تاریخ مدینة دمشق المجلد 12

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الثاني عشر

تتمة حرف الحاء

ذكر من اسمه حازم

1169 - حازم بن حسين

أظنه من أهل المدينة.

حدّث عن ربيعة، عن عطاء بن يعقوب مولى ابن سباع (1)،و عمر بن عبد العزيز و وفد عليه، روى عنه الواقدي قيده أبو عبد اللّه الصوري في موضعين بالحاء المهملة، انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف إجازة، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد (2)، أنبأنا محمّد بن عمر، حدثني حازم (3) بن حسين قال: رأيت (4) عمر بن عبد العزيز بخناصرة و أتى برجل شهد عليه أنه شرب خمرا بأرض العدو فجلده ثمانين.

روى عنه الواقدي أمكنة (5) أخرى عن ربيعة بن يعقوب، عن عمر بن عبد العزيز و اللّه أعلم.

و روى الواقدي حديثا آخر عن حازم بن حسين، عن عبد الكريم بن أبي أميّة فقال خازم بالخاء المعجمة، و ذلك آخر بصري و اللّه أعلم.

ص: 3


1- ضبطت عن تقريب التهذيب.
2- طبقات ابن سعد 354/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
3- في ابن سعد:«خازم» بالخاء المعجمة.
4- غير واضحة بالأصل، و عليها إشارة، و المثبت عن ابن سعد.
5- بالأصل «مكانه».

1170 - حازم بن مالك بن بسطام

حدّث عن عبد العزيز بن الحصين.

روى عنه القاسم بن هاشم.

و هو وهم و إنما هو حماد بن مالك بن بسطام الحرستاني (1) الأشجعي، و قد صحف فيه بعض الرواة. و قد روى حمّاد عن عبد العزيز، و روى عنه القاسم بن هاشم السّمسار.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، نبأنا أحمد بن مروان، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا قاسم بن هاشم، نبأنا حازم بن مالك بن بسطام الدمشقي، نبأنا عبد العزيز بن الحصين، قال: بلغني أن عيسى بن مريم قال: من كثر كذبه ذهب جماله، و من لا حى الرّجال سقطت كرامته، و من كثر همّه سقم جسده و من ساء خلقه عذّب نفسه (2).

1171 - حازم بن أبي موسى

حكى عنه الوليد بن مسلم، انتهى.

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو محمّد هبة اللّه بن أبي الحسين الأنصاري قالا: نبأنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا [أبو] (3) عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نبأنا محمّد بن علي بن عائذ، نبأنا الوليد، قال: و حدثني حازم بن أبي موسى: أنه كان فيمن سار مع سليمان بن هشام إلى حصار سنادة الجبل و خلف العسكر في سنادة السّهل قال:

فحاصرنا سنادة الجبل نحوا (4) من أربعين ليلة (5) ليس لهم ماء إلاّ صهريج فكاتبوا سليمان على أن لا يقتل منهم أحدا و لا يفرق بين أهل البيوت، فأجابهم إلى ذلك

ص: 4


1- هذه النسبة إلى حرستا، قرية على باب دمشق قريبة منها. ذكره السمعاني و ترجم له باسم «أبي مالك حماد بن مالك بن بسطام».
2- إشارة بالأصل إلى أن هناك بياضا مقدار سطر إلا كلمة.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن الأنساب (البسري).
4- بالأصل «نحو».
5- كلمة رسمها بالأصل:«بحيرانه» تركنا مكانها بياضا.

و قفلنا غدا فتأتيهم سحابة فأمطرت على مجاري الصهريج فملته، فامتنعوا و دخلنا عنهم يأسا إلى سنادة و أمر الناس بالجهاز إلى القفل ففعلوا و أصبح الناس على ظهر يوما قد سمّاه و قال: براياته معقبا إلى داخل أرض الرّوم ليصيب عوضا مما فاته من غنائم الخمس فأتت الأجناد تتبعه و صاحوا بصوت واحد لا تريد و توجهت الأجناد إلى القفل، فكان ذلك أول معصية ظهرت لأهل الشام. قال حازم: و ابتليت دوابّ الناس بقرحة سقطت منها حوافر الدّواب فأرحل عامة الناس.

1172 - حازم مولى عمر بن عبد العزيز

حدّث عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: حمّاد بن سلمة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدّارقطني في باب حازم بالحاء: حازم مولى عمر بن عبد العزيز، روى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه حماد بن سلمة، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أمّا حازم - أوله حاء مهملة و بعدها زاي - حازم مولى عمر بن عبد العزيز حدّث عن مولاه، روى عنه حماد بن سلمة انتهى.

ص: 5


1- الاكمال لابن ماكولا 277/2.

ذكر من اسمه حامد بالحاء و الميم و الدّال المهملتان

1173 - حامد بن أحمد بن محمّد

أبو (1) أحمد المروزي و يعرف بالزّيدي (2) الحافظ (3)

و إنما عرف بذلك لأنه كان يجمع حديث زيد بن أبي أنيسة، من الحفاظ الرحالين في الحديث و الكتّابين للحديث الجوالين.

سمع بخراسان و العراق و مصر؛ و سكن طرسوس، و قد انتقى على خيثمة بن سليمان.

و حدّث عن محمّد بن العبّاس الدمشقي، و أبي (4) رجاء محمّد بن حمدوية، و أحمد بن سورة، و محمّد بن نصر بن شيبة المروزيين، و علي بن الحسن بن سالم (5)الأصبهاني.

روى عنه: أبو بكر بن إسماعيل المستملي، و أبو الحسن الدّارقطني، و أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن الثلاّج (6).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا أبو نضر بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين بن جميع - بصيدا-، أنبأنا حامد بن محمّد بن

ص: 6


1- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، عن مصادر ترجمته.
2- بالأصل «الزبيدي» و الصواب ما أثبت باعتبار ما يلي، و انظر مصادر ترجمته.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 171/8 و تذكرة الحفاظ 918/3 و سير أعلام النبلاء 369/15.
4- بالأصل:«و ابن أبي رجاء» و الصواب عن مصادر ترجمته.
5- في مصادر ترجمته: سلم.
6- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن سير أعلام النبلاء و تاريخ بغداد.

داود (1) المروزي الزّيدي أبو أحمد الحافظ ببغداد، نبأنا محمّد بن عمران بن موسى، نبأنا محمّد بن يحيى القصري، نبأنا بشر بن عفان، عن عروة بن ثابت، عن مطر الوراق، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي صلّى اللّه عليه و سلّم بثلاث: الوتر قبل النوم، و صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر، و الغسل يوم الجمعة، انتهى. كذا رواه. قال في نسبة داود و لا أراه محفوظا و اللّه تعالى أعلم.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2):نبأنا هلال بن عبد اللّه بن محمّد الطيبي و علي بن محمّد بن الحسين (3) المالكي و عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الأمين، قالوا: حدثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق - إملاء - أنبأنا أبو أحمد حامد بن أحمد بن محمّد المروزي،- قدم علينا - نبأنا أبو العبّاس، محمّد بن نصر بن شيبة الفزاري المروزي، أنبأنا أبو مالك سعيد بن هبيرة العامري، نبأنا همّام، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه تعالى يقول كل يوم أنا ربكم العزيز، فمن أراد عزّ الدارين فليطع العزيز»[2888].

أخبرنا أبو النجم أيضا، أنبأنا أبو بكر الخطيب، نبأنا محمّد بن علي الصوري، أنبأنا محمّد بن عبد الرحمن الأزدي، نبأنا ابن مسرور، نبأنا أبو سعيد بن يونس حينئذ، و كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: حامد بن محمّد المروزي يكنى أبا أحمد و يعرف بالزّيدي قدم مصر - زاد ابن مندة ذلك و كتاب بها فقالا:- و كان كتّابة للحديث، و كان يحفظ و يفهم و كتب عنه و خرج إلى بغداد فمات بها في شهر رمضان سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة فيما قرأت عليه عن أبي زكريا عبد الرّحيم بن أحمد حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس، أنبأنا أبو زكريّا حينئذ، و أخبرنا أبو الحسين بن سلامة بن يحيى، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأنا رشأ بن نظيف، قالا: نبأنا عبد العزيز بن سعيد في

ص: 7


1- كذا ورد اسمه هنا بالأصل. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى إنكاره.
2- تاريخ بغداد 171/8.
3- تاريخ بغداد: الحسن.

باب الزيدي قال: أبو أحمد المروزي الزيدي الحافظ و اسمه حامد بن محمّد. قال أبو زكريا البخاري فقال إنه عني بجمع حديث زيد بن أبي أنيسة نسب إليه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أمّا الزيدي ممن ينسب إلى زيد أبو أحمد المروزي الزيدي الحافظ و هو حامد بن محمّد، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):حامد بن أحمد بن محمّد بن أحمد [أبو أحمد] (3) المروزي، المعروف بالزّيدي كان له عناية بحديث زيد بن أبي أنيسة و جمعه و طلبه فنسب (4) إليه، و سكن طرسوس ثم قدم بغداد و حدّث بها عن أبي رجاء محمّد بن حمدوية، و أحمد بن سورة، و محمّد بن نصر بن شيبة المراوزة، و عن علي بن الحسن بن سالم (5) الأصبهاني، و محمّد بن العبّاس الدمشقي، روى عنه محمّد بن إسماعيل، و الدارقطني و ابن الثلاج، و كان ثقة مذكورا بالفهم و موصوفا بالحفظ ، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، حدثنا و أبو النجم الشّيحي، أنبأنا أبو بكر الخطيب (6)،حدثني عبيد اللّه بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمّد بن جعفر أن أبا أحمد الزّيدي الحافظ مات في سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، انتهى، قال الخطيب: و كذلك قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه، و قرأت في كتاب محمّد بن علي بن عمر بن الفياض:

توفي أبو أحمد الزيدي في شهر رمضان من سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة. قال الخطيب و هو القول الأصح، و بلغني أن أبا أحمد كان مولده في سنة اثنتين (7) و ثمانين [و مائتين].

1174 - حامد بن سهل بن الحارث

أبو محمّد البخاري

سمع بدمشق و غيرها [هشام] بن عمّار و دحيما، و عبد الوهّاب بن الضحاك،

ص: 8


1- الاكمال لابن ماكولا 144/4 و 145 و ذكره فيمن نسب إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم.
2- تاريخ بغداد 171/8.
3- الزيادة عن تاريخ بغداد.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل: فنسيت.
5- تاريخ بغداد: سلم.
6- تاريخ بغداد 171/8.
7- بالأصل: اثنين.

و زهير بن عبّاد، و عمرو بن عثمان الحمصي، و حرملة، و الرّبيع بن سليمان، و أحمد بن منيع، و عيسى بن حمّاد، و محمّد بن عبد الأعلى الصّنعاني، و محمّد بن يحيى الأشعري، و قتيبة بن سعيد، و إبراهيم بن يوسف البلخي، و أبا مصعب الزهري، و أحمد بن عبدة الضّبيّ ، و عمران بن موسى الفرار.

روى عنه: أبو حاتم سهل بن السّري البخاري، و محمّد بن أحمد بن أبي حامد البخاري، و أحمد بن أحمد بن حمدان، و أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدوية، و خلف بن محمد الخيام، و أحمد بن نضر بن محمّد بن أشكاب البخاريون، و أبو عمرو محمّد بن محمّد بن صابر (1)،انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد بن أحمد بن أبي حامد البخاري، نبأنا حامد بن سهل الثّغري، نبأنا هشام بن عمّار، نبأنا محمّد بن شعيب بن شابور، أخبرني معاذ بن رفاعة، عن أبي عبد الملك يعني علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة عن حمزة عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يرزقني مالا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه» ثم ذكر الحديث بطوله لم يزد عليه[2889].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، قال: قرأت بخطّ أبي عبد اللّه الغنجار (2) البخاري سمعت أبا صالح خلف بن محمّد يقول توفي حامد بن سهل سنة سبع و تسعين و مائتين (3).

1175 - حامد بن محمّد بن خليل بن بحر

1175 - حامد بن محمّد بن خليل (4) بن بحر

أبو العبّاس النّسوي

سكن دمشق، و حدّث بها عن أبي نصر أحمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي اللّبّاد.

ص: 9


1- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 328/16.
2- و اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، انظر ترجمته في سير الأعلام 304/17.
3- زيد في سير أعلام النبلاء ترجمته 51/14 «و كان من أبناء الثمانين».
4- في مختصر ابن منظور:«حامد.» و سيأتي أثناء الترجمة «حامد» و ليس «خليل».

حدّثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو العبّاس حامد بن محمّد بن حامد النسوي - بقراءتي عليه - أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد الشيرازي الواعظ لفظه بمصر، نبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن أحمد بن محمّد بن الليث الخطيب بشيراز، أنبأنا أبو بكر أحمد بن أبي بكر أحمد بن محمّد الخرقي بأصبهان - إملاء - نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم الرازي، نبأنا يونس بن عبد الأعلى، نبأنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو (1) بن الحارث أن دراجا (2) حدّثه عن الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«من تواضع للّه عزّ و جلّ درجة يرفعه اللّه تعالى درجة، و من يتكبّر على اللّه تعالى درجة يضعه اللّه تعالى درجة، حتى يجعله في أسفل السّافلين»[2890].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العبّاس بن قتيبة نبأنا حرملة بن عبد اللّه بن يحيى، أنبأنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا حدّثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«من يتواضع للّه درجة يرفعه اللّه درجة حتى يجعله في أعلى عليين، و من يتكبّر على اللّه درجة يضعه اللّه درجة حتى يجعله في أسفل السّافلين» انتهى، رواه ابن ماجة (3) في سننه عن حرملة[2891].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو العبّاس الفسوي، أنبأنا أبو نصر الواعظ ، أخبرتنا (4) رابعة بنت أحمد بن الدجاج الأصبهانية - بها - أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا محمّد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، نبأنا أبو إسحاق الفزاري، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمر، قال:

ص: 10


1- بالأصل «عمر» و الصواب «عمرو» انظر ترجمة دراج في تهذيب 124/2.
2- هو دراج بن سمعان، أبو السمح المصري القاص مولى عبد اللّه بن عمرو، مستقيم الحديث توفي سنة 126 (الكاشف) و تهذيب التهذيب 124/2.
3- سنن ابن ماجة،37 كتاب الزهد ح رقم 4176.
4- بالأصل: أخبرنا.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«رضى اللّه في رضى الوالد، و سخط اللّه تعالى في سخط الوالد»[2892].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو عبد اللّه الخلال و أمّ المجتبى العلوية، قالا:

أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر المقرئ، أنبأنا أبو يعلى فذكر مثله.

أخبرنا أبو بكر بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز الكتاني قال: سنة أربع و ستين و أربع مائة فيها توفي حامد بن محمّد الفسوي في ربيع الأوّل حدّث عن أبي نصر أحمد بن الحسين الشيرازي الواعظ الذي كان بمصر قال: أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني في موضع آخر توفي أبو العبّاس حامد بن محمّد الفسوي في شهر ربيع الأوّل سنة أربع و ستين فيها مات و دفن بباب الصغير.

1176 - حامد بن ملهم

أبو الجيش القائد

ولي إمرة دمشق من قبل الملقب بالحاكم في سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة بعد علي بن جعفر بن فلاح، فوليها حامد سنة و أربعة أشهر و نصف، ثم عزل بأبي عبد اللّه بن محمّد بن نزال و كان ممدحا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو عبد اللّه الصّوري، أنشدني أبو محمّد عبد المحسن بن محمّد بن أحمد الصّوري، لنفسه في أبي الجيش حامد بن ملهم و قد جلس في مجلس ما بين بستان لدّ و بين بحيرة طبرية فقال فيه عبد المحسن:

أبلغا عني أبا الجيش أمير الجيش أمرا

إنّ لي فيك و في مجلسك الليلة فكرا

من رأى جودك فياضا و أخلاقك زهرا

ظن بين البحر و بين البستان بستانا و بحرا

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني ممّا نقله من خطّ أبي الحسين الميداني قال:

و جاءت الولاية لحامد بن ملهم تسلّم ذلك لخمس و عشرين ليلة خلت من رجب سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة.

ص: 11

1177 - حامد بن يوسف بن الحسين

أبو أحمد التّغلبي (1)

دخل دمشق زائرا لبيت المقدس، و حدّث بدمشق و حلب: عن أبي عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أحمد البيهقي نزيل بيت المقدس، و أبي حكيم عبد اللّه بن إبراهيم بن عبد اللّه الخبري (2)،و أبي الفضل محمّد بن عبد اللّه الآبنوسي، و أبي بكر محمّد بن الحسن بن أبي جيد البشنوي و سمع منه ببيت المقدس، و أبي طاهر محمّد بن أحمد بن الصقر الأنباري.

حدثنا عنه أبو القاسم بن السّوسي و كان خروجه من دمشق سنة ثلاث و ثمانين و أربعمائة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنبأنا أبو أحمد حامد بن يوسف بن الحسين التغلبي، قدم علينا دمشق سنة اثنين و ثمانين و أربعمائة، أنبأنا أبو حكيم عبد اللّه بن إبراهيم الفرضي، أنبأنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، أنبأنا عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ ، نبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا هدبة بن خالد، نبأنا مبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس أن رجلا قال: يا رسول اللّه إني أحبّ فلانا في اللّه عزّ و جل قال:«فأخبرته»؟ قال: لا، قال:«قم فأخبره» قال: فلقيه فقال: إني أحبّك في اللّه يا فلان، فقال له: أحبّك الذي أحببتني له[2893].

ص: 12


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و رسمها: التنلسبي و المثبت عن مختصر ابن منظور 177/6.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 558/18.

ذكر من اسمه حباب

اشارة

ذكر من اسمه حباب (1)

بالحاء (2) المهملة

1178 - حباب الكعبي

1178 - حباب (3) الكعبي

أبو أم معمر لبنى صاحبة قيس بن ذريح، وفد على معاوية شاكيا لقيس حتى أهدر معاوية دم قيس إذا لم يلين، له ذكر، انتهى.

1179 - حبّال بن عمر الكلبي بن عمر بن منصور بن جمهور

1179 - حبّال (4) بن عمر الكلبي بن عمر بن منصور بن جمهور

كان فيمن سعى في قتل الوليد بن يزيد و البيعة لابن عمّه يزيد بن الوليد، هو من أهل قرية المزّة، له ذكر.

1180 - حبّان بن عبد اللّه الطوسي

حدّث بجبيل من ساحل دمشق، عن أبي بكر محمّد بن خلاّد البابلي.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن إسحاق الرازي، انتهى.

قرأت على أبي المكارم الأزدي، عن نصر بن إبراهيم القرشي المقدسي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن يوسف النحوي، نبأنا عيسى بن عبد اللّه المصاحفي، أخبرني علي بن جعفر بن محمّد الرازي، نبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا محمّد بن إسحاق، نبأنا حبّان بن عبد اللّه الطوسي بجبيل، نبأنا أبو بكر بن خلاّد، قال: سمعت ابن عيينة يقول لما خرج زيد بن علي أقفل أهل منصور على منصور الباب.

ص: 13


1- رسمت بالأصل «خباب» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «بالخاء المعجمة».
3- بالأصل «جباب».
4- بالأصل «خبال».

1181 - حبّان بن موسى بن حبّان بن موسى

1181 - حبّان (1) بن موسى بن حبّان بن موسى (2)

أبو (3) محمّد الخلالي

حدّث عن زكريا بن يحيى السّجزي، و أبي أيّوب سليمان بن عبد اللّه بن عبد الرحمن.

كتب عنه أبو الحسين الرازي و روى عنه ابن ابنه أبو الفرج العبّاس بن محمّد بن حبّان، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نبأنا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - نبأنا أبو الحسن علي بن الحسين الرّبعي، الحافظ ، نبأنا أبو الفرج العبّاس بن محمّد بن حبّان (4) بن موسى بن حبّان بن موسى، نبأنا جدي حبّان بن موسى، نبأنا زكريا بن يحيى السّجزي، نبأنا أبو معمر و قتيبة، قالا: نبأنا إسماعيل بن جعفر، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن سعد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يمسح على الخفين انتهى.

أخبرناه عاليا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنبأنا أبو طاهر بن خزيمة، أنبأنا جدي، أنبأنا علي بن حجر، نبأنا إسماعيل، نبأنا موسى بن عقبة، عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر، عن أبي سلمة بن أبي عبد الرحمن، عن سعد بن أبي وقاص، قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن المسح على الخفين فقال:«لا بأس به»[2894].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري، انتهى.

و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنبأنا أبو زكريا، حدثنا عبد الغني بن سعيد (6)،قال في باب حبّان بكسر الحاء حبّان بن موسى

ص: 14


1- ضبطت بالقلم بالأصل بالفتح، و تشديد الباء و الضبط عن تقريب التهذيب.
2- الزيادة عن مختصر ابن منظور 177/6.
3- في تهذيب التهذيب:«الكلابي، أبو محمد الدمشقي» و في سير أعلام النبلاء 11/11 «الكلاعي الدمشقي».
4- ضبطت بالأصل بالفتح.
5- بالأصل «الخيروردي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
6- بالأصل «سعد» انظر ترجمته في سير الأعلام 268/17.

الدمشقي متأخر، عن زكريا بن يحيى السّجزي، روى عنه ابن ابنه العبّاس بن محمّد بن حبّان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما حبّان - بكسر الحاء - حبّان بن موسى بن حبّان أبو محمّد الدّمشقي متأخر يروي عن زكريا بن يحيى السّجزي، حدث عنه ابن ابنه العبّاس بن محمّد بن حبّان، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، نبأنا بكر بن محمّد بن العمري، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة فيها مات حبّان بن موسى انتهى.

قرأت بخطّ أبي الحسين بن أحمد و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه من شيوخ مدينة دمشق و هو أبو محمّد حبّان بن موسى بن حبّان بن موسى بن الكلابي مات في ربيع الأوّل سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة.

1182 - حبة بن سلامة الكلبي

من أصحاب يزيد بن الوليد، شهد بعض حروبه و أبلى فيها. له ذكر.

ص: 15


1- الاكمال لابن ماكولا 307/2 و 310.

ذكر من اسمه حبيب

1183 - حبيب بن أوس بن الحارث

ابن قيس بن الأشج بن يحيى بن مزينا بن سهم

ابن خلّجان الكاتب بن مروان بن دجانة بن زبر بن سعيد

ابن كاهل بن عامر (1).و يقال: ابن عمر بن عدي بن عمرو بن طيّئ

أبو تمّام الطائي الشاعر (2)

من أهل قرية جاسم من حوران، مدح الخلفاء و الأمراء فأحسن.

و حدّث عن صهيب بن أبي الصهباء الشاعر، و العطّاف بن هارون، و كرامة بن أبان العدوي، و أبي عبد الرحمن الأموي، و سلامة بن جابر النهدي، و محمّد بن خالد الشيباني.

روى عنه: خالد بن يزيد الشاعر، و أبو العوف بن الوليد بن عبادة البختري، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عتاب، و أحمد بن أبي طاهر العبدوي البغدادي.

و كان أسمرا طويلا فصيحا حلو الكلام فيه تمتمة يسيرة، و ولد سنة ثمان و ثمانين و مائة، و يقال: سنة تسعين و مائة، انتهى.

أخبرنا() (3)،أنبأنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم بن

ص: 16


1- في نسبه اختلاف، انظر مصادر ترجمته.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 248/8 الأغاني 383/16 وفيات الأعيان 11/2 الوافي بالوفيات 292/11 سير أعلام النبلاء 63/11 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
3- ثلاث كلمات غير واضحة، تركنا مكانها بياضا.

نصر النّسفي، أنبأنا عبد الحي بن عبد بن موسى الجوهري الشاعر ببخارى، أنبأنا أبي أبو الحسن الشاعر، حدثني أبو علي المفضل بن الفضل الشاعر، نبأنا خالد بن يزيد الشاعر، حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر حدثني صهيب بن أبي الصّهباء الشاعر، حدثني الفرزدق همام بن غالب الشاعر، حدثني عبد الرّحمن بن ثابت الشاعر حدثني حسان بن ثابت الشاعر قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا حسّان، اهجهم و جبريل معك»[2895].

و قال:«إنّ من الشعر حكمة»[2896[.

و قال لي:«إذا حارب أصحابي بالسّلاح فحارب أنت باللّسان»، انتهى[2897].

أخبرناه أبو القاسم بن إبراهيم و أبو الحسن بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا: حدثنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطي - من كتابه في سنة ثلاث و عشرين و أربعمائة-، أنبأنا عبد اللّه بن موسى السّلامي الشاعر - بفائدة بن أبي بكير (2)-حدثني أبو علي مفضل بن الفضل الشاعر، حدثني خالد بن يزيد الشاعر، حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر حدثني صهيب بن أبي الصّهباء الشاعر، حدثني الفرزدق الشاعر، حدثني عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت الشاعر، حدثني أبي حسّان بن ثابت الشاعر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اهج المشركين و جبريل معك» و قال لي:«إنّ من الشعر حكمة» انتهى[2898].

قال الخطيب أفدت هذا الحديث عن أبي العلاء جماعة من أصحابنا البغداديين [و الغرباء مع تعجبي] (3)،فإن عبد اللّه بن موسى السلامي صاحب عجائب و ظرائف و كان موطنه وراء نهر جيحون، و حدّث ببخارى و سمرقند و تلك النواحي، و لم ألق بخراسان من سمع منه، و لا علمت أنه قدم بغداد. فلمّا حدثني عنه أبو العلاء جوّزت أن يكون ورد إلينا حاجّا فظفر به أبو عبد اللّه بن بكير و سمع منه أبو العلاء منه، و لم يتسع له

ص: 17


1- الخبر في تاريخ بغداد 98/3 في ترجمة 1094 محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب أبي العلاء الواسطي.
2- في تاريخ بغداد «ابن بكير» و انظر ترجمته في تاريخ بغداد 13/8 و سير الأعلام 8/17.
3- بالأصل بعد كلمة البغداديين إشارة إلى شيء ما، و تبين أن ثمة نقص في العبارة، استدركنا السقط بين معكوفتين عن تاريخ بغداد 98/3.

المقام حتى يروي ما يشتهر به حديثه و تظهر عندنا رواياته، فلما كان في سنة سبع (1)و عشرين و أربعمائة وقع إليّ خريطة أبي عبد اللّه بن بكير كان قد جمع فيه أحاديث مسندة لجماعة من الشعراء و كتبها بخطه فوجدت في جملتها بخط ابن بكير: حدّثني الحسين (2) بن علي بن طاهر أبو علي الصّيرفي، أخبرنا عبد اللّه بن موسى السلامي الشاعر بالحديث الذي ذكرته عن أبي العلاء، عن السلامي بعينه بسياقه و لفظه. و كان في الجزء الآخر حديث عن ابن (3) طاهر الصيرفي أيضا عن السلامي الشاعر مشافهة و إجازة أيضا عن السلامي ذكر ابن طاهر أن السلامي أخبرهم به مناولة فأوقفت على كتاب ابن بكير جماعة من شيوخنا و أصحابنا و شرحت هذه القصة لأبي القاسم التنوخي فاجتمع مع أبي العلاء و قال له: أيّها القاضي لا ترو (4) عن عبد اللّه بن موسى السلامي فإن هذا الشيخ حدّث بنواحي بخارى و لم يرد بغداد. فقال أبو العلاء ما رأيت هذا السلامي و لا أعرفه، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس، حدثنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (6):حبيب بن أوس، أبو تمام الطائي الشاعر شامي الأصل كان بمصر في حداثته (7) يسقي الماء في المسجد الجامع، ثم جالس الأدباء و أخذ عنهم، و تعلم منهم، و كان فطنا فهما، و كان يحبّ الشعر، فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر فأجاد، و شاع ذكره و سار شعره حتى بلغ المعتصم (8)،فحمله إليه و هو بسرّمن رأى، فعمل أبو تمام فيه قصائد عدة، و أجازه المعتصم، و قدّمه على شعراء وقته و زمانه و عصره، و قدم إلى بغداد فجالس بها الأدباء و عاشر العلماء، و كان موصوفا بالظرف و حسن الأخلاق، و كرم النفس. و قد روى عنه أحمد بن أبي طاهر و غيره أخبارا مسندة. و هو حبيب بن

ص: 18


1- في تاريخ بغداد: تسع.
2- في تاريخ بغداد: الحسن.
3- بالأصل «أبي» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل: تروي.
5- بالأصل «الحسين» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
6- تاريخ بغداد 248/8.
7- عن تاريخ بغداد و بالأصل «حداثة».
8- في تاريخ بغداد: و بلغ المعتصم خبره.

أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن مزينا بن سهم بن خلجان (1) بن مروان بن [دفافة بن مرّ بن] (2) سعد بن كاهل بن عمرو بن عدي بن عمر (3) بن الحارث بن طيّئ - و اسمه جلهم - بن أدد بن زيد (4) بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الرازي - بالاسكندرية - أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم الصّوّاف، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن يحيى بن علي بن يحيى المنجم - بغدادي، بمصر - نبأنا محمّد بن الحسن المقرئ، نبأنا أبو الحسين أحمد بن سليمان المعبدي، نبأنا أحمد بن أبي طاهر، نبأنا يحيى بن صالح أبو الوليد قال: رأيت أبا تمام الطّائي حبيب بن أوس - بدمشق - غلاما يعمل مع قزاز كان أبوه خمارا بها، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدثنا أبو النجم الشّيخي، أنبأنا أبو بكر الخطيب (5):أخبرني علي بن أيّوب القمي، أنبأنا أبو عبيد اللّه المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى الصّولي قال: قال قوم: إنّ أبا تمام هو حبيب بن تروس (6) النصراني فغيّر فصيّر أوسا.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا أبو علي الجازري حينئذ.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نبأنا و أبو النجم الشّيحي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أحمد بن عمر بن روح النّهرواني، قالا: نبأنا المعافى بن زكريا (7)، نبأنا محمّد بن محمود الخزاعي، نبأنا علي بن الجهم، قال: كان الشعراء يجتمعون كل جمعة في القبة المعروفة بهم من جامع المدينة، فيتناشدون الشعر، و يعرض كل واحد

ص: 19


1- تاريخ بغداد: ملحان.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد: عمرو.
4- بالأصل «يزيد» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد 249/8.
6- كذا، و في تاريخ بغداد:«بدوس» و في مختصر ابن منظور 178/6: تدوس.
7- الخبر في المجلس الصالح الكافي 265/2 و تاريخ بغداد 249/8 نقلا عن المعافى بن زكريا.

منهم على أصحابه ما أحدث [من القول] (1) بعد مفارقتهم في الجمعة التي قبلها.

فبينما أنا في جمعة من تلك الجمع، و دعبل و أبو الشيص، و ابن أبي فنن (2)، مجتمعون، و الناس يستمعون إنشاد بعضنا (3) بعضا، أبصرت شابا في أخريات الناس، جالسا في زي الأعراب و هيئتهم فلما قطعنا الإنشاد قال لنا: قد سمعت إنشادكم منذ اليوم، فاسمعوا إنشادي قلنا: هات، فأنشدنا (4):

فحواك عين على نجواك يا مذل *** حتام لا يتقضّى قولك الخطل

فإن أسمج من يشكو إليه هوى *** من كان أحسن شيء عنده العذل

ما (5) أقبلت أوجه اللّذات سافرة *** مذ أدبرت باللّوى أيامنا الأول

إن شئت أن لا ترى صبرا لمصطبر *** فانظر على أيّ حال أصبح الطّلل

كأنما جاد مغناه فغيره *** دموعنا يوم بانوا، فهي تنهمل

و لو ترانا و إياهم و موقفنا *** في موقف البين لاستهلالنا زجل

من حرقة أطلقتها (6) فرقة أسرت *** قلبا، و من عذل (7) في نحره عذل

و قد طوى الشوق في أحشائنا بقر *** عين طوتهنّ في أحشائها الكلل

ثم مرّ فيها حتى انتهى إلى قوله في مدح المعتصم:

تغاير الشعر فيه إذ سهرت له *** حتى ظننت قوافيه ستقتتل (8)

قال: فعقد أبو الشّيص عند هذا البيت خنصره ثم مرّ فيها إلى آخرها، فقلنا: زدنا فأنشدنا:

دمن ألمّ بها فقال سلام *** كم حلّ عقدة صبره الإلمام (9)

ص: 20


1- الزيادة عن الجليس الصالح و تاريخ بغداد.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن المصدرين السابقين.
3- بالأصل «بعضا» و المثبت عن المصدرين السابقين.
4- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 214 من قصيدة يمدح المعتصم، و الجليس الصالح و تاريخ بغداد.
5- هذا البيت و الذي يليه سقطا من الجليس الصالح.
6- الجليس الصالح: أطاعتها.
7- الديوان: غزل.
8- و هو البيت الثامن عشر من القصيدة، و بالأصل «شهدت» و المثبت «سهرت» عن المصادر.
9- مطلع قصيدة يمدح المأمون، ديوانه ص 263 و عجزه في الجليس الصالح: كم جلّ عقد ضميره الالمام

ثم أنشدها إلى آخرها، و هو يمدح فيها المأمون فاستزدناه فأنشدنا قصيدته التي أوّلها (1):

قدك اتئب أربيت في الغلواء *** كم تعذلون و أنتم سجرائي

حتى انتهى إلى آخرها. فقلنا له: لمن هذا الشعر؟ قال: لمن أنشدكموه. قلنا:

و من تكون ؟ قال: أنا أبو تمام حبيب بن أوس الطائي فقال له أبو الشيص: تزعم أنّ هذا الشعر لك و تقول:

تغاير الشعر فيه إذ سهرت (2) له *** حتى ظننت قوافيه ستقتتل

قال: نعم، لأني سهرت في مدح ملك، و لم أسهر في مدح سوقة، فرفعناه حتى صار معنا في موضعنا و لم نزل نتهاداه بيننا، و جعلناه كأحدنا، و اشتد إعجابنا لدماثته و ظرفه و كرمه و حسن طبعه و جودة شعره، و كان ذلك اليوم أول يوم عرفناه فيه، ثم تراقت حاله حتى كان من أمره ما كان.

- زاد ابن كادش: قال القاضي (3):قول أبي تمام:

يا مذل، المذل: الفتور و الخدر.

قال الشاعر:

و إن مذلت رجلي دعوتك أشتكي *** بدعواك من مذل بها فيهون (4)

و قوله:

حتى ظننت قوافيها ستقتتل

أسكن الياء و حقّها النصب لضرورة الشعر، و قد جاء مثله في كثير من العربية، و من ذلك قول الأعشى (5):

ص: 21


1- مطلع قصيدة يمدح يحيى بن ثابت ديوانه ص 14.
2- بالأصل «شهدت».
3- هو القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي، و تتمة الخبر في كتابه 267/2.
4- البيت في اللسان (مذل) و لم ينسبه و باختلاف الرواية، و سكّن الذال في مذل للضرورة.
5- البيت في ديوان الأعشى ط بيروت ص 44.

فتى لو ينادي الشّمس ألقت قناعها *** أو القمر السّاري لألقى المقالدا

و قال رؤبة فيه أيضا:

كأن أيديهنّ بالقاع القرق *** أيدي جوار يتعاطين الورق

و قد قرأ بعض النحويين من القرّاء حرفا في القرآن على هذه اللغة في رواية انتهت إلينا عنه و ذلك أن أبي حدثنا قال: حدثنا محمّد بن معاذ بن قرة الهروي، نبأنا علي بن خشرم، قال: سمعت الكسائي يقرأ: وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوٰالِيَ مِنْ وَرٰائِي (1)قال و أنشد أبو داود السّنجي:

كأن أيديهن بالقاع القرق *** أيدي جوار يتعاطين الورق

و المعروف في هذا الموضع من التلاوة قراءتان إحداهما وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوٰالِيَ يعني قلة الموالي، و الموالي في هذه القراءة ساكنة و هي في موضع رفع بالفعل.

رويت هذه القراءة عن عثمان بن عفان و عدد من متقدمي القرّاء.

الثانية: وَ إِنِّي خِفْتُ من الخوف، الموالي بالنصب أو هي مفعول بها. و هذا باب واسع مستقصى في كتبنا المؤلفة في علوم التنزيل و التأويل، و المعروف مما نقله رواة الشعر في بيت الأعشى:

فتى لو ينادي الشّمس ألقت قناعها *** أو القمر الساري لألقى المقالدا

فيه وجهان من التفسير: أحدهما أن تكون من الدّعاء و المناداة، و المعنى أنه لو دعاها لأجابته مذعنة طائعة، و الآخر: أن يكون المعنى: لو جالسها في النديّ و النادي.

و رواه أبو العبّاس محمّد بن يزيد النحوي (2):لو يباري من المباراة و هي المعارضة، و العرب تقول: فلان يباري الريح: أي يعارضها. قال طرفة (3):

تباري عناقا ناجيات و أتبعت *** وظيفا [وظيفا] (4) فوق مور معبّد

قدك: معناه خشيتك (5)،كما قال النابغة:

ص: 22


1- سورة مريم، الآية:5.
2- انظر الكامل للمبرد 902/2.
3- البيت من معلقته ديوانه ص 22.
4- سقطت من الأصل و الزيادة عن ديوانه.
5- في الجليس الصالح: حسبك.

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا *** إلى حمامتنا إذ نصفه فقد (1)

و معنى اتئب: استحي، أربيت: زدت. في الغلواء معناه مأخوذ من الغلو و تجاوز الحد، كما قال الشاعر.

إلاّ كناشرة الذي ضيّعتم *** كالغصن في غلوائه المتثبت (2)

و السجراء بالسين المهملة جمع سجير، و هو القريب و الولي، فأما الشجراء بالشين المعجمة جمع شجير و هو البعيد و المعدوم (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدثنا و أبو النجم الشيحي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني علي بن أيّوب القمي، أنبأنا محمّد بن عمران الكاتب، أخبرني الصولي، حدثني الحسين بن إسحاق قال (4):قلت للبحتري: الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمام، قال: و اللّه ما ينفعني هذا القول و لا يضر أبا تمام، و اللّه ما أكلت الخبز إلاّ به و لوددت أن الأمر كما قالوا و لكني و اللّه تابع له، لائذ به آخذ منه كما قلت:

نسيمي يركن عند هوائه *** و أرضي منخفض عند سمائه

قال (5):و أخبرني علي بن أيوب، أنبأنا محمّد بن عمران، أخبرني محمّد بن يحيى الصّولي، حدثني أبو العباس عبد اللّه بن المعتز قال: حدث إبراهيم بن المدبر - فرأيته يستجيد شعر أبي تمام و لا يوفيه حقه - بحديث حدثنيه أبو عمرو بن أبي الحسن الطوسي، و جعلته مثلا له، قال: بعثني أبي إلى ابن الأعرابي لأقرأ عليه أشعارا، و كنت معجبا بشعر أبي تمام، فقرأت عليه من أشعار هذيل، ثم قرأت عليه أرجوزة لأبي تمام [على] (6) أنها لبعض شعراء هذيل:

و عاذل عذلته في عذله *** فظنّ أني جاهل لجهله (7)

ص: 23


1- ديوانه ص 35.
2- عجزه في اللسان غلا برواية: كالغصن في غلوائه المتأود
3- في الجليس الصالح: و العدو.
4- الخبر في الأغاني 40/21.
5- تاريخ بغداد 250/8-251.
6- زيادة عن تاريخ بغداد.
7- ديوانه ط بيروت ص 533 من أرجوزة قالها في صالح بن عبد اللّه الهاشمي.

حتى أتممتها، فقال: اكتب لي هذه، فكتبتها ثم قلت له: أ حسنة هي ؟ قال: ما سمعت بأحسن منها، قلت: لأنها لأبي تمام ؟ قال: حرق حرق (1)،قال ابن المعتز:

و هذا الفعل من العلماء مفرط القبح، لأنه يجب أن لا يدفع إحسان محسن، عدوا كان أو صديقا، و أن تؤخذ الفائدة من الرفيع و الوضيع، فإنه يروى عن علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه أنه قال: الحكمة ضالّة المؤمن، فخذ ضالّتك و لو من أهل الشرك، و يروى عن بزرجمهر أنه قال: أخذت من كل شيء أحسن ما فيه، حتى انتهيت إلى الكلب، و الهر، و الخنزير، و الغراب، فقيل له: و ما أخذت من الكلب ؟ قال: إلفه لأهله، و ذبّه عن حريمه، قيل له: فمن الغراب ؟ قال: شدة حذره، قيل له: فمن الخنزير؟[قال]:

بكوره في إرادته قيل: فمن الهر؟ قال: حسن رفقها عند المسألة و لين صياحها، انتهى.

قرأت خط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، قال: أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الشرقي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي، نبأنا محمّد بن يزيد بن عبد الأكبر، قال: قدم عمارة بن عقيل إلى بغداد، فاجتمع الناس إليه، و كتبوا شعره، و سمعوا منه، و عرضوا عليه الأشعار، فقال له بعضهم: هاهنا شاعر يزعم قوم أنه أشعر الناس طرا، و يزعم غيرهم أنه ضدّ ذلك، فقال: أنشده لي، فأنشدوه (2):

غدت تستجير الدمع خوف نوى غد *** و عاد قتادا عندها كل مرقد

و أنقذها من غمرة الموت إنّه *** صدود فراق لا صدود تعمّد

فأجرى لها الاشفاق دمعا موردا *** من الدر (3) يجري فوق خدّ مورّد

هي البدر يغنيها تودّد وجهها *** إلى كلّ من لاقت و إن لم تودّد

ثم قطع المنشد فقال له عمارة: زدنا من هذا، فوصل نشيدا و قال:

و لكنني لم أجد (4) وفرا مجمعا *** ففزت به إلاّ بشمل مبدّد

و لم تعطني الأيام نوما مسكنا *** ألذّ به إلاّ بنوم مشرّد

ص: 24


1- تاريخ بغداد: خرّق خرّق.
2- الأبيات في ديوانه ص 98 من قصيدة يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف الطائي.
3- في الديوان: الدم.
4- الديوان: لم أحو.

فقال عمارة: للّه دره لقد تقدم في هذا المعنى جميع ما سبقه من القول، على كثرة القول فيه حتى تحبب الاغتراب، هيه فأنشده (1):

و طول مقام المرء بالحي مخلق *** لديباجتيه فاغترب تتجدّد

فإني الشمس الشمس زيدت محبة *** إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد

فقال عمارة: كمّل و اللّه، إن كان الشعر بجودة اللفظ [و] حسن المعاني و اطراد المرادف، و استواء الكلام، فصاحبكم هذا أشعر (2) الناس، و إن كان بغيره فلا أدري.

أخبرنا أبو العز كادش - إذنا و مناولة و إسناده علي حينئذ - و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نبأنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر الخطيب قالا (3):أنبأنا أبو علي محمّد بن الحسين بن محمّد الجازري، نبأنا المعافا بن زكريا، نبأنا محمّد بن يحيى الصولي، نبأنا محمّد (4) بن موسى بن حمّاد قال: سمعت علي بن الجهم و ذكر و قد ذكر دعبلا فكفّره و لعنه و قال: كان قد أغرى بالطعن على أبي تمام و هو خير منه دينا و شعرا فقال له رجل: لو كان أبو تمام أخاك ما زاد على كثرة وصفك له، فقال: إلاّ يكن أخا بالنسب، فإنه أخ بالأدب و الدين و المروءة، أ و ما سمعت قوله في طيّئ:

إن يكن مطرف الاخاء فإننا *** نغدوا و نسري في إخاء تالد

أو يختلف بالوصال (5) فماؤنا *** عذب تحدّر من غمام واحد

أو يفترق نسب يؤلف بيننا *** أدب أقمناه مقام الوالد

أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ إسناده علي و قال: اروه عني، و ناولني إياه، أنبأنا أبو علي الجازري، أنبأنا المعافا زكريا القاضي قال (6):و كنت يوما جالسا في دار أمير المؤمنين القادر باللّه و بالحضرة جماعة من أماثل شعراء زماننا و منهم من له حظ من أنواع الأدب و تصرف في نقد الشعر و معرفة بأعاريضه و قوافيه، و خاصته و خواصه

ص: 25


1- من القصيدة السابقة الديوان ص 98.
2- بالأصل:«شعر».
3- تاريخ بغداد 251/8 نقلا عن المعافى بن زكريا، و الخبر في كتاب الجليس الصالح الكافي 438/1.
4- في الجليس الصالح: حدثنا موسى بن محمد بن موسى بن حماد.
5- في المصدرين: ماء الوصال.
6- الخبر في الجليس الصالح الكافي 208/2.

و معانيه، و ما يمتنع منه و ما يجوز فيه، فأفاضوا في هذه الوجوه إلى أن انتهوا إلى ذكر أبي تمام و مسلم بن الوليد، و قال كل واحد منهم في تجميل أوصافهما، و ترتيب أشعارهما بما حضره، فلم أصغ كل الإصغاء إلى ما أتوا (1) به من ذلك، إذ لم يجر على قصد التحقيق و ظهر منهم أو من بعضهم تشوّف إلى أن آتي بما عندي من ذلك، فقلت: أبو تمام له التقدم في أحكام الصنعة و حبك (2) الألفاظ المطابقة المستعذبة، و إبداع المعاني اللطيفة المستغربة، و الاستعارة (3) المتقبلة، الغريبة، و التشبيهات الواضحة العجيبة، و مسلم له الطبع و قرب المأخذ، فتقبّلوا هذا و أعجبوا به و أظهروا استحسانه و الاغتباط باستفادته، ثم حضرني بعض من يتعاطى هذا الشأن فسألني إملاءه عليه، فقلت له أنا قائل لك في هذا قولا وجيزا مختصرا يأتي على المعنى، و له مع الاختصار حلاوة، و بهاء و طلاوة، و هو أن أبا تمام أصنع، و مسلم أطبع، انتهى.

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد بن العلاف في كتابه حينئذ، أخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، نا أبو الحسين بن العلاف، قالا: أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي، قال: أنشدني الأشحامي لحبيب بن أوس حينئذ.

و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، ثم حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر الخشوعي عنه، أنبأنا مشرف بن الخضر التمار - إجازة - أنبأنا أبو حازم محمّد بن الحسين بن الفراء، أنشدني منير بن أحمد بن منير المعدل بمصر، أنشدنا أحمد بن بهزاد، أنشدني أبو العباس الرياحي من ولد أحمد بن رباح القاضي لأبي تمام:

و طول مقام المرء في الحي مخلق *** لديباجتيه فاغترب تتجدّد

فإني رأيت الشمس زيدت محبّة *** إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد قالا: و أبو النجم الشيحي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو سعد محمّد بن حسنويه بن إبراهيم بن الأبيوردي، أنبأنا أبو علي

ص: 26


1- اللفظة غير مقروءة بالأصل و المثبت عن الجليس الصالح.
2- اللفظة غير مقروءة بالأصل و المثبت عن الجليس الصالح.
3- عن الجليس الصالح و رسمها مضطرب بالأصل.

زاهر بن أحمد بن أبي بكر الشرحبي، نبأنا محمّد بن يحيى الصولي، قال: سمعت عبد اللّه بن المعتز و ذكر يوما إخوانه فقال: أنا فيهم كما قال أبو تمام (1):

ذو الودّ مني و ذو القربى بمنزلة *** و إخوتي أسوة عندي و إخواني

عصابة جاورت آرائهم أدبي *** فهم و إن فرّقوا في الأرض جيراني

أرواحنا في مكان واحد و غدت *** أبداننا بشآم أو خراساني

و رب نائي المغاني (2) روحه أبدا *** لصيق روحي و دان ليس بالداني

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن محمّد بن نصر النسفي، أنشدني علي بن الحسن الأديب، أنشدني بعض أهل العلم لأبي تمام (3):

فلو كانت الأرزاق تجري على الحجى *** هلكن إذا من جهلهن (4) البهائم

و لن يجتمع شرق و غرب لقاصد *** و لا المجد في كفّ امرئ و الدراهم

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، نبأنا الفقيه أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي بجرجان، أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أخبرنا الواحدي، أخبرني أبو أحمد عبد اللّه بن سعيد العسكري - إجازة - مشافهة قال: قال الطائي (5):

رددت إفرند (6) وجهي في صفيحته *** ردّ الصقال بهاء (7) الصارم الحذم

و ما أبالي و خير القول أصدقه *** حقنت من ماء وجهي أو حقنت دم

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه الشيحي المؤذن - بمرو - و أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني المؤذن - بنيسابور - أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي، أنشدنا الشيخ أبو الفضل العطار، أنشدنا سليمان بن أبي سلمة، أنشدني حبيب بن أوس الطائي:

ص: 27


1- الأبيات في ديوانه من قصيدة يمدح سليمان بن وهب و يشفع في رجل ص 314.
2- المغاني: المنازل.
3- ديوانه ص 269 من قصيدة يمدح أحمد بن أبي داود.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الديوان.
5- ديوان ص 273.
6- في الديوان: رونق.
7- عن الديوان و رسمها غير واضح بالأصل.

إنّ الليالي لم تحسن إلى أحد *** إلا أساءت إليه بعد إحسان

العيش فلو و لكن لا بقالة *** جميع ما الناس فيه راهب فاني

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن كامل، أنبأنا أبي أبو الحسن كامل بن مجاهد، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن التّرجمان، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل بن محمّد الضّرّاب - بمصر - حدثنا عبد العزيز بن محمّد بن الفرج، أنبأنا الحسن بن القاسم، أنشدني عبد اللّه بن علي، أنشدني عمر المستملي قال: سمعت أبا تمام ينشد (1):

و ما أنا بالغيران من دون عرسه *** إذا أنا لم أصبح غيورا على العلم

طبيب فؤادي قد تلوّن حجه *** و مذهب همي و المفرج للغمّ (2)

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا و أبو النجم الشّيحي، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، نبأنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني أبو علي محرز، قال: أغفل أبو علي الحسن بن وهب من حمص ناقص و صالب و طالوته فكتب إليه أبو تمام حبيب بن أوس الطائي:

يا حليف الهدى و يا تؤم الجود *** و يا خير من حبوت القريضا

ليت حمّاك بي و كان لك الأجر *** فلا تشتكي و كنت أنا المريضا

أنبأنا أبو الحسن بن العلاف، و أخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاف، قالا:

أنبأنا عبد الملك بن محمّد، أنبأنا أحمد إبراهيم الكندي، أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي قال: أنشدني أبو سهل الرازي لأبي تمام الطائي:

خوف العدل على عدل رقيب (4) *** و يعيد سري عنده لقريبي

ص: 28


1- ديوانه ص 405 من قصيدة يعاتب أبا القاسم بن الحسن بن سهل.
2- روايته في الديوان: لصبق فؤادي مذ ثلاثين حجة و صيقل ذهني و المروّح عن همي
3- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 252/8.
4- على هامش الأصل: الصواب: الرقيب.

إن قلت شارك حافظي فماله *** إنما يحول غبر غد ذنوبي

و أصاب مسحوب بالضمير بظنه *** و كأنه هو صاحب المحجوبي

فالضد مكتوم لديه بيننا *** و الوصل يمشي في ثياب غريبي

و إن أنظرت فرأيت بين عيوننا *** سمة الهوى هذا حبيب حبيبي

قال: و أنشدني أبو جعفر العدوي لحبيب الطائي:

بنفسي من أعاد عليه مني *** و أحسد أهله نظرا إليه

و لو إنّي قدرت طمست عنه *** عيون الناس من خدر عليه

حبيب لبث في جسمي هواه *** و أمسك مهجتي زمنا لديه

فروحي عنده و الجسم خال *** بلا روح و قلبي في يديه

أخبرنا أبو العز كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده و قال: اروه عني - أنبأنا أبو علي الجازري، أنبأنا القاضي أبو الفرح المعافا بن زكريا (1)،نبأنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، حدثني أحمد بن الحسين بن هشام، أنبأنا أبو تمام (2):

يقولون هل تبكي الفتى لخريدة *** متى أراد (3) اعتاض عشرا مكانها

و هل يستعيض المرء من خمس (4) كفه *** و لو بدّلت (5) حرّ اللّجين بنانها

و كيف علي نار (6) الليالي معرّس *** إذا كان شيب العارضين دخانها

قال القاضي: كان بعض رؤساء الزمان أنشد بعض هذه الأبيات فاستحسنها جدا، و قال:- نحن بحضرته جماعة:- أ تعرفون لهذه الأبيات أو لا، فقلت له: هذه كلمة لأبي تمام مشهورة أولها:

أ لم ترني خليت نفسي و شأنها *** فلم أجعل الدنيا و لا حدثانها

لقد خوفتني الحادثات صروفها *** و لو أمتني ما قبلت أمانها

ص: 29


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 405/1.
2- ديوانه ص 378 و الجليس الصالح الكافي.
3- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر.
4- في الديوان: عشر.
5- الديوان: و لو صاغ من حر اللجين بنانها.
6- عن الديوان و بالأصل «ان».

و أنشدته منها:

يقولون هل يبكي الفتى لخريدة *** إذا ما أراد اعتاض عشرا مكانها

و هل يستعيض المرء من خمس كفه *** و لو صاغ من حرّ اللّجين بنانها

و كيف علي ان الليالي معرّس *** إذا كان شيب العارضين دخانها

فطرب عند الانتهاء لهذا و جعل يردده و يتعايا فيه إلى أن حفظه، و قال: هذا ألذّ من كل شراب و غناء انتهى.

قرأت على أبي القاسم الشحامي، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنشدني علي بن محمّد بن حمدان الفارسي، أنشدنا أحمد بن معدان الفقيه لأبي تمام الطائي:

و من الشقاوة أن تحب *** و من تحب يحب غيرك

أو أن تسير لو ضل من *** لا يشتهي الحوصل سيرك

أو أن تريد الخير بالإنسان *** و هو يريد ضيرك

شيئان إذا و ليته خيرا *** و إن أنت أمسكت خيرك

أنشدني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جزء البلخي من لفظه، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي، أنشدنا أبو القاسم الفضل بن محمّد بن الفضل القصباني (1) النحوي البصري، أنبأنا أبو علي عبد الكريم بن الحسن بن الحسين بن حكيم السكري النحوي اللغوي، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن بشر الآمدي، أنشدنا أبو علي عبد الكريم محمّد بن العلاء السجستاني، أنبأنا أبو سعيد السكري، أنشدنا أبو تمام حبيب بن أوس الطائي يمدح قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد (2)(3):

أ أحمد إنّ الحاسدين كثير *** و مالك إن عدّ الكرام نظير

حللت محلا فاضلا متقادما *** من المجد و الفخر القديم فخور

فكلّ قوي أو غنيّ فإنه *** إليك و لو نال السّماء فقير

ص: 30


1- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت ترجمته في نزهة الألباء في طبقات الأدباء لابن الأنباري ص 257 و معجم الأدباء 143/6 (ت. مرجليوت).
2- بالأصل:«داود» و الصواب ما أثبت.
3- الأبيات في ديوانه ص 150.

إليك تناهى المجد من كلّ وجه *** يصير فما (1) يعدوك حيث تصير

و بدر أياد أنت لا ينكرونها *** كذلك أياد للأنام بدور

تجنّبت أن يدعا الأمير تواضعا *** و أنت تدعى للأمير أمير

فما من ندى إلاّ إليك محله *** و لا رفعة (2) إلاّ إليك تسير

قرأت بخط رشأ بن نظيف و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، نبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد الفرضي، أنبأنا أبو بكر بن محمّد الصولي قال: قال لنا يوما إدريس بن يزيد النابلسي: اعرضوا عليّ ما عندكم من غزل أبي تمام، فأعرضناه فقال: اكتبوا: أنشدنا أبو تمام لنفسه (3):

ظبي يتيه بورده في خده *** خدّ عليه غلائل من ورده

ما كنت أحسب أن (4) لي مستمتعا *** في قربه حتى بليت ببعده

لا شيء أحسن منه ليلة وصلنا *** و قد اتخذت مخدّة من خده

و فمي على فمه يساور (5) ريقه *** و يدي تنزّه في حدائق جلده

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن إسماعيل بن عبد اللّه بن ميكائيل يقول:

سمعت أبي يقول: بلغني عن منصور بن طلحة بن طاهر أنه قال: ما بلغ من الأمير عبد اللّه بن طاهر بشيء مما قال فيه أبو تمام ما بلغ فيه قوله في فيه حين خرج من نيسابور و لم يقبل صلته قال:

يا أيها الملك المقيم ببلدة *** لا تأمنن حوادث الأزمان

صاح الزمان بال قومك صيحة *** خرّوا لشدتها على الأذقان

و متى ما جرى مثلها فأبادهم *** و أتى الزمان على بني ماهان

و غدا يصيح بالطاهر صيحة *** غضب يحل بهم من الرّحمن

ص: 31


1- في الأصل:«فما بعدوك خير نصير» و المثبت عن الديوان.
2- الديوان: رفقة.
3- الأبيات في ديوانه ص 441.
4- صدره بالأصل مضطرب، و المثبت عن الديوان.
5- في الديوان: يسامر.

أخبرني أبو الحسين محمّد بن كامل المقدسي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن المسلمة في كتابه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - أخبرني محمّد بن يحيى، حدثني محمّد بن موسى بن حماد قال (1):كنت عند دعبل بن علي بعد قدومه من الشام، فذكرنا أبا تمام، فجعل يثلبه و يزعم انه كان يسرق الشعر، ثم قال لغلامه: ثقيف (2) هات تلك المخلاة، فجاء بمخلاة فيها دفاتر، فجعل يمرها على يده حتى أخرج منها دفترا فقال: اقرءوا هذا، فنظرنا فإذا في الدفتر قال مكنف (3) أبو سلمى من ولد زهير بن أبي سلمى، و كان رثى (4) ذفافة بقوله:

أبعد أبا العباس يستعتب (5) الدهر *** و ما بعده للدهر عتبي و لا عذر

و لو عوتب المقدار و الدهر بعده *** لما اغننا ما أورت السلم النصر

ألا أيها الناعي ذفافة ذا الندى *** تعست و شلّت من أنا ملك العشر

أ تنعي فتى من قيس عيلان صخرة *** تفلق عنها من جبال العدى الصخر

إذ ما أبو العباس خلا مكانه *** فلا حملت أنثى و لا مسّها (6) طهر

و لا أمطرت سماء أرضا و لا مرّت *** نجوم و لا لذّت لشاربها الخمر

كان (7) لبنوا القعقاع يوم وفاته *** و أصبح في شغل عن السفر السفر

كان بني القعقاع يوم وفاته *** نجوم سماء خرّت من بينها البدر

توفيت الآمال بعد ذفافة *** و أصبح في شغل عن السفر السفر

ثم قال: سرق أبو تمام أكثر هذه القصيدة، فأدخلها في شعره (8)،قال محمّد بن موسى: فحدثت الحسين (9) بن وهب بذلك فقال لي: أمنا قصيدة مكنف هذه فأنا

ص: 32


1- الخبر في الأغاني 396/16.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن الأغاني.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن الأغاني.
4- رسمها غير مقروء بالأصل و المثبت عن الأغاني.
5- الأغاني: يستعذب.
6- الأغاني: نالها.
7- صدره في الأغاني: كأن بنو القعقاع يوم مصابه.
8- يريد قصيدته التي يرثي محمد بن حميد الطوسي و مطلعها: كذا فليجلّ الخطب و ليفدح الأمر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
9- في الأغاني 397/16 الحسن.

أعرفها و ما فيها شيء مما في قصيدة أبي تمام و لكن دعبلا خلط القصيدتين إذ كانتا في وزن واحد، و كانتا مرتبتين ليتكذب على أبي تمام، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا و أبو النجم الشيحي، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني أبو القاسم الأزهري، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال: سنة ثمان و عشرين فيها مات أبو تمام الطائي، أخبرنا و ذكر أبو الحسين محمّد بن أحمد بن القواس الوراق: أنه مات سنة ثمان و عشرين بسرّمن رأى، انتهى.

و أخبرنا أبو الحسن (2)،نبأنا و أبو النجم، و حدثنا أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا الأزهري، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، نبأنا أبو علي الكوكبي، نبأنا أبو سليمان النابلسي (4) إدريس بن يزيد قال: قال لي تمام (5) بن أبي تمام الطائي: ولد أبي سنة ثمان و ثمانين و مائة، و مات في سنة إحدى و ثلاثين و مائتين.

قال: و أخبرني علي بن أيوب، أنبأنا محمّد بن عمران الكاتب، أنبأنا الصولي، حدثني محمّد بن موسى قال: عني الحسن بن وهب بأبي تمام فولاّه بريد الموصل، فأقام بها أقل من سنتين، و مات في جمادى الأولى سنة إحدى و ثلاثين و مائتين، و دفن بالموصل.

قال الصولي: و حدثني عون بن محمّد الكندي، أن أبا تمام مات بالموصل في المحرم سنة اثنين (6) و ثلاثين و مائتين، و قال الصولي: قال علي بن الجهم يرثي أبا تمام:

غاصت بدائع فطنة الأوهام *** و غدت عليها نكبة الأيام

و غدا القريض ضئيل شخص باكيا *** يشكو رزيته إلى الأقلام

و تأوهت غرر القوافي بعده *** و رمى الزمان صحيحها بسقام

ص: 33


1- تاريخ بغداد 252/8.
2- بالأصل:«أبو الحسين» خطأ.
3- تاريخ بغداد 252/8.
4- مهملة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل:«أبو تمام»، خطأ.
6- كذا بالأصل.

أوذي (1) متفقها و رابض صعبها *** و غدير روضتها أبو تمام

نا أو أخبرنا علي بن أبي علي المعدل، أنبأنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، أخبرني محمّد بن يحيى، حدثني محمّد بن موسى قال: قال الحسن (2) بن وهب يرثي أبا تمام الطائي:

فجمع القريض بخاتم الشعراء *** و غدير روضتها حبيب الطائي

ماتا معا فتجاورا في حفرة *** و كذاك كانا قبل في الأحيائي

قال محمّد بن يحيى: و لمحمّد بن عبد الملك الزيات يرثيه و هو حينئذ وزير:

نبأ أتى من أعظم الأنباء *** لما ألم مقلقل الأحشاء

قالوا حبيب قد ثوى فأجبتهم *** ناشدتكم لا تجعلوه الطائي (3)

1184 - حبيب بن حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر الفهري

ولد بعد موت أبيه فسمي باسمه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي عن (4)حبيب بن مسلمة، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسين بن سميع قال: حدثني حبيب بن مسلمة، عن أبيه قال: كنية حبيب بن مسلمة أبو عبد الرّحمن قال: هلك حبيب و ابنه حبيب بن حبيب حمل في بطن أمه زملة ابنة يزيد بن حبلة العليمية و ولدت حبيب و مسلمة بن حبيب، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن

ص: 34


1- صدره في تاريخ بغداد: أودى مثقفها و رائد صعبها
2- عن تاريخ بغداد 252/8 و بالأصل «الحسين».
3- البيتان في تاريخ بغداد 253/8.
4- بالأصل «بن».

سعد قال: فولد حبيب بن مسلمة بن [مالك:] (1) حبيب بن حبيب و أمّه ماوية بنت يزيد بن جبلة بن لام بن حصن بن كعب بن عليم بن كلب، و عبد الرّحمن بن حبيب و أمّه أمامة بنت يزيد بن جبلة بن لام بن حصن بن كعب بن عليم.

1185 - حبيب بن أبي حبيب

1185 - حبيب بن أبي حبيب (2)

من أهل دمشق.

روى عن يزيد الخراساني، و عبد الرحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر.

روى عنه: حميد بن زياد، و محمّد بن (3) راشد المكحولي، و ابنه محمّد بن حبيب، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ (4)،نبأنا عبدان الأهوازي و عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، قالا: نبأنا شيبان، نبأنا محمّد بن راشد، نبأنا حبيب بن أبي حبيب الدّمشقي، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت (5):و بلغها أن ابن عمر يحدّث عن أبيه: أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت: يرحم اللّه ابن عمر و عمر، و اللّه ما هما بكاذبين و لا متزايدين (6) و لكنهما [و هما] (7) إنما مرّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على رجل من اليهود و هم يبكون على قبره فقال:«إنّهم ليبكون عليه، و إنّ اللّه يعذبه في قبره»[2899].

حدثني أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي القيسي، أنبأنا محمّد بن علي، عن الخضر بن سعيد، أنبأنا ولدي أبو الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر، نبأنا علي بن الحسن بن رجاء، نبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، نبأنا إبراهيم بن يعقوب،

ص: 35


1- زيادة للإيضاح.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 433/1 و ميزان الاعتدال 453/1 و الكامل لابن عدي 409/2.
3- بالأصل «و محمد و شداد المكحولي» و المثبت عن تهذيب التهذيب.
4- الكامل في الضعفاء لابن عدي 409/2.
5- بالأصل «قال» و المثبت عن ابن عدي.
6- عن ابن عدي و إعجامها غير واضح بالأصل.
7- الزيادة عن ابن عدي.

نبأنا أصبغ: أن وهب أخبره عن أبي صخرة حميد بن زياد، عن حبيب بن أبي حبيّب الدّمشقي، عن يزيد الخراساني قال: بينما أنا و مكحول، إذ قال مكحول: نبأنا وهب بن منبه ما شيء بلغني عنك في القدر، قال: و الذي أكرم محمّدا بالنبوة، لقد اقترأت من اللّه تبارك و تعالى اثنين و سبعين كتابا فيه ما يسرّ و ما يعلن، ما فيه كتاب إلاّ وجدت فيه: من أضاف إلى نفسه شيئا من قدر اللّه فهو كافر باللّه تعالى. قال مكحول: اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم السّهمي، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ قال (1):و حبيب بن أبي حبيب الدمشقي هذا هو قليل الحديث جدا، و هذا الحديث لا يرويه عن عبد الرحمن بن القاسم غيره، و عن حبيب محمّد بن راشد الدّمشقي و لم أر لأحد من المتقدمين فيه كلاما و هو على قلة حديثه أرجو أنه لا بأس به.

1186 - حبيب بن الشهيد

أبو مرزوق التّجيبي القتيري المقرئ (2)

حدّث عن حنش بن عبد اللّه الصّنعاني (3) و عمر بن عبد العزيز و وفد عليه.

روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و جعفر بن ربيعة، و سليمان بن أبي حبيب، و سالم بن غيلان، و محمّد بن القاسم المرادي، و محمّد بن عبد الرحمن، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال و أمّ المجتبى العلوية قالا: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر المقرئ، أنبأنا أبو يعلى المؤمّلي، نبأنا عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي، نبأنا حمّاد - يعني ابن سلمة - عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق، عن فضالة بن عبيد: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دعا ذات يوم بشربة، فقيل: يا رسول اللّه، إن هذا يوم كنت تصومه، فقال:«أجل، و لكن قئت فأفطرت» انتهى[2900].

ص: 36


1- الكامل في الضعفاء لابن عدي 409/2.
2- ترجمته في تحريف 435/1 و أعادها في باب الكنى، و الوافي بالوفيات 291/11 و سير أعلام النبلاء 57/7 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل «حبش بن عبد اللّه الصاغاني» و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء.

و هكذا رواه محمّد و يعلى، ابنا (1) أبي (2) عبيد الطنافسيان (3)،عن محمّد بن إسحاق و لم يذكرا حنش بن عبد اللّه، رواه المفضّل بن فضالة و عميرة بن أبي ناجية، عن يزيد بن [أبي] حبيب و زاد في إسناده حنشا و هو الصّواب.

فأمّا حديث مفضل: فأخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو الطّيّب عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، نبأنا محمّد بن زياد بن حبيب و إسماعيل بن داود بن درجا، قالا: نبأنا زكريا بن يحيى كاتب العمري، نبأنا المفضل بن [فضالة أن] (4) يزيد بن أبي حبيب أخبره عن أبي مرزوق، عن حنش الصّنعاني، عن فضالة بن عبيد الأنصاري، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه كان صائما فقاء فأفطر و اللفظ لمحمّد.

و أمّا حديث عميرة بن أبي ناجية: فأخبرناه أبو محمّد حمزة بن العبّاس و أبو الفضل أحمد بن محمّد في كتابهما، و أخبرنا أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس، نبأنا عبد الكريم بن إبراهيم المرادي، نبأنا حرملة بن يحيى، نبأنا ابن وهب، أخبرني عميرة بن أبي ناجية، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فضالة بن عبيد قال: دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بطعام أو شراب فسئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أ لم تكن تصوم هذا اليوم ؟ قال:«بلى، و لكني قئت» قال أبو سعيد بن يونس لم يقع إلينا من حديث ابن وهب، عن عميرة ابن أبي ناحية حديث مسند غير هذا الحديث[2901].

أخبرنا أبو عبد اللّه بن محمّد بن غانم بن أحمد بن محمّد الحداد، أنبأنا عبد العزيز، أنبأنا عبد الرحمن بن مندة، أنبأني أبي، أنبأنا محمّد بن يعقوب بن يوسف و أحمد بن محمّد بن زياد، قالا: أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار، نبأنا يونس بن بكير، قال:

و أنبأنا محمّد بن الحسين القطان، نبأنا أحمد بن يوسف السّلمي، نبأنا أحمد بن خالد الوهبي قال: و أنبأنا محمّد بن الحسين، حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، نبأنا

ص: 37


1- بالأصل «أنبأنا» و الصواب «ابنا».
2- بالأصل «أبو» و الصواب ما أثبت.
3- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن سير الأعلام 436/9 و 478.
4- الزيادة لازمة للإيضاح.

يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نبأنا أبي، كلّهم عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق مولى تجيب، عن حنش الصّنعاني قال: غزونا مع أبي زريع الأنصاري، هكذا قال يونس. و قال إبراهيم بن سعد و الوهبي: غزونا مع رويفع فافتتحنا قرية يقال لها جربة (1) فقام خطيبا فقال: إنّي لا أقول إلاّ ما سمعت، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول يوم خيبر. قال: قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«لا يحلّ لامرئ مؤمن باللّه و اليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره (2)-يعني إتيان الحبالى من الفيء - و لا يحلّ لامرئ مؤمن باللّه و اليوم الآخر أن يصيب امرأة من [السبي] (3) ثيّبا حتى يستبرئها، و لا يحلّ لامرئ مؤمن باللّه و اليوم الآخر يبيع مغنما حتى يقسم، و لا يحل لامرئ مؤمن باللّه و اليوم الآخر يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه، و لا يحل لامرئ مؤمن باللّه و اليوم الآخر أن يلبس ثوبا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه (4) ردّه فيه»[2902].

كتبت إلى أبي محمّد حمزة بن العبّاس بن علي العلوي، و أبي (5) الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة حينئذ، قال: و أنبأنا أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، نبأنا أبو سعيد بن يونس، حدثني أبي، عن جدي أنه حدثه:

حدثنا ابن وهب حدثني سعيد بن أيّوب، عن محمّد بن القاسم المرادي، عن أبي مرزوق حبيب بن الشهيد مولى تجيب أنه قال لامرأته: لست مني بسبيل البتّة، فاختلفت عليه العلماء في ذلك. فركب إلى عمر بن عبد العزيز فديّنه في ذلك.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسين و المبارك بن عبد الجبّار و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا

ص: 38


1- قرية بالمغرب لها ذكر بالفتوح، قاله ياقوت. و ذكر حديث حنش قال غزونا مع رويفع... الحديث باختصار.
2- في معجم البلدان: يسقي ما زرعه غيره.
3- الزيادة من مختصر ابن منظور 183/6.
4- بالأصل «خلقه» و المثبت عن المختصر.
5- بالأصل «و أبو» و الصواب ما أثبت باعتبار ما سبق،«كتبت» و هذا رسمها بالأصل، و إن كانت «كتب إليّ » تكون صوابا و الأولى «أبي محمد» خطأ.

عبد الوهّاب بن محمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسين قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (1):حدثني حسن بن الجروي، نبأنا عبد اللّه بن يحيى هو البرلسيّ ، نبأنا سعيد بن أبي أيّوب، عن محمّد بن عبد الرحمن، عن حبيب بن الشهيد أبي مرزوق: و قال عمر: ذكر البخاري هذا في ترجمة حبيب الشهيد أبي الشهيد البصري و لم يفرق بينهما و وهم في ذلك، و تابعه على ذلك ابن أبي حاتم، انتهى.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمذاني في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصّفار، أنبأنا أحمد بن علي الحافظ ، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحاكم قال: أبو مرزوق المصري سمع حنش بن عبد اللّه الشيباني الصّنعاني، روى عنه يزيد بن أبي حبيب أبو رجاء التجيبي و محمّد بن عبد الرحمن، انتهى.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن (2) رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، أنبأنا أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي في كتابه: موالي أهل مصر قال: و منهم أبو مرزوق حبيب بن شهيد مولى عقبة بن بجرة بن حارثة التجيبي من بني قتيرة و كان فقيها بأنطابلس روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و أخبرني أبو سلمة عن زيد بن زيد، عن أبي وزير، عن فتيان بن أبي السّمح قال: كان أبو مرزوق حبيب مولى عقبة بن بجرة يفتي أهل أنطابلس و هي برقة كما يفتي يزيد بن أبي حبيب بمصر. قال ابن وزير: توفي أبو مرزوق سنة تسع و مائة.

أنبأنا أبو أحمد حمزة بن العبّاس و أبو الفضل أحمد بن محمّد، و حدثني أبو بكر محمّد بن شجاع [حدثني] أبو الفضل بن سليم، قالا: أنبأنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس، قال: حبيب بن شهيد مولى عقبة بن بحرة بن حارثة التجيبي القتيري من بني قتيرة يكنى أبا مرزوق حدّث عنه يزيد بن أبي حبيب، و جعفر بن ربيعة، و سالم بن غيلان، و سليمان بن أبي حبيب و غيرهم. قال أحمد بن يحيى بن وزير: توفي سنة تسع و مائة، و له وفادة على عمر بن

ص: 39


1- التاريخ الكبير 320/2/1.
2- بالأصل «الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ، انظر معرفة القرّاء الكبار.

عبد العزيز، و كان فقيها و كان ينزل أطرابلس المغرب، و كان في المغرب له ذكر في الفقه كان بمنزلة يزيد بن أبي حبيب بمصر انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و حبيب بن الشهيد من أهل مصر يعرف بكنيته و يكنى أبا مرزوق، يروي عن حنش الصّنعاني و غيره، روى عنه يزيد بن أبي حبيب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):أما شهيد - بفتح الشين و كسر الهاء - فهو حبيب بن الشهيد مصري و يكنى أبا مرزوق و هو بكنيته أشهر مولى عقبة بن بجرة التجيبي القتيري من بني قتيرة يروي عن حنش الصّنعاني، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و جعفر بن ربيعة، و سالم بن غيلان، و سليمان بن أبي حبيب و غيرهم. توفي سنة تسع و مائة انتهى.

أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر و محمّد بن الحسين و أحمد بن محمّد العتيقي حينئذ، و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد، حدثني أبي أحمد قال (2):أبو مرزوق [التجيبي] (3) مصري تابعي ثقة.

1187 - حبيب بن عبد الرحمن بن سلمان

- بن أبي الأعيس (4)-الخولاني

حكى عن أبيه.

حكى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، نبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن

ص: 40


1- الاكمال لابن ماكولا 89/5.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 510.
3- الزيادة عن تاريخ الثقات.
4- بالأصل «الأعيش» و المثبت عن الاكمال 100/1 و تبصير المنتبه 22/1 و فيهما أبو الأعيس عبد الرحمن بن سلمان حمصي. و قد صوبناها في الخبر التالي.

إسماعيل المهندس، حدثنا أبو بشر الدولابي، أخبرني أحمد بن شعيب، عن هشام بن عمّار حينئذ، و أخبرنا أبو الفضل ناصر فيما قرأت عليه، عن جعفر بن يحيى التميمي، أنبأنا عبد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنبأنا الخصيب، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، قال: أخبرني أحمد بن أبي العلاء، نبأنا هشام، نبأنا صدقة - زاد الدّولابي: ابن خالد - نبأنا ابن أبي جابر، حدثني حبيب بن عبد الرّحمن بن سلمان أبو الأعيس، عن أبيه أبي الأعيس قال: الجن و الإنس عشرة أجزاء، فالإنس من ذلك جزء و الجن تسعة أجزاء انتهى كذا رواه النسائي قراءة فيه أحمد بن العلاء.

1188 - حبيب بن عبد الملك بن حبيب

والد الحسن بن حبيب.

حكى عن أحمد بن أبي الحواري و محمّد بن إسماعيل بن عليّة، و أحمد بن عبد الرزّاق.

حكى عنه ابنه الحسن انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر و ابنه أبو علي و عبد الوهّاب الميداني و أبو نصر بن الجبّان قالوا:

أنبأنا أبو سليمان بن زبر، حدثنا الحسن بن حبيب، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحوازي يقول: كان أبو سليمان زميلي إلى مكة، فذهبت منا الإداوة في طريق مكة فقلت له: ذهبت الإداوة، فأخرج (1) يده من الخربست، ثم قال: اللّهمّ صلّ على محمّد و على آل محمّد، يا هادي كل ضالّ و يا رادّ الضلال، ردّ علينا ضالّتنا، و صلّى اللّه على محمّد و على آل محمّد. فما أدخل يده إلى الخربست إذا إنسان يصيح: يا صاحب الإداوة، فقال لي: خذها يا أحمد، إذا سألت اللّه عزّ و جلّ حاجة فابدأ بالصّلاة على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و سل حاجتك، ثم اختم بالصّلاة على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فإنهما دعوتان لا يردهما اللّه تبارك و تعالى، و لم يكن ليردّ ما بينهما انتهى.

ص: 41


1- بالأصل «فخرج».

1189 - حبيب بن أبي عبيدة مرّة بن عقبة

ابن نافع الفهري القرشي (1)

مصري، سكن الأندلس و ولي بها ولايات، و وفد على سليمان بن عبد الملك. له ذكر انتهى.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن سليم، ثم حدثني أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري توفي سنة أربع و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن الحسين المحلبان، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر بن عبد اللّه الأندلسي صاحب تاريخ الأندلس قال (2):حبيب بن أبي عبيدة و اسم أبي عبيدة مرة بن عقبة بن نافع الفهري، من وجوه أصحاب موسى بن نصير الذين دخلوا معه الأندلس، و بقي بعده فيها مع وجوه القبائل إلى أن خرج منها مع من خرج برأس. عبد العزيز بن موسى بن نصير إلى سليمان بن عبد الملك، ثم رجع حبيب بن أبي عبيدة بعد ذلك إلى نواحي إفريقية، و ولي العساكر في قتال الخوارج من البربر، ثم قتل في تلك الحروب سنة ثلاث و عشرين و مائة انتهى، كذا قال عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم. و قال أبو سعيد بن يونس توفي في سنة أربع و عشرين.

1190 - حبيب بن عمر الأنصاري الدّمشقي، و يقال: المدني

حدّث عن أبيه.

روى عنه بقية.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان في كتابه عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزدي، نبأنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق - إملاء - قال: أنبأنا علي بن محمّد بن محمّد بن أحمد الفقيه، نبأنا إسماعيل بن

ص: 42


1- ترجم له في جذوة المقتبس للحميدي ص 199.
2- الخبر في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 199.

محمّد النيسابوري، أنبأنا إبراهيم بن أحمد الخزاعي، نبأنا بقية بن الوليد، حدثني حبيب بن عمر الدمشقي، عن أبيه قال: لقيت واثلة بن الأسقع يوم العيد فقلت: تقبّل اللّه منّا و منك، فقال لي كذلك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر في كتابه قلت: أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار الطّيّوري، قالوا: أنبأنا أبو أحمد عبد الوهّاب بن محمّد الغندجاني - زاد (1) ابن خيرون:

و أبو الحسن محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي، أنبأنا محمّد بن سهل المقرئ، نبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (2):

حبيب بن عمر الأنصاري المدني (3)،عن أبيه. روى عنه بقية، انتهى.

أخبرنا أبو الحسين بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد، أنبأنا أبو علي أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أخبرنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد (4)،قالا: أنبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن إدريس الرازي قال (5):حبيب بن عمر الأنصاري روى عن أبيه عن ابن عمر روى عنه بقية، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعته يقول: هو ضعيف الحديث و هو مجهول لم يرو عنه غير بقية (6).

1191 - حبيب بن قليع، و يقال: عمر بن حبيب بن قليع المدني

حكى عن سعيد بن المسيّب.

روى عنه: عبد اللّه بن جعفر المخرّمي، و الوليد بن عمرو بن مناقع العامري.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، قال: و فيها يعني سنة تسع و ستين

ص: 43


1- بالأصل «إلى» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- التاريخ الكبير 322/2/1.
3- في البخاري: المديني.
4- بياض بالأصل مقدار كلمة.
5- الجرح و التعديل 105/2/1.
6- نقل الذهبي في ميزان الاعتدال 455/1 عن الدارقطني قال: مجهول.

خرج حبيب بن قليع إلى عبد الملك بن مروان. قال الواقدي: حدثني عبد اللّه بن جعفر، عن حبيب بن قليع، قال: ضقت بالمدينة ضيقا شديدا و كنت أخرج من منزلي بسحر فلا أرجع إلاّ بعد ليل، من الدّين، فجلست مع ابن المسيّب يوما فجاءه رجل فقال: يا أبا محمّد إنّي رأيت في النوم كأنّي أخذت عبد الملك بن مروان فوتدت في ظهره أربعة أوتاد، قال: ما أنت رأيت ذلك، أخبرني من رآها: قال: أرسلني إليك ابن الزبير بهذه الرؤيا رآها في عبد الملك قال: إن صدقت رؤياه قتل عبد الملك بن الزبير و خرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة.

فركبت إلى عبد الملك فدخلت عليه في الخضراء، فأخبرته الخبر، فسرّ و سألني عن ابن المسيّب و عن حاله و سألني عن ديني فقلت: أربعمائة، فأمر بها من ساعته، و أمر لي بمائة دينار و حمّلني طعاما و زيتا و كسى فانصرفت بذلك راجعا للمدينة انتهى.

رواه الوليد بن عمرو العامري، عن عمر بن حبيب بن قليع و سيأتي بعد إن شاء اللّه تعالى.

1192 - حبيب بن كرّة

قدم على يزيد بن معاوية بكتاب مروان و بني أميّة الذين خرجهم أهل المدينة قبل وقعة الحرّة و شهد يوم المرج (1).و كانت معه راية مروان بن الحكم.

و حكى عن يزيد بن معاوية، و مروان بن الحكم.

حكى عنه عبد الملك بن نوفل بن مساحق العامري، انتهى.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب جعفر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر الفرغاني، أنبأنا محمّد بن جرير الطّبري قال (2):حدّثت عن هشام بن محمّد قال: قال أبو مخنف:

حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن حبيب بن كرّة قال: و اللّه إنّ راية ابن مروان

ص: 44


1- يعني مرج راهط ، و هو موضع في الغوطة في دمشق في شرقيه بعد مرج عذراء، و كانت به الوقعة المشهورة بين مروان بن الحكم و الضحاك بن قيس الفهري قتل فيها الضحاك و استقر الأمر لمروان، و ذلك بعد وفاة يزيد بن معاوية.(انظر معجم البلدان: راهط ).
2- تاريخ الطبري 539/5 حوادث سنة 64.

يومئذ - يعني يوم المرج - لمعي (1)،و أنه ليدفع بنعل السّيف في ظهري، و يقول: ادن رايتك لا أبا لك، إنّ هؤلاء لو قد وجدوا لهم حدّ السّيف، انفرجوا انفراج الرأس و انفراج الغنم عن راعيها. قال: و كان مروان في ستة آلاف (2)،و كان على خيله عبيد اللّه (3) بن زياد، و كان على الرجال مالك بن هبيرة.

1193 - حبيب بن محمّد

أبو محمّد العجمي (4)

بصري من الزهاد.

حكى عن الحسن (5)،و محمّد بن سيرين، و أبي تميمة طريف بن مخالد الهجيمي، و شهر بن حوشب، و الفرزدق الشاعر.

روى عنه: جعفر بن سليمان، و صالح بن بشير المرّي، و يزيد بن يزيد الخثعمي، و حمّاد بن عطية البلعدوي، و الحارث بن موسى.

و قدم الشام و بها لقي الفرزدق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا ابن المبارك، عن صالح المرّي، عن حبيب أبي محمّد، عن شهر (6) بن حوشب، عن أبي ذرّ قال (7):إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول: يا جبريل انسخ من قلب عبدي المؤمن الحلاوة التي كان يجدها، فيصير العبد المؤمن والها طالبا الذي كان يعهد من نفسه نزلت به مصيبة لم ينزل

ص: 45


1- عن الطبري و بالأصل «يعني».
2- بالأصل «ألف» و المثبت عن الطبري.
3- بالأصل «عبد اللّه» و الصواب عن الطبري.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 436/1 و ميزان الاعتدال 457/1 و سير أعلام النبلاء 143/6 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له. و بالأصل «بن محمد العجمي» و الصواب ما أثبت «أبو» و كنيته «أبو محمد» عن مصادر ترجمته. و ذكره في حلية الأولياء 149/6 و ترجم له باسم: حبيب الفارسي، أبو محمد.
5- بالأصل «الحسين» خطأ، و هو الحسن بن أبي الحسن البصري، و الصواب عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
6- بالأصل «شهرنيار» و الصواب ما أثبت.
7- الخبر في حلية الأولياء 63/6-64 في ترجمة شهر بن حوشب.

به مثلها قط ، فإذا نظر اللّه تبارك و تعالى إليه على تلك الحال قال: يا جبريل ردّ إلى قلب عبدي ما نسخت منه فقد ابتليته فوجدته صادقا، و سأمدّه من قبلي بزيادة، و إذا كان عبدا كذابا لم يكترث و لم يبال [به] (1).

أنبأنا أبو الغنائم النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسين، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (2):حبيب أبو محمّد يعد في البصريّين، قال حفص بن عمر، حدثنا يزيد بن يزيد الخثعمي، نبأنا حبيب أبو محمّد سمع الحسن (3) قال: الأواه الذي قلبه معلق عند اللّه تعالى قال: و نبأنا موسى، نبأنا حمّاد بن عطيّة من بلعدوية عن حبيب أبي محمد هو العجمي قوله، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول أبو محمّد حبيب الأعجمي سمع الحسن (4) روى عنه يزيد بن يزيد الخثعمي، و حمّاد بن عطية، انتهى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنبأنا عبد اللّه بن مفيد، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد حبيب العجمي البصري سمع الحسن روى عن موسى بن إسماعيل، عن حمّاد بن عطية.

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني في كتابه، أنبأنا أبو بكر الصّفار، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو محمّد حبيب بن محمّد العجمي النضري سمع الحسن، حديثه مرسلا، روى عنه أبو سليمان جعفر بن سليمان الضّبعي، و حمّاد بن عطية، و الحارث بن موسى انتهى.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الكاتب، أخبرني هاشم بن

ص: 46


1- زيادة للإيضاح عن الحلية.
2- التاريخ الكبير 326/2/1.
3- بالأصل «الحسين» خطأ و الصواب عن البخاري.
4- بالأصل «الحسين» خطأ و الصواب عن البخاري.

محمّد، حدّثني الرياشي، نبأنا المنهال بن عمّار بن عمر بن سلمة، عن صالح المرّي، عن حبيب أبي محمّد قال: رأيت الفرزدق بالشام فقال: قال لي أبو هريرة: إنّه سيأتيك قومك يؤيسونك من رحمة اللّه تعالى فلا تيأس (1) انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (2)،أنبأنا أبو بكر بن مالك، نبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نبأنا يونس - يعني ابن (3) محمّد - قال:

سمعت مشيخة يقولون: كان الحسن يجلس في مجلسه الذي يذكر فيه [في كل يوم] (4)و كان حبيب أبو محمّد يجلس في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا و التجّار و هو غافل عما فيه الحسن لا يلتفت إلى شيء من مقالته، إلى أن التفت إليه يوما فقال: أين يبر همى درايد و درايد جكويد. فقيل: و اللّه يا أبا محمّد: يذكر الجنة و يذكر النار، و يرغّب في الآخرة و يزهّد في الدنيا، فوقر ذلك في قلبه، فقال بالفارسية: اذهبوا بنا إليه. فأتاه فقال جلساء الحسن: يا أبا سعيد هذا أبو محمّد حبيب قد أقبل إليك فعظه، فأقبل عليه فوقف عليه [فقال:] (5) أين همي كودي (6) جكودي. فقال الحسن: إيش يقول ؟ فقال: يقول:

هذا الذي يقول إيش يقول ؟ قال: فأقبل عليه الحسن فذكره الجنة و خوّفه النار، و رغّبه في الخير، و زهّده في الدنيا. فقال أبو محمّد: أين كودي (7)؟فقال الحسن: أنا ضامن لك على اللّه تبارك و تعالى ذلك، ثم انصرف من عنده فلم يزل في تبديد ماله و شيئه حتى لم يبق على شيء ثم جعل بعد ذلك يستقرض على اللّه تعالى انتهى.

أنبأنا [أبو علي] الحداد، أنبأنا أبو نعيم قال (8):حدثنا أبو محمّد بن حيّان، حدثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نبأنا محمّد بن سعيد (9) الجوسقي، نبأنا محمّد بن موسى المقرئ، نبأنا عون بن عمارة، عن حمّاد و أبي عوانة قالا: شهدنا حبيبا الفارسي

ص: 47


1- الخبر في الوافي بالوفيات 300/11.
2- الخبر في حلية الأولياء 149/6.
3- بالأصل «أبي» و الصواب عن الحلية.
4- الزيادة بين معكوفتين عن حلية الأولياء.
5- الزيادة بين معكوفتين عن حلية الأولياء.
6- كذا بالأصل و في الحلية: كوى جكوى.
7- الحلية: ابن كوي.
8- حلية الأولياء 153/6.
9- الحلية: معبد.

يوما فجاءت امرأة فقالت له: يا أبا محمّد نان نيست مارا (1).فقال لها: كم لك من العيال ؟ فقالت: كذا و كذا. فقام حبيب إلى وضوئه فتوضّأ ثم جاء إلى مصلاّه فصلّى بخضوع و سكون فلما فرغ حبيب قال: يا ربّ إن الناس يحسنون ظنهم بي و ذلك من سترك عليّ فلا تخلف ظنهم بي، ثم رفع حصيره فإذا بخمسين درهما طازجة فأعطاها إيّاها. ثم قال: يا حمّاد اكتم علي ما رأيت حياتي، انتهى.

أنبأنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن الشاعر، عن أبيه أبي علي الفقيه، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد، نبأنا عبيد اللّه بن عثمان، نبأنا علي بن محمّد المصري، نبأنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، نبأنا محمّد بن يحيى الأزدي، نبأنا جعفر بن أبي جعفر الرازي، حدثني أبو جعفر السائح، قال: كان حبيب رجلا تاجرا يعير الدّراهم، فمرّ ذات يوم بصبيان يلعبون فقال بعضهم: قد جاء آكل الرّبا، فنكس رأسه و قال: يا ربّ أفشيت سرّي إلى الصّبيان، فرجع فلبس مدرعة من شعر، و غلّ يده و وضع ماله بين يديه و جعل يقول: يا ربّ إني اشتري نفسي منك بهذا المال فأعتقني، فلمّا أصبح تصدّق بالمال كله، و أخذ في العبادة فلم ير إلاّ صائما أو قائما أو ذاكرا أو مصلّيا فمرّ ذات يوم بأولئك الصّبيان الذين كانوا يعيرونه بأكل الربا فلما نظروا إلى حبيب قال بعضهم لبعض:

اسكتوا فقد جاء حبيب العابد، فبكى و قال: يا ربّ أنت تحمد مرة و تذم مرة، فكلّ من عندك.

فبلغ من فضله أنه كان يقال: إنّه مستجاب الدّعوة، و أتاه الحسن هاربا من الحجّاج فقال: يا أبا محمّد احفظني من الشرط على إثري فقال: استحييت لك يا أبا سعيد، ليس بينك و بين ربّك الثقة ما تدعو فيسترك من هؤلاء، ادخل البيت فدخل [و دخل] (2) الشرط على أثره فقالوا: يا أبا محمّد دخل الحسن من هاهنا؟ قال: بيتي فادخلوا، فدخلوا فلم يروا الحسن في البيت، فذكروا ذلك للحجّاج فقال: بلى، كان في بيته و لكن اللّه تعالى طمس على أعينكم فلم تروه انتهى.

كتب إليّ أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي عنه، نبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا [أبو] عمرو

ص: 48


1- رسمها بالأصل:«فإن ؟؟؟ سب ما مارا» و المثبت عن الحلية.
2- الزيادة عن مختصر ابن منظور 168/6.

عثمان بن أحمد بن السّماك، نبأنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي، نبأنا قيس بن حفص، نبأنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: ما رأيت أحدا قط أصدق يقينا من حبيب أبي محمّد، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي [أخبرنا] ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري (1)،أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلاّبي، نبأنا أبي قال: و حدثني أبي قال: حدثني بعض أشياخنا قال: مرّ حبيب أبو محمّد أو نظر إليه الحسن فقال لأصحابه هذا طارح القراء.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا قال: ما رأيت أحدا قط أعبد من الحسن و ما رأيت أحدا قط أورع من محمّد بن سيرين، و لا رأيت أحدا قط أزهد من مالك بن دينار و لا رأيت أحدا قط أخشع للّه تعالى من محمّد بن واسع و لا رأيت أحدا قط أصدق يقينا من حبيب أبي محمّد (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن سليمان، نبأنا عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز بن محمّد أبو خالد القرشي - ببغداد - نبأنا قيس بن حفص، حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: ما رأيت أحدا قط أصدق يقينا من حبيب أبي محمّد.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطيّب محمّد بن القاسم الكوكبي، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نبأنا غسّان بن المفضّل الغلاّبي قال: نظر الحسن إلى حبيب أبي محمّد فقال: هذا طارح القراء كالدّرهم يكون له صرف.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي حينئذ، و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن الرضا العنزي، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور الفضيلي، قالا: أنبأنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، نبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نبأنا عبد الصّمد بن الفضل، حدثني

ص: 49


1- بالأصل «الباشري» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، و انظر الأنساب (البابسيري).
2- تهذيب التهذيب 436/1-437 نقلا عن المعتمر بن سليمان عن أبيه.

إبراهيم بن يوسف، عن شيخ بصري، عن عبد الواحد بن زيد، قال: كان (1) في حبيب العجمي خصلتان من خصال الأنبياء: النصيحة و الرحمة انتهى، قال أبو يحيى: هذا الشيخ أبو علي التياس.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا طراد بن محمّد بن علي، أنبأنا علي بن محمّد بن بشران، نبأنا الحسين بن صفوان، نبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، نبأنا داود بن المجبّر، نبأنا عبد الواحد بن زيد، قال: كنا عند مالك بن دينار و معنا محمّد بن واسع و حبيب بن محمد فجاء رجل فكلّم مالكا فأغلظ له في قسمة قسمها، و قال:

وضعتها في غير حقّها و تتبعت بها أهل مجلسك و من يغشاك، لتكثر غاشيتك و تصرف وجوه الناس إليك. قال: فبكى مالك، و قال: و اللّه ما أردت هذا، قال: بلى، و اللّه لقد أردته، فجعل مالك يبكي، و قال: و اللّه ما أردت، قال: بلى و اللّه لقد أردته، فجعل يبكي مالك و الرّجل يغلظ له فلمّا كثر ذلك عليهم رفع حبيب يديه إلى السّماء ثم قال: اللّهمّ إنّ هذا قد شغلنا عن ذكرك، فأرحنا منه كيف شئت. قال: فسقط و اللّه الرجل على وجهه ميتا فحمل إلى أهله على سرير. و كان يقال: إن أبا محمّد مستجاب الدّعوة، انتهى.

قال: و حدثني أبو إسحاق الآدمي قال: سمعت مسلم بن إبراهيم قال: سمعت الحسن بن أبي جعفر قال: مرّ الأمير يوما، فصاحوا: الطّريق، ففرج الناس و بقيت عجوز كبيرة لا تقدر أن تمشي، فجاء بعض الجلاوزة (2) فضربها بسوط ضربة. فقال حبيب أبو محمّد اللّهمّ اقطع يده، فما لبثنا إلاّ ثلاثا حتى مرّ بالرجل قد أخذ في سرقة فقطعت يده، انتهى.

قال: و حدثني أبو إسحاق قال: سمعت مسلما: أن رجلا أتى حبيبا أبا محمّد فقال: إنّ لي عليك ثلاثمائة درهم. قال: من أين صارت لك علي ؟ قال: لي عليك ثلاثمائة درهم، قال حبيب: اذهب إلى غد، فلما كان من الليل توضّأ و صلّى و قال:

اللّهمّ إن كان صادقا فأدّ إليه، و إن كان كاذبا فابتله في يده، قال: فجيء بالرجل من غد قد حمل و قد ضرب شقّه الفالج، فقال: ما لك ؟ قال: أنا الذي جئتك أمس، لم يكن لي عليك شيء، و إنما قلت لتستحي من الناس فتعطيني، فقال له: تعود؟ قال: لا، قال:

ص: 50


1- بالأصل:«إلى» و المثبت عن المختصر.
2- الجلاوزة جمع جلواز و هو الشرطي (اللسان و القاموس: جلز).

اللّهمّ إن كان صادقا فألبسه العافية، قال: فقام الرجل على الأرض كأن لم يكن به شيء، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1)،حدثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد، نبأنا أبو طالب عبد اللّه بن أحمد (2) بن سوادة، نبأنا عيسى بن أبي حبيب (3)، نبأنا أبي عن رجل، عن جدي قال: كنا عند حبيب أبي محمّد فقال رجل: إنّي أجد وجعا في رجلي. قال له: اجلس فلما تفرق الناس قال أبو حرب - و هو جدي - قام فعلق المصحف في عنقه، و قال: يا خدا حبيب رسوا مياش (4):لا تسوّد وجه حبيب، اللّهمّ عافه حتى ينصرف و لا يدري في رجليه كان الوجع، فوجد الرجل العافية، فسألناه في أي رجلك كان الوجع قال: لا أدري، انتهى.

قال: و أنبأنا أبو بكر بن مالك، نبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: أخبرت عن عبد اللّه بن أبي بكر المقدّمي، نبأنا جعفر بن سليمان، قال: سمعت حبيبا يقول:

أتانا سائل و قد عجنت عمرة و ذهبت تجيء بنار تخبزه فقلت للسائل: خذ العجين، قال:

فاحتمله، فجاءت عمرة فقالت: أين العجين فقلت: ذهبوا (5) ليخبزونه فلما أكثرت عليّ ، أخبرتها. فقالت: سبحان اللّه لا بدّ لنا من شيء نأكله، قال: فإذا رجل قد جاء بجفنة عظيمة مملوءة خبزا - أو كما قال: و لحما - فقالت عمرة: ما أسرع ما ردوه عليك قد خبزوه و جعلوا معه لحما.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنبأنا طراد بن محمّد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو الحسين بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن الحسين، حدثني أبو عبد اللّه عيسى الصفاوي، حدثني أبو عبد اللّه السّخام قال: أتى حبيب أبي محمّد رجل زمن في شقّ محمل فقيل له: يا أبا محمّد هذا رجل زمن و له عيال، و قد ضاع عياله قال: رأيت أن تدعو اللّه تعالى عسى أن يعافيه، و أخذ المصحف فوضعه في عنقه ثم دعا، قال: فما زال يدعو حتى عافاه اللّه عزّ و جلّ قال: فقام و حمل

ص: 51


1- الخبر في حلية الأولياء 152/6.
2- في الحلية: محمد.
3- الحلية: حرب.
4- بالأصل:«يا خذا بي حبيب و سامبابين» و المثبت عن الحلية.
5- بالأصل:«فذهبوا» و المثبت عن الحلية.

المصحف فوضعه [في] عنقه و ذهب به إلى عياله، انتهى.

قال: و حدثني محمّد بن الحسين، حدّثني العبّاس بن الفضل الأزرق، حدثني مجاشع الدّيري قال: ولدت امرأة من جيران حبيب غلاما جميلا أقرع الرأس قال: فجاء به أبوه إلى حبيب أبي محمّد بعد ما كبر الغلام و أتت عليه ثنتا عشرة (1) سنة فقال: يا أبا محمّد أما ترى إلى ابني هذا و إلى جماله و قد بقي أقرع الرأس كما ترى فادع اللّه تعالى له، فجعل حبيب يبكي و يدعو للغلام و يمسح بالدموع رأسه قال: فو اللّه ما قام من بين يديه حتى اسودّ رأسه من أصول الشعر فلم يزل بعد ذلك الشعر حتى كان كأحسن الناس شعرا. قال مجاشع: قد رأيته أقرع و رأيته ذا شعر، انتهى.

قال: و حدثني محمّد بن الحسين، حدثني شعيب بن محرز، نبأنا إسماعيل بن يونس و كان جارا لحبيب أبي محمّد قال: و كان جار لنا يعبث بحبيب كثيرا فدعا حبيب عليه فبرص، قال إسماعيل: فأنا و اللّه رأيته أبرص، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (2)،حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نبأنا يونس، قال: جاء رجل إلى أبي محمّد فشكى إليه دينا عليه. فقال: قال اذهب و استقرض فأنا أضمن، فقال:

فأتى رجلا فأقرضه خمسمائة درهم، و ضمنها أبو محمّد ثم جاء الرّجل فقال: يا أبا محمّد دراهمي فقد أضرني حبسها قال: نعم، غدا. فتوضّأ أبو محمّد و دخل المسجد و دعا اللّه تبارك و تعالى و جاء الرّجل فقال له: اذهب فإن وجدت في المسجد شيئا فخذه، قال: فذهب فإذا في المسجد فيها صرة فيها خمسمائة درهم، فذهب فوجدها تزيد على خمسمائة فرجع إليه فقال: يا أبا محمّد تلك الدّراهم تزيد، فقال: إن كانى راسخت جرب (3) سخت. اذهب هي لك - يعني من وزنها وزنها، راجحة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نبأنا عبد العزيز بن أحمد الصّوفي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر و ابنه أبو علي و عبد الوهّاب الميداني و أبو نصر بن الجبّان و اللفظ لابن أبي نصر قالوا: أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبي، حدثنا عبد اللّه بن

ص: 52


1- بالأصل: عشر.
2- حلية الأولياء 150/6.
3- مهملة بالأصل و المثبت عن الحلية.

جعفر بن حشيش، نبأنا محمّد بن إسحاق الصّاغاني، نبأنا الوليد بن شجاع، نبأنا ضمرة، عن السّري بن يحيى و غيره، قال: اشترى حبيب أبو محمّد، انتهى.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا طراد بن محمّد، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا صفوان أنبأ عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن الحسين، حدثني موسى بن عيسى، حدثني ضمرة بن ربيعة، عن السّري بن يحيى قال: اشترى أبو محمّد حبيب طعاما في مجاعة أصابت الناس، فقسمه على المساكين ثم خاط [أكيسة] (1)فوضعها - و في حديث المقرئ: فجعلها - تحت فراشه ثم دعا اللّه تعالى فجاءه، أصحاب الطعام يتقاضونه فخرج تلك الأكيسة فإذا هي مملوءة دراهم فوزنها فإذا فيها حقوقهم - و في حديث ابن طاوس: فإذا هي حقوقهم، زاد - فدفعها إليهم.

أخبرنا [أبو الوقت] (2) عبد الأوّل بن عيسى، أنبأنا أبو صاعد الفضل بن أبي منصور، قالا: أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد، نبأنا محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه، حدثنا عبد الصّمد بن الفضل، نبأنا أبو داود، عن علي بن مهران، عن ابن المبارك، قال: كان حبيب العجمي يضع كيسه خاليا، فيجده ملآن (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نبأنا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختّلي، حدثني عبد اللّه بن المعلى، نبأنا شعيب بن محرز بن شعيب بن يزيد بن أبي الزّعراء حدثني رجل من خيران حبيب من أهل سكة الموالي يكنى أبا زكريا الصّائغ قال: جاء رجل إلى حبيب من أهل خراسان يريد مكة فقال: يا شيخ أشتر لي دارا، و دفع إليه مالا و خرج إلى مكة فأخذ حبيب المال فتصدق بها فقدم عليه الرّجل فقال: يا أبا عبد اللّه اذهب بي إلى الدّار التي اشتريتها فأرنيها فقال له حبيب: إنّك لا تراها اليوم و لكن إذا متّ فستراها، فقال الخراساني: اكتب إليّ عهدتها حتى أذهب بها

ص: 53


1- بياض بالأصل، و لعل الصواب ما استدركناه، باعتبار ما يلي. و الخبر في الحلية باختلاف الرواية و فيها: خرائط بدل أكيسة.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل مرّ قريبا و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 303/20 و اسمه عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم السجزي الماليني، أبو الوقت.
3- رسمها ناقص بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 188/6.

معي إلى خراسان، فكتب له حبيب: بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى حبيب من ربّه قصرا في الجنة طوله كذا و كذا و ارتفاعه كذا و كذا في الجنة ثم ختم الكتاب و دفعه إليه فأخذه الرّجل فذهب به إلى خراسان إلى أهله، فقالوا له: أنت مجنون لو لا أنّك ضيّعت مالك لذهب بك إلى الدار و لكن هذا إنسان مجهول فبقي الرّجل ما شاء اللّه ثم مات، فقال لهم: ضعوا هذه العهدة في أكفاني فوضعوها فحملوه إلى القبر فأصبح حبيب بالبصرة و إذا الكتاب عنده في بيته فقيل له في الكتاب: يا أبا محمّد إن اللّه قد سلّم إليه القصر الذي اشتريته له. فعمد حبيب إلى القوم فقال: إنّ اللّه تعالى قد سلّم إلى أبيكم القصر و هذه العهدة فبصروا فإذا هو الكتاب الذي وضعوه معه في القبر.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنبأنا أبو نعيم الأصبهاني (1)،نبأنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الجرجاني، نبأنا أبو محمّد الحسن بن سفيان، نبأنا غالب بن وزير الغزي، نبأنا ضمرة، نبأنا السّري بن يحيى، قال: قدم رجل من أهل خراسان و قد باع ما كان له بها و همّ بسكنى البصرة و معه عشرة آلاف درهم، فلما قدم البصرة و همّ بالخروج إلى مكة هو و امرأته سأل لمن تودع العشرة آلاف درهم ؟ فقيل لحبيب أبي محمّد فأتاه فقال له: إني خارج و امرأتي و هذه العشرة آلاف درهم أردت أن أشتري بها منزلا بالبصرة فإن وجدت منزلا و يخف عليك أن تشتري لنا بها فعلت. فسار الرجل إلى مكة فأصاب الناس بالبصرة مجاعة فشاور حبيب أصحابه أن يشتري بالعشرة آلاف دقيقا و يتصدق به فقالوا: إنما وضعها لتشتري بها منزلا فقال: أتصدّق بها و اشتري له بها من ربي عز و جل منزلا في الجنة، فإن رضي و إلاّ دفعت إليه دراهمه. قال: فاشترى دقيقا و خبزه و تصدّق به، فلما قدم الخراساني من مكة فقال: يا أبا محمّد أنا صاحب العشرة ألف درهما فما أدري اشتريت لنا بها منزلا أو تردها عليّ فأشتري أنا بها؟ فقال: لقد اشتريت لك منزلا فيه قصر قصور (2) و أشجار و ثمار و أنهار، فانصرف الخراساني إلى امرأته، فقال: إني أرى أنه قد اشترى لنا حبيب أبو محمّد منزلا إني أراه كان لبعض الملوك قد عظم أمره و ما فيه. قال: ثم أقمت يومين أو ثلاثة فأتيت حبيبا فقلت: يا أبا محمّد المنزل، فقال: قد اشتريت لك من ربي عزّ و جلّ منزلا في الجنة بقصوره و أنهاره و وصفائه. فانصرف

ص: 54


1- الخبر في حلية الأولياء 150/6-151.
2- كذا بالأصل، و في الحلية: فيه قصور.

الرّجل إلى امرأته فقال لها إن حبيبا إنما اشترى لنا من ربّه المنزل في الجنة فقالت: يا أبا فلان أرجو أن يكون قد وفق اللّه حبيبا و ما قدر ما يكون لبثنا في الدنيا فارجع إليه فليكتب لنا كتابا بعهدة المنزل [قال: فأتيت حبيبا فقلت له: يا أبا محمد قبلنا ما اشتريت لنا، فاكتب لنا كتاب عهدة] (1) فقال: نعم، فدعا من يكتب له الكتاب فكتب:«بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا ما اشترى حبيب أبو محمّد من ربّه عزّ و جلّ لفلان الخراساني اشترى له منزلا في الجنة بقصوره و أنهاره و أشجاره و وصفائه و وصيفاته بعشرة آلاف درهم فعلى ربّه تعالى أن يدفع هذا المنزل لفلان الخراساني و يبرئ حبيبا من عهدته، فأخذ الخراساني الكتاب و انطلق به إلى امرأته فدفعه إليها، و أقام الخراساني نحوا (2) من أربعين يوما ثم حضرته الوفاة فأوصى امرأته إذا غسلتموني و كفنتموني فادفعوا هذا الكتاب إليهم يجعلونه في أكفاني، ففعلوا و دفن الرجل الخراساني فوجدوا على ظهر قبره مكتوبا في رق كتابا أسود في ضوء الرق براءة لحبيب أبي محمّد من المنزل الذي اشتراه لفلان الخراساني بعشرة آلاف درهم، فقد دفع ربّه إلى الخراساني ما شرطه له حبيب و أبرأه منه. فأتي حبيب بالكتاب فجعل يقرأه و يقبّله و يبكي و يمشي إلى أصحابه و يقول هذه براءتي من ربي تبارك و تعالى، انتهى.

قال (3):و نبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن،[نبأنا محمّد بن إسحاق] (4)،نبأنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: كان حبيب أبو محمّد يأخذ متاعا من التجار و يتصدّق به، فأخذ مرة فلم يجد شيئا يعطيهم، فقال: يا ربّ كأنه قال: تنكس وجهي عندهم، فدخل فإذا هو بجوالق من شعر كأنه نصب من أرض البيت القريب من السّقف مليء دراهم. فقال: يا ربّ ليس أريد هذا، قال: فأخذ حاجته و ترك البقية، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن البركات المقرئ، أنبأنا أبو الفوارس النقيب، أنبأنا أبو الحسين المعدّل، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف،[أنبأنا] ابن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي

ص: 55


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن حلية الأولياء.
2- بالأصل «نحو».
3- انظر حلية الأولياء لأبي نعيم 153/6.
4- ما بين معكوفتين سقط من حلية الأولياء.

الدنيا، نبأنا خالد بن خداش، نبأنا المعلّى الورّاق، قال: كنا إذا دخلنا على حبيب أبي محمّد قال: افتح جونة المسك و هات الترياق المجرّب قال: جونة المسك: القرآن، و الترياق المجرّب: الدعاء، انتهى.

قال: و أنبأنا عبد الرحمن بن واقد، نبأنا ضمرة، عن السّري بن يحيى، قال: كان حبيب أبو محمّد يرى يوم التروية بالبصرة و يرى يوم عرفة بعرفات، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نبأنا عبد العزيز الصّوفي، نبأنا أبو محمّد بن أبي نصر و ابنه أبو علي، و عبد الوهّاب الميداني، و أبو نصر بن الجبّان و اللفظ لابني أبي نصر قالوا: أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبي أبي محمّد، نبأنا عمر بن مدرك، حدثني أبو إسحاق الطالقاني، أنبأنا ضمرة، عن السّري بن يحيى، قال: كان حبيب أبو محمّد يرى بالبصرة عشية التروية و يرى بعرفات عشية عرفة.

قال أبو حفص عمر بن مدرك: كان حبيب أبو محمّد يقول له ابنه بالفارسيّة: ليس لنا دقيق، فيقول: الطري في الحبّ (1) فتذهب إليه فإذا الحب ملآن دقيق.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنبأنا أبو نعيم (2)،أنبأنا أبو محمّد بن حيّان، نبأنا محمّد بن العبّاس بن أيّوب، نبأنا عبد الرحمن بن واقد، نبأنا ضمرة، حدثني السّري بن يحيى، قال: كان حبيب أبو محمّد يرى بالبصرة يوم التروية و يرى بعرفة عشية عرفة، انتهى.

قال (3):و نبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: أخبرت عن عبد اللّه بن أبي بكر المقدّمي، نبأنا جعفر بن سليمان، قال: سمعت حبيبا أبا محمّد يقول: أتى زوّر لنا و قد طبخنا سمكا فكنا نريد أن نأكل فأبطأ الزّور في القعود فلمّا قام الزّور قلت لعمرة: هاتي حتى نأكله، قال: فجاءت به فإذا هو دم عبيط فألقيناه في الحش.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر و ابنه أبو علي و أبو الحسين عبد الوهّاب الميداني، و أبو نصر الجبّان

ص: 56


1- الحب: الجرة، أو الضخمة منها (القاموس).
2- حلية الأولياء 154/6.
3- حلية الأولياء 152/6.

و اللفظ لابني أبي نصر قالوا: أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبي، حدّثنا أبو حفص عمر بن مدرك الرازي، نبأنا أبو إسحاق الطّالقاني، نبأنا ضمرة، عن السّري بن يحيى، قال: كان حبيب أبو محمّد إذا أفطر أفطر على البسر قال: فأغفله أهله ذات ليلة فذهب ليطلب البسر فلم يجده فنادى مناد من الهوى هاك البسر، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم (1)،أنبأنا أبو بكر بن مالك، نبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: أخبرت عن يسار، حدثنا جعفر، قال: سمعت حبيبا أبا محمّد يقول: و اللّه إن الشيطان يلعب بالقرّاء كما يلعب الصبيان بالجوز، و لو أنّ اللّه دعاني يوم القيامة فقال: يا حبيب، فقلت: لبيك قال جئتني (2) بصلاة يوم أو صوم يوم أو ركعة أو تسبيحة أو سجدة اتّقيت عليها من إبليس ألاّ يكون طعن فيها طعنة فأفسدها، ما استطعت أن أقول نعم أي ربّ ! قال: و سمعت حبيبا أبا محمّد يقول: لا تقعدوا فراغا فإن الموت يلزكم (3)،انتهى.

قال (4):و حدثنا أبو بكر محمّد بن جعفر المؤدب، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، نبأنا علي بن المسلّم، نبأنا سيّار، نبأنا جعفر، قال: كنا ننصرف من مجلس ثابت البناني فنأتي حبيبا أبا محمّد فيحثّ على الصّدقة، فإذا وقعت قام فتعلّق بقرن معلق في بيته ثم يقول:

ها قد تغديت و طابت نفسي *** فليس في الحي غلام مثلي

إلاّ غلام قد تغدى قبلي *** إلاّ غلام قد تغدى قبلي (5)

سبحانك و حنانيك، خلقت فسوّيت، و قدرت فهديت، و أعطيت فأغنيت، و أفنيت و عافيت، و عفوت و أعطيت، فلك الحمد على ما أعطيت، حمدا كثيرا طيبا مباركا، حمدا لا ينقطع أولاه، و لا ينفذ أخراه، حمدا أنت منتهاه، فتكون الجنة عقباه، أنت الكريم الأعلى. و أنت جزل العطاء، و أنت أهل النعمات، و أنت ولي الحسنات،

ص: 57


1- الخبر في حلية الأولياء 152/6-153.
2- عن الحلية، و بالأصل «جئني».
3- الحلية: يليكم.
4- الخبر في حلية الأولياء 153/6-154.
5- كذا كرر الشطر بالأصل مرتين، و ذكر مرة واحدة في الحلية.

و أنت الجليل الرحمن (1) لا يحفيك سائل، و لا ينقصك قائل (2)،و لا يبلغ مدحتك قول قائل. سجد وجهي لوجهك الكريم، ثم يخرّ فيسجد و نسجد معه، ثم يفرق الصّدقة على من حضره من المساكين انتهى.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا الغلابي غسّان بن المفضّل، قال: قال عدي بن الفضل: أتيت حبيبا أبا محمّد فقال لي:

من تأتي من الفقهاء؟ قال: فقلت: آتي يونس بن عبيد، قال: تأتي يونس إن شكر (3) دانت قال: فقال لي: من تأتي من الفقهاء؟ قلت: آتي أيّوب السّختياني، قال: تأتي أيّوب أزهر سأله بمكة همراييتر، يعني يحلق رأسه بمكة كل عام، و قال لي:

من تأتي ؟ قلت: آتي علي بن زيد بن جدعان قال: تأتي علي أن همشت نما ذكرني، يقول يصلي اللّيل كله، انتهى.

كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين (4)،ثم حدثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنبأنا أبو بكر الحيري، نبأنا أبو العبّاس الأصم، نبأنا عبد اللّه بن هلال بن الفرات أبو محمّد، نبأنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت عبد العزيز (5) بن محمّد يقول: مرّ حبيب بمصلوب بالبصرة فوقف عنده فقال: بأبي ذلك اللسان التي كنت تقول [به] (6) لا إله إلاّ اللّه اللّهمّ هب لي دينه. قال: و كان صلب وجهه إلى الشرق، فأصبحت خشبته استدارت إلى القبلة، انتهى.

أنبأنا أبو الكريم المبارك بن الحسن بن أحمد المقرئ، أنبأنا رزق اللّه بن عبد الوهّاب التميمي، نبأنا أحمد بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن يوسف العلاّف، نبأنا الحسين بن صفوان، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا أسد بن عمر

ص: 58


1- في الحلية: و أنت خليل إبراهيم.
2- الحلية: نائل.
3- بياض بالأصل مقدار كلمة.
4- انظر ترجمته في سير الأعلام 246/19.
5- بالأصل: عبيد العزيز.
6- الزيادة عن مختصر ابن منظور 188/6.

() (1)،نبأنا عبيد اللّه بن محمّد التيمي، نبأنا أصحابنا قال: كان حبيب أبو محمّد يخلو في بيته فيقول: من لم تقر عينيه بك فلا قرت، و من لم يأنس بك فلا أنس، انتهى.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد و أبو إسحاق إبراهيم بن موهوب، قالا: أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، نبأنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه، أنبأنا أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نبأنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نبأنا سعيد بن عامر، عن حزم قال: قال لنا الأشعث الحداني؛ انطلقوا بنا إلى حبيب نسلم عليه تسليمة الوداع، فانطلقنا إليه، قال سعيد: قلت لحزم: يا أبا عبد اللّه أي ساعة ذاك ؟ قال: ارتفاع النهار، فانتهينا إليه فسلمنا عليه فخرج إلينا حبيب فأخذوا في البكاء فما زالوا يبكون حتى حضرت صلاة الظهر، فصلينا الظهر فما زالوا يبكون حتى العصر فصلينا العصر، فما زالوا يبكون حتى المغرب فصلينا المغرب، ثم آذنتنا جنازة فقال لنا: إن ناسا ينهون عن هذا فأطيعهم فقلت: أنت أعلم، قال: أما و اللّه لا أطيعهم انتهى.

أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (2)،أنبأنا أبو بكر بن مالك، نبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: أخبرت عن سيّار، نبأنا جعفر قال:

[كان] حبيب أبو محمّد رقيقا من أكثر الناس بكاء، فبكى ذات ليلة بكاء كثيرا، فقالت عمرة بالفارسية: لم تبكي يا أبا محمّد؟ فقال لها حبيب بالفارسية: دعيني فإنّي أريد أن أسلك طريقا لم أسلك (3) قبله.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسين بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، نبأنا زيد بن إسماعيل، نبأنا داود بن رشيد (4)،قال:

قيل لحبيب الفارسي في مرضه الذي مات فيه: ما هذا الجزع الذي ما كنا نعرفه منك! فقال: سفري بعيد بلا زاد، و ينزل بي في حفرة من الأرض موحشة بلا مؤنس، فأقدم على ملك جبّار قد قدم إلي العذر، انتهى.

ص: 59


1- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
2- حلية الأولياء 154/6.
3- في الحلية: لم أسلكه قبل.
4- بالأصل «أسيد» و الصواب عن مختصر ابن منظور 188/6.

قال: و أنبأنا الحسن بن علي، نبأنا محمّد بن عبد اللّه، عن عبد الواحد بن زيد (1)أن حبيبا أبا محمّد جزع جزعا شديدا عند الموت، فجعل يقول بالفارسيّة: أريد أن أسافر سفرا ما سافرته قط ، أريد أن أسلك طريقا ما سلكته قط ، أريد أن أزور سيدي و مولاي ما رأيته قط ، أريد أن أشرف على أهوال ما شهدت مثلها قط ، أريد أن أدخل تحت التراب فأبقى إلى يوم القيامة، ثم أوقف بين يدي اللّه عزّ و جل فأخاف أن يقول لي: يا حبيب هات تسبيحة واحدة سبّحتني في ستين سنة لم يظفر بك الشيطان فيها بشيء. فما ذا أقول و ليس لي حيلة ؟ أقول: يا ربّ هو ذا، قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي. قال عبد الواحد: هذا عبد اللّه ستين سنة مشتغلا به، و لم يشتغل بشيء من الدنيا قط فأيش يكون حالنا وا غوثاه باللّه (2).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نبأنا أبو بكر الخطيب، حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي، نبأنا عبد اللّه بن أبي محمّد بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن عمر المقدّمي، نبأنا سعيد بن عامر، نبأنا أبو الفضل كثير بن سيار قال: دخلنا على حبيب أبي محمّد و هو بالموت فقال: أريد أن آخذ طريقا لم أسلكه قط لا أدري ما يصنع بي قلت: أبشر يا أبا محمّد، أرجو أن لا يفعل بك إلاّ خيرا، قال: ما يدريك ليت تلك الكسرة الخبز التي أكلناها لا تكون سمّا علينا، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، أنبأنا عثمان بن الهيثم المؤذن قال: قيل لحبيب أبي محمّد: يا أبا محمّد ما لك لا تضحك و لا تجالس الناس و لا نراك أبدا إلاّ محزونا؟ فقال: أحزنني شيئان، قلنا: و ما هما؟ قال: وقت أوضع في لحدي فينصرف الناس عني فأبقى تحت الثرى وحدي مرتهنا بعملي، و الآخر يوم القيامة إذا انصرف الناس عن حوض محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم فإنه بلغني أن الرّجل في عرصة القيامة فيقول له شربت من حوض محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فيقول له: لا، فنقول وا حسرتاه فأيّ حسرة أشدّ من هذا، انتهى.

