تاریخ مدینة دمشق المجلد 13

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الثالث عشر

تتمة حرف الحاء

ذكر من اسمه الحسن

اشارة

ذكر من اسمه الحسن (1)

تتمة حرف الالف في آباء من اسمه الحسن

ذكر من اسم أبيه أحمد ممن اسمه الحسن
1275 - الحسن بن أحمد بن جعفر

1275 - الحسن (2) بن أحمد بن جعفر

أبو القاسم البغدادي الصّوفي (3)

سمع بدمشق أبا بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (4) الكلبي (5)،و ببغداد:

إسماعيل بن العبّاس الورّاق، و عبد اللّه بن محمد بن زياد الفقيه.

روى عنه: القاسم عبيد اللّه بن أحمد الصيرفي، و أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير، نا أبو القاسم الحسن بن أحمد بن جعفر الصّوفي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن زياد الخراساني، قال: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول: من تعلم القرآن عظمت قيمته، و من نظر في الفقه نبل مقداره، و من تعلم اللغة رقّ طبعه، و من تعلم الحساب تجزّل رأيه، و من كتب الحديث قويت حجته، و من لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.

قال: و قال لنا أبو بكر الخطيب (6):الحسن بن أحمد بن جعفر أبو القاسم الصّوفي، حدّث عن إسماعيل بن العباس الوراق، و عبد اللّه بن محمد بن زياد

ص: 3


1- بالأصل «الحسين» خطأ.
2- بالأصل «الحسين» خطأ.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 276/7.
4- بالأصل «ريان» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- فوق اللفظة إشارة تحويل، و على هامش الأصل «الكندي» و بجانبها كلمة صح.
6- تاريخ بغداد 276/7.

النيسابوري، و أحمد بن سليمان بن زبّان الدمشقي و غيرهم، حدّثنا عنه الأزهري، و محمد بن عمر بن بكير المقرئ.

1276 - الحسن بن أحمد بن أبي حازم

حدّث عنه (1) محمد بن علي الحافظ .

أخبرني أبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن أبي سعيد الفامي، و أبو المظفر عبد الفاطر بن أبي بكر السّقطي - بهراة - قالا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي بكر السّقطي الهروي، قال عبد الفاطر جدي - فيما قرئ عليه و أنا حاضر - أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الجارودي الحافظ ، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن أحمد بن سعيد الأنماطي، نا محمد بن علي الحافظ ، نا الحسن بن أحمد بن أبي حازم - بدمشق - نا محمد بن يوسف الفريابي، نا سفيان، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عباس قال: شرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ماء زمزم و هو قائم.

1277 - الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد

ابن ربيعة بن سلام بن عبيد اللّه

أبو علي الهمداني (2) المقرئ المعروف بأبي الناعس (3)

حدّث عن أبي عمرو محمد بن عبد اللّه السّوسي، و إبراهيم بن إسماعيل بن زرارة البالسي، و أبي (4) القاسم عبد الرّحمن بن يحيى بن زكريا، و يزيد بن محمد بن عبد الصمد، و أبي زرعة بن عمرو (5)،و أبي علي محمد بن عاصم الدمشقيين، و أحمد بن عبد اللّه بن زياد الإيادي الجبلي، و هلال بن العلاء، و روح بن الفرج، و محمد بن إبراهيم بن كثير الصّوري و غيرهم.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو هاشم المؤدّب، و أبو سليمان بن زبر.

ص: 4


1- بالأصل «عن» و الصواب ما أثبت، و سيرد أثناء الحديث صوابا.
2- في مختصر ابن منظور 310/6 «الهمذاني».
3- المختصر: أبي الناغس.
4- بالأصل:«و أبو».
5- انظر ترجمته في سير الأعلام 8/5.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي - بأصبهان - أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن سليم، نا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن يوسف المكتب - و يعرف بابن بردة - أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني، نا أبو عمرو محمد بن عبد اللّه السّوسي، نا حجاج بن منهال، نا حماد بن [سلمة و] (1)علي بن زيد، و ثابت، و حميد، و صالح الأعلم، و يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«الصّلوات و الجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنب الكبائر»[3020].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا إبراهيم بن الحجاج الشامي، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، و حميد، و يونس، و علي بن زيد، و صالح، و حبيب، و زياد الأعلم في آخرهن عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن الصّلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنب الكبائر»[3021].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو علي الحسن بن أحمد الهمداني و نسبه كما في الترجمة قال و يعرف بأبي الناعس المقرئ، مات و أنا بدمشق في سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر (2)،أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و في شوال يعني من سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة توفي أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن ربيعة بن سلام الهمداني أبو الناعس بدمشق.

ص: 5


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و الزيادة لازمة اقتضاها السياق انظر ترجمة حجاج بن منهال في تهذيب التهذيب 447/1.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل
1278 - الحسن بن أحمد بن أبي سعيد الجنّابي

1278 - الحسن (1) بن أحمد بن أبي سعيد الجنّابي (2)

و اسمه الحسن بن بهرام، و يقال: الحسن بن أحمد

ابن الحسن بن يوسف بن كوذكار يقال أصله من الفرس

أبو محمد القرمطي المعروف بالأعصم (3)

ولد بالأحساء (4) في شهر رمضان سنة ثمان و سبعين و مائتين، و غلب على الشام في ذي الحجّة سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة و ولّى على دمشق وشاحا السّلمي، ثم رجع إلى الأحساء في (5) صفر من سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة ثم خرج إلى الشام ثانية سنة ستين و ثلاثمائة فدخل دمشق يوم الخميس لست خلون من ذي القعدة في سنة ستين و كسر جيش جعفر بن فلاح و قتل جعفر الذي كان افتتح دمشق للمصريين و رحل عنها يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة، و توجه إلى مصر فحصرها في مستهل ربيع الأول سنة إحدى و ستين شهورا و استخلف على دمشق ظالم بن مرهوب العقيلي ثم توجه راجعا إلى الأحساء في شهر ربيع الأول سنة إحدى و ستين ثم رجع إلى الشام، و مات بالرملة لسبع بقين من رجب سنة ست و ستين و ثلاثمائة و هو إذ ذاك يظهر طاعة عبد الكريم الطائع لله ابن المطيع.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه قال: دفع إليّ بجير - شيخ من جند المصريين - ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها الحسن بن أحمد الأعصم سنة ستين و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، عن أبي القاسم التنوخي، أخبرني أبو عبد اللّه الحسين بن عثمان الخرقي الفارقي الحنبلي التميمي، قال: كنت بالرملة سنة ست و خمسين و ثلاثمائة و قد ورد إليها أبو علي القرمطي القصير الثياب، فاستدناني منه

ص: 6


1- بالأصل «الحسين» سهو من الناسخ.
2- هذه النسبة إلى جنابة بفتح الجيم و تشديد النون و هي بلدة صغيرة من سواحل فارس، بين جنابة و سيراف أربعة و خمسون فرسخا (الوافي بالوفيات 373/11).
3- ترجمته في تاريخ أخبار القرامطة ص 95 الوافي بالوفيات 373/11 و سير أعلام النبلاء 274/16 و انظر بحاشيتيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- الأحساء: بالفتح و المد، مدينة بالبحرين معروفة مشهورة (معجم البلدان).
5- بالأصل «من».

و قربني إلى خدمته فكنت ليلة عنده إذ أحضر الفراشون الشموع فقال (1) لأبي نصر بن كشاجم - و كان كاتبه - يا أبا نصر ما يحضرك في صفة هذه الشموع ؟ فقال: إنما نحضر في مجلس السيد لنسمع من كلامه، و نستفيد من أدبه. فقال أبو علي في الحال بديها، و أنشدناه:

و مجدولة مثل صدر القناة *** تعرّت و باطنها مكتسي

لها مقلة (2) هي روح لها *** و تاج على هيئة البرنس

إذا غازلتها الصّبا حرّكت *** لسانا من الذّهب الأملس

و إن رنقت لنعاس عرا *** و قطّعت من الرأس لم تنعس

و تنتج في وقت تلقيحها *** ضياء يجلّي دجى الحندس

فنحن من النور في أسعد *** و تلك من النار في أنحس

فقام أبو نصر بن كشاجم و قبّل الأرض بين يديه، و سأله أن يأذن له في إجازة الأبيات فأذن له فقال:

و ليلتنا هذه ليلة *** تشاكل أشكال (3) إقليدس

فيا ربّه العود حثّي الغناء *** و يا حامل الكأس لا تحبس (4)

فتقدم بأن يخلع عليه، و حمل إليه صلة سنية، و إلى كل واحد من الحاضرين.

و كتب الحسن بن أحمد الأعصم إلى جعفر بن فلاح والي دمشق (5):

الكتب معذرة و الرّسل مخبرة *** و الحق (6) متّبع و الخير موجود

و الحرب ساكنة و الخيل صافية (7) *** و السلم مبتذل و الظل ممدود

فإن أنبتم فمقبول إنابتكم *** و إن أبيتم فهذا الكور مشدود

ص: 7


1- الخبر في الوافي بالوفيات 375/11-376 و سير أعلام النبلاء 375/16 و انظر فوات الوفيات 319/1.
2- الوافي: فعلة.
3- سير الأعلام: أوضاع.
4- سير الأعلام:«لا تنعس» و في الوافي:«لا تجلس».
5- الأبيات في البداية و النهاية 287/11 و سير الأعلام 276/16.
6- السير: و الجود.
7- السير: صافنة.

على ظهور المطايا أو يردن بنا *** دمشق و الباب ممدود و مردود

إني امرؤ ليس من شأني و لا أربي *** طبل يرنّ و لا ناي و لا عود

و لا اعتكاف على خمر مجمرة *** و ذات دلّ لها دلّ و تفنيد

و لا أبيت بطين البطن من شبع *** و لي رفيق خميص البطن مجهود

و لا تسامت بي الدنيا إلى طمع *** يوما و لا غرّني فيها المواعيد

و من مختار شعر الأعصم قوله (1):

له مقلة صحّت و لكن جفونها *** بها مرض يسبي القلوب و يتلف

و خد كورد الروض يجنى بأعين *** و قد عزّ حتى أنه ليس يقطف

و عطفة صدغ لو تعلّم عطفها *** لكان (2) على عشاقه يتعطّف

و قوله:

يا ساكن البلد المنيف تعزّزا *** بقلاعه و حصونه و كهوفه

لا عزّ إلاّ للعزيز بنفسه *** و بخيله و برجله و سيوفه

و بقبّة بيضاء قد ضربت على *** شرف الخيام لجاره و حليفه

قرم إذا اشتد الوغى أردى العدا *** و شفى النّفوس بضربه و وقوفه

لم يرض بالشرف التليد لنفسه *** حتى أشاد تليده بطريفه

و قوله (3):

إني و قومي في أحساب قومهم *** كمسجد الخيف في بحبوحة الخيف

ما علّق السيف منا بابن عاشرة *** إلاّ و همّته أمضى من السّيف

و قوله في علته:

و لو أنّي ملكت زمام أمري *** لما قصّرت عن طلب النجاح

و لكني ملكت فصار حالي *** كحال البدن في يوم الأضاحي

يقدن إلى الردى فيمتن كرها *** و لو يسطعن طرن مع الرياح

ص: 8


1- الأبيات في سير أعلام النبلاء 276/16.
2- عجزه في السير: لكانت على عشاقها تتعطف.
3- البيتان في الوافي 376/11.
1279 - الحسن بن أحمد بن الحسن بن سعيد

أبو محمد الصيداوي البزاز

سمع بدمشق أبا القاسم بن الطبيز (1)،و أبا الحسن بن السمسار.

روى عنه: عمر الدّهستاني.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي، نا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدّهستاني، أنا الحسن بن أحمد بن الحسن بن سعيد البزاز أبو محمد - بصيدا-، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن طبيز الحلبي بدمشق ح.

و أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو القاسم بن الطّبيز، أنا محمد بن عيسى البغدادي - بحلب - نا محمد بن غالب - زاد الدّهستاني: ابن حرب - نا عثمان بن الهيثم، نا عوف، عن الحسن، عن أمّه، عن أم سلمة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال لعمار:«تقتلك الفئة الباغية، قاتلك في النار»[3022].

1280 - الحسن بن أحمد بن الحسين - و يقال: ابن الحسن -

1280 - الحسن (2) بن أحمد بن الحسين - و يقال: ابن الحسن -

أبو علي المصّيصي الورّاق الخوّاص

حدّث عن سليمان بن محمّد الخزاعي، و أبي عبد اللّه محمد بن عمر الغلفي (3).

روى عنه تمام بن محمد [الرازي].

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني و نقلته من خطه، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري، أنا تمام بن محمد الرازي، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسين الخوّاص المصّيصي - في مسجد باب الجابية - نا أبو عبد اللّه محمد بن عمر الغلفي - بجامع طرسوس - نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه الهاشمي الرّقّي - بالرملة - قال:

دخلت في بلاد الهند إلى بعض قراها فرأيت شجر ورد أسود، ينفتح عن وردة كبيرة طيبة

ص: 9


1- اسمه عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد ترجمته في سير الأعلام 497/17.
2- بالأصل «الحسين» سهو من الناسخ.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى غلف، كذا في الأنساب.

الرائحة، سوداء عليها مكتوب كما تدور بخط أبيض: لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه، أبو بكر الصّدّيق، عمر الفاروق فشككت في ذلك، و قلت إنه عمل معمول فعمدت إلى جنبذة (1) لم تفتح، ففتحتها فكان فيها وردة سوداء، فيها مكتوب بخط أبيض كما رأيت في سائر الورد، و في البلد منه شيء عظيم، و أهل تلك القرية يعبدون الحجارة لا يعرفون اللّه عزّ و جلّ (2).

1281 - الحسن بن أحمد بن صالح

1281 - الحسن (3) بن أحمد بن صالح

أبو محمد السّبيعي الكوفي الحافظ

حدّث عن محمد بن حبّان البصري، و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و أبي بكر البرديجي، و أبي جعفر الطبري، و الحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، و يموت بن المزرع، و عمر بن أيوب السّقطي، و قاسم [بن زكريا] المطرز، و أبي معشر الدارمي، و عمر بن محمد بن نصر الكاغدي، و أبي عثمان سعيد بن عثمان الورّاق، و جعفر بن محمد النيسابوري، و محمد بن الفضل بن العباس - نزيل حلب-، و علي بن عبد الحميد الغضائري، و عبد اللّه بن ثابت بن يعقوب.

روى عنه: أبو الحسن (4) الدار قطني، و أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو نعيم الأصبهاني، و أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير.

و قدم دمشق و ذاكر بها.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - بقراءتي عليه - أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح، أنا أبو الحسن علي بن عمر، حدّثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الحلبي من كتابه، نا علي بن أحمد الجرجاني، نا محمد بن يحيى بن كثير الحرّاني، نا محمد بن

ص: 10


1- الجنيد بالضم، كالجلنار من الرمان (القاموس).
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2255/5.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 272/7 و بغية الطلب لابن العديم 2257/5 و سماه: الحسن بن أحمد بن صالح بن إسماعيل بن عمر بن حماد بن حمزة السبيعي، أبو محمد الكوفي ثم الحلبي الحافظ . و الوافي بالوفيات 379/11 و سير أعلام النبلاء 296/16 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- بالأصل «أبو الحسين» خطأ.

موسى بن أعين، نا إبراهيم بن يزيد بن مردانبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبيد اللّه بن جرير، عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنكم سترون ربكم» الحديث[3023].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1) و أبو محمد يحيى بن علي بن محمد الطراح، و أبو منصور بن زريق قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو الحسن الدار قطني، نا الحسن بن أحمد بن صالح الكوفي، نا عبد اللّه بن إسحاق بن أبي مسلم الصّفري، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أبو أسامة، حدّثني يزيد بن عبد اللّه، عن أبي بردة، عن أبي موسى أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن اللّه تعالى إذا أراد رحمة أمّة من عباده قبض نبيّها قبلها، فجعله لها فرطا و سلفا بين يديها، و إذا أراد هلاكها عذبها و نبيها حيّ ، فأهلكها و هو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذّبوه و عصوا أمره»[3024].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا محمد عبد الرّحمن، أنا أبو العباس أحمد بن محمد البالوي، نا أبو عبد اللّه محمد بن المسيّب (2) الأرغياني ح.

و أخبرناه أبو محمد هبة اللّه بن سهل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد قالوا: أنا سعيد بن محمّد، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا محمّد بن المسيب ح.

و أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم و أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد قالوا: أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا - و قال أبو المظفر: حدّثنا - محمد بن المسيّب ح.

و أخبرناه أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم، أنا عمر بن أحمد بن مسرور، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن إسحاق البالوي، و أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان المذكر، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن المسيّب الأرغياني، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أبو أسامة، نا يزيد بن عبد اللّه، نا أبو بردة - و في حديث ابن حمدان: عن أبي بردة - عن أبي موسى، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن اللّه عز و جل إذا أراد رحمة أمّة من

ص: 11


1- بالأصل «المزرقي» خطأ.
2- ترجمته في سير الأعلام 422/14.

عباده قبض نبيها - زاد زاهر: قبلها - فجعله لها فرطا و سلفا بين يديها، و إذا أراد هلاكها عذبها و نبيّها حي فأقر عينه هلكتها حين كذبوه و عصوا أمره»- و في حديث ابن حمدان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[3025].

سمعت أبا عبد اللّه الفراوي و أبا القاسم زاهر بن طاهر يقولان: سمعنا محمد بن عبد الرّحمن الجنزرودي يقول: سمعت أبا العبّاس يقول: سمعت محمد بن المسيّب يقول: كتب هذا الحديث عني محمد بن إسحاق بن خزيمة.

و قال ابن مسرور: قال أبو العباس و أبو منصور قال أبو عبد اللّه الأرغياني سألني عن هذا الحديث إمام الأئمّة محمد بن إسحاق بن خزيمة فحدثته به.

و قال أبو الحسين مسلم بن الحجاج في صحيحه فيما أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو أحمد الجلودي، أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، قال: سمعت مسلما يقول: أخبرت عن أبي أسامة ممن رواه عنه إبراهيم بن سعيد فذكره.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون و أبو الحسن بن سعيد قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):الحسن بن أحمد بن صالح أبو محمد السّبيعي سمع محمد بن حبان البصري، و عبد اللّه بن ناجية، و أحمد بن هارون البرديجي، و محمد بن جرير الطبري، و الحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، و يموت بن المزرع العبدي، و عمر بن أيوب السّقطي، و قاسم بن زكريا المطرز، و أبا معشر الدارمي، و عمر بن محمد بن نصر الكاغدي، و جماعة من الغرباء بحلب، روى عنه الدارقطني، و حدّثنا عنه أبو بكر البرقاني، و أبو نعيم الأصبهاني، و أبو طالب محمد بن الحسين (2) بن بكير و غيرهم.

و كان ثقة حافظا مكثرا، و كان عسرا في الرواية، و لما كان بآخرة عزم على التحديث و الإملاء في مجلس عام فتهيأ لذلك و لم يبق إلاّ تعيين يوم المجلس فمات.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا: أنا أبو بكر بن خلف الشيرازي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سألت أبا

ص: 12


1- تاريخ بغداد 272/7-273.
2- كذا بالأصل و سير الأعلام و ابن العديم، و في تاريخ بغداد:«الحسن».

محمد الحسن بن محمد بن صالح السّبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس فقال: لهذا الحديث قصة تدل على عوار من لا يصدق في المذاكرة: قرأ علينا عبد اللّه بن محمد بن ناجية مسند فاطمة بنت قيس سنة ثلاثمائة فدخلت على أبي بكر الباغندي عند منصرفي من (1) مجلس ابن ناجية فسألني من أين جئت ؟ فقلت: من مجلس ابن ناجية، قال: و أيش قرأ عليكم اليوم ؟ فقلت: أحاديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس. فقال: مرّ لكم عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن الشعبي فنظرت في الجزء فلم أجد فقال: اكتب: ذكر أبو بكر بن أبي شيبة قلت: عن من فمنعته عن التدليس و طالبته بالسماع فقال: حدّثني محمد بن عبيدة الحافظ ، حدّثني محمد بن المعلى الأثرم، حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة، نا محمد بن بشر العبدي، عن مالك بن مغول، عن إسماعيل بن رجاء، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم «قصّة الطلاق و السّكنى و النفقة» ثم انصرفت إلى حلب، و كان عندنا بحلب بغدادي يحفظ يعرف بابن (2) سهل، فذكرت له هذا الحديث فخرج إلى الكوفة و ذاكر أبا العباس بن سعيد به. فقال أبو العباس: ليس عند إسماعيل بن رجاء عن الشعبي. قال ثم وجد أبو العباس لإسماعيل بن رجاء، عن الشعبي فقال لي: قد وجدت عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي حرفين. قال السّبيعي فقال لي: فكتب ابن عقدة هذا الحديث عن ابن سهل، عن الباغندي قال السّبيعي: فاجتمعت مع فلان و سمّى شيخا من أكابر حفاظ الحديث بحلب سنة ست عشرة و ثلاثمائة فذاكرته به في جملة أبواب ذكرناها فلم يعرفه، ثم اجتمعنا بالرملة فذاكرته به فلم يعرفه، ثم اجتمعنا بعد ذلك بسنين بدمشق فاستعادني إسناده تعجبا و لم يعرفه، ثم اجتمعنا ببغداد بعد ذلك بسنين، فذكرنا هذا الباب، فقال لي: حدّثناه أبو القاسم علي بن إسماعيل الصّفار، نا أبو بكر الأثرم، نا أبو بكر بن أبي شيبة - و لم يعلم أن هذا الأثرم غير ذاك - قال السّبيعي: فذكرت قصتي هذه لفلان المقيد و أتى عليه سنون فحدث بالحديث عن الباغندي، و حكى أنه دخل الكوفة و أن أبا العباس [بن] سعيد سأله عنه فذكر القصّة كما وقع لي، أضافها إلى نفسه، ثم قال السّبيعي: المذاكرة تكشف عن مثل هذا، و قال لي السّبيعي: تذكر هذا الباب ؟ فقلت:

ص: 13


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بخط مغاير.
2- بالأصل «بأبي» و المثبت عن ابن العديم، و سيرد صوابا.

عن قرّة بن خالد، عن سيار، عن الشعبي، فقال: حدّثنا عن يحيى بن حكيم، عن خالد بن الحارث، عن قرّة، ثم قال لي: أتحفظ عن سعد الكاتب، عن الشعبي ؟ قلت:

لا، فقال: حدّثنا عن نصر بن علي، عن عبد اللّه بن داود الخريبي فقال: حدّثنا سعد الكاتب عن الشعبي، قلت: ابن ناجية حدثكم ؟ قال: لا أدري، فقال أبو الحسن الدار قطني: نعم ابن ناجية حدثهم به، و السّبيعي ساكت. قلت له: عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت،[عن أبيه] (1) عن الشعبي فقال: لا أعرفه، ثم قال: تعرف عبد اللّه بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أوحي إلى [محمد صلّى اللّه عليه و سلّم في] (2) يحيى بن زكريا؟ فقلت: حدّثناه الشافعي عن المسمعي عن أبي نعيم، فقال:

المسمعي: لا يذكر حديثا عن حميد بن الربيع الخزّاز، حدّثنا أبو نعيم قلت: و قد تكلّم في حميد، فقال: حدثني محمد بن إبراهيم بن جابر الفقيه، و حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن حميد بن الربيع ؟ فقال: دعوا المسكين و عن ما ذا يسأل عن أمره ؟ ثم قال لي السّبيعي: تحفظ عن خالد الحذّاء عن رجل عن الشعبي ؟ قلت: لا، قال: حدّثنا عن محمد بن يحيى القطعي، نا عبد الأعلى عن خالد، فقال له أبو الحسن: ما كتبته في الدنيا إلاّ عنك عن ابن ناجية [قال الحاكم أبو عبد اللّه:] (3) هذا مجلس كبير عندي مكتوب، و لي معه مجالس على هذا النحو.

قال الحاكم: حضرت مجلس أبي الحسن القنطري في محلته ببغداد، و حضر أبو سعيد بن أبي عثمان و أبو الحسين بن العطار، و أبو بكر بن القطيعي، و الحسن بن علاّن و غيرهم فلما فرغنا من القراءة ذكرنا طرق الغار، فدخل الشيخ يذكر معنا فقال: حدّثنا أبو قلابة عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة و ما ذكر غير هذا، فلما بلغنا آخر الباب قال لنا الشيخ: عندكم عن جويرية بن أسماء، عن نافع قلنا: لا، فقال:

حدّثناه معاذ بن المثنى، حدّثنا ابن أخي جويرية، عن جويرية فكتبنا بأجمعنا الحديث، و أنا أشهد باللّه أنه و اهم فيه.

قرأت بخط أبي محمد عبد الغني بن سعيد، ثم أنبأنيه أبو طاهر بن الحنّائي، أخبرنيه أبو التمام كامل بن أحمد بن أبي جميل عنه، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن

ص: 14


1- الزيادة عن ابن العديم 2260/5.
2- زيادة عن ابن العديم 2261/5.
3- زيادة عن ابن العديم 2261/5.

عيسى السعدي - في كتابه-، أنا عبد الغني بن سعيد، قال: سمعت أبا الحسن علي بن عمر رحمه اللّه يقول (1):سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السّبيعي يقول:

كنت بمصر في مجلس حمزة بن محمد الكناني و في المجلس جماعة من أصحاب الحديث، و جرت المذاكرة، فذكرت لحمزة بن محمد هذا الحديث - يعني حديث عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، عن زائدة، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن عائشة [قال: صلى النبي] (2) صلّى اللّه عليه و سلّم في ثوب بعضه عليّ ، فأنكره غاية النكير، و لحقني من ذلك أمر عظيم، و كان في المجلس رجل قد كتب عن أبي العباس بن عقدة جمعه، حديث أبي حصين فقال: أنا آتيكم بحديث أبي حصين لابن عقدة، فمضى و أتى به.

فنظروا فيه فلم يجدوه، و إذا هم ينظرونه في حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، فأخذت الكتاب فأخرجته من ترجمة أبي صالح، عن عائشة، قد حدث به ابن عقدة، عن علي بن حسين بن حبان، فسري عني. قال عبد الغني: و كان هذا الحديث عند حمزة، عن أبي يعلى، عن أبي خيثمة، عن عبد الصمد، عن زائدة نفسه ليس فيه شعبة، عن زائدة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، قال (3):حدّثت عن أبي الحسن الدار قطني، قال: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السّبيعي يقول:

قدم علينا الوزير جعفر بن الفضل (4) أبو الفضل إلى حلب فتلقاه الناس فكنت فيمن تلقاه فعرف أني من أصحاب الحديث فقال: تعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة كل واحد منهم عن صاحبه ؟ فقلت: نعم، و ذكرت له حديث السّائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزّى، عن عبد اللّه بن السعدي، عن عمر بن الخطاب في العمالة. قال: فعرف لي ذلك و صارت لي به عنده منزلة.

قال الخطيب (5):قال لنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي: رأيت أبا الحسن الدار قطني جالسا بين يدي أبي محمد السّبيعي كجلوس الصبيّ بين يدي المعلم هيبة له.

ص: 15


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2261/5.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و كتب مكانها فوق السطر كلمة «كذا» و المستدرك عن بغية الطلب.
3- تاريخ بغداد 273/7.
4- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد: الوزير الفضل بن جعفر أبو الفتح.
5- تاريخ بغداد 273/7.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو محمد السّبيعي يوم الاثنين السّابع عشر من ذي الحجّة سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، و كان ثقة قد كتب كتابا كبيرا، و كان يحفظ حفظا حسنا، و يذاكر، و كان عسرا في الحديث، و كان له أخلاق غير مرضية.

1282 - الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن موسى بن غلّورا

1282 - الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن موسى بن غلّورا (2)

أبو علي الغافقي الأندلسي الميورقي الفقيه المالكي

المعروف بابن العنصري (3)

ذكر فيما قرأته بخطه: إنه ولد بميورقة (4) سنة تسع و أربعين و أربعمائة، و أنه سمع ببلده من أبي (5) القاسم عبد الرّحمن بن سعيد الفقيه، و ابن عمه الفقيه أبي عبد اللّه محمد بن عبد (6) الرّحمن بن غلوز، و ببيت المقدس من أبي بكر محمد بن الوليد بن محمد الطّرطوشي، و أبي سعد أحمد (7) بن علي الرهاوي و بمكة من حسين بن علي الطبري، و أبي نصر البندنيجي، و ببغداد من ثابت بن بندار، و أبي طاهر أحمد بن علي بن سوار، و طراد بن محمد النقيب، و نصر بن أحمد بن البطر، و الحسين بن أحمد بن طلحة، و المبارك بن عبد الجبّار، و جعفر السّراج، و بدمشق الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم، و أبا محمد بن فضيل، و أبا الفضل بن الفرات، و أبا القاسم النسيب، و أبا محمد بن الأكفاني.

سمع منه: ابنا صابر و أحمد بن سلامة الأبّار و غيرهم بدمشق في قدمته الثانية إليها و كتب خطه بالإجازة لهم في سنة إحدى و تسعين و أربعمائة. و خرج عن دمشق متوجها

ص: 16


1- تاريخ بغداد 273/7-274.
2- ضبطت في الوافي بالوفيات بفتح الغين المعجمة و ضم اللام المشددة و سكون الواو و بعد الراء ألف. و بالأصل «غلوزا» و في معجم البلدان: علون.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 396/11 و معجم البلدان «ميورقة».
4- ميورقة بالفتح ثم الضم جزيرة في شرقي الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة.
5- بالأصل:«سمع من بلدة بأبي» و المثبت عن معجم البلدان.
6- بالأصل:«عبيد».
7- في الوافي: حمد.

إلى بلاده يوم الاثنين الخامس و العشرين من ذي الحجة من سنة إحدى و تسعين (1)و أربعمائة.

1283 - الحسن بن أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن بهرام

أبو علي التبريزي الفارسي

حدّث ببيروت و قدمها طالب حديث عن أحمد بن عبد الباقي بن الحسن الموصلي.

كتب عنه رفيقه عمر الدّهستاني.

1284 - الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد

ابن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان

أبو عبد اللّه بن أبي الحسن بن أبي الحديد السّلمي الخطيب المعدل

حكم بين الناس بدمشق حين عزل القاضي الغزنوي إلى حين وصول الشّهرستاني من الحج في أيام تاج الدّولة.

روى عن أبيه، و أبي الحسن بن السمسار، و أبي الحسن بن عوف، و أبي الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن العين زربي (2)،و أبي القاسم بن الطّبيز، و أبي طاهر الحسين بن محمد بن عامر المقرئ و المسدّد بن علي الأملوكي، و أبي الحسن علي بن الحسن الرّبعي، و أبي عبد اللّه بن سلوان و أبي عبد اللّه محمد بن موسى بن محمد الفحام، و منصور بن رامش، و أبي الحسن العتيقي، و أبي القاسم الحسين بن المظفر بن الحسين الهمداني، و الفضل بن سهل المروزي، و أبي الوليد الحسن بن محمد بن علي بن محمد الذربني و أبي بكر أحمد بن حريز بن أحمد السّلماسي، و أبي علي و أبي الحسين ابني أبي نصر، و أبي علي الأهوازي، و رشأ بن نظيف.

حدّثنا عنه ابن ابنه أبو الحسين الخطيب، و أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمد بن الأكفاني و ابن طاوس، و أبو المجد بن المحبوبي، و أبو القاسم بن

ص: 17


1- في معجم البلدان سنة 471 بالأرقام، و في الوافي بالحروف سنة 491 كالأصل.
2- هذه النسبة إلى عين زربة بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها و حران قاله السمعاني، و أنكر ابن الأثير في اللباب ذلك و قال: تقارب طرسوس و أذنة و كانت من ثغور المسلمين.

عبدان، و ابن السّوسي، و الحسين بن الحسن بن البن، و أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور المقدسي الخشاب، و أبو الحسن علي بن أحمد بن جعفر الحرستاني و هو آخر من حدث عنه.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي - إملاء - أنا القاضي أبو عبد اللّه بن أبي الحسن بن أبي الفضل بن أبي بكر بن أبي الحديد - بقراءتي عليه - نا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب،- قراءة عليه - نا أبو زرعة، نا يحيى بن صالح، نا سليمان بن بلال، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن معمر، أنا أبو يونس مولى عائشة أخبره أنه سمع عائشة تقول: أتى رجل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فسأله فقالت عائشة و أنا وراء الباب أسمع فقال: يا رسول اللّه إني أدركتني صلاة الصبح و أنا جنب و كنت أريد الصيام أ فأصوم ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قد تدركني صلاة الصبح و أنا [جنب، ثم أغتسل و أصبح] (1) صائما (2)» فقال: يا رسول اللّه: إنّي لست كهيئتك، قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر.

فقال رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم:«إني لأرجو أن أكون أخشاكم للّه عزّ و جلّ و أعرفكم بما اتّقي»[3026].

أخبرناه عاليا أبو الفتح محمد بن علي المصري، أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا محمد بن زنبور، نا إسماعيل بن جعفر، نا عبد اللّه و هو أبو طوالة: أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة أن رجلا جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يستفتيه و هي تسمع من وراء الباب فقال: يا رسول اللّه تدركني الصلاة و أنا جنب أ فأصوم ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و أنا تدركني الصّلاة و أنا جنب فأصوم» قال: لست مثلنا يا رسول اللّه، إن اللّه عز و جل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر فقال:«و اللّه إني لأرجو أن أكون أخشاكم للّه و أعلمكم بما اتّقي»[3027].

حدثني أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، قال: قال لي القاضي أبو عبد اللّه الخطيب: مولدي في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة و أربعمائة.

ص: 18


1- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
2- رسمها بالأصل «صائم» و «صائما» قد تقرأ بالصيغتين، و الصواب ما أثبت.

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني: سنة اثنتين و ثمانين و أربعمائة فيها توفي القاضي الخطيب أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السّلمي - رحمه اللّه - يوم الثلاثاء السّادس عشر من ذي الحجة بدمشق.

1285 - الحسن بن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا

1285 - الحسن (1) بن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا

أبو محمد بن أبي الحسن

روى عن أبيه، و أبي الحسن أحمد بن أنس بن مالك، و هارون بن موسى بن شريك الأخفش المقرئ.

روى عنه تمام بن محمد، و أبو عبد اللّه بن مندة.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا - قراءة عليه، سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة - نا أحمد بن أنس، نا هشام بن خالد، نا شعيب - يعني - ابن إسحاق، أخبرني الحسن بن دينار، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال:

تزوجها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حراما و بنى بها حلالا و ماتت بسرف (2) فذلك قبرها تحت السقيفة يعني ميمونة. غريب.

1286 - الحسن بن أحمد بن غطفان بن جرير

أبو علي الفزاري

روى عن: عمه جرير بن غطفان، و أبي جارية أحمد بن إبراهيم الغسّاني، و مضر بن محمد، و ربيعة بن الحارث، و أبي عتبة أحمد بن الفرج، و الحسن بن جرير (3) الصّوري، و جعفر بن محمد القلانسي، و العباس بن الوليد بن مزيد، و محمد بن الوليد بن أبان القلانسي، و أبي جعفر محمد بن سليمان بن داود.

روى عنه: أبو سليمان بن زبر، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو (4) العباس

ص: 19


1- بالأصل «حسن».
2- سرف: موضع على ستة أميال من مكة و قيل سبعة و تسعة و اثني عشر، تزوج به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ميمونة بنت الحارث، و هناك بنى بها، و هناك توفيت (معجم البلدان).
3- تقرأ بالأصل «جدير» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 442/13.
4- بالأصل «و أبي».

محمد بن موسى، و أبو هاشم المؤدب، و كتب عنه أبو الحسن الرازي، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو الحسن علي بن محمد بن شيبان.

أنبأنا أبو الحسن الموازيني و أبو طاهر بن الحنّائي، و حدث أبو البركات بن أبي طاهر، أنا أبو طاهر بن الحنّائي، قالا: أنا أبو القاسم السّميساطي، أنا عبد الوهاب الكلابي - قراءة - نا أبو علي الحسن بن أحمد بن غطفان بن جرير، أنا عمي جرير بن غطفان، نا عفان بن مسلم الصفار، نا أبو عوانة، نا خالد الحذّاء، عن يوسف ابن أخت ابن سيرين، عن أمّه عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا اختلفتم في طريق، فعرضه سبعة أذرع»[3028].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا [أبو] (1) سليمان بن زبر، نا الحسن بن أحمد بن غطفان، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا بقية بن الوليد، نا عبد اللّه بن سالم، عن العلاء بن عتبة اليحصبي، قال: سمعت عمير بن هانئ العبسي يقول: سمعت ابن عمر يقول: توشك المنايا أن تسبق الوصايا.

أخبرنا أبو الحسن أيضا، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر و ابنه أبو علي، و أبو الحسين عبد الوهاب الميداني، و أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه الجبّان (2)،قالوا: أبو سليمان، نا الحسن بن أحمد بن غطفان، نا ربيعة بن الحارث، نا أحمد بن الفرج، نا ضمرة، عن سلمة بن واصل، عن عبادة بن نسيّ (3) قال: حج عيسى بن مريم على ثوره.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و في ذي القعدة يعني من سنة اثنتين و عشرين توفي الحسن بن أحمد بن غطفان.

قرأت بخط أبي الحسن نجا (4) بن أحمد بن غطفان العطار فيما نقله من خط أبي

ص: 20


1- زيادة لازمة، و اسمه: محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة ترجمته في سير الأعلام 440/16.
2- بالأصل «الجنان» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 468/17.
3- ضبطت اللفظتان: عبادة و نسي عن تقريب التهذيب.
4- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بخط مغاير.

الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو علي الحسن بن أحمد بن غطفان ابن أخي جرير بن غطفان، و كان عمه جرير بن غطفان محدثا مشهورا بدمشق، مات و أنا بها سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة.

1287 - الحسن بن أحمد بن محمد بن بكار بن بلال

أبو علي العاملي

روى عن جده محمد بن بكار، و سليمان بن عبد الرّحمن و محمد بن المبارك الصّوري، و مروان بن محمد الطّاطري.

روى عنه: أبو الميمون بن راشد، و أبو الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد الطائي الحمصي، و أبو عوانة الأسفرايني، و أبو نعيم الأسترآباذي (1)،و أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص الشعراني (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرني أبو محمد الحسن بن علي اللباد، و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، قالا: أنا تمام بن محمد، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن بكار بن بلال العاملي، نا جدي محمد بن بكار بن بلال، نا سعيد بن بشير، عن عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، عن عبد اللّه بن دينار مولى لهم ثقة عن عبد اللّه بن عمر: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن بيع الولاء لفظهما سواء[3029].

أخبرتنا أم النجم فاطمة بنت أحمد بن عبد اللّه السّوذرجاني (3)-بأصبهان - قالت: أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عمر النقاش، أنا محمد بن إسحاق الحافظ ، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن راشد البجلي، نا الحسن بن أحمد بن محمد بن بكّار نا جدي محمد بن بكار بن بلال، نا سعيد بن بشير، عن عبد اللّه بن عمر، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن بيع الولاء، أراه قال: و عن هبته[3030].

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو القاسم، أنا عبد الملك بن

ص: 21


1- رسمها غير واضح بالأصل، تقرأ «الشعرائي» أو «الشعراي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 308/15.
2- و اسمه عبد الملك بن محمد بن عدي، ترجمته في سير الأعلام 541/14.
3- هذه النسبة ضبطت عن الأنساب، نسبة إلى سوذرجان قرية من قرى أصبهان.

الحسن، أنا أبو عوانة، نا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي قدري ثقة في الحديث، نا مروان بن محمّد أبو بكر الطّاطري بحديث ذكره.

ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، أنا محمد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم مات يعني الحسن بن أحمد يوم الجمعة لسبع خلون من صفر سنة خمس و سبعين و مائتين.

1288 - الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد

أبو محمد الزعفراني

أصله من بغداد، خال نجا بن أحمد العطار.

سمع عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، حكى ابن أخته أبو الحسن نجا بن أحمد عن وجوده في كتابه.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و أنبأنيه أبو محمد بن الأكفاني عنه - شفاها - قال: وجدت في كتاب خالي أبي محمّد الحسن بن أحمد بن محمد الزعفراني البغدادي بخط أبيه، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد بن راشد الكلابي المعدّل - قراءة عليه بدمشق في رجب من سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة، نا أبو العباس عبد اللّه بن أحمد بن عتاب المعروف بابن الزفتي فذكر حديثا.

1289 - الحسن بن أحمد بن محيميد

أبو محمد الحمصي

حكى عن شيخ له.

حكى عنه علي الحنّائي.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن علي بن محمد الحنّائي، قال: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن محيميد الحمصي، حدّثني بعض شيوخنا عن شيخ له: أنه خرج في نزهة و معه صاحب له فبعثه في حاجة فأبطأ عليه فلم يره إلى الغد، فجاء إليه و هو ذهل العقل، فكلموه فلم يكلّمهم إلاّ بعد وقت، فقالوا له: ما شأنك و ما قصتك ؟ فقال: إني دخلت إلى بعض الخراب أبول فيه، فإذا حية فقتلتها، فما هو إلاّ أن قتلتهما حتى أخذني شيء فأنزلني في

ص: 22

الأرض، و احتوشني جماعة فقالوا: هذا قتل فلانا. فقالوا: نقتله. فقال بعضهم: امضوا به إلى الشيخ، فمضوا بي إليه، فإذا شيخ حسن الوجه، كبير اللحية أبيضها، فلما وقفنا قدامه قال: ما قصتكم ؟ فقصوا عليه القصّة فقال: في أي صورة ظهر قالوا: في حية.

فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لنا: ليلة الجن: يقول (1) لنا:«و من تصوّر منكم في صورة غير صورته فقتل فلا شيء على قاتله». خلّوه. فخلوني.

1290 - الحسن بن أحمد بن المؤمل

أبو محمد بن الكفرطابي (2)

له ذكر، توفي أبو محمد بن الكفرطابي فيما بلغني، في الثلث من ليلة الثلاثاء (3)لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة أربع و أربعين و أربعمائة.

1291 - الحسن بن أحمد بن أبي البختري وهب بن وهب

القرشي الصّيداوي

خطيب صيدا.

حدّث بها عن عباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، و يونس بن عبد الأعلى.

روى عنه: أبو يعلى عبد اللّه بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة الصيداوي، و أبو جعفر محمد بن فرخان.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمد بن حمزة، نا أبو محمد الحسن بن أحمد بن أبي البختري وهب بن وهب القرشي - على باب منزله في ربيع الآخر من سنة خمس و ثلاثمائة إملاء من حفظه - نا يونس بن عبد الأعلى، نا عبد اللّه بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن درّاج أبي السّمح، عن أبي الهيثم بن التيهان، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

ص: 23


1- كذا ورد قوله «يقول لنا» مكررا بالأصل.
2- ترجم له ابن العديم في بغية الطلب 2284/5 نقلا عن ابن عساكر. و الكفرطابي نسبة إلى كفرطاب بلدة بين المعرة و مدينة حلب (معجم البلدان).
3- في ابن العديم: الأربعاء.

«الرزق إلى بيت فيه السخاء أسرع من الشفرة إلى سنام البعير»[3031].

قوله ابن التيهان وهم فاحش، فإن أبا الهيثم بن التيهان صحابي و إنما هذا أبو الهيثم سليمان بن عمرو بن عمرو العتوادي الليثي مصري. و هذا الحديث غريب و عندي من حديث أبي الهيثم هذا قطعة صالحة بعلو ليس هذا الحديث فيها.

1292 - الحسن بن أحمد بن يعقوب

أبو علي المعدّل

وكيل جامع دمشق، حدّث عن يحيى بن محمد بن سهل.

روى عنه أبو الحسين الرازي.

1293 - الحسن بن أحمد

أبو محمد الورّاق

كان من الصّلحاء بدمشق و كان يسكن باب كيسان ذكره أبو أحمد عبد اللّه بن بكر بن محمد الطبراني فيما قرأته بخطه، و ذكر أنه كان حيا سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة.

1294 - الحسن بن أحمد

أبو علي القلانسي

حكى عنه علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنّائي، أخبرني أبو علي الحسن بن أحمد القلانسي، قال: سمعت ابن الطرائفي يدور بدمشق و أنا صبي فيترحم على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و يذكر التفضيل و يذكر عائشة (1).

عن الزهري (2) قال: سألت الفقهاء مم ينكر العقل قالوا: من هم الدقيق.

ص: 24


1- كذا و يبدو أن في الكلام سقطا، و تتمة الخبر في مختصر ابن منظور 317/6: و معاوية و يترحم عليهما، و يقول: الإيمان قول و عمل، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية، و القرآن كلام اللّه منزل غير مخلوق، منه بدأ و إليه يعود، و الخير و الشر من اللّه، و إن اللّه عزّ و جل يرى في القيامة لا يشكون في رؤيته، و لا يضامون في رؤيته، و إن نبينا صلّى اللّه عليه و سلّم يعطي الشفاعة في المذنبين من أمّته.
2- كذا بالأصل و قد سقط جزء من السند.
1295 - الحسن بن آدم بن محمد بن آدم

أبو محمد المقرئ الدمشقي

حدّث بجنديسابور، عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي.

روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن الرازي السمّان الحافظ .

1296 - الحسن بن أسامة بن زيد

ابن حارثة بن شراحيل الكلبي (1)

يعد في أهل المدينة.

روى عن أبيه.

روى عنه: ابنه زيد بن الحسن (2)،و مسلم بن أبي سهل النبال، و يقال محمد بن أبي سهل، و أم الحسن برزة بنت ربعي من بني عذرة.

و قدم دمشق ليبيع قطيعة أبيه بالمزّة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن زيد، أنا سليمان بن أحمد، نا علي بن جعفر بن مسافر التّنّيسي، حدّثني أبي، نا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، نا موسى بن يعقوب الزّمعي، عن عبد اللّه بن أبي بكر عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي، عن محمد بن أبي سهل النبال، عن الحسن بن أسامة بن زيد، عن أبيه قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مشتملا على الحسن و الحسين و يقول:«هذان ابناي و ابنا فاطمة اللهمّ إنك تعلم أني أحبهما فأحبّهما» كذا قال، و قال: لا يروى عن أسامة بن زيد إلاّ بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فديك[3032].

قلت: و في هذا القول أوهام منها قوله: عن محمد بن زيد و إنما هو ابن محمد بن زيد، و منها قوله: محمد بن سهل و إنما هو مسلم بن أبي سهل، و منها قوله: تفرد به ابن أبي فديك فقد رواه خالد بن مخلد القطواني.

ص: 25


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 475/1.
2- في تهذيب التهذيب: روى عنه ابناه زيد و محمد.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري ح.

و أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الطّيّب المعروف بابن الصباغ، أنا أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمد، نا أبو بكر - يعني - ابن أبي شيبة، نا خالد بن مخلد، نا موسى بن يعقوب الزّمعي، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر، أخبرني مسلم بن أبي سهل النّبّال، أخبرني حسن بن أسامة بن زيد قال: طرقت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذات ليلة لحاجة فخرج و هو مشتمل على شيء لا أدري ما هو فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه ؟ فإذا هو حسن و حسين فقال:«هذان ابناي و ابنا ابنتي اللّهم إنّك تعلم أنّي أحبهما فأحبّهما» ثلاث مرات، أخرجه الترمذي في جامعه (1) عن سفيان بن وكيع و عبد بن حميد، عن خالد بن مخلد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين علي بن محمد، أنا عثمان بن أحمد بن البراء، قال: سمعت علي بن المديني يقول:

حديث الحسن بن أسامة حديث مدني رواه شيخ ضعيف منكر الحديث يقال له موسى بن يعقوب الزّمعي من ولد عبد اللّه بن زمعة عن رجل مجهول، عن آخر مجهول، عن الحسن بن أسامة بن زيد (2).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمد، نا أبو زيد يحيى بن أيوب بن أبي عقال أن أباه حدثه، و كان صغيرا، فلم يع عنه قال: فحدّثني عمي زيد بن أبي عقال، عن أبيه أن آباءه (3) حدثوه أن أسامة خرج إلى وادي القرى إلى ضيعة له فتوفي بها و خلّف في المزّة ابنة له يقال لها فاطمة، و لم تزل مقيمة إلى أن ولي عمر بن عبد العزيز فجاءت فدخلت عليه فقام من مجلسه و أقعدها فيه و قال لها: حوائجك يا فاطمة ؟. قالت:

تحملني إلى أخي، فجهزها و حملها و خلّفت قوما من بني الشجب في ضيعة، إلى أن قدم

ص: 26


1- صحيح الترمذي-50 كتاب المناقب (باب 31) ح رقم 3769 و عقب الترمذي قال: هذا حديث حسن غريب.
2- انظر تهذيب التهذيب 475/1.
3- رسمت بالأصل:«أباه».

الحسن بن أسامة فباعها.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، قال (1) في الطبقة الثانية من أهل المدينة: الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة، روى عنه ابنه محمد بن الحسن و غيره، و كان قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، قال: أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، عن أبيه أنه طرق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لبعض الحاجة ليلة، قاله لي عبد الرّحمن بن شيبة، عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر، عن مسلم بن أبي سهل النّبّال. حديثه (3) عن أهل المدينة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4):أنا محمد بن عمر، قال: خاصم ابن أبي الفرات مولى أسامة بن زيد الحسن بن أسامة بن زيد و نازعه، فقال له ابن أبي الفرات في كلامه: يا ابن بركة يريد: أم أيمن - فقال الحسن: اشهدوا و رفعه إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم - و هو يومئذ قاضي المدينة، أو وال (5) لعمر بن عبد العزيز - و قص عليه قصته، فقال أبو بكر لابن أبي الفرات: ما أردت إلى قولك يا ابن بركة ؟ قال: سميتها باسمها. قال أبو بكر: إنما أردت بهذا التصغير بها و حالها، من الإسلام حالها و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لها: يا أمّه و يا أم أيمن، لا أقالني اللّه إن أقلتك.

فضربه سبعين سوطا (6).

ص: 27


1- طبقات ابن سعد 246/5.
2- التاريخ الكبير 286/2/1-287.
3- بالأصل «حدثنيه» و المثبت عن البخاري.
4- طبقات ابن سعد 226/8 في ترجمة أم أيمن مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
5- بالأصل «والي».
6- بالأصل «صوتا».
ذكر من اسم أبيه إسحاق ممن اسمه الحسن
1297 - الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد

أبو محمد الأصبهاني المعدّل (1)

رحّال، سمع الفضل بن المهاجر ببيت المقدس، و محمد بن سعيد البرجمي بحمص، و عمر بن سهل و اجتاز بدمشق أو بساحلها.

روى عنه: أبو نعيم الأصبهاني (2).

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد، نا الفضل بن مهاجر - ببيت المقدس - نا مسعود بن محمد بن مسعود، نا يزيد بن موهب، نا أبو حازم الزاهد، عن سفيان الثوري، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة» قلنا: و من يطيق ذلك يا رسول اللّه ؟ قال:«السّلام على المسلم صدقة، و عيادتك المريض صدقة، و صلاتك على الجنازة صدقة، و إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، و عوذك (4) الضعيف صدقة»[3033].

ص: 28


1- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2293/5 و ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني 273/1 و قد وقعت تراجم من اسم أبيه إسحاق ممن اسمه الحسن هنا، و نتيجة خطأ أو سهو نتج عن تقديم و تأخير صفحات و لم ينتبه النساخ إلى ذلك و الصواب تأخير هذه التراجم إلى ما بعد تراجم من اسم أبيه إبراهيم ممن اسمه الحسن، و بعدها يأتي ترجمة الحسن بن إسماعيل بن عبد الصمد. و قد أبقيناها هنا حسب موقعها بالأصل خطأ.
2- نقله ابن العديم 2294/5.
3- ذكر أخبار أصبهان 273/1 و بغية الطلب 2294/5.
4- في أخبار أصبهان: و عونك.

و قال أبو نعيم:[حدثنا] الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد أبو محمد المعدّل توفي غرة ذي الحجّة من سنة سبعين و ثلاثمائة حدّث عن الشاميين و العراقيين، كتب (1)الحديث، صاحب أصول، و معرفة، و إتقان.

1298 - الحسن بن إسحاق بن إبراهيم

أبو الفتح الأصبهاني البرجي المستملي (2)

سمع بدمشق أبا الدّحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي، و بأصبهان أبا عبد اللّه بن متّويه، و سمع بالعراق و الحجاز، و استملى على سليمان [بن] أحمد الطّبراني، و أبي (3) بكر محمد بن عمران الجعابي.

روى عنه أبو نعيم.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم و عمر بن محمد بن جعفر (4)،قالا: نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل الدمشقي، نا موسى بن عامر، نا عيسى بن خالد اليمامي، نا صالح، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن العبد ليعمل الذنب، فإذا ذكره أحزنه، و إذا نظر اللّه إليه قد أحزنه غفر له ما صنع قبل أن يأخذ في كفارته بلا صلاة و لا صيام»[3034].

قال أبو نعيم: غريب من حديث هشام، و صالح - يعني - المري، لم نكتبه إلاّ من حديث عيسى.

قال لي أبو مسعود عبد الرحيم بن علي، قال لنا أبو علي الحداد و أجازه لي أبو علي قال لنا أبو نعيم الحافظ (5):الحسن بن إسحاق بن إبراهيم البرجي أبو الفتح المستملي استملى على الطبراني، و ابن الجعابي و غيرهما (6)،سمع بالعراق و الحجاز و بأصبهان عن أبي عبد اللّه بن متّويه و طبقته و توفي بعد السبعين و ثلاثمائة.

ص: 29


1- في أخبار أصبهان 273/1: كثير.
2- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 274/1. و البرجي نسبة إلى البرج من قرى أصبهان أو ناحيته (معجم البلدان).
3- بالأصل «و أبي».
4- ترجمته في أخبار أصبهان 358/1.
5- ذكر أخبار أصبهان 274/1.
6- بالأصل: و غيره، و المثبت عن أخبار أصبهان.
1299 - الحسن بن إسحاق بن بلبل

أبو سعيد المعري القاضي (1)

سمع بدمشق أبا بكر محمد بن خريم، و أبا محمد عبد الرّحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل الغامدي، و أبا الحسن محمد بن عون بن الحسن الوحيدي، و أبا عبد اللّه محمد بن شيبة بن الوليد، و بغيرها: أبا سليمان محمد بن يحيى بن المنذر، و يوسف بن يعقوب القاضي، و أبا عبد اللّه محمد بن أيوب بن مشكان ببيت المقدس، و أحمد بن علي الخلال بالكوفة، و أبا الخير داود بن الحسين بن عقبة الكلابي الرّقّي، و أبا بكر موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري القاضي، و مطينا، و أبا ميسرة أحمد بن عبد اللّه بن ميسرة الحرّاني، و أبا الحسين مسبّح بن حاتم العكلي، و أبا عبد الرّحمن النسائي، و أبا محمد القاسم (2)[بن (3) عباد، و أبا جعفر أحمد بن محمّد بن سليمان القطان بالري، و أبا المغيث محمد بن عبد لله بن العباس البهراني بحماة، و أبا عبد اللّه محمد بن أحمد بن موسى بمصر.

روت عنه ابنته آمنة، و روى عنه أبو الفتح محمد بن الحسن بن محمد بن روح المعري، و أبو الحسين علي بن المهذب بن محمد بن همّام بن عامر التنوخي، و أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن حيّان القطان الحافظ ، و محمد بن عمر بن سماك بن حبيش المعري، و أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، و هو أكبر منه، و أبو محمد عبد اللّه بن سليمان بن محمد المعري.

أخبرنا أبو البيان محمد بن عبد الرزاق بن عبد اللّه المعري نا والدي أبو غانم عبد الرزاق بن أبي حصين عبد اللّه بن المحسّن التنوخي نا أبي، حدثتني جدتي أم سلمة ابنة القاضي الحسن بن إسحاق [بن] بلبل قالت: حدّثني أبي الحسن بن إسحاق،

ص: 30


1- ترجمته في بغية الطلب 2295/5. و المعري نسبة إلى معرة النعمان و هي مدينة كبيرة قديمة مشهورة من أعمال حمص بين حلب و حماة (ياقوت).
2- إلى هنا تنتهي ترجمة ابن بلبل بالأصل، و قد سقطت تتمة ترجمته، و يأتي بالأصل بعد لفظة «القاسم» تتمة حديث الحسن بن أحمد أبو علي القلانسي الذي سمعه من ابن الطرائفي، و قد سها الناسخ فكتبه هنا و أسقطه هناك انظر ترجمة أبي علي القلانسي (ترجمة رقم 1294).
3- ما بين معكوفتين استدرك من ترجمته في بغية الطلب 2297/5 نقلا عن ابن عساكر نفسه.

نا أبو عبد اللّه السوانيطي (1) محمد بن أحمد بن موسى بمصر، نا عبد الرّحمن بن معاوية القرشي العتبي، نا روح بن صلاح عن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه أعز من ثلاثة: أخ يستأنس به أو سنّة يعمل بها أو درهم حلال» (2)[3035].

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه أنا جدي الحسن بن أحمد، أنا أبو طاهر الحسين بن محمد بن الحسين الأيلي - إمام جامع دمشق - نا القاضي أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن ذكوان البعلبكي أنا الحسن بن إسحاق بن بليل نا السري بن سهل نا عبد اللّه بن رشيد نا مجاعة بن الزبير عن قتادة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، و من أشفق من النار لها عن الشهوات، و من ترقب الموت هانت عليه اللذات، و من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات» (3)[3036].

كان ابن بلبل حيّا سنة إحدى و خمسين و ثلاثمائة (4).

1300 - الحسن بن أحمد القرشي المخل الورّاق

1300 - الحسن بن أحمد القرشي المخل الورّاق (5)

له شعر ركيك.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنّائي: قال الحسن بن أحمد القرشي المخل في الفوارة:

دفع اللّه عن دمشق الشام *** كل سوء مع الغلا و الملام

و كفاها مس الأعادي جميعا *** فهي اليوم قبة الإسلام

و لها الجامع الذي هو في الشام *** عجيب البناء عجيب الرخام

ص: 31


1- في مختصر ابن منظور 321/6 السوابيطي.
2- نقله ابن العديم 2297/5.
3- ابن العديم 2297/5-2298.
4- و نقل العبارة ابن العديم عنه، و في خبر نقله ابن العديم ذكر فيه وفاته سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة (بغية الطلب 2298/5) و مات بمعرة النعمان.
5- كذا وردت ترجمته هنا و ثمة تشويش في ترقيم صفحات المخطوط ، و الظاهر تقديمها إلى ما قبل تراجم من اسم أبيه إسحاق ممن اسمه الحسن.

زاد قسّام فيه فوارة الماء *** فشكري لشيخنا قسام

و لأستاذي الكريم من الأشراف *** للزينبي نسل الكرام

كمل الفخر و المروءة إسما *** عيل افضاله كصوب الغمام

1301 - الحسن بن أحمد

أبو علي المؤدّب (1)

سمع أبا محمد عبد اللّه بن محمد بن إسماعيل المؤدب، له ذكر، و لم يقع له إلاّ رواية.

ص: 32


1- كذا وقعت ترجمته هنا، و موقعها بعد الترجمة السابقة، قبل تراجم من اسم أبيه إسحاق ممن اسمه الحسن. و قد نبهنا هناك في وقوع تلك التراجم هناك خطأ، و الصواب وضعها هنا بعد هذه الترجمة.
ذكر من اسم أبيه إبراهيم ممّن اسمه الحسن
1302 - الحسن بن إبراهيم بن الأصبغ

أبو علي البجلي العكّاوي (1)

حدّث بصيدا عن أبي الدرداء عبد الوهاب بن محمد بن أبي قرة مولى عثمان بن عفان العكّاوي، و يحيى بن عثمان بن صالح، و يزيد بن أبي حبيب - شيخ متأخر غير شيخ الليث - و ذكر ابن شيبة الرّبعي العكّاوي.

روى عنه: أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني الحافظ ، و محمد بن جعفر بن الحسن الصالحي، و أبو يعلى عبد اللّه بن محمد بن حمزة الصّيداوي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن بن عبد الرّحمن القرشي الحرّاني - بدمشق - أنا الحسن بن إبراهيم بن الأصبغ العكّاوي - بصيدا - أنا أبو الدرداء عبد الوهاب بن محمد بن أبي قرة مولى عثمان بن عفان العكّي نا (2) عبد اللّه بن موسى القرشي، نا عبّاد بن صهيب، نا سليمان الأعمش، عن عمر بن عبد العزيز، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لعثرة في كدّ حلال على عيّل محجوب أفضل عند اللّه من ضرب (3) سيف حولا كاملا لا يجف دما مع إمام عادل»[3037].

ص: 33


1- هذه النسبة إلى عكا، و هي مدينة كبيرة من بلاد الثغور على ساحل بحر الروم (انظر الأنساب، و انظر معجم البلدان) و ينسب إليها «العكي» أيضا.
2- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
3- مختصر ابن منظور 317/6 ضرب بسيف.
1303 - الحسن بن إبراهيم بن عثمان

أبو محمد العماني القاضي

قدم دمشق، و سمع بها: أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي، و أبا سليمان بن زبر، و عبد الوهاب الكلابي، و علي بن محمد الرّملي الإمام، و الحسين بن عثمان بن أحمد البيروذي، و بغيرها: أبا علي أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، و أبا الحسن علي بن أحمد المدبّري.

و صنف رسالة في قدم الحروف، روى فيها عنهم و انتقى على أبي بكر بن أبي الحديد.

روى عنه: إبراهيم بن الخضر الصّائغ، و سمع منه عبد العزيز و عبد الواحد ابنا محمد الشيرازيان.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع الرّبعي المالكي، أخبرني أبو محمد إبراهيم بن الخضر بن زكريا الصّائغ، نا القاضي أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن عثمان العماني قدم علينا دمشق سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة - أنا محمد بن عبد اللّه الرّبعي، نا أبو الجهم، نا أحمد بن أبي الحواري و عبد الوهاب الجوبري، قالا: نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا حسد إلاّ في اثنتين: رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل و آناء النهار، و رجل آتاه اللّه مالا فهو ينفقه آناء الليل و آناء النهار»[3038].

أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درجات أبو الحسن الفقيهان قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح التميمي، نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه فذكره و زاد في آخره قال سفيان:«ينفقه في طاعة اللّه عز و جل».

1304 - الحسن بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد

أبو علي السّلمي الصّائغ

حدّث عن أبي الحسين بن محمد التّنّيسي.

ص: 34

كتب عنه نجا بن أحمد.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو، و أنبأنيه أبو الفرج غيث بن علي عنه، أنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد السّلمي الصّائغ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة الطحان، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الطرابلسي القرشي،- قدم علينا دمشق - أنا أبو يعقوب إسحاق بن سيار بن محمد بن مسلم - بنصيبين - أنا أبو عاصم، عن عبد الحميد - يعني - ابن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد اللّه بن الحارث بن جزء قال: أنا أول من سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ينهى أن تستقبل القبلة بغائط أو بول. قال: فخرجت إلى الناس و أخبرتهم[3039].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا الضحاك بن مخلد و هو أبو عاصم، عن عبد الحميد - يعني - ابن جعفر، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد اللّه بن الحارث بن جزء، قال: أنا أول المسلمين سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ينهى أن يبول أحد مستقبل القبلة، فخرجت إلى الناس فأخبرتهم.

1305 - الحسن بن إبراهيم بن يوسف بن حلقوم

أبو علي المقرئ

روى عن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، و هشام بن عمّار، و صفوان بن صالح، و أحمد بن أبي الحواري، و محمد بن العلاء الغدّاني.

روى عنه: أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن علي بن حسنون (1)،و أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة (2) الليثي، و الحسن بن حبيب، و أبو علي أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمد، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم (3)،نا أبو القاسم يزيد بن

ص: 35


1- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و سيأتي.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 70/16 و 167.
3- ترجمته في سير الأعلام 514/15 و بالأصل تقرأ:«سلمان».

محمد بن عبد الصمد، نا محمد بن بكار بن بلال ح.

و أخبرنا أبو محمد، نا أبو محمد، نا تمام، قال: و أخبرني أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون، نا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن حلقوم المقرئ نا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قالا: نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سفر فإن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحرّ و ما فينا صائم إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عبد اللّه بن رواحة.

قال: و أنا أبو القاسم (1) إبراهيم بن أحمد، نا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن حلقوم الدمشقي المقرئ، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، نا سويد بن عبد العزيز، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تسبّوا الدهر، فإنّ اللّه هو الدهر»[3040].

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل - إملاء - أنا عبد الوهاب بن مندة، أنا أبي محمد بن إسحاق، أنا أبو الخطاب أحمد بن محمد بن أبي الخطاب، أنا الحسن بن إبراهيم بن يوسف الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا محمد بن شعيب بن شابور، نا شيبة بن الأحنف الأوزاعي، حدّثني شعبة عن ميسرة عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لو أن أحدكم إذا عاد مريضا لم يحضر أجله قال: أسأل اللّه العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك - سبع مرات - إلاّ شفاه اللّه عز و جل»[3041].

قال: و نا شيبة بن الأحنف عن شعبة بن حجاج (2) الأزدي، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا عاد مريضا وضع يده على بعضه و قال:«اذهب البأس ربّ الناس و اشف [و أنت الشافي] (3) شفاء لا يغادر سقما»[3042].

ص: 36


1- كذا، و في الكلام سقط ، فالذي يروي عن أبي علي المقرئ هو إبراهيم بن أحمد بن علي بن حسنون و كنيته كما مرّ أبو الحسين و لعل الصواب: قال (ابن حذلم) و أنا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد، نا محمد بن بكار بن بلال نا إبراهيم بن أحمد.
2- مطموسة بالأصل و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 202/7.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.

قال أبو عبد اللّه بن مندة: مشهور عن شعبة، غريب عن شعبة الأوزاعي (1)، و عنده حديثان عن شعبة كذا قال، و إنما هو أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة. ذكر أبو الحسين الرازي: حدّثني الحسن بن حبيب بن عبد الملك نا أبو علي الحسن بن إبراهيم الدمشقي و يعرف بابن حلقوم ثقة مشهور قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري فذكر حكاية.

1306 - الحسن بن إبراهيم

حكى عن محمد بن العباس بن المبارك، و أحمد بن إسحاق.

روى عنه: أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري.

أنبأنا أبو المعالي (2) الفضل بن سهل بن بشر، أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد (3) بن الطّفّال - بمصر - أنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين المصعبي الإمام، نا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات، حدّثني الحسن بن إبراهيم الدمشقي، عن محمد بن العباس المبارك، عن محمد بن عبد اللّه بن باكويه (4)،عن عبيد اللّه بن ضرار، عن أبيه (5).

1307 - الحسن بن إسماعيل بن عبد الصمد بن علي

ابن عبد اللّه بن العباس الهاشمي

حدّث عن أبيه إسماعيل.

روى عنه ابن ابنه عبد اللّه بن محمد بن الحسن.

يأتي حديثه في ترجمة عبد اللّه.

ص: 37


1- كذا بالأصل. و لعله عن شعبة عن شيبة بن الأحنف الأوزاعي، كما مرّ.
2- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 226/20.
3- ترجمته في سير الأعلام 664/17.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 544/17.
5- كذا و قد جاء بعد «أبيه» بالأصل كلاما تابعا لترجمة ابن بلبل فوضعناها في مكانها. و بترت ترجمة الحسن بن إبراهيم هكذا، و لم ينتبه مهذب تاريخ ابن عساكر إلى هذا فنقل في ترجمة الحسن بن إبراهيم ما جاء خاصا بالحسن بن إسحاق بن بلبل.
1308 - الحسن بن أشعث بن محمد بن علي

أبو علي المنبجي (1)

سمع ببعلبك: أبا علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد البعلبكي الحمصي، و أبا الفضل صالح بن الأصبغ المنجبي، و أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق، و أبا عبد اللّه الحسن (2) بن عبد الوهاب.

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء و سمع منه بمنبج سنة سبع عشرة و أربع مائة، و أبو علي الحسن بن علي بن الحسين بن أبي شيبة المنبجي، و عبد الرّحمن بن محمد بن محمد بن سعيد البخاري، و أبو الفتح عبد الجبار بن عبد اللّه بن إبراهيم الأردستاني.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد، قال: قرئ على أبي علي الحسن بن الأشعث بن محمد بن علي المنبجي في مسجده بمنبج قيل له أخبركم أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي الحمصي ببعلبك في المسجد الجامع سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة، نا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي، نا أبو نعيم، نا إبراهيم بن المبارك المدني، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«مطل الغني ظلم»[3043].

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي، عن أبيه أبي طاهر، قال:

سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الشهرزوري، قال يحيى و أجازنيه أبو الحسن الشهرزوري، قال: كان بمنبج شيخ يقال له أبو علي بن الأشعث، كان مؤاخيا للشريف الحرّاني، يعني أبا القاسم الزيدي، و كان الشريف إذا قصد منبج مستميحا، نزل عليه فأكرمه و أصلح أحواله، ثم إن هذا الشيخ نعي إليه أخ من إخوانه فقال: هاه و مات (3)(4).

ص: 38


1- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2304/5. و المنبجي نسبة إلى منبج مدينة بينها و بين الفرات ثلاثة فراسخ و بينها و بين حلب عشرة فراسخ (معجم البلدان).
2- في بغية الطلب 2305/5 الحسين.
3- الخبر نقله ابن العديم 2305/5.
4- قال ابن العديم: حدث الحسن بن الأشعث يوم النصف من شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة و أربعمائة.. فقد توفي بعد ذلك.
1309 - الحسن بن إلياس

أبو علي (1)

حدّث عن أبي أميّة محمد بن إبراهيم [الطرسوسي].

روى عنه أبو بكر بن البرامي (2).

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج، نا الحسن بن إلياس، نا أبو أمية، نا أحمد بن أبي الحواري، نا الوليد بن مسلم، عن ابن ثوبان فقال: ما ينبغي أن يكون أحد أشدّ شوقا إلى الجنة من أهل دمشق لما يرون من حسن مسجدهم (3).

ص: 39


1- ترجمته في بغية الطلب 2305/5.
2- اسمه: أحمد بن عبد اللّه بن الفرج.
3- بغية الطلب 2306/5 و كتب محققه بحاشيته: قبل في تعليل هذا وجود لوحات الفسيفساء التي غطت جدران المسجد الأموي و التي ترمز بألوانها و موضوعاتها إلى الجنة و الحياة فيها.

حرف الباء في آباء من اسمه الحسن

1310 - الحسن بن بلال نسب إلى جد أبيه

و هو الحسن بن محمد بن بكار بن بلال

روى عن: هشام بن عمّار، و محمد بن بكار بن بلال.

روى عنه: أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس، و أبو الحسن بن جوصا.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبار بن محمد بن مهنا الخولاني (1)،نا ابن ملاس، نا الحسن (2) بن بلال، نا هشام بن عمّار، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه أنه سمعه يحدث: أن عمر بن الخطاب كتب إلى معاذ بن جبل بكتاب، فأجابه معاذ بن جبل فكان كتابه إليه: من معاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب.

أنبأنا أبو الحسن الموازيني، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا الهيثم بن مروان و الحسن بن بلال، قالا: نا محمد بن بكار، حدّثني يحيى بن حمزة، نا أبو عمرو الأوزاعي أن يحيى بن أبي كثير حدثه عن أبي قلابة الجرمي، حدّثني أنس بن مالك أن ثمانية نفر من عكل اجتووا المدينة فشكوا ذلك إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأمرهم أن يخرجوا إلى إبل الصّدقة، فيشربوا من ألبانها و أبوالها ففعلوا، فلما صحوا و سمنوا قتلوا رعاتها، و استاقوها فلحقوا بالمشركين، فأنزل اللّه

ص: 40


1- تاريخ داريا ص 106 في ترجمة عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
2- في تاريخ داريا:«الحسين بن بلال» تحريف.

فيهم ما أنزل، فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في طلبهم فأتي بهم فقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف، ثم تركهم و لم يحبسهم.

1311 - الحسن بن بلال

أبو علي المقرئ

روى عن أحمد بن علي بن سعيد القاضي.

روى عنه: ابن جميع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا:

أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا الحسن بن بلال أبو علي المقرئ، نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي، نا إبراهيم بن الحجاج، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت و حميد، عن أنس بن مالك: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مرّ على بغلة شهباء بحائط لبني النّجار فحاصت (1) البغلة فإذا بقبر يعذب صاحبه، فقال:«لو لا أن لا تدافنوا لدعوت اللّه عز و جل أن يسمعكم عذاب القبر»[3044].

ص: 41


1- أي نفرت، يقال دابة حيوص: نفور (القاموس: حاص).

حرف التاء و الثّاء فارغان

حرف الجيم

اشارة

[في آباء من اسمه الحسن] (1)

1312 - الحسن بن جرير بن عبد الرّحمن

أبو علي الصّوري البزاز الزّنبقي (2)

قدم دمشق سنة ثلاث و ثمانين و مائتين.

روى عن عثمان بن سعد الصيداوي، و عيسى بن مينا، قالون، و محمد بن عبيد الغساني، و هشام بن عمّار بن نصير، و سعيد بن منصور، و عمر بن عمرو العسقلاني، و يعقوب بن حميد بن كاسب، و محمد بن أبي السّري، و نوح بن الهيثم ختن آدم العسقلاني، و سلام بن سليمان المدائني و محمد بن معاوية، النيسابوري، و إسماعيل بن أبي أويس، و إبراهيم بن حمزة، و مهدي بن جعفر الرّملي، و أبي الجماهر التنوخي، و القاسم بن يزيد بن عوانة بن صفوان الكلابي، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و إبراهيم بن معاوية القيسراني، و إبراهيم بن المنذر، و بشر بن عيسى بن مرحوم، و موسى بن أيوب النّصيبي، و هدية بن عبد الوهاب المروزي، و آخرين غيرهم.

روى عنه: خيثمة بن سليمان، و موسى بن عبد الرّحمن البيروتي، و أبو يعقوب الأوزاعي، و أبو القاسم بن أبي العقب، و جعفر بن محمد بن جعفر الكندي، و أبو إسحاق بن سنان، و أحمد بن سليمان بن حذلم (3)،و أبو علي بن شعيب، و أبو الطيب

ص: 42


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 442/13 و الأنساب (الزنبقي). قال السمعاني هذه النسبة إلى زنبق و ظني أنه نسبة إلى بيع دهن البنفسج أو الأدهان الطيبة. و الزنبق: الزمارة.
3- غير واضحة بالأصل.

محمد بن حميد الكلابي، و أبو محمد بن زبر، و عبيد اللّه بن الحسين بن محمد بن جمعة، و الحسن بن أحمد بن غطفان، و الحسين بن محمد بن قرة، و أبو نوح سلامة بن أحمد بن مسلم، و أحمد بن عاصم البزاز الصوريين، و أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه، و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن سعيد بن سليم، و علي بن محمد بن أبي سليمان الصّوري و سليمان بن أحمد الطّبراني، و غيرهم.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العقب الهمداني، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، قالا: نا أبو علي الحسن بن جرير الصّوري - بدمشق - نا سعيد بن منصور، نا الحارث بن نبهان، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن سعد، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«خياركم من تعلم القرآن و علمه» و أخذ بيدي و أجلسني في مكاني هذا[3045].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي، و الحسن بن جرير الصوري، قالا: أنا أبو الجماهر، نا سعيد، عن قتادة، عن أنس، قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يأمر بالهدية صلة بين الناس، و يقول:«لو قد أسلم الناس تهادوا من غير جوع»[3046].

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، قال: الحسن بن جرير الصّوري الزّنبقي، حدّث عن إبراهيم بن حمزة الزّبيري، و إسماعيل بن أبي أويس، روى عنه خيثمة الأطرابلسي و أبو القاسم الطبراني و غيرهما.

قرأت على أبي محمد أيضا عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما الزّنبقي - بفتح الزاي و سكون النون و فتح الباء المعجمة بواحدة - فهو الحسن بن جرير الصوري الزّنبقي، روى عن إبراهيم بن حمزة الزّبيري، و إسماعيل بن أبي أويس، روى عنه خيثمة بن سليمان و غيره.

ص: 43


1- الاكمال لابن ماكولا 227/4.
1313 - الحسن بن جعفر بن حمزة بن المحسّن

ابن عثمان بن الحسن بن أبي الحسين بن سعيد

أبو محمد الأنصاري البعلبكي. المعروف بابن بريك

ذكر لي أنه من ولد النعمان بن بشير، قدم دمشق غير مرة و تصرف في وقف الجامع و عاد إلى بعلبك و بها لقيته أول مرّة و أنشدني لنفسه:

أحنّ إليكم كلما هبت الصّبا *** و أسأل عنكم كل غاد و رائح

و أذكر ذاك المورد العذب منكم *** فيغلبني ماء الجفون القرائح

و كم لي منكم أنّة بعد زفرة *** تهيج وجدا كامنا في جوانحي

كأنّ فؤادي من تذكّر ما مضى *** بقربكم تغتاله كفّ جارح

و أنشدني أيضا لنفسه:

قابل البلوى إذا *** حلّت بصبر و مسرّة

فلعل اللّه أن يوليك *** بعد العسر يسره

كم عهدنا نكبة حلّت *** فولّت بعد فتره

لن ينال الحازم الندب *** منى نفس بقدره

لا و لا يدفع عنه *** من صروف الدهر ذره

كلّ يوم آب من دنياك *** بؤس و مضرّه

و اللّيالي ناتجات *** للورى همّا و حسره

و أنشدني لنفسه أيضا:

بقلبي داء من فراق الحبائب *** أمرّ مذاقا من هجوم المصائب

و في كبدي من لوعة البين حرقة *** لها في الحشا وخز كلذع العقارب

أثارت لي الوجد الذي لا يزيله *** ورود المنايا بعد ضنك المصاعب

فهل لفؤادي من جوى البين راحة *** أبرد أشجاني بها و مشاربي

تجهز وفد البين نحوي و خيّمت *** مضاربه بين اللّها و الكواتب

كأن صروف الدهر لم تلق منزلا *** تحل به غيري فحلّت بجانبي

فأصبحت من وشك الفراق و بينهم *** من السّقم أخفى من دبيب بحاجب

سميري إذا ما الليل أرخى جرانه *** لما بي من وجد مسير الكواكب

ص: 44

فما لي و الدهر الخئون كأنما *** جنيت فجازاني ببعد الأقارب

فليت الليالي إذ ولعن بيننا *** جعلنا الردى مقرونة بالمعاطب

أبى الدهر إلا شتت شمل و فرقة *** و روعه مصحوب بغيبة صاحب

أ يحسبني دهري جليدا على النوى *** و إني ثبت لا تفلّ مضاربي

و إني لذو صبر على كل نكبة *** و قد هذّبتني للأمور تجاربي

و ذلك طبعي قبل أن يصدع النوى *** فمذ صدعت سدّت عليّ مذاهبي

يقر أصيحابي ثباتي على النوى *** و ما عندهم أني مقيم كذاهب

و كل مهولات الزمان خبرتها *** و قايستها للبين دون التقارب

فلا وجد إلاّ ما تؤثله النوى *** و لا شرف إلاّ اجتناب المثالب

مقامي من بعد الأخلاء جفوة *** و لا سيما كون الحسود مناصبي

سأطلب وصلا أو أموت بحسرة *** فيحمدني بعد المذمة غلّبي

أروم نهوضا نحوكم فتصدني *** سباسب ما بين الغوير و عاطب

سباسب لا ينجو الظليم إذا رمى *** مخارمها من كل أغبر شاحب

سقى اللّه مغنى من شقيت لبينهم *** من الوابل الوسمي أعذب صائب

وقفت به أذري دموعا كأنما *** تحدر تهطالا (1) جنون السّحائب

و كم لي به من أنة بعد وقفة *** يرق بها لي كل ماش و راكب

يقولون صبرا علّ ذا البين ينقضي *** فيسعد مشتاق برؤية آئب

و كيف أطيق الصبر و الدار بعدهم *** معطلة يستامها كل غاصب

لعمري ما وجدي مفيدي راحة *** و لكنه للبين ضربة لازب

سهام الرزايا دهرها ترشق الورى *** و حملتها ما بين مخط و صائب

يزيد غرامي كلما هبّت الصبا *** و أصبو إليكم يا منى كل طالب

كان بعض أهل بعلبك يتهم أبا محمد بمذهب الروافض فأخبرني أنه رأى في جمادى الأول سنة........ (2) و أربعين و خمسمائة، كأن الحاجب عطاء في الميدان الأخضر، خارج باب همذان ببعلبك، و حوله من جرت العادة بحضورهم

ص: 45


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن تهذيب ابن عساكر 160/4.
2- بياض بالأصل مقدار كلمة.

و هو في جملة الناس، و كان قد أتى ببساط ، فبسط له، و طرح عليه طراحة فجلس عليها، فإذا بأربعة مشايخ قد حضروا، فجلس اثنان عن يمين الحاجب عطاء، و اثنان عن شماله بعد أن سلّموا عليه و أقبلوا بوجوههم إليه، و كأنه قد أتى بكرسي شبيه بكرسي الوعظ ، فأخذوا بيد الحاجب و رفعوه عليه، فلما استقر على الكرسي حمد اللّه و أثنى عليه و صلى على نبيه صلّى اللّه عليه و سلّم، فالتأم في الميدان (1) خلق لا يحصى، فقال: معاشر الناس، الدنيا فانية و الآخرة باقية. فدخلت ريح تحت الكرسي فرفعته، ثم تكلم بكلام لم أحفظه، و الناس يضجون بالدعاء و يكثرون البكاء، ثم نزل الكرسي و أنزل عنه الحاجب (2)،فقعد دون المرتبة، و جلس الشيوخ عليها، فسألت بعض الشيوخ عن أحدهم فقال: هذا هو المشرع، و أومأ بيده إلى رجل حسن الصّورة، ثم أخذ بيدي [فقال:] مدّ يدك فصافحه، فصافحته ثم قلت: يا شيخ - للذي سألته - من هؤلاء القوم ؟ فقال: أبو بكر و عمر، و عثمان، و هذا محمد بن إدريس الشافعي. فما استتم كلامه حتى حضر شيخ عليه سكينة و وقار، فنهضوا له و رفعوا قدره فسألت الشيخ عنه فقال: هذا علي بن أبي طالب. فأومأ المشرع إلى الحاجب عطاء، فتقدم إليه [ثم] (3) تحدث معه فالتفت إليّ و قال: يا فلان، أ لم تقل: إن هؤلاء القوم كانوا مختلفين بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قلت: بلى، فأومأ إليهم فقال: أ لم يكن كذلك فقالوا بأجمعهم: لا. ثم أومئوا إلي، و قالوا: عليك بمذهب الشيخ، عليك بمذهب الشيخ، و لازم الماء و المحراب و السلام. ثم انتبهت و كأنني مرعوب، ثم شكرت اللّه بعد ذلك شكرا زائدا و لزمت ما قال، و الحمد للّه على ذلك حمدا كثيرا.

توفي أبو محمد في المحرّم سنة اثنتين و خمسين و خمسمائة.

ص: 46


1- بالأصل «اليدان» خطأ، و المثبت عن مختصر ابن منظور 324/6.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
3- الزيادة عن المختصر.

حرف الحاء

اشارة

[في آباء من اسمه الحسن] (1)

1314 - الحسن بن حامد بن الحسن

ابن حامد بن الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد

أبو محمد الديبلي (2) ثم البغدادي الأديب (3)

قدم دمشق و حدّث بها، و بمصر، عن أبي الحسن علي بن محمد بن سعيد الموصلي.

روى عنه: عبد الوهاب الميداني، و أبو عبد اللّه الصّوري الحافظ .

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الوهاب الميداني - و نقلته أنا من خط الميداني - أبو الحسن، نا الحسن بن عليل العنزي، نا ابن أبي عمر، نا سفيان، قال: قال عمر بن الخطاب: لو أتيت براحلتين راحلة شكر و راحلة صبر لم أبال أيهما ركبت.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الصّوري، أنا الحسن بن حامد (5) بن الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد البغدادي الأديب - و أصله ديبلي نزل مصر سمعت منه بمصر - نا علي بن محمد الموصلي، نا الحسن بن عليل

ص: 47


1- سقطت من الأصل، و استدراكها لازم.
2- هذه النسبة إلى الديبل بفتح الدال و سكون الياء و ضم الباء الموحدة، مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند (معجم البلدان).
3- ترجمته في تاريخ بغداد 303/7.
4- تاريخ بغداد 304/7.
5- بالأصل «أحمد» و شطبت، و استدركت على هامش الأصل «حامد» و بجانبها كلمة صح.

العنزي، نا عبد اللّه بن مسلمة (1)-و ما رأينا عنده إلاّ شيئا يسيرا، و كان يحدّث و يبكي - نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن [أبي] (2) سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من عمّره اللّه عز و جل ستين سنة، فقد أعذر إليه في العمر» قال الخطيب: قال لي الصوري: كتبه عبد الغني بن سعيد الحافظ عن رجل عن شيخنا أبي علي بن حامد[3047].

قال: و أنشدنا الخطيب، أنشدنا الحسن بن علي الجوهري و علي بن المحسّن التنوخي، قال: أنشدنا أبو محمد الحسن بن حامد لنفسه (3):

شريت المعالي غير منتظر بها *** كسادا و لا سوقا تقوم لها أخرى (4)

و ما أنا من أهل المكاس و كلّما *** توفرت الأثمان كنت لها أشرى

قال: و حدّثني الصوري قال: ذكر لي الحسن بن حامد أن المتنبي لما قدم بغداد نزل عليه، و أنه كان القيم بأموره، و أن المتنبّي قال له: لو كنت مادحا تاجرا لمدحتك.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد بن الحسن بن حامد أبو محمّد الأديب، سمع علي بن محمد بن سعيد الموصلي، حدّثني عنه محمد بن علي الصوري، و كان صدوقا، و كان تاجرا ممولا و إليه ينسب خان ابن حامد الذي في درب الزّعفراني ببغداد. قال الصوري: ذكر لنا ابن (6) حامد أنه سمع من دعلج و أبي بكر محمد بن الحسن النقاش، و أبي علي الطوماري، إلاّ أنه لم يكن عنده عنهم شيء.

قالا: و قال لنا أبو بكر الخطيب. و مات بمصر في يوم الأحد مستهل شوال من سنة سبع و أربعمائة.

ص: 48


1- في تاريخ بغداد: حدثنا عبد العزيز بن مسلمة بن قعنب أخو عبد اللّه بن مسلمة.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن تاريخ بغداد.
3- البيتان في تاريخ بغداد 304/7.
4- بالأصل «أجري» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 303/7.
6- بالأصل «أبو» و المثبت عن تاريخ بغداد 304/7.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه و أبي الفضل محمد بن ناصر و اللفظ له، قلت لهما: أجاز لكم إبراهيم بن سعيد الحبال، قال: أبو محمد الحسن بن حامد بن الحسن الديبلي الأديب مات يوم الأحد مستهل شوال يعني سنة سبع و أربعمائة، كان عنده الحكايات للموصلي عن ابن عليل جزء، و شعر المتنبي، و لم يكن عنده غيرهما.

1315 - الحسن بن حامد بن الحسين النيسابوري

حكى عن هاشم، أظنه ابن خالد بن أبي جميل، و أبي محمد.

حكى عنه أبو (1) الدحداح.

له حكايات قد ذكرتها في ترجمة أبي مسهر.

1316 - الحسن بن حبيب بن عبد الملك بن حبيب

أبو علي الفقيه الشافعي، المعروف بالحصائري (2)

إمام مسجد باب الجابية، أحد الثقات الأثبات.

سمع بمصر: أبا عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و أبا محمد الربيع بن سليمان المرادي المؤذن، و إبراهيم بن مرزوق البصري، و بكار بن قتيبة، و أبا بكر أزهر بن زفر الوراق، و أبا غسان مالك بن يحيى، و عبد اللّه بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، و علاّن علي بن عبد الرّحمن بن المغيرة، و فهد بن سليمان، و بكر بن سهل، و أبا يعقوب إسحاق بن الحسن الطحان، و جعفر بن محمد بن عبيد اللّه الطائفي، و أبا زكريا يحيى بن أيوب العلاّف، و أبا الحسن حبشي بن الربيع بن طارق. و سمع بالشام العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، و أبا أميّة محمد بن إبراهيم بن مسلم الطّرسوسي، و أبا جعفر محمد بن هشام بن ملاس، و أبا علي أحمد بن محمد بن أبي الخناجر، و أحمد بن كعب بن حزيم (3) المزي، و أبا العطاف طارق بن مطرف الطائي، و بدر بن

ص: 49


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/15 و الوافي بالوفيات 415/11 و بغية الطلب لابن العديم 2308/5 و فيه «الحضائري» تصحيف.
3- كذا بالأصل، و في ابن العديم نقلا عن ابن عساكر: مريم.

الهيثم الدمشقي، و أبا بكر أحمد علي بن يوسف الخزاز الدمشقي، و أبا عمران موسى بن الحسن السّقلي، و إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، و صالح بن أحمد بن حنبل، و أبا هبيرة محمد بن الوليد، و هارون بن موسى الأخفش، و أبا الجهم عمرو بن حازم القرشي، و حجاج بن الريان، و عمر بن مضر العبسي، و يزيد بن محمد بن عبد الصمد، و زكريا بن يحيى السّجزي، و منصور بن عبد اللّه الوراق، و أحمد بن علي المروزي القاضي، و أبا جعفر أحمد بن عمرو الفارسي، و أبا عبد الملك البسري، و حميد بن هشام الداراني، و أبا زرعة الدمشقي، و جعفر القلانسي، و العباس السندي، و أبا عبد اللّه بن أبي الزبر الصوري، و أبا العباس عبيد اللّه بن عبيد بن يحيى بن حرب.

و بمكة: أبا جعفر محمد بن إسماعيل الصّائغ، و أبا يحيى عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة، و أبا عبد اللّه أحمد بن داود المكيين.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو علي الحسن بن علي الصقلي النحوي، و أبو علي بن مهنا، و أبو الحسن بن داود الداراني المقرئ، و أبو محمد بن أبي نصر، و محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، و أبو بكر بن أبي دجانة، و أبو القاسم علي بن الحسن بن طغان، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو مسلم البغدادي الكاتب، و أبو سليمان بن زبر، و أبو الحسين الرازي، و أبو الحسين [بن] جميع، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو بكر محمد بن أحمد بن عمران الجشمي (1) المطرز، و حديد بن جعفر، و أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني، و أبو القاسم عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه الداودي المصري، و عثمان بن عمران بن الحارث المقدسي [و حميد بن الحسن الوراق، و أبو حفص بن شاهين] (2) و أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي النيسابوري الحافظ ، و أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو الفتح المظفر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان المقرئ، و صدقة بن محمّد بن أحمد بن مروان القرشي، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو الحسن علي بن محمّد بن شيبان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العباس و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن أبي الرضا الأنطاكي قالا: أنا [أبو] محمد بن أبي نصر، نا

ص: 50


1- بالأصل «الحشمي» و المثبت عن ابن العديم.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن العديم نقلا عن ابن عساكر.

الحسن بن حبيب، قال: قرئ على العباس بن مزيد، أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني يحيى بن سعيد، حدثتني عمرة قالت: قالت عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لو رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ما أحدث النساء بعده لمنعهن الخروج إلى المساجد كما منعه نساء بني إسرائيل.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبي علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك بن حبيب مات في ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة فيها توفي أبو علي الحسن بن حبيب، قال ابن زبر: و قال لي الحسن بن حبيب أبو علي ولدت في سنة اثنتين و أربعين و مائتين (1)..

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، قال: توفي أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه الحصائري بدمشق في سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة. قال عبد العزيز: يروي عن الربيع بن سليمان المرادي، و محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و إبراهيم بن منقذ، و العباس بن الوليد بن مزيد و غيرهم من المصريين و الشاميين، ثقة نبيل حافظ لمذهب الشافعي رحمه اللّه، حدّث بكتاب الأم كلّه (2).

و كان مولده في سنة اثنتين و أربعين و مائتين، فيما أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر الرّبعي الحافظ قال: كان مولد الحسن بن حبيب في سنة اثنين و أربعين و مائتين.

قال عبد العزيز: حدّثنا عنه أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد اللّه الرّازي، و عبد الرّحمن بن عمر (3) بن نصر، و عبد الرّحمن بن [عثمان بن] (4) أبي نصر و غيرهم.

ص: 51


1- الخبر نقله ابن العديم 2312/5.
2- الخبر نقله ابن العديم 2312/5.
3- بالأصل «عمرو» و المثبت عن ابن العديم، و قد مرّ في بداية الترجمة «عمر».
4- زيادة لازمة، عن ابن العديم.
1317 - الحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى بن جرير بن حيدرة

أبو علي الطّبراني الزّيّات (1)

سكن انطاكية، و حدّث بدمشق و بمصر عن: محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، و محمد بن عمران بن سعيد الأشقاثي، و أحمد بن محمد بن هارون بن أبي الدلهاث، و محمد بن أبي طاهر بن أبي بكر، و أبي طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل، و أبي العباس الفضل بن محمد بن عبد اللّه الأنطاكي الأحدب، و أبي القاسم الحسين بن محمد بن داود مأمون المصري، و أبي الدنيا الأشج صاحب علي بن أبي طالب، و أبي عبد الرّحمن النسائي صاحب السنن.

روى عنه: أبو العبّاس بن السمسار، و تمام بن محمد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه (2) بن أحمد بن عبدان، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن بن السمسار، أخبرني أخي أبو (4) العباس محمد بن موسى بن السمسار، حدّثني أبو علي الحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى بن جرير بن حيدرة الطبراني الزيات ح.

و أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري - بقراءتي عليه - أنا تمام بن محمد، أخبرني أبو علي الحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى بن جرير بن حيدرة الطبراني و مسكنه أنطاكية قدم دمشق، نا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن شبّويه، نا محمد بن مسلمة،- و قال ابن السمسار: ابن سلمة - نا يزيد بن هارون، عن حمّاد بن سلمة، عن أيوب، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«حبّ عليّ يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب» (5)[3048].

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن

ص: 52


1- ترجمته في بغية الطلب 2312/5.
2- ابن العديم:«عبد اللّه».
3- نقله ابن العديم 2314/5.
4- بالأصل: أبي.
5- الحديث نقله ابن العديم 2313/5 عن ابن عساكر، و انظره في كنز العمال 33021/11.

محمد، أنا الحسن بن حجاج بن غالب، نا محمد بن عمران بن سعيد الأشقاثي - بانطاكية - حدّثني عبد اللّه بن محمد بن عمر الطرسوسي، حدّثني الحسين بن هارون، حدّثني أحمد بن عبد اللّه العامري، قال: سألت راهبا على عمود فقلت له: يا راهب ما أقعدك على هذا العمود، في قفر على عمود صخر لا أنيس لك ؟ قال: فقال لي: يا عربي، بل اللّه ساكن السماء هو يعلم موضع المذنبين من خلقه، أ و ليس هو صاحب يوسف في قعر الجب، و صاحب إبراهيم في النار، ينظر إليها الجهال نارا تأجج، و أهل السّماء ينظرون إليها روضة خضراء؟ ثم سكت (1).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، نا أبو علي الحسن بن حجاج بن غالب الطبراني الزيات قدم علينا دمشق من انطاكية سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة بحديث (2) ذكره.

1318 - الحسن بن الحر بن الحكم

أبو محمد، و يقال: أبو الحكم النّخعي، و يقال: الجعفي الكوفي (3)

و يقال: إنه مولى أبي الصيداء، و هم من بني أسد بن خزيمة. قدم دمشق لأجل التجارة و حدّث بها، و هو ابن أخت عبدة بن أبي لبابة، و خال حسين بن علي الجعفي.

روى عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، و الشعبي، و خاله عبدة، و القاسم بن مخيمرة، و حبيب بن أبي ثابت، و الحكم بن عتيبة، و عبد اللّه بن عطاء، و نافع مولى ابن عمر، و هشام بن عروة، و أبي فاطمة صاحب لابن عمر، و عدي بن ثابت، و ميمون بن أبي شبيب، و العلاء بن عبد الرّحمن بن يعقوب، و يعقوب بن عتبة الأخنسي.

روى عنه: محمد بن عجلان، و زهير بن معاوية، و حميد بن عبد الرّحمن الرواسي، و محمد بن أبان، و ابن أخته (4) حسين الجعفي، و عمرو بن شمر، و من أهل دمشق: عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عبد اللّه بن عبد اللّه الأموي.

ص: 53


1- الخبر في بغية الطلب 2314/5.
2- بالأصل «حديث» و الصواب ما أثبت.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 480/1 الوافي بالوفيات 416/11 و سير أعلام النبلاء 152/6 و انظر بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- كذا بالأصل و الوافي، و في سير الأعلام و تهذيب التهذيب:«ابن أخيه» و تقدم أنه خاله.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، و أبو القاسم إبراهيم بن منصور فرفهما (1) قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا غسان بن الربيع، عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن الحسن بن الحرّ، عن القاسم بن مخيمرة أنه سمعه يقول: أخذ علقمة بيدي و أخذ ابن مسعود بيد علقمة و أخذ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بيد ابن مسعود في التشهد: التحيات للّه و الصلوات و الطيّبات، السلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته، السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.

قال ابن مسعود: إذا فرغت من هذا، فقد فرغت من صلاتك، فإن شئت فاثبت، و إن شئت فانصرف.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر، نا عبد الرّحمن بن عمرو أبو عثمان البجلي، نا زهير بن معاوية ح، قال: و أنا ابن منيع أبو القاسم، نا علي بن الجعد، أنا زهير، قالا: عن الحسن بن الحر، عن القاسم بن مخيمرة قال: أخذ علقمة بيدي فقال أخذ ابن مسعود بيدي فقال: أخذ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بيدي فعلمني التشهد:«التحيات للّه و الصلوات و الطيبات: السّلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته». فذكر نحوه[3049].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، نا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، نا حسين بن علي الجعفي، نا الحسن بن الحر، فذكر بإسناده نحوه.

قال: و نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري، و الحسين بن سعيد القنطري قالا: نا عبد الرّحمن بن عمر، رستة (2)،نا أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس، نا ابن (3) عجلان، عن الحسن بن الحرّ، عن القاسم بن مخيمرة، قال: أخذ علقمة بيدي فقال: أخذ ابن مسعود بيدي فقال: أخذ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بيدي فعلّمني التشهد.

ص: 54


1- كذا رسمها بالأصل.
2- بالأصل:«عمر و ستة» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 242/12.
3- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بخط مغاير.

قول أبي بكر بن المقرئ في حديث زهير نحوه وهم، فإن الزيادة التي في آخره من قول ابن مسعود و لم يفصلها من الحديث غير ابن ثوبان.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد، نا أبو زرعة، قال في ذكر نفر قدموا الشام فذكرهم و ذكر فيهم: الحسن بن الحرّ.

أخبرنا أبو محمد أيضا، نا عبد العزيز، نا أبو محمد بن أبي نصر، نا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال في الطبقة التي قدمت الشام الحسن بن الحر بآخره، و كان شريكا لعبدة بن أبي لبابة، و كان يبيع البز بدمشق على باب مسجد الجامع مما يلي باب البريد في المقاصير التي تلي دار مسلمة بن هشام - يعني عبدة الذي كان يبيع-.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمر العبدي، أنا أبو محمد بن (1)،أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد، قال في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة الحسن بن الحرّ.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له-، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):الحسن بن الحر الكوفي أبو الحكم النخعي أو الجعفي، خال حسين الجعفي، سمع الشعبي، و القاسم بن مخيمرة، و حبيب بن أبي ثابت، كناه يزيد بن هارون، روى عنه محمد بن عجلان، و زهير بن معاوية، و حميد الرؤاسي.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الحكم الحسن بن الحرّ سمع الشعبي، و القاسم بن مخيمرة، و حبيب بن أبي ثابت. روى عنه ابن عجلان،

ص: 55


1- رسمها مضطرب بالأصل و غير مقروء، تركنا مكانها بياضا.
2- التاريخ الكبير 290/2/1.

و زهير بن معاوية، و حميد الرواسي. و هو خال حسين الجعفي.

قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبد اللّه بن سعد، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الحكم الحسن بن الحرّ كوفي ثقة، عن القاسم بن مخيمرة، روى عنه ابن عجلان، و زهير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار و المبارك بن عبد الجبار، قالا:

أنا أبو عبد اللّه الحسن بن جعفر - زاد المبارك: و أبو نصر محمد بن الحسن قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح، حدّثني أبو عبد اللّه، قال: هاجت فتنة بالكوفة فعمل الحسن بن الحر طعاما كثيرا و دعا قراء أهل الكوفة فكتبوا كتابا يأمرون فيه بالكفّ و ينهون عن الفتنة فدعوه فتكلم ثلاث كلمات فاستغنوا بهن عن قراءة ذلك الكتاب فقال: رحم اللّه امرأ ملك لسانه و كفّ يده و عالج ما في صدره تفرقوا فإنه كان يكره طول المجلس.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي الحسين محمد بن عمر بن محمد بن حميد بن بهتة البزاز، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال: سمعت الحسن بن علي يقول:

سمعت أبا أسامة يقول استقرض معاوية أبو زهير من الحسن بن الحر - أو الحر - قال حسن: أنا أشك - خمسة آلاف درهم، فلمّا تيسرت عنده أتاه بها فأبى أن يقبلها فقال له:

يا أخي ما المذهب في هذا و أنا عنها غني ؟ قال: العق بها زبدا و عسلا.

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي قال: و فيما أجاز لي الحاكم أحمد بن الحسين الهمداني، و حدّثني به أحمد بن عمر البقال عنه، أنا أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، نا الحسن بن علي بن يحيى، نا علي بن المديني، نا سفيان بن عيينة.

حدّثني أبو خيثمة زهير بن معاوية قال: استقرض أبي من الحسن بن الحر ألف درهم ثم وجّه بها إليه فأبى أن يأخذها و قال: لم أقرضكما لأرتجعها منك، اشتر بها لزهير سكرا (1).

ص: 56


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 153/6.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي الحسن محمد بن عمر بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب بن شيبة، قال: سمعت الحسن بن علي يقول: سمعت أبا أسامة يقول: أوصى عبدة بن أبي لبابة للحسن بن الحر بجارية كانت له عند موته، قال: فمكثت عند الحسن دهرا لا يطأها، فقيل له في ذلك فقال: إني كنت أنزل عبدة مني بمنزلة الوالد، فأنا أكره أن أطلع مطلعا اطلعه.

قال: و نا جدي يعقوب، حدّثني محمد بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن عمر قال:

سمعت حسين بن علي الجعفي يقول (1):كان الحسن بن الحر يجلس على بابه فإذا مرّ به البائع يبيع الملح أو الشيء اليسير لعل الرجل يكون رأس ماله درهما أو درهمين فيدعوه فيقول كم رأس مالك ؟ و كم عيالك ؟ فيخبره. فيقول: درهم أو درهمين أو ثلاثة.

فيقول: إن أعطاك إنسان خمسة دراهم تأكلها؟ فيقول: لا، فيعطيه خمسة دراهم، فيقول: هذه اجعلها رأس مالك و اشتر بها و بع، و يعطيه خمسة أخرى فيقول: اشتر بهذه لأهلك دقيقا و لحما و أوسع عليهم حتى يأكلوا و يشبعوا، و يعطيه خمسة أخرى فيقول:

هذه اشتر بها قطنا لأهلك، و مرهم فليغزلوا، و بع بعضه و احبس بعضه، حتى يكون لهم به مرفق أيضا. أو كما قال. و إذا مر به إنسان مخرّق الجيب قال له: يا هذا هاهنا، ثم دعا له إبرة و خيط بها جيبه. و إن كان مقطوع الشراك دعا له بإشفى (2)،فأصلحه.

قال يعقوب: الحسن بن الحرثقة، و قال يحيى بن معين: الحسن بن الحر ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمد، أنا الحسن بن محمد، أنا أحمد بن محمد بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمد، نا يعقوب بن إبراهيم، نا ابن عنبسة، نا محرز بن حريث، قال: كتب الحسن بن الحر إلى عمر بن عبد العزيز:

إني كنت أقسم زكاتي في إخواني فلما ولّيت رأيت أن استأمرك. قال: فكتب إليه: أما بعد، فابعث إلينا بزكاة مالك، و سمّ لنا إخوانك نغنهم (3) عنك، و السّلام عليك (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا [أبو] (5) أبو

ص: 57


1- الخبر باختصار في سير الأعلام 153/6.
2- الإشفى: المثقب يخرز به (القاموس: شفى).
3- في مختصر ابن منظور 328/6. نعنهم.
4- الخبر في سير الأعلام 153/6.
5- زيادة لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 62/17.

الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار، قالا: أنا عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد قال (1):الحسن بن حر، و هو خال حسين بن علي الجعفي تاجر سخي، كثير المال، متعبد، في عداد (2) الشيوخ.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب عن أبي بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن الفضل، أنا دعلج بن أحمد بن دعلج (3) فيما أجازه لنا أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم (4) الأبّار نا عبد اللّه بن عمر أبو عبد الرّحمن الجعفي، نا أبو أسامة، قال: قال لنا الأوزاعي: ما قدم علينا من العراق أحد أفضل من الحسن بن الحر و عبدة بن أبي لبابة (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي أنا بكر البابسيري (6)،أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، حدّثني محمد بن سليم، عن أبي أسامة، قال: قال الأوزاعي: ما قدم علينا أحد من الشام من أهل العراق أفضل من عبدة بن أبي لبابة و الحسن بن الحرّ و كانا شريكين. و كانا من موالي بني أسد لبني غاضرة. قال: أبي: و قال أبو زكريا الحسن بن عبيد اللّه أقوى من الحسن بن الحرّ.

قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبد اللّه بن سعد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، نا سعيد بن عثمان، نا عبد العزيز الراذاني أبو محمد، نا زهير، عن الحسن بن الحرّ، قال زهير: الصدوق المسلم العاقل.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو

ص: 58


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 113.
2- بالأصل «عدد» و المثبت عن الثقات للعجلي.
3- ترجمته في سير الأعلام 30/16.
4- ترجمته في سير الأعلام 443/13.
5- الخبر في سير الأعلام 153/6.
6- بالأصل «الباسيري» كذا، و الصواب ما أثبت.

محمد بن أبي حاتم (1)،قال: ذكر أبي عن إسحاق [بن منصور] (2) الكوسج، عن يحيى بن معين أنه قال: الحسن بن الحرثقة.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمد بن محمد بن داود بن عيسى الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، قال: الحسن بن الحرّ كوفي ثقة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمداني، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: الحسن بن الحرّ بن الحكم و هو ثقة مأمون مشهور و قد ينسب إلى جده.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: مات الحسن بن الحرّ النخعي أول خلافة العباس (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد، نا محمد بن سعد (4)،قال في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة الحسن بن الحرّ، و يكنى أبا محمّد، مولى لبني الصّيداء من بني أسد بن خزيمة، و مات بمكة سنة ثلاث و ثلاثين و مائة، و كان ثقة قليل الحديث.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم عبد الواحد بن علي، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمد، نا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال: مات أبو محمد الحسن بن الحرّ الصّيداوي (5) الأسدي مولى لهم بمكة سنة ثلاث و ثلاثين و مائة.

ص: 59


1- الجرح و التعديل 5/2/1.
2- الزيادة عن الجرح و التعديل.
3- كذا، و على هامش الأصل: لعله بني العباس.
4- طبقات ابن سعد 353/6.
5- كذا، هذه النسبة إلى صيدا بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن ؟؟؟ زر بن معد بن عدنان (الأنساب - اللباب لابن الأثير).
1319 - الحسن بن الحسن بن أحمد

أبو الفضائل بن أبي علي الكلابي المؤدب الماسح

إمام مسجد سوق اللؤلؤ.

سمع: أبا بكر الخطيب، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا نصر أحمد بن علي بن الحسين الكفرطابي.

و كان حافظا للقرآن و سمع بإفادة أخيه لأمّه علي بن الخضر القرشي العثماني، و كان له في تسميعاته: الطائي، ثم كتب الكلابي بآخرة، أدركته و لم أظفر بالسّماع منه، و قد أجاز لي جميع حديثه، و كان ثقة صدوقا عالما بالحساب و مساحة الأرضين، و عليه كان الاعتماد في القسمة، و كان يعاني() (1).

حدّث عنه ابنه الفقيه أبو القاسم، و أخي أبو الحسين الحافظ ، و سمع منه أبو محمد بن صابر و جماعة.

أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن - إذنا - و أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون - قراءة-، قالوا: نا - و قال ابن خيرون: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن مخلد، نا محمد بن أبي مذعور، نا يحيى بن المتوكل، عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لأن يعير أحدكم أخاه أرضه خير له من أن يأخذ عليها كذا و كذا لشيء معلوم»[3050].

سئل أبو الفضائل عن مولده فقال يوم الجمعة العاشر من محرّم سنة إحدى و أربعين و أربعمائة بدمشق في نصف حزيران، و توفي يوم الثلاثاء الرابع من رجب سنة سبع عشرة و خمسمائة، و دفن في مقبرة باب الفراديس، و شهدت جنازته.

ص: 60


1- رسمها غير واضح «الختر» كذا، تركنا مكانها بياضا، و لعلها «البخر».
1320 - الحسن بن الحسن بن علي

ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم

أبو محمد الهاشمي المدني (1)

روى عن أبيه الحسن، و فاطمة بنت الحسين، و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب.

روى عنه: ابنه عبد اللّه بن الحسن، و ابن عمه الحسن بن محمد بن الحنفية، و إبراهيم بن الحسن، و سهيل بن أبي صالح، و أبو بكر [عبد اللّه] (2) بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، و حميد بن أبي زينب، و سعيد بن أبي سعيد مولى المهري، و إسحاق (3) بن يسار والد محمد بن إسحاق، و الوليد بن كثير.

و قدم دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمد بن هارون الحضرمي، نا محمد بن صالح بن النطاح، نا المنذر بن زياد، نا عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من عال أهل بيت من المسلمين يومهم و ليلتهم غفر اللّه له ذنوبه»[3051].

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا إسماعيل بن عبد اللّه العبدي، نا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، أنا محمد - هو - ابن جعفر، حدّثني حميد بن أبي زينب، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«حيث ما كنتم فصلّوا عليّ فإنّ صلاتكم تبلغني»[3052].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا محمد بن الحسن بن علي، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي، نا ابن أبي داود، نا عبد الملك بن

ص: 61


1- ترجمته في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 46 طبقات ابن سعد 319/5 المعارف ص 212 تهذيب التهذيب 480/1 الوافي بالوفيات 416/11 بغية الطلب لابن العديم 2316/5 سير أعلام النبلاء و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- زيادة عن تهذيب التهذيب.
3- بالأصل:«و إسماعيل» خطأ و الصواب عن سير الأعلام و بغية الطلب.
4- نقله ابن العديم في بغية الطلب 2319/5.

شعيب بن الليث، حدّثني أبي، عن جدي، حدّثني ابن عجلان، عن سهيل، و سعيد (1) بن أبي سعيد مولى المهري عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب أنه قال: و رأى رجلا وقف على البيت الذي فيه قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يدعو له و يصلّي عليه، فقال حسن للرجل: لا تفعل فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تتخذوا بيتي عيدا و لا تجعلوا بيوتكم قبورا و صلّوا عليّ حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني» (2)[3053].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو طالب محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي، أنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز، نا أبو محمد المدائني و هو عبد اللّه بن إسحاق - إملاء - نا الحسن بن عرفة، نا يوسف الباهلي، عن هشام بن أبي عبد اللّه الدستوائي، عن شيبان، عن مسعر، عن أبي بكر بن حفص، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، قال: لما زوج عبد اللّه بن جعفر ابنته خلا بها قال: فقلت: و مني ؟ قال: نعم، و منك قال: فلما قضى حاجته إليها عطفت عليها لتخبرني بما قال لها، قالت: قال لي إذا نزل بك ركب أو أمر فظيع من أمر الدنيا فاستقبليه بأن تقولي: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، سبحان اللّه رب العرش العظيم الحمد للّه رب العالمين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا حسن بن موسى، نا حمّاد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن الحسن، عن فاطمة (3) عليهما السلام قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأكل عرقا (4)،فجاء بلال بالأذان، فقام ليصلي فأخذت بثوبه فقلت: يا أبة أ لا تتوضّأ؟ فقال:«ممّا أتوضأ يا بنية» فقلت: مما مسّت النار، فقال لي:«أ و ليس أطيب طعامكم مما مسته النار»[3054].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر

ص: 62


1- بالأصل «و سهيل» و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام، و قد تقدم ألد الذي يروي الحسن هو سعيد بن أبي سعيد.
2- الحديث في مصنف عبد الرزاق(6726) من طريق سهيل بن أبي سهيل و نقله الذهبي بهذا الإسناد في سير الأعلام 484/4.
3- كذا، و ثمة انقطاع في السند.
4- العرق: العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم (النهاية: عرق).

أحمد بن الحسن،- زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا-: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب أمّه خولة بنت منظور بن زبّان بن سيّار من بني فزارة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: فولد الحسن بن علي بن أبي طالب الحسن بن الحسن و أمه خولة بنت منظور بن زبّان بن سيّار بن عمرو بن جابر بن عقيل (2) بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، و أمها مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان، و أمها تماضر بنت قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض.

و أخوته لأمّه: إبراهيم، و داود، و أم القاسم بنو محمد بن طلحة بن عبيد اللّه، و كان الحسن بن [علي] (3) خلف على خولة بنت منظور حين قتل محمد بن طلحة.

قال: و نا الزبير، حدّثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحرامي، عن أبيه قال:

زوجه إياها عبد اللّه بن الزبير و كانت عنده أختها لأمها و أبيها تماضر بنت منظور بن زبّان و هي أم بنيه: خبيب، و حمزة و عباد، و ثابت بني عبد اللّه بن الزبير. فبلغ ذلك منظور بن زبّان فقال: مثلي يفتات عليه بنيّته، فقدم المدينة فركز راية سوداء في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلم يبق قيسي بالمدينة إلاّ دخل تحتها فقيل لمنظور: أين يذهب بك، تزوجها الحسن بن علي و زوّجها (4) عبد اللّه بن الزبير، و ملّكه الحسن أمرها، فأمضى ذلك التزويج. و في ذلك يقول خفير (5) العبسي:

إنّ النداء من بني ذبيان قد علموا *** و الجود في آل منظور بن سيّار

ص: 63


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 417 رقم 2045.
2- سقطت من عمود نسبها في ابن العديم 2317/5.
3- زيادة لازمة.
4- بالأصل «و تزوجها» و المثبت بغية الطلب لابن العديم 2317/5.
5- في مختصر ابن منظور 330/6 «حفير» و في ابن العديم كالأصل، و الأبيات فيه و في المختصر.

