خليفة ص 293 في تسمية ولاة عبد الملك: البصرة.

المرض، و أسرّ إليه الذي كان من استخلافه إياه، فقال عبد الرّحمن لحمران: ما ذا صنعت ؟ قال:[مالي] بد من أن أخبره فقال حمران: إذا و اللّه تهلكني فقال: و اللّه ما يسعني ترك ذلك لئلا يأمنك على مثلها، و لكن لا أفعل حتى استأمنه لك.

فقال عبد الرّحمن لعثمان: إن لبعض أهلك ذنبا ليس عليك إثم في العفو عنه و لست مخبرك حتى تؤمنه، فقال عثمان: فقد فعلت، فأخبره بالذي أسرّ إليه حمران، فدعا حمران فقال: إن شئت جلدتك مائة، و إن شئت فاخرج عني، فاختار الخروج فخرج إلى الكوفة (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (2) في تسمية التابعين من أهل البصرة: حمران بن أبان من النّمر بن قاسط مات بعد خمس و سبعين (3).

1742 - حمران مولى عبيد اللّه بن زياد

وجهه إلى يزيد بن معاوية، فقدم عليه من الشام فأخبره بوفاة يزيد، له ذكر.

ص: 179


1- الخبر نقله باختصار في تهذيب التهذيب 18/2.
2- طبقات خليفة بن خياط رقم 1611 صفحة 343 و ص 350 رقم 1656.
3- في الوافي بالوفيات: توفي سنة خمس و سبعين. و في تهذيب التهذيب 18/2 قال: أرخ ابن قانع وفاته سنة 76، و ابن جرير الطبري سنة 71 و ذكر الذهبي في سير الأعلام 183/4 قال: طال عمره و توفي سنة نيّف و ثمانين.

حمرة

1743 - حمرة بن عبد كلال، و هو ابن ليشرح

1743 - حمرة بن عبد كلال، و هو ابن ليشرح (1)

ابن عبد كلال بن عريب الرّعيني (2)

سكن مصر و حدّث عن عمر بن الخطاب، و كان معه حين خرج إلى الشام، و رجع من سرغ (3).

روى عنه: راشد بن سعد المقرائي (4) الحمصي.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أحمد بن محمّد الخليلي، أنا علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، نا عيسى بن أحمد، نا بشر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم الغسّاني، عن راشد بن سعد، عن حمرة بن عبد كلال، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليبعثن اللّه من مدينة بالشام يقال لها حمص سبعين ألفا يوم القيامة لا حساب عليهم فيما بين الزيتون و الحائط في البرث (5) الأحمر»[3724].

ص: 180


1- كذا بالأصل و م و صوبها محقق المختصر: أليشرح و في م: حمران.
2- له ترجمة في ميزان الاعتدال 604/1 و ذكره ابن حجر في تبصير المنتبه 457/1 حمرة بمهملة مضمومة: حمرة بن عبد كلال عن عمر.
3- الأصل: سرع، و الصواب عن معجم البلدان بالغين، و العين لغة فيه و هو أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك من منازل حاج الشام.
4- كذا، و الذي في ميزان الاعتدال: حدث عنه رشدين بن سعد المصري. و المقرائي بضم الميم و قيل بفتحها، هذه النسبة إلى مقرى قرية بدمشق. ذكره السمعاني و ترجم له، و لم يذكر في نسبه «الحمصي».
5- البرث: الأرض السهلة أو الحبل من الرمل السهل، أو أسهل الأرض و أحسنها.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، نا أبو بكر بن أبي مريم ح.

و نا سليمان، قال: و نا موسى بن هارون، نا إسحاق بن راهوية، نا بقية بن الوليد، حدّثني أبو بكر بن أبي مريم، حدّثني راشد بن سعد، عن حمزة (1) بن عبد كلال أن عمر بن الخطاب ذكر حمص فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليبعثنّ اللّه منها سبعين ألفا لا حساب عليهم و لا عذاب»، كذا في الأصل، حمزة، و هو وهم و الصواب حمرة و هذا مختصر[3725].

و قد أخبرناه بطوله على الصواب أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي نصر، و أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن أبي العقب، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، ناح.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و تمام بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة، حدّثني الحكم بن نافع، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن حمرة بن عبد كلال، قال: سار عمر بن الخطاب إلى الشام بعد مسيره الأول، كان إليها حتى إذا شارفها - و في حديث ابن السّمرقندي: حتى شارفهم - بلغه و من معه أن الطاعون فاش فيها، فقال له أصحابه: ارجع و لا تقحم عليهم، فلو نزلتها و هو بها لم نر لك الشخوص عنها.

و انصرف راجعا و عرّس من ليلته تلك و أنا أقرب القوم منه، فلما انبعث انبعث (2)معه في إثره فسمعته يقول: ردّوني عن الشام بعد أن شارفت عليها لأن الطاعون فيها - و في حديث ابن السّمرقندي: عليه لأن الطاعون فيه - ألا و ما منصرفي عنه بمؤخر في أجلي، و لا كان قدوميه معجلي - و في حديث ابن السّمرقندي: بمعجل عن أجلي - فلو

ص: 181


1- كذا بالأصل «حمزة» و هو خطأ و الصواب حمرة، بالراء، و هو صاحب الترجمة، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الحديث و في م: حمزة أيضا.
2- كذا بالأصل و في م: انبعث انبعثت و في مختصر ابن منظور 255/7 فلما ابتعث ابتعثت.

قدمت المدينة ففرغت من حاجات لا بد لي منها، لقد سرت حتى أحل الشام، حتى (1)أنزل حمص، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليبعثنّ اللّه منها يوم القيامة سبعين ألفا لا حساب عليهم، و لا عذاب عليهم، مبعثهم فيما بين الزيتون و حائطها في البرث (2)الأحمر منها»[3726].

خالفه غيره في الإسناد، فقال: عن راشد، عن أبي راشد، عن معدي كرب بن عبد (3) كلال أخي حمرة بن عبد كلال.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو علي (4)،أنا أبو نعيم، نا سليمان، نا عمرو بن إسحاق، نا أبي، نا عمرو بن الحارث، نا عبد اللّه بن سالم، عن الزّبيري، عن راشد بن سعد: أن أبا راشد حدّثهم بردّه إلى معدي كرب بن عبد كلال أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: سافرنا مع عمر بن الخطاب آخر سفرة إلى الشام فلما شارفها أخبر أن الطاعون فيها فقيل له: يا أمير المؤمنين ما ينبغي أن تهجم عليه كما أنه لو وقع و أنت فيها ما كان لك أن تخرج عنه، فرجع متوجها إلى المدينة قال: فبينا نحن نسير من الليل إذ قال لي: اعرض عن الطريق، فأعرض و أعرضت فنزل عن راحلته ثم وضع رأسه على ذراع جمله فنام و لم أستطع [أن] أنام (5) ثم أنشأ يقول: ما لي و لهم ردّوني عن الشام، ثم ركب فلم أسأله عن شيء حتى ظننا أنا مخالطو الناس قلت له: لم قلت ما قلت حين انتبهت من نومك ؟ قال: إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليبعثنّ اللّه من بين حائط حمص و الزيتون في البرث الأحمر سبعين ألفا ليس عليهم حساب و لا عذاب» و لئن رجعني اللّه من سفري هذا لأحتملن عيالي و أهلي و مالي حتى أنزل حمص، فرجع من سفره ذلك فقتل[3727].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي، نا أبو زرعة، قال في الطبقة

ص: 182


1- المختصر: ثم.
2- الأصل:«البرت» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ و مرّ شرحها.
3- الأصل: عبد بن كلال.
4- كذا و قد جاء بعد «الحداد» ثم شطبت، و لعل الصواب شطب «أنا أبو علي» أيضا فهي مقحمة و مكررة، قياسا إلى سند مماثل.
5- الأصل:«أيام» و الزيادة للإيضاح و المثبت عن م.

التي [تلي] أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: حمرة بن عبد كلال ممن صحب عمر (1).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمّد، زاد ابن خيرون، و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (2) في باب الوحدان:

حمرة بن عبد كلال روى عنه راشد بن سعد، سمع عمر قاله أبو اليمان عن أبي بكر بن أبي مريم، و قال الزبيدي: سمع راشد (3) سمع أبا راشد، سمع معدي كرب بن عبد كلال، سمع عبد اللّه بن عمرو بن العاص، سمع عمر كذا قال البخاري، و أراه واحدا و لأجل ذلك ذكر الخلاف عن راشد و معدي كرب بن عبد كلال أخو حمرة بن عبد كلال.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):حمرة بن عبد كلال، و يقال معدي كرب بن عبد كلال، روى عن عمر بن الخطاب، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، روى عنه راشد بن سعد، سمعت أبي يقول ذلك. كذا قال اعتمادا على ما ذكر البخاري و معدي كرب أخو حمرة لا يروي عنه راشد، إنما يروي عن أبي راشد عنه.

كتب إليّ أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي (5)،أنا علي بن المحسّن التنوخي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال:

حمرة بن ليشرح (6) بن عبد كلال، حدّث عنه راشد بن سعد، و هو يحدّث عن عمر بن

ص: 183


1- الخبر ليس في تاريخ أبي زرعة الدمشقي المطبوع، و الزيادة السابقة للإيضاح.
2- التاريخ الكبير للبخاري 128/1/2.
3- قوله:«سمع راشد» كذا بالأصل و م و لم يرد في البخاري، و يمكن اعتبار اللفظتين مقحمتين.
4- الجرح و التعديل 315/2/1.
5- غير مقروءة بالأصل و في م: الزيني و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 422/7).
6- كذا. و في المختصر:«اليشرح».

الخطاب سئل (1) الحارث بن عبد كلال، عن حمرة بن عبد كلال، فقال: هو حمرة بن عبد كلال أخو معدي كرب بن عبد كلال، و الحارث بن عبد كلال، و ولده في أرض فلسطين و أرض مصر و هم بنو عمنا.

قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى: و سألت أبا الحجاج الرّعيني عن معدي كرب فقال: هم الحارث بن عبد كلال و معدي كرب بن عبد كلال، و عريب بن عبد كلال، و حمرة بن عبد كلال، فأما الحارث فمات باليمن، و أما معد فإنه صار إلى حمص و في حمص مات و قبره بباب اليهود، و أما عريب بن عبد كلال، فمات باليمن أيضا، و أخوه حمرة بن عبد كلال.

[قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: حمرة بن عبد كلال،] (2) روى عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا في فضل حمص، و من يدفن بها، و روى عنه راشد بن سعد.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، قال: و أما حمرة - الحاء مضمومة غير معجمة و الميم ساكنة و الراء غير معجمة - و منهم: حمرة بن عبد كلال، روى عن عمر بن الخطاب، و عبد اللّه بن عمرو (3)،روى عنه راشد بن سعد.

كتب إلي أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا ابن سليم، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني ح.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال:

قال لنا أبو سعيد بن يونس: حمرة بن ليشرح بن عبد كلال بن عريب الرّعيني، أمه أم قتال بنت معشر من أهل جيشان (4)،شهد فتح مصر، يحدّث عن عمر بن الخطاب، و الرواية عنه حمصية، حدّث عنه راشد بن سعد المقرائي و ابنه يعفر بن حمرة، يحدّث عن عمه معدي كرب بن ليشرح، حدّث عنه عياش بن عباس الفتياني.

ص: 184


1- بالأصل «بن» و لعل ما أثبتناه الصواب باعتبار العبارة التالية.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانب العبارة: صح صح صح.
3- بالأصل «عمر» و لعل الصواب ما أثبت.
4- جيشان مخلاف باليمن، و هي مدينة و كورة (ياقوت).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر ح.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد، أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال:

و حمرة بالحاء المهملة و الراء غير معجمتين حمرة بن عبد كلال، عن عمر، يروي عنه راشد بن سعد، و له ولد يقال له يعفر بن حمرة، روى عن عمه معدي كرب بن عبد كلال، و روى عن يعفر عياش بن عباس الفتياني.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما حمرة بضم الحاء و سكون الميم المخففة، فهو حمرة بن عبد كلال، روى عن عمر، و قال ابن يونس: هو حمرة بن ليشرح بن عبد كلال بن عريب الرّعيني، شهد فتح مصر، روى عنه عمر، حدّث عنه راشد بن سعد المقرائي (2).

1744 - حمرة بن مالك بن سعد الهمداني

1744 - حمرة بن مالك بن سعد الهمداني (3)

ممن وفد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من وجوه أهل الشام، و ممن وجهه أبو بكر الصّدّيق إلى الشام و شهد صفّين مع معاوية، و كان أميرا يومئذ على همدان الأردن، و كان أحد شهوده حين صالح عليا على تحكيم الحكمين، له ذكر في كتاب أبي مخنف لوط بن يحيى و غيره.

حكى عن أبي بكر.

روى عنه: عمرو بن محصن الأزدي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن محمّد، نا محمّد بن سعد (4)، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه (5) بن أبي سيف القرشي، عن من سمى من رجاله من أهل العلم قالوا: قدم وفد همدان على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عليهم مقطّعات الحبرة مكففة بالديباج،

ص: 185


1- الاكمال لابن ماكولا 500/2.
2- في الاكمال:«المقرئي» خطأ، و قد مرّ أن هذه النسبة إلى مقرى من قرى دمشق.
3- ترجمته في الإصابة 353/1 بغية الطلب لابن العديم 2939/6 أسد الغابة 534/1 و ذكره باسم حمزة.
4- طبقات ابن سعد 341/1.
5- قوله:«بن عبد اللّه» لم يرد في ابن سعد.

و فيهم حمزة (1) بن مالك من ذي مشعار، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«نعم الحيّ همدان ما أسرعها إلى النصر، و أصبرها على الجهد و منهم أبدال و فيهم أوتاد الإسلام». فأسلموا و كتب لهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كتابا بمخلاف خارف (2)،و يام (3) و شاكر (4)،و أهل الهضب، و جفاف (5) الرمل من همدان لمن أسلم منهم[3728].

و قرأت بخط الصوري: الصواب حمرة بن مالك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (6):حمرة (7) بن مالك بن سعد بن حمرة (8) بن مالك، و هو أبو شعيرة بن منبّه بن سلمة بن مالك بن عذر (9) بن سعد بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن الخيوان بن نوف بن همدان، و كان حمرة بن مالك هذا في شهود الحكمين مع معاوية بن أبي سفيان.

قال هشام بن محمّد بن السائب، فأخبرني أبي: أن حمزة (10) بن مالك هاجر من اليمن إلى الشام في أربعمائة عبد فأعتقهم فانتسبوا جميعا إلى همدان بالشام فلذلك كره أهل العراق أن يزوجوا أهل الشام لكثرة دغلهم و من انتمى إليهم من غيرهم، قال الصوري في نسخة خيران بدل الخيوان و هو الصواب (11).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: قال ابن الكلبي:

و ولد مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الخيار و نبتا، فولد الخيار ربيعة، فولد ربيعة أوسلة، فولد أوسلة زيدا، فولد زيد (12) مالكا، فولد مالك بن

ص: 186


1- كذا بالأصل و ابن سعد:«حمرة» و سينبه المصنّف إلى أن الصواب: حمرة.
2- خارف: من قرى اليمن و من أعمال صنعاء من مخلاف صداء (ياقوت).
3- يام: اسم قبيلة باليمن، أضيف إليها مخلاف باليمن عن يمين صنعاء (ياقوت).
4- شاكر: مخلاف باليمن عن يمين صنعاء (ياقوت).
5- ابن سعد: حقاف.
6- طبقات ابن سعد 57/4.
7- في ابن سعد: حمزة.
8- في ابن سعد: حمزة.
9- الأصل:«عدر» و المثبت عن ابن سعد.
10- كذا بالأصل و ابن سعد.
11- كذا و الذي في ابن سعد: الخيوان و في م: خيوان بدل الحيران.
12- الأصل: زيدا و الصواب عن م.

زيد أوسلة، و هو همدان، فولد همدان نوفا، فولد نوف خيران، فولد خيران جشما، فولد جشم حاشدا، فولد حاشد مالكا، فولد مالك بن جشم بن حاشد دافع، و ولد دافع ناشج (1) و سعدا و أوصى (2)،فولد سعد بن دافع عذر بطن منهم حمرة و سعد ابنا مالك بن سعد بن حمرة بن أبي شعيرة، و هو مالك بن منبّه بن سلمة بن مالك بن عذر، كان حمرة من شهود ما رأيت (3) يوم الحكمين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: قال أبو عبيدة: و كان على همدان الأردن حمرة (4) بن مالك - يعني بصفّين-.

ص: 187


1- في ابن حزم ص 394 ناشح.
2- في ابن حزم: و أصبى.
3- كذا بالأصل و بياض في م.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 196 و فيها «حمزة» بالزاي.

ذكر من اسمه حمزة

1745 - حمزة بن أحمد بن الحسين

ابن أحمد بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر

ابن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو الحسن العلوي

سكن دمشق و هو ابن عم محسن، له ذكر، و هو الذي قال بمصر في مجلس كافور الإخشيديّ لرسول صاحب المغرب ما قال.

و كان حمزة هذا يسكن باب الفراديس (1) و هو الذي هزأ هزوة شنيعة عند قراءة نسب المصريين على منبر دمشق.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي النحوي، قال: و في يوم الأربعاء لثلاث و عشرين ليلة خلت من جمادى الأولى سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة، وصل الخبر إلى دمشق بأن أبا الحسن حمزة بن أحمد العلوي مات بالاسكندرية، و ذلك أن الوزير أبا الفرج بن كليس (2) كان سيّره إليها، فمات بها (3).

1746 - حمزة بن أحمد بن حمزة

أبو يعلى القلانسي السبعي

الرجل الصالح.

ص: 188


1- هو الباب الرابع من أبواب جامع دمشق، عليه منارة محدثة.(أحسن التقاسيم. للمقدسي).
2- في النجوم الزاهرة 150/4 «ابن كلّس» وزير العزيز.
3- ذكر في النجوم الزاهرة أن الوزير بعث و حبسه بالاسكندرية إلى أن مات بها سنة 380(380/4).

حدّث عن أبي محمّد بن أبي نصر، و عبد الواحد بن أحمد بن مشماش، و أبي نصر منصور بن رامش.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن أبي فجة العطار.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن البعلبكّي، أنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن حمزة القلانسي، أنا الشيخ الرئيس أبو نصر منصور بن رامش النّيسابوري، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الجوني، نا الحسن بن الطيب البلخي، نا شيبان بن فرّوخ أبو محمّد الأيلي الحبطي مولى الحبطات، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سفر فتخلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأرهقتنا الصلاة قال: فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نحن نتوضأ فنادى منادي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: ويل للأعقاب من النار.

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم بن محمّد الخفّاف، نا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيات، نا الحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي، نا شيبان بن فرّوخ الأيلي الحبطي مولى الحبطات فذكر بإسناده مثله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي حمزة بن أحمد القلانسي السبعي يوم الأربعاء الرابع من جمادى الآخرة من سنة خمسين و أربعمائة، حدّث عن عبد الواحد بن مشماش، و عبد الرّحمن بن عثمان بجزء لم يكن عنده شيء وجد له بلاغ و كان يحفظ معاني النحاس و الوجوه و القطائر لمقاتل، و كان عبدا صالحا أقام ببيت في الجامع أربعين سنة بلا غطاء و لا وطاء رحمه اللّه.

1747 - حمزة بن أحمد بن علي بن معصرة - و يقال: حمزة بن محمّد -

أبو يعلى الأنصاري المتعبّد

من ساكني مسجد أبي صالح. حدّث عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عطية، و محمّد بن أحمد البزاز.

روى عنه: علي الحنّائي، و علي بن الخضر السّلمي.

ص: 189

ح (1)،و حدّثني أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي القيسي، أنا محمّد بن علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد، أنا أبي، أنا الشيخ أبو يعلى حمزة بن محمّد بن معصرة - زاد القيسي: بمسجد أبي صالح - نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد - زاد القيسي: بن عطية - نا الفضل بن جعفر، نا محمّد بن الدّرفس (2)،نا أحمد بن أبي الحواري، قال:

سمعت أبا سليمان الداراني يقول: ليست أعمال العباد بالتي ترضيه و لا تغضبه، إنما هو رضي عن قوم فاستعملهم بأعمال الرضا و سخط على قوم فاستعملهم بأعمال الغضب.

1748 - حمزة بن أحمد بن فارس

أبو يعلى بن كرّوس السّلمي (3)

سمع الفقيه نصر بن إبراهيم، و سهل بن بشر الأسفرايني، و مكي بن عبد السلام بن (4) الرّميلي المقدسي.

كتبت عنه بعد أن تاب توبة نصوحا و كان شيخا حسن السمت.

أخبرنا أبو يعلى بن كرّوس نا نصر بن إبراهيم، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز السراج - بدمشق - نا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن السقاء الحلبي، نا الهيثم بن خلف، نا أبو عثمان الصياد، نا محمّد بن مروان، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من قرأ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ مرة بورك عليه فإن قرأها مرتين بورك عليه و على أهله، فإن قرأها ثلاثا بورك عليه و على أهله و على جيرانه، و إن قرأها اثني (5) عشرة مرة بنى اللّه له بها اثني عشر قصرا في الجنة، و تقول الحفظة: انطلقوا بنا ننظر إلى قصور أخينا، فإن قرأها مائة مرة كفر عنه ذنوب خمس و عشرين سنة ما خلا الدماء و الأموال، فإن قرأها ثلاثمائة مرة كتب له أجر أربع مائة شهيد، كلّ قد عقر دوابه و أهريق دمه، و إن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى

ص: 190


1- كذا بالأصل و قبلها في م: أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر أنا علي بن الخضر.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 245/14 و اسمه محمد بن العباس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس. ضبطت الدرفس عن سير الأعلام، و ضبطت في الأنساب بضم الدال.
3- ترجمته في النجوم الزاهرة 362/5 شذرات الذهب 178/4 سير أعلام النبلاء 392/20.
4- سقطت «بن» من سير الأعلام.
5- كذا بالأصل، و ثمة سقط هنا في م.

مكانه من الجنة أو يرى له»[3729].

سمعت أبا يعلى حمزة بن أحمد بن كرّوس يقول: ولدت في يوم عيد الأضحى سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة، و مات يوم السبت ثالث و عشرين صفر من سنة سبع خمسين و خمسمائة و دفن بمقبرة باب الفراديس (1).

1749 - حمزة بن أسد بن علي بن محمّد

أبو يعلى التميمي المعروف بابن القلانسي العميد (2)

حدّث عن سهل بن بشر، و أبي أحمد حامد بن يوسف التّفليسي.

سمع منه بعض أصحابنا و لم أسمع منه (3).

و كان أديبا له خط حسن و نثر و نظم، و كان فيه تخصص و صنف تاريخا للحوادث بعد سنة أربعين و أربعمائة إلى حين وفاته، و تولى رئاسة دمشق مرتين، و كان يكتب له في سماعه أبو العلاء المسلم بن القلانسي فذكر أنه هو، و أنه كذلك كان يسمى.

و قرأت من شعره بخطه (4):

يا من تملّك قلبي طرفه فغدا *** معذبا بين أشواق و أشجان

امنن بوصل لعلّي أستجير به *** من سطوة البين في صدّ و هجران

ما لي منيت بممنوع يعذّبني *** و لا يزيد فؤادي غير أحزان

لا برّد اللّه قلبي من تخوفه (5) *** إن شئت حبي له يوما بسلوان

إذا ترنّم قمري على فنن *** في ليلة زاد في حزني و أشجاني

و كم أسرّ غرامي ثم أعلنه *** و ليس يخفى بكم سري و إعلاني

ص: 191


1- كتب عنه الذهبي في سير الأعلام قال: حدّث عنه: ابن عساكر، و ابنه القاسم، و عمر بن علي القرشي، و أخوه عبد الوهّاب، و القاضي عبد الرّحمن بن سلطان، و أبو القاسم بن صصري، و مكرم بن أبي الصقر، و إسحاق بن طرخان الشاغوري، و آخرون.
2- ترجمته في معجم الأدباء 278/10 شذرات الذهب 174/4 سير أعلام النبلاء 388/20 و بحاشيتها ذكرت أسماء مصادر أخرى ترجمته.
3- ذكر الذهبي في سير الأعلام فيمن حدّث عنه: أبو القاسم بن صصري و مكرم بن أبي الصقر.
4- الأبيات في معجم الأدباء 279/10.
5- معجم الأدباء: من تحرقه إن شبت.

لا برّد اللّه شوقي إن نويت لكم *** تغيّرا (1) بمال أو بسلوان

و قرأت له بخطه أيضا (2):

يا نفس لا تجزعي من شدّة عظمت *** و أيقني من إله الخلق بالفرج

كم شدّة عرضت ثم انجلت و مضت *** من بعد تأثيرها في المال و المهج

و قرأت بخطه (3):

إياك تقنط عند كلّ شديدة *** فشدائد الأيام سوف تهون

و انظر أوائل كلّ أمر حادث *** أبدا فما هو كائن سيكون

مات أبو يعلى بن القلانسي يوم الجمعة السابع من ربيع الأول من سنة خمس و خمسين و خمسمائة، و دفن يوم السبت ضحى نهار في جبل قاسيون و حضرت الصلاة عليه (4).

1750 - حمزة بن بيض الحنفي

1750 - حمزة بن بيض الحنفي (5)

شاعر مقدّم في الشعراء، و قرأ على سليمان بن عبد الملك و امتدحه قبل الخلافة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (6):و أما نمر - بفتح النون و كسر الميم و آخره راء - حمزة بن بيض بن نمر بن عبد اللّه بن شمر (7) بن عبد اللّه بن عمرو بن عبد العزّى بن سحيم بن مرّة بن الدّول بن حنيفة الشاعر المشهور، و قال: قيل هذا بأقل من صفحة.

ص: 192


1- معجم الأدباء: تغيرا ما بأشكال و ألوان.
2- البيتان في معجم الأدباء 280/10.
3- البيتان في معجم الأدباء 278/10-279.
4- في سير الأعلام 388/20 قال الذهبي: قلت: نيّف على الثمانين.
5- ترجمته في الأغاني 202/16 معجم الأدباء 280/10 الوافي بالوفيات 185/13 سير الأعلام 267/5 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و بيض: بكسر الباء الموحدة و سكون الياء قيدها في الوافي بالوفيات.
6- الاكمال لابن ماكولا 279/7 و 280.
7- في الاكمال: شمر بن عمرو بن عبد اللّه بن عمرو بن عبد العزى.

و أما (1) يمن - بفتح الياء و الميم - حمزة بن زيد بن بيض بن يمن بن عبد اللّه بن شمر بن عمرو بن عبد اللّه (2) بن عبد العزّى بن سحيم بن مرّة بن الدّول بن حنيفة، شاعر مشهور اختص ببني المهلّب. كذا ذكره في موضعين، و اللّه أعلم.

قرأت بخط علي بن سليمان الأخفش النحوي، عن علي بن يحيى المنجم، قال:

أنشدني إسحاق لحمزة بن بيض في سليمان بن عبد الملك (3):

لم تدر ما «لا» فلست قائلها *** عمرك ما عشت آخر الأبد

و لم تؤامر نفسيك (4) ممتريا *** فيها و في أختها و لم تكد

و هي على أنها خفها (5) أثقل *** حملا عليك من أحد

لما تعوّدت من نعم و نعم *** ألذّ في فيك من جنا الشّهد

إلاّ يكن عاجل تعجّله *** بغضا لئلا أن يقولها تعد (6)

و ما تعد في غد يكن غدك *** الواجب (7) للسائلين خير غد

و قال أيضا لسليمان (8):

أتينا سليمان الأمير نزوره *** و كان امرأ يحبى و يكرم زائره

إذا كنت بالنّجوى به متفرّدا *** فلا الجود مخليه و لا البخل حاضره

كلّ شافعي (9) سؤاله من ضميره *** على البخل ناهيه و بالجود آمره ؟

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و جماعة، عن أبي القاسم علي بن المحسّن التنوخي، قال: قرئ على أبي الحسن علي بن عيسى بن علي الرماني النحوي، أنا أبو بكر بن دريد، أنا أبو معمر، عن العمري، عن الهيثم بن عدي، أخبرني

ص: 193


1- الاكمال 280/7 و 281.
2- الاكمال: بن عبد اللّه بن عمرو بن عبد العزى.
3- الأبيات في معجم الأدباء 282/10 منسوبا لحمزة بن بيض.
4- معجم الأدباء: بتلك.
5- معجم الأدباء: الخفيفة.
6- عجزه في معجم الأدباء: لنا لئلا تقول لا فعد.
7- معجم الأدباء: الوافد.
8- الأبيات في معجم الأدباء 280/10-281.
9- معجم الأدباء: كفى سائليه سؤلهم.

مخلد بن حمزة بن بيض، قال: قدم أبي على يزيد بن المهلّب، و هو عند سليمان بن عبد الملك، فأدخله إليه فأنشده (1):

ساس (2) الخلافة و الداك كلاهما *** من بين سخطة ساخط أو طائع

أبواك ثم أخوك أصبح ثالثا *** و على جبينك نور ملك الرابع

شربت (3) خوف بني المهلّب بعد ما *** نظروا السبيل بسمّ موت ناقع

ليس الذي أولاك ربّك فيهم *** عند الإله و عندهم بالضّائع

فأمر له بخمسين ألفا.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج القاضي (4)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا عبد اللّه بن بيان (5)،نا عامر الكوفي، قال: دخل حمزة بن بيض على يزيد بن المهلّب يوم الجمعة و هو يتأهب للمضي إلى المسجد و جاريته تعمّمه، فضحك، فقال له يزيد: مم تضحك ؟ قال: من رؤيا رأيتها إن أذن لي الأمير قصصتها قال: قل، فأنشأ يقول:

رأيتك في المنام سننت خزّا *** عليّ بنفسجا و قضيت ديني

فصدّق يا هديت اليوم رؤيا *** رأتها في المنام كذاك عيني (6)

قال: كم دينك ؟ قال: ثلاثون ألفا، قال: قد أمرنا لك بها و مثلها، ثم قال: يا غلمان فتشوا الخزائن فجيئوه منها بكل جبة خزّ بنفسج تجدونها، فجاءوا بثلاثين جبة فنظر إليه يلاحظ الجارية، قال: يا جارية عاوني عمك على قبض الجباب، فإذا وصلت إلى منزله فأنت له، فأخذها و الجباب و المال و انصرف.

قال القاضي: قوله سننت خزا أي ألقيته و صببته عليّ .

و ذكر أبو بكر بن دريد، قال: أنشدني أبو عثمان - يعني سعيد بن هارون الأشناني

ص: 194


1- الأبيات في معجم الأدباء 281/10.
2- معجم الأدباء: حاز.
3- معجم الأدباء: سرّيت.
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي للقاضي المعافى بن زكريا 234/2-235 و معجم الأدباء 283/10.
5- الجليس الصالح: بنان.
6- البيتان في الجليس الصالح، و معجم الأدباء 283/10.

عن التّوّزي، قال: أنشدني أبو عبيدة لحمزة بن بيض الحنفي في يزيد بن المهلّب أو مخلد بن يزيد (1):

و متى يؤامر نفسه مستخليا *** في (2) أن يجود لذي الإخاء تقل جد

أو أن يعود له بنفخة نائل *** بعد الكرامة و الحباء تقل عد

أو في الزيادة بعد جزل عطائه *** للمستزيد من العفاة تقل زد

أو في الوفود على (3) أسير موثق *** بخلت أقاربه عليه تقل فد

أو في ورود شريعة محفوفة *** بالمشرفيّة و الرّماح تقل رد

و نعم بفيه ألذّ حين يقولها *** طعما (4) من العسل المشرب بفي الصّدي

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: قال أبو محمّد الهدادي: نزل حمزة بن بيض بقوم فأساءوا ضيافته و طرحوا لبغلته تبنا رديا فعافته فأشرف عليها فشحجت (5) حين رأته فقال (6):

احسبيها ليلة أدلجتها *** فكلي إن شئت تبنا أو ذري

قد أتى مولاك خبز يابس *** فتغدّي فتغدّي و اصبري (7)

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان الخطيب الشوكي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسين الرافقي المعروف بالخالع، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أبو العباس - يعني المبرّد-، عن أبي الفضل الرياشي، عن الأصمعي، قال: حمزة بن بيض الحنفي و حبسه خالد بن عبد اللّه بكفالته جميل بن حمران، فأدخل حمزة على خالد فقال:

ص: 195


1- الأبيات في معجم الأدباء 284/10، و بهامش المختصر نسبت الأبيات الثلاثة الأولى لزياد الأعجم.
2- عجزه في معجم الأدباء: في أن تجود لدى السؤال تقول جد.
3- معجم الأدباء: على فقير موبق.
4- معجم الأدباء: طعما من العسل المدوف بماء ورد.
5- شحجت أي صوتت، و صوت البغل: شحيج.
6- الخبر و الشعر في الأغاني 206/16 و معجم الأدباء 289/10.
7- عجزه في الأغاني: فتعزّي معه و اصطبري.

شاحب ناحل كصدر يمان *** صادق الوعد لفّ في غير جفن

زمنا ثم عاد عصبا حساما *** وجلا صفحتيه حد المسنّ

لم تكن عن خيانة لحقتني *** عن يساري و لا يميني جنتني

بل جناها أخ عليّ كريم *** و على أهلها براقش تجني

كان بي واثقا فلمّا دعاني *** و هو في مأزق شديد و سجني

و بلاء من البلاء عظيم *** قلت: لبيك، حين قال: أجبني

لم تلمني نفس عليه و لم أف *** رع بظفر من الندامة سني

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة، و قرأ إسناده علي - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي، نا محمّد بن محمود بن أبي الأزهر الخزاعي، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني النّضر بن شميل، قال (1):دخلت على أمير المؤمنين المأمون بمرو فقال: يا نضر أنشدني أخلب بيت للعرب، قلت: قول ابن بيض في الحكم بن مروان:

تقول لي و العيون هاجعة: *** أقم علينا يوما، فلم أقم

أي الوجوه انتجعت ؟ قلت لها: *** لأي وجه إلاّ إلى الحكم

متى يقل حاجبا سرادقه: *** هذا ابن بيض بالباب، يبتسم

قد كنت أسلمت قبل (2) مقتتلا *** هيهات إذ حلّ أعطني سلمي

فقال المأمون: للّه درك فكأنما شقّ لك عن قلبي.

قال القاضي: قوله: أسلمت قبل مقتتلا معناه أسلفت و أخذت قبيلا يعني كفيلا، و من السلف من كره الرهن و القبيل في السلم و منهم من أجازه، و قال: استوثق من حقك.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم البزاز، و أبو علي بن نبهان ح.

ص: 196


1- الخبر و الشعر في الأغاني 214/16.
2- في الأغاني: فيك مقتبلا.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الباقلاني، قالوا: أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، قال: اجتمع يزيد بن الحكم و حمزة بن بيض في حبس فقال له يزيد و هو يهزأ به: إنك لأستاذ بالشعر يا ابن بيض، فقال: أني لعمرك أني لأدق الغزل، و أصفق النسج و أرق الحاشية (1).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو عبد اللّه [و أبو غالب] (2) ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار:

أخبرني فليح بن إسماعيل، قال: كان عبد الرّحمن بن عنبسة في صحابة خالد بن عبد اللّه القسري فدخل حمزة بن بيض الحنفي عن خالد بن عبد اللّه يسأله أن يقضي عنه دينا، ففعل، ثم التفت إلى عبد الرّحمن بن عنبسة فقال: ارفع إليّ دينك فو اللّه إني لأراني قد أغفلتك، قال: كلا عهدي بصلة الأمير أحدث من ذلك، و من أين يكون عليّ دين، فقيل لعبد الرّحمن بعد ما خرج: ما ذا صنعت ؟ سألك عن دينك فتركت ذلك، فقال: و اللّه ما كانت العرب و لا العجم لتحدث عني أنه قضي دين عني و عن حمزة بن بيض في يوم واحد أبدا.

1751 - حمزة بن الحسن بن العباس بن الحسن

ابن أبي الجنّ الحسين بن علي بن [محمّد بن علي

ابن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي] (3)

أبو يعلى بن أبي محمّد القاضي المعروف بفخر الدولة (4)

ولي قضاء دمشق بعد سلمان بن علي بن النعمان، و كانت ولايته إياه من قبل أبي الحسن علي الملقب بالظاهر بن الملقب بالحاكم، و ولي النقابة بمصر و جدد بدمشق

ص: 197


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2942/6.
2- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة باعتبار ما أتى بعدها «ابنا البنا» ثم بعدها «قالوا» و استدركت على هامش م.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بجانب العبارة كلمة صح.
4- ترجمته في النجوم الزاهرة 35/5 الوافي بالوفيات 184/13 و انظر بالحاشية فيه أسماء مصادر ترجمت له.

مساجد منابر و قنيّا و أجرى الفوّارة (1) التي في جيرون (2)،و ذكر أنه وجد في تذكرته صدقة كل سنة سبعة آلاف دينار. و هو الذي أنشأ القيسارية المعروفة بالفخرية.

و كان قد سمع أبا عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل.

حكى عنه الشريف أبو الغنائم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد النسّابة الحسيني.

قرأت في كتاب الشريف أبي الغنائم النّسّابة: أردت المسير إلى دمشق فودعت الشريف فخر الدولة و كان إذ ذاك بمصر و قلت وقت توديعي له:

أستودع اللّه مولاي الشريف و ما *** يحويه من نعم تبقى و يوليها

فإنني عند توديعي لحضرته *** ودّعت من أجله الدنيا و ما فيها

فلما سمع البيتين أقسم عليّ أن أقيم فأقمت، و أنعم عليّ و أنشدني أبياتا لقسّ (3) بن ساعدة الإيادي (4):

علم النجوم على العقول وبال *** و طلاب شيء ما ينال ضلال

ما ذا طلابك علم شيء أغلقت *** من دونه الأبواب و الأقفال

افهم فما أحد بغامض فطنة *** يدري متى الأرزاق و الآجال

إلاّ الذي من فوق سبع عرشه *** فلوجهه الإكرام و الآجال

قرأت بخط أبي الفرج بن علي، ذكر لي الشريف النسيب أن مولد الشريف فخر الدولة أبي يعلى حمزة في المحرم سنة تسع و ستين و ثلاثمائة، و أن وفاته كانت في شهر ربيع الأول سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة (5)،قلت له: فسمع شيئا من الحديث ؟ قال:

نعم، سمع من ابن أبي كامل في سنة سبع و أربعمائة، قلت: فحدّث بشيء؟ فقال: الا ما علمت.

ص: 198


1- عن الوافي بالوفيات و بالأصل «الفرارة».
2- باب جيرون، أحد أبواب الجامع بدمشق، بابه الشرقي، فيه فوارة ينزل عليها بدرج كثيرة في حوض من رخام (معجم البلدان).
3- الأصل: لقيس.
4- الأبيات في النجوم الزاهرة 35/5.
5- انظر وفاته النجوم الزاهرة 35/5 و الوافي بالوفيات 184/13 و في خبر ورد في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 83 ما يشير إلى أنه كان حيا سنة 440 ه .

و قرأت بخط أبي الفرج أيضا فيما علقه من تاريخ الممدودي، قال: و في شهر ربيع الأول من سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة توفي فخر الدولة الشريف بدمشق، قال غيره: يوم الأربعاء لعشر خلون منه.

1752 - حمزة بن الحسن بن المفرج

أبو يعلى الأزدي المقرئ المعروف: بابن أبي خيش، دلاّل الكتب

سمع أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و سهل بن بشر، و أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد البوسنجي (1)،كتبت عنه و كان شيخا مستورا مواظبا على قراءة القرآن في السبع، و كان أقطع اليد اليمنى و ينسخ باليد اليسرى خطا رديئا.

و سألته عن سبب قطع يده فذكر لي أنه كان في صباه عند فوّارة جيرون و أن قطارا من جمال جيء بها حتى تشرب من الفوّارة فدخل القطار بين عمدها، فسقطت، فوقع على يده حرف رصاصة، فذهبت.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي - قراءة عليه - نا إبراهيم بن عبد اللّه العبسي القصار أبو إسحاق - بالكوفة - أنا وكيع بن الجرّاح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مدّ أحدهم و لا نصيفه»[3730].

توفي أبو يعلى بن أبي خيش ليلة الخميس و دفن يوم الخميس بعد صلاة الظهر سلخ صفر سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة في مقابر باب الفراديس.

1753 - حمزة بن حراش

1753 - حمزة بن حراش (2)

أبو يعلى الهاشمي

حدّث عن عبد اللّه القشيري.

ص: 199


1- كذا بالسين المهملة، و الصواب بالشين المعجمة نسبة إلى بوشنج أو فوشنج انظر معجم البلدان.
2- الأصل و م:«حراس» و في مختصر ابن منظور 261/7 «خراش» و سيرد أثناء الترجمة «حراش» و هو ما أثبتناه. و في الأنساب (الجدياني): «خراش».

روى عنه: أبو حفص عمر بن صالح بن عثمان الجدياني (1).

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن أبي حريصة الفقيه المالكي، سنة ستين و أربعمائة، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد من كتابه، نا أبو حفص عمر بن صالح بن عثمان بن عامر المرّي الجدياني - بقرية جديا سنة عشرين و ثلاثمائة - نا أبو يعلى حمزة بن حراش الهاشمي، قال: كان لأبي بضع (2)عشرة ولدا و كنت أصغرهم قال: فمر به عبد اللّه القشيري فسلّم عليه، فردّ عليه السلام فقال له: امسح يدك برأس ابني، فمسح يده على رأسي و دعا لي بالبركة، فقال له أبي:

أفد ابني هذا.

فقال القشيري: حدّثني أنس بن مالك، قال: كنت أصحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فسمعته و هو يقول:«اللّهم أطعمنا من طعام الجنة» قال: فأتي بلحم طير مشوي فوضع بين يديه فقال:

«اللّهم ائتنا بمن تحبه و يحبك و يحب نبيك و يحبه نبيك» قال أنس: فخرجت فإذا علي بن أبي طالب بالباب، قال: فاستأذن لي: فلم آذن له، فقعدت فسمعت من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثل ذلك قال أنس: فخرجت فإذا علي بالباب فاستأذنني فلم آذن له، قال أبو حفص الجدياني (3):أحسب أنه قال ثلاثا، فدخل بغير إذني، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما الذي بطأ بك يا علي»؟ قال: يا رسول اللّه جئت لأدخل فحجبني أنس، قال:«يا أنس لم حجبته» قال:

يا رسول اللّه لمّا (4) سمعت الدعوة أحببت أن يجيء رجل من قومي فيكون له، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تضر الرجل محبة قومه ما لم يبغض سواهم»[3731].

1754 - حمزة بن سعيد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

ص: 200


1- هذه النسبة إلى جديا، قرية من قرى دمشق. ضبطها السمعاني بفتح الجيم و الدال، ذكره و ترجم له. و فيه: يروي عن أبي يعلى حمزة بن خراش الهاشمي.
2- كذا بالأصل و الصواب: بضعة عشر ولدا.
3- في مختصر ابن منظور 261/7 «الحدباني» خطأ.
4- الأصل: لم و الصواب عن م.

1755 - حمزة بن أبي طالب بن حمزة

أبو الحسين المنبجي القاضي (1)

سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي.

روى عنه: أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن طلحة الأصبهاني.

1756 - حمزة بن أبي طاهر بن إسماعيل النقيب

ابن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل

ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو الحسن الحسيني ابن ابن عم محسن

له ذكر، بلغني أن الشريف أبا الحسن حمزة بن طاهر توفي يوم الجمعة لست عشرة ليلة خلت من صفر سنة إحدى و خمسين و أربعمائة.

1757 - حمزة بن عبد اللّه بن الحسين بن أبي بكر بن عبد اللّه

أبو القاسم ابن الشام الأطرابلسي الشاهد الفقيه الأديب (2)

قدم دمشق و حدّث بها و بأطرابلس، عن أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي، و أبي القاسم عبد الوهاب بن عبد اللّه البغدادي، و أبي طالب علي بن الحسن بن إبراهيم بن سعد التميمي الحمصي، و القاضي أبي نصر محمّد بن محمّد بن عمرو النّيسابوري، و أبي طاهر محمّد بن سليمان بن أحمد بن محمّد بن ذكوان الصّيداوي، و أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي، و أبي حفص عمر بن عبيد اللّه بن خراسان، و أبي يوسف يعقوب بن مسدّد بن يعقوب القلوسي، و أبي الحسن محمّد بن أحمد بن طالب البغدادي، و أحمد بن عطاء الرّوذباري، و أبي بكر أحمد بن صالح المقرئ البغدادي، و أبي بكر عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن حيدرة.

روى عنه: علي بن أبي زروان، و علي و إبراهيم الخنانيان (3)،و أبو نصر بن

ص: 201


1- ذكره ابن العديم في بغية الطلب 2944/6.
2- ترجمته في معجم البلدان «أطرابلس».
3- في معجم البلدان: روى عنه علي بن أبي زوران و علي بن إبراهيم الجنّابيّان و لعله الصواب و لم أصل فيما لدي من كتب الرجال إلى إثبات ما ورد بالأصل و في م: الجنايبان.

الجبّان (1)،و علي بن أحمد بن حويّ ، و عبد الواحد بن جبريل الهروي، و علي بن الخضر السّلمي، و علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، و أبو بكر محمّد بن علي الحداد، و المسلّم بن عبد الواحد بن عمرو الأطرابلسي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن أبي العيش، و القاضي أبو عبد اللّه القضاعي، و أبو علي الأهوازي، و أبو القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي، و أبو الحسين بن التّرجمان الصوفي، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن صالح المطرّز.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد، أنا علي بن الخضر بن سليمان السّلمي، أنا حمزة بن عبد اللّه بن الحسين الأطرابلسي الشاهد - قدم علينا دمشق - نا أحمد بن صالح المقرئ - بأطرابلس - نا أحمد بن الحسن النحوي، نا أحمد بن عبيد بن ناصح، نا محمّد بن مصعب، نا الأوزاعي عبد الرّحمن بن عمرو، نا مكحول، عن عطية بن قيس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أيما عبد جاءته موعظة من اللّه عزّ و جلّ في دينه فإنها نعمة من اللّه جلّ و عزّ سبقت إليه، فإن قبلها بشكر و إلاّ كانت حجّة من اللّه ليزداد بها إثما، و يزداد الله بها سخطا»[3732].

1758 - حمزة بن عبد اللّه بن سليمان

ابن أبي كريمة الصيداوي

حدّث عن عبيد بن حيّان (2) الجبيلي.

روى عنه: ابنه محمّد بن حمزة.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة، نا أبي حدّثني أبي حمزة بن عبد اللّه، نا عبيد بن حبان (3) نا إسماعيل بن عياش، عن عبد اللّه بن عمر، و غندر، عن زياد بن سمعان، و موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنما مثل القرآن

ص: 202


1- الأصل و م «الحبان» و الصواب ما أثبت، و اسمه عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر أبو نصر المرّي الأذرعي الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 468/17.
2- كذا بالأصل و معجم البلدان «الجبيل» و في مختصر ابن منظور 262/7 و م حبان بالباء الموحدة.
3- كذا بالأصل و م هنا بالباء الموحدة، و قد تقدمت اللفظة بالياء.

كمثل الإبل المعلّقة (1) إن تعاهدها صاحبها أمسكها، و إن أطلق عنها ذهبت»[3733].

كذا قال، و الصواب: و عبد اللّه بن زياد بن سمعان.

1759 - حمزة بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب

ابن نفيل بن عبد العزّى بن رباح (2) بن عبد اللّه

ابن قرط بن رزاح (3) بن عدي بن كعب

أبو عمارة القرشي العدوي المدني (4)

حدّث عن أبيه، و عائشة.

روى عنه: عبد اللّه، و محمّد ابنا مسلم بن شهاب الزّهريان، و الحارث بن عبد الرّحمن خال ابن أبي ذئب، و صفوان بن سليم، و عبيد اللّه بن أبي جعفر، و عتبة بن مسلم المديني التيمي مولاهم، و أبو عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة الأسدي، و وفد على بعض خلفاء بني أمية مستميحا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد بن جعفر الرّستمي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا المعلّى بن أسد ح.

و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا حمدان بن علي الوراق، و اسمه محمّد، نا معلّى بن أسد، نا وهيب، عن النعمان بن راشد، عن عبد اللّه بن مسلم أخي الزهري، عن حمزة بن عبد اللّه، قال: خرجنا إلى الشام نسأل فلما قدمنا المدينة قال لنا ابن عمر: أتيتم الشام تسألون، أما إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم

ص: 203


1- كذا و في مختصر ابن منظور 262/7 «المعقّلة» و مثله في النهاية لابن الأثير «عقل» و فيه: الإبل المعقلة أي المشدودة بالعقال، و التشديد فيه للتكثير و مضطربة في م و قد تقرأ: المصقلة.
2- ابن حزم: رياح، بالمثناة التحتية.
3- «رزاح» رسمها و إعجامها غير واضح بالأصل و الذي أثبتناه رزاح عن ابن حزم ص 150 بفتح الراء و الزاي و في م:«فرط بن رزاح».
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 21/2، ذكره و نسبه ابن حزم في الجمهرة ص 150-153 الوافي بالوفيات 174/6 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

يقول:«ما تزال المسألة بالعبد - و قال يعقوب: بالرجل - حتى يلقى اللّه و ما في وجهه مزعة (1)-زاد يعقوب: من لحم»[3734].

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي.

و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب و أبو منصور برغش بن عبد اللّه الزيني عنه، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا أبي، و شعيب عن الليث، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر، قال: سمعت حمزة بن عبد اللّه، يقول: سمعت عبد اللّه بن عمر، يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما يزال الرجل يسأل حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم»، و قال:«إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم فيقول: لست صاحب ذلك، ثم يأتون موسى فيقول كذلك، ثم محمّد (2) صلّى اللّه عليه و سلّم بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، فيومئذ يبعثه اللّه مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم»[3735].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرّحمن، عن حمزة بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه قال: كانت تحتي امرأة كنت أحبها، و كان أبي يكرهها، فأمرني بطلاقها فأبيت، فذكر ذلك عمر لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا عبد اللّه طلقها»[3736].

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا (3):أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال في تسمية ولد عبد اللّه بن عمر: عبيد اللّه بن عبد اللّه، و حمزة بن عبد اللّه حمل عنهما العلم، و أمهما و أم سالم أم ولد.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا:

أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد عبد الوهاب: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو

ص: 204


1- المزعة: القطعة اليسيرة من اللحم.
2- كذا:«ثم محمد» و في صحيح مسلم: ثم يأتون محمدا.
3- تقرأ بالأصل «قالا» و تقرأ «قالوا» و المثبت عن م.

الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا أبو حفص عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):حمزة بن عبد اللّه بن عمر لأم ولد يكنى أبا عمارة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال في تسمية ولد عبد اللّه بن عمر: و سالم و عبد اللّه (2)،و حمزة و أمهم أم ولد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3)،قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة: حمزة بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و يكنى أبا عمارة و قد روى عنه الزهري.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن الحسن بن علي الجوهري، نا أبو عمر بن حيّوية، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم ح.

قال: و قرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الحلاب، نا الحارث بن أبي أسامة، قالا: نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الثانية (4) أيضا:

حمزة بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و أمه أم ولد و هي أم سالم بن عبد اللّه و كان حمزة يكنى أبا عمارة، و قد روى عنه الزهري، و كان ثقة قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (5):حمزة بن عبد اللّه بن عمر بن

ص: 205


1- طبقات خليفة بن خياط ص 428 رقم 2115.
2- كذا بالأصل و م، و الصواب: و عبيد اللّه، انظر طبقات ابن سعد 202/5، و في ابن سعد 201/5 عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر: و أمه صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي.
3- هذا الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في ابن سعد المطبوع.
4- طبقات ابن سعد 203/5.
5- التاريخ الكبير للبخاري 47/1/2.

الخطاب القرشي العدوي المدني، سمع أباه سمع منه الزهري، و هو والد عمر (1) بن حمزة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة-.

قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):حمزة بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، يكنى أبا عمارة، روى عن أبيه، روى عنه الزهري، و أخوه عبد اللّه، و الحارث بن عبد الرّحمن، و صفوان بن سليم و عبيد اللّه بن (3) جعفر، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمداني في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم، قال: أبو عمارة حمزة بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المديني، أخو سالم و أمهما جميعا أم ولد، سمع أباه أبا عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب العدوي، روى عنه و عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزّهري، و أخوه أبو محمد عبد اللّه بن مسلم بن شهاب القرشي، و عتبة بن مسلم التميمي، و عبد اللّه بن أبي جعفر القرشي المصري، و عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت الأسدي، و أبو عمرو بن حماس الليثي، و هو والد عمر بن حمزة.

أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت حاتم بن الليث الجوهري، قال: سمعت مصعب بن عبد اللّه - يعني الزّبيري - قال: كان حمزة بن عبد اللّه أمّه أم سالم أيضا، و كان حمزة يكنى أبا عمارة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر السّجزي، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين، قال: حمزة بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، أبو عمارة القرشي العدوي المديني، و هو والد عمر،

ص: 206


1- كذا بالأصل و الذي في البخاري: و هو والد عباد و عبد الواحد.
2- الجرح و التعديل 212/2/1.
3- في الجرح: بن أبي جعفر.

