تاریخ مدینة دمشق المجلد 11

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الحادي عشر

حرف التاء

تبّع

984 - تبّع بن حسّان بن ملكي كرب بن تبّع بن الأقرن

و يقال: اسم تبّع هذا حسان بن تبّع بن أسعد (1) بن كرب الحميري.

و تبّع لقب للملك الأكبر بلغة أهل اليمن، ككسرى بالفارسية، و قيصر بالرومية، و النجاشي بالحبشية (2).ملك دمشق.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):و أما تبّان - أوله تاء معجمة باثنتين من فوق و بعد باء معجمة بواحدة - فهو تبّع الحميري، و اسمه أسعد تبّان أبو كرب بن ملكي كرب بن قيس بن زيد بن عمرو ذي الأذعار بن أبرهة ذى المنار بن الرائش بن قيس بن صيفي بن سبأ (4).يقال: هو أول من كسا البيت.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا عبد اللّه بن أبي داود، قال: ذكر العباس بن الوليد بن مزيد، عن أبيه، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: كان تبّع إذا عرض الخيل قاموا صفا من دمشق إلى صنعاء اليمن.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة الأسدي قالا: أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك البزار، نا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدّثنا محمد بن حمّاد

ص: 3


1- بالأصل «سعد» و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 293/5 و الاكمال لابن ماكولا.
2- بالأصل و المختصر:«بالحبشة».
3- الاكمال لابن ماكولا 367/1.
4- بالأصل:«سيار» و في م: سار و المثبت عن الاكمال.

الطّهراني، حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر [عن] ابن أبي ذئب، عن المقرئ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما أدري الحدود طهارة لأهلها أم لا، و لا أدري تبّع لعينا كان أم لا، و لا أدري، ذو القرنين نبيا كان أم ملكا» قال غيره:«أ عزيرا كان نبيا أم لا»، قال الدار قطني: تفرد به عبد الرزاق.

أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن عبد المنعم الفقيه، أنبأنا شجاع، و أحمد ابنا (1) علي بن شجاع، و عبد الرحمن بن محمد بن زياد، و محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن سعدوية، أخبرنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد البزاني (2)،و أبو عيسى بن زياد، و أبو بكر بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو شكر حمد بن أحمد بن محمد بن الخطاب، أخبرنا محمد بن عمر الطّهراني، و المطهر بن عبد الواحد.

ح و أخبرناه [أبو] العباس أحمد بن سلامة الفقيه، و أبو المناقب ناصر بن حمزة بن ناصر الحسيني، و أبو القاسم عبد الجبار بن أبي غالب بن أبي زيد الزعفراني البزار، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الدشتي، و أبو (3) عبد اللّه الحسين بن حمد بن محمد بن عمروية، و محمد بن حمد بن أحمد بن علي حموية، و محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد الصالحاني و إسماعيل بن الحسن النجاد، و أبو منصور فادشاه بن أحمد بن نصر فادشاه، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمد بن سليم، و أبو سعيد يسار بن عبد اللّه بن شيبان المؤدب، و أبو غانم أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن زياد العطار، قالوا: أخبرنا أبو بكر [بن] ماجة.

ح و أخبرنا أبو القاسم رستم بن محمد بن أبي عيسى بن زياد، و أبو المظفّر بندار بن أبي زرعة بن بندار البيع، و أبو جعفر محمد بن غانم بن أبي نصر الشرابي، قالوا:

أخبرنا أبو عيسى بن زياد.

ص: 4


1- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل البراني بالراء المهملة، و الصواب ما أثبت. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 549/18 و في المطبوعة 408/10 «الهزّاني». و في م:«البراي».
3- بالأصل «و أخبرنا» و في المطبوعة 408/10 «و أبا» و فيها تحريف، و في م: و أخبرنا عبد الحسين و الصواب ما أثبت.

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا المطهر بن عبد الواحد.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد، أنبأنا عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن منده، قالوا: أخبرنا أحمد بن محمد بن المرزبان، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى الحزوري، حدّثنا محمد بن سليمان [لوين] (1) حدّثنا حبان (2) بن علي، عن محمد بن كريب (3)،عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ثلاث و ثلاث و ثلاث، فثلاث لا يمين فيهن، و ثلاث الملعون فيهنّ ، و ثلاث أشكّ فيهن، فأما الثلاث التي لا يمين فيهن: فلا يمين مع والد، و لا امرأة مع زوجها، و لا المملوك مع سيده؛ و أما الملعون فيهن: فملعون من لعن والديه، و ملعون من ذبح لغير اللّه، و ملعون من غيّر تخوم الأرض؛ و أما الذي أشكّ فيهن، فعزير لا أدري أ كان نبيا أم لا، و لا أدري ألعن تبّع أم لا، قال؛ و نسيت يعني الثالثة»[2688].

و هذا الشك من النبي صلى اللّه عليه و سلم، كان قبل أن يتبين له أمره ثم أخبر أنه كان مسلما.

و ذاك فيما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين: أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، حدّثنا حسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو زرعة عمرو (5) بن جابر، عن سهل بن سعد قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تسبّوا تبّعا فإنه قد كان أسلم»[2689].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أخبرنا أبو الفضل البرازي، حدّثنا جعفر بن عبد اللّه، أخبرنا محمد بن هارون الرّوياني، حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر، عن سهل بن سعد الساعدي، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تسبّوا تبّعا فإنه قد أسلم»[2690].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر

ص: 5


1- بياض بالأصل و اللفظة مستدركة عن المطبوعة 408/10 و انظر ترجمته في سير الأعلام 500/11 و لوين لقبه. و اللفظة غير مقروءة في م.
2- رسمها غير واضح و الصواب ما أثبت و حبان بالكسر، و في المطبوعة 408/10 «جبار» تحريف. انظر في تهذيب التهذيب و محمد بن كريب 268/5 و ترجمة حبان بن علي فيه أيضا 427/1 و في م: جبان.
3- بالأصل «ذؤيب» تحريف و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
4- مسند الإمام أحمد 340/5.
5- بالأصل «عمر» و المثبت عن مسند أحمد.

المخلّص، أخبرنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن السكري، حدّثنا أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي، حدّثنا صفوان بن صالح، حدّثنا الوليد بن لهيعة، عن أبي زرعة عن سهل بن سعد الساعدي، أنه سمعه يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تسبّوا تبّعا فإنه قد كان أسلم»[2691].

أخبرنا [أبو] القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا و أبو منصور بن زريق، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر الكناني، حدّثنا أحمد بن يوسف بن خلاد، حدّثنا محمد بن محمد بن صديق أبو حامد البلخي، حدّثنا أحمد بن القاسم بن أبي برة، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري عن سماك عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تسبّوا تبّعا فإنه قد أسلم»، رواه غيره عن عكرمة فلم يرفعه[2692].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بكير، عن زكريا بن يحيى المدني، حدّثنا عكرمة قال: سمعت ابن عباس يقول:

لا يشتبهن عليكم أمر تبّع فإنه كان مسلما.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن الموازيني، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا محمد بن يوسف الهروي، أخبرنا محمد بن حمّاد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا عمران أبو الهزيل، أخبرني تميم بن عبد الرحمن، قال: قال لي عطاء بن أبي رباح: أ تسبون تبّعا يا تميم ؟ قلت: نعم، قال: فلا تسبّوه فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد نهى عن سبّه[2693].

قال: و أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا بكار بن عبد اللّه، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس عن سب أسعد و هو تبّع، قلنا: يا أبا عبد اللّه و ما كان أسعد؟ قال: كان على دين إبراهيم صلى اللّه عليه و سلم، و كان إبراهيم يصلّي كل يوم صلاة، و لم تكن شريعة.

قال: و أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تبارك و تعالى: قَوْمُ تُبَّعٍ (1)أن عائشة أم المؤمنين قالت: كان تبّع رجلا صالحا، قال كعب: ذم اللّه قومه و لم يذمه.

ص: 6


1- سورة الدخان، الآية:37.

قال معمر: فأخبرني تميم بن عبد الرحمن أنه سمع سعيد بن جبير يقول: إن تبّعا كسى البيت، و نهى سعيد عن سبه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين (1)،حدّثنا عبد اللّه بن عمر القواريري، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا عمران بن حدير (2)،عن أبي مجلز قال: جاء ابن عباس إلى عبد اللّه بن سلام فقال: إني أسألك عن ثلاث، قال: تسألني و أنت تقرأ القرآن ؟ قال: نعم، أسألك عن تبّع ما كان، و أسألك عن عزير ما كان، و أسألك عن الهدهد لم تفقّده سليمان صلى اللّه عليه و سلم من بين الطير؟ قال: أما تبّع فإنه كان رجلا من العرب ظهر على الناس و سبى فتية من الأحبار فاشتد عليهم أوقات (3)دعائهم، فأنكر الناس تبّعا قالوا: قد ترك دينكم و آلهتكم، فما تقولون، أو فما تأمرون ؟ فقالوا: بيننا و بينهم النار التي تحرق الكاذب و ينجو منها الصادق، فعرض ذلك على أصحابه، فرضوا بذلك، فعمد بهم تبّع إلى النار، فأمر الفتية أن يدخلوا فيها، فألقوا مصاحفهم في أعناقهم، فلما أرادوا أن يدخلوها سفعت النار وجوههم فوجدوا حرّها فنكصوا، فقال تبّع: لتدخلنّها، فدخلوها فانفرجت عنهم حتى مضوا، ثم أمر قومه أن يدخلوها (4)،فلما أرادوا أن يدخلوها سفعت وجوههم فوجدوا حرّها فنكصوا، فأمر بهم تبّع أن يدخلوها [فدخلوها] (5)فانفرجت لهم حتى توسّطوها فأحاطت (6)بهم و أحرقتهم، فأسلم تبّع، و كان رجلا صالحا.

و أما عزير فإنه لما ظهر بخت نصّر على بني إسرائيل خرّب بيت المقدس و شقق المصاحف و درست السّنّة و كان عزير توحش في الجبال، و كانت له عين يشرب منها، فمثلت له عند العين امرأة، فلما جاء ليشرب فبصر بالمرأة فانصاع فلما جهده العطش، أتاها و هي تبكي، قال: ما يبكيك ؟ قالت: أبكي على ابني، قال: كان يخلق ؟ قالت: لا، فكان يرزق ؟ قالت: لا، و ذكر الحديث، قالت: ما بالك هاهنا تركت قومك ؟ قال: و أين قومي ؟

ص: 7


1- بعدها في م و المطبوعة 410/10 نا عبد اللّه بن محمد.
2- بالأصل «جرير» و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 363/6.
3- بالأصل و م و المطبوعة:«أو فاستدعاهم» و المثبت عن المختصر 294/5.
4- بالأصل:«أن يدخلوها فدخلوها فانفرجت لهم فلما أرادوا...» و المثبت عن مختصر ابن منظور 294/5.
5- سقطت من الأصل و م و استدركت عن المختصر و المطبوعة 410/10.
6- بالأصل و م «فاحتاطت» و المثبت عن المختصر.

قالت: ادخل هذه العين فامش فيها تبلغ قومك، قال: فدخلها فجعل لا يرفع قدمه إلاّ زيد في علمه، فانتهى إلى قومه، فأحيا لهم التوراة و السّنّة.

و أما الهدهد فإن سليمان صلى اللّه عليه و سلم نزل منزلا فلم يدر ما بعد الماء، فسأل عن بعد الماء، فقالوا: الهدهد، فعند ذلك تفقّده.

أخبرني أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي - بنيسابور - حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدّثنا يحيى بن جعفر، و يعرف بابن أبي طالب، أخبرنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر، حدّثنا البراء بن سليم الضّبّي، حدّثنا زيد البجلي أبو رجاء قال: قال ابن عباس [سألت] كعبا عن تبّع، فإني أسمع اللّه يذكر في القرآن قوم تبّع و لا يذكر تبّعا، قال: بلى، أخبرك عن تبّع، إن تبّعا كان رجلا من أهل اليمن ملكا منصورا، فسار بالجيوش حتى [إذا] انتهى إلى سمرقند، رجع أو انصرف فأخذ طريق الشام فأسر بها أحبارا فانطلق بهم أسراء معه نحو اليمن و قد أعجبه قول الأحبار و صغى إليه حتى إذا دنا من مكة طار في الناس أنه هادم الكعبة، و دخل عليه الأحبار، فقالوا (1):ما هذا الذي تحدث به نفسك، إن هذا البيت للّه و إنك لم تسلط عليه، فقال: إن هذا للّه و إن أحق من خرب أو هدم هذا البيت أنا (2)-شك أبو بكر يحيى بن أبي طالب - فأسلم مكانه و أحرم، فدخلها محرما فقضى نسكه ثم انصرف نحو اليمن راجعا حتى قدم على قومه باليمن، فدخل عليه أشرافهم، فقالوا: يا تبّع أنت سيدنا و ابن سيدنا خرجت من عندنا على دين و جئت على غيره، فاختر منا أحد أمرين: إمّا أن تخلينا و ملكنا و تعبد ما شئت، و إمّا أن تذر دينك الذي أحدثت، و بينهم يومئذ نار تنزل من السماء، فقال الأحبار عند ذلك: اجعل بينك و بينهم النار،[فتواعد القوم جميعا على أن جعلوا بينهم النار، فجيء بالأحبار و كتبهم و جيء بالأصنام و عمالها و قدموا جميعا إلى النار] (3)و قامت الرجال خلفهما بالسيوف فهدرت النار هدير الرعد [و رمت] (4)شعاعا لها فنكصوا أصحاب الأصنام، و أقبلت النار فأحرقت الأصنام و عمالها و سلم الآخرون، و أسلم قوم و استسلم قوم، فلبثوا بذلك عمر تبّع حتى إذا

ص: 8


1- بالأصل «فقال».
2- بياض بالأصل و م مقدار كلمة، و الكلام متصل في المطبوعة، إذ يبدو أن لا نقص فيها.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 411/10.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 411/10.

نزل (1)تبّع الموت استخلف أخاه و هلك، فقتل أخوه، و كفروا صفقة واحدة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و علي بن الحسن (2)الموازيني، فقالا:

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي، أخبرنا محمد بن حمّاد الطهراني، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا إسرائيل عن فرات، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أربع آيات في كتاب اللّه تبارك و تعالى لم أدر ما هي حتى سألت عنهم كعب الأحبار: قوله تبارك و تعالى قَوْمُ تُبَّعٍ في القرآن و لم يذكر تبّعا قال: إن تبّعا كان ملكا و كان قومه كهانا، و كان في قومه من أهل الكتاب، فكان الكهان يبغون على أهل الكتاب و يقتلون تابعيهم فقال أهل الكتاب لتبّع: إنهم ليكذبون علينا، قال تبّع: إن كنتم صادقين فقربوا قربانا، فأيكم كان أفضل أكلت النار قربانه، قال:

فقرب أهل الكتاب و الكهّان، فنزلت نار من السماء فأكلت قربان أهل الكتاب فاتبعهم و أسلم، فهكذا ذكر اللّه تبارك و تعالى قومه في القرآن، و لم يذكره.

قال ابن عباس: و سألته عن قول اللّه تعالى: وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنٰابَ (3)قال: شيطان أخذ خاتم سليمان الذي فيه ملكه، فقذف به في البحر، فوقع في بطن سمكة، فانطلق سليمان يطوف إذا تصدّق عليه بتلك السمكة فاشتواها فأكلها فإذا فيها خاتمه، فرجع إليه ملكه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم القارئ (4) بمرو، حدّثنا عبد اللّه بن الغزال، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، أخبرنا عبد اللّه بن المبارك، حدّثنا [عمر بن] (5) سعيد [بن أبي حسين أخبرني] (6) ابن أبي مليكة عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس قال: أقبل تبّع يريد الكعبة حتى إذا كان بكراع الغميم (7) بعث اللّه عليه ريحا لا يكاد

ص: 9


1- بالأصل «ترك» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «الحسين» و هو: علي بن الحسن بن الحسين، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 437/19.
3- سورة ص، الآية:34.
4- في المطبوعة: السياري. و في م كالأصل.
5- الزيادة في الموضعين عن المطبوعة، و انظر ترجمة ابن أبي مليكة و اسمه عبد اللّه بن عبيد اللّه، في سير أعلام النبلاء 88/5(30).
6- الزيادة في الموضعين عن المطبوعة، و انظر ترجمة ابن أبي مليكة و اسمه عبد اللّه بن عبيد اللّه، في سير أعلام النبلاء 88/5(30).
7- كراع الغميم:(بالضم) موضع بناحية الحجاز بين مكة و المدينة، و هو واد أمام عسفان بثمانية أميال.(معجم البلدان).

القائم يقوم إلاّ بمشقة، و ذهب القائم يقعد و يصرع و قامت عليهم و لقوا منها عناء قال: و دعا تبّع حبريه فسألهما ما هذا الذي بعث علي ؟ قالا: أو تؤمننا؟ قال: أنتم آمنون، قالا: فإنك تريد بيتا يمنعه اللّه ممن أراده، قالا: فما يذهب هذا عني، قالا: تجرّد في ثوبين ثم تقول:

لبيك ثم تدخل فتطوف بذلك البيت و لا تهيج أحدا من أهله، قال: فإن أجمعت عليّ هذا ذهبت هذه الريح عني ؟ قالا: نعم، فتجرّد، ثم لبى. قال ابن عباس: فأدبرت الريح كقطع الليل المظلم.

أخبرنا أبو طاهر بن الحنائي في كتابه، حدّثنا أبي أبو القاسم الحسين بن محمد عن (1) أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا سعيد بن عبد الرّحمن، حدّثنا سفيان، عن موسى بن أبي عيسى المديني، قال: لما كان تبّع بالدف من جمدان (2) دفت بهم ريح بدوابهم فأظلمت عليهم الأرض فدعا أحبارا كانوا معهم، فقالوا: هل هممت لهذا البيت بشيء؟ قال: نعم، أردت أن أهدمه، فقالوا:

فانو له خيرا أن تكتسوه و تنحر عنده قال: ففعل فانجلت عنهم، و إنما سمي الدف من أجل ذلك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، حدّثنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن القرشي قراءة - عليه - حدّثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الغازي النيسابوري، نا الأستاذ أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ .

أخبرنا أبو عمر محمد بن سهل بن هلال البستي - بمكة - حدّثنا أبو الحسن محمد بن أبي نافع الخزاعي، حدّثنا أبو محمد إسحاق بن محمد، حدّثنا أبو الوليد الأزرقي، حدّثني جدي عن سعيد بن سنان عن عثمان بن ساج عن محمد بن إسحاق قال:

سار تبّع الأول إلى الكعبة فأراد هدمها و كان من الخمسة الذين لهم الدنيا بأسرها، و كان له وزراء فاختار منهم واحدا و أخرجه معه و كان يسمى (3) عميارسنا لينظر إلى أمر مملكته، و خرج في مائة ألف و ثلاثين ألفا من الفرسان، و مائة ألف و ثلاثة عشر ألفا من الرّجالة (4)،

ص: 10


1- بالأصل «بن» و الصواب عن م.
2- جمدان: هو من منازل أسلم بين قديد و عسفان (معجم البلدان).
3- بالأصل:«يمسي» خطأ. و الصواب عن م.
4- بالأصل و م «الرجال» و ما أثبت أصوب، عن المختصر.

و كان يدخل كل بلدة، و كانوا يعظّمونه، و كان يختار من كل بلدة عشرة أنفس من حكمائهم حتى جاء إلى مكة و معه أربعة آلاف رجل من الحكماء و العلماء الذين اختارهم من بلدان مختلفة فلم يتحرك له أحد و لم يعظموه، فدعا (1) عليهم، و دعاء عميارسنا و قال: كيف شأن أهل هذا البلد الذين لم يهابوني، و لم يهابوا عسكري، كيف شأنهم و أمرهم ؟ قال الوزير:

إنهم غريبون (2) جاهلون لا يعرفون شيئا، و إن لهم بيتا يقال له الكعبة، و انهم معجبون بها و يسجدون للطاغوت و الأصنام من دون اللّه عز و جل، قال الملك: إنهم معجبون بهذا البيت ؟ قال: نعم، فنزل ببطحاء مكة معه عسكره و تفكر في نفسه دون الوزير و دون الناس و عزم أن يأمر بهدم هذا البيت و أن التي سميت كعبة تسمى خربة، و أن يقتل رجالهم و يسبي نساءهم و ذراريهم، فأخذه اللّه عز و جل بالصّداع، و فتح في عينيه و أذنيه و أنفه و فمه ماء منتنا فلم يكن يستقر أحد عنده طرفة عين من نتن الريح فاستيقظ لذلك، و قال لوزيره اجمع العلماء و الأطباء و شاورهم في أمري، فأجمع العلماء و الأطباء عنده فلم يصبر أحد منهم و لم يمكنهم مداواته. فقال: قد جمعت حكماء بلدان مختلفة و وقعت في هذه العلة فلم يقم أحد في مداواتي ؟ فقالوا بأجمعهم: يا قوم أمرنا أمر الدنيا، و هذا أمر سماوي لا نستطيع مرد أمر السماء و اشتد الأمر على الملك فتفرق الناس و أمره كل ساعة أشد، حتى أقبل الليل و جاء أحد العلماء إلى وزيره فقال إن بيني و بينك سرا و هو أنه إن كان الملك يصدق لي في كلامه و ما نواه عالجته، فاستبشر بذلك الوزير و أخذ بيده و حمله إلى الملك و قال للملك:

إن رجلا من العلماء ذكر: إن صدق الملك و ما نواه في قلبه و لم يكتم شيئا منه عالجته، فاستبشر الملك بذلك و أذن له بالدخول عليه، فدخل فقال: إن بيني و بينك سرا أريد الخلوة فيه، فخلا به و قال: هل نويت في هذا البيت أمرا؟ قال: نعم، قال: نويت أن أخرب هذا البيت، و أقتل رجالهم و أسبى نساءهم، فقال: إن وجعك و بلاءك من هذا، اعلم أن صاحب هذا البيت قوي يعلم الأسرار فيجب أن تخرج من قلبك جميع ما نويت من أذى هذا البيت و ذلك خير الدنيا و الآخرة. قال الملك: قد أخرجت جميع المكروهات من قلبي، و نويت جميع الخيرات و المعروفات فلم يخرج العالم الناصح العالم حتى برأ من العلة و عافاه اللّه عز و جل، فآمن باللّه عز و جل من ساعته، و خرج من منزله صحيحا على دين إبراهيم صلى اللّه عليه و سلم

ص: 11


1- المختصر: فغضب عليهم.
2- في المختصر و المطبوعة: عربيون.

و خلع على الكعبة سبعة أثواب، و هو أول من كسى البيت، و دعا أهل مكة فأمرهم بحفظ الكعبة و خرج هو إلى يثرب.

و يثرب هي بقعة فيها عين ماء ليس فيها نبت و لا بيت و لا أحد، فنزل على رأس العين مع عسكره بجمع العلماء و الحكماء الذين كانوا معه و اختارهم من بلدان مختلفة، و رئيس العلماء العالم الناصح الشفيق لدين اللّه عز و جل الذي أعلم الملك شأن الكعبة ثم انهم اجتمعوا و تشاوروا فاعتزل من بين أربعة آلاف [رجل عالم] (1) على أربعمائة رجل، كل من كان أعلم، و أفهم [و بايع كل واحد منهم صاحبه أنهم لا يخرجون من ذلك المقام و إن ضربهم الملك و قتلهم] (2) و قرضهم و أحرقهم و جاءوا بجملتهم و وقفوا بباب الملك، و قالوا: إنا خرجنا من بلداننا فطفنا مع الملك زمانا و حينا و نريد أن نقيم في هذا المقام إلى أن نموت فيه، إنا قد عقدنا أن لا نخرج من هذا المقام إلى أن نموت، و إن (3) قتلنا و حرقنا.

فقال الملك للوزير: انظر ما شأنهم يمتنعون عن الخروج معي و أنا احتاج إليهم، و لا أستغني عنهم، و أي حكمة في نزولهم في هذا المقام و اختيارهم ؟ فخرج الوزير و جمعهم و ذكر لهم قول الملك، فقالوا للوزير: اعلم أن شرف هذا البيت و شرف هذه البلدة بسبب هذا الرجل الذي يخرج يقال له محمد صلى اللّه عليه و سلم إمام الحق، صاحب القضيب و الناقة و التاج، و الهراوة، و صاحب القرآن، و القبلة، و صاحب اللواء و المنبر يقول: لا إله إلاّ اللّه، مولده بمكة و هجرته إلى هاهنا، فطوبى لمن أدركه و آمن به، و كنا على رجاء أن ندركه أو يدركه أولادنا، فلما سمع الوزير مقالتهم همّ أن يقيم معهم فلما جاء وقت الرحيل أمر الملك أن يرتحلوا فقالوا بأجمعهم: لا نرحل و قد أخبرنا الوزير بحكمة مقامنا هاهنا، فدعا الملك الوزير [فقال له] لم تخبر بالمقالة ؟ قال: لأني عزمت على المقام معهم و خفت أن لا تدعني، و أعلم أنهم لا يخرجون فلما سمع الملك منه تفكّر أن يقيم معهم سنة رجاء أن يدرك محمدا صلى اللّه عليه و سلم و أمر الملك أن يبنوا أربع مائة دارا لكلّ رجل من العلماء دارا، و اشترى لكل رجل منهم جارية و أعتقها و زوجها منه، و أعطى لكل واحد منهم عطاء جزيلا، و أمرهم أن يقيموا في ذلك الموضع إلى وقت محمد صلى اللّه عليه و سلم، و كتب كتابا و ختمه بالذهب و دفع الكتاب إلى العالم الذي نصحه في شأن الكعبة، و أمره أن يدفع الكتاب إلى محمد صلى اللّه عليه و سلم إن أدركه،

ص: 12


1- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
2- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
3- في المختصر و المطبوعة: و إن قتلتنا و حرقتنا.

و إن لم يدركه إلى أولاده و أولاد أولاده أبدا ما تناسلوا إلى حين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان في الكتاب: أما بعد يا محمد فإني آمنت بك و بكتابك الذي أنزله اللّه عز و جل عليك، و أنا على دينك و سنّتك، و آمنت بربك و رب كل شيء و بكل ما جاءك من ربك عز و جل من شرائع الإيمان و الإسلام إنني قبلت ذلك فإن أدركتك فبها و نعمت و إن لم يدركك فاشفع لي يوم القيامة و لا تنسى فإني من أمتك الأوابين و تابعيك قبل مجيئك و قبل إرسال اللّه تعالى إياك، و أنا على ملّتك و ملة أبيك إبراهيم صلى اللّه عليه و سلم، و ختم الكتاب بالذهب و نقش عليه: لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ، وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّٰهِ (1) و كتب عنوان الكتاب: إلى محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين و رسول رب العالمين صلوات اللّه عليه، من تبّع الأول حمير بن وردع، أمانة اللّه في يد من وقع [إليه]، إلى أن يوصل إلى صاحبه، و دفع الكتاب إلى العالم الذي نصح له في شأن الكعبة و أمره بحفظها، و خرج تبّع من يثرب، و يثرب هو الموضع الذي نزله العلماء، و هو مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم و سار تبّع حتى مر بغلسان - بلد من بلاد الهند - فمات بها.

و من اليوم الذي مات فيه تبّع إلى اليوم الذي ولد فيه النبي صلى اللّه عليه و سلم ألف سنة لا زيادة و لا نقصان، ثم إن أهل المدينة الذين نصروا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أولاد أولئك العلماء الأربع مائة الذين سكنوا دور تبّع إلى أن بعث اللّه محمدا صلى اللّه عليه و سلم فلما هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و سمعوا بخروجه استشاروا في إيصال الكتاب فأشار عليهم عبد الرّحمن بن عوف، و كان قد هاجر قبل النبي صلى اللّه عليه و سلم أن اختاروا رجلا ثقة، و ابعثوا بالكتاب معه إليه. فاختاروا رجلا يقال له أبو ليلى - و كان من الأنصار - و دفعوا إليه الكتاب و أوصوه بمحافظة الكتاب و التبليغ، و خرج على طريق مكة فوجد محمدا صلى اللّه عليه و سلم في قبيلة سليم، فعرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الرجل فدعاه فقال:

«أنت أبو ليلى ؟» [قال: نعم] (2) قال:«و معك كتاب تبّع الأول»، فبقي الرجل متفكرا و ذكر في نفسه أن هذا من العجب، و لم يعرفه، فقال: من أنت ؟ فقال: فإني لست أعرف في وجهك أثر السجود، و توهم أنه ساحر فقال:«لا بل أنا محمد، هات الكتاب»، ففتح الرجل رحله و كان يخفي الكتاب فدفعه إليه، فقرأه أبو بكر على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«مرحبا بالأخ الصّالح» ثلاث مرات، و أمر أبا ليلى بالرجوع إلى المدينة، فرجع و بشّر القوم،

ص: 13


1- سورة الروم، الآية:4 و 5.
2- زيادة للإيضاح.

فأعطاه كل واحد منهم عطاء على تلك البشارة، و جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسأله أهل القبائل أن ينزل عليهم و تعلقوا بناقته فقال:«دعوها فإنها مأمورة» حتى جاءت إلى دار أبي أيوب فبركت، و نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في دار أبي أيوب، و أبو أيوب كان من أولاد العالم الناصح تبّع في شأن الكعبة [و كانوا] ينتظرونه و هم من أولاد العلماء الذين سكنوا يثرب في دور تبّع التي بناها (1) لهم، و الدار التي نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيها هي الدار التي بنى تبّع لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[2694].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا حارث بن أبي أسامة، أخبرنا محمد بن سعد (2)،أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، حدّثني سليمان بن داود بن الحصين، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبيّ بن كعب قال: لما قدم تبّع المدينة و نزل بقناة فبعث إلى أحبار يهود فقال: إنّي مخرّب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية و يرجع الأمر إلى دين العرب. قال: فقال له سامول اليهودي - و هو يومئذ أعلمهم-: أيها الملك إن هذا بلد يكون إليه مهاجر نبيّ من بني إسماعيل مولده بمكة اسمه أحمد، و هذه دار هجرته، إنّ منزلك هذا الذي أنت به يكون به من القتلى و الجراح أمر كثير في أصحابه و في عدوّهم. قال تبّع: و من يقاتلهم يومئذ و هو نبي كما تزعم ؟ قال: يسير إليه قوم فيقتتلون هاهنا، قال: فأين قبره ؟ قال: بهذا البلد، قال: فإذا قوتل لمن تكون الدّبرة ؟ قال تكون عليه مرة و له مرة، و بهذا المكان الذي أنت عليه يكون عليه، و يقتل (3) به أصحابه مقتلة عظيمة لم يقتلوا في موطن، ثم تكون العاقبة له، و يظهر فلا ينازعه هذا الأمر أحد. قال: و ما صفته ؟ قال: رجل ليس بالقصير و لا بالطويل، في عينيه حمرة، يركب البعير، و يلبس الشملة، سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى: أخ أو ابن عمّ أو عمّ حتى يظهر أمره. قال تبّع: ما إلى هذا البلد من سبيل، و ما كان ليكون أن خرابها على يدي، فخرج تبّع منصرفا إلى اليمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بكير،

ص: 14


1- بالأصل و م «بنى».
2- طبقات ابن سعد 158/1-159 و بالأصل «عبد اللّه بن سعد».
3- عن ابن سعد، و بالأصل «لم يقتل» و في المطبوعة:«تقتل».

أخبرنا محمد بن إسحاق، قال (1):ثم إن تبّعا أقبل من مسيره الذي كان سار يجول الأرض فيه حتى نزل على المدينة فنزل بوادي قناة (2) فحفر فيها بئرا فهي اليوم تدعى بئر الملك، قال:

و بالمدينة إذ ذاك يهود و الأوس و الخزرج، فنصبوا له فقاتلوه بالنهار فإذا أمسى أرسلوا إليه بالضيافة و إلى أصحابه، فلما فعلوا به ليال (3)،استحيا فأرسل إليهم [يريد] (4) صلحهم، فخرج إليه رجل من الأوس يقال له أحيحة بن الجلاح بن حريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، و خرج إليه من يهود بنيامين القرظي. فقال له أحيحة: أيها الملك نحن قومك، و قال بنيامين: أيها الملك هذه بلدة لا تقدر على أن تدخلها لو جهدت بجميع جهدك. فقال: و لم ؟ قال: لأنها منزل نبي من الأنبياء يبعثه [اللّه] (5) من قريش و جاء تبّعا مخبر خبره عن اليمن أنه بعث عليها نار تحرق كلّما مرت به، فخرج سريعا و خرج معه نفر من يهود فيهم بنيامين و غيره و هو يقول (6):

إنّي نذرت يمينا غير ذي خلف *** ألا أجوز و بالحجاز مخلّد

حتى أتاني من قريظة عالم *** حبر لعمرك في اليهود مسوّد

ألقى إليّ نصيحة كي أزدجر *** عن قرية محجورة بمحمّد

و لقد تركت بها رجالا وضعا *** للنصر ينتظرون نور المهتدي

قال: ثم خرج يسير حتى إذا كان بالدّفّ من جمدان من مكة على ليلتين أتاه ناس من هذيل بن (7) مدركة و تلك منازلهم فقالوا: أيها الملك أ لا ندلك على بيت مملوء ذهبا و ياقوتا و زبر جدا تصيبه و تعطينا منه ؟ قال: بلى، فقالوا: هو بيت بمكة (8)،فراح تبّع و هو مجمع لهدم البيت، فبعث اللّه عليه ريحا فقعت يديه و رجليه، و شجّت جسده، فأرسل إلى من كان معه من يهود فقال: ويحكم ما هذا الذي أصابني قالوا: أحدثت شيئا؟ قال: و ما أحدث ؟ فقالوا: حدّثت نفسك بشيء؟ فقال: نعم، جاءني نفر من أهل هذا المنزل الذي

ص: 15


1- سيرة ابن إسحاق ص 29.
2- كذا بالأصل و المطبوعة 417/10 و في سيرة ابن إسحاق: بوادي قبا.
3- بالأصل:«لياليا».
4- زيادة عن سيرة ابن إسحاق.
5- زيادة عن سيرة ابن إسحاق.
6- الأبيات في سيرة ابن إسحاق، و الثاني في الطبري 110/2 من أبيات.
7- بالأصل «من» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 30.
8- في الطبري 107/2 إنما أراد الهذليون بذلك هلاكه لما قد عرفوا من هلاك من أراده من الملوك و بغى عنده.

رحنا منه، فدلّوني على بيت مملوء ذهبا و ياقوتا و زبر جدا و دعوني إلى تخريبه و إصابة ما فيه على أن أعطيهم منه شيئا فنويت لهم بذلك، فبرحت و أنا مجمع لهدمه. قال النفر الذين كانوا معه من يهود: ذلك بيت اللّه الحرام و من أراده هلك فقال: ويحكم فما المخرج مما دخلت فيه ؟ قالوا: تحدث نفسك أن تطوف به كما يصنع به أهله، و تكسوه و تهدي له، فحدّث نفسه بذلك. فأطلقه.

و قال في شعره (1):

بالدّفّ من جمدان فوز مصعد *** حتى أتاني من هذيل أعبد

ذكروا لي البيت و قالوا كنزه *** در و ياقوت و فيه زبرجد

فأردت أمرا حال ربّي دونه *** و الرب يدفع عن خراب المسجد (2)

قال: ثم سار حتى دخل مكة فطاف بالبيت سبعا، و سعى بين الصفا و المروة، فأري في المنام أن يكسو البيت فكساه الخصف و كان أول من كساه، ثم أرى أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه المعافر، ثم أرى أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الوصائل - وصائل اليمن - و أقام بمكة ستة أيام فيما ذكر لي ينحر بها للناس و يطعم من كان من أهلها و يسقيهم العسل، قال: فكان تبّع فيما ذكر لي أول من كساه و أوصى به ولاته من جرهم، و أمرهم بتطهيره، و أن لا يقربوه ميتة و لا دما و لا مثلاثا و هي المحائض - و جعل له بابا و مفتاحا، و قال تبّع في الشعر:

و نحرنا في الشعب ستة آلاف *** ترى الناس نحوهن ورودا

و كسونا البيت الذي حرّم *** اللّه [ملاء] (3) معضدا و برودا

و أقمنا به (4) من الشهر ستا *** فجعلنا لنا به إقليدا

و أمرنا للجرهميين خيرا *** حين كانوا لحافتيه سهودا

ثم سرنا نؤمّ قصد سهيل *** قد رفعنا لواءنا معقودا

قال: فلما أرادوا الشخوص إلى اليمن أراد أن يخرج الركن فخرج به معه، فاجتمعت

ص: 16


1- الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 30 و تاريخ الطبري 110/2 من أبيات مرفوعة الروي.
2- في البيت إقواء.
3- سقطت من الأصل و استدرك فوق السطر.
4- في سيرة ابن إسحاق ص 31 لبابه.

قريش إلى خويلد بن أسد بن عبد العزّى (1) بن قصيّ فقالوا: ما دخل علينا يا خويلد أن ذهب هذا بحجرنا؟ قال: و ما ذاك ؟ قالوا (2):تبّع يريد أن يأخذ حجرنا نحمله إلى أرضه، فقال خويلد: ثم أخذ السيف و خرج و خرجت معه قريش بسيوفهم حتى أتوا تبّعا فقالوا له:

ما ذا تريد [يا تبّع إلى الركن ؟ فقال: أردت] (3) أن أخرج به إلى قومي فقالت قريش: الموت أقرب من ذلك، ثم خرجوا حتى أتوا الركن، فقاموا عنده فحالوا بينه و بين ما أراد من ذلك، و قال خويلد في ذلك شعرا (4):

[دعيني أم عمرو و لا تلومي *** و مهلا عاذلي لا تعذليني] (5)

دعيني لأخذت الخسف منهم *** و بيت اللّه حين يقتلوني

فما عذري و هذا السيف عندي *** و عضب نال قائمه يميني

و لكن لم أجد عنها محيدا *** و إنّي زاهق ما أزهقوني (6)

قال: ثم خرج متوجها إلى اليمن بمن معه من جنود حتى إذا قدمها و كان لأهل اليمن مدينتين (7) يقال لأحدهما (8) مأرب و للأخرى ظفار، و كان منزل الملك في مأرب مبني (9) بصفائح الذهب و كان منزله في ظفار مبني (10) في الرخام، فكان إذا شتا شتّى في مأرب، و إذا صاف صاف في ظفار. و كانت مأرب بها نشوء أبناء الملوك و يتعلمون بها الكلام، و كان ابن الحميري إذا بلغ قال: أرسلوا به إلى مأرب ليتعلم فيها المنطق، و كان في ظفار اسطوان من البلد الحرام مكتوب في أعلاها بكتاب من الكتاب الأول: لمن الملك ظفار لحمير الأخيار، لمن الملك ظفار لفارس الأحرار (11) لمن الملك ظفار لقريش التجار.

ص: 17


1- بالأصل و م:«عبد العزيز» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
2- بالأصل:«قال» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن سيرة ابن إسحاق ص 31.
4- الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 32.
5- سقط البيت من الأصل و استدرك عن ابن إسحاق.
6- في ابن إسحاق: و إني راهق ما أرهقوني
7- كذا بالأصل، و الصواب: مدينتان كما في ابن إسحاق.
8- كذا في الأصل و م.
9- كذا في الأصل و م، و الصواب «مبنيا».
10- الصواب: مبنيا.
11- في سيرة ابن إسحاق: الأخيار.

فلما قدمها تبّع نشرت التوراة اليهود، و جعلوا يدعون اللّه [على] (1) النار حتى أطفأها اللّه، و كان لأهل اليمن شيطان يعبدونه (2) قد بنوا له بيتا من ذهب و جعلوا بين يديه حياضا و كانوا يذبحون له فيها، فيخرج فيصيب من ذلك الدم و يكلمهم و يسألونه و كانوا يعبدونه، فلما أن أطفأت اليهود النار [قالوا] (3) لتبّع: إن ديننا هذا الذي [نحن] (4) عليه خير من دينك، فلو أنّك تابعتنا على ديننا فقد رأيت أن إلهك هذا لم يغن عنك شيئا و لا عن قومك عند الذي نزل بكم. فقال تبّع: فكيف نصنع به و نحن نرى منه ما ترون من الأعاجيب ؟ فقالوا: أ رأيت إن أخرجناه عنك أ تتبعنا على ديننا؟ قال: نعم، فجاءوا إلى باب ذلك البيت فجلسوا عليه بتوراتهم ثم جعلوا يذكرون اسم اللّه، فلما سمع بذلك الشيطان لم يثبت و خرج جهارا حتى وقع في البحر، و هم ينظرون، و أمر تبّع بيته ذلك الذي كان فيه فهدم و تهوّد بعض ملوك حمير و يزعم بعض الناس أن تبّعا كان قد تهوّد.

قال: و لما فعل تبّع ما فعل غضبت ملوك حمير و قالوا: اما كان يرضى أن يطيل غزونا، و يبعدنا في المسير من أهلنا حتى طعن علينا أيضا في ديننا، و عاب آباءنا فاجتمعوا على أن يقتلوه و يستخلفوا أخاه من بعده.

قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن ماهان، أنا الحسن بن رشيق، حدّثني الحسن بن آدم، حدّثني عبيد بن محمد الكشوري، حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن عروة، حدّثنا محمد بن عوسجة، حدّثني عبد الرّحمن بن هشام - هو ابن يوسف - عن أبيه قال:

ذكر حفص بن عمر عن عباد بن زياد المرّي عن من أدرك قال: أقبل تبّع يفتتح المدائن و يقاتل العرب حتى نزل المدينة و أهلها يومئذ يهود، فظهر على أهلها و جمع أحبار اليهود فأخبروه أنه سيخرج نبي مكة يكون قراره بهذه البلدة اسمه أحمد، و أخبروه أنه لا يدركه فقال تبّع للأوس و الخزرج: أقيموا بهذه البلدة فإن خرج فيكم فوازروه و صدّقوه و إن لم يخرج فأوصوا بذلك أولادكم فقال في شعره:

حدثت أن رسول المليك *** يخرج حقا بأرض الحرم

و لو مدّ دهري إلى دهره *** لكنت وزيرا له و ابن عمّ

ص: 18


1- زيادة عن ابن إسحاق ص 32.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
3- اسمه رئام كما في تاريخ الطبري 109/2.
4- زيادة عن ابن إسحاق ص 32.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر، أنبأنا محمد بن حمّاد، أخبرنا عبد الرّزّاق، أخبرنا ابن التيمي - يعني معتمر بن سليمان - أخبرني الخليل بن أحمد، أخبرنا عثمان بن أبي حاصر، قال: قال لي ابن عباس: لو رأيت إليّ و إلى معاوية و قرأت فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ (1)،فقال معاوية: حامية، فدخل علينا كعب فسأله معاوية فقال كعب:

أنتم أعلم بالعربية، و لكنها تغرب في عين سوداء أو في حمأة لا أدري أي ذلك. قال الخليل شك. قال: فقلت أ لا أنشدك قصيدة تبّع (2):

قد كان ذو القرنين عمّر (3) مسلما *** ملكا تدين له الملوك و تحشد

يأتي (4) المشارق و المغارب يبتغي *** أسباب ملك (5) من حكيم مرشد

فرأى مغيب الشمس عند مآبها (6) *** في عين ذي خلب و ثأط حرمد

قال: و أخبرنا عبد الرّزّاق، أخبرنا ابن المبارك، عن عمرو بن ميمون بن مهران، عن عثمان بن أبي حاضر بنحو من هذا إلاّ أن ابن عباس قال له: ما الخلب ؟ قال: الطين، بلسانهم، قال: فما الثأط؟ قال: الحمأة، قال: فما الحرمد؟[قال:] الشديد السواد فقال ابن عباس: يا غلام ائتني بالدواة، قال: فكتب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو الحسن الرّبعي، حدّثنا محمد بن الحسين البرجلاني (7) أنشدنا أبو زيد لتبّع الأوس:

منع البقاء تقلّب الشمس *** و طلوعها من حيث لا تمسي

و طلوعها بيضاء صافية *** و غروبها صفراء كالورس

ص: 19


1- سورة الكهف، الآية:86.
2- الأبيات في الطبري 109/2-110 من قصيدة مطلعها: ما بال نومك مثل نوم الارمد أرقا كأنك لا تزال تسهّد
3- الطبري: قبلي.
4- الطبري: ملك.
5- الطبري: علم.
6- الطبري: غروبها.
7- رسمها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، عن الأنساب و منه ضبطت، و هذه النسبة إلى برجلان و هي قرية من قرى واسط . ذكره السمعاني و ترجم له. و في م: الرجلاني.

تجيء على كبد السماء كما *** يجري حمام الموت بالنّفس

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بكير، أخبرنا محمد بن إسحاق، قال (1):لما فعل تبّع ما فعل غضبت ملوك حمير و قالوا: ما كان يرضى أن يطيل غزونا و يبعدنا في المسير من أهلنا حتى طغى (2) علينا أيضا في ديننا و عاب أباءنا فاجتمعوا على أن يقتلوه و يستخلفوا أخاه من بعده. فاجتمع رأي الملوك على ذلك كلّهم إلاّ ذو همدان (3) فإنه أبى أن يمالئهم على ذلك، فثاروا به، فأخذوه ليقتلوه فقال لهم:

أ تراكم قاتلي ؟ قالوا: نعم،[قال:] أما لا فإذا قتلتموني فادفنوني قائما، فإنه لن يزال لكم ملك قائم ما دمت قائما فقتلوه. قالوا: و اللّه لا يملكنا حيا و ميتا فنكسوه على رأسه فقال في ذلك ذو همدان في الذي كان من أمره:

إن كان (4) حمير غدرت و خانت *** فمعذرة الإله لذي رعين

ألا من يشتري سهرا بنوم (5) *** سعيد من يبيت قرير عين

و قال أيضا في ذلك عبد كلال بعد قتل أخيه و استخلافهم إياه حين قتل وجوه حمير:

شفيت النفس ممن كان أمسى *** قرير العين قد قتلوا كريمي

فلما أن فعلت أصاب قلبي *** بما قد جئت من قتل الزعيم (6)

أشاروا إليّ بقتل أخ كريم *** و ليس له (7) الضرائب باللئيم

فعدت كان قلبي في جناح بعي *** يش ليس يرجع في نعيم

و عاد القلب كالمجنون ينمو *** إلى الغايات ليس بذي حميم

فلما أن قتلت به كراما *** و صاروا كلهم كالمستليم

رجعت إلى الذي قد كان مني *** كأن القلب ليس بذي كلوم

ص: 20


1- سيرة ابن إسحاق ص 34 (و اللفظ له)، و تاريخ الطبري 115/2-116 نقلا عن ابن إسحاق.
2- في ابن إسحاق: طعن.
3- في الطبري 115/2:«ذو رعين الحميري» و المثبت مثل عبارة ابن إسحاق.
4- ابن إسحاق:«إن تك» و في الطبري:«فإما حمير».
5- بالأصل:«شهرا بيوم» و المثبت عن ابن إسحاق و الطبري.
6- ابن إسحاق: رغيم.
7- ابن إسحاق: أشاروا لي... و ليس لذي.

جزى رب البرية ذا رعين *** جزاء الخلد من داع كريم

فإني سوف أحفظه و ربي *** و أعطيه الطريف مع القديم

قال: ثم استخلفوا أخا له [يقال له:] عبد كلال (1) فزعموا أنه كان لا يأتيه النوم بالليل، فأرسل إلى من كان من يهود فقال: ويحكم ما ترون شأني فقالوا: إنك غير نائم حتى يقتل جميع من مالأك على قتل أخيك، فتبعهم (2).فقتل رءوس حمير و وجوههم ثم خرج ابن لتبّع يقال له دوس حتى أتى قيصر فهو مثل في اليمن يضرب به بعد:«لا كدوس و لا كمعلق رجله» (3)،فلما انتهى إلى قيصر فهو مثل في اليمن يضرب به بعد:«لا كدوس قومي عدوا على أبي فقتلوه فجئتك تبعث معي من يملك لك بلادي، و ذلك لأن ملكهم الذي ملكهم بعد أبي قد قتل أشرافهم و رءوسهم فدعا قيصر بطارقه (4) فقال: ما ترون في شأن هذا؟ فقالوا: لا نرى أن تبعث معه أحدا إلى بلاده العرب و ذلك أنّا لا نأمن هذا عليهم، ليكون إنما جاء يهلكهم، فقال قيصر: و كيف أصنع به و قد جاءني مستغيثا؟ فقالوا: اكتب له إلى النجاشي ملك الحبشة و ملك الحبشة يدين لملك الروم فكتب إليه (5) و أمره أن يبعث معه رجالا إلى بلاده، فخرج دوس بكتاب قيصر حتى أتى به النجاشي، فلما قرأه نخر و سجد له و بعث معه ستين (6) ألفا، و استعمل عليهم روزبه (7) فخرج في البحر حتى أرسى إلى ساحل اليمن فخرج عليهم هو و قومه فخرجت عليهم حمير يومئذ فرسان أهل اليمن فقاتل أهل اليمن قتالا شديدا على الخيل، فجعلوا يكردسونهم كراديس ثم يحملون عليهم، فكلما مضى منهم كردوس تبعه آخر فلما رأى ذلك روزبه قال لدوس: ما جئت بي هاهنا إلاّ لتحرّر (8) فيّ قومك فلأبدأن بك و لأقتلنك (9) قبل أن أقتل، فقال: لا تفعل أيها

ص: 21


1- كذا بالأصل و ابن إسحاق ص 35 و الزيادة السابقة عنه؛ و في سيرة ابن هشام 39/1 و الطبري 115/2: عمرو بن تبّان:
2- ابن إسحاق: فتتبعهم.
3- ابن إسحاق:«رحله» و في ابن هشام 39/1: لا كدوس و لا كأعلاق رحله.
4- ابن إسحاق: بطارققه.
5- بالأصل «إليهن» و المثبت عن الطبري.
6- في ابن هشام و الطبري: سبعين ألفا.
7- في ابن هشام 38/1 و الطبري 125/2 «أرياط ».
8- في ابن إسحاق:«لتجزرني قومك» و في المطبوعة 422/10 «لتجرب بي».
9- بالأصل:«و إلا قتلتك» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق و فيها:«فلأقتلنك».

الملك، و لكن أشير عليك فتقبل مني، قال: نعم فأشر علي، قال له دوس: أيها الملك إن حمير قوم لا يقاتلون إلاّ على الخيل، فلو أنك أمرت أصحابك فألقوا بين أيديهم درقهم و أترستهم ففعلوا ذلك، فجعلت حمير تحمل عليهم فتزلق الخيل على التّرسة و الدّرق فتطرح فرسانها فيقتل الآخرون، فلم يزالوا كذلك حتى رقوا، و كثرهم الآخرون، و أنهم ساروا حتى دخلوا صنعاء فملكوها و ملكوا اليمن.

ص: 22

ذكر من اسمه تبوك

985 - تبوك بن أحمد بن تبوك بن خالد

ابن يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن غنم بن حجر

أبو محمد مولى نصر بن الحجّاج بن علاط (1) السّلمي (2)

حدّث عن هشام بن عمّار، تقدم ابنه أحمد بن تبوك.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني و أبو طاهر بن الحنّائي ح.

و حدّثني أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الحموي، أخبرنا أبو طاهر بن الحنّائي قالا: أخبرنا أبو علي الأهوازي، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه - بدمشق - حدّثنا تبوك بن أحمد السّلمي حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الوليد، حدّثنا ابن جابر، حدّثنا عمير بن هانئ، حدّثني جنادة، حدّثني عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، و أنّ محمدا عبده و رسوله، [و أنّ عيسى عبد اللّه] (3) و رسوله و ابن أمته، و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، و أنّ الجنة حقّ و أنّ النار حق، أدخله اللّه من أي أبواب الجنة شاء»[2695].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسن بن النّقّور، أنبأنا أبو

ص: 23


1- بالأصل:«غلاظ » و في م: علاظ و المثبت عن مختصر ابن منظور 300/5.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 60/15 و العبر 221/2 و شذرات الذهب 326/2.

الحسين محمد بن عبد اللّه ابن أخي ميمي، حدّثنا أبو القاسم البغوي - إملاء - حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر، حدّثنا عمير بن هانئ، حدّثني جنادة بن أبي أمية حدّثنا عبادة (1) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من شهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده و أن محمدا عبده و رسوله و أن عيسى عبد اللّه و ابن أمته، و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، و أنّ الجنة حق و أن النار حق أدخله اللّه عزّ و جلّ من أي أبواب الجنة الثمانية شاء»[2696].

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب من الشيوخ [في] مدينة دمشق: أبو محمد تبوك بن أحمد، و ذكر باقي نسبه فقال: مات في ذي الحجة سنة ثلاثين و ثلاثمائة (2).

986 - تبوك بن الحسن بن الوليد

ابن موسى بن راشد بن يزيد بن فندش بن عبد اللّه

أبو بكر الكلابي المعدّل، أخو عبد الوهاب

روى عن أبي الحسن بن جوصا، و محمد بن يوسف بن بشر الهروي، و محمد بن أحمد الخلاّل الرّملي، و محمد [بن] بشر العكري الزبيري (3)،و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن حبيب الزّرّاد، و أبي الحارث أحمد بن سعيد بن محمد البزّاز.

روى عنه: أخوه عبد الوهاب الكلابي، و أبو نصر بن الجبّان، و مكي بن محمد بن الغمر، و أبو الحسن بن السمسار، و تمام بن محمد، و أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطّيّان.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أخبرنا أبو الحسن مكي بن محمد بن الغمر المؤدب، أخبرنا أبو بكر تبوك بن الحسن بن الوليد الكلابي، حدّثنا

ص: 24


1- بالأصل و م «عبيدة».
2- انظر سير أعلام النبلاء 60/15.
3- بالأصل «العبركي الزنصري» و المثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 314/15. قال ابن نقطة: الزنبري بنون، و وهمه الذهبي، و قال ابن يونس: هو مولى عتيق بن مسلمة بن عتيق بن عامر بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام. و في المطبوعة 424/10 «العكبري» و في م: العكبري النضري.

محمد بن أحمد الخلاّل - بالرملة - حدّثنا أحمد بن شيبان الرّملي، حدّثنا سفيان بن عيينة عن (1) عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم، عن عبد اللّه بن معقل قال: دخلت أنا و أبي على ابن مسعود فقال له أبي: أنت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«النّدم توبة» قال:

نعم، أنا سمعته يقول:«النّدم توبة»[2697].

أخبرناه عاليا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي - بمرو - أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ [أنبأنا] أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا أحمد بن شيبان، فذكره بإسناده مثله غير أنه قال: فقال له أبي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبو بكر [أنبأنا] أبو العباس، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان، أنبأنا تبوك بن الحسن (2)،أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد - قراءة عليهما - قالا: أنبأنا سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي، حدّثنا أبو نعيم عبيد اللّه بن هشام، حدّثنا مالك بن أنس، عن الزّهري أن مروان بن الحكم قال: سألت زيد بن ثابت عن الخلسة (3)؟فقال: ليس في الخلسة قطع.

قال: و حدّثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر أنه سمع الإقامة و هو بالبقيع فأسرع المشي.

أخبرنا بهما أبو محمد هبة اللّه بن أحمد و عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنبأنا أبو القاسم الحنّائي قال: حدّثنا عبد الوهاب الكلابي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز فذكرهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا جدي أبو محمد، أنبأنا أبو علي الأهوازي، - إجازة - قال: قال لنا عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه: تبوك بن الحسن بن الوليد أخوه.

قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني رأيت في كتاب عتيق مات تبوك العدل بدمشق يوم الأربعاء لإحدى و عشرين ليلة خلت من شهر رمضان من سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة و هو تبوك بن الحسن بن الوليد الكلابي أخو عبد الوهاب.

ص: 25


1- بالأصل «بن» خطأ و الصواب عن م.
2- بالأصل «الحسين» خطأ و هو صاحب الترجمة.
3- بالأصل و م و المطبوعة 425/10 «الجلسة» في الموضعين و هو خطأ و الصواب عن اللسان (خلس)، و في رواية أخرى فيه: الخليسة.

987 - تبوك بن خالد بن يزيد

ابن عبد اللّه بن غنم بن حجر السّلمي

حكى عنه ابنه أحمد بن تبوك، و القاسم بن زيال بن عامر.

امتدحه أبو تمام [حبيب بن أوس] (1).

[قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد، نا] (2) أحمد بن المعلى، حدّثنا القاسم بن زيال بن عامر قال: سمعت تبوك بن خالد يقول: كنت أنا و أخي الكدوس أخلاّء لعلي بن عبد اللّه بن خالد فبلغنا أنه يريد الخروج فأتيناه فعاتبناه على ذلك، فحلف لنا أنه ما يريد من ذلك شيئا. فصوّبنا رأيه، ثم عدنا إليه بعد ثلاثة أيام فإنّا لجلوس نحادثه إذ دخل عليه سعيد بن حميد المعروف بأبي العجائز فقال: السلام عليك أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، فردّ عليه: و عليك السلام، فقمنا، و كل واحد منا يقول لصاحبه: قد طغى الشيخ فلما أظهر أمره و بايع الناس له و دخل إلى مدينة دمشق أتيناه نهنئه فقال: إنكم لتقولون بألسنتكم ما ليس في قلوبكم.

988 - تبيع بن عامر

أبو عبيدة، و يقال: أبو حمير، و يقال: أبو غطيف، و يقال: أبو عامر الحميري (3)ابن امرأة كعب الأحبار، و يقال: إنه أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم [و أسلم] (4) في زمان أبي بكر الصّدّيق و قرأ القرآن على مجاهد بأرواد (5) جزيرة في البحر قريبة من القسطنطينية، و كانا غازيين بها.

و روى عن أبي الدرداء و كعب الأحبار.

روى عنه: مجاهد، و أبو قبيل، و أيمن، و عطاء بن أبي رباح، و حكيم بن عمير

ص: 26


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 425/10.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 425/10.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 320/1 و سير أعلام النبلاء 413/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.
4- زيادة عن سير الأعلام و تهذيب التهذيب.
5- انظر معجم البلدان، و يقال إن مجاهدا أقرأه القرآن برودس.

الحمصي، و تدوم بن صبح الحميري، و زرعة بن معشر اليحصبي، و حيّان أبو النضر.

و هو شامي، شهد عمرو بن سعيد حين عصي بدمشق و خالف عبد الملك و نهاه عن ذلك.

أخبرنا أبو سعد البغدادي، أخبرنا محمود بن جعفر بن محمد، و أبي الطّيّب محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان سلّة ح.

و أخبرنا أبو الغنائم مسعود بن إسماعيل بن محمد بن أحمد بن عبد الرحيم النقاش، أخبرنا أبو الطّيب محمد بن أحمد، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن البغدادي، حدّثنا أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي، حدّثنا أحمد بن حرب البزار، حدّثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدّثنا سعد بن زيد، عن واصل، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن تبيع، عن أبي الدرداء قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا أتاك اللّه من هذا المال من غير مسألة و لا إشراف فخذه فكله و تموّله»[2698].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عمر، أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح، أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا أحمد بن زنجويه، حدّثنا يعلى بن عبيد، حدّثنا عبد الملك عن (1) عطاء، عن أيمن، عن تبيع، عن كعب قال:

من أحسن الوضوء ثم صلّى العشاء الآخرة، ثم صلّى بعد أربع ركعات يتمّ الركوع و السجود، يعلم ما يقرأ فيهن كنّ له بمنزلة ليلة القدر.

ذكر أبو محمد بن زبر فيما قرأته من كتاب ابنه أبي سليمان عنه، قال: قال أبو الحسن المدائني، قرأت [على] أبي السائب، عن ميمون بن مهران قال: لما خرج عبد الملك من دمشق عام قتل عمرو بن سعيد قال تبيع بن امرأة كعب ليزيد بن حصين بن نمير لا تصلون إلى وجهكم، قال: الذي تريدون، حتى يرجع خالد بن يزيد خالعا فيغلب على دمشق فيرجع عبد الملك فيحصره و يقاتله ثم يصالحه ثم يقتله فلما صنع عمرو بن سعيد ما صنع، قال يزيد بن حصين لتبيع: أ لم تخبرني أن خالد بن يزيد خلع و يتحصن في دمشق و يحصره عبد الملك ؟ فقال تبيع: وجدت في الكتب أن رجلا من قريش يفعل ذلك، فقلت: تراني

ص: 27


1- بالأصل و م «بن» خطأ.

هو خالد بن يزيد لخروج الملك من أيديهم، و لم يخطر ببالي أن عمرا يفعل هذا بابن خاله.

قال أبو الحسن عن إسحاق بن أيوب عن خليد (1) بن عجلان قال: قال ابن امرأة كعب لعمرو بن سعيد حين خلع: إني قد قرأت في الكتب أن رجلا من قريش يسافر مع ملك، ثم يغدر به و يدخل مدينة من مدائن الشام يتحرز فيها ثم يقتل، و أنا خائف عليك فاتق لا تكونه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أخبرنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال: في الطبقة الأولى من أهل الشامات تبيع أبو عتبة (2) ح، أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري، أخبرنا أبو أمية بن العلاء، حدّثنا أبي قال: قال أبو زكريّا: و تبيع بن حمير (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (4) قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: تبيع بن امرأة كعب الأحبار، و كان عالما، قد قرأ الكتب، و سمع من كعب علما كثيرا، و يكنى أبا عبيد و في بعض الحديث يكنى أبا عامر.

أخبرنا أبو غالب ابن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير قراءة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا ابن عمير - قراءة - قال: أخبرنا أبو الحسن بن سميع قال في الطبقة الثانية قال: و تبيع بن امرأة كعب أبي إسحاق أبو أيمن (5).

ص: 28


1- بالأصل:«عن إسحاق أن أيوب بن خليل بن عجلان» و الصواب ما أثبت انظر مختصر ابن منظور 301/5 و المطبوعة 427/10.
2- رسمها مضطرب بالأصل و يمكن قراءتها «أبو عبيد» و في م: عسه و المثبت عن المطبوعة 427/10.
3- كذا بالأصل، و في المطبوعة: تبيع أبو عتبة. و في م: و تبيع أبو حمير.
4- طبقات ابن سعد 452/7.
5- ورد في سير أعلام النبلاء 413/4 حول كنيته قال الذهبي: و له سبع كنى ذكرها الحافظ ابن عساكر و هي: أبو عبيدة و أبو عبيد، و أبو عتبة، و أبو أيمن، و أبو حمير، و أبو غطيف، و أبو عامر، و الأولى أشهرها.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمد، أخبرنا جعفر بن محمد، حدّثنا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا: من تابعي أهل الشام تبيع.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (1):تبيع بن امرأة كعب أبو عبيد، عن كعب قوله، روى عنه مجاهد، يقال من حمير، حديثه في الشاميين، و روى عنه عدة من أهل الأمصار أيضا.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنبأنا أحمد بن منصور، أخبرنا أبو سعيد بن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبيد تبيع بن امرأة كعب، عن كعب، روى عنه شفى (2).

أخبرنا أبو طالب الحسن بن محمد بن علي الزينبي (3) في كتابه، و أخبرنا عمي - رحمه اللّه - الحسن بن قاسم - قراءة - أخبرنا أبو طالب - قراءة - أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسّن (4) التّنوخي، أنبأنا أبو الحسن التنوخي، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن حفص، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي، قال في الطبقة العليا من أهل حمص التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو عبيدة تبيع بن عامر كان رجلا مرحلا دليلا للنبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فعرض عليه الإسلام فلم يسلم حتى توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم،[و أسلم] مع أبي بكر و قد كان يقصّ عند أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و قال حسين بن شفي بن ماتع الأصبحي: كنا جلوسا مع عبد اللّه بن عمرو بن

ص: 29


1- التاريخ الكبير 159/2/1.
2- رسمها غير واضح بالأصل و م و لعل الصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب.
3- رسمها مضطرب بالأصل، و في المطبوعة «الرسي» و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 426/7، و ورد فيها «الحسين» و في المطبوعة عبد اللّه بن جابر - ص 675 «الحسن» كالأصل. و ورد في سير الأعلام ترجمته 353/19 «الحسين» و فيها «الزينبي» أيضا.
4- بالأصل و م «الحسن» خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 649/17.

العاص، إذا أقبل تبيع، فقال عبد اللّه: أتاكم أعلم من عليها، فلما جلس، قال عبد اللّه بن عمرو: يا أبا عبيدة (1).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدار قطني ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني قال: تبيع بن عامر الحميري أبو حمير، يقال هو ابن امرأة كعب الأحبار.

حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، حدّثنا جعفر بن محمد الأزهر، حدّثنا المفضّل (2) بن غسان الغلاّبي عن يحيى بن معين قال: تبيع أبو حمير. و قال البخاري:

هو أبو عبيد بن حمير. و قال أحمد بن محمد بن عيسى في تاريخ الحمصيين: أبو عبيدة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن [أبي] زكريا البخاري ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو زكريا البخاري، أخبرنا عبد الغني بن سعيد، قال: تبيع - بالتاء معجمة باثنتين (3) من فوقها و بعدها ياء معجمة بواحدة - هو تبيع [ابن امرأة كعب صاحب الملاحم.

قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال: أما هو تبيع-] (5) أوله مضموم و ثانيه مفتوح - فهو تبيع بن عامر الحميري، أبو حمير بن امرأة كعب الأحبار.

و قال البخاري: هو أبو عبيد. و قال صاحب تاريخ الحمصيين: هو أبو عبيدة، و قال ابن

ص: 30


1- كذا بالأصل و م و المطبوعة ينتهي الخبر و يبدو أن هناك سقطا. و في تهذيب التهذيب 320/1 و بعد قوله عبد اللّه: فذكر حديثا. و في المختصر لابن منظور 302/5 بعد قوله: يا أبا عبيدة (يتابع:) أخبرنا عن الخيرات الثلاث، و الشرات الثلاث، قال: نعم، الخيرات الثلاث: لسان صدق، و قلب نقيّ ، و امرأة صالحة، و الشرات الثلاث: لسان كذوب، و قلب فاجر، و امرأة سوء. فقال عبد اللّه: قد قلت لكم.
2- بالأصل: الفضل، و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي).
3- بالأصل: باثنين.
4- الاكمال لابن ماكولا 492/1.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

يونس: كنيته أبو غطيف، و هو كلاعي من ألهان (1) ناقلة من حمص، روى عنه أبو هند بن عاقب المعافري، و الملامس بن جذيمة الحضرمي، و تدوم بن صبح الميتمي (2)، و خثيم بن سبنتى (3) الزبادي (4)،و قيس بن الحجّاج السلفي، و سعية الشعباني (5)، و عقبة بن مرّة الخولاني، و ربيعة بن سيف المعافري، و إبراهيم بن نشيط الوعلاني، و غيرهم. توفي بالاسكندرية سنة إحدى و مائة.

ثم قال (6) أما حمير - بكسر الحاء المهملة و سكون الميم و فتح الياء المعجمة باثنتين (7) من تحتها - أبو حمير تبيع بن امرأة كعب قاله يحيى بن معين و قال غيره: أبو عبيد، و قيل: أبو عبيدة.

أخبرنا أبو عبد اللّه [الفراوي] و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد سبط البيهقي، قالا:

أخبرنا أبو زكريا بن إسحاق، أخبرنا أبو عبد اللّه بن يعقوب، حدّثنا محمد بن عبد الوهاب، أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا أسامة بن زيد، عن معاذ بن عبد اللّه بن حبيب، قال: رأيت ابن عباس يسأل تبيعا هل سمعت كعبا يذكر السحاب بشيء؟.

قال: سمعت كعبا يقول: إن السحاب غربال المطر، و لو لا السحاب لأفسد المطر ما يقع عليه. قال: صدقت، و أنا سمعته. قال: و سمعت كعبا يذكر أن الأرض تنبت العام نبتا و قابل غيره ؟ قال: نعم، قال: و سمعت كعبا يقول: إن البذر ينزل مع المطر فيخرج في الأرض، قال: نعم، صدقت، و أنا قد سمعته.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصّيرفي حدّثنا أبو العباس محمد [بن] يعقوب الأصم، حدّثنا الربيع بن سليمان المرادي (8) المصري، حدّثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرنا سليمان بن

ص: 31


1- ألهان مخلاف باليمن، و بنو ألهان قبيلة (قاموس محيط ).
2- بالأصل «التيمي» و المثبت عن الاكمال.
3- رسمها و إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن الاكمال، و في الأصل و المطبوعة «و خيثم بن سبتا».
4- بالأصل «المزبادي» و المثبت عن م، و انظر الاكمال.
5- بالأصل و م «شعبة السعباني» و المثبت عن الاكمال.
6- الاكمال 515/2 و 516.
7- بالأصل: باثنين.
8- بالأصل «الماردي» و الصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 587/12.