الماطرين بأيديهم ندى ديما *** و كل غيث من الوسمي (1) مدرار

تزور جارتهم و هنا هديتهم *** و ما فتاهم لها و هنا بزوّار

ترضى قريش بهم صهرا لأنفسهم *** و هم رضا لبني أخت و أصهار

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: نا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):و ابنه (3) حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب و أمّه بنت أبي مسعود الأنصاري، كذا قال أحمد بن صالح العجلي. و بنت أبي مسعود أم أخيه زيد بن الحسن [و أما الحسن بن الحسن فأمه] (4) فهي خولة بنت منظور كما تقدم.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد قال (5):في الطبقة الثالثة من أهل المدينة حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب و أمّه خولة بنت منظور بن زبّان بن سيّار (6) بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له-، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و أبو الحسين، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (7):الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، عن أبيه الحسن، روى عنه الحسن بن محمد (8) و إبراهيم بن الحسن (9)،و روى خالد، عن سهيل بن [أبي] (10)

ص: 64


1- الوسمي: مطر الربيع الأول (القاموس).
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 117.
3- يعني الحسن بن علي، و تقدمت ترجمته فيه. و لم ترد هذه اللفظة في ثقات العجلي.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب 2318/5.
5- طبقات ابن سعد 319/5.
6- بالأصل:«سيله» و المثبت عن ابن سعد.
7- التاريخ الكبير للبخاري 289/2/1.
8- و هو الحسن بن محمد بن علي (ابن الحنفية).
9- يعني ابنه، و قد صرح ابن حجر في تهذيب التهذيب روى عنه أولاد: إبراهيم و عبد اللّه و الحسن.
10- الزيادة عن البخاري.

صالح، عن حسن بن حسن، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرسل.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو (1) جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (2):و كان الحسن بن الحسن وصيّ أبيه، و ولي صدقة علي بن أبي طالب في عصره، و كان حجاج بن يوسف قال له يوما و هو يسايره في موكبه بالمدينة - و حجاج يومئذ أمير المدينة - أدخل عمك عمر بن علي معك في صدقة علي، فإنه عمك و بقية أهلك، قال: لا أغير شرط علي، و لا أدخل فيها من لم يدخل، قال: إذا أدخله معك، فنكص عنه الحسن حين غفل الحجاج، ثم كان وجهه إلى عبد الملك حتى قدم عليه، فوقف ببابه يطلب الإذن، فمرّ به يحيى بن الحكم، فلما رآه يحيى عدل إليه فسلّم عليه و سأله عن مقدمه و خبره و تحفى به ثم قال: إني سأنفعك عند أمير المؤمنين - يعني عبد الملك - فدخل الحسن على عبد الملك، فرحّب به و أحسن مساءلته، و كان الحسن بن الحسن قد أسرع إليه الشيب، فقال له عبد الملك لقد أسرع إليك الشيب و يحيى بن الحكم في المجلس، فقال له يحيى: و ما يمنعه يا أمير المؤمنين شيّبه أماني أهل العراق كل عام يقدم عليه ركب يمنونه الخلافة، فأقبل عليه الحسن بن الحسن فقال: بئس و اللّه الرفد رفدت، و ليس كما قلت، و لكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب، و عبد الملك يسمع، فأقبل عليه عبد الملك فقال: هلم ما قدمت له ؟ فأخبره بقول الحجاج، فقال: ليس ذلك له، اكتبوا له كتابا لا يجاوزه، فوصله، و كتب له، فلما خرج من عنده لقيه يحيى بن الحكم فعاتبه الحسن على سوء محضره، و قال: ما هذا الذي وعدتني، فقال له يحيى: إيها عنك، و اللّه لا يزال يهابك، و لو لا هيبته إياك ما قضى لك حاجة، و ما ألوتك رفدا.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمّامي المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه، نا عبد اللّه بن محمد بن عبيد، حدّثني محمد بن الحسن (3)،حدّثني

ص: 65


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بخط مغاير.
2- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 46-47 و بغية الطلب 2319/5 و سير الأعلام 485/4 و فيها مختصرا.
3- في ابن العديم 2320/5 الحسين.

محمد بن سعد - و صوابه: سعيد - نا شريك، عن عبد الملك بن عمير قال: كتب الوليد بن عبد الملك إلى عثمان بن حيّان (1) المرّي: انظر الحسن بن الحسن فاجلده مائة ضربة (2)،وقفه للناس يوما، و لا أراني إلاّ قاتله قال: فبعث إليه فجيء به و الخصوم بين يديه قال: فقام إليه علي بن حسين، فقال: يا أخي تكلم بكلمات الفرج يفرج اللّه عنك، لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم سبحان اللّه رب السموات السبع، و رب العرش العظيم الحمد للّه رب العالمين، قال: فقالها قال: فانفرجت فرجة من الخصوم، فرآه فقال:

أرى وجه رجل قد قرفت (3) عليه كذبة خلّوا سبيله، أنا كاتب إلى أمير المؤمنين بعذره فإن الشاهد يرى ما لا ير الغائب.

كذا في كتابي، و الصواب محمد بن سعيد و هو ابن الأصبهاني، و قد أخبرنا بالحكاية على الصواب أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بتبريز: أنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس، نا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمد بن حيّان، نا أبو علي بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن الحسن (4)،نا محمد بن سعيد فذكرها إلاّ أنه قال: عثمان بن سعيد المرّي، و ذلك وهم، و الصواب عثمان بن حيّان كما تقدم، و كان والي الوليد على المدينة. و رويت من وجه آخر عن عبد الملك فزيد في إسنادها رجل، و ذكر أن الوالي كان هشام بن إسماعيل (5).

أخبرنا بها أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين الحافظ و محمد بن موسى قالا: أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفان، نا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، حدّثني أبو مصعب أن عبد الملك بن مروان كتب إلى عامله بالمدينة هشام بن إسماعيل: أنه بلغني أن الحسن بن الحسن يكاتب أهل العراق فإذا جاءك كتابي هذا فابعث إليه فليؤت به قال: فجيء به. إليه و شغله شيء قال:

فقام إليه علي بن حسين فقال: يا ابن عم، قل كلمات الفرج: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم

ص: 66


1- بالأصل «حبان» و الصواب ما أثبت، و كان واليا للوليد على المدينة ولاه بعد عزل أبي بكر بن حزم، و بقي واليا عليها حتى مات الوليد، انظر تاريخ خليفة ص 311 في تسمية عمال الوليد بن عبد الملك.
2- بالأصل «جلدة» و قد شطبت و فوقها كلمة تحويل، و على هامش الأصل «ضربة» و هو ما أثبتناه.
3- القرف: التهمة (القاموس).
4- من ابن العديم 232/5 الحسين.
5- الخبر نقله عن ابن عساكر ابن العديم في بغية الطلب 2320/5-2321.

لا إله إلاّ اللّه العلي العظيم، سبحان اللّه رب السموات السبع و رب العرش العظيم، الحمد للّه رب العالمين. قال: فخلا للآخر وجهه، فنظر إليه و قال: أرى وجها قد قشب (1) بكذبة، خلّوا سبيله و ليراجع فيه أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم المقرئ، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا إبراهيم بن حمّاد، نا عباس بن أبي طالب، نا وضاح بن حسان، نا فضيل بن مرزوق، قال: سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة: و اللّه إن قتلك لقربة إلى اللّه عزّ و جلّ (2).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، نا أبو محمد الحسن بن علي - إملاء-، أنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، نا الفضل بن سهل، نا أبو أحمد الزبيري، نا فضيل بن مرزوق، قال: سمعت حسن يقول لرجل من الرافضة: و اللّه لئن أمكن اللّه منكم لنقطعن أيديكم و أرجلكم من خلاف و لا تقبل لكم توبة (3).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد الزهري، نا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا الحسن، نا يزيد بن هارون، عن فضيل، قال: سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة: إنّ قتلك لقربة إلى اللّه عز و جل، فقال له الرجل: إنك تمزح فقال: و اللّه ما هذا بمزاح، و لكنه مني الجدّ (4).

أخبرنا أبو الحسن بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير، قال:

و حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه (5)،قال: كان الفضيل بن مرزوق يقول: سمعت

ص: 67


1- القشب: الخلط ، و الإصابة بالمكروه، و الافتراء و اكتساب الحمد أو الذم (القاموس).
2- الخبر نقله ابن العديم 2321/5 و نقله الذهبي في سير الأعلام عن عبد الملك بن عمير 485/4.
3- بغية الطلب لابن العديم 2322/5.
4- سير الأعلام للذهبي 486/5 و بغية الطلب 2322/5-2323.
5- نسب قريش ص 49 و نقله عنه الذهبي في سير الأعلام 486/4 و نقله عن الفضيل ابن سعد في طبقاته 319/5-320.

الحسن بن الحسن يقول لرجل يغلو فيهم: ويحكم أحبونا للّه فإن أطعنا اللّه فأحبونا، فإن عصينا فابغضونا فلو كان اللّه نافعا أحدا بقرابته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بغير طاعة اللّه لنفع بذلك أباه و أمّه، قولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون و نحن نرضى به منكم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير، قال (1):و كان عبد الملك بن مروان قد غضب (2) غضبة له، فكتب إلى هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة و هو عامله على المدينة، و كانت بنت هشام بن إسماعيل زوجة عبد الملك، و أم ابنه هشام، فكتب إليه:

أن أقم آل علي يشتمون علي بن أبي طالب، و أقم آل عبد اللّه بن الزبير، و كتبوا وصاياهم، فركبت أخت لهشام إليه، و كانت جزلة عاقلة فقالت: يا هشام أتراك الذي يهلك عشيرته على يده، راجع أمير المؤمنين، قال: ما أنا بفاعل، قالت: فإن كان لا بد من أمر فمر آل علي يشتمون آل الزبير و مر آل الزبير يشتمون آل علي، قال: هذه أفعلها، فاستبشر الناس بذلك، و كانت أهون عليهم، و كان أول من أقيم إلى جانب المرمر الحسن بن الحسن و كان رجلا رقيق البشرة عليه يومئذ قميص كتان رقيقة، فقال له هشام: تكلم بسبّ آل الزبير فقال: إن لآل الزبير رحما أبلها ببلالها و أربها بربابها وَ يٰا قَوْمِ مٰا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجٰاةِ وَ تَدْعُونَنِي إِلَى النّٰارِ (3) فقال هشام لحرسي عنده:

اضرب، فضربه سوطا واحدا من فوق قميصه، فخلص إلى جلده فشرخه حتى سال دمه تحت قدمه في المرمر، فقام أبو هاشم عبد اللّه بن محمد بن علي، فقال: أنا دونه أكفيك أيها الأمير، فقال في آل الزبير، و شتمهم. و لم يحضر علي بن الحسين، كان مريضا أو تمارض، و لم يحضر عامر بن عبد اللّه بن الزبير؛ فهمّ هشام أن يرسل إليه، فقيل له: إنه لا يفعل أ فتقتله ؟ فأمسك عنه، و حضر من آل الزبير من كفاه، و كان عامر يقول: إن اللّه لم يرفع شيئا فاستطاع الناس خفضه، انظروا إلى ما يصنع بنو أمية يخفضون عليا و يغرّون بشتمه و ما يزيده (4) اللّه بذلك إلاّ رفعة.

ص: 68


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2321/5-2322 و نسب قريش للمصعب الزبيري ص 47-48.
2- سقطت من الأصل و كتبت بين السطرين بخط مغاير.
3- سورة غافر، الآية:41.
4- في نسب قريش: و ما يريد اللّه بذلك إلاّ رفعه.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن رزقويه، نا أبو محمد إسماعيل بن علي الخطبي، نا بشر بن موسى، نا عبد اللّه بن صالح، نا فضيل يعني ابن مرزوق عن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال: سمعته يقول لرجل من الرافضة: و اللّه لئن أمكننا اللّه منكم لنقطعن أيديكم و أرجلكم ثم لا نقبل منكم توبة. فقال رجل: لم لا يقبل منهم توبة ؟ قال: نحن أعلم بها و لا منكم إن هؤلاء إن شاءوا صدقوكم، و إن شاءوا (1) كذبوكم، و زعموا أن ذلك يستقيم لهم في التقية، ويلك إن التقية إنما هي باب رخصة للمسلم إذا اضطر إليها و خاف من ذي سلطان أعطاه غير ما في نفسه يدرأ عن ذمة اللّه عز و جل و ليس بباب فضل، إنما الفضل في القيام بأمر اللّه و قول الحق و أيم اللّه ما بلغ من التقية أن يجعل بها لعبد من عباد اللّه أن يضل عباد اللّه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أنا أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب، نا محمد بن عبد الوهاب، نا جعفر بن عون، أنا فضيل بن مرزوق، قال: سمعت الحسن بن الحسن و سأله رجل أ لم يقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كنت مولاه فعليّ مولاه ؟» [3055].

قال لي: بلى، و اللّه لو يعني بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الإمارة و السّلطان لأفصح لهم بذلك، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان أنصح للمسلمين لقال: يا أيها الناس هذا ولي أمركم، و القائم عليكم من بعدي، فاسمعوا له و أطيعوا، و اللّه لئن كان اللّه و رسوله اختار عليا لهذا الأمر و جعله القائم للمسلمين من بعده، ثم ترك علي أمر (2) اللّه و رسوله لكان علي أول من ترك أمر اللّه و أمر رسوله.

قال البيهقي: و رواه شبابة بن سوار، عن الفضيل بن مرزوق، قال: سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد اللّه بن الحسن و هو يقول لرجل ممن يتولاهم، فذكر قصّة، ثم قال: و لو كان الأمر كما يقولون إن اللّه و رسوله اختار عليا لهذا الأمر و للقيام على الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إن كان علي لأعظم الناس خطيئة و جرما في ذلك [إذ] ترك أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعني فلم يمض لما أمره أو يعذر فيه إلى الناس، قال: فقال له الرافضي:

ص: 69


1- بالأصل: شاء.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.

أ لم يقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كنت مولاه فعلي مولاه»؟ فقال: أما و اللّه إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لو كان [يعني ب ] ذلك الإمرة و السلطان، و القيام على الناس بعده لأفصح لهم بذلك، كما أفصح لهم بالصّلاة و الزكاة و صيام رمضان و حج البيت، و لقال لهم: إنّ هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له و أطيعوا فما كان من وراء هذا شيء، فإن أفصح الناس كان للمسلمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (1).

قال البيهقي و أخبرناه أبو بكر أحمد بن الحسن، نا أبو العباس الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، نا شبابة بن سوار، أنا الفضيل بن مرزوق فذكره[3056].

حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي، أنا أبو منصور محمد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو سعد محمد بن علي بن محمد السرفوتح (2)،و أبو علي الحسن بن أحمد، و جدي أبو القاسم غانم بن محمد ح.

و أخبرنا أبو طالب محمد بن محفوظ بن الحسن الثقفي، أنا أبو علي الحداد و أجازه لي أبو علي و غانم، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، نا أبو جعفر محمد بن عاصم الثقفي الأصبهاني، نا شبابة، نا الفضيل بن مرزوق قال: سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد اللّه بن الحسن و هو يقول لرجل ممن يغلو فيهم: ويحكم [أحبونا] (3) للّه، فإن أطعنا اللّه فأحبونا، و إن عصينا اللّه فأبغضونا قال فقال له الرجل: إنكم ذو قرابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أهل بيته، فقال:

و يحكم لو كان اللّه نافعا بقرابة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه و أمّه، و اللّه إني لأخاف أن يضاعف اللّه للعاصي منا العذاب ضعفين، و اللّه إني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين، ثم قال: لقد أساء آباؤنا و أمهاتنا إن كان ما تقولون من دين اللّه [حقا] ثم لم يخبرونا به و لم يطلعونا عليه و لم يرغبونا فيه، فنحن و اللّه كنا أقرب منهم قرابة منكم، و أوجب عليهم حقا، و أحق بأن يرغبوا فيه منكم، و لو كان الأمر كما تقولون: إن اللّه و رسوله اختار عليا لهذا الأمر و للقيام على الناس بعده، إن كان علي لأعظم الناس في ذلك خطيئة و جرما إذ ترك أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن

ص: 70


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2323/5 و الزيادة منه.
2- كذا.
3- استدركت على هامش الأصل.

يقوم فيه، كما أمره، و يعذر (1) فيه إلى الناس. فقال له الرافضي: أ لم يقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لعلي:«من كنت مولاه فعلي مولاه»؟ قال: أم و اللّه ان لو يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بذلك الإمرة و السلطان و القيام على الناس لأفصح لهم بذلك، كما أفصح لهم بالصّلاة و الزكاة و صيام رمضان و حج البيت، و لقال لهم: أيها الناس إن هذا ولي أمركم من بعدي، فاسمعوا له و أطيعوا فما كان من وراء هذا فإن أنصح الناس كان للمسلمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عمي مصعب، قال (2):و توفي الحسن بن الحسن فأوصى إلى إبراهيم بن محمد بن طلحة و هو أخوه لأمّه (3).

1321 - الحسن بن الحسن الهاشمي الدمشقي

قرأ القرآن على أبي بكر محمد بن الخليل الأخفش الصغير و هو الذي لقنه القرآن، و انتقل إلى المغرب.

حكى عنه أبو عمر عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ الداني.

1322 - الحسن بن أبي الحسن صافي مولى حسين بن الأرموي التاجر

بو نزار البغدادي، المعروف بملك النحاة (4)

ذكر لي أنه ولد ببغداد سنة تسع و ثمانين و أربعمائة في الجانب الغربي في محلة تعرف بشارع دار الرقيق، ثم نقل إلى الجانب الشرقي من بغداد إلى جوار حرم الخلافة المعظمة، و هناك قرأ العلوم (5) و سمع الحديث من الشريف أبي طالب الزينبي، و قرأ

ص: 71


1- ابن العديم: يعدل.
2- انظر نسب قريش لمصعب الزبيري ص 49.
3- ذكر الذهبي في سير الأعلام أنه مات سنة تسع و تسعين، و قيل سنة سبع و تسعين، و انظر الوافي بالوفيات 418/11 و تهذيب التهذيب 481/1.
4- ترجمته في بغية الوعاة 504/1 و إنباه الرواة 340/1 معجم الأدباء 122/8 بغية الطلب لابن العديم 2390/5 و انظر بحاشية إنباه الرواة ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- في معجم الأدباء: قرأ العلم و تخرج.

علم المذهب (1) على الشيخ أحمد الأشنهي، و قرأ علم أصول الدين على الشيخ أبي عبد اللّه المغربي القيرواني، و قرأ أصول الفقه على الشيخ أبي الفتح بن برهان، و قرأ علم الخلاف (2) على الشيخ الإمام أسعد الميهني (3)،و قرأ النحو على الشيخ أبي الحسن علي بن أبي زيد الأسترابادي الفصيحي، و قرأ الفصيحي على عبد القاهر الجرجاني، و فتح له الجامع و درّس فيه ثم سافر إلى بلاد خراسان و كرمان و غزنة، ثم دخل إلى الشام، و قدم دمشق ثم خرج منها ثم عاد إليها، و استوطنها إلى أن مات بها، و ذكر لي أسماء مصنفاته: الحاوي في علم النحو مجلدتان، العمد في علم النحو مجلدة، المنتخب في علم النحو و هو كتاب نفيس مجلدة، المقتصد في علم التصريف مجلدة ضخمة، أسلوب الحق في تعليل القراءات العشر، و شيء من الشواذ مجلدتان، التذكرة السّفرية انتهت إلى أربعمائة كراسة، العروض مختصر محرر، مصنف في الفقه على مذهب الشافعي سماه الحاكم مجلدتان، مختصر في أصول الفقه، مختصر في أصول الدين، ديوان مجموع من شعره (4).

من جملة ما أنشدني لنفسه يمدح سيدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (5):

للّه أخلاق مطبوع على كرم *** و من به شرف العلياء و الكرم

أغرّ أبلج يسمو عن مساجلة *** إذا تذوكرت الأخلاق و الشيم

سمت علاك رسول اللّه فارتفعت *** عن أن يشير إلى إثباتها قلم

لا من رأى الملأ الأعلى فراعهم *** و عاد و هو على الكونين يحتكم

يا من له دنت الدنيا و زخرفت *** الأخرى و من بعلاه تفخر النسم

يا من [به] (6) عاد وجه الحق متّضحا *** من بعد أن ظوهرت بالباطل الظلم

و من تواضع جبريل الأمين له *** و دون حق نهاه هذه القسم

ص: 72


1- في معجم الأدباء نقلا عن ابن عساكر: و قرأ الفقه على أحمد.
2- قال صاحب كشف الظنون: علم الخلاف: هو علم يعرف به كيفية إيراد الحجج الشرعية، و دفع الشبه، و قوادح الأدلة الخلافية بإيراد البراهين القطعية، و هو الجدل الذي هو قسم من المنطق، إلاّ أنه خص بالمقاصد الدينية.
3- هذه النسبة إلى ميهنة ناحية بين أبيورد و سرخس.
4- زيد في معجم الأدباء 123/8 كتاب المقامات، حذا حذو الحريري.
5- الأبيات نقلها ابن العديم في بغية الطلب 2392/5.
6- الزيادة للوزن و المعنى، عن ابن العديم.

علوت عن كل مدح يستفاض *** فما الحلال إلاّ الذي تنحوه و العظم

على علاك سلام اللّه متصلا *** ما شئت و الصلوات [الغرّ] (1) تبتسم

و أنشدني في مدحه صلّى اللّه عليه و سلّم (2):

يا قاصدا يثرب الفيحاء مرتجيا *** أن يستجير بعلياء خاتم الرسل

خذ من أخيك مقالا إن صدعت (3) *** به مدحت في آخر الاعصار و الأول

قل يا من الفخر موقوف عليه فإن *** تذوكر الفخر لم يصدف و لم يمل

صيت إذا طلبت غاياته خرقت *** سبعا طباقا فبذت كل ذي أمل

علوت و ازددت حتى عاد ممتدحا (4) *** جبريل عماله قد كان لم يطل

و عدت و الكبر قد نافى علاك فما *** عدوت (5) شيمة سبط الخلق مبتهل

أتتك غرّ قوافي المدح خاضعة *** لديك فاقبل ثناء غير منتحل

ثناء من لم يجد و جناء تحمله *** إليك أوصد بالإقتار عن جمل

صلّى عليك إله العرش مشتملا *** عليك يا خير ما حاف و منتعل (6)

و أنشدنا يمدحه صلّى اللّه عليه و سلّم (7):

من حامل عن أخيه بسبط مألكة *** يهزها أن أفيض القال و القيل

يقول و الحجرات الغرّ تسمعه *** و الوفد كل بما يعنيه مشغول

هل سامع يا رسول اللّه أنت *** لمن ولاؤه لك مروي و منقول

بلغت من غاية الإكرام منزلة *** عنها أعيد الأمين الروح جبريل

فعاد من رام كفوا من مدائحه *** يزهى و مقوله بالعجز مفلول

فأقبل إليك اختصارا عذر قائله *** إن حقّ مدحك لم يبلغه تطويل

و لترضك الصّلوات الغرّ دائمة *** يزين أمراطها ما شئت ترفيل

و أنشدنا في مدحه صلّى اللّه عليه و سلّم:

ص: 73


1- الزيادة للوزن و المعنى، عن ابن العديم.
2- الأبيات في معجم الأدباء 124/8 و بغية الطلب 2392/5.
3- أي جهرت به.
4- معجم الأدباء: منتزحا.
5- بالأصل «عددت» و المثبت عن المصدرين السابقين.
6- سقط من معجم الأدباء.
7- الأبيات في بغية الطلب 2393/5.

يا خاتم الأنبياء قاطبة *** أتاك لفظ الثناء يستبق

كنت نبيا و طين آدم مجبول *** و تلك الأنوار تأتلق

و عدت فينا تهدي (1) إلى سبل الحق *** فقد أوضحت بك الطرق

فارق عليك السّلام مرقبة *** مصبحها في العلاء يغتبق

و اشفع لمن عاد في ولائك مشفوع *** القوافي تتلى فتتّسق

ملك (2) أليفاظه التي انتظمت *** يطيب علياك في الورى عبق

تضوع من مجدك الأثيل إذا *** استفيض ذكر أطيب فينتشق

و أنشدنا في مدحه صلّى اللّه عليه و سلّم:

رأى البرق غوري الوميض فأنجدا *** و أصدر (3) ركب في بالعقيق فاوردا

و ما برحت أبناء ميّة غضّة لديه *** إلى أن جار بالعقل و اعتدى

رأى الشيخ ممطورا فمال بظله *** و مدّ إلى أطراف طرّته يدا

أمال إلى خفق النسيم بجانبي *** عطالة لما مرّ و استنزل الندا

لشبعته مقلاق الوضين يهزه *** إلى البان وجد لا يزال مؤبدا

تذكر عهدا كاظميا و طال ما *** تذكر مجهول المعارف معهدا

و لكنه ممن إذا انتسب احتبا *** لفخر و ان حاشاه (4) ذو القوة انتدا

إذا ذكرت أيام أدواء قومه *** صحا يجعل راح للفخر أو غدا (5)

و موّار رحل النضو منتصب (6) القرا *** تراه كما أمضيت سهما مسددا

تناقضه معروفة كلما ونت *** أراها ملوّى الجانبين مقدّدا

يهزّ إلى أعلام يثرب همّة *** كما هزّ زمر يوم حرب مهندا

إذا زار مفتون بدنياه مالكا *** يؤمله زار النبي محمّدا

ألا ديّموا موق الهدا باهر العلى *** كريم العرى طلق النقيبة أوحدا

ص: 74


1- في ابن العديم 2393/5 «تدعو».
2- ابن العديم: مرط .
3- عجزه في ابن العديم 2394/5 و أصدر ركب بالعقيق فانجدا.
4- ابن العديم: جاثاه.
5- سقط من بغية الطلب.
6- ابن العديم: أفضيت.

إذا الملأ الأعلى تناجوا بذكره *** و راموا هداه كان منه لهم هدى

إليك رسول اللّه يمّمت ناظما *** قوافي ما يممن غيرك مقصدا

تقاوض عن من لم يزل متقربا *** إليك بمدح لا يزال مخلّدا

و حاشاك يا رب العلا أن ترده *** بغير الذي ساما له و ترددا

و قد و أبيك الخير شرفت منطقي *** بذكرك و استيقنت مجدا و سؤددا

فصلّى عليك اللّه ما شئت هاديا *** و منا و ما استضرفت عن مؤمن ردا

و أنشدنا لنفسه من قصيدة:

لمن النار على مرفوعة *** في يفاع جبل عاليها مغار

دونها الامي تناقلن الخطا *** و العدا تتحاماها الشرار

لأناس كرمت أعراقهم *** و سما في ندوة الحيّ البخار

لهم البذخة إن جاثاهم *** شامخ طاغ له الكبر شعار

كلما نادوا أبا ذا شرف *** في الوغا نار فلبّاه نزار

غزوة ما انجد الركب بما *** طاب من أخبارها إلاّ و غاروا

قصرت بالأفوه الأودي عن *** رتب ذا وده عنها العثار

يا بني قحطان أنتم ليلة *** ذات أسداف و عدنان النهار

أ لكم أم لهم بالمصطفى *** شمخة في الحي إن جد الحوار

بشهير في السموات العلى *** صيته يعلا له فيها المنار

و لعمري إنكم في نسب *** غير أن الخوض في الباطل عار

لكم الفخر إذا حاثثكم *** في لؤي أسلم يوما أو غفار

فدعوا للقوم ملكا في العلا *** و المعالي لكم ثوب معار

و يمينا بالمهاري شربا *** يأخذ القيصوم منها و العرار

فوقها كل طليح همّه *** أن يرى الكعبة يعلوها الستار

لو رآني ناطقا أفوهكم *** لا نثنى منخذلا فيه انكسار

و أنشدنا يفتخر للعرب على الأعاجم:

أ تنكرين الحق أخت دارم *** إذا أصخت لمقال عالم

سألتني عن العلا و أهلها *** فلم أكن يا هنتا بكاتم

ص: 75

للعرب الفخر القديم في الورى *** فأعرضي عن نبأ الأعاجم

هم الذين سبقوا إلى الندى *** فهو لديهم قائم المواسم

أشذ عن سمعي أحاديث ندا *** كعب الندا و فرط جود حاتم

و إنهم إن نهضوا لغارة *** شدوا على أسد الشرا الضراغم

ثلّوا عروش الفرس في إملاقهم *** و كفرهم بكلّ ضرب صارم

و زحزحوا كسراهم عن ملكه *** بالمشرفيات و باللهازم

فنكس التيجان عن رءوسها *** ما راع من بطش ذوي العمائم

فقل لمهيار انتبه من رقدة *** أضغاثها هازية بحالم

بالعرب استوضح نهج سؤدد *** و هم فدى العالم في المكارم

أعطاهم اللّه العلا لأنهم *** قوم النبي المصطفى من هاشم

فخرهم باق على الدهر به *** إن [كان] فخر دارس المعالم

خصّت خوافي العجم عن علاهم *** و خذلوا بقصر القوادم

أثنى على بيانهم رب العلى *** فهل لهذا المجد من مقاوم

و كل من يحتال لانتقاصهم *** يرفل في مرط حسود ظالم

فليبق من عاداهم مضللا *** فما لداء حاسد من حاسم

توفي أبو نزار يوم الثلاثاء و دفن في يوم الأربعاء التاسع من شوّال سنة ثمان و ستين و خمسمائة و دفن بمقبرة الباب الصغير - رحمه اللّه - و كان صحيح الاعتقاد كريم النفس (1).

1323 - الحسن بن الحسين بن إبراهيم

أبو محمد البانياسي

روى عنه: غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و قرأته بخطه، أنشدني أبو محمد الحسن بن الحسين بن إبراهيم البانياسي - بها - لبعضهم:

بلوت بني الدنيا فلم أر فيهم *** سوى من غدا و البخل ملء ثيابه

ص: 76


1- نقله عن ابن عساكر في بغية الطلب 2400/5 و إنباه الرواة 343/1.

فجردت من سيف القناعة مرهفا *** قطعت رجائي منهم بذبابه

فلا ذا يراني واقفا في طريقه *** و لا ذا يراني جالسا عند بابه

1324 - الحسن بن الحسين بن عبد اللّه بن الحسين

ابن عبد اللّه بن حمدان بن حمدون

أبو محمد التغلبي الأمير المعروف بناصر الدولة و سيفها (1)

[ولي] (2) امرة دمشق في أيام الملقب بالمستنصر بعد أمير الجيوش الدّزبري (3) في جمادى الآخرة (4) سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة فلم يزل واليا بها إلى أن قبض عليه و سير إلى مصر مستهل رجب سنة أربعين و أربعمائة و ولي بعده طارق الصّقلبي المستنصري.

قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني: الأمير المظفر ذو المجدين حسن بن حسين بن حمدان أبو محمّد وصل إلى دمشق في جمادى الآخرة من سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة في يوم الأربعاء السادس عشر منه، و وصل معه الشريف القاضي نقيب الطالبيين (5) أبو يعلى حمزة بن الحسن بن العباس و قبض الأمير منير الدولة بدمشق في يوم الجمعة مستهل رجب سنة أربعين و أربعمائة.

1325 - الحسن بن الحسين بن علي بن عبد اللّه بن محمد

أبو علي الرّهاوي المقرئ

حدّث عن أبي محمد بن أبي نصر.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: توفي الحسن بن الحسين الرّهاوي المقرئ في جمادى الآخرة سنة خمس و خمسين و أربعمائة و كان فيه

ص: 77


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 419/11 و ذكر اسم أبيه «الحسن» بدل «الحسين» و انظر النجوم الزاهرة 90/5 و ورد ذكره في الكامل لابن الأثير في حوادث سنة 465 و سير أعلام النبلاء 620/17 و بغية الطلب 2329/5.
2- زيادتها لازمة للإيضاح عن الوافي.
3- بالأصل «الدريري» و الصواب «الدزبري» كما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 511/17 و ضبطت بكسر الدال عن وفيات الأعيان 487/2 و هذه النسبة إلى «دزبر» القائد الذي اشتراه و اسمه: نوشتكين بن عبد اللّه التركي.
4- ورد في سير الأعلام أن الدزبري مات في جمادى الأولى - في أوله.
5- بالأصل «الطالبين».

تخليط عظيم، كان يحدّث بما لم يسمع، و يركّب على الشيوخ بغير معرفة، فإذا قيل له أنكر ذلك، حدث عن محمد بن أبي نصر، عن القاضي أبي الحسن بن صخر برسالة أبي بكر و كلّ واحد منهما لم يلق الآخر، و توفي أبو الحسن بن صخر بعد الأربعين و أربعمائة - قال ابن الأكفاني: في سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة - و قد وجدت أنا نسخة الرّهاوي بهذه الرسالة و قد كتب فيها سماعه عن أبي محمّد بن أبي نصر سنة عشر و أربعمائة و ذكر أن سماعه بقراءتي بخط أبي نصر بن الجبّان و ليس الخط خط ابن الجبّان إلى غير أبيه فإنه قال: و كتب أبو نصر عبد الوهاب بن إبراهيم المعروف بابن الجبّان بحضرة الشيخ، و ابن الجبّان اسم أبيه عبد اللّه بن عمر بن أيوب لا يعرف [في نسبه] (1) من اسمه إبراهيم، و هذا أدل دليل على تخليطه و افتضاحه. و اللّه يعصمنا من الكذب و التزوير برحمته و منّه.

1326 - الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين

أبو محمد الأسترآباذي القاضي (2)

سمع بدمشق: القاضي أبا بكر الميانجي، و بجرجان: أبا بكر الإسماعيلي، و أبا أحمد بن عديّ و نعيم بن إبراهيم الأسترابادي، و بخراسان: محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل السراج، و بشر بن أحمد الأسفرايني، و خلف بن محمد البخاري الخيّام، و أبا عبد اللّه بن الحسن بن سلموية الكرابيسي، و أبا عمرو إسماعيل بن نجيد، و سمع بالبصرة: الحسن بن إبراهيم بن يزيد الفسوي، و أحمد بن عبيد النّهرديري (3)، و ببغداد: أبا بكر بن مالك و سكنها إلى أن مات بها.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني، و أبو الحسين طاهر بن أحمد القايني الفقيه - نزيل دمشق-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد و علي بن الحسين بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (4):أنا القاضي أبو محمد الحسن بن

ص: 78


1- «في نسبه» استدركت على هامش الأصل.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 300/7 الوافي بالوفيات 426/11 و بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- هذه النسبة إلى نهر الدير، و هي قرية على اثني عشر فرسخا من البصرة (الأنساب).
4- الخبر في تاريخ بغداد 166/10 في ترجمة عبد اللّه بن المبارك.

الحسين بن رامين الأسترآباذي، قال: سمعت القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق يقول: سمعت القاسم بن محمد بن عبّاد بالبصرة قال: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت عبد اللّه بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ثم استقبل الكعبة فقال: اللّهم إن ابن أبي الموّال حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«ماء زمزم لما شرب له» و هذا أشربه لعطش يوم القيامة ثم شربه[3057].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين، أبو محمّد القاضي الأسترآباذي نزل بغداد و حدث بها عن خلف بن محمد الخيّام البخاري، و محمد بن الحسن (2) بن إسماعيل السّراج النيسابوري، و بشر بن أحمد الأسفرايني، و نعيم بن أبي نعيم الأسترآباذي، و عبد اللّه بن عدي الجرجاني، و أبي بكر الإسماعيلي، و أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، و يوسف بن القاسم الميانجي، و الحسن بن إبراهيم بن يزيد الفسوي، و أحمد بن عبيد (3) النّهرديري و غيرهم. كتبت عنه و كان صدوقا فاضلا صالحا، سافر الكثير، و لقي شيوخ الصوفية، و كان يفهم الكلام على مذهب الأشعري، و الفقه على مذهب الشافعي. و مات ببغداد في سنة اثنتي عشرة و أربعمائة.

1327 - الحسن بن الحسين بن محمد

أبو محمد بن الصّوفي الكلابي (4)

رئيس دمشق.

سمع أبا الحسن بن عوف، و جدث بشيء يسير.

سمع منه شيخنا أبو محمد بن صابر و كان أصله من حلب سكن أبوه دمشق و كان يقصر ثيابه فلقب الصوفي.

ص: 79


1- تاريخ بغداد 300/7.
2- تاريخ بغداد:«الحسين» خطأ، و انظر ترجمته في سير الأعلام 161/16.
3- تاريخ بغداد: عبيد اللّه.
4- ترجمته في بغية الطلب 2333/5 سماه الحسن بن الحسين بن محمد بن عجل المعروف أبوه بالصوفي، قال و إنما لقب أبوه بالصوفي لأنه كان يقصر ثيابه.

بلغني أن الرئيس أبا محمّد (1) توفي في سنة سبع و تسعين و أربعمائة يوم الثلاثاء الحادي و العشرين من رجب، و يقال: سنة ست.

1328 - الحسن بن الحسين بن يحيى بن زكريا

ابن أحمد بن يحيى خت (2) بن موسى

أبو محمد بن البلخي

روى عن جده يحيى بن زكريا.

روى عنه عبد العزيز بن الكتاني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد الحسين بن الحسن البلخي نا جدي يحيى بن زكريا، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، نا زكريّا بن يحيى بن أسد المروزي، نا سفيان بن عيينة، عن مصعب، سمع أنسا يقول:

سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يهل بالحج و العمرة جميعا[3058].

أخبرناه عاليا عاليا أبو بكر عبد الغفار بن محمد في كتابه، و حدّثني أبو محمد هبة اللّه بن طاوس و أبو بكر محمد (3) بن عبد اللّه بن حبيب العامري و غيرهما عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى المروزي، نا سفيان بن عيينة فذكر بإسناده مثله سواء. مصعب هو ابن مسلم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي صديقنا أبو محمد الحسن بن الحسين (4) بن يحيى البلخي القاضي في هذه السنة يعني سنة اثنتين و أربعين و أربعمائة، حدّث عن جده بشيء يسير، كتبت عنه، قال لنا أبو محمد بن الأكفاني: توفي أبو محمد الحسن بن الحسين بن يحيى البلخي القاضي في سنة إحدى و أربعين و أربعمائة، حدّث عن جدّه بشيء يسير.

ص: 80


1- بالأصل «الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت.
2- كذا ضبطت بالأصل. و في التبصير 525/2 بالفتح و تثقيل المثناة.
3- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بخط مغاير.
4- بالأصل «الحسن».
1329 - الحسن بن الحسين

أبو علي التّفليسي

سمع بدمشق: أبا عبد اللّه محمد بن علي بن يحيى بن سلوان، و أبا علي الأهوازي، و بمصر: أبا الحسن عبد الملك (1) بن عبد اللّه بن محمد بن مسكين، و أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطّفّال و غيرهما.

و حدّث بصور سنة ثمان و خمسين و أربع مائة فسمع منه أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن الشيرازي الصوفي نزيل صور.

و وجدت بخط أبي الفرج غيث بن علي: حدّثني الأمين أبو محمد ان أبا علي التفليسي هذا سافر مع نجا العطار و سمع من شيوخ المصريين فسألته عن وفاته فقال بعد الستين، و حدّثني أنه رآه.

1330 - الحسن بن حفص بن الحسن

أبو علي البهراني الأندلسي

رحل إلى المشرق فسمع أبو محمد الحمويي (2)،و أبا حامد أحمد بن محمد بن رجاء بن سرخس، و أبا عبد اللّه محمد بن أحمد بن علي بن مهران الصّيدلاني - باصطخر - و أبا محمد الحسن بن إبراهيم بن يزيد بن إبراهيم بن زياد الأسلمي الفسوي - بها - و أبا محمد بن أبي شريح - بهراة - و أبا بكر أحمد بن جعفر البغدادي، و أبا حامد أحمد بن الخليل، و أبا (3) بكر أحمد بن عبيد اللّه، و أبا حاتم حامد بن العباس الهروي، و الحسن بن رشيق - بمصر - و أبا بكر أحمد بن منصور الشيرازي.

و قدم دمشق فروى عنه من أهلها: تمام بن محمد، و من غيرها: أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي، و سمع منه بنيسابور، و أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرّحمن القرّاب (4) الحافظ الهروي.

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمد و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا

ص: 81


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بخط مغاير.
2- بالأصل «الحموي» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى الجد،«حمويه» و اسمه عبد اللّه بن أحمد بن حموية السرخسي ذكره السمعاني و ترجم له، و له ترجمة في سير الأعلام 492/16.
3- بالأصل «و أبو».
4- ضبطت عن التبصير 1068/3 و انظر ترجمته في سير الأعلام 570/17.

عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمد، أخبرني أبو علي الحسن بن حفص بن الحسن البهراني الأندلسي - بدمشق - أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حمويه السّرخسي، نا أبو علي الحسين بن محمّد بن مصعب السّنجي، نا يحيى بن حكيم المقوّم (1)،نا عثمان بن عمر، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ألا إنكم وفيتم سبعين أمّة، أنتم خيرها و أكرمها على اللّه»[3059].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي بن فطيمة (2) و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو علي الحسن بن حفص القضاعي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه البزّاز البصري، نا أبو إسحاق الأبزاري، نا هارون، أنا سيار، نا جعفر، نا مالك بن دينار، قال: قرأت في التوراة: ردوا أبصاركم عليكم و لا تمدوها إلى غيركم، فإن لكم فيها شغلا.

و نا أبو علي الحسن بن جعفر القضاعي، أنا الحسن بن رشيق - بمصر - نا الفضل بن محمد الجندي، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري، قال: سمعت مالك يقول: لا تحمل العلم عن أهل البدع كلهم، و لا تحمل العلم عن من لم يعرف بالطلب و مجالسة أهل العلم و لا يحتمل العلم عن من يكذب في حديث الناس و إن كان في حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صادقا، لأن الحديث و العلم إذا سمع من العالم فإنما قد جعل حجة بين الذي سمعه و بين اللّه تعالى.

1331 - الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمدان بن ذكوان

أبو علي بن أبي فجة البعلبكي العطار

حدّث عن أبي الحسن أحمد بن عبد اللّه بن بندار الشيرازي، و سمع منه ببعلبك، و سمع بدمشق علي بن محمد الحنّائي.

روى عنه: أبو بكر محمد بن علي بن محمد السّلمي الحداد.

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني: توفي أبو علي الحسن بن حمزة العطّار البعلبكي في سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة و يعرف بابن أبي فجة.

و ذكر الحداد: أنه رجل صالح ثقة.

ص: 82


1- ضبطت عن التبصير 1313/4 و 1389 ترجمته في سير الأعلام 298/12.
2- ترجمته في سير الأعلام 60/20.

حرف الخاء فارغ

حرف الدّال

اشارة

[في آباء من اسمه الحسن] (1)

1332 - الحسن بن داود

أبو محمد الثقفي

حدّث عن أبي بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني.

روى عنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ و هو الحسن بن محمد بن داود يأتي فيما بعد.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - شفاها - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن حزم الأندلسي - قراءة عليه-، نا أبو الحسن علي بن بقاء بن محمّد الوراق المصري، نا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ المصري، نا أبو محمد الحسن بن داود الثقفي بدمشق، نا أبو بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح بحديث ذكره.

ص: 83


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و زيادتها لازمة للإيضاح.

حرف الذال فارغ

حرف الرّاء

اشارة

[في آباء من اسمه الحسن] (1)

1333 - الحسن بن رجاء بن أبي الضّحّاك

أبو علي الحصاري الكاتب (2)

أصله من جرجرايا (3)،شاعر جيّد الشعر قليله، و ولي أبوه إمرة دمشق في أيام المعتصم، فوثب عليه علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ فقتله. و كان الحسن مع أبيه إذ ذاك ففر عنه فذكر ذلك البحتري في شعره، و ذكر محمد بن داود بن الجرّاح هذه الأبيات و ذكر أنها لأبي الفضل بن الحسن بن سهل في الحسن بن رجاء فاللّه أعلم.

حكى عن بكر بن النّطّاح بن أبي عمار (4) بن أبي وائل الحنفي البصري الحنفي الشاعر.

روى عنه أبو العباس المبرد.

ذكر ابن الجراح أن ابن أبي خيثمة أنشده عن دعبل للحسن بن رجاء (5):

ص: 84


1- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 9/12 و ترجم له ابن العديم 2315/5 باسم الحسن بن الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك، و في 2332/5 باسم الحسن بن الحسين، قال ابن العديم: و الصحيح أن اسم أبيه الحسن. و في ابن العديم: الحضاري.
3- بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط و بغداد (معجم البلدان).
4- كذا بالأصل و في تاريخ بغداد 90/7 بكر بن النطاح بن أبي حمار الحنفي، أبو وائل. و انظر أخباره في الأغاني 106/19 و فوات الوفيات 219/1.
5- الأبيات في الوافي بالوفيات 10/12.

مستشعر الهمّ (1) له جنّة *** تقيه من عادية الدهر

ما ذا ينال الدهر من ماجد *** له عليه عدّة الصبر

هل هو إلاّ فقد خلاّنه *** و فقد ما يملك من وفر

ما سرّحوا حظه في الغنى *** من حظه في الحمد و الأجر

و ذكر له أيضا (2):

قد يصبر الحرّ على السّيف *** و يأنف (3) الصّبر على الحيف

و يؤثر الموت على حالة *** يعجز فيها عن قرى الضّيف

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أخبرني الأزهري، نا محمد بن حميد اللّخمي، نا الصّولي، نا محمد بن يزيد المبرّد، قال: سمعت الحسن بن رجاء يقول: حضرت بكر بن النّطاح و معه جماعة من الشعراء و هم يتناشدون فلما فرغوا من طوالهم أنشدهم:

ما ضرّها لو كتبت بالرضا *** فجفّ جفن العين أو غمّضا

شفاعة مردودة عندها *** في عاشق تندم لو قد قضا

يا نفس صبرا و اعلمي إنما *** نأمل منها مثل ما قد مضا

لو تمرض الأجفان من قاتل *** بلحظة (5) إلاّ لأن أمرضا

قال: فابتدروه يقبلون رأسه.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، ذكر أبو عبد اللّه محمد بن عبدوس، قال: حكى العباس بن الفرات، عن محمد بن علي بن يونس، عن علي بن يونس، قال: كنت أكتب لرجاء بن أبي الضحاك و ان علي بن إسحاق لما قتل رجاء أمر بحبسي، قال: فحبست في يدي سجّان كان جارا لي، فكان يجيئني بالخبر ساعة، و ساعة فدخل إليّ و قال: قد أخرج رأس صاحبك على قناة، ثم جاءني فقال: قد قتل متطببه، ثم قال: قد قتل ابن

ص: 85


1- الوافي: الصبر.
2- البيتان في الوافي 11/12.
3- الوافي: و لا يرى صبرا.
4- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 91/7 في ترجمة بكر بن النطاح.
5- تاريخ بغداد: بلحظه.

عمه ثم قال: قد قتل كاتبه فلان، ثم قال: و الساعة يدعى بك. فنالني جزع شديد، و غشيني نعاس و دعي بي، فقال السجّان ليدفع عني: المفتاح مع شريكي، و بعث ليطلبه، و رأيت في سامي: كأني ارتطمت في طين كثير، و كأني قد خرجت منه و ما بلّ قدمي منه شيء، فاستيقظت و تأولت (1) الفرج، و سمعت حركة شديدة فدخل السجّان بعقبها، فقال: أبشر، قد أخذ الجند علي بن إسحاق فحبسوه، و لم ألبث أن جاءوني فأخرجوني، و جاءوا بي إلى مجلس علي بن إسحاق، إلى الفرش الذي كان جالسا عليه و قدامه دواة، و كتاب كتبه إلى المعتصم في تلك الساعة يخبره بقتل رجاء و يسميه المجوسي و الكافر، فأبطلته و كتبت أنا بالخبر، و لم أزل أدبر أمر العمل إلى أن تسلم مني، و حمل علي بن إسحاق إلى حضرة المعتصم فأظهر الوسواس إلى أن تكلم فيه ابن أبي دواد (2) فأطلق.

و قد ذكر الجاحظ : أن علي بن إسحاق كان موسوسا على الحقيقة، لأنه ذكر أنه قال: أرى الخطأ قد كثر في الدنيا، و الدنيا كلها في جوف الفلك و إنما تؤتى منه، و قد تخرم و تخلخل و تزايل، و اغترته عوادي الهرم، و سأحتال إلى الصعود إليه، فإني إن نجرته و رندجته و سويته انقلب هذا الخطأ كله إلى الصواب.

و كان الحسن بن رجاء مع أبيه بدمشق فأفلت من علي بن إسحاق، فقال البحتري فيه ينسبه إلى ترك معاونة أبيه (3):

غطا (4) عليّ ابن إسحاق بفتكته *** على غرائب تيه كنّ للحسن

أنسته تعقيدة (5) في اللفظ نازلة *** لم تبق منه سوى التسليم للزمن

أبا علي عليك الغوث إن ذكر *** الإدراك من طالبي الأوتاد و الإحن

لما رثيت رجاء خلت أنك قد *** ثأرته ببكا القمريّ في الفتن (6)

دعاك و السيف يغشاه من بدن *** بغير رأس و من رأس بلا بدن

ص: 86


1- عن مختصر ابن منظور 335/6 و بالأصل «ناولت».
2- بالأصل:«داود» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- الأبيات في ديوان البحتري ط بيروت 155/2 من قصيدة يهجو الحسن بن رجاء.
4- الديوان: عفّى.
5- الديوان: تفقيعه.
6- الديوان: الفنن.

فقمت عنه و لم تحفل بمصرعه *** لا يمتع اللّه تلك العين بالوسن (1)

بل ما يسرك مليء الدار من ذهب *** و إنّ ما كان يوم الدار لم يكن

حرصا على إرث شيخ ظل مضطهدا *** بالشام يكبو على العرنين و الذقن

و لم تكن كابن حجر حين صال (2) و لا *** أخا كليب و لا سيف بن ذي يزن

يريد امرأ القيس بن حجر، و مهلهل بن ربيعة التغلبي، و هذان و سيف ممن أدرك ثأره (3) في الجاهلية.

قال: و وجدت بخط محمد بن داود يقول: أنشدني جعفر بن محمّد للحسن بن رجاء يرثي أباه:

أ ليس من أعجب القضاء *** و ثوب أرض على سماء

قلّ بمثل الحصاة طود *** ضاقت به عرصة الفضاء

و انقطع اليوم من رجاء *** رجاء من كان ذا رجاء

فالحمد للّه على كل شيء *** عمّا قليل إلى فناء

فأجابه به علي بن إسحاق:

هنا وقفنا على السّوافي *** محكم الفصل للقضاء

من كان منا يكون أرضا *** و أيّنا كان كالسماء

أمّا دم العلج يوم ولّى *** فكا من أيسر الدماء

لم أر للداء حين يبدو *** كالحسم بالسّيف من دواء

أخبر [نا] أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر محمد بن عبيد اللّه بن الشخير، نا أبو بكر أحمد بن إسحاق الملحمي (4)،حدّثني أحمد بن محمد الدمشقي، عن أبيه قال: دخل المأمون يوما الديوان فرأى الحسن بن رجاء واقفا (5) على أذنه قلم فقال له: من أنت ؟ فقال: الناشئ في دولتك، المتقلب في

ص: 87


1- الوسن: النوم.
2- الديوان: يوم ذاك.
3- بالأصل: داره.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الملجم، و هي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما.
5- بالأصل: واقف.

نعمتك، المؤمّل لخدمتك، الحسن بن رجاء جاء لخدمتك فقال المأمون: أحسنت يا غلام، و بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمد بن حية، أنا جدي أبو منصور، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس الحيري - إملاء - أنا أبو محمد الحسن بن محمد الأزهري الأسفرايني، نا محمد بن زكريا الغلاّبي، نا مهدي بن سابق، قال (1):دخل المأمون يوما ديوان الخراج، فمرّ بغلام جميل على أذنه قلم، فأعجبه ما رأى من حسنه فقال: من أنت يا غلام ؟ قال: أنا الناشئ في دولتك، و خريج أدبك، و المتقلب في نعمتك، و المؤمّل لخدمتك (2)،الحسن بن رجاء. فقال له المأمون: يا غلام، بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول، ثم أمر أن يرفع عن مرتبة الديوان، و أمر له بمائة ألف درهم.

قرأت بخط أبي الحسن بن رشأ بن نظيف و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم عنه، أخبرني أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، حدّثني ابن الجعابي، حدّثني جحظة أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك، قال: كان أبو الصقر إسماعيل بن بلبل يهوى جارية من القيان قبل وزارته و كان الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك ينافسه فيها، و كانت تؤثر الحسن بن رجاء لصباحته و أفضاله و تشنا إسماعيل لقبحه و خلته، فلما تقلد الوزارة لم يقدم شيئا على ابتياعها فملأ عينيها من الأعراض و واعدها ليوم عزم فيه على الصحبة، فأمر أن يفرش له و تعبّى الأواني الفضة و الذهب و أصناف الطيب و البلور و الزجاج المحكم الذي له القدر و القيمة، فلما أخذ منه الشراب قال لها: رأيت أحسن من مجلسنا هذا؟ قالت: نعم، قال: و ما هو؟ قالت: قدح مورد كنت أشرب فيه عند الحسن بن رجاء، فوقّع، إلى أبي بكر الفتى كاتبه و قريبه و كان رسمه أن يجلس في دار أبي الصقر التي للعامة إلى آخر وقت، و لا ينصرف حتى يستأذنه: بلغني أن عند الحسن بن رجاء قدحا موردا و قد أحببت أن أراه و هو صديقك، فاكتب إليه في الحضور فإذا حضر فتقدم إليه بإحضار هذا القدح.

ص: 88


1- الخبر في الوافي بالوفيات 10/12.
2- الوافي: بخدمتك.

ففعل أبو بكر ذلك، فجاءه الحسن فأقرأه توقيع أبي الصقر إليه في أمر القدح فقال: قد كان عندي القدح و انكسر. فكتب أبو بكر إلى أبي الصّقر بذلك، فأجابه أن مثل هذا القدح إذا انكسر. لم يرم بزجاجه فليحضره مكسّرا على أني أعلم أن هذا القول إخبار منه فعده عني الإحسان إن أحضره و تواعده بالإساءة إن أخره، فأقرأه التوقيع و ما كتب فيه، و قال له: و اللّه يا ابن أخي ما أرى لك أن تمنعه من ولد لك لو طلبه منك فضلا عن عرض لا قدر له سيما مع هذا الوعيد، فقال: أنا أحضر القدح على شرط قال: و ما هو؟ قال: اكتب معه أبياتا من الشعر تنفذها مع القدح إليه، قال: فافعل، فأخذ دواة و كتب إلى منزله و أنفذ له القدح و كتب:

سلّم على أربع بالكرح نقلاها *** من أجل جارية فيهن نهواها

تمكنت نوب الأيّام منك بها *** و الدهر إن أسلف الحسنى تقضاها

يا بؤس قلبك ما أقصى مراميه *** و شجو نفسك ما أدنى بلاياها

و حليب عيش مضى ما كان أنعمه *** أيام أيامنا فيه نملاها

أشكو إليك أبا بكر شجي بهوى *** أطعته من صبا نفسي فعاصاها

فأسعد الصب إن كنت امرأ غزلا *** و أعطف على ذي البلا إن كنت أوّاها

قد جاءك القدح المسلوب بهجته *** مذ حيل دون التي أدنت له فاها

حكى تورد خديها و تفضله *** لعجز ما صنعه أن يحكي اللّه

عهدي به في يد (1) حسناء قد نظمت *** عليه من لؤلؤ سمط ثناياها

فالكف حمراء مما قد تخطّفها *** و الراح عرى مما قد تلقاها

خذه إليك عزيزا أن يجاد به *** لو أن أخرى ليالينا كأولاها

لكن ضلة رأي أن أرى كلفا *** بغادة نشبت في الغدر كفّاها

أو صائنا قدحا مسّته ريقتها *** و قد ترشّفها غيري و فداها

فإن تفتنا بها الأيام مرغمة *** عمدا و يسعد فيها الدّهر مولاها

فقد جرى بيننا ما ليس نذكره *** إلاّ تنغص دنياه و دنياها

و جاء بهذا الشعر إلى أبي بكر فلما قرأه قال: أين يذهب بك و اللّه لأوقف الوزير عليه و لأنفذنه إليه و جيء بالقدح و كتب إلى أبي الصقر رقعة جميلة يقول فيها إن الحسن

ص: 89


1- الأصل: يدي.

أحضرني القدح ممتثلا لأمر الوزير أيّده اللّه و منقادا إلى طاعته، و قد أنفذته مع رقعتي هذه. فأجابه أبو الصقر: قد وصل القدح و حسن موقعه منا فليفت الحسن متنجزا ما وعدته أ في له بذلك إن شاء اللّه، فلقيه الحسن فصرفه و أحسن إليه.

قال رشأ: أخبرنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا محمد بن يحيى الصولي، نا عون بن محمد، نا إسماعيل بن العباس، قال: كان الحسن بن رجاء الكاتب يهوى جارية من القيان و كان إسماعيل بن بلبل يهواها فذكر معنى هذه الحكاية و ذكر الأبيات بأسرها و قال بعد الأبيات: فلما قرأ إسماعيل بن بلبل الأبيات و أخذ القدح رق له فقلّده أصبهان و أخرجه إليها (1).

ص: 90


1- ذكر في الوافي أنه توفي بفارس سنة أربع و أربعين و مائتين و هو يتولى حرب فارس و الأهواز و خراجهما.

حرف الزاي

اشارة

[في آباء من اسمه الحسن] (1)

1334 - الحسن بن زيد

أبو علي الكازروني (2) الصوفي

حدّث عن أحمد بن العباس بن حوي، و سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الشرابي، و علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي. و أبا الحسن أحمد (3) بن محمد بن سلامة الستيتي (4).

كتب عنه نجا بن أحمد العطار.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمر، و أنبأنيه أبو محمد بن الأكفاني عنه، أنا أبو علي الحسن بن زيد الصّوفي المعروف بالكازروني، أنا أبو العباس أحمد بن العباس بن حوّي،- قراءة عليه - أنا أبو الحسين علي بن الفضل أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن يحيى بن حمزة - بقراءتي عليه في رجب سنة أربع و ستين و ثلاثمائة - نا محمد بن تمام البهراني، نا عمرو بن عثمان، نا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة،

ص: 91


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح.
2- هذه النسبة إلى كازرون مدينة بين البحر و شيراز (معجم البلدان) و ضبطها السمعاني بسكون الزاي و ضم الراء،(و المثبت ضبطه عن ياقوت).
3- انظر ترجمته في سير الأعلام 358/17.
4- الذي ذكره ياقوت: أبو الحسين بن علي الكازروني الصوفي حدث أحمد بن العباس بن حوّى، و سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عتيق الشيرازي، و علي بن محمد بن إبراهيم الحربي الستيتي و مات سنة 454، قال ياقوت: ذكره أبو القاسم. كذا فيه، و انظر ترجمة علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي في سير الأعلام 565/17.

عن أبيه: أنه كان يجمع بنيه فيقول: يا بنيّ تعلموا فإن تكونوا صغار قوم فعسى أن تكونوا كبار (1) آخرين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي الحسن بن زيد الصّوفي الكازروني في يوم الخميس لثمان بقين من ذي القعدة سنة أربع و خمسين و أربعمائة حدث عن ابن حوّي.

ص: 92


1- بالأصل: كبارا.

حرف السين

اشارة

[في آباء من اسمه الحسن] (1)

1335 - الحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل

أبو العباس العبّاداني (2) المقرئ (3)

رحّال، سمع علي بن عبد اللّه بن علي بن السّقا ببيروت و حدّث عنه، و عن أبي خليفة، و الحسن بن المثنى، و إدريس بن عبد الكريم الحداد، و جعفر بن محمد الفريابي، و أبي غانم محمد بن زكريا الأضاخي النجدي، و أبي أيوب سليمان بن الحسن البصري، و أبي (4) مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، و زكريا بن يحيى السّاجي.

روى عنه: أبو نعيم الحافظ ، و أبو الفضل محمد بن جعفر بن بديل الخزاعي، و القاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي، و أبو الحسن علي بن بشري السّجزي الصوفي، و أبو زرعة أحمد بن يحيى بن أحمد بن جعفر الشيرازي الخطيب.

كتب إليّ أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم (5)،نا الحسن بن سعيد بن جعفر، نا أبو خليفة، نا عثمان بن الهيثم المؤذن، نا عاصم، عن زيد (6)،عن عبد اللّه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[3060].

ص: 93


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح.
2- العباداني بتشديد الباء، هذه النسبة إلى عبادان موضع تحت البصرة قرب البحر الملح.
3- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 271/1 غاية النهاية 213/1 الوافي بالوفيات 29/12 سير أعلام النبلاء 260/16 و انظر بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- بالأصل «و أبو».
5- ذكر أخبار أصبهان 272/1.
6- كذا بالأصل، و في أخبار أصبهان:«زرّ» و سينبه المصنف إلى هذا.

قال أبو نعيم: كذا حدّثناه و إنما هو عثمان، عن أبيه عن: المكر و الخداع. كذا في الأصل، و قد سقط منه ذكر الهيثم والد عثمان و هو وهم كذا ذكر أبو نعيم من حديث زرّ عن عبد اللّه فأما هذا المتن فيرويه عثمان بن الهيثم بإسناد آخر.

أخبرنا بالحديثين على الصواب: أبو القاسم هبة اللّه بن محمد و أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أحمد الوراق (1)،قالا: أنا أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف العبدي، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا عثمان بن الهيثم، نا أبي، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من غشّنا فليس منا و المكر و الخداع في النار»[3061].

قال: و نا أبو خليفة، نا عثمان بن الهيثم المؤذن، نا أبي، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[3062].

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن أسد البروجردي، نا الشيخان أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي الأديب، و أبو منصور محمد بن عبد اللّه بن عبد الواحد الشروطي، قالا: نا الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر، نا علي بن السّقا ببيروت بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا جدي أبو المعالي عمر بن محمد بن الحسين، نا القاضي والدي أبو عمر محمد بن الحسين إملاء ح.

و أخبرنا أبو عبيد صخر بن عبيد بن صخر، و أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن محمد بن بيوزمرد - بطابران (2)-و أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي - بنوقان (3)-قالوا: أنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد الفرخزادي - بنوقان - نا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي، نا أبو العباس الحسن بن

ص: 94


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 586/19.
2- طابران إحدى مدينتي طوس. و هي الكبرى.
3- نوقان: إحدى مدينتي طوس.

سعيد البصري - برامهرمز-، نا محمد بن زغبة - بمصر - قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول: من حفظ القرآن عظمت قيمته، و من تفقه نبل قدره، و من كتب الحديث قويت حجته، و من نظر في اللغة و العربية رق طبعه، و من لم يصن نفسه لم ينفعه علمه. و في رواية السيدي: عظمت حكمته، و هو وهم.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ (1):الحسن بن سعيد بن جعفر الفضل المقرئ أبو العباس العبّاداني قدم أصبهان سنة خمس و خمسين - يعني - و ثلاثمائة و أقام بها سنين ثم انتقل إلى إصطخر (2)و توفي بها (3).يروي عن الحسن بن المثنى، و إدريس بن عبد الكريم و المصريين، و غيرهم. و كان رأسا في القرآن (4) و حفظه، في حديثه و روايته لين.

1336 - الحسن بن سعيد بن الحسن بن الحارث بن حكيم

أبو القاسم القرشي الحافظ

حدّث عن أبي عبد اللّه الهروي، و أبوي العباس: بن ملاّس، و عبد اللّه بن عتاب الزّفتي (5)،و أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسي (6)،و أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، و أبي بكر الجواربي الأصبهاني، و أبي الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر السّلمي، و أبي محمد عبد اللّه بن الحسين بن محمد بن جمعة، و أبي جعفر محمد بن إسحاق، و أبي الحسين عثمان بن محمد الذهبي، و أبي يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي.

روى عنه: الميداني.

ص: 95


1- ذكر أخبار أصبهان 271/1.
2- اصطخر بالكسر، مدينة وسطة وسعتها مقدار ميل، من أقدم مدن فارس و أشهرها، بينها و بين شيراز اثنا عشر فرسخا (معجم البلدان).
3- زيد في أخبار أصبهان: بعد السنين (يعني و ثلاثمائة)، و في الوافي بالوفيات: توفي سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، و قد قارب المائة. و في العبر و ميزان الاعتدال و الشذرات: عاش مائة سنة و سنتين. و انظر سير الأعلام 260/16 و التذكرة 950/3 و ميزان الاعتدال 492/1.
4- كذا بالأصل و معجم البلدان (عبادان)، و في ذكر أخبار أصبهان:«القراءات».
5- إعجامها بالأصل غير واضح و تقرأ بالأصل «الرقي» أو «الدقي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 64/15.
6- كذا رسمها.

قرأت بخط عبد الوهاب بن جعفر، نا أبو القاسم الحسن بن سعيد بن الحسن بن الحارث بن حكيم القرشي، نا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف الهروي من كتابه، نا محمد بن عوف الطائي الحمصي، نا حيوة بن شريح، نا بقية، عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، حدّثني أبو الحسن بن الميداني، قال: توفي الحسن بن سعيد القرشي يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين و ثلاثمائة. قال عبد العزيز: حدث عن ابن الزرقي، عن هشام بن عمّار و غيره، حدّثنا عنه ابن الميداني.

1337 - الحسن بن سعيد بن عبد اللّه بن بندار

أبو علي الدّيار بكري الشاتاني (1)

قلعة من ديار بكر.

ذكر أنه سمع ببغداد: أبا القاسم بن الحصين، و أبا بكر بن صهر هبة، و أبا منصور بن زريق، و أبا الحسن بن عبد السّلام الكاتب، و أبا البركات الأنماطي و أبا الفضل بن ناصر، و أبا بكر محمد بن القاسم بن الشهرزوري.

و تفقه على أبي علي الحسن بن سلمان، و أبي منصور بن الرزاز ببغداد، و على أبي علي (2) الحسن بن إبراهيم بن برهون الفارقي، و تأدّب على الشريف بن الشّجري، و أبي منصور بن الجواليقي. و قال الشعر، و أنشأ الرسائل، و قدم دمشق في سنة إحدى و ثلاثين و خمس مائة و عقد مجلس الوعظ ، و عاد إلى وطنه، ثم انتقل إلى الموصل و خدم دولة أتابك زنكي و ولده رحمه اللّه، و روسل إلى الخليفة المقتفي و إلى عدة أطراف، و عاد إلى دمشق سنة ثمان و ستين و خمس مائة. و ذكر لي أن مولده سنة عشر (3) و خمس مائة بقلعة

ص: 96


1- ترجمته في وفيات الأعيان 113/2 و الروضتين 171/1 و بغية الطلب لابن العديم 2351/5 و الوافي بالوفيات 28/12 و 175/12. و الشاتاني بالشين المعجمة و بعد الألف الأولى تاء ثالثة الحروف و بعد الألف الثانية نون نسبة إلى شاتان، في الوافي: قلعة من ديار بكر، و في وفيات الأعيان شاتان: بلد بنواحي ديار بكر.
2- بالأصل:«و علي بن علي» و المثبت عن بغية الطلب 2353/5 نقلا عن ابن عساكر.
3- نقل ابن العديم عن ابن باطيش أنه ولادته سنة خمس عشرة و خمسمائة. و ذكر في الوافي ولادته سنة عشر و خمسمائة، و في موضع: سنة ثلاث عشرة و خمسمائة.

شاتان فمما أنشدني لنفسه مما كتب به إلى خطيب خوارزم أحمد بن مكي و كان مشهورا بالفضل جوابا له عن أبيات كتبها إليه:

سلام كنشر الروض يسري به الصبا *** فتعبق من أنفاسه و تطيب

على من يراه القلب مع بعد داره *** قريبا و يدعو وده فيجيب

إمام له في الفضل أشرف رتبة *** إذا رامها خلق سواه يخيب

وقور إذا طاش الحليم حياؤه *** على نفسه فيما يروم رقيب

يفلّ غرار السيف حدة عزمه *** فيرتاع منها الروع و هو مهيب

إذا ما علا صدر الأئمة منبرا *** فقس عليه بالبيان خطيب

حبيب حباني من جواهر لفظه *** بما قلّ عندي جرول (1) و حبيب

فحلى بها جيدي و قد كان عاطلا *** و جدد بردا أبهجته خطوب

وصفي لي العيش الذي هو دائما *** بتكرير أحداث الزمان مشوب

يلقح أبكار القرائح فكره *** نسيب لأرواح الأنام نسيب

ألا هل أرى نادي نداه فارتوي *** فقد كدت من برح الغرام أذوب

و الأبيات التي كتب بها خطيب خوارزم ابتداء (2):

هدى علم الدين المفخم شأنه *** له في عظامي و العروق دبيب

تشوقني الذكرى إليه فأنثني *** و أيسر ما بين الضلوع لهيب

أحنّ إليه حنة كلما دعت *** شآبيب دمع العين فهي تجيب

يعيد إذا قلبت طرفي ناز *** ح و إن لحظته فكرتي فقريب

يشيم لكشف الغامضات مهنّدا *** يطبق في أوصالها و يطيب (3)(4)

1338 - الحسن بن سعيد بن محمد بن سعيد

أبو علي العطار الشاهد

كان مقدم الشهود بدمشق، سمع أبا عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل،

ص: 97


1- يعني الحطيئة الشاعر، و أبا تمام حبيب بن أوس.
2- الأبيات في بغية الطلب 2354/5.
3- في ابن العديم:«و يصيب» و ذكر بعده ثلاثة أبيات.
4- ذكر في الوافي 177/12 أنه توفي في شعبان سنة تسع و سبعين و خمسمائة، و قيل إنه تغير آخر عمره.

و أبا الحسن أحمد بن محمد العتيقي، و أبا الحسن بن السّمسار، و أبا علي أحمد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر، و عثمان بن أبي بكر السّفاقسي.

روى عنه: الفقيه نصر المقدسي، و حكى لنا عنه أبو محمد بن الأكفاني.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو علي الحسن بن سعيد بن محمد الدمشقي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، نا عبد اللّه بن محمد، نا خلاّد بن أسلم المحاربي، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي (1)،عن عبد اللّه بن زيد، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«سيأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل، و إنهم تفرقوا على ثنتين و سبعين ملّة، و ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين ملّة، كلها في النار غير واحدة» فقيل: يا رسول اللّه و ما تلك الواحدة ؟ قال:«هو ما نحن عليه اليوم و أصحابي»[3063].

كذا قال، و الصواب عبد اللّه بن يزيد و هو أبو عبد الرّحمن الجبلي.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو بكر محمد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين أصلا، نا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا خلاّد بن أسلم، نا عبد الرّحمن بن محمد المحاربي، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، عن عبد اللّه بن يزيد، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكره.

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني: سنة ست و أربعين و أربعمائة فيها توفي الحسن بن سعيد بن محمد بن سعيد العطار في صفر الثالث عشر منه في يوم الجمعة، و كان قد حدّث عن أبي علي الحسن بن عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر و غيره بشيء يسير، و حدث بكراريس من غريب الحديث لأبي سليمان الخطابي، عن عثمان بن أبي بكر السّفاقسي.

و قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني - و لم أسمعه منه - قال: و كان قد ولي شيئا من أمور البلد، فكان الثناء عليه سيئا، و الذكر له قبيحا في ظلمه و تعدّيه، و تجاوزه الحدّ فيما يليه.

ص: 98


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 411/6.
1339 - الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز

ابن النعمان بن عطاء

أبو العباس الشيباني النّسوي (1) الحافظ صاحب المسند (2)(3)

سمع بدمشق هشام بن خالد، و دحيما. و إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، و صفوان بن صالح، و هشام بن عمار و إبراهيم بن أيوب الحوراني، و عباس بن الوليد الخلاّل، و العباس بن عثمان المعلم.

و روى عنهم و عن هدبة بن خالد، و أبي بكر بن أبي شيبة، و حبان بن موسى، و إسحاق بن راهوية، و عمرو بن زرارة، و قتيبة، و إبراهيم بن يوسف البلخي، و علي بن حجر، و أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و عمرو الناقد، و سويد بن سعيد، و أبي خيثمة، و القواريري، و إبراهيم بن الحجاج، و أبي الربيع الزهراني، و سهل بن عثمان العسكري، و عبد الرّحمن بن سلام الجمحي، و أبي كامل الجحدري، و شيبان بن فرّوخ، و إبراهيم بن المنذر الحزامي (4)،و أبي مصعب، و هارون بن سعيد، و عيسى بن حماد، و محمد بن رمح، و أبي الطاهر، و حرملة، و المسيّب بن واضح.

روى عنه: محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الحافظ ، و الحسين بن علي أبو علي الحافظ ، و أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة و هو من أقرانه، و جعفر بن محمد بن سوار، و أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، و أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي، و أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ، و أبو حامد بن الشرقي، و أبو عمرو بن حمدان، و أبو بكر محمد بن جعفر البشتي (5)،و أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن مسلم الأسفرايني، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي

ص: 99


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن الوافي 32/12 النسوي بالنون.
2- بالأصل «الحسنة» و المثبت عن الوافي و ميزان الاعتدال، و بغية الطلب نقلا عن ابن عساكر.
3- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2364/5 و الوافي بالوفيات 32/12 و سير أعلام النبلاء 157/14 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى حزام بن خويلد بن أسد، ترجمته في سير الأعلام 689/10 تاريخ بغداد 179/6.
5- كذا بالشين المعجمة، و في ابن العديم - نقلا عن ابن عساكر - البستي بالسين المهملة. و مثله في سير الأعلام.

الجرجاني، و أبو جعفر محمد بن علي الجوسقاني، و أبو حاتم محمد بن حبان البستي، و إبراهيم بن إسماعيل القاري، و علي بن بندار الزاهد، و ابنا ابنيه إسحاق بن سعد بن الحسن (1)،و أبو محمد سفيان بن محمد بن الحسن بن سفيان.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا صفوان بن صالح، نا الوليد، نا ابن جريج، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«في بيضة نعام صيام يوم، و إطعام مسكين»[3064].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، نا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن سفيان النّسوي، حدّثني جدي، نا عبد اللّه بن محمد بن أسماء، نا جويرية [نا] (2) نافع، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أعتق شركا له في مملوكه فقد وجب عليه أن يعتق [ما بقي] (3) منه، إن كان له من المال ما يبلغ ثمنه مقام في ماله قيمته قيمة عدل فيدفع إلى أصحابه حصتهم و يخلي سبيل المعتق»[3065].

أخرجه أبو داود عن عبد اللّه بن محمد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان بن عامر، نا محمد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي، نا عيسى بن يونس، عن ابن علاثة، حدّثني الحجاج بن فرافصة، عن أبي عمر، عن سليمان (4)،قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها في اللّه ائتلف، و ما تناكر منها في اللّه اختلف، إذا ظهر القول و خزن العمل، فائتلفت الألسن و تباغضت القلوب، و قطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك لعنهم اللّه فأصمّهم و أعمى أبصارهم»[3066].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن علي بن محمد، أنا علي بن

ص: 100


1- بالأصل «الحسين» خطأ.
2- زيادة للإيضاح.
3- استدركت على هامش الأصل.
4- كذا بالأصل و الصواب «سلمان» انظر مختصر ابن منظور 339/6.

أحمد بن محمد، أنا محمد بن حبّان (1) البستي، أنا الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني (2) أبو العباس بحديث ذكره.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق، أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (3):الحسن بن سفيان النسائي (4)،روى عن حبّان بن موسى، و قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن راهويه، و أبو بكر بن أبي شيبة كتب إليّ و هو صدوق.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا الوليد يقول: سمعت الحسن بن سفيان يقول: لمّا قدمت على علي بن حجر و كان من آدب الناس، و كان لا يرضى قراءة أصحاب الحديث فغاب القارئ عنه يوما فقال: هاتوا من يقرأ فقمت فقلت: أنا، فقال: اجلس، ثم قال في الثانية من يقرأ؟ قلت: أنا، فقال: اجلس و زبرني، إلى أن قال الثالثة فقلت: أنا، فقال كالمغضب:

هات، فقرأت ذلك المجلس و هو ذا يتأمل و يجهد أن يأخذ عليّ شيئا في النحو و اللغة فلم يقدر عليه، فلما فرغت قال لي: يا فتى ما اسمك ؟ قلت: الحسن، قال: ما كنيتك ؟ قلت: لم أبلغ رتبة الكنية، فاستحسن قولي، قال: كنّيتك أبا العباس، قال: فكان الحسن بن سفيان يفتخر أن علي بن حجر كنّاه (5).

قال و أنا أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول: سمعت أبا بكر بن علي الرازي يقول في جرأة الحسن بن سفيان ليس للحسن في الدنيا نظير.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا علي الحسن (6) بن علي الحافظ يقول: سمعت

ص: 101


1- بالأصل: حيان، تصحيف. و قد مرّ في أوّل الترجمة.
2- بالأصل «السيباني» بالسين المهملة تحريف.
3- الجرح و التعديل 16/2/1.
4- هذه النسبة إلى نسا، و النسبة المشهورة إلى هذه البلدة: النسوي و النسائي (الأنساب، و نسا: بلد بخراسان).
5- الخبر نقله ابن العديم 2369/5.
6- في ابن العديم 2370/5 الحسين.

الحسن بن سفيان يقول: إنما فاتني يحيى بن يحيى فالوالدة لم تدعني أخرج إليه، فعوّضني اللّه بأبي خالد الفراء و كان أسند من يحيى بن يحيى (1).

قال: و أنا أبو عبد اللّه قال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر البشتي (2) يقول:

سمعت الحسن بن سفيان يقول: لو لا اشتغالي بحبّان بن موسى و سماع مصنفات ابن المبارك منه لجئتكم بأبي الوليد [الطيالسي] و سليمان (3) بن حرب.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، قال: سمعت أبا عبد اللّه الحافظ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود بن سليمان يقول: كنا عند الحسن بن سفيان ببالوز (4)،دخل عليه أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، و أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري، و أبو بكر أحمد بن علي الرازي الحافظ في جماعة أصحاب أبي بكر المطوعة، و هم متوجهون إلى فراوة (5).فقال له أبو بكر بن علي: قد كتبت للأستاذ أبي بكر محمد بن إسحاق هذا الطبق من حديثك، فقال: هات اقرأ. فأخذ يقرأ، فلما قرأ أحاديث أدخل إسنادا، منها في إسناد فرده الحسن إلى الصواب، فلما كان بعد ساعة أدخل أيضا إسنادا في إسناد فرده إلى الصواب، فلما كان في الثالثة قال له الحسن: ما هذا، لا تفعل فقد احتملتك مرتين، و هذه الثالثة و أنا ابن تسعين سنة، فاتّق اللّه في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة، فقال أبو بكر محمد بن إسحاق: لا تؤذ الشيخ، فقال أبو بكر: أنا أردت أن يعلم الأستاذ أن أبا العباس يعرف حديثه (6).

قال: و سمعت أبا الوليد (7) الفقيه يقول: كان الحسن بن سفيان أديبا فقيها أخذ الأدب عن أصحاب النّضر بن شميل و الفقه (8) عن أبي ثور (9).

ص: 102


1- الخبر نقله ابن العديم و الذهبي في سير الأعلام 158/14.
2- في سير الأعلام 158/14 و ابن العديم 2370/5 البستي.
3- بالأصل:«و سلمان» و المثبت عن المصدرين السابقين.
4- بالأصل «ببالور» و الصواب ما أثبت، و بالوز من قرى نسا على ثلاثة فراسخ منها (ياقوت).
5- ضبطت عن الأنساب و اللباب بضم الفاء، و في ياقوت: فراوة بالفتح بليدة من أعمال نسا، بينها و بين دهستان و خوارزم، و يقال لها: رباط فراوة.
6- الخبر في بغية الطلب 2370/5 و سير أعلام النبلاء 158/14-159.
7- اسمه حسان بن محمد، انظر ترجمته في سير الأعلام 492/15 و تذكرة الحفاظ 895/3.
8- بالأصل:«و الفقيه» و الصواب عن سير الأعلام.
9- الخبر في بغية الطلب 2368/5-2369 و سير الأعلام 159/14.

أخبرنا أبو سعد (1) هبة اللّه بن القاسم بن عطاء بن عطاء المهراني إجازة فيما أرى، أنا أبو نعيم المغفلي (2)،حدّثني الفقيه أبو نصر أحمد بن جعفر الأسفرايني - بها-، نا الفقيه أبو الحسن الصّفّار قال: كنا عند الشيخ الإمام الزاهد الحسن بن سفيان النّسفي (3)،و قد اجتمع لديه طائفة من أهل الفضل ارتحلوا إليه، من أطباق الأرض و البلاد البعيدة مختلفين إلى مجلسه لاقتباس العلم و كتبة الحديث. فخرج يوما إلى مجلسه الذي كان يملي فيه الحديث و قال: اسمعوا ما أقول لكم قبل أن نشرع في الإملاء، قد علمنا أنكم طائفة من أبناء النعم و أهل الفضل، هجرتم أوطانكم و فارقتم دياركم و أصحابكم في طلب العلم و استفادة الحديث، فلا يخطرن ببالكم أنكم قضيتم بهذا التجشم للعلم حقا، و أدّيتم بما تحملتم من الكلف و المشاق من فروضه فرضا، فإني أحدثكم ببعض ما تحملته في طلب العلم من المشقة و الجهد، و ما كشف اللّه سبحانه و تعالى عني و عن أصحابي ببركة العلم و صفوة العقيدة من الضيق و الضنك.

اعلموا أني كنت في عنفوان شبابي ارتحلت من وطني لطلب العلم و استملاء الحديث، فاتفق حصولي بأقصى المغرب و حلولي بمصر في تسعة نفر من أصحابي طلبة للعلم و سامعي الحديث، و كنا نختلف إلى شيخ كان أرفع أهل عصره في العلم منزلة، و أدراهم للحديث و أعلاهم إسنادا، و أصحّهم رواية، و كان يملي علينا كل يوم مقدارا يسيرا من الحديث، حتى طالت المدة و خفت النفقة و دفعتنا الضرورة إلى بيع ما صحبنا (4) من ثوب و خرقة، الآن (5) لم يبق لنا ما كنا نرجو حصول قوت يوم منه، و طوينا ثلاثة أيام بلياليها جوعا و سوء حال و لم يذق أحد منا فيها شيئا، و أصبحنا بكرة اليوم الرابع بحيث لا حراك بأحد من جملتنا من الجوع و ضعف الأطراف، و أحوجت الضرورة إلى كشف قناع الحشمة، و بذل الوجه للسؤال فلم تسمح أنفسنا بذلك، و لم تطب قلوبنا به، و أنف كل واحد منا عن ذلك، و الضرورة تحوج إلى السؤال على كل

ص: 103


1- في ابن العديم 2370/5 أبو سعيد.
2- تقرأ «المغفلي» و تقرأ «المعقلي» اسمه بشرويه بن محمد المغفلي كما في سير الأعلام 161/14 و في بغية الطلب:«المعقلي».
3- كذا بالأصل، و ليس في عامود نسبه ذلك، و لعل تحرف عن «النسوي».
4- بالأصل «سمعنا» و المثبت عن بغية الطلب.
5- في ابن العديم: إلى أن.

حال فوقع اختيار الجماعة على كتبة رقاع بأسامي كل واحد منا و إرسالها قرعة فمن ارتفع اسمه عن الرقاع كان هو القائم بالسؤال و استماحة القوت لنفسه و لجميع أصحابه، فارتفعت الرقعة التي اشتملت على اسمي فتحيرت و دهشت و لم تسامحني نفسي بالمساءلة و احتمال المذلّة فعدلت إلى زاوية من المسجد أصلي ركعتين طويلتين قد اقترن الاعتقاد فيهما بالإخلاص، ادعو اللّه سبحانه بأسمائه العظام و كلماته الرفيعة لكشف الضرّ و سياقة الفرج، فلم أفرغ بعد عن إتمام الصّلاة حتى دخل المسجد شاب حسن الوجه نظيف الثوب طيب الرائحة يتبعه خادم في يده منديل فقال: من منكم الحسن بن سفيان ؟ فرفعت رأسي من السجدة، فقلت: أنا الحسن بن سفيان فما الحاجة ؟ فقال: إن الأمير بن طولون صاحبي يقرئكم السّلام و التحية، و يعتذر إليكم في الفضلة عن تفقد أحوالكم، و التقصير الواقع في رعاية حقوقكم. و قد بعث بما يكفي نفقة الوقت، و هو زائركم غدا بنفسه و يعتذر بلفظه إليكم، و وضع بين يدي كل واحد مناصرة فيها مائة دينار.

فتعجبنا من ذلك، و قلنا للشاب: ما القصة في هذا؟ فقال: أنا أحد خدم الأمير بن طولون المختصين به، و المتصلين بإقرائه و خواصّ أصحابه، دخلت عليه بكرة يومي هذا مسلما في جملة أصحابي فقال لي و للقوم: أنا أحب أن أخلو يومي هذا، فانصرفوا أنتم إلى منازلكم، فانصرفت أنا و القوم فلما عدت إلى منزلي لم ينسق قعودي حتى أتاني رسول الأمير مسرعا مستعجلا يطلبني حثيثا، فأجبته مسرعا فوجدته منفردا في بيت، واضعا يمينه على خاصرته لوجع ممض اعتراه في داخل جسده، فقال لي: أ تعرف الحسن بن سفيان و أصحابه ؟ فقلت: لا، فقال: أقصد المحلة الفلانية، و المسجد الفلاني و احمل هذه الصرر و سلّمها في الحين إليه و إلى أصحابه، فإنهم منذ ثلاثة أيام جياع بحالة صعبة، و مهّد عذري لديهم، و عرفهم أني صبيحة الغد زائرهم، و معتذر شفاها إليهم. فقال الشاب: سألته عن السبب الذي دعاه إلى هذا فقال: دخلت هذا البيت منفردا عليّ أن استريح ساعة. فلما هدأت عيني رأيت في المنام فارسا في الهواء، متمكنا تمكّن من يمشي على بساط الأرض، و بيده رمح، فقضيت العجب من ذلك، و كنت انظر إليه متعجبا حتى نزل، إلى باب هذا البيت، و وضع سافلة رمحه على خاصرتي فقال: قم فأدرك الحسن بن سفيان و أصحابه، قم و أدركهم، قم و أدركهم قم و أدركهم فإنهم منذ ثلاثة جياع في المسجد الفلاني، فقلت له من أنت ؟ فقال: أنا

ص: 104

رضوان صاحب الجنة. و منذ أصاب سافلة رمحه خاصرتي أصابني وجع شديد لا حراك بي له، فعجل إيصال هذا المال ليزول هذا الوجع عني.

فقال الحسن: فتعجبنا من ذلك و شكرنا اللّه سبحانه و تعالى و أصلحنا أمورنا و لم تطب أنفسنا بالمقام، حتى لا يزورنا الأمير و لا يطلع الناس على أسرارنا، فيكون ذلك سبب ارتفاع اسم و انبساط جاه، و يتصل ذلك بنوع من الرياء و السمعة، و خرجنا تلك الليلة من مصر و أصبح كلّ واحد منا واحد عصره و فريد دهره في العلم و الفضل. فلما أصبح الأمير ابن طولون أتى المسجد لزيارتنا و طلبنا و أحسّ بخروجنا، أمر بابتياع تلك المحلة بأسرها و وقفها على ذلك المسجد و على من ينزل به من الغرباء و أهل الفضل و طلبة العلم نفقة لهم حتى لا تختل أمورهم، و لا يصيبهم من الخلل ما أصابنا، و ذلك كله بقوة الدين و صفوة الاعتقاد. و اللّه سبحانه ولي التوفيق (1).

كان في الأصل في المواضع كلها: طولون، و الصواب: ابن طولون (2).

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان (3) بن النعمان بن عطاء الشيباني أبو العباس النّسوي - من قرية بالوز (4)،و هي على ثلاثة (5) فراسخ من بلد نسا - و هو محدّث خراسان في عصره، مقدّم في الثبت و الكثرة و الرحلة و الفهم و الفقه و الأدب. تفقه عند أبي ثور إبراهيم بن خالد، و كان يفتي على مذهبه و صنف المسند الكبير، و الجامع، و المعجم و غير ذلك. و هو رواية بخراسان لمصنفات الأئمة و ذكر بعض من سمع منه و من روى عنه.

أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا

ص: 105


1- الخبر بطوله نقله ابن العديم 2370/5-2372 و باختصار في سير الأعلام 161/14-162 و فيه: الأمير طولون.
2- كذا و بالأصل «الأمير ابن طولون» و في سير الأعلام:«الأمير طولون» و عقب الذهبي في سير الأعلام: رواها الحافظ عبد الغني في الرابع من الحكايات عن أبي زرعة إذنا عن الحسن بن أحمد السمرقندي، عن بشرويه، فالله أعلم بصحتها، و لم يل طولون مصر، و أما ابنه أحمد بن طولون فيصغر عن الحكاية، و لا أعرف ناقلها، و ذلك ممكن.
3- كذا وردت اللفظة مكررة بالأصل هنا.
4- بالأصل «بالود» و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعليق حولها.
5- بالأصل «ثلاث».

أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد اللّه بن الجرّاح المروزي العدل يقول: توفي أبو صالح الحسين بن الفرج المروزي و أبو العباس الحسن بن سفيان النّسوي سنة ثلاث و ثلاثمائة (1).

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن محمد بن أحمد البزاز، أنا أبو علي الحسن بن أحمد، قالوا: أنا أبو نعيم، قال: سمعت عبد اللّه بن محمد بن جعفر يقول: و فيها يعني سنة ثلاث و ثلاثمائة مات الحسن بن سفيان النسائي.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان يقول بنسا: توفي جدي أبو العباس سنة ثلاث و ثلاثمائة.

1340 - الحسن بن السلم الحرّاني

1340 - الحسن بن السلم الحرّاني (2)

سمع هشام بن عمّار بدمشق.

روى عنه: أبو أيوب سليمان بن محمد بن إدريس الحلبي.

1341 - الحسن بن سليمان بن الخيّر

أبو علي الأنطاكي المقرئ المعروف بالنافعي (3)

سكن مصر، و قرأ بدمشق على أبي القاسم المظفّر بن عبد اللّه المعروف بزعزاع صاحب ابن الأخرم، و بغيرها على أبي الفتح عبد العزيز بن جعفر بن بدهن، و أبي الفرج محمد بن أحمد الشّنبوذي، و علي بن محمد البرزندي، و أبي بكر محمد بن علي المصري، و كان يؤدب أولاد الوزير جعفر بن الفضل بن جنزابة.

ص: 106


1- بغية الطلب 2373/5.
2- ترجم له في بغية الطلب 2374/5.
3- ترجمته في بغية الطلب 2374/5 ميزان الاعتدال 493/1 الوافي بالوفيات 34/12 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و سمي بالنافعي نسبة إلى قراءة نافع و بالأصل:«اليافعي».

ذكر أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الدّاني أن أبا علي كان من أحفظ أهل عصره للقراءات و الغرائب من الروايات و الشاذّ من الحروف و مع ذلك يحفظ تفسيرا كثيرا و معاني و إعرابا و عللا و اختلاف الناس في ذلك ينص ذلك نصا بطلاقة لسان و حسن منطق لا يلحن، و كانت له إشارات يشير بها لمن قرأ عليه يفهم عنه في الكسر و الفتح و المد و القصر و الوقف و ربما كان يتبدى بالمسألة من غير أن يسأل عنها بنص أقوال العلماء فيها ليرى حفظه. و كان يظهر مذهب الروافض و يشير إلى القول بالتشيع بسبب السّلطان. شاهدت منه و ذاكرت به فارس بن أحمد غير مرة و كان لا يرضاه في دينه و بلغني أنه قال لمحمد بن علي حين ختم عليه القرآن: يا أبا بكر إنما قرأ عليك للرواية لا للدراية.

و سمعت فارس بن أحمد يقول - و قد ذاكرته بأبي علي - كان أبو علي لا يقر بقراءته على الشّنبوذي ما دام حيا فلما توفي قال: قرأت على الشنبوذي و أسند عنه (1).

و قال أبو عمرو: قتل أبو علي سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة، قتله صاحب (2) مصر.

1342 - الحسن بن سليمان بن داود بن عبد الرّحمن بن ينوس

أبو محمد البعلبكي (3)

ابن أخي أبي السّري الفارسي، حدّث عن وصيف بن عبد اللّه الأنطاكي، و عثمان بن محمد الذهبي، و محمّد بن عبد اللّه مكحول البيروتي، و أبوي بكر محمد بن جعفر الخوارزمي، و أحمد بن مروان الدّينوري المالكي.

روى عنه: مكي بن محمد بن الغمر.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن مكي بن محمد بن الغمر المؤدب، أنا أبو محمد الحسن بن سليمان بن داود بن عبد الرّحمن بن ينوس - ببعلبك-، نا أبو علي وصيف بن عبد اللّه الأنطاكي، نا أحمد بن حرب، نا عبد اللّه بن إدريس، نا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي

ص: 107


1- بغية الطلب 2375/5-2376.
2- قتله الحاكم العبيدي، قاله في ميزان الاعتدال.
3- ترجم له ابن العديم 2377/5 و في مختصر ابن منظور 341/6:«سوس» بدل «ينوس».

هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا» (1)[3067].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا ابن إدريس قال: سمعت سهيل بن أبي صالح يذكر عن أبيه.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أحمد بن علي بن المثنى، نا الحسن بن عرفة، حدّثني عبد اللّه بن إدريس، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا صلّيتم بعد الجمعة فصلّوا أربعا»[3068].

انتهى حديث ابن عرفة، و زاد ابن حنبل: فإن عجل بك شيء فصلّ ركعتين في المسجد، و ركعتين إذا رجعت. قال ابن إدريس: لا أدري هذا في حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [أم لا؟] (3).

1343 - الحسن بن سليمان بن سلام

أبو علي الفزاري المصري المعروف بقبّيطة (4)

أصله من البصرة، و سكن العسكر بمصر.

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و سلمان بن عبد الرّحمن، و صفوان بن صالح، و محمد بن مبارك الصوري، و بمصر: عبد اللّه بن يوسف، و أبا بشر إسماعيل بن مسلمة القعنبي، و أبا الأسود النضر بن عبد الجبار و سعيد بن أبي مريم، و سعيد بن عفير، و عبد اللّه بن صالح، و يوسف بن عدي، و أحمد بن صالح، و بحمص: إبراهيم بن المعلّى، و أبا يحيى سليمان بن عبد الحميد، و بالعراق: محمد بن سعيد بن

ص: 108


1- كنز العمال 21224/7.
2- الحديث في مسند الإمام أحمد 249/2 و 442.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور.
4- ترجمته في بغية الطلب 2377/5 و الوافي بالوفيات 34/12 و سير أعلام النبلاء 518/12 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و قبيطة ضبطت في الوافي بضم القاف و فتح الباء الموحدة المشددة و بعدها ياء آخر الحروف ساكنة و طاء مهملة مفتوحة.

الأصبهاني، و يحيى بن عبد الحميد و أبوي نعيم الملائي و ضرار بن صرد، و سعدويه، و أبا غسّان مالك بن إسماعيل، و أحمد بن يونس، و موسى بن إسماعيل، و مسلم بن إبراهيم، و حرمي بن حفص، و عبد اللّه بن عبد الوهاب الحجبي، و عفان بن مسلم، و بالجزيرة: عبد اللّه بن محمد بن نفيل و أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، و معافى بن سليمان، و عبد الملك بن معاذ النصيبي، و صبيح (1) بن دينار البلدي، و بالثغور:

يعقوب بن كعب، و محبوب بن موسى الفراء، و إبراهيم بن المنذر الحزامي بالحجاز، و المعلّى بن الوليد بن عبد العزيز بن القعقاع ببيت المقدس، و محمد بن أبي السري بعسقلان.

روى عنه: محمد بن إسماعيل المصري والد أبي بكر المهندس، و أبو بكر بن خزيمة، و عبد اللّه بن محمد بن زياد النيسابوريان، و أبو الحسن محمد بن محمد بن بدر بن النفاخ الباهلي (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن محمد بن بدر بن النفاخ الباهلي بمصر، نا الحسن بن سليمان قبيطة، نا المعافى بن سليمان الحرّاني ثقة، نا زهير بن معاوية، نا سليمان التيمي عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حطان بن عبد اللّه، عن أبي موسى الأشعري،.

قال علّمنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الصّلاة و قال:«إذا قرأ الإمام فانصتوا»[3069].

قال: و نا محمد بن محمد، نا الحسن بن سليمان، نا محمد بن عبد اللّه بن عمّار، نا سالم بن نوح، نا عمر بن عامر، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حطان، عن أبي موسى، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثله.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد أنا أبو عمرو بن مندة، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطّيّان، قالا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرشيذ قوله: أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه، نا الحسن بن سليمان قبيطة، نا محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن مالك، عن نافع، عن ابن

ص: 109


1- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن ابن العديم.
2- نقله عن ابن عساكر في بغية الطلب 2378/5-2379.

عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من خبّب (1) عبدا على مولاه فليس منا» قال أبو بكر سأله لنا أبو طاهر عنه[3070].

قرأت بخط أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، قال: قال أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد (2) الشيرازي في كتاب ألقاب المحدّثين: قبيطة الحسن بن سليمان البصري، سكن مصر.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو الفضل أحمد بن محمد، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

الحسن بن سليمان بن سلام الفزاري الحافظ المعروف بقبّيطة يكنى أبا علي توفي يوم السّبت لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة إحدى و ستين و مائتين، و قال لي ابنه أبو العلاء: نحن من ولد عيينة بن حصن الفزاري، كان ثقة حافظا (3).

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو جعفر الطحاوي و في سنة إحدى و ستين (4)و مائتين مات أبو علي الحسن بن سليمان بن قبيطة في جمادى الآخرة.

1344 - الحسن بن سهيل السلمي

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق في خلافة معاوية و ذكر أنه ولي خراج حمص.

ص: 110


1- خبب: خدع و أفسد (اللسان: خبب).
2- عن ابن العديم و بالأصل «أبي».
3- الخبر نقله ابن العديم 2378/5.
4- في الوافي بالوفيات: توفي في حدود السبعين و المائتين.

حرف الشّين

اشارة

[في آباء من اسمه الحسن] (1)

1345 - الحسن بن شجاع بن رجاء

أبو علي البلخي الحافظ (2)

رحل في طلب العلم إلى الشام و العراق و مصر.

و حدث عن أبي مسهر (3)،و يحيى بن صالح الوحّاظي، و أبي صالح كاتب الليث، و سعيد بن أبي مريم، و عبيد اللّه بن موسى، و أبي نعيم، و مكي بن إبراهيم، و علي بن المديني.

روى عنه: البخاري، و أبو زرعة الرازي، و محمد بن زكريا البلخي، و أحمد بن علي بن مسلم الأبّار.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد، و أبو سهل محمد بن أحمد بن عبد اللّه الحفصي، قالا: أنا أبو الهيثم محمد بن المكي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد، نا محمد بن عمر بن يوسف الشبوزي (4)،قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف، أنا محمد بن

ص: 111


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و زيادته لازمة.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 491/1 تذكرة الحفاظ 542/2 الوافي بالوفيات 53/12 سير أعلام النبلاء 187/12 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل «مسعر» و المثبت عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
4- كذا.

إسماعيل البخاري، نا الحسن بن إسماعيل بن الخليل، أنا عبد الرّحمن، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة، فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش، فلا أدري أ كذلك كان أم بعد النفخة»[3071].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا هنّاد بن إبراهيم النسفي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد الحافظ ، نا خلف بن محمد، نا أبو عمرو نصر بن زكريا المروزي، قال: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: شباب خراسان أربعة:

محمّد بن إسماعيل، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، و زكريا بن يحيى اللؤلؤي، و الحسن بن شجاع البلخي (1).

قال و أنا أبو عبد اللّه، نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المستملي، قال: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن عبد الرّحمن البيكندي يقول: سمعت الحسن بن حمّاد الصّغاني يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: فتيان خراسان أربعة:

زكريا بن يحيى اللؤلؤي، و الحسن بن شجاع، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي، و محمد بن إسماعيل.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أحمد بن الحسين القاضي عن بعض شيوخه قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: قلت لأبي: يا أبة من الحفاظ؟ فقال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان و قد تفرقوا، قلت: و من هم يا أبة ؟ قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري، و عبيد اللّه بن عبد الكريم ذاك الرازي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن ذاك السّمرقندي، و الحسن بن شجاع ذاك البلخي (2).

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أحمد بن الحسين القاضي عن بعض شيوخه قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: قلت لأبي: يا أبة من الحفاظ؟ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان و قد تفرقوا قلت: من هم يا أبة ؟ قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري،

ص: 112


1- الخبر في تهذيب التهذيب 492/1 و الوافي 54/12 و في التذكرة 542/2 و فيها «فتيان» بدل «شباب».
2- انظر تهذيب التهذيب 492/1 و فيه أنه ذكر «أبو زرعة بدل زكرياء».

و عبيد اللّه بن عبد الكريم ذاك الرازي، و عبد اللّه (1) بن عبد الرّحمن ذاك السّمرقندي، و الحسن بن شجاع ذاك البلخي، زاد فيه شيخنا أبو عبد اللّه في موضع آخر فقلت: يا أبة من أحفظ هؤلاء؟ قال: أما أبو زرعة فأسردهم، و أما محمد بن إسماعيل فأعرفهم، و أما عبد اللّه بن عبد الرّحمن فأتقنهم، و أما الحسن بن شجاع فأجمعهم للأبواب و قد وقعت لي هذه الحكاية متصلة الإسناد إلى أحمد.

أخبرنا بها أبو الحسن علي بن أحمد، أنا هنّاد بن إبراهيم، أنا محمد بن أحمد البخاري، نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يوسف الأزدي، نا أبو عمرو محمد بن عمرو بن الأشعث البيكندي، قال: سمعت عبد اللّه بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول:

انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أبو زرعة الرازي، و محمد بن إسماعيل البخاري، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي، و الحسن بن شجاع البلخي،.

قال أبو عمرو البيكندي: حكيت هذا لمحمد بن عقيل البلخي فأطرى ذكر الحسن بن شجاع فقلت له: لم لم يشتهر كما اشتهر هؤلاء الثلاثة فقال: لأنه لم يمتّع بالعمر (2).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه قال: الحسن بن شجاع بن رجاء أبو علي الحافظ البلخي من أئمة الحديث، سمع عبيد اللّه بن موسى، و أبا نعيم، و مكي بن إبراهيم و دخل مصر و الشام فسمع سعيد بن أبي مريم، و أبا صالح، و يحيى بن صالح الوحاظي، و أبا مسهر، رحل رحمه اللّه و صنّف ثم أدركته المنية قبل الخمسين سنة. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح، و قد روى عنه أبو زرعة الرازي.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، نا أبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي، قال: كتب إليّ الشبيبي أن محمد بن جعفر البلخي حدثهم قال: مات يعني الحسن بن شجاع يوم الاثنين النصف من شوال سنة أربع و أربعين، و هو ابن تسع و أربعين سنة (3).

ص: 113


1- بالأصل «و عبيد اللّه».
2- في تهذيب التهذيب: لم يتمتع بالعمر.
3- تهذيب التهذيب 492/1 تذكرة الحفاظ 542/2.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحاكم، أخبرني أبو سعيد بن محمد الصوفي، عن أبي عبد اللّه محمد بن جعفر البلخي، قال: توفي أبو علي الحسن بن شجاع بن رجاء الحافظ البلخي يوم الاثنين النصف من شوّال سنة ست و ستين و مائتين، و هو ابن تسع و أربعين سنة. كذا في هذه الرواية و اللّه أعلم.

1346 - الحسن بن شوذب

أحد الصالحين

من متصوفة أهل دمشق، من أقران أحمد بن أبي الحواري، و قاسم الجوعي، له ذكر يأتي في ترجمة أم هارون.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمد، أنا محمد بن سليمان، و أحمد بن هارون، قالا: نا سعيد بن عبد العزيز، نا ابن أبي الحواري قال: سمعت راهبا في دير خالد يقول للحسن بن شوذب: لا يكون المحب محبا للّه حتى يحبّه بكل الكل، فصاح الحسن بن شوذب (1)، دير خالد (2) كان خارج الباب الشرقي مما يلي بيت الآبار (3)،فخرب.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا الحسن بن محمد بن إسحاق، نا أبو عثمان الخياط يعني سعيد بن عثمان، نا أحمد بن أبي الحواري فذكر الحكاية.

ص: 114


1- يبدو أن في الكلام سقطا.
2- دير خالد، نزل فيه خالد بن الوليد عند حصاره دمشق فسمي باسمه، و كان مقابل باب الفراديس و يسمى أيضا دير صليبا و دير السائمة (غوطة دمشق: محمد كردعلي ص 193).
3- بيت الأبار: بليدة خربت، و من عملها المنيحة و جرمانا و دير هند و بيت سابا، و الغالب أنها التل الكبير الماثل للعيان شرقي جرمانا و يقال لخرائبها الآن تل أم الإبر (غوطة دمشق، محمد كردعلي ص 164).

حرف الصّاد

اشارة

[في آباء من اسمه الحسن] (1)

1347 - الحسن بن صالح بن غالب القيسراني

1347 - الحسن بن صالح بن غالب القيسراني (2)

سمع بصيدا - من ساحل دمشق - أبا يعقوب إسحاق بن محمد الأنصاري.

روى عنه: أبو أحمد محمد بن محمد بن عبد الرحيم القيسراني.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، أنا أبو منصور أحمد بن محمد بن العباس القاضي بصور، أنا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الملك اليماني بالقدس، أنا أبو بكر أحمد بن الليث المقرئ ببيت المقدس، نا أبو أحمد القيسراني، نا الحسن بن صالح بن غالب القيسراني، نا أبو يعقوب إسحاق بن محمد الأنصاري بصيدا قال:

سألت يموت بن المزرع بن يموت في الجامع بصيدا قلت: يا أستاذ كيف لم يستخلف عليا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و استخلف أبو بكر؟ فقال: سألت الجاحظ عن هذا فقال الجاحظ :

سألت إبراهيم النّظّام عن هذا فقال إبراهيم: قال اللّه عز و جل: وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (3) الآية و كان جبريل ينزل على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و يحدث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بعد الوحي كما يحدث الرجل الرجل فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا جبريل من هؤلاء الذين يستخلفهم اللّه في الأرض»؟ فقال جبريل: أبو بكر و عمر و عثمان و علي، و لم يكن بقي من عمر أبي بكر إلاّ سنتين (4) فلوا استخلف عليا لم يلحق أبو بكر و لا عمر و لا عثمان من الخلافة شيئا، و لكن اللّه رتّبهم لعلمه بما بقي من أعمارهم حتى تمّ ما وعدهم اللّه تبارك و تعالى به[3072].

ص: 115


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و زيادته لازمة.
2- هذه النسبة إلى قيسارية - على غير قياس - و هو بلد على بحر الشام تعد من أعمال فلسطين بينها و بين طبرية ثلاثة أيام (معجم البلدان).
3- سورة النور، الآية:55.
4- كذا بالأصل.

حرف الضاد فارغ

حرف الطاء

1348 - الحسن بن أبي طاهر بن الحسن

أبو علي الختّلي الفقيه

سكن دمشق، و حدّث بها عن أبي سعيد (1) بن أبي الخير الميهني، و إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني و معه قدم دمشق حاجا.

حدّث عنه عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو علي الحسن بن أبي طاهر الختّلي الفقيه - قدم علينا-، نا أبو سعيد فضل اللّه بن أحمد، نا أبو العباس المستغفري، نا أبو العباس بن أبي الحسن، نا أبي (2) أبو الحسن، نا محمد بن زكريا الغلاّبي، نا الحسن، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن الحسن أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إنّ أحسن الحسن الخلق الحسن»[3073].

أخبرناه مسلسلا علي بن المسلّم أبو الحسن، نا عبد العزيز بن أحمد صاحب العلم الحسن، حدّثني أبو علي الحسن بن أبي طاهر الخراساني صاحب المذهب الحسن، حدّثني الشيخ أبو سعيد فضل اللّه بن أحمد الإمام في الخلق الحسن، نا أبو العباس المستغفري النسفي إملاء بحديث حسن، نا أبو العباس بن أبي الحسن، حدّثني

ص: 116


1- اسمه: فضل بن أبي الخير محمد بن أحمد الميهني الصوفي، أبو سعيد شيخ خراسان (ترجمته في سير الأعلام 622/17). و الميهني نسبة إلى ميهنة بكسر الميم، إحدى قرى خراسان.
2- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر (بين السطرين).

أبي أبو الحسن، نا محمد بن زكريا الغلاّبي و جلّ حديثه حسن، نا الحسن، عن الحسن، عن الحسن (1) أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن أحسن الحسن الخلق الحسن»[3074].

قال الشيخ: أما الحسن الأول فهو الحسن بن حسّان السّمتي، و الحسن الثاني الحسن بن دينار، و الحسن الثالث الحسن بن أبي الحسن البصري، و الحسن الرابع هو الحسن بن [علي بن] (2) أبي طالب.

أخبرناه عاليا أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين ذو الإسناد الحسن، و حدّثنا عنه أبو محمد بن طاوس صاحب الصّوت الحسن، نا الشيخ الأوحد أبو سعيد بن أبي الخير الميهني و جميع أحواله حسن، نا أبو العباس المستغفري بحديث حسن، نا أبو العباس بن أبي الحسن، نا أبي أبو الحسن، نا محمد بن زكريا الغلاّبي و جلّ (3) حديثه حسن، نا الحسن، عن الحسن، عن الحسن، عن الحسن أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن أحسن الحسن الخلق الحسن»[3075].

قال الشيخ يعني المستغفري: أما الحسن الأول هو الحسن بن زياد، و الحسن الثاني هو الحسن بن حسان السّمتي و الحسن الثالث هو الحسن بن أبي الحسن البصري، و الحسن الرابع هو الحسن بن علي بن أبي طالب. كذا قال لنا ابن طاوس، و الصواب كما في الأول الحسن بن حسان، و الثاني الحسن بن دينار.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: توفي أبو علي الحسن بن أبي طاهر الختّلي الشافعي القاضي الفقيه إمام الجامع بدمشق يوم الأربعاء الحادي و العشرين من شعبان سنة ستين و أربعمائة و كان يحدث بحديث واحد عن فضل اللّه بن أحمد و حدّث عن إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني.

1349 - الحسن بن طغج بن جف

أبو المظفر الفرغاني (4)

ولي إمرة دمشق خلافة عن أخيه الإخشيذ أبي بكر محمد بن طغج بن جف (5).

ص: 117


1- قوله:«عن الحسن» استدرك على هامش الأصل.
2- الزيادة عن مختصر ابن منظور 344/6.
3- بالأصل:«وجد».
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 61/12 و النجوم الزاهرة 310/3.
5- من قوله:«أبو المظفر» إلى هنا سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.

في أيام القاهر باللّه، ثم عزله و استخلف أخاه الآخر عبيد اللّه بن طغج على دمشق، ثم وليها أبو المظفّر الحسن بن طغج مرّة أخرى في سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة في أيام المطيع لله من قبل ابني أخيه أبي القاسم أونوجور و أبي الحسن علي بن الأخشيد محمد بن طغج بعد ولاية بدير الأخشيد الثانية ثم خيف منه فردّ من دمشق إلى الرملة في أيام الراضي باللّه سنة اثنتين و عشرين و ثلاثمائة و مات بالرملة، ذكر ذلك أجمع أبو الحسين الرازي فيما قرأت في كتابه.

و ذكر أبو محمد عبد اللّه بن عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني أن أبا المظفّر الحسن بن طغج حمل تابوته إلى بيت المقدس من الرّملة يوم الأحد لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و أربعين و ثلاثمائة.

ص: 118

حرف الظاء فارغ

حرف العين

اشارة

[في آباء من اسمه الحسن] (1)

1350 - الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين أبي الجن

ابن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر

ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو محمد الحسيني (2)

ولي القضاء بدمشق خلافة أبي عبد اللّه محمد بن النعمان قاضي أبي علي منصور الملقب بالحاكم، و كان أصلهم من قم فانتقل أبوه العباس إلى حلب، و انتقل الحسن و إخوته إلى دمشق و ولي قضاءها، ثم أرسله الملقب بالحاكم رسولا (3) إلى أمير حلب فقال أبو الحسن بن الدّويدة (4) المعرّي فيه لمّا قدم إلى حلب (5):

رأى الحاكم المنصور غاية رشده *** فأرسله للعالمين دليلا

أتى ما أتى اللّه العليّ مكانه *** فأرسل من آل الرسول رسولا

فمات، فلما توفي رثاه الشعراء فقال فيه الشريف أبو الغنائم عبد اللّه بن الحسن بن محمد الحسني النسّابة (6):

فروعك يا شريف شهدت حقا *** بأن الطاهرين لها أصول

ص: 119


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدراكه لازم.
2- ترجم له في بغية الطلب لابن العديم 2416/5 و الوافي بالوفيات 61/12 و أعيان الشيعة 66/22.
3- بالأصل «رسوة» تحريف، و الصواب عن الوافي و ابن العديم.
4- بالأصل «الدويرة» و المثبت عن الوافي و ابن العديم.
5- البيتان في المصدرين السابقين.
6- البيتان في ابن العديم 2416/5.

على حال الرّسالة في صلاح *** فقدت و هكذا فقد الرسول

ذكر أبو محمد بن الأكفاني أن أبا محمد توفي في جمادى الأولى سنة أربعمائة، قال غيره: بحلب و حمل إلى دمشق فدفن بها.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: و في ليلة الأربعاء لاثنتين و عشرين ليلة خلت من جمادى الأولى سنة أربع مائة ورد من حلب فيج (1) بكتاب أبي تراب محسن بن أبي الجن يذكر فيه أن عمه أبا محمد بن أبي الجن الشريف القاضي مات بحلب يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة أربع مائة.

1351 - الحسن بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة

أبو الفتح السّلمي المعرّي الشاعر (2)

ذكر لنا أبو عبد اللّه محمد بن المحسن بن الملحي أنه قدم دمشق و له في وصفها أبيات من قصيدة ذكرها ابن ابنه أبو المظفّر نصر بن منصور بن الحسن بدمشق عنه منها (3):

لو أن دارا أخبرت عن ناسها *** لسألت رامة عن ظباء كناسها

بل كيف تسأل دمنة ما عندها *** علم بوحشتها و لا إيناسها؟

ممحوّة العرصات يشغلها البلى *** عن ساحبات الريط (4) فوق دهاسها

بيض إذا انضاع النسيم من الصبا *** خلتاه ماء ينضاع من أنفاسها

يا صاحبي سقى منازل جلّق (5) *** غيث يروّى ممحلات طساسها

فرواق جامعها فباب بريدها *** فمشارب (6) القنوات من باناسها

فلقد قطعت بها زمانا للصبا *** و اللّهو مخضر كخضرة آسها

ص: 120


1- أي رسول.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 82/12 بغية الطلب لابن العديم 2417/5 فوات الوفيات 239/1 معجم الأدباء 90/10 و ذكره باسم «الحسين».
3- بعضها في معجم البلدان 114/10 من قصيدة يمدح ثابت بن شمال بن صالح بن مرداس و الأبيات في بغية الطلب 2418/5.
4- في معجم الأدباء: يشملها البلى عن ساحبات المرط .
5- بالأصل «حلق» و المثبت عن ابن العديم و معجم البلدان «الهرماس».
6- ابن العديم:«فمسارب».