سمع أباه، روى عنه الزهري، و عبيد اللّه بن أبي جعفر في العلم و الزكاة و التعبير.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو أحمد علي بن محمد بن عبد اللّه المروزي، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: فقهاء أهل المدينة اثني (1) عشر:

سعيد بن المسيّب (2)،و أبو سلمة بن عبد الرّحمن (3)،و القاسم بن محمد (4)، و سالم بن عبد اللّه بن عمر (5)،و حمزة بن عبد اللّه بن عمر، و زيد بن عبد اللّه بن عمر (6)،و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر (7)،و أبان بن عثمان بن عفان (8)،و قبيصة بن ذؤيب (9)،و خارجة بن زيد بن ثابت (10)،و إسماعيل بن زيد بن ثابت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، أنا أبو العباس الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد قال (11):

حمزة بن عبد اللّه بن عمر مدني تابعي ثقة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (12)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان بن داود الطوسي (13)،أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان بن

ص: 207


1- كذا و الصواب: اثنا عشر.
2- ترجمته في سير الأعلام 217/4 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمته.
3- ترجمته في سير الأعلام 287/4 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمته.
4- ترجمته في سير الأعلام 53/5 و بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمته.
5- سير الأعلام 457/4.
6- طبقات ابن سعد 203/5.
7- طبقات ابن سعد 202/5.
8- سير الأعلام 351/4.
9- سير الأعلام 382/4.
10- سير الأعلام 437/4.
11- تاريخ الثقات للعجلي ص 133.
12- بالأصل «المزرقي» بالقاف و في م: المرزفي، و الصواب ما أثبت بالفاء.
13- كذا مكررة بالأصل.

داود الطوسي (1)،نا أبو عبد اللّه الزّبير بن بكّار، حدّثني عبيد اللّه بن خالد بن أبي بكر بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، حدّثني حمزة بن عبد اللّه بن عمر، قال: كنت أحس من نفسي بحسن صوت، و كان صوت سالم بن عبد اللّه كرغاء البعير فقلت له: أنا أحسن منك صوتا، فقال لنا عبد اللّه بن عمر: خدا حتى أسمع، فغنينا غناء الركبان، فقلت لأبي: أينا أحسن صوتا؟ فقال: أنتما كحماري العبادي.

1760 - حمزة بن عبد اللّه

أبو يعلى

حكى بكفربطنا (2)،عن عثمان بن دارس المكي.

روى عنه: ابن سنان.

أخبرنا أبو الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، أنا علي بن طاهر بن جعفر السلمي النحوي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الرّحمن الطرائفي، أنا تمام بن محمد الرازي، أنا إبراهيم بن محمد بن صالح القرشي، نا أبو يعلى حمزة بن عبد اللّه بكفربطنا، نا عثمان بن دارس المكي، قال: كنت جارا للفضيل بن عياض، فكان يصلّي ورده فإذا قضى ذلك قال: اللّهم إنك أنعمت على الصالحين و أثنيت عليهم و أنا عبدك فأنعم عليّ و أثن عليّ .

قال أبو يعلى: رحل أحمد بن حنبل إلى عبد الرزاق و أنا صبي صغير.

1761 - حمزة بن عبد الرزاق بن محمد بن سعيد

أبو الحسن العطار الشاهد

حدّث عن: القاضي أبي بكر الميانجي.

روى عنه: علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنا أبو الحسن حمزة بن عبد الرزاق بن محمد بن سعيد العطار الشاهد، نا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو خليفة

ص: 208


1- كذا مكررة بالأصل.
2- كفربطنا بفتح أوله و سكون ثانيه - و بعض يفتحها - و فتح الباء الموحدة و طاء مهملة من قرى غوطة دمشق.

الفضل بن الحباب الجمحي، نا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، نا قيس - يعني ابن الربيع-، عن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه، عن جده هانئ، قال:

قلت: يا رسول اللّه، مرني بعمل، قال:«أطعم الطعام و أفش السلام»[3737].

1762 - حمزة بن عبد العزّى بن أبان بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر.

1763 - حمزة بن عثمان

أبو الأغرّ العبيدي الحمصي

حدّث بدمشق عن أبي الحسين محمد بن عبيد اللّه بن الفضل الحمصي.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الغسّاني المعروف بابن الطّيّان.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، عن أبي بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطّيّان، نا أبو الأغرّ حمزة بن عثمان العبيدي الحمصي - قراءة عليه بدمشق - نا أبو الحسين محمد بن عبيد اللّه بن الفضل الحمصي - بحمص - نا محمد بن مصفّى بن بهلول القرشي، نا ابن أبي فديك عن سلمة بن وردان، عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من ترك الكذب و هو باطل بني له من ربض الجنة، و من ترك المراء و هو محق بني له في وسطها، و من حسن خلقه بني له في أعلاها»[3738].

1764 - حمزة بن عثمان بن أحمد

أبو يعلى الروماني (1) الكشمني الصوفي المقرئ

سكن دمشق في دويرة حمد، و حدّث بها عن مكي بن عبد السلام المقدسي، و كان قد سمع من نصر بن إبراهيم، و سهل بن بشر.

رأيته و لم أسمع منه شيئا، و سمع منه أخي أبو الحسين رحمه اللّه، و أبو محمد بن صابر، و ابنه أبو المعالي.

ص: 209


1- في مختصر ابن منظور 263/7 الرزماني و في م: الررماني.

فمما سمع منه ما قال فيه، أخبرنا مكي (1) بن عبد السلام بن الحسين بن القاسم بن محمد أبو القاسم المقدسي - بها، في المسجد الأقصى سنة ست و ستين و أربعمائة - أنا الشيخ أبو سعد إسماعيل بن عبد القاهر بن محمد الجرجاني الإسماعيلي - بقراءتي عليه ببغداد - نا أبو الحارث محمد بن عبد الرحيم الأستوائي الحافظ ، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي، نا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يشتمه، و من كان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته، و من فرج عن مسلم كربة فرج اللّه عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، و من ستر مسلما ستره اللّه يوم القيامة»[3739].

أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا مكي بن عبد السلام، إجازة، فذكر الحديث.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمد بن علي بن محمد الخشاب، و سعيد بن أحمد بن محمد ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا سعيد بن أحمد بن محمد، و أحمد بن الحسن بن أحمد الأزهري، قالوا: أنا الحسن بن أحمد المخلدي، فذكره، و قال: عن الزهري.

1765 - حمزة بن علي بن حمزة

أبو يعلى الجذامي

حدّث بدمشق سنة إحدى و أربعين و أربعمائة و بعدها، عن أبي الفتح محمّد بن حمزة القرشي، و أبي الحسن علي بن الخضر السلمي.

سمع منه: يعقوب بن علي الأطلقي، و خلف بن مسلم بن علي.

1766 - حمزة بن علي بن منصور الهروي

قدم دمشق، و حدّث بها في سنة أربع و عشرين و أربعمائة، عن أبي العباس

ص: 210


1- ترجمته في سير الأعلام 178/19.

محمد بن محمد بن عبد اللّه الهروي.

سمع منه رشأ بن نظيف، و أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى الحداد.

1767 - حمزة بن علي بن هبة اللّه بن الحسن بن علي

أبو يعلى الثعلبي البزاز المعروف بابن الحبوبي (1)

سمع أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا الفتح نصر بن إبراهيم، و أبا الفرج سهل بن بشر.

كتبت عنه شيئا يسيرا، و كان شيخا لا بأس به، سمعه عمه أبو المجد معالي بن هبة اللّه (2).

أخبرنا أبو يعلى بن الحموي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قال: قرئ على أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ الحمّامي - ببغداد - نا أحمد بن سلمان النّجّاد، نا يحيى بن جعفر، نا عبد الوهاب، أنا التميمي، عن أنس في دعاء ذكره عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه كان يتعوذ من عذاب القبر.

سمعت أبا يعلى يقول: مولدي في آخر سنة اثنتين و سبعين و أربعمائة، و مات أبو يعلى ليلة الخميس، و دفن يوم الخميس بعد صلاة الظهر الثالث من جمادى الأول سنة خمس و خمسين و خمسمائة عند مسجد شعبان بسفح جبل قاسيون، حضرت الصلاة عليه (3).

ص: 211


1- ترجمته في النجوم الزاهرة 174/4 بغية الطلب 2953/6 سير الأعلام 357/20 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.«و الحبوبي» أثبتت عن سير الأعلام و ابن العديم، و قد تحرفت بالأصل «الجبري» أو «الحيري».
2- ذكر في سير الأعلام 357/20 فيمن حدّث عنه: ابن عساكر و ابنه، و أبو المواهب بن صصري، و أخوه الحسين، و عبد الخالق بن أسد، و ابنه غالب، و حمزة بن عبد الوهّاب، و ابنه أحمد بن حمزة بن الحبوبي، و مكرم بن أبي الصقر، و أبو نصر الشيرازي، و كريمة الزبيرية و هي آخر من حدّث عنه. و انظر بغية الطلب 2954/6.
3- الخبر نقله ابن العديم عن ابن عساكر 2955/6 و انظر سير الأعلام 358/20.

1768 - حمزة بن علي

أبو يعلى بن العين زربي الشاعر (1)

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي السّلمي لأبي يعلى حمزة بن العين زربي من جملة رسالة له (2):

يا راكبا [يقطع] (3) عرض الفلا *** بلّغ أحبائي الذي تسمع

قل لهم ما جفّ لي مدمع و لا *** هناني بعدكم مضجع (4)

و لا لقيت الطيف مذ غبتم *** و إنما يلقاه من يهجع

و قرأت بخط أبي الفرج أيضا، ناولني أبو يعلى حمزة بن علي بدمشق، بخطه لنفسه من قصيدة، و قرأت أنا ذلك بخط حمزة (5):

تناسيتم عهد الهوى بعد تذكار *** فأجرى حديثي عندكم مدمعي الجاري

و أنكرتم (6) بعد اعتراف مودتي *** فهيّجتم (7) وجدي و أضرمتم ناري

و هل دام في الأيام وصل لهاجر *** و ودّ لخوّان و عهد لغدّار

أ ما حاكم لي في هواكم يقيلني *** أ ما آخذ لي بعد سفك دمي ثاري (8)

و إنّي لصبّار على ما ينوبني *** و لكن على هجرانكم غير صبّار

قرأت بخط أبي يعلى حمزة بن العين زربي لنفسه في ابن منزوا مما كتبه لغيث و ناوله إياه (9):

ص: 212


1- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2952 معجم الأدباء 5/11 و العين زربي نسبة إلى عين زربة و هي بلدة من الثغور الشامية كما في بغية الطلب.
2- الأبيات في بغية الطلب 2952/6 و معجم الأدباء 7/11.
3- الزيادة للوزن عن ابن العديم، و صدره في معجم الأدباء: يا راكبا عرض الفلاة ألا
4- عجزه في معجم الأدباء: و لم يطب لي بعدكم مضجع .
5- الأبيات في معجم الأدباء 7/11 و ابن العديم 2953/6.
6- صدره في معجم الأدباء: و أنكرتموني بعد عرفان صبوتي .
7- عن المصدرين و اللفظة غير واضحة بالأصل.
8- عن المصدرين السابقين، و بالأصل «ناري».
9- الأبيات في معجم الأدباء 5/11-6.

هل تأمل يبقي لك الخليط إذا بان *** بالهم فؤادا (1) و بالمدامع أجفان

أ تطمع في سلوة و جسمك خال *** بالسقم و من حبهم فؤادك ملان

تبتغي أملا دونه حشاشة نفس *** تبغي (2) بهوى في الحشا يضاعف

اعتلّ لأجفانك القريحة أجفان *** إذ بان حمول من العقيق إلى البان

فالدمع إذا ما استمر فاض نجيعا *** و الحبّ إذا ما استقر ضاعف أشجان

للّه وجوه بدت لنا كبدور *** حسنا و قدود غدت تميس كأغصان

لك عزموا عزمة الفراق أعادوا *** للقلب هموما تحل فيه و أحزان

سقيا لزمان مضى ففرق شملا *** أيام حلاّ العيش في الوصال بحلوان

يا ساكنة في الحشا ملكت فؤادا *** أضحت حرق الوجد فيه تضرم نيران

حتام تمنّي الفؤاد منك بوعد *** هل ينفع لمع الشراب (3) غلّة عطشان

حتام أرى راجيا وصال حبيب *** قد أسرف في هجرة و آمن خوّان

ذكر شيخنا أبو محمّد بن الأكفاني أن كسرة أتشز (4) بن أوق بديار مصر كانت سنة تسع و ستين (5) و أنه لما نزل عاد و جمع و طلع إلى القدس ففتحها، و قتل بها ذلك العالم العظيم، و قتل فيمن قتل حمزة أخو إسماعيل بن العين زربي في شوال من هذه السنة.

1769 - حمزة بن عمرو بن عويمر بن الحارث

ابن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عديّ بن سهم

ابن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى

أبو صالح - و يقال: أبو محمّد - الأسلمي (6)

له صحبة، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث و حدّث عن أبي بكر الصديق، و عمر الفاروق.

ص: 213


1- في الأصل «موادا» و المثبت عن معجم الأدباء.
2- عجزه في معجم الأدباء: و في الحشي مني هوى تضاعف أشجان .
3- معجم الأدباء: السراب.
4- كذا: أتشر بالشين المعجمة.
5- في معجم الأدباء 5/11 قتل في الوقعة التي كسر فيها أتسز بن أوق سنة ست و خمسين و خمسمائة.
6- ترجمته في الاستيعاب 276/1 هامش الإصابة، و الإصابة 354/1 و فيهما «عمر» بدل «عمرو». أسد الغابة 532/1 تهذيب التهذيب 21/2 الوافي بالوفيات 172/13 و انظر بالحاشية فيه ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و نص ابن الأثير في أسد الغابة لرفع الالتباس «عمرو: بفتح العين و تسكين الميم و آخره واو».

روى عنه: ابنه محمّد بن حمزة، و عائشة أم المؤمنين، و سليمان بن يسار، و عروة بن الزبير، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و أبو مراوح مولى أبي ذرّ الغفاري، و حنظلة بن علي الأسلمي.

و قدم الشام غازيا و هو كان البشير بفتح وقعة أجنادين إلى أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا سعيد بن منصور، نا المغيرة بن عبد الرّحمن، عن أبي الزناد (2)،حدّثني محمّد بن حمزة الأسلمي، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمّره على سرية فخرجت فيها فقال:«إن وجدتم (3) فلانا فأحرقوه بالنار»، فلما وليت ناداني فقال:«إن أخذتموه فاقتلوه، فإنه لا يعذب بالنار إلاّ رب النار»[3740].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعيد الجنزرودي (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا سعيد بن عبد الجبار، نا المغيرة بن عبد الرّحمن - زاد ابن حمدان: بن عبد اللّه، و قالا:- ابن خالد بن حزام الحزامي (5)، حدّثني أبو الزناد أن محمّد بن حمزة، حدثه عن أبيه حمزة الأسلمي: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعثه في سرية و أمّره عليهم و قال:«إن أخذتم فلانا فأحرقوه بالنار» فلما وليت دعوني من ورائي فجئت فقال:«إن أخذتم فلانا فاقتلوه و لا تحرقوه بالنار فإنه لا يعذب بالنار إلاّ رب النار»[3741].

و رواه حنظلة بن علي الأسلمي عن حمزة.

ص: 214


1- مسند الإمام أحمد 494/3.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن مسند أحمد.
3- في المسند: إن أخذتم.
4- رسمها بالأصل: الجنزودي، و الصواب ما أثبت عن م.
5- انظر ترجمته في سير الأعلام 166/8.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم الحنّائي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال الحنّائي (1) البغدادي - بدمشق - أنا أبو يوسف يعقوب (2) بن عبد الرّحمن بن أحمد بن يعقوب الجصّاص الدعاء، نا إسماعيل بن أبي الحارث، نا حجاج، قال: قال ابن جريج: أخبرني زياد أن أبا الزناد أخبره [قال:] أخبرني حنظلة بن علي أن حمزة بن عمرو الأسلمي [قال] إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعثه و رهطا معه سرية إلى رجل من عذرة فقال لهم:«إن قدرتم على فلان فأحرقوه بالنار»، قال: فانطلقوا حتى إذا تواروا منه، ناداهم و أرسل إليهم في أثرهم فردّهم فقال:«إن قدرتم عليه فاقتلوه و لا تعذبوه بالنار فإنه لا يعذب بالنار إلاّ رب النار»[3742].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن محمّد بن محمّد، نا عمر بن مدرك أبو حفص الرازي، نا مكي بن إبراهيم، عن يحيى بن عبد اللّه بن سالم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة عن حمزة بن عمرو الأسلمي، أنه قال: يا رسول اللّه إني رجل أسرد (3) الصوم أ فأصوم في السفر، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن شئت فصم، و إن شئت فأفطر»[3743].

كذا رواه يحيى بن عبد اللّه بن سالم، و عبد اللّه بن عمر العمري، عن هشام، و تابعهما على ذلك عبد الرحيم بن سليمان، و عبد العزيز الدّراوردي (4)،عن هشام.

فأما حديث عبد الرحيم:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد الرحيم، عن هشام بذلك.

و أما حديث الدّراوردي:

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري ح.

ص: 215


1- ترجمته في سير الأعلام 149/17.
2- ترجمته في سير الأعلام 296/15.
3- أي أنه كان يواليه و يتابعه و حتى لو أن ظرفا قاهرا طارئا كالسفر طرقه. و هو ما يفهم من سؤاله النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
4- انظر ترجمته في سير الأعلام 366/8.

و أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي المصري، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم الصوفيان، و أبو محمّد عبد السلام بن أحمد المقرئ، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر ابنا جندب، الهرويون، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد الطوسي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن السّمرقندي: و عبد اللّه بن محمّد الصريفيني، قالا:- أنا أبو القاسم بن حبابة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي (1)،قالوا: أنا عبد اللّه بن محمود البغوي، نا مصعب الزّبيري، نا عبد العزيز بن محمّد.

و في حديث ابن الجندي، نا الدّراوردي، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن حمزة بن عمرو أنه قال: يا رسول اللّه أصوم في السفر؟ قال:«إن شئت فصم، و إن شئت فأفطر»[3744].

و رواه قتيبة بن سعيد، عن الدراوردي، و لم يقل عن حمزة، قال: إن حمزة، و كذا قال مالك بن أنس و الليث بن سعد، و شعبة بن الحجاج، و حمّاد بن زيد، و يحيى بن سعيد البصريون، و وكيع، و علي بن مسهر، و عبدة بن سليمان، و أبو أسامة حمّاد بن أسامة، و أبو معاوية الكوفيون.

فأما حديث قتيبة عن الدّراوردي.

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي بن محمّد، أنا إبراهيم بن أحمد بن جعفر، نا جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض، نا قتيبة بن سعيد (2)،نا عبد العزيز بن محمّد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن حمزة الأسلمي قال: يا رسول اللّه، إني رجل أصوم أ فأصوم في السفر؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3745].

ص: 216


1- ترجمته في سير الأعلام 555/16.
2- الأصل: سعد و الصواب عن م، و قد مرّ التعريف به.

و أما حديث مالك:

فأخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا سعيد بن محمّد بن أحمد، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أحمد بن أبي بكر الزّهري، نا مالك.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا أبو القاسم البغوي، حدّثني سويد بن سعيد، عن مالك ح.

و حدّثني أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا - لفظا - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عطية المكي، نا الحسين بن هارون الضّبّي (1)-إملاء، سنة ثلاث و تسعين - أنا القاضي الحسين بن إسماعيل، أنا أحمد بن إسماعيل المدني، حدّثهم عن مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أصوم في السفر و كان كثير الصيام، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3746].

و أما حديث الليث:

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على سعيد بن محمّد البحيري، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري ح.

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي، قالا: نا ح.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي، قالت: أنا سعيد بن أحمد العيّار، قالا: أنا أبو محمّد المخلدي، قالا: نا أبو العباس (2) بن السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث - و هو - ابن سعد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: سأل حمزة بن عمرو الأسلمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الصيام في السفر فقال:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3747].

و أما حديث شعبة:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن

ص: 217


1- ترجمته في سير الأعلام 96/17.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.

محمّد بن الجندي، نا أبو القاسم البغوي، نا يعقوب بن إبراهيم، و حدّثني عبد الملك بن محمّد، قالا: نا روح، نا شعبة و مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن حمزة سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فذكر الحديث.

و أما حديث حمّاد بن زيد:

فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، أنا الحسن بن غالب بن علي بن المبارك، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري ح.

و أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن، نا عبيد اللّه بن عمر ح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن الجندي، نا أبو القاسم البغوي، نا القواريري، نا حمّاد بن زيد، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: إني أسرد الصوم أ فأصوم في السّفر؟ قال:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3748].

و أما حديث يحيى بن سعيد.

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يحيى، عن هشام بن عروة، أخبرني أبي عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: إني كنت أسرد - يعني الصوم - أ فأصوم في السفر؟ قال:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3749].

و أما حديث وكيع.

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أيضا، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة:

أن حمزة الأسلمي سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الصوم في السفر، و كان رجلا يسرد الصوم،

ص: 218


1- مسند الإمام أحمد 193/6.
2- مسند أحمد 207/6.

فقال:«أنت بالخيار، إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3750].

و أما حديث ابن مسهر:

فأخبرناه أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا إبراهيم بن أحمد، نا جعفر بن محمّد، نا منجاب بن الحارث، أنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن حمزة بن عمر (1) سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: إني كنت رجلا أسرد الصوم، أ فأصوم في السّفر؟ فقال:«صم إن شئت و أفطر إن شئت»[3751].

و أما حديث عبدة:

فأخبرناه أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن إسحاق بن سليمان بن حبابة، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا هارون بن إسحاق، نا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي، سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الصوم في السفر، و كان يسرد الصوم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن شئت فصم، و إن شئت فأفطر»[3752].

و أما حديث أبي أسامة:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا أبو القاسم البغوي، نا هارون بن عبد اللّه، نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن حمزة سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و ذكر الحديث.

و أما حديث أبي معاوية:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا أبو القاسم البغوي، نا حسن بن محمّد بن الصباح، قالا: نا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: جاء حمزة الأسلمي إلى

ص: 219


1- كذا بالأصل هنا «عمر» و في م: عمرو.
2- مسند الإمام أحمد 46/6.

النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه إني رجل أسرد الصوم، أ فأصوم في السّفر؟ قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3753].

و رواه أيوب السختياني، و مفضّل بن فضالة، و حمّاد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه:«أن حمزة» و اسقطوا ذكر عائشة، و لم يقولوا:«عن حمزة».

فأما حديث أيوب:

فأخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشار، نا عبد الوهاب، نا أيوب، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن حمزة رجل من أسلم قال: يا رسول اللّه - يعني أصوم في السفر-؟، قال:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3754].

و أما حديث حمّاد:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا عبد اللّه، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا حمّاد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه: أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال: يا رسول اللّه إني أسرد الصوم، فأصوم في السفر؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3755].

و أمّا حديث مفضّل:

فأخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا عبد الرزاق (1) بن عمر بن موسى بن شمّة، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن زبّان (2)،و إسماعيل بن داود بن وردان (3) المصريان بمصر، قالا: نا زكريا بن يحيى، قال ابن زبّان، حدّثني مفضّل - و قال ابن داود: نا مفضل - عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن حمزة بن عمرو الأسلمي كان رجلا يصوم، فسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه إني كنت رجلا أصوم، أ فأصوم في السفر؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«صم إن شئت و أفطر إن شئت»[3756].

ص: 220


1- ترجمته في سير الأعلام 149/18.
2- بالأصل زيان، و الصواب عن م زبان بالباء الموحدة، و هو محمد بن زبان بن حبيب محدث مصر أبو بكر الحضرمي، ترجمته في سير الأعلام 519/14.
3- ترجمته في سير الأعلام 521/14.

و رواه يحيى بن عبد الرّحمن الحاطبي، عن عروة، عن حمزة.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشخير، نا محمّد بن جعفر بن بكر الخوارزمي، نا خلاّد بن أسلم، نا النّضر بن شميل، نا محمّد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن عروة بن الزبير، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، قال: قلت: يا رسول اللّه إني أقوى على الصوم قال:«إن قويت فأنت و ذاك»[3757].

و رواه أبو الأسود محمّد (1) بن عبد الرّحمن الأسدي - يتيم عروة - عن عروة فأدخل بينه و بين حمزة أبا مراوح.

أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم القفّال، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرشيد قوله (2):أنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عروة بن الزبير، عن أبي مراوح، عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال: يا رسول اللّه إني أجد بي قوة على الصوم في السفر فهل عليّ جناح ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هي رخصة اللّه فمن أخذ بها فحسن، و من أحب أن يصوم فلا جناح»[3758].

و رواه سليمان بن يسار، عن حمزة بن عمرو.

أخبرتنا به أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا عبدة بن سليمان، عن محمّد بن إسحاق، عن عمران بن أبي أنس، عن سليمان بن يسار، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، قال: كنت أسرد الصوم على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه إني أصوم فلا أفطر، أ فلا أصوم في السفر؟ فقال:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3759].

و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن

ص: 221


1- ثقة، ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- ترجمته في سير الأعلام 69/17.

عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشار، نا أبو بكر الحنفي، نا عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، عن سليمان بن يسار، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، أنه سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن الصوم في السفر، فقال:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3760].

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا سعيد، عن قتادة، عن سليمان بن يسار، عن حمزة - يعني ابن عمرو الأسلمي-.

قال: و نا عبد الملك بن عمرو، نا هشام، عن قتادة، عن سليمان بن يسار، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، أنه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الصوم في السفر، فقال:«إن شئت صمت و إن شئت أفطرت».

و أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير، عن سليمان بن يسار، عن حمزة الأسلمي أنه قال: يا رسول اللّه إني أجد قوة على الصيام في السفر، فقال:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3761].

و أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد، أنا جعفر بن محمّد، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد ح.

و أخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث بن سعد، عن بكير، عن سليمان بن يسار أنه قال: إن حمزة الأسلمي قال: يا رسول اللّه إني أجد بي قوة على الصيام في السّفر، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3762].

قرأت بخط أبي الهيذام عبد المنعم بن إبراهيم، نا أبو الفضل محمّد بن يحيى بن محمّد بن عبد الحميد السكسكي البتلهي (2)،حدّثني أبي، نا أبو حسان الزّيادي، قال:

ص: 222


1- مسند الإمام أحمد 494/3 باختلاف سنده.
2- هذه النسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة كما في اللباب لابن الأثير.

و كتبوا بالفتح - يعني فتح أجنادين (1)-إلى [أبي] بكر مع حمزة الأسلمي، و منهم من قال: عبد الرّحمن بن حنبل الحجبي، و كذلك ذكر سعيد بن كثير بن عفير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (2):و من أسلم بن أفصى (3) بن جارية (4) بن عمرو بن عامر:

حمزة بن عمرو، يكنى أبا محمّد، روى أحاديث منها «على ذروة كل بعير شيطان»، مات سنة إحدى و ستين.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،قال: في الطبقة الثالثة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من المهاجرين: حمزة بن عمرو الأسلمي.

قال: و أنا محمّد بن عمر، عن أسامة بن زيد، عن محمّد بن حمزة: أن حمزة بن عمرو كان يكنى أبا محمّد، و مات سنة إحدى و ستين، و هو يومئذ ابن إحدى و سبعين سنة، و قد روى عن أبي بكر، و عمر.

قال محمّد بن عمر: قال حمزة بن عمرو: لما كنا بتبوك و انفرّ المنافقون بناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في العقبة حتى سقط بعض متاع رحله، قال حمزة: فنوّر لي في أصابعي الخمس فأضاءت حتى جعلت ألقط ما شذّ من المتاع السوط و الحبل (6) و أشباه ذلك.

قال: و كان حمزة و هو الذي بشر كعب بن مالك بتوبته، و ما نزل فيه من القرآن

ص: 223


1- أجنادين، بفلسطين بين الرملة و بين بيت جبرين، و كانت يوم السبت لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة كما في تاريخ خليفة ص 119 و انظر الطبري 417/3.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 185 و 187 برقم 694.
3- بالأصل:«قصي» و الصواب ما أثبت عن خليفة.
4- في طبقات خليفة: حارثة.
5- طبقات ابن سعد 315/4.
6- ابن سعد: و الحباء و في م كالأصل.

فنزع كعب ثوبين كانا عليه فكساهما إياه.

فقال كعب: و اللّه ما كان لي غيرهما، قال: فاستعرت ثوبين من أبي قتادة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1)، قال: في الطبقة الثالثة من المهاجرين: حمزة بن عمرو الأسلمي: يكنى أبا محمّد، مات سنة إحدى و ستين و هو يومئذ ابن إحدى و سبعين، حدّثني بذلك محمّد بن عمر، عن أسامة بن زيد، عن محمّد بن حمزة.

قال محمّد بن عمر، و قد روى عن أبي بكر و عمر.

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي ح.

و أخبرني أبو الفضل الحافظ عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: و من أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمر (2) بن عامر: حمزة بن عمر (3) بن عويمر بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى، له أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):حمزة بن عمرو الأسلمي، قال ابن عبادة: نا يعقوب بن محمّد، نا سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن محمّد بن حمزة بن عمرو (5)،عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كناه أبا صالح في حديث الطعام.

و قال أحمد بن حجاج: أنا سفيان بن حمزة، فذكر الحديث الذي سقناه أولا عنه.

ص: 224


1- هذا الخبر، برواية ابن أبي الدنيا، ليس في طبقات ابن سعد المطبوع.
2- كذا، و مرّ «عمرو».
3- كذا بالأصل هنا و الصواب «عمرو» و هو صاحب الترجمة.
4- التاريخ الكبير 46/1/2.
5- بالأصل: محمد بن عمرو بن حمزة.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (1)،أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو صالح حمزة بن عمرو الأسلمي، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى التميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو صالح قيل حمزة بن عمرو.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد العطار، نا حاتم بن الليث، نا يعقوب بن محمّد الزّهري، نا سفيان بن حمزة، نا كثير بن زيد، عن محمّد بن حمزة بن عمرو الأسلمي، عن أبيه حمزة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كناه بأبي صالح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا القاضي أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب المعروف بابن العطار، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، قال: و في رواة الحديث جماعة يكنون أبا صالح منهم: أبو صالح حمزة بن عمرو الأسلمي، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه ابنه محمّد بن حمزة.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم.

ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، قال: حمزة (2).

و قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أما رزاح - بكسر الراء و فتح الزاي - حمزة بن عمرو بن عويمر بن الحارث بن الأعرج (4) بن

ص: 225


1- الأصل: الشفاني، بالفاء، خطأ و الصواب عن م.
2- كذا بالأصل و م.
3- الاكمال لابن ماكولا 46/4.
4- هذه اللفظة ليست في أصل الاكمال، و قد استدركها محققه و نبّه إلى صوابية استدراكها بالحاشية، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى عدم وجودها في عبارة ابن ماكولا.

سعد بن رزاح بن عديّ بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى (1) بن حارثة، يكنى أبا صالح، قدم مصر لغزو إفريقية سنة سبع و عشرين، و توفي سنة إحدى و ستين.

قال ابن ماكولا: قاله ابن يونس، و ليس في رواية ابن ماكولا ذكر الأعرج في نسبه، و قال: أبو صالح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد.

قال: و أمّا حمزة - الحاء مفتوحة غير معجمة و بعد الميم زاي - فمنهم: حمزة بن عمرو الأسلمي من الصحابة، و كنيته أبو صالح، و يقال: إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كناه أبا صالح، روى إني سألت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن الصوم في السفر فقال:«إن شئت فصم و إن شئت فأفطر»[3763].

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:

حمزة بن عمرو الأسلمي و هو ابن عويمر بن الحارث بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة، يكنى أبا محمّد، و قيل: أبو صالح، روت عنه عائشة (2)،و ابنه محمّد، و عروة بن الزبير، و سليمان بن يسار، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و أبو مراوح، توفي سنة إحدى و ستين، و هو ابن إحدى و سبعين سنة، و قيل: ابن ثمانين سنة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: حمزة بن عمرو - و هو - ابن عويمر بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة، أبا صالح، و يقال: أبو محمّد، مات سنة إحدى و ستين، و هو ابن ثمانين سنة، و روى عنه أبو مراوح، و محمّد ابنه، و عروة، و سليمان بن يسار، و غيرهم، و ذكر الزيادي: أنه مات و له إحدى و سبعون سنة.

ص: 226


1- في الاكمال: أقصى.
2- الأصل: عاشية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا المسيّب بن محمّد بن المسيّب، نا أبي، نا حمزة بن مالك الأسلمي أبو صالح، نا سفيان بن حمزة.

و قال: و أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفارسي، أنا أبو إسحاق الأصبهاني، أنا أبو أحمد بن فارس، نا محمّد بن إسماعيل البخاري: حدّثني أحمد بن الحجاج، نا سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن محمّد بن حمزة الأسلمي، عن أبيه، قال: كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سفر فنفرنا (2) في ليلة ظلماء (3) دحمسة (4) فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم، و ما هلك (5) منهم، و إن أصابعي لتنير.

و في رواية السلمي عن أبيه، عن (6) حمزة بن عمرو أنه قال: نفرت دوابّنا في سفر و نحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في ليلة ظلماء دحمسة فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهورهم و إن إصبعي لتنير (7).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو نصر [عمر بن عبد العزيز] بن قتادة، أنا أبو (8) عمرو بن الصقر (9)،نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن محمّد بن حمزة الأسلمي، عن أبيه حمزة بن عمرو أنه قال: تفرقنا في سفر مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في ليلة ظلماء دحمسة فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهورهم (10)،و ما هلك منهم، و إن أصابعي لتنير.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد الذّهلي، نا موسى بن هارون، نا

ص: 227


1- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 79/6.
2- في دلائل البيهقي: فتفرقنا.
3- أي مظلمة.
4- الأصل:«و مالك» و المثبت عن البيهقي.
5- في دلائل البيهقي:«عن أبيه، عن أبي حمزة بن عمرو» كذا.
6- و الخبر ورد أيضا في دلائل النبوة لأبي نعيم ص 494 و نقله السيوطي في الخصائص الكبرى 81/2.
7- في دلائل البيهقي 79/6: أنبأنا أبو عمرو بن مطر، حدثنا عبد اللّه بن الصّقر.
8- في دلائل البيهقي 79/6: أنبأنا أبو عمرو بن مطر، حدثنا عبد اللّه بن الصّقر.
9- في دلائل البيهقي 79/6: أنبأنا أبو عمرو بن مطر، حدثنا عبد اللّه بن الصّقر.
10- البيهقي: ظهرهم.

إبراهيم بن المنذر، فذكر بإسناده مثله إلاّ أنه قال: أ تفرقنا بدل تفرقنا، و قال: ظهورهم و قال: دحمسة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا علي بن الحسن (2)الهلالي، نا يعقوب بن حميد، نا سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن محمّد بن حمزة بن عمرو الأسلمي، عن أبيه، قال: كان طعام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يدور على أصحابه على هذا ليلة و على هذا ليلة فدار عليّ فعملت طعاما لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم ذهبت به فتحرك النّحي (3) فأهريق ما فيه فقلت: على يدي أهريق طعام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اجلس» فقلت: لا أستطيع يا رسول اللّه فرجعت، فإذا النّحي يقول:

قف قف (4)،فقلت: فضلت فيه فضلة فاجتذبته، فإذا هو قد ملئ إلى يديه، فأوكيته (5)ثم جئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكرت له ذلك، فقال: أما أنك لو تركته لملئ إلى فيه فأوكه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرّزّاز، نا أحمد بن ملاعب، أبو الفضل، نا يحيى بن يعلى، نا أبي، نا الأشعث، عن أبي الأشعث العطار عن حمزة الأسلمي أنه سئل عن الصوم قال: كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سفر و ما أحد من القوم إلاّ و له شقص (6) في دابة أو بعير غيري يعتقب عليه، قال: و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعقبني على راحلته، قال: و سماني متعبا (7)،و كان من أحبّ أسمائي إليّ أن أدعى به، قال: و كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يا متعب، هلمّ فاركب»[3764]، فأقول يا رسول اللّه إني أجد بي قوة، قال: فكان مما يدعونني المرة و المرتين و الثلاث، قال: ثم ينزل فيحملني.

ص: 228


1- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 112/6 و بعضه أخرجه الحاكم في المستدرك 520/3.
2- البيهقي: الحسين.
3- النحي: زق السمن.
4- البيهقي: قب قب.
5- أوكيته أي شددت فمه بالوكاء، و الوكاء ما يشد به رأس القربة.
6- الشقص بالكسر: السهم و النصيب.
7- الأصل: متعب.

قال متعب: و كنت أغزو مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابي أصحاب نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيفطر بعضنا و يصوم بعضنا في رمضان و في غيره، فما يعيب المفطر على الصائم، و لا الصائم على المفطر.

و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني (1)،نا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف (2)،أنا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمّد بن محمّد الزيادي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن معاوية النّيسابوري، نا محمّد بن مسلم بن وارة، أبو عبد اللّه (3)-بالري - نا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي، نا أبي، عن أشعث بن سوّار، عن أبي الأشعث، عن حمزة الأسلمي: أنه سئل عن الصيام، فقال:

كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سفر و ما أحد من القوم إلاّ له شقص في دابّة و بعير غيري يعتقب عليه، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يحملني على راحلته قال: و سماني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم متعبا (4)،فكان من أحب أسمائي إلي أن أدعى به، فكان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«هلمّ يا متعب فاركب» فأقول: يا رسول اللّه إني أجد بي قوة، قال: فكان مما يدعوني المرة و المرتين و الثلاثة (5)،قال: ثم ينزل فيحملني قال: فكنت أغزو مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيفطر بعضنا و يصوم بعضنا فما يعيب المفطر على الصائم، و لا الصائم على المفطر[3765].

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن داود، و أبو غالب الماوردي، قالا: أنا علي بن أحمد التّستري، أنا أبو عمر الهاشمي، أنا محمّد بن أحمد اللؤلؤي ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الرّوذباري، أنا محمّد بن بكر، قالا: نا أبو داود، نا سعيد بن منصور، نا مغيرة بن عبد الرّحمن الحزامي، عن أبي الزناد، قال: و حدّثني محمّد بن حمزة الأسلمي، عن أبيه: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمّره على سرية قال: فخرجت فيها و قال:«إن وجدتم فلانا فأحرقوه

ص: 229


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 114/20.
2- سير الأعلام 478/18.
3- انظر سير الأعلام 28/13.
4- الأصل: متعب.
5- كذا و الأظهر: و الثلاث.

بالنار»، فتوليت فناداني فرجعت إليه، فقال:«إن وجدتم فلانا فاقتلوه و لا تحرقوه، فإنه لا يعذّب بالنار إلاّ ربّ النار»[3766].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أحمد بن محمّد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا أبو يونس، نا إبراهيم بن المنذر، قال:

حمزة بن عمرو الأسلمي يكنى أبا محمّد، مات سنة إحدى و ستين و هو ابن إحدى و سبعين.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني، قال:

حمزة بن عمرو يكنى أبا محمّد، مات سنة إحدى و ستين، و هو ابن إحدى و سبعين، و يقال ابن ثمانين (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (2):و فيها يعني سنة إحدى و ستين مات حمزة بن عمرو الأسلمي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن عبيد اللّه المثنى، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أبو عبد الملك القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: حمزة بن عمرو الأسلمي يكنى أبا محمّد، مات سنة إحدى و ستين و له إحدى و سبعون سنة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا [أبو] (3) سليمان بن زبر، قال: و قال الهيثم و المدائني: في هذه السنة - يعني سنة إحدى و ستين مات حمزة بن عمرو الأسلمي.

و قال الواقدي: حمزة بن عمرو الأسلمي يكنى أبا محمّد، مات سنة إحدى و ستين و هو ابن إحدى و سبعين سنة.

ص: 230


1- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 533/1 و لم ينسبه إلى المدائني.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 235.
3- زيادة لازمة، و اسمه محمد بن عبد اللّه بن أحمد، أبو سليمان بن زبر الربعي محدّث دمشق، ترجمته في سير الأعلام 440/16.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: سنة إحدى و ستين فيها توفي حمزة بن عمرو الأسلمي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا عد الرّحمن بن محمّد المكتب، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا:

أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني محمّد بن سعدان، عن الحسن بن عثمان، قال: و فيها - يعني سنة إحدى و ستين - مات حمزة بن عمرو الأسلمي، و يكنى أبا محمّد، و هو ابن إحدى و سبعين سنة، و قد رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: و يقال في هذه السنة - يعني سنة إحدى و ستين - مات جبر بن عتيك الأنصاري و حمزة بن عمرو، أبو محمّد الأسلمي (1).

1770 - حمزة بن القاسم

أبو محمّد الشامي (2)

حكى عنه أبو الفرج الأصبهاني.

أنبأنا أبو بكر بن المزرفي (3)،أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري (4)،أنا أبو القاسم آدم بن محمّد بن آدم بن الهيثم التلجي، أنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، قال: قال لي أبو محمّد حمزة بن القاسم:

ص: 231


1- نقل ابن حجر في تهذيب التهذيب 22/2 عن ابن سعد و غيره مات سنة 91 بالأرقام و هو خطأ.
2- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2956/6 قال ابن العديم: و أظنه من أهل طرابلس، و أنه يقال له: ابن الشامّ ، و يقال ابن الشام يده، و هو لقب جده و هم أهل بيت بطرابلس يعرفون بذلك، و منهم جماعة من الأدباء و الفضلاء.
3- بالأصل «المزرقي» و الصواب عن م.
4- ترجمته في سير الأعلام 392/18.

قرأت على حائط بستان بالماطرون (1) هذه الأبيات:

أرقت بدير الماطرون كأنني *** لساري النجوم آخر الليل حارس

و أعرضت الشعرى العبور كأنها *** معلق قنديل عليها الكنائس

و لاح سهيل عن يميني كأنه *** شهاب تجاه وجهه الريح قابس

و هي قديمة، تروى لأرطأة بن سهية.

قال (2):و حدّثني أبو محمّد حمزة بن القاسم الشامي، قال: اجتزت بكنيسة الرّها (3) عند مسيري إلى العراق فدخلتها لأشاهد ما كنت أسمعه عنها، فبينا أنا في طوافي إذ قرأت (4) على ركن من أركانها مكتوبا بحمرة: حضر فلان بن فلان و هو يقول: من إقبال ذي الفطنة إذا ركبته المحنة انقطاع الحياة و حضور الوفاة، و أشد العذاب تطاول الأعمار في ظل الإدبار (5)،و أنا القائل:

و لي همة أدنى منازلها السّها *** و نفس تعالى (6) في المكارم و النّها

و قد كنت ذا حال بمرو قوية *** فبلّغت الأيام بي بيعة الرّها

و لو كنت معروفا بها لم أقم حيا *** و لكنني أصبحت ذا غربة بها

و من عادة الأيام إبعاد مصطفى *** و تفريق مجموع و تنغيص مشتها

فاستحسنت النثر و النظم و حفظتهما.

1771 - حمزة بن محمّد بن أحمد بن سلامة

ابن محمّد بن الحسين بن يزيد بن أبي جميل

أبو يعلى البزاز (7)،المعروف: بابن أبي الصقر

سمع أبا القاسم بن أبي العلاء، و نصر بن إبراهيم الزاهد.

ص: 232


1- موضع بالشام قرب دمشق.
2- الخبر في معجم البلدان «الرهاء» نقلا عن أبي الفرج الأصبهاني.
3- الرهاء بضم أوله، و المد، و القصر، مدينة بالجزيرة بين الموصل و الشام بينهما ستة فراسخ.
4- معجم البلدان: رأيت.
5- معجم البلدان: الاقتار.
6- معجم البلدان: تعالت.
7- في مختصر ابن منظور 267/7 البزاز و في م كالأصل: البزاز.

كتبت عنه شيئا يسيرا عن نصر، و لم أسمع منه عن ابن أبي العلاء شيئا.

أخبرنا أبو يعلى بن أبي الصقر، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي - لفظا، سنة اثنتين و ثمانين و أربعمائة - أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين البغدادي، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد الدقاق، أنا محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، نا عاصم بن علي، نا المسعودي، عن محمّد بن عبد الرّحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: كان اسم جويرية برّة فغيره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فسمّاها جويرية، فمرّ بها بكرا (1)،فإذا هي في مجلسها تسبح و تذكر اللّه عز و جل، فانطلق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لحاجته، ثم رجع بعد ما ارتفع النهار، فقال:«يا جويرية ما زلت في مجلسك هذا؟» قالت: نعم، ما زلت في مجلسي هذا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقد تكلمت بأربع كلمات أعدتهن ثلاث مرات هن أفضل مما قلت: سبحان اللّه عدد خلقه، سبحان اللّه رضا نفسه، سبحان اللّه زنة عرشه، سبحان اللّه مداد كلماته»[3767].

توفي أبو يعلى بن أبي الصقر ليلة الثلاثاء و دفن يوم الثلاثاء الحادي و العشرين من صفر سنة خمس و ثلاثين و خمسمائة بباب الصغير، و شهدت دفنه و الصلاة عليه.

1772 - حمزة بن محمّد بن جعفر

أبو يعلى بن الرّوّاس الأنصاري

حدّث عن يعقوب بن عبد الرّحمن الجصّاص (2)،و عبد العزيز بن محمّد الدعايين البغداديين.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجبّان (3).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن صصرى، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو العباس محمّد بن موسى الحافظ ، و حمزة بن محمّد بن جعفر بن الرّوّاس، قالا: نا يعقوب بن عبد الرّحمن، و أحمد بن يعقوب - ببغداد من أصل كتابه - نا

ص: 233


1- بالأصل:«بكر» و الصواب عن م قال سيبويه: لا يستعمل إلاّ ظرفا و البكر: البكرة: الغدوة. قال الجوهري: و سير على فرسك بكرة و بكرا كما تقول: سحرا.(اللسان: بكر).
2- ترجمته في سير الأعلام 296/15.
3- غير واضحة بالأصل و الصواب عن م، و اسمه عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر، أبو نصر المرّي الأذرعي الدمشقي ابن الجبان، و قد مرّ كثيرا.

عبد اللّه بن محمّد بن شاكر أبو البختري (1)،نا أبو أسامة، عن سفيان الثوري، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حبس في تهمة[3768].

أخبرناه عاليا أبو المعالي ثعلب بن جعفر بن أحمد السراج، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد الحنّائي، نا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرّحمن بن أحمد الجصّاص فذكر بإسناده مثله، و قال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو المنجّا حيدرة بن علي الأنطاكي، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن جعفر بن الرّوّاس الأنصاري، نا عبد العزيز بن محمّد الدعاء ببغداد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال:

سمعت أحمد بن حنبل يقول:[سمعت] (2) سفيان بن عيينة يقول: اهتمامك لرزق غد يكتب عليك خطيئة.

1773 - حمزة بن محمّد بن الحسن بن علي بن نزار

أبو القاسم، و يقال: أبو يعلى، البعلبكي

حدّث بها: عن أبي علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد السّكوني (3) الحمصي الفقيه نزيل بعلبك، و أبي طالب علي بن عبد اللّه بن العباس الأملوكي الحمصي (4)،و أبي الأعز أحمد بن جعفر بن عبد الحميد السّلمي الملطي، و أبي عبد اللّه أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي.

روى عنه: أبو سعد السّمّان (5).

ص: 234


1- ترجم له في سير الأعلام 33/13.
2- زيادة للإيضاح.
3- سير أعلام النبلاء 415/16.
4- الأملوكي بضم الألف نسبة إلى أملوك بطن من ردمان، و ردمان بطن من رعين.
5- اسمه إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن زنجويه ترجمته في تذكرة الحفّاظ 1121/3.

1774 - حمزة بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن علي بن محمّد بن إبراهيم

ابن إسماعيل بن عامر بن عبد اللّه بن الزبير بن العوام بن خويلد

أبو القاسم الزّبيري البغدادي

قدم دمشق سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، و حدّث عن أبي القاسم الحرفي (1).

حدّثنا عنه: عبد الكريم بن حمزة.

أنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن الحسن الزّبيري، و أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، حدّثنا في مجلس واحد، قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الحرفي (2)،نا أبو بكر حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل بن الحارث الدّهقان (3)،نا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن (4) عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رجل من أهل الكتاب: إن اللّه يحمل الخلائق على إصبع و الشجر على إصبع، قال: فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى بدت نواجذه و أنزل اللّه عز و جل: وَ مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ (5).

ذكر شيخنا أبو محمد بن الأكفاني أنه سأل حمزة الزّبيري عن مولده فقال: ولدت في اليوم الرابع عشر من صفر سنة ثمان و أربعمائة، و توفي ليلة السبت ثالث شعبان سنة تسع و ثمانين و أربعمائة ببغداد على ما بلغني.

1775 - حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد

و كنية أبيه: أبو الفتح، وجده أبو علي الأسدآباذي الصوفي، ولد بمصر و سمع بها.

و سمع بدمشق أبا القاسم الحسن بن محمد الحنّائي.

روى عنه: غيث بن علي.

ص: 235


1- هذه النسبة للبقال ببغداد و من يبيع الأشياء التي تتعلق بالبزور و البقالين كما في الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له. و ترجمته في سير الأعلام 411/17.
2- في مختصر ابن منظور 268/7:«الخرقي» خطأ.
3- ترجمته في سير الأعلام 516/15.
4- بالأصل «بن» خطأ و الصواب عن م.
5- سورة الأنعام، الآية:91.

1776 - حمزة بن محمد بن حمزة بن أحمد بن جعفر بن محمد

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي (1) طالب

أبو يعلى الزّيدي القزويني

حدّث بدمشق، عن أبي الحسن محمد بن علي بن حبيش الناقد، و محمد بن علي بن إسماعيل التّوّزي، و أبي (2) العباس الفضل بن الفضل الكندي الهمداني، و أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد اللّه المقدسي، و أبي علي عيسى بن محمد بن أحمد الطوماري، و أبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم الأنباري، و أبي علي بن الصّوّاف، و أحمد بن يوسف بن خلاّد، و أبي بكر محمد بن أحمد المفيد، و أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الدّيبلي (3)،و أبي بكر بن الجعابي.

روى عنه: أبو الحسين الميداني، و الحسين بن محمد الحنّائي، و علي بن محمد بن شجاع، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي الصّيمري.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن السّمرقندي، و هبة اللّه بن أحمد بن الأكفاني، قالا: أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي - بدمشق - نا الشريف أبو يعلى حمزة بن محمّد بن حمزة الزّيدي القزويني - قدم علينا دمشق سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة - نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن الهيثم الأنباري، نا جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قال: لما نزلت هذه الآية: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (4) جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:

يا رسول اللّه، هذا السّلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة ؟ قال:«قل: اللّهم صلّ على محمد و على آل محمد كما صلّيت على إبراهيم، إنّك حميد مجيد، و بارك على محمّد

ص: 236


1- الأصل:«أبو» و المثبت عن م.
2- بالأصل «أبو» و المثبت عن م.
3- إعجامها ناقص بالأصل، و قد تقرأ:«الدبيلي» نسبة إلى دبيل قرية من قرى الرملة كما يظن السمعاني، و قال ياقوت: و دبيل أيضا مدينة بأرمينية، و هو بعيد. و المثبت «الديبلي» بتقديم «الياء» عن م و تاريخ بغداد 184/8 و ستأتي، نسبة إلى الديبل مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند، ذكره ياقوت و ذكر أباه.
4- سورة الأحزاب، الآية:56.

و على آل محمّد كما باركت على إبراهيم إنّك حميد مجيد»[3769].

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):حمزة بن محمّد بن حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو يعلى القزويني، قدم بغداد حاجا، و حدّث بها عن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه الدّيبلي، حدّثني عنه القاضي أبو عبد اللّه الصّيمري.

1777 - حمزة بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد

أبو طالب الجعفري الطّوسي الصّوفي

رحل و سمع بدمشق طلحة بن أسد بن المختار، و أبا الحسين (2) الكلابي، و أبا الحسين محمّد بن أحمد بن المعتمر الرّقّي، و بمصر: أبا القاسم الميمون بن حمزة بن محمّد العلوي، و بأصبهان و همذان (3).و ما وراء النهر: أبا الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن إدريس القزويني، و أبا محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الغفار الهمداني، و الحسين بن محمّد بن علي الحاتمي، و أبي بكر بن مردويه، و محمّد بن محمّد بن سليمان البخاري الحافظ و غيرهم.

روى عنه: القاضي أبو سعيد بن محمّد الفرخزادي الطوسي، و أبو بكر أحمد بن سهل السراج، و أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن، و أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري، و أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الطبري الرّوياني، و أبو محمّد عبد اللّه بن ثابت بن يوسف السهمي الجرجاني.

أخبرنا أبو سعد عطاء بن أبي الفضل بن أبي سعد المعلم، نا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري، أنا حمزة بن محمّد الجعفري - بنوقان (4)-نا عبد الوهاب بن الحسن - بدمشق - نا ابن جوصا (5)،نا ابن مبرد (6)،نا ابن القاسم، عن

ص: 237


1- تاريخ بغداد 184/8.
2- اسمه عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن موسى، ترجمته في سير الأعلام 557/16.
3- الأصل و م: و همدان.
4- نوقان بالضم، إحدى قصبتي طوس.
5- اسمه أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا، ترجمته في سير الأعلام 15/15.
6- كذا رسمها بالأصل و في م: ابن شرود.

مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: ضحك اللّه من رجلين قتل أحدهما صاحبه ثم دخلا الجنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا الشيخ أبو بكر أحمد بن سهل السراج الصوفي، أنا السيد أبو طالب حمزة بن محمّد الجعفري الصوفي، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد الهاشمي الصرفي (1)،نا أحمد بن منصور بن يوسف الواعظ الصوفي، قال: سمعت أبا محمّد جعفر بن محمّد الصوفي، يقول: سمعت الجنيد (2) بن محمّد الصوفي يقول: سمعت السّري بن المغلّس السّقطي الصوفي (3)،عن معروف الكرخي الصوفي يقول: سمعت جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«طلب الحقّ (4)غربة»[3770].

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد الخليل، أنا أبو سعيد محمّد بن سعيد الفرخزادي، أنا السيد أبو طالب الجعفري، أنا أبو محمّد الشافعي، نا إبراهيم بن محمّد المؤدب، نا بكر بن أحمد التّنّيسي، قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول (5):

صبرا جميلا ما أقرب الفرجا *** من راقب اللّه في الأمور نجا

من صدّق اللّه لم ينله أذى *** و من رجاه يكون حيث رجا

أنشدنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد النوقاني الفقيه المعروف بالفاضلي - بنوقان - قال: أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري - بنيسابور - أنشدنا الشريف أبو طالب حمزة بن علي الجعفري الصوفي لبعض الصوفية:

فكيف و ما استدعاني الذكر ساعة *** لغيرك إلاّ كنت فاتحة الذكر

و لا خطرت لي خطرة نحو حاضر *** و لا غائب إلاّ و أنت لها المجري

ص: 238


1- كذا بالأصل. و لعل الصواب «الصوفي» كما في م.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 66/14.
3- سير أعلام النبلاء 185/12.
4- الأصل:«الجن» و المثبت عن م.
5- ديوان الإمام الشافعي ط بيروت ص 45.

بفقري بوجدي باغترابي بوحدتي *** بطول البكاء مني على فائت العمر

تلاف الذي قد فات مني بنظرة *** أصول بها يوم التفاخر و الحشر

أنبأنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم بن الفضل البئّار (1)،أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الكتبي (2) الحاكم - بهراة - قال: سنة ثمان و أربعين و أربعمائة ورد الخبر بوفاة أبي طالب الجعفري الشيرازي شيخ الصوفية بنوقان طوس في السنة.

1778 - حمزة بن محمّد بن علي بن العباس

أبو القاسم الكناني الحافظ المصري (3)

حدّث عن جماعة من أهل بلده و من الغرباء منهم: الحسن بن أحمد بن سليمان، و عمران بن موسى بن حميد الطبيب، و محمّد بن إسماعيل البغدادي، و محمّد بن سعيد بن عثمان بن عبد السلام السراج، و سعيد بن عثمان الحرّاني، و عبدان الأهوازي، و أبو عبد اللّه محمّد بن داود بن عثمان بن سعيد بن أسلم الصّدفي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن نافع، و أبو يعلى الموصلي، و عبد السلام بن سهل السكري، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد العريني، و محمّد بن عون الكوفي، و أبو الحسين محمّد بن عون الوحيدي، و أبو سعيد محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض، و جماهر بن أحمد الزّملكاني، و أبو الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع الدمشقيون، و أبو عبد اللّه محمّد بن المعافى الصيداوي.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو عبد اللّه شعيب (4) بن عبد اللّه بن أحمد بن المنهال بن معمر بن حبيب الجوهري، و أبو الحسن الدارقطني، و أبو عبد اللّه بن مندة، و علي بن عمر بن محمّد بن حمّصة الحرّاني، و هو

ص: 239


1- اللفظة غير واضحة بالأصل و تقرأ:«الغاز» و الصواب عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 413/7 و انظر ترجمته في سير الأعلام 629/19). و البآر بهمزة مشددة مفتوحة ممدودة التبصير 55/1.
2- إعجامها بالأصل غير واضح، و الصواب عن م انظر مطبوعة ابن عساكر 177/7 و ترجمة البئّار في سير الأعلام.
3- ترجمته في تذكرة الحفاظ 932/3 النجوم الزاهرة 20/4 سير الأعلام 179/16 و انظر بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- له ترجمة في سير الأعلام 513/17.

آخر من حدّث عنه، و كان سمع بدمشق، ثم قدمها مرة أخرى، و حدّث بها و كان ثقة مأمونا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي في كتابه، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحرّاني، نا حمزة بن محمّد الكناني - إملاء - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد العريني (1)،نا زهير بن عباد، نا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ الأنصاري، عن جدته حواء، قالت: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ردّوا السائل و لو بظلف محرق»[3771].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو عبد اللّه شعيب بن عبد اللّه بن أحمد بن المنهال بن حبيب بن معمر السّدوسي القيسي الجوهري، أنا حمزة بن محمّد الكناني الحافظ ، نا أبو الحسن محمّد بن عوف - بدمشق - نا الوليد بن عتبة، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عائذ أنه سمع سليم بن عامر يحدّث عن أبي أمامة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«خير الكفن الحلّة (2)،و خير الضحايا الكبش الأقرن»[3772].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، حدّثني الصوري، قال: سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: لما قدم أبو الحسن الدار قطني مصر أدرك حمزة بن محمّد الكناني (4) الحافظ في آخر عمره، فاجتمع معه و أخذا يتذاكران فلم يزالا كذلك حتى ذكر حمزة عن أبي العباس بن عقدة حديثا فقال له أبو الحسن: أنت هاهنا؟ ثم فتح ديوان أبي العباس و لم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة و حيّره، أو كما قال.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري، و خلف بن أحمد بن الفضل الخرقي، عن عبد الغني بن سعيد، قال: سمعت حمزة بن محمّد يقول: تذاكرت أنا و عبدان الجواليقي حديث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذ مرّ بقوم يأبرون النخل فقال:

ص: 240


1- بالأصل «العرني» و المثبت عن م.
2- الحلة: برود اليمن، و الحلة إزار و رداء و لا تسمى حلة حتى تكون ثوبين.
3- الخبر في تاريخ بغداد 21/5 في ترجمة أحمد بن محمد بن سعيد، أبو العباس بن عقدة.
4- تاريخ بغداد: الكتاني، خطأ.

«ما أرى هذا يغني شيئا»[3773].

فقلت: رواه حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، و عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، و رواه سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن(---) (1) ابن فضيل، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر، فقال لي: فحديث رافع بن خديج فقلت: غلطا مني.

حدّثنا أبو العلاء، نا عاصم بن علي، نا عكرمة بن عمار، عن أبي النجاشي، عن رافع بن خديج، و إنما هو حديث المزارعة فغلطت، فقال لي: ينبغي لمن حدّث بهذا أن يقطع يده ثم أغلظ لي في الخطاب فانتبهت للحديث و عدت إلى الصواب، فقلت:

حدّثناه علي بن سعيد الرازي، قال: حدّثناه العباس بن عبد العظيم، نا النّضر بن محمّد، عن عكرمة بن عمار، عن أبي النجاشي، عن رافع بن خديج، فقال: هذا هو الحديث، فقلت له حدّثني به، فقال: يكفيك علي بن سعيد، فأبى أن يحدّثني به عن العباس.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال أبو القاسم حمزة بن محمّد بن علي بن محمّد بن العباس الكناني المصري - هو على تقدمه في معرفة الآثار أحد من يذكر بالزهد و الورع و كثرة العبادة - سمع أبا عبد الرّحمن النيسابوري، و أبا خليفة القاضي، و أبا يعلى الموصلي و أقرانهم، بالحجاز، و العراقين (2).توفي بعد الخمسين و الثلاثمائة بمصر رحمه اللّه.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن خلف الباجي - إجازة - أنا أبي أبو الوليد، قال: أبو القاسم حمزة بن محمّد أحد الحفاظ المتقنين.

قرأت بخط أبي عبد اللّه محمد بن علي الصوري، سمعت أبا محمد عبد الغني بن سعيد، و قد جرى ذكر حمزة فقال: كل شيء له في سنة خمس، ولد سنة خمس و سبعين، و سمع الحديث أول ما سمع سنة خمس و تسعين، و رحل إلى العراق سنة

ص: 241


1- بياض بالأصل مقدار كلمة و مقدار كلمتين في م.
2- الأصل: و العراقيون و الصواب عن م.

خمس و ثلاثمائة، قال الصوري: إلاّ أنه لم يمت سنة خمس، توفي سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و كان حافظا ثقة ثبتا (1).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني - إجازة - قال: سمعت أبا الحسن علي بن عمر بن محمد الحرّاني - بمصر - يقول: سمعت أبا القاسم حمزة بن محمد بن علي بن العباس الكناني الحافظ ، و جاءه رجل غريب، فقال له: إن عسكر أبي تميم المغاربة قد وصلوا الإسكندرية، فقال: اللّهم لا تحيني حتى تريني الرايات الصفر، فمات حمزة رحمه اللّه، و دخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام (2).

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال لي حمزة بن محمد: فيها ولدت - يعني سنة خمس و سبعين و مائتين-، و مات حمزة بن محمد في ذي القعدة سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و هو ابن اثنتين و ثمانين سنة.

و ذكر أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر التمار، و نقلته من خطه، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن مرزوق المعدّل، بمصر قال: توفي أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن العباس الكناني الحافظ الصدوق، يوم الأربعاء (3) من ذي الحجة - يعني سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة-، و كان مولده سنة خمس و سبعين و مائتين في شعبان.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو الفرج غيث بن علي، قال: قرأت بخط شيخنا أبي الطاهر بن التمار، توفي أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن العباس الكناني الحافظ الصدوق يوم الأربعاء (4) في ذي الحجة سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و كان مولده في سنة خمس و سبعين و مائتين في شعبان.

قال ابن الأكفاني: كذا ذكر أبو سليمان بن زبر مولده، و لم يذكر في أي شهر، و ذكر أبو سليمان بن زبر أيضا وفاة حمزة بن محمد، فقال: في ذي القعدة سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و هو أصح.

ص: 242


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 180/16.
2- المصدر نفسه 181/16.
3- كذا بالأصل و م.
4- كذا بالأصل و م.

1779 - حمزة بن واقد - و يقال: حمزة بن يزيد - الحضرمي

والد يحيى بن حمزة القاضي، روى عنه ابنه يحيى بن حمزة.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني أبو الفضل أحمد بن عبيد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدّثني أبي عبيد و عمي أحمد، قالا: نا أبي، حدّثني أبي يحيى بن حمزة، أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي، قال: رأيت امرأة يقال لها ريّا من أجمل النساء فذكر الحديث.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في الطبقة الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره: حمزة بن واقد الحضرمي يحدّث عنه ابنه يحيى بن حمزة.

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني، و ذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث، قال: حمزة بن يزيد الحضرمي أبو يحيى بن حمزة القاضي.

1780 - حمزة بن هبة اللّه بن سلامة بن أحمد بن محمد بن سباع

أبو يعلى القرشي العثماني

سمع علي بن الخضر السلمي، و أبا بكر محمد بن عقيل بن زيد الشّهرزوري، و أبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد.

و سمع منه أبو محمد بن صابر (1).

سئل عن مولده فقال: في الثالث عشر من ربيع (2) الآخر سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة.

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنا أبو يعلى حمزة بن هبة اللّه بن سلامة القرشي سنة أربع و ثمانين و أربعمائة، أنا علي بن الخضر، أنا أبو محمد عبد الرّحمن التميمي الشاهد، أنا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، نا سعد بن محمد

ص: 243


1- اسمه عبد الرحمن بن أحمد بن علي، أبو محمد السلمي الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 423/19 و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 427/7).
2- الأصل: ربيعي و المثبت عن م.

لبيروتي، نا محمد بن عبيد اللّه، نا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«بعثت بجوامع الكلم»[3774].

ذكر أبو محمد بن الأكفاني أن أبا يعلى حمزة بن هبة اللّه بن سلامة القرشي توفي في يوم الأربعاء الثالث من شهر ربيع الآخر سنة إحدى و خمسمائة بدمشق.

1781 - حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد

و يقال: ابن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه

ابن هشام بن العاص بن وائل

أبو القاسم السّهمي الجرجاني الحافظ

سمع بدمشق: عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، و ميمون بن حمزة بمصر، و أبا أحمد محمد بن محمد بن عبد الرحيم القيسراني، و أبا بكر بن جابر بتنّيس، و أبا بكر بن المقرئ بأصبهان، و يوسف بن أحمد بن محمد التمار بالرّقّة، و بجرجان: أبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، و أبا أحمد بن عدي، و أبا الحسين أحمد بن يحيى البكرباذي (1)،و أباه يوسف بن إبراهيم، و ببغداد أبا بكر بن شاذان، و أبا حفص بن الزيات، و أبا محمد بن ماسي، و أبا الحسن الدار قطني، و أبا بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم الصفار، و أبا حكيم محمد بن إبراهيم بن السّري، و القاسم بن الحسن بالكوفة، و أحمد بن الحسين بن عبد العزيز بعكبرا (2)،و أبا بكر محمد بن أحمد بن يوسف الجندري بعسقلان.

روى عنه: أبو بكر البيهقي، و أبو القاسم القشيري (3)،و إسماعيل بن مسعدة، و إبراهيم بن عثمان الخلالي (4) الجرجانيان، و أبو بكر [أحمد بن علي] (5) بن خلف

ص: 244


1- كذا، و في الأنساب: البكرآباذي، و هذه النسبة إلى بكراباذ محلة معروفة بجرجان، و النسبة إليها البكراوي أيضا و في م: البكرآباذي. ذكره السمعاني و ترجمه و كنّاه أبا الحسن و سمّاه: أحمد بن محمد بن يحيى.
2- الأصل: بعكبر و المثبت عن م.
3- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن تذكرة الحفاظ و سير الأعلام و م.
4- الأصل «الحلالي» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 16/19.
5- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح.

الشيرازي، و أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي بن عبد الصمد المؤذن، و أبو عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني الأديب، و أبو الحسن علي بن أبي بكر الحافظ ، و علي بن محمد بن نصر اللبان الدّينوري، و ابن أخيه أبو محمد عبد اللّه بن ثابت بن يوسف السهمي، و أبو الحسن علي بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن هرمز الحافظ .

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الجرجاني الفرغولي، بمرو، نا الفقيه أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي الجرجاني - بها، من لفظه - أنا الشيخ أبو القاسم حمزة بن يوسف السّهمي الجرجاني، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان - ببغداد - و يوسف بن محمد بن أحمد التمار - بالرقة - قالوا: أنا أبو القاسم البغوي سماه بعضهم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، نا علي بن الجعد، أخبرني مسلم بن خالد الزّنجي، عن العلاء بن عبد الرّحمن ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)-بجرجان - نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا علي بن الجعد، أخبرني الزنجي بن خالد، نا العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كرم المرء دينه، و مروءته عقله و حسبه خلفه»[3775].

لفظهما سواء، قال ابن عدي: و هذا (2) يعرف بالزّنجي عن العلاء، عن أبيه و قد رواه غيره عن العلاء (3).

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أخبرني الزنجي بن (4)خالد، حدّثني العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكر مثله سواء.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، و أبو سعد سعيد بن

ص: 245


1- الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 311/6 في ترجمة مسلم بن خالد الزنجي.
2- العبارة بين الرقمين في الكامل لابن عدي: و هذا يعرف بالزنجي بن خالد، عن العلاء عن أبيه، على أنه قد رواه غيره عن العلاء.
3- العبارة بين الرقمين في الكامل لابن عدي: و هذا يعرف بالزنجي بن خالد، عن العلاء عن أبيه، على أنه قد رواه غيره عن العلاء.
4- بالأصل «عن» و الصواب عن م قياسا إلى الرواية السابقة و سندها المتقدم.

أحمد بن محمّد بن أحمد الميداني الأديب، و أبو البركات فضل اللّه بن أحمد بن المولقاباذي (1) بنيسابور قالوا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا الشيخ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنا الحسين بن عمر الضّرّاب، ببغداد قال: أنشدنا سمعان الصيرفي:

أشدّ من فاقة الزّمان *** مقام حرّ على هوان

فاسترزق الله و استعنه *** فإنّه خير مستعان

و إن نبا منزل بحرّ *** فمن مكان إلى مكان

أخبرنا بهذه الأبيات بعلو أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا الحسين بن عمر الضّرّاب فذكرها.

أنبأنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم البئّار (2) الأصبهاني، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الكتبي (3) الحاكم بهراة، قال: سنة سبع و عشرين و أربعمائة ورد الخبر بوفاة الثعلبي صاحب التفسير و حمزة السهمي بنيسابور.

قرأت بخط أبي الفضل بن خيرون، و ممن ذكر أنه مات سنة ثمان و عشرين: أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السّهمي الجرجاني.

1782 - حمظظ بن شريق بن غانم بن عامر

ابن عبد اللّه بن عبيد (4) بن عويج (5) بن عدي بن كعب بن لؤي

القرشي العدوي (6)

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شهد الفتوح، و مات عام طاعون عمواس، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، و أخوه أبو عبد اللّه يحيى، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكار،

ص: 246


1- بالأصل المولف آباذي بالفاء، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى مولقاباذ و هي محلة كبيرة في طرف الجنوب من نيسابور، يقال لها: مولقاباج.
2- الأصل:«البار» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ قريبا.
3- اضطرب إعجامها بالأصل، و الصواب عن م.
4- نص ابن الأثير في أسد الغابة: عبيد و عويج بفتح العينين. و بالقلم في ابن حزم بضمة فوق العين.
5- نص ابن الأثير في أسد الغابة: عبيد و عويج بفتح العينين. و بالقلم في ابن حزم بضمة فوق العين.
6- ترجمته في أسد الغابة 534/1 الإصابة 355/1 و فيها: حمطط .

قال: و ولد عويج بن عدي بن كعب: عبيدا، فولد عبيد بن عويج عبد اللّه، فولد عبد اللّه بن عبيد عامرا، فولد عامر بن عبد اللّه غانما، فولد غانم بن عامر حذيفة و حذافة و شريقا، فولد شريق بن غانم حمظظ بن شريق، هلك في طاعون عمواس.

1783 - حملة بن نعيم الكلبي

كان من جند خراسان، وفد على هشام بن عبد الملك، و ذكر وفادته في ترجمة معمر بن أحمر.

1784 - حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم

الكلبي ثم العليمي (1)

من أهل دومة الجندل وفد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و عقد له لواء على قومه و شهد مع معاوية صفّين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف الخشاب، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)،أنا هشام بن محمّد، حدّثني ابن أبي صالح رجل من بني كنانة، عن ربيعة بن إبراهيم الدمشقي، قال: وفد حارثة بن قطن بن زائر بن حصن بن كعب بن عليم الكلبي، و حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل (3) بن كعب بن عليم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأسلما، فعقد لحمل بن سعدانة لواء فشهد بذلك اللواء صفّين مع معاوية.

1785 - حمل بن عبد اللّه الخثعمي

1785 - حمل بن عبد اللّه الخثعمي (4)

شهد صفّين مع معاوية، و كان يومئذ أميرا على خثعم.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن

ص: 247


1- ترجمته في أسد الغابة 535/1 الإصابة 355/1 الوافي بالوفيات 192/13 بغية الطلب لابن العديم 2965/6. نص ابن حجر «حمل: بفتحتين».
2- طبقات ابن سعد 334/1.
3- في طبقات ابن سعد: مغفل.
4- ترجمته في بغية الطلب 2966/6.

إسحاق، أنا أحمد بن عمران، أنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: و قال أبو عبيدة: و كان على خثعم و لفّها حمل بن عبد اللّه الخثعمي (1).

1786 - حميدان بن حراش - و يقال: حمدان - العقيلي

ولي دمشق من قبل الملقب بالعزيز في سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة بعد ظفره بهفتكين الوالي كان على دمشق للطائع للّه و كان قسّام إذ ذاك متغلبا على دمشق، فلم يكن لحميدان مع قسام أمر و لم تطل مدته حتى وقع بينه و بين قسّام، فطرده العيّارون من أصحاب قسّام و خرج هاربا من البلد و نهبوا داره و قوي أمر قسّام، و ولي أبو محمود المغربي بعد حميدان.

حدّثني أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، قال: دفع إلي عمر الكتامي - شيخ من جند المصريين - ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق، فكان فيها ظالم بن مرهوب العقيلي، و القرمطي، و وشاح، و حمدان (2)،و أبو محمود في هذه السنة - يعني سنة ستين و ثلاثمائة - كذا قال.

1787 - حميدان بن نصر بن حصين

أبو جعفر البغدادي (3)

حدّث بدمشق عن أحمد بن محمّد القطيعي، و أحمد بن أصرم، و عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، و نصر بن بابان، و محمّد بن يعقوب، و إبراهيم بن الجنيد.

روى عنه: أبو إسحاق بن أبي الدّرداء الصّرفندي، و أبو عمران موسى بن هشام الدّينوري الوراق، و محمّد بن إبراهيم بن الهيثم البلدي، و أبو إسحاق إبراهيم بن عبد السلام، و إبراهيم بن عون المؤدب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر محدّث خراسان، قال: قرئ على سعيد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن بحر بن نوح بن حيّان، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عقيل القطان، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن يوسف

ص: 248


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 196 «و فيه: فلان بن عبد اللّه الخثعمي».
2- كذا وقع هنا بالأصل و م حمدان.
3- ترجمته في بغية الطلب 2967/6 و فيه «حضير» بدل «حصين».

نزيل عمان، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد السلام في باب البستان، نا أبو جعفر حميدان في دهليز الربيع بن سليمان منصرفا من حرّان في طيب الزمان و نحن ننتظر الأذان يقرأ علينا حديث الليث، عن ابن عجلان، قال: نا نصر بن بابان عن الوليد بن الزينبان، عن المعافى بن عمران، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن حمران بن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان في المحرم يشم الريحان ؟ قال: نعم، و يدخل البستان.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ببغداد، أنا أبو القاسم بن أحمد بن علي بن عبد اللّه بن منصور الزجاجي الطبري، و اسمه عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن علي بن مهران، نا أبو صالح سهل بن إسماعيل سهلان في شهر رمضان، نا موسى بن هشام أبو عمران بدمشق في البستان للنصف من شعبان و بيده ريحان، نا حميدان، نا الوليد بن الزينبان، عن موسى بن جابان عن المعافى بن عمران، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن حمران بن أبان عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان: في المحرم يدخل البستان ؟ قال: نعم، و يشم الريحان.

كذا في هذه الرواية، و قد رواها أبو إسحاق الصّرفندي، عن حميدان، نا نصر بن بابان، نا الوليد بن الزينبان، نا المعافى بن عمران من غير ذكر موسى بن جابان، و قد وقع لي من وجه آخر.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم ذو الإحسان، نا عبد العزيز بن أحمد بياع الكتان، نا أبو الحسن محمّد بن علي بن إبراهيم البصري الواعظ الشّفيقي (1)،قدم علينا في حاجّ خراسان، نا محمّد بن عدي بن زحر (2) في دكان، نا محمّد بن الحسن صاحب الزعفران، نا علي بن إبراهيم البلدي في دكان ميمون القطان، نا حميدان في دهليز الربيع بن سليمان، نا نصر بن أبان، عن الوليد بن الزبرقان، عن المعافى بن عمران، عن جعفر بن برقان، عن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان: في المحرم يدخل البستان ؟ قال: نعم، و يشم الريحان.

قال: و نا عبد العزيز بن بياع الكتان، حدّثني أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن

ص: 249


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب عن الأنساب، قال السمعاني: و هذه النسبة لا أعرفها إلى أي شيء هي، ذكره السمعاني و ترجم له و كنّاه أبا الحسين و في م: الشقيقي.
2- في الأنساب (الشفيقي): زخر و في م كالأصل.

عمر المرّي الجبّان (1)،نا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد معلم الصبيان، نا أبو إسحاق إبراهيم المؤذنان، نا أبو جعفر بن نصر و اسمه حمدان، نا نصر بن أبان، نا الوليد بن الزينبان، نا المعافى بن عمران، نا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن حمران، عن أبان بن عثمان بن عفان، عن عثمان بن عفان في المحرم يدخل البستان ؟ قال: نعم، و يشم الريحان.

و أنبأنا أبو الفرج غيث، و كان نعم الإنسان، نا أبو بكر الخطيب، و كان من ذوي الإتقان، أنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان، حدّثني أبو القاسم بن إبراهيم بن الهيثم البلدي - يعني علاّن-، نا ابن نصر حمدان، نا نصر بن بابان، نا الوليد بن الزينبان، نا المعافى بن عمران، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن حمران بن أبان، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفان في المحرم يشم الريحان ؟ قال: نعم، و يدخل البستان.

قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن علي بن أبي العجائز الأزدي الدمشقي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الأنصاري بصور، نا أبو جعفر حميدان بن نصر بن حصين البغدادي بدمشق، سنة ست و ستين و مائتين، نا نصر بن بابان، بحديث ذكره.

ص: 250


1- الأصل:«الحيان» و في م: الحبان و الصواب ما أثبت.

ذكر من اسمه حميد

1788 - حميد بن أبي حميد، و اسم أبي حميد: تيرويه،

و يقال: تير، و يقال: زادويه (1)،و يقال طرخان،

و يقال: مهران، و يقال: عبد الرّحمن، و يقال: داود (2)(3)

أبو عبيدة الخزاعي (4)

مولى طلحة الطّلحات البصري المعروف بحميد الطويل.

سمع أنس بن مالك، و الحسن بن يسار البصري، و ثابت بن أسلم البناني.

روى عنه: عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر العمري، و مالك بن أنس المدنيان، و شعبة، و يحيى بن سعيد القطان، و بشر بن المفضل بن لاحق، و حمّاد بن سلمة، و سفيان بن عيينة، و سفيان الثوري، و سفيان بن حسين، و هشيم بن بشير، و خالد بن عبد اللّه الطحان، و يزيد بن هارون الواسطيون، و يزيد بن زريع، و محمّد بن أبي عدي، و عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، و معاذ بن معاذ العنبري، و معتمر بن سليمان التيمي، و عبد اللّه بن بكر السهمي، و إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، و قدامة بن شهاب المازني البصريون، و الحارث بن عمير، و زائدة بن قدامة الثقفي، و أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الكوفيون، و أبو

ص: 251


1- سير الأعلام و تهذيب التهذيب: زاذويه.
2- في تهذيب التهذيب و سير الأعلام: داور.
3- زيد في أسمائه: مخلد (يعني أبي حميد).
4- ترجمته في طبقات ابن سعد 17/7 تهذيب التهذيب 25/2 الوافي بالوفيات 198/13 سير الأعلام 163/6 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

جعفر الرازي، و عبد اللّه بن المبارك المروزي.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبدويه (1) الخزاز في المحرم سنة سبع و سبعين و مائتين، نا عبد اللّه بن بكر السهمي، نا حميد، عن أنس قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في طريق و معه أناس من أصحابه فعرضت له امرأة فقالت: يا رسول اللّه لي إليك حاجة، فقال:«يا أم فلان اجلسي في أدنى نواحي السكك حتى أجلس إليك»[3776].

ففعلت فجلس إليها حتى قضت حاجتها.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و إسماعيل بن نجيد بن أحمد السّلمي، أنا ح.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قال: قرئ على إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي (2)،نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني حميد، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، قلت: يا رسول اللّه، أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال:«تمنعه من الظلم فذلك»،- و قال ابن ماسي فذاك - نصرك إياه»[3777].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان و أبو القاسم بن الحصين، و أبو غالب بن البنّا، قالوا:

أنا أبو محمّد الجوهري، أنا ح.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي (3) بن إبراهيم بن عيسى المقرئ الباقلاني فيما قرئ عليه، نا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا محمّد بن يونس القرشي، نا عون بن عمارة، نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الصائم بالخيار ما بينه و بين نصف النهار»[3778].

ص: 252


1- نظر لها في التبصير 910/3 عبدويه مثل سيبويه، ثم وضع فتحة بالقلم فوق العين. ذكره و قال: بغدادي من كبار شيوخ أبي بكر الشافعي.
2- ترجمته في سير الأعلام 252/16.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 342/11.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب (1).

ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم (2)،أنا سهل بن بشر، قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي بمصر ح.

و أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي القاضي، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا زهير بن حرب، نا يحيى بن سعيد، عن حميد، قال: صليت خلف عمر بن عبد العزيز فسلّم تسليمة، و قال ابن منير: فسلّم واحدة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، و أحمد بن محمّد الطّريثيثي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن عيسى السعدي، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحذاء، أنا أحمد بن إبراهيم البلدي البزّاز، قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: حميد الطويل بن زادويه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد السيد بن محمّد الصباغ، و إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي، و أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر بن الباحمشي، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (3)،نا أبو القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن إسحاق، قال: سمعت ابن نمير يقول: حميد الطويل أبو عبيدة بن تير، و يقال ابن تيرويه.

قال: و حدّثني عمي - يعني علي بن عبد العزيز-، نا سليمان بن أحمد، عن الوليد بن عبد الوهاب، قال: حميد الطويل حميد بن زادويه.

قال: و حدّثني ابن زنجويه، قال: سمعت يزيد يقول: أخبرنا حميد الطويل أبو عبيدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا علي بن أحمد بن سليمان، نا ابن أبي مريم، عن يحيى، قال:

ص: 253


1- ترجمته في سير الأعلام 583/19 النجوم الزاهرة 247/5.
2- ترجمته في سير الأعلام 348/20 توفي سنة 558 في جمادى الأولى قال ابن عساكر: لم يكن الحديث من صنعته.
3- اسمه عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق، أبو القاسم البغدادي المتّوثي، ترجمته في سير الأعلام 548/16.

حميد الطويل يكنى أبا عبيدة مولى خزاعة (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال في الطبقة الثالثة من أهل البصرة: حميد الطويل مولى طلحة الطلحات الخزاعي.

قال ابن أبي شيبة: قال أبي: و حميد الطويل حميد بن سمير (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن الكرجي - زاد أبو البركات: و أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد الأهوازي، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال (3) في الطبقة السادسة من أهل البصرة: حميد الطويل هو ابن مهران مولى طلحة بن عبد اللّه بن خلف الخزاعي، يكنى أبا عبيدة مات سنة ثلاث و أربعين [و مائة] (4).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عمران (5) بن حدير أبو عبيدة، و عبد الوارث (6)،و حميد الطويل جميعا أبو عبيدة أيضا.

قال: و سمعت يحيى يقول: كان حميد الطويل يقال له ابن تيرويه، و قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: حميد الطويل كنيته أبو عبيدة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن

ص: 254


1- كذا بالأصل نقلا عن ابن عدي، و العبارة في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 267/2. حدثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا ابن أبي مريم عن يحيى قال: حميد الطويل، حميد بن تيرويه. حدثنا خالد بن النضر، ثنا عمرو بن علي، قال: و حميد الطويل يكنى أبا عبيدة مولى خزاعة.
2- كذا، و لم يرد فيما مرّ في أبيه أنه يسمى: سمير.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 376 رقم 1834.
4- زيادة لازمة عن طبقات خليفة.
5- انظر ترجمته في سير الأعلام 363/6 أبو عبيدة السدوسي البصري.
6- اسمه عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو عبيدة العنبري البصري ترجمته في سير الأعلام 300/8.

رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل البصرة: حميد بن تيرويه الطويل.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، أنا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حميد الطويل صاحب أنس بن مالك يكنى أبا عبيدة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي بن بحر، قال: حميد الطويل يكنى أبا عبيدة مولى خزاعة.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (1)، نا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني أبو بكر الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي ابن عم روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: حميد الطويل:

حميد بن مخلد مولى طلحة الطلحات الخزاعي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: سنة أربع و أربعين فيها افتتح ابن عامر كابل، و من سبي كابل: مهران أبو حميد الطويل (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: حميد الطويل، حميد بن تير، و كنية حميد الطويل أبو عبيدة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، أنا علي بن الحسن الخزاعي ح.

قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين النعالي، حدّثني جدي لأمي

ص: 255


1- هذه النسبة بفتح الميم و الراء و سكون النون - إلى مرند من مدن أذربيجان.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 206.

إسحاق بن محمّد النعالي، قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرر، قال: حميد الطويل بن تيرويه.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد (1)قال: في الطبقة الرابعة من أهل البصرة: حميد بن أبي حميد الطويل مولى طلحة الطلحات الخزاعي، و يكنى أبا عبيدة و اسم أبي حميد طرخان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا الجنيدي، نا البخاري، قال: حميد بن أبي حميد الطويل الدارمي البصري، أبو عبيدة و هو حميد بن تير (3)،و يقال حميد بن تيرويه (4)، و قال حمّاد بن مسعدة: ابن تيره.

و قال الأصمعي: رأيت حميدا و لم يكن بالطويل، و كان طويل اليدين، و يقال:

مولى طلحة الطلحات الخزاعي، و قال غير البخاري: و اسم أبي حميد طرخان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (5):حميد بن أبي حميد الطويل البصري، أبو عبيدة - أو أبو عبيد كناه أبو (6) محبوب، و قال غيره: أبو عبيدة، و يقال: هو حميد بن عبد الرّحمن، و يقال حميد بن داور (7) و يقال ابن تيرويه، و قال حمّاد بن مسعدة: ابن تير. و قال الأصمعي: رأيت حميدا و لم يكن بطويل، و لكن كان طويل اليدين، و يقال:

مولى طلحة (8) الطلحات الخزاعي.

ص: 256


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع.
2- الكامل في ضعفاء الرجال 267/2.
3- في ابن عدي:«ثير، ثيرويه» بالثاء المثلثة.
4- في ابن عدي:«ثير، ثيرويه» بالثاء المثلثة.
5- التاريخ الكبير 348/2/1.
6- البخاري: ابن محبوب.
7- في البخاري: داود.
8- الأصل و م:«طلحات» و المثبت عن البخاري.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (1)،أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبيدة حميد بن تيرويه الطويل، سمع أنس بن مالك، و الحسن، روى عنه حمّاد بن سلمة، و ابن المبارك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،قال: حميد الطويل هو ابن تيرويه و كنيته أبو عبيدة. قال: و سمعت أبا موسى (3) قال: يقال حميد بن تيرويه و هم يغضبون منه.

قرأت على أبي الفضل علي ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو عبيدة حميد الطويل، قيل: ابن أبي حميد، و قيل: ابن عبد الرّحمن، و قيل ابن تيرويه، و قيل ابن تير.

أخبرنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: حميد بن تيرويه الطويل أبو عبيدة، بصري ثقة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا أبو نصر طاهر بن محمّد، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: حميد الطويل مولى لخزاعة، هو حميد بن تير، يكنى أبا عبيدة.

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح و أبو الحسن بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر بن خلف الأديب، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: حميد بن أبي حميد الطويل، أبو حميد أبوه - اسمه طرخان - مولى طلحة الطلحات، و طلحة خزاعي.

قرأت على أبي محمّد بن (4) حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر (5)،أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة ثمان و ستين فيها ولد حميد الطويل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا

ص: 257


1- الأصل: الشفاني، خطأ و المثبت عن م.
2- كتاب المعرفة و التاريخ 90/2.
3- هو محمد بن المثنى العنزي، أبو موسى الزمن.
4- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
5- بالأصل:«المعمر» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا أحمد بن محمّد الحربي، نا أبو داود المروزي سليمان بن معبد، نا الأصمعي، قال: رأيت حميدا الطويل و لم يكن بالطويل، كان قصيرا.

قال: و نا أبو أحمد، أنا عبد اللّه بن محمّد الإمام، نا عبد الوهاب الشعراني، نا حميد الطويل و كان قصيرا.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن سلمة في آخرين، قالوا: أنا أبو البركات محمّد بن عبد اللّه بن يحيى بن الوكيل، أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب الواسطي، أنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمّد بن الفرج بن عون بن الحر الخلاّل العلاّف، نا عبد الرزاق بن إسماعيل بن إسحاق بن عبد اللّه أبو همّام الشاشي، قدم حاجا سنة تسع و ثلاثمائة، نا أبو عبد الرّحمن حاشد بن إسماعيل، أنا أحمد بن إسماعيل، قال: سمعت الأصمعي يقول: لم يكن حميد الطويل بذلك الطويل، و لكن كان في جيرانه رجل يقال له حميد القصير، فقيل حميد الطويل يعرف من الآخر (2).

قال: و نا عبد الرزاق، نا حاشد، قال: سألت إبراهيم بن حميد الطويل قلت: ما اسم جدك ؟ قال: لا أدري (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا حمّاد بن سلمة، قال: لم يدع حميد لثابت علما إلاّ وعاه عنه، و سمعه منه (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد السيد الصباغ، و إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، و أبو العباس أحمد بن علي بن الباحمشي، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا [أبو] (5) القاسم البغوي، نا

ص: 258


1- الكامل لابن عدي 267/2.
2- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 164/6 و بداية الخبر في م:«أنبأنا أبو الحطاب محفوظ بن أحمد الكوذاني و طاهر أحمد بن محمد بن سلفة في آخرين».
3- المصدر نفسه، الجزء و الصفحة، و بالأصل: قلت: لا أدري.
4- الذهبي في سير الأعلام 165/6 و تهذيب التهذيب 26/2.
5- زيادة لازمة.

محمود بن غيلان، نا مؤمّل، نا حمّاد بن سلمة، قال: عامة ما يروي حميد عن أنس [سمعه] (1) من ثابت.

قال: و حدّثني صالح، حدّثني علي، قال: سمعت يحيى يقول: كان حميد إذا ذهبت توقفه (2) على بعض حديث أنس ليشك فيه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري:

و ابن عمه أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا:- أنا الوليد بن بكر بن مخلد، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد العجلي، قال (3):

حميد الطويل بصري تابعي ثقة، و هو خال حمّاد بن سلمة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: يونس بن عبيد أحب إليك في الحسن أو حميد؟ فقال: كلاهما، قلت: فحميد أحب إليك فيه أو حبيب بن الشهيد؟ فقال: كلاهما، و قال أبو سعيد - يعني الدارمي - يونس أكبر من حميد بكثير.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: حميد الطويل ثقة، قال: و سمعت أبي يقول: حميد الطويل ثقة لا بأس به، و سمعته يقول:

أكبر (5) أصحاب الحسن قتادة و حميد (6).

ص: 259


1- مكانها بياض بالأصل، و المثبت عن تهذيب التهذيب 26/2 و سير أعلام النبلاء 165/6 و زيد فيها: يريد أنه كان يدلسها و في م:«سمعته».
2- في سير الأعلام 165/6: ذهبت تقفه على بعض حديث أنس شك فيه.
3- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 136.
4- الجرح و التعديل 219/2/1.
5- الجرح: أكثر.
6- الجرح و التعديل: ثم حميد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا أبو عبد اللّه التميمي، أخبرني أبو خالد الرازي، عن حمّاد بن سلمة، قال: أخذ إياس بن معاوية بيدي و أنا غلام فقال: لا تموت أو تقصّ ، أما إني قد قلت هذا لخالك - يعني حميد الطويل-، قال: فما مات حتى قصّ ، قال أبو خالد: قلت لحمّاد بن سلمة: فقصصت أنت ؟ قال: نعم.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (2)،قال: حميد بن تيرويه بصري، و هو خال حمّاد بن سلمة، صدوق، و يقال له: الطويل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي (3) بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن سهل، نا عفان، نا حمّاد بن سلمة، قال: جاء شعبة إلى حميد فسأله عن حديث لأنس فحدثه به، فقال له شعبة: سمعته من أنس ؟ قال: فما أحسب، فقال شعبة بيده هكذا، فأشار بأصابعه لا. أزيده ثم ولّى فلما ذهب قال حميد: سمعته من أنس كذا و كذا مرة و لكني أحببت أن أفسده عليه.

قال: و حدّثني به عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه، عن عفان نحوه، و قال: قد سمعته من أنس و لكنه شدّد عليّ فأحببت أن أشدّد عليه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي (4)،نا محمّد بن زكريا، نا محمّد بن أبي سميّة (5)،نا محمّد بن أبي عدي، عن

ص: 260


1- الخبر في طبقات ابن سعد 282/7 في ترجمة حمّاد بن سلمة.
2- بالأصل «حراش» بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت خراش، بالخاء المعجمة، ترجمته في سير الأعلام 508/13 و في م:«حراش».
3- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
4- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 267/1.
5- عند العقيلي: بن أبي سمينة.

حمّاد بن سلمة، عن حميد، قال: كان شعبة يسألني عن الشيء قد سمعته من أنس فألبسه عليه.

قال (1):و نا محمّد بن عيسى، نا صالح بن أحمد، نا علي، قال: سمعت أبا داود يقول: سمعت شعبة يقول: سمعت حبيب بن الشهيد يقول لحميد و هو يحدّثني: انظر ما يحدّث به شعبة، فإنه يرويه عنك، ثم يقول هو: إن حميدا رجل نسيّ فانظر ما يحدثك به.

قال (2):و سمعت أبا داود يقول: سمعت حمّاد بن سلمة يقول: معظم (3) ما رواه حميد عن أنس هو عن ثابت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا أحمد بن الخليل، نا يحيى بن أيوب، نا معاذ بن معاذ، قال: كنا عند حميد الطويل فأتاه شعبة، فقال: يا أبا عبيدة (5) حديث كذا و كذا تشك فيه ؟ فقال: إنه ليعرض لي الشك أحيانا، قال: فحديث - يعني كذا - تشك فيه ؟ قال (6):فأجابه بنحو من ذلك، إن الشك ليعرض لي أحيانا.

فانصرف شعبة فقال حميد: ما أشك في شيء منها، و لكنه غلام صلف أحببت أن أفسدها عليه.

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا بأكثره أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي، نا يحيى بن عثمان، نا عمرو بن خالد، نا زهير، قال: قدمت البصرة فأتيت حميد الطويل و عنده أبو بكر بن عياش، فقلت له: حدّثني، فقال: سل، فقلت: ما معي شيء أسأل عنه، قلت: حدثني، فحدّثني بثلاثين حديثا، قال: فحدّثني بتسعة و أربعين حديثا، فقلت له ما أراك إلاّ قد قاربت، قال: فجعل يقول: سمعت أنسا و أبا حيان يقول: قال أنس، فلما فرغ قلت له:

ص: 261


1- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 267/1.
2- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 267/1.
3- عن العقيلي و بالأصل و م «عظم».
4- الخبر في المعرفة و التاريخ للفسوي 656/2.
5- في المعرفة و التاريخ: يا أبا عبيد، خطأ.
6- المعرفة و التاريخ: قال: فأخذ نحوا من ذلك.

أ رأيت ما حدثتني به عن أنس أنت سمعته منه ؟ فقال أبو بكر بن عياش هيهات فاتك ما فاتك، يقول: كان ينبغي لك أن تقفه عند كل حديث، و تسأله فكأن حميدا وجد في نفسه فقال: ما حدثتك بشيء عن أحد فعنه أحدثك، فلم يشف قلبي، أو فلم يشفني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري، و محمّد بن الحسن قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد (1)،حدّثني يحيى بن معين، عن أبي عبيدة الحداد، قال: قال شعبة:

لم يسمع حميد من أنس إلاّ أربعة و عشرين حديثا (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم البصري، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن (3) خراش قال: حميد في حديثه شيء.

يقال: إن عامة حديثه عن أنس إنما سمعه من ثابت، صدوق.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا ابن أبي عصمة، نا أبو طالب أحمد بن حميد (5)،قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: قال يحيى بن سعيد، سألت حميدا عن حديث الحسن (6)،فقال: لا أحفظه.

قال (7):و نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، نا الأثرم، نا أحمد، حدّثني يحيى بن سعيد، قال: كنت أسأل حميدا عن الشيء من فتيا حسن رحمه اللّه ؟ فيقول: نسيته.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي (8)،نا عبد اللّه بن أحمد،

ص: 262


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 136.
2- الخبر نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب عن أبي عبيدة الحداد، و زيد فيه: و الباقي سمعها من ثابت أو ثبته فيها ثابت. و انظر سير الأعلام 166/6.
3- بالأصل «جن».
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 267/2.
5- بالأصل «حيد» و المثبت عن ابن عدي و م.
6- الأصل «الحسين»، و المثبت عن ابن عدي و م.
7- الكامل لابن عدي 268/2.
8- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 267/1.

حدّثني أبي، نا عفان، حدّثني يحيى بن سعيد، قال: كنت أسأل حميدا عن الشيء من فتيا الحسن فيقول: نسيته.

قال: و نا العقيلي (1)،نا محمّد بن إسماعيل، نا الحميدي، نا سفيان، قال: كان عندنا شريف (2) بصري يقال له درست، فقال لي: إن حميدا قد اختلط عليه (3) ما سمع من أنس و من ثابت، و قتادة عن أنس إلاّ شيء يسير، فكنت أقول له: أخبرني بما شئت عن غير أنس، فأسأل حميدا عنها فيقول: سمعت أنسا.

قال (4):و نا أحمد بن علي الأبّار، حدّثني عيسى بن عامر، عن ابن أبي الطيب (5)،عن أبي داود، عن شعبة، قال: كل شيء سمع حميد عن أنس خمسة (6)أحاديث، قال أبو داود: قال حمّاد بن سلمة عامة ما يروي حميد عن أنس لم يسمعه منه إنما سمعه من ثابت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد، قال: حميد الطويل بصري تابعي ثقة، و هو خال حمّاد بن سلمة (7).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدّثنا أبو عبيدة الحداد عن شعبة، قال: لم يسمع حميد من أنس إلاّ أربعة و عشرين حديثا، و الباقي سمعها من ثابت أو ثبّته فيها ثابت.

أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (8)،

ص: 263


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 266/1 و تهذيب التهذيب 26/2.
2- في الضعفاء الكبير: و تهذيب التهذيب: شويب.
3- الضعفاء الكبير للعقيلي 266/1 و تهذيب التهذيب 26/2.
4- بالأصل «علينا» و المثبت عن المصدرين.
5- في العقيلي: حدثني عيسى بن عامر بن أبي الطيب.
6- بالأصل «خمس».
7- مرّ هذا الخبر عن العجلي أثناء الترجمة، و راجع تاريخ الثقات ص 136.
8- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 267/2.

أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا يوسف بن موسى، قال: سمعت يحيى بن يعلى المحاربي، يقول: طرح زائدة حديث حميد الطويل، قال ابن عدي (1):و حميد له حديث كثير مستقيم، فأغنى لكثرة حديثه أن أذكر له شيئا من حديثه، و قد حدّث عنه الأئمة و أما ما ذكر عنه أنه لم يسمع من أنس إلاّ مقدار ما ذكر، و سمع الباقي من ثابت عنه، فإن تلك الأحاديث يميزها من كان يتهمه أنه عن ثابت لأنه قد روى عن أنس، و روى عن ثابت عن أنس أحاديث، فأكثر ما (2) في بابه أن الذي رواه عن أنس البعض مما يدلسه عن أنس، و قد سمعه من ثابت، و قد دلس جماعة من الرواة عن مشايخ قد رأوهم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا أبو (3) جعفر العقيلي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، و يحيى بن معين، قالا: نا يحيى بن أبي بكير، نا حمّاد بن سلمة، قال: أخذ حميد كتب الحسن فنسخها ثم ردّها عليه (4).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم،[أنا أبو القاسم]، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،نا إسحاق بن إبراهيم بن (6) يونس، نا الأثرم، نا أحمد، نا عفان، نا معاذ، قال: قال حميد للبتي: إذا أتاك الناس فاحملهم على أمر واحد لا و لكن خذ من هذا و من هذا فأصلح بينهم، قال: فقال البتي: لا أطيق سحرك، قال: كان حميد مصلح أهل البصرة، قال الأثرم: سمعته من عفان.

قال (7):و نا محمّد بن الفضل المحمّدآباذي، نا أبو قلابة حدّثني محمّد بن إبراهيم المدني، نا بكر بن كلثوم، نا حبيب بن الشهيد، قال: قال اياس بن معاوية: من أراد الصلح فليأت حميد الطويل، فذكره.

ص: 264


1- نفس المصدر 268/2.
2- بالأصل «فأكثرها» و المثبت «فأكثر ما» عن ابن عدي.
3- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
4- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 267/1.
5- الكامل لابن عدي 261/2 و الزيادة السابقة عن م.
6- الأصل «عن» خطأ، و الصواب عن ابن عدي و م.
7- القائل أبو أحمد بن عدي، انظر الكامل 268/2.

قال (1):و نا أحمد بن علي المدائني، نا بكّار بن قتيبة، نا قريش، عن حبيب بن الشهيد، قال: كنت جالسا [مع إياس بن معاوية] (2) على باب خالد بن بريز (3) إذ أتاه رجل من أهل الشام فقال له إياس: إن أردت الصلح فعليك بحميد الطويل تدري ما يقول لك ؟ يقول لك اترك شيئا و لصاحبك مثل ذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان، أنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النّسفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الحافظ البخاري المعروف بغنجار، نا أبو عبيدة أسامة بن محمّد بن الليث الكندي، نا محمّد بن سعيد بن محمود، قال:

سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول: سمعت مكي بن إبراهيم قال: مررت بحميد الطويل و عليه ثياب سود، فقال لي أخي: أ لا تسمع من حميد؟ فقلت: أسمع من الشرطي (4).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان (5)إدارة، أنا أحمد بن القاسم الميانجي - إجازة - نا أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي، نا أبو زرعة، نا عبد الرّحمن بن عمر الزهري، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: مات حميد الطويل و هو قائم يصلّي، و مات عبّاد بن منصور و هو على بطن امرأته (6).

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثني جعفر بن محمّد بن الحارث، نا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي، حدّثني بعض أصحابنا عن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري أنه قال: كان حميد الطويل يصلّي و هو قائم، فمات في صلاته و هو قائم.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد، نا أبو بكر محمّد بن عبيد، نا محمّد بن سعد، قال: قال

ص: 265


1- القائل أبو أحمد بن عدي، انظر الكامل 268/2.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن عدي.
3- بالأصل «برز ابن» كذا، و المثبت عن ابن عدي و في م: برزيق.
4- الخبر في سير الأعلام 166/6.
5- بالأصل و م «الحبان» و تقرأ «الحباز» و الصواب ما أثبت.
6- سير الأعلام، نقله الذهبي عن يحيى القطان 167/6.

يحيى بن أيوب: سمعت معاذ بن معاذ، قال: كان حميد الطويل قائما يصلي فمات، فذكروه لابن عون و جعلوا يذكرون من فضله، قال ابن عون: احتاج حميد إلى ما قدم (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن (2)،أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هشام بن محمّد، قال: قال الهيثم بن عدي: و مات حميد الطويل مولى طلحة الطلحات في أول خلافة أبي جعفر.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر المقرئ، قال: سمعت نافع بن محمّد يقول: سمعت أبا يحيى بن أبي نمرة يقول: سمعت يعقوب بن إسحاق و هو ابن بنت حميد يقول: مات حميد الطويل في جمادى الأول سنة أربعين و مائة (3).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر، أنا أبي، نا ابن أبي السّري، نا محمّد بن عمر المقرئ، نا قريش بن أنس قال: مات حميد الطويل سنة ثنتين و أربعين.

قال محمّد بن زبر: و قال الهيثم و في سنة اثنتين و أربعين مات حميد الطويل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا يحيى بن سعيد، قال: و حميد في ثنتين و أربعين في أول ثلاث في آخرها قبل التيمي بقليل (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسن بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا سلمة - هو - ابن شبيب، قال: قال أحمد:

ص: 266


1- المصدر نفسه ص 168.
2- الأصل «القاسم» و شطبت، و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، و اللفظة المستدركة «الحسن» عن الهامش و بجانبها كلمة صح.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 168/6 و عقب الذهبي عليه بقوله: هذا وهم.
4- كذا بالأصل، يعني مات.

نا يحيى بن سعيد، قال: مات حميد في اثنتين و أربعين و مائة، أو في ثلاث في آخرها (1)قبل التيمي بقليل.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):و قال محمّد بن يوسف، عن إبراهيم بن حميد، مات أبي سنة ثلاث و أربعين و مائة، و أنا ابن عشر أو نحوها.

أخبرنا أبو القاسم بن الصباغ، و ابن السّمرقندي، و أبو العباس أحمد بن علي، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، حدّثني أحمد بن منصور، نا إبراهيم بن حميد الطويل، قال: مات أبي سنة ثلاث و أربعين و قد أتت عليه خمس و سبعون.

قال: و قال محمّد بن سعد: حميد الطويل يكنى أبا عبيدة، و هو ابن طرخان مولى طلحة الطلحات الخزاعي، مات سنة اثنتين و أربعين و مائة (3).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (4):سنة ثلاث و أربعين و مائة، قال يحيى: فيه مات حميد بن مهران الطويل.

أخبرنا أبو الأعز الأزجي، أنا أبو محمّد الجوهري أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا أبو بكر بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي بن بحر، قال: مات حميد الطويل سنة ثلاث و أربعين، و هو ابن خمس و سبعين و ولد سنة ثمان و ستين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن صاعد، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن، قال: حميد بن أبي حميد الطويل، و يقال هو حميد بن عبد الرّحمن، و يقال: حميد بن داور، و يقال: حميد بن

ص: 267


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام إلى هنا، دون ذكر التيمي.
2- التاريخ الكبير للبخاري 348/2/1.
3- تهذيب التهذيب 26/2 و سير الأعلام 168/6.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 420.

تير، و قال ابن سعد: هو ابن طرخان أبو عبيدة، و أبو عبيد مولى طلحة الطلحات الخزاعي البصري.

قال الأصمعي: رأيت حميدا (1) و لم يكن بالطويل، و لكن كان طويل اليدين، سمع أنس بن مالك، و بكر بن عبد اللّه المزني، و ثابت البناني، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و يحيى بن سعيد القطان، و الثوري في:«الإيمان»، و غير موضع.