ص: 60


1- كررت «بن زيد» بالأصل، و انظر ترجمته في سير الأعلام 187/7 و حلية الأولياء 155/6.
2- الخبر في الوافي بالوفيات 300/11 باختلاف بعض ألفاظ الرواية.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، نبأنا ابن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن الحسين، نبأنا شعيب بن محرز، حدثني إسماعيل بن زكريا - و كان جارا لحبيب أبي محمّد قال: كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه و إذا أصبحت سمعت بكاءه فأتيت أهله فقلت: ما شأنه يبكي إذا أمسى و يبكي إذا أصبح ؟ قال: فقالت: يخاف و اللّه إذا أمسى أن لا يصبح، و إذا أصبح أن لا يمسي انتهى.

قال: و حدثني محمّد بن الحسين [أبو] العبّاس، نبأنا أبو عبد الرحمن بن عائشة، حدثني أبو زكريا قال: قالت امرأة حبيب: كان يقول إذا متّ في اليوم فأرسلي إلى فلان يغسلني و افعلي كذا و اصنعي كذا، فقيل لامرأته أرى رؤيا؟ قالت: هذا يقوله في كل يوم انتهى.

1194 - حبيب بن مرّة المرّي

مرّة غطفان، من قواد مروان بن محمّد له ذكر، انتهى.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأنا محمّد بن جرير الطبري، قال (1):ذكر علي بن محمّد عن شيوخه قال: بيّض حبيب بن مرّة المرّي و أهل البثنيّة (2) و أهل حوران و عبد اللّه بن علي يومئذ في عسكر أبي الورد الذي قتل فيه. قال الطبري (3):و قد حدثني أحمد بن زهير، نبأنا عبد الوهّاب بن إبراهيم، نبأنا أبو هاشم مخلد بن محمّد قال: كان تبيض حبيب بن مرّة و قتاله عبد اللّه بن علي قبل تبييض أبي الورد، و إنما بيّض أبو الورد و عبد اللّه مشتغل بحرب (4) حبيب بن مرّة المرّي بأرض البلقاء أو البثنيّة و حوران، و كان قد لقيه عبد اللّه بن عليّ في جموعه فقاتله، و كان بينه و بينه وقعات، و كان من قواد مروان

ص: 61


1- تاريخ الطبري 446/7 حوادث سنة 132.
2- البثنية و يقال بثنة، بلدة معروفة بالشام، و في موضع آخر في البثنة قال ياقوت: ناحية من نواحي دمشق، و قيل هي قرية بين دمشق و أذرعات.
3- تاريخ الطبري 446/7.
4- بالأصل:«مستعد لحرب» و المثبت عن الطبري.

و فرسانه، و كان سبب تبييضه الخوف على نفسه و قومه، فتابعته قيس و غيرهم ممن يليهم من أهل تلك الكور،[البثنية] (1) و حوران، فلما بلغ عبد اللّه بن علي تبييض [أهل قنّسرين] (2) دعا حبيب بن مرّة إلى الصلح فصالحه، و أمّنه و من معه، و خرج نحو قنّسرين للقاء أبي الورد، انتهى.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن غزوان، نبأنا أحمد بن المعلى، نبأنا نوح بن عمر بن حوي، عن السري (3) بن يحيى قال: و لما رجع عبد اللّه بن علي من قتال أبي الورد إلى دمشق أمن الناس إلاّ أهل حوران و مضى إليهم في نحو من ثلاثين ألفا، فاجتمع أهل حوران إلى حبيب بن مرّة فلما بدءوا انهزم حبيب و من معه فركبوا البراري، و لحق حبيب بالحجاز فمكث فيه أعواما ثم أمّنه صالح بن علي و ولاّه حوران.

1195 - حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب

ابن ثعلبة بن وائلة بن عمرو (4) بن شيبان بن محارب بن فهر

أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو مسلمة، و يقال: أبو سلمة الفهري (5)

هكذا نسبه الزبير في موضع و نسبه في موضع آخر و لم يذكروا هنا في نسبته، و كذلك حكاه ابن سميع عن بعض ولد حبيب.

صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و روى عنه (6).

و روى عنه: زياد بن جارية التميمي، و قزعة بن يحيى، و جنادة بن أبي أمية،[و] عوف بن مالك الأشجعي الصحابي، و الضحاك بن قيس، و رغبان بن حبيب، و محمّد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي، و حبيب بن عبيد، و أبو معاوية يزيد بن عبد

ص: 62


1- بياض بالأصل، و المستدرك عن تاريخ الطبري.
2- بياض بالأصل، و المستدرك عن تاريخ الطبري.
3- الكلمة غير واضحة بالأصل و لعل الصواب ما أثبت.
4- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت تهذيب التهذيب 437/1.
5- ترجمته في الاستيعاب 328/1 و أسد الغابة 448/1 و الإصابة 309/1 و تهذيب التهذيب 437/1 و الوافي بالوفيات 290/11 و سير أعلام النبلاء 188/3 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
6- زيد في تهذيب التهذيب: و عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و أبيه مسلمة، و أبي ذر الغفاري.

السّكوني، و مالك بن شرحبيل، و عبد الرحمن بن أبي أميّة الضّمري، و عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة.

و خرج إلى الشام مجاهدا في حياة أبي بكر، و شهد اليرموك أميرا على بعض كراديسه، ثم سكن دمشق و كانت داره بها عند طاحونة الثقفيين مشرفة على نهر بردى و شهد معركة صفّين مع معاوية و كان على الميسرة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا أبو المغيرة، نبأنا سعيد بن عبد العزيز (1)،نبأنا سليمان بن موسى، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة (2)قال: شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نقّل الربع في البدأة و الثلث في الرجعة (3) انتهى.

كذا رواه أبو المغيرة و رواه أبو مسهر و يحيى بن سعيد و أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه الزّهري و عبد الرّحمن بن مهدي، عن سعيد، عن مكحول، عن زياد بن جارية.

فأمّا حديث أبي مسهر: فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن سلوان، أنبأنا الفضل بن جعفر، أنبأنا عبد الرحمن بن القاسم، نبأنا أبو مسهر، نبأنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نفّل الثلاث، انتهى.

و أمّا حديث يحيى: فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا الحسن بن علي بن أبي بكر بن مالك عن (4) عبد اللّه بن أحمد (5)،حدثني أبي، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن

ص: 63


1- بالأصل «عن».
2- انظر مسند أحمد بن حنبل 160/4.
3- النفل بالتحريك الغنيمة، و النفل بالسكون و قد يحرّك: الزيادة. و أراد بالبدأة ابتداء الغزو، و بالرجعة: القفول منه. و المعنى: كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو، فأوقعت بهم نفلها الربع مما غنمت، و إذا فعلت ذلك عند عود العسكر نفلها الثلث، لأن الكرة الثانية أشق عليهم و الخطر فيها أعظم، و ذلك لقوة الظهر عند دخولهم و ضعفه عند خروجهم، و هم في الأول أنشط و أشهى للسير و الإمعان في بلاد العدو، و هم عند القفول أضعف و أفتر و أشهى للرجوع إلى أوطانهم فزادهم لذلك (النهاية: بدأ، نفل).
4- بالأصل «بن».
5- مسند أحمد 160/4.

سعيد بن عبد العزيز، نبأنا مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة قال:

النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نفّل الثلث انتهى.

و أمّا حديث أبي أحمد: فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران المعدّل ببغداد، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمرو، نبأنا أحمد بن الوليد، نبأنا أبو أحمد الزّبيري، نبأنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن مكحول، عن زياد بن (1) جارية التميمي، عن حبيب بن مسلمة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نفّل الثلث انتهى.

و أمّا حديث ابن مهدي: فأخبرناه أبو القاسم الشيباني، أنبأنا أبو علي التميمي، أنبأنا أبو بكر القطيعي، نبأنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي، نبأنا عبد الرحمن، حدّثنا عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة، قال: شهدت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نفّل الثلث انتهى.

و رواه أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمّد الفزاري، عن سعيد، أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن إسحاق، نبأنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن سعيد بن عبد العزيز قال: سمعت مكحولا يقول: سمعت زياد بن جارية التميمي يقول (3):سمعت حبيب بن مسلمة يقول: شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: الثلث.

قال سعيد: و حدثني سليمان بن موسى، عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة أنه قال: نفّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في البداءة الرّبع و في الرجعة الثلث انتهى.

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الحسين العتيقي، أنبأنا أبو الحسن الدّارقطني - إجازة - أنبأنا عمر بن الحسن بن مالك الشيباني، أنبأنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، حدثني محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، نبأنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن زياد بن جارية (4)،عن حبيب بن مسلمة،

ص: 64


1- بالأصل «عن».
2- مسند أحمد 160/4.
3- كذا.
4- بالأصل «حارثة».

قال: شهدت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ينفل الثلث. قال الواقدي: و حبيب يوم توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ابن ثنتي عشرة سنة (1)[و] آخر غزوة غزاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تبوك و هو ابن احدى عشرة سنة، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري (2)،أنبأنا الأحوص، أنبأنا المفضّل، نبأنا أبي قال: و قد أنكر بعض العلماء أن يكون حبيب بن مسلمة غزا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم() (3)و يقولون إنه كان في غزاة تبوك و هي آخر غزوة غزاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ابن إحدى عشرة سنة، قال أبي: و قال الواقدي: توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و حبيب بن مسلمة ابن ثنتي عشرة سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو [عمر] بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد (4)،أنبأنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقيّ المكّي، نبأنا داود بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن حبيب بن مسلمة الفهري أنه أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو بالمدينة فأدركه أبوه فقال: يا نبي اللّه يدي و رجلي فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ارجع معه فإنه يوشك أن يهلك»[2903] قال: فهلك في تلك السنة.

قال محمّد بن عمر: و الذي عند أصحابنا في روايتنا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قبض و حبيب بن مسلمة ابن ثنتي عشرة سنة و أنه لم يغز معه شيئا، و في رواية غيرنا: أنه قد غزا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و حفظ عنه أحاديث [و رواها] (5) انتهى.

أخبرنا أعلى من هذا علي بن عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (6)،أنبأنا أبو نصر أحمد بن علي القاضي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن المؤمّل، أنبأنا عبدان بن

ص: 65


1- انظر طبقات ابن سعد 410/7 و تهذيب التهذيب 437/1 و أسد الغابة 449/1.
2- بالأصل:«الباسري» و الصواب ما أثبت، راجع الأنساب.
3- لفظتان غير واضحتين تركنا مكانهما بياضا.
4- طبقات ابن سعد 409/7-410.
5- الزيادة عن ابن سعد.
6- دلائل النبوة للبيهقي 504/6.

عبد الحليم (1) البيهقي، حدثنا إبراهيم بن محمّد أبو إسحاق الشافعي قال: و أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد الصّفار، أنبأنا [أبو] جعفر أحمد بن علي الخزاز، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن العبّاس الشافعي، قال: قرأت على داود بن عبد الرحمن العطّار، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن حبيب بن مسلمة الفهري:

أنه أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو بالمدينة ليراه، فأدركه أبوه، فقال: يا رسول اللّه يدي و رجلي، فقال له:«ارجع معه فإنه يوشك أن يهلك». فهلك في تلك السّنة، انتهى.[2904].

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا محمّد بن إبراهيم، نبأنا الحسين بن محمّد بن حماد، نبأنا عبد اللّه بن الوليد بن هشام، نبأنا أبو عاصم حينئذ، قال: و حدثنا محمّد بن علي، نبأنا محمّد بن بركة، نبأنا يوسف بن سعيد، نبأنا حجّاج، قالا: عن ابن جريج، أخبرني عبد اللّه بن أبي مليكة: أن حبيب بن مسلمة قدم على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالمدينة غازيا، و أنّ أباه أدركه بالمدينة، فقال مسلمة للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم: يا نبي اللّه، إني ليس لي ولد غيره، يقوم في مالي و ضيعتي و على أهل بيتي، و أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ردّه معه، و قال:«لعلك أن يخلو لك وجهك في عامك، فارجع يا حبيب مع أبيك». فرجع فمات مسلمة في ذلك العام، و غزا حبيب فيه[2905].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو غالب محمّد بن الحسين بن إبراهيم الواسطي، حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن علي بن خزفة (2)،نبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نبأنا أحمد بن أبي خيثمة، أنبأنا مصعب بن عبد اللّه قال (3):حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو (4) بن شيبان بن محارب بن فهر كان شريفا قد سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، يقال له: حبيب الرّوم لكثرة دخوله عليهم، انتهى.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت

ص: 66


1- بالأصل «الحكيم» و المثبت عن دلائل النبوة.
2- ضبطت عن التبصير 429/1.
3- نسب قريش ص 447.
4- بالأصل «عمر» و المثبت عن نسب قريش.

أبي يقول: حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنبأنا أبو يعلى حينئذ، و أخبرنا أبو سعيد بن المحاملي، قال: أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي، قال: أنبأنا أبو القاسم الصيدلاني، أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على عمر بن علي بن عمرو، الأنصاري حدثكم الهيثم بن عديّ قال: قال ابن عيّاش: حبيب بن مسلمة يكنى أبا عبد الرحمن.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنبأنا محمّد بن الحسين (2)الزّعفراني، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنبأنا مصعب بن عبد اللّه قال: حبيب بن مسلم بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة، و قد سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و كان شريفا.

أخبرنا مصعب قال: أنكر الواقدي أن يكون سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: و أنبأنا مصعب قال: حبيب بن مسلمة يقال له: حبيب الروم لكثرة دخوله عليهم انتهى (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن و أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد، نبأنا خليفة بن خياط قال: حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا عبد الرحمن مات بالشام، و يقال مات سنة سنة اثنتين (4) و أربعين انتهى.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 67


1- بالأصل «أنبأنا» خطأ.
2- بالأصل «أنبأنا أحمد ابنا محمد بن الحسن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أحمد بن عبيد بن الفضل في سير الأعلام 197/17 و فيها أنه روى عن محمد بن الحسين الزعفراني. قال السمعاني: و ظني أنه نسب إلى بيع الزعفران.
3- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 447.
4- بالأصل: اثنين.

أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد قال (1):في الطبقة الخامسة: حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر. و أمّه زينب بنت نافش بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر. تحول حبيب بن مسلمة فنزل الشام و لم يزل مع معاوية بن أبي سفيان في حروبه في صفّين و غيرها، و وجهه إلى أرمينية واليا عليها، فمات بها سنة اثنتين (2) و أربعين، و لم يبلغ خمسين سنة انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدثنا محمّد بن سعد قال: قال: حبيب بن مسلمة الفهري قال الواقدي: مات بأرمينية سنة اثنتين (3) و أربعين و لم يبلغ خمسين سنة. قال الواقدي: و نحن نقول إنه ولد قبل وفاة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بسنتين، و قال غيره ما أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و سمع منه انتهى، و ينبغي أن يكون قبل هجرة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري (4)،أنبأنا الأحوص بن المفضّل، نبأنا أبي قال: حبيب بن المسلمة و الضحّاك بن قيس كلاهما أبو عبد الرحمن.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه - إجازة حينئذ - و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد بن الجوهري، أنبأنا أبو الحسين المظفر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن البرتي (5)،قال: و حبيب بن مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، و أمّه أيضا فهرية من ولد وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا عبد الرحمن و كان يدعى حبيب الرّوم لمجاهدته الرّوم، يقال إنه توفي سنة اثنتين (6)و أربعين و لم يبلغ خمسين سنة جاء عنه ثلاثة أحاديث، انتهى.

ص: 68


1- طبقات ابن سعد 409/7-410.
2- بالأصل: اثنين.
3- بالأصل: اثنين.
4- بالأصل «الباسري» و الصواب ما أثبت.
5- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب و الضبط عن الأنساب.
6- بالأصل: اثنين.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل السلامي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، و أنبأنا أبو الحسين الصّيرفي و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين قالوا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):حبيب بن مسلمة الفهري القرشي نزل الشام له صحبة، قال ابن مقاتل عن ابن المبارك، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال:

صلّى حبيب على شرحبيل بن السمط انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام البجلي، أنبأنا جعفر بن محمّد الكندي، أنبأنا أبو زرعة النّصري قال: حبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا مسلمة قديم الموت، روى عنه بالشام جماعة منهم الضحاك بن قيس، و زياد بن جارية و رغبان مولى حبيب، انتهى. كذا وقع و لعله كان من بني شيبان بن محارب، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير،- قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و حبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر أبو مسلمة. قال عبد الرحمن بن إبراهيم: توفي بدمشق.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي - إجازة - أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو محمّد بكر بن أحمد بن حفص، نبأنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: و قدمها - يعني حمص - حبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا مسلمة انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي [بن] المسلّم، نبأنا عبد العزيز عن (2) أحمد بن مسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنبأنا أبي، أنبأنا عاصم، أنبأنا عبد الصّمد بن سعيد القاضي، قال في

ص: 69


1- التاريخ الكبير 310/2/1.
2- بالأصل «بن». و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند، و تقدم التعريف بعبد العزيز بن أحمد و بمسدد بن علي.

تسمية من نزل حمص من الصّحابة: حبيب بن مسلمة الفهري القرشي. قال ابن عوف:

يكنى أبا مسلمة، و مات بدمشق.

حدّثني سليمان بن عبد الحميد البهراني، نبأنا يزيد بن عبد ربّه الزّبيدي، نبأنا بقية، عن صفوان [أن] عمر بن الخطاب ولاه الخراج. و قال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: لحبيب بن مسلمة ولد كثير عندنا بحوران - جند دمشق - و منزله بطرف من أطراف حوران كثير عددهم و قد كان بعضهم يصير إليّ في منزلي، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد اللّه بن عبد الواحد [أنبأنا] (1) شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: حبيب بن مسلمة و هو ابن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر الفهري من بني فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة يكنى أبا عبد الرحمن توفي بالشام سنة اثنتين (2) و أربعين و لم يبلغ إلى خمسين سنة.

و قال ابن وهب، عن مكحول، قال: سألت الفقهاء: هل كان لحبيب بن مسلمة صحبة ؟ فلم يعرفوا ذلك، فسألت قومه فأخبروني أنّه قد كانت له صحبة (3).

أخبرنا بذلك أحمد بن عبد اللّه بن صفوان، نبأنا إبراهيم بن دحيم، عن أبيه، عن سويد، عن ابن وهب، عن مكحول نسبه شباب (4) العصفري، و كنّاه ابن أبي خيثمة، أخبرنا بذلك محمّد بن عيسى أبو الحارث الجوزجاني و أحمد بن مهران الفارسي، قالا:

نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا شباب العصفري، روى عنه عبد الرحمن بن أبي أمية الضمري، و قزعة بن يحيى، و ابن أبي مليكة، و زياد بن جارية و غيرهم، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):أمّا وائلة - بالياء المعجمة من تحتها [ب ] اثنتين وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر من ولده حبيب بن مسلمة بن

ص: 70


1- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المجلدة عبد اللّه بن جابر ص 698) و انظر.
2- بالأصل: اثنين.
3- الخبر في تهذيب التهذيب 437/1.
4- يعني خليفة بن خيّاط .
5- الاكمال لابن ماكولا 296/7.

مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقال له حبيب الرّوم لكثرة دخوله إليهم. قاله مصعب، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال:

حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن سيف، نبأنا السّري بن يحيى، نبأنا شعيب بن إبراهيم، نبأنا سيف بن عمر، قال: و حبيب بن مسلمة على كردوس يعني يوم اليرموك (1)،انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، نبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا أبو بكر بن أبي عاصم، نبأنا دحيم، نبأنا سويد بن عبد العزيز، عن ابن (2) وهب، عن مكحول، قال: سألت الفقهاء هل كانت لحبيب صحبة ؟[فلم] يثبتوا ذلك، و سألت قومه فأخبروني أنه قد كانت له صحبة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السّقا، و أبو محمّد عبد الرحمن بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو العبّاس الأصم قال: سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول: قال يحيى و حبيب بن مسلمة، يقولون - يعني أهل المدينة - لم يسمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أهل الشام يقولون قد سمع حبيب بن مسلمة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم انتهى.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة عن (3) عبد العزيز بن أحمد عن (4) أبي تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نبأنا محمّد بن جعفر، نبأنا الحسن بن محمّد بن بكّار، نبأنا أبي، نبأنا يحيى بن حمزة عن (5) عمرو بن مهاجر: أن حبيب بن مسلمة الفهري كانت له صحبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

ص: 71


1- تاريخ الطبري 396/3.
2- بالأصل:«أبي».
3- بالأصل «بن» في الموضعين و فيهما جميعا خطأ، و الصواب «عن» و قد مرّ هذا السند كثيرا، و تقدم التعريف بأعلامه.
4- بالأصل «بن» في الموضعين و فيهما جميعا خطأ، و الصواب «عن» و قد مرّ هذا السند كثيرا، و تقدم التعريف بأعلامه.
5- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة يحيى بن حمزة في سير أعلام النبلاء 354/8.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر [البابسيري] (1)[]، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، أنبأنا أبي قال:

قال الواقدي قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و حبيب بن مسلمة ابن اثنتي عشرة سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، قال: قال أبو يوسف: يقول أهل المدينة لم يسمع حبيب بن المسلمة و بسر بن أرطاة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم شيئا، و لا صحبة لهم و أهل الشام يقولون قد سمعوا و لهم صحبة، انتهى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (2) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، نبأنا الزّبير بن بكّار، قال: و منهم حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر كان شريفا و كان قد سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان يقال له: حبيب الرّوم من كثرة دخوله عليهم و ما ينال منهم من الفتوح، و له يقول شريح بن الحارث (3):

ألا كل من يدعى حبيبا و لو بدت *** مروءته يفدى حبيب بني فهر

همّام يقود الخيل حتى كأنما *** يطأن برضراض الحصا جاجم الجمر

و كان حبيب رجلا [تامّ ] (4) البدن، فدخل على عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه فقال له عمر: إنّك لجيد القناة، قال: إنّي جيد سنانها، فأمر به عمر يدخل دار السّلاح، فأدخل فأخذ منها سلاح و رحل، و كان عثمان بن عفان بعثه هو و سلمان بن ربيعة إلى ناحية أذربيجان كان أحدهما مددا لصاحبه فاختلفوا في الفيء فتواعد بعضهم بعضا فقال رجل من أصحاب سلمان:

إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم *** و إن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل (5)

و كان معاوية قد وجهه في جيش لنصرة عثمان بن عفان حين حصر فلما بلغ وادي

ص: 72


1- بياض بالأصل، و اللفظة المستدركة بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل، و انظر ترجمته في الأنساب.
2- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
3- الأول - له - في الاستيعاب 329/1.
4- بياض بالأصل، و اللفظة المستدركة بين معكوفتين، عن الزبير بن بكار في تهذيب التهذيب 437/1 و الإصابة 309/1.
5- البيت في الاستيعاب 329/1 و أسد الغابة 449/1.

القرى بلغه مقتل عثمان بن عفان فرجع، و قد ذكره حسّان بن ثابت فقال (1):

ألاّ تبوءوا بحقّ اللّه تعترفوا *** بغارة غضب من خلفها غضب (2)

فيهم حبيب شهاب الموت (3) يقدمهم *** مشمّرا قد بدا في وجهه الغضب

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا الوليد بن مسلم، حدثني سعيد بن عبد العزيز (4)،قال: استبان فضل حبيب بن مسلمة بالشام و لم يكن عمر يثبته حتى قدم عليه حاجّا فلما رآه سلّم عليه، فقال عمر:

إنك لفي قناة رجل، قال: إي و اللّه و في سنانه، قال: افتحوا له الخزائن فليأخذ ما شاء.

قال: فأعرض عن الأموال و أخذ السّلاح و قال غير الوليد: و لم يزل معاوية يغزيه الرّوم فيكون له فيهم نكاية و أثر، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا [أبو] محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، أنبأنا ابن عائذ قال: قال الوليد: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، أنبأنا أبو محمّد قال: حبيب بن مسلمة كان على الصوائف في خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه و يبلغ عمر عنه، ما يحب و لم يثبته معرفة، حتى قدم عليه حبيب في حجة فسلّم عليه فقال له عمر: إنك لفي قناة رجل، قال: إي و اللّه و في سنانه، قال عمر: افتحوا له الخزائن فليأخذ ما شاء قال: ففتحوها له، فعدل عن الأموال و أخذ السّلاح انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، و أخبرنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة (5)،قال: عزل - يعني عمر - حين ولي خالد بن الوليد و ولّى أبا عبيدة بن الجرّاح فولّى أبو عبيدة حين (6) فتح

ص: 73


1- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 16 و الإصابة 309/1 و الوافي بالوفيات 290/11.
2- البيت في الديوان: إلاّ تنيبوا لأمر اللّه تعترفوا بغارة عصب من خلفها عصب
3- في الديوان: الحرب يقدمهم مستلئما.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 513/14.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 155 في تسمية عمّال عمر - الشامات.
6- بالأصل:«حتى» و المثبت عن خليفة.

الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين و ناحيتها، و شرحبيل بن حسنة على الأردن، و خالد بن الوليد على دمشق، و حبيب بن مسلمة على حمص ثم عزله، و ولّى عبد اللّه بن قرط . و وجه عمر عياض بن غنم إلى الجزيرة ثم عزله، و ولّى حبيب بن مسلمة الفهري و ضم إليه أرمينيا و أذربيجان ثم عزله و ولّى عمير بن سعد الأنصاري و سعيد بن عامر بن حذيم. قال أبو عبيدة (1):و كان على الميسرة - يعني يوم صفين - حبيب بن مسلمة الفهري، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا ابن عائذ، قال: و أنبأنا الوليد بن مسلم قال: فحدثنا إسماعيل بن عياش، عن ابن رغبان أنه حدّثه على أن حبيب بن مسلمة غزا أرض الرّوم على جماعة في خلافة عمر بن الخطّاب فاهتم عمر بأمرهم فلما بلغه خروج حبيب و من معه خرّ ساجدا، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نبأنا عبد العزيز، أنبأنا أبو محمّد، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا ابن عائذ، نبأنا عبد الأعلى بن مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز أنه حدثه: أن حبيب بن مسلمة لقي موريان و حبيب في ستة آلاف و موريان في سبعين ألفا، فقال حبيب: إن يصبروا و تصبروا فأنتم أولى باللّه منهم، و إن يصبروا و تجزعوا فإن اللّه مع الصّابرين، و لقيهم ليلا فقال: اللّهمّ ابدلنا قمرها و احبس عنا مطرها و احقن دماء أصحابي و اكتبهم شهداء، ففتح اللّه تعالى له. و تواعد الجلندح العبسي و عتبة بن جحدم قبة موريان فوجدوا قتيلين على بابها انتهى.

قال: و أنبأنا الوليد بن مسلم قال: فحدّثنا سعيد بن عبد العزيز: أنه بلغ الرّوم مكان حبيب بن مسلمة و المسلمين بأرمينية الرابعة (2) في ستة آلاف من المسلمين، فوجهوا إليهم موريان الرّومي في ثمانين ألفا، فبلغ ذلك حبيبا، فكتب إلى معاوية، فكتب معاوية إلى عثمان، فكتب عثمان إلى صاحب الكوفة يمدّه، فأمدّه بسلمان الباهلي في ستة آلاف، و أبطأ على حبيب المدد، و دنا منه موريان الرومي، فخرج مغتمّا بلقائه، فغشي عسكره و هم يتحدثون على نيراتهم و سمع قائلا يقول لأصحابه: لو كنت ممن

ص: 74


1- انظر تاريخ خليفة ص 195.
2- راجع بشأن أرمينيا معجم البلدان.

يسمع حبيب مشورته لأشرت عليه بأمر يجعل اللّه لنا و له نصرا و فرجا إن شاء اللّه.

فاستمع حبيب لقوله فقال أصحابه: و ما مشورتك ؟[قال:] كنت مشيرا عليه ينادي في الخيول فيقدمها ثم يرتحل بعسكره يتبع خيله فتوافيهم الخيل في جوف اللّيل، و ينشب القتال و يأتيهم حبيب بسواد عسكره مع الفجر، فيظنون أن المدد قد جاءهم فيرعبهم اللّه، فيهزمهم بالرعب. فانصرف و نادى في الخيول فوجّهها في ليلة مقمرة مطيرة فقال: اللّهمّ خلّ لنا قمرها و احبس عنا مطرها، و احقن لي دماء أصحابي و اكتبهم عندك شهداء. قال سعيد: فحبس اللّه تعالى عنهم مطرها و جلا لهم قمرها و أوقفهم (1) من السّحر. قال سعيد: و تواعد عتبة بن جحدم و الجلندح العبسي حجرة موريان.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أحمد بن نجدة، نبأنا الحسن بن الرّبيع، نبأنا عبد اللّه بن المبارك، عن ابن أبي ذئب، قال: بلغنا أن حبيب بن مسلمة غزا الرّوم فأخذوا رجلا فاتّهموه فأخبرهم أنه عين فقال: هذا ملك الروم في الناس. وراءهم الخيل، فقال لأصحابه شيروا عليّ ، فقال بعضهم: نرى أن تقيم حتى تلحق بك الناس و كانوا منقطعين، و قال بعضهم: نرى أن ترجع إلى نيترا (2) و لا تقدم على هؤلاء، فإنه لا طاقة لنا بهم قال: أمّا أنا فأعطي اللّه عهدا لا أخنس به لأخالطنهم، فلما ارتفع النهار إذا هو بهم (3) و الأرض فحمل و حمل أصحابه و انهزم العدو و أصابوا غنائم كثيرة، فلحق الناس الذين لم يحضروا القتال فقالوا نحن شركاؤهم في الغنيمة و قال الذين شهدوا القتال: ليس لكم نصيب معنا لأنكم لم تحضروا القتال و قال عبد اللّه بن الزبير و كان ممن حضر مع حبيب ليس لكم نصيب فكتب بذلك إلى معاوية، فكتب أن اقسم بينهم كلّهم قال: و أظن معاوية كان كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه فكتب بذلك عمر. و قال الشاعر:

إن حبيبا بئس ما يواسي *** و ابن الزبير ذاهب الاقتناس

ليسوا بأنجاد و لا أكياس *** و لا رقيقا بأمور الناس

ص: 75


1- في مختصر ابن منظور 191/6 و وافقهم.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- لفظتان غير واضحتين بالأصل تركنا مكانهما بياضا.

رواه أبو إسحاق الفزاري، عن ابن المبارك و قال: ليستا بأنجاد.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد (1) بن عبد اللّه الكبريتي، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو عروبة، أنبأنا المسيّب بن واضح، نبأنا أبو إسحاق، عن ابن المبارك، عن أبي بكر الغسّاني، عن عطية بن قيس، عن راشد بن سعد قال: سارت الرّوم إلى حبيب بن مسلمة و هو بأرمينية فكتب إلى معاوية يستمده فكتب معاوية إلى عثمان فكتب عثمان إلى أمير العراق يأمره أن يمدّ حبيبا، فأمدّه بأهل العراق و أمّر عليهم سلمان بن ربيعة الباهلي، فساروا يريدون غياث (2) حبيب فلم يبلغوهم حتى لقي حبيب و أصحابه [العدوّ] ففتح اللّه تعالى لهم، فلما قدم سلمان و أصحابه على حبيب سألوهم أن يشركوهم في الغنيمة و قالوا قد أمددناكم، و قال أهل الشام لم تشهدوا القتال فليس لكم معنا شيء فأبى حبيب أن يشركهم و حوى هو و أصحابه على غنيمتهم، فتنازع أهل الشام و أهل العراق حتى كاد يكون بينهم في ذلك كون، فقال بعض أهل العراق:

إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم *** و إن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل

قال أبو بكر بن أبي فهم: فسمعت من يقول: فهي أوّل عداوة وقعت بين أهل الشام و أهل العراق كذا في هذه الرّواية.

و قد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، نبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا محمّد بن أحمد بن النصر، نبأنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، أنبأنا أبو بكر الغسّاني عن عطية بن قيس و راشد بن سعد قالا: سارت الرّوم إلى حبيب فذكر مثله، إلاّ أنه قال فكتب عثمان إلى أمير العراق، و قال: فلم يبلغوهم حتى لقي حبيب، و قال: ليس لكم معنا شيء بغير «فا»، و قال: حتى كاد يكون بينهم في ذلك كون، فقال بعض أهل العراق:

إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم *** و إن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل

و قال في آخره: قال أبو بكر الغسّاني: فسمعت إنها أوّل عداوة، انتهى، و قد

ص: 76


1- كذا ورد هنا «أحمد» و في فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 438/7) حمد. و الكبريتي مكانها بالأصل «الكرتني» و الذي أثبتناه عن فهارس شيوخ ابن عساكر.
2- بالأصل «عتاب» و المثبت عن مختصر ابن منظور 191/6.

أسقط فيه ابن المبارك، و لا بدّ منه، و قوله في الرواية الأولى: عن عطية عن راشد وهم، و صوابه عن عطية و راشد كما في هذه الرّواية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي، و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا أحمد بن سلمان النّجّاد، قالا:

أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني القاسم بن هاشم، نبأنا أبو اليمان، نبأنا صفوان بن عمرو، عن الأشياخ: أن حبيب بن مسلمة كان يستحب إذا لقي عدوا أو ناهض حصنا قول: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم. و إنه ناهض يوما حصنا فانهزم الرّوم، فقالها المسلمون، فانصدع الحصن.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو بكر إسحاق، و أنبأنا أبو سعد المطرز، أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان الطبراني قالا: حدّثنا بشر بن موسى، نبأنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نبأنا ابن لهيعة، حدثني ابن هبيرة، عن حبيب بن مسلمة الفهري - زاد الطبراني: و كان مستجابا - أنه أمّر على جيش بدرب الدّروب فلما أتى العدوّ و قال و سمعت - و في حديث الطبراني: فلما لقي العدو قال للناس: سمعت - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم و يؤمّن بعضهم - و قال الطبراني: سائرهم - إلاّ أجابهم اللّه تعالى». ثم إنّه حمد اللّه تعالى و أثنى عليه و قال:

اللّهمّ احقن دماءنا و اجعل أجورنا أجور الشهداء. فبينما هم على ذلك إذ نزل الهنباط - أمير العدو - و قد دخل على حبيب سرادقه، انتهى، قال الطبراني: الهنباط بالرومية:

صاحب الجيش[2906].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن علي السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خياط ، قال: و جمع يعني معاوية لحبيب بن مسلمة الفهري أذربيجان و أرمينية قال أبو خالد: قال أبو البراء لم نسمع لأرمينية بوال بعد حبيب بن مسلمة حتى بعث عبد الملك بن مروان أخاه محمّدا سنة ثلاث و سبعين (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا حمزة بن علي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي

ص: 77


1- في تاريخ خليفة ص 298 «ثلاث و ثمانين».

نصر، أنبأنا عمر أبو علي، أنبأنا علي بن بكر، أنبأنا ابن الخليل قال: أنشدني أبو زيد و هو عمر بن شبّة (1) قال: أنشدنا ابن عائشة يعني لشريح:

ألا كل من يدعى حبيبا و لو بدت *** مروءته يفدى حبيب بني فهر (2)

همّام يقود الخيل حتى كأنما *** يطال برضراض الحصا جاجم الجمر

قال: و يروى:

شهاب يقود الخيل حتى يزيرها *** حياض المنايا لا يثيب على وتر

تهبطن و استصعدن حتى كأنما *** يطأن برضراض الحصا جاجم الجمر

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، نبأنا أبو اليمان، نبأنا حريز (3) بن عثمان، عن ابن أبي عوف (4)،عن عبد اللّه بن يحيى قال: حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل بن السّمط فأقبل علينا حبيب بوجهه كالمشرف علينا - يقول - لطوله انتهى (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، حدثنا محمّد بن سعد، أنبأنا علي بن محمّد يعني المدائني، عن سليمان بن أيّوب، عن الأسود بن قيس العبدي، قال [لقي] الحسن بن علي حبيب بن مسلمة فقال له: يا حبيب ربّ مسير لك في غير طاعة اللّه تعالى، فقال: أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك، قال: بلى، و لكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة، فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك، و لو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا، كان ذلك كما قال اللّه تعالى: خَلَطُوا عَمَلاً صٰالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً (6) و لكنك كما قال اللّه تعالى: كَلاّٰ بَلْ رٰانَ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ مٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ (7)،انتهى.

ص: 78


1- بالأصل «شيبة» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 369/12.
2- البيت الأول في الاستيعاب 329/1.
3- بالأصل «جريز» و الصواب ما أثبت «جريز».
4- اسمه: عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 445/7 في ترجمة شرحبيل بن السمط .
6- سورة التوبة، الآية:102.
7- سورة المطففين، الآية:14.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنبأنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نبأنا محمّد بن سليمان، نبأنا محمّد بن حميد، نبأنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الخيري، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، أنبأنا محمّد بن سليمان، نبأنا حميد بن محمّد بن نصير، حدّثنا سويد بن عبد العزيز، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: دخل الضحاك بن قيس على حبيب بن مسلمة في مرضه الذي قبض فيه فقال: ما كان بدء (1)مرضك ؟ قال: دخلت الحمّام فأوتيت غفلة، فجعلت على نفسي ألاّ أخرج منه حتى أذكر اللّه تعالى كذا و كذا مرة، فمرضت انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نبأنا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنبأنا مسدّد بن علي، أنبأنا أبي، أنبأنا عبد الصّمد بن سعيد، حدّثني سليمان بن عبد الحميد، نبأنا يزيد بن عبد ربّه، حدثني الوليد بن المسلم، حدثني سعيد (2) بن عبد العزيز قال: قيل لحبيب بن مسلمة ما كان بدوّ علتك في مرضه الذي مات فيه قال:

دخلت الحمّام فأطلت المكث فيه، انتهى.

قال: و أخبرني محمّد بن عمير عن ابن سميع، عن دحيم: أنه توفي بدمشق.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا أحمد بن عمرو بن الضحاك، نبأنا عمرو بن عثمان، نبأنا بقية، عن صفوان بن عمرو، حدثني أبو (3) سلمة عبد الرحمن بن فضالة الحضرمي، عن ابن رغبان: أن حبيب بن مسلمة دخل العليا بحمص فقال: و هذا من نعيم ما ينعم به أهل الدنيا و لو مكثت فيه ساعة لهلكت، ما أنا بخارج منه حتى أستغفر اللّه تعالى فيه ألف مرة، قال: فما فرغ حتى ألقى الماء على وجهه مرارا. و أرى رجل في منامه رؤيا فقيل له بشّر حبيبا حبيب اللّه بالوصيفين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، أنبأنا أبي

ص: 79


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 192/6.
2- بالأصل «سعد» خطأ، و قد مرّ.
3- بالأصل «أبي».

قال: قال أبو زكريا: و مات حبيب بن مسلمة في خلافة معاوية، انتهى.

أنبأنا أبو سعد و أبو علي، قالا: أنبأنا أبو نعيم قال: و أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا [أبو] الزنباع (1)،نبأنا يحيى بن بكير قال: توفي حبيب بن مسلمة سنة اثنتين (2)و أربعين، و سنّه (3) خمسون سنة، انتهى.

قال: و أنبأنا أبو حامد بن حبلة، نبأنا محمّد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس المديني، نبأنا إبراهيم بن المنذر قال: حبيب بن مسلمة الفهري مات بأرمينية سنة اثنتين (4) و أربعين و لم يبلغ خمسين، و ذكر الواقدي في كتاب الصّوائف أن حبيبا مات بدمشق فاللّه تعالى أعلم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التيمي، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الهيثم بن عديّ فيها يعني سنة إحدى و أربعين مات عثمان بن طلحة و صفوان بن أمية و حبيب بن مسلمة و أبو بردة [بن نيار] (5)و رفاعة (6) بن رافع، و ذكر أنه أخبره بذلك أبوه عن أحمد بن عبد بن ناصح عن الهيثم انتهى، تابعه المدائني على وفاة حبيب بن مسلمة، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا [أبو] الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خياط قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و أربعين - مات حبيب بن مسلمة الفهري في أرض أرمينية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن السّكري، أخبرنا عبد الرحمن بن محمّد بن المغيرة، حدثني [أبو] عبيد القاسم بن سلام قال: سنة اثنتين (7) و أربعين توفي فيها حبيب بن مسلمة الفهري، انتهى.

ص: 80


1- اللفظة غير واضحة بالأصل، و الزيادة لازمة، انظر ترجمة سليمان بن أحمد في سير الأعلام 120/16 و فيها أنه روى عن أبي الزنباع روح بن الفرج القطان.
2- بالأصل: اثنين.
3- بالأصل:«أو سنته».
4- بالأصل: اثنين.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن تاريخ خليفة ص 205.
6- بالأصل:«و رقاع» و الصواب ما أثبت.
7- بالأصل: اثنين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدثني أبو بكر الخطيب حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو أحمد بن الطبري، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب قال: و قيل فيها يعني سنة اثنتين (1) و أربعين مات حبيب بن مسلمة بالشام، انتهى.

أنبأنا أبو الحسن الأحوص، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نبأنا سليمان بن عبد الرحمن، نبأنا علي بن عبد اللّه التميمي قال: حبيب بن مسلمة الفهري مات بأرمينية الرابعة سنة خمس و أربعين، و هو يومئذ لم يبلغ خمسين سنة، انتهى.

و حكى الواقدي في كتاب الصوائف عن ابن رغبان مولى حبيب أنه مات هو و عمرو بن العاص في عام واحد، فقال معاوية: لامرأته ابنة قرظة و غيرها قد كفاني اللّه تعالى مئونة رجلين. أمّا أحدهما فكان يقول: الإمرة، الإمرة، و أمّا الآخر: فكان يقول السّنّة السّنّة يعني حبيب بن مسلمة، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر قال: سمعت عبد الملك بن محمّد البرسمي يخبر عن ثابت بن عجلان قال: لما(-----) (2) معاوية موت حبيب بن مسلمة سجد، قال: و لمّا أتاه موت عمرو بن العاص سجد فقال له قائل: يا أمير المؤمنين سجدت لوفدين و هما مختلفان، فقال: أما حبيب فكان يأخذ بسنّة أبي بكر و عمر و لا أتوقى يديه، و أمّا عمرو بن العاص فيأخذ بي بالإمرة الإمرة فلا أدري ما أصنع به انتهى.

1196 - حبيب بن مسلمة بن حبيب بن حبيب بن مسلمة الفهري

حكى عن أبيه، حكى عنه أبو الحسن بن سميع، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن

ص: 81


1- بالأصل: اثنين.
2- غير واضحة بالأصل فتركنا مكانها بياضا.

عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير إجازة، أنبأنا ابن سميع قال: حدّثنا حبيب بن مسلمة غزا للّه قال: كنية حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن.

1197 - حبيب بن نصر بن محمّد بن معشر الطبري

و سمع - بها - معنا من أبي الحسن المدائني غير أني لا أحق شخصه، و حكى عن أبيه، و عن أبي المظفّر الأبيوردي الأموي النسّابة الذي أجاز لي جميع حديثه و نظمه، انتهى.

أنشدني أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي بن الموصلي، قال:

أنشدنا القاضي أبو معشر حبيب بن نصر بن محمّد الطبري قدم علينا دمشق قال: أنشدني أبي داخل طبرستان، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمّد بن معروف القصري لنفسه، و كتب بها إلى أخية بن غانم لما كان محبوسا في قلعة الأرب (1):

تذكر أخي إن فرّق الدّهر بيننا *** أخا هو في ذكراك أصبح أو أمسى

و لا تنس بعد البعد حق أخوّتي *** فمثلك لا ينسى و مثلي لا ينسى

و لن يعرف الإنسان قدر خليله *** إذا هو لم يفقد بفقدانه الانسا

يقول بفضل النور من خاض ظلمة *** و يعرف قدر الشمس من فقد الشمسا

قال: و أنشدني أبو معشر، أنشدنا الإمام أبو المظفر محمّد بن أبي العبّاس الأبيوردي الأموي بالري و كتب بها إلى رئيسها الكيا عبد الرزاق بن بهرام:

عليك عماد الدين علّقت حاجة *** تفيد الثناء الغض في اليوم و الغد

فحتام أشكو الانتظار و أرتجي *** ندى يمتري أخلاقه كل مجتد

و أنت كريم و الظنون جميلة *** و وعدك للراجين كالأخذ باليد

و قال أيضا مثل الذي تقدم لغيره:

تذكر أخي إن فرق الدهر بيننا *** أخا هو في ذكراك أصبح أو أمسى

و لا تنس بعد البعد حق أخوّتي *** فمثلك لا ينسى و مثلي لا ينسا

و لن يعرف الانسان قدر خليله *** إذا هو لم يفقد بفقدانه الأنسا

يقول بفضل النور من خاض ظلمة *** و يعرف قدر الشمس من فقد الشمسا

ص: 82


1- كذا رسمها بالأصل، و لم أعثر عليها.

1198 - حبيب بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر.

1199 - حبيب الأعور مولى عروة بن الزبير الأسدي

1199 - حبيب الأعور مولى عروة بن الزبير الأسدي (1)

حدّث عن أسماء بنت أبي بكر، و عن مولاه عروة، و عن ندبة و يقال بدنة مولاة ميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه: الزهري، و عبيد اللّه بن عروة، و عبد الواحد بن ميمون مولى عروة، و الضحاك بن عثمان الحزامي (2)،و أبو الأسود محمّد بن عبد الرحمن يتيم عروة.

و وفد مع عروة على الوليد بن عبد الملك، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حاتم الأزهري، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون التاجر، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي، نبأنا محمّد بن يحيى الذهلي، قالا: أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمر، عن الزّهري، عن حبيب مولى عروة، عن عروة بن الزبير، عن أبي مراوح الغفاري، عن أبي ذرّ قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال له - زاد أحمد: يا رسول اللّه - أي العمل أفضل ؟ قال:«إيمان باللّه و جهاد في سبيله»- و قال الذهلي: في سبيل اللّه - قال: فأي العتاقة أفضل ؟ قال:«أنفسها» قال: أ فرأيت إن لم أجد؟ قال:«فتعين الصانع أو تصنع لأخرق» قال: أ فرأيت إن لم أستطع قال:«فدع الناس من شرّك فإنها صدقة تصدّق بها على نفسك»، انتهى[2907].

رواه هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن حبيب، عن عروة قال: سئل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرسلا، و رفع الحديث و إيصاله صحيح، رواه هشام بن عروة، و أبو الزّناد (4)

ص: 83


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 439/1.
2- ضبطت بكسر أوله عن تقريب التهذيب.
3- انظر مسند الإمام أحمد 163/5.
4- بالأصل «أبو الزياد» و الصواب ما أثبت، و اسمه عبد اللّه بن ذكوان، ترجمته في سير الأعلام 445/5.

و يزيد بن رومان و عبيد اللّه، عن عروة، عن أبي مراوح، عن أبي ذرّ مثل رواية عبد الرزاق.

فأمّا حديث هشام فأخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر المقدّمي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نبأنا عبد اللّه بن هاشم، نبأنا يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن أبا مراوح الغفاري أخبره أنّ أبا ذرّ أخبره أنه قال (1):يا رسول اللّه أي العمل أفضل ؟ قال:«إيمان باللّه و جهاد في سبيله» قال: فأيّ الرقاب أفضل ؟ قال:«أغلاها ثمنا و أنفسها عند أهلها» قال: فرأيت إن لم أفعل قال:«تعين صانعا أو تصنع لأخرق» قال: أ فرأيت إن ضعفت، قال:«تمسك شرك عن الشر فإنها صدقة تصدّق بها على نفسك»[2908].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجويري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، حدّثني عبيد اللّه بن عروة، عن حبيب مولى عروة قال: أراني عروة قاتل عبد اللّه بن الزبير في عسكر الوليد، قتله و احتزّ رأسه، فجاء إلى الحجّاج فوفدهما إلى عبد الملك، فأعطى كل واحد منهما خمسمائة دينار، و فرض لكل واحد منهما في كل سنة مائتي دينار، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد في الطبقة الرّابعة من أهل المدينة حبيب مولى عروة بن الزبير مات قديما في آخر سلطان بني أميّة (2).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمّد الشاهد، أنبأنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاب، نبأنا الحارث بن أبي أسامة، نبأنا محمّد بن سعد (3) قال: في الطبقة الرّابعة من أهل المدينة حبيب مولى عروة بن

ص: 84


1- راجع مسند أحمد 150/5 باختلاف.
2- الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، لعله في طبقات المدنيين المفقود، و نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب عن ابن سعد.
3- بالأصل «سعيد» خطأ، و هو كاتب الواقدي، صاحب كتاب الطبقات. و الخبر التالي في القسم المفقود من كتابه.

الزبير بن العوّام مات قديما في آخر سلطان بني أميّة و كان قليل الحديث، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):حبيب الأعور مولى عروة بن الزّبير القرشي الحجازي، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي [أخبرنا ثابت] (2) بن بندار أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري (3)،أنبأنا الأحوص بن المفضّل، أنبأنا أبي و بها يعني ولاية يزيد بن عمر بن هبيرة مات حبيب مولى عروة بن الزّبير.

1200 - حبيب المؤذن

كان يؤذن في مسجد سوق الأحد.

حكى عن أبي أمية، و أبي زياد الشعبانيين.

حكى عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك، انتهى.

قرأت على أبي محمّد بن عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، نبأنا أحمد بن أنس بن مالك، حدثني حبيب المؤذن في مسجد ابن أبي الخليل في سوق الأحد، نبأنا أبو زياد الشعباني و أبو أمية الشعباني، قالا: كنا بمكة فإذا رجل في ظل الكعبة فإذا هو سفيان الثوري فسأله رجل فقال: يا أبا عبد اللّه ما تقول في الصّلاة في هذه البلدة ؟ قال:

بمائة (4) ألف صلاة، قال: ففي مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: بخمسين ألف صلاة، قال:

ففي مسجد بيت المقدس ؟ قال: بأربعين ألف صلاة قال ففي مسجد دمشق ؟ قال:

بثلاثين ألف صلاة، انتهى.

رواه غيره عن أحمد بن أنس فقال: حدثنا أبو زياد الشعباني و أبو أمية الشعباني بالشك و قد تقدم في فضل الجامع.

ص: 85


1- التاريخ الكبير 312/2/1.
2- الزيادة للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل.
3- بالأصل «الناسري» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند.
4- بالأصل:«بثمانية» و المثبت عن مختصر ابن منظور 193/6.

ذكر من اسمه حبيش بالحاء و الباء و الياء و الشين

1201 - حبيش بن دلجة

و قيل دلجة و قال الدارقطني: دلجة القيني.

أحد وجوه أهل الشام من أهل الأردن. و شهد صفّين مع معاوية، و كان على قضاعة الأردن يومئذ، و ولاه يزيد بن معاوية على أهل الأردن يوم وجههم إلى الحرّة من زيزاء (1)-قرية من قرى البلقاء - من كورة دمشق، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر الفقيه (2)، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر العدل، أنبأنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: و أمّا حبيش - الحاء مضمومة غير معجمة و تحت الباء نقطة و الياء نقطتين و الشين منقوطة ثلاث - فمنهم حبيش بن دلجة القيني أحد أشراف الشام و المذكورين بها، انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: حنتف بن السّجف بن سعيد بن عوف التميمي قاتل حبيش بن دلجة بالرّبذة أيّام [ابن] الزبير. قال: و حبيس بن دلجة قال ابن دريد: و هو أوّل أمير أكل على المنبر منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر حينئذ.

ص: 86


1- ضبطت بالقلم في معجم البلدان بالفتح.
2- رسمها بالأصل «الفتية» و لعل الصواب ما أثبت.

و حدّثنا خالي أبو المعالي القرشي، نبأنا نصر بن إبراهيم المقدسي، حدّثني عبد الرحيم بن أحمد، أنبأنا عبد الغني بن سعيد، قال: حبيش - بالحاء غير معجمة غير (1) مضمومة و الباء و الياء و الشين معجمتان حبيش بن دلجة، انتهى.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أمّا حبيش بضم الحاء المهملة و فتح الباء المعجمة بواحدة و سكون الياء المعجمة باثنتين و آخره شين - حبيش بن دلجة قتل بالربذة (3) أيّام ابن الزبير قال ابن دريد: هو أوّل أمير أكل على منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قتله الحنتف بن السّجف، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن عمران، أنبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خياط ، قال (4):قال أبو عبيدة: و كان على قضاعة الأردن حبيش بن دلجة فيها يعني بصفّين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، قال: و قد كان بعث مروان حبيش بن دلجة القيني لغزو مكة و قتال ابن الزبير، و قائلون قالوا: بعثه عبد الملك بعد ما بويع و اللّه تعالى أعلم.

قال و نبأنا يعقوب بن عثمان، أنبأنا عبد اللّه - يعني ابن المبارك - أنبأنا أبو جعفر، عن هارون بن سعد قال: لقي حنتف بن السّجف حبيش بن دلجة في أهل الشام بالربذة فقاتلهم فهزمهم ثم دخل الحنتف المدينة، انتهى.

قرأت في كتاب أبي القاسم بن حمدان: أن (5) حبيش بن دلجة القيني كان في أهل الشام جليلا، و كان قد قدم عند مروان قدم صدق، فدخل به يوما على مروان و كان يجلسه على السّرير معه، فرأى روح بن زنباع في موضعه من السّرير معه، فأمر حملته ألاّ يضعوه، و قال: إن رددتم علينا موضعنا و إلاّ انصرفنا عنكم. قال مروان: مهلا فإن لأبي

ص: 87


1- كذا.
2- الاكمال لابن ماكولا 332/2.
3- الربذة بفتح أوله و ثانيه. من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة (معجم البلدان).
4- انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص 196.
5- بالأصل «بن».

زرعة مثل سنّك، و به مثل علتك - يعني النقرس - فقال حبيش: أوله مثل يدي عندك ؟ قال: و له مثل يدك عندي، إلاّ أنّ يده غير مكدرة بمنّ . قال: لا إني لأظنك يا مروان أحمق. قال: أظنّ أيّها الشيخ ظننته أم يقين استيقنته ؟ قال: بل [ظنّ ] ظننته. قال: فإن أحمق ما يكون الشيخ إذا أعجب بظنه، انتهى.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمّد بن أحمد بن خاقان، قال: و نبأنا عبد بن علي بن أيوب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح الحراز قالا: أنبأنا أبو بكر بن دريد، قال: قال مروان بن الحكم لحبيش بن دلجة القيني: إنّي لأظنك أحمق فقال: ظنا أم يقينا؟ قال: بل ظنا، قال: إن أحمق ما يكون الشيخ إذا استعمل ظنه، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو صادق الفقيه، أنبأنا أحمد العسكري، أنبأنا أبو بكر بن دريد، أنبأنا الحسن بن نصر قال: قال مروان بن الحكم لحبيش بن دلجة القيني: إني أظنك أحمق، قال: ظنا أم يقينا؟ قال: بل ظنا. قال: إن أحمق ما يكون الشيخ إذا استعمل ظنه، انتهى.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش المقرئ، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نبأنا محمّد بن يحيى الصّولي، أنبأنا أبو خليفة القاضي بالبصرة، نبأنا محمّد بن سليمان، نبأنا يحيى بن عبد اللّه، حدّثني صالح بن حسّان البصري قال: رأيت حبيش بن دلجة على منبر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يأكل من مكتله تمرا و يطرح نواه في وجوه القوم، و قال: و اللّه إنّي لأعلم (1) أنه ليس بموضع أكل و لكني أحببت أن أذلكم لخذلانكم لأمير المؤمنين انتهى.

قرأت على أبي الوفاء الغساني، عن عبد العزيز الكتاني، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، نبأنا محمّد بن جرير الطبري (2):حدثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد أنه قال: الذي قتل حبيش بن (3) دلجة يوم الرّبذة يزيد بن سياه الأسواريّ ، رماه بنشابة فقتله، فلمّا دخل المدينة

ص: 88


1- بالأصل «لا أعلم» و الصواب عن مختصر ابن منظور 194/6.
2- تاريخ الطبري 612/5 حوادث سنة 65.
3- بالأصل «يوم» تحريف.

وقف يزيد بن سياه على برذون أشهب و عليه ثياب بياض، فما لبث أن اسودت ثيابه و دابّته (1) ممّا مسح الناس به و ممّا صبّوا عليه من الطّيب، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خياط قال: بعث - يعني مروان - حبيش بن دلجة القيني إلى الحجاز فقتله الحنتف بن السّجف العجيفي (2)،انتهى.

قال: و قال أبو الحسن و أبو اليقظان و غيرهما قال حين جاء مروان قتل سليمان - يعني ابن صرد - بعين الوردة و أصحابه وجّه حبيش بن دلجة القيني في رجب سنة خمس و ستين إلى المدينة في أربعة آلاف من أهل الشام، و قال: أنت على ما كان عليه مسلم بن عقبة فخرج حبيش و معه عبد اللّه بن مروان بن الحكم، و عبيد اللّه بن الحكم بن أبي العاص، و يوسف بن الحكم (3)،و ابنه الحجاج، و بالمدينة جابر بن الأسود بن عوف بن أخي عبد الرحمن بن عوف واليا لابن الزبير فلم يقاتله فأقام حبيش بالمدينة ثلاثا، قالوا: و ندب عمر بن عبيد اللّه بن معمر بن تميم قريش الناس، بالبصرة و هو واليها فانتدب (4) ألف و ثلاثمائة من المطوّعة عليهم أبو العالية مولى لبني العبس و ثلاثمائة من الأساورة عليهم يزيد بن سياه و ولّى عليهم جميعا الحنتف (5) بن السجف بن سعد بن عوف بن ربيعة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم فالتقوا بالرّبذة في غرّة شهر رمضان سنة خمس و ستين، و قتل حبيش بن دلجة و عبد اللّه بن مروان و عبيد اللّه بن الحكم، و قتل الحكم أخيرهم في المعركة و هرب الباقون، فتبعهم الأعراب فقتلوا أكثرهم و هرب الحجاج ردف خلف أبيه انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، نبأنا موسى بن يعقوب، عن عمّه أبي الحارث بن عبد اللّه بن

ص: 89


1- في الطبري: و رايته.
2- في الطبري: التميمي.
3- بالأصل:«الحجاج» و المثبت عن الطبري 612/5.
4- بالأصل «فامتدت».
5- الطبري: الحنيف.

وهب بن زمعة قال: و أنبأنا شرحبيل بن أبي عون و عبد اللّه بن جعفر، عن عون قال:

و أنبأنا إبراهيم بن موسى، عن عكرمة بن خالد قال: و أنبأنا أبو صفوان العطّاف بن خالد، عن أخيه قالوا: و بايع أهل الشام مروان بن الحكم فسار إلى الضحاك بن قيس الفهري و هو في طاعة ابن الزبير يدعو له، فلقيه بمرج راهط فقتله و فضّ جمعه ثم رجع فوجّه حبيش بن دلجة القيني في ستة آلاف و أربعمائة إلى ابن الزبير فسار حتى نزل بالجرف في عسكره و دخل المدينة فنزل في دار مروان - دار الإمارة - و استعمل على سوق المدينة رجلا من قومه يدعى مالكا، و أخاف أهل المدينة خوفا شديدا، و آذاهم، و جعل يخطبهم فيشتمهم و يتوعّدهم، و ينسبهم إلى الشقاق و النفاق و الغشّ لأمير المؤمنين. فكتب عبد اللّه بن الزبير إلى الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة - و هو واليه على البصرة - أن يوجّه إلى المدينة جيشا فبعث الحنتف بن السّجف التميمي في ثلاثة (1)آلاف فخرجوا و معهم ألف و خمسمائة فرس و بغال و حمولة و بلغ الخبر حبيش بن دلجة فقال: نخرج من المدينة فنلقاهم، فإنا لا نأمن أهل المدينة أن يعينوهم علينا، فخرج و خلّف على المدينة ثعلبة الشامي فالتقوا بالرّبذة عند الظهر، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل حبيش بن دلجة و قتل من أصحابه خمسمائة، و أسر منهم خمسمائة، و انهزم الباقون أسوأ هزيمة، ففرح أهل المدينة بذلك و قدم بالأسارى فحبسوا في قصر حلّ ، فوجّه إليهم عبد اللّه بن الزبير مصعب بن الزبير فضرب أعناقهم جميعا، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا أبو بكر بن مردويه، أنبأنا أبو بكر الشافعي، نبأنا معاذ بن المثنى، نبأنا مسدّد، نبأنا أمية بن خالد، عن أبي يزيد المديني قال: خرج حبيش بن دلجة، قلنا: هذا الجيش الذي يخسف بهم بالبيداء، جيش حبيش بن دلجة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، قال: قال ابن بكير قال الليث: و فيها يعني سنة خمس و ستين قتل حبيش بن دلجة.

ص: 90


1- بالأصل: ثلاث.

1202 - حبيش بن محمّد بن حبيش

أبو القاسم الموصلي

سمع أبا الحسن بن السّمسار بدمشق.

روى عنه: أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكّاري (1)،انتهى.

أخبرني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد السّلماسي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن صيفون بن يحيى بن سهيل بن الفضل بن علي الدقوتي (2)المعروف بالهاري (3) قدم علينا ثغر حوى (4)،نبأنا أبو طالب محمّد بن أبي الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكّاري، نبأنا والدي، نبأنا [أبو] القاسم حبيش بن محمّد بن حبيش الموصلي، نبأنا علي بن موسى السّمسار، نبأنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، نبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى، نبأنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، نبأنا الفضل بن موسى، عن السّري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن صومه فقال:«ثلاثة عشر و أربعة عشر و خمسة عشر» و سألته عن الصّلاة بالليل فقال:«ثمان ركعات و أوتر بثلاث» فقلت:

ما تقرأ فيها؟ فقال: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى و قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ ،انتهى[2909].

أخبرناه عاليا جدي أبو بكر المفضل يحيى بن علي القاضي، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء حينئذ، و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه حينئذ، و أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار الكريدي، قالوا: نبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار فذكروا بإسناد مثله، انتهى، إلاّ أنهم قالوا:«ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة».

1203 - حبيش مولى عمر بن عبد العزيز و حاجبه

له ذكر.

ص: 91


1- هذه النسبة إلى الهكارية و هي بلدة و ناحية عند حبل، و قيل جبال و قرى كثيرة فوق الموصل من الجزيرة (الأنساب) ذكره السمعاني و ترجم له.
2- كذا، و لم أوفّق إليه.
3- كذا، و لم أوفّق إليه.
4- كذا رسمها، و لعلها خوي و هو بلد مشهور من أعمال أذربيجان!؟.

أخبرنا [أبو] غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط (1) قال: في تسمية عمّال عمر بن عبد العزيز: حاجبه: حبيش مولاه.

1204 - حبيش بن عمر

أبو (2) المنهال

طباخ المهدي، من أهل دمشق، روى عن الأوزاعي.

روى عنه قرابته يحيى بن عثمان بن صالح، انتهى.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن مروة، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي حينئذ، و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهّاب الكلابي، نبأنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك، نبأنا أبو زكريا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني أبو المنهال حبيش الدمشقي - و ذكر لي أنّه كان يطبخ للمهدي - حدثني أبو عمرو (3) الأوزاعي، عن أبي معاذ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«شرف المؤمن قيامه بالليل، و عزّه استغناؤه عمّا في أيدي الناس»، انتهى[2910].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، قال: حبيش بن عمر أبو المنهال الدّمشقي، يحدث عن الأوزاعي روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح المقرئ، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4) أمّا حبيش - بضم الحاء المهملة و فتح الباء المعجمة بواحدة تحتها و سكون الياء المعجمة باثنتين و آخره شين معجمة - حبيش بن عمر أبو (5) المنهال الدمشقي طبّاخ المهدي، روى عن (6)الأوزاعي، روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح، انتهى.

ص: 92


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 325.
2- بالأصل «بن» و المثبت عن مختصر ابن منظور 195/6 و سيأتي أثناء الترجمة صوابا.
3- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت، و هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، أبو عمرو، ترجمته في سير أعلام النبلاء 107/7.
4- الاكمال لابن ماكولا 331/2.
5- بالأصل «عنه» و المثبت عن الاكمال.
6- بالأصل «بن» و الصواب عن الاكمال.

ذكر من اسمه الحجّاج بالحاء المهملة و الجيم المعجمة

1205 - الحجاج بن الحارث بن قيس بن عديّ بن سعد

ابن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب القرشي السّهمي (1)

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أسر يوم بدر كافرا، ثم أسلم بعد ذلك، و هاجر إلى أرض الحبشة، و استشهد يوم اليرموك و يقال يوم أجنادين، انتهى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (2) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، نبأنا الزبير بن بكّار، قال:

فولد الحارث بن قيس بن عديّ بن سعد بن سهم فذكر جماعة ثم قال (3):و الحجاج بن الحارث أسر يوم بدر و أمّه من بني شنوق (4) بن مرّة بن عبد مناة (5) بن كنانة. و قد انقرض بنو الحارث بن قيس فلا عقب لهم، انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الثانية (6):و الحجّاج بن الحارث بن قيس بن عديّ بن سعد بن سهم و أمّه أمّ الحجّاج من بني شنوق بن مرّة بن عبد مناة بن كنانة. و كان من مهاجرة الحبشة في

ص: 93


1- ترجمته في الاستيعاب 344/1 و أسد الغابة 455/1 و الإصابة 311/1 و الوافي بالوفيات 307/11.
2- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
3- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 401-402.
4- عن نسب قريش و جمهرة ابن حزم ص 187 و بالأصل «شترق».
5- بالأصل «مرة بن عبد مناف بن كنانة» خطأ و الصواب ما أثبت انظر نسب قريش و جمهرة ابن حزم.
6- طبقات ابن سعد 196/4.

الهجرة الثانية، و قتل باليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة و لا عقب له، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، نبأنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: الحجّاج بن الحارث، انتهى.

أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا حبيب بن الحسين، أنبأنا محمّد بن يحيى، نبأنا أحمد بن محمّد بن أيّوب، نبأنا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق قال في تسمية من هاجر مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة من بني سهم: حجاج بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب، نبأنا عمّار بن الحسن، نبأنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق قال: و ذكر من خرج إلى أرض الحبشة:

الحجّاج بن الحارث بن قيس بن عديّ بن سعد (1) بن سهم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عتاب، أنبأنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، أنبأنا إسماعيل بن أبي أويس، نبأنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، نبأنا حنبل بن إسحاق حينئذ.

و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، قالا: نبأنا إبراهيم بن

ص: 94


1- بالأصل:«عدي بن سعيد بن سعد» خطأ.

المنذر، حدثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - زاد يعقوب:

و ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل يوم أجنادين: الحارث (1) بن الحجّاج بن الحارث، انتهى.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد و أبو علي الحسين بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الأصبهاني، نبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا محمّد بن عمرو بن خالد الحرّاني، حدثني أبي نبأنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية قتلى يوم أجنادين منهم من المسلمين ثم من قريش ثم من بني سهم: حجّاج بن الحارث بن قيس، انتهى.

قال: و نبأنا فاروق الخطابي، نبأنا ريان بن الخليل، نبأنا إبراهيم بن المنذر، نبأنا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال في تسمية من استشهد من المسلمين يوم أجنادين من بني سهم: حجّاج بن الحارث، انتهى.

قال: و نبأنا محمّد بن أحمد، نبأنا أبو شعيب الحراني، نبأنا أبو جعفر العقيلي، نبأنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، قال: استشهد يوم أجنادين من المسلمين حجّاج بن الحارث، انتهى.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنبأنا أبو الفضل بن الفرات، أنبأنا أبو محمّد بن أبي فضل، نبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن عائذ، قال: و زادنا الواقدي يعني فيمن قتل يوم أجنادين من بني سهم: الحجاج بن الحارث، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا (2) شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: حجّاج بن الحارث بن قيس القرشي السّهمي قتل يوم أجنادين.

قاله أبو الأسود، عن عروة، و موسى عن الزهري. و ابن إسحاق لا تعرف له رواية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن سيف، نبأنا السّرّي بن يحيى، نبأنا شعيب بن إبراهيم، نبأنا سيف بن عمر، عن أبي عثمان و خالد قالا: و كان ممّن أصيب في الثلاثة آلاف الذين

ص: 95


1- كذا بالأصل.
2- بالأصل «بن».

أصيبوا يوم اليرموك حجاج بن الحارث بن قيس بن عدي السّهمي (1).

1206 - الحجّاج بن الريّان

1206 - الحجّاج بن الريّان (2)

روى عن الوليد بن مسلم.

روى عنه: أبو علي الحصائري، و يزيد بن عبد الصمد، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، نبأنا تمام (3)،أنبأنا أبو علي الحسن بن حبيب، نبأنا حجّاج بن الريّان - في سنة أربع و ستين و مائتين، و فيها مات و لم أسمع منه غيره - أنبأنا الوليد بن مسلم، أنبأنا ابن لهيعة، عن أبي (4) قبيل، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: يخرج رجل من ولد حسن من قبل المشرق، و لو استقبل به الجبال لهدّها و لا يجد فيها طريقا (5)،انتهى.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (6):أمّا ريّان - بالراء و تشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها - حجّاج بن ريّان الدّمشقي، حدث عن الوليد بن مسلم، روى عنه الحسن بن حبيب الدّمشقي حديثا واحدا لم نسمع منه غيره سنة أربع و ستين و مائتين قال: و فيها مات، انتهى.

1207 - الحجّاج بن سهل

من أهل دمشق.

حكى عن إبراهيم بن أدهم.

حكى عنه عبد اللّه بن خبيق (7) الأنطاكي، انتهى.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني و ابن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد حينئذ، و أنبأنا أبو القاسم النسيب، نبأنا عبد العزيز الكتاني، نبأنا أبو محمّد بن أبي

ص: 96


1- كذا و لم يرد اسمه فيمن ذكره الطبري، انظر تاريخ الطبري 402/3.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 462/1.
3- الخبر في ميزان الاعتدال.
4- بالأصل «ابن» و الصواب عن ميزان الاعتدال.
5- بالأصل «طريق».
6- الاكمال لابن ماكولا 109/4 و 112.
7- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير 524/2.

نصر، أنبأنا الحسين بن حبيب حينئذ، و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر و ابنه أبو علي و أبو الحسين عبد الوهّاب بن الميداني، و أبو نصر بن الجبّان (1)،قالوا: أنبأنا أبو سليمان بن زبر، نبأنا الحسن بن حبيب، نبأنا أبو يعقوب المروروذي، نبأنا ابن خبيق، نبأنا حجّاج بن سهل الدمشقي، قال: كان لي أخ و كنا في بلاد الرّوم في الشتاء فقال لي: اشتهت نفسي عنبا. فقلت له: من أين، فإذا بصخرة منقورة عنب، انتهى، و اللفظ له لحديث ابن زبر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان، أنبأنا عبد الملك بن بشران، أنبأنا أبو بكر الآجري نبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد الحميد الواسطي، نبأنا يوسف بن موسى المروروزي، نبأنا عبد اللّه بن خبيق، حدثني حجّاج بن سهل الدمشقي، عن إبراهيم بن أدهم قال: قلت لمحمّد بن بكير (2) و علي بن بكّار تريان أن لا أرفع غداء لعشاء و لا عشاء لغداء، أو يكون ثمّ فضلة، فإن كان سقم أو فتنة أغلقت عليّ بابي، و أكلت من تلك الفضلة، و استغنيت بها عن مأكلة السّوء؟ فقالا: إن الذي يعرفك في الصّحة، هو الذي يعرفك في السقم، و الذي يعرفك في الرخاء، هو الذي يعرفك في الشدّة قال: فلقيت أبا إسحاق الفزاري و يوسف بن أسباط فقلت لهما: ما تريان لي، لا أرفع غداء لعشاء و لا عشاء لغداء، أو تكون ثمّ فضلة، فإن كان سقم أو فتنة أغلقت عليّ بابي، و أكلت من تلك الفضلة، و استغنيت به عن مأكلة السّوء؟ فقال لي: بل تكون ثمّ فضلة. قال: فقلت لهما الذي يعرفني في الصحّة هو يعرفني في السقم، و الذي يعرفني في الرخاء هو يعرفني في الشدّة. قال: فقال لي يوسف: يا ابن أدهم أيش تذهب أخبرني عن شيء أسألك عنه. قال: قلت: سل عمّا بدا لك. قال: فهل أصبحت في دهرك تحدث نفسك بالصّيام، فغلبتك نفسك فأفطرت ؟ قال: قلت: قد كان ذلك. قال:

و نفسك في الرخاء غلبتك، فهي في الشدّة أغلب. قال: فرجعت إلى قول يوسف.

1208 - الحجّاج بن عبد اللّه - و يقال: ابن سهيل - النّصري

1208 - الحجّاج بن عبد اللّه - و يقال: ابن سهيل - النّصري (3)

قيل إن له صحبة، له حديث واحد.

ص: 97


1- رسمها غير واضح و الصواب ما أثبت.
2- كذا، و في مختصر ابن منظور 196/6 كثير.
3- بالأصل «النضري» و المثبت عن الإصابة و نص ابن حجر: النصري بالنون. ترجمته في أسد الغابة 456/1 و الإصابة 312/1.

روى عنه مكحول، انتهى.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عيسى السّعدي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمدان بن بطة، نبأنا أبو القاسم البغوي حينئذ.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، قالا: أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة، نبأنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن - و في حديث البغوي: نبأنا مكحول، أنبأنا الحجّاج بن عبد اللّه النّصري، قال: النفل حقّ ، نفّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. قال البغوي:

حجّاج بن النضري، أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند، انتهى.

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا:

أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن [أبي] العقب، أنبأنا أبو عبد الملك بن البسري، نبأنا محمّد بن عائذ، حدثني الوليد، حدثني سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، و حفص بن غيلان أنهم سمعوا مكحول يحدث (2) قال: لما كان يوم بدر قاتلت طائفة من المسلمين و ثبتت طائفة عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجاءت الطائفة التي قاتلت بالأسلاب و أشياء أصابوها، فقسمت الغنيمة بينهم، و لم تقسم للطائفة التي لم يقاتلوا، فقالت الطائفة التي لم تقاتل: اقسموا لنا فأبت، و كان بينهم في ذلك كلام فأنزل اللّه تبارك و تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ قُلِ الْأَنْفٰالُ لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَ أَصْلِحُوا ذٰاتَ بَيْنِكُمْ (3) فكان إصلاح ذات بينهم أن ردّوا الذي كانوا أعطوا ما كانوا أخذوا، انتهى.

قال سعيد بن عبد العزيز و عبد الرّحمن بن يزيد: قال مكحول: حدثني هذا الحديث الحجّاج بن سهيل النضري فما منعني أن أسأله عن إسناده إلاّ هيبته.

ص: 98


1- بالأصل:«زيدة» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
2- بالأصل:«لا يحدث» و المثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 197/6.
3- الأنفال الآية الأولى.

1209 - الحجّاج بن عبد اللّه الحكمي

أبو الجرّاح بن عبد اللّه الدمشقي

له ذكر في المغازي، و ولاه أخوه إمرة الجيش فغزا اللاّن (1) سنة ست و مائة فصالحهم، و أدّوا إليه الجزية و استخلفه على أرمينية حتى استشهد سنة اثنتي عشرة و مائة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن بن محمّد بن علي أنبا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خياط ، قال (2):قال ابن الكلبي: استشهد الجراح و من معه بمرج أردبيل (3) و كان قد استخلف أخاه الحجاج بن عبد اللّه فأتاهم الحرشي يعني سعيد بن عمرو فهزمهم اللّه تعالى، و استنقذ ما كان في أيديهم.

1210 - الحجّاج بن عبد الرّزّاق المعلم

حدّث بمصر، و لم يقع إليّ شيء من حديثه و لا معرفة من روى عنه و لا من سمع منه. ذكره أبو سعيد بن يونس المصري في تاريخ الغرباء، انتهى.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أخبرنا عمّي عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: حجّاج بن عبد الرّزّاق المعلم يكنى أبا محمّد من أهل دمشق قدم إلى مصر و حدّث بها توفي لأربع خلون من شعبان سنة اثنتين (4) و خمسين و مائتين.

1211 - الحجّاج بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

الذي ينسب إليه قصر الحجّاج (5) ظاهر باب الجابية، و هو والد عبد العزيز بن الحجّاج أمير دمشق له ذكر.

ص: 99


1- اللان: بلاد واسعة في طرف أرمينية قرب باب الأبواب مجاورون للخزر (معجم البلدان).
2- راجع تاريخ خليفة بن خياط ص 343 حوادث سنة 112.
3- من أشهر مدن أذربيجان بينها و بين تبريز سبعة أيام.
4- بالأصل «اثنين».
5- بالأصل «قصر ابن الحجاج» و المثبت عن معجم البلدان.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، نبأنا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد عبد الملك: المنذر و عنبسة و الحجّاج لأمهات أولاد شتى (2)، و يقال إن أم الحجّاج بنت محمّد بن يوسف أخو الحجّاج بن يوسف الثقفي.

1212 - الحجّاج بن عبد يغوث بن عمرو بن الحجّاج الزبيدي

1212 - الحجّاج بن عبد يغوث (3) بن عمرو بن الحجّاج الزبيدي

أدرك عصر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شهد اليرموك و أبلى فيه بلاء حسنا له ذكر في الفتوح انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، نبأنا محمّد بن الحسين القطان، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، نبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال: قال فيهيات البطارقة - يعني يوم اليرموك - فشهدت فشدت على الميمنة و فيها الأزد و مذحج و حضرموت و حمير و خولان فثبتوا حتى صدقوا أعداء اللّه تعالى فقاتلوهم قتالا شديدا طويلا ثم إنّه ركبهم من الرّوم أمثال الجبال، فزال المسلمون من الميمنة إلى ناحية القلب و انكشف طائفة من الناس على العسكر، و ثبت صدر من المسلمين عظيم يقاتلون تحت راياتهم و انكشفت زبيد يومئذ و هي في الميمنة و فيهم الحجّاج بن عبد يغوث (4) فتنادوا فترادوا جميعا و اجتمعوا جميعا فاجتمعوا و هم خمسمائة رجل فشدوا شدّة فنهنهوا من قبلهم من الروم فأشغلوهم (5) لهم عن اتّباع من انكشف من الميمنة.

1213 - الحجّاج بن عمير

ولي الخراج للوليد بن يزيد، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين السّيرافي، أنبأنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة قال (6):في تسمية عمال الوليد بن يزيد: الخراج و الجند: عبد الملك بن محمّد بن الحجّاج بن يوسف، ثم ولّى الحجاج بن عمير.

ص: 100


1- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
2- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165.
3- بالأصل:«يعقوب» و المثبت عن الإصابة 374/1.
4- بالأصل:«يعقوب» و المثبت عن الإصابة 374/1.
5- بالأصل:«فأشعلولهم».
6- تاريخ خليفة بن خياط ص 367.

1214 - الحجّاج بن علاط بن خالد بن نويرة

1214 - الحجّاج بن علاط (1) بن خالد بن نويرة (2)

ابن حنثر (3) بن هلال بن عبد بن ظفر بن سعد بن عمرو

ابن تميم (4) بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم

أبو كلاب، و يقال: أبو محمّد، و يقال: أبو عبد اللّه السّلمي البهزي (5)

له صحبة أسلم عام خيبر، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا واحدا.

روى عنه أنس بن مالك، و امرأة من ولده لم يقع إليّ اسمها.

و سكن المدينة ثم تحول إلى الشام، و سكن دمشق، و كانت له بها دار عرفت بعده بدار الخالديين، صارت بعده إلى أنس بن الحجّاج بن علاط و نسبت إلى ولده فقيل لها دار الخالدتين، انتهى.

ذكر أبو الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين بأسانيدهم أن الدار التي في سوق الطرائف الأولة و أنت جاء من سوق الطير المعروفة بدار الخالديين دار الحجاج بن علاط السّلمي الصحابي ثم صارت لابنه خالد بن الحجّاج بن علاط أمير دمشق من قبل - يعني - بعض بني أمية، و كان للحجّاج بن علاط ابنان فعرفت الدار و السّوق بالخالديين، و هي الدار المحترقة اليوم، و كان خالد بن الحجاج بن علاط ابنان خالد بن علاط أمير دمشق من قبل - يعني - بعض بني أمية و كان للحجّاج بن علاط ابنان خالد بن الحجّاج هذا، و نصر بن الحجّاج، فبنو الروس و بنو تبوك من أولاد يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن تميم بن حجر مولى نصر بن الحجّاج بن علاط .

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمّد بن علي بن الفتح، أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ ، نبأنا محمّد بن جعفر الأدمي، نبأنا عبد اللّه بن

ص: 101


1- بالأصل:«غلاظ » و المثبت عن الاستيعاب و أسد الغابة و الإصابة و ضبطها ابن حجر بكسر المهملة و تخفيف اللام.
2- في أسد الغابة:«ثويرة» و في الإصابة نص: مصغرا.
3- في جمهرة ابن حزم ص 262 «جسر».
4- في أسد الغابة: تيم.
5- ترجمته في الاستيعاب 344/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 456/1 الإصابة 313/1 و الوافي بالوفيات 318/11 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى.

أحمد الدّورقي، نبأنا يحيى بن عمر الليثي، حدثني ابن يسار العلاطي من ولد الحجّاج بن علاط قال: حدثتني جدتي عن أمّها أنها سمعت الحجّاج بن علاط يقول:

أذن لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في ودائعي التي كانت بمكة أن أكذب حتى آخذها، فأخبرتهم أن محمّدا قد أصيب فدفعت إليّ ودائعي ثم خرجت في جوف الليل حتى أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو بخيبر فأخبرته بذلك، انتهى.

و هذا الحديث مختصر من الحديث الطويل الذي أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي حينئذ.

و أخبرناه أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو القاسم بن الحسين بن علي الزهري، قالوا: أنبأنا أبو الحسن الداودي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن خريم، نبأنا عبد بن حميد حينئذ، و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو (1) بن حمدان حينئذ.

و أخبرتنا أمّ المجتبى العلوية، و أمّ البهاء بنت البغدادي، قالت: نبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى، نبأنا أبو بكر بن زنجويه، قالوا: حدّثنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمر، قال: سمعت ثابتا يحدث عن أنس قال: لمّا افتتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خيبر قال الحجّاج بن علاط : يا رسول اللّه إن لي بمكة مالا، و إن لي بها أهلا، و إني أريد أن آتيهم، فأنا في حلّ إذا ما نلت منك فقلت شيئا؟ فأذن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال: اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمّد و أصحابه، فإنهم قد استبيحوا و أصيبت أموالهم قال:

و فشا ذلك بمكة فانقمع المسلمون، و أظهر المشركون فرحا و سرورا. قال: و بلغ الخبر العبّاس عليه السّلام فعقر، و جعل لا يستطيع أن يقوم، قال معمر: فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال: فأخذ ابنا له، يقال له: قثم، و استلقى فوضعه على صدره و هو يقول:

حبّي قثم شبيه ذي الأنف الأشمّ *** نبيّ ذي النعم، يرغم من رغم

ص: 102


1- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الحيري).

قال ثابت عن أنس: ثم أرسل غلاما له إلى الحجّاج بن علاط : ويلك ما جئت به ؟ و ما ذا تقول ؟ فما وعد اللّه تبارك و تعالى خير مما جئت به. قال الحجّاج بن علاط لغلامه:

اقرأ على أبي الفضل السلام، و قل له فليخل لي في بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسرّه، فجاء غلامه. فلما بلغ باب الدار قال: أبشر يا أبا الفضل. قال: فوثب العباس فرحا حتى قبّل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجّاج، فاعتنقه، قال: ثم جاء الحجّاج فأخبره أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد افتتح خيبر، و غنم أموالهم، و جرت سهام اللّه عزّ و جلّ في أموالهم، و اصطفى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صفية ابنة حييّ فاتّخذها لنفسه، و خيّرها أن يعتقها و تكون زوجته أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها و تكون زوجته، و لكني جئت لمال كان لي هاهنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأذن لي أن أقول ما شئت، فاخف عني ثلاثا، ثم اذكر ما بدا لك.

قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حليّ و متاع فجمعته و دفعته إليه، ثم انشمر به، فلما كان بعد ثلاث أتى العبّاس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك ؟ فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا و كذا، و قالت لا يخزيك اللّه يا أبا الفضل، لقد شقّ علينا الذي بلغك.

قال: أجل لا يخزيني اللّه، و لم يكن بحمد اللّه إلاّ ما أحببنا، فتح اللّه خيبر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و جرت فيها سهام اللّه عزّ و جلّ فاصطفى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة إلى زوجك فالحقي به، قالت: أظنك و اللّه صادقا قال: فإني صادق، الأمر على ما أخبرتك، ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش، و هم يقولون إذا مرّ بهم: لا يصيبك إلاّ خير (1) يا أبا الفضل، قال: لم يصبني إلاّ خير بحمد اللّه تعالى، قال: أخبرني الحجّاج بن علاط أن خيبر فتحها اللّه تبارك و تعالى على رسوله صلّى اللّه عليه و سلّم، و جرت فيها سهام اللّه، و اصطفى صفية لنفسه، و قد سألني أن أخفي عنه ثلاثا و إنما جاء ليأخذ ماله، و ما كان له من شيء هاهنا ثم يذهب قال: فردّ اللّه تعالى الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، و خرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العبّاس عليه السّلام فأخبرهم الخبر، فسرّ المسلمون و ردّ اللّه تعالى ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين.

لفظ حديث ابن الحصين و الباقين نحوه انتهى.

ص: 103


1- بالأصل «خيرا».

و قد ذكر ابن إسحاق هذه القصة بإسناد منقطع و فيها ألفاظ تخالف هذه الألفاظ ، أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار، نبأنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني بعض أهل المدينة قال: لمّا أسلم الحجاج بن علاط السّلمي شهد خيبر مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال (1):يا رسول اللّه إنّ لي بمكة مالا على التجار و مالا عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة أخت ابن عبد الدار، و أنا أتخوف إن علموا بإسلامي يذهبوا بمالي فائذن لي باللحوق به لعلّي أ تخلّصه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قد فعلت» فقال: يا رسول اللّه إنّي لا بد لي أن أقول فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قل و أنت في حلّ » فخرج الحجاج،[قال:] فلما انتهيت إلى ثنيّة البيضاء (2) إذا بها نفر من قريش يتجسسون الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قد بلغهم مسيره إلى خيبر، فلما رأوني قالوا: هذا الحجّاج و عنده الخبر. يا حجّاج أخبرنا عن القاطع فإنه قد بلغنا أنه قد سار إلى خبائر - و هي قرية الحجاز تجاور(----) (3) فقلت: أتاكم الخبر؟ فقالوا: فمه ؟ فقلت: هزم الرجل أشر هزيمة سمعتم بها، قتل أصحابه و أخذ محمّدا أسيرا فقالوا: لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتل بين أظهرهم بما كان قتل فيهم، فالتبطوا (4) إلى جانبي ناقتي يقولون جزاك اللّه خيرا، و اللّه لقد جئتنا بخبر سرّنا. ثم جاءوا فصاحوا بمكة، و قالوا: يا معشر قريش هذا الحجاج قد جاءكم بالخبر، محمّد أسر من بين أصحابه و قتل أصحابه، و إنما تنتظرون أن تؤتوا به فيقتل بين أظهركم بما كان أصاب منكم، فقلت: أعينوني على جمع مالي فإني إنما قدمت لأجمعه ثم ألحق بخيبر قبل التجار فأصيب من فرص البيع قبل [أن] تأتيهم التجار فأشتري ممّا أصيب من محمّد و أصحابه فقاموا فجمعوا مالي أحبّ (5)جمع سمعت به قط ، و قد قلت لصاحبتي: مالي مالي لعلّي ألحق فأصيب من فرص البيع قبل [أن] تأتيهم التجار، فدفعت إليّ مالي.

فلما استفاض ذكر ذلك بمكة أتاني العبّاس و أنا قائم في خيمة تاجر من التجار فقام

ص: 104


1- الخبر في سيرة ابن هشام 359/3.
2- هي عقبة قرب مكة تهبطك إلى فخ و أنت مقبل من المدينة تريد مكة (معجم البلدان).
3- كلمة غير مقروءة بالأصل، و في ابن هشام: سار إلى خيبر و هي بلد يهود و ريف الحجاز.
4- أي مشوا إلى جنبها ملازمين لها.
5- في ابن هشام و أسد الغابة: أحثّ جمع.

إلى جنبي منكسرا مهزوما مهموما حزينا، فقال: يا حجّاج ما هذا الخبر الذي جئت به ؟ فقلت: و هل عندك موضع للخبر؟ فقال: نعم، فقلت: فاستأخر عني لا ترى معي حتى تلقاني خاليا ففعل، ثم فصل إليّ حتى لقيني فقال: يا حجاج ما عندك من الخبر؟ فقلت:

و اللّه الذي يسرّك تركت و اللّه ابن أخيك قد فتح اللّه تعالى عليه خيبر، و أخلا من أخلا من أهلها و قتل من قتل منهم، و صارت أموالها كلها له و لأصحابه، و تركته عروسا على ابنة حييّ ملكهم فقال: حقّ ما تقول يا حجّاج ؟ قلت: نعم و اللّه و قد أسلمت و ما جئت إلاّ لآخذ مالي ثم ألحق برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأكون معه، فأكتم عليّ الخبر ثلاثا، فإني أخشى (1)الطلب ثم تكلم بما حدثتك فهو و اللّه حقّ ، فانصرف عني و انطلقت.

فلمّا كان اليوم الثالث من اليوم الذي خرجت فيه لبس العبّاس حلّة، و تخلّق، ثم أخذ عصاه و خرج إلى المسجد حتى استلم الركن، و نظر إليه رجال من قريش فقالوا: يا أبا الفضل هذا و اللّه التجلّد على حرّ المصيبة، فقال: كلا و اللّه (2) حلفتم به، و لكنه قد نزل و قد فتح خيبر و صارت له و لأصحابه، و ترك عروسا على ابنة ملكهم، فقالوا: من أتاك بهذا الخبر؟ فقال: الذي جاءكم و أخبركم به الحجّاج بن علاط ، و لقد أسلم، و تابع محمّدا (3) على دينه، و ما جاء إلاّ ليأخذ ماله ثم يلحق به، و هو و اللّه فعل. فقالوا: أي عباد اللّه، خدعنا عدو اللّه أما و اللّه لو علمنا، ثم لم يلبثوا أن جاءهم الخبر بذلك، انتهى[2911].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نبأنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أخبرنا أبو محمّد الحسين بن محمّد بن عباس، نبأنا أبو القاسم بن إبراهيم بن محمّد بن أحمد المناديلي، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن محمد------ (4) نبأنا محمد بن عبد الواحد بن محمّد، نبأنا محمّد بن (5)،أنبأنا عبد اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن علي بن محمد، أنا أبو بكر بن موفق، نبأنا أيوب بن سويد، حدثني يحيى بن زاهد زيد الباهلي، عن محمّد بن عبد اللّه الليثي عن واثلة بن الأسقع، قال: كان إسلام الحجّاج بن علاط البهزي السّلمي أنه خرج في ركب من قومه يريد مكة، فلما جنّ عليهم

ص: 105


1- الكلمة غير واضحة بالأصل و المثبت عن ابن هشام و أسد الغابة.
2- بالأصل و أسد الغابة:«و الذي» و المثبت عن ابن هشام.
3- بالأصل «محمد».
4- كلمة غير واضحة.
5- كلمة غير واضحة.

الليل و هم في واد وحش مخيف قفر (1).فقال (2) له أصحابه: يا أبا كلاب، قم فاتّخذ لنفسك و لأصحابك أمانا، فقام الحجّاج فجعل يطوف حولهم (3) يطوف و يكلؤهم و يقول (4):

أعيذ نفسي و أعيذ أصحاب (5) *** من كلّ جنيّ بهذا النّقب

حتى أءوب سالما و ركب *** حتى أءوب سالما و ركب (6)

قال: فسمع صوت قائل يقول: يٰا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطٰارِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا، لاٰ تَنْفُذُونَ إِلاّٰ بِسُلْطٰانٍ (7) قال: فلما قدموا مكة خبر بذلك في نادي قريش فقالوا: صدقت و اللّه يا أبا كلاب، صدقت و اللّه يا أبا كلاب، إنّ هذا ممّا يزعم محمّد أنه أنزل عليه قال: قد و اللّه سمعته و سمعه هؤلاء معي، فبينما هم كذلك إذ جاء العاص بن وائل فقالوا له: يا أبا هشام، أ ما تسمع ما يقول أبا كلاب قال:

و ما يقول ؟ فخبره بذلك، فقال: و ما يعجبكم من ذلك إن الذي سمع هناك هو الذي ألقاه على لسان محمد، فنهنه ذلك القوم عني، و لم يزدني في الأمر إلاّ بصيرة، فسألت عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبرت أنه قد خرج من مكة إلى المدينة، فركبت راحلتي و انطلقت حتى أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالمدينة، فأخبرته بما سمعت فقال:«سمعت هو و اللّه الحق، هو [و] اللّه من كلام ربي عزّ و جلّ الذي أنزل عليّ ، و لقد سمعت حقا يا أبا كلاب» فقلت: يا رسول اللّه علّمني الإسلام، فشهدني كلمة الإخلاص و قال:«سر إلى قومك فادعهم إلى مثل ما أدعوك إليه، فإنه الحق»، انتهى[2912].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن و أبو الفضل بن خيرون حينئذ، و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق،

ص: 106


1- في الاستيعاب 344/1 قعد.
2- بالأصل «فقالوا».
3- بالأصل «حولهم يطوف» و المثبت عن الاستيعاب و أسد الغابة.
4- في الاستيعاب 345/1 و أسد الغابة 457/1 و الوافي بالوفيات 318/11.
5- في المصادر: صحبي.
6- كذا ورد الشطر مكررا بالأصل، و في المصادر «و ركبي».
7- سورة الرحمن، الآية:33.

نبأنا خليفة بن خياط قال: و من منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ثم من بني سليم من بني تميم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسين بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنبأنا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة: الحجّاج بن علاط السلمي قدم على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو بخيبر و كان في بعض غاراته، فأسلم و سكن المدينة ببني أمية [بن زيد] (1) و بنى بها دارا و مسجدا.

أنبأنا [أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية] (2) أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن محمّد بن الفهم، حدثنا محمّد بن سعد قال: الحجّاج بن علاط بن خالد بن ثويرة بن خنثر بن هلال بن عبد بن ظفر بن سعد بن عمرو بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، و كان صاحب غارات في الجاهلية، فجمع في بعض غاراته (3)،و حضر مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خيبر و كان مكثرا، له مال معادن الذهب التي بأرض بني سليم فقال: يا رسول اللّه ائذن لي حتى أذهب فآخذ مالي عند امرأتي، فإنها إن علمت بإسلامي لم أجد منه شيئا، و كانت امرأته أمّ شيبة بنت عمير بن هاشم أخت مصعب بن عمير العبدري فأذن له فذكر الحديث.

قال محمّد بن عمر: هاجر الحجاج بن علاط و سكن المدينة ببني أميّة بن زيد و بنى بها دارا و مسجدا يعرف به، و هو أبو نصر بن حجاج و له حديث (4)،انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرنا أبو الفضل بن نصر عنه، أنبأنا أبو محمّد بن الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: و من سليم بن منصور بن عكرمة بن

ص: 107


1- الزيادة عن ابن سعد 271/4.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك قياسا إلى سند مماثل.
3- مطموس بالأصل حوالي سطر، و لم نجد الخبر في ترجمته في ابن سعد 269/4 فثمة قسم منها ناقص في الطبقات المطبوع.
4- انظر طبقات ابن سعد 271/4.

خصفة بن قيس بن عيلان بن نصر بن الحجاج بن علاط البهزي يقول من نسب الحجاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن هلال بن عبيد بن ظفر بن ربيعة بن عمرو بن تيم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثمّ حدثنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون:

و محمّد بن الحسن، قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):حجّاج بن علاط السّلمي حجازي له صحبة، روى عنه أنس بن مالك، انتهى.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد في كتابه، أنبأنا أبو القاسم التنوخي، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن حفص، نبأنا أحمد بن محمّد البغدادي في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: الحجّاج بن علاط و قد بلغنا أن معاوية استعمل عبيد اللّه بن الحجّاج بن علاط على أرض حمص.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نبأنا عبد العزيز بن أحمد الصّوفي، أنبأنا مسدّد بن عبد اللّه بن أبي السجيس الأملوكي، أنبأنا أبي، نبأنا عبد الصّمد (2) بن سعيد قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: الحجاج بن علي السّلمي و منزله بحمص و هي الدار المعروفة بدار الخالدين، أخبرني بذلك المتوكل بن محمّد و قال ابن عوف: و ولده خالد بن عبيد اللّه بن الحجاج بن علاط و بلغنا أن معاوية بن أبي سفيان استعمل عبيد اللّه بن الحجّاج و نصر بن الحجاج، و له عقب بحمص انتهى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا (3) البنّا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني حينئذ، و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال تويرة بالتاء:

الحجاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن خنثر بن هلال السّلمي من بني بهثة بن سليم

ص: 108


1- التاريخ الكبير 370/2/1.
2- كذا.
3- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.

و هو الذي جاء بفتح خيبر إلى مكة فأخبر به العبّاس بن عبد المطلب سرا و أخبر قريشا بعده علانية حتى جمع ما كان له من مال بمكة و خرج عنها و هو أبو نصر بن حجّاج الذي قالت فيه المتمنّية (1):

هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أو هل سبيل إلى نصر بن حجّاج (2)

و له و لابنه أخبار معروفة، انتهى.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمذاني إجازة، و أنبأنا أبو بكر الصفّار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأنا أبو أحمد الحاكم، قال: و أبو محمّد يقول، و يقال:

أبو عبد اللّه الحجّاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن هلال بن عبيد بن ظفر بن سعد بن عمر بن تيم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن نصر بن نزار بن معدّ بن عدنان، و يقال ابن علاط بن كعب بن عمرو بن بورغط بن كعب بن عمرو بن هلال بن امرئ القيس، و يقال ابن علاط بن خالد بن نويرة بن بلال بن عبد بن مظفر بن سعد بن امرئ القيس السّلمي الحجازي، له صحبة.

قال: و أنبأنا أبو العبّاس الثقفي، أنبأنا عبد الرحمن بن سلمة من ولد الحجّاج بن علاط بن الحجّاج، أبو عبد اللّه، و أبو محمّد انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: الحجاج بن علاط السّلمي البهزي شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم خيبر و هو أوّل من بعث بصدقته إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من معدن بني سليم، عداده في أهل الحجاز، روى عنه أنس بن مالك، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أما (4) ثويرة - أوّله ثاء معجمة بثلاث - فهو الحجاج بن علاط بن خالد بن ثويرة بن حنثر بن هلال السّلمي من بني بهثة بن سليم، له صحبة، و هو الذي جاء بفتح خيبر إلى مكة، و خبره

ص: 109


1- و هي أم الحجاج بن يوسف.
2- البيت في الاستيعاب 345/1 و أسد الغابة 456/1.
3- الاكمال لابن ماكولا 560/1.
4- بالأصل «أنبأنا» و المثبت عن ابن ماكولا.

مشهور، و هو أبو نصر بن حجاج صاحب المتمنّية، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا محمّد بن الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه عن جدّه؛ أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لما أراد أن يغزو مكة بعث الحجّاج بن علاط و العرباض بن سارية السّلميّين إلى بني سليم يأمرانهم بقدوم المدينة، انتهى.

قال: و أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر، حدثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جده قال (2):بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعني لما أراد الخروج يغزو مكة إلى بني سليم بن الحجاج بن علاط السّلمي ثم البهزي و عرباض بن سارية.

قال الواقدي (3):قالوا عبّأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أصحابه وصفهم صفوفا يعني يوم حنين و وضع الرايات و الألوية في أهلها فسمّى حامليها و قال: كانت في سليم ثلاث رايات راية مع العباس بن مرداس و راية مع الخفّاف بن ندبة و راية مع الحجاج بن علاط ، انتهى.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (4) الحسن بن البنّا، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، نبأنا الزبير بن بكّار، حدثني أبو الحسن الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: كان لواء المشركين يوم أحد مع طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار قتله علي بن أبي طالب، و في ذلك يقول الحجاج بن علاط السّلمي بن البهزي (5):

للّه أيّ مذبّب عن حرمة *** أعني ابن فاطمة المعمّ المخوّلا

جاءت يداك له بعاجل طعنة *** تركت طليحة للجبين مجدّلا

و شددت (6) شدّة باسل فكشفتهم *** بالجرّ إذ يهوون أخول أخولا

ص: 110


1- انظر طبقات ابن سعد 271/4 باختلاف.
2- الخبر في مغازي الواقدي 799/2.
3- مغازي الواقدي 81/2.
4- بالأصل «أنبأنا» خطأ، و الصواب ما أثبت.
5- الأبيات الثلاثة الأولى في سيرة ابن هشام 159/3 منسوبة للحجاج بن علاط .
6- عن ابن هشام و بالأصل «و شدت».

و عللت سيفك بالدّماء و لم تكن *** لترده حزان حتى ينهلا

أنبأنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسين بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة الخلال، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نبأنا جدي يعقوب، حدثني أحمد بن شبّويه، حدثني سليمان بن صالح، حدثني عبد اللّه - يعني ابن المبارك - قال: قال جرير - يعني ابن خازم - قتل المعرض بن علاط يوم الجمل فقال أخوه الحجاج:

أ لم أر يوما كان أكثر ساعيا *** يلف شمال بارمتها يمينها

و سلمية تحنو على ركباتها *** يقي سرجها وقع الجنوب جبينها

لقد فزعت نفسي لقتل معرّض *** و عينيّ جادت بالدّموع شئونها

نعم الفتى و ابن العشيرة إنّه *** يوقي الأذى أعراضها و يزينها

عليم بتشريف الكرام و حقهم *** و إكرامها إن اللئيم يهينها

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن يشجب البزاز، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، قال: أنشدنا عوف يعني ابن محمّد الكندي، عن أبيه للحجاج بن علاط السّلمي:

تركت الراح إذ أبصرت رشدي *** و لست بعائد أبدا لراح

أ أشرب شربة تزري بعقلي *** و أصبح ضحكة لذوي الفلاح

معاذ اللّه لا أزري بعرضي *** و لا أشري الخسارة بالرباح

سأترك شربها و أكفّ نفسي *** و ألهيها بألبان اللقاح (1)

في نسخة ما شافهني أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أبو الحسين، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):حجّاج بن علاط السّلمي حجازي له صحبة، هو مدفون بقاليقلا (3) من أرض الرّوم.

ص: 111


1- بالأصل:«و كف نفسي... بألبان القلاح».
2- الجرح و التعديل 163/2/1.
3- قاليقلا من مدن أرمينيا العظمى (معجم البلدان).

1215 - الحجّاج بن قتيبة بن مسلم الباهلي

كان أبوه أمير خراسان ثم لحق الحجّاج مروان بن محمّد و كان معه إلى أن انقضى أمره، فهرب مع ابنيه عبد اللّه و عبيد اللّه إلى المغرب.

حكى عنه مسلمة بن بشر بن عيسى، انتهى.

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي (1) فيما نقلته من خطه عن أبي الحسين المدائني، عن مسلمة بن بشر بن عيسى أن الحجّاج بن قتيبة قال: كنت مع نصر بن شيبان ثم شخصت إلى مروان فلم أزل معه في أموره كلها حتى قتل، فلمّا قتل خرجت مع ابنه فأخذ على النيل ثم أخذ على السّاحل في جمع كثير ثم إن الناس قلّوا فجعلوا يتخلفون عنه حتى قلّ من معه، فسرنا إلى بلاد العدوّ فكانوا ربما عرضوا لنا فلا يأخذون إلاّ السلاح و أكثر ذلك ما لا يعرضون لنا و أحيانا نمرّ بقوم فيسألوننا عن حالنا فنخبرهم فيصلونا، و تفرق عنا الناس حتى بقيت أنا و أبو مروان و رجلا من أصحابه، و معنا أمّ مروان ابنة مروان فما سمعت لها كلمة، و قوم ما في أيدينا فمشينا حتى تقطّعت أرجلنا و أمّ مروان معنا فما أنّت أنّة واحدة، و لقد رأيت ابن مروان و في يده فص أحمر ياقوت فثمنته خمسمائة دينارا فقال: وددت أن لي به دابّة أركبها و ما عليه إلاّ فروة قد جاء بها فهو يلقيها في عنقه في النهار و يفترشها بالليل، و لقد أصابنا عطش فكنا ننقر بطن الدابة فنعصر روثها ثم نشرب ما خرج منه، ثم صرنا إلى قوم فأخبرناهم عن حالنا فرقّوا لنا و حملونا فكسونا و زوّدونا و مضينا إلى جدة، ففارقت ابن مروان بها ثم أخذ الحجّاج الأمان [من] سالم بن قتيبة، فقال الخليفة: يا حجّاج أ كنت مع مروان قال: يا أمير المؤمنين كنا مع قوم خلطونا بأنفسهم و أحسنوا إلينا فلم نكن نحمل تركهم و لا مفارقتهم إلاّ عن رضى منهم، فقال: هذا و اللّه الوفاء.

1216 - الحجّاج بن معاوية بن فراس المزني

من أهل دمشق غزا الباب ببلاد أرمينية، له ذكر، انتهى.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي

ص: 112


1- بالأصل «القطرابلي» و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة ضبطت عن الأنساب إلى قطربل، قرية من قرى بغداد.

نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، نبأنا محمّد بن عائذ قال: قال أبو العبّاس - يعني الوليد بن مسلم - أخبرني من شهد ذلك اليوم يعني يوم قاتل يزيد بن أسد الخزر فقال رجل من أهل حمص يقال له نصر بن أيّوب: لو ركبت دابّة و نظر الناس إليك و العسكر، نظرت إليهم و موضع ينبغي أن يأمر فيه بأمر أمرت فقام إليه رجل من أهل دمشق يقال له الحجاج بن معاوية بن فراس المزني فقال: إن هذا ليس بالرأي، إن الناس إنما ينظرون إليك و أنت بإذن اللّه زمامهم فلو عدلت دابّتك يمينا و شمالا لم آمن هزيمة الناس و انتقاضهم عن صفوفهم، فقبل من أسد كلامه و صدّقه و جلس بالأرض و الناس كلهم رجّالة بالأرض إلاّ عدة يسيرة كانت أمام يزيد بن أسد من فهم، نحو من أربعين فارسا، و ذكر الحديث انتهى.

1217 - الحجّاج بن يوسف بن الحكم

ابن أبي عقيل بن مسعود بن جابر بن معتّب

ابن مالك بن كعب بن عمرو (1) بن سعد بن عوف بن ثقيف،

و اسمه قسيّ بن منبه بن بكر بن هوازن.

أبو محمد الثقفي (2)

سمع ابن عباس، و روى عن أنس بن مالك، و سمرة بن جندب، و عبد الملك بن مروان، و أبي بردة بن أبي موسى، انتهى.

روى عنه أنس بن مالك، و ثابت البناني، و حميد الطويل، و مالك بن دينار، و جراد بن مجالد (3)،و قتيبة بن مسلم، و سعيد بن أبي عروبة. و كانت له بدمشق آدر منها دار الزاوية التي بقرب قصر ابن أبي الحديد. و ولاه عبد الملك [الحجاز] (4) فقتل ابن الزبير، ثم عزله عنها و ولاه العراق و قدم دمشق وافدا على عبد الملك (5).

ص: 113


1- بالأصل «عمر» و الصواب عن بغية الطلب 2041/5 نقلا عن ابن عساكر.
2- ترجمته في المعارف ص 173 و وفيات الأعيان 29/2 و بغية الطلب لابن العديم 2037/5 الوافي بالوفيات 307/11 سير أعلام النبلاء 343/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و كانت كنيته مقحمة في وسط عامود نسبه، فأخرناها إلى هنا.
3- بالأصل «جراذ بن مخالد» و المثبت عن بغية الطلب لابن العديم 2041/5.
4- مطموس بالأصل، و المثبت عن بغية الطلب.
5- العبارة نقلها ابن العديم عن ابن عساكر و ثمة سقط فيها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن أيّوب الحافظ ، حدثني أبو أحمد علي بن أحمد المروزي، نبأنا محمّد بن عبدل، نبأنا مصعب بن بشر، نبأنا المغيرة بن مسلم، نبأنا سالم بن قتيبة بن مسلم قال: سمعت أبي يقول: خطبنا الحجّاج بن يوسف فذكر القبر فما زال يقول إنه بيت الوحدة، إنه بيت الغربة، حتى بكى و بكى من حوله، ثم قال:

سمعت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان يقول: سمعت مروان يقول في خطبته:

خطبنا عثمان بن عفان فقال في خطبته: ما نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى قبر و ذكره إلاّ بكى، انتهى[2913].

أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشّعيبي (1) الماليني - بهراة - أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي بكر بن أحمد السقطي، نبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد (2) بن الجارود الجارودي الحافظ - إملاء بهراة - أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البغدادي - بجرجرايا (3)-أنبأنا جعفر بن أحمد الدّهقان، نبأنا أحمد بن عبد الجبّار، نبأنا سيّار عن جعفر، عن مالك بن دينار قال: دخلت يوما على الحجّاج فقال لي: يا أبا يحيى ألاّ أحدّثك بحديث حسن عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت:

بلى، فقال: حدثني أبو بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كانت له إلى اللّه حاجة فليدع بها دبر [كلّ ] صلاة مفروضة» (4)،انتهى[2914].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين الصّيرفي و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسين، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل، قال (5):حجّاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أبو محمد، انتهى.

ص: 114


1- في بغية الطلب 2038/5 الشعيبتي.
2- بالأصل «أحمد» خطأ، و المثبت عن بغية الطلب، و انظر ترجمته في سير الأعلام 538/14.
3- بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط و بغداد من الجانب الشرقي (معجم البلدان) و بالأصل:«جرجرا».
4- الحديث في كنز العمال 3379/3 و الزيادة السابقة عنه.
5- التاريخ الكبير 373/2/1 (ترجمة 2816).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد حجّاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي [ليس] بثقة و لا مأمون (1).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمّد و أبو محمّد [عبد اللّه] (2) بن عبد الرحمن، قالا: أنبأنا الحسن بن رشيق، أنبأنا أبو بشر الدّولابي، نبأنا محمّد بن عبيد، نبأنا علي بن مجاهد، حدثني عبد اللّه بن محمّد بن مرة، قال: سمعت زياد بن عبد الرحمن الكاتب يقول: ولد الحجاج بن يوسف سنة تسع و ثلاثين، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنبأنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر قال: سنة أربعين فيها ولد الحجاج بن يوسف، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال: و قال يزيد بن عبد ربّه، حدثنا أصحابنا عن أبي منصور، عن [عمرو بن قيس] (3)أن الحجّاج بن يوسف سأله عن مولده قال: سنة الجماعة سنة أربعين، فقال الحجّاج:

و هو مولدي، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا أحمد بن عمران، أنبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال:

و فيها يعني سنة إحدى و أربعين ولد الحجّاج بن يوسف، انتهى.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا علي بن الحسن اللباد بن علي اللباد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبي، أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمّد بن بشر القرشي، أخبرني أبي، نبأنا أبو الحكم، حدثني محمّد بن إدريس الشافعي قال: سمعت من يذكر

ص: 115


1- بغية الطلب 2040/5 و الزيادة عنه.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن بغية الطلب 2039/5.
3- مطموس بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن بغية الطلب 2039/5.

أن المغيرة بن شعبة نظر إلى امرأته و هي تتخلّل من أوّل النهار فقال: و اللّه لئن كانت باكرت الغداء إنّها لرغيبة و إن كان شيء بقي في فيها [من البارحة] (1) إنها لقذرة فطلّقها فقالت: و اللّه ما كان شيء مما ذكرت و لكني باكرت [ما تباكره] (2) الحرة من السّواك فبقيت شظيّة في فيّ قال: فقال المغيرة بن شعبة ليوسف أبي الحجّاج بن يوسف تزوّجها فإنها لخليقة أن تأتي بالرجل يسود فتزوجها. قال الشافعي: فأخبرت أن أبا الحجاج لما بنى بها واقعها فنام، فقيل له في النوم: ما أسرع ما ألقحت بالمبير، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو محمّد بن زبر، أنبأنا إسماعيل بن إسحاق، أنبأنا نصر بن علي قال: قال:

أخبرنا ابن سليمان بن حمدان، عن أبيه قال: دخل الحجاج قرية فدعاني فقال: حج بالناس الحجاج سنة أربع و سبعين، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو محمّد بن زبر، قال: نبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن منصور، نبأنا الأصمعي، حدثني أبي قال: قال ابن عون: كنت إذا سمعت الحجّاج يقرأ، عرفت أنه طال ما درس القرآن، انتهى (3).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (4)،أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان، نبأنا هارون بن سليمان و يحيى بن حكيم، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن بكر السّهمي، نبأنا عمر (5) بن منخّل السّدوسي، قال: قال مطهر بن خالد الرّبعي، عن أبي محمّد الحمّاني قال:

عملناه - يعني تجزئة القرآن - في أربعة أشهر، و كان الحجاج يقرأه في كل ليلة، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو عبيد اللّه أحمد بن عمرو الواسطي، نبأنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدثني مسعود بن عمرو، حدثني أبو عمرو النحوي، نبأنا أبو زيد الأنصاري، عن أبي

ص: 116


1- مطموس بالأصل، و المثبت عن بغية الطلب لابن العديم 2039/5.
2- مطموس بالأصل، و المثبت عن بغية الطلب لابن العديم 2039/5.
3- الخبر في بغية الطلب 2041/5-2042.
4- بالأصل:«المرزقي» و الصواب ما أثبت.
5- في ابن العديم 2042/5 عمرو.

العلاء، قال: ما رأيت أحدا أفصح من الحسن و من الحجاج فقلت: فأيّهما كان أفصح ؟ قال: الحسن.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: ذكر سليمان بن أبي شيخ، عن صالح بن سليمان قال: قال عتبة بن عمرو: ما رأيت عقول الناس إلاّ قريبا بعضها من بعض إلاّ الحجاج و إياس بن معاوية قال: عقولهما كانت ترجح على عقول الناس (1).

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود الثقفي، نبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيّب الزّرّاد (2)،نبأنا عبيد اللّه بن سعد قال: قال أبي: و دخل عبد الملك الكوفة و بعث الحجّاج بن يوسف إلى عبد اللّه بن الزبير، و رجع عبد الملك إلى دمشق فحج الحجّاج على الموسم سنة اثنتين (3) و سبعين فلم يطف بالبيت و حصر ابن الزبير قريبا (4) من سبعة أشهر، انتهى (5).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران الأشناني، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خياط ، قال: سنة ثلاث و سبعين أقام الحج الحجّاج بن يوسف و قال: سنة أربع و سبعين أقام للناس الحج الحجّاج بن يوسف، انتهى (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنبأنا أبو الحسين (7) محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بالكوفة، انتهى، أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين الطّيّوري و أبو طاهر أحمد بن علي المقرئ، قالا: أنبأنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد اللّه، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي، أنبأنا أبو جعفر بن محمّد بن محمّد بن عقبة، نبأنا هارون بن حاتم، نبأنا أبو بكر بن

ص: 117


1- الخبر في بغية الطلب 2075/5.
2- بالأصل «الرزاز» و المثبت عن الأنساب (الزراد - المنبجي).
3- بالأصل: اثنين.
4- بالأصل: قريب.
5- الخبر في بغية الطلب 2066/5.
6- انظر تاريخ خليفة بن خياط 269 و 270 و بغية الطلب 2067/5.
7- عند ابن العديم: أبو الحسن.

عيّاش قال (1):ثم بايع الناس عبد الملك بن مروان فحجّ بالناس الحجّاج بن يوسف سنة ثلاث و سبعين و ابن الزبير محصور، و حج بالناس [الحجاج] سنة اثنتين (2) و سنة ثلاث و أربع (3) و سبعين انتهى، ثم حج بالناس عبد الملك بن مروان سنة خمس و سبعين، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، حدثني سلمة، نبأنا أحمد، نبأنا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر، قال: و كان الحجاج بن يوسف حج و ابن الزبير محصور سنة اثنتين (4) و سبعين.

قال ابن بكير: قال الليث: و حجّ عامئذ بالناس الحجّاج بن يوسف فقاتل (5) هو و ابن الزبير و أقام للناس الحج، و في سنة ثلاث و سبعين حجّ بالنّاس الحجّاج بن يوسف.

قال: قال يعقوب: و يقال حجّ بالناس سنة أربع و سبعين الحجّاج بن يوسف قال يعقوب: و في سنة تسعين فتح على الحجّاج بن يوسف بخارا، و في سنة إحدى و تسعين و فتح على الحجّاج بن يوسف بلخ، و في سنة اثنتين و تسعين فتح الحجّاج بن يوسف خفان (6)،و في سنة أربع و تسعين فتح الحجّاج بن يوسف [السند و بيل. و في سنة خمس و تسعين فتح على الحجاج بن يوسف الصغد] (7) انتهى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (8) البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة حينئذ - قالا: أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد في كتابه، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (9)

ص: 118


1- انظر بغية الطلب 2067/5.
2- بالأصل: اثنين.
3- بالأصل: و أربعة.
4- بالأصل: اثنين.
5- بالأصل:«فقابل» و المثبت عن ابن العديم.
6- كذا، و خفان: موضع قرب الكوفة.
7- ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب 2068/5، و لعل الصواب: السند و الدبيل.
8- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
9- ضبطت عن التبصير 429/1.

الصّيدلاني، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزّعفراني.

أخبرنا أبو القاسم علي (1) بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن (2) رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان المالكي، أنبأنا إبراهيم الحربي، أنبأنا أبو سلمة حمّاد بن سلمة، نبأنا علي بن زيد (3) قال: قيل لسعيد بن المسيّب: ما بال الحجاج لا يهيجك كما يهيج الناس ؟ قال: لأنه دخل المسجد مع أبيه فصلى [فأساء صلاته فحصبته] (4) فقال الحجّاج: لا أزال أحسن صلاتي لأنه (5) حصبه سعيد.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه [ابنا] (6) البنا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري إجازة حينئذ، قالا: أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد في كتابه، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة الصّيدلاني، قال:

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزعفراني، نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نبأنا يحيى بن أيّوب، نبأنا أبو عبد اللّه بن كثير بن أخي إسماعيل بن جعفر المديني: أن الحجّاج بن يوسف صلّى مرّة إلى جنب سعيد بن المسيّب، قال: فجعل يرفع قبل الإمام و يضع قبله، فلمّا سلّم الإمام أخذ سعيد بثوب الحجّاج، قال: و سعيد في شيء من الذكر كان يقوله بعد ما يصلّي قال: فجعل الحجّاج يحدثه عن ثوبه ليقوم فينصرف، قال:

و سعيد يجذبه ليجلسه، قال: حتى فرغ سعيد ممّا كان يقول من الذكر قال: ثم رجع بين نعليه فرفعهما إلى - أو على - الحجّاج و قال: يا سارق، يا خائن، تصلّي هذه الصّلاة لقد هممت أن أضرب بهما وجهك، قال: ثم مضى الحجّاج، قال: و كان حاجّا ففرغ من حجّه و رجع إلى الشام، قال: ثم رجع واليا على المدينة، فلما دخلها مضى كما هو إلى المسجد قاصدا نحو مجلس سعيد بن المسيّب، فقال الناس: ما جاء إلاّ لينتقم منه قال:

فجاء فجلس بين يدي سعيد فقال له: أنت صاحب الكلمات قال: فضرب سعيد صدر

ص: 119


1- بالأصل:«أبو القاسم بن السمرقندي علي بن إبراهيم» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 436/7).
2- بالأصل «الحسين» و الصواب ما أثبت، ترجمته في معرفة القرّاء الكبار.
3- بالأصل:«زبر» و الصواب ما أثبت.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن العديم 2089/5.
5- في ابن العديم؛ ما حصبني سعيد.
6- زيادة لازمة للإيضاح.

نفسه - زاد ابن خزفة: بيده - و قال: أنا صاحبهما، فقال له الحجّاج: جزاك اللّه من معلم و مؤدّب خيرا، ما صليت بعدك صلاة إلاّ و أنا أذكر قولك، قال: ثم قام فمضى، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد بن حنبل، نبأنا حنبل بن إسحاق، نبأنا الحميدي، نبأنا سفيان قال: كانوا يرمون بالمنجنيق من أبي قبيس (1)،و هم يرتجزون و يقولون:

خطارة مثل الفنيق المزبد *** أرمي بها عوّاذ (2) هذا المسجد

قال: فجاءت صاعقة فأحرقتهم جميعا، فامتنع الناس من الرمي، فخطبهم الحجّاج فقال: أ لم تعلموا أن بني إسرائيل كانوا إذا قربوا قربانا فجاءت نار فأكلتها علموا أنه قد تقبّل منهم، و إن لم تأكلها قالوا لم تقبل لم يزل يخدعهم حتى عادوا فرموا، انتهى (3).