قبل النوى و سهامه مشغولة *** الأفواق لم تبلغ إلى برجاسها

من لي برد شبيبة قضيتها *** فيها و في حمص و في ميماسها (1)

و زمان لهو بالمعرّة مونق *** بسياثها و بجانبي هرماسها (2)

وجدت بخط أبي الفرج غيث بن علي الأرمنازي شيخنا أبياتا من قصيدة ذكر أنها للأمير أبي الفتح الحسن بن عبد اللّه بن أبي حصينة المعرّي يمدح بها منيع بن شبيب بن وثامي بن جعفر بن سابق بن هيّاج بن بشار في سنة ثلاث و خمسين و أربعمائة:

أ تجزع كلما خفّ القطين *** و شطت بالخليط نويّ شطون

و هم صرموا حبالك يوم سلع *** و خانك منهم الثقة الأمين

و ما أسفوا عشية بنت عنهم *** فتأسف أن يشطوا أو يبينوا

تسلّ عن الحسان و كيف تسلو *** و بين ضلوعه الداء الدفين

و في الأظعان من جشم بن بكر *** ظباء حشو أعينها فتون

عليهن الهوادج مطبقات *** كما انطبقت على الحدق الجفون

كأن قدودهن قدود سمر *** مثقفة بهن حفأ و لين

تهفهفت الصّدور فهن لدن *** و أفعمت الروادف و البطون (3)

جلبن لنا برامة كل حين *** إلا إن الحوائن قد تحين

عشية مسن غير مصنعات *** كما ماست من الأيك الغصون

و عزلهن سرب مهى بواد *** مريع فالتقى عين و عين

كلي السّر بين ليس له وفاء *** و لا حبل يمد به متين

ضنيت لمن عليك و كيف يرجى *** زوال يد و صاحبها ضنين

جننا بالحسان البيض دهرا *** و إن هوى الحسان هو الجنون

تناسينا العهود فلا عهود *** و ألوين الديون فلا ديون

كان امامة حلفت يمينا *** لنا أن لا يصح لها يمين

ص: 121


1- بكسر الميم، و هو نهر الرستن و هو نهر العاصي بعينه (معجم البلدان)، و في معجم البلدان (الهرماس): «عرناسها» بدل «ميماسها».
2- سياث: بليدة كانت بظاهر معرة النعمان (معجم البلدان) و في معجم الأدباء: بشياتها. و الهرماس: موضع بالمعرة (معجم البلدان) و ذكر البيت و فيه:«بسيابها» بدل «بسياثها».
3- بالأصل «و الخون» و المثبت عن تهذيب ابن عساكر 190/4.

أعي بعد ما ذهب التصابي *** و شابت بعد حنكتها القرون

و عندك لابن و ثاب جميل *** فإن تشكر فمحقوق قمين

فتى أولاك مكرمة و فضلا *** و عزّ به حماك فلا يهون

أبا الزّمام صنت علي جاهي *** و مثلك من يذب و من يصون

و راعيت الذي راعى شبيب *** سقت مثواه سارية هتون

و لو لا أنت لاتّسعت حروق *** على ما في يدي و جرت شئون

و لكن أنت لي وزر منيع *** و حصن أستجير به حصين

و قرأت بخط أبي الفرج أيضا مما علقه عن أبي الحسن يحيى بن علي بن عبد اللطيف بن زريق المعري أن (1) أبا الفتح بن أبي حصينة كانت وفاته سنة ست و خمسين و أربعمائة أو في سنة سبع بحلب و يقتضي أن يكون مولده قبل التسعين و ثلاثمائة (2).

1352 - الحسن بن عبد اللّه بن الحسن بن سعيد بن عبد السّلام

أبو سعيد الخزاعي المصّيص

المعروف بابن الدقيقي (3)

قدم دمشق سنة ثلاث و خمسين و ثلاثمائة و حدث عن أبي حفص عمر بن سليمان الشرابي مولى المعتز روى عنه: أبو محمد بن أبي نصر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنشدنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد، أنشدني أبو محمد بن أبي نصر، أنشدني أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد بن عبد السلام الخزاعي المعروف بابن الدقيقي المصيصي (4) بدمشق في شهر ربيع الآخر سنة خمسين و ثلاثمائة أنشدني أبو حفص عمر بن سليمان الشرابي مولى المعتز باللّه في

ص: 122


1- استدركت فوق السطر.
2- في معجم الأدباء: توفي بسروج (بلدة قريبة من حران) في منتصف شعبان سنة سبع و خمسين و أربعمائة (90/10).
3- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2429/5.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت.

المصيصة سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة، أنشدنا أبو العباس عبد اللّه بن المعتز باللّه لنفسه في منزله ببغداد:

يا من أعزّ بذلي في الخطوب له *** إذا تعزز مخلوق بمخلوق

يا رازق الخلق [صني] بانفرادك *** لي بالرزق عن كل مرزوق بمرزوق

لم يعصه أحد إلاّ بتخلية منه *** و لم يرضه إلاّ بتوفيق (1)

1353 - الحسن بن عبد اللّه بن الحسن

أبو علي الختّلي (2)

الشافعي الفقيه إمام جامع دمشق.

سمع: أبا عثمان الصّابوني.

سمع منه شيخانا أبو طاهر إبراهيم بن حمزة الجرجرائي، و أبو محمد بن الأكفاني و هو الحسن بن أبي طاهر الذي تقدم ذكره.

أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد و نقلته من خطه، أنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن الحسن الختّلي الشيخ الفقيه الشافعي إمام الجامع بدمشق، نا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني إملاء، بدمشق، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد بن سنان بنيسابور ح.

و أخبرناه عاليا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني ببغداد، و أبو بكر وجيه بن طاهر، قالا: أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري ح.

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، قالا: أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن المخلدي.

و أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي بها، و أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمّد بن

ص: 123


1- الخبر و الأبيات في بغية الطلب 2439-2430، و لم أعثر على الأبيات في ديوانه.
2- ترجمته في بغية الطلب 2432/5.

إسحاق بن خزيمة، قالا: أنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد - زاد ابن خزيمة:

السّاعدي - أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف» - لا يدري أبو حازم أيهما قال - متماسكون - و قال الصّابوني: متماسكين - آخذ بعضهم بعضا، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر»[3076].

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني توفي شيخنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن الحسن الختّلي الإمام رحمه اللّه يوم الأربعاء ضحى نهار لتسع بقين من شعبان من سنة ستين و أربعمائة، و صلي عليه العصر يوم الأربعاء في الجامع بدمشق و دفن في باب الفراديس رحمه اللّه و رضي عنه (1).

1354 - الحسن بن عبد اللّه بن سعيد بن عبيد اللّه

أبو علي الكندي

الحمصي الفقيه، نزيل بعلبك.

سمع أبا الحسن بن جوصا، و أبا علي الحسن بن حبيب بدمشق، و أحمد بن عمرو بن جابر بالرملة، و أبا الاصبع عبد الملك بن عبد الكريم الطبراني بطبرية، و أبا الفضل أحمد بن خلف بن محمد بن عبد الرحيم القزويني المقرئ، و أنا محمد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محمد بن المقرئ بمكة، و أبا الخليل العياش بن الخليل الحضرمي بحمص، و محمد بن جعفر بن رزين العطار الحمصي، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان القرشي، و أبا عثمان سعيد بن عبد العزيز، و الفضل بن المهاجر المقدسي، و محمد بن تمام البهراني، و الحسين بن محمد بن إبراهيم السّكوني الحمصي، و عبد الصمد بن سعيد القاضي، و أبا بكر محمد بن عبد اللّه الطائي، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و محمد بن يوسف الهروي، و إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو علي الحسن بن الأشعث بن محمد المنبجي،

ص: 124


1- نقله ابن العديم في بغية الطلب 2433/5.

و أبو علي محمد بن محمد المنبجي، و أبو علي محمد بن محمّد السميساطي، و أبو الحسن الربعي، و أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة الأصبهاني، و أبو نصر بن الحباب، و أبو محمد إبراهيم بن الخضر بن زكريا بن الصّائغ، و أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، و أبو العباس أحمد بن محمد بن الشنوي الأديب.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو الطيب أحمد بن محمد بن أبي زرعة عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن صفوان النصري، و علي بن الحسن الحلبي، و الحسن بن سعيد، قالوا: أنا محمد بن جعفر الحمصي، نا إبراهيم بن العلاء، نا إسماعيل بن عياش، نا برد بن سنان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إنما تشدّ الرحال إلى ثلاثة مساجد: مسجدي الّذي أسس على التقوى، و المسجد الحرام و المسجد الأقصى»[3077].

أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع النابلسي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام الأزدي، أنا أبو الحسن الربعي، أخبرني أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد بن عبد اللّه الكندي الحمصي ببعلبك، نا أبو محمد عبد الرّحمن بن إسماعيل بن علي بن سعيد الكوفي بدمشق بحديث ذكره.

1355 - الحسن بن عبد اللّه بن سلمان

أبو علي العرقي (1)

حدّث عن أحمد بن أبي الجواري و أبي الحسين محمد بن حفص.

روى عنه: أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن بشر الهروي.

1356 - الحسن بن عبد اللّه بن منصور بن حبيب بن إبراهيم

أبو علي الأنطاكي، المعروف بالبالسي (2)

حدّث بدمشق و بمصر عن الهيثم بن جميل، و إسحاق بن إبراهيم الحنيني (3)

ص: 125


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/15.
2- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2453/5 و معجم البلدان «بالس» و الأنساب (البالسي). و البالسي بكسر اللام و السين، نسبة إلى بالس بلدة بالشام بين حلب و الرقة (معجم البلدان).
3- رسمها غير واضح بالأصل، نقرأ «الخشدى» و الصواب عن معجم البلدان، و ابن العديم نقلا عن ابن عساكر.

و موسى بن داود، و أبي عبد الرّحمن عبد اللّه بن محمد الكرماني، و محمد بن كثير الصّنعاني، و موسى بن أيوب النصيبي.

روى عنه: أبو العباس بن ملاّس، و أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام، و أبو العباس أحمد بن الحسين بن علي بن زبيدة، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن غويث (1)،و أبو العباس القاسم بن عبد اللّه بن إبراهيم الكلاعي، و أبو الجهم بن طلاّب، و مكحول البيروتي، و أبو العباس أحمد بن عيسى بن محمد المكتب المعروف بالوشّاء، و أبو الحسن يوسف بن عبد الأحد، و محمد بن إسحاق بن خزيمة.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز التميمي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، أنا أحمد بن عبد الوهاب بن محمد اللّهبي، نا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس النميري، نا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن منصور البالسي، نا الهيثم يعني ابن جميل، نا قيس بن الربيع، عن داود بن شابور، عن أبي وائل فيما يحسب قيس عن سلمان أنه أضافه قوم فقال: لو لا أني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا تكلّفوا للضيف لتكلفنا لكم»[3078].

كذا قال داود بن شابور، و إنما هو عثمان.

و قد أخبرناه على الصواب أعلى من هذا من غير شك في إسناده أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني، نا أبو بكر بن عبد القدوس، نا سالم بن قتيبة، نا قيس بن الربيع، عن عثمان بن شابور، عن شقيق بن سلمة، قال: دخلت على سلمان الفارسي، فأخرج إليّ خبزا و ملحا فقال لي: لو لا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهانا أن يتكلّف لأحد لتكلّفت لك.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن عبد الرحيم بن أحمد ح.

و حدّثني خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد، أنا عبد الغني بن سعيد، قال: عثمان بن شابور (2):روى عنه قيس بن الربيع.

ص: 126


1- ابن العديم نقلا عن ابن عساكر:«غوث».
2- كذا بالأصل.

و ممّا وقع لي عاليا من حديثه ما أخبرنا به أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي و أحمد بن إبراهيم بن موسى ح.

و أخبرناه أبو نصر أحمد بن منصور بن محمد الصفار، أنا أحمد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي أبو بكر، نا الحسن بن عبد اللّه بن منصور الأنطاكي، نا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا وطئ أحدكم الأذى بخفّه أو نعله فطهورهما التراب»[3079].

كتب إلى أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال لنا أبو سعيد بن يونس الحسن بن عبد اللّه بن منصور يعرف بالبالسي سكن انطاكية و أصله من أهل بالس، قدم إلى مصر سنة ثمان و خمسين و مائتين، يحدث عن الهيثم بن جميل و غيره (1).

1357 - الحسن بن عبد اللّه بن نصر

أبو علي الشاشي (2) المقرئ الصّوفي

رحل و سمع القاضي أبا مسعود صالح بن أحمد الميانجي (3) بصيدا.

روى عنه: أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر يخبرني في تذييله تاريخ نيسابور، قال (4):الحسن بن عبد اللّه بن نصر أبو علي المقرئ الصوفي الشاشي الصائن الدين، كتب الحديث الكثير بمصر و الشام و العراق و الحجاز و الجبال و خراسان و حصّل الأصول و كان عارفا بالقراءات جميل الصحبة حسن الأخلاق مهذب الشمائل على طريقة السّلف (5).

ص: 127


1- بالأصل «أو غيره» و الصواب عن ابن العديم 2454/5 و الأنساب (البالسي).
2- هذه النسبة إلى الشاش، قرية بما وراء النهر، سيحون، متاخمة لبلاد الترك.
3- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى ميانج، موضع بالشام.
4- المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 184 رقم 515 باختلاف.
5- يفهم من عبارة المنتخب من السياق أنه كان حيّا سنة 441.
1358 - الحسن بن عبد اللّه - و يقال ابن عبد الرّحمن -

ابن يزيد بن تميم السلمي

روى عن أبيه.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن بن الحسن.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني، أنا أبو محمد عبد اللّه بن عمر بن أيوب بن الجبّان، أنا أحمد بن عمير، نا عبد الرّحمن بن الحسن بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم، حدّثني أبي عن جدي، عن الزهري، أخبرني سالم بن عبد اللّه أن عبد اللّه بن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله و ماله» فكان عبد اللّه يرى لصلاة العصر فضيلة بالذي قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيها و يرى أنها هي الصّلاة الوسطى[3080].

أخبرناه عاليا عاليا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، أنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله و ماله»[3081].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم ح، و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد اللّه الهمداني، قالا: نا سليمان الطبراني، نا علي بن سعيد الرازي، نا عبد الرّحمن بن الحسن بن عبد الرّحمن بن يزيد بن عثمان الدمشقي، حدّثني أبي عن جدي، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من جاء إلى الجمعة فليغتسل»[3082].

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عبد الرّحمن بن يزيد بن عثمان إلاّ ولده، كذا قال و أخطأ هو ابن تميم (2) لا ابن عثمان.

ص: 128


1- مسند الإمام أحمد 145،124،64/2 من طرق عن ابن عمر.
2- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 177/7.
1359 - الحسن بن عبد اللّه مولى بني هاشم

حدّث عن الوليد بن مسلم، و ضمرة بن ربيعة، و معمر بن سليمان الرقي.

كتب عنه أبو حاتم الرازي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أنا حمد بن عبد اللّه إجازة، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: الحسن بن عبد اللّه الدمشقي مولى بني هاشم، روى عن ضمرة بن ربيعة، و معمر بن سليمان، و الوليد بن مسلم. كتب عنه أبي في الرحلة الأولى.

1360 - الحسن بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان بن أحمد

ابن زياد بن ورد أزاد بن غند بن شبّة بن أحمد بن عبد اللّه

أبو علي الأزدي الصّفار، أخو عقيل و الحسين

حدّث عن أبي بكر محمد بن أحمد بن يزيد الكوفي.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيان.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، عن أبي بكر بن الطّيّان ح.

و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو الحسين أحمد بن الحسن بن علي بن مهدي الطرابلسي بن الشماع - إجازة-، أنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أحمد الغسّاني المطرّز - بطرابلس-، نا الحسن و الحسين ابنا عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان الأزدي الصّفار بدمشق - قراءة عليهما - قالا: نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يزيد الكوفي، نا أبو جعفر محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي مطين، نا ضرار، أنا علي بن هاشم، عن حسين بن علي، عن أبيه، عن جده قال: أوصى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عليا أن يغسله فقال علي: يا رسول اللّه أخشى أن لا أطيق ذلك فقال:«إنك ستعان» قال: فقال علي: فو اللّه ما أردت أن أقلب من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عضوا إلاّ قلب[3083].

ص: 129


1- الجرح و التعديل 22/2/1.

بلغني أن الحسن و الحسين ابني عبيد اللّه (1) ولدا في يوم الأحد لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة و توفي الحسن بعد التسعين و ثلاثمائة.

1361 - الحسن بن عبيد اللّه بن طغج بن جفّ

أبو محمد (2)

ولي إمرة دمشق في رجب سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة و كان ابن عمه (3) أحمد بن علي بن الإخشيد محمد بن طغج بن جفّ صاحب مصر، و كان صبيا (4) فطمع الحسن أن يستولي على مصر فقصدها فلقيه وجوه دولة الإخشيدية، و قالوا له: إن ابن عمك قد عقد له الأمر، و قد اجتمع عليه أهل الدّولة فطمع في مال أخذه و رجع إلى الشام، و كان يلي الرملة قبل ذلك، فلما غلبت القرامطة على الشام ذهب إلى مصر، فلما توجهت القرامطة إلى الإحساء في سنة ثمان و خمسين جمع أبو محمد من مصر من قواد الإخشيذية و الكافورية و توجّه إلى الشام للنصف من ربيع الآخر سنة ثمان و خمسين، و وصل إلى الرملة، و أقام بها أياما ثم توجه إلى دمشق فوصلها لأيام خلت من رجب من هذه السنة، و أقام بها أياما.

فلما بلغه وصول جوهر قائد الملقب بالمعز إلى مصر رجع إلى الرملة و استخلف على دمشق أبا الحسن شمول مولى كافور الإخشيذي مولى عمه الإخشيذ محمد بن طغج و رحل عنها في شعبان من هذه السّنة و صار إلى الرملة، فلما توجه جيش المصريين (5)إلى الشام لقيهم الحسن بن عبيد اللّه بظاهر الرملة في ذي الحجة من سنة ثمان و خمسين و قاتلهم فانهزم أصحابه و أخذ الحسن أسيرا و حمل إلى مصر ثم أخرج إلى الغرب إلى معزّ (6) بن إسماعيل بن محمد (7).

ص: 130


1- بالأصل:«عبد اللّه».
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 97/12 و الكامل لابن الأثير 591/8 و النجوم الزاهرة 73/4 سير أعلام النبلاء 223/16.
3- في الوافي: ابن عم أبيه.
4- له إحدى عشرة سنة كما في سير أعلام النبلاء.
5- و كان عليهم جعفر بن فلاح، و هو الذي أسره و اقتاده إلى مصر مع جماعة من الأمراء إلى القائد جوهر انظر الوافي و سير الأعلام.
6- بالأصل «معد» و المثبت عن الوافي.
7- قيل مات في القصر و صلى عليه العزيز نزار بن المعز سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، انظر الوافي و سير الأعلام.
1362 - الحسن بن عبد الواحد القزويني

سمع بدمشق هشام بن عمّار روى عنه: مكي بن بندار، و سعيد بن محمد بن نصر.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين الموازيني، عن أبي الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي، أخبرني أبو بكر محمد بن أبي (1) سعيد الخراساني، نا عطية بن سعيد، نا أحمد بن فارس، نا مكي بن بندار، نا الحسن بن عبد الواحد القزويني، نا هشام بن عمّار، نا مالك، عن الزّهري، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«خلق الورد الأحمر من عرق جبريل ليلة المعراج، و خلق الورد الأبيض من عرقي، و خلق الورد الأصفر من عرق البراق»[3084].

قرأت بخط عبد العزيز الكتاني قال لي أبو النجيب عبد الواحد بن عبد اللّه الأرموي: سعيد [بن] محمد و الحسن بن عبد الواحد مجهولان و هذا حديث موضوع وضعه من لا علم له، و ركّبه على هذا الإسناد الصحيح.

1363 - الحسن بن عبد الواحد بن عبد الأحد بن معدان

أبو عبد اللّه الحرّاني الشاهد

حدّث عن الميانجي.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الواحد بن عبد الأحد بن معدان الحرّاني - قراءة عليه - نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو خليفة الفضل بن الحبّاب، نا أبو الوليد و الحوضي قالا: نا شعبة، أخبرني عبد اللّه بن دينار، قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كلّ بيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا إلا بيع الخيار» (2)[3085].

أخبرناه عاليا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي، أنا أبو علي

ص: 131


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
2- الحديث نقله ابن العديم في بغية الطلب 2458/5 و انظر في كنز العمال 9697/4.

الحسن بن عبد الرّحمن بن محمد الشافعي (1)،أنا أحمد بن إبراهيم بن علي بن فراس، أنا محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، أنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر، نا إسماعيل بن جعفر، أخبرني عبد اللّه بن دينار: أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كل بيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا إلاّ بيع الخيار»[3086].

1364 - الحسن بن عبد

أبو علي الدّمشقي

حدّث عن علي بن عتّاب.

روى إسماعيل بن علي بن المثنى العنبري، عن أبي يحيى محمد بن عبد اللّه الحافظ ببسطام عنه، و العنبري غير ثقة.

1365 - الحسن بن عتبة اللّهبي يعرف بغورك

حكى عن الوليد بن يزيد.

حكى عنه: إسحاق بن إبراهيم الموصلي المغني.

1366 - الحسن بن عثمان بن حمّاد بن حسان بن عبد الرّحمن بن يزيد

أبو حسّان الزّيادي البغدادي القاضي (2)

سمع بدمشق: الوليد بن مسلم، و شعيب بن إسحاق، و عمر بن عبد الواحد، و عمر بن سعيد، و الوليد بن محمد الموقري، و معروف بن عبد اللّه الخيّاط ، و هارون بن عمر الدمشقي، و محمد بن إسحاق بن بلال بن أبي الدرداء، و سفيان بن عيينة، و شعيب بن صفوان، و إبراهيم بن سعد، و هشيما و إسماعيل بن جعفر، و ابن عليّة، و معتمر بن سليمان، و جرير بن عبد (3) الحميد، و عباد بن العوّام، و حمّاد بن زيد، و بشر بن المفضل، و يحيى بن سعيد الأموي، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و سوّار بن مصعب الهمداني، و وكيع بن الجرّاح، و سعيد بن زكريا المدائني و أبا داود

ص: 132


1- ترجمته في سير الأعلام 384/18.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 356/7 معجم الأدباء 18/9 الوافي بالوفيات 98/12 سير أعلام النبلاء 496/11 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.

الطيالسي، و محمد بن عمر الواقدي، و يزيد بن زريع.

روى عنه: أبو العباس الكديمي، و إسحاق بن الحسن الحربي، و أحمد بن الحسين الصوفي و محمد بن محمد الباغندي، و سليمان بن كثير بن داود الطوسي، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و علي بن سعيد الرازي عليّك (1)،و أبو القاسم بركة بن نشيط عثكل الفرغاني، و محمد بن يعقوب بن الفرخي، و أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي، و علي بن عبد اللّه الفرغاني كغط الحافظ ، و أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن حميد بن أبي الأسود.

و ليس كما يظنه بعض الناس من ولد زياد بن أبيه و إنما تزوج أحد أجداده أم ولد لزياد فقيل له الزيادي ذكر ذلك أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب بغداد (2).

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا الحسن بن عثمان أبو حسّان الزّيادي، نا سعيد بن زكريا المدائني، نا الزّبير بن سعيد الهاشمي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحلال بيّن و الحرام بيّن و بين ذلك أمور متشابهات (3) فمن تركها كان أوفى لدينه و عرضه، و من قارفها كان كالمرتعي إلى جانب الحمى يوشك أن يقع فيه»[3087].

قال ابن شاهين و هذا حديث غريب لا أعلم حدّث به إلاّ سعيد بن زكريا، عن الزبير بن سعيد و المشهور حديث الشعبي، عن النعمان بن بشير.

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري - إملاء - أنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي - ببغداد - نا أبو حسان الزّيادي، نا سعيد بن زكريا، نا الزبير بن سعيد الهاشمي، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحلال بيّن و الحرام بيّن و بين ذلك مشتبهات» لم يزد على هذا[3088].

ص: 133


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 145/14.
2- انظر الوافي 99/12 و سير أعلام النبلاء 496/11.
3- في مختصر ابن منظور 347/6 مشتبهات.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر الباغندي، نا أبو حسّان الزّيادي الحسن بن عثمان فذكره بإسناده نحوه إلاّ أنه قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قال:«و من قاربها كان كالمرتع إلى جنب الحمى» و الباقي مثله[3089].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا الحسن بن عثمان الزّيادي، نا شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«كان في بني إسرائيل جدي ترضعه أمّه فترويه، فأفلت فارتضع الغنم ثم لم يشبع، قال: فأوحي إليهم، أو إلى رجل منهم أن مثل هذا كمثل قوم يأتون من بعدكم يعطى الرجل منهم ما يكفي الأمة و القبيلة، ثم لا يشبع»[3090].

قال ابن شاهين: تفرد بهذا الحديث شعيب بن صفوان، عن عطاء لا أعلم حدّث به غيره، و هو حديث غريب.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):الحسن بن عثمان أبو حسان الزّيادي روى عن أبيه، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا.

أخبرنا أبو جعفر الهمداني في كتابه أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الأصبهاني، نا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، قال: أبو حسان الحسن بن عثمان الزّيادي البصري سمع أبا يحيى شعيب بن صفوان و يزيد بن زريع، روى عنه جنيد بن حكيم سماه و كناه لنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي.

أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):الحسن بن عثمان - زاد ابن خيرون: ابن حمّاد بن حسّان بن عبد الرّحمن بن يزيد، و قالا:- أبو حسان الزّيادي سمع شعيب بن صفوان، و إبراهيم بن سعد، و إسماعيل بن جعفر، و هشيم [بن بشير]،

ص: 134


1- الجرح و التعديل 25/2/1.
2- تاريخ بغداد 356/7.

و إسماعيل بن عليّة و معتمر بن سليمان، و عبّاد بن العوّام، و جرير بن عبد الحميد، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و وكيع بن الجراح، و شعيب بن إسحاق الدمشقي، و الوليد بن مسلم، و سعيد بن زكريا المدائني، و أبا داود الطيالسي، و محمد بن عمر الواقدي روى عنه: أبو العباس الكديمي، و إسحاق بن الحسن الحربي، و أحمد بن الحسين الصّوفي، و محمد بن محمد الباغندي، و سليمان بن كثير بن داود (1) الطوسي، و غيرهم. و كان أحد العلماء الأفاضل، و من أهل المعرفة و الثقة و الأمانة، و ولي قضاء الشرقية بعد محمد بن عبد اللّه المؤذن في خلافة المتوكل.

قال الخطيب: و أنا علي بن المحسّن (2)،أنا طلحة بن محمّد بن جعفر، قال:

استقضى المتوكل أبا حسان الزيادي بعد المؤذن فيما أخبرني محمد بن جرير سنة إحدى و أربعين و مائتين و كان أبو حسّان صالحا دينا فهما، قد عمل الكتب، و كانت له معرفة بأيام الناس و له تاريخ حسن، و كان كريما (3) واسعا مفضالا.

قال: و أنا علي أنا طلحة، حدّثني أبو الحسين عمر بن الحسن، نا ابن أبي الدنيا، قال: كنت في الجسر واقفا و قد حضر أبو حسّان الزيادي القاضي و قد وجّه إليه المتوكل من سرّ من رأى بسياط جدد في منديل ديبقي (4) مختومة، و أمره أن يضرب عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم - و قيل: أحمد بن محمد بن عاصم صاحب خان عاصم - ألف سوط - لأنه شهد عليه الثقات و أهل الستر أنه شتم أبا بكر، و عمر و قذف عائشة، فلم ينكر ذلك و لم يتب، و كانت السياط بثمارها، فجعل يضرب بحضرة القاضي و أصحاب الشرط قيام، فقال: أيها القاضي قتلتني. فقال له أبو حسان: قتلك الحق لقذفك زوجة الرسول، و لشتمك الخلفاء الراشدين المهديين. قال طلحة: و قيل: لما ضرب ترك في الشمس حتى مات ثم رمي به في دجلة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن

ص: 135


1- كذا، و هو تحريف، و الصواب: و سليمان بن داود بن كثير.
2- بالأصل «الحسن» و المثبت عن تاريخ بغداد 357/7.
3- بالأصل «كريم».
4- هذه النسبة إلى دبيق، بليدة كانت بين الفرما و تنيس من أعمال مصر، تنسب إليها الثياب الدبيقية، و بالأصل تقرأ «دبيق» و تقرأ «ديبق» و في تاريخ بغداد:«ديبق» بتقديم الياء خطأ، و الصواب بتقديم الباء كما في معجم البلدان.

ثابت، قال: الحسن بن عثمان أبو حسان الزيادي القاضي حدث عن حمّاد بن زيد، و شعيب بن صفوان الثقفي، و معتمر بن سليمان التيمي و هشيم بن بشير، و إسماعيل بن عليّة، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و عتّاب بن بشير، و أبي داود الطيالسي، روى عن يعقوب بن شيبة، و أحمد بن يونس الضّبّي، و محمد بن محمد الباغندي و كان من أهل الفهم و المعرفة و له كتاب في التاريخ على السّنن و حديثه كثير.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، قال: نا أبو بكر الخطيب (1):أنا بشرى بن عبد اللّه الرومي، نا سعد بن محمد بن إسحاق الصّيرفي، نا أحمد بن محمد الدّقّاق، نا بعض أصحابنا، عن إسحاق الحربي، قال: بلغني أن أبا حسان الزيادي رأى رب العزة تبارك و تعالى في النوم، فلقيته فقلت: بالذي أراك ما أراك إلاّ حدثتني بالرؤيا قال: نعم، رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه، و رأيت فيه شخصا يخيل إليّ أنه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و كان يشفع إلى ربه في رجل من أمته و سمعت قائلا يقول: أ لم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرعد: وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّٰاسِ عَلىٰ ظُلْمِهِمْ (2)ثم انتبهت.

قال (3):و أنا الحسن بن علي الجوهري أنا محمد بن عمران بن موسى، نا عبد الواحد بن محمد الخصيبي، نا أبو خازم (4) القاضي و أبو علي أحمد بن إسماعيل، قالا: نا أبو سهل الرازي، حدّثني أبو حسان الزيادي قال: ضقت ضيقة بلغت فيها إلى الغاية، حتى ألحّ عليّ القصّاب و البقّال و الخباز و سائر المعاملين، و لم يبق لي حيلة فإني ليوما على تلك الحال و أنا مفكر في الحيلة، فدخل عليّ الغلام فقال: حاجي بالباب يستأذن ؟ فقلت: ائذن له، فدخل الخراساني فسلّم، و قال: أ لست أبا حسان ؟ قلت:

نعم، فما حاجتك ؟ قال: أنا رجل غريب و أريد الحج، و معي عشرة آلاف درهم، و احتجت أن تكون قبلك إلى أن أقضي حجي و أرجع، فقلت هاتها فأحضرها و خرج بعد أن وزنها و ختمها، فلما خرج فككت الخاتم على المكان، ثم أحضرت المعاملين

ص: 136


1- الخبر في تاريخ بغداد 357/7.
2- الآية 6 من سورة الرعد.
3- القائل أبو بكر الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 358/7-359.
4- بالأصل «أبو حازم» بالحاء المهملة، و المثبت عن تاريخ بغداد.

فقضيت كلّ من له علي دين، و اتّسعت و أنفقت، و قلت: أضمن هذا المال للخراساني فإلى أن يجيء [يكون] قد أتى اللّه عز و جل بفرج من عنده، فكنت يومي ذلك في سعة و أنا لا أشك في خروج الخراساني، فلما أصبحت من غد ذلك اليوم دخل الغلام فقال:

الخراساني الحاج بالباب يستأذن، فقلت: ائذن له فدخل فقال: إني كنت عازما على ما أعلمتك، ثم ورد عليّ الخبر بوفاة والدي، و قد عزمت على الرجوع إلى بلدي فتأمر لي بالمال الذي أعطيتك أمس، فورد عليّ أمر لم يرد عليّ مثله قط ، و تحيرت فلم أدر بما أجيبه و فكرت، و قلت: ما ذا أقول للرجل ثم قلت له: نعم - عافاك اللّه - منزلي هذا ليس بالحريز، و لما أخذت مالك وجهت به إلى من هو قبله، فتعود في غد فتأخذه، فانصرف و بقيت متحيرا لا أدري ما أعمل، إن جحدته قدمني و استخلفني، و كانت الفضيحة في الدنيا و الآخرة و الهتك، و إن دافعته صاح و هتكني و غلظ الأمر عليّ جدا، و أدركني الليل، و فكرت في بكور الخراساني إليّ فلم يأخذني النوم و لا قدرت على الغمض، فقمت إلى الغلام فقلت اسرج البغلة، فقال: يا مولاي، هذه العتمة بعد، و ما مضى من الليل شيء فإلى أين تمضي ؟ فرجعت إلى فراشي فإذا النوم ممتنع، فلم أزل أقوم إلى الغلام و هو يردني حتى فعلت ذلك ثلاث مرات، و أنا لا يأخذني القرار، و طلع الفجر فأسرج البغلة و ركبت، و أنا لا أدري أين أتوجه و طرحت عنان البغلة، و أقبلت أفكر و هي تسير، حتى بلغت الجسر فعدلت بي إليه فتركتها فعبرت، ثم قلت إلى أين أعبر و إلى أين أمضي ؟ و لكن إن رجعت وجدت الخراساني على بابي، أدعها تمضي حيث شاءت و مضت البغلة فلما عبرت الجسر أخذت بي يمنة نحو دار المأمون، فتركتها إلى أن قاربت باب المأمون و الدنيا بعد مظلمة، فإذا فارس قد تلقاني فنظر في وجهي ثم سار و تركني، ثم رجع إلي فقال: أ لست بأبي حسان الزيادي (1)؟قلت: بلى، قال:

[أجب] (2) الأمير الحسن بن سهل، فقلت في نفسي: و ما يريد الحسن بن سهل مني ؟ ثم سرت معه حتى حضرنا إلى بابه و استأذن لي عليه فدخلت، فقال: أبا حسّان ما خبرك ؟ و كيف حالك ؟ و لم انقطعت عنا؟ فقلت لأسباب و ذهبت لأعتذر، فقال: دع هذا عنك أنت في لوثة أو في أمر فما هو؟ فإني رأيتك البارحة في النوم في تخليط كثير، فابتدأت

ص: 137


1- استدركت على هامش الأصل.
2- بياض بالأصل، و كتبت كلمة «كذا» فوق السطر، و اللفظة المستدركة عن تاريخ بغداد، و هي مستدركة أيضا فيه بين معكوفتين.

فشرحت له قصتي من أولها إلى أن لقيني صاحبه و دخلت عليه، فقال: لا يغمك اللّه يا أبا حسّان قد فرج اللّه عنك هذه بدرة للخراساني مكان بدرته، و بدرة أخرى لك تتسع بها، و إذا نفذت أعلمتنا. فرجعت من مكاني فقضيت الخراساني، و اتّسعت و فرج اللّه عزّ و جلّ و له الحمد.

قال (1):أخبرني أبو القاسم الأزهري، نا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمد بن عرفة، حدّثني محمد بن يونس الكديمي، حدّثني أبو حسان الزيادي قال:

مطرنا يوما مطرا شديدا فأقمت في المسجد الصّلوات (2)،فإذا أنا بشخص حيالي إذا أطرقت نظر إلي، و إذا رفعت رأسي أطرق ففعل هذا مرات فدعوت به فقلت: ما شأنك قال: ملهوف أنا رجل متجمل فجاء هذا المطر فسقط بيتي و لا و اللّه أقدر على بنائه قال: فأقبلت أذكر من له، فخطر ببالي غسّان بن عباد، فركبت إليه معه و ذكرت له شأنه، فقال: قد دخلتني له رقة هاهنا عشرة آلاف درهم قد كنت أريد تفرقتها فإذا ادفعها إليه، فبادرت إليه و هو بالباب فأخبرته فسقط مغشيا عليه من الفرح، فلا مني ناس رأوه و قالوا:

ما صنعت به ؟ فدخلت إلى غسّان فأمر بإدخاله و رش على وجهه من ماء الورد حتى أفاق فقلت: ويحك ما بالك ؟ قال: و ردّ علي من الفرح ما نزل بي ما ترى. ثم تحدّثنا مليا فقال لي غسّان قد دخلتني له رقة قلت: فمه ؟ قال احمله على دابة، فقلت له: إن الأمير قد عزم في أمرك على شيء أ فمن رأيك أن تموت إن أخبرتك ؟ قال: لا، قلت: قد عزم على حملك على دابة، قال: أحسن اللّه جزاءه، ثم تحدّثنا مليا فقال لي: قد دخلتني لهذا الرجل رقة، قلت فما تصنع به ؟ قال: أجري له رزقا سنيا و أضمه إليّ فقلت له: إن الأمير قد عزم في أمرك على شيء أ فمن رأيك أن تموت ؟ قال: لا، قلت: إنه قد عزم على أن يجري لك رزقا و يضمك إليه، فقال: أحسن اللّه جزاه ثم ركبت و دفعت البدرة إلى الغلام يحملها، فلما سرنا بعض الطريق قال لي: ادفع إليّ أحملها، قلت الغلام يكفيك، قال آنس بمكانها على عنقي، ثم غدوت به إلى غسّان، فحمله و ضمه إليه و خص به فكان من خير تابع.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (3)،

ص: 138


1- تاريخ بغداد 359/7.
2- في تاريخ بغداد: للصلاة.
3- تاريخ بغداد 282/14 في ترجمة يعقوب بن شيبة السدوسي.

حدّثني التنوخي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف بن إسحاق بن البهلول، حدّثني أبي، حدّثني يعقوب بن شيبة، قال: أظلّ عيد من الأعياد رجلا - يومي إليّ أنه من أهل عصره و عنده مائة دينار لا يملك سواها، فكتب إليه أخ من إخوانه يقول له: قد أظلّنا هذا العيد و لا شيء عندنا ننفقه على الصّبيان، و نستدعي منه ما ينفقه. فجعل المائة دينار في صرة و ختمها و أنفذها إليه، فلم تلبث الصرة عند الرجل إلاّ يسيرا، حتى وردت عليه رقعة من أخ من إخوانه، يذكر إضاقته في العيد، و يستدعي منه مثل ما استدعاه هو، فوجه بالصرة إليه بختمها، و بقي الأول لا شيء عنده، فكتب إلى صديق له و هو الثالث الذي صارت الدنانير إليه، يذكر حاله و يستدعي منه ما ينفقه في العيد، فأنفذ إليه الصّرة بخاتمها، فلمّا عادت إليه صرته التي أنفذها بحالها. ركب إليه و معه الصرة و قال له ما شأن هذه الصرة التي أنفذتها إلي ؟ فقال له: إنه أظلّنا العيد و لا شيء عندنا ننفقه على الصّبيان، فكتبت إلى فلان أخينا لنستدعي منه ما ننفقه فأنفذ إليّ هذه الصرة. فلما وردت رقعتك عليّ أنفذتها إليك فقال له: قم بنا إليه، فركبا جميعا إلى الثاني و معهما الصّرة. فتفاوضوا الحديث، ثم فتحوها و اقتسموها أثلاثا.

قال أبو الحسن: قال لي أبي: و الثلاثة يعقوب بن شيبة، و أبو حسّان الزيادي القاضي و أنسيت أنا الثالث.

أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1)،أنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ، نا محمد بن العباس الخزاز، نا أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان أن عمه عبد الرّحمن بن يحيى سأل أحمد بن حنبل عن المعروف بأبي حسان الزيادي ؟ فقال: كان مع ابن أبي دواد (2) و كان من خاصّته و لا أعرف رأيه اليوم.

قال (3):و قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي، قال: توفي أبو حسّان الزيادي في رجب سنة اثنتين و أربعين و مائتين و كان من كبار أصحاب (4)الواقدي.

ص: 139


1- تاريخ بغداد 357/7.
2- بالأصل «داود» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 360/7.
4- استدركت على هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

قال: و أنا علي بن المحسّن أنا طلحة بن محمّد بن جعفر، قال: و مات أبو حسان الزيادي فيما أخبرني محمد بن جرير سنة اثنتين و أربعين و مائتين في رجب و له تسع و ثمانون سنة و أشهر، و مات هو و الحسن بن علي بن الجعد في وقت واحد و أبو (1)حسان على الشرقية و الحسن على مدينة المنصور.

1367 - الحسن بن عطية اللّه بن الحسن بن محمّد بن زهير

أبو الفضل الخطيب المعدّل

سمع بدمشق أبا القاسم الحنّائي، و بصور: أبا محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن (2) الصّيداوي، و أبا مسلم محمّد بن محمّد الحيشي النحوي.

روى عنه: غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، أنا الحسن بن عطية اللّه بن الحسن بن محمّد بن زهير أبو الفضل الخطيب المعدّل، أنا أبو القاسم الحسين (3) بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي (4)،أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن هلال الحيّاني، نا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرّحمن بن أحمد بن يعقوب الجصّاصي (5)،نا علي بن إشكاب (6)،نا روح بن عبّاد بن ثابت بن عمارة، عن غنيم بن قيس، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أيّما امرأة استعطرت ثم خرجت ليوجد ريحها فهي زانية، و كل عين زانية»[3091].

أخبرناه عاليا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد فذكره بإسناده مثله.

ص: 140


1- بالأصل «و أبي» و المثبت عن تاريخ بغداد 361/7.
2- بياض بالأصل مقدار كلمة.
3- بالأصل «الحسن» و الصواب ما أثبت «الحسين» انظر الحاشية التالية.
4- بالأصل «الحياني» و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 130/18(68).
5- ترجمته في سير الأعلام 296/15.
6- بالأصل «سكاب» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 352/12.
1368 - الحسن بن علي بن أحمد

أبو الفرج التميمي الواني (1) الواعظ

حدّث بجرجان، عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، و محمّد بن عبد الوهاب الدّمياطي و جماعة.

ذكره ابن يوسف في تاريخ جرجان.

1369 - الحسن بن علي بن أحمد بن مسعود

أبو أحمد الحلبي

سكن دمشق و حدّث سمع منه أبو (2) محمد بن الأكفاني.

1370 - الحسن بن علي بن إبراهيم الأصبهاني

حدّث بدمشق عن أبي العباس الفضل بن الخصيب بن العباس بن نصر الأصبهاني.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن أبي عمرو المقرئ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قراءة عليه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن أبي عمرو رزق اللّه المقرئ قراءة عليه بمنين، نا أبو محمّد الحسن بن علي بن إبراهيم الأصبهاني، نا أبو العبّاس الفضل بن الخصيب، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات، نا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن هلال، عن عبد اللّه بن سوادة، عن أبيه، عن أنس بن مالك الكعبي، قال: أغارت علينا خيل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يأكل فقال:«صب من هذا الطعام» قلت: إني صائم قال:«هلم أخبرك أن اللّه تعالى وضع عن المسافر نصف الصّلاة أو شطر الصّلاة و الصوم أو الصيام و عن الحبلى أو المرضع» و اللّه لقد قالهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أو أحدهما فيا لهف نفسي أن لا أكون أصبت من طعام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[3092].

أخبرناه عاليا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو

ص: 141


1- في تاريخ جرجان ص 548 الرازي بدل الواني.
2- بالأصل «ابن».

عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن أيّوب بن حبيب بن الرّقّي، نا هلال بن العلاء، نا المعلّى بن أسد، أنا حبيب بن خالد، عن عبد اللّه بن سوادة القسري، عن أبيه، عن أنس بن مالك رجل منهم قال: أصيب إبل لنا فأتى المدينة في طلب إبله فدخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يتغدى فقال:«هلمّ إلى الغداء» فقال: إني صائم، فقال:«إن الصيام وضع عن المسافر و شطر الصّلاة و عن الحبلى و المرضع»[3093].

و رواه أبو هلال محمّد بن سليم الراسبي، عن عبد اللّه بن سوادة فلم يقل عن أبيه. كذا رواه عن أبي هلال وكيع بن الجراح و عبد الصّمد بن عبد الوارث و عفان بن مسلم الصّفار، و شيبان بن روح، و هدبة بن خالد.

و قد وقع لي عاليا من حديثه أعلى من هذا بدرجتين.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، نا شيبان، نا أبو هلال.

و أخبرناه أبو الحسن بن البقشلان و اللفظ لحديثه، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا شيبان و هدبة و اللفظ لشيبان، قالا: نا أبو هلال الراسبي، نا عبد اللّه بن سوادة القسري، عن أنس بن مالك رجل من بني عبد اللّه بن كعب أحد بني قشير قال: أغارت علينا خيل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فانتهيت فانطلقنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يأكل فقال:«اجلس و أصب من طعامنا هذا» فقلت: يا رسول اللّه إني صائم قال:«أحدثك عن الصّلاة و عن الصيام. إن اللّه وضع شطر الصّلاة أو نصف الصّلاة عن المسافر و وضع الصوم أو الصيام عن المسافر و عن المرضع و الحبلى» قال: لقد قالهما جميعا أو أحدهما قال: فلهف نفسي أن لا أكون أكلت من طعام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[3094].

أخرجه أبو داود في سننه، عن شيبان بن فروخ. و كذا رواه أحمد بن مروان، عن عبد الصّمد و عفان.

ص: 142

1371 - الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز بن شاهو

1371 - الحسن بن علي بن إبراهيم (1) بن يزداد بن هرمز بن شاهو

أبو علي الأهوازي المقرئ (2)

سكن دمشق و قدمها يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة، قرأ القرآن بروايات كثيرة، و أقرأه و صنّف كتبا في القراءات.

و حدّث عن نصر بن أحمد بن محمّد بن المرجي، و أبي حفص الكتاني، و أبي طلحة عبد الجبار بن محمّد بن الحسن الطلحي البصري، و أبي الحسن علي بن أحمد بن الرفاء السّامري، و هبة اللّه بن موسى بن الحسين المزني الموصلي، و أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، و أبي القاسم عبد العزيز بن عثمان بن محمّد الصّوفي، و أبي مسلم الكاتب، و أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي سعيد الكرخي قاضي مكة، و أبي الفرج المعافى بن زكريا بن طرارا (3)،و أبي الحسن أحمد (4) بن محمّد بن نفيس الإمام، و أبي الفتح محمد بن أحمد بن محمّد بن علي بن محمّد بن النعمان نزيل الرملة، و أبي العباس منير بن أحمد بن الحسن المصري الخلال، و أبي عبد اللّه محمّد بن الحسن الماوردي، و أبي محمد بن أبي نصر، و عبد الوهاب الكلابي، و عبد الوهّاب الميداني، و أبي بكر بن أبي الحديد، و أبي الحسين جعفر بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب، و أبي بكر محمد بن عبد الرّحمن بن أبي المغيث، و أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، و أبي محمّد عبد اللّه بن إسماعيل بن يوسف الشيباني، و أبي القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و تمام الرّازي، و علي بن بشرى العطار، و أبي نصر بن الجبّان، و أبي نصر بن الجندي، و أبي بكير بن هلال الحياني (5)،و أبي محمد طلحة بن أسد بن المختار الرّقّي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي، و أبو سعد

ص: 143


1- «بن إبراهيم» استدركت عن هامش الأصل.
2- معجم الأدباء 34/9 غاية النهاية 220/1 بغية الطلب 2465/5 الوافي بالوفيات 172/12 سير أعلام النبلاء 13/18 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل «طرازا» و الصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 230/13 سير الأعلام 544/16.
4- بالأصل:«محمد بن محمد بن يعيش» و المثبت عن ابن العديم نقلا عن ابن عساكر.
5- في ابن العديم عن ابن عساكر:«أبي بكر ابن هلال الحنائي» و اسمه عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن هلال، أبو بكر ترجمته في سير الأعلام 149/17.

إسماعيل بن علي الرازي السمّان، و أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن [نصر] (1)البخاري، و عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، و علي بن الخضر [السّلمي، و أبو] (2) عبد اللّه محمّد بن محمّد بن الحسن (3) الطوسي، و أبو علي إسماعيل بن العباس بن أحمد الصّيدلاني [النيسابوري] (4)،و الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو علي الحسن بن الحسن (5) التفليسي، و نجا بن أحمد العطار [و صهره] (6) أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة اللّه، و أبو طاهر بن الحنّائي.

و حدّثنا عنه أبو القاسم النسيب، و ذكر أنه ثقة، و ذكر أنه أخبره أنه دخل دمشق سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي المقرئ، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمّد بن الخليل (7)المرجي بالموصل، نا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا عبد الأعلى يعني ابن عبد الأعلى، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس قال: أ لا أحدثكم بحديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لا يحدثكموه أحد بعدي، إنه سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن من أشراط السّاعة أن يرفع العلم، و يظهر الجهل، و يشرب الخمر، و يفشو الربا، و يقل الرجال، و تكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيّم الواحد»[3095].

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي (8)،أنا أبو علي الأهوازي قراءة عليه، نا أبو زرعة أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن سعيد القشيري، حدّثني جدي (9) الحسن بن

ص: 144


1- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن ابن العديم نقلا عن ابن عساكر، و انظر ترجمته في سير الأعلام 257/18.
2- بياض بالأصل و فيه: عبد اللّه بن محمد، خطأ، و الصواب و الزيادة المستدركة مكان البياض عن ابن العديم 2469/5 نقلا عن ابن عساكر.
3- ابن العديم: الحسين.
4- بياض بالأصل و الزيادة المستدركة عن ابن العديم نقلا عن ابن عساكر.
5- ابن العديم: الحسين.
6- بياض بالأصل، و اللفظة المستدركة عن ابن العديم 2469/5.
7- بالأصل «الجليل» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 16/17.
8- رسمها بالأصل:«الجباى» و الصواب ما أثبت.
9- بياض بالأصل.

سعيد، نا أبو علي الحسين بن إسحاق الدقيقي، نا أبو زيد حماد بن دليل، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن سابط ، عن أبي أمامة الباهلي، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا كانت عشية عرفة، هبط اللّه عز و جل إلى السماء الدنيا فيطّلع إلى أهل الموقف فيقول مرحبا بزواري و الوافدين إلى بيتي، و عزتي لأنزلن إليكم، و لأساوي مجلسكم بنفسي، فينزل إلى عرفة فيعمهم بمغفرته، و يعطيهم ما يسألون إلاّ المظالم، و يقول: يا ملائكتي، أشهدكم أني قد غفرت لهم، و لا يزال كذلك إلى أن تغيب الشمس، و يكون أمامهم إلى المزدلفة، و لا يعرج إلى السّماء تلك الليلة، فإذا أسفر الصبح وقفوا عند المشعر الحرام غفر لهم حتى المظالم، ثم يعرج إلى السماء، و ينصرف الناس إلى منى»[3096].

هذا حديث منكر و في إسناده غير واحد من المجهولين. و للأهوازي أمثاله في كتاب جمعه في الصفات سماه:«كتاب البيان في شرح (1) عقود أهل الإيمان» أودعه أحاديث منكرة كحديث:«إن اللّه تعالى لما أراد أن يخلق لنفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق» (2) ممّا لا يجوز أن يروى و لا يحل أن يعتقد.

و كان مذهبه مذهب السالمية (3) يقول بالظاهر و يتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوّي له رأيه. و حديث إجراء الخيل موضوع وضعه بعض الزنادقة ليشنع به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل، فيقبله بعض من لا عقل له، و رواه، و هو ممّا يقطع ببطلانه شرعا و عقلا.

قرأت بخطّ أبي محمّد بن صابر، قال لي أبو محمّد مقاتل بن مطكود (4) قال لي أبو علي: ولد [ت] يوم الأربعاء السّابع و العشرين من المحرّم سنة اثنتين و ستين و ثلاثمائة.

قرأت بخط أبي علي الأهوازي.

ص: 145


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر، و كتبت خطأ «سرح» و المثبت عن ابن العديم و مختصر ابن منظور.
2- انظر اللآلئ المصنوعة 3/1 و تنزيه الشريعة 134/1.
3- هذه الفرقة من الفرق المشبّهة، معروفة بالبصرة، و سوادها نسبة إلى مقالة الحسن بن محمد بن أحمد بن سالم السالمي البصري و ابنه أبي عبد اللّه المتصوف.
4- بالأصل «مصكود» خطأ، و الصواب ما أثبت.

و أنبأناه أبو طاهر بن الحنّائي (1)،أنا أبو علي، قال: رأيت ربّ العزة في النوم و أنا بالأهواز و كأنه يوم القيامة، فقال لي: بقي علينا شيء، اذهب فمضيت في ضوء أشد بياضا من الشمس، و أنور من القمر حتى انتهيت إلى طاقة أمام باب، فلم أزل أمشي عليه ثم انتبهت.

فسمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور يحكي عن أبيه أبي العبّاس قال (2):

لما ظهر من أبي علي الأهوازي الإكثار من الروايات في القراءات اتّهم في ذلك، فسار أبو الحسن رشأ بن نظيف (3) و أبو القاسم بن الفرات (4) و ابن القماح إلى العراق لكشف ما وقع في نفوسهم منه و وصلوا إلى بغداد، و قرءوا على بعض الشيوخ الذين روى عنهم الأهوازي، و جاءوا بالإجازات عنهم و بخطوطهم فمضى (5) الأهوازي إليهم و سألهم أن يروه تلك الخطوط التي معهم، ففعلوا و دفعوها إليه فأخذها و غيّر أسماء من سمّي لتستتر دعواه فعادت عليه بركة القرآن فلم يفتضح، هذا معنى ما سمعته يقول، و بلغني عنه أنهم سألوا عنه بعض المقرئين الذين ذكر أنه قرأ عليهم و حلّوه له، فقال: هذا الذي يذكرونه قد قرأ عليّ جزأ أو نحوه.

قال (6):و حدثني والدي أبو العباس قال: عاتبت [أو عوتب] (7) أبو طاهر الواسطي المقرئ في القراءة على أبي علي الأهوازي فقال: اقرأ عليه العلم و لا أصدقه في حرف واحد.

قال: و حدثني أبو طاهر محمّد بن الحسن بن علي بن المليحي (8) قال: كنت عند رشأ بن نظيف المقرئ المعدل في داره على باب الجامع و له طاقة إلى الطريق فاطلع فيها و قال [قد عبر رجل كذاب، فاطلعت] (9) فوجدته الأهوازي.

ص: 146


1- بالأصل:«الجباى» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- الخبر في بغية الطلب 2470/5 و سير أعلام النبلاء 15/18 و ميزان الاعتدال 512/1.
3- انظر ترجمته في غاية النهاية 284/1 و معرفة القرّاء الكبار للذهبي 321/1.
4- في ابن العديم: الضراب.
5- بالأصل «فمضوا» و المثبت عن ابن العديم و سير الأعلام.
6- القائل أبو الحسن بن قبيس.
7- بياض بالأصل و اللفظة مستدركة عن بغية الطلب 2470/5.
8- ابن العديم و سير الأعلام: الملحي.
9- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن بغية الطلب 2470/5 و سير الأعلام 17/18.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: اجتمعت بهبة اللّه [بن] الحسن بن منصور الطبري الحافظ ببغداد فسألني عن من بدمشق من أهل العلم فذكرت له جماعة منهم:[الحسن] بن علي الأهوازي المقرئ فقال: لو سلم من الروايات في القراءات (1).

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: قال لنا الكتاني: و كان مكثرا في الحديث، و صنف الكثير في القراءات، و كان حسن التصنيف، و جمع في ذلك شيئا كثيرا، و في أسانيد القراءات غرائب، كان يذكر في مصنفاته أنه أخذها رواية و تلاوة، و أن شيوخه أخذوها كذلك رواية و تلاوة (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي شيخنا أبو علي الأهوازي المقرئ يوم الاثنين الرابع من ذي الحجّة بعد الظهر سنة ست و أربعين (3)و أربعمائة، و كانت له جنازة عظيمة حدّث عن ابن المرجي، و أبي حفص الكتاني، و عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد و غيرهم، فانتهت الرئاسة إليه في القراءة في وقته ما رأيت منه إلاّ خيرا.

و ذكر أبو محمّد بن صابر، عن أبي القاسم علي بن إبراهيم: أنه مات يوم الاثنين، الثاني عشر من ذي الحجة، و اللّه أعلم.

و ذكر عن مقاتل السوسي: أنه توفي لستّ بقين من ذي القعدة.

و ذكر صهره عبد الباقي بن أحمد: أنه مات يوم الثلاثاء و دفن يوم الأربعاء في العشر الأول منه.

و ذكر أبو عبد اللّه محمد بن علي بن قبيس فيما وجدته بخطه مثل ذلك.

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد الكلابي، حدثني أخي لأمّي أبو الحسن علي بن الخضر بن الحسن العثماني، قال: توفي أبو علي الحسن بن علي الأهوازي يوم الاثنين الرابع من ذي الحجة سنة ست و أربعين، تكلموا فيه، و ظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها (4).

ص: 147


1- الخبر نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 16/18 و ميزان الاعتدال 512/1.
2- الخبر في بغية الطلب 2469/5 و سير أعلام النبلاء 16/18.
3- بالأصل «و عشرين» و المثبت عن بغية الطلب 2473/5.
4- بغية الطلب 2472/5.
1372 - الحسن بن علي بن الحسن الأطرابلسي

حكى عن أبيه.

حكى عنه أبو بكر أحمد بن المعلّى.

1373 - الحسن بن علي بن الحسن بن الحكم

أبو علي المرّي المعروف بالشحيمة

كان يسكن الراهب (1).

حدّث عن جماهر بن محمّد الزملكاني (2).

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجبّان.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر المرّي، أنا أبو علي الحسن بن علي المرّي، نا جماهر بن محمّد الزملكاني، نا عمرو بن الغاز، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو الأوزاعي، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: بعثت أنا و السّاعة كهاتين» و أشار باصبعه السبابة و الوسطى «كفرسي رهان استبقا فسبق أحدهما صاحبه بإذنه، جاء اللّه سبحانه، جاءت الملائكة،[جاءت] (3) الجنة، يا أيّها الناس استجيبوا لربكم، و ألقوا إليه السلم»[3097].

قرأت بخط أبي نصر بن الجبّان، أنا الحسن بن علي بن الحسن بن محمد المرّي و يعرف بشحيمة و كان من العدول فذكر عنه حديثا.

1374 - الحسن بن علي بن الحسن بن سلمة

1374 - الحسن بن علي بن الحسن (4) بن سلمة

أبو القاسم المزّي المعروف بابن الطّيري (5)

ينسب إلى قرية الطّيرة من قرى دمشق.

ص: 148


1- محلة كانت قبلي المصلى لسعيد بن عبد الملك (غوطة دمشق، محمد كردعلي ص 170).
2- ترجمته في سير الأعلام 406/14 و الأنساب (الزملكاني). و الزملكاني نسبة إلى قرية زملكا قرية من قرى دمشق.
3- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن مختصر ابن منظور 352/6.
4- بالأصل «الحسين» و المثبت عن مختصر ابن منظور 352/6.
5- ترجمته في معجم البلدان (طيرة)، و الأنساب (الطيري). و الطيري بكسر أوله نسبة إلى طيرة: ضيعة من ضياع دمشق (في ياقوت: قرية). و المزي بكسر الميم و الزاي نسبة إلى المزة و هي ضيعة حسنة على باب دمشق (الأنساب).

حدّث عن أبي حفص محمّد بن القاسم بن عبد الخالق المؤذن، و محمّد بن أحمد بن فياض، و أبي الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان، و أبو عبد اللّه محمّد بن حمزة بن محمّد الحرّاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا الحسن بن علي - يعني - ابن الحسن بن سلمة الطّيري أبو القاسم، نا محمّد بن أحمد بن فياض، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن شعيب عن (1) الأوزاعي، عن موسى بن بشار أنه حدثه عن أبي هريرة: أن امرأة مرت به يعصف ريحها [طيبا] (2) فقال:

يا أمة الجبار، المسجد تريدين ؟ قالت: نعم، قال: فارجعي فاغتسلي، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما من امرأة تخرج إلى المسجد يعصف ريحها فيقبل اللّه عز و جل منها صلاة حتى ترجع فتغتسل»[3098].

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب، قال الحسن بن علي الطيري - بكسر العطاء و بالياء المعجمة باثنتين (3) من تحتها - منسوب إلى ضيعة من ضياع دمشق تسمّى طيرة.

حدّث عن أبي الجهم بن طلاّب المشغرائي، روى عنه محمّد بن حمزة التميمي الدمشقي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما الطّيري - بكسر الطاء و بالياء المعجمة باثنتين (5) من تحتها - فهو الحسن بن علي الطيري منسوب إلى ضيعة من ضياع دمشق تعرف بطيرة، روى عن أبي الجهم بن طلاّب المشغرائي (6)،

ص: 149


1- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة محمد بن شعيب بن شابور في سير الأعلام 376/9 و فيها أنه روى عن الأوزاعي.
2- بياض بالأصل و اللفظة المستدركة عن مختصر ابن منظور 353/6.
3- بالأصل: باثنين.
4- الاكمال لابن ماكولا 253/5.
5- بالأصل: باثنين.
6- في الاكمال:«المشغراني» بالنون و مثله بالأصل، و الصواب عن الأنساب و اللباب.

روى عنه محمّد بن حمزة التميمي الدمشقي.

1375 - الحسن بن علي بن الحسن بن شوّاش

أبو علي الكتاني المقرئ المعدّل (1)

أصله من أرتاح مدينة (2) من أعمال حلب، و تولى الإشراف على وقوف جامع دمشق.

حدّث عن الفضل بن جعفر، و يوسف بن القاسم الميانجي، و إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل، و أبي سليمان بن زبر، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي.

روى عنه: أبو علي الأهوازي (3) و هو من أقرانه، و إسماعيل - أبو سعد - بن علي السمّان، و عبد العزيز بن أحمد، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، و أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و نجاء بن أحمد، و أبو طاهر محمّد بن الحسين (4) الحنّائي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو علي الحسن بن علي بن شوّاش قراءة عليه، نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو خليفة الفضل بن الحبّاب، نا أبو الوليد الطيالسي، نا يوسف بن الماجشون، نا محمّد بن منصور، عن سعيد بن المسيّب، عن عامر بن سعد، عن سعد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لعلي:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى» فأحببت [أن] أشافه سعدا فقلت: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، و إلاّ فاصطكتا[3099].

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن منصور المغربي، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد الفاسي، أنا أبو العباس الثقفي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن حاتم الهروي، نا يوسف بن يعقوب الماجشون أبو سلمة، نا محمّد بن المنكدر، عن

ص: 150


1- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2503/5 و معجم البلدان (أرتاح) و فيه:«شواس»، و فيه و في مختصر ابن منظور 353/6 «الكناني» بنونين.
2- أرتاح بالفتح ثم السكون، حصن منيع كان في العواصم من أعمال حلب.
3- بالأصل «الأوزاعي» و المثبت عن ابن العديم 2505/5 نقلا عن ابن عساكر، و معجم البلدان.
4- بالأصل «الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 436/19.

سعيد بن المسيّب: أنه سأل سعد بن أبي وقاص هل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لعلي:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي» قال: نعم قلت: أنت سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: فأدخل اصبعيه في أذنيه قال: نعم و إلاّ فاستكتا[3100].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا الكتّاني، قال: توفي شيخنا أبو علي الحسن بن علي بن شوّاش في ذي القعدة سنة تسع و ثلاثين و أربعمائة، حدّث عن الفضل بن جعفر و غيره (1).

1376 - الحسن بن علي بن الحسن بن أبي الفضل العباس بن الوليد

أبو علي بن الكفرطابي (2)

سمع أبا بكر الميانجي، و أبا علي بن أبي الزّمزام (3).

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و أبو العباس بن قيس، و حيدرة بن علي الأنطاكي، و أبو نصر يونس بن محمد الأصبهاني، و إبراهيم بن شكر الخامي، و أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السّمّان، و أبو عثمان محمّد بن ورقاء الأصبهاني.

أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي القاضي، أنا أبو المنجّي حيدرة بن علي بن محمّد بن علي بن إبراهيم العابد، أنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن أبي الفضل العباس بن الوليد الكفرطابي، نا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي - إملاء-، أنا محمّد بن زبان بن حبيب، نا زكريا بن يحيى، قال: و حدثني الفضل بن فضالة عن عبد اللّه - و هو - ابن سليمان الطويل، عن نافع أن عبد اللّه أخبره أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله و ماله»[3101].

أخبرناه عاليا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا أبو الطيب بن شمّة (4)،أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن زبان بن حبيب بن زبان المضري الشيخ الصّالح، نا زكريا بن يحيى فذكره بإسناده مثله.

ص: 151


1- بغية الطلب لابن العديم 2505/5 و انظر معجم البلدان (أرتاح).
2- هذه النسبة إلى كفرطاب، بلدة من بلاد الشام، عند معرة النعمان، بين حلب و حماة (الأنساب).
3- اسمه الحسين بن إبراهيم بن جابر، أبو علي الدمشقي الفرائضي، ترجمته في سير الأعلام 140/16.
4- هو عبد الرزّاق بن عمر بن موسى بن شمة، أبو الطيب الأصبهاني، ترجمته في سير الأعلام 149/18.
1377 - الحسن بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمّد بن الحسين

أبو محمّد بن أبي الحسين بن صصري التغلبي

سمع أبا الحسين بن السّمسار، و أبا عثمان الصّابوني.

حدثنا عنه أبو الفضل المعروف بابن الدواتي.

أخبرنا أبو الفضائل الخضر بن عثمان بن علي السّلمي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري، أنا أبو الحسن علي بن موسى، أنا أبو القاسم علي بن الحسن بن رجاء بن طغان، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب، نا يزيد بن هارون، أنا يحيى بن سعيد أن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة أخبره أن عائشة كانت تحدّث: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سهر ذات ليلة و هي إلى جنبه قالت:

فقلت: يا رسول اللّه ما شأنك ؟ قال:«ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة» قالت: فبينا أنا على ذلك، إذ سمعنا صوت السلاح قال: من هذا؟ قال: أنا سعد بن مالك، قال له:«ما جاء بك» قال: جئت لأحرسك قالت: فسمعت غطيط رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في نومه و اللّه تعالى أعلم[3102].

1378 - الحسن بن علي بن أبي حماد

ذكر أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد المقرئ نزيل دمشق أنه روى عن هشام بن عمار قراءة ابن عامر رواية.

1379 - الحسن بن علي بن خلف بن عبد الجبّار بن بهرام

و يقال: ابن خلف بن عبد الواحد

أبو محمّد، و يقال: أبو علي، الصيدلاني الصرّار

روى عن سليمان بن عبد الرّحمن، و إسحاق بن سعيد، و محمّد بن خالد بن أميّة الهاشمي، و إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، و إسحاق بن عبّاد الجبلي، و هشام بن خالد، و أبي بكر عبد اللّه بن يزيد بن راشد المقرئ.

روى عنه: أبو الميمون بن راشد، و أبو إسحاق بن سنان، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن زبر، و محمّد بن إبراهيم بن مروان و كناه، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن

ص: 152

عبد اللّه بن يعقوب بن زوران (1) الأنطاكي، و أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدثني الحسن بن علي بن خلف، حدثني سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، حدثني مسلم بن مسلم، قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول: قلت: يا رسول اللّه أخبرني بما يحلّ و بما يحرم عليّ ، قال: فصعّد فيّ البصر و صوّبه و قال:«نويبتة» قلت:

يا رسول اللّه نويبتة (2) خير أو نويبتة شر؟«قال: بل نويبتة خير، لا تأكل الحمار الأهلي و لا ذا ناب من السبع»[3103].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثمّ حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا الحسن بن علي بن خلف الدمشقي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن عياش بن عبد العزيز بن عبيد اللّه، عن عبد الرّحمن بن أبي بكر: أنه توضأ يوما و عائشة تنظر إليه فأساء الوضوء فقالت عائشة: يا عبد الرّحمن اسبغ الوضوء، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ويل للأعقاب من النار»[3104].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال لنا الهروي فيها يعني سنة تسع و ثمانين و مائتين مات الحسن بن علي الصّرّار.

1380 - الحسن بن علي بن روح بن عوانة

أبو علي الكفربطناني (3)

من أهل كفربطنا (4).

روى عن قاسم بن عثمان الجوعي، و محمّد بن الوزير الدمشقي، و هشام بن

ص: 153


1- ترجمته في سير الأعلام 334/15 و فيه: زوزان، قال الذهبي: قيد جده ابن ماكولا بمعجمتين.
2- النويبتة تصغير نابتة، يقال: نبتت لهم نابتة: أي نشأ فيهم صغار لحقوا الكبار، و صاروا زيادة في العدد (النهاية: نبت).
3- ترجمته في معجم البلدان (كفربطنا) ذكره ياقوت باسم «الحسين» و الأنساب (الكفربطناني).
4- كفربطنا قرية من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان) و تضبط بسكون الفاء و فتحها. و سكون الراء و فتحها.

خالد الأزرق، و أحمد بن عبد الواحد بن عتود، و محمّد بن نصر النيسابوري، و أبي موسى عمران بن موسى الطرسوسي، و العبّاس بن الوليد الخلاّل، و أبي العبّاس القاضي.

روى عنه: محمّد بن سليمان الرّبعي، و أبو سليمان بن زبر، و جمح بن القاسم المؤذن، و محمّد بن حميد بن معيوف، و أبو علي بن شعيب الأنصاري، و أحمد بن محمّد بن سعيد الخشني، و أبو حفص عمر بن الحسن العتكي، و أبو بكر بن المقرئ.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو علي الحسن بن علي بن روح بن عوانة الكفربطناني في جامع دمشق، نا هشام بن خالد الأزرق، نا شعيب بن إسحاق، نا الأوزاعي، حدثني الزهري، حدثني أبو سلمة و سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن اليهود و النصارى لا يصبغون فخالفوهم»[3105].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن روّاد الكاتب و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو علي الحسن بن علي بن روح بن عوانة الدّمشقي الغوطي الكفربطناني، نا هشام بن خالد الأزرق، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن حميد، عن أنس:«أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سئل عن عجين وقع فيه قطرة من دم فنهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن أكله[3106].

قال الوليد: لأن النار لا تنشف الدم.

1381 - الحسن بن علي بن سعيد بن الحسين بن أحمد

أبو علي الكرخي القاضي الفقيه الشافعي

قدم دمشق حاجّا و حدّث بها عن أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن إدريس التّستري، و أبي القاسم جبريل بن محمّد بن إسماعيل الهمذاني الفقيه، و أبي بكر أحمد بن علي بن لال الفقيه، و أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي الهروي الفقيه بهمذان، و أبي الحسين محمّد بن المظفّر الحافظ .

روى عنه: أبو سعيد الرازي السمّان، و أبو الحسن الربعي، و عبد العزيز الكتاني.

ص: 154

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا القاضي أبو علي الحسن بن علي بن سعيد الكرخي الفقيه، قدم علينا قراءة عليه، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن إدريس بن بحر التّستري - بها - في المحرم سنة ست و تسعين و ثلاثمائة، نا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير (1)،نا يحيى بن حكيم، نا أبو داود، نا شعبة، عن منصور و الأعمش سمعا أبا وائل يحدث عن عبد اللّه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تباشر المرأة المرأة و تنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها، و لا يتناجى اثنان دون الثالث، فإن ذلك يحزنه»[3107].

1382 - الحسن بن علي بن شبيب

أبو علي المعمري البغدادي الحافظ (2)

صاحب كتاب «اليوم و الليلة».

له رحلة سمع فيها هشام بن عمار، و محمود بن خالد، و محمّد بن الخليل، و أحمد بن أبي الحواري، و هارون بن محمّد بن بكّار بن يال، و هشام بن خالد الأزرق، و عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيما، و إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد الرّقّي السكري قاضي دمشق، و محمّد بن وزير، و عمران بن أبي جميل، و محمود بن خالد، و عمران بن بكار البراد، و ميمون بن الأصبع النصيبي، و المسيّب بن واضح، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه السدي الحلبي، و أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، و عبد السلام بن عتيق، و إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، و أحمد بن إبراهيم الموصلي، و أبا نصر التّمّار، و سويد بن سعيد، و أبا الرّبيع الزهراني، و محمّد بن الصباح الجرجاني، و جبارة بن المغلّس، و خلف بن هشام، و عبد اللّه بن عمر بن أبان، و عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، و أبا كامل فضيل بن حسن، و أبا بكر بن أبي النضر، و مسروق بن المرزبان و خلقا كثيرا سواهم.

روى عنه: يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو حامد الشرقي. و جعفر بن محمّد الخالدي، و أبو قتيبة سلم بن الفضل الأزدي، و عبيد اللّه بن يحيى الزاهد، و أبو عوانة الأسفرايني، و أحمد بن محمّد بن سهل المعروف ببكير الحداد، و محمّد بن مخلد بن

ص: 155


1- ترجمته في سير الأعلام 362/14.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 369/7 تذكرة الحفاظ 667/2 و الوافي بالوفيات 113/12 و سير الأعلام 510/13 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

حفص العطّار، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و خبيب بن الحسن القزاز.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا الحسن بن علي المعمري، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي، نا الوليد بن عبد الرّحمن، نا ابن جابر، حدّثني نافع عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا عجل به السّير جمع بين الصلاتين[3108].

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا حبيب بن الحسن، نا الحسن بن علي المعمري، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي، نا الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي (1)،حدّثني الحارث بن الحارث الغامدي قال: قلت لأبي: ما هذه الجماعة ؟ قال: قوم اجتمعوا على صابئ لهم قال: فتشرفنا فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يدعو الناس إلى توحيد اللّه عزّ و جلّ و الإيمان، فأقبلت امرأة تحمل قدحا و منديلا فتناوله منها فشرب و توضّأ، فقلنا: من هذه ؟ قال: هذه زينب ابنته. أخرجته في ترجمة الحارث بن الحارث سماعا عاليا.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):الحسن بن علي بن شبيب بن علي المعمري الحافظ رحل في الحديث إلى البصرة و الكوفة و الشام و مصر و سمع هدبة (3) بن خالد القيسي، و سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي، و عبيد اللّه بن معاذ العنبري، و محمّد بن عبيد بن حساب، و حفص بن عبد اللّه الحلواني، و علي بن المديني، و يحيى بن معين، و داود بن عمرو الضّبّي، و عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، و جبارة بن مغلّس، و شيبان بن فرّوخ، و العبّاس بن الوليد النّرسي، و خلف بن سالم، و زهير بن حرب، و محمّد بن جعفر الوركاني، و عبد اللّه بن عون الخزاز، و أحمد بن عيسى المصري، و عيسى بن حمّاد زغبة:

ص: 156


1- بالأصل «الحرسي» و المثبت عن الأنساب (الجرشي).
2- تاريخ بغداد 369/7.
3- بالأصل «هدية» و المثبت عن تاريخ بغداد.

و سويد بن سعيد، و عثمان (1) بن أبي شيبة، و خلف بن هشام، و المسيّب بن واضح، و عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيما، و أحمد بن عمرو بن السرح و خلقا سواهم يطول ذكرهم، حدّث عنه - زاد ابن خيرون: يحيى بن صاعد، و قالا - و محمّد بن مخلد، و عبد الصّمد الطّستي، و أحمد بن سلمان النجاد، و أبو سهل بن زياد، و جعفر الخالدي (2)،و إسماعيل الخطبي (3) و أحمد بن كامل القاضي، و أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار و غيرهم. و كان المعمري من أوعية العلم يذكر بالفهم و يوصف بالحفظ ، في حديثه غرائب و أشياء يتفرد بها.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أمّا المعمري - بفتح الميم و سكون العين و تخفيف الميم الثانية - أبو علي الحسن بن علي بن شبيب المعمري الحافظ آخر من حدّث عنه أبو بكر المفيد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت في كتاب أبي الفتح عبيد اللّه بن أحمد النحوي، سمعت القاضي بن كامل يقول أربعة كنت أحب لقاءهم: أبو جعفر الطبري، و البربري (5)،و أبو عبد اللّه بن أبي خيثمة، و المعمري فما رأيت أفهم منهم و لا أحفظ . ابن أبي خيثمة هو محمّد بن أبي بكر بن أحمد بن زهير بن حرب (6)،و البربري هو محمّد بن موسى بن حمّاد الأخباري (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، قال: و سمعت عبدان يقول: كان معنا المعمري و لم أر صاحب حديث قط مثله أجلد منه و أكمل (8).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن

ص: 157


1- تاريخ بغداد: شيبان.
2- تاريخ بغداد: الخلدي.
3- بالأصل «الخطيبي».
4- الاكمال لابن ماكولا 243/7.
5- تقرأ بالأصل:«اليزيدي» و الصواب ما أثبت، انظر ما سيأتي.
6- انظر ترجمته في سير الأعلام 494/11.
7- انظر ترجمته في سير الأعلام 91/14 و تاريخ بغداد 243/3 و تقرأ بالأصل «اليزيدي» و المثبت «البربري» عن مصادر ترجمته.
8- الخبر ليس في ترجمته في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 337/2.

عدي، قال (1):قال لنا عبدان ما رأيت صاحب حديث في الدنيا مثل المعمري.

قال (2):و سمعت ابن سعيد يقول: سألت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، عن المعمري ؟ فقال: لا يتعمد الكذب و لكن أحسب أنه صحب قوما يوصّلون الحديث.

و كان أحمد بن هارون البرديجي يقول: ليس بعجب أن يتفرد المعمري بعشرين أو ثلاثين حديثا أو أكثر ليست عند غيره في كثرة ما كتب. حكى له (3) عنه بعض أصحابنا.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عمرو بن أبي جعفر ح.

و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (4):أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري، قال:

سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول: سمعت أبي يقول: قصدت الحسن بن علي المعمري من خراسان في حديث محمّد بن عباد، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن سعيد بن أبي بردة فامتنع عليّ ، فبينما أنا عنده ذات يوم و عبيد العجل (5) عنده يذاكره، فسألته عن الحديث فردني فقمت فقلت: لا ردّك اللّه كما رددتني فقال لي: اقعد فذاكرني، ثم قال: سل عن غير هذا فقلت: حديث أبي أسامة عن بريدة عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن اللّه إذا أراد رحمة أمة»[3109] فقال: لا أعرفه، فقال عبيد العجل: أنا أعرفه:

حدثناه إبراهيم الجوهري، نا أبو أسامة. فقلت: حدثني به، فقال: لا أحدث بحضرة هذا الشيخ فصبرت حتى قام فتبعته فقلت حديث أبي أسامة فقال: لا أحدث بحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا راكب فما زلت أعدو معه حتى بلغ باب داره و نزل عن حماره فسألته فحدّثني به، فقلت: الأصل ؟ فدخل و أخرج الأصل فكتبته منه.

قال: و سمعت أبا عمرو بن حمدان (6) يقول: سمعت أبا طاهر الجنابذي - و هو الحسين بن محمّد بن إبراهيم - يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: استخرت اللّه

ص: 158


1- الخبر في الكامل لابن عدي 337/2 و 338.
2- الخبر في الكامل لابن عدي 337/2 و 338.
3- أي لابن عدي، انظر الكامل 338/2.
4- تاريخ بغداد 370/7.
5- هو الحسين بن محمد بن حاتم، أبو علي البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 90/14(49).
6- بالأصل «بن أبي جعفر» و المثبت «بن حمدان» عن تاريخ بغداد 371/7.

سنتين حتى تكلّمت في المعمري و ذاك: أني كتبت معه عن الشيوخ و ما افترقنا فلما رأيت تلك الأحاديث قلت: من أين أتى بها؟ قال أبو طاهر: و كان المعمري يقول: كنت أتولى لهم الانتخاب فإذا مر بي حديث غريب قصدت الشيخ وحدي، فأسأله عنه.

قال: و سمعت الزبير بن عبد اللّه الزبيري (1) يقول: سمعت أبا تراب محمد بن إسحاق الموصلي - بهراة - يقول: سمعت المعمري يقول: أما تعجبون من موسى بن هارون يطلب لي متابعا في أحاديث خصّني بها الشيوخ و قطعتها من كتبهم ؟ و اللفظ لرواية البيهقي.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت علي بن حمشاد العدل يقول (2):كنت ببغداد لما وقع بين الحسن بن علي بن شبيب المعمري و موسى بن هارون ما وقع، و أخرج عليه أبو عمران نيفا و سبعين حديثا ذكره أنه لم يشركه فيها أحد، و رفض المعمري محلته فصار الناس الغرباء و أهل بغداد حزبين حزب للمعمري و حزب لأبي عمران، و كان من احتجاج المعمري في تلك الأحاديث أن هذه أحاديث حفظتها عن الشيوخ وقت سماعي و لم أنسخها، ثم اتفقوا بأجمعهم على عدالة المعمري و تقدمه، و على زيادة معرفته أبي عمران و أنه لما رأى أحاديثه شاذة لم يتبعها (3) إلاّ أن يثبتها و يبحث عنها.

قال (4):و سمعت أبا بكر بن دارم الحافظ يقول: كنت ببغداد لمّا أنكر موسى بن هارون على المعمري تلك الأحاديث و انتهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل بن إسحاق توسط بينهما في أيّامهم فقال موسى بن هارون: هذه أحاديث شاذة عن شيوخ ثقات، لا بد من إخراج الأصول بها. فقال المعمري: قد عرف من عادتي أني كنت إذا رأيت حديثا غريبا عند شيخ ثقة لا أعلّم عليه، إنما كنت أقرأ من كتاب الشيخ و أحفظه، فلا سبيل إلى إخراج الأصول بها.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن

ص: 159


1- في تاريخ بغداد 371/7 الثوري.
2- الخبر باختصار في سير الأعلام 513/13.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن حاشية سير الأعلام 513/13.
4- القائل محمد بن عبد اللّه الحافظ ، و الخبر في سير الأعلام 512/13.

عدي، قال (1):سمعت عبدان يقول: سمعت فضلك الرازي و جعفر بن الجنيد يقولان:

المعمري كذاب. ثم قال لي عبدان: حسداه لأنه كان رفيقهم، و أنا معهم، فكان المعمري إذا كتب حديثا غريبا لا يفيدهما.

قال (2):و سمعت ابن سعيد يقول: سمعت الحضرمي يقول: المعمري يؤلف، تبيّنا أمره عندنا.

قال (3):و سمعت عبدان يقول: عندي بخط المعمري ورقة بي، عن محمّد بن ثعلبة بن سواء، عن أبيه، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس: فَلَمّٰا تَجَلّٰى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ (4)،موقوف، و حدّث به المعمري مرفوعا (5).

و سمعت عبدان يقول: حدث المعمري عن أبي موسى الأنصاري عن عبدة، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس: أن أعرابيا قال في المسجد. و إنما هو عند أبي موسى، عن عبدة، عن يحيى بن سعيد، عن أنس.

و سمعت عبدان يقول: كتبوا إليّ من بغداد أن المعمري حدّث بهذا الحديث عن أبي الأشعث يعني عن الطفاوي عن أيّوب، عن الزّهري، عن أنس: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صرع عن فرس فذكر الحديث، و زاد في آخره: و إذا قرأ فأنصتوا، فأجبتهم أن أبا الأشعث حدّثنا و غيره. و ليس فيه: و إذا قرأ فأنصتوا.

قال (6):و سمعت أبا يعلى الموصلي قال: كتب إليّ موسى بن هارون أن المعمري حدّث عن عباس الراسبي (7)،عن يحيى القطان، عن عبيد (8) اللّه، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لعن الواصلة (9) فذكره، و زاد في آخره: و نهى عن النوح، فاكتب إلينا بصحته. فإن النسخة عندك عن عباس فكتبت إليه: أن العباس حدثنا بهذا الحديث و ليس فيه:«و نهى عن النوح»[3110].

ص: 160


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 337/2.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 337/2.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 337/2.
4- سورة الأعراف، الآية:143.
5- بالأصل «مرفوع» و الصواب عن ابن عدي 337/2.
6- الكامل لابن عدي 338/2.
7- في ابن عدي: النرسي.
8- ابن عدي: عبد اللّه.
9- الواصلة التي تصل شعرها بشعر آخر زور (النهاية: وصل).

و قد رأيت من حديث ابن عمر: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن النوح بإسناد مظلم من حديث المعمري عن نافع فلا أدري عبيد اللّه أو عبد اللّه، فإن صحّ ذلك فقد برئ المعمري من قوله:«و نهى عن النوح» و ما خرجه.

قال ابن عدي (1):الحسن بن علي بن شبيب، أبو علي المعمري. رفع أحاديث و هي موقوفة، و زاد في المتون أشياء ليس فيها، و كان المعمري كثير الحديث صاحب حديث [بحقه] (2) كما قال عبدان: إنه لم ير مثله. و أمّا ما ذكر عنه أنه رفع أحاديث و زاد في المتون فإن هذا موجود في البغداديين خاصة، و في حديثهم و في حديث ثقاتهم.

فإنهم يرفعون الموقوف و يوصلون المرسل، و يزيدون في الأسانيد، و لو لا التطويل لذكرت شيئا من ذلك، و المعمري كما قال عبد اللّه بن أحمد: لا يتعمد الكذب، و لكن صحب قوما من البغداديين يزيدون (3) و يوصّلون و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسن الدّار قطني، قال: الحسن بن علي بن شبيب أبو علي المعمري صدوق عندي حافظ ، و أمّا موسى بن هارون فجرّحه و كانت بينهما عداوة، و كان أنكر عليه أحاديث أخرج عليه أصوله العتق بها ثم ترك روايتها: منها حديث يحيى بن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر: نهى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن النوح[3111]، و منها حديث الطفاوي عن أيّوب عن الزّهري عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنما جعل الإمام ليؤتم به و إذا قرأ فأنصتوا»[3112].

كذا وقع في أصله فلما أنكر عليه تركه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، قال: و سئل الدار قطني عن المعمري و موسى بن هارون ؟ فقال موسى أوثق و أثبت، و لا يدلس و لا ينكر عليه شيء.

أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي حبش، قالا: أنا علي بن محمّد المصّيصي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عدي الحافظ ،

ص: 161


1- الكامل في ضعفاء الرجال 337/2 و 338 و نقله أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 371/7.
2- زيادة عن ابن عدي.
3- في تاريخ بغداد نقلا عن ابن عدي:«يصلون و يزيدون» و الأصل كابن عدي.

قال (1):سمعت عبدان يقول: قلت للمعمري بالبصرة و قد مات عمرو بن العباس:

عندك يونس عن الحسن، عن عبد اللّه بن مغفّل، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: ألا ان الدجال أعور من عينه اليمنى الحديث، فقال: نعم، حدّثناه محمّد بن عمرو بن جبلة، عن عمرو بن العباس. و علمت أنه لم يسمع منه[3113].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الحافظ ، قال (2):قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قال: مات أبو علي المعمري في ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمس و تسعين و مائتين و دفن يوم الجمعة بعد صلاة العصر على الطريق عند مقابر البرامكة بباب البردان، و كان في الحديث و جمعه و تصنيفه إماما ربانيا، و كان قد شدّ أسنانه بالذهب، و لم يغيّر شيبه، و قيل: بلغ اثنين (3) و ثمانين سنة، و كان قديما يكنى بأبي القاسم ثم اكتنى بأبي علي. أحسب أنه كره أن يذكر بكنيته فيسبّ ، فنزّه الكنية عن ذلك و اللّه أعلم.

و قد كان ولي القضاء للبرتي على القصر (4) و أعمالها.

و قيل له المعمري بأمّه أم الحسن بنت سفيان بن أبي سفيان صاحب معمر بن راشد (5).

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبد اللّه ح.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزار، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيان قال:

و مات الحسن بن علي بن شبيب المعمري الحافظ البغدادي سنة خمس و تسعين و مائتين.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب، أنا

ص: 162


1- الخبر ليس في ترجمة الحسن بن علي بن شبيب في الكامل لابن عدي.
2- تاريخ بغداد 372/7.
3- كذا.
4- بالأصل «النصر» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- و في اللباب: نسب إليه لأنه كان عني بجمع حديثه.

أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر بن حيان ح، قال: و أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: مات أبو علي المعمري سنة خمس و تسعين و مائتين، قال الخطبي: في المحرم.

1383 - الحسن بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

أبو محمّد الهاشمي (1)

سبط رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ريحانته و أحد سيديّ شباب أهل الجنة. ولد للنصف من شعبان سنة ثلاث من الهجرة.

روى عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث و عن أبيه علي بن أبي طالب.

روى عنه: ابنه الحسن بن الحسن، و المسيّب بن نجبة، و سويد بن غفلة، و العلاء بن عبد الرّحمن، و الشعبي، و هبيرة بن يريم، و الأصبغ بن نباتة، و جابر بن (2)خالد، و أبو الحوراء (3)،و عيسى (4) بن مأمون بن زرارة و يقال ابن المأموم، و أبو يحيى عمير بن سعيد النّخعي، و أبو مريم قيس الثقفي، و طحرب العجلي، و إسحاق بن يسار.

والد محمّد بن إسحاق، و عبد الرّحمن بن عوف (5)،و سفيان بن الليل، و عمرو بن قيس الكوفيون. و وفد على معاوية غير مرة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (6)،نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا أبو الأحوص، عن أبي

ص: 163


1- ترجمته في: نسب قريش ص 46 تاريخ الطبري 158/5 حلية الأولياء 35/2 الاستيعاب 383/1 أسد الغابة 9/2 تاريخ بغداد 138/1 الوافي بالوفيات 107/12 سير أعلام النبلاء 245/3 و انظر بالحاشية فيهما أسماء صادر كثيرة ترجمت له، و ترجمته التي استقاها الشيخ المحمودي من تاريخ ابن عساكر.
2- كذا و في ترجمته عن ابن عساكر تحقيق الشيخ المحمودي:«جابر أبو خالد».
3- في تهذيب التهذيب:«أبو الجوزاء» و اسمه ربيعة بن شيبان.
4- في المطبوعة ت المحمودي: و عمير بن [مأموم، و يقال: مأمون بن زرارة].
5- في المطبوعة: عبد الرحمن بن أبي عوف.
6- بالأصل و المطبوعة:«المزرقي» بالقاف، و الصواب ما أثبتناه المزرفي بالفاء، نسبة إلى المزرفة، و قد مرّ.

إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي حوراء قال: قال الحسن بن علي: علّمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كلمات أقولهن في قنوت الوتر:«رب اهدني فيمن هديت و عافني فيمن عافيت، و تولّني فيمن تولّيت، و بارك لي فيما أعطيت و قني شرّ ما قضيت، إنك تقضي و لا يقضى عليك، إنه لا يذل (1) من واليت تباركت ربّنا و تعاليت»[3114].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي أنه قال: علّمني جدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كلمات أقولهن في قنوت الوتر:«اللّهمّ عافني فيمن عافيت، و تولّني فيمن تولّيت، و اهدني فيمن هديت، وقني شرّ ما قضيت، فإنك تقضي و لا يقضى عليك، و إنه لا يذلّ من واليت سبحانك تبارك و تعاليت»[3115].

رواه ابن ماجة (2)كذا بالأصل، و في مسند الإمام أحمد: أبي الحوراء.(3) عن أبي بكر. و رواه شعبة عن بريد أطول من هذا.

أخبرناه أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجاء بن شاتيل، قالوا: أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدثني أبي، نا محمّد بن جعفر (5)،نا شعبة، قال: سمعت بريد (5) بن أبي مريم يحدث عن أبي الجوزاء (6)،قال:

قلت للحسن بن علي: ما تذكر من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: أذكر من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ أني أخذت تمرة من تمر الصّدقة فجعلتها في فيّ ، قال: فنزعها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بلعابها فجعلها في التمر، فقيل: يا رسول اللّه ما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي ؟ قال:«إنا آل محمد لا تحل لنا الصّدقة»[3116].

ص: 164


1- المطبوعة: لا يضلّ .
2- سنن ابن ماجة
3- كتاب الصلاة،117 باب، حديث رقم 1178.
4- مسند الإمام أحمد 200/1 و انظر تخريجه في المطبوعة ت الشيخ المحمودي ص 7.
5- بالأصل «يزيد» و الصواب ما أثبت عن مسند الإمام أحمد.
6- بالأصل:«بن أبي جعفر» و المثبت عن مسند أحمد.

قال: و كان يقول:«دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصّدق طمأنينة، و إن الكذب ريبة»[3117].

[قال:] و كان يعلمنا هذا الدّعاء:«اللهمّ اهدني فيمن هديت، و عافني فيمن عافيت، و تولّني فيمن تولّيت، و بارك لي فيما أعطيت، و قني شرّ ما قضيت، إنك تقضي و لا يقضى عليك، إنه لا يذلّ من واليت»[3118].

قال شعبة: و أظنه قد قال هذا أيضا «تباركت ربنا و تعاليت».

قال شعبة: و قد حدثني من سمع هذه منه.

ثمّ إن شعبة (1) حدّث بهذا الحديث مخرجه إلى المهدي بعد موت أبيه فلم يشك في [قوله:] «تباركت و تعاليت» فقيل لشعبة إنك تشك فيه ؟ فقال: ليس فيه شك.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره عن أبي الوليد الحسن بن (2) علي، أنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم، نا أحمد بن عبد اللّه بن القاسم بن سوّار، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الوهاب، نا أحمد بن محمّد بن هانئ الأثرم (3) قال: قلت لأبي عبد اللّه: أبو الجوزاء (4) هو ربيعة بن شيبان ؟ فقال: ما نسبه ؟ ثم قال: أبو الحوزاء (5)السعدي و هذا ربيعة بن شيبان، كأنه يقول: ليس هو سعدي. قال: و ذاك عن الحسن بن علي، و هذا عن الحسن بن علي. قلت له: قد قالوا في حديث ربيعة بن شيبان:

الحسن بن علي. قال: أظن الذي قال هذا قيل له: إنه الحسن فلقّن.

قال أبو عبد اللّه محمّد بن بكر البرساني، قال الحسن بن علي، عن ثابت بن عمارة و أظنه قيل له قال أبو عبد اللّه: و أظن عثمان بن عمر أيضا قال: الحسن بن علي، و أمّا وكيع فقال: الحسن (6) بن علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم ح.

ص: 165


1- في مسند أحمد:«ثم إني سمعته حدّث..».
2- في المطبوعة:«الحسن بن محمد بن علي» و هو أبو الوليد الدربندي، ترجمته في سير الأعلام 297/18.
3- تقرأ بالأصل «الأشرم» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 623/12.
4- كذا بالأصل، و في المطبوعة: أبو الحوراء، و قد مرّ.
5- كذا بالأصل، و في المطبوعة: أبو الحوراء، و قد مرّ.
6- في المطبوعة:«الحسين».

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد القصاري، أنا أبي قال: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا أبو القاسم الحسين (1) بن محمّد بن صدقة الفرائضي، نا العبّاس بن محمّد الدوري، نا علي بن الحسن بن سفيان، أنا الحسين بن واقد، عن عبد اللّه بن بريدة، قال: قدم الحسن بن علي بن أبي طالب على معاوية فقال: لأجيزنّك بجائزة ما أجزت بها أحدا قبلك و لا أجيز بها أحدا بعدك، فأعطاه أربع مائة ألف درهم.

و قرأت في كتاب دفعه إلى أبو بكر عتيق بن عليّ بن أحمد - أظنه من كتب محمّد بن يحيى الصولي - نا المبرّد في إسناد ذكره أن الحسن بن علي كان يفد كلّ سنة إلى معاوية فيصله بمائة ألف درهم. فقعد سنة عنه و لم يبعث إليه معاوية بشيء فدعا بدواة ليكتب إليه، فأغفى قبل أن يكتب، فرأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في منامه كأنه يقول: يا حسن أ تكتب إلى مخلوق تسأله حاجتك و تدع أن تسأل ربك ؟ قال: فما أصنع يا رسول اللّه و قد كثر ديني ؟ قال: قل:«اللّهمّ إني أسألك من كل أمرّ ضعفت عنه قوّتي [و] حيلتي و لم تنته إليه رغبتي، و لم يخطر ببالي، و لم يبلغه أملي، و لم يجر على لساني من اليقين الذي أعطيته أحدا من المخلوقين الأولين و المهاجرين و الآخرين إلاّ خصصتني يا أرحم الراحمين»[3119].

قال الحسن: فانتبهت و قد حفظت الدعاء فكنت أدعو به فلم يلبث معاوية أن ذكرني فقيل له: لم يقدم السنة فأمر له بمائتي ألف درهم.

و قد وقعت إليّ هذه الحكاية باسناد و هي أتمّ من هذه إلاّ أنه ليس فيها ذكر وفوده.

أنبأنا بها أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد - و حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد عنه - أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عبد اللّه الحسين بن العباس الشهرزوري ببغداد، نا أبو بكر أحمد بن الفرج، نا أحمد بن عبيد، نا أبو المنذر هشام بن محمد، عن أبيه قال:

أضاق (2) الحسن بن علي، و كان عطاؤه في كل سنة مائة ألف، فحبسها عنه معاوية في إحدى السنين فأضاق إضاقة شديدة قال: فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية لأذكّره نفسي ثم أمسكت فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في المنام فقال: كيف أنت يا حسن ؟ فقلت: بخير يا أبة

ص: 166


1- المطبوعة: الحسن.
2- بالأصل «أضاف» بالفاء، و المثبت عن المطبوعة ص 10.

و شكوت إليه تأخر المال عني، فقال: أ دعوت بدواة لتكتب إلى مخلوق مثلك تذكره ذلك ؟ قلت: نعم، يا رسول اللّه فكيف أصنع ؟ قال: قل: اللهمّ اقذف في قلبي رجاك، و اقطع رجائي عن من سواك حتى لا أرجو أحدا غيرك.

اللّهمّ و ما ضعفت عنه قوتي، و قصر عنه عملي، و لم تنته إليه رغبتي و لم تبلغه مسألتي و لم يجر على لساني مما أعطيت أحدا من الأولين و الآخرين من اليقين فخصّني به يا رب العالمين.

قال: فو اللّه ما ألححت به أسبوعا حتى بعث إليّ معاوية بألف ألف و خمس مائة ألف، فقلت: الحمد للّه الذي لا ينسى من ذكره، و لا يخيّب من دعاه، فرأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم في المنام فقال: يا حسن كيف أنت ؟ فقلت: بخير يا رسول اللّه و حدثته حديثي فقال: يا بني هكذا من رجا الخالق و لم يرج المخلوق.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي أبو محمد، نا عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد، نا ربيع (1) بن سلمة، نا معمر بن المثنى، حدثني أبو جدي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: ولدت فاطمة ابنها الحسن بن علي للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: قال محمّد بن عمر: ولد الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (2)،قال: و فيها يعني سنة ثلاث من الهجرة ولد الحسن بن علي بن أبي طالب للنصف من شهر رمضان.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أحمد بن محمّد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا أبو الأشعث، نا زهير بن العلاء، نا سعيد بن

ص: 167


1- كذا بالأصل و المطبوعة و بحاشيتها عن إحدى النسخ:«رفيع».
2- انظر تاريخ خليفة ص 66 و لم يذكر الشهر.

أبي عروبة، عن قتادة، قال: ولدت فاطمة الحسن بعد أحد بسنتين، و كان بين وقعة أحد و بين مقدم النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم سنتان و ستة أشهر و نصف، فولدته لأربع سنين و تسعة أشهر و نصف، من التاريخ.

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي.

و أخبرنا أبو الفصل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن رزيق، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو القاسم الأزهري، قالا: أنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، أنا أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، قال الحسن بن علي بن أبي طالب يقال إنه ولد في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي المصقلي، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا عبد الرّحمن بن يحيى، نا إبراهيم بن فهد، نا أبو نعيم ضرار بن صرد، نا ابن فضيل، عن علي بن ميسرة، عن عمر بن عمير، عن عروة بن فيروز، عن سوادة (2) بنت مشرح قالت: كنت فيمن حضر فاطمة حين ضربها المخاض قالت: فجاء النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«كيف هي» قالت: قلت: إنها لتجهد قال:«فإذا وضعت فلا تحدثي شيئا حتى تؤذني» قالت: فوضعته فسررته (3) و لففته في خرقة صفراء قالت:

فجاء النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«كيف هي»؟ قالت: قلت: قد وضعت و سررته و لففته في خرقة صفراء قال:«عصيتني» قالت: قلت: أعوذ باللّه من معصية اللّه و معصية رسوله، سررته و لم أجد من ذاك بدا، و لففته في خرقة صفراء، قال:«ائتني به» قالت: فأتيته به فألقى عنه الخرقة الصفراء و لفه في خرقة بيضاء، و تفل في فيه و ألباه بريقه ثم قال:«ادع لي عليا» فدعوته فقال:«ما سميته يا علي»؟ قال: سميته جعفرا، قال:«لا و لكنه حسن، و بعده حسين و أنت أبو الحسن الخير»[3120].

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا

ص: 168


1- تاريخ بغداد 140/1.
2- في الإصابة: سوادة و يقال: سودة، بنت مسرح بكسر الميم و سكون السين المهملة و فتح الراء، و قيل بالشين المعجمة و التشديد.
3- أي قطعت سرّته.

القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي، نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد المعدّل، نا أحمد بن يوسف القرشي، نا ضرار بن صرد، نا محمّد بن فضيل الضّبّي، عن علي بن ميسر، عن عمر بن عمير، عن عروة بن فيروز، عن سودة (1) بنت مسرح قالت: كنت فيمن حضر فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين ضربها المخاض قلت:

فأتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«كيف هي ؟ كيف هي ابنتي فديتها»؟ قالت: قلت: إنها لتجهد يا رسول اللّه قال:«فإذا وضعت، فلا تسبقيني به بشيء» قالت: فوضعته فسررته و لففته في خرقة صفراء، فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«ما فعلت ابنتي فديتها، و ما حالها؟ و كيف هي»؟ فقلت: يا رسول اللّه وضعته و سررته و لففته في خرقة صفراء فقال:«لقد عصيتني» قالت: قلت: أعوذ باللّه من معصية اللّه و معصية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سررته يا رسول اللّه و لم أجد من ذلك بدا، قال:«ائتني به» قالت: فأتيته به فألقى عنه الخرقة الصفراء و لفّه في خرقة بيضاء، و تفل في فيه و ألباه بريقه قالت: فجاء علي فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما سميته يا علي»؟ قال: سميته جعفرا يا رسول اللّه قال:«لا و لكنه حسن، بعده حسين، و أنت أبو الحسن و الحسين»[3121].

قال: و أخبرناه أبو علي محمد بن حمزة بن حرب الدّهان، أنا الحسين بن حمزة الأشناني بالكوفة، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، نا ضرار بن صرد، نا ابن فضيل، عن علي بن ميسر، عن عمر بن عمير، عن عروة بن فيروز، عن سودة بنت مسرح قالت: كنت فيمن حضر فاطمة ثم ساق الحديث قال:«و أنت أبو الحسن الخير»[3122].

قال: و أنا ابن حرب أيضا، أنا الحسين بن حمزة، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا محمّد بن ظريف بن خليفة، نا ابن فضيل، عن علي بن ميسر، عن عمر بن عمير، عن عروة بن فيروز، عن سودة بنت مسرح قالت: كنت فيمن شهد فاطمة حين أخذها المخاض. و ذكر الحديث بطوله.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن

ص: 169


1- مرّت في الرواية السابقة:«سوادة» انظر ما لاحظناه بشأنها.

المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عيسى بن سالم، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن ابن عقيل، عن محمّد بن علي، عن علي بن أبي طالب أنه سمّى ابنه الأكبر حمزة، و عمي حسينا بعمه جعفر، قال: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عليا فقال:«إني قد غيّرت اسم ابنيّ هذين» قال:

اللّه و رسوله أعلم، فسمّى حسنا و حسينا[3123].

رواه عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، عن عبيد اللّه، فلم يذكر محمّد بن علي في إسناده.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل أن عليا لما ولد ابنه الأكبر سماه بعمه حمزة ثم ولد ابنه الآخر فسماه بعمه جعفر قال: فدعاني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«إني قد أمرت أن أغيّر اسم ابنيّ هذين»، قال: قلت: اللّه و رسوله أعلم، قال:

فسمّاهما حسنا و حسينا[3124].

أخبرنا أبو نصر [بن] رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد، قالوا: أنا الحسن بن علي الجوهري ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي، نا حجّاج، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: لما ولد الحسن جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«أروني ابني ما سميتموه»؟ قلت: سمّيته حربا، قال:«بل هو حسن».

فلمّا ولد الحسين قال:«أروني ابني ما سميتموه»؟ قلت: سميته حربا قال:«بل هو حسين».

فلما ولد (2) الثالث جاء النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«أروني ابني ما سميتموه»؟ قلت: سميته حربا قال:«هو محسن».

ص: 170


1- الحديث في مسند الإمام أحمد 118/1 و باختلاف السند أخرجه في 98/1.
2- في مسند أحمد: ولدت.

ثمّ قال:«إني سميتهم بأسماء ولد هارون: شبّر و شبير و مشبّر» (1).و في حديث ابن الحصين و ابن السبط :«فلما ولدت الثالث»[3125].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا عبد اللّه بن عمر بن أبان، أنا يحيى بن عيسى التميمي، نا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي: كنت رجلا أحب الحرب فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حربا لأني كنت أحب الحرب فسماه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحسن.

فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حربا لأني كنت أحب الحرب فسماه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحسين، فقال:«إني سميت ابنيّ هذين باسم ابني هارون: شبّر (2) و شبير»[3126].

رواه محمّد بن سعد كاتب الواقدي، عن يحيى بن عيسى.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد، أنا مالك بن إسماعيل، أنا عمرو بن حريث، نا بردعة بن عبد الرّحمن يعني ابن مطعم (3)، [عن أبي الخليل، عن سلمان عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«سميتهما باسمي ابني هارون - يعني الحسن و الحسين - شبّر و شبير»[3127] (4).

قال: و أنبأنا عمرو بن حريث عن عمران بن سليمان قال: الحسن و الحسين اسمان من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية.

قال: و أنبأنا سفيان بن عيينة عن عمرو، عن عكرمة قال: لما ولدت فاطمة حسنا أتت به النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فسماه حسنا. فلما ولدت حسينا أتت به النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال «هذا أحسن من هذا»، فشقّ له من اسمه، فقال:«هذا حسين»[3128].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو

ص: 171


1- ضبطت عن اللسان و القاموس و نظّر له: كمحدث، و ضبطت شبير في القاموس كقمّير، و ضبطها شارح القاموس بالتصغير، و ضبطت في التكملة كأمير و هو ما أثبت.
2- ضبطت عن القاموس: شبّر كبقّم.
3- بعدها بياض بالأصل المخطوط مقدار صفحتين إلاّ سطرين في أسفل الصفحة الثانية.
4- من هنا، ما بين معكوفتين استدرك عن المطبوعة ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب تحقيق الشيخ المحمودي ص 17.

جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان أنبأنا الزبير بن بكار قال: و كانت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عند علي بن أبي طالب فولدت له الحسن بن علي في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة و سماه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حسنا و يكنى أبا محمّد (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي ابن الصواف أنبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

أنبأنا عمي أبو بكر [قال:] الحسن بن علي أبو محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو عمر بن حيّوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ . و أمه فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ . فولد الحسن محمّد الأكبر و به كان يكنى. و ذكر غيره (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، و أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان قال: الحسن بن علي يكنى أبا محمّد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين و أبو الغنائم و اللفظ له - قالوا أنبأنا أبو المجدر (3)-زاد

ص: 172


1- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 40.
2- الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، و لعله في القسم الضائع من طبقات المدنيين، و ذكر محقق ترجمته في الجزء المطبوع من ابن عساكر قال: «لعل هذا تلخيص كلام ابن سعد، و إليك نص كلامه في أول ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من الطبقات الكبرى ج 8 ص.. قال: ولد الحسن بن علي محمدا الأصغر و جعفرا و حمزة، و فاطمة درجوا. و أمهم أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم. و [أيضا ولد الحسن] محمدا الأكبر - و به كان يكنى - و الحسن و امرأتين هلكتا و لم تبرزا. و أمهم خولة بنت منظور بن زيان بن سيار بن عمرو بن[]عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان بن يغيض [بن] مرة من غطفان.
3- كذا كتبها محقق ترجمة الحسن المطبوعة، و في الأسانيد المماثلة:«أبو أحمد».

ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالا - أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل (1)أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (2):الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم أبو محمّد الهاشمي سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو سعد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو محمّد الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى التميمي أنبأنا عبيد اللّه بن سعيد أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال: أبو محمّد الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد أنبأنا أبو الفتح نصر بن [إبراهيم و أنبأنا] أبو الفتح سليم بن أيوب أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان أنبأنا علي بن إبراهيم بن أحمد، أنبأنا يزيد بن محمّد بن أياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدمي يقول: الحسن بن علي بن أبي طالب يكني أبا محمّد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد اللّه بن منده. قال: الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم يكنى أبا محمّد ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ريحانته و سيد شباب أهل الجنة شبه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ولد للنصف من شعبان سنة ثلاث من الهجرة و توفي سنة خمسين أو نحوها قاله البخاري.

و قيل: سنة تسع و أربعين، و قيل: سنة ثمان و خمسين، و قال الهيثم بن عدي: سنة أربع و أربعين. روى عنه عائشة، و أبو هريرة، و ابنه حسن، و سويد بن غفلة، و الشعبي، و هبيرة بن يريم، و المسيّب بن نجبة، و الأصبغ بن نباتة، و معاوية بن حديج و إسحاق بن [يسار] و غير واحد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو

ص: 173


1- في المطبوعة «سعد» و الذي أثبتناه قياسا إلى سند مماثل.
2- التاريخ الكبير للبخاري 286/2/1.

علي الروذباري، أنبأنا عبد اللّه بن عمر بن شوذب أبو محمّد [الواسطي، أنبأنا] شعيب بن أيوب الصريفيني حدّثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث قال: صلى بنا أبو بكر العصر ثم خرج و علي يمشيان فرأى الحسن يلعب مع الغلمان فأخذه فحمله على عنقه قال: ثم قال:

بأبي شبه النبي *** [غير] شبيه بعلي

[قال:] و علي يتبسّم أو يضحك. رواه البخاري عن أبي عاصم [أيضا] (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنبأنا أبو محمّد بن الجوهري قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن الزبير، حدثنا عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة [قال:] أخبرني عقبة بن الحارث قال: خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بليال و علي يمشي إلى جنبه، فمرّ بحسن بن علي يلعب مع غلمان فاحتمله [أبو بكر] على رقبته و هو يقول:

وا بأبي شبه النبي *** ليس شبيها بعلي

قال: و علي يضحك.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا إبراهيم بن منصور، و أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا القواريري حدّثنا أبو أحمد الزبيري عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة: عن عقبة بن الحارث قال: خرجت مع أبي بكر - زاد ابن حمدان: الصّدّيق - من صلاة العصر بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بليال و علي يمشي إلى جنبه فمر بالحسن بن علي يلعب مع الغلمان، فاحتمله أبو بكر على عاتقه و جعل يقول: بأبي - و قال: ابن حمدان: وا بأبي - شبه - و قال ابن حمدان شبيه -

ص: 174


1- صحيح البخاري في باب صفة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ج 227/4 من طريق أبي عاصم، و فيه: بأبي شبيه النبي لا شبيه بعلي و علي يضحك.
2- مسند الإمام أحمد 8/1.

النبي ليس شبيها بعلي. و علي يضحك.

قال: و حدّثنا زهير - و في حديث [ابن حمدان]: أنبأنا زهير بن حرب - حدّثنا قبيصة حدّثنا سفيان عن عمر بن سعيد بن [أبي] حسين عن [ابن] أبي مليكة عن عقبة بن الحارث [قال: رأيت أبا بكر يحمل] الحسن بن علي و بقول - و في حديث ابن حمدان:

و هو يقول-:

بأبي شبه النبي *** ليس شبيها بعلي

[قال:] و علي يضحك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا و أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1):أنبأنا علي بن القاسم الشاهد، أنبأنا علي بن إسحاق المادرائي أنبأنا عيسى بن جعفر و محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي - و اللفظ لعيسى - أنبأنا قبيصة، أنبأنا سفيان عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال:

رأيت أبا بكر يحمل الحسن بن علي] (2) على عاتقه و هو يقول:

بأبي شبيه النبي *** ليس شبيها بعلي

و علي معه يتبسّم (3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو نصر المبارك بن أحمد بن علي البيّع، و أبو القاسم المبارك بن محمّد بن علي بن البزوري (4)،قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إبراهيم الأنماطي و أنا أسمع قيل له: حدثكم عمرو بن علي، نا أبو أحمد الزبيري، نا عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث، قال: خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: و علي يمشي إلى جنبه قال: فمر بحسن بن علي و هو يلعب مع الغلمان قال: فأخذه أبو بكر فوضعه على عاتقه و قال:

ص: 175


1- تاريخ بغداد 139/1.
2- إلى هنا ينتهي السقط في أصلنا المخطوط ، و الذي استدركناه عن الترجمة المطبوعة.
3- بالأصل «يتبسم» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة لمن يبيع البزور للبقول و غيرها.

بأبي شبه النبي *** ليس شبيه (1) بعلي

و علي يضحك.

رواه زمعة بن صالح، عن ابن أبي مليكة فلم يقم إسناده.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو نصر علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي، نا أبو داود الطيالسي، نا زمعة، عن ابن أبي مليكة، قال: كانت فاطمة تنقز الحسن بن علي و تقول: بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال (3):ذكر عن [عبد اللّه] البهي مولى الزبير قال:

تذاكرنا من أشبه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من أهله (4) فدخل علينا عبد اللّه بن الزبير فقال: أنا أحدثكم بأشبه أهله إليه، و أحبهم إليه الحسن بن علي. رأيته يجيء و هو ساجد فيركب رقبته - أو قال: ظهره - فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل، و لقد رأيته يجيء و هو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.

و قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنه ريحانتي من الدنيا و إن ابني هذا سيد و عسى اللّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين». و قال:«اللهمّ إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه»[3129].

و سئل الحسن ما ذا سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: سمعته يقول لرجل:«دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الشرّ ريبة و إن الخير طمأنينة»[3130].

و حفظت (5) عنه أني بينا أنا أمشي معه إلى جنب جرين (6) للصّدقة، تناولت تمرة

ص: 176


1- بالأصل «بشبيه».
2- مسند الإمام أحمد 283/6.
3- كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري ص 23.
4- نسب قريش:«من أشبه الناس بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فدخل..».
5- نسب قريش: و عقلت منه.
6- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن نسب قريش، و الجرين بفتح الجيم و كسر الراء، مخزن التمر و موضع تجفيفه.

فألقيتها في فمي، فأدخل إصبعه و استخرجها بلعابها فألقاها و قال:«إنّا آل محمّد لا تحل لنا الصّدقة»[3131].