بلال، عن أسامة بن زيد الليثي، عن معاذ بن عبد اللّه بن حبيب الجهني، قال: رأيت ابن عباس مرّ على بغلة و أنا في بني سلمة فمرّ به تبيع بن امرأة كعب و سلّم على ابن عباس فسأله ابن عباس هل سمعت كعب الأحبار يقول في السحاب شيئا؟ قال: نعم، قال: السحاب غربال المطر، لو لا السحاب حين ينزل الماء من السماء لأفسد ما يقع عليه من الأرض.

قال: سمعت كعبا يقول في الأرض تنبت العام نباتا و تنبت عاما قابلا غيره ؟ قال: نعم سمعته يقول إن البذر ينزل من السماء. قال ابن عباس: و قد سمعت ذلك من كعب.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا سعيد بن أبي أيوب، حدّثنا النعمان بن عمرو بن خالد، عن حسين بن شفيّ ح.

و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي و بشرى بن عبد اللّه الرومي، قالا: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، حدّثنا سعيد - يعني ابن أبي أيوب - حدّثنا النعمان بن عمرو بن خالد، عن بشير بن شفي كذا قالا، و الصواب:

عن حسين بن شفيّ قال: كنا جلوسا عند عبد اللّه بن عمرو فأقبل تبيع فقال عبد اللّه: أتاكم أعرف من عليها فلما جلس قال له عبد اللّه: أخبرنا - زاد الواسطي: يا أبا عبيد و قالا:- عن الخيرات الثلاث و الشّرات - و قال الواسطي: و شرات الثلاث - قال: نعم الخيرات الثلاث: اللسان الصدوق (1)-و قال الواسطي: لسان صادق - و قلب نقيّ و امرأة صالحة و الشّرات - و قال الواسطي: و شرات - الثلاث: لسان كذوب - و قال الواسطي: فاجر و قالا - و قلب فاجر، و امرأة سوء. فقال عبد اللّه: قد قلت لكم.

أخبرنا أبو محمد السلمي، حدّثنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا محمد بن هبة اللّه، قالا: أنبأنا محمد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (2):حدّثنا زيد و عبد العزيز، قالا: أخبرنا ابن وهب، حدّثني الليث بن سعد، عن رشيد بن كيسان

ص: 32


1- بالأصل: و الصدوق.
2- المعرفة و التاريخ 323/3-324.

الفهمي قال: كنا برودس (1) و أميرنا (2) جنادة بن أبي أمية الأزدي فكتب إلينا معاوية بن أبي سفيان: إنّه الشتاء ثم الشتاء، فتأهبوا له. فقال له تبيع ابن امرأة كعب الأحبار: تقفلون إلى كذا و كذا، فقال الناس: و كيف نقفل و هذا كتاب معاوية إنّه الشتاء ثم الشتاء؟ فأتاه بعض أهل خاصته من الجيش فقال: ما يسميك الناس إلاّ الكذاب لما تذكر لهم من الفعل الذي لا يرجونه. فقال تبيع: فإنهم يأتيهم إذنهم في يوم كذا و كذا من شهر كذا و كذا. و آية ذلك أن يأتي ريح فتقلع هذه التينة (3) التي في مسجدهم هذا، و انتشر قوله فيهم، فأصبحوا ذلك اليوم في مسجدهم ينتظرون ذلك، و كان يوما لا ريح فيه فانتظروا حتى احتاجوا إلى المقيل و الغداء، و ملّوا فانصرفوا إلى مساكنهم أو إلى مراكبهم، حتى إذا انتصف النهار و قد بقي في المسجد بقايا من الناس فأقبلت ريح عصار فأحاطت بالتينة (4) فقلعتها و تصايح الناس في منازلهم، خرجت التينة (5) فأقبلوا من كل مكان حتى اجتمعوا على الساحل فرأوا شيئا لاصقا (6) يتحول في الماء حتى تبين لهم أنه قارب فأتاهم بموت معاوية و بيعة يزيد ابنه، و آذنهم بالقفل، فتركوا (7) تبيعا و أثنوا عليه خيرا ثم قالوا: و أخرى بقيت قد دخل الشتاء، و نحن نخاف أن تتكسر مراكبنا فقال لهم تبيع: لا ينكسر لكم عود [يضركم] (8)،و لا ينقطع لكم حبل يضركم حتى تردوا بلادكم، فساروا فسلّمهم اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن [محمّد بن] الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق، حدّثنا أبو سعيد بن يونس، حدّثنا محمد بن موسى بن النعمان، حدّثنا زيد بن عبد الرّحمن بن أبي الغمر، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن وهب، حدّثني موسى بن أيوب الغافقي عن سليط بن سعد في نسخة: شعبة الشعباني عن أبيه أنه كان مع تبيع بالاسكندرية مقفله من رودس، فقال: يا معشر العرب إذا

ص: 33


1- رودس: جزيرة مقابل الاسكندرية على ليلة منها في البحر و هي أول بلاد الفرنجة (معجم البلدان).
2- بالأصل:«و أخبرنا» و المثبت عن م و انظر المعرفة و التاريخ.
3- في الأصل:«التنية» و المثبت عن المعرفة و التاريخ و م، و في مختصر ابن منظور 302/5 الثنية.
4- بالأصل «بالثنية» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
5- في المعرفة و التاريخ: خرّت التينة خرّت التينة.
6- في المعرفة و التاريخ: لائحا يتجول.
7- في المعرفة و التاريخ:«فشكروا» و في المختصر: فزكّوا.
8- الزيادة عن م و انظر المعرفة و التاريخ، و في المختصر:«نصركم» في الموضعين.

اعتدت مسلمة الأرض على أربعة إبلا فعليكم بالهرب فقالوا: يا أبا غطيف إلى أين الهرب ؟ قال: إلى دار الآخرة، فإن مسلمة الأرض سيغلبوا (1) على الدنيا و أعمالها، الصواب سعبة بالسين.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا محمد بن أبي المعروف، أخبرنا أبو سهل الأسفرايني، حدّثنا أبو جعفر الحذاء، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا حمّاد زيد، حدّثنا يزيد بن حازم عن عمه جرير بن زيد قال: سمعت تبيعا يقول: إني لأجد نعت أقوام يتفقهون لغير اللّه، و يتعلمون لغير العبادة، و يلتمسون في الدنيا بعمل الآخرة، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، فبي يغترّون، و إياي يخادعون، فبي حلفت لأتيحنّ (2) لهم فتنة تترك الحكيم (3) فيها حيران.

أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد، حدّثنا يحيى بن بكير، حدّثني خنيس بن عامر المعافري عن ربيعة بن سيف، عن تبيع قال: إذا فاض الظلم فيضا (4)، و كان الولد لوالده غيظا، و الشتاء قيظا، و الحلم حيفا، و الشرطة سيفا أتاكم الدجال يزيف زيفا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنبأنا أبو سليمان الخطّابي، حدّثني علكان المروزي، حدّثنا علي بن بشير، حدّثنا حسين بن عمرو العنقزي حدّثني أبو بلال الأشعري قال: قال تبيع صاحب كعب الأحبار: من أعرق فيه الفارسيّات لم يخطه دين أو حلم (5)،و من أعرقت فيه الروميّات لم يخطئه [شدة] (6) أو ثقابة، و من أعرقت فيه الحبشيّات لم يخطئه سكر أو تأنيث.

أخبرنا أبو محمد العلوي، و أبو الفضل بن سليم في كتابيهما، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن

ص: 34


1- كذا بالأصل و م.
2- عن مختصر ابن منظور 303/5 و في الأصل و م و المطبوعة:«لأتنجز».
3- في المختصر و المطبوعة: الحليم.
4- عن المختصر و بالأصل «قيما».
5- في المطبوعة: حكم.
6- زيادة عن م و انظر مختصر ابن منظور 303/5.

إسحاق بن مندة، قال: أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال: تبيع بن عامر الكلاعي من الهان، يكنى أبا غطيف ناقلة من حمص، حدّث عنه أبو هبة (1) بن عاقب المعافري، و الملامس بن جذيمة الحضرمي و تدوم بن صبح الميتمي، و سعية الشّعباني، و عقبة بن مرة الخولاني، و ربيعة بن سيف المعافري، و خثيم بن سنبتي الزبادي، و قيس بن الحجّاج السلفي، و إبراهيم بن نشيط الوعلاني و غيرهم توفي بالإسكندرية سنة إحدى و مائة.

989 - تتش بن ألب رسلان أبي شجاع

مجد بن داود بن ميكال

أبو سعيد الملك، المعروف بتاج الدولة التركي السّلجوقي (2)

استنجده أتسز بن أوق (3) التركي صاحب دمشق على جيش قدم من مصر، فقدم دمشق في سنة اثنتين (4) و سبعين و اربع مائة. و قتل أتسز و غلب على البلد، و امتدت ولايته إلى أن قتل يوم الأحد سابع عشر صفر سنة ثمان و ثمانين و أربع مائة بنواحي الري، و كان قد توجه إلى خراسان عند موت أخيه أبي الفتح ملك شاه بن ألب رسلان (5) لطلب الملك فلقيه ابن أخيه بركيارق فقتل في المعركة، و صار الأمر بعده بدمشق لابنه (6) دقاق بن تتش.

قرأت بخط أبي الحسن يحيى بن علي بن عبد اللطيف بن زريق المقرئ: دخل تاج الدولة يعني دمشق لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين (7) و سبعين و حسنت السيرة بدمشق في أيام تاج الدولة.

990 - تكين أبو منصور الخزري الخاصّة

مولى المعتضد على اللّه (8)

حدّث عن يوسف بن يعقوب القاضي.

ص: 35


1- كذا تقرأ بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو هند.
2- وفيات الأعيان 295/1 الوافي بالوفيات 378/10 و ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 116 و 120.
3- بالأصل: أدق و المثبت عن الوافي.
4- بالأصل «اثنين» و في البداية و النهاية و ابن خلكان «سنة 471».
5- في الوفيات: أرسلان.
6- بالأصل:«دفاق» و المثبت عن البداية و النهاية و المنتظم حوادث سنة 486.
7- بالأصل «اثنين» و في البداية و النهاية و ابن خلكان «سنة 471».
8- الوافي بالوفيات 386/10 و فيه تكين بن عبد اللّه.

روى عنه: علي بن محمد بن رستم المادرائي.

و ولي دمشق في خلافة المقتدر باللّه جعفر بن المعتضد باللّه مرارا إحداهن في سنة اثنتين (1) و ثلاثمائة و قدمها في المحرم سنة ثلاث و ثلاثمائة فلم يزل أميرا عليها إلى سنة سبع و ثلاثمائة و عزل.

و الثانية في سنة تسع و ثلاثمائة، فكان أميرا إلى سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة.

و الثالثة قدم أميرا عليها فلم يزل إلى أن قتل المقتدر سنة عشرين و ثلاثمائة. و قد كان ولي مصر من قبل المقتدر أيضا غير مرة إحداهن في شوال سنة سبع و تسعين و مائتين، و عزل عنها سنة اثنتين (2) و ثلاثمائة [و المرة الثانية في شعبان سنة سبع و ثلاثمائة ثم صرف عنها في ربيع الأول سنة تسع و ثلاثمائة] (3) و ردّ إلى دمشق، و الثالثة في ذي القعدة سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة بعد عزله عن دمشق، فقدمها يوم عاشوراء سنة اثنتي عشرة و أقام أميرا على مصر بقية خلافة المقتدر، و أمّره القاهر عليها إلى أن مات تكين بمصر و هو و اليها يوم السبت لست عشرة خلت من ربيع الأول سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة، و أخرج في تابوت إلى بيت المقدس فكانت إمرته الثالثة عليها لسبع (4) سنين و شهرين و خمسة أيام.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أما تكين - أوله تاء معجمة باثنتين من فوق و آخره نون - فهو تكين أبو منصور مولى المعتضد أمير مصر حدث عن يوسف بن يعقوب القاضي، روى عنه علي بن محمد بن رستم المادرائي.

991 - تليد الخصيّ مولى عمر بن عبد العزيز

و يقال: مولى زبّان بن عبد العزيز، سكن مصر.

و حدّث عن عمر بن عبد العزيز قوله.

روى عنه: الليث بن سعد، و عمرو بن الحارث.

أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن

ص: 36


1- بالأصل «اثنين» و في البداية و النهاية و ابن خلكان «سنة 471».
2- بالأصل «اثنين» و في البداية و النهاية و ابن خلكان «سنة 471».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة.
4- في المطبوعة 435/10 «تسع» و انظر ولاة مصر للكندي ص 295 و 298.
5- الاكمال لابن ماكولا 511/1.

الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا:[نا] أبو بكر الباطرقاني، أخبرنا [أبو] عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس، حدّثنا علي بن الحسن بن قديد، حدّثنا أحمد بن عمرو، حدّثنا ابن وهب، حدّثني الليث عن تليد الحضرمي (1) مولى عمر بن عبد العزيز حدثه قال: كان عمر بن عبد العزيز إذا صلّى الصّبح في خلافته جلس في مجلسه الذي ينظر فيه في أمر الناس فلا يكلم أحدا حتى يقرأ: قاف و القرآن المجيد، كان يفعل ذلك حتى مرض مرضه الذي مات فيه.

قال: و قال أبو سعيد بن يونس: تليد الخصيّ مولى زبّان بن عبد العزيز بن مروان حدّث عنه عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد.[ثم] ساق الحديث الذي تقدم.

ص: 37


1- كذا بالأصل، و في م: حدثني الليث بن تليد الحضرمي.

ذكر من اسمه تمام

992 - تمام بن إبراهيم التّوّزي

قدم دمشق، و حدّث بها عن الحسن بن عبد اللّه الشيرازي.

روى عنه: عبد العزيز الكتاني.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن إبراهيم التّوّزي - قدم علينا - حدّثنا حسن بن عبد اللّه الشيرازي، حدّثنا عباس الدّقّاق بالبصرة قال: رأيت بشر بن الحارث الحافي [في] المجلس فكان يعظ الناس قال: فدخل إليه رجل فقير فقال: أيها الشيخ امتنعت من أخذ البرّ من الخلق لاقامة جاهك عندهم، فإن كنت متحققا بالزهد و الورع فخذ ما يعطوك (1) الناس و اعطه الفقراء. قال: فاشتد عليه و على أهل مجلسه، فقال: اسمع أيها الشيخ الجواب، الفقراء ثلاثة: واحد لا يسأل و إن يعطى لا يأخذ (2) ذاك من الروحانيين إذا سأل اللّه أعطاه، و إذا أقسم على اللّه عزّ و جلّ أبرّ قسمه، و فقير لا يسأل و إن يعطى قبل ذلك هو من أوسط القوم ممن توضع موائده في حظيرة القدس عنده في التوكل و السكون و معنا آخر اعتقاده الصبر و موافقة الأيام إذا طرقته الفاقة خرج إلى خلق اللّه و قلبه مع اللّه في السؤال فكفاه مسألته صدقته.

لا أحسب هذا الإسناد متصلا و اللّه أعلم.

ص: 38


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل «يؤخذ» و الصواب عن م، و فيها: و إن يعطي لا يأخذ.

993 - تمام بن حبيب أبي تمام

ابن أوس الطائي الشاعر (1)

أصله من جاسم (2)،و سكن العراق، و امتدح بها محمد بن عبد اللّه بن طاهر أمير خراسان.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه [بن] العالمة، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه الخطيب، أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي المعروف بالخالع، أنبأنا عمي أبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمد بن الحسين الجواليقي، أخبرنا أبو مقاتل محمد بن العباس بن أحمد بن أحمد بن مجاشع، حدّثنا سعيد بن العباس، حدّثنا حمّاد بن إسحاق، حدّثنا ابن حراف، قال: لما قدم محمد بن عبد اللّه بن طاهر من خراسان - و كان الأمير قبله عبد اللّه بن إسحاق - قعد في أثوابه و عبد اللّه بن إسحاق إلى جانبه، فجعل يعرفه الناس ليريه مراتبهم إذ دخل عليه تمام بن أبي تمام الشاعر فسلّم ثم قال: أيها الأمير:

هناك رب الناس هناكا *** ما لحمال (3) الملك أعطاكا

بغداد من أجلك قد أشرقت *** و أورق العود لجدواكا

محمد يا ذا الحجا و الندى *** قرّت بما و ليت عيناكا

فقال من هذا؟ قالوا: هذا تمام بن أبي تمام الشاعر، فقال له محمد بن عبد اللّه:

و أنت عافاك اللّه و بياك [ثم قال:]

حيّاك رب الناس حيّاك *** إن الذي أملت أخطاكا

وافيت شخصا قد خلى كيسه *** و لو حوى شيئا لواساكا

فقال تمام بن أبي تمام: أيها الأمير إن الشعر بالشعر ربا فاجعل بينهما رضخا من دراهم حتى يطيب لي و لك، قال: يا غلام، أعطه ألف درهم، هذا لكلامك لا لشعرك (4)

ص: 39


1- الوافي بالوفيات 397/10 و نزهة الألباء 108.
2- جاسم: قرية بينها و بين دمشق ثمانية فراسخ على يمين الطريق الأعظم إلى طبرية، قال ياقوت: و منها كان أبو تمام حبيب بن أوس الطائي.
3- الوافي و المطبوعة: ما لجمال.
4- الخبر و الشعر في الوافي بالوفيات 397/10-398.

994 - تمام بن زويل الكلبي

من أهل القوينصة (1) من قرى دمشق، له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.

995 - تمام بن عبد اللّه بن المظفّر

أبو القاسم السّرّاج الظّنيّ

سمع أبا الحسن (2) علي بن الحسن بن طاوس، و سهل بن بشر الأسفرايني.

كتبت عنه و كان شيخا مستورا حافظا للقرآن، مواظبا على صلاة الجماعة.

أخبرنا أبو القاسم تمام بن عبد اللّه الظّنيّ - بقراءتي عليه بدمشق في مسجد سوق السراجين-.

و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بركات الخشوعي، قالوا: أخبرنا أبو الحسن [علي بن الحسن] بن طاوس المقرئ، أخبرنا أبو القاسم عبد الملك [بن] محمد بن عبد اللّه بن بشران - ببغداد - أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النّجّاد، حدّثنا الحسن بن مكرم، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا يحيى بن سعيد ح.

قال: و أخبرنا أبو بكر قال: قرئ على عبد الملك بن محمد - و أنا أسمع - حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد ح.

قال: و أخبرنا أبو بكر قال: و قرئ على يحيى بن جعفر - و أنا أسمع - أخبرنا علي بن عاصم، أخبرنا يحيى بن سعيد و اللفظ ليزيد بن هارون، حدّثني عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج: أن عبد اللّه بن بحينة أخبره: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام في اثنتين من الصلاة و لم يجلس، فلما قضى صلاته سجد سجدتين و هو جالس، ثم سلّم بعد ذلك[2699].

توفي أبو القاسم تمام في المحرم سنة ثلاث و ثلاثين و خمسمائة و دفن في مقبرة باب الصغير.

ص: 40


1- القوينصة قرية من قرى غوطة دمشق قال ياقوت: و تمام بن زويل الكلبي من أهل هذه القرية.
2- بالأصل «الحسين» خطأ، و سيأتي صوابا.

996 - تمام بن عبد السلام بن محمد بن أحمد

أبو الحسن اللّخمي

سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس.

روى عنه: أبو الحسين بن التّرجمان الغزّي (1).

أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل المقدّمي، أنبأنا أبي أبو الحسين - إجازة - أنبأنا بو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن التّرجمان، أنبأنا أبو الحسن (2) تمام بن عبد السلام بن محمد بن أحمد اللّخمي - قراءة عليه - حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني حسان بن عطية، حدّثني أبو كبشة السّلولي، قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«بلّغوا عني - يعني و لو آية - و حدّثوا عن بني إسرائيل و لا حرج، و من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار»[2700].

997 - تمام بن كثير

أبو قدامة الجبيلي

من أهل جبيل (3) من ساحل دمشق.

حدّث عن عقبة، و محمد بن شعيب بن شابور.

روى عنه: العباس بن الوليد بن مزيد، و علي بن الهيثم بن المصّيصي.

أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار، و أبو الفرج غياث بن أبي سعد بن علي المطرّز، و أبو المفاخر المؤيد بن عبد اللّه بن عبدوس قالوا: أخبرنا أبو الفتح عبدوس [بن] عبد اللّه بن محمد بن عبدوس، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حمدوية الطوسي ح.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب،

ص: 41


1- بالأصل «الفري» خطأ و الصواب ما أثبت و اسمه: محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان أبو الحسين الغزي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 50/18 و في م: الغري.
2- بالأصل «أبو الحسين» و الصواب ما أثبت عن م.
3- هو بلد مشهور في شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، أخبرنا العباس بن الوليد البيروتي، حدّثنا أبو قدامة (1) الجبيلي، قال:

سمعت عقبة بن علقمة يقول: سألت (2) الأوزاعي عن الايمان يزيد؟- و قال الحيري:

أ يزيد؟- قال: نعم، حتى يكون مثل الجبال. قال: قلت: فينقص ؟ قال: نعم، حتى لا يبقى منه شيء.

و سئل العباس: و قيل له أ ليس تقول ما يقول الأوزاعي ؟ فقال: نعم.

أخبرنا أبو بكر المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي، أخبرنا أبو عمرو (3) بن السماك، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، حدّثني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن يزيد الأنطاكي، حدّثنا علي بن الهيثم المصّيصي، حدّثنا تمام بن كثير أبو قدامة الساحلي، حدّثنا محمد بن شعيب بن شابور، حدّثنا الوليد القاصّ قال: أتيت أنطاكية فإذا أسود قد نبش قبرا فأصاب فيه صفيحة - و في الأصل:

صحيفة - نحاس فيها مكتوب بالعبرانية، فأتوا بها إلى إمام انطاكية، فبعث إلى رجل من اليهود فقرأه فإذا فيه: أنا عون بن إرميا النبي بعثني ربي في أنطاكية أدعوهم إلى الإيمان باللّه فأدركني فيها أجلي، و سينبشني أسود في زمان أمة أحمد صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي محمد السّلمي [عن أبي نصر] بن ماكولا، قال (4):و أما الجبيلي - بضم الجيم و فتح الباء المعجمة بواحدة و سكون الياء المعجمة باثنتين - نسبة إلى جبيل أبو قدامة الجبيلي حدّث عن عقبة بن علقمة البيروتي عن الأوزاعي، روى عنه العباس بن الوليد.

ص: 42


1- بالأصل:«أبو عبد اللّه» خطأ، و هو صاحب الترجمة.
2- في الأصل:«سمعت» و الصواب ما أثبت عن المختصر 304/5.
3- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت، و اسمه عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن يزيد، ترجمته في سير الأعلام 444/15.
4- الاكمال لابن ماكولا 258/2-259.

998 - تمام بن محمد بن عبد اللّه

ابن جعفر بن عبد اللّه بن الجنيد

أبو القاسم بن أبي الحسين (1) البجلي (2)

الرازي الحافظ ، ولد بدمشق و سمع بها من أبيه أبي الحسين، و الحسن بن حبيب، و أبي علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي، و أبي الحسن خيثمة بن سليمان، و أبي الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم (3)،و أبي القاسم خالد بن محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، و أبي مضر يحيى بن أحمد بن بسطام، و أبي القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر الجرشي، و أبي الميمون عبد الرّحمن بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي، و أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، و أبي الحسين محمد بن هميان بن محمد البغدادي، و أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن كلثم العذري، و أبي الطّيّب محمد بن حميد بن الحوراني الكلابي، و أبي عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام، و ابن عمه أبي عبد الملك هشام بن محمد بن جعفر الكنديين، و أبي الحسن مزاحم بن عبد الوارث البصري، و أبي (4) عمر محمد بن عيسى القزويني الحافظ ، و أبي سعيد بن عمر (5) بن محمد الدّينوري، و أبي سعيد محمد بن أحمد بشر الهمداني، و أبي الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني، و أبي بكر أحمد بن القاسم بن أبي نصر، و أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سنان، و جماعة سواهم.

و قرأ القرآن بحرف أبي عمرو بن العلاء على أبي بكر أحمد بن عثمان بن الفضل الرّبعي البغدادي المعروف بغلام السّبّاك، و قرأ أبو بكر على أبي علي الحسن بن الحسين الصّوّاف، و أبي علي الحسن بن الحباب (6) الدّقّاق، و قرءا جميعا على أبي علي الدوري

ص: 43


1- في مختصر ابن منظور 305/5 بن أبي الحسن.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 397/10 سير أعلام النبلاء 289/17 و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.
3- بالأصل «حذيم» تحريف و الصواب عن سير الأعلام 290/17.
4- بالأصل «و أبو».
5- في المطبوعة: عمرو بن محمد بن يحيى الدينوري.
6- بالأصل «الجناب» و الصواب ما أثبت، انظر معرفة القراء الكبار ترجمة 229/1.

و قرأ الدوري على الشيزري (1).

روى عنه: عبد الوهاب الكلابي و هو أكبر (2) منه، و أبو الحسين الميداني و هو من أقرانه، و عبد العزيز الكتاني، و محمد بن علي بن محمد المطرّز، و أبو محمد الحسن بن علي اللّبّاد، و أبو القاسم الحنّائي، و علي بن محمد بن شجاع بن أبي الهول، و أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، و أبو علي الأهوازي، و أبو صالح قريش بن الحسين بن روشك الجوي، و أبو الفضل غازي بن الحسن بن أحمد الحارثي، و أبو الحسن ثابت بن يوسف بن الحسين بن محمد الورثاني (3)،و أبو بكر عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المطرّز بن حروز الوراق [و] مسلم بن الحسين الدّقّاق، و محمد بن علي السّروجي، و أبو الرضا وهيب بن حامد بن إبراهيم العذري، و أبو الحسن لا حق بن محمد بن أحمد المالكي، و أبو الحسن علي بن الحسين بن صدقة الشرابي (4)،و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن الحسن الطرائفي، و أبو الحسن محمد [بن] إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن حذلم (5).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أخبرني أبو محمد الحسن بن علي اللّبّاد ح.

و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد قالا: أخبرنا تمام بن محمد بن عبد اللّه الرازي، حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، حدّثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي - بحمص - حدّثنا محمد بن سعيد الطائفي - ببغداد - حدّثني ابن جريج عن عطاء عن ابن (6) عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليس على أهل لا إله إلاّ اللّه وحشة في قبورهم، كأنّي انظر إليهم إذا انفلقت الأرض عنهم يقولون: لا إله إلاّ اللّه و الناس بهمّ »[2701].

ص: 44


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن معرفة القراء الكبار ترجمة 158 و في م و المطبوعة «اليزيدي».
2- بالأصل و م «أكثر» و الصواب ما أثبت، و في سير الأعلام: و هو أحد شيوخه.
3- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى ورثان و هي من قرى شيراز، قاله السمعاني و في م: الوزناني.
4- كذا، و في المطبوعة: الشبراني.
5- بالأصل و م «حذيم» و المثبت عن الاكمال 406/2 تعليقات ابن نقطة.
6- بالأصل:«عن عطاء بن عياش» و في م: عن عطاء عن ابن عياش و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو محمد السلمي، حدّثنا عبد العزيز التميمي، أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد، أنبأنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي، حدّثنا أبو الحسن [أحمد بن] نصر بن شاكر، حدّثنا الوليد بن عتبة، قال: سمعت المؤمّل بن إسماعيل يقول: قال سفيان الثوري: ما أعرف شيئا أفضل من طلب الحديث إذا أريد به اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني قال: توفي شيخنا و أستاذنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن الجنيد الرازي البجلي الحافظ - رحمه اللّه - لثلاث خلون من محرم سنة أربع عشرة و أربع مائة، حدث عن الحسن بن حبيب، و خيثمة بن سليمان، و غيرهما من الشيوخ، و كان ثقة مأمونا حافظا لم أر أحفظ منه في حديث الشاميين، ذكر أن مولده سنة ثلاثين و ثلاثمائة.

و قال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثله في الحفظ و الخبرة (1).

و ذكر أبو علي الأهوازي أن مولده كان في يوم الخميس، و قال: كان عالما بالحديث و معرفة الرجال ما رأيت مثله في معناه.

999 - تمام بن نجيح الأسدي

999 - تمام بن نجيح الأسدي (2)

قيل إنّه دمشقي، و أظنه حلبيا.

حدّث عن الحسن البصري، و محمد بن سيرين، و عون بن عبد اللّه بن عتبة، و سليمان بن موسى، و عطاء بن أبي رباح.

حدّث عنه سفيان الثوري، و إسماعيل بن عيّاش، و بقية بن الوليد الحمصيان، و مبشّر بن إسماعيل، و محمد بن جابر الحلبيان، و يحيى بن سلام الأفريقي، و إبراهيم بن المبارك.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أخبرنا أبو عمرو بن

ص: 45


1- في سير أعلام النبلاء: و الخير.
2- تهذيب التهذيب 322/1 و ميزان الاعتدال 359/1.
3- بالأصل:«الخزرودي» و الصواب ما أثبت.

حمدان، أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا مبشر (1) بن إسماعيل الحلبي، عن تمام بن نجيح، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من حافظين رفعا إلى اللّه ما حفظا فيرى اللّه في أول الصحيفة خيرا و في آخرها خيرا إلاّ قال اللّه لملائكته:

اشهدوا أنّي قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة»[2702].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري و أبو نصر الزينبي ح.

و أخبرناه أبو الفضل بن ناصر، و أبو جعفر محمد بن عبد المتكبر (2) بن الحسن بن عبد الودود الهاشمي الخطيب، و أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنّا قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن البسري ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد السكري، قالوا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا عبد الجبار بن عاصم، حدّثنا مبشّر بن إسماعيل الحلبي عن تمام بن نجيح عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من حافظين يرفعان إلى اللّه عزّ و جلّ ما حفظا يرى اللّه عزّ و جلّ في أول الصحيفة خيرا و في آخرها خيرا إلاّ قال اللّه عزّ و جلّ لملائكته: أشهدكم أنّي قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة» و في رواية أبي جعفر و ابن البنّا و أبي الحسن بن المهتدي، أخبرنا تمام، و رواه بقية عن تمام[2703].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، قال: حدّثنا الحسن بن علي - إملاء - أنبأنا أبو [علي] (3) محمد بن أحمد بن يحيى العطشي، حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث - إملاء، سنة اثنتين و ثلاثمائة - حدّثنا أبو تقيّ هشام بن عبد الملك، حدّثنا بقية حدّثني تمام بن نجيح قال: سمعت الحسن يحدث عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من حافظين يرفعان إلى اللّه ما حفظا من الليل و النهار يرى اللّه عزّ و جلّ في أول الصحيفة خيرا و في آخرها خيرا إلاّ قال اللّه لملائكته: أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة»[2704].

ص: 46


1- ضبطت عن تقريب التهذيب.
2- رسمها مضطرب بالأصل و المثبت عن المطبوعة 442/10.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن الأنساب «العطشي».

أخبرنا أبو بكر المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا داود بن عمر، حدّثنا مبشّر الحلبي، عن تمام بن نجيح قال: كنت عند ابن سيرين فأتاه رجل فقال: إني رأيت كأني أقطف الزيتونة فأعصره في أصلها، فقال: إن كنت صادقا فأنت على نكاح أمك، قال: فلقيت عون بن عتبة - و كان شاهدا معنا عند ابن سيرين - فقال: أ لم تسمع الرجل الذي سأل ابن سيرين عن الرؤيا؟ قال: قلت بلى، قال: فإني لقيته فقال لي: إني رجعت إلى امرأتي فناشدتها فإذا هي أمي.

أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاده، أنبأنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنبأنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، حدّثنا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي، حدّثنا يحيى بن عثمان، حدّثنا بقية، عن تمام بن نجيح قال: كنت قاعدا عند محمد بن سيرين فإذا أتاه رجل فقال: إني رأيت الليلة أن طائرا نزل من السماء فوقع على ياسمينة، فنتف منها ثم إنّه طار حتى دخل في السماء. قال: فقال ابن سيرين: هذا قبض علماء. قال تمام: فلم تمض تلك السنة حتى مات الحسن و ابن سيرين و مكحول، و ستة من العلماء سواهم، فكانوا تسعة (1) من علماء أهل الأرض ماتوا في تلك السنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب، أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضل (2)،حدّثنا أبي قال: قال أبو زكريا: تمام بن نجيح ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أخبرنا أبو صالح المؤذن، أنبأنا أبو الحسن (3) بن السّقّا، حدّثنا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: تمام بن نجيح ثقة.

ص: 47


1- عن مختصر ابن منظور 306/5 و بالأصل «سبعة».
2- بالأصل:«الفضل» خطأ.
3- بالأصل «الحسين» خطأ، و اسمه علي بن محمد بن علي بن حسين، أبو الحسن الاسفرائيني، ترجمته في سير الأعلام 305/17.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش عن تمام بن نجيح و هو ثقة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطيوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال (1):تمام بن نجيح الأسدي سمع عون بن عبد اللّه، روى عنه مبشّر بن إسماعيل، و فيه نظر، حديثه في الشاميين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة (2)،أخبرنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ ، قال (3):تمام بن نجيح الأسدي الدّمشقي، سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: تمام بن نجيح الأسدي سمع عون بن عبد اللّه و فيه نظر.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل.

أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد ح.

قال: و أخبرنا ابن مندة، أخبرنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (4)،أنبأنا حرب بن إسماعيل - فيما كتب إليّ - قال: سألت أحمد، عن تمام بن نجيح - أظنه قال: ما أعرفه - يعني ما أعرف حقيقة أمره. قال: و سمعت أبي يقول تمام بن نجيح ليس بقوي، ضعيف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم و أبو يعلى حمزة بن علي التّغلبي، قالا: أخبرنا أبو الفرج الأسفرايني، أخبرنا علي بن منير بن أحمد، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: تمام بن نجيح لا يعجبني حديثه.

أنبأنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز - لفظا - أنبأنا أبو نصر بن الجبّان

ص: 48


1- التاريخ الكبير 157/2/1.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن م.
3- الكامل في الضعفاء لابن عدي 83/2.
4- الجرح و التعديل 445/1/1.

إجازة، أنبأنا أحمد بن القاسم - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن عمرو قال: سمعت أبا زرعة يقول: تمام بن نجيح ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال (1):و تمام غير ثقة، و لتمام غير ما ذكرت من الروايات شيء يسير و عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه.

1000 - تمام بن الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكّار في تسمية ولد الوليد: روحا و خالدا و تمام و مبشّرا و حربا و يزيد و يحيى و إبراهيم و أبا عبيدة و مسرورا و صدقة لأمهات أولاد.

1001 - تمصولت، و يقال: طزملت، و يقال طمزان بن بكار

أبو محمد الأسود القائد (2)

ولي إمرة دمشق و قيادة العساكر الشامية من قبل أبي علي منصور الملقب بالحاكم، و كان رافضيا خبيثا، و أول ولايته في سنة اثنتين (3) و تسعين و ثلاثمائة.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: فرد الحاكم للقائد أبي محمد تمصولت و جعله قائد جيش الشام في شهر رمضان من سنة اثنتين (4) و تسعين و ثلاثمائة، و قدم القائد تمصولت إلى دمشق و نزل في القصر الذي للسلطان في يوم الأحد لخمس بقين من ذي القعدة سنة اثنتين (5) و تسعين، و في سنة ثلاث و تسعين ولّى القائد تمصولت لغلام له أسود اسمه رشيد دمشق و خلع عليه، و في ربيع الآخر من هذه السنة دوّر (6) القائد تمصولت في دمشق رجلا مغربيا و نادى عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر و عمر، ثم أخرجه إلى الرماد و ضرب عنقه هناك.

ص: 49


1- الكامل لابن عدي 84/2.
2- الوافي بالوفيات 405/10.
3- بالأصل: اثنين.
4- بالأصل: اثنين.
5- بالأصل: اثنين.
6- في الوافي: عزّر.

أخبرنا أبو الحسن (1) بن المسلم الفرضي لفظا قال: دفع إليّ رجل يعرف بمجير الكتامي - شيخ من جند المصريين - ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق، فكان فيها: و جاء طمزان الأسود سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة.

قرأت بخط عبد المنعم بن النحوي و في يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة أربع و تسعين: مات القائد المعزول عن دمشق أبو محمد تمصولت بداريّا و خرج القاضي و القواد و الأشراف إلى داريّا صلوا عليه، فكانت مدة ولايته سنة و شهرين. كذا قرأت، و مات تمصولت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني مما نقله من خط أبي الحسين الميداني و ذكر أنه كان قدومه دمشق يوم السبت لأربع و عشرين ليلة خلت من ذي القعدة.

ص: 50


1- بالأصل «أبو الحسين» خطأ و الصواب عن م، و اسمه: علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح الفقيه الفرضي الشافعي السلمي (فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 418/7).

ذكر من اسمه تميم

1002 - تميم بن إسماعيل المعروف بفحل

1002 - تميم بن إسماعيل المعروف بفحل (1)

و يقال فحل بن تميم، قدم دمشق سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة واليا على دمشق من قبل الملقّب بالحاكم، ثم وليها في سنة تسعين و ثلاثمائة فقدمها و أقام بها شهورا من هذه السنة ثم هلك بها من علة عرضت له، فاستعمل بعده على دمشق علي بن جعفر بن فلاح.

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني جاء كتاب السلطان بولاية ابن (2) الفحل في موضع جيش يوم السبت لإحدى و عشرين ليلة خلت من شهر ربيع الآخر يعني [سنة تسعين و ثلاثمائة فركب و جلس في القصر و هنأه الناس بالولاية، و مات القائد ابن الفحل يوم الجمعة لسبع و عشرين ليلة خلت من شهر رمضان يعني] (3) من السنة، و قدم القائد علي ابن فلاح في غد يوم مات ابن الفحل.

و حدّثني أبو الحسن الفقيه السّلمي - لفظا - قال: دفع إليّ رجل يعرف بمجير الكتامي - شيخ من جند المصريين - ورقة فيها أسماء الولاة (4) بدمشق فكان فيها فحل بن تميم في سنة سبع و ثمانين.

ص: 51


1- الوافي بالوفيات 416/10 ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 57.
2- كذا، و «ابن» مقحمة و في م: ابن الفجل.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك في المطبوعة 445/10.
4- بالأصل «الولاية».

1003 - تميم بن أوس بن خارجة بن سود

1003 - تميم بن أوس بن خارجة بن سود (1)

ابن خزيمة (2) بن ذرّاع (3) بن عديّ بن الدار بن هانئ بن حبيب

أبو رقيّة الداري (4)

له صحبة، حدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و روى عنه النبي صلى اللّه عليه و سلم حديث الجسّاسة (5)،و ابن عباس، و أنس بن مالك، و أبو هريرة، و عبد اللّه بن موهب، و قبيصة بن ذؤيب على ما قيل، و سليم بن عامر، و شرحبيل بن مسلم، و عبد الرّحمن بن غنم، و عطاء بن يزيد الليثي، و روح بن زنباع، و كثير بن مرّة، و وبرة بن عبد الرّحمن، و زرارة بن أوفى، و الأزهر بن عبد اللّه، و كان يسكن فلسطين، و قيل: إنّه سكن دمشق.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، حدّثنا محمد بن مخلد، حدّثنا محمد بن هارون أبو نشيط ، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا عبد الرّحمن بن يزيد، حدّثني الزّهري، عن عمرة بنت عبد الرّحمن أظنه عن فاطمة بنت قيس: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نادى في الناس الصلاة جامعة ثم جلس على منبره، ثم أقبل علينا بوجهه فتبسم و قال:«إني لم أدعكم لرغبة و لا لرهبة، و لكن جمعتكم لحديث حدّثنيه تميم الدّاري، إنّ تميما أتاني فبايعني و حسن إسلامه، فأخبرني أنه ركب البحر في ناس من لخم و جذام في سفينة، و ذكر حديث الجساسة»[2705] هذا حديث غريب و المحفوظ حديث عامر الشعبي، عن فاطمة بنت قيس و له عندنا طرق كثيرة أعلاها ما أخبرتنا به.

أم المجتبى العلوية، قالت: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى حدّثنا وهب بن بقية، أنبأنا خالد عن داود عن عامر قال: دخلنا على فاطمة

ص: 52


1- و قيل:«سواد» انظر الإصابة و أسد الغابة.
2- و قيل «جذيمة» انظر الاستيعاب.
3- و قيل:«دراع» انظر الاستيعاب و الإصابة.
4- ترجمته في الاستيعاب 184/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 256/1 الإصابة 183/1 تهذيب التهذيب 322/1 سير أعلام النبلاء 442/2 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر كثيرة ترجمت له.
5- يعني الدابة التي رآها في جزيرة البحر، و إنما سميت بذلك لأنها تجس الأخبار للدجال (النهاية). و القصة أخرجها مسلم في الفتن و أشراط الساعة ح 2942 و الإمام أحمد في مسنده 373/6-374.

بنت قيس نسألها عن قضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيها، فلما ذهبنا لنخرج قالت كما أنتم، أحدثكم بحديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: و أراها أمرت بطعام يصنع فصنع، فأرادت أن تحسبنا عليه، قالت: بينما أنا في المسجد و فيه أناس - كأنها تقللهم - إذ خرج إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يضحك حتى كادت تبدو نواجذه، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّي حدّثت حديثا فخرجت لأحدثكم به لتفرحوا لفرح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؛ إنّ تميم الدّاري حدّثني أنه ركب البحر في نفر من أهل فلسطين، فرمت بهم الريح إلى جزيرة فخرجوا، فإذا هم بشيء طويل الشعر، كبير، لا يدرون ما تحت الشعر أذكر أو أنثى ؟ فقلنا لها: أ لا تخبرينا و تستخبرينا؟ فقال: ما أنا بمخبركم شيئا و لا مستخبركم، و لكن ائتوا هذا الدير فإن فيه من هو فقير إلى [أن] يخبركم و يستخبركم، قالوا: ما أنت ؟ قالت: أنا الجسّاسة، فأتينا الدير فإذا فيه إنسان نضر وجهه، به زمانة قال - و أحسبه موثق - قال: من أنتم ؟ قلنا نفر من العرب، قال: هل خرج بينكم [نبي] (1)؟قالوا: نعم، قال: فما صنعتم ؟ قلنا: اتّبعوه قال:

أما إنّ ذلك خير لهم، قال: فما فعلت فارس و الروم ؟ قلنا: العرب تغزوهم قال: فما فعلت البحيرة ؟ قلنا: ملأى تدفق، قال: فما فعل نخل بين الأردن و فلسطين ؟ قلنا: قد أطعم، قال: فما فعل [عين] (2) زغر؟ قال: تسقي و يسقى منها، قال: أنا الدجّال (3)،قال: أما إني سأطأ الأرض كلها ليس طيبة. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: طيبة المدينة لا يدخلها»[2706].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم و داود بن رشيد، قالا: حدّثنا إسماعيل عن سهيل، عن أبيه، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الدّاري أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنما الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول اللّه ؟ قال:«للّه و لرسوله و لكتابه و لأئمة المسلمين و عامّتهم»[2707].

كذا يقول إسماعيل بن عياش، عن سهيل، عن أبيه، عن عطاء بن يزيد و سهيل يرويه عن عطاء نفسه لا عن أبيه عنه.

ص: 53


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و على هامشه:«لعله: نبي» و في المختصر و المطبوعة: هل خرج نبيكم. و في م كالأصل.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن مختصر ابن منظور 308/5 و المطبوعة 447/10 و بالأصل «زعر» و المثبت عن المختصر. و عين زغر: موضع بالشام (اللسان).
3- مطموسة بالأصل و المثبت عن م و انظر المختصر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمد بن طلحة بن علي الرّازي، قالا: أخبرنا أبو محمد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا علي بن الجعد، أخبرنا زهير، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد عن تميم الدّاري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الدين النصيحة، إنّ الدين النصيحة» ثلاثا قالوا:

لمن يا رسول اللّه قال:«للّه عزّ و جلّ و لكتابه و لرسوله و لأئمة المؤمنين - أو قال:

المسلمين - و عامّتهم» قال: هكذا قال سهيل[2708].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الدّاري: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ الدين النصيحة إنّ الدين النصيحة» (2) قالوا: لمن يا رسول اللّه ؟ قال:«للّه و لكتابه و لنبيه و لأئمة المؤمنين و عامتهم»[2709].

و قد بيّن محمد بن عباد المكي عن سفيان سماع سهيل إياه من عطاء. فيما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين.

أخبرنا أبو علي التميمي، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا سفيان، قال: قلت لسهيل بن أبي صالح في ما حدّثناه عمرو بن دينار عن القعقاع بن حكيم عن أبيه ؟ فقال سهيل: سمعته من الذي سمعه منه أبي سمعت عطاء بن يزيد الليثي يحدث عن تميم الداري أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثل حديث أبي عن ابن عيينة.

و كذا رواه جماعة عن سهيل قد سقنا أحاديثهم في كتاب:«التالي لحديث مالك العالي» فغنينا عن إعادتها.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى، أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم النكري الدورقي، حدّثنا محمد بن بكير البرساني أبو عثمان، حدّثنا أبو عاصم الحبطي - و كان من خيار أهل البصرة، و كان من أصحاب حزم و سلام بن أبي مطيع - قال: حدّثنا بكر بن خنيس، عن

ص: 54


1- مسند الإمام أحمد 102/4.
2- كررت مرة ثالثة في المسند.

ضرار بن عمرو، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، عن تميم الداري (1) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يقول اللّه عزّ و جلّ لملك الموت انطلق إلى وليّي [فآتني به] (2) فإني قد ضربته بالسّرّاء و الضّرّاء فوجدته حيث أحبّ إليّ . ائتني به فلأريحه». قال: فينطلق ملك الموت و معه خمس مائة من الملائكة، معهم أكفان و حنوط من الجنة، و معهم ضبائر الريحان، أصل الريحان واحد، و في رأسها عشرون لونا، لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه، و معهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر؛ قال: فيجلس ملك الموت عند رأسه و يحفونه الملائكة و يضع كلّ ملك منهم يده على عضو من أعضائه، و يبسط ذلك الحرير الأبيض و المسك الأذفر من تحت ذقنه، و يفتح له باب إلى الجنة، فإن نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة مرة بأرواحها و مرة بكسوتها و مرة بثمارها، كما يعلل الصبيّ أهله إذا بكى، قال: و إن أزواجه ليبهشن (3) عند ذلك ابتهاشا قال: و تنزو الروح، قال البرساني: تريد أن تخرج من العجلة إلى ما تحب، قال: و يقول ملك الموت: اخرجي يا أيتها الروح الطيبة إلى: سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَ مٰاءٍ مَسْكُوبٍ (4)قال: و لملك الموت أشدّ لطافة من الوالدة بولدها، يعرف أن ذلك الروح حبيب لربه، فهو يلتمس بلطفه تحببا لربه، رضى للرب عنه، فيسلّ روحه كما تسل الشعرة من العجين، قال: و قال اللّه تبارك و تعالى:

اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ الْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ (5) و قال فَأَمّٰا إِنْ كٰانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَ رَيْحٰانٌ وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ (6)قال: روح من جهد الموت، و ريحان يتلقى به. قال: و جنة نعيم، مقابلة.

و قال: فإذا قبض ملك الموت روحه قال الروح للجسد: جزاك اللّه عني خيرا، فقد كنت سريعا بي إلى طاعة اللّه بطيئا بي عن معصية اللّه فقد نجوت و أنجيت قال: و يقول الجسد للروح مثل ذلك. قال: و تبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع اللّه فيها. و كلّ باب من السماء يصعد فيه عمله، أو ينزل منه رزقه أربعين سنة. قال: فإذا قبض ملك الموت روحه أقامه الخمسمائة من الملائكة عند جسده فلا يقلبه بنو آدم لشقّ إلاّ قلبته الملائكة قبلهم،

ص: 55


1- مطموسة بالأصل و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 308/5.
2- الزيادة عن م.
3- البهش الإسراع إلى المعروف بالفرح، و بهش: حنّ ،(اللسان: بهش).
4- سورة الواقعة، الآيات:28-31.
5- سورة النحل، الآية:32.
6- سورة الواقعة، الآية:88 و 89.

و علته بأكفان قيل أكفان بني آدم، و حنوط قيل حنوط بني آدم، و يقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار. قال: فيصيح عند ذلك إبليس صيحة يتصدع منها بعض عظام جسده، و يقول لجنوده: الويل لكم كيف تخلص هذا العبد منكم ؟ قال:

فيقولون إن هذا كان عبدا معصوما. قال: فإذا صعد ملك الموت بروحه إلى السماء يستقبله جبريل في سبعين ألفا من الملائكة كلّ يأتيه ببشارة من ربه سوى بشارة صاحبه؛ قال: فإذا انتهى ملك الموت بروحه إلى العرش، قال: خرّ الروح ساجدا؛ قال: يقول اللّه لملك الموت: انطلق بروح عبدي هذا فضعه فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَ مٰاءٍ مَسْكُوبٍ قال: فإذا وضع في قبره قال: جاءته الصلاة فكانت عن يمينه، و جاءه الصيام فكان عن يساره، و جاءه القرآن و الذّكر، قال: فكان عند رأسه، و جاءه مشيه إلى الصلاة فكان عند رجليه، و جاءه الصبر فكان في ناحية القبر. قال: فيبعث اللّه عنقا من العذاب (1)،قال: فيأتيه عن يمينه قال:[فتقول] (2) الصلاة: وراءك، فيقول الصيام مثل ذلك، قال: ثم يأتيه عند رأسه قال: فيقول له القرآن و الذّكر مثل ذلك، قال ثم يأتيه من عند رجليه فيقول مشيه إلى الصلاة مثل ذلك، قال: فلا يأتيه العذاب من ناحية يلتمس هل يجد إليه مساغا إلاّ وجد وليّ اللّه قد أخذ جنّته (3) قال: فينقمع العذاب عند ذلك فيخرج، قال:

و يقول الصبر لسائر الأعمال: أما إنه لم يمنعني أن أباشر بنفسي إلاّ أن نظرت ما عندكم فإن عجزتم كنت أنا صاحبه، فأما إذا أجزأتم عنه فأنا له ذخر عند الصراط و الميزان قال: و بعث اللّه ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف، و أصواتهما كالرعد القاصف، و أنيابهما كالصياصي، و أنفاسهما كاللّهب يطئان في أشعارهما، بين منكب كلّ واحد منهما مسيرة كذا و كذا، قد نزعت منهما الرأفة و الرحمة، يقال لهما منكر و نكير في يد كلّ واحد منهما مطرقة، لو اجتمع عليها ربيعة و مضر لم يقلّوها. قال: فيقولان له اجلس قال: فيجلس فيستوي جالسا قال: و تقع أكفانه في حقويه، قال: فيقولان له: من ربك ؟ و ما دينك ؟ و من نبيك ؟ قالوا: يا رسول اللّه و من يطق الكلام عند ذلك و أنت تصف من الملكين ما تصف ؟ قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 56


1- أي قطعة منه.
2- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن م، و فيها: عن يمينه فتقول الصلاة.
3- بالأصل: جنة، و المثبت عن المختصر.

يُثَبِّتُ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّٰابِتِ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللّٰهُ الظّٰالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ (1) قال: فيقول: ربي اللّه وحده لا شريك له، و ديني الإسلام الذي دانت به الملائكة و نبيي محمد صلى اللّه عليه و سلم خاتم النبيين، قال: فيقولان:

صدقت، قال: فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه أربعين ذراعا، و من خلفه أربعين ذراعا، و من يمينه أربعين ذراعا، و عن شماله أربعين ذراعا و من عند رأسه أربعين ذراعا، و من عند رجليه أربعين ذراعا، قال: فيوسعان (2) مائتي ذراع. قال البرساني: و أحسبه قال: أربعون ذراعا يحاط به قال: ثم يقولان: انظر فوقك، قال: فينظر فوقه فإذا باب مفتوح إلى الجنة، قال: فيقولان له ولي اللّه هذا منزلك إذ أطعت اللّه قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي نفس محمد بيده انه يصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا». ثم يقال له: انظر تحتك فينظر تحته فإذا باب مفتوح إلى النار قال: فيقولان: ولي اللّه نجوت آخر ما عليك قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا». قال: قالت عائشة: يفتح له سبعة و سبعون بابا إلى الجنة يأتيه ريحها و بردها حتى يبعثه اللّه قال: فيقول اللّه لملك الموت: انطلق إلى عدوي فائتني به فإني قد بسطت له رزقي و سربلته في نعمتي فأبى إلاّ معصيتي فائتني به لأنتقم منه، قال: فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط له اثنا عشر عينا و معه سفّود من النار، كثير الشوك، و معه خمسمائة من الملائكة معهم نحاس و جمر من جمر جهنم، و معه سياط (3) من نار لينها لين السياط ، و هي نار تأجج. قال: فيضرب (4) به ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة و عرق و ظفر. قال:

ثم يلويه ليّا شديدا (5) قال: فيسكر عدو اللّه عند ذلك سكرة فيرفه ملك الموت، قال:

فتضرب الملائكة وجهه و دبره بتلك السياط ، قال: ثم ينتره ملك الموت نترة قال: فينزع روحه من عقبيه فيلقيها في ركبتيه ثم يسكر عدو اللّه سكرة عند ذلك فيرفه ملك الموت عنه.

قال: فتضرب الملائكة وجهه و دبره بتلك السياط . قال: فينتره ملك الموت نترة قال:

فينزع روحه من ركبتيه فيلقيها في حقويه، قال: فيسكر عدو اللّه سكرة فيرفه ملك الموت

ص: 57


1- سورة إبراهيم، الآية:27.
2- المطبوعة: فيوسعانه.
3- بالأصل «سيطا» و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
4- كذا، و في المختصر:«فيضربه» و هو أظهر.
5- في المختصر:«قال فينزع روحه من أظفار قدميه، قال: فيلقيها في عقبيه» و مكانها بالأصل: قال: فينزع روحه من عقبيه.

عنه. قال: و تضرب الملائكة وجهه و دبره بتلك السياط قال كذلك إلى صدره. ثم كذلك إلى حلقه، قال: ثم تبسط الملائكة ذلك النحاس و جمر جهنم تحت ذقنه. قال: و يقول ملك الموت: اخرجي أيتها الروح الخبيثة الملعونة فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ ، وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ، لاٰ بٰارِدٍ وَ لاٰ كَرِيمٍ (1) قال: فإذا قبض ملك الموت روحه قال الروح للجسد: جزاك اللّه عني شرا فقد كنت سريعا بي إلى معصية اللّه بطيئا بي عن طاعة اللّه فقد هلكت و أهلكت قال:

و يقول الجسد للروح مثل ذلك فتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي اللّه عليها، و تنطلق جنود إبليس يبشرونه بأنهم قد أوردوا عبدا من ولد آدم النار. قال: فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه حتى تدخل اليمنى في اليسرى و اليسرى في اليمنى، قال:

و يبعث اللّه إليه أفاعي دهما كأعناق الإبل يأخذون بأرنبته و ابهامي قدميه فتقرضه حتى يلتقين في وسطه. قال: و يبعث اللّه ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف و أصواتهما كالرعد القاصف و أنيابهما كالصياصي و أنفاسهما كالشهب (2) يطئان في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما [مسيرة كذا و كذا، قد نزعت منهما الرأفة و الرحمة، يقال لهما: منكر نكير في يد كل واحد منهما] (3) مطرقة لو اجتمع عليها ربيعة و مضر لم يقلّوها قال: فيقولان له:

اجلس فيجلس فيستوي جالسا، قال: و تقع أكفانه في حقوه. قال: فيقولان: ما ربك ؟ و ما دينك ؟ و ما نبيك ؟ فيقول: لا أدري، قال: فيقولان له: لا دريت و لا تليت قال: فيضربانه ضربة يتطاير شراره في قبره ثم يعودان، قال: فيقولان له: انظر فوقك، قال: فينظر فإذا باب مفتوح من الجنة، قال: فيقولان: عدو اللّه هذا منزلك لو كنت أطعت اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترتد أبدا»، قال: فيقولان له انظر تحتك فإذا باب مفتوح إلى النار. قال: فيقولان: عدو اللّه هذا منزلك إذ (4) عصيت اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترتد أبدا». قال: و قالت عائشة: و يفتح له سبعة و سبعون بابا إلى النار باقية حرها و سمومها حتى يبعثه اللّه إليها[2710].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنبأنا أبو طاهر

ص: 58


1- سورة الواقعة، الآيات:42-44.
2- المختصر و المطبوعة: كاللهب.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر و المطبوعة 451/10 و العبارة سقطت من الأصل و م.
4- بالأصل:«إذا».

الباقلاني، زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال: و من بني مرّة بن أدد و هم عاملة و لخم و جذام بنو عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد. قال محمد بن إسحاق: فمن لخم و هو مالك بن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم.

قال ابن إسحاق و الكلبي: تميم الداري: تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة بن ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب. قال محمد بن عمر: يكنى أبا رقيّة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد، قالت: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزّهري، حدّثنا عمي عن أبيه، عن ابن (1) إسحاق، قال:

و تميم الدّاري بن أوس بن لخم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أخبرنا محمد (2) بن العباس [حدّثنا] أحمد بن معروف، حدّثنا [حسين] بن الفهم (3)،حدّثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من لخم - و هو مالك بن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد يشجب بن عريب تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن خزيمة بن ذراع بن عديّ بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم و معه أخوه نعيم بن أوس و عدة من الداريين أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة: تميم بن أوس الداري بطن من لخم و يكنى أبا رقيّة لم يزل بالمدينة حتى تحول إلى الشام بعد قتل عثمان.

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن

ص: 59


1- بالأصل «أبي».
2- في المطبوعة 459/10 «أنا محمد بن العباس بن أحمد بن معروف نا أبو الفهم». و فيه تحريف واضح، و الصواب ما أثبتناه، و الزيادة في الموضعين قياسا إلى سند مماثل.
3- في المطبوعة 459/10 «أنا محمد بن العباس بن أحمد بن معروف نا أبو الفهم». و فيه تحريف واضح، و الصواب ما أثبتناه، و الزيادة في الموضعين قياسا إلى سند مماثل.

ناصر، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين بن المظفّر، أخبرنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: و من لخم بن عديّ - بن مرّة بن أدد بن هميسع بن عمرو بن غريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ - تميم الداري و هو من بني الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة من لخم.

حدّثنا ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق. و أما غير ابن هشام فيروي عن ابن إسحاق: تميم بن أوس بن سود بن خزيمة بن عديّ بن الدار بن هانئ. له أحاديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، أخبرنا الأحوص (1) بن المفضّل بن غسان، حدّثنا أبي قال: قال أبو زكريا: حدّثنا تميم الداري، أبو رقيّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، أخبرنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم (2) بن أحمد بن الحسن، أنبأنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: تميم الداري بن أوس سمعته من علي، و هشام بن عمّار يقول:

تميم الداري يكنى أبا رقيّة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأنا علي بن محمد بن علي، حدّثنا أبو العباس الأصم، قال: سمعت العباس بن محمد ح.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: سمعت محمد بن يعقوب يقول: سمعت عباس الدوري يقول:

سمعت يحيى بن معين يقول: تميم الداري يكنى أبا رقيّة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر [بن طاهر]، أنبأنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد [أخبرنا] أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو

ص: 60


1- بالأصل:«أبو الأحوص» و في م:«ابن الأحوص».
2- بالأصل:«أبو إبراهيم» انظر ترجمته في سير الأعلام 136/16 إبراهيم بن أحمد بن حسن أبو إسحاق القرميسيني و في م كالأصل.

الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال (1):

أخبرني أبو محمد (2) الرّملي، قال: لم يكن لتميم ذكر إنما كانت له ابنة تسمى رقية فكني بها - زاد ابن الطبري: قال يعقوب: و تميم الداري و أبو هند الداري يقال هما أخوان، و تميم يكنى أبا رقيّة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا تمام بن محمد، أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي قال: تميم بن أوس الدّاري، تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن وداع (3) بن عديّ بن الدار.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا الحسن بن أحمد، أنبأنا علي بن الحسن، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عمير قال: سمعت محمود بن سميع يقول:

تميم بن أوس الدّاري بن خارجة بن سود بن خزيمة بن وداع. و قال الكلابي: وداع بن عديّ بن الدار بن هاهنّ ، و قال الكلابي: هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم يكنى أبا رقيّة، لا عقب له مات - و قال الكلابي: توفي بالشام، الصواب: دراع و هانئ.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (4):تميم بن أوس، أبو رقيّة الداري، نزل الشام، أخو أبي هند الداري.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن منصور، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو رقية تميم بن أوس الداري له صحبة.

ص: 61


1- المعرفة و التاريخ 162/2.
2- في المعرفة و التاريخ: أبو عمير.
3- كذا.
4- التاريخ الكبير 150/2/1.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أخبرنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم أنبا الخصيب بن عبد اللّه، أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد اللّه النسائي، أخبرني أبي قال: أبو رقية تميم الداري أخو أبي هند بن أوس.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أخبرنا نصر بن إبراهيم، أخبرنا سليم بن أيوب، أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت أحمد بن محمد المقدّمي يقول: تميم الداري هو تميم بن أوس.

أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس و أبو الفضل أحمد بن محمد - في كتابيهما - و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أخبرنا أبو الفضل الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال: تميم بن أوس اللّخمي ثم الدّاري يكنى أبا رقية، قدم مصر و قيل إن قدومه كان لغزو البحر روى عنه من أهل مصر علي بن رباح، و موسى بن نصير.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني عنه أبو بكر اللفتواني عنه، أخبرنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال أخبرنا أبو سعيد بن يونس:

تميم بن أوس الداري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان ينزل دمشق، يقال قدم إلى مصر حدث عنه من أهل مصر علي بن رباح بحديث واحد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: تميم بن أوس بن خارجة بن سودا بن خزيمة و قيل: ابن سوادة بن خزيمة، بن ذراع بن عديّ بن الدار بن هانئ بن حبيب بن أنمار بن لخم بن عديّ بن عمرو بن سبأ. يكنى أبا رقية نسبه محمد بن إسحاق، و كناه شرحبيل بن مسلم، روى عنه النبي صلى اللّه عليه و سلم حديث الجسّاسة نزل فلسطين و أقطعه النبي صلى اللّه عليه و سلم بها أرضا.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي زكريا البخاري ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو محمد بن يحيى بن علي، أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أخبرنا أبو زكريا البخاري، أخبرنا عبد الغني بن سعيد قال: أبو رقيّة تميم الدّاري.

ص: 62

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما رقيّة - بضم الراء و فتح القاف و الياء المشددة المعجمة باثنين (2) من تحتها - أبو رقيّة تميم بن أوس الداري له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه ابن عباس و غيره. قدم مصر. روى عنه من أهل مصر علي بن رباح، و موسى بن نصير.

قال: و أما نمارة - أوله نون و بعد الألف راء، فهو نمارة بن لخم بن عديّ الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة رهط تميم الدّاري و أخيه أبي هند.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أنبأنا محمد العباس، أنبأنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمد بن سعد (3)،أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني محمد بن عبد اللّه عن الزّهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، قال: و أخبرنا هشام بن محمد الكلبي، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي عن أبيه قال: قدم وفد الداريين على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منصرفه من تبوك، و هم عشرة نفر، فيهم تميم و نعيم، ابنا أوس بن خارجة بن سواد بن جذيمة بن (4)درّاع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم، و يزيد بن قيس بن خارجة، و الفاكه بن النعمان بن جبلة بن صفّار. قال الواقدي: صفّارة، و قال هشام:

صفّار بن ربيعة بن ذراع بن عديّ بن الدار، و جبلة بن مالك بن صفارة، و أبو هند و الطيب ابنا ذر، و هانئ بن حبيب، و عزيز و مرة ابنا مالك بن سواد بن جذيمة، فأسلموا، و سمّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الطيّب عبد اللّه و سمى عزيزا عبد الرّحمن، و أهدى هانئ بن حبيب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم راوية خمر، و أفراسا و قباء مخوّصا (5) بالذهب، فقبل الأفراس و القباء و أعطاه العباس بن عبد المطلب، فقال: ما أصنع به ؟ قال: انتزع الذهب فتحلّيه نساءك أو تستنفقه ثم تبيع الديباج فتأخذ ثمنه. فباعه العباس من رجل من يهود بثمانية آلاف درهم.

و قال تميم: لنا جيرة من الروم لهم قريتان يقال لاحداهما حبرى (6) و الأخرى بيت

ص: 63


1- الاكمال لابن ماكولا 88/4.
2- كذا.
3- طبقات ابن سعد 343/1 تحت عنوان «وفد الداريين» وفادات العرب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
4- بالأصل «خزيمة بن ذراع» و المثبت عن ابن سعد.
5- عن ابن سعد، و بالأصل «مخصرا».
6- كذا بكسر الحاء و يقال بفتح الحاء، و هي حيرون كما في ياقوت، و هي اسم القرية التي فيها قبر إبراهيم الخليل عليه السلام بالبيت المقدس.

عينون (1)،فإن فتح اللّه عليك بالشام فهبهما لي، قال: فهما لك. فلما قام أبو بكر أعطاه ذلك، و كتب له به كتابا. و أقام وفد الداريين حتى توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أوصى لهم بجادّ (2)مائة وسق.

قرأت بخط أبي عبد اللّه الصّوري: كذا في الأصل ذر بالذال، و المشهور برّ بالباء، و هو عبد اللّه بن در بن عميت بن ربيعة بن ذراع. رواه عن الواقدي عن محمد بن عبد اللّه في موضع آخر، فقال: بر بالباء و الراء كما قال الصوري.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم حدّثنا أحمد بن جعفر بن سالم، حدّثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني (3)،حدّثنا سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند حدّثني زياد بن فائد عن أبيه فائد بن زياد عن جده زياد [عن] أبي هند الدّاري قال: قدمنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة و نحن ستة نفر: تميم بن أوس و نعيم أخوه، و يزيد بن قيس، و أبو هند بن عبد اللّه، و أخوه الطّيب بن عبد اللّه، فسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن. و فاكه بن النعمان، فأسلمنا و سألناه أن يعطينا أيضا من أرض الشام فأعطانا و كتب لنا في جلد أدم كتابا فيه شهادة العباس و جهم بن قيس و شرحبيل بن حسنة. قال أبو هند: فلما هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة قدمنا عليه فسألنا أن يجدد لنا كتابا [فكتب لنا كتابا] نسخته:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، هذا ما أنطى محمد رسول اللّه تميم الداري و أصحابه، و فيه و شهد أبو بكر بن أبي قحافة، و عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب، و معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو علي [الحسن] بن الحسين بن العباس النّعالي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الجبلي، حدّثنا يحيى بن عبد الباقي الأذني، حدّثني سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الدّاري حدّثني زياد بن فائد عن أبيه فائد بن زياد عن جده زياد بن أبي هند، عن أبي هند

ص: 64


1- عينون من قرى بيت المقدس (معجم البلدان).
2- بالأصل «بحاد» بالحاء المهملة، و لعل الصواب ما أثبت بالجيم، أي نخلا يجد منه مائة وسق، و الوسق: ستون صاعا.(اللسان) و في المصباح: حميل بعير.
3- بالأصل «الأرزي» و في م:«الأزد» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 45/14.