قال عمرو بن علي: ولد سنة ثمان و ستين، و مات سنة ثلاث و أربعين و مائة، و هو ابن خمس و سبعين سنة، مات سنة ثلاث و أربعين (2) و مائة، قاله البخاري، نا محمّد بن يوسف أبو أحمد، نا إبراهيم بن حميد الطويل، قال: مات أبي بهذا.

و قال الغلاّبي: نا ابن حنبل، نا يحيى بن سعيد، قال: مات حميد سنة اثنتين و أربعين و مائة في آخرها، أو في ثلاث و أربعين قبل التيمي (3) بقليل.

1789 - حميد بن ثوابة

أبو القاسم الجدامي الأندلسي الوشقي (4)

سمع بدمشق: أبا الجهم بن طلاّب، و أبا الحسن بن جوصا، و بمصر أبا جعفر الطحان و غيره، و ببغداد: أبا بكر بن أبي داود.

ذكره القاضي أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي، فقال:

حميد بن ثوابة (5) الجذامي من أهل وشقة، يكنى أبا القاسم، كانت له عناية بالعلم، و رحلة دخل فيها العراق، فسمع ببغداد من أبي بكر بن أبي داود السّجستاني (6)،و من أبي بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة و غيرهما، و دخل الشام فسمع بدمشق من أحمد بن عمير (7) بن جوصا، و أبي الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي، و سمع

ص: 268


1- الأصل و م: حميد.
2- كذا مكررة بالأصل و م.
3- هو سليمان بن طرخان التيمي.
4- ترجمته في تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ص 124. و الوشقي نسبة إلى و شقة بفتح أوله و سكون ثانيه و القاف، بليدة بالأندلس.
5- بالأصل: واثلة و الصواب عن ابن الفرضي و في م: ثرابة.
6- بالأصل: السختياني، و المثبت عن ابن الفرضي و م.
7- الأصل: عبيد و الصواب عن ابن الفرضي و م.

بمصر: من أبي جعفر أحمد بن سلامة (1) الطحاوي، و أبي الحسن المهراني (2)، و نظرائهما سماعا كثيرا، و كان عالما بالحديث بصيرا به، سمع منه أحمد بن سعيد، و أحمد بن محمّد بن معروف و غيرهما.

1790 - حميد بن ثور

ابن عبد اللّه بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال

ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور

ابن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر (3) بن نزار

و يقال: إنه أحد بني عمرو بن عبد مناف

ابن هلال بن عامر بن صعصعة

أبو المثنّى الهلالي (4)

شاعر مشهور إسلامي، و قيل: إنه أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أنشده شعرا، و قيل: إنه أدرك الجاهلية، و قال الشعر في خلافة عمر بن الخطاب، و وفد على بعض خلفاء بني أمية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد اللّه بن أبي ذرّ بأطرابلس و غيره، نا أنس بن سالم، نا هاشم بن القاسم الحرّاني (5)،نا يعلى بن الأشدق بن جراد بن معاوية العقيلي (6)،يكنى أبا الهيثم، حدّثني حميد بن ثور الهلالي أنه حين أسلم أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم [فأنشده]:

أصبح قلبي من سليمى مقصدا (7) *** إن خطأ منها و إن تعمّدا

ثم ذكر الحديث بطوله لم يزد عليه.

ص: 269


1- ابن الفرضي: سلمة.
2- إعجامها غير واضح، و المثبت عن الأنساب و ابن الفرضي.
3- بالأصل «منصور» و الصواب عن الأغاني و ابن حزم.
4- ترجمته في الأغاني 356/4 معجم الأدباء 8/11 الوافي بالوفيات 193/13 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب عن م، عن ترجمة يعلى بن الأشدق في سير الأعلام.
6- ترجمته في سير الأعلام 271/8.
7- مقصدا: مفتولا.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد الخطابي، في حديث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن حميد بن ثور الهلالي أتاه حين أسلم فقال (1):

أصبح قلبي من سليمى مقصدا *** إن أخطأ منها و إن تعمّدا

تحمل الهمّ كلازا جلعدا *** ترى العليفيّ عليه مؤكدا

و بين نسعيه خلدا ملبدا *** إذا السراب بالفلاة اطّردا

و نجد الماء الذي تورّدا *** تورّد السّيد (2) أراد المرصدا

حتى أرانا ربّنا محمّدا

حدّثنيه أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا أبو عبد اللّه بن بحر بن بزي، نا هاشم بن القاسم الحرّاني، نا يعلى بن الأشدق، حدّثني حميد بن ثور الهلالي، يقال أقصدت الرجل إذا طعنته، فلم تخط مقاتله و قال الشاعر:

و إن كنت قد أقصدتني إذ رمي *** تني بسهميك و الرامي يصيب و ما يدري

و قوله: فحمّل الهمّ كذا أنشدوه بكسر الهاء، و الهمّ : الشيخ الفاني، و الهمّ الجمل أيضا، و الكلاز: المجتمع الخلق، يقال: اكلازّ الرجل إذا تقبّض و تجمّع، قال الشاعر (3):

تقول و الناقة بي تقحّم *** و أنا منها مكلئزّ معصم

و الجلعد الغليظ الضخم، قال الهذلي:

أرى الدهر لا يبقى على حدثانه *** أبود بأطراف المناعة جلعد (4)

و العليفيّ : الرحل منسوب إلى قوم كانوا يعملون الرحال، يقال لهم بنو علاف، قال النابغة:

شعب العلافيات بين فروجهم *** و المحصنات عوازب الاطهار (5)

ص: 270


1- الأبيات الأرجاز في معجم الأدباء 9/11 و بعضها في أسد الغابة 537/1.
2- السيد: الذئب.
3- البيت في اللسان «كلز» دون نسبة، و بالأصل «مكليز» و المثبت عن اللسان، و في اللسان: أقول.
4- البيت لساعدة بن جؤية الهذلي، شرح أشعار الهذليين 1170/3 و الأبود: الأبد، و هو المتوحش، و يقال: أبد يأبد: إذا توحش، و إنا يصف و علا، و الجلعد: الغليظ ، و المناعة: بلد.
5- ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص 60 و بالأصل «الإظهار».

يريد: أنهم اختاروا الغزو على النساء، قال ابن الكلبي: أول من عمل الرحال علاف و هو زبان أبو جرم، و لذلك قيل للرحال علافية، و المؤكد: الموثق الشديد الأسر، و يروى: ترى العليفي عليه موفدا، و معناه: مشرفا. و الخدب (1):الضخم، يريد به سنامه أو حفره جنبيه. و المبلد: هو الذي عليه لبدة من الوبر، و يقال اطّرد السراب إذا خفق و لمع، و قوله: و نجد الماء أي سال العرق، يقال: نجد ينجد نجدا، قاله الأصمعي و غيره، و أراد بالماء الذي تورد العرق الذي يسيل من ذفري البعير أسود فيقطر ثم يصفر، و تورّده تلوّثه، شبّه لوثه بتلوث السّيد و هو الذئب، إذا تلون فجاء من كل وجه و قول اللّه عز و جل: فَكٰانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهٰانِ (2) من هذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري - قراءة عليه - قال:

قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم بن راشد الختّلي، و أنا أسمع، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمّد بن شعيب الجمحي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سلام بن عبيد اللّه بن زياد الجمحي، قال في الطبقة الرابعة من الشعراء الإسلاميين:

حميد بن ثور أحد بني عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن (3).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد (4) بن يبري، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد أبو [عبد اللّه] (5)الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال حميد بن ثور الهلالي هو حميد بن عبد اللّه بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، نسبه عبد اللّه بن أبي كريم المؤدب لنا عن أبي عمرو - يعني الشائي-.

ص: 271


1- ورد بالأصل «خلدا» و الذي هنا رواية معجم الأدباء للبيت و في م: و الخدب.
2- سورة الرحمن، الآية:37.
3- ذكره الجمحي في الطبقة الرابعة من الشعراء الإسلاميين ص 176 و لم يزد على ذكر اسمه و لم ينسبه و فيه: حميد بن ثور الهلالي، فقط كما في طبقات الشعراء المطبوع ط بيروت.
4- الأصل: عبيد اللّه، خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 197/17.
5- زيادة للإيضاح عن الأنساب (الزعفراني) و «أبو» سقطت من م.

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عيسى بن محمّد الطوماري، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، أخبرني عبد اللّه بن شبيب، حدّثني زبير، أخبرني أبي (1):أن حميد بن ثور الهلالي دخل على بعض خلفاء بني أمية فلما دخل عليه قال: ما جاء بك ؟ فقال:

أتاك بي اللّه الذي فوق من ترى *** و خير و معروف عليك دليل

و مطوية الأقراب (2) أمّا نهارها *** فسيب (3) و أما ليلها فذميل

و قطعي إليك الليل حضنيه أتى *** أليف إذا هاب الجبان فعول

أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد بن السّري، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، نا يموت بن المزرّع، نا أبو حاتم، قال: سمعت الأصمعي يقول: الفصحاء من شعراء العرب في الإسلام أربعة: راعي الإبل النّميري، و تميم بن مقبل العجلاني، و ابن أحمر الباهلي، و حميد بن ثور الهلالي، و كلهم من قيس عيلان (4).

أخبرنا أبو المعالي أسعد بن صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد، أنا جدي أبو القاسم منصور بن إسماعيل بن صاعد، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا عبد اللّه بن الحسين بن محمّد الكاتب، نا عبد اللّه بن نصر، نا أحمد بن يحيى المصاحفي، نا علي بن أحمد بن عمران الخنيسي، قال: وجدت في كتاب أبي، نا الهيثم بن عدي، عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لو لم يكن لابن آدم إلا الصحة و السلامة لكفاه بهما داء قاتلا»[3779].

قال الهيثم: فأخذ حميد بن ثور الهلالي فقال (5):

أرى بصري قد رابني بعد صحة *** و حسبك داء أن يصحّ و يسلما (6)

ص: 272


1- الخبر في الأغاني 357/4 نقلا عن الزبير عن عمه.
2- الأقراب جمع قرب، الخاصرة، و قيل: القرب: من لدن الشاكلة إلى مراق البطن.
3- و في الأغاني:«فنص» و تروى: فسبت، كلاهما ضرب من السير.
4- الخبر في الوافي بالوفيات 193/13.
5- البيتان في الكامل للمبرد 284/1 و الأول في الشعر و الشعراء ص 230.
6- في المصدرين: أن تصح و تسلما.

و لن يلبث العصران يوما و ليلة *** إذا اختلفا أن يدركا ما تيمّما (1)

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه المرزباني، حدّثني أبو علي الحسين بن علي بن المرزبان النحوي، قال: قرأ علينا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس اليزيدي، قال: قرأت هذه الأبيات على عمي الفضل بن محمّد، و ذكر أنه قرأها على أبي المنهال عيينة بن المنهال، و هي تأليفه، قال: أنشد لحميد بن ثور (2):

ليالي (3) إبصار الغواني و سمعها *** إليّ و إذ ريحي لهنّ جنوب

و إذ شعري صافي و لوني مذهب *** و أذل من ألبابهن نصيب

فلا يبعد الله الشباب و قولنا *** إذا ما صبونا صبوة سنتوب

و أنشد له:

قضى اللّه في بعض المكاره للفتى *** برشد و في بعض الهوى ما يحاذر

و قال حميد بن ثور الهلالي في قتل عثمان رضي اللّه عنه، فيما حكاه عمر بن شبّة له (4):

إن الخلافة لما أظعنت ظعنت (5) *** من أهل يثرب إذ غير الهدى سلكوا

صارت إلى أهلها منهم و وارثها (6) *** لما رأى اللّه في عثمان ما انتهكوا

السافكي دمه ظلما و معصية *** أي دم - لا هدوا - من غيّهم سفكوا

و الهاتكي ستر ذي حق و محرمة *** و أي شرّ على أشياعهم هتكوا

و الخيل عابسة تضج الدماء بها *** تنعى ابن أروى على أبطالها الشكك

من كل أبيض هندي و سابغة *** تغشى البنّان لها من نسجها حبك

قد نال جلهم حصر بمحصرة *** و قال فتاكهم فتك بما فتكوا

قرت بذاك عيون و اشتفين به *** و قد تقر بعين الثائر الدرك

ص: 273


1- في الكامل: يوم و ليلة إذا طلبا أن يدركا ما تيمما.
2- الأول و الثالث في معجم الأدباء 11/11 و أسد الغابة 537/1.
3- معجم الأدباء: ليالي سمع الغانيات و طرفها.
4- الأبيات في ديوانه ص 114 و بعضها في الوافي بالوفيات 194/13.
5- الوافي: ظعنوا.
6- الوافي: و أورثها.

و كان جلّ ديون فاقتضين به *** و قد يلوى الغريم الماطل المعك

في ذلكم لذوي الأظعان موعظة *** إن معشر عن هدى أو طاعة أفكوا

قرأت بخط رشأ بن نظيف و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب - بمصر - أنشدنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنشدنا عبد الرّحمن عن عمه لحميد بن ثور - قال أبو حاتم: ليست هذه الكلمة في شعر حميد-:

حلفت بربّ الراقصات إلى منى *** رفيقا درب الواقفين على الجبل

لو أن لي الدنيا و ما عدلت به *** و جمل لغيري ما أردت سوى جمل

أ تهجر جملا أم تلم على جمل *** و جمل عيوف الريق جاذبة الوصل

فوجدي بجمل وجد شمطاء عالجت *** من العيش أزمانا على مرر القتل

فعاشت معافاة بأنزح عيشة *** ترى حسنا ألاّ تموت من الهزل

قضى ربها بعلا لها فتزوجت *** حليلا و ما كانت تؤمل من بعل

و عدّت شهور الحمل حتى إذا انقضت *** و جاءت بخرق لا دنيء و لا و غل

فهفّ إليها الخيل و اجتمعت لها *** عيون العفاة الطامحين إلى الفضل

إذا راكب تهوى به شمريّة *** عريب سواهم من أناس و ما شكل

فقال لهم كيدوا بألفي مقنع *** عظام طوال لا ضعاف و لا عزل

فشكوا طبيقا أمرهم ثم أسلموا *** بكف ابنها أمر الجماعة و الفعل

و قال لهم: حملتموني أمركم *** فلا تتركوني لا اشتراك و لا خزل

فلما اكتنى في بزة الحرب و استوى *** على ظهر سيخان القرى نبل عبل

و ساروا فأعطوه اللواء و جربوا *** شمائل ميمون نقيبته مثلي

فسار بهم حتى لوى مرّ هجنة *** تضيق بها الصحراء صادقة الفتل

فلما التقى الصفان كان تطارد *** و طعن به أفواه معطوفة نجل

نهارا طويلا ثم دارت هزيمة *** بأصحابه من غير ضعف و لا خذل

فقال لهم و الخيل مدبرة بهم *** و أعينهم مما يخافون كالقبل

على رسلكم، إني سأحمي ذماركم *** و هل يمنع الأحساب إلاّ فتى مثلي

فبيناه يحميهم و يعطف خلفهم

فلم يستطع من نفسه غير طعنة *** سوى في ضلوع الجوف نافذة الوغل

فخرّ و كرّت خيله يندبونه *** و يثنون خيرا في الأباعد و الأهل

فلما دنوا للحي أسمع هاتف *** على غفلة النسوان و هي على رجل

فقامت إلى الموسى لتذبح نفسها *** و أعجلها و شك الرزية و الثكل

فما برحت حتى أتاها كما بدا *** و راجعها تكليم ذي خلق جزل

فوجدي بحمل وجدتيك و فرحتي *** بجمل كما قد بابنها فرحت قبلي

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، أنا أحمد بن عبيد بن ناصح، نا الأصمعي، قال: اجتمع عدة من الشعراء منهم حميد بن ثور، و مزاحم بن مصرف العقيلي، و العجير السلولي فقالوا:

ص: 274

حلفت بربّ الراقصات إلى منى *** رفيقا درب الواقفين على الجبل

لو أن لي الدنيا و ما عدلت به *** و جمل لغيري ما أردت سوى جمل

أ تهجر جملا أم تلم على جمل *** و جمل عيوف الريق جاذبة الوصل

فوجدي بجمل وجد شمطاء عالجت *** من العيش أزمانا على مرر القتل

فعاشت معافاة بأنزح عيشة *** ترى حسنا ألاّ تموت من الهزل

قضى ربها بعلا لها فتزوجت *** حليلا و ما كانت تؤمل من بعل

و عدّت شهور الحمل حتى إذا انقضت *** و جاءت بخرق لا دنيء و لا و غل

فهفّ إليها الخيل و اجتمعت لها *** عيون العفاة الطامحين إلى الفضل

إذا راكب تهوى به شمريّة *** عريب سواهم من أناس و ما شكل

فقال لهم كيدوا بألفي مقنع *** عظام طوال لا ضعاف و لا عزل

فشكوا طبيقا أمرهم ثم أسلموا *** بكف ابنها أمر الجماعة و الفعل

و قال لهم: حملتموني أمركم *** فلا تتركوني لا اشتراك و لا خزل

فلما اكتنى في بزة الحرب و استوى *** على ظهر سيخان القرى نبل عبل

و ساروا فأعطوه اللواء و جربوا *** شمائل ميمون نقيبته مثلي

فسار بهم حتى لوى مرّ هجنة *** تضيق بها الصحراء صادقة الفتل

فلما التقى الصفان كان تطارد *** و طعن به أفواه معطوفة نجل

نهارا طويلا ثم دارت هزيمة *** بأصحابه من غير ضعف و لا خذل

فقال لهم و الخيل مدبرة بهم *** و أعينهم مما يخافون كالقبل

على رسلكم، إني سأحمي ذماركم *** و هل يمنع الأحساب إلاّ فتى مثلي

فبيناه يحميهم و يعطف خلفهم

فلم يستطع من نفسه غير طعنة *** سوى في ضلوع الجوف نافذة الوغل

فخرّ و كرّت خيله يندبونه *** و يثنون خيرا في الأباعد و الأهل

فلما دنوا للحي أسمع هاتف *** على غفلة النسوان و هي على رجل

فقامت إلى الموسى لتذبح نفسها *** و أعجلها و شك الرزية و الثكل

فما برحت حتى أتاها كما بدا *** و راجعها تكليم ذي خلق جزل

فوجدي بحمل وجدتيك و فرحتي *** بجمل كما قد بابنها فرحت قبلي

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، أنا أحمد بن عبيد بن ناصح، نا الأصمعي، قال: اجتمع عدة من الشعراء منهم حميد بن ثور، و مزاحم بن مصرف العقيلي، و العجير السلولي فقالوا:

ائتوا بنا منزل يزيد بن الطثرية نتهكم به، فأتوه فلم يكن في منزله فخرجت صبية له تدرج فقالت: ما أردتم ؟ قالوا: أباك، قالت: و ما تريدون منه ؟ قالوا: أردنا أن نتهكمه، فنظرت في وجوههم ثم قالت:

تجمعتم من كلّ أفق و جانب *** على واحد لا زلتم قرن واحد

قالوا: فغلبتنا و اللّه.

1791 - حميد بن أبي جندل

حرسي للوليد بن عبد الملك حكى عن عبد اللّه بن محيريز.

حكى عنه عمرو بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز التميمي، حدّثني علي بن الحسن بن علي الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن بسر، نا محمّد بن سماعة، نا ضمرة، عن عمرو بن عبد الرّحمن، حدّثني حميد بن أبي جندل و كان يكون في حرس الوليد بن عبد الملك، قال: بعثني الوليد بكتاب إلى خرك بن محيريز يسأله عن رأيه في خلع سليمان، فقال لي: يا حميد ما ذا جئتني به، فكتب إلى الوليد إني رجل من أمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم.

ص: 275

1792 - حميد بن أبي الجهم

هو حميد بن عبيد يأتي بعد.

1793 - حميد بن حبيب اللّخمي

من رءوس من قام ببيعة يزيد بن الوليد الناقص، له ذكر في ترجمة رزين بن ماجد.

1794 - حميد بن حريث بن بحدل الكلبي

1794 - حميد بن حريث بن بحدل الكلبي (1)

من وجوه أهل دمشق و فرسان قحطان، و ولي شرطة يزيد بن معاوية، له ذكر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المعدّل، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، نا الرياشي، قال: دخل رجل من أهل الشام على عبد الملك بن مروان، فقال: إني تزوجت امرأة و زوجت ابني أمّها و لا غنى بنا عن رفدك، فقال له عبد الملك: إن أخبرتني ما قرابة ما بين أولادها (2) إذا ولد لهما فعلت بك كذا، فقال: يا أمير المؤمنين هذا حميد بن بحدل قد قلّدته سيفك و وليته ما وراء بابك فسله. فإن أصاب لزمني الحرمان و اتسع (3) في العذر، فدعا بالبحدلي، فسأله، فقال: يا أمير المؤمنين إنك لم تقدمني على العلم بالأنساب و لكن قدمتني على الطعن بالرماح، و الضرب بالسيوف أحدهما عم الآخر، و الآخر خاله.

و قد وجدت هذه الحكاية من وجه آخر، قرأتها بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، و أنبأنيها أبو القاسم النسيب و أبو الوحش الضرير عنه، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى، نا يموت بن المزرّع، نا رفيع بن سلمة، عن الهيثم، عن عوانة، قال: دخل رجل من أهل الشام على عبد الملك، فقال له: يا أمير المؤمنين إنّي قد تزوجت امرأة، و زوجت ابني أمّها و لا غنى بي عن رفدك، فقال له: إن أخبرتني بقرابة ما بين ولديكما فعلت ما تريد، فقال: يا

ص: 276


1- ترجمته في بغية الطلب 2969/6.
2- كذا، يعني الأم.
3- كذا بالأصل و في م: و اتسع لي العذر.

أمير المؤمنين هذا حاجبك حميد بن بحدل قد قلّدته سيفك و حجابك، فسله عنه، فإن أصاب كان حرماني بحجة و إن أخطأ اتّسع العذر لي.

فدعا به فسأله عن ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين إنّك لم تقدّمني على علم الأنساب، و لا لتصرّف في الآداب، و إنما قدّمتني لضربي بالسيف و طعني بالرماح: ابن الأب عم ابن الابن، و ابن الابن خال ابن الأب، و أنا أسأل أمير المؤمنين أن يصل هذا الرجل بما أمله عنده، فضحك و استرجحه و وصل الرجل.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: و على شرطته - يعني يزيد حميد بن حريث الكلبي - ثم عزله و ولى عبد اللّه بن عامر الهمداني من أهل الأردن (1).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا هارون بن سفيان، نا عبد اللّه بن صالح العجلي، عن الحكم بن عوانة، عن أبيه، قال: لم يؤيد الملك بمثل كلب، و لم تعل المنابر بمثل قريش، و لم يطلب التراث بمثل تميم، و لم ترع الرعايا بمثل ثقيف، و لم تسدّ الثغور بمثل قيس، و لم تهيج الفتن بمثل ربيعة، و لم يجب الخراج بمثل اليمن.

1795 - حميد بن الحسن بن عبد اللّه

أبو الحسن الوراق (2)

و روى عن أبي جعفر محمّد بن عبد الحميد، و الحسن بن حبيب الحصائري، و أحمد بن سعيد بن عتيب الصوري، و محمّد بن يوسف الهروي، و محمّد بن حامد اليحياوي، و أبي هاشم محمّد بن عبد الأعلى بن عليل، و محمّد بن خريم (3)، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و أبي العباس محمود بن محمّد بن الفضل الرافقي، و جعفر بن محمّد الرافقي التّنّيسي، و أبي عبد اللّه أحمد بن هشام بن عمّار،

ص: 277


1- لم أعثر لحميد بن حريث الكلبي على ذكر لا في طبقات خليفة و لا في تاريخه، و في التاريخ ص 263 و كان على شرطته يحيى بن قيس الغسّاني.
2- ترجمته في بغية الطلب 2969/6.
3- الأصل:«حريم» و الصواب ما أثبت عن م.

و أبي الفضل صالح بن الاصبغ بن عامر المنبجي (1)،و جعفر بن محمّد الخطيب بقزوين، و أبي الخليل العباس بن الخليل بحمص، و أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن حبيب الزّرّاد.

و روى عنه: أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسن بن السمسار، و مكي بن محمّد بن الغمر، و عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطان، و عبد الوهاب الميداني، و تمّام بن محمّد، و عبد الغني بن سعيد الحافظ (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبي أبو الحسين، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا حميد بن الحسن، نا إبراهيم بن مروان، نا أبو عامر موسى بن عامر بن خريم، نا الوليد - يعني ابن مسلم-، نا مالك، و عبد الرّحمن بن نمر، عن الزهري، عن أبي إدريس أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من توضأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[3780].

1796 - حميد بن أبي حميد

حدّث عن خالد بن معدان.

روى عنه حمزة بن عبيد اللّه.

ذكر تمّام بن محمّد الرازي، نا محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي الخراز، نا القاسم بن محمّد بن خالد الكرماني، أنا حرب بن إسماعيل، نا حمزة بن عبيد اللّه، نا حميد بن أبي حميد الدمشقي، عن خالد بن معدان، عن عمر بن الخطاب، قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم «أحب آل محمّد و لا تكن رافضيا، و ارج الأمور إلى اللّه و لا تكن مرجئا، و اعلم أن ما أصابك فمن اللّه، و لا تكن قدريا، و اسمع و اطع و لو عبدا حبشيا، و لا تكن خارجيا»[3781].

1797 - حميد بن درّة هو حميد بن عمير

يأتي في موضعه إن شاء اللّه.

آخر الجزء الرابع و الثمانين.

ص: 278


1- الأصل:«المنيحي» و الصواب ما أثبت عن ابن العديم.
2- بغية الطلب 2696/6 و انتهت ترجمته فيه هنا و لم يستكلمها ابن العديم.

1798 - حميد بن زنجويه

1798 - حميد بن زنجويه (1)

و اسمه: مخلد بن قتيبة بن عبد اللّه، و زنجويه لقب مخلد

أبو أحمد الأزدي النّسائي الحافظ (2)

صاحب كتاب:«الأموال» و «الترغيب» (3) و «الآداب»، محدث مشهور.

سمع بدمشق أبا مسهر، و هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و دحيما، و بمصر: عبد اللّه بن صالح، و أبا الأسود النضر بن عبد الجبار، و عثمان بن صالح، و عبد اللّه بن يوسف، و سعيد بن عفير، و سعيد بن أبي مريم، و بحمص: يحيى بن صالح، و أحمد بن خالد الوهبي، و بقيسارية: محمّد بن يوسف الفريابي، و بالعراق:

يزيد بن هارون، و محاضر بن المزرع، و محمّد و يعلى ابني عبيد، و عبيد اللّه بن موسى، و بشر بن عمر الزهراني، و هاشم بن القاسم، و جعفر بن عون، و النّضر بن شميل، و سعيد بن عامر، و عثمان بن عمر بن فارس، و أبا نعيم، و أبا عاصم النبيل، و بمكة: أبا عبد الرّحمن المقرئ.

روى عنه: البخاري، و مسلم، و أبو داود، و النّسائي، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو بكر [محمّد] بن خريم (4)،و عبد اللّه بن عتّاب بن الزّفتي (5)،و أبو زرعة النّصري، و أبو عمرو محمّد بن عبد اللّه بن زاذان، و أبو حضين محمّد بن إسماعيل والد أبي الدحداح، و عبد الصمد بن عبد اللّه بن عبد الصمد بن أبي يزيد الدمشقيون، و إبراهيم الحربي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و أبو العباس السرّاج.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد بن أحمد المخلدي، أنا أبو العباس السرّاج، نا محمّد بن سهل بن عسكر، و حميد بن زنجويه، و أبو بكر بن إسحاق، قالوا: أنا ابن أبي مريم، نا محمّد بن جعفر، حدّثني موسى بن

ص: 279


1- ضبطت بالنص في الخلاصة بفتح الزاي و سكون النون و ضم الجيم.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 160/8 تهذيب التهذيب 31/2 بغية الطلب لابن العديم 2969/6 الوافي بالوفيات 200/13 و سير الأعلام 19/12 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و النسائي نسبة إلى «نسا» بلد بخراسان، و ينسب إليها ب «النسوي» أيضا.
3- في مصادر ترجمته: الترغيب و الترهيب.
4- الأصل و م: حريم، و الصواب ما أثبت، و الزيادة للإيضاح.
5- هذه النسبة إلى الزفت، بكسر الزاي و سكون الفاء، و الزّفت و الزّفت لغتان. انظر الأنساب.

عقبة، عن أبي إسحاق الهمداني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن ليلة القدر فقال:«هي في كل رمضان» أخرجه أبو داود في سننه عن حميد (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد الشّريحي، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرّيّاني، نا أبو أحمد حميد بن زنجويه النّسوي، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا عثمان بن أبي العاتكة الأزدي، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه كان يقول:«تسوكوا فإن السواك مطيبة للفم، مرضاة للربّ ، ما جاءني صاحبي جبريل عليه السلام إلاّ أوصاني بالسواك، حتى خشيت أن يفرضه عليّ و على أمتي، و لو لا أني أخاف أن أشقّ على أمتي لفرضته عليهم، و إنّي لأستاك حتى لقد خشيت أن أحفي (2) مقاديم (3) فمي»[3782].

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (4)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو أحمد حميد بن زنجويه النّسوي، سمع النّضر بن شميل.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال حميد بن زنجويه النّسوي، أبو أحمد محدث كثير الحديث، قديم الرحلة في طلبه إلى الحجاز، و مصر، و الشام، و العراقين، سمع النّضر بن شميل، و أبا صالح، و جعفر بن عون، و محمّد بن يوسف الفريابي، و عبيد اللّه بن موسى، و المؤمّل بن إسماعيل، و روح بن أسلم، و وهب بن جرير، و يزيد بن هارون، روى عنه جماعة من أئمة الحديث بالعراق: إماما الحديث إبراهيم بن إسحاق الحربي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و بخراسان: محمّد بن إسماعيل البخاري، و مسلم بن الحجاج (5)،حدّث بنيسابور.

ص: 280


1- سنن أبي داود «كتاب الصلاة» حديث 1387. قال أبو داود: رواه سفيان و شعبة عن أبي إسحاق موقوفا على ابن عمر لم يرفعاه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
2- أي استقصي على أسناني فأذهبها بالتسوك (النهاية).
3- في مختصر ابن منظور 274/7 مقادم.
4- الأصل: الشفاني، بالفاء خطأ و المثبت عن م.
5- عقب الذهبي في السير قال: و لكن ما وقع له شيء في صحيحيهما.

قرأت بخط أبي عمرو المستملي، نا حميد بن زنجويه أبو أحمد النّسائي بنيسابور سنة سبع و عشرين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):حميد بن زنجويه أبو أحمد الأزدي، و زنجويه لقب، و اسمه مخلد بن قتيبة بن عبد اللّه خراساني من أهل نسا كثير الحديث، قديم الرحلة فيه إلى العراق، و الحجاز، و الشام، و مصر، سمع النّضر بن شميل المازني، و جعفر بن عون العمري، و عبيد اللّه بن موسى العبسي، و يزيد بن هارون الواسطي، و وهب بن جرير، و عثمان بن عمر بن فارس البصريين، و علي بن الحسين بن واقد المروزي، و إسماعيل بن أبي أويس، و مؤمّل بن إسماعيل، و محمّد بن يوسف الفريابي، و غيرهم من طبقتهم، روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاري، و مسلم بن الحجاج النّيسابوري، و عامة الخراسانيين، و قدم بغداد و حدّث بها فروى عنه من أهلها إبراهيم بن إسحاق الحربي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و القاضي المحاملي، و كان ثقة ثبتا حجة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الصوري، أنا عبيد اللّه (3) بن القاسم الهمذاني (4)-بأطرابلس - نا محمّد (5) بن عبد الرّحمن بن إسماعيل الخشاب، قالا: أنا أبو عبد الرّحمن النّسوي، قال: حميد بن مخلد نسائي ثقة، و كناه عبد الكريم عن أبيه: أبا أحمد.

و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب، قال (6):قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح

ص: 281


1- تاريخ بغداد 160/8.
2- تاريخ بغداد 161/8.
3- تاريخ بغداد عبيد.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الهمداني»، و في بغية الطلب 2971/6 عبيد اللّه بن القاسم الحمداني.
5- سقطت اللفظة «محمد» من تاريخ بغداد و بغية الطلب.
6- الخبر في تاريخ بغداد 161/8 و نقله عن الخطيب ابن العديم في بغية الطلب 2970/6.

النّسوي، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: حميد بن زنجويه بن قتيبة بن عبد اللّه أبو أحمد الأزدي، كان لا يخضب، و كان حسن الفقه، قد كتب الحديث، و قد رحل إلى الشامات، و كان رأسا في العلم، حسن الموقع عند أهل بلده، و كان بنسا كهل يقال له حميد بن أفلح حسن النحو، صاحب سنّة و جماعة، قد جالس ابن أبي أويس، و كتب عن أبي عبيد، و ذكر أن ابن أبي أويس سأله عن حميد بن زنجويه، فقال: أخرجت مسائل لمالك كنت أحب أن ينظر فيها من أهل خراسان أحمد بن شبّويه (1)،و حميد بن زنجويه، قال: و أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، نا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي، قال: سمعت محمّد بن زياد النّسوي، قال: سمعت القاسم بن سلام، قال:

ما قدم علينا من فتيان خراسان مثل ابن شبّويه، و ابن زنجويه، قال: يعني أحمد بن شبّويه، و حميد بن زنجويه.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم الشّيحي (2)،أنا أبو بكر الخطيب (3)، قال: و نا الصوري، نا محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي، نا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور، أنا ح.

و كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي، عن أبيه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: حميد بن مخلد و يعرف مخلد بزنجويه بن قتيبة، زاد ابن مندة، يكنى أبا أحمد خراساني، و قالا: نسوي قدم إلى مصر زاد ابن مندة، و كتب بها و كتب عنه عن عبد الرّحمن، عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم كتبه المصنّفة، قال ابن مسرور: و حدّث بها ثم اتفقا فقالا: و خرج عن مصر، توفي سنة إحدى و خمسين و مائتين (4).

ص: 282


1- انظر ترجمته في سير اعلام النبلاء 7/11.
2- الأصل: الشحمي، و الصواب ما أثبت. و هذه النسبة إلى شيحة من قرى بغداد و في م: الشحي.
3- تاريخ بغداد 161/8-162 و بغية الطلب 2971/6.
4- نقل ابن حجر في تهذيب التهذيب 32/2 عن ابن حبان أنه مات سنة 247 و قال غيره سنة 48. قال الذهبي في سير الأعلام: الصحيح في وفاته سنة 251.

1799 - حميد بن زياد

روى عن عمر بن عبد العزيز قوله، و عن نافع (1).

روى عنه: معاوية بن صالح، و أرطأة بن المنذر (2).

قال ابن مندة: فيما حكاه المقدسي عنه هو من أهل دمشق.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):حميد بن زياد، روى عن [عمر بن] (4) عبد العزيز، روى عنه معاوية بن صالح قوله: سمعت أبي يقول ذلك.

1800 - حميد بن زياد الأصبحي

1800 - حميد بن زياد الأصبحي (5)

مصري وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

روى عنه: ضمام بن إسماعيل.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي ح.

و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة ح.

و حدّثني أبو بكر، أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: حميد بن زياد الأصبحي قديم، قال: وفدني أيوب بن شرحبيل إلى عمر بن عبد العزيز ببشارة فزادني في عطائي عشرة دنانير، حدّث عنه ضمام بن إسماعيل.

ص: 283


1- الأصل:«تابع» و الصواب عن م «نافع» عن ميزان الاعتدال 612/1 و ذلك في ترجمة حميد بن زياد الأصبحي.
2- ورد هذا في ميزان الاعتدال في ترجمة حميد بن زياد الأصبحي.
3- الجرح و التعديل 222/2/1.
4- الزيادة عن الجرح و التعديل.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 27/2 ميزان الاعتدال 612/1.

1801 - حميد بن سعيد

المعروف بأبي العجائز بن خالد بن حميد بن صهيب

ابن طليب بن نجيب بن عبد بن الصبر الأزدي

حكى عن أحمد بن سليمان البيهسي الدمشقي.

حكى عنه ابنه: أبو الحسن أحمد.

1802 - حميد بن عبد الملك بن المهلّب

ابن أبي صفرة، ظالم بن شرّاق (1) الأزدي

بعثه عمه يزيد بن المهلّب إلى يزيد بن عبد الملك لما استخلف من العراق، يطلب منه الأمان، و يعتذر إليه من هربه من حبس عمر بن عبد العزيز، و كان حميد هذا بليغا خطيبا، له ذكر.

1803 - حميد بن عبيد اللّه ،أبي الجهم، بن حذيفة بن غانم

1803 - حميد بن عبيد اللّه (2)،أبي الجهم، بن حذيفة بن غانم

ابن عامر بن عبد اللّه بن عبيد (3) بن عويج (4) بن عدي بن كعب

القرشي العدوي المدني (5)

وفد على يزيد بن معاوية.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، قال: سنة اثنتين و ستين فيها قدم الوفود في فتنة أهل المدينة على يزيد، فيهم معقل بن سنان، و المسور بن مخرمة، و غيرهم، و حميد بن أبي الجهم بن حذيفة، قدموا إليه يعتذرون إليه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو

ص: 284


1- في ابن حزم ص 367 سرّاق.
2- بالأصل و م «عبيد بن أبي الجهم» و الصواب ما أثبت، فاسم أبي الجهم عبيد اللّه كما في جمهرة ابن حزم ص 156.
3- ضبطت اللفظتان بالقلم عن جمهرة ابن حزم، و ضبطتا بالنص في أسد الغابة بفتح العينين.
4- ضبطت اللفظتان بالقلم عن جمهرة ابن حزم، و ضبطتا بالنص في أسد الغابة بفتح العينين.
5- ذكره ابن حزم ص 157 و قال: لا عقب له.

طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد أبو جهم بن حذيفة حميد بن أبي جهم، و أمّه أميمة ابنة الجنيد بن جمانة بن قيس بن زهير بن حذيفة، و أخوه لأمّه مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري، و كان حميد من رجال آل أبي جهم.

قال: و نا الزبير، حدّثني عمر بن أبي بكر المرملي، عن زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب في حديث يطول، قال: قال حميد بن أبي الجهم:

سيفان سيف لأيامه *** و سيف هو القائم القاعد

فخذها برأسك مأمومة *** و إياك إياك يا خالد

أنبأنا أبو بكر الأنصاري، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، أنا الحارث بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، قال: و قتل - يعني مسرفا - يوم الحرّة سنة ثلاث و ستين معقل بن سنان الأشجعي صبرا، و قتل حميد بن أبي جهم بن حذيفة بن غانم، و يزيد بن عبد اللّه بن زمعة صبرا بالسيف.

1804 - حميد بن عقبة بن رومان

أبو سنان الفراوي (1)،و يقال القرشي

من أهل دمشق و يقال: من أهل فلسطين، و يقال: من أهل حمص.

روى عن ابن عمر، و أبي الدرداء، و عبد العزيز بن أخي حذيفة، و إبراهيم الأصفر.

روى عنه: يحيى بن أبي عمرو الشّيباني، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و أبو بكر بن أبي مريم.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهاب - هو - الحوطي (2)،نا أبو المغيرة، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن حميد بن عقبة بن رومان، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

ص: 285


1- كذا بالأصل هنا:«الفراوي» و في مختصر ابن منظور 275/7 «الفزاري» و في الاكمال لابن ماكولا 444/4 الفزاري و في م أيضا: الفزاري.
2- الأصل «الحويطي» و المثبت عن ترجمته في سير الأعلام 152/13. و هذه النسبة إلى حوط ، قال في اللباب: و الظن أنها من قرى حمص أو جبلة و في م: الحوطي.

«من أماط عن طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب اللّه له به حسنة»[3783].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشّعيري، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العباس بن عبد اللّه التّرقفي (1)،نا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج (2)،نا أبو بكر بن أبي مريم، حدّثني حميد بن عقبة بن رومان، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من زحزح عن طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب اللّه تعالى له بها حسنة، و من كتب اللّه له عنده حسنة أوجب له بها الجنة»[3784].

و أخبرتنا به أم المجتبي العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن زنجويه، نا أبو المغيرة، حدّثني أبو بكر بن أبي مريم، حدّثني حميد بن عقبة بن رومان، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من زحزح عن طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب اللّه به حسنة، و من كتب اللّه له حسنة أدخله الجنة»[3785].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف، نا محمّد بن وريزة (3)،نا ضمرة، عن ابن شوذب، عن الشيباني، عن أبي سنان حميد بن عقبة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في الطبقة الرابعة من أهل دمشق و الأردن: حميد بن عقبة يحدّث عنه ابن أبي السائب، و أبو بكر بن أبي مريم جميعا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا

ص: 286


1- غير واضحة بالأصل و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 12/13 هذه النسبة بفتح التاء و سكون الراء و ضم القاف (و تضم التاء) نسبة إلى ترقف بلد بالعراق.
2- ترجمته في سير الأعلام 223/10.
3- بالأصل و م «وزير» و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه.

عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن محمد يقول: حميد بن عقبة الفزاري (1) دمشقي، قال ابن جوصا: نا محمد بن وريزة (2)،نا ضمرة، عن ابن شوذب، عن الشيباني، عن أبي سنان حميد بن عقبة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):حميد بن عقبة القرشي، و يقال: الفلسطيني، سمع ابن عمر، روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و يحيى الشيباني (4)،و يروي (5) عن إبراهيم - هو - الأصفر، و عبد العزيز بن (6) أخي حذيفة، روى أبو المغيرة، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حميد بن عقبة بن رومان، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كتبت له حسنة دخل الجنة»[3786].

و روى ابن إسحاق عن حميد بن رومان بن زرارة، قال أحمد: نا أبو المغيرة، قال: سألت أبا بكر فقلت: حميد بن عقبة أراه كثيرا (7)،رأيته (8) يحدّث عنه عن أبي الدّرداء، قال: حدّثني أن كل شيء حدّثني به عن أبي الدّرداء سمعه من أبي الدّرداء.

كتب إليّ أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا محمّد بن المظفّر، نا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال:

حميد بن عقبة بن رومان من أصحاب أبي الدّرداء.

ص: 287


1- كذا ورد هنا «الفزاري» و مرّ في بداية الترجمة «الفراوي».
2- الأصل و م:«وزير» و قد مرّ قريبا.
3- التاريخ الكبير 349/2/1.
4- في البخاري: السيباني.
5- الأصل: و بري» و المثبت عن البخاري و م.
6- لفظة «بن» سقطت من البخاري و نبّه محققه إلى الأقوال في نسبه، و نقل عن الإصابة قول أبي نعيم أن الصواب فيه «ابن أخي حذيفة».
7- البخاري: كبيرا.
8- البخاري: و أنت تحدث عنه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب:

أبو سنان حميد بن عقبة الفراوي (1) الدمشقي، حدّث عن عبد اللّه بن عمر و غيره، روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و يحيى بن أبي عمرو الشيباني.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):و أما سنان - بنونين (3)-أبو سنان حميد بن عقبة الفزاري (4) الدمشقي، روى عن عبد اللّه بن عمر (5) و غيره، روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و يحيى بن أبي عمرو الشيباني.

1805 - حميد بن عمرو، و يقال: ابن عمير

1805 - حميد بن عمرو، و يقال: ابن (6) عمير

ابن مساحق بن قيس بن هدم بن رواحة بن حجر بن عبد

ابن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري

يعرف بحميد بن درّة، و هي أمه، و هي بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، و هاشم خال معاوية بن أبي سفيان، و إلى حميد هذا تنسب كنيسة حميد بن درّة لأن الدرب الذي هي فيه كان إقطاعا له، و يقال إن درّة بنت أبي هاشم أخي هاشم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد عبد بن معيص حجرا و حجيرا، و ولد حجر بن عبد (7):رواحة بن حجر بن عبد بن معيص منهم:

حميد بن عمير بن مساحق بن قيس بن هدم (8) بن رواحة بن حجر، و أمّه درّة بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة، بها كان يعرف كان شريفا بالشام، و قال الزبير بعد أسطر: و من

ص: 288


1- كذا بالأصل، و في م: الفزاري.
2- الاكمال لابن ماكولا 444/4.
3- الأصل «أو» و المثبت عن الاكمال و م.
4- الأصل «الفراوي» و المثبت عن الاكمال و م.
5- الأصل:«عمرو» و المثبت عن الاكمال و م.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن هامش الأصل.
8- بالأصل: هرم، و المثبت عن ابن حزم ص 171.

ولد قيس بن هدم حميد بن عمرو بن مساحق بن قيس بن هدم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص، و أمّه درّة بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس يعرف حميد بن عمرو بأمه درّة و كان له شرف بالشام زمن معاوية.

1806 - حميد بن فضالة بن عبيد الأنصاري

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر (1) بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري قراءة، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: ولد فضالة بن عبيد حميدا و أمّه أم صفوان بنت خداش بن عبد اللّه بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة ح، قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: حميد بن فضالة بن عبيد الأنصاري، كان بمصر و الشام، و الرواية عنه شامية.

1807 - حميد بن قحطبة

1807 - حميد بن قحطبة (2)

و اسمه زياد (3) بن شبيب بن خالد بن معدان بن شمس بن قيس بن كلب (4) بن سعد بن عمرو بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ، و يقال: ابن سعد بن عمرو بن الصامت بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان الطائي.

أحد قواد بني (5) العباس، شهد حصار دمشق، و كان نازلا على باب توما، و يقال:

باب الفراديس، و ولي الجزيرة للمنصور ثم ولي خراسان في خلافة المنصور، و أقره

ص: 289


1- اسمه محمد بن الحسن بن أحمد، شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عبد اللّه بن جابر ص 695 الفهارس).
2- ترجمته في بغية الطلب 2973/6 الوافي بالوفيات 199/13 و انظر بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. ذكره ابن حزم ص 404، انظر نسبه عنده.
3- و في بغية الطلب: إياد.
4- ابن حزم: أكلب.
5- الأصل:«في» كذا و الصواب عن م.

المهدي عليها حتى مات، و استخلف ابنه عبد اللّه بن حميد بن قحطبة، و ولي مصر في خلافة المنصور في شهر رمضان سنة ثلاث و أربعين و مائة إلى أن صرف عنها في ذي القعدة سنة أربع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1) في تسمية عمال أبي جعفر على الجزيرة، فولّى أبو جعفر الجزيرة مخارق بن العقار الضبائي، ثم ولّى حميد بن قحطبة، ثم العباس بن محمّد بن علي، ثم موسى بن سليم رجل من أهل خراسان، ثم موسى بن مصعب مولى النمر (2)،قال: و خراسان وليها بعد أبي مسلم أبو داود، رجل من ذهل، ثم وليها عبد الجبار بن عبد الرّحمن الأزدي، ثم ولي خازم بن خزيمة ناحية منها، و وليّ جبريل بن يحيى ناحية، ثم وليها أسد بن عبد اللّه [ثم عبد اللّه] (3) بن مالك الخزاعي، ثم وليها أبو عون الأزدي، ثم وليها حميد بن قحطبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال (4):و فيها - يعني سنة إحدى و خمسين و مائة - ولي حميد بن قحطبة على خراسان، و قدم إلى عمله يوم السبت لليلتين خلتا من شعبان، و أقام بها حتى مات سنة تسع و خمسين و مائة.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (5)،قال: و هلك في هذه السنة - يعني سنة تسع و خمسين و مائة - حميد بن قحطبة، و هو عامل المهدي على خراسان فولّى المهدي مكانه أبا عون عبد الملك بن يزيد.

و ذكر غيرهما أنه مات في شعبان.

ص: 290


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 433.
2- تاريخ خليفة: اليمن.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ خليفة بن خياط ص 432.
4- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 138/1.
5- تاريخ الطبري 116/8.

1808 - حميد بن قيس

أبو صفوان المكي الأعرج، مولى بني أسد بن عبد العزّى

و يقال: مولى منظور بن زبّان الفزاري (1)

و هو أخو عمر بن قيس الملقب بسندل.

حدّث عن مجاهد بن جبر، و عطاء بن أبي رباح، و عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: مالك بن أنس، و سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة، و عبد الوارث بن سعيد، و هشام بن حسان، و معقل بن عبيد اللّه الجزري.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الفقيه، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا سعيد بن محمّد، أنا زاهر بن أحمد.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو نصر محمّد بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، زاد إسماعيل، و عبد اللّه بن محمّد الخطيب، قالا: أنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حبابة ح.

و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر ابنا جندب، قالوا: أنا أبو عبد اللّه بن أبي مسعود ح.

و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الموفق الوكيل، و عبد الجبار بن أبي سعيد الطبيب، و أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل، قالوا: أخبرتنا؟؟؟ (2) بنت عبد الصمد، قالا: أنا

ص: 291


1- ترجمته في طبقات القرّاء للجزري 265/1 و معرفة القرّاء الكبار للذهبي 80/1 و ميزان الاعتدال 615/1 تهذيب التهذيب 30/2 الوافي بالوفيات 196/13 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. في معرفة القرّاء الكبار: سيار بدل زبان. و قال الذهبي: هذا الجمع بين القولين إن ولاءه لبني فزارة من قبل الأم، و لبني أسد من قبل الأب.
2- كذا رسمها بالأصل و في م: ببسي.

عبد الرّحمن بن أحمد، قالا: أنا - و قال ابن حبابة: نا - أبو القاسم البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه، حدّثني - و في حديث ابن حبابة، نا - مالك ح.

و أخبرنا أبو محمّد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب (1)،نا مالك، عن حميد بن قيس - زاد مصعب:

المكي - عن مجاهد، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال له - و لم يقل ابن أبي شريح، و زاهر عن البغوي: له:- «لعلك آذاك هوامك» فقلت - و في حديث أبي أحمد: قلت:- و في حديث أبي مصعب: قال:

فقلت:- نعم - زاد مصعب: يا رسول اللّه، فقال:- زاد مصعب: له-«احلق رأسك، و صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين أو انسك شاة» و قال أبو مصعب: بشاة.

أخرجه البخاري، عن عبد اللّه بن يوسف، و أخرجه النّسائي عن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، عن أشهب جميعا عن مالك.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي السّرخسي، أنا أبو إسحاق الهاشمي (2)،نا أبو مصعب الزهري، نا مالك، عن حميد بن قيس المكي، عن مجاهد أنه قال: كنت أطوف مع عبد اللّه بن عمر فجاءه صائغ فقال: يا أبا عبد الرّحمن إني أصوغ الذهب، ثم أبيع الشيء من ذلك بأكثر من وزنه فأستفضل في ذلك قدر غيل يدي، فنهاه عبد اللّه بن عمر عن ذلك، فجعل الصائغ يردد عليه المسألة و عبد اللّه بن عمر ينهاه حتى انتهى إلى باب المسجد أو إلى دابته يريد أن يركبها ثم قال عبد اللّه بن عمر: الدينار بالدينار و الدرهم بالدرهم لا فضل بينهما هذا عهد نبينا صلّى اللّه عليه و سلّم إلينا و عهدنا إليكم.

أخرجه النسائي، عن قتيبة بن سعيد، عن مالك (3).

و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا

ص: 292


1- «أبو مصعب» هو أبو مصعب الزهري، و اسمه أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة، ترجمته في سير الأعلام 436/11.
2- اسمه إبراهيم بن عبد الصّمد، ترجمته في سير الأعلام 71/15.
3- سنن النسائي ط بيروت 278/7 قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن حميد بن قيس المكي عن مجاهد قال قال عمر: الدينار بالدينار و الدرهم بالدرهم لا فضل بينهما هذا عهد نبينا صلّى اللّه عليه و سلّم إلينا.

محمّد بن إبراهيم، أنا أبو (1) يعلى أحمد بن علي، نا سويد بن سعيد، عن مالك، عن حميد بن قيس، عن مجاهد، قال: كنت أطوف مع ابن عمر فجاءه صائغ فقال: يا أبا عبد الرّحمن، إني أصوغ الذهب ثم أبيع الشيء من ذلك بأكثر من وزنه، فأستفضل في ذلك قدر عمل يدي، فنهاه ابن عمر عن ذلك، فجعل الصائغ يردد عليه المسألة و عبد اللّه ينهاه حتى انتهى إلى باب المسجد أو إلى دابته يريد أن يركبها، ثم قال عبد اللّه: الدينار بالدينار و الدرهم بالدرهم لا فضل بينهما هذا عهد نبينا صلّى اللّه عليه و سلّم إلينا، و عهدنا إليكم.

أنبأنا أبو بكر، و محمّد بن عبيد اللّه المخلد، أنا عبد اللّه، نا إبراهيم بن محمّد الرّقّي، نا سعيد بن حفص النّفيلي، عن معقل بن عبيد اللّه، قال: قال حميد: أرسل عمر بن عبد العزيز إلى مجاهد، قال: فخرجت معه فلما كان يوم الجمعة خرج عمر فصعد المنبر فقال: ألا إن اللّه خلقكم من أكباد فقال لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ فِي كَبَدٍ (2)، فغمزني مجاهد أن أسمع، ثم قال: وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّٰهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ (3)،و أنه أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (4)،قال: فغمزني مجاهد أن أسمع.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد الأزهري (5)،أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب (6)،أنا العباس بن العباس الجوهري، نا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: حميد الأعرج أبو صفوان.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي بن بحر، قال: حميد الأعرج هو حميد بن قيس.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود

ص: 293


1- سقطت من الأصل و استدركت فوق السطر.
2- سورة البلد، الآية:4.
3- سورة الأنفال، الآية:24.
4- سورة ق، الآية:16.
5- ترجمته في سير الأعلام 578/16.
6- ترجمته في سير الأعلام 369/16.

الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي (1)،نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا شريح بن النعمان، نا عبد اللّه بن المؤمّل، قال: حميد مولى عفراء يعني حميد بن قيس.

قال أبو الفضل الزهري: و حدّثت عن مصعب الزبيري، قال: حميد بن قيس مولى أم هشام ابنة سيار بن منظور الفزاري، يعني زوج عبد اللّه بن الزبير، ينسب إلى الزبير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي قال: قال لي يحيى بن معين: حميد بن قيس المكي مولى آل منظور بن زبّان بن سيار، ثبت، روى عنه مالك بن أنس، و أخوه سندل عمر بن قيس، و ليس بثقة (2)،و قد روى عنه المقدّمي حديث الشسع فقال: أبو حفص الفزاري، و قال مرة:

عمر مولى فزارة، و إنما هو سندل مولى ابنة منظور بن زبّان بن سيار، و أخوه حميد بن قيس المكي ثقة، و سندل أخوه مذموم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى يقول: حميد الأعرج الذي يروي عنه ابن عيينة و عبد الوارث هو حميد الأعرج المقرئ، و هو أخو عمر بن قيس الذي يقال له سندل، و قال في موضع آخر: حميد بن قيس ثقة.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي، في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):حميد بن قيس أبو صفوان مولى بني

ص: 294


1- تقرأ بالأصل «المنيحي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب، ذكره في مادتين «الزراد» و «المنبجي» نسبة إلى منبج.
2- تهذيب التهذيب 31/2.
3- التاريخ الكبير 352/2/1.

أسد بن عبد العزّى الأعرج المكي، من قريش، أخو عمر بن قيس، سمع مجاهدا، و عطاء، روى عنه مالك بن أنس، و الثوري، كناه ابن أبي الأسود، عن بكّار بن سقير، و قال ابن معين: مولى منظور بن سيّار الفزاري، قال أبو عبد اللّه: أراه من قبل أمّه (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو صفوان حميد بن قيس المكي، سمع مجاهدا، و عطاء، روى عنه الثوري، و مالك، و ابن عيينة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو منصور الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه:

أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو صفوان حميد بن قيس الأعرج مكي، أنا محمّد بن عيسى، قال: سمعت عباسا (2) يقول: سمعت يحيى يقول: و حميد بن قيس ثقة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حماد الدّولابي، قال: أبو صفوان حميد بن قيس المكي.

... (3) نا يحيى بن عثمان بن صالح (4)،نا نعيم بن حمّاد (5)،نا محمّد بن عثمان بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي، عن حميد بن قيس أبي صفوان الأعرج أخي عمر بن قيس.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد الجوزي، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت القاضي محمّد بن أحمد بن محمّد المقدّمي

ص: 295


1- يعني أنه مولى منظور بن سيّار الفزاري من قبل أمه، يعني أن أم حميد كانت مولاة لمنظور بن سيار كما يفهم من عبارة الذهبي في معرفة القراء الكبار 98/1.
2- يعني عباس بن محمد الدوري، انظر الخبر في تهذيب التهذيب نقلا عن عباس 31/2.
3- كذا بالأصل و يبدو أن ثمة سقط في السند، فيحيى بن عثمان مات سنة 282 و في م كالأصل.
4- ترجمته في سير الأعلام 354/13.
5- ترجمته في سير الأعلام 595/10.

يقول: حميد الأعرج المكي القارئ هو حميد بن قيس، و أخوه عمر بن قيس، كان عمر يلقب بسندل.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمداني في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا محمّد بن محمّد الحاكم، قال: أبو صفوان حميد بن قيس مولى بني أسد بن عبد العزّى من قريش، و يقال مولى آل منظور بن سيّار، و يقال مولى عفراء.

و قال مصعب بن عبد اللّه الزّبيري: مولى أم هاشم بنت سيار بن منظور الفزاري امرأة عبد اللّه بن الزبير، فنسب إلى آل الزبير، الأعرج المكي، أخو عمر بن قيس، سمع أبا محمّد عطاء بن أبي رباح الفهري، و أبا الحجاج مجاهد بن جبر (1) القرشي، روى عنه أبو عبد اللّه مالك بن أنس الأصبحي، و أبو عبد اللّه سفيان بن سعيد الثوري، و قال بعضهم: إن أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، روى عنه.

أخبرنا أبو العباس الثقفي، أنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي، قال: سمعت معلّى بن أسد، قال: حميد الأعرج أبو صفوان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: حميد بن قيس أبو صفوان القرشي مولى عبد اللّه بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى، المكي، الأعرج، و هو أخو عمر، سمع مجاهدا، روى عنه مالك بن أنس في المحصر (2).

قال: محمّد بن سعد كاتب الواقدي (3):توفي في خلافة أبي العباس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا سفيان، قال (4):كان حميد أفرضهم و أحسبهم - يعني أهل مكة-، و كانوا لا يجتمعون

ص: 296


1- رسمها غير واضح بالأصل و في م: حبر و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في معرفة القرّاء الكبار 23/1.
2- كذا بالأصل و م.
3- طبقات ابن سعد 486/5.
4- الخبر في ميزان الاعتدال 615/1 و معرفة القراء الكبار 98/1 و الوافي 196/13.

إلاّ على قراءته و كانوا يجتمعون إليه فإذا قال علموا--- (1) على ما يقول و كان قرأ على مجاهد، و لم يكن بمكة أحد أقرأ منه، و عبد اللّه بن كثير.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد قراءة على أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو محمد الجوهري،- قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو محمد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سألت يحيى بن معين عن حميد الأعرج فقال: حميد بن قيس الأعرج المكي ثقة، قلت: و هو أخو عمر بن قيس ؟ قال: نعم، و عمر بن قيس ليس بشيء، قلت ليحيى: فحميد الآخر الذي روى عنه خليد (2) بن خليفة، قال: ذاك حميد بن عطاء القاصّ المعلم، ليس بشيء.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (3)،نا محمد بن حيوية (4) بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب يقول: سألت أحمد، عن حميد الأعرج فقال: ثقة هو أخو سندل، قال: و سمعت أبي يقول: حميد بن قيس الأعرج مكي ليس به بأس، و ابن أبي نجيح أحبّ إليّ منه، قال:

و سمعت أبا زرعة يقول: حميد الأعرج ثقة.

كتب إليّ أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، و أبو نصر محمد بن الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (5) في الطبقة الثالثة من تابعي أهل مكة: حميد بن قيس الأعرج مولى آل الزبير بن العوّام، و كان قارئ أهل مكة، و كان ثقة، كثير (6) الحديث.

نا محمد بن يزيد بن خنيس، قال: سمعت وهيب بن الورد قال: كان الأعرج يقرأ في المسجد و يجتمع الناس عليه حتى يختم القرآن، و أتاه عطاء ليلة ختم القرآن، قال:

ص: 297


1- بياض بالأصل مقدار كلمة و في م بياض أيضا.
2- في تهذيب التهذيب 31/2 خلف، و له ترجمة فيه 91/2 و انظر الجرح و التعديل 226/2/1.
3- الجرح و التعديل 227/2/1.
4- في الجرح: حموية.
5- طبقات ابن سعد 486/5.
6- هذا يناقض ما ورد في معرفة القراء الكبار 97/1 من أنه قليل الحديث.

و قال سفيان بن عيينة: كان حميد الأعرج أفرضهم و أحسبهم - يعني أهل مكة - و كانوا لا يجتمعون إلاّ على قراءته، و كان قرأ على مجاهد، و لم يكن بمكة أقرأ منه و من عبد اللّه بن كثير.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال: و حميد بن قيس أحد الثقات.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمد بن إبراهيم بن محمد، أنا محمد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (1)،قال: حميد بن قيس الأعرج مكي، ثقة، صدوق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني، زاد الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمد بن أحمد الأهوازي، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط (2)،قال: في الطبقة الثالثة من أهل مكة: حميد بن قيس الأعرج من موالي [آل] (3) الزبير، مات في خلافة مروان بن محمد (4).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: و في هذه السنة و هي سنة ثلاثين (5) مات حميد بن قيس الأعرج.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة: حميد بن قيس الأعرج، مولى ابن الزبير، توفي في خلافة أبي العباس، و كانت خلافة أبي العباس في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، و مات سنة ست و ثلاثين و مائة (6).

ص: 298


1- الأصل: خراس و الصواب عن م.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 495 رقم 2560.
3- زيادة للإيضاح.
4- زيد في طبقات خليفة: و يقال: من موالي فزارة.
5- يعني: و مائة، انظر تاريخ خليفة ص 395 حوادث سنة 130.
6- هذا الخبر، برواية ابن أبي الدنيا، ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

1809 - حميد بن محمّد بن النّضير

أبو الحسن التميمي البعلبكي

إمام مسجد بعلبك حدّث عن عمه إبراهيم بن النضير (1)،و أبي صالح محمّد بن عبد الرّحمن، و أحمد بن محمّد المخزومي، و هشام بن خالد، و محمّد بن مصفّى.

روى عنه: أبو السّري محمّد بن داود بن عبد الرّحمن بن بيوس البعلبكي الفارسي، و محمّد بن سليمان الرّبعي، و سعيد بن عمر بن نصر الهمداني، و أبو علي محمّد بن هارون، و أبو طاهر محمّد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان البعلبكي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و نقلته، نا عبد العزيز لفظا:

أخبرني أبو القاسم تمام بن محمّد الرازي، نا أبو علي محمّد بن هارون الأنصاري، حدّثني أبو الحسن حميد بن النّضير إمام بعلبك، حدّثني عمي إبراهيم بن النضير (2)[نا] (3) سويد بن عبد العزيز، نا الربيع بن حطيان النّصري، عن الحسن: أن أبا موسى الأشعري رأى كأنه يكتب في منامه «ص» فلما انتهى إلى السجدة بدر القلم من يده فسجد، و بدرت الدواة، و لم يبق في البيت شيء إلاّ سجد. فكلّ من يسجد معه يقول: اللّهم اغفر بها ذنبا، و احطط بها وزرا، و أعظم بها أجرا.

قال أبو موسى: فغدوت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبرته فقال:«يا أبا موسى سجدة سجدها (4) نبيّ كانت عندها توبة، فسجدت كما سجد و ترقبت (5) كما ترقب»[3787].

1810 - حميد بن مالك بن مغيث بن نصر

ابن منقذ بن محمّد بن منقذ بن نصر بن هاشم

أبو الغنائم الكناني المنقذي الملقّب بمكين الدولة (6)

ولد بشيزر (7) في التاسع من جمادى الآخرة سنة إحدى و تسعين و أربعمائة، و نشأ

ص: 299


1- بالأصل: النضر و الصواب عن م.
2- بالأصل: النضر و الصواب عن م.
3- زيادة للإيضاح.
4- الأصل:«سجدتها بني» و في م: سجد بها نبيّ و المثبت عن مختصر ابن منظور 276/7.
5- الأصل:«و ترفيت» و المثبت عن المختصر و في م: ترقيت كما ترقت.
6- ترجمته في معجم الأدباء 16/11 و الوافي بالوفيات 302/13.
7- شيزر قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة بينها و بين حماة يوم. و ينسب إليها جماعة منهم الأمراء من بني منقذ و كانوا ملكوها.

بها، و انتقل إلى دمشق فسكنها مدة طويلة، و اكتتب في العسكر و كان يحفظ القرآن، و ذكر أنه حفظه في مدة قريبة، و له شعر حسن و فيه شجاعة و عفاف.

أنشدنا أبو الغنائم لنفسه (1):

ما بعد جلّق للمرتاد منزلة *** و لا كسكّانها في الأرض سكّان

فكلّها لمجال (2) الطّرف منتزه *** و كلّهم لصروف الدّهر أقران

و هم و إن بعدوا مني بنسبتهم *** إذا بلوتهم بالودّ إخوان

و أنشدنا (3):

و بلدة جمعت من كل مبهجة *** فما يفوت لمرتاد بها وطر

بكلّ مشترف من ربعها أفق *** و كلّ مشترف من أفقها قمر

قال لنا أبو الغنائم: و اشتقت إلى تربة أخي يحيى رحمه اللّه، و أنا بماردين (4)فعملت:

بالشام لي جدث وجدت بفقده *** وجدا يكاد القلب منه يذوب

فيه من البأس المهيب صواعق *** تخشى و من ماء السماء قليب

فارقت حتى حسن صبري بعده *** و هجرت حتى النوم و هو حبيب

قال: و عملت شعرا و قد خرجنا إلى الحرب و تذكرت أخي يحيى رحمه اللّه:

يذكرني يحيى الرماح سوارعا *** و بيض المواضي جرت للوقائع

و أقسم ما رؤياه في العين بهجة *** بأحسن من أوصافه في المسامع

قال: و عملت في الخمر لسبب أوجب ذلك (5):

و قهوة كدموع الصبّ صافية *** يكاد في الكأس بين الشّرب يلتهب (6)

ص: 300


1- الأبيات في معجم الأدباء 17/11-18 و الوافي 202/13.
2- عن المصدري، و بالأصل «بمجال».
3- البيتان في معجم الأدباء 18/11.
4- ماردين قلعة مشهورة على قفة جبل الجزيرة مشرفة على دنيسر و دارا و نصيبين (معجم البلدان).
5- البيتان في معجم الأدباء 17/11.
6- معجم الأدباء: تكاد... تلتهب.

يطفو الحباب عليها و هي راسية *** كأنه فضّة من تحتها ذهب

قال: و عملت فيها أيضا (1):

و سلافة (2) أزرى احمرار شعاعها *** بالورد و الوجنات و الياقوت

جاءت مع الساقي تنير بكأسها *** فكأنها اللاهوت في الناسوت

قال: و عملت في معاتبة صديق (3):

أدنو بودّي و حظّي منك يبعدني *** هذا لعمرك عين العين (4) و العين

و إن توخّيتني يوما بلائمة *** رجعت بالنوم (5) إبقاء على الزمن

و حسن ظنّي موقوف عليك فهل *** غيرت (6) بالظنّ بي عن رأيك الحسن ؟

حدّثني الأمير أبو الحارث عبد الرّحمن بن محمّد بن مرشد المنقذي، قال: توفي الأمير مكين الدولة حميد ليلة النصف من شعبان سنة أربع و ستين و خمسمائة بحلب على ما بلغني.

1811 - حميد بن أبي المخارق الأزدي مولاهم

الكاتب جد بني لجاج

كان على ديوان الجند، و كان عارفا، ذكره أبو الحسين الرازي، و ذكر أنه كان على خراج الأردن في أيام هشام بن عبد الملك، ثم قال: و من كتاب دمشق حميد بن أبي المخارق مولى الأزد، و هو جد بني لجاج، و كان ليلة بيّت يزيد بن الوليد دمشق بها، فأخذه فيمن أخذ من أعوان الوليد.

ص: 301


1- البيتان في معجم الأدباء 17/11 و الوافي بالوفيات 202/13.
2- السلافة كل شيء عصرته أوله، و السلاف ما سال من عصير العنب قبل أن يعصر، و تسمى الخمر سلافا.(انظر اللسان و القاموس: سلف).
3- معجم الأدباء 16/11.
4- معجم الأدباء: الغبن و الغبن.
5- معجم الأدباء: باللوم.
6- معجم الأدباء: عدلت في الظن.

1812 - حميد بن مسلم

أبو عبيد اللّه (1) القرشي، و يقال: أبو عبد اللّه (2)

رأى (3) واثلة بن الأسقع، و روى عن مكحول، و بلال بن أبي الدرداء.

روى عنه: سعيد بن أبي أيوب.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة ح.

قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، أنا أبو سعيد بن يونس، عن عبد الكريم المرادي - يعني ابن سلامة - بن عمر، نا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب:

أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن حميد بن مسلم، قال: رأيت واثلة بن الأسقع صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم صلى على رجال و نساء، في طاعون أصاب الناس بالشام فجعل الرجال مما يلي الإمام، و النساء مما يلي القبلة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد،- زاد ابن خيرون، و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):حميد بن مسلم القرشي الدمشقي أبو عبد اللّه (5)،رأى مكحولا و بلالا (6)،سمع منه سعيد بن أبي أيوب.

قال لي (7) محمّد بن عبيد اللّه: نا ابن وهب، سمع سعيد بن أبي أيوب، عن

ص: 302


1- الأصل «أبو عبد اللّه» و المثبت عن م.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 616/1.
3- غير واضحة بالأصل و المثبت عن ميزان الاعتدال.
4- التاريخ الكبير للبخاري 358/2/1.
5- في البخاري: أبو عبيد اللّه.
6- يعني بلال بن أبي الدرداء، ترجمته في التاريخ الكبير 107/2/1 و سير أعلام النبلاء 285/4.
7- هو محمد بن إسماعيل البخاري، و الخبر نقله في ترجمة بلال بن أبي الدرداء 107/2/1.

حميد بن مسلم، سمع بلال بن أبي الدرداء، قال أبو الدرداء: حبك الشيء يعمي و يصم.

و قال لي إبراهيم بن المنذر، نا الوليد، سمع أبا بكر بن أبي مريم، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (1).

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد اللّه حميد بن مسلم القرشي، رأى (2) مكحولا، و بلالا، روى عنه سعيد بن أبي أيوب.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه:

أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال أبو عبد اللّه:

حميد بن مسلم الدمشقي، عن مكحول، روى عنه سعيد بن أبي أيوب.

كتب إليّ أبو محمّد العلوي، و أبو الفضل بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه ح، قال: و أنبأني أبو عمرو، عن أبيه أبي عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: حميد بن مسلم رأى واثلة بن الأسقع، حدّث عنه سعيد بن أبي أيوب.

قال البخاري: هو من أهل دمشق، يكنى أبا عبيد اللّه مولى قريش، قال أبو سعيد و لعمري لست أعرف له بيتا في أهل مصر و أراه نافلة من الشام إلى مصر فسكنها.

1813 - حميد بن معدي كرب

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في الطبقة الرابعة من أهل دمشق و الأردن:

إسماعيل بن معدي كرب عامل عمر بن عبد العزيز على الديوان و بعلبك و أخوه حميد.

ص: 303


1- كذا بالأصل و إحدى نسخ البخاري و م و في النسخة المطبوعة للتاريخ الكبير أيضا و استدرك بين معكوفتين عن نسخة:«مثله» فيكتمل بزيادة اللفظة المعنى المراد.
2- غير واضحة بالأصل و م.

1814 - حميد بن معيوف بن يحيى الحجوري دمشقي

ولي غزو البحر في أيام بني العباس، له ذكر في الصوائف، حكى عن أبيه.

حكى عنه القاسم بن محمّد بن المعتمر بن عياض بن حميق بن عوف الزهري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و غيره قالوا: أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، قال: ثم ولي علي بن صالح الأردن فولّى على البحر عبد اللّه بن سعد، ثم ولي حميد بن معيوف البحر، و قد تقدمت له حكاية في ترجمة الحكم بن المطّلب.

1815 - حميد بن منبّه بن عثمان اللّخمي

روى عن أبيه.

روى عنه: أبو الحسن بن جوصا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أحمد بن عمير، نا حميد بن منبّه بن عثمان اللّخمي، نا أبي منبّه بن عثمان، نا صدقة بن عبد اللّه، عن الوضين بن عطاء، حدّثني سليمان بن داود الخولاني، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول لأبي بردة بن أبي موسى الأشعري: حدّثني بحديث ليس بينك و بين أبيك فيه أحد، و لا بين أبيك و بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيه أحد فقال: نعم، سمعت أبي يقول قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن أمتي أمة مرحومة مقدسة مباركة، لا عذاب عليها يوم القيامة، إنما عذابهم بينهم في الدنيا بالفتن»[3788].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا حميد بن منبّه بن عثمان اللّخمي، نا أبي، نا صدقة بن عبد اللّه، حدّثني أبو المهلّب راشد بن داود الصّنعاني:

حدّثني أبو صالح الأشعري، حدّثني أبو مالك الأشعري، قال: بعثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سرية، و أمّر علينا سعد بن أبي وقاص قال: فسرنا حتى نزلنا منزلا فقام رجل فأسرج دابته، فقلت له: أين تريد؟ فقال: أريد أتعلف، فقلت له: لا تفعل حتى تسأل صاحبنا، فأتينا أبا موسى الأشعري، فذكرنا ذلك له فقال: لعلك تريد أن ترجع إلى أهلك ؟ قال: لا، قال: انظر ما ذا تقول، قال: لا، قال: فامض راشدا.

ص: 304

قال: فانطلق فغاب ثلاثا، ثم جاء فقال له أبو موسى: لعلك أتيت أهلك، قال:

لا، قال: انظر ما تقول، قال: نعم، قال أبو موسى: فإنك سرت في النار إلى أهلك، و قعدت في النار، و أقبلت في النار، استقبل (1).

1816 - حميد بن نصر اللّخمي دمشقي

له ذكر فيمن خرج على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و سعى في قتله، و كان وجّهه الوليد من قبل إلى مروان ليأخذ بيعته، تقدم ذكره.

1817 - حميد بن هشام

أبو هشام العنسي الدّاراني (2)

حكى عن أبي سليمان الدّاراني.

روى عنه: محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاس، و الحسن بن حبيب، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد الخولاني (3)،نا محمّد بن جعفر بن ملاس، نا حميد بن هشام أبو هشام، قال: قلت لأبي سليمان عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية (4):

يا عم لم تشدد علينا؟ و قد قال اللّه عز و جل في كتابه: يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ ، إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)قال: اقرأ، فقرأت: وَ أَنِيبُوا إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ (6)الْعَذٰابُ [ثُمَّ لاٰ تُنْصَرُونَ قال: اقرأ، فقرأت: وَ اتَّبِعُوا أَحْسَنَ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ

ص: 305


1- استقبل أي جدد التوبة.
2- ترجمته في تاريخ داريا ص 110. و الداراني نسبة إلى داريا على غير قياس، و داريّا قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة.
3- الخبر نقله في تاريخ داريا ص 111.
4- ترجمته في سير الأعلام 182/10 و تاريخ داريا ص 51.
5- سورة الزمر، الآية:53.
6- الأصل: يأتكم، و الصواب ما أثبت، انظر سورة الزمر، الآية:54.

اَلْعَذٰابُ ] (1) بَغْتَةً وَ أَنْتُمْ لاٰ تَشْعُرُونَ . أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يٰا حَسْرَتىٰ عَلىٰ مٰا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّٰهِ ، وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّٰاخِرِينَ (2) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللّٰهَ هَدٰانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذٰابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (3) فأقمت أياما ثم قرأت: ما يتلو هذا:

بَلىٰ قَدْ جٰاءَتْكَ آيٰاتِي فَكَذَّبْتَ بِهٰا، وَ اسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ الْكٰافِرِينَ (4) فقلت له: يا عم قد قال اللّه تعالى: بَلىٰ قَدْ جٰاءَتْكَ آيٰاتِي فَكَذَّبْتَ بِهٰا وَ اسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ الْكٰافِرِينَ فأنا بحمد اللّه و نعمته لم أكذّب بآيات ربي، و لا أستكبر عن عبادته و ما أنا من الكافرين، فمسح - يعني رأسي-، و قال: يا بني اتّق اللّه تعالى و خفه و ارجه.

قال: و نا الحسن بن حبيب، قال: سمعت حميد بن هشام الدّاراني قال: قرأ رجل على أبي سليمان سورة: هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (5)فلما بلغ هذا الموضع وَ جَزٰاهُمْ بِمٰا صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً (6)قال: فقال أبو سليمان بما صبروا على ترك الشهوات في دار الدنيا.

قال الحسن بن حبيب، و أنشدنا حميد بن هشام لبعضهم (7):

كم قتيل لشهوة و أسير *** أفّ للمشتهي خلاف الجميل

شهوات الإنسان تورثه الذّلّ *** و تلقيه في البلاء الطويل

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي مقاتل بن مطكود بن أبي نصر، قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ يقول: سمعت عبد الرّحمن بن عمر يقول: سمعت الحسن بن حبيب يقول: سمعت حميد بن هشام يقول: قرأ رجل عند أبي سليمان الدّاراني: وَ جَزٰاهُمْ بِمٰا صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً فقال:

أي و اللّه بما صبروا على ترك الشهوات في الدنيا، قال: و أنشدنا حميد:

ص: 306


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و زيادته لازمة عن تاريخ داريا.
2- الآيتان 55-56 من سورة الزمر.
3- الآية 58 من سورة الزمر.
4- الآية 59.
5- الآية الأولى من سورة الدهر (الإنسان).
6- الآية 12 من سورة الدهر (الإنسان).
7- البيتان في تاريخ داريا ص 112.

كم قتيل لشهوة و أسير *** أفّ من مشته خلاف الجميل

شهوات الإنسان تورثه الذّلّ *** و تلقيه في البلاء الطويل

ذكر من اسمه حنش

1818 - حنش بن عبد اللّه بن عمرو بن حنظلة

ابن نهد (1) بن قنان بن ثعلبة بن عبد اللّه بن ثامر

أبو رشدين السّبائي (2) الصّنعاني (3)

من صنعاء (4) دمشق، صحب علي بن أبي طالب (5).

و روى عن [ابن] (6) عباس و فضالة بن عبيد، و رويفع بن ثابت، و أبي هريرة، و أبي سعيد.

روى عنه: ابنه الحارث بن حنش، و قيس بن الحجاج، و أبو مرزوق حبيب بن الشهيد، مولى تجيب، و عبد اللّه بن هبيرة السّبائي، و عامر بن يحيى المعافري، و خالد بن أبي عمران، و الجلاح (7) أبو كثير، و الحارث بن يزيد بن سلامان بن عامر، و سيار بن عبد الرّحمن، و ربيعة بن سليم، و عبد العزيز بن أبي الصعبة التيمي، و عبد العزيز بن صالح مولى بني أمية.

و غزا المغرب، و سكن إفريقية.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب:

ص: 307


1- الأصل: نهر، و المثبت عن بغية الطلب 2983/6.
2- رسمها غير دقيق، قد تقرأ «السبأى» و تقرأ «السبائي» و المثبت عن تهذيب التهذيب و ابن العديم. و في مختصر ابن منظور 279/7 السّبئي و في البخاري:«السبأى» و في سير الأعلام: النسائي.
3- ترجمته في بغية الطلب 2983/6 تهذيب التهذيب 37/2 طبقات ابن سعد 536/5 الوافي بالوفيات 206/13 سير أعلام النبلاء 492/4 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
4- صنعاء: قرية على باب دمشق خربت (انظر معجم البلدان).
5- قال الذهبي في سير الأعلام 493/4 قلت: و هم ابن يونس و ابن عساكر في أنه صاحب علي، لأن ذاك حنش بن ربيعة أو ابن المعتمر الكناني الكوفي. و انظر في هذا الشأن ما نقله ابن حجر عن علي بن المديني في تهذيب التهذيب 37/2.
6- زيادة للإيضاح.
7- في ميزان الاعتدال 620/1 و أبو كبير اللجلاج.

أخبرني عمرو بن الحارث، عن عامر بن يحيى، عن حنش بن عبد اللّه، قال: كنا مع فضالة بن عبيد في غزوة فطارت لي و لأصحابي قلادة فيها (1) ذهب و ورق و جوهر، فقال لي أصحابي: اشترها منا نقاربك فيها، قال: فقلت: حتى أسأل فضالة بن عبيد فأتيته، فقلت: طارت لي و لأصحابي قلادة فيها ذهب و ورق و جوهر، و قد وعدوني أن يقاربوني فيها، فكيف ترى ؟.

قال: انزع ذهبها فاجعله في كفة، و اجعل ذهبك في كفة، ثم لا تأخذن إلاّ مثلا بمثل، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يأخذنّ إلاّ مثلا بمثل»[3789].

أخرجه مسلم (2)،عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن قرّة بن عبد الرّحمن، و عمرو بن الحارث.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، و علي بن أحمد بن منصور، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا ابن وهب، أنا عمرو بن الحارث، و قرّة بن عبد الرّحمن، و عبد اللّه بن لهيعة، عن عامر بن يحيى، عن حنش بن عبد اللّه، قال: كنا مع فضالة بن عبيد في (3) غزو فطارت لي و لأصحابي قلادة فيها جوهر و خزّ و ذهب، فقالوا: اشترها منا نقاربك فقلت: حتى أسأل فضالة بن عبيد، فسألته فقال: انزع ذهبها فاجعله في كفة ثم لا تأخذنّ إلاّ مثلا بمثل، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يأخذنّ إلاّ مثلا بمثل»[3790].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، و داود بن عمرو، قالا: نا عبد اللّه بن المبارك:

أخبرني سعيد بن يزيد أبو شجاع، حدّثني خالد بن أبي عمران، عن حنش، عن

ص: 308


1- أي أصابتنا و حصلت لنا من القسمة.
2- صحيح مسلم،22 كتاب المساقاة حديث رقم 1591.
3- بالأصل «بن» و المثبت عن م.

فضالة بن عبيد، قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عام خيبر بقلادة فيها خرز (1) معلقة فابتاعها رجل بسبعة أو تسعة دنانير، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا حتى تميز بينه و بينه» فقال الرجل: إنما أردت الحجارة، فقال:«لا حتى تميز بينهما» فرده حتى ميّز بينهما[3791].

قال أبو القاسم البغوي و سعيد بن يزيد الذي روى هذا الحديث، هو أبو شجاع المصري، ثقة، روى عنه ليث بن سعد، و ابن المبارك، و ليس هو سعيد بن يزيد أبو سلمة البصري، و سعيد بن يزيد البصري أيضا ثقة، و حنش الذي روى عن فضالة بن عبيد هذا الحديث هو حنش بن عبد اللّه الصّنعاني، و قد أدرك فضالة، أخرجه أبو داود عن أحمد بن منيع، و مسلم (2)،عن أبي بكر بن أبي شيبة، و أبي كريب، عن ابن المبارك.

كتب إليّ أبو بكر عبد الوهاب بن المبارك، و أبو نصر محمود بن الفضل بن محمود، و أبو الفضل عبد الملك بن علي بن عبد الملك، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد بن أحمد، قالوا: أنا المبارك بن عبد الجبار الصّيرفي.

و قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا الحسن بن علي الشيرازي، عن أبي عمر محمّد بن العباس بن حيّوية الخزّاز، قال:

قرأت على أبي الطّيّب الكوكبي، و هو محمّد بن القاسم، و إبراهيم بن الجنيد، قال: قال يحيى - هو - ابن معين، و أنا أسمع: صنعاء هذه قرية من قرى الشام منها:

راشد بن داود، و أبو الأشعث الصّنعاني، و حنش ليس من صنعاء اليمن أحسب أن حنشا خرج من الشام قديما لأني لا أعرف للشاميين عنه رواية، و إنما يروي عنه المصريون (3)، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن علي بن محمّد، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان بن إبراهيم بن سنبك، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، أنا إسماعيل بن إسحاق بن

ص: 309


1- الأصل: حرز» و المثبت عن صحيح مسلم و م.
2- صحيح مسلم 22 كتاب المساقاة ج 1213/3.
3- الأصل «المصريين» و المثبت عن م.

إسماعيل، قال: سمعت علي بن المديني يقول: حنش - يعني الذي روى عن فضالة بن عبيد - هذا حنش بن علي الصّنعاني، صنعاء الشام بها قرية يقال لها صنعاء، و أبو الأشعث الصّنعاني منها، قال: و ليس هذا حنش بن المعتمر الكناني، صاحب علي، و لا حنش بن ربيعة الذي صلّى خلف علي صلاة الكسوف، و لا حنش صاحب التيمي (1).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: حنش الصّنعاني، صنعاء الشام، ليس صنعاء اليمن التي فيها أبو الأشعث الصّنعاني (2).

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، نا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، نا علي بن الحسن بن قديد، نا أحمد بن عمرو بن سرح، أنا ابن وهب، حدّثني عبد الرّحمن بن شريح، عن قيس بن الحجاج، عن حنش: أنه كان إذا فرغ من عشائه و حوائجه و أراد الصلاة من الليل أو قد المصباح، و قرّب المصحف، و إناء فيه ماء، فكان إذا وجد النعاس استنشر الماء، و إذا تعايا (3) في آية نظر في المصحف.

قال: و نا أبو سعيد، حدّثني أبي، عن جدي أنه حدثه، نا ابن وهب، حدّثني عبد اللّه بن كليب، عن قيس بن الحجاج، عن حنش، قيل له: يا أبا رشدين.

قال و نا أبو سعيد، نا أسامة بن علي الرازي، نا عبيد اللّه بن سعيد بن عفير، حدّثني رشدين (4)،عن إبراهيم بن نشيط ، عن سيار بن عبد الرّحمن، عن حنش: أنه

ص: 310


1- الخبر في تهذيب التهذيب 37/2.
2- اسمه شراحيل بن آدة، و يقال: شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن آدة، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 476/2، قال ابن حجر: هو من صنعاء الشام و قيل: من صنعاء اليمن.
3- تعايا: يقال تعايا بأمر إذا لم يطق إحكامه.
4- الأصل: حدثني أبي رشدين و المثبت عن م.

كان إذا جاءه سائل مستطعم لم يزل يصيح بأهله أطعموا السائل، أطعموا السائل حتى يطعم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل مصر: حنش الصّنعاني، و قال في موضع آخر: ليس في السماع في تسمية أهل اليمن حنش بن عبد اللّه الصّنعاني نزل مصر.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1)، قال في الطبقة الثانية من أهل اليمن: حنش بن عبد اللّه الصّنعاني، و كان من الأبناء و نزل مصر و مات بها، و روى عنه المصريون، و قال في الطبقة الأولى من أهل مصر بعد أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: حنش بن عبد اللّه الصّنعاني، قال الواقدي: مات سنة مائة (2).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، و حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي الكوفي - و اللفظ له - قالوا أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):حنش بن عبد اللّه السّبئي، سمع فضالة و رويفع (4)،و قال زيد بن حباب: حنش بن علي، عن ابن عباس، روى عنه قيس بن الحجاج، و أبو مرزوق، و جلاح، و خالد بن أبي عمران، يعد في المصريين، الصّنعاني، و قال ابن عيسى: نا ابن وهب عن عبد الأعلى بن الحجاج، عن أخيه قيس بن الحجاج، عن حنش بن عبد اللّه أن ابن عباس قال له: إن استطعت أن تلقى اللّه و سيفك حليته حديد فافعل، عن ابن عباس أو شفيّ .

ص: 311


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. و قد ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى ممن نزل اليمن من المحدثين.
2- لم أجد له ذكرا في الطبقات الكبرى لابن سعد فيمن نزل مصر من المحدثين، لعل الخبر في الطبقات الصغرى.
3- التاريخ الكبير للبخاري 99/1/2.
4- كذا، و في البخاري: و رويفعا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام: حنش الصّنعاني من أصحاب كعب، لقيه ابن الديلمي بالأردن فسأله: هل نزرع يا أبا بشر.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان (1)،عن أبي عبد اللّه بن المبارك الفراء، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا أبو محمّد بن خراش، قال: حنش بن (2) فضالة هو حنش الصّنعاني من أهل مصر، حدّث عنه جماعة، و روى عن فضالة و ابن عباس، و الخدري، كذا فيه، و صوابه عن فضالة.

أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل بن سليم في كتابيهما، و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، قال: حنش بن عبد اللّه بن عمرو بن حنظلة بن نهد بن قنان بن ثعلبة بن عبد اللّه بن ثامر السّبائي، و هو الصّنعاني، يكنى أبا رشدين، كان مع علي بن أبي طالب بالكوفة، و قدم مصر بعد قتل علي (3) و غزا المغرب مع رويفع بن ثابت، و غزا الأندلس مع موسى بن نصير، و كان فيمن ثار مع ابن الزبير على عبد الملك بن مروان فأتي به عبد الملك في وثاق فعفا عنه، و كان عبد الملك بن مروان حين غزا المغرب مع معاوية بن خديج نزل عليه بأفريقية سنة خمسين، فحفظ له ذلك، حدّث عنه الحارث بن يزيد، و سلامان بن عامر، و عامر بن يحيى، و سيار بن عبد الرّحمن، و أبو مروان مولى تجيب، و قيس بن الحجاج، و ربيعة بن سليم و غيرهم، و كان أول من ولي عشور إفريقية في الإسلام، توفي بأفريقية سنة مائة، و له عقب بمصر اليوم، ولد سلمة بن سعيد بن منصور بن حنش.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن

ص: 312


1- ترجمته في سير الأعلام 222/20.
2- كذا، و الصواب «عن» و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
3- كذا بالأصل و تبعه الصفدي في الوافي بالوفيات، و قد ورد الخبر في الاكمال لابن ماكولا 551/1 - 552 و قد مرّ توهيم الذهبي لابن عساكر و ابن يونس و أن ذلك هو شخص آخر.

الدارقطني، قال: حنش بن عبد اللّه بن عمرو بن حنظلة بن نهد بن قنان بن ثعلبة بن عبد اللّه بن ثامر السّبائي، هو حنش الصّنعاني، يكنى أبا رشدين، يروي عن فضالة بن عبيد، و عبد اللّه بن عباس، و روى عنه أبو كثير جلاّح، و خالد بن أبي عمران، و حكى الدارقطني عن ابن يونس من ذكره بعض ما سقناه عن ابن يونس فلا حاجة إلى إعادته (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة قراءة، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصرح، و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، نا عبد الرحيم بن أحمد، أنا عبد الغني بن سعيد، قال: فحنش - بالنون و الحاء - حنش الصّنعاني، عن ابن عباس و غيره مصري مشهور.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد أبو زكريا ح.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد.

و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):قال حنش بن عبد اللّه الصّنعاني السّبائي، و رهطه يرجعون إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

و قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر، قال (3):و أما ثامر - أوله ثاء معجمة بثلاث-[فهو] حنش بن عبد اللّه، ثم ساق نسبه كما ذكر ابن يونس، و ذكر من روى عنه كما ذكر ابن يونس، ثم قال: و قيل فيه: حنش بن علي، و هو يروى أيضا عن [ابن عباس و] (4) فضالة بن عبيد، و روفيع بن ثابت، و فيه اختلاف.

أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن الحسن بن المحلبان، قال: قال لنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي في كتاب تاريخ الأندلس تصنيفه (5):حنش بن

ص: 313


1- الأصل: عادته و المثبت عن م.
2- كذا بالأصل، قال: قال. انظر الاكمال لابن ماكولا 533/4 و ذكرت مرة واحدة في م.
3- الاكمال لابن ماكولا 551/1-552.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن الاكمال.
5- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي ص 201 ترجمة 403.

عبد اللّه بن عمرو بن حنظلة بن فهد، و قيل: نهد بن قنان، و قيل قيان (1) بن ثعلبة بن عبد اللّه بن ثامر النّسائي، و هو الصّنعاني، يكنى أبا رشدين من التابعين، كان مع علي بن أبي طالب بالكوفة، و قدم مصر بعد قتله و غزا المغرب مع رويفع بن ثابت، و غزا الأندلس مع موسى بن نصير، و له بها آثار، و يقال إن جامع مدينة سرقسطة من ثغور الأندلس من بنائه، و إنه أول من اختطه، روى من الصحابة عن علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن عباس، و أبي الدّرداء، و فضالة بن عبيد، و رويفع بن ثابت، ثم ذكر كلام البخاري الذي سقناه عنه من كتاب التاريخ له، ثم قال الحميدي: فقد جعل حنش بن عبد اللّه [و] حنش بن علي و جعلهما رجلا واحدا، و جعل الخلف في اسم أبيه، و قيل إن الذي يروي عن فضالة بن عبيد هو حنش بن علي الصّنعاني من صنعاء الشام، قرية بدمشق يقال لها صنعاء، و أبو الأشعث الصّنعاني منها أيضا، قاله علي بن المديني، و بهذا ظن قوم أن حنش بن عبد اللّه من صنعاء الشام، لا من صنعاء اليمن، و إن الاختلاف في اسم أبيه، و أنهما واحد ثم ذكر الحميدي شيئا آخر سقناه عن أبي سعيد بن يونس فأغنى عن إعادته.

و ذكر محمّد بن وضاح الأندلسي: أن حنش بن عبد اللّه الصّنعاني من صنعاء الشام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:[نا] (2) الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد بن صالح العجلي، حدّثني أبي قال (3):حنش مصري تابعي ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و نا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو

ص: 314


1- الأصل «قيار» و المثبت عن جذوة المقتبس.
2- زيادة لازمة.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 136.

محمّد بن أبي حاتم، قال (1):سئل أبو زرعة عن حنش بن عبد اللّه الصّنعاني، فقال:

ثقة، و سئل أبي عن حنش الصّنعاني فقال: صالح.

ذكر بعض أهل العلم: أن قبر حنش بسرقسطة.

1819 - حنش بن قيس و يقال ابن علي

و حنش لقب، و اسمه حسين

أبو علي الرّحبي الصّنعاني الهمداني

صنعاء دمشق، و سكن واسطا.

و حدّث عن عكرمة، و عطاء بن أبي رباح.

روى عنه: سليمان التيمي البصري، و إسماعيل بن عياش الحمصي، و خالد بن عبد اللّه، و أبو محصن حصين بن نمير، و مسلم بن سعيد، و علي بن عاصم الواسطيون.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيل (2)،و أبو الفتح عبد الرشيد بن أبي يعلى بن عبد الواحد الهرويان، قالا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي (3)،أنا أبو الحسين الخفّاف، نا أبو العباس السراج إملاء، نا يحيى بن عثمان، نا إسماعيل بن عياش، عن حنش بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أعان باطلا ليدحض باطله حقا، فقد برئ من ذمة اللّه و ذمة رسوله»[3792].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو (4) الفقيه ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن

ص: 315


1- الجرح و التعديل 291/2/1.
2- ترجمته في سير الأعلام 64/20.
3- ترجمته في سير الأعلام 255/18 ذكره السمعاني في الأنساب (المليحي) و لم يذكر إلى أي شيء هذه النسبة، و في معجم البلدان إلى مليح قرية من قرية هراة، و ذكره ياقوت فيمن انتسب إليها.
4- هو أبو عمرو بن حمدان الفقيه الحيري، ذكره السمعاني فيمن نسب إلى حيرة نيسابور (الحيري).

منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا محمّد بن بكّار البصري، نا أبو محصن حصين بن نمير، عن حسين (1) بن قيس، عن عطاء، عن ابن عمر، عن ابن مسعود، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمرك فيما أفنيت، و عن ثيابك فيما أبليت، و عن مالك من أين اكتسبته - و قال ابن حمدان: كسبته-، و فيما أنفقته و ما عملت فيما علمت (2)»[3793].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عقبة، نا أبو محصن حصين بن نمير الهمداني، نا حسين بن قيس أبو علي الرّحبي - و زعم أبو محصن: أنه شيخ صدق - عن عطاء، عن ابن عمر، عن ابن مسعود، فذكر معناه.

قال محمّد بن عقبة: شهدت حبان و بهزا يسألانه عن هذا.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السلمي، قال: وجدت بخط أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، قال: سمعت عثمان بن سعيد السّجزي، يقول: حنش بن علي الرّحبي أبو علي الصّنعاني (4)-صنعاء دمشق - قال أبو عبد اللّه: و يقال له حنش الهمداني.

حدّثناه عثمان بن سعيد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا ابن عياش، حدّثني أبو علي الرّحبي، حنش الهمداني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن موسى، نا إسماعيل بن إسحاق، قال:

سمعت علي بن المديني يقول: حسين بن قيس يعرف بأبي علي الرّحبي، و يعرف بحنش أيضا، كان التميمي يقول: حنش و ليس حديثه عندنا بالقوي، هو واسطي.

قرأت في كتاب مكي بن علي بن بنان، أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه القزويني، قال: قرأت على أبي أحمد محمّد بن أحمد بن محمّد بن قريش

ص: 316


1- كذا ورد هنا، و قد تقدم أن حنش لقبه و أن اسمه «حسين».
2- الأصل: عملت و الصواب عن م.
3- الكامل لابن عدي 353/2.
4- الأصل «الصنعا» و المثبت عن م.

المرورّوذي، قال: سمعت عثمان بن سعيد، يقول: سمعت عليا يقول: و حنش بن علي الصّنعاني لا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا محمّد بن العباس، نا محمّد بن حرب، قال:

سمعت علي بن عاصم يقول: استعار مني أبو عوانة كتاب أبي علي الرّحبي فذهب به.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل ح.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أحمد [أنا] أبو أحمد بن عدي (2)،نا الجنيدي، نا البخاري، قال: حسين (3) بن قيس أبو علي الرّحبي، و يقال - زاد الجنيدي: له و قالا:- حنش (4)،عن عكرمة ترك أحمد حديثه.

و قال ابن عدي (5):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري فذكر مثله.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (6)،أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو علي الحسين بن قيس، و يقال حنش، عن عكرمة منكر الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو علي الحسين بن قيس الرّحبي و هو حنش ليس بثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني إجازة، ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو

ص: 317


1- الكامل لابن عدي 352/2.
2- الكامل لابن عدي 352/2 و التاريخ الكبير للبخاري 393/2/1.
3- بالأصل:«حنش» و المثبت عن المصدرين السابقين.
4- هو لقبه كما مرّ، و ليس اسمه كما قد يفهم من العبارة.
5- الكامل لابن عدي 352/2.
6- الأصل «الشفاني» و إعجامها مضطرب في م و الصواب ما أثبت بالقاف.

محمّد بن أبي حاتم، قال (1):الحسين بن قيس - و يقال: حنش - أبو علي الرّحبي واسطي، روى عن عطاء و عكرمة، روى عنه سليمان التيمي، و مسلم (2) بن سعيد، و خالد الواسطي، و حصين بن نمير، و سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج المهندس، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، قال: أبو علي الحسين بن قيس الرّحبي و هو حنش.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد، قال (3):سمعت أحمد بن حفص السعدي يقول: ذكر لأحمد بن حنبل - يعني و هو حاضر - كيف حديث حنش ؟ فقال: ذاك معمر (4) يقول عن حنش و غيره الواسطيون يقولون عن حسين بن قيس و ضعف الحديث - يعني حديثا ذكر له - عن حنش بن قيس هذا.

قال: و أنا أبو أحمد (5)،نا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه قال:

حسين بن قيس، و يقال له حنش متروك الحديث، و له حديث واحد حسن، روى عنه التيمي في قصة الشؤم (6) استحسنه أبي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي إجازة ح، قال: و أنا الحسين، أنا علي، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (7)،نا محمّد بن حمويه بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب، قال: قال أحمد بن حنبل: حسين بن قيس أبو علي الرّحبي ليس حديثه بشيء لا أروي عنه شيئا، روى عنه علي بن عاصم و خالد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، نا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي (8)،نا عبد اللّه - هو ابن

ص: 318


1- الجرح و التعديل 63/2/1.
2- الجرح و التعديل: و مستلم بن سعيد.
3- الكامل لابن عدي 352/2.
4- ابن عدي: معتمر.
5- الكامل لابن عدي 352/2.
6- الأصل:«السوم» و المثبت عن م و ابن عدي و ميزان الاعتدال:«الشوم» و في التهذيب: الشبرم.
7- الجرح و التعديل 63/2/1.
8- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 247/1.

أحمد - قال: سألت أبي عن حسين بن قيس الذي يقال له حنش فقال: متروك الحديث، ضعيف الحديث.

قال: و نا العقيلي (1)،نا محمّد بن أحمد - يعني الدولابي-، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حسين بن قيس أبو علي الرّحبي هو حنش ليس بشيء.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقّا، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: حسين بن قيس ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي و هو إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: حسين بن قيس الرّحبي أحاديثه منكرة جدا، فلا يكتب، و كان التيمي يقول: حنش.

قال ابن عدي (3):و للحسين بن قيس أحاديث غير ما ذكرت، يروي عنه خالد الواسطي، و علي بن عاصم أحاديث أخر، و يروي سليمان التيمي عنه، و يسميه حنشا، عن عكرمة، عن ابن عباس [بضعة عشر حديثا يشبه بعضها بعضا و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق] (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النّسائي، قال:

حسين بن قيس أبو علي الرّحبي، و يقال حنش متروك الحديث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن محمد، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا

ص: 319


1- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 247/1.
2- الكامل لابن عدي 352/2.
3- المصدر نفسه 354/2.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك للإيضاح عن ابن عدي.

عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (1):سألت أبي عن حنش (2) الهمداني، فقال: هو حسين بن قيس، و حنش لقب و هو ضعيف الحديث، منكر الحديث، قيل له كان يكذب ؟ فقال: اسأل اللّه السلامة، هو و يحيى بن عبيد اللّه متقاربين، قلت: هو مثل ابن ضميرة ؟ فقال: شبيه به، و سئل أبو زرعة عن حسين بن قيس، فقال ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد قال: و حنش الذي روى عن عكرمة عن ابن عباس، روى عنه سليمان التيمي، و خالد الواسطي، و اسمه حنش بن قيس أبو علي الرّحبي، و في حديثه ضعف.

ص: 320


1- الجرح و التعديل 63/2/1-64.
2- الأصل:«انش» و الصواب عن الجرح و التعديل.

ذكر من اسمه حنظلة

1820 - حنظلة بن جوية، و يقال حوية الكناني

1820 - حنظلة بن جوية، و يقال حوية الكناني (1)

أدرك عصر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شهد اليرموك، حكى عنه ابنه مكلبة بن حنظلة.

ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى، حدّثني أبي عن مكلبة بن حنظلة الكلابي، عن أبيه حنظلة بن جوية، قال: و اللّه إني لفي الميسرة إذ مرّ بنا في الروم رجال على خيل من خيل العرب لا يشبهون الروم، و هم أشبه شيء بالعرب، فما أنسى قول قائل منهم: النجا النجا يا معشر العرب الحقوا بوادي القرى و بيثرب، قال: و هو يقول:

لكلّ حين منكم مغير *** تجبى له البلقاء و السدير

هيهات يأتي ذلك الأمير *** و الملك المتوج المحبور

قال: فأحمل عليه، و حمل عليّ فاضطربنا بسيفينا فلم يغنيا شيئا، قال: ثم إني اعتنقته فخررنا جميعا فاعتركنا ساعة ثم تحاجرنا قال: فبصرت بعنقه باد (2) منها مثل شراك النعل، قال: فمشيت إليه فأتعمد ذلك الموضع بسيفي فو اللّه لكأنما قطعت بسيفي ترقوته و أقبلت إلى فرسي فإذا هو قد عار، قال: و إذا أصحابي قد حبسوه عليّ فأقبلت حتى أركبه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، و أبو محمد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي (3)،و أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين، قالوا: أنا

ص: 321


1- ترجمته في الإصابة 381/1 و مادته عن ابن عساكر. و فيه: حوية بالحاء المهملة.
2- الأصل: بادي.
3- هو إسماعيل بن أحمد بن عمر، أبو القاسم، ترجمته في سير الأعلام 28/20 و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة - الجزء السابع).

عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد البغدادي، الدّولابي (1)،أنا القاضي أبو محمد عبد اللّه بن محمد [بن] عبد اللّه بن محمد بن عبد الغفار بن أحمد بن ذكوان، نا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن حبش بن محمد المصّيصي، نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي، نا عبد اللّه بن محمد بن ربيعة القدامي، حدّثني هانئ بن عروة، عن مكلبة الكناني، عن أبيه حنظلة بن حوية، قال: و اللّه إني لفي الميسرة إذ مر بنا في الروم رجال على خيل من خيل العرب، لا يشبهون الروم أشبه شيء بنا، فما أنسى قول قائل منهم: النجاء النجاء يا معشر العرب، الحقوا بوادي القرى و يثرب قال: فضربته بسيفي فقتلته.

1821 - حنظلة بن الربيع بن صيفي

ابن رباح بن الحارث بن معاوية بن مخاشن

أبو ربعي التميمي ثم الأسيّدي (2)(3)

كاتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

روى عنه: أبو عثمان النهدي، و يزيد بن عبد اللّه بن الشخير، و المرقّع بن صيفي، و الحسن البصري، و قتادة.

و شهد مع خالد حروبه بالعراق، ثم قدم معه دومة الجندل من كور دمشق، ثم أتى معه إلى سواء، و وجهه خالد بالأخماس إلى أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القاري، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو أحمد الحافظ ، و أبو طاهر محمّد (4) بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، قالا: أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا

ص: 322


1- بفتح الدال و سون الواو، كما صححه السمعاني، هذه النسبة إلى دولاب من قرى الري.
2- بالأصل «الأسدي» و المثبت عن الاستيعاب 279/1 هامش الإصابة و أسد الغابة و هذه النسبة إلى أسيد بن عمرو بن تميم التميمي، و أسيد بضم الهمزة و فتح السين و تشديد الياء تحتها نقطتان، و المحدثون ينسبون إليه بالتشديد أيضا، قاله في أسد الغابة.
3- ترجمته في الاستيعاب 279/1 أسد الغابة 542/1 الإصابة 359/1 الوافي بالوفيات 209/13 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.