و عقلت عنه الصّلوات الخمس و علّمني كلمات [أقولهن] (1) عند انقضائهن:

«اللهمّ اهدنا فيمن هديت، و عافنا فيمن عافيت، و تولّنا فيمن تولّيت، و بارك لنا فيما أعطيت، و قنا شر ما قضيت، إنك تقضي و لا يقضى عليك، إنه لا يذلّ من واليت تباركت و تعاليت»[3132].

هذا منقطع و قد أدرج فيه غيره كما (2) حكاه الزبير عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من غير ذكر إسناد و آخره:«حتى يخرج من الجانب الآخر». و باقيه مزيد.

و قد أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، نا عبد الملك بن مسلمة بن قعنب الحارثي، أنا علي بن عابس الكوفي ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز، أنا محمّد بن عيسى التميمي، نا محمّد بن غالب، أنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، نا علي بن عابس، عن يزيد بن أبي زياد، عن البهي مولى الزبير قال: تذاكرنا من أشبه النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم من أهله فدخل علينا عبد اللّه بن الزبير فقال:- و في حديث ابن غالب: من أشبه الناس به من أهله يعني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فدخل علينا عبد اللّه بن الزبير فقال عبد اللّه بن الزبير: ثم اتفقا فقالا - أنا أحدثكم بأشبه أهله به و أحبّهم إليه الحسن بن علي. رأيته يجيء و هو ساجد فيركب رقبته - أو قال: ظهره - ما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل، و لقد رأيته يجيء و هو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.

أخبرناه عاليا (3) مختصرا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن حسان السّمتي، نا علي بن

ص: 177


1- الزيادة عن نسب قريش.
2- في الترجمة المطبوعة:«فيما حكاه».
3- بالأصل: عاليا عاليا.

عابس، نا يزيد بن أبي يزيد (1) عن البهيّ مولى الزبير قال: دخل علينا عبد اللّه بن الزبير فقال: قد رأيت الحسن بن علي يأتي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ساجد فيركب ظهره فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل و يأتي و هو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.

قال (2):و أنا أبو بكر الشافعي في موضع آخر: نا أبو بكر بن أبي الدنيا بهذا الإسناد سواء، و قال فيه: دخل علينا عبد اللّه بن الزبير و نحن نتذاكر شبه النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم من أهله فقال: أنا أخبركم بأشبه الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحسن بن علي.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو [بن حمدان] (3) ح.

و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم - زاد ابن حمدان: الأنطاكي-، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا معمر، عن الزهري، عن أنس قال: أشبههم.- و في حديث ابن حمدان، قال: كان أشبههم - بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم الحسن بن علي.

قالا: و أنا أبو يعلى، نا محمّد بن يحيى بن أبي سمينة.- زاد ابن حمدان:

البغدادي-، نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أنس - زاد ابن المقرئ: ابن مالك - قال: كان الحسن بن علي أشبههم وجها برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

و أخبرتنا أمّ المجتبى و أمّ البهاء، قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أنس قال: كان الحسن بن علي أشبههم بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري (4)،نا أحمد بن عبد اللّه بن سابور، نا أبو معمر يعني

ص: 178


1- الترجمة المطبوعة:«زياد» و في سير الأعلام 249/3 «زياد» أيضا و ذكر الخبر، و نقله الهيثمي في مجمع الزوائد 175/9.
2- القائل: أبو طالب بن غيلان.
3- زيادة للإيضاح.
4- بهامش المطبوعة عن إحدى النسخ المخطوطة: الجوهري.

صالح بن حرب، نا عبد الأعلى - و هو ابن عبد الأعلى - أنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: كان الحسن بن علي أشبههم وجها برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (1)،حدّثني أبي ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر و أبو سهل محمّد بن الفضل بن محمّد العطار قالا: أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذّهلي، قالا: نا عبد الرزاق (2)،أنا معمر، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك قال: لم يكن منهم أحد أشبه برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الحسن بن علي. زاد الذّهلي، قال: و سمعت عبد الرزاق مرة أخرى يقول ح.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن إبراهيم بن (3) عبّاد بصنعاء عن عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان الحسن بن علي أشبههم برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه، حدثني أبي، نا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: كان الحسن بن علي أشبههم وجها برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد (4)،أنا طراد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزّهري، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ما كان منهم - يعني أهل البيت - أشبه برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الحسن بن علي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم،

ص: 179


1- مسند أحمد، باب فضائل الحسن و الحسين الحديث(22).
2- أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (ح 20984).
3- ترجمته في سير الأعلام 416/13.
4- ترجم له في سير أعلام النبلاء 170/20.

قالا: نا أبو عثمان البحيري (1)،أنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن بهتة البزار (2)الرصافي بها، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد صاحب أبي صخرة، نا عمرو بن علي، نا محمّد بن الفضيل (3) بن غزوان الضّبّي، نا إسماعيل بن أبي خالد، قال:

سمعت أبا جحيفة (4) يقول: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كان الحسن بن علي يشبهه [قال:] و أمر لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بثلاثة عشر قلوصا فقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قبل أن نقبضها، فأبوا أن يعطونا شيئا، فأتينا أبا بكر فأعطاناها.

قال إسماعيل بن أبي خالد: قلت لأبي جحيفة: صفه لي أريد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: كان أبيض قد شمط .

رواه البخاري عن عمرو بن علي (5).

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان، أنا جدي أبو الحسين، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا واصل بن عبد الأعلى، نا محمّد بن فضيل الضّبّي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبيض قد شاب و كان الحسن بن علي يشبهه.

رواه مسلم (6) و الترمذي (7) عن واصل.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو الفقيه ح.

و أخبرتنا أمّ المجتبى قالت قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا يزيد - زاد ابن حمدان: ابن هارون، نا -

ص: 180


1- بهامش المطبوعة عن نسخة:«الحيري» تحريف، و الصواب «البحيري» بفتح الباء الموحدة و كسر الحاء، هذه النسبة إلى بحير، أحد أجداده، و اسمه: سعيد بن محمد بن أحمد،(انظر الأنساب).
2- في المطبوعة: البزّاز. و الرصافي هذه النسبة إلى رصافة بغداد، محلة ببغداد عند باب الطاق.
3- بالأصل «الفضل» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 173/9.
4- اسمه وهب بن عبد اللّه أبو حجيفة السّواني الكوفي الصحابي (انظر أسد الغابة، سير الأعلام 202/3، و الإصابة 642/3).
5- انظر صحيح البخاري باب صفة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم 227/4.
6- صحيح مسلم كتاب الفضائل الباب(29) حديث رقم 2343.
7- صحيح الترمذي، باب مناقب الحسن و الحسين (ح 3777) ج 659/5 و قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قال: و في الباب عن أبي بكر الصّدّيق و ابن عباس و ابن الزبير.

و في حديث ابن المقرئ، أنا - إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت أبا جحيفة، قال:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان - و قال ابن المقرئ: و كان - أشبه الناس به الحسن بن علي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا يزيد، أنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد، حدّثني أبو (1) جحيفة أنه رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كان أشبه الناس به الحسن بن علي.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه، حدثني أبي، نا وكيع عن إسماعيل قال: سمعت وهبا أبا جحيفة قال: رأيت ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو المعالي أحمد بن علي بن الرويج، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، أنا محمّد بن عبد الصّمد الدقاق، نا عمر بن شبّة، نا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة ح.

و أخبرنا أبو بكر الأنصاري، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد الجبار بن العلاء، نا الفزاري و هو مروان يعني ابن معاوية، نا إسماعيل - و هو ابن أبي خالد - قال: قال لي أبو جحيفة:

رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن الصريفيني، نا أبو حفص الكتاني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد الجبار يعني ابن العلاء ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، نا أبو محمّد الصريفيني و أبو الحسن (2) بن النّقّور ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو محمّد الصريفيني، قالا: أنا محمّد بن الحسن بن عبدان الصيرفي ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد بن محمّد بن أبي عثمان و أحمد بن محمّد بن إبراهيم ح.

ص: 181


1- بالأصل «أبي».
2- المطبوعة: أبو الحسين.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن القصاري، أنا أبي، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن (1) بن عبد اللّه الصرصري، قالا: نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا حكام بن سلم، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي حجيفة، قال: رأيت ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي بن العباس النوبختي، نا نا علي بن عبد اللّه بن مبشّر، نا إسحاق بن شاهين، أنا خالد بن عبد اللّه، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و إن الحسن بن علي كان يشبهه.

أخبرنا أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان المؤدّب، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد الحاكم، أنا أحمد بن موسى الحافظ ، نا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم (2)،نا محمّد بن إبراهيم أبو أمية الطّرسوسي (3)،نا محمّد بن عبد اللّه بن كناسة، أنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: قلت لأبي جحيفة: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، و كان الحسن بن علي يشبهه.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد الحافظ ، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي، قالا: أنا أبو إسحاق الورّاق، نا الحسين بن إسماعيل الضّبّي، نا زياد بن أيّوب، أنا محمّد - يعني - ابن يزيد عن إسماعيل ح.

و أخبرنا أبو عمرو عثمان بن طلحة الصالحاني، و أبو طاهر عبد المنعم بن أحمد بن إبراهيم الصالحاني، و أبو الفتوح زكريا و أبو مطيع لوط ابنا علي بن محمّد بن عمر الباغبان، و أبو إسحاق إبراهيم بن سهل بن محمّد بن عثمان بن مندويه الصباغ، و أمّ الضياء عنتمة بنت إسماعيل بن عبد الرزاق قالوا: أنا أبو مطيع محمّد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المصري، نا أحمد بن موسى بن مردويه إملاء، نا أحمد بن إبراهيم بن الحسن القرشي الكوفي، نا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الزهري (4)،نا

ص: 182


1- المطبوعة:«الحسين».
2- ترجم له في سير الأعلام 306/15.
3- صاحب المسند، ترجم له في سير الأعلام 91/13.
4- ترجمته في سير الأعلام 198/13.

محمّد بن كناسة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و الحسن بن علي يشبهه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد اللّه بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، نا محمّد بن مخلد بن حفص، نا محمّد بن حسان، نا وكيع بن الجرّاح، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي حجيفة، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كان الحسن يشبهه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، قال وكيع: لم يسمع إسماعيل من أبي جحيفة إلاّ هذه.

أخبرنا أبو القاسم الحصيني، أنا أبو علي.

و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدثني أبي، نا حجّاج، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ، عن علي، قال: الحسن أشبه برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما بين الصّدر إلى الرأس و الحسين أشبه الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما كان أسفل من ذلك (1).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم أخبرنا أبو القاسم [بن] السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا سليمان بن داود الطيالسي، نا قيس، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: كان الحسن أشبه الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من وجهه إلى سرّته و كان الحسين أشبه الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما أسفل من ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عفّان بن مسلم، نا عبد الواحد بن زياد، نا عاصم بن كليب، حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول: قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من رآني في النوم فقد رآني فإن الشيطان لا يتخيّلني»[3133].

قال أبي حدثته ابن عباس و أخبرته أني قد رأيته، قال: رأيته ؟ قلت: أي و اللّه لقد

ص: 183


1- أخرجه الترمذي في المناقب ح 3781 و حسّنه، و صححه ابن حبّان (ج 2235).

رأيته، قال: فذكرت الحسن بن علي ؟ قال: إي و اللّه لقد رأيته و تفييئه في مشيته (1)،قال ابن عباس: إنه كان يشبهه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي، نا محمّد بن صدقة الجيلاني، نا محمّد بن خالد الوهبي (2)،عن زياد الجصّاص، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يأخذ بيد الحسن و الحسين ثم يقول:«اللّهم إني أحبّهما فاحبهما»[3134].

أخبرنا به أعلى من هذا أبو (3) القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الجنزرودي (4)،أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن خزيمة، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين الماسرخسي، نا أبو قدامة عبيد اللّه بن سعيد (5) السّرخسي، نا يحيى بن سعيد، عن التيمي، عن أبي عثمان عن أسامة، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يأخذني و الحسن بن علي فيقول:«اللهمّ أحبهما فإني أحبّهما (6)»[3135].

رواه النسائي (7) عن أبي قدامة.

و أخبرتنا به أمّ المجتبى العلوية، قلت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه بن عمر، نا يحيى بن سعيد، عن التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اللّهم إني أحبّهما فأحبّهما»[3136].

ص: 184


1- رسمها بالأصل غير واضح و غير مقروء:«لقد رأيته و بقيته في مستنة» كذا عن الترجمة المطبوعة ص 34، و الحديث في مسند الإمام أحمد:(مسند أبي هريرة 342/2) و فيه: قال: أي و اللّه قد ذكرته و نعته في مشيته. و انظر سير الأعلام 250/3.
2- ترجمته في سير الأعلام 540/9.
3- كتبت فوق السطر بخط مغاير.
4- رسمها محرف بالأصل، و الصواب ما أثبت.
5- المطبوعة:«سعر» خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 405/11.
6- أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم باب ذكر أسامة بن زيد 70/7 و أحمد في مسنده 210/5.
7- ليس في كتاب الخصائص.

قال التيمي: وجدته عندي مكتوبا فيما سمعته من أبي عثمان، قال يحيى بن سعيد يعني: الحسن و الحسين.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ، نا مسدّد، نا يحيى، نا سليمان التيمي ح.

قال: و نا معاذ، نا مسدد، نا بشر بن المفضّل، نا سليمان ح.

قال: و نا معاذ، نا مسدّد، نا المعتمر، قال: سمعت أبي، نا أبو عثمان، عن أسامة بن زيد، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه كان يأخذني و الحسن فيقول:«اللّهمّ أحبهما فإني أحبّهما»- أو كما قال-[3137].

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا (1) أبو بكر الشافعي، نا أبو عبد اللّه الجعفي و هو أحمد بن محمّد، نا هوذة ح.

قال: و نا إسحاق الحربي، نا هوذة، نا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة، قال: كان النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم يأخذني و الحسن فيقول:«اللّهم إني أحبّهما فأحبّهما»[3138].

رواه معتمر بن سليمان، عن أبيه فأدخل بينه و بين أبي عثمان أبا تميمة (2) السّلمي.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، و أبو (3) محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان، و أبو القاسم عبد الرّحمن القطان بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب، قالوا:

أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، حدّثني سوّار بن عبد اللّه بن سوّار القاضي، نا معتمر بن سليمان، عن أبيه قال: سمعت أبا تميمة يحدّث عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يأخذني فيقعد [ني] على فخذه و يقعد الحسن على فخذه الآخر فيقول:«اللّهمّ ارحمهما فإني ارحمهما»[3139].

ص: 185


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
2- بالأصل «و أبي».
3- كذا: السلمي، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 11/3 و اسمه طريف بن مجالد، و فيه: الهجيمي البصري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا [أبو علي] (1) الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عارم بن الفضل، نا معتمر، عن أبيه قال: سمعت أبا تميمة (3) يحدث عن أبي عثمان النهدي، يحدّثه (4) أبو عثمان، عن أسامة بن زيد، قال: كان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يأخذني فيقعدني على فخذه و يقعد الحسن على فخذه الأخرى ثم يضمنا ثم يقول:«اللّهم ارحمهما» (5).

قال أبي: قال علي بن المديني: هو السلي (6) من عنزة إلى ربيعة يعني أبا تميمة السلي (7).

أخبرني أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، حدثني الحسن بن الحسين بن الحسن العطار، نا محمّد بن إسحاق العصّاب، نا سلمة بن العوّام بن حوشب، حدثني أبي، عن سلمة بن كهيل، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حاملا الحسن بن علي و هو يقول:«اللّهمّ إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبه»[3140].

أخبرنا أبو محمد بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا خيثمة بن سليمان، نا إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، نا الفريابي، نا فضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم للحسن بن علي:«اللّهمّ إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه» (8)[3141].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجات أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشحامي،

ص: 186


1- سقطت من الأصل و الزيادة عن المطبوعة ص 37.
2- مسند الإمام أحمد 205/5.
3- بالأصل:«أبا تميم» و المثبت عن مسند أحمد، و قد مرّ قريبا.
4- مكررة بالأصل.
5- في المسند و المطبوعة: اللهم ارحمهما فإني أرحمهما.
6- كذا بالأصل و مسند أحمد، و في المطبوعة: السلمي في الموضعين.
7- كذا بالأصل و مسند أحمد، و في المطبوعة: السلمي في الموضعين.
8- أخرجه الترمذي في باب مناقب الحسن و الحسين ح(3782) و فيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أبصر حسنا و حسينا فقال: اللهم إني أحبهما فأحبهما. و أخرجه البخاري في صحيحه 75/7.

قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه المعروف بابن أخي ميمي ببغداد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا علي بن الجعد، نا شعبة، أنا فضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم للحسن:«اللّهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه»[3142].

قال: البحيري: غريب جدا من حديث شعبة بن الحجاج، عن فضيل لا أعلم أني رأيته إلاّ من هذا الوجه، كذا قال و هذا وهم فإن الحديث إنما يرويه علي بن الجعد، عن فضيل بن مرزوق نفسه (1).

أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أبو عاصم الفضيل (2) بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح ح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن الجعد، أنا فضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب.

قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم للحسن:«اللهمّ إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبه»[3143].

و في حديث أبي الفضل:«الحسين»، و شعبة إنما يرويه عن عدي نفسه.

أخبرناه أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا حجّاج و هو ابن المنهال، أنا شعبة، نا عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء بن عازب قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حامل الحسن - أو الحسين - على عاتقه و هو يقول:«اللّهم إني أحبّه فأحبه» (3)[3144].

ص: 187


1- انظر صحيح مسلم حديث 2422 من طريق شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء.
2- في المطبوعة:«الفضل» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 397/18.
3- ثمة خلل وقع بالأصل، في السند و طرق الحديث، و قد وردت طرقه في ترجمته المطبوعة ص 40: أخبرناه أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البناء، و أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن نجاء، قالوا: أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه أنبأنا حجاج و هو ابن المنهال: أنبأنا شعبة أنبأنا عدي بن ثابت قال: سمعت البراء، يعني بن عازب قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و الحسن على عاتقه و هو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه. قال: و أخبرنا ابن مالك، أنبأنا إبراهيم بن سليمان بن حرب أنبأنا شعبة عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و الحسن أو الحسين - شك أبو مسلم - على عاتقه و هو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه. قال: و أخبرنا ابن مالك، أنبأنا إبراهيم، أنبأنا عمرو بن مرزوق، أنبأنا شعبة عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حامل الحسن - أو الحسين - على عاتقه و هو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه.

تابعهم غندر و بهز بن أسد و أبو داود الطيالسيّ عن شعبة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ ، نا يحيى بن زكريا بن شيبان، نا أرطأة بن حبيب، نا أيوب بن واقد عن يونس بن خبّاب، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أحبّ الحسن و الحسين فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني»[3145].

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا جدي أبو (2)الحسن أحمد بن عبد اللّه بن حميد بن زريق (3)،نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن الحجّاج بن رشدين، نا أبو عمرو (4) الحارث بن مسكين، نا سفيان بن عيينة، عن عبيد اللّه، عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال للحسن:«اللّهم إني أحبّه فأحبّ من يحبّه»[3146].

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الرّبيع بن سليمان الحيري، نا هارون بن سعيد الأيلي، نا سفيان، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال للحسن:«اللهم إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه»[3147].

و أخبرنا أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري ح.

ص: 188


1- تاريخ بغداد ج 141/1.
2- في ترجمته المطبوعة ص 43 «أنبأنا جدي أنبأنا أبو الحسين» خطأ فادح و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبو الحسن أحمد.. في سير أعلام النبلاء 552/16.
3- كذا و في سير الأعلام: رزيق بتقديم الراء.
4- في ترجمته المطبوعة:«أبو عمر» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 54/12.

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي، نا سفيان ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلال، نا سعيد بن أحمد، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد، نا أبو العباس السراج، نا الحسن بن الصباح و ابن المقرئ يعني محمّد بن عبد اللّه بن يزيد، قالا: نا سفيان بن عيينة ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو طاهر الفقيه، نا أبو حامد بن بلال، نا يحيى بن الرّبيع المكي، نا سفيان، حدثني - و في حديث سعيد: عن - عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال لحسن:

«اللّهمّ إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه» و ليس في حديث السراج «إنه» و لا في حديث ابن المذهب «اللّهمّ »[3148].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي (3)،أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي و مكي بن عبدان، و أبو أحمد عبد الواحد بن محمّد بن سعيد الأرغياني، قالوا: حدثنا عبد الرّحمن بن بشر، نا سفيان ح.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن أحمد بن شكرويه (4) و محمّد بن أحمد السّمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيذ قوله (5):نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمّد بن عمرو بن أبي مذعور، نا سفيان بن عيينة، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير - زاد ابن بشر: ابن مطعم - عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لحسن (6)-و قال ابن بشر: للحسن-: «اللهمّ إني أحبّه فأحبه و أحبّ من يحبه»[3149].

و هذا مختصر من حديث.

ص: 189


1- الحديث في مسند الإمام أحمد 249/2.
2- السنن الكبرى للبيهقي 222/10.
3- في المطبوعة ص 44: المقرئ.
4- بالأصل: قال الحسن.
5- ترجمته في سير الأعلام 69/17 باسم إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن خرشيذ قوله، أبو إسحاق الكرماني الأصبهاني.
6- ترجمته في سير الأعلام 493/18.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا سفيان بن عيينة، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي هريرة، قال: خرج النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم إلى بيت فاطمة فخرجت معه فقال:«أ ثمّ لكاع» (1)؟[قال:] فاحتبس،- زاد ابن المقرئ: قال: و قالا - فظننت أنها تلبسه شخابا (2) أو تغسله، قال فجاء - زاد ابن حمدان: يعني الحسن يشتد، فاعتنقه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قال:«اللّهم إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبه»[3150].

و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي و أبو بكر اللفتواني و أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم و عمر بن منصور بن عمر، قالوا: أنا محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج، أنا عمّ والدي الحسين بن أحمد بن جعفر، نا إبراهيم بن السّندي بن علي ح.

و أخبرناه أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم بن هاجر و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي سعد الثعالبي، قالا: أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد ح.

و أخبرناه أبو بكر اللفتواني و أبو محمّد بن طاوس، قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه.

و أخبرناه أبو بكر اللفتواني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السّمسار، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرشيذ (3) قوله: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد المخرمي، قالا: نا الزبير بن بكّار، نا - و قال المخرمي: حدثني - سفيان بن عيينة، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم خرج في طائفة، من النهار فخرجت معه حتى انتهى إلى سوق - و قال المخرمي: حتى أتينا سوق - بني قينقاع ثم انصرف فأتى فناء [بيت] عائشة ثم قال «أ ثمّ لكع»؟ يعني حسنا،

ص: 190


1- اللكاع كقطام، و اللكع كصرد الصغير.
2- كذا بالأصل، و في النهاية بالسين المهملة المكسورة، و هو خيط ينضم فيه خرز يلبسه الصبيان و الجواري. و قيل هو قلادة تتخذ من قرنفل و محلب و سك و نحوه و ليس فيها من اللؤلؤ و الجوهر شيء.
3- بالأصل: بالدال المهملة، و الصواب: خرشيذ، بالذال المعجمة و قد مرّ.

فظننت أن أمّه حبسته (1) أو تلبسه سخابا فلم يلبث أن جاء حتى خرج يشتدّ فعانق كل واحد صاحبه ثم قال:«اللهمّ إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه». و كذا رواه ورقاء بن عمر، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد[3151].

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (2)،حدّثني أبي، نا أبو النضر، نا ورقاء، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي هريرة قال: كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في سوق من أسواق المدينة، فانصرف و انصرفت معه [فجاء إلى فناء فاطمة فنادى الحسن فقال:«أي لكع أي لكع أي لكع»- قاله ثلاث مرات - فلم يجبه أحد، قال فانصرف و انصرفت معه قال فجاء] (3) إلى فناء عائشة فقعد قال: فجاء الحسن بن علي، قال أبو هريرة: ظننت أن أمّه حبسته لتجعل في عنقه السّخاب فلما دخل (4) التزمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و التزم هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:[فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم]: «اللهم إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه» ثلاث مرات[3152].

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين السيّد الحسيني، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا أبو الأزهر، نا أبو النضر فذكر مثله إلاّ أنه قال:«أين هو؟ أين لكع ؟ أ ثمّ لكع ؟» [3153].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد، و أبو الطيّب محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان مثله (5)،قالا: أنا أبو علي (6)الحسن بن محمّد بن أحمد بن البغدادي، نا محمّد بن عبد اللّه بن بليل الهمداني، نا عباس بن محمّد الدّورقي، نا مالك بن إسماعيل، نا ورقاء بن عمر، عن عبيد اللّه بن [أبي] يزيد، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبي هريرة قال: كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في

ص: 191


1- في المطبوعة: حبسته تغسله.
2- الحديث في مسند الإمام أحمد 331/2.
3- سقط بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين، عن مسند الإمام أحمد.
4- في المسند: فلما جاء.
5- كذا.
6- في المطبوعة: أبو الفضل.

سوق من الأسواق (1) بالمدينة قال: فانصرف و انصرفت معه حتى انتهيت إلى فناء فاطمة فنادى ثلاث مرات - يعني الحسن - فلم يجبه أحد، فانصرف حتى انتهى إلى بيت عائشة فقعد و قعدت معه فأقبل الحسن و في عنقه سخاب قال: فظننت إنما حبسته أمّه تلبسه - فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: هكذا بيده إلى الحسن هكذا و التزمه و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه»[3154].

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد، قالوا: أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا العباس بن إبراهيم، نا (2) الأحمسي، نا الحسن بن علي القرشي، نا هشام بن سعد، عن نعيم (3) مجمر، عن أبي هريرة، قال: ما رأيت حسنا قط إلاّ دمعت عيني جلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في المسجد و أنا معه فقال:«ادعوا لي لكع أو أين لكع»؟ فجاء الحسن يشتد حتى أدخل يديه في لحية النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فوضع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فمه على فمه - أو فمه على فيه - ثمّ قال:«اللّهمّ إني أحبّه فأحبّ من يحبّه»[3155].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدثني أبي، نا حماد الخياط ، نا هشام بن سعد، عن نعيم بن عبد اللّه المجمر، عن أبي هريرة، قال: خرج رسول اللّه عليه الصّلاة و السلام إلى سوق بني قينقاع متكئا على يدي فطاف فيها ثم رجع فاحتبى في المسجد و قال:«أين لكاع ؟ ادعوا لي لكاع»، فجاء الحسن فاشتدّ حتى وثب في حبوته فأدخل فمه، في فمه ثم قال:

«اللّهمّ إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه» ثلاثا[3156].

قال: قال أبو هريرة ما رأيت الحسن إلاّ فاضت عيني أو دمعت عيني أو بكيت.

شكّ الخياط .

أخبرنا أبو القاسم نصر اللّه بن أحمد بن مقاتل، أنا علي بن الحسن بن طاوس

ص: 192


1- المطبوعة: من أسواق المدينة.
2- كذا بالأصل.
3- كذا، و هو نعيم بن عبد اللّه المجمر المدني، ترجمته في سير الأعلام 227/5.
4- مسند الإمام أحمد 532/2.

العاقولي (1)،أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران ح.

و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد بن سهل بن المحبّ العمري الصّوفي، أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف، أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي، قالا:

أنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع الحافظ ، نا بشر بن موسى، نا خلاّد، نا هشام بن سعد، حدثني نعيم، قال: قال أبو هريرة: ما رأيت الحسن بن علي قط إلاّ فاضت عيناي دموعا و ذلك أني رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يدخل فمه في فمه ثم يقول:«اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه» (2) ثلاث مرات يقولها[3157].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي: أنا أبو منصور بن شكرويه و أبو بكر السّمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيذ (3) قوله: نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن محمّد المنيعي، نا القاسم بن الحكم، نا هشام بن سعد، حدثني نعيم، عن أبي هريرة، قال: قال أبو هريرة: ما رأيت الحسن بن علي إلاّ فاضت عيناي دموعا رحمة، و ذاك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خرج يوما فوجدني في المسجد فأخذ بيدي فاتكأ عليّ ثم انطلقت معه حتى جئنا سوق بني قينقاع فما كلّمني فطاف فيه و نظر ثم رجع و رجعت معه فجلس في المسجد فاحتبى ثم قال:«ادع لي لكاع» فأتى حسن يشتد حتى وقع في حجره، فجعل يدخل يده في لحية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يفتح فمه و يدخل فمه في فمه و يقول:«اللّهم إنّي أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه»[3158] ثلاثا.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين بن علي، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن الحسن الدّستوائي (4) البزّاز التستري الحافظ - بتستر - نا الحسن بن علي بن عفّان (5)،نا عبد الحميد بن عبد الرّحمن، نا سفيان الثوري.

ص: 193


1- هذه النسبة إلى دير العاقول و هي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد، و قد ينسب إليها ب «الدير عاقولي» أيضا.(الأنساب).
2- الحديث في حلية الأولياء 35/2.
3- بالأصل: خرشيد.
4- هذه النسبة إلى دستوا، بلدة من بلاد الأهواز، ذكره السمعاني فمن نسب إليها قال: سكن تستر. و أسقط من نسبه «محمد».
5- ترجمته في سير الأعلام 24/13.

و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن عنه، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن علي بن عفّان العامري، نا عبد الحميد بن عبد الرّحمن أبو يحيى الحمّاني (1)،عن سفيان، عن نعيم، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: لا أزال أحبّ هذا الرجل - يعني الحسن بن علي - بعد ما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصنع به ما يصنع قال: رأيت الحسن بن علي في حجر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يدخل أصابعه في لحية النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يدخل لسانه في فمه أو لسان الحسن في فمه ثم قال:«اللهمّ إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه»[3159].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا عبدان بن محمّد المروزي، نا قتيبة بن سعيد، نا حاتم بن إسماعيل، عن معاوية بن أبي مزرد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: سمعت أذناي هاتان و أبصرت عيناي هاتان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو آخذ بكفيه جميعا يعني حسنا أو حسينا و قدماه على قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يقول:«حزّقة حزّقة ترقّ عين بقة» فيرقى الغلام حتى يضع قدميه على صدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثمّ قال له:«افتح فاك» ثمّ قبله ثم قال:

«اللّهمّ أحبّه فإني أحبّه»[3160].

قال لنا أبو نعيم: الحزّقة المتقارب الخطا. و القصير الذي يقرب خطاه و عين بقّة:

أشار إلى البقة، و لا شيء أصغر من عينها لصغرها و قيل أراد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالبقة فاطمة، فقال له: ترقّ (2) يا قرة عين بقّة. و اللّه أعلم.

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرني الأمير غرس الدولة أبو فراس طراذ بن الحسين بن حمدان، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل (3)،أنا خال أبي أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة، نا إبراهيم بن أبي العنبس، نا جعفر بن عون، عن معاوية بن أبي مزرد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: بصر عينيّ هاتان (4) و سمع أذنيّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم آخذ بيد الحسن أو الحسين و هو يقول:«ترقّ

ص: 194


1- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة الحسن بن علي المتقدم في سير الأعلام، و قد مرّ قريبا.
2- ترقّ بمعنى أصعد (النهاية: حزق).
3- ترجمته في سير الأعلام 339/17.
4- تقرأ بالأصل «هاتين» خطأ، و الصواب ما أثبت.

عين بقّة» قال: فوضع الغلام قدميه على قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيرفعه إلى صدره قال:

و يقول له:«افتح فاك» فيفتح (1) فاه فيقبّله النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم قال:«اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه»[3161].

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، و حدثني أبو المحاسن عبد الرزاق محمّد بن أبي نصر الطّبسي عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا إبراهيم بن إسحاق الصّوّاف ح.

و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا إبراهيم بن إسماعيل الطّلحي أبو إسحاق الكوفي - يعرف بابن جهد (2) قالا: نا محمّد بن حفص بن راشد، حدثني أبي عن ورقاء بن عمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: دخل علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«أين لكع ؟ هاهنا لكع»؟ قال فخرج إليه الحسن بن علي و عليه سخاب قرنفل و هو مادّ يده قال: فمدّ (3) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يده فالتزمه، و قال:«بأبي أنت و أمّي، من أحبني فليحب هذا». و في حديث الصّوّاف يديه في الموضعين، و ليس فيه:

«و أمّي» و قال:«هيّا لكع»[3162].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم غير مرّة، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن المظفّر بن عبد الرّحمن الكحّال المصري - بمكة-، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو بكر المهندس، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا نصر بن علي الجهضمي ح.

و أخبرنا أبو بكر بن المرزفي (4)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو الفتح يوسف بن عمر القواس، نا محمد بن منصور الشعبي (5)،نا نصر بن علي، نا علي بن جعفر بن محمّد، حدثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه، عن محمد (6) بن علي عن

ص: 195


1- بالأصل «فيرفع» و المثبت عن المطبوعة ص 51.
2- في المطبوعة ص 51: ابن جمد.
3- بالأصل:«فقال» و المثبت عن المطبوعة.
4- بالأصل «المزرقي» بالقاف تحريف. و قد مرّ.
5- كذا بالأصل، و صوبها محقق ترجمته المطبوعة: السبيعي.
6- بالأصل «عن علي بن محمد عن أبيه» خطأ.

أبيه، عن جده، عن علي عليه السّلام أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أخذ بيد حسن و حسين فقال:«من أحبّني و أحبّ هذين و أباهما و أمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة»[3163].

و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد بن الجوهري ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني نصر بن علي الأزدي، أخبرني علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن حسين بن علي، حدثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال ح.

و أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، و أبو المواهب أحمد بن محمّد، قالا:

أنا القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، نا محمّد بن أحمد بن الغطريف - بجرجان-، نا عبد الرّحمن بن المغيرة، نا نصر بن علي، أنا علي بن جعفر بن محمّد، حدثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد بن علي، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أخذ الحسن و الحسين فقال:«من أحبّني و أحبّ هذين و أباهما و أمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة»[3164].

أخرجه الترمذي عن نصر بن علي (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد الصّيدلاني، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (3)،نا محمّد بن الفضل القسطاني - بالري - نا محمّد بن يحيى الحجري، نا عبد اللّه بن الأجلح، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: جاء العباس يعود النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في مرضه فرفعه فأجلسه على السرير فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«رفعك اللّه يا عم» ثم قال العباس: هذا علي يستأذن قال: فدخل و دخل معه الحسن و الحسين عليهم السّلام فقال العباس: هؤلاء ولدك يا رسول اللّه قال:«و هم ولدك يا عم»

ص: 196


1- مسند الإمام أحمد 77/1.
2- سنن الترمذي، مناقب علي بن أبي طالب (باب 13)(ح 3734)، و سير أعلام النبلاء 254/3.
3- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 148/4 في ترجمة محمد بن يحيى الحجري و انظر ترجمة الحجري في ميزان الاعتدال أيضا 65/4.

فقال:«أ تحبّهم»؟ فقال:[إني أحبهم. قال:] (1)«أحبّك اللّه كما أحبّهم» (2)[3165].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا محمّد بن المظفّر، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا موسى بن محمّد بن سعيد بن حيّان أبو عمران البصري، نا إبراهيم بن أبي الوزير، عن عثمان بن أبي الكنات، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يأخذ حسنا فيضمّه إليه ثمّ يقول:«اللّهمّ إنّ هذا ابني و أنا أحبّه فأحببه و أحبّ من يحبّه»[3166].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، قال: بينما الحسن بن علي يخطب بعد ما قتل علي إذ قام رجل من الأزد آدم طوال، فقال: لقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم واضعه في حبوته يقول:«من أحبني فليحبّه، فليبلّغ الشاهد الغائب و لو لا عزمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما حدّثتكم»[3167].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا أبو منصور شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق عن (4) أبي خيثمة، نا أبو قلابة الرقاشي، نا حبّان بن هلال و أبو الوليد، قالا: نا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن زهير بن الأقمر قال: لما قتل عليّ بن أبي طالب قام الحسن خطيبا فقام رجل من أزد شنوءة فقال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أحبني فليحبّ هذا الذي على المنبر، فليبلغ الشاهد الغائب» و لو لا دعوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما حدثت أحدا[3168].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا و أبو محمّد بن شاتيل، قالوا: أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدثني أبي، نا وكيع، عن سفيان، عن أبي الجحّاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال

ص: 197


1- الزيادة عن ميزان الاعتدال 65/4.
2- في الضعفاء للعقيلي و ميزان الاعتدال: أحببتهم.
3- مسند الإمام أحمد ج 366/5 و رواه الحاكم في مستدركه 173/3 و سير الأعلام 253/3.
4- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، و في المطبوعة: أنبأنا خيثمة.
5- مسند الإمام أحمد.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم «اللّهمّ إني أحبّهما فأحبهما»[3169].

هذا لفظ غريب و المحفوظ عن أبي حازم.

ما أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الأديب، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو هشام - زاد ابن حمدان: الرفاعي، نا ابن فضيل، نا سالم بن أبي حفصة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أحبّ الحسن و الحسين فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني»[3170].

و أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه، و أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد قالوا: أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي، نا عبد اللّه بن الوليد، نا سفيان، يعني الثوري، عن سالم بن أبي حفصة، قال: سمعت أبا حازم يقول: إني لشاهد يوم مات الحسن فذكر القصة، فقال أبو هريرة سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أحبهما فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني»[3171].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنا عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم بن مهران، نا أبو عمر بن مهدي أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة نا يحيى بن زكريا بن شيبان نا أرطأة بن حبيب، نا أيوب بن واقد عن يونس بن خبّاب: عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أحب الحسن و الحسين فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني»[3172].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب ح.

و أخبرنا أبو العز بن كادش، و أبو علي بن السبط و أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمد عبد اللّه بن محمد قالوا: أنا أبو محمد بن الجوهري، قالا:

أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (2) حدثني أبي، نا ابن نمير، أنا

ص: 198


1- مسند الإمام أحمد 521/2.
2- مسند الإمام أحمد 440/2.

الحجاج - يعني - ابن دينار، عن جعفر بن إياس عن عبد الرّحمن بن مسعود عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و معه حسن و حسين هذا على عاتقه و هذا على عاتقه، و هو يلثم هذا مرة و يلثم هذا (1) مرة - فقال ابن المذهب: و هذا مرة - حتى انتهى إلينا، فقال له رجل: يا رسول اللّه إنك لتحبهما، فقال:«من أحبهما فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني» (2)[3173].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال أنا سعيد بن أحمد بن محمد أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمد الفامي، أنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، أنا يوسف بن موسى ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين [الجكّي] (3) قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، أنا محمد بن عبد اللّه ابن (4) أخي ميمي.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو الحسين بن النقور، و عبد الباقي بن محمد بن غالب قالا: أنا أبو طاهر المخلّص ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن النّرسي - محتسب بغداد - قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن الحسن الخلال أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني المقرئ قالوا: نا يحيى بن محمد بن صاعد - إملاء - نا يوسف بن موسى القطان نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن بهدلة عن زرّ بن حبيش عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هذان ابناي من أحبهما فقد أحبني»[3174].

قالوا: قال يحيى: قال يوسف: هكذا وقع عندي عن أبي بكر متصل (5) مرفوع.

قال ابن صاعد: و قد حدّث به عبد الرّحمن بن صالح الأزدي عن أبي بكر بن

ص: 199


1- بالأصل «هذه».
2- نقله الحاكم في المستدرك 166/3.
3- زيادة للإيضاح، فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر ص 670).
4- في المطبوعة:«أخي ميمي» بحذف «ابن» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 564/16.
5- كذا بالأصل: متصل مرفوع.

عياش كما قال يوسف بن موسى عن عاصم عن زرّ عن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و قد رواه علي بن صالح بن حيّ عن عاصم فوصله:

أخبرنا يوسف بن موسى القطان، و محمد بن معمر، و زهير بن محمد، و أحمد بن القاسم بن أبي مرة المكي، و أحمد بن منصور، و العباس بن محمد - و اللفظ ليوسف - قال: نا عبيد اللّه بن موسى، نا علي بن صالح، عن عاصم، عن زرّ عن عبد اللّه قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يصلي فإذا سجد وثب الحسن و الحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما صلّى وضعهما في حجره ثم قال:«من أحبني فليحب هذين»[3175].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد بن الجنزرودي] (1) أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، و أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالا: أنا أبو القاسم السلمي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، أنا أبو بكر - يعني - ابن أبي شيبة، أنا عبيد اللّه بن موسى عن علي بن صالح عن عاصم عن زر عن عبد اللّه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصلي فإذا سجد وثب الحسن و الحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم: أن دعوهما فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره [و] (2) قال:

«من أحبني فليحبّ هذين». و سقط من حديث الخلال، عن عاصم، و لا بد منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل و أبو منصور الحسين بن طلحة، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا عبيد اللّه بن موسى، نا علي بن صالح فذكره بإسناده (3) مثله.

ص: 200


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المطبوعة ص 60.
2- الزيادة للإيضاح.
3- بالأصل:«إسناده» و المثبت عن المطبوعة.

و كذا رواه الحسن بن زريق (1) الطهوي (2)،عن أبي بكر موصولا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أحمد بن علي بن ثابت، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا حسن بن زريق الطهوي ح.

قال: و أنا علي بن أبي علي - و اللفظ له-، نا إسحاق بن الحسن بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي، نا عبد اللّه بن زيدان، نا الحسن بن زريق الطهوي، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ عن عبد اللّه بن مسعود (3)،قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يصلي و الحسن و الحسين يصعدان على ظهره فأخذ المسلمون يميطونهما (4)فلما انصرف قال:«ردوهما فمن أحبني فليحبّ هذين»[3176].

تابعهما سليمان بن قرم الضّبّي على رفعه. و رواه إبراهيم بن عمر، عن أبي بكر بن عياش فأرسله.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري و أبو علي بن المسلمة و عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو الوفاء طاهر بن الحسين، و عاصم بن الحسن بن محمّد، و أبو الحسن هبة اللّه بن عبد الرزاق، و طراد بن محمّد ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري و أبو محمّد بن طاوس، و أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى، و امرأته شهدة بنت أحمد بن الفرج الكاتبة (5)،قالوا: أنا طراد بن محمّد، قالوا: أنا هلال بن محمّد بن جعفر، أنا الحسين بن يحيى بن عياش، نا إبراهيم بن محشر، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم،

ص: 201


1- إعجامها غير واضح بالأصل، تقرأ «زريق» و تقرأ «رزيق» و المثبت عن الأنساب (الطهوي) و في المطبوعة «رزيق» و قد صححت هنا و في الخبر التالي.
2- بالأصل «الظهري» و المثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بني طهية و هم بطن من تميم، و إلى طهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. و في طهوي ثلاث لغات: طهوي، و طهوي، و طهوي.
3- بالأصل:«عن زر بن عبد اللّه بن زيدان» كذا و لعل الصواب ما أثبت و انظر المطبوعة ص 61.
4- أي يبعدونهما عنه.
5- إعجامها غير واضح، و الصواب ما أثبت، ترجمتها في سير الأعلام 542/20.

عن زرّ بن حبيش، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذات يوم يصلي بالناس فأقبل الحسن و الحسين و هما غلامان فجعلا يتوثبان على ظهره إذا سجد، فأقبل الناس عليهما ينحيانهما عن ذلك، فلما انصرف قال:«دعوهما بأبي و أمّي من أحبني فليحبّ هذين»[3177].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السّهمي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني (1)،نا (2)محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا أبو معاوية، نا إسماعيل، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: كان الحسن و الحسين يثبان على ظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يصلي فيمسكهما بيده حتى يرفع صلبه و يقومان على الأرض فلما فرغ أجلسهما في حجره [ثم] (3) قال:«إن ابني هذين ريحانتي من الدنيا»[3178].

أخبرنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو همّام الوليد بن شجاع، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، نا أبي، عن مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة الحجبية، عن عائشة أمّ المؤمنين قالت: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذات غداة و عليه مرط مرحّل من شعر أسود فجلس، فأتت فاطمة فأدخلها فيه، ثم جاء علي، فأدخله فيه، ثمّ جاء حسن فأدخله فيه، ثمّ جاء حسين فأدخله فيه، ثم قال:« إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4)»[3179].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد (5)بن جعفر، نا عبد اللّه (6)،حدثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا عوف، عن أبي المعدّل عطية الطفاوي، عن أبيه أن أمّ سلمة حدثته قالت: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بيتي إذ قالت الخادم:

ص: 202


1- بالأصل «الجوزجاني» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 154/16.
2- كذا بالأصل، و في المطبوعة بعد قوله «الجرجاني»: «أنبأنا[]عمير بن العلاء أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن نمير..».
3- الزيادة عن المطبوعة.
4- سورة الأحزاب، الآية:33.
5- بالأصل «حمد» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
6- مسند الإمام أحمد 296/6 و من طريق آخر و باختلاف بسيط في 304/6.

إن عليا و فاطمة بالسّدّة. قالت: فقال لي:«قومي فتنحي لي عن أهل بيتي» قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا، فدخل علي و فاطمة و معهما الحسن و الحسين و هما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره، فقبّلهما و اعتنق عليا بإحدى يديه و فاطمة باليد الأخرى، فقبّل فاطمة و قبّل عليا فأغدف عليهم خميصة سوداء فقال:«اللّهمّ إليك لا إلى النار أنا و أهل بيتي» قالت: فقلت: و أنا يا رسول اللّه. فقال:«و أنت»[3180].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم (1)، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد العمري - بالكوفة - نا عبّاد بن يعقوب الرواجني (2)،نا علي بن هاشم بن البريد (3)،عن محمّد بن سلمة - يعني - ابن كهيل، عن أبيه، عن شهر بن حوشب، قال: سمعت أمّ سلمة تقول: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عندي فأرسل إلى حسن و حسين و علي و فاطمة فانتزع كساء عني فألقاه عليهم و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا»[3181].

أخبرتنا أمّ المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا كامل بن طلحة الجحدري، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن شهر بن حوشب، عن أمّ سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لفاطمة:

«ائتني بزوجك و ابنيك» فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء فدكيا ثم وضع يديه عليه فقال:

«اللّهمّ إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على آل محمّد، إنك حميد مجيد» قال: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه و قال:«إنك على خير»[3182].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه ح.

و أخبرتنا أمّ المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ (4)،قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا عفان، نا حمّاد بن سلمة، أنا

ص: 203


1- أخرجه الحاكم في المستدرك 147/3 و وافقه الذهبي، و نقله في سير الأعلام 254/3 عن جماعة عن شهر بن حوشب.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 536/11.
3- انظر ترجمته في سير الأعلام 342/8.
4- كرر اسمه بالأصل.

علي بن زيد، فذكره نحوه، و قال:«على محمد و على آل محمد».

قالا: و أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا سفيان عن (1)زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أمّ سلمة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جلّل عليا و حسنا و حسينا و فاطمة كساء ثم قال:«اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و خاصّتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا»، قالت:- و قال ابن حمدان: فقالت - أمّ سلمة قلت: يا رسول اللّه أنا - و قال ابن المقرئ و أنا - منهم ؟ قال:«إنّك إلى خير»[3183].

أخبرنا أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الحسناباذي (2)،أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصّلت الأهوازي، نا أبو العبّاس بن عقدة، نا عبد اللّه بن أسامة الكلبي و أبو شيبة، قالا: نا علي بن ثابت، نا أسباط بن نصير (3)،عن السّدي، عن بلال بن مرداس، عن شهر بن حوشب، عن أمّ سلمة قالت: أتيت (4)النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بجريرة فوضعتها بين يديه فقال:«يا فاطمة ادع لي زوجك و ابنيك» قالت: فدعوتهم فأكلوا و تحتهم كساء فجمع الكساء عليهم ثم قال:«اللّهم هؤلاء (5)أهل بيتي و خاصّتي أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا»[3184].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري و أبو القاسم الشحامي، قالوا:

أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو ح.

و أخبرتنا أمّ المجتبى قالت: قرأ عليّ أبو القاسم السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا حوثرة - زاد [ابن] حمدان: ابن أشرش أبو عامر، - أخبرني - و قال ابن المقرئ، نا - عقبة - زاد الشحامي: ابن عبد اللّه - و قال هو و ابن المقرئ: الرفاعي - عن شهر بن حوشب، عن أمّ سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لفاطمة:«ائتني بزوجك و ابنيك» فجاءت بهم فألقى عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كساء كان

ص: 204


1- بالأصل «بن».
2- هذه النسبة ضبطت عن ياقوت (و في الأنساب: بسكون السين) إلى حسن آباذ قرية من قرى أصبهان.
3- في المطبوعة: نصر.
4- كذا بالأصل، و في المطبوعة: أتت فاطمة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
5- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بخط مغاير.

تحتي خيبريا أصبناه من خيبر ثمّ قال:«اللّهمّ هؤلاء آل محمّد، فاجعل صلواتك و بركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم».- و قال الشحامي: على إبراهيم-«إنك حميد مجيد» قالت أمّ سلمة: فرفعت الكساء - و في حديث الشحامي: أحسبه قال:

فأخذت بطرف الكساء - لأدخل معهم فجذبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.- زاد ابن المقرئ و الشحامي: من يدي - و قالوا: و قال:«إنّك على خير»[3185].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (1)،حدثني أبي، نا عبد اللّه بن عمير، نا عبد الملك،- يعني - ابن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، قال: حدثني من سمع أمّ سلمة تذكر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة (2)فدخلت بها عليه فقال لها «ادع زوجك و ابنيك» قالت: فجاء علي و حسن و حسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، و هو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري قالت: و أنا في الحجرة أصلي فأنزل اللّه عز و جل هذه الآية: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3)قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثمّ قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا»، قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت: و أنا معكم يا رسول اللّه ؟ قال:«إنّك إلى خير، إنّك إلى خير»[3186].

قال عبد الملك، و حدّثني أبو ليلى، عن أمّ سلمة مثل حديث عطاء سواء.

قال عبد الملك: و حدثني داود بن أبي عوف أبو الجحّاف، عن شهر بن حوشب، عن أمّ سلمة بمثله سواء.

أخبرنا أبو البركات عمر بن داود بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد العلوي بالكوفة، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علاّن الشاهد، أنا أبو الحسن محمّد بن

ص: 205


1- الحديث في مسند الإمام أحمد، مسند أم سلمة 292/6.
2- رسمها بالأصل مضطرب، تقرأ «خريزة» و في المطبوعة هنا «خريزة» خطأ و الصواب ما أثبت. و الخريزة و الخزيرة شبه العصيدة بلحم، و بلا لحم: عصيدة أو مرقة من بلالة النخالة.(القاموس: خزر). و قال شارحه: هو اللحم الغابّ يقطع صغارا في القدر ثم يطبخ بالماء الكثير و الملح، فإذا أميت طبخا ذرّ عليه الدقيق فعصد به، ثم أدم بأي إدام.
3- سورة الأحزاب، الآية:33.

جعفر بن محمّد بن الحسين بن هارون بن النجار النحوي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن زكريا المحاربي (1)البزار، نا عباد بن يعقوب، أنا أبو عبد الرّحمن - يعني المسعودي - عن كثير النواء [عن] (2)عطية (3)،عن أبي سعيد قال: نزلت هذه الآية في خمسة نفر و سمّاهم: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا يعقوب بن يوسف بن زياد، نا محمّد بن إسحاق بن عمّار، نا هلال أبو أيوب الصّيرفي، قال: سمعت عطية العوفي يذكر أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قوله عز و جل: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فأخبره أنها أنزلت في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أمّ المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة، نا عبد اللّه بن داود، عن فضيل، عن عطية، عن أبي سعيد، عن أمّ سلمة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم غطى على علي و فاطمة و حسن و حسين كساء ثم قال:«هؤلاء أهل بيتي إليك لا إلى النّار» قالت أمّ سلمة: فقلت: يا رسول اللّه و أنا معهم ؟ قال:«لا، و أنت على (4) خير»[3187].

أخبرناه عاليا أبو الحصين القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي (5)،نا أبو غسان، نا فضيل - و هو - ابن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن أمّ سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قلت:

ص: 206


1- ترجمته في سير الأعلام 73/15.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن المطبوعة ص 69.
3- هو عطية بن سعد بن جنادة، أبو الحسن العوفي الكوفي، ترجمته في سير الأعلام 325/5.
4- المطبوعة ص 70: إلى خير.
5- مهملة بالأصل، و نميل إلى قراءتها:«الحريبي»، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 410/13.

يا رسول اللّه أ لست من أهل البيت ؟ قال:«إنك إلى خير، إنّك من أزواج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم»، قالت: و أهل البيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين[3188].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الحسن بن علي - إملاء-، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، نا جبير بن محمّد الواسطي، نا محمّد بن أيوب الصدفي، نا عبد الرّحيم بن هارون، نا هارون بن سعد، عن عطيّة، عن أبي سعيد، قال: سألته من أهل البيت ؟ فقال: النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (1)،حدثني أبي، نا أسود بن عامر نا إسرائيل، عن ابن أبي السفر، عن الشعبي، عن حذيفة، قال: أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فصلّيت معه الظهر و العصر و المغرب و العشاء ثم تبعته و هو يريد يدخل بعض حجره فقام و أنا خلفه كأنه يكلم أحدا قال: ثم قال:«من هذا؟» قلت: حذيفة، قال:«أ تدري من كان معي ؟» [قلت: لا، قال:] (2):«فإن جبريل جاء يبشرني أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة» قال: قال حذيفة: فاستغفر لي و لأمي، قال:«غفر اللّه لك يا حذيفة و لأمك»[3189].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا محمّد بن علي بن عفان، نا الحسن بن عطية أبو علي الكوفي، نا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش، عن حذيفة، قال: قالت لي أمّي: متى عهدك بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فقلت: ما لي به عهد مذ كذا و كذا فنالت مني، قلت لها: دعيني فإني آتيه و أصلي معه المغرب و أسأله أن يغفر لي [و لك] (3) قال: فأتيته و هو يصلّي المغرب فقال:«ما رأيت العارض الذي عرض لي» قلت: بلى، قال:«فذاك ملك لم يهبط إلى الأرض قبل السّاعة، استأذن ربّه عز و جل في السّلام علي فسلّم عليّ (4)،و بشّرني بأن الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة و أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة»[3190].

ص: 207


1- مسند الإمام أحمد 392/5.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد.
3- زيادة عن المطبوعة ص 73.
4- قوله «فسلم عليّ » سقط من المطبوعة ص 74.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - فيما قرئ عليّ و أنا حاضر-، نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس - إملاء-، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي - إملاء سنة خمس و ثلاثمائة-، نا المسيّب بن واضح، نا عطاء بن مسلم الخفّاف أبو محمّد الحلبي، عن أبي عمرو الأشجعي، عن سالم بن أبي الجعد، عن قيس بن أبي حازم، عن حذيفة بن اليمان قال: بت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة فرأيت شخصا، فقال لي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«هل رأيت» ؟ قلت: نعم، قال:«فإن ملكا هبط عليّ من السّماء لم يهبط عليّ إلاّ ليلتي هذه فبشّرني أن الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة»، قال (1):و حدثونا به [أنه صلّى اللّه عليه و سلّم] (2) قال:

«و أبوهما خير منهما».

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو علي الحسن بن أحمد السكوني - بحمص - نا مسيّب - يعني - ابن واضح، نا عطاء بن مسلم الخفّاف، نا أبو عمر (3) الأشجعي، عن سالم بن أبي الجعد، عن قيس بن أبي حازم، عن حذيفة بن اليمان، قال: كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فرأيت عنده شخصا فقال لي:«يا حذيفة هل رأيت» قلت: نعم يا رسول اللّه، قال:«هذا ملك لم يهبط منذ بعثت، أتاني الليلة فبشرني أن الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة»، قال عطاء: و حدّثونا أنه [صلّى اللّه عليه و سلّم] (4) قال:«و أبوهما خير منهما»[3191].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد السّلمي، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، نا خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، نا الفضل بن يوسف القصباني - بالكوفة - أنا مخوّل بن إبراهيم، نا منصور بن أبي الأسود، عن ليث، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة»[3192].

ص: 208


1- القائل: عطاء بن مسلم الخفاف.
2- زيادة للإيضاح عن المطبوعة.
3- تقدم قريبا «أبو عمرو».
4- زيادة للإيضاح.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا عبد الصّمد بن علي بن محمّد، نا الحسين بن سعيد بن الأزهر السّلمي، حدّثني قاسم بن يحيى بن الحسن بن زيد بن علي، نا أبو حفص الأعشى، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين، عن [الحسين بن علي عن] (2)،علي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما»[3193].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر الجوبري (3)،أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو محمّد القاسم بن موسى بن الحسن الأشيب (4)،حدثني محمّد بن عبد الملك الدقيقي - بواسط - و محمّد بن موسى القطان، قالا: نا المعلّى بن عبد الرّحمن، نا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ابني هذين الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما»[3194].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن (5) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا شريك، عن جابر، عن عبد الرّحمن بن سابط ، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من سرّه أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي»[3195].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن العطار، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ح.

ص: 209


1- الخبر في تاريخ بغداد 140/1 ترجمة الحسن بن علي.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد.
3- مهملة بالأصل، و في المطبوعة «الحريري» خطأ، و الصواب ما أثبت «الجوبري» انظر ترجمته في سير الأعلام 415/17. و هذه النسبة إلى جوبر و هي قرية من قرى دمشق.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل «الحسين» خطأ، و الصواب «الحسن» و هو أبو محمد الجوهري و قد مرّ كثيرا.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو المظفّر عبد اللّه بن شبيب بن عبد اللّه بن شبيب إملاء ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري و أبو علي بن المسلمة و أبو الفضل بن البقّال، و طاهر بن الحسين القوّاس، و عاصم بن الحسن، و هبة اللّه بن عبد الرزاق الأنصاري، و طراد بن محمّد ح.

و أخبرنا أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى و زوجه شهدة بنت أحمد بن الفرج، قالوا: أنا طراد بن محمّد، قالوا: أنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر البغدادي - بها - قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن عياش، نا إبراهيم بن محشر، نا وكيع بن الجراح، نا الرّبيع بن سعد، عن عبد الرّحمن بن سابط قال: اطلع الحسن بن علي من باب المسجد فقال جابر بن عبد اللّه: من أحبّ أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

و في حديث الخلال: عبد الرّحمن بن سابق، و هو وهم.

رواه غير إبراهيم، عن وكيع فقال: الحسين و هو الصّواب.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون، أنا علي بن عمر الحربي السكري، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن حميد (1)،نا أبو تميلة (2)،عن الحسين بن واقد، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة»[3196].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (3)،حدثني أبي، نا محمّد بن عبد اللّه بن الزبير (4)،نا يزيد بن مردانبة، نا ابن أبي نعم (5) ح.

ص: 210


1- هو محمد بن حميد بن حيان أبو عبد اللّه الرازي، ترجمته في سير الأعلام 503/11 و ورد في المطبوعة:«عبيد» خطأ.
2- اسمه يحيى بن واضح المروزي، ترجمته في سير الأعلام 210/9 و في المطبوعة أبو نميلة بالنون خطأ.
3- مسند الإمام أحمد 3/3.
4- في مسند أحمد:«محمد بن عبد اللّه الزبيري»، و في المطبوعة ص 80 محمد بن غالب بن الزبير.
5- بالأصل «نعيم» و المثبت عن مسند أحمد.

قال (1):و حدثني أبي، نا أيّوب (2)،نا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن [عبد الرّحمن] (3) بن أبي نعم (4) ح.

و أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان و أبو علي بن السبط و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد بن الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا أبو نعيم، نا يزيد بن مردانبة، عن عبد الرّحمن بن أبي نعم (5)،عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة»[3197].

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر، أنا أبو القاسم بن أبي الفضل، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عديّ (6)،نا إسحاق بن حمدان البلخي (7)،نا حم (8) بن نوح، نا حبيب بن أبي حبيب، نا الزبير بن سعيد، نا حميد، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما»[3198].

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو (9) عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا عبد اللّه بن عديّ (10)،نا محمّد بن أحمد بن أبي مقاتل، نا إبراهيم بن صدقة العامري، نا يغنم (11) بن سالم بن قنبر، قال: سمعت أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة»[3199].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق العبدي، أنا خيثمة بن سليمان (12)،نا ابن أبي عور (13)،نا مخوّل، عن عمرو بن

ص: 211


1- القائل: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، انظر مسند أحمد 62/3.
2- في مسند أحمد: أبو نعيم.
3- الزيادة عن مسند أحمد.
4- بالأصل «نعيم» و المثبت عن مسند أحمد.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 413/2 في ترجمة حبيب بن أبي حبيب.
6- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 413/2 في ترجمة حبيب بن أبي حبيب.
7- في المطبوعة:«البلي» و المثبت مثل ابن عدي.
8- في ابن عدي: دهم.
9- في المطبوعة:«أبو عبد الرحمن» سقطت: عمرو.
10- الكامل لابن عدي 284/7 في ترجمة يغنم بن سالم بن قنبر.
11- بالأصل «نعيم» و المثبت عن ابن عدي.
12- قوله:«أنا خيثمة بن سليمان» سقط من المطبوعة ص 82.
13- في المطبوعة:«ابن ابن عروة» و في الإصابة في ترجمة جهم 255/1 «ابن أبي عذرة».

شمر، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي وائل أن ذا الكلاع زعم أنه سمع جهما يقول:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ حسنا و حسينا سيّدا شباب أهل الجنة» في حديث طويل[3200].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر بن موسى، أنا أبو زكريا الجويني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي نعم البجلي، عن أبي سعيد الخدري، قال:[قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم] (1):«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة»[3201].

قال سفيان: و قال داود بن أبي هند، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم للحسن بن علي:«إن ابني هذا سيّد و يصلح اللّه به بين فئتين من المسلمين»[3202].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو القاسم بن حبّابة إملاء ح.

و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2) و أبو العباس أحمد بن محمّد بن أبي سعيد المنقي، قالا: نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمّد بن يوسف بن محمّد العلاّف، قالا: نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن عون الخراز (3)،نا إسماعيل بن عياش، حدثني - و قال ابن حبّابة، أنا - عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (4)، عن سعيد بن راشد، عن يعلى - زاد ابن العلاف: أبو أميّة (5)-قال: جاء الحسن و الحسين يسعيان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخذ أحدهما فضمّه إلى إبطه و أخذ الآخر فضمه إلى إبطه الآخر و قال:«هذان ريحانتاي من الدنيا من أحبني فليحبهما»[3203].

ثم قال:«الولد مبخلة مجبنة مجهلة» (6)[3204].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن

ص: 212


1- الزيادة عن المطبوعة ص 83 للإيضاح، و الخبر في سير الأعلام 251/3 عن أبي سعيد مرفوعا.
2- إعجامها غير واضح، و الصواب ما أثبت و قد مرّ. و في المطبوعة:«المزرقي» خطأ.
3- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن تقريب التهذيب و فيه: الخراز بمعجمة ثم مهملة و آخره زاي، و في المطبوعة ص 85:«عبد اللّه بن عوز الحرار».
4- المطبوعة 85: خيثم.
5- في المطبوعة:«بن أمية» و في سير الأعلام 255/3 يعلى بن مرة.
6- بعدها في المطبوعة:[كذا قال ابن العلاف في هذا الحديث: ابن أمية] و الصواب: ابن مرة.

علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا إسماعيل بن عياش، حدثني عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن راشد، عن يعلى بن مرّة، قال: جاء الحسن و الحسين يسعيان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجاء أحدهما قبل الآخر فجعل يده في رقبته ثم ضمّه إلى إبطه ثمّ جاء الآخر فجعل يده الأخرى في رقبته ثم ضمّه إلى إبطه ثم قبّل هذا ثم قبّل هذا ثم قال:«إني أحبّهما فأحبّهما» ثم قال:«أيّها الناس إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة (1)»[3205].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن (2)،أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، حدثني ابن زنجويه، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ابن خثيم (3)،عن محمّد بن الأسود بن خلف، عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أخذ حسنا فقبّله ثم أقبل عليهم فقال:«إن الولد مبخلة مجبنة (4)»[3206].

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن رضوان، و أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا، قالوا: أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا العباس بن إبراهيم القراطيسي، نا محمّد بن إسماعيل الأحمسي، نا أسباط ، عن كامل أبي العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصلّي صلاة العشاء و كان الحسن و الحسين يثبان على ظهره فلمّا صلّى قال أبو هريرة: يا رسول اللّه أ لا أذهب بهما إلى أمّهما؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا»[قال:] فبرقت برقة فما زالا في ضوئها حتى دخلا إلى أمّهما (5)[3207].

و أخبرنا أبو البقاء هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن البصيداني (6)،أنا أبو محمّد الجوهري ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البارع، و أبو غالب أحمد بن الحسن،

ص: 213


1- بهذا الإسناد و اللفظ نقله الذهبي في سير الأعلام 255/3 و انظر تخريجه فيه و في ترجمته المطبوعة ص 86.
2- في المطبوعة: أبو الحسين.
3- في المطبوعة بتقديم الياء على الثاء. و المثبت يوافق سير الأعلام.
4- سير الأعلام 256/3 و أخرجه البزار(1891).
5- أخرجه الحاكم في مستدركه 167/3 و سير الأعلام 256/3.
6- في المطبوعة ص 87: البيصداني.

قالا: أنا الحسن بن غالب بن المبارك، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى الهاشمي ح.

و أخبرناه، أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبر، نا إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى، نا عبيد اللّه بن أسباط ، نا أبي، نا كامل أبو العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: صلّى النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم صلاة العشاء قال: فجعل الحسن و الحسين يثبان على ظهره فلما قضى الصّلاة قال أبو هريرة: يا رسول اللّه أ لا أذهب بهما إلى أمّهما؟ قال: فبرقت برقة فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمّهما (1).

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس المؤدّب، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، نا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق، أنا جدي الإمام أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا عبدة بن عبد اللّه الخزاعي، أنا زيد بن الحباب، عن حسين - و هو - ابن واقد، حدثني عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يخطب فأقبل الحسن و الحسين عليهما قميصان أحمران يعثران و يقومان فنزل فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال:«صدق اللّه و رسوله أَنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَ أَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ (2)رأيت هذين فلم أصبر» ثم أخذ في خطبته (3)[3208].

أخبرتنا به أمّ المجتبى العلوية قالت: قرئ على أبي القاسم سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا أبو خيثمة، نا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن

ص: 214


1- سقط خبره بعده، نستدركه هنا عن المطبوعة ص 88 و نصه: أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن المؤمل المزكي أنبأنا جدي أبو الوفاء المؤمل بن الحسن، أنبأنا أحمد بن منصور الرمادي أنبأنا أبو أحمد، أنبأنا كامل عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في صلاة العشاء فكان إذا سجد ركب الحسن و الحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه رفع رفعا رفيقا، ثم إذا سجد عادا، فإذا قضى صلاته أقعدهما في حجره. فقال أبو هريرة: فقمت إليه فقلت: يا رسول اللّه أ لا أذهب بهما إلى أمّهما؟ قال: فبرقت برقة فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما.
2- سورة التغابن، الآية:15.
3- الحديث في سير الأعلام 256/3 و انظر تخريجه فيه.

واقد، حدثني عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يخطب فجاء الحسن و الحسين و عليهما قميصان أحمران يعثران و يقومان فنزل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إليهما فأخذهما فوضعهما في حجره على المنبر فقال:«صدق اللّه أَنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَ أَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ رأيت هذين الصّبيين فلم أصبر عليهما» (1)،ثمّ أخذ في خطبته[3209].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد، عن أبي معشر، عن محمّد الصيرفي (2)،عن زيد بن أرقم قال: خرج الحسن بن علي و عليه بردة و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يخطب فعثر الحسن فسقط فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من المنبر و ابتدره الناس فحملوه و تلقاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فحمله و وضعه في حجره و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ الولد لفتنة، و لقد نزلت إليه و ما أدري أين هو»[3210].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا الحسن بن محمّد العدل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه (3)،نا القاضي أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي، نا حمدون بن أحمد السّمسار، نا عبيد اللّه بن معاذ العنبري (4) أبو عمرو، نا أبي، نا الأشعث، عن الحسن، عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - يعني أنس بن مالك - قال:

لقد رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و الحسن على ظهره فإذا سجد نحّاه فإذا رفع رأسه - يعني - أعاده.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، حدثني جدي، نا يزيد بن هارون ح.

قال: و نا أحمد بن يحيى القطان، نا وهب بن جرير، قالا: أنا جرير بن حازم، نا محمّد بن أبي يعقوب، عن عبد اللّه بن شداد، عن أبيه قال: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في إحدى (5) صلاتي العشاء [أو] (6) الظهر أو العصر و هو حامل حسنا أو حسينا فتقدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فوضعه، ثم كبّر في الصّلاة فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها فقال أبي:

ص: 215


1- بهامش المطبوعة عن نسخة: عنهما.
2- في المطبوعة: الضمري.
3- ترجمته في سير الأعلام 558/16.
4- ترجمته في سير الأعلام 384/11.
5- بالأصل «أحد».
6- زيادة عن سير الأعلام 257/3.

فرفعت رأسي فإذا الصّبي على ظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ساجد، فرجعت في سجودي فلما قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الصّلاة قال الناس: يا رسول اللّه إنّك سجدت بين ظهري صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، و أنه يوحى إليك. قال:«كل ذلك لم يكن و لكن، ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجّله حتى يقضي حاجته». و هذا لفظ حديث يزيد بن هارون[3211].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد الحلبي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى التميمي، نا محمّد بن غالب، نا موسى بن إسماعيل أبو سلمة المنقري، نا جرير بن حازم، نا محمّد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب، عن عبد اللّه بن شداد بن الهاد، عن أبيه قال: صلّى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بأصحابه فلمّا سجد وثب الحسن على ظهره فلم يزل حتى نزل فلما فرغ من صلاته قيل: يا رسول اللّه طوّلت بنا. قال:«إن ابني هذا ارتحلني و إنّي كرهت أن أنزله حتى يقضي حاجته»[3212].

قال: و نا محمّد، نا عفان، نا مهدي بن ميمون، نا محمّد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب، عن عبد اللّه بن شداد - و لم يذكر أباه - نحوه (1).

أخبرنا أبو طاهر بن الحنّائي (2)،أنا أبو علي أحمد و أبو الحسن (3) محمّد ابنا عبد الرّحمن بن أبي نصر، قالا: أنا أبو بكر يوسف بن القاسم، نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن مصعب البجلي - بالكوفة-، نا علي بن داود صاحب قنطرة بزدان (4)،نا يزيد بن خالد، نا مسروح أبو شهاب، نا الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه، قال: دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو حامل الحسن و الحسين على ظهره و هو يمشي بهما فقلت: نعم الجمل جملكما. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«نعم الراكبان هما»[3213].

ص: 216


1- الخبر في سير الأعلام 257/3.
2- بالأصل «الخفاني» خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه: محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم، ترجمته في سير الأعلام 436/19.
3- في المطبوعة: أبو الحسين.
4- كذا، و في ياقوت «قنطرة البردان» و هي محلة ببغداد.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد (1) الحسن بن علي بن محمّد الجوهري، نا إبراهيم بن علي الهجيمي (2)-بالبصرة - نا علي بن داود القنطري - ببغداذ - نا يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب، نا أبو شهاب مسروح، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و الحسن و الحسين على ظهره و هو يمشي بهما على أربع و هو يقول:«نعم الجمل جملكما، و نعم العدلان أنتما» (3)[3214].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا أبو القاسم السّهمي، أنا أبو أحمد بن عديّ (4)،نا عمران بن موسى [بن فضالة] (5)،نا عيسى بن عبد اللّه بن سليمان، نا أبو شهاب مسروح، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يمشي على أربع و على ظهره الحسن و الحسين و هو يقول:«نعم الحمل حملكما و نعم العدلان أنتما»[3215].

أخبرنا أبو منصور محمّد بن حمد بن منصور، و الحسين بن طلحة بن الحسين، و فاطمة بنت محمّد بن أحمد قالوا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو هشام، نا أبو عامر، نا زمعة - هو - ابن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خرج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حامل الحسن على عاتقه فقال له رجل: يا غلام نعم المركب ركبت، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«و نعم الراكب هو» (6)[3216].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد، أنا أبو بكر الشافعي، حدثني عبد اللّه بن ياسين، نا الزيادي، نا معتمر، عن أبيه، عن أبي عثمان،

ص: 217


1- بالأصل:«أنا أبو محمد نا أبي أبو الحسن علي بن محمد الجوهري». و في المطبوعة:«أنبأنا أبو محمد، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسن علي..». و فيهما جميعا تحريف و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي محمد الحسن بن علي الجوهري في سير الأعلام 68/18.
2- ترجمته في سير الأعلام 525/15.
3- سير الأعلام 256/3 و انظر تخريجه فيه. و بالأصل «الحمل حملكما» و المثبت عن السير و المطبوعة ص 93.
4- الكامل لابن عدي 259/5 في ترجمة عيسى بن عبد اللّه بن سليمان.
5- الزيادة عن ابن عدي للإيضاح.
6- الحديث في سير الأعلام 257/3 و انظر تخريجه فيه.

عن أسامة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقعده على فخذه و يقعد الحسن على الفخذ الأخرى ثمّ يضمّهما و يقول:«اللّهمّ ارحمهما فإني أرحمهما»[3217].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب ح.

و أنا أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا و أبو محمد عبد اللّه بن محمّد، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (1)، حدثني أبي، نا تليد بن سليمان، نا أبو الجحّاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال:

نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن الحصين: النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - إلى عليّ و الحسن و الحسين و فاطمة فقال:«أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم»[3218].

رواه الهيثم بن جميل و أحمد بن حاتم الطويل عن تليد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ [أنا] (2) أحمد بن محمّد التميمي - بالكوفة - نا المنذر بن محمّد بن المنذر، نا أبي، حدثني عمي الحسين بن سعيد بن الجهم، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، قال: إنّي لعند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذ مرّ علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنا حرب لمن حاربهم سلم لمن سالمهم»[3219].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، نا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ الإمام، نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن أبي الرّجال الصالحي، نا أبو فروة، نا أبو بشر البصري، نا علي بن قادم، و مالك بن إسماعيل، قالا: نا أسباط بن نصر، عن السدّي، عن صبيح مولى أمّ سلمة، عن زيد بن أرقم: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين:«أنا حرب لمن حاربهم، و سلم لمن سالمهم»[3220].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّصي (3)،نا أحمد بن محمّد بن محمّد الباغندي، نا محمّد بن علي بن خلف

ص: 218


1- مسند الإمام أحمد 442/2 و نقله الذهبي في سير الأعلام 257/3-258 نقلا عن أحمد، و انظر أيضا تخريجه فيه.
2- زيادة للإيضاح.
3- كذا.

العطار، نا الحسن بن صالح بن أبي الأسود، نا سليمان بن قرم، عن أبي الجحّاف، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن صبيح، عن جده، عن زيد بن أرقم، قال: وقف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على بيت فيه علي و فاطمة و حسن و حسين فقال:«أنا حرب لمن حاربتم، سلم لمن سالمتم (1)»[3221].

أخبرنا أبو القاسم علي إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا يحيى بن أبي طالب، نا الليث بن سعد بن منصور، نا محمّد بن مصفّى الحمصي أبو عبد اللّه، عن بقية بن الوليد عن يحيى (2) بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«الحسن مني و الحسين من علي» (3)[3222].

أخبرناه عاليا أبو علي الحداد في كتابه،- ثمّ حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه - أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهّاب، نا أبي ح.

قال: و حدثنا عثمان بن خالد بن عمرو السّلمي الحمصي، نا أبي ح.

قال: و نا إبراهيم بن محمّد بن غرف، نا محمّد بن مصفّى، قالوا: نا بقية بن الوليد عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«حسن مني و الحسين من علي»[3223].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن حميد بن المجدّر (4)،نا محمّد بن حميد، نا هارون بن المغيرة، عن عنبسة، عن الزبير بن عدي، عن عبد اللّه بن أبي لبيد، عن البراء بن عازب، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم للحسن أو الحسين:«هذا مني و أنا منه، و هو يحرم عليه ما يحرم عليّ »[3224].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان و أحمد بن

ص: 219


1- غير واضحة بالأصل، تقرأ «سالمتم» و تقرأ «سالمكم».
2- كذا بالأصل و المطبوعة ص 100 و هو خطأ و الصواب «بحير» كما في سير الأعلام 258/3 و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 266/1 (وقع فيه: بحير بن سعيد) أبو خالد الحمصي روى عن خالد بن معدان.. و عنه: و بقية ابن الوليد.
3- الحديث في سير الأعلام 258/3 قال الذهبي: رواه ثلاثة عنه، و إسناده قوي.
4- بالأصل «المحذر» و الصواب ما أثبت، ترجمته باسم: محمد بن هارون بن حميد بن المجدر، أبو بكر البغدادي في سير الأعلام 436/14.

محمّد بن إبراهيم القصاري ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد اللّه الأنماطي، نا يحيى بن أبي طالب، أنا بكر بن بكّار، نا عبد اللّه بن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: كنت أمشي مع الحسن بن علي في بعض طرق المدينة، فلقيه أبو هريرة فقال له: أرني أقبّل منك حيث رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقبّل، فقال بقميصه (1) قال: فقبّل سرّته (2).(3) أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي، أنا أبو بكر، نا عبد اللّه (4)، حدثني أبي، نا إسماعيل - يعني - ابن عليّة، عن ابن عون (5)،عن عمير بن إسحاق، قال: رأيت أبا هريرة لقي الحسن بن علي فقال له: اكشف عن بطنك حيث رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقبّل منه قال: فكشف عن بطنه، فقبّله.

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا عبد الرّحمن بن أحمد، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن ابن عون، عن عمير (6) بن إسحاق، قال: رأيت أبا هريرة، قال للحسن بن علي: أرني المكان الذي قبّله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فرفع قميصه فقبّل سرّته.

و أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا و أبو محمّد بن شاتيل، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه

ص: 220


1- أي رفع قميصة.
2- الخبر بهذا اللفظ في سير أعلام النبلاء 258/3.
3- ثمة خبر سقط من الأصل، قبل هذا الحديث نستدركه عن الترجمة المطبوعة ص 102 و نصه: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب ح. و أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البناء، و أبو محمد عبد اللّه بن محمد قالوا: أنبأنا أبو محمد، قال: أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا محمد بن أبي عدي: عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال: كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة فقال [للحسن:] أرني أقبّل منك حيث رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقبّل.[قال عمير:] فقال بقميصه، قال: فقبّل سرّته.
4- مسند الإمام أحمد 493/2.
5- تقرأ بالأصل «عوف» بالفاء، و الصواب: عون، كما في المسند.
6- بالأصل:«عمير عن عيسى بن إسحاق» و الصواب ما أثبت قياسا للروايات السابقة، و للمطبوعة ص 103.

البصري، نا أبو عاصم - و هو الضحاك بن مخلد - عن ابن عون عن (1) عمير بن إسحاق أن أبا هريرة لقي الحسن - يعني - ابن علي بن أبي طالب فقال: ارفع ثوبك حتى أقبّل حيث رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقبّل، فرفع عن بطنه فوضع فمه على سرّته.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (2)،حدثني أبي، نا هاشم بن القاسم، نا حريز (3) عن (4) عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي (5)،عن معاوية قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يمص لسانه - أو قال شفتيه يعني الحسن بن علي - و إنه لن يعذّب لسان أو شفتان مصّهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم المدائني - إملاء - نا أحمد بن بديل الأيامي، نا مفضّل بن صالح، نا جابر، عن أبي جعفر، قال: بينما الحسن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذ عطش فاشتد ظمأه فطلب له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ماء فلم يجد فأعطاه لسانه فمصّه حتى روي.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد (6)،نا الحسين بن إسحاق التّستري، نا يوسف بن سلمان المازني، نا حاتم بن إسماعيل، نا سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن إسحاق بن أبي حبيبة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، عن أبي هريرة: أن مروان بن الحكم أتى أبا هريرة في مرضه الذي مات فيه فقال مروان لأبي هريرة: ما وجدت عليك في شيء منذ اصطحبنا إلاّ في حبك الحسن و الحسين قال: فتحفّز أبو هريرة فجلس فقال: أشهد لقد خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى إذا كنّا ببعض الطريق، سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صوت الحسن و الحسين و هما يبكيان - و هما مع أمّهما - فأسرع السّير حتى أتاهما فسمعته يقول:«ما شأن ابنيّ ؟» فقالت: العطش

ص: 221


1- بالأصل «بن» خطأ.
2- مسند الإمام أحمد 93/4.
3- بالأصل و المطبوعة و المسند «جرير» و هو خطأ و الصواب ما أثبت و هو حريز بن عثمان، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 465/1.
4- بالأصل «بن» خطأ، و المثبت يوافق عبارة المسند.
5- بالأصل «الحرشي» و المثبت عن المسند.
6- المعجم الكبير للطبراني 43/3.

قال: فأخلف (1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى شنّة (2) يتوضّأ بها فيها ماء، و كان الماء يومئذ أغدارا (3) و النّاس يريدون الماء فنادى:«هل أحد منكم معه ماء»؟ فلم يبق أحد إلاّ أخلف يده إلى كلاله يبتغي الماء في شنّه فلم يجد أحدهم قطرة فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ناوليني أحدهما» فناولته إيّاه من تحت الخدر، فرأيت بياض ذراعيهما حين ناولته فأخذه فضمه إلى صدره و هو يصغو ما يسكت فأدلع له لسانه فجعل يمصّه حتى هدأ و سكن فلم أسمع له بكاء، و الآخر يبكي كما هو ما يسكت فقال:«ناوليني الآخر» فناولته إيّاه ففعل به كذلك، فسكت فلم أسمع لهما صوتا، ثم قال:«سيروا» فصدعنا يمينا و شمالا عن الظعائن حتى لقيناه على قارعة الطريق، فأنا لا أحبّ هذين ؟ و قد رأيت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[3225]؟.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن بن عبد الرّحمن الحرّاني الحافظ ، أنا محمّد بن سفيان المصّيصي ح.

و أخبرناه عاليا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور، نا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد الحافظ ، أنا أبو يوسف محمّد بن سفيان الصّفار - بالمصّيصة-، نا اليمان بن سعيد، نا الحارث بن عطية، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن أنس قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يفرّج بين رجلي الحسن و يقبّل ذكره.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمد عبد اللّه بن محمد، قالوا: أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه (4) حدّثني أبي، نا وكيع، نا حماد بن سلمة، عن محمد [يعني ابن زياد] (5)عن (6) أبي هريرة قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حامل الحسن بن علي على عاتقه و لعابه يسيل عليه.

ص: 222


1- كذا بالأصل.
2- الشنة بهاء القربة الخلق الصغيرة ج شنان (القاموس).
3- في المطبوعة:«أعزازا» و في المختصر «إعذارا» كالأصل.
4- مسند الإمام أحمد 447/2.
5- الزيادة للإيضاح عن مسند أحمد.
6- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت كما في المسند.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن هارون بن حميد البيع - إملاء، نا الحسن بن حمّاد سجّادة، نا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن سفيان بن عيينة، عن أبي موسى، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يمصّ لعاب الحسن و الحسين كما يمصّ الرجل التمرة.

قال: و أنا ابن شاهين نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن علي الخراز (1)،نا الحسن بن حمّاد الوراق، نا يحيى بن يعلى، عن سفيان، عن أبي موسى، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يمصّ لعاب الحسن و الحسين كما يمص الرجل التمرة.

قال ابن شاهين: و هذا حديث غريب تفرد به يحيى بن يعلى الأسلمي، عن سفيان بن عيينة [لا أعلم حدّث به عنه غيره، و يحيى بن يعلى مات قبل سفيان] (2) بسبع عشرة سنة، مات يحيى بن يعلى سنة ثمانين و مائة، و مات سفيان بن عيينة سنة سبع و تسعين و مائة، و قد حدث يحيى بن يعلى بهذا الحديث عن أبي موسى نفسه و لم يذكر فيه سفيان بن عيينة.

و الذي عندنا - و اللّه أعلم - أن هذا حديث صحيح من الوجهين جميعا، و ذلك أنه لعله سمعه يحيى بن يعلى عن سفيان بن عيينة قديما في حياة أبي موسى ثم سمعه بعد ذلك عن أبي موسى و هذا يكون كثيرا في الحديث.

أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد، عن حمّاد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: اتخذ (3) الحسن و الحسين عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجعل يقول:«هي يا حسن خذ يا حسن». فقالت عائشة: تعين الكبير على الصّغير؟ فقال:«إن جبريل يقول: خذ يا حسين»[3226].

حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي المؤدب - لفظا بنيسابور - أنا

ص: 223


1- كذا رسمها، و في المطبوعة:«الحرار».
2- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة ص 108.
3- كذا رسمها بالأصل، و في المطبوعة:«انتجد» و في الحاشية: انتجدا، تسابقا و تصارعا. و في اللسان: اتخذ القوم يأتخذون ائتخاذا و ذلك إذا تصارعوا.

أبو بكر أحمد بن علي الأديب، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، حدثني محمّد بن صالح بن هانئ، نا الفضل بن محمّد الشعراني، نا كثير بن يحيى، نا سعيد بن عبد الكريم، و أبو عوانة، عن أبي الجحّاف داود بن أبي عوف، عن عبد الرّحمن بن أبي ذئاب، حدثني عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، حدثني أبو سعيد الخدري: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دخل على ابنته فاطمة و ابناها إلى جانبها (1) و علي نائم، فاستسقى الحسن فأتى [رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم] (2)ناقة لهم تحلب فحلب منها، ثم جاء به فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتى بكى فقال:

«يشرب أخوك ثم تشرب» فقالت فاطمة: كأنه آثر عندك منه ؟ قال:«ما هو بآثر عندي منه، و إنهما عندي بمنزلة واحدة، و إنّك و هما و هذا المضطجع معي في مكان واحد يوم القيامة»[3227].

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن علي الأسترآباذي قاضي الرّي - بها - أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن عمر بن علي بن زنبور الكاغدي، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا محمّد بن إدريس أبو حاتم الرازي و أحمد بن أبي بكر المقدّمي، قالا: نا أبو عون محمّد بن عون الزيادي، نا محمّد بن ذكوان، نا منصور بن المعتمر، عن إبراهيم بن يزيد، عن علقمة، عن ابن مسعود: أنه كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذ مرّ الحسن و الحسين و هما صبيان، فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم:«هاتوا ابنيّ أعوّذهما بما عوّذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل و إسحاق»[3228].

فضمّهما إلى صدره و قال:«أعيذكما بكلمات اللّه التّامة من كل شيطان و هامّة، و من كل عين لامّة» (3)[3229].

و كان إبراهيم النخعي يستحب أن تواصل هؤلاء الكلمات بفاتحة الكتاب.

و قال منصور: تعوّذ بها، فإنها تنفع من العين و الفزعة، و من الحمّى و من كلّ وجع (4).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر

ص: 224


1- المطبوعة ص 110 جانبيها.
2- زيادة عن المطبوعة للإيضاح، و هي مستدركة فيها أيضا على الأصل.
3- الهامّة: من طير الليل و هو الصدى. و اللامّة: العين المصيبة بسوء.
4- كذا بالأصل.

و محمّد بن عمر النّرسي، قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا عثمان بن سعيد، نا حمّاد الحداد أبو عمر (1)،و حدّثني يحيى بن غياث الحبّال، نا الحسين بن عمرو بن محمّد العنقزي، نا خلاّد، عن قيس، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثّاب، عن ابن عمر، قال: كان على الحسن و الحسين تعويذان فيهما زغب من زغب جناح جبريل.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي - بها-، أنا أبو الفضائل محمّد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس بأصبهان، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن محمّد بن عبد اللّه، نا عيسى بن سليمان الوراق، نا داود بن عمرو الضّبّي، نا موسى بن محمّد بن جعفر الصّادق، عن أبيه، عن جده قال: قال الحسن بن علي بن أبي طالب رأيت عيسى بن مريم عليه الصّلاة و السّلام في النوم فقلت: يا روح اللّه، إني أريد أن أنقش على خاتمي فما أنقش عليه ؟ قال:«انقش عليه لا إله إلاّ اللّه الحق المبين»، فإنه يذهب الهمّ و الغمّ .

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس (2)،أنا محمّد بن عبد اللّه بن يحيى (3) ابن أخي ميمي و أحمد بن محمّد بن دوست ح.

قال شجاع: و أنا علي بن أحمد الملطي، أنا ابن دوست، قالا: أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا أحمد بن بشير، عن عبد اللّه بن مستورد الأنصاري، عن محمّد بن سيرين، قال: نظر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى الحسن بن علي فقال:«يا بنيّ ، اللهمّ سلّمه و سلّم منه»[3230].

أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم بن الحسن، أنا الحسن بن علي بن عبد الواحد ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن البري و أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات ح.

ص: 225


1- في المطبوعة:«أنبأنا عثمان بن سعيد بن حماد أبو عمر».
2- بعدها في المطبوعة ص 114 «أنبأنا محمد بن علي بن الفتح» و انظر ترجمته في سير الأعلام 48/18 و تاريخ بغداد 107/3. و انظر ترجمة ابن أخي ميمي في سير الأعلام 564/16 و تاريخ بغداد 465/5. فلعل العبارة الساقطة سهو من الناسخ. و وجودها في السند ضروري.
3- «بن يحيى» ليس في عامود نسبه في مصادر ترجمته، راجع الحاشية السابقة.

و أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سلامة بن يحيى الأبّار، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، قالا: نا أبو الفضل بن الفرات، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن المقابري، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا فطر بن خليفة، عن كثير النوّاء قال: سمعت عبد اللّه بن مليل يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنه لم يكن نبي قبلي إلاّ قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، و إني أعطيت أربعة عشر: حمزة، و جعفر، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و حسن، و حسين، و عبد اللّه بن مسعود، و أبو ذرّ، و المقداد، و حذيفة، و عمّار و سلمان»[3231].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، أنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، أنا يحيى بن عثمان - يعني ابن صالح - نا سعيد بن كثير بن عفير (1)،نا الفضل بن المختار، عن أبان بن أبي عيّاش، عن أنس بن مالك.

قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يقومنّ أحد من مجلسه إلاّ للحسن أو الحسين أو ذرّيتهما»[3232].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه - هو - القواريري، نا حمّاد بن مسعدة، عن المنذر بن ثعلبة، عن علباء بن أحمر، قال: قال علي بن أبي طالب: خطبت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ابنته فاطمة قال: فباع علي درعا له، و بعض ما باع من متاعه، فبلغ أربع مائة و ثمانين درهما.

قال: و أمر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن يجعل ثلثيه في الطّيب و ثلثه في الثياب - و قال ابن حمدان: في ثياب - و مجّ في جرّة من ماء و أمرهم أن يغتسلوا به. قال: و أمرها أن لا تسبقه برضاع ولدها، قال: فسبقته برضاع الحسين و أمّا الحسن (2) فإنه صلّى اللّه عليه و سلّم صنع في فيه شيئا لا يدرى ما هو فكان - و قال ابن المقرئ قال: فكان - أعلم الرجلين.

ص: 226


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 74/4 (ط . الهند).
2- في المطبوعة:«برضاع الحسن، و أما الحسين.» و الأصل مثل عبارة مختصر ابن منظور 19/7.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا محمّد بن أحمد الشطوي، نا محمّد بن يحيى بن ضريس، نا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبي عن أبيه، عن جده، عن علي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنا و فاطمة و الحسن و الحسين مجتمعون (1):

هذه فاطمة و هذان الحسن و الحسين و من أحبّهما يوم القيامة في الجنة يأكل و يشرب (2)حتى يفرّق بين العباد»[3233].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن حوثي (3)،نا أبي، نا عبد الملك الذّمّاري، عن هشام بن (4) محمّد بن عمارة، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين في بيت، فاستسقى الحسن فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في جوف الليل فسقاه، فسأله الحسين فأبى أن يسقيه فقيل: يا رسول اللّه كأن حسنا أحبّ إليك من حسين ؟ قال:«لا و لكنه استسقاني قبله» ثم قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا فاطمة أنا و أنت و هذين و هذا الراقد - لعليّ - في مقام واحد يوم القيامة» (5)[3234].

كذا أخرجه ابن مندة في باب الكنى، و أبو فاختة هو سعيد بن علاقة يروي عن علي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى نا إبراهيم بن سعيد - زاد ابن حمدان: الجوهري - نا حسين بن محمّد، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة، عن علي، قال: قال

ص: 227


1- كذا بالأصل.
2- في المطبوعة ص 117 نأكل و نشرب.
3- كذا بالأصل و المطبوعة و بحاشيتها عن نسخة:«جوني أو جوئي».
4- بالأصل «عن» خطأ و الصواب ما أثبت.
5- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 258/3 عن أبي فاختة عن علي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و انظر تخريجه فيه.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لفاطمة:«إنّي و إيّاك و هذا - يعنيني - و هذين: الحسن و الحسين يوم القيامة في مكان واحد»[3235].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا عبد اللّه [بن علي] (2) بن محمّد القرشي، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن مطرف الجرّاحي، نا محمّد بن الحسن بن سعيد بن أبان الهمذاني، نا أحمد بن محمّد بن حجاج - يعني ابن رشدين ح، قال: و أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا ابن رشدين، نا حميد بن علي البجلي، نا ابن لهيعة، عن أبي عشّانة، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لما استقر أهل الجنة، في الجنة: قالت الجنة يا ربّ أ ليس وعدتني أن تزيّني بركنين من أركانك ؟ قال: أ لم أزينك بالحسن و الحسين ؟ قال: فماست الجنة ميسا كما تميس العروس»[3236].

قال الخطيب: لفظ الجرّاحي و حديثه أتم.

و روي عن ابن لهيعة عن أبي عشّانة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرسلا. و بعض الناس رواه عن ابن لهيعة، عن أبي عشّانة قال: بلغني، فذكر هذا الحديث من غير أن يرفعه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه - و حدثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي بن حمد عنه - أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن محمّد في جماعة، قالوا: نا محمّد بن علي بن مخلد، نا إسماعيل بن عمرو، نا موسى بن عمارة بن (3) أبي هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ألا إنّ الحسن بن علي قد أعطي من الفضل ما لم يعط أحد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل اللّه»[3237].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو بكر بن ريذة (4)،أنا سليمان بن أحمد، نا

ص: 228


1- تاريخ بغداد 238/2 في ترجمة محمد بن الحسين بن أبي جعفر الهمذاني.
2- استدركت عن هامش الأصل.
3- في المطبوعة:«عن» و أبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
4- بالأصل:«زبدة» و الصواب ما أثبتناه و قد مرّ كثيرا.

محمّد بن عبد اللّه بن عرس (1) المصري، نا أحمد بن محمّد اليماني (2)،نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: صلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صلاة العصر فلمّا كان في الرابعة أقبل الحسن و الحسين حتى ركبا على ظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلمّا سلّم وضعهما بين يديه، و أقبل الحسن فحمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحسن على عاتقه الأيمن و الحسين على عاتقه الأيسر، ثم قال:«أيّها الناس أ لا أخبركم بخير الناس جدّا و جدّة أ لا أخبركم بخير الناس عمّا و عمّة ؟ أ لا أخبركم بخير الناس خالا و خالة ؟ أ لا أخبركم بخير الناس أبا و أما؟ الحسن و الحسين جدّهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و جدّتهما خديجة بنت خويلد، و أمّهما فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبوهما علي بن أبي طالب و عمّهما جعفر بن أبي طالب، و عمّتهما أمّ هانئ بنت أبي طالب، و خالهما القاسم بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و خالاتهما زينب و رقية و أمّ كلثوم بنات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، جدّهما في الجنّة، و أبوهما في الجنّة، و أمّهما في الجنّة، و عمّهما في الجنة، و عمّتهما في الجنة، و خالاتاهما في الجنة، و هما في الجنة و من أحبّهما في الجنة»[3238].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدار قطني، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم السرار، حدثتني سمانة بنت حمدان بن الوضّاح بن حسان الأنباريّة قالت: حدثني أبي عن عمرو بن زياد اليوناني (3)،حدثني عبد العزيز بن محمّد، نا زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن فاطمة و عليا و الحسن و الحسين في حظيرة القدس في قبّة بيضاء سقفها عرش الرّحمن»[3239].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا أبو منصور شجاع بن علي المصقلي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا سهل بن السري، نا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن شريح، نا عمرو بن محمّد، نا إبراهيم بن حمزة الزبيري، نا إبراهيم بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدته زينب بنت أبي رافع قالت: رأيت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أتت بابنيها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في شكواه الذي توفي فيه فقالت: يا

ص: 229


1- في المطبوعة: عرش، بالشين المعجمة.
2- كذا، و في سير الأعلام 423/9 «اليمامي».
3- كذا بالأصل، و في المطبوعة ص 122 «الثوباني» نقلا عن لسان الميزان.

رسول اللّه هذان ابناك فورّثهما فقال:«أمّا حسن فإن له هيبتي و سؤددي، و أما حسين فإن له جرأتي و جودي»[3240].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر، نا زيد بن الحبّاب - و قال ابن حمدان: بن حباب - نا محمّد بن صالح التمّار المديني، نا محمّد بن مسلم بن أبي مريم، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: كنا مع أبي هريرة إذ جاء الحسن بن علي، فسلّم فرددنا عليه و لم يعلم أبو هريرة فمضى، فقلنا: يا أبا هريرة هذا الحسن بن علي قد سلّم - و في حديث ابن حمدان: فسلّم - علينا قال: فتبعه فلحقه قال: و عليك السلام يا سيّدي قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنه سيّد»[3241].

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ح.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، قالا: أنا أبو منصور محمّد و أبو عبد اللّه أحمد ابنا الحسين (1) بن سهل بن خليفة بن الصباح (2)البلديان - ببلد (3)-قالا: أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام - ببلد - نا علي بن حرب الطائي، نا زيد بن الحبّاب، حدثني محمّد بن صالح، حدثني مسلم بن أبي مريم، عن سعيد المقبري، قال: كنا مع أبي هريرة فجاء الحسن بن علي فسلم عليه و أبو هريرة لا يعلم، فقلنا: يا أبا هريرة هذا الحسن بن علي سلّم علينا فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنه لسيّد»[3242].

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا:

أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا يحيى بن معين، نا يحيى بن سعيد الأموي، عن الحسن، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم للحسن:«إن ابني هذا سيّد

ص: 230


1- في المطبوعة ص 124 «الحسن» و المثبت يوافق ما ورد في الأنساب (البلدي).
2- في الأنساب عن ابن ماكولا: الصياح بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
3- بلد: بلدة تقارب الموصل يقال لها بلد الحطب (الأنساب).

يصلح اللّه عز و جل به بين فئتين من المسلمين» (1)[3243].

قال: و أنا أبو الحسن الحربي، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، نا محمّد بن حميد، نا عبد الرّحمن بن مغراء (2)،عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن ابني هذا سيّد - يعني - الحسن بن علي، و ليصلحن اللّه على يديه بين فئتين من المسلمين عظيمتين»[3244].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (3)،حدثني أبي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، أخبرني من سمع الحسن يحدث عن أبي بكرة، قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يحدّثنا يوما و الحسن بن علي في حجره، فيقبل على أصحابه فيحدثهم ثم يقبل على الحسن فيقبّله ثم قال:«إن ابني هذا سيّد، إن يعش يصلح بين طائفتين من المسلمين»[3245].

كذا رواه معمر و لم يسمّ الذي حدثه به، عن الحسن. و قد رواه جماعة عن الحسن منهم أبو موسى إسرائيل البصري، و يونس بن عبيد، و منصور بن زاذان، و علي بن زيد، و هشام بن حسان، و أشعث بن سوار، و المبارك بن فضالة، و عمرو بن عبيد القارئ.

فأمّا حديث أبي (4) موسى:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب ح.

و أخبرناه أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (5)، حدثني أبي، نا سفيان، عن أبي موسى - زاد ابن المذهب: و يقال له إسرائيل - قال:

سمعت الحسن قال: سمعت أبا بكرة - و قال سفيان مرة: عن أبي بكرة - قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على المنبر و حسن معه و هو يقبل على الناس مرة و [يقبل] (6) عليه مرة،

ص: 231


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 259/3.
2- بالأصل «معرا» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 274/6 (ط . الهند).
3- الحديث في مسند أحمد 47/5.
4- بالأصل «أبو».
5- مسند الإمام أحمد 37/5.
6- زيادة عن المسند.

و يقول:«إن ابني هذا سيّد و لعل اللّه»- زاد ابن المذهب: أن، و قالا-«يصلح به بين فئتين من المسلمين»[3246].

و أخبرناه أبو نصر بن رضوان و أبو غالب و أبو محمد قالوا: أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن إبراهيم بن يسار الرمادي (1)،نا سفيان، عن أبي موسى، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ح.

و أخبرناه أبو سعد عبد اللّه بن أسعد أبو (2) أحمد الصوفي، أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصّرّام (3)،أنا أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي، نا يونس بن عبد الأعلى، و علي و أحمد، ابنا حرب، قالوا: حدثنا سفيان، نا أبو موسى قال:

سمعت الحسن يحدث عن أبي بكرة قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على المنبر و الحسن بن علي إلى جنبه و هو ينظر إلى الناس نظرة و إليه نظرة و يقول:«إن ابني هذا سيّد و لعل اللّه تعالى أن يصلح به بين فئتين من المسلمين»[3247].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان، و أحمد بن محمد القصاري ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن زنجويه، نا ابن عيينة، عن أبي موسى، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على المنبر و حسن معه و هو يقبل على الناس مرة و عليه مرة، و قال:«إن ابني هذا سيّد و لعلّ اللّه [تعالى] (4) أن يصلح به بين فئتين من المسلمين»[3248].

و أخبرتناه أمّ المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا سفيان بن عيينة، عن أبي موسى، عن

ص: 232


1- في المطبوعة: إبراهيم بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبد اللّه بن إبراهيم بن بشار الرمادي.
2- كذا و لعله خطأ، ففي فهارس شيوخه (المطبوعة 428/7) عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان، أبو سعد النسوي.
3- انظر ترجمته في سير الأعلام 483/18 و في المطبوعة: محمد بن عبيد اللّه بن محمد الصرام.
4- عن المطبوعة ص 127.

الحسن، عن أبي بكرة، قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن ابني هذا سيّد و لعل اللّه [تعالى] (1) أن يصلح به بين فئتين من المسلمين». قال زهير: يعني الحسن[3249].

و أخبرناه أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا يوسف بن عمر القوّاس، نا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول (3) القاضي - إملاء، من لفظه سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، نا الحسن بن الصباح البزار، نا سفيان يعني ابن عيينة، عن أبي موسى، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على المنبر و حسن معه و هو يقبل على الناس مرة و عليه مرة و قال:«إن ابني هذا سيّد و لعل اللّه عز و جل أن يصلح به بين فئتين من المسلمين»[3250].

و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا نصر بن علي، نا سفيان بن عيينة، عن أبي موسى، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على المنبر و حسن معه يقبل على الناس مرة و عليه مرة و يقول:«إنّ ابني هذا سيّد و لعل اللّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين»[3251].

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحميدي و سعيد بن منصور، قالا: نا سفيان، نا إسرائيل بن (4) موسى فذكره.

قال سفيان: قوله:«بين فئتين من المسلمين» يعجبنا جدا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن علي، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل قال: سمعت علي بن المديني يقول: أبو موسى الذي

ص: 233


1- عن المطبوعة ص 127.
2- بالأصل و المطبوعة:«المرزقي» تحريف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 497/14.
4- كذا بالأصل «بن»، و قد مرّ. و هو أبو موسى البصري، إسرائيل بن موسى، نزيل الهند، ترجمته في تهذيب التهذيب 167/1 و في المطبوعة هنا: إسرائيل أبو موسى.

روى عنه ابن عيينة - قال - أبو موسى هذا إسرائيل بن موسى، روى عنه سفيان بن عيينة و حسين [بن علي] (1) الجعفي.

قال علي: قال يحيى بن سعيد: قد رأيته و لم أحمل عنه. قال علي: أراه يعني رآه قديما.

و أمّا حديث يونس و منصور.

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّصي (2)،نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الرّبيع بن سليمان، نا عبد الرّحمن بن شيبة، نا و أخبرنا أبو سعد الطبيب، نا أبو الفضل الصّرّام، أنا أبو عمر البسطامي، أنا أحمد بن عبد الرّحمن، أنا الربيع بن سليمان، أنا عبد الرّحمن بن شيبة الحزامي، أنا هشيم، عن يونس و منصور، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على المنبر و معه الحسن بن علي و هو يقول:«إن ابني هذا سيّد و إن اللّه تعالى سيصلح على يديه بين فئتين عظيمتين من المسلمين»[3252].

و أمّا حديث علي و هشام.

فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الأموي، نا أبو أيوب صاحب البصري، نا حمّاد بن زيد، عن علي بن زيد، و هشام، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: بينا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يخطب جاء الحسن حتى صعد المنبر فقال:

«إن ابني هذا سيّد و إن اللّه سيصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين»[3253].

قال: فنظر إليهم أمثال الجبال في الحديد قال: أضرب هؤلاء بعضهم بعضا في ملك من ملك الدنيا لا حاجة لي به.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، قال: و أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب، نا أبو الربيع و مسدّد - و اللفظ لأبي الربيع - نا حمّاد بن زيد، نا علي بن زيد،

ص: 234


1- الزيادة عن تهذيب التهذيب(167/1 ترجمة إسرائيل) للإيضاح.
2- كذا، و قد مرّ «المخلص».

عن الحسن، عن أبي بكرة قال: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يخطب أصحابه يوما إذ جاء الحسن بن علي فصعد المنبر (1) إليه فضمه إليه و قال:«ألا إن ابني هذا سيّد و إن اللّه عز و جل لعله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين» (2)[3254].

و أمّا حديث الأشعث.

فأخبرتنا به أمّ المجتبى، قالت: قرئ على إبراهيم، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو موسى، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، أنا الأشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم للحسن بن علي:«إنّ ابني هذا سيد و إني أرجو أن يصلح اللّه به بين فئتين من أمّتي»[3255].

و أخبرناه أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن يسار (3)،نا صفوان، نا الأشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: صعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المنبر فقال:«إن ابني هذا سيّد - يعني الحسن بن علي - يصلح اللّه به بين فئتين من المسلمين»[3256].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو القاسم علي بن المؤمل الماسرجسي، نا محمّد بن يونس القرشي، نا الأنصاري، نا أشعث بن عبد الملك، عن الحسن، عن أبي بكرة، أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن ابني هذا سيّد - يعني الحسن بن علي - و إني أرجو أن يصلح اللّه تعالى (5) به بين فئتين من المسلمين»[3257].

و أمّا حديث المبارك.

فأخبرناه أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا العباس الدوري، نا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن محمّد بن راشد، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: حدثني - أو حدثنا - أبو بكرة أن

ص: 235


1- في الدلائل النبوة للبيهقي: فصعد إليه المنبر.
2- الحديث في دلائل النبوة للبيهقي 443/6.
3- بحاشية المطبوعة ص 131 عن إحدى النسخ: محمد بن بشار.
4- دلائل النبوة للبيهقي 443/6.
5- لفظة «تعالى» ليست في دلائل البيهقي.

النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يصلّي، فجاء الحسن فركب على ظهره، فقيل له: إنك تصنع بهذا شيئا ما رأيناك تصنع بأحد؟ فقال:«إن ابني هذا سيّد و يصلح اللّه [به بين فئتين من المسلمين]» (1)[3258].

قال الحسن: فما أهريق في ولايته محجمة من دم.

كذا قال، و هاشم بن القاسم إنما يرويه عن المبارك نفسه، و محمّد بن راشد مزيد فيه.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (2)،حدثني أبي، نا هاشم، نا المبارك، نا الحسن، نا أبو بكرة، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصلّي بالناس، و كان الحسن بن علي عليهما السلام يثب على ظهره إذا سجد، ففعل ذلك غير مرة فقالوا له: و اللّه إنك لتفعل بهذا شيئا ما رأيناك تفعله بأحد؟ - قال المبارك: فذكر شيئا ثم قال-: «إن ابني هذا سيّد و سيصلح اللّه تبارك و تعالى به فئتين من المسلمين»[3259].

فقال الحسن (3):و اللّه و اللّه (4)،بعد أن ولي لم يهراق في خلافته ملء محجمة من دم.

و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، أنا عفان بن مسلم، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي بكرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يصلّي فإذا سجد وثب الحسن على ظهره - أو على عنقه - فرفع رأسه رفيقا لئلا يصرع، ففعل ذلك غير مرة فلما قضى صلاته قالوا: يا رسول اللّه رأيناك تصنع شيئا ما رأيناك صنعته ؟ قال:«إنه ريحانتي من الدنيا و إن ابني هذا سيّد و عسى اللّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» يعني الحسن بن علي[3260].

و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة.

ص: 236


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الروايات السابقة.
2- مسند الإمام أحمد 44/5.
3- يعني الحسن بن أبي الحسن البصري، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 481/1.
4- كذا بالأصل مكررة.

و أخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، قالا: نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن الجعد، أنا مبارك، عن الحسن، عن أبي بكرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن ابني هذا سيد عسى اللّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» يعني الحسن بن علي[3261].

و أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النّسفي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد الغنجار (1)،نا خلف بن محمّد، نا سهل بن يسار شاذويه، نا هارون بن الأشعث أبو عمران الهمداني، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، نا مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: حدثني أبو بكرة قال: جاء الحسن بن علي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو صغير و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصلّي و كان إذا سجد صعد على ظهره فيضعه وضعا رفيقا فلما صلّى ضمّه إليه و جعل يقبّله فقلنا للنبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: رأيناك تصنع بالحسن ما لم تكن تصنعه فيما مضى. فقال:«إن ابني هذا ريحانتي من الدنيا، و إنّ ابني هذا سيّد و عسى اللّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين»[3262].

و أخبرتنا به أمّ المجتبى، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا هدبة بن خالد أبو خالد، نا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يصلي و كان الحسن بن علي إذا سجد وثب على عنقه - أو على ظهره - فرفعه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رفعا رفيقا، فيفعل (2) ذلك غير مرة فلما انصرف ضمّه إليه و قبّله فقالوا: يا رسول اللّه إنك صنعت اليوم بالحسن شيئا ما رأيناك صنعت (3) به ؟ فقال:«إنه ريحانتي من الدنيا و إن ابني هذا سيد و عسى اللّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين»[3263].

قال الحسن: فما عدا أن ولي ما أهريق فيما كان من أمره محجمة دم.

و أمّا حديث عمرو.

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن مسعدة، نا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو

ص: 237


1- في المطبوعة: العنجار بالعين المهملة تصحيف، و انظر ترجمته في سير الأعلام 304/17.
2- كذا، و لعل الصواب: ففعل.
3- في المطبوعة: صنعته به.

أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ (1)،نا أحمد بن موسى بن الفضل بن معدان الحرّاني، نا عمرو بن هشام، نا محمّد بن سلمة، عن ابن (2) إسحاق، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: كان (3) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يصلّي الضحى فجاء الحسن و هو غلام فلمّا سجد النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم ركب على ظهره و كأني انظر إلى رجليه يقلبهما (4) على ظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلمّا رفع رأسه من السجود أخذه أخذا رفيقا حتى وضعه بالأرض فلما فرغ من صلاته أقبل عليه بوجهه يقبّله فقال له رجل: أ تفعل هذا بهذا الغلام ؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن ابني ريحانتي من الدنيا و إنه سيّد، و عسى اللّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين»[3264].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدثني موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب لما دوّن الديوان (5) و فرض العطاء ألحق الحسن و الحسين بفريضة أبيهما مع أهل بدر لقرابتهما من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ففرض لكل واحد منهما خمسة آلاف درهم.

قال و نا محمّد بن سعد، أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا قطري الخشاب مولى طارق، نا مدرك أبو (6) زياد قال: كنا في حيطان ابن عباس فجاء ابني (7) عباس و حسن و حسين فطافوا في البستان فنظروا ثم جاءوا إلى ساقية فجلسوا على شاطئها فقال لي حسن: يا مدرك أ عندك غداء؟ قلت: قد خبزنا. قال: ائت به. قال: فجئته بخبز و شيء من ملح جريش و طاقتي (8) بقل فأكل ثم قال: يا مدرك، ما أطيب هذا؟ ثم أتى بغدائه - و كان كثير

ص: 238


1- الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 110/5 في ترجمة عمرو بن عبيد.
2- بالأصل «أبي إسحاق» و الصواب عن الكامل لابن عدي، و انظر ترجمة محمد بن إسحاق في تهذيب التهذيب ط . الهند 38/9 و ترجمة محمد بن سلمة 193/9.
3- سقطت من الأصل، و كتبت فوق السطر.
4- بالأصل «يقلبها» و المثبت عن ابن عدي.
5- في مختصر ابن منظور 21/7 و ترجمة الحسن المطبوعة ص 135 «الدواوين» و الخبر في سير الأعلام 259/3.
6- في المطبوعة:«مدرك بن زياد» و في مختصر ابن منظور كالأصل.
7- كذا، و في المختصر و المطبوعة: ابن عباس.
8- بالأصل «و طاقتين» و المثبت عن المختصر، و استدرك محقق ترجمته المطبوعة لفظة «من» فأصبحت عبارته: و طاقتين [من] بقل.

الطعام طيّبه - فقال: يا مدرك اجمع لي غلمان البستان قال: فقدم إليهم فأكلوا و لم يأكل، فقلت: أ لا تأكل ؟ فقال: ذاك أشهى عندي من هذا، ثم قاموا فتوضّئوا ثم قدّمت دابّة الحسن فأمسك له ابن عباس بالركاب و سوّى عليه، ثم جيء بدابّة الحسين فأمسك له ابن عباس بالركاب و سوّى عليه. فلما مضيا قلت: أنت أكبر منهما تمسك (1) لهما و تسوّي عليهما؟ فقال: يا لكع أ تدري من هذان ؟ هذان ابنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أ و ليس هذا ممّا أنعم اللّه عليّ به أن أمسك لهما و أسوّي عليهما؟.

قال و أنا محمّد بن سعد، نا أحمد بن عبد اللّه بن يوسف، نا زهير بن معاوية، نا عمار بن معاوية الدّهني (2) حدثني أبو سعيد قال: رأيت الحسن و الحسين صليا مع الإمام العصر، ثم أتيا الحجر فاستلماه ثم طافا أسبوعا و صليا ركعتين، فقال الناس هذان ابنا بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: فحطمهما الناس حتى لم يستطيعا أن يمضيا و معهما رجل من الركانات و أخذ الحسن بيد الركاني (3) و ردّ الناس عن الحسن - و كان يجلّه و ما رأيتهما مرّا بالركن الذي يلي الحجر من جانب الحجر إلاّ استلماه قال: قلت لأبي سعيد: فلعله بقي عليهما بقية من سبوع قطعته الصّلاة ؟ قال: لا بل طافا أسبوعا تاما.