الداري قال: قدمنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن ستة نفر: تميم بن أوس، و نعيم بن أوس أخوه، و يزيد بن قيس، و أبو هند بن عبد اللّه - و هو صاحب الحديث - و أخوه الطّيّب بن عبد اللّه، فسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن، و فاكه (1) ابن النعمان. فأسلمنا و سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقطعنا من أرض الشام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سلوا حيث شئتم، فقال تميم: أرى أن نسأله بيت المقدس و كورها. فقال أبو هند: و كذلك يكون فيها ملك العرب، و أخاف أن لا يتم لنا هذا، فقال تميم: فنسأله بيت حبرين و كورتها. فقال أبو هند:

هذا أكبر و أكبر، فقال: فأين ؟[فقال:] أرى أن نسأله القرى التي يقع فيها حصن تل مع آثار إبراهيم، فقال تميم أصبت و وفقت، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تميم أ تحب تخبرني ما كنتم فيه، أو أخبرك ؟» فقال تميم: بل تخبرنا يا رسول اللّه، نزداد إيمانا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«[أردتم أمرا و أراد هذا غيره، و نعم الرأي رأى». قال: فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (2) بقطعة جلد من أدم فكتب لنا فيها كتابا نسخته:

«بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا ذكر ما وهب محمد رسول اللّه للداريين إذ (3) أعطاه اللّه الأرض، وهب لهم بين عين حبرون (4) و بيت إبراهيم بمن فيهن، لهم أبدا، شهد عباس بن عبد المطلب، و جهم بن قيس، و شرحبيل بن حسنة و كتب».

قال: ثم دخل بالكتاب إلى منزله، فعالج في زاوية الرقعة، و عساه شيء لا يعرف، و عقده من خارج الرقعة بسير عقدين، و خرج إلينا به مطويا و هو يقول: إِنَّ أَوْلَى النّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هٰذَا النَّبِيُّ ، وَ الَّذِينَ آمَنُوا، وَ اللّٰهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (5)ثم قال:

«انصرفوا، حتى تسمعوا بي قد هاجرت». قال أبو هند: فانصرفنا، فلما هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة قدمنا عليه فسألناه أن يجدد لنا كتابا فكتب لنا كتابا نسخته:

ص: 65


1- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 313/5، و في المطبوعة 466/10 «وفايد».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى، و الزيادة المستدركة عن مختصر ابن منظور 313/5 و انظر المطبوعة 466/10 و النقص موجود في م أيضا.
3- بالأصل و المطبوعة «إذا» و المثبت عن المختصر.
4- و في المختصر:«و حبرون» و في المطبوعة: بيت عين و حبرون.
5- سورة آل عمران، الآية:68.

«بسم اللّه الرّحمن الرحيم. هذا ما انطى محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لتميم الداريّ و أصحابه، إني أنطيتكم عين حبرون و الرطوم (1)و بيت إبراهيم بدمنهم و جميع ما فيهم نطية بتة، و نفذت و سلمت ذلك لهم و لا عقابهم من بعدهم أبد الأبد. فمن آذاهم فيها آذاه اللّه.

شهد أبو بكر بن أبي قحافة، و عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب، و معاوية بن أبي سفيان، و كتب» (2)[2711].

فلما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ولي أبو بكر وجه الجنود إلى الشام فكتب لنا كتابا نسخته:

«بسم اللّه الرّحمن الرحيم من أبي بكر الصديق إلى أبي عبيدة بن الجراح، سلام عليك، فإني أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أما بعد: امنع (3)من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر من الفساد في (4)قرى الداريين، و إن كان أهلها قد جلوا عنها، و أراد الدّاريون أن يزرعوها، فإذا رجع أهلها إليها فهي لهم و أحقّ بهم و السلام عليك».

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن الحسن أبو طاهر، قالا: أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح.

و أخبرنا أبو البركات أيضا، أخبرنا طراد بن محمد، أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين، أخبرنا حامد بن محمد بن عبد اللّه، أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثنا حجاج عن ابن (5)أبي جريج قال: قال عكرمة: لما أسلم تميم الدّاري قال: يا رسول اللّه إن اللّه مظهرك على الأرض كلها فهبّ لي قريتي من بيت لحم قال: هي لك، قال: و كتب له بها، فلما استخلف عمر فظهر على الشام جاء تميم بكتاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال عمر: أنا شاهد ذلك، فأعطاها إياه. قال: و بيت لحم هي القرية التي ولد عيسى بن مريم فيها.

ص: 66


1- في المختصر:«البرطوم» بالباء، و في معجم البلدان:«المرطوم» بالميم.
2- انظر نص كتاب في معجم البلدان «حبرون».
3- بالأصل «منع» و المثبت عن المختصر.
4- بالأصل «من» و المثبت عن المختصر.
5- بالأصل:«عن حجاج بن أبي جريج» و الصواب ما أثبت.

قال أبو عبيد: تميم الداري فخذ من لخم أو جذام.

قال: و حدّثنا أبو عبيد، حدّثنا عبد اللّه بن صالح، عن الليث بن سعد أن عمر أمضى ذلك لتميم و قال: ليس لك أن تبيع، قال: فهي في أيدي (1)أهل بيته إلى اليوم.

قال: و حدّثنا أبو عبيد: حدّثني سعيد بن عفير عن ضمرة بن ربيعة، عن سماعة: أن تميم الداري سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقطعه قريات بالشام: عينون و قلاّية و الموضع الذي فيه قبر إبراهيم، و إسحاق و يعقوب صلى اللّه عليهم. قال: و كان بها ركحة و وطيئة قال:

فأعجب ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إذا صلّيت فسلني ذلك»، ففعل فأقطعهن إيّاهن بما فيهن. و لما كان زمن عمر و فتح اللّه الشام أمضى ذلك لهم[2712].

قال أبو عبيد: قال أهل المدينة إذا اشتروا الدار قالوا بجميع أركاحها - يريدون جميع نواحيها.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفرضي، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، و أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، و أنبأنا أبو الحسين محمد بن عوف المزني، أخبرنا أبو العباس محمد بن موسى بن السمسار، أنبأنا أبو بكر محمد بن خريم (2)، حدّثنا حميد بن زنجويه، حدّثنا الهيثم بن عديّ ، قال: أنبأني يونس عن الزهري و ثور بن يزيد عن راشد بن سعد، قالا: قام تميم الداري و هو تميم بن أوس رجل من لخم فقال: يا رسول اللّه إنّي لي جيرة من الروم بفلسطين لهم قرية يقال لها حبرا (3)و أخرى يقال لها بيت عينون، فإن فتح اللّه عليك الشام فهبهما (4)لي، قال:«هما لك». قال: فاكتب لي بذلك كتابا، فكتب له:

«بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا كتاب محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لتميم بن أوس الدّاري أن له قرية حبرا و بيت عينون، قريتها كلها سهلها و جبلها و ماؤها و حرّتها و أنباطها و بقرها و لعقبه من بعده، لا يخافه (5)فيها أحد، و لا يلجّه عليهم أحد بظلم، فمن ظلمهم أو أخذ من

ص: 67


1- بالأصل: أيدي بيته أهل.
2- في الأصل و المطبوعة 468/10 حريم بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- كذا، و يقال لها أيضا «حبرى»(ياقوت: حبرون).
4- بالأصل:«فهبها».
5- في ابن سعد 267/1 لا يحاقه.

أحد منهم شيئا فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين. و كتب علي».

فلما ولي أبو بكر كتب لهم كتابا نسخته:

«هذا كتاب من أبي بكر أمين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي استخلف في الأرض بعده، كتبه للداريين، ألاّ يفسد عليهم مأثرتهم قرية حبرى و بيت عينون، فمن كان يسمع و يطيع فلا يفسد منها شيئا، و ليقم عمرو بن العاص عليهما فليمنعهما من المفسدين»[2713].

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (1)،حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا أحمد بن ما بهرام الإيذجي (2)،حدّثنا علي بن الحسين الدرهمي، حدّثنا الفضل بن العلاء، عن الأشعث بن سوار عن محمد بن سيرين، عن تميم الداري قال: استقطعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرضا بالشام قبل أن تفتح، فأعطانيها، ففتحها عمر بن الخطاب في زمانه، فأتيته، فقلت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أعطاني أرضا من كذا إلى كذا فجعل عمر ثلثها لابن السبيل، و ثلثا إلى عمارتها، و ثلثها لنا.

و أخبرناه أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن الضحاك بن محمد الطّيبي، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، حدّثني أحمد بن محمد بن صدقة، حدّثنا علي الدرهمي، حدّثنا الفضل بن العلاء، عن أشعث عن ابن سيرين، عن تميم الداري، قال: استقطعت أرضا بالشام فأقطعنيها ففتحها عمر في زمانه، فأتيته فقلت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أعطاني أرضا من كذا و كذا قال: فجعل عمر ثلثها لابن السبيل و ثلثها لعمارتها و ترك لنا ثلثا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري، حدّثنا عمي رحمه اللّه، أخبرنا ابن يوسف، أخبرنا الجوهري - قراءة - أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد، قال (3):قال محمد بن عمر:

و ليس لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالشام قطيعة غير حبرى و بيت عينون (4)أقطعهما (5)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 68


1- بالأصل:«وبده» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
2- هذه النسبة إلى إيذج و هي إحدى كور الأهواز (الأنساب).
3- انظر طبقات ابن سعد 408/7. و سير أعلام النبلاء 443/2.
4- مطموسة بالأصل، و المثبت مما سبق، و عن ابن سعد.
5- بالأصل «أقطعها» و المثبت عن سير أعلام النبلاء.

تميما و نعيما ابني أوس، و غزا تميم مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و روى عنه و لم يزل بالمدينة حتى تحول إلى الشام بعد قتل عثمان، و كان تميم يكنى أبا رقيّة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزّهري، أخبرنا أحمد بن علي بن عبد اللّه بن سابور الدّقّاق، حدّثنا سفيان بن وكيع، حدّثنا يحيى بن آدم، عن ابن أبي زائدة، عن محمد بن أبي القاسم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس قال: خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري و عديّ بن بدّاء (1)فمات السّهمي بأرض ليس بها مسلم، فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة محصوصا (2)بالذهب، فأحلفهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم وجد الجام بمكة، فقيل اشتريناه من تميم و عديّ ، فقال رجلان من أولياء السهمي فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما و أن الجام لصاحبهم. قال و فيها نزلت: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهٰادَةُ بَيْنِكُمْ (3)أخرجه الترمذي (4)عن سفيان، و أخرجه البخاري (5)عن علي بن المديني عن يحيى بن آدم، و رواه أبو صالح باذان و يقال: باذام (6)مولى أم هانئ عن ابن عباس فذكر تميما و إسناده و قال: نزل السهمي مولى لبني هاشم.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمود، و أبو نصر عبد العزيز بن محمد، و أبو بكر بن عبد الصمد قالوا:

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، أنبأنا أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة التّرمذي، حدّثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، حدّثنا محمد بن مسلمة الحرّاني، حدّثنا محمد بن إسحاق عن أبي النضر، عن باذان (7)مولى أم هانئ عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية:

ص: 69


1- في الإصابة قال ابن حجر: الذي عندي أن بدا بفتح الموحدة و تشديد الدال المقصورة، و قيل ممدودة.
2- كذا، و في المطبوعة: مخوصا.
3- سورة المائدة، الآية:106.
4- صحيح الترمذي ح 3062.
5- أخرجه البخاري في الوصايا باب قول اللّه عز و جل: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهٰادَةُ بَيْنِكُمْ إِذٰا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ 308/5.
6- في تقريب التهذيب: باذام بالذال المعجمة، و يقال آخره نون، أبو صالح مولى أم هانئ. و هو ما أثبت و بالأصل و م: بادان و يقال: بادام. بالدال المهملة.
7- في تقريب التهذيب: باذام بالذال المعجمة، و يقال آخره نون، أبو صالح مولى أم هانئ. و هو ما أثبت و بالأصل و م: بادان و يقال: بادام. بالدال المهملة.

يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهٰادَةُ بَيْنِكُمْ إِذٰا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ قال: برئ الناس منها غيري و غير عدي بن بدّا، و كانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام فأتيا الشام بتجارتهما و قدم عليهما مولى لبني هاشم يقال له بديل بن أبي مريم (1) بتجارة و معه جام من فضة يريد به الملك و هو عظم تجارته، فمرض فأوصى إليهما (2) و أمرهما أن يبلغا ما ترك أهله. قال تميم: فلما مات أخذنا ذلك فبعناه بألف درهم ثم اقتسمناه أنا و عدي بن بدّا، فلما أتينا إلى أهله دفعنا ما كان معنا، و فقدوا الجام فسألونا عنه، فقلنا: ما ترك غير هذا، و ما وقع إلينا غيره. قال تميم:

فلما أسلمت بعد قدوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تأثمت من ذلك، فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر و أدّيت إليهم خمس مائة درهم، و أخبرتهم أن عند صاحبي مثلها، فأتوا به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسألهم البيّنة فلم يجدوا، فأمرهم أن يستحلفوه بما يعظم به أهل دينه فحلف، فأنزل اللّه عز و جل يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهٰادَةُ بَيْنِكُمْ إِذٰا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ -إلى قوله- أَوْ يَخٰافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمٰانٌ بَعْدَ أَيْمٰانِهِمْ (3)فقال عمرو (4)بن العاص و رجل آخر فحلفت فنزعت الخمسمائة من عدي بن بدّا.

قال الترمذي هذا حديث غريب و ليس اسناده بصحيح، و أبو النضر الذي روى عنه محمد بن إسحاق هذا الحديث هو عندي محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر، و قد تركه أهل العلم بالحديث و هو صاحب التفسير. سمعت محمد بن إسماعيل يقول:

محمد بن السائب الكلبي يكنى أبا النضر، و لا يعرف لسالم بن أبي النضر المدني رواية عن أبي صالح مولى أم هانئ.

و قد روي عن ابن عباس شيء من هذا على الاختصار من غير هذا الوجه.

و ذكره مقاتل بن سليمان المفسر في تفسيره منقطعا و قال: مولى لبني سهم إلاّ أنه قال ابن أبي مارية بدلا من أبي مريم.

أخبرنا أبو مسعود أحمد بن علي بن محمد المجلي (5)،أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبد الخالق بن الحسن المعدّل، حدّثنا عبد اللّه بن

ص: 70


1- كذا بالأصل، و في اسمه خلاف انظر الإصابة و أسد الغابة.
2- الأصل:«إليها».
3- سورة المائدة، من الآية:106 إلى 108.
4- بالأصل «عمر» و الصواب عن م.
5- بالأصل و م و المطبوعة «المحلي» بالحاء المهملة، و الصواب بالجيم. المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه.

ثابت المقرئ، حدّثني أبي، حدّثنا الهذيل بن حبيب، عن مقاتل بن سليمان في قوله:

يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهٰادَةُ بَيْنِكُمْ إِذٰا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ نزلت في بديل بن أبي مارية مولى العاص بن وائل السهمي كان خرج مسافرا في البحر إلى أرض النجاشي و معه رجلان نصرانيّان أحدهما يسمّى تميم بن أوس الداري و كان من لخم، و عدي بن بندا (1).فمات بديل (2) و هم في السفينة في البحر. قال: حِينَ الْوَصِيَّةِ و ذلك أنه كتب وصيته، ثم جعله في متاعه، ثم دفعه إلى تميم و صاحبه، و قال لهما: بلّغا هذا المتاع أهلي. فجاءا ببعض المتاع، و حبسا جاما من فضة مموّها بالذهب، فنزلت: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهٰادَةُ بَيْنِكُمْ إِذٰا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ يقول: عند الوصية يشهد وصيته اِثْنٰانِ ذَوٰا عَدْلٍ من المسلمين في دينهما أَوْ آخَرٰانِ مِنْ غَيْرِكُمْ يعني من غير أهل دينكم النصرانيين تميم الداري و عدي بن بيدا (3)إِنْ أَنْتُمْ يا معشر المسلمين ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصٰابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ يعني بديل (4) بن أبي مارية حين انطلق تاجرا في البحر، فانطلق معه تميم و عديّ صاحباه فحضره الموت فكتب وصية ثم جعله في المتاع، فقال: أبلغا هذا المتاع أهلي، فلما مات بديل (5) قبضا المال فأخذا منه ما أعجبهما و كان فيما أخذا إناء من فضة فيهما ثلاثمائة مثقال منقوشا مموها بالذهب. فلما رجعا (6) من تجارتهما دفعا بقية المال إلى ورثته، ففقدوا بعض متاعه، فنظروا إلى الوصية و وجدوا المال فيه تاما لم يبع منه و لم يهب. فكلموا تميما و صاحبه فسألوهما: أهل باع صاحبنا شيئا أو اشترى فخسر فيه، أو طال مرضه و أنفق على نفسه ؟ قالا: لا، قالوا: فإنا قد افتقدنا بعض ما أبدى به صاحبنا، قالا: ما لنا علم بما أبدى و لا بما كان في وصيته، و لكنه دفع إلينا هذا المال فبلغناكما (7)إياه. فرفعوا أمرهما إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فنزلت: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهٰادَةُ بَيْنِكُمْ إِذٰا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ يعني بديل (8) بن أبي مارية اِثْنٰانِ ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ من المسلمين عبد اللّه بن عمرو بن العاص و المطّلب بن أبي وداعة السهميان أَوْ آخَرٰانِ مِنْ غَيْرِكُمْ

ص: 71


1- كذا بالأصل هنا بالنون بين الموحدة و الدال «بندا» و قد أشار إلى هذا ابن حجر في ترجمته في الإصابة و في م:«لخم و عدي سدا».
2- بالأصل و م «بزيل» و المثبت بالدال عن مختصر ابن منظور 316/5.
3- كذا بالأصل و م هنا.
4- بالأصل و م «بزيل» و المثبت بالدال عن مختصر ابن منظور 316/5.
5- بالأصل:«رجعنا» و المثبت عن المختصر.
6- بالأصل و م «بزيل» و المثبت بالدال عن مختصر ابن منظور 316/5.
7- في المختصر: فبلغناكم.
8- بالأصل و م «بزيل» و المثبت بالدال عن مختصر ابن منظور 316/5.

غير أهل دينكم يعني النصرانيين إِنْ أَنْتُمْ يا معشر المسلمين ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ تجارا فَأَصٰابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ يعني بديل (1) بن أبي مارية مولى العاص بن وائل السهمي تَحْبِسُونَهُمٰا يعني النصرانيين، تقيمونهما مِنْ بَعْدِ الصَّلاٰةِ يعني صلاة العصر فَيُقْسِمٰانِ بِاللّٰهِ يقول فيحلفان باللّه إِنِ ارْتَبْتُمْ يعني: إن شككتم - نظيرها في النساء الصغرى (2) إن المال كان أكثر من هذا الذي آتيناكم به لاٰ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً (3)يقول لا نشتري بأيماننا عرضا من الدنيا وَ لَوْ كٰانَ ذٰا قُرْبىٰ يقول و لو كان الميت (4) ذا قرابة منا وَ لاٰ نَكْتُمُ شَهٰادَةَ اللّٰهِ إنّا إذا كتمنا شيئا من المال إِنّٰا [إِذاً] لَمِنَ الْآثِمِينَ باللّه فحلفهما (5)النبي صلى اللّه عليه و سلم عند المنبر بعد صلاة العصر، و حلفا أنهما لم يخونا شيئا من المتاع، فخلّى سبيلهما، فلما كان بعد ذلك وجد الإناء الذي فقده (6) عند تميم الداري، قالوا: هذا كان من آنية صاحبنا الذي كان أدى بها، و قد زعم تميم انه لم يبع و لم يشتر، و لم ينفق على نفسه، فقالا: قد كنا اشتريناه منه، فنسينا أن نخبركم به. فرفعوهما إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم الثانية، فقالوا: يا نبي اللّه إنا وجدنا مع هذين إناء من فضة من متاع صاحبنا فأنزل اللّه تعالى: فَإِنْ عُثِرَ عَلىٰ أَنَّهُمَا يقول: فإن اطّلع على انهما يعني النصرانيين كتما شيئا من المال أو خانا فَآخَرٰانِ من أولياء الميت، و هما عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و المطّلب بن أبي وداعة السهميان يَقُومٰانِ مَقٰامَهُمٰا يعني مقام النصرانيين اَلَّذِينَ اسْتَحَقَّ الإثم عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيٰانِ (7) فَيُقْسِمٰانِ بِاللّٰهِ يعني يحلفان باللّه في دبر صلاة العصر، أن الذي قالا في وصية صاحبنا حق، و أن المال كان أكثر مما أتيتمانا به، و أن هذا الإناء من متاع صاحبنا الذي خرج به معه و كتبه في وصيته، و أنكما خنتما فذلك قوله تعالى لَشَهٰادَتُنٰا يعني عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و المطّلب بن أبي وداعة أَحَقُّ مِنْ شَهٰادَتِهِمٰا يعني النصرانيين وَ مَا اعْتَدَيْنٰا الشهادة عليكما، يعني النصرانيين بشهادة المسلمين من أولياء الميت

ص: 72


1- بالأصل «بزيل» و المثبت بالدال عن مختصر ابن منظور 316/5.
2- المراد هنا سورة الطلاق، الآية:4.
3- قوله:«لا نشتري به ثمنا» مطموس بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 317/5.
4- قوله:«و لو كان الميت» مطموس بالأصل و المثبت عن المختصر.
5- قوله: إنا لمن الآثمين فحلفهما مطموس بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور.
6- كذا بالأصل و الأظهر «فقدوه».
7- قراءة الأعمش و يحيى بن وثاب و حمزة، جمع أول على أنه بدل من «الذين» أو من الهاء و الميم في «عليهم» (انظر القرطبي 359/6).

إِنّٰا إِذاً لَمِنَ الظّٰالِمِينَ ذٰلِكَ أَدْنىٰ يعني أجدر، نظيرها [في] النساء. (1)أَنْ يَأْتُوا النصرانيين بِالشَّهٰادَةِ عَلىٰ وَجْهِهٰا كما كانت و لا يكتما شيئا، أَوْ يَخٰافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمٰانٌ بَعْدَ أَيْمٰانِهِمْ يقول: أو يخافوا أن يطلع على خيانتهما، فتردّ شهادتهما بشهادة الرجلين المسلمين من أولياء الميت، فحلف عبد اللّه و المطلب كلاهما أن الذي في وصية الميت حق، و أن هذه الآنية من متاع صاحبنا، فأخذوا تميم بن أوس الداري و عدي بن بيداء (2) النصرانيين بتمام ما وجدوا في وصية الميت حتى اطّلع اللّه تبارك و تعالى على خيانتهما في الإناء، ثم وعظ اللّه المؤمنين أن يفعلوا مثل هذا، أو يشهدوا بما لم يروا أو لم يعاينوا [فقال:] يحذرهم نقمته وَ اتَّقُوا اللّٰهَ و اسمعوا مواعظه (3)وَ اللّٰهُ لاٰ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفٰاسِقِينَ ثم إن تميم بن أوس الداري اعترف بالخيانة، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:« ويحك يا تميم أسلم يتجاوز اللّه عنك ما كان في شركك» فأسلم تميم الداري و حسن إسلامه و مات عدي بن بيداء نصرانيا، كذا قال، و الصواب بن بدّاء، كما تقدم[2714].

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن الحسن بن علي، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني العطاف بن خالد عن خالد بن إسماعيل قال: قال تميم الداري كنت بالشام حين بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرجت إلى بعض حاجتي فأدركني الليل فقلت: أنا في جوار عظيم [هذا الوادي الليلة] (4) قال فلما أخذت مضجعي إذا منادي ينادي لا أراه:

عذّ باللّه [فإن الجن لا تجير أحدا] (5) من اللّه. فقلت: أيم ؟ فقال: قد خرج رسول الأميين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صلينا خلفه بالحجون و أسلمنا و اتّبعناه و ذهب كيد الجن و رميت بالشهب، فانطلق إلى محمد و أسلم، فلما أصبحت ذهبت إلى دير أيوب فسألت راهبا به و أخبرته الخبر، فقال: قد صدقوك، نجده يخرج من الحرم، و مهاجره الحرم، و هو خير الأنبياء، فلا تسبق إليه، قال تميم: فتكلفت الشخوص حتى جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسلمت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر، أخبرنا محمد بن حمّاد، أخبرنا

ص: 73


1- يعني معنى: أدنى - أجدر كما في الآية 3 من سورة النساء ذٰلِكَ أَدْنىٰ أَلاّٰ تَعُولُوا .
2- كذا هنا بالياء بين الياء و الدال. و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
3- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
4- ما بين معكوفتين في الموضعين، مكانها مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
5- ما بين معكوفتين في الموضعين، مكانها مطموس بالأصل، و المثبت عن م.

عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تعالى: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتٰابِ (1)قال:

منهم عبد اللّه بن سلاّم، و سلمان الفارسي، و تميم الداري.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن سعد، أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا قرّة بن خالد، حدّثنا محمد بن سيرين قال: جمع القرآن على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت، و عثمان بن عفان، و تميم الداري.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا أحمد بن الحسين الفارسي البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا محمد بن هبة اللّه، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حمّاد عن أيوب و هشام عن محمد قال: جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعة لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب، و زيد، و أبو زيد، و اختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان و أبو الدرداء أو قالوا: عثمان و تميم الداري.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا الحسن بن علي، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب، حدّثنا الحسين بن محمد بن عبد الرّحمن، أخبرنا محمد بن سعد، أخبرنا هوذة بن خليفة، حدّثنا عوف و عن محمد قال: قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لم يجمع القرآن من أصحابه غير أربعة نفر كلهم من الأنصار و الخامس يختلف فيه، و النفر الذين جمعوه من الأنصار: زيد بن ثابت و أبو زيد و معاذ بن جبل و أبيّ بن كعب و الذي يختلف فيه تميم الداري (2).

قال: و أخبرنا محمد بن سعد نا عفان بن مسلم حدّثنا وهيب حدّثنا أيوب عن أبي قلابة عن [أبي] المهلب عن أبيّ بن كعب أنه كان يختم القرآن في ثمان ليال، و كان تميم الداري يختمه في سبع (3).

ص: 74


1- سورة الرعد، الآية:43.
2- طبقات ابن سعد 355/2.
3- طبقات ابن سعد 500/3.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو منصور المقرئ، حدّثنا أحمد بن نجدة، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا هشيم، حدّثنا خالد، عن أبي قلابة، أن أبيّ بن كعب كان يختم القرآن في كل ثمان، و أن تميم الداري كان يختم في كلّ سبع.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، حدّثنا يحيى، حدّثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عاصم بن سليمان، عن ابن سيرين: أن تميم الداري كان يقرأ القرآن في ركعة (1)،قال: و قالت امرأة عثمان حين دخلوا عليه ليقتلوه، فقالت: إن تقتلوه فقد كان يحيى الليل كله بالقرآن في ركعة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدّثنا سعدان بن نصر، حدّثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، عن تميم الداري، أنه قرأ القرآن في ركعة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأ أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد، أخبرنا عفان بن مسلم، حدّثنا وهيب، حدّثنا محمد بن أبي بكر عن أبيه قال: زارتنا عمرة فباتت عندنا فقمت من الليل فلم أرفع صوتي بالقراءة، فقالت: يا ابن أخي ما منعك أن ترفع صوتك بالقراءة ؟ فما كان يوقظنا إلاّ صوت معاذ القارئ، و تميم الداري.

قال: و حدّثني أبي عن أبيه أنه كان يرفع صوته بالقراءة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن سعيد، قال: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا الخلاّل، أخبرنا علي بن عمرو الحريري أن علي بن محمد بن كاس النّخعي، حدثهم، حدّثنا إبراهيم بن مخلد البلخي حدّثنا إبراهيم بن رستم المروزي، قال: سمعت خارجة بن مصعب يقول: ختم القرآن في الكعبة أربعة من الأئمة: عثمان بن عفان، و تميم الداري، و سعيد بن جبير، و أبو حنيفة.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ص: 75


1- سير أعلام النبلاء 445/2.

ح و أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أخبرنا أبو عاصم الفضل بن أبي منصور، قالا: أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح، أنبأنا أبو عبد اللّه بن عقيل بن الأزهر البلخي، حدّثنا الرمادي، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي الضّحى، عن مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة هذا مقام أخيك تميم الداري، صلّى ليلة حتى أصبح أو كرب أن يصبح يقرأ آية يرددها و يبكي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئٰاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ ، سَوٰاءً مَحْيٰاهُمْ وَ مَمٰاتُهُمْ سٰاءَ مٰا يَحْكُمُونَ (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا عبد اللّه بن المبارك، أخبرنا معمر عن عمرو بن مرّة عن أبي الضّحى.

ح و أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن (2)علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أخبرنا أبو محمد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: أنبأنا أبو القاسم البغوي.

ح [أخبرنا] علي بن الجعد، أخبرنا - و في حديث الفراوي: حدّثنا - شعبة عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت أبا الضّحى عن مسروق، قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الدّاري لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو كرب أن يصبح يقرأ آية من كتاب اللّه - و في حديث ابن الجعد يقرأ بآية من القرآن - يركع بها و يسجد و يبكي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئٰاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ سَوٰاءً مَحْيٰاهُمْ وَ مَمٰاتُهُمْ سٰاءَ مٰا يَحْكُمُونَ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا (3)طاهر بن محمد، قالا: أخبرنا أبو

ص: 76


1- سورة الجائية، الآية:21.
2- بالأصل «أبو الحسين» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 147/20(87).
3- بالأصل «أنبأنا» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 414/7 و 436، و اسم أبيها: طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد الشروطي المستملي المعدل و في م: بن.

نصر عبد الرّحمن بن علي بن [محمّد بن الحسين بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، أنا عبد اللّه بن] (1)محمد بن الحسن بن الشرقي، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم بن حيان العبدي، حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن أبي الضّحى، عن مسروق أن تميم الداري ردد هذه الآية أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئٰاتِ إلى قوله سٰاءَ مٰا يَحْكُمُونَ .

قال: و حدّثنا عبد اللّه، حدّثنا وكيع عن سفيان، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن أبي الضحى، عن مسروق: أن تميم الداري ردد هذه الآية حتى أصبح: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ ، وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر الحافظ ، ح و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن طاوس، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الأخضر الأنباري، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو الحسين بن صفوان، حدّثنا عبد اللّه بن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن الحسين، حدّثني يونس بن يحيى أبو نباتة الأموي عن منكدر بن محمد، عن أبيه أن تميم الداري نام ليلة لم يقم يتهجد فيها حتى أصبح، فقام سنة لم ينم فيها [عقوبة] (3) للذي صنع.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن رجل قال (4):أتيت تميم الداري فتحدّثنا حتى استأنست إليه، فقلت: كم جزءا تقرأ القرآن في ليلة ؟ فغضب و قال: لعلك من الذين يقرأ أحدهم القرآن في ليلة ثم يصبح فيقول: قد قرأت القرآن في هذه الليلة (5)؟فو الذي نفس تميم بيده لأن أصلّي ثلاث ركعات نافلة أحبّ إليّ من أن أقرأ القرآن في ليلة، ثم أصبح فأقول: قرأت القرآن الليلة، قال: فلما أغضبني قلت: و اللّه إنكم معاشر صحابة

ص: 77


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 477/10.
2- سورة المائدة، الآية:118.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر مختصر ابن منظور و الخبر في سير أعلام النبلاء 445/2.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 446/2.
5- هنا يوجد إشارة بالأصل، و على هامشه:«لعله: قال».

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - من بقي منكم - لجديرون أن تسكنوا فلا تعلّموا أو أن تعنّفوا من سألكم، فلما رآني قد غضبت لان و قال: أ لا أحدثك يا ابن أخي ؟[قلت (1):بلى] و اللّه ما جئتك إلاّ لتحدّثني، قال: أ رأيت إن كنت أنا مؤمن (2) و أنت مؤمن ضعيف فتحمل قوتي على ضعفك، فلا تستطيع فتنبت. أو رأيت إن كنت مؤمنا قويا و أنا مؤمن ضعيف أتيتك ببساطي حتى أحمل قوتك على ضعفي، فلا أستطيع فأنبت و لكن خذ من نفسك لدينك،[أو من دينك] (3) لنفسك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن إسحاق الصّغانيّ ، حدّثنا عثمان ح.

قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان، حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربي، حدّثنا عفان بن مسلم، حدّثنا حماد بن سلمة عن الجريري (4)عن أبي العلاء عن معاوية بن حرمل [قال: قدمت المدينة، فلبثت في المسجد ثلاثا لا أطعم قال: فأتيت عمر فقلت: يا أمير المؤمنين تائب من قبل أن تقدر عليه، قال: من أنت ؟ قلت: أنا معاوية بن حرمل] (5) قال: اذهب إلى خير (6) المؤمنين فانزل عليه قال: و كان تميم الداري إذا صلّى ضرب بيده عن يمينه و عن شماله فأخذ رجلين فذهب بهما، فصلّيت إلى جنبه فضرب يده و أخذ بيدي فذهب بي فأتينا بطعام، فأكلت أكلا شديدا و ما شبعت من شدة الجوع. قال: فبينا نحن ذات يوم إذ خرجت نار بالحرّة فجاء عمر إلى تميم فقال: قم إلى هذه النار، فقال: يا أمير المؤمنين و من أنا و من أنا؟ قال: فلم يزل به حتى قام معه، قال: و تبعتهما فانطلقا إلى النار، فجعل تميم يحوشها بيده حتى دخلت الشعب و دخل تميم خلفها قال: فجعل عمر يقول: ليس من رأى كمن لم ير قالها ثلاثا. لفظ حديث الصغاني.

ص: 78


1- هذه اللفظة سقطت من الأصل و على هامشه:«لعله: قلت» و لفظة «بلى» مطموسة بالأصل و استدركت عن م و انظر مختصر ابن منظور.
2- كذا، و في سير الأعلام و المختصر:«مؤمنا قويا».
3- الزيادة عن سير الأعلام.
4- عن سير الأعلام 446/2 و بالأصل «الحريري».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن مختصر ابن منظور 321/5 و سير أعلام النبلاء 446/2.
6- كذا بالأصل و سير الأعلام، و في مختصر ابن منظور: حبر.

أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمدوية، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، أنبأنيه أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا محمد بن مندويه، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب، حدّثنا محمد بن كثير، أخبرنا همّام عن (1) قتادة عن أنس أن تميم الداري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اشترى بردا بألف درهم و كان يصلّي بأصحابه فيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمد، قالا:

أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه (2)،حدّثنا هدبة، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت: أن تميم الداري اشترى حلة بألف درهم فكان يلبسها في الليلة التي يرجى أنها ليلة القدر (3).

أخبرنا أبو الكرم المبارك بن عمر بن محمد بن عبد اللّه بن صبوة، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:[أنا] أبو محمد الصّريفيني.

أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، أخبرنا علي بن الجعد، حدّثنا همّام، عن قتادة، عن محمد بن سيرين: أن تميم الداري اشترى رداء بألف درهم يخرج فيه إلى الصلاة.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أخبرنا رشأ بن نظيف [أنا الحسن] (4) بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا إبراهيم الحربي حدّثنا خلف بن هشام حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين أن تميم الداري اشترى حلة بألف، فكان يقوم فيها بالليل إلى الصلاة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عبيد حدّثنا اسماعيل بن الفضل البلخي حدّثنا محمد بن مصفّى حدّثنا بقية حدّثنا الزبيدي.

ح و أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدّثنا أبو محمد الكتاني (5)،أنبأنا أبو محمد بن

ص: 79


1- بالأصل «بن».
2- في المطبوعة 479/10 عبد العزيز.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 447/2.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و الصواب عن م، انظر ترجمة رشأ بن نظيف في كتاب معرفة القراء الكبار للذهبي.
5- بالأصل «الكناني» تحريف.

أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون بن راشد حدّثنا أبو زرعة حدّثنا حيوة حدّثنا بقية عن الزبيدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدّثنا عبد اللّه بن أحمد حدّثني أبي حدّثني يزيد بن عبد ربه.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سهل محمّد بن الفضل بن محمّد الأبيوردي.

ح و أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الأزهري أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن حبيب حدّثنا أحمد بن محمد - بن عبد ربه-[أخبرنا] (1) أحمد بن حنبل حدّثنا به عنه فلقيته فسمعته يقول: حدّثنا بقية بن الوليد حدّثني الزبيدي عن الزهري عن السائب بن يزيد [قال] أنه لم يكن يقص على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا على عهد أبي بكر، و كان أول من قصّ تميم الداري، استأذن عمرا أن يقصّ على الناس قائما، فأذن له عمر.

و أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه و حدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني عنه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا سليمان بن أحمد حدّثنا موسى بن هارون حدّثنا إسحاق بن راهويه أخبرنا بقية بن الوليد ح.

قال: و حدّثنا إبراهيم بن [محمّد بن عرق الحمصي، نا] (2) محمّد بن مصفّى حدّثنا بقية عن الزبيدي عن الزهري عن السائب بن يزيد قال: لم يكن يقصّ على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا أبي بكر و لا عمر. كان أول من قصّ تميم الداري، استأذن عمر فأذن له فقصّ قائما.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أخبرنا أبو سعيد محمد بن حمدون، أخبرنا أبو حامد الشرقي، حدّثنا محمد بن يحيى الذّهلي، حدّثنا إبراهيم بن حمزة، حدّثنا عبد اللّه بن نافع، عن أسامة، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرّحمن أن تميم الداري استأذن عمر في القصص سنين، فأبى أن يأذن له، فاستأذنه في يوم واحد، فلما أكثر عليه قال له: ما تقول ؟ قال: أقرأ عليهم القرآن و آمرهم بالخير، و أنهاهم عن الشر، قال

ص: 80


1- بياض بالأصل و م و المستدرك عن المطبوعة 480/10.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م.

عمر: ذلك الذبح (1)،ثم قال: عظ قبل أن أخرج في الجمعة فكان يفعل ذلك يوما واحدا في الجمعة، فلما كان عثمان استزاده، فزاده يوما آخر (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا عبد الرّحمن أبو مسلم، حدّثنا معن أخبرنا مالك عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن تميم الداري: أنه استأذن عمر في القصص فأذن له ثم مر عليه بعد فضربه بالدرّة ثم قال له: بكرة و عشية.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد، أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد المعروف بابن الرومي، أخبرنا أبو العباس السراج، حدّثنا قتيبة، حدّثنا ابن لهيعة عن بكير: أن تميم الداري استأذن عمر بن الخطاب في القصص فقال له عمر: أ تدري ما تريد إنك تريد الذبح ؟ ما يؤمنك أن ترفعك نفسك حتى تبلغ السماء، ثم يضعك اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا [أنبأنا] أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع: أن تميم الداري استأذن عمر بن الخطاب في القصص، فقال له علي: مثل الذبح، قال: فإني أرجو العافية، فأذن له عمر فجلس إليه عمر يوما.

فقال تميم: اتقوا زلّة العالم، فكره عمر أن يسأله عنه فيقطع بالقوم، و حضر منه قيام، فقال لابن عباس: إذا فرغ فاسأله: ما زلّة العالم ؟ ثم قال عمر فجلس ابن عباس فغفل غفلة، ففرغ تميم و قام يصلّي، و كان يطيل الصلاة، فقال ابن عباس: لو رجعت فقلت: ثم أتيته فرجع، و طال [على عمر] (3) فأتى ابن العباس فسأله فقال: ما صنعت ؟ فاعتذر إليه، فقال: انطلق، فأخذ بيده حتى أتى تميم الداري، فقال له: ما زلة عالم ؟[قال: العالم] (4) يزل بالناس فيؤخذ به، فعسى أن يتوب منه العالم، و الناس يأخذون به.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا أبي، حدّثنا حمّاد بن أسامة، أخبرنا هشام عن أبيه

ص: 81


1- عن مختصر ابن منظور 322/5 و بالأصل و سير الأعلام: الربح.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 447/2.
3- زيادة عن م، و انظر مختصر ابن منظور 322/5.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 447/2.

قال: خرج عمر على الناس يضربهم على السجدتين (1)[بعد] العصر حتى مر بتميم الداري فقال لا أدعهما، صليتهما مع من هو خير منك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال عمر: إن الناس لو كانوا كهيئتك لم أبال.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أخبرنا أبو عبد اللّه في التاريخ، أنبأنا أبو علي محمد بن علي بن محمد المذكر، حدّثنا أبو نصر فتح بن نوح الشاهنبري، حدّثنا يحيى بن نصر بن حاجب النّرسي عن عبد اللّه بن شبرمة عن نافع عن ابن عمر: أن تميم الداري سأل عمر بن الخطاب عن ركوب البحر، و كان عظيم التجارة في البحر فأمره بتقصير الصلاة. قال يقول اللّه عز و جل هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ (2).

أخبرنا أبو علي الحداد و أبو سعد المطرّز، قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الحضرمي، حدّثنا أبو كريب، حدّثنا معاوية بن هشام، عن خالد بن الياس، عن سعيد بن المقبري، عن أبي هريرة قال: أول من أسرج في المسجد تميم الداري.

أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الفقيه - بالري - أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم القزويني، حدّثنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، حدّثنا علي بن إبراهيم بن سلمة القطّان، حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن يزيد بن ماجة، حدّثنا أحمد بن سنان، حدّثنا أبو معاوية، عن خالد بن إياس عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب عن أبي سعيد الخدري قال: أول من أسرج في المساجد تميم الداري (3).

1004 - تميم بن بشر الأنصاري

كان من أصحاب معاوية و وجهه رسولا إلى القسطنطينية، له ذكر و لا أعلم له رواية.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم

ص: 82


1- بالأصل «المسجد بين» و المثبت و الزيادة عن المطبوعة 481/10 و انظر مختصر ابن منظور 322/5.
2- سورة يونس، الآية:22.
3- أخرجه ابن ماجة في المساجد(760) و الذهبي في سير أعلام النبلاء 448/2.

الحسيني، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي البغدادي، حدّثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، حدّثني علي بن سعيد، حدّثنا أبو السائب سليم بن جنادة، حدّثنا أحمد بن سهم عن هشام بن عروة قال: أسلم جبلة بن الأيهم [بن] جفنة الغسّاني، و كان آخر ملوكهم إسلاما. و نزل المدينة (1)،فذكر تنصّره و لحوقه بأرض الروم. قال: فلما غلب معاوية على الملك بعث رجلا من الأنصار يقال له تميم بن بشر (2)إلى قيصر، فلما دخل عليه سأله عن معاوية، و عن العرب، و عن الشام. فأخبره. ثم قال:

هل لك إلى رجل من العرب تلقاه من أهل بيت ملك و شرف ؟ قال: نعم فأرسل معي إليه فدخلت عليه في كنيسة يذكر قصته. قال تميم: ثم سألني عن حسّان، فقال: ما فعل ابن الفريعة ؟ قلت: صالح و قد ذهب بصره، قال: فإني باعث معك إليه بكسوة وصلة مرتفعة (3)،فإن ذلك رجلا كان لنا مدّاحا، فبعث إليه معي أربعمائة دينار هرقليّة، و سبعة أثواب بذيون (4)،ثم قال: قل لمعاوية إن أنكحتني ابنتك، أو عقدت لي الخلافة من بعدك، جئت فدخلت في دينك. قال: فقدمت المدينة، فلقيت حسان بن ثابت بقباء فسلّمت عليه، فقام من هذا؟ فقلت تميم بن بشر (5).قال: كيف أنت يا ابن أخي أين كنت ؟ قلت:

بالشام، ثم إلى أرض الروم بعثني معاوية إلى قيصر. قال: هل لك علم بصديق لي هناك ؟ قلت: من هو؟ قال: جبلة بن الأيهم. قلت: نعم، و هو يقرئك السلام. قال: فقال حسان: ما أهدى إليّ معك ؟ و قد كان جبلة جعل له، لا يلقى جبلة أحدا يعرف حسانا إلاّ بعث إليه معه صلة، فمن هناك قال حسان: هات ما أهدي إليّ معك. قال: و أخبرت معاوية، قلت: رجل قال كذا و كذا. قال: ذاك جبلة بن الأيهم، و ما عليّ أن أخرجه مما (6)هو فيه بما طلب مني. قال: فبعثني إليه، فلما انتهيت إلى باب القسطنطينية إذا بجنازة معها القسيسون، قلت: من هذا؟ قال: هذا جبلة مات، فرجعت إلى معاوية، فأخبرته الخبر.

ص: 83


1- بعدها في المطبوعة 482/10 و المختصر 323/5: في خلافة عمر.
2- بالأصل و م: بشير.
3- في المطبوعة: مرتفقة.
4- رسمها بالأصل بالذال المعجمة، و في المختصر و المطبوعة: بزيون، بالزاي و في م: برمون.
5- بالأصل و م: بشير.
6- عن المختصر، و بالأصل «بما».

1005 - تميم بن الحارث بن قيس بن عديّ

ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي (1)

صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و هاجر إلى أرض الحبشة و استشهد بأجنادين و هي في قول سيف بعد وقعة اليرموك.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن عتاب، أخبرنا القاسم بن عبد اللّه، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني سهم بن عمرو بن هصيص: تميم بن الحارث بن قيس و أخ له من أمه يقال له سعيد بن عمرو قتلا بأجنادين.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه و جماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (2)،أنبأنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمد بن عمر بن خالد الحرّاني، حدّثني أبي، حدّثنا ابن لهيعة.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن حمزة، حدّثنا محمد بن عمرو (3) بن خالد، حدّثنا أبي عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من استشهد - و في حديث يوسف: من قتل - يوم أجنادين: تميم بن الحارث بن قيس القرشي السّهمي قتل يوم أجنادين، قاله الزهري و غيره.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمد بن الحسين، أخبرنا محمد [بن عبد اللّه بن عتاب، نا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة.

ح و أخبرنا أبو محمد] (4) السلمي، حدّثنا أبو بكر الخطيب ح.

ص: 84


1- الاستيعاب 183/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 257/1 الإصابة 184/1.
2- بالأصل:«أخبرنا بكر بن زيد» و الصواب ما أثبت، و في المطبوعة:«ريده» بالدال المهملة تحريف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 595/17 و في م: ربده.
3- كذا بالأصل و م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م فاختل السند، و الزيادة المستدركة بين معكوفتين عن المطبوعة 484/10.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا حنبل بن إسحاق، قالا:

حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة - زاد يعقوب:

و ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة: قالا: و قتل يوم أجنادين من بني سهم: تميم بن الحارث بن قيس.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها و ابنه أبو الحسن علي قالا:

أخبرنا أبو الفضل بن الفرات، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أخبرنا أحمد أبو عبد الملك، حدّثنا محمد بن عائذ، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة: و قتل من المسلمين يوم أجنادين تميم بن الحارث بن قيس.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكار قال: فولد الحارث بن قيس: تميم بن الحارث قتل يوم أجنادين شهيدا، و أمه ابنة حرثان بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي إسحاق الرّملي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أبو الحسن (1) أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (2)،قال في الطبقة الثانية: تميم و يقال نمير بن الحارث بن قيس (3) و كان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية.

أنبأنا محمد بن عمر: حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد اللّه [بن أبي فروة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي عبد اللّه] (4) الأودي. قال محمد بن عمر: و حدّثني نجيح أبو معشر عن محمد بن قيس.

ص: 85


1- بالأصل و م «الحسين» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، و المطبوعة 484/10.
2- طبقات ابن سعد 196/4.
3- يبدو أن ثمة سقط في الكلام، و عبارة ابن سعد مثبتة في المطبوعة 485/10، و تمام عبارة طبقات ابن سعد:«بن سهم، و أمه ابنة حرثان بن حبيب بن سوادة بن عامر بن صعصعة. و قال محمد بن إسحاق وحده: هو بشر بن الحارث بن قيس،». و هذا النقص في م أيضا.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

قال محمد بن عمر: و حدّثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قالوا: كان أول وقعة بين المسلمين و الروم أجنادين و كانت في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصّدّيق و كان على الناس يومئذ عمرو بن العاص.

قال الصوري: هكذا في الأصل سواءة بفتح السين، و المشهور بالضم.

1006 - تميم بن سحيم المصري

1006 - تميم بن سحيم (1) المصري

أدرك خلافة معاوية، و وفد على عمر بن عبد العزيز. و حكى عنه.

[روى] عنه:] (2) سعيد بن أبي أيوب، و غزا مع مالك بن عبد اللّه الخثعمي.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس، حدّثنا أبي عن جدي، حدّثنا ابن وهب، حدّثني سعيد بن أبي أيوب أن [تميم] بن سحيم شيخ من أهل مصر حدثه قال: غزوت مع مالك بن عبد اللّه الخثعمي و عقد له على الصائفة مقتل عبد اللّه بن الزبير.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ [له-] (3) قالوا:

أخبرنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن-[قالا: حدّثنا أحمد بن عبدان حدّثنا] (4) محمد بن سهل، حدّثنا أبو عبد اللّه البخاري قال (5):تميم بن سحيم و كان أتى عمر بن عبد العزيز وافدا (6)،عن عمر بن عبد العزيز سمع منه سعيد بن أبي أيوب. و كذا حكى ابن أبي حاتم عن أبيه (7).

ص: 86


1- بالأصل شحيم بالشين المعجمة، و المثبت بالسين المهملة عن الجرح و التعديل 444/1/1 و التاريخ الكبير للبخاري 155/2/1 و قد صححناها أينما وردت و في م أيضا: شحيم.
2- زيادة عن م و انظر البخاري، و انظر المطبوعة 485/10.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و المستدرك بين معكوفتين في الموضعين عن م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و المستدرك بين معكوفتين في الموضعين عن م.
5- التاريخ الكبير 155/2/1.
6- بالأصل «وافد عمر» و المثبت:«وافدا» عن البخاري.
7- راجع الجرح و التعديل 444/1/1 و بالأصل: حكى عن أبي حاتم.

1007 - تميم بن سعد الأسدي

صديق الغازي بن ربيعة بن عمرو الجرشي، كان عاقلا لبيبا جلدا، أرسله الوليد بن عبد الملك إلى سليمان أخيه بكتاب يرغب إليه فيه أن يكون ولي العهد بعد سليمان عبد العزيز بن الوليد فلم يجب سليمان إلى ذلك، و رجع إلى الوليد فأخبره بامتناعه له، ذكر في كتاب أبي محمد عبد اللّه بن سعد القطربلي، و قرأت ذلك بخطه.

1008 - تميم بن عبد اللّه

أبو الفتح السوسي

حدّث عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ .

كتب عنه أبو الحسن (1) نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب العطّار الشاهد.

1009 - تميم بن عطية العنسي

1009 - تميم بن عطية العنسي (2)

من أهل داريّا.

روى عن عمير بن هانئ، و عبد اللّه بن قيس الهمداني، و مكحول، و محمد بن أبي سفيان الثقفي.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و يحيى بن حمزة، و إسماعيل بن عيّاش، و محمد [بن] أبان، و صالح الكوفي، و الهيثم بن حميد.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد قالا: أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم ح.

و أخبرنا أبو البركات، أخبرنا طراد بن محمد، أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين، أخبرنا حامد بن محمد بن عبد اللّه قالا: أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو عبيد، حدّثني هشام بن عمّار عن يحيى بن حمزة، حدّثني تميم بن عطية، حدّثني عبد اللّه بن

ص: 87


1- بالأصل و م:«أبو الحسين».
2- تهذيب التهذيب 324/1 و ميزان الاعتدال 360/1 و تاريخ داريا ص 95 و العنسي نسبة إلى حي من مذحج يدعى عنس.

أبي قيس: أن عمر صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّا أجرينا عليكم أعطياتكم و أرزاقكم في كل شهر، و في يده المدي و القسط ، قال: ثم حركهما قال: فمن انتقصهم فعل اللّه به كذا و كذا قال: فدعا عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أخبرنا محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، أخبرنا عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، أخبرنا عبد الوهاب الكلاّبي، أخبرنا أبو الجهم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا ابن عيّاش، حدّثنا تميم بن عطيّة العنسي عن مكحول أنه قال في الطلاق أفرق بالشكّ و أجمع باليقين.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا [أبو] أحمد الغندجاني (1)-زاد أحمد: و محمد بن الحسين قالا-: أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (2):قال لي أحمد بن سليمان حدّثنا الوليد بن مسلم: حدّثني تميم بن عطية قال: سمعت مكحولا يقول: اختلفت إلى شريح ستة أشهر لم أسأله عن شيء أكتفي بما أسمعه يقضي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا تمام بن محمد، أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول:

تميم بن عطيّة العنسي [و أعاد ذكره في ذكر] (3) نفر ثقات أيضا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتاب، أخبرنا أحمد بن عمير (4) إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن محمود بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: تميم بن عطية العبسي (5).

ص: 88


1- مطموسة بالأصل و رسمها مضطرب في م و الصواب ما أثبت، و الزيادة قياسا إلى سند مماثل.
2- التاريخ الكبير 155/2/1.
3- بالأصل «و اعتاد في ذكر» و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة 487/10.
4- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 15/15 أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا.
5- كذا «العبسي» بالباء، و تقدم «العنسي».

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنبأنا عبد الرّحمن بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد قالا:

أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):سألت أبي عن تميم بن عطية فقال: محله الصدق، و ما أنكرت من حديثه إلاّ شيئا، روى إسماعيل بن عياش عنه عن مكحول قال: جالست شريحا (2) كذا شهرا، و ما أرى مكحولا رأى شريحا [بعينه] (3) قط .

أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا علي بن محمد بن طوق الطّبراني، أخبرنا عبد الجبار الخولاني قال (4):تميم بن عطية العنسي من أهل داريّا.

قال أبو زرعة: تميم بن عطية من الثقات.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):و أما العنسي - بالنون - فجماعة منهم تميم بن طرفة (6) العنسي، يروي عن مكحول روى عنه الوليد بن مسلم. هذا وهم إنما هو تميم بن عطية، و أما تميم بن طرفة فهو تابعي من أهل الكوفة طائي يروي عن عدي بن حاتم، و جابر بن سمرة روى عنه سماك.

1010 - تميم بن محمد بن طمغاج

أبو عبد الرّحمن الطوسي (7)

رحل، و سمع بحمص: سليمان بن سلمة الخبائري (8)،و بمصر محمد بن رمح، و عيسى بن حمّاد و حرملة بن يحيى، و أبا الطاهر بن السرح، و الحارث بن مسكين، و أبا الربيع سليمان بن داود الرشديني، و بالجبال و بخراسان: إسحاق بن راهويه، و محمد بن رافع، و علي بن حجر، و الحسن بن عيسى الماسرجسي، و عبد اللّه بن الجرّاح

ص: 89


1- الجرح و التعديل 443/1/1.
2- بالأصل «شيخا» و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- الزيادة عن الجرح و التعديل.
4- تاريخ داريا ص 95-96.
5- الاكمال لابن ماكولا 453/6.
6- كذا و في الاكمال:«عطية» و بهامشه: بالأصل: بن طرفة، و بهامشه: صوابه: بن عطية.
7- سير أعلام النبلاء 496/13 تذكرة الحفاظ 675/2.
8- بالأصل:«الجنابزي» و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام، و الخبائري هذه النسبة إلى الخبائر، و هو بطن من ذي الكلاع.

القهستاني، و بالعراق: عبد الرّحمن بن واقد الواقدي، و إبراهيم بن الحجاج الشامي، و بالحجاز: إبراهيم بن محمد الشافعي المكي، و غيرهم.

روى عنه: أبو النّصر محمد بن يوسف الفقيه، و علي بن حمشاذ المعدّل، و أبو الحسن محمد بن أحمد بن زهير الطوسي، و أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر - صاحب الخلافيات (1)-و أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن يوسف بن الأخرم، و أبو الطّيّب محمد بن عبد اللّه بن المبارك الشعيري الخيّاط ، و أبو بكر بن الحسن بن سفيان النسوي، و أبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان.

و اجتاز بدمشق أو بساحلها في رحلته.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد بن علي بن المجلي (2)،أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبي العباس محمد بن أحمد بن حمدان حدثكم تميم بن محمد، حدّثنا أبو كامل، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا أبو عمران الحولي عن أنس بن مالك قال: وقّت لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في قصّ الشارب و حلق العانة، و تقليم الأظفار، و نتف الإبط أن لا يترك أكثر من أربعين ليلة[2715].

أخبرنا عاليا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، أنبأنا أبو يعلى بن الفراء و أبو الحسين بن النّقّور ح، و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمد بن أحمد بن بويه، و أبو الربيع سليمان بن عبد اللّه الفرغاني قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور قالا: أنبأنا عيسى بن علي، أخبرنا أبو القاسم البغوي حدّثنا أبو محمد نعيم بن الهيضم الهروي، حدّثنا جعفر بن سليمان فذكر بإسناده مثله إلاّ أنه قال: وقّت لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال: أن لا نتركه أكثر من أربعين ليلة.

أخبرني أبو القاسم هبة بن عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم النيسابوري، حدّثني أبو عمرو بن أبي جعفر، حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثني أبي [أبو] بكر، حدّثنا تميم بن محمد الطوسي، حدّثنا سليمان بن سلمة الحمصي، حدّثنا عبد السلام بن عبد القدوس، حدّثنا هشام بن عروة

ص: 90


1- بالأصل «الخلافات» و المثبت عن تذكرة الحفاظ 675/2.
2- بالأصل و المطبوعة:«المحلى» و الصواب ما أثبت بالجيم.

عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أربع لا يشبعن (1) من أربع: عين من نظر، و أرض من مطر، و أنثى من ذكر، و عالم من علم»[2716].

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

تميم بن محمد بن طمغاج أبو عبد الرّحمن الطوسي، محدّث، ثقة، كثير الحديث و الرحلة و التصنيف. سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، و محمد بن رافع، و علي بن حجر و الحسن بن عيسى و غيرهم،[و] بالعراق: أحمد بن حنبل، و هدبة بن خالد، و سيّار (2) بن روح، و إبراهيم بن الحجّاج الشامي و غيرهم، و بمصر: حرملة بن يحيى، و أبا الطاهر، و الحارث بن مسكين، و أبا الربيع بن رشدين، و محمد بن الرمح، و عيسى بن حمّاد و غيرهم. جمع المسند (3) الكبير على الرجال، رأيته من أوله إلى آخره عند جماعة من مشايخنا منهم أبو النّضر الفقيه، و علي بن حمشاد.

روى عنه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن زهير، و أبو بكر بن المنذر، و حدّث الحسن بن سفيان في المسند عن ابنه أبي بكر عنه.

1011 - تميم بن مرداس الغنوي

مولى أنيس بن أبي مرثد من أهل حمص، قيل: إنه دخل دمشق، و حدّث عن أبي أمامة الباهلي.

روى عنه: شيخ للوليد بن مسلم لم يسمه.

ذكر أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، أخبرنا أحمد بن عمير، حدثنا أبو عامر موسى بن عامر، حدّثنا الوليد قال: و أخبرني من سمع شيخا من أهل حمص يقال له: تميم بن مرداس مولى أنيس بن أبي مرثد الغنوي قال: جيء برءوس ناس [من] الحرورية فنصبت على باب حمص أو دمشق - الذي يحدّثني يشك - قال: فرآها أبو أمامة فبكى فقيل له: ما يبكيك ؟ فقال: رحمة لهؤلاء الأشقياء، ثم قال: شرّ قبلي تحت ظل السماء، كلاب النار لهم مخبثة من أصابها أضلّوه، و من أخطأها قتلوه. من قتلوه دخل الجنة و من قتلهم [فاز] (4) قال تميم بن مرداس أنا سمعته من أبي أمامة.

ص: 91


1- في تذكرة الحفاظ : لا تستغني.
2- في المطبوعة: و شيبان بن فروخ.
3- عن تذكرة الحفاظ و سير الأعلام، و بالأصل «المستند».
4- زيادة عن م.

1012 - تميم بن نصر بن تميم بن منصور بن حيّة

أبو سعد التميمي السعدي

حدّث عن عبد الدائم بن الحسن الهلالي.

روى عنه: عمر الدّهستاني، و طاهر الخشوعي.

أخبرنا أبو حفص (1) عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي (2) حدّثنا عمر بن أبي الحسن الدّهستاني الحافظ ، أنبأنا تميم بن نصر بن تميم بن منصور بن حيّة التميمي أبو سعد السندي - بدمشق - أنبأنا أبو الحسن بن أبي القاسم البردي (3)،أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي: أن طاهر بن محمد بن الحكم التميمي الإمام حدّثهم:

حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن، عن حفص بن سليمان و كثير ابن زاذان، عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال:«قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: من قرأ القرآن فحفظه و استظهره أدخله اللّه الجنة، و شفّعه في عشرة، كلهم قد وجبت له النار»[2717].

أنبأناه أبو محمد السّمرقندي [أنا تميم بن نصر، فذكره الحديث.

و قال: الدمشقي بدل البزري، هذا مما لم يسمعه عبد الدائم من الكلابي] (4) و إنما رواه بالإجازة عنه، و لم يوجد له إجازة منه، إنما رجع في ذلك إلى قوله ما أخبرنا به أبو محمد بن الأكفاني، و في الإسناد وهم، و هو قوله حفص بن سليمان و كثير إنما يرويه حفص عن كثير.

و قد وقع لي على الصواب أعلى من هذا بثلاث درجات.

أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال: قرئ على أبي الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - و أنا حاضر - حدّثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق - إملاء - حدّثنا أبو [علي] الحسن (5) بن الطيب بن حمزة البلخي سنة سبع و ثلاثمائة.

ص: 92


1- رسمها غير واضح بالأصل و في م: حيص، و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 418/7.
2- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ما سبق، و هذه النسبة إلى فرغول قرية من قرى دهستان.
3- المطبوعة: البزري.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 490/10.
5- بالأصل «الحسين» و الصواب ما أثبت، و كنيته «أبو علي» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 260/14.

[حدّثنا] علي بن حجر السعدي، حدّثنا حفص بن سليمان، عن كثير بن زاذان عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قرأ القرآن و حفظه و استظهره و أحلّ حلاله و حرّم حرامه أدخله اللّه الجنة، و شفّعه في عشرة من أهل بيته كلّهم قد استوجب له النار»[2718].

1013 - تميم بن ورقاء الخثعمي

عريف خثعم في عهد عمر، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان البشير الذي أبرده معاوية إلى عمر بفتح قيسارية و شهد فتوح الشام.

أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو عبد اللّه، أخبرنا محمد بن عوف، أنبأنا محمد بن موسى بن السمسار، أخبرنا محمد بن خريم قال: قال لنا هشام بن عمّار: قال يزيد بن سمرة: و بعثوا بفتحها - يعني قيسارية - إلى عمر تميم بن ورقاء عريف خثعم فقام عمر على المنارة (1) فنادى: إنّ قيسارية فتحت قسرا (2).

ص: 93


1- كذا، و بهامش المطبوعة 491/10 «و صوابها على المنبر، و لم تكن المنارة وجدت زمن عمر في المساجد».
2- انظر الإصابة 188/1.

ذكر من اسمه توبة

اشارة

ذكر من اسمه توبة (1)

1014 - توبة بن أبي أسد و اسم أبي أسد كيسان

أبو المودّع العنبري البصري، مولى بني العنبر (2)

روى عن أنس بن مالك، و أبي بردة بن أبي موسى، و عطاء بن يسار، و مورّق العجلي، و نافع، و عامر الشعبي، و عكرمة بن خالد، و عمر بن عبد العزيز قوله، و محمد بن إبراهيم التيمي، و أبي السوار العدوي.

روى عنه: أبو بشر جعفر بن إياس، و الثوري، و شعبة، و حمّاد بن سلمة، و أبو الأشهب جعفر بن حيّان العطاردي.

و وفد على سليمان بن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز، و هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر المقرئ أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أخبرنا أبو العباس الدّغولي، حدثنا محمد بن مشكان، حدثنا أبو داود، أخبرنا شعبة، أخبرني توبة العنبري ح قال: و أخبرنا أبو العباس الدّغولي، حدثنا أبو قلابة، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة عن توبة العنبري قال: سمعت الشعبي يقول: أ رأيت فلانا حين يروى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، لقد جالست ابن عمر سنتين و نصفا فما سمعته يروي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم شيئا، إلاّ أنه ذكر أنهم كانوا في سفر فأصابوا ضبّا، فجعلوا يأكلونها فقالت امرأة من أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم: إنها ضبّ ،

ص: 94


1- قبله في المطبوعة ترجمة: توبة بن عمران الأسدي من ساكني السقي موضع بظاهر دمشق له ذكر في كتاب أبي الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و قد سقطت من الأصل و م.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 325/1 الوافي بالوفيات 440/10 ميزان الاعتدال 361/1.

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كلوا فإنه حلال و إنه لا بأس به [و لكنه ليس] من طعام قومي»[2719] أخبرناه عاليا أبو علي الحداد - إجازة - ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا يوسف بن الحسن قالا: أنبأنا أبو نعيم، حدثنا عبد اللّه بن [جعفر بن] (1) أحمد بن فارس، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، أخبرنا شعبة، عن توبة العنبري قال: قال الشعبي [أ رأيت] (2) الحسن حيث يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و اللّه لقد جالست ابن عمر بالمدينة كذا و كذا ما سمعته يحدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ حديثا واحدا فإنه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ناس من أصحابه فأتوا بلحم، فقالت امرأة من أزواجه: امسكوا، فإنه ضبّ ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلوا فإنه حلال،- أو قال: كلوا فإنه لا بأس به»[2720] قال: و حدثنا أبو داود حدثنا شعبة، عن توبة العنبري، عن مورّق العجلي قال: قال رجل لابن عمر: أخبرني عن صلاة الضحى أ تصليها؟ قال: لا، قال: صلاّها عمر؟ قال:

لا، قال: أ فصلاّها أبو بكر؟ قال: لا، قال: فصلاها النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: لا إخال.

و أعلى ما وقع إليّ من حديثه ما أخبرناه أبو بكر بن المزرفي (3)،أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون، أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا أبو نصر التّمّار حدثنا أبو الأشهب، حدثنا توبة العنبري قال: كان ابن عمر ينزل برجل يقال له حمران، و كان ينفق نفقات عظاما، فقال له ابن عمر: يا حمران من مالك تنفق هذا أم من أمانتك ؟ قال: لا بل من مالي، قال: فاحفظ عني ثلاثا لا تدعهنّ لا تموتن و عليك دين لا تدع من يكافئك به، و لا تنتفينّ من ولدك لتفضحه فيفضحك اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة، و ركعتين قبل الصبح لا تدعهما فإن فيهما الرغائب.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب (4)،حدثنا أبو قلابة، حدثنا معاذ بن أسد.

أخبرنا عبد اللّه بن المبارك، حدثني أبو الأشهب، حدثني توبة العنبري قال:

ص: 95


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدراكه عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 553/15.
2- سقطت من الأصل و م و المطبوعة، و استدركت عن الرواية السابقة.
3- في المطبوعة 493/10 «المرزفي» و في الأصل «المرزقي» و كلاهما تحريف.
4- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 523/15 و خنب ضبطت عن التبصير 268/1.

وفّدني (1) صالح بن عبد الرّحمن إلى سليمان بن عبد الملك فخرجت (2) من عند سليمان، فدخلت على عمر بن عبد العزيز فقلت له: لك إلى صالح حاجة ؟ قال: قل له عليك بالذي يبقى لك عند اللّه عزّ و جلّ . قال: ما بقي عند اللّه لم يبق [بقي لك عند الناس، و ما لم يبق لك عند اللّه] (3) عند الناس (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا علي بن أيوب البزّار (5)،أخبرنا محمد بن عمر بن محمد، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد قال: قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، حدثني إبراهيم بن محمد - يعني ابن عرعرة - حدثنا حباب بن عبد الأكبر، حدثنا توبة بن أبي أسد العنبري قال:

بعثني صالح بن عبد الرّحمن إلى عمر بن عبد العزيز، فرأيت على بنت له تبّان.

و قال لي إبراهيم بن محمد بن عرعرة: توبة العنبري ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أخبرنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أخبرنا أبو حفص الأهوازي، حدثنا خليفة بن خياط في البصريين قال: توبة بن أبي أسد: كيسان مولى بلعنبر هو جد عباسويه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، أخبرنا أبو الحسن الحمّامي، أخبرنا إبراهيم بن أحمد، أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب القومسي يقول: توبة العنبري بن كيسان، و هو توبة ابن أبي الأسد سمعته من علي.