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (4)،أنبأنا عبد المحسن بن محمّد بن علي - لفظا - أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد الدهقان، نبأنا أبو جعفر أحمد بن الحسن البردعي، نبأنا أبو هريرة أحمد بن عبد اللّه بن أبي العصام يموت ابن المزرع بن يموت، نبأنا الرّياشي، نبأنا الأصمعي و أبو زيد، عن معاذ بن العلاء أخي أبي عمرو بن العلاء، قال: لما قتل الحجّاج بن يوسف ابن الزبير ارتجت مكة بالبكاء، فأمر بالناس فاجتمعوا في المسجد ثم صعد المنبر فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال بعقب حمد ربّه: يا أهل مكة بلغني إكباركم و استفظاعكم قتل ابن الزبير، ألا و إن ابن الزبير كان من أخيار هذه الأمة، حتى رغب في الخلافة و نازع فيها أهلها، فخلع طاعة اللّه و استكنّ بحرم اللّه، و لو كان شيء مانع العصاة لمنعت آدم حرمة الجنة، لأن اللّه تعالى خلقه بيده و نفخ فيه من روحه، و أسجد له ملائكته، و أباحه كرامته [و] أسكنه جنته فلما أخطأ أخرجه من الجنة بخطيئته، و آدم على اللّه تعالى أكرم من ابن الزبير، و الجنة أعظم حرمة من الكعبة، اذكروا اللّه يذكركم.

ص: 120


1- يريد أثناء حصار الحجاج لابن الزبير، و كان الأخير اعتصم و لاذ بمكة.
2- في ابن العديم: عراز.
3- الخبر في بغية الطلب 2045/5-2046.
4- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت و الضبط عن التبصير.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو [بكر] المقرئ، أنبأنا أحمد بن مروان الدستوائي (1)،نبأنا زيد بن إسماعيل، قال (2):أنبأنا تمام بن المغيرة، عن عطاء بن زياد (3)،قال: كنت مع [ابن] الزبير في البيت فكان الحجّاج إذا رمى (4) ابن الزبير بحجر وقع الحجر على الزبير على البيت فسمعت للبيت (5)[أنينا كأنين الإنسان: أوه] (6).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا إسحاق بن يوسف، نبأنا عوف، عن أبي الصّديق الناجي: أن الحجّاج بن يوسف دخل على أسماء بنت أبي بكر بعد ما قتل ابنها عبد اللّه بن الزبير فقال: إن ابنك ألحد في هذا البيت و إن اللّه تعالى أذاقه من عذاب أليم و فعل به و فعل، فقالت: كذبت كان برّا بالوالدين صوّاما قواما، و اللّه لقد أخبرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه سيخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما أشد من الأول[2915].

أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدثنا وهب بن بقية الواسطي، أنبأنا خالد، أنبأنا عوف، عن أبي الصّديق الناجي، قال: بلغني أن الحجّاج دخل على أسماء بنت أبي بكر بعد ما قتل ابنها عبد اللّه بن الزبير فقال لها: إن ابنك ألحد في الحرم و أن اللّه تعالى فعل به و فعل فقالت: كذبت بل كان برّا بالوالدين صوّاما قواما و لكن و اللّه لقد أخبرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أنه يخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما شرّ من الأول، و هو مبير[2916].

قال و نبأنا زهير، نبأنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن قيس بن الأحنف، عن أسماء بنت أبي [بكر] قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم «نهى عن المثلة» و سمعته يقول:

[يخرج] من ثقيف رجلان كذاب و مبير، قلت للحجّاج أمّا الكذاب فقد رأيناه، و أمّا المبير فأنت هو يا حجّاج، انتهى[2917].

ص: 121


1- كذا، و في بغية الطلب 2046/5 «المالكي» و انظر ترجمته في سير الأعلام 427/15.
2- في بغية الطلب: قال: حدثنا برد، قال أخبرنا يمان بن المغيرة.
3- بغية الطلب: عطاء بن أبي رباح.
4- غير واضحة بالأصل و المثبت عن بغية الطلب.
5- بالأصل «البيت».
6- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و المستدرك عن ابن العديم 2046/5.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنبأنا أبو القاسم قال:

أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان حينئذ.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى، نبأنا أمية بن بسطام، نبأنا يزيد بن زريع، نبأنا إسرائيل، نبأنا عبد اللّه بن عصمة قال: سمعت ابن عمر يقول: أنبأنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن في ثقيف مبيرا و كذابا، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنبأنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني - إملاء - أنبأنا أحمد بن عثمان الأدمي، نبأنا أحمد بن سعيد الحمال، أنبأنا أبو نعيم، نبأنا شريك، عن عبد اللّه بن علي، قال: سمعت عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«في ثقيف كذاب و مبير» كذا قال، و صوابه:

ابن عصم و يقال ابن عصمة، انتهى[2918].

أخبرنا أبو الحسن مسافر ابن محمّد [بن] أحمد، أنبأنا محمّد بن علي البسطامي، قالا: أنبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن المظفر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، نبأنا إبراهيم بن خريم، نبأنا عبد بن حميد، أنبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا العوّام بن حوشب قال: حدثني من سمع أسماء بنت - يعني بنت أبي بكر الصّديق رضي اللّه تعالى عنه تقول للحجّاج حين دخل عليها يعزيها بابنها ابن الزبير فقالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«يخرج من ثقيف رجلان مبير و كذّاب» فأمّا الكذاب فابن أبي عبيد يعني المختار، و أمّا المبير فأنت (2)[2919].

أخبرتنا أمّ المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، نبأنا أحمد بن عمر الوكيعي، نبأنا وكيع، حدثنا (3) أم عراب، عن امرأة يقال لها عقيلة عن سلامة بنت الحر قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«في ثقيف مبير و كذاب»، انتهى[2920].

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا محمّد بن علي السّيرافي، أنبأنا أحمد بن

ص: 122


1- بالأصل «الحبروررى» و الصواب ما أثبت.
2- الحديث في كنز العمال 38391/14 و بغية الطلب 2047/5.
3- كذا رسمها، و لم أحله.

إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا سهل بن حاتم السّختياني، أنبأنا إبراهيم بن محمّد، عن الوليد بن خالد، عن سعد بن حذاقة، قال: خطبنا الحجّاج في الجمعة الثانية من مقتل ابن الزبير فقال: الحمد للّه الرافع المتواضعين، و الواضع المتكبرين و صلّى اللّه على خير رسول دل على خير سبيل، أيّها الناس إنّ الراعي مسئول عن رعيته، فإن أحسن فله و إن أساء فعليه، و إنه يخيّل إليّ أنكم لا تعرفون حقّا من باطل، و إني أسألكم عن ثلاث خصال، فإن أجبتم عنها و إلاّ ضربت عليكم خمس الجزية و كنتم لذلك مستأهلين، أسألكم عن شيء لا يستغني عنه شيء، و عن شيء لا يعرف إلاّ بكنيته، و عن ولد لا والد له. فقام إليه جبير بن حيّة الثّقفي فقال: لو لا عزمتك أيّها الأمير لم أجبك، أمّا الشيء الذي لا يستغني عنه شيء فالاسم، لأن اللّه تعالى خلق الأشياء فجعل لكل شيء اسما يدعى به و يدل عليه، و أمّا الشيء الذي لا يعرف إلاّ بكنيته فأم الحبين (1)،و أمّا الولد الذي لا والد له فعيسى بن مريم. قال: من أنت أيّها المتكلم ؟ قال: أنا جبير بن حيّة الثقفي قال: الآن ضل صوابك. بما بطأ بك عني مع قرب قرابتك ؟ قال: أيها الأمير إنك لا تبقى لقومك و لا يدوم عزك لأن الدّهر دول و لا نحبّ أن يصيبك اليوم ما يصاب منا مثله في غد. قال: فأمر له بجائزة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح بن عبد الملك، أخبرتنا العالمة فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه، قالت: أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر الحيري، أنبأنا أبو العبّاس الأصمّ ، أنبأنا الرّبيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي، أنبأنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن نافع أن ابن عمر اعتزل بمنى في قتال ابن الزبير و الحجّاج بمنى، فصلى مع الحجّاج، انتهى.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح بن (2) عبد الملك، أنبأنا محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي (3)،أنبأنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الصدقي (4)،أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حكيم العامري، نبأنا أبو الموجه محمّد بن عمرو بن

ص: 123


1- أم الحبين دويبّة على خلقة الحرباء عريضة الصدر عظيمة البطن (اللسان: حبن).
2- بالأصل «عن» خطأ، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 422/7).
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى طبس، بلدة في برية بين نيسابور و أصبهان و كرمان.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له. و هذه النسبة إلى سكة صدقة، سكة معروفة بمرو.

أميّة بن عبد شمس، فولدت له عبد اللّه، شهد بدرا، و عبيد اللّه (1) و عبدا و هو أبو أحمد، و زينب بنت جحش زوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و حمنة (2) بنت جحش، و أطعم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أميمة (3) بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر [خيبر] (4)..

إن صح هذا (5) فقد أسلمت أميمة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن يعقوب الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري (6)،أخبرنا الأحوص بن المفضّل بن غسان،[حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن حنبل] (7)،أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن أبي عدي (8) عن عطاء و عمرو بن دينار قالا:

ما علمنا ولدت للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم من أزواجه إلاّ خديجة.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن مكي (9) بن عثمان الأزدي، أنبأنا أبو علي،[أحمد بن عمر بن خرشيد] (10)،أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق [الحامض] (11)،نا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن بكير عن إبراهيم بن عثمان بن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس (12) قال:

ولدت خديجة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [غلامين] (13) و أربع نسوة: القاسم، و عبد اللّه، و فاطمة، و أم كلثوم، و رقية، و زينب (14).

ص: 124


1- بعدها بالأصل «و عبد اللّه» و قد تقدم فحذفناها.
2- بالأصل و خع «و حمية» و المثبت عن ابن سعد.
3- في خع: أمية، تحريف و المثبت يوافق ابن سعد.
4- بياض بالأصل و خع، و استدركت عن ابن سعد 46/8 و مختصر ابن منظور 26/2.
5- كذا بالأصل و خع و في المختصر: قال: الصحيح هذا. قد أسلمت أميمة.
6- بالأصل و خع:«أنبأنا حسرى» كذا و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب للسمعاني، و هذه النسبة إلى قرية من كور الأهواز، و قيل من قرى واسط و هي بابسير و المنتسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري حدث عن أبي أمية الأحوص بن المفضل...
7- ما بين معكوفتين عن المطبوعة، و مكانها بالأصل و خع: بن أحمد.
8- بالأصل و خع:«أبو عدي عن عطاء بن دينار» و أثبتنا عبارة المطبوعة.
9- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المطبوعة.
10- غير واضحة بالأصل و الصواب عن المطبوعة نقلا عن سير أعلام النبلاء.
11- بياض بالأصل، و الزيادة عن المطبوعة.
12- عن دلائل البيهقي 70/2 و بالأصل «ابن عامر» تحريف.
13- الزيادة عن دلائل البيهقي 70/2.
14- في الدلائل: و زينب و رقية.

محمّد بن نجاش، قالوا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه (1) بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا عبد الصّمد، نبأنا حمّاد بن سلمة، عن ابن أبي رافع، عن عبد اللّه بن جعفر أنه زوج ابنته من الحجّاج بن يوسف فقال لها إذا دخل بك فقولي: لا إله إلا اللّه الحليم الكريم سبحان اللّه ربّ العرش العظيم، الحمد للّه ربّ العالمين. و زعم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا حزبه أمر قال هذا، قال حمّاد فظننت أنه قال:

فلم يصل إليها.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسين بن علي اللباد، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمّد القرشي، أخبرني أبي، نبأنا أبو الحكم، حدثني محمّد بن إدريس الشافعي، قال: لما تزوّج الحجّاج بن يوسف ابنة عبد اللّه بن جعفر، قال خالد بن يزيد بن معاوية لعبد الملك بن مروان: أ تركت الحجّاج يتزوج ابنة عبد اللّه بن جعفر قال: نعم و ما بأس بذلك ؟ قال: أشد البأس و اللّه، قال: و كيف ؟ قال: و اللّه يا أمير المؤمنين لقد ذهب ما في صدري على آل الزبير منذ تزوّجت رملة بنت الزبير قال: فكأنه كان نائما فأيقظه، قال: فكتب إليه يعزم عليه في طلاقها، فطلّقها، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن (2) بن إسماعيل، نبأنا أحمد بن مروان، نبأنا عبد الرحمن بن مرزوق أبو عوف البزوري، نبأنا عبد الوهّاب، عن سعيد بن أبي عروبة، قال (3):حجّ الحجاج فنزل بعض المياه بين مكة و المدينة، و دعا بالغداء فقال لحاجبه: انظر من يتغدّى معي، و أسأله عن بعض الأمر، فنظر نحو الجبل فإذا هو بأعرابي بين شملتين من شعر نائم، فضربه برجله، و قال: ائت الأمير فأتاه فقال له الحجّاج: اغسل يدك و تغدّ معي، فقال: إنه دعاني من هو خير منك فأجبته، قال: و من هو؟ قال: اللّه تبارك و تعالى دعاني إلى الصّوم فصمت، قال: في هذا الحر الشديد؟ قال: نعم، صمت ليوم هو أشد حرّا من هذا اليوم قال: فأفطر، و تصوم

ص: 125


1- بالأصل:«أبو عبد اللّه أحمد».
2- بالأصل «الحسين» و المثبت الصواب، انظر ترجمة أحمد بن مروان في سير الأعلام 427/15 و فيها «حدث عنه.. و الحسن بن إسماعيل الضراب».
3- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2062/5-2063.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر بن محمّد اللفتواني، أنبأنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق بن منده، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف،[أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمر اللّنباني] (1)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا هشام بن الكلبي، أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:

كان أكبر ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: القاسم، ثم زينب، ثم عبد اللّه، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، فمات القاسم و هو أول ميت من ولده بمكة، ثم مات عبد اللّه فقال العاص بن وائل السهمي: قد انقطع نسله فهو أبتر، فأنزل اللّه عز و جل: إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ .

ثم ولدت له مارية بالمدينة إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة فمات ابن ثمانية عشر شهرا.

قال هشام بن الكلبي:

فتزوج (2) زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له عليا و أمامة، و كان يقال لأبي العاص جرو البطحاء يعني أنه كان متلدا (3) بها. و خرج أبو العاص بن الربيع [في بعض أسفاره] (4) إلى الشام فقال فيما أنشدنا هشام بن (5) الكلبي عن معروف بن الخرّبوذ (6) المكّي (7):

ذكرت زينب لما ورّكت (8) إرما *** فقلت: سقيا لشخص يسكن الحرما

ص: 126


1- الزيادة عن المطبوعة.
2- عن خع و بالأصل «قد تزوج».
3- بالأصل و خع:«متلد» و بهامش المطبوعة:«و ربما كانت اللفظة مصحفة عن مبلد من قولهم: أبلد: أي لصق بالأرض.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.
5- لفظة «بن» سقطت من الأصل و خع.
6- بالأصل و خع «الحربود» و المثبت عن ابن سعد 32/8.
7- بالأصل «الملى» و في خع:«الملحي» و المثبت عن ابن سعد 32/8 و البيتان في طبقات ابن سعد 32/8 ترجمة زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
8- الأصل و خع:«أدركت» و المثبت عن ابن سعد.

قال يزيد: حتى رأيت الحصى تتساقط من أيديهم قال: قوموا إلى بيعتكم، فقامت القبائل قبيلة قبيلة تبايع، فيقول من ؟ فيقولوا (1):بني فلان حتى جاءه قبيلة، قال: من ؟ قالوا: النّخع. قال: منكم كميل بن زياد؟ قالوا: نعم، قال: فما فعل ؟ قالوا أيّها الأمير شيخ كبير، قال: لا بيعة لكم عندي و لا تقربون حتى تأتوني به، قال: فأتوا به منعوشا في سرير حتى وضعوه إلى جانب المنبر فقال: ألا أنه لم يبق ممّن دخل على عثمان الدار غير هذا، فدعا بنطع فضرب عنقه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال: فحدثني عامر بن صالح بن رستم الخزاز، حدثني أبو بكر الهذلي: حدثني من شهد الحجّاج بن يوسف حين قدم العراق فبدأ بالكوفة قبل البصرة، فنودي: الصّلاة جامعة، فأقبل الناس إلى المسجد و الحجّاج متقلّد قوسا، و عليه عمامة خزّ حمراء متلثما، فقعد و عرض القوس بين يديه، ثم لم يتكلم حتى امتلأ المسجد فقال محمّد بن عمير: فسكت حتى ظننت إنما يمنعه العيّ و أخذت في يدي كفا من حصى، أردت أن أضرب به وجهه، قال:

فقام فوضع نقابه، و تقلّد قوسه و قال:

أنا ابن جلا و طلاّع الثنايا *** متى أضع العمامة تعرفوني (2)

إني لأرى رءوسا قد أينعت و حان قطافها، كأني انظر إلى الدماء بين العمائم و اللحى:

ليس بعشّك فادرجي (3) *** قد شمّرت عن ساقها فشمّري (4)

هذا أوان الشدّ فاشتدّي (5)

قد لفّها اللّيل بسوّاق حطم *** ليس براعي إبل و لا غنم

و لا بجزّار على ظهر و ضم

ص: 127


1- كذا، و في المعرفة و التاريخ: تقول.
2- البيت في الكامل للمبرد 494/2 و نسبه بحاشيته لسحيم بن وثيل الرياحي.
3- مثل، المستقصى للزمخشري 305/2 مثل يضرب لمن يدعي أمرا ليس من شأنه.
4- مثل، المستقصي للزمخشري 191/2 مثل يحض به على الجد في الأمر.
5- في الكامل للمبرد:«هذا أوان الشد فاشتدي زيم». و نسب المبرد هذا الشعر 499/2 «للحطيم القيسي» و قيل هي لرشيد بن رميض العنزي قالها في الحطم انظر الأغاني 255/15 و اللسان «حطم».

و تزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لثلاث بقين من شهر صفر في السنة الثانية من الهجرة فيما أخبرني به محمد بن عمر عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة. فولدت له الحسن و الحسين و أم كلثوم و زينب بني علي، و توفيت فاطمة فيما أخبرني به محمد بن عمر، أنبأنا معمر عن الزّهري عن عروة عن عائشة (1):أن فاطمة توفيت بعد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بستة أشهر.

قال محمد بن عمر (2):هذا أثبت الأقاويل عندنا و صلى عليها العباس بن عبد المطلب و نزل في حفرتها هو و علي و الفضل بن العبّاس.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش فيما ناولني إيّاه، و قال: اروه عني، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (3)،أنبأنا أبو الفرج المعافا بن زكريا، نا عبد الباقي بن قانع، أنبأنا محمد بن زكريا، أنبأنا العباس بن بكار، حدثني محمد بن زياد و الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: ولدت خديجة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن محمد ثم أبطأ عليهما (4) الولد من بعده فبينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يكلم رجلا و العاص بن وائل ينظر إليه إذ قال له رجل: من هذا؟ قال هذا الأبتر، يعني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و كانت قريش إذا ولد للرجل ولد (5) ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا: هذا الأبتر، فأنزل اللّه تبارك و تعالى: إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (6) أي: مبغضك هو الأبتر، الذي بتر من كل خير، ثم ولدت له زينب، ثم ولدت له رقية، ثم ولدت له القاسم ثم ولدت الطاهر ثم ولدت المطهر ثم ولدت الطيّب، ثم ولدت المطيب، ثم ولدت أم كلثوم، ثم ولدت فاطمة و كانت أصغرهم، و كانت خديجة إذا ولدت ولدا دفعته لمن يرضعه فلما ولدت فاطمة لم ترضعها أحد غيرها.

أخبرنا أبو العز بن كادش قراءة عليه، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا علي بن

ص: 128


1- بعدها بالأصل و خع:«عن فاطمة» حذفناها لتوافق عبارة ابن سعد 28/8.
2- بالأصل و خع:«عروة» تحريف، و الصواب عن ابن سعد 28/8.
3- بالأصل «المحادري» و في خع:«الحارزي» و الصواب ما أثبتناه و قد تقدم هذا السند مرارا، و انظر الأنساب (الجازري).
4- في خع:«عليها» و في المطبوعة: عليه.
5- بالأصل و خع:«ولدا».
6- سورة الكوثر، الآية:3.

هممت و لم أفعل و كدت وليتني *** تركت على عثمان تبكي حلائله

فحبسه عثمان، و قال: أوعدني، و في ذلك يقول عبد اللّه بن الزّبير الأسدي (1):

أقول لعبد اللّه (2) لما لقيته *** أرى الأمر أصبح هالكا متشعبا

تخير فأمّا أن تزور ابن ضابئ *** عميرا و أمّا أن تزور المهلّبا

فما إن أرى الحجّاج يغمد سيفه *** مدى الدهر حتى يترك الطفل أشيبا

هما خطّتا خسف نجاؤك منهما *** ركوبك حوليا من الثلج أشهبا

فحال، و لو كانت خراسان خلتها *** عليه مكان السّوق أو هي أقربا

ثم خرج الحجّاج على الكوفة و استخلف عروة بن المغيرة بن شعبة فقدم البصرة و استخفّ الناس في قتال الأزارقة و خرج فنزل رستقباذ، فخلعوه، و بايعوا عبد اللّه بن الجارود، فاقتتلوا فقتل ابن الجارود و عبد اللّه بن حكيم المجاشعي، و هرب الغضبان بن القصري و عكرمة بن ربعي الفياض من غير اللات في رجال من أهل العراق فلحقوا بالشام و لهم حديث، انتهى.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر الخشوعي، أنبأ مشرف بن علي بن الخضر بن التّمّار - إجازة - أنبأنا أبو حازم محمّد بن الحسين (3) بن محمّد بن خلف قال قرأت على محمّد بن أحمد بن القاسم الضّبّي (4)، أنبأنا أحمد بن كامل - قراءة - عليه - قيل له: حدثكم أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرد - قال ابن كامل و أنا أشك في سماعه - قال (5):حدثني التوزي في إسناد ذكره و آخره عبد الملك بن عمير الليثي قال: بينما نحن بالمسجد الجامع بالكوفة و أهل الكوفة يومئذ ذوو (6) حال حسنة، يخرج الرّجل منهم في العشرة و العشرين من مواليه إذ أتى آت فقال:

ص: 129


1- الأبيات في تاريخ الطبري 209/6 و الكامل للمبرد 1302/3 (و بعضها فيه 496/2) باختلاف و زيادة و نقصان. و الثالث سقط من الطبري و زيد فيه مكانه بيتان.
2- كذا بالأصل و المبرد، و في الطبري «لإبراهيم» و هو الصواب، و هو إبراهيم بن عامر أحد بني غاضرة من بني أسد، و كان قد لقيه ابن الزّبير في السوق فسأله عن الخبر، قاله الطبري.
3- في بغية الطلب 2077/5 الحسن.
4- رسمها غير واضح و المثبت عن بغية الطلب.
5- الخبر في الكامل للمبرد 493/2-494 و بغية الطلب 2077/5-2078.
6- بالأصل «ذو» و المثبت عن المصدرين السابقين.

هذا الحجّاج قد قدم أميرا على العراق فإذا به قد دخل المسجد متعمما بعمامة (1) قد غطّى بها أكثر وجهه، متقلدا سيفا، متنكّبا قوسا، يؤم المنبر، فقام الناس نحوه، حتى صعد المنبر فمكث ساعة لا يتكلم. فقال الناس بعضهم لبعض قبّح اللّه تعالى بني أمية حتى (2)يستعمل مثل هذا على العراق، فقال عمير بن ضابئ البرجمي: أ لا أحصبه لكم ؟ قالوا:

أمهل حتى ننظر، فلما رأى عيون الناس إليه، حسر اللثام عن فيه، فنهض فقال:

أنا ابن جلا و طلاّع الثنايا *** متى أضع العمامة تعرفوني

[و قال: يا أهل الكوفة] (3) إني لأرى رءوسا قد أينعت و حان قطافها [و إني لصاحبها] (4)،كأني انظر إلى الدماء بين العمائم و اللحى ثم قال:

ليس بعشّك فادرجي *** قد شمّرت عن ساقها فشمري

[ثم قال:]

هذا أوان الشدّ فاشتدي [زيم] *** قد لفّها اللّيل بسوّاق حطم (5)

ليس براعي إبل و لا غنم *** و لا بجزّار على ظهر و ضم (6)

[ثم قال:]

قد لفّها الليل بعصلبيّ (7)*** أروع خراج من الدويّ (8)

مهاجر ليس بأعرابيّ

[و قال:]

قد شمّرت عن ساقها فشدّوا *** وجدت الحرب بكم فجدوا

و القوس فيها وتر عردّ (9)*** مثل ذراع البكر أو أشدّ

ص: 130


1- بالأصل:«بعمة» و المثبت عن المصدرين.
2- في الكامل: حيث تستعمل.
3- الزيادة عن الكامل للمبرد.
4- الزيادة عن الكامل للمبرد.
5- قال المبرد في شرحه: هو الذي لا يبقي من السير شيئا، و يقال: رجل حطم للذي يأتي على الزاد لشدة أكله، و يقال للنار التي لا تبقي: حطمة.
6- الوضم: كل ما قطع عليه اللحم.
7- أي شديد.
8- أروع أي ذكي. و قوله:«خراج من الدوي» خراج من كل غماء شديدة. يقال للصحراء دوية و هي التي لا تنكاد تنقضي و هي منسوبة إلى الدو، و الدوّ: صحراء ملساء لا علم بها و لا أمارة.
9- العرد: الشديد.

إنّي - و اللّه يا أهل العراق - و ما يقعقع لي بالشنان (1) و لقد فررت عن ذكاء (2)[و فتشت] (3) عن تجربة، و إنّ أمير المؤمنين نثر كنانته فعجم (4) عيدانها فوجد [ني] أمّرها عودا،[و لا] يغمز جانبي كغمز التين، و أصلبها مكسرا فرماكم بي لأنكم طال ما أوضعتم في الفتنة، فاضطجعتم في مرقد الضلال.

و اللّه لأحزمنّكم حزم السّلمة، و لأضربنكم ضرب غرائب الإبل، فإنكم لكأهل قرية: كٰانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهٰا رِزْقُهٰا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكٰانٍ ، فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّٰهِ فَأَذٰاقَهَا اللّٰهُ لِبٰاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ (5) و إني و اللّه ما أقول إلاّ وفيت، و لا أهمّ إلاّ أمضيت و لا أخلق إلاّ فريت.

و إن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم، و أن أوجّهكم لمحاربة عدوكم مع المهلّب بن أبي صفرة، و إنّي أقسم باللّه لا أجد رجلا تخلّف بعد أخذ عطائه بثلاثة أيّام إلاّ ضربت عنقه، يا غلام، اقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين فقرأ:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم.

من عبد اللّه عبد الملك أمير المؤمنين إلى من بالكوفة من المسلمين سلام عليكم، فلم يقل أحد شيئا، فقال الحجّاج اكفف يا غلام، ثم أقبل على الناس فقال:

سلّم عليكم أمير المؤمنين، فلم تردّوا عليه شيئا، هذا أدب ابن نهية (6)،أما و اللّه لأؤدبنكم غير هذا الأدب، اما تستقيمنّ . اقرأ يا غلام كتاب أمير المؤمنين فقرأ: فلمّا بلغ إلى قوله: سلام عليكم، فلم يبق في المسجد أحد (7) إلاّ قال: و على أمير المؤمنين السّلام، ثم نزل فوضع للناس أعطياتهم فلم يزالوا يأخذون حتى أتاه شيخ يرعش كبرا فقال: أيّها الأمير إني من الضعف على ما ترى و لي ابن هو أقوى على الأسفار مني،

ص: 131


1- الشنان: واحدها شن، و هو الجلد اليابس، فإذا قعقع به نفرت الإبل منه فضرب ذلك مثلا لنفسه.
2- قوله: و لقد فررت عن ذكاء، يعني تمام السن، و الذكاء على ضربين: أحدهما تمام السن، و الآخر حدة القلب.
3- بياض بالأصل و المستدرك عن الكامل للمبرد 495/2.
4- يعني مضغها لينظر أيها أصلب.
5- سورة النحل، الآية:112.
6- بهامش الكامل للمبرد 495/2 عن إحدى النسخ:«زعم أبو العباس أن ابن نهية رجل كان على الشرطة بالبصرة قبل الحجاج».
7- بالأصل: أحدا.

أ فتقبله مني بديلا؟ فقال له الحجّاج: نفعل أيّها الشيخ فلما ولّى قال له قائل: أ تدري من هذا أيّها الأمير؟ قال: لا، قال: هذا عمير بن ضابئ البرجمي الذي يقول أبوه:

هممت و لم أفعل و كدت وليتني *** تركت على عثمان تبكي حلائله

و دخل هذا الشيخ على عثمان مقتولا، فوطئ بطنه فكسر ضلعين من أضلاعه فقال: ردّوه، فلمّا ردّ قال له الحجّاج: أيّها الشيخ هلاّ بعثت إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان بديلا يوم الدار، إن [في] قتلك أيّها الشيخ صلاح للمسلمين، يا حرسي اضربا عنقه، فجعل الرّجل يضيق عليه بعض أمره فيرتحل، و يأمر وليه أن يلحقه بزاده، و في ذلك يقول ابن عبد اللّه بن الزّبير الأسدي:

تجهز فأما أن تزور بن ضابئ *** [عميرا] و أمّا أن تزور المهلّبا

هما خطّتا خسف نجاؤك منهما *** ركوبك حولنا من الثلج أشهبا

فأضحى و لو كانت خراسان دونه *** رآه مكان السوق أو هو أقربا

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا أبو علي الجازري (1)،أنبأنا المعافى بن زكريا (2)،أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد الكلبي، نبأنا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نبأنا محمّد - يعني ابن عبيد اللّه بن عباس - عن عطاء - يعني ابن مصعب - عن عاصم قال: خطب الحجّاج أهل العراق بعد دير الجماجم فقال:[يا] أهل العراق، إنّ الشيطان قد استبطنكم فخالط اللحم و الدّم و العصب و المسامع و الأطراف، ثم أفضى إلى الأسماخ، ثم ارتفع فعشش ثم باض و فرخ، ثم دبّ و درج فحشاكم نفاقا و شقاقا و أشعركم خلافا، اتّخذتموه دليلا تتبعونه، و قائدا تطيعونه، و مؤامرا تشاورونه، فكيف تنفعكم تجربة أو ينفعكم بيان ؟ أ لستم أصحابي بالأهواز حيث رمتم المكر، و أجمعتم على الكفر، و ظننتم أنّ اللّه عزّ و جلّ يخذل دينه و خلافته، و أنا أرميكم بطرفي و أنتم تتسلّلون لواذا، و تنهزمون سراعا، يوم الزاوية ما كان من فشلكم و تنازعكم و تخاذلكم، و براءة اللّه فيكم، و نكوص وليكم إذا وليتم كالإبل الشاردة (3)

ص: 132


1- بالأصل «الحاروري» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 300/3 و بغية الطلب لابن العديم نقلا عن المعافى 2076/5-2077. و البيان و التبيين 138/2.
3- في الجليس الصالح: الشاذة.

على أوطانها، النوازع، لا يسأل المرء عن أخيه، و لا يلوي الشيخ على بنيه، حين عضّكم السّلاح، و نخستكم (1) الرماح يوم دير الجماجم، و ما يوم الجماجم، بها كانت المعارك و الملاحم:

بضرب يزيل الهام عن مقيله *** و يذهل الخليل عن خليله (2)

يا أهل العراق: الكفرات بعد الفجرات، و العذلات (3) بعد الخترات، و النزوة بعد النزوات، إن بعثناكم إلى ثغوركم غللتم و جبنتم، و إن أمنتم أرجفتم، و إن خفتم نافقتم، لا تتذكرون نعمة و لا تشكرون معروفا، هل استخفكم ناكث، أو استغواكم غاو، أو استفزكم عاص، أو استنصركم ظالم، أو استعضدكم خالع إلاّ لبيتم دعوته، و أجبتم صحبته، و نفرتم إليه خفافا و ثقالا و فرسانا و رجالا.

يا أهل العراق، هل شغب شاغب أو نعب ناعب أو زفر زافر إلاّ كنتم أتباعه و أنصاره.

يا أهل العراق: أ لم تنفعكم المواعظ أ لم تزجركم الوقائع، أ لم يشدّد اللّه عليكم وطأته، و يذقكم حرّ سيفه، و أليم باسمه و مثلاته ؟ ثم التفت إلى أهل الشام فقال: يا أهل الشام، إنما أنا لكم كالظليم الرامح عن فراخه ينفي عنها القذف (4)،و يباعد عنها الحجر، و يكنها من المطر، و يحميها من الضباب، و يحرسها من الذئاب (5).

يا أهل الشام: أنتم الجنّة و الرداء، و أنتم الملاءة و الحذاء، أنتم الأولياء و الأنصار، و الشعار دون الدثار، بكم نذب عن البيعة و الحوزة، و بكم ترمى كتائب الأعداء، و يهزم من عاند و تولى، انتهى.

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف في كتابه، أنبأنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن عمر الفقيه، و أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو عمر بن

ص: 133


1- الجليس الصالح: تجشمتكم.
2- ورد الرجز بالأصل نثرا.
3- في الجليس الصالح:«و الغدرات» و في بغية الطلب:«و العذرات».
4- في الجليس الصالح: القذر.
5- الأصل و ابن العديم، و في الجليس الصالح: الذباب.

حيّوية، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، حدثنا أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري قال في حديث: في حديث الحجّاج أنه خطب حين دخل العراق فقال في خطبته شعرا:

إنّي أرى رءوسا قد أينعت و حان قطافها كأنّي انظر إلى الدّماء بين اللحى و العمائم،[ثم قال:]

ليس أوان عشّك فادرجي *** ليس أوان يكثر الخلاط

[ثم قال:]

قد لفّها الليل بعصلبيّ *** أروع خرّاج من الدّوّيّ

مهاجر ليس بأعرابي

[ثم قال:]

قد لفّها الليل بسوّاق حطم

ليس براعي إبل و لا غنم *** و لا بجزّار على ظهر وضم

[ثم قال:]

أنا ابن جلا و طلاّع الثنايا *** متى أضع العمامة تعرفوني

ثم قال: إن أمير المؤمنين نكت كنانته بين يديه فعجم عيدانها فوجدني أمرّها عودا و أصلبها مكسرا فوجهني إليكم، ألا فو اللّه لأعصبنّكم عصب السّلمة، و لألحونكم لحي العود، و لأضربنكم غرائب الإبل، و لآخذن الولي بالولي حتى يستقيم لي قتالكم، و حتى يلقى أحدكم أخاه فيقول:«انج سعد فقد قتل سعيد» (1)،ألا و إياي و هذه الشقف و الزرافات، فإني لأجد أحدا من الجالسين في زرافة إلاّ ضربت عنقه.

يروى من وجوه بألفاظ مختلفة يزيد و ينقص أحدها يرويه ابن عيينة عن ابن عون:

قوله: إني أرى رءوسا قد أينعت: أصل هذا في التمر و ايناعها أن تدرك و تبلغ و إذا هي أدركت حان أن تقطف، فشبّه رءوسهم لاستخفافهم القتل بثمار قد حان أن تجتنى.

ص: 134


1- مثل، انظر مجمع الأمثال للميداني.

و قوله: ليس أوان عشك فادرجي: هذا مثل يضرب للرّجل المطمئن المقيم و قد أضله أمر عظيم يحتاج إلى مناصرته و الحفوف فيه، و إنما خصّهم يومئذ على اللحوق بالمهلّب و كان يقال الأزارقة فقال: هذا ليس وقت المقام و الحفض و لكنه وقت الغزو، فليلحق من كان في بعث المهلّب به. و أصل المثل في الطير.

و قوله: و ليس أوان يكثر الخلاط . و الخلاط هاهنا السّفاد و هو أشبه بالمثل الأوّل، ليس هذا أوان السفاد و التعشيش.

و قوله: قد لفّها الليل بعصلبي، هذا مثل ضربه لنفسه و لرعيته، فجعلهم بمنزلة ناقة إيل لرجل قوي شديد، يسري و يتبعها و لا يركن إلى دعة و لا سكون، و جعل نفسه بمنزلة ذلك الرجل. و لفها: أي جمعها هذا أصل الحرف قال الفرزدق و ذكر ذكيا (1):

مروا يركبون الريح و هي تلفهم *** إلى شعب الأكوار ذات الحقائب

يروى:«قد حسّها» من قولك حسست النار: إذا ألقيته عليها فالتهب و الليل لا يفعل شيئا من هذا، إنما الفاعل هذا الرّجل، و العصلبي: الشديد من الرجال، و هو مثل الضمل (2).

و قوله:«أروع من خراج الدّوّيّ ». الأروع: الجميل، و خرّاج من الدويّ : يريد أنه صاحب أسفار و رحل، فهو لا يزال يخرج من التلوب، و قد يكون أراد أنه دليل في الفلوات لا يختبر فيها و لا تشتبه عليه، و روي وادي جمع داوية و هي الفلاة.

و قوله: قد لفّها الليل بسوّاق حطم. و هو شبيه بالأوّل و يروى أيضا حسها.

و الحطم: العنيف بها في سوقه، و منه قول اللّه عز و جل: وَ مٰا أَدْرٰاكَ مَا الْحُطَمَةُ (3)، كأنها التي تحطم ما ألقى فيها، و يقال أيضا حسستك الحرب إذا هاجها كما تحس النار.

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في أبي بصير:«ويل أمّه مسعر حرب لو كان معه رجال»[2921].

و قوله ليس براعي إبل و لا غنم: يريد أنه عظيم القدر، ليس ممن يراعي.

و لا بجزّار على ظهر وضم: يريد أنه ليس ممن يأخذ اللحم بيده و يبتذل نفسه،

ص: 135


1- البيت في ديوانه 29/1 باختلاف الرواية.
2- كذا رسمها بالأصل، و لم أحله.
3- سورة الهمزة، الآية:5.

و لكنه يلقى ذلك كرما. يريدون بهذه و شبهه. قال الشاعر:

و كفّ فتى لم يعرف السّلخ قبلها *** تجوز يداه في الأديم و تخرج

و قال الآخر أيضا:

و صلع الرءوس عظام البطون *** حفاة المحن غلاظ القصر

حفاة المحن يريد أنهم لا يصبون في القطع المفصل كما يصيبه الجازر و قال الآخر:

من آل المغيرة لا يشهدون *** عند المجازر لحم الوضم (1)

و الوضم كل شيء [قطع] (2) به اللحم من الأرض من خوان أو غيره، يقال و ضمت اللحم أي عملت له وضما و أوضمته جعلته على الوضم.

و قوله: أنا ابن جلا: قال سيبويه جلا فعل ماض كأنه بمعنى أنا ابن الذي جلا أي وضح و كشف و هكذا جاء الحرب، و قال القلاخ:

أنا القلاخ ابن جناب بن جلا *** أبو حناتير أقود الجملا (3)

حناتير دواهي و خناسير أيضا، و قوله أقود الجملا. أي أنا مكشوف الأمر ظاهره لا أخفى. كما قال الشاعر:

ما استسر من قاد الجمل

و قوله: و طلاّع الثنايا،[الثنايا] (4):جمع ثنية، و الثنية الأرض ترتفع و تغلظ .

و قولهم: فلان طلاع أنجد، و هو جمع نجد، و النجد ما ارتفع من الأرض.

حدثني أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال: يقال ذلك للرجل لا يزال قد فعل فعلة سريعة، و قال دريد بن الصّمّة:

كاشف الإزار خارج نصف ساقه *** صبور على الجلاّ طلاّع أنجد

ص: 136


1- البيت لعمر بن أبي ربيعة و ديوانه فيما نسب إليه ص 499.
2- بياض بالأصل، و اللفظة المستدركة عن الكامل للمبرد 499/2.
3- البيت في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 168 و الشطر الثاني برواية: أخو خناسير يقود الجملا
4- الزيادة للإيضاح. في الكامل للمبرد 497/2 الثنية: الطريق في الجبل.

و الجلاّء: الأمر العظيم، و هو الجلي أيضا. إذا قصر ضم أوله، و إذ مدّ فتح أوله و جمعه جلل مثل كبرى و كبر، و طولى و طول، و قوله:

كميش الإزار خارج نصف ساقه *** صبور على الجلاّ طلاّع أنجد (1)

يريد أنه مشمر ليس صاحب خفض و لا دعة، و أصل المثل أن يكون الرجل صاحب أسفار، فهو لا يزال يطلع الثنايا و النجاد أي يشرف عليها و يكون أيضا أن يربأ عليها، و الربيئة كمين القوم و كالئوهم، و مكان الربيئة الثنايا و الهضاب، قال عروة بن مرة:

لست لمرّة إن لم أقصر فيه *** تبدو لي الحرب منها و المقاصيب

المقاصيب مواضع القصب، و هو القتّ واحدها مقصبة.

و قوله: متى أضع العمامة تعرفوني، يريد أنه مشهور لا أنكر، و يحتمل أيضا أن يريد متى أكاشفكم و أدع الأناة فيكم تعرفوني حينئذ حق معرفتي من قولك: ألقيت القناع، إذا كاشفت.

و قوله: إن أمير المؤمنين نكب (2) كنانته بين يديه، أي كبها، يقال: نكب الرجل الكنانة ينكبها نكبا و نكوبا إذا كبّها. و قوله: فعجم عيدانها يريد أنه اختبر سهامها، و هذا مثل ضربه لنفسه و لأمثاله من رجال السلطان، يريد أنه اختبر أصحابه فوجدني أمرّهم و أصلبهم فرماكم بي، يقال: عجمت العود أعجمه عجما (3) إذا عضضته بأسنانك لتنظر هو أصلب أم خوار. و عجمت الرجل إذا رزته، و عجمت الشيء إذا ذقته. قال الشاعر:

أبى عودك المعجوم إلاّ حلاوة *** و كفاك إلاّ نائلا حين تسأل

و قوله: لأعصبنكم عصب السلمة، و السلمة: شجرة، و جمعها سلم، و بها سمي الرجل سلمة. حدثني أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال: السلمة يأتيها الرجل فيشدها بنسعة إذا أراد أن يحيطها حتى لا يشد شوكها فيصيبه، فيضرب مثلا لمن عصبه شرّ و أمر

ص: 137


1- البيت في الكامل للمبرد 497/2 منسوبا لدريد بن الصمة و عجزه فيه: بعيد من السوآت طلاع أنجد
2- ورد في رواية: نثر.
3- المصدر: العجم، يقال عجمته عجما، و يقال لنوى كل شيء: عجم مفتوح، و من أسكن فقد أخطأ، (المبرد، الكامل 501/2).

شديد. و حدثني محمد بن عمر عن أبي كناسة أنه قال: عصب السلم في الجدب أن يشتدوا في أعلى الشجرة منه حبلا ثم يمد الغصن حتى يدنو من الإبل فتصيب من ورقه.

و أنشدنا الكميت:

و لا سمراتي يتبعهن عاضد *** و لا سلماتي [في] بجيلة يعصب (1)

و أراد أن بجيلة لا تقدر على قهره و إذلاله..

و قوله: لألحونكم لحو العصى، اللحو: التقشير، و هو اللحي أيضا، يقال:

لحوت العصا و لحيتها إذا قشرتها، و اللحاء ممدود: القشر، و مثله مما يقال بالواو و الياء، كنوت الرجل و كنيته، و محوت الكتاب و محيته، و حثوت التراب و حثيته و أشباه ذلك كثير. و قال أوس بن حجر:

لحيتهم لحي العصا فطردتهم *** إلى سنة جرذانها لم تحلّم (2)

قوله: لم تحلّم، لم تسمن، يقول: هي سنة جدب فجرذانها هزلى، قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يزال الأمر فيكم ما لم تحدثوا، فإذا فعلتم ذلك سلط اللّه عليكم شرار خلقه فيلحونكم (3) كما يلتحى القضيب» أي (4) كما يؤخذ بلحى القضيب[2922].

و قوله: لأضربنّكم غرائب الإبل، و ذلك أن الإبل إذا وردت الماء فدخلت فيها غريبة من غيرها ردّت (5) عن الماء و ضربت حتى تخرج عنها.

و ذكر عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة أنه كان يشفع بركعة و يقول: ما أشبهها إلاّ بالغريبة من الإبل.

و قوله:«انج سعد قد قتل سعيد»، هذا مثل، و قيل قاله زياد في خطبته التي خطبها عند دخوله البصرة، و إنما قيل لها البتراء لأنه لم يحمد اللّه تعالى فيها و لم يصلّ على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

ص: 138


1- عجزه في اللسان «عصب» بدون نسبة ذكره في شرحه لمثل:«فلان لا تعصب سلماته» و هذا المثل يضرب للرجل الشديد العزيز الذي لا يقهر و لا يستذل.
2- ديوانه ط بيروت ص 119.
3- في النهاية (لحى): «فالتحوكم» و يروى: فلحتوكم.
4- ثلاث كلمات غير مقروءة فتركنا مكانها بياضا.
5- رسمها بالأصل:«ذندب» و لعل الصواب ما أثبت.

و ذكر المفضل الضّبّي (1):أنه كان لضبة (2) ابنان سعد و سعيد فجاءا يطلبان إبلا لهما، فرجع سعد و لم يرجع سعيد، فكان ضبة إذا رأى سوادا تحت الليل يقول:«أسعد أم سعيد»، هذا أصل المثل، فأخذ ذلك اللفظ منه، و هو يضرب في العناية بذي الرحم، و قد يضرب في الاستخبار عن الأمر من الخير و الشر أيهما وقع.

و أما الزرافات فهي الجماعات، نهاهم أن يجتمعوا، و قد ذكر أبو عبيد هذا الحرف في الحديث و فسّره، و ذكر السقف أيضا و قال: لا أعرفه، و قد أكثرت أنا أيضا السؤال عنه فلم يعرف. و قال لي بعض أهل اللغة: إنما هو الشفعاء و أراد أنهم كانوا يجتمعون إلى السلطان يشفعون في المريب، فنهاهم عن ذلك. و قد ذهب مذهبا حسنا، و قد نهى زياد عن مثل ذلك أيضا حين نهى عن البرازق (3)،قال: فلم يزل بهم ما يزرى من قيامكم بأمرهم حتى انتهكوا الحريم و أطرقوا وراءكم في مكامن الريب، يريد أنهم كانوا يشفعون لهم فيخلصونهم من يد السلطان ثم يركبون العظائم و يستترون بهم انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو الأصفهاني، أنبأنا محمّد بن الحسن المديني، عن أبيه، عن عوانة بن الحكم قال: سمع الحجّاج يكبر في السّوق في صلاة الظهر، فلما انصرف ليس (4) بالتكبير صعد المنبر فقال: يا أهل العراق و أهل الشقاق و النفاق و مساوئ الأخلاق، و قد سمعت يكبر ليس بالتكبير الذي يراد به في الترهيب و لكنه التكبير الذي يراد به الترغيب (5) و عبيد العطاء و أولاد الإماء ألاّ يرفأ الرجل منكم صلعه و يخسر حمل رأسه و حقن دمه و يبصر موضع قدمه، و اللّه ما أرى الأمور تمضي تثقل أياديكم، حتى أوقع بكم وقعة تكون نكالا لما قبلها و تأديبا لما بعدها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا علي بن المحسّن التنوخي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري الشاهد، نبأنا أبو طلحة محمّد بن موسى بن

ص: 139


1- المثل في الفاخر للمفضل الضبي ص 59.
2- و هو ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر.
3- و يروى برازيق، جمع برزيق، الجماعات، و قيل جماعات الناس، و قيل: جماعات الخيل. فارسي معرب.
4- كذا و قد تكون «ليس بالتكبير» مقحمة، و الظاهر حذفها.
5- بعدها عبارة غير مقروءة و رسم لفظاتها غير واضح «تهاعجاخع تحتط نصف إلى بني الكيق» كذا، و لم أجدها.

محمّد بن عبد اللّه الأنصاري - بالبصرة - حدثنا أبو السيار أحمد بن حموية البزاز التّستري، حدّثنا() (1) بن عثمان أبو معاذ الليثي، نبأنا مسعدة بن اليسع بن قبيس أبو بشر الباهلي، أنبأنا عون، عن عمران الضّبعي: أنه رأى في منامه كأن الحجّاج بن يوسف على بغل، و كأنه على حائط كلس، و كأنه يسف التراب، قال:

فقصّها على غير واحد من أصحابه، و كلهم يقول (2) خيرا حتى قصّها على أبي قلابة، فقال له: هاتها أمّا كانت، فقال له أبو قلابة: أما البغل فليس في الدوابّ أطول عمرا من البغل، و أمّا حائط كلس فليس في البناء أثبت من الكلس، و أمّا سفّه التراب فأكله أموالكم، انتهى.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو سعيد، أنبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو سعيد الصيرفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفار، نبأنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد - هو ابن أبي الحسين - نبأنا عبيد اللّه بن محمّد التميمي، قال: سمعت شيخا من قريش يكنى أبا بكر التيمي قال: كان الحجاج يقول في خطبته: و كان() (3) إن اللّه عزّ و جلّ خلق آدم و ذريته من الأرض فأمشاهم على ظهرها، فأكلوا ثمارها و شربوا أنهارها فملئوها (4)المساحي و المرور من أزال الأرض منهم فردّهم إليها فأكلت لحومهم كما أكلوا ثمارها و شربت دماءهم كما شربوا أنهارها و قطعتهم في جوفها و مزقت أوصالهم كما حملوها مساحيهم و مرورهم، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنبأنا أبو بكر محمّد بن عوف بن أحمد المزني، نبأنا محمّد بن موسى بن الحسين بن السّمسار الحافظ ، أنبأنا محمّد بن خريم، أنبأنا هشام بن عمّار، حدثنا شهاب بن خراش، نبأنا سيار أبو الحكم، قال:

سمعت الحجّاج بن يوسف من على المنبر يقول: ألا أيها الرجل و كلكم ذلك الرّجل،

ص: 140


1- اللفظة غير مقروءة، تركنا مكانها بياضا.
2- بالأصل «يقولوا» و المثبت عن مختصر ابن منظور 209/6.
3- بياض بالأصل، و لعلها: و كان فصيحا.
4- كذا رسمها، و في تهذيب ابن عساكر:«و هيئوا لها».

رجل خطم نفسه و زمّها فقادها بخطامها إلى طاعة اللّه و عنجها (1) بزمامها عن معاصي اللّه عزّ و جلّ (2).

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنبأنا الفضل بن يحيى العقيلي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأنا محمّد بن عقيل بن أبي الأزهر، نبأنا محمّد بن أبي نصر، حدثنا يحيى بن يحيى، أنبأنا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار قال: سمعت الحجّاج بن يوسف يخطب يقول: امرؤ زوّد نفسه، امرؤ اتّهم نفسه على نفسه، امرؤ اتّخذ نفسه عدوة، امرؤ حاسب نفسه قبل أن يكون الحساب إلى غيره، امرؤ نظر إلى ميزانه، امرؤ نظر إلى حسابه. فما زال يقول: امرؤ حتى أبكاني، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، نبأنا أحمد بن مروان، نبأنا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، نبأنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحسن المقرئ (3)،قال: سمعت مالك بن دينار يقول: سمعت الحجّاج على هذه الأعواد و هو يقول: امرؤ وزن عمله، امرؤ حاسب نفسه، امرؤ فكّر فيما يقرأه في صحيفته و يراه في ميزانه و كان عند قلبه زاجرا و عند همه آمرا، امرؤ أخذ بعنان عمله كما يأخذ بخطام جمله فإن قاده إلى طاعة اللّه تعالى تبعه و إن قاده إلى معصية اللّه كفّه (4)،انتهى.

أخبرنا محمّد بن طاوس، أنبأنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أزهر بن مروان و غيره عن جعفر بن سليمان، قال: سمعت مالك بن دينار قال: سمعت الحجّاج يخطب و يقول: امرؤ وزن نفسه، امرؤ اتّخذ نفسه عدوا، امرؤ حاسب نفسه قبل أن يصير الحساب إلى غيره، امرؤ أخذ بعنان عمله فنظر أين تريد، امرؤ نظر في مكياله، امرؤ نظر في ميزانه. فما زال يقول امرؤ امرؤ حتى أبكاني، انتهى.

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا (5)،حدثني محمّد بن عمر بن علي الثقفي، حدثني

ص: 141


1- عنج ناقته بزمامها: جذب زمامها لتقف (النهاية: عنج).
2- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2083/5.
3- في بغية الطلب 2082/5 الحفري.
4- بالأصل «كف» و المثبت عن بغية الطلب.
5- الخبر في بغية الطلب 2083/5.

عبيد بن حسين بن ذكوان المعلم عن سلام بن مسكين، قال: خطب الحجّاج - أو قال:

خطبنا الحجاج - فقال: أيّها الرّجل و كلكم ذلك الرجل، زمّوا أنفسكم و أخطموها (1)و خذوا بأزمتها إلى طاعة اللّه تعالى، و كفوها بخطمها عن معصية اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط ، أنبأنا أبو منصور (2)محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن أبي مسلم الفرضي، أنبأنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة، نبأنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثني الزّبير بن بكّار، حدثني المدائني، عن عوانة بن (3)الحكم قال: قال الشعبي: سمعت الحجاج تكلم بكلام ما سبقه إليه أحد، يقول: أمّا بعد فإن اللّه تعالى كتب على الدنيا الفناء، و على الآخرة البقاء، فلا فناء لما كتب عليه البقاء، و لا بقاء لما كتب عليه الفناء، فلا يغرّنّكم شاهد الدنيا على غائب الآخرة، و أقهروا طول الأمل بقصر الأجل (4).

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي (5) و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو سعيد الصّيرفي، نبأنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن المغيرة، نبأنا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفار، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني أبو حفص البخاري، نبأنا المنذر بن الوليد الجارودي، حدثني علي بن رافع، نبأنا محمّد بن() (6)،عن الحسن قال: سمعت الحجّاج يوما و هو يقول: امرؤ غفل عن اللّه تعالى أمره، امرؤ فاق و استفاق و أبغض المعاصي و النفاق و كان إلى ما عند اللّه بالأشواق، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، نبأنا الحسن (7) بن

ص: 142


1- عن ابن العديم و بالأصل «و خطموها».
2- و انظر ترجمته في سير الأعلام 392/18 و فيها أنه حدث عنه: أبو محمد سبط الخياط . و بالأصل «أنبأنا أبو منصور محمد بن منصور محمد بن محمد...» و لعل الصواب ما أثبت و ما حذف، و انظر ترجمة أبي منصور في الأنساب و تاريخ بغداد 239/3.
3- بالأصل «عن» خطأ، و انظر ترجمة عوانة بن الحكم في سير الأعلام 201/7.
4- الخبر في بغية الطلب 2082/5-2083.
5- بالأصل «المتوكل».
6- لفظة غير مقروءة: رسمها:«مودد» لم أحلها.
7- بالأصل «الحسين» خطأ، و قد مرّ هذا السند.

إسماعيل، نبأنا أحمد بن مروان، نبأنا محمّد بن موسى، نبأنا محمد بن الحارث، عن المدائني، عن أبي عبد اللّه الثقفي، عن عمّه قال: سمعت الحسن البصري يقول:

وقذتني كلمة سمعتها من الحجّاج بن يوسف، فقال: إن كلام الحجّاج ليوقذك ؟ فقال:

نعم سمعته يقول على هذه الأعواد: امرؤ ذهب ساعة من عمره لغير ما خلق له لحريّ أن تطول عليها حسرته إلى يوم القيامة، انتهى.

قال: و نبأنا إبراهيم بن نصر، نبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد، نبأنا حفص بن النضر السّلمي، قال: خطب الحجّاج الناس يوما فقال: أيّها الناس الصّبر على محارم اللّه تعالى أيسر من الصّبر على عذاب اللّه، فقام إليه رجل قال: يا حجّاج ويحك ما أصفق وجهك و أقل حياءك، تفعل ما تفعل ثم تقول مثل هذا فأمر به فأخذ فلما نزل عن المنبر دعا به فقال له: لقد اجترأت عليّ . فقال له: يا حجّاج أنت تجترئ على اللّه تعالى فلا تنكره على نفسك، و أجترئ عليك فتنكره عليّ فخلّى سبيله، انتهى.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن بن السّقاء و أبو محمّد بن بالوية، قالا: أنبأنا أبو العبّاس الأصم قال: سمعت عيّاش بن محمّد يقول: حدثنا الأسود بن عامر، نبأنا شريك، عن ابن عمير - يعني عبد الملك بن عمير - قال: قال الحجّاج يوما: من كان له بلاء فليقم فأعطيه على بلائه، فقام رجل فقال: أعطني على بلائي، قال: و ما بلاؤك ؟ قال: قتلت الحسين، قال:

و كيف قتلته ؟ قال: دسرته و اللّه بالرمح دسرا، و هبرته بالسّيف هبرا، و ما أشركت معي في قتله أحدا، قال: أما إنّك و إيّاه لن تجتمعا في مكان واحد، و قال له: أخرج، قال:

و أحسبه لم يعطه شيئا، انتهى.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنبأنا أبو سعد محمّد بن بشر (2) بن العبّاس، أنبأنا أبو لبيد (3) محمّد بن إدريس [السّرخسي]، نبأنا سويد بن سعيد، نبأنا علي بن مسهر، عن الحجاج بن أرطأة،

ص: 143


1- بالأصل «الجرووى» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «بشرى» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/16 و فيها «أبو سعيد» الكرابيسي.
3- بالأصل «أبو أسد» خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 464/14 و ترجمة الكرابيسي، انظر الحاشية السابقة. و الزيادة التالية للإيضاح عن ترجمته في السير.

عن سعيد بن زيد بن عتبة، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«المسألة () (1) بها الرجل وجهه إلاّ إن سأل ذا رحم لرحمه، و ذا سلطان لسلطانه». قال حدثت به الحجّاج بن يوسف فقال لي: فأنا السلطان فسلني، فسألته فأعطاني خمسمائة درهم، و الذي سأله زيد بن عتبة، انتهى[2923].

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال اروه عني - أنبأنا أبو علي محمّد بن إبراهيم بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا، نبأنا الحسين، أخبرني إبراهيم بن محمّد، عن الهيثم بن الرّبيع قال: قال الحجّاج: إني لأرى (2) الناس قد قلّوا على موائدي فما بالهم ؟ فقال رجل من عرض الناس: أصلح اللّه الأمير إنّك أكثرت خير البيوت فقلّ غشيان الناس لطعامك، فقال: الحمد للّه و بارك اللّه عليك من أنت ؟ قال: أنا الصّلت بن قران العبدي، فأحسن إليه.

قال: و أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي، أنبأنا محمّد بن عيسى الأنصاري، عن عبيد اللّه بن محمد التميمي، قال: أتى الحجاج رجل متّهم برأي الخوارج فقال له الحجّاج: أ خارجي أنت ؟ قال: لا و الذي أنت بين يديه غدا أذل مني بين يديك اليوم، ما أنا بخارجيّ فقال الحجّاج: إنّي يومئذ لذليل و أطلقه.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمّد بن المجلي (3)،حدثني أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، حدثني أبو عمر محمّد بن العبّاس الخزاز، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي، نبأنا محمّد بن القاسم بن خلاّد، حدثني صالح بن الوجيه عن الهيثم بن عدي، قال: دخل أبيّ بن الإباء على الحجّاج بن يوسف فقال: أصلح اللّه الأمير [إني] موسوم بالميل، مشهور بالطاعة، خرج أخي مع ابن الأشعث فحلّق على اسمي و حرمت عطائي و هدم منزلي فقال: أ ما سمعت ما قال الشاعر:

جانيك من يجني عليك و قد *** تعدي الصّحاح مبارك الجرب

و لربّ مأخوذ بذنب قريبه *** و نجا المقارف صاحب الذنب

ص: 144


1- بياض بالأصل مقدار كلمة.
2- بالأصل: لا أرى.
3- بالأصل «المحلى» و المثبت و الضبط عن التبصير.

قال: أيّها الأمير إني سمعت اللّه يقول غير هذا، قال: و ما قال ؟ قال جل ثناؤه قال: قٰالُوا يٰا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنٰا مَكٰانَهُ إِنّٰا نَرٰاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ .

قٰالَ مَعٰاذَ اللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاّٰ مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ إِنّٰا إِذاً لَظٰالِمُونَ (1) قال: يا غلام:

اردد اسمه و ابن داره، و اعطه عطاءه، و مر مناديا ينادي: صدق اللّه تعالى و كذب الشاعر في قوله:

جانيك من يجني عليك و قد *** تعدي الصّحاح منازل الحرب

و لربّ مأخوذ بذنب قريبه *** و نجا المقارف صاحب الذنب

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، عن أبي القاسم سعيد بن محمّد بن الحسن بن القاسم، أنبأنا أبو عبد اللّه المنير بن عبد اللّه بن أبي عبيد، نبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد البغدادي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن حمدون، أنبأنا محمّد بن الحسن (2)بن دريد، حدثنا أبو بشر العكلي، عن عبد اللّه بن أبي خالد، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عياش قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجّاج بن يوسف: أمّا بعد، إذا ورد عليك كتابي هذا فابعث إليّ برأس أسلم بن عبد البكري لما قد بلغني عنه، قال: فلما ورد عليه الكتاب أحضره فقال: أعز اللّه [الأمير] أمير المؤمنين للغائب و أنت الحاضر، قال اللّه تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلىٰ مٰا فَعَلْتُمْ نٰادِمِينَ (3)و ما بلغه عني فباطل، فاكتب إليه: إني أعول أربعا (4)و عشرين امرأة ما لهن (5)بعد اللّه كاسب غيري، فقال: و من لنا بتصديق ذلك ؟ قال: هنّ بالباب أصلح اللّه الأمير، فأمر بإحضارهن، فلما دخلن عليه جعل يسائلهن، فهذه تقول: عمي (6)،و الأخرى تقول: خالته، و الأخرى: زوجته إلى أن انتهى إلى جارية فوق الثمانية و دون العشارية، فقال لها: من أنت منه ؟ فقالت: ابنته أصلح اللّه الأمير، ثم جئت بين يديه و أنشأت تقول:

ص: 145


1- سورة يوسف، الآيتان:78 و 79.
2- بالأصل «الحسين» خطأ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 96/15.
3- سورة الحجرات، الآية:6.
4- بالأصل «أربعة».
5- بالأصل «لهم».
6- كذا، و في المختصر: عمته.

أ حجّاج لم تشهد مقام بناته *** و عماته يندبنه الليل أجمعا

أ حجّاج كم تقتل به إن قتلته *** ثمانا و عشرا و اثنتين و أربعا

أ حجّاج من هذا يقوم مقامه *** علينا فمهلا إن تزدنا تضعضعا

أ حجّاج إما أن (1)تجود بنعمة *** علينا و إمّا أن تقتّلنا معا

قال: فما استتمت كلامها حتى أسبل الحجّاج دمعته من البكاء و قال: و اللّه لا أعنت الدهر عليكن، و لا زدتكن تضعضعا، و كتب إلى عبد الملك بخبر الرجل و الجارية، فكتب إليه عبد الملك: فإن كان الأمر كما ذكرت فأحسن إليه الصّلة، و تفقد الجارية و عجل بإسراحهن، ففعل ما أمره، انتهى.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية الخزّاز (2)،أنبأنا أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه بن خاقان قال: و نبأنا الحارث بن أبي أسامة قال: و قال المدائني:

أتى الحجّاج بأسيرين ممن كان مع الأشعث، فأمر بضرب أعناقهما، فقال أحدهما:

أصلح اللّه الأمير إني لي عندك يدا، قال: ما هي ؟ قال: ذكر ابن الأشعث يوما أمّك بسوء فنهيته، قال: و من يعلم ذلك، قال: هذا الأسير الآخر، فسأله الحجّاج فقال: قد كان ذلك، فقال له الحجّاج: فلم لم تفعل كما فعل ؟ قال: أ ينفعني الصدق عندك ؟ قال:

نعم، قال: لبغضك و بغض قومك، قال الحجّاج: خلّوا عن هذا لصدقه، و عن هذا لفعله (3)،انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا الحسن بن عيسى بن المقتدر، نبأنا محمّد بن منصور اليشكري، نبأنا ابن الأنباري، حدثني أبي، عن أبي محمّد عن أبي سعيد (4)،عن محمّد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عمر قال: أمر الحجّاج بإحضار رجل من السجن، فلما حضر أمر بضرب عنقه، فقال له: أيها الأمير أخّرني إلى غد، قال:

ص: 146


1- بالأصل:«أ حجّاج إنما تجود» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- بالأصل «الخراز» أو «الخراز» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبتناه «الخزاز» انظر ترجمته «محمد ابن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى البغدادي الخزاز ابن حيوية» في سير الأعلام 409/16.
3- بالأصل:«خلوا عن هذه الصدفة و عن هذا الغفلة».
4- بالأصل:«عن أبي محمد بن أبي سعد» و المثبت عن بغية الطلب.

ويحك، و أي فرج لك في تأخير يوم، ثم أمر بردّه إلى السّجن، فسمعه الحجّاج و هو يذهب به إلى السّجن يغنّي و يقول:

عسى فرج يأتي به اللّه انه *** له في كل يوم في خليقته أمر

فقال الحجّاج: و اللّه ما أخذه إلاّ من القرآن كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (1)و أمر بإطلاقه، انتهى.

أخبرنا الشريف أبو القاسم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن (2)بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا ابن أبي الدنيا، نبأنا أبو زيد [أنبأنا] (3)الأصمعي، قال: أتى يزيد بن أبي مسلم رجل برقعة فسأله أن يرفعها إلى الحجّاج، فنظر فيها يزيد فقال: ليس هذه من الحوائج التي ترفع إلى الأمير، فقال له الرجل: فإني أسألك أن ترفعها، فلعلها أن توافق قدرا فيقضيها و هو كاره، فأدخلها و أخبره بمقالة الرجل، فنظر الحجّاج في الرقعة فقال ليزيد: قل للرجل قد وافقت قدرا و قد قضيت، أما و نحن كارهون.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا عبد الوهاب بن محمّد، أنبأنا الحسن بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر، حدثني سليمان بن أبي شيخ، نبأنا محمّد بن الحكم قال: كان العزيز بن الفرح هرب من الحجّاج، و قال ابن سيار: و قال العزيز:

و دون يدا الحجّاج من أن تنالي *** فساط الأيدي الميل مخا عريض

قال: فأرسل الحجّاج إليه من أتاه، فعطف عليه ثم قال: أصلح اللّه الأمير أنا الذي أقول:

لو كنت في سليمى و جن شعابها *** لكان للحجّاج عليّ دليل

بنى قبة الإسلام حتى كأنما *** هدى الناس من بعد الضلال رسول

و ما خفت شيئا غير ربي *** خشيته إذا ما انتحب النفس كيف أقول

ص: 147


1- سورة الرحمن، الآية:29.
2- بالأصل «الحسين» خطأ، و قد مرّ هذا السند قريبا.
3- زيادة للإيضاح، و انظر ترجمة الأصمعي، عبد الملك بن قريب بن عبد الملك، أبو سعيد سير الأعلام 175/10 يروي عنه عمر بن شبة، أبو زيد انظر ترجمته في سير الأعلام 369/12 يروي عنه ابن أبي الدنيا.

ترى الثقلين و الجن و الإنس *** أصبحتا على ما قضى الحجّاج حين يقول

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ علي إسناده و قال اروه عني و ناولني إياه - أنبأنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافا بن زكريا القاضي (1)،نبأنا محمّد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي، أخبرني أحمد بن عبيد، عن أبي عبد اللّه محمّد بن زياد الأعرابي قال: بلغني أنه كان رجل من بني حنيفة يقال له جحدر بن مالك فتاكا شجاعا قد أغار على أهل حجر (2)و ناحيتها، فبلغ ذلك الحجّاج بن يوسف، فكتب إلى عامله باليمامة يوبّخه بتلاعب جحدر به و يأمره بالاجهاد (3)في طلبه و التجرد في أمره، فلما وصل الكتاب إليه أرسل إلى فتية من بني يربوع من بني حنظلة، فجعل لهم جعلا عظيما إن هم قتلوا جحدرا أو أتوا به أسيرا، فانطلق الفتية حتى إذا كانوا قريبا منه أرسلوا إليه إنهم يريدون الاستماع إليه و التحرز به، فاطمأن إليهم، و وثق بهم، فلما أصابوا منه غرة شدّوه كتافا و قدموا به على العامل، فوجه به معهم إلى الحجّاج و كتب يثني عليهم خيرا، فلما أدخل على الحجّاج قال له: من أنت ؟ قال: أنا جحدر بن مالك، قال: ما حملك على ما كان منك ؟ قال: جرأة الجنان و جفاء السلطان و كلب الزمان، فقال له الحجّاج قال: و ما الذي بلغ منك فيجترئ جنانك و يجفوك سلطانك و يكلب زمانك ؟ قال: لو بلاني الأمير - أكرمه اللّه - لوجدني من صالح الأعوان و بهم الفرسان، و لوجدني من أنصح رعيته، و ذلك أني ما لقيت فارسا قط إلاّ كنت عليه في نفسي مقتدرا، قال له الحجّاج: إنا قاذفون بك في حائر (4)فيه أسد عاقر ضار، فإن هو قتلك كفانا مئونتك، و إن أنت قتلته خلينا سبيلك، قال: أصلح اللّه الأمير عظّمت المنّة و أعطيت المنية، و قويت (5)المحنة، فقال الحجّاج: فإنا لسنا بتاركيك لتقاتله إلاّ و أنت مكبّل بالحديد، فأمر به الحجّاج، فغلت يمينه إلى عنقه، و أرسل به إلى السّجن، فقال جحدر لبعض من يخرج إلى اليمامة: تحمل عني شعرا، و أنشأ يقول:

ص: 148


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 87/3 و ما بعدها، و بغية الطلب 2069/5 نقلا عن المعافى القاضي و الموفقيات ص 172-175.
2- مدينة باليمامة، و أم قراها و بها كان ينزل الوالي (معجم البلدان).
3- في الجليس الصالح:«بالأجداد» و في بغية الطلب: بالاجتهاد.
4- المكان المستدير و المحاط بسور.
5- في بغية الطلب: و قربت.

ألا قد هاجني فازددت شوقا *** بكاء حمامتين تجاوبان

تجاوبتا بلحن أعجمي *** على غصنين من غرب (1)و بان

فقلت لصاحبي و كنت أحزو *** ببعض الطير ما ذا تحزوان

فقالا الدار جامعة قريب *** فقلت بل أنتما متمنيان

فكان البان أن بانت سليمى *** و في الغرب اغتراب غير داني (2)

أ ليس الليل يجمع أم عمرو *** و إيّانا فداك بنا تداني

بلى و نرى الهلال كما تراه *** و يعلوها النهار إذا علاني

إذا جاوزتما نخلات حجر *** و أودية اليمامة فانعياني

و قولا جحدرا أمسى رهينا *** بحاذر وقع مصقول يماني

قال: و كتب الحجّاج إلى عامله [بكسكر] (3)إن يوجّه إليه بأسد ضارّ عات، يجر على عجل، فلما ورد كتابه على العامل امتثل أمره، فلما ورد الأسد على الحجّاج أمر به، فجعل في حائر و أجيع ثلاثة أيام، و أرسل إلى جحدر فأوتي به من السجن و يده اليمنى مغلولة إلى عنقه، و أعطي سيفا و الحجّاج و جلسائه في منظرة لهم، فلما نظر جحدر إلى الأسد أنشد يقول:

ليث و ليث في مجال (4)ضنك *** كلاهما ذا أنف و محك

و شدّة في نفسه و فتك *** أن يكشف اللّه قناع الشكّ

فهو أحق منزل بترك *** فهو أحق منزل بترك (5)

فلما نظر إليه الأسد زأر زأرة شديدة و تمطّى و أقبل نحوه، فلما صار منه على قدر رمح وثب وثبة شديدة، فتلقاه جحدر بالسيف فضربه ضربة حتى خالط ذباب السيف لهواته، فخرّ الأسد كأنه خيمة قد صرعتها الريح، و سقط جحدر على ظهره من شدة رمية الأسد و موضع الكبول، فكبّر الحجّاج و الناس جميعا، و أنشأ جحدر يقول:

ص: 149


1- مهملة بالأصل، و المثبت عن الجليس الصالح، و الغرب: شجرة حجازية ضخمة شاكة (القاموس).
2- من هنا إلى اللفظة الأخيرة في البيت الأخير، بدون «ياء» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن الجليس الصالح.
4- الجليس الصالح: محل.
5- كذا ورد مكرا بالأصل، و زيد في الجليس الصالح شطر سادس: أو ظفر بحاجتي و دركي.

يا جمل (1)إنك لو رأيت كريهتي *** في يوم هول مسدف و عجاج

و تقدّمي (2)الليث أسفر موثقا *** كيما أثاوره على الإحراج

شثن براثنه كان نيوبه *** زرق المعاول أو شباه زجاج

يسموا بناظرتين يحسب فيهما *** لهبا أحدهما شعاع سراج

و كأنما خيطت عليه عباءة *** برقاء أو خرق من الديباج

لعلمت إني ذو حفاظ ماجد *** من نسل أقوام ذوي أمراج

ثم التفت إلى الحجّاج فقال:

و لئن قصدت لي المنية عامدا *** إني (3)لخيرك يا ابن يوسف راج

علم النساء بأنني لا أنثني *** إذ لا يثقن بغيرة الأزواج

و علمت أني إن كرهت نزاله *** إني من الحجّاج لست بناج

فقال له الحجّاج: إن شئت أسنينا عطيتك، و إن شئت خلّينا سبيلك، قال: لا بل أختار مجاورة الحجّاج (4)أكرمه اللّه، ففرض له و لأهل بيته و أحسن جائزته، انتهى.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد أبو محمّد العتكي، نبأنا نصر بن علي، حدثنا الأصمعي عن أبيه قال: اتخذ الحجّاج بن يوسف منظرة قال: فبينما هو ذات يوم ينظر إذا هو برجل يحذف المنظرة فقال للذي على رأسه: ائتني به، فجيء ترعد فرائصه، فقال: ما حملك على ما صنعت ؟ قال: الفخر و اللؤم، قال: صدق، خلّوا عنه، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم - قراءة - قالا:

أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا محمّد بن محمّد بن أحمد البغدادي، قال: قرأ عليّ أبو بكر بن الأنباري، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى و كتب إليّ أبو خليفة يروي

ص: 150


1- مهملة بالأصل، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- صدره في الجليس الصالح: و تقدمي لليث أرسف موثقا.
3- عجزه في الجليس الصالح: إني بخيرك بعد ذاك لراجي. قال و يروى: و ذكر رواية الأصل.
4- الجليس الصالح: الأمير.

عن محمّد بن سلام الجمحي، نبأنا أبو يونس قال: قال الحجّاج ليحيى بن يعمر الليثي:

أ تسمعني ألحن على المنبر؟ قال يحيى: الأمير أفصح الناس إلاّ أنه لم يكن يروي الشعر، قال: تسمعني ألحن ؟[قال] حرفا. قال: في أيّ ؟ قال: القرآن، قال: فذاك أشنع له، قال: و ما ذاك ؟ قال: ما هو؟ قال: تقول: إِنْ كٰانَ آبٰاؤُكُمْ وَ أَبْنٰاؤُكُمْ الآية أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ (1)بالرفع، قال فبعث به إلى خراسان و بها يزيد بن المهلب. قال محمّد بن سلام: و أخبرني أبي أن يزيد كتب إلى الحجّاج قال: إنّا لقينا العدو ففعلنا و قتلناهم و اضطررناهم إلى عرعرة الجبل. فقال الحجّاج: ما لابن المهلب و هذا الكلام ؟ قيل له: إن ابن يعمر عنده. قال: ذاك أخزاهم (2)انتهى.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، أنبأنا ابن أبي خيثمة، أخبرني سليمان بن أبي شيخ، نبأنا أبو سفيان الحميري - يعني سعيد بن يحيى - قال: كان يحيى بن يعمر من عدوان و كان كاتب المهلب بخراسان قال: فجعل الحجّاج يقرأ كتبه يتعجب [منها] (3)فقال: من هذا؟ فأخبر فكتب فيه، فقدم [فقرأ] (4)قراءة فصيحة جدا، فقال: أين ولدت ؟ قال: بالأهواز، قال: فما هذه الفصاحة ؟ قال: كان أبي [نشأ في تنوخ] (5)فأخذت ذلك عنه. قال: أخبرني عن عنبسة بن سعيد يلحن ؟ قال: كثيرا، قال: فأنا ألحن، قال: لحنا خفيفا، قال: أين ؟ قال: تجعل إنّ أنّ ، و أنّ إنّ و نحو ذلك. قال: لا تساكني ببلد، أخرج. قال: و عدوان من قيس انتهى.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر،[أنبأنا] أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا [أبو] عبد اللّه الحافظ ، نبأنا [أبو] سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد النحوي - ببغداد - نبأنا جعفر بن محمّد بن شاكر، نبأنا بشر بن مهران، نبأنا شريك، عن عبد الملك بن عمير قال: دخل يحيى بن يعمر على الحجّاج حينئذ.

قال: و نبأنا عبد اللّه بن إسحاق، نبأنا إسحاق بن محمّد بن علي بن خالد الهاشمي - بالكوفة - نبأنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي، نبأنا محمّد بن عبيد النحاس،

ص: 151


1- سورة التوبة، الآية:24.
2- في مختصر ابن منظور 211/6: ذاك إذا أحرى.
3- الزيادة عن المختصر.
4- الزيادة عن المختصر.
5- الزيادة عن المختصر.

نبأنا صالح بن موسى الطّلحي، نبأنا عاصم بن بهدلة قال: اجتمعوا عند الحجّاج فذكر الحسين بن علي فقال الحجّاج: لم يكن من ذرية النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و عنده يحيى بن يعمر، قال له: كذبت أيّها الأمير، فقال: أ تأتيني على ما قلت ببينة و مصداق من كتاب اللّه تعالى و إلاّ قتلتك، قال: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسىٰ وَ هٰارُونَ إلى قوله: وَ زَكَرِيّٰا وَ يَحْيىٰ وَ عِيسىٰ (1)فأخبر اللّه عزّ و جلّ أن عيسى بن مريم من ذرية آدم بأمه، و الحسين بن علي من ذرّية محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: صدقت، فما حملك على تكذيبي في مجلسي ؟ قال: ما أخذ اللّه على الأنبياء لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّٰاسِ وَ لاٰ تَكْتُمُونَهُ قال اللّه عز و جل:

فَنَبَذُوهُ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً (2) قال: فنفاه إلى خراسان.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي عثمان الصّابوني، أنبأنا أبو القاسم حبيب بن موسى بن الحصين - قراءة عليه - نبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق المهرجاني، نبأنا أبو علي سهل بن عبدان ببغداد في الدّور، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أخي الأصمعي قال: سمعت عمّي يقول: أخبرت أن الحجّاج بن يوسف لما فرغ من أمر عبد اللّه بن الزّبير بن العوّام و صلبه قدم المدينة فلقي شيخا خارجا من المدينة، فلما رآه الحجّاج قال: يا شيخ من أهل المدينة أنت ؟ قال: نعم، قال الحجّاج: من أيهم أنت ؟ قال: من بني فزارة، قال: كيف حال أهل المدينة ؟ قال: شر حال، قال: و مم ؟ قال: لحقهم من البلاء بقتل ابن حواريّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال له الحجّاج: من قتله ؟ قال: الفاجر اللعين الحجّاج بن يوسف، عليه لعائن اللّه و بهلته (3)من قليل المراقبة للّه. فقال له الحجّاج و قد استشاط غضبا: يا شيخ و إنك يا شيخ ممن حزنه ذلك. قال الشيخ: إي و اللّه أسخطني ذلك، فأسخط اللّه الحجّاج و أخزاه، فقال الحجّاج: و تعرف الحجّاج إن رأيته ؟ قال: إي و اللّه إني به لعارف، فلا عرفه اللّه خيرا، و لا وقاه ضيرا، فكشف الحجّاج لثامه. و قال: إنك لتعلم أيّها الشيخ إذا سال دمك السّاعة. فلما أيقن بالهلاك تحامق و قال: هذا و اللّه العجب، أمّا و اللّه يا حجّاج لو كنت تعرفه (4) ما قلت هذه المقالة، أنا و اللّه يا حجّاج العبّاس بن أبي ثور أصرع في كل يوم

ص: 152


1- سورة الأنعام، الآية:84 و 85.
2- سورة آل عمران، الآية:187.
3- البهلة: اللعنة (القاموس).
4- كذا.

خمس مرات. فقال الحجّاج: انطلق فلا شفى اللّه الأبعد من جنونه و لا عافاه، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور بن العطّار قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، نبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نبأنا زكريا بن يحيى، نبأنا الأصمعي قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجّاج بن يوسف يسأله عن أمس و اليوم و غد، فكتب إليه: أما أمّس فأجل و أمّا اليوم فعمل و غدا فأمل.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني و محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، قالا: أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبو بكر محمّد بن هاني، حدثني أحمد بن شبّويه، حدثنا سليمان، حدثني عبد اللّه، عن داود بن سليمان أن خالد بن يزيد قال لعبد الملك: إنك تكتب إلى حجّاج و عند أهل العراق فابعث إليه رسولا يسأله عن أمس و اليوم و غد فكتب إليه يسأله عن ذلك، فقال للرّسول لعله خويلد كان عنده: اكتب إليه: أمس أجل، و اليوم عمل، و غد أمل، انتهى.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه، و قال:

اروه عني - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،حدّثنا محمّد بن الحسن (2) بن دريد، أنبأنا أبو حاتم، أنبأنا أبو عبيد (3) قال: لما قتل الحجّاج ابن الأشعث و صفت له العراق قدّم قيسا، و اتّسع في إنفاق الأموال، فكتب إليه عبد الملك: أمّا بعد فقد بلغ أمير المؤمنين أنك تنفق في اليوم ما لا ينفقه أمير المؤمنين في أسبوع، و تنفق في الأسبوع ما لا ينفقه أمير المؤمنين في الشهر (4):

عليك بتقوى اللّه في الأمر كله *** و كن لوعيد اللّه تخشى و تضرع

و وفر خراج المسلمين و فيئهم *** و كن لهم حصنا يجير و يمنع

فكتب إليه الحجّاج:

لعمري لقد جاء الرّسول بكتبكم *** قراطيس تملى ثم تطوى فتطبع

ص: 153


1- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 461/1 و بغية الطلب لابن العديم 2086/5 نقلا عن المعافى.
2- بالأصل «الحسين» خطأ، و قد مرّ قريبا.
3- كذا، و في بغية الطلب:«أبو عبيدة» و في الجليس الصالح:«أبو عبية» لعل تحريف أبي عبيدة.
4- البيتان وردا نثرا في الجليس الصالح.

كتاب أتاني فيه لين و غلظة *** و ذكّرت و الذكرى لذي اللب تنفع

و كانت أمور تعتريني كثيرة *** فأرضخ أو أعتل حينا فأمنع

إذا كنت سوطا من عذاب عليهم *** و لم يك عندي في المنافع مطمع

أ يرضى بذلك الناس أو يسخطونه *** أم أحمد فيهم أم ألام فأقذع (1)

و كانت بلاد (2) جئتها حيث جئتها *** بها كل نيران العداوة تلمع

فقاسيت منها ما علمت و لم أزل *** أضارع حتى كدت بالموت أضرع (3)

فكم أرجفوا من رجفة قد سمعتها *** و لو كان غيري طار ممّا يروّع

و كنت إذا همّوا بإحدى هناتهم *** حسرت لهم رأسي و لا أتقنّع

فلو لم يذد عني صناديد منهم *** تقسّم أعضائي ذئاب و أضبع

فكتب إليه عبد الملك: اعمل برأيك، انتهى.

أخبرنا أبو العزّ - إذنا و مناولة - أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى (4)، حدثني محمّد بن يحيى الصّولي، نبأنا يحيى بن زكريا بن دينار الغلاّبي، نبأنا عبد اللّه بن الضّحّاك، نبأنا الهيثم بن عدي، عن عوانة قال: أتى الحجّاج بأسارى من أصحاب قطري من الخوارج فقتلهم إلاّ واحدا كانت له عنده يد، و كان قريبا لقطري، فأحسن إليه و خلّى سبيله، فصار إلى قطري فقال له قطري، عاود قتال عدو اللّه، قال:

هيهات غلّ يدا مطلقها، و استرقّ رقبة معتقها، ثم قال:

أ أقاتل الحجّاج عن سلطانه *** بيد تقر بأنّها مولاته

إنّي إذا لأخو الجهالة و الذي *** طمت على إحسانه جهلاته

ما ذا أقول إذا وقفت (5) إزاءه *** في الصف و احتجت له فعلاته

أ أقول جار عليّ لا إنّي إذا *** لأحقّ من جارت عليه ولاته

و تحدّث الأقوام أن صنائعا *** غرست لدي فحنظلت نخلاته

هذا و ما ظنّي بجبن إنّني *** فيكم لمطرق مشهد و علاته

ص: 154


1- مهملة و رسمها غير واضح، و المثبت عن الجليس الصالح.
2- الجليس الصالح: بلادا.
3- الجليس الصالح: أصارع... أصرع.
4- الخبر ليس في الجليس الصالح المطبوع(1-4) و نقله ابن العديم نقلا عنه 2065/5.
5- عن ابن العديم و بالأصل «وقف».

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا، قالا: أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي، أنبأنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد، نبأنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر، نبأنا عفل بن ذكوان، نبأنا التوزي، عن محمّد بن المستورد الجمحي، عن أبيه قال: أتى الحجّاج بسارق فقال له فيم أخذت ؟ قال: في سرقة، قال: يجب عليك في مثلها القطع، قال: نعم، قال: لقد كنت غنيا أن يأتيك الحكم فيبطل عليك عضوا من أعضائك، قال: إذا قلّ ذات اليد سخت النفس بالتالف.

قال الحجّاج: صدقت و اللّه لو كان حسن اعتذار يبطل حدّا كنت له موضعا يا غلام، سيف صارم و رجل قاطع، فقطع يده، انتهى.

أخبرنا أبو السّعود بن المجلي، أنبأنا عبد المحسن بن محمّد بن علي - لفظا - أنبأنا أبو القاسم يحيى بن محمّد بن سلامة، أنبأنا أبو يعقوب بن يوسف بن يعقوب، حدثني أبو عمران بن رباح عن أبي بكر بن مجاهد، عن محمّد بن الجهم، عن الفراء قال: تغدّى الحجّاج يوما مع الوليد بن عبد الملك فلما انقضى غداهما دعاه الوليد إلى شرب النبيذ فقال: يا أمير المؤمنين الحلال ما حللت، و لكني أنهى عنه أهل عملي و أكره أن أخالف قول العبد الصّالح: وَ مٰا أُرِيدُ أَنْ أُخٰالِفَكُمْ إِلىٰ مٰا أَنْهٰاكُمْ عَنْهُ (2)،انتهى.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، قال: أنبأنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنبأنا أبو تغلب عبد الوهّاب بن علي بن الحسن بن الملحمي، نبأنا المعافى بن زكريا الجريري - إملاء - حدثنا محمّد بن القاسم الأنباري، أنبأنا أحمد بن يحيى، نبأنا عمر بن شبّة (3)،عن أشياخه قال (4):لما ولّى عبد الملك بن مروان الحجّاج بن يوسف العراق اتصل به سرفه في القتل، و أنه اعطى أصحابه الأموال، فكتب إليه عبد الملك:

أما بعد، فقد بلغني سرفك في الدّماء، و تبذيرك الأموال، و هذا فلا احتمله لأحد من الناس، و قد حكمت عليك في القتل في العمد بالقود (5)،و في الخطايا بالدية، و أن تردّ

ص: 155


1- بالأصل «أنبأنا» خطأ و الصواب ما أثبت.
2- سورة هود، الآية:88.
3- بالأصل «شيبة» خطأ، و قد مرّ قريبا.
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2083/5-2084 نقلا عن المعافى، و لم أعثر عليه في الجليس المطبوع بهذه الرواية، و انظر رواية قريبة فيه 461/1 و قد مرّت.
5- القود القصاص، و قتل القاتل بدل القتيل (النهاية: قود).

الأموال إلى موضعها، فإنّما المال مال اللّه عزّ و جلّ ، و نحن خزّانه، و سيان منع حق و إعطاء باطل فلا تؤمنك إلاّ الطاعة و لا تخيفك إلاّ المعصية و كتب في أسفل الكتاب:

إذا أنت لم تترك أمورا كرهتها *** و تطلب رضاي في الذي أنا طالبه

و تخشى الذي يخشاه مثلك هاربا *** إلى اللّه منه ضيّع الدّرّ جالبه

فإن تر منّي غفلة قرشيّة فيا *** ربّما غصّ بالماء شاربه

و إن تر منّي وثبة أمويّة فهذا *** و هذا كله أنا صاحبه

و لا تعد ما يأتيك مني فإن تعد *** تقم فاعلمن يوما عليك نوادبه

فلما ورد الكتاب على الحجّاج و قرأه كتب (1)جوابه.

أمّا بعد: فقد جاءني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه سرفي في الدّماء و تبذيري الأموال، فو اللّه ما بالغت في عقوبة أهل المعصية، و لا قضيت حقّ أهل الطاعة، فإن يكن قتلي العصاة سرفا و إعطائي أهل الطاعة تبذيرا، فليمض لي أمير المؤمنين [ما سلف، و ليحدد لي أمير المؤمنين] (2)فيما يحدث حدّا أنتهي إليه و لا أتجاوزه، و كتب في أسفل الكتاب:

إذا أنا لم أطلب رضاءك و اتّقي *** أذاك فيومي لا توارت كواكبه

إذا قارف الحجّاج فيك خطيئة *** فقامت عليه في الصباح نوادبه

أسالم من سلمت من ذي هوادة *** و من لم تسالمه فإنّي محاربه

إذا أنا لم أدن الشفيق لنصحه *** و أقص الذي تسري إليّ عقاربه

فمن يتّقي يومي و يرجو إذا غدي *** على ما أرى و الدهر جمّا عجائبه

أخبرنا أبو العزّ [بن] كادش، قال: أنبأنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، أنبأنا الحسين بن المرزبان النحوي، حدثني علي بن جعفر، حدّثني عمر بن شبة (3)،نبأنا علي بن محمّد يعني المدائني عن أبي نضر (4)قال:

أمر الحجّاج محمّد [ابن المنتشر] (5)ابن أخي مسروق [بن الأجدع أن يعذب آزادمرد بن

ص: 156


1- بالأصل «و كتب».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب.
3- بالأصل «شيبة» خطأ، و قد مرّ قريبا.
4- في بغية الطلب 2072/6 أبي المضرجي.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن ابن العديم.

الهربد، فقال له آزادمرد: يا محمد إن لك شرفا قديما و إن مثلي لا يعطي على الذل شيئا، فاستأدني و أرفق بي فاستأداه في جمعة ثلاثمائة ألف، فغضب الحجّاج و أمر معدا صاحب العذاب أن يعذبه، فدق يده و رجليه فلم يعطهم شيئا] (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل [أنبأنا] (2)أحمد بن مروان، أنبأنا أحمد بن محرز، نبأنا عبد العزيز بن منيب، عن عبد اللّه بن عثمان بن عطاء، حدثني شهاب بن خراش، حدّثني عمي يزيد بن حوشب، قال: بعث إليّ المنصور - أبو جعفر - فقال حدثني بوصية الحجّاج بن يوسف، فقلت: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: حدّثني بها. قال:

[فقلت:] (3)بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

هذا ما أوصى به الحجّاج بن يوسف.

أوصى به أنّه يشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمّدا عبده و رسوله، و أنه لا يعرف إلاّ طاعة الوليد بن عبد الملك عليها يحيى، و عليها يموت، و عليها يبعث، و أوصى بتسعمائة درع حديد: ستمائة منها لمنافقي أهل العراق يغزون بها، و ثلاثمائة للترك.

قال: فرفع أبو جعفر رأسه إلى أبي العبّاس الطوسي، و كان قائما على رأسه فقال:

هذه و اللّه الشيعة لا شيعتكم (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - إجازة - أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي اللّبّاد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبي أبو الحسين، أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمّد بن بشر، أخبرني أبي، حدثنا أبو الحكم محمّد،[حدثني] (5)محمّد بن إدريس الشافعي، قال: قال الوليد بن عبد الملك للغاز بن ربيعة إني سأدعوك و أدعو الحجّاج فتتحدثان عندي، فإذا قمت و خلوت به فسله عن هذه الدماء: هل يحيك في نفسه منها شيء، أو

ص: 157


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب لابن العديم 2072/5.
2- الزيادة لازمة للإيضاح.
3- الزيادة عن بغية الطلب 2089/5.
4- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2089/5-2090.
5- استدركت عن هامش الأصل.

يتخوف لها عاقبة قال: فحدّثا عند الوليد و خرجا فألقى لهما وسادة في الجبل و في القصر و قام الحجّاج ينظر إلى الغوطة. قال: و استحييت أن أجلس فقمت معه، فقلت:

يا [أبا] محمّد أ رأيت هذه الدماء الذي أصبت هل يحيك في نفسك منها شيء أو تتخوف لها عاقبة ؟ قال: فجمع يده فضرب بها صدري، ثم قال: يا غاز ارتبت في أمرك أو شككت في طاعتك، و اللّه ما أودّ أن لي لبنان و سنير (1)ذهبا مقطعا أنفقهما في سبيل اللّه عزّ و جلّ مكان ما أبلاني اللّه تعالى من الطاعة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نبأنا قطن، نبأنا جعفر - يعني ابن سليمان - حدّثنا عوف، قال:

خرجت يوم عيد فقلت: لأسمعن اليوم خطبة الحجّاج - فجئت فجلست على الدكان و جاء الحجّاج يتمايل حتى صعد المنبر فتكلم، و كان إذا أكثر وضع يده على فيه حتى يفهمنا كلامه ثم قال: يا أهل الشام إنكم حاججتم الناس ففلجتم عليهم بالسيف، و إن حكم الدنيا و الآخرة فيكم واحد، و هو عدل لا يجور فكما فلجتم عليهم في الدنيا كذلك تفلجون عليهم في الآخرة ثم قال: من كان سائلا عن هذا الخليفة فليسأل اللّه عنه، كان لا يشاقّه أحد و لا ينازعه إلاّ أتى برأسه و هو على فراشه مع أهله و ولده، فمن كان سائلا عنه أحدا من الناس فليسأل اللّه عز و جل عنه، تزعمون يا أهل العراق أن خير السّماء قد انقطع عن أمير المؤمنين و كذبتم و اللّه يا أهل العراق، و اللّه ما انقطع خبر السّماء عنه إن عنده منه كذا و عنده منه كذا، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود و أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، قالا: أنبأنا أبو علي علي بن أحمد، أنبأنا أبو علي بن القاسم بن جعفر، أنبأنا أبو علي بن المولى، أنبأنا أبو داود سليمان بن الأشعث، نبأنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، نبأنا جرير حينئذ، قال: و نبأنا زهير بن حرب، نبأنا جرير، عن المغيرة، عن بزيغ بن خالد الضّبّي قال: سمعت الحجّاج يخطب فقال في خطبته:

رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه أم خليفته في أهله! فقلت في نفسي: للّه عليّ أن لا أصلّي خلفك صلاة أبدا، و إن وجدت قوما يجاهدونك لأجاهدنك معهم - زاد إسحاق

ص: 158


1- جبل بين حمص و بعلبك على الطريق و على رأسه قلعة سنير (معجم البلدان).

في حديثه قال: فقاتل في الجماجم حتى قتل، انتهى.

قال: و نبأنا محمّد بن العلاء، نبأنا أبو بكر، عن عاصم، قال: سمعت الحجّاج و هو على المنبر و هو يقول: اتّقوا اللّه ما استطعتم، ليس فيها مثوبة، و اسمعوا و أطيعوا ليس فيها مثوبة لأمير المؤمنين عبد الملك، و اللّه لو أمرت الناس أن يخرجوا من المسجد فخرجوا من باب آخر لحلّت لي دماؤهم و أموالهم، و اللّه لو أخذت ربيعة بمضر لكان ذلك لي من اللّه حلالا، و يا عذيري من عبد هذيل (1)،يزعم أنّ قرآنه من عند اللّه و اللّه ما هي إلاّ رجز من رجز الأعراب، ما أنزلها اللّه عزّ و جلّ على نبيه صلّى اللّه عليه و سلّم، و عذيري من هذه الحمر، أ يزعم أحدهم أنه يرمي بالحجر فيقول: إلى أن يقع الحجر حدث أمر، فو اللّه فلأدعنهم كالأمس الدابر.

قال: فذكرته للأعمش فقال: أمّا و اللّه سمعته منه، انتهى.

قال: و نبأنا قطن بن نسير (2)،نبأنا جعفر - يعني ابن سليمان - نبأنا داود بن سليمان، عن شريك، عن سليمان الأعمش، قال: جمّعت مع الحجّاج قال فخطب فذكر نحو حديث أبي بكر بن عياش، قال فيها: اسمعوا و أطيعوا لخليفة اللّه و لصفيّه عبد الملك بن مروان و ساق الحديث، و قال: لو أخذت بمضر فلم يذكر قصة الحمر، انتهى.

قال: و أنبأنا أبو ظفر عبد السّلام، نبأنا جعفر، عن عوف، قال: سمعت الحجّاج يخطب و هو يقول: إنّ مثل عثمان عند اللّه كمثل عيسى بن مريم ثم قرأ هذه الآية يقرأها و يفسرها إِذْ قٰالَ اللّٰهُ يٰا عِيسىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رٰافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (3)و يشير إلينا بيده و إلى أهل الشام، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد و سليمان بن إبراهيم بن سليمان، قالا: أنبأنا عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، أنبأنا محمّد بن عمر بن حفص الجورجيري (4)،نبأنا إسحاق بن

ص: 159


1- يعني عبد اللّه بن مسعود.
2- بالأصل «بشر» و الصواب و الضبط بنون و مهملة مصغرا عن تهذيب التهذيب.
3- سورة آل عمران، الآية:55.
4- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جورجير، محلة معروفة كبيرة بأصبهان.

الفيض، نبأنا محمّد بن حميد، عن جرير، عن عطاء بن السّائب، عن عتّاب بن أسيد بن عتّاب، قال: لما قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جعلت أم أيمن تبكي و لا تستريح من البكاء فقال أبو بكر لعمر: قم بنا إلى هذه المرأة فدخلا عليها فقالا: يا أم أيمن ما يبكيك قد أفضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى ما هو خير له من الدنيا. فقالت: ما أبكي لذلك، إني لأعلم أنه قد أفضى إلى ما هو خير من الدنيا، و لكن أبكي على الوحي انقطع، فبلغ ذلك الحجّاج بن يوسف فقال: كذبت أم أيمن، ما أعمل إلاّ بوحي، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمر الأصبهاني، أنبأنا الحسن بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد، نبأنا عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل، نبأنا أبو بكر بن عامر، عن عاصم و الأعمش قالا: سمعنا الحجّاج بن يوسف على المنبر، يقول: عبد هذيل - يعني ابن مسعود - يقرأ القرآن رجزا كرجز الأعراب، و يقول: هذا القرآن. أما لو أدركته لضربت عنقه، انتهى.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمّد بن الحسين، نبأنا ابن أبي خيثمة، نبأنا محمّد بن يزيد، نبأنا أبو بكر بن عياش، حدّثنا عاصم قال: سمعت الحجّاج على المنبر يقول: اتّقوا اللّه ما استطعتم هذا للّه و فيها مثوبة، و اسمعوا و اطيعوا خيرا لأنفسكم، و لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ليس فيها مثوبة (1)،و اللّه لو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا الباب لحلّت لي دماؤكم. و لا أجد أحدا يقرأ عليّ قراءة ابن أم عبد إلاّ ضربت [عنقه] (2)و لأخلينها من المصحف و لو بضلع خنزير، قال أبو بكر: فذكرت ذلك للأعمش فقال: و أنا قد سمعته يقول ذلك فقلت: و اللّه لأقرأنّها على رغم أنفك - و ذلك في نفسي-.

قال أبو بكر بن عيّاش: و أتى بشاهدين يعني الأعمش و عاصما، انتهى.

قال: و أنبأنا أحمد بن يزيد، أنبأ فضيل، نبأنا سالم بن أبي حفصة قال: سمعت الحجّاج على المنبر يذكر قراءة ابن مسعود فقال: رجز كرجز الأعراب، و اللّه لا أجد أحدا يقرأها إلاّ ضربت عنقه و لأحكّنّها من المصحف و لو بضلع خنزير.

ص: 160


1- كذا وردت العبارة بالأصل.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن رواية سابقة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي قال: قرئ على سعيد بن محمّد بن أحمد، أنبأنا [أبو] طاهر زاهر بن أحمد، قال: نبأنا الحسين بن سعيد المطبقي، نبأنا عيسى، نبأنا عبّاس بن محمّد، نبأنا مسلم بن إبراهيم عن (1)الصّلت بن دينار قال: تلا الحجّاج بن يوسف هذه الآية على المنبر: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ (2)فقال الحجّاج: و اللّه إن كان سليمان لحسودا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النضر الدّيباجي، نبأنا علي بن عبد اللّه بن مبشر، نبأنا العبّاس بن محمّد الدقاق، نبأنا مسلم بن إبراهيم، نبأنا الصّلت بن دينار، قال: سمعت الحجّاج بن يوسف على منبر واسط تلا هذه الآية: هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي قال: و اللّه إن كان سليمان لحسودا، انتهى.

قال: و نبأنا علي، نبأنا عبّاس الدوري، نبأنا مسلم، نبأنا الصّلت، قال: سمعت الحجّاج و هو على منبر واسط يقول: عبد اللّه بن مسعود رأس المنافقين لو أدركته لأسقيت الأرض من دمه، انتهى.

أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد المتوكل و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ، أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنبأنا محمّد بن موسى بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه الصفّار، نبأنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، نبأنا الحسن بن يحيى - زاد الخطيب: العبدي - نبأنا الهيثم بن عبيد العبيد (3) قال: لا أعلمه إلا سهيل أخو حزم، حدثنا قال: سمع ابن سيرين رجلا يسبّ الحجّاج فقال: مه أيّها الرّجل إنّك لو وافيت الآخرة و كان له أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجّاج، و اعلم أن اللّه عز و جل حكم عدل إن أخذ من الحجّاج لمن ظلمه شيئا فسيأخذ للحجّاج ممن ظلمه فلا تشغلن نفسك بسبّ أحد، انتهى.

أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، أنبأنا أبو علي بن شاذان،

ص: 161


1- بالأصل «بن».
2- سورة ص، الآية:35.
3- كذا رسمها بالأصل.

أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1)،نبأنا أبو محمّد الحسين بن علي بن زياد الرّازي، نبأنا سعيد بن سليمان الواسطي، نبأنا عقبة بن أبي الصّهباء، نبأنا أبو غالب قال: كنت عند أبي أمامة الباهلي فذكر الحجّاج فشتمه رجل من القوم فقال له: لم تشتمه ؟ قال: ما شتمته حتى سمعتك تشتمه قال: هو عليك أمير و ليس عليّ أمير، و كان يكره أن يسبّ الرّجل أميره، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن سابور الدقاق، نبأنا واصل بن عبد الأعلى، نبأنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم قال: سمعته - يعني الحجّاج بن يوسف - و ذكر هذه الآية: فَاتَّقُوا اللّٰهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا (2) فقال:

هذه لعبد اللّه، لأمين اللّه و خليفته ليس فيها مثوبة، و اللّه لو أمرت رجلا يخرج من باب المسجد فأخذ من غيره لأحل لي دمه و ماله، و اللّه لو أخذت ربيعة بمضر لكان لي حلالا، يا عجبا من عبد هذيل، يزعم أنه يقرأ قرآنا من عند اللّه، و اللّه ما هو إلاّ رجز من رجز الأعراب، و اللّه لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه، و يا عجبا من هذه الحمراء - يعني الموالي - إنّ أحدهم ليأخذ الحجر فيرمي به، و يقول: لا يقع هذا حتى يكون خير، قال أبو بكر: فذكرت هذا الحديث للأعمش فقال: لقد سمعته منه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، نبأنا أحمد بن عيسى المؤدب، نبأنا ابن عائشة عن أبيه قال: خطب الحجّاج يوما ثم أنشد قول سويد بن أبي كاهل (3):

كيف ترجون سقاطي بعد ما *** جلّل الرأس بياض و صلع

ربّ من أنضحت غيظا صدره *** لو (4) تمنى لي موتا لم يطع

و يراني كالشّجى في (5) صدره *** عسرا مخرجه لا ينتزع

ص: 162


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 530/15.
2- سورة التغابن، الآية:16 و فيها: فاتّقوا.
3- الخبر و الشعر في بغية الطلب لابن العديم 2087/5، و الشعر من المفضلية رقم 40 (المفضليات ص 190).
4- في المفضليات: رب من أنضجت غيظا قلبه قد تمنى.
5- المفضليات: في حلقه.

جرذ (1) يخطر ما لم يرني *** فإذا أسمعه صوتي انقمع

لم يضرني غير أن يحسدني *** فهو يزقو مثل ما يزقو الضوع (2)

و يحييني إذا لاقيته (3) *** و إذا يخلو له لحمي رتع

قد كفاني اللّه ما في نفسه *** و إذا ما يكف شيء لم يضع

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأني أبو العبّاس، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، نبأنا عمر أبو علي (4) أبو بكر عن أحمد بن الخليل، عن أبي عبيدة قال: كان الحجّاج يتمثل:

و كنت إذا قوم غزوني غزوتهم *** فهل أنا في ما نال همدان ظالم

متى تجمع القلب الزكي و صارما *** و أنفا حميّا تجتنبك المظالم

قال علي بن بن بكر يقال: إن الشعر لعمرو بن سراقة الهمداني ثم السهمي أغار عليه رجل من مراد يقال له خزيم فذهب بإبله و خيله، فأتى عمرو امرأة كان يتحدث إليها فأخبرها أن خزيما أغار على إبله و خيله، و إنه يريد الغارة عليه فقالت: لا تعرض لتلفات خزيم، فإني أخافه عليك، فأغار عمرو على خزيم، فاستاق كل شيء له، فأتاه خزيم بعد ذلك فطلب إليه أن يردّ عليه بعض ما أخذ منه فقال في ذلك شعرا:

تقول سليمى لا تعرّض لتلفة *** و ليلك من ليل الصّعاليك نائم

و كيف ينام الليل من جلّ همه *** حسام كلون الملح أبيض صارم

أ لم تعلمي أن الصّعاليك نومهم *** قليل إذا نام الدثور المسالم

إذا الليل أرخى و اكفهرت نجومه *** و صاح من الافراط هوام حوائم

كذبتم و بيت اللّه لا تأخذونها *** مراغمة ما دام [لي] السّيف قائم

تحالف أقوام عليّ ليسمنوا *** و جرّوا علي الحرب إذ أنا سالم

أ فاليوم أدعى للهوادة بعد ما *** أجيل على الحي المذاكي الصّلادم

كأن خزيما إذ رجا أن أردّها *** و يذهب مالي يا ابنة القوم حاكم

ص: 163


1- المفضليات: مزبد.
2- عن المفضليات، و بالأصل:«الضرع» و الضوع: ذكر البوم، و يقال: إنه طائر صغير. يزقو: يصيح. يقول: ليس عنده من القوة إلاّ الصياح.
3- الأصل:«لقيته» و المثبت عن المفضليات و بغية الطلب.
4- كذا بالأصل:«أنبأنا عمر أبو علي أبو بكر».

متى تجمع القلب الذكي و صار ما *** و أنفا حميا يجتنبك المظالم

و من يطلب المال الممنع بالقنا *** يعش ماجدا و يحترمه المخارم

و كنت إذا قوم غزوني غزوتهم *** فهل أنا في ما نال همدان ظالم

فلا صلح حتى تقرع الخيل بالقنا *** و تضرب بالبيض الخفاف الجماجم

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن العدل، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، نبأنا جعفر بن محمّد حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا عمر بن عبد اللّه بن عمير، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، نبأنا حنبل بن إسحاق، قالا: أنبأنا هارون بن معروف، نبأنا ضمرة، عن ابن شوذب قال: ربّما دخل الحجّاج على دابّته حتى يقف على حلقة الحسن فيسمع كلامه و إذا أراد أن ينصرف يقول: يا حسن لا تمل الناس قال: فيقول الحسن: أصلح اللّه الأمير، إنه لم يبق إلاّ من لا حاجة له (1)،و في رواية حنبل: لم يبق إلاّ من له حاجة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا هاشم بن الوليد، نبأنا أبو بكر بن عياش، عن الكلبي، قال: سمعت الحجّاج يقول: يزعم أهل العراق أني بقية ثمود، و نعم و اللّه البقية ثمود ما كان مع صالح إلا المؤمنون (2).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمر بن بندار، أنبأنا الحسين بن محمّد المديني، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبيد، نبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا هاشم بن الوليد، نبأنا أبو بكر بن عياش، قال: سمعت الكلبي قال: سمعت الحجّاج يقول: يزعم أهل العراق أنّا بقية ثمود، و نعم و اللّه البقية ثمود ما كان (3) مع صالح إلا المؤمنون، انتهى.

أخبرنا أبو العز [بن] كادش، قال: أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا الجريري (4)،أنبأنا محمّد بن الحسن بن [دريد]، نبأنا أحمد بن عيسى، عن

ص: 164


1- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2088/5.
2- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2074/5.
3- بالأصل «كن».
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 47/4 و بغية الطلب 2073/5 نقلا عن المعافى.

العبّاس بن هاشم (1)،عن أبيه، عن عوانة، قال: خطب (2) الحجّاج الناس بالكوفة فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: يا أهل العراق تزعمون أنّا من بقية ثمود، و تزعمون أني ساحر، و تزعمون أن اللّه عز و جل علّمني اسما من أسمائه أقهركم [به] (3) و أنتم أولياؤه بزعمكم و أنا عدوه، فبيني و بينكم كتاب اللّه تعالى، قال عزّ و جلّ : فَلَمّٰا جٰاءَ أَمْرُنٰا نَجَّيْنٰا صٰالِحاً وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ (4) فنحن بقية الصّالحين إن كنا من ثمود، و قال عز و جل:

إِنَّمٰا صَنَعُوا كَيْدُ سٰاحِرٍ وَ لاٰ يُفْلِحُ السّٰاحِرُ حَيْثُ أَتىٰ (5) و اللّه أعدل في حكمه (6) من أن يعلّم عدوا من أعدائه اسما من أسمائه يهزم به أولياءه [ثم حمي من كثرة كلامه] (7)،ثم تحامل على رمانة المنبر فحطمها، فجعل الناس يتلاحظون بينهم و هو ينظر إليهم، فقال: يا أعداء اللّه ما هذا [الترامز، أنا حديّا] (8) الظبي السّانح، و الغراب الأبقع، و الكوكب ذي الذنب. ثم أمر بذلك العود فأصلح قبل أن ينزل من المنبر.

قال المعافى: قول الحجّاج: أنا حديّا (9) الظبي [فإنه أراد: إنا لثقتنا بالغلبة و الاستعلاء نتحدى] (10) ارتفاع الظبي سانحا و هو أحمد ما يكون في سرعته و مضائه، و الغراب الأبقع في تحدّره و ذكائه و مكره و خبثه و دهائه [و ذا الذنب من الكواكب فيما ينذر من عواقب مكروهه و بلائه، فقال الحجّاج هذا مختالا في غلوائه، و مرهبا لمن بين ظهرانيه من أعدائه، و اللّه ذو البأس الشديد، بالمرصاد له و لحزبه و لأوليائه] (11).

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي

ص: 165


1- في الجليس الصالح و ابن العديم: هشام.
2- بالأصل «الخطيب» خطأ، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- الزيادة عن الجليس الصالح.
4- سورة هود، الآية:66.
5- سورة طه، الآية:69.
6- كذا بالأصل و الجليس الصالح و في بغية الطلب: خلقه.
7- الزيادة بين معكوفتين عن الجليس الصالح، و في بغية الطلب: ثم حمي و كثر كلامه.
8- مكان العبارة المستدركة بين معكوفتين بياض بالأصل، و المستدرك عن الجليس الصالح.
9- بالأصل «كذبا» و المثبت عن الجليس الصالح.
10- العبارة المستدركة مكانها بياض بالأصل، و قد استدركت عن بغية الطلب 2073/5 و زيد في الجليس الصالح بعد «الاستعلاء»«و الإحاطة و الاستيلاء».
11- مكان العبارة المستدركة بين معكوفتين بياض بالأصل، و قد كتب فقط عبارة:«هكذا في الأصل» و ما استدرك زيادة عن الجليس الصالح 49/4 و بعض العبارة موجود في ابن العديم 2073/5.

عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نبأنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا سليمان بن أبي شيخ، نبأنا محمّد بن أبي يونس قال: تناول رجل الحجّاج و يعيبه فقال له الحكم بن هشام الثقفي: ابزق على القمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب (1)،قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا عبيد بن عبد الرّحمن، نبأنا زكريا بن يحيى، نبأنا الأصمعي، نبأنا أبو عاصم النبيل، نبأنا أبو حفص الثقفي قال: خطب الحجّاج يوما فأقبل عن يمينه فقال: ان الحجّاج كافر فأطرق رأسه، و أقبل عن يساره فقال: ألا إنّ الحجّاج كافر، فعل ذلك مرارا ثم قال: كافر يا أهل العراق باللاّت و العزّى، انتهى.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، ثم حدثني أبو إسحاق الخشوعي عنه، أنبأنا أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر - إجازة - نبأنا أبو حازم محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف، قال: قرئ على إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدّل، و أنبأنا سميع بن الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نبأنا أبو الفضل الأصبهاني، أنبأنا بندار، عن الأصمعي، قال: مثل فتى بين يدي الحجّاج فقال: أصلح اللّه الأمير، مات أبي و أنا حمل، و ماتت أمي و أنا رضيع، فكفلني الغرباء حتى ترعرعت، فوثب بعض أهلي على مالي و اجتاحه و هو هارب مني و من عدل الأمير؛ فقال الحجّاج: اللّه، مات أبوك و أنت حمل و ماتت أمّك و أنت رضيع و كفلك الغرباء فلم يمنعك ذلك من أن أفصح (2) لسانك، و أنبأت عن إرادتك، اطردوا المؤدبين عن أولادي، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عمير بن عبيد اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، نبأنا حنبل بن إسحاق، نبأنا هارون بن معروف، نبأنا ضمرة، نبأنا ابن شوذب، عن مالك بن دينار، قال: بينما الحجّاج يخطبنا يوما إذ قال: الحجّاج كافر قلنا: ما له أي شيء يريد؟ قال الحجّاج كافر بيوم الأربعاء و البغلة الشهباء، انتهى.

ص: 166


1- ترجمته في سير الأعلام 400/18.
2- في مختصر ابن منظور 217/6 فصح.

قال: و نبأنا ابن شوذب فقال: ما أرى مثل الحجّاج لمن أطاعه، و لا مثله لمن عصاه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ المقرئ، أنبأنا [أبو] (1) محمّد الضّرّاب، أنبأنا أبو بكر [أحمد] (2) بن مروان المالكي، حدثنا محمّد بن علي، نبأنا الأصمعي، قال: قال عبد الملك بن مروان للحجّاج (3):إنه ليس من أحد إلاّ و هو يعرف عيب نفسه فعيب (4) نفسك ؟ فقال: اعفني يا أمير المؤمنين، فأبى، فقال: أنا لجوج حقود حسود. فقال عبد الملك: ما في الشيطان شرّ ممّا ذكرت.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا محمّد بن سعيد بن محمّد الطحان - بواسط - أنبأنا الحارث بن محمّد، نبأنا إبراهيم بن أحمد، نبأنا محمّد بن سعد قال:

سمعت يحيى بن زكريا يحكي عن محمّد بن إدريس الشافعي قال: بلغني أن عبد الملك بن مروان قال للحجّاج بن يوسف: ما من أحد إلاّ و هو عارف بعيوب نفسه، فعب نفسك و لا تخبأ منها شيئا. قال: يا أمير المؤمنين، أنا لجوج حقود حسود فقال له عبد الملك: إذا بينك و بين إبليس نسب. فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ الشيطان إذا رآني سالمني، قال: ثم قال الشافعي: إنّ الحسد إنما يكون من لؤم العنصر و تعادي الطبائع و اختلاف التركيب و فساد مزاج البنية و ضعف عقد العقل، و الحاسد طويل الحسرات عادم الراحات، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا رشأ بن نظيف، نبأنا الحسن بن إسماعيل، نبأنا أحمد بن مرزوق (5)،نبأنا إبراهيم بن حبيب، نبأنا عبد السّلام، عن القحذمي، عن عمّه قال: عددت أربعة و ثمانين لقمة من خبز، في كل لقمة رغيف، و ملء كفه سمك طري. يعني على الحجّاج، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 167


1- زيادة لازمة للإيضاح، و اسمه الحسن بن إسماعيل بن محمد، أبو محمد الضراب ترجمته في سير أعلام النبلاء 541/16.
2- زيادة للإيضاح.
3- بالأصل «الحجاج».
4- كذا، و لعله فما عيب نفسك ؟ و في بغية الطلب 2056/5: فعب نفسك.
5- كذا، و لعله مروان.

أنبأنا أبو نصر، حدثنا عثمان بن سعيد، نبأنا عبد اللّه بن صالح بن معاوية بن صالح، حدثه حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، نبأنا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، حدثنا معاوية بن صالح، عن شريح بن عبيد، عن من حدثنا قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فأخبره أنّ أهل العراق قد حصبوا أميرهم، فخرج غضبان فصلّى لنا صلاة فسها فيها حتى جعل الناس يقول: سبحان اللّه سبحان اللّه سبحان اللّه فلما سلّم، أقبل على الناس فقال: من هاهنا من أهل الشام ؟ فقام رجل ثم قام آخر ثم قمت ثالثا أو (1) رابعا فقال: يا أهل الشام استعدوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم و فرّخ، اللّهمّ إنهم قد لبسوا عليّ فالبس عليهم، و عجّل عليهم بالغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل من (2) محسنهم و لا يتجاوز عن مسيئهم، انتهى.

أخبرنا أحمد بن عبدان بن رزين المقرئ، قال: أنا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد الدقاق، نبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نبأ سعد بن وهب السّلمي، نبأنا جعفر بن سليمان، نبأنا مالك بن دينار، عن بسطام بن مسلم، عن الحسن أن عليا كان على المنبر فقال: اللّهمّ إني ائتمنتهم فخانوني و نصحتهم فغشّوني، اللّهمّ فسلّط عليهم غلام ثقيف، يحكم في دمائهم و أموالهم و يحكم فيهم بحكم الجاهلية، فوصفه و هو يقول: الذيال (3) مفجر الأنهار، يأكل خضرتها و يلبس فروتها، قال: فقال الحسن: هذه و اللّه صفة الحجّاج، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العبّاس محمّد [بن أحمد] المحبوبي، نبأنا سعيد بن مسعود، نبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا العوّام بن حوشب، حدثني حبيب بن أبي ثابت، قال (4):قال رجل (5)لرجل: لا متّ حتى تدرك فتى ثقيف، قيل له: يا أمير المؤمنين ما فتى ثقيف ؟ قال:

ص: 168


1- بالأصل: ثلثا أو أربعا.
2- بالأصل «عن».
3- في مختصر ابن منظور 218/6 الزبال.
4- الخبر في بغية الطلب 2057/5.
5- في ابن العديم:«علي» و انظر بقية العبارة.

ليقالنّ له يوم القيامة: اكفنا زاوية من زوايا جهنم، رجل يملك عشرين أو بضع (1)و عشرين سنة، لا يدع للّه تعالى معصية إلا ارتكبها حتى لو لم يبق إلاّ معصية واحدة فكان بينه و بينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها يقتل بمن أطاعه من عصاه، انتهى.

أخبرنا قال: و أنبأنا أبو صالح بن أبي طاهر [العنبري]، أنبأنا جدي يحيى بن منصور القاضي، نبأنا محمّد بن نصر الجارودي، نبأنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، نبأنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أيّوب، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن علي أنه قال: الشاب الذّيّال أمير المصرين يلبس فروتها، و يأكل خضرتها، و يقتل أشراف أهلها يشتد منه الفرق (2)،و يكثر منه (3) الأرق و يسلطه اللّه على شيعته، انتهى.

قال: و أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد (4)الصّنعاني - بمكة - أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، نبأنا عبد الرزّاق، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن مالك (5) بن دينار، عن الحسن قال: قال علي لأهل الكوفة: اللّهمّ كما ائتمنتهم فخانوني و نصحت لهم فغشوني فسلّط عليهم فتى ثقيف الذّيّال الميّال يأكل خضرتها و يلبس فروتها، و يحكم فيها بحكم الجاهلية، قال يقول الحسن: و ما خلق اللّه الحجّاج يومئذ، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (6)،نبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا القاسم بن زكريا، أنبأنا إسماعيل بن موسى السّهمي (7)،نبأنا علي بن مسهر عن الأجلح، عن الشعبي، عن أمّ حكيم بنت عمرو بن سنان [الجدلية] (8)قالت: استأذن الأشعث بن قيس على علي عليه السّلام، فردّه قنبر، فأدمى أنفه فخرج علي فقال: مالك و له يا أشعث، أم و اللّه لو بعبد ثقيف [تمرست، اقشعرت شعيرات

ص: 169


1- كذا بالأصل و ابن العديم، و الظاهر: بضعا.
2- أي الخوف و الفزع.
3- عن ابن العديم و بالأصل «من».
4- في ابن العديم:«علي».
5- بالأصل:«عبد الملك» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 362/5.
6- بالأصل:«زيدة» و الصواب و الضبط عن التبصير.
7- بالأصل «إسماعيل بن...» لفظتان غير مقروءتين، و المثبت:«موسى السهمي» عن بغية الطلب 2058/5.
8- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن بغية الطلب.

استك] (1) قيل له: يا أمير المؤمنين و من عبد ثقيف ؟ قال: غلام يليهم لا يبقي أهل بيت من العرب [يعني: إلاّ ألبسهم] (2) ذلاّ، قيل: كم يملك ؟ قال: عشرين إن بلغ.

أخبرتنا فاطمة المدعوة المباركة ابنة عبد القادر بن أحمد بن الحسين بن السّماك، قالت: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب المعروف ابن قفرجل، أنبأنا جدي أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل بن قفرجل، نبأنا محمّد بن يحيى النديم، نبأنا الغلاّبي، نبأنا العتبي، قال: قال الحجّاج لرجل و أراد أن ينفذه في بعض أموره: أ عندك خير؟ قال: لا و لكن عندي شرّ، قال: إياه أردت و أنفذه فيها، انتهى.