بشر بن هلال الصّوّاف، أنا جعفر بن سليمان الضّبعي، نا سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة الأسيدي - و كان من كتاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - قال: قال حنظلة لقيني أبو بكر الصدّيق فقال: كيف أنت يا حنظلة ؟ قال: قلت: نافق حنظلة يا أبا بكر، قال:

سبحان اللّه ما تقول ؟ قال: قلت: نافق حنظلة يا أبا بكر، قال: و مم ذاك ؟ قال: نكون عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيذكرنا بالجنة و النار حتى كأنا رأي عين، أو كأنا نراهما، فإذا خرجنا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عافسنا (1) الأزواج و الضيعات نسينا كثيرا؛ ففزع أبو بكر و قال: إذا نلقى مثل ذلك. فانطلقت أنا و أبو بكر حتى دخلنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما رآني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«كيف أنت يا حنظلة، أو ما شأنك يا حنظلة»؟، فقلت: نافق حنظلة يا رسول اللّه، قال:«سبحان اللّه ما تقول»، قلت: نافق حنظلة يا رسول اللّه، قال:

«سبحان اللّه ما تقول»، قلت: نافق حنظلة يا رسول اللّه، قال:«و مم ذاك ؟»، قلت: نكون عندك فتذكرنا بالجنة و النار حتى كأنا رأي عين، أو كأنا نراهما، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج و الأولاد و الضيعات نسينا كثيرا.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و الذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي و في الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم و في طرقكم، و لكن يا حنظلة ساعة و ساعة» و اللفظ لأبي الطاهر (2)[3794].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، قال: و قالوا لما انتسف خالد بن الوليد أهل سوا (3) و بعث بأخماسها و أخماس مصيّخ (4) بهراء بعث بها مع حنظلة، و جرير و عدي فلما قدم الوفد و الكتاب و الأخماس على أبي بكر و أخبروه الخبر، و بقول القعقاع في السفر غير أبو بكر يتمثل قوله تعجبا من مسيره، و قال القعقاع (5):

ص: 323


1- عافسنا أي داعبنا و لاعبنا و عالجنا.
2- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 542/1.
3- سوى بضم أوله و القصر اسم ماء لبهراء من ناحية السماوة و عليه مر خالد بن الوليد لما قصد من العراق إلى الشام (ياقوت).
4- مصيخ: مصيخ بهراء، ماء بالشام ورده خالد بن الوليد بعد سوى في مسيره إلى الشام و هو بالقصواني.
5- الأرجاز الأربعة الأولى في الطبري 346/2 (حوادث سنة 13) و معجم البلدان «سوى» بدون نسبة.

وا عجبا لرافع (1) أنّى اهتدى *** فوّز من قراقر إلى سوا

خمسا إذا ما سارها الجيش بكى *** ما سارها قبلك من انس أرى (2)

لكن بأسباب مبينات الهدى *** بيّنها اللّه بيّنات الورى

و في نسخة: نكبها اللّه بغيات الردى.

قال: و نا سيف، عن محمّد بن نويرة، و طلحة، و زياد، و عطية، قالوا: و كان جرير بن عبد اللّه، و حنظلة بن الربيع، و نفر قد استأذنوا خالدا من سوى فأذن لهم فقدموا على أبي بكر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق،[أنا] عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (3):و من بني أسيّد بن عمر بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر:

حنظلة بن الربيع بن صيفي بن رباح (4) بن الحارث بن معاوية بن مجاشع (5) بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيّد بن عمرو بن تميم، و أخوه رياح (6) بن الربيع جميعا من أهل الكوفة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: حنظلة الكاتب من بني تميم، من بني أسيّد قال محمّد بن عمر: كتب للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرة كتابا فسمّي بذلك و كانت الكتابة في العرب قليلا (7).

ص: 324


1- في المصدرين: للّه در رافع.
2- معجم البلدان: ما سارها من قبله انس يرى.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 87 رقم 275.
4- كذا بالأصل و م و في طبقات خليفة:«رياح» قال ابن الأثير في أسد الغابة 543/1 و رباح بالباء الموحدة، و قيل: بالياء تحتها نقطتان، و الأول أكثر.
5- كذا بالأصل و م، و في خليفة و المصادر: مخاشن.
6- الأصل «رباح» بالباء الموحدة، و المثبت عن خليفة و طبقات ابن سعد 55/6.
7- الخبر بهذه الرواية ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي أحمد، قال (1):حنظلة الكاتب الأسيّدي من بني تميم من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، فيما قرأت عليه، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال في الطبقة الرابعة: حنظلة بن الربيع الكاتب أحد بني أسيّد بن عمرو بن تميم، قال محمّد بن عمر: كتب للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم كتابا فسمّي بذلك الكاتب، و كانت الكتابة في العرب قليلا.

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي ح.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: و من أسيّد بن عمرو بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر حنظلة الكاتب الأسيّدي (3)، يقول من نسبه: حنظلة بن الربيع بن المرقّع بن صيفي بن رباح بن الحارث بن معاوية بن مخاشن بن معاوية بن شريف (4) بن جروة بن أسيّد بن عمرو بن تميم، و إنما سمّي الكاتب لأنه كتب للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم الوحي، و كان بالكوفة، فلما شتم عثمان انتقل إلى قرقيسيا (5) و قال: لا أقيم ببلد تشتم فيه عثمان، و توفي بعد علي، و كان معتزلا للفتنة حتى مات، جاء عنه حديثان.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني

ص: 325


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 137.
2- طبقات ابن سعد 55/6.
3- الأصل: الأسدي و المثبت عن م.
4- ضبطها ابن الأثير في أسد الغابة نصا بضم الشين المعجمة و فتح الراء.
5- قرقيسيا: بلد على الفرات.

-زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):حنظلة بن الربيع الكاتب الأسيّدي، التّميمي، قال عثمان بن محمّد، نا جرير، عن مغيرة، قال: خرج عدي بن حاتم، و جرير بن عبد اللّه، و حنظلة كاتب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من الكوفة إلى قرقيسياء، و قالوا: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان بن عفان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قالوا:

أبو ربعي حنظلة بن الربيع، الكاتب، أنا العباس بن عبد العظيم، قال: أبو ربعي حنظلة بن الربيع الكاتب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و أما شريف فهو شريف بن جروة بن أسيّد (2) بن عمرو بن تميم من ولده حنظلة بن الربيع الكاتب، و أكثم بن صيفي بن رباح، عاش أكثم مائة و تسعين سنة (3).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: حنظلة بن الربيع الأسيّدي التميمي، الكاتب، أخو رباح (4) بن الحارث، و يقال الربيع، و ليس بالصحيح، روى عنه أبو عثمان النهدي، و يزيد بن الشخير، و المرقّع بن صيفي، و هو ابن أخي أكثم، كاتب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و رسوله إلى أهل الطائف، روى الجريري عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة الأسيّدي، و كان من كتّاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: حنظلة بن الربيع بن صيفي بن رباح بن الحارث حكيم العرب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرّحمن بن يونس، نا عبد اللّه بن

ص: 326


1- التاريخ الكبير 36/1/2.
2- الأصل «أسد» و المثبت و الضبط عن أسد الغابة.
3- انظر ما قيل في مقدار عمره الإصابة 112/1 و انظر ترجمته في أسد الغابة 134/1.
4- كذا، و مر أنه رياح.

إدريس الأزدي، نا عمرو - أو عمر - بن مرقّع، عن قيس بن زهير، قال: انطلقت مع حنظلة بن الربيع إلى مسجد فرات بن حيّان، فحضرت الصّلاة، فقال لحنظلة: تقدم، فقال حنظلة: أنت أكبر مني و أقدم هجرة و المسجد مسجدك، قال فرات: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول فيك شيئا، لا أتقدمك أبدا، فقال حنظلة: أشهدته يوم أتيته بالطائف فبعثني عينا؟ قال: نعم، فتقدم حنظلة فصلّى بهم.

قال فرات: يا بني عجل (1) إني إنما قدمت هذا لشيء (2) سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعثه عينا إلى الطائف، فأتى فأخبره الخبر، فقال:«صدقت، ارجع إلى منزلك، فإنك قد سهرت الليلة»، فلما ولّى قال لنا:«ائتموا بمثل هذا و أشباهه»[3795].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا سفيان، هو ابن وكيع، نا عبد اللّه بن إدريس، نا عمرو بن المرقّع (3) التميمي، من بني أسيّد، عن قيس بن زهير، قال: انطلقت مع حنظلة بن ربيع إلى مسجد فرات بن حيان فحضرت الصلاة، فقال فرات: تقدم، فقال حنظلة: أنت أقدم مني سنا و أقدم هجرة، و المسجد مسجدكم، فقال فرات: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول شيئا لا أتقدمك أبدا، فقال حنظلة: أشهد به يوم أتيته بالطائف فبعثني عينا؟ قال: نعم فتقدم حنظلة فصلّى بهم، و قال: يا بني عجل إنما قدمت هذا لشيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعثه عينا على الطائف، فأتاه فأخبره الخبر، فقال:

«صدقت ارجع إلى منزلك فنم، فإنك قد سهرت الليلة»، فلما ولّى قال:«ائتموا بهذا و أشباهه»[3796].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال في تسمية

ص: 327


1- قوله يا بني عجل، فهم قومه، و اسمه: فرات بن حيان بن ثعلبة بن عبد العزى بن حبيب بن حبة بن ربيعة بن سعد بن عجل، كان حليفا لبني سهم، نزل الكوفة و ابتنى بها دارا في بني عجل (ابن سعد 40/6).
2- الأصل: الشيء و الصواب عن م.
3- الأصل: الموقع و المثبت عن م.

كتّاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: و كتب له حنظلة بن ربيعة (1) الأسيّديّ (2).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو أحمد بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، قال: و بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حنظلة بن الربيع بن المرقّع بن صيفي إلى أهل الطائف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي حارثة، و أبي عثمان و محمّد و طلحة قالوا (3):و جاء حنظلة الكاتب، حتى قام على محمّد بن أبي بكر، فقال: يا محمّد تستتبعك أم المؤمنين فلا تتبعها، و يدعوك ذؤبان العرب إلى ما لا يخل فتتبعهم، فقال: ما أنت و ذاك يا ابن التّميمية فقال: يا ابن الخثعمية، إن هذا الأمر إن صار إلى التغالب غلبتك عليه ويحك بنو عبد مناف، و انصرف عنه و هو يقول:

عجبت لما يخوض الناس فيه *** يرومون الخلافة أن تزولا

و لو زالت لزال الخير عنهم *** فلاقوا بعدها ذلا ذليلا

و كانوا كاليهود أو النصارى *** سواء كلهم ضلّوا السبيلا

و لحق بالكوفة في حديث ذكره في مقتل عثمان.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ح.

و قرأنا على أبي عبد اللّه، عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (4)،قالا: نا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا جرير، عن مغيرة، قال: خرج حنظلة الكاتب، و جرير بن عبد اللّه،

ص: 328


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة المطبوع ص 99 و صوبها محققه «ربيع» و في أسد الغابة: حنظلة بن الربيع، و قيل: ابن ربيعة، و الأول أكثر.
2- الأصل:«الأسدي» و المثبت عن تاريخ خليفة و م.
3- الخبر و الشعر في تاريخ الطبري (ط بيروت 673/2) في حوادث سنة 35.
4- الأصل «خرقة» و في م: خرفه و الصواب ما أثبت، و ضبط عن التبصير.

و عدي بن حاتم من الكوفة فنزلوا قرقيسياء، و قالوا: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الخطاب، في كتابه، أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن أحمد بن منير، قالا: أنا محمّد بن أحمد الذّهلي، نا موسى بن هارون، عن محرز بن عون، نا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، قال: خرج جرير و حنظلة الكاتب و عدي بن حاتم خرجوا من الكوفة مثله.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم، أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة - إجازة - عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى، نا أبو عبد اللّه الحكيمي، و الحسن بن محمّد المخرمي، قالا: نا الحسين بن علي بن المتوكل، نا أبو الحسن المدائني، عن صدقة بن عبد اللّه المازني، قال: مات حنظلة بن الربيع (1) الأسيّدي، و كان قد كتب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجزعت عليه امرأته فلامها جاراتها و قلن لها: إن هذا يحبط أجرك، فتمثلت بشعر رجل رثا حنظلة (2):

تعجب (3) الدهر لمحزونة *** تبكي على ذي شيبة شاحب

إن تسأليني اليوم ما شفّني *** أخبرك أني (4) لست بالكاذب

إنّ سواد العين أودى به *** حزن (5) على حنظلة الكاتب (6)

ص: 329


1- الأصل «ربيعة» انظر ما لاحظناه قبل بشأنه.
2- الأبيات في أسد الغابة 542/1 و الاستيعاب 280/1 هامش الإصابة، الوافي بالوفيات 210/13 و الأخير في الإصابة 360/1.
3- في المصادر: تعجبت دعد لمحزونة.
4- في المصادر: أخبرك قولا ليس بالكاذب.
5- الإصابة: حزني.
6- في الاستيعاب: مات حنظلة الكاتب في إمرة معاوية بن أبي سفيان، و لا عقب له.

1822 - حنظلة بن صفوان بن تويل بن بشر

ابن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرين

ابن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب

أبو حفص الكلبي (1)

من أهل دمشق، ولي إمرة مصر مرتين و المغرب ليزيد بن عبد الملك، و لهشام بن عبد الملك، و ولي إفريقية ليزيد بن الوليد، و شهد حصار دمشق مع عبد اللّه بن علي.

روى عنه: أبو قبيل.

و حكى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، و كناه أبو عمر الكندي.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل، قالا: أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا ابن مندة ح.

قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، نا أبو سعيد بن يونس، حدّثني سلامة (2) بن عمر بن حفص المرادي، نا أبو قرّة محمّد بن حميد الرّعيني، نا النضر بن عبد الجبار، أنا ضمام بن إسماعيل، عن أبي قبيل، قال: أرسل إليّ حنظلة بن صفوان فأتيته في حديث طويل.

قال أبو سعيد بن يونس: حنظلة بن صفوان الكلبي أمير مصر لهشام بن عبد الملك، روى عنه أبو قبيل آخر ما عندنا من أخبار قدومه من المغرب (3) سنة سبع و عشرين و مائة، و كان أخرجه منها عبد الرّحمن بن حبيب الفهري، و كان حنظلة حسن السيرة في سلطانه.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني

ص: 330


1- انظر في نسبه ابن حزم ص 457 و ترجمته في النجوم الزاهرة 253/1 ولاة مصر للكندي ص 93 و 103 البيان المغرب لابن عذاري 58/1 الوافي بالوفيات 211/13 و بحاشيته ذكر أسماء مصادر أخرى ترجمته.
2- النجوم الزاهرة 250/1 مسلمة.
3- النجوم الزاهرة 250/1 الغرب.

عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال أبو سعيد بن يونس:

حنظلة بن صفوان الكلبي شامي دمشقي، ولي مصر لهشام بن عبد الملك، و كان يقال إنه ورع، حكى عنه أبو قبيل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: أمّا تويل - ثانيه واو مفتوحة و بعدها ياء ساكنة معجمة باثنين من تحتها (1):- بشر بن صفوان بن تويل، ثم ساق نسبه كما تقدم في ترجمة بشر، ثم قال: و أخوه حنظلة بن صفوان بن تويل أمير مصر لهشام بن عبد الملك، روى عنه أبو قبيل المعافري، و كان حسن السيرة، قاله ابن يونس، كذا قال، و هو بخط الصوري: تويل بفتح التاء و بكسر الواو (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و مائة - قتل يزيد بن أبي مسلم فأمّر بشر بن صفوان على إفريقية و استخلف أخاه حنظلة على مصر، فأمّر عليها، قال يعقوب: و في سنة خمس و مائة أمّر محمّد بن عبد الملك على أهل مصر و نزع حنظلة بن صفوان (4).

قال: و نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: قال الليث بن سعد: و في سنة تسع عشرة و مائة نزع عبد الرّحمن (5) خالدا - يعني ابن مسافر الفهمي - و أمّر حنظلة بن صفوان، دخل مصر يوم الجمعة لخمس ليال خلون من المحرم، و في سنة أربع و عشرين و مائة قتل كلثوم أمير إفريقية فأمّر حنظلة بن صفوان على أهل إفريقية، خرج من مصر في شهر ربيع الآخر، و أمّر حفص بن الوليد على أهل مصر، و ذكر أبو عمر: أن ولايته كانت ثلاث سنين (6).

ص: 331


1- كذا بالأصل نقلا عن الاكمال لابن ماكولا، و الذي في الاكمال 504/1-505 تويل ثانيه واو مكسورة و بعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها و زاد محققه عن إحدى نسخه: تويل: أوله تاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها و ثانيه... و الباقي كالأصل.
2- في آخر المادة قال: كذلك هو بخط الصوري تويل بفتح التاء و كسر الواو.
3- انظر كتاب المعرفة و التاريخ 345/3 و ما بعدها.
4- انظر سبب نزع حنظلة بن صفوان عن مصر، و ما ورد في النجوم الزاهرة 251/1.
5- كذا و في ولاة مصر للكندي ص 101 و النجوم الزاهرة 277/1 عبد الرحمن بن خالد بن مسافر.
6- في ولاة مصر ص 106: فكانت ولاية حفص هذه الثانية عليها ثلاث سنين إلاّ أشهرا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):ولّى هشام بن عبد الملك حنظلة بن صفوان الكلبي - يعني إفريقية - فقدمها في النصف من جمادى الأول سنة أربع و عشرين و مائة، فلم يزل بها إلى سنة تسع و عشرين.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، قال:

قال الليث: و فيها - يعني سنة سبع و عشرين - قدم حنظلة بن صفوان من إفريقية، أخرجه منها عبد الرّحمن بن حبيب بن أبي عبيدة، ثم أمّره بعد عليها مروان أمير المؤمنين ثم أمّر حنظلة على مصر فمنعه حفص و أصحابه ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هشام بن محمّد، عن الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: الأشراف من أبناء النصرانيات حنظلة بن صفوان الكلبي، خرجت أم حنظلة إلى الكنيسة فمرت بحنظلة و معها جوار لها و مع حنظلة أعراب له من كلب، فقال أعرابي منهم: و اللّه إن علجتكم هذه لضناك أ ما لهذه من فتيانكم أحد قال له حنظلة: أجمل يرحمك اللّه فإنها أم بعض جلسائك.

و ذكر أبو بكر البلاذري: أن حنظلة بن صفوان مات بالقيروان و هو وال عليها (2).

1823 - حنظلة بن الطّفيل السّلمي

1823 - حنظلة بن الطّفيل السّلمي (3)

بعثه أبو عبيدة بن الجراح حين توجه من دمشق إلى حمص فولي فتح حمص.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمّار، عن سلمة، عن ابن

ص: 332


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 360 في تسمية عمال هشام بن عبد الملك.
2- في الوافي بالوفيات 211/13 و توفي في عشر الثلاثين و المائة.
3- ترجمته في الإصابة 360/1.

إسحاق، قال: و بعث فيها - يعني سنة خمس عشرة - أبو عبيدة بن الجراح حنظلة بن الطّفيل السّلمي إلى حمص، ففتحها اللّه على يديه (1).

1824 - حنظلة بن كثير الكلبي العبدودّي المزّي

ممن تخلف عن القيام في بيعة يزيد بن الوليد، و لحق بالبقاع فلما ظهر عاد إلى أصحابه و اعتذر، له ذكر.

1825 - حنينا أحد صدّيقي المسيح

جاء في بعض الآثار أنه كان بدمشق.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر، فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن صالح بن محمّد الخولاني المصري، نا عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات، نا أبي وثيمة، عن عمرو بن الأزهري، عن أبي إلياس إدريس ابن بنت وهب بن منبّه، عن وهب بن منبّه، قال: كان بولس من رؤساء اليهود، و أشدهم بأسا، و أعظمهم شأنا في إنكار ما جاء به المسيح - عليه السلام - و دفعه و دفع الناس عنه.

فجمع العساكر و سار إلى المسيح - عليه السلام - ليقتله و يمنعه عن دخول دمشق، فلقيه بكوكبا، فضربه ملك بجناحه فأعماه، و رأى من دلائل أمره و الأحوال التي لم يصل معها إلى ما أراد من مكروهه ما اضطره إلى الإيمان به، و التصديق بما جاء به، فأتى المسيح على ذلك، و سأله أن يفتح عينيه فقال له المسيح: كم تسعى في أذاي و أذى من هو معي، و تفعل و تصنع.

ثم قال له المسيح: امض حتى تدخل دمشق، و خذ في السوق الطويل الممدود في وسط المدينة - يعني دمشق - حتى تصير في آخره و تصير إلى حنينا - و كان حنينا قد اختفى منه فزعا في مغارة نحو الباب الشرقي - حتى يفتح عينيك.

فأتاه عند الكنيسة المصلّبة و هي الكنيسة المنسوبة إليه اليوم، و كان بولس قد أخذ ابن أخيه، و كان قد آمن بالمسيح فحلق وسط رأسه فنادى عليه و رحّمه، حتى مات، فمن

ص: 333


1- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 432/2 حوادث سنة 14.

ثم أخذ النصارى حلق وسط رءوسهم للتأسي بذلك، فيما كان عوقب به، و أنه كالتواضع لا كالعيب لمن آمن بالمسيح عليه السلام.

1826 - حنيف بن رياب ( بن الحارث بن أمية الأنصاري

1826 - حنيف (1) بن رياب (2) بن الحارث بن أمية الأنصاري (3)

له صحبة، شهد غزوة مؤتة مع جعفر و زيد، و استشهد يومئذ.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أحمد بن علي بن ثابت، أنا الحسين بن محمّد الرافقي، أنا أحمد بن كامل.

أخبرني أحمد بن سعيد بن شاهين، نا مصعب (4) بن عبد الملك، عن ابن القداح، قال: حنيف بن رياب بن الحارث بن أميّة بن زيد بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف، شهد أحدا و المشاهد بعدها، و استشهد يوم مؤتة، و ابنه رياب بن حنيف شهد بدرا و استشهد يوم بئر معونة، و ابنه عصمة بن رياب شهد الحديبية، و بايع تحت الشجرة، و شهد المشاهد بعدها و استشهد يوم اليمامة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: و في الأنصار حنيف بن رياب من بني سالم الحبلى، و سمّي الحبلى لعظم بطنه، شهد حنيف أحدا و استشهد يوم مؤتة، و ابنه رياب بن حنيف بن رياب، شهد بدرا، و استشهد يوم بئر معونة، و ابنه عصمة بن رياب بن حنيف [بن رياب بن الحارث بن أمية الأنصاري] (5)،صحبوا ثلاثتهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شهدوا معه عدة من مشاهده، و ذكرهم ابن القداح في كتاب:«نسب الأنصار».

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (6):أما حنيف

ص: 334


1- حنيف مصغرا كما في الإصابة.
2- في الوافي: رئاب.
3- ترجمته في أسد الغابة 546/1 الإصابة 362/1 و الوافي بالوفيات 213/13.
4- في الإصابة: مصعب الزبيري.
5- اضطربت العبارة بالأصل و فيها تقديم و تأخير و زيادة و الصواب ما أثبت و رتّب قياسا إلى العبارة في مصادر ترجمته المتقدمة.
6- الاكمال لابن ماكولا 559/2.

-بضم الحاء و فتح النون - فهو حنيف بن رئاب الأنصاري، له صحبة، ثم قال (1):و أمّا رياب - بكسر الراء و بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها - حنيف بن رياب بن الحارث بن أمية الأنصاري، شهد أحدا و ما بعدها، و استشهد يوم مؤتة.

1827 - حواري بن زياد بن عمرو الأزدي العتكي البصري

1827 - حواري بن زياد بن عمرو الأزدي العتكي البصري (2)

حدّث عن ابن عمر.

روى عنه: أبو بشر جعفر بن أبي وحشية (3).

و وفد على يزيد بن عبد الملك، فيما ذكره عوانة بن عبد الحكم، و حكاه أبو محمّد عبد اللّه بن شهيد القطربلي فيها قرأته بخطه.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (4):حواريّ بن زياد سمع ابن عمر قوله، روى عنه جعفر بن إياس.

ص: 335


1- المصدر نفسه 3/4 و 4 نظّر له بياء معجمة باثنتين من تحتها و كتبت فيه في كل المواضع «رئاب» بالراء و الهمزة بدل الياء.
2- ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 129/1/2 باب الواحد، و ميزان الاعتدال 622/1.
3- الأصل:«وحشة» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 465/5 و اسم أبي وحشية إياس.
4- التاريخ الكبير 129/1/2.

1828 - حوثرة بن سهيل بن العجلان

1828 - حوثرة بن سهيل (1) بن (2) العجلان

ابن سهيل بن كعب بن عامر بن عمير بن رباح

ابن عبد اللّه بن عبد بن قرّاص (3) بن باهلة

أبو المثنّى الباهلي

أمير مصر لمروان بن محمّد، من أهل قنّسرين (4) أخو عجلان بن سهيل، كان مع مروان بن محمّد يوم غلب على دمشق في جنده.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

حوثرة بن سهيل الباهلي أخو العجلان بن سهيل من أهل قنّسرين أمير مصر لمروان بن محمّد كان رجل سوء سفاكا للدماء، يحكى عنه حكايات في خطبه (5).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: حوثرة بن سهيل أمير مصر لبني أمية.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (6):و أما حوثرة - بفتح الحاء المهملة و سكون الواو، و بعدها ثاء معجمة بثلاث - حوثرة بن سهيل، أمير مصر لبعض بني أمية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: قال ابن بكير، قال الليث:

و في سنة ثمان و عشرين و مائة أمّر حوثرة بن سهيل على مصر في المحرم و نزع حفص بن

ص: 336


1- في بغية الطلب 2988/6:«سهل» و في الوافي بالوفيات 218/13 شهيد.
2- كذا بالأصل و ولاة مصر للكندي ص 110 و بغية الطلب 2988/6، و في النجوم الزاهرة 305/1 أخو العجلان. و نقل محقق ولاة مصر عن ابن يونس في تاريخ الغرباء في الحاشية: حوثرة بن سهيل الباهلي، أخو العجلان بن سهيل...
3- بغية الطلب: فراض. و المثبت يوافق ولاة مصر.
4- قنسرين مدينة كانت بينها و بين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم (ياقوت).
5- نقل الخبر ابن العديم في بغية الطلب 2988/6.
6- الاكمال لابن ماكولا 571/2 و 572.

الوليد و جعل معه عيسى بن أبي عطاء على أهل الأرض و قدم معه أهل الشام فأخذ حفص بن الوليد (1)،و قتل ناسا من أهل مصر و من المغمصين الذين قاتلوا حسان بن عتاهية (2).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (3)،حدّثني محمّد بن معاوية، عن بيهس بن حبيب، قال: كتب ابن هبيرة إلى مروان يخبره بقتل ابن ضبارة - يعني عامرا - بنهاوند فوجّه إليه الحوثرة بن سهيل الباهلي من بني فرّاص في عشرة آلاف من قيس خاصة، فاجتمعت الجيوش بنهاوند.

و كتب ابن هبيرة بعهد مالك بن أدهم عليها كلها، قال بيهس: فحاصر قحطبة أهل نهاوند نحوا من أربعة أشهر، و قال عمرو بن عبيدة عن قزعة قال: حصرنا بها حتى أكلنا دوابنا و أصابنا جوع و جهد شديد.

قال بيهس: ثم صالح مالك بن أدهم قحطبة، و فتحت المدينة في شوال سنة إحدى و ثلاثين و مائة، و قتل قحطبة أهل خراسان الذين خرجوا مع نصر [بن سيّار] و قال: إني لم أصالح على أهل خراسان إنما صالحت على أهل الشام، و ادّعى مالك أنه صالح على أهل خراسان و أهل الشام.

قال بيهس (4):فلما كان يوم الاثنين لثلاث عشرة [ليلة] بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، بعث أبو جعفر خازم بن خزيمة فقتل ابن هبيرة، و أخذ بشر بن عبد الملك، و أبان بن عبد الملك بن بشر بن مروان، و ابنين (5) لأبان بن عبد الملك بن بشر، و الحوثرة بن سهيل، و محمّد بن نباتة، و قعد الحسن بن قحطبة في مسجد حسان النبطي على الدجلة مما يلي المدائن فحملوا إليه فضرب أعناقهم.

ص: 337


1- و قتله كما في ولاة مصر و النجوم الزاهرة، و كان قتله لليلتين خلتا من شوال سنة ثمان و عشرين و مائة، يوم الثلاثاء.
2- كان على شرط حوثرة بن سهيل.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 397 حوادث سنة 131.
4- المصدر السابق ص 402 حوادث سنة 132.
5- قوله:«و ابنين لأبان بن عبد الملك بن بشر»، لم يرد هذا في خليفة بن خيّاط .

1829 - حوثرة بن عبد الرّحمن المصري

ممن أقدمه أحمد بن طولون دمشق، فشهد بها خلع أبي أحمد الموفق سنة تسع و ستين و مائتين، ذكر ذلك أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي، في بعض مصنفاته (1).

ص: 338


1- ورد ذلك في كتاب ولاة مصر ص 252 و مما ورد هنا و خرج من مصر (ذكر جماعة).. و حوثرة بن عبد الرحمن و غيرهم إلى دمشق، و حضر هناك أهل الشامات و الثغور، فلما اجتمعوا أمر أحمد بن طولون بكتاب خلع فيه أبا أحمد الموفق من ولاية العهد، لمخالفته المعتمد، و حصره إياه و كتب فيه: إن أبا أحمد خلع الطاعة، و برئ من الذمّة، فوجب جهاده على الأمة. و شهد على ذلك جميع من حضر إلاّ (ثلاثة، ذكرهم) و كان ذلك يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة تسع و ستين و مائتين.

ذكر من اسمه حوشب

1830 - حوشب بن سيف

أبو هبيرة، و يقال: أبو روح

السّكسكي، و يقال: المعافري الحمصي

حدّث عن فضالة بن عبيد، و معاوية بن أبي سفيان، و عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد، و مالك بن يخامر (1) السّكسكي، و عبد اللّه بن الشاعر.

روى عنه: أبو عمرو صفوان بن عمرو الكلاعي (2)،و شدّاد بن أفلح المقرائي.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن المعلّى، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن حرب، نا صفوان بن عمرو، عن حوشب بن (3) سيف، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، قال: سيلي عليكم أمراء يعظون على منابرهم الحكمة، فإذا نزلوا أنكرتم أعمالهم، فخذوا أحسن ما تسمعون، و دعوا ما أنكرتم من أعمالهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، نا إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا محمّد بن سفيان بن موسى الصفار، عن سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت ابن المبارك، عن صفوان بن عمرو، عن حوشب بن سيف السّكسكي، عن

ص: 339


1- بالأصل «يحامر» و الصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب و ضبطت: بفتح التحتانية و المعجمة و كسر الميم، حمصي، صاحب معاذ.
2- ترجمته في سير الأعلام 380/6.
3- الأصل «عن» و المثبت عن م.

مالك بن يخامر، نا معاذ بن جبل، قال: ينادي مناد: أين المفجعون في سبيل اللّه فلا يقوم إلاّ المجاهدون.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، نا صفوان بن عمرو، عن حوشب بن سيف أنه خرج على جنازة قبل باب دمشق، و معه خالد بن يزيد فذكر الحديث.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد، قالا: نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، نا صفوان بن عمرو، عن حوشب بن سيف السّكسكي، أنه خرج على جنازة من باب دمشق، و معهم خالد بن يزيد فتنازعوا في الميت من حيث يدخلونه، فقال بعضهم: أدخلوه من عند رجليه، فقال عمير بن عمير (1) اليحصبي: هذه سنّة النعمان بن بشير، في هذا الجند ما كنا نعرفها فسمعه خالد بن يزيد، فقال: ليست بسنّة النعمان بن بشير و لكنها سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ لكل شيء بابا يدخل منه، و إن مدخل القبر من نحو الرجلين». و لا أظن باب دمشق المذكور في هذا الحديث إلاّ بحمص، فإن لها بابا يقال له باب دمشق، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون ح، و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري (2)،أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد بن حنبل، قال: حوشب بن سيف أبو روح.

و ذكر أبو زرعة الدمشقي، قال (3):حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن الوليد [بن المسلم]، عن صفوان بن عمرو، أبو هبيرة صاحب المقاسم في زمان الوليد:

حوشب بن سيف، كذا كنّاه أبو هبيرة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن

ص: 340


1- في مختصر ابن منظور 284/7 عميرة.
2- ترجمته في سير الأعلام 578/17.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 391/1-392.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسين، قالوا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (1):حوشب بن سيف أبو روح السّكسكي الشامي، عن معاوية، و عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد، و عبد اللّه بن الشاعر، روى عنه شدّاد بن أفلح، و صفوان بن عمرو، و يقال المعافري.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (2)،أنا أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج، يقول: أبو روح حوشب بن سيف السكسكي، عن معاوية، و عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد، روى عنه شدّاد بن أفلح و صفوان بن عمرو.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمرو إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: حوشب بن سيف السّكسكي حمصي.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزّينبي، أنا أبو [القاسم] (3) علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو [الحسين] (4) محمّد بن المظفّر، نا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: و أبو روح حوشب بن سيف السّكسكي، حدّث عن فضالة بن عبيد، قال أبو بكر بن عيسى، و حدّث صفوان بن عمرو، عن حوشب بن سيف أنه حدثه: أنه انصرف هو و جابر بن أزد المقرائي بعد راهط إلى منزلهما فقال له:

هل لك في عيادة عمرو البكاليّ فانطلقا حتى دخلا عليه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر

ص: 341


1- التاريخ الكبير 100/1/2.
2- الأصل: الشفاني.
3- زيادة لازمة سقطت من الأصل و م انظر ترجمته في تاريخ بغداد 115/12 و سير أعلام النبلاء 649/17.
4- زيادة لازمة سقطت اللفظة من الأصل و م، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 262/3 و سير الأعلام 418/16.

محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):حوشب بن سيف: شامي ثقة.

1831 - حوشب بن طخمة ،ذو ظليم

1831 - حوشب بن طخمة (2)،ذو ظليم

1831 - حوشب بن طخمة (2)،ذو ظليم (3)

و يقال حوشب بن التياغي بن غسان بن ذي ظليم بن ذي أستار ممسان،

و يقال: حوشب ذو ظليم بن عمرو بن شرحبيل بن عبيد بن عمرو ابن حوشب بن الأظلوم بن ألهان بن شدد ابن زرعة بن قيس بن صنعاء بن سبأ الأصغر بن كعب ابن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم ابن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير بن قطن ابن عوف بن زهير بن أيمن بن حمير ابن سبأ الألهاني (4)أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و لم يره، و راسله النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بجرير بن عبد اللّه، و شهد ذو ظليم اليرموك، و كان أميرا على كردوس، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرسلا و كان رئيس ألهان في الجاهلية و الإسلام.

روى عنه: ابنه عثمان بن حوشب، و شهد صفّين مع معاوية و كان على رجالة أهل حمص.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا عبد اللّه بن مندة، أنا الحسن بن منصور الإمام بحمص، أنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، نا عاصم بن هاشم بن مسعود الحميري، نا محمّد بن عثمان بن حوشب، عن أبيه، عن جده، قال: لما ان أظهر اللّه عز و جل محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم انتدبت (5) إليه مع الناس في أربعين فارسا مع عبد شر فقدموا عليه المدينة بكتابي فقال: أيكم محمّد؟ قالوا: هذا، قال: ما

ص: 342


1- تاريخ الثقات ص 137.
2- في الوافي و بغية الطلب لابن العديم و الاستيعاب: طخية، و ضبطها الصفدي بضم الطاء المهملة و بعدها خاء معجمة ساكنة و ياء آخر الحروف مفتوحة.
3- ظليم بفتح الظاء المشالة و ضمها (الوافي بالوفيات).
4- ترجمته في الاستيعاب 394/1 و أسد الغابة 547/1 الوافي بالوفيات 220/13 و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- أي بعثت أو وجّهت إليه رسولا.

الذي جئتنا به فإن يك حقا اتّبعناك، قال:«تقيموا (1) الصلاة، و تؤتوا الزكاة، و تحقنوا الدماء و تأمروا بالمعروف، و تنهوا عن المنكر»، فقال عبد شر: إن هذا لحسن (2) جميل، مد يدك أبايعك، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما اسمك» قال عبد [شرّ] (3)،قال:«بل أنت عبد خير» و كتب معه الجواب إلى حوشب (4) ذي ظليم فآمن[3797].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، أنا أبو طالب علي بن عبد اللّه الأملوكي، أنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي، حدّثني محمّد بن فضالة بن غيلان، حدّثني عاصم بن هاشم بن مسعود بن عبد اللّه بن عبد خير الطليمي، نا محمّد بن عثمان، عن أبيه عثمان، عن جده ذي ظليم، قال: لما ظهر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ندب عبد خير فأرسله فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما اسمك ؟» قال: عبد شر، قال:«بل أنت عبد خير»[3798].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، نا طلحة بن الأعلم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جرير بن عبد اللّه إلي ذي الكلاع أسميفع بن ناكور أو إلى ذي ظليم حوشب بن طخمة، قال سيف (5):و كان حوشب ذو ظليم على كردوس - يعني باليرموك-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، نا أبو العلاء الواسطي، نا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، قال: قال أبي: ليس لذي الكلاع و حوشب صحبة.

أخبرنا أبو طالب الحسين (6) بن محمّد في كتابه، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن

ص: 343


1- كذا و في أسد الغابة: تقيمون... بإثبات النون فيها و فيما يلي.
2- كذا و في أسد الغابة: تقيمون... بإثبات النون فيها و فيما يلي.
3- زيادة عن أسد الغابة.
4- الحديث نقله ابن الأثير بهذه الرواية في أسد الغابة 548/1.
5- تاريخ الطبري ط بيروت 336/2 حوادث سنة 13.
6- الأصل: الحسن خطأ و الصواب عن م.

محمّد بن عيسى، قال في الطبقة العليا التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من أهل حمص:

حوشب ذو ظليم الألهاني، قدم على أبي بكر؛ و [قد] (1) كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نعته له فعرف أبو بكر النعت الذي نعت له النبي (2) صلّى اللّه عليه و سلّم فيه، قتل بصفّين مع معاوية.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: و أما ظليم فهو حوشب ذو ظليم، ذكر سيف بن عمر في الفتوح، عن طلحة بن الأعلم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: بعث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جرير بن عبد اللّه البجلي إلي ذي الكلاع، و إلى ذي ظليم حوشب بن طلحة (3).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن علي بن هبة اللّه، قال (4):و أمّا طخمة بالميم، و ظليم بضم الظاء المعجمة، و فتح اللام فهو: ظليم (5) حوشب بن طخمة بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إليه جرير بن عبد اللّه، و وفد على أبي بكر و قتل مع معاوية بصفّين، و لم تكن له صحبة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي (6)،نا ابن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الكسائي (7)،نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا شيخ لنا عن الكلبي، قال: قام معاوية بن خديج السّكوني، و حوشب و غيرهما (8)-يعني - حين عزم معاوية على الخروج إلى صفّين - قبل أن يرحل من دمشق، فقالوا: قد أتتنا أمدادنا فإذا شئت.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحجاج - يعني ابن أبي

ص: 344


1- «قد» استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- «النبي» استدركت اللفظة عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
3- كذا بالأصل و في م: طخمة.
4- الاكمال لابن ماكولا 242/5 و 279/5-280.
5- في الاكمال: و حوشب ذو ظليم بن طخمة.
6- ترجمته في سير الأعلام 530/15.
7- ترجمته في سير الأعلام 184/13.
8- الأصل: و غيرها و المثبت عن م.

منيع-، نا جدي، عن الزهري، قال: التقوا بصفّين، و قتل ذو الكلاع و حوشب و حابس بن سعد الطائي (1)،و كانوا مع معاوية، قال يعقوب: كانت صفّين في شهر ربيع الأول سنة سبع و ثلاثين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (2):قال أبو عبيدة، و كان على رجالة أهل حمص حوشب ذو ظليم - يعني بصفّين-، و قال خليفة في تسمية من قتل مع معاوية بصفين: حوشب ذو ظليم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا علي بن الجعد الجوهري، أنا فضيل بن مرزوق، عن عطية بن عبد الرّحمن بن جندب، قال: سئل علي عن قتلاه و قتلى معاوية، قال: يؤتى بي و بمعاوية يوم القيامة فنجتمع عند ذي العرش فأينا فلج فلج أصحابه.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي، حدّثني خلف بن سالم، نا وهب بن جرير، نا أبي، قال: و على إحدى مجنبتي معاوية ذو الكلاع (3)،و على الأخرى حوشب رجل من أشراف أهل الشام - يعني بصفّين-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: ثم كانت صفّين في شهر ربيع الأول، و دومة الجندل في شهر رمضان، كانا في عام واحد سنة سبع و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا يزيد بن

ص: 345


1- ترجم له في تقريب التهذيب و تهذيب التهذيب. و طبقات ابن سعد 431/7.
2- تاريخ خليفة (تفصيل خبر صفّين) ص 194 و 195.
3- ترجمته في طبقات ابن سعد 440/7.

هارون، أنا العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل، قال: رأى عمرو بن شرحبيل أبو ميسرة - و كان من أفاضل أصحاب عبد اللّه - في المنام، قال: رأيت كأني أدخلت الجنة فإذا قباب مضروبة، فقلت: لمن هذه ؟ قالوا: لذي الكلاع و حوشب و كانا ممن قتل مع معاوية، قلت: فأين عمار و أصحابه ؟ قالوا: أمامك، قلت: و قد قتل بعضهم بعضا؟ قيل: إنهم لقوا اللّه فوجدوه واسع المغفرة، قلت: فما فعل أهل النهر؟ قال: لقوا برحا (1)؟ أخبرناه أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا يزيد بن هارون، أنا العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرّة، عن أبي وائل، قال: رأى أبو ميسرة - و كان من أفاضل أصحاب ابن مسعود - قال: رأيت في المنام كأني دخلت الجنة فإذا قباب مضروبة، فقلت: لمن هذه ؟ قالوا: لذي الكلاع، و حوشب، قال: و كانا ممن قتل مع معاوية بصفّين، قال: فقلت: فأين عمار و أصحابه ؟ قالوا:

أمامك، قلت: و قد قتل بعضهم بعضا، فقيل لي إنهم لقوا اللّه فوجدوه واسع المغفرة، قال: قلت فما فعل أهل النهر - يعني الخوارج-، فقيل: لقوا برحا. خالفه غيره عن العوّام.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، و أبو صادق بن أبي الفوارس، قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا يحيى بن أبي طالب، أنا يزيد بن هارون، أنا العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرّة، عن أبي وائل، قال: رأى عمرو بن شرحبيل و كان من أفاضل أصحاب عبد اللّه، قال: رأيت كأني دخلت الجنة فإذا أنا بقباب مضروبة، فقلت: لمن هذا؟ فقال: لذي كلاع و حوشب و كانا ممن قتل مع معاوية، قال: قلت: ما فعل عمار و أصحابه ؟ قالوا: أمامك قال: قلت: سبحان اللّه و قد قتل بعضهم بعضا، فقال: إنهم لقوا اللّه فوجدوه واسع المغفرة، قال: قلت: ما فعل أهل النهر؟ قال: لقوا برحا.

قال يحيى بن أبي طالب فسمعت يزيد في المجلس ببغداد، و كان يقال إن في

ص: 346


1- البرح: الشدة و الشر.

المجلس تسعين ألفا، قال: لا تغتروا بهذا الحديث فإن ذا الكلاع و حوشبا اعتقا اثني عشر ألف أهل بيت، و ذكر من محاسنهما أشياء.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد و أبو الغنائم ابنا عثمان، و أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري، و علي بن محمّد بن محمّد بن الخطيب، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا عثمان بن محمّد، نا محمّد بن يزيد الواسطي، أنا العوّام بن حوشب، عن إبراهيم مولى صخير، عن أبي وائل، قال: رأى أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل، و كان من أفاضل أصحاب عبد اللّه، قال: رأى في المنام أنه أدخل الجنة فإذا هو بقباب مضروبة، فقال: لمن هذه ؟ قالوا: لذي الكلاع و حوشب، و كانا قتلا مع معاوية، قال: فأين عمار و أصحابه ؟ قالوا: أمامك، قال: و قد قتل بعضهم بعضا؟ قال: نعم إنهم لقوا اللّه فوجدوه واسع المغفرة (1)،قال: فما فعل أهل النهر؟ قال: لقوا برحا.

قال عثمان: قلت ليزيد بن هارون - لمّا حدّثنا بحديث العوام، حديث ذي الكلاع و حوشب - إن محمّد بن يزيد حدّثنا بن عن إبراهيم مولى صخير، قال يزيد: أصاب و أخطأت، قال عثمان: هو إبراهيم مولى صخر (2) و هو إبراهيم (3) بن عبد الرّحمن السّكسكي، أبو إسماعيل.

1832 - حوشب الفزاري

من أهل دمشق.

روى عن أبي الدرداء، قوله، و عن عمرو بن العاص.

روى عنه: ابنه علي بن حوشب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجندي، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن

ص: 347


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2994/6 و ينتهي نقله هنا دون الزيادة التالية.
2- كذا، و نص في تقريب التهذيب أنه صخير و ضبطها بالحروف: بالمهملة ثم المعجمة مصغرا.
3- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.

الحسين بن أبي العقب، و أبو بكر القطان.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (1)،أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمّد، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا يحيى بن صالح الوحّاظي، نا علي بن حوشب الفزاري، عن أبيه قال: قال عمرو بن العاص يوم قتل عمار بن ياسر، قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يدخل سالبك و قاتلك النار»[3799].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا يحيى بن صالح، نا علي بن حوشب الفزاري، عن أبيه أنه سمع أبا الدرداء على المنبر يخطب و يقول: إني لخائف يوم يناديني ربي عزّ و جلّ فيقول: يا عويمر، فأقول لبيك، فيقول: كيف عملت فيما علمت ؟ فتأتي كل آية في كتاب اللّه زاجرة و آمرة فيسألني فريضتها (2) فتشهد عليّ الآمرة أني (3) لم أفعل، و تشهد عليّ الزاجرة أني لم أنته، أ فأترك ؟ أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر، نا أبو زرعة، قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: حوشب الفزاري، و هو أبو علي بن حوشب.

1833 - حويطب بن عبد العزّى بن أبي قيس

ابن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل (4) بن عامر بن لؤي

أبو محمّد، و يقال: أبو الأصبغ (5) القرشي العامري (6)

له صحبة، أسلم عام الفتح، و صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

ص: 348


1- بالأصل و م:«و أخبرنا أبو الحسين بن قيس» خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه علي بن أحمد بن منصور، انظر فهارس المطبوعة(418/7 شيوخ ابن عساكر) و انظر ابن عساكر المطبوعة (عبد اللّه بن جابر ص 30) و انظر فيها فهارس شيوخ ابن عساكر.
2- عن مختصر ابن منظور 287/7 و الأصل «فرضيتها».
3- الأصل «ان» و المثبت عن م.
4- في الوافي بالوفيات: حسيل.
5- الوافي: أبو الأصبع.
6- ترجمته في الاستيعاب 384/1 أسد الغابة 552/1 الإصابة 364/1 الوافي بالوفيات 221/13 سير أعلام النبلاء 540/2 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و حدّث عن عبد اللّه بن السعدي.

روى عنه: ابنه أبو سفيان بن حويطب، و السّائب بن يزيد، و أبو نجيح يسار والد عبد اللّه بن أبي نجيح، و عبد اللّه بن بريدة الأسلمي.

و خرج إلى الشام مجاهدا مع الحارث بن هشام، و سهيل بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا علي بن القاسم بن الحسن البصري، نا علي بن إسحاق المادراني (1)،أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا المدائني، عن عيسى بن أبي عيسى، عن نباتة مولى بني عامر بن لؤي، عن عبد الرّحمن بن أبي سفيان بن حويطب، عن أبيه، عن جده، قال: قدمت من عمرتي فقال لي أهلي: أعلمت أن أبا بكر بالموت ؟ فأتيته في ثياب سفري فأجده (2) لما به فقلت: السلام عليك فقال: و عليك، و عيناه تذرفان فقلت: يا خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

كنت أول من أسلم، و ثاني اثنين في الغار، و صدقت هجرتك (3)،و حسنت نصرتك، و وليت المسلمين فأحسنت صحبتهم، و استعملت خيرهم، قال: و حسن ما فعلت ؟ قال: نعم، قال: قال: فإنا للّه، و اللّه أشكر له، و أعلم، و لا يمنعني ذلك من أن أستغفر اللّه. فما خرجت حتى مات.

هذا الحديث شبيه بالمسند، و إنما أخرجته لأني لا أعلم له حديثا مسندا سمعه من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و قد أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن علي بن محمّد السّقا، و أبو محمّد عبد الرّحمن (4) بن محمّد بن أحمد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: لا أحفظ عن حويطب بن عبد العزّى، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم شيئا (5).

ص: 349


1- كذا بالأصل، و في الأنساب: المادرائي، نسبة إلى مادرايا، قال السمعاني: و ظني أنها من أعمال البصرة. و قال ياقوت: و الصحيح أن مادرايا قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح مقابل نهر سائس.
2- أجده: المجدوه: المشدوه الفزع (قاموس).
3- جزء من اللفظة مطموس بالأصل و الصواب عن م، انظر مختصر ابن منظور 287/7.
4- انظر ترجمته في سير الأعلام 241/17.
5- تهذيب التهذيب 42/2.

و رواه ابن أبي حاتم، عن الدوري، و قال: شيئا ثابتا.

و قد روى حويطب حديثا مسندا، عن عبد اللّه بن السعدي:

أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثنا أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، حدّثني السائب بن يزيد: أن حويطب بن عبد العزّى أخبره أن عبد اللّه بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته فقال له عمر: أ لم أخبر أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة رددتها؟ قال: نعم، فقال: و ما تريد إلى ذلك ؟ قال: إني غني، و أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين، قال: فلا تفعل، فإني قد كنت أردت مثل الذي أردت، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعطيني فأقول: أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال:

«خذه و تصدّق به، و ما جاء من هذا المال، و أنت غير مستشرف و لا سائل فخذه، و إلاّ فلا تتبعه نفسك» (1)[3800].

و هكذا رواه يونس بن يزيد، و سفيان بن عيينة، و عمرو بن الحارث، و محمّد بن الوليد، عن الزهري.

فأما حديث يونس:.

فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، و أبو سهل محمّد بن الفضل بن محمّد، قالا: أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذّهلي، نا عثمان بن صالح السهمي، نا ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد: أن حويطب بن عبد العزّى أخبره أن عبد اللّه بن السعدي أخبره: أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته، فقال له عمر: أ لم أحدّث أنك تلي من أعمال الناس عملا فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقلت: بلى، فقال عمر: فما تريد إلى ذلك ؟ قال: قلت لي أفراس و أعبد و أنا بخير و أنا أريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، فقال عمر: لا تفعل فإني قد كنت أردت الذي أردت و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعطيني العطاء فأقول: أعطه أفقر إليه مني فأعطاني مرة مالا فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«خذه فتقوّ به أو

ص: 350


1- أخرجه البخاري في الصحيح 133/13 في الأحكام، باب رزق الحاكم العاملين عليها.

تصدّق، فما جاءك من هذا المال و أنت غير مشرف و لا سائل فخذه، و ما لا فلا تتبعه نفسك»[3801].

و أما حديث سفيان:

فأخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي (1)،نا أبو عبد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزّى:

أخبرني عبد اللّه [بن] السعدي أنه قدم على عمر بن الخطاب من الشام، فقال له عمر: أ لم أخبر أنك تعمل على عمل من أعمال المسلمين فتعطى عليه العمالة (2) فلا تقبلها؟ فقال: أجل، إن لي أفراسا و أعبدا و أنا بخير، فأريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين، فقال عمر: إنّي أردت الذي أردت و كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يعطيني المال فأقول:

أعطه من هو أحوج إليه مني، و أنه أعطاني مرة مالا فقلت: أعطه من هو أحوج إليه مني، فقال:«ما آتاك اللّه تعالى من هذا المال عن غير مسألة و لا إشراف فخذه فتموّله أو تصدّق به، و ما لا فلا تتبعه نفسك»[3802].

و رواه بشر بن مطر، عن سفيان، قال: حدّثوني عن الزهري، و أظن أنّي قد سمعته.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالا: أنا أبو أحمد الفرضي، أنا محمّد بن جعفر المطيري، نا بشر بن مطر، نا سفيان، قال: حدّثوني عن الزهري، و أظن أني قد سمعته و لم أحفظه عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزّى، قال: قدم عمر على عبد اللّه بن السعدي أو لقيه، فقال: أ لم أخبر أنك تلي أعمالا من أعمال المسلمين (3)،قال: لا تفعل فإن

ص: 351


1- الأصل «الدبيلي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 9/15 و الديبلي نسبة إلى ديبل بلدة من إقليم الهند.
2- الأصل:«الضالة» و المثبت عن الرواية السابقة.
3- كذا بالأصل، و زيد في م: لا تأخذ عليها شيئا قال: أجل إني أعف عن ذلك قال: و لم ؟ قال: لي أفراس و أعبد و أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يعطيني العطاء فأقول: أعط من هو أحوج إليه مني، و إنه أعطاني عطاء مرّة أو مالا فقلت: أعطه من هو أحوج إليه مني، فقال لي:«ما أتاك من هذا المال عن غير مسألة و لا إشراف نفس فخذه، فتمولك (1) أو تصدّق به، و ما لا فلا تتبعه نفسك»[3803].

و أما حديث عمرو بن الحارث:.

فأخبرناه أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد بن المحاملي الفقيه الشافعي بقراءتي عليه، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو بكر النّيسابوري ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا محمّد بن علي بن عبد اللّه بن مهدي، أنا أحمد بن محمّد بن عمرو المديني، قالا: نا يونس بن عبد الأعلى، نا عبد اللّه بن وهب:

أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يعطي عمر بن الخطاب العطاء فيقول له عمر: أعطه أفقر إليه مني، فيقول له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«خذه فتموّله فتصدق به، و ما جاءك من هذا المال و أنت غير مشرف و لا سائل فخذه و إلاّ فلا تتبعه نفسك»[3804].