ص: 96


1- بالأصل «وفد» و لعل الصواب ما أثبت باعتبار ما يأتي، و في مختصر ابن منظور 325/5 أرسلني.
2- رسمها بالأصل و م «في خب» كذا، و لا معنى لها، و المثبت عن المطبوعة 493/10.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- خبر ناقص بالأصل و م، و هو مثبت في المطبوعة 493/10-494 و للأمانة ننقله هنا و نصه: أخبرناه عاليا أبو غالب بن البناء أنبأ أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن أنا عبد اللّه بن المبارك أنا جعفر بن حيان. حدثني توبة العنبري قال: أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك فقدمت عليه فقلت لعمر بن عبد العزيز: هل لك حاجة إلى صالح ؟ فقال: قل له عليك بالذي يبقى لك عند اللّه عز و جل، فإن ما بقي عند اللّه بقي عند الناس، و ما لم يبق عند اللّه لم يبق عند الناس.
5- في المطبوعة: علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزاز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال: قال علي بن المديني: توبة العنبري بن كيسان أبو المورّع و هو ابن أبي أسد قال: يعقوب: و توبة العنبري مولى لهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهرى.

ح و حدثنا عمر - رحمه اللّه - أخبرنا أبو طالب بن يوسف، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم، حدثنا محمد بن سعد (1)،أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن المورّع بن توبة العنبري قال: هو توبة بن كيسان بن أبي الأسد و أصله من أهل سجستان، و مولد توبة اليمامة و منشؤه بها ثم تحول إلى البصرة، و هو مولى أيوب بن أزهر العدويّ من بني عديّ بن جندب (2) من بني العنبر بن عمرو بن تميم، و أم توبة طيبة (3) بنت يزيد بن عقيل بن ضبّة من بني نمير بن عامر من أنفسهم، و كان توبة قد وفد إلى سليمان بن عبد الملك فسأله عن حاجته فأثبت له عيلين في العطاء، و أذن له أن يتّخذ حمّاما بالبصرة و يحتفر بئرا بالبادية فأجابه إلى ذلك، و كان لا يفعل ذلك أحد (4) إلاّ بإذن الخليفة، فاتّخذ حمّاما إلى جانب منزله في بني العنبر الرابية و حفر بئرا بالبادية بالخرنق (5)،و بين الخرنق (6) و البصرة ثلاث مراحل، ثم وفد توبة أيضا إلى عمر بن عبد العزيز و هو خليفة.

قال إسحاق بن المورّع: فحدثني خباب بن عبد الأكبر العنبري [عن توبة العنبري] (7) أنه لما وفد إلى عمر بن عبد العزيز رأى بناته حوله يلعبن و عليهن التّبابين (8).

قال إسحاق بن إبراهيم: وفد توبة إلى هشام بن عبد الملك فوجهه إلى خراسان

ص: 97


1- طبقات ابن سعد 240/7.
2- عن ابن سعد و بالأصل «جناب».
3- في ابن سعد: ظبية.
4- بالأصل «أحدا» و المثبت عن ابن سعد.
5- بالأصل:«الحريق» في الموضعين، و المثبت عن ابن سعد، و انظر معجم البلدان.
6- بالأصل:«الحريق» في الموضعين، و المثبت عن ابن سعد، و انظر معجم البلدان.
7- الزيادة عن المطبوعة 495/10. و قد سقطت من الأصل و م.
8- التبابين جمع تبان كرمان، سراويل صغير يستر العورة المغلظة (القاموس).

ضاغطا (1) عن أسد بن عبد اللّه ثم صرفه إلى العراق فولاه يوسف بن عمر سابور، ثم ولاّه الأهواز، فعزل يوسف و هو واليه على الأهواز قال: و جهد قوم من بني العنبر بتوبة أن يدّعي فيهم فأبى، و جهد به أخواله بنو نمير أن يدّعي فيهم فأبى، و كان صاحب بداوة فمات بضبع (2)-و ضبع من البصرة على يومين - فدفن هناك. و كان يوم توفي ابن أربع و سبعين سنة.

قال ابن سعد: في الطبقة الثالثة من أهل البصرة توبة العنبري و يكنى أبا المورّع.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه إلينا ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون: و أبو الحسين بن الطيوري، و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا:

أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن موسى - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن قالا:

- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (3):

توبة بن كيسان أبو المورّع العنبري، كناه علي، سمع الشعبي و عكرمة بن خالد و نافع (4)، سمع منه الثوري، و شعبة، و قال لي إبراهيم: هو ابن أبي أسد البصري جد عباس بن عبد العظيم، و روى أبو بشر عن توبة بن أبي أسد، عن عطاء بن يسار، مرسل (5)،و هو مولاهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب، أخبرنا محمد بن الحسن بن محمد حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: كنية توبة بن كيسان العنبري أبو المؤرخ مولى تميم، و يقال: إنه توبة بن أبي أسد.

ح، أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف.

أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو المورّع توبة بن كيسان العنبري سمع الشعبي و عكرمة بن

ص: 98


1- الضاغط : الرقيب و الأمين على الشيء (القاموس).
2- انظر معجم البلدان 452/3.
3- التاريخ الكبير 155/2/1.
4- كذا بالأصل و البخاري، و الصواب: و نافعا.
5- كذا بالأصل و البخاري، و الصواب: مرسلا.

خالد و نافع (1)،سمع منه الثوري و شعبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى المكي، أخبرنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو المورّع توبة بن كيسان العنبري بصري ثقة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره عن أبي سعيد محمد بن علي الصوفي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: قال أبو الحسن الدارقطني: كنية توبة بن كيسان أبو المورّع، و يقال: توبة بن أبي الأسد و هو جد العباس بن عبد العظيم العنبري كذلك قاله أحمد بن شعيب النسائي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أخبرنا نصر بن إبراهيم الزاهد، حدثنا سليم بن أيوب البزاري، أخبرنا طاهر بن [محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقال توبة العنبري هو توبة بن أبي الأسد و هو جد عباس العنبري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل المقدسي، أخبرنا مسعود بن ناصر السّجزي، أخبرنا عبد الملك بن الحسن (2)،أخبرنا أحمد بن محمد الكلاباذي قال: توبة بن كيسان و هو ابن أبي أسد أبو المورّع العنبري جد العباس بن عبد العظيم سمع الشعبي و مورّق (3) روى عنه شعبة في آخر كتاب: خبر الواحد، و كتاب صلاة الضحى في السفر.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي حدثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن توبة العنبري فقال ثقة.

أخبرنا محمد بن طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا (4) أبو علي بن صفوان (5)،حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبو

ص: 99


1- كذا بالأصل و البخاري، و الصواب: و نافعا.
2- بالأصل «الحسين» و الصواب ما أثبت.
3- كذا بالأصل، و الصواب «و مورقا».
4- ما بين الرقمين كررت العبارة بالأصل ثلاث مرات و كررت في م مرتين.
5- ما بين الرقمين كررت العبارة بالأصل ثلاث مرات و كررت في م مرتين.

عبد الرّحمن الأزدي عن سيار حدثنا عثمان بن مطر، حدثنا توبة العنبري قال: أكرهني يوسف بن عمر على العمل، فلما رجعت حبسني و قيّدني، فكنت في السجن حينا، فأتاني آت في المنام، عليه ثياب بياض فقال: يا توبة قد أطالوا حبسك قلت: نعم، قال: قل أسأل اللّه العفو و العافية في الدنيا و الآخرة، فقلتها ثلاثا، فاستيقظت فكتبتها ثم إنّي صلّيت ما شاء اللّه، فما زلت أدعو به حتى صلّيت الصبح، فلما صلّيت الصبح جاءوني فحملوني في قيودي حتى وضعوني بين يديّ يوسف بن عمر، فأطلقني.

أخبرنا أبو محمد السلمي، حدثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ أنبأنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النّجّاد، حدثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبيد القرشي ح، و أخبرنا أبو القاسم محمد بن أحمد بن الحسن التبريزي، أخبرنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس، حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، حدثنا عبد اللّه بن محمد [نا أحمد بن محمّد] (1) بن إبراهيم، حدثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني حاتم بن عبد اللّه أنه حدث عن سيّار بن حاتم، حدثنا عثمان بن مطر، حدثنا توبة العنبري قال: أكرهني يوسف بن عمر على العمل، فلما رجعت حبسني في السجن و قيّدني، فما زلت في السجن حتى لم يبق في رأسي شعرة سوداء، فأتاني آت في المنام عليه ثياب بيض، فقال: يا توبة طال حبسك! قلت: أجل، فقال: يا توبة قل أسأل اللّه العفو و العافية و المعافاة في الدنيا و الآخرة، فقلتها ثلاثا فاستيقظت فقلت: يا غلام هات السراج و الدواة، فكتبت هذا الدعاء ثم إنّي صلّيت ما شاء اللّه أن أصلّي فما زلت أدعو به حتى صلّيت الصبح،[فلما صلّيت] (2) جاء حرسي فضرب باب السجن ففتحوا له ثم قال: أين توبة العنبري ؟ فقالوا: هذا، فحملوني بقيودي حتى وضعوني بين يدي يوسف، و أنا أ تكلم به، فقال: يا توبة قد أطلنا حبسك، قلت:

أجل، قال: اطلقوا عنه قيوده و خلّوه، فعلّمته رجلا في السجن، فقال لي صاحبي [لم] (3)أدع إلى العذاب قط ، فقلتهن إلاّ خلّي عني، فجرّبي.

و في حديث البربري: فجيء به يوما - إلى العذاب، فجعلت أتذكر هنّ فلم أذكر هنّ ، حتى جلدت مائة سوط ثم إنّي ذكرتهن، فقلتهنّ فخلّي عني.

ص: 100


1- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة 497/10.
2- الزيادة عن مختصر ابن منظور 326/5.
3- الزيادة عن مختصر ابن منظور 326/5.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خيّاط قال:

و مات توبة العنبري بعد الثلاثين و مائة.

أنبأنا أبو القاسم العلوي و أبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف الشاهد، أخبرنا أبو شعيب بن عبد الرّحمن بن محمد، و أبو محمد، عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد، قالا: أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد حدثني سليمان بن أشعث حدثنا عباس العنبري قال: مات توبة العنبري في الطاعون سنة إحدى و ثلاثين و مائة (1).

1015 - توفيق بن محمد بن الحسين بن عبيد اللّه بن محمد بن رزيق

1015 - توفيق بن محمد بن الحسين بن عبيد اللّه بن محمد بن رزيق (2)

أبو محمد الأطرابلسيّ النحويّ (3)

كان جدهم محمد بن رزيق يتولى أمر الثغور من قبل الطائع لله، و انتقل ابنه (4)عبيد اللّه إلى الشام. و ولد توفيق بأطرابلس و سكن دمشق، و كان أديبا فاضلا شاعرا، و كان متهم بقلّة الدين، و الميل إلى مذهب الأوائل. و كان [يكثر] الجلوس في مشهد الرأس على باب الجامع رأيته كثيرا و لم أسمع منه إلاّ أبياتا رثى بها ابن خالي، أبا البيان عثمان بن محمد بن يحيى القرشي أنشدت عند قبره - و هو حاضر-، و أنا أسمع - قرئ على أبي (5)محمد توفيق بن محمد لنفسه و أنا أسمع:

أ عينيّ ابكيا لأبي البيان *** فمثل مصاحبه لا تبكيان

و لأن أك غائبا عما دهاه *** لقد ناب الحديث عن العيان

أ ما عجبت لعمرك أن تراني *** أعيش و قد نعاه الناعيان

و مما زاد في البرحاء أنا *** فجعنا بالأحبة و المغاني

مصاب فض عن يأس رجائي *** و أكذبت المنون به الأماني

ص: 101


1- انظر تهذيب التهذيب 325/1 و معجم البلدان «ضبع».
2- في مصادر ترجمته: زريق.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 448/10 و بغية الوعاة 479/1 و إنباه الرواة 293/1 و معجم الأدباء 138/7.
4- بالأصل «أبيه» خطأ و الصواب ما أثبت عن ابناه الرواة، إلاّ إذا أراد بالجد «الحسين».
5- بالأصل «ابن أبي محمد».

فما أبقى حمام الموت شيئا *** أخاف عليه عادية الزماني

فمن يحذر نوائبه فإني *** غدوت من النوائب في أمان

و أصابتني الخطوب و لم تزدني *** و أصماني الزمان و ما رماني

رزئتك يافعا كالسيف قدّا *** و كالقمر ابن سبع أو ثمان

لقد عجل الحمام عليه طفلا *** و جاز البعد فيك عن التداني

تعاظم رزؤنا و جنت علينا *** صروف الدهر ما لم يجن جان

فلو نمنى بواحدة صبرنا *** لها و لكن مصيبتنا اثنتان

خطوب جئن من شتى لو أني *** رميت بواحدة منها كفاني

لعمر أبي البيان لقد تولى *** به صبري و أثكلني بيان

و كنت إذا دعوت الشعر يوما *** أجاب اللفظ تبصرة المعاني

سأبلغ من مقال فيه همي *** إذا ما الحزن أطلق عن لساني

و وجدت بخط بعض رفقاء له مما أنشده لنفسه:

و جلنار كأعراف الديوك على *** خصر (1) تميس كأذناب الطواويس

مثل العروس تجلّت يوم زينتها *** حمر الحليّ على خضر الملابيس

في مجلس لعبت أيدي السرور به *** كذا عريش يحاكي عرش بلقيس

سقا الحياء أربعا تحيا النفوس بها *** ما بين مقرى (2) إلى باب الفراديس

توفي أبو محمد توفيق بن محمد في صفر سنة ست عشرة (3) و خمس مائة و دفن في مقابر باب الفراديس، و حضرت دفنه و الصلاة عليه.

1016 - تويل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرين

شهد صفين مع معاوية و يقال توبل.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: عرين بن أبي جابر بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن

ص: 102


1- في الوافي و إنباه الرواة: خضر يميس.
2- مقرى: قرية بالشام من نواحي دمشق، و باب الفراديس: من أبواب دمشق.
3- كذا بالأصل و الوافي، و في معجم الأدباء 139/7 و انباه الرواة 294/1 سنة عشر و خمسمائة.

بكر بن عوف بن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، من ولده: تويل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرين، قتل مع معاوية يوم صفين و معه اللواء ذكر ذلك ابن حبيب، عن ابن الكلبي.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):عرين - بفتح العين و بالنون - فهو عرين بن أبي جابر بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة و من ولده: توبل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرين، قتل مع معاوية بصفين و معه اللواء، ذكره ابن حبيب عن ابن الكلبي، ذكره بفتح التاء و ضمها، ثم قال: تويل بفتح التاء و كسر الواو و اللّه تعالى أعلم بالصواب.

ص: 103


1- انظر الاكمال 504/1 و 176/6.

حرف الثاء

ذكر من اسمه ثابت

1017 - ثابت بن أحمد بن الحسين

أبو القاسم البغدادي

قدم دمشق حاجّا و ذكر أنه سمع أبا القاسم بن بشران ببغداد، و أبا الفتح سليم بن أيوب الرازي (1)،و أبا الفرج بن برهان العراك (2) بصور، و أبا ذرّ عبد بن أحمد الهروي بمكة، و أبا بكر محمد بن جعفر بن علي الميماسي بعسقلان.

روى عنه: الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و شيخنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم سبط الكاملي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، حدّثنا نصر بن إبراهيم - املاء - حدّثني أبو القاسم ثابت بن أحمد بن الحسين البغدادي: أنه رأى رجلا بمدينة النبي صلى اللّه عليه و سلم أذّن الصبح عند قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال فيه: الصلاة خير من النوم، فجاءه خادم من خدام المسجد فلطمه حين سمع ذلك فبكى الرجل و قال: يا رسول اللّه في حضرتك يفعل بي هذا الفعال، ففلج الخادم في الحال و حمل إلى داره فمكث ثلاثة أيام و مات.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي [حدّثنا] ثابت بن أحمد بن الحسين أبو القاسم البغدادي شيخ قدم علينا و ذكر أنه سمع من عبد الملك بن بشران، و أبي ذرّ الحافظ و سكن بن جميع، و الفقيه سليم، و أبي الفرج بن برهان، و عبد العزيز بن عبد الملك اليماني، و أبي بكر الميماسي، و أبي بكر الحافظ ، و غيرهم. و أنّ له إجازة من كل واحد

ص: 104


1- رسمها مضطرب بالأصل و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 645/17.
2- المطبوعة: الغزّال.

منهم، و كتب لنا خطه بالإجازة بجميع مسموعاته في مستهل شهر ربيع الأول سنة سبع و سبعين و أربعمائة، و سئل عن مولده فقال: في مستهل محرم سنة إحدى و أربعمائة، توجه طالبا للحجّ في شهر ربيع الأول المذكور، و لم نقف له بعد ذلك على خبر.

1018 - ثابت بن أحمد بن أبي الفوارس

أبو نصر البوشنجي (1) الصوفي.

شيخ الصوفية، حدث عن عبد الدائم بن الحسن الهلالي.

روى عنه: طاهر بن بركات الخشوعي و دلس اسم عبد الدائم فقال: أخبرنا عبد اللّه بن الحسن بن عبيد اللّه البرزي، و سمع منه عمر الدّهستاني، و أبو محمد بن السّمرقندي.

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن السّمرقندي، أخبرنا ثابت بن أحمد بن أبي الفوارس البوشنجي (2) الصوفي الزاهد بدمشق، أخبرنا أبو الحسن بن أبي القاسم بن عبيد اللّه الحواري (3)-بدمشق - أخبرني عبد الوهاب بن الحسن الكلابي أن أحمد بن عمير حدثهم: حدّثنا إبراهيم بن سعيد، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم: كان يصبح جنبا من الوقاع لا من الاحتلام، فيصوم يومه ذلك، كذا قال و قد سقط منه ذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرناه أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أخبرنا محمد بن الحسين بن أحمد، أخبرنا القاسم بن أبي المنذر، حدّثنا علي بن إبراهيم بن سلمة، حدّثنا محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (4)،حدّثنا علي بن محمد، حدّثنا عبد اللّه بن نمير، عن عبيد اللّه، عن نافع قال: سألت أم سلمة عن الرجل يصبح و هو جنب يريد الصوم ؟ فقالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصبح جنبا من الوقاع لا من الاحتلام ثم يغتسل و يتم صومه[2721].

ص: 105


1- إعجامه بالأصل غير دقيق «البوسنحي» و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بوشنج بلدة على سبعة فراسخ من هراة.
2- إعجامه بالأصل غير دقيق «البوسنحي» و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بوشنج بلدة على سبعة فراسخ من هراة.
3- المطبوعة: الحواراني.
4- سنن ابن ماجة-7 كتاب الصيام ح 1704.

1019 - ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عديّ بن الجدّ

ابن عجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعد (1) بن عمرو

ابن جثم (2) بن ردم (3) بن ذبيان بن هميم بن وهر (4)

ابن هني بن بليّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة العجلاني (5)

حليف الأنصار، له صحبة، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و شهد غزوة مؤتة و حكى عنه أبو هريرة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المنذر، و أحمد بن محمد بن إبراهيم قالا: حدّثنا محمد بن أحمد بن النصر، حدّثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن أبي حمزة الثّمالي - و اسمه ثابت بن أبي صفية - عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي اليسر قال: لما دفعت الراية إلى ابن رواحة فأصيب دفعها إلى ثابت بن أقرم الأنصاري فدفعها ثابت إلى خالد بن الوليد فقال: أنت أعلم بالقتال مني.

قال ابن مندة: رواه محمد بن الحسن المخزومي عن عبد اللّه بن الحارث بن فضيل عن أبيه عن عبد اللّه بن عمر قال: لما انهزم المسلمون يوم مؤتة الحديث نحوه، كذا قال و صوابه: ابن اسدال (6) ابن المنذر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد (7)،و أخبرنا أبو عبد اللّه الفزاري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الماليني، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا: أخبرنا أحمد بن عبد الجبار حدّثنا يونس بن بكير، أخبرنا محمد بن إسحاق، حدّثني محمد بن

ص: 106


1- في أسد الغابة: جعل.
2- في أسد الغابة: جشم.
3- أسد الغابة:«ودم».
4- أسد الغابة:«ذهل».
5- ترجمته في الاستيعاب 191/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 265/1 الإصابة 190/1 الوافي بالوفيات 453/10.
6- كذا بالأصل و م المطبوعة 502/10.
7- سقط من الأصل «حرف ح» حرف التحويل من سند إلى آخر.

جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير قال: ثم [أخذ الراية - يعني بعد قتل ابن رواحة يوم مؤتة ثابت بن] (1) أقرم أخو بني العجلان فقال: اصطلحوا يا معشر المسلمين على رجل، فقالوا: أنت لها قال: لا، و لكن اصطلحوا على رجل قال: فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فجاش بالناس و دافع و انحاز و اختير عنه ثم انصرف بالناس.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (2)،أخبرنا محمد بن عمر حدّثني إسماعيل بن مصعب عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال:

لما كان [يوم] (3) موته و قتل الأمراء، أخذ اللواء ثابت بن أقرم و جعل يصيح يا آل الأنصار فجعل الناس يثوبون إليه، فنظر إلى خالد بن الوليد فقال: خذ اللواء يا أبا سليمان قال: لا آخذه، أنت أحق به، لك سنّ ، و قد شهدت بدرا. قال ثابت: خذ أيها الرجل فو اللّه ما أخذته إلاّ لك. فقال ثابت للناس: اصطلحتم على خالد؟ قالوا: نعم، فأخذ خالد اللواء فحمله ساعة، و جعل المشركون يحملون عليه، فثبت حتى تكركر المشركون و حمل (4)بأصحابه، ففضّ جمعا من جمعهم، ثم دهمه منهم بشر كثير، فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، [أخبرنا] عبد الوهاب بن أبي حية، أنبأنا محمد بن شجاع، أخبرنا محمد بن عمر الواقدي (5)،حدّثني محمد بن صالح، عن رجل من العرب عن أبيه قال: لما قتل ابن رواحة انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط في كل وجه، ثم أن المسلمين (6) تراجعوا فأقبل ثابت بن أقرم (7)،رجل من الأنصار فأخذ اللواء، و جعل يصيح بالأنصار، فجعل الناس يثوبون إليه من كل وجه و هم قليل، و هو يقول: إليّ أيها الناس، فاجتمعوا عليه،

ص: 107


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- طبقات ابن سعد 253/4.
3- الزيادة عن ابن سعد.
4- سقطت من الأصل، و على هامشه:«لعله: و حمل» و هو ما أثبتناه انظر ابن سعد.
5- مغازي الواقدي 763/2.
6- بالأصل «المسلمون» و المثبت عن الواقدي.
7- الواقدي: أرقم.

قال: فنظر ثابت إلى خالد بن الوليد فقال: خذ اللواء يا أبا سليمان، فقال: لا آخذه، أنت أحق به، أنت رجل لك سنّ ، و قد شهدت بدرا. قال ثابت: خذه أيها الرجل فو اللّه ما أخذته إلاّ لك. فأخذه خالد، فحمله ساعة، و جعل المشركون يحملون فيثبت حتى تكركر المشركون و حمل بأصحابه، ففضّ جمعا من جمعهم، ثم دهمه منهم بشر [كثير] (1)، فانحاش بالمسلمين فلبثوا راجعين.

قال (2):فحدّثني ربيعة بن عثمان عن المقبري عن أبي هريرة قال: شهدت مؤتة، فلمّا رأينا المشركين رأينا مالا قبل لنا به من العدد و السلاح، و الكراع و الديباج و الحرير و الذهب. فبرق بصري، فقال لي ثابت بن أقرم (3):يا أبا هريرة ما لك ؟ كأنك ترى جموعا كثيرة ؟ قلت: نعم، قال: لم تشهدنا ببدر، إنّا لم ننصر بالكثرة.

أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمد بن عمرو بن خالد الحرّاني، حدّثنا أبي، نا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا:

أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا محمد بن عائذ: أخبرني الوليد بن مسلم عن عبد اللّه [بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني عبيد] (4) بن زيد بن مالك بن ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن علي بن العجلان.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا فاروق بن عبد الكبير، حدّثنا زياد بن الخليل، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثنا محمد بن فليح، حدّثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: و شهد بدرا من الأنصار من الأوس ثم من بني العجلان ثابت بن أقرم.

ص: 108


1- الزيادة عن الواقدي.
2- مغازي الواقدي 760/2.
3- الواقدي: ارقم.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، أخبرنا محمد بن [عبد اللّه بن عتاب أنا القاسم] (1) عبد اللّه (2) بن المغيرة، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد بدرا من بني العجلان: ثابت بن أقرم.

أخبرنا أبو بكر الشاهد، أنبأنا الحسن بن علي، أخبرنا محمد بن العباس، حدّثنا عبد الوهاب بن أبي حية، أخبرنا محمد بن شجاع، أخبرنا محمد بن عمر قال في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني عبيد بن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف ثابت بن أقرم، قتل يوم طليحة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد قال في الطبقة الأولى من بني العجلان بن حارثة من بني قضاعة و هم حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن الجعد بن العجلان و ليس له عقب و شهد بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و خرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الرّدّة في خلافة أبي بكر. و كذلك قال محمد بن إسحاق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال في تسمية من شهد بدرا: ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أخبرنا أبو عمر بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف، أخبرنا أحمد بن عمر بن محمد، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرنا محمد بن سعد قال: ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عديّ بن الجدّ بن عجلان من بليّ حليف لبني عمرو بن عوف قتل مع عكاشة يوم طليحة الأسدي ببزاخة (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أخبرنا أبو الحسن

ص: 109


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و فيها: أخبرنا أبو القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة.
2- بالأصل «عبيد اللّه».
3- بزاخة ماء لطيئ بأرض نجد (انظر معجم البلدان).

الدار قطني قال: أما هني من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة منهم: ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان شهد بدرا قتله طليحة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد [اللّه] بن مندة قال: ثابت بن أقرم من بني ثعلبة بن عديّ بن العجلان الأنصاري شهد بدرا، قاله عروة بن الزبير.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):أما هني - بفتح الهاء و كسر النون - فهو هني بن بكر بن عمرو بن الحاف [بن] قضاعة منهم: ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عديّ بن العجلان شهد بدرا قتله طليحة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن [أشليها الفقيه] (2)،حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا [أبو] محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أخبرنا أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا محمد بن عائذ، أخبرنا الوليد بن مسلم عن عبد اللّه بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: ثم غزوة الغمرة (3) من نجد أميرهم ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عديّ بن العجلان من بني عمرو بن عوف و معه عكّاشة بن محصن حليف بني أمية بن عبد شمس، و لقيط بن أعصم حليف بني عمرو بن عوف ثم من بني معاوية بن مالك من بليّ فأصيب فيها ثابت. و ذكر ابن عائذ هذه الغزوة قبل غزوة الحديبيّة في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد قالا: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمد بن عمرو بن خالد، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث سرية قبل الغمرة (4) من نجد أميرهم ثابت بن أقرم فأصيب فيها ثابت بن أقرم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عتاب، أخبرنا القاسم بن عبد اللّه بن

ص: 110


1- الاكمال لابن ماكولا 319/7.
2- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 417/7.
3- عن الإصابة 190/1 و بالأصل «عروة القمر».
4- كذا و في ابن سعد 61/2 الغمر و هو ماء لبني أسد على ليلتين من فيد.

المغيرة، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى في مغازي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: ثم غزوة الغمرة (1) من نجد أميرهم ثابت بن أقرم أخو بني عمرو بن عوف و معه عكّاشة بن محصن حليف بني أمية، و لقيط بن أعصر حليف بن عمرو بن عوف و هم من بلّي فأصيب فيها ثابت بن أقرم و عكاشة بن محصن و لقيط بن أعصر، و قال الكذاب طليحة الأسدي.

عشية غادرت ابن أقرم ثاويا *** و عكّاشة التيمي عند مجال

أقمت لهم صدر الحمالة إنها *** معاودة قول الكماة نزال

فيوما تراها في الجلال مصونة *** و يوما تراها في ظلال عوالي

فإن يك أنياب أخذن فإنكم *** و لن تذهبوا فرعا بقتل حبال

كذا ذكر عروة و موسى بن عقبة و ذكر غيرهما أن ثابتا استشهد ببزاخة في خلافة أبي بكر الصّدّيق.

[أخبرنا] أبو بكر الأنصاري، أنبأنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم،[حدّثنا] محمد بن سعد (2)،أنبأنا محمد بن عمر: حدّثني سعيد بن محمد بن أبي زيد، عن عيسى بن عميلة الفزاري عن أبيه قال: خرج خالد بن الوليد على الناس يعترضهم في الرّدّة فكلما سمع أذانا للوقت يكفّ ، و إذا لم يسمع أذانا أغار، فلما دنا خالد من طليحة و أصحابه بعث عكّاشة بن محصن و ثابت بن أقرم طليعة أمامه يأتيانه بالخبر، و كانا فارسين، عكّاشة على فرس يقال له الرّزام، و ثابت على فرس يقال له المحبّر، فلقيا طليحة و أخاه سلمة ابني خويلد طليعة لمن وراءهما من الناس، فانفرد طليحة بعكّاشة و سلمة بثابت، فلم يلبث سلمة أن قتل ثابت بن أقرم، و صرخ طليحة بسلمة أعنّي على الرجل فإنه قاتلي، فكّر سلمة على عكّاشة فقتلاه جميعا، ثم كرّا راجعين إلى من وراءهما من الناس فأخبراهم، فسرّ عيينة بن حصن، و كان معه طليحة، و كان قد خلفه على عسكره، و قال: هذا الظّفر، و أقبل خالد معه المسلمون فلم يرعهم إلاّ ثابت بن أقرم قتيلا تطؤه المطيّ ، فعظم ذلك على المسلمين، ثم لم يسيروا إلاّ يسيرا حتى وطئوا عكّاشة قتيلا، فثقل القوم على المطيّ كما وصف واصفهم

ص: 111


1- بالأصل «المقبرة» و المثبت عن الرواية السابقة، و في المطبوعة 506/10 المغرة.
2- طبقات ابن سعد 92/3 في ترجمة عكاشة بن محصن.

حتى تكاد المطيّ ترفع أخفافها.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن (1) بن علي، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (2)،أخبرنا محمد بن عمر: حدّثني عبد الملك بن سليمان عن ضمرة بن سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي واقد اللّيثي، قالوا:[كنا] (3) نحن المقدمة مائتي فارس و علينا زيد بن الخطاب و كان ثابت بن أقرم و عكّاشة بن محصن أمامنا، فلما مررنا بهما سيء بنا، و خالد و المسلمون وراءنا بعد. فوقفنا عليهما حتى طلع خالد يسيرا (4) فأمرنا فحفرنا لهما و دفنّاهما بدمائهما و ثيابهما، و لقد وجدنا بعكّاشة جراحات منكرة.

قال محمد بن عمر: و هذا أثبت ما روي في قتل عكّاشة بن محصن و ثابت بن أقرم عندنا و اللّه أعلم. و كان قتلهما طليحة الأسدي ببزاخة سنة اثنتي عشرة (5).

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أخبرنا محمد بن علي بن أحمد، أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا أحمد بن عمران بن موسى، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط (6)،حدّثنا علي بن محمد، عن مسلمة عن داود عن عامر و أبي معشر عن يزيد بن رومان أن أبا بكر خرج إلى ذي القصّة (7) و همّ بالمسير بنفسه، فقال له المسلمون:

إنك لا تصنع بالمسير بنفسك شيئا، و لا ندري لمن تقصد؟ فأمّر رجلا تأمنه و تثق به، و ارجع إلى المدينة، فإنك تركتها تغلي بالنفاق، فعقد لخالد بن الوليد على الناس، و أمّر على الأنصار خاصة ثابت بن قيس بن شماس و عليهم جميعا خالد بن الوليد، و أمره أن يصمد لطليحة و أظهر أبو بكر مكيدة و قال لخالد: إني موافيك بمكان كذا و كذا.

قال مسلمة عن داود عن عامر و عثمان بن عبد الرّحمن، عن الزهري: أن خالدا سار

ص: 112


1- بالأصل «الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت، و هو أبو محمد الجوهري انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 68/18.
2- طبقات ابن سعد 93/3.
3- الزيادة عن ابن سعد.
4- بالأصل «يسير» و المثبت عن ابن سعد.
5- و قيل قتل ثابت سنة 11 ه ، انظر الاستيعاب 191/1 و أسد الغابة 265/1 و انظر الطبري 253/3.
6- تاريخ خليفة ص 102.
7- ذو القصة: موضع على بريد من المدينة تلقاء نجد (معجم البلدان).

من ذي القصّة في ألفين و سبع مائة إلى الثلاثة آلاف يريد طليحة، و وجّه (1) عكّاشة بن محصن و ثابت بن أقرم و في نسخة أخرى: أقرم بن ثعلبة الأنصاري حليف منهم من بلي، فانتهوا إلى قطن (2) فصادفوا بها حبالا متوجها إلى طليحة بثقله، فقتلوا حبالا و أخذوا ما معه، فخرج طليحة و سلمة ابنا خويلد، فلقيا عكّاشة و ثابتا، فقتلا عكّاشة و ثابتا، و سار خالد إلى بزاخة، فلقي طليحة و معه عيينة بن حصن بن مالك الفزاري و قرّة بن هبيرة القشيري و اقتتلوا قتالا شديدا فهزم اللّه سبحانه طليحة و هرب إلى الشام، و أسر عيينة و قرّة بن هبيرة فبعث بهما خالد إلى أبي بكر فحقن دماءهما فتفرق الناس عن بزاخة فأتى ناس غمر مرزوق فسار إليهم خالد فقتل منهم ناسا كثيرا و انهزم الآخرون بعد قتال شديد.

و قيل: إنه قتل يوم اليمامة، و هذا ضعيف.

أخبرنا أبو محمد السّلمي فيما قرأت عليه عن أبي محمد السهمي، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، أخبرنا أبو سليمان بن زبر (3) قال: و في سنة اثنتي عشرة قتل باليمامة ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي و أبو عقيل بن عبد اللّه بن ثعلبة جميعا من أهل بدر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أخبرنا محمد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر حدّثنا يعقوب قال: ثم كانت غزوة اليمامة في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة.

1020 - ثابت بن ثوبان

روى عن أبي هريرة مرسلا، و عن أبيه ثوبان، و مكحول، و سعيد بن المسيّب، و محمد بن سيرين، و أبي فاطمة صاحب لابن عمر، و أبي كبشة الأنماري، و الزّهري، و خالد بن معدان، و أبي هارون العبدي، و عبد اللّه الزاهد.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن، و الأوزاعي، و إبراهيم بن جدار العذري، و عثمان بن حصن بن عيينة بن علاق، و محمد بن عبد اللّه بن المهاجر الشّعيبي، و يحيى بن حمزة الحضرمي، و يزيد بن يوسف الصنعاني.

ص: 113


1- بالأصل:«و وجد» و المثبت عن تاريخ خليفة.
2- قطن: ماء في أرض بني أسد من ناحية فيد (معجم البلدان).
3- بالأصل «زيد» و المثبت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 440/16.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا تمام بن محمد، و أبو محمد بن أبي نصر، و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان ح.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن الأكفاني و عبد الكريم بن حمزة قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم، أنا أبو زرعة، حدّثنا يحيى بن عمرو بن عمارة، قال: سمعت ابن ثوبان يحدّث عن أبيه عن مكحول يرده إلى جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال: إن آخر كلام فارقت عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن قال لي:«أن تموت و لسانك رطب من ذكر اللّه عزّ و جلّ »[2722].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أحمد بن الحسين بن محمد، أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، أخبرنا أبو بكر الأسفرايني - و هو عبد اللّه بن محمد بن مسلم - حدّثنا صالح بن شعيب، حدّثنا محمد بن أسد، حدّثنا روّاد بن الجرّاح - من كتابه - أخبرنا الأوزاعي عن ثابت بن ثوبان، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا يمنعنّ جار جاره أن يضع خشبة في حائطه»[2723].

أخبرنا عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح السّمسار، حدّثنا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، حدّثنا يحيى بن عبد اللّه البابلتي (1)،حدّثنا الأوزاعي، حدّثني ثابت بن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يمنعن جار جاره موضع خشبة في داره» قال:

فقال أبو هريرة: أقسمت لأضعنها بين أكتافكم ما لي أراكم عنها معرضين[2724].

و من عالي حديثه ما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا أبو الوليد بن برد - و هو محمد بن أحمد بن الوليد - حدّثنا الهيثم بن جميل، حدّثنا ابن ثوبان عن أبيه، عن مكحول عن عبد الرّحمن بن جبير، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه تعالى ليغفر للعبد ما لم يغرغر»[2725].

كذا جاء في هذه الرواية، و إنما يرويه مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر عن

ص: 114


1- مهملة بالأصل، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بابلت قال السمعاني: و ظني أنها موضع بالجزيرة. انظر ترجمته في سير الأعلام 318/10.

عبد الرّحمن؛ كذلك رواه عنه علي بن الجعد و علي بن عياش و عاصم بن علي، عن ابن ثوبان.

فأما حديث علي بن الجعد: أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أخبرنا أبو عمرو (1) بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه قال: أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أخبرنا أبو يعلى الموصلي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه الأمين، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه المقرئ قالوا: أخبرنا أبو محمد الصّريفيني، أخبرنا عبيد اللّه بن محمد البزّاز، حدّثنا عبد اللّه بن محمد البغوي قالا: حدّثنا علي بن الجعد، أخبرنا - و في حديث ابن حمدان: حدّثنا - ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن عبد اللّه بن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه يقبل توبة العبد ما لم يغرغر»[2726].

و أما حديث ابن عياش و عاصم: فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا سليمان بن أحمد حدّثنا أبو زرعة الدمشقي و أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قالا: حدّثنا علي بن عياش الحمصي ح قال: و حدّثنا عمر بن حفص السّدوسي، حدّثنا عاصم بن علي قالوا: حدّثنا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر»[2727].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا محمد بن شعيب، حدّثنا إبراهيم بن الحراب، حدّثني ثابت بن ثوبان قال: قدمت المدينة فأتيت سعيد بن المسيّب و قد سألوه حتى أغضبوه فسألته فأجابني قال: هكذا فلتكن المسائل، صوابه إبراهيم بن جدار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء

ص: 115


1- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت عن الأنساب «الحيري».

الواسطي أنبا أبو بكر البابسيري، حدّثنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي عن يحيى بن معين قال: و ابن ثوبان أصله خراساني (1) نزل الشام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أخبرنا يوسف بن رباح بن علي، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا معاوية بن صالح قال: قال يحيى بن معين ثابت و روى عن مكحول، ثقة لا بأس به (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ ، حدّثنا محمد بن علي، حدّثنا عثمان بن سعيد قال: سألت يحيى بن معين عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان فقال: عبد الرّحمن ضعيف، و أبوه ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا الحسين بن مسلمة، أخبرنا علي بن محمد ح قال: و أخبرنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم (3)،أخبرنا [عبد اللّه بن أحمد] (4) ابن حنبل فيما كتب إليّ قال: سألت أبي عن ثابت بن ثوبان فقال: هذا شامي و ليس به بأس.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي محمد التميمي، أخبرنا تمام بن محمد أخبرني أبي، حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس، حدّثنا الحسن بن محمد بن بكار بن بلال قال: قال أبو (5) مسهر: كان أعلى أصحاب مكحول سليمان بن موسى و معه يزيد بن يزيد بن جابر، ثم العلاء بن الحارث و ثابت بن ثوبان و إليه أوصى مكحول (6).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو نصر محمد بن

ص: 116


1- بالأصل «خراسان».
2- تهذيب التهذيب 328/1.
3- الجرح و التعديل 449/1/1.
4- الزيادة عن الجرح و التعديل.
5- بالأصل «ابن» و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب 328/1 و اسمه عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر، أبو مسهر، ترجمته في سير الأعلام 228/10.
6- الخبر في تهذيب التهذيب 328/1.

الحسن بن محمد قالا: أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا، أخبرنا صالح بن أحمد بن صالح حدّثني أبي أحمد قال (1):ثابت بن ثوبان دمشقي لا بأس به.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير - إجازة - و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا علي بن الحسن، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة ثابت بن ثوبان العنسي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة قال (2):قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم و سألته عن ثابت بن ثوبان و العلاء بن الحارث أيهما أثبت ؟ فقال: العلاء أفقه حديثا، و ثابت بن ثوبان قليل الحديث. قلت له: إن أبا مسهر قال: أنبل أصحاب مكحول ثابت بن ثوبان و العلاء بن الحارث و أعدت عليه تقدم سنّ ثابت بن ثوبان و لقيه سعيد بن المسيّب فلم يدفعه عن ثقة، و قدّم العلاء بن الحارث عليه لفقهه.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن موسى - زاد أحمد: و محمد بن الحسن بن أحمد قالا:- أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان، أخبرنا أبو الحسن محمد بن سهل، أخبرنا أبو عبد اللّه البخاري قال (3):ثابت بن ثوبان و يقال: العبسي (4)،سمع مكحولا. روى عنه الأوزاعي و يحيى بن حمزة الشامي.

ذكر أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال: قال [أبو] حاتم الرازي: عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان أبوه من كبار أصحاب مكحول، ممن يسند عنه، و ابنه راوية عن أبيه، و قد روى عن أبيه الأوزاعي، كان الأب ثقة.

ص: 117


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 89.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 393/1.
3- التاريخ الكبير 159/1/1.
4- في البخاري: و يقال: العنسي أو العبسي.

1021 - ثابت بن جعفر بن أحمد

أبو طاهر النّهاوندي المقرئ

سمع أبا علي الأهوازي المقرئ.

و حدّث بصور، سمع منه غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقله من خطه أنا ثابت بن جعفر بن أحمد أبو طاهر النّهاوندي المقرئ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي - بحلب - أنا أبو القاسم نصر بن أحمد - بالموصل - حدّثنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري، حدّثني عبد الرّحمن بن واقد اللّيثي، حدّثنا سعيد بن عطية عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن يستجيب [اللّه] له عند الشدائد و الكرب، فليكثر الدّعاء في الرّخاء»[2728].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري قالا: أخبرنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرنا أبو يعلى حدّثني عبيد اللّه القواريري، حدّثنا عبد الرّحمن بن واقد الليثي فذكر بإسناده مثله و قال:«من سرّه أن يستجيب اللّه له...

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي [عن] ثابت بن جعفر بن أحمد أبو طاهر النهاوندي المقرئ شيخ قدم علينا في سنة سبع و ستين و أربعمائة فحدّثنا عن أبي علي الأهوازي بجزء لطيف.

1022 - ثابت بن الحسين بن محمد بن عيسى بن حبيب بن مروان

أبو نصر البغدادي (2)

قدم دمشق و حدّث بها عن عيسى بن علي الوزير.

روى عنه: الكتاني، و نجا بن أحمد.

ح أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو نصر

ص: 118


1- بالأصل «الخنزروي» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 144/7.

ثابت بن الحسين بن محمد بن عيسى بن حبيب بن مروان البغدادي - قدم علينا، قراءة عليه في الجامع بدمشق - حدّثنا عيسى بن علي بن عيسى أبو القاسم، حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدّثنا محمد بن خلاّد الباهلي، حدّثني يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليقل: سبحانك اللّهم، بك وضعت جنبي (1)،و بك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فاغفر لها، و إن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» قال الكتاني لم يكن مع هذا الشيخ غير هذا الحديث[2729].

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو غالب محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن قريش ببغداد قالا: أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، حدّثنا عيسى بن علي بن عيسى فذكر مثله.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):ثابت بن الحسين بن محمد بن عيسى بن حبيب بن مروان أبو نصر البغدادي حدّث بدمشق بعد سنة ثلاثين و أربعمائة، حدثنا واحدا، حدّثنا عيسى بن علي بن عيسى فذكره، ثم قال: ذكر لي عبد العزيز الكتاني أنه سمع منه هذا الحديث قال: و لم يكن معه من الحديث غيره، كان على ظهر جزء له. و ذكر أنه سمع الكثير من عيسى بن علي و من أبي طاهر المخلّص، و من بعدهما. و كان عارفا بالفرائض و قسمة المواريث.

1023 - ثابت بن خويلد البجلي

1023 - ثابت بن خويلد البجلي (3)

أحد الفرسان المشهورين الذين شهدوا وقعة مرج راهط يومئذ ذكر ذكره أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي.

1024 - ثابت بن سرج

أبو سلمة الدّوسي

من أهل دمشق رأى واثلة بن الأسقع، و بلال بن أبي الدرداء.

ص: 119


1- في تاريخ بغداد: سبحانك اللهم و بحمدك، اللهم بك وضعت جنبي.
2- تاريخ بغداد 144/7-145.
3- سقطت ترجمته في مختصر ابن منظور.

روى عن سالم بن عبد اللّه المحاربي، و يقال: ابن عبد اللّه بن عمر.

و روى عنه: الوليد بن مسلم، و محمد بن شعيب بن شابور (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أخبرنا سهل بن بشر قالا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطّفّال، أخبرنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، حدّثنا الفضل بن الحباب بن محمد، حدّثنا الرياشي - يعني العباس بن الفرج - حدّثنا سهل بن صالح أبو معيوف، حدّثنا الوليد بن مسلم عن أبي سلمة الدّوسي، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه قال: كان من دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم ارزقني عينين هطّالتين تشفيان القلب تذرف الدموع من خشيتك قبل أن يكون الدّمع دما و الأضراس جمرا (2)»[2730].

كذلك رواه سهل بن صالح الأنطاكي عن الوليد، و رواه داود بن رشيد، و الحسين بن الحسن المروزي [و محمد] (3) بن حسان الأزرق، و مقاتل بن عتاب البخاري عن الوليد مرسلا.

فأما حديث داود و الحسين: فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني، حدّثنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثنا داود (4) بن رشيد، حدّثنا الوليد عن أبي سلمة الدّوسي ح.

و أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية و أبو بكر محمد بن إسماعيل قالا: حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا الوليد بن مسلم، أنا أبو سلمة سالم الدّوسي عن سالم بن عبد اللّه قال: كان من دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم ارزقني عينين هطّالتين تبكيان بذرف

ص: 120


1- بالأصل «سابور» بالسين المهملة، و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 376/9.
2- بالأصل:«دما» و على هامشه:«لعله جمرا» و هو ما أثبتناه و هو يوافق عبارة مختصر ابن منظور 334/5.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و الزيادة لازمة عن الرواية الآتية لحديثه.
4- بالأصل «أبو داود» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 133/11.

الدموع و تشفياني، و في حديث داود: تشفياني من خشيتك قبل أن تكون الدموع دما و الأضراس جمرا»[2731].

و أما حديث محمد بن حسان: فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، و أبو الحسين بن الفراء قالا: أخبرنا أبو يعلى بن الفراء، أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، حدّثنا أبو علي إسماعيل بن العباس الورّاق، حدّثنا محمد بن حسان الأزرق، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا ثابت أبو سلمة عن سالم بن عبد اللّه بن عمر قال: كان من دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم ارزقني عينين هطّالتين تشفياني بذرف الدموع، و تشفياني من خشيتك قبل أن تصير الدموع دما و الأضراس جمرا»[2732].

و أما حديث مقاتل: فأخبرناه أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا هنّاد النّسفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان، حدّثنا أبو محمد سهل بن عثمان بن سعيد السّلمي، حدّثنا أبو حامد أحمد بن سليمان بن فرسام، حدّثنا أبي، حدّثنا مقاتل بن عتاب البخاري، حدّثنا الوليد بن مسلم الدمشقي، عن أبي سلمة ثابت بن أبي (1)سرج الدّوسي عن سالم بن عبد اللّه بن عمر قال: كان من دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر مثله إلاّ أنه قال: و تسيلان من خشيتك.

أنبأنا أبو محمد الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني - لفظا - نا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي (2)،نا أحمد بن طاهر بن النجم حدّثني سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت يعني لأبي زرعة: ثابت بن سرج الدّوسي ؟ قال: مجهول، لا أعرفه إلاّ في حديث روى عنه الوليد بن مسلم عن سالم و لا أحسبه سالم بن عبد اللّه بن عمر، هو عندي سالم بن عبد اللّه المحاربي أشبه. و إن كان مرسلا.

أخبرنا أبو محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال: في الطبقة الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره أبو سلمة الدّوسي ثابت بن سرج يحدث عنه الوليد، و ابن شعيب.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد

ص: 121


1- كذا بالأصل «بن أبي سرج».
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج، موضع بدمشق.

الغندجاني - زاد أحمد: و محمد بن الحسن قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (1):ثابت أبو سلمة الدّوسي، عن سالم المحاربي، قال لي سليمان: عن الوليد بن مسلم سمع ثابتا راوية (2) واثلة و بلال بن أبي الدرداء أميرا عليها - يعني دمشق - و قال أبو قدامة: حدّثنا الوليد عن ثابت بن سرج أبي سلمة.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أخبرنا أبو بكر المغربي، أخبرنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سلمة ثابت بن سرج عن سالم بن عبد اللّه المحاربي روى عن الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو سلمة ثابت بن سرج.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيوية قال: و أبو سلمة الدّوسي اسمه ثابت بن سرج، حدّثنا بذلك أبي عن الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري ح، و أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد العزيز بن محمد، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالا: أخبرنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسن العكبري، أخبرنا أبو بكر محمد بن سبرة التميمي المعروف بابن الجعابي قال: أبو سلمة ثابت بن سرج من أهل دمشق حدث عن سالم بن عبد اللّه حدث عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفتح بن المحاملي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: ثابت بن سرج أبو سلمة الدّوسي، ثم ذكر له الحديث عن سالم.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):و أما سرج - بالجيم -

ص: 122


1- التاريخ الكبير 165/2/1.
2- بالأصل:«راوى» و المثبت عن البخاري.
3- الاكمال لابن ماكولا 288/4.

ثابت بن سرج أبو سلمة الدّوسي مشهور بكنيته، روى عن سالم بن عبد اللّه، روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني فيما نقله من خط بعض أصحاب الحديث ثابت بن سرج الدّوسي يكنى أبا سلمة دمشقي.

1025 - ثابت بن سعد

أبو عمر (1) الطائي الحمصي

حدّث عن معاوية بن أبي سفيان، و جبير بن نفير.

روى عنه: أبو خالد محمد بن عمر الطائي المحري (2)،و شهد صفين مع معاوية، و وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم [علي] بن إبراهيم الحسيني، أخبرنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، حدّثنا يزيد بن عبد الصمد، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمد بن عمر الطائي قال:

ثابت بن سعد الطائي يحدث عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي بكر الصّدّيق قال: قام في المدينة إلى جانب منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو عليه، فذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبكى ثم قال: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مقامي هذا عام الأول فقال:«أيها الناس سلوا اللّه العافية - ثلاث مرات - فإنه لم يؤت أحد مثل العافية بعد اليقين»[2733].

أخبرناه أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه عبد الكريم بن علي بن السنيّ القصري ح، و أخبرناه أبو الحسن محمد بن هبة اللّه بن إبراهيم بن القطان الوكيل، أخبرنا أبو نصر الزّينبي قالا: أخبرنا محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الورّاق، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا أحمد بن الفرج أبو عتبة الحمصي، و عثمان بن معبد بن نوح المقرئ، قالا: نا يحيى بن صالح الوحاظي (3)،نا محمد بن عمر المحري (4) ح.

ص: 123


1- كذا بالأصل و في تهذيب التهذيب 328/1 و مختصر ابن منظور 334/5 أبو عمرو.
2- بالأصل «المحدثي» و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 1348/4 و التاريخ الكبير 163/2/1.
3- رسمها بالأصل «الحواطي» و لعل الصواب ما أثبت عن الأنساب.
4- بالأصل «المجدي» و قد تقدم قريبا.

قال: و حدّثنا محمد بن عوف، حدّثنا خطاب بن عثمان الفوزي عن محمد بن عمر أبي خالد المحري الحمصي قال: سمعت ثابت بن سعد الطائي يحدّث عن جبير بن نفير عن أبي بكر الصّدّيق أنه قام في الناس على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال عثمان بن معبد في حديثه إلى جنب منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم بكى فقال: يا أيها الناس، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام فينا مقامي فيكم هذا من عام أول فقال:«يا أيها الناس سلوا اللّه العافية، فإنه لم يعط أحد مثل العافية بعد اليقين». و قال عمر بعد يقين[2734].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا [أبو] محمد الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا [أبو] الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (1):حدّثني الفوزي (2)-يعني الخطاب بن عثمان - قال: سأل عبد الملك بن مروان ثابت بن سعد أيّ يوم رأيت أشدّ؟ قال: رأيتنا يوم صفين، و الأسنة في صدور هؤلاء و هؤلاء، حتى لو أشأ أن يمشى عليها لمشي. لعله لو أن إنسانا أراد.

قال: و نا أبو زرعة (3):حدّثنا الخطاب بن عثمان الفوزي، نا محمد بن عمر (4)الطائي قال: ذكروا خبر (5) ثابت بن سعد الطائي فقال: كان في صفّين رجل له أولاد كثير.

قال أبو زرعة (6):و ثابت بن سعد بن شيوخ أهل الشام، يحدّث عن معاوية بن أبي سفيان و غيره من الكبراء، أخبرني بذلك سليمان بن عبد الرّحمن عن محمد بن عمر الطائي.

قال أبو زرعة: و محمد بن عمر الطائي من صالح شيوخنا، روى عنه المشيخة، و هو عندهم في عداد ثقاتهم.

حدّثنا يحيى بن صالح و سليمان بن عبد الرّحمن و الفوزي و يحدّث عنه من الأكابر بقية بن الوليد، أخبرنا أبو محمد، حدّثنا عبد العزيز، أخبرنا تمام بن محمد، أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص و دمشق و الأردن:

ثابت بن سعد الطائي.

ص: 124


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 604/1-605.
2- الفوزي نسبة إلى فوز و هي قرية من قرى حمص.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 604/1-605.
4- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 369/9.
5- في تاريخ أبي زرعة: كبر.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 604/1-605.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح، و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا علي بن الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة:

ثابت بن سعد الطائي حمصي.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسين و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1):ثابت بن سعد الطائي عن معاوية بن أبي سفيان و جبير، روى عنه المحري، يعد في الشاميين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمد، أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أخبرنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2):ثابت بن سعد الطائي روى عن معاوية، و جبير بن نفير، روى عنه أبو خالد محمد بن عمر الطائي المحري، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد، أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي قال: أبو عمرو ثابت بن سعد الطائي.

1026 - ثابت بن سليمان بن سعد الخشني

مولاهم، كاتب يزيد بن الوليد الناقص. و كان أبوه كاتبا لعبد الملك، و في داره اختفى يزيد بن الوليد ليلة غلب على دمشق، و ولاّه كتبة الرسائل.

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق، و ذكر أن [من] داره خرج يزيد بن الوليد ليلة بويع له بدمشق، و كان مولى لخشين.

ص: 125


1- التاريخ الكبير 163/2/1.
2- الجرح و التعديل 452/1/1.

1027 - ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير بن العوّام

ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي

أبو مصعب، و يقال: أبو حكمة الأسدي

حدّث عن سعد بن أبي وقاص، و قيس بن مخرمة، روى عن إسحاق والد عبّاد بن إسحاق، و نافع مولى عبد اللّه بن عمر.

وفد على سليمان بن عبد الملك، أدركه أجله في رجوعه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد البلالي، نا أحمد بن حفص حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان عن عباد بن إسحاق عن أبيه عن ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير عن سعد بن أبي وقّاص قال: لقد رأيتني مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ماء من السماء و إني لأدلك ظهره و أغسله.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن قالا:- أخبرنا [أحمد] (1) بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (2):ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام القرشي الأسدي. و قال إبراهيم بن طهمان عن عبّاد بن إسحاق عن أبيه عن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير عن سعد بن أبي وقاص: رأيتني مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ماء من السماء و إني لأدلك ظهره و أغسله.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا [أبو] جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكار قال: و من ولد عبد اللّه بن الزبير: خبيب و حمزة و عبّاد و ثابت و الزبير لا عقب له و رقيّة بنو عبد اللّه بن الزبير أمهم تماضر بنت منظور بن زبّان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة، و أمها مليكة بنت

ص: 126


1- الزيادة لازمة، قياسا إلى سند مماثل.
2- التاريخ الكبير 165/2/1.

خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن عطاء بن مرّة، و أمها تماضر بنت قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، و أمها هي ابنة كعب بن قرّة بن خنيس بن عبد اللّه بن ذبيان بن الحارث بن سعد هزيم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي قالا: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة حمزة و خبيب و ثابت بنو عبد اللّه بن الزبير بن العوّام أمهم من بني الديل بن بكر، و يقال أمهم بنت منظور بن زبّان بن سيار الفزاري، ثابت يكنى أبا حكمة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاب، أنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمد بن سعد قال ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد و أمه ابنة منظور بن زبّان الفزاري.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا (1) البنّا قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال: و أما ثابت بن عبد الله بن الزبير فكان لسان آل الزبير جلدا و فصاحة و بيانا.

قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: لم يزل بنو عبد اللّه بن الزبير: خبيب و حمزة و عبّاد و ثابت عند جدهم منظور بن زبّان بالبادية يرعون عليه الإبل كما يفعل عبيده حتى تحرك ثابت، فقال لأخوته: انطلقوا بنا نلحق بأبينا، فركبوا بعض الإبل حتى قدموا على أبيهم، و اتبعهم منظور بن زبّان، فقدم على آثارهم. فقال لعبد اللّه بن الزبير: أردد عليّ أعبدي هؤلاء، فقال: إنهم قد كبروا و احتاجوا إلى أن نعلمهم القرآن، و لا سبيل إليهم قال: أما إنّ الذي صنع بهم الصنيع ابنك هذا، ما زلت أخافها منه منذ كبر.

قال: و قال عمّي مصعب بن عبد اللّه: فزعموا أن ثابتا جمع القرآن أو تمم (2) جمعه

ص: 127


1- بالأصل «البنا» و الصواب ما أثبت.
2- في مختصر ابن منظور: أو أتم.

في ثمانية أشهر، و زوجه عبد اللّه بن الزبير قبلهم ابنة ابن أبي عتيق عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق، فولدت له جاريتين يقال لاحداهما حكيمة (1)،و كان أبوه يكنيه أبا حكيمة (2) يشبه لسانه بلسان زمعة بن الأسود، و كان زمعة يكنى أبا حكيمة، و تزوجها عيسى بن مصعب المقتول مع أبيه و ماتت عنده، ثم خطب الأخرى فأبى عبد اللّه أن يزوّجه إياها فماتت و لم تزوج. و كان ثابت يشهد القتال مع أبيه و يبارز بين يديه فعل ذلك غير مرّة، و كان حمزة بن عبد اللّه بن الزبير قال لبني عبد اللّه: لا تطلبوا أموالكم من عبد الملك حين قبضها و أنا أنفق عليكم فأتى ثابت بن عبد اللّه و قدم على عبد الملك بن مروان، فدخل عليه، فأكرمه، و ردّ على ولد عبد اللّه بعض أموالهم بكلامه. و انصرف بها ثابت معه.

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني سعيد بن عمرو بن الزبير بن عمرو بن عمرو بن الزبير قال: أخبرني شيخ من أهل أيلة عن أبيه قال: بينا أنا في حمام بأيلة إذ دخل عليّ فتى صبيح علمت أنه من العرب حين رأيته، فسألته من هو؟ فقال: ثابت بن عبد اللّه بن الزبير.[ثم قال:]

لما رأيت أنها إحدى الأحد *** و برق الموت لنا ثم رعد

أممت هذا الخليفة [الأسد]

قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: كان ثابت بن عبد اللّه كأنه من رجال العرب. قال: و حدّثني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم و غيره: أن سليمان (3) بن عبد الملك إذ كان خليفة قال لثابت بن عبد اللّه بن أفصح الناس ؟ قال: أنا، قال: ثم من ؟ قال: أنا، قال: ثم من ؟ قال: ثم أنت. فرضي بذلك سليمان منه بعد ثلاث، و كان سليمان فصيحا.

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني محمد بن إسماعيل بن جعفر قال: قال بعض أتباع محمد بن علي بن أبي طالب: زار محمد بن علي ابنة أخيه نفيسة بنت حسن بن علي، و هي عند عبد اللّه بن الزبير فوجده عندها، فتحدثا ساعة، ثم خرج محمد بن علي و هو يقول: ما ظننت أن تلد النساء مثلك يا ابن الزبير ثم تمثّل:

ص: 128


1- المختصر: حكمة.
2- المختصر: حكمة.
3- بالأصل «سليم».

إذا أنه العس (1) سيد العشيرة *** قد يريها حتى يكون المؤخرا

و لم يلبث أن خرج عبد اللّه بن الزبير يقول: للّه درّك يا ابن الحنفية، فما رأيت كاليوم رجلا، ثم تمثل البيت الذي تمثله محمد بن علي.

قال: و خرج ابن الزبير متكئا على يد غلام أسلم مقرون (2) الحاجبين، مترادف الأسنان و قار. فوقفنا عليه (3) بجانب الدار، فجعل ابن الزبير يسأله، فما رأيت رجلا أجلد مسألة، و لا فتى أطرف جوابا منهما، فقلت لمحمد: من الفتى ؟ قال: ثابت بن عبد اللّه بن الزبير.

قال: و حدّثني الزبير، حدّثني أعمامه و السهمي عن مسور بن عبد الملك قال: كنا نأتي مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما ينزعنا إليه إلاّ استماع كلام ثابت بن عبد اللّه، و العجب بألفاظه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن الحياري الطبري - إملاء - نا الشيخ الإمام أبو الطّيّب سهل بن محمد بن سليمان، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن زياد، حدّثنا محمد بن مستادل، نا ابن أبي عمر بن خالد، حدّثني مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير قال: قال لي أبي: يا بني تعلّم العلم، فإنك إن تكن ذا مال يكن العلم كمالا، و إن تكن غير ذي مال يكن لك العلم مالا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو محمد بن زبر، حدّثنا إبراهيم بن مهدي، حدّثنا أبو حاتم السّجستاني، حدّثنا الأصمعي (4) عن جويرية بن أسماء قال: أتى عبد اللّه بن الزبير بابنه ثابت في قيوده فقال: أما و اللّه لو سلف من والد قتل ولده لقتلته، قال: فبينا هو كذلك إذ حمل عليه أهل الشام حتى دخلوا المسجد فقال: يا ثابت قم فرد هؤلاء عني، فقام (5):و إنه لفي ثوبين،

ص: 129


1- كذا رسمها بالأصل.
2- القرن: التقاء طرفي الحاجبين، و قد قرن و هو أقرن، و مقرون الحاجبين، و حاجب مقرون: كأنه قرن بصاحبه (اللسان).
3- الأصل «على».
4- بالأصل «بن» انظر ترجمة جويرية في سير أعلام النبلاء 317/7.
5- بالأصل «فقال» و الصواب ما أثبت.

فتناول سيفا و جحفة (1)،فردهم و لم يرجع حتى دمي (2) سيفه ثم رجع فقعد، فعاد أهل الشام فدخلوا المسجد فقال: يا ثابت قم فردهم عني، فقام فردهم حتى أخرجهم من المسجد. فلما قتل ابن الزبير لحق ثابت بعبد الملك بن مروان فأكرمه، ثم قال له يوما:

فيمن غضب عليك أبوك ؟ قال: أشرت عليه أن يخرج من مكة فعصاني و غضب علي، و كان عبد الملك قد قبض أموال ابن الزبير، فقال له ثابت: إن رأيت أن تردّ عليّ حصتي من مال أبي فافعل، فردّها عليه، فقال ثابت لحمزة: كيف ترى أبا بكر كان صانعا لو رأى هؤلاء قد سلّموا إليّ حصتي من ميراثه من بني ولده، و كنت أبغضهم إليه ؟ فقال: تاللّه إن كان يحاكمهم إلاّ بالسيف.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف و أنبأنيه أبو القاسم العلوي و أبو الوحش المقرئ عنه، أخبرنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت (3)،حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي، حدّثنا عون بن محمد الكندي، حدّثنا أبي، حدّثنا جعفر بن عبيد اللّه العلوي، حدّثني أبي عن جده قال: قال عبد الملك بن مروان لثابت بن عبد اللّه بن الزبير: أبوك كان أعلم بك حيث كان يشتمك، قال: يا أمير المؤمنين أ تدري لم كان يشتمني ؟ قال: لا و اللّه قال: إني كنت نهيته أن يقاتل بأهل مكة و أهل المدينة فإن اللّه لا ينصره بهم، أما أهل مكة فأخرجوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أخافوه ثم جاءوا إلى المدينة فأخرجهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و سيرهم يعرّض قوله هذا بالحكم بن أبي العاص حيث نفاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أما أهل المدينة فخذلوا عثمان حتى قتل بينهم لم يروا أن يدفعوا عنه، فقال عبد الملك لعنك اللّه، قال: يستحقها الظالمون، قال اللّه عز و جل: أَلاٰ لَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَى الظّٰالِمِينَ (4)فأمسك عنه (5).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم، أخبرنا أبو الحسن بن موسى السمسار - إجازة - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد قال: سمعت أبا الحسن علي بن الأعرابي الملجم يقول:

ص: 130


1- الحجفة: ترس مصنوع من جلد، و قد يكون من جلد لا خشب فيه.
2- رسمها بالأصل:«رمى» بالراء، و المثبت عن مختصر ابن منظور 336/5.
3- ضبطت عن تبصير المنتبه.
4- سورة هود، الآية:18.
5- الخبر في معجم البلدان «سرغ».

دخل ثابت بن عبد اللّه بن الزبير على عبد الملك بن مروان - و هو صبي صغير - فقال له عبد الملك: أ لا تنبئني لم كان أبوك يشتمك و يبعدك، إني لأحسبه كان يعلم منك ما تستحقّ منه أن يفعل ذلك بك ؟ فقال: إذن أخبرك يا أمير المؤمنين: كنت أشير عليه فيستصغرني و يردّ نصيحتي، من ذلك أني نهيته أن يقاتل بأهل مكة، و قلت له: لا تقاتل بقوم أخرجوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أخافوه، فلما جاءوا إلى الإسلام أخرجهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يعرّض بجدّه الحكم بن أبي العاص حين نفاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و نهيته عن أهل المدينة و ذكّرته أنهم خذلوا أمير المؤمنين عثمان، و تقاعدوا عنه حتى قتل بين ظهرانيهم - يعرّض ببني أمية و أبيه مروان - فقال عبد الملك: اسكت لعنك اللّه، فأنت كما قال الأول:

شنشنة أعرفها من أخزم (1).

قال ثابت: إني لكذلك في حلمي السلف، غير جبان و لا غدار - يعرّض بغدره بعمرو بن سعيد بن العاص (2)-و إني لكما قال كعب بن زهير (3):

أنا ابن الذي يحزني في حياته *** و لم أخزه لما (4) تغيّب في الرّجم

أقول شبيهات بما قال عالم (5) *** بهنّ و من أشبه أباه فما ظلم

فأشبهته من بين من وطئ الثرى (6) و لم ينتزعني شبه خال و لا ابن عمّ أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا

ص: 131


1- الرجز لأبي أخزم الطائي، جد أبي حاتم أو جد جده، و كان له ابن يقال له أخزم فمات أخزم و ترك بنين فوثبوا يوما في مكان واحد على جدهم أبي أخزم فأدموه فقال: إن بنيّ زملوني بالدم من يلق أبطال الرجال يكلم و من يكن درء به يقوم شنشنة أعرفها من أخزم كأنه كان عاقا، و الشنشنة: الطبيعة، أي أنهم أشبهوا أباهم في طبيعته و خلقه.(اللسان) و في العقد الفريد 99/5 أخزم: فحل كريم.
2- و هو الأشدق، و كان عبد الملك بن مروان قد قتله بعد أمانه سنة 70 ه و قال له: قلما اجتمع فحلان في إبل إلاّ أخرج أحدهما صاحبه، انظر في مقتله الطبري و ابن الأثير و تاريخ خليفة.
3- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 83 عن قصيدة بعنوان «أ تعرف رسما».
4- في الديوان:«حتى تغيب» و في اللسان «رجم»: حتى أغيب.
5- الديوان: قال عالما.
6- صدره في الديوان: و أشبهته من بين وطئ الحصى.

أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكار قال:

و أخبرني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: مات ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بسرغ (1) من طريق الشام، منصرفا من عند سليمان بن عبد الملك إلى المدينة، و كان سليمان له مكرما و لولد عبد اللّه بن الزبير، و ردّ عليهم أشياء لم يكن ردّها عبد الملك، و كان سليمان بن عبد الملك يشكر لعبد اللّه بن الزبير أتى سليمان من الطائف و كان غلاما يومئذ، فكساه و جهّزه إلى أبيه بالشام، و أحسن إليه و إلى من معه و عبد الملك يومئذ يحاربه، و أوصى ثابت بولده و هم صغار: نافع - و هو أكبرهم - و خبيب و مصعب و سعد و هم لأمهات أولاد شتى إلى أخيه عبّاد بن عبد اللّه بن الزبير (2).و توفي و هو ابن سبع أو ثمان و سبعين (3).