أخبرنا أبو معمر السّلمي - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا أبو علي الجازري، أنبأنا المعافى بن زكريا (3)،نبأنا الحسين بن أحمد الحلبي، نبأنا محمّد بن زكريا، نبأنا عبيد اللّه (4) بن محمّد بن عائشة، حدثني أبي قال: أراد الحجّاج الخروج من البصرة إلى مكة فخطب الناس فقال: يا أهل البصرة إني أريد الخروج إلى مكة و قد استخلفت عليكم محمدا ابني و أوصيته فيكم بخلاف ما أوصى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الأنصار، فإنه أوصى في الأنصار أن يقبل من محسنهم و يتجاوز عن مسيئهم، ألا و إنّي قد أوصيته فيكم أن لا يقبل من محسنكم و لا يتجاوز عن مسيئكم، ألا و إنكم قائلون بعدي كلمة، ليس يمنعكم من إظهارها إلاّ الخوف، ألا و إنكم قائلون: لا أحسن اللّه له الصحابة، و إنّي معجّل لكم الجواب: لا أحسن اللّه عليكم الخلافة، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن (5) بن علي، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد (6)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدثني ابن أبي ذئب، عن إسحاق بن يزيد قال: رأيت أنس بن مالك مختوما في عنقه، ختمه الحجّاج أراد أن يذله بذلك، انتهى، قال محمّد بن عمر: و قد

ص: 170


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي 291/1 و بغية الطلب 2058/5-2059 نقلا عن المعافى، و المستطرف 85/1.
4- في الجليس الصالح: عبد اللّه.
5- بالأصل «الحسين» خطأ، و هو أبو محمد الجوهري انظر ترجمته في سير الأعلام 68/18.
6- كذا، و الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، و هو في بغية الطلب 2055/5 نقلا عن ابن سعد.

فعل ذلك بغير واحد من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يريد أن يذلهم بذلك، و قد مضت العزّة لهم بصحبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا [أبو] عمرو بن مندة (1)،أنبأنا أبو محمّد بن يوة (2)،أنبأنا أبو الحسن، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا أبو سعد بن موسى، نبأنا جعفر، نبأنا جرير، عن سماك بن موسى الضّبّي قال: أمر الحجاج [أن توجأ] (3) عنق أنس بن مالك، و قال: أ تدرون من هذا؟ هذا خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، أ تدرون لم فعلت به هذا؟ قالوا: الأمير أعلم، قال: لأنه سيّئ البلاء في الفتنة الأولى غاشّ الصدر في الآخرة (4).

أخبرنا أبو العز - و مناولة و قرأ عليّ إسناده - نبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (5)،نبأنا أبو القاسم الأنباري، حدثني أبي، نبأنا أحمد بن عبيد، نبأنا هشام بن (6) محمّد بن السّائب الكلبي، عن عوانة بن الحكم الكلبي، قال:

دخل أنس بن مالك على الحجّاج بن يوسف، فلما وقف بين يديه سلّم، فقال: إيه إيه يا أنيس، يوم لك مع علي، و يوم لك مع ابن الزبير، و يوم لك مع ابن الأشعث، و اللّه لأستأصلنّك كما تستأصل الشأفة، و لأدمغنّك كما تدمغ الصّمغة، فقال أنس [إيّاي] (7)يعني الأمير أصلحه اللّه ؟ قال: إيّاك (8) سكّ اللّه سمعك، قال أنس: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و اللّه لو لا الصبية الصّغار ما باليت أي قتلة قتلت، و لا أيّ ميتة متّ ، ثم خرج من عند الحجّاج فكتب إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك فلمّا قرأ عبد الملك كتاب أنس استشاط غضبا و صفّق عجبا و تعاظمه ذلك من الحجّاج.

ص: 171


1- بالأصل: أنبأنا عمر بن مندة.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه.
3- بياض بالأصل، و العبارة المستدركة بين معكوفتين أثبتت عن بغية الطلب لابن العديم 2056/5 و مختصر ابن منظور 219/6.
4- عنى بالفتنة الأولى حصار الخليفة عثمان بن عفّان و مقتله، و بالفتنة الثانية خروج ابن الأشعث عليه.
5- الخبر في الجليس الصالح الكافي 151/3 و ما بعدها، و بغية الطلب 2052/5 و ما بعدها. و مصادر أخرى، انظر حاشية الجليس الصالح.
6- بالأصل «نبأنا» و المثبت عن الجليس الصالح.
7- الزيادة عن الجليس الصالح.
8- الاستكاك: الصمم.

و كان كتاب أنس بن مالك إلى عبد الملك بن مروان:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

إلى عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من أنس بن مالك.

أمّا بعد، فإن الحجّاج قال لي هجرا و أسمعني نكرا و لم أكن لذلك أهلا، فخذ بي على يديه، فإني أمتّ بخدمتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صحبتي إيّاه، و السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته.

فبعث عبد الملك إلى إسماعيل بن عبيد اللّه (1) بن أبي المهاجر و كان مصادقا للحجّاج فقال له: دونك كتابي هذين فخذهما و اركب البريد إلى العراق، فابدأ بأنس بن مالك صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ادفع كتابه إليه و بلغه مني السلام، و قل له: يا أبا حمزة قد كتبت إلى الحجّاج الملعون كتابا إذا رآه و قرأه كان أطوع لك من أمتك.

و كان كتاب عبد الملك إلى أنس بن مالك:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى أنس بن مالك خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمّا بعد.

فقد قرأت كتابك و فهمت ما ذكرت من شكاتك للحجّاج و ما سلّطه عليك و لا أمرته بالإساءة إليك، قال: فإن عاد لمثلها فاكتب إلي بذلك، أنزل به عقوبتي، و تحسن لك معونتي و السّلام.

فلما قرأ أنس بن مالك كتابه و أخبر برسالته قال: جزى اللّه أمير المؤمنين عني خيرا و عافاه و كافأه عني بالجنة، فهذا الذي كان ظني به و الرجاء منه.

فقال إسماعيل بن عبيد اللّه لأنس: يا أبا حمزة إنّ الحجّاج عامل أمير المؤمنين و ليس بك عنه غنى و لا بأهل بيتك و لو جعل لك في جامعة ثم دفع إليك لقدر أن يضر و ينفع فقاربه و داريه، فقال أنس: أفعل إن شاء اللّه، ثم خرج إسماعيل من عنده فدخل على الحجّاج، فلما رآه الحجّاج فقال مرحبا برجل أحبّه، و كنت أحبّ لقاءه، فقال له

ص: 172


1- بالأصل و الجليس الصالح «عبد اللّه» و في بغية الطلب:«عبيد اللّه» و هو الصواب، انظر ترجمته في سير الأعلام 213/5 و قد صوبناه في كل مواضع الخبر.

إسماعيل: و أنا و اللّه قد كنت أحبّ لقاءك في غير ما أتيتك به. قال: و ما أتيتني به ؟ قال:

فارقت أمير المؤمنين و هو أشدّ الناس عليك غضبا و منك بعدا، قال: فاستوى جالسا مرعوبا فرمى إليه إسماعيل بالطومار، فجعل الحجّاج ينظر فيه مرة و يعرق و ينظر في إسماعيل أخرى فلما نقضه قال: قم بنا إلى أبي حمزة نعتذر إليه و نترضاه؛ فقال له إسماعيل: لا تعجل، قال: كيف لا أعجل و قد أتيتني بآبدة (1).

و كان في الطومار: إلى الحجّاج بن يوسف:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجّاج بن يوسف أمّا بعد.

فإنك عبد طمت بك الأمور فسموت فيها، و عدوت طورك و جاوزت قدرك و ركبت داهية أدّا، و أردت أن تبرزني (2)،فإن سوغتكها مضيت قدما، و إن لم أسوغكها رجعت القهقرى، فلعنك اللّه عبدا أخفش (3) العينين، منقوض الجاعرتين (4)،أنسيت مكاسب آبائك بالطائف، و حفرهم الآبار، و نقلهم الصخر (5) على ظهورهم في المناهل، يا ابن المستفرمة (6) بعجم الزبيب، و اللّه لأغمزنّك غمز الليث الثعلب، و الصقر الأرنب، و ثبت على رجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين أظهرنا، فلم تقبل له إحسانه و لم تجاوز له إساءته، جرأة منك على الرب جلّ و عزّ، و استخفافا منك بالعهد، و اللّه لو أن اليهود و النصارى رأت رجلا خدم عزيز بن عزرة، و عيسى بن مريم لعظّمته و شرّفته و أكرمته، فكيف و هذا أنس بن مالك خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خدمه ثمان سنين، يطلعه على سرّه و يشاوره في أمره، ثم هو مع هذا بقية من بقايا أصحابه، فإذا قرأت كتابي هذا، فكن أطوع له من خفّه و نعله، و إلاّ أتاك مني سهم مثكل بحتف قاض و لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (7) انتهى.

ص: 173


1- أي بأمر عظيم ينفر منه و يستوحش (النهاية).
2- في الجليس الصالح و بغية الطلب:«تبورني» أي تختبرني.
3- الخفش: فساد في العين يضعف منه نورها، و تغمض دائما من غير وجع (النهاية).
4- الجاعرتان لحمتان تكتنفان أصل الذنب، و هما في الإنسان في موضع رقمي الحمار (النهاية - اللسان).
5- الجليس الصالح: الصخور.
6- الفرم: تضييق المرأة فرجها بالأشياء العفصة (النهاية).
7- سورة الأنعام، الآية:67.

قال القاضي: قول الحجّاج: سكّ اللّه سمعك، يقال استكت الأذنان، و اصطكت الركبتان. و قوله للحجّاج: يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب: كانت المرأة تستعمل عجم الزبيب لتضيّق قبلها في ما ذكر بعض أهل العلم، و هو حبه، و النوى كله، يقال له عجم واحدته عجمة، قال الأعشى (1):

مقادك بالخيل أرض العدو *** و جذعانها كلقيط العجم

قيل صارت من صلابتها مثل النوى، و قال أبو عبيدة: عجم عجما أي لبك لأنه لوى الفم [فهو] أصلب لأنه ليس بنوى خلّ و لا بنبيذ، فهو أصلب و أملس، و إنما أراد صلابتها و ضمرها. و لقيط : أراد ملقوط ، مثل جريح و مجروح، و يروى كلفيظ (2) العجم أي ملفوظ ملقى، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الكابلي و أبو القائلي (3) و أبو القاسم عبد (4) الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو المطهر شاكر بن نصر بن طاهر البيّع، و أبو غالب الحسن بن محمّد بن عالي بن علوكة الأسدي، قالوا: نبأنا أبو سهل أحمد بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشاب، نبأنا أبو علي الحسن بن محمّد بن دكّة المعدّل، نبأنا عمر بن علي، نبأنا يحيى بن سعيد، حدثني الزبير بن عدي، قال: أتينا أنس بن مالك نشكو إليه الحجّاج فقال: لا يأتي عليكم عام إلاّ و الذي بعده شرّ منه حتّى تلقوا ربكم. سمعت ذلك من نبيّكم صلّى اللّه عليه و سلّم.

كتبت عن أبي نصر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه (الكريبي) (5)-و لم أرزق سماعه منه و هو لي إجازة منه - أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمّد - إملاء - حدثنا عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز القاضي، حدثنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الأجنادي، أنبأنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري، نبأنا عمرو بن شيبة، نبأنا أبو نعيم بن يونس بن أبي إسحاق، عن الصقر، قال: قال الشعبي: و اللّه لئن بقيتم لتمنّون الحجّاج، انتهى.

ص: 174


1- ديوانه ط بيروت ص 198.
2- رسمها بالأصل «كلعط العجم أي ملعوط » إعجام اللفظتين غير مفهوم تقرأ:«كلقيط أي ملقوط » و تقرأ «كلفيظ أي ملفوظ » و المثبت عن الجليس الصالح.
3- كذا رسمها.
4- بالأصل «عبيد الصمد».
5- كذا رسمها بالأصل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح المؤذن، أنبأنا أبو الحسن بن السقاء و أبو محمّد بن بالوية، قالا: أنبأنا أبو العبّاس الأصم، نبأنا العبّاس الدوري، نبأنا الأسود بن عامر، نبأنا سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي - و سمعته منه - قال: يأتي على الناس زمان يصلّون فيه على الحجّاج، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن العدل، أنبأنا أبو محمّد الحسن (1) بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا أحمد بن علي، أنبأنا الأصمعي، قال: قيل للحسن: إنك كنت تقول: الآخر شر، و هذا عمر بن عبد العزيز بعد الحجّاج ؟ فقال الحسن: لا بدّ للناس من متنفسات، انتهى.

أخبرنا أبو بكر بن المزرقي (2)،حدثنا محمّد بن علي بن المهتدي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، نبأنا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري، نبأنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي، قال: سمعت محمّد بن أيّوب الرّقّي، نبأنا ميمون بن مهران قال: بعث الحجّاج إلى الحسن و قد همّ به فلمّا دخل عليه فقام بين يديه قال: يا حجّاج كم بينك و بين آدم من أبّ ؟ قال: كثير، قال: فأين هم ؟ قال: ماتوا، قال: فنكس الحجّاج رأسه و خرج الحسن، انتهى (3).

أنبأنا أبو طالب عبد العزيز [بن] عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر المعمر بن محمّد، قالا: أنبأنا هناد بن إبراهيم بن محمّد النسفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الغنجار، نبأنا خلف بن محمّد، نبأنا أبو بكير محمّد بن سعيد بن عامر العبدي، نبأنا محمّد بن أبي الفياض، نبأنا جابر بن عيسى الخياط أبو سعيد، نبأنا أبو أحمد عيسى بن موسى، عن مخلد بن عمر، عن صالح بن سالم، عن أيّوب بن أبي تميمة: أن الحجّاج بن يوسف أراد قتل الحسن بن أبي الحسن مرارا، فعصمه اللّه منه مرتين، و كان اختفى مرة في بيت علي بن زيد بن جدعان سنتين، و مرة في طاحنة في بيت أبي محمّد البزاز، فعصمه اللّه من شرّه حتى إذا كان يوم من أيّام الصّيف شديد العكة (4) و الرمدة، أرسل إليه نصف النهار فتغفّله في ساعة لم يحسب أن

ص: 175


1- بالأصل «الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
2- بالأصل «المرزقي» و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى المزرقة. قرية، و قد مرّ.
3- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2059/5.
4- كذا. و في مختصر ابن منظور 221/6 «القظة».

يرسل إليه فيها، دخل عليه ستة من الحرس فأخذوه و أتعبوه إتعابا شديدا. قال أيّوب:

و بلغنا ذلك فسعيت أنا و ثابت البناني و زياد النميري و سويد بن حجير الباهلي نحو القصر معنا الكفن و الحنوط لا نشك في قتله فجلسنا بالباب، فخرج علينا و هو يكشر متبسما، فلمّا لحظناه حمدنا اللّه تعالى على سلامته. قال الحسن: العجب و اللّه لهذا العبد، دخلت عليه و هو في مثنية رقيقة متوشح بها ذات علم، في جنبذة (1) من خلاف سقفها الثلج، فهو يقطر عليه، فوجدت القرّ و سلمت عليه و في يده القضيب، فقال: أنت القائل يا حسن ما بلغني عنك ؟ قلت: و ما الذي بلغك عني،[قال:] أنت القائل: اتّخذوا عباد اللّه خولا، و كتاب اللّه دغلا، و مال اللّه دولا، يأخذون من غضب اللّه، و ينفقون في سخط اللّه، و الحساب عند البيدر؟ و اللّه تعالى يقول: وَ إِنْ كٰانَ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنٰا بِهٰا وَ كَفىٰ بِنٰا حٰاسِبِينَ (2) فيكفي بها إحصاء. قال: نعم، أنا القائل ذلك، قال: و لم ؟ قال:

لما أخذ اللّه ميثاق الفقهاء في الأزمنة كلها لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّٰاسِ وَ لاٰ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ (3) الآية. قال: فنكت بالقضيب ساعة و فكر، ثم قال: يا جارية، الغالية.

قال: فخرجت الجارية ذات قصاص (4) معها مدهن من فضة. فقال: أوسعي رأس الشيخ و لحيته ففعلت، ثم قال: يا حسن، إيّاك و السّلطان أنّ تذكرهم إلاّ بخير، فإنهم ظل اللّه في الأرض، من نصحهم اهتدى (5)،و من (6) غشّهم غوى، فقلت: أصلحك اللّه، هكذا بلغني عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«وقّروا السلطان و أجلّوهم، فإنهم عزّ اللّه في الأرض و ظله، من نصحهم اهتدى، و من غشّهم غوى إذا كانوا عدولا» قال الحجّاج: لا و اللّه ما فيه إذا كانوا عدولا، و لكنك زدت يا حسن انصرف إلى أصحابك فنعم المؤدب أنت، انتهى[2924].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، أنبأنا أبو الحسين الفارسي، أنبأنا أبو سليمان بن أحمد بن محمّد الخطابي، قال في حديث الحسن أن الحجّاج أرسل إليه فأدخل عليه فلما خرج من عنده قال: دخلت على أحيول يطرطب شعيرات، فأخرج

ص: 176


1- الجنبذة: القبة (اللسان).
2- سورة الأنبياء، الآية:47.
3- سورة آل عمران، الآية 187.
4- القصاص بالكسر جمع القصّة، و تجمع أيضا على القصص، و هي الخصلة من الشعر (اللسان: قص).
5- بالأصل «اهتداه».
6- بالأصل «من» بدون الواو.

إليّ ، ثيابا قصيرة، قال: ما عرقت بها الأعنة في سبيل اللّه.

حدثناه ابن الزنبقي، نبأنا أبي، نبأنا الهيثم بن صفوان بن هبيرة، نبأنا أبي صفوان، نبأنا العبّاس بن سفيان، نبأنا أبو موسى، عن الحسن، انتهى.

قوله يطرطب شعيرات له: أي ينفخ شفته في شاربه غيظا له أو كبرا، و الأصل في الطرطبة الدّعاء بالضأن و الصّفير لها بالشفتين. قال أبو زيد يقال: طرطبت بالضأن و المعز طرطبة، و رأرأت بها رأرأة و أنشد:

و جال في جحاشه و طرطبا (1)

قال عن أبي زيد: الطّرطبة صوت للحالب بالمعز ليسكنها به قال المغيرة بن حبناء شعرا:

[فإن استك الكوماء عيب و عورة] (2) *** يطرطب فيها ضاعطان و ناكث

و قال أبو سليمان في حديث الحسن أنه ذكر الحجّاج فقال: و هل كان إلاّ حمارا هفافا، يرويه عبد الرزاق عن معمر. قوله: هفافا يريد سريعا طياشا، يقال هفّ الحمار هفيفا إذا أسرع في سيره، و هفّت الريح إذا مرّت مرّا سريعا و ريح هفّافة، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أبو عبدان النهاوندي، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط ، نبأنا معاذ بن معاذ، نبأنا أبو معدان، عن مالك بن دينار قال: شهدت الحسن و سعيد ابني أبي الحسن و سعيد يحضض على الحجّاج فقال الحسن: إن الحجّاج عقوبة سلّطه اللّه تعالى عليكم فلا تستقبلوا عقوبة اللّه بالسّيف، و لكن استقبلوها بالدّعاء و التضرع، انتهى.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا و أبو طالب بن يوسف، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية إجازة، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، حدثنا محمّد بن سعد، نبأنا عمرو بن عاصم، نبأنا سلام بن مسكين، حدثني سليمان بن علي الرّبعي، قال: لما كانت الفتنة، فتنة ابن الأشعث إذ قاتل الحجّاج بن يوسف انطلق عقبة بن عبد الغافر و أبو الحوراء و عبد اللّه بن غالب في نفر من نظرائهم، فدخلوا على

ص: 177


1- الشعر في اللسان «طرطب».
2- صدره زيادة عن اللسان طرطب.

الحسن (1) فقالوا: يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدّم الحرام، و أخذ المال الحرام، و ترك الصّلاة، و فعل و فعل ؟ قال: و ذكروا من أفعال الحجّاج، فقال الحسن:[أرى] (2) أن لا تقاتلوه فإنها إن تكن عقوبة من اللّه فما أنتم برادّي عقوبة اللّه بأسيافكم، و إن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين. فخرجوا من عنده و هم يقولون نطيع هذا العلج! قال: و هم قوم عرب. قال: و خرجوا مع ابن الأشعث قال: فقتلوا جميعا.

فأخبرني مرّة بن نياب أبو المعدّل قال: أتيت على عقبة بن عبد الغافر و هو صريع في الخندق فقال: يا أبا المعدّل لا دنيا و لا آخرة، انتهى.

قال: و أنبأنا عارم (3)[محمد] بن الفضل، نبأنا حمّاد بن زيد، عن أبي التياح (4)، قال شهدت الحسن و سعيد بن أبي الحسن حين أقبل ابن الأشعث و كان الحسن نهى عن الخروج إلى الحجّاج و يأمر بالكف، و سعيد بن أبي الحسن يحضّض، ثم قال سعيد - فيما يقول - فما ظنك بأهل الشام إذا لقيناهم غدا، فقلنا: و اللّه ما خلعنا أمير المؤمنين و لا نريد خلعه، و لكنا نقمنا عليه استعماله الحجّاج فاعزله عنا، فلمّا فرغ سعيد من كلامه، تكلم الحسن فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: يا أيّها الناس، إنه و اللّه ما سلّط اللّه الحجّاج عليكم إلاّ عقوبة و اللّه فلا تعارضوا عقوبة اللّه بالسّيف، و لكن عليكم بالسّكينة و التضرع، و أما ما ذكرت من ظني بأهل الشام فإن ظني بهم أن لو جاءوا فألقمهم الحجّاج دنياه، و لم يحلهم على أمر إلاّ ركبوه، هذا ظني بهم، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا زيد، نبأنا أبو عاصم، حدثني جليس (5) لهشام بن أبي عبد اللّه قال: قال عمر بن عبد العزيز لعنبسة بن سعيد:

أخبرني ببعض ما رأيت من عجائب الحجّاج، فقال له: يا أمير المؤمنين كنا جلوسا عنده

ص: 178


1- بالأصل «الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت و هو الحسن بن أبي الحسن البصري.
2- زيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور 223/6.
3- بالأصل «عزم بن الفضل» خطأ، و لعل الصواب ما أثبت، انظر ترجمة حماد بن زيد في تهذيب التهذيب.
4- بالأصل «أبي الثلاج» خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه يزيد بن حميد أبو التياح الضبعي البصري، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 202/6.
5- مهملة و رسمها غير واضح، و المثبت عن بغية الطلب 2052/5.

ذات ليلة، قال: فأتي برجل فقال: ما أخرجك هذه الساعة و قد قلت لا أجد فيها أحدا إلاّ فعلت به و فعلت و فعلت ؟ قال: أمّا و اللّه لا أكذب أمير المؤمنين، أغمي على أمي منذ ثلاث فكنت عندها، فأفاقت السّاعة فقالت: يا بني مذ كم أنت عندي ؟ فقلت لها: منذ ثلاث، قالت: أعزم عليك الاّ رجعت إلى أهلك فإنهم مغمومين بتخلفك عنهم و كن عندهم الليلة و تعود إليّ غدا، فخرجت [فأخذني] (1) الطائف، فقال: ننهاكم و تعصونا اضربوا عنقه، ثم أتى برجل آخر فقال: ما أخرجك هذه السّاعة قال: و اللّه لا أكذبك لزمني غريم لي على بابه فلمّا كانت السّاعة أغلق بابه دوني و تركني على بابه، فجاءني طائفك فأخذني فقال: اضربوا عنقه فضربت عنقه ثم أوتي بآخر فقال: ما أخرجك هذه السّاعة ؟ قال: كانت معي شربة فشربت فلما سكرت خرجت فأخذني الطائف فذهب عني السكر فزعا، فقال: يا عنبسة ما أراه إلاّ صادقا خلوا سبيله. فقال عمر بن عبد العزيز لعنبسة: فما قلت له شيئا؟ فقال: لا، فقال عمر لآذنه: لا تأذنن لعنبسة علينا إلاّ أن تكون له حاجة، انتهى.

قال: و نبأنا محمّد بن موسى، نبأنا محمّد بن الحارث، عن المدائني قال أتى الحجّاج برجل من الخوارج و هو في خضراء واسط ، فلما مثل بين يديه و نظر إلى بنيانه فقال: أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ، وَ تَتَّخِذُونَ مَصٰانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ، وَ إِذٰا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبّٰارِينَ (2) قال بعض جلسائه: اقتلوه قتله اللّه، فقال الخارجي: جلساء أخيك كانوا خيرا من جلسائك [قال الحجّاج:] (3) أي إخوتي تعني ؟ قال فرعون (4) لموسى حين قالوا لموسى أَرْجِهْ وَ أَخٰاهُ (5)،و قالوا هؤلاء لك: اقتله، قال: فأمر بقتله، فقتل.

انتهى.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن محمّد بن علي، نبأنا محمّد بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن خاقان البيع حينئذ، قال: و حدّثنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن أيّوب، نبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح، قالا: أنبأنا أبو

ص: 179


1- اللفظة قسم منها مطموس بالأصل، فالذي أثبتناه عن ابن العديم.
2- سورة الشعراء، الآية:128 إلى 130.
3- الزيادة بين معكوفتين عن بغية الطلب 2051/5.
4- مطموس بالأصل و المثبت عن ابن العديم.
5- سورة الأعراف، الآية:111.

بكر بن دريد، أنبأنا الحسن يعني ابن الخضر، أنبأنا ابن (1) عائشة قال: أتى الوليد برجل من الخوارج فقيل له: ما تقول في أبي بكر؟ قال: خيرا، قيل فما تقول في عمر؟ قال:

خيرا، قيل: فما تقول في عثمان ؟ قال: خيرا، قيل: فما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك ؟ قال: الآن جاءت المسألة، ما أقول في رجل الحجّاج خطيئة من خطاياه، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، حدثنا زكريا بن يحيى المنقري، أخبرني الأصمعي، نبأنا علي بن سالم (2) الباهلي، قال: أتى الحجّاج بن يوسف بامرأة من الخوارج فجعل يكلّمها و لا تكلّمه معرضة عنه، فقال بعض الشرط : الأمير يكلمك و أنت معرضة [عنه] فقالت: إني أستحي أن انظر إلى من (3) لا ينظر اللّه إليه فأمر بها فقتلت، انتهى (4).

أخبرنا أبو العز بن كادش،- إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده-[قال: أخبرنا أبو علي الجازري] (5) أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (6) أنبأ ابن دريد، نبأنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، و ذكره (7) أبو حاتم عن العتبي أيضا قال: كانت امرأة من الخوارج من الأزد يقال لها فراشة (8)،و كانت ذات نبه (9) في رأي الخوارج تجهز أصحاب البصائر منهم، و كان الحجّاج يطلبها طلبا شديدا فأغوته (10) و لم يظهر بها، و كان يدعو اللّه أن يمكنه من فراشة أو من بعض من جهّزته، فمكث ما شاء اللّه ثم جيء برجل، فقيل له: هذا ممن جهّزته فراشة، فخرّ ساجدا ثم رفع رأسه فقال له: يا عدوّ اللّه، قال: أنت أولى بها يا

ص: 180


1- بالأصل «أبو» و المثبت عن مختصر ابن منظور 224/6.
2- في مختصر ابن منظور:«مسلم» و في بغية الطلب:«سلم».
3- بالأصل «ما» بدل «من لا» و المثبت عن بغية الطلب.
4- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2051/5.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب 2049/5.
6- الخبر في الجليس الصالح الكافي 434/1-436 و بغية الطلب 2049/5-2051 نقلا عن المعافى.
7- عن الجليس الصالح و بالأصل: و ذكر.
8- بالأصل «فرشة» و المثبت عن الجليس الصالح.
9- مهملة بالأصل، و المثبت عن الجليس الصالح، و في بغية الطلب:«نية».
10- في الجليس الصالح: فأعوزته فلم يظفر بها.

حجّاج، قال: أين فراشة ؟ قال: مرّت تطير منذ ثلاث. قال أين تطير؟ قال: تطير بين السّماء و الأرض، قال: أ عن تلك سألتك عليك لعنة اللّه، قال: عن تلك أخبرتك عليك غضب اللّه [قال:] سألتك عن المرأة التي جهّزتك و أصحابك، قال: و ما تصنع بها؟ قال: دلنا عليها قال: تصنع بها ما ذا؟ قال: أضرب عنقها، قال: قاتلك يا حجّاج ما أجهلك تريد أن أدلّك و أنت عدو اللّه على من هو ولي اللّه قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَ مٰا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (1) قال: فما رأيك في أمير المؤمنين عبد الملك ؟ قال: على ذاك الفاسق لعنة اللّه و لعنة اللاعنين، قال: و لم لا أمّ لك ؟ قال: إنه أخطأ خطيئة طبقت ما بين السّماء و الأرض، قال: و ما هي ؟ قال: استعماله إيّاك على رقاب المسلمين، قال الحجّاج فما رأيكم فيه ؟ قالوا: نرى أن نقتله قتلة لم يقتل مثلها أحد، قال: ويلك يا حجّاج جلساء أخيك كانوا خيرا من جلسائك. قال: و أي إخوتي تريد؟ قال: فرعون حين شاور في موسى، فقالوا: أَرْجِهْ وَ أَخٰاهُ (2) و أشار عليك هؤلاء بقتلي قال: فهل حفظت القرآن ؟ قال: و هل خشيت فراره فأحفظه، قال: هل جمعت القرآن ؟ قال: ما كان متفرقا فأجمعه، قال: أقرأته ظاهرا؟ قال: معاذ اللّه بل قرأته و أنا [انظر] (3) إليه. قال: فكيف تراك تلقى اللّه إن قتلتك ؟ قال: ألقاه بعملي و تلقاه بدمي. قال: إذا أعجلك إلى النار.

قال: لو علمت أن ذاك إليك أحسنت عبادتك، و اتقيت عذابك، و لم أبغ خلافك و مناقضتك، قال: إني قاتلك ؟ قال: إذا أخاصمك لأن الحكم يومئذ إلى غيرك، قال:

نقمعك عن الكلام السيئ، يا حرسي اضرب عنقه، و أومأ إلى السّيّاف ألاّ تقتله، فجعل يأتيه من بين يديه، و من خلفه، و يروّعه بالسّيف، فلما طال ذلك عليه رشح جسده و جبينه، قال: جزعت من الموت يا عدو اللّه، قال: لا يا فاسق و لكن أبطأت عليّ بما لي فيه راحة، قال: يا حرسي أعظم جرحه، فلمّا حسّ بالسّيف قال: لا إله إلاّ اللّه، و اللّه لقد أتمها و رأسه في الأرض انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا عبد الوهّاب بن محمد، أنبأنا الحسن بن محمّد المديني، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، نبأنا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدثني

ص: 181


1- سورة الأنعام، الآية:59.
2- سورة الأعراف، الآية:111.
3- الزيادة عن الجليس الصالح.

الحسين بن علي، عن محمّد بن كناسة قال: كان الحجّاج يعسّ بالليل فأخذ سكرانا فقال: لأفعلنّ بك و لأفعلن، فقال السّكران شعرا (1)(2):

أسد عليّ و العدو نعامة *** و غدا يتقي من صفير الصّافر

هلاّ برزت إلى غزالة بالضحى *** أم كان قلبك في جوانح طائر

صرعت غزالة قلبه بعوارتين *** غادري شرطيّه كأمس الدائر

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، نبأنا أحمد بن مروان، نبأنا محمّد بن علي، نبأنا الهيثم بن جميل، عن يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، قال (3):كان حطيط (4) صوّاما قوّاما يختم في كل يوم و ليلة ختمة، و يخرج من البصرة ماشيا حافيا إلى مكة في كل سنة، فوجّه الحجّاج في طلبه،[فأتي به الحجّاج] (5) فقال له: إيها، قال: قل فإني قد عاهدت اللّه تعالى لئن سئلت لأصدقن، و لئن ابتليت لأصبرن، و لئن عوقبت لأشكرن، و لأحمدن اللّه تعالى على ذلك. قال: فما تقول فيّ ؟ قال: أنت عدوّ اللّه تقتل على الظنة، قال: فما قولك في أمير المؤمنين ؟ قال: أنت شرر من شرره و هو أعظم جرما منك قال: خذوا ففظعوا عليه العذاب ففعلوا، قال: فلم يقل حسا و لا بسا فأتوه فأخبروه فأمر بالقصب فشق ثم شد عليه فصبّ عليه الخلّ و الملح، و جعل يستل قصبة قصبة فلم يقل حسا و لا بسا، فأتوه فأخبروه. فقال: أخرجوه إلى السّوق فاضربوا عنقه. قال جعفر: فأنا رأيته حين أخرج، فأتاه صاحب له فقال: أ لك حاجة ؟ قال: شربة من ماء، فأتاه بماء فشرب ثم ضرب عنقه، و كان ابن ثمان عشرة سنة، انتهى.

قرأنا على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا الفضل بن دكين، أنبأنا معاوية بن عمّار الدهني، عن عبد الملك بن عمير، قال: قال سعيد بن جبير: لقد رأيته يزاحمني عند ابن عياش يعني الحجّاج، انتهى.

ص: 182


1- بعدها كتب: هكذا في الأصل.
2- الأبيات في الفتوح لابن الأعثم 90/7 لأحد الخوارج، و انظر البداية و النهاية 26/9.
3- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2048/5 و مختصر ابن منظور 225/6.
4- لم نقف عليه لنضبطه و نعرف به.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و كتبت بخط مغاير فوق السطر.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد و عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة (1) قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا ابن أبي خيثمة، نبأنا عبد الوهّاب بن نجدة، نبأنا عتاب بن بشير، عن سالم الأفطس، قال (2):أتى الحجّاج بسعيد بن جبير و قد وضع رجله في الركاب فقال: لا أستوي على دابّتي حتى تبوّأ مقعدك من النار، فأمر به فضربت عنقه.

قال: فما برح حتى خولط (3) قال: قيودنا قيودنا فأمر برجليه فقطعتا، ثم انتزعت القيود منه.

قال عتاب: و قال علي بن بذيمة: ختم الدنيا بقتل سعيد بن جبير و فتح الآخرة بقتل ما هان (4) و أخبرني غير علي: أن الحجّاج كان يفزع بسعيد، انتهى.

قال: و نبأنا ابن أبي خيثمة، نبأنا أبو ظفر، نبأنا جعفر بن سليمان قال بسطام بن مسلم، عن قتادة، قال: قيل لسعيد بن جبير خرجت على الحجّاج ؟ قال: إي و اللّه ما خرجت عليه حتى كفر، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن (5) بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان قال: و أنشد ابن قتيبة لرجل في الحجّاج بن يوسف:

كأن فؤادي بين أظفار طائر *** من الخوف في جو السّماء محلّق

حذار أمري قد كنت أعلم أنّه متى *** ما يعد من نفسه الشر يصدق (6)

قال: و حدثنا أحمد، حدثنا يوسف بن عبد اللّه، نبأنا أبو زيد، نبأنا حلبس قال:

قيل لأعرابي - أراد الحجّاج قتله - اشهد على نفسك بالجنون، قال:

لا أكذب على ربي و قد *** عافاني فأقول قد بلاني (7)

انتهى.

ص: 183


1- إعجامها بالأصل مضطرب، و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير 429/1.
2- الخبر في بغية الطلب 2048/5-2049.
3- يعني الحجاج.
4- كذا بالأصل و بغية الطلب و مختصر ابن منظور، و سكتا عنه، و لم أعرفه.
5- بالأصل «الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، و قد مرّ.
6- الخبر و الشعر في بغية الطلب 2061/5.
7- الخبر و الشعر في بغية الطلب 2045/5.

قال: و نبأنا أحمد بن إسماعيل بن يونس، نبأنا الرياشي، عن الأصمعي، عن بشر بن بشران (1):أن رجلا هرب من الحجّاج فمر بساباط فيه كلب بين حبين يقطر عليه ماؤهما فقال: يا ليتني كنت مثل هذا الكلب، فما لبث أن مرّ بالكلب في عنقه حبل، فسأل عنه، فقالوا: جاء كتاب الحجّاج بقتل الكلاب، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح الكروخي (2)،أنبأنا أبو عامر الأزدي، و أبو نصر الترياقي (3)، و أبو بكر الغورجي (4)،قالوا: أنبأنا أبو محمّد الخراقي (5)،أنبأنا أبو العبّاس، أنبأنا أبو عيسى الترمذي، نبأنا أبو داود سليمان بن سليم (6) البجلي، نبأنا نضر بن إسماعيل (7)، عن هشام بن حسّان قال: أحصوا ما قتل الحجّاج صبرا مائة ألف و عشرين ألفا، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، نبأنا عبيد اللّه السّكري، نبأنا زكريا بن يحيى المقرئ (8)،أنبأنا الأصمعي، أنبأنا أبو عاصم، عن عباد بن كثير، عن قحذم، قال: أطلق سليمان بن عبد الملك في غداة: إحدى و ثمانين ألف أسير (9)و أمرهم أن يبيتوا أو يلحقوا بأهلهم و عرضت السّجون بعد الحجّاج فوجدوا فيها ثلاثة و ثلاثين ألفا، لم يجب على أحد منهم قطع و لا صلب، و كان فيمن حبس أعرابي أخذ يقول في أهل ربض مدينة واسط ، فكان فيمن أطلق فأنشأ يقول:

إذا نحن جاوزنا مدينة واسط *** خرينا و صلّينا بغير حساب

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (10) البنّا، قالا: أنبأنا أبو الغنائم بن

ص: 184


1- في بغية الطلب: مبشر بن بشر.
2- في بغية الطلب 2044/5 «الكروجي» خطأ، و هو عبد الملك بن عبد اللّه بن أبي سهيل بن القاسم، أبو الفتح، ترجمته في سير الأعلام 273/20.
3- بالأصل «البرقاني» و المثبت عن بغية الطلب، و ذكره في سير الأعلام و اسمه: عبد العزيز بن محمد بن علي بن إبراهيم بن ثمامة(6/19).
4- مهملة بالأصل، و المثبت عن سير الأعلام ترجمته 7/19 و اسمه أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل.
5- في بغية الطلب: الجراحي.
6- في بغية الطلب: سلم البلخي.
7- بغية الطلب: النضر بن شميل.
8- بغية الطلب 2044/5 المنقري.
9- بالأصل «أسيرا».
10- بالأصل «أنبأنا» خطأ و الصواب ما أثبت.

الدّجاجي، أنبأنا إسماعيل بن سعيد بن سويد، نبأنا الحسين بن القاسم الكوكبي، نبأنا أحمد بن أبي خيثمة، نبأنا محمّد بن زياد بن الأعرابي، قال (1):قال الهيثم بن عديّ :

مات الحجّاج بن يوسف و في سجنه ثمانون ألفا محبوسون منهم ثلاثون ألف امرأة، فوجد في قصّة رجل بال في الرحبة و خري في المسجد فقال أعرابي:

إذا نحن جاوزنا مدينة واسط *** خرينا و صلّينا بغير حساب

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نبأنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا سليمان بن أبي شيخ، نبأنا صالح بن سليمان، قال: قال زياد بن الرّبيع الحارثي لأهل السجن يموت الحجّاج في مرضه هذا في ليلة كذا و كذا، فلما كان تلك الليلة لم ينم أهل السّجن فرحا، جلسوا ينتظرون حتى سمعوا الدّاعية، و ذلك ليلة سبع و عشرين من شهر رمضان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنبأنا أبو طاهر الزينبي، نبأنا عبد اللّه (2) السّكري، نبأنا زكريا بن يحيى المنقري، نبأنا الأصمعي، نبأنا أبو عاصم النبيل، عن عبّاد بن كثير، عن قحذم قال:

جبى عمر بن الخطاب بالعراق مائة ألف ألف، و تسعة و كذا ألف ألف، و جباها عمر بن عبد العزيز مائة ألف، و أربعة و عشرين ألف ألف، و جباها الحجّاج ثمانية عشر ألف ألف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد الضّرّاب، أنبأنا أبو بكر المالكي، أنبأنا ابن أبي الدنيا و إبراهيم الحربي، عن سليمان بن أبي شيخ، نبأنا صالح بن سليمان، قال (3):قال عمر بن عبد العزيز لو تخابثت الأمم و جئنا بالحجّاج لغلبناهم، و ما كان يصلح لدنيا و لا لآخرة، لقد ولي العراق، و هو أوفر ما تكون العمارة فأخسّ به حتى صيّره إلى أربعين ألف ألف، و لقد أدّى إليّ في عامي هذا ثمانون ألف ألف و إن بقيت إلى قابل رجوت أن يؤدي إليّ ما يؤدي إلى عمر بن الخطاب

ص: 185


1- الخبر في بغية الطلب 2044/5.
2- كذا، و مرّ قريبا عبيد اللّه.
3- الخبر في بغية الطلب 2043/5-2044.

رضي اللّه تعالى عنه مائة ألف ألف ألف (1) و عشرة ألف ألف، انتهى.

أخبرنا أبو الفرج (2) سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور بن الحسين (3) الكاتب، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو عروبة، نبأنا يحيى بن عثمان، نبأنا مسهر، عن هشام بن يحيى الغسّاني، عن أبيه قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها و جئنا بأبي محمّد لفتنّاهم، فقال رجل من آل أبي معيط : لا تقل ذلك، فو اللّه إن وطّأ لكم هذا الأمر الذي أصبحتم فيه غرّة، فقال عمر: أ تحب أن يدخلك اللّه مدخل الحجّاج ؟ قال: إي و اللّه، إني لأحبّ أن يدخلني اللّه مدخلا و لا يدخلني مدخلك. فقال عمر: أمنوا اللّهمّ أدخله مدخل الحجّاج.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نبأنا الحسين بن الحسن بن أيّوب، أنبأنا أبو حاتم الرازي، نبأنا عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، نبأنا هشام بن يحيى الغسّاني، قال: قال عمر بن عبد العزيز، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو الدحداح، نبأنا أحمد بن عبد الواحد بن عبود، نبأنا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، قال: قال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمة بخبيثها و جاءت و جئنا بالحجّاج لغلبناهم.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا الحسين بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر [نبأنا] عبد اللّه بن محمّد، نبأنا علي بن مسلّم، نبأنا سيار بن حاتم، نبأنا جعفر بن سليمان، نبأنا مالك بن دينار، قال: كان إذا صلّينا خلف الحجّاج فإنا نلتفت ما بقي علينا من الشمس ؟ فيقول: إلام تلفتون أعمى اللّه أبصاركم، إنّا لا نسجد لشمس و لا لقمر و لا لحجر و لا لوثن، انتهى.

أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأنا منصور، حدثنا أبو بكر بن المقرئ، نبأنا أبو عروبة بن عمر، نبأنا عمرو بن عثمان، نبأنا أبي قال: سمعت جدي قال: كتب

ص: 186


1- في بغية الطلب و مختصر ابن منظور: مائة ألف ألف.
2- بالأصل «أبو القاسم» و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 423/7) و سيرد قريبا.
3- بالأصل «الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد الكاتب. ورد مرارا في المطبوعة 423/7 (انظر الفهرس) و انظر ترجمته في سير الأعلام 152/18.

عمر بن عبد العزيز إلى عديّ بن أرطأة: بلغني أنك تستنّ بسنن الحجّاج، فلا تستنّ بسنته، فإنه كان يصلّي الصّلاة لغير وقتها، و يأخذ الزكاة من غير حقّها، و كان لما سوى ذلك أضيع.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نبأنا يعقوب بن سفيان (1)،نبأنا سعيد بن أسد، نبأنا ضمرة، عن الريّان بن مسلم قال: بعث عمر بن عبد العزيز بآل أبي عقيل أهل بيت الحجّاج إلى صاحب اليمن و كتب إليه: أمّا بعد فإني قد بعثت بآل أبي عقيل، و هم شر بيت في العرب، ففرّقهم في عملك على قدر هوانهم على اللّه تعالى و علينا، و عليك السّلام. و إنما نفاهم، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا عبد اللّه الزهري، نبأنا أحمد بن عبد اللّه، نبأنا واصل بن عبد الأعلى فأتوه فسألوه فقال: تسألوني عن الشيخ الكافر.

قال: و أنبأنا أحمد، أنبأنا واصل، نبأنا عمّار بن أبي مالك، عن أبيه، عن الأجلح، قال: اختلفت أنا و عمر بن قيس الماصر في الحجّاج فقلت أنا: الحجّاج كافر، و قال عمر: الحجّاج مؤمن ضالّ قال: فأتينا الشعبي فقلت يا أبا عمرو، إني قلت:

إن الحجّاج كافر [و قال عمر: الحجّاج مؤمن ضالّ . قال: فقال الشعبي: يا عمر شمرت ثيابك، و حللت إزارك] (2) و قلت إن الحجّاج مؤمن ضالّ ، قال: فقال: و كيف يجتمع في رجل إيمان و ضلال ؟ الحجّاج مؤمن بالجبت و الطاغوت كافر باللّه العظيم، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر الدحداح، أنبأنا أحمد بن عبد الواحد، نبأنا محمّد بن بشر، عن الأوزاعي، قال: سمعت القاسم بن مخيمرة يقول: كان الحجّاج ينقض عرى الإسلام، و ذكر حكاية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 187


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 618/1 و في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 124 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 90.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 228/6.

أنبأنا أحمد بن يعقوب الثقفي، نبأنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نبأنا أحمد بن عمران الأخنسي، أنبأنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، قال: ما بقيت للّه تعالى حرمة إلاّ و قد انتهكها الحجّاج، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، نبأنا محمّد بن يونس، نبأنا أبو أحمد، عن القاسم بن حبيب [عن العيزار بن جرول] (1) قال: خرجت مع زاذان إلى الجبّان (2)يوم العيد فصلّى و ستور الحجّاج ترفعها الرياح، فقال: هذا و اللّه المفلس، فقلت له:

تقول مثل هذا و له مثل هذا؟ فقال: هذا المفلس من دينه، انتهى.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، نبأنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا قبيصة بن عقبة، نبأنا سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: عجبت لإخوتنا (3) من أهل العراق يسمّون الحجّاج مؤمنا، انتهى.

قال: و نبأنا ابن سعد، نبأنا الفضل بن دكين، نبأنا سفيان، عن رجل قال: قال أبو وائل: اللّهمّ اطعم الحجّاج طعاما من ضريع لا يسمن و لا يغني من جوع، إن كان أحب إليك قيل له: يا أبا وائل أ شككت ؟ قال: لم أشك و لكني لم اسم، انتهى.

أخبرنا قال: و أنبأنا [ابن] سعد، أنبأنا قبيصة بن عقبة، نبأنا سفيان بن عون قال:

ذهب بي رجل إلى أبي وائل فقال: يا أبا وائل أي شيء نشهد على الحجّاج قال:

أ تأمرونني أن أحكم على اللّه، انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، نبأنا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نبأنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: ذكرت لابراهيم لعن الحجّاج أو بعض الجبابرة فقال: أ ليس اللّه يقول أَلاٰ لَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَى الظّٰالِمِينَ (4)انتهى.

ص: 188


1- ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب لابن العديم 2043/5.
2- ناحية من أعمال الأهواز (معجم البلدان).
3- في مختصر ابن منظور 229/6 لإخواننا.
4- سورة هود، الآية:18.

قال: و أنبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا الفضل بن دكين، نبأنا سفيان، عن زيد شيخ يكون في محارب قال: سمعت إبراهيم يسبّ الحجّاج، انتهى.

قال: و أنبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نبأنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، قال: كفى به عمى أن يعمى الرجل عن أمر الحجّاج.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، أنبأنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، نبأنا عبد اللّه بن إدريس الخولاني، نبأنا سعيد، نبأنا منصور، قال: سألنا إبراهيم النخعي عن الحجّاج فقال: أ لم يقل اللّه: أَلاٰ لَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَى الظّٰالِمِينَ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن ماسي، نبأنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، حدثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري - قال ابن عون: حدثنيه - قال (1):دخلت أنا و مسلم البطين على أبي وائل فقلنا لجارية له يقال لها بريرة: قولي لأبي وائل يحدثنا ما سمع من عبد اللّه بن مسعود فقالت: يا أبا وائل حدّث القوم ما سمعت من ابن مسعود قال: سمعت ابن مسعود يقول: يا أيّها الناس إنكم مجمعون (2)في صعيد واحد يسمعكم الداعي و ينفذكم البصير، ألا و أن الشقي من شقي في بطن أمّه، و السّعيد من وعظ بغيره، فقلنا لها: قولي له بما تشهد على الحجّاج ؟ قالت: يا أبا وائل بما تشهد على الحجّاج، تشهد أنه في النار؟ فقال: سبحان اللّه أحكم على اللّه عزّ و جل، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد قال:

أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، أنبأنا عبد الواحد بن علي اللحياني، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن عيسى الورّاق، نبأنا محمّد بن علي الجوزجاني، نبأنا هدبة، نبأنا سلام بن أبي مطيع قال: لأنا أرجى للحجّاج بن يوسف مني لعمرو بن عبيد، إن الحجّاج بن يوسف إنما قتل الناس على الدّنيا، و أن عمرو (3)بن عبيد [أحدث

ص: 189


1- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2089/5.
2- ابن العديم: مجموعون.
3- بالأصل «عمر» خطأ.

بدعة] (1)فقتل الناس بعضهم بعضا، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسن النهاوندي، نبأنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشقر (2)،نبأنا محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل البخاري، حدثني محمّد بن محبوب، نبأنا عبد الواحد، نبأنا الزبرقان بن عبد اللّه الأسدي قال: سبيت الحجّاج عند أبي وائل قال: لا تسبّه لعله قال يوما اللّهمّ ارحمني فرحمه، إيّاك و مجالسة من يقول أ رأيت أ رأيت. انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نبأنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نبأنا أبو يحيى الرّازي، نبأنا هنّاد بن السّري، نبأنا عبدة، عن الزبرقان، قال: كنت عند أبي وائل فجعلت أسبّ الحجّاج و أذكر مساوئه فقال: لا تسبه و ما يدريك لعلّه قال: اللّهمّ اغفر لي فغفر له، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبدان بن رزين بن محمّد المقرئ، نبأنا نصر (3)بن إبراهيم المقدسي، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسين، أنبأنا الحسين بن محمّد بن عبيد، حدثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نبأنا أبي، نبأنا أبو أسامة، نبأنا عوف قال: ذكر الحجّاج عند ابن سيرين قال: مسكين أبو محمّد إن يعذبه اللّه عزّ و جلّ فبذنبه و إن يغفر له فهنيئا، و إن يلق (4)اللّه عزّ و جلّ بقلب سليم فقد أصاب الذنوب من هو خير منه. قال:

فقلت لمحمّد بن سيرين قال: ما القلب السّليم ؟ قال: أن تعلم أن اللّه عزّ و جلّ حق، و أن السّاعة حقّ قائمة، و أن اللّه تعالى يبعث من في القبور، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد الصريفيني (5)،أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، أنبأنا أبو القاسم البغوي، نبأنا أبو سعيد، نبأنا أبو أسامة قال: قال رجل لسفيان اشهد على الحجّاج و على أبي مسلم أنهما في النار قال: إلاّ إذا أقرّا بالتوحيد، انتهى.

ص: 190


1- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 229/6.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب «الأشقر» انظر ترجمته في سير الأعلام 303/14.
3- بالأصل:«أبو نصر» خطأ و الصواب ما أثبت و كنيته أبو الفتح، انظر ترجمته في سير الأعلام 136/19.
4- بالأصل «يلقى».
5- بالأصل «الصيرفيني» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا الحسين بن الجنيد، نبأنا شعيب بن حرب، نبأنا علي بن مسعدة، نبأنا رباح بن عبيدة، قال: كنت [عند] (1)عمر بن عبد العزيز، فذكر الحجّاج فشتمته و وقعت فيه، قال: فنهاني عمر و قال: مهلا يا رباح، فإنه بلغني أن الرجل يظلم بالمظلمة، فلا يزال المظلوم يشتم الظّالم و ينتقصه، حتى يستوفي حقّه و يكون للظالم الفضل عليه، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم الدّلاّل، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، أنبأنا حنبل بن إسحاق، أنبأنا أبو نعيم، نبأنا علي بن عابس، حدثني منذر بن أبي طريقة، قال: غدوت في زمن الحجّاج (2)يوم الجمعة تسعين رجلا، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو الأصبهاني، أنبأنا الحسن بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، نبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن قريب، نبأنا عمير قال: زعموا أن الحجّاج بن يوسف مات و لم يترك إلاّ ثلاثمائة درهم و مصحفا و سيفا و سرجا و رحلا و مائة درع موقوفة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، نبأنا عبيد اللّه بن عبيد اللّه السّكري، أنبأنا زكريا بن يحيى المنقري، نبأنا الأصمعي، نبأنا سلمة بن بلال، قال:

قال الحجّاج بن يوسف (السد) (3)يريد الآخرة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو محمّد بن زبر، حدثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، نبأنا الأصمعي، نبأنا جرير بن الخطاب العدوي، قال: رأيت الحجّاج بن يوسف في سكة

ص: 191


1- الزيادة عن مختصر ابن منظور 229/6.
2- بعدها بالأصل «كلمة أو كلمتان لم نستطع أن نحدد» مطموس.
3- كذا رسمها بالأصل.

المربد عليه قطيفة خضراء في رحالة يأتي الجمعة، و قد كاد يهلك يعني من شدة العلة، انتهى.

قال: و أنبأنا أبو محمّد بن زبر، نبأنا محمّد بن الحسين بن موسى، قال: سمعت الأصمعي يقول: ما كان أعجب الحجّاج ما ترك إلاّ ثلاثمائة درهم، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو الأصبهاني، أنبأنا الحسن بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، نبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن قريب نبأنا عمي قال: زعموا أن الحجّاج بن يوسف مات و لم يترك إلاّ ثلاثمائة درهم و مصحفا و سيفا و سرجا و رحلا و مائة درع موقوفة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا أبو محمّد بن الضّرّاب، أنبأنا أبو بكر [أحمد] بن مروان المالكي، أنبأنا أبو سعيد الأزدي يعني الحسن بن الحسين اليشكري، نبأنا الرّياشي، نبأنا عيّاش الأزرق عن السري بن يحيى قال: مرّ الحجّاج في يوم جمعة فسمع استغاثة فقال: ما هذا؟ فقيل له: أهل السجون يقولون قتلنا الحرّ قال: قولوا لهم: اِخْسَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تُكَلِّمُونِ (1)قال: فما عاش بعد ذلك إلاّ أقلّ من جمعة حتى مات.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو محمد بن زبر، نبأنا عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد أحمد، أنبأنا أحمد بن معاوية، نبأنا الأصمعي، قال: ولي الحجّاج العراق عشرين سنة، صار إليها في سنة خمس و سبعين، و كانت ولايته (2)أيام عبد الملك إحدى عشرة (3)سنة و في أيّام الوليد تسع سنين، و بنى واسط في سنتين، و فرغ منها في السنة التي مات فيها عبد الملك سنة ستّ (4)و ثمانين، و كان الحجّاج لما احتضر استخلف يزيد بن أبي كبشة على الصّلاة و الحرب، و مات الوليد بعد الحجّاج بتسعة أشهر، انتهى.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، ثم حدثني أبو إسحاق الخشوعي عنه، أنبأنا

ص: 192


1- سورة المؤمنون، الآية:108.
2- بالأصل: ولاية.
3- بالأصل «عشر».
4- بالأصل «ستة».

مشرف بن علي بن الخضر - إجازة - أنبأنا أبو حازم محمّد بن الحسين بن الفراء، قال:

قرأت على عبد الرّحمن بن عمر المعدل - بمصر - نبأنا أحمد بن سعيد بن فرضح الإخميمي نبأنا محمّد بن سليمان المنقري، نبأنا مسلم بن إبراهيم، نبأنا الصّلت بن دينار قال: مرض الحجّاج فرجف به أهل الكوفة، فلما تماثل من علّته صعد المنبر و هو يتثنى على أعواده فقال: يا أهل الشقاق و النفاق و المراق، نفخ الشيطان في مناخركم فقلتم مات الحجّاج مات الحجّاج، فمه، و اللّه ما أرجو الخير كله إلاّ بعد الموت، ما رضي اللّه الخلود لأحد من خلقه إلاّ لأهونهم عليه إبليس، و قد قال العبد الصالح سليمان بن داود عليهما السلام: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ (1)فكان ذلك ثم اضمحلّ ، فكأن لم يكن يأتيها الرجل، و كلكم ذلك الرّجل، و كأني بكلّ حي و ميت، و بكلّ رطب و يابس، و بكلّ امرئ في ثياب طهوره إلى بيت حفرته فخدّ له في الأرض خمسة أذرع طولا في ذراعين عرضا، فأكلت الأرض من لحمه، و مصّت من صديده و دمه، و انقلع الحبيبان يقاسم أحدهما صاحبه من ماله، أمّا إنّ الذين يعلمون يعملون ما أقول و السّلام، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا أبو سعيد (2)الأزدي يعني الحسن بن الحسين السكري قال: سمعت الزيادي أبا إسحاق يقول: سمعت الأصمعي يقول: أرجف الناس بموت الحجّاج فخطب فقال: إن طائفة من أهل العراق و أهل الشقاق و النفاق، نزع الشيطان بينهم، فقالوا: مات الحجّاج، و مات الحجّاج، فمه ؟ و هل يرجو الحجّاج الخير إلاّ بعد الموت، و اللّه ما يسرّني إلاّ أموت و إنّ لي الدنيا و ما فيها، و ما رأيت اللّه رضي التخليد إلاّ لأهون خلقه عليه إبليس حيث قال: فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (3)فانظره إلى يوم الدين، و لقد دعا اللّه تعالى العبد الصّالح فقال: هَبْ [لِي] مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فأعطاه ذلك إلاّ البقاء، فما عسى أن يكون أيّها الرّجل و كلكم ذلك الرّجل كأنّي و اللّه بكلّ حيّ منكم ميتا، و بكل رطب يابسا، ثم نقل في ثياب

ص: 193


1- سورة ص، الآية:35.
2- بالأصل «أبو سعد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 126/13.
3- سورة الأعراف، الآية:15.

أكفانه إلى ثلاثة أذرع طولا في ذراع عرضا، فأكلت الأرض لحمه و مصّت صديده و انصرف الحبيب من ولده يقسم ماله، إن الذين يعقلون و يعقلون ما أقول. ثم نزل، انتهى (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو علي بن أبي نصر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، نبأنا محمّد بن جعفر بن ملاس، نبأنا ربيعة بن الحارث الحمصي، نبأنا سليمان بن سلمة، نبأنا أحمد (2) بن حمير، نبأنا عبد الملك، نبأنا الأحوص بن حكيم الفارسي (3)،عن أبيه، عن جده قال: حضرت (4)نزيع الحجّاج بن يوسف، فلما حضره الموت جعل يقول: ما لي و لك يا سعيد بن جبير، ما لي و لك يا سعيد بن جبير، ما لي و لك يا سعيد بن جبير، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الأصبهاني، نبأنا محمّد بن علي، نبأنا أبو العبّاس بن قتيبة، نبأنا إبراهيم بن هشام، حدثني أبي عن جدي، قال: قال عمر: ما حسدت الحجّاج عدو اللّه على شيء حسدي إياه على حبّه القرآن، و إعطائه أهله، و قوله حين حضرته الوفاة: اللّهمّ اغفر لي، فإن الناس يزعمون أنّك لا تفعل، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنبأنا علي بن الجعد، أخبرني عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة الماجشون، عن محمّد بن المنكدر، قال: كان عمر بن عبد العزيز يبغض الحجّاج فنقس عليه بكلمة قالها عند الموت: اللّهمّ اغفر لي فإنهم زعموا أنّك لا تفعل.

قال: و حدّثني بعض أهل العلم قال: قيل للحسن إن الحجّاج قال عند الموت كذا و كذا قال: أقالها؟ قالوا: نعم، قال: عسى انتهى.

و ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نبأنا أبو العبّاس المبرّد، نبأنا الرياشي، عن الأصمعي قال: لما حضرت الحجّاج الوفاة أنشأ يقول:

ص: 194


1- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2080/5.
2- في بغية الطلب 2091/5 محمد بن حمير.
3- ابن العديم: العبسي.
4- عن ابن العديم و بالأصل «حضر».

يا ربّ قد خلف الأعداء و اجتهدوا *** بأنّني رجل من ساكني النّار

أ يحلفون على عمياء ويحهم *** ما علمهم بكثير العفو غفّار

و أخبر بذلك الحسن فقال: تاللّه نجا فيهما.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن الحسين السّراج، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي - بمكة - أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن لال الهمذاني، أنبأنا يونس، أنبأنا أوس بن أحمد، حدثنا محمّد بن إسحاق السّراج، نبأنا ابن أبي الدنيا، نبأنا أحمد بن عبد اللّه، قال: لما مات الحجّاج بن يوسف لم يعلم بموته حتى أشرفت جارية فبكت فقالت: ألا إن مطعم الطعام، و مفلق الهام، و سيد أهل الشام قد مات، ثم أنشأت تقول:

اليوم يرحمنا من كان يغبطنا *** و اليوم يأمننا من كان يخشانا (1)

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو بكر القطان، أنبأنا أحمد بن يوسف السّلمي، نبأنا عبد الرّزّاق، نبأنا معمر، عن ابن طاوس قال: دخل رجل على أبي فقال: مات الحجّاج بن (2) يوسف، يا أبا عبد الرّحمن (3) قال: فقال له أبي: اربعوا على أنفسكم، حبس رجل عليه لسانه و علم ما يقول. فقال له رجل: يا أبا عبد الرّحمن، برح الخفاء هذه نساء وافد بن سلمة قد نشرن أشعارهن و حرقن ثيابهن، ينحن عليه، قال: أ فعلوا؟ قال: نعم، قال فَقُطِعَ دٰابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عمر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، نبأنا حنبل بن إسحاق، نبأنا عبد اللّه بن عمر، نبأنا عثمان بن عمرو المخزومي، نبأنا عمر بن زيد قال: كنت عند الحسن فجاءه رجل فقال:

مات الحجّاج فسجد الحسن.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا عبد اللّه،

ص: 195


1- الخبر و الشعر في بغية الطلب 2092/5.
2- بالأصل «أبو».
3- بالأصل:«نبأنا عبد اللّه» مكان:«يا أبا عبد الرحمن» و قد أثبت عن بغية الطلب 2096/5.
4- سورة الأنعام، الآية:45.

أنبأنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد اللّه الخرقي، نبأنا أحمد بن سلمان النّجّاد، نبأنا ابن أبي الدنيا، أنبأنا الحسين بن عمرو القرشي، نبأنا عيسى بن حنيفة، نبأنا العلاء بن المغيرة، قال: بشر الحسن بموت الحجّاج و هو مختف فسجد، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، نبأنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن بشر بن موسى، نبأنا الحميدي، نبأنا عثمان بن عبد الرّحمن، عن علي بن زيد بن جدعان، قال: أخبرت الحسن بموت الحجّاج فسجد و قال: اللّهمّ عقيرك و أنت قتلته فاقطع سنته، و أرحنا من سنته و أعماله الخبيثة و دعا عليه، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن (1) بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا إبراهيم الحربي، نبأنا هارون بن معروف، نبأنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: لما مات الحجّاج قال الحسن: اللّهمّ قد أمته فأمت عنا سنته، ثم قال: إنّ اللّه عزّ و جل قال لموسى عليه السلام: ذكر بني إسرائيل أيّام اللّه، و قد كانت عليكم أيام كأيّام القوم (2).

أنبأنا أبو صادق مرشد (3) بن يحيى بن القاسم بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب حينئذ، و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الكتاني (4)،أنبأنا سهل (5) بن بشر، قالوا: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين النيسابوري، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد الذّهلي، أنبأنا أبو شعيب الحرّاني، نبأنا عفان، نبأنا سليم بن أخضر، عن ابن عون، قال: لمّا بلغ الحسن موت الحجّاج قال:

اللّهمّ إن أمته فأذهب عنا سنته. قال ابن عون: فقال لي محمّد حين مات الحجّاج: إن لقيت خالدا (6) الربعي فاسأله هل يعود علينا مثل الحجّاج. قال ابن عون: فلقيت خالدا الرّبعي فسألته فقلت: هل تجده يعود علينا مثل الحجّاج ؟ قال: لا و لكنها تلون خاص (7).

ص: 196


1- بالأصل «الحسين» خطأ، و قد مرّ.
2- بغية الطلب 2096/5.
3- بالأصل:«أبو صادق بن رشد» و المثبت عن سير الأعلام 475/19.
4- بغية الطلب 2097/5 الكناني.
5- في بغية الطلب:«سهيل» خطأ، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 162/19.
6- بالأصل «خالد».
7- بالأصل:«و لكنها تخوص» و المثبت عن بغية الطلب لابن العديم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدوية، نبأنا الحسين بن إدريس، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، حدثنا ابن إدريس، عن إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، قال: قال أبي لما قلت لابراهيم أن الحجّاج قد مات بكى من الفرح، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، نبأنا أبو نعيم، نبأنا سفيان، عن يزيد بن شيخ يكون في محارب قال: سمعت إبراهيم يسبّ الحجّاج.

قال: و نبأنا يعقوب حدثني ابن نمير، نبأنا ابن إدريس، عن إسماعيل بن حمّاد، عن أبيه قال: بشرت إبراهيم بموت الحجّاج فبكى و قال: ما كنت أرى أحدا يبكي من الفرح (1)،انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا [أبو] محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، نبأنا أبو زرعة، حدثني محمّد (2) بن خالد و غيره قالا: أنبأنا يزيد بن عبد ربّه، نبأنا عمير بن المغلّس (3)،حدثني أيّوب بن منصور، قال:

سمعت عمرو (4) بن قيس يقول قال لي الحجّاج: متى كان مولدك يا أبا ثور؟ قال: قلت:

عام الجماعة سنة أربعين، قال: هي مولدي. قال: فتوفي الحجّاج سنة خمس و تسعين و توفي عمرو بن قيس سنة أربعين، كذلك أخبرني محمود [الصّواب: أبو منصور] (5).

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيّب محمّد بن جعفر، أنبأنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: قال أبي: ثم توفي الحجّاج لأربع و عشرين من رمضان يعني سنة خمس و تسعين (6).

قال (7):و أنبأنا عبيد اللّه بن سعد، نبأنا هارون بن معروف، نبأنا ضمرة، عن ابن

ص: 197


1- بغية الطلب لابن العديم 2096/5.
2- في بغية الطلب لابن العديم 2093/5: محمود.
3- رسمها غير مقروء بالأصل «المعس» و المثبت عن بغية الطلب.
4- عن بغية الطلب و بالأصل «عمر».
5- مكان العبارة بين معكوفتين بالأصل:«هو الصواب» و المثبت عن بغية الطلب.
6- الخبر في بغية الطلب 2093/5.
7- الخبر في بغية الطلب 2093/5.

شوذب قال: ولي الحجّاج العراق و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة و مات و هو ابن ثلاث و خمسين سنة، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن عبد العزيز الكتاني، نبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، حدثنا الهروي، قال: قرأت على الرشيدي أن موسى بن هارون البزدي (1) حدّثهم قال: سمعت ابن عيينة يقول: مات الحجّاج سنة خمس و تسعين في شوال و هو يومئذ ابن أربع و خمسين، انتهى.

قال: و أنبأنا أبي أبو محمّد، نبأنا إسماعيل هو ابن إسحاق قال ابن المديني، مات الحجّاج سنة خمس و تسعين، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم [بن] السّمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه (2)،أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان، نبأنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه، نبأنا يحيى - يعني - ابن سعيد قال: مات الحجّاج بن يوسف سنة خمس و تسعين، انتهى.

قال: أنبأنا هارون بن معروف، نبأنا ضمرة، قال: قال ابن شوذب ولي الحجّاج العراق و هو ابن ثلاث و ثلاثين و مات و هو ابن ثلاث و خمسين انتهى.

قال: و أنبأنا أبو نعيم قال: و الحجّاج بن يوسف في خمس و تسعين مات في رمضان ليلة سبع و عشرين و ولي سنة خمس و سبعين (3).

قال: و قال أبو نعيم: قدم الحجّاج الكوفة و هو ابن ثلاث و ثلاثين و ولينا عشرين سنة و مات و هو ابن ثلاث و خمسين، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور العطار، قال: و أنبأنا أبو طاهر المخلّص، نبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن عن زكريا بن يحيى، نبأنا الأصمعي، قال: توفي الحجّاج و هو ابن ثلاث و خمسين سنة و ولي العراق عشرين سنة (4)،انتهى.

ص: 198


1- في بغية الطلب: البردي.
2- عن بغية الطلب و بالأصل «عبد اللّه».
3- بالأصل:«و تسعين» و الصواب عن بغية الطلب لابن العديم 2094/5.
4- الخبر في بغية الطلب 2094/5.

قال: و أنبأنا الأصمعي، نبأنا سهل بن [أبي] الصّلت قال: مات الحجّاج في رمضان سنة خمس و تسعين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة العصفري قال (1):

و فيها يعني سنة خمس و تسعين مات الحجّاج في شهر رمضان و هو ابن ثلاث و خمسين انتهى.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنبأنا عبد الواحد بن محمّد بن عمران (2)،نبأنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، حدثني إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت علي بن المديني يقول: مات الحجّاج سنة خمس و تسعين، و فيها مات إبراهيم، و فيها قتل سعيد بن جبير، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر اللاّلكائي، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، قال: قال ابن بكير: هلك الحجّاج في سنة خمس و تسعين و هلك الوليد سنة ستّ (3) و تسعين، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنبأنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نبأنا أحمد بن الحسين، نبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا محمّد بن إسماعيل قال: قال يحيى بن سعيد مات الحجّاج سنة خمس و تسعين.

أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: ولي الحجّاج العراق سنة سبعين فأقام بالكوفة خمس سنين و أقام بواسط عشرين سنة و مات في سنة خمس و تسعين. هذا وهم و الصّواب (4) ما أخبرناه [أبو] عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام، عن أبي عمر الخزاز، أنبأنا محمّد بن القاسم، أنبأنا ابن أبي

ص: 199


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 307.
2- في ابن العديم:«عمر».
3- بالأصل: ستة.
4- كذا بالأصل، و العبارة «هذا وهم و الصواب» سقطت من ابن العديم و لم يشر إلى أي توهيم و قد ورد فيه الخبران بدون فصل.

خيثمة، أنبأنا سليمان بن إبراهيم، قال: و قال أبو سفيان الحميري: ولي الحجّاج العراق عشرين سنة قدمها سنة خمس و سبعين، و مات سنة خمس و تسعين في شهر رمضان ليلة سبع و عشرين، ولي في خلافة عبد الملك بن مروان إحدى عشرة (1) سنة، و تسع سنين في خلافة الوليد، و كان الحجّاج ولي الحجاز ثلاث سنين، و له ثلاثون سنة، ثم ولي العراق فمات و له ثلاث و خمسون سنة، و دفن بواسط ، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، نبأنا أبو بكر أحمد بن سعيد بن فرضح (2)،نبأنا موسى بن الحسن، نبأنا سفيان بن زياد المخزومي، نبأنا إبراهيم بن عيينة أخو سفيان بن عيينة، عن سماك بن حرب قال: قيل لي في النوم: إيّاك و الغيبة، إيّاك و النميمة، إيّاك و أكل لحوم الناس (3)إيّاك و الصّلاة خلف الحجّاج، فإنّي أقسمت لأقصمنّه كما قصم عبادي، انتهى.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العبّاس - هو الأصم - نبأنا العبّاس بن محمّد الدوري، نبأنا سفيان بن زياد المخزومي، فذكره غير أنه قال: إيّاك و الكذب، إيّاك و النميمة، إيّاك و أكل لحوم الناس، إيّاك و الصّلاة خلف الحجّاج فإني أقسمت لأقصمنه كما كان يقصم عبادي، انتهى.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، نبأنا تمام بن محمّد، حدثني أبي، أخبرني أبو بكر محمّد بن علي بن دعامة القرشي (4)،نبأنا عبد اللّه بن عبد الوهّاب الخوارزمي، حدثني الحسن بن عبد الرّحمن الفزاري، نبأنا حجاج بن محمّد، نبأنا أبو معشر قال: مات رجل عندنا بالمدينة فلما وضع على مغتسله ليغسّل استوى قاعدا ثم أهوى بيده إلى عينيه فقال: بصر عيني بصر عيني بصر عيني بصر عيني إلى عبد الملك بن مروان و إلى الحجّاج بن يوسف يسحبان أمعاءهما على النار، ثم عاد مضطجعا كما كان، انتهى.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (5) و أبو الفوارس عبد الباقي،

ص: 200


1- بالأصل «عشر».
2- في ابن العديم 2099/5 فرضخ.
3- في ابن العديم: و أكل أموال اليتامى.
4- في ابن العديم: القومسي.
5- بالأصل «المحملي» و الصواب و الضبط عن التبصير.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن الخلعي (1)،أنبأنا أبو محمّد النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، نبأنا عبد اللّه العتكي، نبأنا علي بن الحسين الدرهمي، نبأنا الأصمعي، عن أبيه قال: رأيت الحجّاج في المنام فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ فقال:

قتلني بكل قتلة قتلت بها إنسانا، ثم رأيته بعد الحول فقلت: يا أبا محمّد ما صنع اللّه بك ؟ فقال: يا ماصّ بظر أمّه أ ما سألت عن هذا عام أوّل، انتهى (2).

أخبر أبو السّعود أحمد بن علي بن المجلي (3) و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي، قالا: أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلال، أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني - إملاء - نبأنا أبو علي الحسين (4) بن صفوان البردعي، نبأنا أبو عبد اللّه الأبزاري، نبأنا داود بن رشيد قال: سمعت أبا يوسف (5)القاضي يقول: كنت عند الرشيد فدخل عليه رجل فقال: رأيت يا أمير المؤمنين الحجّاج البارحة في النوم، قال: في أيّ زي رأيته ؟ قال: قلت: في زي قبيح، فقلت له: ما فعل اللّه بك ؟ قال: ما اثب (6) و قال: يا ماصّ بظر أمّه، قال هارون: صدقت و اللّه، أنت رأيت الحجّاج حقا ما كان أبو محمّد ليدع صرامته حيا و ميتا، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم [بن] السّمرقندي، أنبأنا أبو [الفضل] عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، نبأنا حنبل بن إسحاق، نبأنا هارون بن معروف، نبأنا ضمرة، نبأنا ابن شوذب، عن أشعث الحداني، قال: رأيت الحجّاج في منامي بحال سيّئة قلت: يا أبا محمّد ما صنع بك ربّك ؟ قال: ما قتلت أحدا قتلة إلاّ قتلني بها، قلت: ثم مه ؟ قال: ثم أمر بي إلى النار، قلت: ثم مه ؟ قال: أرجو ما يرجو أهل لا إله إلاّ اللّه، قال: فكان ابن سيرين يقول: إنّي لأرجو له. قال: فبلغ ذلك الحسن قال: فقال الحسن: أما و اللّه ليخلفن اللّه عزّ و جلّ رجاءه فيه يعني ابن سيرين.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد، و حدثنا أبو الحسن علي بن

ص: 201


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب عن التبصير.
2- الخبر نقله ابن العديم 2098/5.
3- بالأصل «المحملي» و الصواب و الضبط عن التبصير.
4- بالأصل «الحسن» و المثبت عن بغية الطلب 2098/5.
5- بالأصل «سفيان» و الصواب عن ابن العديم.
6- كذا رسمها بالأصل، و سقطت اللفظة من بغية الطلب.

مهدي، أنبأنا عبد العزيز بن [أحمد] الكتاني، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان، أنبأنا جعفر (1) بن الفضل المؤذن، نبأنا محمّد بن العبّاس بن الدّرفس، نبأنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان الداراني (2) يقول: كان الحسن لا يجلس مجلسا إلاّ ذكر الحجّاج فدعا عليه، فرآه في المنام قال: فقال: أنت الحجّاج ؟ قال: أنا الحجّاج، قال: ما فعل بك ربّك ؟ قال: قتلت بكلّ قتلة قتلة، ثم عزلت مع الموحّدين قال: فأمسك الحسن بعد ذلك عن شتمه (3).

1218 - الحجّاج بن يوسف بن أبي منيع عبيد اللّه بن أبي زياد

أبو محمّد الرّصافي (4)

سمع جده عبيد اللّه بن أبي زياد، أبا منيع الرّصافي.

روى [عنه] (5) عمرو (6) بن محمّد بن بكير الناقد، و أبو عبد اللّه محمّد بن أسد الخشي (7) الأسفرايني، و أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، و أبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم الأصبهاني، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نبأنا يعقوب بن سفيان (8)، نبأنا أبو اليمان، أخبرني شعيب حينئذ.

قال: و نبأنا يعقوب، قال: و نبأنا حجّاج بن أبي منيع، حدثني جدي، جميعا عن الزهري، أخبرني سالم بن عبد اللّه أن عبد اللّه بن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم

ص: 202


1- في بغية الطلب لابن العديم 2099/5 أنبأنا الفضل بن جعفر المؤذن.
2- بالأصل «الداربي» و المثبت عن ابن العديم.
3- الخبر في بغية الطلب 2099/5 نقلا عن ابن عساكر، و عقب محققه في الحاشية بقوله «هذا الخبر ليس في تاريخ ابن عساكر» كذا، و هو خطأ.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 447/1 و بغية الطلب لابن العديم 2100/5 و الرصافي: هذه النسبة إلى رصافة الشام التي كان ينزلها هشام بن عبد الملك و تنسب إليه، فيقال: رصافة هشام (انظر الأنساب).
5- زيادة لازمة عن مصدري ترجمته.
6- بالأصل «عمر» خطأ و الصواب عن تهذيب التهذيب.
7- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن سير الأعلام (ترجمته 655/10) و فيها الخوشي بالواو، و يقال: الخشني.
8- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 249/1 و ما بعدها.

يقول:«انطلق ثلاثة رهط ممّن كان قبلكم حتّى كان آواهم المبيت إلى غار، فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه و اللّه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلاّ أن تدعوا اللّه تعالى بصالح أعمالكم. فقال رجل منهم: اللّهمّ كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت لا أغبق قبلهما أهلا و لا مالا، فنأى بي الشحر (1)،فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فجئتهما به، فوجدتهما نائمين فتحرجت أن أوقظهما، و كرهت أن أغبق قبلهما أهلا و مالا (2) فقمت و القدح في يدي انتظر استيقاظهما، حتى برق (3) الفجر فاستيقظا، فشربا غبوقهما، اللّهمّ ، فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه - قال حجّاج: من همّ هذه الصخرة - فانفرجت عنا انفراجا لا يستطيعون الخروج منه».

قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و قال الآخر: كانت لي بنت عم أحبّ الناس إليّ فأردتها على نفسها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة - قال حجّاج: جهدت فيه من السّنين - فجاءتني فأعطيتها عشرين و مائة دينارا على أن تخلي بينها و بين نفسي ففعلت، حتى إذا قدمت عليها [قالت:] لا أحل لك أن تنقض الخاتم إلاّ بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها و هي أحبّ الناس إليّ ، و تركت الذهب الذي أعطيتها. اللّهمّ فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه - قال حجّاج: من همّ هذه الصخرة - فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها».

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ثم قال الثالث: اللّهمّ استأجرت أجراء فأعطيتهم أجورهم إلاّ رجلا واحدا منهم ترك ماله الذي له و ذهب، فثمرت [أجره] (4) حتى كثرت الأموال فارتعجت (5) فجاءني بعد حين فقال لي: يا عبد اللّه أدّ إليّ أجري، فقلت: كلّ ما ترى من أجرتك من الإبل و البقر و الغنم و الرقيق فقال: يا عبد اللّه لا تستهزئ بي، فقلت له: إنّي لا استهزئ بك فأخذ ذلك كله فاستاقه فلم يبق (6) منه شيئا، اللّهمّ فإن كنت فعلت ذلك

ص: 203


1- كذا بالأصل، و في المعرفة و التاريخ:«السحر» و في مختصر ابن منظور 234/6 «فنأى بي [طلب] الشجر».
2- في المعرفة و التاريخ:«و لا مالا».
3- في المعرفة و التاريخ: يبدو.
4- الزيادة عن المعرفة و التاريخ.
5- كذا، و في المعرفة و التاريخ:«ارتجت» و في اللسان (رعج): يقال للرجل إذا كثر ماله و عدده: قد ارتعج ماله و ارتعج عدده.
6- المعرفة و التاريخ: لم يترك.

ابتغاء لوجهك فافرج عنا ما نحن فيه - قال حجّاج: من همّ هذه الصخرة - فانفرجت فخرجوا من الغار يمشون، انتهى» (1)[2925].

أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسن بن البنّا، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الباقي بن الدوري، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس بن حيّوية، حدثنا الحسين بن محمّد - يعني ابن عبد اللّه بن عبادة الواسطي - قال: سمعت هلال بن العلاء يقول: كان حجّاج بن أبي منيع من أعلم الناس بالأرض و ما أنبتت، و أعلم بالفرس من ناصيته إلى حافره، و أعلم الناس بالبعير من سنامه إلى خفّه، و كان مع بني هشام في الكتّاب. و هو حجّاج بن عبيد اللّه بن أبي زياد، و هو شيخ ثقة (2).

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (3):حجّاج بن أبي منيع الشامي، سمع جده عبيد اللّه بن أبي زياد، عن الزهري، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي في كتابه، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأنا علي بن الحسين بن بندار الاذني، أنبأنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني قال في الطبقة الخامسة من أهل الجزيرة: حجّاج بن يوسف بن أبي منيع الرّصافي، سمعت هلال بن العلاء يقول:

أبو منيع عبيد اللّه بن أبي زياد، عن الزهري و هو مولى آل هشام بن عبد الملك قال:

و كنية الحجّاج أبو محمّد كان لزم حلب في آخر عمره، انتهى (4).

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي بن علي الهمذاني - إجازة - أنبأنا أبو بكر الصّفار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن محمّد، قال أبو محمّد

ص: 204


1- الحديث أخرجه البخاري بإسناده إلى ابن عمر (صحيح البخاري - كتاب الإجارة - باب رقم 12) و أخرجه أحمد بن غير طريق أبي اليمان 116/2.
2- بغية الطلب 2014/5.
3- التاريخ الكبير 380/2/1.
4- بغية الطلب 2102/5.

الحجّاج بن يوسف بن أبي منيع بن عبيد اللّه بن أبي زياد الشامي سكن الرّصافة - بالجزيرة - سمع جده عبيد اللّه بن أبي زياد الشامي، روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن أسد الخشي (1) و أبو عثمان عمرو بن محمّد بن بكير الناقد البغدادي، كناه لنا أبو عروبة السلمي، سمع الهلال - يعني - ابن العلاء يقوله، انتهى، قوله: الجزيرة هذا وهم، هي شامية (2).

1219 - الحجّاج بن يوسف القرشي

حكى عن عبد اللّه بن أبي زكريا، و عمر بن عبد العزيز، انتهى.

روى عنه ابنه ابن الحجّاج، انتهى.

قرأت على أبي الوفا حفاظ بن الحسين بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد - قرأته بخطّ عبد العزيز - أنبأنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ العنسي الداراني - قراءة في داريا - أنبأ أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم القاضي، نبأنا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نبأنا سليمان - يعني - ابن عبد الرّحمن، نبأنا محمّد بن الحجّاج قال: قلت (3) إلى الحجّاج بن يوسف و خالد بن دهقان و خالد بن يزيد يقولون: دخلنا مع ابن أبي زكريا نعود مريضا فأتي بطعام فأكل ابن أبي زكريا و أكلنا معه، انتهى.

قال: و نبأنا محمّد بن الحجّاج قال: سمعت أبي الحجّاج بن يوسف يقول: أمر عمر بن عبد العزيز بقطع الكرم و كان ينهى عن العصير ولايته كلها [حتى مات] (4).

1220 - حجار بن أبجر بن جابر بن عائذ بن شريط بن عمرو بن مالك

1220 - حجار بن أبجر بن جابر بن عائذ بن شريط (5) بن عمرو بن مالك

ابن ربيعة بن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل

أبو أسيد البكري العجلي الكوفي

سمع عليا، و معاوية.

ص: 205


1- إعجامها غير واضح، و في بغية الطلب:«الحبشي» و الصواب ما أثبت و قد تقدم في بداية الترجمة.
2- و عقب أيضا ابن العديم بعد نقله الخبر 2103/5 على قول الحاكم أيضا بقوله: و قوله سكن الرصافة بالجزيرة وهم أيضا فإن الرصافة من أعمال قنسرين من الشام، و ليست من الجزيرة وجده عبيد اللّه منها، لكنه رأى أبا عروبة ذكره من أهل الجزيرة فظن الرصافة من الجزيرة... و هي شامية.
3- كذا.
4- ما بين معكوفتين عن تهذيب ابن عساكر 87/4 و مكانها مطموس بالأصل.
5- بالأصل «شروط » و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 314.

روى عنه سماك بن حرب، و عاصم بن بهدلة.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد، قالا: أنبأنا أبو الحسين الطّيّوري، أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن حيوية بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نبأنا جدي يعقوب، نبأنا ابن داود بن عمرو، نبأنا شريك، عن سماك، عن حجّار بن أبجر قال: كنت عند معاوية و اختصم إليه رجلان في ثوب فقال أحدهما هذا ثوبي و أقام البيّنة، و قال الآخر: ثوبي اشتريته من رجل لا أعرفه فقال: لو كان لها ابن أبي طالب فقلت قد شهدته في مثلها قال:

كيف صنع ؟ قال: قضى بالثوب للذي أقام البينة، فقال الآخر: أنت ضيّعت مالك، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنبأنا [أبو] الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: سمعت علي بن المديني يقول في الطبقة الثانية ممّن لم يكثر و لم يعرف:

أبو الزعراء، و حجية بن عديّ ، و ربيعة بن ماجد،() (1) بن الحكم، و يزيد بن قيس، و كليب و حجّار، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل العدل - قال: أنبأنا أبو الحسن الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، نبأنا خليفة بن خياط ، قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: حجّار بن أبجر بن جابر بن بجير بن عائذ بن شريط بن عمير بن مالك بن ربيعة بن زاهم قال: ما هؤلاء فأخبر ثم أنشأ يقول:

و إن كان حجّار بن أبجر كافرا *** فما مثل هذا من كفور بمنكر

أ ترضون هذا [كان] قسا و مسلما *** جميعا لديّ يغش فيا قبح منظر

ص: 206


1- كلمة غير مقروءة بالأصل تركت مكانها بياضا.

ذكر من اسمه حجر بالحاء و الجيم

اشارة

ذكر من اسمه حجر (1) بالحاء و الجيم

1221 - حجر بن عديّ الأدبر بن جبلة بن عديّ

ابن ربيعة بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور

و هو كندة بن عفير بن عديّ بن الحارث بن مرّة

ابن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ

و يسمى أبوه الأدبر لأنه طعن مولّيا فسمّي الأدبر

أبو عبد الرّحمن الكندي (2)

من أهل الكوفة، وفد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و سمع عليا، و عمّار بن ياسر، و شراحيل بن مرّة - و يقال: شرحبيل-.

روى عنه: أبو ليلى الكندي (3) مولاه [و] (4) عبد الرّحمن بن عابس، و أبو البختري الطائي.

و غزا الشام في الجيش الذين افتتحوا [عذراء] (5) و شهد صفّين مع علي أمير

ص: 207


1- بالأصل:«جحر بالجيم و الحاء» كذا، و الصواب ما أثبت.
2- ترجمته في أسد الغابة 461/1 طبقات ابن سعد 217/6 الاستيعاب 356/1 و الإصابة 314/1 الأغاني 133/17 الوافي بالوفيات 321/11 و سير أعلام النبلاء 462/3 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و انظر عامود نسبه في مصادر ترجمته باختلاف، بزيادة اسم أو سقوط آخر.
3- يقال هو سلمة بن معاوية و قيل بالعكس، و قيل المعلى (انظر تقريب التهذيب).
4- زيادة لازمة، و انظر ترجمة عبد الرحمن بن عابس في تهذيب التهذيب و بالأصل «عايش».
5- الزيادة عن الوافي بالوفيات 321/11.

المؤمنين [أميرا] (1) و قتل بعذراء من قرى دمشق، و مسجد قبره بها معروف.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، نبأنا شجاع بن علي،[أنبأنا] أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه العماني، أنبأنا أبو حصين الوادعي، نبأنا عبادة بن زياد الأسدي، نبأنا قيس بن الرّبيع، عن أبي إسحاق السّبيعي، عن أبي البختري، عن حجر بن عديّ ، قال: سمعت شراحيل بن مرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أبشر يا علي حياتك و موتك معي» (2) انتهى[2926].

قال: و أنبأنا خيثمة بن سليمان، نبأنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (3)،نبأنا محول بن إبراهيم، عن عمر بن شمر، عن أبي طوق، عن جابر الجعفي، و ذكر عن محمّد بن بشر قال: قام حجر بن عديّ يخطب على شاطئ الفرات: حمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: أشهد أني سمعت شرحيل بن مرّة يزعم أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أبشر يا علي حياتك و موتك معي» انتهى[2927].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو بكر الأشناني، حدثنا أبو الحسن الطرائفي، نبأنا عثمان بن سعيد، نبأنا عبد اللّه بن رجاء البصري، نبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى، قال: قال حجر بن عديّ سمعت علي بن أبي طالب يقول: الوضوء نصف الإيمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد بن الحسن بن علي (4)الجوهري، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد الدقاق المعروف بالعسكري، نبأنا محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، أنبأنا [أبو] عبيد القاسم بن سلاّم، نبأنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان حينئذ، أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمّد بن البراتي، أنبأنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب السّلمي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن

ص: 208


1- الزيادة عن الوافي بالوفيات 321/11.
2- الحديث في كنز العمال 32984/11 و بغية الطلب 2106/5.
3- ترجمته في سير الأعلام 239/13.
4- بالأصل:«أبو محمد بن عبد اللّه الجوهري» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 68/18.

محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، نبأنا عبد الرّحمن بن عمر رستة (1) حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، نبأنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي، عن حجر بن عديّ ، حدّثنا قال: حدّثنا عليّ إن الطهور نصف الإيمان، و قال أبو عبيد: شطر الإيمان، انتهى.

و أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد، حدثنا طراز بن محمّد، أنبأنا عبد اللّه بن يحيى، نبأنا إسماعيل الصّفار، نبأنا أحمد بن منصور، حدّثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى الكندي، عن حجر بن عدي - و رأى ابن أخ له خرج من الخلاء - فقال: يا ويلتي تلك من الكوة فقرأها فقال: حدثنا علي بن أبي طالب: إن الطهر نصف الإيمان، انتهى.

و أخبرنا أبو سعد البغدادي، أنبأنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد، أنبأنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الزهري، نبأنا عمّي، نبأنا أبو داود، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق (2) عن أبي ليلى الكندي، قال: دخلنا على حجر بن عديّ الكندي فقلنا له: إن ابنك خرج بالغائط و لم يرفع بالوضوء رأسا؟ فقال له: يا جارية ناوليني الصحيفة من الكوة، فناولته فقرأ فإذا فيها: بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا ما حدّثني علي بن أبي طالب أن الطهور نصف الإيمان، انتهى.

رواه أبو هلال التغلبي، عن أبي ليلى الكندي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنبأنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرزاني، أنبأنا أحمد، أنبأنا حميد بن زنجويه، نبأنا محمّد بن يوسف، نبأنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي هلال التغلبي عمير بن نمير، حدثني غلام لحجر بن عديّ الكندي قال: قلت لحجر إنّي رأيت أبيك أتى الخلاء و لم يتوضأ، قال: ناولني تلك الصحيفة من الكوة، فناولته فقرأ: بسم اللّه الرّحمن الرحيم. هذا ما سمعت علي بن أبي طالب: أنّ الطهور نصف الإيمان.

ص: 209


1- إعجامها غير واضح و رسمها مشوش بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 242/12.
2- بالأصل «بن».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأنا يوسف بن رباح بن علي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنبأنا أبو بشر الدولابي، نبأنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: في أهل الكوفة حجر بن الأدبر الكندي سمع من علي، انتهى (1).

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنبأنا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة حجر بن [الأدبر] الكندي و الأدبر بن عديّ بن جبلة قتله معاوية، انتهى، كذا فيه: و عدي الثاني (2) مزيد، انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد (3):في الطبقة الرّابعة من الصّحابة حجر الخير بن عديّ الأدبر و إنما طعن مولّيا فسمي الأدبر بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندي، جاهلي إسلامي و قد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شهد القادسية و هو الذي [افتتح] مرج عذرا، و شهد الجمل و صفّين مع علي بن أبي طالب، و كانوا ألفين و خمسمائة من العطاء و قتله معاوية بن أبي سفيان و أصحابه بمرج عذراء.

و ابناه عبيد اللّه و عبد الرّحمن ابنا حجر بن عديّ و قتلهما مصعب بن الزبير صبرا، و كانا يتشيّعان، و كان حجر ثقة معروفا، و لم يرو عن غير علي شيئا، انتهى، كذا قال: و قد قدّمنا ذكر روايته عن عمّار و شراحبيل (4) بن مرّة، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ثمّ حدثنا أبو الفضل محمّد بن فاضل، نبأنا أبو الفضل بن خيرون و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن المظفر بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن

ص: 210


1- بغية الطلب لابن العديم 2106/5.
2- كذا و لم يرد بالأصل إلاّ «عدي» مرة واحدة، و الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2107/5 نقلا عن ابن سعد و فيه: و الأدبر بن عدي بن جبلة قتله معاوية.
3- طبقات ابن سعد 217/6 و قد ذكره ابن سعد الطبقة الأولى من أهل الكوفة بعد أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. كذا ورد فيه.
4- كذا، و لعله: شراحيل أو شرحبيل.

عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):حجر بن عديّ الكندي قتل في عهد عائشة قاله عمر بن عاصم، عن حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن مروان و سمع عليا و عمّارا بصفّين قولهما، يعدّ في الكوفيين، روى عنه أبو ليلى الكندي و عبد الرّحمن بن عابس، و هو ابن الأدبر، و الأدبر، و الأدبر: عديّ .

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (2) البنّا، قال: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدّارقطني قال: حجر بن عديّ بن الأدبر الكندي، و قيل الأدبر هو عدي.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قال: حجر بن عديّ بن الأدبر الكندي، و قيل الأدبر هو عدي، انتهى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (3) البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني حينئذ، و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قال: حجر بن عديّ بن الأدبر الكندي، و قيل الأدبر هو عدي. روى عن علي بن أبي طالب، روى عنه أبو ليلى الكندي، قيل إنه يكنى أبا عبد الرّحمن قتل سنة إحدى و خمسين، انتهى (4).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر الأصبهاني، أنبأنا أبو أحمد العسكري، قال: و أما حجر - الحاء مضمومة و الجيم ساكنة، و يجوز ضمها في اللغة - فمنهم حجر بن عديّ بن الأدبر جاهلي إسلامي يذكر بعضهم أنه وفد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم هو و أخوه و أكثر أصحاب الحديث لا يصحّحون له رواية، شهد القادسية و افتتح مرج عذراء، و شهد الجمل و صفّين مع علي، ثم قتله معاوية بعد ذلك، و كان مع علي بصفّين: حجر الخير و حجر الشر، فأمّا حجر الخير فهذا، و أمّا حجر الشرّ فهو حجر بن يزيد بن سلمة بن مرّة، انتهى (5).

ص: 211


1- التاريخ الكبير 72/1/2.
2- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
4- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2108/5.
5- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2109/5.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،[قال:] و أمّا أدبر، عوض الزاي دال مهملة، فهو حجر بن عديّ بن الأدبر الكندي، و اسم الأدبر جبلة، و قيل: إن الأدبر هو عدي. و قال المرزباني: و قد روي أن حجر بن عديّ وفد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مع أخيه هانئ بن عديّ و قد روى حجر عن علي بن أبي طالب، روى عنه أبو ليلى الكندي، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنبأنا عبد الواحد بن علي العلاّف، أنبأنا علي بن أحمد الحمّامي، أنبأنا القاسم بن سالم بن عبد اللّه، نبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نبأنا يعلى بن عبيد، حدثني الأعمش، عن أبي إسحاق قال: قال سلمان لحجر: يا ابن أم حجية لو تقطعت أعضاء ما بلغنا الإيمان، انتهى.

قال: و حدثنا عبد اللّه، حدثني أحمد بن إبراهيم، نبأنا حجّاج بن محمّد، نبأنا أبو معشر قال: كان حجر بن عديّ رجلا من كندة و كان عابدا قال: و لم يحدّث قط إلاّ توضأ و ما يهريق ماء إلاّ توضأ و ما توضأ إلاّ صلّى (2)،انتهى.

قال: و نبأنا عبد اللّه، حدثنا أبو همّام الوليد بن شجاع السّكوني، حدثني إبراهيم بن أعين، عن السّري بن يحيى، عن عبد الكريم بن رشيد أن حجر بن عدي بن الأدبر كان يلمس فراش أمّه بيده فيتّهم غليظ يده فينقلب على ظهره، فإذا أمن أن يكون عليه شيء أضجعها (3)،انتهى.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين السّيرافي، أنبأنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران، أنبأنا موسى بن زكريا التّستري قال:

[حدّثنا] خليفة العصفري (4) في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفّين: قال أبو عبيدة: و على الكندة حجر بن عدي الكندي، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ، أخبرنا أبو القاسم بن

ص: 212


1- الاكمال لابن ماكولا 52/1 و 53.
2- بغية الطلب 2112/5.
3- بالأصل «اضطجعها» و المثبت عن ابن العديم 2112/5.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 194.

السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان: في تسمية أمراء يوم صفين من أصحاب علي: حجر بن عدي بن أدبر الكندي (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا عبد الواحد بن علي، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا القاسم بن سالم، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، نبأنا يعقوب بن إسحاق - بحبان (2)- نبأنا أبو ظفر، عن جعفر بن سليمان الضّبعي، حدثني صاحب لنا عن يونس بن عبيد قال: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: إنّي قد احتجت إلى مال فأمدني بمال، فجهز المغيرة إليه عيرا تحمل المال، فلما فصلت العير، بلغ حجرا و أصحابه فجاء حتى أخذ بالقطار، فحبس العير، قال: لا و اللّه حتى توفي كلّ ذي حقّ حقّه، فبلغ المغيرة ذلك أنه قد ردّ العير معه، فقال شباب ثقيف: ائذن لنا أصلحك اللّه فيه فنأتيك برأسه السّاعة، قال: لا و اللّه ما كنت لأركب هذا [من] حجر أبدا فبلغ معاوية فاستعمل (3) زيادا و عزل المغيرة (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي [أنبأنا] ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، نبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان، نبأنا أبي، نبأنا() (5) حمّاد بن زيد، عن محمّد بن الزبير الحنظلي، حدثني () (6) مولى زياد قال: أرسلني زياد إلى حجر بن الأدبر، فأبى أن يأتيه، ثم عادني إليه فأبى أن يأتيه قال فأرسل إليه أبي() (7) قال: و نبأنا أبو معاذ عن ابن عون عن محمّد قال: لمّا كان من حجر الذي كان بعث به إلى معاوية فلما دخل عليه قال: السلام عليك أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، فقال معاوية: أو أمير المؤمنين أنا؟ قال: نعم و اللّه، قال: و اللّه لأقيلك و لا أستقيلك قال: فكلّمه ثم أمر به فقتل،

ص: 213


1- كذا و لم يرد اسمه في المعرفة و التاريخ المطبوع للفسوي انظر 315/3 و الخبر في بغية الطلب 2112/5 نقلا عن يعقوب.
2- إعجامها غير واضح و المثبت عن معجم البلدان و هي إحدى محال نيسابور.
3- بالأصل «زياد».
4- الخبر في بغية الطلب 2113/5.
5- بياض بالأصل مقدار كلمة.
6- كلمة مهملة بالأصل و رسمها:«مل» و سماه في مختصر ابن منظور 238/6 «فيل».
7- بياض بالأصل مقداره عدة كلمات.

انتهى، قال أبي: و حجر بن عدي بن جبلة الكندي، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن عدي بن علي بن محمّد بن فهد (1) العلاف، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمّامي، أنبأنا القاسم بن سالم، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أحمد بن إبراهيم الدّورقي، نبأنا حجّاج بن محمّد، حدثني أبو معشر قال: فاعترف (2) به معاوية و أمّره على العراقين - يعني زيادا - قال: فلما قدم الكوفة دعا حجر بن الأدبر فقال: يا أبا عبد الرّحمن كيف تعلم حبي لعلي ؟ قال: شديد، قال: فإن (3) ذاك قد انسلخ أجمع. فصار بغضا فلا تكلمني بشيء نكرهه فإني أحذرك، فكان إذا جاء إبان العطاء قال حجر لزياد اخرج العطاء فقال: جاء أبانه، فكان يخرجه، و كان لا ينكر حجر شيئا حتى زياد إلاّ رده عليه، فخرج زياد إلى البصرة و استعمل على الكوفة عمرو (4) بن حريث فصنع عمرو شيئا كرهه حجر، فناداه و هو على المنبر فردّ عليه ما صنع و حصبه هو و أصحابه قال: فأبرد عمرو (5)مكانه بريدا إلى زياد، و كتب إليه بما صنع حجر، فلما قدم البريد على زياد،[ندم] (6)عمرو (7) بن حريث، و خشي أن يكون من سطواته ما يكره، و خرج زياد من البصرة إلى الكوفة فتلقاه عمرو بن حريث في بعض الطريق فقال: إنه لم يكن شيء يكرهه و جعل يسكنه، فقال زياد: كلا و الذي نفسي بيده حتى آتي الكوفة فأنظر ما ذا أصنع (8)،فلما قدم الكوفة سأل عمرا عن البيّنة و سأل أهل الكوفة فشهد شريح في رجال معه على أنه حصب عمرا ورد عليه و اجتمع حجر و ثلاثة آلاف من أهل الكوفة، فلبسوا السّلاح و جلسوا في المسجد. فخطب زياد الناس و قال: يا أهل الكوفة ليقم كلّ رجل منكم إلى سفيهه فليأخذه، فجعل الرجل يأتي ابن أخيه و ابن عمّه و قريبه فيقول: قم يا فلان، قم يا فلان حتى بقي حجر في ثلاثين رجلا، فدعاه زياد فقال: أبا عبد الرّحمن قد نهيتك أن تكلمني و إن لك عهد اللّه ألاّ تراب بشيء حتى تأتي أمير المؤمنين و تكلمه فرضي بذلك حجر،

ص: 214


1- رسمها بالأصل تقرأ: فهر» و المثبت عن بغية الطلب 2177/5.
2- يعني بزياد، حيث ألحقه بنسبه، و اعترف باخوته له.
3- بالأصل:«كان» و المثبت عن بغية الطلب و مختصر ابن منظور 237/6.
4- بالأصل «عمر».
5- بالأصل «عمر».
6- محيت الكلمة بالأصل، و اللفظة مستدركة عن ابن العديم و المختصر.
7- بالأصل «عمر».
8- بالأصل «صنع».

و خرج إلى معاوية و معه عشرون رجلا من أصحابه، و معه رسل زياد حتى نزلوا مرج العذراء. قال: أما و اللّه إنّي لأول خلق اللّه كبّر فيها، انتهى.

قال: و أنبأنا عبد اللّه قال: أخبرت عن جعفر بن سليمان، عن هشام قال: قال ابن سيرين لم يكن لزياد همّ لما قدم الكوفة إلاّ حجرا و أصحابه، فتكلم يوما زياد و هو على المنبر فقال: إنّ من حقّ أمير المؤمنين، من حق أمير المؤمنين مرارا، فقال: كذبت ليس ذلك، فسكت زياد، و نظر إليه ثم عاد في كلامه فقال: إنّ من حق أمير المؤمنين، إنّ من حقّ أمير المؤمنين مرارا نحوا من كلامه فأخذ حجر كفّا من حصا فحصبه، و قال: كذبت كذبت كذبت عليك لعنة اللّه، قال فانحدر زياد من المنبر و صلّى ثم دخل الدّار و انصرف حجر، فبعث إليه زياد الخيل و الرجال: أجب، قال حجر: إنّي و اللّه ما أنا بالذي يخاف، و لا آتيه أخاف على نفسي، قال هشام: قال ابن سيرين: لو مال لمال (1) أهل الكوفة معه، و لكن كان رجلا ورعا و أبى زياد أن يقلع عنه الخيل و الرجال حتى اصطلحا أن يقيده بسلسلة و يرسله في ثلاثين من أصحابه إلى معاوية، فلما خرج أتبعه زياد بردا بالكتب، بالركض إلى معاوية: إن كان لك في سلطانك حاجة أو في الكوفة حاجة فاكفني حجرا، و جعل يرفع الكتب إلى معاوية حتى ألهفه عليه، فقدم فدخل عليه فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين قال معاوية: أو أمير المؤمنين أنا؟ قال: نعم ثلاثا، فأمر بحجر و بخمسة عشر رجلا من أصحابه قد كتب زياد فيهم و سمّاهم، و أخرج حجرا و أصحابه الخمسة عشر و قد أمر بضرب أعناقهم، فقال حجر للذي أمر بقتله: دعني فلأصلّي ركعتين، قال: صلّه، فصلّى ركعتين خفيفتين، فلمّا سلّم أقبل على الناس فقال: لو لا أن تقولوا جزع من القتل لأحببت أن تكون ركعتان أنفس مما كانتا، و أيم اللّه لئن لم تكن صلاتي فيما مضى تنفعني فما هاتان بنافعتي شيئا، ثم أخذ برده فتحرم به، ثم قال لمن يليه من قومه و من يتحرن به لا تخلوا قيودي و لا تغسلوا عني الدّم، فإني أجتمع أنا و معاوية غدا على المحجة، انتهى.

قال: و أنبأنا عبد اللّه حدّثني أبو محمّد بن أبي الحسن الجوهري، نبأنا أبو خيثمة، نبأنا وهب بن جرير، نبأنا أبي، نبأنا محمّد بن الزبير الحنظلي، عن فيل (2) مولى زياد

ص: 215


1- كتبت فوق السطر.
2- اضطرب إعجامها بالأصل و المثبت «فيل» عن بغية الطلب 2119/5 و مختصر ابن منظور 238/6.

قال: لما قدم زياد الكوفة أميرا أكرم حجر بن الأدبر و أدناه فلما أراد الانحدار إلى البصرة دعاه فقال: يا حجر إنّك قد رأيت ما صنعت بك و إني أريد البصرة، و أحب أن تشخص معي، و إنّي أكره أن تخلف بعدي، فعسى أن أبلغ عنك شيئا فيقع في نفسي، فإذا كنت معي لم يقع في نفسي من ذاك شيء، فقد علمت رأيك في علي بن أبي طالب، و قد كان رأيي فيه قبلك على مثل رأيك فلما رأيت اللّه صرف ذلك الأمر عنه إلى معاوية، لم أتهم اللّه، و رضيت به و قد رأيت ما صار أمر علي و أصحابه، و إني أحذرك أن تركب (1) أعجاز أمور، هلك من ركب صدرها. فقال له حجر: إنّي مريض و لا أستطيع الشخوص معك، قال: صدقت و اللّه إنك لمريض، مريض (2) الدين، مريض القلب، مريض العقل، و أيم و اللّه لئن بلغني عنك شيء أكرهه لأحرصن على قتلك، فانظر إلى نفسك أو دع.

فخرج زياد فلحق بالبصرة و اجتمع إلى حجر قراء أهل الكوفة، فجعل عامل زياد لا ينفذ له أمر و لا يريد شيئا إلاّ منعوه إيّاه فكتب إلى زياد: إني و اللّه ما أنا في شيء، و قد منعني حجر و أصحابه كلّ شيء فأنت أعلم. فركب زياد بعماله حتى اقتحم الكوفة، فلما قدمها تغيب حجر و أصحابه، فجعل يطلبه فلا يقدر عليه فبينما هو جالس يوما و أصحاب الكراسي حوله، فيهم الأشعث (3) بن قيس إذ أتى الأشعث ابنه محمّد فناجاه، و بلّغه أن حجرا قد لجأ إلى منزله، فقال له زياد: ما قال لك ابنك ؟ قال: لا شيء، قال: و اللّه لتخبرني ما قال لك حتى أعلم أنّك قد صدقت أو لا تبرح مجلسك حتى أقتلك، فلما عرف الأشعث أخبره. فقال لرجل من أهل الكوفة من أشرافهم: قم فائتني به، قال:

اعفني أصلحك اللّه من ذلك ابعث غيري، قال: لعنة اللّه عليك خبيثا مخبثا و اللّه لتأتيني به و إلاّ قتلتك، فخرج الرّجل حتى دخل عليه فأخذه و أخبر حجر الخبر فقال له ابعث إلى جرير بن عبد اللّه فليكلّمه فيك فإني أخاف أن يعجل عليك، فدخل جرير على زياد فكلمه فقال: هو آمن من أن أقتله و لكن أخرجه فأبعث به إلى معاوية، فجاء به على ذلك

ص: 216


1- بالأصل «نزلت» و المثبت عن بغية الطلب.
2- بالأصل «مرض» و المثبت عن بغية الطلب و المختصر.
3- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2120/5 و عقب عليه: قلت هكذا جاء في هذه الرواية منهم «الأشعث بن قيس» و هو وهم فاحش، فإن هذه القصة كانت في سنة إحدى و خمسين أو في سنة خمسين، و الأشعث مات في سنة أربعين قبل هذه الواقعة بإحدى عشرة سنة، و قد ذكرنا فيما نقلناه من ابن ديزيل أن الذي طلب منه معاوية (الصواب: زياد) إحضار حجر إليه هو محمد بن الأشعث. و قال ابن العديم: و العجب أن الحافظ أبا القاسم ذكر هذه القصة بهذا الإسناد و لم ينبه على هذا الوهم.

فأخرجه من الكوفة و رهطا معه، و كتب إلى معاوية: أن أغن عني حجرا إن كان لك فيما قبلي حاجة، فبعث معاوية فتلقّى بالعذراء فقتل هو و أصحابه، و ملك زياد العراق خمس سنين ثم مات سنة ثلاث و خمسين، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، حينئذ و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان، قال: قال أبو نعيم ذكر زياد بن سمية عليّ بن أبي طالب على المنبر فقبض حجر على الحصباء ثم أرسلها و حصب من حوله زياد، فكتب إلى معاوية أن حجرا حصبني و أنا على المنبر، فكتب إليه معاوية أن تحمل إليه حجرا فلمّا قرب من دمشق بعث من يتلقاهم فالتقاهم بعذراء فقتلهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد (1)،قال:

و ذكر بعض أهل العلم أنه يعني حجرا وفد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مع أخيه هانئ بن عديّ و كان من أصحاب علي، فلمّا قدم زياد بن أبي سفيان واليا على الكوفة دعا الحجر بن عدي فقال: أتعلم أني أعرفك، و قد كنت أنا و إيّاك على ما قد علمت، يعني من حبّ علي بن أبي طالب، و إنه قد جاء غير ذلك، و إنّي أنشدك اللّه أن تقطر لي من دمك قطرة فأستفرغه كله، أملك عليك لسانك و ليسعك منزلك، هذا سريري فهو مجلسك، و حوائجك مقضية لديّ فاكفني نفسك فإنّي أعرف عجلتك، فأنشدك اللّه يا أبا عبد الرّحمن في نفسك، و إيّاك و هذه السفلة و هؤلاء السّفهاء أن يستزلّوك عن رأيك، فإنّك لو هنت عليّ أو استخففت بحقك لم أخصّك بهذا من نفسي. فقال حجر: قد فهمت. ثم انصرف إلى منزله، فأتاه إخوانه من الشيعة فقالوا: ما قال لك الأمير؟ قال: قال لي كذا و كذا، و كذا قالوا ما نصح لك. فأقام و فيه بعض الاعتراض. و كانت الشيعة يختلفون إليه و يقولون:

إنّك شيخنا و أحقّ الناس بإنكار هذا الأمر. و كان إذا جاء إلى المسجد مشوا معه، فأرسل

ص: 217


1- طبقات ابن سعد 217/6 و ما بعدها، و الخبر نقله ابن العديم العديم في بغية الطلب 2121/5 نقلا عن ابن سعد.

إليه عمرو (1) بن حريث، و هو يومئذ خليفة زياد على الكوفة و زياد بالبصرة: أبا عبد الرّحمن ما هذه الجماعة، و قد أعطيت الأمير من نفسك ما قد علمت ؟ قال للرسول:

تنكرون ما أنتم فيه، إليك وراءك أوسع لك. فكتب عمرو (2) بن حريث بذلك إلى زياد، و كتب إليه: إن كانت لك حاجة بالكوفة فالعجل، فأغذّ (3) زياد السّير حتى قدم الكوفة فأرسل إلى عديّ بن حاتم و جرير بن عبد اللّه البجلي و خالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة و إلى عدة من أشراف أهل الكوفة فأرسلهم إلى حجر بن عدي ليعذر إليه و ينهاه عن هذه الجماعة، و أن يكفّ لسانه عن ما يتكلم به، فأتوه فلم يجبهم إلى شيء فلم يكلم أحدا منهم و جعل يقول: يا غلام اعلف البكر. قال: و بكر في ناحية الدار. فقال له عدي بن حاتم: أ مجنون أنت ؟ أكلّمك بما أكلمك به و أنت تقول يا غلام أعلف البكر؟ فقال عدي لأصحابه: ما كنت أظنّ هذا البائس بلغ به الضعف كلّ ما أرى. فنهض القوم عنه و أتوا زيادا (4) و أخبروه بعض و خزنوا بعضا، و حسّنوا أمره و سألوا زيادا (5) الرفق به فقال: لست إذا لأبي سفيان فأرسل إليه الشّرط و البخارية فقاتلهم بمن معه، ثم انفضّوا عنه و أتى به زياد و بأصحابه فقال له: ويلك ما لك ؟ قال: إني على بيعتي لمعاوية لا أقيلها و لا أستقيلها. فجمع زياد سبعين من وجوه أهل الكوفة فقال: اكتبوا شهادتكم على حجر و أصحابه، ففعلوا ثم وفّدهم على معاوية، و بعث بحجر و أصحابه إليه. و بلغ عائشة الخبر، فبعثت عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي إلى معاوية يسأله أن يخلي سبيلهم. فقال عبد الرّحمن بن عثمان الثقفي: يا أمير المؤمنين جدادها جدادها (6) لا تعنّ بعد العام أثرا. فقال معاوية: لا أحبّ أن أراهم و لكن اعرضوا عليّ كتاب زياد، فقرئ عليه الكتاب، و جاء الشهود فشهدوا. فقال معاوية بن أبي سفيان: أخرجوهم إلى عذراء فاقتلوهم هنالك قال: فحملوا إليها، فقال حجر: ما هذه القرية ؟ قالوا: عذراء.

قال: الحمد للّه أنا و اللّه لأوّل مسلم نبّح كلابها في سبيل اللّه، ثم أتى بي اليوم إليها مصفودا. و دفع كل رجل منهم إلى رجل من أهل الشام ليقتله، قال: و دفع حجر إلى رجل من حمير فقدّمه ليقتله، فقال: يا هؤلاء دعوني لأصلّي ركعتين. فتركوه فتوضّأ

ص: 218


1- بالأصل «عمر» و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل «عمر» و المثبت عن ابن سعد.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن ابن سعد.
4- بالأصل «زياد».
5- كذا بالأصل و ابن سعد، و في بغية الطلب: جذاذها، بالذال المعجمة.
6- بالأصل «عمر» و المثبت عن ابن سعد.

و صلّى ركعتين فطوّل فيهما فقيل له: طوّلت، أ جزعت ؟ فانصرف، فقال: ما توضّأت قط إلاّ صلّيت، و ما صلّيت صلاة قط أخف من هذه، و لئن جزعت لقد رأيت سيفا مشهورا و كفنا منشورا و قبرا محفورا و كانت عشائرهم جاءوهم بالأكفان و حفروا لهم القبور، و يقال بل معاوية الذي حفر لهم القبور و بعث إليهم بالأكفان. و قال حجر: اللّهمّ إنّا نستعديك على أمتنا فإن أهل العراق شهدوا علينا و إنّ أهل الشام قتلونا قال فقيل لحجر:

مدّ عنقك، فقال: إن ذاك لدم ما كنت لأعين عليه، فقدّم فضربت عنقه. و كان معاوية قد بعث رجلا من بني سلامان بن سعد يقال له هدبة بن فيّاض - قال الصّوري: و في نسخة قبّاص (1) مضبوظ مجوّد - فقتلهم و كان أعور، فنظر إليه رجل منهم من خثعم فقال: إن صدقت الطير قتل نصفنا و نجا نصفنا قال: فلما قتل سبعة أردف معاوية برسول بعافيتهم جميعا فقتل سبعة و نجا ستة، و قيل ستة و نجا سبعة قال: و كانوا ثلاثة عشر رجلا. و قدم عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام على معاوية برسالة عائشة و قد قتلوا. فقال: يا أمير المؤمنين أين عزب عنك حلم أبي سفيان ؟ فقال: غيبة مثلك عني من قومي. و قد كانت هند ابنة زيد بن مخرّبة (2)-قال الصّوري: و في نسخة مخزية - الأنصارية، و كانت شيعيّة، قالت حين سيّر حجر إلى معاوية (3):

ترفّع أيّها القمر المنير *** ترفّع هل ترى حجرا يسير

يسير إلى معاوية بن حرب *** ليقتله كما زعم الخبير

تجبّرت الجبابر بعد حجر *** و طاب لها الخورنق و السّدير

و أصبحت البلاد له محولا *** كأن لم يحيها يوم مطير

ألا يا حجر حجر بني عديّ *** تلقّتك السّلامة و السّرور

أخاف عليك ما أردى عديا *** و شيخا في دمشق له زئير

فإن تهلك فكل عميد قوم *** إلى هلك من الدنيا يصير

و قد رويت هذه الأبيات لهندة أخت حجر بن عدي و زيد فيها بيت قبل البيت الأخير و هو:

ص: 219


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن بغية الطلب 2123/5.
2- بالأصل و ابن العديم:«مجرية» و المثبت عن ابن سعد.
3- الأبيات في ابن سعد 220/6.

يرى قتل الخيار عليه حقّا *** [له] من شرّ أمّته وزير (1)

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو القاسم بن العلاّف، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا أبو صالح الأخباري، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني عمران بن بكار بن راشد البرّاد المؤذن الحمصي، حدّثنا هاشم بن عمرو أبو عبد اللّه شقران، نبأنا إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، قال: لما أتى معاوية بن أبي سفيان بحجر بن الأدبر و أصحابه استشار الناس في قتلهم، فمنهم المشير، و منهم السّاكت، ثم دخل منزله فلمّا صلّى الظهر قام في الناس فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: أين عمرو بن الأسود؟ فقام عمرو بن الأسود فحمد اللّه و أثنى عليه [و قال]: ألا أنا بحصن من اللّه حصين لم نمله، و لم نؤمر بتركه، فذكر الحديث.

فقال ابن عيّاش: فقلت لشرحبيل بن مسلم: كيف صنع بهم ؟ قال: قتل بعضا و خلّى سبيل بعض، فقلت لشرحبيل بن مسلم: ما كان شأنهم ؟[قال:] وجدوا كتابا لهم إلى أبي بلال (2) أنّ محمّدا و أصحابه قاتلوا على التنزيل فقاتلوهم أنتم على التأويل، انتهى (3).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن [ميمون، قال: أخبرني محمّد بن علي بن] (4)الحسين (5) أبو عبد اللّه المعروف بابن عبد الرّحمن، نبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن الفضل الدهقان، نبأنا محمّد بن علي بن السّمين، نبأنا محمّد بن زيد الرطاب، نبأنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، أخبرنا المسعودي، نبأنا معاوية بن هشام، عن عطا بن مسلم، عن عمرو بن قيس، قال: و اللّه لحدثنيه بعض أصحابنا أن حجر بن عدي كان عند زياد و هو يومئذ على الكوفة، إذ جاءه قوم قد قتل منهم رجل فجاء أولياء القتيل و أولياء المقتول فقالوا: هذا قتل صاحبنا، فقال أولياء القاتل: صدقوا و لكن هذا نبطي،

ص: 220


1- بغية الطلب 2123/5 و الزيادة عنه، و زيد عند ابن العديم بعده: و يروى فيها بيت آخر هو: ألا يا ليت حجرا مات موتا و لم ينحر كما نحر البعير
2- هو مرداس بن أدية، من زعماء الخوارج.
3- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2124/5.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب 2124/5-2125 و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 441/7).
5- في بغية الطلب:«الحسن».

و صاحبنا عربي، و لا يقتل عربي بنبطي. فقال زياد: صدقتم و لكن أعطوهم الدية فقالوا:

لا حاجة لنا بالدية، إنما كنا نرى أن الناس فيه سواء، فقام حجر بن عدي فقال: تعطيل كتاب اللّه و خلاف سنة نبيّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا حي لتقتلنّه أو لأضربنّ بسيفي حتى أموت و الإسلام عزيز، قال: فو اللّه ما برح حتى وضع السّكين على حلقه، و كان يقول: أوّل ذل دخل على الكوفة قتل حجر بن عدي انتهى اسم المسعودي هذا: يوسف بن كليب.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا عبد الواحد بن محمّد، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا القاسم بن سالم، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، نبأنا نوح بن حبيب القومسي قال:

سمعت أبا بكر بن عياش، و ذكر عنده حجر فقال: لما انطلق بحجر إلى معاوية قالت أخته:

ألا أيّها القمر المنير *** تبصّر هل ترى حجرا يسير

يسير إلى معاوية بن حرب *** ليقتله كما زعم الأمير

ألا يا حجر حجر بني عدي *** تلقتك السلامة و السّرور

أخاف عليك ما أردى عديا *** و شيخا في دمشق له زئير

فإن تهلك فكلّ عتيد قوم *** إلى هلك من الدنيا يصير

قال نوح: قال أبو بكر بن عياش قاتلها اللّه ما أشعرها، انتهى.