قال سالم: فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدا شيئا. و لا يردّ شيئا أعطيه.

قال عمرو: و حدّثني ابن شهاب مثل ذلك، عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزّى عن (2) عبد اللّه بن السعدي، عن عمر بن الخطاب، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و اللفظ لحديث ابن المحاملي.

و في حديث ابن السّمرقندي، عن عبد الرّحمن بن السعدي و هو وهم.

و أما حديث الزبيدي، فأنبأه أبو علي الحداد، ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن عيسى بن سميع ح.

قال: و نا إبراهيم بن محمّد بن عوف، نا عمرو بن عثمان، نا محمّد بن حرب

ص: 352


1- كذا و في م: فتموله.
2- الأصل «بن» و المثبت عن م.

كلاهما عن الزبيدي، عن الزهري، عن السائب بن يزيد: أن حويطب بن عبد العزّى أخبره أن عبد اللّه بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته فقال عمر:

أ لم أخبر أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة رددتها؟ قال: نعم، فقال:

و ما تريد إلى ذلك ؟ قال: إنّي غنيّ و أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين، قال: فلا تفعل فإني قد كنت أردت مثل الذي أردت، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعطيني فأقول: أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال:«خذه و تصدّق به و ما جاءك من هذا المال و أنت غير مستشرف و لا سائل فخذه، و إلاّ فلا تتبعه نفسك»[3805].

و رواه معمر، عن الزهري فاختلف عليه فيه، فرواه موسى بن أعين الجزري عنه كرواية الجماعة، عن الزّهري، و رواه عبد اللّه بن المبارك، عن معمر فأسقط منه حويطبا، و رواه عبد الرزاق بن همّام عنه، فلم يقم إسناده و أسقط منه حويطبا، و عبد اللّه بن السّعدي (1).

فأما حديث موسى بن أعين: فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر و أبو سهل محمّد بن الفضل، قالا: أنا أبو حامد، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن موسى بن أعين الجزري، نا أبي، عن معمر، عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد أن حويطب بن عبد العزّى أخبره أن عبد اللّه بن السعدي أخبره عن عمر نحوه.

و أمّا حديث ابن المبارك:

فأخبرناه أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (2)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، عن عبد اللّه بن السعدي، قال: قال لي عمر: أ لم أحدّث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة لم تقبلها؟ قال:

نعم، قال: فما تريد إلى ذلك ؟ قال: أنا غني و لي أعبد و لي أفراس، أريد أن يكون عملي

ص: 353


1- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن م.
2- مسند الإمام أحمد 40/1.

صدقة على المسلمين، قال: لا تفعل فإني كنت أفعل مثل الذي تفعل، كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو أفقر إليه [مني] (1)،فقال:«خذه فإما أن تموّله و إمّا أن تصدّق به، و ما أتاك اللّه من هذا المال و أنت غير مشرف له و لا سائله فخذه، و ما لا فلا تتبعه نفسك»[3806].

و أما حديث عبد الرزاق:

فأخبرناه أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي (2):

و أخبرناه أبو بكر الشّحّامي، و أبو سهل محمّد بن الفضل، قالا: أنا أبو حامد (3)،نا أبو سعيد، أنا أبو حامد (4)،نا محمّد بن يحيى (5)،قالا: نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد أنه قال: لقي عمر بن الخطاب عبد اللّه بن السعدي، قال: أ لم أحدّث أنك تلي العمل من أعمال المسلمين، ثم تعطى عمالتك فلا تقبلها؟ فقال: إني بخير و لي رقيق و أفراس غني عنها، فأحب أن يكون عملي صدقة على المسلمين، فقال عمر: لا تفعل فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد كان يعطيني العطاء فأقول: يا نبي اللّه أعطه غيري حتى أعطاني مرّة فقلت: يا نبي اللّه أعطه غيري فقال:«خذه، فإمّا أن تموّله، و إما أن تصدّق به، و ما آتاك اللّه من هذا المال و أنت غير مشرف و لا سائل فخذه، و ما لا فلا تتبعه نفسك»، و اللفظ لحديث محمّد بن يحيى[3807].

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: و ولد عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل:

ص: 354


1- الزيادة عن المسند.
2- المصدر السابق نفسه، الجزء و الصفحة.
3- هو أبو حامد الأزهري، و اسمه أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أزهر ترجمته في سير الأعلام 254/18.
4- كذا، و الذي يروي عن محمد بن يحيى الذهلي أبو حامد بن الشرقي و اسمه أحمد بن محمد بن الحسن انظر ترجمته في سير الأعلام 37/15.
5- ترجمته في سير الأعلام 273/12 محمد بن يحيى الذهلي.

حويطب بن عبد العزّى، و هو الذي افتدت أمّه يمينه و هو من مسلمة الفتح، و هو أحد النفر الذين أمرهم عمر بن الخطاب بتجديد أنصاب الحرم (1)،و كان ممن دفن عثمان بن عفان، و باع من معاوية دارا بالمدينة بأربعين ألف دينار (2) فاستشرف الناس لذلك، فقال (3):و ما أربعون ألف دينار لرجل له خمسة من العيال، و قال عمي مصعب بن عبد اللّه: أربعة من العيال، و مات حويطب في آخر زمان معاوية بن أبي سفيان، و هو ابن مائة و عشرين سنة، و أمّه زينب بنت علقمة بن غزوان بن يربوع بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (4) في الطبقة الرابعة: حويطب بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و أمه زينب بنت علقمة بن غزوان بن يربوع بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي، قال محمّد بن عمر: و مات حويطب بالمدينة (5) سنة أربع و خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و كان له يوم مات مائة و عشرون سنة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6)، قال في الطبقة الخامسة ممن أسلم بعد فتح مكة: حويطب بن عبد العزى أحد بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و يكنى أبا محمّد، مات بالمدينة سنة أربع و خمسين، و هو ابن مائة و عشرين سنة، و له دار بالمدينة بالبلاط عند أصحاب المصاحف.

ص: 355


1- الخبر في أسد الغابة 522/1. و نقله الذهبي في سير الأعلام 541/2 و الوافي بالوفيات 222/13 و أنصاب الحرم: حدوده، و حد الحرم من طريق الغرب: التنعيم ثلاثة أميال، و من طريق العراق تسعة أميال، و من طريق اليمن سبعة أميال، و من طريق الطائف عشرون ميلا (هامش سير الأعلام).
2- الاستيعاب 384/1 و نقله في المستدرك 493/3 و سير الأعلام 541/2.
3- القائل: معاوية، كما يفهم من عبارة الاستيعاب و فيه: فقال لهم معاوية.
4- طبقات ابن سعد 454/5 في تسمية من نزل مكة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
5- لم ترد في ابن سعد.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى لابن سعد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):حويطب بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، قال الواقدي: مات سنة اثنتين و خمسين.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أحمد بن محمّد، عن إبراهيم، عن ابن إسحاق، قال: و أنا مصعب بن عبد اللّه، قالا: حويطب بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن مالك بن حسل - زاد مصعب: ابن عامر بن لؤي بن غالب - أدرك حويطب الإسلام و هو من مسلمة الفتح، و مات حويطب في آخر خلافة معاوية، و هو ابن عشرين و مائة سنة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن بيري (2)،نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: حويطب بن عبد العزّى أبو محمّد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (3):حويطب بن عبد العزّى من بني عامر بن لؤي القرشي الحجازي في قصة الكعبة، و سمع عبد اللّه بن السعدي، سمع منه السائب بن يزيد، روى عنه أبو نجيح، و يقال: هو من مسلمة الفتح سنّه سنّ حكيم بن حزام عشرون و مائة سنة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: حويطب بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل

ص: 356


1- طبقات خليفة بن خياط ص 64 رقم 158.
2- الأصل:«يبري» و الصواب ما أثبت عن م.
3- التاريخ الكبير للبخاري 127/1/2.

من (1) مسلمة الفتح، مات في آخر خلافة معاوية، و هو ابن عشرين و مائة سنة، يكنى أبا محمّد، و يقال أبو الأصبغ، روى عنه السائب بن يزيد.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال:

حويطب بن عبد العزّى أبو محمّد القرشي المكي، سكن المدينة أسلم بعد فتح مكة، له صحبة، سمع عبد اللّه بن السعدي، روى عنه السائب بن يزيد صحابي في كتاب الأحكام، مات بالمدينة سنة أربع و خمسين، و هو ابن عشرين و مائة سنة.

قال: محمّد بن يحيى الذّهلي، قال يحيى بن بكير بهذا، و قال: سنه عشرون و مائة سنة، و قال الواقدي نحوه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن عمر الواقدي (2)،نا عبد الرّحمن بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم أنه سئل عن الرهان التي كانت بين قريش حين سار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى خيبر، فقال: كان حويطب بن عبد العزّى يقول: انصرفت من صلح الحديبية، و أنا مستيقن أن محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم سيظهر على الخلق، و تأبى حمية الشيطان إلاّ لزوم ديني، فقدم علينا عباس بن مرداس السلمي فخبرنا أن محمّدا سار إلى خيابر، و أن خيابر قد جمعت الجموع فمحمّد لا يفلت، إلى أن قال عباس: من شاء بايعته لا يفلت محمّد، فقلت: أنا أخاطرك، فقال صفوان بن أمية: أنا معك يا عباس، و قال نوفل بن معاوية: أنا معك يا عباس، و ضوى (3) إليّ نفر من قريش، فتخاطرنا مائة بعير [خماسا إلى] (4) مائة بعير، أقول أنا و حيّزي: يظهر محمّد، و يقول عباس و حيّزه:

تظهر غطفان.

فاضطرب الصوت، فقال أبو سفيان بن حرب: نحب (5)،و اللات، حيّز (6)

ص: 357


1- الأصل:«بن».
2- الخبر في مغازي الواقدي 701/2.
3- ضوى: مال (النهاية).
4- بياض بالأصل و م و المستدرك بين معكوفتين عن مغازي الواقدي.
5- مغازي الواقدي: خشيت.
6- الحيز: الجانب و الناحية.

عباس بن مرداس، فغضب صفوان و قال: أدركتك المنافيّة (1)،فأسكت أبو سفيان، و جاءه الخبر بظهور رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخذ حويطب و حيّزه الرهن.

قال: و أنا الواقدي (2)،حدّثني ابن أبي سبرة، عن موسى بن عقبة، عن المنذر بن جهم، قال: لما كان يوم الفتح هرب حويطب بن عبد العزّى، حتى انتهى إلى حائط عوف دخل هناك، و خرج أبو ذرّ لحاجته، و كان داخله، فلما رآه هرب حويطب فناداه أبو ذر: تعال أنت آمن فرجع إليه فسلّم عليه، ثم قال: أنت آمن، فإن شئت أدخلتك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و إن شئت فاذهب إلى منزلك، قال: و هل لي سبيل إلى منزلي ؟ ألقى فأقتل قبل أن أصل إلى منزلي، أو يدخل عليّ منزلي فأقتل ؟ قال: فأنا أبلغ معك، فبلغ معه منزله، ثم جعل ينادي على بابه: إن حويطبا آمن فلا يهيج (3)،ثم انصرف أبو ذرّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبره، فقال:«أ و ليس قد آمنا الناس كلهم إلاّ من أمرت بقتله»؟ رواه محمّد بن سعد، عن الواقدي أتم منه، و أورد له إسنادا آخر[3808].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر الخزاز، أنا أحمد بن معروف الخشاب، نا الحسين بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن جعفر بن محمود، عن أبيه، قال: و حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن موسى بن عقبة، عن المنذر بن جهم، قالا: قال حويطب بن عبد العزى: لما دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مكة عام الفتح خفت خوفا شديدا فخرجت من بيتي و فرّقت عيالي في مواضع يأمنون فيها، ثم انتهيت إلى حائط عوف، فكنت فيه، فإذا أنا بأبي ذرّ الغفاري، و كان بيني و بينه خلّة، و الخلّة أبدا نافعة.

فلما رأيته هربت منه، فقال أبا محمّد فقلت: لبيك، قال: ما لك ؟ قلت: الخوف، قال: لا خوف عليك، تعال، أنت آمن بأمان اللّه، فرجعت إليه و سلّمت عليه، فقال لي اذهب إلى منزلك، قال: فقلت: و هل لي سبيل إلى منزلي ؟ و اللّه ما أراني أصل إلى بيتي حيا حتى ألقى فأقتل أو يدخل عليّ منزلي، فأقتل فإنّ عيالي لفي مواضع شتى، قال:

فاجمع عيالك معك في موضع، و أنا أبلغ معك منزلك، فبلغ معي و جعل ينادي على

ص: 358


1- المنافية: نسبة إلى عبد مناف، يريد العصبية إلى عبد مناف.
2- مغازي الواقدي 849/2.
3- الواقدي: فلا يهجم عليه.

بابي: إنّ حويطبا آمن فلا يهيّج.

ثم انصرف أبو ذر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبره، فقال:«أ و ليس قد آمنا الناس كلهم إلاّ من أمرت بقتله ؟»، قال: فاطمأننت و رددت عيالي إلى مواضعهم، و عاد إليّ أبو ذر فقال: يا أبا محمّد حتى متى و إلى متى ؟ قد سبقت في المواطن كلها، و فاتك خير كثير، و بقي خير كثير، فائت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأسلم تسلم، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبرّ الناس و أوصل الناس و أحلم الناس، شرفه شرفك، و عزّه عزّك.

قال: قلت: فأنا أخرج معك فآتيه قال: فخرجت معه حتى أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالبطحاء، و عنده أبو بكر و عمر، فوقفت على رأسه، و قد سألت أبا ذر كيف يقال: إذا سلّم عليه ؟ قال: قل السلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه، فقلتها، فقال: و عليك السلام أ حويطب ؟ قال: قلت: نعم، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أنك رسول اللّه. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحمد للّه الذي هداك»[3809].

قال: و سرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بإسلامي و استقرضني مالا فأقرضته أربعين ألف درهم، و شهدت معه حنينا، و أعطاني من غنائم حنين مائة بعير (1).

ثم قدم حويطب بن عبد العزّى بعد ذلك المدينة فنزلها و له بها دار بالبلاط (2) عند أصحاب المصاحف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (3)،حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم و غيره، قالوا: كان ممن (4) أعطى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من أصحاب المائتين من المؤلفة قلوبهم من قريش من بني عامر بن لؤي:

حويطب بن عبد العزّى بن أبي قيس مائة من الإبل (5).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن

ص: 359


1- المستدرك 493/3 و الإصابة 364/1 و أسد الغابة 553/1 و سير الأعلام 541/2.
2- البلاط : موضع مبلط بالمدينة ما بين المسجد و السوق (ياقوت).
3- سيرة ابن هشام 138/4.
4- بالأصل و م:«من».
5- سيرة ابن هشام 136/4 و 138.

مندة، أنا محمّد بن يعقوب، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، نا عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم و غيره، قال: كان ممن أعطى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم من قريش و سائر العرب حويطب بن عبد العزّى بن أبي قيس مائة من الإبل.

أخبرنا أبو بكر الفرضي الشاهد، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال (1):و أعطى - يعني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - من غنائم حنين حويطب بن عبد العزّى مائة من الإبل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن القصّاري، أنا أبي قالا: أنا إسماعيل بن الحسن الصّرصري ح.

و أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمّد بن الرّزّاز، و أبو الطيب سعيد بن يخلف بن ميمون، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، و أبو البيضاء سعد بن عبد اللّه، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد، قالا: أنا نصر بن أحمد بن عبد اللّه ح.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، قالا: نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، قال: وجدت بخط أبي عن الزهري، عن عبد اللّه بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عباس: أن إبراهيم عليه السلام (2) أول من نصب (3) أنصاب الحرم يريه جبريل عليه السلام موضعها، ثم جدّدها إسماعيل، ثم جدّدها قصيّ ، ثم جدّدها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال الزهري: قال عبيد اللّه فلما كان عمر بن الخطاب بعث أربعة نفر من قريش

ص: 360


1- مغازي الواقدي 946/3.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
3- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.

مخرمة بن نوفل، و سعيد بن يربوع، و حويطب بن عبد العزّى، و أزهر بن عبد عوف، فنصبوا أنصاب الحرم.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدّثني أحمد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، حدّثني أبو الحسن محمّد بن سليمان الهاشمي، نا أبو بكر بن دريد، نا أبو حاتم، نا أبو عبيدة، عن يونس، قال: قال مروان بن الحكم لحويطب بن عبد العزّى: أيها الشيخ (1) كبرت و تأخر إسلامك، فقال: اللّه المستعان و لقد هممت بذلك غير مرّة كلّ ذلك يمنعني أبوك، و يقول لي: تضيع شرفك و دين آبائك، فسكت مروان فقال حويطب: أ ما أخبرك عمّك عثمان ما كان[] (2) من أبيك إليه من الأذى حين أسلم ؟ أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمّد بن مسلمة الأشهلي، عن أبيه، قال: كان حويطب بن عبد العزّى العامري قد بلغ عشرين و مائة سنة، ستين في الجاهلية، و ستين سنة في الإسلام، فلما ولي مروان بن الحكم المدينة في عمله الأول دخل عليه حويطب مع مشيخة جلة: حكيم بن حزام، و مخرمة بن نوفل فتحدثوا عنده ثم تفرقوا فدخل حويطب يوما بعد ذلك فتحدث عنده فقال له مروان: ما سنك ؟ فأخبره، فقال له مروان: تأخّر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث، فقال حويطب: اللّه المستعان لقد هممت بالإسلام غير مرة كلّ ذلك يعوقني أبوك عنه، و ينهاني و يقول: تضع (3) شرفك و تدع دين آبائك لدين محدث و تصير تابعا، قال: فأسكت و اللّه مروان و ندم على ما كان قال له، ثم قال حويطب: أ ما كان أخبرك عثمان ما كان لقي من أبيك حين أسلم فازداد مروان غما، ثم قال حويطب: ما كان في قريش أحد من كبرائها الذين بقوا على دين قومهم إلى أن فتحت مكة كان أكره لما هو عليه مني، و لكن المقادير [منعتني] (4) و لقد شهدت بدرا مع المشركين فرأيت عبرا، رأيت الملائكة تقبل (5) و تأسر بين السماء و الأرض، فقلت: هذا

ص: 361


1- مطموسة بالأصل و المثبت عن الاستيعاب و أسد الغابة و م.
2- بياض بالأصل، و الكلام متصل في م.
3- في أسد الغابة: ترع شرفك و دين آبائك لدين محدث.
4- الزيادة عن الوافي بالوفيات.
5- في الاستيعاب و أسد الغابة «تقتل».

رجل ممنوع، و لم أذكر ما رأيت (1) فانهزمنا راجعين إلى مكة، فأقمنا بمكة و قريش تسلم رجلا رجلا (2).

فلما كان يوم الحديبية حضرت و شهدت الصلح و مشيت فيه حتى تمّ و كلّ ذلك أريد الإسلام و يأبى اللّه إلاّ ما يريد، فلما كتبنا صلح الحديبية كنت أنا أحد شهوده، و قلت: لا ترى قريش من محمّد إلاّ ما يسوؤها قد رضيت أن دافعته بالراح.

و لما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في عمرة القضية، و خرجت قريش عن مكة، كنت فيمن تخلف بمكة أنا و سهيل بن عمرو لأن يخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا مضى الوقت و هو ثلاث فلما انقضت الثلاث أقبلت أنا و سهيل بن عمرو، فقلنا: قد مضى شرطك فاخرج من بلدنا فصاح: يا بلال لا تغيب الشمس و أحد من المسلمين بمكة ممن قدم معنا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال: و قال محمّد بن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن الحسن بن محمّد: أن الحارث بن هشام و حويطب بن عبد العزّى، و سهيل بن عمرو خرجوا إلى الشام للجهاد فماتوا بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن المقرئ و غيره، قالوا: نا سفيان، عن عمرو، عن الحسن بن محمّد: أن الحارث بن هشام، و سهيل بن عمرو، و حويطب بن عبد العزّى حضروا عند عمر فأخرهم في الإذن فكلّموه فقال: ليس إلاّ ما ترون؛ فقال سهيل: دعي القوم فأجابوا و دعيتم فأبطأتم فلوموا أنفسكم، فخرجوا إلى الشام فجاهدوا حتى ماتوا.

المحفوظ أن حويطبا لم يمت بالشام، و إنما مات بالمدينة (3)،فلعله رجع إليها بعد خروجه إلى الشام.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن عبد العزّى بن مردك، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،

ص: 362


1- أسد الغابة و الاستيعاب: و لم أذكر ذلك لأحد.
2- الخبر في الاستيعاب 384/1-385 أسد الغابة 552/1 553 الوافي بالوفيات 1.223/13
3- هذا ما ذكره في الاستيعاب و أسد الغابة.

فيما كتب إليّ ، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده، بلغني عن الشافعي قال:

حويطب بن عبد العزّى و كان حميد الإسلام (1) و هو أكثر قريش بمكة ربعا جاهليا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: باع حويطب بن عبد العزّى داره بمكة من معاوية بأربعين ألف دينار؟ فقيل له: يا أبا محمّد أربعين ألف دينار، فقال: و ما أربعون ألف دينار لرجل عنده خمسة من العيال ؟ قال عبد الرّحمن بن أبي الزناد: هو و اللّه يومئذ يوفر عليهم القوت في كل شهر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، قال: قال مصعب الزبيري: حويطب بن عبد العزّى من بني عامر بن لؤي، من مسلمة الفتح سنه سنّ حكيم بن حزام عشرين و مائة سنة.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع، نا يحيى بن بكير، قال: توفي حويطب بن عبد العزّى، و يكنى أبا محمّد (2) سنة أربع و خمسين، سنه عشرون و مائة سنة.

قال: و نا محمّد بن أحمد، نا محمّد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس المدني، نا إبراهيم بن المنذر، قال: حويطب بن عبد العزّى، يكنى أبا محمّد، مات سنة أربع و خمسين، و هو ابن مائة و عشرين سنة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: و فيها - يعني سنة أربع و خمسين - مات حويطب بن عبد العزّى (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر

ص: 363


1- سير أعلام النبلاء 541/2 و تهذيب التهذيب 42/2.
2- بالأصل «مسلمة» و شطبت اللفظة و فوقها إشارة تحويل إلى الهامش و لفظة «محمد» مستدركة عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 223 و زيد فيه: من بني عامر بن لؤي.

المخلّص إجازة، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال:

سنة أربع و خمسين فيها توفي حويطب بن عبد العزّى.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، نا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الهيثم: و فيها - يعني سنة أربع و خمسين - مات حويطب بن عبد العزّى، قال: ذكر أبو موسى (1)-يعني - الزّمن: أن حويطبا مات فيها، و ذكر ابن زبر: أن أباه حدثه عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم، و أن أباه حدثه عن أبيه عن أبي موسى بذلك.

1834 - حويت بن أحمد بن أبي حكيم

أبو سليمان القرشي

روى عن أبي الجماهر (2)،و محمّد بن وهب بن عطية (3)،و عبد اللّه بن يزيد بن راشد، و سليمان بن عبد الرّحمن التميمي، و زهير بن عبّاد الرواسي.

روى عنه: ابنه أبو عبد الرّحمن بن حويت، و أبو الحارث أحمد بن عمارة، و أبو علي بن سعيد، و أبو أحمد بن الناصح (4)،و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أحمد بن نصر بن طالب الحافظ و غيرهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن حويت بن أحمد بن أبي حكيم القرشي، حدّثني أبو سليمان حويت بن أحمد، نا أبو الجماهر، نا سعيد بن بشير، عن مطر، عن الحسن، عن سمرة بن جندب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يدعو:«اللّهم ضع في أرضنا بركتها و زينتها و سكنها»[3810].

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و حدّثنا أبو بكر يحيى بن

ص: 364


1- و اسمه محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس، ترجمته في سير الأعلام 123/12.
2- و اسمه محمد بن عثمان التنوخي الدمشقي الكفرسوسي، ترجم له في سير الأعلام 448/10.
3- ترجم له في سير الأعلام 669/10.
4- اسمه عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه، أبو أحمد الدمشقي ابن المفسر ترجمته في سير الأعلام 282/16.

سعدون عنه، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي - بمصر - نا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد المفسر الدمشقي،- إملاء - نا أبو سليمان حويت بن أحمد بن أبي حكيم القرشي - بدمشق - نا أبو الجماهر محمّد بن عثمان التنوخي، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لأبيّ بن كعب:«إني أمرت أن أقرأ عليك» قال: و سمّيت لك ؟ قال:«نعم»، قال: و ذكرت هناك ؟ قال: فجعل يبكي، قال: فزعموا أنه قرأ عليه: لَمْ يَكُنْ (1)[3811].

ص: 365


1- سورة البينة، الآية الأولى.

ذكر من اسمه حويّ

1835 - حويّ بن علي بن صدقة بن حويّ

أبو القاسم السّكسكي القاضي

حدّث عن أبي بكر علي بن آدم الفزاري القاضي، و أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان (1)،و أبي موسى هارون بن محمّد بن هارون الطحّان المعروف بالموصلي، و أبي عمر محمّد بن العباس بن الوليد بن كودك.

روى عنه: علي بن محمّد بن الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنا القاضي أبو القاسم حويّ [بن] علي بن صدقة بن حويّ السّكسكي، نا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد الفزاري، نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي، نا يحيى بن أيوب المقابري، نا عبّاد بن عبّاد، نا عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: أهللنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالحج مفردا.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد البندار، و عبد العزيز بن علي الأنماطي، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا صلت بن مسعود الجحدري، نا عبّاد بن عبّاد، نا عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر، قال: أهللنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالحج مفردا.

ص: 366


1- ترجمته في سير الأعلام 62/15 و 59/16.

1836 - حويّ بن عمرو بن حويّ

أخو نوح بن عمرو السّكسكي

كان على ميمنة عسكر عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك الذي وجهه يزيد بن الوليد لقتال الوليد بن يزيد، له ذكر.

1837 - حوي بن ماتع بن زرعة بن محصن بن حبيب

1837 - حوي بن ماتع بن زرعة بن محصن (1) بن حبيب

1837 - حوي بن ماتع (2) بن زرعة بن محصن (2) بن حبيب

ابن ثور بن خداش، من بني عامر [بن] (3) السكاسك

شهد مع معاوية صفّين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال أبو عبيدة: و كان على كندة دمشق - يعني - حوي بن ماتع، و هو قاتل عمار بن ياسر (4).

ص: 367


1- في ابن حزم: ينحض.
2- في بغية الطلب 2995/6 مانع بالنون، و المثبت يوافق عبارة ابن حزم ص 431.
3- الزيادة عن ابن حزم.
4- الذي في تاريخ خليفة بن خياط ص 196 ابن حوي السكسكي، و لم يشر إلى قتله عمار بن ياسر. و الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2995/6 نقلا عن خليفة. و ذكره ابن حزم و نسبه ثم قال: و هو قاتل عمّار بن ياسر.

ذكر من اسمه حيّان

1838 - حيّان بن حجر

من أهل دمشق روى عن أبي الغادية (1).

روى عنه: أبو معيّد (2) حفص بن غيلان.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الهيثم بن حميد، نا أبو معيّد (3) حفص بن غيلان، عن حيّان بن حجر، عن أبي الغادية، أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [قال:] «ستكون فتن شداد، و خير الناس فيها مسلمو أهل البوادي الذين لا يندهون (4) من دماء المسلمين و أموالهم شيئا»[3812].

و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجندي، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطان، و عبد الرّحمن بن الحسين بن أبي العقب ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبي أبو العباس المالكي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو زرعة، نا محمّد بن عائذ، نا

ص: 368


1- انظر ترجمته في الاستيعاب 1725/4 و أسد الغابة 237/6 و سير الأعلام 544/2 من مزينة و قيل من جهينة.
2- ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب.
3- بالأصل: سعيد، خطأ و الصواب عن م.
4- يندهون: نده ينده: يسوق و يجمع و يزجر.

الهيثم بن حميد، نا حفص بن غيلان، عن حيّان بن حجر، عن أبي الغادية المزني أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«تكون فتن غلاظ شداد أسعد الناس فيها مسلمو أهل البوادي، الذين لا يندهون من دماء الناس و أموالهم شيئا»[3813].

أخبرناه عاليا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرني أبو مسعود [الأصبهاني] (1)عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي، و جعفر بن محمّد الفريابي، قالا: أنا محمّد بن عائذ، نا الهيثم بن حميد، حدّثني أبو معيد، عن حيّان بن حجر، عن أبي الغادية المزني أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ستكون بعدي فتن شداد، خير الناس فيها مسلمو أهل البوادي الذين لا يندهون (2) من دماء المسلمين و لا أموالهم شيئا»[3814].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: حيّان بن حجر.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال: حيّان بن حجر الدمشقي، سمعت أبي يقول ذلك (3).

1839 - حيّان بن نافع مولى بني نصر بن معاوية

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: الهيثم بن عمران.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران، نا

ص: 369


1- استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- الأصل و م:«ينتدون» و الصواب عن الرواية السابقة.
3- لم يرد في الجرح و التعديل فيمن اسمه «حيان» له أي ذكر انظر 243/2/1 و ما بعدها إلى صفحة 248.

حيّان بن نافع، مولى بني نصر، قال: بعثني عروة بن محمّد السعدي، و كان عاملا لسليمان بن عبد الملك على اليمن إلى سليمان بخراج و هدايا، فوجدنا سليمان قد مات، و استخلف عمر فأمر عمر أن نهيئ هدايانا كما كنا نهيئها لمن كان قبله، فهيأناها في مجلس عمر الذي كان يجلس فيه، فجعل ينظر و نحن نعرض عليه ما جئنا به، فكان فيما جئنا به عنبرة قدر ستمائة رطل و جئنا بمسك كثير، فلما فاح المسك وضع كمه على أنفه ثم قال: يا غلام، ارفع هذا، فإنما نستمتع من هذا بريحه.

قال: فرفع.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق ح.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن زيد السلمي، أنا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا محمّد بن جرير، نا هشام بن عمّار، فذكر بإسناده نحوه، و قال: عنبرة تزن ستمائة رطل.

و أخبرناه أبو القاسم الخضر بن الحسين، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الجهم، نا هشام بن عمّار، فذكر نحوه.

1840 - حيّان، و يقال حسان بن وبرة

أبو عثمان المرّي، و يقال: النّمري، صاحب أبي بكر الصديق

حدّث ببيروت عن أبي هريرة.

روى عنه: عمرو بن شراحيل العنسي (1)،و مطرّف بن طريف (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد الطبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنّى الخولاني (3)،نا أحمد بن عمير، نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، نا عمرو بن أبي سلمة، نا إسماعيل بن

ص: 370


1- ترجم له في تاريخ داريا ص 93.
2- ترجم له في سير الأعلام 127/6.
3- الخبر في تاريخ داريا ص 95.

عياش، أخبرني عبد الرّحمن بن سليمان العنسي، عن أبي المغيرة عمرو بن شراحيل العنسي، قال: سمعت حيّان بن وبرة المري و أنا مع عمير بن هانئ العنسي، فقلت: يا عمير من هذا؟ قال: حيّان بن وبرة صاحب أبي بكر، فسمعته يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«كلوا هذا المال ما طاب، فإذا عاد رشا فدعوه، فإن اللّه سيغنيكم من فضله، و لن تفعلوا حتى يأتيكم اللّه بإمام عادل ليس من بني أميّة»[3815].

رواه الوليد بن مزيد، عن عمرو فلم يرفعه.

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا:

أنا أبو العباس أحمد بن منصور، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة، أنا العباس، قال: أخبرني أبي، أخبرني عمر (1) بن شراحيل العنسي أنه سمع حيّان بن وبرة المرّي يحدث عن أبي هريرة أنه قال: كلوا مال اللّه ما طاب لكم، فإذا كان رشا فذروه فإن اللّه عز و جل سيغنيكم من فضله ان تفعلوا و لن تفعلوا حتى يأتيكم اللّه عزّ و جلّ بإمام عدل ليس من بني فلان - أو قال: من بني فلان - كذا قال، و الصواب: عمرو بن شرحبيل.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسين المزكّي، أنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا محمّد بن شعيب، حدّثني أبو المغيرة عمرو بن شراحيل العنسي، قال: أتينا بيروت (3) أنا و عمير بن هانئ العنسي، فإذا برجل عليه الناس في المسجد، و إذا عليه قميص كرابيس (4) إلى نصف ساقيه، و عمامة، و قلنسوة صغيرة، و ثياب رثة، يقال (5) له حيّان بن وبرة المرّي، فقلت لعمير أ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم هذا؟ قال: لا، و لكن كان صاحبا لأبي بكر الصّدّيق.

قال: و أنا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: و حسان بن وبرة ممن صحب أبا بكر.

ص: 371


1- كذا بالأصل «عمر» و الصواب:«عمرو» و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 606/1 و تاريخ داريا ص 94.
3- الأصل «ببيروت» و المثبت عن أبي زرعة.
4- أي قطن.
5- الأصل: فقال.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: حيّان بن وبرة المرّي صحب أبا بكر، لا يحفظ له رواية عنه، روى عن أبي هريرة.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي - إجازة - ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم،- و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد، زاد ابن خيرون، و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):حسان بن وبرة أبو عثمان النمري قاله إسحاق، عن سهل، و قال محمّد بن شعيب: أخبرني عمرو بن شراحيل، قال: سمعت حسان بن وبرة المرّي (2) عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تزال عصابة بدمشق ظاهرين»[3816].

كذا أخرجه البخاري في باب حسان و أخطأ فيه في ثلاثة مواضع: في قوله حسان و هو حيّان، و في قوله النمري و هو المري، كما ترجمناه، و اللّه الموفق (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عثمان حسان بن وبرة النمري، عن أبي هريرة، روى عنه عمرو بن شرحبيل، كذا قال، و مسلم يتبع البخاري في أكثر ما يقول، و أهل الشام أعلم به من غيرهم.

ص: 372


1- التاريخ الكبير 35/1/2.
2- الأصل:«المزني» و المثبت عن البخاري.
3- كذا بالأصل «صدر بثلاثة مواضع» و ذكر موضعين، و يريد بالموضع الثالث أنه قال «المزني» كما ورد بالأصل و هو الموقع الثالث، و هو على كل خال خطأ و لم يرد في البخاري «المزني» بل ورد فيه المري، و هو صحيح فعلى هذا فقول المصنف أنه أخطأ فيه في ثلاثة مواضع خطأ و تجاوز منه و الصواب أن يقول: في موضعين.

1841 - حيّان أبو النّضر الأسدي

و يقال: الجرشي القارئ (1) البلاطي (2)

سمع واثلة بن الأسقع، و جنادة بن أبي أمية، و يزيد بن الأسود، و تبيع (3) بن عامر ابن امرأة كعب.

روى عنه: الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و يزيد بن عبيدة، و هشام بن الغاز، و مدرك بن أبي سعد الفزاري، و عبد الرّحمن بن يزيد.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمرو بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن ح.

و حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد - قراءة - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسن بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا هشام بن الغاز، عن حيّان أبي النّضر أنه حدّثه، قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يقول قال اللّه عز و جل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء» و اللفظ لأبي غالب[3817].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (4)،حدّثني أبي، نا الوليد بن مسلم، حدّثني الوليد بن سليمان - يعني ابن أبي السّائب - حدّثني حيّان (5) أبو النّضر، قال: دخلت مع واثلة بن الأسقع على أبي الأسود الجرشي (6) في مرضه الذي مات فيه فسلّم عليه و جلس قال: فأخذ أبو الأسود يمين واثلة يمسح بها عينيه و وجهه، لبيعته بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم،

ص: 373


1- بالأصل «الغازي» و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 293/7.
2- البلاطي، بكسر الباء و بفتحها، نسبة إلى البلاط ، و قيل فيها: بيت البلاط قرية من قرى غوطة دمشق.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب عن م و ضبط عن تبصير المنتبه 195/1 و فيه: تبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار، في كنيته أقوال.
4- انظر مسند الإمام أحمد 491/3 الطبعة الأولى.
5- ورد خطأ في المسند: حبان بالباء الموحدة.
6- ترجمته في سير الأعلام 137/4.

قال: فقال له واثلة: واحدة أسألك عنها؟ قال: و ما هي ؟ قال: كيف ظنك [بربك ؟] (1)قال: فقال أبو الأسود و أشار برأسه أي حسن، قال واثلة: أبشر إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«قال اللّه عز و جل: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء»[3818].

قال (2):و حدّثني أبي، نا الوليد بن مسلم، حدّثني سعيد بن عبد العزيز، و هشام بن الغاز أنهما سمعاه من حيّان (3) أبي النّضر يحدّث به، و لا يأتيان على حفظ الوليد بن سليمان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو محمّد بن فضيل ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد، أنا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا محمّد بن خريم (4)،نا هشام، نا مدرك بن أبي سعد، قال: أتينا يونس بن حلبس عائدين له في بيته، و كان عنده شيخ أكبر منه، يقال له أبو النّضر اسمه حيّان القارئ، فقال يونس: يا أبا النّضر، الحديث الذي حدثتنا، فقال أبو النّضر: حدّثني جنادة بن أبي أمية الأزدي عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«يا عبادة، اسمع و أطع في يسرك و عسرك، و منشطك و مكرهك، و أثرة عليك، و إن أكلوا مالك، و ضربوا ظهرك إلاّ أن يكون معصية بواحا»[3819].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال (5):سمعت أبا مسهر يقول: اسم أبي النّضر القارئ حيّان، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز.

قال: و أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في الطبقة الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره: حيّان أبو النّضر القارئ.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب،

ص: 374


1- زيادة لازمة عن المسند.
2- القائل: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، المصدر نفسه: الجزء و الصفحة.
3- ورد خطأ في المسند: حبان بالباء الموحدة.
4- الأصل: حزيم، و الصواب ما أثبت عن م و قد مرّ.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 387/1.

أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير، قراءة، قال: سمعت أبا الحسن محمود بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: أبو النّضر حيّان المقرئ دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، نا محمّد بن إسماعيل، قال (1):حيّان أبو النّضر الأسدي الشامي، سمع واثلة، و جنادة، روى عنه مدرك بن سعد، و الوليد بن سليمان، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن عبيد، حدّثني جدي، نا هشام بن الغاز، حدّثني حيّان رجل من قومي.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (2)،أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو النّضر حيّان سمع واثلة، و جنادة، روى عنه هشام بن الغاز، و مدرك بن سعد، و الوليد بن سليمان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو النّضر حيّان.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن - فيما قرأت عليه - عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: أبو النّضر حيّان، سمع واثلة بن الأسقع، و جنادة بن أبي أمية، روى عنه هشام بن الغاز، و مدرك بن أبي سعد، و الوليد بن سليمان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: و أمّا نضر - بفتح النون و سكون الضاد المعجمة (3):- أبو النّضر حيّان الأسدي الشامي، سمع واثلة بن

ص: 375


1- التاريخ الكبير 55/1/2.
2- الأصل: الشفاني، خطأ.
3- الاكمال لابن ماكولا 261/7 و زيد فيه: فأكثر ما يكتب بالألف و اللام فاللبس فيه زائل، و ما يكتب بغير التعريف فقليل.

الأسقع، و جنادة بن أبي أمية، روى عنه هشام بن الغاز، و الوليد بن سليمان و غيرهما.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فحيّان أبو النّضر ما حاله ؟ فقال: ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):سألت أبي عنه - يعني أبا النّضر - فقال: صالح.

1842 - حيّان مولى أم الدّرداء

1842 - حيّان مولى أم الدّرداء (2)

حدّث عن أم الدرداء.

روى عنه: سليمان بن أبي كريمة البيروتي.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو الحارث العباس بن عبد الرّحمن بن نجيح، نا بكر بن عبد العزيز، عن سليمان بن أبي كريمة: عن حيّان مولى أم الدّرداء، عن أم الدّرداء، قالت: خرج أبو الدّرداء يريد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فوجد جماعة من العرب يتفاخرون، قال: فأذن لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا أبا الدرداء ما هذا اللجب (3) الذي أسمع ؟» قال: قلت: يا رسول اللّه هذه العرب تتفاخر فيما بينها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا فاخرت ففاخر بقريش، و إذا كاثرت فكاثر بتميم، و إذا حاربت فحارب بقيس، ألا إنّ وجوهها كنانة (4) و لسانها أسد، و فرسانها قيس، إن للّه عزّ و جلّ يا أبا الدرداء، فرسانا في سمائه يقاتل بهم أعداءه و هم الملائكة، و فرسانا في أرضه

ص: 376


1- الجرح و التعديل 245/2/1.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 423/1.
3- اللجب محركة الجلبة و الصياح (القاموس).
4- الأصل و م: كفانة، و الصواب ما أثبت.

يقاتل بهم أعداءه و هم قيس، يا أبا الدرداء إنّ آخر من يقاتل عن الإسلام حين لا يبقى إلاّ ذكره، و من القرآن إلاّ رسمه لرجل من قيس» قال: قلت: يا رسول اللّه من أي قيس ؟ قال:«من سليم»[3820].

1843 - حيّاش - و يقال: جيّاش - بن قيس بن الأعور بن قشير

ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري (1)

فارس، أدرك أيام النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و لم يره، و شهد يوم اليرموك، و أبلى فيه بلاء حسنا، له ذكر.

ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حيّاش بن قيس قتل باليرموك فيما تزعم قيس ألف رجل، و قطعت رجله فلم يشعر بها حتى رجع إلى منزله.

و ذكره أبو محمّد بن حزم، فقال: جيّاش بالجيم، و هو الذي وصل نسبه إلى قشير، و ما أظن نسبه متصلا بهؤلاء الآباء و لعله أسقط من آبائه بعضهم.

و ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر، قال: قال هشام بن الكلبي: شهد اليرموك جيّاش بن قيس القشيري، فقتل من العلوج خلقا (2) و قطعت رجله و هو لا يشعر ثم جعل ينشدها فقال سوار بن أوفى (3):

و منا ابن عتّاب و ناشد (4) رجله *** و منا الذي أدّى إلى الحيّ حاجبا

يعني حاجب بن زرارة، و الذي أداه يعني ذا الرقيبة، كان أسر حاجب بن زرارة يوم شعب جبلة (5).

ص: 377


1- ترجم له في الإصابة 383/1 باسم «حياض» و ذكره ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص 290 باسم جيّاش.
2- زيد في الإصابة:«يقال: ألف رجل»، و في ابن حزم: فيقال إنه قتل بيده ألف نصراني.
3- الإصابة: سوار بن أبي أوفى.
4- في مختصر ابن منظور 294/7 «و ناشر» و قبله: ينشدها بالراء في الموضعين.
5- جبلة بالتحريك اسم لعدة مواضع منها «شعب جبلة» الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر و تميم و عبس و ذبيان و فزارة و جبلة هذه: هضبة حمراء بنجد بين الشريف و الشرف (ماءان لبني نمير و لبني كلاب). و كان يوم جبلة من أعظم أيام العرب و أذكرها و أشدها، و كان قبل الإسلام بسبع و خمسين سنة.

ذكر من اسمه حيدرة

1844 - حيدرة بن أحمد بن الحسين بن تراب

الأنصاري المقرئ، المعروف: بالخروف

سمع أبا بكر الخطيب، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا محمّد عبد العزيز الكتّاني، و أبا الحسين بن مكي، و أبا نصر بن طلاّب، و أبوي القاسم السّميساطي (1)، و الحنّائي (2)،و أبا الحسن علي بن الحسين بن صصري، و أبا الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد الفلسطيني.

سمعت منه جزءا واحدا من تاريخ بغداد، و كان مكثرا من السماع.

أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس (3)،قالوا: نا أبو بكر الخطيب، نا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد العطار، نا محمّد بن سنان، نا عمرو بن محمّد بن أبي رزين، نا هشام بن حسّان، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتيمم بموضع يقال له مربد النّعم (4) و هو يرى بيوت المدينة.

ص: 378


1- اسمه علي بن محمد بن يحيى بن محمد، أبو القسم السلمي الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 71/18.
2- اسمه الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين، أبو القاسم الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 130/18.
3- الأصل،«قيس» خطأ، و الصواب عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة الجزء السابع) و اسمه علي بن أحمد بن منصور بن محمد بن قبيس ترجمته في سير الأعلام 18/20.
4- قال الأصمعي: المربد كل شيء حبست فيه الإبل، و لهذا قيل: مربد النعم بالمدينة، و هو موضع على ميلين من المدينة و فيه تيمم ابن عمر (ياقوت).

تفرد برفعه محمّد بن سنان، و محمّد بن يونس الكديمي، عن عمرو.

و المحفوظ أنه موقوف من فعل ابن عمر كذلك، روي عن أيوب السّختياني، و محمّد بن عجلان، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و محمّد بن إسحاق صاحب المغازي، عن نافع، و كذلك رواه غير هشام، عن عبيد اللّه، و هو الصحيح.

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر، توفي شيخنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين الأنصاري يوم السبت، و دفن يوم الأحد الحادي عشر من شهر ربيع الآخر من سنة ست و خمس مائة، و دفن بباب الفراديس، رحمه اللّه.

1845 - حيدرة بن إبراهيم بن العباس بن الحسن

ابن العباس بن أبي الجن

أبو طاهر الحسيني المعروف بالشريف السيد

ولي نقابة العلويين بدمشق في أيام الملقب بالمستنصر، و سمع أبا بكر الخطيب، و ما أظنه حدّث بشيء.

قرأت بخط شيخنا أبي محمّد بن الأكفاني، ورد الخبر في يوم الجمعة في النصف من رجب سنة إحدى و ستين و أربعمائة أن أمير الجيوش قتل الشريف السيد أبا طاهر حيدرة بن إبراهيم، و احترق جامع دمشق في يوم الاثنين النصف من شعبان سنة إحدى و ستين [و أربعمائة] (1).

1846- حيدرة بن الحسن بن أحمد بن حيدرة

1846- (2)حيدرة بن الحسن بن أحمد بن حيدرة

أبو الحسين الأطرابلسي]

حدّث عن أبي بكر أحمد بن صالح بن عمر البغدادي المقرئ.

روى عنه: أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الترجمان الرملي.

ص: 379


1- زيادة مقتبسة عن م، و زيد فيها: و بلغني أنه قتل بعكاظ و سلخ.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت هذه التراجم عن م.

1847 - حيدرة بن الحسين بن مفلح

أبو المكرم المعروف بالمؤيّد

أمير دمشق من قبل الملقب بالمستنصر، قدمها واليا عليها في مستهل جمادى الأولى سنة إحدى و أربعين و أربعمائة فلم يزل واليا عليها إلى سنة خمسين و أربعمائة ثم وليها دفعة ثانية، فقدمها يوم الاثنين الثامن عشر من ذي القعدة من سنة ثلاث و خمسين و أربعمائة بعد سبكتكين، فأقام واليا بها إلى أن صرف عنها في شهر ربيع الأول سنة خمس و خمسين و أربع مائة لثمان عشرة خلت منه، و يقال في ربيع الآخر، و ولي بعده بدر المعروف بأمير الجيوش.

قرأت تاريخ ولايته في المرتين بخط شيخنا أبي محمّد بن الأكفاني، روى عن أبي عبد اللّه بن أبي كامل الأطرابلسي، روى عنه أبو بكر الخطيب و حدّثنا عنه الشريف أبو القاسم العلوي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا الأمير المؤيد مفتي الدولة أبو المكرم حيدرة بن الحسين بن مفلح، أنا الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل الأطرابلسي، أنا خال أبي أبو الحسين خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، أنا أبو عمرو بن أبي غرزة، نا عبيد اللّه بن موسى، و أبو نعيم، عن فطر بن خليفة، عن كثير النّوا، عن عبد اللّه بن مليل، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما من نبي إلاّ قد أعطي سبعة نجباء رفقاء و أعطيت أنا أربعة عشر: سبعة من قريش علي، و الحسن، و الحسين، و حمزة، و جعفر، و أبو بكر، و سبعة من المهاجرين: عبد اللّه بن مسعود، و سلمان، و أبو ذرّ، و حذيفة، و عمّار، و المقداد، و بلال رضي اللّه عنهم أجمعين».

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو المكرم حيدرة بن الحسين بن مفلح أمير دمشق، أنا الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق الأطرابلسي بحديث ذكره.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، عن علي بن هبة اللّه بن ماكولا قال: و أما مكرم بفتح الكاف و تشديد الراء و فتحها فهو أبو المكرّم حيدرة بن مفلح أمير دمشق.

ص: 380

1847 م - حيدرة بن علي بن محمّد بن إبراهيم بن الحسين

أبو المنجا بن أبي تراب القحطاني الأنطاكي

عابر الأحلام.

سمع أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا محمّد عبد الوهّاب بن علي بن نصر البغدادي، و أبا علي الحسن بن علي بن الحسن الكفرطابي، و أبا القاسم عبد العزيز بن علي الشهرزوري، و أبا الحسن بن عوف، و رشأ بن نظيف، و علي بن محمّدان بن محمّد البلخي القاضي، و أبا العبّاس أحمد بن محمّد البسطامي.

حدّثنا عنه جدي أبو المفضل القاضي و أبو الحسن بن قبيس، و ابن المسلّم، و أبو محمّد بن الأكفاني.

و روى عنه عمر الدهستاني.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - إملاء - نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و أبو المنجا حيدرة بن أبي تراب علي بن محمّد بن إبراهيم الأنطاكي المالكي العابر - قراءة عليه - قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا عمي أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان بن إسماعيل، نا أبو العباس محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الكناني اليافوني - بيافا - نا محمّد بن مخلد المقدسي، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري:

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فثنتان فيهما جدال و خصومات و معاذير، و في العرضة الثالثة تطاير الصحف في الأكف».

أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي القاضي، أنا حيدرة بن علي بن محمّد بن إبراهيم العابر - قراءة عليه و أنا أسمع - أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا أبو زرعة، نا عبيد بن حبّان، نا الليث بن سعد، حدّثني سعيد بن أبي سعيد، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن عاصم بن عمرو، عن علي بن أبي طالب قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى إذا كنا بالسقيا التي كانت لسعد بن أبي وقّاص فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ائتوني بوضوء» فلما توضأ قام فاستقبل القبلة ثم كبّر ثم قال:«اللّهمّ إن

ص: 381

إبراهيم كان عبدك و خليلك دعاك لأهل مكة بالبركة، و أنا محمّد عبدك و رسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدّهم و صاعهم مثلي ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين».

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال: و أما المعبر بضم الميم و بالعين المهملة و بالباء المعجمة بواحدة أبو المنجا حيدرة بن علي بن محمّد بن إبراهيم الأنطاكي المالكي المعبر، شيخ كتبت عنه بدمشق، حدّث عن ابن أبي نصر.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني سنة تسع و ستين فيها توفي أبو المنجى حيدرة بن أبي تراب علي بن الحسين الأنطاكي المعبر في يوم الجمعة التاسع و العشرين من ذي القعدة، حدّث عن أبي محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، و القاضي أبي محمّد عبد الوهّاب بن علي بن نصر المالكي و غيرهما، و كان من أهل الدين و كان يذكر أنه يحفظ في علم تعبيرا لرؤيا عشرة آلاف ورقة و ثلاثمائة و نيف و سبعين ورقة و كان يقول زدت على استاذي أبي القاسم عبد العزيز بن علي الشهرزوري المالكي بحفظ ثلاثمائة ورقة و نيف و سبعين ورقة لأنه كان يحفظ من علم الرؤيا عشرة آلاف ورقة و ذكر أبو محمّد أيضا أنه مستور من أهل الدين دمشقي لم يعقب.

1848 - حيدرة بن منزو ابن النبهان

أبو المعلى الكتامي المعروف بحصن الدولة

ندب لولاية دمشق في أيام الملقّب بالمستنصر بعد هرب بدر المعروف بأمير الجيوش منها هربه الأول و وليها في يوم السبت العشرين من شهر رمضان سنة ست و خمسين و أربعمائة ثم صرف عنها، و وليها ذوي المستنصري المعروف بشهاب الدولة (1) في ذي القعدة من هذه السنة.

قرأت بخط شيخنا أبي محمّد بن الأكفاني، وصل الأمير حصن الدولة حيدرة بن منزوا بن النعمان إلى دمشق واليا عليها في يوم السبت العشرين من شهر رمضان من سنة ست و خمسين و أربعمائة، و عزل بعد ذلك في العشر الأخير من ذي القعدة من السنة المذكورة.

ص: 382


1- إلى هنا ينتهي ما استدرك عن م.

1849 - حيويل بن ناشرة بن عبد عامر بن أيم بن الحارث

أبو ناشرة الكنعي مصري (1)

حدّث عن عمرو بن العاص.

و قدم على معاوية، و شهد معه حرب صفّين.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة ح.

قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

حيويل بن ناشرة بن عبد عامر بن أيم بن الحارث الكنعي، يكنى أبا ناشرة، و أمه عشانة بنت كليب الصدائي شهد فتح مصر و كان أعور، ذهبت عينه يوم دمقلة (2) مع عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، سنة إحدى و ثلاثين و كان في أشراف أهل مصر الذين شهدوا صفّين مع معاوية، و روى عن عمرو بن العاص، و روى عنه ابنه عبد الرّحمن بن حيويل، عن أبي أيوب الأنصاري و ابن ابنه قرّة بن عبد الرّحمن بن حيويل، روى عنه من أهل مصر و الشام غير واحد، و قد روى جماعة من ولده و سنذكرهم في مواضعهم إن شاء اللّه و عقبه بمصر، ولد حيويل بن قرّة بن عبد الرّحمن بن حيويل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):و أما حيويل - فهو حيويل بن ناشرة بن عبد بن تمام (4) بن الحارث الكنعي المعافري، يكنى أبا ناشرة، و أمه عشانة بنت كليب الصدائي، شهد فتح مصر و كان أعور، و كان في أشراف مصر الذين شهدوا صفّين مع معاوية بن أبي سفيان، روى عن عمرو بن العاص، قاله ابن يونس.