قال: و حدّثنا الزبير قال: و أخبرني عبد اللّه بن نافع أن ثابت بن عبد اللّه توفي بمعان (4) من طريق الشام، منصرفا من عند سليمان إلى المدينة.

و موته بسرغ أثبت عندنا.

1028 - ثابت بن عبيد بن سعيد السّنجاري

1028 - ثابت بن عبيد بن سعيد السّنجاري (5)

حدّث بأطرابلس الشام عن أبي عبد اللّه السموأل بن جعفر السّنجاري.

روى عنه: عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن سعيد السّنجاري.

1029 - ثابت بن عجلان

أبو عبد اللّه الأنصاري الحمصي (6)

سكن الباب سمع بدمشق القاسم أبا عبد الرّحمن، و مكحولا، و سليمان بن موسى، و حدث عن أبي أمامة، و أنس بن مالك، و سعيد بن المسيّب و سعيد بن جبير، و مجاهد،

ص: 132


1- أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك من منازل حاج الشام.
2- بالأصل «عبد اللّه» خطأ.
3- في نسب قريش ص 240 مات ثابت و قد زاد على السبعين، و ذكر ياقوت (مادة: سرغ) أنه مات في سبع أو ثمان و سبعين و مائة، و في هذا التاريخ تحريف شديد.
4- معان: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم البلدان).
5- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور، و السنجاري بكسر السين و سكون النون، نسبة إلى سنجار، مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة بينها و بين الموصل ثلاثة أيام.
6- تهذيب التهذيب 331/1 و ميزان الاعتدال 365/1.

و عطاء، و طاوس، و عبد اللّه بن أبي مليكة، و الحسن، و ابن سيرين، و الشعبي، و النخعي، و الحكم بن عتيبة، و ثابت البناني، و يزيد بن أبان الرّقاشي، و حمّاد بن أبي سليمان، و أيوب السّختياني، و الزهري، و عطاء الخراساني، و أبي عامر سليم بن عامر، و أبي كثير المحاربي، و عكرمة بن خالد المخزومي، و عمرو بن شعيب، و عبد الرّحمن بن سابط .

روى عنه: محمد بن مهاجر، و إسماعيل بن عياش، و مسكين بن بكير، و بقية، و محمد بن حمير، و عبد الملك بن محمد الصّغاني، و سويد بن عبد العزيز، و ليث بن أبي سليم، و رفدة بن قضاعة الغساني.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن البغدادي، أخبرنا أبو منصور محمد بن زكريا بن الحسن الأديب، و أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد الكوسج، و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الملطيان ح.

و أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن إبراهيم الجرجاني - بمنى - أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد السمسار، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمد القفّال قالوا: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن خرشيذ قوله: أخبرنا أبو محمد الحسن بن الربيع الأنماطي، حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا إسماعيل بن عياش عن ثابت بن عجلان عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن [اللّه] يقول: يا ابن آدم، إني إذا أخذت كريمتيك، فصبرت و احتسبت عند الصدمة الأولى، لم أرض [لك] ثوابا دون الجنة»[2735].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن علي (1) بن أحمد بن أحمد بن محمد بن بكران القويّ - بالبصرة - أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، حدّثنا يعقوب بن سفيان (2)،حدّثنا عمرو بن عثمان بن كثير بن دينار، حدّثنا بقية، حدّثنا ثابت بن العجلان قال: أدركت أنس بن مالك و ابن المسيّب و الحسن البصري و سعيد بن جبير، و الشعبي، و إبراهيم النخعي،

ص: 133


1- في ؟؟؟ علي بن محمد بن أحمد بن بكران.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 389/3.

و عطاء بن أبي رباح، و طاوسا (1)،و مجاهدا، و عبد اللّه بن أبي مليكة، و الزّهري، و مكحولا، و القاسم أبا عبد الرّحمن، و عطاء الخراساني، و ثابت البناني، و الحكم بن عتيبة، و أيوب السّختياني، و حمادا، و محمد بن سيرين و أبا عامر - و [كان] قد أدرك أبا بكر الصّدّيق - و يزيد الرقاشي، و سليمان بن موسى، كلّهم يأمرني بالصلاة في الجماعة، و ينهاني عن أصحاب الأهواء. قال بقية: ثم بكى و قال: يا ابن أخي ما من عمل أرجى لي، و لا أوسط (2) في نفسي من مشي إلى هذا المسجد، يعني مسجد الباب.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عروة حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا عبد الملك بن محمد بن ثابت عن عجلان قال: رأيت أنس بن مالك يعتمّ بعمامة سوداء [و لا يرخي] (3) من خلفه.

قال: حدّثنا سليمان، حدّثنا موسى بن عيسى بن المنذر، حدّثنا أبي، حدّثنا بقية بن الوليد قال: قال لي عبد اللّه بن المبارك: أخرج إليّ حديث محمد بن زياد و ثابت بن عجلان و قلت: ليس هو عندي مجتمعا، هي في الكتب، قال: اجمعها لي و تتبّعها.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسن الأصبهاني قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمد بن سهل، أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (4):ثابت بن عجلان الأنصاري الشامي، سمع عطاء بن أبي رباح، و القاسم، أبا (5) عبد الرّحمن، و سعيد بن جبير و أنس بن مالك، سمع منه بقية.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد ح قال: و أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا:

أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (6):أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال:

سألت أبي عن ثابت بن عجلان فقال: كان يكون بالباب و الأبواب، قلت: هو ثقة ؟

ص: 134


1- في المعرفة و التاريخ:«و طاوس و مجاهد».. و مكحول... و حماد.
2- في المعرفة و التاريخ: أوثق.
3- الزيادة عن مختصر ابن منظور 338/5.
4- التاريخ الكبير 166/2/1.
5- بالأصل «أنبأنا» و الصواب عن البخاري.
6- الجرح و التعديل 455/1/1.

فسكت، قال: و حدّثني أبو حاتم قال: سمعت دحيما (1) يقول: ثابت بن عجلان ليس به بأس، و هو من أهل أرمينية، روى عن القدماء عن سعيد بن جبير، و عطاء، و مجاهد [و] ابن أبي مليكة قال: و سمعت أبي يقول: ثابت بن عجلان لا بأس به صالح الحديث.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك و أبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: طبقة بعد التابعين و لم يصح سماع أحد منهم من الصحابة منهم: ثابت بن عجلان الأنصاري و لم يصح سماعه من ابن عباس، إنما يروي عن عطاء و سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب (2) المشغرائي، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح، حدّثنا مروان بن محمد، حدّثنا رفدة بن قضاعة الغسّاني قال: سمعت ثابت بن العجلاني (3) يقول: إن اللّه ليريد أهل الأرض بالعذاب فإذا سمع أصوات الصبيان يتعلمون الحكمة صرف عنهم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان المؤدب قالا:

أخبرنا أبو منصور بن شكرويه - زاد ابن البغدادي: و أبو المظفّر محمود بن جعفر الكوسج قالا:- أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان، حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الكريم، حدّثنا عمي أبو زرعة، حدّثنا صفوان بن صالح، حدّثنا مروان بن محمد، حدّثنا رفدة الغسّاني قال: سمعت ثابت بن عجلان يقول: إنّ اللّه عز و جل يريد بأهل الأرض عذابا، فإذا سمع الصبيان يتعلمون الحكمة صرف ذلك - زاد شيبان: عنهم-.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فثابت بن العجلان كيف حديثه ؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر بن بكران الشامي،

ص: 135


1- بالأصل «نعيم» و الصواب عن الجرح و التعديل.
2- بالأصل:«قلاب» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر «معجم البلدان: مشغرى» و الأنساب (المشغرائي).
3- كذا.

أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي (1):حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال: سألت أبي عن ثابت بن عجلان قال: كان يكون بالباب و الأبواب قلت: هو ثقة ؟ فسكت، كأنه (2) عرض في أمره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (3):في تسمية الضعفاء: ثابت بن عجلان شامي، له غير هذه الأحاديث و ليس بالكثير، و ذكر له ثلاثة أحاديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن بن سياوش، أنا أحمد بن محمد الكلاباذي قال: ثابت بن عجلان حمصي أبو عبد اللّه الأنصاري السّلمي سمع سعيد بن جبير، روى عنه محمد بن حمير الحمصي في الذبائح.

1030 - ثابت بن قيس بن الخطيم

1030 - ثابت بن قيس بن الخطيم (4)

و اسمه ثابت بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر

و هو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك

ابن الأوس الأنصاري الظفري

له صحبة، و شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم أحدا و ما بعدها، و صحب عليا عليه السلام، و ولاّه المدائن، و وفد على معاوية رضي اللّه عنه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد الرافقي - إجازة - أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، أخبرنا أحمد بن سعيد بن شاهين، أنا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري عن عبد اللّه بن محمد بن عمارة و هو ابن القداح مولى بني ظفر قال: و ولد كعب ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس و هو ظفر أربعة نفر: سوادا و عبد الرّزاح و الهيثم و مرّة، فولد سواد بن كعب ثلاثة نفر: عامرا

ص: 136


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 175/1 و تهذيب التهذيب 332/1.
2- بالأصل كان مرض» في تهذيب التهذيب «كأنه مرض» و المثبت عن الضعفاء الكبير للعقيلي.
3- الكامل في الضعفاء لابن عدي 97/2.
4- ترجمته في الاستيعاب 198/1 و أسد الغابة 274/1 و الإصابة 194/1 تاريخ بغداد 175/1

و عمرا و مالكا، و ولد عمرو بن سواد بن ظفر عديا، فولد عدي بن عمرو الخطيم و اسمه ثابت، فولد الخطيم بن عدي قيس بن الخطيم، و قد كان قيس بن الخطيم لقي النبي صلى اللّه عليه و سلم بمكة فدعاه إلى الإسلام فانتظر متى يقدم عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة فقتل قيس قبل قدوم النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو بقي الأديعج و فى»[2736] و من ولده: يزيد بن قيس و به كان يكنى، و ثابت بن قيس بن الخطيم خرج يوم أحد [فأصابه] (1) اثنتي عشرة جراحة و سماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حاسرا و جعل النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: يا حاسر أقبل، يا حاسر أدبر، و هو يضرب بسيفه بين يديه، و شهد المشاهد بعدها، و مات أيام معاوية.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي (3) في كتابه، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، أخبرني أحمد بن سعيد بن شاهين، حدّثني مصعب بن عبد اللّه بن مصعب عن عبد اللّه بن عمارة بن القداح قال: كان ثابت بن قيس بن الخطيم، شديد النفس، و كان له بلاء مع (4) علي بن أبي طالب و استعمله علي بن أبي طالب على المدائن (5) فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة بن شعبة الكوفة، و كان معاوية يبغي (6) مكانه، انصرف ثابت بن قيس إلى منزله، فيجد الأنصار مجتمعة في مسجد بني ظفر يريدون أن يكتبوا إلى معاوية في حقوقهم أول ما استخلف، و ذلك أنه حبسهم سنتين أو ثلاثا لم يعطهم شيئا، فقال: ما هذا؟ فقالوا: نريد أن نكتب إلى معاوية فقال: ما تصنعون أن يكتب إليه جماعة يكتب إليه رجل منا؛ فإن كانت كائنة برجل منكم [فهو] خير من أن تقع بكم جميعا، و تقع أسماؤكم عنده، فقالوا: فمن ذلك الذي يبذل (7) نفسه لنا؟ قال: أنا، قالوا: فشأنك.

فكتب إليه و بدأ بنفسه، فذكر أشياء منها: نصرة النبي صلى اللّه عليه و سلم، و غير ذلك. و قال: حبست حقوقنا، و اعتديت علينا و ظلمتنا، و ما لنا إليك ذنب إلاّ نصرتنا النبيّ صلى اللّه عليه و سلم. فلما قدم كتابه

ص: 137


1- سقطت من الأصل، و على هامشه:«لعله: فأصابه» و هو ما أثبت. و في الإصابة:«و جرح يوم أحد اثنتي عشرة جراحة».
2- الخبر في تاريخ بغداد 175/1 في ترجمة ثابت بن قيس بن الخطيم.
3- تاريخ بغداد: الرافعي.
4- بالأصل «علي» و المثبت «مع» عن تاريخ بغداد.
5- المدائن: انظر معجم البلدان 74/5-75.
6- تاريخ بغداد:«يتقي» و في الإصابة 195/1 «يكره».
7- عن تاريخ بغداد، و رسمها بالأصل «بيده».

على معاوية دفعه إلى يزيد، فقرأه ثم قال له: ما الرأي ؟ فقال: تبعث فتصلبه على بابه، فدعا كبراء أهل الشام فاستشارهم، فقالوا: تبعث إليه حتى تقدم به هاهنا و تقفه لشيعتك و لأشراف الناس حتى يروه ثم تصلبه، فقال: هل عندكم غير هذا؟ قالوا: لا، فكتب إليه:

قد فهمت كتابك، و ما ذكرت النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد علمت أنها كانت ضجرة لشغلي و ما كنت فيه من الفتنة التي شهرت فيها نفسك، فانظرني ثلاثا، فقدم كتابه على ثابت فقرأه على قومه، و صبحهم العطاء في اليوم الرابع. قال ابن القداح: حدّثني بهذا الحديث كله محمد بن صالح بن دينار مرسلا، و حدّثني ابنه صالح بن محمد قال: سمعت يعقوب بن عمر بن قتادة يحدّث بهذا الحديث. ثم أتاه بعد فأقام عنده فمكث عنده نحوا من شهرين لا يلتفت إليه، ثم استأذنه للخروج فبعث إليه بمائة ألف در هم فوضعها في منزله و تركها و خرج.

كذا في رواية الخطيب جملة عن ابن القداح. و رأيت في نسخة أخرى من كتاب ابن القداح كأنه زيادة من مصعب على ابن القداح و قال في آخره: قال مصعب: حدّثني بهذا الحديث كله محمد بن صالح بن دينار مرسل، و حدّثني به ابنه صالح بن محمد بن صالح قال: سمعت يعقوب بن عمر بن قتادة يحدّث بهذا الحديث ثم أتاه بعد، فأقام عنده فمكث عنده نحوا من شهرين لا يلتفت إليه ثم استأذنه للخروج، فبعث إليه بمائة ألف درهم فوضعها في منزله و تركها و خرج، و في هذا حديث طويل و شعر كله في حديث صالح بن محمد بن صالح، و قال: هذا أحرى (1) بالصواب.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا قالا: أنا أبو محمد الجوهري - قراءة - أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثانية من الأنصار ممن لم يشهد بدرا و شهد أحدا و ما بعدها من بني ظفر و اسمه كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس: ثابت بن قيس بن الخطيم بن عديّ بن عمرو بن سواد بن ظفر و أمه حواء بنت يزيد بن السكن بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل و كانت من المبايعات، و كان قيس بن الخطيم شاعرا و يكنى أبا يزيد فوافى سوق ذي المجاز فأتاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعاه إلى الإسلام و حرص عليه و جعل يرفق به و يكنيه، فقال قيس بن الخطيم: ما أحسن ما تدعو إليه، و لكن الحرب شغلتنى و قد بلغك الذي بيننا و بين قومنا فأقدم المدينة و انظر و أعود عليك، و كانت امرأته

ص: 138


1- مطموسة بالأصل و لعل الصواب ما أثبت.

حواء بنت يزيد بن السكن قد أسلمت فأوصاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بها و قال: احفظني فيها، فقال: أفعل، فقدم المدينة فقال: يا حواء قد أوصاني محمد بك و سألني أن أحفظه فيك و أنا فاعل فعدت بنو سلمة على قيس بن الخطيم بعد ذلك فقتلته، و لم يكن أسلم، و له عقب، فولد ثابت بن قيس بن الخطيم أبانا و أمه أم ولد، و عمرا و محمدا و يزيدا (1) قتلوا يوم الحرّة جميعا و ليس لهم عقب، و أم ثابت، و أمهم أم جندب بنت قيس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):ثابت بن قيس بن الخطيم بن عديّ بن عمرو (3) بن سواد بن ظفر، و هو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحدا و المشاهد بعدها. و يقال: إنه جرح يوم أحد اثنتي عشرة جراحة و عاش إلى خلافة معاوية، و استعمله علي بن أبي طالب على المدائن.

1031 - ثابت بن قيس بن منقّع

أبو المنقّع (4) النخعي

كوفي، حدّث عن أبي موسى الأشعري.

روى عنه: أبو زرعة بن عمرو بن جرير، و يزيد بن أوس الكوفيان.

و كان من جملة من سيّره عثمان رضي اللّه عنه إلى دمشق فيما حكاه الواقدي عن عيسى بن عبد الرّحمن عن أبي إسحاق الهمداني، و سيأتي ذكر ذلك في ترجمة جندب بن زهير، و قدم ثابت على معاوية أيضا.

كتب إليّ أبو محمد عبد الرّحمن بن حمد بن الحسن بن عبد الرّحمن الدوني (5)،

ص: 139


1- بالأصل:«يزيد».
2- تاريخ بغداد 175/1.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «عمر».
4- عن تهذيب التهذيب 333/1 و بالأصل و مختصر ابن منظور 339/5 «منفع أبو المنفع» بالفاء، و ضبطت نصا في التقريب: بضم الميم و فتح النون و تشديد القاف.
5- هذه النسبة بضم الدال و سكون الواو نسبة إلى دون، من قرى الدينور،(اللباب) ذكره و ترجم له.

ثم أخبرني أبو الحسن سعد الخير بن محمد عنه، أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد الكسّار (1)،أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ (2)،أنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي، أخبرني إبراهيم بن يعقوب، حدّثنا عمر بن حفص، حدّثنا أبي قال: و أنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا حفص ح.

قال: و أنا عمر بن منصور، حدّثنا عمر بن حفص بن غياث، حدّثنا أبي عن الحسن بن عبيد اللّه عن إبراهيم عن يزيد بن أوس عن ثابت بن قيس عن أبي موسى يرفعه قال:«أبردوا بالظهر فإن الذين تجدون من الحرّ من فيح جهنّم»[2737].

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (3) قال: ثابت بن قيس روى عنه أبو زرعة، و إبراهيم النّخعي يعد في الكوفيين. إبراهيم النخعي يروي عن يزيد بن أوس بن ثابت لا عن ثابت.

1032 - ثابت بن معبد أخو عطية بن معبد المحاربي

سمع أبا أمامة الباهلي، و روى عن تميم الدّاري مرسلا، و أبي إدريس الخولاني، و جابر المحاربي.

روى عنه: الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز.

و كان واليا على الساحل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، حدّثنا أحمد بن عبد الواحد، حدّثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن ثابت بن أبي إدريس عائذ اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إذا وضع الطعام

ص: 140


1- ترجمته في سير الأعلام 514/17.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 255/16.
3- الجرح و التعديل 168/2/1.

فليبدأ أمير القوم، أو صاحب الطعام، أو خير القوم»[2738]. ثم أخذ بيد أبي عبيدة، قال:

فكانوا يرون أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان صائما.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا بكر بن سهل، حدّثنا عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، حدّثنا كلثوم بن زياد، عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: خرجت غازيا فلمّا مررت بحمص خرجت إلى السوق لأشتري ما لا غناء للمسافر عنه، فلما نظرت إلى باب المسجد قلت: لو أني دخلت فركعت ركعتين فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد و ابن أبي زكريا و مكحول في (1) نفر من أهل دمشق فلما رأيتهم أتيتهم فجلست إليهم فتحدثوا شيئا ثم قالوا: إنا نريد أبا أمامة الباهلي، فقاموا و قمت معهم فدخلنا عليه، فإذا شيخ قد رقّ و كبر، فإذا عقله و منطقه أفضل مما ترى من منظره، فكان أول ما حدّثنا أن قال: إن مجلسكم هذا من بلاغ اللّه إياكم و حجته عليكم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد بلغ ما أرسل به و أن أصحابه قد بلّغوا ما سمعوا.

فتبلّغوا (2) ما تسمعون: كلهم ضامن على اللّه عزّ و جلّ ؛ رجل خرج في سبيل اللّه فهو ضامن على اللّه حتى يدخل الجنة أو يرجمه بما نال من أجر أو غنيمة و رجل دخل بيته بسلام، و ذكر الثالث.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا الفضيل بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا عيسى بن أحمد، حدّثنا بشر، أنا سعيد، حدّثني ثابت بن معبد قال: قال موسى عليه السلام: ربّ أي الناس أتقى ؟ قال: الذي يذكر و لا ينسى، قال: ربّ أي الناس أغنى ؟ قال: الذي يقنع بما يؤتى، قال:

ربّ أي الناس أعلم ؟ قال: الذي يأخذ من علم الناس إلى علمه، قال: ربّ أي الناس أحكم ؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال: ربّ أي الناس أعزّ؟ قال: الذي يغفر بعد ما يقدر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا إبراهيم بن نصر النّهاوندي، حدّثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال: ثلاثة أعين لا تمسّها النار: عين حرست

ص: 141


1- بالأصل «بن».
2- عن مختصر ابن منظور 340/5.

في سبيل اللّه، و عين سهرت بكتاب اللّه، و عين بكت في سواد الليل من خشية اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - قراءة - أخبرنا أبو محمد، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام عطية بن معبد و أخوه ثابت بن معبد محاربيان.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الفضل بن خيرون و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):ثابت بن معبد روى عنه الأوزاعي، منقطع.

و قال هشام بن عمّار، حدّثنا فضل، حدّثني الأوزاعي، حدّثني ثابت بن معبد قال:

قال لي جابر - رجل من محارب - هل راعك ما راعني ؟ قلت: و ما راعك ؟- يعني - قال:

لقد أتى عليّ حديث، و لو أتى آت فقال لي: يا جابر هل في قومك امرؤ سوء، و هذا أتاني آت فقال: هل [في] قومك رجل صالح ؟ لقلت: أتذكر هل فيهم امرؤ صالح.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمد بن طوق الطّبراني، حدّثنا عبد الجبار بن محمد بن مهنى الخولاني (2)،حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا يزيد بن محمد، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا هقل (3) بن زياد، حدّثني الأوزاعي، حدّثني ثابت بن معبد المحاربي قال: قال جابر - رجل من محارب - يا ثابت هل أراعك ما أراعني ؟ قلت: و ما أراعك ؟ قال: فردّه عليّ ثلاث مرات، فقال: لقد أتى عليّ حديث، و لو أن أتيا أتاني فقال: يا جابر هل في قومك امرؤ سوء؟ لقمت أتذكر هل فيهم (4) امرؤ صالح ؟ قال أبو (5) علي: و ثابت و عطية ابنا معبد المحاربيان من ساكني داريا روى عنهما

ص: 142


1- التاريخ الكبير للبخاري 169/2/1.
2- تاريخ داريا ص 103.
3- بالأصل «عقل» و المثبت عن........
4- ثمة سقط في العبارة شوش المعنى، و تمام عبارة الخولاني في تاريخ داريا: هل فيهم امرؤ سوء؟ و هذا أنا لو أتاني آت فقال: يا جابر هل في قومك امرؤ صالح لقمت أتذكر: هل فيهم امرؤ صالح.
5- كذا بالأصل، و لعل الصواب «علي» يعني علي بن محمد بن طوق الطبراني شيخ الخولاني.

الأوزاعي و ذكرهم (1) عبد الرّحمن بن إبراهيم في التابعين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبا رشأ بن نظيف - قراءة - أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن سعيد بن النحاس - بمصر - قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس - بمكة - أنا علي بن عبد العزيز البغوي، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثني أبو مسهر الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن ثابت بن معبد المحاربي قال: و كان من كبار أهل الشام و ولي هو و أخوه الساحل أربعين سنة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي القاسم السّميساطي أنا أبي أبو عبد اللّه محمد بن يحيى، أنا أحمد بن سليمان بن زبّان، حدّثنا هشام بن عمّار حدّثنا صدقة، أنا ابن جابر قال: استعار (2) رجل من القاسم بن مخيمرة نبلا يعترض لها فقال: لو أردت مني سهما ما أعطيتك قال: و كان القاسم بن مخيمرة يغزو الساحل متطوعا فلا يرجع إلاّ بإذن إمام جماعة الساحل ثابت أو عطية بن معبد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: و فيها يعني سنة اثنتين و مائة قدم ثابت بن معبد على البحر و المهاجر بن بشير بن الضّحّاك على أهل مصر، فخرجوا في ذي الحجة. فكان في نسخة ابن بشر و اللّه أعلم.

1033 - ثابت بن نعيم الجذامي

1033 - ثابت بن نعيم الجذامي (3)

من أهل فلسطين و كان رأسا في أهل اليمن و غزا المغرب في أيام هشام بن عبد الملك مع حنظلة بن صفوان الكلبي، فأفسد عليه الجند، فشكاه حنظلة إلى هشام، فكتب إليه يأمره بتوجيهه إليه فوجهه إليه، فحبسه هشام حتى قدم مروان بن محمد على هشام فاستوهبه منه، فوهبه له فأشخصه معه إلى أرمينية فولاّه و حباه، فكفر إحسانه و عصاه في بعض أمره إذ كان يلي أرمينية، فاعتقله مروان ثم منّ عليه و أطلقه، و شهد بدمشق البيعة

ص: 143


1- كذا، و في تاريخ داريا «و ذكرهما».
2- مطموسة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
3- بالأصل «الجزامي» بالزاي، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة بضم الجيم و فتح الذال إلى جذام قبيلة من اليمن نزلت الشام.(انظر الأنساب).

لمروان بن محمد بالخلافة، و ولاّه مروان فلسطين، ثم أن ثابتا كاتب اليمانية و راسلهم حتى خلعوا مروان، ثم بعث مروان عسكرا إلى فلسطين فهزم ثابت و أسر جماعة من ولده ثم تلطّف له عامل مروان على فلسطين فأخذه و بعث به إلى مروان إلى دمشق فقتله و قتل بنيه بدمشق.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره قالوا: أنا أبو محمد عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك حدّثنا محمد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم قال: فقلت للشيخ القنّسريني: فمن كان على مقدمته و ميمنته و ميسرته و ساقته يعني مروان حين غزا خزر في غزوة السائحة (1) فقال: كان على مقدمته فلان فنسيته و على ميمنته عبد الملك بن مروان ابنه، و على ميسرته الصّقر بن صفوان الحمصي و على ساقيته ثابت بن نعيم الجذامي، و هذه الغزوة كانت في أيام هشام بن عبد الملك. و ولاه مروان بن محمد على الجزيرة و أرمينية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكر: قال الليث بن سعد و فيها يعني سنة سبع و عشرين و مائة خلع ثابت بن نعيم أمير المؤمنين فيمن تبعه من أهل فلسطين فقاتله أهل الأردن فقدم إلى الهامة (2) فقاتل زبّان بن عبد العزيز فهزمه فهرب قال: و فيها يعني سنة ثمان و عشرين و مائة أخذ ثابت بن نعيم و بنوه فقتلوا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، أخبرنا موسى بن زكريا [عن خليفة] (3) بن خيّاط قال (4):و فيها يعني سنة سبع و عشرين و مائة خلع ثابت بن نعيم و قال: أنا الأصفر القحطاني - ثم وجه مروان الوليد بن معاوية إلى ثابت بن نعيم و هو بالطبرية، فحاصر أهلها فانهزم ثابت و قتل من أصحابه مقتله عظيمة [و هرب ثابت فأتى فلسطين مستخفيا] (5) و أتبعه مروان عمرو بن

ص: 144


1- و كان ذلك في سنة 119 كما في تاريخ خليفة.
2- الهامة: موضع بتيه مصر، و هي كورة واسعة فيها جبل ألاق (ياقوت)
3- زيادة للإيضاح.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 374.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ خليفة.

الوضاح و أبا الورد، فعلم بمكانه فأخذ، فبعث به إلى مروان بدمشق فقطع يديه (1) و رجليه.

أنبأنا أبو القاسم العلوي و أبو الوحش المقرئ عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب المكتب و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرّحمن قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدّثني روح بن الفرج، حدّثنا ابن بكير حدّثني الليث قال: و فيها يعني سنة ثمان و عشرين و مائة أخذ ثابت بن نعيم و بنوه فقتلوا، و قال بعض شعراء قيس، و قيل: إنه ابن ميّادة:

ما للجذامي الذي أخذ رأسه *** و لحيته ثم ابتغى ملكنا غرر

حذار كأن يلقاه يوما بموطن *** فوارس يرديها أبو الورد و الصقر

فوارس صدق لا يبالون من نوى *** يجرون أرماحا عواملها سمر

هم تركوا ما بين تدمر (2) و القفا *** قفا الشام أحوارا منازلها صفر

و كوتر المهدي بمصر حياؤه *** و أرماحه حتى أناخت له مصر

فما لك بالشام المقدس منزل *** و لا لك في نجد ذراع و لا شبر

و ما لك بين الأخشبين معرّس *** بمكة إلاّ حيث يرتقب الوتر

و عند الفزاري و العراقي عارض *** كأن عيون القمر في بيضة الجمر

و إنّ لقيس كل يوم كريهة *** وقائع مسرور بها الذئب و النسر

قرأت ذلك بخط عبد اللّه بن سعد القطربلي مما حكاه عن أبي الحسن المدائني، و أبو الورد هو ابن الذهيلي بن زفر، و الفزاري: يزيد بن عمر بن هبيرة.

1034 - ثابت بن هشام الكلبي المكي المرّي

أحد من كان مع يزيد بن أبي سفيان ليلة غلب على دمشق، له ذكر:

1035 - ثابت بن يحيى بن إسار

أبو عبّاد الرّازي (3)

كاتب المأمون، و كان يصحبه في سفره و حضره، و أراه قدم معه دمشق، و كان من الكفاة.

ص: 145


1- عن تاريخ خليفة و بالأصل «يده».
2- تدمر مدينة قديمة مشهورة في برية الشام، بينها و بين حلب خمسة أيام (ياقوت).
3- الوافي بالوفيات 472/10 سير أعلام النبلاء 199/10 و فيهما «يسار» بدل «إسار» و الطبري 660/8.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن سيبخت البغدادي، حدّثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، حدّثنا عون بن محمد حدّثني أبي قال: سمعت أبا عباد و ذكر المأمون فقال: كان و اللّه أحد ملوك الأرض الذي يجب له هذا الاسم بالحقيقة، ثم أنشأ يحدث قال: كان يلزم بابي رجل لا أعرفه فلما طالت ملازمته قلت له: بسوء لقائي: يا هذا ما لزومك بابي قال: طالب حاجة، قلت و ما هي ؟ قال: توصلني إلى أمير المؤمنين، أو توصل لي رقعة. قلت: ما يمكنني ما تريد في أمرك.

فانصرف و لم يردّ عليّ شيئا؛ و جعل يلزم الباب فما يفارقه، فإذا انصرفت فرآني نشيطا تصدّى لي، فأراني وجهه فقط ، فإن رآني بغير تلك الحال كمن ناحية فما زالت تلك حاله صابرا علينا حتى رفقت عليه. فقلت له يوما، و قد انصرفت من الدار: مكانك، فأقام، فقلت للغلام: أدخل هذا الرجل، فأدخله، فقلت: يا هذا إني أرى لك مطالبة جميلة، فأظن أنك ترجع إلى محتد كريم، و أدب بارع، قال: أما المحتد فرجل من الأعاجم، و أما الأدب فأرجو أن تجده إن طلبته. قلت: إنّ عندي منه علما، قال: و ما هو أدام اللّه عزك ؟ قلت: صبرك على المطالبة الجميلة، قال: ذلك أقلّ أحوالي أعزك اللّه، قال: فدخلتني له جلالة فقلت: حاجتك ؟ قال: ضيعة صارت لأمير المؤمنين أيّده اللّه كانت لسعيد بن جابر، و كنا شركاءه فيها فجاء وكيله فضرب منارة على حدودنا و حدوده، و هذه ضيعة كنا نعود بفضلها على القريب و الصديق، و الجار و الأخ قلت: فمعك رقعة ؟ قال: نعم، فأخرج رقعة من خفّه فيها مظلمته، فلما قرأتها و وضعتها. فقام فانصرف، فخفّ على قلبي، و أحببت نفعه فأدخلته على المأمون مع خمسة من أصحاب الحوائج، فاتفق أن كان أول من يتكلم منهم، فاستنطق رجلا فصيحا حسن العبارة لسنا (1) فقال: تكلم بحاجتك، فتكلم فقال: يا ثابت وقّع له بقضائها، ثم قال: أ لك حاجة ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين أرض غلبني عليها ابن البختكان بالأهواز بقوة السلطان، فأخرجها عن يدي، و دعاني إلى أخذ بعض ثمنها. فقال: يا ثابت وقّع له بالكتاب إلى القاضي هناك يأمره بإنصافه و إخراج يد ابن البختكان من حقه و أخذها من الرجل بحكمه. أ لك حاجة ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين قطيعة كان المنصور أقطعها أبي، فأخذت من أيدينا بسبب البرامكة. قال: وقّع بردّ عليه

ص: 146


1- الأصل:«لسانا» و المثبت عن مختصر ابن منظور 341/5.

هذه موفورة و ينظر ما أخرجت منذ قبضت عنهم إلى هذه الغاية، فدفع إليهم حاصل غلاتهم. ثم قال: أ لك حاجة ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، عليّ دين قد كظّني و أذلّني بكثره و قوّى عليّ أربابه قال: و كم دينك ؟ قال: أربعمائة ألف دينار، قال: وقّع يا ثابت بقضاء دينه. قال: فسأل سبع حوائج قيمتها ألف ألف درهم فو اللّه ما إن زالت قدمه عن مقرّها حتى قضيت. فامتلأت غيظا و فرت فور المرجل حتى لو أمكنت من لحمه لأكلته. ثم دعا للمأمون.[و خرج] (1) فقال: يا ثابت أ تعرف هذا الرجل ؟ قلت: فعل اللّه به و فعل، فما رأيت و اللّه رجلا أجهل منه و لا أوقح وجها، فقال: لا تقل ذلك فتظلمه، فما أدري متى خاطبت رجلا هو أعقل منه، و لا أعرف بما يخرج من رأسه، فقصصت عليه قصته أولها و آخرها فقال: هذا من الذي قلت لك، ثم قال: و أزيدك أخرى و لا أحسبك فهمتها، قال:

قلت: و ما هي جعلني اللّه فداك يا أمير المؤمنين ؟ قال: أ ما رأيت خاتمه في إصبعه اليمنى ؟ قال: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (2) أبو عباد ثابت بن يحيى كاتب المأمون.

أخبرنا أبو الفتوح أسامة بن محمد بن زيد العلوي، أنا أبو جعفر بن المسلمة - إجازة - قال: أجاز لنا أبو عبيد اللّه بن عمر بن موسى المرزباني قال عبد اللّه بن أبي الجزار - و في نسخة الهداد - يقول في أبي عبّاد ثابت بن يحيى بن إسار الرازي وزير المأمون يمدحه (3):

إذا ما زمان السوء مال بركنه *** علينا عدلناه بإحسان ثابت

كريم يفوت (4) الناس سروا و كتبة *** و ليس الذي يرجوه منه بفائت

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه العكبري، أنا أبو يعلى محمد بن الحسن بن محمد بن الفراء، أنا أبو القاسم بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد المعدّل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثني القاسم بن أحمد الكاتب قال:

أخبرني حجّاج الكاتب قال: كان حفصوية الكاتب المروزي مع المأمون ففارقه بعد انكفاء المأمون إلى العراق و ساءت حاله فلحق به و حجب عنه، فسأل الحاجب أن يوصل إليه رقعة

ص: 147


1- زيادة عن المختصر.
2- سورة محمد، الآية:30.
3- البيتان في الوافي بالوفيات 472/10 و نسبهما لأبي الهداهد.
4- الوافي: يفوق.

فأبى ثم سأله أن يلقيها في مجلسه حيث يراها، فحمل فاحتمل المأمون الرقعة فإذا فيها:

هذا كتاب فتى له همم *** ألقت إليك رحاه هممه

على الزمان يدي عزيمته *** و هوت به من حالق قدمه

و تواكلته ذوو قرابته *** و طواه عن أكفانه عدمه

أفضى إليك بحاله قلم *** لو كان يعلمها بكى قلمه

فلما قرأها المأمون أطال النظر فيها فقال يحيى بن أكثم: إنك لتطيل النظر في هذه يا أمير المؤمنين فقال المأمون هذه الأبيات:

يا ليت يحيى لم تلده أكثمه *** و لم تطأ أرض العراق قدمه

أي يراها لم يلقها قلمه

و أذن لحفصوية و أمر له من مال أبي عباد الكاتب بمائتي ألف درهم، و من مال زيد بن زبير (1) بمائة ألف درهم. فسأله أبو عباد أن يتجافى له عن مائة ألف و يأخذ مائة ألف فامتنع و هجاه فقال (2):

أول (3) الأمور بضيعة و فساد *** أمر تقلّده (4) أبو عبّاد

يسطو على جلسائه بدواته *** فمرمّل و مضمّخ بمداد (5)

و كأنه من دير هزقل مفلتا (6) *** حردا يجر سلاسل الأقياد

فاشدد أمير المؤمنين وثاقه *** فأصحّ منه يشد (7) بالحداد

ثم سأله زيد أن يتجافى له عن بعض ما أمر به فأبى و هجاه فقال:

ص: 148


1- كذا، و سيأتي «خنزير».
2- الأبيات في الوافي بالوفيات 473/10 منسوبة إلى دعبل الخزاعي. و هي في ديوانه ص 181 و انظر تخريجها فيه.
3- في الديوان: أولى.
4- الديوان: يدبره.
5- البيت في ديوان دعبل: يسطو على كتّابه بدواته فمضمّخ بدم و نضح مداد
6- الديوان: مفلت حرد. و بالأصل:«و كأنه من يرهم قل» كدا و المثبت عن الديوان، و هزقل دير مشهور بين البصرة و عسكر مكرم.
7- الديوان: بقية الحداد.

ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة *** حتى أتيتك يا زيد بن خنزير

يا حابس الروث في أعفاج بغله *** بخلا على الحبّ من لقط العصافير

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الصّلت، حدّثنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، أخبرني جعفر بن قدامة قال: أخبرني() (1) قال: اشترى جدي أبو عبّاد جاريته سلمى اليمامية من نخّاس مكي فقدم بها عليه، فلما جاءه بها أراد أن يمتحنها فأنشد:

من لمحب أحب في صغره *** فصار أحدوثة على كبره

من نظر شفه و أرقه فكان *** مبدأ بلواه من نظره

ثم قال لها: أجيزي ما سمعت، فقالت غير متوقفة:

لو لا التمني لمات من كمد *** مدا الليالي يزيد في فكره

ما أزله سعد فيسعده *** بالليل في طوله و في قصره

الجسم يبلى فلا حراك به *** و الروح فيها أرى على أثره

قال() (2):و أنشدني أبو يحيى بن أبي عباد لها ترثي جدي:

يكفي الزمان فعاله يكفي *** أبقى البغيض و يرثي إلفي

يا فادحا شطر المزار به *** ما التذّ بعدك بالكرى طرفي

أغفى لكي ألقاك في حلمي *** و من الكبائر ثاكل يغفي

1036 - ثابت بن يزيد بن شرحبيل بن السّمط الكندي الحمصي

كان أحد الرسولين اللّذين وجههما يزيد بن عبد الملك ببيعته إلى البصرة، و كان أميرها إذ ذاك عدي بن أرطأة، له ذكر.

1037 - ثابت بن يوسف بن الحسين

أبو الحسن الورثاني (3)

حدّث عن تمام بن محمد، روى عنه علي الحنّائي.

ص: 149


1- كلمة غير واضحة بالأصل.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- هذه النسبة إلى ورثان قرية من قرى شيراز قاله السمعاني، و ضبطت عند ياقوت بسكون الراء، بلد هو آخر حدود أذربيجان.

قرأت بخط أبي الحسن ثابت بن يوسف بن الحسين الورثاني، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا علي بن الحسين بن محمد المقرئ، حدّثنا بكّار بن قتيبة، حدّثنا صفوان بن عيسى، حدّثنا محمد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنما أنا لكم مثل الوالد، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة، و لا يستدبرها، و إذا استطاب فلا يستطب بيمينه». و كان يأمر بثلاثة أحجار، و ينهى عن الرّوث و الرّمّة. عبد اللّه هذا هو تمام بن محمد وليد الحنّائي للنزول، و رواه عن ثابت لأجل حرف الثاء. و قد رواه تمام عن أبي الحسن بن حذلم أيضا عن بكّار[2739].

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام من محمد، أنا أبو الحسن بن حذلم [أنا] بكار بن قتيبة فذكر مثله.

1038 - ثابت مولى سفيان ابن أبي مريم

و يقال: مولى أبي سفيان. حكى عن معاوية بن أبي سفيان، و غزا معه أرض الروم.

روى عنه: أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم الغسّاني الحمصي.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد، حدّثنا قيس بن مسلم البخاري، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا سعيد بن عبد الجبار، أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، حدّثنا ثابت مولى أبي سفيان قال:

غزوت مع معاوية بن أبي سفيان أرض الروم فوقع ثابت في و حلة، فنادى: يا عباد اللّه المسلمين، فكان أول من أجاب معاوية، فنزل و نزل الناس و قالوا: نكفي الأمير فقال: لا إنه بلغني أنه أول من يبعث جبرائيل، فأحببت أن أكون الثاني.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون [أنا] أبو الحسين بن الطّيّوري و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (2):ثابت مولى سفيان بن أبي مريم سمع

ص: 150


1- بالأصل «زيدة» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.
2- التاريخ الكبير 163/2/1.

معاوية، روى عنه أبو بكر بن أبي مريم، يعد في الشاميين. و كذا حكى أبو محمد بن أبي حاتم عن أبيه (1).

1039 - ثبيت بن يزيد البهراني حمصي

فارس قدم دمشق في الجيش الذي توجه إليها من حمص للطلب بدم الوليد بن يزيد، له ذكر. حكى عنه رجل من أهل حمص.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (2):قال [أبو] خالد: قال أبو الخطاب: فحدّثني أبو علقمة الثقفي عن شيخ من أهل حمص قال: حدّثني ثبيت البهراني قال: قدم علينا الحرشي برذعة (3) على دوابّ البريد، فسرنا معه إلى البيلقان (4) و مضوا (5) نحو أذربيجان، قال: و أقبل عسكر للخزر معهم عجل كثير عليها سبايا المسلمين و الغنائم من أهل أردبيل.

قال ثبيت: فوجهني الحرشي طليعة فأتيت العسكر و هم نيام فانصرفت فأخبرته فحضّض أصحابه و سار إليهم، فاستنقذ العجل بما فيها.

قال ثبيت فوجهني إلى مدينة البيلقان و كتب إلى هشام بن عبد الملك بذلك (6)،ثم أخذ (7) عجلا كثيرة من ناحية ورثان عليها سبايا و غنائم فبيّتهم فقتل من كان معها من العدوّ، و أدخل العجل مدينة ورثان و كتب إلى هشام بالفتح، و توجّه فلقي طاغية الخزر فهزمهم اللّه و هرب الطاغية و أحرز الحرشي ما كان معه من سبايا المسلمين و غنائمهم.

1040 - ثروان أبو علي، مولى عمر بن عبد العزيز

حكى عن عبد العزيز بن مروان.

ص: 151


1- راجع الجرح و التعديل 461/1/1.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 342.
3- برذعة، بلد في أقصى أذربيجان (ياقوت) و بالأصل: بردعة.
4- بالأصل «البيقلان» و المثبت عن خليفة، و البيلقان مدينة قرب الدربند، الذي يقال له باب الأبواب، قاله ياقوت.
5- بالأصل:«و مضى» و المثبت عن خليفة.
6- خليفة: بالفتح.
7- خليفة: ثم أخبر بعجل كثيرة.

حكى عنه ضمرة بن ربيعة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمد بن جعفر الزّرّاد، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ضمرة قال: سمعت ثروان مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان قال: دخل عمر بن عبد العزيز و هو غلام اصطبل أبيه فضربه فرس على وجهه، فأتي [به] أبوه يحمل، فجعل يمسح الدم عن وجهه و يقول: لئن كنت أشجّ بني أمية إنك لسعيد، إنما شجّ عمر بن عبد العزيز بدمشق.

كذلك، أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - حدّثنا محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني، نا أحمد بن زهير بن حرب، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم، حدّثنا مروان بن شجاع عن سالم الأفطس أن عمر بن عبد العزيز رمحته (1) دابّة و هو غلام بدمشق، فأتيت به أم عاصم، فذكرت الحكاية.

1041 - ثريّا بن أحمد بن الحسن بن ثريا

أبو القاسم الألهاني البزّاز

حدّث عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر بن أبي الزّمزام (2).

روى عنه: أبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان، و علي بن محمد الحنّائي، و عبد العزيز بن أبي طاهر، و أبو القاسم بن أبي العلاء.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكناني، أنا أبو القاسم ثريا بن أحمد بن الحسن بن ثريا الألهاني - قراءة عليه - حدّثنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، حدّثنا جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرّوّاس، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا ابن عياش، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلاّ مع ذي محرم لا تحلّ له».

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):أما ثريا - أوله ثاء

ص: 152


1- أي رفسته، يقال: رمحه الفرس كمنع: رفسه (القاموس).
2- بالأصل «الرمرام» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 140/16.
3- الاكمال لابن ماكولا 556/1.

معجمة بثلاث [و بعد الراء ياء معجمة باثنتين من تحتها - ثريا] (1) بن أحمد الألهاني الدّمشقي، حدّث عن الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي الدمشقي، حدث عنه أبو القاسم بن أبي العلاء، و عبد العزيز الكتاني.

ذكر من اسمه ثعلبة

1042 - ثعلبة بن هشام بن يحيى بن يحيى بن قيس الغسّاني

1042 - ثعلبة بن هشام بن يحيى بن يحيى (2) بن قيس الغسّاني

حكى عن أبيه.

حكى عنه إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى.

1043 - ثعلبة بن جعفر بن أحمد بن الحسين

أبو المعالي بن أبي محمد السّرّاج

قدم مع أبيه دمشق؛ و سمع بها أبا بكر الخطيب، و أبا القاسم الحنّائي، و عبد الدائم بن الحسن، و عبد العزيز الكتاني. ثم عاد إلى بغداد و أقام بها إلى أن توفي و بها سمعت منه.

أخبرنا أبو المعالي ثعلب بن جعفر في جماعة قالوا: أنا أبو القاسم الحنّائي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي - لفظا - حدّثنا أبو بكر محمد بن خريم (3)،حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا مالك، حدّثني نافع عن عبد اللّه بن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قطع سارقا في مجنّ قيمته ثلاثة دراهم (4).

قال لي أبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف: سألت ثعلبة بن جعفر السّرّاج عن مولده فقال: سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة، و مات يوم الأحد وقت العصر، و دفن يوم الاثنين السابع و العشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع و عشرين و خمسمائة بباب بيرز، و لم يكن الحديث من شأنه. كان بوابا لدار القاضي أبي سعد الهروي.

1044 - ثقة بن عبد الرّحمن الكلبي

حكى عن خليد بن عجلان.

حكى عنه النضر بن يحيى بن معرور الكلبي، و أبو الحسن المدائني.

ص: 153


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الاكمال.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
3- تقرأ بالأصل «حزيم» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
4- رسمها بالأصل ناقص، و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 343/5.

ذكر من اسمه ثمامة

1045 - ثمامة بن حزن بن عبد اللّه بن سلمة

ابن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة

ابن معاوية بن بكر بن هوازن القشيري البصري (1)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره، و قيل بل له صحبة.

و حدّث عن عمر، و عثمان، و عائشة، و ابن عمر، و أبي الدرداء.

روى عنه: سعيد بن إياس الجريري، و القاسم بن الفضل الحدّاني، و الأسود بن شيبان، و كهف والد عبد اللّه بن كهف القشيري. و قدم دمشق و سمع من أبي الدرداء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو الفضل أحمد [بن] الحسن بن هبة اللّه، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني ح.

و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قالا: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا علي - يعني ابن الجعد - حدّثنا - و في حديث الصّريفيني، أخبرني - القاسم بن الفضل عن ثمامة بن حزن القشيري قال: سألت عائشة عن النبيذ فدعت جارية حبشية فقالت: سل هذه فإنها كانت تنبذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3)، فسألتها و قالا: فقالت: كنت أنتبذ - و قال الصّريفيني أنبذ - لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سقاء من اللّيل و أوكيه - و قال الصّريفيني: ثم أوكيه - فإذا أصبح شرب منه - زاد الصّريفيني و في

ص: 154


1- الوافي بالوفيات 18/11 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل «المززقي» خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
3- بعدها:«ناد بن المأمون» مقحمة، فحذفناها.

الحديث كلام أكثر من هذا. لم أضبطه عن علي بن الجعد.

أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، حدّثنا محمد بن محمد الباغندي ثنا شيبان، حدّثنا القاسم بن الفضل، حدّثنا ثمامة بن حزن القشيري قال: لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ فحدّثتني أن وفد عبد القيس سألوا النبي صلى اللّه عليه و سلم عن النبيذ، فنهاهم أن يشربوا في الدّبّاء و النّقير و المزفّت و الحنتم (1)، فدعت عائشة جارية حبشية فقالت: سل هذه، إنها كانت تنبذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فسألتها فقالت: كنت أنبذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (2) في سقاء من الليل، و أوكيه (3) فأعلقه، فإذا أصبح شرب منه.

رواه مسلم (4) عن شيبان [بن فرّوخ].

قرأت بخط أبي محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر السني، و ذكر أنه وجد بخط أبي الحسين الرازي، حدّثنا أبو عبيد اللّه محمد بن يوسف بن بشر الهروي، حدّثني الحسن بن عليل بن الحسن العنزي، حدّثنا صالح بن عديّ ، حدّثنا محمد بن الحسن إمام مسجد جرم حدّثنا شعبة الجريري قال: سمعت ثمامة بن حزن قال: قدمت الشام فرأيت شيخا مثل قفة قال: فإذا هو يقول: أعوذ باللّه من الشر، و إذا هو أبو الدرداء.

كتب إليّ أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو محمد بن الآبنوسي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا محمد بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي (5) قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: ذكر بعض أهل النسب من بني

ص: 155


1- الدباء القرع، واحدتها دباءة، كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب. و المزفت إنا طلي بالزفت، و هو نوع من القار، ثم انتبذ فيه. و الحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى ثم المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم، واحدتها حنتمة. و النقير: أصل النخل ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، و النهي واقع على ما يعمل فيه، لا على اتخاذ النقير. (راجع النهاية: دبب - حنتم - زفت - نقر).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت عن الرواية السابقة.
3- أوكيه أي أشده بالوكاء و هو الخيط ، الذي يشد به رأس القربة.
4- صحيح مسلم 36 كتاب الأشربة حديث 2005.
5- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى برقة، بلدة تقارب تروجة من أعمال المغرب.

عامر أنه صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم من بني قشير: معاوية بن حيدة بن قشير، و ثمامة بن حزن بن عبد اللّه بن سلمة بن قشير، و قرّة بن هبيرة بن عامر بن سلمة بن قشير، و ذكر غيرهم.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):قال لي علي بن نصر حدّثنا سهل بن حمّاد أبو عتاب، حدّثنا القاسم بن الفضل، حدّثنا ثمامة بن حزن القشيري قال: قدمت على عمر و أنا ابن خمس و ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أحمد بن الحسن أبو طاهر - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين بن عمران، أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو حفص الأهوازي حدّثنا خليفة بن خيّاط قال: و من قشير بن كعب بن عامر بن ربيعة ثمامة بن حزن، روى عن عثمان.

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و محمد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (2):ثمامة بن حزن القشيري، سمع عائشة، سمع منه الأسود بن شيبان البصري، و الجريري، و رأى عبد اللّه بن عمر، و أبا الدرداء.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا الحسين الفأفاء قال: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (3):

ثمامة بن حزن القشيري. روى عن عمر، و عثمان، و عائشة و ابن عمر، روى عنه الجريري، و داود و الكهف أبو عبد اللّه، و القاسم بن الفضل، و الأسود بن شيبان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قرأت بخط مسلم بن

ص: 156


1- التاريخ الكبير 176/2/1.
2- التاريخ الكبير 176/2/1.
3- الجرح و التعديل 465/1/1.

الحجّاج ذكر من أدرك الجاهلية و لم يلق النبيّ صلى اللّه عليه و سلم و لكنه صحب الصحابة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم:

ثمامة بن حزن القشيري، قال أبو عبد اللّه: فحدّثني بعض مشايخنا من الأدباء:

[المخضرم] (1):اشتقاقه من أهل الجاهلية كانوا يخضرمون آذان الإبل يقطعونها لتكون علامة لإسلامهم إن أغير عليها أو حوربوا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن الواحد، حدّثنا شجاع بن علي قال: قال لنا أبو عبد اللّه بن مندة: ثمامة بن حزن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم روى عنه القاسم بن الفضل، و قدم على عمر في خلافته و هو ابن خمس و ثلاثين سنة. قاله القاسم بن الفضل.

أخبرنا أبو محمد السلمي قال: أجاز لنا أبو زكريا البخاري ح.

و حدّثنا خالي أبو المعالي: محمد بن يحيى القاضي، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال: حزن بالحاء و النون و الزاي، ثمامة بن حزن القشيري، عن أبي هريرة، و عائشة. روى عنه الجريري و القاسم بن الفضل.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ قال: ثمامة بن حزن القشيري أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره، رأى عمر بن الخطاب، و عثمان، و عائشة. قدم على عمر في خلافته و هو ابن خمس و ثلاثين (2).

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):أما حزن - أوله حاء مفتوحة ثم زاي ساكنة-[و ثمامة] (4) ابن حزن القشيري، يروي عن عائشة و أبي هريرة، روى عنه الجريري و القاسم بن الفضل الواسطي (5).

حدّثنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو بكر الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:

سألت يحيى بن معين عن ثمامة بن حزن ؟ فقال: ثقة.

ص: 157


1- زيادة مقتبسة عن مختصر ابن منظور 344/5 و الإصابة 206/1.
2- انظر الإصابة 206/1 و أسد الغابة 296/1.
3- الاكمال لابن ماكولا 453/2-454.
4- الزيادة عن الاكمال 454/2.
5- اللفظة لم ترد في الاكمال. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 290/7 و لم ترد فيه أيضا.

1046 - ثمامة بن عديّ القرشي

1046 - ثمامة بن عديّ القرشي (1)

أمير صنعاء، له صحبة.

حكى عنه أبو الأشعث الصّنعاني.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن عمرو البختري، حدّثنا أحمد بن الوليد الفحّام، حدّثنا كثير بن هشام، حدّثنا النّضر بن معبد عن أبي قلابة، حدّثني أبو الأشعث الصّنعاني أن ثمامة كان على صنعاء، و كان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما جاء نعي عثمان بكى بكاء شديدا، فلما أفاق قال: هذا حين انتزعت خلافة النبوة من آل محمد، و صارت ملكا و جبريّة، من غلب على كل شيء أكله.

قال ابن مندة رواه معمر و وهيب و عبد اللّه بن عمر و غيرهم عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث نحوه. و ثمامة بن عديّ القرشي له صحبة، كان على صنعاء الشام.

و رواه معمر بن راشد و إسماعيل بن عليّة عن أيوب عن أبي قلابة فلم يذكرا أبا الأشعث، و رواه وهيب بن خالد عن أيوب فذكره.

أنبأناه أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرّزّاق، أنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة ح.

و حدّثناه أبو حامد أحمد بن محمد، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن زرارة، حدّثنا إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة: أن رجلا من قريش يقال له ثمامة كان على صنعاء، فلما جاء قتل عثمان بكى فأطال البكاء، فلما أفاق قال: اليوم انتزعت النبوة. أو قال: خلافة النبوة من أمة محمد، و صارت ملكا و جبرية من غلب على شيء أكله.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن

ص: 158


1- الاستيعاب 203/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 296/1 الإصابة 203/1 قال أبو عمر في الاستيعاب: لا أدري من أي قريش هو.

سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1):قال لنا موسى، حدّثنا وهيب، حدّثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث أن ثمامة القرشي كان على صنعاء، و له صحبة، فلما جاءه قتل عثمان بكى فأطال، فقال: اليوم نزعت الخلافة من أمة محمد و صارت ملكا و جبرية، من غلب على شيء أكله. قال البخاري: ثمامة بن عديّ القرشي، و كان على صنعاء.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي (2)،حدّثنا أبو نعيم حدّثنا أبو قحذم (3) عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصّنعاني قال: كنت شاهدا (4) ثمامة حين جاء قتل عثمان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (5) في تسمية عمال عثمان - رضي اللّه عنه - و على اليمن يعلى بن أمية من بلعدوية و أمه منية، و كان على صنعاء حين قتل عثمان رجل يقال له ثمامة، و هذا القول من خليفة يدل على أنها صنعاء اليمن، و ذلك هو الصواب.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح و قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (6):ثمامة بن عديّ القرشي شامي و كان على صنعاء له صحبة، روى أبو (7)قلابة عن أبي الأشعث الصّنعاني عنه، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ قال: ثمامة بن

ص: 159


1- التاريخ الكبير 176/2/1.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 630/1.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
4- هو النضر بن معبد، انظر الكنى لمسلم. و أبو قلابة اسمه عبد اللّه بن زيد الجرمي، انظر الكنى لمسلم و تقريب التهذيب.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 179.
6- الجرح و التعديل 465/1/1.
7- بالأصل «أبي».

عديّ القرشي له صحبة كان على صنعاء الشام، واليا من قبل عثمان، روى عنه أبو الأشعث الصّنعاني.

1047 - ثمامة بن يزيد الأزدي

ولي قضاء دمشق في صدر خلافة أبي جعفر، ولاّه صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر، أنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد اللّه الطّرسوسي، حدّثنا الحسن بن رشيق، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي أبو بكر، حدّثنا داود بن رشيد أبو الفضل، حدّثنا الوليد بن مسلم (1) حدّثنا خالد بن يزيد عن أبيه أن أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق، و أنه لما احتضر أتاه معاوية عائدا له فقال: من ترى لهذا الأمر بعدك ؟ قال: فضالة بن أبي (2)عبيد، فلما توفي أبو الدرداء قال معاوية لفضالة بن أبي (3) عبيد قد وليتك القضاء قال:

فاستعفى منه، قال: فقال له معاوية: و اللّه ما حابيتك بها، و لكني استترت بك من النار فاستتر منها ما استطعت. قال: و قال غير ابن أبي مالك: فولي فضالة بن عبيد ثم من بعد فضالة أبو إدريس الخولاني ثم زرعة بن ثوب (4) المقرائي ثم عبد الرّحمن بن الخشخاش (5) العذري لعمر بن عبد العزيز، ثم نمير بن أوس الأشعري لهشام، ثم يزيد بن أبي مالك الهمداني لهشام، ثم الحارث بن محمد الأشعري لهشام، ثم يزيد بن أبي مالك الهمداني لهشام، ثم الحارث بن محمد الأشعري (6)،ثم سالم بن عبد اللّه المحاربي، ثم محمد بن لبيد الأسدي (7)،ثم ثمامة بن يزيد الأزدي ثم المساور الخراساني لأبي جعفر، ثم ثمامة بن يزيد ثانية ثم سلمة بن عمرو ثم يحيى بن حمزة

ص: 160


1- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 199/3 و سير أعلام النبلاء 113/3 ترجمة فضالة.
2- أخبار القضاة: فضالة بن عبيد. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 113/3.
3- أخبار القضاة: فضالة بن عبيد. و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 113/3.
4- كذا بالأصل و في أخبار القضاة 202/3 «زرعة بن أيوب المعري».
5- في قضاة وكيع:«الحسحاس» و ذكره بعد عبد الرحمن بن قيس، و قبله عبد اللّه بن عامر اليحصبي و هذا تولى القضاء بعد زرعة.
6- كذا كرر الاسمان بالأصل، و انظر هنا قضاة وكيع 206/3-207، فقد ولي القضاء بعده و قبل سالم أربعة قضاة.
7- في وكيع: الأسلمي، و ذكر ولايته القضاء قبل سالم، انظر قضاة وكيع 207/3.

الحضرمي، ثم عبد الرّحمن بن يزيد - يعني ابن أبي مالك - ثم يحيى بن حمزة ثانية ثم عمرو بن أبي مكرم.

قال داود: أنا أدركت هذا قاعدا في الرّحبة.

أنبأنا أبو محمد [بن] الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز - لفظا - أنا تمام بن محمد - إجازة - أنا محمد بن إبراهيم بن مروان، أنا أبو الحسن محمد بن الفيض، حدّثنا دحيم قال: قال الوليد ثم ولي بعده - يعني محمد بن لبيد - ثمامة الأزدي و كله صالح بن علي في أول خلافة أبي جعفر ثم ولّى إنسانا آخر قال: أشك في ولاية ابن الأشعث، عزله ابن الأشعث و ردّ ثمامة على القضاء، ثم ولّى سلمة بن عمرو.

1048 - ثميل بن عبد اللّه الأشعري

من أهل دمشق، روى عن أبي الدرداء.

روى عنه: عمر بن يزيد النّصري، و عطاء الخراساني. و كان ثميل فقيها مفتيّا.

أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه - بأصبهان - أنا أبو بكر بن أبي علي محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسّال الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدّثنا عمران بن بكّار الحمصي، حدّثنا أبو التّقيّ عبد الحميد بن إبراهيم، حدّثنا عبد اللّه بن سالم، حدّثنا عمر بن يزيد النصري، عن ثميل الأشعري - و كان صاحب أبي الدرداء - عن أبي الدرداء قال: قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخيبر فقال:

«لواء الغادر عند استه يوم القيامة»[2740].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد، حدّثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي، حدّثنا أبي، حدّثنا عمرو بن الحارث، حدّثنا عبيد اللّه بن سالم، حدّثني عمرو بن روبة عن ثميل الأشعري - و كان صاحب أبي الدرداء - عن أبي الدّرداء قال [قام] (2) فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّ الجنّة لا تحلّ لعاص (3)،من لقي اللّه و هو ناكث يبعثه يوم القيامة و هو أجذم، و من خرج من الطاعة شبرا

ص: 161


1- بالأصل «زيدة» و الصواب و الضبط عن التبصير، و قد مرّ كثيرا.
2- زيادة لازمة.
3- الأصل: لعاصي.

فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، و من أصبح ليس لأمير جماعة عليه طاعة بعثه اللّه يوم القيامة من ميتة جاهلية، و لواء الغادر عند استه يوم القيامة»[2741].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة - و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الرّبعي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الثالثة: ثميل بن عبد اللّه الأشعري دمشقي من أصحاب أبي الدرداء.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، حدّثنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال: في الطبقة الثانية و هي طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الإسلام: ثميل الأشعري روى عن أبي الدرداء.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين الطّيّوري و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن قال:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):ثميل الأشعري صاحب أبي الدرداء، روى عنه عمر بن يزيد النصري.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2):ثميل بن عبد اللّه (3) الأشعري صاحب أبي الدرداء، روى عن أبي الدرداء، روى عنه عمر بن يزيد النصري سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد قالا: أنا أبو الحسن الدارقطني - قراءة - و قال ابن الآبنوسي - إجازة - قال: ثميل - بالثاء - هو

ص: 162


1- التاريخ الكبير 183/2/1.
2- الجرح و التعديل 473/1/1.
3- في الجرح: عبيد اللّه.

الأشعري، يروي عن أبي الدرداء.

حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل الفارسي، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي قال:

ثميل الأشعري روى عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه.

قرأت على أبي محمد عن عبد الكريم بن أحمد بن نصر البخاري ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا عبد الرحيم بن أحمد، حدّثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال: و ثميل - بالثاء - ثميل الأشعري عن أبي الدرداء، ذكره أبو زرعة الدمشقي.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):أما الأول بالثاء المعجمة بثلاث فهو ثميل بن عبد اللّه الأشعري صاحب أبي الدرداء روى عنه عمر بن يزيد النصري قاله البخاري و ابن أبي حاتم، و قال في موضع آخر: و أما ثميل - أوله ثاء معجمة - فهو ثميل الأشعري شامي عن أبي الدرداء ذكره أبو زرعة الدمشقي.

1049 - ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة بن مهران بن عبد اللّه

أبو الحسين الموصلي

سمع بدمشق: أبا عبيدة أحمد بن عبد اللّه بن ذكوان، و بالموصل: أبا يعلى الموصلي، و أحمد بن الحسين الجرادي، و عبد اللّه بن أبي سفيان، و عبد اللّه بن محمد بن أبي عاصم الموصلي. و بميّافارقين: محمد بن إسماعيل بن نباتة الفارقي (2)، و أحمد بن محمد بن بكر البالسي، و علي بن إسحاق بن رداء الغساني بطبرية.

روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و أبو الحسن بن رزقويه، و طلحة بن علي بن الصّقر الكتاني (3)،و أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القاضي، أخبرنا علي بن الحسن بن الحسين الفقيه، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج الشاهد - قراءة عليه

ص: 163


1- الاكمال لابن ماكولا 559/1، و قوله: أما الأول، فقد جاءت مباشرة بعد قوله:«باب تميل و نميل» و يريد بالأول «ثميل».
2- هذه النسبة إلى ميّافارقين، مدينة كبيرة عند آمد من بلاد الجزيرة. هذه النسبة لكثرة حروفها و ثقلها خففوا النسبة و أسقطوا من أولها ذكر:«ميا» و قالوا: الفارقي.
3- ترجمته في سير الأعلام 479/17.

و أنا أسمع، أنا [أبو] الفضل محمد بن عبد الرّحمن بن الحارث - قراءة عليه، بالرّملة - حدّثنا الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني، حدّثنا عبد اللّه بن واقد الباهلي ح.

قال: و أنا [أبو] العباس الإشبيلي قال: و حدّثنا أبو الحسين ثوابة بن أحمد بن عيسى الموصلي - املاء - حدّثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن واقد الباهلي أبو محمد المؤدب، حدّثنا أبو حبيب الغنوي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ثلاثة لا ترى أعينهم النار - زاد ابن الحارث: يوم القيامة، ثم اتفقا فقالا - عين بكت من خشية اللّه، و عين حرست في سبيل اللّه، و عين غضّت عن محارم اللّه»[2742].

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو يعلى فذكر مثله، و ذكر فيه زيادة: ابن الحارث.

أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد الإشبيلي، حدّثنا أبو الحسين ثوابة بن أحمد بن عيسى الموصلي، حدّثنا علي بن إسحاق الغسّاني - بطبرية - حدّثنا عبد اللّه بن الهيثم عن الأصمعي قال: رأيت جارية بالبصرة كأنها الشمس و هي تتكلم بكلام ما سمعت كلاما أسبق إلى قلبي منه ثم رفعت صوتها فقالت:

أنوح على دهر مضى بعضات *** إذا العيش رطب و الزمان مؤاتي

أبكي زمانا صالحا قد فقدته *** فقطع قلبي ذكره حسرات

تمطّى علينا الدهر في متن قوسه *** ففرّقنا منه بسهم شتات

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (1):ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة بن مهران بن عبد اللّه، أبو الحسين الموصلي. قدم بغداد و حدّث بها عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى، و أحمد بن الحسين الجرادي، و عبد اللّه بن أبي سفيان المواصلة، و محمد بن إسماعيل بن نباتة الفارقي، و أحمد بن محمد بن بكر البالسي، و أبي عبيدة أحمد بن عبد اللّه بن [أحمد بن] (2) ذكوان الدمشقي. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، و حدّثنا عنه أبو

ص: 164


1- تاريخ بغداد 149/7.
2- الزيادة عن تاريخ بغداد.

الحسن بن رزقويه، و طلحة بن علي بن الصقر الكتاني، و كان صدوقا.

قال: و حدّثني محمد بن علي الصوري قال: مات ثوابة بن أحمد بمصر في المحرم سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة. زاد غيره: يوم الأربعاء النصف من المحرّم.

1050 - ثواب بن إبراهيم بن أحمد

أبو (1) الحسن الأنصاري

حدّث عن عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم الإمام.