قال: و نبأنا عبد اللّه، قال: أخبرت عن أبي غسان عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق قال: رأيت حجر بن عديّ يوم سار على بغل من بغال البريد و عليه منشقة و هو ينادي: أيّها الناس بيعتي لا أقيلها و لا أستقيلها سماع اللّه و الناس، انتهى.

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، نبأنا محمّد بن هارون، نبأنا أبو كريب، نبأنا معاوية، عن سفيان، عن أبي إسحاق، قال: رأيت حجر بن عدي و هو يقول: ألا إنّي على بيعتي لا أقيل و لا أستقبل سماع اللّه و الناس، انتهى.

قال: و نبأنا أبو كريب، نبأنا يحيى هو ابن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن زياد بن علاقة، قال: رأيت حجر بن أدبر حين أخرج به زياد إلى معاوية و رجلاه من جانب و هو على بعير، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، نبأنا أبو القاسم بن العلاف، أنبأنا أبو الحسن

ص: 221

الحمّامي، أنبأنا أبو صالح الأخباري، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني إسحاق بن الحسن الخرقي، نبأنا أبو حذيفة، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي:

أن شريحا كان يوم قومه فاتّهموه في حجر يعني حجر بن الأدبر فتقدم ذات يوم فقالوا له تأخر، فالتفت إليهم فقال: أ كلّكم على هذا؟ قالوا: نعم، فتأخر و لم يتقدمهم، انتهى.

قال (1):و نبأنا عبد اللّه، نبأنا أحمد بن إبراهيم، نبأنا حجّاج، نبأنا أبو معشر قال:

فركب إليهم معاوية حتى أتاهم بمرج العذراء، فلمّا أتاهم سلم عليهم و سألهم من أنت من أنت من أنت ؟ حتى انتهى إلى حجر فقال: من أنت ؟ قال: حجر بن عدي قال: كم مرّ بك من السنين ؟ قال: كذا و كذا قال: كيف أنت و النساء اليوم ؟ فأخبره، ثم انصرف فأرسل إليهم رجلا أعور معه عشرون كفنا، فلمّا رآه حجر تفاءل و قال: يقتل نصفكم و يترك نصفكم قال: فجعل الرسول يعرض عليهم التوبة و البراءة من عليّ فأبى عشرة و تبرّأ عشرة، فقال: فقتل الذين أبوا و ترك الذين تبرءوا و حفر لهم قبورهم، فجعل يقتلهم و يدفنهم فلما انتهى إلى حجر، جعل حجر يرعد، فقال له الذي أراد قتله: ما لك ترعد؟ قال: قبر محفور و كفن منشور و سيف مشهور قال: تبرأ من علي ؟ قال: لا أتبرأ منه، فضرب عنقه و دفنه، فلما كان بعد ذلك دخل عليه عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام فقال: أ قتلت حجر بن الأدبر؟ قال: أقتل حجر بن الأدبر أحبّ إليّ من أن أقتل معه مائة ألف، قال: أ فلا سجنته فيكفيكه طواعين أهل الشام ؟ قال: غاب عني مثلك في قومي، يشير عليّ بمثل هذا المشورة. فلما حجّ معاوية دخل على عائشة فقالت له: يا معاوية قتلت حجر بن الأدبر قال: أقتل حجر أحبّ إليّ من أن أقتل معه مائة ألف، انتهى.

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقّال (2)،أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب الواسطي، نبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري (3)،أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل (4) بن غسّان

ص: 222


1- القائل أبو صالح الأخباري.
2- بالأصل «النعالي» و المثبت عن سير الأعلام (ترجمته 204/19).
3- بالأصل «الناشري» و الصواب ما أثبت انظر الأنساب.
4- بالأصل «الفضل» خطأ.

الغلاّبي (1)،نبأنا أبو عبد الرّحمن، نبأنا ابن أبي غالب، نبأنا هشيم، نبأنا داود بن عمر، عن بشر بن عبد اللّه الحضرمي قال: لما بعث زياد حجر بن عدي و خرج (2) به إلى معاوية قال: فأمر معاوية بسجنهم بمكان يقال له مرج عذراء قال: ثم استشار الناس فيهم قال: فجعلوا يقولون القتل القتل، فقام عبد اللّه بن يزيد بن أسد البجلي، و هو أبو خالد و أسد ابني عبد اللّه القشيري فقال: يا أمير المؤمنين أنت راعينا و نحن رعيتك، فإن عاقبت قلنا: أصبت، و إن عفوت قلنا: أحسنت، و العفو أقرب و كل راع مسئول عن رعيته قال: قيّدوا القوم على قوله، انتهى.

أخبرناه أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو القاسم بن العلاّف، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري، قال: نبأنا عبد اللّه، حدثنا أبو بكر بن زنجويه، نبأنا ابن غالب، نبأنا هشيم، نبأنا داود بن عمرو، عن بسر بن عبد اللّه الحضرمي، قال: لما بعث زياد بحجر بن عدي و أصحابه إلى معاوية قال: فأمر معاوية بحبسهم بمكان يقال له مرج العذراء قال: ثم استشار الناس فيهم قال: فجعلوا يقولون:

القتل القتل، قال: فقال عبد اللّه بن يزيد بن أسد البجلي و هو أبو خالد و أسد بني عبد اللّه القشيري فقال: يا أمير المؤمنين أنت راعينا و نحن رعيتك و أنت ركننا و نحن عمادك فإن عاقبت قلنا: أصبت، و إن عفوت قلنا: أحسنت، و العفو أقرب إلى التقوى، و كل راع مسئول عن رعيته فتفرق القوم على قوله، انتهى.

قال: و نبأنا عبد اللّه، حدثنا أبي، حدثنا مسلم، حدّثنا أبو المغيرة الخولاني عبد القدوس بن الحجّاج، عن ابن عيّاش يعني (3) إسماعيل، حدثني شرحبيل بن مسلم، حدثني أبو شرحبيل شيخ ثقة من ثقات أهل الشام قال: لما بعث بحجر بن عدي بن الأدبر و أصحابه من (4) العراق إلى معاوية بن أبي سفيان استشار الناس في قتلهم فمنهم المشير و منهم السّاكت، فدخل معاوية إلى منزله فلما صلّى الظهر قام في الناس فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم جلس على المنبر فقام (5) المنادي فنادى: أين عمرو بن

ص: 223


1- رسمها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت (انظر الأنساب: الغلابي).
2- بالأصل: و خرجا.
3- بالأصل «بن» و المثبت عن بغية الطلب 2126/5.
4- بالأصل «إلى».
5- بالأصل «فقال».

الأسود العنسي ؟ فقام فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: إنّا بحصن من اللّه حصين لم نؤمر بتركه، قولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق ألا و أنت الراعي و نحن الرعية، ألا و أنت أعلمنا برأيهم (1) و أقدرنا على دوائهم، و إنما علينا أن نقول: سَمِعْنٰا وَ أَطَعْنٰا غُفْرٰانَكَ رَبَّنٰا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ (2) قال معاوية: أمّا عمرو بن الأسود فقد تبرأ إلينا من دمائهم و رمى بها ما بين عيني معاوية، ثم قام المنادي فنادى: أين أبو مسلم الخولاني ؟ فقام فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: أمّا بعد فو اللّه ما أبغضناك منذ أحببناك (3) و لا عصيناك منذ أطعناك، و لا فارقناك منذ جامعناك، و لا نكثنا ببيعتك منذ بايعناك، سيوفنا على عواتقنا، إن أمرتنا أطعناك و إن دعوتنا أجبناك، و إن سبقتنا أدركناك، و إن سبقناك نظرناك، ثم جلس، ثم قام المنادي فقال: أين عبد اللّه بن محمد (4) الشرعبي فقام فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: و قولك يا أمير المؤمنين في هذه العصابة من أهل العراق إن تعاقبهم فقد أصبت و إن تعفو فقد أحسنت ثم جلس ثم قام المنادي فنادى: أين عبد اللّه بن أسد القشيري ؟ فقام فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: يا أمير المؤمنين رعيّتك و ولايتك و أهل طاعتك إن تعاقبهم، فقد جنوا على أنفسهم العقوبة، و إن تعفو فإنّ العفو أقرب للتقوى يا أمير المؤمنين، لا تطع فينا من كان غشوما لنفسه ظلوما بالليل نئوما عن عمل الآخرة سئوما يا أمير المؤمنين إن الدنيا قد انخسفت أوتادها و مالت بها عمادها، و أحبّها أصحابها و اقترب منها ميعادها، ثم جلس، فقلت لشرحبيل: فكيف صنع ؟ قال: قتل بعضا، و استحيا بعضا، و كان فيمن قتل حجر بن عدي بن الأدبر.

قال: فلما قدّم لتضرب عنقه قال: لا تطلقوا عني حديدا فادفنوني، و ما أصاب الثرى من دمي فإني ألتقي أنا و معاوية غدا بالجادة، قال أبي: قال أبو المغيرة، قال فكان ابن عيّاش (5) لا يكاد يحدث بهذا الحديث إلاّ بكى بكاء شديدا، انتهى.

قال: و نبأنا عبد اللّه قال: أخبرت عن شهاب بن عبّاد، نبأنا محمد بن بشر العبدي، نبأنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه قال: قال حجر و اللّه لئن قتلت بعذراء إني

ص: 224


1- في بغية الطلب:«بدائهم» و هو الأظهر باعتبار ما يأتي.
2- سورة البقرة، الآية:285.
3- اللفظة مهملة بالأصل، و المثبت عن ابن العديم.
4- غير واضحة بالأصل و نميل إلى قراءتها «نجم» و المثبت عن ابن العديم.
5- في ابن العديم: ابن عباس.

لأوّل الناس أدعوهم بالتكبير في زمن أبي بكر، انتهى.

قال: و نبأنا عبد اللّه، حدثني عبد اللّه بن مطيع، حدّثنا هشيم، عن العوّام، عن سلمة بن كهيل، قال: قال حجر حيث أمر معاوية بضرب عنقه: اللّهمّ إني على بيعتي لا أقيلها و لا أستقيلها، انتهى.

قال: و نبأنا عبد اللّه، حدّثني أبي، نبأنا أبو بكر بن عياش حينئذ، قال: و نبأنا عبد اللّه، حدثني زهير بن حرب قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش قال: سمعت أبا يحيى يعني() (1) بن سفيان نسنة (2) يقول: قال حجر أبلغوا عني معاوية إنّا و اللّه ما افتتنا و لا أتت علينا ليلة إلاّ صليناها أو صلّينا فيها، انتهى.

قال: و نبأنا عبد اللّه، نبأنا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه المخرمي، نبأنا أبو البشر سهل بن محمود، نبأنا عمر بن مجاشع، عن تميم بن الحارث، قال: قالوا لحجر حين أراد أن يقتل: مد عنقك قال: ما كنت لأعين على دم رجل مسلم أو قال: مهاجر، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنبأنا علي بن محمّد بن محمّد المعروف بابن الأخضر قال: قال: قرئ على أبي عمر بن عبد الواحد بن محمّد بن مهدي و أنا أسمع، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عمر البختري، نبأنا أحمد بن ملاعب، نبأنا أحمد بن والق، نبأنا عبيد اللّه بن عمر الرّقّي، عن معمر، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين قال: أتى بحجر بن عدي حين دعا به معاوية فقال: إنّي لا أرى هذا إلاّ قاتلي، فإن هو قتلني فلا تطلقوا عني حديدا و ادفنوني بثيابي و دمي، فإني ملاقي معاوية على الجادة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنبأنا أبو أحمد الحجّاج حينئذ، أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو عروبة، نبأنا مخلد بن مالك، نبأنا عيسى بن يونس، عن هشام بن حسّان، قال: كان محمّد بن سيرين إذا سئل عن الشّهيد أ يغسل ؟ حدث عن حجر بن عدي إذ قتله معاوية قال: قال حجر لا تلقوا عني حديدا و لا تغسلوا عني دما

ص: 225


1- لفظة غير واضحة رسمها: القتاق.
2- كذا رسمها.
3- بالأصل:«الحزوردي» و الصواب ما أثبت.

و ادفنوني في ثيابي حتى ألقى معاوية على الجادّة غدا، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنبأنا عبد الواحد بن علي، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر، أنبأنا القاسم بن سالم، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، نبأنا العبّاس بن محمّد الدوري، عن أزهر بن سعد السّمّان [عن] أبي بكر، عن عون، عن محمّد قال: لما جيء بحجر إلى معاوية، فأمر به أن يقتل فقال: اتركوني أصلّي ركعتين قال: فصلّى ركعتين تحرز فيهما قال: ثم قال: لو لا أن تروا أن بي جزعا لطولتها، فأمر به فقتل.

فلما قدم المدينة قدم على أم المؤمنين عائشة فاستأذن عليها فأبت أن تأذن له، فلم يزل حتى أذنت له، فلما دخل عليها قالت له: أنت الذي قتلت حجرا؟ قال: لم يكن عندي أحد ينهاني، انتهى.

قال: و نبأنا عبد اللّه، حدثني عبد اللّه بن مطيع بن هشيم بن مطيع، عن بعض أشياخه أن الحسن بن علي سأل حيث صنع معاوية بحجر و أصحابه قال: ادفنوهم و استقبلوا بهم القتلة، يعني فقالوا: نعم، قال: حجة القوم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ ، و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أحمد بن علي الخطيب، و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، قالوا: أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، حدثني حرملة، أنبأنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة فقالت: ما حملك على قتل حجر و أصحابه فقال: يا أم المؤمنين إنّي رأيت قتلهم صلاحا للأمة و إنّ بقاءهم فسادا للأمة، فقالت:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«سيقتل بعذراء ناس يغضب اللّه لهم و أهل السماء»، انتهى، رواه ابن المبارك عن ابن لهيعة فلم يرفعه، انتهى[2928] (1).

أخبرناه أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو القاسم بن العلاّف، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا القاسم بن سالم، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني محمّد بن محمّد، نبأنا أحمد بن شبّويه، حدثني سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، عن ابن لهيعة، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال: أن معاوية حج فدخل على عائشة

ص: 226


1- الحديث في كنز العمال 30887/11 و بغية الطلب 2129/5.

رضي اللّه تعالى عنها فقالت: يا معاوية قتلت حجر بن الأدبر و أصحابه، أما و اللّه لقد بلغني أنه سيقتل بعذراء سبعة رجال يغضب اللّه تعالى لهم و أهل السّماء، انتهى.

قال: و أنبأنا عبد اللّه، نبأنا سويد بن سعيد، نبأنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ابن زرير (1)،عن علي بن أبي طالب قال: يا أهل الكوفة سيقتل فيكم سبعة نفر خياركم، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود منهم حجر بن الأدبر و أصحابه، قتلهم معاوية بالعذراء من دمشق كلّهم من أهل الكوفة.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي حينئذ، و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نبأنا أبو بكر الخطيب، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا أبو محمّد بن درستويه، نبأنا يعقوب بن سفيان، نبأنا ابن أبي بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني الحارث بن يزيد، عن عبد اللّه بن زرير (2) الغافقي، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء - يعني - مثلهم كمثل أصحاب الأخدود، قتل حجر و أصحابه، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، نبأنا الحسن بن محمّد الكسائي، نبأنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، نبأنا المثنى بن معافى، نبأنا أبي، عن ابن عون (3)،عن نافع قال: لما انطلق بحجر إلى معاوية كان ابن عمر يتحرّى عنه يقول: ما فعل حجر، فجاء الخبر بقتله، و هو محتبي في السّوق، فأطلق حبوته و ولّى يبكي، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا عبد الواحد بن علي، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر، نبأنا القاسم بن سالم، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، نبأنا أبي، نبأنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام بن حسّان، عن محمّد قال: أطال زياد الخطبة، فقال له حجر:

الصّلاة فمضى زياد في الخطبة، فضرب حجر بيده إلى الحصى، و قال: الصّلاة و ضرب

ص: 227


1- بالأصل «أبي زبر» و الصواب ما أثبت، اسمه عبد اللّه بن زرير ضبطت عن تقريب التهذيب بتقديم الزاي، مصغرا.
2- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة، و في بغية الطلب 2117/5:«رزين» تحريف.
3- بالأصل «أبي».

الناس بأيديهم الحصى، فنزل زياد فصلّى، و كتب فيه زياد إلى معاوية، فكتب معاوية أن سرّح به إليّ ، فسرح به إليه، فلما قدم عليه قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، قال:

أ فأمير المؤمنين أنا؟ قال: نعم، لا أقيلك و لا أستقيلك قال: فأمر بقتله فلما انطلق به قال لهم دعوني لأصلّي ركعتين قالوا: نعم فصلّى ركعتين ثم قال لهم: لو لا أن تروا غير الذي بي لأحببت أن تكون أطول ممّا كانتا، ثم قال: لا تطلقوا عني حديدا و لا تغسلوا عني دما و ادفنوني في ثيابي، فإني لاق معاوية بالجادّة و إني مخاصم، قال هشام: فكان محمّد إذا سئل عن الشّهيد أ يغسّل ؟ ذكر حديث حجر بن عدي.

أخبرنا [أبو] عبد اللّه البلخي، أنبأنا عبد الواحد بن عدي، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، حدثنا القاسم بن سالم، حدّثنا عبد اللّه، حدثني سالم، نبأنا (1) إبراهيم بن إسماعيل، نبأنا ابن عون، عن نافع، قال: كان ابن عمر في السّوق فنعي له حجر، فأطلق حبوته (2) و قام و غلبه النحيب.

قال: و نبأنا عبد اللّه، نبأنا أبو معمر، حدثنا ابن عليّة، عن ابن عون، عن نافع أو عن من حدثه قال: لما بلغ ابن عمر قتل حجر و هو في السّوق حلّ حبوته ثم انتحب (3).

قال: و نبأنا عبد اللّه، نبأنا أحمد بن إبراهيم، نبأنا حجّاج قال: قال (4) طلحة:

و حدثنا أبو عبيد الأزدي أن علي (5) بن الحسين أتاه ناس من أهل الكوفة من الشيعة فشكوا إليه ما صنع زياد بحجر و أصحابه و جعلوا يبكون عنده و قالوا: نسأل اللّه أن يجعل قتله بأيدينا، فقال: مه، إن في القتل كفارات، و لكن نسأل اللّه تعالى أن يميته على فراشه، كذا قال:«أبو عبيد» و إنما هو «أبو عبيدة».

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين انتهى.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد (6)،أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه قالوا: أنبأنا

ص: 228


1- في بغية الطلب 2127/5 حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
2- أي غير من وضعه حزنا و أخذ بالبكاء (النهاية).
3- الخبر و الذي يليه في بغية الطلب 2127/5.
4- في بغية الطلب: قال: قال محمد بن طلحة.
5- في بغية الطلب:«الحسن بن علي».
6- في بغية الطلب 2129/5 «أحمد».

أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، حدّثنا عمرو بن عاصم [قال:] نبأنا حماد بن سلمة: عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب عن مروان بن الحكم قال: دخلت مع معاوية على أم المؤمنين عائشة رضي اللّه تعالى عنها قالت: يا معاوية قتلت حجرا و أصحابه و فعلت الذي فعلت، أ ما خشيت أن أخبأ لك رجلا فيقتلك ؟ قال: لا، إني في بيت أمان، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«الإيمان قيد الفتك (1) لا يفتك مؤمن» (2) يا أم المؤمنين، كيف أنا فيما سوى ذلك من حاجاتك و أمورك (3)؟قالت: صالح. قال: فدعيني و حجرا حتى نلتقي عند ربّنا عزّ و جل.

انتهى[2929].

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو القاسم بن العلاف، أنبأنا علي بن أحمد، نبأنا أبو القاسم سالم، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا أبي، نبأنا عفان، نبأنا إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة (4)،نبأنا أيوب عن عبد اللّه بن أبي مليكة أو غيره، شك إسماعيل، قال: لما قدم معاوية دخل على عائشة، فقالت: أ قتلت حجرا؟ قال: يا أم المؤمنين إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحيائه في فسادهم انتهى.

قال: و نبأنا عبد اللّه حدثت أبو زيد المنيري عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد، حدّثنا أبو عاصم عن ابن عون عن محمّد قال: بلغ أم المؤمنين - يعني - عائشة أن معاوية قتل حجرا فجاء يستأذن عليها فمنعته، فاستأذن حتى دخل، فقالت أنت صاحب حجر؟ قال:

لم يكن عندي من يمنعني.

قال ابن عون: و أنبأنا نافع قال بلغ ابن عمر قتله، و انه لفي السوق يحتبي، فأطلق حبوته وقفا (5) قال: و سمعت نحيبه حين قفا (6).

قال: و أنبأنا عبد اللّه قال: وجدت في كتاب أبي بخطه أخبرت عن العوام بن حوشب عمن حدثه، و سمعته مرة يذكر عن عمر بن مرة أنه قال لما قتل حجر و أصحابه،

ص: 229


1- في الأصل «العك لا يعك» اللفظتان مهملتان، و المثبت عن بغية الطلب 2129/5.
2- الحديث في كنز العمال 405/1.
3- بالأصل «و أمرك» و المثبت عن بغية الطلب.
4- ضبطت عن تقريب التهذيب.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- كذا رسمها بالأصل.

قالت عائشة رضي اللّه تعالى عنها (1):[لو أنا لم نتولا مر قط إلا عرما من سعطا و ما] (2)لكان لي و لابن أبي سفيان في قتله حجرا و أصحابه شأن. انتهى.

قال: و أنبأنا عبد اللّه، حدّثني أبو الحسن العطار، نبأنا أحمد بن شبويه، حدّثني سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك عن عبيد اللّه بن أبي زياد عن ابن أبي مليكة أن معاوية جاء يستأذن على عائشة، فأبت أن تأذن له، فخرج غلام لها يقال له:

ذكوان. قال: ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت عليّ فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له، و كان أطوع مني عندها، فلما دخل عليها قال: أمتاه فيما وجدت عليّ يرحمك اللّه ؟ قالت: غضبت عليك في أنك جعلت منازل الحج قصورا، و فجرت فيها العيون، و جعلتها نخلا. و وجدت عليك في شأن حجر و أصحابه أنك قتلتهم. فقال لها:

أما قولك أني جعلت منازل الحاج بيوتا فإن الحاج كانوا يقدمون فلا يجدون ظلا يستظلون فيه، و لا يكون فيه أمتعتهم و أدواتهم و لا يستكنون من حرّ لا برد و لا مطر، فجعلناها لهم ظلا يستظلون بها، و ما كان لي فيها() (3) قالت: فإن كنت إنما فعلت ذلك لذلك فلا بأس. و أما حجر و أصحابه فإني تخوفت أمرا، و خشيت فتنة تكون تهراق فيها الدماء و تستحل فيها المحارم و أنت تخافيني دعيني و اللّه يفعل بي ما يشاء.

قالت: تركتك و اللّه، تركتك و اللّه تركتك و اللّه. انتهى.

قال: و نبأنا عبد اللّه قال: أخبرت عن محمّد بن حميد الرازي، حدّثنا أبو تميلة (4)عن عيسى بن عبيد عن عبد الخالق بن عمرو قال: لما قتل معاوية بن [أبي سفيان] حجرا (5) و أصحابه كتب إلي مروان بما دخله من الندامة، فكتب إليه مروان فأين كان رأيك، و أين كان حلمك، و أين كان ما يرجى منك. فكتب إليه: إنك غبت عني و أصحابك() (6) في جفاء قيس و طغام اليمن. قال: و قتله رجل من بني قيس من بني مرة.

ص: 230


1- بالأصل «عنه».
2- كذا رسم العبارة بالأصل.
3- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
4- ضبطت عن تقريب التهذيب بالتصغير، و اسمه يحيى بن واضح المروزي.
5- بالأصل «حجر».
6- كلمة غير مقروءة بالأصل تركنا مكانها بياضا.

قال: و نبأنا عبد اللّه، نبأنا أبو الحسن العطار محمّد بن محمّد، نبأنا أحمد بن شبويه، نبأنا سليمان بن صالح عن عبد اللّه بن المبارك، عن أبي بكر بن عياش قال:

دخل عبد اللّه بن يزيد بن أسد على معاوية و هو في مرضه الذي مات فيه، فرأى منه (1)جزعا، فقال: ما يجزعك يا أمير المؤمنين إن مت ؟ ما لي الجنة، و إن عشت فقد علم اللّه حاجة الناس إليك. قال: رحم اللّه أباك إن كان لناصحا، نهاني عن قتل حجر بن الأدبر، ثم عاده (2) عبد اللّه بن يزيد، فعاد معاوية مثل ذلك القول.

قال: و حدّثنا عبد اللّه قال: أخبرت عن محمّد بن حميد، نبأنا جرير عن سفيان الثوري قال: قال معاوية: ما قتلت أحدا إلاّ و أنا أعرف فيم قتلته (3) و ما أردت به ما خلا حجر بن عدي فإني لا أعرف فيما قتلته (4).

قال: و نبأنا عبد اللّه، نبأنا سفيان، نبأنا يوسف بن موسى القطان قال: سمعت جرير الرازي يقول: قال معاوية: ما قتلت أحدا إلا و أنا أعلم فيم قتلته إلاّ حجر بن عدي (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن أحمد، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نبأنا خليفة بن خياط (6) في التابعين من أهل الكوفة قال: حجر بن عدي قتل سنة إحدى و خمسين يكنى أبا عبد الرّحمن انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط قال: سنة إحدى و خمسين فيها قتل حجر بن عدي بن الأدبر سمي بذلك لأنه ضرب بالسيف على أليته، و من معه (7).

ص: 231


1- بالأصل «فيه» و المثبت عن مختصر ابن منظور 242/6.
2- بالأصل: أعاده.
3- بالأصل قتله و المثبت عن بغية الطلب.
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2127/5.
5- بغية الطلب 2128/5.
6- طبقات خليفة بن خياط ص 246/ترجمة 1042.
7- الخبر في تاريخ خليفة بن خياط ص 213 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 2130/5.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلص - إجازة - أنبأنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة إحدى و خمسين فيها قتل حجر بن عدي الأدبر يكنى بذلك لأنه ضرب بالسيف على أليته انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري (1)،أنبأنا الأحوص بن المفضل، نبأنا أبي، قال: و في سنة إحدى و خمسين قتل حجر بن عدي و أصحابه انتهى (2).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا محمّد بن جعفر المنبجي، نبأنا عبيد اللّه (3) بن سعد الزهري، قال (4):قرأت بخط عمي يعقوب بن إبراهيم: مات زياد بن أبي سفيان سنة ثلاث و خمسين و فيها قتل حجر بن الأدبر الكندي انتهى (5).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم [قال] أنبأنا محمّد بن أحمد بن المسلمة أبو جعفر - فيما كتب إليّ -[قال: أخبرنا] أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - أنبأنا أحمد بن القاسم بن نصر النيسابوري، نبأنا أبو أيوب سليمان بن أبي شيخ، نبأنا محمّد بن الحكم، نبأنا أبو مخنف لوط بن يحيى قال: قال عبد اللّه بن خليفة الطائي يرثي حجر بن عدي من قصيدة طويلة:

أقول و لا و اللّه أنسى فعالهم *** سجيس (6) الليالي أو أموت فأقبرا

على أهل عذرا السلام مضاعف *** من اللّه يسقيها السحاب الكهورا

و لاقى بها حجر من اللّه رحمة *** فقد كان أرضى اللّه حجر و أعذرا

فيا حجر من للخيل تدمى نحورها *** أو الملك العادي إذا ما تغشمرا (7)

و من صادع بالحق بعدك ناطق *** بتقوى و من إن قيل بالجور غبرا

ص: 232


1- بالأصل «الناشري» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (البابسيري).
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2130/5.
3- بالأصل:«عبيد اللّه» و المثبت عن بغية الطلب.
4- بالأصل: قالت.
5- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2130/5.
6- يقال: لا آتيك سجيس الليالي أي آخر الدهر (النهاية).
7- الغشمرة: إتيان الأمر من غير تثبت، و التهضم و الظلم (القاموس).

فنعم أخو الإسلام كنت و إنني *** لأطمع أن تعطى الخلود و تحبرا (1)

قد كنت تعطي السيف في الحرب حقه *** و تعرف معروفا تنكر منكرا (2)

قال: و قال قيس بن فهدان الكندي يرثيه:

يا حجر يا ذا الخير و الحجر *** يا ذا الفعال و نابه الذكر

كنت المدافع عن ظلامتنا *** عند الطلوع و مانع الثعر

أما فقلت فأنت خيرهم *** في العسر ذي العيصاء و اليسر

يا عين بكي خير ذي يمن *** و زعيمها في العرف و النكر

فلأبكين عليك (3) مكتئبا (4) *** فلنعم ذو القربى و ذي الصهر

يا حجر من للمعتفين (5) إذا *** لزم (6) الشتاء و قلّ من يقري

من لليتامى و الأرامل إن *** حقب الربيع و ضن بالوفر

أم من لنا في الحرب إن بعثت *** مستبسلا يفري كما يفري

فسعدت ملتمس التقى و سقى *** جدثا أجنك مسبل القطر

كانت حياتك إذ حييت لنا *** عزّا و موتك قاصم الظهر

و تريثنا في كل نازلة *** نزلت بساحتنا و لا تبري

يا طول مكتأبي لقتلهم حجرا *** و طول حرارة الصدر

قد كدت (7):أصعق جزعا *** أسفا و أموت من جزع على حجر

فلقد جدلت و قد قتلت *** و من لم تستعبه حوادث الدهر

فلذاك قلبي مشعر كمدا *** و لذاك دمعي ليس بالنزر

و لذاك نسوتنا حواسر *** يستبكين بالاشراق و الظهر

ص: 233


1- الحبرة: النعمة و سعة العيش (النهاية).
2- الأبيات نقلها ابن العديم في بغية الطلب 2131/5.
3- في بغية الطلب 2132/5 عليه.
4- مهملة بالأصل و المثبت عن ابن العديم.
5- بالأصل: المعتفين و المثبت عن ابن العديم.
6- بالأصل:«دمر» و المثبت عن ابن العديم.
7- صدره في ابن العديم: قد كنت أصعق جهرة أسفا

و لذاك رهطي كلهم أسف *** جم التأوه دمعه يجري (1)

و قد تقدم في ترجمة الأرقم بن عبد اللّه الكندي حديث طويل في ذكر قصة حجر و تسمية من قدم به معه و من قتل منهم من رواية أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي الكوفي يغنينا عن إعادتها هاهنا و اللّه تعالى أعلم.

1222 - حجر بن عقيل الكلبي

دخل على عبد الملك بن مروان، فقال له عبد الملك: علمت أني أستعملك حابس بن ضمرة (2) على صائفة (3) أهل دمشق، فقال: لا حرم و اللّه لقد تركتها لا يرغب فيها كريم و لا يأيس منها لئيم.

1223 - حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة

[المعروف ب : حجر الشر]

ابن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين

ابن الحارث من بني معاوية بن الحارث

ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن كبير بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة

ابن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب

ابن قحطان الكندي المعروف بحجر الشر (4)

وفد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أسلم و عاد إلى اليمن. ثم نزل الكوفة و شهد الحكمين بدومة [الجندل] له ذكر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا حسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد: في الطبقة الرابعة قال: حجر الشر بن يزيد بن سلمة (5) بن مرة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية

ص: 234


1- الأبيات نقلها ابن العديم في بغية الطلب 2131/5-2132.
2- لفظة غير مقروءة.
3- بالأصل «صافية».
4- راجع عامود نسبه في مصادر ترجمته في أسد الغابة 461/1 الإصابة 315/1 بغية الطلب لابن العديم 2135/5 الوافي بالوفيات 320/11 و سير أعلام النبلاء 467/3 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- بالأصل «المسلمة».

الأكرمين، كان شريفا، وفد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و إنما سمي حجر الشر، لأن حجر بن الأدبر كان يسمى حجر الخير، فأرادوا أن يفصلوا بينهما، و كان أيضا شريرا، و كان أحد شهود يوم الحكمين مع علي، و ولاه معاوية بن أبي سفيان بعد ذلك أرمينية (1).

أخبرنا أبو محمّد السلمي، حدّثنا أبو بكر الخطيب حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب (2) في تسمية أمراء يوم الجمل من أصحاب علي قال: و جعل على خيل كندة حجر بن يزيد انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد الفقيه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر العدل [قال:] أنبأنا أبو أحمد العسكري (3) قال:[و كان مع علي بصفّين حجر الخير و حجر الشر، فأما حجر الشر فهو حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة] (4) و كان شريفا ولاّه معاوية بعد ذلك أرمينيا، و أرادوا أن يفصلوا بينه و بين حجر بن عدي فقالوا لهذا: حجر الشر. انتهى.

بلغني أن حجر بن يزيد بقي إلى حين أخذ زياد حجر بن الأدبر فأنفذه إلى معاوية و كان ذلك في سنة إحدى و خمسين (5).

1224 - حجوة بن مدرك الغساني

1224 - حجوة بن مدرك الغساني (6)

أصله من الكوفة، سكن دمشق و كان يكون بمنبج (7)،و له أشعار في فتنة أبي الهيذام.

روى عن إسماعيل بن أحمد بن أبي خالد، و يونس بن أبي إسحاق، و فضيل بن غزوان، و موسى بن عبيدة، و سفيان الثوري، و هشام بن عروة، و الأعمش، و سعيد بن

ص: 235


1- لم أقف له على ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع.
2- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 313/3 و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 2136/5.
3- بالأصل: العسكر.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب 2136/5.
5- نقله ابن العديم عن ابن عساكر في بغية الطلب 2137/5.
6- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2137/5 و الجرح و التعديل 319/3.
7- منبج: مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات و أرزاق واسعة، بينها و بين الفرات ثلاثة فراسخ، و بينها و بين حلب عشرة فراسخ (ياقوت).

عبد الرحمن أخي أبي حرة، و عبد الملك بن أبي سليمان.

روى عنه: هشام بن عمّار، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و أبو الجماهير محمّد بن عثمان، و عيسى بن موسى غنجار، و الحكم بن موسى، و سعيد بن إسماعيل بن مساحق.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا سهل بن بشر قالا: أنبأنا محمّد بن الحسين بن الطفال، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نبأنا موسى بن سهل، نبأنا هشام بن عمّار، نبأنا حجوة بن مدرك عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الجار أحق بشفعة جاره ينتظر به و إن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا» (1)[2930].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الجنزرودي (2)،أنبأنا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نبأنا هشام بن عمّار، نبأنا حجوة بن مدرك الغساني، نبأنا سعيد بن عبد الرّحمن أخو أبي حرة (3) عن ابن سيرين عن ابن عبّاس قال: احتجم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لو كان خبيثا (4) لم يعطه. انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة - حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، نبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة السادسة:

حجوة بن مدرك الغساني، و في رواية الآبنوسي: حجزة، و هو وهم انتهى.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ أحمد بن عبد اللّه - إجازة - حينئذ قال: أنبأنا أبو طاهر [بن سلمة]، نبأنا علي بن أحمد

ص: 236


1- الحديث في كنز العمال 17701/7 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 2137/5.
2- بالأصل «الحرودي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- بالأصل:«أخو حجوة» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم في بداية الترجمة.
4- مهملة بالأصل، و رسمها غير واضح، و الصواب عن مختصر ابن منظور 243/6.

قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):حجوة بن مدرك كوفي سكن دمشق، سألت أبي عنه فقال: محله الصدق انتهى.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني، قال: قلت لأبي حاتم الرازي: ما تقول في حجوة بن مدرك يروي عنه الحكم بن موسى ؟ فقال: الغساني صدوق، انتهى.

قرأت على أبي أحمد بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و أما حجوة: فحجوة بن مدرك روى عن هشام بن عروة حديث قبض العلم، روى عنه:

عيسى بن موسى التيمي.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي فيما ذكره عن شيوخه: كان مما قيل في تلك العصبة من الأشعار ما أفادنيه بعض أهل دمشق، عن أبيه، عن جده و أهل بيته من المرثيين قال (3):قال حجوة بن مدرك الغساني يرثي أسعد الغساني:

ألا هبلت أم الفتى أسعد الندى *** لقد ثكلت ليثا شديد الشكائم

أغرّ نمته عصبة يمنية *** طوال الرماح ماضيات الصوارم

أتت بفتى رخو الحمائل صارم *** إذا حام بان الموت فوق الجماجم

سأبكي فتى غسان أسعد ما دعت *** على فنن الأشجار ورق الحمائم

و أبكيه (4) إما عشت بالبيض و القنا *** و فتيان صدق كالليوث الضراغم

يخوضون نحو الموت خوضا *** كأنهم مصاعب تحت الداميات (5) المناسم

بأسيافهم زار الحتوف ابن كامل *** و من بعده مثواه زر بن حاتم

و قال حجوة (6):

قتلنا أناسا فاستقلنا بقتلهم *** هنات أضعناها لنا أول الأمر

ص: 237


1- الجرح و التعديل 319/3.
2- الاكمال لابن ماكولا 394/2.
3- الخبر و الشعر نقله عن ابن عساكر ابن العديم في بغية الطلب 2139/5 و فيه «حجر بن مدرك» بدل «حجوة».
4- مهملة بالأصل و المثبت عن ابن العديم.
5- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن ابن العديم.
6- الأبيات في بغية الطلب 2139/5-2140.

فلا تجزعي (1) يا قيس عيلان و اصبري *** رويدك إنّا سوف نتعب بالصبر

ستأتيكم مثل الأسود مغيرة *** على كل طيار يزيد على الزجر

فإن بك فتياني نبوا عن قتالهم *** بجانب حرلان (2) و خاموا على النصر

فرب حسام قد نبا و هو قاطع *** و يثكل أحيانا لدى مخلب الصقر (3)

1225 - حديج

و وجدته في كتاب من كتب إسحاق بن إبراهيم الموصلي خديج، و هو خصيّ (4)و كان لمعاوية بن أبي سفيان.

حكى عنه، و عن أبي الأعور السّلمي، و ربيعة الجرشي (5).

و روى عنه عوانة بن الحكم، و عبد الملك بن عمير، و كان مع معاوية بالجابية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنبأنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخيّاط ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه السّوسي، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد الكاتب، نبأنا أبي، نبأنا محمّد بن مروان ابن عمّ الشعبي، حدثني محمّد بن أحمد أبو بكر الخزاعي، حدثني جدي، يعني سليمان بن أبي شيخ، نبأنا محمّد بن الحكم، عن عوانة، حدثني حديج خصيّ لمعاوية، رأيته زمن يزيد بن عبد الملك في ألفين من العطاء قال: اشترى لمعاوية [جارية] (6) بيضاء جميلة فأدخلتها عليه مجرّدة و بيده قضيب، فجعل يهوي به إلى متاعها و يقول هذا المتاع لو كان له متاع! اذهب بها إلى يزيد بن معاوية ثم قال: لا، ادع لي ربيعة بن عمرو الجرشي و كان فقيها، فلما دخل عليه قال: إن هذه أتيت بها مجرّدة فرأيت فيها ذاك و ذاك (7)، و إني أردت أن أبعث بها إلى يزيد. قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنها لا تصلح له.

ص: 238


1- في ابن العديم «فلا تخدعي».
2- حرلان: ناحية بغوطة دمشق فيها عدة قرى (معجم البلدان).
3- سقط هذا البيت من ابن العديم.
4- تقرأ بالأصل «حصين» و مثلها في تهذيب ابن عساكر، و المثبت «خصي» عن مختصر ابن منظور 243/6.
5- بالأصل «الحرشي» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الحرشي).
6- الزيادة عن مختصر ابن منظور 243/6.
7- في المختصر: ذلك و ذلك.

قال: نعم ما رأيت، ثم قال: ادع لي عبد اللّه بن مسعدة الفزاري، فدعوته - و كان آدم شديد الأدمة - فقال: دونك هذه بيّض بها ولدك، و هو عبد اللّه بن مسعدة بن حكمة بن بدر.

قال عوانة: و كان في سبي فزارة فوهبه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لابنته فاطمة، فأعتقته، كان غلاما ربته فاطمة و علي عليهما السّلام و أعتقته، فكان بعد ذلك مع معاوية، أشد الناس على عليّ رضي اللّه تعالى عنه.

ذكر من اسمه حدير

1226 - حدير أبو فوزة

1226 - حدير (1) أبو فوزة

و يقال أبو قروة (2) الأسلمي، و يقال: السّلمي (3)،مولاه (4)

يقال إنّ له صحبة، سكن حمص.

روى عن أبي الدّرداء، و كعب الأحبار.

روى عنه العلاء بن الحارث، و بشر مولى معاوية، و يونس بن ميسرة بن حلبس.

و خرج مع كعب من دمشق إلى حمص، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن صفوان البصري، نبأنا إبراهيم بن دحيم، نبأنا هشام، عن صدقة بن خالد، عن عثمان بن أبي العاتكة، حدثنا أخ لي يقال [له] زياد أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان إذا رأى الهلال قال:«اللّهمّ بارك لنا في شهرنا هذا الداخل» فذكر الحديث و قال: توالى على هذا الدعاء ستة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم سمعوه منه و السّابع صاحب الفرس الخزبور (5) و الرمح الثقيل حدير أبو فروة السّلمي، انتهى (6)[2931].

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد،

ص: 239


1- نص ابن حجر في الإصابة: حدير مصغر. و فوزة: بفتح الفاء و سكون الواو بعدها زاي.
2- كذا بالأصل، و في بغية الطلب أبو قرة و في أسد الغابة: أبو فروة قال ابن حجر: و قال بعضهم أبو فروة و هو وهم.
3- قال ابن حجر: و هو أصوب.
4- ترجمته في أسد الغابة 465/1 و الإصابة 316/1 و بغية الطلب 2140/5.
5- الخزبور: خزب ورم أو سمن حتى كأنه وارم. الجلد تهيج و الضرع تورم (القاموس).
6- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2141/5-2142.

أنبأنا جعفر بن محمّد بن جعفر، أنبأنا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي العليا قال: أبو فوزة حدير السّلمي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أخبرنا أبو الفضل بن أبي نصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):حدير (2) السّلمي، و قال يحيى بن حسّان، نبأنا يحيى بن حمزة، نبأنا العلاء بن الحارث، سمع أبا فوزة حدير مولى بني سليم قوله، حدثني عبد اللّه، نبأنا دحيم، نبأنا الوليد، حدّثني صخر بن جندلة، سمع يونس بن ميسرة، عن أبي فوزة (3)[حدير] السّلمي حضرت [آخر] خلافة عثمان. و قال كعب: أخرجوني في البعث و هو مريض، فأخرجناه فمات حين انتهى إلى حمص.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبد اللّه بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو فوزة حدير مولى بني سليم، روى عنه العلاء بن الحارث (4).

قرأت على أبي الفضل بن أبي نصر، عن أبي الفضل الحكّاك، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن أخبرني أبي قال: أنبأنا أبو فروة حدير السّلمي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):أما الأوّل أبو فروة بتقديم الراء و أما الثاني بتقديم الواو فهو أبو فوزة حدير السّلمي، يروي عنه يونس بن ميسرة، ذكره أبو بشر الدّولابي في الأسماء و الكنى، انتهى (6).

ص: 240


1- التاريخ الكبير للبخاري 97/1/2-98.
2- بالأصل:«حدثني» و الصواب عن البخاري.
3- بالأصل تقرأ:«قوزة» و الصواب عن البخاري، و الزيادة التالية عنه.
4- كتاب الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 167 و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 2144/5.
5- الاكمال لابن ماكولا 61/7.
6- انظر كتاب الكنى و الأسماء للدولابي 81/2.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن [أبي] الدنيا، حدثني أبي، نبأنا موسى بن داود، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة قال: دخل حدير الأسلمي على أبي الدّرداء يعوده، و عليه جبة من صوف، و قد عرق فيها و هو نائم على حصير.

فقال: يا أبا الدّرداء ما يمنعك أن تلبس من الثياب التي يكسوك معاوية، و تتخذ فراشا؟ قال: إن لنا دارا لها نعمل و إليها نظعن، و المخفّ فيها خير من المثقل، انتهى (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنبأنا هبة [اللّه] بن إبراهيم بن عمر، نبأنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل (2)، أنبأنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال: ذكر عبد الرّحمن بن إبراهيم، نبأنا الوليد بن مسلم، حدثني صخر بن جندلة أنه سمع يونس بن ميسرة بن حلبس يحدث عن أبي فروة حدير السّلمي قال: حضرت بعث الصّائفة في آخر خلافة عثمان بن عفان و قد كان كعب أوقع اسمه في البعث فأمر بإخراجه، و هو مريض، فقيل له: إنك مريض، فقال: أخرجوني في البعث فو اللّه لأن أموت بحرستا أحبّ إليّ من أن أموت بدمشق و لأن أموت بدومة أحبّ إليّ من أن أموت بحرستا هكذا قدما في سبيل اللّه عزّ و جلّ . قال أبو فروة: فأخرجناه فمات حين انتهينا إلى حمص، انتهى. كذا قال أبو فروة، و الصّواب أبو فوزة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني بقراءتي عليه، نبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نبأنا محمّد بن عائذ، أخبرنا الوليد، عن صخر بن جندلة أنه حدّثه عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن [أبي] فوزة حدير السّلمي، قال: خرج بعث الصّائفة فاكتتب فيه كعب، فلما انفر البعث أخرج كعب و هو مريض، و قال: لأن أموت بحرستا، أحبّ إليّ من أن أموت بدمشق، و لأن أموت بدومة أحبّ إلي من أن أموت بحرستا، هكذا قدما في سبيل اللّه عزّ و جل. قال: فمضى فلما كان بفجّ معلولا (3) قلت: أخبرني، قال: شغلتني

ص: 241


1- الخبر في ابن العديم 2142/5.
2- في ابن العديم 2141/5: أحمد بن محمد بن إسماعيل.
3- معلولا: إقليم من نواحي دمشق له قرى، عن أبي القاسم الحافظ (معجم البلدان).

نفسي، قلت: أخبرني، قال: إنه سيقتل رجل يضيء دمه لأهل السّماء، و مضينا حتى إذا كنا بحمص توفي بها، فدفناه هنالك بين زيتونات بأرض حمص، و مضى البعث فلم يقفل حتى قتل عثمان، انتهى (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا [أبو] عبد الرّحمن السّلمي، أنبأنا أبو الحسن الكارزي، أنبأنا علي بن عبد العزيز بن علي، عن أبي عبيد، قال: سمعت ابن (2) عليّة يحدث عن الجريري، قال: حدّثت أن أبا الدّرداء ترك الغزو عاما فأعطى رجلا صرة فيها دراهم، فقال: انطلق فإذا رأيت رجلا أسيرا بين القوم حجزة في هيئته بذاذة فادفعها إليه، قال: ففعل فرفع طرفه إلى السماء، فقال: اللّهم لم تنس حديرا فاجعل حديرا لا ينساك. قال: فرجع (3) إلى أبي الدّرداء فأخبره، فقال: وليّ النعمة ربها، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني، أنبأنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، نبأنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نبأنا هشام بن خالد، نبأنا أبو مسهر، نبأنا يحيى بن حمزة، عن العلاء بن الحارث أن أبا فوزة سار ميلا فلم يذكر اللّه، فرجع ثم قال: اللّهم إنّك لم تنس أبا فوزة فاجعل أبا فوزة لا ينساك، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، نبأنا العبّاس بن عبد اللّه الترقفي، نبأنا أبو يزيد، عن الفضيل، قال: كان أبو هريرة إذا أخذ عطاءه صرّ صررا، فبعث بصرّة إلى حدير و قال للرّسول: انظر ما يقول، فلما أتاه بها قال: اللّهمّ إنك تذكر حديرا فاجعل حديرا لا ينساك. فسأل أبو هريرة الرّسول فأخبره فقال: وضع الشكر عند من صنعه انتهى (4).

ص: 242


1- الخبر في ابن العديم 2140/5-2141.
2- بالأصل «أبي» و الصواب ما أثبت، و عليه ضبطت عن تقريب التهذيب.
3- بالأصل «فرفع» و المثبت عن بغية الطلب لابن العديم 2143/5.
4- الخبر في بغية الطلب 2142/5.

1227 - حدير بن كريب

أبو الزاهرية الحميري، و يقال: الحضرمي الحمصي (1)

سمع عبد اللّه بن بسر، و أبا أمامة الباهلي و حدث عن حذيفة، و أبي الدّرداء، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و رافع بن عمير، و جبير بن نفير، و كثير بن مرّة.

روى عنه الأحوص بن حكيم، و معاوية بن صالح، و أبو مهدي سعيد بن سنان، و أبو بشر، و بشر بن كريب،[و عقيل بن مدرك] (2) و إبراهيم بن أبي عبلة.

و اجتاز بدمشق عند مضيه إلى بيت المقدس، انتهى.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني، نبأنا أبو يزيد القراطيسي - يعني - يوسف بن يزيد، أنبأنا أسد بن موسى، نبأنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية قال:

كنت مع عبد اللّه بن بسر صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فجاء رجل يتخطى رقاب الناس فقال: جاء رجل يتخطى رقاب الناس و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يخطب فقال:«اجلس لقد آنيت و آذيت»، انتهى[2932].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمّد بن أبي غنيم، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن علي بن عبد اللّه الشاهد، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أبي عثمان، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن عمر المديني، أنبأنا يونس بن عبد الأعلى، نبأنا معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير، عن ثوبان قال: ذبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أضحيته ثم قال:«يا ثوبان أصلح لحم هذه الأضحية». فلم أزل أطعمه منها حتى قدم المدينة، انتهى[2933].

أخبرنا أبو محمّد عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، نبأنا أبو زرعة، نبأنا أحمد بن صالح بن وهب، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية قال: كان عبد اللّه بن بسر يحدثنا حتى قام الصّلاة.

ص: 243


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 454/1 و سير أعلام النبلاء 193/5 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن تهذيب التهذيب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق و أبو بكر أحمد بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو العبّاس، أنبأنا بحر بن نصر، نبأنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن حدير بن كريب و ابن عبد اللّه بن بسر أنهما رأيا عبد اللّه بن بسر و أبا أمامة و غيرهما من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصبغون لحاهم.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نبأنا أبو بكر محمّد بن المؤيد، نبأنا أبو بكر بن المفضل بن محمّد، نبأ أحمد بن حنبل، قال.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو بحر بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، نبأنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه حينئذ، قال:.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون حينئذ.

و أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، نبأنا العبّاس بن العبّاس بن أحمد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنبأنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: قال أبي: أبو الزاهرية حدير بن كريب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن الباقلاني، أنبأنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نبأنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حماد، نبأ معاوية بن صالح في ذكر أهل الشام قال: أبو الزاهرية حدير بن كريب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا أبو الحسن بن السقاء، أنبأنا أبو العبّاس الأصمّ ، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول:

سمعت يحيى يقول:

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري (1)،نبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نبأنا أبي

ص: 244


1- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب.

عن يحيى بن معين قال: أبو الزاهرية حدير بن كريب، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، نبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نبأنا هاشم بن محمّد، نبأنا الهيثم بن عديّ قال: في الطبقة من أهل الشام الذين بعد أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فذكرهم و فيهم أبو الزاهرية الحميري.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد، نبأنا أبو مسعود (1) أحمد بن محمّد البجلي (2)،نبأنا أحمد بن محمّد بن سليمان، أنبأنا الحسن بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي أبو بكر، نبأنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو الزاهرية حدير بن كريب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب: اسم أبي الزاهرية (3) حدير بن كريب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: نبأنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل (4).

قال: أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (5):حدير بن كريب أبو الزاهرية الشامي سمع عبد اللّه بن بسر و أبا أمامة، قاله نعيم عن ابن وهب عن معاوية بن صالح، روى عنه الأحوص بن حكيم، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد الرازي، أنبأنا جعفر بن محمّد بن جعفر، أنبأنا أبو زرعة في تسمية أهل حمص

ص: 245


1- بالأصل.
2- ترجمته في سير الأعلام 62/18.
3- بالأصل:«حبيب بن حدير» كذا و حذفنا لفظة «حبيب» باعتبارها مقحمة من النساخ.
4- بعدها بالأصل أقحم الحديث الذي ورد في أول ترجمة حدير أبو فوزة عن عثمان بن أبي العاتكة بسنده و تمامه هنا، فحذفناه.
5- التاريخ الكبير للبخاري 98/1/2.

من التابعين قال: أبو الزاهرية هو حدير بن كريب، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير إجازة، حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا عبد اللّه، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرّابعة: أبو الزاهرية حدير بن كريب حمصي.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول أبو الزاهرية حدير بن كريب سمع أبا أمامة و عبد اللّه بن بسر، روى عنه معاوية بن صالح، انتهى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أنبأنا أبو موسى بن (1) أبي عبد الرّحمن، أخبرنا أبي قال: أبو الزاهرية حدير بن كريب، انتهى.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا علي بن الحسن الجراحي حينئذ، قال: و نبأنا ابن خيرون، أنبأنا الحسن النّعالي، أنبأنا جدي ابن إسحاق، نبأنا قعنب بن المحرز، قال: قال أبو مسهر حينئذ، و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا سليم بن أيّوب، أنبأنا أبو نصر طاهر بن محمّد بن سليمان، نبأنا علي بن إبراهيم الجوزي، نبأنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو الزاهرية حدير بن كريب، انتهى.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي (2)،و أنبأنا عمر - قراءة - أنبأ الزهري - قراءة - أنبأنا أبو القاسم التنوخي، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا بكر بن أحمد بن

ص: 246


1- بالأصل «عن» خطأ.
2- رسمها يمكن قراءته «الرسي» و الصواب ما أثبت «الزينبي» راجع فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة المجلد السابع) و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 353/19.

حفص، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، قال (1):أبو الزاهرية حدير بن كريب الحضرمي زعموا أن أبا الزاهرية أدرك أبا الدّرداء و كان أمّيّا لا يكتب. و أنه توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم [بن] الحصين و أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نبأنا علي بن طيفور بن غالب النسوي، نبأنا قتيبة بن سعيد، نبأنا شهاب بن خراش أبو الصّلت، عن حميد بن أبي الزاهرية، عن أبيه قال (2):أغفيت في صخرة بيت المقدس فجاءت السّدنة فأغلقوا عليّ الباب، فما انتبهت إلاّ بتسبيح الملائكة، قال: فوثبت مذعورا، فإذا البيت صفوف، فدخلت معهم في الصفّ ، فإذا رجل قائم على الصخرة يقول: سبحان الدائم القائم، سبحان الحيّ القيّوم، سبحان اللّه و بحمده، سبحان الملك القدّوس ربّ الملائكة و الرّوح، سبحان العلي الأعلى، سبحانه و تعالى، قال: فيجيبه أسفل منه. قال: ثم ترتج الصّفوف بهذا التسبيح. فنظر إليّ الذي يليني فقال: آدمي أنت ؟ فقصصت عليه قصتي فلمّا استأنست إليه قلت: بعزّة من قوّاكم لما أرى من عبادته، من القائم على الصخرة ؟ قال: ذاك جبريل. قلت: بعزة من قواكم لما أرى من عبادته، من الذي يردّ عليه ؟ قال:

ذاك ميكائيل عليه السلام. قلت: بعزة من قواكم لما أرى من عبادته فمن أنتم ؟ قال:

نحن ملائكة اللّه عزّ و جلّ . قلت: بعزة من قواكم على ما أرى من عبادته فما لمن يقولها؟ قال: من قالها سنة في كل يوم مرة، أو في يوم بعدد أيّام السّنة، لم يخرج من الدنيا حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له، انتهى.

أخبرنا أبو بكر بن المرزفي (3)،أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، نبأنا عمرو بن أحمد بن أيّوب بن شاهين، نبأنا عبيد اللّه بن عبد الصّمد، نبأنا أحمد بن نصر بن شاكر، نبأنا إبراهيم بن هشام - يعني - الغسّاني، نبأنا شهاب بن خراش الحرشي، عن أبان، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من قال كل يوم مرة سبحان القائم الدائم، سبحان الحي القيّوم، سبحان الحيّ الذي لا يموت، سبحان اللّه العظيم و بحمده، سبّوح

ص: 247


1- انظر سير أعلام النبلاء 193/5.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء (ترجمته 193/5) و في مختصر ابن منظور 245/6.
3- بالأصل «المرزقي» و الصواب ما أثبت.

قدوس ربّ الملائكة و الرّوح، سبحان ربي العلي الأعلى، سبحانه و تعالى، لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة أو يرى له»، انتهى[2934].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ ، نبأنا علي بن أحمد بن مروان، حدّثنا رجاء بن سهل، نبأنا حمّاد بن خالد الخياط ، نبأنا معاوية بن (1) صالح، عن أبي الزاهرية قال: ما رأيت قوما أعجب من أصحاب الحديث يأتون من غير أن يدعوا، و يزورون من غير شوق، و يبرمون بالمساءلة، و يملون بطول الجلوس و أبو الزاهرية اسمه حدير بن كريب.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس، قال: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين فأبو الزاهرية ؟ فقال: ثقة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطيّب الكوكبي، نبأنا ابن [أبي] خيثمة، قال: سألت يحيى بن معين، عن أبي الزاهرية فقال: اسمه حدير بن كريب من أهل حمص و هو شامي ثقة (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد القتيبي، و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد، حدثني أبي قال (3):أبو الزاهرية حدير بن كريب شامي تابعي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، نبأنا أبو اليمان، نبأنا صفوان، عن أبي الزاهرية، حدير (4) بن كريب ثقة.

ص: 248


1- بالأصل «عن أبي صالح» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر بداية الترجمة.
2- الخبر في الجرح و التعديل 295/2/1.
3- كتاب تاريخ الثقات ص 110.
4- بالأصل «حدثني» خطأ، و هو صاحب الترجمة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة حينئذ - قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي، قالا: أنبأنا أبو محمّد، قال (1):سألت أبي عن أبي الزاهرية فقال: ليس به بأس.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسين البزاز، أنبأنا أبو بكر البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: أبو الزاهرية حدير بن كريب حمصي لا بأس به إذا حدث، ثقة (2)،انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن أبي شيبة، نا هشام بن محمّد، قال الهيثم: مات أبو الزاهرية الحميري زمن عمر بن عبد العزيز، انتهى.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي (3) تمام الواسطي، عن أبي (4) عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطيّب الكوكبي، نبأنا ابن أبي خيثمة، قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الزاهرية حميري، و قال غيره: حضرمي توفي في ولاية عمر بن عبد العزيز بن مروان، انتهى، و اسمه حدير بن كريب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلّص إجازة، أنبأنا عنه ابن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد قال: سنة مائة فيها توفي أبو الزاهرية حدير بن كريب شامي.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، نبأنا محمّد بن الحسن النهاوندي، أنبأنا أحمد بن الحسين النهاوندي، نبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثنا عمرو بن علي، قال: مات أبو الزاهرية حدير بن كريب سنة مائة قال البخاري: أخشى أن لا يكون محفوظا، انتهى (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا

ص: 249


1- الجرح و التعديل 295/2/1.
2- كذا، و في تهذيب التهذيب 454/1 نقلا عن الدارقطني: إذا روى عنه ثقة.
3- بالأصل «ابن» في الموضعين، خطأ.
4- بالأصل «ابن» في الموضعين، خطأ.
5- الخبر نقله ابن حجر في التهذيب نقلا عن البخاري.

الأحوص بن المفضّل، نبأنا أبي قال: و في سنة مائة مات أبو الزاهرية.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد و عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا: أنبأنا أبو (1) بشر الدّولابي، أخبرني محمّد بن سعدان (2)،عن الحسن بن عثمان، قال: و فيها يعني سنة سبع و عشرين و مائة مات أبو الزاهرية حدير بن كريب من أهل الشام، انتهى، كذا قال سنة سبع، و قال غيره: سنة تسع و عشرين، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نبأنا عمر بن أحمد، نبأنا خليفة بن خياط ، قال أبو الزاهرية حدير [بن] كريب و يقال ابن عبد اللّه مات سنة تسع (3) و عشرين و مائة حمصي.

أخبرنا أبو البركات اللفتواني، أنبأنا [أبو] عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حينئذ.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، قالا: أنبأنا محمّد بن [سعد قال] (4) في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: أبو الزاهرية الحضرمي، و قال بعضهم:

الحميري و اسمه حدير بن كريب توفي سنة تسع و عشرين و مائة - زاد بعضهم، زاد ابن الفهم: في خلافة مروان بن محمد، و كان ثقة إن شاء اللّه تعالى، كثير الحديث (5)، انتهى.

و كذا ذكره أبو محمّد أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري أنه مات سنة تسع و عشرين و مائة.

ص: 250


1- بالأصل:«أنبأنا ابن رشيق».
2- كذا بالأصل و الكلام التالي نقل في تهذيب التهذيب و سير الأعلام عن ابن سعد.
3- كذا و في طبقات خليفة ص 568/تر 2943:«سبع» و لم يذكره في تاريخه.
4- الزيادة مكانها مطموس بالأصل.
5- انظر طبقات ابن سعد 450/7 و نقل الذهبي في سير الأعلام عن ابن سعد سنة سبع و عشرين.

1228 - حدير بن جعفر بن محمّد

أبو نصر الرّمّاني الأنباري

حدّث عن خيثمة بن سليمان، و أبو علي الحصائري، و أبي علي بن آدم الفزاري، و أبي بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي خيثمة، و أبي عمر بن العبّاس بن الوليد بن كودك، و أبي القاسم بن أبي العقب، و الفضل بن جعفر.

حدّث عنه أبو القاسم الحنّائي، و أبو محمّد الكتاني، و علي بن الخضر، و أبو الفتح كليب بن علي بن الحسن البزار، و عبد الرّحمن بن الحسن الطرائفي.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنبأنا أبو القاسم الحنّائي، أنبأنا أبو نصر حدير بن جعفر الرماني (1)-قراءة عليه - أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، نبأنا محمّد بن عون الطّائي، نبأنا أبو اليمن، نبأنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد (2)،عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ للّه تبارك و تعالى تسعة و تسعين (3) اسما، مائة غير واحد، إنه وتر و يحبّ الوتر من أحصاها دخل الجنة»، انتهى[2935].

ذكر أبو الحسن علي بن الخضر السّلمي، قال: أنبأنا الشيخ الصّالح أبو نصر حدير بن جعفر بن محمّد الأنصاري الأنباري بحديث ذكره، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4) و أما: حديد - أوّله حاء مفتوحة بعدها دال مهملة مكسورة - فهو حديد بن جعفر أبو نصر، روى عنه شيخانا أحمد بن عبد الرّحمن الطرائفي، و عبد العزيز بن أحمد الكتاني و غيرهما من شيوخنا، انتهى.

ص: 251


1- بالأصل:«أبو نصر جديد أبو جعفر الرمادي» كذا ورد محرّفا و الصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة.
2- بالأصل «أبي الزيادي» خطأ، و الصواب ما أثبت أبي الزناد، و اسمه عبد اللّه بن ذكوان، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 445/5 و فيها يروي عن عبد الرحمن الأعرج، و يروي عنه شعيب بن أبي حمزة. و انظر ترجمة شعيب أيضا (السير 187/7).
3- بالأصل: و تسعون.
4- الاكمال لابن ماكولا 54/2 و فيه «حديد».

1229 - حذاقة بن نصر بن غانم بن عامر

1229 - حذاقة بن نصر بن غانم بن عامر (1)

ابن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي.

شهد فتح الشام و مات في طاعون عمواس هو ممّن أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، انتهى.

أخبرنا أبو غالب [و] أبو عبد اللّه، ابنا (2) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، نبأنا الزبير بن بكار، قال:

و ولد نصر بن عامر: صخر و صخير و حذافة و أمّهم بنت عدي بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، مات نصر بن غانم و ولده في طاعون عمواس (3).

ص: 252


1- ترجمته في الإصابة 317/1.
2- بالأصل:«أنبأنا» خطأ، و قد مرّ ذكرهما.
3- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 369 و جمهرة ابن حزم ص 156-157.

ذكر من اسمه حذيفة

1230 - حذيفة بن أسيد ،و يقال: ابن أمية بن أسيد

1230 - حذيفة بن أسيد (1)،و يقال: ابن أمية بن أسيد (2)

أبو سريحة (3) الغفاري (4)(5)

صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث كثيرة، و كان ممّن بايع تحت الشجرة، و هو أوّل [مشهد] شهده مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه أبو الطفيل بن عامر بن واثلة، و عامر الشعبي، و معبد بن خالد الجذلي، و الرّبيع بن عميلة الفزاري،[و حبيب بن حماز] (6).

و كان ممّن شهد فتح دمشق مع خالد بن الوليد، و أغار على عذراء، و استوطن أبو سريحة الكوفة بعد ذلك، انتهى.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، نبأنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا داود بن عمر الضّبّي، نبأنا محمّد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار أنه سمع أبا (7) الطفيل يقول: قال حذيفة بن أسيد: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إذا مضت على النطفة خمس و أربعون ليلة يقول الملك أذكر أم

ص: 253


1- ضبطت بالفتح، عن الإصابة.
2- بالأصل: أسد و المثبت عن الإصابة.
3- أبو سريحة بمهملتين، وزن عجيبة، قاله في الإصابة.
4- بالأصل «العبادي» و المثبت عن أسد الغابة و الإصابة.
5- ترجمته في الاستيعاب 278/1 و أسد الغابة 466/1 الإصابة 317/1 تهذيب التهذيب 454/1.
6- الزيادة عن أسد الغابة.
7- بالأصل «بن».

أنثى، فيقض اللّه و يكتب الملك، فيقول: عمله و أجله فيقض اللّه و يكتب الملك، قال: ثم يطوي على الصحيفة فلا يزاد فيها و لا ينقص منها»، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد القرشي، نبأنا علي بن المديني، نبأنا سفيان بن (1) عيينة، نبأنا عمرو بن دينار سمع أبا الطفيل يحدث عن حذيفة بن أسيد الغفّاري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو بخمس و أربعين ليلة فيقول: أي ربّ ، أذكر أم أنثى ؟ قال: فيقول اللّه، قال: و يكتب الملك، قال فيقول: أي ربّ شقي أم سعيد، قال فيقول اللّه، و يكتب عمله و رزقه و أجله و أثره، ثم يطوي الصّحيفة فلا يزاد على ما فيها و لا ينقص»[2936].

قال ابن إسماعيل: حدثناه أبي رحمه اللّه، نبأنا علي بن حرب الطائي، نبأنا سفيان بن عيينة فذكر بإسناده عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نحوه.

أخبرنا أبو الفتح يونس بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد بن عبد المؤمن، نبأنا أحمد بن زيد، نبأنا إبراهيم بن المندة عن من ذكره، عن معبد بن خالد، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال لي: إني و أبوك لأوّل المسلمين و قفا على باب مدينة العذراء بالشام، انتهى.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي حبيش، أنبأنا أبو الفرج الأسفرايني و أبو نصر الطوسي، قالا: أنبأنا أبو الفضل السّعدي، أنبأنا أبو العبّاس منير بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد جعفر بن أحمد، أنبأنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: أبو سريحة الغفاري حذيفة بن أسيد، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم، أخبرنا أبو بكر الأنماطي و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عمر بن أحمد، نبأنا خليفة بن خياط قال (2):و من

ص: 254


1- بالأصل «عن».
2- طبقات خليفة برقم 193 و برقم 842.

بني غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر: حذيفة بن أسيد بن الأعوس بن واقعة (1) بن الوقيعة بن وديعة بن جروة بن غفار، و يقال حذيفة بن أسيد بن خالد بن الأعوس بن وقيعة، و في نسخة: واقعة بن خزام (2) يكنى أبا سريحة تحول إلى الكوفة، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي محمّد بن أحمد الصّوّاف، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن عثمان، قال: قرأت على علي بن المديني، قال: أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري.

قال: و سمعت عمّي أبا بكر يقول: أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري، انتهى.

و أخبرنا أبو البركات، أنبأنا أبو الفضل، أنبأنا أبو العلاء، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو أمية، نبأنا أبي، قال: قال أبو زكريا: أبو سريحة حذيفة بن أسيد.

أخبرنا أبو العز قراتكين بن أسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نبأنا أبو حفص() (3)قال في تسمية من روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من بني غفار: حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن عبد اللّه بن حبيب يقول: أبو سريحة الغفاري هو حذيفة بن أسيد صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن جعفر - زاد الطيوري: و ابن عمه أبو نصر محمّد بن الحسن قال:- أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، نبأنا صالح بن أحمد، قال: حدثني أبي أحمد قال: حذيفة بن أسيد الغفاري يكنى أبا سريحة كوفي من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، انتهى (4).

ص: 255


1- كذا بالأصل و في خليفة: الوقيعة بن وقيعة.
2- كذا و في طبقات خليفة: حرام.
3- كلمة غير واضحة تركناها بياضا.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 111 و سقط منه لفظة «كوفي».

[أخبرنا] أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الثالثة: حذيفة بن أسيد يكنى أبا سريحة أوّل مشاهده الحديبية و روى عن أبي بكر الصّدّيق رضي اللّه تعالى عنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد قال (1):في الطبقة الثالثة من بني غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أبو سريحة و اسمه حذيفة بن أمية بن أسيد بن الأعوس بن واقعة بن حرام بن غفار و أوّل مشاهده مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الحديبية، و روى عن أبي بكر الصّديق رضي اللّه تعالى عنه، انتهى.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي (2)،و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: و من بني غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أبو سريحة (3)،و هو حذيفة بن أسيد بن الأعوس بن واقعة بن خزام بن غفار روى عنه من الحديث أربعة أحاديث، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، قال: و حذيفة بن أسيد يكنى أبا سريحة غفاري، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين و محمّد بن الحسن، قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (4):حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري نزل الكوفة، انتهى.

ص: 256


1- طبقات ابن سعد 24/6.
2- و اسمه عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه، أبو محمد (انظر فهارس شيوخ ابن عساكر، المطبوعة: عبد اللّه بن جابر ص 669).
3- بالأصل:«شريحة» بالشين المعجمة، خطأ.
4- التاريخ الكبير 96/1/2.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري له صحبة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفتح نصر بن أحمد الخطيب، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه التميمي.

و أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنبأنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد اللّه، قالا: أنبأنا محمّد بن زيد الأنصاري، أنبأنا محمّد بن محمّد بن عتبة، نبأنا هارون بن حاتم، قال:

اسم أبي سريحة (1) الغفاري حذيفة بن أسيد، انتهى.

قرأت على أبي القاسم الحسن بن الحسين بن عبدان، عن أبي عبد اللّه بن محمّد بن علي الفراء، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنبأنا محمّد بن محمّد الكرخي، نبأنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: حذيفة بن أسيد و هو أبو سريحة الغفاري من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، أنبأنا سليمان بن أيّوب، أنبأنا أبو نصر طاهر بن محمّد بن سليمان، نبأنا علي بن إبراهيم، نبأنا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد المقدمي يقول: حذيفة بن أسيد الغفاري يكنى أبا سريحة، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد الأصبهاني، أنبأنا أحمد بن أبي بكر العدل، أنبأنا الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: فأمّا أسيد - السّين مكسورة و الياء ساكنة - فمنهم حذيفة بن أسيد أبو سريحة صحابي، انتهى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (2) البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني، انتهى.

و قرأت على أبي غالب، عن عبد الكريم بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن، قال:

ص: 257


1- بالأصل:«حذيفة» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«أنبأنا» خطأ.

حذيفة بن أسيد بن الأعوس بن واقعة بن خزام بن غفار بن مليل أبو سريحة قاله ابن الكلبي، و قيل: حذيفة بن أمية بن أسيد بن خالد بن الأعوس بن الوقيعة بن حزام بن غفار يكنى أبا سريحة تحوّل إلى الكوفة، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه أبو الطفيل عامر بن وائلة، و عامر الشعبي، و غيرهما، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري نزل الكوفة، روى عنه أبو الطفيل، و عامر الشعبي، و حبيب بن حماز و غيرهم، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):حذيفة بن أسيد الغفاري أبو سريحة له صحبة و رواية، و هو حذيفة بن أسيد بن الأغوز بن واقعة بن حرام بن غفار بن مليل أبو سريحة قاله ابن الكلبي، و قيل: حذيفة بن أمية بن أسيد بن الأغوز. و قال شباب: حذيفة بن أسيد بن خالد بن الأعوس بن الوقيعة (2) بن حزام، انتهى.

أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد، قال: و أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أبو خالد، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن جبلة، نبأنا محمّد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن سعيد الدارمي، حدثنا سهل بن حمّاد، نبأنا شعبة، نبأنا سعيد بن مسروق و مطرف، عن الشعبي و عن أبي سريحة و كان من أصحاب الشجرة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا أسود بن عامر، نبأنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي سلمان المؤذن قال: توفي أبو سريحة فصلّى عليه زيد بن أرقم فكبّر عليه أربعا و قال: كذا فعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

ص: 258


1- الاكمال لابن ماكولا 58/1 (أسيد)، و 102/1 (الأغوز).
2- قسم من الكلمة مطموس، و المثبت عن الاكمال.

1231 - حذيفة بن اليمان و هو حذيفة بن حسل

و يقال: حسيل (1) بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مالك

و يقال: اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث

ابن مازن بن ربيعة بن قطيعة بن عبس [بن بغيض بن ريث]

أبو عبد اللّه العبسي (2)

حليف بني عبد الأشهل صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صاحب سرّه من المهاجرين.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه: ابنه أبو عبيدة بن حذيفة، و زيد بن وهب، و أبو حذيفة سلمة بن صهيبة، و أبو الطفيل [و] ربعي بن حراش (3)،و طارق بن شهاب، و همّام بن الحارث، و أبو إدريس الخولاني، و صلة بن زفر العبسي، و عمر بن ضرار، و طلحة بن يزيد، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و عمرو بن حنظلة، و زرّ بن حبيش، و عبد اللّه بن الصّامت، و أبو عبيدة المغيرة، و مسلم بن نذير و يزيد بن شريك التيمي.

و شهد اليرموك و كان [البريد إلى] (4) عمر بالفتح، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم [بن] الحصين، أنبأنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن غيلان، نبأنا أبو بكر الشافعي، نبأنا إسحاق - يعني - ابن الحسن بن ميمون الحربي، نبأنا أبو حذيفة، نبأنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا قام من الليل يشوص (5) فاه بالسّواك (6)،انتهى[2937].

ص: 259


1- مهملة بالأصل، و المثبت و الضبط عن أسد الغابة.
2- ترجمته في الاستيعاب 277/1 (هامش الإصابة)، أسد الغابة 468/1 الإصابة 317/1 تهذيب التهذيب 454/1 بغية الطلب لابن العديم 2148/5 الوافي بالوفيات 327/11 و سير أعلام النبلاء 361/2 و انظر بالحاشية فيه ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و انظر في نسبه أقوال،(مصادر ترجمته).
3- بالأصل «حريش» و المثبت عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام، و في ابن العديم:«خراش». و زيادة «الواو» لازمة، انظر ترجمة ربعي بن حراش في سير الأعلام 359/4.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن بغية الطلب 2163/5 نقلا عن ابن عساكر.
5- يعني يدلك أسنانه و ينقيها (النهاية).
6- بغية الطلب 2148/5.

أنبأنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري، أنبأنا أبو الحسين علي بن عبد اللّه بن أبي مطير الإسكندراني، حدثنا محمّد بن عبد اللّه بن ميمون البغدادي، نبأنا الوليد بن مسلم قال: و سألت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، فحدثني عن أبيه زيد بن أسلم، حدثني عن جده أسلم قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه بالمدينة و هو يقول - و المسلمون يقاتلون الرّوم باليرموك، و ذكر اهتمامه بخبرهم و أمرهم - و اللّه إنّي لأقوم إلى الصّلاة فما أدري، أ في أوّل السّورة أنا أم في آخرها، و لأن لا يفتح قرية بالشام أحبّ إليّ من أن يهلك أحد من المسلمين بمضيعة.

قال أسلم: فبينا أنا ذات يوم مقابل الثنيّة بالمدينة إذ أشرف منها ركب من المسلمين منهم حذيفة بن اليمان، فقام إليهم من يليهم من المسلمين فاستخبرهم فأسمعهم يقولون: ابشروا يا معشر المسلمين بفتح اللّه عزّ و جلّ و نصره، قال أسلم:

فانطلقت أسعى حتى أتيت عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فقلت: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح اللّه عز و جل و نصره فخرّ عمر ساجدا للّه. قال الوليد: فذاكرت عبد اللّه بن المبارك بسجدة الفتح و حدّثته بهذا الحديث فقال عبد اللّه بن المبارك: بهذا حدثك عبد الرّحمن بن زيد؟ فقلت: نعم، فقال: ما سمعت في سجدة الشكر و الفتح بحديث أثبت من هذا.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هارون و عبد الرّحمن بن الحسين بن المحسن بن علي بن يعقوب قال: أنبأنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، نبأنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نبأنا ابن عائذ، قال: قال الوليد: أخبرني عبد اللّه بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه أسلم قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه و الناس على اليرموك يقاتلون الرّوم و هو يذكر اهتمامه بأمر المسلمين فقال: و اللّه إنّي لأقوم إلى الصّلاة فما أدري أ في أوّل السّورة أنا أم في آخرها و لأن لا يفتح اللّه عزّ و جلّ علي قرية من قرى الشام أحبّ إليّ أن يصاب أحد من المسلمين بمضيعة.

قال أسلم: فبينا أنا ذات غد ممّا يلي البيت إذا أنا بركبة فيهم حذيفة بن اليمان و هم يقولون لمن لقيهم من المسلمين: أبشروا معشر المسلمين بنصر اللّه تبارك و تعالى. قال

ص: 260

أسلم: فحضرت على عمر بن الخطاب فقلت: أبشر أمير المؤمنين بنصر اللّه فخرّ ساجدا. تابعه هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، انتهى.

قرأت في كتاب أبي الهندام عبد المنعم بن إبراهيم، حدثنا أبو الفضل محمّد بن يحيى بن محمّد بن عبد الحميد السكسكي البتلهي، أخبرني أبي، أنبأنا أبو حسّان الزيادي قال: و كتبوا بفتح اليرموك مع حذيفة بن اليمان، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قال:- أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق [قال: أخبرنا أبو] (1) حفص عمر بن أحمد بن إسحاق، نبأنا خليفة بن خياط قال (2):و من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان: حذيفة بن اليمان، اليمان لقب اسمه حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس، أمه امرأة من الأنصار من الأوس، يكنى أبا عبد اللّه.

مات بالكوفة في أول سنة ستة (3) و ثلاثين. نسبه لي رجل من ولده انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن الطّيوري و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا الحسين بن جعفر - زاد [ابن] الطيوري: و ابن عمّه أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي أحمد قال (4):حذيفة بن اليمان أبو عبد اللّه العبسي من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و كان أميرا على المدائن، استعمله عمر، و مات بعد قتل عثمان بأربعين يوما، سكن الكوفة و كان صاحب سرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.[و مناقبه كثيرة مشهورة، و هو حليف بني عبد الأشهل. مات بالمدائن قبل الجمل] (5)أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن

ص: 261


1- ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب لابن العديم 2158/5 و مكانه بالأصل «بن».
2- انظر طبقات خليفة برقم 324.
3- كذا.
4- ثقات العجلي ص 111.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن كتاب تاريخ الثقات للعجلي.

بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال: قال عمي أبو بكر: حذيفة بن اليمان أبو عبد اللّه، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نبأنا و أبو منصور بن زريق، نبأنا مكرم بن أحمد القاضي، نبأنا محمّد بن الحسن صاحب النّرسي قال: سمعت علي بن المديني يقول:

حذيفة بن اليمان هو حذيفة بن حسل، كان يقال له اليمان، و هو رجل من مرّة حليف الأنصار، انتهى (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: حذيفة بن اليمان بن جابر، انتهى.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنبأنا نعمة اللّه بن محمّد الجوهري، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدثني عمّي الحسن بن سفيان، نبأنا محمّد بن عمر بن علي (2)-زاد ابن الجراح: عن محمّد بن إسحاق قال:- سمعت أبا عمر الضرير يقول: حذيفة بن اليمان أبو عبد اللّه.

أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أبو طالب يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن عمر بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد قال (3) في الطبقة الثانية: حذيفة بن اليمان، و هو ابن حسل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة، و هو اليمان بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، و جروة هو اليمان من ولده حذيفة، و إنما قيل اليمان لأن جروة أصاب دما في قومه فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسمّاه قومه اليمان، لأنه خالف اليمانية، و أم حذيفة الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نبأنا و أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب،

ص: 262


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2158/5.
2- في بغية الطلب 2163/5 «حدثنا محمد بن علي ابن عمّ رواد بن الجراح».
3- طبقات ابن سعد 15/7 و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 2156/5.

أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، قالا: نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا محمّد بن سعد قال (1):في الطبقة الثانية من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ممّن لم يشهد بدرا حذيفة بن اليمان بن حسل و يقال حسيل (2) بن جابر العبسي حليف بني عبد الأشهل و ابن أختهم الرباب بنت كعب بن عبد الأشهل و يكنى أبا عبد اللّه شهد أحدا فقتل أبوه يومئذ، جاءه نعي عثمان و هو بالمدائن، و مات فيها سنة ست و ثلاثين، اجتمع على ذلك محمّد بن عمر الواقدي و الهيثم - يعني - ابن عدي.

و اللفظ للفتواني.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: و من حلفاء بني عبد الأشهل (3) من العرب من غير [أهل] بدر، حذيفة بن اليمان حليف بن عبد الأشهل و أمّه الرباب من بني عبد الأشهل و هو حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مازن بن ربيعة بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، لم يشهد بدرا، و شهد أحدا مع أبيه، و قتل أبوه يوم أحد، قتله المسلمون و لا يعرفونه، فتصدّق حذيفة بديته على المسلمين، حدثنا بذلك كلّه ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق. و توفي حذيفة بن اليمان سنة ستة و ثلاثين في أولها، له رواية كثيرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (4).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، نبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين (5) من أعطونا عهد اللّه و ميثاقه لتنصرفن إلى المدينة،

ص: 263


1- الخبر في طبقات ابن سعد 15/6 و تاريخ بغداد 161/1.
2- بالأصل:«حسيل و يقال حسين» و المثبت عن المصدرين السابقين، و بغية الطلب 2156/5 و 2163.
3- بالأصل «بني عدي».
4- انظر سيرة ابن هشام 87/2.
5- كذا ورد هذا السند بالأصل و يبدو أن ثمة سقط بالكلام، و الخبر التالي جزء من خبر ورد في بغية الطلب 2165/5 عن أبي المظفر القشيري قال أخبرنا أبي أبو القاسم قال أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن قال أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قال: أخبرنا أبو داود الحراني، قال: حدثنا جعفر بن عون قال: حدثنا الوليد بن جميع قال: حدثني أبو الطفيل عن حذيفة قال: منعنا أن نشهد بدرا إلاّ أنا أقبلنا أنا و أبي - يعني اليمان - نريد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ببدر، فعارضنا كفار قريش، فأخذونا فقالوا: إنكم تريدون محمدا، قال: قلنا ما نريد قال: فأعطونا عهد اللّه... تتمة الخبر بالأصل.

قال: فلما أتينا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبرناه بذلك قال: فأستعين اللّه عليهم، و نفي لهم بعدهم، ارجعا إلى المدينة، قال: فذلك الذي منعنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه (1)،أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، أنبأنا حنبل بن إسحاق، نبأنا مسلم بن إبراهيم، نبأنا حمّاد بن سلمة، نبأنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيّب، عن حذيفة قال:

خيرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين الهجرة و النصرة فاخترنا النصرة. قال: و كان يكنى أبا عبد اللّه، و سلمان الفارسي يكنى أبا عبد اللّه، انتهى.

و أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد، قالا (2):أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا أحمد بن محمّد بن علي الخزاعي، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، نبأنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيّب، عن حذيفة قال: خيّرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين الهجرة و النصرة، فاخترت النصرة.

رواه غيرهما عن مسلم بن إبراهيم فقال حمّاد بن زيد، أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، و أبو علي بن شاذان، قالا: نبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عروبة الصفّار، نبأنا أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب، نبأنا مسلم بن إبراهيم، نبأنا حمّاد بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن حذيفة قال: خيرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين الهجرة و النصرة فآثرت النصرة، انتهى، و الصّحيح عن حمّاد بن سلمة كما تقدم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن (3) المبارك، أنبأنا أبو المعالي [ثابت بن بندار] (4)،أنبأنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أحمد البابسيري، أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نبأنا أبو عبد الرّحمن، نبأنا عثمان بن عمر، أنبأنا يونس (5) بن يزيد، عن الزهري، عن عروة: أن حذيفة بن اليمان أحد بني عبس و كان خليفا في الأنصار قتل أبوه مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم

ص: 264


1- في بغية الطلب 2151/5: عمر بن عبد اللّه، أخبرنا أبو الحسن بن بشران.
2- بالأصل «قال».
3- بالأصل «عن».
4- الزيادة بين معكوفتين للإيضاح.
5- بالأصل تقرأ:«أبو بشر» و الصواب ما أثبت.

يوم أحد أخطأ به المسلمون فجعل حذيفة يقول: أبي أبي فلم يفهموا حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر اللّه لكم، و هو أرحم الرّاحمين. فزادت حذيفة عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خيرا، و أمر به فأوري، أو قال فأودي (1)،انتهى.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، نبأنا محمّد بن يحيى الذّهلي، نبأنا أبو صالح، حدثنا المسيب، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن حذيفة بن اليمان أحد بني عبس من الأنصار قاتل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم هو و أبو اليمان يوم أحد فأخطأ المسلمون يومئذ بأبيه يحسبونه من العدو فتواسقوه بأسيافهم فجعل حذيفة يقول: إنه أبي، إنه أبي، فلم يفقهوا قوله حتى قتلوه، فقال حذيفة عند ذلك: يغفر اللّه لكم، و هو أرحم الراحمين فبلغت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فزادت حذيفة عنده خيرا، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نبأنا وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن شيخ يقال له هلال، عن حذيفة قال: سألت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن كل شيء حتى عن مسح الحصى فقال:«واحدة أودع»، انتهى[2938].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد بن محمّد الرّوذباري، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن شوذب المقرئ الواسطي - بها - نبأنا أحمد بن سنان، نبأنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد اللّه بن يزيد عن حذيفة بن اليمان أنه قال: لقد حدثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بما يكون حتى تقوم السّاعة، غير أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة منها، انتهى، رواه مسلم، عن محمّد بن مثنى عن وهب، انتهى (3).

أخبرنا أبو الأعز قراتكين (4) بن الأسعد،[و] (5) محمّد بن المذكور الأرحبي،

ص: 265


1- الخبر نقله ابن العديم: بغية الطلب 2165/5.
2- مسند الإمام أحمد 402/5.
3- انظر صحيح مسلم 52 كتاب الفتن و أشراط الساعة(2891-24).
4- رسمها بالأصل «أبو الأعز و ابكر بن الأسد» كذا و الصواب ما أثبتناه.
5- زيادة لازمة.

نبأنا [أبو] محمّد (1) الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أعين، نبأنا إسحاق بن أبي إسرائيل، أنبأنا شعبة، أنبأنا عدي بن ثابت، قال: سمعت عبد اللّه بن يزيد قال: قال حذيفة خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قائما بما يكون إلى يوم القيامة ما من شيء إلاّ قد سألته عنه، إلاّ أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرّازي، نبأنا جعفر بن عبد اللّه، نبأنا محمّد بن هارون، نبأنا عمرو بن علي، نبأنا محمّد بن جعفر، نبأنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد اللّه بن يزيد، عن حذيفة، قال: أخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بما هو كائن إلى يوم القيامة فما منه شيء إلاّ قد سألته عنه إلاّ أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة.

قال: و نبأنا محمّد بن هارون، نبأنا محمّد بن عبد اللّه، نبأنا فضيل بن سليمان، نبأنا عمرو بن سعيد، عن الزهري، قال (2):سمعت عائذ اللّه أبا إدريس يقول: سمعت حذيفة يقول: أنا أعلم الناس بكلّ فتنة هي كائنة فيما بيني و بين السّاعة، و ما بي أن يكون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أسرّ إليّ شيئا لم يحدّث به غيري، و كان ذكر الفتن في مجلس أنا فيه، فذكر ثلاثا لا يذرن شيئا، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري، انتهى، الصّواب يدري.

أخبرنا أبو القاسم، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا يعقوب، نبأنا أبي، عن صالح - يعني - ابن كيسان، عن ابن شهاب، قال: قال أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني سمعت حذيفة بن اليمان يقول: إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني و بين السّاعة و ما ذلك أن يكون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حدّثني من ذلك شيئا أسرّه إليّ لم يكن حدّث به غيري، و لكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال و هو يحدّث مجلسا أنا فيه سئل عن الفتن و هو يعد الفتن:«فيهم

ص: 266


1- بالأصل:«أنبأنا محمد بن الحسن» و الصواب ما أثبت و ما استدرك من زيادة انظر ترجمة أبي محمد الجوهري في سير الأعلام 68/18 و فيها أنه سمع من عبد العزيز عن جعفر، و حدث عنه قراتكين بن أسعد.
2- بالأصل قال:«سألت» ثم «سمعت» و الزهري يروي عن أبي إدريس، و الأظهر حذف إحدى اللفظتين، انظر سير الأعلام 365/2 فحذفنا:«قال: سألت» باعتبار ما يأتي.

ثلاث لا يذرون شيئا منهن كرياح الصّيف منها صغار و منها كبارا» قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري[2939].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أحمد بن أبي عثمان و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري، حينئذ، و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنبأنا أبي أبو طاهر قالا: أنبأنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، حينئذ، و أخبرنا أبو منصور [سعيد] (1) بن محمّد بن عمر بن الرزاز و أبو الطّيّب سعيد بن يخلف بن ميمون الكتامي، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، و أبو البيضاء سعد بن عبد اللّه الحبشي مولى موسى بن جعفر، و أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أحمد بن محمّد الخياط ، و أبو المحاسن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الوهّاب بن بندار بن الدبّاس، و أبو غالب المبارك بن عبد الوهّاب بن محمّد بن أبي منصور المسدي، قالوا:

أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو غانم، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قال: أنبأنا أبو عبيد اللّه بن يحيى البيع، قالا:

أنبأنا أبو عبد اللّه المحاملي، نبأنا يوسف بن جرير، عن الأعمش، عن سفيان، عن حذيفة قال: قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام السّاعة إلاّ حدّث به، حفظه من حفظه، و نسيه من نسيه، قد علّمه أصحابه هؤلاء و انه ليكونن فيه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره. و قال ابن يحيى: فأذكر كما يذكر الرّجل وجه الرّجل إذا غاب عنه؛ ثم إذا رآه عرفه.[رواه] أحمد بن حنبل، عن وكيع، عن سفيان، عن الأعمش بمعناه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأنا أبو بكر بن مردويه، أنبأنا أبو بكر الشافعي، أنبأنا معاذ بن المثنى، نبأنا مسدّد، نبأنا عبد الوهّاب، نبأنا أبو التياج، عن صخر بن بدر العجلي، عن سبيع بن خالد قال: لما كان زمن حاصر الناس تستر قلت لصاحب لي: انطلق إلى الكوفة نجلب بغالا فلما انتهينا إلى الكناسة (2) إذا نحن بحلقة فيها شيخ يحدّثهم قال: قلت لصاحبي انطلق حتى نجلس إلى هؤلاء نسمع من حديثهم ثم نفرع لسوقنا قال فكأنه ضاق به ذرعا، فقلت: اجلس في

ص: 267


1- زيادة لازمة انظر ترجمته في سير الأعلام 169/20.
2- بالضم، محلة بالكوفة.(ياقوت).

هذا الفناء حتى آتيك فانطلقت إليهم، فكان أوّل شيء حدث به القوم قال: كان ناس يسألون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الخير و كنت أسأله عن الشر قال: فنظروا إليه قال: فقال:

كأنكم أنكرتم ما أقول. كان الناس يسألون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن القرآن و كان اللّه قد عطاني منه علما قلت: يا رسول اللّه هل بعد هذا الخير الذي أعطاناه اللّه من شرّ؟ فذكر الحديث انتهى.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نبأنا الحسن بن علي بن عفان، نبأنا عبيد اللّه بن موسى، عن عيسى، عن الشعبي، عن حذيفة قال: كنتم تسألون عن الرخاء، و كنت أسأله عن الشدة لأتّقيها، و لقد رأيتني و ما من يوم أحبّ إليّ من يوم يشكو إليّ فيه أهل الحاجة إن اللّه تعالى إذا أحبّ عبدا ابتلاه، يا موت غظ غيظك، و شدّ شدك أبى قلبي إلاّ حبّك، انتهى.

أخبرتنا أمّ المجتبى العلوية قالت: قرأ عليّ إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو يعلى، نبأنا أبو عبد الرّحمن الأذرعي، نبأنا زيد بن الحباب، عن إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن حذيفة قال: أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يصلّي بين المغرب و العشاء، فلم يزل يصلّي حتى صلّى العشاء فلما انصرف تبعته فقال:«من هذا؟» قلت: حذيفة قال:«اللّهمّ اغفر لحذيفة و لأمّة» انتهى[2940].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه [بن أحمد] (1)،حدثني أبي، نبأنا حسين بن محمّد، نبأنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان قال: سألتني أمي منذ متى عهدك بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: فقلت لها: منذ كذا و كذا قال: فنالت مني و سبتني، قال: فقلت لها: دعيني فإني آتي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأصلي معه المغرب، ثم لا أدعه حتى يستغفر لي و لك، قال فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فصلّيت معه المغرب، فصلّى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم العشاء ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب فاتّبعته فسمع صوتي، فقال:

«من هذا»؟ فقلت: حذيفة. فقال:«ما لك»، فحدثته بالأمر فقال:«غفر اللّه لك و لأمك»

ص: 268


1- زيادة للإيضاح، و الحديث التالي في مسند الإمام أحمد 391/5.

ثم قال:«أ ما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل»؟ قال: قلت: بلى. قال:«فهو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة،[ف ] استأذن ربّه أن يسلّم عليّ و يبشرني أن الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، و أن فاطمة سيّدة نساء أهل الجنة»[2941].

و أخبرناه أبو نصر [بن] رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و عبد اللّه بن محمّد بن نجا قالوا (1):أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا العبّاس بن إبراهيم، نبأنا محمّد بن إسماعيل - يعني - الأحمسي، نبأنا عمرو العنقري (2)،نبأنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش، عن حذيفة قال: قالت لي أمّي: متى عهدك بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم فذكر الحديث، و قال في آخره: سآتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيستغفر لي [و لك] (3) فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فصليت معه المغرب و صلّى ما بينهما ما بين المغرب و العشاء ثم انصرف فاتبعته، قال: فبينما هو يمشي إذ عرض له عارض فناجاه ثم مضى و اتبعته فقال:«من هذا؟» قلت: حذيفة قال:«ما جاء بك يا حذيفة» فأخبرته بالذي قالت لي أمّي قال:«غفر اللّه لك يا حذيفة و لأمّك، أ ما رأيت العارض الذي عرض لي ؟» قلت: بلى بأبي أنت و أمي، قال:«فإنه ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قبل ليلته هذه استأذن ربّه في أن يسلم عليّ فبشرني (4)-أو قال:

أخبرني - أن الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، و أن فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة»، انتهى[2942].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو سعد (5) الجنزروي، أنبأنا أبو عمرو بن محمّد، أنبأنا أبو يعلى، نبأنا حموية، نبأنا سنان (6)،عن أبي عجلان، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي، عن حذيفة قال: أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في مرضه الذي توفاه

ص: 269


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2152/5.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن ابن العديم، و انظر الأنساب و هذه النسبة إلى العنقز و هو المرزنجوش، قال السمعاني: كان يبيع (يعني عمرو) العنقز فنسب إليه.
3- الزيادة عن ابن العديم.
4- في ابن العديم: فيسرني.
5- بالأصل «أبو سعيد» خطأ.
6- بياض بالأصل مقدار كلمتين.

اللّه تعالى فيه فقلت: يا رسول اللّه كيف أصبحت بأبي أنت و أمّي ؟ قال: فردّ عليّ ما شاء اللّه، ثم قال:«يا حذيفة، ادن مني» فدنوت من تلقاء وجهه. قال:«يا حذيفة إنه من ختم اللّه [به] (1) بصوم يوم أراد به اللّه تعالى، أدخله اللّه الجنّة، و من أطعم جائعا أراد به اللّه تعالى أدخله اللّه الجنة، و من كسى عاريا أراد به اللّه أدخله اللّه الجنة» قال: قلت: يا رسول اللّه أسرّ هذا الحديث أم أعلنه ؟ قال:«بل اعلنه» قال فهذا الحديث (2) سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، انتهى[2943].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نبأنا عبد العزيز أحمد، نبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة الحمصي - قراءة عليه - نبأنا بحر (3) بن نصر بن سابق الخولاني، نبأنا خالد بن عبد الرّحمن الخراساني، نبأنا فطر بن خليفة، عن كثير بن إسماعيل، عن عبد اللّه بن مليل قال (4):سمعت عليا يقول: قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّه لم يكن نبيّ قبلي إلاّ أعطي سبعة نجباء وزراء و رفقاء و إنّي أعطيت أربعة عشر: حمزة، و جعفر، و أبو بكر، و عمر، و علي، و الحسن، و الحسين سبعة من قريش، و ابن مسعود، و سلمان، و عمّار، و حذيفة، و أبو ذرّ، و المقداد، و بلال»، انتهى[2944].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا الحسن بن علي بن عبد الواحد، و أحمد بن علي بن الفضل، و أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن() (5)،و أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن سلامة، و أبو نصر غالب بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو الفضل بن الفرات، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن عبدان، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سليمان، نبأنا ابن أبي غرزة، نبأنا عبد اللّه بن موسى أبو نعيم، عن فطر، عن كثير، عن عبد اللّه بن مليل (6) قال: سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما من نبي إلاّ قد أعطي سبعة نجباء و أعطيت أربعة

ص: 270


1- زيادة عن مختصر ابن منظور 251/6.
2- في المختصر: هذا الحديث آخر شيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 502/12.
4- الحديث نقله ابن العديم في بغية الطلب 2152/5-2153.
5- كلمة مطموسة لم نقف عليها.
6- بالأصل «مالك» و الصواب ما أثبت قياسا إلى رواية الحديث السابقة.

عشر: سبعة من قريش: علي، و الحسن، و الحسين، و حمزة، و جعفر، و أبو بكر، و عمر، و سبعة من المهاجرين: عبد اللّه بن مسعود، و سلمان، و أبو ذرّ، و عمّار، و المقداد، و بلال (1) رضوان اللّه تعالى عليهم أجمعين»[2945].

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنبأنا أبو منصور محمّد بن يعقوب الأصمّ ، أنبأنا أبو عتبة (2) أحمد بن الفرج الحجازي، نبأنا بقية، نبأنا إسماعيل الكندي.

نبأنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن علي المظفر - بسرخس - أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن الفضل الفقيه الكرابيسي، حدثنا محمّد بن يعقوب الأصم، نبأنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، نبأنا بقية، نبأنا إسماعيل الكندي، عن أبي عامر، عن أبي معاذ، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه قال: قام إليه رجل فقبّل رأسه و قال: أخبرني عن قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في نجباء أمته فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«لكل نبيّ من أمّته نجباء، و نجبائي من أمتي: الحسن، و الحسين، و حمزة، و جعفر، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و سلمان، و أبو ذرّ، و عمّار بن ياسر، و المقداد، و ابن الأسود، و حذيفة، و عبد اللّه بن مسعود، و بلال»، انتهى[2946].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، نبأنا محمّد بن هارون، نبأنا العيّاش بن محمّد، نبأنا الأسود بن عامر، عن شريك، عن أبي اليقظان، عن أبي وائل، و عن حذيفة قال: قالوا: يا رسول اللّه أ لا تستخلف علينا؟ قال:«إنّي إن أستخلف عليكم فعصيتموه نزل عليكم العذاب و لكن ما أقرأكم ابن مسعود فاقرءوه و ما حدّثكم حذيفة فاقبلوه»، انتهى، رواه غيره فقال: عن زاذان[2947].

أنبأنا أبو علي الحداد ثمّ أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنبأنا يوسف بن الحسن بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو نعيم، نبأنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نبأنا يونس بن حبيب، نبأنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي، نبأنا شريك، نبأنا

ص: 271


1- كذا و لم يذكر من المهاجرين إلاّ ستة، و العدد المذكور كله ثلاثة عشر رجلا.
2- إعجامها غير واضح و نميل إلى قراءتها:«عيينة» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 584/12.

عثمان بن عمير، نبأنا زاذان، عن حذيفة، قال: قلت: يا رسول اللّه، لو استخلفت ؟ قال:«[لو] (1) استخلفت فعصيتم نزل العذاب و لكن ما أقرأكم ابن مسعود فاقرءوه و ما حدّثكم حذيفة فاقبلوا»، انتهى، أو قال: فاسمعوا[2948].

نبأنا أبو علي، ثم أخبرنا أبو القاسم، أنبأنا يوسف بن الحسن حينئذ، أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو منصور بن زريق، قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،قالوا:

أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نبأنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنبأنا يونس بن حبيب، نبأنا أبو داود، نبأنا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم - سمع علقمة - قال: قدمت الشام فقلت: اللّهمّ وفق لي جليسا صالحا قال: فجلست إلى رجل فإذا هو أبو الدّرداء فقال لي: من أين أنت ؟ فقلت: من أهل الكوفة قال: أ ليس فيكم صاحب الوساد و السواك - يعني ابن مسعود - ثمّ قال: أ فيكم (3) صاحب السرّ الذي لم يكن يعلمه غيره ؟ - يعني حذيفة - و ذكر الحديث، انتهى.

أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، نبأنا محمّد بن مروان، نبأنا عمرو بن علي، نبأنا أبو داود، نبأنا شعبة، عن المغيرة قال سمعت إبراهيم يحدث عن علقمة قال: قدمت الشام، فسألت اللّه تعالى أن ييسر لي جليسا صالحا فجلست إلى أبي الدّرداء فقال لي: من أين أنت ؟ قلت: من أهل الكوفة قال: أ و ليس فيكم صاحب سواك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعني عبد اللّه بن مسعود، أ و ليس فيكم صاحب سرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الذي لا يعلمه غيره يعني حذيفة، أ ليس فيكم من أجاره اللّه من الشّيطان على لسان نبيّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعني عمّار بن ياسر قال: كيف سمعت عبد اللّه بن مسعود يقرأ: وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ (4)فقلت: و الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى و الذكر و الأنثى، فقال: هكذا سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقرأها فأراد هؤلاء أن يستزلوني، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبد اللّه بن عمر بن

ص: 272


1- الزيادة عن ابن العديم 2153/5.
2- الخبر في تاريخ بغداد 162/1.
3- تاريخ بغداد: أ ليس فيكم ؟.
4- سورة الليل، الآية الأولى.

علي بن البقّال المقرئ، و أبو محمّد أحمد و أبو الغنائم محمّد، أنبأنا علي بن الحسن بن أبي عثمان حينئذ، و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم ابن أبي عثمان، قالوا: أنبأنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن زكريا البيع، حدثنا أبو عبد اللّه المحاملي - إملاء - حدّثنا يوسف بن موسى، نبأنا جرير، عن المغيرة، عن إبراهيم، قال: أتى علقمة الشام فدخل مسجدا فصلّى فيه قال: ثم جاء حلقة فجلس فيها، فجاء رجل فعرفت في تحوش القوم و هيئته أنه قال فجلس إلى جنبي فقلت: الحمد للّه إني لأرجو أن يكون اللّه عز و جل استجاب دعوتي قال: و ذلك الرّجل أبو الدّرداء قال: فقال:

و ما ذاك ؟ قال علقمة: دعوت اللّه عزّ جلّ أن يرزقني جليسا صالحا فأرجو أن تكون أنت، فقال: ممن أنت ؟ قال: فقلت: من أهل الكوفة، أو من أهل العراق ثم من أهل الكوفة، فقال أبو الدّرداء: أ لم يكن فيكم صاحب النعلين و الوساد أو السّواك - شك يوسف:

السّواك و المطهرة - أ و لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان على لسان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال يعني عمّار بن ياسر و يعني صاحب النعلين و الوساد أو السواك و المطهرة عبد اللّه بن مسعود.

قال: أ و لم يكن فيكم صاحب السرّ الذي لا يعلمه غيره أو أحدا غيره قال يعني حذيفة، ثم قال: تحفظ كيف كان عبد اللّه يقرأ؟ قال: قلت: نعم، قال: وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ وَ النَّهٰارِ إِذٰا تَجَلّٰى قال علقمة: فقلت: و الذكر و الأنثى، قال أبو الدّرداء و اللّه الذي لا إله إلاّ هو بها قد أقرأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيه إلى فيّ ، فما زال هؤلاء حتى كادوا أن يردوني عنها، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا محمّد بن جعفر، نبأنا شعبة، عن مغيرة أنه سمع إبراهيم يحدث قال: أتى علقمة الشام فصلّى ركعتين و قال: اللّهمّ وفق لي جليسا صالحا، قال: جلس إليّ رجل فإذا هو أبو الدّرداء فقال: ممن أنت ؟ قلت: من أهل الكوفة، فقال: هل تدري كيف كان عبد اللّه يقرأ هذا الحرف: وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ وَ النَّهٰارِ إِذٰا تَجَلّٰى و الذكر و الأنثى فقال: هكذا سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقرأها فما زال هؤلاء حتى كادوا يشككوني، ثم قال: أ و ليس فيكم صاحب الوساد و السواك يعني عبد اللّه بن مسعود، أ ليس فيكم الذي أجاره اللّه على لسان نبيّه من الشيطان يعني عمّار بن ياسر، أ ليس فيكم الذي يعلم السرّ و لا يعلمه غيره يعني حذيفة، انتهى.

ص: 273

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نبأنا أبو زكريا يحيى بن محمّد بن محمد العنبري (1)،نبأنا إبراهيم بن أبي طالب، نبأنا يحيى بن حكيم، نبأنا معاذ بن هشام بن هاشم، حدثني أبي، عن قتادة، عن خيثمة بن أبي سبرة الجعفي، قال: أتيت المدينة فسألت اللّه تعالى أن ييسّر لي جليسا صالحا فيسّر لي أبا هريرة فقال لي: من أنت ؟ فقلت: من أهل الكوفة جئت ألتمس العلم و الخير قال: أ ليس فيكم حينئذ.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس و أبو القاسم الحسين بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا الحسين بن الضحاك بن محمد الطّبسي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نبأنا إسماعيل بن إسحاق، نبأنا محمّد بن المثنى، نبأنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن خيثمة (2) بن أبي سبرة الجعفي قال: أتيت المدينة فسألت اللّه عز و جل أن ييسّر لي جليسا صالحا فيسّر لي أبا هريرة فجلست إليه فقلت:

إني سألت اللّه عز و جل أن ييسّر لي جليسا صالحا فوقعت لي فقال: من أنت ؟ فقلت: من أهل الكوفة جئت ألتمس العلم و الخير، قال: أ ليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة، و عبد اللّه بن مسعود صاحب طهور رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نعليه، و حذيفة بن اليمان صاحب سرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عمّار بن ياسر الذي أجاره اللّه تعالى من الشيطان على لسان نبيّه عليه الصّلاة و السلام، و سلمان صاحب الكتابين. قال قتادة: و الكتابان: الإنجيل و الفرقان.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد، أنبأنا أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، نبأنا محمّد بن سعد، نبأنا محمّد بن عبيد الطنافسي، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري الطائي، قال: سئل علي بن أبي طالب عن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: فسئل عن عبد اللّه بن مسعود فقال: قرأ كتاب اللّه ثمّ أقام عنده، فسئل عن حذيفة فقال: علم المنافقين و سرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و سئل عن سلمان فقال: أدرك العلم الأوّل و الآخر، و سئل عن نفسه فقال: كنت إذا سئلت أعطيت و إذا سكتّ ابتديت.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو محمّد

ص: 274


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 533/15 و فيها: يحيى بن محمد بن عبد اللّه.
2- بالأصل:«خيثم» و الصواب قياسا إلى الرواية السابقة.

الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن إسماعيل الأنباري، أنبأنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نبأنا إبراهيم بن يوسف الحضرمي، نبأنا ابن عياش، عن الأعمش، و أبي تميم عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، و إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سئل علي بن أبي طالب عن عبد اللّه بن مسعود فقال: قرأ القرآن فوقف عند متشابهه فأحلّ حلاله و حرّم حرامه، و سئل عن عمّار بن ياسر فقال:

مؤمن نسي، فإذا ذكّر ذكر، قد حشي ما بين فيه إلى كعبه إيمانا، و سئل عن حذيفة فقال:

أعلم الناس بالمنافقين، فقال: أخبرنا عن سلمان قال: أدرك العلم الأوّل و العلم الآخر، منا أهل البيت، قالوا: أخبرنا عن أبي ذرّ قال: وعى علما، قالوا: أخبرنا عن نفسك، قال: إيّاها أردتم كنت إذا سكت ابتديت و إذا سألت أعطيت و ان بين دفّتي علما جمّا.

قلت لإسماعيل بن أبي خالد: ما بين الدّفتين ؟ قال: جنبيه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي الفراء، أنبأنا خيثمة، عن سليمان، نبأنا هلال بن العلاء، نبأنا أبي، نبأنا إسحاق بن يوسف الأزرق، نبأنا أبو سنان، نبأنا الضحاك بن مزاحم، عن النزّال بن سبرة الهلالي، قال: وقفنا (1) من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس و مراح فقلنا: يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك. فذكر الحديث و فيه قلنا: فحدثنا عن حذيفة. قال:

فذاك امرؤ علم المعضلات و المفصّلات، و علم أسماء المنافقين إن تسألوه عنها تجدوه بها عالما.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (2) البنا قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنبأنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنبأنا ابن أبي خيثمة، نبأنا عبيد اللّه بن محمّد العيشي، نبأنا عبد الواحد بن زياد، نبأنا عبد الملك بن جريج، حدثني رجل عن زاذان أبي عمر قال: كنا (3) عند علي يوما، فقلنا له: حدثنا عن أصحابك، فقال: عن أي أصحابي ؟ قال: قلنا: حذيفة [بن] (4) اليمان ؟

ص: 275


1- في مختصر ابن منظور 252/6 وافقنا.
2- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل «أنبأنا» و الصواب عن بغية الطلب 2166/5.
4- الزيادة عن ابن العديم.

قال: علم [أسماء] (1) المنافقين و سأل عن المعضلات حين غفل عنها، فإن تسألوه تجدوه بها عالما.

أخبرنا أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه، ابنا (2) طاهر بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو ناصر (3) عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن الحسين بن موسى، أنبأنا أبو زكريا بن حرب، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن هاشم بن حيّان العبدي الطوسي، نبأنا وكيع، نبأنا ابن أبي خالد، قال:

سمعت زيد بن وهب الجهني يحدث عن حذيفة قال: مر بي عمر بن الخطاب و أنا جالس في المسجد فقال: يا حذيفة إن فلانا قد مات فاشهده، قال: ثم مضى حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد التفت إليّ فرآني و أنا جالس فعرف فرجع إليّ فقال: يا حذيفة أنشدك اللّه أ من القوم أنا؟ قال قلت: اللّهمّ لا، و لا لن أبرئ أحدا بعدك، قال: فرأيت عيني [عمر] (4) جاءتا.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا يوسف بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو نعيم، نبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يونس بن حبيب، نبأنا أبو داود، نبأنا أبو أنيس، عن أبي إسحاق، عن هبيرة قال: شهدت عليا و سئل عن حذيفة فقال: سأل عن أسماء المنافقين فأخبر بهم، و سئل عن نفسه فقال: إيّاي عزوت (5) كنت إذا سألت أعطيت و إذا سكت ابتديت، انتهى.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، حدثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن سليمان بن سحيم، عن نافع بن جبير بن مطعم، قال: لم يخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بأسماء

ص: 276


1- الزيادة عن ابن العديم.
2- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبتناه انظر ترجمة زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي في سير الأعلام 5/19، و انظر ترجمة أبي بكر وجيه بن طاهر في السير 109/20 و انظر ترجمة أبيهما طاهر بن محمد في السير 448/18.
3- في بغية الطلب 2167/6 أبو نصر.
4- الزيادة عن ابن العديم 2167/6، و يعني أنه بكى.
5- كذا، و لعلها:«عنيت» أو «أردت».

المنافقين الذين بخسوا به ليلة العقبة بتبوك غير حذيفة، و هم اثنا عشر رجلا ليس فيهم قرشي، و كلهم من الأنصار أو من حلفائهم. انتهى (1).

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو الفضل جعفر بن الحسين بن محمّد المقرئ الماوردي، و أبو أسعد بن عبد الرّحمن بن منصور بن رامش، قالا: أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن بامويه (2)،أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، نبأنا عبّاس بن محمّد الدوري، نبأنا أبو نعيم، نبأنا زهير بن معاوية، عن جابر، عن سعد بن عبيدة، عن صلة بن زفر، عن حذيفة بن اليمان قال: صليت ليلة مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في رمضان فقام يغتسل و سترته، ففضلت منه فضلة في الإناء، فقال:«إن شئت فأرقه، و إن شئت فصبّ عليه» قال: قلت: يا رسول اللّه هذه الفضلة أحبّ إليّ ممّا أصب عليه [قال:] فاغتسلت به و سترني، قال: فقلت: تسترني، قال:«بلى لأسترنّك كما سترتني»، انتهى[2949].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجا بن أبي منصور، أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم أبو داود الكاتب، و أبو طاهر أحمد بن محمّد الثقفي قالا:

أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم أبو علي المتّوثي (3)-بها - حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم، نبأنا الحسين بن عبد الأول، نبأنا أبو خالد، نبأنا أبو سعد البقّال، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن حذيفة قال: بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سرية وحدي انتهى (4).

أخبرتنا أمّ المجتبى العلوية قالت: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا خيثمة، نبأنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: كنا عند حذيفة قال رجل: لو أدركت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لقاتلت معه و أبليت معه فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك، لقد رأيتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة الإسراء (5)

ص: 277


1- بغية الطلب 2166/5.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 239/17.
3- هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى متوث و هي بليدة بين قرقوب و كور الأهواز، ذكره السمعاني و ترجم له.
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2156/5.
5- في المختصر 253/6: ليلة الأحزاب.

و أخذتنا ريح شديدة، و قرّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ لا رجل يأتينا بخبر القوم جعله اللّه تعالى معي يوم القيامة» قال: فسكتنا فلم يجبه منا أحد (1) ثم قال:«أ لا رجل يأتينا بخبر من القوم جعله اللّه تعالى معي يوم القيامة» قال: فسكتنا فلم يجب منا أحد (2)،ثم قال:

فسكتنا. فقال: قمّ يا حذيفة - أراه قال: فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم - قال:

«اذهب فائتنا بخبر القوم و لا تذعرهم عليّ » فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمّام (3) حتى أتيتهم - فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه فذكرت قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تذعرهم عليّ » و لو رميته لأصبته فرجعت و أنا أمشي في مثل الحمّام، فلما أتيته فأخبرته خبر القوم و فرغت قررت، فألبسني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فضل عباءة كانت عليه يصلّي فيها، فلم أزل نائما حتى أصبحت، فلما أصبحت قال:«قم يا نومان»[2950].

أخرجه مسلم عن أبي خيثمة (4)و أخبرناه أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن هارون، نبأنا إسحاق بن شاهين الواسطي، أنبأنا خالد بن عبد اللّه، عن سعيد بن المرزبان أبي سعيد، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن حذيفة قال: قال - يعني - رجل من القوم: لو أدركت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لخدمت و لفعلت، فقال حذيفة: لقد رأيتني ليلة الأحزاب و نحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يصلّي من اللّيل في ليلة باردة لم نر قبله و لا بعده بردا كان أشدّ منه فحانت مني التفاتة فقال:«أ لا رجل يذهب إلى هؤلاء فيأتينا بخبرهم جعله اللّه معي يوم القيامة» قال: فما قام منا إنسان قال: فسكتوا، ثم عاد قال: فسكتوا، ثم قال:«يا أبا بكر» ثم قال: استغفر اللّه و رسوله، ثم قال: إن شئت ذهبت فقال:«يا عمر» فقال: استغفر اللّه و رسوله، ثم قال:«يا حذيفة» قال: لبيك، فقمت حتى أتيت و إن جنبي ليضربان من البرد فمسح رأسي و وجهي ثم قال:«ائت هؤلاء القوم حتى تأتينا

ص: 278


1- بالأصل «أحدا» خطأ.
2- بالأصل «أحدا» خطأ.
3- يعني أنه لم يجد البرد الذي يجده الناس، و لا من تلك الريح الشديدة شيئا، بل عافاه اللّه منه ببركة إجابته للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم. و الحمام مشتق من الحميم و هو الماء الحار.
4- صحيح مسلم(32) كتاب الجهاد و السير (حديث 1788).

بخبرهم و لا تحدثن حدثا حتى ترجع» ثم قال:«اللّهم احفظه من بين يديه و من خلفه و عن شماله و من فوقه و من تحته» قال: فلأن تكون أو مثلها كان أحبّ إلي من الدنيا و ما فيها، قال فانطلقت فأخذت أمشي نحوهم كأني أمشي في حمّام، قال: فوجدتهم قد أرسل اللّه تعالى عليهم ريحا فقطعت أطنابهم و أبنيتهم و ذهبت بخيولهم، و لم تدع لهم شيئا إلاّ أهلكته، قال: و أبو سفيان قاعد يصطلي عند نار له، قال فنظرت إليه فأخذت سهما فوضعته في كبد قوسي (1) قال: و كان حذيفة راميا فذكرت قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم «لا تحدثن حدثا حتى ترجع» قال: فرددت سهمي في كنانتي قال: فقال لي رجل من القوم: ألا إن فيكم عين القوم، قال: أخذ كلّ بيد جليسه و أخذت بيد جليس، قال: فقلت: من أنت ؟ قال: سبحان اللّه أ ما تعرفني أنا فلان بن فلان، فإذا رجل من هوازن فرجعت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبرته الخبر، و كأني أمشي في حمّام قال: فلما أخبرته ضحك حتى بدا أنيابه في سواد الليل و ذهب عني الدفء قال: فأدناني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأنامني عند رجليه و ألقى عليّ طرف ثوبه، فكنت لألزق بطني و صدري ببطن قدمه فلما أصبحوا هزم اللّه تعالى الأحزاب، و هو قوله: فَأَرْسَلْنٰا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهٰا (2)[2951].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو العبّاس بن قتيبة، نبأنا حرملة، نبأنا ابن أبي وهب، أنبأنا سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي، حدثني رجل من الأنصار ثم من بني سلمة، عن أبيه، عن جده أبي جهاد - و كان أبو جهاد من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - أن ابنه قال: أيا أبتاه رأيتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صحبتموه، و اللّه لو رأيته لفعلت و فعلت و فعلت فقال: يا بني اتّق اللّه و سدّد، فو الذي نفسي بيده لو رأيتنا معه يوم الخندق و هو يقول:«من يذهب فيأتيني بخبرهم جعله اللّه رفيقي يوم القيامة». فما قام من الناس أحد، ثم قالها الثانية فما قام من النّاس أحد، ثم قالها الثالثة فما قام من الناس أحد، ثم (3) خائفا من الجوع و القرّ قال: ثم نادى «يا حذيفة» باسمه فقال: يا رسول اللّه، و الذي نفسي بيده ما منعني أن أقوم إلاّ خشية أن لا آتيك بخبرهم فقال:«اذهب» و دعا له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[2952].

ص: 279


1- كبد القوس أي مقبضها، و كبد كل شيء وسطه.
2- سورة الأحزاب، الآية:9.
3- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم و أبو الحسن علي بن الحسين، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، نبأنا أبو عبد الملك، حدّثنا محمّد بن عائذ، أخبرني محمّد بن شعيب، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاس فذكر (1) حديثا طويلا في غزاة الخندق و قال فيه (2):فأراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يبعث رجلا فيخرج من الخندق فيعلم ما يريدون، فأتى رجلا و قد قبضه القرّ فقال: ائت مطلع القوم فاعتل فتركه ثم أتى آخر فاعتل فتركه، و حذيفة [يسمع] (3) ما يقول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ساكت ممّا به من البلاء و الضر حتى أتاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو لا يدري من هو، فقال:«من هذا؟» قال: أنا حذيفة قال:«إيّاك أريد، سمعت حديثي الليلة، و مسألتي (4) الرجال لأبعثهم ليخبروا لنا خبر القوم فيأتون»، قال: أي، و الذي أرسلك بالحق أسمع، قال:«فما منعك أن تقوم ؟» قال: القرّ، قد علم اللّه الذي بي من البلاء، فلمّا سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر القرّ ضحك حتى استغرب ضحكا، قال:«قم حفظ [ك] (5) اللّه من فوقك و من تحتك و عن يمينك و عن شمالك حتى ترجع إليّ »، فقام حذيفة مسرورا بدعاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأتى القوم لا يحسّ شيئا ممّا [كان] (6)يجد حتى خالط عسكرهم و جالسهم، ثم أقبل فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الخبر و ذكر الحديث، انتهى[2953].

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك، نبأنا محمّد بن عائذ، قال: و أخبرني الوليد بن مسلم، أخبرني عبد اللّه بن زيد بن أسلم، عن أبيه زيد بن أسلم أنه أخبره قال (7):قال رجل لحذيفة: أشكو إلى اللّه صحبتكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنكم أدركتموه و لم ندركه، و رأيتموه و لم نره. فقال حذيفة: و نحن نشكو إلى اللّه إيمانكم به و لم تروه، و اللّه ما تدري لو أنك أدركته كيف كنت تكون ؟ لقد رأيتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة الخندق و ليلة باردة مطيرة إذ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من رجل يذهب فيعلم لنا علم

ص: 280


1- العبارة بين الرقمين في بغية الطلب 2153/5:«في حديث ذكره قال: فأراد...».
2- العبارة بين الرقمين في بغية الطلب 2153/5:«في حديث ذكره قال: فأراد...».
3- الزيادة عن ابن العديم.
4- ابن العديم: و مساءلتي.
5- الزيادة عن ابن العديم 2154/5.
6- الزيادة عن ابن العديم 2154/5.
7- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2154/5-2155.