قال: و نا ابن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا عبيد أبو الوسيم الجمال، عن سلمان بن (4) شداد، قال: كنت ألاعب الحسن و الحسين بالمداحي فكنت إذا أصبت مدحاته يقول لي: يحل لك ان تركب بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ و إذا أصاب مدحاتي قال لي: أ ما تحمد اللّه ان تركبك بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن سلفة و أبو حفص عمر بن ظفر المقرئ، و أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري - إجازة - قالا: أنا الحسين بن علي بن أحمد بن البسري، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار السكري، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزاق، قال: قال لي عبد اللّه بن

ص: 239


1- الأصل: يمسك.
2- بالأصل:«عمّار بن أبي معاوية الذهبي» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 138/6.
3- كذا، و بحاشية المطبوعة كتب محققها: كأنه منسوب إلى ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي الذي صارعه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فصرعه مرتين، كما في مادة ركن من القاموس و شرحه.
4- في المطبوعة ص 136 سليمان أبي شداد.

مصعب: كان رجل عندنا قد انقطع في العبادة، فإذا ذكر عبد اللّه بن الزبير بكى، و إذا ذكر عليا نال منه. قال: فقلت: ثكلتك أمّك لروحة من علي أو غدوة [منه] (1) في سبيل اللّه خير من عمر عبد اللّه بن الزبير حتى مات. و لقد أخبرني أبي أن عبد اللّه بن عروة أخبره قال: رأيت عبد اللّه بن الزبير قعد إلى الحسن بن علي في غداة من الشتاء باردة (2)قال: فو اللّه ما قام حتى تفسّخ جبينه عرقا فغاظني ذلك، فقمت إليه فقلت: يا عمّ قال: ما تشاء؟ قال: قلت: رأيتك قعدت إلى الحسن بن علي فأقمت حتى تفسّخ جبينك عرقا قال: يا ابن أخي إنه ابن فاطمة، لا و اللّه ما قامت النساء عن مثله.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (3)،نا الحسن بن علي بن المرزبان النحوي، نا عبد اللّه بن هارون النحوي، نا الحسن بن علي، أنا أبو عثمان، قال:

سمعت أبا الحسن المدائني يقول: قال معاوية - و عنده عمرو بن العاص و جماعة من الأشراف - من أكرم الناس أبا و أما و جدا و جدّة و خالا و خالة و عما و عمّة ؟ فقام النعمان بن العجلان الزرقيّ فأخذ بيد الحسن فقال: هذا أبوه علي و أمه [فاطمة] (4)و جده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و جدته خديجة، و عمّه جعفر، و عمته أمّ هانئ بنت أبي طالب، و خاله القاسم، و خالته زينب. فقال عمرو بن العاص: أحبّ من بني (5) هاشم دعاك إلى ما عملت ؟ قال ابن العجلان، يا ابن العاصي (6) ما علمت أن من التمس رضى مخلوق بسخط الخالق حرّمه اللّه أمنيته و ختم له بالشقاء في آخر عمره ؟ بنو هاشم أنضر قريش عودا و أقعدها سلما (7) و أفضل أحلاما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوة، أنا أبو الحسن اللّبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي قال: زعم

ص: 240


1- الزيادة عن ترجمته المطبوعة، و فيها: عدوة بدل غدوة.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن مختصر ابن منظور 22/7.
3- الجليس الصالح الكافي ج 15/3.
4- الزيادة عن الجليس الصالح.
5- كذا، و في الجليس الصالح: فحبّ بني هاشم.
6- كذا، و في الجليس: يا ابن العاص أ ما علمت.
7- الجليس الصالح: سلفا.

داود بن رشيد، نا أبو المليح، نا أبو هاشم الجعفي قال: فاخر يزيد بن معاوية الحسن بن علي، فقال معاوية ليزيد: فاخرت الحسن ؟ قال: نعم، قال: لعلك تقول إن أمّك مثل أمّه و أمّه فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لعلك تقول إن جدك خير من جده ؟ و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أما أبوك و أبوه و قد تحاكما إلى اللّه عز و جل فحكم لأبيك على أبيه (1).

أخبرنا أبو بكر بن محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد، عن محمّد بن عمر العبدي، عن أبي سعيد: أن معاوية قال لرجل من أهل المدينة من قريش: أخبرني عن الحسن بن علي، قال: يا أمير المؤمنين إذا صلّى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس، ثم يساند ظهره فلا يبقى في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجل له شرف إلاّ أتاه فيتحدثون حتى إذا ارتفع النهار صلّى ركعتين، ثم ينهض (2) فيأتي أمّهات المؤمنين فيسلم عليهن فربما أتحفنه ثم ينصرف إلى منزله، ثم يروح فيصنع مثل ذلك، فقال (3):ما نحن معه في شيء.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد الطبري (4)،نا أبو طلحة محمّد بن موسى بن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا أبو السيّار أحمد بن حموية التّستري البزار (5)،نا نهار بن عثمان أبو معاذ الليثي، نا مسعدة، نا (6) ابن اليسع، عن خلف بن إياس (7) الباهلي بن مجالد: أن رجلا بعث مولاة له إلى الحسن بن عليّ في حاجة قالت: فرأيته يتوضّأ فلمّا فرغ مسح رقبته برقعة فمقتّه، فرأيت في منامي كأني فتّ كبدي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن

ص: 241


1- كذا، و الخبر في سير أعلام النبلاء 260/3.
2- بالأصل:«فنهض ثم يأتي» و المثبت عن مختصر ابن منظور 23/7.
3- بالأصل «فقالوا» و المثبت عن مختصر ابن منظور، أي معاوية.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن المطبوعة، و فيها: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الطبري.
5- المطبوعة: البزاز.
6- في المطبوعة: مسعدة بن اليسع.
7- المطبوعة: زياد.

جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي أحمد قال (1):الحسن بن علي بن أبي طالب مدني تابعي ثقة (2).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد - و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه - أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبي و أبو محمّد بن حيّان، قالا: نا محمّد بن نصير، نا إسماعيل بن عمرو البجلي، نا العباس بن الفضل، عن القاسم [بن عبد الرّحمن]، عن محمّد بن علي قال:

قال الحسن بن علي: إني استحيي (4) من ربي عز و جل أن ألقاه و لم أمش إلى بيته [قال:] فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو حفص عمر بن أيّوب السّقطي، نا داود بن رشيد، نا حفص بن جعفر (5)،عن أبيه قال: حج الحسن ماشيا و نجائبه تقاد إلى جنبه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (6)،أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفّار ح.

و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفّار، نا أحمد بن مهديّ ، نا عبد اللّه بن محمّد النفيلي، نا زهير بن معاوية، نا عبيد اللّه بن الوليد: أن عبد اللّه بن عبيد بن عمير حدثهم قال: قال عبد اللّه بن عباس: ما ندمت على شيء فاتني في شبابي إلاّ أني [لم] (7) أحج ماشيا، و لقد حج الحسن بن علي خمسا و عشرين مرة (8) ماشيا و إنّ

ص: 242


1- كتاب ثقات العجلي ص 116.
2- قوله: تابعي ثقة ليس في ثقات العجلي المطبوع.
3- الخبر في حلية الأولياء 37/2.
4- الحلية: إني لأستحي.
5- اللفظة مطموسة بالأصل، و المثبت عن المطبوعة ص 142.
6- الخبر التالي في السنن الكبرى للبيهقي 331/4 في أوائل كتاب الحج و سير أعلام النبلاء 260/3.
7- الزيادة عن السير.
8- في السير: حجة.

النجائب لتقاد معه، و لقد قاسم اللّه ماله ثلاث مرات، حتى أنه يعطى الخفّ و يمسك النعل.

زاد البيهقي: ابن عمير يقول ذلك رواية عن الحسن بن علي.

أخبرنا أبو الحسن (1) بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّصي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدثني عمي قال (2):ذكر عن علي بن زيد بن جدعان التيمي قال: حج الحسن بن علي خمس عشرة مرة (3) ماشيا، و خرج من ماله مرتين، و قاسم اللّه ثلاث مرات حتى أن كان ليعطي نعلا و يمسك نعلا، و يعطي خفّا و يمسك خفّا.

هذا منقطع.

و قد أخبرناه موصولا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد، عن خلاّد بن عبيد، عن علي بن زيد بن جدعان قال: حج الحسن بن علي خمس عشرة (4) مرة ماشيا و إنّ النجائب لتقاد معه، و خرج من ماله للّه مرتين، و قاسم اللّه ماله ثلاث مرات حتى أن كان ليعطي نعلا، و يمسك نعلا، و يعطي خفّا و يمسك خفّا (5).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف المراغي، نا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، أنا أبو بكر محمّد بن صلة الحيري السّنجاري (6)،نا أبو علي نصر بن عبد الملك السّنجاري، أنا عبد الرّحمن بن محمّد - و هو ابن سلام - عن محمّد بن

ص: 243


1- ترجمته المطبوعة ص 142: أبو الحسين.
2- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 24.
3- عن نسب قريش، و بالأصل «حجة».
4- بالأصل: خمسة عشر.
5- انظر سير أعلام النبلاء 260/3.
6- هذه النسبة إلى سنجار بكسر السين و سكون النون، مدينة بالجزيرة بينها و بين الموصل ثلاثة أيام و هي في لحف عال (ياقوت - الأنساب). ذكره السمعاني باسم: نصر بن علي بن عبد الملك السنجاري.

ربيعة، عن المغيرة بن زياد، عن ابن أبي نجيح: أن الحسن بن علي حجّ خمسا و عشرين حجّة ماشيا و قاسم اللّه جل ثناؤه مرتين.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (1)،نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي، نا أحمد بن سهل بن أيوب، نا خليفة بن خيّاط ، نا عبد اللّه بن داود، نا المغيرة بن زياد، عن ابن أبي نجيح أن الحسن بن علي حجّ ماشيا و قسم ماله نصفين.

قال (2):و نا خليفة، نا عامر بن حفص، نا شهاب بن عامر: أن الحسن بن علي قاسم اللّه تعالى ماله مرتين حتى تصدّق بفرد نعله.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن علي بن الفضل بن محمّد بن عقيل، أنا أبو شعيب الحرّاني، نا علي بن المديني، نا جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة، عن أمّ موسى، قالت: كان الحسن بن علي إذا أوى إلى فراشه بالليل أتى بلوح [منقوش] (3) فيه سورة الكهف فيقرأها (4).

قالت: فكان يطاف بذلك اللوح معه حيث طاف من نسائه.

أخبرنا أبو بكر الشاهد، أنا الحسن بن علي العدل، أنا محمّد بن العبّاس الخزّاز (5)،أنا أحمد بن معروف الخشاب، أنا الحسين بن محمّد الفقيه، نا محمّد بن سعد، نا الفضل بن دكين، نا معمر بن يحيى بن سام قال: سمعت جعفرا قال: سمعت أبا جعفر قال: قال علي: قم فاخطب الناس يا حسن. قال: إني أهابك أن أخطب و أنا أراك. فتغيّب عنه حيث يسمع كلامه و لا يراه، فقام الحسن فحمد اللّه و أثنى عليه و تكلم ثم نزل فقال عليّ : ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ وَ اللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (6).

قال: و نا محمّد بن سعد أنا علي بن محمّد، عن أبي عبد الرّحمن العجلاني، عن سعيد بن (7) عبد الرّحمن، عن أبيه قال: تفاخر (8) قوم من قريش فذكر كل رجل منهم

ص: 244


1- حلية الأولياء 37/2.
2- القائل: أحمد بن سهل بن أيوب.
3- استدركت عن الترجمة المطبوعة ص 144 و هي مستدركها فيها بين معكوفتين.
4- الخبر في سير الأعلام 260/3.
5- سورة آل عمران، الآية:34.
6- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.
7- بالأصل «عن».
8- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 24/7.

ما فيه، فقال معاوية للحسن: يا أبا محمّد ما يمنعك من القول فما أنت بكليل اللسان ؟ قال: يا أمير المؤمنين ما ذكروا مكرمة و لا فضيلة إلاّ و لي محضها و لبابها ثم قال:

فيم الكلام و قد سبقت مبرّزا *** سبق الجياد من المدى المتنفس

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني (1)،أنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي، نا كامل بن طلحة، أنا أبو هشام القنّاد قال: كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسن بن علي، و كان يماكسني فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامّته و يقول: إن أبي حدثني أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«المغبون لا محمود و لا مأجور»[3265].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر الأصبهاني، نا عبدان (2) بن أحمد بن موسى الجواليقي، نا أبو موسى محمّد بن المثنى، نا عبد الأعلى، عن هشام، عن ابن سيرين: أن الحسن بن علي كان يجيز الرجل الواحد بمائة ألف.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا الطيبي عبد اللّه بن الهيثم، نا الحكم بن عمرو الأنماطي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلصي (3)،نا أحمد بن نصر بن بحير، نا علي بن عثمان بن نفيل، قالا: نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز: أن الحسن بن علي بن أبي طالب سمع إلى جنبه رجلا يسأل أن يرزقه اللّه عشرة آلاف [درهم] (4) فانصرف فبعث بها إليه و اللفظ لابن البنّا.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عبيد اللّه بن موسى، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة، عن علي أنه خطب الناس ثم قال: إنّ ابن أخيكم

ص: 245


1- في المطبوعة: الكناني بنونين، انظر ترجمته في سير الأعلام 482/16.
2- في المطبوعة ص 147 عبد اللّه.
3- كذا.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن المطبوعة.

الحسن بن علي قد جمع مالا و هو يريد أن يقسمه بينكم فحضر النّاس فقام الحسن فقال:

إنما جمعته للفقراء. فقام نصف الناس ثمّ كان أوّل من أخذ منه الأشعث بن قيس.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، نا [مقاتل بن محمّد بن] (2) بنان العكي (3)بيان العكي قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق المعروف بالحربي يقول - و قد سألوه عن حديث عباس البقّال فقال:- خرجت إلى الكبش (4) و وزنت لعباس البقال دانقا إلاّ فلسا، فقال لي: يا أبا إسحاق حدثني حديثا في السخاء، فلعلّ اللّه عز و جل يشرح صدري فأعمل شيئا. قال: فقلت له: نعم.

روي عن الحسن بن علي أنه كان مارا في بعض حيطان المدينة فرأى أسود بيده رغيف يأكل لقمة و يطعم الكلب لقمة إلى أن شاطره الرغيف، فقال له الحسن: ما حملك على أن شاطرته فلم تغابنه فيه بشيء؟ فقال: استحيت عيناي من عينه (5) أن أغابنه (6) فقال له: غلام من أنت ؟ قال: غلام أبان بن عثمان. فقال: و الحائط؟ فقال لأبان بن عثمان، فقال له الحسن: أقسمت عليك لا برحت حتى أعود إليك. فمرّ فاشترى الغلام و الحائط و جاء إلى الغلام، فقال: يا غلام قد اشتريتك فقال قائما فقال: السّمع و الطاعة للّه و لرسوله و لك يا مولاي. قال: فقد اشتريت الحائط و أنت [حرّ] لوجه اللّه و الحائط هبة مني إليك. قال: فقال الغلام: يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له.

قال فقال عباس البقّال: حسن و اللّه يا أبا إسحاق. لأبي إسحاق دانق إلاّ فلسا، اعطه بدانق ما يريد. قلت: و اللّه لا أخذت إلاّ بدانق إلاّ فلسا.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، أنا محمّد بن علي الحربي، أنا محمّد بن عبد اللّه الدقاق و أحمد بن محمّد العلاّف ح.

قال: و أنا علي بن أحمد الملطي، أنا أحمد بن محمّد العلاّف، قالا: أنا

ص: 246


1- الخبر في تاريخ بغداد 34/6 في ترجمة إبراهيم ابن إسحاق الحربي.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل:«بيان العلي» كذا، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الكبش و الأسد: شارعان عظيمان كانا بمدينة السلام ببغداد بالجانب الغربي.
5- في تاريخ بغداد: عينيه.
6- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن تاريخ بغداد.

الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا عبيد اللّه بن محمّد التميمي، نا عبيد اللّه بن عباس، عن شيخ من بني جمح، عن رجل من أهل الشام قال: قدمت المدينة فرأيت رجلا جهري كحالة (1) فقلت: من هذا؟ قالوا:

الحسن بن علي. فحسدت و اللّه عليا أن يكون له ابن مثله قال: فأتيته فقلت: أنت ابن أبي طالب ؟ قال: أبي ابنه. فقلت: بك و بأبيك و بك و بأبيك. قال: و أزم (2) لا يردّ إليّ شيئا، ثم قال: أراك غريبا فلو استحملتنا حملناك، و إن استرفدتنا رفدناك، و إن استعنت بنا أعنّاك. قال: فانصرفت و اللّه عنه و ما في الأرض أحد أحبّ إلي منه.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدثني سليمان بن أبي شيخ، حدّثني أبي و صالح بن سليمان، قالا: قدم رجل من المدينة و كان يبغض عليا فقطع به فلم يكن له زاد و لا راحلة فشكا ذلك إلى بعض أهل المدينة، فقال له: عليك بحسن بن علي، فقال له الرجل: ما لقيت هذا إلاّ في حسن ؟ و أبي حسن فقيل له: فإنك لا تجد خيرا [إلاّ] منه فأتاه فشكا إليه، فأمر له بزاد و راحلة، فقال الرجل: اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته.

و قيل للحسن: أتاك رجل يبغضك و يبغض أباك فأمرت له بزاد و راحلة قال: أ فلا أشتري عرضي منه بزاد و راحلة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبيد اللّه بن الوليد الوصّافي (3)،عن أبي جعفر، قال: جاء رجل إلى الحسين بن علي فاستعان به على حاجة فوجده معتكفا فقال: لو لا اعتكافي خرجت معك فقضيت حاجتك.

ثم خرج من عنده فأتى الحسن بن علي فذكر له حاجته فخرج معه لحاجته، فقال:

أمّا إني قد كرهت أن أعينك في حاجتي و لقد بدأت بحسين، فقال: لو لا اعتكافي لخرجت معك. فقال الحسن: لقضاء حاجة أخ لي في اللّه أحبّ إليّ من اعتكاف شهر.

ص: 247


1- كذا.
2- مهملة بالأصل، و في المختصر:«و أرم» و في المطبوعة «و أزم» و بالحاشية فيها أي: سكت.
3- هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى وصّاف، اسم جماعة منهم الوصاف بن عامر العجلي، ذكره السمعاني فيمن انتسب إليه، و ترجم له.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن شاذان - ببغداد - أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عمرو بن خالد الأسدي، أنا أبو حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين، قال: خرج الحسن يطوف بالكعبة فقام إليه رجل فقال:

يا أبا محمّد اذهب معي في حاجتي إلى فلان. فترك الطواف و ذهب معه فلما ذهب خرج إليه رجل حاسد للرجل الذي ذهب معه، فقال: يا أبا محمّد تركت الطواف و ذهبت مع فلان إلى حاجته ؟ قال: فقال له حسن: و كيف لا أذهب معه ؟ و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتبت له حجّة و عمرة، و إن لم تقض له كتبت له عمرة» فقد اكتسبت حجة و عمرة و رجعت إلى طوافي[3266].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن الفهم (1)،نا محمد بن سعد، أنا مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل، نا أبو هارون، قال: انطلقنا حجّاجا فدخلنا المدينة فقلنا: لو دخلنا على ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحسن فسلّمنا عليه فدخلنا عليه فحدّثناه بمسيرنا و حالنا، فلما خرجنا من عنده بعث إلى كل رجل منا بأربع مائة أربع مائة، فقلنا للرسول: إنا أغنياء و ليس بنا حاجة، فقال: لا تردّوا عليه معروفه. فرجعنا إليه فأخبرناه بيسارنا و حالنا فقال: لا تردّوا عليّ معروفي فلو كنت على غير هذه الحال كان هذا لكم يسيرا أما إني مزوّدكم: إن اللّه يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة (2) فيقول: عبادي جاءوني شعثا تتعرّضون لرحمتي فأشهدكم أنيّ قد غفرت لمحسنهم و شفعت محسنهم في مسيئهم و إذا كان يوم الجمعة فمثل ذلك.

قال و أنا علي بن محمّد - يعني - المدائني عن أبي جعدبة عن ابن أبي مليكة، قال:

تزوج الحسن بن علي خولة بنت منظور فبات ليلة على سطح أجم (3) فشدّت خمارها برجله، و الطرف الآخر بخلخالها، فقام من الليل فقال: ما هذا؟ قالت: خفت أن تقوم من الليل بوسنك (4) فتسقط فأكون أشأم سخلة على العرب، و أحبّها، فأقام عندها سبعة

ص: 248


1- بالأصل «القاسم» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- الخبر إلى هنا في سير أعلام النبلاء 261/3.
3- أجم: كل بيت مربع مسطح (القاموس).
4- الوسن و الوسنة و السنة: شدة النوم أو أوله، أو النعاس (القاموس).

أيام، فقال ابن عمر: لم نر أبا محمّد منذ أيّام فانطلقوا بنا إليه، فأتوه فقالت له خولة:

احتبسهم حتى نهيئ لهم غداء، قال ابن [عمر]: فابتدأ الحسن حديثا ألهانا بالاستماع إعجابا به حتى جاءنا الطعام.

قال علي بن محمّد: و قال قوم التي شدّت خمارها برجله: هند بنت سهيل بن عمرو، و كان الحسن أحصن تسعين (1) امرأة.

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا عبد الرّحمن بن أبي الموال قال: سمعت عبد اللّه بن حسن يقول: كان حسن بن علي قلّ ما يفارقه أربع حرائر، و كان صاحب ضرائر و كانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري و عنده امرأة من بني أسد من آل حزيم فطلّقهما (2)و بعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف درهم (3) و زقاق من عسل متعة، و قال لرسوله يسار بن سعيد بن يسار - و هو مولاه - أحفظ ما يقولان لك فقالت الفزارية (4):بارك اللّه فيه و جزاه خيرا. و قالت الأسدية: متاع قليل من حبيب مفارق، فرجع فأخبره فراجع الأسدية و ترك الفزارية.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدثني حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: قال علي: يا أهل الكوفة لا تزوّجوا الحسن بن علي فإنه رجل مطلاق، فقال رجل من همدان: و اللّه لنزوّجنه فما رضي أمسك، و ما كره طلّق (5).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد و علي بن المسلّم الفقيهان و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا ابن الجنيد و هو إبراهيم، نا القواريري نا عبد الأعلى، عن هشام، عن محمّد بن سيرين، قال: تزوج الحسن بن علي امرأة فبعث إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم.

ص: 249


1- إعجامها و رسمها غير واضح قد تقرأ:«بسبعين» أو «لسبعين» و في مختصر ابن منظور 27/7: بسبعين، و المثبت يوافق عبارة سير أعلام النبلاء 261/3 و الترجمة المطبوعة ص 152.
2- بالأصل «فطلقها» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: درهما.
4- إعجامها غير واضح و الصواب ما أثبت، و هو يعني ابنة منظور بن سيار الفزاري.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 267/3 و البداية و النهاية 38/8.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (1)،نا (2) سليمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن أبيه، عن الحسن بن سعد، عن أبيه قال: متّع الحسن بن علي امرأتين بعشرين ألف درهم، و زقاق من عسل. فقالت إحداهما و أراها الحنفية:

متاع قليل من حبيب مفارق أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي البيهقي صاحب المدرسة - بنيسابور - أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد القرميسيني (4)-بها - نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، نا محمّد بن حميد الرازي، نا سلمة بن الفضل، نا عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، قال: كانت الخثعمية تحت الحسن بن علي فلما أن قتل علي [و] بويع الحسن بن علي دخل عليها الحسن بن علي فقالت له: ليهنئك الخلافة. فقال الحسن: أظهرت الشماتة بقتل علي ؟ أنت طالق ثلاثا، فتلفعت في ثوبها و قالت: و اللّه ما أردت هذا. فمكث حتى انقضت عدتها و تحولت فبعث إليها الحسن بن علي ببقية من صداقها و بمتعة عشرين ألف درهم فلما جاءها الرّسول و رأت المال قالت:

متاع قليل من حبيب مفارق (5).

فأخبر الرّسول الحسن بن علي فبكى و قال: لو لا أني سمعت أبي يحدث (6) عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جدي أنه قال:«من طلّق امرأته ثلاثا لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره» لراجعتها[3267].

قال: و أنا البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، نا إبراهيم بن محمّد الواسطي، نا محمّد بن حميد الرازي، نا سلمة بن

ص: 250


1- الخبر في حلية الأولياء 38/2.
2- «نا» سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
3- الخبر في السنن الكبرى للبيهقي 244/7 في كتاب الصداق.
4- إعجامها بالأصل غير واضح، و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى قرميسين و هي بلدة بجبال العراق، على ثلاثين فرسخا من همذان عند دينور.
5- و الخبر في سير الأعلام 262/3 باختصار.
6- قوله:«أبي يحدث عن» سقطت من الأصل و استدرك على هامشه.

الفضل، عن عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، قال:

كانت عائشة الخثعميّة عند الحسن بن علي، فلما قتل علي قالت: لتهنئك الخلافة، قال: لقتل علي تظهرين الشماتة ؟ اذهبي فأنت طالق ثلاثا. قال: فتلفعت بثيابها و قعدت حتى قضت عدّتها، فبعث إليها ببقية بقيت لها من صداقها و عشرة آلاف صدقة، فلما جاءها الرّسول قالت: متاع قليل من حبيب مفارق، فلما بلغه قولها بكى ثم قال: لو لا أني سمعت جدي - أو حدثني أبي أنه سمع جدي يقول:«أيّما رجل طلّق امرأته ثلاثا عند الإقراء - أو ثلاثا مبهمة - لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره» لراجعتها[3268].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا سهل بن موسى شيران الرامهرمزي، نا محمّد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، نا قريش بن أنس، نا ابن عون، عن محمّد، قال: خطب الحسن بن علي إلى منظور بن سيار بن (1) زبّان الفزاري ابنته فقال: و اللّه إني لأنكحك و إني لأعلم أنك علق طلق ملق، غير أنك أكرم العرب بيتا و أكرمه نسبا.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد العدل، أنا محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا الحسين (2) بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا شريك، عن عاصم، عن أبي رزين، قال: خطبنا الحسن بن علي يوم جمعة فقرأ:

«إبراهيم» على المنبر حتى ختمها.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدثني علي بن عمر، عن أبيه، عن علي بن حسين قال: كان حسن بن علي مطلاقا للنساء، و كان لا يفارق امرأة إلاّ و هي تحبّه.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار، نا أبو علي محمّد بن محمد بن آدم الفزاري - إملاء - أنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، نا شريح بن يونس، نا هشيم، عن منصور، عن ابن سيرين قال: كان الحسن بن علي لا يدعو إلى طعامه أحدا يقول هو أهون من أن يدعى إليه أحد (3).

ص: 251


1- بالأصل «إلى».
2- بالأصل «الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 262/3.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن فضيل، نا سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء قال: لما مات الحسن بن علي بكى (1)مروان في جنازته فقال له حسين: أ تبكيه و قد كنت تجرّعه ما تجرّعه فقال: إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا، و أشار بيده إلى الجبل.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر بن المسلمة المخلّصي (2)،أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و حدثني عمي قال: و روى ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: قال [معاوية] (3):ما تكلم عندي أحد كان أحبّ إليّ إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي، و ما سمعت منه كلمة فحش قط إلاّ مرّة فإنه كان بين الحسين بن علي و عمرو بن عثمان خصومة في أرض فعرض الحسين أمرا لم يرضه عمرو، فقال الحسن: ليس له عندنا إلاّ ما رغم أنفه. قال: فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه قط . هذا منقطع.

و قد أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: ما تكلم عندي أحد كان أحبّ إليّ إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي، و ما سمعت منه كلمة فحش قطّ إلاّ مرّة، فإنه كان بين حسين بن علي و عمرو بن عثمان بن عفان خصومة في أرض فعرّض حسين أمرا لم يرضه عمرو، فقال الحسن: فليس له عندنا إلاّ ما رغم أنفه.

قال: فهذا أشدّ كلمة فحش سمعتها منه قطّ .

قال: و أنا الفضل بن دكين، أنا مسافر الجصّاص، عن رزيق (4) بن سوار، قال:

كان بين الحسن بن علي و بين مروان كلام، فأقبل مروان فجعل يغلظ له و حسن ساكت، فامتخط مروان بيمينه فقال له الحسن: ويحك أ ما علمت أن اليمين للوجه و الشمال

ص: 252


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 29/7.
2- كذا، و قد مرّ «المخلص».
3- الزيادة عن المطبوعة للإيضاح، و اللفظة فيها مستدركة أيضا بين معكوفتين.
4- كذا بتقديم الراء على الزاي، ترجمته في الجرح و التعديل 504/3.

للفرج ؟ أفّ لك. فسكت مروان (1).

أخبرنا أبو بكر رستم بن إبراهيم بن أبي بكر الطبري - بطابران (2)-أنا أبو القاسم سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم السبعي - و أجازه لي سهل - أنا الشيخ العارف أبو سعيد فضل اللّه بن أبي الحسين (3)،أنا الشيخ أبو علي زاهر بن أحمد السّرخسي، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد، نا محمّد بن يزيد المبرّد، قال: قيل للحسن بن علي: إنّ أبا ذرّ يقول: الفقر أحبّ إليّ من الغنى، و السقم أحبّ إليّ من الصحّة. فقال: رحم اللّه أبا ذرّ أما أنا أقول: فمن اتّكل على حسن اختيار اللّه له لم يتمنّ أنه في غير الحالة التي اختار اللّه تعالى له، و هذا حد الوقوف على الرضا بما يصرف به القضاء (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن علي بن الحسين بن سكّينة (5)، أنا محمّد بن فارس بن محمّد الغوري، أنا محمّد (6) بن جعفر بن أحمد العسكري، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، نا يوسف بن موسى، نا أبو عثمان، عن سهل بن شعيب، عن قنّان النهمي، عن جعيد بن همدان أن الحسن بن علي قال له: يا جعيد بن همدان إن الناس أربعة: فمنهم من له خلاق و ليس له خلق، و منهم من له خلق، و ليس له خلاق، و منهم من ليس له خلق و لا خلاق - فذاك أشرّ الناس، و منهم من له خلق و خلاق فذاك أفضل الناس.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (7):

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا محمّد بن حسين بن حميد اللّخمي، حدثني خضر بن أبان بن عبيدة الواعظ ، حدثني عثيم (8)البغدادي الزاهد، حدثني محمّد بن كيسان أبو بكر الأصم، قال: قال الحسن بن علي ذات يوم لأصحابه: إني أخبركم عن أخ لي و كان من أعظم الناس في عيني، و كان رأس

ص: 253


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 266/3.
2- طابران: إحدى مدينتي طوس.
3- رسمها بالأصل غير واضح، و المثبت موافق للفظة في المطبوعة ص 158.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 262/3 و البداية و النهاية 39/8.
5- ترجمته في سير الأعلام 346/18.
6- بالأصل «أحمد» و الصواب «محمد» انظر ترجمته في تاريخ بغداد 146/2.
7- الخبر في تاريخ بغداد 315/12 في ترجمة عثيم الزاهد.
8- إعجامها بالأصل مضطرب، و الصواب عن ترجمته في تاريخ بغداد.

ما عظّمه في عيني صغر الدنيا في عينه.

كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد، و لا يكثر إذا وجد، و كان خارجا من سلطان (1) فرجه فلا يستخف له عقله و لا رأيه. و كان خارجا من سلطان الجهلة فلا يمد يدا إلاّ على ثقة المنفعة. كان لا يسخط و لا يتبرم. كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلّم. كان إذا غلب عليه الكلام لم يغلب على الصّمت كان أكثر دهره صامتا فإذا قال بذّ القائلين. كان لا يشارك في دعوى و لا يدخل في مراء، و لا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا. كان يقول ما يفعل، و يفعل ما لا يقول تفضلا و تكرما. كان لا يغفل عن إخوانه و لا يختص (2) بشيء دونهم. كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله. كان إذا ابتداه أمران لا يدري أيهما أقرب إلى الحق، نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه.

أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه و أبو الحسن علي ابنا حمزة بن إسماعيل بن حمزة الموسويان، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن أبي العبّاس، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد الفقيهان، و أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان (3)،و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن محمد (4) العدلان (5)،و أبو المظفر عبد الفاطر بن عبد الرحيم بن عبد اللّه بن أبي بكر المقرئ، قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي الواسطي، أنا أبو [علي] (6) منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه - ببغداد - نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا علي بن المنذر، نا عثمان بن سعيد الزيات، حدثني أبو رجاء الحبطي (7)-من أهل تستر - نا شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق، عن الحارث أن عليا سأل ابنه الحسن عن أشياء من المروءة ؟ قال: يا بني ما السداد؟ قال: يا أبة دفع المنكر بالمعروف، قال: فما الشرف ؟ قال:

ص: 254


1- بالأصل: سلطان بطنه بوجه فلا يستخد له عقله و لا رأيه و صوبت العبارة عن تاريخ بغداد.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل «يستخص».
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 297/20.
4- ترجمته في سير الأعلام 142/18.
5- في المطبوعة ص 161 «المعدلان».
6- سقطت من الأصل، و زيادتها لازمة. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 114/17.
7- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الحبطات، بطن من تميم، ذكره السمعاني و ترجم له باسم: أبي رجاء محمد بن عبد اللّه الحبطي من أهل تستر.

اصطناع العشيرة و حمل الجريرة. قال: فما المروءة ؟ قال: العفاف و إصلاح الحال.

قال: فما الدقة ؟ قال: النظر في اليسير و منع الحقير. قال: فما اللؤم ؟ قال: إحراز المرء نفسه و بذله عرسه. قال: فما السماحة ؟ قال: البذل من اليسير و العسير. قال: فما الشّحّ ؟ قال: أن ترى ما أنفقت تلفا. قال: فما الإخاء؟ قال [الوفاء] (1) في الشدة و الرخاء. قال: فما الجبن ؟ قال: الجرأة على الصديق و النكول على (2) العدو. قال:

فما الغنيمة ؟ قال: الرغبة في التقوى و الزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة. قال: فما الحلم ؟ قال: كظم الغيظ و ملك النفس.

و قد وقعت إليّ هذه الحكاية أتم ممّا هاهنا.

أخبرنا بها أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، أنا أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الحلالي، أنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز بعكبرا، أنا أبو القاسم بدر بن الهيثم القاضي ببغداد ح.

و أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إيّاه و قال:

اروه عني - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافي بن زكريا (3)،نا بدر بن الهيثم الحضرمي نا علي بن المنذر الطريقي (4)،نا عثمان بن سعيد، نا محمّد بن عبد اللّه أبو رجاء - من أهل تستر - نا شعبة بن الحجّاج الواسطي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث الأعور: أن عليا عليه الصّلاة و السلام سأل (5) ابنه الحسن عن أشياء من أمر المروءة - و قال ابن كادش: من المروءة - فقال:

يا بني ما السّداد؟ قال: يا أبة السداد دفع المنكر بالمعروف. قال: فما الشرف ؟ قال: اصطناع العشيرة و حمل الجريرة، قال: فما المروءة ؟ قال: العفاف و إصلاح المرء (6) ماله. قال: فما الدقة ؟ قال: النظر في اليسير و منع الحقير. قال: فما اللؤم ؟

ص: 255


1- الزيادة عن مختصر ابن منظور 30/7 و في الترجمة المطبوعة ص 162 المؤاخاة.
2- في مختصر ابن منظور: عن العدو.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي 321/3.
4- بالأصل «الطريفي» بالفاء، و الصواب عن الجليس الصالح، و انظر الأنساب (الطريقي).
5- الجليس الصالح: ساءل.
6- كذا بالأصل و الجليس الصالح، و في الترجمة المطبوعة ص 163 و إصلاح المال.

قال: إحراز المرء نفسه و بذله عرسه من اللؤم قال: فما السّماحة ؟ قال: البذل في اليسر و العسر. قال: فما الشحّ ؟ قال: أن ترى ما في يديك شرفا و ما أنفقته تلفا. قال: فما الإخاء؟ قال: الوفاء في الشدة و الرخاء. قال: فما الجبن ؟ قال: الجرأة (1) على الصديق و النكول عن العدو. قال: فما الغنيمة ؟ قال الرغبة في التقوى و الزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة. قال: فما الحلم ؟ قال: كظم الغيظ و ملك النفس. قال: فما الغنى ؟ قال: رضا النفس بما قسم اللّه جلّ و عزّ لها و إن قلّ فإنما الغنى غنى النفس. قال: فما الفقر؟ قال: شره النفس في كل شيء. قال: فما المنفعة ؟ قال: شدة البأس و مقارعة (2)أشدّ الناس. قال: فما الذل ؟ قال: الفزع عند المصدوقة. قال: فما الجرأة ؟ قال: موافقة الأقران. قال: فما الكلفة ؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك. قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغرم و أن تعفو عن الجرم. قال: فما العقل ؟ قال: حفظ القلب (3) كلما استرعيته. قال: فما الخرق (4)؟قال: معاداتك لإمامك و رفعك عليه كلامك. قال: فما السناء؟ قال: إتيان الجميل و ترك القبيح. قال: فما الحزم ؟ قال: طول الأناة و الرفق بالولاة و الاحتراس من الناس بسوء الظن هو الحزم. قال: فما الشرف ؟ قال: موافقة الاخوان و حفظ الجيران. قال: فما السفه ؟ قال: اتباع الدناءة و مصاحبة الغواة. قال:

فما الغفلة ؟ قال: تركك المسجد و طاعتك المفسد. قال: فما الحرمان ؟ قال: تركك حظك و قد عرض عليك. قال: فما السيد؟ قال: السيد الأحمق في المال (5) المتهاون في عرضه، يشتم فلا يجيب، المتخزن (6) بأمر عشيرته هو السيد.

قال: ثم قال [علي] (7) عليه السلام: يا بني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا فقر أشد من الجهل، و لا مال أعود من العقل، و لا وحدة أوحش من العجب، و لا مظاهرة أوثق من المشاورة، و لا عقل كالتدبير، و لا حسب كحسن الخلق، و لا ورع كالكفّ ، و لا

ص: 256


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- الجليس الصالح: و منازعة.
3- الجليس الصالح: حفظ القلب عن كل ما استرعيته.
4- الخرق: الحمق (القاموس).
5- الجليس الصالح: الأحمق في ماله.
6- كذا بالأصل، و في الجليس الصالح:«المتحرز» و في المطبوعة: المختزن. و في المختصر: المتحزن.
7- الزيادة عن الجليس الصالح.

عبادة كالتفكر، و لا إيمان كالحياء و الصبر. و آفة الحديث الكذب، و آفة العلم النسيان، و آفة الحلم السّفه، و آفة العبادة الفترة، و آفة الظرف الصلف، و آفة الشجاعة البغي، و آفة السّماحة المن، و آفة الجمال الخيلاء، و آفة الحسب الفخر»[3269].

يا بني لا تستخفّنّ برجل تراه أبدا فإن كان أكبر منك فعدّ أنه أبوك، و إن كان مثلك (1) فهو أخوك، و إن كان أصغر منك فاحسب أنه ابنك.

فهذا ما سأل علي بن أبي طالب ابنه الحسن عن أشياء من المروءة و أجابه الحسن، و اللفظ لرواية ابن كادش و زاد: قال: قال القاضي أبو الفرج (2):في هذا الخبر من جوابات الحسن أباه عما ساءله عنه من الحكمة و جزيل الفائدة ما ينتفع به من راعاه و حفظه، و وعاه و عمل به، و أدّب نفسه بالعمل عليه، و هذبها بالرجوع إليه، و تتوفر فائدته بالوقوف عنده. و فيما رواه في أضعافه أمير المؤمنين رضي اللّه عنه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ما لا غنى بكل لبيب عليم و مدره حليم عن حفظه و تأمّله، و المسعود من هدي لتقبّله، و المحدود من وفّق لامتثاله (3) و تقبّله.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن بن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني، قال: قال معاوية للحسن بن علي بن أبي طالب: ما المروءة يا أبا محمّد؟ فقال: فقه الرجل في دينه و صلاحه، و إصلاح معيشته و حسن مخالقته (4).قال: فما النجدة ؟ قال:[الذبّ عن الجار، و الإقدام على الكريهة و الصبر على النائبة. قال: فما الجود؟ قال:] (5) التبرّع بالمعروف و الإعطاء قبل السؤال و الإطعام في المحل.

أخبرنا أبو نصر (6) أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أحمد بن منصور - و ليس بالرمادي - أنا العتبي قال: سأل معاوية الحسن بن علي عن الكرم و المروءة ؟ فقال

ص: 257


1- الجليس الصالح: في مثل عمرك.
2- هو المعافي بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
3- عن الجليس الصالح و بالأصل «لأمثاله».
4- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 32/7 و الترجمة المطبوعة ص 165.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر و المطبوعة.
6- بالأصل «نصير» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 410/7).

الحسن: أمّا الكرم فالتبرع بالمعروف و الإعطاء قبل السؤال، و الإطعام في المحل. و أمّا المروءة فحفظ الرجل دينه و إحراز نفسه من الدنس، و قيامه بضيفه و أداء الحقوق و إفشاء السلام.

قال: و أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدثني سلم (1) بن يزيد، نا أبو الفضل الرياشي، نا العتبي، قال: سأل معاوية بن أبي سفيان الحسن بن علي بن أبي طالب عن المروءة و الكرم ؟ فقال الحسن بن علي: أما الكرم فالتبرّع بالمعروف و الإعطاء قبل السؤال، و الإطعام في المحل. و أمّا المروءة فحفظ الرجل دينه و إحراز نفسه من الدنس، و قيامه بضيفه و أداء الحقوق و إفشاء السلام.

قال: و أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدثني عبد الرّحمن بن محمّد الكوفي، نا العباس بن هشام، عن هشام بن محمد، أنا أبو بكر الرفاعي، عن من حدثه: أن علي بن أبي طالب سأل ابنه الحسن بن علي فقال: يا بني ما السداد؟ قال: دفع المنكر بالمعروف، قال: فما الشرف ؟ قال: اصطناع العشيرة و حمل الجريرة قال: فما المروءة ؟ قال: العفاف و إصلاح المال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا أبو يعلى زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، أخبرني عيسى بن سليمان قال: سأل معاوية [الحسن] (2) ابن عليّ عن الكرم و النجدة و المروءة ؟ فقال الحسن: الكرم التبرّع بالمعروف و العطاء قبل السّؤال؛ و إطعام الطعام في المحل، و أمّا النجدة: فالذبّ عن الجار، و الصبر في المواطن و الإقدام عند الكريهة. و أمّا المروءة: فحفظ الرجل دينه و إحراز نفسه من الدّنس، و قيامه بضيفه، و أداء الحقوق و إفشاء السّلام.

قال: و نا الأصمعي، نا عيسى بن سليمان، عن أبيه، قال: قال معاوية يوما في مجلسه إذا لم يكن الهاشمي سخيا لم يشبه حسبه، و إذا لم يكن الزّبيري شجاعا لم يشبه حسبه، و إذا لم يكن المخزومي تائها لم يشبه حسبه، و إذا لم يكن الأموي حليما لم يشبه حسبه.

ص: 258


1- في المطبوعة: مسلم بن يزيد.
2- الزيادة للإيضاح.

فبلغ ذلك الحسن بن علي فقال: و اللّه ما أراد الحق و لكنه أراد أن يغري بني هاشم بالسخاء فيفنوا أموالهم و يحتاجون إليه، و يغري آل الزبير بالشجاعة فيفنوا بالقتل، و يغري بني مخزوم بالتيه فيبغضهم الناس، و يغري بني أميّة بالحلم فيحبهم الناس (1).

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر بن المرزبان، أخبرني أبو يعقوب النّخعي، حدثني الحرمازي، قال: خطب الحسن بن علي بالكوفة فقال: اعلموا يا أهل الكوفة أن الحلم زينة، و الوفاء مروءة و العجلة سفه، و السفه ضعف، و مجالسة أهل الدناءة شين، و مخالطة أهل الفسوق ريبة (2).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو غسان، نا مسعود بن سعد، أنا يونس بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن شرحبيل أبي (4) سعد قال: دعا الحسن بن علي بنيه و بني أخيه فقال: يا بني و بني أخي إنكم صغار قوم توشكوا (5) أن تكونوا كبار آخرين فتعلّموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه فليكتبه و ليضعه في بيته.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعيد بن أبي عمر، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا مطّلب بن زياد أبو محمد، نا محمّد بن أبان، قال: قال الحسن بن علي لبنيه و بني أخيه: تعلّموا فإنكم صغار قوم اليوم و تكونوا كبارهم غدا، فمن لم يحفظ منكم فليكتب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل، قال: سمعت عمر بن محمّد بن سمعان يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد المملكي يقول: أنشدني علي بن

ص: 259


1- ثمار القلوب للثعالبي ص 90.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 263/3 و فيه: و الوقار مروءة.
3- بالأصل «المرزقي» و مثله في المطبوعة و فيهما جميعا خطأ و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى المزرفة: قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها.(الأنساب).
4- بالأصل «أبو» و هو شرحبيل بن سعد، أبو سعد المدني، مولى الأنصار، تقريب التهذيب.
5- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور: يوشك.

العبّاس الطبري قال: مكتوب على خاتم الحسن بن علي:

قدّم لنفسك ما استطعت من التّقى *** إنّ المنيّة نازل بك يا فتى

أصبحت ذا فرح كأنك لا ترى *** أحباب قلبك في المقابر و البلى

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن علي و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، قالا: نا محمّد بن يعقوب، قال:

سمعت عباس بن محمّد يقول: حدثنا يحيى، نا غندر، نا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق يحدث أنه سمع معدي كرب يحدّث أن عليا مرّ على قوم مجتمعين و رجل يحدثهم فقال: من هذا؟ قال (1):الحسن بن علي، فقال علي: طحن إبل لم تعوّد طحنا (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، نا الحسن بن موسى و أحمد بن عبد اللّه بن يونس (3)،قالا: نا زهير بن معاوية، نا أبو إسحاق، عن عمرو بن أبي (4) عاصم، قال: قلت للحسن بن علي: إن هذه الشيعة تزعم أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة قال: كذبوا و اللّه ما هؤلاء بالشيعة لو علمنا (5) أنه مبعوث ما زوّجنا نساءه و لا اقتسمنا ماله (6)(7).

ص: 260


1- في المطبوعة: قالوا: الحسن، فقال: طحن إبل لم تعوّد طحنا.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 261/3-262.
3- تقدم قريبا «يوسف» و لعل أحدهما تصحيف، فابن يوسف لم أعثر عليه و أحمد بن عبد اللّه بن يونس ترجم له في ابن سعد 405/6 و تهذيب التهذيب 35/1.
4- في المطبوعة:«عمرو الأصم». و في سير أعلام النبلاء 263/3 «عمرو بن الأصم».
5- عن سير الأعلام.
6- الخبر في سير أعلام النبلاء 263/3 و البداية و النهاية 41/8 نقلا عن ابن سعد.
7- بعدها خبر سقط من الأصل، نستدركه للأمانة العلمية هنا عن الترجمة المطبوعة للحسن بن علي تحقيق الشيخ المحمودي ص 170 و نصه: أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا محمد بن علي السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق أنبأنا أحمد بن عمران أنبأنا موسى بن زكريا، أنبأنا خليفة بن خياط ، قال: و قال أبو عبيدة: و [كان الأمير] على الميسرة - يعني [في] يوم الجمل - و هم مضر الكوفة و مضر البصرة الحسن بن علي. و يقال: على الميمنة الحسن بن علي. انتهى النص، و انظر تاريخ خليفة بن خيّاط : حوادث سنة 36 ص 184.

أخبرنا أبو غالب بن البنّاء (1)،أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان الدقاق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو علي سويد الطحان، نا علي بن عاصم، أنا أبو ريحانة، عن سفينة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«الخلافة من بعدي ثلاثون سنة». قال رجل كان حاضرا في المجلس: قد دخلت من هذه الثلاثين ستة شهور في خلافة معاوية. فقال: من هاهنا أتيت، تلك الشهور كانت البيعة للحسن بن علي بايعه أربعون ألفا أو اثنان و أربعون ألفا[3270].

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - قالا: و أنا علي بن محمّد، أبو (2) تمام - إجازة - أنا أحمد بن عبيد بن بيري - قراءة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا وهب بن جرير، قال: قال أبي فلما قتل علي بايع أهل الكوفة الحسن بن علي و أطاعوه و أحبّوه أشدّ من حبّهم لأبيه (3).

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال:

لما قتل علي سار الحسن في أرض العراق و سار معاوية في أهل الشام، قال: فالتقوا فكره الحسن القتال و بايع معاوية على أن جعل العهد للحسن من بعده. قال: فكان أصحاب الحسين يقولون: يا عار المؤمنين قال: فيقول لهم: للعار خير من النار (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن (5)عمر بن الحمّامي، نا علي بن أحمد بن أبي قيس ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسن بن بشران، أنا عمر بن الحسن الأشناني، قالا: نا ابن أبي الدنيا، نا عباس - و قال الأشناني: أخبرني العباس بن هشام - عن أبيه، قال: لما قتل علي بايع الناس الحسن بن علي فوليها سبعة أشهر و أحد عشر يوما.

قال غير عباس: بايع الحسن بن علي أهل الكوفة و بايع أهل الشام معاوية بإيليا

ص: 261


1- بالأصل «الماوردي» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- في المطبوعة ص 171 «أنبأنا أبو تمام» انظر ترجمته في سير الأعلام 212/18.
3- الخبر نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 263/3.
4- الخبر في الاستيعاب 371/1.
5- بالأصل «أنا» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 402/17.

بعد قتل علي، و بويع بيعة العامة ببيت المقدس يوم الجمعة من آخر ذي الحجة من سنة أربعين، ثم لقي الحسن بن علي معاوية بمسكن (1) من سواد الكوفة في سنة إحدى و أربعين، فاصطلحا و بايع الحسن معاوية.

قال: و نا سعيد بن يحيى، عن - و قال (2) الأشناني، نا - عبد اللّه بن سعيد، عن زياد بن عبد اللّه عن (3) محمّد بن إسحاق قال: صالح معاوية - و قال الأشناني كان صلح معاوية - و الحسن بن علي و دخول معاوية الكوفة في شهر ربيع الأوّل سنة إحدى و أربعين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن حنيفا (4) الدقاق، أنا إسماعيل بن علي، حدثني علي بن محمد بن خالد، نا سعيد بن يحيى، حدثني عمي عبد اللّه، عن زياد بن عبد اللّه، عن عوانة بن الحكم، قال: بايع أهل العراق الحسن بن علي فسار حتى نزل المدائن و بعث قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري على المقدمات (5) و هم اثنا عشر ألفا، و كانوا يسمون شرطة الخميس (6).

قال: و أنا الخطبي، حدثني علي بن محمّد، عن سعيد بن يحيى، عن عمه عبد اللّه بن زياد بن عبد اللّه، عن عوانة بن الحكم، قال: بينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناد في عسكر الحسن ألا إن قيس بن سعد بن عبادة قد قتل فانتهب الناس سرادق الحسن حتى نازعوه بساطا تحته، و وثب على الحسن رجل من الخوارج من بني أمية فطعنه بالخنجر، و وثب الناس على الأسدي فقتلوه، ثم خرج الحسن حتى نزل القصر الأبيض بالمدائن و كتب إلى معاوية بالصّلح (7).

ص: 262


1- بالفتح ثم السكون و كسر الكاف: موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق به كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان و مصعب بن الزبير في سنة 72 فقتل مصعب.
2- بالأصل: و قالا.
3- بالأصل «بن».
4- كذا و في الترجمة المطبوعة: جنيقا.
5- كذا، و في مختصر ابن منظور: على مقدمته.
6- بالأصل «الحسين» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
7- الخبر في سير أعلام النبلاء 263/3 و فيه: في الصلح.

قال عوانة: ثم قام الحسن - فيما بلغني - في الناس فقال: يا أهل العراق إنّه سخّى (1) بنفسي عنكم (2) ثلاث: قتلكم أبي و طعنكم إياي و انتهابكم متاعي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أحمد بن علي بن ثابت ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، قالا:

أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا الحجاج - يعني - ابن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري، قال: قتل علي و بايع أهل العراق حسن بن علي على الخلافة، فطفق يشترط عليهم حين بايعوه: إنكم لي سامعون مطيعون تسالمون من سالمت، و تحاربون من حاربت. فارتاب أهل العراق في أمره حين اشترط هذا الشرط قالوا: ما هذا لكم بصاحب، و ما يريد هذا القتال. فلم يلبث حسن بعد ما بايعوه إلاّ قليلا حتى طعن طعنة أشوته فازداد لهم بغضا و ازداد منهم ذعرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان و أبو طاهر القصّاري ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن، نا الحسين بن إسماعيل، نا زياد بن أيّوب، نا ابن أبي غنيّة، نا صدقة بن المثنى، عن جده رياح بن الحارث قال: كنت عند منبر الحسن بن علي و هو يخطب الناس بالمدائن فقال: ألا إن أمر اللّه واقع إذ لا له دافع و إن كره الناس، إني ما أحببت أن ألي من أمّة محمّد مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة (3) من دم، قد علمت ما ينفعني ممّا يضرني فالحقوا بطيّتكم (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، أنا محمّد بن سعد، أنا أبو عبيد، عن مجالد، عن الشعبي، و عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، و عن أبي السفر و غيرهم

ص: 263


1- مطموسة بالأصل و المثبت عن الترجمة المطبوعة.
2- قوله:«عنكم ثلاث» عن المطبوعة و مكانها بالأصل: عليكم.
3- المطبوعة: محجم من دم.
4- بطيتكم: طية الشيء - بالكسر - جهته و نواحيه.

قالوا: بايع أهل العراق بعد علي بن أبي طالب الحسن بن علي، ثمّ قالوا له: سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا اللّه و رسوله و ارتكبوا العظيم (1)،و ابتزّوا الناس أمورهم فإنا نرجو أن يمكن اللّه منهم.

فسار الحسن إلى أهل الشام و جعل على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في اثني عشر ألفا و كانوا يسمون شرطة الخميس.

و قال غيره: وجه إلى الشام عبيد اللّه بن العباس و معه قيس بن سعد، فسار فيهم قيس حتى نزل مسكن و الأنبار و ناحيتها، و سار الحسن حتى نزل بالمدائن، و أقبل معاوية في أهل الشام يريد الحسن حتى نزل جسر منبج، فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناد في عسكره: ألا إنّ قيس (2) بن سعد قد قتل، قال: فشدّ الناس على حجرة الحسن فانتهبوها حتى انتهبت بسطه و جواريه، و أخذوا رداءه من ظهره و طعنه رجل من بني أسد يقال له:

ابن أقيصر، بخنجر مسموم في إليته فتحوّل من مكانه الذي انتهب فيه متاعه و نزل الأبيض - قصر كسرى - و قال: عليكم لعنة اللّه من أهل قرية فقد علمت أنه لا خير فيكم قتلتم أبي بالأمس و اليوم تفعلون بي هذا.

ثم دعا عمرو بن سلمة الأرحبي فأرسله و كتب معه إلى معاوية بن أبي سفيان يسأله الصلح و يسلم له الأمر على أن يسلم له ثلاث خصال:

يسلّم له بيت المال فيقضي منه دينه و مواعيده التي عليه و يتحمل منه هو و من [معه] عيال أهل أبيه و ولده و أهل بيته و لا يسبّ علي و هو يسمع.

و أن يحمل إليه خراج فسا (3) و دارابجرد (4) من أرض فارس كل عام إلى المدينة ما بقي، فأجابه معاوية إلى ذلك و أعطاه ما سأل (5).

ص: 264


1- في سير الأعلام 263/3 العظائم.
2- بالأصل «سعد» و قد شطبت و كتب فوقها «قيس» و مثلها في سير الأعلام و مختصر ابن منظور.
3- فسا: من أنزه مدن درابجرد في فارس بينها و بين شيراز سبعة و عشرون فرسخا (معجم البلدان).
4- دارابجرد، و يقال: درابجرد: كورة بفارس، من مدنها فسا و هي أكبر من درابجرد (معجم البلدان).
5- أقام الحسن بن علي بالكوفة بعد مقتل أبيه شهرين كاملين لا ينفذ إلى معاوية أحد، و لا ذكر المسير إلى الشام فورد عليه كتاب من ابن عباس و مما جاء فيه:«يا ابن رسول اللّه فإن المسلمين و لوك أمرهم بعد أبيك - رضي اللّه عنه - و قد أنكروا قعودك عن معاوية و طلبك لحقّك فشمّر للحرب و جاهد عدوك». فبعث الحسن بكتاب إلى معاوية - بعد بيعته - يدعوه إلى طاعته و بيعته فكتب إليه معاوية برفض ما طلبه منه ثم جمع الناس و خرج في ستين ألفا يريد العراق، عندئذ سار الحسن من الكوفة إلى مسكن و تجهز و عبأ الجيش، و جرت في عسكره مشاحنات حتى أنهم نفروا بسرادقه، و نهبوا متاعه، و تفرق الأمر عنه، فكتب إلى معاوية في الصلح وفق شروط . و كان ذلك بعد أن رأى الحسن نفسه أمام ظروف دقيقة - حتمت عليه - بعد موقف الحيرة الذي وجد نفسه فيه اتخاذ الموقف الجريء الواضح و الذي لم يرض أن يهراق في أمره محجمة دم، فكانت خطة حقن الدماء التي أقرها و قررها. و أما الظروف التي أملت عليه اتخاذ هذا الموقف فهي: 1 - خطة الحرب النفسية و الدعائية التي شنّها معاوية و التي قضى من ورائها تدمير مقاومة الجيش و صموده في مسكن. 2 - نشر الشائعات في جيش الحسن، و كانوا من أغرار الناس المتأرجحين بين الطاعة و العصيان و المتأهبين للفتنة و الاضطرابات في كل حين. 3 - تهديم معنويات جيش الحسن. هذا ما أدى إلى نهب سرادق الحسن و متاعه و عامة أثقاله و تفرق أصحابه. و مما أدى إلى تطاول سنان بن الجراح الأسدي على الحسن و مهاجمته و جرحه جراحة كادت تأتي عليه. و ما همّ به المختار بن أبي عبيد في إقناع عمه باستيثاق الحسن و أن يستأمن به من معاوية، و انخزال القبائل قبيلة بعد قبيلة إلى معاوية. أمام هذا كله وقف الحسن متأملا، غير عابئ بما يدور حوله، و وضع خطته فيما يريده اللّه و ما يؤثره من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما يجب لصيانة المبدأ، أما ما يقوله الناس، فلم يكن ذلك مما يعنيه كثيرا. (انظر اليعقوبي - الطبري - البداية و النهاية). و مما اشترطه الحسن على معاوية: 1 - أن يعمل معاوية بالمؤمنين بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و سلّم و سيرة الخلفاء الصالحين من بعده. 2 - ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده عهدا بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين. 3 - الناس آمنون حيث كانوا من أرض اللّه شامهم و عراقهم و تهامهم و حجازهم. 4 - أصحاب علي و شيعته آمنون على أنفسهم و أموالهم و نسائهم و دمائهم و على معاوية عهد اللّه و ميثاقه. و ذكر أنه اتفق بينهما على معاهدة صلح وقّعها الفريقان: و صورتها كما أخذناها من مصادرها حرفيا: المادة الأولى: تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب اللّه و سنّة رسوله [المدائني فيما رواه عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج 8/4] و بسيرة الخلفاء الصالحين [فتح الباري فيما رواه ابن عقيل في النصائح الكافية ص 156]. المادة الثانية: أن يكون الأمر للحسن من بعده [تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 194 و الإصابة 12/2-13 و دائرة معارف و جدي 443/3] و ليس لمعاوية أن يعهد به إلى أحد [المدائني فيما رواه عنه ابن أبي الحديد 8/4 و الفصول المهمة لابن الصباغ و غيرهما]. المادة الثالثة: أن يترك سب أمير المؤمنين و القنوت عليه بالصلاة و أن لا يذكر عليا إلاّ بخير [الأصفهاني: مقاتل الطالبين ص 26 شرح النهج 15/4 و قال آخرون أنه أجابه على أن لا يشتم عليا و هو يسمع. و قال ابن الأثير: ثم لم يف به أيضا]. المادة الرابعة: يسلم ما في بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف للحسن و له خراج دارابجرد [الطبري 92/6 و في الأخبار الطوال ص 218 أن يحمل لأخيه الحسين في كل عام ألفي ألف، و يفضل بني هاشم في العطاء و الصلات على بني عبد شمس]. المادة الخامسة: أن لا يأخذ أحدا من أهل العراق بإحنة، و أن يؤمن الأسود و الأحمر و يحتمل ما يكون من هفواتهم [الأخبار الطوال ص 218] و على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض اللّه في شامهم و عراقهم و تهامهم و حجازهم [فتوح ابن الأعثم 160/4].

و يقال: بل أرسل الحسن بن علي عبد اللّه بن الحارث بن نوفل إلى معاوية حتى أخذ له ما سأل، و أرسل معاوية عبد اللّه بن عامر بن كريز و عبد الرّحمن بن سمرة بن

ص: 265

حبيب بن عبد شمس فقدما المدائن إلى الحسن فأعطاه ما سأل و ما أراد و وثقا له.

فكتب إليه الحسن أن أقبل. فأقبل من جسر منبج إلى مسكن في خمسة أيام و قد دخل يوم السادس فسلم إليه الحسن الأمر و بايعه ثم سارا جميعا حتى قدما الكوفة فنزل الحسن القصر و نزل معاوية النخيلة. فأتاه الحسن في عسكره غير مرة، و وفّى معاوية للحسن ببيت المال و كان فيه يومئذ سبعة آلاف ألف درهم، و احتملها الحسن، و تجهّز بها هو و أهل بيته إلى المدينة، و كفّ معاوية عن سبّ علي و الحسن يسمع.

و دسّ معاوية إلى أهل البصرة فطردوا وكيل الحسن و قالوا: لا تحمل فيئنا إلى غيرنا - يعنون خراج فسا و دارابجرد - فأجرى معاوية على الحسن كل سنة ألف ألف درهم و عاش الحسن بعد ذلك عشر سنين (1).

قال: و أنا محمّد بن سليم العبدي، أنا هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي عن (2)هزّان، قال: قيل للحسن بن علي تركت إمارتك و سلّمتها إلى رجل من الطلقاء و قدمت المدينة ؟ فقال: إنّي اخترت العار على النار.

قال: و أنا عبد اللّه بن بكر بن حبيب السهمي، نا حاتم بن أبي صغيرة (3)،عن

ص: 266


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 263/3-264.
2- بالأصل «بن».
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 253/6.

عمرو بن دينار: أن معاوية كان يعلم أن الحسن كان أكره الناس للفتنة، فلما توفي علي بعث إلى الحسن فأصلح الذي بينه و بينه سرا و أعطاه معاوية عهدا إن حدث به حدث و الحسن حي ليسمّينّه و ليجعلنّ هذا الأمر إليه. فلما توثّق منه الحسن قال ابن جعفر:

و اللّه إني لجالس عند الحسن إذ أخذت لأقوم فجذب ثوبي و قال: يا هنّاه اجلس فجلست قال: إني قد رأيت رأيا و إني أحبّ أن تتابعني عليه قال: قلت: ما هو؟ قال: رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها، و أخلي بين معاوية و بين هذا الحديث، فقد طالت الفتنة و سفكت فيها الدماء، و قطعت فيها الأرحام، و قطعت السبل، و عطّلت الفروج - يعني الثغور-.

فقال ابن جعفر: جزاك اللّه عن أمة محمّد خيرا، فأنا معك على هذا الحديث. فقال الحسن: ادع لي الحسين، فبعث إلى حسين فأتاه، فقال: أي أخي إني قد رأيت رأيا، و إني أحبّ أن تتابعني عليه قال: ما هو؟ قال: فقصّ عليه الذي قال لابن جعفر، قال الحسين: أعيذك باللّه أن تكذّب عليا في قبره و تصدّق معاوية. فقال الحسن: و اللّه ما أردت أمرا قط إلاّ حالفتني إلى غيره، و اللّه لقد هممت أن أقذفك في بيت فأطيّنه عليك حتى أقضي أمري.

قال: فلما رأى الحسين غضبه، قال: أنت أكبر ولد علي و أنت خليفته و أمرنا لأمرك تبع، فافعل ما بدا لك. فقام الحسن فقال: يا أيّها الناس إني كنت أكره الناس لأول هذا الحديث (1)،و أنا أصلحت آخره، لذى حقّ أدّيت إليه حقه أحقّ به مني أو حق حدث به إصلاح أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، و إنّ اللّه قد ولاك يا معاوية هذا الحديث لخير يعلمه عندك، أو لشرّ يعلمه فيك: وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ (2) ثم نزل (3).

أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمّد بن المجلي (4)،أنا محمّد بن محمد بن أحمد العكبري، أنا محمّد بن أحمد بن خاقان ح.

قال: و نا عبد اللّه بن علي بن أيّوب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح،

ص: 267


1- في سير الأعلام: لأول هذا الأمر.
2- سورة الأنبياء، الآية:111 و فيها: و إن.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 264/3-265.
4- إعجامها بالأصل غير واضح و الصواب ما أثبت، عن تبصير المنتبه.

قالا: نا أبو بكر بن دريد، قال: قام الحسن بعد موت أبيه أمير المؤمنين فقال: بعد حمد اللّه جلّ و عزّ (1):

إنا و اللّه ما ثنانا عن أهل الشام شك و لا ندم، و إنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة و الصبر، فشيبت السلامة بالعداوة و الصبر بالجزع، و كنتم في مبتدئكم (2) إلى صفين، و دينكم أمام دنياكم، فأصبحتم اليوم و دنياكم أمام دينكم، ألا و انّا لكم كما كنا، و لستم (3) لنا كما كنتم ألا و قد أصبحتم بعد (4) قتيلين: قتيل بصفّين تبكون له، و قتيل بالنهروان تطلبون بثأره، فأمّا الباقي فخاذل، و أمّا الباكي فثائر، ألا و إن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عزّ و لا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه و حاكمناه إلى اللّه جل و عز بظبا (5) السيوف، و إن أردتم الحياة قبلناه و أخذنا لكم الرّضا.

فناداه القوم من كل جانب البقية البقية (6).فلما أفردوه، أمضى الصلح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا محمّد بن سعد، أنا هشام أبو الوليد، نا أبو عوانة، عن حصين (7)،عن أبي جميلة [ميسرة بن يعقوب] أن الحسن بن علي لما استخلف حين قتل علي، فبينما هو يصلّي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر، و زعم حصين أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من بني أسد و حسن ساجد.

قال حصين: و عمّي أدرك ذاك. قال: فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه فمرض منها أشهرا ثمّ برأ فقعد على المنبر فقال: يا أهل العراق اتّقوا اللّه فينا فإنّا أمراؤكم و ضيفانكم الذين قال اللّه عز و جل: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (8).

ص: 268


1- خطبته في أسد الغابة 491/1 و سير أعلام النبلاء 269/3.
2- في أسد الغابة و السير: منتدبكم.
3- عن المصدرين السابقين، و بالأصل «و كنتم».
4- في المصدرين السابقين: بين.
5- ظبا السيف جمع ظبة و هو حده.
6- كذا بالأصل و أسد الغابة و المطبوعة، و في سير الأعلام: التقية التقية.
7- هو أبو الهذيل حصين بن عبد الرحمن السلمي الكوفي، ترجمته في تهذيب التهذيب 382/2 و سير الأعلام 422/5.
8- سورة الأحزاب، الآية:33.

قال: فما زال يقول ذلك حتى ما أرى أحدا من أهل المسجد إلاّ و هو يخنّ بكاء (1).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي (2)،نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا سعيد بن سليمان، نا عبّاد - هو - ابن العوام، نا حصين، عن ميسرة بن أبي جميلة، عن الحسن بن علي أنه بينما هو ساجد إذ وجأه إنسان في وركه فمرض منها شهرين، فلما برأ خطب الناس بعد ما قتل علي فقال: أيّها النّاس إنما نحن أمراؤكم ضيفانكم و نحن أهل البيت الذي قال اللّه عز و جل: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) فكررها حتى ما بقي أحد في المسجد إلاّ و هو يجد بكاء.

كذا قال، و الصواب: ميسرة أبو جميلة و يخنّ بكاء، كما تقدم.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بن فتح الكتاني (4)،أنا سهل بن بشر الأسفرايني قالا، أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن الطفال، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم، نا عقبة بن مكرم الضّبّي، نا عبد اللّه بن خراش، عن عوام بن حبيب بن حوشب، عن هلال بن يساف، قال: سمعت الحسن بن علي و هو يخطب الناس بالكوفة فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على محمد ثم قال:

يا أهل الكوفة اتّقوا اللّه فينا فإنّا أمراؤكم و نحن ضيفانكم و نحن أهل البيت الذين قال اللّه عز و جل: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً .

قال هلال: فما سمعت يوما قطّ كان أكثر باكيا و مسترجعا من يومئذ (5).

ص: 269


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 270/3.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن الأنساب، ذكره و ترجم له. و في المطبوعة ص 180 «المنيحي» تحريف.
3- بالأصل: اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.
4- في المطبوعة: الكناني.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 270/3.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس الخزّاز، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد، أنا محمد بن سعد، نا يزيد بن هارون، أنا العوام بن حوشب، عن هلال بن يساف، قال: سمعت الحسن بن علي و هو يخطب و هو يقول: يا أهل الكوفة اتّقوا اللّه فينا فإنّا أمراؤكم و إنّا أضيافكم و نحن أهل البيت الذين قال اللّه تعالى: إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً .

قال: فما رأيت يوما قط أكثر باكيا من يومئذ.

أخبرنا أبو محمد السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا سعيد بن منصور، نا عون بن موسى، قال (1):سمعت هلال بن خباب يقول: قال فلان: جمع الحسن بن علي رءوس أهل العراق في هذا القصر - و أومأ بيده إلى قصر المدائن - فقال:

يا أهل العراق لو لم تذهل نفسي عنكم إلاّ لثلاث (2)لذهلت: مقتلكم أبي، و مطعنكم إيّاي، و استلابكم ثقلي - أو ردائي عن عاتقي، شك عون - و انكم قد بايعتموني أن تسالموا من سالمت، و تحاربوا من حاربت، و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا له و اطيعوا.

ثم (3)قام فدخل القصر و غلق الباب دونهم.

قال: و نا يعقوب، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا سكين بن عبد العزيز، نا أبو العلاء هلال بن خباب (4)،حدّثني خالد بن جابر، عن أبيه، قال: سمعت الحسن بن علي يقول: يا أهل الكوفة و اللّه (5)لو لم تذهل نفسي عنكم إلاّ لثلاث لذهلت: انتهابكم

ص: 270


1- الخبر في تاريخ بغداد 139/1.
2- عبارة تاريخ بغداد:«إلاّ لثلاث خصال لذهلت: بقتلكم أبي، و مطعنكم بغلتي، و انتهابكم ثقلي» و في مختصر ابن منظور: مطعنكم بطني.
3- تاريخ بغداد: قال: ثم نزل فدخل القصر.
4- كذا ضبطت بالأصل.
5- لفظ الجلالة سقط من الترجمة المطبوعة.

ثقلي، و قتلكم أبي، و طعنكم في فخذي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عليّ و أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد اللّه، قالا: أنا أبو الهيثم محمد بن المكي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد، أنا أبو علي محمد بن عمر بن يوسف، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف الفربري (1)،أنا محمد بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن محمد، نا سفيان، عن أبي موسى، قال: سمعت الحسن [البصري] يقول: استقبل و اللّه الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إنّي لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها، فقال له معاوية:

- و كان و اللّه خير الرجلين (2):- أي عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء، و هؤلاء هؤلاء من لي بأمور المسلمين ؟ من لي لنسائهم ؟ من لي بضيعتهم ؟ فبعث إليه برجلين من قريش من بني عبد شمس: عبد الرّحمن بن سمرة، و عبد اللّه بن عامر، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه، و قولا له، و اطلبا إليه. فأتياه فدخلا عليه، فتكلّما فقالا له فطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنّا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، و إنّ هذه الأمة قد عاثت في دمائها، قالا (3):فإنه يعرض عليك كذا و كذا و يطلب إليك و يسألك.

قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به. فما سألهما شيئا إلاّ قالا: نحن لك به.

فصالحه (4).

قال الحسن [بن أبي الحسن البصري]: و لقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على المنبر و الحسن بن علي إلى جنبه و هو يقبل على الناس مرة و عليه أخرى، و يقول:«إن ابني هذا سيّد و لعل اللّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (5)[3271].

ص: 271


1- ضبطت بالنص في الأنساب، هذه النسبة إلى فربر، بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى.
2- كذا.
3- بالأصل: قال.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 270/3-271.
5- الحديث أخرجه البخاري في الصلح: باب قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم للحسن بن علي رضي اللّه عنه: إن ابني هذا سيد.. 225/5.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسين، أنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر، نا أبو يوسف يعقوب بن سفيان، نا الحجاج، حدّثني جدي، عن الزهري، قال: فكاتب الحسن لما طعن معاوية و أرسل يشرط شرطه فقال: إن أعطيتني هذا فإني سامع مطيع و عليك أن تفي به. فوقعت صحيفة الحسن في يد معاوية، و قد أرسل معاوية إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها و كتب إليه: أن اشترط في هذه ما شئت فما اشترطت فهو لك. فلما أتت حسنا جعل يشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك و أمسكها عنده، و أمسك معاوية صحيفة حسن التي كتبت إليه يسأله ما فيها.

فلما التقيا و بايعه حسن سأل حسن معاوية أن يعطيه الشروط التي اشترط في السجل الذي ختم معاوية على أسفله و أبى معاوية أن يعطيه ذلك، و قال: لك ما كنت كتبت إليّ تسألني أن أعطيك، فإني قد أعطيتكها حين جاءني. فقال له الحسن: و أنا قد اشترطت عليك حين جاءني سجلك و أعطيتني العهد على الوفاء بما فيه. فاختلفا في ذلك فلم ينفذ للحسن من الشرط شيئا.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه، و أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو محمد عبد اللّه بن محمد، قالوا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، عن أنس - يعني - ابن سيرين، قال (1):قال الحسن بن علي يوم كلّم معاوية: ما بين جابرس (2)و جابلق رجل جدّه نبيّ غيري، و إني رأيت أن أصلح بين أمة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، و كنت أحقّهم بذلك، ألا و إنّا قد بايعنا معاوية وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ (3).

قال: و حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن صدقة بن المثنى، حدّثني جدّي: أن

ص: 272


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 271/3 و أخرجه عبد الرزّاق(20980).
2- قال معمر: جابلق و جابرس المشرق و المغرب. و في معجم البلدان: و جابرس مدينة بأقصى المشرق، و جابلق: مدينة بأقصى المغرب. و ذكر هذا الخبر.
3- سورة الأنبياء، الآية:111.

الناس اجتمعوا إلى الحسن بن علي بالمدائن بعد قتل عليّ فخطبهم فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

أما بعد إنّ كلّ ما هو آت قريب، و إنّ أمر اللّه واقع اذلاله و إن كره الناس - يعني - دافع و إني و اللّه ما أحببت، قال محمد بن عبيد: هذه الكلمة: أن ألي من أمر أمة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم ما يزن مثقال حبة خردل تهراق فيها محجمة من دم، فقد عقلت ما ينفعني مما يضرني فالحقوا بمطيّتكم.

رواه محمد بن عبيد الطنافسي، عن صدقة، عن جده رياح بن الحارث، و قال:

بطيتكم.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا [أبو] الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني سلمة، نا عبد الرزاق، قال: قال معمر: جابرس و جابلق: المغرب و المشرق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد، قال (1):ثم بايع الحسن بن علي بعد وفاة علي تسعون (2)ألفا فزهد في الخلافة، فلم يردها و سلّمها لمعاوية و قال: لا يهراق على يديّ محجمة من دم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان الدقاق، أنا إسماعيل بن علي، نا محمد بن عيسى الواسطي، نا القاسم بن عيسى الطائي، عن هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، أن الحسن بن علي خطب فحمد اللّه و أثنى عليه و تشهّد ثم قال:

إن أكيس الكيس التّقى و إن أحمق الحمق الفجور و ان هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا و معاوية إما أن يكون [حق] امرئ كان أحقّ به مني، أو كان حقا لي تركته التماسا

ص: 273


1- ثقات العجلي ص 116.
2- في تاريخ الثقات للعجلي: سبعون ألفا.

لصلاح أمر هذه الأمة وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ .

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو محمد السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا الحميدي، نا سفيان، نا مجالد، عن الشعبي، قال يعقوب: و نا سعيد بن منصور، نا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، قال: لما صالح الحسن بن علي - و قال هشيم: لما سلّم الحسن بن علي الأمر إلى معاوية قال له معاوية، - زاد الخطيب و ابن الطبري: بالنخيلة (1)و قالوا: قم فتكلم [فقام] فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال:

أما بعد من أكيس الكيس التّقى، و ان أعجز العجز الفجور، ألا و إن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا و معاوية [إما] (2)حق امرئ كان أحق به مني أو حق لي تركته لمعاوية إرادة لإصلاح المسلمين و حقن دمائهم، وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ ثم استغفر و نزل.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر بن المخلّصي (3)،أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمد بن الحسن المخزومي، قال: لما اصطلح الحسن بن علي و معاوية صعد المنبر الحسن فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:

أيها الناس، إن اللّه هدى أولكم بأوّلنا، و حقن دماءكم بآخرنا، و قد كانت لكم لي في رقابكم بيعة تحاربون من حاربت و تسالمون من سالمت، و قد سالمت معاوية وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ و أشار إلى معاوية بيده.

ص: 274


1- النخيلة، تصغير نخلة، موضع قرب الكوفة على سمت الشام (معجم البلدان).
2- سقطت اللفظة من الأصل و مختصر ابن منظور، و استدركت عن أسد الغابة 491/1.
3- كذا، و قد مرّ «ابن المخلص».

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني أحمد بن سلمان، عن عبد اللّه بن بكر السهمي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن عمرو بن دينار، قال: لما صالح الحسن معاوية قام الحسن يخطب الناس، فقال: يا أيها الناس إنّي كنت أكره الناس لأول هذا الحديث و أنا أصلحت آخره لذي حقّ أدّيت إليه حقّه أحقّ به مني أو حقّ حدث (1) به لصلاح أمة محمد، و إن اللّه قد ولاّك يا معاوية هذا الحديث (2) لخير يعلمه عندك أو لشر يعلمه فيك وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ .

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد، أنا محمد بن سعد، أنا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن محمد، قال: لما كان زمن ورد معاوية الكوفة و اجتمع الناس عليه و تابعه الحسن بن علي، قال: قال أصحاب معاوية لمعاوية: عمرو بن العاص و الوليد بن عقبة و أمثالهما من أصحابه: إنّ الحسن بن عليّ مرتفع في أنفس الناس لقرابته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و إنّه حديث السن عييّ ، فمره فليخطب فإنه سيعيى (3)في الخطبة، فيسقط من أنفس الناس فأبى عليهم فلم يزالوا به حتى أمره فقام الحسن بن علي على المنبر دون معاوية فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

و اللّه لو ابتغيتم بين جابلق و جابلس (4)رجلا جدّه نبيّ غيري و غير أخي لم تجدوه، و إنّا قد أعطينا بيعتنا معاوية و رأينا أن حقن دماء المسلمين خير فما إهراقها؟ و اللّه ما أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ .

قال: و أشار بيده إلى معاوية قال: فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عيية فاحشة ثم نزل، و قال: ما أردت بقولك فتنة لكم و متاع إلى حين ؟ قال: أردت بها ما أراد اللّه بها (5).

قال هوذة: قال عوف: و حدّثني غير واحد أنّه بعد ما شهد شهادة الحق قال:

ص: 275


1- كذا و في الترجمة المطبوعة:«جدت به» و هو أظهر.
2- كذا بالأصل، و قد مرّ «هذا الأمر» و هو أظهر.
3- بالأصل «يعي» و في المطبوعة:«سيعي» و المثبت «سيعيى» عن سير أعلام النبلاء 271/3.
4- كذا، و قد تصحفت اللفظة هنا، و الصواب ما مرّ: جابرس.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 271/3-272 و نقله ابن كثير في البداية و النهاية 42/8 منسوبا لابن سعد.

أما بعد فإن عليا لم يسبقه أحد من هذه الأمة من أولها بعد نبيّها و لن يلحق به أحد من الآخرين منهم. ثم وصله بقوله الأول.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا عمي أبو علي محمد بن القاسم بن معروف، نا علي بن بكر، أنا ابن الخليل، نا ابن عبيدة (1)-يعني عمر بن شبة-، نا حمّاد بن مسعدة، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: أمر معاوية الحسن بن علي أن يقوم فيتكلّم، فجعل يخفض من صوته. فقال له معاوية: أسمعنا فإنّا لا نسمع، فرفع صوته فقال معاوية هكذا بيده نعم كأنه يأمره بالخفض فأبى الحسن و جعل يرفع صوته ثم [قال] فيما يقول: إنه و اللّه ما بين جابلق و جابلس - أو جابرس و جابلق - أحد جدّه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم غيري و غير أخي و قد رأيت أن أدفع هذا الأمر إلى معاوية.

قال ابن عمر: و لا أدري في هذا الحديث (2)عن عمير أو عن غيره، و جعل يقول بيده نحو معاوية وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ .

قال: و أنا علي بن بكر، أنا أحمد بن الخليل، نا ابن عبيدة، نا إبراهيم بن المنذر، نا ابن وهب (3)،أنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: كان عمرو بن العاص حين اجتمعوا بالكوفة كلّم معاوية و أمره أن يأمر الحسن بن علي أن يقوم ليخطب الناس فكره ذلك معاوية و قال: ما أريد أن يخطب، فقال عمرو: لكني أريد أن يبدو عيّه في الناس فإنه يتكلم في أمور لا يدري ما هي، فلم يزل بمعاوية حتى أطاعه، فخرج معاوية فخطب الناس و أمر رجلا فنادى الحسن بن علي فقال: قم يا حسن فكلّم الناس (4)،فقام الحسن فتشهد في بديهة أمر لم يروّه (5)فقال: أما بعد أيها الناس فإن اللّه هداكم بأوّلنا و حقن دماءكم (6)بآخرنا، إن لهذا الأمر مدة و الدنيا (7)دول و إن اللّه تعالى قال لنبيه صلّى اللّه عليه و سلّم: قل إن

ص: 276


1- كذا، و يقال: ابن عبدة، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 369/12.
2- في الترجمة المطبوعة: قال ابن عون: لا أدري هذا الحديث.
3- المطبوعة: ابن المذهب.
4- أسد الغابة 492/1 فكلم الناس فيما جرى بيننا.
5- أسد الغابة: لم يروّ فيه.
6- بالأصل: دماؤكم.
7- في الترجمة المطبوعة: و إن الدنيا دار دول.

أدري (1)لعله فتنة لكم و متاع إلى حين فلما قالها، قال له معاوية: اجلس، ثم جلس، ثم خطب معاوية و لم يزل صبرا (2)،على عمرو، و قال: هذا عن رأيك.

أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درج (3)أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب، نا الحجّاج، نا جدّي، عن الزهري قال: فكان عمرو بن العاص حين اجتمعا بالكوفة كلّم معاوية أن يأمر الحسن بن علي فيخطب فكره ذلك معاوية و قال: ما أريد أن يخطب الناس، قال عمرو: نريد أن يبدو عيّه في الناس فإنه يتكلم في أمور لا يدري ما هو (4)حينئذ، فقال (5)له: قم فكلم الناس، فلم يزل عمرو بمعاوية حتى أطاعه، فخرج معاوية فخطب الناس، ثم أمر رجلا فنادى حسن بن علي فقال: قم يا حسن فكلّم الناس، فقام حسن فتشهد في بديهة أمر لم يروّ فيه ثم قال: أما بعد أيها الناس فإن اللّه عز و جل هداكم بأوّلنا و حقن دماءكم (6)بآخرنا، و إن لهذا الأمر مدة و إن الدنيا دول و إن اللّه قال لنبيه صلّى اللّه عليه و سلّم: وَ إِنْ (7)أَدْرِي أَ قَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مٰا تُوعَدُونَ ، إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَ يَعْلَمُ مٰا تَكْتُمُونَ ، وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ فلما قالها أجلسه معاوية، ثم خطب معاوية ثمّ الناس، فلم يزل صرما على عمرو بن العاص، و قال (8):هذا من فعل رأيك.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات، نا

ص: 277


1- كذا وردت الآية بالأصل، و تمام الآيات في سورة الأنبياء: قل إنما يوحى إليّ انما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون، فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء و إن أدري أ قريب أم بعيد ما توعدون. إنه يعلم الجهر من القول و يعلم ما تكتمون، و إن أدري لعله فتنة لكم و متاع إلى حين.
2- في المطبوعة: و لم يزل صرما.
3- الترجمة المطبوعة: ثلاث درجات.
4- كذا.
5- القائل عمرو بن العاص، يقول لمعاوية.
6- بالأصل: دماؤكم.
7- بالأصل:«قل إن» و المثبت يوافق نص الآية الكريمة.
8- في أسد الغابة 492/1 و قال: ما أردت إلاّ هذا.

إبراهيم بن أسباط البرّاز (1)،نا الحسن (2) بن عمرو بن محمد العنقزي، حدّثني أخي القاسم بن عمرو، عن جميع (3) بن عمير، عن مجالد بن سعيد، عن طحرب العجلي، قال: قال الحسن بن علي بن أبي طالب: لا أقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم واضعا يده على العرش - و قال ابن البنّا: واقفا و يده على العرش - و رأيت أبا بكر واضعا يده على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و رأيت عمر واضعا - و قال ابن البنّا: واقفا - يده على أبي بكر، و رأيت عثمان واضعا - و قال ابن البنّا: واقفا - يده على عمر، و رأيت دونهم دما فقلت:

ما هذا؟ فقالوا: دم عثمان يطلب اللّه به.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا سفيان بن وكيع، نا مجمع (4) بن عمر، عن مجالد، عن طحرب العجلي، عن الحسن بن علي، قال: لا أقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم واضعا يده على أبي بكر و رأيت عثمان واضعا يده على عمر، و رأيت دما دونهم فقيل: ذا دم عثمان، اللّه عزّ و جل يطلب به.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الفضل و ابن شاذان، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن عمروية الصفّار، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا القاسم بن الفضل الحداد (5)،عن يوسف بن مازن (6)،قال: عرض للحسن بن علي رجل فقال: يا مسوّد وجوه المسلمين (7) فقال:

ص: 278


1- بالأصل: البزار، و المثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 118/14.
2- في الترجمة المطبوعة: الحسين.
3- جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي ثم الضبعي أبو بكر الكوفي.(ترجمته في تهذيب التهذيب و فيه: جميع بن عمر (كذا) روى عن مجالد و روى عنه عمرو بن محمد العنقزي و ضبطت نصا جميع بالتصغير في تقريب التهذيب.
4- كذا بالأصل و الأصل الذي اعتمده محقق الترجمة المطبوعة، و لعله فيهما جميعا تحريف و الصواب ما مرّ في الرواية السابقة: جميع بن عمير.
5- كذا بالأصل و في أسد الغابة 491/1 و سير أعلام النبلاء 272/3 الحدّاني و لعله الصواب و في المطبوعة:«الحدّاني».
6- في أسد الغابة: يوسف بن سعد.
7- في أسد الغابة و سير الأعلام: المؤمنين.

لا تعذلني (1) فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أريهم يثبون (2) على منبره رجلا رجلا فأنزل اللّه تعالى:

إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ الْكَوْثَرَ (3) نهر في الجنة إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (4) يملكونه بعدي، يعني بني أمية.

و أخبرناه أبو محمد، نا أبو بكر ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه (5) بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا العباس بن عبد العظيم، نا أسود بن عامر ح.

و أخبرنا أبو منصور بن رزيق، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا عباس بن محمد، نا أسود بن عامر، نا زهير بن معاوية، نا أبو روق الهمداني (7)،نا أبو الغريف، قال: كنا مقدمة الحسن بن علي اثنا عشر ألفا بمسكن مستميتين، تقطر أسيافنا من الجدّ على قتال أهل الشام، و علينا أبو العمرطة (8) فلما جاء صلح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ ، فلما قدم الحسن بن علي الكوفة قال له رجل منا يقال له: أبو عامر سفيان بن ليلى - و قال ابن الفضل: سفيان بن الليل:- السلام عليك يا مذلّ المؤمنين، قال: فقال: لا تقل ذاك، يا أبا عامر، لست بمذلّ المؤمنين، و لكني كرهت أن أقتلكم على الملك. و اللفظ لحديث الحكيمي.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، أنا أبو طالب محمد بن علي الحربي العشاري،

ص: 279


1- أسد الغابة: لا تؤنبني.
2- اللفظة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن سير أعلام النبلاء، و في مختصر ابن منظور: يلمون.
3- سورة الكوثر، الآية الأولى.
4- سورة القدر، الآيات 1-3.
5- الخبر في تاريخ بغداد 305/10 في ترجمة عبيد اللّه بن خليفة أبي الغريف.
6- بالأصل:«عبيد اللّه» و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد 305/10.
7- في تاريخ بغداد «الهزاني» و اسمه عطية بن الحارث أبو روق الهمداني الكوفي، و ليس في عامود نسبه «الهزاني» انظر تهذيب التهذيب 143/4.
8- كذا، و مرّ في رواية سابقة: قيس بن سعد الساعدي.

أنا عبد اللّه بن محمد بن أحمد ابن (1) أخي ميمي، و أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن دوست ح.

قال: و أنا علي بن أحمد الملطي، أنا أحمد بن محمد بن دوست، قالا: أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا محمد بن موسى، عن فضيل بن مرزوق، قال: أتى مالك بن ضمرة الحسن بن علي فقال: السلام عليك يا مسخّم وجوه المؤمنين قال: يا مالك لا تقل ذلك، إني لما رأيت الناس تركوا ذلك إلاّ أهله خشيت أن تجتثّوا عن وجه الأرض، فأردت أن يكون للدين في الأرض ناعي.

فقال: بأبي و أمي ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ (2).

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن [ابن البناء] (3)،قالوا: أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر، حدّثني أحمد بن سليمان، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة (4) عن يزيد بن خمير الشامي، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير الشامي، عن أبيه، قال: قلت للحسن بن علي: إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة ؟، قال: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت، و يحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه اللّه تعالى ثم أثيرها (5) بأتياس الحجاز (6).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد المقنّعي (7)،أنا أبو عمر الخزاز (8)، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا الحسين بن محمد الفقيه، أنا محمّد بن سعد، أنا سليمان

ص: 280


1- كذا، و ابن أخي ميمي اسمه محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه أبو الحسين البغدادي الدقاق انظر ترجمته في سير الأعلام 564/16.
2- سورة آل عمران، الآية:34.
3- الزيادة للإيضاح.
4- بالأصل:«عن سعية بن يزيد عن حمير» و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 274/3.
5- في سير الأعلام: أبتزها.
6- الخبر في حلية الأولياء 36/2-37 و سير الأعلام 274/3 و الحاكم في المستدرك 170/3.
7- هو الحسن بن علي بن محمد بن الحسن، أبو محمد الشيرازي البغدادي الجوهري المقتفي ترجمته في سير الأعلام 68/18.
8- بالأصل «الخزار» و في المطبوعة «الخراز» و فيهما تحريف، و الصواب ما أثبت «الخزاز» و اسمه محمد بن العباس بن محمد بن زكريا، أبو عمر البغدادي ابن حيوية ترجمته في سير الأعلام 409/16.

أبو (1) داود الطيالسي، أنا شعبة، عن يزيد بن خمير، قال: سمعت عبد الرّحمن بن جبير بن نفير الحضرمي يحدث عن أبيه، قال: قلت للحسن بن علي: إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة ؟ فقال: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت و يحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه اللّه تعالى ثم أثيرها بأتياس أهل الحجاز (2).

قال: و أنا ابن سعد، أنا علي بن محمد، عن إبراهيم بن محمد، عن زيد بن أسلم، قال: دخل رجل على الحسن المدينة و في يده صحيفة فقال: ما هذه ؟ قال: من معاوية يعد فيها و يتوعّد. قال: قد كنت على النّصف منه. قال: أجل و لكني خشيت أن يأتي يوم القيامة سبعون ألفا أو ثمانون ألفا أو أكثر أو أقل كلهم تنضح أوداجهم دما، كلهم يستعدي اللّه فيمن أهريق دمه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمد بن زبر، نا أبو قلابة، حدّثني الأصمعي، عن سالم بن مسكين، عن عمران بن عبد اللّه، قال: رأى الحسن بن علي في منامه أنه مكتوب بين عينيه: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ (3) ففرح بذلك، قال: فبلغ سعيد بن المسيّب، فقال: إن كان رأى هذه الرؤيا فقلّ ما بقي من أجله. قال: فلم يلبث الحسن بعدها إلاّ أياما حتى مات.

رواه أبو سلمة المنقري، عن سلام بن مسكين، عن عمران بن عبد اللّه بن طلحة نحوه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه (4)،أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللّه، أنا أبو علي الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبيد، نا عبد الرّحمن بن صالح العتكي (5) و محمد بن عثمان العجلي، قالا: نا أبو أسامة، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: دخلت أنا

ص: 281


1- بالأصل «بن» خطأ، و هو سليمان بن داود بن الجارود ترجمته في سير الأعلام 378/9.
2- بالأصل «الحجار».
3- سورة الإخلاص، الآية الأولى.
4- لفظة الجلالة سقط من الأصل و كتبت فوق السطر.
5- إعجامها مضطرب، تقرأ «الفنكي» و تقرأ «العتكي» و قد تقرأ غير ذلك، بالقاف و بعدها ياء أو باء، أو تاء أو نون ؟ و الصواب ما أثبت «العتكي» بفتح المهملة و المثناة، ترجمته في تهذيب التهذيب، و تقريب التهذيب.

و رجل من قريش على الحسن بن علي فقام فدخل المخرج، ثم خرج، فقال: لقد لفظت طائفة من كبدي أقلّبها بهذا العود، و لقد سقيت السّمّ مرارا و ما سقيته مرة هي أشد من هذه.

قال: و جعل يقول لذلك الرجل: سلني قبل أن لا تسألني، قال: ما أسألك شيئا [حتى] (1) يعافيك اللّه قال: فخرجنا من عنده ثم عدت إليه من غد، و قد أخذ في السّوق (2) فجاء حسين حتى قعد عند رأسه فقال: أخي من صاحبك ؟ قال: تريد قتله ؟ قال: نعم، قال: لئن (3) كان صاحبي الذي أظن للّه أشد له نقمة، و إن لم يكنه (4) ما أحب أن تقتل بي بريئا.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي الشاهد، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمد، أنا محمد بن سعد، أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: دخلت أنا و صاحب لي على الحسن بن علي نعوده فقال لصاحبي: يا فلان سلني، قال: ما أنا بسائلك شيئا، ثم قام من عندنا، فدخل كنيفا له، ثم خرج فقال: أي فلان سلني (5) قبل أن لا تسألني فإني و اللّه لقد لفظت طائفة من كبدي قبل قلّبتها بعود كان معي، و إني قد سقيت السّمّ مرارا فلم أسق مثل هذا قط فسلني، فقال: ما أنا بسائلك شيئا [حتى] يعافيك اللّه إن شاء اللّه.

ثم خرجنا، فلما كان الغد أتيته و هو يسوق، فجاء الحسين فقعد عند رأسه، فقال:

أي أخي انبئني من سقاك ؟ قال: لم، أ تقتله ؟ قال: نعم، قال: ما أنا بمحدّثك شيئا، إن يك صاحبي الذي أظن فاللّه أشد نقمة، و إلاّ فو اللّه لا يقتل بي بريء.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (6)،نا محمد بن علي، نا أبو عروبة الحرّاني، نا سليمان بن (7) عمر بن خالد، نا ابن عليّة، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال:

ص: 282


1- الزيادة عن المطبوعة، و هي مستدركة فيها بين معكوفتين أيضا.
2- السّوق الشروع في نزع الروح.
3- الأصل: لا.
4- بالأصل: لم يكونه.
5- بالأصل:«تسألني» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 273/3.
6- الخبر في حلية الأولياء 38/2.
7- بالأصل «عن» و المثبت عن الحلية.

دخلت أنا و رجل على الحسن بن علي نعوده، فقال: يا فلان سلني، قال: لا و اللّه لا نسألك حتى يعافيك اللّه، ثم نسألك قال: ثم دخل ثم خرج إلينا فقال: سلني قبل أن لا تسألني، قال: بل يعافيك اللّه ثم أسألك، قال: قد ألقيت طائفة من كبدي و إني قد سقيت السّمّ مرارا فلم أسق مثل هذه المرة. ثم دخلت عليه من الغد و هو يجود بنفسه و الحسين عند رأسه قال: يا أخي من تتهم ؟ قال: لم لتقتله ؟ قال: نعم، قال: إن يكن الذي أظن فاللّه أشدّ بأسا و أشد تنكيلا و إلاّ يكن فما أحب أن يقتل بي بريء، ثمّ قضى.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أحمد بن معروف الخشاب، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا موسى بن إسماعيل، نا أبو هلال، عن قتادة، قال: قال الحسن للحسين: إني قد سقيت السّمّ غيرة مرة و إني لم أسق مثل هذه إنّي لأضع كبدي قال: فقال (1):من فعل ذلك بك ؟ قال: لم، لتقتله ؟ ما كنت لأخبرك.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، قالت: كان الحسن بن علي سقي مرارا كل ذلك يفلت حتى كان المرة الآخرة التي مات فيها فإنه كان يختلف كبده، فلما مات أقام نساء بني هاشم عليه النوح شهرا (2).

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر، عن عبد اللّه بن حسن (3)،قال: كان الحسن بن علي رجلا كثير نكاح النساء، و كنّ قلّ ما يحظين عنده، و كان قلّ امرأة يتزوجها إلاّ أحبته و ضنّت (4) به. فيقال إنه كان سقي ثم أفلت، ثم سقي فأفلت ثم كانت الآخرة توفي فيها، فلما حضرته الوفاة قال الطبيب - و هو يختلف إليه-: هذا رجل قد قطع السّمّ أمعاءه (5)،فقال الحسين: يا أبا محمد خبرني من سقاك السّمّ ؟، قال: و لم يا أخي ؟ قال: أقتله و اللّه قبل أن أدفنك أ و لا أقدر عليه ؟ أو يكون بأرض أتكلّف الشخوص إليه ؟ فقال: يا أخي إنما هذه الدنيا ليال فانية، دعه حتى

ص: 283


1- في سير الأعلام 274/3: فقال: من فعله ؟ فأبى أن يخبره.
2- زيد في أسد الغابة 493/1: و لبسوا الحداد سنة.
3- في مختصر ابن منظور 39/7 عبد اللّه بن حسين.
4- في سير الأعلام: وصبت به.
5- بالأصل «أمعاؤه» خطأ.

ألتقي أنا و هو عند اللّه، فأبى أن يسميه، و قد سمعت بعض من يقول: كان معاوية قد تلطف لبعض خدمه أن يسقيه سما (1).

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا يحيى بن حمّاد، أنا أبو عوانة، عن يعقوب، عن أم موسى، أن جعدة بنت الأشعث بن قيس سقت الحسن السّمّ فاشتكى منه شكاة قال:

فكان يوضع تحته طست و ترفع أخرى نحوا من أربعين يوما (2).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبيد اللّه بن أحمد الصيرفي - إجازة - أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو عبد اللّه الثمامي، نا محمد بن سلام الجمحي، عن ابن (3) جعدبة، قال: كانت جعدة بنت الأشعث بن قيس تحت الحسن بن علي فدسّ إليها يزيد: أن سمّي حسنا إنّي مزوّجك ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إليه جعدة تسأل يزيد الوفاء بما وعدها فقال:

إنا و اللّه لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا؟ فقال كثيّر - و قد يروى للنجاشي (4)-:

يا جعد (5) بكيه و لا تسأمي *** بكاء (6) حقّ ليس بالباطل

لن (7) تستري البيت على مثله *** في الناس من حاف و لا ناعل

أعني الذي أسلمه أهله (8) *** للزمن المستخرج الماحل

كان إذا شبّت له ناره *** يرفعها بالنسب (9) الماثل

كيما يراها بائس مرمل *** أو فرد قوم ليس بالآهل

يغلي بنيّ اللحم حتى إذا *** أنضج لم يغل على أكل (10)

ص: 284


1- الخبر في سير الأعلام 274/3.
2- الخبر في سير الأعلام 274/3-275 و فيه طشت بدل طست.
3- بالأصل «أبي جعدبة» و المثبت عن مختصر ابن منظور 39/7 و قوله:«عن ابن جعدبة» سقط من الترجمة المطبوعة.
4- الأبيات في ديوان كثير ط بيروت، و هي في مروج الذهب 476/2-477 من شعر طويل منسوب للنجاشي الشاعر.
5- مروج الذهب: جعدة.
6- عجزه في مروج الذهب: بعد بكاء المعول الثاكل.
7- مروج الذهب: لم يسبل الستر على مثله في الأرض.
8- صدره في مروج الذهب: أعني الذي أسلمنا هلكه.
9- مروج الذهب: بالسند الغاتل.
10- مروج الذهب: أنضجه لم يغل من آكل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،أنا سليمان بن أحمد، نا محمد بن عبد اللّه الحضرمي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو أسامة، عن سفيان بن عيينة، عن رقبة بن مصقلة، قال: لما حضر (2) الحسن بن علي قال: أخرجوني إلى الصحراء لعلّي انظر في ملكوت السماء - يعني الآيات - فلما خرج قال: اللّهم إني أحتسب نفسي عندك، فإنها أعز الأنفس عليّ فكان مما صنع اللّه له أنه أحتسب نفسه.

كذا قال في الصحراء و هو تصحيف، إنما هو «الصحن» (3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن عثمان العجلي، نا أبو أسامة، حدّثني سفيان بن عيينة، عن رقبة بن مصقلة، قال: لما حضر الحسن بن علي قال: اخرجوا فراشي إلى الصحن حتى انظر في ملكوت السموات، فأخرجوا فراشه فرفع رأسه فنظر فقال: اللّهم إني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس عليّ ، قال: فكان مما صنع اللّه له أن احتسب نفسه عنده.

و أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا علي بن محمد بن الأخضر، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، حدّثني أحمد بن عبد الجبار، عن سفيان بن عيينة، عن رقبة بن مصقلة، قال: لما احتضر الحسن - و قال ابن طاوس: لما نزل بالحسن بن علي الموت - قال:

اخرجوا فراشي إلى صحن الدار، فأخرج فقال:- زاد ابن السمرقندي قال: فرفع رأسه إلى السماء ثم اتفقا فقالا-: اللّهم إني أحتسب نفسي عندك فإني لم أصب بمثلها.

و في حديث ابن السّمرقندي: فإنها أعز الأنفس عليّ .

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل، و أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين النوري البوشنجيان (4)،و أبو القاسم عبد الجبار بن محمد بن أبي

ص: 285


1- الخبر في حلية الأولياء 38/2 و سير أعلام النبلاء 275/3.
2- حضر بالبناء للمجهول أي نزل به الموت، و في سير الأعلام: احتضر.
3- و هي عبارة سير أعلام النبلاء.
4- في الترجمة المطبوعة:«البوسنجيان»، و النسبة إلى بوشنج بالشين المعجمة. و هي بليدة نزهة من نواحي هراة بينهما عشرة فراسخ.

القاسم الفامي، قالوا: أنا أبو المظفر موسى بن عمران بن محمد الصوفي، أنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي، أنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن بن الشرقي، قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن سعيد الدارمي يقول: سمعت السندي يقول:

سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: لما اشتد بسفيان المرض جزع جزعا شديدا فدخل عليه مرحوم بن عبد العزيز - و كان شيخا عاقلا - فقال: يا أبا عبد اللّه ما هذا الجزع ؟ تقدم على ربّ عبدته ستين سنة. صمت له، صلّيت له، حججت له أ رأيتك لو كان لك عند رجل يد أ ليس كنت تحبّ أن تلقاه حتى يكافئك ؟ قال: فسري عنه.

قال أبو جعفر: حدث بهذا السندي و نحن مع أبي نعيم، فقال أبو نعيم: لما اشتدّ [المرض] بالحسن بن علي بن أبي طالب جزع قال: فدخل عليه رجل فقال: يا أبا محمد ما هذا الجزع ؟ ما هذا؟ ما هو إلاّ أن تفارق روحك جسدك فتقدم على أبويك علي و فاطمة و على جدّيك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و خديجة و على أعمامك حمزة و جعفر و على أخوالك القاسم و الطيب و مطهّر و إبراهيم و على خالاتك رقية و أم كلثوم و زينب، قال: فسري عنه.

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إياه، و قال: اروه عني - أنا أبو علي محمد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، نا محمد بن القاسم الأنباري، نا محمد بن علي المدائني، نا أبو الفضل الهاشمي الرّبعي، حدّثني أحمد بن يعقوب، حدّثني المفضّل بن غسان بن المفضّل (1)،أبي عبد الرّحمن الغلاّبي، حدّثني إبراهيم بن علي المطبخي، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن بن عيسى بن مسلم الحنفي، أخا سليم بن عيسى قارئ أهل الكوفة، قال: لما حضرت الحسن بن علي الوفاة كأنه جزع عند الموت فقال له الحسين كأنه يعزيه: يا أخي ما هذا الجزع ؟ إنك ترد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و على علي و هما أبواك، و على خديجة و فاطمة و هما أمّاك، و على القاسم و الطاهر و هما خالاك، و على حمزة و جعفر و هما عمّاك، فقال له الحسن: أي أخي إنّي أدخل في أمر من اللّه لم أدخل في مثله، و أرى خلقا من خلق اللّه لم أر مثله قطّ ، قال:

فبكى الحسين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالا: أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن

ص: 286


1- بالأصل «الفضل» خطأ، انظر الأنساب (الغلاّبي).

الأعرابي بمكة في ذي الحجة سنة تسع و ثلاثمائة ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمد بن علي و عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد، قالا: نا أبو العباس الأصم، قالا:

سمعنا العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: لما ثقل الحسن بن علي دخل عليه الحسين فقال: يا أخي لأي شيء تجزع ؟ تقدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و على علي بن أبي طالب و هما أبواك، و على خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و هما أمّاك، و على حمزة بن عبد المطلب و جعفر بن أبي طالب و هما عمّاك، قال: يا أخي أقدم على أمر لم أقدم على مثله.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني يوسف بن موسى، حدّثني مسلم بن أبي حية الرازي، نا جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: لما أن حضر الحسن بن علي الموت بكى بكاء شديدا فقال له الحسين: ما يبكيك يا أخي و إنما تقدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و على علي و فاطمة و خديجة و هم ولدوك، و قد أجرى اللّه لك على لسان نبيه صلّى اللّه عليه و سلّم أنّك سيد شباب أهل الجنة. و قاسمت اللّه مالك ثلاث مرات و مشيت إلى بيت اللّه على قدميك خمس عشرة مرة حاجّا، و إنما أراد أن يطيب نفسه قال: فو اللّه ما زاده إلاّ بكاء و انتحابا و قال: يا أخي إني أقدم على أمر عظيم مهول لم أقدم على مثله قط .

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمد بن الفهم، أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، نا إبراهيم بن الفضل، عن أبي عتيق، قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: شهدنا حسن بن علي يوم مات فكادت الفتنة [أن] تقع بين حسين بن علي و مروان بن الحكم، و كان الحسن قد عهد إلى أخيه أن يدفن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فإن خاف أن يكون في ذلك [قتال] فليدفن بالبقيع. فأبى مروان أن يدعه. و مروان يومئذ معزول يريد أن يرضي معاوية بذلك، فلم يزل مروان عدوا لبني هاشم حتى مات - قال جابر:

فكلّمت يومئذ حسين بن علي فقلت: يا أبا عبد اللّه اتّق اللّه فإن أخاك كان لا يحبّ ما ترى فادفنه بالبقيع مع أمّه. ففعل.

ص: 287

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: حضرت موت حسن بن علي، فقلت للحسين: اتّق اللّه و لا تثر فتنة و لا تسفك الدماء و ادفن أخاك إلى جنب أمه، فإن أخاك قد عهد بذلك إليك، فأخذ بذلك حسين (1).

قال و أنا محمد بن سعد، أنا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، عن حصين، عن أبي حازم، قال (2):لما حضر الحسن قال للحسين: ادفنوني عند أبي يعني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أما (3)أن تخافوا الدماء، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فيّ دما، ادفنوني عند مقابر المسلمين.

قال: فلما قبض تسلّح الحسين و جمع مواليه، فقال له أبو هريرة: أنشدك اللّه و وصية أخيك، فإنّ القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم (4) دما، قال: فلم يزل به حتى رجع، قال: ثم دفنوه في بقيع الغرقد.

فقال أبو هريرة: أ رأيتم لو جيء بابن موسى ليدفن مع أبيه فمنع أ كانوا قد ظلموه ؟ قال: فقالوا: نعم، قال: فهذا ابن نبي اللّه قد جيء به ليدفن مع أبيه.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني محرز بن جعفر، عن أبيه قال: سمعت أبا هريرة يقول يوم دفن الحسن بن علي: قاتل اللّه مروان، قال: و اللّه ما كنت لأدع ابن أبي تراب يدفن مع رسول اللّه و قد دفن عثمان بالبقيع فقلت: يا مروان اتّق اللّه و لا تقل لعلي إلاّ خيرا فأشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول يوم خيبر:«لأعطين الراية رجلا يحبّه اللّه و رسوله ليس بفرّار» و أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول في حسن:

«اللّهم إني أحبه فأحبه و أحبّ من يحبه»[3272].

قال مروان: إنك قد و اللّه أكثرت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحديث فلا نسمع منك ما تقول فهلمّ غيرك يعلم ما تقول! قال: قلت: هذا أبو سعيد الخدري، قال مروان: لقد ضاع حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين لا يرويه إلاّ أنت و أبو سعيد الخدري و اللّه ما أبو سعيد الخدري، يوم مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ غلام، و لقد جئت أنت من جبال دوس قبل وفاة

ص: 288


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 275/3.
2- الخبر في سير الأعلام 275/3.
3- في السير: إلاّ أن تخافوا.
4- السير: دماء.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيسير فاتّق اللّه يا أبا هريرة، قال: قلت: نعم ما أوصيت به، و سكتّ عنه.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد بن جعفر المعدّل (1)،أنا عم أبي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر الكوسج، أنا إبراهيم بن السندي بن علي، أنا الزبير بن بكّار بن عبد اللّه الزبيري، حدّثني يحيى بن مقداد، عن عمه موسى بن يعقوب بن عبد اللّه بن وهب بن زمعة، حدّثني فائد مولى عبادل (2) أن عبيد اللّه بن علي ابن (3) أبي رافع أخبره [هو] (4) و غيره من مشيختهم أن حسن بن علي بن أبي طالب أصابه بطن فلما عرف بنفسه الموت أرسل إلى عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن تأذن له أن يدفن مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في بيتها، فقالت: نعم بقي موضع قبر واحد قد كنت أحب أن أدفن فيه و أنا أؤثرك به.

فلما سمعت بنو أمية ذلك لبسوا السلاح فاستلأموا بها، و كان الذي قام بذلك مروان بن الحكم، فقال: و اللّه لا يدفن عثمان بن عفان بالبقيع و يدفن حسن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لبست بنو هاشم السلاح و همّوا بالقتال، و بلغ ذلك الحسن بن علي فأرسل إلى بني هاشم فقال لهم رسوله: يقول لكم الحسن إذا بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي به، ادفنوني إلى جنب أمي فاطمة بالبقيع، فدفن إلى جنب فاطمة ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسين ابن أبي يعلى، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا محمد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و حدّثني محمد بن حسن، عن محمد بن إسماعيل، قال فائد مولى عبادل أن عبيد اللّه بن علي أخبره و غيره ممن مضى من أهل بيته: أن حسن بن علي بن أبي طالب أصابه بطن فلما أعزّ به و عرف بنفسه الموت أرسل إلى عائشة أن تأذن له أن يدفن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالت: نعم ما كان بقي إلاّ موضع قبر واحد. فلما سمعت بذلك بنو أمية استلأموا السلاح هم و بنو هاشم للقتال و قالت بنو أمية: و اللّه لا يدفن فيه أبدا، فبلغ الحسن بن علي ذلك فأرسل إلى أهله: أما إذا كان هذا فلا حاجة لي به، ادفنوني في

ص: 289


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 449/18.
2- بالأصل «عباد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة فائد في تهذيب التهذيب 479/4.
3- بالأصل «مولى» و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، و يعرف بعبادل،27/4.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن الترجمة المطبوعة، و اللفظة مستدركة فيها بين معكوفتين. و هي مثبتة في الرواية التالية.

المقبرة إلى جنب أمي فاطمة، فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة.

قال فائد: و أخبرني مولاي و من شئت من أهلي ممن مضى منهم: أن قبر فاطمة مواجه الخوخة التي في دار نبيه (1) ابن وهب [و] طريق الناس بين قبر فاطمة و بين خوخة نبيه. قال: أظن الطريق: سبع أذرع.

قال فائد: و قال لي منقذ الحفار: إن في المقبرة قبرين متطابقين بالحجارة قبر حسن بن علي و قبر عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فنحن لا نحركهما.

قال فائد: فلما كان زمن حسن بن زيد و هو أمير المدينة استعدوا (2) بنو محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب على آل عقيل بن أبي طالب في قناتهم التي في دارهم الخارجة إلى المقبرة، فقالوا: إن قبر فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عند هذه القناة فاختصموا إلى حسن بن زيد، قال: فدعاني فسألني عن قبر فاطمة فأخبرته عن عبيد اللّه بن علي بن أبي رافع و من بقي من أهلي عن حسن بن علي و قوله ادفنوني إلى جنب أمّي، ثم أخبرته عن منقذ الحفّار عن قبر الحسن أنه رآه مطابقا، قال: فقال الحسن بن زيد: أنا على ما تقول و أقرّ قناة آل عقيل على هيئتها.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني محمد بن الضحاك الحرامي (3)،قال: لما بلغ مروان بن الحكم أنهم قد أجمعوا أن يدفنوا الحسن بن علي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جاء إلى سعيد بن العاص و هو عامل المدينة فذكر ذلك له، فقال: ما أنت صانع في أمرهم ؟ فقال: لست منهم في شيء و لست حائلا بينهم و بين ذلك، قال: فخلّني و إياهم فقال:

أنت و ذاك. فجمع لهم مروان من كان هناك من بني أمية و حشمهم و مواليهم و بلغ ذلك حسينا فجاء هو و من معه في السلاح ليدفن حسنا في بيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أقبل مروان في أصحابه و هو يقول:

يا ربّ هيجاء هي خير من دعة (4)

.