روى عنه: علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنّائي، أنا أبو الحسن ثواب بن إبراهيم بن أحمد الأنصاري، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم الإمام، حدّثنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن مروان بن عثمان البيروتي، حدّثنا عبد الأعلى بن مسهر، حدّثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أحدكم إذا مات عرض على مقعده بالغداة و العشيّ ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، و إن كان من أهل النار فمن أهل النار. ثم يقال: هذا مقعدك حتى تبعث يوم القيامة»[2743].

أخبرناه عاليا أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر الفقيه السّيدي، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد السّرخسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي، حدّثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الدّهري، حدّثنا مالك بن أنس عن نافع عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن أحدكم إذا مات عرض على مقعده بالغداة و العشيّ ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، و إن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك اللّه يوم القيامة»[2744].

ص: 165


1- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت و سيأتي صوابا في الحديث، و انظر مختصر ابن منظور 346/5.

ذكر من اسمه ثوبان

1051 - ثوبان بن إبراهيم ذو النون المصري الإخميمي

يأتي ذكره في حرف الذال.

1052 - ثوبان بن جحدر، و يقال ابن بجدد

1052 - ثوبان بن جحدر، و يقال ابن بجدد (1)

أبو عبد اللّه، و يقال أبو عبد الرّحمن (2) مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

من أهل اليمن، أصابه سبيا فأعتقه النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و حدث عنه شدّاد بن أوس الأنصاري - و له صحبة - و أبو أسماء الرّحبي، و معدان (3) بن [أبي] طلحة، و جبير بن نفير، و عبد اللّه بن أبي الجعد، و أبو سلام الأسود، و خالد بن معدان، و مرثد بن عبد اللّه اليزني، و أبو عبد الرّحمن الجبلاني، و أبو الأشعث شراحيل بن [كليب بن] (4) آدة الصّنعاني، و أبو إدريس الخولاني، و أبو كبشة السّلولي، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن يسار، و أبو حيّ المؤذن، و أبو عامر الهوزني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو الحسن [علي] (5) بن هبة اللّه بن عبد السلام قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، حدّثنا ابن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا

ص: 166


1- بالأصل:«بحدر» و الصواب عن أسد الغابة و تهذيب التهذيب، و الضبط عن الاكمال، و في مختصر ابن منظور 346/5 «يجدد».
2- ترجمته في الاستيعاب 209/1 الإصابة 204/1 أسد الغابة 296/1 الوافي بالوفيات 21/11 و سير الأعلام 15/3 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.
3- في الاستيعاب: معد.
4- الزيادة عن الأنساب (الصنعاني)، و آدة ضبطت عن الأنساب أيضا. و الصنعاني نسبة إلى صنعاء الشام.
5- الزيادة عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 418/7.

علي بن الجعد أنا شعبة عن عمرو بن مرّة قال: سمعت سالم بن أبي الجعد قال: قيل لثوبان [حدّثنا] عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«كذبتم عليّ و قلتم ما لم أقل». قالوا: حدّثنا.

قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ رفع اللّه له بها درجة و حطّ عنه بها خطيئة»[2745].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، حدّثنا عبد اللّه بن عمر بن أبان، حدّثنا إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرّة عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: أتاه ناس فقالوا: حدّثنا فقد ذهب أصحابك، و افتقرنا إلى ما عندك فحدّثنا بما ينفعنا و لا يضرك قال: عليكم بكتاب اللّه عز و جل فإنه أحسن الحديث و أبلغ الموعظة، قالوا: صدقت، و لكن حدّثنا عما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تلقوني بجنبات الحوض أذود أهل اليمن بعصاي حتى يرفضّ (1)عنهم». فقال رجل: من أهل اليمن ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم أهل اليمن»، فقال رجل:

كم طوله ؟ قال:«من مقامي إلى عمان - و هو يومئذ بالمدينة - شرابه أطنب - كذا - من اللبن، و أحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها حتى يفرغ من الحساب - أو كما ذكر - شك أبو سنان، له ميزابان يصبان فيه من ورق»[2746].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، أنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدّثنا مسدّد، حدّثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن أبي عبد اللّه عن يحيى بن أبي كثير عن رجل عن يعيش بن الوليد عن الوليد بن هشام عن أبي معدان عن أبي الدرداء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قاء فأفطر، فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فقال: أنا صببت عليه و ضوأه.

الصواب: عن معدان و الرجل الذي لم يسمّ هو الأوزاعي، و هذا يدخل في رواية الأكابر عن الأصاغر.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمد و عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد قالا: حدّثنا محمد بن يعقوب الأصم قال:

ص: 167


1- بالأصل:«يفرض» و المثبت عن مسند أحمد 280/5 و 283.

سمعت العباس يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: ثوبان هو أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي قال: ثوبان من العرب من حكم بن سعد (1).

قال: و أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، أنا أبي عن مصعب قال: ثوبان - و كان يسكن الرملة، و كان له هناك دار، و لا عقب له، و كان يمانيا (2).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا عن أبي تمام علي بن محمد، أنا أبو بكر بن بيري، أنا أبو عبد اللّه الزّعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أخبرني عمي (3) مصعب بن عبد اللّه قال: ثوبان من العرب من حكم بن سعد و هو مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يسكن الرملة و كانت له هناك دار، و لا عقب له، و كان من ناحية اليمن (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال: ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصله من اليمن، أصابه سباء فمنّ عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا عبد اللّه، مات بمصر سنة أربع و خمسين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد قال (5):في الطبقة الثالثة من موالي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يكنى أبا عبد اللّه و هو من أهل السّراة و يذكرون أنه من حمير أصابه سباء فاشتراه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعتقه فلم يزل مع

ص: 168


1- يعني من سعد العشيرة من مذحج.
2- بالأصل: يماني.
3- كذا.
4- سير أعلام النبلاء 16/3.
5- انظر طبقات ابن سعد 400/7 في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتحول إلى الشام فنزل حمص و له بها دار صدقة، و مات بها سنة أربع و خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الثالثة: ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يكنى أبا عبد اللّه و هو من أهل اليمن و يذكرون أنه من حمير أصابه سباء فاشتراه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعتقه تحول إلى حمص و له بها دار صدقة و مات بها سنة أربع و خمسين.

كتب إليّ أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي قال: ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان بالشام، و هو من أهل اليمن، أصابه سبي فمنّ عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكنى أبا عبد اللّه مات سنة أربع و خمسين، و لثوبان في اليمن نسب لم يتناه إليّ علمه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا ثابت بن بندار، أبا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل قال: قال أبي: ثوبان أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح، و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من مهاجرة اليمن، قال أبو سعيد:

توفي بحمص.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و محمد بن الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):ثوبان أبو عبد اللّه مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يقال من العرب من حكم بن سعد.

ص: 169


1- التاريخ الكبير 181/2/1.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر قال: أجاز لنا أبو الفضل بن الحكّاك، أنا عبد اللّه بن سعيد بن حاتم الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى - قراءة - أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي في موضع آخر قال: أبو عبد الرّحمن ثوبان بن بجدد (1).

أنا عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أبا زرعة يقول: ثوبان بن بجدد (2) كنيته أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي - في كتابه - أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا محمد بن المظفّر، أنا أبو محمد بكر بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي قال: و نزلها - يعني حمص - من موالي قريش:

ثوبان بن جحدر، و يقال ابن جحد (3)،يكنى أبا عبد اللّه رجل من الألهان (4) أصابه السبي فأعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال له:«يا ثوبان إن شئت أن تلحق بمن أنت منه، فعلت، فأنت منهم، و إن شئت أن تثبت فأنت منا أهل البيت»[2747].

فثبت على ولاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى قبض بحمص في إمارة عبد اللّه بن قرط ، و بلغنا أن وفاته كانت سنة أربع و خمسين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا المسدّد بن علي بن عبد اللّه الأملوكي، أنا أبي، حدّثنا عبد الصمد بن سعيد القاضي (5)

ص: 170


1- بالأصل «يحدد» مهملة، و المثبت مما تقدم، و من مصادر ترجمته، و وردت في الاستيعاب: يجدد.
2- بالأصل «يحدد» مهملة، و المثبت مما تقدم، و من مصادر ترجمته، و وردت في الاستيعاب: يجدد.
3- كذا بالأصل.
4- الألهان جد قبيلة، و هو ابن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان، و هو أخو همدان، سمي باسمه مخلاف باليمن.
5- ترجمته في سير الأعلام 266/15.

قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو رجل من ألهان من أحدر (1) و يقال بحدد (2) و منزله بحمص حمام جابر، وصف لنا ذلك محمد بن عوف. قال ابن عوف: و أنا أعرف داره و خلف عقبا بها، يقال له ثوبان و هو الذي خربها ثم مات من بعد ذلك. و بذلك خبرني عبد الرّحمن بن محمد الألهاني.

و ذكر يزيد بن محمد بن عبد الصمد حدثه عن الوليد عن صفوان أن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجل من ألهان أصابه السباء فأعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال له يا ثوبان:«إن شئت أن تلحق بمن أنت منه فافعل، و إن شئت فاثبت معنا»[2748].

فثبت على ولاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى قبض بحمص و داره بها حبسا على مهاجري فقراء ألهان (3)،و مات بحمص سنة أربع و خمسين في إمارة عبد اللّه بن قرط .

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو صادق محمد بن أحمد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: و أما والد ثوبان صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم فإنه يقال ثوبان بن بجدد و يقال بجد، و الأول أصحّ الباء مفتوحة و بعدها جيم و دال مضمومة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى قال: و ثوبان بن جحدر أعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و شهد فتح مصر و اختطّ بها دارا، و روى عنه من أهل مصر مرثد بن عبد اللّه، و أبو عبد الرّحمن الجبلاني (4)،و توفي بحمص في إمارة عبد اللّه بن قرط سنة أربع و خمسين.

أنا أبو محمد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمد - في كتابيهما - و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد: ثوبان [بن] بجدد. و يقال ابن جحدر مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكنى أبا عبد اللّه شهد فتح مصر و اختطّ بها. و روى عنه من أهل مصر مرثد بن عبد اللّه اليزني، و أبو عبد الرّحمن الجبلاني (5)،(....) (6) حمص و هو رجل من ألهان

ص: 171


1- كذا بالأصل وردت اللفظتان، و انظر ما تقدم فيهما.
2- كذا بالأصل وردت اللفظتان، و انظر ما تقدم فيهما.
3- انظر سير أعلام النبلاء 16/3.
4- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى جبلان بطن من حمير.
5- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى جبلان بطن من حمير.
6- لفظتان مهملتان غير مقروءتين بالأصل رسمهما (بامله بعدال) تركنا مكانهما بياضا.

أصابه السباء فأعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال له يا ثوبان:«إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم فعلت، فأنت منهم، و إن شئت أن تثبت فأنت منا أهل البيت»[2749] فثبت على ولاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى قبض بحمص في إمارة عبد اللّه بن قرط ، و كانت وفاته سنة أربع و خمسين، حدّثني بخبر ثوبان هنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني عن أحمد بن محمد بن عيسى صاحب كتاب تاريخ الحمصيين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين محمد بن أبي نصر، أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر قال: أبو عبد اللّه ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن جحدر سكن دمشق مات بحمص سنة أربع و خمسين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: ثوبان بن بجدد (1) مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبو عبد اللّه و قيل: ابن جحدر و هو من أهل اليمن من حمير سكن حمص و يقال: أعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال له:«إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم، و إن شئت فأنت منا أهل البيت»[2750] فثبت على ولاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم توفي سنة أربع و خمسين، و له بحمص دار، و بالرّملة أخرى، و بمصر أخرى. روى عنه شدّاد بن أوس، و أبو الأشعث الصّنعاني، و أبو أسماء، و معدان بن [أبي] طلحة، و أبو عبد الرّحمن الجبلاني، و أبو الخير مرثد بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه القطان، حدّثنا محمد بن غالب بن حرب ح.

و أخبرنا أبو الفضل و أبو عاصم الفضيليان قالا: أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، حدّثنا عباس الدوري قالا: حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب، حدّثنا خالد بن الحارث، حدّثنا ظريف بن عيسى العنبري، أخبرني - و قال الهيثم: حدّثني - يوسف بن عبد الحميد قال: لقيت ثوبان فرأى عليّ ثيابا فقال: ما تصنع بهذه الثياب ؟ و رآني - و قال ابن حرب: قال: و رآني - في يدي خاتما فقال: ما تصنع بهذا الخاتم ؟ إنما الخواتيم للملوك - زاد الدوري قال: فما لبسته بعد - و قالا: قال و حدّثنا ثوبان

ص: 172


1- بالأصل «بحدد».

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دعا أهله - و قال ابن حرب دعا لأهله - فذكر عليا و فاطمة و غيرهما قلت: يا نبي اللّه أ من أهل البيت أنا؟ فسكت، ثم قلت: يا نبي اللّه أ من أهل البيت أنا؟ فقال: في الثالثة:

«نعم»،- زاد ابن حرب:«ما لم تقم على باب سدّة أو تأتي أميرا تسأله»[2751].

أخبرنا أبو الفضل محمد و أبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل بن الفضيل قالا: أنا أبو القاسم أحمد بن محمد البلخي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي (1)،حدّثنا علي بن سهل (2) بن المغيرة، حدّثني غسان بن المفضّل، حدّثنا خالد بن الحارث عن طريف بن عيسى، حدّثني يوسف بن عبد الحميد، حدّثني ثوبان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا لأهله قال: فذكر عليا و فاطمة و غيرهما قال: قلت يا رسول اللّه أ من أهل البيت أنا؟ قال: فسكت، قال: قلت يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أ من أهل البيت أنا؟ فقال في الثالثة:«نعم، ما لم تقم على باب سدّة أو تأتي أميرا فتسأله»[2752].

كتب إليّ أبو صادق مرشد (3) بن يحيى بن القاسم بن علي، و أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب، ثم أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، نا سهل بن بشر قالوا: أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطّفّال، أنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، حدّثنا أبو خليفة، حدّثنا حميد بن مسعدة، حدّثنا خالد بن الحارث، نا طريف بن عيسى، حدّثني يوسف بن عبد الحميد قال: لقيت ثوبان فرأى عليّ ثيابا فقال: ما تصنع بهذه الثياب ؟ و رأى عليّ خاتما فقال: ما تصنع بهذا الخاتم ؟ إنما الخواتيم للملوك. قال: فما أخذت خاتما بعد، قال: فحدّثني ثوبان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا أهله فذكر عليا و فاطمة و غيرهما قال: قلت يا رسول اللّه من أهل البيت أنا؟ فسكت ثم قلت: يا رسول اللّه أنا، فسكت، فقال في الثالثة:«نعم على أن لا تقف على باب سدّة و لا تأتي أميرا»[2753].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أنا أبو عبد اللّه الصّنعاني حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرّزّاق عن معمر عن

ص: 173


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 359/15(183) و الشاشي نسبة إلى الشاش و هي من ثغور الترك.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 159/13.
3- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 475/19 و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر ص 693).

عاصم بن سليمان عن أبي العالية عن ثوبان أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من يتكفّل لي أن لا يسأل شيئا و أتكفّل له بالجنة»؟ قال ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أنا، قال: فكان يعلم أن ثوبان لا يسأل أحدا شيئا (1)،قال معمر: و بلغني أن عائشة كانت تقول: تعاهدوا ثوبان فإنه لا يسأل أحدا شيئا، فكان يسقط منه العصا و السوط ، فما يسأل أحدا أن يناوله إياه حتى ينزل فيأخذه[2754].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرّازي، نا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمد بن هارون، حدّثنا محمد بن بشّار، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة عن عاصم الأحول قال: قلت لأبي العالية ما ثوبان و من ثوبان ؟ قال: مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من يتكفّل لي أن لا يسأل أحدا شيئا و أتكفل له بالجنة ؟» فقال ثوبان:

أنا، فكان لا يسأل أحدا شيئا[2755].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة عن عاصم قال: قلت لأبي العالية: ما ثوبان ؟ فقال: مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الأنصاري، حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي (2) قال: قوله: وَ مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ الآية (3)،قال الكلبي:

نزلت في ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان شديد الحب له، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم و قد تغير لونه و نحل جسمه يعرف في وجهه الحزن، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا ثوبان ما غيّر لونك ؟» فقال: يا رسول اللّه ما بي مرض و لا وجع، غير إني إذا لم أرك اشتقت إليك فاستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، فأخاف أن لا أراك هنالك لأني أعرف أنك ترفع مع النبيّين، و إني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، و إن لم أدخل الجنة فذاك حين لا أراك أبدا. فأنزل اللّه عز و جل هذه الآية[2756].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 174


1- الإصابة 204/1 و سير أعلام النبلاء 17/3 و انظر تخريجه فيه.
2- أسباب النزول للواحدي ص 122.
3- سورة النساء، الآية:69.

عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (1)،حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة قال شريح بن عبيد: مرض ثوبان بحمص و عليها عبد اللّه بن قرط الأزدي فلم يعده، فدخل على ثوبان رجل من الكلاعيين عائدا، فقال له ثوبان أ تكتب ؟ فقال: نعم، فقال: اكتب، فكتب للأمير عبد اللّه بن قرط ، من ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أما بعد، فإنه لو كان لموسى و عيسى صلى اللّه عليهما مولى بحضرتك لعدته، ثم طوى الكتاب، و قال له: أ تبلغه إياه ؟ فقال: نعم، فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط ، فلما قرأه قام فزعا، فقال الناس: ما شأنه ؟ أحدث أمر؟ فأتى ثوبان حتى دخل عليه، فعاد و جلس عنده ساعة، ثم قام، و أخذ ثوبان بردائه و قال: اجلس حتى أحدثك حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمعته يقول: ليدخلنّ من أمتي سبعون ألفا، لا حساب عليهم و لا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفا»[2757].

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا عمر بن معروف، أنا شعبة عن عمرو بن مرّة عن سالم بن أبي الجعد قال: قيل لثوبان: حدّثنا، فقال: كذبتم عليّ ما لم أقل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثني سليمان بن سلمة الحمصي، حدّثنا بقية، حدّثنا سليمان بن ناشرة (2) الألهاني قال: سمعت محمد بن زياد الألهاني يقول: كان ثوبان جارا (3) لنا، و كان يدخل الحمّام، فقلت له، فقال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يدخل الحمام، قال: و كان يتنوّر (4)،قال: و كان ثوبان يسمى بن بجدد (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا أبو محمد عبيد اللّه السّكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة أربع

ص: 175


1- مسند الإمام أحمد 280/5-281 و سير أعلام النبلاء 17/3 و انظر تخريجه فيها.
2- بالأصل «باشرة» و الصواب ما أثبت عن المعرفة و التاريخ 433/3 و الجرح و التعديل 147/1/2.
3- عن المعرفة و التاريخ 433/3 و بالأصل «جبارا».
4- تنوّر: تطلّى بالنورة، و هي الحجر الذي يحرق و يسوّي منه الكلس و يحلق به شعر العانة (اللسان).
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 433/3.

و أربعين فيها توفي ثوبان مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم بحمص. و قال أبو عبيد: سنة أربع و خمسين يقال إن ثوبان مات فيها، كذا قال، و الأصح القول الثاني.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا التّستري، حدّثنا خليفة العصفري قال (1):و ثوبان - يعني - مات سنة أربع و خمسين.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال: نمير و الهيثم بن عديّ و المدائني: في سنة أربع و خمسين مات حكيم بن حزام و مخرمة بن نوفل و ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. قال الهيثم: حدّثني ثور بن يزيد أن ثوبان مات في سنة أربع و خمسين بحمص، قال ابن زبر:

أخبرني أبي عن أحمد بن عبيد عن الهيثم و المدائني و أخبرني محمد بن يوسف عن محمد بن عبد اللّه بن سليمان عن نمير بذلك.

1053 - ثوبان بن شهر الأشعري

من أهل حمص.

سمع كريب بن أبرهة، و عبد الملك بن مروان بدمشق.

روى عنه: عبد الرّحمن بن حوشب.

أخبرنا أبو الحسن علي (2) بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن أبي طاهر التميمي، أنا أبو محمد بن أبي نصر، حدّثنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا علي بن عياش، حدّثنا حريز بن عثمان، حدّثني شعبة بن مرثد عن عبد الرّحمن بن حوشب عن ثوبان بن شهر قال: كنا عند عبد الملك في سطح بدير المرّان (3) و عنده كريب بن أبرهة فذكروا الكبر، فقال كريب: سمعت أبا ريحانة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يدخل الجنة من الكبر شيء» قال أبو ريحانة: فقلت يا رسول اللّه

ص: 176


1- تاريخ خليفة ص 223.
2- بالأصل «عن» خطأ و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
3- دير المران: في عقبة مشرفة على غوطة دمشق، و الدير في سفح جبل قاسيون المطل على دمشق من الغرب (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 196 في الديورة الداثرة).

إنّي أحبّ الجمال، حتى في جلازي و شراك نعلي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليس ذلك من الكبر، إنّ اللّه جميل يحب الجمال، إنما الكبر من سفه الحقّ و غمص الناس بعيبه» (1) يريد بالجلاز: سير السوط [2758].

رواه يحيى بن معين عن علي بن عيّاش.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ح.

و أخبرنا أبو علي القاسم الواسطي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني، حدّثنا أبو زرعة - هو الدمشقي - حدّثنا أبو اليمان و علي بن عياش ح.

قال: سليمان، و حدّثنا أحمد بن عبد الوهاب، حدّثنا أبو المغيرة، قالوا: أنا حريز (2) بن عثمان قال: سمعت سعيد بن مرثد الرّحبي، قال: سمعت عبد الرّحمن بن حجر بن حوشب يحدث عن ثوبان بن شهر يقول: سمعت كريب بن أبرهة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنه لا يدخل شيء من الكبر»- و في حديث الخطيب:«من كبر الجنة» فقال قائل: يا رسول اللّه إنّي أحبّ أن أتجمل بسير سوطي و شسع نعلي، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ ذلك ليس بالكبر، إنّ اللّه جميل يحبّ الجمال، إنما الكبر من سفه الحقّ و غمص (3) الناس بعينه»[2759].

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل، حدّثنا إبراهيم بن هانئ، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا حريز (4) قال: سمعت سعيد بن مرثد الرّحبي قال:

سمعت عبد الرّحمن بن حوشب يحدث عن ثوبان بن شهر قال: سمعت كريب بن أبرهة قال: سمعت أبا ريحانة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنه لا يدخل شيء من الكبر الجنة». فقال قائل: يا رسول اللّه إنّي أحبّ أن أتجمل سير سوطي و شسع نعلي، فقال:

النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ ذلك ليس بالكبر من سفه الحقّ و غمص الناس بعينه»[2760].

ص: 177


1- كذا بالأصل «بعيبه» بالباء، و في رواية «بعينيه» انظر مسند أحمد 134/4 و سترد في الرواية التالية: بعينه.
2- بالأصل «جرير» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.
3- بالأصل «غمص» بدون الواو.
4- بالأصل «جرير» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة من الشاميين ثوبان بن شهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتّاب، حدّثنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: ثوبان ابن الأشعري حمصي.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد،- زاد (1) أحمد: و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (2):ثوبان بن شهر سمع كريب بن أبرهة، و عبد الملك، حديثه في الشاميين، قاله لنا أبو اليمان عن حريز بن عثمان عن سعيد، سمع عبد الرّحمن بن حوشب و قال ابن معين: حدّثنا علي بن عياش، حدّثنا حريز (3)،حدّثني سعيد بن مرثد الرّحبي عن عبد الرّحمن بن حوشب عن ثوبان بن شهر الأشعري.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4):ثوبان بن شهر روى عن كريب بن أبرهة و عبد الملك بن مروان، روى عنه عبد الرّحمن بن حوشب سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البجلي قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار بن إبراهيم قالا: أنا الحسين بن جعفر بن محمد، و محمد بن الحسن بن محمد قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن

ص: 178


1- بالأصل مكانها:«حدثنا و أحمد» و الصواب:«زاد أحمد» قياسا إلى سند مماثل.
2- التاريخ الكبير 182/2/1.
3- بالأصل «جرير» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم صوابا.
4- الجرح و التعديل 470/1/1.

أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد قال (1):ثوبان بن شهر الأشعري شامي ثقة.

1054 - ثوبان بن عمرو بن اللّصيت الجذامي ثم الجروي

1054 - ثوبان بن عمرو بن اللّصيت الجذامي ثم الجروي (2)

كان شريفا بمصر في أيامه، و هو الذي ركب إلى هشام بن عبد الملك أيام القاسم بن عبيد اللّه بن الحباب عامل مصر حتى جعل لجريّ الدعوة و القرافة و لم يكن لهم بمصر قبل ذلك، و إنما كانت جري في الفتح طائفة منهم في أردب لخم و طائفة منهم في بني وائل بن مالك بن حزام، و كان جد ثوبان اللّصيت بن جشم بن حرملة بن تديان بن نفر، ممن حضر فتح مصر ذكر ذلك كلّه أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر الذي كتب به إليّ أبو محمد حمزة بن العباس و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن مندة، و حدّثني أبو بكر أيضا، أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال أبو سعيد بن يونس فذكره.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):أما الجذامي - أوله جيم مضمومة و بعدها ذال معجمة - ثوبان بن عمرو بن اللّصيت بن (4) حرملة بن تديان بن نفر الجذامي ثم الجروي كان شريفا بمصر، وجده (5) اللّصيت شهد فتح مصر قاله ابن يونس.

1055 - ثوبان أبو ثابت

روى عنه: ابنه حديثا مرسلا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو عبد اللّه جعفر [بن] محمد بن جعفر، أنا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي، حدّثنا الأوزاعي، حدّثنا ثابت بن ثوبان عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 179


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 91.
2- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، و الجروي نسبة إلى جري بن عوف بطن من جذام ثم من بني جشم.(الأنساب).
3- الاكمال لابن ماكولا 271/2.
4- في الاكمال: اللصيت بن خثم بن حرملة.
5- عن الاكمال و بالأصل «وجد».

أتى بطعام فقال:«يا أيها الناس [يبدأ] في الطعام الإمام أو ربّ الطعام أو خيرهم» ثم أخذ بيد أبي عبيدة بن الجرّاح و إن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يومئذ صائما[2761].

1056 - ثوب و يقال ثوب بن تلدة الوالبيّ الأسديّ

1056 - ثوب و يقال ثوب بن تلدة الوالبيّ الأسديّ (1)

أحد المعمرين المخضرمين وفد على معاوية بن أبي سفيان. و قيل: بلدة - بالفتح - كذا قيده الدارقطني في رواية يوسف.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني إجازة ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النّجود قال: قال ثوب بن بلدة الوالبي من بني أسد أدركت ثلاث و البات، و كان قد بلغ مائتي سنة و أربعين سنة يقول كل ثمانين سنة [قرن] (2) من بني والبة (3).قال الدارقطني: و قال الكلبي:

ثوب بن بلدة الأسدي من بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة عمّر في الإسلام دهرا فقال له معاوية ما تذكر؟ قال: أدركت ثلاث و البات. قال الدارقطني: ثوب بن تلدة، و يقال: ثوب بفتح الثاء و سكون الواو.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (4):ثوب بن تلدة الأسدي من بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان، و كان قد بلغ مائتي سنة و أربعين سنة و قال سيف: له شعر في القادسية؛ قاله ابن الكلبي، و قال: ابن تلدة؛ و قال الباقون: تلدة بفتح التاء، و قال سيف: ثوب قيل تلدة أمه و أبوه ربيعة. و قال عاصم بن أبي النجود:

ثوب (5).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن

ص: 180


1- في أسد الغابة 298/1 «ثور» و في الإصابة 206/1 ثور و يقال ثوب بالموحدة و اختلف في ضبطه.
2- بياض بالأصل و الزيادة المستدركة عن مختصر ابن منظور 349/5.
3- بالأصل «والبة» و المثبت عن الإصابة.
4- الاكمال لابن ماكولا 565/1-566.
5- كذا بالأصل و في الإصابة نقلا عنه: ثور.

علي بن إسحاق الكاتب، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرقي، حدّثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزّاني، حدّثنا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السّجستاني قال: سمعت مشيختنا قالوا: و عاش ثوب بن تلدة الأسدي من بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة عشرين و مائة سنة، و أدرك معاوية بن أبي سفيان و قال في (1) ذلك:

و إنّ امرأ قد عاش عشرين حجّة *** إلى مائتين كلها هو دائب (2)

كرهن لأحداث المنايا و إنما *** تلهّته في الدنيا مناه الكواذب

قال أبو حاتم: قال ابن الكلبي: سمعت أبي يقول: أدرك ثوب بن تلدة معاوية فدخل عليه فقال له: ما أدركت و كم عمرك ؟ قال: لا أدري، إلاّ أني أدركت بني والبة ثلاث مرات، يريد أفنيت ثلاثة قرون. قال: فكيف بصرك اليوم [قال:] أحدّ ما كان قط ، كنت أرى الشخص واحدا فأنا أراه اليوم شخصين. قال: فكيف مشيك قال: أمشي ما كنت قط ، كنت أمشي تائدا فأنا اليوم أهرول هرولة، فقال: أدركت أمية بن عبد شمس ؟ قال: نعم.

و هو [أعمى (3) و عبد له يقوده، قال له معاوية: كفّ فقد جاء غير ما ذكرت، ثم قال معاوية:

ليس في البيت إلاّ أموي، فأنظر أي هؤلاء أشبه بأمية ؟ ثم قال: هذا، لعمرو بن سعيد بن العاص، و هو عمرو الأشدق، و قيل له الأشدق لأنه كان [خطيبا مفلقا] (4):(5) أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي السّعيدي، حدّثني محمّد بن أحمد بن سليمان الخزاعي، حدّثني سليمان بن أبي شيخ عن يحيى بن سعيد

ص: 181


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
2- الأول في الإصابة برواية: و إن امرأ قد عاش تسعين حجة إلى مائتين كلما هو ذاهب
3- من هنا سقط تتمة الخبر، و قد أقحم في أثناء ترجمة ثمامة بن حزن فحذفناه من هناك و أثبتناه في موضعه هنا.
4- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن مختصر ابن منظور 350/5. و الخبر في الإصابة 206/1 و مختصرا في أسد الغابة 298/1 و فيهما «يقوده عبد ذكوان.
5- هذا الخبر أقحم في ترجمة ثمامة بن حزن، فأخرناه إلى موضعه.

الأموي عن محمّد بن السائب الكلبي قال: دخل ثوب بن تلدة الوالبي على معاوية فقال له: ما أدركت أعيان بني والبة لصلبه ثم أبناءهم (1)،ثم أخبرنا في الطبقة الرابعة و لقد رأيتني و أمية بن عبد شمس نطوف بالبيت ما أدري أنا أكبر أم هو [قال:] كيف بصرك ؟ قال: أبصر ما كنت بعين، كنت أرى الهلال واحدا و أنا أراه اليوم أهلة، قال: فكيف طعمك، ما كنت [قال:] كنت آكل في اليوم مرة و أنا آكل اليوم مرارا قال: فكيف مشيك، قال: أمشى ما كنت، كنت أتبختر في مشيتي أنا اليوم أخبّ (2) خببا قال: فضحك معاوية.(3) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو بكر بن يوسف، حدّثنا السّري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدثنا سيف بن عمر قال: و قال ثوب بن ربيعة و هو الذي يقال له يزيد:

لقد علمت بالقادسية أنني صبور *** على اللواء، عفّ المكاسب

أخوض بسيفي غمرة الموت معلما *** و أقدم إقدام امرئ غير هارب

و فوقي دلاص ذات شك *** حصيه كان فيه بها عيون الجنادب

يرد الحسام الخطب حين ينالها *** بعصيته عنها كهام المضارب

و نخبتي محب مثل مريح ولده *** أم بها قدما نحور المرازب

فلا تسلمني أنت أفلّ فإنني *** كريم الثناء في الناس مخض الضرائب

و أما تريني قل ما لي فقله *** لدفع خصوم جمّة و نوائب] (4)

إذا قل ما لي لم ألم بذي الغنى *** و لكن أخشن للحوادث جانبي

و إن بلدة ناب عليّ طلابها *** صرفت لأخرى [رحلتي] و ركائبي

و إن بلدة ناب عليّ صلابها *** صرفت لأخرى [رحلتي] و ركائبي

و إن مر من دهر عليّ حوادث *** تشيب النواصي بعد شيب الحواجب

قلت إذا ما الدهر أحدث نكبة *** بأخضع ولاج بيوت الأقارب

.

ذكر من اسمه ثور

1057 - ثور بن معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي

من أصحاب الضحاك بن قيس و ممن دعا إلى بيعة ابن الزبير قتل مع الضحاك بمرج راهط ، له ذكر في قصة المرج.

ص: 182


1- كذا.
2- الخبب محركة ضرب من العدو أو كالرمل أو أن ينقل الفرس أيا منه جميعا و أياسره جميعا (القاموس).
3- هذا الخبر أقحم في ترجمة ثمامة بن حزن.
4- إلى هنا انتهى السقط من الترجمة و ما بين معكوفتين.

حدّثنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر بن المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي محمد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة أربع و ستين قتل ثور بن معن بن يزيد السلمي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه [أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن] (1) عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (2):و في سنة أربع و ستين وقعة المرج بالشام، قال أبو الحسن: فقتل الضحاك و قتل من فرسان قيس:[ثور] بن معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي. و هما ابن قتيبة النميري.

1058 - ثور بن يزيد بن زياد

أبو خالد الكلاعي، و يقال الرّحبي الحمصي (3)

قرأ القرآن على يحيى بن الحارث، و حدّث عن خالد بن معدان، و المطعم بن المقدام، و راشد بن سعد، و بشر بن عبيد اللّه، و رجاء بن حيوة، و عثمان و زياد ابني أبي سوادة، و يزيد بن شريح، و عمر بن شريح السّهمي، و أبي الزبير المكي، و ابن جريج، و المثنى بن الصّبّاح، و محمد بن شهاب، و نافع مولى ابن عمر[] (4)الأنصاري، و النّضر بن شفي، و القاسم بن أبي عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن بن ميسرة، و سليمان بن موسى، و يحيى بن الحارث الذّماري، و محمد بن المنكدر، و هلال بن ميمون، و أبان بن أبي عباس، و البراء بن عبد الرّحمن، و عطاء بن أبي رباح، و خالد بن المهاجر، و عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و عطاء بن السائب، و حصين [الحميري الحبراني] (5) و عمرو بن قيس الكندي، و صالح بن يحيى بن المقدام، و أبي منيب

ص: 183


1- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، و المستدرك عن سند مماثل، و قد مرّ كثيرا.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 259-260 و لم يرد فيه ذكر ثور بن معن. ذكر الطبري 538/5 فيمن قتل سنة 64 في وقع مرج راهط : و قتل ثور بن معن بن يزيد السلمي، و هو الذي كان رد الضحاك عن رأيه.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 344/1 و الوافي بالوفيات 25/11 و سير أعلام النبلاء 344/6 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- بياض بالأصل.
5- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و الزيادة المستدركة عن الكاشف للذهبي 176/1.

الجرشي، و يونس بن سيف، و شريح بن عبيد، و حبيب بن عبيد، و جنادة بن حنيفة الصّنعاني، و أبي حميد الرّعيني، و رجل من الحوريين، و أبي عون.

روى عنه: محمد بن إسحاق، و سفيان الثوري، و ابن المبارك، و يحيى بن سعيد القطان، و إسماعيل بن عياش، و بقية بن الوليد، و عيسى بن يونس، و يحيى بن حمزة، و صدقة بن خالد، و عثمان بن حصن بن علاق، و محمد بن شعيب بن شابور، و الوليد بن مسلم، و عبد السلام بن عبد القدوس، و أيوب بن حسان الحرشي، و الهيثم بن حميد، و محمد بن عبد الرّحمن القشيري، و بهلول بن مورق، و الوليد بن محمد الموقري، و أبو البختري وهب بن وهب، و قتادة بن الفضيل بن قتادة الرّهاوي، و عتبة بن السكري الفزاري، و سلام بن مسلم الطويل، و لمازة بن زبّار (1)،و عمرو بن بكر السّكسكي، و الصّلت بن الحجّاج، و أبو عاصم النبيل، و سعيد بن سلام العطار، و حفص بن عمر الرازي الإمام، و محمد بن الزبرقان، و سفيان بن حبيب، و الخليل بن مرّة، و عباد بن كثير الرّملي، و المعافى بن عمران، و محمد بن عبد اللّه بن علاثة (2)،و عمر بن هارون البلخي، و عبد اللّه بن الحارث المخزومي، و أصبغ بن زيد الورّاق، و محمد الواقدي، و محمد بن القاسم الأسدي، و أبو خالد الأحمر، و محمد بن عيسى السّعدي المجوز.

و قدم دمشق و حج منها مع مكحول.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا الحسن بن سهل، نا أبو عاصم النبيل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان إذا رفع العشاء من بين يديه قال:«الحمد للّه كثيرا طيّبا مباركا فيه غير مكفور (4) و لا مودّع و لا مستغنى عنه»، أخرجه البخاري عن أبي عاصم و عن أبي نعيم عن سفيان الثوري جميعا عن ثور[2762].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي،

ص: 184


1- لمازة بكسر اللام و تخفيف الميم و بالزاي، و زبّار بفتح الزاي و تثقيل الموحدة و آخره راء.(تقريب التهذيب).
2- ضبطت بضم المهملة و تخفيف اللام ثم مثلثة عن تقريب التهذيب.
3- حلية الأولياء 97/6 باختلاف السند.
4- الحلية: غير مكفى.

حدّثنا محمد بن يونس، حدّثنا حفص بن عمر، حدّثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد اللّه بن عمرو قال: أرواح الشهداء في طير كزرازير ترد أنهار الجنة حتى يردّها اللّه عزّ و جلّ في أجسادها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر، أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني الصّنعاني - بمكة - أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عبد اللّه النقوي (1)،حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري (2)،أنا عبد الرّزّاق بن همّام عن محمد بن راشد قال: خرجنا مع مكحول إلى مكة قال: فكان ثور بن يزيد يؤذّن له، قال: فكان يأمره أن لا ينادي بالعشاء حتى تذهب الحمرة، و يقول هو الشفق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، حدّثنا أبي [عن] (3) ابن معين قال: و ثور بن يزيد رحبي صليبة.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا أبو الحسن نعمة اللّه بن محمد المرندي (4)،حدّثنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد اللّه البجلي، حدّثنا محمد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان، حدّثني عمي أبو بكر الحسن بن سفيان، حدّثنا محمد بن علي ابن عمّ روّاد ابن الجراح عن محمد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

ثور بن يزيد أبو خالد.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد قال (5):

ص: 185


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى نقو قال السمعاني: و ظني أنها قرية من قرى صنعاء اليمن. ذكره و ترجم له، و انظر ترجمته في سير الأعلام 141/16.
2- بالأصل «الديري» و الصواب «الديري» بالباء الموحدة، و هذه النسبة إلى الدبر و هي قرية من قرى صنعاء اليمن (الأنساب) ذكره السمعاني و ترجم له.
3- زيادة لازمة.
4- المرندي هذه النسبة إلى مرند بلدة من بلدان أذربيجان.(الأنساب).
5- طبقات ابن سعد 467/7.

في الطبقة الرابعة من أهل الشام.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة منهم: ثور بن يزيد الكلاعي من أهل حمص، و يكنى أبا خالد، مات ببيت المقدس [سنة ثلاث] (1) و خمسين و مائة - زاد ابن الفهم: في خلافة أبي جعفر [و هو ابن بضع و ستين سنة] (2) و كان ثقة في الحديث، و يقال: إنه [كان] (3) قدريا، و كان جد ثور بن يزيد قد شهد صفين مع معاوية و قتل يومئذ، فكان ثور إذا ذكر عليا قال: لا أحب رجلا قتل جدي.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، و حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (4):ثور بن يزيد بن خالد الكلاعي الشامي، نسبه محمد بن إسحاق، كناه لنا أبو عاصم، سمع خالد بن معدان، و راشد بن سعد. قال لي عمرو بن علي: مات سنة خمسين و مائة، و قال لي إبراهيم بن موسى: سمعت عيسى بن يونس يقول: كان ثور من أثبتهم، و قال يحيى بن بكير: مات سنة خمس و خمسين و مائة ببيت المقدس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح، و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد [أنا] علي بن الحسن، أنا [أبو] عبد اللّه الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الخامسة: ثور بن يزيد بن زياد أبو خالد الرّحبي حمصي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو خالد ثور بن يزيد الرّحبي سمع خالد بن معدان. روى عنه الثوري و يحيى بن سعيد.

ص: 186


1- ما بين معكوفتين عن ابن سعد و مكانها بالأصل «و هو ابن بضع».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ابن سعد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ابن سعد.
4- التاريخ الكبير 181/2/1.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، حدّثنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو خالد ثور بن يزيد شامي ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري - بواسط - أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي قال: قال أبي: قلت ليحيى بن معين: أن ثور بن يزيد حدّث عن عطاء بن دينار فعرفه، و قال: روى عنه سعيد بن أبي أيوب. قال أبي: و قلت ليحيى:

كان ثور بن يزيد قد حدّث عن رجل يقال له عبد الرّحمن بن عائذ فقال: قد روى عنه الشاميون و هو معروف.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا سعد بن إبراهيم، حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق، حدّثني ثور بن يزيد الكلاعي و كان ثقة فذكر عنه حديثا.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد [نا عبد اللّه بن أحمد] (1) بن حنبل، حدّثني أبي حدّثنا سعد (2) بن إبراهيم، حدّثنا أبي عن محمد بن إسحاق، حدّثني ثور بن يزيد الكلاعي و كان ثقة بحديث ذكره.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص [بن] (3) المفضّل، حدّثنا أبي قال: و حدّثني أبو نضر مولى بني هاشم عن أبي أسامة أنه كان يحسن الثناء على ثور بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (4)،حدّثنا يوسف بن الحجّاج، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي قال: قلت

ص: 187


1- زيادة لازمة، و انظر تهذيب التهذيب 345/1.
2- عن تهذيب التهذيب و بالأصل «سعيد».
3- مكانها بياض بالأصل.
4- الكامل في الضعفاء لابن عدي 103/2 باختلاف.

لعبد الرّحمن بن إبراهيم من أثبت بحمص ؟ قال: صفوان (1) و بحير (2) و حريز و ثور و أرطأة قلت: فأين ابن أبي مريم ؟ قال: دونهم.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة قال (3):قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم من الثبت بحمص ؟ قال: صفوان و بحير و حريز (4) و ثور و أرطأة، قلت: فابن أبي مريم ؟ قال:

دونهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال (5):سمعت أحمد بن صالح - و ذكر رجال أهل الشام - فقال: الأوزاعي، و ذكر ابن جابر عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و ثور بن يزيد ثقة إلاّ أنه كان يرى (6) القدر، و صفوان بن عمرو السكسكي، و حريز (7) بن عثمان الرّحبي، و أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم الغسّاني، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال: و سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم قلت: فثور بن يزيد؟ قال: ثور و حريز (8) و أرطأة (9) كلّ هؤلاء ثقة، و كان ثور عند الناس أكبرهم، قلت: كان أبو بكر بن أبي مريم يتخلّف عن هؤلاء؟ قال: نعم.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد اللّه محمد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمد بن داود بن عيسى، حدّثنا أبو محمد عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (10)،حدّثنا أبو حفص قال:

سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: ما رأيت شاميا أوثق من ثور بن يزيد.

ص: 188


1- صفوان بن عمر بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي ترجمته في تهذيب التهذيب 429/4.
2- هو بحير بن سعد، تقدم التعريف به.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 398/1.
4- بالأصل «جرير» خطأ و الصواب عن أبي زرعة.
5- المعرفة و التاريخ 386/2.
6- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل «يروي».
7- عن المعرفة و التاريخ، و بالأصل: و جرير.
8- عن المعرفة و التاريخ، و بالأصل: و جرير.
9- سقط من المعرفة و التاريخ.
10- بالأصل بالحاء المهملة خطأ و الصواب ما أثبت بالخاء المعجمة. ترجمته في سير أعلام النبلاء 508/13.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد [بن عدي، ثنا أحمد] (1) بن عمير، حدّثنا صالح بن أحمد قال:

سمعت علي بن المديني يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: ليس في نفسي عنه (2) شيء أتتبّعه - يعني ثور بن يزيد.

قال: و أنا أبو أحمد قال (3):سمعت عبدان يقول: نا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد عن أبيه قال: قال يحيى بن سعيد: كنت عند ثور بن يزيد بمكة أكتب في ألواح إذ جاء سفيان بن حبيب فوقف عليّ فقال: من هذا؟ فسكتّ ، قال: فمسح - يعني عرقه - فوقع على الألواح فمحاها كلها ثم كتبت عنه بعده [عدة] (4) أحاديث.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (5)،حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدّثنا الجوهري - يعني حاتم بن الليث - قال: قال إبراهيم بن موسى - هو الفراء الرازي - قال يحيى بن سعيد: كان قلبه بين عينيه - يعني ثور بن يزيد-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد قال: سمعت علي بن المديني يقول:

و سمعت يحيى يقول: كان ثور عندي ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي حدّثني أبو عبد اللّه السلمي قال:

قدم وكيع الشام فحدّثهم عن ثور فقالوا: لا نريد ثورا، فقال وكيع: كان ثور صحيح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف،

ص: 189


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و الزيادة لازمة قياسا إلى أسانيد مماثلة، و انظر الخبر في الكامل في الضعفاء لابن عدي 103/2.
2- ابن عدي: منه.
3- الكامل في الضعفاء 102/2.
4- عن هامش الأصل، و قد شطبت كلمة نميل إلى قراءتها «ذلك» و في ابن عدي:«بعد ذلك أحاديث».
5- حلية الأولياء 93/6.

أنا أبو أحمد بن عديّ (1)،نا موسى بن العباس، حدّثنا العباس بن الوليد، أخبرني يزيد بن خالد قال: سمعت وكيعا يقول: رأيت ثور بن يزيد و كان أعبد من رأيت.

قال: و حدّثنا أحمد بن عمير، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت ابن المبارك يقول: سألت سفيان الثوري عن الأخذ عن ثور بن يزيد قال: خذوا عنه.

و قال عمرو بن علي: ثور بن يزيد، روى عنه الأكابر [من] (2) أصحاب الحديث:

الثوري و ابن عيينة و يحيى بن سعيد.

قال: و حدّثنا الجنيدي، حدّثنا البخاري، حدّثني إبراهيم بن موسى قال: سمعت عيسى بن يونس يقول: كان ثور من أثبتهم.

قال: و حدّثنا محمد بن بشر القزاز، حدّثنا أبو عمير، حدّثنا كثير بن وليد عن عيسى بن يونس قال: قدمنا على ثور بن يزيد فإذا هو رجل جيد الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا محمد حدّثني إبراهيم بن موسى قال: سمعت عيسى بن يونس قال: كان ثور من أثبتهم.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة (3)،حدّثنا معن بن الوليد بن هشام قال: قلت للوليد بن مسلم كان ثور بن يزيد يحفظ حديثه ؟ قال: كان يحفظ حديث خالد بن معدان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن السّقّا و أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه قالا: أنا العباس (4) بن محمد يقول: سمعت يحيى [يقول] ثور بن يزيد ثقة.

ص: 190


1- الكامل في الضعفاء لابن عدي 103/2.
2- زيادة عن ابن عدي، و بالأصل: و الأكابر و أصحاب.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 360/1 و تهذيب 345/1 باختصار.
4- بالأصل «أبو العباس» خطأ و الصواب ما أثبت، و هو العباس بن محمد الدوري، انظر تهذيب التهذيب 345/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي (1)،حدّثنا أحمد بن عمير قال: سمعت ابن عوف يقو: ثور ثقة.

قال: و قال أبو أحمد (2):ثور بن يزيد الكلاعي الشامي الحمصي يكنى أبا خالد و [لثور بن يزيد غير] (3) ما ذكرت أحاديث صالحة. و قد روى عنه الثوري، و ابن عيينة، و يحيى القطان و غيرهم من الثقات و وثقوه. و لا أرى بحديثه بأسا إذا روى عنه ثقة أو صدوق، و له جزء (4) من المسند لعله يبلغ مائتي حديث أو أكثر، و لم أر في أحاديثه أنكر من هذا [الذي] ذكرته و هو مستقيم الحديث صالح في الشاميين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن إسحاق، أنا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد قال: سمعت علي بن المديني يقول: حدّثنا سفيان قال: قلت للأحوص بن حكيم: إن ثورا حدّثنا عن خالد بن معدان، فقال: أو يفعل ؟ قال علي: كأنه غمز به، قال علي: و ثور عندي أكبر من الأحوص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدّخيل، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (5)، حدّثنا محمد بن إسماعيل، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا الربيع بن نافع أبو توبة، حدّثنا أصحابنا قالوا: لقي ثور الأوزاعي، فمدّ ثور يده، فأبى الأوزاعي أن يمدّ يده و قال: يا ثور إنه لو كانت الدنيا كانت المقاربة، و لكنه (6) الدين، يقول: لأنه كان قدريا.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا أبو مسلم الفزاري قال:[ما] (7) سمعت الأوزاعي يقول في أحد من الناس إلاّ في

ص: 191


1- الكامل لابن عدي 102/2.
2- الكامل لابن عدي 102/2.
3- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، و العبارة المستدركة عن الكامل لابن عدي 104/2.
4- عن ابن عدي و بالأصل «خبر».
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 179/1 و الخبر في سير أعلام النبلاء 344/6 نقلا عن أبي توبة الحلبي.
6- عن العقيلي و السير، و بالأصل «و لكن».
7- سقطت من الأصل و على هامشه «لعله: ما».

ثور بن يزيد و محمد بن إسحاق قال: و قلت له يا أبا عمرو حدّثنا ثور بن يزيد، قال:

فغضب عليّ غضبة ما رأيت مثلها، ثم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ستة لعنتهم فلعنهم اللّه و كلّ نبيّ يجاب: الزائد في كتاب اللّه، و المكذّب بقدر اللّه»[2763]. ثور بن يزيد أحدهم، تأخذ دينك عنه؛ و أما محمد بن إسحاق فكان يرى الاعتزال. قال فجئت إلى كتابي الذي سمعته من ثور و محمد بن إسحاق فألقيته في التّنّور.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (1)،حدّثنا أحمد بن عمير، حدّثنا أبو عمير، أخبرنا الوليد بن مسلم قال: قلت للأوزاعي: حدّثنا ثور بن يزيد، قال: فقال لي: فعلها (2)؟.

[أخبرنا] أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم قالا: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن المؤدب، أنا علي بن موسى - إجازة - حدّثنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر، أخبرنا أبو الحسن بن جوصاء، حدّثنا أبو هبيرة محمد بن الوليد قال: سمعت أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني يقول: حدّثني سلمة بن العيّار قال: كان الأوزاعي يسيء القول في ثلاثة: في ثور بن يزيد، و محمد بن إسحاق، و زرعة بن إبراهيم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمد بن المظفّر، أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف الصّيدلاني، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (3)،حدّثنا محمد بن إسماعيل، حدّثنا الحسن بن علي قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: كان ثور بن يزيد قدريا.

قال: و أخبرنا أبو جعفر (4)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول:

ثور بن يزيد الكلاعي كان يرمى (5) بالقدر، و كان أهل حمص نفوه و أخرجوه منها لأنه كان يرى القدر و ليس به بأس.[حدّثنا عنه يحيى بن سعيد، و الوليد بن مسلم] (6).

ص: 192


1- الكامل في الضعفاء 102/2.
2- بالأصل «فعلتها» و المثبت عن ابن عدي.
3- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 178/1.
4- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 178/1.
5- كذا بالأصل، و عند العقيلي: يرى القدر.
6- ما بين معكوفتين لم يرد في الضعفاء الكبير للعقيلي.

أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن أبي ذرّ الصّالحاني الأصبهاني - ببغداد - أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه - يعرف ثورا - والدي أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد اللّه.

نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا يحيى بن عثمان بن صالح المصري، نا نعيم بن حمّاد المروزي قال: قال عبد اللّه بن المبارك:

أيها الطالب علما *** ائت حمّاد بن زيد

فاطلبنّ العلم منه *** ثم قيّده بقيد

لا كثور و كجهم *** و كعمرو بن عبيد (1)

قال الطّبراني: ثور بن يزيد الشامي كان قدريا، و جهم بن صفوان صاحب الجهمية، و عمرو بن عبيد كان معتزليا.

أنبأنا أبو على الحداد ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، حدّثنا أبو نعيم [حدّثنا] سليمان بن أحمد، حدّثنا أبو زرعة، حدثنا علي بن عياش عن إسماعيل بن عياش قال:

قال لنا عطاء الخراساني: لا تجالسوا ثور بن يزيد - يعني إنه كان قدريّا.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدثنا أبو زرعة (2) حدّثني علي بن عياش قال: قال لي عطاء الخراساني: لا تجالس ثورا.

أنبأنا أبو سعد (3) محمد بن محمد المطرّز و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه البرجي، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد محمد الحلواني - بمرو، قراءة - أنا أبو على الحداد قالوا: أنا أبو نعيم، حدثنا إبراهيم بن عبيد اللّه، حدثنا محمد بن هارون الثقفي، حدثنا الجوهري، حدثنا عبيد اللّه بن موسى قال: قال سفيان الثوري: اتقوا لا ينطحنكم ثور بقرنه. قال: و كان يرى رأي القدر يعني ثور بن يزيد (4).

ص: 193


1- الأبيات الثلاثة في تهذيب التهذيب 345/1.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 359/1.
3- بالأصل «أبو سعيد» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 254/19.
4- الخبر في حلية الأولياء 93/6 باختلاف.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا عن أبي تمام الواسطي، أنا أحمد بن عبيد، أنا محمد بن الحسين، حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان مكحول قدريا ثم رجع، و ثور بن يزيد أيضا قدريّ .

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني شفاها [أخبرنا] عبد العزيز [بن أحمد] لفظا، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر، أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب، أنا أبو بكر القاسم بن عيسى العصّار، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي قال:

و ثور بن يزيد يعني يتّهم بالقدر، سئل عنه الثوري فقال: خذوا عنه و اتّقوا قرنيه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر الشامي، أخبرنا أبو الحسن العتيقي، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد الصّيدلاني، حدثنا أبو جعفر العقيلي (1)،حدثنا عبيد اللّه بن أحمد الكتاني (2) الهمداني، حدثنا سليمان [بن معبد] (3) قال: سمعت عبد الرّزّاق يقول (4)[سمعت (5) سفيان سئل عن ثور بن يزيد، فقال: خذوا عنه و احذروا قرنيه، ثم أخذ الثوري بيد ثور فأدخله حانوتا و أغلق عليه الباب ثم خلا به. قال الثوري بعد ذلك لرجل قد رأى عليه صوف: ارم بهذا عنك، فإنه بدعة. فقال له الرجل: و دخولك مع ثور الحانوت و إغلاقك عليك و عليه الباب بدعة.

حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: سمعت أبا عاصم يقول:

قال ابن أبي داود: قد جاءكم ثور، يقول: اتقوا لا ينطحكم بقرنيه].

ابن (6) وداعة و جماعة كانوا يجلسون يسبّون علي بن أبي طالب، و كان ثور بن يزيد لا يسبّ عليا و إذا لم يسب جرّوا برجله.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا [أبو] زرعة (7)[قال: حدّثني] (8) علي بن عياش

ص: 194


1- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 179/1-180.
2- في العقيلي: الكسائي الهمذاني.
3- بياض بالأصل و المستدرك بين معكوفتين عن العقيلي.
4- بعد:«يقول» بياض في المخطوط نتيجة خرم، قدره ورقتان.
5- ما بين معكوفتين، من هنا، استكملنا تتمة الخبر عن كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 180/1.
6- كذا وقع الخبر مبتورا بعد صفحتين بياض.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 359/1.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن أبي زرعة.

قال: سمعت إسماعيل بن عياش يقول: نفى (1) أسد بن وداعة ثور بن يزيد [من حمص] (2).

أنبأنا أبو طالب الحسن بن محمد الزينبي، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى، حدّثني إسماعيل بن أبان، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا عبد اللّه بن سالم قال: أدركت أهل حمص و قد أخرجوا ثور بن يزيد و أحرقوا داره لكلامه في القدر. قال: و حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: و حدّثني إسماعيل، حدّثنا خطاب بن عثمان قال: سمعت سماك بن الحكم يقول: رأيت ثور بن يزيد يصلّي و يقبّل موضع سجوده.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر الشامي، أخبرنا أبو الحسن العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (3)،أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يذكر عن يحيى بن القطان قال:[كان] ثور إذا حدّثني بحديث عن رجل لا أعرفه، قلت: أنت أكبر أم هذا؟ فإذا قال: هو أكبر مني كتبته، و إذا قال هو أصغر مني لم أكتبه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن الحسن بن خيرون، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا هاشم بن محمد قال: قال الهيثم بن عديّ مات ثور بن يزيد الأرحبي سنة خمسين و مائة.

أنبأنا أبو طالب الزينبي، أنا أبو القاسم التّنوخي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو محمد بكر بن أحمد بن جعفر، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: أبو خالد ثور بن يزيد الرّحبي، بلغني أن ثور بن يزيد توفي سنة اثنتين (4) و خمسين و مائة، و يقال سنة خمسين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن

ص: 195


1- كذا و في أبي زرعة: أنفر.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن أبي زرعة، و مكانها بالأصل «مرض».
3- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 179/1.
4- بالأصل «اثنين».

الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا-: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسين الأصبهاني، أخبرنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال: و ثور بن يزيد الكلاعي من أهل حمص يكنى أبا خالد مات سنة ثلاث و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (1):و ثور بن يزيد يعني مات سنة ثلاث و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أخبرنا يوسف بن رباح بن علي، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا معاوية بن صالح قال: ثور بن يزيد سنة ثلاث و خمسين و مائة - يعني - مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد، أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة ثلاث و خمسين و مائة فيها مات ثور بن يزيد الكلاعي بالشام.

قرأت على أبي محمد السلمي عن [أبي] محمد التميمي، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها يعني سنة ثلاث و خمسين و مائة مات ثور بن يزيد.

قرأت [على] أبي (2) القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (3)[ثنا] (4) الجنيدي، حدّثنا البخاري قال:

قال يحيى بن بكير مات ثور بن يزيد سنة خمس و خمسين و مائة.

أنبأنا أبو محمد [بن] الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا محمد بن

ص: 196


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 427 و ذكره: ثور بن زيد».
2- بالأصل:«قرأت أبو» كذا، و لعل الصواب أيضا:«أخبرنا أبو القاسم» و لعل الصواب أيضا ما أثبتناه.
3- الكامل في الضعفاء لابن عدي 103/2.
4- الزيادة عن ابن عدي.

عبيد اللّه بن أبي عمر و أخبرنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمد القرشي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا علي بن عبد اللّه التّميمي قال: ثور بن يزيد أبو خالد مات ببيت المقدس سنة خمس و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا محمد بن طاهر المقدسي، أخبرنا مسعود بن ناصر السّجزي، أخبرنا عبد الملك بن الحسن، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال: ثور بن يزيد أبو خالد الكلاعي الشامي حمصي سمع خالد بن معدان روى عنه الثوري، و عيسى بن يونس، و الوليد بن مسلم، و يحيى بن حمزة، و أبو عاصم النبيل في الأطعمة و الجهاد مواضع، مات ببيت المقدس سنة خمس و خمسين و مائة، و يقال سنة خمس (1) و خمسين و مائة. قال الذّهلي: قال يحيى بن بكير: مات ببيت المقدس سنة خمس و خمسين و مائة. و قال أبو عيسى: مات سنة خمسين و مائة. و قال ابن سعد: مات سنة ثلاث و خمسين و مائة، و هو ابن بضع و ستين سنة.

ص: 197


1- كذا.

حرف الجيم

اشارة

حرف الجيم (1)

ذكر من اسمه جابر

1059 - جابر بن جبير المذحجي التميمي

قيل إنه كان أميرا على رؤساء أهل اليمن الذين خرجوا من دمشق مع مسلمة بن عبد الملك [غازيا نحو] (2) القسطنطينية ذكر ذلك عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني و قد تقدم ذلك بإسناده في ترجمة أصبغ بن الأشعث الكندي (3).

1060 - جابر بن رألان الطائي السنبسي

أحد الأعراب حكى عن أعرابيين سمعهما بالغوطة.

حكى عنه عبد الملك بن قريب الأصمعي.

أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا الإمام أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن التبريزي، حدّثنا أبو القاسم علي بن عبيد اللّه الرّقّي، حدّثني الرئيس أبو الحسن علي بن أحمد البني، حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن صالح بن مرشد الكاتب، حدّثنا محمد بن الحسن بن دريد، حدّثنا عبد الرّحمن عن عمه، حدّثني جابر بن رألان السنبسي قال: كنت بوادي الغوطة إذا وقف علينا أعرابيان بدويان يسألان: فأما أحدهما، فما علمنا شيئا من() (4) لاستغلاق كلامه. و أما الآخر فوصل كلامه إلى كل قلب. فقال الأول: بدو شأني و الذي أعجبني فيما سألتكم أن الغيث قرب منا، ثم ذكر

ص: 198


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل.
2- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و لعل ما استدركناه الصواب، و مكان العبارة: عبد الملك و القسطنطينة.
3- الذي ورد في ترجمة أصبغ بن الأشعث: جابر بن قيس المذحجي.
4- لفظتان غير مقروءتين.

قال: فالسحاب وسط الريان،() (1) و ارتجس ريقه و اتصلت صواعقه و لاحت بوارقه، و توالت علينا سنون خداعه (2) مناعة طالت الجدب و منعت الخصب فهلموا بشيء يسهل العسير، و يجبر الكسير قولا قوله هلموا بشيء ما درينا غرضه.

و أما الثاني فكأنه قال: يا مسلمين رحم اللّه من سمع كلامي و قدم لنفسه معادا من مقامي، إن الحياز أجر من كلامكم و الفقر داع إلى أخياركم، و لا اختيار مع الاضطرار.

و الدعاء أحد الصدقتين، فرحم اللّه امرأ حاد بمير أو دعا بخير. فقلت: يا أعرابي ما أفصحك، فمن أي قبيل أنت ؟ قال: اللّهم اغفر، سوء الاكتساب يمنع من الانتساب.

1061 - جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب

أبو خالد، و يقال: أبو عبد اللّه السّوائي (3)

صحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و روى عنه أحاديث، و عن عمر بن الخطاب، و سعد بن أبي و قاص، و أبي أيوب الأنصاري، و شهد خطبة عمر بالجابية و سكن الكوفة.

روى عنه: الشعبي، و عبد الملك بن عمير، و تميم بن طرفة، و عبد اللّه بن القبطية، و سماك [بن حرب] (4)،و أبو خالد الوالبي.

أخبرنا أبو القاسم هبة بن محمد و أبو غالب بن البنّا و أبو نصر بن رضوان و أبو علي بن السبط قالوا: أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا بشر بن موسى الأسدي، حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا إسرائيل - و هو ابن يونس - عن سماك قال:

سمعت جابر بن سمرة يقول: صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاة الفجر فجعل يهوي بيده بين يديه و هو في الصلاة، فسأله القوم حين انصرف فقال:«إنّ الشيطان جاءني يلقي عليّ شرر

ص: 199


1- لفظتان غير مقروءتين.
2- بياض بالأصل.
3- سمرة بفتح السين المهملة و ضم الميم، و جنادة: بضم الجيم و بعدها نون، و السوائي: بضم السين (الضبط بالنص عن الوافي). و السوائي نسبة إلى سواءة بن عامر بن صعصعة. و ترجمته في الاستيعاب 224/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 304/1 و الإصابة 212/1 و الوافي بالوفيات 27/10 و سير الأعلام 186/3 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن أسد الغابة و الوافي بالوفيات.

النار ليفتنني فتناولته، فلو أخذته ما انفلت مني حتى يناط بسارية من سواري المسجد ينظر إليه ولدان أهل المدينة»[2764].

قال: و حدّثنا بشر بن موسى الأسدي، حدّثنا خلف بن الوليد عن إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: مات رجل على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم فأتاه رجل، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«لم يمت»، فأتاه الثانية فقال مثل ذلك، ثم أتاه الثالثة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كيف مات»؟ [قال:] نحر نفسه [بمشقص] (1) من عنده، فلم يصلّ عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و به قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يصلّي نحوا من صلاتكم، و لكنه كان يخفف الصلاة، كان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة و نحوها من السّور.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد، حدّثنا أبو محمد الخلاّل - املاء - حدّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، حدّثنا الفضل بن الحبّاب (2)-بالبصرة - حدّثنا أبو الوليد الطّيالسي، حدّثنا زياد بن خيثمة، حدّثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقرأ في الصبح بقاف و القرآن المجيد، و رأيت صلاته بعد تخفيفا[2765].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي، أخبرنا منصور بن الحسين و أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثني أبو حاتم أحمد بن الحسن بن هارون الرازي - بأصبهان - حدّثنا أحمد بن محمد بن أوس، حدّثنا عبد الحميد بن عصام الجرجاني، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:

خطبنا عمر بالجابية فذكر نحو حديث جرير بن حازم عن عبد الملك لم يزد على هذا.

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، أنا أبو سعد المظفّر بن الحسن بن السبط ، حدّثنا جدي الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن لال، حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن أوس المقرئ، حدّثنا عبد الحميد بن عصام، حدّثنا أبو داود الطيالسي، أخبرنا شعبة عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت جابر بن سمرة قال: خطبنا عمر بالجابية فقال:

ص: 200


1- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 355/5.
2- بالأصل «الجياب» و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في سير الأعلام 7/14.

قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل و ما يستشهد فمن [أراد] (1) بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان، ألا فمن سرّته حسنة و ساءته سيئة فهو مؤمن»[2766].

حديث غريب من حديث شعبة عن عبد الملك، تفرد به عبد الحميد بن عصام عن أبي داود الطّيالسي عنه، و هو محفوظ من حديث عبد الملك رواه عنه جرير بن حازم و جرير بن عبد الحميد.

حدّثنا أبو بكر [محمد] بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر [أنا] محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ح.

و أخبرناه أبو [المظفّر] (2) القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية، أخبرنا إبراهيم بن مسور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى قالا: حدّثنا شيبان بن فرّوخ، حدّثنا جرير بن حازم قال: سمعت عبد الملك بن عمير يحدث عن جابر بن سمرة السّوائي قال: خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال: يا أيها الناس قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقامي فيكم فقال:

- و قال ابن حمدان: مقامي فيكم اليوم قال-: «أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يسألها (3)-و في حديث الباغندي: لا يستشهد - و يحلف عليّ اليمين لا يسألها فمن أراد - و زاد الباغندي: منكم و قالا - بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد و هو من الاثنين أبعد، و لا يخلونّ أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما». انتهى حديث الباغندي، و زاد أبو يعلى:«و من سرته حسنته و ساءته سيئته (4) فهو مؤمن»[2767].

ص: 201


1- سقطت من الأصل، و على هامشه «لعله: أراد» و هو ما أثبتاه.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 443/7) و اسمه: عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن.
3- بالأصل «يستالها».
4- رسمها غير واضح بالأصل.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه (1) الحسين بن علي بن أحمد، و أبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني، و أبو بكر محمد، و أبو عمرو عثمان ابنا أحمد بن عبد اللّه [و أبو] (2) الحسن بن النّقّور، حدّثنا عيسى بن علي، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا شيبان بن فرّوخ، حدّثنا جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم»[2768].

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرناه أبو سهل بن سعدوية، أخبرنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا علي بن حمزة البصري، حدّثنا جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال: قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقامي فيكم اليوم فقال:«ألا أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم»، فذكر نحو حديث شيبان عن عبد الملك قالا: و أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا زهير بن حرب، حدّثنا جرير بن عبد الحميد ح، و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أخبرنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن زكريا البيّع، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، نا يوسف بن موسى القطان، نا جرير عن عبد الملك عن جابر بن سمرة قال: خطب الناس عمر بن الخطاب بالجابية و قال: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام في مثل مقامي هذا فقال:«أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل على اليمين قبل أن يستحلف - زاد يوسف: عليها - و يشهد على الشهادة قبل أن يستشهد عليها فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد و هو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان ألا و من كان منكم تسوءه سيئته و تسرّه حسنته فهو مؤمن»[2769].