القوم أدخله اللّه الجنة» قال: فو اللّه ما قام منا أحد ثم قال:«هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله اللّه رفيق إبراهيم يوم القيامة» فما قام منا أحد ثم قال:«هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله اللّه رفيقي في الجنة» فما قام منا أحد، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه، ابعث حذيفة، قال حذيفة دونك، فو اللّه ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا حذيفة» قلت: يا رسول اللّه بأبي و أمي أنت، و اللّه ما بي أن أقتل و لكني أخشى أن أوسر فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنك لن تؤسر» فقلت: يا رسول اللّه مرني بما شئت، فقال:«اذهب حتى تدخل في القوم فتأتي قريشا، فتقول: يا معشر قريش إنما يريد أناس أن يقولوا غدا:

أين قريش، أين قادة الناس، أين رءوس الناس، تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال، فيكون القتل بكم. ثم ائت كنانة فقل: يا معشر كنانة إنما يريد الناس غدا أن يقولوا أين كنانة، أين رماة الحدق تقدموا، فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل بكم، ثم ائت قيسا فقل: يا معشر قيس، إنما يريد الناس غدا أن يقولوا أين قيس، أين أحلاس الخيل، أين فرسان الناس، تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل فيكم، ثم قال لي: و لا تحدث في سلاحكم شيئا».

قال حذيفة: فذهبت فكنت بين ظهراني القوم أصطلي معهم على نيرانهم، و أذكر (1) لهم القول الذي قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أين قريش، أين كنانة، أين قيس» حتى إذا كان وجه السّحر قام أبو سفيان يدعو باللّات و العزّى و يشرك، ثم قال: نظر رجل من جليسه، قال و معي رجل يصطلي، قال: فوثبت عليه مخافة أن يأخذني، فقلت: من أنت ؟ قال: أنا فلان، قلت: أولى، فلما رأى أبو سفيان الصّبح، قال أبو سفيان: نادوا:

أين قريش، أين رءوس الناس، أين قادة الناس، تقدموا، قالوا: هذه المقالة التي أتينا بها البارحة، ثم قال: أين كنانة أين رماة الحدق (2) تقدموا، فقالوا هذه المقالة التي أتينا بها البارحة، ثم قال: أين قيس، أين فرسان الناس، أين أحلاس الخيل تقدموا، فقالوا هذه المقالة التي أتينا بها البارحة، قال: فخافوا و تخاذلوا فبعث اللّه تعالى عليهم الرّيح، فما تركت لهم بناء إلاّ هدمته، و لا إناء إلاّ أكفته و تنادوا بالرحيل (3).

ص: 281


1- بالأصل:«و ذكر» و المثبت عن ابن العديم.
2- بالأصل «الخندق» و المثبت عن ابن العديم.
3- بالأصل:«بالريح» و المثبت عن ابن العديم.

قال حذيفة: حتى رأيت أبا سفيان وثب على جمل له معقول، فجعل يستحثه للقيام، فلا يستطيع القيام لعقاله. قال حذيفة: فو اللّه لو لا ما قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لا تحدث في سلاحك شيئا، لرميته من قريب. قال: و سار القوم و جئت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبرته فضحك حتى رأيت أنيابه، انتهى (1)[2954].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (2)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن حاتم، أنبأنا أبو بكر [الدّاربردي] (3)-بمرو - أنبأنا أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي (4)،نبأنا أبو حذيفة، نبأنا عكرمة بن عمّار، عن محمّد بن عبيد أبي قدامة الحنفي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة قال: ذكر حذيفة مشاهدهم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال جلساؤه: أما و اللّه لو كنا شهدنا ذلك لكنا قد فعلنا و فعلنا، فقال حذيفة: لا تمنّوا ذلك، فلقد رأيتنا ليلة الأحزاب و نحن صافّون قعود:

أبو (5) سفيان و من معه من الأحزاب فوقنا (6)،و قريظة اليهود أسفل منّا، نخافهم على ذرارينا. و ما أتت علينا ليلة قط أشدّ ظلمة، و لا أشدّ ريحا في أصوات ريحها أمثال الصواعق و هي ظلمة ما يرى أحدنا (7) إصبعه، فجعل المنافقون يستأذنون النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقولون: إن بيوتنا عورة و ما هي بعورة فما يستأذنه أحد منهم إلاّ أذن له، فيأذن لهم، فيتسللون و نحن ثلاثمائة و نحو ذلك، إذا استقبلنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجلا رجلا، حتى مرّ عليّ و ما عليّ جنّة من العدو، و لا من البرد إلاّ مرط (8) لامرأتي ما يجاوز ركبتي، قال:

فأتاني و أنا جاثي (9) على ركبتي، فقال:«من هذا» قلت: حذيفة قال:«حذيفة» قال:

فتقاصرت بالأرض، فقلت: بلى يا رسول اللّه كراهية أن أقوم، قال:«قم» قال: قمت فقال:«إنّه كائن في القوم خبر فائتني بخبر القوم» قال: و أنا من أشد الناس فزعا و أشد

ص: 282


1- انظر مغازي الواقدي 488/2.
2- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 451/3-452.
3- بياض بالأصل و اللفظة المستدركة بين معكوفتين عن البيهقي.
4- هذه النسبة إلى برت، مدينة بنواحي بغداد (الأنساب).
5- بالأصل «أبي» و المثبت عن البيهقي.
6- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن البيهقي.
7- في البيهقي: أحد منا.
8- بالأصل:«مرطا».
9- كذا بالأصل.

الناس قرا قال: فخرجت فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ احفظه من بين يديه و خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته» قال: فو اللّه ما خلق اللّه فزعا و لا قرا في جوفي إلاّ خرج من جوفي فما أجد منه شيئا. قال: فلما ولّيت قال:«يا حذيفة لا تحدثنّ في القوم شيئا حتى تأتيني» قال: فخرجت حتى إذا دنوت من عسكر القوم نظرت في ضوء نار لهم توقد و إذا رجل أدهم ضخم يقول بيده على النار، و يمسح خاصرته، و يقول: الرحيل، الرّحيل، و لم أكن أعرف أبا سفيان قبل ذلك، فانتزعت سهما من كنانتي أبيض الريش، فأضعه على كبد قوسي لأرميه به في ضوء النار، فذكرت، قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تحدثن فيهم شيئا حتى تأتيني» قال: فأمسكت و رددت سهمي إلى كنانتي، ثم إني شجعت نفسي حتى دخلت العسكر (1)،فإذا ادنى الناس مني بنو عامر يقولون: يا آل عامر الرّحيل الرّحيل لا مقام لكم و إذا الريح في عسكرهم، ما تجاوز عسكرهم شبرا، فو اللّه إني لأسمع صوت الحجارة في رحالهم، و فرستهم، الريح تضربهم بها، ثم خرجت نحو النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فلما انتصف بي الطريق أو نحو ذلك، إذا أنا بنحو من عشرين فارسا أو نحو ذلك معتمين فقالوا: أخبر صاحبك أن اللّه تعالى كفاه القوم، فرجعت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو مشتمل في شملة يصلّي، فو اللّه ما عدا أن رجعت راجعني القرّ و جعلت أقرقف (2)،فأومأ إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيده و هو يصلّي فدنوت منه، فأسبل عليّ شملته، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا حزبه أمر صلّى، فأخبرته خبر القوم و أخبرته أني تركتهم يرتحلون، فأنزل اللّه عز و جل: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّٰهِ [عَلَيْكُمْ ] إِذْ جٰاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنٰا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهٰا الآية (3)،انتهى[2955].

و قد ذكر مع هذه الأحاديث المسندة في هذه القصة أبو الأسود محمّد بن عبد الرّحمن يتيم عروة، عن عروة و موسى بن عقبة، عن ابن (4) شهاب و محمّد بن عمر الواقدي، عن شيوخه بألفاظ مختلفة و معاني (5) متقاربة فلا حاجة إلى ذكرها للاكتفاء بهذه الأحاديث المسندة.

ص: 283


1- في البيهقي: المعسكر.
2- يعني أرعد من البرد.
3- سورة الأحزاب، الآية:9 و الزيادة «عليكم» سقطت من الأصل.
4- بالأصل «أبي».
5- كذا بالأصل.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (1) الحسن بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علاثة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، نبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نبأنا محمّد بن عمرو بن سليمان، أنبأنا هشيم بن بشر حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان و أحمد بن محمّد حينئذ، و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد، أنبأنا أبي قال: أخبرنا إسماعيل الصرصري حينئذ، و أخبرنا منصور بن الرزاز و أبو الطّيّب الكتامي، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، و أبو البيضاء الحبشي، و أبو الحسن علي بن أحمد الخياط ، و أبو المحاسن أحمد بن محمّد، و أبو غالب المبارك بن عبد الوهّاب قالوا: أنبأنا نصر بن أحمد، و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالا: أنبأنا عبد اللّه بن عبيد اللّه، قالا: أنبأنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نبأنا ابن أبي مدرعة بن أبي مذعور، نبأنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن صلة بن زفر، عن حذيفة قال: تعوّدوا الصّبر - و قال الصّرصري: تعوّذوا البلاء - فيوشك أن ينزل بكم البلاء، مع أنه لا يصيبكم أشد ممّا أصابنا و نحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن علي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا الفضل بن دكين، نبأنا فضيل بن جرير العامري، أخبرني مسلم بن مخراق، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«من هذا؟» قال: أنا عمار بن ياسر، قال: و نظر خلفه قال:«من هذا» قال: أنا حذيفة، قال:«بل أنت كيسان»، انتهى[2956].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن عن سهل بن بشر، أنبأنا علي بن منير، أنبأنا محمّد بن أحمد الذّهلي، نبأنا محمّد بن [عبدوس] (2) نبأنا محمود بن غيلان، نبأنا الفضل بن موسى، نبأنا يزيد بن عقبة الأزدي، عن ابن بريدة، عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم استعمل حذيفة بن اليمان على بعض الصّدقة، فلما قدم قال:«يا حذيفة هل

ص: 284


1- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب لابن العديم 2167/5.

رزئ من الصدقة شيء؟» قال: لا يا رسول اللّه أنفقنا بقدر إلاّ أن ابنة لي أخذت حذيا (1)من الصّدقة، فقال:«كيف بك يا حذيفة إذا ألقي في النار و قيل لك ائتنا بها». قال: فبكى حذيفة ثم بعث إليها فجيء بها فألقاها في الصّدقة[2957].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأنا محمّد بن الحسن النهاوندي، نبأنا عبد اللّه بن محمّد القاضي، أنبأنا محمّد بن إسماعيل، نبأنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، عن حيوية، عن أبي صخرة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه: تمنوا، فقال أحدهم: أتمنى أن تكون ملء هذا البيت دراهم (2) فأنفقه في سبيل اللّه عزّ و جلّ ، فقال عمر: تمنوا فقال أحدهم أتمنى أن تكون ملء هذا البيت ذهبا فأنفقه في سبيل اللّه عز و جل، فقال: تمنوا، فقال آخر: أتمنى أن تكون ملء هذا البيت جواهر فأنفقه في سبيل اللّه، عز و جل، فقال عمر: تمنوا، فقالوا: ما نتمنى بعد هذا؟ فقال عمر: لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالا مثل أبي عبيدة بن الجرّاح و معاذ بن جبل و حذيفة بن اليمان، و أستعملهم في طاعة اللّه عزّ و جل.

قال: ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة، و قال: انظر ما يصنع، فلما أتاه قسمه، ثم بعث بمال إلى حذيفة، قال: انظر ما يصنع، فلما أتاه قسمه فقال عمر: قد قلت لكم أو كما قال، انتهى (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو بكر القطان، نبأنا أحمد بن يوسف السّلمي، نبأنا محمّد بن يوسف، قال: ذكر سفيان، عن أشعب بن سوار، عن ابن سيرين قال: دخل حذيفة المدائن و هو على حمار و قد شال رجليه من جانب، و معه عرق لحم يتعرقه فهو أمير، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم (4)،أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، نبأنا هناد، نبأنا وكيع، عن سلام بن مسكين، عن ابن سيرين قال: إن حذيفة لما قدم المدائن قدم على حمار على إكاف و بيده رغيف و عرق و هو يأكل على الحمار، انتهى.

ص: 285


1- أي قطعة (النهاية).
2- في ابن العديم: ذهبا.
3- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2168/5-2169.
4- الخبر في حلية الأولياء 277/1.

قال: و نبأنا هناد، نبأنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف مثله (1)، انتهى.

أخبرنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا في كتابيهما قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - على أبي عمر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا وكيع بن الجراح و مسلم بن إبراهيم عن سلام بن مسكين، عن محمّد بن سيرين، قال: كان عمر بن الخطاب إذا بعث عاملا كتب في عهده: أن اسمعوا له، و أطيعوا ما عدل فيكم قال: فلمّا استعمل حذيفة على المدائن كتب في عهده: أن اسمعوا له و أطيعوا، و أعطوه ما سألكم قال: فخرج حذيفة من عند عمر على حمار موكف، و على الحمار زاده فلما قدم المدائن استقبله أهل الأرض و الدهاقين، و بيده رغيف و عرق من لحم على حمار على إكاف قال: فقرأ عهده عليهم، فقالوا: سلنا ما شئت. قال: أسألكم طعاما آكله و علف حماري هذا ما دمت فيكم، مرتين. قال: فقام فيهم ما شاء اللّه تعالى ثم كتب إليه عمر: أن أقدم قال: فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق في مكان لا يراه فلما رآه عمر على الحالة التي خرج من عنده عليها أتاه فأكرمه و قال: أنت أخي و أنا أخوك، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدثنا و أبو منصور بن خيرون و أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصّفار، أنبأنا أحمد بن منصور الرّمادي، نبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمر، عن أيّوب، عن ابن سيرين قال: كان عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه إذا بعث أميرا كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا و أمرته بكذا و كذا، فاسمعوا (3) له و اطيعوا، فلمّا بعث حذيفة إلى المدائن كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا فأطيعوه، فقالوا: هذا رجل له شأن، فركبوا ليتلقوه فلقوه على بغل تحته إكاف، و هو معترض عليه، رجلاه من جانب واحد، فلم يعرفوه فأجازوه فلقيهم الناس، فقالوا [لهم] (4):أين الأمير؟ قالوا هذا الذي لقيتم، قال: فركضوا في أثره فأدركوه، و في يده رغيف، و في الأخرى عرق، و هو يأكل،

ص: 286


1- و زيد فيه قال أبو نعيم: و زاد فقال: و هو سادل رجليه من جانب.
2- الخبر في تاريخ بغداد 162/1 و نقله ابن العديم في بغية الطلب 2168/5 عن أبي بكر الخطيب.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الزيادة لازمة للإيضاح عن تاريخ بغداد.

فسلموا عليه فنظر إلى عظيم منهم، فناوله العرق و الرغيف. قال: فلما غفل ألقاه، أو قال أعطاه خادمه، انتهى.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن علي السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة، قال (1):

قال أبو عبيدة: و مضى حذيفة بن اليمان - يعني سنة اثنتين و عشرين - بعد نهاوند (2) إلى مدينة نهاوند فصالحه دينار على ثمانمائة ألف درهم في كل سنة، و غزا حذيفة مدينة الدّينور (3) فافتتحها عنوة و قد كانت فتحت لسعد ثم انتقضت، ثم غزا حذيفة ماسبذان (4)فافتتحها عنوة، و قد كانت فتحت لسعد فانتقضت.

قال خليفة: و قد قيل في ماه غير هذا، يقال أبو موسى فتح ماه دينار (5)،و يقال السّائب بن الأقرع. و قال [أبو] عبيدة: ثم غزا حذيفة همذان فافتتحها عنوة و لم تكن فتحت قبل ذلك، ثم غزا الري فافتتحها عنوة و لم تكن فتحت قبل، و إليها انتهت فتوح حذيفة.

و قال أبو عبيدة فتوح حذيفة هذه كلها في سنة اثنتين (6) و عشرين، و يقال همذان افتتحها المغيرة بن شعبة سنة أربع و عشرين و يقال جرير بن عبد اللّه افتتحها بأمر المغيرة، انتهى.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنبأنا المؤمّل بن الحسن، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل، نبأنا قبيصة، نبأنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي قال: جمّعت مع حذيفة بالمدائن فسمعته يقول: إن اللّه تعالى يقول: اِقْتَرَبَتِ السّٰاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ (7) ألا إن القمر انشق على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ألا إن السّاعة قد

ص: 287


1- انظر تاريخ خليفة ص 150 و الخبر نقله ابن العديم 2169/5 عن خليفة.
2- مدينة عظيمة في قبلة همذان، بينهما ثلاثة أيام (ياقوت).
3- مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين بينها و بين همذان نيف و عشرون فرسخا (ياقوت).
4- مدينة منها إلى الرذّ عدة فراسخ (معجم البلدان).
5- ماه دينار هي مدينة نهاوند (معجم البلدان).
6- بالأصل: اثنين.
7- سورة الانشقاق، الآية الأولى.

اقتربت ألا إن المضمار اليوم و السّبق غدا قال: فقلت لأبي: غدا تجري الخيل قال فإنك لقاتل حتى سمعته يقول: السّابق من سبق إلى الجنة و الغاية النار.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما، أنبأنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلال، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، نبأنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نبأنا ابن شبيب، حدّثني أبو زيد محمّد بن زيد، حدثني (1) بن عبد اللّه، حدثني عبد العزيز بن عبد اللّه، حدّثني عبد اللّه بن القعقاع، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال حذيفة بن اليمان: لأقومنّ الليلة فلأمجدن ربي عزّ و جلّ قال: فسمعت صوتا ورائي لم أسمع صوتا قط أحسن منه. قال: اللّهمّ لك الحمد كله، و لك الملك كله، و إليك يرجع الأمر كله، علانيته و سرّه، اغفر لي ما سلف مني، و اعصمني فيما بقي من أجلي، انتهى.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن هارون، نبأنا أحمد بن عبد الرّحمن، نبأنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني شبيب بن سعيد، عن أبان بن أبي عياش، عن سالم بن قيس العامري و مسلم بن أبي عمران أن حذيفة بن اليمان قال: إن أقر أيامي لعيني يوم أرجع فيه إلى أهلي فيشكون إليّ الحاجة، و الذي نفسي بيده لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ اللّه ليتعاهد عبده بالبلاء، كما يتعاهد الوالد لولده بالخير، و إن اللّه تعالى ليحمي عبده المؤمن الدنيا، كما يحمي المريض أهله الطعام»، انتهى[2958].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنبأنا الحسين بن سفيان، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، حدّثنا المعافى، عن اليمان بن المغيرة، أنبأنا أبو الأبيض المدني، عن حذيفة أنه قال: إن أقرّ أيّامي لعيني يوم أرجع إلى أهلي و هم يشكون (2) إليّ الحاجة و الذي نفس حذيفة بيده سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن اللّه عز و جل ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الوالد ولده بخير، و إن أقر أيامي لعيني يوم أدخل على أهلي فيشكون إليّ الحاجة»، انتهى[2959].

ص: 288


1- كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.
2- بالأصل: يشكوا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو أحمد الصريفيني (1)،أنبأنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا أبو خيثمة، نبأنا جرير، عن الأعمش، عن سليم، عن حذيفة قال: يحسب المرء من العلم أن يخشى اللّه عزّ و جلّ و بحسبه من الكذب أن يقول: أستغفر اللّه و أتوب إليه ثم يعود، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الجبان العطار المعروف بابن النخاس، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد المقرئ، أنبأنا ابن أبي مريم يعني عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن الحكم، نبأنا القيرواني، نبأنا سفيان، نبأنا عطاء بن السّائب، عن أبي البختري، قال:

قال حذيفة: لو حدثتكم بحديث لكذبني ثلاثة أثلاثكم قال: ففطن إليه شاب فقال: من يصدقك إذا كذبك ثلاثة أثلاثنا فقال: إن أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم كانوا يسألون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الخير و كنت أسأله عن الشر، قال فقيل له: ما حملك على ذلك فقال: إن من اعترف بالشرّ وقع في الخير، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، نبأنا سليمان بن حرب، حدّثنا أبو هلال، عن قتادة قال: قال حذيفة: لو كنت على شاطئ نهر و قد مددت يدي لأغرف، فحدثتكم بكل ما أعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتى أقتل، انتهى.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا عمرو بن عاصم الكلابي، نبأنا قريب بن عبد الملك قال: سمعت سليمان جاء واليا قال: قال حذيفة خذوا عنا فإنّا لكم ثقة، ثم خذوا عن الذين يأخذون عنا، فإنهم لكم ثقة، و لا تأخذوا عن الذين يلونهم، قالوا: لم ؟ قال: لأنهم يأخذون حلو الحديث و يدعون مرّه، و لا يصح حلوه إلاّ بمرّه، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو محمّد بن حيّوية، نبأنا يحيى بن صاعد، نبأنا الحسين المروزي، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا أبو

ص: 289


1- بالأصل:«الصريفيني» خطأ.

جناب الكلبي، قال: قال حذيفة بن اليمان: إنّ الحق لثقيل، و هو مع ثقله [مريء] و إن الباطل خفيف و هو مع خفته، وبيء، و ترك الخطيئة أيسر و قال: خير من طلب التوبة، و ربّ شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا، انتهى.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو سهل بن زياد القطان، أنبأنا إسماعيل بن إسحاق، نبأنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نبأنا أبو القاسم بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن علي، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال لنا حذيفة: إنّا حملنا هذا العلم و إنا نؤدّيه إليكم و إن كنا لا نعمل به، انتهى.

أخبرنا: قال البيهقي قوله: و إن كنا لا نعمل به: يريد - و اللّه أعلم - فيما يكون ندبا و استحبابا، فلا يظن بهم أنهم كانوا يتركون الواجب عليهم فلا يعملون به، إذ (1) كانوا أعمل الناس بما وجب عليهم و يحتمل أن يكون ذهب مذهب التواضع في ترك التزكية، انتهى.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا محمّد بن صالح، أنبأنا هانئ، نبأنا أبو عمرو بن موسى بن محمّد بن الأعين، نبأنا أحمد بن عمرو الجرشي، نبأنا القاسم بن مالك المزني، حدثني ثعلبة، نبأنا القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبي جعفر محمّد بن علي عن (2) جابر بن عبد اللّه، قال: قال حذيفة: إنّا قوم عرب نردّد الأحاديث فنقدم و نؤخر، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الصّفار، نبأنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، أنبأنا إسحاق، نبأنا وكيع، نبأنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، قال: قال حذيفة رضي اللّه تعالى عنه و أسكنه الجنة بمنّه و كرمه:

ليس من مات استراح بميت *** إنّما الميّت ميّت الأحياء

فقيل له: يا أبا عبد اللّه ما ميت الأحياء؟ قال: الذي لا يعرف المعروف بقلبه، و لا ينكر المنكر بقلبه، انتهى.

ص: 290


1- بالأصل «إذا».
2- بالأصل «بن».

أخبرنا بها أعلى من هذا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (1)، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن سهل الماسرجسي الفقيه - إملاء - أنبأنا محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نبأنا أبو عامر، نبأنا سفيان، عن حبيب - يعني - ابن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن حذيفة انه سئل عن قوله:

ليس من مات استراح بميت *** إنّما الميّت ميّت الأحياء

قال: ميت الأحياء هو الذي لا ينكر المنكر بيده و لا بلسانه و لا بقلبه، انتهى.

أخبرنا بها أعلى من هذا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو طالب محمّد بن محمّد، أنبأنا أبو بكر الشافعي، نبأنا أحمد بن سعيد الحبال، نبأنا قبيصة بن عقبة، نبأنا سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطّفيل، قال: قيل لحذيفة ما تعني بقولك:

ليس من مات فاستراح بميّت *** إنّما الميّت ميّت الأحياء

قال: هو الذي لا ينكر المنكر بيده و لا بلسانه و لا بقلبه.

أخبرنا أبو الحسن [علي] (2) بن المسلّم، أنبأنا نصر بن إبراهيم و عبد اللّه بن عبد الرزّاق، و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، أنبأنا نصر بن إبراهيم المقدسي قالا: أنبأنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنبأنا الحسن بن منير بن محمّد التنوخي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن خريم (3)،نبأنا هشام بن عمّار عن بسر بن سورة بن أبان السّلمي، نبأنا أبو خالد يزيد بن عبد اللّه السّراح، نبأنا مكحول قال: قال حذيفة لأبي هريرة: إني أراك إذا دخلت الكنيف أبطأت في مشيك، و إذا خرجت أسرعت، قال: إني أدخل و إني على وضوء، و أخرج و أنا على غير وضوء، فأخاف أن يدركني الموت قبل أن أتوضأ. قال له حذيفة: إنّك لطويل الأمل، لكني أرفع قدمي أخاف أن لا أضع الأخرى حتى أموت.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العبّاس حينئذ.

ص: 291


1- بالأصل «الخيروردي» و الصواب ما أثبت.
2- الزيادة للإيضاح.
3- ضبطت عن التبصير.

و أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه [ابنا البناء] (1)،قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا عثمان بن عمر بن المنتاب، قالا: أنبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نبأنا الحسين بن الحسن أنبا ابن المبارك، أنبأنا زائدة، عن سليمان (2) الأعمش، عن موسى بن عبد اللّه يعني عن ابن يزيد الخطمي، عن أبيه، قال سليمان الأعمش: و أمهما بنت حذيفة، عن حذيفة قال: لوددت أن لي من يصلح لي في مالي، فأغلق عليّ بابي فلا يدخل علي أحد، حتى ألحق باللّه عز و جل، انتهى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه أيضا، قالا: أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا عمرو بن عمرو بن محمّد، نبأنا يحيى، نبأنا الحسين بن الحسن، أنبأنا الفضل بن موسى، نبأنا الأعمش، عن موسى بن عبد اللّه، عن بنت حذيفة قالت: وددت أن لي من يكفيني فأدخلت بيتي فلا يدخلون إليّ و لا أخرج عليهم انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم (3)،نبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا محمّد بن شبل (4)،نبأنا أبو بكر بن أبي شيبة، نبأنا محمّد بن عبيد، عن الأعمش، عن موسى بن عبد اللّه بن يزيد، عن أم سلمة - قال أبو بكر: هي أمّه - قالت: قال حذيفة: لوددت أن لي إنسانا يكون في مالي ثم أغلق عليّ الباب فلم يدخل علي أحد حتى ألقى اللّه تبارك و تعالى، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا أبي أبو عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن أيّوب، عن حبيب، نبأنا هلال بن العلاء، نبأنا فيض بن إسحاق قال: قال فضيل بن عياض: قيل لحذيفة ما لك لا تتكلم ؟ قال: إنّ لساني سبع أخاف إن تركته يأكلني، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن إسماعيل و محمّد بن العبّاس قالا: نبأنا يحيى بن صاعد، نبأنا الحسين بن الحسن، نبأنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا عبد اللّه بن عون، عن إبراهيم قال: قال حذيفة: اتّقوا اللّه يا

ص: 292


1- ما بين معكوفتين استدرك لإيضاح السند، اقتضاه السياق.
2- بالأصل «سلمان» و سيأتي صوابا، و انظر ترجمته في سير الأعلام 226/6.
3- حلية الأولياء 278/1.
4- مهملة بالأصل و المثبت عن الحلية.

معشر القراء و خذوا ظهر من كان قبلكم، فو اللّه لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، و لئن تركتموه يمينا و شمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا، انتهى.

أخبرنا أبو منصور (1) عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو حفص بن شاهين، نبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا ليث بن حمّاد الصّفار، نبأنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، قال: قال حذيفة: ليس خياركم من ترك الدنيا للآخرة و لا خياركم من ترك الآخرة للدّنيا و لكن خياركم من أخذ من كل، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن الحسين بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدثني أبي، عن وكيع، عن محمّد بن قيس، عن عمرو بن مرّة قال: قال حذيفة بن اليمان: خياركم الذين يأخذون من دنياهم لآخرتهم، و من آخرتهم لدنياهم، انتهى (2).

قال: و أنبأنا أبو بكر أخو خطاب، نبأنا خالد بن خداش، قال: سمعت سفيان بن عيينة (3) يقول: بلغني عن حذيفة بن اليمان أنه قال لرجل: أ تسرّك أن تغلب شر الناس ؟ قال: إنّك إن تغلبه [تكن] (4) شرا منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا عبد الغافر الفارسي، أنبأنا أحمد بن محمّد الخطابي، أنبأنا محمّد بن هاشم، نبأنا الدّيري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيّوب، عن ابن سيرين قال: سئل حذيفة عن شيء فقال: إنما يفتي أحد ثلاثة: من عرف الناسخ و المنسوخ، أو رجل ولي سلطانا فلا يجد من ذلك بدا، أو متكلف، انتهى.

و أخبرنا بها أبو المعالي الفارسي، أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا إسماعيل الصّفار، نبأنا أحمد بن منصور، نبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيّوب، عن ابن سيرين قال: سئل حذيفة عن شيء فقال: إنما تعني أحد

ص: 293


1- بالأصل «أبو منصور بن عبد الرحمن» خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 69/20 و شيوخ فهارس ابن عساكر (المطبوعة المجلد السابعة).
2- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2171/5.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن ابن العديم.
4- الزيادة عن بغية الطلب و مختصر ابن منظور 260/6.

ثلاثة: من عرف الناسخ و المنسوخ قالوا: و من يعرف ذلك ؟ قال: عمرا، و رجل ولي سلطانا فلا يجد بدا أو متكلف، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم (1)،نبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا إبراهيم بن متّويه، نبأنا عبيد بن أسباط ، نبأنا أبي، عن الأعمش، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزّال بن سبرة قال: كنا مع حذيفة في البيت فقال له عثمان: يا أبا عبد اللّه ما هذا الذي يبلغني عنك ؟ قال: ما قلته. فقال عثمان: أنت أصدقهم و أبرّهم، فلما خرج قلت: يا أبا عبد اللّه أ لم تقل ما قلته ؟ قال: بلى، و لكني أشتري ديني ببعضه، مخافة أن يذهب كله، انتهى.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن قال: قرأ عليّ أبو محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا الفضل بن دكين، نبأنا سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى، قال: بلغني أن حذيفة كان يقول: ما أدرك هذا الأمر أحد من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ قد اشترى بعض دينه ببعض، قالوا: فأنت ؟ قال: و أنا و اللّه إنّي لأدخل على أحدهم و ليس أحد إلاّ و فيه محاسن و مساوئ فأذكر من محاسنه و أعرض عن مساوئ ذلك، و ربّما دعاني أحدهم إلى الغداء فأقول: إني صائم و لست بصائم، انتهى (2).

قال: و نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، أنبأنا أبو بكر بن عياش قال: سمعت أبا إسحاق يقول: كان حذيفة يجيء كل جمعة من المدائن إلى الكوفة، قال أبو بكر فقلت له: تستطيع أن تجيء من المدائن إلى الكوفة قال: نعم كانت له بغلة فارهة، انتهى (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا عيسى بن سالم، نبأنا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرّة، عن خيثمة، عن ربعي بن حراش،

ص: 294


1- الخبر في حلية الأولياء 279/1.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 368/2.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 366/2.

قال: لما كانت [الليلة] (1) التي حضر فيها حذيفة، جعل يقول: أي الليل هذا؟ قال:

فقلنا هذا وجه السحر، فاستوى جالسا ثم قال: اللّهمّ إني أبرأ إليك من دم عثمان، و اللّه ما شهدت و لا قتلت و لا مالأت على قتله، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نبأنا محمّد بن إسماعيل، نبأنا جمعة بن عبد اللّه، نبأنا جرير، عن حصين قال: سألت أبا وائل قال:

حدثني خالد بن فلان أنه لما بلغه أن حذيفة بالمدائن أتاه فقال: أ جئتم بأكفاني ؟ قلنا:

نعم، فقال: أعوذ باللّه من صباح النار ثم ذكر عثمان فقال: اللّهمّ إني لم أقتل عثمان و لم آمر و لم أرض و لم أشهد. قال البخاري: و كنية حذيفة بن اليمان أبو عبد اللّه العبسي، و اليمان يقال له حسل قتل يوم أحد هاجر إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم زمن بدر، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، نبأنا يحيى بن أبي طالب، أنبأنا علي بن عاصم، نبأنا حصين بن عبد الرّحمن، عن أبي وائل، عن خالد بن ربيع العبسي قال: سمعنا بوجع (3) حذيفة فركب إليه أبو مسعود الأنصاري في نفر أنا فيهم إلى المدائن. قال: فأتيناه في بعض الليل فقال: أيّ الليل ساعة هذه ؟ قلنا: بعض اللّيل. أو جوف الليل. قال: هل جئتم بأكفاني ؟ قلنا: نعم.

قال: فلا تعانوا (4) بكفني فإن يكن لصاحبكم عند اللّه خير يبدّل خيرا من كسوتكم و إلاّ سلب سلبا سريعا.

قال: ثم ذكر عثمان فقال: اللّهمّ لم أشهد و لم أقتل (5) و لم أرض، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نبأنا أبو حامد بن جبلة، نبأنا محمّد بن إسحاق السّراج، نبأنا يعقوب بن إبراهيم، نبأنا هشيم،

ص: 295


1- الزيادة عن مختصر ابن منظور 261/6.
2- تاريخ بغداد 158/1 في ترجمة أبي مسعود البدري.
3- في تاريخ بغداد: توجع.
4- تاريخ بغداد: تغالوا.
5- تاريخ بغداد: أقل.

أنبأنا حصين، عن أبي وائل قال: لما ثقل حذيفة أتاه ناس من بني عبس فأخبرني خالد بن الربيع العبسي، فأتيته و هو بالمدائن حتى دخلنا عليه بجوف الليل فقال لنا: أيّ ساعة هذه ؟ قلنا: جوف الليل أو آخر الليل، فقال: أعوذ باللّه من صباح إلى النار، ثم قال:

أ جئتم معكم بأكفاني ؟ قلنا: نعم، قال: فلا تغالوا بأكفاني فإنه إن يكن لصاحبكم عند اللّه تعالى خير فإنه يبدل بكسوته كسوة خيرا منها و إلا يسلب سلبا انتهى.

قال: و نبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نبأنا أبو كريب، حدّثنا يحيى بن زكريا، نبأنا ابن أبي زائدة عن أبي إسحاق أن صلة بن زفر حدثه: أن حذيفة بعثني و أبا مسعود فابتعنا له كفنا حلّة عصب بثلاثمائة درهم قال: أرياني فيما ابتعتما إليّ فأريناه، فقال: ما هذا إليّ بكفن إنما يكفنني ربطتان بيضاء و إذ ليس فيهما أو ليس معهما قميص فإني لا أترك إلا قليلا حتى أبدل خيرا منهما أو شرا منهما فابتعنا له ربطتين بيضاوين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نبأنا عمر بن شبيب، نبأنا ليث بن أبي سليم، قال: لما نزل بحذيفة الموت جزع جزعا شديدا و بكى بكاء شديدا فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: ما أبكي أسفا على الدنيا بل الموت أحبّ إليّ ، و لكن لا أدري على ما أقدم على رضا أم على سخط ، انتهى (1).

قال: و نبأنا داود بن رشد، نبأنا عبّاد بن العوّام، أنبأنا أبو مالك الأشجعي، عن ربعي بن خراش أنه حدّثهم أن أخته - و هي امرأة حذيفة - قالت: لما كانت ليلة توفي حذيفة جعل يسألنا أي الليل هذا؟ فنخبره، حتى كان السّحر قالت: فقال: أجلسوني فأجلسناه قال: وجّهوني فوجّهناه، قال: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من صباح النار و من مسائها، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصريفيني (2)،أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، أنبأنا أبو القاسم البغوي، نبأنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن عبد الملك، قال: سمعت زيادا يحدّث

ص: 296


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2172/5.
2- بالأصل:«الصيرفيني» و الصواب ما أثبت.

عن ربعي بن حراش قال: قال حذيفة عند الموت ربّ يوم أتاني الموت لم أشك، فأمّا اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا منها. قال: و أوصى أبا مسعود فقال: عليك بما تعرف و لا تكون في أمر اللّه عز و جل، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أبو الحسن اللبناني، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن الحسين، نبأنا داود بن المحبّر، عن سعيد بن راشد، عن صالح بن حسّان: أن حذيفة لما نزل به الموت قال: هذه آخر ساعة من الدّنيا، اللّهمّ إنك تعلم أني أحبّك، فبارك لي في لقائك، ثمّ مات، انتهى (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، انتهى.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمر، و أنبأنا الحسين بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أبو الحسين قالا: أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن الحسين، حدّثني يعقوب بن عبيد، نبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا هشام، عن الحسن، قال: قال حذيفة في مرضه حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، ليس بعدي ما أعلم، الحمد للّه الذي سبق بي الفتنة قادتها و علوجها، انتهى (2).

قال: و نبأنا إسحاق بن إسماعيل، نبأنا وكيع، نبأنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزّال بن سبرة، عن أبي مسعود قال: أغمي على حذيفة فأفاق في بعض الليل فقال: يا أبا مسعود أي الليل هذا؟ قال: السّحر الأعلى قال: عائذ باللّه من جهنّم مرتين، انتهى حديث ابن صفوان و زاد أبو الحسن ثم قال: ابتاعوا إليّ ثوبين و لا عليكم ألاّ تقلوا فإن يصب صاحبكم خيرا يكسى خيرا منها و إلاّ سلبها سلبا سريعا، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا علي بن محمّد بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا الرّبيع بن ثعلب، نبأنا فرج بن فضالة، عن أسد بن وداعة قال: لما

ص: 297


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2174/5.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء (ترجمته 368/2).

مرض حذيفة مرضه الذي مات فيه فقيل له: ما تشتهي ؟ قال: أشتهي الجنة قالوا (1):فما تشتكي ؟ قال: الذنوب، قالوا: أ فلا ندعو لك الطبيب ؟ قال: الطبيب أمرضني، لقد عشت فيكم على خلال ثلاث: للفقر فيكم أحبّ إليّ من الغنى، و الضعة فيكم أحبّ من الشرف، و إنّ من حمدني منكم و لا مني في الحق سواء؛ ثم قال: أصبحنا أصبحنا؟ قالوا: نعم، قال: اللّهمّ إني أعوذ بك من صباح النار، حبيب جاء على فاقة، و لا أفلح من ندم، انتهى (2).

قال (3):و حدّثني محمّد بن أبان البلخي، نبأنا يحيى بن سليم الطائفي، عن إسماعيل بن كثير، عن زياد مولى ابن عياش، عن بعض أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: دخلت على حذيفة في مرضه الذي مات فيه، فقال: اللّهمّ إنك تعلم لو لا أني أرى هذا اليوم أوّل يوم من أيّام الآخرة، و آخر يوم من أيّام الدنيا، لم أتكلم بما أتكلّم به، اللّهمّ إنك تعلم أني كنت أختار الفقر على الغنى، و أختار الذلة على العز، و أختار الموت على الحياة، حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم ثم مات، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم (4)[حدّثنا] (5) عبد الرّحمن بن العبّاس، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نبأنا محمّد بن يزيد الأدمي، نبأنا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، عن زياد مولى ابن عياش، حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال: لو لا اني أرى هذا اليوم آخر يوم من الدنيا، و أوّل يوم من الآخرة لم أتكلم به، اللّهمّ إنّك تعلم أني كنت أحبّ الفقر على الغنى، و أحب الذلة على العز، و أحبّ الموت على الحياة حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم [ثم مات رضي اللّه عنه] (6).

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزّى بن الحسن السجاد، نبأنا أبو بكر الخطيب، نبأنا أبو الحسن بن رزقويه، نبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحداد، أنبأنا

ص: 298


1- بالأصل «قال» و المثبت عن مختصر ابن منظور 262/6.
2- الخبر في بغية الطلب 2172/5-2173.
3- بغية الطلب 2173/5.
4- الخبر في حلية الأولياء 282/1.
5- الزيادة عن الحلية، و هي لازمة.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن حلية الأولياء.

الحسن بن علي القطان، نبأنا إسماعيل بن عتبة، نبأنا إسحاق بن بشر، أنبأنا محمّد بن سليمان الأسدي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: قال حذيفة حين حضره الموت:

مرحبا بالموت و أهلا، مرحبا بحبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم، اللّهمّ إني لم أحبّ الدّنيا لحفر الأنهار، و لا لغرس الأشجار، و لكن لسهر الليل، و ظمأ الهواجر، و كثرة الركوع و السّجود و الذكر [للّه عز و جلّ كثيرا] (1) و الجهاد في سبيله، و مزاحمة العلماء بالركب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو الحسين الفارسي، قال: قال أبو سليمان الخطابي في حديث حذيفة أنه لما أوتي بكفنه فقال: إن يصب أخوكم خيرا فعسى و إلاّ فليترام بي رجواها إلى يوم القيامة.

حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك، نبأنا الحسن بن سفيان، نبأنا ابن أبي شيبة، نبأنا وكيع، عن إسماعيل، عن قيس، عن حذيفة قوله: رجواها يريد ناحيتي القبر، و إنما أنّث على نية الأرض أو إخماد الحفرة لقوله جل و عز وَ لَوْ يُؤٰاخِذُ اللّٰهُ النّٰاسَ بِظُلْمِهِمْ مٰا تَرَكَ عَلَيْهٰا مِنْ دَابَّةٍ (2) و لم يتقدم للأرض ذكر و لقوله: حَتّٰى تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ (3)و لم يتقدم الشمس ذكر و قال حاتم (4):

أ ماويّ ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصّدر

يريد النفس، و إعمال الضمير في كلام العرب كثير، و أرجى التقي نواحيه قال اللّه تعالى وَ الْمَلَكُ عَلىٰ أَرْجٰائِهٰا (5) واحدها رجا مقصور و التثنية رجوان قال الشاعر:

فما أنا يا بن العم تجعل دونه *** التقي و لا يرمى به الرّجوان (6)

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب في كتابه، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمداني، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن عمر التميمي، أنبأنا أبو الفضل جعفر بن أحمد، نبأنا الحسين بن نصر بن

ص: 299


1- بياض بالأصل، و ما استدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 262/6.
2- سورة النحل، الآية:61.
3- سورة ص، الآية:32.
4- ديوانه ط بيروت ص 50 برواية: إذا حشرجت نفس.
5- سورة الحاقة، الآية:17.
6- البيت في اللسان (رجا) بدون نسبة.

المغازل، قال: قال أبو نعيم: و مات حذيفة بعد قتل عثمان بن عفان رضي اللّه تعالى عنهما.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نبأنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا علي بن أحمد الرزاز، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، نبأنا بشر بن موسى، نبأنا عمرو بن علي، قال: و أنبأنا الأزهري، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي، نبأنا أبو موسى محمّد بن المثنى قال: و مات حذيفة بن اليمان و يكنى بأبي عبد اللّه بالمدائن سنة ست (2) و ثلاثين قبل قتل عثمان بن عفان بأربعين ليلة.

قال الخطيب: لفظهما سواء، و قولهما قبل قتل عثمان خطأ، لأن عثمان قتل في آخر سنة خمس و ثلاثين، انتهى.

قال (3):و أنبأنا ابن الفضل، أنبأنا ابن درستويه، نبأنا يعقوب، نبأنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأنا سعيد بن أوس، عن بلال بن يحيى قال: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال عمي أبو بكر: مات حذيفة حين جاء قتل عثمان، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا محمّد بن علي السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خياط ، قال (4):و فيها مات حذيفة بن اليمان في أوّل سنة ستّ (5) و ثلاثين انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد (6) الرّحمن بن

ص: 300


1- تاريخ بغداد 163/1.
2- بالأصل: ستة.
3- تاريخ خليفة ص 182 و الخبر نقله ابن العديم عن خليفة 2176/5.
4- بالأصل: ستة.
5- بالأصل:«عبد الرحمن».
6- بالأصل: ستة.

محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو (1) عبيد قال: سنة ست (2) و ثلاثين توفي فيها حذيفة بن اليمان بالمدائن، انتهى (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي الواسطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنبأنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل، نبأنا أبي قال: و في سنة ست (4) و ثلاثين حذيفة بن اليمان يعني مات فيها، انتهى.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا أبو الزّنباع، نبأنا يحيى بن بكير، قال: توفي حذيفة سنة ست (5)و ثلاثين (6).

قال: و نبأنا محمّد بن علي بن حبيش، نبأنا محمّد بن عبدوس بن كامل، نبأنا محمّد بن عبد اللّه بن نمير قال: مات حذيفة سنة ست (7) و ثلاثين (8)،انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة ست (9) و ثلاثين فيها مات أبو عبد اللّه حذيفة بن اليمان بعد عثمان بأربعين ليلة.

و قال الواقدي: مات حذيفة بن اليمان بن حسل بن جابر العبسي و يكنى أبا عبد اللّه بالمدائن سنة ست (10) و ثلاثين. و ذكر ابن زبر: أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه البغدادي، عن محمّد بن سعد عن الواقدي بذلك، انتهى.

أخبرنا أبو العز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نبأنا أبو حفص الفلاس، قال: و مات (11) حذيفة بن اليمان و يكنى أبا عبد اللّه، بالمدائن سنة خمس، و ثلاثين بعد عثمان بأربعين ليلة، و حذيفة بن اليمان هو حذيفة بن حسل بن اليمان. و قال بعض أهل

ص: 301


1- بالأصل «أبي».
2- بالأصل: ستة.
3- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2177/5.
4- بالأصل: ستة.
5- بالأصل: ستة.
6- ابن العديم 2176/5-2177.
7- بالأصل: ستة.
8- ابن العديم 2176/5-2177.
9- بالأصل «ستة».
10- بالأصل «ستة».
11- بالأصل «فقال» و المثبت عن ابن العديم 2175/5.

العلم: عسل و الصّحيح حسل، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأنا محمّد بن الحسن، نبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري، عن عبيد اللّه بن موسى، عن سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى، عن حذيفة أنه مات بعد عثمان بأربعين يوما، انتهى (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري، أنبأنا أبو الحسن العتيقي حينئذ، و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالا: أنبأنا الوليد بن بكر، نبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدثني أبي أحمد قال: حذيفة بن اليمان، عبسي، مات بالمدائن قبل الجمل، و هو حليف بني عبد الأشهل، انتهى (2).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، نبأنا ابن أبي الدنيا، نبأنا الحسين بن عمرو بن محمّد، حدّثنا زكريا بن عدي، قال: سمعت حفص بن غياث يقول: رأيت أبا حنيفة في المنام فقلت له: أي الآراء وجدت أفضل أو أحسن ؟ قال: نعم الرأي رأي عبد اللّه، و وجدت حذيفة بن اليمان شحيحا على دينه (3).

1232 - حذيفة بن سعيد السلامي

وجّهه يزيد بن الوليد إلى محمّد بن عبد الملك بن مروان، و يزيد بن سليمان بن عبد الملك حين أتيا أن يبايعاه، فبذل لهما ما أراد حتى بايعا له ثم ولي غازية البحر في أيّام مروان بن محمّد.

حكى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، انتهى.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نبأنا

ص: 302


1- انظر العبارة في التاريخ الكبير للبخاري 95/1/2-96.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 111 و نقله عنه ابن العديم 2174/5.
3- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2177/5-2178.

أحمد بن الوليد قال: لما ولي مروان بن محمّد ولّى - يعني - غزو البحر تركة ابن يزيد العاملي فعزله (1) بغتة و جلد، ثم ولي من بعده معن بن سالم العاملي، ثم ولّى مكانه حذيفة بن سعيد السّلامي ثم ولي من بعده الحارث بن سليمان العيشي.

ذكر من اسمه حرام

1233 - حرام بن حكيم بن خالد بن سعد بن حكيم الأنصاري ،

1233 - حرام (2) بن حكيم بن خالد بن سعد بن حكيم الأنصاري (3)،

و يقال: العبشمي، و يقال: هو حرام بن معاوية

من أهل دمشق.

روى عن عمّه (4) عبد اللّه بن سعد و لعمّه صحبة، و عن أبي هريرة، و أبي ذرّ الغفاري، و أنس بن مالك، و محمود بن ربيعة، و أبي (5) مسلم الخولاني.

روى عنه: العلاء بن الحارث، و زيد بن واقد، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و بشر بن العلاء، و محمّد بن عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي، و زيد بن رفيع، و عتبة بن أبي حكيم، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو القاسم بن الفرات، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، نبأنا أحمد بن عمير، نبأنا محمّد بن إسماعيل بن عليّة، نبأنا عبد الرّحمن بن مهدي، نبأنا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن حرام، عن عمّه عبد اللّه بن سعد قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الصّلاة في بيتي و الصّلاة في المسجد فقال:«لقد ترى ما أقرب بيتي من المسجد و لأن أصلي في بيتي أحبّ إليّ من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة»، انتهى[2960].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم، نبأنا عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي (6)،نبأنا صدقة بن عبد اللّه، حدثني زيد بن واقد، عن

ص: 303


1- رسمها غير واضح بالأصل و لعل الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «حزام» بالزاي، و الصواب حكيم بفتح الحاء و الراء المهملتين. و قد صححت أينما وقعت في الترجمة.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 456/1 و ميزان الاعتدال 467/1.
4- هو عم أبيه كما يوضح عمود نسب حرام، و في الإصابة: قيل إنه عبد اللّه بن خالد بن سعد.
5- بالأصل «و أبو».
6- رسمها غير واضح و تقرأ «النيسى» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 213/10.

حرام بن حكيم، عن عمّه عبد اللّه بن سعد، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«إنكم أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، قليل سؤاله،[كثير معطوه، العمل فيه خير من العلم، و سيأتي زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤاله] (1) قليل معطوه، العلم فيه خير من العمل»، انتهى[2961].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، نبأنا أبو الحسن بن السّمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نبأنا سليمان بن عبد الرّحمن، نبأنا عبد الملك بن محمّد الصّنعاني، نبأنا عبد اللّه بن العلاء يعني بن زبر، عن حرام بن حكيم، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول في يوم الجمعة و الفطر:«من كان خارجا من المدينة فبدا له فليركب، فإذا جاء المدينة فليمش إلى المصلّى، فإنه أعظم أجرا، و قدّموا قبل خروجكم زكاة الفطر، فإن على كل نفس مديّن من قمح أو دقيق»، انتهى[2962].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نبأنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنبأنا ابن وهب، أخبرني سلمة بن علي، عن زيد بن واقد، عن حرام بن حكيم، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«حدثوا عني كما سمعتم و لا حرج، إلاّ من افترى عليّ كذبا متعمّدا بغير علم، فليتبوّأ مقعده من النار»، انتهى[2963].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عبد المحسن بن محمّد، أنبأنا الحسن بن علي حينئذ، و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الحسن بن علي، أنبأنا [أبو] عبد اللّه محمّد بن زيد الأنصاري الكوفي - ببغداد - نبأنا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نبأنا محمّد بن عمرو بن حيان الحمصي، نبأنا سعيد بن الوليد، حدثني عتبة بن أبي حكيم، حدثني صاحب لنا عن حرام بن حكيم قال: قدم أنس بن مالك دمشق في حاجة إلى الوليد بن عبد الملك فأتيناه و سلّمنا عليه و قلنا له هل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من تقوّل عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار؟» قال: بل سمعته، يقول:

«حدثوا عني كما سمعتم و لا حرج إلاّ من افترى عليّ كذبا متعمدا ليضلّ به الناس فليتبوّأ

ص: 304


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 263/6.

مقعده من النار». فلما سمعنا ذلك منه رأيت عليه النور. انتهى، كذا فيه، و الصّواب:

بقية بن الوليد[2964].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نبأنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، نبأنا الحسن بن محمّد بن بكار بن بلال، قال: قال أبي: كان حرام بن حكيم من أهل دمشق من بني حرام دارهم بقصبة دمشق عند سوق القمح، انتهى.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، نبأنا أبو زرعة في كتاب الأخوة و الأخوات قال: أخوان عبد اللّه بن سعد و خالد بن سعد الذي من ولده حرام بن حكيم بن خالد بن سعد، منزله بدمشق دار حرام و هي التي في سوق القمح، الباب العظيم الذي يفتح بابها شرقا، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):حرام بن حكيم الدمشقي، عن عمه عبد اللّه بن سعد، و محمود (2) بن ربيعة، و أبي هريرة، روى عنه العلاء بن الحارث، و زيد بن واقد، و عبد اللّه بن العلاء.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة، حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، نبأنا علي بن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول حرام بن حكيم بن سعد بن حكيم (3) من بني عبد شمس دمشقي، انتهى.

ص: 305


1- التاريخ الكبير 101/1/2.
2- عن البخاري و بالأصل «و محمد».
3- كذا ورد في عامود نسبه «حكيم» و في تهذيب التهذيب «الحكم».

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد الفقيه، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، انتهى.

أخبرنا الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: و أما حرام الحاء مفتوحة غير معجومة و الراء غير معجمة حرام بن حكيم الدمشقي، روى عن عمه عبد اللّه بن سعد و لعمه صحبة، و روى عن أبي هريرة، روى عنه العلاء بن الحارث، و زيد بن واقد، انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: حرام بن حكيم الدمشقي حدث عن عمّه عبد اللّه بن سعد، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و عن أبي هريرة، روى عنه العلاء بن الحارث و زيد بن واقد، ثم قال:

حرام بن معاوية أحاديثه مراسيل، حدث عنه زيد بن رفيع، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم (1) بن أحمد بن نصر حينئذ، و حدثنا خالي أبو المعالي محمّد (2) بن يحيى، نبأنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو زكريا، حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا عبد الغني بن سعد قال: حرام بن حكيم، عن عمّه عبد اللّه بن سعد، حديثه في الشاميّين، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي قال: قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب، قال: أنبأنا أبو الحسن - يعني - الدارقطني: حرام بن حكيم الدمشقي، حدّث عن عمّه و ذكر الفصل إلى آخره ثم قال: حرام بن معاوية بن حرام أحاديثه مراسيل، حدّث عنه زيد بن رفيع، قال الخطيب: فوهم في فصله ابن حرام بن حكيم و هو حرام بن معاوية لأنه رجل واحد يختلف على معاوية بن صالح و اسم أبيه (3)،و كان معاوية يروي حديثه عن العلاء بن الحارث عنه عن عمّه، و ذكره البخاري في تاريخه كما ذكره أبو الحسن و على كلامه عوّل و من كتابه نقله، و قد ذكرنا الحجة على البخاري في كتاب الموضح أوهام الجمع و التفريق فكرهنا تكرير ذلك، انتهى.

ص: 306


1- بالأصل:«أبي زكريا أنبأنا عبد الرحيم» حذفنا «أنبأنا» لأنها مقحمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 257/18.
2- مطموسة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هو من شيوخ ابن عساكر، و قد مرّ هذا السند كثيرا. و انظر فهارس شيوخه (المطبوعة المجلدة السابعة).
3- انظر تهذيب التهذيب 456/1 و الاكمال لابن ماكولا 412/2.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أمّا حرام - بحاء مهملة وراء - حرام بن حكيم بن سعد الأنصاري الدمشقي، حدّث عن عمّه عبد اللّه بن سعد عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و عن أبي هريرة و محمود بن ربيعة، و رأى أنس بن مالك، روى عنه العلاء بن الحارث، و زيد بن واقد، و عتبة بن أبي حكيم، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا [أبو] الحسين الطّيوري، أنبأنا الحسن بن جعفر [أنبأنا] محمّد بن الحسن و أحمد بن محمّد العتيقي حينئذ، و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنبأنا الوليد بن بكير، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا صالح بن أحمد، حدثني أبي أحمد قال (2):حرام بن حكيم مصري تابعي ثقة، انتهى، كذا قال، و هو دمشقي لا مصري، انتهى.

و قال ابن مهدي فيمن اسمه حرام بن معاوية هو وهم، انتهى.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو الحسين بن الرّبيع الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، قال: قال أبو الحسن كذا قال عن حرام بن معاوية و هو حرام بن حكيم بن خالد بن سعد الصّواب (3)،انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الخرقي الختّلي، نبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي، نبأنا الهيثم بن خارجة، نبأنا إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر، عن عمر بن عبد العزيز: أنه كان لا يجيز على رؤية الهلال إلا رجلين عدلين. كان بلغه أن محمّد بن سويد الفهري ضحّى بدمشق قبل الناس بيوم فكتب إليه عمر: ما حملك أن خالفت المسلمين ؟ فكتب إليه محمّد بن سويد يذكر: إنما فعلته من أجل حرام بن حكيم شهد عندي بذلك فكتب إليه عمر: حرام بن حكيم أ ذو اليدين هو! إنكارا يعني أن تجاز شهادته وحده، دون أن يكونا رجلين.

ص: 307


1- الاكمال لابن ماكولا 411/2-412.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 111.
3- كذا وردت العبارة مضطربة بالأصل.

1234 - حرام بن عقيل بن علّفة بن الحارث

1234 - حرام بن عقيل بن علّفة (1) بن الحارث

ابن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرّة (2) بن سعد بن ذبيان (3) بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان المرّي.

شاعر قدم الشام مع أبيه، له ذكر، انتهى.

ص: 308


1- بالأصل «علقمة» و الصواب عن ابن حزم ص 253.
2- في ابن حزم: مرة بن عوف بن سعد.
3- بالأصل: دينار و المثبت عن ابن حزم.

ذكر من اسمه حرب

1235 - حرب بن إسماعيل

أبو محمّد الكرماني (1)

سمع بدمشق محمّد بن خالد، و محمّد بن الوزير صاحبي الوليد بن مسلم و حدث عنهما، و عن أحمد سليمان بن يحيى الباهلي، و عبيد اللّه بن معاذ العنبري، و أحمد بن حنبل، و إسحاق بن راهويه، و محمّد بن أبي بكر المقدّمي، و سعيد بن منصور، و أبي عبيد القاسم بن سلاّم، و أبي معن زيد بن يزيد الرقاشي، و هلال شاذ بن فياض (2)، و يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، و علي بن عثمان اللاحقي، و العبّاس بن الوليد البرسي، و أبي الوليد الطيالسي.

روى عنه أبو بكر [الحميدي] (3) و أبو القاسم عبد اللّه بن يعقوب الكرماني.

أخبرنا أبو بكر الحسين بن رجاء بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليمان الأصبهاني - ببغداد - أنبأنا أبو عمرو بن مندة، نبأنا والدي أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو العبّاس عبد اللّه بن يعقوب الكرماني، أنبأنا أبو محمّد حرب بن إسماعيل، أنبأنا أبو بكر الحميدي، نبأنا سفيان، نبأنا يحيى، عن عباد بن القاسم بن تميم:[أن عويمر بن أشقر] (4) ذبح قبل الصّلاة يوم العيد، فأمره النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن يعيد.

ص: 309


1- ترجمته في تذكرة الحفاظ 61/2 و سير أعلام النبلاء 244/13 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 433/10 و اسمه هلال، و شاذ بتخفيف الذال لقب أعجمي معناه فرحان.
3- الزيادة عن تذكرة الحفاظ 613/2.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 264/6.

أنبأنا أبو القاسم بن محمّد بن خالد الكرماني - نزيل طرسوس - و أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن إسحاق بن النهاوندي، أنبأنا أبو محمّد بن السّمرقندي، عن أبي الغنائم محمّد بن علي بن علي الدحداحي، عن أبي الحسن الدارقطني في الإجازة، نبأنا محمّد بن إسماعيل الفارسي من كتابه، نبأنا أبو زرعة الدمشقي قال: قدم علينا رجلان من نبلاء الناس أحدهم و أرجلهم يعقوب بن سفيان و ذكر الثاني، يزيد حرب بن إسماعيل فقال: هو من الكتاب عني.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم، أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي حينئذ، قال: و أنبأنا أحمد إجازة، قال: أنبأنا أبو أحمد بن أبي حاتم، قال (1):

حرب بن إسماعيل الكرماني الحنظلي أبو محمّد، روى عن أحمد بن سليمان (2)الباهلي أبي يحيى، و عبد اللّه (3) بن معاذ [العنبري]، و أحمد و إسحاق (4) كتب عنه أبي بدمشق (5).

1236 - حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان [بن] صخر بن حرب بن أميّة

ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي

كان جوادا ممدحا ذا قدر و نبل، و أمّه أمّ ولد.

حكى عن جد أبيه معاوية و لم يدركه، و عن زيد بن علي.

روى عنه: سلمة بن محارب بن سلم بن زياد، و يعقوب بن داود.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا علي بن محمّد، عن سلمة بن محارب، عن حرب بن خالد، قال: قال معاوية لابن

ص: 310


1- الجرح و التعديل 253/2/1.
2- عن الجرح و التعديل و بالأصل «سلمان».
3- في الجرح و التعديل: و عبيد اللّه.
4- يعني أحمد بن حنبل، و إسحاق بن راهويه، و قد مرّا في بداية الترجمة.
5- توفي سنة 280 كما في تذكرة الحفاظ و سير الأعلام، و زيد فيها: عمّر و قارب التسعين.

عبّاس: وا عجبا من وفاة الحسن (1) شرب [عسلا] (2) بماء رومة (3) فقضى نحبه، لا يحزنك اللّه، و لا يسوؤك في الحسن. فقال: لا يسرني اللّه ما أبقاك فأمر له بمائة ألف و كسوة.

قال: يقال إن معاوية قال لابن عبّاس يوما: أصبحت سيّد قومك قال: ما بقي أبو عبد اللّه (4) فلا، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أبو الحسن اللبناني، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمّد بن صالح، عن علي بن محمّد، عن مسلمة (5) بن محارب، عن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية قال: قال معاوية يوما لحسين: يا حسين، فقال عبد اللّه بن الزّبير: يا أبا عبد اللّه إيّاك يريد، فقال معاوية: أردت أن تغريه بي أني سميته و أنك كنيته (6)،أمّا و اللّه ما أولع شيخ قوم قط بالرتاج إلاّ مات بينهما. قال: الرتاج: الغلق و الباب، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن علي السّيرافي، أنبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط (7)،نبأنا أبو الحسن عن (8) المسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية قال: سألت زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في كم كان علي بن أبي طالب ؟ قال: في مائة ألف يعني يوم صفين.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، عن علي بن محمّد بن شجاع، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي بن نصر، أنبأنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البخاري، أنبأنا الحسين بن محمّد بن موسى بن إسحاق، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني عمر بن

ص: 311


1- بالأصل «الحسين» و هو خطأ، فالحسين بن علي رضي اللّه عنه قتل يوم كربلاء بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان، و الصواب ما أثبت.
2- بياض بالأصل و اللفظة المستدركة عن مختصر ابن منظور 264/6.
3- رومة: أرض بالمدينة بين الجرف و زغابة نزلها المشركون عام الخندق، و فيها بئر رومة (معجم البلدان).
4- يعني بأبي عبد اللّه، الحسين بن علي بن أبي طالب، و الراجح أن قوله هذا جاء بعد وفاة الحسن بن علي، رضي اللّه تعالى عنهم.
5- كذا هنا، و تقدم في بداية الترجمة «سلمة».
6- رسمها بالأصل:«ل » و الصواب ما أثبتناه «كنّيته».
7- تاريخ خليفة بن خياط ص 193.
8- بالأصل:«أبو الحسن علي بن المسلمة» و المثبت يوافق عبارة خليفة.

شبة (1)،حدثني أبو غسّان محمّد بن يحيى الكتاني، قال: قدم ابن سالم (2) الشاعر، و هو يزعم أنه مولى لآل طلحة بن عبيد اللّه، على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية فقال يمدحه:

فلما دفعت لأبوابهم *** و لاقيت لاقيت حربا النجاحا

وجدناه يحفظه السائلون *** و يأبى على العسر إلاّ سماحا

فرارون حتى ترى كلبهم *** يهاب الهرير و ينسى النباحا

قال ابن سالم (3):فأرسل إليّ برزمة ثياب و تلبيس فوضع رسوله الرزمة و عذره لقلّة ما أرسل، قال: إني لأستحي منك أن أعلمك بما بعثت به، فإن انهضت فخذه من تحت فراشك، ثم وضع تحت فراشي ألف دينار، انتهى.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرا، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (4) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، نبأنا الزبير بن بكار في تسمية ولد خالد بن يزيد قال: و حرب بن خالد (5).

قال: و نبأنا الزبير (6)،حدثني عبد اللّه بن محمّد بن موسى بن طلحة، حدثني زهير (7) بن حسن مولى الرّبيع (8) بن يونس [قال: و كان عالما عاقلا فاضلا] (9) قال خرج داود بن سلم حتى قدم على حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية، فلما نزل به قام غلمانه (10) إلى متاعه فأدخلوه و حطّوه على راحلته ثم دخل عليه فأنشده قوله:

و لما دفعت لأبوابهم *** و لقيت (11) حربا لقيت النجاحا

ص: 312


1- بالأصل «شيبة» خطأ، و قد مرّ تكرارا.
2- كذا بالأصل، و هو داود بن سلم (أخباره في الأغاني 10/6) و هو شاعر مخضرم من شعراء الدولتين الأموية و العباسية. من ساكني المدينة.
3- كذا بالأصل، و هو داود بن سلم (أخباره في الأغاني 10/6) و هو شاعر مخضرم من شعراء الدولتين الأموية و العباسية. من ساكني المدينة.
4- بالأصل «أنبأنا» خطأ.
5- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 130.
6- الخبر و الشعر في الأغاني 19/6 في ترجمة داود بن سلم.
7- عن الأغاني و بالأصل «وهب».
8- الأغاني: مولى آل الربيع.
9- هذه العبارة ما بين معكوفتين ليست في الأغاني، و هي موجودة في مختصر ابن منظور 265/6 و هو يعني زهير بن حسن (و في المختصر: وهب أيضا كالأصل).
10- العبارة في الأغاني: حط غلمانه متاع داود و حلّوا عن راحلته.
11- الأغاني: و لا لاقيت.

رأيناه (1) يحمده المجتدون *** و يأبى على العسر إلاّ سلاحا

و يغشون حتى ترى كلبهم *** يهاب الهرير و ينسى النّباحا

فأنزله و أكرمه و جاوزه بجائزة عظيمة، ثم استأذنه للخروج فأذن له و أعطاه ألف دينار. و قال: لا إذن لك عليّ فودّعه و خرج من عنده و غلمانه جلوس، فلم يقم إليه منهم أحد، و لم يعنه، فظنّ أن حرب بن خالد ساخط عليه فرجع إليه فقال له: إنك على موجدة ؟ قال: لا و ما ذاك ؟ فأخبره أن غلمانه لم يعينوه على رحله. فقال له: ارجع إليهم فسلهم، فرجع إليهم فسألهم فقالوا: إنّا ننزل من جاءنا و لا نرحل من خرج من عندنا.

فلما قدم المدينة سمع الغاضري بحديثه و جاءه فقال: أني أحبّ أن أسمع الحديث من فيك، فحدثه به و أنشده الأبيات:

و لما دفعت لأبوابهم *** و لقيت حربا لقيت النجاحا

رأيناه يحمده المجتدون *** و يأبى على العسر إلاّ سماحا

و يغشون حتى ترى كلابهم *** يهاب الهرير و ينسى النباحا

فقال: أ هو يهودي أو هو نصراني إن لم يكن الذي فعل الغلمان أحسن من شعرك، انتهى.

1237 - حرب بن عباد الأزدي

و شهد فتح دمشق في زمن عمر، و كان له بها إقطاع، قيل إن الخضراء كانت اقطاعا له، فاشتراها منه يزيد بن أبي سفيان، له ذكر.

1238 - حرب بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي

كان ممّن سار في جند أهل حمص منها إلى دمشق للطلب بدم الوليد بن يزيد، فقتل بنواحي دمشق، و كان يلقب أبا جهل، انتهى.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا [أبو] سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن

ص: 313


1- الأغاني: وجدناه.

جعفر، أنبأنا محمّد بن جرير (1)،حدثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد، قال: قال عمرو بن مروان بن بشار (2) و الوليد بن علي، قالا: لما بلغ يزيد - يعني - ابن الوليد أمر أهل حمص دعا عبد العزيز بن الحجّاج، فوجّهه في ثلاثة آلاف و أمره أن يثبت على ثنية العقاب، و دعا هشام بن مصاد فوجهه في ألف و خمس مائة، و أمره أن يثبت على عقبة السّلاميّة (3)،و أمرهم أن يمد بعضهم بعضا.

قال: قال عمرو بن مروان، فحدثني يزيد بن مصاد قال: كنت في عسكر سليمان - يعني - ابن هشام [فلحقنا] (4) أهل حمص، و قد نزلوا السّليمانية (5) فجعلوا الزيتون عن أيمانهم، و الجبل عن شمائلهم و الحباب (6) خلفهم و ليس عليهم (7) مأتى إلاّ من وجه واحد، و قد نزلوا أول الليل فأراحوا دوابهم، و خرجنا [نسري] (8) حتى دفعنا إليهم، فلما متع (9) النهار [و اشتد الحرّ، و دوابنا] (10) قد كلّت، و ثقل علينا الحديد، دنوت من مسرور بن الوليد، فقلت له - و سليمان يسمع كلامي - أنشدك اللّه يا أبا سعيد أن يقدم الأمير جنده إلى القتال على هذه الحال، فأقبل سليمان فقال: يا غلام، اصبر نفسك، فو اللّه لا أنزل حتى يقضي اللّه تعالى بيني و بينهم ما هو قاض، فتقدم على ميمنته الطّفيل بن حارثة الكلبي، و على ميسرته الطّفيل بن زرارة الجرشي (11)،فحملوا عليه (12) حملة، فانهزمت الميمنة و الميسرة أكثر من غلوتين، و سليمان في القلب لم يزل عن مكانه، ثم حمل عليهم مرارا أصحاب سليمان حتى ردّوهم إلى مواضعهم. فلم يزالوا يحملون علينا و نحمل عليهم مرارا، فقتل منهم مائتي رجل فيهم حرب بن

ص: 314


1- تاريخ الطبري 264/7 حوادث سنة 126.
2- بالأصل:«قال عمر بن مروان حدثني مروان بن بشر» و المثبت عن الطبري.
3- في الطبري: السلامة.
4- الكلم مطموسة بالأصل، و المثبت عن الطبري.
5- الطبري: السلمانية.
6- عن الطبري و بالأصل «و الجبال».
7- مطموسة بالأصل و المثبت عن الطبري.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن الطبري.
9- يعني طال و امتد. و بالأصل «امتع» و المثبت عن الطبري.
10- سقطت من الأصل و استدركت عن الطبري.
11- الطبري: الحبشي.
12- الطبري: علينا.

عبد اللّه بن يزيد بن معاوية، و محمّد بن سنان بن عبيد اللّه بن معاوية (1)،و أصيب من أصحاب سليمان نحو من خمسين رجلا، و خرج أبو هلباء البهراني - و كان فارس أهل حمص - فدعا إلى المبارزة، فخرج إليه حية بن سلامة الكلبي و طعنه طعنة أذراه عن فرسه، و شد عليه أبو جعدة - مولى لقريش من أهل دمشق - فقتله، و خرج ثبيت بن يزيد البهراني (2) فدعا إلى المبارزة، فخرج إليه إيراك (3) السّغدي من أبناء ملوك السّغد كان منقطعا إلى سليمان بن هشام، و كان ثبيت قصيرا، و كان إيراك (4) جسيما، فلما رآه ثبيت قد أقبل نحوه استطرد له، فوقف إيراك و رماه بسهم فأثبت عضلة ساقه إلى لبده (5)قال: فبينما هم كذلك إذ أقبل عبد العزيز من ثنية العقاب، فشدّ عليهم حتى دخل عسكرهم و قتل و أنفذ إلينا.

[قال أحمد:] قال علي: قال عمرو بن مروان: فحدثني سليمان بن زيادة الغسّاني قال: كنت مع عبد العزيز فلما عاين عسكر أهل حمص قال لأصحابه: موعدكم التل الذي في وسط عسكرهم، و اللّه لا يتخلف منكم رجل إلاّ ضربت عنقه، ثم قال لصاحب لوائه: تقدم، ثم حمل و حملنا، فما عرض لنا أحد حتى قتل حتى صرنا على التلّ فتصدّع عسكرهم فكانت هزيمتهم، و نادى (6) يزيد بن خالد بن عبد اللّه القشيري: اللّه اللّه في قومك، فكفّ الناس، و كره ما صنع سليمان و عبد العزيز و كاد يقع الشر بين ذكوانيّة سليمان و بين بني عامر من كلب، فكفّوا عنهم، على أن يبايعوا ليزيد بن الوليد. و بعث سليمان بن هشام إلى أبي محمّد السّفياني و يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية، فأخذا، فمرّ بهما على الطّفيل بن حارثة، فصاحا به: يا خالاه يا خالاه ننشدك اللّه و الرّحم! فمضى معهما إلى سليمان فحبسهما [فخاف بنو عامر أن يقتلهما، فجاءت جماعة منهم، فكانت معهم في الفسطاط ، ثم وجههما إلى يزيد بن الوليد، فحبسهما] (7) في الخضراء مع ابني الوليد، و حبس أيضا يزيد بن [عثمان بن] (8) محمّد بن أبي سفيان، خال

ص: 315


1- قوله:«و محمد بن سنان بن عبيد اللّه بن معاوية» ليس في الطبري.
2- «البهراني» عن الطبري و بالأصل «النهراني» بالنون.
3- الأصل: انزال» و المثبت عن الطبري.
4- الأصل: انزال» و المثبت عن الطبري.
5- الأصل «كبده» و الصواب عن الطبري.
6- بالأصل «و نادوا» و المثبت عن الطبري.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ الطبري 266/7.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ الطبري 266/7.

عثمان بن الوليد معهما. ثم رجل سليمان و عبد العزيز إلى دمشق فنزلا بعذراء فاجتمع أمر أهل دمشق و حمص و بايعوا ليزيد بن الوليد ثم خرجوا إلى دمشق فأعطاهم يزيد العطاء، و أجاز الأشراف [منهم] (1) معاوية بن يزيد بن الحصين، و السّمط بن ثابت، و عمرو بن قيس، و ابن حويّ ، و الصقر بن صفوان. و استعمل معاوية بن يزيد بن حصين على أهل حمص، و أقام الباقون بدمشق، ثمّ ساروا إلى الأردن و فلسطين، و قتل من حمص يومئذ ثلاثمائة رجل.

ذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري أن خالد بن يزيد قال في أخيه بكر بن يزيد:

تقدم أبا بكر لكلّ عظيمة *** و قدّم أبا جهل للقم الثرائد

و ذكر: أن أبا جهل هو حرب بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية انتهى.

1239 - حرب بن محمّد بن حرب بن عامر

أبو الفوارس السّلمي الحرّاني (2)

حدّث بدمشق، عن أبي القاسم الخضر بن أحمد الحرّاني.

روى عنه: أبو الحسن الخصيب القاضي المصري.

أنبأنا أبو محمّد صابر، أنبأنا سهل بن بشر - قراءة عليه - عن أبي نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم الوائلي السّجستاني، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو الفوارس حرب بن محمّد بن حرب بن عامر السّلمي الحرّاني - بدمشق - نبأنا أبو القاسم الخضر بن أحمد الحرّاني، نبأنا أبو أسامة، عن الأعمش نبأنا سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي، قال: قال عبد اللّه بن قيس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما أحد أصبر على أذى يسمعه من اللّه عز و جل يجعلون له ندّا، و يجعلون له ولدا، و هو مع ذلك يرزقهم و يعطيهم»، انتهى[2965].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا نمير، نبأنا وكيع، نبأنا الأعمش، نبأنا

ص: 316


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ الطبري 266/7.
2- ترجمته في بغية الطلب 2183/5.

سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرّحمن، عن أبي موسى، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما أحد (1) أصبر على أذى سمعه من اللّه تبارك و تعالى أنه يشرك به و هو يرزقهم»[2966].

1240 - حرب بن محمّد بن علي بن حيّان

1240 - حرب بن محمّد بن علي بن حيّان (2)

ابن مازن بن الغضوبة الموصلي الطائي (3)

والد [علي] ابن حرب.

حدّث عن عفيف بن سالم الموصلي، و محمّد بن الحسن، و المعافى بن عمران، و هشيم (4) بن بشير (5).

روى عنه: ابنه علي بن حرب، و أبو [منصور] (6) جعفر بن أحمد بن الجرّاح النصيبي، انتهى.

و استقدمه المأمون إلى دمشق لأجل المساحة، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل الخرائطي، نبأنا علي بن حرب، حدثني أبي، نبأنا المعافى بن عمران، عن الفضل بن صدقة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير (7)،قال: كنا إذا صلينا خلف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«سمع اللّه لمن حمده» لم يحن أحد منّا ظهره حتى نرى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قد سجد، انتهى[2967].

قال: و نبأنا علي بن حرب، حدثني أبي، عن محمّد بن الحسن، عن مخرمة بن بكير بن عبد اللّه بن الأشج، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي قيس، عن فضالة بن عبيد، قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لا يقسم للمملوكين[2968].

ص: 317


1- بالأصل:«أحدا».
2- في الأنساب (الطائي) حبان، بالباء الموحدة.
3- ترجمته في بغية الطلب 2183/5.
4- بالأصل:«و هشيما» و ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب.
5- بالأصل:«بشر» و الصواب ما أثبت. بشير بوزن عظيم عن تقريب التهذيب.
6- زيادة لازمة عن ابن العديم 2184/5.
7- بالأصل «بشر» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 411/3.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، نبأنا أحمد بن عيسى بن السكين، حدثني أبو منصور جعفر بن أحمد بن الجراح النّصيبي المعدّل، نبأنا حرب بن محمّد الطائي - والد علي بن حرب - حدّثنا المعافى بن عمران، عن مسعر، عن عاصم بن أبي النجود، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذرّ، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يقول اللّه عز و جل: حسنة ابن آدم عشرا و أزيد، و السّيئة واحدة فأغفرها، و من لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بمثلها مغفرة ما لم يشرك شيئا»، انتهى، قال الدارقطني تفرد به المعافى بن عمران، عن مسعر بهذا الإسناد، انتهى[2969].

قرأت بخطّ أبي الحسين الرازي، حدثني أبو علي بكر بن عبد اللّه بن حبيب الأهوازي، قال: قال علي بن حرب الموصلي في سنة أربع عشرة و مائتين، قدم عبد اللّه المأمون دمشق ففرق المعدلين - يعني المسّاح - في أجناد الشام في تعديلها يعني مساحتها و وجّه في ذلك إلى رؤساء أهل الجزيرة و الموصل و الرقة، فقدم جماعة عليه منهم: حرب بن عبد اللّه الطائي، و سفيان بن عبد الملك الخولاني، فاستعفوه من التعديل فأعفاهم و صرفهم فاجتلب لتعديل الشام المسّاح من العراق و الأهواز و الري، و أقام بدمشق تلك الشتوة على التعديل (1) انتهى.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدثني أبو البركات الأنماطي عن أبي طاهر، أنبأنا أبو بكر الخطيب، قال: كتب إلي أبو الفرج محمّد بن إدريس الموصلي يذكر أن المظفّر بن محمد الطوسي حدثهم، نبأنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزدي، قال أبو محمّد حرب بن محمّد بن علي بن حيّان بن مازن، الوافد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان رجلا نبيلا ذا همّة رحل في طلب العلم، فكتب عن مالك بن أنس و نظرائه من أهل المدينة، و عن الفضيل بن عياض، و مسلم بن خالد، و سفيان بن عيينة، و نظرائهم من المكيّين. و عن شريك و أبي الأحوص و هشيم و المعافى بن عمران و غيرهم، روى عنه ابنه علي بن حرب، و مات سنة ست (2) و عشرين و مائتين (3).

ص: 318


1- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 2185/5.
2- بالأصل: ستة.
3- الخبر في ابن العديم 2184/5-2185.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري، و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو زكريا البخاري، نبأنا عبد الغني بن سعيد قال في باب حرب - بالباء - حرب بن محمّد (1) الموصلي، والد علي و أحمد و معاوية (2).

1241 - حرب بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي

أمّه أمّ ولد.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد المدائني، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأنا أبو محمّد بن حرب قال في تسمية ولد يزيد بن معاوية: عبد اللّه الأصغر، و عمر، و أبو بكر و عنبسة، و حرب، و عبد الرّحمن، و الرّبيع، و محمّد لأمّهات أولاد شتى، انتهى.

1242 - حرب بن يزيد الأفقم بن هشام

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي له ذكر، انتهى.

1243 - حرقوص بن هبيرة - و يقال: ابن زهير - الكوفي

1243 - حرقوص (3) بن هبيرة - و يقال: ابن زهير - الكوفي

من أصحاب علي و هو ممّن قتل يوم النهروان، و كان قدم دمشق في جملة المسيرين من الكوفة في خلافة عثمان فيما رواه علي بن محمّد المدائني، عن علي بن مجاهد، عن محمّد بن إسحاق، عن الشعبي، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - و أبو الحسين بن الطّيّوري، قالوا:

أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (4):حرقوس بن بشير أبو

ص: 319


1- كررت اللفظة بالأصل.
2- بالأصل «بن معاوية.
3- ضبطت بالضم عن القاموس.
4- التاريخ الكبير للبخاري 131/1/2.

بشير، و يقال: حرقوص، الضّبّي، عن علي و قوله. روى عنه الهيثم بن بدر.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنبأنا عبد الرّحمن بن مندة، أنبأنا أبو علي الأصبهاني إجازة، حينئذ، قال: و أنبأنا الحسين بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):حرقوس بن بشير، و يقال: حرقوص الضّبّي كوفي، روى عن علي بن أبي طالب، روى عنه الهيثم بن بدر، سمعت أبي يقول ذلك، انتهى.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو (2) الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن بن رشأ بن نظيف، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد المكتب و عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريّان قالا: أنبأنا الحسن بن رشيق، أنبأنا أبو بشير الدّولابي، أخبرني محمّد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال: قتل علي الخوارج بالنهروان و كان على الرّجّالة حرقوص بن زهير قتله حبيش بن ربيعة أبو المغيرة.

1244 - حرملة بن المنذر بن معدي كرب

ابن حنظلة بن النّعمان بن حيّة بن شعبة

و يقال: ابن سعد بن الغوث بن الحارث و يقال: ابن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن الصقر بن هنيء ابن عمرو بن الغوث بن طيّئ بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و يقال: حية بن سعيد و يقال: شعبة بدل سعد بن الغوث، و يقال: اسمه المنذر بن حرملة أبو زبيد الطائي (3)شاعر مشهور مخضرم أدرك الجاهلية و الإسلام، و لم يسلم و كان نصرانيا، وفد

ص: 320


1- الجرح و التعديل 314/2/1.
2- بالأصل «أبو» بدون «واو» و الصواب زيادتها.
3- ترجمته في الأغاني 127/12 و بغية الطلب لابن العديم 2188/5 الشعر و الشعراء ص 167 و الوافي بالوفيات 335/11 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و راجع عامود نسبه باختلاف في مصادر ترجمته بزيادة اسم أو سقوط آخر أو اختلاف في ضبط آخر. شعره ضمن كتاب (شعراء إسلاميون) جمعه نوري حمودي القيسي ص 559 و ما بعدها.

على الحارث بن أبي شمر الغسّاني و كان ينزل بنواحي دمشق (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب إجازة، أنبأنا علي بن عبد العزيز، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سالم، نبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب [قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي] (2) قال: أبو زبيد الطائي و اسمه حرملة بن المنذر بن معدي كرب بن حرب بن حنظلة بن النعمان بن حية بن شعبة.

قال: و حدثني أبو الغراف قال: كان أبو زبيد الطائي من وزراء (3) الملوك، - و الملوك العجم خاصة - و كان عالما بسيرهم (4)،و كان عثمان بن عفان يقربه على ذلك، و يدني مجلسه و كان نصرانيا فحضر ذات يوم عثمان و عنده المهاجرون و الأنصار فتذاكروا مآثر العرب و أشعارها فالتفت عثمان إلى أبي زبيد فقال: يا أخا بيع (5) المسيح، أسمعنا بعض قولك فقد أنبئت أنك تجيد، فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

من مبلغ قومنا النائين إذ شحطوا *** أن الفؤاد إليهم شيّق ولع (6)

و وصف فيها الأسد فقال عثمان: تاللّه تفتأ تذكر الأسد ما حييت، و اللّه إني لأحسبك جبانا هدانا قال: كلا يا أمير المؤمنين و لكني رأيت منه منظرا، و شهدت [منه] (7) مشهدا لا يبرح ذكره يتجدد في قلبي و معذور أنا بذلك يا أمير المؤمنين غير ملوم. فقال له عثمان: و أنّى كان ذلك ؟ قال: خرجت في صيّابة (8) أشراف العرب من أفناء (9) قبائل العرب، ذوي هيئة و شارة حسنة ترتمي بنا المهاري (10) بذلك

ص: 321


1- ابن العديم، بغية الطلب 2193/5-2194 نقلا عن ابن عساكر.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب 2189/5 و الأغاني 127/12. و الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي، و ذكره في الطبقة الخامسة من الإسلاميين ص 180
3- في المصادر السابقة: زوار.
4- عند ابن سلام: بسيرها، و الأصل كالأغاني و بغية الطلب.
5- كذا بالأصل و ابن العديم، و في ابن سلام و الأغاني: تبّع.
6- البيت في المصادر الثلاثة. و في شعره في كتاب شعراء إسلاميون ص 641.
7- الزيادة عن طبقات ابن سلام.
8- صيابة أي خيارهم و سادتهم.
9- أي لا يدرى من أي القبائل هم.
10- المهاري: الإبل المهرية، نسبة إلى مهرة حي من قضاعة، و الإبل المهرية نجائب تسبق الخيل.

بأكسائها (1) القيروانات على قنو البغال، تسوقها العبدان، و نحن نريد الحارث بن أبي شمر الغسّاني ملك الشام فاخروّط (2) بنا السّير في حمّارة القيظ حتى إذا عضّت (3)الأفواه، و ذبلت الشفاه، و شالت المياه، و أذكت الجوزاء المعزاء (4)،و ذاب الصيهد (5)،و صرّ الجندب، و ضاف العصفور الضّبّ في جحره أو قال في و جاره، و قال قائلنا: أيّها الركب غوروا بنا في ضوج (6) هذا الوادي، و إذا واد قد بدا (7) يمينا كثير الدغل، دائم الغلل (8)،شجراؤه مغنّة، و أطياره مرنّة فحططنا رحالنا بأصول دوحات كنهبلات (9).فأصبنا من فضالات المزاود، و أتبعناها الماء البارد فإنا لنصف حرّ يومنا ذلك، و مما طلته إذ صرّ أقصى الخيل أذنيه، و فحص الأرض بيديه، فو اللّه ما لبث أن جال ثم حمحم (10) فبال، ثم فعل فعله الذي يليه واحد فواحد (11)،فتضعضعت الخيل، و تكعكعت (12) الإبل، و تقهقرت البغال فبين نافر بشكاله (13)،ناهض بعقاله، فعلمت أن قد أتينا، و أنه السبع ففزع كل امرئ منا إلى سيفه فاستلّه من جربانه، ثم وقفنا زردقا (14)،فأقبل يتطالع من بغيه (15) كأنه مجنوب أو في هجار (16) مسحوب، لصدره نحيط (17)،و لبلاعيمه غطيط ، و لطرفه وميض، و لأرساغه نقيض. كأنما يخبط هشيما أو

ص: 322


1- في طبقات ابن سلام: بأنسائها.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن طبقات ابن سلام، و اخروط بنا السير: طال و امتد.
3- في المصادر: عصبت.
4- المعزاء: الأرض الصلبة كثيرة الحصى.
5- الصيهد: السراب الجاري و شدة الحر.
6- الضوج: منعطف الوادي.
7- عن طبقات ابن سلام، و في الأغاني:«بدا لنا» و في الأصل: بديمينا.
8- الغلل الماء الذي يجري بين الأشجار.
9- الكنهبلات جمع كنهبل، شجر عظام.
10- الحمحمة: صوت الفرس دون الصهيل.
11- طبقات ابن سلام و الأغاني: واحدا فواحدا.
12- أي تأخرت إلى وراء.
13- الشكال: الحبل تشد به قوائم الدابة.
14- أي صفا.
15- طبقات ابن سلام:«بعيد» و في الأغاني: من نعته.
16- الهجار: الحبل يشد في رسغ رجل البعير، أو يعقد في يده و رجله ثم يشد إلى حقوه أو رأسه.
17- نحيط : زفير ثقيل من الغيظ .

يطأ صريما، و إذا هامة كالمجن، و خدّ كالمسن، و عينان شجراوان (1) كأنهما سراجان يقدان، و قصرة (2) ربلة، و لهزمة رهلة (3)،و كتد مغبط ، و زور مفرط ، و ساعد مجدول، و عضد مفتول، و كف شثنة البراثن إلى مخالب كالمحاجن، فضرب بيديه فأرهج، و كشر فأفرج عن أنياب كالمعاول مصقولة غير مفلولة، و فم أشدق (4) كالغار الأخوق (5)،ثم تمطّى فأشرع بيديه، و حفز وركيه برجليه حتى صار ظله مثليه، ثم أقعى فاقشعرّ ثم مثل فاكفهرّ، ثم جهم فازبأرّ، فلا و الذي بيته في السماء ما اتّقينا بأول من أخ من فزارة، و كان ضخم الجزارة (6) فوقصه ثم نفضه نفضة فقضقض متنيه (7)،و جعل يلغ في دمه، فذمرت (8) أصحابي فبعد لأي ما استقدموا فهجهجنا به فكرّ مقشعرا بزبرته (9) كأن به شيهما (10) حوليا، فاختلج رجلا أعجر [ذا حوايا فنفضه نفضة تزايلت مفاصله ثم نهم فقرقر، ثم زفر فبربر ثم زأر فجرجر، ثم لحظ فو اللّه لخلته البرق يتطاير من تحت جفونه من عن شماله و يمينه، فأرعشت الأيدي و اصطلت الأرجل، و أطت الأضلاع، و ارتجت الأسماع، و جمّحت العيون و لحقت البطون، و انخزلت المتون و ساءت الظنون] (11).

فقال عثمان: اسكت، قطع اللّه لسانك، فقد رعّبت قلوب المؤمنين.

و قال يصف الأسد (12):

فباتوا يدلجون و بات يسري *** بصير بالدجى هاد هموس

ص: 323


1- في طبقات ابن سلام: سجراوان، بالسين المهملة، و عين سجراء أن يخالط بياضها حمرة.
2- القصرة أصل العنق، و الربلة: كل لحمة غليظة.
3- اللهزمة: عظم ناتئ أو مجتمع اللحم بين الماضغ و الأذن من اللحي، و الرهلة: المنتفخة، و قيل: المسترخية.
4- أي واسع الشدقين.
5- في طبقات ابن سلام و الأغاني: الأخرق.
6- الجزارة: اليدان و الرجلان و الرأس، يريد ضخم الجسم عظيمه.
7- طبقات ابن سلام: فغضغض مثنيه.
8- أي لمتهم ثم حضضتهم و شجعتهم.
9- الزبرة: شعر مجتمع على موضع الكاهل من الأسد.
10- الشيهم ما عظم شوكه من ذكور القنافذ.
11- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن طبقات ابن سلام.
12- الأبيات في شعره (شعراء إسلاميون ص 630) و انظر تخريجها فيه.

إلى أن عرّسوا و أغبّ عنهم *** قريبا ما يحسّ له حسيس

خلا أنّ العتاق من المطايا *** حسسن به فهنّ إليه شوس

فلما أن رآهم قد تدانوا *** أتاهم واسط (1) أرجلهم يميس

فثار الزاجرون فزاد منهم *** تقرّ أبا و واجهه ضبيس

بنصل السّيف ليس له مجنّ *** فصدّ و لم يصادفه جسيس

فيضرب بالشمال إلى حشاه *** و قد نادى فأخلفه الأنيس

يشمّر كالمحالق في غيوب *** يقيه (2) قضّة الأرض الرجيس

فخرّ السيف و اختلفت يداه *** و كان بنفسه وقيت نفوس (3)

فطار القوم شتّى و المطايا *** و غودر في مكرهم الرسيس (4)

و جال كأنه فرس صنيع *** يجر جلاله ذيل شموس

كأن بنحره و بساعديه *** عبيرا بات تعنؤه عروس

فذلك أن تلاقوه تفادوا *** و يحدث عنكم (5) أمر شكيس

أخبرنا أبو الحسين (6) محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن (7)[بن البنّا] (8)،قالوا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن [محمد، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرّحمن، قال: أخبرنا أحمد بن] (9) سليمان، نبأنا الزبير بن بكار قال: و فيه - يعني الوليد بن عقبة بن أبي معيط - يقول أبو زبيد الطائي، و كان منقطعا إلى الوليد، و كان الوليد يكنى بوهب، فقال أبو زبيد (10):

ص: 324


1- في شعره: وسط .
2- في شعره: يقيها.
3- بالأصل:«النفوس» و المثبت عن شعره.
4- الرسيس: الثابت الذي لزم مكانه.
5- في بغية الطلب 2192/5 بينكم.
6- بالأصل «أبو الحسن» و الصواب ما أثبت (فهارس شيوخ ابن عساكر: المطبوعة 441/7).
7- بالأصل:«أنبأنا الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّت الإشارة إلى ترجمتهما و ترجمة أبيهما.
8- الزيادة للإيضاح.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند، و الزيادة عن بغية الطلب لابن العديم 2194/5.
10- الأبيات في شعره ضمن كتاب (شعراء إسلاميون ص 656-658) و معجم الأدباء 205/10 و بغية الطلب 2194/5 و نسب قريش لمصعب ص 139.

من يرى العيس لابن أروى (1) على *** ظهر المرورى (2) حداتهن عجال

مصعدات و البيت بيت أبي *** وهب خلاء تحن فيه الشمال

يعرف الجاهل المضلل أن *** الدهر فيه النكراء و الزلزال

بعد ما تعلمين يا أم وهب (3) *** كان فيهم عيس لنا و جمال

و وجوه تودنا مشرقات *** و نوال إذا يراد (4) النوال

فلعمرو الإله لو كان للسيف *** نصال أو للّسان مقال

ما تناسيتك الصّفاء و لا الودّ *** و لا حال دونك الأشغال

و لحميت لحمك المتعضّي ضلّة *** من ضلالهم ما اعتال (5)

أصبح البيت قد تبدل بالحي *** وجوها كأنها الأقتال (6)

غير ما طالبين ذحلا و لكن *** مال دهر على أناس فمالوا

قولهم (7) تشرب الحرام و قد *** كان شراب سوى الحرام حلال

و أبا طاهر العداوة (8) إلاّ *** طغيانا و قول ما لا يقال

من يخنك الصّفاء أو يتبدل *** أو يزل مثل ما تزول الظلال

فاعلمن أنني أخوك أخو *** الودّ حياتي حتى تزول الجبال

قال الزبير: أنشدنيها محمّد بن فضالة هكذا، و كان أبي و عمي مصعب بن عبد اللّه ينشدان البيت الأوّل على غير ما ينشده عليه محمد بن فضالة، كانا يقولان (9):

من يرى العير لابن أروى *** على ظهر المنقى (10) حداتهن عجال

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن

ص: 325


1- يعني الوليد بن عقبة، و أروى أمه و أم عثمان بن عفان.
2- المروري جمع مروراة و هي الصحراء.
3- في شعره: يا أم زيد كان فيهم عزّ.
4- في شعره: و وجوه بودنا... أريد النوال.
5- في شعره: ضلّة ضلّ حلمهم ما اغتالوا.
6- الأقتال جمع قتل، و هو العدو.
7- في شعره: قولهم شربك الحرام و قد...
8- في شعره: و أبى الظاهر العداوة إلاّ شنآنا.
9- البيت في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 139.
10- المنفى: طريق للعرب إلى الشام، و المنقى: بين أحد و المدينة (ياقوت).

رشأ بن نظيف، أنبأنا القاضي أبو الحسن عبيد اللّه بن القاسم المراغي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن بشر البغدادي، نبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال: سمعت أبا محمّد التوزي (1)،قال: قلت لابن مناذر أيهما أشعر: قصيدة زياد الأعجم:

إن السماحة و المروة ضمّنا... (2)

أو قصيدة أبي زبيد:

إنّ طول الحياة غير سعود *** و ضلالا تأميل نيل الخلود (3)

فقال: قصيدة أبي زبيد قال: قلت: لأنك اقتفيتها.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، أنبأنا إسماعيل بن سعد العدل، نبأنا الحسين بن القاسم الكوكبي، نبأنا الحسن بن عليل العنزي، عن خالد بن الحارث الطائي، قال: كان أبو زبيد جاهليا إسلاميا و أقام في الإسلام على النصرانية، و عاش مائة و خمسين سنة، فكان يحمل في كل يوم أحد إلى البيع مع النصارى فيظل يومه يشرب، فبينما هو في بعض تلك الآحاد يشرب و حوله النصارى و في يده الكأس إذ رفع بصره إلى السّماء فنظر نظرا شديدا طويلا ثم رمى بالكأس من يده و قال (4):

إذا جعل المرء الذي كان حازما *** يحلّ به حلّ الحوار و يرحل (5)

فليس له في العيش خير يريده *** و تكفينه ميتا أعفّ و أجمل

ثم مات (6)أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب - قراءة عليه - أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد الحرقي،

ص: 326


1- في بغية الطلب 2193/5 «التوربي» خطأ.
2- البيت من أبيات في العقد الفريد لزياد الأعجم يرثي المغيرة بن المهلب 288/3 و تمامه فيه: إن الشجاعة و السماحة ضمّنا قبرا بمرو على الطريق الواضح
3- مطلع قصيدة في شعره ضمن:«شعراء إسلاميون» ص 592 من 59 بيتا، و فيه: و ضلال بدل و ضلالا.
4- البيتان في شعره ص 661 (شعراء إسلاميون) و انظر تخريجهما فيه.
5- في شعره: و يحمل.
6- الخبر و الشعر في بغية الطلب لابن العديم 2192/5-2193.

أنبأنا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني، أنبأنا أبو حاتم سهل بن محمّد السّجستاني، قال: سمعت مشيختنا قالوا: و عاش أبو زبيد الطائي، و هو المنذر بن حرملة من بني حية خمسين و مائة سنة، و كان نصرانيا بالرّقّة، فيم زعم ابن الكلبي عن أبي محمّد المرهبي، و كان يجعل له في كل أحد طعام كثير، و يهيّأ له شراب كثير و يذهب أصحابه فيتفرقون في البيعة و يحملنه النساء فيضعنه في المجلس، فجعل له الطعام في أحد من تلك الآحاد، و قدمت أباريقه و حملنه إليه، فجاءه الموت فقال:

إذا جعل المرء الذي كان حازما *** يحل به حلّ الحوار و يحمل

فليس له في العيش خير يريده *** و تكفينه ميتا أعفّ و أجمل

أتاني رسول الموت يا مرحبا به *** لآتيه (1) و سوف و اللّه أفعل

ثم مات فجاءه أصحابه فوجدوه ميتا، انتهى (2).

ذكر من اسمه حريث

1245 - حريث بن بحدل بن أنيف بن دلجة

ابن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي.

خال يزيد بن معاوية، أحد وجوه كلب، و هو ممن عمل في البيعة ليزيد [و كان غزا معه] (3) القسطنطينية سنة خمسين، فيما ذكر الواقدي في كتاب الصوائف. له ذكر.

1246 - حريث بن أبي الجهم بن عصام

من أهل المزّة، أظنه كلبيا، كان ممن قام في بيعة يزيد بن الوليد الناقص، له ذكر.

1247 - حريث بن أبي حريث

و يقال: زيد بن حارثة (4) القرشي مولى مولاهم من أهل دمشق.

روى عن ابن عمر (5)،و زياد (6) بن جارية، و أبي إدريس الخولاني، و قبيصة بن

ص: 327


1- عجزه في شعره: و يا حبّذا هو مرسلا حين يرسل.
2- الخبر و الشعر في بغية الطلب 2195/5.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب 2197/5 نقلا عن ابن عساكر.
4- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 273/6 و التاريخ الكبير 70/3 و الجرح و التعديل 263/3 «جارية».
5- عن البخاري و الجرح:«ابن عمر» و بالأصل:«أبي عمرو».
6- في المصدرين السابقين:«زيد».

ذؤيب، و أبي مروان (1) أبي الحسن.

روى عنه ميسرة، و صفوان بن عمرو.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أحمد بن المعلى بن يزيد الأسدي، نبأنا عبد الرّحمن يعني دحيما، نبأنا محمّد و الوليد، قالا: أنبأنا الأوزاعي، عن يونس بن ميسرة، حدثني حريث بن أبي حريث أنه سأل ابن عمر قلت: رجل أراد أن يأتي (2) مصر فقال لأصحابه: أعطني مائة دينار تجوز بمصر، و أعطيك مائة ممّا يجوز هاهنا وزنا، فوضعاها في الميزان حتى استوت، فكانت الدنانير [التي أخذ مائة دينار] (3) عددا، و كانت الدنانير التي أعطى دينارين و مائة. فقال عبد اللّه: وزنا بوزن ؟ قلت: نعم، قال:

فإذا اختلف العدد فقد فسدا، ربا خبيث فلا تقربها، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، قالوا: أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن أحمد البرّاء قال: قال علي: حريث بن أبي حريث سألت عبد اللّه بن عمرو عنه، يونس بن ميسرة بن حلبس و لا أحفظ عنه غير هذا.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا عبد اللّه بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة - أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد ابن الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (4):حريث بن أبي حريث سمع ابن عمر، و زيد بن حارثة (5)،و أبا (6) إدريس و قبيصة، روى عنه يونس بن حلبس في الصرف، قاله أبو المغيرة عن الأوزاعي لا يتابع عليه حديثه، منقطع انتهى.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنبأنا عبد الرّحمن، أنبأنا أحمد

ص: 328


1- كذا بالأصل: أبي مروان، و أبي الحسن.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- الزيادة بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.
4- التاريخ الكبير 70/1/2.
5- في البخاري: جارية.
6- بالأصل: و أنبأنا» خطأ، و المثبت عن البخاري.

-إجازة - قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي بن محمّد قالا: أنبأنا أبو محمّد قال (1):

سمعت أبي، و قيل له إن البخاري أدخل حريث بن أبي حريث في كتاب الضعفاء فقال:

يحول اسمه من هناك يكتب حديثه و لا يحتج به انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، نبأنا حمزة بن يونس، أنبأنا أبو أحمد قال (2):حريث بن أبي حريث سمع ابن عمر و زياد بن حارثة، و أبا إدريس و قبيصة (3)،روى عنه يونس بن حلبس في الصرف قاله أبو المغيرة عن الأوزاعي لا يتابع حديثه، سمعت ابن حمّاد يذكر عن البخاري، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، و حدثني أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنبأنا أبو بكر البرقاني، نبأنا حمزة بن محمّد بن علي، نبأنا محمّد بن إبراهيم، نبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: حريث بن أبي حريث سمع ابن عمر، روى عنه ابن حلبس في الصّرف قاله أبو المغيرة عن الأوزاعي لا يتابع على حديثه، انتهى.

يتلوه حريث بن رداد الفزاري (4).

> بسم اللّه الرّحمن الرّحيم <

1248 - حريث بن ردّاد الفزاري

كانت له بدمشق أملاك فيما حكاه أبو الحسن الرازي عن شيوخه الدّمشقيين، و داره بنواحي سوق الغزل، و كان صاحب شرطة الوليد بن عبد الملك (5).

1249 - حريث بن زيد الخيل الطائي

1249 - حريث بن زيد الخيل الطائي (6)

وفد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم تنصّر و هرب إلى أرض الروم.

ص: 329


1- الجرح و التعديل 263/2/1.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 201/2.
3- بالأصل:«بن قبيصة».
4- كذا وردت هذه العبارة بالأصل في آخر ترجمة حريث بن أبي حريث، و بعدها صفحة كاملة بيضاء ثم ترجمة حريث بن رواد الفزاري، و هذا يشير إلى أنه لا يوجد نقصا، أو كان هناك عدة أخبار حذفت.
5- كذا و الذي ذكره خليفة في تاريخه ص 312 في تسمية عمال الوليد:«الشرط » لم يرد له ذكرا.
6- ترجمته في أسد الغابة 477/1 و الإصابة 322/1 و الوافي بالوفيات 346/11.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (1)،أنا محمد بن عمر [الأسلمي، قال: حدّثني] (2) معمر بن راشد و محمد بن عبد اللّه [عن الزهري] (3)عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس ح، قال: و نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة ح، قال: و نا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه ح، قال:

و نا عمر بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن جدّته الشّفاء قال: و نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن محمد بن يوسف، عن السّائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي ح، قال: و نا معاذ بن محمد الأنصاري، عن جعفر بن عمرو بن أميّة الضّمري، عن أهله، عن عمرو بن أميّة الضمري، دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا: و كتب (4) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى يحنّة بن روبة و سروات أهل أيلة (5):سلم أنتم فإني أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو، فإني لم أكن لأقاتلكم حتى أكتب إليكم فأسلم و أعط (6) الجزية و أطع اللّه و رسوله و رسل رسله، و أكرمهم و اكسهم كسوة حسنة غير كسوة الغزّاء، و اكس زيدا كسوة حسنة فمهما رضيت رسلي فإني قد رضيت و قد علم الجزية، فإن أردتم أن [يأمن البحر] (7) و البر فأطع اللّه و رسوله و يمنع [عنكم] (8) كل حق كان للعرب و العجم إلاّ حقّ اللّه و حقّ رسوله، و إنك إن رددتهم و لم ترضهم لا آخذ منكم شيئا حتى أقاتلكم، فأسبي الصغير و أقتل الكبير، فإني رسول اللّه بالحق أؤمن باللّه و كتبه و رسله و المسيح ابن مريم أنه كلمة اللّه، و أني أؤمن به أنه رسول اللّه، و ات قبل أن يمسكم الشرّ فإني قد أوصيت رسلي بكم، و أعط حرملة ثلاثة أوسق شعيرا، فإن حرملة شفع لكم، و إني لو لا اللّه و ذلك لم أراسلكم شيئا حتى [ترى] (9) الخميس (10)،و إنكم إن أطعتم رسلي فإن اللّه لكم جار و محمد، و إن رسلي

ص: 330


1- الخبر في طبقات ابن سعد 258/1.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين استدرك عن ابن سعد.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين استدرك عن ابن سعد.
4- ابن سعد 277/1.
5- أيلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، و قيل: هي آخر الحجاز و أوّل الشام (معجم البلدان).
6- في ابن سعد: أو أعط .
7- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن ابن سعد 277/1.
8- بياض بالأصل و اللفظة مستدركة عن ابن سعد 278/1.
9- سقطت من الأصل و استدركت عن ابن سعد.
10- في ابن سعد: الجيش.

شرحبيل و أبيّ و حرملة و حريث بن زيد الطائي فإنهم مهما قاضوك عليه فقد رضيته، و إن لكم ذمة اللّه و ذمة محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و السّلام عليكم إن أطعتم، و جهزوا أهل مقنا (1)إلى أرضهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد قال: زيد الخيل بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد بن غني بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن أسود و هو نبهان بن عمرو بن [الغوث بن طيئ، و كان] (2) لزيد من الولد:

مكنف بن زيد الخيل [و به كان] (3) يكنى، و قد أسلم و صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شهد قتال أهل الردّة مع خالد بن الوليد، و كان له بلاء، و حريث بن زيد و كان فارسا، و قد صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شهد الردّة مع خالد بن الوليد و كان شاعرا (4)،و عروة بن زيد شهد القادسية (5).

1250 - حريث بن ظهير الكوفي

1250 - حريث بن ظهير الكوفي (6)

روى عن ابن مسعود، و عمّار بن ياسر.

و روى عنه عمارة بن عمير.

و قدم الشام.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا مخلد - يعني - ابن مالك، نا مصعب - يعني - ابن ماهان، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة، عن حريث بن ظهير، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: لا يموت مسلم إلاّ ثلم في الإسلام ثلمة لا تجبر (7) بعده أبدا.

ص: 331


1- قرب أيلة (معجم البلدان)
2- بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة بين معكوفتين أثبتت عن جمهرة ابن حزم ص 403.
3- بياض بالأصل، و الزيادة بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 274/6.
4- انظر بعض شعره في الوافي بالوفيات 346/11 و الإصابة 322/1.
5- زيد رابعا في جمهرة ابن حزم ص 403: حنظلة.
6- ترجمته في تهذيب التهذيب 463/1 و ميزان الاعتدال 474/1. و ظهير بالمعجمة المضمومة، كما في تقريب التهذيب.
7- بالأصل «لا يجبر» و المثبت عن مختصر ابن منظور 275/6.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، أنا أبو عمرو بن مطر، أنا أبو خليفة، أنا محمد بن بكير، أنا سفيان عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرّحمن() (1) قال: عن حريث بن ظهير قال: قال عبد اللّه بن مسعود قد أتى علينا زمان لسنا نقضي و لسنا هناك، و ان اللّه عزّ و جلّ قد بلغنا ما ترون، فمن عرض له منكم قضاء بعد اليوم فليقض فيه بما في كتاب اللّه عز و جل، فإن أتاه أمر ليس في كتاب اللّه عز و جل و لم يقض به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فليقض بما قضى به الصّالحون، فإن أتاه أمر ليس في كتاب اللّه [و لم يقض به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لم يقض به الصالحون] (2) فليجتهد رأيه، و لا يقول أحدكم: إني أخاف، و إني أرى، فإن الحلال بيّن و الحرام بيّن، و بين ذلك أمور مشتبهة، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

قال البيهقي رواه شعبة، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن حريث بن ظهير، عن عبد اللّه بمعناه.

أخبرناه أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن محمد بن عبد اللّه القهستاني، نا محمد بن أيوب، أنا أبو عمر، نا شعبة، عن الأعمش فذكره.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمد، أنا عبد اللّه بن أحمد بن() (3)،أنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد اللّه الدارمي، أنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن حريث بن ظهير، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: أتى علينا زمان لسنا نقضي و لسنا هنالك، فإن اللّه قد قدر من الأمر ما ترون، فمن عرض له قضاء بعد اليوم فليقض فيه بما في كتاب اللّه عز و جل، فإن جاءه ما ليس في كتاب اللّه فليقض فيه بما قضى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فإن جاءه ما ليس في كتاب اللّه و لم يقض به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فليقض فيه بما قضى به الصّالحون فلا يقل إني أخاف، و إني أرى، فإن الحرام بيّن و الحلال بيّن، و بين ذلك أمور مشتبهة، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

ص: 332


1- بياض بالأصل مقدار ربع سطر.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 275/6.
3- بياض بالأصل مقداره ثلاث كلمات.

قال و أنا يحيى بن حمّاد، نا شعيب، عن سليمان، عن عمارة بن عمير، عن حريث بن ظهير، قال: أحسب أن عبد اللّه قال: قد أتى علينا زمان و ما نسأل و ما نحن هنالك و ان اللّه قدر أن بلغت ما يرون فإذا سئلتم عن شيء فانظروا في كتاب اللّه فإن لم تجدوه في كتاب اللّه ففي سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فإن لم تجدوه في سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فإن لم يك ما أجمع عليه المسلمون فاجتهد رأيك و لا تقل اني أخاف و إني أخشى فإن الحلال بيّن و الحرام بيّن، و بين ذلك أمور مشتبهة، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي ح، و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه بن الحسن، قالا: أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن نمير، نا محمد بن أبي عبيدة، حدّثني أبي عن الأعمش، عن عمارة، عن حريث بن ظهير، قال: أتيت الشام فنزلت على رجل من رءوسهم ممن يدخل على معاوية فجعلت أحدّثه عن عبد اللّه فلما كان ذات ليلة جاء من عند معاوية فقال: أشعرت أن الرجل الذي كنت تحدث عنه جاء رجل يريد أن يقع فيه إلى معاوية فاستوجعت و شق عليّ حتى بكيت فلما رآني بكيت قال: أما و اللّه لئن بكيت لقد سمع أبا الدرداء و هو مع معاوية على السّرير يقول: رحمة اللّه على ابن أم عبد، فو اللّه ما ترك بعده مثله و لم يهب معاوية في عثمان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس عن أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد، قال (1):في الطبقة الأولى من أهل الكوفة حريث بن ظهير روى عن عبد اللّه بن مسعود و عمّار بن ياسر.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):حريث بن ظهير، عن ابن مسعود، روى عنه عمارة بن عمير، يعد في الكوفيين.

ص: 333


1- طبقات ابن سعد 194/6.
2- التاريخ الكبير 69/1/2.

1251 - حريث بن عبد الملك

1251 - حريث بن عبد الملك (1)

أخو أكيدر صاحب دومة، ذكره محمد بن السّائب الكلبي، و قد تقدم نسبه في ترجمة أكيدر أخيه.

ذكر أحمد بن يحيى البلاذري، حدّثني العبّاس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن جده قال: وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خالد بن الوليد إلى أكيدر، فقدم عليه، فأسلم و كتب له كتابا، فلما قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم منع الصّدقة و نقض العهد [و خرج] (2) من دومة الجندل فلحق بالحيرة و ابتنى بها بيتا سمّاه دومة بدومة الجندل و أسلم حريث بن عبد الملك أخو [أكيدر] (3) على ما في يده، فسلم ذلك له، فقال سويد بن شبيب الكلبي:

فلا يأمنن قوم عثار جدودهم *** كما زال من خبث ظعائن أكدرا

قال: و تزوج يزيد بن معاوية ابنة حريث أخي أكيدر.

1252 - حريث العذري

1252 - حريث العذري (4)

له صحبة، خرج مع أسامة بن زيد إلى أرض البلقاء غازيا، فقدّمه عينا من وادي القرى يكشف له طريقه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمد بن شجاع البلخي، أنا محمد بن عمر الواقدي، قال (5):فلما نزل أسامة بن زيد وادي القرى، قدّم عينا له من بني عذرة يدعى حريثا، فخرج على صدر راحلته أمامه مغذّا حتى انتهى إلى ابنى (6) فنظر إلى ما هناك و ارتاد الطريق، ثم رجع سريعا حتى لقي أسامة على مسيرة ليلتين من ابنى، فأخبره أنّ الناس غارّون و لا جموع لهم، و أمره أن يسرع السير قبل أن تجتمع الجموع و أن يشنها غارة.

ص: 334


1- ترجمته في الإصابة 376/1.
2- بياض بالأصل و اللفظة استدركت عن الإصابة.
3- بالأصل «أخوه» و الصواب ما أثبت و الزيادة للإيضاح.
4- ترجم له في الإصابة نقلا عن ابن عساكر.
5- الخبر في مغازي الواقدي 1122/3.
6- أبنى: بوزن حبلى، موضع بالشام من جهة البلقاء (معجم البلدان).

1253 - حريث مولى معاوية بن أبي سفيان

1253 - حريث مولى معاوية بن أبي سفيان (1)

كان فارسا بطلا و كان معاوية يعتمد عليه في حربه، و شهد معه صفّين و قتل يومئذ.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن خسروا، أنا محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيجاب الطيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن علي الكسائي، نا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، نا نصر - يعني - ابن مزاحم (2)،نا محمد بن عبيد اللّه عن شيخ (3) له قال: كان فارس معاوية الذي يعده للمبارزة مولى له يقال له حريث، و كان يلبس سلاح معاوية متشبها به، فإذا قاتل قال الناس ذاك معاوية. و انّ معاوية قال له: يا حريث اتق عليّا، ثم ضع رمحك حيث شئت، فقال له عمرو بن العاص: إنّك و اللّه يا حريث لو كنت قرشيا لأحبّ معاوية أن تقتل عليا و لكن كره أن يكون لك حظها فإن رأيت منه فرصة فاقتحم عليه.

فلما خرج الناس إلى القتال و تصافّوا خرج عليّ أمام أصحابه قال: يحيى: فحدّثني عمرو بن عبد الملك بن سلع الهمداني، حدّثني أبي قال: خرج حريث مولى معاوية بن أبي سفيان فدعا عليا إلى المبارزة فقال: هلمّ يا با [الحسن] (4) إلى المبارزة، فخرج إليه علي و هو يقول (5):

أنا عليّ و ابن عبد المطّلب *** أنا و بيت اللّه أولى بالكتب

أهل اللواء و المقام و الحجب *** نحن نصرناه على جلّ العرب

ثم حمل عليه علي فطعنه فدق ظهره.

قال: و نا نصر، نا محمد بن عبيد اللّه [عن الجرجاني] (6) أن معاوية جزع على

ص: 335


1- ترجم له ابن العديم في بغية الطلب 2199/5 و سماه: حريث بن شهريار بن دادار بن به كرد بن بهمومي بن بس شاه بن يزدفنّه بن مهردال.
2- الخبر في وقعة صفّين لنصر بن مزاحم ص 270 و بغية الطلب لابن العديم 2200/5 نقلا عن ابن مزاحم.
3- كذا بالأصل و ابن العديم، و في وقعة صفّين:«عن الجرجاني».
4- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن ابن العديم.
5- الرجز في ديوانه ط بيروت ص 14 من عدة شطور، و وقعة صفّين ص 273 و ابن العديم 2200/5.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن وقعة صفّين ص 273.

حريث جزعا شديدا و عاتب عمرا فيما أشار عليه من لقاء علي فأنشأ يقول (1):

حريث أ لم تعلم و علمك (2) صائر *** بأن عليّا (3) للفوارس قاهر

و أن عليا لم يبارزه فارس *** من الناس إلاّ أقصدته (4) الأظافر

أمرتك أمرا حازما فعصيتني *** فجدّك إذ لم تقبل النصح عاثر

1254 - حريز بن عثمان بن خير بن أحمد بن أسعد

أبو عثمان - و يقال: أبو عون - الرّحبي الحمصي (5)

حدّث عن عبد اللّه بن بسر (6)،و راشد بن سعد المقرائي (7)،و عبد الرّحمن بن ميسرة، و عبد الواحد بن عبد اللّه النّصري، و عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي، و حبّان بن زيد الشّرعبي، و خالد بن معدان، و حبيب بن عبيد الرّحبي، و سليمان بن شمير (8)،و القاسم بن محمد [الثقفي، و سليم] (9) بن عامر، و عبد اللّه بن غابر الألهاني، و شرحبيل بن شفعة الرّحبي، و يزيد بن صليح، و عمران بن محمد، و شبيب (10) بن أبي روح، و سعيد بن مزيد (11)،و عبد الرّحمن بن جبير بن نفير.

روى عنه عيسى بن يونس، و إسماعيل بن عياش، و بقية، و معاذ بن معاذ،

ص: 336


1- الشعر في فتوح ابن الأعثم الكوفي 30/3 و وقعة صفّين ص 273 و ابن العديم 2200/5.
2- وقعة صفّين: و جهلك.
3- بالأصل: علي.
4- عن وقعة صفّين و بالأصل «قصدته».
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 465/1 تاريخ بغداد 265/8 بغية الطلب 2201/5 الوافي بالوفيات 347/11 سير أعلام النبلاء 79/7 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و في المصادر:«جبر» بدل «خير»، و في تاريخ بغداد:«أحمر» بدل «أحمد» و في تهذيب التهذيب: ابن أبي أحمر.
6- بالأصل «بشر» و المثبت بالسين المهملة عن تهذيب التهذيب و تاريخ بغداد.
7- هذه النسبة إلى «مقرى» من قرى دمشق.(الأنساب: بضم الميم و قيل بفتحها).
8- في تهذيب التهذيب: سمير.
9- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن ابن العديم 2206/5 نقلا عن ابن عساكر، و في تهذيب التهذيب.
10- عن تهذيب التهذيب و ابن العديم.
11- كذا في ابن العديم هنا نقلا عن ابن عساكر، و اللفظة بالأصل مهملة، و في بداية ترجمته في ابن العديم 2202/5 «سعيد بن مرشد» و في تهذيب التهذيب:«مرثد».

و إسحاق بن سليمان الرازي، و يزيد بن هارون، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، و شبابة بن سوار، و أبو النّضر الحارث بن النعمان، و الحسن بن موسى الأشيب، و علي بن الجعد، و آدم بن أبي إياس، و أبو اليمان، و علي بن عياش، و أبو الزرقاء عبد الملك بن محمد الصّنعاني، و الوليد بن هشام القحذمي (1)،و جنادة بن مروان، و مسلمة بن علي الخشني، و محمد بن حمير، و أبو المغيرة الخولاني، و يحيى بن سعيد العطّار الحمصي، و الوليد بن مسلم.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد الجمحي - بالبصرة - نا الوليد بن هشام، نا حريز بن عثمان قال: سألت عبد اللّه بن بسر أشاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، فأومأ إلى عنفقته.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين و أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك، قالا: أنا أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطبري، نا أبو أحمد محمد بن محمد بن الغطاريف بجرجان، نا أبو خليفة الفضل بن حبّاب، نا الوليد بن هشام القحذمي، نا حريز بن عثمان، قال: سألت عبد اللّه بن بسر أشاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فأومأ إلى عنفقته.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، و أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن علي - بأصبهان - قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا معاوية بن عمرو الكلاعي، نا حريز بن عثمان، قال: قلت لعبد اللّه بن بسر هل كان في رأس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من شيب ؟ قال: كان في رأس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شعرات بيض كان إذا ادهن تتغير[2970].

رواه البخاري عن أبي إسحاق بن عصام بن خالد الحضرمي الحمصي عن حريز.

و قد رواه الوليد بن مسلم على جلالته عن حريز.

ص: 337


1- في ابن العديم:«المخرمي» و الأصل مثل تهذيب التهذيب.

أخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: أنبأنا:[قرئ على إبراهيم] (1) بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا() (2)،ثنا الحكم بن موسى، نا الوليد بن مسلم، نا حريز بن عثمان قال: رأيت عبد اللّه بن بسر المازني صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بحمص و الناس يسألونه فدنوت منه و أنا غلام قال: قلت: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال:

نعم، فقلت له: شيخ كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أم شابّ ؟ فتبسم، و قال: رأيت هاهنا - و أشار بيده إلى ذقنه - شعرات بيض.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد، عن نصر بن إبراهيم بن نصر، أنا عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد فيما كتب إليّ قال: أخبرني جدي عبد اللّه بن محمد بن علي اللّخمي الباجي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، نا يزيد بن هارون، أنا حريز بن عثمان، قال: رأيت مؤذني عمر بن عبد العزيز يسلّمون عليه في الصّلاة، السّلام عليك أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح، الصّلاة قد تقاربت.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، أنا أبو محمد الجوهري ح.

و أنبأنا أبو القاسم جعفر بن المحسّن بن جعفر بن السّلماسي، أنا عمي أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر السّلماسي، قالا: أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات (3)،أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي (4)،نا تميم بن المنتصر، أنا يزيد، أنا حريز، قال: صليت مع عمر بن عبد العزيز العيدين فكان يكبر فيهما سبعا في الأولى، و خمسا في الآخرة. يبدأ فيكبّر ثم يقرأ و يركع ثم يقوم فيكبّر ثم يقرأ و يركع.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بحر، نا محمد بن عبدوس،

ص: 338


1- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل، انظر أم المجتبى في فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عبد اللّه بن جابر ص 699).
2- بياض بالأصل، و لم أحلّه.
3- مهملة بالأصل، و المثبت عن ترجمته في سير الأعلام 323/16.
4- ترجمته في سير الأعلام 96/14.

نا داود بن رشيد، نا أبو الزرقاء، عن حريز بن عثمان، قال: صلّيت خلف عمر بن عبد العزيز فسلّم تسليمة (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسن محمد بن أحمد الأهوازي، أنا أبو جعفر عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال (2) في الطبقة الرابعة من أهل الشام: حريز بن عثمان رحبي حمصي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو محمد الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال في تسمية شيوخ أهل طبقة بعضهم أجلّ من بعض: حريز بن عثمان، أبو عثمان الرّحبي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: حريز بن عثمان الرّحبي حمصي.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):حريز بن عثمان، أبو عثمان الحمصي الرّحبي عن راشد بن سعد، سمع منه الحكم بن نافع، و قال يزيد بن عبد ربه:

مات حريز سنة ثلاث و ستين و مائة، و مولده سنة ثمانين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (4):أبو عثمان

ص: 339


1- الخير في ابن العديم 2203/5.
2- طبقات خليفة ص 577 رقم 3020.
3- التاريخ الكبير للبخاري 103/1/2-104.
4- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 148.

حريز بن عثمان، عن راشد بن سعد، و روى عنه أبو اليمان، و أبو المغيرة، و علي بن عياش.

كتب إليّ أبو طالب الزينبي، أنا أبو القاسم التنوخي ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا علي بن أبي علي، أنا محمد بن المظفر ح، قال الخطيب: و أنا أحمد بن أبي جعفر العتيقي، أنا محمد بن الحسن (2) بن عمر اليمني - بمصر - قالا: نا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمد بن عيسى - في تاريخ الحمصيين - قال:

و أبو عثمان حريز بن عثمان بن خير بن أحمد (3) بن أسعد الرّحبي المشرقي، لم يكن له كتاب، إنما كان يحفظ ، مولده سنة ثمانين، و مات سنة ثلاث و ستين يعني و مائة، لا يختلف فيه، ثبت في الحديث.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني، و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال (4):حريز بن عثمان الحمصي، و روى عن عبد اللّه بن بسر، يرمى بالانحراف عن علي بن أبي طالب، و عنه في ذلك اختلاف، هو حريز بن عثمان بن خير بن أحمد الرّحبي المشرقي، أبو عثمان، توفي سنة ثلاث و ستين و مائة فيما أخبرني الحسن بن أحمد المادرائي، عن بكر بن أحمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في تاريخ الحمصيين.

أخبرنا أبو محمد السّلمي - قراءة - عن أبي زكريا البخاري ح.

و حدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد، قال في باب حريز بالحاء:

حريز بن عثمان الشامي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا

ص: 340


1- تاريخ بغداد 270/8.
2- تاريخ بغداد: الحسين.
3- في تاريخ بغداد: جبر بن أحمر.
4- المؤتلف و المختلف للدارقطني 355/1.

عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد الكلاباذي، قال: حريز بن عثمان أبو عثمان الرّحبي الحمصي، حدث عن عبد اللّه بن بسر و عبد الواحد النصري، روى عن علي بن عياش، و عصام بن خالد في صفة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و ذكر بني إسرائيل، ولد سنة ثمانين و مات سنة ثلاث و ستين و مائة، و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة (1).

قال: و قال أبو عيسى: مات سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):حريز بن عثمان بن خير (3) بن أحمد بن أسعد، أبو عثمان - و قيل أبو عون - الرّحبي الحمصي، سمع عبد اللّه بن بسر صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و راشد بن سعد، و عبد الرّحمن بن ميسرة، و عبد الواحد بن عبد اللّه النصري، و عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي، و حبّان بن زيد الشرعبي. روى عنه: إسماعيل بن عياش، و بقية بن الوليد، و عيسى بن يونس، و إسحاق بن سليمان الرازي، و معاذ بن معاذ العنبري، و عثمان بن كثير بن دينار، و يزيد بن هارون، و شبابة بن سوار، و أبو النضر الحارث بن النعمان البزاز، و علي بن الجعد، و الحسن بن موسى الأشيب، و آدم بن أبي إياس، و أبو اليمان، و علي بن عياش. و كان قد قدم بغداد فسمع بها منه العراقيون. قال شبابة: لقيت حريز بن عثمان ببغداد.

أخبرنا أبو محمد السّلمي فيما قرأت عليه عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):

حريز بن عثمان بن خير بن أسعد الرحبي المشرقي مشهور، و قال في موضع آخر (5):

حريز بن عثمان بن خير بن أحمد الرّحبي المشرقي أبو عثمان، روى عن عبد اللّه بن بسر و غيره، كان يرمى بالانحراف عن علي و عنه في ذلك اختلاف.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمد و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا محمّد بن حمّاد الدولابي، حدثني محمّد بن عوف قال: سمعت

ص: 341


1- الخبر نقله ابن العديم 2204/5.
2- تاريخ بغداد 265/8.
3- تاريخ بغداد: جبر بن أحمر.
4- الاكمال لابن ماكولا 16/2 و 85/2-86.
5- الاكمال لابن ماكولا 16/2 و 85/2-86.

يزيد بن عبد ربه يقول: مولد حريز بن عثمان سنة ثمانين (1).

أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الرّحمن بن الموفق الصوفي الهروي - بها - حدثنا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري الهروي، أنا الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني - بنيسابور - نا أبو أحمد الحاكم، أنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا معاوية بن عبد الرّحمن الرّحبي الحمصي، قال: سمعت حريز بن عثمان، و يكنى أبا عثمان، و كان أبيض الرأس و اللحية، و كان له جمّة إلى شحمة أذنيه يقول: لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه و بين اللّه، فإن يكن محسنا فإن اللّه لا يسلمه لعداوتك إياه، و إن يك مسيئا فأوشك بعمله (2) أن يكفيكه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،ثنا عبد الملك بن محمد، نا عباس بن محمد، قال:

سمعت أبا مسلم المستملي يقول: حريز بن عثمان يكنى أبا عثمان. أخبرني بذلك نصر البجلي الورّاق أبو الحارث.

و قال عمرو بن علي: و حريز بن عثمان ينتقص عليا و ينال منه، و كان حافظا لحديثه. و سمعت معاذا يحدث عنه، و يزيد بن هارون، و عمرو (4) بن علي و شيوخنا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو النجم بدر الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، قالا (5):أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، أنا معاوية بن صالح، قال: حريز بن عثمان الرّحبي، قال يحيى (6):ثقة، و قال لي أحمد (7):هو من المعدودين مع عبد الرّحمن بن يزيد و أصحابه، قال أبو عبد اللّه (8):

ص: 342


1- الخبر نقله ابن العديم 2204/5.
2- في مختصر ابن منظور:«بعلمه» و من طريق آخر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2203/5 و فيه: كفاك عمله.
3- الكامل في الضعفاء لابن عدي 451/2.
4- بالأصل «و عمر» و المثبت عن الكامل لابن عدي.
5- تاريخ بغداد 266/8.
6- يعني يحيى بن معين، و أحمد بن حنبل، كما يفهم من عبارة الخطيب.
7- يعني يحيى بن معين، و أحمد بن حنبل، كما يفهم من عبارة الخطيب.
8- بالأصل «أبو عبيد» و المثبت عن تاريخ بغداد.

أدرك المهدي و قدم عليه.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني،[قال: حدّثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال] (1) أنا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة الدمشقي (2)،قال:

قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم من الثبت بحمص ؟ قال: صفوان، و بحير، و حريز، و ثور، و أرطأة. قلت: فابن أبي مريم قال: دونهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا جعفر بن محمد بن الأزهر، نا ابن الغلابي ح، و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا علي بن عياش الحمصي، قال: جمعنا حديث حريز بن عثمان في دفتر، قال نحوا من مائتي حديث، فأتيناه به فجعل يتعجب من كثرته، و يقول: هذا كله عني ؟ مرتين.

قال الخطيب: و لم يكن لحريز كتاب، و كان يحفظ حديثه و كان ثقة ثبتا. و حكي عنه من سوء المذهب و فساد الاعتقاد ما لم يثبت عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا الحميدي (5)،نا البخاري، قال: قال معاذ بن معاذ: لا أعلم أحدا رأيت من أهلي أفضله عليه - يعني حريزا-.

و قال أبو اليمان ح.

و أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و أبو الحسن الأصفهاني، قالا:- نا أحمد بن عبدان، نا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (6):قال محمد بن المثنى، نا معاذ بن معاذ، نا حريز بن عثمان أبو عثمان

ص: 343


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن بغية الطلب 2218/5.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 398/1.
3- تاريخ بغداد 266/8.
4- الكامل في الضعفاء 451/2.
5- في ابن عدي: الجنيدي.
6- التاريخ الكبير للبخاري 104/1/2.

و لا [أعلم أني] (1) رأيت أحدا من أهل الشام أفضله عليه، و قال أبو اليمان: كان حريز يتناول من رجل - يعني عليا - ثم ترك.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن عبدة الضّبّي، نا معاذ بن معاذ، أخبرني أبو عثمان الشامي - و لا أخالني رأيت شاميا أفضل منه - يعني حريز بن عثمان-.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني أبو بشر بكر بن خلف [حدّثنا معاذ بن معاذ، حدّثنا حريز بن عثمان الرّحبي الشامي] (3) قال معاذ: و لا أعلمني رأيت شاميا أفضل منه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي: أنا أحمد بن علي، قال: سمعت يحيى يقول: و حريز بن عثمان لا بأس به، و قال النسائي:

أبو عثمان حريز بن عثمان شامي حمصي لا بأس به في الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،قال: سمعت محمد بن نوح الجنديسابوري - ببغداد، و بمصر - يقول: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حريز بن عثمان ثقة.

قال: و نا أبو أحمد، نا ابن أبي عصمة، نا أحمد بن يحيى (5)،قال: سمعت

ص: 344


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و انظر البخاري.
2- تاريخ بغداد 268/8.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد 268/8.
4- الكامل لابن عدي 452/2.
5- في ابن عدي 451/2: ابن أبي يحيى.

أحمد بن حنبل يقول: حديث حريز نحو ثلاثمائة و هو صحيح الحديث، إلاّ أنه يحمل على عليّ [بن أبي طالب].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهاني، نا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز، نا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: سمعته - يعني أبا داود - يقول: سألت أحمد بن حنبل، عن حريز فقال: ثقة ثقة ثقة.

قال: و أنا البرقاني، أنا أحمد بن محمد بن حسنويه، نا الحسين بن إدريس الأنصاري، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: سمعت أحمد قال: ليس بالشام أثبت من حريز إلاّ أن يكون بحير، قيل لأحمد: فصفوان ؟ قال: حريز ثقة. و قال أبو داود:

سمعت أحمد - و ذكر له حريز، و أبو بكر بن أبي مريم، و صفوان - فقال: ليس فيهم مثل حريز، ليس أثبت منه، و لم يكن يرى القدر. و قال: سمعت أحمد مرّة أخرى يقول:

حريز ثقة ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، نا أبو الحسن السّقا، نا أبو العباس الأصم، قال: سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى يقول: حريز بن عثمان الرّحبي ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو القاسم الواسطي، قالا: نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أحمد (3) بن محمد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي قال: قلت ليحيى بن معين: فحريز بن عثمان ؟ فقال: ثقة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و أبو بكر بن أبي مريم، و حريز بن عثمان الرّحبي هؤلاء ثقات.

ص: 345


1- تاريخ بغداد 269/8.
2- تاريخ بغداد 269/8.
3- في تاريخ بغداد: أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا أبو المعالي البقّال، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية (2) بن الغلاّبي، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: حريز بن عثمان ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت موسى بن إبراهيم بن النضر العطّار يقول: حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: و سئل علي بن المديني عن حريز بن عثمان ؟ فقال: لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثقونه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال عبد الرّحمن بن إبراهيم: ثور، و حريز، و أرطأة، كل هؤلاء ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (4) بن غسّان، نا أبي قال: و يقال في حريز بن عثمان مع ثبته أنه كان سفيانيا. و قال في موضع آخر: حريز بن عثمان ثبت.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا حمزة بن محمد بن طاهر، و محمد بن عبد الواحد الأكبر، قال حمزة: نا - و قال محمد: أنا - الوليد بن بكر الأندلسي ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا (5):نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد،

ص: 346


1- الجرح و التعديل 289/2/1.
2- يعني الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي.
3- تاريخ بغداد 269/8.
4- بالأصل «الفضل» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
5- الخبر في تاريخ بغداد 266/8.

حدّثني أبي أحمد قال حريز بن عثمان الرّحبي شامي ثقة و كان يحمل على عليّ .

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن الحسين القطان، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا سهل بن أبي سهل، نا أبو حفص (1) عمرو بن علي، قال: و حريز بن عثمان كان ينتقص عليا و ينال منه و كان حافظا لحديثه. قال أبو حفص: سمعت يحيى يحدث عن ثور عنه، و قال أبو حفص في موضع آخر: حريز بن عثمان ثبت شديد التحامل على عليّ .

قال (2):و أنا البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، نا الحسين (3) بن إدريس، نا ابن عمّار قال: حريز بن عثمان يتهمونه أنه كان ينتقص عليا، و يروون عنه و يحتجون بحديثه و ما يتركونه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه، إجازة ح.

قال و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4):حدّثني أبي قال: سمعت دحيما يثني على حريز.

قال: و سمعت أبي يقول: حريز بن عثمان حسن الحديث، و لم يصح عندي ما يقال في رأيه، و لا أعلم بالشام أثبت منه، هو أثبت من صفوان بن عمرو، و أبي بكر بن أبي مريم و هو ثقة متقن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (5)،قالا: أنا أحمد بن أبي جعفر، نا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، نا محمد بن عمرو العقيلي، نا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضّريس، نا يحيى بن المغيرة، قال:

ص: 347


1- كذا بالأصل و ابن العديم 2210/5 (نقلا عن الخطيب)، و في تاريخ بغداد:«أبو جعفر» خطأ، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 470/11.
2- القائل: الخطيب، انظر تاريخ بغداد 266/8 و الخبر نقله عنه ابن العديم 2210/5.
3- بالأصل «الحسن» و الصواب ما أثبت.
4- الجرح و التعديل 289/2/1.
5- الخبر في تاريخ بغداد 267/8 و نقله عنه ابن العديم 2210/5.

ذكر (1) جرير: أن حريزا كان يشتم عليا على المنابر.

قال: و نا العقيلي (2)،نا محمد بن إسماعيل، نا الحسن بن عليّ الحلواني، نا عمران بن أبان قال: سمعت حريز بن عثمان يقول: لا أحبه قتل آبائي - يعني عليّا-.

قال: و نا العقيلي (3)،نا محمد بن إسماعيل، نا الحسن بن علي، قال: قلت ليزيد بن هارون: هل سمعت من حريز بن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب ؟ قال:

إنّي سألته أن لا يذكر لي شيئا من هذا، مخافة أن أسمع منه شيئا يضيّق عليّ الرواية عنه قال: فأشدّ شيء سمعته يقول: لنا أمير و لكم أمير - يعني لنا معاوية، و لكم علي - فقلت ليزيد: فقد آثرنا على نفسه ؟ قال: نعم، و في رواية ابن بكر: إنّ لنا أميرنا و لكم أميركم.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم الكاتب، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أحمد بن سليمان، قال: سمعت يزيد بن هارون - و قيل له: كان حريز يقول لا أحبّ عليا، قتل آبائي - قال: لم أسمع هذا منه، كان يقول: لنا إمامنا و لكم إمامكم.

كتب إليّ أبو سعد محمد بن محمد بن محمد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه (4) البرجي ح، ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد الحلواني - بمرو - أنا أبو علي الحداد، قال: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمد بن إسحاق - يعني - السّراج، نا أحمد بن سعيد الدارمي، نا أحمد بن سليمان، نا إسماعيل بن عياش، قال: عادلت (5) حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسبّ عليّا و يلعنه (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري ح.

و أخبرنا أبو الحسن قبيس، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، نا أبو بكر

ص: 348


1- بالأصل و ابن العديم:«ذكر حريز، أن حريزا...» و المثبت يوافق عبارة تاريخ الضعفاء الكبير للعقيلي 321/1 و قوله:«ذكر جرير» سقط من تاريخ بغداد.
2- الخبر في الضعفاء الكبير 321/1، و نقله عنه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 267/8.
3- الخبر في الضعفاء الكبير 321/1، و نقله عنه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 267/8.
4- بالأصل عبد اللّه خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 320/19.
5- يعني ركبا على جمل واحد، و المعادلة أن كل رجل ركب على طرف فتعادلا و تقابلا.
6- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2210/5.

الخطيب (1)،قالا: أنا محمد بن الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، عن محمد بن عبد اللّه، قال: سمعت بعض أصحابنا يذكرون عن يزيد بن هارون قال: قال حريز بن عثمان: لا أحب من قتل لي جدّين.

أخبرنا أبو الحسن نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو بكر عبد اللّه بن علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني، أنا أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن يونس (3) بن نعيم البغدادي - بها - حدثني أبو علي الحسين بن أحمد بن علي (4) المالكي، نا عبد الوهاب بن الضحّاك، نا إسماعيل بن عياش، قال:

سمعت حريز بن عثمان قال: هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى» حق و لكن أخطأ السامع قلت: فما هو؟ فقال: إنما هو:«أنت مني بمكان قارون من موسى»، قلت: عن من ترويه ؟ قال: سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله و هو على المنبر. قال الخطيب: عبد الوهاب بن الضحاك كان معروفا بالكذب في الرواية، فلا يصحّ الاحتجاج بقوله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد، أنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن محمّد النسفي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ، أنا أبو علي محمد بن محمد بن محمود المعدّل، نا محمد بن المنذر بن سعيد الهروي، نا عبد اللّه بن حمّاد الآملي، قال: سمعت يحيى بن صالح الوحّاظي - و قيل لم لم تكتب عن حريز بن عثمان ؟- قال: كيف اكتب عن رجل صلّيت معه الفجر سبع سنين، فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين لعنة كلّ يوم (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا الحسن بن علي بن عاصم، نا الحسن بن علي بن راشد، قال: جلسنا نتذاكر الحديث فقال بعض أصحابنا: رأيت يزيد بن هارون في النوم

ص: 349


1- تاريخ بغداد 267/8.
2- تاريخ بغداد 268/8.
3- تاريخ بغداد: مؤنس.
4- تاريخ بغداد: عبد اللّه.
5- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 2211/5.
6- الكامل في الضعفاء لابن عدي 451/2 و نقله عنه ابن العديم 2211/5-2212.

فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي و شفعني (1) و عاتبني، فقلت: غفر لك و شفعك، فبما عاتبك ؟ قال: كتبت عن حريز بن عثمان، فقلت: ما أعلم إلاّ خيرا، قال إنه كان يبغض (2) أبا الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا محمد بن عبد اللّه الهيتي، نا الحسن (4) بن عبد اللّه بن روح الجواليقي، حدّثني هارون بن رضى مولى محمد بن عبد الرّحمن بن إسحاق القاضي، نا أحمد بن سنان قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: رأيت رب العزة تبارك و تعالى [في المنام] (5) فقال لي: يا يزيد تكتب من حريز بن عثمان ؟ فقلت: يا ربّ ما علمت منه إلاّ خيرا، فقال لي:

يا يزيد لا تكتب منه شيئا فإنه يسبّ عليا.

قال: و أنا محمد بن الحسين بن محمّد الأزرق، نا محمد بن الحسن النقاش المقرئ، نا مسبّح بن حاتم، نا سعيد بن سافري الواسطي، قال: كنت في مجلس أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد اللّه رأيت يزيد بن هارون في النوم فقلت له: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر [لي و رحمني و عاتبني، فقلت: غفر] (6) لك و رحمك و عاتبك ؟ قال: نعم، قال لي يا يزيد بن هارون كتبت عن حريز بن عثمان ؟ فقلت: يا ربّ العزة ما علمت إلاّ خيرا، قال: إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه السّنجي المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن - بنيسابور - نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكّي - إملاء - أخبرني أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد [أن] محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدثهم: أنا أبو القاسم بن بشار البغدادي، نا أحمد الورّاق، قال: سمعت عبيد اللّه القواريري قال: رأيت يزيد بن هارون بعد ما مات في النوم فقلت له: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي و رحمني و عاتبني في

ص: 350


1- في ابن عدي: و رحمني.
2- ابن عدي: يتنقص.
3- تاريخ بغداد 267/8.
4- تاريخ بغداد: الحسين.
5- الزيادة عن تاريخ بغداد.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد 267/8.

روايتي عن حريز بن عثمان (1).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (2)، نا أبو الفرج الحسين بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي علاّنة المقرئ، نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا أبو محمد السّكري، نا يحيى بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري، حدّثني أبو نافع ابن بنت يزيد بن هارون، قال: كنت عند أحمد بن حنبل و عنده رجلان و أحسبه قال: شيخان قال: فقال أحدهما يا أبا عبد اللّه رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له: يا أبا خالد ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي و شفعني و عاتبني قال: قلت: غفر اللّه لك و شفعك قد عرفت، ففيم عاتبك ؟ قال: قال لي: يا يزيد أتحدث عن حريز بن عثمان ؟ قال: قلت: يا رب ما علمت إلاّ خيرا. قال: يا يزيد إنه كان يبغض أبا حسن علي بن أبي طالب.

قال: و قال الآخر و أنا رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له: هل أتاك منكر و نكير؟ قال: أي و اللّه، و سألاني من ربك، و ما دينك، و من نبيك ؟ قال: فقلت: أ لمثلي يقال هذا، و أنا كنت أعلم الناس بهذا في دار الدنيا؟ فقالا لي: صدقت فنم نومة العروس لا بؤس عليك.

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر، نا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني محمد بن المظفر بن علي الدّينوري المقرئ، نا إبراهيم بن محمّد المزكّي - ببغداد - قال: سمعت أحمد بن محمد الحيري المزكي، حدّثني عبد اللّه بن الحارث الصّنعاني، قال: سمعت حوثرة بن محمد المنقري البصري يقول: رأيت يزيد بن هارون الواسطي في المنام بعد موته بأربع ليال، فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال تقبّل مني الحسنات، و تجاوز عني السيئات، و وهب (4) لي التبعات. قلت: و ما فعل بك بعد ذلك ؟ قال: و هل يكون من الكريم إلاّ الكرم، غفر لي ذنوبي، و أدخلني الجنة، قلت: بما نلت الذي نلت ؟ قال:

بمجالس الذكر و قولي الحق، و صدقي في الحديث، و طول قيامي في الصّلاة، و صبري

ص: 351


1- الخبر في بغية الطلب 2213/5.
2- الخبر في بغية الطلب 2112/5 و تاريخ بغداد في ترجمة يزيد بن هارون 346/14-347.
3- لم أعثر على هذه الرواية في تاريخ بغداد، و نقلها عن الخطيب ابن العديم في بغية الطلب 2212/5 - 2213.
4- بالأصل «و ذهب» و المثبت عن ابن العديم.

على الفقر. قلت: منكر و نكير حق ؟ قال: أي و اللّه الذي لا إله إلاّ هو لقد أقعداني و سألاني، فقالا لي: من ربك، و ما دينك، و من نبيك، فجعلت أنفض لحيتي البيضاء من التراب فقلت: مثلي يسأل أنا يزيد بن هارون الواسطي، و كنت في دار الدنيا ستين سنة أعلم الناس، قال أحدهما: صدق هو يزيد بن هارون نم نومة العروس فلا روعة عليك بعد اليوم، قال أحدهما أ كتبت عن حريز بن عثمان ؟ قلت: نعم، و كان ثقة في الحديث، قال: ثقة، و لكنه كان يبغض عليا أبغضه اللّه. و قد روي أنه رجع عن ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى التميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أحمد، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن، أنا عبد اللّه بن أحمد، أخبرني أبي، نا أبو اليمان، قال: كان حريز يتناول من رجل ثم ترك. و روي عنه أنه تبرأ من ذلك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، حدّثني أبي أبو الحسين، أخبرني أبو عبد الرّحمن مكحول بن عبد اللّه بن عبد السّلام البيروتي، نا جعفر بن أبان، قال: سمعت علي بن عياش و سأله رجل من أهل خراسان، عن حريز (1)،قال: كان يتناول عليا، فقال علي بن عياش: أنا سمعته يقول: إن أقواما يزعمون أني أتناول عليا، معاذ اللّه أن أفعل ذلك، حسبهم اللّه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقا، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت علي بن عياش يقول: سمعت حريز بن عثمان يقول لرجل: ويحك أما تتقي اللّه تزعم أنني شتمت عليا، رحمه اللّه، لا و اللّه ما شتمت عليا قط .

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم، نا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني السكري، أخبرني محمد بن عبد اللّه الشامي، نا جعفر بن محمد بن الأزهر، نا ابن الغلابي ح، و أخبرنا أبو البركات أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية بن الغلاّبي، نا أبي (3)،نا يحيى بن معين قال: سمعت علي بن عياش قال: سمعت

ص: 352


1- بالأصل «جرير» خطأ، و الصواب ما أثبت و هو صاحب الترجمة.
2- تاريخ بغداد 268/8.
3- سقطت من تاريخ بغداد.

حريز بن عثمان يقول لرجل: ويحك أ ما خفت اللّه عز و جل حكيت عني أني أسب عليا، و اللّه ما أسبّه و ما سببته قط .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري.

و أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد الوهاب بن جعفر، نا يعقوب، قال: و بلغني عن علي بن عياش، حدّثني حريز بن عثمان و سمعته يقول لرجل: ويحك تزعم أني أشتم علي بن أبي طالب و اللّه ما شتمت عليا قط .

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن أبي عصمة، نا أحمد بن أبي يحيى، حدّثني سلمة بن شبيب، قال: سمعت علي بن عياش يقول: سمعت حريز بن عثمان يقول لرجل: ويحك تزعم أنّي أشتم علي بن أبي طالب، و اللّه ما شتمت عليا قط .

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب ح، و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفر، قالا: أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا يوسف بن أبي أحمد، نا محمد بن عمرو (2) العقيلي، نا محمد بن إسماعيل، نا الحسن بن علي الحلواني، حدّثني شبابة، قال: سمعت حريز بن عثمان قال له رجل: يا أبا عثمان (3) بلغني أنك لا تترحم (4) على عليّ قال: فقال له: اسكت ما أنت و هذا؟ ثم التفت إليّ فقال: رحمه اللّه مائة مرّة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر فيما قرأته عليه، قال: قرئ على أبي بكر محمد بن إسحاق - يعني ابن خزيمة - و أنا أسمع قيل له: لست تحتج بحريز بن عثمان لسوء مذهبه ؟ قال: احتج بحديث حريز البخاريّ و أبو داود و الترمذي و غيرهم من الأئمة.

ص: 353


1- الكامل في الضعفاء لابن عدي 452/2.
2- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 322/1 و تاريخ بغداد 269/8 نقلا عن العقيلي.
3- الأصل و تاريخ بغداد، و في الضعفاء للعقيلي: يا أبا عمر.
4- عن العقيلي و الخطيب و بالأصل «ترحم».

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (1)،نا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي، نا عثمان بن جعفر الكوفي، نا أحمد بن سعد، نا محمد بن المصفى، قال: مات حريز بن عثمان سنة ثنتين و ستين.

قال (2):و أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، حدّثني سليمان البهراني، قال: سمعت يحيى بن صالح، قال: مات شعيب و حريز و أبو مهدي سنة ثلاث و ستين و مائة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال: سمعت يحيى بن صالح الوحّاظي يقول: مات شعيب بن أبي حمزة، و حريز بن عثمان، و أبو مهدي سنة ثلاث و ستين و مائة.

قال: في موضع آخر: و حدّثني سليمان بن عبد الحميد الحمداني، عن يحيى بن صالح فذكر مثله.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: سمعت سليمان بن سلمة الحمصي الخبائري، قال: مات حريز بن عثمان سنة ثمان و ستين و مائة - زاد ابن السّمرقندي و فيها مات سعيد بن عبد العزيز. قال الخطيب: هذا عندي خطأ و ما قبله أصح (3) و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا عبيد اللّه - يعني - ابن عمر، حدّثني أبي، نا إسحاق بن موسى، نا محمد بن عوف، قال: سمعت يزيد بن عبد ربه يقول: مات حريز سنة ثلاث و ستين - يعني - و مائة.

ص: 354


1- تاريخ بغداد 269/8.
2- القائل: الخطيب، تاريخ بغداد 270/8.
3- يعني أنه مات سنة 163، و قد وردت هذه الرواية أيضا في تاريخ بغداد 270/8 و سترد رواية أخرى من طريق آخر.
4- تاريخ بغداد 269/8.

ذكر من اسمه حرّ

1255 - الحرّ بن سليمان بن حيدرة

أبو شعيب الأطرابلسي

حدّث عن عيسى بن أبي عمران (1)،و سعد بن عبد اللّه بن عبد الحكم.

روى عنه أبو بكر محمد بن سليمان الرّبعي، و أبو حاتم محمد بن حبان البستي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو الحسن علي بن محمد، أنا علي بن أحمد بن محمد، أنا أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان البستي، أنا الحر بن سليمان، - بأطرابلس - نا سعد (2) بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا الماجشون، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد، و أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود، و صرفت الطرق فلا شفعة»[2971].

قرأت بخط عبد اللّه بن عبد الجليل القيسي البزاز، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر، نا محمد بن سليمان الرّبعي، نا أبو شعيب الحرّ بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، نا أبو عمرو عيسى بن أبي عمران بالرملة بحديث ذكره.

1256 - الحرّ بن عبد الرّحمن بن أم الحكم

و هو ابن عبد اللّه بن عثمان بن ربيعة بن الحارث بن حبيب (3) بن الحارث بن

ص: 355


1- كلمة مطموس قسم منها بالأصل و رسمها:«ال بلي».
2- بالأصل «سعيد».
3- قوله:«بن حبيب بن الحارث» استدرك عن هامش الأصل.

مالك بن حطيط بن جشم بن قسيّ ، و هو ثقيف بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان الثقفي.

من أهل دمشق، و كانت لهم دار بقصر الثقفيين و ولاّه سليمان بن عبد الملك الأندلس بعد قتل عبد العزيز بن موسى بن نصير.

1257 - الحرّ بن يوسف بن يحيى

ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة (1)

أمّره هشام بن عبد الملك على مصر سنة ست و مائة فلم يزل عليها إلى أن وفد عليه سنة ثمان و مائة فعزله عنها، و يقال: وفد عليه في شوال سنة سبع و مائة (2).

أخبرنا أبو الحسن بن الفرّاء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا [أبو] جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: فمن ولد يوسف بن يحيى - يعني - ابن الحكم بن أبي العاص: الحرّ بن يوسف بن يحيى، ولي الموصل (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير، قال الليث و في سنة ست و مائة أمّر الحرّ بن يوسف على أهل مصر، و نزع محمد بن عبد الملك، و فيها - يعني - سنة ثمان و مائة وفد الحرّ بن يوسف إلى هشام أمير المؤمنين فنزع من مصر.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا سهل بن بشر، أنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا أحمد بن الحسين بن جعفر النّخالي، نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الحضرمي، أخبرني أحمد بن محمد بن عبد العزيز، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، أنا الليث بن سعد، قال: و فيها - يعني - سنة ست و مائة أمّر الحرّ بن يوسف على أهل مصر و نزع محمد بن عبد الملك، و فيها - يعني - سنة ثمان و مائة قال: و وفد الحرّ بن يوسف إلى أمير المؤمنين يعني سنة ثمان و مائة فنزع من مصر.

ص: 356


1- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 2223/5، و له ذكر في كتاب الولاة و كتاب القضاة للكندي ص 73-74 و 338.
2- ابن العديم 2225/5.
3- الخبر نقله عن الزبير ابن العديم 2224/5 و فيه «والي الموصل».

و ذكر أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي أن ولاية الحرّ كانت على مصر ثلاث سنين سواء (1).

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه و غيره، قالوا: أجاز لنا إبراهيم بن سعيد الحبال، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس - إجازة - أنا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب التّجيبي، نا أحمد بن محمد بن عبد العزيز أبو الرقراق، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثني ابن لهيعة، عن موسى بن أيوب: أن الحرّ بن يوسف أمير مصر سأل عبد الرّحمن بن عتبة عن أمة اشتراها رجلان فوطئاها في طهر واحد فحملت فقال: سل (2) ابن خذام (3)-يعني - عبد اللّه بن يزيد و هو قاضي المصر، فسأله فقال:

كتبت إلى عمر بن عبد العزيز في مثل ذلك فكتب إليّ عمر (4) قال: يرثها الولد و يرثانه، و عاقبهما.

1258 - حزام بن هشام بن حبيش بن خالد

1258 - حزام بن هشام (5) بن حبيش بن خالد

ابن الأشعر الخزاعي القديدي (6)

من أهل الرّقم بادية بالحجاز.

روى عن أبيه، و أخيه عبد اللّه بن هشام، و عمر بن عبد العزيز و وفد عليه مع أبيه (7).

و روى عنه عبد اللّه بن إدريس، و وكيع، و أبو سعيد مولى بني هاشم، و محمد بن عمر الواقدي، و هاشم بن القاسم، و إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، و يسرة (8) بن

ص: 357


1- انظر ولاة مصر للكندي ص 96 حيث صرفه هشام في ذي القعدة سنة ثمان و مائة، و فيه ص 95 أنه وليها فقدمها لثلاث خلون من ذي الحجة سنة خمس و مائة.
2- في الولاة و كتاب القضاة: ابن خذامر.
3- بالأصل «سلأ» و المثبت عن الولاة و كتاب القضاة ص 338 و ابن العديم 2224/5.
4- بالأصل «عمير».
5- الزيادة عن الأنساب (القديدي) و معجم البلدان «قديد».
6- هذه النسبة إلى قديد، اسم موضع قرب مكة (معجم البلدان). له ترجمة في الأنساب (القديدي» و معجم البلدان «قديد».
7- في معجم البلدان:«و أخيه» و في مختصر ابن منظور «مع أبيه».
8- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن الأنساب و ياقوت، و ضبطت اللفظة بالفتح و فتح المهملة عن التبصير 1493/4 و ذكره. و ضبطها ياقوت بالضم.

صفوان، و يحيى بن يحيى النيسابوري، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و محرز بن مهدي القديدي، و أيوب بن الحكم - و يقال حكيم بن أيوب، إمام مسجد قديد، و مروان بن معاوية الفزاري، و موسى بن داود، و محمد بن سليمان بن مسمول، و داود بن عمرو الضّبّي.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا محمد بن إبراهيم السّراج، نا عثمان بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن إدريس الأودي، عن حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي، قال: سمعت أبي يذكر عن أم معبد أنها أرسلت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم شاة لبن فردت مرجوعة نحوها فناديت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ردها فقال: لا، و لكن أراد شاة ليس لها لبن قال: فأرسلت إليه بعناق جذعة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا الفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي، نا أبو القاسم مكرم بن محرز، حدّثني أبي، عن حزام بن هشام صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قتيل البطحاء يوم الفتح عن أبيه، عن جده حبيش بن خالد، و هو أخو عاتكة بنت خالد و كنيتها أم معبد: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين خرج من مكة خرج منها مهاجرا إلى المدينة و هو و أبو بكر - و مولى أبي بكر عامر بن فهيرة - دليلهم الليثي عبد اللّه بن الأريقط فنزلوا خيمتي أم معبد الخزاعية و كانت امرأة برزة جلدة، تحتبي بفناء القبة، ثم تسقي و تطعم، فسألوها لحما و تمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها من ذلك، و كان القوم مرملين مسنتين، فنظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى شاة في كسر (1) الخيمة، قال:«ما هذه الشاة يا أم معبد»؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم قال:«هل بها من لبن»؟ قالت: هي أجهد من ذلك، قال:«أ تأذنين أن أحلبها»؟ قالت:

بأبي أنت و أمي، نعم، إن رأيت بها حلبا فاحلبها، فدعا بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فمسح بيده ضرعها، و سمّى اللّه، و دعا لها في شاتها فتفاجّت (2) عليه، و درّت و اجترّت، و دعا بإناء يربض (3) الرهط ، فحلب فيه ثجّا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت، و سقى

ص: 358


1- أي جانبها.
2- تفاجّت: فرجت ما بين رجليها استعدادا للحلب.
3- أي يبالغ في ريهم و يثقلهم حتى يلصقهم بالأرض.

أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم، ثم أراضوا، ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء، حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها و بايعها و ارتحلوا عنها.

فقلّ ما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن (1) هزلا، فلما أن رأى عند أم معبد اللبن عجب و قال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد و الشاء عازب و لا خلوف في البيت ؟ قالت: لا و اللّه إلاّ أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا و كذا، فقال: صفيه لي يا أم معبد، قالت: رأيت رجلا طاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه تجلة (2)،و لم تزر به سقلة (3)،و سيم قسيم في عينيه دعج، و في أشفاره غطف (4)،و في صوته صحل، و في عنقه سطع (5)،و في لحيته كثاثة، أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار، و إن تكلم سماه و علاه البهاء، أجمل الناس و أبهاه من بعيد، و أحلاه و أحسنه من قريب، حلو المنطق فصل، لا نزر و لا هذر، كأنما منطقه خرزات نظم يتحدّرن، لا تشنؤه عين من طول، و لا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا و أحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا له، و إن أمر بادروا إلى أمره، محفود محشود.

قال أبو معبد: هو و اللّه صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، و لقد هممت أن أصحبه، و لأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، فأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصّوت و لا يدرون من صاحبه يقول (6):

جزى اللّه ربّ الناس خير جزائه *** رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد

هما نزلاها بالهدى و اهتدت به *** فقد فاز من أمسى رفيق محمّد

فيا آل قصيّ ما زوى اللّه عنكم *** به من فصال لا يجارى و سؤدد

ليهن بني كعب مقام فتاتهم *** و مقعدها للمؤمنين بمرصد

ص: 359


1- يتساوكن هزلا: يمشين مشيا بطيئا من الهزال.
2- أي عظم البطن و استرخاؤه.
3- في مختصر ابن منظور: سفلة.
4- طول شعر أشفار العين.
5- أي إشراف و طول.
6- الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص 52 و الأول و الثاني و الرابع في سيرة ابن هشام 132/2 و الطبري 380/2 باختلاف بعض الألفاظ .

سلوا أختكم عن شأنها و إنائها *** فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلبت *** عليه صريحا ضرّة الشاة مزبد

فغادرها رهنا لديها لحالب *** ترددها في مصدر ثم مورد

فلما سمع حسّان بن ثابت الأنصاري الهاتف يهتف أنشد يجاوب الهاتف و هو يقول (1):

لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم *** و قدّس من يسري إليهم و يغتدي

ترحّل عن قوم فضلّت عقولهم *** و حلّ على قوم بنور مجدّد

هداهم به بعد الضّلالة ربّهم *** و أرشدهم من يتبع الحقّ يرشد

و هل يستوي ضلاّل قوم تسفّهوا *** عمايتهم هاد به كلّ مهتدي (2)

و قد نزلت منه على أهل يثرب *** ركاب هدى حلّت عليهم بأسعد

نبيّ يرى ما لا يرى الناس حوله *** و يتلو كتاب اللّه في كلّ مسجد

و إن قال في يوم مقالة غائب *** فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد

ليهن أبا بكر سعادة جده *** بصحبته من يسعد اللّه يسعد

ليهن بني كعب مقام فتاتهم *** و مقعدها للمؤمنين بمرصد (3)

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا مكرم بن محرز، حدّثني أبي قال: قال حزام: أرسل عمر بن عبد العزيز إلى أبي يوما، فدعا أبي براحلة له فركب عليه، و أنا إذ ذاك غلام أعقل الكلام، فدعاني أبي فحملني خلف رحله، فخرجنا حتى إذا نحن بعمر بن عبد العزيز في جماعة من أصحابه. فسلم عليه أبي بالخلافة فردّ عليه عمر السّلام. ثم قال له عمر: يا أبا حزام أين نحن من القوم ؟ فقال له أبي: كلّ يعمل على شاكلته، أشهد يا عمر بن عبد العزيز، لأرسل إليّ عمر بن الخطاب في منزلك هذا، فرأيته في جماعة من أصحابه نزل عن راحلته، ثم حط رحله، ثم قيد راحلته كرجل من أصحابه، ثم حسّ ركاب القوم فوجد فيها راحلة مقاربا لها من قيدها، فأرخى لها عمر بن الخطاب، ثم أقبل يتغيظ أرى

ص: 360


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 52.
2- عجزه في ديوانه: عمى و هداة يهتدون بمهتد.
3- كذا و لم يرد في ديوان حسان هنا، و قد ذكر في الأبيات الأولى.

الغيظ في وجهه، فقال أيكم صاحب الراحلة ؟ فقال رجل من القوم: أنا يا أمير المؤمنين قال: بئس ما صنعت، تبيت على فؤاده تضرب صدره، حتى إذا حان رزقه جمعت بين عظمين من عظامه، فهلاّ كنت فاعلا هذا يا عمر بن عبد العزيز فبكى عند ذلك عمر بن عبد العزيز بكاء شديدا.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا داود بن عمرو، نا حزام بن حبيش بن الأشعر الخزاعي، قال:

بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي فانطلقت معه إليه، فقال له عمر: أين ترانا من القوم ؟ قال: كلّ يعمل على شاكلته، قال: فأخبرنا عن القوم، قال: شهدت عمر بن الخطاب و أتاه صاحب الصّدقة فقال: إنّ إبل الصّدقة قد كثرت، فقام عمر بناس معه، فنادى عمر على فريضة فيمن يريد و أخذ عقلها فشدّ به حقوه، ثم مر على المساكين فجعل يتصدّق به عليهم.

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر، عن أبيه أبي محمد، أنا علي بن داود، نا سعيد بن أبي مريم، حدّثني نافع مولى (2) ابن عمر، حدّثني حزام بن هشام الخزاعي أن عمر بن عبد العزيز نزل قديدا ثم أرسل إلى هشام - أبي حزام - يؤتى به إليه، قال حزام: فحملني أبي وراءه حتى إذا انتهينا إليه فذكر نحوه كذا، قال: و قديد بالحجاز، و لا نعلم أن عمر بن عبد العزيز دخل الحجاز بعد أن ولي الخلافة، و في الحكاية الأولى أن هشاما سلم عليه بالخلافة و مخرج الحكاية الأولى عن أهل بيت حزام و هم أعلم بحديثهم.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، قال: و قرأت على مكرم بن محرز، حدثك أبوك محرز بن المهدي، حدّثني حزام بن هشام: أنه أرسل عمر بن عبد العزيز إلى أبي هشام فدعا أبي براحلة له فبكيت عليه فدعاني فحملني خلف رحله، و أنا إذ ذاك غلام أعقل الكلام، فخرجنا حتى إذا نحن بجماعة قوم بوادي الدوم (3)

ص: 361


1- بالأصل «المزرقي» خطأ، و قد مرّ.
2- بالأصل «و هو» و الصواب ما أثبت.
3- وادي الدوم يفصل بين خيبر و العوارض، و هو واد معترض من شمالي خيبر إلى قبليها (معجم البلدان).

فيهم عمر بن عبد العزيز فسلّم عليه أبي بالخلافة فردّ عليه السلام فقال له عمر: يا أبا حزام أين نحن من القوم ؟ فقال له أبي: كلّ يعمل على شاكلته، أشهد لرأيت عمر بن الخطاب في منزلك هذا مع جماعة من أصحابه و هو إذ ذاك خليفة، فنزل فحط عن راحلته بيده ثم قيّدها كرجل من أصحابه، ثم حسّ ركاب القوم فوجد فيها راحلة مقصور لها من قيدها فأرخى لها عمر، ثم أقبل و هو يتغيظ و يقول أيكم صاحب الراحلة ؟ فقال له رجل من القوم: أنا يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: بئس ما صنعت، تبيت على فؤاده تضرب صدره حتى إذا حان رزقه جمعت بين عظمين من عظامه، فهل كنت يا عمر بن عبد العزيز فاعل ذا؟ فبكى عند ذلك عمر بن عبد العزيز بكاء شديدا.

قال و أنا جدي، أنا عبد اللّه بن مسلمة، نا حزام بن هشام الخزاعي أن عمر بن عبد العزيز قدم قديدا فأرسل إلى أبي ببغلة فركب نحوه و ذهبت معه حتى قدم على عمر بن عبد العزيز فسأله عمر: أين ترانا من القوم قال: كلّ يعمل علي شاكلته قال:

عى ذاك أخبرني، قال: هل كنت لو أنك خليفة تقبل تسير مع القوم على رواحلهم ليس أمامك حرس و لا وراءك حتى يبلغوا منزلا فينزلوا به إما لصلاة و إما لموضع طهور فتنيخ راحلتك كما ينيخها القوم و حالّ رحلك كما يحله القوم، و مفترش إلى رحلك كما يفترش القوم، و مقيّد راحلتك كتقييد القوم. ثم قال (1) لحاجته فإذا راحلة رجل من القوم قد جمع بين وظيفتها فخالس إليها فمرّ حتى قيدها ثم راجع إلى القوم يعرفون الغضب في وجهك، ثم قال (2):يظل أحدكم على قلب دابته حتى إذا حان رزقها جمع بين عظمين من عظامها، بئس و اللّه ما تصنعون، فأنا و اللّه رأيت عمر بن الخطاب يصنع هذا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل مكة: حزام بن هشام الكعبي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد، قال في الطبقة الخامسة من أهل مكة حزام بن هاشم الكعبي كان ينزل قديدا، و روى عنه الواقدي و أبو النضر.

ص: 362


1- كذا، و الظاهر: قام.
2- بالأصل: قائل.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، و نحن نسمع عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال (1):حزام بن هشام بن خالد الأشعر (2) الكعبي كان ينزل قديدا، روى عنه أبو النّضر هاشم [بن القاسم] (3) و محمد بن عمر، و عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب و غيرهم، و كان ثقة قليل الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال (4):في الطبقة الثالثة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: خالد الأشعري (5) خليفة بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشيّة بن كعب بن عمرو [بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد] (6)،و هو جد حزام بن هشام بن خالد الكعبي الذي يروي عنه محمد بن عمر، و عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، و أبو النّضر هاشم بن القاسم، و كان حزام ينزل قديدا، و أسلم خالد الأشعر قبل فتح مكة و شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الفتح، و سلك هو و كرز بن جابر غير طريق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم التي دخل منها مكة، فأخطأ الطريق، و لقيتهم خيل المشركين فقتلا شهيدين، و كان الذي قتل خالد الأشعر ابن أبي الجزع (7) الجمحي، و كان هشام بن محمّد بن السّائب يقول: هو حبيش بن خالد الأشعر.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمرو بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: حزام بن هشام ثقة، و قد أدرك عمر بن عبد العزيز، و أبوه هشام بن حبيش ثقة، و قد أدرك عمر بن الخطاب و سافر معه، و بقي حتى أدرك عمر بن عبد العزيز، و حدّث عنه، قال جدي: قرأت على

ص: 363


1- ابن سعد 496/5 في الطبقة الرابعة من أهل مكة.
2- في ابن سعد: الأشعري.
3- الزيادة عن ابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 293/4.
5- في ابن سعد: خالد الأشعر بن خليف.
6- ما بين معكوفتين سقط من طبقات ابن سعد.
7- في ابن سعد: ابن أبي الأجدع.

مكرم بن محرز بن مهدي بن عبد الرّحمن بن عمرو بن خويلد الخزاعي الكعبي البدوي قلت: حدثك أبوك عن حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن حبيش بن حرام بن حبشيّة بن كعب، و حبيش أخ أم معبد، و اسم أم معبد عاتكة بنت خالد و هي التي تروي الحديث الطويل.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن و أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار و أبو الغنائم محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا:[أنا] (1)[أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:] (2)أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي من أهل الرقم بالبادية، قال علي: حدّثنا هاشم بن القاسم، نا حزام، سمع أباه عن أم معبد أنها أرسلت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بجذعة فقبلها.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: و أما حزام - الحاء مكسورة غير معجمة، و الزاي معجمة: حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي من أهل قديد، و هو الذي روى حديث أم معبد الخزاعيّة في إعلام النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قد روى حزام بن هشام، عن عمر بن عبد العزيز أيضا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدّارقطني.

و قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4)،قالا: حزام بن هشام بن حبيش بن خالد الخزاعي، حدّث عن أبيه عن أم معبد، روى عنه أبو النّضر هاشم بن القاسم.

قرأت على أبي محمد أيضا عن أبي زكريا البخاري ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي، أنا أبو الفتح نصر بن

ص: 364


1- زيادة «أنا» لازمة للإيضاح.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانب العبارة كلمة صح.
3- التاريخ الكبير للبخاري 116/1/2.
4- الاكمال لابن ماكولا 415/2.

إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد، قال في باب حزام بالزاي:

حزام بن هشام بن حبيش بن خالد.

أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمة الخلال - إجازة - أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: حزام بن هشام الخزاعي ليس به بأس في الحديث، روى عنه القعنبي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عن حزام بن هشام فقال: شيخ محلّه الصّدق.

1259 - حزوّر - و يقال: نافع، و يقال: سعيد - بن الحزوّر

أبو غالب البصري (2)

مولى عبد الرّحمن بن الحضرمي، و يقال: مولى خالد بن عبد اللّه القسري، و يقال مولى بني (3) أسيد.

سمع أبا أمامة الباهلي بدمشق، و عبد اللّه بن عمر، و أنس بن مالك.

روى عنه: عبد العزيز بن صهيب، و صفوان بن سليم، و داود بن أبي الفرات، و الحمّادان، و عمارة بن زاذان، و المعلّى بن زياد، و الحسين بن واقد، و سفيان بن عيينة، و المبارك بن فضالة، و قريش بن حيان، و أشعث بن عبد الملك الحمراني (4)، و أبو يونس سلم بن برير العطاردي، و جعفر بن سليمان، و محمد بن زياد الميموني، و عبد اللّه بن شوذب، و أبو الهيثم قطن، و القاسم بن بلج، و كعب بن فروخ الرقاشي، و صدقة بن هرمز.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي ح، و أخبرنا أبو محمّد

ص: 365


1- الجرح و التعديل 298/2/1.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب - الكنى 429/6 و ميزان الاعتدال 476/1.
3- اللفظة كتبت فوق السطر، بين السطرين.
4- مولى حمران، مولى عثمان بن عفّان، اللباب 388/1 له ترجمة في تهذيب التهذيب 226/1.

السّلمي، أنا أبو الحسين بن مكي، قالا: أنا أبو مسلم الكاتب، نا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا شيبان، نا محمد بن زياد، نا أبو غالب قال: بينا أنا - و قال ابن مكي: نحن - مع أبي أمامة في مسجد حمص أو مسجد دمشق، و هو يحدّثنا قال فجاء - و قال ابن مكي:

فجاءه جائي فقال: يا أبا أمامة رءوس حرورية قد ضربها الآن، قال: فخرج و خرجنا معه و هي منصوبة على درج المسجد، قال: فنظر إليها فبكى فقال سبع مرات شرّ قتلى تحت ظل السماء هؤلاء، و قال: خير قتلى تحت ظل السماء من قتلة هؤلاء، كلاب النار، كلاب النار، كلاب النار ثلاث مرات و قال ابن مكي: ثلاثا - فقلت: يا أبا امامة هذا شيء تقوله من قبل رأيك قال: إنّي إذا لجرئ، و لكن سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو حفص عمر بن (1) إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني، نا عبد اللّه بن محمد، نا شيبان بن أبي شيبة الأيلي، نا سلام بن مسكين، نا أبو غالب، عن أبي أمامة قال: أتى برءوس حرورية فنصبت على درج مسجد دمشق، فنظر إليها أبو أمامة و هي منصوبة فقال: شر قتلى تحت ظل السّماء هؤلاء ثلاث مرات، طوبى لمن قتلهم و طوبى لمن قتلوه، قلت: يا أبا أمامة، أ شيء تقوله أو شيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: إني إذا لجرئ ثلاثا، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقولها و إلاّ فصمّتا. رواه سفيان بن عيينة، عن أبي غالب نحوه.

أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد البزاز، أنا أبو القاسم الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي حرب الجرجاني - قراءة عليه - أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري (2)،- قراءة عليه، نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، نا أبو جعفر محمد بن عبيد اللّه بن أبي داود المنادي، نا يونس - و هو - ابن محمد المؤدب، نا صدقة - يعني - ابن هرمز، عن أبي غالب قال: كان أبو أمامة يسكن حمص و كان لي صديقا، و كان مسكني دمشق، و كان إذا جاء لحاجة بدأ فصلّى في المسجد، ركعتين إلى جنبي ثم أخذ بيدي فخرجنا من المسجد فتلقّانا ستة و عشرون رأسا من رءوس الخوارج فيهم رأس عبد رب الصغير، ففاضت عبرته فقال: كلاب النار كلاب النار، شرّ قتلى تحت ظل السماء. ثلاث مرات. خير قتلى من قتلهم هؤلاء.

ص: 366


1- بالأصل:«عمر و ابراهم» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 482/16.
2- هذه النسبة إلى حيرة نيسابور.

ثلاثا. قلت: فاضت عبرتك قال: رحمة لهم، إنهم كانوا مؤمنين، قلت: أ كانوا مؤمنين ؟ قال: نعم، أ ما تعلم الآية التي في آل عمران إن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ و فتنة فزيغ بهم (1)،أ لا تعلم التي بعد المائة: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمٰانِكُمْ (2)فهم هؤلاء؟ قال: نعم، قلت: أ شيء من رأيك أم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال:

إني إذا لجرئ ثلاث مرات، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«تفترق هذه الأمة على ثنتين أو ثلاث و سبعين فرقة»- شك أبو غالب-«في النار ليست سواد الأعظم» قلت: فقد ترى ما في سواد الأعظم. قال: عليهم ما حملوا و عليكم ما حملتم، و ان تطيعوه تهتدوا، و ما على الرسول إلاّ البلاغ المبين. قال: الجماعة خير من الفرقة، إن هؤلاء يغضبون عليكم فيقتلونكم، أما إنكم من أهل بلدكم، فأعاذك اللّه أن تكون منهم[2972].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويّة، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو مسلم الكاتب، نا عبد اللّه بن محمد، نا شيبان، نا عمارة، نا أبو غالب، عن أبي أمامة قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوتر بتسع حتى بدّن و كثر لحمه أوتر بسبع، و صلّى ركعتين و هو جالس يقرأ فيهما ب إِذٰا زُلْزِلَتِ و قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ [2973].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (3)،نا أبي، عن يحيى بن معين، قال: قد روى سفيان بن عيينة، و جعفر بن سليمان، و حمّاد بن سلمة عن أبي غالب حزوّر. و قال في موضع آخر: حزوّر حدث عنه حمّاد بن سلمة، و ابن عيينة و أبو غالب مولى باهلة اسمه نافع، روى عنه همّام و عبد الوارث بصريان جميعا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقاء، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت العباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو غالب صاحب أبي أمامة اسمه حزوّر يروي عنه

ص: 367


1- إشارة إلى الآية 7 من سورة آل عمران و تمامها: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله، و ما يعلم تأويله إلا اللّه و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا و ما يذكر إلاّ أولو الألباب.
2- الآية 106 من سورة آل عمران.
3- بالأصل «الفضل».

سفيان بن عيينة، و جعفر بن سليمان. و سمعت يحيى يقول: أبو العديس عن أبي غالب، أبو غالب هذا يروي عنه حمّاد بن سليمان، و هو مولى عبد اللّه بن خالد القرشي، و أبو غالب أيضا مولى باهلة، روى عنه همّام و عبد الوارث (1)(2).

قال: و سمعت يحيى يقول: قد سمع أبو غالب من ابن عمر. و قال في موضع آخر: أبو غالب الذي يروي عنه عبد الوارث هو مولى باهلة، و الذي يروي عنه حمّاد بن سلمة هو مولى خالد بن عبد اللّه القسري.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سألت يحيى بن معين عن اسم أبي غالب صاحب أبي أمامة، فقال: حزوّر، قلت: ثقة ؟ قال: ليس به بأس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو غالب حزوّر عن أبي أمامة ضعيف بصري (3).

أنا سليمان بن أشعث، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في أبي غالب صاحب أبي أمامة اسمه حزوّر.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي حبيش، أنا أبو الفرج سهل بن بشر و أبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد، قالا: أنا محمد بن أحمد السعدي، أنا منير بن أحمد الخلاّل، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم البلدي، قال: قال أبو نعيم:

و أبو غالب صاحب أبي أمامة الحزوّر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، عن سفيان، عن أبي غالب صاحب المحجن بلغني أن اسمه حزوّر.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، نا أبو محمد الكتاني، أنا أبو محمد التميمي، أنا أبو

ص: 368


1- يعني همام بن يحيى، و عبد الوارث بن سعيد.
2- ترجمة أبي غالب الباهلي في تهذيب التهذيب 429/6 اسمه نافع و قيل اسمه رافع.
3- تهذيب التهذيب 430/6.

الميمون البجلي، نا أبو زرعة، قال: و قال يحيى بن معين: اسم أبي غالب صاحب أبي أمامة حزوّر.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا (1)أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين الطيوري و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):حزوّر أبو غالب البصري، قال عبد السّلام بن مطهر، نا جعفر بن سليمان، قال: سألت أبا غالب ممن أنت ؟ فقال: أعتقني عبد الرّحمن الحضرمي. و قال داود بن أبي الفرات: هو مولى خالد بن عبد اللّه القسري، و قال حسين بن واقد، عن أبي غالب: كنت أختلف إلى الشام في تجارتي و عظم ما كنت اختلف فيه من أجل أبي أمامة.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو غالب حزوّر سمع أبا أمامة روى عنه ابن عيينة، و حمّاد بن زيد.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا داود بن أبي الفرات، نا أبو غالب مولى خالد بن عبد اللّه القسري، عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي. قال ابن أبي خيثمة: و أبو غالب من أهل البصرة اسمه حزوّر، حدّثنا بذلك عبيد اللّه بن عمر، نا جعفر بن سليمان الضّبعي.

أخبرنا أبو الفتح الكروخي (3)،أنا القاضي أبو عامر الأزدي و أبو نصر الترياقي و أبو بكر الغورجي، قالوا: أنا أبو محمد الجراحي، أنا أبو العباس المحبوبي، نا أبو عيسى الترمذي، قال: و أبو غالب اسمه حزوّر.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الحافظ و أبو حفص عمر بن ظفر (4)

ص: 369


1- بالأصل «حدثت» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- التاريخ الكبير للبخاري 132/1/2.
3- و اسمه عبد الملك بن عبد اللّه بن أبي سهل بن القاسم ترجمته في سير الأعلام 273/20.
4- بالأصل «طفر» و الصواب ما أثبت (فهارس شيوخ ابن عساكر، المطبوعة: عبد اللّه بن جابر ص 676).

المغازلي، قالا: أنا أبو منصور محمد بن علي بن أحمد بن علي الخياط ، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا دعلج بن أحمد قال: سمعت موسى بن هارون يقول: أبو غالب الباهلي هو من الثقات، و اسمه نافع، و أبو غالب صاحب أبي أمامة اسمه حزوّر و هو ثقة أيضا.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن علي المقرئ و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن السري الدارمي، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الثانية من الأسماء المفردة و هم التابعون حزوّر و هو أبو غالب صاحب أبي أمامة، شامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: أبو غالب الذي روى عن أبي أمامة اسمه نافع، سمعته من أبي عبد اللّه.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال: أبو غالب صاحب أبي أمامة، اسمه نافع.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أبو الحسن اللبناني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد قال في الطبقة الثالثة من البصريين: أبو غالب صاحب أبي أمامة و اسمه سعيد بن الحزوّر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الحسن بن علي، أنا محمد بن الحسن، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (1)في الطبقة الثالثة من البصريين: أبو غالب الراسبي صاحب أبي أمامة الباهلي و اسمه سعيد بن الحزوّر قال: و سمعت من يقول اسمه نافع، و كان ضعيفا منكر الحديث.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن

ص: 370


1- طبقات ابن سعد 238/7.

إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو (1)غالب صاحب أبي أمامة اسمه سعيد بن حزوّر.

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا أبو بكر محمد بن عدي بن زجر البصري في كتابه إلينا، نا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، نا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ترك شعبة أبا غالب إنه رآه يحدث في الشمس، وصفه شعبة على أنه تغير عقله.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: أبو غالب صالح الحديث، قال: و سمعت أبي يقول: أبو غالب الحزوّر ليس بالقوي.

أخبرنا أبو الحسن (3)علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: أبو غالب يروي عن أبي أمامة ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: أبو غالب يروي عن أبي أمامة ضعيف، ذكره عن النسائي: قال ابن عدي: حزوّر أبو غالب لم أر في أحاديثه حديثا منكرا جدا، و أرجو أنه لا بأس به.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا محمد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني، قال: و سمعته - يعني الدارقطني - يقول: أبو غالب اسمه حزوّر بصري لا يعتبر به، و قلت له مرة أخرى: أبو غالب عن أبي أمامة ؟ قال:

بصري اسمه حزوّر. قلت: ثقة ؟ قال: نعم.

ص: 371


1- بالأصل «أبي».
2- الجرح و التعديل 315/2/1 و انظر تهذيب التهذيب 429/1-430.
3- بالأصل «أبو الحسين» خطأ، و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 433/7).
4- الكامل في الضعفاء لابن عدي 455/2 و 456.

أنبأنا أبو علي الحداد و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: حزوّر الأصبهاني أبو غالب صاحب أبي أمامة، روى عن أنس بن مالك يعرف بصاحب المحجن.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما حزوّر - بفتح الحاء و الزاي و تشديد الواو - فهو حزوّر اسم أبي غالب الباهلي، روى عن أبي أمامة الباهلي، حدث عنه أشعث بن عبد الملك، و علي بن مسعدة، و جماعة غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشر، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدّنيا، حدّثني محمد بن عبد العزيز المروزي، نا علي بن شقيق، نا الحسين بن واقد، عن أبي غالب، قال: كنت اختلف إلى الشام في تجارة، و عظم ما كنت اختلف من أجل أبي أمامة، فإذا فيها رجل من قيس من خيار الناس، فكنت أنزل عليه، و معنا ابن أخ له مخالف لأمره ينهاه و يضربه، فلا يطيعه فمرض الفتى، فبعث إلى عمه فأبى أن يأتيه، فأتينا به حتى أدخلته عليه، فأقبل يشتمه، و يقول: أي عدو اللّه الخبيث، أ لم تفعل كذا؟ أ لم تفعل كذا؟ قال: أفرغت، أي عم ؟ قال: نعم، قال: أ رأيت لو أن اللّه دفعني إلى والدتي ما كانت صانعة بي ؟ قال: إذا و اللّه كانت تدخلك الجنة. قال: فو اللّه للّه أرحم بي من والدتي. فقبض الفتى فخرج عليه عبد الملك بن مروان، فدخلت القبر مع عمه، فخطوا له خطا و لم يلحدوه. قال: فقلنا باللّبن فسوينا. قال: فسقطت منها لبنة. قال: فوثب عمه فتأخر، قلت: ما شأنك ؟ قال:

ملئ قبره نورا، و فسح له مدّ البصر.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا سعيد بن محمد بن أحمد البحيري (2)،أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن محمد بن غيث المحتسب الرازي، أنا أبو بكر محمد بن الحسين، نا أحمد بن يوسف، نا يحيى بن يحيى، نا جعفر بن سليمان، عن أبي غالب، قال: خرجت من الشام في ناس، فنزلنا منزلا بحضرة قرية

ص: 372


1- الاكمال لابن ماكولا 463/2.
2- إعجامها غير واضح بالأصل، انظر ترجمته في سير الأعلام 103/18.

عظيمة خربة، فدخلتها انظر فيها فرأيت بيتا مسقفا، فيه روزنة، في الروزنة (1)سلة، و رأيت جرة فيها ماء، و رأيت أثر وضوء. قلت لنفسي: إن لهذا البيت عامرا، هذا رجل يكون بالنهار في الجبل و يأوي بالليل إلى هذا البيت، فقلت لأصحابي: إن لي حاجة أحب أن تبيتوني الليلة في هذا المكان، قالوا؛ نعم، فتأهبت حتى إذا صلّيت مع أصحابي المغرب قال: فقمت و جئت حتى دخلت ذلك البيت و جلست في ناحية البيت حتى اختلط الظلام، فإذا أنا بشخص إنسان يجيء من نحو الجبل، فجعل يدنو حتى قام على باب البيت، فوضع يديه على عضادتي البيت فحمد اللّه بمحامد حسنة ثم سلّم فدخل، فجلس ثم تناول السلة فأخذها، فوضعها بين يديه ففتحها و أخرج منها شيئا، فوضع، ثم سمّى و أكل، و جعل يحمد اللّه و يأكل، حتى فرغ. فلما فرغ أعاد السلّة مكانها، ثم قام فأذن ثم أقام ثم صلّى و صلّيت بصلاته، فلما قضى صلاته وضع رأسه فنام غير كثير ثم قام فخرج يتباعد ثم رجع فأخذ الجرة فحلها ثم جاء فأعادها مكانها ثم توضأ ثم جاء فقام في المسجد فكبر ثم استعاذ فقرأ، و قرأ بالبقرة و آل عمران و النساء و المائدة قراءة لم أسمع مثلها قط من أحد أحزن، و لا يمر بآية فيها ذكر الجنّة إلاّ وقف و سأل اللّه الجنة، و لا يمر بآية فيها ذكر النار إلاّ وقف و بكى و تعوذ باللّه من النار، ثم أوتر و أصبح. لما أصبح إذ ركع ركعتي الغداة ركعت أنا، ثم أقام و صلّى الغداة و صلّيت بصلاته.

قال أبو غالب: ثم قمت رويدا فخرجت لم يشعر بي ثم جئت و سلّمت فردّ عليّ السّلام. قال: قلت: أدخل ؟ قال:[ادخل، قال:] (2)فدخلت فقلت له: أ جنيّ أنت أم إنسي ؟ قال: سبحان اللّه بل إنسي، قلت: فما أنزلك هاهنا؟ قال: ما لك و لذلك ؟ قال:

كلّمته و قبلته، فجعل يكتمني أمره، قال: قلت: إني بت الليلة معك في بيتك قال:

خنتني، قلت: ما خنتك قال: قد فعلت، قلت: يرحمك اللّه إنّي لم أضع ذلك لبأس، إنّي أخوك، و إني طالب خير و ليس عليك من بأس. قال: فسكن. قلت: حدّثني ممن أنت ؟ قال: أنا من أهل الكوفة. قلت: فمذ كم مكثت هنا؟ قال: من سبع سنين، قلت:

فما عيشك ؟ قال: اللّه يرزقني، قلت: على ذاك ما عيشك ؟ قال: لا أشتهي شيئا بالنهار إلاّ وجدته في سلتي، قلت: و الطري ؟ يعني السّمك، قال: و الطري، قلت: كيف

ص: 373


1- الروزنة: الكوة.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 287/6.

تصنع ؟ قال أكون في النهار في الجبل، فإذا كان الليل أويت إلى هذا البيت من السّباع و من القرّ. قلت: فرضيت بهذا العيش ؟ قال: فكأنه غضب و قال: إن كنت لأحسبك أفقه مما أرى، و من أعطي أفضل ممّا أعطيت، قد كفاني مئونتي هذه، ثم أقبل عليّ فقال:

يسرك أن لك بيديك مائة ألف ؟ قلت: لا، قال: يسرك أن لك برجليك مائة ألف ؟ قال:

قلت: لا، قال يسرك أن لك بعينيك مائة ألف ؟ قلت: لا، قال: يسرك أن لك بسمعك مائة ألف ؟ قلت: لا، قال: فمن أعطي أفضل مما أعطيت ؟ قلت: إن مكانك هذا منقطع من الناس، أخاف لو مرضت أو متّ أن تضيع، و قد مررت بجبل كذا و كذا فرأيت فيه غارا، و عند الغار عين تجري، و هو من القرى قريب نحو من فرسخين، فلو تحوّلت إليها أحب لك من مكانك هذا، و كنت تجمّع مع المسلمين، و لو مرضت لم تضع، و لو متّ لم تضع. قلت له: فإن عندي جبة مدرعة أحب أن تأخذها فتلبسها. قال: ما شئت فجئت بالجبة فدفعتها إليه، فأخذها. قال: فتحول إلى المكان الذي نعتها (1)قال:

و كاتبني سبع سنين، ثم انقطع كتابه.

1260 - حزيب بن مسعود بن عدي بن هذيم بن عدي

ابن جناب الكلبي

شاعر شهد المرج مع مروان، و يقال: محرز بن حزيب، له ذكر.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):و أما حزيب - بضم الحاء المهملة و فتح الزاي و آخره باء معجمة بواحدة فهو حزيب بن مسعود بن عديّ بن هذيم بن عدي بن جناب الكلبي و هو الذي استنقذ مروان بن الحكم يوم المرج هو و الحراق. و قال غيره هو محرز بن حزيب.

ص: 374


1- فوق الكلمة: كلمة: كذا. و في مختصر ابن منظور: نعته.
2- الاكمال لابن ماكولا 431/2.

ذكر من اسمه حسّان

1261 - حسّان بن أبان البعلبكي

شاعر.

حكى عنه أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدّينوري.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا محمد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدّينوري، نا حسّان بن أبان البعلبكي، قال: لما قدم سعد بن أبي وقاص القادسيّة أميرا أتته حرقة بنت النعمان بن المنذر في جوار كلهن في مثل زيّها تطلب صلته، فلما وقفن بين يديه قال: أيتكن حرقة ؟ قلن:

هذه، فقال لها: أنت حرقة ؟ قالت: نعم، فما تكرارك استفهامي إن الدنيا دار زوال، و إنها لا تدوم على حال، تنتقل بأهلها انتقالا، و تعقبهم بعد حال حالا، إنا كنا ملوك هذا المصر قبلك، يجبى إلينا خرجه، و يطيعنا أهله، مدى المدة و زمان الدولة. فلما أدبر الأمر و انقضى صاح بنا صائح الدهر، و صدع عصانا، و شتت ملأنا، و كذلك الدهر يا سعد، إنه ليس من قوم بحبرة إلاّ و الدهر معقبهم عبره ثم أنشأت تقول (2):

فبينا نسوس النّاس و الأمر أمرنا *** إذا نحن فيهم سوقة نتنصّف

ص: 375


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 440/1 و في معجم البلدان «دير هند» و ذكر ياقوت أن هذا الدير سمي باسم هند بنت النعمان بن المنذر المعروفة بالحرقة. و ذكر ياقوت أن هذه الرواية حصلت بين هند و بين خالد بن الوليد لما فتح الحيرة و دخل عليها.
2- البيتان في الجليس الصالح الكافي و معجم البلدان.

فأفّ لدنيا لا يدوم سرورها (1) *** تقلّب تارات بنا و تصرّف

فقال سعد رضي اللّه عنه: قاتل اللّه عديّ بن زيد كأنه كان ينظر إليها حيث يقول (2):

إنّ للدهر صولة فاحذرنها *** لا تبيتنّ قد أمنت الشرورا

قد يبيت الفتى معافا فيرزا *** و لقد كان آمنا مسرورا

و أكرمها سعد، و أحسن جائزتها. فلما أرادت فراقه قالت له: حتى أحيّيك بتحية أملاكنا بعضهم بعضا، لا جعل اللّه لك إلى لئيم حاجة، و لا زالت لكريم عندك حاجة، و لا نزع من عبد صالح نعمة إلاّ جعلك سببا لردها عليه، فلما خرجت من عنده تلقّاها نساء المصر فقلن لها: ما صنع بك الأمير؟ قالت:

حاط لي ذمّتي و أكرم وجهي *** إنّما يكرم (3)الكريم الكريم

قال المعافى: و قد روينا بإسناد لم يحضر الآن، و لعله يأتي فيما بعد: أن المغيرة بن شعبة خطب حرقة هذه، فقالت له: إنّما أردت أن يقال: تزوج ابنة النعمان بن المنذر و إلاّ فأي حظ لأعور في عمياء.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن كامل بن ديسم المقدسي، أنا أبو جعفر بن المسلمة في كتابه، أنا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال حسّان بن أبان البعلبكي كان في زمان المتوكل يقول:

اكتسب ما لا تعيش به *** ليس عيش المرء من نسبه

عربي لا يسار له *** صقلبي القدر في عربه

و تراهم خاضعين له *** ما عدا يختال في نشبه

أمراء فيهم و كلهم *** باسطا كفا إلى سببه

طمعا في نيل فضته *** ليس إلاّ ذاك أو ذهبه

و أديب قد رثيت له *** ما له عيب سوى أدبه

ص: 376


1- في ياقوت: فتبّا لدنيا لا يدوم نعيمها.
2- البيتان في ديوان عدي ص 56 و الجليس الصالح 441/1.
3- في الجليس الصالح: إنما يكرم الكريم الكريما.

جاءهم فاستدفعوه كما *** يتقى ذو العرّ من جربه

دع لذي جهل تماديه *** في الذي يدنيه من عطبه

و توقع ما يساء به *** إن جبن الكلب في كلبه

و له يفخر:

نهضنا سموّا إلى المكرمات *** فصرنا سناها للسّناء

و أدنى مواقع أقدامنا *** إذا ما وطئنا عنان السّماء

فإن شئت فاغد بنا للقراع *** و إن شئت فاغد بنا للحباء

1262 - حسّان بن تميم بن نصر

أبو النّدى الصيرفي

و يعرف أبوه بتميم الزيّات، سمع نصر بن إبراهيم، و كان قد ترك الصرف قبل أن يموت بمدّة، و حجّ و حسنت طريقته، و لازم صلاة الجماعة. كتبت عنه.

أخبرني أبو النّدى بن تميم، نا نصر بن إبراهيم - لفظا، سنة إحدى و ثمانين و أربعمائة - أنا أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي، أنا أبو أحمد الفرضي، أنا أبو بكر النّجّاد، أنا محمد بن الهيثم - قراءة - نا ابن بكير، نا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمّر أنه قال: صليت خلف أبي هريرة فقال: بسم اللّه الرّحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى إذا بلغ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضّٰالِّينَ قال: آمين، فقال الناس: آمين، يقول كلما سجد: اللّه أكبر، و إذا قام من الجلوس في الاثنتين قال: اللّه أكبر، فإذا سلّم قال: أما و الذي نفسي بيده إنّي لأشبهكم صلاة برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال: و أنشدنا نصر بن إبراهيم، أنشدنا أبو عمر أحمد بن زكريا الأنصاري لعبد الملك بن جمهور الفقيه القرطبي رحمهما اللّه:

الموت يقبض ما أطلقت من أملي *** لو صح عقلي طلبت الفور في مهل

ما ينقصني أمل إلاّ أتى أمل *** فالدهر في ذا و ذا لم أخل من شغل

ألهو بباطل دنيا لا دوام لها *** و استريح إلى اللّذات و الغزل

عقل الغلام و فعل اللاعب الخطل *** و الرأس مشتمل بالشيب مشتعل

ص: 377

أبدى له الشيب وعظا لو تقبّله *** فاقتاده الحلم لو وفّاه في الطول

من أين أرضيك إلاّ أن توفقني *** هيهات هيهات فما التوفيق من قبلي

يا لهف نفسي على نفسي و حقّ لها *** ما ذا يعدّلها من سيّئ العمل

فارحم بعزتك اللّهم ملتهفا *** مما أتى و اغتفر ما كان من زلل

قال: أنشدنا نصر، قال: أنشدنا بعض أصحابنا لمحمد بن عمر الأنباري في الباقلاء الأخضر:

فصوص زمرّد في غلف ذرّ *** بأقماع حكت تقليم ظفر

و قد خلع الربيع لها ثيابا *** لها لونان من بيض و خضر

توفي حسّان يوم الثلاثاء و دفن يوم الأربعاء العشرين من رجب سنة ستين و خمسمائة و دفن في مقبرة باب الفراديس.

1263 - حسّان بن ثابت

ابن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو

ابن مالك بن النّجّار و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج

أبو الوليد، و يقال: أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو الحسام

الأنصاري الخزرجي النّجاري شاعر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (1)

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن، و البراء بن عازب، و سعيد بن المسيّب (2).

و وفد على جبلة بن الأيهم، و وفد على معاوية حين بويع سنة أربعين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البارع، و أبو علي الحسين بن المظفر بن السّبط ، و أبو غالب عبد اللّه بن

ص: 378


1- ترجمته في الاستيعاب 341/1 و أسد الغابة 482/1 الأغاني 134/4 و 157/15 الوافي بالوفيات 350/11 و سير أعلام النبلاء 512/2 و انظر بالحاشية في المصدرين الأخيرين ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و راجع ديوان شعره ط بيروت - صادر. و قد ورد من شعره كثيرا في سيرة ابن هشام و الطبري و في مواضع كثيرة. و أبو الحسام - لقب - لقب به لمناضلته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (أسد الغابة).
2- ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب أسماء أخرى روت عنه.

أحمد بن بركة السمسار، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون ح، و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النّرسي، قالا: أنا علي بن عمر بن محمد الحربي، نا ابن عبدة يعني محمد بن عبدة بن حرب، نا محمد بن عبد اللّه بن بزيع، نا يزيد بن زريع، نا شعبة، عن عدي بن ثابت، حدّثني البراء، قال:

سمعت حسّان بن ثابت يقول: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اهجهم»- أو هاجهم - يعني المشركين و جبريل معك»[2974].

كذا قال فيه: سمعت حسّان، و قد روي عن البراء من وجوه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نفسه، سيأتي فيما بعد في فضل حسّان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا-: أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، و هو عمّ شداد بن أوس. أم حسّان:

الفريعة بنت خالد بن خنيس (2) بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة، يكنى أبا الوليد، مات قبل الأربعين، يقال في خلافة معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي (3)،أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، نا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام (4) بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، و يكنى أبا الوليد.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد كاتب الواقدي قال: في الطبقة الثانية: حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام أحد بني جديلة وهم

ص: 379


1- طبقات خليفة بن خياط ص 156 رقم 559.
2- عند خليفة:«حبيش» و في سير الأعلام:«خنيس».
3- بالأصل «الحماني» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- بالأصل:«حزام» بالزاي، خطأ.

بنو عمر بن مالك بن النجار، و يكنى أبا الوليد، عاش في الجاهلية ستين سنة، و في الإسلام ستين سنة و مات في خلافة معاوية و هو ابن عشرين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر الفقيه، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثانية: حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار شاعر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و يكنى أبا الوليد، و أمّه الفريعة بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، و يقال: بل أم حسّان بن ثابت الفريعة بنت خنيس بن لوذان أخت خالد بن خنيس و عمرو بن خنيس. و كان حسان بن ثابت قديم الإسلام و لم يشهد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مشهدا، و كان يجبن، و كانت له سن عالية توفي و له عشرون و مائة سنة. عاش ستين سنة في الجاهلية، و ستين سنة في الإسلام. قال محمد بن عمر: مات حسّان بن ثابت في خلافة معاوية بن أبي سفيان و هو ابن عشرين و مائة سنة (1).

كتب إليّ أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي أحمد بن علي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: و من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، ثم من بني النجار و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج:

حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، حدّثنا بنسبه ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق. و أمّه الفريعة بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة فيما حدّثنا ابن هشام. توفي سنة أربع و خمسين و هو ابن عشرين و مائة أو نحوها. و قال بعض الناس: توفي قبل الأربعين، له أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل،

ص: 380


1- سير أعلام النبلاء 512/2.

أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):حسان بن ثابت أبو عبد الرّحمن الأنصاري النجاري الخزرجي المدني، و قال عارم، نا حماد بن زيد، عن هشام بن عروة: كان حسّان في الأطمّ يوم الخندق، فقالت صفية: يا أبا الوليد.

أخبرنا أبو المحاسن هادي بن إسماعيل في كتابه، أنا سعيد بن أحمد العيّار (2)، أنا محمد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد الرّحمن حسّان بن ثابت الأنصاري الشاعر، و يقال: أبو الوليد.

قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن عبد العظيم، عن علي، قال: حسان بن ثابت أبو عبد الرّحمن، قال: أبو عبد الرّحمن النسائي: و قيل: أبو الوليد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة عمّ شداد بن أوس يكنى أبا عبد الرّحمن شاعر النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم، و قيل: أبو الوليد، عاش مائة و عشرين سنة ستين في الجاهلية و ستين في الإسلام، روى عنه عمر، و عائشة، و أبو هريرة، و عبد الرحمن ابنه.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد الكلاباذي، قال: حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، أبو عبد الرحمن، و يقال: أبو الوليد الأنصاري النجاري الخزرجي المدني سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن في الصّلاة، و في الأدب. قال الواقدي:

مات في خلافة معاوية بن أبي سفيان، عاش في الجاهلية ستين سنة، و في الإسلام ستين سنة و مات و هو ابن عشرين و مائة سنة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،أنا أبو الحسين بن المهتدي ح، و أخبرنا أبو

ص: 381


1- التاريخ الكبير للبخاري 29/1/2.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 86/18.
3- بالأصل «المحلي» و الصواب و الضبط عن التبصير.

الحسين بن الفراء، أنا أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، أنا محمد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: حسان بن ثابت يكنى أبا الوليد.

أخبرنا أبو البركات،[الأنماطي] أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: قال يحيى بن معين: حسان بن ثابت أبو الوليد.

قرأت على أبي محمد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):فأمّا فريعة بالفاء: حسّان بن ثابت يعرف بابن الفريعة و هي أمه، و بلغني أن الفريعة اسم للقملة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا هارون بن إسماعيل بن النعمان بن عبد اللّه بن كعب بن مالك، قال: كان حسّان بن ثابت يكنى بأبي الحسام، و كانت كنيته: أبو الوليد فكأنه كرهها.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمد بن جعفر المنبجي، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزّهري، نا عمي، نا أبي عن ابن إسحاق قال: سألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان: ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة ؟ قال:

ابن ستين سنة، و قدمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثلاث و خمسين (2)،قال ابن إسحاق عن سعيد بن عبد الرحمن بن حرملة راوية (3) عبد الرحمن بن حسان قال: أتيت حسان فقلت: يا أبا الحسام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي، نا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل (4)،أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن إسماعيل البخاري، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا

ص: 382


1- الاكمال لابن ماكولا 91/7 و ضبطها بالنص بضم الفاء و فتح الراء، و بالياء المعجمة باثنتين من تحتها.
2- سير أعلام النبلاء 513/2.
3- بالأصل «رواية».
4- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 99/17.

عبد الرحمن بن بشر، عن ابن إسحاق، عن صالح بن إبراهيم قال: سئل سعيد بن عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت: ابن كم كان حسّان مقدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة قال: ابن ستين سنة و قدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثلاث و خمسين سنة. كذا قال، و الصّواب ابن بشير.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، حدّثني سليمان بن عبد الرحمن، نا عبد الرحمن بن بشير، عن محمد بن إسحاق، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسّان: ابن كم كان حسّان مقدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة ؟ قال: ابن ستين سنة قال: و قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ابن ثنتين أو ثلاث و خمسين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدّثني صالح ح.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو نصر بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزّرّاد - بمنبج - نا عبيد اللّه (1) بن سعد الزهري، نا عمي يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن ابن إسحاق، نا صالح بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن يحيى بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري، حدّثني ستة من رجال قومي عن حسان بن ثابت قال: إني و اللّه لغلام يومئذ ابن سبع سنين أو ثمان سنين أعقل كلما سمعت - يعني - إذ سمعت يهوديا يصرخ على أطم يثرب: يا معشر يهود، إذ اجتمعوا إليه قالوا: ويلك ما لك ؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي به ولد - و في حديث يونس: الذي يبعث به الليلة و انتهى حديثه، زاد إبراهيم بن سعد: قال ابن إسحاق: فسألت سعيد بن عبد الرّحمن: ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة قال: ابن ستين سنة و قدمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثلاث و خمسين سنة فسمع حسان ما سمع و هو ابن سبع سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر،

ص: 383


1- بالأصل «عبد اللّه» خطأ. و قد مرّ قريبا صوابا.

نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي و مكي بن عبدان، قالا: نا محمد بن يحيى، قالا: نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن أبي المسيب، قال: كان حسان بن ثابت في حلقة فيهم أبو هريرة فقال: أنشدك اللّه يا أبا هريرة هل سمعت - و في حديث الفراوي: أسمعت - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أجب عني أيّدك اللّه بروح القدس» فقال: اللّهم نعم (1)[2975].

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، و أبو حامد بن الشرقي و مكي بن عبدان، قالوا: نا محمد بن يحيى، نا أبو اليمان، نا شعيب، عن الزهري، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، أنه سمع حسّان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة أنشدك اللّه هل سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يا حسّان أجب عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، اللّهم أيّده بروح القدس»، قال أبو هريرة:

نعم (2)[2976].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا يوسف بن سعيد، نا حجّاج، عن ابن جريج، أخبرني زياد أن ابن شهاب قال: حدّثني سعيد بن المسيّب: أن عمر بن الخطّاب مرّ على حسان و هو ينشد في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فانتهره عمر فأقبل حسّان فقال: قد كنت أنشد فيه من هو خير منك، فانطلق عمر حينئذ (3).

و قال حسّان لأبي هريرة: أنشدك باللّه هل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يا حسّان أجب عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: اللهمّ أيّده بروح القدس» قال: اللّهم نعم[2977].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا عمرو الناقد، نا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة: أن عمر مرّ بحسّان و هو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال: قد كنت أنشد و فيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة

ص: 384


1- مسند الإمام أحمد ج 222/5.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 513/2 و انظر تخريجه فيها.
3- الخبر نقله باختلاف الذهبي في سير الأعلام 513/2.

فقال: أنشدك باللّه أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أجب عني اللّهمّ أيّده بروح القدس» فقال: اللّهم نعم[2978].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي، أنا أبو بكر بن حمدان، نا عبد اللّه، حدّثني أبي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عثمان، قالوا: أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد الفرضي، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد، نا أبو أحمد بشر بن مطر، قالا: نا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن سعيد - زاد ابن السّمرقندي:

ابن المسيّب، و قالا:- قال مرّ عمر بحسّان و هو ينشد في المسجد فلحظ إليه فقال: قد كنت أنشد و فيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال:- زاد ابن السّمرقندي:

أنشدك باللّه، و قالا:- سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أجب عني، اللّهم أيّده بروح القدس» قال: نعم[2979].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد، قالا: أنا طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد اللّه بن عمران العابدي، نا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، قال: مرّ عمر بن الخطّاب بحسّان و هو ينشد الشعر في المسجد فلحظه فقال حسّان: قد كنت أنشد فيه و فيه من هو خير منك.

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني و أبو القاسم المسلّم بن أحمد الكعكي،- قراءة - قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا خيثمة بن أبي سليمان، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا عبيد بن عامر الأسلمي، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيّب، قال: بينما حسّان بن ثابت ينشد الشعر في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجاء عمر فقال: يا حسّان أ تنشد في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الشعر؟ قال: قد أنشدت و فيه من هو خير منك. قال صدقت و انصرف كذا في الأصل و هو عبد اللّه بن عامر الأسلمي ضعيف الحديث رواه يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن حسّان.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن

ص: 385

جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا يعلى، نا محمّد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن قال: مرّ عمر على حسّان و هو ينشد الشعر في المسجد فقال: في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تنشد الشعر؟ فقال: قد كنت أنشد و فيه من هو خير منك، و كنت أنشد فيه، و فيه من هو خير منك (1).

أخبرتنا أمّ المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقدّمي، أنا أبو يعلى، نا مجاهد بن موسى، نا بهز بن أسد، نا شعبة، حدثني عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لحسّان:«اهجهم و هاجهم و جبريل عليه السلام معك»[2980].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، أنا أبو قلابة، نا بشر بن عمر، نا شعبة، عن عدي بن ثابت ح.

قال: و أنا أبو حامد بن الشرقي، نا عبد الرّحمن بن بشر، أنا بهز بن أسد، نا شعبة، أنا عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء بن عازب قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لحسّان بن ثابت:«اهجهم و هاجهم و جبريل معك» أو قال «اهجهم أو هاجهم» شك بهز. هذا لفظ بهز، و قال بشر بن عمر قال لحسّان:«اهجهم و جبريل معك»[2981].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أحمد بن زكريا بن كثير الجوهري، نا أبو نعيم، نا شعبة، عن عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لحسّان:«اهجهم و جبريل معك»[2982].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، أنا محمّد بن هارون، نا محمّد بن عبد الكريم، نا الفضل بن دكين، نا عيسى بن عبد الرّحمن، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لحسّان:«إن روح القدس معك ما هاجيتهم»[2983].

أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا [أبو] (2) محمّد بن الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا موسى بن إسحاق

ص: 386


1- الخبر في مسند الإمام أحمد 223،222/5.
2- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة، و اسمه: الحسن بن علي الجوهري، و قد مرّ كثيرا.

الأنصاري، نا عبد الحميد بن صالح، نا عيسى بن، عن عدي بن ثابت أنه سمع البراء بن عازب يقول: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لحسّان:«معه روح القدس ما هجاهم» يعني المشركين[2984].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (1)،أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا يحيى بن آدم، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حسّان بن ثابت:«اهج المشركين فإن روح القدس معك»[2985].

قال (3):و أنا وكيع عن شعبة عن عدي بن ثبت، عن البراء أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لحسّان:«هاجهم أو اهجهم فإن جبريل معك»[2986].

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو علي، أنا أبو بكر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا أبو معاوية، نا الشيباني ح، و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عمر بن أحمد المقرئ الكتاني، نا أبو صالح عبد الرّحمن بن سعيد، نا أحمد بن سنان القطان، نا أبو معاوية، نا أبو إسحاق الشيباني ح.

و أخبرنا أبو بكر الشيروي في كتابه، و حدّثني عنه أبو المحاسن الطبسي، أنا القاضي أبو بكر الحيري ح.

و أخبرنا أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد بن عبد الواحد - لفظا - و أبو علي الحسن بن الحسن بن أحمد بن متولة، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو الفتح عبد الرزاق بن محمّد بن عبد الرزّاق بن الفضل المؤدّب، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الكريم بن علي بن عيسى بن بنان الجوهري،- قراءة - قالوا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد، نا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي - بنيسابور - قالا: نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، نا أبو معاوية، عن أبي إسحاق - زاد الحيري: الشيباني - عن عدي بن ثابت، عن البراء

ص: 387


1- بالأصل «الحسين» و الصواب ما أثبت، و اسمه هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين (فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 447/7).
2- مسند الإمام أحمد 286/4 و 303.
3- مسند الإمام أحمد 286/4 و 303.

-زاد الحيري: ابن عازب - قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لحسّان:«اهج المشركين، فإن جبريل عليه السّلام معك»[2987].

هذا حديث البراء، و قد صحف بعض من رواه عن شعبة البراء بأنس.

أخبرناه أبو طاهر بن الحنّائي، أنا أبو علي و أبو الحسين ابنا أبي نصر، قالا: أنا أبو بكر الميانجي، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن الحسن بن عثمان الكوفي - بالكوفة - نا يوسف - يعني - ابن موسى القطان، نا ابن إدريس، عن شعبة بن الحجاج، عن عدي بن ثبت، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لحسّان:«اهجهم و هاجهم و جبريل يعينك» كذا قال و إنما هو البراء[2988].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد بن الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني، نا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد (1)،عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يضع لحسّان بن ثابت منبرا في المسجد ينشد عليه قائما ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه يؤيد حسّان بروح القدس، ما نافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم» و كذا في النسخة و سقط عن أبي الزناد[2989].

و قد أخبرناه على الصواب: أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الفقيه [أنا] (2) أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا علي بن حجر السعدي، و إسماعيل بن موسى الفزاري ح.

و أخبرناه أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو [حفص] (3) عمر بن محمّد بن علي بن الزيات، نا قاسم بن زكريا، نا إسماعيل بن موسى.

و أخبرناه أبو المظفر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو الحيري ح.

ص: 388


1- ذكره الذهبي في سير الأعلام عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة 513/2 و سينبه المصنف في آخره إلى سقوط «أبي الزناد» من السند.
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- سقطت من الأصل و استدراكها ضروري، و انظر ترجمته في سير الأعلام 323/16.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا إسماعيل بن موسى، قالوا: أنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يضع لحسّان منبرا في المسجد يقوم عليه قائما ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه يؤيد حسّان بروح القدس بما نافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم».

و في حديث أبي يعلى و قراتكين: يقوم عليه يفاخر أو ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه يؤيد حسّان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم» (1)[2990].

قال: و نا قاسم بن إسماعيل بن موسى و محمّد بن سليمان لوين، قالا: نا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مثله. و رواه غيره فأدخل فيه مجهولا.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا حمزة بن يوسف الجرجاني، نا الإمام أبو بكر الإسماعيلي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن نومرد الجرجاني - بكراباذي - نا عمران بن سوار، نا عبد الرحمن - يعني - ابن أبي الزّناد، حدّثني أبي عن عروة بن الزبير، عن من حدثه عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يضع لحسّان بن ثابت منبرا في المسجد فينشد قائما ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و في حديث ابن أبي الزناد عن هشام محفوظ .

و قد أخبرناه أبو منصور محمود (2) بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة، أنا أبو منصور شجاع و أبو زيد أحمد ابنا علي بن شجاع، و أبو عيسى عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زياد، و أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ح.

و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمد بن إبراهيم، أنا المطهر بن عبد الواحد، و أبو عيسى و أبو بكر ح.

و أخبرنا أبو محمد عبد السلام بن محمد بن عبد اللّه بن اللبان و أبو سعد سعيد بن علي بن عبد الواحد، أنا أبو الفضل البزاني (3) و أبو بكر بن ماجة ح.

ص: 389


1- الحديث في سنن أبي داود: كتاب الأدب ح 5015 و في صحيح الترمذي - كتاب الأدب ح 2846.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 128/20.
3- اسمه المطهر بن عبد الواحد بن محمد اليربوعي ترجمته في سير الأعلام 549/18.

و أخبرنا أبو نجيح محمد بن محمد بن أحمد الفرضي، و أبو جعفر محمد بن غانم بن أبي نصر، و أبو القاسم رستم بن محمد بن أبي عيسى، و أبو المظفر بندار بن أبي زرعة قالوا: أنا أبو (1) عيسى بن زياد ح.

و أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة الرطبي الفقيه، و أبو الوفاء عبد اللّه محمد بن حمد بن أحمد و أبو منصور بن فاذشاه بن أحمد بن نصر، و أبو عبد اللّه الحسين بن حمد بن محمد و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان، و أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد، و أبو الوفاء أحمد بن الحسن بن محمد، و أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن محمد، و أبو نصر بن رجاء بن محمد بن سليم، و أبو عبد اللّه ظفر بن إسماعيل بن الحسين، و أبو المناقب، نا نصر بن حمزة بن ناصر الحسني، و أبو محمد هبة اللّه بن سليمان النهرواني، قالوا: أنا أبو بكر بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي و أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن علي، قالا:

إنا (2) المطهر بن عبد الواحد ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن مندة، قالوا: أنا أبو جعفر أحمد بن محمد الأبهري، نا محمد بن إبراهيم بن الحكم، نا محمد بن سليمان لوين، نا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم كان يضع لحسّان المنبر في المسجد فيقوم عليه قائما يهجو الذين كانوا يهجون (3) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم،: «إن روح القدس مع حسّان ما دام ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم»[2991].

أخرجه أبو داود عن لوين، و أخرجه الترمذي عن علي بن حجر و إسماعيل بن موسى (4).

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد المدائني، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمد القرشي، نا يحيى بن

ص: 390


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
2- بالأصل «ان».
3- بالأصل «يهجوا».
4- انظر أبا داود(5015) و الترمذي(2846) و قد تقدمت الإشارة إليهما.

إسماعيل و أبو كريب قالا: نا محمد بن فضل، عن مجالد، عن عامر، عن جابر بن عبد اللّه، قال: لما كان يوم الأحزاب و ردّ اللّه المشركين بغيظهم لم ينالوا خيرا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من يحمي أعراض المسلمين» قال كعب بن مالك و قال ابن رواحة أنا يا رسول اللّه قال:«إنك لحسن الشعر» و قال حسّان بن ثابت: أنا يا رسول اللّه ؟ قال:

«نعم، اهجهم أنت و سيعينك عليهم روح القدس (1)»[2992].

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النّضر الديباجي، نا علي بن عبد اللّه بن مبشر، نا محمّد بن حرب، نا أبو مروان، عن هشام، عن عروة، قال: سببت ابن فريعة عند عائشة فقالت: يا ابن أختي، أقسم عليك لما كففت عنه، فإنه كان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (2).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر بن زياد، نا أبو الأزهر، نا عبد الرزّاق، نا عمر بن حوشب الصّنعاني، قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: دخل حسّان بن ثابت على عائشة بعد ما عمي فوضعت له وسادة فدخل عبد الرّحمن بن أبي بكر فقال: أجلستيه على وسادة و قد قال ما (3) قال ؟ فقالت: إنه - يعني - كان يجيب عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و يشفي صدره من أعدائه و قد عمي و إني لأرجو أن لا يعذب في الآخرة (4).

قال: و نا أبو بكر، نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرزّاق بإسناده نحوه.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي (5)،أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا أبو روح الربيع بن روح، نا عبد السّلام بن عبد القدوس الدمشقي ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد

ص: 391


1- الأغاني 232/16 و سير أعلام النبلاء 514/2.
2- أخرجه مسلم(2487) و انظر سير أعلام النبلاء 514/2.
3- يريد مقالته نوبة الإفك.
4- سير أعلام النبلاء 514/2 و الوافي بالوفيات 352/11 نقلا عن ابن عساكر.
5- ضبطت عن تبصير المنتبه.

محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، أنا محمّد بن يحيى الدّهلي ح.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيذ قوله: أنا أبو بكر النيسابوري، نا محمّد بن يحيى، نا الربيع بن روح، نا عبد السلام بن عبد القدوس، عن أبيه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: مشت الأنصار إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا: يا رسول اللّه إن قومك قد تناولوا منا، فإن أذنت لنا أن نرد عليهم فعلنا؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما أكره أن تنصروا ممن ظلمكم و عليكم بابن أبي قحافة، فإنه أعلم القوم بهم» قال: فمشوا إلى عبد اللّه بن رواحة فقالوا: إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قد أذن لنا أن ننتصر من قريش - زاد الذهلي: فقل - و قالوا فقال عبد اللّه بن رواحة في ذلك شعرا فلم يبلغ ذلك منهم الذي أرادوا، فأتوا كعب بن مالك فقالوا: إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قد أذن لنا أن ننتصر من قريش، فقال كعب في ذلك شعرا هو أمتن من شعر عبد اللّه بن رواحة فلم يبلغ منهم الذي أرادوا، فأتوا حسّان بن ثابت فقالوا له إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قد أذن لنا أن ننتصر من قريش - زاد الذهلي فقل - و قالوا: فقال حسان: لست فاعلا حتى أسمع ذلك من نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فانطلق معهم حتى أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: أي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و قال الذهلي: يا رسول اللّه - أنت أذنت لهؤلاء؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما أكره أن ينتصروا ممن ظلمهم و أنت يا حسّان لم تزل»- و قال الذهلي: لن تزال - مؤيدا بروح القدس ما نافحت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث الترمذي: ما كافحت - راه غيره عن الزهري فقرن بعروة أبا سلمة بن عبد الرّحمن[2993].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه و محمد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني أحمد بن محمد بن عبد العزيز، قال: وجدت في كتاب أبي عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن و عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة فهجته قريش و هجوا الأنصار معه فأتى المسلمون كعب بن مالك فقالوا: أجب عنا، قال: استأذنوا إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأذن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال و أحسن و أجمل و لم يبلغ حاجتنا، فقال فجاءوا إلى حسّان بن ثابت فقالوا: أجب عنا فقالوا استأذنوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ادعوه»

ص: 392

فأتى حسّان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إني أخاف أن تصيبني معهم، تهجو من بني عمّي - يعني أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب» فقال حسّان: لأسلنّك منهم سلّ الشعرة من العجين، و لي مقول ما أحب أن لي به مقول أحد من العرب، و إنه ليفري ما لا تفريه الحربة. قال: ثم أخرج لسانه فضرب به أنفه، كأنه لسان شجاع (1)،بطرفه شامة سوداء، ثم ضرب به ذقنه (2).قال: فأذن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. و لم يذكر ابن رواحة رواه محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة فأرسله[2994].

أخبرناه أبو محمد بن طاوس و أبو المجد معالي بن هبة اللّه بن الحسن بن الحبوبي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال، أنا أبو محمد الحسن بن رشيق، أنا أبو جعفر أحمد بن حمّاد بن مسلم التجيبي، نا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، حدّثني عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة، قال: لما أن هجت قريش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحزنه ذلك فقال لعبد اللّه بن رواحة:«اهج قريشا» فهجاهم هجاء ليس بالبليغ إليهم فلم يرض به، قال: فبعث إلى كعب بن مالك الأنصاري و كان يقول الشعر في الجاهلية، فقال:«اهج قريشا» قال: فهجاها هجاء لم يبالغ فيه فلم يرض بذلك، قال: فبعث إلى حسّان بن ثابت و كان يكره أن يبعث إلى حسّان فقال، حسّان حين جاءه الرسول، رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن أهج قريشا، فقال:«فما بالكم أن تبعثوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه»، فقال حسّان و الذي بعثك بالحق لأفرونهم بلساني هذا، ثم أطلع لسانه، قال: فتقول عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: و اللّه لكأنّ لسانه لسان حيّة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن لي فيهم نسبا و أنا أخشى أن تصيب بعضه، فأت أبا بكر فإنه أعلم قريش بأنسابها فيتخلص (3) لك نسبي» قال حسّان: و الذي بعثك بالحق لأسلنّك منهم و نسبك سلّ الشعرة من العجين، فهجاهم حسّان فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقد شفيت يا حسّان و اشتفيت» (4)[2995].

قال: و نا سعيد، نا يحيى، حدّثني ابن غزية، حدّثني محمد بن إبراهيم أن

ص: 393


1- الشجاع: الحية الذكر.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 514/2-515.
3- في سير الأعلام: فيخلّص.
4- الحديث في سير أعلام النبلاء 515/2 باختصار، و انظر تخريجه فيه.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لحسّان «اهج قريشا يؤيدك روح القدس».

قال و نا سعيد، أنا ابن لهيعة، عن ابن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بنحوه، و قال في حديثه: قالت عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: فأخرج لسانه كأنه لسان حيّة على طرفه خال أسود و قال: لأفرينّهم فري، الأديم.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمد بن يوة (1)،أنا أبو الحسن اللبناني، أنا أبو بكر القرشي، حدّثني أبي، نا عمر بن هارون البلخي، عن ابن جريج، أخبرني محمد بن بركة، عن أمّه، عن عائشة: أنها طافت بالبيت فقرنت بعد ثلاثة (2) أسابيع ثم صلّت بعد ذلك ست ركعات - و ذكر لها حسّان بن ثابت في الطواف - قالت فابتدرنا نسبه فقالت عائشة: مه، و برّأته أن يكون فيمن قال عليها، و قالت: إني لأرجو أن يدخله اللّه الجنة بقوله (3):

هجوت محمدا فأجبت عنه *** و عند اللّه في ذاك الجزاء

فإنّ أبي و والده و عرضي *** لعرض محمد منكم وقاء

فأنشدت عائشة هذين البيتين، و هي تطوف بالبيت.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا العباس بن الوليد النّرسي [نا] (4) مسلم بن خالد الزنجي، نا محمد بن السّائب بن بركة، عن أمّه: أنها طافت مع عائشة ثلاثة أسبع كلما طافت سبعا تعوّذت بين الباب و الحجر حتى أكملت لكل سبع ركعتين و معها نسوة فذكرن حسّان بن ثابت فوقعن فيه و سببنه، فقالت: لا تسبّوه قد أصابه ما قال اللّه عز و جل:

ص: 394


1- ضبطت بالأصل بالقلم بالضم، و المثبت بفتحتين عن التبصير 1501/4 و اسمه الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن موسى بن يوه اللبناني راوي كتاب ابن أبي الدنيا.
2- بالأصل: ثلاث.
3- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 9 من قصيدة يمدح النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و يهجو أبا سفيان و مطلعها: عفت ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلها خلاء و البيتان في الاستيعاب 337/1 و الأغاني 139/4 و 163.
4- زيادة لازمة للإيضاح.

أُولٰئِكَ لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ (1) و قد عمي، و اللّه إني لأرجو أن يدخله اللّه الجنة بكلمات قالهن لمحمد صلّى اللّه عليه و سلّم حين يقول لأبي سفيان بن حارث:

هجوت محمّدا فأجبت عنه *** و عند اللّه في ذاك الجزاء

فإن أبي و والده و عرضي *** لعرض محمد منكم وقاء

أ تهجوه و لست له بكفء *** فشرّكما لخيركما الفداء (2)

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد، أنا شجاع، و أحمد ابنا علي بن شجاع، و عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن، و أبو بكر محمد بن أحمد بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمد، أنا المطهر بن عبد الواحد، و عبد الرّحمن بن محمد و أبو بكر بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو نجيح محمد بن محمد الفرضي، و أبو جعفر محمد بن غانم، و أبو القاسم رستم بن محمد و أبو المظفّر بندار بن أبي زرعة، قالوا: أنا أبو عيسى بن زياد ح.

و أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة الفقيه، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمد المقرئ، و أبو عبد اللّه محمد بن حمد بن أحمد، و أبو منصور فاذشاه بن أحمد، و أبو عبد اللّه الحسين بن حمد بن محمد بن عمروية، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان، و أبو الفضائل الحسين بن الحسن الحداد، و أبو الوفاء أحمد بن الحسن بن محمد، و أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم الصّالحاني، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمد، و أبو عبد اللّه ظفر بن إسماعيل بن الحسين، و أبو المناقب ناصر بن حمزة بن طباطبا، و أبو الرجاء بدر بن ثابت الصّوفي، و أبو علي الحسن بن محمد العطار، قالوا:

نا أبو بكر بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي و أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن علي، قالا: أنا أبو الفضل البزاني ح، و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق قالوا: أنا أبو جعفر أحمد بن محمد الأبهري، نا محمد بن إسماعيل بن يحيى، نا

ص: 395


1- من الآية 91 من سورة آل عمران.
2- الخبر و الشعر في الأغاني 163/4 من طريقين، و نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 515/2.

محمد بن سليمان لوين، نا ابن عيينة، عن محمد بن السّائب بن بركة، عن أمّه قالت:

كنت مع عائشة في الطواف فذكروا (1)-و قال بعضهم: فتذاكروا (2)-حسّان فوقعوا فيه، فنهتهم عنه فقالت: أ ليس هو الذي يقول:

هجوت محمدا فأجبت عنه *** و عند اللّه في ذاك الجزاء

أ تهجوه و لست به بكفء *** فشرّكما لخيركما الفداء

فإن أبي و والدتي و عرضي *** لعرض محمد منكم وقاء

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين بن محمد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر محمد بن حمدون، نا عيسى بن عبد اللّه، نا داود بن مهران الدباغ، نا سليمان - و هو - ابن عمرو، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، قال:

سمعت عائشة تقول في قول حسّان رضي اللّه عنهما:

فإن أبي و والده و عرضي *** لعرض محمد منكم وقاء

ثم قالت: إني لأرجو له الخير، فقالت (3):يا أم المؤمنين أ ليس اَلَّذِي تَوَلّٰى كِبْرَهُ ؟ (4)قالت: لا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو حسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، نا أحمد بن عبد الجبار، نا حفص بن غياث، عن المجالد، عن الشعبي، قال: ذكر حسّان عند عائشة فنادسه (5)،فنهت عن ذلك فقالوا: يا أم المؤمنين أ ليس هو الذي تولى كبره فقالت: معاذ اللّه إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن اللّه يؤيد حسّان بروح القدس في شعره»[2996].

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر، أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف، أنا محمّد بن أحمد، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبيد، نا هنّاد بن السّري التميمي، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروق، قال: دخل حسّان بن ثابت على عائشة فأنشدها (6):

ص: 396


1- كذا بالأصل.
2- كذا بالأصل.
3- كذا.
4- جزء من الآية 11 من سورة النور.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- ديوانه ط بيروت ص 188 من أبيات قالها يعتذر إليها مما قاله فيها.

حصان رزان ما تزنّ بريبة *** و تصبح غرثى من لحوم الغوافل

فقالت له: لكنك أنت لست كذاك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا إسماعيل بن محمد الصفّار، أنا الحسن بن علي بن عفان، نا عبد اللّه بن نمير، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: كنت جالسا عند عائشة فدخل عليها حسّان بن ثابت بعد ما عمي فجعل ينشدها شعرا. قالت: لا() (1)له:

حصان رزان ما تزنّ بريبة *** و تصبح غرثى من لحوم الغوافل

قالت عائشة: لكن أنت لست كذاك. فلما خرج قلت لها: لم تدخلين هذا عليك، و قد قال اللّه فيه ما قال: وَ الَّذِي تَوَلّٰى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذٰابٌ عَظِيمٌ (2)قالت: أ ليس هو في عذاب عظيم (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب، نا أحمد بن سلمة و عبد اللّه بن محمد، قالا: نا بشر بن خالد، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن سليمان، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: دخلت على عائشة و عندها حسّان بن ثابت ينشدها شعرا يشبب بأبيات فقال:

حصان رزان ما تزنّ بريبة *** و تصبح غرثى من لحوم الغوافل

فقالت عائشة: لكنك لست كذاك. قال مسروق: فقلت لها: لم تأذنين له يدخل عليك و قد قال اللّه عز و جل وَ الَّذِي تَوَلّٰى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذٰابٌ عَظِيمٌ فقالت: فأي عذاب أشدّ من العمى، و قالت: إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخرجه البخاري و مسلم في الصحيح عن بشر بن خالد (4).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، أنا محمد بن هارون، نا أبو كريب، نا يحيى بن عبد الرّحمن، نا أبو ثمامة،

ص: 397


1- كلمة مهملة رسمها «بنت ؟؟؟؟» تركنا مكانها بياضا.
2- سورة النور، الآية:11.
3- الخبر و الشعر في الأغاني 153/4 و سير أعلام النبلاء 517/2.
4- راجع البخاري 338/7 و 374/8 و مسلم(2488).

عن عمر بن إسماعيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن حسّان بن ثابت ذكر عند عائشة فانتبهت فقالت: من تذكرون ؟ فقالوا: حسّان، قال: فنهيتهم (1)،و قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا يحبه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق» (2)[2997].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا علي بن أحمد بن محمد المقرئ الخياط ، نا إسحاق بن إبراهيم بن جميل، نا محمد بن عمر الهياجي، نا محمد بن عبد الرحيم الأرحبي.

حدثني أبو أمامة الأنصاري، أخبرني عمرو (3) بن إسماعيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: حضرت عائشة فذكر عندها حسّان بن ثابت فنيل منه فانتبهت له فقالت: من تذكرون ؟ حسّان ؟ قالوا: نعم، قالت: مه سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ذاك حاجز بيننا و بين المنافقين، لا يحبّه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق»[2998].

الصواب يحيى بن عبد الرّحمن كما تقدم.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمد بن شجاع، أنا محمد بن عمر الواقدي (4)، حدثني سعيد بن أبي زيد الأنصاري قال: و حدثني من سمع أبا عبيدة (5) بن عبد اللّه بن زمعة الأسدي يخبر أنه سمع حمزة بن عبد اللّه بن عمر أنه سمع عائشة تقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«حسّان حجاز بين المؤمنين و المنافقين، لا يحبّه منافق، و لا يبغضه مؤمن»[2999].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمد بن أبي القاسم الأزرق، نا أبو سعيد أحمد بن الفرج الأصبهاني قدم علينا حاجّا ح.

ص: 398


1- كذا، و لعله «فنهتهم» كما يفهم من عبارة مختصر ابن منظور 293/6.
2- الحديث في سير الأعلام 518/2 و عقب الذهبي بقوله: هذا حديث منكر، من مسند الروياني من رواية أبي ثمامة مجهول عن عمر بن إسماعيل مجهول عن هشام بن عروة.
3- كذا، و تقدم «عمر».
4- الحديث عن الواقدي نقله الذهبي في سير الأعلام 518/2.
5- في سير الأعلام: عن رجل عن أبي عبيدة.

و أخبرناه عاليا أبو القاسم الشّحّامي (1)،أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو العباس أحمد بن عبد الرّحمن بن خالد القلانسي، نا لؤي، قالا: نا عمرو بن رافع أبو حجر (2)،نا نعيم بن ميسرة، عن أبي إسحاق السّبيعي، عن سعيد بن جبير، قال: قالت عائشة: لا تسبّوا حسّان (3) فإنه قد أعان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بلسانه و يده قالوا لها: يا أم المؤمنين، أ و ليس من أعدّ اللّه عز و جل له ؟ قالت: كفى به عذابا ذهاب بصره.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، و تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالوا: أنا محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا أبو يعلى، نا يحيى بن معين، نا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: استأذن حسّان بن ثابت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في هجاء المشركين قال:«فكيف بنسبي فيهم»؟ قال: لأسلّنك منهم كما تسلّ الشعرة من العجين[3000].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن طلحة الصّالحاني، و أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمد بن بكّار، نا حديج (4) بن معاوية، نا أبو إسحاق ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا محمد بن سليمان لوين، نا حديج (5) بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير - زاد ابن المقرئ: عن ابن عباس - قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: قد جاء حسّان اللعين، فقال ابن عباس: ما هو بلعين لقد جاهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بلسانه و نفسه (6)-و في حديث لوين: ما هذا بلعين قد-.

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنا شجاع و أحمد ابنا

ص: 399


1- بالأصل:«السحامي» و الصواب ما أثبت.
2- ترجمته في سير الأعلام 385/11.
3- كذا.
4- بالأصل «خديج» بالخاء المعجمة، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 453/1.
5- بالأصل «خديج» بالخاء المعجمة، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 453/1.
6- الخبر في الأغاني 145/4 من طريق، و 146/4 من طريق آخر... عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس، و نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 518/2 و عقب بقوله: هذا دال على أنه غزا.

علي بن شجاع و عبد الرّحمن بن محمد بن زياد و محمد بن أحمد بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمد بن سعدوية، أنا المطهر بن عبد الواحد و أبو عيسى بن زياد و أبو بكر بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو محمد عبد السّلام بن محمد بن اللبان، أنا أبو الفضل البزاني، و أبو بكر بن ماجة.

و أخبرنا أبو نجيح محمد بن محمد و أبو جعفر محمد بن غانم، و أبو القاسم رستم بن محمد، و أبو المظفر بندار بن أبي زرعة قالوا: أنا أبو عيسى بن زياد ح.

و أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلمة الفقيه، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه، و أبو عبد اللّه محمّد بن حمد، و أبو منصور فاشذاه بن أحمد بن نصر، و أبو عبد اللّه، و أبو الفضائل الحسين بن الحسن، و أبو الوفاء أحمد بن الحسن بن محمد، و أبو عبد اللّه محمد (1) بن إبراهيم بن محمد، و أبو نصر الحسين بن رجاء، و أبو عبد اللّه ظفر بن إسماعيل، و أبو المناقب ناصر بن حمزة الحسيني، و أبو الرجاء بدر بن ثابت الصوفي، و أبو علي الحسن بن محمد بن علي العطار، قالوا: أنا أبو بكر بن ماجة ح.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي، و أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن علي، قالا: أنا المطهر البزاني ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبيد اللّه بن محمد بن المرزبان، نا محمد بن إبراهيم بن يحيى، نا لوين محمد بن سليمان، نا حديج (2) بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، قال: قيل لابن عباس قد قدم حسّان اللعين، فقال ابن عباس: ما هو بلعين قد جاهد (3) مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بنفسه و لسانه.

أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد، و أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد، و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي - إجازة شافهني بها

ص: 400


1- كتبت اللفظة فوق السطر.
2- بالأصل «خديج» خطأ.
3- بالأصل «هاجر» و الصواب عن الأغاني.

سعيد - أنا أبو منصور بن الحسن، و أبو طاهر بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد اللّه بن خالد بن رستم، نا ابن أبي مسرة، نا خلاد بن يحيى، نا حبيب بن حسّان قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت ابن عباس يقول: لا تسبّوا حسّان بن ثابت فإنه كان ينصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بلسانه و يده.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمد بن عبد اللّه الشيباني، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، نا ابن بكير، حدثني الليث، عن خالد بن يزيد ح.

قال: و أخبرني محمد بن يعقوب بن يوسف، نا أحمد بن سهل، نا محمد بن يحيى، نا ابن أبي مريم، أنا الليث بن سعد، حدثني خالد بن يزيد (1)،عن سعيد بن أبي هلال، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال (2):«اهجوا قريشا فإنه أشدّ عليهم من رشق النبل» (3) فأرسل إلى ابن رواحة فقال:«اهجهم» فهجاهم، فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسّان بن ثابت فلما دخل عليه، قال حسّان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه (4)،قال: ثم أدلع لسانه فجعل يخرجه، فقال:

و الذي بعثك بالحق لأفرينّهم بلساني فري الأديم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، و إن لي فيهم نسبا، حتى يخلّص (5) لك نسبي»، فأتاه حسّان، ثم رجع فقال: يا رسول اللّه، قد خلّص (6) لي نسبك، و الذي بعثك بالحق لأسلّنّك منه كما تسلّ الشعرة من العجين.

قالت عائشة: فسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لحسّان:«إن روح القدس لن يزال يؤيدك ما نافحت عن اللّه و رسوله» قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«هجاهم حسّان

ص: 401


1- بالأصل «مزيد» و الصواب ما أثبت و قد تقدم، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 78/2.
2- الحديث في صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث رقم 2490.
3- في مسلم:«رشق بالنبل» و الرشق بالفتح: الرمي بالنبل، و الرشق بكسر الراء: اسم للنبل التي ترمى دفعة واحدة.
4- يريد به لسانه، و قد شبهه بذنب الأسد.
5- مسلم: يلخّص.
6- مسلم: لخص.

فشفى و اشتفى» قال حسّان (1):

هجوت محمدا و أجبت عنه *** و عند اللّه في ذاك الجزاء

هجوت (2) محمدا برّا حنيفا *** رسول اللّه شيمته الوفاء

فإن أبي و والده و عرضي *** لعرض محمّد منكم وقاء

ثكلت بنيّتي إن لم تروها (3) *** تثير النّقع من كتفي كداء (4)

يبارين الأعنّة مصعدات *** على أكتافها الأسل الظّماء

تظل جيادنا متمطيات (5) *** يلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتم عنّا اعتمرنا (6) *** و كان الفتح و انكشف الغطاء

و إلاّ فاصبروا لضراب (7) يوم *** يعزّ اللّه فيه من يشاء

و قال اللّه: قد أرسلت عبدا *** يقول الحق ليس (8) به خفاء

و قال اللّه: قد يسّرت جندا *** هم الأنصار عرضتها (9) اللّقاء

يلاقوا كل يوم من معدّ *** سبايا (10) أو قتالا أو هجاء

ص: 402


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت من قصيدة طويلة ص 7 و ما بعدها. و مطلعها: عفت ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلها خلاء .
2- في الديوان: هجوت مباركا برا حنيفا أمين اللّه شيمته الوفاء و في مسلم كالأصل و فيه «نقيا» بدل «حنيفا».
3- كذا رواية الأصل و مسلم و الذهبي في سير الأعلام، و في الديوان: عدمنا خيلنا إن لم تروها...
4- على هذه الرواية في البيت إقواء، و في الديوان: موعدها كداء.
5- في الديوان و مسلم و الذهبي: متمطرات. قال البرقوقي في شرحه: يقول تبعثهم الخيل فتنبعث النساء يضربن الخيل بخمرهن لتردها. و قد روي أن نساء مكة يوم فتحها ظللن يضربن وجوه الخيل ليرددنها.
6- اعتمرنا أي أدينا العمرة، و هي في الشرع زيارة البيت الحرام بالشروط المخصوصة، قاله البرقوقي في شرح الديوان.
7- الديوان: لجلاد يوم.
8- الديوان: يقول الحق إن نفع البلاء.
9- قال البرقوقي: العرضة من قولهم بعير عرضة للسفر، أي قوي عليه، و فلان عرضة للشر أي قوي عليه، يريد أن الأنصار أقوياء على القتال.
10- الديوان: لنا في كل يوم من معدّ سباب... قوله من معدّ: أي من قريش.