ص: 290


1- بالأصل: نبيه مولى ابن وهب، و الصواب ما أثبت، نبيه ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب، و هو نبيه بن وهب بن عثمان العبدري المدني انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- كذا، و الظاهر: استعدى.
3- الأصل و مختصر ابن منظور 42/7 و في الترجمة المطبوعة ص 220 الحزامي.
4- الرجز للبيد، ديوانه ط بيروت ص 92 من أرجوزة أنشدها للنعمان بن المنذر و قبله: لا تزجر الفتيان عن سوء الرّعة

أ يدفن عثمان بالبقيع و يدفن حسن في بيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ و اللّه لا يكون ذلك أبدا، و أنا أحمل السيف، فلما صلّوا على حسن خشي عبد اللّه بن جعفر أن يقع في ذلك ملحمة عظيمة فأخذ بمقدم السرير، ثم مضى نحو البقيع فقال له حسين: ما تريد؟ قال: عزمت عليك بحقي أن لا تكلمني كلمة واحدة، فصار به إلى البقيع فدفنه هناك، رحمه اللّه، و انصرف مروان و من معه.

و بلغ معاوية ما كانوا أرادوا في دفن حسن في بيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: ما انصفتنا بنو هاشم حين يزعمون أنهم يدفنون حسنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و قد منعوا عثمان أن يدفن إلاّ في أقصى البقيع، إن يك ظني بمروان صادقا لا يخلصون إلى ذلك، و جعل يقول: ويها مروان أنت لها.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمد الحسن بن علي الشيرازي، أنا أبو عمر محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف بن بشر، أنا الحسين بن محمد بن فهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، نا عبيد اللّه بن مرداس، عن أبيه، عن الحسن بن محمد بن الحنفية قال: لما مرض حسن بن علي مرض أربعين ليلة، فلما استعزّ به (1) و قد حضرت بنو هاشم فكانوا لا يفارقونه يبيتون عنده بالليل و على المدينة سعيد بن العاص، و كان سعيد يعوده فمرّة يؤذن له و مرّة يحجب عنه، فلما استعزّ به بعث مروان بن الحكم رسولا إلى معاوية يخبره بثقل الحسن بن علي.

و كان حسن رجلا (2) قد سقي و كان مبطونا إنما كان تختلف أمعاؤه، فلما حضر كان عنده إخوته عهد أن يدفن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إن استطيع ذلك، فإن حيل بينه و بينه و خيف أن يهراق فيه محجمة من دم دفن مع أمه بالبقيع، و جعل حسن يوعز إلى الحسين: يا أخي إياك أن تسفك الدماء فيّ ، فإن الناس سراع إلى الفتنة، فلمّا توفي الحسن ارتجت المدينة صياحا فلا تلقى أحدا إلاّ باكيا.

و أبرد مروان إلى معاوية يخبره بموت حسن، و أنهم يريدون دفنه مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أنهم لا يصلون إلى ذلك أبدا و أنا حيّ .

ص: 291


1- استعزّ به: اشتد مرضه و أشرف على الهلاك. و استعزّ بالعليل اشتد وجعه و غلب على عقله (اللسان: عزز).
2- بالأصل «رجل».

فانتهى حسين بن علي إلى قبر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: احفروا هاهنا فنكب (1) عنه سعيد بن العاص و هو الأمير، فاعتزل و لم يحل بينه و بينه. و صاح مروان في بني أمية و لفّها و تلبسوا السلاح، و قال مروان: لا كان (2) هذا أبدا.

فقال له حسين: يا ابن الزرقاء ما لك و لهذا أوال (3) أنت ؟ قال: لا كان هذا و لا يخلص إليه و أنا حيّ ، فصاح حسين (4) بحلف الفضول (5)،فاجتمعت [بنو] هاشم و تيم و زهرة و أسد و بنو جعونة بن شعوب من بني ليث قد تلبّسوا السلاح.

و عقد مروان لواء، و عقد حسين بن علي لواء، فقال الهاشميون: يدفن مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، حتى كانت بينهم المراماة بالنبل و ابن جعونة بن شعوب يومئذ شاهر سيفه.

فقام في ذلك رجال من قريش عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب و المسور بن مخرمة بن نوفل، و جعل عبد اللّه بن جعفر يلحّ على حسين و هو يقول: يا ابن عم أ لم تسمع إلى عهد أخيك: إن خفت أن يهراق فيّ محجمة من دم فادفني بالبقيع مع أمي.

أذكّرك اللّه أن تسفك الدماء. و حسين يأبى دفنه إلاّ مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يقول: و يعرض مروان لي، ما له و لهذا؟ قال: فقال المسور بن مخرمة: يا أبا عبد اللّه اسمع مني قد دعوتنا بحلف الفضول و أجبناك، تعلم أني سمعت أخاك يقول قبل أن يموت بيوم: يا ابن مخرمة إني قد عهدت إلى أخي أن يدفنني مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إن وجد إلى ذلك سبيلا، فإن خاف أن يهراق فيّ ذلك محجم من دم فليدفني مع أمّي بالبقيع. و تعلم أني أذكرك اللّه في هذه الدماء أ لا ترى ما هاهنا من السلاح و الرجال، و الناس سراع إلى الفتنة ؟ قال:

و جعل الحسين يأبى، و جعلت بنو هاشم و الحلفاء يلغطون و يقولون: لا يدفن إلاّ مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال الحسن بن محمد: سمعت أبي يقول: لقد رأيتني يومئذ و إني لأريد أن أضرب عنق مروان ما حال بيني و بين ذلك أن لا أكون أراه مستوجبا لذلك إلاّ اني سمعت

ص: 292


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن سير أعلام النبلاء 276/3.
2- بالأصل «لكان» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- بالأصل «أوالي» و المثبت عن سير الأعلام.
4- سقطت اللفظة من الأصل و كتبت بخط مغاير فوق السطر.
5- انظر سيرة ابن هشام و مروج الذهب في أصل قصة:«حلف الفضول».

أخي يقول: إن خفتم أن يهراق فيّ محجم من دم فادفنوني بالبقيع، فقلت لأخي: يا أبا عبد اللّه و كنت أرفقهم به إنّا لا ندع قتال هؤلاء جبنا عنهم و لكنا إنما نتبع وصية أبي محمد أنه لو قال و اللّه ادفنوني مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لمتنا من آخرنا أو ندفنه مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لكنه خاف ما قد ترى فقال: إن خفتم أن يهراق فيّ محجم من دم فادفنوني مع أمي فإنما نتبع عهده و ننفذ أمره. قال: فأطاع حسين بعد أن ظننت أنه لا يطيع، فاحتملناه حتى وضعناه بالبقيع.

و حضر سعيد بن العاص ليصلّي عليه، فقالت بنو هاشم: لا يصلي عليه أبدا إلاّ حسين، قال: فاعتزل سعيد بن العاص فو اللّه ما نازعنا في الصلاة، و قال: أنتم أحق بميتكم فإن قدّمتموني تقدّمت، فقال حسين بن علي: تقدّم فلو لا أن الأئمة تقدم ما قدّمناك.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، نا هاشم بن عاصم، عن المنذر بن جهضم، قال: لما اختلفوا في دفن حسن بن علي نزل سعد بن أبي وقاص و أبو هريرة من أرضهما فجعل سعد يكلم حسينا، يقول: اللّه اللّه فلم يزل بحسين حتى ترك ما كان يريد.

قال: و أنا ابن سعد، أنا محمد بن عمر، نا علي بن محمد العمري، عن عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد اللّه بن الزبير، قال: سمعت عائشة تقول يومئذ: هذا الأمر لا يكون أبدا يدفن ببقيع الغرقد و لا يكون لهم رابعا، و اللّه إنه لبيتي أعطانيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حياته، و ما دفن فيه عمر و هو خليفة إلاّ بأمري، و ما آثر عليّ عندنا بحسن (1).

قال: و أنا ابن سعد، أنا محمد بن عمر، نا عبد اللّه بن نافع، عن أبيه، قال:

سمعت أبان بن عثمان يقول: إن هذا لهو العجب يدفن ابن قاتل عثمان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبي بكر و عمر؟ و يدفن أمير المؤمنين الشهيد المظلوم ببقيع الغرقد.

قال: و أنا ابن سعد، أنا محمد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن مروان بن أبي سعيد، عن نملة بن أبي نملة، قال: أعظم الناس يومئذ أن يدفن معهم أحد، و قالوا لمروان: يا أبا عبد الملك لا يكون معهم رابع أبدا.

قال: و أنا ابن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن

ص: 293


1- نقله الذهبي باختصار في سير أعلام النبلاء 276/3 و انظر تاريخ اليعقوبي 214/2.

إبراهيم بن يحيى بن زيد، قال: سمعت خارجة بن زيد يقول: صوّب الناس يومئذ مروان و زعموا أنه حيل بحق لا يكون معهما يعني أبا بكر و عمر ثالث أبدا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو (1)،قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا أسيد بن عاصم، نا الحسين بن حفص، عن سفيان ح.

قال: و نا أبو عبد اللّه الحافظ - إملاء-[أنبأنا محمد بن أحمد المحبوبي بمرو، أنبأنا سعيد بن مسعود، أنبأنا عبيد اللّه بن موسى] (2) أنا سفيان، عن سالم بن أبي حفصة، قال: سمعت أبا حازم يقول (3):إني لشاهد يوم مات الحسن بن علي، فرأيت الحسين بن علي يقول لسعيد بن العاص و يطعن في عنقه و يقول: تقدّم فلو لا أنّها سنّة ما قدّمت (4) و كان بينهم شيء، فقال أبو هريرة: أ تنفسون على ابن نبيكم بتربة تدفنونه فيها؟ و قد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أحبهما فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني»[3273].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، نا الحسن بن علي بن عفان العامري، نا حسين بن علي، عن زائدة، عن سفيان الثوري، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي حازم، قال: رأيت حسين بن علي قدّم سعيد بن العاص على الحسن بن علي فصلّى عليه ثم قال: لو لا أنها سنّة ما قدّمته.

و أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أحمد بن علي بن ثابت ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا قبيصة، نا سفيان، عن سالم بن أبي حفصة - و قال ابن هبة اللّه: ابن أبي الجعد - عن أبي حازم الأشجعي،

ص: 294


1- في الترجمة المطبوعة:«عمر».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الترجمة المطبوعة ص 226.
3- الخبر في سنن البيهقي الكبرى 28/4-29 و صححه الحاكم في المستدرك 171/3 و سير أعلام النبلاء 276/3-277.
4- زيد في سير الأعلام: يعني في الصلاة.

قال: أنا رأيت حسين بن علي حين مات الحسن و هو يقول بإصبعه هكذا أقدم لو لا أنها سنّة ما قدّمت.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا طراد بن محمد بن علي، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن ابن أبي حفصة، عن من شهد جنازة الحسن بن علي فقال حسين لسعيد بن العاص: تقدّم فلو لا أنها السّنّة ما قدّمت.

أخبرنا أبو بكر الحاسب (1)،أنا أبو محمد بن أبي (2) الحسن، أنا أبو عمر [محمد] (3) بن العباس، أنا أبو الحسن [أحمد] (4) بن معروف، أنا أبو علي الحسين بن محمد الفقيه، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، ثنا عبيدة بنت نائل، عن عائشة بنت سعد، قالت: حدّت نساء بني هاشم على حسن بن علي سنة (5).

قال: و أنا ابن سعد، أنا علي بن محمد عن (6) يونس بن (7) أبي إسحاق، عن أبيه، عن عمرو بن نعجة، قال: أول ذلّ دخل على العرب موت الحسن بن علي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا محمد بن علي بن الفتح، نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون - إملاء - أنا أبو بكر محمد بن يونس المقرئ، نا عبد اللّه بن أبي الدنيا، حدّثني عبد اللّه بن يونس بن بكير، نا أبي عن ابن إسحاق، حدّثني مساور مولى بني سعد بن بكر، قال: رأيت أبا هريرة قائما على مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم مات الحسن بن علي و يبكي و ينادي بأعلى صوته: يا أيها الناس مات اليوم حبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فابكوا (8).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 295


1- اسمه محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد اللّه، أبو بكر الأنصاري الحاسب السلمي البغدادي البابشامي النصري البزاز المعدل.
2- كذا بالأصل، و قياسا إلى أسانيد مماثلة فهو الحسن بن علي بن محمد بن الحسن، أبو محمد الجوهري.
3- الزيادة للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل.
4- الزيادة للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل.
5- انظر أسد الغابة 493/1.
6- بالأصل «بن».
7- بالأصل «عن».
8- الخبر في سير أعلام النبلاء 277/3.

أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد عن (1) محمد بن سعد، أنا عفّان بن مسلم، نا سلام أبو المنذر، قال: قال معاوية لابن عباس: مات الحسن بن علي ليبكته بذلك، قال: فقال: لئن كان مات فإنّه لا يسدّ بجسده حفرتك، و لا يزيد موته في عمرك، و لقد أصبنا بمن هو أشد علينا فقدا منه فجبر اللّه مصيبتنا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمد بن موسى بن حمّاد أنا محمد بن مصعب، عن ابن السماك، قال: قال الحسين (2) بن علي عند قبر أخيه الحسن يوم مات:

رحمك اللّه أبا محمد إذ كنت لناصر الحق مظانه، و تؤثر اللّه عند مداحض (3)الباطل، في مواطن التقية بحسن الروية، و تستشف جليل معاظم الدنيا بعين لها حاقرة، و تفيض عليها يدا طاهرة (4) و تردع ماردة (5) أعدائك بأيسر المئونة عليك، و أنت ابن سلالة النبوة و رضيع لبان الحكمة، و إلى روح و ريحان و جنة نعيم، أعظم اللّه لنا و لكم الأجر عليه، و وهب لنا و لكم السلوة و حسن الأسى عليه.

أخبرنا أبو العز بن كادش،- فيما قرأ عليّ إسناده، و قال: اروه عني و ناولني إياه - أنا أبو علي محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا أحمد بن العباس العسكري، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني حمزة بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس بن علي بن أبي طالب، نا محمد بن علي بن عبيد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: لما قبض الحسن بن علي بن أبي طالب و وقف على قبره أخوه محمد بن علي فقال:

يرحمك اللّه أبا محمد فإن عزت حياتك لقد هدّت وفاتك، و لنعم الروح روح

ص: 296


1- بالأصل «بن».
2- بالأصل «الحسن» خطأ. و الصواب ما أثبت، و الخبر في عيون الأخبار لابن قتيبة 314/2 منسوبا للحسين بن علي رضي اللّه عنه.
3- في عيون الأخبار:«تداحض» و قد أنكرها محققه و رجّح كونها: مداحض كالأصل. و المدحضة: المزلة و المزلق، و هي واحدة المداحض.
4- عيون الأخبار: طاهرة الأطراف نقية الأسرة.
5- في عيون الأخبار و مختصر ابن منظور: بادرة.

تضمنه (1) بدنك، و لنعم البدن بدن تضمنه كفنك، و كيف لا يكون هكذا و أنت سليل (2)الهدى و حليف (3) أهل التقى، و خامس أصحاب الكساء، غذّتك أكفّ الحق، و ربّيت في حجور (4) الإسلام، و رضعت ثدي (5) الإيمان، و طبت حيا و ميتا، إن كانت أنفسنا غير طيبة (6) بفراقك، فلا نشكّ في الخير لك يرحمك اللّه، ثم انصرف عن قبره (7).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد، أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، نا هاشم بن عاصم، عن جهم بن أبي جهم، قال: لما مات الحسن بن علي بعثت بنو هاشم إلى العوالي (8) صائحا يصيح في كل قرية من قرى الأنصار بموت حسن فنزل أهل العوالي و لم يتخلف أحد عنه.

قال: و أنا محمد بن عمر، نا داود بن سنان، قال: سمعت ثعلبة بن أبي مالك، قال: شهدنا حسن بن علي يوم مات و دفناه بالبقيع، فلقد رأيت البقيع و لو طرحت إبرة ما وقعت إلاّ على إنسان.

قال: و أنا محمد بن عمر (9)،نا محمد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، عن ابن أبي نجيح عن أبيه، قال: بكى على حسن بن علي بمكة و المدينة سبعا: النساء و الصبيان و الرجال.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، قال: و حدّثني أبو الحسن المدائني، نا أبو اليقظان، قال: قدم البصرة بوفاة الحسن بن علي عبد اللّه بن سلمة بن

ص: 297


1- في تاريخ اليعقوبي: عمّر به بدنك.
2- مروج الذهب: عقبة الهدى.
3- مروج الذهب:«و خلف أهل التقوى» و في تاريخ اليعقوبي:«حلف».
4- مروج الذهب و اليعقوبي: حجر الإسلام.
5- مروج الذهب و اليعقوبي:«و أرضعك» و في اليعقوبي: ثديا.
6- مروج الذهب:«غير سخية»، و في اليعقوبي: و إن كانت أنفسنا غير قالية لحياتك، و لا شاكة في الخيار لك.
7- كلمة محمد بن علي (ابن الحنفية) وردت في مروج الذهب 477/2 و تاريخ اليعقوبي 225/2.
8- ضيعة بينها و بين المدينة أربعة أميال، و قيل: ثلاثة، و ذلك أدناها و أبعدها ثمانية (ياقوت).
9- بعد محمد بن عمر في المطبوعة:«أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن عبيد» ثم كالأصل.

سنان أبو المحبّق الهذلي - و كان سنان ولد أيام خيبر، فبشّر به أبوه، فقال: لسنان أطعن به في سبيل اللّه أحبّ إلي منه، فسماه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سنانا فقال الجارود بن سبرة الهذلي:

إذ ما بريد السوء أقبل نحونا *** بإحدى الدواهي الرّبد سار فأسرعا

فإن يك شرا سار يوما و ليلة *** و إن كان خيرا قسّط السير أربعا

فنعاه زياد لجلسائه فخرج الحكم بن أبي العاص الثقفي فنعاه للناس فبكوا، فسمع أبو بكرة البكاء فقال لميسة بنت شحام امرأته - و هو مريض-: ما هذا؟ قال: نعي الحسن بن علي فاستراح الناس من شرّ كثير، قال: ويحك بل أراحه اللّه من شر كثير و فقد الناس خيرا كثيرا.

قال: و أخبرني عمي مصعب بن عبد اللّه (1) أن النجاشي، قال يرثي الحسن بن علي رضي اللّه عنه:

يا جعد بكّيه و لا تسأمي *** بكاء حقّ ليس بالباطل

على ابن بنت الطاهر المصطفى *** و ابن عمّ المصطفى الفاضل

كان إذا شبّت له ناره *** يوقدها بالشرف القابل

لكي يراها بائس مرمل *** أو فرد حيّ ليس بالآهل

لم تغلقي بابا على مثله *** في الناس من حاف و من ناعل

أعني فتى أسلمه و قومه *** للزمن المستحرج الماحل

نعم فتى الهيجاء يوم الوغا *** و السيد القائل و الفاعل

أخبرنا أبو محمد السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمد بن يحيى، نا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: قتل علي و هو ابن ثمان و خمسين، و مات لها حسن، و قتل لها الحسين.

ص: 298


1- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 41 و فيه الأبيات الأول و الثاني و الخامس، و قد تقدمت الأبيات قريبا، و قد نسبت في مروج الذهب و نسب قريش للنجاشي»، و قال بعضهم لكثير و لم أجدها في ديوانه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، قال: توفي سعد بن أبي وقاص و الحسن بن علي في أيام بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين.

قال: و نا إسماعيل بن إبراهيم، نا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال:

توفي الحسن و هو ابن سبع و أربعين في زمان معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن (1) بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبيد اللّه، قالا: أنا محمد بن زيد بن علي بن مروان، أنا محمد بن محمد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا حسين الجعفي، عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت الهذلي يسأل جعفر بن محمد: كم كان لعلي حين قتل ؟ قال: قتل و هو ابن ثمان و خمسين سنة، و مات لها الحسن و قتل لها الحسين،- يعني و لهما هذا السّن-.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن جنيقا (2)،أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا حجين، نا حبّان، عن معروف، عن أبي جعفر، قال: مات الحسن بن علي و هو ابن سبع و أربعين سنة.

قال: و نا محمد بن عثمان، نا إسماعيل بن بهرام، نا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: توفي الحسن و هو ابن سبع و أربعين سنة، و صلّى عليه سعيد بن العاص، و هو أمير المدينة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن

ص: 299


1- في الترجمة المطبوعة: أبو الحسين.
2- مهملة بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند سابق.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، و قد مرّ، و في الترجمة المطبوعة:«المرزقي» خطأ.

رزقويه (1)،أنا أبو الحسين بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا حجين بن المثنى أبو عمر، حدّثني حبّان بن علي العنزي، عن معروف، عن أبي جعفر، قال: مات الحسن بن علي و له سبع و أربعون سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، نا جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: قتل علي و هو ابن ثمان و خمسين و مات لها حسن.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري (2)،أنا أبو طاهر المخلّصي (3)-إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: سنة ثمان و أربعين فيها توفي الحسن بن علي بالمدينة و صلّى عليه سعيد بن العاص، و يقال: سنة تسع.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، قال: قال أبو حفص الفلاس: ثم قام الحسن بن علي بأمر الناس ثم دفعها إلى معاوية و مات الحسن و كان سقي السّمّ فوضع كبده في ربيع الأول سنة تسع و أربعين، و هو يومئذ ابن سبع و أربعين سنة، و كان يكنى أبا محمد، و كان يخضب بالوسمة (4)،و صلّى عليه سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال:

و فيها يعني تسع و أربعين مات الحسن بن علي بن أبي طالب (5).

ص: 300


1- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 258/17 و اسمه:«محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد» و في الترجمة المطبوعة: زرقويه.
2- بالأصل:«اليسري» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 402/18 و ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بسر بن أرطأة.
3- كذا، و قد مرّ «المخلص».
4- الوسمة: نبت، و قيل: شجر باليمن يخضب بورقة الشعر، أسود.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 209.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):الحسن بن علي بن أبي طالب - و هو عبد مناف - ابن عبد المطلب بن هاشم، أمّه فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أتى البصرة و الكوفة، و مات بالمدينة سنة تسع و أربعين، يكنى أبا محمد و صلّى عليه سعيد بن العاص، و هو أمير المدينة. و قد حفظ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم،[و] (2) روى عنه أحاديث.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّصي (3)،نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و توفي الحسن بن علي في سنة تسع و أربعين، و هو ابن ست و أربعين سنة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر أحمد بن علي (4)،أنا عبيد اللّه بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثني أبي، نا الحسين بن القاسم (5)،نا علي بن داود، و أحمد بن أبي مريم، عن سعيد بن كثير بن عفير، قال: و في سنة تسع و أربعين مات الحسن بن علي بن أبي طالب.

قال: و أنا ابن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد، قال: توفي الحسن بن علي بن أبي طالب في ربيع الأول سنة تسع و أربعين، و هو ابن سبع و أربعين سنة، و صلّى عليه سعيد بن العاص بالمدينة، و دفن بالبقيع.

أخبرنا أبو بكر (6) اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمد بن سعد، قال: في الطبقة الثامنة الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، يكنى

ص: 301


1- طبقات خليفة بن خياط ص 30 رقم 8 و كرر في ص 403 برقم 1968.
2- زيادة عن طبقات خليفة ص 403.
3- كذا، و قد مرّ «المخلص».
4- الخبر في تاريخ بغداد 140/1.
5- بالأصل «الفهم» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل «أبو البركات» خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن شجاع بن أبي بكر، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 414/7).

أبا محمد و أمه فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، توفي في ربيع الأول سنة تسع و أربعين و هو ابن سبع و أربعين سنة و صلّى عليه سعيد بن العاص بالمدينة و دفن بالبقيع (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر [قال:] إن الحسن بن علي، مات سنة تسع و أربعين، و صلّى عليه سعيد بن العاص، و كان قد سقي [السّمّ ] (2) و كان مرضه أربعين يوما.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان الدقاق، أنا إسماعيل بن علي، قال: و كانت وفاة الحسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة في ربيع الأول سنة تسع و أربعين، و هو ابن سبع و أربعين سنة، حدّثني بذلك محمد بن عبدوس، عن محمد بن عبد اللّه بن نمير.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر (3)،أنا أبو سليمان بن زبر، قال: مات الحسن بن علي يعني سنة تسع و أربعين، و كان قد سقي السّمّ ، فوضع كبده في ربيع الأول و هو يومئذ ابن ست و أربعين سنة فدفن بالبقيع.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا الحسين بن محمد، أنا محمد بن سعد، أنا علي بن محمد - يعني المدائني - عن مسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد، قال: مات الحسن بن علي لخمس ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، نا أحمد بن علي بن ثابت (4)،أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي، نا يحيى بن محمد - يعني القصباني-، أنا محمد بن موسى - هو البربري - عن ابن أبي السّري، عن هشام بن الكلبي، قال: و في سنة خمسين مات الحسن بن علي بالمدينة.

ص: 302


1- الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع.
2- اللفظة مستدركة عن الترجمة المطبوعة، و هي مستدركة فيها بين معكوفتين.
3- في الترجمة المطبوعة: العمري.
4- تاريخ بغداد 140/1.

قال: و أنا عبيد اللّه بن عمر، حدّثني أبي، نا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، نا جعفر بن محمد بن عمرو الخشاب، حدّثني أبي، نا زيدان بن عمر البختري (1)،قال:

سمعت يحيى بن عبد اللّه بن الحسن يقول: توفي الحسن بن علي سنة خمسين و هو ابن سبع و أربعين سنة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: و مات الحسن بالمدينة سنة خمسين و صلّى عليه سعيد بن العاص، و مات الحسن و هو ابن ست و أربعين سنة، و ولد الحسن بالمدينة سنة ثلاث، أمّه فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كانت ولاية الحسن سبعة أشهر و سبعة أيام (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال يحيى: مات الحسن بن علي سنة خمسين.

أخبرنا أبو الحسين (3) محمد بن محمد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالوا: أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر، قال: و مات يعني الحسن لليالي (4)خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين.

أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزق (6) ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن

ص: 303


1- إعجامها غير واضح بالأصل عن تاريخ بغداد، و في الترجمة المطبوعة: البحتري.
2- هذا الخبر لم يرد في تاريخ خليفة بن خياط و لا في طبقاته.
3- بالأصل «الحسن» خطأ، و هو: أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء (انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 441/7).
4- كذا.
5- بالأصل «أبو الحسين» و الصواب ما أثبت، فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 418/7) و اسمه علي بن أحمد بن منصور.
6- بالأصل «ابن روق» و المثبت عن تاريخ بغداد 140/1.

بشران، قالا: أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت عبيد اللّه بن محمد بن عائشة، قال: مات الحسن بن علي سنة إحدى و خمسين، و يقال سنة خمسين.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):قال لي أحمد بن سعيد، عن أبي قتيبة من ولد أبي بكرة، قال: أخبر أبو بكرة بموت الحسن بن علي، فاسترجع، و ماتا في سنة إحدى و خمسين.

قال: و قال لي أحمد بن أبي الطيب: نا يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، قال: توفي الحسن بن علي بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي ح.

قال و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين النّعالي، حدّثني جدي لأمي إسحاق بن محمد، قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق، نا أبو عمرو قعنب بن محرز بن قعنب، قال: و ماتت عائشة و الحسن بن علي و سعد بن أبي وقاص سنة ثمان و خمسين بالمدينة، و أم سلمة أيضا (2).

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي (3)،أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، قال: سمعت أبا عبد اللّه و هو محمد بن صالح يقول:

ص: 304


1- التاريخ الكبير 286/2/1.
2- كذا، راجع ترجمة أم سلمة في الاستيعاب و أسد الغابة و الإصابة. قال ابن حجر: فقد ثبت في صحيح مسلم أنها كانت حية في خلافة يزيد بن معاوية. و ذكر حديثا بذلك.
3- في الترجمة المطبوعة:«المراغي» و انظر ترجمته في سير الأعلام 199/17 و ليس في عامود نسبه «المراغي».

سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: سمعت أبا نعيم يقول: مات الحسن بن علي سنة ثمان و خمسين (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت عبيد اللّه بن محمد بن عائشة قال: مات الحسن بن علي سنة إحدى و خمسين و يقال: سنة خمسين.

قال: و نا أبو نعيم، قال: الحسن بن علي سنة إحدى و خمسين، و يقال سنة خمسين، و يقال: في سنة ثمان و خمسين - يعني مات-.

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر الحافظ عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: الحسن بن علي بن أبي طالب و ابن فاطمة بنت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقال: إنه ولد في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، يكنى أبا محمد، و توفي بالمدينة في شهر ربيع الأول سنة تسع و خمسين و هو ابن سبع و أربعين، و قيل: توفي سنة ثمان و خمسين و هو ابن سبع و أربعين، و قيل توفي سنة سبع (2) و خمسين، و قيل: سنة ست و صلّى عليه سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمد بن يونس أبو العباس الحارثي القرشي، نا عبد العزيز بن الخطاب، نا جرير، عن الأعمش، قال: خري رجل على قبر الحسن فجنّ فجعل ينبح كما تنبح الكلاب، قال: فمات فسمع من قبره يعوي و يصيح.

1384 - الحسن بن علي بن عبد اللّه

أبو سعيد البرذعي (3)

حدّث بدمشق عن أحمد بن محمد بن قمير.

روى عنه: أبو أحمد بن عديّ .

ص: 305


1- غلّطه الذهبي في سير الأعلام 277/3.
2- بالأصل «ثمان».
3- بالأصل «البردعي» بالدال المهملة، و ستأتي في الحديث بالذال المعجمة كما أثبتناه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا الحسن بن علي بن عبد اللّه أبو سعيد البرذعي - بدمشق - نا أحمد بن محمد بن قمير، نا محمد - يعني ابن خليد-، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن اليهود و النصارى لا يصبغون، فخالفوهم»[3274].

1385 - الحسن بن علي بن عبد اللّه الخراساني

قدم دمشق، و حدّث بها عن عبد اللّه بن داود.

روى عنه: علي بن الخضر بن سعيد السّلمي.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الوراق، أنا أبو الحسن علي بن الخضر بن سعيد السّلمي، نا الحسن بن علي بن عبد اللّه الخراساني، قدم علينا دمشق - نا عبد اللّه بن داود، نا محمد بن عبيد اللّه الرفاعي، نا أحمد بن الحسن الدّينوري، نا سليمان بن شعيب، نا يزيد بن هارون، نا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأولين و الآخرين في صعيد واحد، ثم يرمي بسريرين من نور، فينصبان أمام العرش فيجلس على أحدهما الخليل، و على الآخر محمد الحبيب صلّى اللّه عليه و سلّم.

1386 - الحسن بن علي بن عبد الصمد بن مسعود

أبو محمد الكلاعي (1) اللّبّاد المقرئ

قرأ القرآن على أبي بكر محمد بن أحمد الجبني (2).

سمع أبا القاسم تمام بن محمد، و أبا محمد بن أبي نصر، و أبا الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز بن إبراهيم الأزدي الصائغ، و أبا الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ العنبسي، و أبا الحسن سعد بن سلامة بن حابس الداراني،

ص: 306


1- الكلاعي هذه النسبة إلى قبيلة يقال لها كلاع نزلت الشام، و أكثرهم نزل حمص. و الباد: نسبة إلى بيع اللبود - جمع لبد - و عملها (الأنساب).
2- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في معرفة القرّاء الكبار 373/1 و هذه النسبة إلى الجبن و هو شيء يعمل من اللبن.

و عبد الوهاب الميداني، و أبا الحسن مبارك بن سعيد بن إبراهيم الخطيب، و أبا بكر محمد بن عبد الرّحمن القطان.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، و حدّثنا عنه ابن نبيه أبو عبد اللّه محمد بن أحمد، و أبو القاسم النسيب، و أبو محمد بن الأكفاني، و ذكر النسيب: أنه ثقة، و ذكر ابن الأكفاني: أنه ثقة ديّن.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو محمد الحسن بن علي اللّبّاد، أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد اللّه الرازي، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا أبو جعفر محمد بن الخضر، نا عمار بن مطر، نا مالك بن أنس، عن عمارة بن عبد اللّه بن صياد، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في قوله تبارك و تعالى: وَ شٰاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ (1) قال:«الشاهد يوم الجمعة و المشهود يوم عرفة»[3275].

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني أنه سأله عن مولده، فقال: ولدت في سنة تسع و سبعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: توفي أبو محمد الحسن بن علي اللباد يوم الأحد السادس و العشرين من شهر صفر سنة اثنتين و ستين و أربعمائة.

حدث عن عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و تمام بن محمد و غيرهما و كان آخر من قرأ على الجبني. زاد ابن الأكفاني: مضى على سداد و أمر جميل.

1387 - الحسن بن علي بن عبد الواحد

ابن الموحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة

أبو محمد السّلمي، المعروف بابن البرّي (2)

سمع أبا محمد بن أبي نصر، و منصور بن رامش النيسابوري، و أبا نصر

ص: 307


1- سورة البروج، الآية:3.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 568/18 و ذكره ابن حجر في التبصير 139/1 و قال: المشهور فيه بالفتح.

عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر بن الجبّان.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو الفتح ناصر بن إبراهيم، و حدّثني عنه جدي أبو المفضل القاضي، و نصر بن قاسم، و نصر بن السّوسي. و كان يتّهم برقة الدين.

أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم المقدّمي، و أبو القاسم نصر بن أحمد السّوسي، قالا: أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البرّي، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الحسين خيثمة بن سليمان، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن موسى الفراطيسي علاّن الواسطي، نا أبو منصور الحارث بن منصور، نا عمر بن قيس، عن الزهري، عن الحسن بن محمد بن الحنفية، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، قال:

نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن متعة النساء و عن لحوم الحمر الإنسية في غزوة خيبر[3276].

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، قال موجد أبو الفرح و عبد الواحد أبو الفضل، و الحسن أبو محمد بنو عبد الواحد بن الموحد بن إبراهيم بن إسحاق السّلمي الدمشقيون يعرفون ببني البرّي سمعوا من أبي محمد بن أبي نصر و حدثوا و سمعت منهم.

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني، و فيها - يعني سنة اثنتين و ثمانين و أربعمائة - توفي الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البرّي في يوم الأربعاء النصف من شهر رمضان بدمشق.

و قرأت بخط أبي الفرج غيث بن عبد الواحد بن علي أن حسن بن البرّي توفي بدمشق في صفر سنة ثلاث و ثمانين و أربعمائة.

1388 - الحسن بن علي بن علي بن محمد

ابن جعفر بن القاسم بن محرز بن جرير بن عبد اللّه

أبو القاسم البجلي الجريري، يعرف: بابن أبي السلاسل

روى عن أحمد بن علي بن سعيد.

روى عنه: تمام بن محمد، و أبو نصر المزني و هما نسباه، و أبو عبد اللّه محمد بن حمزة بن محمد الحرّاني، و مكي بن محمد الغمر، و أبو الحسن بن عوف، و كان يسكن بالباب الشرقي.

ص: 308

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو القاسم بن السّوسي الحسين بن علي البجلي، نا أحمد بن علي القاضي، نا يحيى بن معين، نا عبد اللّه بن عيسى، قال: سمعت أبي يذكر عن شمال بن حرب بن علقمة بن وائل، عن المغيرة بن شعبة، قال: بعثني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى نجران فقالوا: رأيت ما يقرءون: يٰا أُخْتَ هٰارُونَ (1) و موسى و هارون قبل عيسى بكذا و كذا سنة، قال:

فرجعت فذكرت ذلك للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«أ لا أخبرتهم (2) أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم و الصالحين قبلهم»[3277]؟.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأنصاري، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي الكتاني، حدّثني عبد الوهاب بن عبد اللّه [مات أبو القاسم] (3) البجلي المعروف بابن أبي السلاسل في رجب سنة أربع و ستين و ثلاثمائة.

قال الكتاني: و هو آخر من حدث بدمشق عن أحمد بن علي القاضي.

1389 - الحسن بن علي بن عمر بن عيسى

أبو محمد الحلبي العبسي الأديب، المعروف: بابن كوجك

روى عن علي بن عبد الحميد الغضائري، و سعيد بن نفيس المصري، و محمد بن أحمد الرافعي، و أبي الفضل جعفر بن أحمد الصباحي البغداذي، و أبي الطيب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام الحلبي، و أبي الفضل صالح بن الأصبع بن أبي الجن، و أبي بكر محمد بن حاتم المنبجيين.

روى عنه تمام بن محمد، و أبو نصر بن الجبّان، و عبد الوهاب بن الميداني، و يحيى بن محمد بن الغمر.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، حدّثني أبو محمد الحسن بن علي بن عمر الحلبي، نا سعيد بن نفيس المصري،

ص: 309


1- سورة مريم، الآية:28.
2- بالأصل:«أ لا أخبرتهم ألا أنهم».
3- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح، انظر مختصر ابن منظور 49/7.

و محمد بن أحمد الرافعي، و أبو (1) الفضل جعفر بن أحمد الصباحي (2) البغدادي، و أبو (3)الطيب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بحلب، نا عبد الرّحمن بن خالد العمري، حدثه أبي، حدّثني الهقل بن زياد، عن حريز بن عثمان، سمعه من عبد الملك بن مروان عجيرة، عن أبي خالد، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من يرد اللّه به خيرا يفقهه في الدين»[3278].

قال: و أنا تمام بن محمد، قال: و حدّثني أبي رحمه اللّه، حدّثني أبو بكر بن أبي قحافة الرّملي، نا سعيد بن نفيس، فذكر بإسناده مثله.

حدّثني أبو الحسن أحمد بن عبد الباقي القيسي، أنا محمد بن علي بن الخضر بن سعيد، أنا والدي، أنا أبو الحسين الميداني، حدثني أبو محمد الحسن بن علي بن كوجك الحلبي، قدم علينا بعد الفتح، نا أبو الطيب محمد بن جعفر الزّرّاد بمنبج بحديث ذكره.

1390 - الحسن بن علي بن عمر ،و يقال ابن علي بن عمار

1390 - الحسن بن علي بن عمر (4)،و يقال ابن علي بن عمار

أبو محمد التميمي (5) النحوي، المعروف بابن المصحّح (6)

سمع أبا بكر عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الحنّائي (7)،و أبا بكر بن أبي الحديد، و أبا نصر حديد بن جعفر الرّمّاني، و أبا بكر محمد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطان، و أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الشرابي، و أبا الفرج عمران بن الحسن بن يوسف الخفّاف.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و نجا بن أحمد، و أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن علي بن المبارك السّلمي، و أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السّمّان، و أبو القاسم علي بن إبراهيم، و سئل عنه فقال: ما علمت إلاّ خيرا ما علمت إلاّ أنه ثقة.

ص: 310


1- بالأصل:«و أبي».
2- رسمها غير واضح بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت و سيأتي في الخبر «الصباحي».
3- بالأصل:«و أبي».
4- الواقدي 143/12 عمر.
5- الوافي: التيمي.
6- ترجمته في معجم الأدباء 28/9 بغية الوعاة 512/1 الوافي بالوفيات 143/12.
7- بالأصل «الجياني» و المثبت عن الوافي، انظر ترجمته في سير الأعلام 149/17، و في معجم الأدباء: الجناني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدثني أبو محمد الحسن بن علي النحوي، نا أبو بكر محمد بن أحمد أبو الدحداح،[أنا] أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد اللّه بن مسعود، حدّثني جدي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو الصادق المصدوق الحديث.

أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد التميمي المصحح، بقراءتي عليه، و نقلته أنا من خطه، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السّلمي - قراءة عليه - أنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي، نا سليمان بن سيف، نا محاضر بن المورع، أنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في سفر فهاجت ريح تكاد تدفن الراكب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«بعثت هذا الريح لموت منافق» قال: فلما قدمنا المدينة إذا هو قد مات في ذلك اليوم عظيم من عظماء المنافقين[3279].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: سنة أربع و أربعين و أربعمائة فيها توفي صديقنا أبو محمد الحسن بن علي النحوي المعروف بابن المصحّح يوم الخميس لسبع بقين من رجب، حدّث عن أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد بشيء يسير.

و ذكر أبو محمد بن الأكفاني في موضع آخر: أنه مات في ذي القعدة. و هكذا ذكره أبو محمد بن أبي صابر عن أبي القاسم النسيب.

و ذكر أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني أنه مات سنة ثلاث و أربعين.

1391 - الحسن بن علي بن عياش

حدّث عن منبّه بن (1) عثمان الدمشقي.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا الحسن بن علي بن عياش، نا منبّه بن عثمان، عن الأوزاعي، حدّثني الزهري، حدّثني أبو سلمة، حدّثني

ص: 311


1- بالأصل «عن» خطأ، و الصواب ما أثبت، و سيرد صوابا في أثناء الحديث.

أبو هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا سها أحدكم في صلاته [لا يدري] (1) أ زاد أم نقص فليسجد سجدتين و هو جالس»[3280].

1392 - الحسن بن علي بن عيسى

أبو عبد الغني الأزدي المعاني (2)

من أهل معان من البلقاء.

روى عن عبد الرزاق [بن همام] (3).

روى عنه محمد و عامر ابنا خريم (4)،و عمر (5) بن سعيد بن سنان المنبجي، و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام، و أحمد بن عامر البرقعيدي.

و كان ضعيفا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرني القاضي أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي العجائز، حدّثني أبي ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا مسدّد بن عبد اللّه الحمصي، قالا: أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب الرّبعي، نا أبو بكر، و أبو القاسم: محمد و عامر ابنا خريم بن محمد، قالا: نا أبو عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي، نا عبد الرزاق بن همّام، أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن داود بن الحصين، عن عكرمة بن خالد، عن علي بن أبي طالب، قال:

ص: 312


1- الزيادة عن مختصر ابن منظور 50/7.
2- ترجمته في معجم البلدان «معان» و كنّاه ب «أبي عبيد»، و فيه:«المعني» كذا، و لعلها تحرفت عن: عبد الغني فجعلها أبو عبيد المعني. و ترجم له في الكامل لابن عدي 336/2 و ميزان الاعتدال 505/1. و المعاني نسبة إلى معان بالفتح و هي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء.
3- زيادة للإيضاح. و زيد في ميزان الاعتدال و روى عن مالك.
4- في معجم البلدان:«خزيم» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة محمد بن خريم في سير الأعلام 428/14.
5- في معجم البلدان «عمرو» ذكره السمعاني و ترجم له في «المنبجي» باسم عمر.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلاّ كريم و لا أهانهن إلاّ لئيم»[3281].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، بانتفاء الدار قطني، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي، نا عمر بن سعيد بن سنان، نا الحسن بن علي أبو (1) عبد الغني الأزدي، نا عبد الرزاق، عن (2) مالك بن أنس، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا كان يوم عرفة غفر اللّه للحاج الخالص، فإذا كانت ليلة المزدلفة غفر اللّه للتجّار، فإذا كان يوم منى [غفر] (3) للجمالين، فإذا كان يوم رمي (4) جمرة العقبة غفر اللّه عز و جل للسؤال، فلا خلق - يعني - يحضر ذلك الموقف إلاّ غفر اللّه له»[3282].

قال الدارقطني: منكر من حديث مالك، تفرد به الحسن بن علي أبو عبد الغني المعاني، عن عبد الرزاق عنه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ ، قال (5):الحسن بن علي بن عيسى، أبو عبد الغني الأزدي، روى عن عبد الرزاق أحاديث لا يتابعه أحد عليها في فضائل علي و غيره.

[قال الشيخ:] (6) و أبو عبد الغني هذا لم أر له من الحديث، و لم يحدّثنا عنه أحد بأكثر من خمسة أحاديث، و ما رواه يحتمل و كم مجهود من يريد أن يكذب في خمسة أحاديث.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم: الحسن بن علي الأزدي أبو عبد الغني شامي حدّث عن مالك أحاديث موضوعة. هو الحسن لا الحسين، و لا أعلمه روى عن مالك و لا أدركه فاللّه أعلم.

ص: 313


1- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت.
2- الحديث في ميزان الاعتدال 505/1 و فيه:... حدثنا أبو عبد الغني القسطلي، حدثنا مالك.
3- زيادة عن ميزان الاعتدال و مختصر ابن منظور.
4- ميزان الاعتدال:«فإذا كان يوم الجمرة غفر للسؤال.» و العبارة الأخيرة سقطت من الميزان.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 336/2.
6- الزيادة عن ابن عدي.
1393 - الحسن بن علي بن محمد

أبو علي - و يقال: أبو محمد - الدمشقي (1)

سكن بنيسابور، و حدّث بها سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة، عن أبي الحسن علي بن محمد القاضي الديباجي، و أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن إسحاق الصوفي، و أبي أحمد الغطريفي، و أبي سعيد عبد العزيز بن سهلان الشيرازي و أبي القاسم إبراهيم بن القاسم بن محمد القاضي، و أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن عبد الأعلى الهجيمي البصري، و أبي العباس الفضل بن الفضل الكندي، و أبي محمد عبد اللّه بن جعفر الريحاني، و أبي عبد اللّه محمد بن عبد الملك الدّينوري، و أبي بكر محمد بن سليمان بن علي البصري المالكي، و أبي زفر عبد العزيز بن الحسن، و أبي الفضل محمد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحارث الرّملي، و أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد العسقلاني المؤدب.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، و أبو منصور أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق البلخي الكاتب، و أبو الحسين أحمد بن الحسن بن إبراهيم العباسي الرّقي، و أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، و كناه أبا محمد.

و حدّث بأحاديث لا تشبه أحاديث أهل الصدق.

أخبرني أبو النصر عبد الرّحمن بن عبد الجبار الفامي - بهراة - أنا أبو أحمد إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي عمرو البيع، أنا أبو منصور أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق البلخي الكاتب، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الدمشقي - ببلخ - أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن علي القاضي المالكي - بالبصرة - نا أبو جعفر محمد بن عبد الملك، نا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من تأدم بالخلّ وكل اللّه به ملكين يستغفران اللّه له إلى أن يفرغ من تأدّمه»[3283].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المقرئ سنة خمس و خمسين و أربعمائة، أنا أبو علي الحسن بن علي الدمشقي في جمادى الآخرة سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة، نا أبو الحسن علي بن محمد، أنا محمد بن الحسن بن بشر

ص: 314


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 510/1.

الترمذي، نا عمر بن أبي عمر العبدي، عن الحكم بن نافع، عن عبد الرّحمن المكي، عن أبي إسحاق، قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: اسمع إذا وصفت من صفة المؤمن و حدث في التوراة: المؤمن الذي هو إلى الإسلام هدى و بالاقرار بدى ظاهر الإيمان، بدنه على الإيمان بني لأنه عالم بالعلم، ناطق بالحكم بالفهم، ورع عن الحرام، بين الأعلام، كثير السلام، لين الجانب، طيب المعروف سريع الرضا، بعيد السّخط يعلم إذا فهم، و إذا علم علم بكف إذا سم إن صحبته سلم و إن شاركته نقم و إن فارقته تندم، و إن سمعت منه تعلم، كثير الوفاء، مكرم للجار مطيع للجبار، قلبه بمعرفة اللّه زاهر، و لسانه بذكر اللّه غارز (1)،و بدنه بطاعة اللّه ساهر، فهو من نفسه في تعب، و الناس فيه في لذة.

فمثله كمثل الماء لأن الماء حياة الأشياء كلها، فكان المؤمن الرضي و عمله التقي، مبغض للدنيا قليل المنى، و اني النبأ (2) صادق اللسان صابر البدن قانع القلب إن أؤتمن على أمانة أدّاها و إن ائتمن هو غيره لم يتهم أب لليتيم و للأرملة رحيم، و إلى الجنة مشتاق، و بالوالدين غير عاقّ له حكم يرضى و عمل يتمنى، كلامه منفعة و محاورته رفعة. إن استكتمته كتم و إن استطعم أطعم، جواد للّه بالطاعة و للناس بحسن الخلق و الرضا. إن استقرض أدى و إن سئل أعطى. إن كان فوقك اتّضع و إن كان دونك اعتدل، فمثله كمثل شجرة ثبت أصلها، و خاف (3) فرعها و كثر ثمرها (4)،فمن رآها رغب فيها لا يتخذ شيئا إن أخذه ربا و لا بترك إن تركه حياء بل أخذه للّه سالما، و تركه للّه غانما، محاسب نفسه ناظرة في عيوبه مستقل لعمله إن كان محسنا يخاف على نفسه أن لا يقتل مثله، و إن كان مقصرا يخشى أن لا يغفر له و إن كان فاضلا كان شاكرا لا يظلم و لا يأثم و لا يتكلف بيّن تدبيره كثير عمله قليل زلله سهل أمره حريز دينه، ميّتة شهوته مكظوم غيظه صاف خلقه، يقول فيعلم، لا يتكلم إلاّ بحق، و لا يتكلم إلاّ عدلا، يقول الحق و إن كان مرّا، يقول الحق كان له أو عليه، فهو غني في الغنى شاكر فقير فمثله كمثل النحلة تأكل من كل الأشجار و تطعم الصغار و الكبار.

ص: 315


1- كذا.
2- كذا بالأصل، و تقرأ «البنا» كذا.
3- كذا، و يبدو أن بعض الأحرف سقط من اللفظة.
4- لفظة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
1394 - الحسن بن علي بن محمد بن إسحاق بن زرّ

أبو علي اليماني الدمشقي

حدّث عن أبي الحسن علي بن عتاب البغدادي القاضي، و أبي الحسن علي بن بابويه الاسواري.

روى عنه: أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السّمّان.

أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي البصري، أنا أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري المقرئ - إجازة - نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن منصور الفقيه الواعظ ، نا أبو إبراهيم أحمد بن الحسن القاضي، أنا الإمام أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان الحنيفي الإمام،[أنا] أبو سعد (1) إسماعيل بن علي السّمّان، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن إسحاق بن زرّ اليماني الدمشقي، نا أبو الحسن علي بن بابويه الاسواري - بشيراز - نا أبو داود الطيالسي عن الإمام أبي حنيفة، قال: ولدت سنة ثمانين، و قدم عبد اللّه بن أنيس سنة أربع و تسعين (2) فرأيته و سمعت منه و أنا ابن أربع عشرة سنة، سمعته يقول: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«حبك الشيء يعمي و يصم»[3284].

هذا حديث منكر بهذا الإسناد و فيه غير واحد من المجاهيل.

1395 - الحسن بن علي بن محمد

أبو علي القطني الموازيني (3)

من أهل قرية يقال لها قطنا من قرى دمشق، كذلك قال لي أبو محمد الأكفاني.

روى عن أبي بكر محمد بن معيوف (4)روى عنه: عبد العزيز الكتاني (5).

ص: 316


1- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 55/18، و الزيادة السابقة لازمة للإيضاح.
2- كذا.
3- ترجم له ياقوت في مادة (قطنا: من قرى دمشق) و مادته نقلا عن ابن عساكر.
4- معجم البلدان: محمد بن حميد بن معيوف.
5- معجم البلدان: الكناني.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن محمد، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد القطني الموازيني - قراءة عليه - نا أبو بكر محمد بن حميد بن معيوف - قراءة عليه - نا محمد بن المعافى و سمعته يقول: ليتني أنفلت منه لا لي و لا علي، قال: نا عباس (1) بن الوليد بن مزيد، نا أبي:

أخبرنا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن الحسن، عن أبي رزين أنه قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ لا أدلك على ملاك هذا الأمر الذي تصيب به خير الدنيا و الآخرة، عليك بمجالسة أهل الذكر، و إذا خلوت فحرّك لسانك ما استطعت بذكر اللّه عز و جل، و أحبب في اللّه، و أبغض في اللّه يا أبا رزين، هل شعرت أن الرجل إذا خرج من بيته زائرا أخاه، شيّعه سبعون ألف ملك، كلهم يصلّون عليه و يقولون: ربنا إنه وصل فيك فصله، فإن استطعت أن تعمل جسدك في ذلك فافعل»[3285].

قال محمد بن حميد، و حدّثنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن علي، نا عباس بن مزيد بإسناده مثله. كذا قال، و الصواب أحمد بن الحسن بن علي بزيادة ياء و يعرف بزبيدة، و قد تقدم ذكره.

1396 - الحسن بن علي بن محمد السنجاري

قدم دمشق سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة حاجّا، و حدّث بها مع أخيه أبي بكر محمد بن علي، عن القاضي أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن سلمة المالكي.

سمع منه أبو العباس بن قبيس، و معضاد بن علي أبو الحسن الدارانيان.

1397 - الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر

أبو علي الوخشي (2) البلخي الحافظ (3)

سمع بدمشق، أبا محمد بن أبي نصر، و عقيل بن عبدان، و تمام بن محمد، و ببغداذ: أبا عمر بن مهدي، و بمصر: أبا محمد بن النحاس.

ص: 317


1- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 471/12.
2- هذه النسبة إلى وخش و هي بلدة بنواحي بلخ من ختّلان على نهر جيحون.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 163/12 و سير أعلام النبلاء 365/18 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن علي البغدادي الخطيب، و أبو حفص عمر بن محمد الشيزري السّرخسي الفقيه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني أبو علي الوخشي - من لفظة، بأصبهان - أنا أبو سعيد شعيب بن محمد بن إبراهيم الشّعيثي (1)- ببوشنج - أنا أبو عبد اللّه محمد بن وصيف الفامي، نا محمد بن سهل بن الفضل بن عسكر أبو الفضل، نا خلاّد بن يحيى، نا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«تختّموا بالعقيق فإنه مبارك»[3286].

قال الخطيب (2):الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو علي الوخشي - من أهل وخش، و هي ناحية من نواحي بلخ، سافر الكثير في طلب الحديث إلى العراق (3) و الشام و مصر و سمع بخراسان من أصحاب الأصمّ و نحوه، و سمع ببغداد من شيخنا أبي عمر بن مهدي و من عاصره، و سمع بالبصرة من القاضي أبي عمر بن عبد الواحد و أمثاله، و سمع بدمشق من تمام بن محمد الرازي، و أبي محمد بن نصر و غيرهما، و سمع بمصر من أبي محمد بن النحاس و عاد إلى بلده فأقام به و كنت علّقت عنه أحاديث يسيرة ببغداد و أصبهان.

قرأت على أبي محمد السملي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما وخشي - بخاء معجمة - فهو أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر الوخشي، و وخش من أعمال بلخ، سافر إلى العراق و الشام و مصر و سمع من ابن مهدي، و القاضي أبي عمر (5)،و تمّام بن محمد الرازي، و ابن النحاس و غيرهم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: و حدّثني عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، قال: سمعت بعض أصحابنا ببغذاذ يقول: توفي أبو علي الحسن بن علي الوخشي فيها سنة ست و خمسين و أربعمائة، و هذا وهم (6).

ص: 318


1- في مختصر ابن منظور:«الشعبي».
2- المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار «الدمياطي» ص 102-103.
3- سقطت من عند ابن النجار.
4- الاكمال لابن ماكولا 300/7.
5- و اسمه: القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، أبو عمر العباس البصري ترجمته في سير الأعلام 225/17.
6- في الوافي بالوفيات: ولد سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة و توفي سنة إحدى و سبعين و أربعمائة ببلخ. و زيد في سير الأعلام: في خامس ربيع الآخر. و له ست و ثمانون سنة.
1398 - الحسن بن علي بن القاسم

أبو علي القيرواني الخفّاف

سكن دمشق، و حدّث عن عبد الوهاب الكلابي.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و نجا العطار، و سهل بن بشر.

أخبرنا أبو محمد بن أبي الحسين الشاهد، نا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو علي الحسن بن علي القيرواني الخفّاف،- قراءة عليه - نا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن، نا عبد اللّه بن عتّاب، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى اللّخمي، نا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إني لأستغفر اللّه و أتوب إليه مائة مرة في اليوم»[3287].

أخبرناه عاليا أبو محمد السيّدي و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمد بن مروان (1)-هو - ابن خريم، نا هشام بن عمّار، فذكر بإسناده مثله.

1399 - الحسن بن علي بن مصعب بن بدر

أبو بكر اللّخمي (2)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و بمصر: حرملة بن يحيى.

روى عنه: أبو علي الحسن بن سليمان بن عبد اللّه بن سليمان الأصبهاني، و يقال: إن اسمه الحسين.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن عياض القاضي - بصور - أنا محمد بن أحمد بن جميع، قال:

سمعت أبا علي الحسن بن سليمان بن عبد اللّه بن سليمان الأصبهاني يقول: سمعت الحسن بن علي بن مصعب بن بكر (4) اللّخمي - ببغذاذ - يقول: سمعت هشام بن عمّار

ص: 319


1- كذا، و اسمه محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك، أبو بكر العقيلي الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 428/14، و انظر ترجمة هشام بن عمار فيه 420/11.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 377/7.
3- الخبر التالي في تاريخ بغداد 377/7.
4- كذا بالأصل الذي في تاريخ بغداد: بدر.

يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: لا يفلح كذاب أبدا، و لا يأتي بخير.

أنبأنا أبو علي الحداد، حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، نا الحسن بن سليمان بن عبد اللّه الأصبهاني، قال: سمعت الحسن بن علي بن مصعب يقول: سمعت هشام بن عمّار يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: لا يفلح كذاب أبدا، و لا يأتي بخير.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي (1):

الحسن بن علي بن مصعب بن بدر اللّخمي أحد الغرباء، حدث ببغذاذ عن هشام بن عمّار الدمشقي، و حرملة بن يحيى المصري، روى عنه الحسن بن سليمان بن عبد اللّه الأصبهاني، كذا قال في الترجمة: ابن بدر، و قال في الحكاية ابن بكر فاللّه تعالى أعلم.

1400 - الحسن بن علي بن موسى بن هارون، و يقال ابن إبراهيم

أبو علي النّخّاس النّيسابوري

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و بغيرها: عبد الأعلى بن حمّاد، و حامد بن يحيى البلخي، و عثمان بن أبي شيبة.

روى عنه: أبو سعيد بن يونس، و أبو الحسن أحمد بن محمد بن عثمان بن عبد الوهاب بن عرفة بن أبي التمام، إمام جامع، و أبو علي الحسن بن الخضر بن عبد اللّه السيوطي، و أبو بكر محمد بن علي بن الحسن النقاش نزيل تنّيس، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني، و أبو أحمد الزيات.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، ثم حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع عنه، أنا عمي، عن أبيه عبد اللّه، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس، عن عبد الأعلى، نا الحسن بن علي النّخاس، نا عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي، قال:

قرأت على عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبي الزّناد، عن عروة، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي أمية أنه رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصلّي في بيت أم سلمة في ثوب واحد متوشحا به.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه

ص: 320


1- كذا بالأصل و الذي في تاريخ بغداد: بدر.

-إملاء - نا محمد بن أحمد بن المغيرة، نا عبيد اللّه بن يحيى الزاهد، نا الحسن بن علي المصري، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عائشة أنها سئلت عن صوم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالت: كان يصوم شعبان و يتحرى الاثنين و الخميس. و هذا مثل حديث قبله[3288].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (1)،نا الحسن بن علي بن موسى بن إبراهيم، أبو علي النّيسابوري - بمصر - نا هشام بن عمّار، نا سلام بن سوّار، نا كثير بن سليم (2)[عن] (3) الضحاك بن مزاحم، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أراد أن يلقى اللّه طاهرا فليتزوج الحرائر»[3289].

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس، أنا أبو زكريا قراءة، ح.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: أنا عبد الغني بن سعيد، قال: و أما النّخّاس - بالنون و الخاء المعجمة - فأبو علي الحسن بن علي بن موسى النّخّاس، يروي عن حامد بن يحيى، و عبد الأعلى بن حمّاد، و هشام بن عمّار.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما النّخّاس - بالخاء المعجمة - فجماعة منهم أبو علي الحسن بن علي بن موسى النّخّاس النيسابوري، يروي عن حامد بن يحيى، و عبد الأعلى بن حمّاد، و هشام بن عمّار.

يروي عنه ابن يونس.

ص: 321


1- الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 311/3 في ترجمة سلام بن سليمان بن سوار الثقفي.
2- رسمها مضطرب بالأصل، تقرأ «سليم» و تقرأ «سليمان» و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب 463/2 ترجمة سلام بن سليمان بن سوار، و الكامل لابن عدي.
3- زيادة للإيضاح عن الكامل لابن عدي.
4- الاكمال لابن ماكولا 286/7.

كتب إلي أبو (1) زكريا يحيى بن عبد الوهاب، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، أنا أبو سعيد بن يونس، قال: الحسن بن علي بن موسى بن هارون النّخاس يكنى أبا علي من أهل نيسابور، قدم إلى مصر، حدّث، و كان صدوقا صالحا، توفي بمصر في شعبان سنة اثنتين و ثلاثمائة، و اللّه تعالى أعلم.

1401 - الحسن بن علي بن موسى بن الخليل البرقعيدي

1401 - الحسن بن علي بن موسى بن الخليل البرقعيدي (2)

سمع ببيروت: أحمد بن محمد بن مكحول البيروتي، و بأطرابلس: خيثمة بن سليمان، و عبد اللّه بن إسماعيل، و بالرّملة: زيد بن الهيثم الرّملي، و بقيسارية:

أحمد بن عبد الرّحمن القيسراني، و بالموصل: عبد اللّه بن أبي سفيان، و أبا جابر زيد بن عبد العزيز، و ببلد (3):أبا القاسم النعمان بن هارون، و أبا يزيد هارون بن عيسى بن السكين، و بحرّان: أبا عروبة، و أبا الحسن عبد اللّه بن محمد بن عمر الأطروش، و برأس (4) العين: أبا عبد اللّه الحسين بن موسى بن خلف الرّسعني، و محمد بن أحمد الوراق الرّسعني، و أبا عبد اللّه أحمد بن يعقوب الذهلي الحمصي، و أبا بكر عبد اللّه بن عيسى بن عبد اللّه بن خلف الأنطاكي، و أبا عبد اللّه أحمد بن سراج الحمصي، و سعيد بن علي بن الجليل النّصيبي.

روى عنه: أبو الحسين عبد الواحد بن الحسن بن علي.

أنبأنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز و أبو الحسن علي بن المسلّم، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: قرئ على أبي الحسين عبد الواحد بن الحسن بن علي بن موسى بن الخليل الخطيب البرقعيدي - بها - نا أبي الحسن بن علي، نا أحمد بن محمد بن أبي أيوب و يعرف بابن مكحول - ببيروت - نا يوسف بن يزيد القراطيسي، نا يعقوب بن أبي عثمان، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس أن

ص: 322


1- مطموسة بالأصل و الصواب ما أثبت، فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 422/7).
2- هذه النسبة إلى برقعيد و هي بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين مقابل باشزى (معجم البلدان). ترجمته في معجم البلدان.
3- بلد بالتحريك، في مواضع كثيرة، انظر معجم البلدان.
4- مطموسة بالأصل، و المثبت عن معجم البلدان.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن الوصال، قالوا: فإنك تواصل قال:«إن ربي يطعمني و يسقيني و تنام عيناي و لا ينام قلبي»[3290].

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقل بن محمد بن علي بن رافع الفارسي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن (1) عبد الواحد بن الحسن بن علي الخطيب البرقعيدي بها قراءة عليه في صفر سنة ثمان عشرة و أربعمائة، نا أبي الحسن بن علي، نا خيثمة، نا أحمد بن محمد بن أبي الخناجر، نا العباس بن الوليد، نا شعبة، عن الحكم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أتى الجمعة فليغتسل»[3291].

1402 - الحسن بن علي بن موسى بن الحسين

أبو علي بن السمسار الأديب

روى عن أبي محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكي، و عبد الوهاب الكلابي.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و سمع منه مكي بن جابار، و أبو بكر محمد بن علي بن موسى الحداد.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد - شفاها - نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين السمسار، و ابنه أبو علي الحسن بن علي - بقراءتي عليهما، قلت لهما: أخبركما أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان في صفر سنة اثنتين و ثمانين و ثلاثمائة، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن داود الطّرسوسي، نا محمد بن موسى السواسطي (2)،نا عبد الرّحمن بن معاوية العتبي القرشي، حدّثني محمد بن إبراهيم العوفي، نا أحمد بن الحكم، نا شريك، عن أبي وقاص العامري، عن محمد بن عمّار بن ياسر، قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول: إن حافظي عليّ ليفخران على جميع الحفظة بكينونتهم مع علي، و ذلك أنهما لم يصعدا إلى اللّه عز و جل بشيء منه يسخط اللّه عز و جل»[3292].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، قال: توفي شيخنا أبو علي

ص: 323


1- تقدم «أبو الحسين» في الخبر السابق.
2- كذا رسمها بالأصل، و لم أجده.

الحسن بن علي بن موسى بن السمسار في ذي القعدة سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة.

حدث عن عبد اللّه بن محمد بن ذكوان القاضي، و عبد الوهاب بن الحسن و غيرهما بشيء يسير كان سماعه بخط أبيه أبي الحسن بن السمسار، حدّثني بهذه الوفاة نجا بن أحمد العطار.

و ذكر أبو بكر الحداد: أنه أديب ثقة.

1403 - الحسن بن علي بن وهب بن أبي مضر

أبو علي الصوفي المقرئ

حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الرّحمن القطان.

روى عنه: شيخنا أبو محمد بن الأكفاني، و كتب عنه نجا بن أحمد.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أبي مضر الصوفي المقرئ بقراءته عليه في ربيع الآخر سنة تسع و خمسين و أربعمائة ح.

و أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل، أنا أبو القاسم الحنّائي، قالا: أنا أبو بكر محمد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن يحيى القطان، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، نا أبو قلابة الرقاشي، نا بشر بن عمر، نا شعبة، نا سلمة بن كهيل و زبيد، قالا: سمعنا نصر بن عبد اللّه بن سعيد بن عبد الرّحمن، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يقرأ في الوتر: ب سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى و قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ فإذا سلّم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يرفع بها صوته. لفظهما سواء.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما السّبعي - بضم السين المهملة و بعدها باء معجمة بواحدة - فهو أبو علي الحسن بن علي بن وهب بن أبي مضر السّبعي، شيخ صالح، سمعنا منه بدمشق عن أبي بكر محمد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه (2) بن يحيى القطان.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصوفي، قال: توفي حسن بن أبي

ص: 324


1- الاكمال لابن ماكولا 494/4.
2- في الاكمال: عبيد.

مضر ليلة الجمعة لأربع خلون من جمادى الأول يعني سنة تسع و خمسين و أربعمائة، و كان عبدا صالحا و كان قيّما بأمر السّبع، و حدّث عن أبي بكر محمد بن عبد الرّحمن القطان() (1)،عن خيثمة.

1404 - الحسن بن علي بن الوتاق بن الصلت

ابن أبان بن زريق بن إبراهيم بن عبد اللّه

أبو القاسم النّصيبي الحافظ

قدم دمشق و حدّث بها في سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة: عن عبد اللّه بن محمد بن ناجية البغذادي، و أبي يحيى عبّاد بن علي بن مرزوق البصري، و إسحاق بن إبراهيم الصّوّاف، و محمد بن خالد الراسبي البصري، و عبدان الجواليقي، و أبي يعلى الموصلي، و أبي عبد اللّه محمد بن يونس، و أبي عبد اللّه الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، و يحيى بن [محمّد بن] صاعد، و قاسم المطرّز، و عبد اللّه بن الصفر السكري، و أبي بكر عبد اللّه بن الحسين النيسابوري، و زكريا الساجي، و إسحاق بن إبراهيم الصفار، و أبي معشر الحسن بن سليمان الدارمي، و أبي خليفة الجمحي، و يحيى بن محمد الجبائي، و جعفر بن محمد الفريابي، و محمد بن أبان السراحي، و أبي يعقوب إسحاق بن أبي حسان بن عمرو الباهلي الأنماطي، و أبي بكر محمد بن حسان بن عمرو الباهلي، و محمد بن إسحاق بن خزيمة، و أبي العباس البرتي (2)و غيرهم.

روى عنه: تمام بن محمد، و أبو العباس بن السمسار، و أحمد بن إبراهيم بن تمام البعلبكي، و هو نسبه، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو عبد اللّه بن مندة، و أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ .

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، نا أبو القاسم الحسن بن علي بن وتاق النّصيبي، أنا إسحاق الصّوّاف، نا

ص: 325


1- كلمة غير واضحة بالأصل تركنا مكانها فراغا.
2- هذه النسبة إلى برت، مدينة بنواحي بغداد (الأنساب). و اسمه أحمد بن عيسى بن الأزهر.

يحيى بن غيلان، نا عبد اللّه بن سريع، نا روح بن القاسم، حدّثني مالك بن أنس، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«خلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك»[3293].

قال: و أنا تمام، أنا أبو القاسم الحسن بن علي بن وتاق (1) النصيبي قراءة عليه سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة، نا عبد اللّه بن محمد بن ناجية البغداذي، نا أحمد بن عبد الرّحمن الحرّاني، نا الحسن بن قتيبة، نا المستنير بن سعيد، عن حجّاج بن الأسود، عن ثابت، عن أنس قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«الأنبياء أحياء في قبورهم يصلّون»[3294].

1405 - الحسن بن علي بن يحيى بن زياد بن حيّان

أبو علي البجلي الشّعراني الطّبراني المقرئ الإمام

قدم دمشق و حدّث بها: عن أبي جعفر محمد بن عبد اللّه بن موسى القراطيسي، و أبي نصر محمد بن خلف العسقلاني، و أبي عبد اللّه محمد بن إسحاق بن يزيد البغدادي الضّبّي، و أبي أيوب عبيد اللّه بن عمير بن عبيد بن خلف، و أبي الفضل صالح بن بشر بن سلمة الطّبراني، و أبي صالح البصري، و أبي يعقوب هزان بن محمد الرّهاوي، و الحسن بن أبي يحيى بن السكن البصري - نزيل الرملة - و سعيد بن عبدوس، و الحسن بن جرير الصّوري، و أحمد بن الوليد بن سلمة الطّبراني، و عبد اللّه بن الهيثم البصري، و أحمد بن شيبان الرّملي، و إسماعيل بن حمدوية البيكندي، و عبد اللّه بن أحمد بن سوادة.

روى عنه: أبو سليمان بن زبر، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو بكر بن المقرئ، و كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا الحسن بن علي بن يحيى الشعراني، قدم علينا في سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة قراءة عليه و أنا حاضر و لم يذكر ابن المسلّم التاريخ، نا محمد بن خلف، نا يعلى بن عبيد، نا إسماعيل، عن قيس، عن أبي مسعود

ص: 326


1- بالأصل «وثاق» بثاء مثلثة.

الأنصاري، قال: أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رجل فقال: يا رسول اللّه، إني لأتأخر عن صلاة الغداة مما يطيل بنا فلان، فغضب غضبا ما رأيت قط غضبا أشد منه ثم قال:«يا أيها الناس إنّ فيكم منفرين، فمن أمّ الناس فليتجوّز فإن فيكم الضعيف، و ذا الحاجة»[3295].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء: أبو علي الحسن بن علي بن يحيى بن زياد بن حسان البجلي المقرئ، و يعرف بالشعراني الطّبراني من أهل طبرية، قدم دمشق و أقام بها أياما ثم خرج.

1406 - الحسن بن علي بن يحيى

ابن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو محمد بن أبي الحسن العلوي الزيدي (1) المعروف بسنا الملك

سكن مصر و حدّث عن أبي الحسن (2) نصر بن أحمد بن نوح الفارسي المقرئ.

كتب عنه الأمير أبو تراب (3) علي بن الحسن بن علي الرّبعي.

1407 - الحسن بن علي

أبو محمد - و يقال: أبو علي - الخلاّل، المعروف بالحلواني (4)

سمع بدمشق: أبا النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الفراديسي، و هشام بن عمّار، و بمصر: أبا صالح عبد الغفار بن داود الحرّاني، و بغيرها: عبد اللّه بن نمير،

ص: 327


1- رسمها مضطرب بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت،(نسبة إلى زيد بن علي...).
2- ترجم له الذهبي في معرفة القرّاء الكبار 422/1 تحت اسم نصر بن عبد العزيز بن أحمد بن نوح الفارسي، و كنّاه بأبي الحسين.
3- كذا بالأصل. و علي بن الحسن بن علي الربعي كنيته أبو علي انظر ترجمته في سير الأعلام 580/17 و لعله آخر، و لعل في العبارة سقط .
4- ترجمته في تاريخ بغداد 365/7 تهذيب التهذيب 502/1 الوافي بالوفيات 166/12 سير أعلام النبلاء 398/11 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الحلواني بضم الحاء و سكون اللام، نسبة إلى حلوان بلدة كبيرة آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد (انظر الأنساب - و معجم البلدان).

و عبد الرزاق بن همّام، و يزيد بن هارون، و عبد الملك بن إبراهيم الجدّي (1)، و يحيى بن آدم، و أبا أسامة حمّاد بن أسامة، و زيد بن الحباب، و أبا عاصم النبيل، و عبد الصمد بن عبد الوارث التّنّوري (2)،و عفّان بن مسلم الصفار، و محمد بن عيسى بن الطباع.

روى عنه: البخاري، و مسلم، و أبو داود، و محمد بن أبي عتاب الأعيني (3)، و جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، و إبراهيم بن إسحاق الحربي، و أحمد بن علي الأبّار، و أبو العباس السراج، و أبو علي الحسن بن أبي علي الخشاب النجار المعروف بحسيل و هو الحسن بن يزداد بن سيار، و أبو جعفر محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، و عبد اللّه بن صالح البخاري، و محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا محمد بن يحيى الذّهلي و الحسن بن علي الحلواني، قالا: نا عبد الرزاق، أنا معمر و مالك، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزمة و يقول:«من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»[3296].

فتوفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و الأمر على ذلك - يعني و كان الأمر على ذلك - خلافة أبي بكر و صدرا من خلافة عمر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، و أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك الوراق، قالا: أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه بن طاهر، أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف العبدي - بجرجان - نا عبد اللّه بن صالح، نا الحسن بن علي ح.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي الفريابي، نا الحسن بن علي الحلواني أبو محمد

ص: 328


1- ضبطت عن تبصير المنتبه 309/1 و ذكره ابن حجر و قال: مشهور.
2- ترجمته في سير الأعلام 516/9.
3- تاريخ بغداد 365/7 الأعين.

بطرسوس سنة ست و ثلاثين و مائتين، نا يحيى بن آدم، نا يزيد بن عبد العزيز، عن رقبة (1)،عن يزيد بن أبي مريم، عن أنس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يبدأ إذا أفطر بالتمر.

و في حديث الفريابي عن أنس بن مالك: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا أفطر بدأ بالتمر.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (2)، أنا محمد بن علي الصّوري ح.

و قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد الوائلي، قالا: أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني أبي قال: أبو محمد حسن (3) بن علي الحلواني ثقة.

- زاد الوائلي، عن عبد الرزاق.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا عبد الرّحمن بن محمد، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة-.

قال و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4)،قال: الحسن بن علي (5) أبو محمد الحلواني، عن عبد الرزاق و يزيد بن هارون كتب عنه أبي، سمعت أبي يقول ذلك، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب، و حدّثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد، و أبو بكر محمد بن شجاع عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: الحسن بن علي الحلواني قدم مصر و حدّث بها نحو سنة ثلاثين و مائتين بعد ذلك يحدث عن عبد اللّه بن نمير و طبقة نحوه، حدّث عنه أحمد بن رشدين و غيره.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (6)،

ص: 329


1- هو رقبة بن مصقلة، أبو عبد اللّه العبدي الكوفي ترجمته في سير الأعلام 156/6 و تهذيب التهذيب 169/2.
2- تاريخ بغداد 366/7.
3- في تاريخ بغداد: الحسن.
4- الجرح و التعديل 21/2/1.
5- بالأصل «أبو الحسن علي» و المثبت عن الجرح و التعديل.
6- تاريخ بغداد 365/7.

قال: الحسن بن علي أبو محمد - زاد ابن خيرون: و قيل: أبو علي، و قالا-: الخلاّل المعروف بالحلواني سمع يزيد بن هارون، و عبد الرّزّاق بن همّام، و عبد اللّه بن نمير، و أبا أسامة، و زيد بن الحباب، و أبا عاصم النبيل، و عفان بن مسلم، و محمد بن عيسى بن الطباع،- زاد ابن خيرون: و عبد الصمد بن عبد الوارث، و قالا-: روى عنه:

محمد بن أبي عتاب الأعين، و محمد بن إسماعيل البخاري، و مسلم بن الحجاج، و جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، و إبراهيم الحربي، و أبو داود السجستاني و أحمد بن علي الأبّار، و محمد بن هارون بن المجدّر، و كان ثقة حافظا، و ورد بغداد.

قال (1):و أنا هبة اللّه بن الحسن الطبري، أنا محمد بن عبد اللّه بن القاسم، أنا محمد - يعني ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة-، نا يعقوب، قال الحسن بن علي - يعني الخلاّل - كان ثقة ثبتا متقنا.

قال (2):و أنا الأزهري، أنا عبد الرّحمن بن عمر، نا محمد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، قال: الحسن بن علي الحلواني صاحب حديث متقن يتفقه (3).

قال: و أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن الحسن بن الخلاّل الذي يقال له الحلواني قال: ما أعرفه بطلب الحديث، و ما رأيته يطلب الحديث، قلت: إنه يذكر أنه كان ملازما ليزيد بن هارون، فقال: ما أعرفه إلاّ أنه جاءني إلى هاهنا يسلم عليّ ، و لم يحمده أبي.

ثم قال: يبلغني عنه أشياء أكرهها (4)،و لم أره يستخفه. و قال أبي مرة أخرى - و ذكره فقال: أهل الثغر عنه غير راضين. أو كلاهما هذا معناه.

قال: و أنا أبو بكر البرقاني، قال: قرأت على بشر بن أحمد الأسفرايني، قال لكم أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي: بلغني أن الحلواني الحسن بن علي قال: إني لا أكفر من وقف في القرآن فتركوا علمه. قال أبو سليمان: سألت أبا سلمة بن شبيب عن علم الحلواني فقال: يرمى في الحش.[ثم] (5) قال [أبو] (6) سلمة: من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر.

ص: 330


1- تاريخ بغداد 366/7.
2- تاريخ بغداد 366/7.
3- في تاريخ بغداد: ثقة.
4- عن تاريخ بغداد 365/7 و بالأصل «أكرهه».
5- الزيادة في الموضعين عن تاريخ بغداد.
6- الزيادة في الموضعين عن تاريخ بغداد.

قال: و نا الحسن بن علي الجوهري - إملاء - نا علي بن محمد بن الفتح الأشناني، نا أحمد بن عبد الرّحمن البزوري، قال: سألت الحسن بن علي الحلواني، فقلت: إن الناس قد اختلفوا عندنا في القرآن فما تقول ؟ قال: القرآن كلام اللّه غير مخلوق و ما نعرف غير هذا (1).

1408 - الحسن بن علي

أبو عمر الأطرابلسي

إن لم يكن الحسن بن علي بن الحسن فهو غيره.

قرأت بخط بعض الأطرابلسيين أنشدني أبو عمر الحسن بن علي بأطرابلس و قد ضربه لا و مولى زرافة ظلما و عدوانا، فكتب إلى ابنه:

لئن كنت ظلما قد رميت ببدعة *** و عضضني ناب حديد من الدهر

فإني على دين النبي محمد *** و صاحبه في الغار أعني أبا بكر

و أهدي سلاما كلّ ما ذر شارق *** على عمر الفاروق في السرّ و الجهر

رفيقاه في المحيا قسيماه في الأذى *** ضجيعاه بعد الموت في ملحد القبر

و أهوى ابن عفان الذي سبح الحصا *** بكفه أكرم بالشهيد أبي عمرو

و كم لعليّ من مناقب جمة *** إذا ذكرت أوفت على عدد القطر

نجوم بدور أيّهم يقتدى به *** فقيه هدى الضّلال في المسلك الوعر

بهم عز دين اللّه بعد خموله *** بأحد له الحرب العوان و في بدر

أما و الذي يبقيك العزّ آخذا *** بضبعيه معقود له راية النصر

و حق منى و المشعرين اليه *** و زمزم و البيت المكرم و الحجر

و ما قرنوا يوم الجمار غدته *** من البدن عيد النحر تهدي إلى النحر

لقد نقل الواشون عني مقالة *** مزوّرة لم تجر يوما على فكر

فقالوا به ما أسأل اللّه سيدي *** على ما به ابلا جزيلا من الأجر

و ما ذاك إلاّ أنني فت معسرا *** فلم يلحقوا شاوي و لم يقتفوا أثري

ص: 331


1- مات في ذي الحجة سنة اثنتين و أربعين و مائتين، قاله الذهبي في سير الأعلام 399/11 و انظر تهذيب التهذيب 503/1.

و من يك ذا علم فلا بدّ أن يرى *** له حاسد بطورى بكشح على غدر

فقل لي أبا عبد الإله محمدا *** عداك الردى و الحر يهتز للحر

أ ما كان في حكم المروءة و الوفا *** مراعاة ذي ود قديم أخي شكر

فإن كان ذا ذنب جزيتم بذنبه *** أو العفو إن العفو أجمل بالمر

أ ما آن للمكروب تفريج كربه *** اما آن أن يفدى الأسير من الأسر

أ يرتوي في أرضه و بلاده *** لعمرك ذا خطب عجيب من الأمر

أروح و أغدو خائفا مترقبا *** و تمسي النصارى آمنين من الكفر

فما الميت ميت مستريح بموته *** و لكن مقام في بلاد على صغر

فإن كنت ترضى بالذي بي من الأسى *** صبرت و لا شيء أمرّ من الصبر

1409 - الحسن بن علي

أبو علي الصّقلي النحوي (1)

روى عن الحسن بن حبيب الحصائري، و أبي القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزجاجي النحوي.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان، و أبو بكر محمد بن الحسن بن الطمان.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي (2)،عن أبي بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطّيّان، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن سلمة الغسّاني، و أبو علي الحسن بن علي الصّقلي (3) النحوي بدمشق، قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزّجّاجي النحوي، أنا محمد بن الحسن بن دريد - قال ابن الطيان: و حدّثنا أبو القاسم الخضر بن علي الأنطاكي، نا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد - و أبو (4) السكن بن سعيد الجرموزي، عن محمد بن عباد، قال: دخل بعض حكماء فارس على المهلّب فقال:

ص: 332


1- ترجمته في بغية الوعاة 515/1.
2- بالأصل «الحياني» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 426/7: و اسمه محمد بن الحسين بن إبراهيم بن أبي القاسم).
3- الأصل:«السقلي» و هو صاحب الترجمة. و الصقلي بفتح الصاد و القاف، كما في الأنساب، هذه النسبة إلى صقلية و هي جزيرة من جزائر بحر المغرب قريبة من القيروان و المهدية.
4- بالأصل «و أبا».

أصلح اللّه الأمير، ها ما أشخصني حاجة و لا قنعت بالمقام و لا أرضى بالنّصف و قمت هذا المقام فقال له: و لم ؟ فقال: لأن الناس ثلاثة: غني و فقير و مستزيد، فالغني من أعطى حقه، و المستزيد من طلب الفضل بعد الغنى، و إني نظرت في أمرك وجدتك قد أوصلت إلى حقي فتاقت نفسي إلى استزادتك، فإن منعتني قد أنصفتني و إن زدتني زادت أياديك عندي فأعجب المهلّب كلامه و قضى حوائجه.

و ذكر بكار بن علي بن رياح الرياحي، قال: أنشدني الصفا (1):.

في سبيل اللّه ودّ حسن *** دام من قلبي لوجه حسن

و هوى ضيعته في مسكن *** ليس حظي منه غير الحزن

يرقد الليل و يستعذبه *** و إذا ما رمت طيب الوثن

زارني منه خيال ماله *** إرب في غير (2) ان يوقظني

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني سنة إحدى تسعين و ثلاثمائة، فيها توفي أبو علي الحسن بن علي الصّقلي الدمشقي بمكة بعد أن حج في سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي، قال: و قدم إلى دمشق سابق الحاج يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم سنة اثنتين و تسعين و أخبر أن أبا علي الصّقلي الدمشقي مات بمكة بعد أن حج و دخل إلى مكة و كفّن و حمل و طافوا به حول البيت، ثم دفن و كان موته لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة.

قرأت بخط الدمشقيين. أنشدني المسور - يعني أبا الفرج الحسين بن محمد - لنفسه يرثي أبا علي الصقلي (3).

و مات يوم الثامن من ذي الحجة من سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة و هو يريد الحج و صلّى عليه بعرفة يوم الحج و قال بعضهم يرثيه:

آليت لا أبكي على ذاهب *** لأنني في إثره الذاهب

مضى الصّقلي إلى ربه *** حزني عليه أبدا واجب

سقى بلادا حلها شخصه *** متعنجر شؤبوبه ساكب

ص: 333


1- كذا. و في تهذيب ابن عساكر 238/4 «الصقلي».
2- كذا عجزه بالأصل.
3- كذا.
1410 - الحسن بن علي

أبو علي الشّيزري (1)

قدم دمشق، و حدّث بها: عن أبي عبد اللّه بن خالويه الهمداني النحوي.

روى عنه علي بن الخضر السلمي.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد، نا أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان الشاذكوني سنة أربعين و أربعمائة، أنا الشيخ أبو علي الحسن بن علي الشّيزري - قدم علينا دمشق - نا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن خالويه، نا علي بن مهرويه القزويني، نا داود بن سليمان القاري (2)،نا علي بن موسى الرضا، نا أبي موسى بن جعفر، نا أبي جعفر بن محمد، نا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«تحشر ابنتي فاطمة و عليها حلّة قد عجنت بماء الحيوان، فينظر الخلائق إليها فيتعجبون منها، و تكسى أيضا ألف حلة من حلل الجنة مكتوب على كل حلة منها بخط أخضر: أدخلوا ابنة نبيّي الجنة على أحسن صورة، و أحسن الكرامة، و أحسن المنظر، فتزف كما تزف العروس، و تتوّج بتاج العزّ، و يكون معها سبعون ألف جارية حورية عينية (3) في يد كل جارية منديل من إستبرق، و قد زيّن لك (4) تلك الجواري منذ خلقهن اللّه»[3297].

1411 - الحسن بن علي

أبو محمد الوراق

سمع منه رشأ بن نظيف.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو

ص: 334


1- هذه النسبة إلى شيزر قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة، بينها و بين حمام يوم (معجم البلدان).
2- إعجامها بالأصل غير واضح قد تقرأ «الفاري» أو «الغاري» أو «الغادي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة علي بن موسى الرضا في تهذيب التهذيب 243/4 و هو: أبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف القاري القزويني.
3- نسبة إلى الحور العين.
4- كذا، و في مختصر ابن منظور 57/7: لها.

الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنشدني أبو محمد الحسن بن علي الوراق لعبد المحسّن الصّوري:

و أخ مسّه نزولي بفرح (1) *** مثل ما مسّني من الجوع قرح

بتّ ضيفا له كما حكم الدهر *** و في حكمه على الحر قبح

فابتداني يقول و هو من السكرة *** بالهم طافح ليس يصحو

لم تغرّبت ؟ قلت قال رسول اللّه *** و القول منه نصح و نجح:

«سافروا تغنموا»، فقال و قد *** قال تمام الحديث:«صوموا تصحوا»

1412 - الحسن بن علي الأسدي

شاعر قدم دمشق، و حدّث بها، و مدح بها خالي القاضي أبو المعالي بقصيدة أولها:

بلا اللّه قلبي إن سلوتك بالضد *** و جازى عدولا لا مني فيك بالبعد

بعيشك إلاّ ما رحمت متيّما *** قضى أسفا لو لا التعلّل بالوعد

فقل لعذول لا مني فيه: إنّني *** أهيم إلى ذاك الغدار مع الخد

و من يك مثلي ذا غرام و صبوة *** فلا غرو أن يمسي مصرا على الوجد

إلى اللّه أشكو ما بقلبي من الأسى *** و جور حبيب لا يملّ من الصدّ

و هي ستة و عشرون بيتا.

1413 - الحسن بن عمران

أبو عبد اللّه، و يقال: أبو علي العسقلاني (2)

قرأ القرآن بدمشق على عطية بن قيس، و سمع مكحولا، و عمر بن عبد العزيز، و عبد اللّه (3) بن عبد الرّحمن بن أبزى، و يزيد بن عبد اللّه بن قسيط (4).

قرأ عليه سويد بن عبد العزيز، و روى عنه شعبة، و سلمة بن بشر بن عبد العزيز

ص: 335


1- في مختصر ابن منظور 57/7 عليه.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 508/1.
3- في تهذيب التهذيب:«سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، و قيل: عبد اللّه..».
4- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 266/5.

الأزدي، و سويد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا أبو هشام الرفاعي، نا أبو داود الطيالسي، قال: أنبأنا شعبة، عن الحسن بن عمران، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه قال: صلّيت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فكان لا يتم التكبير.

تابعه محمود بن غيلان، عن أبي داود، و رواه بندار، عن أبي داود، و عمرو بن مروان فلم يسميا ابن عبد الرّحمن. و كذلك رواه يونس بن حبيب، عن أبي داود، و رواه أبو عاصم و يحيى بن حمّاد، عن شعبة، عن الحسن بن عمران، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى.

فأما حديث يونس:

فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف، عن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو بكر بن فورك، قالا: أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا شعبة، عن الحسن بن عمران، عن ابن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: صليت خلف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فكان لا يتم التكبير.

و أما حديث عمرو و يحيى:

فأخبرناه أبو الفتح الشحامي، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق، أنا أبو مسلم، نا عمرو بن مرزوق، نا شعبة ح.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو محمد الكعبي، نا محمد بن سليمان، نا يحيى بن حمّاد، أنا شعبة، عن الحسن بن عمران، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه: أنه صلّى مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فكان لا يتم التكبير.

و في حديث يحيى: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان لا يتم التكبير.

حدّثنا أبو الفضل بن ناصر - لفظا - أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الزهري الفقيه، أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن أخي

ص: 336

ميمي الدقاق، أنا أبو القاسم منصور بن محمد بن الحسن الحذّاء، أنا أبو بكر محمد، عن يونس (1)،حدّثني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المقرئ، نا أبو علي الحسين بن محمد الحرّاني (2)،نا شباب خليفة (3) بن خيّاط ، قال: سمعت هشاما - يعني - ابن عمّار بن نصير (4) يقول: أخبرني سويد بن عبد العزيز، قال: قرأت على الحسن بن عمران، قال: و أخبرني الحسن أنه قرأ على عطية بن قيس، و أن عطية بن قيس قرأ على أم الدّرداء (5)،و أن أم الدّرداء قرأت على أبي الدرداء.

قال: و نا شباب، نا محمد بن مصفّى، عن سويد بن عبد العزيز مثل ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: الرجل الذي روى عنه سفيان يكنى أبا علي هو الحسن بن عمران.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي.

ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (6):الحسن (7) بن عمران أبو عبد اللّه العسقلاني، قال عيسى بن يونس: عن شعبة، عن أبي عبد اللّه [عن] (8) معاوية حدّثني علي بن نصر، نا أبو عاصم، عن شعبة، أنا الحسن بن عمران أبو عبد اللّه، سمع عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه صلّى خلف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بمنى و كبر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا خفض و رفع، حدّثني محمود، نا أبو داود، أنا شعبة، عن الحسن بن

ص: 337


1- جزء من اللفظة بياض، و لم أصل إليه فتركته بياضا.
2- ترجمته في سير الأعلام 510/14.
3- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 96/2.
4- ترجمته في سير الأعلام 420/11.
5- انظر النهاية في طبقات القراء لابن الأثير 513/1 ترجمة عطية بن قيس و فيه: عرض عليه علي بن أبي جملة و الحسن بن عمران العسقلاني كذا قال أبو مسهر و فيه نظر.
6- التاريخ الكبير 300/2/1.
7- بالأصل:«الحسين بن علي» و الصواب ما أثبت «الحسن بن عمران» عن البخاري.
8- زيادة لازمة للإيضاح عن البخاري.

عمران، قال: سمعت سعيد بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه أنه صلّى مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فكان لا يتم التكبير.

قال أبو داود: هذا عندنا لا يصح؛ و عن شعبة عن الحسن بن عمران العسقلاني:

سألت مكحولا عن العزل.

قال: و حدّثني محمد بن بشّار، حدّثني أبو داود، عن شعبة، عن الحسن بن عمران الشامي (1)،عن ابن عبد الرّحمن بن أبزى عن أبيه، صلّيت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فلم يتم التكبير، و عن الحسن بن عمران: صلّيت خلف عمر بن عبد العزيز [فلم يتم التكبير] (2) و هذا لا يصح، و عن الحسن بن عمران: سألت مكحولا عن العزل، و يقال: عن يحيى بن حمّاد، عن شعبة، عن الحسن بن عمران، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، صلّيت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا محمد بن عبد اللّه، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه الحسن بن عمران العسقلاني، سمع عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، روى عنه شعبة.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه الحسن بن عمران العسقلاني، ثم ساق له عن محمود بن غيلان الحديث الأول الذي ذكره البخاري عن محمود.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسن بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا بندار، قال: قال أبو داود (4):

الحسن بن عمران و هو أبو عبد اللّه العسقلاني.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن

ص: 338


1- كذا بالأصل و البخاري.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن البخاري 301/2/1.
3- المعرفة و التاريخ 101/2.
4- هو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصري ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند(182/4).

إسماعيل بن الفرج المهندس، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، قال: أبو عبد اللّه الحسن بن عمران العسقلاني: روى عنه شعبة بن الحجاج.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):الحسن بن عمران أبو عبد اللّه روى عن [سعيد بن] (2) عبد الرّحمن بن أبزى، و عمر بن عبد العزيز. روى عنه شعبة، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: شيخ.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد بن أبي الحسن محمّد بن العياش بن الفرات، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس بن أحمد العصمي، أنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي الفقيه، أنا صالح بن محمّد بن الحافظ ، قال: الحسن بن عمران شامي، و يزيد بن خمير شامي، و سالم أبو الفيض شامي. قدموا واسط فسمع منهم شعبة.

1414 - الحسن بن عيسى

من أهل دمشق.

روى عن محمّد بن فيروز المصري.

روى عنه: أبو الهيثم لاحق بن الهيثم بن شيبان، و عبيد اللّه بن الهيثم اللاّحقي.

أنبأنا أبو علي الحداد، نا أبو نعيم (3)،نا أبو يعلى الحسن (4) بن محمّد الزّبيري، نا أبو الحسن عبد اللّه بن موسى الحافظ الصوفي البغدادي، نا لا حق بن الهيثم ح.

و أنبأنا أبو غالب محمّد بن عبد الواحد بن الحسن القزاز المقرئ، و نقلته من كتابه، أنا هنّاد بن إبراهيم، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ

ص: 339


1- الجرح و التعديل 27/2/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
3- الخبر في حلية الأولياء 54/8 في ترجمة إبراهيم بن أدهم.
4- في الحلية: الحسين.

ببخارا، أنا أبو الحسن عبد اللّه بن موسى بن الحسين الجوهري، نا أبو الهيثم لاحق بن الهيثم بن شيبان، نا الحسن بن عيسى الدمشقي، نا محمّد بن فيروز المصري، نا بقية بن الوليد، نا إبراهيم بن أدهم الزاهد، عن أبيه أدهم بن (1) منصور العجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يسجد على كور العمامة[3298].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا عبد اللّه بن موسى السلامي، نا عبيد اللّه بن الهيثم اللاحقي، نا الحسن بن عيسى الدمشقي، نا محمّد بن فيروز المصري، نا بقية بن الوليد، نا إبراهيم - يعني ابن أدهم-، حدّثني أبي أدهم بن منصور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أراد أن يزوج إحدى بناته أخذ بعضادتي الباب و قال:«إنّ فلانا يذكر فلانة»[3299].

1415 - الحسن بن أبي العمرطة الكندي المروزي

و اسم أبي العمرطة عمير بن يزيد بن عمرو بن شراحيل بن النعمان بن المنذر بن مالك بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع (2) بن معاوية بن كندة، و هو ثور بن عفير بن عديّ بن الحارث.

حكى عن عمر بن عبد العزيز، و الحارث بن شريح المروزي الذي خرج بخراسان، و ولي الحسن هذا إمرة بسمرقند في خلافة هشام بن عبد الملك، و ولي من قبل الجراح بن (3) عبد اللّه الحكمي، حكى عنه أبو المسيّب عبيد اللّه بن عبد اللّه العتكي المروزي.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة ح، قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أحمد بن عبيد بن بيري - قراءة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني ح.

ص: 340


1- بالأصل «عن» خطأ، و الصواب عن حلية الأولياء، و انظر أيضا ترجمة إبراهيم بن أدهم في سير الأعلام 387/7.
2- في القاموس: مرتع كمحسن و محدث.
3- بالأصل «الخراج عن عبد اللّه الحكمي» و الصواب ما أثبت عن جمهرة ابن حزم ص 427 و فيه: أن الحسين بن أبي العمرطة ولي ما وراء النهر للجراح بن عبد اللّه الحكمي.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الخليل بن أحمد البستي، نا أبو العباس أحمد بن المظفر البكري، قالا: أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا علي بن الحسين بن شقيق، نا عبد اللّه بن المبارك، عن أبي المنيب، عن الحسن بن أبي عمرطة قال: رأيت عمر بن عبد العزيز قبل أن يستخلف فكنت ترى الخير في وجهه، فلما استخلف رأيت الموت بين عينيه.

ص: 341

حرف الغين في آباء من اسمه الحسن

1416 - الحسن بن غالب بن علي بن غالب

ابن منصور بن صعلوك

أبو علي التميمي البغذاذي التميمي

المقرئ الحربي المعروف بابن المبارك (1)

قدم دمشق حاجّا و حدّث بها و بصور و بغداد: عن أبي الحسين بن سمعون، و أبي الفضل الزهري، و عثمان بن أحمد بن جعفر بن سهل العجلي، و أبي بكر بن زنبور، و أبي القاسم بن الجرّاح، و أبي الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسين النجار النحوي، و أبي طاهر المخلّصي (2)،و عثمان بن محمّد بن أحمد بن العباس المخرّمي، و أبي الحسين ابن أخي ميمي، و عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن الراذان، و أبي القاسم عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن محمّد (3) المعروف بابن المطبوع (4)، و أم الفتح بنت أحمد بن كامل.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي (5)،و أبو الحسن علي بن حمزة الجعفري الصوفي، و أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، و هبة اللّه بن عبد الوارث الشيرازي، و حدّثنا عنه أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو عبد اللّه البارع الشاعر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب بن الدباس، أنا أبو علي

ص: 342


1- ترجمته في تاريخ بغداد 400/7 و ميزان الاعتدال 516/1 و بالأصل: منصور بن منصور بن صعلوك.
2- كذا، و مرّ «المخلص».
3- لفظة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
4- كذا، و لم أحله.
5- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 565/17.

الحسن بن غالب بن علي بن المبارك الحربي - قراءة عليه في جمادى الآخرة سنة إحدى و خمسين و أربعمائة - أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الزهري، نا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي، نا قتيبة بن سعيد، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن عروة - يعني عن أبيه - قال: ذكرت لعائشة أن قوما يقولون: إن الطواف بين الصفا و المروة تطوعا، فقالت: يا ابن أختي إنما قال اللّه: فَلاٰ جُنٰاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمٰا (1) و لم يقل فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا الحسن بن غالب المقرئ، نا عثمان بن أحمد بن جعفر بن سهل العجلي، قال: و قرئ على أبي القاسم - يعني البغوي - و أنا حاضر، نا علي بن الجعد، نا شعبة و شيبان، عن قتادة، عن أنس، قال: صلّيت خلف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أبي بكر و عمر و عثمان فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي (2)،أنا أبو الحسن علي بن غالب بن علي القارئ البغدادي من حفظه، قدم حاجا، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن سمعون الواعظ ، و ذكر حديثا.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):الحسن بن غالب بن علي أبو علي المقرئ يعرف بابن المبارك و كان زوج بنت إبراهيم بن عمر البرمكي، و حدّث عن عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، و محمّد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي، و إدريس بن علي المؤدب، و محمّد بن جعفر الكوفي النجار (4)،و عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن الزادان (5)،و حكى عن أبي الحسين بن سمعون (6)،كتبنا عنه و كان له سمت و هيبة، في ظاهر (7) صلاح، و كان يقرئ القرآن، فأقرأ بحروف خرق بها الإجماع، و ادّعى فيها رواية عن بعض الأئمة

ص: 343


1- سورة البقرة، الآية:158.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 565/17.
3- تاريخ بغداد 400/7.
4- في تاريخ بغداد: النجاد.
5- في تاريخ بغداد: راذان.
6- في ميزان الاعتدال: ابن شمعون.
7- تاريخ بغداد: و ظاهر و صلاح.

المتقدمين، و جعل لها أسانيد باطلة مستحيلة، فأنكر أهل العلم عليه ذلك إلى أنه استتيب منها، و ذكر أيضا أنه قرأ على إدريس المؤدب، و أن إدريس قرأ على أبي الحسن بن شنبوذ، و أن ابن شنبوذ قرأ على أبي خلاّد سليمان بن خلاّد، و كل ذلك باطل لأن ابن شنبوذ لم يدرك أبا خلاّد. و كان يروي عن قاسم الأنباري عنه و إدريس لم يقرأ على ابن شنبوذ.- زاد ابن خيرون: و ادّعى ابن غالب أشياء غير ما ذكرنا تبين فيها كذبه و ظهر فيها اختلاقه (1)،قال لنا أبو منصور بن خيرون: قال لنا أبو بكر الخطيب: سألت ابن غالب عن مولده فقال: في آخر سنة ستّ و ستين و ثلاثمائة، قال لنا أبو منصور ابن خيرون: قال لنا أبو بكر الخطيب: مات - يعني ابن المبارك - في ليلة السبت العاشر من شهر رمضان سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، و دفن صبيحة تلك الليلة عند قبر إبراهيم الحربي.

قال لنا أبو غالب بن البنّا: توفي شيخنا أبو علي في العاشر من شهر رمضان سنة ثمان و خمسين و أربعمائة.

1417 - الحسن بن غويث القوفاني

1417 - الحسن بن غويث القوفاني (2)

من أهل قوفة (3):بيت قوفا (4).

حدّث عن أبي المستضيء معاوية بن أوس بن الأصبغ بن محمّد بن محمّد (5) بن لهيعة القوفاني (6).

روى عنه تمام بن محمّد الرازي.

1418 - الحسن بن الفرج الغزّي

1418 - الحسن بن الفرج الغزّي (7)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و بمصر: يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و عمرو بن خالد الحرّاني، و زهير بن عبّاد، و يوسف بن عديّ الكوفي.

ص: 344


1- بالأصل: اختلافه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل بتقديم الفاء على القاف، و المثبت عن معجم البلدان.
3- إعجامها غير واضح، قد تقرأ بتقديم الفاء على القاف، و تقرأ بتقديم القاف على الفاء. و الصواب عن معجم البلدان انظر فيه:«بيت قوفا» و «قوفا» بتقديم القاف فيهما. و هي قرية من قرى دمشق.
4- إعجامها غير واضح، قد تقرأ بتقديم الفاء على القاف، و تقرأ بتقديم القاف على الفاء. و الصواب عن معجم البلدان انظر فيه:«بيت قوفا» و «قوفا» بتقديم القاف فيهما. و هي قرية من قرى دمشق.
5- كذا بتكرار لفظة «محمد» بالأصل، و لم تكرر في معجم البلدان.
6- بالأصل بتقديم الفاء على القاف، و المثبت عن معجم البلدان.
7- ترجمته في سير أعلام النبلاء 55/14. و الغزي نسبة إلى غزة بفتح أوله و تشديد ثانيه: مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، بينها و بين عسقلان فرسخان أو أقل، و هي من نواحي فلسطين غربي عسقلان.

روى عنه: أبو علي الحسن بن مروان بن يحيى القيسراني (1)،و أبو بكر محمّد بن علي بن الحسن النقاش - نزيل تنّيس - و أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، و علي بن أحمد المقدسي.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن يحيى القرشي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر بن الجبّان (2)،أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا الحسن بن الفرج الغزّي، نا أبو الحسن عمرو بن خالد الحرّاني، نا أبو خيثمة زهير بن معاوية، نا أبو الزبير، عن جابر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، إن يك ظالما فاردده عن ظلمه، و إن يك مظلوما فانصره»[3300].

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد اللّه، نا عبد الأعلى بن مسهر ح.

قال: و نا علي بن أحمد المقدسي، نا الحسن بن الفرج الغزّي، نا هشام بن عمّار ح.

قال: و نا محمّد بن غالب، نا أحمد بن يحيى الخلوتي (3)،نا الهيثم بن خارجة، قالوا: نا محمّد بن أيوب بن ميسرة، قال: سمعت أبي يقول: سمعت بسر بن أبي أرطأة يقول: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يدعو:«اللّهم أحسن عاقبتي في الأمور كلّها، و أجرني من خزي الدنيا و عذاب الآخرة»[3301].

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أب عبد اللّه الحافظ ، قال: سألت أبا علي عن الحسن بن الفرج الغزّي و سماعهم الموطّأ منه، فقال: ما كان إلاّ صدوق (4)،قلت: إن أهل الحجاز يذكرون أنه سمع بعض الموطّأ فحدّث بالكل،

ص: 345


1- إعجامها غير واضح بالأصل عن سير الأعلام. و هذه النسبة إلى قيسارية و هي بلدة على ساحل بحر الشام تعد في أعمال فلسطين بينها و بين طبرية ثلاثة أيام.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 468/17.
3- كذا.
4- كذا.

فقال: ما رأينا إلاّ الخير، قرأ علينا الموطّأ من أصل كتابه في القراطيس (1).

1419 - الحسن بن فرقد الشيباني الحرستاوي

1419 - الحسن بن فرقد الشيباني الحرستاوي (2)

والد محمّد بن الحسن، من أهل قرية حرستا من غوطة دمشق، انتقل إلى العراق و سكن واسط ، و كان جنديا موسرا له ذكر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أبي علي المعدّل، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر، أخبرني أبو عروبة في كتابه إليّ حدّثني عمرو بن أبي عمرو قال: قال محمّد بن الحسن ترك أبي ثلاثين ألف درهم فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو و الشعر و خمسة عشر ألفا على الحديث و الفقه.

ص: 346


1- عاش إلى سنة إحدى و ثلاثمائة، قاله الذهبي في سير الأعلام 56/14.
2- كذا وردت نسبته، و هو من قرية «حرستا» و في الأنساب و اللباب ذكر في النسبة إلى حرستا: الحرستاني و قد ينسب إليها بالحرستي أيضا.

حرف القاف في آباء من اسمه الحسن

1420 - الحسن بن القاسم بن عبد الرّحمن

دحيم (1) بن إبراهيم

أبو علي القاضي (2)

من أهل دمشق.

حدّث بمصر: عن أبي أمية الطّرسوسي، و عمر بن مضر العبسي، و العباس بن الوليد بن مزيد، و محمّد بن سليمان البصري، و أبي جعفر المرورّوذي، و مخلد بن علي السلامي، و بكر بن سهام بن سهل، و الحسن بن علي البغذاذي، و أحمد بن طاهر بن حرملة، و أبي الصفر أحمد بن إسحاق، و أبي حارثة أحمد بن إبراهيم، و محمّد بن عمرو بن يونس السوسي، و الحسن بن أحمد بن محمّد بن بكّار بن بلال، و محمّد بن إسحاق بن عمرو بن الحريص (3)،و أحمد بن المعلى بن يزيد، و شعيب (4) و يوسف بن موسى المروذي و غيرهم.

روى عنه أبو الميمون بن راشد، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو هريرة أحمد بن عبد اللّه بن أبي العصام، و أبو الحسين محمّد بن المظفر الحافظ ، و إسماعيل بن عمر بن الحسن بن يحيى بن كامل و أبو العباس محمّد بن موسى بن السمسار،

ص: 347


1- انظر ترجمة دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم في تاريخ بغداد 265/10.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 203/12 و سير الأعلام 309/15 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- كذا.
4- كذا بالأصل.

و محمّد بن الحسن بن حمدان الضّرّاب، و أبو الحسين الرازي، و الحسن بن رشيق، و عبد العزيز بن علي الدمشقي، و أبو الحسين عبد الكريم بن أحمد بن أبي حدار المصري الصّوّاف، و عبد العزيز بن محمّد بن علي بن محمّد بن الفرج.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو طاهر بن محمود ح.

و أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين النحوي، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو علي الحسن بن القاسم بن دحيم بن اليتيم الدمشقي بمصر، نا أبو حفص عمر بن مضر العبسي، نا منبّه بن عثمان، نا خليد بن دعلج، عن الحسن، عن عبد الرّحمن بن سمرة، قال: قال: يا حسن سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث الخلال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:- «لا تسأل الإمارة فإنه من سألها وكل إليها، و من ابتلي بها و لم يسألها أعين عليها»[3302].

قال ابن دعلج قال عمر بن عبد العزيز: إن هذا شيء ما سألت اللّه عز و جل قط .

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا حسن بن القاسم ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا الحسن بن القاسم بن دحيم بن اليتيم الدمشقي - بمصر - نا محمّد بن سليمان، قال: قدم علينا يحيى بن معين البصرة. و كتب عن أبي سلمة أكثر من عشرين ألف حديث، فلما أراد أن يخرج جاء إلى أبي سلمة فقال: يا أبا سلمة إني أريد أن أذكر لك شيئا فلا تغضب، قال: هات، قال: حديث همّام، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بكر الصّدّيق «حديث الغار» لم يروه أحد من أصحابك و إنما رواه بهز و حيّان و عفّان و لم أجده في صدر كتابك و إنما وجدته على ظهره، قال: فتقول ما ذا؟ قال: تحلف لي أنك سمعته من هشام (1).قال: ذكرت أنك كتبت عشرين ألفا فإن كنت عندكم - و قال الصيرفي: عندك - صادقا فما ينبغي أن تكذبني في حديث، و إن كنت عندك كاذبا في حديث فما ينبغي أن تصدقني فيها، و لا تكتب منها و ترمي فيها، و لم يقل الخلال و ترمي بها و قال بدل ذلك: و زوجتي و قالا: بسرة (2) بنت أبي عاصم طالق ثلاثا إن لم أكن

ص: 348


1- كذا، و في مختصر ابن منظور 60/7 «همام» و هو الظاهر.
2- بالأصل:«برة بن أبي عاصم» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

سمعته من همام، و اللّه لا كلمتك أبدا. دخل لفظ أحدهما في الآخر و حديث الخلاّل أتم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، قال: و سألت - يعني - الدار قطني عن الحسن بن القاسم بن دحيم أبي علي الدمشقي بمصر فقال: ثقة.

أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس و أبو الفضل أحمد بن محمد، و حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو محمد و أبو الفضل، قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، قال: الحسن بن القاسم بن دحيم عبد الرّحمن بن إبراهيم مولى عثمان بن عفان يكنى أبا علي دمشقي.

حدث عن العباس بن الوليد البيروتي (1) و طبقته من الشاميين و غيرهم، و كان اخباريا، كانت الأخبار أغلب عليه، و له مصنفات فيها. توفي بمصر ليلة الخميس بعد المغرب آخر ليلة من المحرم سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة، و قد نيّف على الثمانين سنة (2).

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها يعني سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة توفي أبو علي بن دحيم في جمادى الآخرة.

1421 - الحسن بن القاسم بن علي، و يقال ابن القاسم بن الحسن

أبو علي الواسطي المقرئ، المعروف: بغلام الهرّاس (3)

قرأ القرآن بدمشق: على أبي علي الأهوازي، و سمع بدمشق من أبي علي الأهوازي، و أبي الحسن علي بن الخضر بن سليمان السلمي، و حدّث عن أبي الحسن علي بن محمد بن خزفة (4) الصّيدلاني الواسطي.

ص: 349


1- في الوافي بالوفيات: البيروني، خطأ.
2- انظر الوافي بالوفيات 203/12.
3- ترجمته في غاية النهاية في طبقات القراء 228/1 و معرفة القراء الكبار 427/1 ميزان الاعتدال 518/1 الوافي بالوفيات 204/12 و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- ضبطت عن تبصير المنتبه.

روى عنه: أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسن (1) بن القاسم المقدسي و جماعة، و أجاز لجماعة من شيوخنا.

قرأت بخط بعض أصحاب الحديث و أظنه الحميدي و قد لقي أبا علي غلام الهرّاس، قال: مولد أبي علي الحسن بن القاسم بن علي الواسطي المقرئ المعروف بغلام الهرّاس سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، و توفي ليلة الجمعة و دفن يوم الجمعة سابع جمادى الأولى من سنة ثمان و ستين و أربعمائة.

قرأت بخط أبي الفضل بن خيرون سنة ثمان و ستين و أربعمائة غلام الهرّاس الواسطي المقرئ - يعني مات بواسط في جمادى الأولى، و قد قيل عنه إنه خلط في شيء من القراءات و ادّعى إسنادا في شيء لا حقيقة له، و روى عجائب (2).

1422 - الحسن بن قريش

أبو علي الحرّاني المحاملي

حكى عنه أبو محمد عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم.

و حدّثنا أبو البركات بن أبي طاهر عنه، أنا رشأ بن نظيف - إجازة - أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني - قراءة، و نقلته أنا من خطه - أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا أبو محمد عبد الرّحمن بن إسماعيل، أنا الحسن بن قريش أبو علي المحاملي الحرّاني - بدمشق - قال: رأيت ماجور الأمير في النوم فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ فقال: غفر لي، فقلت: بما ذا؟ فقال: بضبطي طرق المسلمين و طرق الحاجّ .

ص: 350


1- كذا و في ترجمته في سير الأعلام 178/19 «الحسين».
2- الخبر نقله الذهبي في معرفة القراء الكبار 429/1 و الوافي بالوفيات 204/12.

حرف الكاف و حرف اللام فارغان

حرف الميم في آباء من اسمه الحسن

1423 - الحسن بن محمد بن أحمد

ابن هشام بن جبلة بن الحسن بن قانع

أبو القاسم السّلمي المعروف بابن برغوت

حدّث عن العباس بن الوليد بن مزيد، و يزيد بن محمد بن عبد الصمد، و القاسم بن موسى بن الحسن الأشيب (1)،و عصمة بن (سخاك) (2)،و إسماعيل بن محمد بن قيراط ، و أحمد بن مروان المالكي، و علي بن جعفر، و عبد الرّحمن بن القاسم بن الرّوّاس.

روى عنه أبو الحسين الرازي و هو نسبه، و أبو هاشم المؤدب، و عبد الوهاب الكلابي.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي، حدّثني أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي - لفظا - حدّثني أبو القاسم الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام السلمي، نا أبو جعفر محمد بن عبد اللّه البغدادي، حدّثني محمد بن الحسن بالباب و الأبواب، نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«تختموا بالعقيق، فإنه أنجح للأمر، و اليمنى أحق بالزينة»[3303].