حدّثنا أبو علي بن السمط ، أنا أبو محمد الجوهري ح.

ص: 202


1- بالأصل «عبيد اللّه» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 444/15.
2- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمة ابن النقور في سير الأعلام 372/18 و فيه «أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن النقور».

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا (1) أبو علي بن المذهب قالا: أنا [عبد اللّه بن] (2) أحمد، حدّثني أبي، نا جرير ح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري و أبو نصر الزينبي ح.

و أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن الحسن، و أبو الفضل محمد بن ناصر، و أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنّا، قالوا: أنا أبو القاسم بن البسري ح.

و أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي، و أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل قالا: أنا أبو نصر بن محمد الزّينبي، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو القاسم البغوي، نا الحسن بن (3)،نا جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: خطب عمر الناس بالجابية فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام في مثل مقامي هذا فقال:«أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم يحلف أحدهم على اليمين قبل أن يستحلف عليها و يشهد على الشهادة قبل أن يستشهد، فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد و هو من الاثنين أبعد، ألا - و في حديث الحسن بن عرفة: و لا - يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان، و من كان منكم تسرّه حسنته و تسوءه سيئته فهو مؤمن»[2770].

و رواه غير هؤلاء عن عبد الملك، فقال عبد اللّه بن الزبير عن عمر و سيأتي في ترجمة ابن الزبير إن شاء اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره في كتبهم عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرني إسماعيل بن أحمد التاجر، نا علان، نا أحمد بن سعد بن الحكم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اختلف على عبد الملك بن عمير في حديث أحدهما أن عمر قال: من سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن. فقال بعضهم عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن عمر، و قال بعضهم: عن عبد الملك بن عمير

ص: 203


1- بالأصل «أبو» خطأ.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و الزيادة لازمة قياسا إلى سند مماثل.
3- بياض بالأصل.

عن عبد اللّه بن الزبير عن عمر، و القوم الذين اختلفوا في الروايتين عن عبد الملك بن عمير أكثرهم ثقات.

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي في كتابه و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين بن المظفّر، أخبرنا أبو علي المدائني، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي قال: و من بني سواءة بن عامر بن صعصعة: جابر بن سمرة بن جندب بن حجير بن رياب (1) بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة: الرواية لأهل الكوفة، و قد أسلم أبوه سمرة و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا داخلا في حديث ابنه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان ح.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف، أخبرنا أبو الحسن اللّبناني قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرنا محمد بن سعد قال: و ممن نزل الكوفة سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير - زاد اللبناني: بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة و قالا:- صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ابنه جابر بن سمرة السّوائي و هم حلفاء في بني زهرة. قال ابن صفوان: و لهما حلف في زهرة بن كلاب، و يكنى جابر أبا عبد اللّه ابتنى بها دارا، في بني سواءة و توفي بها في خلافة عبد الملك، في ولاية بشر بن مروان على الكوفة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، حدّثنا محمد بن سعد قال (2):في [طبقات الكوفيين، تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: و من بني] (3) عامر بن صعصعة: سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و رآه في الشمس فقال: تحول إلى الظل فإنه مبارك، و حالف سمرة بن جنادة بني زهرة بن كلاب، و نزل الكوفة و له بها عقب، و ابنه جابر بن سمرة و يكنى أبا

ص: 204


1- الاستيعاب: رئاب بالهمز.
2- طبقات ابن سعد 24/6.
3- ما بين معكوفتين زيادة مستدركة عن ابن سعد، و مكانها بالأصل: في الطبقة الرابعة (بياض) بن عامر.

عبد اللّه، و كان له من الولد خالد و طلحة و مسلم (1) و نزل جابر أيضا الكوفة و ابتنى بها دارا في بني سواءة بن عامر و توفي بالكوفة في خلافة عبد الملك بن مروان في ولاية بشر بن مروان، و قد روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (2)،نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمد بن عبد اللّه الحضرمي، نا سالم بن جنادة قال: سمعت أبي يقول جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر، و كنية جابر أبو عبد اللّه و أم جابر بن سمرة خالدة (3) بنت أبي وقاص أخت سعد بن أبي وقاص توفي جابر بن سمرة فصلّى (4) عليه عمرو بن حريث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أخبرنا أبو منصور النّهاوندي، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن الأشقر، نا محمد بن إسماعيل البخاري قال:

سلم (5) بن جنادة بن سلم (6) بن خالد بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حبيب بن رئاب بن حجير بن سواءة بن عامر بن صعصعة، و جابر بن سمرة يكنى بأبي عبد اللّه و مات بعد المختار و صلّى عليه عمرو بن حريث، كذا قال: حبيب، و إنما هو حجير بن رئاب بن حبيب.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن قالا-: أنا أبو أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (7):جابر بن سمرة السّوائي نزل الكوفة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد أحمد بن محمد، نا محمد بن إسحاق قال: سمعت أبا السّائب سالم بن جنادة قال:

ص: 205


1- في جمهرة ابن حزم ص 273 «مسلمة».
2- بالأصل «زيدة» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- بالأصل «خالد» و المثبت عن أسد الغابة.
4- بالأصل «فصل على» و المثبت عن أسد الغابة، و فيه: و صلى عليه.
5- كذا بالأصل.
6- كذا بالأصل.
7- التاريخ الكبير 205/2/1.

جابر بن سمرة أبو عبد اللّه بن جنادة بن [جندب بن خجير بن] (1) زياد بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، و مات جابر [و خلّف] (2) من الذكور [خالد] (3) بن جابر، و أبو ثور مسلم،[و] أبو جعفر، و جبير، و جندب، فأعقب منهم خالد (4).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبيد، أخبرنا محمد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: جابر بن سمرة بن جنادة [بن جندب] (5) بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن مضر (6).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قال: أجاز لنا جعفر بن يحيى التميمي، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن قال: جابر بن سمرة أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد (7) أخبرنا جابر بن سمرة بن جنادة بن حبيب بن حجير بن حبيب بن سواءة السوائي ابن [أخت] (8) سعد، يكنى أبا خالد نزل الكوفة، روى عنه أبو إسحاق السّبيعي (9) و حصين بن عبد الرّحمن، و سماك بن حرب، و عامر،[و] الشعبي (10) و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر، أخبرنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال: جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب بن حبيب بن رئاب بن حجير بن

ص: 206


1- بياض بالأصل و المستدرك بين معكوفتين عن أسد الغابة 304/1.
2- بياض بالأصل و لعل الصواب ما استدركناه، باعتبار ما يلي، عن أسد الغابة.
3- بياض بالأصل و لعل الصواب ما استدركناه، باعتبار ما يلي، عن أسد الغابة.
4- كذا و في أسد الغابة: فالعقب منهم لمسلم و خالد.
5- بياض بالأصل، و المستدرك زيادة عن مصادر ترجمته.
6- بالأصل «نصر» و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 273.
7- بياض بالأصل مقدار كلمتين، و أرجح أن السقط أكثر من ذلك، باعتبار أن بين المصنف و جابر راويين فقط .
8- بياض بالأصل و الصواب ما استدركناه، و قد مرّ أن أم جابر اسمها خالدة بنت أبي وقاص، أخت سعد.
9- بالأصل «الشعبي» و المثبت عن أسد الغابة 304/1.
10- بالأصل «و عاصم الشعبي» و الصواب ما أثبت و ما زيد، و عامر هو ابن سعد بن أبي وقاص. انظر أسد الغابة 304/1.

سوأة بن عامر بن صعصعة، و أمه خالدة بنت أبي وقاص، أخت سعد و عتبة ابني أبي وقاص، أبو عبد اللّه السّوائي حليف بني (1) زهرة، نزل الكوفة سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم و روى عن سعد بن أبي وقاص، روى عنه عبد الملك بن عمير، و أبو عون الثقفي في الصلاة. قال البخاري: مات بعد المختار و صلّى عليه عمرو بن حريث. و قال محمد بن سعد: توفي في خلافة عبد الملك في ولاية بشر بن مروان على الكوفة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب: و سمرة بن عمرو بن جندب، و قيل سمرة بن جنادة بن جندب بن حجير ابن رئاب بن سواءة و قيل بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، نا محمد بن جعفر الوركاني، نا شريك، عن سماك، عن جابر - يعني ابن سمرة - قال: جالسته أكثر من مائة مرة - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم - كذا قال الوركاني كان [يخطب] (2) خطبته الأولى ثم يقعد وحده، ثم يقوم فيخطب خطبته الأخرى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أخبرنا أبي أبو [بكر] (3)، و عبد العزيز بن أبي طاهر، و علي بن محمد بن أبي العلاء، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن علي بن أبي الرضا، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه ح، و أخبرنا أبو القاسم علي بن المسلم الفرضي، نا أبو أحمد التميمي، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو نصر بن طلاّب، و علي بن الخضر بن عبدان، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه ح، و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أخبرنا القاضي أبو المكارم محمد بن سلطان بن محمد الغنوي، و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي (4).

ص: 207


1- الأصل:«بن» و المثبت عن الاستيعاب.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 356/5.
3- بياض بالأصل و الصواب ما استدرك و هو أبو بكر أحمد منصور الرمادي انظر الأنساب.
4- بعدها بياض بالأصل مقدار صفحة و نصف. و في آخرها تبدأ ترجمة جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام و لا ندري إذا كان ضمن هذا السقط تراجم أخرى.

1062 - جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام

1062 - جابر (1) بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام

ابن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد

ابن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج

أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبد الرّحمن،

و يقال: أبو محمد الأنصاري الخزرجي السلمي الحرامي المدني

صحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم][و أصح ما قيل فيه أبو عبد اللّه.

كان أبوه أحد النقباء، شهد بدرا و قتل يوم أحد، و ابنه جابر لم يشهد بدرا و شهد المشاهد كلها.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و عن أبي بكر، و عمر، و علي، و أبي عبيدة، و طلحة، و عمّار بن ياسر، و أبي بردة بن نيار، و أبي قتادة، و أبي هريرة، و أبي سعيد، و عبد اللّه بن أنيس، و أبي حميد الساعدي] (2).

و معاذ بن جبل و خالد بن الوليد،[و أم شريك، و أم مبشر من الصحابة] (3)،و أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق و هي من التابعين.

روى عنه: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الهاشمي، و محمد بن عمرو بن الحسن بن علي، و محمد بن المنكدر التيمي، و محمد بن عبّاد بن جعفر، و محمد بن عبد الرّحمن بن ثوبان، و الحسن بن محمد بن الحنفية، و جعفر بن عبد اللّه بن أنس، و زيد بن أسلم، و سعيد بن المسيّب، و سليمان بن يسار، و عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، و عاصم بن عمر بن قتادة، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و النعمان بن أبي عياش المدنيون، و عطاء بن أبي رباح، و مجاهد بن جبر، و عمرو بن دينار، و أبو الزبير المكيون، و سالم بن أبي الجعد، و عامر الشعبي، و محارب بن دثار الكوفيون، و عبد الرّحمن بن آدم - صاحب السقاية - و أبو المتوكل علي بن داود الناجي، و زيد بن أسلم، و سعيد بن المسيّب، و سليمان بن يسار، و عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، و عاصم بن عمر بن قتادة، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و النعمان بن أبي عياش المدنيون، و عطاء بن أبي رباح، و مجاهد بن جبر، و عمرو بن دينا، و أبو الزبير المكيون، و سالم بن أبي الجعد، و عامر الشعبي، و محارب بن دثار الكوفيون، و عبد الرّحمن بن آدم - صاحب السقاية - و أبو المتوكل علي بن داود الناجي، و الحسن بن أبي الحسن، و سليمان بن قيس اليشكري، البصريون، و شهر ابن حوشب،

ص: 208


1- الزيادة بين معكوفتين عن الاستيعاب و أسد الغابة و تهذيب التهذيب. ترجمته في الاستيعاب 221/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 307/1 الإصابة 213/1 سير أعلام النبلاء 189/3 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين زيادة عن تهذيب التهذيب 350/1.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين زيادة عن تهذيب التهذيب 350/1.

و عروة بن رويم اللّخمي الشاميون، و جماعة سواهم.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، و أخبرني أبو بكر محمد بن عبد اللّه العامري، و أبو محمد هبة اللّه بن طاوس (1)،و أخبرنا أبو الفضل المحسن بن أبي منصور بن المحسن، أخبرنا سعيد بن أحمد الواحدي ح، و أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن محمد خطيب بسطام، أخبرنا أبو الفضل محمد بن علي بن الحسين بن سهل السهلكي قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن ح، و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد المروذي، و أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أخبرنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قالا: أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب ح، و أخبرنا أبو سعد هلال بن الهيثم بن محمد بن الهيثم، و أبو المعالي أحمد بن علي بن علي بن الشميس، و عبد الصمد بن بركة بن عبد اللّه المنادي، و أبو بكر يحيى بن علي بن داود الطّبسي و أبو علي حمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن نجاء بن شاتيل، و أبو الفرج علي بن محمد بن محمد بن الحسين محمد بن الفراء قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن محمد بن طلحة النّعالي، أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصّفّار قالا: أنا أبو يحيى زكريا بن عبد الرّحمن المروذي، نا سفيان بن عيينة عن (2) ابن المنكدر سمع جابرا يقول: ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم فقلنا: لا نكنّيك أبا القاسم، و لا تنعم عينا فأتينا النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكر ذلك له فقال:«سم ابنك عبد الرّحمن»[2771] و في حديث: (3) النبي صلى اللّه عليه و سلم و في حديث الصفار: فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكرت.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب بن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، نا محمد بن سليمان، نا عبيد اللّه بن موسى، و ثابت الزاهد و خلاّد بن يحيى قالوا: أخبرنا مسعر عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد اللّه قال: دخلت المسجد ضحى فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قاعد فقال:«ثم فصلّ ركعتين»[2772].

ص: 209


1- بياض بالأصل مقدار كلمتين.
2- بالأصل:«سفيان بن عيينة بن أبي المنكدر» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة محمد بن المنكدر في تهذيب التهذيب 302/5.
3- بياض بالأصل مقدار كلمتين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة قالا: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر - قراءة - نا أبو جعفر محمد بن عمر بن البختري الرّزّاز، نا محمد بن عبد الملك الدقيقي، نا عبد الوهاب بن عيسى، نا يحيى بن زكريا، نا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم عن (1) أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: كنت في الجيش الذي مع خالد بن الوليد الذين أمدّ بهم أبو عبيدة بن الجرّاح و هو محاصر دمشق، فلما أتاه قال له أبو عبيدة: صلّ بالناس، أنت أحق بهم لأنك أتيتني، قال خالد: ما كنت لأصلي [متقدما رجلا سمعت (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لكلّ أمّة أمين، و إن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح».

قال الدقيقي: و سمعت عبد الوهاب بن عيسى يحدّث به مرة أخرى، فقال: حدّثني يحيى بن أبي زكريا الغسّاني عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (3) عن أبي الزبير عن جابر عن خالد بن الوليد قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لكلّ أمة أمين، و إنّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[2773].

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان - في كتابه - أخبرنا أبو القاسم بن بشران، نا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن إسحاق الفاكهي، نا أبو يحيى عبد اللّه بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرّة (4)،نا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي، نا يحيى بن أبي زكريا عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال: كنت في الجيش الذين مع خالد بن الوليد الذي أمدّ بهم أبو عبيدة بن الجراح و هو محاصر دمشق، فلما قدمنا عليهم قال لخالد: تقدم فصلّ فأنت أحق بالإمامة فقال خالد [ما] كنت لأتقدّم رجلا سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«[لكل أمة] (5) أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[2774].

ص: 210


1- بالأصل «بن» خطأ.
2- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، و الزيادة مقتبسة عن مختصر ابن منظور 357/5.
3- بالأصل «خيثم» و الصواب ما أثبت و قد تقدم قريبا.
4- ترجمته في سير الأعلام 632/12.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه.

أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي [الحداد، قالا: نا] (1) أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمد بن عمرو، حدّثني أبي بن لهيف عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد العقبة: جابر بن عبد اللّه بن عمرو (2) بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنا محمد بن عبد اللّه بن المغيرة، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد العقبة من الأنصار: عبد اللّه بن عمرو و هو نقيب. و جابر بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبي عن ابن إسحاق قال:

عبد اللّه بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن كعب بن عديّ بن سلمة الأنصاري، أبو جابر بن عبد اللّه نقيب، شهد بدرا و قتل يوم أحد، و ابنه جابر لم يشهد بدرا.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسين بن محمد الرافقي، أنا أحمد بن كامل القاضي، أخبرنا أحمد بن شعيب بن شاهين، حدّثني مصعب بن جعفر (3) بن عبد اللّه بن عمارة بن القداح قال: عبد اللّه بن عمرو بن حرام شهد العقبة و كان نقيبا، و شهد بدرا و استشهد - يعني بأحد - و ابنه جابر بن عبد اللّه شهد العقبة، و شهد المشاهد كلّها إلاّ بدرا و أحدا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب قال: جابر بن عبد اللّه بن عمرو (4) بن حرام، و في أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم جابر بن عبد اللّه آخر، و هو جابر بن عبد اللّه بن رياب، و هما من بني سلمة (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي قال: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن

ص: 211


1- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل متقدم.
2- بالأصل «عمر».
3- بياض بالأصل.
4- بالأصل «عمر».
5- يجتمعان في غنم بن كعب، و كلاهما أنصاريان سلميان انظر أسد الغابة 306/1 و 307.

-زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال:

عبد اللّه بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن سلمة و ابنه جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام، أمه أنيسة (1) بنت عقبة بن عدي بن سنان بن [نابى] (2) بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم يكنى أبا عبد اللّه مات سنة ثمان و سبعين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا [الحسن] (3) ابن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد قال: جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام الأنصاري أحد بني سلمة بن سعد بن الخزرج و يكنى أبا عبد اللّه.

و نا ابن سعد عن الهيثم بن عدي قال: توفي جابر سنة ثلاث و سبعين.

أخبرنا عن أبي غالب بن البنّا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثانية جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة و أمه أنيسة بنت غنمة (4) بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد بن عمرو بن كعب بن سلمة، و شهد جابر بن عبد اللّه العقبة مع السبعين من الأنصار، و كان حين خرج (5) إلى أحد و شهد ما بعد ذلك من المشاهد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية قال: حدّثنا [عمرو] (6) بن خالد، و حسان بن عبد اللّه، و عثمان بن صالح، عن ابن

ص: 212


1- كذا، و في الاستيعاب و ابن حزم و أسد الغابة: نسيبة.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن أسد الغابة.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل.
4- كذا، في أسد الغابة: عقبة.
5- كذا بالأصل و لا معنى لها. و لعل الصواب: و كان أبوه منعه حين خرج إلى أحد و قد خلفه على أخوته، كما يفهم من عبارة الاستيعاب و أسد الغابة و المختصر.
6- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن تهذيب التهذيب 243/6 ترجمة يعقوب بن سفيان، و هو عمرو بن خالد الحراني.

لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة قال: و من بني حرام بن كعب بن عمرو: و ابن حرام بن ثعلبة بن حرام، و هو نقيب، و قد شهد بدرا، و جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام.

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي - في كتابه - ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: و من بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج: جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن سلمة، يكنى أبا عبد اللّه، و أمه أنيسة بنت عقبة بن عدي بن سنان بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم، و أم أبيه عبد اللّه بن عمرو هند بنت قيس بن القدم بن حارثة بن عطية شهد بدرا و استشهد يوم أحد - يعني أباه-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق في تسمية من شهد العقبة الثانية [و بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بها من الأوس و الخزرج - و كانوا ثلاثة و سبعين رجلا و امرأتين] (1) قال: و شهدها [من بني حرام بن كعب] (2) ابن غنم بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة [عبد اللّه بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام] (3) نقيب شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قتل يوم أحد شهيدا. و ابنه جابر بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي (4)قال: جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري شهد هو و أبوه العقبة، و شهد أبوه بدرا و كان نقيبا، قتل يوم أحد شهيدا.

و أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمد، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس قال: جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن سلمة

ص: 213


1- بياض بالأصل مقدار كلمة، و يبدو أن السقط أكثر، و المستدرك بين معكوفتين عن سيرة ابن هشام 97/2.
2- بياض بالأصل و المثبت بين معكوفتين عن ابن هشام 106/2.
3- بياض بالأصل و المثبت بين معكوفتين عن ابن هشام 106/2.
4- بالأصل «ككيب الشائي» خطأ و الصواب عن الأنساب (الشاشي).

الأنصاري قدم مصر أيام مسلمة بن مخلّد (1) حدّث عنه من أهل مصر أبو عياش المعافري، و عبد الرّحمن بن شريح الخولاني، و عمرو بن جابر الحضرمي، و أبو معشر الحضرمي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام و كعب بن غنم بن كعب بن سلمة شهد هو و أبوه بدرا و العقبة، و شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم تسع عشرة غزوة و قدم الشام و مصر مع مسلمة بن مخلّد و مات بالمدينة سنة سبع و سبعين و هو ابن أربع و تسعين سنة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي ح، و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، أنا محمد بن مخلد قال: قرأت على علي بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس: جابر بن عبد اللّه يكنى أبا عبد اللّه.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمد، أنا أبو مسعود أحمد بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن سليمان، أنا أبو الحسن بن سفيان بن محمد بن سفيان، حدّثني عمي أبو بكر محمد بن علي عن محمد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: جابر بن عبد اللّه أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي،[أخبرنا] (2) أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد بن بشران، أنا محمد بن أحمد (3) بن الصواف (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت [بن بندار] (5) أنا محمد بن علي، أنا محمد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل (6)،نا أبي قال: جابر بن عبد اللّه أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر المصري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا

ص: 214


1- ضبطت عن تقريب التهذيب.
2- بالأصل «أخا».
3- بياض بالأصل مقدار كلمتين.
4- بياض بالأصل مقدار سطر و كلمتين.
5- بياض بالأصل و المستدرك قياسا إلى سند مماثل، و يبدو أن بعد المستدرك بياضا آخر مقدار كلمتين.
6- بالأصل «الفضل» خطأ، انظر الأنساب (الغلابي).

مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام السّلمي له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمد، أنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن قال: أبو عبد اللّه جابر بن عبد اللّه مدني، و قيل: أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام الأنصاري يكنى أبا عبد اللّه و يكنى أبوه أبا جابر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي (1) ابن المبارك، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن [الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين] (2)الكلاباذي قال: جابر بن عبد اللّه [بن عمرو بن حرام، أبو] (3) عبد اللّه السلمي الأنصاري [الخزرجي] (4) سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم و روى عن أبي سعيد الخدري، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عمرو (5) بن دينار، (6).

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: قال أبو عبيد القاسم بن سلاّم: الحبطات و بنو شقرة و بنو سلمة هؤلاء الثلاثة النسبة إليهم بالفتح يقال الحبطي و الشّقري و السّلمي.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (7) في باب حرام بالحاء و الراء: جابر بن عبد اللّه بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن سلمة الأنصاري له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و لأبيه صحبة و استشهد أبوه يوم [أحد] (8) قال:

ص: 215


1- بياض بالأصل.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى أسانيد مماثلة، و تهذيب التهذيب 350/1 ترجمة جابر.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى أسانيد مماثلة، و تهذيب التهذيب 350/1 ترجمة جابر.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى أسانيد مماثلة، و تهذيب التهذيب 350/1 ترجمة جابر.
5- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب.
6- الاكمال لابن ماكولا 413/2.
7- بياض بالأصل.
8- الزيادة عن الاكمال.

و أما الحرامي بالراء فهو جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام الحرامي، أبو عبد اللّه له و لأبيه [صحبة] (1) و جابر من المكثرين في الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب، أخبرنا أبو منصور محمد بن الحداد (2).

[أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم] (3)،حدّثنا أبو الفضل [بن] ناصر، أنا أحمد (4) بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد [زاد أحمد: و محمد] بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد [بن سهل] قالا: أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (5):جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام أبو عبد اللّه السلمي الأنصاري المدني - قال لنا - و في حديث ابن الأشقر، نا مسدّد عن أبي عوانة - و قال ابن الأشقر: عن أبي معاوية بدل أبي عوانة و هو المحفوظ - عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كنت [أمنح أصحابي الماء يوم بدر] (6) و قال لي - و في حديث ابن الأشقر: حدّثنا - عبد اللّه بن أبي الأسود، عن حميد بن الأسود عن حجاج الصّوّاف، حدّثني - و قال ابن الأشقر: حدّثنا - أبو الزبير عن جابر أنه حدثهم قال:

غزا النبي صلى اللّه عليه و سلم إحدى و عشرين [غزوة] (7) بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة - زاد بن الأشقر: ذهب بصره أخيرا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي - إجازة - أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى (8)،نا سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال:

كنت أميح لأصحابي يوم بدر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا عبد اللّه بن مندة،

ص: 216


1- الزيادة عن الإكمال.
2- بعد كلمة «الحداد» بياض بالأصل مقدار سطر و ثلاث كلمات.
3- المستدرك بين معكوفتين في إسناد الخبر مكانها بياض في المواضع جميعا و الذي أثبتناه قياسا إلى أسانيد مماثلة.
4- بالأصل «محمد» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- التاريخ الكبير 207/2/1.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن البخاري. و في تهذيب التهذيب: أميح.
7- اللفظة ليست بالأصل و لا في البخاري، استدركناها عن هامش الأصل.
8- بياض بالأصل مقدار ثلث سطر.

أنا أحمد بن محمد بن زياد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كنت أميح أبي الماء يوم بدر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثني يعقوب بن إبراهيم، نا معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كنت أميح أصحابي الماء يوم بدر.

قال البغوي: قال محمد بن سعد: ذكرت لمحمد بن عمر هذا الحديث، فقال:

هذا وهم من أهل العراق، و أنكر أن يكون جابر شهد بدرا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد قال:

فذكرت ذلك لمحمد بن عمر فقال: هذا غلط من رواية أهل العراق في جابر و أبي مسعود الأنصاري يصيرونهما فيمن شهد بدرا، و لم يرو ذلك موسى بن عقبة و محمد بن إسحاق و أبو معشر (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن [أحمد، نا] (2) أبي، نا روح، نا زكريا - يعني: ابن إسحاق - نا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد اللّه يقول: غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تسع عشرة غزوة قال جابر: لم أشهد بدرا و لا أحدا منعني أبي، قال: فلما قتل عبد اللّه يوم أحد لم أتخلف عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة قط .

رواه الخطيب عن ابن رزقويه عن عثمان بن أحمد عن (3) حنبل بن إسحاق عن أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب فذكره..

و أخبرناه أبو منصور الحسين بن طلحة و أم البهاء فاطمة بنت محمد قالا: أنا

ص: 217


1- بياض بالأصل مقدار ثلاثة أرباع السطر.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل.
3- بالأصل «بن» خطأ، انظر ترجمة حنبل بن إسحاق في سير الأعلام 52/13 و فيه أنه يروي ع ابن عمه أحمد بن حنبل، و ممن حدث عنه عثمان بن السماك.

إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا روح، نا زكريا، نا أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول: غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تسع عشرة غزوة. قال جابر: لم أشهد بدرا و لا أحدا، منعني أبي. قال: فلما قتل عبد اللّه يوم أحد لم أتخلف عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة قط ، أخرجه مسلم عن [زهير بن حرب عن روح] (1).

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا علي بن محمد المصّيصي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ.

و أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم و محمد بن (2) قالا: نا أبو عبد الملك أحمد بن (3) شعيب، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حضر الموسم و حج نفر من الأنصار منهم أسعد بن [زرارة] (4) و جابر بن عبد اللّه أخو بني سلمة [و قطبة بن عامر، و ذكرهم، قال: فأتاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و دعاهم إلى الإسلام] (5) و ذكر الحديث،[رواه] (6) ابن مندة و قال: (7) من العام القابل (8) فيبايعهم النبي صلى اللّه عليه و سلم. و هذا غير محفوظ . و المحفوظ أن جابر [قد كان في] (9)العقبة الثانية صغيرا.

و ذلك فيما أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا علي بن محمد، أنا عبد الرّحمن، أنا أبو القاسم بن أبي العقب قال أبو عبد الملك [أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد] (10) بن عائذ قال:

و أخبرني الوليد بن مسلم، أنا عبد اللّه بن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:

ص: 218


1- بياض بالأصل، و المثبت بين معكوفتين استدرك عن دلائل النبوة للبيهقي 460/5. و انظر صحيح مسلم باب عدد غزوات الرسول ج 1448/3.
2- بياض بالأصل.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل، و المثبت عن أسد الغابة 307/1.
5- بياض بالأصل، و المثبت بين معكوفتين عن أسد الغابة 307/1.
6- بياض بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
7- بياض بالأصل.
8- بياض بالأصل.
9- بياض بالأصل، و لعل الصواب فيما أثبت مكان البياض؛ و الذي في أسد الغابة: شهد العقبة الثانية مع أبيه و هو صبي.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك قياسا إلى سند مماثل.

شهدنا بيعة العقبة سبعون رجلا، و وافقنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و العباس ممسك بيد النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم...... (1).

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (2)،نا سليمان بن أحمد، نا محمد بن عبد اللّه الحضرمي، نا أبو كريب، نا معاوية بن هشام عن عامر (3) بن الشعبي، عن جابر بن عبد اللّه قال:[كنا] (4) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة العقبة. قال جابر:

و أخرجني خالي و أنا لا أستطيع أن أرمي بحجر.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو عثمان سعيد بن محمد المذكّر، أنا أبو بكر محمد بن جعفر الطبري [أنا] أبو أسامة عبد اللّه بن أسامة الكلبي و عيسى بن عبد اللّه قالا: نا محمد بن عمران بن أبي ليلى، نا معاوية بن عمّار الدّهني عن أبيه عمّار عن أبي الزبير عن جابر قال: حملني خالي جد بن قيس، و ما أقدر أن أرمي بحجر، في سبعين راكبا من الأنصار الذين و فدوا على النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فخرج إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه [العباس] (5) بن عبد المطلب فقال: يا عمّ خذ لي على أخوالك قالوا: يا محمد سل لربك و لنفسك ما شئت قال: أما الذي [أسأل لربي، فتعبدوه و لا تشركوا به شيئا، و أما الذي أسأل لنفسي: فتمنعوني ما تمنعون منه أموالكم و أنفسكم. قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك ؟ قال:

الجنة] (6)[2775].

قال (7):سألنا جابر بن عبد اللّه كم غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: سبعا و عشرين غزوة، غزا بنفسه و غزوت معه منها ست عشرة غزوة، لم أقدر أن أغزو حتى قتل أبي - رحمه اللّه - بأحد، و كان يخلفني على أخواتي و كنّ تسعا، فكانت أول غزوة غزوتها معه حمراء الأسد إلى آخر مغازيه.

ص: 219


1- بياض بالأصل.
2- بالأصل «زيدة» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.
3- بالأصل «جابر» خطأ.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 358/5.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن ابن سعد 221/1.
6- تتمة الخبر، و المثبت بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور 358/5. ففي الأصل خرم و بياض صفحة و نصف. و بعدها أقحم بالأصل ثلاثة أرباع الصفحة تابعة لترجمة «بشير بن عقربة» و قد تقدمت فحذفناها، و بعدها صفحة بياض.
7- كذا، و قد سقط إسناده.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان - ببغداد - أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عتاب، نا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن [عقبة] (1) قال:

و أنا أبو عبد اللّه الحافظ في المغازي، أنا إسماعيل بن محمد بن الفضل، نا جدي، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب - و هذا لفظ حديث إسماعيل عن عمه موسى بن عقبة قال:

فأمر النبي صلى اللّه عليه و سلم أصحابه، و بهم أشدّ القرح، بطلب العدو، و يسمعوا بذلك و قال: لا ينطلق معي إلاّ من شهد القتال - يعني بأحد - فقال عبد اللّه بن أبيّ : أنا راكب معك، فقال:

لا[2776]، فقال (2):لا، فاستجابوا للّه و لرسوله على الذي بهم من البلاء، فانطلقوا، فقال اللّه عز و جل في كتابه: اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ . (3)قال: و أقبل جابر بن عبد اللّه السلمي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فقال]: يا رسول اللّه إن أبي رجعني و قد خرجت معك لأشهد (4)القتال (5)،فقال: ارجع و ناشدني أن لا أترك نساءنا و إنما أراد حين أوصاني بالرجوع رجاء الذي كان أصابه من القتل فاستشهده اللّه فأراد بي البقاء لتركته (6)،فلا أحب أن تتوجّه وجها إلاّ كنت معك، و قد كرهت أن تطلب معك إلاّ من شهد القتال، فأذن لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فطلب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العدوّ حتى بلغ حمراء الأسد (7).و نزل القرآن في طاعة من أطاع اللّه، و نفاق من نافق، [و تعزية] (8)المسلمين و شأن مواطنهم كلها، و مخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ غدا (9)فقال جل

ص: 220


1- بياض بالأصل.
2- كذا وردت مكررة بالأصل.
3- سورة آل عمران، الآية:172.
4- عن دلائل النبوة للبيهقي 312/3.
5- يعني قتال أحد، كما يفهم من عبارة البيهقي.
6- الأصل «لبركته» و المثبت عن دلائل البيهقي.
7- موضع على ثمانية أميال من المدينة (معجم البلدان).
8- بياض بالأصل و اللفظة مستدركة بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 359/5.
9- بالأصل:«ادعوا» و المثبت:«إذا غدا» عن مختصر ابن منظور.

ثناؤه: وَ إِذْ غَدَوْتَ ، مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقٰاعِدَ لِلْقِتٰالِ ، وَ اللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)ثم ما بعد الآية في قصة أمرهم (2)قال:

و أخبرنا (3)أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو جعفر البغدادي، نا محمد بن عمرو بن خالد، نا أبي، نا ابن لهيعة، نا أبو الأسود عن عروة في قصة أحد قال: قال و أقبل جابر بن عبد اللّه السلمي فقال: يا رسول اللّه إنّ أبي رجعني و قد خرجت معك لأشهد القتال - قتال أحد - و ناشدني أن لا أترك نساءنا جميعا و إنما أوصاني بالرجوع للذي أصابه من القتل، فاستشهده اللّه عز و جل و أراد بي البقاء لتركته، و لا أحب أن توجّه وجها إلاّ كنت معك، و قد كرهت أن تطلب [معك] (4)إلاّ من شهد القتال، فأذن لي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم»، فطلبهم [حتى] حمراء الأسد[2777].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا أبو عبد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان عن عمر عن عكرمة قال: لما انصرف [المشركون من أحد] (5)فكانوا بالروحاء تلاوموا فقالوا: لا محمدا قتلتم، و لا الكواعب أردتم بئس ما صنعتم ارجعوا، فسمع النبي صلى اللّه عليه و سلم بذلك، فندب المسلمين و بهم قرح شديد فانتدبوا، و قال: لا يخرج معي إلاّ بطل شهد القتال، فقال له جابر بن عبد اللّه: يا رسول اللّه إنّ أبي خلّفني و خرج لهذا الوجه فنزلت فيهم: اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ الآية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة عن عبيد اللّه بن المغيرة عن عبد الرّحمن بن شريح الخولاني عن جابر بن عبد اللّه قال:

غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تسع عشرة غزوة.

ص: 221


1- سورة آل عمران، الآية:121.
2- بالأصل: إبراهيم و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 313/3.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن دلائل النبوة للبيهقي.
5- ما بين معكوفتين عبارة كان مكانها بياضا بالأصل، و لعل ما استدرك صوابا انظر دلائل النبوة للبيهقي 312/3.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالوا: أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا العباس بن محمد، نا إسحاق بن عيسى بن الطباع، نا مسكين بن عبد اللّه قال: سمعت حجّاج الصّوّاف، نا أبو الزبير المكي عن جابر بن عبد اللّه قال: غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إحدى و عشرين غزوة. و شهدت تسع عشرة غزوة فكان في آخر غزوة غزاها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في أخريات الناس يزجي الضعيف، و يردف، و يتحامل الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

لفظ حديث أبي بكر و أبي سعيد، و في رواية أبي عبد اللّه: و كان آخر غزوة غزاها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تبوك و لم يذكر ما بعده.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (2)،حدّثني، أبي، نا سفيان عن عمر و قال: سمعت جابرا قال: كنا يوم الحديبية ألفا و أربعمائة فقال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنتم اليوم خير أهل الأرض»[2778].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا أبو منصور المصقلي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمد بن زياد، نا الحسن بن محمد بن الصّبّاح.

و أخبرنا (3) أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني.

و أخبرنا (5) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمد بن النحاس قالا: أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا الحسن بن محمد الزّعفراني، نا سفيان بن عيينة قال: سمع جابرا - زاد البيهقي و المصقلي: بن عبد اللّه قال:- كنا يوم الحديبية ألفا و أربعمائة فقال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنتم خير أهل الأرض»، و لو كنت أبصر لأريتكم موضع الشجرة[2779].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو القاسم غانم بن خالد بن

ص: 222


1- دلائل النبوة للبيهقي 461/5.
2- مسند الإمام أحمد 308/3.
3- سقط هنا حرف (ح) التحويل من سند إلى سند آخر.
4- دلائل النبوة للبيهقي 142/4.
5- سقط هنا حرف (ح) التحويل من سند إلى سند آخر.

عبد الواحد قال: أنا عبد الرّزّاق بن عمر، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا علي بن أحمد [بن] الصقيل علاّن (1)،نا محمد بن رمح، أنا الليث عن أبي الزبير عن جابر قال: كنا يوم الحديبية ألف و أربعمائة فبايعنا، و عمر آخذ بيده، تحت شجرة و هي سمرة. قال: بايعنا على أن لا نفرّ، و لم نبايعه على الموت.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، و أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمد بن هارون الحضرمي، نا الحسن بن إسماعيل بن أبي مجالد المصّيصي، نا عيسى بن [يونس] (2) عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد اللّه في قول اللّه عز و جل لَقَدْ رَضِيَ اللّٰهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبٰايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (3) قال: بايعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الموت.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة - إجازة - نا محمد بن عبد اللّه بن أسيد، نا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، نا يحيى بن معين، أنا أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل، نا ليث بن كيسان العبدي عن أبي الزبير أن جابرا حدثهم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال له: يا جابر هل تزوجت ؟ قال: نعم يا رسول اللّه، قال: بكر أو ثيّب ؟ قلت: يا نبي اللّه بل ثيّب، قال:«فهلاّ بكرا تضاحكها و تضاحكك».

فقلت: يا نبي اللّه إنها و إنها، و إنّما أردتها لتقوم عليهن (4) و يأخذوا من آدابها قال:«أصبت أرشدك اللّه»[2780].

ص: 223


1- رسمها بالأصل تميل إلى قراءته:«الصقل علاف» و الصواب ما أثبت و الزيادة عن سير أعلام النبلاء - ترجمة 498/14.
2- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن ترجمة الأوزاعي في سير الأعلام 108/7 في ذكر من روى عن الأوزاعي و منهم «عيسى بن يونس».
3- سورة الفتح، الآية:18.
4- كذا بالأصل و مثله في مختصر ابن منظور، و يبدو أنه وقع سقط في الكلام، فالمعنى مضطرب بين عليهن و يأخذوا، فضمير «عليهن» يعود على مؤنث،«و يأخذوا» يحتمل التذكير، و يحتمل الجمع بين الذكور و الإناث فيها. و انظر مسند الإمام أحمد 375/3-376 و مما جاء في الحديث: قال لي يا جابر هل تزوجت بعد، قال: قلت نعم يا رسول اللّه، قال: أ ثيبا أم بكرا، قال: قلت: بل ثيبا، قال: أ فلا جارية تلاعبها و تلاعبك. قال: قلت يا رسول اللّه إن أبي أصيب يوم أحد و ترك بنات له سبعا (و في رواية: تسعا) فنكحت امرأة جامعة تجمع رءوسهن و تقوم عليهن قال: أصبت إن شاء اللّه... و انظر مغازي الواقدي 400/1.

قال: و نا ليث بن كيسان عن أبي الزبير أن جابرا حدثهم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا جابر غفر اللّه لك، و أنا أعقد حتى أستغفرك خمسة (1) و عشرين مرة»[2781].

أخبرناه أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن خثيم العامري، أنا أبو الموجّه محمد بن عمرو بن الموجه، أنا سعيد العكبري - هو ابن هبيرة - نا حمّاد بن سلمة ح.

و أخبرنا أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الغانمي الواعظ - بهراة - أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي ببلخ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الخزاعي، نا محمد بن منصور، نا أبو سلمة، نا حمّاد، نا أبو الزبير عن جابر قال:«استغفر لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة البعير خمسة (2)و عشرين مرة».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ ، نا محمد بن الحسين بن حفص، نا أبو كريب، نا معاوية بن هشام عن شيبان النحوي عن جابر الجعفي عن أبي الزبير عن جابر قال: لقد استغفر لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خمسا و عشرين استغفارة كل ذلك أعدّها بيدي يقول:«أديت عن أبيك دينه»، فأقول: نعم، فيقول:«يغفر اللّه لك»[2782].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى، نا محمد بن محمد بن سليمان، نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، نا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نصر عن جابر بن عبد اللّه قال: كنا في مسير مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا على ناضح إنما هو في آخر الناس فضربه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو نخسه بشيء معه قال: فجعل بعد ذلك يتقدم الناس ينازعون حتى أني لأكفه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تبيعه بكذا و كذا و اللّه يغفر لك ؟» قلت: هو لك يا نبي اللّه، قال:«تبيعه بكذا و كذا و اللّه يغفر لك يردده» قلت: يا نبي اللّه هو لك بدرهم، قال:«لا يكون بعير بدرهم» قلت: هو لك باثنين، قال:«و لا باثنين، و لكن أخذته منك بأربعين درهما

ص: 224


1- كذا بالأصل.
2- كذا بالأصل.

و حملتك عليه في سبيل اللّه».

قال: قال لي: قد تزوجت بعد أبيك قال: قلت نعم، قال:«بكرا أم ثيّبا»؟ قال: قلت ثيّبا، قال:«فهلا تزوجت بكرا تضاحكك و تضاحكها و تلاعبها فتلاعبها». قال أبو نضرة:

و كانت كلمة يقولها المسلمون تفعل كذا و كذا و اللّه يغفر لك[2783].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو محمد [عبد] العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمد الحافظ ، أنا أبو زرعة محمد و أبو بكر أحمد ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، نا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي، نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، نا عطاء بن مسلم الخفّاف عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزبير عن جابر قال: انصرفنا من غزوة تبوك فمرّ بي النبي صلى اللّه عليه و سلم بالليل و جملي قد قام و أنا أحط عنه، فقال:«من هذا»؟ قلت: جابر، فقال:«ما لك ؟» قلت: جملي قد قام و أنا أحط عنه فقال:«أردد عليه متاعك و اركبه»، فدنا إليه فمسّه فقام بي الجمل فجعلت لا أضبطه في السير. قال لي:«يا جابر تبيعني جملك ؟» قال: قلت: نعم، فقال: بكم ؟ قلت: بدرهم، قال:«لا يكون جمل بدرهم»، قال: قلت بدر همين قال:«لا، أخذته منك بأربعين درهما و حملناك عليه في سبيل اللّه».

قال: ثم قال:«يا جابر، يوشك أن تأتي المدينة فتنام على فراشك» فقلت: يا رسول اللّه لا و الذي بعثك بالحق ما لنا فراش ننام عليه إلاّ أن أرضنا رملة فترشها بالماء فننام عليها، ثم قال:«تزوجت ؟» قلت: نعم قال:«بكر أم ثيّب ؟» قال: قلت: ثيّب قال:«فهلاّ تزوجت بكرا تلاعبها و تلاعبك ؟» قال جابر: فأقام الجمل عندي زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبي بكر و عمر، و أتيت به عمر بن الخطاب فقلت: يا أمير المؤمنين هل لك بشيخ قد شهد بدرا و الحديبية (1) قال: جيء به، فبعث به إلى إبل الصدقة. فقال: ارعاه في أطيب المراعي، و اسقه من أعذب الماء فإن [توفي] (2) فاحفر له حفرة فادفنه فيها. قال عطاء: فعمر يحفظ جملا كان مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فهو بابنته أرحم[2784].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا

ص: 225


1- بالأصل:«و الحديبة» و الصواب ما أثبت، انظر معجم البلدان.
2- الكلمة غير مقروءة بالأصل و مشطوبة، و على هامشه «لعله: توفي» و هو ما أثبتناه.

عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمد بن شجاع الثلجي أنا محمد بن عمر قال (1):و حدّثني إسماعيل بن عطية بن عبد اللّه [عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه] (2) قال: لما انصرفنا راجعين - يعني في غزوة ذات الرّقاع - فكنا بالشّقرة (3) قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا جابر ما فعل دين أبيك ؟» فقلت: عليه، انتظرت يا رسول اللّه أن نجذّ نخله، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا جذذت فأحضرني». قال: قلت: نعم، قال:«من صاحب دين أبيك ؟» فقلت: أبو الشحم اليهودي، له على أبي سقة (4) من تمر. فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فمتى تجذّها؟» قال: قلت: غدا. قال:«يا جابر: فإذا جذذتها فاعزل العجوة على حدتها، و ألوان التمر على حدتها». قال: ففعلت، فجعلت الصيحاني (5) على حدة، و أمهات الجرادين على حدة، و العجوة على حدة، ثم عمدت إلى جمّاع من التمر، مثل نخبة و قرن و شقمة (6)و غيرها من أنواع، و هو أقل التمر، فجعلته حبلا واحدا، ثم جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته، فانطلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه أصحابه فدخلوا الحائط ، و حضر أبو الشحم. قال: فلما نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى التمر مصنّفا قال:«اللّهم بارك له»، انتهى إلى العجوة فمسّها بيده و أصناف التمر، ثم جلس وسطها، ثم قال:«ادع غريمك»، فجاء أبو الشحم فقال: اكتل، فاكتال حقّه كله من حبل واحد و هو العجوة، و بقية التمر كما هو، فقال:«يا جابر، هل بقي على أبيك شيء؟» قال: لا، و بقي سائر التمر؟ فأكلنا منه دهرا و بعنا منه حتى أدركت الثمرة من قابل و لقد كنت أقول: لو بعت أصلها ما بلغت ما على أبي من الدّين فقضى اللّه ما على أبي من الدين فلقد [رأيتني] (7) و النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول لي:«ما فعل دين أبيك»، فقلت قد قضاه اللّه. قال:«اللّهم اغفر لجابر»، فاستغفر لي في ليلة خمسة (8) و عشرين مرة[2785].

ص: 226


1- الخبر في مغازي الواقدي 401/1.
2- الزيادة عن الواقدي.
3- ذكرها ياقوت و لم يحددها، و هي موضع بطريق فيد بين جبال حمر، على يومين من المدينة وفاء الوفاء السمهودي 330/2.
4- السقة جمع وسق و هو الحمل، و قدره الشرع بستين صاعا.(النهاية).
5- الصيحاني: ضرب من تمر المدينة، أسود، صلب الممضغة (اللسان).
6- الشقمة: جنس من التمر، و في مغازي الواقدي:«شقحة» بالحاء المهملة، و هي البسرة المتغيرة إلى الحمرة (اللسان: شقح).
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن مغازي الواقدي 402/1.
8- كذا.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، أنا عبد اللّه بن إدريس، نا الشيباني عن الذّيّال بن حرملة قال: قال جابر بن عبد اللّه لما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أحد كان أبي أصيب يوم أحد فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هل ترك أبوك عليه دينا؟» قال:

قلت: إنّ عليه لتمور راجلة لرجل من تمر واحد و ليس عندنا من ذلك التمر ما يفي بالذي عليه. فأرسل النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى الرجل فقال:«خذ منهم من التمور»، فقال الرجل: يا رسول اللّه إنما هو لأيتام، فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اذهب حتى آتيك». قال: فانطلقت إلى نخلي فجاء هو و أبو بكر و عمر فاستقر النخل، يقوم تحت كل نخلة لا أدري ما يقول حتى مر على آخرها، فلما أراد أن ينصرف قلت: يا رسول اللّه، لو دخلت البيت فدخلوا فقرّبت طعاما فأكلوا، فلما ضرب برجله اطلعت المرأة و كانت أفقه مني فقالت: يا نبي اللّه ادع لنا بخير، فدعا لنا، ثم خرج ثم أتيته فقلت: يا رسول اللّه ما منهم أحد إلاّ وفيته تمره ما انتقصته و فضل فضل. قال:«فانطلق فأخبر أبا بكر و عمر»، فأتيتهما فأخبرتهما فقالا: و ما يريد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى هذا؟ ألسنا نعلم، فذكرا من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[2786].

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا قالا: أنا أبو سعد محمد بن الحسين بن أبي علاثة، أنا محمد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ح، و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن علي النّرسي قالا: أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمد الخلاّل، أنا عبيد اللّه [بن] أحمد الصّيدلاني قالا: أنا يحيى بن محمد بن صاعد، نا عقبة بن مكرم العمي - و قال المخلّص: الصبي (1)،و الصواب العمي - ببغداد، سنة اثنتين و أربعين و مائتين - نا يعقوب بن إسحاق، حدّثني بشير بن عقبة، أنا أبو المتوكل الناجي قال: أتيت جابر بن عبد اللّه فقلت: حدّثني شيء شهدته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:- و في حديث الصيدلاني:

فقال: توفي والدي فترك عليّ و عليه عشرين وسقا من التمر، و لنا تمر يسير العجوة لا يفي بما علينا من الدين، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فبعث إلى غريمي فأبى أن يأخذ العجوة كلّها، فقال

ص: 227


1- كذا، و في سير أعلام النبلاء 178/12 الضبّي. و في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ص 269 «العمي» بفتح العين. و ضبطت مكرم نصا في الخلافة. و فرق في الخلاصة بين العمي و الضبي.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: انطلق فاعطه»، فانطلقت إلى عريش لنا من النخل - زاد الصيدلاني قال-:

و قالا: و معي صاحبتي و ليست بهذه و معه امرأة له، قال: فعالجنا نخلنا و صرمنا و لنا عنز نطعمها من الخشف (1) فقد سمنت إذ أقبل رجلان، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عمر، فقلت:

مرحبا يا رسول اللّه و مرحبا يا عمر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:- و في حديث المخلص النبي صلى اللّه عليه و سلم-«انطلق بنا يا جابر حتى نطوف في نخلك»، فقلت: نعم بالعنز فذبحت فطهنا - و في حديث المخلص: فطعمنا - ثم جيء بمائدة لنا عليها الرطب و لحم، فقدمت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم [و عمر] (2) فأكلا، فلما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن ينهض قالت صاحبتي: دعوات منك، قال:«نعم، فبارك اللّه لكم»، فأرسلت إلى غرمائي فجاءوا بأخمرة و جواليق (3) و قد حدّثت نفسي أن أشتري حتى أوفّيهم ما كان على أبي من الدّين، فو الذي نفسي بيده لقد أوفيتهم عشرين وسقا و فضل معنا فضل كثير، قال: فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فبشرته، فقال:«اللّهم لك الحمد اللّهم لك الحمد». قال:«أخبر عمر»، فجعلا يحمدان اللّه عزّ و جلّ [2787].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس [عن نبيح] (5)عن جابر قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم أستعينه في دين كان على أبي فقال:«آتيكم» قال: فرجعت فقلت للمرأة: لا تكلمي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا تسأليه قال: فأتانا فذبحنا له داجنا كان لنا فقال:

«يا جابر كأنكم عرفتم حبنا للّحم» قال: فلما خرج قالت له المرأة: صلّ عليّ و على زوجي أو صلّ علينا قال: فقال:«اللّهم صلّ عليهم»، قال: قلت لها: أ ليس نهيتك ؟ قالت: ترى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدخل علينا و لا يدعو لنا[2788].

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (6)،أنا أبو عمرو بن حمدان ح، و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قال: أنا أبو يعلى، نا القواريري - و قال ابن المقرئ عبيد اللّه - نا حمّاد عن عمر

ص: 228


1- الخشف: اليبس (اللسان).
2- سقطت من الأصل، و على هامشه:«لعله: و عمر» و هو ما أثبتناه، باعتبار ما يلي.
3- جواليق واحدهم جوالق بالكسر، و هو الوعاء.(القاموس).
4- مسند أحمد 303/3.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن مسند أحمد.
6- بالأصل «الجنزردجي» كذا، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

عن جابر قال: هلك أبي فترك سبع بنات أو تسع بنات - قال حمّاد: لا أعلمه إلاّ قال: تسع - قال: فتزوجت امرأة ثيّبا فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و لم يقل ابن المقرئ: لي«-تزوجت يا جابر؟» قلت: نعم، قال:«بكرا أم ثيّبا؟» قلت: ثيّبا - قال ابن المقرئ: بل ثيبا - قال:

«فهلا جارية تلاعبها و تلاعبك - أو قال: تضاحكها و تضاحكك ؟» قال: قلت: إن عبد اللّه هلك و ترك تسع بنات، و إني كرهت أن أجيئهن بمثلهن، فأردت امرأة تقوم عليهن - زاد ابن المقرئ: و تعلمهن - فقال لي:«بارك اللّه لك»، أو قال:- زاد ابن المقري: لي و قالا-:

خيرا.

قالا: و أنا أبو يعلى، نا إسحاق، نا حمّاد عن عمرو قال: سمعت جابرا يقول: هلك أبي و ترك تسع أو سبع نحوه. و قال ابن المقرئ: فذكر آخره و قالا: إلاّ أنه قال: و قال لي:

«فبارك اللّه لك»، و دعا لي[2789].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا العباس بن يزيد البحراني (1)،نا عبد الأعلى، نا قرّة عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صعد ثنية المرارا»- أو قال: المرار (2)-يحط عند ما يحط عن بني إسرائيل». فكان أول من صعدها خيلنا، خيل بني الخزرج ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و كلكم مغفر له إلاّ صاحب الجمل الأحمر»، فنظرنا فإذا رجل ينشد ضالّة، أو قال: ناقة، فقلنا تعال إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليستغفر لك، قال: و اللّه لأن أجد ضالّتي أحب إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم[2790].

أخبرناه أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد (3) الجنزرودي، نا أبو عمرو بن حمدان ح، و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه - هو ابن معاذ بن معاذ العنبري - نا أبي، نا قرّة - زاد ابن المقرئ: بن خالد - عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من يصعد الثنية،[ثنية] المرار، فإنه يحطّ عنه ما حطّ عن بني إسرائيل» فكان - و قال ابن المقرئ:

ص: 229


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 101/12.
2- المرار بالضم، ثنية المرار: مهبط الحديبية، و الحديبية بينها و بين المدينة تسع مراحل (معجم البلدان: المرار - الحديبية).
3- بالأصل «أبو سعيد» خطأ.

قال-: فكان أول من صعدها خيلنا - خيل بني الخزرج و تتامّ (1)-و قال ابن حمدان قال:

- فتتابع الناس - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلكم مغفور له إلاّ صاحب الجمل الأحمر» (2)، فقال: تعال يستغفر لك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: و اللّه لأن أجد ضالّتي - و قال ابن المقرئ:

ضالة أحبّ إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم، فإذا هو رجل ينشد ضالّة. رواه مسلم (3) عن عبيد اللّه بن معاذ[2791].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أخبرنا أبو عمرو (4) بن مندة و أبو منصور بن شكرويه و أبو إسحاق الطيّان ح، و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أخبرنا أبو منصور القاضي قالوا:

و أخبرنا إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، نا علي بن أحمد الجواربي، نا يعقوب الزهري، نا عبد الرّحمن بن عقبة عن أبيه عن جابر قال: أردفني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خلفه، فجعلت فمي على خاتم النبوة فجعل ينفح عليّ مسكا، و قد حفظت منه تلك الليلة سبعين حديثا ما سمعها معي أحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو محمد بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني، نا أحمد بن زهير، نا موسى بن إسماعيل، نا أبو عبد اللّه صاحب الصدقة - اسمه هشام - قال: سمعت أبا الزبير قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يحدّث قال: دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم، فقال:«مرحبا بك يا جبير».

قال الدارقطني: غريب من حديث أبي الزبير، تفرد به هشام فلم يروه عنه غير أبي سلمة، كذا قال: يا جبير، و رواه غيره فقال: يا جابر[2792].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي محمد بن يونس، نا موسى بن إسماعيل، نا أبو عبد اللّه صاحب الحلي عن أبي الزبير عن جابر قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مرحبا يا جابر»[2793].

أخبرناه أتم منه أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا قاضي (5) القضاة أبو

ص: 230


1- مهملة بالأصل، و المثبت عن صحيح مسلم ج 2145/4.
2- قال القاضي: قيل هذا الرجل هو الجدّ بن قيس، المنافق.
3- صحيح مسلم(50) كتاب صفات المنافقين و أحكامهم حديث(2880).
4- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل «أقضى».

الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الجبلي (1)،نا أبو العباس محمد بن يونس العصفري، نا عبد اللّه بن أحمد بن الدورقي، نا موسى بن إسماعيل أبو سلمة، نا أبو عبد اللّه هشام صاحب الصدقة قال: سمعت أبا الزبير يقول: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا جابر، هؤلاء الأعنز أحد عشر عنزا في الدار أحب إليك أم كلمات علمنيهن جبرائيل عليه السلام آنفا يحمد (2) لك خير الدنيا و الآخرة» قال: قلت و اللّه يا رسول اللّه إني لمحتاج، و هؤلاء الكلمات أحب إليّ . قال:«قل: اللّهم أنت الخلاّق العظيم، اللّهم إنك سميع عليم، اللّهم إنك غفور رحيم، اللّهم إنّك ربّ العرش العظيم، اللّهم إنك أنت الجواد الكريم، فاغفر لي و ارحمني و عافني و ارزقني و استرني و اجبرني و ارفعني و اهدني و لا تضلّني و أدخلني الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين». قال: فطفق يرددهن عليّ حتى حفظتهن، ثم قال لي:

«تعلّمهن و علّمهن عقبك من بعدك، ثم قال:«استقهنّ معك» قال فسقتهنّ من معي[2794].

و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي، و أبو بكر (3) محمد بن أحمد بن علي قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم (4) بن عبد اللّه المحاملي - إملاء - نا عبيد اللّه بن جبير بن جبلة، نا موسى بن إسماعيل، نا أبو عبد اللّه صاحب الصدقة قال: سمعت أبا الزبير قال: سمعت جابر بن عبد اللّه قال: دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم فقال:«مرحبا بك يا جابر، جزاكم اللّه معشر الأنصار خيرا، آويتموني إذ طردني الناس، و نصرتموني إذ خذلني الناس فجزاكم اللّه خيرا» و قال: قلت:

بل جزاك اللّه عنا خيرا، هدانا اللّه إلى الإسلام، و أنقذنا من شفا حفرة النار، فبك نرجو الدرجات العلى من الجنة. ثم قال:«يا جابر هؤلاء الأعنز الإحدى عشرة عنزا في الدار أحبّ إليك أم كلمات علمنيهنّ جبريل آنفا». و ذكر الحديث بنحوه[2795].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين و أبو نصر الزينبي ح، و أخبرنا أبو الفضل محمد و أبو القاسم محمود ابنا أحمد بن الحسن التبريزيان قالا: أنا أبو نصر

ص: 231


1- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت انظر تبصير المنتبه 294/1 و هو من بلاد الجبل، و في العبر و الشذرات «الجيلي» بالياء، و في لسان الميزان «الخليلي» و في طبقات السبكي:«الحيلي» و في جميعها تحريف.
2- كذا و في مختصر ابن منظور 361/5 «تجمع».
3- ترجمته في سير الأعلام 484/18.
4- ترجمته في سير الأعلام 17/رقم 37.

الزينبي ح، و أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن بنت السكري قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي بالبصرة، نا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، نا أبي عن عمرو بن دينار المكي عن جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام فذكر حديثا قد تقدم قال في آخره فقال:«جزاكم اللّه معشر الأنصار خيرا و لا سيما آل عمرو بن حرام و سعد بن عبادة (1)»[2796].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني ابن جريح [أخبرني ابن] (2) المنكدر عن جابر بن عبد اللّه قال: عادني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر في بني سلمة فوجدني لا أعقل فدعا بماء فتوضأ ثم رش عليّ منه فأفقت فقلت: كيف أصنع في مالي يا رسول اللّه ؟ قال:

فأنزلت يُوصِيكُمُ اللّٰهُ فِي أَوْلاٰدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ (3)أخبرنا أبو محمد طلحة بن أبي غالب بن عبد السلام، أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، أنا علي بن معروف بن محمد، نا إبراهيم بن عبد الصمد، نا خلاّد بن أسلم، أخبرني النّضر [نا] (4) شعبة، نا محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد اللّه قال: أتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا مريض لا أعقل فتوضّأ فصب عليّ من وضوئه فعقلت فقلت:

يا رسول اللّه، إنه لا يرثني إلاّ كلالة فكيف الميراث فنزلت آية الفرائض.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق ح، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو بكر محمد، و أبو حفص عمر، و أبو عمرو عثمان بنو أحمد بن عبيد اللّه بن دحروج، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي قالا: أنا أبو علي إسماعيل بن العباس الوراق، نا محمد بن حسان الأزرق، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان - و في حديث عيسى عن سفيان - عن

ص: 232


1- بالأصل «عباد».
2- بالأصل «ابن جريج المنكدر» و الزيادة المستدركة للإيضاح، انظر ترجمة محمد بن المنكدر في تهذيب التهذيب 302/5 و فيها: يروي عن جابر... و ممن يروي عنه: ابن جريج و انظر ترجمة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج في تهذيب التهذيب 501/3 و فيها: يروي عن محمد بن المنكدر.
3- سورة النساء، الآية:11.
4- بالأصل:«أخبرني النصر شعبة» و الصواب ما أثبت.

محمد بن المنكدر عن جابر قال: جاءني النبي صلى اللّه عليه و سلم يعودني ليس براكب بغل و لا برذون.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، نا إسحاق بن إبراهيم، نا سفيان، نا محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد اللّه يقول: مرضت فأتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعودني و معه أبو بكر فوجدني قد أغمي عليّ فتوضأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصبّ عليّ من (1) وضوئه فأفقت فسألته فقلت: أي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كيف أصنع في مالي ؟ قال: فلم يقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى نزلت آية الميراث يرونها: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّٰهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاٰلَةِ (2) يقول: فهذه نزلت فيه.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الجرّاحي - بمرو - و نا مكي بن خالد السّرخسي، نا أبو قدامة، نا وكيع عن هشام بن عروة قال: رأيت لجابر بن عبد اللّه حلقة في المسجد يؤخذ عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني - بدمشق - أنا صدقة بن محمد بن مروان، نا أبو الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني - إملاء - نا سعد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا أبي، نا السؤر بن عبد الملك بن عبيد بن سعيد بن يربوع المخزومي عن زيد بن عبد الرّحمن بن سعيد بن عمرو بن نفيل من بني عديّ عن أبيه قال: جئت جابر بن عبد اللّه الأنصاري في فتيان من قريش فدخلنا عليه بعد أن كفّ بصره فوجدنا حبلا معلقا في السقف و أقراصا مطروحة بين يديه، أو خبزا فكلما استطعم مسكين قام جابر إلى قرص منها، و أخذ الحبل حتى يأتي المسكين فيعطيه ثم يرجع بالحبل حتى يقعد فقلت له: عافاك اللّه نحن إذا جاء المسكين أعطيناه فقال: إني احتسب المشي في هذا، ثم قال: أ لا أخبركم شيئا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالوا: بلى، قال:

سمعته يقول:«إن قريشا أهل أمانة لا يبغيهم العثرات أحد إلاّ أكبّه اللّه عزّ و جلّ لمنخريه»[2797].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا

ص: 233


1- بالأصل: على.
2- سورة النساء، الآية:176.

يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا الوصافي - يعني عبيد اللّه بن الوليد - عن عبد اللّه بن عبيد عن جابر بن عبد اللّه قال: هلاك بالرجل أن يدخل عليه من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليه، و هلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدّم إليهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي (1)-قراءة عليه، سنة خمسين و أربعمائة - قال: قرأت على محمد بن الحسن، أنا أبو الحسين علي بن عبد الرّحمن بن عيسى بن ماتى (2) الكوفي، نا أبو عمرو بن أحمد بن حازم بن أبي عروة، أنا هيثم بن محمد الخشاب، أنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سعيد بن المسيّب عن جابر بن عبد اللّه قال: تعلموا العلم، ثم تعلموا الحلم، ثم تعلموا العلم، ثم تعلموا العمل بالعلم ثم أبشروا.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي [نصر] (3)،أنا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة (4)،أنا أبو نعيم، نا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: دخلت على الحجّاج فما سلمت عليه.

قال (5):و نا علي بن عياش يعني الحمصي، نا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم:

أن جابر بن عبد اللّه كفّ بصره.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي ح، و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسن بن المهتدي قالا: نا عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، أنا محمد بن مخلد، أنا علي بن عمرو الأنصاري، نا الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش في تسمية العميان من الأشراف: جابر بن عبد اللّه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر عن أبيّ بن

ص: 234


1- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 297/18.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 566/15.
3- زيادة للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 527/1 و 528.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 527/1 و 528.

عباس (1) بن سهل الساعدي عن أبيه قال: كنا بمنى فجعلنا نخبر جابر بن عبد اللّه ما قرئ من إظهار قطف الخزّ و الوشي - يعني السلطان و ما يصنعون - فقال: ليت سمعي قد ذهب كما ذهب بصري حتى لا أسمع من حديثهم شيئا و لا أبصره.

قال: و نا محمد بن سعد، أنا علي بن عبد اللّه بن جعفر، نا سفيان، حدّثني الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد اللّه قال: لما قدم بسر بن أرطأة المدينة أخذ الناس بالبيعة قال: فجاءت بنو سلمة و تغيب جابر قال: فقال لا أبا يعكم حتى يجيء جابر قال: فانطلق جابر إلى أم سلمة فسألها فقالت: هذه بيعة لا أرضاها، اذهب فبايع تحقن بها دمك.

قال: و نا محمد بن سعد (2)،أنا محمد بن عمر، حدّثني ابن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل (3) عن عوف بن الحارث قال: رأيت جابر بن عبد اللّه دخل على عبد الملك - يعني ابن مروان - بالمدينة فرحب به عبد الملك و قرّبه فقال جابر: يا أمير المؤمنين إن هذه حيث ترى و هي طيّبة سماها النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أهلها [محصورون] (4) فإن رأى أمير المؤمنين أن يصل أرحامهم و يعرف حقّهم فعل. قال: فكره ذلك عبد الملك و أعرض عنه، و جعل جابر يلح عليه حتى أومأ قبيصة الى ابنه و هو قائده، و كان جابر قد ذهب بصره، أن يسكته. قال: فجعل ابنه يسكته، قال جابر: ويحك ما تصنع بي ؟ قال: اسكت، فسكت جابر فلما خرج أخذ قبيصة بيده فقال: يا أبا عبد اللّه إن هؤلاء القوم صاروا ملوكا، فقال له جابر: أبلاك اللّه بلاء حسنا فإنه لا عذر لك و صاحبك يسمع منك. قال: يسمع، و لا يسمع إلاّ ما وافقه، و قد أمر لك أمير المؤمنين بخمسة آلاف درهم فاستعن به على زمانك.

فقبلها (5) جابر.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى التميمي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا زيد بن حباب، حدّثني خارجة بن عبد اللّه بن

ص: 235


1- بالأصل «عياش» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة عباس في سير الأعلام 261/5.
2- طبقات ابن سعد 231/5 في ترجمة عبد الملك بن مروان.
3- عن ابن سعد و بالأصل «سهل».
4- زيادة عن ابن سعد.
5- ابن سعد: فقبضها.