ص: 383


1- ترجمته في بغية الطلب 3016/6.
2- دمقلة بضم أوله و سكون ثانيه و ضم قافه، و يروى بفتح أوله و ثالثه، مدينة كبيرة في بلاد النوبة.
3- الاكمال لابن ماكولا 35/2.
4- كذا، و في ابن ماكولا: بن عبد بن عامر بن أيم بن الحارث.

1850 - حيويل بن يسار بن حيي بن قرط بن سهيل

1837 - حوي بن ماتع (1) بن زرعة بن محصن (2) بن حبيب

ابن المقلد بن معدي كرب بن عريق (3) بن سكسك بن أشرس

ابن كندة بن عفير

أبو كبشة السّكسكي

عريف السكاسك.

روى عن أبي الدرداء.

روى عنه: ابنه يزيد بن أبي كبشة.

و كان مع مروان بن محمّد بالجابية حين بويع له، فيما ذكره البلاذري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن علي بن عبد الصمد بن علي بن البدن، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن معاوية - يعني ابن قرّة - و إبراهيم بن ميمون، عن يزيد بن أبي كبشة، عن أبيه، و كان عريف السكاسك، قال:

أتى أبو الدرداء بجارية قد سرقت و اعترفت، فقال لها: سرقت ؟ قولي: لا، قالت: لا، فقال له أبي: أنت تقول لها قولي: لا، قال أبو الدرداء: إنها اعترفت و هي لا تدري ما يصنع بها، قال لها: أ سرقت قولي: لا، قال أبو الدرداء أ سرقت ؟ قولي: لا، قالت لا، فخلّى سبيلها.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - أنا أبو الحسن بن سميع، قال في الطبقة الأولى: و أبو كبشة أبو يزيد بن أبي كبشة.

قال ابن جوصا: حدّثني أحمد - زاد الكلابي: ابن يحيى بن حمزة، و قالا:- قال:

ص: 384


1- في جمهرة ابن حزم ص 432 جبريل.
2- ابن حزم: شبيل.
3- ابن حزم: عريف.

حدّثني أبي عن جدي، قال: اسم أبي كبشة حيويل، كذا قال، و هو أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد إجازة ح، قال:

و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد الفأفاء، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (2):أبو كبشة السّكسكي، و كان عريف السكاسك، روى عن أبي الدرداء، روى عنه ابنه يزيد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: يزيد بن أبي كبشة، عن أبيه، قال: كنت قاعدا عند أبي الدرداء، روى عنه محمّد بن قيس المرهبي.

ص: 385


1- هو أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي، له ذكر في سير أعلام النبلاء 454/13.
2- الجرح و التعديل 430/2/4 ترجمة رقم 2131.

حيوة

1851 - حيوة بن شريح الكلاعي اليماني

وفد على معاوية بن أبي سفيان، له ذكر، يأتي ذكره في ترجمة الضحاك بن المنذر بن سلامة.

1852 - حييّ

رجل من بني إسرائيل، كان يسكن في جبل الخليل (1).

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي، أنا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين، نا أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاس، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر أن سعيد بن عبد العزيز حدثه عن عروة بن رويم، قال: أصاب بني إسرائيل قحوط (2)، فأتوا رجلا بجبل الجليل (3) يقال له حييّ : فأتوا منزله فوجدوا امرأته متبذلة، فسألوها عنه فأخبرتهم أنه أجّر نفسه يعتمل بحرث.

فأتوه في عمله فكلّموه فلم يكلّمهم فجلسوا ينتظرونه حتى فرغ من عمله، فلما فرغ احتزم حزمة من حطب فجعلها على ظهره و جعل غفارة (4) معه فوق الحطب، و خلع نعليه ثم مشى (5) و مشوا معه فلما خرج إلى الجادة لبس نعليه حتى أتى منزله، فإذا امرأته قد

ص: 386


1- الخليل: اسم موضع و بلدة فيها حصن و عمارة و سوق بقرب البيت المقدس.(ياقوت).
2- يقال: قحط العام قحطا و قحطا و قحوطا، و القحط : الضرب الشديد، و احتباس المطر.(قاموس).
3- بالأصل و م «جبل الجليل» و قد مرّ «الخليل» و لعل ما ورد هنا هو الصواب، انظر فيه معجم البلدان.
4- الغفارة: الخرقة تقي بها المرأة خمارها من الدّهن.
5- الأصل: مشوا و المثبت عن م.

تهيأت بغير هيأتها، فقربت إليه طعاما فأكل، و لم يعرض عليهم.

فلما فرغ قال: حاجتكم ؟ قالوا: إنا قد رأينا، فأخبرنا، قال: و ما الذي رأيتم ؟ قالوا: أتينا امرأتك فوجدناها متبذلة، قال: هكذا ينبغي للمغيبة إذا غاب زوجها، ثم أتيناك في عملك فكلّمناك فلم تكلمنا، قال: إني كنت أجرت نفسي فكرهت أن أشتغل بكلامكم عن عملي، قال: ثم أخذت جرزة (1) من حطب فجعلت الحطب على جلدك و جعلت الغفارة فوق الحطب، قال: إني كنت استعرت الغفارة فكنت أخرق جلدي أحب إليّ من أن أخرق أمانتي، قال: ثم نزعت نعليك، قال: إني كرهت أن أحمل تراب حرث إلى حرث، فلما أن صرت إلى الجادّة لبستها قال: ثم أتيت منزلك فوجدنا امرأتك قد تهيأت بغير هيئتها قال: هكذا ينبغي للمرأة إذا حضر زوجها، قال: ثم قربت إليك طعاما فأكلت و لم تعرض علينا، قال: إنه لم يكن فيه ما يكفيني و إياكم، فكرهت أن أعرض عليكم و ليس في نفسي.

قالوا: أنت صاحبنا، أصابنا قحوط ، فصعد فوق أجّار (2) ثم خط حوله خطا من رماد، ثم قال: أيّ ذلك أحب إليك ؟ الوابل الشديد أو مطر بين المطرين ؟ قالوا: الوابل الشديد، قال: فدعا اللّه فمطروا حتى خافوا على بيوتهم، فقالوا: مطر بين المطرين، قال: فمطروا مطرا بين المطرين.

1853 - حييّ بن هزال السّعدي

شاعر مدح معاوية و حضر وفاته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، قال: و حدّثني محمّد بن صالح، أخبرني أبو اليقظان، حدّثني أبو الحسناء، قال: حييّ بن هزال السّعدي قد قال لمعاوية بيتين قبل أن يمرض:

إذا متّ مات الجود و انقطع الندى *** من الناس إلاّ من قليل مصرّد

وردت أكف السائلين و أمسكوا *** من الدين و الدنيا بثرى مجرّد

ص: 387


1- الأصل «حرزة» و الصواب ما أثبت، و الجرزة بالضم الحزمة من القتّ و نحوه (القاموس).
2- أجّار: سطح لا سترة عليه.

فلما مرض (1) قال: ابعثوا إلى حييّ ينشدني فدخل عليه حييّ فأنشده و هو ثقيل.

1854 - حييّ بن أبي كثير الجذامي مولاهم الحرستاوي

1854 - حييّ بن أبي كثير الجذامي مولاهم الحرستاوي (2)

ولاه سليمان بن عبد الملك على غازية البحر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا الوليد، قال: لما ولي سليمان بن عبد الملك ولّى حييّ بن أبي كثير الجذامي مولاهم من أهل حرستا (3)-يعني - غزو البحر، كذا قال، و قال غيره: حظيّ و قد تقدم.

ص: 388


1- الأصل: مرضوا.
2- كذا بالأصل نسب إلى حرستا، و الذي في الأنساب و اللباب: الحرستاني و قد ينسب إليها: الحرستي.
3- حرستا: بالتحريك و سكون السين، قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص، بينها و بين دمشق أكثر من فرسخ (ياقوت).

حرف الخاء

ذكر من اسمه خارجة

1855 - خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد

ابن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن مالك بن النّجّار

أبو زيد الأنصاري الخزرجي النّجّاري المدني الفقيه (1)

روى عن أبيه و عمه يزيد بن ثابت، و أم العلاء الأنصارية.

روى عنه: سالم بن عبد اللّه بن عمر، و هو من أقرانه، و الزّهري، و يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، و عثمان بن حكيم، و أبو الزّناد (2)،و عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرّحمن.

و قدم دمشق، و كانت له بها دار (3).

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ ح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد العزيز بن أبي سلمة، نا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، قال: و أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت يقول: فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت الصحف قد كنت أسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقرءوها

ص: 389


1- ترجمته في طبقات ابن سعد 262/5 حلية الأولياء 189/2 تهذيب التهذيب 48/2 الوافي بالوفيات 241/13 سير أعلام النبلاء 437/4 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- اسمه عبد اللّه بن ذكوان، أبو عبد الرحمن القرشي المدني، ترجمته في سير الأعلام 445/5.
3- الأصل: دارا و المثبت عن م.

فالتمستها فوجدتها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ (1) فألحقتها في سورتها في المصحف، و لهذا الحديث عندنا طرق.

و أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا العباس بن الوليد النّرسي، نا عبد الواحد بن زياد، نا عثمان بن حكيم، نا خارجة بن زيد، عن عمه يزيد بن ثابت، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى البقيع فرأى - و في حديث ابن المقرئ، قال: فرأى - قبرا حديثا فقال:«ما هذا القبر» قالوا: فلانة مولاة فلان. ماتت ظهرا، و أنت قائل (2) فكرهنا أن نوقظك، قال: فقام - زاد ابن حمدان: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قالا - فصفّنا خلفه و كبّر عليها أربعا ثم قال:«لا يموتنّ أحمد ما دمت بين أظهركم إلاّ آذنتموني (3)»قال: و أظنه قال:

«فإن صلاتي له رحمة»[3821].

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ - قراءة عليه - أنا أبو الوليد، أنا محمّد بن إسحاق، نا يونس بن عبد الأعلى أن ابن وهب أخبره، قال: أخبرني ابن أبي الزّناد، عن أبيه، حدّثني خارجة بن زيد بن ثابت، قال: قتل رجل من الأنصار و هو سكران رجلا آخر من الأنصار من بني النّجار في عهد معاوية، ضربه بالشّوبق (4) حتى قتله و لم يكن على ذلك شهادة إلاّ لطخ و شبهة.

قال: فاجتمع رأي الناس على أن يحلف ولاة المقتول ثم يسلّم إليهم فيقتلوه، فقال خارجة بن زيد: فركبنا إلى معاوية فقصصنا عليه القصة فكتب معاوية إلى سعيد بن العاص: إن كان ما ذكرنا له حقا أن يحلفنا على القاتل ثم يسلّمه إلينا، فجئنا بكتاب معاوية إلى سعيد بن العاص، فقال: أنا منفذ كتاب أمير المؤمنين فاغدوا على بركة اللّه تعالى، فغدونا عليه، فأسلمه إلينا سعيد بعد أن حلفنا عليه خمسين يمينا (5).

ص: 390


1- سورة الأحزاب، الآية:23.
2- القائلة نصف النهار. قال قيلا و قائلة و قيلولة و مقالا و مقيلا، و تقيّل: نام فيه، فهو قائل (القاموس).
3- الأصل:«آديتموني» و المثبت عن م.
4- الشوبق بالضم خشبة الخباز، معرّب.
5- الخبر نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 441/4.

و قال أبو الزّناد: و أمرني عمر بن عبد العزيز فرددت قسامة على سبعة نفر أو خمسة نفر.

ذكر أبو الحسين الرازي فيما ذكر عن شيوخه الدمشقيين في كتاب الدور: أن الدار التي في شرق دار العباس بن مرداس يعرف اليوم بدار بني الأكشف إلى مفرق الطريق إلى ما يلي قبلتها دار خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري، و أبوه صحابي الذي---- (1)بقوله في المواريث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي بن موسى، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل المدينة و محدّثيهم: خارجة بن زيد بن ثابت.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، قال (2) في الطبقة الثانية من أهل المدينة:

خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن مالك بن النجار، و أمّه أم سعد، و هي جميلة بنت سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة من بني الحارث بن الخزرج، و روى خارجة بن زيد، عن أبيه و كان كثير الحديث، ذكر ابن سعد أم خارجة في موضع آخر (3):فزاد في نسبها بين أبي زهير و بين امرئ القيس: مالكا.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4)،قال في الطبقة الثانية من أهل المدينة: خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري أحد بني مالك بن عدي بن النّجّار، توفي بالمدينة سنة مائة و هو ابن سبعين سنة، و يكنى أبا زيد، أخبرني بذلك

ص: 391


1- بياض بالأصل مقدار كلمة و مقدار كلمتين في م.
2- طبقات ابن سعد 262/5.
3- انظر ترجمة جميلة بنت سعد في طبقات ابن سعد 359/8.
4- هذا الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

الواقدي، عن إسماعيل بن مصعب، عن إبراهيم بن يحيى بن زيد، و كذلك قال الهيثم بن عدي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي - و اللفظ له - ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد (1) بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم، قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري المدني أبو زيد، سمع أباه، و أدرك زمان عثمان بن عفان، روى عنه الزهري، و أبو الزّناد؛ هو أخو إسماعيل بن زيد.

خارجة (3) بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار و اسم النجار تيم اللاّت بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري المدني، و أمّه جميلة بنت سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس أخو سعيد، و سليمان و يحيى بني زيد كناه لنا محمّد، نا محمّد (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي الصّوّاف ح.

و أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه ح.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد البزار، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان، نا الدّراوردي، قال: سمعت عبيد اللّه بن عمر، قال: كان الفقه بعد

ص: 392


1- سقطت من الأصل و مكانها علامة تحويل إلى الهامش، و استدركت اللفظة عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- التاريخ الكبير 204/1/2.
3- كذا بالأصل و يعتقد للوهلة الأولى أن ما يلي من تمام عبارة البخاري، و ليس كذلك، فترجمة خارجة في التاريخ الكبير تنتهي عند قوله: إسماعيل بن زيد، و في م: كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار أنا أبو بكر الأصبهاني، أنا الحاكم أبو أحمد قال: أبو زيد خارجة...
4- كذا بالأصل «نا محمد» و نراها مقحمة.

أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالمدينة في خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري، و سعيد بن المسيّب بن حزن المخزومي، و عروة بن الزبير، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، و عبد الملك بن مروان بن الحكم، و سليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث (1).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد (2)، أنا محمّد بن عمر، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: كان السبعة الذين يسألون بالمدينة و ينتهى إلى قولهم: سعيد بن المسيّب، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، و عروة بن الزبير، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و القاسم بن محمّد، و خارجة بن زيد، و سليمان بن يسار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى بن الحبوبي (3)،قالا: أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النّسائي في تسمية فقهاء التابعين من أهل المدينة: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و سليمان بن يسار، و خارجة بن زيد بن ثابت، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و علي بن الحسين، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصديق، و سالم بن عبد اللّه بن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم ح.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: أنا محمّد بن

ص: 393


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 438/4-439 عن الدراوردي.
2- برواية ابن أبي الدنيا ليس الخبر في الطبقات الكبرى لابن سعد. و لعله في الطبقات الصغرى.
3- غير واضحة بالأصل و م، و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر ص 698) و اسمه: حمزة بن علي بن الحبوبي. انظر ترجمته في سير الأعلام 357/20.

سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا هشام بن سعد، عن الزّهري، قال: لزمت سعيدا، و كان هو الغالب على علم المدينة و المستفتى هو و أبو بكر بن عبد الرّحمن، و سليمان بن يسار، و كان من العلماء، و عروة بن الزبير بحر من البحور، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، فمثل ذلك أبو (2) سلمة بن عبد الرّحمن، و خارجة بن زيد بن ثابت، و القاسم، و سالم، فصارت الفتوى إلى هؤلاء.

قال (3):و نا محمّد بن عمر، نا مالك بن أبي الرجال، عن سليمان بن عبد الرّحمن بن خبّاب، قال: أدركت رجالا من المهاجرين و رجالا من الأنصار من التابعين يفتون بالبلد: من الأنصار: خارجة بن زيد، و ذكرهم.

قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة الصّيدلاني، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه، قال (4):كان خارجة بن زيد بن ثابت، و طلحة بن عبد اللّه بن عوف في زمانهما يستفتيان و ينتهي الناس إلى قولهما، و يقسمان المواريث بين أهلها من الدّور و النخل و الأموال، و يكتبان الوثائق للناس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أبو الحسن العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد العجلي، قال أبي (5):

خارجة بن زيد مدني تابعي ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا

ص: 394


1- الطبقات الكبرى لابن سعد 382/2.
2- الأصل:«و أبو» و المثبت عن ابن سعد.
3- ابن سعد 383/2.
4- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 273 و نقله الذهبي في سير الأعلام 439/4.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 140.

عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (1)،قال: خارجة بن زيد بن ثابت أجلّ من اسمه خارجة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا موسى بن نجيح، عن إبراهيم بن يحيى أن عمر بن عبد العزيز:

كتب أن يعطى خارجة بن زيد ما قطع عنه من الديوان، فمشى خارجة إلى أبي بكر بن حزم، فقال: إني أكره أن يلزم أمير المؤمنين [من هذا مقالة، و لي نظراء، فإن أمير المؤمنين عمهم] (3) بهذا فعلت، و إن هو خصني به فإني أكره ذلك له، فكتب عمر:

لا يسع المال ذلك و لو وسعه لفعلت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال: و حدّثني إبراهيم بن المنذر، نا معن، حدّثني زيد بن السائب، قال: أجاز سليمان بن عبد الملك خارجة بن زيد بمال فقسمه (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب ح.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، قالا: نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، نا أبي، عن إسحاق، حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي عمرة الأنصاري، قال: سمعت خارجة بن زيد بن ثابت يقول: و اللّه لقد رأيتني و نحن غلمان شباب في زمان عثمان، زاد الزراد، قال: قتل عثمان فدفن في مؤخر البقيع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أحمد بن

ص: 395


1- الأصل و م «حراش» بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت «خراش» بالخاء المعجمة.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 348/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز، و نقله الذهبي في سير الأعلام 439/4 عن الواقدي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و ابن سعد، و مكانه بالأصل «عنهم» و المثبت «عمهم».
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 439/4.

الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، نا عمرو بن محمّد، نا يعقوب، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي عمرة الأنصاري، قال: سمعت خارجة بن زيد بن ثابت، قال: رأيتني و نحن غلمان شباب زمن عثمان، و إن أشدنا وثبة الذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى يجاوزه (1).

قال البخاري: فإن صح قول موسى بن عقبة أن (2) يزيد بن ثابت قتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر، فإن خارجة لم يدرك يزيد (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4)،أنا محمد بن عمر، حدّثني إسماعيل بن مصعب، عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت، عن خارجة بن زيد بن ثابت، قال: رأيت في المنام كأني بنيت سبعين درجة فلما فرغت منها تهوّرت (5)،و هذه السنة لي سبعون سنة قد أكملتها، فمات فيها.

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني إجازة، أنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن مالك الأشناني، نا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر الواقدي، أنا محمد بن بشر بن حميد المزني، عن أبيه، قال: قال رجاء بن حيّوية: يا أمير المؤمنين قدم قادم الساعة فأخبرنا أن خارجة بن زيد مات، فاسترجع عمر و صفق (6) بإحدى يديه على الأخرى، و قال: و اللّه ثلمة و اللّه في الإسلام.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمد المرندي، أنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه، نا محمد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا

ص: 396


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 439/4 عن ابن إسحاق، و انظر كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 567/1 و ينتهي الخبر فيه: إلى زمن عثمان.
2- بالأصل «بن» و عن تهذيب التهذيب 48/2 و م.
3- كذا بالأصل و م و الصواب:«يزيدا» و في تهذيب التهذيب: عمه.
4- طبقات ابن سعد 262/5 و سير الأعلام 439/4-440 الوافي 241/13.
5- في الوافي بالوفيات 241/13 تدهورت.
6- الأصل: و صفوان، و المثبت عن م و انظر سير الأعلام 440/4.

عمر الضرير يقول: توفي خارجة بن زيد في خلافة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات خارجة بن زيد بن ثابت سنة تسع و تسعين (1)،و كذا حكى محمد بن أحمد بن ماهان عن الفلاس.

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم بن محمد في كتبهم، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم، نا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري في خلافة عمر بن عبد العزيز، سنة مائة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2) الواعظ ، نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري، في خلافة عمر بن عبد العزيز - يعني - مات سنة مائة.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، نا محمد بن عبيد اللّه المنيبي، أنا محمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو عبد الملك القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: خارجة بن زيد بن ثابت مات سنة مائة، و هو ابن تسعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: قال ابن بكير: مات خارجة بن زيد سنة مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا

ص: 397


1- سير الأعلام 440/4.
2- الأصل:«المحلي» و الصواب ما أثبت عن م.

أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):و فيها يعني سنة مائة، مات خارجة بن زيد بن ثابت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال (2):خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار، و اسم النجار تيم اللاّت بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر، أمه جميلة بنت سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، يكنى أبا زيد، توفي سنة مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه، و علي بن أحمد بن محمد، قالا: أنا علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي: مات خارجة بن زيد بن ثابت سنة مائة، و يكنى أبا زيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة مائة فيها توفي خارجة بن زيد بن ثابت، يكنى أبا زيد، و صلّى عليه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (3) بن غسان، نا أبي قال: و في سنة مائة مات خارجة بن زيد.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن

ص: 398


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 321.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 437 رقم 2185.
3- الأصل: الفضل، خطأ و المثبت عن م.

الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة مائة - مات خارجة بن زيد بن ثابت.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي، قال: خارجة بن زيد بن ثابت أبو زيد الأنصاري النجاري المدني، أخو إسماعيل، سمع أباه، و أم العلاء الأنصارية، روى عنه الزهري في:«تفسير الأحزاب» و «الجنائز»، و «مقدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة» و غير ذلك، قال محمد بن سعد، مات سنة مائة، و هو ابن سبعين سنة، و قال الواقدي، توفي بالمدينة، مثل يحيى بن بكير نحوه، و قال الهيثم بن عدي مثل الواقدي، و قال عمرو بن علي: مات سنة تسع و تسعين، و قال ابن نمير مثل عمرو.

1856 - خارجة بن مصعب بن خارجة

أبو الحجّاج الضّبعي الخراساني السّرخسي (1)

رحل و سمع بدمشق: صدقة بن عبد اللّه، و الأوزاعي، و برد بن سنان، و بحمص: ثور بن يزيد الحمصي، و بمصر: يونس بن يزيد، و موسى بن وردان، و عقيل بن نحالة، و حيويل بن قرّة [بن عبد الرّحمن] (2) بن حيويل، و بالحجاز:

سهيل بن أبي صالح، و زيد بن أسلم، و عبيد اللّه، و عبد اللّه العمريين، و العلاء بن عبد الرّحمن، و عبد المجيد بن سهيل، و محمد بن عمرو، و ابن جريج، و موسى بن عقبة، و موسى بن عبيدة، و عبد اللّه بن عطاء بن يسار، و بالعراق: شعبة بن الحجّاج، و يونس بن عبيد، و محمد بن السّائب الكلبي، و جهضم بن عبد اللّه اليمامي، و أبا يحيى عمرو بن دينار قهرمان (3) آل الزبير، و الهيثم (4) بن حمّاد، و الأعمش، و أيوب السختياني، و عبد الملك بن عمير، و حصين بن عبد الرّحمن، و إسماعيل بن أبي خالد، و مغيرة بن مقسم، و أبا حنيفة، و مسعر بن كدّام، و هشام بن حسّان،

ص: 399


1- ترجمته في طبقات ابن سعد 371/7 تهذيب التهذيب 49/2 الوافي بالوفيات 242/13 سير الأعلام 326/7 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.
3- غير واضحة بالأصل و المثبت عن تهذيب التهذيب.
4- في تهذيب التهذيب و سير الأعلام «نعيم بن حمّاد».

و عبد اللّه بن عون، و عبد الرّحمن بن مهدي، و خالد بن مهران الحذّاء، و بخراسان: أبا مصعب بن خارجة.

روى عنه: أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحذاء، و وكيع، و عثمان بن عمر، و أبو داود الطيالسي، و أحمد بن عبدويه، و مغيث بن بديل، و محمد بن سلمة الحرّاني، و يحيى بن الضّريس الرازي، و سالم بن سلام، و شبابة بن سوّار، و أبو بدر شجاع بن الوليد، و عبيد اللّه بن موسى، و خلف بن أيوب البلخي، و سفيان الثوري، و سعيد بن يزيد الفراء، و زيد بن صالح اليشكري، و عبد اللّه بن المبارك، و عيسى بن موسى غنجار، و إبراهيم بن أعين، و زيد بن الحباب العكلي، و سهل بن خارجة، و بشر بن يزيد بن أبي الأزهر، و يحيى بن يحيى، و حفص بن عبد الرحمن، و حفص بن عبد اللّه السّلمي (1)،و عبد الوهاب بن حبيب العبدي، و جماعة سواهم.

أخبرنا أبو محمد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا يزيد بن صالح، نا خارجة، عن عبّاد بن كثير، عن أبي الزّناد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«تنزل المعونة من السماء على قدر المئونة، و ينزل الصبر على قدر المصيبة»[3822].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا أحمد بن علي المدائني، نا أحمد بن عبد المؤمن المروزي، نا أحمد بن عبدويه، قال: سمعت خارجة يقول: قدمت على الزّهري، و هو صاحب شرط لبعض بني مروان، قال: فرأيته ركب و في يده حربة، و بين يديه الناس و في أيديهم الكافر كوبات قال: قلت: قبّح اللّه ذا من عالم، قال: فانصرفت و لم أسمع منه، ثم (3) ندمت، فقدمت على يونس فسمعت منه عن الزّهري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو

ص: 400


1- سير الأعلام: النيسابوري.
2- الكامل لابن عدي 52/3-53.
3- بالأصل «قد» و المثبت عن ابن عدي.

الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):في الطبقة الثالثة من أهل خراسان: خارجة بن مصعب.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر محمد بن عبيد، نا محمد بن سعد، قال في تسمية الفقهاء و المحدثين من أهل خراسان: خارجة بن مصعب السّرخسي.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي،- و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (2) ح.

و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمد بن علي بن هاشم، نا محمد بن إبراهيم بن شعيب، أنا محمد بن إسماعيل، قال: خارجة بن مصعب الضّبعي، أبو الحجاج الخراساني، عن زيد بن أسلم، تركه وكيع، و كان يدلس عن غياث بن إبراهيم، و لا يعرف صحيح حديثه من غيره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال (3):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري:

خارجة بن مصعب أبو الحجاج الضّبعي الخراساني، عن زيد بن أسلم تركه وكيع.

و قال غيره عنه: خارجة بن مصعب، أبو الحجاج، سمع أباه، و زيد بن أسلم، و هو الضّبعي، تركه ابن المبارك و وكيع.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (4)،أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: خارجة بن مصعب الضّبعي،

ص: 401


1- طبقات خليفة بن خياط ص 599 رقم 3134.
2- التاريخ الكبير 205/1/2.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3.
4- الأصل:«الشفاني» بالفاء خطأ و المثبت عن م.

عن داود بن أبي هند، و ابن أبي عروبة، روى عنه عثمان بن عمر، و وكيع، و أبو عاصم.

كتب إلي أبو جعفر الهمداني، أنا أبو بكر، أنا أبو أحمد، قال: أبو الحجاج خارجة بن مصعب الضّبعي السّرخسي، عن زيد بن أسلم، و سعيد بن أبي عروبة، متروك الحديث، روى عنه وكيع، و عثمان بن عمرو و روى عن الثوري عنه إن كان محفوظا.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن الحسن بن الحسين بن منصور، نا أبي، نا محمّد بن عبد الوهاب، حدّثني أبي قال: كان خارجة بن مصعب يطعم أصحاب الحديث، و كان يزري على من لا يأكل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا الجنيد (2)،نا البخاري، قال يحيى بن يحيى: كان خارجة بن مصعب يدلّس عن غياث بن إبراهيم، و غياث ذهب حديثه، و لا يعرف صحيح حديثه من غيره.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو نصر محمّد بن عمر الآدمي، نا أحمد بن سلمة، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:

سمعت يحيى بن يحيى، و سئل عن خارجة بن مصعب ؟ فقال: خارجة عندنا مستقيم الحديث، و لم يكن ينكر من حديثه إلاّ ما يدلّس عن غيث فإنا كنا قد عرفنا تلك الأحاديث، فلا يعرض له (3).

قال: و أنا [أبو] (4) عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا أحمد الحافظ ، يقول:

سمعت علي بن محمّد بن سختويه، يقول: سمعت الحسين بن محمّد بن زياد يقول:

قال لي أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي: أ تدري لم ترك حديث خارجة ؟ فقلت: لمكان رأيه أو كما قلت، قال: لا و لكن كان أصحاب الرأي عمدوا إلى مسائل من مسائل أبي حنيفة فجعلوا لها أسانيد عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن

ص: 402


1- الكامل لابن عدي 52/3.
2- ابن عدي: الجنيدي.
3- تهذيب التهذيب 49/2 و سير أعلام النبلاء 327/7.
4- عن هامش الأصل.

عباس فوضعوها في كتبه، فكان يحدّث بها (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، قال: قال أبو زكريا: خارجة بن مصعب ليس بثقة.

قال: و أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو الأحوص، نا أبي قال:

قال أبو زكريا: خارجة بن مصعب ضعيف.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال في تسمية أهل خراسان: خارجة بن مصعب السّرخسي ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،أنا ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال: خارجة بن مصعب ليس بثقة، و قال مرة: ليس بشيء، و هو سرخسي.

قال: و أنا أبو أحمد (3)،نا ابن أبي بكر، نا عباس (4)،عن يحيى، قال: خارجة بن مصعب كذاب، و ليس بشيء، و هو سرخسي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن الحسين، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالوية، قالا: أنا أبو العباس الأصم، قال: سمعت العباس بن محمّد يقول:

سمعت يحيى يقول: خارجة بن مصعب ليس هو بشيء.

قال: و أنا أبو صالح، أنا أبو الحسن، نا أبو العباس، قال: سمعت عباسا يقول:

سمعت يحيى يقول: خارجة بن مصعب ليس بثقة، و قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: خارجة بن مصعب ليس بشيء، و هو سرخسي.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن

ص: 403


1- الخبر في تهذيب التهذيب 49/2.
2- الكامل لابن عدي 52/3.
3- الكامل لابن عدي 52/3.
4- عن ابن عدي و بالأصل «عباد».

إبراهيم، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سمعت يحيى بن معين، عن خارجة بن مصعب، فقال: ليس بشيء.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، قال:

سمعت إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قلت ليحيى:

فخارجة بن مصعب ؟ قال: لا، ليس بشيء، هذا هو خراساني.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا ابن حمّاد، حدّثني.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، نا أبو جعفر العقيلي، نا عبد اللّه بن أحمد، قال: نهاني أبي أن أكتب عن خارجة بن مصعب شيئا - زاد ابن حمّاد من الحديث (1)-.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (2)،أنا علي بن أبي طاهر، فيما كتب إليّ ، أنا الأثرم، قال:

سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل، و سئل عن خارجة بن مصعب ؟ فقال: لا يكتب حديثه. قال: و سمعت أبي يقول: خارجة بن مصعب مضطرب (3) الحديث ليس بقوي، يكتب حديثه و لا يحتج به مثل مسلم بن خالد الزنجي (4)،لم يكن محله محل الكذب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان (5)- إجازة - نا أحمد بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو

ص: 404


1- الخبر في الكامل لابن عدي 52/3 و الضعفاء الكبير للعقيلي 26/2 و سير الأعلام 337/7.
2- الجرح و التعديل 376/2/1.
3- رسمها ناقص بالأصل، و الصواب ما أثبت عن الجرح و التعديل.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 176/8.
5- الأصل «الحبان» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

الأردبيلي، قال: قلت لأبي زرعة: خارجة بن مصعب ؟ فكلح وجهه و قال: حديثه كان----- (1).

قال: و أنا أحمد بن القاسم - إجازة - أنا أحمد بن طاهر أنا سعيد البردعي، عن أبي زرعة، قال في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيه من المحدثين: خارجة بن مصعب أبو الحجّاج خراساني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (2):خارجة بن مصعب السّرخسي اتّقى (3) الناس حديثه فتركوه.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا أبو بكر القاسم بن عيسى، نا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال خارجة بن مصعب الضّبعي كان يرمى بالإرجاء (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الفضل، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال (5) في باب من يرغب في الرواية عنهم: و كنت (6) أسمع أصحابنا يضعفونهم فذكر جماعة منهم: خارجة بن مصعب السّرخسي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو الحجّاج خارجة بن مصعب خراساني سرخسي ضعيف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا الحسن بن رشيق، أنا عبد الرّحمن النّسائي،

ص: 405


1- بياض بالأصل مقدار كلمتين و الكلام متصل في م.
2- طبقات ابن سعد 371/7.
3- مهملة بالأصل، و الصواب عن ابن سعد.
4- سير الأعلام 327/7 و تهذيب التهذيب 49/2.
5- كتاب المعرفة و التاريخ 34/3 و 37.
6- بالأصل «و كتب أنه أسمع» و الصواب عن المعرفة و التاريخ.

قال: خارجة بن مصعب خراساني متروك الحديث (1).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن المبارك، نا رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح الطّرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف، قال: خارجة بن مصعب من أهل مرو متروك الحديث، كذا قال، و هو سرخسي.

أنبأنا أبو المظفر بن القشيري و غيره عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد الصوفي، أنا عبد الرّحمن السّلمي، قال: سألت الدار قطني عن خارجة بن مصعب فقال: ضعيف، و أخوه علي بن مصعب ضعيف (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال: و خارجة بن مصعب له حديث كثير، و أصناف فيها مسند و مقاطيع، و حدّث عنه أهل العراق و أهل خراسان، و هو ممن يكتب حديثه، و عندي أنه إذا خالف في الإسناد أو في المتن فإنه يغلط (4) و لا يتعمد (5)،و إذا روى حديثا منكرا فيكون البلاء ممن روى عنه، فيكون ضعيفا، و ليس هو ممن يتعمد الكذب.

أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو العباس السياري، أنا أحمد بن محمّد بن مصعب السّرخسي، نا مصعب بن خارجة، قال: توفي خارجة بن مصعب يوم الجمعة في ذي القعدة سنة ثمان و ستين و مائة، و هو ابن ثمان و تسعين سنة.

ص: 406


1- انظر ما ذكره النسائي فيه تهذيب التهذيب 49/2.
2- تهذيب التهذيب 49/2.
3- الكامل لابن عدي 58/3.
4- الأصل «يغلظ » و المثبت عن ابن عدي.
5- في الوافي عن ابن عدي: و لا يعتمد.

الفهرس

تتمة حرف الحاء

ذكر من اسمه الحكم

1683 - الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر ابن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف ابن ثقيف الثقفي 3

1684 - الحكم بن ثابت القرشي 8

1685 - الحكم بن جرو أو حزن القيني 8

1686 - الحكم بن الحارث الفهمي 9

1687 - الحكم بن سعيد بن العاص 9

1688 - الحكم بن الصلت بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي 9

1689 - الحكم بن ضبعان بن روح بن زنباع الجذامي 10

1690 - الحكم بن عبد اللّه بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الأنصاري المدني 11

1691 - الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف أبو سلمة العاملي الأردني 11

1692 - الحكم بن عبد اللّه بن روح بن الوليد بن عبد الملك ابن مروان القرشي الأموي 14

1693 - الحكم بن عبد اللّه بن سعد بن عبد اللّه أبو عبد اللّه الأيلي 15

1694 - الحكم بن عبد اللّه بن مروان بن محمّد بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص 23

1695 - الحكم بن عبد الرّحمن بن أبي العصماء الخثعمي ثم الفرعي 23

1696 - الحكم بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أميّة بن عبد شمس الأموي 24

1697 - الحكم بن عبدة أبو عبدة الدمشقي 24

ص: 407

1698 - الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو بن ثعلبة بن عقال بن بلال ابن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان ابن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسدي ثم الغاضري الكوفي 26

1699 - الحكم بن عمر و يقال: ابن عمرو أبو سليمان، و يقال: أبو عيسى الرّعيني الحمصي 32

1700 - الحكم بن مصعب القرشي 36

1701 - الحكم بن المطّلب بن عبد اللّه بن المطلب بن حنطب ابن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة القرشي المخزومي 37

1702 - الحكم بن معمر بن قنبر بن جحاش بن سلمة بن مسلمة بن ثعلبة ابن مالك بن طريف بن محارب أبو منيع الخضري 48

1703 - الحكم بن موسى بن أبي زهير و اسمه شير زاد أبو صالح البغدادي القنطري الزاهد 52

1704 - الحكم بن ميمون و يقال: ابن يحيى بن ميمون أبو يحيى الفارسي، المعروف بحكم الوادي 60

1705 - الحكم بن ميمون 62

1706 - الحكم بن مينا المدني، و يقال الشامي مولى أبي عامر الراهب الأنصاري 63

1707 - الحكم بن نافع أبو اليمان البهراني مولاهم الحمصي 69

1708 - الحكم بن النعمان مولى الوليد بن عبد الملك 80

1709 - الحكم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي 80

1710 - الحكم بن هشام بن عبد الرّحمن أبو محمّد الثقفي العقيلي، من آل أبي عقيل الثقفي الكوفي 83

1711 - الحكم بن يعلى بن عطاء أبو محمّد المحاربي الكوفي، المعروف بالدّغشي 90

ذكر من اسمه حكيم

1712 - حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ابن كلاب بن مرّة أبو خالد القرشي الأسدي 93

ص: 408

1713 - حكيم بن دينار أبو طلحة القرشي مولاهم 130

1714 - حكيم بن عبد اللّه بن المبارك الجمحي 132

1715 - حكيم بن عيّاش الأعور الكلبي 132

1716 - حكيم بن قبيصة بن ضرار الضّبّي 135

1717 - حكيم بن محمّد أبو الفضل 135

1718 - حكيم بن رزيق بن حكيم الفزاري مولاهم الأيلي 136

1719 - حلبس بن زيار بن غطيف و يقال حلبس بن غطيف بن حارثة بن سعد ابن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم ابن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيّئ الطائي 138

1720 - حلحلة بن قيس بن الأشيم بن يسار بن عمرو بن جابر ابن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان ابن بغيض الفزاري القيسي 139

ذكر من اسمه حمّاد

1721 - حمّاد بن عبد اللّه أبو الخير المعروف بالتيناتي 141

1722 - حمّاد بن عمر بن يونس بن كليب أبو عمر مولى بني سوأة المعروف بعجرد 141

1723 - حمّاد بن محمّد بن هبة اللّه أبو محمّد الغسّاني القطائفي 146

1724 - حمّاد بن مالك بن بسطام بن درهم أبو مالك الأشجعي الحرستاني 146

1725 - حمّاد بن المبارك أبو جعفر الأزدي 149

1726 - حمّاد بن أبي ليلى، و اسم أبي ليلى ميسرة - و يقال: سابور - أبو القاسم الكوفي المعروف بالرّواية 150

1727 - حمّاد و يقال: حامد بن يحيى 157

1728 - حمّاد بن يزيد بن أبي مريم الأنصاري 158

1729 - حمّاد أبو الخطّاب 158

1730 - حمّاد مولى بني أمية 160

1731 - حمّاد 160

ذكر من اسمه حمدان

1732 - حمدان بن عبد الرحيم الأثاربي الطبيب متأدب 161

1733 - حمدان بن غارم بن نيّار و اسمه أحمد، و حمدان لقب أبو حامد البخاري الزّندي 162

ص: 409

1734 - حمدان بن محمّد الجبيلي 163

1735 - حمدان أبو صالح 164

1736 - حمدون بن إسماعيل بن داود النديم أبو عبد اللّه الكاتب 164

ذكر من اسمه حمدية

1737 - حمديّة الخشّاب المصري 166

ذكر من اسمه حمد

1738 - حمد بن الحسين بن أحمد بن دارست أبو المحاسن الشّيرازي 169

1739 - حمد بن عبد اللّه بن علي أبو الفرج المقرئ 170

1740 - حمد بن محمّد أبو الشكر الأصبهاني المقرئ 170

ذكر من اسمه حمران

1741 - حمران بن أبان بن خالد بن عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة ابن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النّمر ابن قاسط بن هنب بن أفصى النّمري 172

1742 - حمران مولى عبيد اللّه بن زياد 179

ذكر من اسمه حمرة

1743 - حمرة بن عبد كلال، و هو ابن ليشرح بن عبد كلاب بن عريب الرّعيني 180

1744 - حمرة بن مالك بن سعد الهمداني 185

ذكر من اسمه حمزة

1745 - حمزة بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن العلوي 188

1746 - حمزة بن أحمد بن حمزة أبو يعلى القلانسي السبعي 188

1747 - حمزة بن أحمد بن علي بن معصرة و يقال: حمزة بن محمّد أبو يعلى الأنصاري المتعبّد 189

1748 - حمزة بن أحمد بن فارس أبو يعلى بن كرّوس السّلمي 190

1749 - حمزة بن أسد بن علي بن محمّد أبو يعلى التميمي المعروف بابن القلانسي العميد 191

1750 - حمزة بن بيض الحنفي 192

ص: 410

1751 - حمزة بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجنّ الحسين بن علي ابن محمّد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين ابن علي أبو يعلى بن أبي محمّد القاضي المعروف بفخر الدولة 197

1752 - حمزة بن الحسن بن المفرج أبو يعلى الأزدي المقرئ المعروف:

بابن أبي خيش، دلاّل الكتب 199

1753 - حمزة بن حراش أبو يعلى الهاشمي 199

1754 - حمزة بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 200

1755 - حمزة بن أبي طالب بن حمزة أبو الحسين المنبجي القاضي 201

1756 - حمزة بن أبي طاهر بن إسماعيل النقيب بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل ابن محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب أبو الحسن الحسيني ابن ابن عم محسن 201

1757 - حمزة بن عبد اللّه بن الحسين بن أبي بكر بن عبد اللّه أبو القاسم بن الشام الأطرابلسي الشاهد الفقيه الأديب 201

1758 - حمزة بن عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة الصيداوي 202

1759 - حمزة بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى ابن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب أبو عمارة القرشي العدوي المدني 203

1760 - حمزة بن عبد اللّه أبو يعلى 208

1761 - حمزة بن عبد الرزّاق بن محمّد بن سعيد أبو الحسن العطار الشاهد 208

1762 - حمزة بن عبد العزّى بن أبان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية الأموي 209

1763 - حمزة بن عثمان أبو الأغرّ العبيدي الحمصي 209

1764 - حمزة بن عثمان بن أحمد أبو يعلى الروماني الكشمني الصوفي المقرئ 209

1765 - حمزة بن علي بن حمزة أبو يعلى الجذامي 210

1766 - حمزة بن علي بن منصور الهروي 210

1767 - حمزة بن علي بن هبة اللّه بن الحسن بن علي أبو يعلى الثعلبي البزاز المعروف بابن الحبوبي 211

1768 - حمزة بن علي أبو يعلى بن العين زربي الشاعر 212

1769 - حمزة بن عمرو بن عويمر بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح ابن عديّ بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى أبو صالح - و يقال: أبو محمّد - الأسلمي 213

ص: 411

1770 - حمزة بن القاسم أبو محمّد الشامي 231

1771 - حمزة بن محمّد بن أحمد بن سلامة بن محمّد بن الحسين بن يزيد بن أبي جميل أبو يعلى البزاز المعروف بابن أبي الصقر 232

1772 - حمزة بن محمّد بن جعفر أبو يعلى بن الرّوّاس الأنصاري 233

1773 - حمزة بن محمّد بن الحسن بن علي بن نزار أبو القاسم، و يقال: أبو يعلى، البعلبكي 234

1774 - حمزة بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن علي بن محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل ابن عامر بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد أبو القاسم الزّبيري البغدادي 235

1775 - حمزة بن محمّد بن الحسن بن محمّد 235

1776 - حمزة بن محمّد بن حمزة بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو يعلى الزّيدي القزويني 236

1777 - حمزة بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد أبو طالب الجعفري الطوسي الصوفي 237

1778 - حمزة بن محمّد بن علي بن العبّاس أبو القاسم الكناني الحافظ المصري 239

1779 - حمزة بن واقد و يقال: حمزة بن يزيد الحضرمي 243

1780 - حمزة بن هبة اللّه بن سلامة بن أحمد بن محمّد بن سباع أبو يعلى القرشي العثماني 243

1781 - حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمّد و يقال: ابن إبراهيم ابن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن هشام بن العاص بن وائل أبو القاسم السّهمي الجرجاني الحافظ 244

1782 - حمظظ بن شريق بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج ابن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي 246

1783 - حملة بن نعيم الكلبي 247

1784 - حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم الكلبي ثم العليمي 247

1785 - حمل بن عبد اللّه الخثعمي 247

1786 - حميدان بن حراش - و يقال: حمدان - العقيلي 248

1787 - حميدان بن نصر بن حصين أبو جعفر البغدادي 248

ص: 412

ذكر من اسمه حميد

1788 - حميد بن أبي حميد، و اسم أبي حميد: تيرويه، و يقال: تير، و يقال: زادويه، و يقال طرخان و يقال: مهران، و يقال: عبد الرّحمن، و يقال داود أبو عبيدة الخزاعي 251

1789 - حميد بن ثوابة أبو القاسم الجذامي الأندلسي الوشقي 268

1790 - حميد بن ثور بن عبد اللّه بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة ابن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار و يقال: إنه أحد بني عمرو بن عبد مناف ابن هلال بن عامر بن صعصعة أبو المثنّى الهلالي 269

1791 - حميد بن أبي جندل 275

1792 - حميد بن أبي الجهم 276

1793 - حميد بن حبيب اللّخمي 276

1794 - حميد بن حريث بن بحدل الكلبي 276

1795 - حميد بن الحسن بن عبد اللّه أبو الحسن الوراق 277

1796 - حميد بن أبي حميد 278

1797 - حميد بن درّة هو حميد بن عمير 278

1798 - حميد بن زنجويه و اسمه: مخلد بن قتيبة بن عبد اللّه، و زنجويه لقب مخلد أبو أحمد الأزدي النسائي الحافظ 279

1799 - حميد بن زياد 283

1800 - حميد بن زياد الأصبحي 283

1801 - حميد بن سعيد المعروف بأبي العجائز بن خالد بن حميد بن صهيب ابن طليب بن نجيب بن عبد بن الصبر الأزدي 284

1802 - حميد بن عبد الملك بن المهلّب بن أبي صفرة، ظالم بن شرّاق الأزدي 284

1803 - حميد بن عبيد اللّه، أبي الجهم، بن حذيفة بن غانم ابن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج ابن عدي بن كعب القرشي العدوي المدني 284

1804 - حميد بن عقبة بن رومان أبو سنان الفراوي، و يقال القرشي 285

1805 - حميد بن عمرو، و يقال: ابن عمير بن مساحق بن قيس بن هدم بن رواحة بن حجر ابن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري 288

1806 - حميد بن فضالة بن عبيد الأنصاري 289

ص: 413

1807 - حميد بن قحطبة 289

1808 - حميد بن قيس أبو صفوان المكي الأعرج، مولى بني أسد بن عبد العزّى و يقال: مولى منظور بن زبّان الفزاري 291

1809 - حميد بن محمّد بن النّضير أبو الحسن التميمي البعلبكي 299

1810 - حميد بن مالك بن مغيث بن نصر بن منقذ بن محمّد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو الغنائم الكناني المنقذي المقلّب بمكين الدولة 299

1811 - حميد بن أبي المخارق الأزدي مولاهم الكاتب جد بني لجاج 301

1812 - حميد بن مسلم أبو عبيد اللّه القرشي، و يقال: أبو عبد اللّه 302

1813 - حميد بن معدي كرب 303

1814 - حميد بن معيوف بن يحيى الحجوري دمشقي 304

1815 - حميد بن منبّه بن عثمان اللّخمي 304

1816 - حميد بن نصر اللّخمي دمشقي 305

1817 - حميد بن هشام أبو هشام العنسي الدّاراني 305

1818 - حنش بن عبد اللّه بن عمرو بن حنظلة بن نهد بن قنان بن ثعلبة بن عبد اللّه ابن ثامر أبو رشدين السّبائي الصّنعاني 307

1819 - حنش بن قيس و يقال ابن علي و حنش لقب، و اسمه حسين أبو علي الرّحبي الصّنعاني الهمداني 315

ذكر من اسمه حنظلة

1820 - حنظلة بن جوية، و يقال حوية الكناني 321

1821 - حنظلة بن الربيع بن صيفي بن رباح بن الحارث بن معاوية بن مخاشن أبو ربعي التميمي ثم الأسيّدي 322

1822 - حنظلة بن صفوان بن تويل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرين ابن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب أبو حفص الكلبي 330

1823 - حنظلة بن الطّفيل السّلمي 332

1824 - حنظلة بن كثير الكلبي العبدودّي المزّي 333

1825 - حنينا أحد صدّيقي المسيح 333

1826 - حنيف بن رياب بن الحارث بن أمية الأنصاري 334

1827 - حواري بن زياد بن عمرو الأزدي العتكي البصري 335

1828 - حوثرة بن سهيل بن العجلان بن سهيل بن كعب بن عامر بن عمير بن رباح ابن عبد اللّه بن عبد بن قرّاص بن باهلة أبو المثنّى الباهلي 336

ص: 414

1829 - حوثرة بن عبد الرّحمن المصري 338

ذكر من اسمه حوشب

1830 - حوشب بن سيف أبو هبيرة، و يقال: أبو روح السّكسكي، و يقال: المعافري الحمصي 339

1831 - حوشب بن طخمة ذو ظليم و يقال حوشب بن التياغي بن غسان بن ذي ظليم ابن ذي أساز ممسان و يقال: حوشب ذو ظليم بن عمرو بن شرحبيل بن عبيد بن عمرو ابن حوشب بن الأظلوم بن ألهان بن شدد بن زرعة بن قيس بن صنعاء بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم ابن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير بن قطن بن عوف بن زهير بن أيمن ابن حمير بن سبأ الألهاني 342

1832 - حوشب الفزاري 347

1833 - حويطب بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤي أبو محمّد، و يقال: أبو الأصبغ القرشي العامري 348

1834 - حويت بن أحمد بن أبي حكيم أبو سليمان القرشي 364

ذكر من اسمه حويّ

1835 - حوي بن علي بن صدقة بن حوي أبو القاسم السكسكي القاضي 366

1836 - حوي بن عمرو بن حوي أخو نوح بن عمرو السّكسكي 367

1837 - حوي بن ماتع بن زرعة بن محصن بن حبيب بن ثور بن خداش، من بني عامر بن السكاسك 367

ذكر من اسمه حيّان

1838 - حيّان بن حجر 368

1839 - حيّان بن نافع مولى بني نصر بن معاوية 369

1840 - حيّان، و يقال حسان بن وبرة أبو عثمان المرّي، و يقال: النّمري، صاحب أبي بكر الصدّيق 370

1841 - حيّان أبو النضر الأسدي و يقال: الجرشي القارئ البلاطي 373

1842 - حيّان مولى أم الدّرداء 376

1843 - حيّاش - و يقال: جيّاش - بن قيس بن الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة القشيري 377

ص: 415

ذكر من اسمه حيدرة

1844 - حيدرة بن أحمد بن الحسين بن تراب الأنصاري المقرئ، المعروف: بالخروف 378

1845 - حيدرة بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن أبي الجن أبو طاهر الحسيني المعروف بالشريف السيد 379

1846 - حيدرة بن الحسن بن أحمد بن حيدرة أبو الحسين الأطرابلسي 379

1847 - حيدرة بن الحسين بن مفلح أبو المكرم المعروف بالمؤيد 380

1847 - م - حيدرة بن علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسين أبو المنجا ابن أبي تراب القحطاني الأنطاكي 381

1848 - حيدرة بن منزو ابن النبهان أبو المعلى الكتامي المعروف بحصن الدولة 383

1849 - حيويل بن ناشرة بن عبد عامر بن أيم بن الحارث أبو ناشرة الكنعي مصري 383

1850 - حيويل بن يسار بن حيي بن قرط بن سهيل بن المقلد بن معدي كرب ابن عريق بن سكسك بن أشرس بن كندة بن عفير أبو كبشة السّكسكي 384

ذكر من اسمه حيوة

1851 - حيوة بن شريح الكلاعي اليماني 386

1852 - حييّ 386

1853 - حييّ بن هزال السّعدي 387

1854 - حييّ بن أبي كثير الجذامي مولاهم الحرستاوي 388

حرف الخاء

ذكر من اسمه خارجة

1855 - خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف ابن مالك بن النّجّار أبو زيد الأنصاري الخزرجي النجاري المدني الفقيه 389

1856 - خارجة بن مصعب بن خارجة أبو الحجاج الضبعي الخراساني السرخسي 399

الفهرس 407

ص: 416

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.