ص: 351


1- إعجامها غير واضح، و لعل الصواب ما أثبت.
2- كذا رسمها.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو المنجّا حيدرة بن علي الأنطاكي (1)- بدمشق - أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي المؤدّب - قراءة عليه - حدّثني الحسن بن محمد بن برغوت، نا علي بن جعفر، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه الفرغاني، نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: خرجت أنا و أبي في المسجد فإذا برقعة، فقال أبي: خذها، فأخذتها فلما أصبحنا قال: الرقعة فناولته إياها، فإذا فيها مكتوب:

عش موسرا أو معسرا *** لا بد في الدنيا من الغمّ

و كلما زادك من نعمة *** زاد الذي زادك من همّ

إني رأيت الناس في دهرنا *** لا يطلبون العلم للعلم

إلاّ مباهاة لأصحابهم *** و حجّة للخصم و الظلم

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان قال: و في شوال يعني من سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة توفي أبو القاسم الحسن بن محمد بن أحمد، و يعرف ببرغوث، و كذا قال الكلابي: برغوت.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو القاسم الحسن بن محمد بن أحمد السلمي و نسبه كما تقدم، قال: و كان يعرف بابن برغوث، مات سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة.

1424 - الحسن بن محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم الحرّاني

سمع أبا عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مروان.

1425 - الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن يحيى بن جميع

أبو محمد بن أبي الحسين المعروف بالسكن

حدّث عن جده أحمد، و أبي طاهر محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان، و أبي صادق محمد بن نصر الطبري و محمد بن سعيد الحمصي، و يوسف بن القاسم

ص: 352


1- ترجمته في سير الأعلام 410/18.

الميانجي، و أحمد بن عطاء الرّوذباري (1)،و عمر بن علي العتكي الخطيب، و أبي العباس محمد بن أحمد بن بشر القرشي، و أبي الحسن أحمد بن أبي حازم، و أبي عمران موسى بن عبد الرّحمن البيروتي الصباغ، و أبي يعلى عبد اللّه بن محمد بن حمزة بن كريمة.

روى عنه: أبو جعفر أحمد بن محمد بن مثوبة المروذي، و إبراهيم بن شكر الخامي، و أبو محمد عبد اللّه بن علي بن عياض بن أبي عقيل، و أبو المعالي مشرف بن مرجا بن إبراهيم المقدسي، و أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، و أبو علي الأهوازي، و أبو عمران موسى بن علي الصّقلي النحوي، و إبراهيم بن علي بن الحسين، أبو إسحاق() (2) الصوفي، و أبو الحسن علي بن بكار بن أحمد بن بكار الصّوري الشاهد، و أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن محمد الطّالقاني الصوفي، و أبو القاسم حبيش بن محمد بن حبيش الموصلي، و عمر بن الحسن بن عيسى الدّوني، و أبو سعد حمد بن علي بن حمد بن محمد بن صدقة الرّهاوي إمام صخرة بيت المقدس، و أجاز لشيخنا أبي الحسن الموازيني.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - أنا المنجّى بن سليم بن عيسى بن نسطورس - بقراءتي عليه، قال: قال لي الشيخ - يعني أبا محمد بن جميع-:

وقفت سنة و خمسة أشهر ما شربت الماء، قال: و أكثر أوقاتي في الصيف ما أشرب الماء و ما أريده، و إنما أشرب في الشتاء من حين إلى حين، ثم إني وصفت ذلك لأبي السّري جورجس النصراني المتطبب، فقال لي: إن معدتك تشبه الآبار النبع، باردة في الصيف حارة في الشتاء، ثم قال لي: و حق المسيح إني أنصحك: اشرب الماء و إلاّ خفت على معدتك تحلز (3) ثم ألزمت نفسي بشرب الماء، فكنت أشربه كرها ثم تعودت، ثم إني صرت كثير العلل (4).

قال سكن: صام جدي و له اثنا عشر (5) سنة إلى أن توفي، و صام أبي و له ثمانية

ص: 353


1- بالأصل:«الروذباد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 227/16.
2- اللفظة غير مقروءة، تركنا مكانها بياضا.
3- بالأصل «تجلز» و الصواب ما أثبت، و تحلز أي تتقرح (القاموس).
4- العلل: بالتحريك الشرب الثاني بعد الأول.
5- كذا، و الصواب اثنتا عشرة.

عشر (1) سنة إلى أن توفي، و صمت أنا و لي ثمانية (2) و عشرون سنة إلى يومنا هذا.

قال: و سمع والدي كتاب الموطّأ من جدي أحمد بن محمد بن جميع و دخل البصرة في سنة أربع أو خمس أو ست و عشرون و ثلاثمائة، و سمع منه الموطّأ أهل البصرة بهذا الإسناد، ثم رجع إلى صيدا في سنة اثنتين و ثلاثين و تزوج سنة خمس و ثلاثين، و ولد له قبلي ثلاثة أولاد: ذكرين و أنثى، و عاش كل واحد منهم ثلاث سنين و ماتوا، ثم ولدت أنا في أول المحرم سنة سبع و أربعين و لحقت جدي أبا بكر أحمد بن محمد بن جميع، و سمعت منه الموطّأ دفعات عدة مثل ما سمع والدي منه بقراءة والدي و بقراءة غيره.

قرأت على أبي القاسم بن أحمد، عن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري، أنا الشيخ الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن يحيى بن جميع الصيداوي بحديث ذكره.

قرأت بخط أبي الفرج الصّوري، حدّثني المنجّى بن سليم الكاتب، قال: قلت لأبي محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الرّحمن بن جميع الغساني: أنت اسمك حسن و الأغلب عليك سكن. فقال: كانت أمي ما يعيش لها ولد، فلما ولدتني أمي سماني أبي حسن فرأت امرأة في المنام هاتفا يقول لها: تقولي لأم حسن تسميه «سكن» حتى يسكن، و زعم أن له سبعا (3) و ثمانين سنة، قال: و توفي يوم الخميس سلخ شهر رمضان، و دخل حفرته ليلة الجمعة مستهل شوال من سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة.

1426 - الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم

أبو علي بن أبي أسامة الهروي، ثم المكي المقرئ

قدم دمشق، و حدّث بها: عن أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراش، و القاضي أبي جعفر إبراهيم بن إسماعيل الموسوي المكيين.

روى عنه: نجا بن أحمد، و أبو عبد اللّه محمد بن علي المبارك الفراء.

ص: 354


1- كذا، و الصواب ثماني عشرة.
2- كذا و الصواب ثماني.
3- بالأصل: سبعة.

.(1) أنا أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد المكي المقرئ في مسجد الجامع بدمشق سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة، أنا القاضي أبو جعفر إبراهيم بن إسماعيل الموسوي بمكة، نا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن الأعرابي (2)،نا جعفر بن وهب الحرّاني، نا الأعين (3)،نا عمرو بن طلحة، عن أسباط بن نصر، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رأى ربّه عز و جل. فقال رجل: أ ليس اللّه تعالى يقول: لاٰ تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصٰارَ (4) قال عكرمة: ترى السماء كلّها؟ قال: لا، قال: فكذلك.

1427 - الحسن بن محمد بن أحمد بن الفضل

أبو علي الكرماني السّيرجاني (5)

نزيل بغداد، سمع بدمشق: أبا الحسين بن مكي المصري، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حذلم، و علي بن محمد بن علي بن أزهر العلمي، و علي بن الخضر بن عبدان، و أبا العباس بن قبيس، و أبا القاسم عبد الرزاق بن عبد اللّه بن الفضيل، و أبا (6) القاسم بن أبي العلاء، و مسلم بن أحمد بن الحسين الكعكي، و القاضي أبا عبد اللّه محمد بن علي بن يوسف بن أسباط الطّرسوسي، و بصور: أبا الفتح سليم بن أيوب الرازي، و أبا بكر الخطيب، و أبا نصر محمد بن أحمد بن شبيب الكاغدي البلخي المفسر - بجيرفت (7):

من كرمان-.

ص: 355


1- كذا ورد بالأصل.
2- كذا بالأصل ابن الأعرابي، انظر ترجمته في سير الأعلام 407/15.
3- اسمه محمد بن أبي عتاب الحسن بن طريف البغدادي الأعين ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 334/9 سير الأعلام 119/12.
4- سورة الأنعام، الآية:103.
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 215/12 و فيه:«بن أحمد بن عبد اللّه بن الفضل» و فيه:«الشيرجاني» بالشين المعجمة بدل السين المهملة. و السيرجاني بكسر السين، نسبة إلى سيرجان بلدة من بلاد كرمان مما يلي فارس ذكره السمعاني و ترجم له في الأنساب. و ترجم له أيضا في ميزان الاعتدال 521/1 و لسان الميزان 254/2.
6- بالأصل:«و أبي».
7- ضبطت عن معجم البلدان، من أعيان مدن كرمان و أنزهها و أوسعها.

سمع منه شيخنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد، و أبو الفضل عمار بن ناصر بن ناصر بن نصر المراغي الحدادي.

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد - و نقلته من خطه - أنا الشيخ الإمام الحافظ أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد بن الفضل الكرماني، أنا أبو القاسم أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن أبي الحديد، أخبرني جدي أبو بكر محمد بن أحمد السّلمي، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد الختّلي، نا عمرو بن خالد الحرّاني، أنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس الفتياني، عن مالك بن عبادة الغافقي، قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعبد اللّه بن مسعود و هو جريرة فقال له:«لا تكثر همّك ما يقدّر يكن و ما ترزق يأتك»[3304].

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي فذكر مثله. سمعت أبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ يسيء الثناء على أبي علي هذا (1).

1428 - الحسن بن محمد بن الأصبع أبو محمد

قاضي دمشق في أيام منصور الملقب بالحاكم، لا أعلم له رواية.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدّثني أبو علي الحسن بن علي، قال: توفي القاضي أبو محمد الحسن بن محمد بن الأصبغ قاضي دمشق في الحبس في الخضراء في شهر ربيع الأول سنة إحدى و أربعمائة، حبسه القاضي أبو عبد اللّه محمد بن الحسين النصيبي في دين كان استهلكه للجامع قدره عشرون دينارا.

1429 - الحسن بن محمد بن الأصم

حدّث عن القاضي الميانجي.

روى عنه عبد العزيز.

ص: 356


1- توفي ببغداد سنة خمس و تسعين و أربعمائة، قاله في الوافي 216/12 و انظر المنتظم لابن الجوزي 132/9.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا الحسن بن محمد بن الأصم - قراءة عليه - نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، نا علي بن الجعد، نا المسعودي، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» قال: فقال رجل لمحارب بن دثار: إن هذا الحديث ثبت ؟ فقال: و ما يمنعه أن يكون ثبتا (1)،و هو [عن] (2) ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرناه عاليا أبو عبد [اللّه] (3) الأديب، أنا أبو القاسم السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا علي بن الجعد، فذكر بإسناده مثله.

1430 - الحسن بن محمد بن بكّار بن بلال العاملي

صنّف تاريخا في معرفة الرجال، روى فيه عن أبي مسهر و أبيه محمد بن بكّار.

و عن جامع بن بكّار، و هشام بن عمّار، و أحمد بن أبي الحواري، و محمد بن شعيب بن شابور، و القاسم بن الحسن، و عبد لله بن يزيد بن راشد القرشي.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و محمد بن جعفر بن محمد بن ملاّس.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد، أخبرني أبي، نا محمد بن جعفر بن محمد بن ملاّس، نا الحسن بن محمد بن بكّار بن بلال، نا يحيى بن حمزة بحكاية ذكرها.

و قد تقدم ذكر الحسن بن بلال، و سقت له حديثا من رواية ابن جوصا عنه، و حكاية من رواية ابن ملاّس، و هو هذا بلا شك.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، قال: قال لنا تمّام بن محمد: لا أعرف لمحمد بن بكّار بن بلال ابنا يقال له الحسن، و إنما هو الحسن بن أحمد بن محمد بن بكّار، و أبوه أحمد بن محمد بن بكّار، و أخوه هارون بن (4)

ص: 357


1- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت.
2- زيادة للإيضاح، انظر مختصر ابن منظور 63/7.
3- لفظ الجلالة سقط من الأصل، و هو الحسين بن عبد الملك بن الحسين بن محمد بن علي، الخلال الأديب الأصبهاني.
4- بالأصل «عن».

محمد بن بكّار، و لكن هذا في كتابه و كذا حدّث به، و بعض قول تمّام هذا ليس بصحيح، فإن الحسن هذا هو ابن محمد بن بكار بن بلال، روى عن أبيه محمد و عمه جامع، و أما الحسن بن أحمد بن محمد بن بكّار هو ابن أخي هذا المذكور، روى عن جده محمد بن بكّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، روى عنه أبو الميمون بن راشد، و أبو الطيب بن عبادل و غيرهما. و لو تأمل ذلك حق التأمّل لعلم أنهما اثنان، و اللّه أعلم.

1431 - الحسن بن محمد بن جعفر بن علي بن محمد بن جعفر

و يقال: ابن محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن علي

أبو محمد بن أبي جعفر بن جبارة الضّرّاب

روى عن: خيثمة بن سليمان، و أبي نصر محمد بن محمد بن زكريا البلخي.

روى عنه: أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السّمّان، و أبو الحسن الحنّائي، و عبد العزيز بن أحمد، و هو نسبه، و كان يسكن درب العدس.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن جبارة الضّرّاب، نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا إبراهيم بن إسحاق بن أبي إسحاق الصّوّاف الكوفي، نا إبراهيم بن الحسن بن بشر بن عمارة، عن الأعمش، عن أنس قال: أصيب منا غلام يوم أحد فوجد على بطنه صفحة مربوطة من الجوع فقالت له أمه: هنيئا لك يا بني الجنة، فقال: ما يدريك ؟ لعله قد كان يتكلم بما لا يعنيه و يمنع ما لا يضره.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب. قال: و الحسن بن محمد بن جعفر بن علي بن محمد بن جعفر بن جبارة أبو محمد، روى عن خيثمة بن سليمان، حدّثني عنه عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1) في باب جبارة - بكسر الجيم - الحسن بن محمد بن جعفر أبو محمد، حدّث عن خيثمة بن سليمان، حدّث عنه شيخنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي شيخنا

ص: 358


1- الاكمال لابن ماكولا 46/2.

أبو محمد الحسن [بن محمد] (1) بن جعفر بن جبارة الضّرّاب الجوهري يوم الأربعاء الخامس و العشرين من ربيع الأول سنة تسع عشرة و أربعمائة، حدّث عن خيثمة بن سليمان و وجد له بلاغ مع تمّام بن محمد و غيره، و كان أبوه من المحدثين، حدث عن أبي نصر البخاري، قدم عليهم.

1432 - الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه

أبو علي المعدّل الإمام (2)

قدم جدهم مع عبد اللّه بن علي في أول أيام بني العباس.

حدّث عن أبيه، و زكريا بن أحمد البلخي القاضي، و محمد بن أحمد بن عمارة، و مكحول البيروتي، و أبي الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل، و محمد بن جعفر الخرائطي، و تبوك بن أحمد السّلمي، و خيثمة بن سليمان، و أبي الحارث أحمد بن سعيد، و الحسن بن حبيب الحصائري (3)،و أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال، و عبد الغافر بن سلامة بن أحمد الحمصي، و محمد بن جعفر بن هشام بن ملاّس، و أبي الحسن بن جوصا، و محمد بن خريم العقيلي.

روى عنه ابنه أبو عبد اللّه محمد بن الحسن، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسن بن السمسار، و أبو الحسن الحنّائي، و أبو القاسم بن الفرات، و أبو علي الأهوازي، و الخليل بن هبة اللّه بن محمد بن الخليل البزّاز، و أبو الحسين أحمد بن إبراهيم بن يوسف الخراجي، و أبو القاسم الحنّائي، و أبو محمد إبراهيم بن الخضر بن زكريا الصائغ.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن الأكفاني، و طاهر بن سهل بن بشر، قالا: أنا أبو القاسم الحنائي، أنا - و قال طاهر: نا - أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه - قراءة عليه - و قال طاهر لفظا:- نا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي، نا أبو عوف البزوري (4) عبد الرّحمن بن مرزوق، نا علي بن إسحاق

ص: 359


1- قوله:«بن محمد» استدركت على هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- ترجمته في سير الأعلام 558/16 و فيه: العدل.
3- بالأصل الحضائري، بالضاد المعجمة، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 383/15.
4- إعجامها غير واضح و الصواب بتقديم الزاي على الراء، انظر ترجمته في سير الأعلام 530/12.

المروزي، أنا عبد اللّه - هو ابن المبارك، أنا يونس [عن] (1) الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: وجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجلا من الأنصار يعظ أخاه في الحياء فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«دعه فإن الحياء من الإيمان»[3305].

قرأت بخط أبي الحسين الحمّاني، و أنبأنيه أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمد، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه الشاهد الثقة، فذكر حديثا.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، قال: الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه أبو علي الدمشقي، حدّث عن تبوك بن أحمد السّلمي، و محمد بن جعفر الخرائطي، روى عنه أبو علي الأهوازي المقرئ.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدّثني عبد الوهاب بن جعفر بن أحمد الميداني، قال: توفي أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن درستويه يوم الاثنين لسبع خلون من ربيع الآخر سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة، قال عبد العزيز:

حدّث عن أحمد بن عمير بن جوصا، و عن محمد بن خريم و غيرهما، و كان ثقة ثبتا مأمونا، حدّثنا عنه ابنه محمد بن الحسن و غيره.

أنبأنا أبو محمد بن طاوس، و أبو المعالي الفضل بن سهل، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا أبو علي الأهوازي، قال: توفي أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه يوم الجمعة لخمس خلون من ذي القعدة سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة، و دفن يوم السبت الظهر بباب الصغير.

ص: 360


1- زيادة للإيضاح، انظر ترجمة عبد اللّه بن المبارك في تهذيب التهذيب 247/3 و فيه: يروى عن يونس بن يزيد الأيلي. و انظر ترجمة يونس المذكور في تهذيب التهذيب 284/6 و فيها يروى عن الزهري، و يروى عن ابن المبارك.
1433 - الحسن بن محمد الصالح بن الحسن

ابن الحسين المتهجد بن عيسى بن يحيى بن الحسن (1)

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو محمد الحسني (2) الزّيدي (3)

ولي قضاء دمشق، حكى عن أبي علي الحسن بن داود بن سليمان النقار الكوفي.

حكى عنه ابنه أبو الغنائم عبد اللّه.

و ذكره أبو محمد بن الأكفاني في تسمية قضاة دمشق، و قضى بحلب لسعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان، و كان عالما زاهدا كريا (4)،ولد في صفر سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة، و عرض عليه الرزق على القضاء فلم يقبل، و كانت ضيافته على الملقب بالعزيز في كل شهر مائة دينار.

قرأت على أبي القاسم بن السّوسي، عن جده مقاتل بن مطكود، أنا أبو علي الأهوازي، نا عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن الحسن الزيدي، نا أبي، حدّثني أبو علي الحسين (5) بن داود بن سليمان القرشي النّقّار بالكوفة، قال: كنت أقرئ الناس القرآن بالكوفة، و كان جماعة القطعية يجتمعون إلى أسطوانة في الجامع في الجامع قريبة من الحلقة التي أعلم الناس فيها، و كانوا يقولون: هذا الشيخ يعلّم الناس القرآن من كذا و كذا سنة، لا يؤجره اللّه و لا يثيبه لأن هذا القرآن قد غير و بدّل، و يخوضون في هذا، فكان يألم قلبي و يمنعني من أذيتهم التقية، فطال ذلك علي.

فلما كان عشية يوم خميس، اجتمعوا على العادة و تكلموا كما كانوا يتكلمون، و أكثروا في ذلك و أسرفوا في القول، و انصرفوا.

فرحت عشية ذلك اليوم و أنا مغموم مهموم لكلامهم، فلما أخذت مضجعي

ص: 361


1- مختصر ابن منظور 64/7 الحسين.
2- مختصر ابن منظور: الحسيني.
3- إعجامها غير واضح، و تقرأ:«الربذي» و المثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور، و هذه النسبة إلى: «زيد بن علي بن الحسين».
4- كذا، و لعله: كريما.
5- مرّ في بداية الترجمة «الحسن».

و نمت، رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: إلى اللّه و إليك المشتكى يا رسول اللّه، قال: مم ؟ فقلت: من قوم يجيئون فيقولون: إنّي ألقن القرآن من سبعين سنة، لا يأجرني اللّه عليه، و إن هذا القرآن قد غيّر و بدّل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عقّب، فعقّبت، و ابتدأت فقرأت القرآن عليه من الحمد إلى قل أعوذ برب الناس، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: هكذا أنزل عليّ ، و هكذا أقرأت القرآن.

فانتبهت و الفجر قد اعترض، فخررت للّه ساجدا، شكرا له، و حمدته كثيرا، و قمت إلى المسجد، فصلّيت الفجر و انثنيت فحدثت أصحابي بما رأيت، و قلت: قد كان يمنعني من هؤلاء القوم التقية، و بعد هذا فلا تقية، فإذا جاءوا و رأيتموني قد قدمت فقوموا، و ما عملت فاعملوا.

فلما كان عشية يوم الجمعة، جاءوا كما كانوا، و خاضوا في حديثي، فلما رأيتهم قد اجتمعوا أخذت تاسومتي (1) بيدي، و أخذ أصحابي نعالهم، و سرت حتى جزت القوم، ثم عطفت عليهم فقلت: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: هكذا أنزل إليّ و هكذا علّمت الناس، فرفع (2) عليهم الصفع فلم يزل عليهم حتى غشي عليهم، و انصرفوا بخزي عظيم، و لم يعودوا إلى مثل ذلك، و سار بحديث أبي علي النقار الركبان إلى سائر الأمصار.

1434 - الحسن بن محمد المؤم بن الحسن

ابن علي بن إبراهيم بن علي بن عبيد اللّه بن الحسين الأصغر

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب العلوي الكوفي

سكن دمشق.

ذكر أبو الغنائم عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن النسابة أنه اجتمع به بدمشق، و حكى عنه أنه كان قد عمّر.

قال: و حدّثني قال: كنت بالكوفة و أنا صبي بالمسجد الجامع و قد جاء القرامطة بالحجر الأسود، و كان أهل الكوفة قد رووا عن أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه أنه

ص: 362


1- تاسومة: نوع من الأحذية.
2- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 65/7 و وقع.

قال: كأني بالأسود الديداني (1) من أولاد حام قد دلّى الحجر الأسود من القنطرة السابعة من مسجدي هذا، يقال له: رخمة، و ذكروا اسمه بالخاء رخمة.

قال: فلما دخلوا المسجد قال السيد القرمطي: يا رخمة - بالخاء - قم، فقام أسود ديداني من أولاد حام كما ذكر أمير المؤمنين فأعطاه الحجر و قال: اطلع إلى سطح المسجد، و دلّ الحجر، فأخذه و طلع، فجاء يدلّيه من القنطرة الأولى و كان إنسانا دفعه إلى الثانية و كان كلما أراد أن يدليه من قنطرة مشى إلى قنطرة أخرى حتى وصل إلى القنطرة السابعة فدلاّه منها. فكبّر الناس بقول (2) أمير المؤمنين و تصحيح (3) قوله.

1435 - الحسن بن محمد بن الحسن بن زكرويه

1435 - الحسن بن محمد بن الحسن بن زكرويه (4)

التميمي الأنباري

قدم دمشق و سمع منه عبد اللّه بن السّمرقندي.

أنبأنا أبو محمد بن السّمرقندي، و نقلته من خطه. أنشدني الحسن بن محمد بن الحسن بن زكرويه الأنباري التميمي لبعضهم:

أجاب رحيلي داعي البين اذكرها *** فصاح غراب البين جهدا فاسمعا

و فارقني الغي و قد كان مؤنسي *** و بدّد شملا بعد ما كان جمّعا

و فارقت أرضا كنت فيها و بلدة *** ربيت بها مذ كنت طفلا و مرضعا

و أعظم ما يلقى الفتى من مصيبة *** يفارق أرضا كان فيها ترعرعا

1436 - الحسن بن محمد بن الحسن

أبو علي السّاوي الفقيه الصوفي الأصولي الشافعي (5)

سكن دمشق و حدّث بها، و كان قد سمع أبا محمد الحسن بن محمد الحلال، و أبا

ص: 363


1- كذا، و في مختصر ابن منظور: الدنداني.
2- المختصر: بتولي.
3- المختصر: و بصحيح.
4- إعجامها بالأصل غير واضح و قد تقرأ «ذكروه» و المثبت عن الوافي بالوفيات 220/12 كناه أبا القاسم الأنباري الشاعر. و ذكر من شعره أبياتا منها: لعل خزامى جاسم يتنسم فتبرد أنفاسي التي تتضرّم
5- ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي 332/4 و الوافي بالوفيات 266/12 و الساوي نسبة إلى ساوة: بلدة بين الري و همذان (الأنساب).

الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن برهان، و أبا ذرّ عبد بن أحمد الهروي، و أبا الحسن محمد بن محمد بن صخر - بمكة - و أبا طالب بن غيلان ببغداد، و أبا بكر الخطيب، و أبا القاسم الحنّائي، و أبا الحسن بن أبي الحديد بدمشق.

روى عنه الفقيه نصر بن إبراهيم.

و حدّثنا عنه أبو محمد بن طاوس، حدّثنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد - إملاء - أنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد الساوي الشافعي بقراءتي عليه بدمشق في ربيع الأول من سنة ست و ثمانين و أربعمائة، قلت له: أخبركم أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال البغدادي، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي المؤذن - قراءة علينا من لفظه - أنا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي سنة إحدى و ثلاثمائة، نا يحيى بن معين، نا أبو اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين بن عيسى بن طلحة، قال: سمعت عمرو بن مرّة الجهني، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه أ رأيت إن شهدت أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه و صلّيت الصلوات الخمس، و أديت الزّكاة، و صمت رمضان و قمته، فممن أنا؟ قال:«أنت من الصّدّيقين و الشهداء»[3306].

أخبرناه عاليا أبو الحسين بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحضرمي، نا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي، فذكر الحديث بإسناده مثله.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، سألته - يعني أبا علي السّاوي - عن مولده ؟ فقال: ولدت في سنة اثنتي عشرة و أربعمائة، و رأيت أبا نصر السّجزي، و ابن الطّفّال، و ابن الكحّال بمصر، و لم أسمع منهم.

و ذكر أبو محمد بن الأكفاني، قال: و فيها - يعني سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة - توفي الفقيه الزاهد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن السّاوي الشافعي الصوفي في يوم الخميس السابع و العشرين من ذي القعدة بدمشق.

و ذكر أبو محمد بن صابر أنه ثقة، و ذكر أخوه أبو القاسم بن صابر: أنه كان أشعري المذهب.

ص: 364

1437 - الحسن بن محمد بن الحسن

أبو علي الأبهري المالكي

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي عبد اللّه مالك بن أحمد البانياسي.

روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يونس الخطيب، و حدّثنا عنه أبو القاسم بن السّوسي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الأبهري المالكي، قدم علينا دمشق في صفر سنة أربع و ثمانين و أربعمائة، أنا الشيخ أبو عبد اللّه مالك بن أحمد بن علي البانياسي الفراء المالكي ببغداذ، نا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ الحنبلي - إملاء - نا أحمد بن جعفر بن سلم، نا أحمد بن الحسن الفقيه، نا الحارث بن محمد، نا عبد الرحيم بن واقد، نا بشير بن زاذان القرشي، نا عمر بن صبيح، عن بعض أصحابه، قال عبد الرحيم: قال لي رجل من أهل العلم سمعته من بشير بن زاذان عن رجل، عن مكحول، عن شدّاد بن أوس: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أبو بكر أرأف أمتي و أرحمها، و عمر بن الخطاب خير أمتي و أعدلها، و عثمان بن عفان أحيا أمتي و أكرمها و أصدقها، و أبو الدرداء أعبد أمتي و أتقاها، و معاوية بن أبي سفيان أحلم أمتي و أجودها». صوابه عمر بن الصّبح (1)،و هو ضعيف[3307].

1438 - الحسن بن محمد بن الحسين بن علي

أبو علي بن أبي الطّيّب الورّاق، المعروف والده بطيّب

روى عن: أبي القاسم بن أبي العقب.

روى عنه: أبو محمد عبد العزيز بن أحمد، و أبو القاسم بن أبي العلاء.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز ح.

و أخبرنا جدي أبو المفضّل يحيى، و خالاي أبو المعالي [محمد] (2) و أبو المكارم

ص: 365


1- و هو عمر بن صبح بن عمر التميمي، أو العدوي، أبو نعيم الخراساني، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- زيادة للإيضاح (فهارس المطبوعة 443/7 شيوخ ابن عساكر).

سلطان ابنا يحيى بن علي بن عبد العزيز، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسين بن علي المعروف بابن طيب الوراق - قراءة عليه - زاد ابن [أبي] العلاء: في شهر ربيع الأول سنة إحدى و عشرين و أربعمائة، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النّصري، نا سعيد بن سليمان، نا - و قال ابن أبي العلاء: عن - سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: قال هشام بن عامر: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال»[3308].

1439 - الحسن بن محمد بن حفص

و كنية أبيه أبو صالح البعلبكي الإمام

حدّث عن أبي بكر الخرائطي، و أبي جعفر بن أبي هشام، و المفضّل بن محمد الجندي، و أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العطار، و محمد بن تمّام الحمصي، و أبي بكر أحمد بن مروان الدّينوري المالكي، و أبي الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع الدمشقي القاضي، و أبي الحسن بن عمارة العطار، و أبي الجهم بن طلاّب، و أبي جعفر الدّيبلي المكي، و أبي عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه النهرواني.

كتب عنه أهل بعلبك.

1440 - الحسن بن محمد بن حيدرة الأطرابلسي القاضي

حدّث عن من لقي من شيوخ أطرابلس.

روى عنه عبد الوهاب الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمد، أنا أبو علي الأهوازي، - إجازة - قال: قال لنا أبو الحسين الكلابي في تسمية شيوخه: حسن بن محمد بن حيدرة القاضي الأطرابلسي. كذا فيه، و إنما هو الحسين بن محمد بن الحسين بن حيدرة أبو عبد اللّه، و سيأتي في موضعه على الصواب إن شاء اللّه.

1441 - الحسن بن محمد بن داود بن محمد بن داود

أبو محمد الثقفي الحرّاني المؤدب

روى عن عبد اللّه بن محمد الأطروش، و أبي الحسين عمر بن محمد بن عمر

ص: 366

الحراني، و يحيى بن علي بن هاشم الكندي الخفاف، و أبي الحسين عمر بن محمد بن عمر بن هشام بن أبي زيد، و أبي بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مشرح، و أبي حامد أحمد بن عبد اللّه الماهاني البغدادي.

روى عنه تمّام بن محمد، و أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسن بن السمسار، و مكي بن محمد بن الغمر (1)،و عبد الوهاب الميداني، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و نصر بن أحمد بن محمد بن عجل العجلي، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمد بن الشيخ، و أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ .

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد، حدّثني أبو محمد الحسن بن محمد بن داود الأديب، نا عبد اللّه بن محمد الأطروش، نا حاجب بن سليمان، نا وكيع، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي العشراء، عن أبيه، قال:

قلت: يا رسول اللّه أ ما تكون الذكاة إلاّ في الحلق و اللبّة ؟ قال:«لو طعنت في فخذها لأجزأك» (2)[3309].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، حدّثني عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قال: توفي شيخنا أبو محمد الحسن بن محمد بن داود الثقفي المؤدب يوم الأربعاء لثمان بقين من شهر رمضان سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة.

قال الكتاني: و كان من أهل حرّان و حدّثنا عنه نصر بن أحمد بن الحسين العجلي و غيره.

1442 - الحسن بن محمد بن زياد البيساني

1442 - الحسن بن محمد بن زياد البيساني (3)

قدم دمشق و حدّث بها عن معاوية بن عمرو، و يحيى بن هاشم السمسار.

روى عنه: أحمد بن نصر بن شاكر، و سليمان بن محمد الخزاعي.

ص: 367


1- ضبطت بضم أوله و فتح المعجمة و الراء و المد، كما في تقريب التهذيب، و انظر تبصير المنتبه 955/3. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 409/6.
2- الحديث في تهذيب التهذيب.
3- هذه النسبة إلى بيسان، بالفتح ثم السكون و سين مهملة، مدينة بالأردن بالغور الشامي، و هي بين حوران و فلسطين (معجم البلدان).

أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد اللّه بن السّمرقندي، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، نا عوف، نا [محمد بن] (1) حميد() (2)،نا سليمان بن محمد الخزاعي، نا الحسن بن محمد البيساني، قدم علينا، نا يحيى بن هاشم الغساني، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تصلح الصنيعة إلاّ عند ذي حسب، كما أن الرياضة لا تصلح إلاّ في نجيب»[3310].

و بإسناده عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا حميراء! إياك و الطين فإنه يصفّر اللون و يذهب بهاء الوجه»[3311].

1443 - الحسن بن محمد بن سعيد

أبو علي

حدّث عن هشام بن عمّار.

روى عنه أبو الطّيّب (3) محمد بن أحمد النّيسابوري الكرابيسي (4).

أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري و جماعة، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الطيب محمد بن أحمد الكرابيسي من أصل كتابه، نا أبو علي الحسن بن محمد بن سعيد من أصل كتابه، نا هشام بن عمّار، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه و طعامه و شرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليرجع إلى أهله»[3312].

هذا حديث غريب من حديث سفيان، عن عمرو بن دينار، عن مالك، و هو مما سمعه هشام بن عمّار من مالك نفسه، و وقع إلينا بعلو من حديثه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي تغلب بن جعفر، قالوا: أنا أبو القاسم الحنّائي، نا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو بكر محمد بن خريم العقيلي، نا هشام بن عمّار، أنا مالك: فذكره.

ص: 368


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بخط مغاير.
2- اللفظة غير مقروءة بالأصل و رسمها:«النسسواي» كذا. و لم أحلها.
3- رسمها غير واضح، و سيأتي أن كنيته «أبو الطيب» كما أثبتنا.
4- هذه النسبة إلى بيع الثياب، صاحب الكرابيس (الأنساب).
1444 - الحسن بن محمد بن السّفّاح بن نصر

أبو علي التغلبي الأسدي الضرير

أخو أبي طالب الحسين بن محمد.

سمع عبد اللّه بن الوليد المالكي، و ما أراه حدّث، و كان بدمشق.

1445 - الحسن بن محمد بن سليمان بن هشام

أبو علي الشطوي الخراز (1)،و يعرف بابن بنت مطر (2)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و بغيرها: علي بن المديني، و أبا معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، و المسيّب بن واضح، و محمد بن سليمان الأسدي لوينا.

روى عنه حبيب بن الحسن القزاز، و عبد الباقي بن قانع، و أبو علي محمد بن أحمد بن الصّوّاف، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني، و أبو علي مخلد بن جعفر بن مخلد الدقاق الباقرجي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا حبيب، عن الحسن ح.

و أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسين التبريزي - بها - أنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس الأصبهاني - بها - أنا أبو نعيم الحافظ ، نا حبيب بن الحسين (3)،نا الحسن بن محمد بن سليمان الشطوي ح.

قال: و نا سليمان بن أحمد - إملاء و قراءة - نا أحمد بن المعلّى، قالا: نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا الحكم بن مصعب، عن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عباس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من لزم الاستغفار

ص: 369


1- إعجامها بالأصل غير واضح، و المثبت عن تاريخ بغداد. و هذه النسبة إلى خرز الأشياء من الجلود كالقرب و السطائح السيور و غيرها (الأنساب).
2- ترجمته في تاريخ بغداد 413/7. و الشطوي بفتح الشين و الطاء المهملة، هذه النسبة إلى جنس من الثياب التي يقال لها الشطوية، و بيعها [و هي منسوبة إلى شطا من أرض مصر]. (الأنساب). و ذكر السمعاني أباه و ترجم له.
3- كذا، و مرّ قريبا «الحسن».

جعل اللّه له من كل همّ فرجا، و من كل ضيق مخرجا، و رزقه من حيث لا يحتسب»[3313].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمد بن سليمان (2) بن الحسن الصّوّاف، نا أبو علي الحسن بن محمد بن سليمان الخرّاز ابن بنت مطر، نا المسيّب بن واضح، نا سويد بن عبد العزيز، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عمرو (3)،قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لعمّار:«تقتلك الفئة الباغية»[3314].

أخبرنا أبو الفتح بن السّمرقندي، نا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة ح.

و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،حدّثني علي بن محمد بن نصر، قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت الدار قطني، عن أبي علي الحسن بن محمد بن سليمان الشطوي فقال: ثقة ليس به بأس. و في رواية ابن السّمرقندي: الطوسي بدل الشطوي، و هو وهم.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):الحسن بن محمد بن سليمان بن هشام أبو علي الخرّاز المعروف بابن بنت مطر، حدث عن أبيه، و عن علي بن المديني، و أبي معمر القطيعي، و هشام بن عمّار و غيرهم، روى عنه عبد الباقي بن قانع، و أبو علي بن الصواف، و سليمان بن أحمد الطبراني.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (6)، أنا السمسار، أنا الصفار، نا ابن قانع أن الحسن بن محمد (7) بن أخي هشام مات في سنة سبع و تسعين و مائتين.

ص: 370


1- تاريخ بغداد 414/7.
2- تاريخ بغداد: أحمد.
3- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور 68/7 و في تاريخ بغداد:«عمر».
4- الخبر في تاريخ بغداد 414/7.
5- تاريخ بغداد 413/7.
6- تاريخ بغداد 414/7.
7- كذا، و في تاريخ بغداد:«أخي هشام» بدون «بن» و الذي في الأنساب (الشطوي): في ترجمة والده محمد بن سليمان بن هشام. قال: و عرف بأخي هشام.
1446 - الحسن بن محمد بن عبد اللّه بن عبد السلام بن أبي أيوب

أبو علي بن عبد الرحمن بن مكحول البيروتي

حدّث ببيروت سنة عشرين و ثلاثمائة، عن أبي علي الحسن بن عليب بن سعد بن مهران، و أبي القاسم عبيد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، و أبي علاثة محمد بن أحمد بن أبي طيبة الفرائضي (1)،و أبي ذرّ هارون بن سليمان بن سهيل بن عبد اللّه الحبان، و أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط المصريين.

روى عنه عبد الوهاب الكلابي.

أنبأنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن عبد اللّه سنة ست و سبعين و أربعمائة، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ، نا أبو الحسين بن محمد بن عبد اللّه بن عبد السلام بن مكحول البيروتي ببيروت سنة عشرين و ثلاثمائة، نا أبو ذرّ هارون بن سليمان بن (2) سهيل بن عبد اللّه بالفسطاط ، نا زهير بن عبّاد، نا مالك بن أنس، حدّثني نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن تلقي السلع حتى تهبط بها الأسواق[3315].

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا زهير بن عبّاد الرواسي، عن مالك بن أنس فذكره في إسناده مثله. و زاد في آخره «و نهى عن النجش» (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمد، أنا أبو علي الأهوازي - إجازة - قال: قال لنا الكلابي في تسمية شيوخه: حسن بن محمد بن عبد اللّه أبو علي بن مكحول.

ص: 371


1- ترجمته في سير الأعلام 554/13 و فيها: محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة.
2- بالأصل «عن» خطأ.
3- بالأصل «الجنرودي» كذا و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- النجش في البيع: هو أن يمدح السلعة لينفقها و يروجها أو يزيد في ثمنها و هو لا يريد شراءها ليقع غيره فيها (النهاية).
1447 - الحسن بن محمد بن عبد الرّحمن

أبو منصور الأستوائي (1)

قدم علينا دمشق، و حدّث بها عن أبي طالب العشاري.

كتب عنه أبو الحسن نجا بن أحمد العطاري.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب.

و أنبأنيه أبو محمد بن الأكفاني عنه، حدّثني أبو منصور الحسن بن محمد بن عبد الرّحمن الأستوائي، قدم علينا منصرفه من الحج سنة تسع و أربعين و أربعمائة، نا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي (2) العشاري (3)،أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن أيوب بن ازداد بن شاهين، نا عبد اللّه البغوي، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان ح.

و نا عمر بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان، نا أحمد بن سنان، قالا: نا معاوية، عن الأعمش، عن عمرو، عن سالم، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ لا أحدثكم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة»، قلنا:[بلى] يا رسول اللّه، قال:«صلاح ذات البين و فساد ذات البين». يعني هي الحالقة (4)[3316].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، حدّثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو (6) بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال

ص: 372


1- الأستوائي بضم الهمزة و التاء، و قيل بفتحها (يعني التاء) و سكون السين، هذه النسبة إلى أستوا و هي ناحية بنيسابور كثيرة الخير و القرى.
2- في مختصر ابن منظور:«الحزبي» خطأ، و هذه النسبة «الحربي» إلى الحربية: محلة معروفة بغربي بغداد (الأنساب).
3- و العشاري بضم العين المهملة و فتح الشين المعجمة لقب جده، لأنه كان طويلا فقيل له العشاري لذلك. (الأنساب).
4- الحالقة: قطيعة الرحم و التظالم (النهاية لابن الأثير).
5- مسند الإمام أحمد 444/6.
6- المسند:«عمر».

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ لا أخبركم بأفضل من درجة [الصلاة و] (1) الصيام و الصدقة» قالوا:

بلى، قال:«صلاح (2) ذات البين، قال: و فساد ذات البين هي الحالقة»[3317].

1448 - الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب

1448 - الحسن بن محمد بن (3) علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو محمد الهاشمي (4)

حدّث عن أبيه، و جابر بن عبد اللّه، و عبيد اللّه بن أبي رافع.

روى عنه عمرو بن دينار، و الزهري، و أبو سعد سعيد بن المرزبان البقّال.

قيل إنه وفد على عبد الملك.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا الحسن بن علي ح.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنا الحسن بن علي التميمي، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا سفيان، عن الزهري، عن حسن، و عبد اللّه ابني (6) محمد، عن أبيهما (7) و كان حسن أرضاهما في أنفسهما (8)أن عليا قال لابن عباس: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن نكاح المتعة و عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر[3318].

أخبرنا أبو القاسم نصر اللّه بن محمد الشافعي، نا نصر بن إبراهيم المقدسي - بصور - نا سليم بن أيوب الرازي (9)،أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن بركات، نا

ص: 373


1- الزيادة عن مسند أحمد.
2- في مسند أحمد: إصلاح.
3- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر بخط مغاير.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 512/1 و الوافي بالوفيات 213/12 و سير أعلام النبلاء و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- مسند الإمام أحمد 79/1.
6- بالأصل «بن» و المثبت عن المسند.
7- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن مسند أحمد.
8- في مسند أحمد: أنفسنا.
9- رسمها بالأصل مضطرب و تقرأ:«الزازني» أو «الرازني» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 645/17.

أحمد بن جعفر بن حمدان الدّينوري، نا إبراهيم بن الحسين، نا محمد بن إسماعيل الجعفري، نا عبد اللّه بن سلمة، عن أسلم، عن أبيه، عن حسن بن محمد بن علي، قال: قال أبي - و كان حسن بن محمد من أوثق الناس عند الناس - عن أبيه محمد بن علي، عن جده علي بن أبي طالب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند اللّه فانظروا ما يتبعه من الناس» (1)[3319].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال (2):في الطبقة الثانية من أهل المدينة: حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، أمّه جمال (3) بنت قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف بن هاشم، يكنى أبا محمد، توفي سنة مائة أو تسع و تسعين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال: و ذكر الزهري عبد اللّه و الحسن ابني محمد بن علي، كما حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن، نا سفيان، قال: قال الزهري:

كان الحسن أوثقهما.

قرأت على أبي غالب أحمد، و أبي عبد اللّه ابني (4) الحسن بن البنّا، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد ح.

و قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن و أبي الفضل محمد بن ناصر، عن محمد بن عبد السلام بن محمد التابي (5)،قالا: أنا علي بن محمد بن خزفة، نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: و أنا مصعب بن عبد اللّه، قال: الحسن بن محمد بن علي: أمّه جمال ابنة قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف بن قصي و هو

ص: 374


1- في مختصر ابن منظور 69/7 «من الثناء».
2- طبقات خليفة ص 417 رقم 2047.
3- طبقات خليفة: جمان.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت.
5- كذا.

أول من تكلم في الإرجاء و توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز و ليس له عقب.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا (1)،قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر بن المخلّصي (2)،أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد محمد الأكبر بن علي بن أبي طالب عبد اللّه، ثم قال: و الحسن بن محمد لا بقية له و أمّه جمال بنت قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف بن قصيّ و أمّها درة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، و هو أول من تكلم في الإرجاء و توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، و ليس له عقب (3).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا محمد بن عبد اللّه بن أبي عمرو، أنا محمد بن إبراهيم بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، أنا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: الحسن بن محمد بن علي يكنى أبا محمد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رياح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم:

الحسن بن محمد بن علي، كذا قال.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن (4) أبي محمد الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (5):فولد محمد بن الحنفية: الحسن بن محمد و كان من ظرفاء بني هاشم و أهل العقل منهم، و هو أول من تكلم في الإرجاء، و لا عقب له، و أمّه جمال ابنة قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف بن قصيّ .

ص: 375


1- كذا، و الأظهر: قالوا.
2- كذا، و قد مرّ «المخلص».
3- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 75.
4- بالأصل «بن».
5- طبقات ابن سعد 92/5 في ترجمة محمد بن الحنفية.

قال: و أنا أبو [عمر] محمد بن العباس [بن] (1) محمد، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن محمد، نا محمد بن سعد، قال (2) في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة: الحسن بن محمد بن الحنفية و هو ابن علي بن أبي طالب، و أمّه جمال بنت قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف بن قصيّ ، و كان الحسن يكنى أبا محمد، و كان من ظرفاء بني هاشم و أهل العقل منهم، و كان يقدّم على أخيه أبي هاشم في الفضل و الهيبة (3)،و هو أول من تكلم في الإرجاء.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد، أنا أحمد بن محمد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمد بن سعد، قال (4):في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة ممن روى عن أبي هريرة و أبي سعيد و ابن عباس و ابن عمر:

الحسن بن محمد بن الحنفية يكنى أبا محمد، و كان يقدم على أخيه في الفضل و الهيبة، و توفي زمن عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن الحسن و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (5):الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أخو عبد اللّه، سمع جابرا، و عبيد اللّه بن أبي رافع، و أباه. سمع منه عمرو بن دينار، و الزهري، مات في زمان عبد الملك بن مروان (6)،قاله سعيد بن يحيى، نا أبي، عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين الكلاباذي، قال: الحسن بن

ص: 376


1- بالأصل:«و أنا أبو حمد بن العباس محمد» و الزيادة و الصواب ما أثبت عن ترجمته في سير الأعلام 409/16.
2- طبقات ابن سعد 328/5.
3- ابن سعد: و الهيئة.
4- هذا الخبر من رواية ابن أبي الدنيا ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، و لعله في الطبقات الصغرى.
5- التاريخ الكبير 305/2/1.
6- كذا.

محمد بن الحنفية - و هي أم محمد - و هو ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب أبو محمد الهاشمي المدني أخوه عبد اللّه بن محمد، سمع جابر بن عبد اللّه، و سلمة بن الأكوع، و أباه، و عبيد اللّه بن أبي رافع، روى عنه الزهري، و عمرو بن دينار في:

النكاح، و الجهاد، و تفسير سورة الممتحنة مات في ولاية عبد الملك بن مروان.

قال الواقدي: كان يقدّم على أخيه في الفضل و الهيبة، توفي في زمن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن و أحمد بن محمد العتيقي ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد، قال (1):الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب مدني تابعي (2) ثقة، و هو أول من وضع الإرجاء (3).

أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، أنا أبو الغنائم بن المأمون ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي، أنا أبو الحسن العتيقي، قالا: أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أحمد بن يونس، نا القدّاح (4)،نا

ص: 377


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 117.
2- قوله:«مدني تابعي» ليس في ثقات العجلي المطبوع.
3- قال الصفدي في الوافي بالوفيات 213/12:«و الإرجاء يشتق من الرجاء لأنهم يرجون لأصحاب المعاصي الثواب من اللّه تعالى فيقولون: لا يضرّ مع الإيمان معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة. قال: و قيل: الإرجاء هو تأخير حكم أصحاب الكبائر إلى الآخرة في الدنيا، و لا يقضى عليهم بأنهم من أهل الجنّة. قال: و المرجئة جنس لأربعة أنواع: الأول مرجئة الخوارج، و مرجئة القدرية، و مرجئة الجبرية و المرجئة الصالحة». و انظر الفرق بين الفرق للبغدادي.
4- و اسمه سعيد بن سالم المكي القداح، أبو عثمان.

السّري بن يحيى، عن هلال بن خباب، عن الحسن بن محمد بن الحنفية أنه قال: يا أهل الكوفة اتّقوا اللّه و لا تقولوا في أبي بكر و عمر ما ليسا له بأهل، إن أبا بكر الصّدّيق كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الغار ثاني اثنين، و إن عمر أعزّ اللّه به الدين.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد، أنا علي بن محمد بن خزفة (1)،نا محمد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا أبو الفتح، قال: قال سفيان: قلت لعبد الواحد بن أيمن - و كان الحسن بن محمد ينزل عليهم، إذا قدم - يعني - مكة، قال: قلت من كان يأتيه ؟ قال:

عطاء، و عمرو بن دينار، و الزبير بن موسى و غيرهم.

قال و نا الحميدي، نا سفيان، عن مسعر، قال: كان الحسن بن محمد يفسر قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس منا ليس مثلنا».

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسن الشيروي.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، و أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب العامري، و أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (2)،نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا أبو زكريا بن يحيى المروزي، نا سفيان بن عيينة، عن عبد الواحد، قال: كان الحسن بن محمد بن علي ينزل علينا بمكة، فإذا أنفقنا عليه ثلاثة أيام أبي أن يقبل بعد، و هذا لأنه هاشمي.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو أحمد الحسين بن محمد بن علي التميمي النّيسابوري، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، حدّثني محمد بن يعقوب، نا محمد بن أيوب بن المتوكل، نا يحيى بن سعيد القطان، حدّثني علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، قال: قال الحسن بن محمد: إن أحسن رداء ارتديت به رداء الحلم، هو و اللّه عليك أحسن من بردي حبرة (3)قال: فإن لم تكن حليما فتحالم.

قال محمد: فسألت علي بن المديني فحدّثني به.

ص: 378


1- إعجامها مضطرب و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه.
2- هذه النسبة إلى حيرة نيسابور.
3- رسمها غير واضح بالأصل و قد تقرأ «حمرة» و المثبت يوافق ما ورد في مختصر ابن منظور 70/7.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، نا أبو عثمان الخياط ، أنا محمد بن بشر الكندي، نا إبراهيم بن مسلم المديني، قال: قال الحسن بن محمد بن الحنفية: من أحب حبيبا لم يعصه. ثم قال:

تعصي الإله و أنت تظهر حبّه *** عار عليك إذا فعلت شنيع

لو كان حبّك صادقا لأطعته *** إنّ المحبّ لمن أحبّ مطيع

ثم قال:

ما ضرّ من كانت الفردوس منزله *** ما كان في العيش من بؤس و إقتار

تراه يمشي حزينا جائعا شعثا *** إلى المساجد يسعى بين أطمار

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن خسرو البلخي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن عمر بن بكير، قال: قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا الهيثم بن خالد، نا محمود بن غيلان، نا سعيد بن عامر، عن سلام بن أبي مطيع، قال:

سمعت أيوب: يقول: أنا أكبر (1) من المرجئة،[إن] (2) أول من تكلم في الارجاء رجل من أهل المدينة.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف، أنا عمر بن أحمد بن شاهين، أنا محمد بن مخلد العطار ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو الفتح الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمد المخرمي، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، قالا: أنا العباس بن محمد بن حاتم، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا سعيد بن عامر الضبعي، عن سلام - يعني ابن أبي مطيع-، قال: قال أيوب: أنا أكبر من المرجئة، إن أول من تكلم في الإرجاء رجل من بني هاشم (3) يقال له الحسن بن محمد.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي، أنا

ص: 379


1- في تهذيب التهذيب 513/1 «أنا أتبرّأ».
2- الزيادة عن مختصر ابن منظور و تهذيب التهذيب.
3- في تهذيب التهذيب: من أهل المدينة.

محمد بن إبراهيم الجرجاني، نا محمد بن يعقوب، نا إبراهيم بن مرزوق، نا سعيد - يعني ابن عامر-، نا سلام بن أبي مطيع - عن (1) أيوب - هو - السختياني، قال: أنا أكبر من المرجئة، إن أول من تكلم في الإرجاء رجل من بني هاشم من أهل المدينة يقال له الحسن.

أنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد اللّه، أنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن مهزارقود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحسين بن محمد، نا ابن (2) سيف - يعني سليمان-، نا سعيد بن عامر، نا سلام بن أبي مطيع، عن أيوب، قال: أنا أكبر من الإرجاء، إن أول من تكلم في الإرجاء رجل من أهل المدينة يقال له الحسن.

قال: و أنا الحسين بن محمد، نا عثمان بن أبي شيبة، نا حريز، عن مغيرة، قال:

أول من تكلم في الإرجاء الحسن بن محمد بن الحنفية.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي، نا سعيد بن عامر، نا سلام بن أبي مطيع، قال: قال أيوب: أنا أكبر من المرجئة، إن أول من تكلم في الإرجاء رجل من أهل المدينة من بني هاشم، يقال له الحسن.

قال و أنا أبي، نا أبو أيوب الخزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن عثمان بن إبراهيم بن حاطب، قال: أول من تكلم في الإرجاء الأول الحسن بن محمد بن الحنفية، كنت حاضرا يوم تكلم، و كنت في حلقته مع عمي و كان في الحلقة جحدب و قوم معه فتكلموا في علي و عثمان و طلحة و الزبير فأكثروا، و الحسن ساكت ثم تكلم فقال: قد سمعت مقالتكم و لم أر شيئا أمثل (3) من أن يرجأ علي و عثمان و طلحة و الزبير، فلا يتولّوا و لا يتبرأ منهم، ثم قام، فقمنا. قال: فقال لي عمي: يا بني ليتخذن هؤلاء هذا

ص: 380


1- بالأصل «هو» و الصواب ما أثبت قياسا إلى الروايات السابقة.
2- بالأصل «أبو» و الصواب ما أثبت و هو سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم، أبو داود الحراني الطائي ترجمته في سير الأعلام 147/13.
3- في مختصر ابن منظور: أميل.

الكلام إماما، قال عثمان: فقال به سبعة رجال رأسهم جحدب من تيم الرّباب، و منهم حرملة التيمي تيم الرياب أبو علي بن حرملة.

قال: و بلغ أباه محمد بن الحنفية ما قال، فضربه بعصا فشجّه، و قال: لا تولّي أباك عليا؟.

قال و كتب الرسالة التي ثبت فيها الإرجاء بعد ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الحلاب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (1)،أنا موسى بن إسماعيل، أنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن زاذان و ميسرة أنهما دخلا على الحسن بن محمد بن علي فلاماه على الكتاب الذي وضع في الإرجاء، فقال لزاذان: يا أبا عمر، لوددت أني كنت متّ و لم أكتبه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا محمد بن الحسن بن محمد، أنا أحمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن محمد بن الخليل، نا محمد بن إسماعيل، قال: قال ابن إسحاق، نا سعيد بن يحيى، نا أبي، عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي، قال: توفي الحسن بن محمد بن الحنفية عند عبد الملك بن مروان و ذلك قبل الجماجم.

و ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي، أن الحسن بن محمد مات سنة خمس و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّصي (2)-إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، عن أبيه، أنا أبو عبيد اللّه، قال: سنة خمس و تسعين فيها مات الحسن بن محمد بن الحنفية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن حرنان، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (3):سنة إحدى و مائة فيها مات الحسن بن محمد بن الحنفية.

ص: 381


1- طبقات ابن سعد 328/5.
2- كذا، و مرّ «المخلص».
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 325 و تقدم قوله في الطبقات ص 417 برقم 2047 أنه مات سنة مائة أو تسع و تسعين.
1449 - الحسن بن محمد بن علي

ابن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو القاسم الحسيني الزيدي الكوفي الأقساسي (1)

قدم دمشق و كان أديبا شاعرا.

قرأت بخط عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني في يوم الجمعة لثلاث و عشرين خلت من المحرم من هذه السنة يعني سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة، دخل إلى دمشق أبو القاسم الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، و نزل في الحريميين، و كان شيخا هيبا نبيلا، حسن الوجه و الشيبة، بصيرا بالشعر و اللغة، يقول الشعر من أجود آل أبي طالب حظا و أحسنهم خلقا، و كان يعرف بالأقساسي.

و الأقساس: موضع نحو الكوفة.

1450 - الحسن بن محمد بن علي بن مصعب

أبو علي

حدّث عن محمد بن بشر بن يعقوب.

روى عنه: أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد الجرجاني القصّار الحافظ .

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو بكر القصّار، نا أبو علي الحسن بن محمد بن علي بن مصعب الدمشقي، نا محمد بن بشر بن يعقوب، نا محمد بن محمد بن سعدان البزار، نا سمعان بن عبد الرّحمن النّخعي، نا إسماعيل بن يحيى التيمي، نا سفيان الثوري، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: جاء يهودي إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: ادع اللّه لي فقال:«أصحّ اللّه جسمك، و أطاب حرثك، و أكثر مالك»[3320].

ص: 382


1- الأقساسي نسبة إلى أقساس قرية بالكوفة أو كورة، يقال لها: أقساس مالك.
1451 - الحسن بن محمد بن علي بن محمد

أبو الوليد البلخي الدّربندي (1) الحافظ (2)

طاف فأوسع و أكثر فيما سمع، و سمع بدمشق، أبا محمد بن أبي نصر، و ابنه أبا علي، و أبا بكر محمد بن رزق اللّه، و أبا القاسم بن ياسر الحريري، و أبا القاسم بن الطّبّيز، و عمر بن طراد الحداد، و أبا الحسن علي بن الحسين السيرافي، و أبا الحسن العتيقي، و حدث عن أبي نصر أحمد بن المظفّر بن محمد الموصلي، و أبي الحسين و أبي القاسم ابني بشران، و محمد بن عبد اللّه بن محمد بن أحمد الأصبهاني، و أبي منصور محمد بن محمد الهروي القاضي، و أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن، و أبي بكر محمد بن الحسين بن جرير الدّشتي (3)،و أبي أحمد محمد بن أحمد القيسراني، و أبي القاسم علي بن محمد الحرّاني الزّيدي، و أبي علي بن شاذان، و أبي القاسم الخرقي، و أبي القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن الصّوّاف، و أبي عبد اللّه بن المارستاني و غيرهم، و روى شيئا يسيرا في جنب ما سمع، و حدّث بدمشق و بنيسابور.

روى عنه أبو بكر الخطيب (4)،و عبد العزيز الكتاني، و أبو الحسن بن أبي الحديد، و ابن ابنه أبو عبد اللّه، و عمر بن أحمد الآمدي، و أبو جعفر محمد بن أبي منصور بن علي البزاري الرازي، و حدّثنا عنه أبو عبد اللّه الفراوي (5)،و أبو المظفر بن القشيري و زاهر الشّحّامي.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي الدّربندي، نا أبو منصور عبد اللّه بن عيسى بن إبراهيم بن علي سعيد الهمذاني - بها - أنا أبو بكر عمر بن أحمد بن خرجة، نا أبو الحسن علي بن محمد الخوارزمي - ببروجرد -

ص: 383


1- هذه النسبة إلى دربند و هي مدينة على بحر طبرستان، و يقال لها باب الأبواب (ياقوت).
2- ترجمته في تذكرة الحفاظ 1155/3 معجم البلدان (دربند) سير الأعلام 297/18 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- هذه النسبة إلى دشتي قرية بأصبهان (كما في الأنساب و اللباب) و في ياقوت: الدشت بفتح أوله و سكون ثانيه و آخره تاء مثناة من فوق.
4- لم يذكره في تاريخ بغداد.
5- في معجم البلدان (دربند) الفزاري، خطأ.

نا الحسن بن عيسى البسطامي، نا علي بن عاصم، عن أبي (1) هارون العبدي، قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد قال: مرحبا بوصية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قلنا: و ما وصية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّه سيأتيكم بعدي أقوام يتعلّمون منكم، فإذا جاؤكم فعلّموهم و ألطفوهم». الصواب الحسين بن عيسى بزيادة ياء فيه[3321].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدّربندي، نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن سهل القيسراني من أهل الدين، فذكر عنه حديثا.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، قال (2):الحسن بن محمد بن علي بن محمد الدّربندي أبو الوليد البلخي المحدث الصوفي شيخ مشهور و معروف من المشايخ الجوّالين في طلب الحديث المكثرين منه، طاف في الآفاق، دوّخ البلاد و الأطراف و حصل الأسانيد و الغرائب و الحكايات، ثم خرج إلى سمرقند و مات بها سنة نيف (3) و خمسين و أربعمائة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدّثني عمر بن عبد الكريم الدّهستاني.

قال: أخبرنا رجل ببغداد بموت أبي الوليد الحسن بن محمد الدّينوري (4) بسمرقند في هذه السنة - يعني سنة ست و خمسين و أربعمائة (5)-.

أنبأنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم البئّار (6) أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد الكتبي الهروي. قال: سنة ست و خمسين و أربعمائة ورد الخبر بوفاة أبي الوليد الدّربندي بسمرقند في رمضان، و اللّه أعلم.

ص: 384


1- بالأصل «ابن» خطأ، و الصواب عن مختصر ابن منظور 71/7.
2- انظر المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 186 رقم 521. و ما نقل عن عبد الغافر في تذكرة الحفاظ 1155/3 و سير الأعلام 298/18.
3- في المنتخب: توفي بسمرقند في شهر رمضان سنة ست و خمسين و أربعمائة و العبارة فيها موضوعة بين معكوفتين.
4- كذا، تحريف من الناسخ و هو الدربندي صاحب الترجمة.
5- انظر تذكرة الحفاظ 1155/3 و سير الأعلام 298/18 و معجم البلدان (دربند).
6- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت،(فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 413/7).
1452 - الحسن بن محمد بن علي بن الحسن

ابن أبي المضاء محمد بن أحمد بن أبي المضاء

أبو محمد الفارسي البعلبكي

سمع أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي بدمشق، و كان يعمل لبعض الجند.

سمع منه بعض أصحابنا و لم أسمع منه شيئا.

مات يوم الاثنين الثالث من جمادى الأولى سنة سبع و ثلاثين و خمسمائة، و دفن وقت العصر في مقابر باب الفراديس.

1453 - الحسن بن محمد بن عوف

حدّث عن العباس بن الوليد بن مزيد و جماعة سواه.

روى عنه الكلابي و غيره، و صحّف في اسم جده.

قرأت على أبي القاسم نصر اللّه بن أحمد، أنا جدي مقاتل، أنا أبو علي الأهوازي - إجازة - قال: قال عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه الذين سمع منهم: حسن بن محمد بن عوف. كذا قال، و إنما هو الحسن بن محمد بن برغوت، و هو الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام بن جبلة، و قد تقدم ذكره (1).

1454 - الحسن بن محمد بن مزيد

أبو سعيد الأصبهاني (2)

سمع بدمشق و غيرها: هشام بن عمّار، و موسى بن مروان الرّقّي، و حامد بن يحيى البلخي، و عثمان بن عيسى، و إبراهيم بن عرعرة المطوّعي.

روى عنه: محمد بن أحمد بن يزيد، و علي بن نمراذ الأصبهانيان.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرّحمن بن علي بن حمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبي، نا محمد بن أحمد بن يزيد، نا أبو سعيد الحسن بن محمد بن مزيد، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن المهاصر بن

ص: 385


1- انظر ترجمته برقم 1423.
2- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 260/1.

حبيب، عن عبيدة الأملوكي، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«يا أهل القرآن لا توسّدوا القرآن، و اتلوه حق تلاوته في آناء الليل و آناء النهار و تغنوه (1)وَ اذْكُرُوا مٰا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (2) و لا تستعجلوا ثوابه، فإنّ له ثوابا»[3322].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا سليمان بن عمر بن الأقطع، نا بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، حدّثني المهاصر بن حبيب، عن عبيدة المليكي - و كانت له صحبة - قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا أهل القرآن لا توسّدوا القرآن و اتلوه حق تلاوته، و لا تعجلوا ثوابه فإن له ثوابا». كذا في روايتنا، و الصواب عبيدة الأملوكي (3) بالفتح[3323].

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما عبيدة - بفتح العين و كسر الباء - فهو عبيدة الأملوكي شامي، يقال له صحبة، روى عنه سعيد بن سويد، و مهاصر (5) بن حبيب.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الأصبهاني، قال (6):الحسن بن محمد بن مزيد أبو سعيد يروي عن الشاميين و المصريين، و هو أول من حمل علم الشافعي إلى أصبهان، يروي عن أهل مصر، توفي قبل الثمانين - يعني: و مائتين - حدّث عن حامد بن يحيى، و موسى بن مروان، و هشام بن عمّار و عثمان بن عيسى.

1455 - الحسن بن محمد بن معاوية بن عبد اللّه

أبو علي الليثي

حدّث عن من لم يقع إليّ اسمه، كتب عنه أبو الحسين الرازي.

ص: 386


1- كذا بالأصل، و في أخبار أصبهان:«و تبيّنوه» و في مختصر ابن منظور 72/7 «و تقنّوه».
2- سورة البقرة، من الآية 62.
3- بالأصل «الأملولي» و المثبت عن أسد الغابة. و فيه 446/3 عبيدة الأملوكي و يقال المليكي، إذن يصح فيه القولان فلا لزوم لتصويب المصنّف. و نقل عن أبي موسى قال: عبيدة بفتح العين و ضمها.
4- الاكمال لابن ماكولا 47/6 و 49.
5- وقع هنا في أسد الغابة و الإصابة «مهاجر» و لمهاصر بن حبيب ترجمة في التاريخ الكبير و الجرح و التعديل لابن أبي حاتم.
6- ذكر أخبار أصبهان 260/1.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو علي الحسن بن محمد بن معاوية بن عبد اللّه القيسي، مات في سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

1456 - الحسن بن محمد بن النعمان

أبو علي الصّيداوي

حدّث بصور: عن بكّار بن قتيبة.

روى عنه ابن جميع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا الحسن بن محمد بن النعمان أبو علي الصيداوي - بصور - نا بكّار بن قتيبة، نا أبو مطرف بن أبي الوزير الأكبر، نا موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، عن شيبة الحجبي عن عمه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ثلاث يصفين لك ودّ أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، و توسع له في المجلس، و تدعوه بأحبّ أسمائه إليه». اسم عم شيبة عثمان بن طلحة الحجبي[3324].

1457 - الحسن بن محمد بن يزيد بن عبد الصمد

أبو علي مولى بني هاشم

حدّث عن جدّه و عن بعض من أدرك من شيوخ دمشق.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و أبو هاشم المؤدب.

حدّثني أبو محمد بن الأكفاني فيما شافهني به عن أبي بكر الحداد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو هاشم، نا أبو علي الحسن بن محمد بن يزيد بن عبد الصمد، حدّثني جدي يزيد بن عبد الصمد، نا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي، نا محمد بن معاذ، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز، حدّثني يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري، و إذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[3325].

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من

ص: 387

كتب عنه بدمشق، أبو علي الحسن بن محمد بن يزيد بن محمد بن عبد الصمد الهاشمي مولاهم، و كانوا أهل بيت علم، كان أبوه (1) يحدث، وجده يزيد بن محمد بن عبد الصمد (2) من أجلّه محدثي الشام في زمانه، اختلط في سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة.

1458 - الحسن بن محمد

أبو محمد الورّاق

أظنه من أهل صور.

سمع بدمشق: أبا يعقوب إسحاق بن محمد الأنصاري، و بصيدا: عبد اللّه بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة، و بغيرها: أحمد بن صدقة بن عبد ربه القيسراني، و أبا نصر محمد بن أحمد بن الليث الرافعي، و أبا القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزجاجي.

و أراه حدّث، و لم يقع إلينا من حديثه شيء.

1459 - الحسن بن محمود بن أحمد

ابن محمود بن أحمد بن محمود بن محمد

أبو القاسم الرّبعي

حدّث عن محمد بن يوسف الهروي، و أبي سعيد محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، و أبي الحسن (3) بن جوصا (4)،و أبي الحارث أحمد بن سعيد، و أبي الطيب طاهر بن علي بن عبدوس القطان، و أبي بكر محمد بن خريم (5)،و محمد بن أحمد بن عمارة العطار، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و محمد بن بركة برداعس (6)،

ص: 388


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 56/14 و له ترجمة في كتابنا، مات سنة 299.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 151/13 و له ترجمة في كتابنا، توفي في دمشق سنة 276 و مولده سنة 198.
3- بالأصل «الحسين» خطأ.
4- بالأصل «حوضا» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15/15 و اسمه أحمد بن عمير بن يوسف.
5- بالأصل «حريم» و الصواب ما أثبت، و الضبط عن التبصير، ترجم له في سير الأعلام 428/14.
6- لقبه، و في الاكمال و تذكرة الحفاظ 827/3 «برداغس»، و في ميزان الاعتدال: ذاعر. انظر ترجمته في سير الأعلام 81/15.

و محمد بن جعفر بن محمد بن ملاّس، و إبراهيم بن مروان، و أبي أيوب سليمان بن محمد الخزاعي، و الحسين بن محمد بن غويث.

روى عنه: أبو الحسين محمد بن الخضر الفارضي، و مكي بن محمد بن الغمر، و أبو الحسن بن عوف، و أبو نصر بن الجبّان، و تمّام بن محمد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، و أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن زرعة الصّوري، قالا: نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزّي - قراءة عليه بدمشق - أنا أبو القاسم الحسن بن محمود بن أحمد الرّبعي، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا محمد بن سيدي الأنطاكي، نا وكيع بن الجرّاح، عن سفيان بن سعيد، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن يزيد بن بشر السكسكي، عن عبد اللّه بن عمر (1)،قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة و حجّ البيت، و صوم رمضان»[3326].

المعروف عباس بن السندي.

رواه جرير، عن منصور، عن سالم، عن عطية مولى لبني عامر، عن يزيد بن بشر السكسكي. كذلك ذكره البخاري، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، قال: و لم يذكر الثوري عطية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المزني (2)،نا الحسن بن محمود بن محمد بن محمود، نا أبو الحارث أحمد بن سعيد، نا سليمان بن سيف الحرّاني، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، حدّثني عطاء، حدّثني ابن سوّار، حدثتني أم حبيبة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أمرها أن تنفر من جمع (3) بليل[3327].

قرأت بخط أبي نصر بن الجبّان، حدّثني أبو القاسم الحسن بن محمود بن أحمد بن محمود الرّبعي، و كان شيخا يصحب أصحاب الحديث، فذكر عنه حديثا.

ص: 389


1- في مختصر ابن منظور 73/7 عمرو.
2- كذا تصحف بالأصل، و الصواب:«المرّي» و انظر ترجمته في سير الأعلام 468/17.
3- جمع: المزدلفة لاجتماع الناس بها.
1460 - الحسن بن مخلد بن الجرّاح

1460 - الحسن بن مخلد بن الجرّاح (1)

أبو محمد الكاتب (2)

كان يتولى ديوان الضياع للمتوكل، و ورد معه دمشق، و قد ذكرنا وروده في ترجمة محمد بن عمرو بن حوي، و عاش حتى استوزره المعتمد على اللّه في ذي القعدة سنة ثلاث و ستين و مائتين، ثم عزل بسليمان بن وهب في هذه السنة، و اعتقل ثم أطلق بعد أن أخذ منه مائة و عشرون ألف دينار، ثم خلع عليه ثم استوزر في ذي القعدة سنة أربع و ستين، و قبض على سليمان بن وهب، ثم أعيد سليمان إلى الوزارة في ذي الحجة منها و هرب الحسن، ثم ظهر الحسن في ربيع الأول سنة خمس و ستين و أعيد إلى الوزارة في نصف ربيع الأول منها، ثم سخط عليه في شعبان منها و استوزر أحمد بن صالح بن شيرزاد (3)،ثم وجه أحمد بن طولون إليه فأخرجه إلى مصر في ذي القعدة سنة ست و ستين و مائتين.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (4)،أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، نا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني (5)،حدّثني أحمد (6) بن خلف بن المرزبان، حدّثني أحمد بن سهل الكاتب، و كان أحد الكتاب لصاعد قال: سمعت الحسن بن مخلد يحدث أن رجلا نخّاسا من أهل المدينة قدم بجاريتين شاعرتين من مولّدات اليمامة على المتوكل فعرضهما عليه من جهة الفتح [بن خاقان] فنظر إلى أجملهما (7) فقال لها: ما اسمك ؟ قالت: ريّا، قال: أنت شاعرة ؟ قالت: كذا يزعم مالكي، قال: تقولي في

ص: 390


1- بالأصل «الخراج» و الصواب ما أثبت، انظر مصادر ترجمته.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 267/12 و الفخري لابن طباطبا ص 251 و الكامل لابن الأثير 316/7 و سير الأعلام 7/13.
3- بالأصل:«ساروااذ» و المثبت عن الفخري ص 254.
4- بالأصل إعجامها غير واضح: تقرأ:«المزرفي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
5- الخبر في الاماء الشواعر لأبي الفرج الأصبهاني ص 115.
6- الاماء الشواعر: محمد.
7- الإماء الشواعر: إحداهما.

مجلسنا هذا شعرا ترتجلينه و تذكريني فيه و تذكرين (1) الفتح ؟ فتوقفت هنيهة ثم أنشدت:

أقول و قد أبصرني جعفر (2) *** إمام الهدى و الفتح ذي العز و الفخر

أشمس الضحا أم شبهها وجه جعفر *** و بدر السماء الفتح أو مشتبه (3) البدر (4)

و قال للأخرى: أنشدي أنت شيئا إن كنت قلته فقال:

أقول و قد أبصرت صورة جعفر *** تعالى الذي علاّك يا سيد البشر

و أكمل نعماه بفتح و نصحه *** فأنت لنا شمس و فتح لنا قمر

فأمر بشراء الأولى منهما و رد الأخرى، فقالت الأخرى: لم رددتني ؟ فقال: لأن في وجهك نمشا (5).

فقالت:

لم يسلم الظبي على حسنه *** يوما و لا البدر الذي يوصف

الظبي فيه خمش (6) بيّن *** و البدر فيه نكتة تعرف

و أمر أن تشترى الثانية.

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه، و قال اروه عني - أنا محمد بن الحسين أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر، قال: مدحت الحسن بن مخلد فأرسل إليّ أني قد أمرت له بمائة دينار فالق رجاء، يعني، فلقيت رجاء، فقال: لم يأمرني بشيء فكتبت إليه:

أما رجاء فأرجى ما أمرت به *** و كيف إن كنت لم يأمره يأتمر

بادر بجودك اما كنت مقتدرا *** فليس في كل حال أنت مقتدر

ص: 391


1- قوله:«و تذكرين الفتح» سقط من الإماء الشواعر.
2- الإماء الشواعر: أقول و قد أبصرت صورة جعفر.
3- الإماء الشواعر: شبهه.
4- في البيت إقواء.
5- النمش: بقع على جلد الوجه مخالف لونه، و أكثر ما يكون في الشّقر.
6- الإماء الشواعر: خنس.

و بلغني أن الحسن بن مخلد كتب من الرّقّة إلى عياله (1) قبل حمله إلى مصر (2):

[من للغريب البعيد النازح الوطن *** من للأسير أسير الهمّ و الحزن] (3)

من الغريب الذي لا مستراح له *** من الهموم و لا حظّ من الوسن

خلّى العراق و قد كانت له وطنا *** لا خير في (4) كل مشغول عن الوطن

لا خير في عيش نائي الدار مغترب *** يأوي إلى الهمّ كالمصفود في قرن

يا أهل كم نابني (5) من حسن مستمع *** منكم و فارقته من منظر حسن

و كم تجرّعت للأيام بعدكم *** من جرعة أزعجت روحي عن البدن

و ذكر أبو الحسن علي بن محمّد الشالستي أن مولد محمّد بن عبد اللّه بن طاهر (6)سنة تسع و مائتين، و فيها ولد عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان (7)،و أحمد بن إسرائيل (8)، و الحسن بن مخلد و كلّهم و لي الوزارة.

و بلغني: أن أحمد بن طولون وجه إلى الحسن بن مخلد فحمله إليه و وكل به ثم سجنه بأنطاكية، فمات في حبسه سنة تسع (9) و ستين و مائتين يوم الأحد لخمس خلون من شعبان.

1461 - الحسن بن مسعود بن الحسن بن علي

1461 - الحسن بن مسعود بن الحسن (10) بن علي

أبو علي بن الوزير (11)

أصلهم من خوارزم، و كان جده أبو القاسم وزيرا لتاج الدولة تتش بن ألب

ص: 392


1- في الوافي بالوفيات 268/12 عماله.
2- الأبيات في الوافي بالوفيات 268/12.
3- سقط البيت من الأصل و استدرك على هامشه، برواية: من الغريب.. من الأسير» و المثبت عن الوافي.
4- الوافي: لا خير في عيش منقول عن الوطن.
5- الوافي: فاتني.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 418/5.
7- ترجم له في سير الأعلام 9/13.
8- انظر تاريخ الطبري 396/9.
9- في الوافي: سنة سبع و ستين و مائتين، و في سير الأعلام: مات في سنة إحدى و سبعين و مائتين، و قيل: سنة تسع و ستين.
10- لسان الميزان: الحسين.
11- ترجمته في الوافي بالوفيات 269/12 سير الأعلام 177/20 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

رسلان، و كان عنا إلى أهل العلم، و كان أبو علي تزيّا بزي الجند مدة، ثم اشتغل بطلب الفقه و الحديث و تزيّا بزي أهلهما، و رحل إلى بغداد قبل رحلتي بيسير، و سمع من جماعة من الشيوخ الذين أدركتهم ثم توجه إلى أصبهان، فأدرك بها أسانيد عالية عن من يروي حديث الطّبراني، عن ابن ريذة (1) و توجه منها إلى خراسان، فسمع بنيسابور من عدة من الشيوخ، ثم استوطن مرو مدة مديدة و تفقه بها على أبي الفضل الكرماني شيخ أصحاب أبي حنيفة و مقدّمهم بخراسان، و عقد مجلس الإملاء في جامع مرو و حدّث بها في شيبته، ثم خرج إلى بلخ و إلى غزنة و عاد بعد ذلك إلى مرو فأدركه أجله بها، فكتب إليّ أبو سعد بن السمعاني يذكر أنه توفي بمرو سحر يوم الأحد السابع عشر من المحرم سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة (2)،و دفن بمقبرة حصين بقرب قبر بريدة بن الخصيب و الحكم بن عمرو الغفاري صاحبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

و كان فيه تسامح شديد اشترى بعض نسخه من معجم الطبراني الكبير من كتب بريدة غير مسموعة من ابن بريدة، فكان يحدّث منها و هي غير مكتوبة من أصل سماعه و لا معارضة له، و كان يدلّس عن شيوخه ما لم يسمعه منهم، عفا اللّه عنه. و من شعره:

أخلاّئي إن أصبحتم في دياركم *** فإني بمرو الشاهجان غريب

أموت اشتياقا ثم أحيا تذكّرا *** و بين التراقي و الضلوع لهيب

فما تجب موت الغريب صبابة *** و لكن بقاه في الحياة عجيب

1462 - الحسن بن مستماد بن نعمة بن يزيد

أبو علي الهلالي الحوراني المقرئ التاجر

كان أبوه من أهل حوران، و حفظ أبو علي القرآن، و قرأ بعدة روايات على أبي محمّد بن طاوس، و سمع منه الحديث، ثم رحل إلى بغداد في تجارة، و قرأ على أبي محمّد ابن بنت الشيخ، و سمع ببغذاذ من أبي القاسم بن الحصين، و كان يصلّي بجامع دمشق في حلقة الحنابلة صلاة التراويح و يقرأ فيها بعدة روايات يخلطها و يردد الحرف

ص: 393


1- رسمها غير واضح و الصواب ما أثبت، و ضبطت عن التبصير، و اسمه محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم، أبو بكر الأصبهاني، ترجم له في سير الأعلام 595/17.
2- في لسان الميزان: توفي سنة 542، و في السير: ولد في صفر سنة ثمان و تسعين و أربع مائة و مات بمرو في المحرم سنة ثلاث و أربعين و خمسمائة.

المختلف فيه، فأنكر عليه ذلك شيخنا أبو الحسن بن قبيس، و قال: هذا يذهب ترتيب النظم في القرآن، و كان مثريا مقترا على نفسه، بلغني أنه أوصى عند موته بإخراج جملة من زكاة ماله اجتمعت عليه في سنين عدة ضن بإخراجها، توفي أبو علي يوم الأحد السادس من شهر رمضان سنة ست و أربعين و خمسمائة.

1463 - الحسن بن المظفر بن الحسن

أبو القاسم الهمداني

حدّث عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن عبدان.

كتب عنه نجا العطار.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب.

و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني شفاها عنه، أنا أبو القاسم الحسن بن المظفر بن الحسن الهمداني الشيخ الصالح، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عبدان، أنا محمّد بن عيسى، نا شعيب، نا أبو عبد اللّه الأنطاكي، نا أحمد بن سعيد الأعرابي - بمكة - نا محمّد بن سالم الخراساني، عن أبيه، قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ما من نبي إلاّ و له نظير في أمته.

1464 - الحسن بن المظفر بن الحسن بن المظفر بن أحمد بن يزيد

أبو علي بن أبي سعد المعروف بابن السبط البغدادي

كان أبوه من همذان و هو سبط أبي بكر أحمد بن علي بن لال الفقيه، ذكر لي أنه قدم دمشق في تجارة.

و سمع ببغداد أباه أبا سعد، و أبا محمّد الجوهري، و أبا الغنائم بن الدّجاجي (1)، و أبا الغنائم بن المأمون، و أبا الحسين بن المهتدي و غيرهم.

كتبت عنه، و كان ثقة، و سئل عن مولده، و أنا أسمع، فقال: في ليلة النصف من رجب سنة سبع و أربعين و أربعمائة.

أخبرنا أبو علي بن السبط و أبو نصر بن رضوان، و أبو القاسم بن الحصين، و أبو

ص: 394


1- و اسمه محمد بن علي بن علي بن حسن، محتسب بغداد، ترجمته في سير الأعلام 262/18.

غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس بن موسى القرشي، نا أبو داود الطيالسي، نا عمارة بن مهران بن ثابت، قال:

صلى بنا أنس بن مالك صلاة فأوجز فيها، فقال: هكذا كانت صلاة نبيكم صلّى اللّه عليه و سلّم.

توفي أبو علي ليلة الثلاثاء و دفن يوم الثلاثاء التاسع عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث و عشرين و خمسمائة، و دفن عند قبر أبيه بمقبرة باب حرب (1).و أنا ببغداذ.

1465 - الحسن بن مكي بن الحسن بن القاسم بن الحسن

أبو محمد الشيزري المقرئ، يعرف بفردن (2)

سمع أبا عبد اللّه بن أبي كامل بأطرابلس، و أبا الفوارس أحمد بن محمّد بن الحسين الشيرازي نحوي، و أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد البابشي (3) الواعظ بميّافارقين.

روى عنه: عمر الدّهستاني، و مؤتمن بن أحمد بن علي الساجي، و محمّد بن طاهر المقدسي.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي (4)-بمرو - نا أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، أنا الحسن بن مكي بن الحسن بن القاسم الشيزري أبو محمّد المعروف بفردن المقرئ - بحلب - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل - بأطرابلس الشام - نا خيثمة بن سليمان، نا ابن أبي الخناجر، نا محمّد بن مصعب، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من خرج في طلب العلم فهو في سبيل اللّه عزّ و جلّ حتى يرجع»[3328].

أخبرناه عاليا أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن الفارقي العدل، و أبو الحسن

ص: 395


1- هو حرب بن عبد الملك (و في موضع آخر من ياقوت: حرب بن عبد اللّه) أحد قوّاد أبي جعفر المنصور، و هي قرب الحربية المحلة المشهورة ببغداد.
2- عن مختصر ابن منظور 74/7 و بالأصل «بهردن» و سترد أثناء الترجمة: فردن.
3- بالأصل «البابسي» و الصواب عن الأنساب و فيه أن هذه النسبة إلى بابش قرية من قرى بخارى (فيما يظن أبو سعد)، ذكره و ترجم له. و ضبطها ياقوت بكسر الباء.
4- بالأصل «القرغول» و الصواب ما أثبت (فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 419/7).

محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي بن عيسى - إملاء - نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، نا نصر بن علي، نا خالد بن يزيد الهدادي، نا أبو جعفر الرازي ح.

و أخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا نصر بن علي الجهضمي، نا خالد بن يزيد أبو يزيد، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث أبي يعلى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:- «من خرج في طلب العلم لم يزل»- و قال أبو يعلى: فهو، و قالا-«في سبيل اللّه حتى يرجع»[3329].

رواه الترمذي عن نصر (1).

1466 - الحسن بن منصور بن هاشم

أبو القاسم الحمصي الإمام

روى عن أبي عمر (2) أحمد بن العمر بن أبي حمّاد، و الوليد بن مروان، و أبي بكر عمرو بن الحارث الزّنجاري، و أحمد بن خالد بن عمرو السّلفي الحمصي الإمام.

روى عنه: تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم الحسن بن منصور الحمصي الإمام، نا أبو عمر بن أبي حمّاد، نا ابن كاسب، نا عبد اللّه بن معاذ، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن رجلا كان جالسا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فجاء ابن له فأخذه فقبّله و أجلسه في حجره ثم جاءت ابنة له فأخذها فأجلسها إلى جنبه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«فهلاّ عدلت بينهما»[3330].

ص: 396


1- سنن الترمذي، كتاب العلم(42)، باب(2) فضل طلب العلم،(ح: رقم 2647) و فيه: خالد بن أبي يزيد العتكي. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، و رواه بعضهم و لم يرفعه. انظر ترجمة خالد بن يزيد في تهذيب التهذيب(129/3 ط الهند).
2- في مختصر ابن منظور 74/7 «أبي عمرو».
1467 - الحسن بن منير بن محمّد بن منير

أبو علي التّنوخي

روى عن محمّد بن خريم، و جعفر بن أحمد بن عاصم، و أبي يحيى محمّد بن سعيد بن عمرو بن خزيم الخزيمي، و أبي محمّد عبد الصمد بن عبد اللّه بن عبد الصمد، و أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي البغذادي، و محمّد بن تمام بن صالح، و عمر بن الجنيد القاضي، و أبي سعيد محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض، و أبي الأصيد محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأزدي الإمام، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و عبد اللّه بن محمّد بن مسلم المقدسي، و أبي الحارث أحمد بن سعيد، و محمّد بن عبد الفيض، و أحمد بن الحسين زبيدة، و محمّد بن جعفر بن ملاّس، و أحمد بن عبد الواحد الجوبري، و عيسى بن إدريس البغدادي، و وصيف بن عبد اللّه الأنطاكي الحافظ ، و أبي الحسن بن جوصا.

روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجبّان، و ابن الجندي، و أبو الحسن بن عوف، و عبد الوهاب الميداني، و مكي بن محمّد بن الغمر، و أبو أسامة محمّد بن أحمد بن محمّد الهروي المقرئ، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، و أبو الحسن عبيد اللّه بن الحسن بن أحمد بن الوراق، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن سعدان (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الموازيني، و أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنّائي (2) في كتابيهما، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن عبد الرّحمن بن عبيد بن سعدان، أنا أبو علي الحسن بن منير التنوخي، نا حاجب بن أركين، نا رزق اللّه بن موسى، نا سفيان بن عيينة، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قال اللّه تبارك و تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، و أنا الدهر، بيدي الأمر، أقلّب الليل و النهار»[3331].

قال: و كان أهل الجاهلية يقولون: ليس يهلكنا إلاّ الدهر، الليالي و الأيام فيسبّون

ص: 397


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 635/17.
2- إعجامها غير واضح و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 436/19.

الدهر، فقال اللّه عز و جل: مٰا هِيَ إِلاّٰ حَيٰاتُنَا الدُّنْيٰا نَمُوتُ وَ نَحْيٰا وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ الدَّهْرُ (1).

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم بن أحمد، أنا عبد الغني بن سعيد، قال: منيز بالزاي ح.

و أخبرنا أبو محمّد السلمي، قال: أجاز لنا أبو نصر بن ماكولا، قال (2):أما منير - بضم الميم و كسر النون تليها ياء و آخره راء - الحسن بن منير الدّمشقي - و قال ابن ماكولا: دمشقي - عن جعفر بن أحمد بن عاصم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدّثني عبد الوهاب بن جعفر، و عبد الوهاب بن عبد اللّه الحافظ ، قالا: توفي أبو علي الحسن بن منير بن محمّد التنوخي يوم السبت لأربع بقين من شهر ربيع الأول سنة خمس و ستين و ثلاثمائة، قال عبد العزيز: و كان ثقة نبيلا، حدّث عن عبد اللّه بن سلم المقدسي، و محمّد بن خريم، و غيرهما، حدّثنا عنه جماعة منهم عبد الوهاب بن عبد اللّه المرّي، و عبد الوهاب بن جعفر الميداني، و ذكر أبو نصر بن الجبّان، و محمّد بن حمزة الحرّاني أنه توفي في ربيع الآخر.

1468 - الحسن بن المؤمل بن الحسن بن أحمد بن أبي سلامة

أبو محمّد الطائي الصّوري

قدم دمشق و كان سمع بصور من نصر بن إبراهيم المقدسي.

حكى عنه أبو محمّد بن صابر، و قالت (3) بعض شيوخ صور.

ص: 398


1- سورة الجاثية، الآية:22.
2- الاكمال لابن ماكولا 225/7 و 226.
3- كذا بالأصل، و لعل الصواب: و قابل.

حرف النون في آباء من اسمه الحسن

1469 - الحسن بن نصر بن الحسن

أبو محمّد البزار المعروف بابن المعبّي (1)

أصله من الدّينور، و سكن أبوه الري.

و سمع بصور: أبا الفتح بن إبراهيم المقدسي، و ببغداد: أبا القاسم بن البسري كتب عنه و ذكر أنه دخل دمشق و كان من أصحاب الشافعي المتعصبين، و كانت له دكان في خان الخليفة ببغداد و استوطنها إلى أن مات بها.

أخبرني أبو محمّد الحسن بن نصر بن الحسن بن المعبّي (2)،أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن البسري (3)-ببغداد - أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا سويد - هو ابن سعيد-، نا إسماعيل - يعني ابن جعفر-، عن العلاء - و هو - ابن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي سعيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما فوق الكعبين، و لا ينظر اللّه إلى من جرّ إزاره بطرا»[3332].

سمعت من ابن المعبّي في رحلتي الثانية بعد عودي من خراسان سنة ثلاث و ثلاثين و خمسمائة، و مات بعد ذلك.

ص: 399


1- بالأصل «المعنى» و المثبت عن مختصر ابن منظور 75/7 و في تهذيب ابن عساكر «المغني» و سترد أثناء الترجمة مرة «المغني» و مرة «المعبي».
2- بالأصل «المغني».
3- انظر ترجمته في سير الأعلام 402/18.
1470 - الحسن بن نصير بن منصور الزاهد

سمع المسيّب بن واضح السلمي.

روى عنه ابن ابنته أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر، و حكى عن أبي زرعة محمّد بن عثمان الفامي، قال: كان الحسن بن نصير بن منصور مجاب الدعوة. قال أبو علي: و سمعت أبا عبد اللّه (1) بن الجلاء، و ذكر الحسن بن نصير و أهله فقال: كانوا على ما كان عليه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه.

1471 - الحسن بن نظيف بن عبد اللّه

أبو محمّد الهلالي الساكني المعروف بجغلان

سمع بمصر أبا القاسم سليمان بن داود البزار، و أبا الحسن أحمد بن محبوب بن سليمان البصري، و أبا يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة الصّيداوي، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحداد القاضي، و أبا القاسم عكرمة بن علاّن بن الحسن المصري، و أبا عبد اللّه محمّد بن برهون بن عبد الخالق الدّيبلي البزار ببيت المقدس، و أبا محمّد إسماعيل بن محمّد بن محفوظ الدمشقي، و أبا محمّد أحمد بن محمّد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني بالرملة، و أبا عمرو زيد بن محمّد بن خلف القرشي المصري.

روى عنه: عبد الوهاب الميداني.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثني عبد العزيز الكتاني، نا عبد الوهاب الميداني - و نقلته أنا من خط الميداني - نا أبو محمّد الحسن بن نظيف بن عبد اللّه الهلالي جغلان، نا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة الصيداوي من بني جعفر، - و كان من أصحاب الحديث و سافر إلى مصر و غيرها، حدّثنا بمصر - أخبرني أبو يعقوب إسحاق بن محمّد بن حمدان السّندي، نا زكريا بن يحيى، حدّثني النّضر بن سلمة، نا الفضل بن خالد و محمّد بن يحيى، عن زنفل (2)،عن ابن أبي مليكة، عن

ص: 400


1- اسمه أحمد (و قيل: محمد) بن يحيى بن الجلاّء، أبو عبد اللّه شيخ الشام، ترجمته في سير الأعلام 251/14.
2- زنفل بوزن جعفر، كما في تقريب التهذيب، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.

عائشة، عن أبي بكر الصّدّيق، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا صلى الغداة يقول:«مرحبا بالنهار الجديد، و الكاتب الشهيد، اكتب: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا رسول اللّه، و أشهد أن الجنة حقّ ، و النّار حقّ ، و القبر حقّ ، و أن اللّه يبعث من في القبور»[3333].

1472 - الحسن بن أبي نعيم بن الأصم

أبو علي

حدّث بصيدا عن بكر بن سهل.

روى عنه ابن جميع.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلم، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا أبو علي - و هو - الحسن بن أبي نعيم بن الأصم بصيدا، أنا بكر بن سهل، نا عمرو بن هاشم، نا موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنشد اللّه رجال أمتي لا يدخلوا الحمام إلاّ بمئزر، و أنشد اللّه نساء أمتي أن لا يدخلن الحمّام»[3334].

أخشى - و اللّه أعلم - أن يكون هذا هو الحسن بن إبراهيم بن الأصبع العكّاوي (1)الذي حدّث بصيدا عن أبي الدرداء العكّي (2)،و حدّث عنه علي بن الحسن بن علاّن الذي تقدم ذكره.

ص: 401


1- هاتان النسبتان إلى عكا، بلدة على ساحل بحر الشام، و الأشهر عند أهل الشام «العكاوي»(الأنساب).
2- هاتان النسبتان إلى عكا، بلدة على ساحل بحر الشام، و الأشهر عند أهل الشام «العكاوي»(الأنساب).

حرف الواو في آباء من اسمه الحسن

1473 - الحسن بن الوليد بن موسى

ابن سعيد بن راشد بن يزيد بن عبد اللّه

أبو محمّد الكلابي المعدل

والد عبد الوهاب يعرف بابن الأبرش الدمشقي

روى عن أبي زرعة (1)،و يوسف بن محمّد الجمحي، و بكّار بن قتيبة، و أبي حفص عمر بن محمّد النسائي، و أبي أسامة عبد اللّه بن محمّد الحلبي، و أبي صالح القاسم بن الليث الرّسعني، و عبد الرّحمن بن أبي طالب.

روى عنه ابنه عبد الوهاب، و أبو شعيب صالح بن عبد اللّه المستملي، و كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه، نا عبد العزيز التميمي، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الرّحمن بن الحسن، حدّثني أبي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا سفيان الثوري، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرّحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة» (2)[3335].

أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن

ص: 402


1- اسمه عبد الرحمن بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان النصري، أبو زرعة الدمشقي له ترجمة في سير الأعلام 311/13.
2- مرّ الحديث بهذا السند في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

محمّد، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن يزيد، عن ابن أبي نعم مثله (1).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو مصعب صالح بن عبد اللّه الأنصاري القاضي مستملي ابن خريم، حدّثني الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد الكلابي، نا يوسف بن محمّد الجمحي، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا الهيّاج (2) بن بسطام، عن روح بن القاسم (3)،عن محمّد بن المنكدر، عن أم هانئ: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نهش من كتف ثم صلّى و لم يتوضأ[3336].

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه من شيوخ مدينة دمشق: أبو محمّد الحسن بن الوليد بن موسى المعدّل من مربّعة العسر (4) و يعرف بابن الأبرش.

1474 - الحسن بن وهب بن سعيد

أبو علي الكاتب (5)

أخو سليمان بن وهب، كان يذكر أنه من بني الحارث بن كعب.

روى عنه محمّد بن موسى بن حمّاد البربري.

و ورد دمشق عاملا على بعض أعمالها.

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (6)،نا محمّد بن يحيى الصّولي، نا محمّد بن موسى البربري، قال: كتب رجل إلى الحسن بن وهب يستمنحه (7) و كان مضيقا، فكتب إليه الحسن:

ص: 403


1- ذكره أحمد في مسنده من طرق مختلفة انظر 82،64،62،3/3.
2- بفتح أوله و التحتانية المشددة، ثم جيم، كما في تقريب التقريب، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب، و سير الأعلام 404/6.
4- كذا رسمها بالأصل و لم أجدها، و في ياقوت:«مربعة الفرس، جمع فارسي، بغداد» كذا.
5- ترجمته في الفهرست لابن النديم ص 183 و فوات الوفيات 367/1 و الوافي بالوفيات 297/12 و نسبه فيه: الحسن بن وهب بن سعيد بن عمرو بن حصين بن قيس بن قنان بن متى الحارثي.
6- الخبر في الجليس الصالح الكافي 226/2.
7- الجليس الصالح: يستميحه.

الجود طبعي و لكن ليس لي مال *** فكيف يحتال من بالرهن يحتال ؟؟

و شهوتي في العطايا و انبساط يدي *** و ليس ما أشتهي يأتي به الحال

فهاك خطي فزرني حيث لي نشب *** و حيث يمكن إحسان و إفضال

زاد غيره:

و سوف يأتيك بري بعد ثالثة *** فاقبل و للمرء حال بعدها حال

و هاك خطي فزرني حيث لي نشب *** و حيث يمكن إحسان و إجمال

إلى دمشق ففيها إن قصدت غنى *** و ثم يأتي سوى الجاه و المال

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر الخرائطي، حدّثني أبو موسى عمران بن موسى، قال: كتب الحسن بن وهب إلى أخ له شافعا لرجل: كتابي هذا بعد أن جمعت له ذهني. فما ظنك بحاجة هذا موقعها مني ؟ فإن أحسنت لم أغفل الشكر، و إن أسأت لم أقبل العذر.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب - و نقلته من خطه - أنا أبو بكر أحمد بن علي و عبد المحسّن بن محمّد البغداذيان، قالا: أنا أبو محمّد الحسين بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو علي محرز، قال: اعمل (1) أبو علي الحسن بن وهب من حمى نافض و صالب و طاولته، فكتب إليه أبو تمام حبيب بن أوس الطائي:

يا حليف الندى و يا توأم الجود *** و يا خير من حموت القريضا

ليت حمال بني و كان لك الآجر *** فلا تشتكي و كنت المريضا (2)

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبيد اللّه المرزباني، قال: وجدت بخط أبي بكر بن السراج للحسن بن وهب:

يا عمرو قد أينع البهار *** و اعتدل الليل و النهار

و اكتست الأرض كلّ شيء *** و كل نور له ازهرار

ص: 404


1- كذا.
2- البيتان ليسا في ديوانه ط بيروت.

و غرّدت كل ذات شجو *** و استكملت حولها العفار

أخبرنا أبو القاسم النسيب الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا محمّد بن علي بن مخلد الوراق، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن موسى البربري (1)،قال: كان الحسن بن وهب عند محمّد بن عبد اللّه بن طاهر (2) فعرضت سحابة فبرقت و رعدت و مطرت فقال كل من حضر فيها شيئا، فقال الحسن:

هطلتنا السماء هطلا دراكا *** عارض المرزبان فيها السماكا

قلت للبرق إذ توقد فيها *** يا (3) زناد السماء من أوراكا

أحببت (4) ثانية فجفاكا *** فهو العارض الذي اشتكاكا (5)

أم تشبهت بالأمير أبي العباس *** في جوده فلست هناكا

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد اللّه بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو بكر الخطيب بدمشق، أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمي، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (6)،أخبرني محمّد بن يحيى، نا الحسين بن يحيى الكاتب، قال: كنا عند الحسن بن وهب و نبات (7) جارية محمّد بن حمدان و كان الحسن يحبها حبا شديدا، فابتدأ الحسن يسكر في أول شربة، فقلنا له في ذلك فجذب الدواة و كتب:

من كان لا يزعمني عاشقا *** أحضرته أوضح برهان

إني على رطلين أسقاهما *** أروح في أبواب سكران

و كنت عليّ لا أسكر من سبعة *** يتبعها رطل و رطلان

فصار لي من سكران الهوى *** و الراح سكران عجيبان

ص: 405


1- ترجمته في تاريخ بغداد 243/3.
2- الخبر في تاريخ بغداد 419/5 في ترجمة محمد بن عبد اللّه بن طاهر.
3- عجزه غير واضح و غير مقروء بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد: أحببت نأيته.
5- تاريخ بغداد: استبكاكا.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 135/3.
7- رسمها غير واضح بالأصل و قد تقرأ:«ويبان» و المثبت عن الوافي بالوفيات 298/12.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أبي القاسم علي بن الحسن بن علي العلوي، أنا جدي لأمي قاضي القضاة أبو علي الحسن بن إسماعيل بن صاعد، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين بن موسى السلمي. أنشدنا الحسين بن أحمد بن موسى، أنشدنا الحسن بن وهب لبعضهم:

ليس يعتاض باذل الوجه في *** الحاجة من بذل وجهه عوضا

و كيف يعتاض من أتاك و قد *** صار للذلّ وجهه عرضا

لا أخال الحسن بن وهب المذكور في هذه الحكاية صاحب الترجمة فإن كان هو هو فقد سقط من إسنادها و حل بعد الحسين بن أحمد، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم البصري، أنا محمّد بن أحمد بن عمر العدل فيما كتب إليّ ، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني - إجازة - أخبرني محمّد بن يحيى، نا عون بن محمّد، قال: كان الحسن بن وهب يلي أعمالا بدمشق و نواحيها، فمات هناك في آخر أيام المتوكل فقال البحتري يرثيه (1):

ألا أيها الفلك المدار *** أذهب ما تطرف أم جمار (2)

ستفنى مثل ما نفنى و تبلى *** كما تبلى فيدرك منك ثار

تناب النائبات إذا تناهت *** و تدمر في تصرّفه الدّمار

و ما أهل المنازل غير ركب *** منايا هنّ (3) روح و ابتكار

لنا في الدهر آمال طوال *** نرجّيها و أيام (4) قصار

نزلنا منزل الحسن بن وهب *** و قد درست مغانيه القفار

أصاب الدهر دولة آل وهب *** و نال الليل منهم (5) و النهار

أعارهم رداء العزّ حتى *** تقاضاهم فردّوا ما استعاروا

و قد (6) كانوا وجوههم بدور *** لمختبط و أيديهم بحار

ص: 406


1- الأبيات في ديوان البحتري 281/2 من قصيدة قالها في الحسن بن وهب عند السخطة.
2- البيت في ديوانه: أناة أيها.. أ نهب ما تطرق أم جبار . و الجبار من الحروب ما لا قود فيها، و عليه و قولهم: فلان جرحه جبار أي لا يطالب به.
3- الديوان: مناياهم رواح و ابتكار .
4- الديوان: و أعمار.
5- الديوان: منها.
6- الديوان: و ما كانوا فأوجههم بدور .

حرف الهاء في آباء من اسمه الحسن

1475 - الحسن بن هارون بن عيسى

هو الحسين بن هارون يأتي ذكره في باب من اسمه الحسين.

1476 - الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد اللّه بن الجرّاح بن وهيب

و يقال: الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح

أبو علي الحكمي، المعروف بأبي نواس الشاعر

مولى الجرّاح بن عبد اللّه الحكمي (1)

سمع حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، و عبد الواحد بن زياد، و معتمر بن سليمان، و يحيى القطان، و أزهر بن سعد السّمّان.

روى عنه محمّد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي، و روى عنه عبيد اللّه بن محمّد العبسي، و محمّد بن جعفر غندر، و أحمد بن حمزة بن زياد الرّبعي، و عمرو بن بحر الجاحظ ، و يعقوب بن زيد الفارسي، و محمّد بن إدريس الشافعي و جماعة سواهم.

و قدم دمشق، و خرج منها إلى مصر، و قال في قصيدته التي مدح بها الخصيب و الي مصر (2):

أ جارة بيتينا *** أبوك غيور (3)

ص: 407


1- ترجمته في تاريخ بغداد 436/7 الشعر و الشعراء ص 501 وفيات الأعياء 95/2 الوافي بالوفيات 283/12 سير أعلام النبلاء 180/9 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت.
2- الأبيات من قصيدة في ديوانه تحت عنوان «رحلة إلى مصر» ط بيروت ص 480.
3- مطلع القصيدة، و عجزه: و ميسور ما يرجى لديك عسير

يذكر فيها المنازل.

و وفين إشراقا (1) كنائس تدمر *** و هنّ إلى رعن المدخّن صور

يؤممن أهل الغوطتين كأنما *** لها عند أهل الغوطتين بدور (2)

فأصبحن بالجولان يرضخن صخرها *** و لم يبق من إجرامهن (3) شطور

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا عبد اللّه بن علي أبو القاسم الخزاعي - ببغداد - نا محمّد بن إبراهيم بن كثير، نا أبو علي الحسن بن هانئ، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يموتنّ أحدكم حتى يحسن ظنّه بربّه، فإنّ حسن الظنّ باللّه تعالى ثمن الجنة»[3337].

أظن ابن جميع حفظ كنية الخزاعي و لم يحفظ اسمه فسماه عبد اللّه، و هو عندي إسماعيل بن علي، و قد ذكر أبو بكر الخطيب أن ابن جميع روى عن إسماعيل هذا، فلعل الوهم ممن خرّج المعجم لابن جميع لا منه، و اللّه أعلم.

أخبرناه أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد الأصبهاني، أنا أبو محمّد القاسم بن صالح الهمداني، نا أحمد بن محمّد بن الحسن الرازي، نا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الواسطي - إملاء، ببغداد - نا محمّد بن إبراهيم بن كثير الصوفي (4)،نا أبو نواس، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يموت أحدكم حتى يحسن ظنّه باللّه عز و جل، فإنّ حسن الظنّ باللّه عز و جل ثمن الجنة»[3338].

أخبرناه عاليا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور (5)،أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين بن بالوية الصوفي، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن الرازي، نا إسماعيل بن علي الواسطي،

ص: 408


1- إعجامها غير واضح و المثبت عن الديوان.
2- الديوان: ثؤور.
3- الديوان: أجراجهن.
4- مرّ في بداية الترجمة، و في مختصر ابن منظور 77/7 «الصيرفي».
5- بالأصل «مروز» و المثبت عن ترجمته في سير الأعلام 10/18.

نا محمّد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي، نا أبو نواس الحسن بن هانئ، نا حمّاد - يعني ابن سلمة-، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يموتنّ أحدكم حتى يحسن الظنّ باللّه تعالى فإنّ حسن الظنّ باللّه تعالى ثمن الجنة»[3339].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا سعيد بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد الأصبهاني، أنا أبو محمّد القاسم بن صالح الهمداني، نا أحمد بن محمّد بن الحسن الرازي، نا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الواسطي - إملاء ببغداد-، نا محمّد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي، قال: دخلنا على أبي نواس الحسن بن هانئ في مرضه الذي مات فيه فقال له صالح بن علي الهاشمي: يا أبا علي أنت اليوم في أول يوم من أيام الآخرة و آخر يوم من أيام الدنيا، و بينك و بين اللّه هنّات، فتب إلى اللّه من عملك قال: فقال: إياي تخوّف باللّه ؟ فقال: أسندوني. حدّثني حمّاد بن سلمة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ لكلّ نبيّ شفاعة، و إني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي يوم القيامة». أ فترى لا أكون منهم[3340].

و قد جمع هلال الحفار، عن أبي القاسم الحديثين و وقعا لنا بعلو من حديثه.

أخبرنا بهما أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر أحمد بن علي (1)،أنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، نا إسماعيل بن علي بن علي أبو القاسم الخزاعي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي ببغداد بباب (2) الشام سنة ثلاث و سبعين و مائتين، نا أبو نواس الحسن بن هانئ، نا حمّاد بن سلمة عن (3) يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنّه باللّه تعالى، فإنّ حسن الظنّ باللّه تعالى ثمن الجنة»[3341].

قال (4):و أنا هلال بن محمّد، نا إسماعيل بن علي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن كثير قال: دخلنا على أبي نواس نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقال له

ص: 409


1- الخبر في تاريخ بغداد 396/1 في ترجمة محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي.
2- بالأصل «باب» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «بن».
4- القائل: الخطيب، و الخبر في تاريخ بغداد 396/1 أيضا.

عيسى بن موسى الهاشمي: يا أبا علي أنت في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة و بينك و بين اللّه هنّات فتب إلى اللّه.

قال أبو نواس: أسندوني، فلما استوى جالسا، قال: إياي تخوّف باللّه ؟ و قد حدّثني حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لكلّ نبيّ شفاعة و إني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة» أ فترى لا أكون منهم[3342].

قال أبو بكر الخطيب: لم يرو عن محمّد بن إبراهيم هذا، ألاّ (1) إسماعيل بن علي الخزاعي، و إسماعيل غير ثقة.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة.

و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال لنا أبو سعيد بن يونس: الحسن بن هانئ مولى الحكميين يكنى أبا علي الشاعر المعروف بأبي نواس بصري سكن بغداد، قدم مصر على الخصيب أمير مصر و امتدحه و حمل عنه ديوانه جماعة من أهل مصر، و حفظت عنه حكايات.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):الحسن بن هانئ أبو علي الحكمي الشاعر المعروف بأبي نواس. ولد بالأهواز و نشأ بالبصرة و اختلف في طلب الحديث، فسمع حمّاد بن زيد، و عبد الرّحمن (3) بن زياد، و معتمر بن سليمان، و يحيى بن سعيد القطان، و أزهر بن سعد السّمّان، و قرأ القرآن على يعقوب الحضرمي، و اختلف إلى أبي زيد النحوي فكتب الغريب و الألفاظ ، و حفظ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أيام الناس، و نظر في نحو سيبويه، و انتقل إلى بغداد فسكنها إلى حين وفاته. و هو الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هنب بن ددة (4) بن غنم بن سليم (5) بن حكم بن سعد

ص: 410


1- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «أن».
2- تاريخ بغداد: ترجمته 346/7.
3- تاريخ بغداد: عبد الواحد.
4- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- الأصل: سلهم، و المثبت عن تاريخ بغداد.

العشيرة بن مالك بن عمرو بن الغوث بن طيّئ بن أدد بن شبيب بن عمرو (1) بن سبيع بن الحارث بن زيد بن عديّ بن عوف بن زيد بن هميسع بن عمرو (2) بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، ذكر نسبه هذا عبد اللّه بن أبي سعد الوراق.

قال: و حدّثني أبو القاسم الأزهري، نا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا ابن أبي سعد بذلك.

و قيل هو الحسن بن هانئ بن الصباح مولى الجرّاح بن عبد اللّه الحكمي (3)والي خراسان.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما الحكمي - بالحاء المهملة و الكاف - أبو نواس - أوله نون مضمومة ثم واو مخففة - أبو نواس الحسن بن هانئ الحكمي الشاعر، بصري كان يعرف بذاك مشهور.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (5)، حدّثني الأزهري، أنا عبيد (6) اللّه بن عثمان بن يحيى، نا محمّد بن إبراهيم الكاتب، أنا ميمون بن هارون الكاتب، حدّثني عمر بن شبّة أبو زيد قال: قال أبو عبيدة: كان أبو نواس للمحدثين من مثل امرئ القيس للمتقدمين. قال ميمون: و حدّثني الجريري عن إسحاق بن إسماعيل، قال: قال أبو نواس: ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب منهن الخنساء و ليلى، فما ظنّك بالرجال ؟ و قال ميمون: سألت يعقوب بن السّكّيت عما يختار لي روايته من أشعار العرب الشعراء فقال: إذا رويت من الجاهليين لامرئ القيس (7)،و الأعشى، و من الإسلاميين لجرير و الفرزدق و من المحدثين لأبي نواس، فحسبك.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم

ص: 411


1- تاريخ بغداد: عمر.
2- تاريخ بغداد: عمر.
3- الحكمي بفتح الحاء المهملة و الكاف (قاله في الوافي بالوفيات).
4- الاكمال لابن ماكولا 75/3 و 76.
5- الخبر في تاريخ بغداد 437/7.
6- تاريخ بغداد: عبد اللّه.
7- بالأصل «الأعشى» شطبت و كتبت فوقها «القيس».

إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد المعدّل، نا أبو علي الحسن بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أبو عكرمة الضّبّي، حدّثني الحمار (1) قال كان أبو نواس يجلس معنا في حلقة يونس فينتصف منا في النحو. قال أبو عكرمة: قال أبو عمرو الشيباني: لو لا أن أبا نواس أفسد شعره بهذه الأقذار لاحتججنا به في كتبنا.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن المأمون، نا محمّد بن القاسم بن بشار، نا أبي قال: قال أبو الحسن بن حمدان، سمعت أبا تمام الطائي يقول بخراسان: أشعر الناس و أسهبهم في الشعر كلاما بعد الطبقة الأولى: بشّار، و السيد، و أبو نواس، و مسلم بن الوليد بعدهم.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني الحسين بن علي الصيمري [حدّثنا] أبو عبيد اللّه محمد بن عمران المرزباني، حدّثني الحكيمي، حدّثني ميمون بن هارون الكاتب، عن أبي عثمان الجاحظ ، قال: ما رأيت أحدا كان أعلم باللغة من أبي نواس، و لا أفصح لهجة، مع حلاوة، و مجانبة الاستكراه.

قال (3):و أخبرني الصيمري، أنا المرزباني، أخبرني محمد بن العباس، نا محمد بن يزيد النحوي، حدّثني الجاحظ ، قال: سمعت النّظّام يقول:- و قد أنشد شعرا لأبي نواس في الخمر (4)-هذا الذي جمع له الكلام فاختار أحسنه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، نا الأنباري، نا أبو علي الغنوي، نا علي، عن عمرو الأنصاري، نا الأصمعي، قال: قال لي الفضل بن الربيع: من أشعر أهل زمانك يا أصمعي ؟ فقلت: أبو نواس حين يقول:

أ ما ترى الشمس حلّت الحملا *** و قام وزن الزمان فاعتزلا (5)

ص: 412


1- كذا.
2- الخبر في تاريخ بغداد 437/7.
3- الخبر في تاريخ بغداد 437/7.
4- في تاريخ بغداد: في الجبر!؟.
5- البيت في ديوانه ط بيروت ص 63 برواية: فاعتدلا. و اعتدال الزمان بين الحر و البرد، و حلول الشمس في برج الحمل إشارة إلى بدء فصل الربيع.