فمن يهجو رسول اللّه منكم *** و يمدحه و ينصره سواء

و جبريل رسول اللّه فينا *** و روح القدس ليس له كفاء

هذا لفظ ابن أبي مريم. هذا حديث صحيح اتفق على صحته البخاري و مسلم[3001].

أخبرناه أبو سعد عبد الرّحمن بن أبي القاسم الفقيه، أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد - بأصبهان-[أنا] (1) أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكّي، نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا عبد اللّه بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن [يزيد، عن] (2) سعيد بن أبي هلال، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اهج قريشا فإنه أشدّ عليها من رشق النبل» و أرسل إلى ابن رواحة فقال:«اهجهم» فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم إلى حسّان بن ثابت فلما دخل قال: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم دلع لسانه فجعل يحركه فقال: و الذي بعثك بالحق لأفرينهم فري الأديم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، و إن لي فيهم نسبا حتى يخلّص لك نسبي» فأتاه حسّان، ثم رجع فقال: يا رسول اللّه قد خلّص لي نسبك فو الذي بعثك بالحق لأسلّنّك كما تسلّ الشعرة من العجين. قالت عائشة: يقول لحسّان:«إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن اللّه و رسوله» قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«هجاهم حسّان فشفى و اشتفى»[3002]، قال حسّان:

هجوت محمّدا فأجبت عنه *** و عند اللّه في ذاك الجزاء

هجوت محمدا برّا حنيفا *** رسول اللّه شيمته الوفاء

فإن أبي و والدتي و عرضي *** لعرض محمد منكم وقاء

ثكلت بنيتي إن لم تروها *** تثير النّقع من كنفي كداء (3)

تنازعها الأعنة مصعدات *** على اليابها (4) الأسل الظماء

ص: 403


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.
3- في البيت إقواء.
4- كذا، و في الديوان: على أكتافها.

تظل جيادنا متنظرات *** يلطمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتم عنا اعتمرنا *** و كان الفتح و انكشف الغطاء

و إلاّ فاصبروا لضراب يوم *** يعزّ اللّه فيه من يشاء

و قال اللّه: قد أرسلت عبدا *** يقول الحق ليس به خفاء

و قال اللّه: قد يسرت جندا *** هم الأنصار عرضتها اللقاء

يلاقي من معدّ كل يوم *** سباب أو قتال أو هجاء

فمن يهجو رسول اللّه منكم *** و يمدحه و ينصره سواء

و جبريل رسول اللّه فينا *** و روح القدس ليس له كفاء (1)

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان، و أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، قالا: أنا محمد بن أحمد بن محمد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن محمد بن سعيد الأنصاري الإصطخري، نا أبو الخليفة، نا السّكن بن سعيد، عن محمد بن عباد، عن أبيه، قال: لما أنشد حسّان بن ثابت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

عفت ذات الأصابع فالجواء (2)

فانتهى إلى قوله:

هجوت محمدا فأجبت عنه *** و عند اللّه في ذاك الجزاء

فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«جزاؤك على اللّه الجنة يا حسّان»[3003].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد البزاز، نا أبو بكر خلاّد بن أسلم، نا سعيد بن محمد الوراق، نا مجالد، عن الشعبي، عن جابر، قال (3):لما كان يوم الأحزاب (4) و ردّهم اللّه بغيظهم لم ينالوا خيرا، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من يحمي أعراض المسلمين»؟ فقال كعب: أنا، و قال ابن رواحة: أنا، فقال:«إنك لحسن الشعر»، فقال حسّان: أنا، فقال «اهجهم أنت فسيعينك عليهم روح القدس»[3004].

ص: 404


1- أي ليس له مماثل و لا مقاوم.
2- مطلع قصيدته المتقدمة، ديوانه ص 7 و عجزه: إلى عذراء منزلها خلاء.
3- الخبر في الأغاني 145/4.
4- يوم تحالفت قريش و غطفان و بنو قريظة، و سموا بالأحزاب، و تألبوا على حرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و المسلمين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا عبد اللّه بن بكر بن حبيب السهمي من باهلة، نا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك رفع الحديث إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و حدّثناه عن السّدّي عن البراء بن عازب، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و حدّثناه عنهما كليهما أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أتى فقيل: يا رسول اللّه إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجوك، فقال ابن رواحة فقال: يا رسول اللّه ائذن لي فيه، فقال:«أنت الذي تقول ثبت اللّه»؟ قال: قلت: نعم يا رسول اللّه قلت:

ثبت اللّه ما أعطاك من حسن *** تثبيت موسى و نصرا مثل ما نصروا

قال:«و أنت ففعل اللّه بك مثل ذلك» قال: ثم وثب كعب فقال: يا رسول اللّه ائذن لي فيه فقال:«أنت الذي تقول همت» قلت: نعم يا رسول اللّه قلت:

همّت سخينة أن تغالب ربّها *** فليغلبن مغالب الغلاّب

قال:«أما إن اللّه لم ينس ذلك» لكنه قال، ثم قام حسّان الحسام فقال: يا رسول اللّه ائذن لي فيه، و أخرج لسانا له أسود فقال: يا رسول اللّه لو شئت لفريت به المزاد، ائذن لي فيه فقال:«اذهب إلى أبي بكر فليحدثك حديث القوم أيامهم و أحسابهم، و اهجهم و جبريل معك»[3005].

قال: و أنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، نا ابن عون، عن محمد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا نصر القوم بسلاحهم و أنفسهم فألسنتهم أحق» فقام رجل فقال: يا رسول اللّه، أنا. قال:«لست هناك» فجلس، ثم قام آخر فقال: يا رسول اللّه، أنا قال ابن عون:

بيده، يعني اجلس، فقام حسّان بن ثابت فقال: يا رسول اللّه، ما يسرني فيه يعني لسانه مقولا بين صنعاء و بصرى - أو قال: مكة، شك ابن عون - و إنك و اللّه ما سببت قوما قط بشيء هو أشد عليهم من شيء يعرفونه، فمرني إلى من يعرف أيامهم و بيوتاتهم حتى أضع لساني قال:«إلى أبي بكر»[3006].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني - المعروف ببزرويه غلام نفطويه - قال: فحدثنا أبو خليفة، نا

ص: 405

محمد بن سلام، حدثني يزيد بن عياض بن جعدبة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لما قدم المدينة تناولته قريش بالهجاء فقال لعبد اللّه بن رواحة:«رد عني» فذهب في قديمهم و أولهم و لم يصنع في الهجاء شيئا، فأمر كعب بن مالك فذكر الحرب فقال:

نصل السّيوف إذا قصرت بخطونا *** قدما و نلحقها إذا لم تلحق

و لم يصنع في الهجاء شيئا، فدعا حسّان بن ثابت فقال:«اهجهم، و ائت أبا بكر يخبرك بمعايب القوم» فأخرج حسّان بن ثابت لسانه حتى ضرب به على صدره و قال:

و اللّه يا رسول اللّه ما أحبّ أن لي به مقولا في العرب، فصبّ على قريش منه شآبيب شرّ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اهجهم كأنك تنضحهم بالنبل»[3007].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدّد، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تسبوا حسّانا فإنه ينافح عن اللّه و عن رسوله»[3008].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي، أنا أبو محمد بن عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر، الناقد، نا أبو خبيب العباس بن أحمد بن محمد البرتي، نا عبد الوهاب بن فليح المقرئ، نا مروان بن معاوية، عن إياس السلمي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: أعان جبريل عليه السّلام حسّان بن ثابت عند مدحه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بسبعين بيتا، هذا الإسناد و هو الصحيح و هو إياس بن عبد اللّه السّلمي المروزي، و رواه غير عبد الوهاب، عن مروان فأرسله.

أخبرناه أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السلمي، أنا أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الجبلي، نا العباس بن أحمد الشامي، نا عبد الوهاب بن الضحاك، نا مروان الفزاري، نا إياس بن السّلمي (1)،عن عبد اللّه بن بريدة أن جبريل أعان حسّان بن ثابت على مدحه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بسبعين بيتا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

ص: 406


1- بالأصل «الياس عن السلمي» و الصواب ما أثبت و قد مرّ في الرواية السابقة.

و أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة الصّالحاني، و أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عمر، عن ابن أبان، نا عبدة، عن أبي حيان التميمي (1)،عن حبيب بن أبي ثابت، قال:

أنشد حسّان بن ثابت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أبياته - و قال ابن حمدان أبياتا - فقال (2):

شهدت بإذن اللّه أن محمدا *** رسول الذي فوق السّماوات من عل (3)

و إن أبا يحيى و يحيى كلاهما *** له عمل في دينه متقبّل

و إن أخا الأحقاف إذ (4) قام فيهم *** يقول بذات اللّه فيهم و يعدل

فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«و أنا».

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا مالك بن إسماعيل النهدي، نا عمر بن زياد، عن عبد الملك بن عمير، قال: جاء حسّان بن ثابت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: أسمعك يا رسول اللّه ؟ قال:«قل حقا» قال:

شهدت بإذن اللّه أن محمّدا *** رسول الذي فوق السّماوات من عل

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم «و أنا أشهد»:

و إن الذي عادى اليهود ابن مريم *** نبي أتى من عند ذي العرش مرسل

فقال:«و أنا أشهد»:

و إن أبا يحيى و يحيى كليهما *** له عمل في دينه متقبّل

فقال:«و أنا أشهد»:

و إن أخا الأحقاف إذ يعدلونه *** يجاهد في ذات الإله و يعدل

ص: 407


1- الأغاني 151/4 و سير الأعلام 518/2 التيمي.
2- الأبيات في ديوانه ص 186 و الأغاني و سير الأعلام.
3- هذا البيت في اللسان «فلل» منسوبا إلى عبد اللّه بن رواحة و روايته فيه: شهدت و لم أكذب بأن محمدا رسول الذي فوق السموات من عل .
4- روايته الديوان إذ يعذلونه يقوم بدين اللّه فيهم فيعدل . و أخو الأحقاف: هو هود عليه السلام.

فقال:«و أنا أشهد».

و إن الذي بالجزع من بطن نخلة *** و من ذاتها فلّ عن الخير معزل (1)

فقال:«و أنا أشهد»[3009].

قال و نا محمد بن سعد، أنا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن محمّد، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة و هو في سفر:«أين حسّان بن ثابت» فقال: لبيك يا رسول اللّه و سعديك، قال:«خذ» فجعل ينشده و هو يصغي إليه و هو سائق راحلته حتى كاد رأس الراحلة يمس المورك حتى فرغ من نشيده، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لهذا أشدّ عليهم من وقع النبل»[3010].

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن (2) سعدوية، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون الرّوياني، نا إسحاق بن شاهين و محمد بن إسحاق، قالا: نا المعلّى بن عبد الرّحمن الواسطي، نا عبد الحميد بن جعفر، عن عمرو بن الحكم، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال:

جاءت بنو تميم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بشاعرهم و بخطيبهم فنادوا على الباب: يا محمد، أخرج إلينا، فإن مدحتنا زين، و إن شتمتنا شين. قال: فسمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فخرج إليهم و هو يقول:«إنما ذلكم اللّه الذي مدحته زين و شتمته شين، فما ذا تريدون»؟ قالوا:

نحن ناس من بني تميم جئناك بشاعرنا و خطيبنا لنشاعرك و نفاخرك فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما بشعر بعثت و لا بالفخار أمرت، و لكن هاتوا» قال: فقال الزّبرقان بن بدر لشاب من شبابهم (3):قم يا فلان اذكر فضلك و فضل قومك، قال: فقام فقال: الحمد للّه الذي جعلنا خير خلقه، و آتانا أموالا نفعل بها ما نشاء، فنحن من أهل الأرض من أكثرهم مالا، و أكثرهم عدة، و أكثرهم سلاحا، فمن أنكر علينا قولنا، فليأت بقول هو أفضل من قولنا، أو بفعال هو أفضل من فعالنا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لثابت بن قيس بن شماس:«يا

ص: 408


1- روايته في الديوان: و أن التي بالجزع من بطن نخلة و من دانها فلّ من الخير معزل و الجزع: قرية عن يمين الطائف و أخرى عن شماله. و نخلة: موضع بالحجاز بين مكة و الطائف.
2- بالأصل «عن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 47/20.
3- هو عطارد بن حاجب كما في الأغاني 147/4، و ذكر قوله باختلاف الرواية.

ثابت قم فأجبه» فقام ثابت فقال: الحمد للّه أحمده و أستعينه و أؤمن به و أتوكل عليه و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، فدعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس أحلاما فأجابوا، فالحمد للّه الذي جعلنا أنصاره و وزراء رسوله و عزا لدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أنه لا إله إلاّ هو فمن قالها منع ماله و نفسه و من أباها قاتلناه و كان رغمه في اللّه علينا هينا، أقول قولي هذا، و أستغفر اللّه للمؤمنين و المؤمنات. قال: فقال الزّبرقان بن بدر لشاب من شبابهم: قم فقل أبياتا تذكر فيها فضلك و فضل قومك فقال (1):

نحن الكرام فلا حيّ يعاد لنا *** نحن الرءوس و فينا تقسم الرّبع (2)

و نطعم الناس عند القحط أكلهم *** من السّديف (3) إذا لم يؤنس القزع

إنّا أبينا فلا يأبى (4) لنا أحد *** إنّا كذلك عند الفخر نرتفع

قال فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«عليّ ، بحسّان بن ثابت الأنصاري» قال: فأتاه الرسول، فقال: و ما يريد مني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا كنت عنده آنفا؟ قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم و بخطيبهم، فقام خطيبهم فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثابت بن قيس فأجابه، و تكلم شاعرهم فبعث إليك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فقال حسّان قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود، قال فجاء حسّان فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم «أجب» قال: يا رسول اللّه مره فليسمعني ما قال، قال:

أسمعه، ما قلت»، قال حسّان (5):

نصرنا رسول اللّه و الدين عنوة *** على رغم عات من معدّ و حاضر

ص: 409


1- الأبيات في الأغاني 148/1 من عدة أبيات منسوبة للزبرقان بن بدر. و قد وردت في ديوان حسان ص 144، و سيرة ابن هشام 208/4 و الطبري 118/3 بروايات مختلفة.
2- و في رواية: منا الملوك و فينا تنصب البيع. و كان من عادة أهل الجاهلية أن يأخذ الرئيس ربع الغنيمة خالصا صافيا لا ينازعه فيه أحد.
3- في الديوان: و نحن نطعم عند القحط مطعمنا من الشواء. و السديف: شحم السنام، و القزع: السحاب الرقيق.
4- عن الديوان و ابن هشام، و بالأصل «يأتي».
5- في هذا الموقع، ورد في ديوانه ص 145 و سيرة ابن هشام 211/4 و الطبري 118/3 و الأغاني 148/4 قصيدة عينية مطلعها - رواية الديوان-: إن الذوائب من فهر و إخوتهم قد بيّنوا سنّة للناس تتّبع و الأبيات التالية ليست في ديوانه ط بيروت.

بضرب كإيزاع المخاض مشاشة *** و طعن كأفواه اللقاح الصوادر

و سل أحدا يوم استقلّت شعابه *** بضرب لنا مثل الليوث الخوادر

ألسنا نخوض الحوض في حومة الوغى *** إذا طاب ورد الموت بين العساكر

و نضرب هام الدارعين و ننتمي *** إلى حسب من حزم غسّان قاهر

و لو لا حياء اللّه قلنا تكرما *** على الناس بالخيفين هل من منافر؟

فأحياؤنا من خير من وطئ الحصا *** و أمواتنا من خير أهل المقابر

قال: فقام الأقرع بن حابس فقال: يا محمد، إنّي و اللّه لقد جئت في أمر ما جاء به هؤلاء، و قد قلت شيئا فاستمعه، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هات»، قال (1):

أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا *** إذا اختلفوا (2) عند اذكار المكارم

و أنّا رءوس الناس من كل معشر (3) *** و أن ليس في أرض الحجاز كدارم

من أوله إلى هاهنا اللفظ لحديث إسحاق بن شاهين، ثم رجع إلى حديث محمد بن إسحاق و زاد:

و أن لنا المرباع من كل غارة *** تكون (4) بنجد أو بأرض التهائم

قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«قم فأجبه» قال، فقام حسّان فقال:

بنو دارم لا تفخروا إنّ فخركم *** يعود وبالا عند ذكر المكارم (5)

هبلتم علينا تفخرون و أنتم *** لنا خول ما بين ظئر و خادم

قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقد كنت غنيا يا أخا بني دارم أن يذكر منك ما قد كنت ظننت أن الناس قد نسوه منك حين يقول حسّان:«من بين ظئر و خادم»، ثم عاد حسّان إلى قوله:

ص: 410


1- البيتان في الطبري و ابن هشام نسبا للزبرقان بن بدر، و في الأغاني نسبا لعطارد بن حاجب.
2- في ابن هشام: إذا احتفلوا عند احتضار المواسم . و في الأغاني: إذا اجتمعوا وقت احتضار المواسم .
3- صدره في ابن هشام و الأغاني: بأنا فروع الناس في كل موطن .
4- عجزه في ابن هشام: نغير بنجد أو بأرض الأعاجم .
5- الشعر في ديوانه ص 229 و سيرة ابن هشام 212/4 و أورد في الأغاني بيتين غيرهما و هما من القصيدة عينها. و في المصدرين «بني» بدل «بنو».

و أفضل ما نلتم من المجد و العلا *** رفادتنا من بعد ذكر المكارم (1)

فإن كنتم جئتم لحقن (2) دمائكم *** و أموالكم أن تقسموا في المقاسم

فلا تجعلوا للّه ندّا و أسلموا *** و لا (3) تفخروا عند النبي بدارم

و إلاّ و ربّ البيت مالت أكفنا *** على رءوسكم بالمرهفات الصوارم (4)

قال: فقال رئيسهم (5):يا هؤلاء، إني و اللّه ما أدري ما هذا الأمر فيكم، فتكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتا و أحسن قولا، ثم دنا إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه قال: فأسلم، و أسلم أصحابه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يضرّك ما كان قبل هذا»[3011].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي (6)،أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني، نا أبو خليفة، نا محمد بن سلام، قال: لما قال حسّان بن ثابت للحارث المرّي:

و أمانة المرّي حيث لقيته *** مثل الزّجاجة صدعها لم يجبر (7)

قال الحارث: يا محمد أجرني من شعر حسّان فو اللّه لو مزج به ماء البحر مزجه، و قد وقعت إلي هذه القصّة بتمامها.

أخبرنا بها أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن محمد بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه، نا أبو محمد بن عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن النحاس، نا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، نا أبو عثمان سعيد البصري بمكحولان، نا عقبة بن سنان الهدادي، نا عثمان بن عثمان الغطفاني، عن محمد بن عمرو، عن أبي

ص: 411


1- عجزه في الديوان: ردافتنا عند احتضار المواسم .
2- عن الديوان و ابن هشام و في الأصل «لحقتم».
3- عجزه في الديوان و ابن هشام: و لا تلبسوا زيّا كزيّ الأعاجم .
4- مكانه في الديوان: و إلاّ أبحناكم و سقنا نساءكم بصمّ القنا، و المقربات الصلادم
5- هو الأقرع بن حابس كما في ابن هشام و الأغاني.
6- بالأصل «السمرقند».
7- من ثلاثة أبيات في ديوانه ص 121 و بالأصل:«لا يجبر» و المثبت «لم يجبر» عن الديوان فالأبيات مكسورة الروي.

سلمة، عن أبي هريرة قال: جاء الغطفاني إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا محمد شاطرني تمر المدينة و إلاّ ملأتها عليكم خيلا و رجالا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«حتى أستأذن السعود»، فدعا سعد بن معاذ و سعد بن عبادة و أسعد بن زرارة فقال:«ها قد تعلمون أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة و هذا الحارث الغطفاني يسألكم أن تشاطروه تمر المدينة فادفعوها إليه إلى يوم ما» قالوا: يا رسول اللّه إن كان هذا أمرا من أمر اللّه عزّ و جلّ فالتسليم لأمر اللّه، و إن كان أمر من أمرك أو هوى من هواك فأمرنا لأمرك تبع، و هوانا لهواك تبع، و إلاّ فو اللّه لقد كنا نحن و هم في الجاهلية على سواء ما كانوا ينالون تمرة و لا بسرة إلاّ شراء أو قرى، فكيف و قد أعزنا اللّه بك و بالإسلام ؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ها يا حارث قد نسمع» فقال: يا محمّد غدرت فأنشأ حسّان يقول (1):

يا حار من يغدر بذمّة جاره *** منكم فإن محمّدا لم يغدر (2)

و أمانة المري حيث لقيتها *** كسر الزّجاجة صدعها لا يجبر (3)

إن تغدروا فالغدر من عاداتكم *** و اللؤم (4) ينبت في أصول السخبر

قالوا: يا محمد اكفف عنا لسانه، فو اللّه لو مزج بماء البحر لمزجه. قال أبو إسحاق: و السّخبر: حشيش ينبت حول المدينة[3012].

أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد المتوكلي، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي (5)،أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ، نا أحمد بن محمد بن سلم المحرمي، نا أبو سعيد عبد اللّه بن شبيب (6)،نا

ص: 412


1- الأبيات في ديوانه ص 121 مكسورة الروي، و الأول و الثاني في أسد الغابة 409/1 مرفوعة الروي، و الأول و الثالث في الأغاني 155/4 مكسورة الروي. و الأول و الثاني في الاستيعاب 303/1 و الأول فيه مكسور الروي و الثاني مرفوع الروي. و في المصادر رواية مختلفة كانت سببا لقول حسّان فيه ما قال.
2- فقط في أسد الغابة: لا يغدر.
3- في الديوان:«لم يجبر» و على هذه الرواية ففي البيت إقواء. و قد مرّ أنه في أسد الغابة فالقافية مرفوعة فلا إقواء فيه على روايتها.
4- الديوان و الأغاني: إن تغدروا فالغدر منكم شيمة و الغدر .
5- ترجمته في تاريخ بغداد 81/11.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 474/9.

محمد بن موسى المطرز، نا أبو جعفر المسندي (1)،قال: سمعت جدي محمد بن مسعر يقول: لما حدث ابن عيينة بحديث جدّ بن قيس أنشدنا لحسّان بن ثابت:

و سأل رسول اللّه و الحق لازم *** لمن سأل منا من تسمّون سيّدا

فقلنا له جد بن قيس على الذي *** بنخلة فينا و قد نال سوددا

فقال: و أيّ الداء أدوى من التي *** رميتم بها جدا و أعلى بها ندا

نسود بشر بن البراء لجوده *** و حق لبشر ابن البراء أن يسودا

فليس بخاط خطوة لدنية *** و لا باسط يوما إلى سوأة يدا

إذا جاءه السّوّال أنهب ماله *** و قال خذوه إنّه عائد غدا

فلو كنت يا جد بن قيس على التي *** على مثلها بشر لكنت المسوّدا

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو بكر محمد بن الحسين، و أبو الدر ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد الصّريفيني، أنا محمد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني علي بن صالح، عن جدي عبد اللّه بن مصعب أنه سمع حسّان أنشد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (2):

لقد غدوت أمام القوم منتطقا *** بصارم مثل لون الملح قطّاع

تحفز عني نجاد السّيف سابغة *** فضفاضة مثل لون النّهي بالقاع

قال: فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فظن هو أنه يضحك من ضعفه و جبنه.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد الطوماري، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، نا عبد اللّه بن شبيب، نا إبراهيم بن المنذر، نا معن بن عيسى، قال: بينما حسّان بن ثابت في أطمة فارع، و ذلك في الجاهلية إذ قام من جوف الليل فصاح: يا آل الخزرج (3)،فجاءوه و قد فزعوا فقالوا: ما لك يا ابن الفريعة قال: بيت قلته فخشيت أن أموت قبل أن أصبح،

ص: 413


1- ترجمته في تاريخ بغداد 64/10 و سير الأعلام 658/10 و اسمه عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن اليمان.. قيل له المسندي لأنه كان يطلب الأحاديث المسندة و يرغب عن المقاطيع و المراسيل.
2- ديوانه ص 149.
3- في سير أعلام النبلاء 520/2 يا بني قيلة.

فيذهب ضيعة، خذوه عني قالوا: و ما قلت ؟ قال: قلت (1):

ربّ حلم أضاعه عدم المال *** و جهل غطّى عليه النّعيم

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبد اللّه، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني المعروف ببزرويه، حدّثني إسحاق بن أحمد، نا محمد بن حميد و زنيج (2)،قالا: نا سلمة بن الفضل، قال: فحدّثني محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة و عبد اللّه بن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال: لما قال حسّان بن ثابت هذه القصيدة (3):

منع النّوم بالعشاء الهموم *** و خيال إذا تغور النّجوم

من حبيب أصاب (4) قلبك منه *** سقم، فهو داخل، مكتوم

يا لقومي هل يقتل المرء مثلي *** و اهن البطش و العظام سئوم

شأنها (5) العطر و الفراش و يعلوها *** لجين و لؤلؤ منظوم

لو يدبّ الحوليّ من ولد الذرّ *** عليها لأندبتها الكلوم

لم يفقها شمس النّهار بشيء *** غير أنّ الشباب ليس يدوم

نادى بأعلى صوته على أطمة فارع (6) يا بني قيلة فلما اجتمعوا قالوا: ما لك ويلك قال: قلت قصيدة لم يقل أحد من العرب مثلها قبلي، ثم أنشدهم هذه القصيدة. و في غير هذا الخبر فقالوا: أ لهذا جمعتنا؟ فقال: و هل يصبر من به وحر الصّدر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم

ص: 414


1- البيت في ديوانه ص 224 من قصيدة يذكر عدة أصحاب اللواء يوم أحد، و انظر سيرة ابن هشام 156/3 و سير الأعلام 520/2.
2- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب، و اسمه محمد بن عمرو، قيل هو: البلخي، و قيل: المروزي.
3- الأبيات في ديوانه ص 224 و سيرة ابن هشام 156/3 و الخبر و الأبيات في سير أعلام النبلاء 519/2 - 520.
4- ابن هشام: أضاف.
5- الديوان: همها.
6- حصن بالمدينة (معجم البلدان).

عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد البزاز، نا عبد الرّحمن بن الحارث الجحدري، نا الحسين بن محمد، نا أبو أويس، عن حسين بن عبد اللّه، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خرج و قد رشّ حسّان فناء أطمه، و أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سماطين، و بينهم جارية لحسّان يقال لها سيرين (1)،و معها مزهر لها تغنيهم و هي تقول في غنائها:

هل عليّ ويحكم *** إن لهوت من حرج

فتبسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قال:«لا حرج» كذا قال، و الصواب جحدر، و هو لقب لعبد الرّحمن بن الحارث[3013].

أخبرنا أبو بكر بن المزرقي (2)،أنا أبو علي الحسن بن عبد الودود بن عبد المتكبر بن هارون بن المهتدي باللّه، أنا أبي أبو الحسن عبد الودود، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم البزاز، نا يحيى بن محمد بن البختري، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا عبد الرّحمن - يعني - ابن أبي الزناد، حدّثني أبي قال (3):ذكر عند خارجة بن زيد بن ثابت الغناء يوما فقال: و اللّه إن كان لظاهرا كثيرا في كل مأدبة، و لكنه يومئذ لم يكن يحضر فيما يحضر اليوم من سوء الدعة و سوء الدعة و سوء الحال.

قال خارجة: فلقد رأيتنا في مأدبة دعينا لها في آل نبيط و حسّان بن ثابت بيني و بينه عبد الرّحمن - يعني - ابن حسّان و ذلك بعد ما أصيب بصره فقدم الطعام فلم يقدم طعام إلاّ قال حسّان: أ طعام يد يا بني أم طعام يدين ؟ فيقول: طعام يدوما أشبهه حتى أتى بالشواء، فقال ابن حسّان: يا أبتاه طعام يدين، فلم يذقه، ثم رفع الطعام و أخرجوا قينتين فغنتا بشعر حسّان لا أعلم إلاّ قال حرتين و قالت فيما يقولان:

انظر نهارا بباب جلّق هل *** تؤنس دون البلقاء من أحد (4)

فجعل يبكي و يقول: لقد رآني هنالك سميعا بصيرا فلما سكتتا همدا عنه البكاء

ص: 415


1- في مختصر ابن منظور 296/6 «شيرين».
2- بالأصل «المزرقي» و الصواب ما أثبت.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 520/2-521 باختلاف الرواية و باختصار.
4- البيت في ديوان حسان ص 66 و صدره برواية: انظر خليلي ببطن جلّق هل

فيشير إليهما عبد الرّحمن غنيّا فإذا غنّيا، هاجتا عليه للبكاء قال خارجة: فعجبت لعمر و اللّه ما ذا يعجبه أن يبكي أباه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، أنا الأستاذ أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصّابوني أنا أبو محمد [الحسن] (1) بن أحمد بن محمد المخلدي، أنا أبو الفضل يعقوب بن يوسف القاضي، نا سعيد بن مسعود، نا عبد الملك بن قريب الأصمعي، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد قال: قلت له: يا أبا يزيد أ كان هذا الغناء يكرر قال: كان يكرر في العرسات (2) أو قال عند التزويج و لا يحضر من السّفه ما يحضر به اليوم، ثم قال: كان في أخوالنا بني نبيط مدعاة فكان فيها حسّان بن ثابت و ابنه و قد كفّ بصره و جاريتان تنشدان:

انظر خليلي بباب جلّق هل *** تؤنس دون البلقاء من أحد

أجمال شعثاء إذ ظعنّ (3) من *** المحبس بين الكثبان و السّند

قال: و جعل حسّان يبكي، قال: و هذا شعره، قال: و ابنه يقول للجارية زيدي قال: فأعجبني ما ذا يعجبه من أن يبكي أباه قال: ثم جيء بالطعام فقال حسّان لابنه:

أ طعام يدأم طعام يدين ؟ قال: طعام يد، قال: فأكل من الثريد، قال: ثم أتى بالشواء، فقال: أ طعام يد أو طعام يدين ؟ قال: طعام يدين، فلم يأكل.

أنبأناه أبو علي بن نبهان، و أبو القاسم غانم بن محمد، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني، أنا عمر بن عبد اللّه بن جميل العتكي، أخبرني أصحابنا، عن الأصمعي منهم الرياشي و السجستاني و غيرهما قال أبو جعفر: و نا إبراهيم بن محمد بن عرفة، نا أبو حازم الباهلي، نا الأصمعي، عن ابن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، قال: دعينا إلى مدعاة في أخوالنا ح.

قال: و حدّثني محمد بن الحسن بن دريد، نا أبو حاتم، نا الأصمعي، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، قال الأصمعي و ذكره عبد اللّه بن مصعب

ص: 416


1- سقطت من الأصل و استدركت عن ترجمته في سير الأعلام 539/16.
2- سير الأعلام 520/2 العريسات.
3- في الديوان ص 66: جمال شعثاء قد هبطن من.

الزبيري يزيد بعضهم على بعض و هذا لفظ ابن دريد قال: كانت مأدبة في زمن عثمان فدعي لها الناس، و كان فيهم عدة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و فيهم زيد بن ثابت، و خارجة بن زيد، و حسّان بن ثابت، و عبد الرّحمن بن حسّان، و قد كفّ حسّان و ثقل سمعه و كان إذا دعي قال: أخرس (1) أم عرس أم إعذار (2)؟ثم يجيب. قال خارجة:

فأتينا بالطعام فجعل حسّان يقول لابنه: أ طعام يد أم طعام يدين ؟ فإذا قيل طعام يد أكل، و إذا قيل طعام يدين أمسك. و في حديث أبي حازم: فأتي بالشواء فقال: أ طعام يد أم طعام يدين فامتنع ثم أتى بالثريد فقال: أ طعام يد أم طعام يدين ؟ فقال: طعام يد فأكل، رجع، إلى حديث ابن دريد: فلما فرغ القوم ثنيت له وسادة، و أقبلت الميلاء، و هي يومئذ شابة، فوضع في حجرها مزهر فضربت، ثم غنّت فكان أوّل ما بدأت بشعر حسّان:

انظر حبيبي بباب جلق هل *** تؤنس دون البلقاء من أحد

أ جمال شعثاء إذ هبطن من *** المحض بين الكثبان فالسّند

يحملن (3) حور العيون يرفلن في *** الرّبط حسان الوجوه كالبرد

من دون بصرى و خلفها جبل الثلج *** عليه السّحاب كالقدد (4)

إني و أيدي المخيّسات (5) و ما *** يقطعن من كل سربخ جدد (6)

و البدن، إذ قرّبت لمنحرها *** حلفة برّ اليمين مجتهد

ما حلت عن عهد ما علمت و لا *** أحببت حبي إياك من أحد

تقول شعثاء: لو صحيت عن الخمر *** لأصبحت (7) مثري العدد

ص: 417


1- الخرس: طعام يصنع لسلامة النفساء (اللسان: خرس).
2- الأعذار: طعام يصنع للختان (اللسان: عذر).
3- روايته في ديوانه ص 66: يحملن حوّاء، حور المدامع في الر يط و بيض الوجوه كالبرد. الريط واحدتها ريطة و هي الملاءة.
4- لعله أراد بجبل الثلج جبل حرمون، من جبال السلسلة الشرقية في لبنان و هو مطل على سوريا و الجولان و فلسطين و الأردن.
5- عن الديوان و بالأصل:«المحبسات».
6- السربخ: الأرض البعيدة، و الجدد: الأرض الغليظة.
7- في الديوان: تقول شعثاء: لو تفيق من الكأس لألفيت.

أهوى حديث النّدمان في (1) *** وضح الفجر و صوت المسامر الغرد

فلا أخدش الخدش بالنديم و لا *** يخشى نديمي (2) إذا انتشيت يدي

بأبى لي السّيف و السّنان [و قوم] *** (3) لم يضاموا كلبدة الأسد

فطرب حسّان و بكى و قال: لقد أراني هناك سميعا بصيرا، و عيناه تنضحان على خديه، و هو مصغ لها. و جعل عبد الرّحمن يشير إليها و يقول: أعيدي و أسمعي الشيخ، قال خارجة: فيعجبني لعمرو اللّه ما يعجب عبد الرّحمن من بكاء أبيه.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو الهيثم إسماعيل بن محمد بن سويد المعدّل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا غسل بن ذكران، أنا الثوري عن الأصمعي، عن ابن أبي طرفة، قال: جلس حسّان بن ثابت يوما و معه ابنته ليلى فجعل يريد شعرا يقوله فقال:

متاريك أذناب الأمور إذا اعترت تركنا الفروع و اجتثتها أصولها (4)ثم جعل يريد الزيادة فلا يقدر فقالت له ابنته كأنك قد اجبلت قال: نعم، قالت:

أ فأجيز؟ عنك قال: نعم، فقالت:

مقاويل بالمعروف خرس عن الخنا *** كرام يعاطون العشيرة سؤلها

فجثى حسّان فقال:

و قافية مثل السّنان رزينة *** تناولت (5) من جوّ السّماء نزولها

فقالت:

يراها الذي لا ينطق الشعر عنده *** و يعجز عن أمثالها أن يقولها

فقال: لا و اللّه لا قلت بيت شعر ما دمت حية، قالت: أ و أؤمنك قال: فذاك، قالت: فأنت آمن أن أقول بيت شعر ما بقيت.

ص: 418


1- الديوان: في فلق الصبح.
2- الديوان: جليسي.
3- الزيادة لاستقامة الوزن عن الديوان، و فيه أيضا: اللسان بدل السنان.
4- البيت في ديوانه ص 196 برواية: متاريك أذناب الحقوق إذا التوت أخذنا الفروع و اجتنبنا أصولها
5- ديوانه: و قافية عجت بليل رزينة تلقيت.

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد و أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد و أبو علي بن نبهان ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو يعلى بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى، حدّثني عبد اللّه بن شبيب [أنا] (1) أبو سعيد، عن زهير، حدّثني أبو غزية و عبد الجبار بن سعيد، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه زيد بن ثابت أن حسّان بن ثابت قال في مقتل المنذر بن عمرو يرثيه:

صلّى الإله على ابن عمرو إنّه *** صدق الإله و صدق ذلك أوفق

قالوا له أمرين فاختر منهما *** فاختار في الرأي الذي هو أرفق (2)

قال زبير: و قال أبو غزيّة: لحسّان بن ثابت مواضع، هو شاعر الأنصار، و شاعر اليمن، و شاعر أهل القرى، و أفضل ذلك كله هو شاعر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم غير مدافع.

قال و نا أبو (3) العباس، أنا ابن شبيب، حدّثني محمد بن فضالة، عن خلاد بن إبراهيم، عن محمد بن قيس بن شماس، قال: توفي حسّان في آخر ولاية معاوية.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عبيد اللّه المرزباني النحوي: عليك بمدارسة الشعر فإنه أشرف الآداب و أكرمها و أنورها به يسخو الرجل، و به يتظرّف، و به يجالس الملوك، و به يخدم و بتركه يتّضع، ثم قالت: إنك إذا وردت على الملك وجدت عنده النابغة و سأصرف عنك معرته، و علقمة بن عبدة و سأكلم المعلاة أختي حتى ترد عنك سورته، قال حسّان (4):فقدمت على عمرو بن الحارث فاعتاص عليّ الوصول إليه، فقلت للحاجب بعد مدة إن أنت أذنت لي عليه و إلاّ هجوت اليمن كلها، ثم انتقلت (5) عنها. فأذن لي عليه، فلما وقفت بين يديه وجدت النابغة

ص: 419


1- زيادة لازمة.
2- البيتان ليسا في ديوانه ط بيروت.
3- كتبت اللفظة فوق السطر.
4- الخبر في الأغاني 158/15.
5- الأغاني: ثم انقلبت عنكم.

جالسا عن يمينه، و علقمة جالسا عن يساره، فقال لي: يا ابن الفريعة قد عرفت عيصك (1) و نسبك في غسّان فارجع فإني باعث إليك بصلة سنية، و لا احتاج إلى الشعر، فإني أخاف عليك هذين السّبعين أن يفضحاك و فضيحتك فضيحتي، و أنت اليوم لا تحسن أن تقول:

رقاق النعال طيّب حجزاتهم *** يحيّون بالرّيحان يوم السّباسب (2)

[فأبيت] (3) فقلت: لا بد منه، فقال: ذاك إلى عميك. فقلت: أسألكما بحق الملك الحراب إلاّ ما قدمتماني عليكما فقالا: قد فعلنا. فقال: هات، فأنشأت أقول و القلب وجل:

أ سألت رسم الدار أم لم تسأل *** بين الجوابي فالبضيع فحومل (4)

حتى أتيت على آخرها.

فلم يزل عمرو بن الحارث يزحل (5) عن مجلسه سرورا حتى شاطر البيت و هو يقول: هذه و اللّه البتارة، التي قد بترت المدائح، هذا و أبيك الشعر لا ما تعللاني به منذ اليوم، يا غلام ألف دينار مرموجة، فأعطيت ألف دينار و في كل دينار عشرة دنانير ثم قال لك عليّ مثلها في كل سنة.

قم يا زياد بن ذبيان فهات الثناء المسجوع، فقام النابغة فقال: ألا أنعم صباحا أيّها الملك المبارك، السّماء غطاؤك (6)،و الأرض قطاؤك (7)،و والدي فداؤك، و العرب وقاؤك، و العجم حماؤك، و الحكماء وزراؤك (8)،و العلماء جلساؤك، و المقاول

ص: 420


1- العيص بالكسر: الأصل.
2- البيت للنابغة الذبياني، ديوانه ط بيروت ص 22 و الأغاني 158/15.
3- الزيادة عن الأغاني.
4- البيت في ديوانه ط بيروت ص 179. أراد بالجوابي جابية الجولان، و الجولان: ما بين دمشق إلى الأردن يسرة عن الطريق لمن يريد دمشق من الأردن، و البضيع: جبل قصير أسود على تل بأرض البلسة بين سيل و ذات الصنمين بالشام.
5- أي يتنحى.
6- الأصل «عطاؤك» و المثبت عن الأغاني.
7- الأغاني: وطاؤك.
8- الأغاني:«جلساؤك» و سقطت اللفظة التالية منها.

شمارك (1)،و العقل شعارك، و الحلم دثارك، و السكينة مهادك، و الصّدق رداؤك، و اليمن حذاؤك، و البر فراشك، و أشراف (2) الآباء آباؤك، و أطهر الأمهات أمهاتك، و أفخر الشبان أبناؤك، و أعفّ النساء حلائلك، و أعلى البنيان بناؤك، و أكرم (3) الأجداد أجدادك، و أفضل الأخوال أخوالك، و أنزه الحدائق حدائقك، و أعذب المياه مياهك قد لازم الردن أو قد حالف الإضريح عاتقك، و لاوم المسك مسكك (4)،و قابل الصرو ترائبك (5)،العسجد قواريرك، و اللجين صحافك (6)،و الشهاد إدامك، و الخرطوم شرابك، و الأبكار (7) مستراحك، و العبير تتواسك (8)،و الخير بفنائك و الشر في ساحة أعدائك، و الذهب (9) عطاؤك، و ألف دينار مرموجة (10) إنماؤك، و ألف دينار موجوهة إيتاؤك، و النصر منوط بأبوابك (11)،زين قولك فعلك، و طحطح (12) عدوك غضبك، و هزم مغايبهم مشهدك، و سار في الناس عدلك، و سكّن قوارع الأعداء ظفرك (13)، أ يفاخرك ابن المنذر (14) اللخمي فو اللّه لقفاك خير من وجهه، و لشمالك خير من يمينه، و لصمتك خير من كلامه، و لأمّك خير من أبيه، و لخدمك خير من عليّة قومه، فهب لي أسارى (15) قومي، و استرهن بذلك شكري، فإنك من أشراف قحطان، و أنا من سروات عدنان.

فرفع عمرو بن الحارث رأسه إلى جارية كانت على رأسه قائمة فقالت مثل ابن الفريعة فليمدح الملوك، و مثل زياد فليثن على الملوك و هذه القصيدة:

ص: 421


1- كذا، و في الأغاني: و المدارة سمّارك و المقاول إخوانك.
2- الأغاني: و خير.
3- الأغاني: و أشرف.
4- المسك بالفتح: الجلد.
5- الأغاني: و جاور العنبر ترائبك.
6- بالأصل «ضمانك» و المثبت عن الأغاني.
7- بالأصل: الأركاد، و المثبت عن الأغاني.
8- كذا، و لم أحله، و ليست في الأغاني.
9- عن الأغاني و بالأصل: و الذهاب.
10- عن الأغاني و بالأصل: و الذهاب.
11- الأغاني: بلوائك.
12- طحطحه: بدده و فرّقه.
13- بالأصل؛«و سكن بتاريخ أنبلا ظفرك» كذا، و العبارة المثبتة عن الأغاني.
14- الأغاني:«المنذر اللخمي» بسقوط لفظة «ابن».
15- بالأصل «أثاري» و المثبت عن الأغاني.

أ سألت رسم الدّار أم لم تسأل *** بين الجوابي فالبضيع فحومل

فالمرج، مرج الصّفّرين فجاسم *** فديار سلمى درّسا لم تحلل (1)

دار لقوم قد أراهم مرّة *** فوق الأعزة، عزّهم لم يثقل

للّه درّ عصابة نادمتهم *** يوما بجلّق في الزمان الأول

أولاد جفنة عند قبر أبيهم *** قبر ابن مارية الكريم المفضل

مارية أمهم، المفضل الذي يفضل ما ملك، و معنى حول قبر أبيهم: أي هم آمنون لا يبرحون و لا يخافون، كما تخاف العرب و هم مخصبون لا ينتجعون:

يسقون من ورد البريص (2) عليهم *** بردا (3) يصفّق بالرّحيق السّلسل

بردا أراد ثلجا يصفق بمرح. الرحيق الخمرة البيضاء، السلسل ينسل في الحلق يذهب. و يروى: بردى ممال و هو نهر.

يسقون درياق المدام و لم تكن *** تغدو ولائدهم لنقف الحنظل (4)

أي شرابهم في الأشربة بمنزلة الدرياق في الدواء.

سمعت أبا عبد اللّه إبراهيم بن محمد بن عرفة يقول: درياق و ترياق و طرياق، و قوله و لم تكن تغدو ولائدهم لنقف الحنظل أي هم ملوك يخدمون و هم في سعة لا يحتاجون إلى ما يحتاج إليه العرب من نقف الحنظل و غيره:

بيض الوجوه كريمة أحسابهم *** شمّ الأنوف من الطّراز الأول

شم الأنوف: يقول هم أصحاب كبر و تيه و الأشم: المرتفع، و إنما خص الأنف بذلك لأن الأنفة و الحمية و الغضب فيه و لم يدر بذلك طول الأنف. و العرب تقول:

شمخ بأنفه فضرب المثل بالأنف للكبر و العزة، و منه قوله عز و جل سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (5).

و أنشدني أبو خليفة عن محمد بن سلام و أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد بن

ص: 422


1- مرج الصّفّرين: مرج بغوطة دمشق، و جاسم: قرية بطرف الجولان.
2- البريص: نهر بدمشق.
3- كذا بالأصل:«بردا» و الديوان بردى: و هو نهر في دمشق. و سينبه المصنف إلى رواية الديوان.
4- في الديوان:«درياق الرحيق... تدعى ولائدهم».
5- سورة القلم، الآية:16.

عرفة، عن ابن سلام - يعني - عبيد اللّه بن إسحاق بن سلام و أنشدني اليزيدي عن عمه عن الأصمعي للفرزدق:

[يا] ظميا ويحك إنّي ذو محافظة *** أنمي إلى معشر شمّ الخراطيم (1)

و قوله: من الطراز الأول، يقول: هم مثل آبائهم الأشراف المتقدمين الذين لا تشبه خلائقهم و أفعالهم هذه الأفعال المحدثة:

يغشون حتى لا تهرّ كلابهم *** لا يسألون عن السّواد المقبل

يقول: إن منازلهم لا تخلو من الأضياف و الطراف و العفاة فكلابهم لا تهر على من يقصد منازلهم و هذا كما قال حاتم الطائي:

فإن كلابي قد أقرّت و عوّدت *** قليل على من يعتريني هديرها (2)

و قوله: لا يسألون عن السّواد المقبل، أي هم في سعة لا يبالون كم نزل بهم من الناس و لا يهولهم الجمع الكثير و هو السواد إذا قصدوا نحوهم.

فلبثت أزمانا طوالا فيهم *** ثم ادّكرت كأنني لم أفعل

بقيت دهرا فيهم ثم انتقلت، فتذكرت ما كنت فيه فكأنه شيء لم يكن، فلم يبق إلاّ الحديث و الذكر، يقول:

إمّا تري رأسي تغيّر لونه *** شمطا فأصبح كالثّغام الممحل (3)

إمّا تري، يخاطب امرأة، و الثّغامة: شجرة بيضاء نورها و ورقها كأنها القطن يشبّه الشيب بها، و منه الحديث أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بأبي قحافة يوم الفتح و كأن رأسه ثغامة فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم «غيّروه»[3014].

و قوله: الممحل، المحل: قلة المطر، و الثغامة إذا قل المطر كان أشد لبياضها لأنها تيبس و تجف فيخلص بياضها و لا تخضرّ.

فلقد يراني الموعديّ و كأنني (4) *** في قصر دومة أو سواء الهيكل

ص: 423


1- البيت في ديوان الفرزدق ط بيروت 181/2 و الزيادة عنه للوزن.
2- ديوان حاتم ط بيروت ص 63 و فيه: و إن كلابي قد أهرت... هريرها.
3- في الديوان:«المحول».
4- الديوان: و لقد براني موعدي كأنني.

يقول كأن يراني الذي يتوعدني و يتهددني في العزّ و المنعة، كأنني مع أولاد جفنة بدومة الجندل و هو منزل بالشام، و أصحاب الحديث يقولونه بفتح الدال دومة الجندل، و أهل الأعراب بضم الدال، و قوله: سواء الهيكل: أي وسط الهيكل، و الهيكل بيت للنصارى يعظمونه:

و لقد شربت الخمر في حانوتها *** صهباء صافية كطعم الفلفل

يسعى عليّ بكأسها متنطّف *** فيعلّني منها، و إن لم أنهل

المتنطف (1) الذي في أذنه قرط ، و يروى: بكأسها منتطق، أي في وسطه منطقة.

فيعلّني: يسقيني من بعد مرّة و النهل الريّ هاهنا، و العلل الشرب الثاني، و منه الحديث:

حدّثنا الهيثم بن بحر العبسي و غيره، نا بشر بن محمد السّكري، نا عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحر بن الصّباح النّخعي، عن أبي معبد الخزاعي في قصّة أم معبد و ذكر الحديث و فيه: فسقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أصحابه من لبن الشاة حتى رووا، و شرب آخرهم و قال:«ساقي القوم آخرهم شربا»[3015] فشربوا جميعا عللا بعد نهل، و قال الشاعر و هو رجل من الأعراب و نزل على قوم فسقوه فشكر فأنشأ يقول:

علّلاني إنما الدنيا علل *** و اسقياني عللا بعد نهل

ثم نحر ناقته فأطعم أصحابه لحمها و جعل يقول:

و انشلا ما أغبر من قدريكما *** و اسقياني أبعد اللّه الجمل

حدّثني بذلك أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد بن عرفة، و أخبرنيه أبو طالب محمد بن علي بن دعبل الخزاعي، عن العباس بن هشام الكلبي، عن أبيه بنحو ذلك قال: ثم أصبح و أفاق من سكره فسأل عن جمله فقيل: نحرته فجعل يبكي و يقول وا رجلتاه.

إنّ التي عاطيتني فرددتها *** قتلت قتلت، فهاتها لم تقتل

و يروى:«إن التي ناولتني» (2)،قتلت: أي صب فيها الماء فمزجت فهاتها صرفا غير ممزوج.

ص: 424


1- بالأصل «المنتطف».
2- و هي رواية الديوان ص 181.

كلتاهما حلب العصير فعاطني *** بزجاجة أرخاهما للمفصل

قوله كلتاهما حلب العصير: يعني الخمر و الماء، أرخاهما للمفصل أي الصّرف، و المفصل - بكسر الميم-: اللسان، و المفصل واحد المفاصل.

بزجاجة رقصت بما في جوفها *** رقص القلوص براكب مستعجل

المعنى رقص ما في جوفها فيها، و يروى: في قعرها (1):

حسبي أصيل في الكرام و مذودي *** تكوي مواسمه جيوب المصطلي (2)

مذوده: لسانه، يقول: من اصطلى بناري، أي من تعرض لي و سمت جنبه بلساني أي بهجائي:

و لقد تقلّدنا العشيرة أمرها *** و نسود يوم النائبات و نعتلي

يعني: أن عشيرتهم تفوّض أمرها إليهم و تطيعهم و التقليد هاهنا الطاعة، أنشدني أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد بن عرفة و أبو موسى النحويان في هذا المعنى:

فقلّدوا أمركم للّه درّكم *** رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا

و يسود سيّدنا جحاجح سادة *** و يصيب قائلنا سواء المفصل

الجحاجح: السادة، فقال: ساده سادة تأكيدا، و قائلهم: خطيبهم، و سواء المفصل: وسط المفصل، و السواء: الوسط ، و منه قوله عزّ و جلّ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوٰاءِ الْجَحِيمِ (3) أي يفصل الخطة العظيمة و الأمر العظيم.

و تزور أبواب الملوك ركابنا *** و متى نحكّم في البرية نعدل

و فتى يحبّ الحمد يجعل ماله *** من دون والده، و إن لم يسأل

يعطي العشيرة حقّها و يزيدها *** و يحوطها في النائبات المفضل (4)

قال: أنا أبو جعفر، قال: فحدّثني أبو خليفة عن ابن سلام، قال (5):و من الشعر

ص: 425


1- و هي رواية الديوان ص 181.
2- في الديوان:«نسبي أصيل... جنوب المصطلي».
3- سورة الصافات، الآية:55.
4- البيت ليس في ديوانه.
5- طبقات الشعراء لابن سلام ص 87-88 و ذكر أربعة أبيات، منها البيتان الواردان بالأصل.

الرائع الجيد ما مدح به حسان بن ثابت رضي اللّه عنه بني جفنة من غسّان ملوك الشام في كلمته:

للّه درّ عصابة نادمتهم *** يوما بجلّق في الزمان الأوّل

يغشون حتى ما تهرّ كلابهم *** لا يسألون عن السّواد المقبل

سمعت اليزيدي يحكي عن عمه قال: و من المختارات قصيدة حسّان في بني جفنة التي أولها:

أ سألت رسم الدار أم لم تسأل

أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، عن سعيد بن علي بن محمد الزنجاني، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن الصّيدلاني الثقفي، أنا أبو علي الحسن بن الحسن الفقيه السّجزي [أنا] (1) أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي، نا أبو رجاء الغنوي، حدّثني أبي، حدّثني عمر بن شبة، حدّثني هارون بن عبد اللّه الزبيري، حدّثني يوسف بن عبد اللّه الماجشون، عن أبيه قال: قال حسّان بن ثابت أتيت جبلة بن الأيهم الغساني و قد مدحته فقال لي: يا أبو الوليد إنّ الخمر قد شفعتني فاذممها لعلي أرفضها فقلت:

و لو لا ثلاث هن في الكأس لم يكن *** لها ثمن من شارب حين يشرب

لها نزق مثل الجنون و مصرع *** دنيء و إن العقل ينأى و يغرب

فقال: أفسدتها فحسّنها، فقال:

و لو لا ثلاث هن في الكأس أصبحت *** كأنفس ما لا يستفاد و يطلب

أماتتها و النفس تظهر طيبها *** على حزنها و الهمّ يسلي فيذهب

فقال: لا جرم و اللّه لأتركنها، كذا قال الزبيري.

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده، و قال: اروه عني - أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (2)،نا محمد بن

ص: 426


1- الزيادة للإيضاح.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 243/2.

سهل بن الفضل الكاتب، نا أبو زيد - يعني عمر بن شبة - حدّثني هارون بن عبد اللّه الزّهري، و هو أبو يحيى هارون بن عبد اللّه بن محمد بن كثير من ولد عبد الرّحمن بن عوف الزهري، نا يوسف بن عبد العزيز بن الماجشون، عن أبيه قال: قال حسان بن ثابت: أتيت جبلة بن الأيهم الغساني و قد مدحته، و كان حسّان قد اشتكى فقال له: ما تشتهي يا أبا الوليد؟ قال: ما لا تقدرون عليه، قال: نتكلفه لك، قال رطبات مختلفات (1) من بنات ابن طاب، فقال: هذا ما لا يقدر عليه أحد ببلادنا هذه، و قال له:

يا أبا الوليد إنّ الخمر قد شغفتني فاذممها لعليّ أرفضها (2).فقال (3):

لو لا ثلاث هن في الكأس لم يكن *** لها ثمن من شارب حين يشرب

لها نزق مثل الجنون و مصرع *** دنيء و إن العقل ينأى و يعزب

فقال: أفسدتها فحسّنها، فذكر مثل البيتين المتقدمين سواء. فقال: لا جرم لا أدعها أبدا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصوّاف، أنا أبو محمد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر البخاري، قال: قال حسّان بن ثابت في يوم اليرموك (4):

لمن الدار أقفرت بمعان *** بين أعلى اليرموك فالحفان (5)

و القريّات من بلاس (6) فداريّا *** فسكان (7) القصور الدّواني

ص: 427


1- في الجليس الصالح:«محلقمان» و المحلقم من البلح ما بلغ الإرطاب ثلثيه. و ابن طاب نخلة بالمدينة، و قيل: ضرب من الرطب.
2- بالأصل:«أن قصهما» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- الأبيات ليست في ديوانه، و هي في الجليس الصالح.
4- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 253 و الأغاني 166/15 و بعضها في ص 154.
5- الديوان:«فالخمان» و في الأغاني:«فالصمان». معان: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء. و الخمان: من نواحي البثنية من أرض الشام.
6- بلاس: بلد بينه و بين دمشق عشرة أميال.
7- في الديوان و الأغاني:«فسكاء» و هي قرية من قرى دمشق في الغوطة.

فقفا جاسم فأفنية الصّفّر *** مغنى قبائل من يمان (1)

فصفّين قد أزال خليد *** فأفيق فجانبي حوران (2)

تلك دار الأنيس بعد عزيز *** و حلول عظيمة الأركان

هبلت أمّهم و قد هبلتهم (3) *** يوم راحوا بالحارث الجولان

إذ دنا الفصح (4) فالولائد *** ينظمن قعودا أكلّة المرجان

لم يعلل بالمغافر و الضّبّ *** و لم نقف حنظل الشريان

ذاك مغنى من آل جفنة في *** الدهر و حقّ تصرّف الأزمان

قد أراني هناك حقّ مكين *** عند ذي التاج مقعدي (5) و مكاني

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، حدّثني مصعب بن عبد اللّه، قال: قال حسان بن ثابت لموهب بن رياح الأشعري حليف بني زهرة:

قد كنت أغضب أن أسب *** فسبني عبد المقامة موهب بن رياح

فقال موهب بن رياح يرد عليه:

من مبلغ حسّان قولا معزبا *** إني فلم أنقص به ابن رياح

سميتني عبد المقامة كاذبا *** و أنا السميدع و الكمي سلاح

و أنا امرؤ في الأشعرين مقاتل *** و بنو لؤي أسرتي و جناحي

فقال حسّان:

نجمت بني تيم فأغضبني سفيههم: *** و زهرة لا تزداد إلاّ تماديا

يريد بقوله: نجمت بني تيم فأغضبني سفيههم: مسافع بن عياض بن صخر بن

ص: 428


1- روايته في الديوان: فحمى جاسم فأودية ... و هجان.
2- ليس في الديوان.
3- الديوان: ثكلتهم يوم حلّوا بحارث الجولان .
4- بالأصل «الفسح» و المثبت عن الديوان و الأغاني، و الفصح عيد من أعياد النصارى و اليهود.
5- الديوان: مجلسي.

عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة الذي قال فيه حسّان (1):

يا آل تيم أ لا تنهون جاهلكم *** قبل القذاف بضمّ كالجلاميد

فقال عبد الرّحمن بن عوف لحسّان بن ثابت: خذ مني ثمن موهب بن رياح عبد مقامة، و اكفف عنه، فأخذ ذلك منه و كفّ عنه. و قد كان حسّان يجبن في آخر عمره.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمد بن علي بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، أنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا علي بن أحمد الواسطي، نا إسحاق - يعني - الفروي، قال: حدثتنا أم عروة بنت جعفر بن الزبير بن العوام، عن أبيها جعفر، عن الزبير بن العوام، عن أمّه صفية بنت عبد المطلب قالت:

لما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى أحد (2) خلفني أنا و نساءه في أطم يقال له فارع عند المسجد، فأدخلنا فيه و معنا حسّان بن ثابت، فترقى إلينا يهودي من اليهود حتى أطلّ علينا في الأطم، فقلت لحسّان بن ثابت: قم إليه فاقتله، فقال: ما ذاك فيّ ، لو كان ذلك فيّ لكنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قلت: فاربط السّيف على ذراعي، فربطه فقمت إليه حتى قطعت رأسه، فقلت: فخذ باذنه فارم به عليهم فسقطوا فهم يقولون لقد ظننا أن محمدا لم يكن ليترك أهله خلوفا لا رجل معهم. و كذا رواه محمد بن الحسن المخزومي المدني عن أم عروة.

أخبرناه أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، حدّثني أبو خيثمة زهير بن حرب، عن محمد بن الحسن المخزومي، حدثتني أم عروة، عن أبيها، عن جدها الزبير، قال: لما خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نساءه يوم أحد بالمدينة خلفهم في فارع فيهن صفية بنت عبد المطلب و خلّف فيهم حسّان بن ثابت فأقبل رجل من المشركين ليدخل عليهن (3)،فقالت صفية لحسّان: عندك الرجل فجبن حسّان عنه و أبى عليها، فتناولت صفية السيف فضربت به

ص: 429


1- البيت في ديوانه ص 75.
2- كذا بالأصل و سير الأعلام 521/2، قال الذهبي:«فقوله يوم أحد وهم» و الصواب يوم الخندق. و سينبه المصنف في آخر الخبر التالي إلى هذا الوهم.
3- كذا.

المشرك حتى قتلته، فأخبر بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فضرب لصفية بسهم كما يضرب للرجال. و روي عن أم عروة عن صفية.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمد بن إسحاق بن مندة، أنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، نا أحمد بن خيثمة، نا إسحاق بن محمد الفروي، قال: حدثتنيه أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها عن جدتها صفية بنت عبد المطلب: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لما خرج إلى أحد جعل نساءه في أطم يقال له فارع، و جعل معهن حسّان بن ثابت فكان حسّان ينظر إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا اشتد على المشركين شدّ معه، و هو في الحصن، فإذا رجع رجع، و انه قال: فجاء إنسان من اليهود، فرقي في الحصن حتى أطل علينا، فقلت لحسّان: قم فاقتله. فقال: ما ذاك فيّ ، لو كان فيّ ذاك كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قالت صفية فقمت إليه فضربته حتى قطعت رأسه، فلما طرحته قلت لحسّان: قم إلى رأسه فاطرحه على اليهود و هم أسفل الحصن فقال: و اللّه ما ذاك فيّ قالت: فأخذت رأسه فرميت به عليهم، فقالوا: قد و اللّه علمنا إنّ هذا لم يكن ليترك أهله خلوفا (1) ليس معهم أحد قالت: فتفرقوا فذهبوا.

و قوله: يوم أحد وهم، إنما ذلك يوم الخندق، كذلك روي من وجه آخر عن صفية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبدة، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا عبد الرّحمن بن شريك، نا أبي، نا محمد بن إسحاق، حدّثني يحيى بن عباد بن الزبير، عن أبيه، عن صفية بنت عبد المطلب أنها قالت: كنا مع حسّان بن ثابت في حصن فارع و النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالخندق فإذا يهودي يطوف بالحصن، فخفنا أن يدل على عورتنا، فقلت لحسّان: لو نزلت إلى هذا اليهودي، فإني أخاف أن يدل على عورتنا، فقال: يا بنت عبد المطلب لقد علمت ما أنا بصاحب هذا، قالت: فتحزمت ثم نزلت فأخذت عمودا فقتلته، ثم قالت لحسّان: أخرج فاسلبه قال: لا حاجة لي في سلبه. و روي من وجه آخر عن يحيى و لم يذكر صفية في إسناده.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر

ص: 430


1- بالأصل «خوفا» و المثبت عن سير الأعلام.

المخلّص، أنا رضوان بن أحمد ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و اللفظ لحديثه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني يحيى بن عباد بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه قال (1):كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع حصن حسّان بن ثابت، و كان حسّان بن ثابت معنا فيه مع النساء و الصّبيان حيث خندق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم. قالت صفية: فمرّ بنا رجل من اليهود، فجعل يطيف بالحصن، و قد حاربت بنو قريظة، و قطعت ما بينها (2) و بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ليس بيننا و بينهم أحد يدفع عنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و المسلمون في نحور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم، إذ أتانا آت، فقلت لحسّان: إن هذا اليهودي يطيف بالحصن، كما ترى، و لا آمنه أن يدل على عورتنا من ورائنا من يهود، و قد شغل عنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه، فانزل إليه فاقتله، فقال: يغفر اللّه لك يا بنت عبد المطلب، و اللّه لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت صفية: فلما قال ذلك، احتجرت (3) و أخذت عمودا ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن فقلت: يا حسّان انزل فاسلبه، فإنه لم يمنعني أن أسلبه إلاّ أنه رجل، فقال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب (4).

قال: و نا يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن صفية بنت عبد المطلب مثله أو نحوه، و زاد فيه قال: و هي أول امرأة قتلت رجلا من المشركين.

و كذلك روي من وجه آخر عن عبد اللّه بن الزبير.

ص: 431


1- بهذا السند الخبر في سيرة ابن هشام 239/3 و الأغاني 164/4-165 أسد الغابة 464/1 و دلائل النبوة للبيهقي 442/3-443.
2- عن المصادر، و بالأصل «بينهما».
3- أي «شددت وسطي» قال أبو ذر في شرح السيرة: و من رواه: اعتجرت، فمعناه: شددت معجري.
4- عقب السهيلي بقوله: و مجمل هذا الحديث عند الناس على أن حسان كان جبانا شديد الجبن، و قد رفع هذا بعض العلماء و أنكره و قال لو صح هذا لهجي به حسان، فإنه كان يهاجي الشعراء كضرار و ابن الزبعري و غيرهما و كانوا يناقضونه و يردون عليه، فما عيره أحد منهم بجبن و لا وسمه به. ثم قال: و إن صح فلعل حسان أن يكون معتلا في ذلك اليوم بعلة منعته من شهود القتال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو بكر بن المرزوقي و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه مولى ابن البخاري، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني زاد ابن السّمرقندي: و أبو الحسين بن النّقّور ح.

و أخبرناه أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا (1) البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، و حدّثني علي بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن مصعب - و في رواية ابن المسلمة: عن جدي عبد اللّه بن مصعب - عن أبيه قال (2):كان ابن الزبير حدّث أنه كان في فارع أطم حسّان بن ثابت مع النساء يوم الخندق و معهم عمر بن أبي سلمة، قال ابن الزبير: و معنا حسّان بن ثابت ضاربا وتدا في ناحية (3) الأطم فإذا حمل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - زاد ابن الصريفيني (4) و ابن النقور: على المشركين، و قالوا - حمل على الوتد فضربه بالسيف، و إذا أقبل المشركون انحاز عن الوتد حتى كأنه يقاتل قرنا يتشبه بهم كأنه يرى أنه يجاهد حين جبن، قال: و إني لأظلم ابن أبي سلمة و هو أكبر مني بسنتين، فأقول له: تحملني على عنقك حتى انظر، فإني أحملك إذا نزلت قال: فإذا حملني ثم سألني أن يركب قلت: هذه المرّة أيضا قال: و إني لأنظر إلى أبي معلما بصفرة فأخبرته بعد أبي، قال: و أين أنت حينئذ؟ قلت: على عنق ابن أبي سلمة يحملني، فقال:

أما و الذي نفسي بيده إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حينئذ ليجمع لي أبويه (5)،قال ابن الزبير:

و جاءنا يهودي يرتقي إلى الحصن فقالت صفية لحسّان: عندك يا حسّان - و في حديث ابن المزرفي (6):دونك يا حسّان - قال: لو كنت مقاتلا كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالت صفية له: أعطني - و في حديث الصريفيني و ابن النقور: إياه - فلما ارتقى اليهودي ضربته حتى قتلته ثم احتزت رأسه فأعطته حسّانا و قالت: طوّح به، فإن الرجل أشد رمية من المرأة، تريد أن ترعب أصحابه - قال الصريفيني في روايته قال: و نا الزبير حدّثني محمد بن

ص: 432


1- بالأصل «بن» خطأ.
2- الخبر في الأغاني 165/4-166.
3- في الأغاني: آخر الأطم.
4- بالأصل «الصيرفيني» خطأ، و المثبت و قد مرّ قريبا.
5- يعني أنه كان صلّى اللّه عليه و سلّم يقول له: فذاك أبي و أمي.
6- بالأصل «المزرقي» و الصواب بالفاء و قد مرّ.

الضحاك عن أبيه الضحاك بن عثمان الحزامي، قال: لما كان من أمر صفية و حسّان و اليهودي ما كان بلغنا أنهم ذكروه للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم حتى رأيت أقصى نواجذه، و ما رأيته ضحك من شيء قطّ ضحكه منه.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان، و أبو القاسم غانم بن محمد، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني، أخبرني محمد بن الحسن الأعرج، عن البرتي، عن ابن الكلبي أن حسّان بن ثابت كان لسنا شجاعا فأصابته علّة أحدثت فيه الجبن، فكان بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتال و لا شهده.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري و أبو علي بن المسلمة و عمر بن عبيد اللّه بن عمر البقّال و أبو الوفاء طاهر بن الحسين القواس و عاصم بن الحسن و أبو الحسن هبة اللّه بن عبد الرزاق الأنصاري النقيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو محمد بن طاوس و أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري، و أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الدريني و زوجه شهدة بنت أحمد بن الفرج الكاتبة (1) قالوا: أنا أبو الفوارس طراد بن محمد، قالوا: أنا هلال بن محمد ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: أنا الحسين بن يحيى بن عياش، نا أبو الأشعث، نا حمّاد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار، قال: رأيت حسّان بن ثابت و له ناصية قد سدلها بين عينيه، و في حديث ابن مهدي: نسلها.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، أنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش في تسمية [العميان من الأشراف] (2):حسّان بن ثابت.

ص: 433


1- ترجمتها في سير أعلام النبلاء 542/2.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

أخبرنا أبو الغالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمد بن علي السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال: مات معاذ بن عفراء و كعب بن مالك و أبو رافع و حسّان بن ثابت أيام علي رضي اللّه عنهم (1).

قرأت على أبي محمد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الهيثم بن عدي و أبو موسى محمد بن المثنى و المدائني: و في سنة أربعين مات أبو رافع و حسّان بن ثابت و الأشعث بن قيس و كعب بن مالك و أبو مسعود عقبة بن عمرو. قال ابن زبر: حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن حديلة و يكنى أبا الوليد. ذكر الواقدي: أنه مات ابن عشرين و مائة سنة، ذكر ابن زبر أسانيدهم في أول كتابه.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنا أبو نعيم الأصبهاني، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، نا عبد الملك بن هشام، عن زياد بن عبد اللّه البكائي، عن محمد بن إسحاق، قال: توفي حسّان بن ثابت سنة أربع و خمسين (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة-، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبو محمد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة أربع و خمسين فيها توفي حكيم بن حزام، و أبو يزيد، و حوشب بن عبد العزّى، و سعيد بن يربوع المخزومي، و حسّان بن ثابت الأنصاري (3)،و يقال: إن هؤلاء الأربعة ماتوا و قد بلغ كل واحد منهم عشرين و مائة سنة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (4) الصيدلاني، أنا محمد بن الحسين بن

ص: 434


1- يعني أيام قتل، و قد وردت أسماؤهم في سنة مقتل الإمام علي سنة أربعين، انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 202.
2- انظر سير الأعلام 522/2.
3- انظر تهذيب التهذيب 471/1.
4- ضبطت عن التبصير.

محمد الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني قال: توفي حسّان بن ثابت و هو ابن مائة و أربع سنين محجوبا.

1264 - حسّان بن سليمان

أبو علي السّاحلي

سمع الثوري و الأوزاعي ببيروت.

روى عنه: أبو حفص عمر بن الوليد الصّوري.

قرأت على أبي محمد عبد اللّه بن أسيد بن عمار، عن عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمد بن القاسم، قالوا:

أنا أبو الطّيّب علي بن محمد، نا خالد بن يزيد الإمام حدّثني عمر بن الوليد أبو حفص الصوري، حدّثني حسّان بن سليمان أبو علي، قال: كنت رفيقا لسفيان الثوري زمانا فحبب إليّ الرباط ، فقلت: يا أبو عبد اللّه إنه قد حبّب إليّ الرباط و قد أحببت أن ترتاد لي موضعا، أحبس فيه نفسي بقية أيامي فقال لي: إن الأوزاعي بالشام فأته، فإنه لن يدخر عنك نصيحة. فأتيت بيروت فبت بها، فلما صلّيت الغداة مع (1) الجماعة قلت لرجل إلى جانبي: أيهم الأوزاعي فأشار إليّ بيده، و كان مستقبل القبلة، و كان إذا صلّى لم يلتفت عن القبلة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت أسند ظهره إلى القبلة، فمن سأله عن شيء أجابه. فقال: إن يكن عند أحد خبر من سفيان فعند هذا الرجل، فتقدمت فسلّمت عليه فقال لي: كيف تركت أخي سفيان ؟ فقلت له: بخير و هو يقرئك السّلام.

فقلت له: يا أبا عمر إني كنت رفيقا لسفيان زمانا و إنه حبّب إليّ الرباط ، فسألته أن يرتاد لي موضعا أحبس فيه نفسي بقية أيّامي، فقال لي: إن الأوزاعي بالشام فائته فإنه لن يدخر عنك نصيحة فأتيتك لترتاد لي موضعا أحبس فيه نفسي بقية أيامي، فقال: عليك بصور، فإنها مباركة مدفوع عنها الفتن، يصبح فيها الشرّ فلا يمسي، و يمسي فيها الشرّ فلا يصبح، بها قبر نبيّ في أعلاها، فقلت له: يا أبا عمرو، تشير عليّ بسكنى صور و قد سكنت بيروت، فقال لي: سبق المقدور، و لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما عدلت بها.

ص: 435


1- قوله:«الغداة مع» استدركت عن هامش الأصل.

رواه أبو محمد بن عطية، عن أبي علي بن أبي نصر، عن أبي الطّيّب علي بن معروف الصوري، عن خالد بن يزيد الإمام و اللّه أعلم.

1265 - حسّان بن عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري

ولي إمرة البصرة خلافة لعمر بن هبيرة الفزاري، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (1):ولّى يزيد بن عبد الملك عمر بن هبيرة الفزاري العراق فقدم سنة ثلاث و مائة فولّى البصرة سعيد بن عمرو الحرشي، ثم حسّان بن عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري من أهل دمشق، ثم فراس بن سمي الفزاري و هو زوج أم عمر بن هبيرة حتى مات يزيد.

1266 - حسّان بن عتاهيّة بن عبد الرّحمن بن حسّان بن عتاهية بن محرز

ابن سعد بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد

ابن تجيب و هي أمّه، و أبوه أشرس بن شبيب بن السّكون

ابن أشرس بن كندة الكندي ثم التجيبي المصري

سمع عطاء بن أبي رباح، و ولي إمرة مصر من قبل هشام بن عبد الملك، و عزل عنها، ثم وفد على مروان بن محمد بعد ذلك إلى دمشق، فولاّه مصر. فكتب إلى خير بن نعيم الحضرمي باستخلافه عليها إلى حين قدومه، فسلم حفص بن الوليد الأمير بها الأمر إلى خير بن نعيم إلى أن قدم حسّان سنة سبع و عشرين و مائة يوم السبت لثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة، فوثب به الجند بعد استقراره بها فأخرجوه عنها فهرب منهم، و كانت ولايته عليها ستة عشر يوما. ذكر جميع ذلك أبو عمر محمد بن يوسف الكندي (2) إلاّ ولايته عليها لهشام، فإنه ذكرها غيره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير، قال الليث: و في سنة ثلاث و عشرين و مائة غزا حسّان بن عتاهية على أهل مصر و غزا أهل الشام على الجماعة

ص: 436


1- تاريخ خليفة ص 332.
2- ولاة مصر للكندي ص 109-110.

كلثوم بن عياض و في سنة سبع و عشرين و مائة أمّر أمير المؤمنين مروان حسّان على أهل مصر و نزع حفصا في ثمان ليال بقين من جمادى الآخرة ثم تراءى بحسّان أهل مصر فنزعوه و أمّروا عليهم حفص بن الوليد مستهل رجب.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال لنا أبو سعيد بن يونس:

حسّان ح.

و قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):و أما خزز - أوله خاء مضمومة معجمة و بعدها زاي مفتوحة و زاي أخرى - حسّان بن عتاهية بن عبد الرّحمن بن حسّان بن عتاهية بن خزز (2) بن سعد بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد - زاد ابن يونس: التجيبي و قالا - أمير مصر لهشام بن عبد الملك، و لمروان بن محمد قتله شرغبة بأمر صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس سنة ثلاث و ثلاثين و مائة، و كان فقيها قد جالس عطاء بن أبي رباح و سمع منه.

1267 - حسّان بن عطية

أبو بكر المحاربي، مولاهم (3)

روى عن أبي واقد الليثي، و أبي الدرداء مرسلا، و سعيد بن المسيّب، و نافع مولى ابن عمر، و أبي كبشة السّلولي، و محمد بن المنكدر، و عبد الرّحمن بن سابط ، و أبي منيب الجرشي (4)،و مسلم بن مشكم، و مسلم بن يزيد، و عمرو بن شعيب، و أبي صالح الأشعري، و أبي الأشعث الصنعاني، و محمد بن أبي عائشة، و أبي قلابة.

روى عنه: الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و يزيد بن يوسف،

ص: 437


1- الاكمال لابن ماكولا 456/2.
2- الأصل:«حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان بن عتاهية بن عبد الرحمن بن حسان بن عتاهية بن خزز» و المثبت عن الاكمال.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 473/1 ميزان الاعتدال 479/1 حلية الأولياء 70/6 سير أعلام النبلاء 466/5 و الوافي بالوفيات 363/11 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- بالأصل «الحرشي» و الصواب و الضبط ، نصا، عن تقريب التهذيب.

و الربيع بن حظيان، و أبو غسّان محمد بن مطرّف، و أبو معيد (1) حفص بن غيلان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح السمسار، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، نا حي بن عبد اللّه البابلتي، نا الأوزاعي، حدّثني حسّان بن عطية عن أبي واقد الليثي أنه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: إنا نكون في أرض أ تصيبنا المخمصة، فما يحل لنا منها؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا لم تغتبقوا و لم تصطبحوا و لم تجتفئوا بقلا فشأنكم بها» و قال أبو شعيب و ليس هو كما قال تجتفئوا (2) و إنما هو تختفئوا بقلا أي تظهروه.

و قال امرؤ القيس:

خفاهنّ من أنفاقهنّ كأنّما *** خفاهن من ودق سحاب تجلّت (3)

يصف أن المطر استخرج هذه اليرابيع من جحرتها، و قد قرئ هذا الحرف: إِنَّ السّٰاعَةَ آتِيَةٌ أَكٰادُ أُخْفِيهٰا (4) أي أظهرها. و العرب تقول أخفيت الشيء أي أظهرته، و أخفيته كتمته، و هذا الحرف من الأضداد و تكون الكلمة على وجهين (5).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (6)،أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمد بن غالب، نا علي بن الجعد، نا أبو غسان محمد بن مطرّف ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، قالا:

أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد، نا علي بن الجعد، أنا أبو غسّان عن (7) حسّان بن

ص: 438


1- بالأصل «أبو معبد» و الصواب عن تهذيب التهذيب 569/1، و ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب.
2- بالأصل «تختفئوا و إنما هو تجتنبوا» و المثبت عن مختصر ابن منظور 305/6.
3- كذا بالأصل، و البيت في ديوان امرئ القيس ط بيروت ص 69 برواية: خفاهن... خفاهن ودق من عشي مجلّب من قصيدة بائية مطلعها: خليلي مرّا بي على أم جندب نقص لبانات الفؤاد المعذّب .
4- سورة طه، الآية:15.
5- غير واضحة بالأصل و لعل الصواب ما أثبتناه.
6- بالأصل «الحسين» خطأ، و قد مرّ قريبا.
7- بالأصل «بن» خطأ، و أبو غسان هو محمد بن مطرف، و قد مرّ قريبا.

عطية، عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«الحياء و العيّ شعبتان من الإيمان» انتهى حديث محمد بن غالب - و زاد البغوي:«و البذاء و البيان شعبتان من النفاق»[3016].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة حسّان بن عطية دمشقي.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمد أخبرني أبي نا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس، نا الحسن بن محمد بن بكار بن بلال، قال: قال أبو مسهر: حسّان بن عطية محاربي من أهل السّاحل من أهل بيروت من الفرس مولى المحارب.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام، عن علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، نا محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا الحوطي (1)،نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال: كان حسّان بن عطية ببيروت بالساحل سمعت يحيى بن معين يقول: كان حسّان بن عطية قدريا (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):حسّان بن عطية الشامي، عن ابن سابط و نافع مولى ابن عمر، و أبي صالح الأشعري، و سعيد بن المسيّب و محمد بن المنكدر. سمع منه الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن ثابت، و سمع أبا كبشة السلولي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضيل جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني

ص: 439


1- يريد عبد الوهاب بن نجدة الحوطي.
2- انظر تهذيب التهذيب 473/1 و سير الأعلام 468/5 و عقّب الذهبي قال: لعله رجع و تاب.
3- التاريخ الكبير 33/1/2.

أبي قال: أبو بكر حسّان بن عطية، روى عنه الأوزاعي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا [أحمد بن] (1) محمد بن الحسين الكلاباذي قال في تسمية رجال الصحيح: حسّان بن عطية الشامي سمع أبا كبشة السلولي، روى عنه الأوزاعي في الهبة، و ذكر بني إسرائيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ ، نا علي بن أحمد بن سليمان، نا أحمد بن سعيد بن أبي مريم، نا خالد بن نزار قال: قلت للأوزاعي: حسّان بن عطية عن من ؟ قال: فقال لي مثل حسّان كنا نقول له عن من (2).

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أنا أبو نصر الزينبي، أنا محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق، نا محمد بن السّري بن عثمان التّمّار، نا أحمد بن عبد الخالق، نا محمد بن كثير، نا الأوزاعي، عن حسّان بن عطيّة قال: ما ابتدع قوم [في] (3) دينهم بدعة إلاّ نزع اللّه عز و جل منهم مثلها من السّنّة، ثم لا يردّها عليهم إلى يوم القيامة.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا الفضيل بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، نا علي بن خشرم، أنا عيسى، عن الأوزاعي، عن حسّان بن عطية قال: امش ميلا و عد مريضا، امش ميلين و أصلح بين اثنين، امش ثلاثة وزر في اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني العباس بن الوليد بن صبح (4)السلمي الدمشقي، قال: قلت لمروان بن محمد (5) لا أرى سعيد بن عبد العزيز، روى

ص: 440


1- ما بين معكوفتين استدركت عن هامش الأصل.
2- الخبر في تهذيب التهذيب 473/1.
3- الزيادة عن مختصر ابن منظور 305/6.
4- بالأصل «صبيح» خطأ و الصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب، و ضبطت فيها نصا بضم المهملة و سكون الموحدة.
5- هو مروان بن محمد بن حسان، أبو بكر الأسدي الدمشقي الطاطري ترجمته في سير الأعلام 510/9.

عن عمير بن هانئ شيئا و لا عن حسّان بن عطية، فقال: كان عمير بن هانئ و حسّان بن عطية أبغض إلى سعيد من النار. قلت: و لم ؟ قال: أ و ليس هو القائل على المنبر حين بويع ليزيد - يعني - ابن الوليد: سارعوا إلى هذه البيعة إنما هما هجرتان هجرة إلى اللّه و إلى رسوله و هجرة إلى يزيد.

قال و أمّا حسّان بن عطية فكان سعيد يقول: هو قدري. قال مروان: فبلغ الأوزاعي كلام سعيد في حسّان فقال الأوزاعي: ما أغرّ سعيدا (1) باللّه ما أدركت أحدا أشدّ اجتهادا و لا أعمل منه (2).و قال: مولد حسّان بن عطية بالبصرة و منشؤه هاهنا.

قال: و حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: سمعت يونس بن سيف يقول: ما بقي من القدرية إلاّ كبشان: أحدهما حسّان بن عطية (3).

أخبرنا الفقيه أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي، نا أحمد بن عبد الواحد بن عبود أبو عبد اللّه الدمشقي، نا محمد بن كثير المصّيصي، عن الأوزاعي، عن حسّان بن عطية قال: من أطال قيام الليل هوّن اللّه عليه قيام يوم القيامة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (4)،نا أحمد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر، نا عقبة (5)،عن الأوزاعي، قال: ما رأيت أحدا أكثر (6) عملا منه في الخير - يعني حسّان بن عطية.

قال: و نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن محمد بن عوف (7) الحمصي، نا عمرو بن عثمان، نا عبد الملك بن محمد الصّنعاني، عن الأوزاعي قال: كان حسّان بن عطية يتنحى إذا صلّى العصر في ناحية المسجد فيذكر اللّه حتى تغيب الشمس (8).

ص: 441


1- بالأصل «سعيد» و الصواب ما أثبت.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 467/5 و تهذيب التهذيب 473/1.
3- سير أعلام النبلاء 467/5.
4- الخبر في حلية الأولياء 70/6 و سير أعلام النبلاء 467/5.
5- بالأصل «أبو عقبة» و المثبت عن الحلية.
6- بالأصل «كثير» و المثبت عن الحلية.
7- في الحلية 70/6 عرق.
8- و الخبر أيضا في تهذيب التهذيب 473/1 و سير الأعلام 467/5.

قال: و نا أحمد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن سليمان، نا عباس بن الوليد، أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: كانت لحسّان غنم فلمّا سمع في المنائح (1) الذي سمع تركها، قلت للأوزاعي: كيف الذي سمع ؟ قال: يوم له و يوم لجاره (2).

قال: و نا سليمان بن أحمد [ثنا أحمد] (3) بن المعلى ح.

قال و نا أحمد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن سليمان، قالا: نا محمود بن خالد، نا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن حسّان أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من شرّ الشيطان، و من شرّ ما تجري به الأقلام، و أعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري، و أعوذ بك أن تجعل غيري أسعد ما أتيتني مني، و أعوذ بك أن اتقوت بشيء من معصيتك عند ضر ينزل بي، و أعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، و أعوذ بك أن أقول قولا أبتغي به غير وجهك. اللهم اغفر لي فإنك بي عالم، و لا تعذبني فإنك علي قادر لفظهما سواء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري، أنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، أنا أبو حاتم الرازي، نا عبد الرحيم بن مطرف، أنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، قال حسّان بن عطية: ما عادى عبد ربه بشيء أشدّ عليه من أن يكره أو من يذكره.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أحمد بن إبراهيم الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألته يعني يحيى بن معين عن حسّان بن عطية كيف حاله ؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد قال (4):حسّان بن عطية شامي ثقة.

ص: 442


1- المنائح جمع منيحة و هي العطية.
2- الخبر في الحلية 71/6 و سير الأعلام 467/5.
3- سقطت من الأصل، فاضطرب السند، و الزيادة عن حلية الأولياء 73/6.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 112.

أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال - إجازة-، أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا أبو علي حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد اللّه: حسّان بن عطية ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة-، قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (1):حسّان بن عطية الشامي أبو بكر، روى عن سعيد بن المسيّب، و عبد الرّحمن بن سابط ، و نافع، و محمد بن المنكدر و أبي (2) منيب الجرشي، و مسلم بن مشكم، و عمرو بن شعيب. روى عنه الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان. سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - شفاها-، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، أنا عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا القاسم بن عيسى العصار، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي، قال: حسّان بن عطية - يعني - ممن يتوهم عليه القدر.

1268 - حسّان بن فروخ

من أهل البصرة، وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

روى عنه حصين.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو محمد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد فيما كتب إليّ ، أخبرني جدي عبد اللّه بن محمد بن علي اللّخمي الباجي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي.

حدّثني عبد الصمد بن عبد الوارث نا حارث - يعني - ابن شداد، نا حصين، عن حسّان بن فروخ قال: سألني عمر بن عبد العزيز عما تقول الأزارقة (3) فأخبرته فقال: ما

ص: 443


1- الجرح و التعديل 236/2/1.
2- بالأصل:«روي أبي» و المثبت:«و أبي» عن الجرح و التعديل.
3- هم أصحاب نافع بن الأزرق، و كانوا أكثر فرق الخوارج عددا و أشدهم شوكة انظر في آرائهم و معتقدهم الفرق بين الفرق للبغدادي ص 56.

يقولون في الرّجم ؟. قلت: يكفرون به. قال: اللّه أكبر، كفروا باللّه و رسوله، ثم ذكر حديث ما عز بن مالك.

1269 - حسّان بن كريب

1269 - حسّان بن كريب (1)

ابن يشرح بن عبد كلال بن كريب بن شرحبيل بن يريم

ابن فهد بن معدي كرب بن أبي شمر بن أبي كرب

ابن شراحيل بن معدي كرب بن فهد بن عريب

ابن شمّر بن يرعش بن مالك بن مرثد بن نتوف بن هاعان

ابن شراحيل بن الحارث بن زيد بن ذي شوب

أبو كريب الرّعيني المصري

روى عن عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، و أبي مسعود عقبة بن عمرو، و حوشب صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبي ذرّ الغفاري، و يقال عن أبي النجم عن أبي ذرّ.

روى عنه: أبو الخير مرثد بن عبد اللّه، و واهب بن عبد اللّه المعافري، و كعب بن علقمة، و عبد اللّه بن هبيرة السبائي، و عياش بن عباس بن جابر بن ياسر، أبو عبد الرّحمن (2) القتباني (3).

و وفد على معاوية.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، أنا محمد بن هارون، نا محمد بن إسحاق، أنا محمد بن أسد الخشني، نا الوليد بن مسلم، نا ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة، حدّثني حسّان بن كريب، قال: سمعت أبا ذرّ أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«سيكون بمصر رجل من قريش أخنس، يلي سلطانا ثم يغلب عليه، أو ينزع منه فيفرّ إلى الروم، فيأتي بهم إلى الإسكندرية، فيقاتل أهل الإسلام بها فذلك (4) أول الملاحم» رواه غيره عن الوليد، فأدخل بين حسّان و أبي ذرّ: أبا النجم[3017].

ص: 444


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 474/1.
2- على هامش الأصل «الرحيم» و بجانبها كلمة صح، و في ترجمته في تهذيب التهذيب 442/4 أبو عبد الرحيم و يقال: أبو عبد الرحمن.
3- القتباني ضبطت بكسر القاف و سكون المثناة (تقريب التهذيب).
4- مختصر ابن منظور 308/6 فتلك أولى الملاحم.

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا:

أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السّلمي، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد، نا ابن لهيعة، عن كعب بن (1) علقمة، حدّثني حسّان بن كريب، قال: سمعت أبا النجم يقول: سمعت أبا ذرّ يقول إنه سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«سيكون بمصر رجل من بني أمية أخنس يلي سلطانا ثم يغلب عليه، أو ينزع منه، فيفرّ إلى الروم فيأتي بهم الإسكندرية فيقاتل أهل الإسلام بها فذاك أول الملاحم»[3018].

كتب إلى أبو محمد حمزة بن العبّاس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمد، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل، قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: أبو النجم يروي عن أبي ذرّ الغفاري، و الحديث معلول.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمد بن زياد، نا أبو يحيى بن أبي مسرة، نا عبد اللّه بن يزيد المقري، عن ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة السبائي عن حسّان بن كريب: أن غلاما منهم توفي بحمص فوجد عليه أبوه أشدّ الوجد، فقال له حوشب صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أ لا أخبرك ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول في مثل ابنك أن رجلا من أصحابه كان له ابن قد أدرك، و كان يأتي مع أبيه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم إنه توفي فوجد عليه أبوه قريبا من ستة أيام لا يأتي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا أرى فلانا» فقالوا: يا نبي اللّه إن ابنه توفي فوجد عليه، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لما رآه:«أ تحب لو أن عندك ابنا كأحسن الصبيان و أكيسه، أ تحب لو أن عندك ابنك كأجرى للصبيان جراءة، أ تحب لو أن ابنك كهلا كأفضل الكهول و أسراه، أو يقال لك: ادخل بثواب ما قد أخذنا منك» ثم ذكر الحديث[3019].

قال ابن مندة هذا حديث غريب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا محمد بن المعروف، أنا أبو سهل الاسفرائيني، أنا أبو جعفر الحذاء، أنا علي بن المديني، أنا

ص: 445


1- بالأصل «عن» خطأ.

وهب بن جرير بن حازم، حدّثني أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني عن حسّان بن كريب عن علي بن أبي طالب أنه كان يقول: القائل للفاحشة و الذي يسمع لها في الإثم سواء.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرناه أبو منصور الحسين بن طلحة الصالحاني، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قال: أنا أبو يعلى، نا أبو موسى، نا وهب بن جرير، نا أبي قال:

سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد، عن حسّان بن كريب عن علي: أنه كان يقول: القائل الفاحشة و الذي يسمع في الإثم سواء (1).

و أخبرتناه عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد، قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم ح.

أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الصيرفي - المعروف بالرمي (2)-أنا أبو العباس السّراج (3)،نا قتيبة، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير أنه سمع حسّان بن كريب يقول: قال علي بن أبي طالب إن الذي يقول الفاحشة و الذي يسمعها بمنزلة واحدة.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن.

ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد ثم حدّثني أبو بكر، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، نا علي بن الحسن بن قديد، نا أحمد بن عمرو، نا ابن وهب، عن أبي شريح، عن واهب بن عبد اللّه، عن حسّان بن كريب: أن عمر بن الخطاب سأله كيف تحسبون (4) نفقاتكم ؟، قال: قلنا إذا قفلنا من الغزو عددناها بسبع مائة، و إذا كنا في أهلينا عددنا بعشرة. فقال عمر: قد استوجبتموها بسبع مائة، إن كنتم في الغزو و إن كنتم في أهليكم.

ص: 446


1- كرر الخبر بالأصل.
2- كذا.
3- اسمه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، ترجمته في تاريخ بغداد 248/1.
4- بالأصل:«يحسبون مقاتلكم» و الصواب عن مختصر ابن منظور 308/6.

أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا-، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي (1)،نا أبو بكر محمد بن جعفر بن سفيان الرافقي، نا موسى بن هارون، نا المعافى بن عمران، أنا ابن لهيعة عن عياش بن العباس، عن حيان (2) بن كريب، قال: كنا بباب معاوية و معنا أبو مسعود صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فخرج رجل قد كساه معاوية برنسا فهنأه قوم فقال أبو مسعود: خذ من طيباتك، و قال لآخر: خذ من حسناتك، كذا في الأصل، و الصواب:

حسّان بن كريب.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و محمد بن الحسن، قالا-: أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):حسّان بن كريب الحميري المصري، عن علي قوله روى عنه أبو الخير.

كتب إلي أبو محمد (4) حمزة بن العبّاس و أبو الفضل أحمد بن محمد، ثم حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو الفضل، قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: حسّان بن كريب بن يشرح بن عبد كلال بن عريب بن شرحبيل بن يريم بن فهد بن معدي كرب بن أبي شمّر بن يرعش بن مالك بن مرثد بن نتوف بن هاعان بن شراحيل بن الحارث بن زيد بن ذي شوب الرّعيني، يكنى أبا كريب هاجر في خلافة عمر بن الخطاب و شهد فتح مصر، و روى عن عمر بن الخطاب. حدّث عنه مرثد بن عبد اللّه اليزني، و واهب بن عبد اللّه المعافري، و عبد اللّه بن هبيرة السبائي، و كعب بن علقمة التنوخي و غيرهم.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: و حسّان بن كريب ثم ساق نسبه إلى ذي مثوب كما ذكر ابن يونس، و زاد فقال: ابن ذي مثوب بن

ص: 447


1- ترجمته في سير الأعلام 478/15.
2- كذا بالأصل، و الصواب «حسان» و هو صاحب الترجمة، و سينبه المصنف إلى هذا الخطأ.
3- التاريخ الكبير 31/1/2.
4- سقطت من الأصل و كتبت بخط مغاير فوق السطر.

شرحبيل بن سجيعة بن تنوف بن ملكي كرب بن اليشرح يحصب بن اليشعر ثوير بن رعين، الرّعيني ثم ساق باقي قول ابن يونس فيه.

1270 - حسّان بن محمد

ممن شهد مع معاوية صفّين، و جعله على بعض العسكر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة، قال: قال أبو عبيدة: و كان على قيس دمشق: حسّان بن محمد، كذا قال خليفة (1).

و حكى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي، و زيد بن الحسن بن علي و رجل آخر (2):أنه حسّان بن بحدل الكلبي، و هو الصّواب و هو حسّان بن مالك بن بحدل الكلبي يأتي بعد هذا.

1271 - حسّان بن مالك بن بحدل

ابن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب

ابن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف

ابن عذرة بن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة

أبو سليمان الكلبي (3)

زعيم بني كلب و مقدّمهم، شهد صفّين مع معاوية، و كان على قضاعة دمشق يومئذ، و كان له مقدار و منزلة عند بني (4) أميّة و هو الذي قام بأمر البيعة لمروان بن الحكم، و قد كان يسلم عليه بالإمرة قبل ذلك أربعين ليلة، و كان له شعر، و داره بدمشق

ص: 448


1- كذا بالأصل، و الذي في تاريخ خليفة بن خياط ص 196: و على قيس دمشق حسان بن بجدل الكلبي.
2- اسمه محمد بن المطّلب كما في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 205، و فيها ص 207: و على رجالة قيس دمشق: همام بن قبيصة... و على قضاعة دمشق: حسان بن بحدل الكلبي.
3- ترجمته في بغية الطلب 2235/5 و في الطبري 531/5-533 و الوافي بالوفيات 359/11 و الكامل لابن الأثير 145/4 و سير أعلام النبلاء 537/3. و انظر في نسبه جمهرة أنساب العرب ص 456.
4- بالأصل «أبي».

و هي قصر البحادلة التي تعرف اليوم بقصر ابن أبي الحديد (1) أقطعه إياها معاوية (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي محمد بن أحمد، و نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حسّان بن مالك بن بحدل الكلبي أبو سليمان.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال: مات يزيد - يعني - ابن معاوية، و على الأردن حسّان بن مالك بن بحدل و ضم إليه فلسطين فولى حسان بن مالك روح بن زنباع فلسطين (3).

ذكر أبو محمد أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، حدّثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن جده قال: سلّم على حسّان بن مالك بن بحدل أربعين ليلة بالخلافة ثم سلّمها إلى مروان (4) و قال:

فألاّ يكن منا الخليفة نفسه *** فما نالها إلاّ و نحن شهود (5)

و قال بعض الكلبيين:

نزلنا لكم عن منبر الملك بعد ما *** ظللتم و ما أن تستطيعون منبرا

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، حدّثني أبي عبد اللّه بن صالح، قال: كان يقال لم تهيّج الفتن بمثل ربيعة، و لم تطلب التّرات بمثل تميم، و لم يؤيد الملك بمثل كلب، و لم

ص: 449


1- و هي داخل البابين الشرقي و توما، قام في موضعه المدرسة المجاهدية القليجية (انظر الأعلاق الخطيرة - قسم دمشق ص 243).
2- بغية الطلب 2235/5 نقلا عن ابن عساكر.
3- الخبر ليس في تاريخ خليفة بن خياط المطبوع، و نقله عنه ابن العديم 2236/5 و مختصر ابن منظور 309/6.
4- و ذلك بعد معركة مرج راهط بين مروان بن الحكم و الضحاك بن قيس و مقتل هذا الأخير، و إثر مؤتمر الجابية الذي توافقت فيه الأجنحة الأموية المتصارعة على تولية مروان بن الحكم الخلافة.
5- البيت في بغية الطلب 2235/5 و سير الأعلام 537/3.

ترع الرعايا بمثل ثقيف، و لم يجب الخراج بمثل اليمن. رواه غيره عن العجلي عن الحكم بن عوانة عن أبيه.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن الباقلاني، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح.

قال: و أنا طراد بن محمد، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن الباد (1)،أنا حامد بن محمد بن عبد اللّه الرفاء، قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد، حدّثني نعيم بن حمّاد، عن ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: خاصم حسّان بن مالك عجم أهل دمشق إلى عمر بن عبد العزيز في كنيسة كان فلان، و سمّى رجلا من الأمراء أقطعه إياها فقال عمر: إن كانت من الخمس العشرة كنيسة التي في عهدهم فلا سبيل إليها.

1272 - حسّان بن النعمان

- و يقال: إنه ابن المنذر - الغسّاني النّصري (2)

حدّث عن عمر بن الخطاب.

روى عنه: أبو قبيل حيّ بن يؤمن (3).

و كان غزّاء، و ولي فتوحا بالمغرب، و وفد على معاوية و على عبد الملك بن مروان، و كانت له بدمشق دار.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة، قال (4):سنة سبع و خمسين فيها وجه معاوية حسّان بن النعمان الغساني إلى إفريقية، فصالحه من يليه من البربر، و وضع عليها الخراج (5)،فلم يزل عليها حتى مات معاوية.

ص: 450


1- كذا بالأصل، و في بغية الطلب:«البادا» و الصواب: البادي، و قد مرّ.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 360/11 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له.
3- كذا بالأصل:«أبو قبيل حي بن يؤمن»، و أبو قبيل هي كنية حيي (قيل: حي) بن هانئ المعافري المصري، و أما كنية حي بن يؤمن فهي أبو عشانة. فثمة تصحيف، انظر ترجمتيهما في تهذيب التهذيب 45/2 و 46 و لم يرد فيهما أن أحدهما يروي عن حسان بن النعمان.
4- انظر تاريخ خليفة ص 224 حوادث سنة 57.
5- انظر تاريخ الإسلام للذهبي 151/3.

قال خليفة: و فيها يعني سنة ثمان و سبعين (1):قفل حسّان بن النعمان الغساني من القيروان، و استخلف سفيان بن مالك الثقفي (2) و قدم على عبد الملك فردّه إلى إفريقية و زاده أطرابلس، فقدم على عبد العزيز بن مروان مصر فلم ينفذه، و ولّى موسى بن نصير، فقدم حسّان على عبد الملك فأمره بلزوم بيته.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير، قال الليث: و فيها يعني سنة اثنتين و سبعين غزا حسّان بن النعمان رأس القيح (3).

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال: و فيها يعني سنة أربع و سبعين أغزى عبد الملك حسّان بن النعمان الغسّاني المغرب فانتهى إلى موضع القيروان (4) فخلف بها خيلا فبعثت الكاهنة ابنها فأجلى الخيل و خرج في طلب حسّان فلقوا حسّان بنهر البلا (5) فانهزم حسّان فحصروه في عسكره حتى أكل الدوابّ ثم خرج عليهم فأفرجوا له فخرج إلى الزابّ (6) فغلقت الحصون دونه فنزل بقصور حسّان (7)و كتب إلى عبد العزيز يستمده، فأمدّه بجمع كثير فسار إلى الكاهنة فانهزمت فبعث عبيد بن أبي هثان الحميري في طلبها فقتلها ببلاد طببة (8) و قتل ابنها، و فتح حصونا و صالح الأفارقة و السرير من لدن الزاب إلى أطرابلس ثم نزل القيروان ثم بعث إلى فاس خيلا فافتتحها و بنى مسجد القيروان في شهر رمضان سنة أربع و سبعين (9).

ص: 451


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 277 حوادث سنة 78 و انظر تاريخ الإسلام الذهبي 151/3.
2- قوله:«و استخلف سفيان بن مالك الثقفي» سقط من تاريخ خليفة.
3- كذا و لم أجدها.
4- كذا و لم يرد هذا الخبر في تاريخ خليفة.
5- كذا.
6- كذا.
7- و هي قصور بناها حسان، و سميت باسمه، و هي في موضع في عمل برقة (البيان المغرب 36/1).
8- كذا.
9- الذي في البيان المغرب لابن عذاري 34/1 أن حسان قدم إفريقيا سنة 78 أقام أولا في مصر، ثم كتب إليه عبد الملك يأمره بالنهوض إلى إفريقا«... و أخرج إلى بلاد إفريقيا، على بركة اللّه و عونه». و فيها 38/1 أنه انصرف إلى مدينة القيروان بعد قتله الكاهنة في شهر رمضان سنة 82.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير قال الليث: و فيها يعني سنة ثمان و سبعين قفل حسّان بن النعمان من إفريقية، و فيها يعني سنة ثمانين غزا حسّان بن النعمان بأهل الشام النمر (1).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن النحاس، أنا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي، أخبرني عبد الوهاب عن علي بن قديد، عن يحيى بن عثمان، عن النصيري قال: قدم حسّان بن النعمان الغسّاني من إفريقية و كان أميرا عليها يريد إلى عبد الملك و كان عبد العزيز قد ولّى على برقة عبدا له يقال له تليد فكبر على أهل برقة أمامه عندهم و بها أشراف الناس فكتب عبد العزيز إليه يوقفه. و قفل حسّان من عند عبد الملك بولاية المغرب (2) فقال له عبد العزيز اندفع لي عن ولاية برقة فإن بها تليدا فأبى ذلك حسّان.

فدعا عبد العزيز موسى بن نصير فعقد له على إفريقية في صفر سنة تسع و سبعين، فتجهز موسى و حمل الأموال و خرج إلى المغرب فقال أبو عتيك:

أقول لأصحابي عشية جاءنا *** بغير الذي نهوى البريد المبشر

الا ما الذي غال ابن نعمان دوننا *** فقال متاح الحين و الخير يقدر

فقلت و لم أملك سوابق عبرة *** فنعم الفتى المعزول و المنتظر

فإن يك هذا الدهر جاء بعزلة *** عليه فإن الدهر بالمرء يعثر

و قال أبو زمعة الحميري:

عجبت لحسّان و تضليل رأيه *** و ما كان حسّان لتلك بأخيل

عشية لا يعطي ابن مروان سؤله *** لكي يدرك العليا فأضحى بأسفل

و يقسم لا يؤتيه برقة طائعا *** و في الطوع لو لا حينه دفع معضل

فما راعه إلاّ بتمزيق عهده (3) *** و بابن نصير في الجنود مرفّل

ص: 452


1- كذا.
2- و كان ذلك سنة ثمان و سبعين، كما يفهم من عبارة الكندي (ولاة مصر ص 74).
3- و كان حسان بن النعمان قدم إفريقيا بعهد بولاية المغرب، فعزله عبد العزيز بن مروان و ولّى مكانه موسى بن نصير أمر المغرب كله.

فدونكها موسى بغير تطلب *** و دونك يا حسّان فاعضض بجندل

فلما دخل موسى بجنده إفريقية قال رجل من خولان يقال له عبيد اللّه بن عوف:

كنا نؤمّل حسّانا و امرأته حتى أتانا أمير غير حسّان النصر يقدمه و الحزم سابقه عف الخلائق ماض غير و سنان الحق تثبته و العدل سيرته جزل المواهب معط غير منّان كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمد، و حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: حسّان بن النعمان الغسّاني صاحب فتوح المغرب حدّث عنه أبو قبيل، و كان ممن شهد فتح مصر، و له رواية عن عمر بن الخطاب توفي سنة ثمانين (1) بأرض الروم.

1273 - حسّان بن وبرة

و الصحيح أنه حيّان بن وبرة، يأتي بعد إن شاء اللّه.

1274 - حسام بن ضرار بن سلامان

ابن خثيم بن جعول بن ربيعة بن حسن بن ضمضم

ابن طفيل بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن الحصن بن ضمضم

ابن عديّ بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر

ابن عوف بن عذرة بن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة

أبو الخطّار الكلبي

أمير مصر من قبل هشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد [بن] هبة اللّه، أنا محمد بن

ص: 453


1- في الوافي بالوفيات 360/11 توفي في حدود التسعين للهجرة. و في النجوم الزاهرة 200/1 توفي في السنة ثمانين، و قد مرّ عن ابن عذاري أنه كان حيّا في رمضان سنة 82. و تفيد رواية ابن عذاري أيضا 39/1 أن حسان قدم بعد ما عزله عبد العزيز، بالأثقال على الوليد بن عبد الملك - فشكا له ما صنع به عبد العزيز عمه، و المعروف أن عبد الملك مات سنة 86.

الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير قال الليث: و فيها يعني سنة خمس و عشرين و مائة قتل بلج بن بشر حين أجاز ابن قطن إلى أهل الأندلس أميرا عليهم ثم مات بلج بعد شهرين ثم افترق أهل الأندلس على أربعة أمراء حتى أرسل إليهم حنظلة بأمير يدعى أبا الخطّار الكلبي فجمعهم.

أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن الحسين بن المحلبان سبط ابن السيّاف قال: قال لنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي في كتاب تاريخ الأندلس تصنيفه (1):حسّان (2) بن ضرار الكلبي، ذكره أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي (3)فقال: أبو الخطّار الكلبي هو الحسام بن ضرار بن سلامان بن خثيم (4) بن جعول بن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب شاعر فارس، و هو القائل (5):

فليت ابن جوّاس يخبّر أنني *** سعيت به مسعى (6) امرئ غير غافل

قتلت به تسعين تحسب أنهم *** جذوع نخيل (7) صرّعت (8) بالمسائل

و لو كانت الموتى تباع اشتريته *** بكفّي و لا أخلست (9) منها أناملي

و ذكره الكلبي في جمهرة النسب فقال: حسام بن ضرار الكلبي من بني خثيم بن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن طفيل بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة يكنى الحسام أبا الخطّار، و كان أمير الأندلس وليها من قبل (10) أميرها عبد الملك بن قطن و بعد الاختلاف الواقع في الأمر بعده في أيام هشام بن عبد الملك من قبل حنظلة بن صفوان أمير إفريقية و ما والاها،

ص: 454


1- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص 200.
2- كذا بالأصل، و في جذوة المقتبس: حسام.
3- انظر المؤتلف و المختلف للآمدي ص 89.
4- كذا بالأصل و جذوة المقتبس؛ و في الآمدي: جشم.
5- الأبيات في جذوة المقتبس و الآمدي.
6- في المصدرين: سعي.
7- في جذوة المقتبس: نجيل.
8- في الآمدي: صرعت في المسائل.
9- في المصدرين: استثنيت.
10- في جذوة المقتبس: وليها بعد قتل أميرها.

فوردها في وقت فتنة قد افترق أهلها على أربعة أمراء فدانت الأندلس له، و خمدت الفتنة به، و فرّق جموعها، و أخرج عنها من كان سببها، و كان أبو الخطّار من أشراف قبيلته المذكورين منهم، و قد حضر القتال في أيام فتوح المسلمين إفريقية و كان فارس الناس بها و هو الذي يقول:

أفادت بنو مروان قيسا دماءنا *** و في اللّه إن لم يعدلوا حكم عدل

كأنكم لم تشهدوا مرج راهط *** و لم تعلموا من كان ثم له الفضل

وقيناكم حرّ القنا بنفوسنا *** و ليس لكم خيّل سوانا و لا رجل

فلما رأيتم واقد (1) الحرب قد خبا *** و طاب لكم فيها المشارب و الأكل

تثاقلتم (2) عنا كأن لم نكن لكم *** صديقا و أنتم و أنتم ما علمنا و لا فعل

و لا تعجلوا إن دارت الحرب دورة *** و زلت عن المهواة بالقدم النّعل

كتب إلى أبو محمد حمزة بن العبّاس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني، أنا أبو الفضل بن سليم، قالا: أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى: حسام بن ضرار الكلبي يكنى أبا الخطّار أمير الأندلس.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أمّا الحسام بالحاء و السين مهملتين فجماعة منهم الحسام بن ضرار، ثم قال (4):و الخطّار أوله خاء معجمة و آخره راء: فهو أبو الخطّار الكلبي و هو الحسام بن ضرار بن سلامان بن خثيم (5) بن جعول بن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب شاعر فارس ذكره الآمدي، و كان أمير الأندلس وليها بعد قتل أميرها عبد الملك بن قطن في أيام هشام بن عبد الملك و كان من أشراف قبيلته هناك.

ص: 455


1- بالأصل «وافد» و المثبت عن جذوة المقتبس.
2- في جذوة المقتبس: تغافلتم... صديقا و أنتم ما علمت لها فعل.
3- الاكمال لابن ماكولا 466/2.
4- الاكمال لابن ماكولا 156/3.
5- في الاكمال: جشم.

ص: 456

الفهرس

ذكر من اسمه حازم 1169 - حازم بن حسين 3 1770 - حازم بن مالك بن بسطام 4

1771 - حازم بن أبي موسى 4

1772 - حازم مولى عمر بن عبد العزيز 5

ذكر من اسمه حامد بالحاء و الميم و الدال المهملتان 1773 - حامد بن أحمد بن محمّد أبو أحمد المروزي و يعرف بالزّيدي الحافظ 6

1774 - حامد بن سهل بن الحارث أبو محمّد البخاري 8

1775 - حامد بن محمّد بن خليل بن بحر أبو العبّاس النّسوي 9

1776 - حامد بن ملهم أبو الجيش القائد 11

1777 - حامد بن يوسف بن الحسين أبو أحمد التّغلبي 12

ذكر من اسمه حباب بالحاء المهملة 1778 - حباب الكعبي 13

1779 - حبّال بن عمر الكلبي بن عمر بن منصور بن جمهور 13

1180 - حبّان بن عبد اللّه الطوسي 13

1181 - حبّان بن موسى بن حبّان بن موسى أبو محمّد الخلالي 14

1182 - حبة بن سلامة الكلبي 15

ص: 457

ذكر من اسمه حبيب 1183 - حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن مزينا بن سهم ابن خلّجان الكاتب بن مروان بن دجانة بن زبر بن سعيد بن كاهل بن عامر.

و يقال: ابن عمر بن عدي بن عمرو بن طيّئ أبو تمّام الطائي الشاعر 16

1184 - حبيب بن حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر الفهري 34

1185 - حبيب بن أبي حبيب 35

1186 - حبيب بن الشهيد أبو مرزوق التّجيبي القتيري المقرئ 36

1187 - حبيب بن عبد الرّحمن بن سلمان بن أبي الأعيس الخولاني 40

1188 - حبيب بن عبد الملك بن حبيب 41

1189 - حبيب بن أبي عبيدة مرّة بن عقبة بن نافع الفهري القرشي 42

1190 - حبيب بن عمر الأنصاري الدّمشقي، و يقال: المدني 42

1191 - حبيب بن قليع، و يقال: عمر بن حبيب بن قليع المدني 43

1192 - حبيب بن كرّة 44

1193 - حبيب بن محمّد أبو محمّد العجمي 45

1194 - حبيب بن مرّة المرّي 61

1195 - حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو ابن شيبان بن محارب بن فهر أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو مسلمة، و يقال: أبو سلمة الفهري 62

1196 - حبيب بن مسلمة بن حبيب بن حبيب بن مسلمة الفهري 81

1197 - حبيب بن نصر بن محمّد بن معشر الطبري 82

1198 - حبيب بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 83

1199 - حبيب الأعور مولى عروة بن الزبير الأسدي 83

1200 - حبيب المؤذن 85

ذكر من اسمه حبيش بالحاء و الباء و الياء و الشين 1201 - حبيش بن دلجة 86

1202 - حبيش بن محمّد بن حبيش أبو القاسم الموصلي 91

1203 - حبيش مولى عمر بن عبد العزيز و حاجبه 91

1204 - حبيش بن عمر أبو المنهال 92

ص: 458

ذكر من اسمه الحجّاج بالحاء المهملة و الجيم المعجمة 1205 - الحجّاج بن الحارث بن قيس بن عديّ بن سعد بن سهم بن عمرو ابن هصيص بن كعب القرشي السّهمي 93

1206 - الحجّاج بن الريّان 96

1207 - الحجّاج بن سهل 96

1208 - الحجّاج بن عبد اللّه و يقال: ابن سهيل النّصري 97

1209 - الحجّاج بن عبد اللّه الحكمي أبو الجرّاج بن عبد اللّه الدمشقي 99

1210 - الحجّاج بن عبد الرزّاق المعلم 99

1211 - الحجّاج بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس 99

1212 - الحجّاج بن عبد يغوث بن عمرو بن الحجّاج الزبيدي 100

1213 - الحجّاج بن عمير 100

1214 - الحجّاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن حنثر بن هلال بن عبد بن ظفر ابن سعد بن عمرو بن تميم بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم أبو كلاب، و يقال: أبو محمّد، و يقال: أبو عبد اللّه السّلمي البهزي 101

1215 - الحجّاج بن قتيبة بن مسلم الباهلي 112

1216 - الحجّاج بن معاوية بن فراس المزني 112

1217 - الحجّاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن جابر بن معتّب ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، و اسمه قسيّ بن منبه بن بكر بن هوازن. أبو محمّد الثقفي 113

1218 - الحجّاج بن يوسف بن أبي منيع عبيد اللّه بن أبي زياد أبو محمّد الرّصافي 202

1219 - الحجّاج بن يوسف القرشي 205

1220 - حجار بن أبجر بن جابر بن عائذ بن شريط بن عمرو بن مالك بن ربيعة ابن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل أبو أسيد البكري العجلي الكوفي 205

ذكر من اسمه حجر بالحاء و الجيم 1221 - حجر بن عديّ الأدبر بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية بن ثور

ص: 459

ابن مرتع بن ثور و هو كندة بن عفير بن عديّ بن الحارث بن مرّة ابن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ و يسمى أبوه الأدبر لأنه طعن مولّيا فسمّي الأدبر أبو عبد الرّحمن الكندي 207

1222 - حجر بن عقيل الكلبي 234

1223 - حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة المعروف ب : حجر الشر ابن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث من بني معاوية بن الحارث ابن معاوية بن ثور بن مرتع بن كبير بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة ابن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان الكندي المعروف بحجر الشر 234

1224 - حجوة بن مدرك الغسّاني 235

1225 - حديج 238

1226 - حدير أبو فوزة و يقال أبو قروة الأسلمي، و يقال: السّلمي، مولاه 239

1227 - حدير بن كريب أبو الزاهرية الحميري، و يقال: الحضرمي الحمصي 243

1228 - حدير بن جعفر بن محمّد أبو نصر الرّمّاني الأنباري 251

1229 - حذافة بن نصر بن غانم بن عامر 252

ذكر من اسمه حذيفة 1230 - حذيفة بن أسيد، و يقال: ابن أمية بن أسيد أبو سريحة الغفاري 253

1231 - حذيفة بن اليمان و هو حذيفة بن حسل و يقال: حسيل بن جابر ابن أسيد بن عمرو بن مالك و يقال: اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة ابن جروة بن الحارث بن مازن بن ربيعة بن قطيعة بن عبس بن بغيض ابن ريث أبو عبد اللّه العبسي 259

1232 - حذيفة بن سعيد السلامي 302

1233 - حرام بن حكيم بن خالد بن سعد بن حكيم الأنصاري، و يقال: العبشمي و يقال: هو حرام بن معاوية 303

1234 - حرام بن عقيل بن علّفة بن الحارث 308

ذكر من اسمه حرب 1235 - حرب بن إسماعيل أبو محمّد الكرماني 309

1236 - حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 310

ص: 460

1237 - حرب بن عباد الأزدي 313

1238 - حرب بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ابن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي 313

1239 - حرب بن محمّد بن حرب بن عامر أبو الفوارس السّلمي الحرّاني 316

1240 - حرب بن محمّد بن علي بن حيّان بن مازن بن الغضوبة الموصلي الطائي 317

1241 - حرب بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس القرشي الأموي 319

1242 - حرب بن يزيد الأفقم بن هشام 319

1243 - حرقوص بن هبيرة و يقال: ابن زهير الكوفي 319

1244 - حرملة بن المنذر بن معدي كرب بن حنظلة بن النعمان بن حيّة بن شعبة و يقال: ابن سعد بن الغوث بن الحارث و يقال: ابن الحويرث بن ربيعة ابن مالك بن الصقر بن هنيء بن عمرو بن الغوث بن طيّئ بن أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و يقال: حية بن سعيد و يقال: شعبة بدل سعد بن الغوث، و يقال: اسمه المنذر ابن حرملة أبو زبيد الطائي 320

1245 - حريث بن بحدل بن أنيف بن دلجة 327

1246 - حريث بن أبي الجهم بن عصام 327

1247 - حريث بن أبي حريث 327

1248 - حريث بن ردّاد الفزاري 329

1249 - حريث بن زيد الخيل الطائي 329

1250 - حريث بن ظهير الكوفي 331

1251 - حريث بن عبد الملك 334

1252 - حريث العذري 334

1253 - حريث مولى معاوية بن أبي سفيان 335

1254 - حريز بن عثمان بن خير بن أحمد بن أسعد أبو عثمان و يقال:

أبو عون الرّحبي الحمصي 336

ذكر من اسمه حرّ 1255 - الحرّ بن سليمان بن حيدرة أبو شعيب الأطرابلسي 355

1256 - الحرّ بن عبد الرّحمن بن أم الحكم 355

ص: 461

1257 - الحرّ بن يوسف بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية 356

1258 - حزام بن هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي القديدي 357

1259 - حزوّر و يقال: نافع، و يقال: سعيد بن الحزوّر أبو غالب البصري 365

1260 - حزيب بن مسعود بن عدي بن هذيم بن عدي بن جناب الكلبي 374

ذكر من اسمه حسّان 1261 - حسّان بن أبان البعلبكي 375

1262 - حسّان بن تميم بن نصر أبو النّدى الصيرفي 377

1263 - حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النّجّار و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو ابن الخزرج أبو الوليد، و يقال: أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو الحسام الأنصاري الخزرجي النّجاري شاعر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم 378

1264 - حسّان بن سليمان أبو علي السّاحلي 435

1265 - حسّان بن عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري 436

1266 - حسّان بن عتاهيّة بن عبد الرّحمن بن حسّان بن عتاهية بن محرز ابن سعد بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن تجيب و هي أمّه، و أبوه أشرس بن شبيب بن السّكون بن أشرس بن كندة الكندي ثم التجيبي المصري 436

1267 - حسّان بن عطية أبو بكر المحاربي، مولاهم 437

1268 - حسّان بن فروخ 443

1269 - حسّان بن كريب بن يشرح بن عبد كلاب بن كريب بن شرحبيل بن يريم ابن فهد بن معدي كرب بن أبي شمّر بن أبي كرب بن شراحيل ابن معدي كرب بن فهد بن عريب بن شمّر بن يرعش بن مالك ابن مرثد بن نتوف بن هاعان بن شراحيل بن الحارث ابن زيد بن ذي شوب أبو كريب الرّعيني المصري 444

1270 - حسّان بن محمّد 448

1271 - حسّان بن مالك بن بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير ابن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللاّت ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة أبو سليمان الكلبي 448

1272 - حسّان بن النعمان و يقال: إنه ابن المنذر الغسّاني النّصري 450

ص: 462

1273 - حسّان بن وبرة 453

1274 - حسام بن ضرار بن سلامان بن خثيم بن جعول بن ربيعة بن حسن بن ضمضم ابن طفيل بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن الحصن بن ضمضم بن عدي بن جناب ابن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللاّت ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة أبو الخطّار الكلبي 453

ص: 463

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.