فقال: و اللّه إنه لشاعر فطن ذهن، و لكن أشعر منه الذي يقول في قصر عيسى بن جعفر بالخريبة:

يا وادي القصر نعم القصر و الوادي *** من منزل حاضر إن شئت أو بادي

ترى قراقيره و العيش وافقه *** و الضّب و النون و الملاح و الحادي

قال: و الشعر لمحمّد بن أبي أمية.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا أحمد بن محمّد بن عمران الكاتب، حدّثني صالح بن محمّد، عن أخيه صدقة بن محمّد بن صالح، قال: اجتمع عند المأمون ذات يوم عدة من الشعراء فقال:

أيكم القائل:

فلما تحسّاها وقفنا كأننا *** نرى قمرا في الأرض يبلع كوكبا

قالوا: أبو نواس (2)،قال فالقائل:

إذا نزلت دون اللّهاة من الفتى *** دعا همّه عن صدره برحيل

قالوا: أبو نواس (3)،قال: فالقائل:

فتمشّت في مفاصلهم *** كتمشّي البرء في السّقم

قالوا: أبو نواس (4)،قال: هو أشعركم إذا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو الحسن الماسرجسي الفقيه، أنا محمّد بن العباس بن الفضل البزاز، بحلب، نا الحسن بن عبيد اللّه بن الخصيب، حدّثني إبراهيم بن سعيد، قال: كنت واقفا على رأس المأمون فقال بيتا شعر ما سبق قائلهما أحد و لا يلحقه أحد، قال: قلت: ما هما يا أمير المؤمنين ؟ قال: ما قال أبو نواس، و ما قاله شريح، قال: فتبسمت، قال: كأنك تبسمت من أبي

ص: 413


1- الخبر في تاريخ بغداد 445/7.
2- البيت ليس في ديوانه، و فيه ص 22: إذا عبّ فيها شارب القوم خلته يقبّل في داج من الليل كوكبا
3- البيت في ديوانه ص 16 برواية: إذا ما أتت دون.. من صدره.
4- البيت في ديوانه ص 41 من قصيدة تحت عنوان «قصة الأمم» مطلعها: يا شقيق النفس من حكم نمت عن ليلي و لم أنم

نواس و من شريح، قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فخذ ما قاله أبو نواس (1):

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت *** له عن عدوّ في ثياب صديق

قلت: حسن و اللّه يا أمير المؤمنين، فما قال شريح ؟ فقال: قال:

تهون على الدنيا الملامة أنه *** حريص على استخلاصها من يلومها

قلت: حسن و اللّه يا أمير المؤمنين.

قال: أحسن من ذاك ما سمعته أنا: كنت أسير في موكبي إذ ألجأني الزحام إلى دكان عليه كهل، و عليه أسمال من ثياب، فنظر إليّ نظر من قد رحمني مما أنا فيه: فأومأ إليّ بيده، و قال:

أرى كلّ مغرور تمنّيه نفسه *** إذا ما مضى عام سلامة قابل

قال: قلت: حسن يا أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (2)، حدّثني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا أبو ثابت حبيب بن النعمان الحميري، قال:

سمعت كلثوم بن عمرو العتابي يقول لرجل:- و تناظرا في شعر أبي نواس - فقال: لو أدرك الخبيث الجاهلية ما فضل عليه أحد، و قال ابن أبي سعد: حدّثني أحمد بن العباس بن الحكم، حدّثني محمّد بن يزيد النحوي، حدّثني عبد اللّه بن يعقوب بن داود، قال: كنا عند سفيان بن عيينة فجاءه ابن مناذر فتحدث و أنشد، فقال له سفيان: يا أبا عبد اللّه ظريفكم هذا أشعر الناس، قال: كأنك عنيت أبا نواس ؟ قال: نعم، قال: يا أبا محمّد فيما استشعرته ؟ قال في شعره في هذه القصيدة (3):

يا قمرا أبصرت في مأتم (4) *** يندب شجوا بين أتراب

أبرزه المأتم لي كارها *** برغم دايات و حجّاب

ص: 414


1- البيت في ديوانه ص 621.
2- تاريخ بغداد 437/7-438.
3- ديوانه ص 242 و تاريخ بغداد 438/7.
4- في الديوان: يا قمرا أبرزه مأتم .

يبكي فيذري الدرّ من عينه (1) *** و يلطم الورد بعناب

لا زال موتا دأب أحبابه *** و لا تزل رؤيته دابي

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه المقرئ، قالا: أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان الخطيب الشوكي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر بن محمّد الرافقي المعروف بالخالع، أنا عمي أبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمّد بن الحسين الجواليقي، نا أبو مقاتل محمّد بن العباس بن أحمد بن مجاشع، أنشدني أحمد بن يحيى، قال ابن الأعرابي: أشعر الناس أبو نواس في قوله (2):

تغطّيت من دهري بظلّ جناحه *** فعيني ترى دهري و ليس يراني

فلو تسأل الأيام ما اسمي ؟ فما درت *** و أين مكاني ؟ ما عرفن مكاني

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (3)، أنا الحسن بن الحسين النعالي، أنا أحمد بن نصر الذارع، نا منصور بن اليمان الضرير، نا أبو هفان (4)،حدّثني خالي مسلمة بن مهدي قال: لقيت أبا العتاهية فقلت: من أشعر الناس ؟ فقال: أ جاهليا أو إسلاميا أو مولدا؟ فقلت: كل، فقال: الذي يقول في المدح (5):

إذا نحن أثنينا عليك بصالح *** فأنت كما تثني و فوق الذي نثني

و إن جرت الألفاظ منا بمدحة *** لغيرك إنسانا فأنت الذي تعني

و الذي يقول في الزهد (6):

و ما الناس إلاّ هالك و ابن هالك *** و ذو (7) نسب في الهالكين عريق

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت *** له عن عدوّ في ثياب صديق

ص: 415


1- الديوان: من نرجس.
2- البيتان في ديوانه ص 469.
3- الخبر في تاريخ بغداد 443/7.
4- في تاريخ بغداد: أبو سفيان.
5- البيتان في ديوانه ص 415 و تاريخ بغداد 443/7.
6- البيتان في ديوانه ص 621 و تاريخ بغداد 443/7.
7- في الديوان: أرى كل حي هالكا و ابن هالك و ذا نسب.

قال مسلمة: و لقيت العتابي فسألته عن ذلك فرد عليّ مثل ذلك.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا سهل بن بشر، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي - إجازة - أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي، أنا أبو محمّد الأنصاري، حدّثني أبو بكر محمّد بن الحسن الدهان، حدّثني محمّد بن بريد عن أبيه، قال: لقيت أبا العتاهية، فقلت: من أشعر الناس ؟ قال: الشاب العاهر أبو نواس حيث يقول (1):

أزور محمّدا فإذا التقينا *** تعاتبت (2) الضمائر في الصدور

فأرجع لم ألمه و لم يلمني *** و قد قبل (3) الضمير من الضمير

ثم لقيت أبا نواس فقلت: من أشعر الناس ؟ قال: الشيخ الطاهر أبو العتاهية حيث يقول:

الناس في غفلاتهم *** و رحا المنية تطحن (4)

فقلت: من أين أخذ هذا جعلني اللّه فداك ؟ قال: من قول اللّه عز و جل: اِقْتَرَبَ لِلنّٰاسِ حِسٰابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ (5).

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إياه و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسين الجازري، نا المعافى بن زكريا الجريري (6)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا أحمد بن يحيى قال: قال بعض أصحاب العتّابي: رأيت العتابي ينظر في كتاب و يلتفت إليّ و يقول: هو و اللّه أشعر الناس، فقلت: و من هو؟ قال: أ و ما تعرفه هو الذي يقول:

إذا نحن أثنينا عليك بصالح *** فأنت الذي تثني و فوق الذي نثني

و إن جرت الألفاظ يوما بمدحة *** لغيرك إنسانا فأنت الذي تعني

ص: 416


1- البيتان في ديوانه ص 363.
2- الديوان: تكلمت.
3- الديوان: رضي.
4- ديوان أبي العتاهية ط بيروت ص 429.
5- سورة الأنبياء، الآية الأولى، و بالأصل «و اقترب».
6- الخبر في الجليس الصالح الكافي 87/2.

فقلت له: من هو؟ قال: أ و ما تعرفه ؟ هو الذي يقول:

تستّرت من دهري بظلّ جناحه *** فصرت (1) أراه و ليس يراني

فلو تسأل الأيام ما اسمي ؟ لما درت *** و أين مكاني ؟ ما عرفت مكاني

و يروى:

فلو تسأل الأيام بي ما عرفتني

و يروى: ما درين بي، فقلت: من هو؟ قال: الذي يقول:

إن السحاب لتستحي إذا نظرت *** إلى يداك فقاسته بما فيها

حتى تهمّ باقلاع فيمنعها *** خوف العقوبة من عصيان منشيها

فقلت: لمن هو؟ فقال: لأبي نواس.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (2)، أنا أبو العباس مكرم بن عبد الصمد بن محمّد بن محمّد بن نصر بن أحمد بن مكرم البزّاز، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي (3) بن إسماعيل النوبختي، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن بسام (4) الضبعي النحوي، نا أبو محمّد القاسم بن (5) بشار الأنباري، نا مسعود بن بشر قال: لقيت ابن مناذر بمكة و كان عالما بالشعر زاهدا في الدنيا، قد أقام بمكة فقلت: من أشعر [الناس] (6)؟قال: من إذا شبب لعب، و إذا أخذ فيما قصد له جدّ، قلت: مثل من ؟ قال: مثل جرير (7) إذ يقول (8):

إنّ الذين غدوا بلبّك غادروا *** و شلا بعينك لا يزال معينا

غيّضن من عبراتهن و قلن لي: *** ما ذا لقيت من الهوى و لقينا؟

ص: 417


1- في الجليس الصالح: فصرت أرى دهري و ليس يراني .
2- الخبر في تاريخ بغداد 443/7-444.
3- قوله:«بن علي» سقطت من تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد: سام.
5- تاريخ بغداد: القاسم بن محمد بن بشار.
6- الزيادة عن تاريخ بغداد.
7- بالأصل «جراذ» و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 438 من قصيدة يهجو الأخطل و تاريخ بغداد 444/7.

ثم قال حين جدّ:

إنّ الذي حرم الخلافة (1) تغلبا *** جعل الخلافة و النبوة فينا

مضر أبي و أبو الملوك فهل لكم *** يا جرو (2) تغلب من أب كأبينا

هذا ابن عمي في دمشق خليفة *** لو شئت ساقكم إليّ قطينا

و من هؤلاء المحدثين هذا الحبيب الذي يتناول الشعر من كمه - يعني أبا العتاهية - إذ يقول (3):

اللّه بيني و بين مولاتي *** أبدت لي الصدّ و الملامات

منحتها مهجتي و خالصتي *** فكان هجرانها مكافاتي

لا تغفر الذنب إن أسأت و لا *** تقبل عذري و لا موالاتي (4)

أقلقني حبها و صيّرني *** أحدوثة في جميع جاراتي

ثم قال حين جدّ (5):

و مهمه قد قطعت طامسه *** قفر على الهول و المخافات (6)

بحرّة (7) جسرة عذافرة *** حوصاء عيرانة علندات

تبادر الشمس كلما طلعت *** بالسير تبغي بذاك مرضاتي

يا ناق حثي (8) بنا و لا تعدي *** نفسك مما ترين راحات

حتى تناخي بنا إلى ملك *** توّجه اللّه بالمهابات

عليه تاجان فوق مفرقه *** تاج جلال و تاج أخبات

يقول للريح كلما نسمت (9) *** هل لك، يا ريح، في مبارات

ص: 418


1- في الديوان: المكارم.
2- الديوان: خرز تغلب.
3- الأبيات في تاريخ بغداد 444/7، و لم أجدها في ديوانه طبع بيروت.
4- تاريخ بغداد: ملاماتي.
5- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 103 من قصيدة يمدح المهدي.
6- الديوان: و المحاماة.
7- الديوان: بجسرة.
8- الديوان: خبي.
9- الديوان: عصفت.

من مثل عمه الرسول و من *** خاله (1) أكرم الخئولات

فقلت لابن مناذر: أنا أنشدك أحسن مما أنشدتني، قال: هات، فأنشدته (2):

ذكرتم من الترحال أمرا فغمّنا *** فلو قد فعلتم صبّح الموت بعضنا

زعمتم بأن البيت يحزنكم، نعم *** سيحزنكم عندي و لا مثل حزننا

تعالوا نقارعكم ليحنق عندنا *** من أشجا قلوبا أم من أسخن عيونا (3)

أطال قصير الليل يا رحم عندكم *** فإن قصير الليل قد طال عندنا

و ما يعرف الليل الطويل و همه *** من الناس إلاّ من يحم أو أنا

خليون من أوجاعنا يعذلوننا *** يقولون (4) لم لم تهو قلنا بذنبنا

فلو شاء ربّي لابتلاهم بما به *** ابتلانا فصاروا لا علينا و لا لنا

يقومون في الأكفاء (5) يحكون فعلنا *** ضيافة أبشار و سخرية بنا

سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد *** هواكم لعل الفضل يجمع بيننا

أميرا رأيت المال في نعماته *** مهانا مذل النفس بالضيم قد فنا

و للفضل أجرا مقدما من ضياغم *** (6) إذا لبس الدرع الحصينة و اكتنى

إليك أبا العباس من بين من مشى *** عليها امتطينا الخضرمي الملسنا

قلائص لم تحمل حنينا على طلا *** و لم تذر ما فرع العتيق (7) و لا لهنا

فقال: أحسن و اللّه صاحبك في التشبيب و أغربت علينا في صفة النعال، و تصييره إياها مطايا، من هذا؟ قلت: أبو نواس، فقال: لعن اللّه أبا نواس، و ندم على ما مدح من شعره.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسين بن سعيد، نا أبو بكر

ص: 419


1- الديوان: من مثل من ساد أعماما ثم من أخواله.
2- الأبيات في تاريخ بغداد 445/7.
3- كذا بالأصل، و كتب فوقها:«أعينا» و البيت في تاريخ بغداد: تعالوا نقارعكم لنعلم أينا أمضّ قلوبا أم من أسخن أعينا .
4- تاريخ بغداد: يقولون لم تهوون ؟.
5- تاريخ بغداد: الأقوام... صفاقة أبشار.
6- تاريخ بغداد: ضيارم.
7- تاريخ بغداد: و لم تدر ما قرع الفنيق.

الخطيب (1)،أنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، أنا المعافى بن زكريا الجريري، نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا أبي، نا الحسن بن عبد الرّحمن الرّبعي، نا محمّد بن إسحاق، عن محمّد (2) بن مظهر الكوفي قال: قال أبو العتاهية قد قلت عشرين ألف بيت في الزهد وددت أن لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها أبو نواس (3):

يا نواسي توقر أو تعزّى و تصبر

إن يكن ماءك دهر *** فلما سرّك أكثر

يا كبير الذنب عفو اللّه من ذنبك أكبر

قال الحسن بن عبد الرّحمن: قال أبو مسلم: كانت هذه الأبيات مكتوبة على قبر أبي نواس فزادني - أبي فيها - بغير هذا الإسناد:

أعظم الأشياء في *** أصغر عفو اللّه تصغر

ليس للإنسان إلاّ *** ما قضى اللّه و قدّر

ليس للمخلوق تد *** بير بل اللّه المدبر

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد العلاف في كتابه، و أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاف، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن جعفر الخرائطي قال: سمعت أبا موسى عمران بن موسى يقول:

كتب أبو نواس إلى الفضل بن الربيع بن الحسن (4):

يا من يد في الناس واحدة *** إلاّ (5) أبو العباس مولاها

نام الثقات على مضاجعهم *** و تسرى إلى نفسي فأحياها

قد كنت خفتك ثم أمنتني *** من أن أخافك خوفك اللّه

ص: 420


1- الخبر في تاريخ بغداد 446/7 و الجليس الصالح الكافي 385/1.
2- تاريخ بغداد: أحمد بن مطهر.
3- الأبيات في ديوان أبي نواس ص 620 و تاريخ بغداد 446/7.
4- الأبيات في ديوانه ص 459.
5- الديوان:«كيد» بدل «إلاّ».

أخبرنا أبو العز السّلمي - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إياه و قال اروه عني - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني محمّد بن المرزبان، نا أحمد بن منصور المروزي، نا علي (2) بن يحيى، نا إسحاق بن إبراهيم الموصلي، قال: اجتمع عندي أبو نواس و أبو العتاهية و كل واحد منهما لا يعرف صاحبه، فعرّفت أبا العتاهية أبا نواس، فسلّم عليه، و جعل أبو نواس ينشد من شغشاف (3) شعره، فاندفع أبو العتاهية فأنشد، فجعل أبو نواس يقول: هذا و اللّه المطمع الممتنع، فقال له أبو العتاهية: هذا القول - و اللّه - منك أحسن من كل ما أنشدت، كيف البيت الذي مدحت به الرشيد أو الربيع:

قد [كنت] خفتك ثم أمنتني (4) *** من أن أخافك خوفك اللّه

لوددت اني كنت سبقتك إليه.

قال أبو بكر بن الأنباري: و أنشدني أبي هذه الأبيات لأبي نواس في الفضل بن الربيع بغير هذا الإسناد:

ما من يد في الناس واحدة *** إلاّ أبو العباس مولاها

نام الثقات و طال نومهم *** فسرى إلى نفسي فأحياها

قد كنت خفتك ثم أمنتني *** (5) من أن أخافك خوفك اللّه

فعفوت عنا عفو مقتدر *** حلّت له نقم فألغاها

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و حدّثنا أخي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسين الفقيه عنه، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا الحسن بن عليل الغنوي، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن سهل الكاتب قال:

حبس الفضل بن الربيع الحسن بن هانئ في حبس له و كان السجان يقال له سعيد و كان يعامله معاملة غليظة فكتب إلى الفض بن الربيع (6):

ص: 421


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 11/2-12.
2- الجليس الصالح: عمر بن يحيى.
3- عن الجليس الصالح و بالأصل: سفساف.
4- الديوان و الجليس الصالح: أمنني.
5- الديوان و الجليس الصالح: أمنني.
6- الأبيات في ديوانه ص 454.

أبا (1) العباس زد رجلي قيودا *** و ثنّ عليّ سوطا أو عمودا

و وكّل بي و بالأبواب محولي (2) *** من الأقوام شيطانا مريدا

و اعف محاجري من شخصي فدم *** ثقيل (3) جده يدعى سعيدا

فقد ترك الحديد عليّ ريشا *** و أقر (4) ثقله قلبي حديدا

قال: فأطلقه.

أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشّعيري، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني أحمد بن جابر بن يزيد، حدّثني سندي بن صدقة قال:

كنا على شط بمصر و معنا أبو نواس فأقبلت رفقة يريدون الخصيب، فأعد أبو نواس بدواة و كتب إلى الخصيب (5):

قد استزرت عصبة فأقبلوا *** و عصبة لم تستزرهم طفّلوا

رجوك في تطفيلك و أمّلوا *** و للرجاء حرمة لا تجهل

و أبلهم خيرا فأنت الأفضل *** و افعل كما كنت قديما تفعل (6)

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان. قال: أنشد لأبي نواس يمدح رجلا (7):

أوجده اللّه فما مثله *** لطالب ذاك و لا ناشد

و ليس للّه بمستنكر *** أن يجمع العالم في واحد

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد و محمّد، ابنا أبي عثمان، و العباس بن بكران، و علي بن المقلّد البوّاب، و محمّد بن محمّد العكبري، و محمّد بن هبة اللّه الطبري.

ص: 422


1- في الديوان: وقيت بي الردى زدني قيودا.
2- الديوان: دوني من الرقباء.
3- الديوان: و اعف مسامعي من صوت رجس ثقيل شخصه.
4- الديوان: و أوقر بغضه.
5- الأبيات في ديوانه ص 433.
6- الشطران الأخيران ليسا في الديوان.
7- من أبيات في ديوانه ص 454.

ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،أنا أبو الفضل بن بكران.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسن بن الحسن بن محمّد القصاري:

نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي قال: قال أبو نواس لما مات الرشيد و قام الأمين يعزي الفضل ابن الربيع (2):

تعزّى أبا العباس عن خير هالك *** بأكرم حيّ كان أو هو (3) كائن

حوادث أيام تدور صروفها *** لهنّ مساو مرّة و محاسن

و ما الحي بالميت الذي غيّب الثرى *** فلا أنت مغبون و لا الموت غابن

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر أحمد بن علي (4)،حدّثني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسين، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا عبد [اللّه] (5) بن أبي سعد، حدّثني أحمد بن العباس بن الحكم، حدّثني محمّد بن يزيد (6) النحوي، حدّثني عبد اللّه بن يعقوب بن داود. قال:

كنا عند سفيان بن عيينة فجاءه ابن مناذر فتحدث و أنشد، فقال له سفيان: يا أبا عبد اللّه ظريفكم هذا أشعر الناس، قال: كأنك عنيت أبا نواس ؟ قال: نعم، قال: يا أبا محمّد فيما استشعرته ؟ قال: في شعره في هذه القصيدة (7):

يا قمرا أبصرت في مأتم (8) يندب شجوا بين أتراب

أبرزه المأتم لي كارها *** برغم دايات و عجاب

يبكي فيذري الدر من (9) عينيه *** و يلطم الورد بعناب

ص: 423


1- بالأصل «المرزقي» خطأ و الصواب ما أثبت.
2- الأبيات في ديوانه ص 581.
3- كتبت فوق السطر.
4- الخبر في تاريخ بغداد 437/7-438.
5- لفظ الجلالة استدرك عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل «منير» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- الأبيات في ديوانه ص 242 تحت عنوان «قتيل».
8- الديوان: يا قمرا أبرزه مأتم.
9- الديوان: من نرجس.

لا زال موتا دأب أحبابه *** و لا تزل رؤيته دأبي

و قد رويت هذه الحكاية من وجوه.

أخبرنا بها أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم الفارقي، أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، قالا: أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن الحسن القمي، نا محمّد بن زكريا، نا الصلت بن مسعود قال: كنت مع سفيان بن عيينة يوما على الصفا و معنا ابن مناذر فقال سفيان: يا ابن مناذر ما أظرف بصيرتكم، قال: كأنك تريد أبا نواس، ما استظرفت من شعره ؟ قال: قوله:

يا قمرا أبصرت في مأتم *** يندب شجوا بين أتراب

تبكي فتلقي الدرّ من عينها *** (1) و تلطم الورد بعناب

زاد الماليني هذين البيتين:

فقلت لا تبكي قتيلا مضى *** (2) و ابك قتيلا لك بالباب

أخرجها (3) المأتم لي كارها *** من بين دايات و حجّاب

و أخبرنا بها أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا القاضي أبو العباس أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي سعيد الكرخي بمكة، نا أبو منصور أحمد بن شعيب بن صالح البخاري، نا أبو هارون سهل بن شاذويه البخاري، حدّثني عبيد اللّه بن القاسم القروي - مرّ علينا ببخارى:- حدّثني أحمد بن عبد الجبار الفلسطيني، قال: كنت عند سفيان بن عيينة فقال: من ينشدني قول الخبيث - يعني أبا نواس - قال: قلت: أنا، فقال: هات، فأنشدته:

يا قمرا أبصرت في مأتم *** يندب شجوا بين أتراب

أبرزه المأتم لي كارها *** رغما لدايات و حجّاب

ص: 424


1- صدره في الديوان: يبكي فيذري الدرّ من نرجس .
2- صدره في الديوان: لا تبك ميتا حلّ في حفرة .
3- الديوان: أبرزها.

تبكي فيذرى الدمع من عينه *** و يلطم الخد بعناب

فقال: ما أحسن ما قال، شبّه الدمعة بالدرّ، و الخضاب بالعناب، ثم قال: إنه ليعجبني مجالسة مثلك، يفيدني و أفيده لا كمن يأخذ بخناقي و آخذ بزمامه.

و أخبرنا بها أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا أبو الفتح منصور بن الحسن بن علي بن القاسم، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن منصور الروندي - ببغداد - نا محمّد بن إبراهيم بن الصباح البزاز، نا الغلاّبي، نا قاسم بن مسعر قال: كنا في مجلس ابن عيينة فذكر أبو نواس فقال منه رجل، فقال له ابن عيينة: مه ويحك الذي يقول:

يا قمرا أبصرت في مأتم *** يندب شجوا بين أتراب

يبكي فتذري الدمع من عينه *** و يلطم الورد بعناب

أبرزه المأتم لي صاغرا *** (1) برغم دايات و حجّاب

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (2)، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أنا محمّد بن العباس الخزّاز (3)،أنا محمّد بن خلف بن المرزبان - إجازة - و حدّثناه محمّد بن عبيد اللّه حريث الكاتب عنه، حدّثني أبو عبد اللّه اليمامي، نا محمّد بن مسعر، قال: كنا عند سفيان بن عيينة فتذاكروا شعر أبي نواس فقال ابن عيينة: أنشدوني له شعرا، فأنشدوه (4):

نزلت (5) و الحسن تأخذه (6) *** تنتقي منه و تنتخب

ما هوى إلاّ له سبب *** يبتدي منه و ينشعب

فتنت قلبي محبّبة (7) وجهها بالحسن منتقب

ص: 425


1- في الديوان: كارها.
2- تاريخ بغداد 438/7.
3- إعجامها غير واضح بالأصل، تقرأ «الحزاز» و تقرأ:«الخراز» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الأبيات في ديوانه ص 239 و تاريخ بغداد 439/7.
5- في الديوان:«حليت» و في تاريخ بغداد: تركت.
6- بالأصل:«يأخذه» و المثبت عن الديوان.
7- في الديوان: محجبة.

فاكتست منه طرائفه *** و استزادت بعد ما (1) تهب

فقال ابن عيينة: آمنت بالذي خلقها.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاف، و أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاف، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، أنشدني أبو صخر الأموي، أنشدني حمدان بن حي قال: أنشدني أبو نواس (2):

يا منسي المأتم أشجانه *** لما أتته (3) في المعزّينا

استقبلتهن بتمثالها *** فقمن يضحكن و تبكينا (4)

حقّ لهذا الوجه أن يزدهي *** من حزنه من كان محزونا

قال: و أنا محمّد بن جعفر قال: و أنشدني أبو صخر الأموي لأبي نواس أو غيره:

لم أجن ذنبا فإن زعمت بأن *** أذنبت ذنبا فغير معمد

قد يطرف العين كفّ صاحبها *** فلا يرى قطعها من السدد

أخبرنا أبو نصر بن القشيري (5) في كتابه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت علي بن بندار الزاهد يقول: سمعت أبا سعيد حاتم بن محمّد البخاري يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن يزيد البصري يقول: سمعت ابن عائشة يقول: سمعت الناطفاني يقول: مررت على أبي نواس فرأيته قاعدا على باب قصر فقلت له: يا أبا نواس ما تصنع هاهنا؟ قال: جارية خرجت من هذا القصر فأنا أطلبها، فكلما كلمتها تقول لي: بهذا الوجه ؟ قال: فقلت له: فهل قلت فيها شيئا؟ قال: نعم، قلت: فأنشدنها، فقال (6):

و قصرية أبصرتها فهويتها *** هوى عروة العذريّ و العاشق الهندي (7)

ص: 426


1- الديوان: فضل ما تهب.
2- ديوانه ص 242.
3- في ديوانه: أشجانهم لما أتاهم.
4- ديوانه: فاستفتنتهن بتمثالها فهنّ للتكليف يبكينا .
5- بالأصل «القشري».
6- الأبيات في ديوانه ص 261 تحت عنوان «حوار».
7- في الديوان:«النجدي» و عروة العذري هو عروة بن حزام صاحب عفراء.

فلما تدانى هجرها، قلت: واصلي *** فقالت: بهذا الوجه تبغي الهوى عندي

فقلت (1) أما ان في السوق أوجها *** تباع بنقد أو متاع سوى نقدي

لبدّلت وجهي، و اشتريت مكانه *** لعلك (2) أن تهوين ودي من بعدي

فإن كنت ذا فتح (3)،فإنني شاعر *** فقالت: و إن أصبحت نابغة الجعدي

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر عنه، أنا أبو طاهر شرف بن علي بن الحضر - إجازة - أنا أبو خازم (4) محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف بن الفراء.

قال: قرأت على عبد الرّحمن بن عمر البزار - بمصر - نا يحيى بن الربيع، نا أسامة بن أحمد العتيقي، حدّثني الحسن بن الحسين الحنظلي، حدّثني أبو حاتم السجستاني، قال: رأيت أبا نواس في بعض مقابر البصرة و إذا هو يلاحظ جارية عند قبر و هي تبكي على ميت لها، قال: فقال لي: يا أبا حاتم لقد أعجبتني هذه الجارية على قلة إعجابي بالنساء، قلت: فهل قلت فيها شيئا؟ قال: نعم، فأنشدني (5):

كأن صفاء الدمع في حمرة الخدّ *** حكى الدرّ منثورا على ورق النضر (6)

فيا نور عيني لو كففت عن البكا *** و ناديت من أبكاك قام من القبر

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (7)،أنا أبو منصور محمّد بن محمّد العكبري، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت المجبّر (8)،نا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (9)،أخبرني عمي الحسن بن محمّد، و الحسن بن علي، قالا: نا هارون بن محمّد بن عبد الملك الزيات، حدّثني محمّد بن هارون، عن يعقوب بن إبراهيم قال:

ص: 427


1- في الديوان: فقلت لها: لو كان في السوق أوجه تباع بنقد حاضر، و سوى نقد .
2- عجزه في الديوان: لعلك أن تهوي وصالي من بعد.
3- الديوان: ذا قبح.
4- بالأصل «أبو حازم» انظر ترجمته في سير الأعلام 604/19.
5- ديوانه ص 297.
6- ديوانه: في ساح خده.. على ورق نضر.
7- بالأصل: المرزقي.
8- إعجامها بالأصل مضطرب، و الصواب و الضبط عن الأنساب.
9- الخبر في الإماء الشواعر لأبي الفرج الأصبهاني ص 29-30.

كان أبو نواس بعد أن هجرته عنان و هجته، يذكرها في شعره و يتشبب بها فقال في قصيدة يمدح بها يزيد بن مزيد:

عنان يا من تشبه العينا *** أنت على الحبّ تلومينا

حبك (1) حب لا أرى مثله *** قد ترك الناس مجانينا (2)

فقال له يزيد بن مزيد: هذه جارية قد عرض فيها الخليفة و علقت بقلبه فاله عنها لا تعرض نفسك له، قال: صدقت أيها الأمير، و نصحتني، ثم قطع ذكرها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاف في كتابه، و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، نا أبو صالح الفراء، نا محمّد بن إسحاق النحوي، حدّثني أبو بكر السلامي، أخبرني بعض العلويين قال: كنت عند الحسن بن هانئ و هو ينشد فأقبل أعرابي و هو متوكئ على ابن له، و أبو نواس ينشد:

ويلي على نجل العيون *** النهد القب البطون

الناطقات عن الضمير *** لنا بالسنة الجفون

فقال له الأعرابي: أعد علي فأعاد عليه، فقام فقال: يا ابن أخي، ويلك أنت وحدك من هذا، بل ويلي أنا و أنت، و ويل ابني هذا، و ويل هذه الجماعة، و ويل جيراننا كلهم.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن السّمرقندي، و هبة اللّه بن أحمد بن الأكفاني، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمّي، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، أنا ابن دريد قال: قال أبو حاتم: لو لا أن العامة استبذلت هذين البيتين لكتبتهما بماء الذهب و هما لأبي نواس:

و لو أني استزدتك فوق ما بي *** من البلوى لأعوزك المزيد

ص: 428


1- الإماء الشواعر: حسنك حسن.
2- لم أعثر على البيتين في ديوانه المطبوع.

و لو عرضت على الموتى حياتي *** بعيش مثل عيشي لم يريدوا

أنبأنا أبو الفرج الطيوري، أنا عبد الملك بن عبد السلام الأسواني، و عبد الرّحمن بن مسلم الأبهري، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد السعدي، أنا الحسن بن عمر الشروطي بالاسكندرية، و يحيى بن علي الحضرمي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر التجيبي - بمصر - قالوا: أنا محمّد بن جعفر البغدادي، حدّثني خليفة بن علي الشيباني، حدّثني ابن النحوي عن أبيه قال: لما قدم أبو تمام من العراق قال له أبي: ما أفدت في سفرتك هذه يا أبا تمام ؟ قال: أربع مائة ألف درهم و أربعة أبيات شعر هي أحب إليّ من المال، قال: أنشدنيها، قال: أنشدني أبو نواس الحسن بن هانئ لنفسه:

إني و ما جمّعت من صفد *** و حويت من سبد و من لبد (1)

همم تضرّفت الخطوب بها *** فنزعن من بلد إلى بلد

يا ويح من حسمت قناعته *** سيب المطامع عن غد فغد

لو لم تكن للّه متّهما *** لم تمس محتاجا إلى أحد

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس، نا محمّد بن القاسم الأنباري، نا الأسدي (3) جعفر بن أحمد بن محمّد، نا العنزي، قال: جاء أبو شراعة إلى الرياشي فقال له: إن أبا العباس الأعرج قد هجاك، فقال:

إن الرياشي عباسا تعلم بي *** حول القصيد و هذا أعجب العجب.

يهدي (4) لي الشعر حينا من سفاهته *** كالتمر يهدى لذات الليف و الكرب

فقال له الرياشي: أ لا رددتم عني ؟ أ ما سمعتم قول أبي نواس (5):

ص: 429


1- يقال:«ما له سبد و لا لبد» محركتان، أي لا قليل و لا كثير (القاموس).
2- الخبر في تاريخ بغداد 139/12 في ترجمة العباس بن الفرج الرياشي.
3- تاريخ بغداد: حدثنا الأسدي يعني أحمد بن محمد.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «تهدي».
5- البيتان في ديوانه ص 390 و تاريخ بغداد 139/12.

لا أعير الدهر سمعا (1) *** أن يعيروا (2) لي حبيبا

لا و لا أحفظ (3) عندي *** للأخلاّء العيوبا

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطه - نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي (4)،نا الغلاّبي، نا ابن عائشة قال: غلست يوما إلى المسجد الجامع لصلاة الغداة فإذا أنا بأبي نواس يكلم امرأة عند باب المسجد، و كنت أعرفه في مجالس الحديث و الآداب، فقلت له: مثلك يقف هذا الموقف لحق أو باطل ؟ فاعتذر ثم كتب إليّ ذلك اليوم (5):

إنّ التي أبصرتها *** سحرا أكلّمها رسول (6)

أدّت إليّ رسالة *** كادت لها نفسي تسيل

من (7) فاتن العينين يتعب *** خصره ردف ثقيل

متنكب (8) قوس الصّبا *** يرمي و ليس له رسيل

فلو أنّ أذنك بيننا *** حتى تسمّع ما تقول

لرأيت ما استقبحت من *** أمري لديك هو الجميل (9)

ص: 430


1- الديوان: سمعي.
2- الديوان:«ليعيبوا» و في تاريخ بغداد:«أن يعيبوا» و بالأصل فوق كلمة يعيروا علامة، و على هامش الأصل كتب: يعيبوا.
3- في الديوان: أذخر.
4- الخبر و الأبيات - باختلاف - في الأغاني 65/20 و القصة مع محمد بن حفص بن عمر التميمي - و هو أبو ابن عائشة.
5- الأبيات في ديوانه ص 270 و الأغاني 65/20-66.
6- في الخبر الذي ورد في الأغاني أن المرأة التي كان يكلمها قد جاءته برسالة جنان جارية عمارة امرأة عبد الوهّاب بن عبد المجيد.
7- في الديوان: من ساحر العينين يجذب.
8- الديوان و الأغاني: متقلد.
9- الديوان: لرأيت ما استقبحته من أمرنا و هو الجميل. و بعده في الديوان: و علمت أني في نعيم لا يحول و لا يزول قال في الأغاني: ثم وجه بها (أي الأبيات) فألقيت في الرقاع بين يدي القاضي، فلما رآها ضحك، و قال: إن كانت رسولا فلا بأس. و في موضع آخر، قال: إني لا أتعرض للشعراء.

أخبرنا أبو القاسم نصر (1) بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق التميمي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ، نا أبو الفضل العطار الطوسي، حدّثني فلان قد سماه، حدّثني يزيد بن هارون الفارسي، نا محمّد بن أبي عمير قال:

سمعت أبا نواس يقول: و اللّه ما فتحت سراويلي بحرام قط .

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد المعدّل، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني فيما أذن لنا في روايته عنه قال: و لأبي نواس (2):

و فاتن بالنظر الرّطب *** تضحك عن ذي أشر عذب

خاليته في مجلس لم يكن *** ثالثنا فيه سوى الرب

و قال لي، و الكأس (3) في كفه *** بعد التجنّي منه، و العتب:

تحبني ؟ قلت مجيبا له: *** أو (4) فما جن من الحب

قال: فتصبو؟ قلت: يا سيدي *** و أيّ شيء منه لا يصبي ؟

قال: اتق اللّه، و دع ذا الهوى *** فقلت: إن طاوعني قلبي

قال: و له أيضا (5):

فديتك ليس لي عنك انصراف *** و لا لي في الهوى منك انتصاف

وصالك عندي الشهد المصفّى *** و هجرك عندي السمّ الزّعاف

و قائلة متى (6) عهد التسلّي *** فقلت لها إذا شاب الغداف (7)

أطوف بقصركم في كلّ يوم *** كأن بقصركم خلق الطواف

ص: 431


1- بالأصل «أخبرنا أبو القاسم بن خيرون نصر بن أحمد» و الصواب ما أثبت انظر فهارس شيوخ ابن عساكر 420/7 و 436.
2- الأبيات في ديوانه ص 335.
3- في الديوان: و الكف.
4- الديوان: و فوق ما ترجو من الحب.
5- الأبيات في ديوانه ص 269.
6- الديوان: متى عنها تسلى.
7- الغداف كغراب وزنا و معنى.

و لو لا حبكم للزمت بيتي *** و كان (1) به اتساع و ائتلاف

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (2)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، أخبرني (3) أبو علي العنزي، حدّثني علي بن سعد الشيباني (4)،حدّثني هارون بن سفيان مولى بجيلة، قال: كنت مع أبي نواس يوما في بعض طرق بغذاذ و هو ضجر، قليل النشاط ، فجاء غلام حسن الوجه واثق (5) فجعل يمازحه و يعبث به، و أبو نواس لا يلتفت إليه و لا ينبسط لكلامه (6)،فانصرف الغلام و هو يقول: أصبحت و اللّه يا أبا نواس باردا فقال لي أبو نواس: أ معك ألواح ؟ قلت: نعم، فقال: اكتب (7):

اذهب نجوت من الهجاء و لذعه *** و أنا ولثغة أحمد (8) بن نجاحي

لو لا فتور في كلامك يشتهى *** و ترققي (9) لك بعد و استملاحي

و تكسر في مقلتيك هو الذي *** عطف الفؤاد (10) عليه بعد جماحي

لعلمت أنك لا تمازح شاعرا *** في ساعة ليست بحين مزاح

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب، حدّثني عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي، بلفظه، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، أن عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني النعمان بن هارون بن محمّد بن هارون بن جابر الشيباني، قال: كان أبو نواس يختلف إلى محمّد بن زبيدة، و كان الكسائي يعلّمه النحو، فقال ذات يوم أبو نواس للكسائي:

أريد أن أقبّل محمّدا قبله، فقال له الكسائي: إن عليّ في هذا و صمة، و أكره أن يبلغ هذا أمير المؤمنين، فقال له أبو نواس: إن تركتني أقبله و إلاّ قلت فيك أبياتا أرفعها إلى أمير

ص: 432


1- عجزه في الديوان: ففي بيتي لي الراح السلاف.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 291/2.
3- ما بين الرقمين في الجليس الصالح: أخبرني أبو علي بن سعيد الشيباني.
4- ما بين الرقمين في الجليس الصالح: أخبرني أبو علي بن سعيد الشيباني.
5- في الجليس الصالح: رائق.
6- قوله:«و لا ينبسط لكلامه» ليس في الجليس الصالح.
7- الأبيات في ديوانه ص 387 و الجليس الصالح 292/3.
8- الديوان: و أما ولثغة رحمة بن نجاح.
9- الديوان: و ترفقي.
10- الجليس الصالح: القلوب.

المؤمنين فأبى عليه الكسائي و ظن أنّه لا يفعل، فكتب أبو نواس في رقعة هذين البيتين (1):

قل للأمير (2) أراك اللّه صالحة *** لا تجمع (3) الدهر بين السّخل و الذيب

السخل غرّ و همّ الذئب غفلته (4) *** و الذئب يعلم ما في السّخل من طيب

و رفعها إلى الرشيد مع بعض الخدم فجاء بها الخادم إلى الكسائي فلما قرأها الكسائي علم أن أبا نواس لا يقلع عنه إلاّ بقضاء حاجته فلما جاءهم أبو نواس في غد و هو لا يشك أن الرقعة وصلت إلى أمير المؤمنين قال له الكسائي: ويحك إن هذا أمر شديد و أكره أن يلحقني فيه المكروه، و لكني سألطف لك في ذلك فغب عنا عشرة أيام ثم ائتنا كأنك قادم من غيبة فإني سأسلم عليك و أعانقك و يسلم عليك محمّد و يعانقك فتكون قد قبّلته و لم ينكر ذلك عليّ و لا عليك أحد، قال: ففعل أبو نواس ذلك فغاب عنهم ثم جاء بعد عشرة أيام و أشاع الكسائي عند غيبته أن أبا نواس غاب، فلما جاءهم أبو نواس قام إليه الكسائي فسلّم عليه و عانقه و سلم أبو نواس على محمّد و عانقه و قبّله ثم أنشأ أبو نواس يقول ذلك (5):

قد أظهر الناس ظرفا *** يزهو على كل ظرف

كانوا إذا ما تلاقوا *** تصافحوا بالأكفّ

فأحدثوا الآن رشف الخدود *** و الرشف يشفي

فصرت تلثم من شنب *** عن طريق التخفّي

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ إسناده عليّ و ناولني إياه و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (6)،نا محمّد بن يحيى الصولي، نا محمّد بن سعيد، حدّثني أبو ثمامة القيسي (7)،نا محمّد بن المنهال (8)،نا يزيد بن

ص: 433


1- البيتان في ديوانه ص 416 تحت عنوان «ذئب و حمل» و أخبار أبي نواس لابن منظور ص 171.
2- الديوان: للأمين.
3- عن الديوان و بالأصل «لا يجمع».
4- صدره في الديوان: السخل يعلم أن الذئب آكله.
5- الأبيات في أخبار أبي نواس لابن منظور ص 171.
6- الخبر في الجليس الصالح الكافي 503/1.
7- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن الجليس الصالح.
8- الجليس الصالح: المهلب.

زريع، قال: رأيت أبا نواس عند روح بن القاسم فتحدث روح عن (1) سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«القلوب جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف» (2)[3343].

قال يزيد: فقال أبو نواس: لا تأنس لي و سأجعل هذا الحديث منظوما بشعر قلت:

فإن قلت ذلك فجئني به فجاءني فأنشدني (3):

يا قلب (4) رفقا، أحدا منك ذا الكلف *** أو من كلفت به جاف كما تصف

و كان في الحق أن يهواك مجتهدا *** فذاك خبّر منّا الغابر السلف (5)

إن القلوب لأجناد مجنّدة *** للّه في الأرض بالأهواء تعترف (6)

فما تناكر منها فهو مختلف *** و ما تعارف منها فهو مؤتلف (7)

أنبأنا أبو الفرح غيث بن علي، و حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر عنه، أنا مسرف بن علي بن الخطير إجازة، أنا أبو خازم (8) محمّد بن الحسين، نا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البزار، نا عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم، نا أبو حسان يحيى بن أحمد الضّبّي، نا المبرّد، نا العبسي، قال: كنا في مجلس إذ جاء أبو نواس و معه غلام حسن الوجه فأقبل الشيخ يحدث و أقبل أبو نواس يكتب للغلام، فلما تصدع المجلس أخذت بيد أبي نواس فقلت له: أيها الرجل تجيء إلى مجلس العلماء معك مثل هذا الغلام يكتب له الحديث قال: فأمسك عني و ما كلمني فلما انصرفت إلى مجلسي إذا برجل معه رقعة و هو يلاعن العبسي قال: فقيل له ذاك فجاء فناولني الرقعة فإذا فيها (9):

لو لا غزال كغصن بان *** يجري مع الشمس في عنان

ص: 434


1- بالأصل «بن» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- من حديث سهيل، أخرجه أحمد في مسنده 295/2.
3- الأبيات في ديوانه ص 277 و الجليس الصالح الكافي 503/1.
4- صدره في الديوان: يا قلب ويحك جد منك ذا الكلف.
5- بعده في الديوان، و قد سقط من الجليس الصالح: قل للمليح، أ ما تروي الحديث بما خالفت فيه و قد جاءت به الصحف .
6- الديوان: تختلف.
7- في الديوان الصدر هنا جعله عجزا، و العجز هنا فيه صدرا.
8- بالأصل «أبو حازم» بالحاء المهملة، و المثبت عن ترجمته في السير 604/19.
9- الأبيات في ديوانه ص 289.

ما جئت أسعى إلى فقيه *** مبعد الدار غير دان

أطلب من لفظه فصولا *** [عنها] قد أغنيت بالقرآن

إن أنا بوصفي ملثّمات *** من الأباريق و القناني

أحذق مني بأن أنادي *** حدّثنا: ثابت البناني

قال فقلت للرسول: أقرئه السلام و قل له: لست أعود إلى مثل ما كان، و خفت أن يهجوني.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1)، أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر (2) بن عبد اللّه الطبري، نا المعافى بن زكريا الجريري، نا يعقوب بن محمّد بن صالح الكريزي، نا محمّد بن زكريا بن دينار الغلاّبي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن عائشة أبو عبد الرّحمن قال: جنى أبو نواس بالبصرة جناية فخرج منها، ثم رأيته بعد ذلك في مجلس عبد الواحد بن زياد فقلت: أرجو أن يكون صلح، ثم نظرت، فإذا إلى جنبه غلام و هو يقرص خده! قال: فنظر إليّ و قد نظرت إليه فانصرفت إلى منزلي، فإذا برقعة قد سبقت و إذا فيها مكتوب:

لو لا غزال كغصن بان *** يجري مع الشمس في عنان

ما كنت أسعى إلى فقيه *** مباعد الدار غير دان

أسمع من لفظه فصولا *** عنها قد أغنيت بالقرآن

أنا بوصفي مقدمات *** من الأباريق و القناني

أحذق مني بأن أنادي *** حدّثنا ثابت البناني

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي بن الحسن الدّجاجي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد، نا أبو الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أحمد بن زهير بن حرب، قال:

قال ابن عائشة - و هو عبيد اللّه بن محمّد التيمي - كان الحسن بن هانئ يختلف إلى حلقتي فيكثر ملازمتها فكنت أعجب من ملازمته فجاء ذات يوم و معه رقعة فمددت يدي فأخذتها فإذا فيها:

ص: 435


1- الخبر في تاريخ بغداد 439/7.
2- تاريخ بغداد:«هارون» خطأ، و انظر ترجمته في سير الأعلام 668/17.

لو لا غزال كغصن بان *** يجري مع البدر في عنان

ما كنت أسعى إلى فقيه *** متباعد الدار غير دان

أ كنت من لفظه مقالا *** عنه قد أغنيت بالقرآن

أنا بشرني مقدمات *** و بالأباريق و القناني

أحذق مني بأن أنادي *** حدّثنا: ثابت البناني

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني، نا مسبح بن حاتم، عن ابن عائشة، قال: كنا على باب عبد الواحد بن زياد و معنا أبو نواس فقال:

ليسأل كل واحد منكم، ثم قال: سل يا فتى، فأنشأ أبو نواس يقول:

و لقد كنا روينا *** عن سعيد عن قتادة

عن (2) سعيد بن المسيب *** أن سعد بن عبادة

قال: من مات محبا *** فله أجر الشهادة

فالتفت إليه عبد الواحد بن زياد، فقال: أغرب عني يا خبيث (3)،و اللّه لا حدثتك بشيء و أنا أعرفك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي - إجازة إن لم يكن سماعا - أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون الضّبّي - إملاء - قال: وجدت في كتاب والدي: حدّث محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا ابن عائشة، و عن سليمان بن داود قالا: بينا نحن ذات يوم عند عبد الواحد بن زياد و أبو نواس حاضر فقال عبد الواحد:

ليختر كل واحد منكم عشرة (4) أحاديث، فاختاروا و لم يختر أبو نواس فقال: يا فتى ما لك لا تختار، فأنشأ أبو نواس يقول:

و لقد كنّا روينا *** عن سعيد عن قتادة

ص: 436


1- الخبر في تاريخ بغداد 438/7 و أخبار أبي نواس لابن منظور ص 106-107 بأوسع مما في تاريخ بغداد.
2- أخبار أبي نواس: عن زرارة بن أوفى.
3- قال له عبد الواحد هذا الكلام و قد غضب عليه، لأنه قال و أقذع في شعره، و آثرنا عدم ذكرها هنا، فارجع إلى كامل ما أنشده أبو نواس في أخباره لابن منظور ص 107.
4- في أخبار أبي نواس لابن منظور: ثلاثة أحاديث.

عن سعيد بن المسيب *** ثم عن سعد بن عبادة

و عن الشعبي و الشعبيّ *** شيخ ذو جلادة

و عن الأخيار يحكيه *** و عن أهل الوفادة

أنّ من مات محبّا *** فله أجر الشهادة

قال: قم يا ماجن، لا حدثتك و لا حدثت أحدا اليوم لمكانك، و زاد سليمان في حديثه، فبلغ ذلك مالك بن أنس و إبراهيم بن أبي يحيى فقال: عراقي غث ليس له تمام نسك، و لا عقل و لا ظرف، فهلاّ اغتنم ظرفه فحدث مثله بثياب فيه مرتين تحريا أن يصلح اللّه دينه، و في أن يؤتى الحكمة أهلها، و لا يظلمهم و لا يظلمها فقال أبو نواس لما قدم من عند عبد الواحد:

لعمرك ما العبد المؤدي ضريبة *** بل العبد عبد الواحد بن زياد

فليس بذي دنيا و لا ذي ديانة *** و لا ذي حجى في علمه و سداد

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1)، أنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي، أنا أحمد بن نصر الذارع (2)،نا الحسن (3) بن عليل، نا مسعود بن بشر المازني، حدّثني رجل عن غندر محمّد بن جعفر، قال: لقي شعبة (4) أبا نواس فقال له: يا حسن، حدّثنا من ظرفك، فقال:

حدّثنا الخفاف عن وائل *** و خالد الحذّاء عن جابر

و مسعر عن بعض أصحابه *** يرفعه الشيخ إلى عامر

قالوا جميعا، أيما طفلة *** علقها ذو خلق طاهر

فواصلته (5) ثم دامت له *** على وصال الحافظ الذاكر

كانت لها الجنة مفتوحة *** ترتع في مرتعها الزاهر

و أيّ معشوق جفا عاشقا *** بعد وصال دائم ناضر

ففي عذاب اللّه بعدا له *** نعم و سحق دائم داخر

ص: 437


1- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 439/7.
2- بالأصل «الذراع» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- في تاريخ بغداد: الحسين.
4- بالأصل «أبو».
5- بالأصل «فواصلت» و المثبت عن تاريخ بغداد.

فقال له شعبة: إنك لجميل الأخلاق، و إني لأرجو لك.

أخبرنا أبو الحسن بن العلاف في كتابه، ثم أخبرني أبو المعمر الأنصاري ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن جعفر، نا العباس بن الفضل الرّبعي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن عائشة قال (1):أتيت إسحاق بن يوسف الأزرق يوما فلما رآني بكى قلت: ما يبكيك قال: هذا أبو نواس، قلت: ما له ؟ قال يا جارية ائتني بالقرطاس فإذا فيه مكتوب:

يا ساحر المقلتين و الجيد *** و قاتلي منك بالمواعيد

توعدني الوصل ثم تخلفني *** فوا بلاي من خلف موعودي

حدّثني الأزرق المحدّث عن شمر *** و عوف عن ابن مسعود

ما يخلف الوعد غير كافرة *** و كافر في الجحيم مصفود

كذب و اللّه عليّ و على التابعين و على أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم ما حدثته و اللّه هذا قط .

أخبرنا أبو بكر عوض بن عبد الرّحمن بن عبد العزيز الفامي، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسن العلوي الطبري - بهراة - قالا: أنا أبو الفتح نصر بن أحمد الحنفي، أنا جدي أبو المظفر منصور بن إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن أبي قرّة الحنفي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشيباني، أنا حامد بن عبد اللّه الحلواني، نا أحمد بن محمّد بن شيبة العطار، نا عبيد اللّه بن محمّد التيمي - هو ابن عائشة - قال:

خرجت من البصرة أريد ابن المبارك، قال: فدخلت واسط فقلت: لو دخلت على إسحاق الأزرق قال: فدخلت عليه و هو يبكي قال: فسلّمت عليه فقال: اجلس الساعة قام من موضعك إبليس، قلت: من تعني ؟ قال: الحسن بن هاني، قلت: زدني من الشرح، قال: أبو نواس يكذب عليّ و على أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم قال: يا جارية هات تلك الرقعة فجاءت بالرقعة فإذا فيها مكتوب:

يا حسن المقلتين و الجيد *** و قاتلي منك بالمواعيد

توعدني الوصل (2) ثم تخلفني *** فيا ويلي من خلف المواعيد

ص: 438


1- الخبر و الشعر في أخبار أبي نواس لابن منظور باختلاف الرواية ص 108 في الخبر و الأبيات.
2- أخبار أبي نواس: الوعد.

حدّثني الأزرق المحدّث عن *** عمرو بن شمر عن ابن مسعود

لا يخلف الوعد غير كافرة *** أو كافر في السعير (1) مصفود (2)

ثم قال إسحاق: و اللّه ما حدثت بهذا قط .

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر أحمد بن علي (3)،أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا أحمد بن جعفر بن سلم (4)،نا أبو العباس بن عمار، حدّثني الحسن بن علي، عن سليم بن منصور، قال: رأيت أبا نواس في مجلس أبي يبكي بكاء شديدا، فقلت إني لأرجو أن لا يعذبك اللّه بعد هذا البكاء فأنشأ يقول:

لم أبك في مجلس منصور *** شوقا إلى الجنة و الحور

و لا من القبر و أهواله *** و لا من النفخة في الصور

لكن بكائي لبكاء شاذن *** تقيه نفسي كل محذور

ثم قال: أ ما ترى الأمرد الذي عن يمين أبيك ؟ إنما بكيت رحمة لبكائه.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي، أخبرني أبو محمّد علي بن أحمد، حدّثني الوزير أبو عبدة حسان بن مالك بن أبي عبدة البغوي، حدّثني القاضي أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن ذكوان، حدّثني أبي عن بعض إخوانه أو عن نفسه أنه حج فنزل بمصر في حجرة اكتراها قال: فإني قاعد يوما إذ نظرت إلى كتابة على الحائط فتأملت ذلك فإذا هو:

قم حي بالراح قوما *** ما نووا صلاة و صوما

لم يطعموا لذة العيش *** مذ ثلاثون يوما

فذكرت ذلك لبعض من كنت أجالسه بمصر فقال: قال خط الحسن بن هانئ و هي من قوله، و في تلك الحجرة كان نازلا أيام كونه بمصر.

ص: 439


1- أخبار أبي نواس: الجحيم.
2- بعده في أخبار أبي نواس: و حابس الدور بالحديث عن القوم و تسويق صاحب العود
3- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 439/7.
4- تاريخ بغداد: سالم.

أنبأنا أبو القاسم العلوي و أبو الوحش المقرئ عن أبي الحسن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (1) البغدادي، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكمي (2)،نا عون بن محمّد، حدّثني حسين بن مخلد، قال: لقي أبو نواس يوما من الأيام حائكا فقال لأبي نواس: يا سيدي تكون اليوم عندنا و تغلق به و حلف عليه فوعده بالرجوع إليه، فمضى الحائك فلم يقصر في الاحتفال ثم أن أبا نواس صار إليه فإذا منزل طيب فأكل و شرب، و كان الحائك يحبّ جارية قد أعجله حبها فقال لأبي نواس: يا سيدي قل لي في حبي شعرا أسرّ به، فقال له أبو نواس:

أحضرها لأنظر إليها فإن ذلك مما يزيد في وصفي لها، فأحضرها فإذا هي أسمج من خلق اللّه سوداء دندانية يسيل لعابها على صدرها، فحار أبو نواس في وصفها و لم يدر ما يقول فيها ثم قال: ما اسمها؟ قال: تسنيم، فأنشأ يقول:

أسهر ليلي حب تسنيم *** جارية في الحسن كالبوم

كأنما نكهتها كامخ *** أو حزمة من حزم الثوم

ضرطت من حبي لها ضرطة *** أفزعت منها ملك الروم

فقام الحائك يرقص و يصفق سائر يومه و يفرح و يقول: شبهتها و اللّه بملك الروم.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (3)، أنا علي بن أبي علي البصري، أنا محمّد بن العباس الخزّاز، نا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، نا أبو عمر أحمد بن محمّد السّوسنجردي (4)،حدّثني ابن أبي الذيال المحدّث - بسرّمن رأى - قال: حضرت وليمة حضرها الجاحظ فسمعته يقول: حضرت وليمة حضرها أبو نواس و عبد الصمد بن المعدّل فسمعت عبد الصمد يقول لأبي نواس لقد أبدعت في قولك:

جريت مع الصّبا طلق الجموح *** و هان علي مأثور القبيح

قال ابن الأنباري: أنشدني أبي لأبي نواس (5):

ص: 440


1- ضبطت عن التبصير 696/2.
2- ضبطت عن الاكمال لابن ماكولا بفتح الحاء المهملة و الكاف.
3- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 441/7.
4- هذه النسبة إلى سوسنجرد، قرية بنواحي بغداد (الأنساب).
5- الأبيات في ديوانه ص 71.

جريت مع الصّبا طلق الجموح *** و هان علي مأثور القبيح

رأيت اللذ عاقبة الليالي *** قران العود بالنغم الفصيح (1)

و مسمعة إذا ما شئت غنّت: *** متى كان الخيام بذي طلوح (2)

تزوّد (3) من شباب ليس يبقي *** وصل بعرى الغبوق عرى الصّبوح

و خذها من مشعشعة كميت *** تنزّل درّة الرجل الشّحيح

تخيّرها لكسرى رائداه *** لها حظان من طعم (4) و ريح

أ لم ترني أبحت (5) اللّهو نفسي *** و عضني مراشف الظبي المليح

و أيقن رائدي أن سوف تنأى *** (6) مسافة بين جثماني و روحي

الجثمان: الشخص و الجسد.

قال (7):و أنا الحسن بن أبي بكر، نا أحمد بن يعقوب الأصبهاني، نا الضبعي، حدّثني أحمد بن حمزة بن زياد الرّبعي، قال: دخل الحسن بن هانئ فيما حدّثني على محمّد أمير المؤمنين فقال: يا حسن بن هانئ، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين قال: إنك زنديق، فقلت: يا أمير المؤمنين و أنا أقول مثل هذا الشعر؟!

أصلي صلاة الخمس في حين وقتها *** و أشهد بالتوحيد للّه خاضعا

و أحسن غسلا إن ركبت جنابة *** و إن جاءني المسكين لم أك مانعا

و إني و إن حانت من الكأس دعوة *** إلى بيعة الساقي أجبت (8) مسارعا

و أشربها صرفا على جنب ماعز *** و جدي كثير الشحم أصبح راضعا

ص: 441


1- رواية الديوان: وجدت ألذّ عارية الليالي قران النّعم بالوتر الفصيح
2- ذو طلوح: موضع (انظر معجم البلدان).
3- الديوان: تمتع.
4- الديوان: لون.
5- الديوان: أبحت الراح عرضي.
6- الديوان: لأني عالم أن سوف تنأى .
7- القاتل أبو بكر الخطيب، و الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 440/7. و الأبيات في أخبار أبي نواس لابن منظور ص 160.
8- أخبار أبي نواس: أجئه مسارعا.

بجوذاب (1) حوّارى و جوز و سكر *** و ما زال للمخمور مذ كان نافعا

و أجعل تخليط الروافض كلهم *** لفقحة بختيشوع في النار طابعا (2)

فقال لي: كيف وقفت على فقحة بختيشوع ويلك ؟ قلت بها تمت القافية، فضحك و أمر لي بجائزة و انصرفت.

أنبأنا أبو الحسن بن العلاف، و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا أبو علي بن المسلمة، نا محمّد بن جعفر الخرائطي ح.

و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، نا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (3)،أنا هبة اللّه بن الحسن بن منصور بن الطبري، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قالا: نا علي بن الاعرابي، قال: قال أبو العتاهية: لقيت أبا نواس في المسجد الجامع فعذلته و قلت له: أ ما آن لك أن ترعوي ؟ أ ما آن لك أن تزدجر؟ فرفع رأسه إليّ و هو يقول:

أ تراني يا عتاهي *** تاركا تلك الملاهى ؟

أ تراني مفسدا بالنسك *** عند (4) القوم جاهي

قال: فلما ألححت عليه بالعدل أنشأ يقول:

لن ترجع الأنفس عن غيّها *** ما لم يكن منها لها زاجر (5)

قال: فوددت أني قلت هذا البيت بكل شيء قلته.

و في حديث الخرائطي: في العذل.

ص: 442


1- الجوذاب: ضرب من الطعام، و هو يتخذ من سكر و رز و لحم. و في أخباره لابن منظور: و خبز بدل و جوز.
2- الفقمة: هي حلقة الدبر (اللسان). و بختيشوع: طبيب سرياني اشتهر و تقدم عند الخلفاء (ترجمته في الأعلام 44/2).
3- الخبر في تاريخ بغداد 446/7.
4- في تاريخ بغداد: بين الناس جاهي.
5- انظر وفيات الأعيان 102/2.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنشدنا عبيد اللّه بن أحمد بن أبي طاهر، أنشدني أبي لأبي نواس:

أين مني الناس يقولون تب *** غرّهم كثرة أو زارية

إن كنت في النار و في جنة *** ما ذا عليكم يا بني الزانية

أخبرني أبو الفضل محمّد بن أبي القاسم علي بن الحسن بن علي العلوي، أنا جدي لأمي قاضي القضاة أبو علي الحسن بن إسماعيل بن صاعد، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين بن موسى السلمي، أنا الحسين بن أحمد بن موسى، قال: سمعت ابن درستويه يقول: سمعت ابن السّنجي يقول: كتب أبو نواس على باب داره و اللّه تعالى أعلم:

في سعة الأرض و في طولها *** مستدل بالخل و الجار

فمن دنا منا فأهلا به *** و من تولّى فإلى النار

أخبرنا أبو الحسن بن العلاف في كتابه، ثم أخبرني أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاف ح.

و أخبرني أبو المعمر الأنصاري، أنا أبو الحسن، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر أنشدني أبو صخر الأموي، أنشدني حمدان بن يحيى، قال: أنشدني أبو نواس (1):

كم من حديث معجب لي (2) عندكا *** لو قد نبذت (3) به إليك لسرّكا

مما يزيد على الإعادة جدة *** حلو (4) إذا برم الحديث أملّكا

أتتبع الظرفاء أكتب عندهم *** كيما أحدث من أحب فيضحكا (5)

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (6)،

ص: 443


1- الأبيات في ديوانه ص 383.
2- الديوان: عندي لكا.
3- عن الديوان، و تقرأ بالأصل «تبدت».
4- الديوان: غض إذا خلق الحديث أ ملكا.
5- روايته في الديوان: تتبّع الظرفاء إعجابا به حتى تحدث من تحبّ فيضحكا
6- الخبر في تاريخ بغداد 441/7.

أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، نا عبيد اللّه بن عثمان الدقاق، نا محمّد بن أحمد الحكيمي، نا ميمون بن مهران (1) الكاتب، نا الحسين بن أبي المنذر، قال: كان أبو نواس يشرب عند عبيد بن المنذر فبات ليلته ثم قال: لا بد لي من عسى (2) فقوموا بنا فأتيناها و دخلنا حانة خمار قد كان يعرفه، و معه غلام قد كان أفسده على أبويه و غيبه عنهما، و نحن في موضع أطيب موضع، فذكرنا الجنة و طيبها، و المعاصي و ما يحول منها و هو ساكت فقال:

يا ناظرا في الدين و الأمر *** لا قدر صحّ و لا خبر (3)

ما صح عندي من جميع الذي *** تذكر إلاّ الموت و القبر

فامتعضنا من قوله و أطلنا توبيخه فأعلمنا، أنا نتخوف صحبته فقال: ويلكم - و اللّه - إني لأعلم ما تقولون و لكن المجون يفرط علي، و أرجو أن أتوب فيرحمني اللّه عز و جل ثم قال (4):

أية (5) نار قدح القادح *** و أي خلد بلغ المازح

للّه در الشيب من واعظ *** و ناصح لو حذر (6) الناصح

يأبى الفتى إلاّ اتّباع الهوى *** و منهج الحقّ له واضح

فاعمد (7) بعينيك إلى نسوة *** مهورهن العمل الصالح

لا يجتلي العذراء من خدرها *** إلا أمير (8) ميزانه راجح

من اتّقى اللّه فذاك الذي *** سيق إليه المتجر الرابح

فاغمد (9) فما في الدين أغلوطة *** و رح بما أنت له رائح

ص: 444


1- تاريخ بغداد: هارون.
2- كذا بالأصل مهملة، و في تاريخ بغداد:«عمى» و بالحاشية كتب مصححه: كذا بالأصل.
3- تاريخ بغداد: ما الأمر.. و لا جبر.
4- الأبيات في ديوانه ص 618 و تاريخ بغداد 442/7.
5- عن الديوان و بالأصل «أنت».
6- الديوان: سمع.
7- الديوان:«فاسم»، و المراد بالنسوة حور الجنة.
8- الديوان: لا يجتلى الحوراء.. إلاّ امرؤ.
9- الديوان: شمّر.

ثم قال: هذا عمل الشيطان ألقى أكثر الكلام، ليفسد قومكم (1) فلم نزل في أطيب موضع، فلما أردنا الانصراف قالوا: أمهلوا ثم أنشدنا (2):

يا رب مجلس فتيان لهوت به *** و الليل مستحلس (3) في ثوب ظلماء

نسف (4) صافية من صدر خابية *** تغشي عيون نداماها بلألاء

قال ميمون بن هارون: قال لي إبراهيم بن المدبر (5)،قال الجاحظ : لا أعرف من كلام الشعر كلاما هو أرفع و لا أحسن من قول أبي نواس:

أنت نار قدح القادح

و أنشد هذا الشعر.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سويد، أنا أبو علي الكوكبي، أنشدنا أبو عكرمة يعني الضّبّي لأبي نواس:

و مدامة تنقي القذى عن وجهها *** كالوهم ليس بجدها بضعات

إن شئت قلت شعاع شمس دونها *** لفواقع منها على الحافات

كان الزمان يذود عنها صرفه *** فإني بها عطلا من الآفات

أنبأنا أبو السعود أحمد بن علي - إجازة و مناولة، و توفي قبل أن يتفق لي سماعه - أنا القاضي أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن المهتدي باللّه، قال: وجدت في كتابي أبي القاسم عبيد اللّه بن سليمان الرازي و لم أسمعه أنا من ابن القاهر باللّه، نا جحظة، حدّثني أبو هفّان قال: استنشدت أبا نواس:

لا تبك ليلى و لا تطرب إلى هند (6)

فلما فرغ منها سجدت، فقال: أ لم أنهك عن هذا و اللّه لا كلمتك مدة فغمّني ذلك،

ص: 445


1- تاريخ بغداد: نومكم.
2- من أبيات في ديوانه ص 701 تحت عنوان «ذخر حواء» و تاريخ بغداد 442/7.
3- الديوان: سموت له.. و الليل محتبس.
4- الديوان: لشرب.
5- تاريخ بغداد: المنذر.
6- مطلع قصيدة بعنوان «نشوتان» ديوانه ص 27 و عجزه: و اشرب على الورد من حمراء كالورد

فلما قمت قال لي: متى أراك ؟ فقلت: أ لست حلفت ألاّ تكلمني ؟ فقال: العمر أقصر أن يكون معه هجر. قال و أنشدنا جحظة لأبي نواس (1):

هلاّ استعنت على الهموم *** صفراء من حلب الكروم

و وهبت للعيش الحميد *** بقية العيش الذميم

بما ليس فيها الأوانس *** و المزاهر كالخضوم (2)

يهدي (3) التحية بينهم *** نظر النديم إلى النديم

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين الأنصاري، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالوا: أنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقاق، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا ميمون بن هارون الكاتب، عن أبي محمّد عمر بن محمّد بن عبد الملك الزيات، عن محمّد بن ضوء بن الصلصال بن الدلهمس، قال: كان أبو نواس يزورني إلى الكوفة فيأتي بيت خمار بالحيرة يقال له جابر، و كان نظيفا نظيف الثوب و كان يعتق الشراب فيكون عنده ما يأتي عليه سنون قال: فرأى في يدي يوما شيئا عجيبا في نهاية الحسن و طيب الرائحة فقال لي: يا أبا جعفر لا يجتمع هذا و الهمّ في صدر قال: و كان معجبا بضرب الطنبور فكان إذا جاءني جمعت له ضرّاب الطنابير و معدنهم الكوفة فكان يسكر في الليلة سكرات قال:

فجاءني مرة من ذلك فقال: قد حدث، قلت: ما هو؟ قال: نهاني أمير المؤمنين محمّد عن شرب الخمر و أنشدني (4):

أيها الرائحان باللوم لوما *** لا أذوق المدام إلاّ شميما

القصيدة، فقلت: ما تريد أن تفعل ؟ قال: لا أشربها أخاف أن يبلغه أني شربتها فأتيناه بنبيذ و جلسنا في منزل جابر فلما دارت الكأس بيننا أنشأت أقول، و أذكره قوله لي (5):

ص: 446


1- ديوانه ص 137.
2- رواية الديوان: بمجالس فيها المزاهر و الأوانس كالنجوم
3- الديوان: بدء التحية.
4- مطلع قصيدة تحت عنوان «حظي من الخمر» ديوانه ص 29.
5- الأبيات في ديوانه ص 99.

عتبت عليك محاسن الخمر *** أم غيّرتك نوائب الدّهر؟

فصرفت وجهك عن معتّقة *** يفتّر (1) عن خلق من الشذر

يسعى بها ذو غنّة غنج *** متنعم (2) الوجنات بالسحر

و نسيت قولك حين تمزجها *** فيزول (3) مثل كوكب النسر

لا تحسبنّ عقار خابية *** و الهمّ يجتمعان في صدر

قال: فقال: هاتها في كذا و كذا من أم محمّد، فأخذها فشرب ثم شخص إلى محمّد فقال له: أين كنت قال: عند صديقي الكوفي، و حدّثه الحديث، قال: فقال لي:

ما صنعت حين أنشدك الشعر؟ قال: شربتها و اللّه يا أمير المؤمنين، قال: أحسنت و أجملت، ثم قال: أشخص حتى تحمل إليّ صديقك هذا، قال: فشخص فحملني إليه فلم أزل مع محمّد حتى قتل.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس بن حيّوية، أنشدنا العباس بن العباس الجوهري، قال: أنشدنا محمّد بن موسى الطوسي، قال: أنشدنا أبو هفّان، أنشدني أبو نواس (4):

لنا خمر و ليس بخمر كرم *** و لكن من نتاج الباسقات

كرائم في السماء، ذهبن طولا *** بعود ثمارها أندى الحيات (5)

معسكرها المدار فباب فلنا (6) *** إلى شاطي الأبلّة و الفرات

و حين بدا لك السرطان يتلو *** كواكب كالنعاج الراتعات

بدا بين الذّوائب من ذراها *** نبات كالأكفّ الطالعات

تشقّقت الأكفّ فخلت فيها *** لآلئ في السلوك منظّمات

و ما زال الزمان بحافتيها *** و تلقيح الرياح اللاقحات

ص: 447


1- عجزه في الديوان: تفتر عن درّ و عن شذر .
2- في الديوان: متكحل اللحظات بالسحر .
3- الديوان: فتريك مثل كواكب النسر .
4- الأبيات في الديوان ص 209.
5- الديوان: زهين طولا.. أيدي الجناة.
6- ديوانه: «مسارحها المدار فبطن جوخى» و قلنا!؟ كذا رسمها. و المدار:«واد بين واسط و البصرة، و الأبلة: نهر.

فعاد زمرّدا، و امتدّ (1) حتى *** تخال به الكباش الناطحات

فلما لاح للساري سهيل *** قبيل الصّبح من وقت الغدات

بدا الياقوت، و انتسبت إليه *** بحمر، أو بصفر فاقعات

فلما عاد آخرها جنيا (2) *** بعثت جناتها بمعقّفات

و قلت (3) استنزلوا فاستنزلوها *** بخوف من روس شاهقات

و قلت استعجلوا فاستعجلوها *** بضرب بالسياط مخذرفات (4)

فضمّن صفو ما يجنون منها *** خوابي كالرجال مقيّرات

ذوائب أمها جعلت سياطا *** و هنّ لما حوتها ضاربات (5)

نسجت لها عمائم من تراب *** و من ماء فجاءت محكمات (6)

حساها كلّ أروع، شيظميّ *** كريم الخد محمود موات

تحية بينهم أفديك (7) خذها *** و آخر قولهم: أفديك هات

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدّقّاق، نا محمّد بن يحيى الحكمي، أنا ميمون بن هارون بن مخلد الكاتب، عن اليعقوبي، عن حسين بن الضحاك، قال: كنت يوما أساير أبا نواس يوما بالكوفة فمررنا بكتّاب و إذا صبي يقرأ من سورة البقرة كُلَّمٰا أَضٰاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَ إِذٰا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قٰامُوا (8) فقال أبو نواس أي معنى تستخرج من هذا في الخمر فقلت: ويحك أ لا تتّقي اللّه بكتاب اللّه تعالى فلما كان من غد أنشدني (9):

و سيّارة ضلّت في القصد بعد ما *** ترادّ فهم جنح من الليل مظلم

ص: 448


1- الديوان: و اخضرّ.
2- الديوان: خبيصا.
3- لم يرد في الديوان.
4- الديوان: محدرجات.
5- الديوان: تحث فما تناهى ضاربات.
6- الديوان: و ماء محكمات موثقات.
7- الديوان: تفديك روحي.
8- سورة البقرة، الآية:20.
9- الأبيات في ديوانه ص 45.

فأصغوا إلى صوت، و نحن عصابة *** و فينا فتى من سكره يترنّم

فلاحت لهم منّا على النائي قهوة *** كأنّ سناها ضوء نار تضرّم

إذا ما حسوناها أقاموا بظلمة (1) و إن مزجت حثّوا الركاب و أمموا كتب إليّ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار يخبرني عن محمّد بن علي الصوري.

ثم حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز، أنا المبارك بن عبد الجبار، نا محمّد بن علي الصوري من لفظه، قال: قرأت على أبي الحسن عبيد اللّه بن القاسم، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن بشر الفقيه الشافعي - بصور - أنشدنا أبو بكر الصوري لأبي نواس:

يا حسن لذة أيام لنا سلفت *** و طيب لذة أيام الصّبا عودي

أيام أسحب ذيلي في بطالتها *** إذا ترنّم صوت الناي و العود

بقهوة من سلاف الخمر صافية *** كالمسك و العنبر الهندي و العود

تستلّ روحك في رفق و في لطف *** إذا جرت منك مجرى الماء في العود

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه بن طاوس، أنا القاضي أبو القاسم التنوخي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان إجازة، قال: قال أبو نواس (2):

أنعت (3) كلبا أهله في كدّه *** قد سعدت جدودهم بجدّه

و كلّ خبر عندهم من عنده *** يظلّ مولاه له كعبده

يبيت أدنى صاحب من مهده *** و إن غدا جلّله ببرده

ذو غرّة، محجّل (4) بزنده *** تلذّ منه العين حسن قدّه

يا حسن (5) شدقيه و طول خده *** تلقى الظباء عتيا (6) من طرده

يا لك من كلب نسيج وحده

ص: 449


1- الديوان: أقاموا مكانهم.
2- الأرجوزة في ديوانه ص 624.
3- عن الديوان، و اللفظة غير واضحة بالأصل.
4- الديوان: محجلا.
5- الديوان: تأخير شدقيه.
6- الديوان: عنتا.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1)، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا محمّد بن أحمد بن البراء، حدّثني محمّد بن محمّد بن سليمان - صاحب البصري - حدّثني أبو عمر السلمي، قال: مررت بأبي نواس فقال لي: تعال اكتب، فقلت: أنشدك اللّه أن تسمعني اليوم مكروها فقال: أنا أعرف طريقتك، اكتب فكتبت (2):

ألا ربّ وجه في التراب عتيق *** ألا ربّ رأس في التراب ربيق (3)

ألا كلّ حيّ هالكا و ابن هالك *** و ذا حسب (4) في الهالكين عريق

فقل لمقيم الدار إنك ظاعن *** إلى سفر (5) نائي المحلّ سحيق

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت *** له عن عدو في ثياب صديق

أخبرنا أبو البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل، و أبو الفتح إدريس بن علي بن إدريس، و أبو الفتوح عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر، و أبو سعد سعيد بن أحمد بن محمّد الميداني، و أبو المعالي محمّد بن علي الأبيوردي (6)،و أبو البركات صاعد بن الحسن بن علي الملقاباذي (7) و أبو شجاع ناصر بن محمّد بن أحمد بن محمّد التوقاني، قالوا: أنا الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني المؤذن - إملاء، بنيسابور - أنا الشيخ أبو سعد عبد الرّحمن بن حمدان العدل، أنا محمّد بن عمران بن موسى - ببغداد - أنا أبو عبد اللّه الحكمي، حدّثني ميمون بن مهران، قال: قال إبراهيم بن المدبر، قال عمرو بن يحيى - و قال التوقاني: بن بحر الكتاني:- لا أعرف في كلام الشعراء كلاما هو أرفع و لا أحسن من قول أبي علي الحكمي رحمه اللّه تعالى:

أنت نار قدح القادح *** و أي جد بلغ المازح

ص: 450


1- الخبر في تاريخ بغداد 442/7-443.
2- الأبيات في ديوانه ص 621 و تاريخ بغداد 443/7.
3- في تاريخ بغداد:«زنيق»، و عجزه في ديوانه: و يا ربّ حسن في التراب رقيق
4- الديوان: و ذا نسب.
5- الديوان: فقل لقريب الدار.. إلى منزل نائي.
6- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى أبيورد، بلدة من بلاد خراسان.
7- و هذه النسبة إلى ملقاباذ بالضم ثم السكون، محلة بأصبهان و قيل بنيسابور (ياقوت).

للّه در الشيب من واعظ *** و ناصح لو قبل الناصح

يأبى الفتى إلاّ اتّباع الهوى *** و منهج الحق له واضح

لا يجتلي العذراء من خدرها *** إلاّ امرؤ ميزانه راجح

فاسم بعينيك إلى نسوة *** مهورهن العمل الصالح

من اتقى اللّه فذاك الذي *** سيق إليه المتجر الرابح

و اغد في الدين أغلوطة *** و رح بما أنت له رائح

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أحمد بن علي المحتسب، نا محمّد بن عبد العزيز بن إبراهيم الصّيدلاوي (2)،نا محمّد بن الحسن بن دليل البزار (3)،نا أبو عبد اللّه المقدّمي، نا عبد اللّه بن عمرو، حدّثني أحمد بن الحسين بن داود بن سنان، حدّثني عبدوس بن محمّد القطان، أبو بكر، قال: كنا في مجلس بشار بن موسى الخفّاف فمرّ له حديث، فقال له بعض من في المجلس: إن يحيى بن معين ينكر هذا الحديث، فقال: ترى ما شذّ على يحيى من الحديث ؟ ربعه ؟ خمسه ؟ سدسه ؟ حتى بلغ عشره ثم قال: تدرون ما كان يقول عندنا ظريف يقال له الحسن بن هانئ:

خلّ جنبيك لرام *** و امض عنه بسلام

مت بداء الصمت خير *** لك من داء الكلام

إنما العاقل من *** ألجم فاه بلجام

شبت يا هذا و ما *** تترك أخلاق الغلام

و المنايا آكلات *** شاربات للأنام

نعم الموعد القيامة نلتقي *** أنا و يحيى و الإمام (4)

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر بن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا عمرو بن إسماعيل و هو محمّد بن محمّد بن أحمد بن

ص: 451


1- الخبر في تاريخ بغداد 121/7 في ترجمة بشار بن موسى الخفاف.
2- كذا، و في ترجمته في تاريخ بغداد 353/2 الصيدلاني.
3- تاريخ بغداد: البزاز.
4- ورد البيت الأخير في تاريخ بغداد نثرا و سقطت اللفظة الأخيرة «و الامام».

محمّد بن إسماعيل يقول: سمعت أبا القاسم عبد الرّحمن بن محمّد يقول: دخل أبو عمرو الضرير على بعض الوزراء فاستخفّ بحقّه، فكتب إليه: فإذا تفرّغت للنظر في كتب جدك، وجدت فيها ما أنشدنا الحسن بن هانئ:

حذرتك الكبر لا يعلقك ميسمه *** فإنه ميسم نازعته اللّه

يا بؤس عظم على عظم مخرقة *** فيه الخروق إذا كلمته تاها

و إذا نشطت للنظر في كتاب كتبه أحمد بن سيار إلى بعض الولاة قرأت فيه:

لا تشرهنّ فإن الذل في الشره *** و العزّ في الحلم لا في الطيش و السفه

و قل لمغتبط في التيه من حمق *** لو كنت تعلم ما في التيه لم تته

التيه مفسدة للدين منقصة *** للعقل مهلكة للعرض فانتبه

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أحمد بن عبد الواحد الوكيل،[نا عبيد اللّه بن عثمان، نا محمّد بن أحمد الحكمي، أنا ميمون بن هارون، حدّثني يحيى بن محمّد الهمذاني] (2)،أخبرني يعقوب بن زيد الفارسي، قال: رأيت أبا نواس بالبصرة فقلت له: أنشدني في الشيب شيئا يزجرني فأنشدني (3):

أنقضت شرّتي فعفت الملاهي *** إذ رمى الشيب مفرقي بالدواهي

و نهتني النهى فملت إلى العدل *** و أشفقت من مقالة نا هي

أيها العاقل المقيم على السهو *** و لا عذر في المعاد لساهي (4)

لا بأعمالنا نطيق خلاصا *** يوم تبدو السمات فوق الجباه

غير أنّا على الإساءة و التفريط *** نرجو (5) لحسن عفو الإله

أخبرنا بها أعلى من هذا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني بنيسابور، نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن

ص: 452


1- الخبر في تاريخ بغداد 447/7.
2- ما بين معكوفتين سقط من تاريخ بغداد.
3- الأبيات في الديوان ص 621 و تاريخ بغداد 447/7.
4- الديوان:«أيها الغافل.. في المقام لساه».
5- الديوان: راج لحسن عفو اللّه.

محمّد بن يحيى المزكّي،- إملاء - أنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن عمرو بن سعيد الأحمسي، نا يحيى بن محمّد بن سليمان الهمذاني، أخبرني يعقوب بن زيد الفارسي، قال: رأيت أبا نواس بالبصرة فقلت له: أنشدني من قولك شيئا يزجرني فأنشأ يقول:

أنقضت شرّتي فعفت الملاهي *** إذ رمى الشّيب مفرقي بالدواهي

و نهتني النهى فملت إلى العدل *** و أشفقت من مقالة ناهي

أيها العاقل المقيم على السهو *** و لا عذر في المعاد لساهي

لا بأعمالنا نطيق خلاصا *** يوم تبدو السّمات فوق الجباه

غير أنا على الإساءة و التفريط *** نرجو من حسن عفو الإله

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الحسين عبد الواحد بن أبي عبد الرّحمن نافلة أبي القاسم المذكر يقول: حكى جدي في كتبه عن شيوخه أن أبا العتاهية القاسم بن إسماعيل جاء إلى دكان شقيقه الورّاق فجلس و تحدث ثم ضرب بيده إلى دفتر فكتب في ظهره (1):

أيا عجبا كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحد

و في كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد

و للّه في كل تحريكة *** و تسكينة أبدا شاهد (2)

ثم ألقاه و نهض، فلما كان من الغد و بعد ذلك جاء أبو نواس فجلس و تحدث فضرب بيده إلى الدفتر فقال: أحسن، قاتله اللّه، و اللّه لوددت أنه لي بجميع ما قلت، لمن هي ؟ قلنا لأبي العتاهية، فقال: هو أحق به، ثم أخذ أبو نواس الدفتر فكتب:

سبحان من خلق الخلق *** من ضعيف مهين

يسوقه من قرار *** إلى قرار مكين

يحور شيئا فشيئا *** في الحجب دون العيون

حتى بدت حركات *** مخلوقة من سكون

فلما عاد أبو العتاهية نظر فيه فلما نظر قال: أحسن قاتله اللّه، و اللّه لوددت أنها لي

ص: 453


1- البيتان الأول و الثاني في الأغاني 35/4.
2- بالأصل «ساحد» و فوقها علامة، و على هامش الأصل «شاهد» و هو ما أثبتناه.

بجميع ما قلت و ما أقول، لمن هي ؟ فقلنا: لأبي نواس فقال: الشيطان، ثم كتب أبو العتاهية:

فإن أك حالكا فالمسك أحوى *** و ما لسواد جسمي من بقاء

و لكنّي عن الفحشاء نائي *** كبعد الأرض من جو السماء

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و أخبرني أبو الغيث الخشوعي عنه، أنا أبو طاهر مشرف بن علي - إجازة - أنا أبو حازم أحمد بن الحسين، أنشدني عبد الرّحمن بن عمر المعدّل - بمصر - لأبي نواس:

نموت و نبلى غير أن ذنوبنا *** إذا نحن متنا لا تموت و لا تبلى

ألا رب ذي عينين لا تنفعانه *** و هل تنفع العينان من قلبه أعمى ؟

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا أبو بكر بن خلف - بنيسابور - قال: سمعت الأستاذ الإمام أبا القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب - قراءة علينا - قال: سمعت أبا نصر أحمد بن محمّد بن ملحان البصري يقول: سمعت بشر بن موسى الأسدي يقول: سمعت الأصمعي يقول: ما تزهد المتزهدون بمثل بيتي الحسن بن هانئ أبو نواس:

لو أن عينا وهمتها نفسها *** يوم الحساب ممثلا لم تطرف

سبحان ذي الملكوت أية ليلة *** مخضت صبيحتها بيوم الموقف

قال: و زادني غيره:

كتب الفناء على البرية ربّها *** فالناس بين مقدم و مخلف

أخبرنا أبو العز السلمي - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين أنا المعافي بن زكريا (1)،نا أبو بكر الأنباري حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن عمرو (2)،نا سعيد بن اليمان، نا ابن صفوان قال: لما حجّ أبو نواس لبّى فقال:

إلهنا ما أعدلك *** مليك كل من ملك

لبّيك قد لبّيت لك *** لبّيك إن الحمد لك

ص: 454


1- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 341/3.
2- الجليس الصالح: عمر.

و الملك لا شريك لك *** ما خاب عبد سألك

لبّيك إن الحمد لك *** أنت له حيث سلك

لولاك يا رب هلك *** لبيك إن الحمد لك

و الملك لا شريك لك *** و الليل لمّا أن حلك

و السابحات في الفلك *** على مجاري المنسلك

كلّ نبيّ و ملك *** و كلّ من أهلّ لك

سبّح أو صلّى فلك *** لبيك إن الحمد لك

و الملك لا شريك لك *** يا مخطئا ما أغفلك

عجّل و بادر أملك (1) *** و أختم بخير عملك

لبيك إن الحمد لك *** و الملك لا شريك لك

قال: و نا المعافى (2)،نا محمّد بن العباس بن الوليد قال: سمعت أحمد بن يحيى بن أيوب ثعلب يقول: دخلت على أحمد بن حنبل فرأيت رجلا تهمه نفسه لا يحب أن يكثر عليه كأن النيران قد سعّرت بين يديه، فما زلت أرفق به و توسلت بالشيبانية إليه، فقلت: أنا من مواليك يا أبا عبد اللّه، و ذكرت له عبد اللّه بن الفرج. قال أبو العباس: و عبد اللّه هذا من صالحي أهل البلد فقدم إليّ و حدّثني و انبسط إليّ و قال: في أيّ شيء نظرت ؟ فقلت: في علم اللغة و الشعر، فقال: مررت بالبصرة و جماعة يكتبون عن رجل الشعر، و قيل لي: هذا أبو نواس، فتخلفت (3) الناس ورائي، فلما جلست أملى عليّ (4):

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلوت و لكن قل عليّ رقيب

و لا تحسبن اللّه يغفل ساعة *** و لا أن ما يخفى عليه (5) يغيب

لهونا (6) لعمر اللّه حتى تتابعت *** ذنوب على آثارهنّ ذنوب

ص: 455


1- الجليس الصالح: أجلك.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 271/3-272.
3- الجليس الصالح:«فتخللت الناس، و رآني».
4- الأبيات في ديوان أبي نواس ص 615 و الجليس الصالح 273/3.
5- الديوان: عليك.
6- الديوان: لهونا بعمر طال حتى ترادفت .

فيا ليت أنّ اللّه يغفر ما مضى *** و يأذن في توباتنا فنتوب (1)

ثم أطرق، فعلمت أنه قد ملّ ، فسلّمت و انصرفت.

قال محمّد بن العباس: فحدّث أبي بهذا عبد اللّه بن المعتز و أنا حاضر أسمع و أنشده الأبيات فقال عبد اللّه: هذه الأبيات لأبي نواس من زهدياته.

قال محمّد بن العباس: و نظرت فيما حدّثنا به الناس عن أبي عبد اللّه، قال: هل رأى أبا نواس فوجدت فيما حدّثنا عبد اللّه بطريق خراسان - و هو قاضي الناحية - قال:

سمعت أبي يقول: كنت في البصرة في مجلس ابن عليّة، فالتفت فإذا بدعابة و ضحك، و إذا بأبي نواس يكتب عنه زهدياته.

قال القاضي أبو الفرج المعافى: و قد رويت له هذه الأبيات عن بعض من تقدم أبا نواس من الشعراء و استشهد ببعضها طائفة من النحويين في موضع من فصول النحو، و قد ذكرنا من هذا طرقا في موضع غير هذا، فلم أر لإعادته في هذا الموضع وجها.

أنبأنا أبو الفرج الخطيب (2) ثم حدّثني أبو إسحاق الخشوعي عنه، أنا أبو طاهر مشرف بن علي - إجازة - أنا أبو حازم محمّد بن الحسين قال: قرأت على علي بن أحمد بن عمر المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ، قال: قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب النحوي: دخلت على أحمد بن حنبل يوما فسمعته يقول: كنت في البصرة في بعض مجالس العلماء فرأيت شيخا فسألته عنه، فقيل: أبو نواس، فقلت:

أنشدني شيئا من شعرك في الزهد فأنشأ يقول:

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلوت، و لكن قل عليّ رقيب

و لا تحسبنّ اللّه يغفل ساعة *** و لا أن ما يخفى عليه يغيب

لهونا عن الأيام حتى تتابعت *** علينا ذنوب بعدهن ذنوب

فيا ليت أن اللّه يغفر ما مضى *** و يأذن في توباتنا فنتوب

أقول إذا ضاقت عليّ مذاهبي *** و حلّ بقلبي للهموم ندوب

لطول جناياتي و عظم خطيئتي *** هلكت و ما لي في المتاب نصيب

ص: 456


1- سقط البيت من الديوان، و هو مثبت في الجليس الصالح.
2- اسمه غيث بن علي الصوري، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة الجزء السابع).

و أغرق في بحر المخافة تائها *** و ترجع نفسي تارة فتتوب

و يذكر عفو الكريم عن الورى *** فأحيا و أرجو عفوه فأنيب

فأخضع في قولي و أرغب سائلا *** عسى كاشف البلوى عليّ يتوب

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا سعيد بن محمّد البحيري (1) ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، قالا: أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثني علاّن بن إبراهيم الصوفي بهمذان، حدّثني أبو سعيد الحسن بن محمّد النحوي، أخبرني أبو العباس بن المعتز، أخبرني عيسى بن إبراهيم - و هو - ابن المهدي قال: دخلت على الحسن بن هانئ و هو عليل، فقلت له: يا أبا علي كيف تجدك ؟ قال: كيف تجد من هو عدد في كل يوم يبيد و ينفذ فاستحسنت قوله، فقلت: هل لك في هذا المعنى شيء؟ فقال: نعم، ثم أنشدني (2):

ينقص (3) مني كل يوم شيّ *** أنا (4) مع ذلك صحيح حيّ

و المرء (5) يفنيه البلى و الطيّ *** و كم عسى أن يدوم الحيّ (6)

و آخر الداء العياء و الكي (7)

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي، أنا أبو علي الأهوازي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد السّلمي، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الخرائطي، نا أبو صخر الأموي، نا حمدان بن يحيى، قال: سمعت يوسف بن الداية يقول: دخلت على الحسن بن هانئ في مرضه الذي مات فيه فقلت: كيف تجدك ؟ فأطرق مليا ثم رفع رأسه و هو يقول (8):

ص: 457


1- بالأصل «البختري» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 103/18.
2- ديوانه ص 580.
3- الديوان: يموت.
4- في الديوان: و الجسم مني ثابت و حيّ .
5- الديوان: و المرء يبلى نشره و الطيّ .
6- الأصل:«العى» و المثبت عن الديوان.
7- الداء العياء أي الميئوس منه.
8- الأبيات في ديوانه ص 580.

دبّ (1) فيّ الفناء سفلا و علوا *** و أراني أموت عضوا فعضوا

ليس (2) تأتي من ساعة بي إلاّ *** نقصتني بمرّها في جزوا

لهف نفسي على ليال و أيّام *** تناسيتهن (3) لعبا و لهوا

ذهبت جدتي بلذة (4) عيش *** و تذكرت طاعة اللّه نضوا

قد أساءنا كلّ الإساءة اللّهم *** [صفحا] عنا و غفرا و عفوا

قال (5):و أنا القاضي أبو زرعة روح بن محمّد بن أحمد الرازي، أنا أبو الهيثم أحمد بن عمر بن شبّويه (6) المروزي - بالري - نا القاسم بن عبد اللّه بن مهدي، نا محمّد بن هشام الرازي، نا محمّد بن أحمد بن سلمة الأنصاري، حدّثني الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: دخلنا على أبي نواس و هو يجود بنفسه و قلنا ما أعددت لهذا اليوم ؟ فقال:

تعاظمني ذنبي فلما قرنته *** بعفوك ربي، كان عفوك أعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل *** تجود و تعفو منّة و تكرّما

و لولاك لم يغو بإبليس عابد *** و كيف و قد أغوى صفيّك آدما

أخبرنا أبو الفرج الخطيب في كتابه، و أخبرني أبو إسحاق الخشوعي عنه، أنا مشرف بن علي إجازة، أنا محمّد بن الحسين، قال: قرأت على عبد الرّحمن بن عمر المالكي - بمصر - نا أبو العباس محمّد بن عتيق بن إسماعيل الكتاني، نا عبد العزيز بن عبد الخالق، نا أحمد بن محمّد الأموي، قال: سمعت محمّد بن إدريس الشافعي يقول: دخلنا على أبي نواس في اليوم الذي مات فيه و هو يجود بنفسه فقلنا له: ما أعددت لهذا اليوم ؟ فأنشأ يقول:

تعاظمني ذنبي فلما قرنته *** بعفوك ربي كان عفوك أعظما

و ما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل *** تجود و تعفو منّة و تكرّما

ص: 458


1- تقرأ بالأصل «رب» و المثبت عن الديوان.
2- في الديوان: ليس من ساعة مضت لي إلاّ .
3- الديوان: تمليتهن.
4- الديوان: بطاعة نفسي.
5- القائل هو أبو بكر الخطيب، و يبدو أن ثمة سقط في السند، و الخبر في تاريخ بغداد 447/7.
6- تاريخ بغداد: شبرمة.

و لولاك لم يغو بإبليس عابد *** فكيف و قد أغوى صفيّك آدما (1)

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمّد، قال: سمعت الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ يقول: سمعت أبا الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الحسين بن إسماعيل المقرئ يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه بن الحسن بن سعيد المقرئ يقول: سمعت أبا الفضل هشام بن زياد الأزرق الأزدي يقول: سمعت عبدوس راوية أبي نواس يقول دخلت على أبي نواس الحسن بن هانئ في علّته التي مات فيها فقلت له: كيف تجدك يا أبا نواس ؟ فقال: أجدني قائلا (2):

سبحان من خلق *** الخلق من ضعيف مهين

يسوقه من قرار (3) *** إلى قرار مكين

تحول (4) شيئا فشيئا *** في الحجب دون العيون

حتى استوت حركات *** مخلوقة من سكون

قال: ثم أطرق ساعة فتركته و انصرفت فلما كان من غد دخلت عليه فقلت له: كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قال: أجدني قائلا:

و عظتك أجداث صمت *** و نعتك أزمنة خفت

و تكلمت عن أوجه تبلى *** و عن صور سبت

و ارتك قبرك في القبور *** و أنت حي لم تمت

لا تشمتن بميّت *** إن المنيّة لم تمت

و لربما انقلب الشمات *** فحلّ بالقوم الشمت

قال: ثم أطرق فتركته و انصرفت فلما كان في اليوم الثالث دخلت عليه فقلت له:

كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قال: أجدني قائلا (5):

يا نواسي تفكّر *** و تعزّى (6) و تصبر

ص: 459


1- الخبر و الشعر مكرر بالأصل.
2- الأبيات في ديوانه ص 619.
3- الديوان: هواء يحور دون العيون .
4- رواية الديوان: في الحجب شيئا فشيئا.
5- الأبيات في ديوانه ص 620.
6- الديوان: تومّر و تجمل.

ساءك الدهر بشيء *** و لما سرك أكثر

يا كثير الذنب عفو *** اللّه من ذنبك أكبر

أكثر (1) العصيان في *** أصغر عفو اللّه يصغر

فلما كان في اليوم الرابع فقلت: كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قال: أجدني قائلا:

كن مع اللّه يكن لك *** و اتّقه فلعلك

لا تكن إلاّ معدّا *** للمنايا فكأنك

إنّ للموت لسهما *** واقعا دونك أو بك

فعلى اللّه توكّل *** و بتقواه تمسّك

نحن نمسي بين أسباب *** سكون و تحرّك

قال: ثم أطرق فتركته و انصرفت، فلما كان في اليوم الخامس دخلت عليه فقلت:

كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قال: أجدني قائلا:

يا ناظرا ترفو بعيني راقد *** و مشاهدا للأمر غير مشاهد

منّتك نفسك ضلة فأبحتها *** طرف الحمام و أنت غير مراصد

تصل الذنوب إلى الذنوب و ترتجي (2) *** درك الجنان بها و فوز العابد

و نسيت أن اللّه أخرج آدما *** منها إلى الدنيا بذنب واحد

قال ثم أطرق فتركته و انصرفت فلما كان في اليوم السادس دخلت عليه فقلت له:

كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قال: أجدني قائلا (3):

دب فيّ السقام (4) سقما (5) و علوا *** و أراني أموت عضوا فعضوا

ليس (6) يأتي من ساعة بي *** إلاّ نقصتني بمرها بي جزوا

ص: 460


1- رواية الديوان: أكبر الأشياء عن أحد غر عفو اللّه أصغر
2- كتبت فوق السطر بالأصل.
3- الأبيات في ديوانه ص 580 و أخباره لابن منظور ص 305.
4- الديوان: الفناء.
5- الديوان و أخباره لأبي نواس: سفلا.
6- الديوان: ليس من ساعة مضت لي إلاّ .

ذهبت نفسي (1) بطاعتي نفسي *** و تذكرت طاعة اللّه نضوا

قد أسأنا كل الإساءة يا (2) ربّ *** فصفحا عني إلهي و عفوا

ثم أطرق و انصرفت، فلما كان اليوم السابع دخلت عليه فقلت له كيف تجدك يا أبا نواس ؟ قال: أجدني قائلا:

إني و ما سمعت من صفد *** و حويت من سبد و من لبد

همم تصرّفت الخطوب بها *** فغدوت من بلد إلى بلد

يا ذا الذي حسمت قناعته *** كل المطامع من غد فغد

لو لم تكن للّه متهما *** لم تمس محتاجا إلى أحد

ثم أطرق فتركته و انصرفت. فلما كان في اليوم الثامن جئت لأدخل فلقيني الغلام و معه رقعة مختومة فسألته عنه فقال: أعظم اللّه أجرك في أبي نواس توفي، و قد كان كتب إليك هذه الرقعة قبل موته فقرأتها فإذا فيها (3):

شعر حيّ أتاك من لفظ ميت *** صار بين الحياة و الموت وقفا (4)

لو تأملتني و أبصرت وجهي *** لم تجد من مثال رسمي حرفا (5)

نفس خافت و جسم نحيل *** أرمضته (6) الأسقام حتى تعفّى

فجئت معه إلى منزل أبي نواس فإذا به قد مات، و نظرت فيما خلف و إذا ما مقداره ثلاثمائة درهم (7)،و إذا بين مخدتيه رقعة مكتوب فيها هذا الشعر (8):

يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بأن عفوك أعظم

ص: 461


1- الديوان و أخباره لأبي نواس:«جدتي» و قد كتبت اللفظة بالأصل فوق كلمة:«نفسي» بخط مغاير.
2- الديوان: فاللهم صفحا عنا و غفرا و عفوا.
3- الأبيات في ديوانه ص 580.
4- الديوان: شعر ميت في لفظ حيّ .
5- رواية الديوان: لو تأملتني لتثبت وجهي لم تبن من كتاب وجهي حرفا
6- الديوان: و تكررت طرف عينك فيمن قد براه..
7- نقل ابن منظور في أخبار أبي نواس ص 309 عن زكريا القشاري قال: كان ما سلمته لوالدة أبي نواس من تركته ما قيمته أقل من مائتي درهم و الذي خلّفه هو قمطر فيه دفاتر و أضابير و جزازات قراطيس فيها نسخ أشعار و غريب ألفاظ و نرد و شطرنج و عود و طنبور.
8- الأبيات في ديوانه ص 618 و أخبار أبي نواس ص 311 و وفيات الأعيان 103/2.

أدعوك ربّي كما أمرت تضرّعا *** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

إن كان لا يرجوك إلاّ محسن *** فمن (1) الذي يرجو و يخشى المجرم

ما لي إليك وسيلة إلاّ الرجا *** و جميل عفوك (2)،ثم أنّي مسلم

قال: فوقفت حتى جهزناه و صلّينا عليه و دفناه و انصرفت.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي (3)،أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد المالكي، نا أبو الطاهر، حمزة بن علي - بالعسكر - نا الحسن بن عليل، حدّثني محمّد بن منصور الملائي، حدّثني عمرو بن عثمان، عن بعض شيوخه إلى نوبخت قال: قال إسماعيل بن نوبخت: مات عندي أبو نواس و كان يختلف إليه طبيب فدخلت عليه يوما و معي الطبيب فنظر إليه ثم غمزني بعينه و قام فاتبعته أماشيه و أحسب أبا نواس ليس يفطن بي، فقال لي سرا: إن الرجل ذاهب فاحتسب نفس أبي نواس في بعض ما ناجاني به فلما رجعت إليه قال: ما ذا قال ؟ قال: فقلت له: قال لا بأس عليه و هو اليوم عندي أصلح منه بالأمس فأنشأ يقول:

سألتك بالمودة و الجوار *** و قرب الدار من قرب المزار

بما ناجاك إذ ولّى سعيد *** فقد أوحشت من ذاك السرار

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم الفارقي - بها - أنا أحمد بن محمّد بن أحمد الماليني، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن محمّد بن جعفر الصولي - بالأهواز - نا جعفر بن محمّد الدقاق - ببغداد - حدّثني حسن بن الداية، قال: دخلت على أبي نواس الحسن بن هانئ في مرضه الذي مات فيه، فقلت له: عظني فرفع رأسه إليّ و أنشأ يقول (4):

تكثّر ما استطعت من الخطايا *** فإنك لاقيا (5) ربّا غفورا

ص: 462


1- في الديوان: فبمن يلوذ و يستجير المجرم . و في أخباره لأبي نواس: فمن الذي يدعو و يرجو المجرم .
2- أخبار أبي نواس: ظني.
3- ضبطت عن التبصير.
4- الأبيات في وفيات الأعيان 98/2 منسوبة إلى أبي نواس.
5- الوفيات: بالغ.

ستبصر إذ وردت عليه عفوا *** و تلقى سيدا ملكا كبيرا

تعضّ ندامة كفّيك لما *** تركت مخافة النار السرورا

فقلت له: ويلك في مثل هذه الحال تعظني بمثل هذه الموعظة، قال: اسكت: نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»[3344].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا الحسن بن عبد السلام الخطيب، قال: دخلت على دعبل الشاعر فسمعته يقول: كان للحسن بن هانئ خاتمان، خاتم فصّه من عقيق مربع عليه مكتوب:

تعاظمني ذنبي فلما عدلته *** بعفوك ربي كان عفوك أعظما

و الآخر حديد صيني عليه: لا إله إلاّ اللّه مخلصا فأوصى عند موته أن تقلع و تغسل و تجعل في فمه (1).

أخبرنا أبو منصور بن عبد الملك، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن، نا أحمد بن علي بن ثابت (2)،حدّثني عبيد اللّه بن أبي الفتح، نا أحمد بن إبراهيم، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن أخي أبي نواس، حدّثني أبو جعفر الصائغ الآدم (3) قال: لما حضر أبو نواس [الموت] (4)قال: اكتبوا هذه الأبيات على قبري:

وعظتك أجداث صمت *** و نعتك أزمنة خفت

و تكلمت عن أوجه *** تبلى و عن صور سبت

و أرتك قبرك في القبور *** و أنت حي لم تمت

قال ابن أبي سعد: مات أبو نواس في سنة ثمان و سبعين - يعني - و مائة.

قال: و أخبرني أحمد بن عبد الواحد، نا عبيد اللّه بن عثمان، نا الحكيمي، نا ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب، قال: قال محمّد بن حفص الفأفاء - مولى

ص: 463


1- الخبر نقله ابن منظور في أخباره عن محمد بن عبد الواحد.
2- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 448/7.
3- تاريخ بغداد: الأدمي.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.

جعفر بن سليمان - و قطن بن كبير (1) النهشلي، و أبو (2) يعقوب العنبري، و محمّد بن الحسين الأنصاري - سلف أبي نواس - أنه ولد - يعني أبا نواس - في سنة خمس و أربعين و مائة، و مات سنة ست و تسعين و مائة.

و قال أبو هفان: حدّثني محمّد بن حرب بن خلف بن مهزم (3)،و هو عم أبي هفّان.

و أخبرنا سليمان (4) سخطة، و البربري (5)،و المجاز (6) البصريون، و يوسف بن الداية، و علي بن أبي خلصة (7)،و أبو دعامة البغذاذيون: أن أبا نواس ولد بالأهواز بالقرب من الجبل (8) المقطوع سنة ست و ثلاثين و مائة.

و مات ببغداد في سنة خمس و تسعين و مائة و كان عمره تسعا و خمسين سنة، و دفن في مقابر الشونيز (9) في تل اليهود.

ذكر أحمد بن كامل القاضي، قال: و في سنة خمس و تسعين مات الحسن بن هانئ الشاعر الماجن الخليع و بلغ خمسا و خمسين سنة، كان مولده بالأهواز سنة أربعين و مائة و كان أبوه من أهل دمشق من الجند من رجال مروان بن محمّد، فصار إلى الأهواز (10) فتزوج امرأة من أهلها، يقال لها جلبان (11) فولدت له أبا نواس و أخاه أبا معاذ، ثم صار أبو نواس إلى البصرة (12) فتأدب في مسجدها و لزم خلفا الأحمر و صحب يونس بن حبيب الجرمي النحوي.

ص: 464


1- بالأصل «كثير» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل «و أبا».
3- تاريخ بغداد: مهزوم.
4- بالأصل «سلمان سحط » و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل «و البوبو» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل «و الجباز» و المثبت عن تاريخ بغداد و أخبار أبي نواس لابن منظور ص 302.
7- تاريخ بغداد: حاضنة.
8- تاريخ بغداد:«الحبل» و كتب مصححه بالحاشية: كذا بالأصل و لعله تصحيف الجبل.
9- تاريخ بغداد و أخبار أبي نواس لابن منظور:«الشونيزية» و هي مقبرة ببغداد بالجانب الغربي دفن فيها جماعة كثيرة من الصالحين (ياقوت).
10- قدم إلى الأهواز في أيام مروان للرباط بها و الشحنة (أخبار أبي نواس لابن منظور ص 10).
11- و قيل إن أمه اسمها «شحمة» من نهر تيرى (أخبار أبي نواس لابن منظور ص 11).
12- و كان عمره ست سنوات كما في أخباره لابن منظور ص 11.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري (1)،أنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن، حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد بن موسى الأصبهاني - بأصبهان - قال: رأى أبو نواس في المنام فقيل: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي بأبيات قلتها في النرجس:

تأمل في نبات الأرض و انظر *** إلى آثار ما فعل المليك

عيون في لجين فاخرات *** و أحداق لكالذهب السبيك

على قصب الزبرجد شاهدات *** بأن اللّه ليس له شريك

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد - شفاها - نا عبد العزيز التميمي، نا أسد بن القاسم الحلبي، حدّثني خالي عبد اللّه بن صالح، و كان قد تأدب على الصنوبري، حدّثني من أثق به أنه رأى أبا نواس الحسن بن هانئ في النوم و هو في نعمة كبيرة فقال له: أبا (2) نواس ؟[قال: نعم] (3) قال: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي و أعطاني هذه النعمة، قال: قلت: و مما ذا و أنت كنت مخلطا فقال لي: إليك عني. جاء بعض الصالحين إلى المقابر في ليلة من الليالي فبسط رداءه في المقابر و صفّ قدمه و صلّى ركعتين لأهل المقابر عن آخرهم فدخلت أنا في جملتهم.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن، نا أبو بكر الحافظ (4)،أنا علي بن محمّد المعدّل، أنا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن البراء، نا عمر بن مدرك، حدّثني أحمد بن يحيى، عن محمّد بن نافع، قال: كان أبو نواس لي صديقا فوقعت بيني و بينه هجرة في آخر عمره، ثم بلغني وفاته فتضاعف عليّ الحزن، فبينا أنا بين النائم و اليقظان إذا أنا به فقلت: أبا (5) نواس ؟ فقال: لات حين كنية، قلت: الحسن بن هانئ ؟ قال: نعم، قلت: ما فعل اللّه عز و جل بك ؟ قال: غفر

ص: 465


1- تقرأ بالأصل «البختري» و هو خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر، ترجمته في سير الأعلام 103/18.
2- الأصل «أبو».
3- الزيادة لازمة للإيضاح.
4- الخبر في تاريخ بغداد 449/7 و انظر وفيات الأعيان 102/2-103 و أخبار أبي نواس لابن منظور ص 311.
5- بالأصل «أبو» و المثبت عن المصدرين السابقين.

لي بأبيات قلتها هي تحت ثني الوسادة. فأتيت أهله، فلما أحسوا بي أجهشوا بالبكاء، فقلت لهم: هل قال أخي شعرا قبل موته ؟ قالوا: لا نعلم. إلاّ أنه دعا بدواة و قرطاس فكتب شيئا لا ندري ما هو قلت: ائذنوا لي أدخل. قال: فدخلت إلى مرقده فإذا ثيابه لم تحرك بعد، فرفعت وسادة لم أر شيئا، ثم رفعت أخرى فإذا برقعة فيها مكتوب (1):

يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بأن عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلاّ محسن *** فمن الذي يدعو و يرجو المجرم ؟

أدعوك ربّي كما أمرت تضرّعا *** فإذا رددت يدي فما ذا يرحم ؟

ما لي إليك وسيلة إلاّ الرجا *** و جميل عفوك ثم أنّي مسلم

1477 - الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسين

أبو محمّد بن أبي الحسين (2) المزكّي، والدي رحمه اللّه

صحب الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، و سمع منه الصحيح البخاري و غيره، و استخبر له من جماعة من شيوخ العراق كأبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، و القاضي أبي بكر محمّد بن المظفّر بن بكران الشامي (3) و غيرهما، سمعت منه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبي أبو محمّد الحسن بن هبة اللّه رحمه اللّه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي - قراءة عليه، و أنا أسمع بدمشق - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا أبو زيد محمّد بن أحمد بن عبد اللّه المروزي الفقيه - قدم علينا - أنا محمّد بن يوسف الفربري، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا آدم، نا شعبة، نا معبد بن خالد، قال: سمعت حارثة بن وهب (4)،قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«تصدقوا فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها، يقول الرجل لو جئت بها بالأمس لقبلتها، فأما اليوم فلا حاجة لي بها»[3345].

ص: 466


1- الأبيات في ديوانه ص 618 و المصدرين السابقين و أخباره لابن منظور ص 311-312 و قد مرّت هذه الأبيات قريبا.
2- مختصر ابن منظور 85/7 «بن أبي الحسن».
3- ترجمته في سير الأعلام 85/19.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 424/1.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الجناري، و أبو سهل محمّد بن أحمد الحفصي، قالا: أنا أبو القاسم محمّد بن المكي ح.

و أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد (1) بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن عمر، قالا: أنا محمّد بن إسماعيل فذكره.

و أخبرناه عاليا عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان الطرازي، أنا أبو القاسم الرضوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، نا معبد بن خالد، عن حارثة بن وهب الخزاعي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«تصدقوا فإنه سيأتي عليكم زمان يحمل الرجل صدقته إلى الرجل فيقول له: لا حاجة لي فيها اليوم، و لو كنت حملتها بالأمس لقبلتها»[3346].

كان أبي رحمه اللّه و ذكر أنه كان له عند حريق الجامع عشرة أشهر فكان مولده في سنة ستين و أربعمائة، و مات ليلة الثلاثاء الحادي و العشرين من شهر رمضان سنة تسع عشرة و خمسمائة و دفن يوم الثلاثاء في مقبرة باب الصغير.

1478 - الحسن بن هلال بن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد

أبو محمّد الأزدي البزار الشاهد

سمع أبا الحسن بن عوف و غيره، و كتب كتبا كثيرة من كتب الأدب بخط حسن، و ما أظنه حدّث بشيء، توفي أبو محمّد الحسن بن هلال ليلة الخميس التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة سبع و أربعين و أربعمائة على ما بلغني.

و ذكر لي أبو محمّد بن الأكفاني: أنه مات في جمادى من هذه السنة. و اللّه تعالى أعلم.

ص: 467


1- كذا، و قد مرّ قريبا و صوابه: سعيد بن محمد بن أحمد بن محمد.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.