سليمان بن زيد بن ثابت، حدّثني حسين بن بشير بن سلمان عن أبيه قال: دخلت أنا و محمد بن علي أو رجل من آل علي على جابر بن عبد اللّه فقلنا: حدّثنا كيف الصلاة ؟ [قال:] كانت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الظهر حين كان الظل مثل الشراك، ثم صلّى العصر حين كان الظل مثله و مثل الشراك، ثم صلّى المغرب حين غابت الشمس، ثم صلى بنا العشاء حين غاب الشفق، ثم صلّى بنا الفجر، ثم صلّى بنا الظهر حين كان ظل كل شيء مثله، ثم صلّى بنا العصر حين كان ظل كل شيء مثله قدر (1) ما يسير الراكب إلى ذي الحليفة العنق (2)،ثم صلّى بنا المغرب حين غاب الشفق، ثم صلّى بنا العشاء حين ذهب ثلث الليل، ثم صلّى بنا الفجر فأسفر، فقلت له: كيف نصلي مع الحجاج و هو يؤخر؟ فقال: ما صلاّها للوقت فصلّوا معه، فإذا أخّر فصلّوها لوقتها و اجعلوها معه نافلة. حديثي هذا عندكما ما به إن استطاع الحجاج أن ينشيني فلينشني.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا محمد بن محمد الباغندي، أنا علي بن المديني، نا يوسف الماجشوني، أخبرني محمد بن المنكدر قال: دخلت على جابر بن عبد اللّه و هو يموت فقلت: أقرئ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مني السلام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن النّهاوندي، نا أحمد بن الحسين النّهاوندي، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن بن الأشقر، نا محمد بن إسماعيل البخاري، نا أحمد بن أبي بكر، نا عاصم بن سويد قال: سمعت جدي معاوية بن معبد قال: أدركت جابر بن عبد اللّه في بني حرام فلما مات أخذ حسن بن حسن بن علي بين عمودي سريره، و كنية جابر أبو عبد اللّه الأنصاري السلمي المديني و صلّى عليه الحجّاج.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني محمد بن عبّاد المكي، نا ابن عمر الأنصاري عن أبي الحويرث قال: هلك جابر بن عبد اللّه فحضرنا بابه في بني سلمة، فلما خرج بسريره من حجرته إذا حسن بن حسن بين عمودي السرير، فأمر به الحجاج بن

ص: 236


1- بالأصل:«قد».
2- ضرب من السير.
3- بالأصل:«زيدة» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

يوسف أن يخرج [من] (1) بين العمودين، فيأبى عليهم حتى تعاطوه فسأله بنو جابر إلاّ خرج، فخرج و جاء الحجاج حتى وقف بين العمودين حتى وضع فصلّى عليه ثم جاء إلى القبر، فإذا حسن بن حسن قد نزل في قبره، فأمر به الحجاج أن يخرج فأبى، فسأله بنو جابر باللّه فخرج، فاقتحم الحجاج الحفرة حتى فرغ منه (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر حدّثني عبد الملك بن وهب عن أبي حرملة عن عبد اللّه بن نيار قال: أرسل أبان بن عثمان إلى ولد جابر: إذا مات أبوكم فلا تقبروه حتى أصلي عليه فمات ضحوة فجاءهم أبان فقال: أين يقبر؟ قالوا: حيث نقبر موتانا بني سلمة، و جاء معه بكفن فرأيت بردا من ذلك الكفن على جابر.

قال: و نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال: مات جابر بن عبد اللّه سنة ثماني و سبعين.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر السميعي عن محمد بن يحيى بن حبان قال: رأيت أبان بن عثمان يوم مات جابر بن عبد اللّه على بغلة و معه غلام يعدو بين يديه حتى جاء بني سلمة حتى حشد الناس لشهود جابر بن عبد اللّه فصلّى عليه بقباء.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا جعفر بن أحمد الخصّاف، نا أحمد بن الهيثم قال أبو نعيم الفضل بن دكين: مات جابر بن عبد اللّه سنة سبع و سبعين و يقال: إنه مات و هو ابن أربع و تسعين و صلّى عليه أبان بن عثمان و هو والي المدينة و كان آخر من مات من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري نا الأحوص بن المفضل (3)،نا أبي قال: قال الواقدي: و مات جابر بن عبد اللّه في سنة ثمان و سبعين.

ص: 237


1- زيادة عن مختصر ابن منظور 363/5.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 193/3 و قال: هذا حديث غريب، و أورده في تاريخ الإسلام 145/3 و قال: هذا حديث منكر، فإن جابرا توفي و الحجاج على إمرة العراق.
3- بالأصل «الفضل» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد عن الهيثم بن عدي قال: توفي جابر سنة ثلاث و سبعين.

قال: و أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني خارجة بن الحارث قال: مات جابر سنة ثمان و سبعين و هو ابن أربع و تسعين سنة، و كان قد ذهب بصره. قال: و رأيت على سريره بردا و صلّى عليه أبان بن عثمان، و هو والي المدينة (1)،و قد روى عن أبي بكر، و عمر، و علي.

أخبرنا أبو بكر الأنماطي، أنا محمد بن طاهر المقدسي، أنا مسعود بن ناصر السّجزي، نا عبد الملك بن الحسن بن سياوش، أنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال: قال الذّهلي قال يحيى بن بكير: مات - يعني جابرا - سنة ثمان و سبعين و سنه يومئذ أربع و تسعون. صلّى عليه أبان بن عثمان بن عفان. قال الذّهلي: و فيما كتب إليّ أبو نعيم قال: و جابر بن عبد اللّه سنة تسع، قال الذّهلي: أراد - عندي - و سبعين فجرى و تسعين، لأن أبا نعيم لا يهم هذا الوهم. و قال الواقدي: مثل يحيى بن بكير إلى آخره، و قال أبو عيسى: مات سنة ثمان و سبعين.

قرأت عن أبي محمد السلمي عن أبي محمد السهمي (2)،أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم بن عدي و محمد بن المثنّى: و في سنة ثمان و ستين مات جابر بن عبد اللّه، و أبو واقد الليثي، و زيد بن خالد الجهني، و أبو شريح الخزاعي (3).

و قال ابن زبر: مات جابر بن عبد اللّه سنة اثنتين و سبعين، و يكنى أبا عبد اللّه، و قد ذهب بصره؛ و ذكر بن زبر: أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم و المدائني، و أن أباه أخبره عن أبيه عن ابن المثنى و محمد بن يوسف الهروي أخبره، و عن محمد بن عبد اللّه بن سليمان عن ابن نمير، و قال ابن زبر أيضا: سنة ثمان و سبعين فيها مات جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام الأنصاري أبو عبد اللّه و هو ابن أربع و سبعين،

ص: 238


1- الخبر في سير الأعلام 192/3 عن خارجة بن الحارث، و في المستدرك 565/3.
2- كذا، و لعله «التميمي».
3- و هو ما ذهب إليه خليفة في وفاته (تاريخه حوادث سنة 68).

و في موته اختلاف بالمدينة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا أبو بكر محمد بن الحسن بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس قال: مات جابر بن عبد اللّه سنة ثمان و سبعين و يكنى أبا عبد اللّه و كان قد ذهب بصره، و آخر من مات بالمدينة جابر بن عبد اللّه - يعني من الصحابة-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي ابن أحمد بن محمد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي محمد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال:

سنة ثمان و سبعين فيها توفي جابر بن عبد اللّه بالمدينة، و صلّى عليه أبان بن عثمان، يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال:

و فيها يعني سنة ثمان و ستين مات جابر بن عبد اللّه الأنصاري.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد - إجازة - أنا محمد بن الحسين، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني قال: توفي أبو عبد اللّه جابر بن عبد اللّه سنة ثمان و سبعين و صلّى عليه أبان بن عثمان و هو والي [المدينة] (1) و قد كان ذهب بصره رحمة اللّه عليه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: سنة ثمان و سبعين مات جابر بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال: و فيها يعني سنة سبع و سبعين (2) مات جابر بن عبد اللّه.

ص: 239


1- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح، و قد مرّ قريبا أن جابرا توفي بالمدينة، و هو آخر أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم وفاة بالمدينة.
2- كذا و لم يرد في تاريخ خليفة بن خياط ذكرا له في هذه السنة، و قد ذكر خليفة وفاته سنة 68 كما تقدم. انظر تاريخ خليفة ص 265.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الفرج، أنا أبو الفرج الأسفرايني و أبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطريثيثي (1) قالا: أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن الخلاّل، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم البلدي قال:

قال أبو نعيم: و جابر بن عبد اللّه في سنة تسع و تسعين يعني مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمد بن عثمان، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد (2) قال: سمعت علي بن المديني قال: مات ابن عمر، سنة ثمان و سبعين و مات جابر بعد ابن عمر و أوصى أن لا يصلّي عليه الحجاج.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي حدّثني أبو الحسن نعمة اللّه بن محمد، أنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد اللّه البجلي، أنا أبو النصر محمد أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان أنا عمي الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي ابن عم روّاد بن الجراح عن محمد بن إسحاق البصري قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

توفي جابر بن عبد اللّه بالمدينة، آخر من مات من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل (3)،أنا أبي قال: كان آخر من مات من أصحاب [النبي صلى اللّه عليه و سلم] (4) جابر بن عبد اللّه بالمدينة.

1063 - جابر بن عبد اللّه بن عصمة المحاربي

حكى عنه الأوزاعي.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أبو زرعة الدمشقي، نا أبو مسهر، نا الهقل بن زياد ح.

قال: و نا سليمان قال: و نا عبد اللّه بن العباس البيروتي، نا أبي، أخبرني أبي كلاهما

ص: 240


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و هذه النسبة إلى طريثيث.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 339/13.
3- بالأصل «الفضل».
4- زيادة للإيضاح.

عن الأوزاعي قال (1):قال جابر بن عبد اللّه بن عصمة لثابت بن معبد و كان من قومه - يا ثابت هل راعك ما راعني ؟ قال: و ما هو؟ قال: لقد أتى عليّ زمان لو قيل لي: هل تعرف في قومك امرأ سوء لوقفت أتذكر، فهذا أنا الآن، لو قيل لي: هل تعرف في قومك رجلا صالحا لوقفت أتذكر.

1064 - جابر بن عمرو أبي صعصعة بن زيد

ابن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار (2)

و اسمه تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري النجاري، أخو قيس بن أبي صعصعة، له صحبة، شهد أحدا و غزوة مؤتة من أرض البلقاء في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم و استشهد بها، له ذكر، و لا أعرف له رواية.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر (3) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد قال (4):

و كان لقيس ثلاثة اخوة صحبوا النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يشهدوا بدرا منهم الحارث بن أبي صعصعة قتل يوم اليمامة شهيدا [و أبو كلاب] (5) و جابر ابنا أبي صعصعة قتلا يوم مؤتة شهيدين و أمهم جميعا أم قيس، و هي شيبة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي إسحاق البرمكي، أنا عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين [الفهم، أخبرنا] (6) محمد بن سعد قال في الطبقة الثانية: جابر بن أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول و أمه شيبة بنت عاصم بن عمرو (7) بن عوف بن مبذول (8).

ص: 241


1- تقدم الخبر في ترجمة ثابت بن معبد المحاربي، و انظر تاريخ داريا ص 103 باختلاف الرواية فيهما و زيادة عما ورد هنا.
2- ترجمته في الاستيعاب 224/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 305/21 الإصابة 215/1 الوافي بالوفيات 30/11. و بالأصل أقحمت لفظة «بن» بين «عمرو» و بين «أبي صعصعة» و ما أثبت يوافق عبارة الإصابة و أسد الغابة.
3- بالأصل «عمرو» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 409/16 و اسمه محمد بن العباس بن محمد بن زكريا، أبو عمر البغدادي.
4- طبقات ابن سعد 517/3.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن طبقات ابن سعد.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل، و تقدم قبل أسطر.
7- بالأصل «عمر».
8- إلى هنا ينتهي المجلد الثالث المخطوط من الأصل الذي نعتمد.

1065 - جعونة بن الحارث بن خالد

1065 - جعونة (1) بن الحارث بن خالد

و يقال ابن جعونة بن قرّة النّميري العامري

... (2) روى عن عمر بن عبد العزيز، و الزهري (3).و استعمله عمر بن عبد العزيز على الدروب انتهى.

أخبرنا أبو منصور الألهاني قال: أنبأنا الحسين----- (4) أنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد الدمشقي، أنبأنا تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي أنبأنا أبو الحسن بن علان الحراني أنبأنا الحسين بن أحمد---- (5) أنبأنا مؤمل بن الفضل، حدثنا- (6) عن جعونة عن هاشم الأوقص عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من اشترى ثوبا بعشرة دراهم حراما لم يقبل اللّه تعالى له صلاة ما دام عليه»[2798].

----- (7) أن جعونة بن الحارث العامري انتهى---- (8) و أسقط منه نافعا.

أخبرناه---- (9) أنبأنا أبو الحسين----- (10) أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا ----- (11) أنبأنا أبو الحسين أحمد--- (12) أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن محمّد بن عبدوس أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبدويه الطوسي و أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن المفيد---- (13) أبو بكر الصولي---- (14) و أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد الميهني ببغداد قال أنبأنا أبو الفضل محمّد بن---- (15) الحسن

ص: 242


1- كذا يبدأ المجلد الرابع من أصلنا بترجمة «جعونة» و قد انتهى المجلد الثالث بترجمة «جابر بن أبي صعصعة» و لم نعثر على ما بينهما من تراجم. و لا يمكننا الركون إلى ما ورد في مختصر ابن منظور، فمن عادته إغفال تراجم و قد مرّ ذلك فيما تقدم. و من المفيد على كل حال العودة إليه. انظر مختصر ابن منظور الجزءين الخامس و السادس.
2- كلام غير واضح تركنا مكانه بياضا.
3- كلام غير واضح تركنا مكانه بياضا.
4- كلام غير مقروء مقدار ثلاث كلمات.
5- كلام غير مقروء مقدار نصف سطر.
6- كلمة غير مقروءة.
7- كلام غير مقروء.
8- سطر كامل غير مقروء.
9- كلام غير مقروء.
10- كلام غير مقروء.
11- كلام غير مقروء.
12- كلام غير مقروء.
13- كلام غير مقروء.
14- كلام غير مقروء.
15- كلام غير مقروء.

العارف أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري حينئذ أخبرنا أبو منصور بن زريق، قال: أنبأنا أبو الحسين بن سعيد قال حدثنا أبو بكر الخطيب---- (1) قالا نبأنا أبو العباس الأصم قال أنبأنا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نبأنا بقية نبأنا يزيد بن عبد اللّه ---- (2) قال نبأنا جعونة عن هاشم الأوقص قال---- (3) عمر يقول: من اشترى ثوبا بعشرة دراهم---- (4) ثمنه دراهم من حرام لم يقبل اللّه له صلاة ما كان عليه.---- (5)ثم قال--- (6) أو ثلاث انتهى.

و كذا رواه محمّد بن المبارك الصوري عن... إلاّ أنه أسقط منه--- (7)جعونة.

أخبرناه أبو سعد منصور (8) بن علي بن عبد الرحمن السجزي (9) ببوشنج أنبأنا أبو منصور أسعد بن عبد المجيد البوشنجي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن منصور--- (10) الخطيب أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الغندجاني و أبو الغنائم منصور بن--- (11) قالا نبأنا أبو سليمان بن--- (12) أنبأنا أبو بكر بن يزيد الطرسوسي، أنبأنا محمد بن المبارك، عن بقية بن الوليد، عن يزيد بن عبد اللّه الجهني، عن هاشم الأوقص قال: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول: من اشترى ثوبا بعشرة دراهم، و في ثمنه درهم حرام، لم يقبل اللّه له صلاة ما كان عليه، ثم قال: سمعنا إن لم أكن سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرتين أو ثلاثا انتهى.

رواه هارون بن أبي هارون العبدي عن بقية فقال: عن مسلمة الجهني، عن يزيد بن عبد اللّه بن يزيد.

أخبرناه أبو منصور بن زريق، أنبأنا و أبو الحسن بن سعد، حدثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أحمد بن عمرو بن روح النهرواني - بها - أنبأنا عمر بن محمّد بن حنبل الناقد، نبأنا عبد اللّه بن مخلد بن ناجية، نبأنا هارون بن هارون العبدي، نبأنا بقية بن

ص: 243


1- كلام غير مقروء.
2- كلام غير مقروء.
3- كلام غير مقروء.
4- كلام غير مقروء.
5- كلام غير مقروء.
6- كلام غير مقروء.
7- كلمة غير مقروءة.
8- كذا ورد الاسم بالأصل، و لم أجده.
9- كذا ورد الاسم بالأصل، و لم أجده.
10- كلمة غير مقروءة.
11- كلمتان غير مقروءتين.
12- عدة كلمات غير مقروءات.

الوليد، عن مسلمة الليثي، حدّثني هاشم الأوقص، قال: سمعت ابن عمر يقول: من اشترى ثوبا بعشرة دراهم فيه درهم حرام لم تقبل له فيه صلاة، قال: ثم وضع ابن عمر يديه على أذنيه و يقول صمّتا إن لم أكن سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انتهى.

و رواه أسود بن عامر شاذان، عن بقية، فقال: عن عثمان بن زفر بدلا من عبد اللّه و سلمة.

أخبرناه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري و أبو الفتح المختار بن عبد الجبار المنتصر و أبو المحاسن أسعد بن علي بن المؤمل بن زياد، قالوا: أنبأنا أبو الحسن الداودي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن متّويه، أنبأنا إبراهيم بن حزم، نبأنا عبد بن حميد، أنبأنا الأسود بن عامر، نبأنا بقية الحنفي، عن عثمان بن زفر، عن هاشم، عن ابن عمر قال: من اشترى ثوبا بعشرة دراهم فيه درهم حرام لم يقبل له صلاة ما كان عليه ثم أدخل اصبعيه في أذنيه ثم قال: صمّتا إن لم أكن سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقوله، انتهى.

و ذلك الاضطراب في الحديث من بقية فإنه كان يخلط فيه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجا، أنبأنا منصور بن الحسين بن علي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو عروبة، أنبأنا عمير، أنبأنا عمر بن عثمان، نبأنا خالد و هو ابن يزيد - عن جعونة قال: ولّى عمر بن عبد العزيز عمرو بن قيس السّكوني الصائفة فقال: اقبل من محسنهم، و تجاوز عن مسيئهم، و لا تكن في أولهم فتقتل، و لا في آخرهم فتفشل، و لكن كن وسطا حيث يرى مكانك و يسمع صوتك انتهى.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه السلمي، قال: أنبأنا أبو الفتح المقدسي و أبو محمّد الكلاعي حينئذ، و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، أنبأنا أبو الفتح المقدسي، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن عون، أنبأنا أبو علي بن مسهر، أنبأنا أبو بكر بن خريم، أنبأنا هشام بن عمّار، نبأنا هشام بن يحيى، عن أبيه، قال: قال عمر بن عبد العزيز: نبأنا جعونة بن الحارث قال: قد بلغني عنك خير و قد و مقتك فإيّاك أن أمقتك حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان (1)،حدثني أبو

ص: 244


1- المعرفة و التاريخ 599/1.

إسحاق (1) إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، حدّثني أبي عن جدي قال:

دخل جعونة بن الحارث على عمر بن عبد العزيز فقال: يا جعونة إني قد و مقتك فإياك أن أمقتك، أ تدري ما يحب أهلك منك ؟ قال: نعم، يحبون صلاحي، قال عمر: لا و لكنهم يحبون ما قام لهم سوادك، و أكلوا في غمادك (2)،و تزوّدوا على ظهرك، فاتّق اللّه تعالى و لا تطعمهم إلاّ طيّبا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسين، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمد بن سهل، أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (3):جعونة: كتب إليّ عمر (4) بن عبد العزيز في البراذين سمع منه عمرو بن ميمون انتهى.

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمد، و أنبأنا أبو القاسم النسيب، عن أبي علي الأهوازي، قالا: أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحرّاني، قال: جعونة بن الحارث العامري - صاحب عمر بن عبد العزيز رهاوي (5).

أنبأنا الحسن بن أحمد قال: نسبه لي بعض ولده فقال: هو جعونة بن الحارث بن خالد بن سعد بن مالك بن نضلة بن عبد اللّه بن كليب بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن صعصعة، و ذكروا أن أباه الحارث لما هاجر إلى الجزيرة نزل وادي بني عامر، ثم انتقل منه إلى الرّها فاتّخذها منزلا و عظم قدر جعونة بها حتى اختصّه عمر بن عبد العزيز، و كان ابنه منصور بن جعونة أحد عدد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس و وجوه قواده، فلمّا سار إلى كفرتوثا (6) لمرافقة أبي مسلم، خلّف أمواله و نقلته بالرها عند منصور، فلما هزم عبد اللّه و انحلّ أمره امتنع منصور على أبي مسلم بالرّها، فحاصره مدة طويلة فلم تكن له فيه حيلة إلاّ بالأمان، فإنه أمنه على نفسه و ماله، فلما

ص: 245


1- بالأصل:«أبو إسحاق بن إبراهيم» و الصواب ما أثبت.
2- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل «غمارك».
3- التاريخ الكبير 251/2/1.
4- ضبطت بالرفع عن البخاري، على اعتبار أن عمر هو الذي كتب إلى جعونة.
5- رهاوي بالضم نسبة إلى الرها مدينة بالجزيرة بين الموصل و الشام بينهما ستة فراسخ.(ياقوت).
6- قرية كبيرة من أعمال الجزيرة (ياقوت).

حصل في يد المنصور نقله عنها إلى ملطية (1) و هدم سور مدينة الرّها و سائر سيران الجزيرة من أجل ما كان من امتناع منصور بها و ذلك سنة أربعين و مائة.

و عند أهل الشام عن خالد بن يزيد، عن جعونة، عن الزهري:

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد على أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي عن أبي الحسن بن السّمسار، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عثمان الشاهد، أنبأنا محمّد بن جعفر العسكري قال: سمعت أبا سهل الرّازي النحوي يقول: قال أبو جعفر المنصور يوما: أ لا تحمدون اللّه تعالى إذ رفع عنكم الطاعون في ولايتنا، فقال له جعونة: اللّه أعدل من أن يجمعك علينا و الطّاعون، قال: فقتله انتهى. يعني إذ (2) كان منصور واليا على الجزيرة، و لا أرى جعونة بقي إلى أيّام السفاح، و لعله منصور - ابنه - ابن جعونة.

ص: 246


1- بلدة من بلاد الروم مشهورة تتاخم الشام (ياقوت).
2- بالأصل:«إذا».

ذكر من اسمه جماهر

1066 - جماهر بن حميد الجرشي

حدّث عن أبي المنيب الجرشي.

روى عنه يعلى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي و أبو الحسن علي بن أحمد البزاز، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن عبدان، أنبأنا عثمان بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن البراء قال: سئل علي عن جماهر بن حميد الجرشي، روى ؟ قال: سمعت أبا المنيب يقول: سمعت شدّاد بن أوس، و أبو المنيب عندي لم يسمع من شدّاد شيئا و لم يدركه كان الأوزاعي يروي عن أبي المنيب هذا روى حديث شدّاد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذا رأيتم الناس يكنزون الذهب و الفضة» فقال: جماهر بن حميد الجرشي مجهول لم يرو عنه غير يعلى[2799].

و قال علي في موضع آخر: فيما أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان، أنبأنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي: حديث شداد بن أوس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذا رأيتم الناس يكنزون الذهب و الفضة» رواه جماهر بن حميد الجرشي، و الجرشي شيخ مجهول لم يرو عنه غير يعلى قال: سمعت أبا المنيب الجرشي يقول: سمعت شدّاد بن أوس يقول شيئا. و أبو المنيب عندي لم يسمع من شداد بن أوس شيئا و لم يدركه، قال الأوزاعي يروي عن أبي المنيب هذا.

ص: 247

1067 - جماهر بن عيسى القرشي

من ساكني الفراديس، له ذكر. ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

1068 - جماهر بن محمد بن أحمد بن حمزة بن سعيد

أبو الأزهر الغسّاني الزّملكاني، من أهل زملكا (1)(2)

حدّث عن هشام بن عمار، و عمرو بن محمّد بن الغاز، و الوليد بن عتبة، و أحمد بن أبي الجوازي، و محمود بن خالد، و دحيم، و إسماعيل بن عبد اللّه السّكري القاضي، و المؤمّل بن إهاب، و عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم.

روى عنه: الفضل بن جعفر، و أبو علي الحسن بن علي بن الحسن المري المعروف بالشحيمة، و أبو سليمان بن زبر، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو نصر ظفر بن محمّد الزّملكاني الأزدي، و أبو زرعة، و أبو بكر ابنا (3) عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبو بكر أحمد (4) بن عبد اللّه بن عبد الوهّاب الصابوني، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق، و أبو عمرو أحمد بن محمّد بن علي بن مزاحم الصّوري المزاحمي، و إسماعيل بن أحمد بن محمّد الخلالي الجرجاني، و جعفر بن محمّد بن الحارث المراغي - نزيل (5)بنيسابور - و محمّد بن إسماعيل الرّبعي البندار، و جمع بن القاسم، و حمزة الكتاني (6)، و علي بن محمّد بن إسماعيل الطوسي (7)،و عمر بن علي بن الحسن العتكي (8)الأنطاكي، و أبو هاشم المؤدّب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا عبدان بن أحمد، و محمّد بن الحسين بن قتيبة العسقلاني،

ص: 248


1- ضبطت عن ياقوت، و بالقصر و لا يلحقون بها النون، قرية بغوطة دمشق. ذكره ياقوت باسم: جماهير بن أحمد بن محمد أبو الأزهر. و نقل عن الحافظ ابن عساكر: جماهير.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 404/14 شذرات الذهب 266/2 العبر 155/2 معجم البلدان (زملكا)، الأنساب (الزملكاني).
3- بالأصل:«أنبأنا» خطأ و الصواب ما أثبت، و في سير الأعلام و معجم البلدان: ابنا أبي دجانة.
4- بالأصل:«أبو بكر بن أحمد» و في معجم البلدان: أبو بكر أحمد بن عبد الوهّاب.
5- بالأصل:«نزل» و المثبت عن معجم البلدان.
6- في سير الأعلام: حمزة الكناني.
7- في معجم البلدان: علي بن محمد بن سليمان الطوسي.
8- معجم البلدان: العتيكي.

و عبد اللّه بن محمّد بن سالم المقدسي، و جماهر بن أحمد، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد بن الأزرق القطان الرّقّي، و عدة قالوا: أنبأنا هشام بن عمّار، نبأنا مروان بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قتيبة، عن جرير بن عبد اللّه، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من [يتزود] (1) في الدنيا ينفعه في الآخرة» انتهى، كذا نسبه ابن المقرئ في هذا الحديث إلى جده و قد نسبه في معجمه على الصّواب انتهى[2800].

قرأت في كتاب القاضي أبي نصر محمّد بن أحمد بن مروان بن الجندي، أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمّد المؤدب، نبأنا أبو الأزهر جماهر بن محمّد بن أحمد بن حمزة بن سعيد بن عبد اللّه بن وهيب بن عباد بن سماك بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن مازن (2) بن الأزد بن الغوث بن بنت مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الغساني من أهل زملكا، و ذكر أن مولده سنة ثلاث عشرة و مائتين بحديث ذكره.

أنبأنا أبو أحمد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن الغنائم بن عمر الحرقي المقرئ، أنبأنا أبو النعيم بن النعمان [بن] نزار بن عمر بن عبيد بن محمّد بن عياش الكاتب، نبأنا أبو القاسم حمزة [بن] محمّد [بن] علي الكتاني، أنبأنا جماهر بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمزة بن سعيد الدمشقي بدمشق ثقة مأمون، نبأنا الوليد بن عتبة فذكر حديثا.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة توفي أبو الأزهر جماهر بن محمّد بن أحمد الأزدي الزّملكاني في يوم الأحد [ل] ثلاث بقين من المحرّم انتهى.

1069 - جمال بن بشر العامري الكلابي

قيل إنه كان ممّن غزا مع مسلمة بن عبد الملك.

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي (3) فيما نقله من خطه قال: اجتمع قوم

ص: 249


1- بياض بالأصل، و اللفظة المستدركة عن مختصر ابن منظور 109/6.
2- رسمها غير مقروء بالأصل، و المثبت عن معجم البلدان و جمهرة ابن حزم ص 374.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى قطربل، قرية بين بغداد و عكبرا.(ياقوت).

فذكروا الكذب فذموه فقال شيخ منهم: لربما نفع الكذب و نعم الشيء هو فاستعملوه، فعجب القوم لقوله و نظروا إليه فقال: سأخبركم بذلك، إني كذبت كذبتين فسرقت باحداهما و استغنيت بالأخرى؛ كنت في الأمداد الذين وجّهوا إلى مسلمة بن عبد الملك بأرض الرّوم، فالتقى المسلمون و العدو ذات يوم فوقفت مع الناس وراء مسلمة. و رجل من المسلمين يقاتل العدو قتالا شديدا و يبلي بلاء حسنا، فقال مسلمة: من الرّجل ؟ جزاه اللّه خيرا عن الإسلام ؟ فقلت من ورائه: هذا جمال بن بشر الكلابي، أصلح اللّه الأمير، و سمّيت نفسي إن لم يحضر من يعرفني و لا يعرف الرّجل، فجعل مسلمة يقول: جزاك اللّه يا جمال عن الإسلام خيرا، فلما انصرف، و كان العشي رأيت وجوه أصحابي يتهيئون للمصير إليه. فتهيأت ثم ضرب الباب فزبرني الحاجب و منعني، فناديت بأعلى صوتي:

أنا جمال بن بشر الكلابي أصلح اللّه الأمير، فقال مسلمة: أدخلوه، أدخلوه جزاك اللّه خيرا يا جمال عن الإسلام، تدرون ما صنع هذا، فأحسن الثناء (1)،فلمّا رأى ذلك أصحابي أطنبوا في الثناء عليّ و شايعوه على غير معرفة منهم، فألحقني في شرف العطاء، فسرقت بهذه. ثم صرنا بعد ذلك إلى أمير المؤمنين، فأوفد رجلين إلى خالد بن عبد اللّه القسري أنا أحدهما و الآخر روح بن زنباع الجذامي، فلما وصلنا إلى خالد قدّم ابن عمه عليّ و فضّله في المجلس و اللقاء و الجائزة و انصرفنا، و قد كنت أخالط أقواما بالكوفة يعرفون بالتجارة، فأبضعوا معي بضائع من مال و برود و غير ذلك، فأصابتنا السّماء في الطريق، فلما نزلت المنزل حللت ما كان معي فسررت الثياب و أخرجت المال فأخلط بعضها ببعض فنظر إليّ روح فدخله من ذلك حسد عظيم فقال: ما هذا يا أخا بني عامر، قلت: ما كنت أحبّ أن تعلم بهذا فألح عليّ في المسألة فقلت: ابن عمك فضّلني في الجائزة و استحياك فاستكتمني، فتغيظ عليه و بسط لسانه فيه يسبه و يتنقصه و يشكوه عند وجوه قومه، و جعلت أحسن الثناء عليه و أظهر الشكر له، فكتب إليه بذلك فكتب: إني و اللّه ما فعلت، و لقد فضّلت روحا على العامري في جميع حالاته، و لكن العامري رجع إلى شرف و كرم، و رجع روح إلى لؤم، و قد وجهت بألف دينار إلى العامري فأدخلوها إليه فاستغنيت بها. فنعم الشيء الكذب انتهى.

قلت: إن كان حفظ اسم روح في هذه الحكاية فهي كذبة ثالثة من جمال الكلابي،

ص: 250


1- بالأصل «الينا» و المثبت عن مختصر ابن منظور 110/6.

فإن روحا مات في آخر أيّام عبد الملك قبل أن يلي خالد القشيري العراق فإنه إنما وليه هشام بن عبد الملك، إلاّ أن يكون ابن روح أو رجلا من قبيلة روح و اللّه تعالى أعلم.

1070 - جمح بن القاسم بن عبد الوهّاب بن أبان بن خلف

أبو العبّاس المؤذن الجمحي، المعروف بابن أبي الحواجب (1)

روى عن أبي قصي العذري (2)،و أبي بكر بن أبي الروّاس، و إبراهيم بن دحيم، و أبي هاشم عبد الرحمن بن عبد الصّمد البزوز، و أبي عبد الرّحمن محمّد بن العباس بن الدّرفس، و أبي يحيى محمّد بن سعيد بن مسعود المري، و إبراهيم بن بيان الجوهري، و أبي سعيد محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض، و أبي عبد اللّه محمّد بن شيبة بن الوليد، و أبي بكر محمّد بن عبيد بن أحمد بن عبد الصفار الحمصي، و أبي الحسن أحمد بن محمّد بن الفضل السّجستاني، و أبي عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد بن يزيد الجوبري، و أبي الحسن محمّد بن عوز بن الحسن الجريري و عبد الرّحمن بن إسحاق الغامدي، و أبي الحارث أحمد بن سعد، و عبد اللّه بن إسحاق الزمكي (3) و أبي عمرو محمّد بن عبد اللّه بن وردان، و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد الدمشقي، و أحمد بن بشير بن حبيب، و عبد اللّه بن أحمد بن العنافر الزمكي (4).

روى عنه تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الحبّان (5)،و ابن الجندي، و عبد الوهّاب الميداني، و مكي بن (6) محمّد بن الغمر، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر الشيباني، و أبو عبد اللّه محمد بن حمزة بن محمّد الحرّاني و أبو عبد اللّه بن مندة، و أبو الحسن بن جهضم الهمداني، و أبو أحمد عبد اللّه بن بكر، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد بن الشيخ، و عبد الواحد بن بكر الورثاني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو

ص: 251


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 77/16 العبر 330/2 شذرات الذهب 45/3.
2- اسمه إسماعيل بن محمد ترجمته في سير الأعلام 185/14.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- بالأصل «الحبان» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/16، و قد وقع هنا في سير الأعلام «حبان» كالأصل.
6- بالأصل:«و مكي و محمد».

نضر الجبّان (1)،أنبأنا جمح بن القاسم، أنبأنا إسماعيل بن محمّد أبو قصيّ (2)،نبأنا هشام بن عمّار، نبأنا عبد الرّحمن بن محمّد، عن أبيه أنه حدثه عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من اتّخذ كلبا إلاّ كلب ماشية أو كلب ضاري (3) نقص من أجره كل يوم قيراط ، و القيراط مثل أحد» انتهى. عبد الرّحمن بن محمّد هو ابن أبي الرجال و أبو الرجال، هو محمّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة[2801].

و قد أخبرنا بهذا الحديث عاليا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العياش، أنبأنا أبو سعد الخيزراني، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا محمّد بن مروان - و هو ابن خريم - نبأنا هشام بن عمّار، نبأنا ابن أبي الرجال، عن أبيه، أنه حدّثه عن سالم بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من اتّخذ كلبا إلاّ كلب ماشية أو كلب صيد نقص من أجره كل يوم قيراط ، القيراط مثل أحد» انتهى[2802].

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني (4) و أبو طاهر بن الحنائي (5)، و أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى النابلسي عنهما قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السّلام بن عبد الرحمن بن عبيد بن سعدان - قراءة عليه، سنة تسع و ثلاثين - أنبأنا أبو العباس جمح بن القاسم المؤذن - قراءة عليه من أصل كتابه العتيق - نبأنا أبو قصيّ إسماعيل بن محمّد بن إسحاق العذري، نبأنا سليمان بن عبد الرحمن، أنبأنا الوليد، نبأنا هشام بن الغاز، حدثني عبادة بن نسي، عن كعب بن عجرة أنه مرّ بسلمان الفارسي و هو مرابط في بعض أرض فارس، فسأله سلمان: ما لك هاهنا؟ قال: مرابط . قال:

أولا أخبرك بأمر سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكون عونا لك على رباطك ؟ قال كعب: بلى، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رباط يوم في سبيل اللّه خير من صيام شهر و قيامه،

ص: 252


1- بالأصل «الحبان» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/16، و قد وقع هنا في سير الأعلام «حبان» كالأصل.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- في النهاية «ضرا» الكلب المعوّد بالصيد.
4- بالأصل:«الموازني» خطأ.
5- بالأصل «الحبان» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 436/19 و اسمه محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم.

و من مات مرابطا في سبيل اللّه أجير من فتنة القبر، و أجري عليه صالح عمله إلى يوم القيامة»[2803].

قرأت بخطّ أبي الحسن الحنّائي: قال لنا محمّد بن عوف: سألت جمح بن القاسم عن مولده فقال في سنة ثمان و تسعين و مائتين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز الكتابي، حدّثني أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر الحافظ قال: توفي [أبو] العبّاس جمح بن القاسم الجمحي المؤذن بدمشق في شعبان في سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: حدث عن أبي قصيّ إسماعيل بن محمّد العذري و غيره، و كان ثقة نبيلا انتقينا عليه أبو عبد اللّه بن مندة الحافظ (1)،حدثنا بهما عنه أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المريّ ، و تمام بن محمّد.

1071 - جموح بن عمر الفهمي

شاعر وفد على معاوية انتهى.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة في كتابه عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى بن المرزبان (2)،قال: الجموح بن عمرو (3) الفهمي قدم على معاوية و مدحه بأبيات يشكو فيها من زياد و منها:

فإن زيادا هو عث أديمكم (4) *** و أشأمكم، و الشؤم ليس له نحب

و تارككم في لعنة بعد نعمة *** و داء الصحاح إن تقاربها الجرب (5)

فو اللّه لا ينهى زياد و رهطه *** سوى أن يقولوا لا زياد و لا حرب

ص: 253


1- بياض بالأصل مقدار كلمة.
2- لم يرد في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
3- كذا، و قد مرّ قريبا «عمر».
4- بالأصل: فإن زياد هو عث في أديمكم، و ما أثبت لاستقامة الوزن و المعنى.
5- بالأصل «الحرب».

ذكر من اسمه جميل

1072 - جميل بن أحمد بن فضالة بن الصقر

ابن فضالة بن سالم بن جميل بن عمرو بن ثوابة

ابن الأخنس بن مالك بن النعمان بن امرئ القيس

أبو حارثة اللّخمي

حدّث عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أبيه أحمد بن فضالة، و عمه محمّد بن فضالة.

روى عنه أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان المقرئ، و أبو هاشم المؤدب.

قرأت بخطّ عبد العزيز بن محمّد بن عبدويه الشيرازي، أنبأنا أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن إبراهيم المقرئ الدمشقي - بها-، أنبأني أبو حارثة جميل بن أحمد بن فضالة اللّخمي، أنشدنا بعض أهل العلم:

و ما لمت في الإنفاق نفسي لأنّني *** رأيت بخيل القوم أهونهم فقدا

فلا تعجبي يا سلم إن قلّ درهم *** فما قلّ حتّى قلّ من يطلب الحمدا

و ليس الفتى المرزوق من زاد ماله *** و لكنما المرزوق من رزق الرشدا

ص: 254

1073 - جميل بن تمام بن علي

أبو الحسن (1) المقدسي الطحّان

كان حافظا للقرآن و سمع الحديث على كبر السّن من أبي الحسن (2) بن طاهر، كتبت عنه شيئا يسيرا و كان أسن من أخيه يحيى بن تمام و كان خيرا.

أخبرنا أبو الحسن جميل بن تمام المقرئ بقراءتي عليه بجامع دمشق، أنبأنا أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر النحوي - لفظا - حينئذ، أخبرنا، و حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم بلفظه، قالا: نبأنا عبد العزيز بن أحمد بن محمّد الكتاني، نبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النّصري، نبأنا سعيد بن سليمان، نبأنا أبو الفضل بن موسى الشيباني، نبأنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد اللّه بن السّائب، قال: شهدت العيد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما قضى الصّلاة قال:«قد قضينا الصّلاة فمن شاء أن يشهد الخطبة فليشهد، و من أحبّ أن ينصرف فلينصرف»[2804].

توفي أبو الحسن (3) جميل بن تمام يوم الاثنين الحادي عشر من صفر سنة ستة (4)و ثلاثين و خمس مائة و دفن بمقبرة باب الفراديس.

1074 - جميل بن عبد اللّه بن معمر بن صباح

1074 - جميل بن عبد اللّه (5) بن معمر بن صباح (6)

ابن ظبيان بن حنّ (7) بن ربيعة بن حرام

ابن ضنّة بن عبد بن كبير (8) بن عذرة بن سعد

أبو عمرو العذري الشاعر، المعروف بجميل بن معمر، صاحب بثينة (9)

حدّث عن أنس بن مالك، و وفد على الوليد بن عبد الملك و عمر بن عبد العزيز.

ص: 255


1- بالأصل «أبو الحسين» و المثبت عن مختصر ابن منظور 112/6.
2- بالأصل «الحسين» و المثبت عن مختصر ابن منظور 112/6 و بغية الوعاة 170/2.
3- بالأصل «أبو الحسين» و المثبت عن مختصر ابن منظور 112/6.
4- كذا، و الصواب «ست».
5- في الشعر و الشعراء: و قد يقال فيه: جميل بن معمر بن عبد اللّه.
6- الأغاني: معمر بن الحارث بن ظبيان.
7- في ابن خلكان: حنّ بضم الحاء المهملة و تشديد النون.
8- الأغاني و جمهرة ابن حزم: كثير.
9- انظر أخباره و نسبه في الأغاني 90/8 الوافي بالوفيات 182/11 الشعر و الشعراء ص 260 وفيات الأعيان 366/1 سير الأعلام 181/4 و 385 و انظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

حكى عنه محمّد بن راشد بن عمرو الحبطي، و كثيّر بن أبي جمعة الشاعر انتهى.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن علي الخطيب، أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أنبأنا أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي، حدثنا لاحق بن الحسين المنذري، نبأنا بهز، نبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد المهري - بالاسكندرية - نبأنا محمّد بن صالح المهري، نبأنا محمّد بن الحارث الحلواني، نبأنا محمّد بن راشد بن عمرو الحبطي قال: قلت لجميل بن معمر لو قرأت القرآن كان أعود عليك من الشعر قال (1):هذا أنس بن مالك أخبرني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ من الشعر حكمة»[2805].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر بن طاهر الخطيب، أنبأنا عبد الكريم بن محمّد الضبي، أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن سالم المخرمي، أنبأنا أبو سعيد عبد اللّه بن شبيب، أنشدني الزبير لجميل بن عبد اللّه من بني عذرة قال أبو سعيد: و كان الزبير لا يقول: جميل بن معمر، يقول: جميل بن عبد اللّه (2):

فما روضة بالحزن صاد قرارها *** نحاه من الوسميّ أو ديم هطل

بأطيب من أردان عزة (3) موهنا *** ألا بل لريّاها، على الروضة، الفضل

قال: و أنبأنا الخطيب، و أنبأنا [أبو] عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر الشاعر الخالع، أنبأنا أبو محمّد علي بن العبّاس بن العبّاس بن المغيرة الجوهري، أنبأنا أحمد بن سعيد بن عبد اللّه الدمشقي، أنبأنا الزبير بن بكّار (4)،قال: نبأنا أبو الحارث بهلول بن سليمان بن قرضاب البلوي قال: جميل بن عبد اللّه بن الحارث بن ظبيان بن حنّ ربيعة بن حرام بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، قال الزبير: و قال غيره عن عثمان بن عبد الرحمن الجهني:

جميل بن عبد اللّه [بن معمر] (5) بن ظبيان ثم أدرج نسبه.

ص: 256


1- الخبر في الوافي بالوفيات 183/11.
2- البيتان في ديوان جميل ط بيروت ص 110.
3- في الديوان: بثنة.
4- الأصل:«بكير» و الصواب عن الأغاني 97/8، و انظر ترجمته في سير الأعلام 311/12.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن الأغاني 90/8.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو القاسم التنوخي، نبأنا محمّد بن عبد الرحمن المخلّص، نبأنا أحمد بن عبد اللّه الدّوري، قالا: نبأنا أحمد بن سعيد الدمشقي، نبأنا الزبير بن بكّار، قال: قال: يقال جميل بن عبد اللّه بن معمر بن صباح بن ظبيان [بن قيس بن جزء] (1) بن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد، و كان مع الوليد بن عبد الملك في سفره و الوليد على نجيب،[فرجز به مكين العذري] (2) فقال:

يا بكر هل تعلم من علاكا *** خليفة اللّه على ذراكا (3)

فقال الوليد لجميل: انزل فارجز، و ظنه يمدحه فنزل فقال (4):

أنا جميل في السنام من معدّ *** في الذّروة العلياء، و الرّكن الأشدّ

فقال له: اركب لا حملك اللّه، و لم يمدح جميل أحدا قط كذا قال الخطيب.

و ذلك وهم منه ليس هو أحمد بن سعيد الدّمشقي، و إنما هو أحمد بن سليمان الطوسي و لا يعلم للمخلّص و لا أدري من سماع أحمد بن سعيد الدّمشقي و إنما هو أحمد بن سليمان الدّمشقي.

و قد أخبرناه على الصّواب عاليا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (5) البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، نبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، نبأنا الزبير فذكره، و زاد ابن المسلمة في روايته: و قال أيضا جميل في ذلك:

و أيّ معدّ كان فيء رماحه *** كما قد أفأنا و المفاخر منصف (6)

و قال أيضا و هو يذكر نسبه:

تمت في الروابي من معدّ و أفلجت *** على الخفرات البيض و هي وليد (7)

ص: 257


1- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن الأغاني 90/8.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن الأغاني 133/8.
3- الرجز في الأغاني.
4- الرجز في ديوان جميل ط بيروت ص 52 و الأغاني 133/8.
5- بالأصل «انبانا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا، و قد تقدم التعليق على ابن البناء و ولديه.
6- البيت في ديوانه ط بيروت ص 85 برواية:«رماحهم... ينصف» و الأغاني 93/8.
7- ليس في ديوانه.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، قال: و قد تقدم ذكر نسب جميل و ليس فيه صباح إلاّ أن الزبير ذكره في هذا الخبر فأوردناه خوف أن يقع لمن لا علم لديه فيصحّفه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنبأنا أبو الحسن الطاهري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سالم بن راشد، أنبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال في الطبقة السّادسة من الإسلاميين حجازية و هم أربعة رهط فذكر منهم: جميل بن معمر بن خيبرى بن ظبيان بن حنّ بن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة.

قرأت على أبي غالب البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

و قرأت (1) على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):و أما حنّ - بحاء مهملة مضمومة و بعدها نون - فهو حنّ بن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم (3)،و هو أخو قصيّ بن كلاب لأمّه، أمّهما فاطمة بنت سعد بن سيل، و من ولد حنّ بن ربيعة - و قال ابن ماكولا: و من ولده - جميل بن عبد اللّه بن معمر بن الحارث بن خيبرى بن ظبيان، و هو أخو (4) ضبيس بن جن بن ربيعة و هو صاحب بثينة - و قال ابن ماكولا: و صاحبته بثينة - هي بنت حبا بن ثعلبة بن الهوذ بن عمرو بن الأحب بن حنّ بن ربيعة. انتهى كذا قال ضبيس بالفتح انتهى.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر، قال (5):و ولد حنّ بن ربيعة الأحب و عمر و ظبيان و هو ضبيس، فمن بني ضبيس: جميل بن عبد اللّه بن معمر بن الحارث بن الخيبرى بن ظبيان صاحب بثينة. قال: و أمّا الحني - بضم الحاء المهملة

ص: 258


1- سقط هنا حرف «ح» حرف التحويل من سند إلى سند آخر.
2- الاكمال لابن ماكولا 94/2.
3- بالأصل:«هديم» بالدال المهملة، و المثبت عن الاكمال.
4- سقطت من الاكمال.
5- لم أجد الخبر في الاكمال المطبوع.

و كسر النون - فهو جميل بن عبد اللّه، و هو جميل بن معمر الشاعر الحني. قال الزبير:

و هو جميل بن عبد اللّه بن الحارث بن ظبيان بن حنّ بن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة. و قال الزبير و عن عثمان بن عبد الرحمن الجهني: هو جميل بن عبد اللّه بن خيبرى بن ظبيان و ساق بقية نسبه انتهى.

و قال ابن ماكولا في موضع آخر (1):و أمّا خيبرى - أوّله خاء معجمة مفتوحة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها و بعدها باء معجمة بواحدة - جميل الشاعر صاحب بثينة، قيل هو جميل بن عبد اللّه بن خيبرى بن ظبيان و قد تقدم. قال في باب صباح بضم الصّاد (2):و قال الزبير بن بكار في خبر: جميل بن عبد اللّه بن معمر بن صباح بن ظبيان بن حنّ بن ربيعة بن حرام بن قتيبة (3) بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد، و قد قيل في نسبه غير ذلك، و قد تقدم ذكرها له.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، قال:

و جميل بن معمر بن عبد اللّه العذري و هو الشاعر، و أخباره مشهورة، و قد روى عنه عن أنس بن مالك - حينئذ - فذكر الحديث الذي قدمناه، قبل.

أخبرنا [أبو] العز بن كادش فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عني - أنبأنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأنا المعافى بن زكريا (4)،أنبأنا محمّد بن القاسم الأنباري، أنبأنا محمّد بن المرزبان، نبأنا أبو عبد الرحمن الجوهري، نبأنا عبد اللّه بن الضحاك، أنبأنا الهيثم بن عدي (5)،عن عوانة بن الحكم حكاية في وفادة الشعراء على عمر بن عبد العزيز، فيها أن عمر قال لعديّ بن أرطأة فمن هاهنا أيضا؟ قال: جميل بن معمر قال: يا عديّ هو الذي يقول (6):

ألا ليتنا نحيا جميعا و إن نمت *** يوافق [في الموتى] (7) ضريحي ضريحها

ص: 259


1- الاكمال لابن ماكولا:255/2-256.
2- الاكمال لابن ماكولا 159/5 و 161.
3- كذا، و لم ترد في الاكمال، و لا في غيره من مصادر ترجمته التي بين يدي.
4- الجليس الصالح الكافي 251/1 و 254.
5- بعدها بالأصل:«عن عوانة بن عدي» مقحمة حذفناها، و المثبت يوافق عبارة الجليس الصالح.
6- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 29 و الجليس الصالح 254/1.
7- زيادة عن الديوان و الجليس الصالح، و في الديوان: يجاور بدل يوافق.

فما أنا في طول الحياة براغب *** إذا قيل قد سوّي عليها صفيحها

فلو كان عدو اللّه تمنى لقاها في اللّه ليعمل بعد ذلك صالحا، و اللّه لا يدخل عليّ أبدا. و ذكر تمامها.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو أحمد بن سليمان الطوسي، نبأنا الزبير بن بكار، حدثني محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم أن النّصيب قال: قدمت المدينة أريد عالما بالشعر أعرض عليه شعري، فقيل لي: الوليد بن سعيد المقرئ بن أبي سنان الأسلمي، فسألت عنه فقيل لي: هو بشعب سلع (2) مع عبد الرحمن بن الأزهر الزهري و معه عبد الرحمن بن حسّان فأتيتهم، فأنشدته، قال لي: أنت أشعر مثل جلدتك ثم لبثت، فإذا رجل بعيد ما بين المنكبين يقود راحلة عليه [بزّة] (3) حسنة. فأقبل عليه عبد الرحمن بن حسّان، سأل عبد الرحمن بن الأزهر فقال: يا أبا جبير، هذا جميل بن عبد اللّه العذري ؟ فصاح به ابن الأزهر هيا جميل هيّا جميل، فقال له جميل: من أنت ؟ فقال عبد الرّحمن بن الأزهر، فقال: قد علمت أنه لم يكن ليجترئ عليّ غيرك يا أبا جبير و عدل، فقال له: أنشدنا، فأنشدنا:

و نحن منعنا يوم أول (4) نساءنا *** و يوم أفيّ (5) و الأسنّة ترعف

و يوم ركايا ذي الجذاة (6) و وقعة *** ببنيان كانت بعض ما قد تسلّف

وضعنا لهم صاع القصاص رهينة *** بما سوف نوفيها إذا الناس طفّفوا

إذا استبق الأقوام نجدا وجدتنا *** لنا مغرفا مجد و للناس مغرف

فقال له عبد الرحمن، أنشدنا هزجا قال: و ما الهزج ؟ قال: القصير؟ قال: نعم، فأنشده (7):

ص: 260


1- بالأصل «أنبأنا».
2- سلع: موضع قرب المدينة.
3- بياض بالأصل، و المستدرك عن الأغاني 92/8.
4- أول: واد بين الغيل و أكمة على طريق اليمامة إلى مكة (ياقوت).
5- أفيّ موضع في شعر نصيب، و استشهد بهذا البيت (ياقوت).
6- بالأصل «الحذاة» و المثبت عن الأغاني و معجم ما استعجم.
7- الأبيات في الأغاني 94/8.

رسم دار وقفت في طلله *** كدت أقضي الغداة من جلله

بينما هنّ في الأراك معا *** إذ بدا راكب على جمله

فناظرن (1) ثم قلن لها *** أكرميه حيّيت في نزله

أنبأنا أبو الفرح غيث بن علي أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني، نبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نبأنا محمّد بن سلام الجمحي قال: سمعت أبا سلاما يقول اجتمع الفرزدق و جميل بن معمر و كثيّر عند سكينة (2) ابنة الحسين فقالت للفرزدق: امرأة أوتك و أدخلتك و أسقتك ثم أصبحت تفشي عليها تقول (3):

هما دلياني من ثمانين قامة *** كما انفضّ باز أقتم الريش كاسره

فلمّا استقرت رجلاي بالأرض ثارتا (4) *** أ حيّ يرجّى أم قتيل نحاذره

فأصبحت في القوم الجلوس و أصبحت *** مغلقة دوني عليها دساكره

و قالت لكثيّر: أنت القائل و قد تخطت البلاد إليك و زارتك فحرمتها:

طرقتك صائدة القلوب و ليس ذا *** حين الزيارة فارجعي بسلام (5)

و قالت لجميل إليك حيث تقول:

لكلّ حديث عندهن بشاشة *** و كلّ قتيل عندهن شهيد (6)

و القصيدة التي تقول فيها:

ألا ليت ريعان الشباب جديد *** و دهرا يولي (7) يا بثين يعود

ص: 261


1- الأغاني:«فتأطّرن» و التأطر: التثني.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الأغاني 161/16. و الخبر فيها، و الذين اجتمعوا هم راوية جرير و راوية الفرزدق و راوية جميل و راوية كثير و راوية نصيب و راوية الأحوص.
3- الأبيات في الأغاني 166/16.
4- في الأغاني: فلما استوت رجلاي بالأرض قالتا.
5- البيت في الأغاني 38/8 و 161/16 و 163 منسوبا لجرير، و هو في شرح ديوانه ط بيروت ص 416 من قصيدة بعنوان «مهلا فرزدق» و مطلعها: سرت الهموم فبتن غير نيام و أخو الهموم يروم كل مرام
6- ديوان جميل ط بيروت ص 40 برواية: بينهن بشاشة.
7- في الديوان ص 38 «و دهرا تولى».

و كنا كما كنا نكون و أنها *** صديق (1) و إذ ما تبذلين زهيد

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن العالمة، قالا: أنبأنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان الخطيب الشرلي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسين الرافقي الخالع، نبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنشدنا أبو العبّاس ثعلب، أنشدنا ابن الأعرابي لجميل بن معمر العذري (2):

رسم دار وقفت في طلله *** كدت أقضي الغداة من جلله

الطلل: ما شخص من آثار الدّيار مثل الأثافي و المسجد و الاري، و الرسم: ما لزق بالأرض مثل النوى، و الرماد. يقال فعلت ذلك من جللك و من أجللك، و من جراك و من جرائك كما قال:

موحشا ما يرى به أحد *** تنتسج الريح ترب معتدله

معتدلة: ما استوى منه، نسجته الريح: غيّرته.

و صريعا من الثمام (3) ترى *** عارمات المدبّ في أسله

بين علياء و ابش و بلّي *** فالغميم الذي إلى جبله (4)

واقفا عند ربع أمّ جسير (5) *** من ضحى يومه إلى أصله

يا خليلي إنّ أم جسير *** حين يدنو الضجيع من علله

روضة ذات حنوة و خزامى (6) *** جاد فيها الربيع من نسله

قد أصون الحديث دون أخ (7) *** لا أخاف الأذاة من قبله

و خليل صافيت مرضيا *** و خليل فارقت من ملله

ص: 262


1- في الديوان: فنبقى كما كنا نكون و أنتم قريب. ديوانه ط بيروت ص 105 و الأغاني 94/8.
2- بالأصل «التمام»، و المثبت عن الديوان.
3- بالأصل «التمام»، و المثبت عن الديوان.
4- وابش: واد أو جبل بين وادي القرى و الشام، و بلي: تل قصير أسفل حاذة بينها و بين ذات عرق. و الغميم: موضع بالحجاز (انظر معجم البلدان و معجم ما استعجم).
5- الديوان:«واقفا في ديار أم حسين» و أم جسير: هي أخت بثينة صاحبة جميل.
6- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الديوان.
7- في الأغاني: دون خليل.

غير بغض له و لا ملق (1) *** غير أنّي ألحت من وجله

ألحت: حاذرت.

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنبأنا أبو علي الجازري، أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (2)،نبأنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة الأزدي، أنبأنا أحمد بن يحيى، عن أبي عبد اللّه القرشي، قال: خرج عمر بن أبي ربيعة إلى الشام حتى إذا كان بالجناب (3) لقيه جميل بن معمر فاستنشده عمر بن أبي ربيعة، فأنشده كلمته التي يقول فيها:

خليليّ فيما عشتما هل رأيتما *** قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي

ثم استنشده جميل، فأنشده قافيته التي أوّلها:

عرفت مصيف الحي و المتربعا *** [ببطن حليّات دوارس بلقعا]

حتى بلغ إلى قوله:

و قرّبن أسباب الهوى لمتيّم *** يقيس ذراعا كلّما قاس إصبعا

فصاح جميل و استحيا (4) و قال: لا و اللّه ما أحسن أن أقول مثل هذا، فقال له عمر:

اذهب بنا إلى بثنية لنتحدث عندها، فقال له: إن السلطان أهدر دمي متى جئتها. قال:

فدلني على أبياتها، فدلّه، و مضى حتى وقف على الأبيات و تأنّس و تعرف، ثم قال: يا جارية أنا عمر بن أبي ربيعة، فأعلمي بثينة بمكاني. قال: فأعلمتها فخرجت إليه فقالت له: لا و اللّه يا عمر ما أنا من نسائك اللاتي تزعم أن قد قتلهن الوجد بك، قال: و إذا امرأة طوالة أدماء حسناء فقال لها حينئذ عمر: فأين قول جميل:

و هما قالتا لو أن جميلا *** عرض اليوم نظرة فرآنا

نظرت نحو تربها ثم قالت *** قد أتانا - و ما علمنا - منانا

بينما ذاك منهما رأتاني *** أوضع النقص سيرة الزفيانا (5)

ص: 263


1- الديوان و الأغاني: غير ما بغضة و لا لاجتناب.
2- الجليس الصالح الكافي 127/4 ط بيروت و الأغاني 144/8-145.
3- الجناب موضع في أرض كلب في السماوة بين العراق و الشام.
4- الأغاني: و استخدى.
5- الجليس الصالح: الرتكانا.

و يروى: أعمل النقص سيرة زفيانا.

فقالت له: لو استمدّ جميل منك ما أفلح، و قد قيل:«اشدد العير مع الفرس، فإن لم يتعلّم من جريه تعلّم من خلقه انتهى.

قال القاضي: معنى أوضع النقص سيره الزفيانا (1):أنه يحمله على سرعة السّير، قال اللّه تعالى: وَ لَأَوْضَعُوا خِلاٰلَكُمْ (2) قال أبو عبيدة: الإيضاع في السير: السّرعة.

يقال: أوضعت بعيري و أوضعت ناقتي إذا أسرعت. فإذا كانت هي الفاعلة قلت:

وضعت الناقة تضع وضعا، يقال: أوضع (3) الرّجل يضع إذا سار أسرع سير، قال دريد بن الصّمّة (4):

يا ليتني فيها جذع *** أخبّ فيها و أضع

من الخبب و الوضع، و قد اختلف في بيت عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة:

تبالهن بالعرفان لما نكرنني *** و قلن: امرؤ باغ أكلّ و أوضعا

فرواه قوم هكذا، و جعلوا أكلّ من الكلال، و هو من الذروح و الاعياء، قالوا إنه لجده في (5) نماء ناقته أوضع في طلبه لها و أسرع مع الكلال ليدركها، فاجتمع عليه الكلال و الأجياع (6).و رواه آخرون: و قلن امرؤ باغ أضل و أوضعا، يعني أنه أضلّ بعيره فحمل في بغائه و أوضع في طلبه، و قوله: النقض: يريد الذي قد هزله السير فصار نقضا باليا و يجمع أنقاضا، و الزفيان كنحوه. و قوله: امرأة طوالة، يعني طويلة، و هذا ممّا جاء على فعيل و فعال: يقال رجل طويل و طوال [و طوّال] (7) قال الراجز:

جاءوا بصيد عجب من العجب *** أزيرق العينين طوّال الذنب

و يقال: أمر عجيب (8) و عجاب، قال اللّه تبارك و تعالى:

ص: 264


1- الجليس الصالح: الرتكانا.
2- سورة التوبة، الآية:47.
3- الجليس الصالح: وضع الرجل.
4- قاله في يوم حنين، الرجز في الشعر و الشعراء ص 636 و اللسان «وضع».
5- في الجليس الصالح: إنه لد.
6- كذا، و في الجليس الصالح: و الإيضاع.
7- زيادة عن الجليس الصالح.
8- في الجليس الصالح: عجب.

إِنَّ هٰذٰا لَشَيْ ءٌ عُجٰابٌ (1) و مثله كبير و كبار [و كبّار] (2) قال اللّه تعالى: وَ مَكَرُوا مَكْراً كُبّٰاراً (3) و من الكبار قول الأعشى (4):

كحلفة من أبي رياح (5) *** يسمعها لاهه الكبار

و هذا باب واسع و استقصاؤه يطول، و له موضع هو أولى به.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف في كتابه، و أخبرني عنه أبو المعمر الأنصاري عنه حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة و أبو الحسين بن العلاف، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر الخرائطي، أنبأنا الحسين الحراز، أنبأنا المثنى بن سعيد الجعفي، قال: بلغني أن كثيّر عزّة لقي جميلا فقال له: متى عهدك ببثينة ؟ قال: ما لي بها عهد منذ عام أوّل و هي تغسل ثوبا بوادي الدّوم (6) فقال له كثيّر أ تحب أن آخذها لك الليلة ؟ قال: نعم، فأقبل راجعا إلى بثينة، فقال له أبوها: أيا فلان ما ردّك ؟ ما كنت عندنا (7) قبيل ؟ قال: بلى، و لكن حضرني أبيات قلتها في عزّة، قال: و ما هي ؟ قال (8):

فقلت لها: يا عزّ أرسل صاحبي *** على (9) نأي دار و الرسول موكل

بأن تجعلي بيني و بينك موعدا *** و أن تخبريني بالذي فيه أفعل

أ ما تذكرين العهد يوم لقيتكم (10) *** بأسفل وادي الدّوم و الثوب يغسل

فقالت بثينة: اخسأ، فقال: أبوها ما هاجك، قالت: كلب لا يزال يأتينا من وراء

ص: 265


1- سورة ص، الآية:5.
2- زيادة عن الجليس الصالح.
3- سورة نوح، الآية:22.
4- ديوان الأعشى ص 193.
5- هو رجل من ضبيعة، قتل رجلا فطولب بديته فحلف ألاّ يفعل، ثم قتل أبو رياح بعد ذلك فبرت يمينه، فضربت يمينه مثلا.
6- الدوم: واد معترض في شمالي خيبر إلى قبليها يفصل بين خيبر و العوارض (ياقوت).
7- بياض بالأصل.
8- الأبيات في ديوانه ص 453 و الأغاني 107/8.
9- في الأغاني: إليك رسولا و الموكل مرسل.
10- الأغاني: و آخر عهدي منك يوم لقيتني.

الجبل بالليل و لأنصاف النهار، قال: فرجع إليه فقال له: وعدتك من وراء هذا الجبل بالليل و أنصاف النهار فالقها إذا شئت انتهى.

قال: و نبأنا يعقوب بن عيسى الزّهري، عن الزبير بن بكار، عن المؤمّل قال: قال جميل بن معمر (1):

كأنّ دموع العين يوم تحمّلت *** بثينة يسقيها الرّشاش معين

و رحن و قد أودعن عندي أمانة *** لبثينة: سرّ في الفؤاد، كمين (2)

كسر الندى لم يعلم الناس أنه *** ثوى في قرار الأرض و هو دفين

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، قال: و أنشدنا بعض أصحابنا لجميل (3):

و يقلن: إنّك قد ركنت (4) بباطل *** منها فهل لك في اعتزال الباطل ؟

و لباطل ممن ألذ و أشتهي (5) *** أشهى إليّ من البغيض الباذل

أخبرنا [أبو] القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي - إجازة - أنبأنا أبو الحسن الطاهري، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا الفضل بن الحبّاب، نبأنا محمّد بن سلام الجمحي أبو الغراف عن الأجبل بن أبي الأجبل، حدثني أحمد (6) التميمي، قال:

لقيني كثيّر عزّة فقال: لقيني جميل بن معمر في هذا الموضع الذي لقيتك به، فقال: من أين أقبلت ؟ فقلت: من عند أبي الحبيبة - أعني أبا بثينة - ثم قال لي: و إلى أين تريد؟ فقلت: إلى الحبيبة - أعني عزّة - فقال لي لا بدّ من أن ترجع عودك على بدئك فتستجدّ لي موعدا. فقلت: إن عهدي بأبيها السّاعة و أنا استحي، قال: قال لي: لا بد من ذلك، قال: قلت فمتى آخر عهدك بهم قال: بالدّوم و هم يرحضون ثيابهم، قال: فأتيت أباها، فقال: ما ردّك يا ابن أخي ؟ فقلت أبيات عرضت لي أحببت أن أعرضها عليك قال:

هات، فأنشدته (7):

ص: 266


1- ديوانه ص 127.
2- بالأصل: مكين.
3- ديوانه ص 107 و الأغاني 101/8.
4- الأغاني: رضيت... اجتناب الباطل.
5- الأغاني: و لباطل مما أحب حديثه.
6- مختصر ابن منظور 113/6 أدهم التميمي، و الخبر في الأغاني 106/8-107 باختلاف السند و الرواية.
7- في الأغاني: فأنشدته و بثينة تسمع.

فقلت لها يا عزّ أرسل صاحبي *** على نأي دار و الموكّل مرسل

بأن تجعلي بيني و بينك موعدا *** و أن تأمريني ما الذي فيك أفعل

و آخر عهد منكم يوم لقيتني *** بأسفل وادي الدّوم و الثوب يغسل

قال: فضربت بثينة جانب الخدر و قالت: اخسأ، فقال أبوها مهيم (1) يا بثينة، قالت: كلب يأتينا إذا نوّم الناس من وراء الرابية، قال: فأتيته فأخبرته أن قد وعدته إذا نوّم الناس من وراء الرابية، انتهى.

قال: و من قوله أيضا يعني جميلا (2):

فأقسم طرفي بينهنّ فيستوي *** و في الصّدر بون بينهن بعيد

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة *** بوادي القرى ؟ إنّي إذا لسعيد

و هل ألقين سعدا (3) من الدّهر مرّة *** و ما مرّ من عصر الشباب حديد

و من يعطى في الدنيا قرينا كمثلها *** فذلك في عيش الحياة رشيد

يموت الهوى مني إذا ما ذكرتها *** و يحيى، إذا فارقتها، فيعود

و من قوله أيضا (4):

و كنا إذا ما معشر أجحفوا (5) بنا *** و مرّت جواري طيرهن و تعيّفوا

وضعنا لهم صاع القصاص رهينة *** و نحن نوفيها إذا الناس طفّفوا

ترى الناس (6) ما سرنا يسيرون خلفنا *** و إن نحن أومأنا إذ الناس وقّفوا

فنشد الفرزدق على هذا البيت فقال: أنا أحق به و قال له لا تعد فيه فلم يكترث له، و كذلك تروى: أويانا و أومأنا:

برزنا و أصحرنا لكل قبيلة *** بأسيافنا إذ يوكل المتضعّف

فأيّ معدّ كان فيء رماحه (7) *** كما قد أفأنا و المفاخر منصف

ص: 267


1- مهيم: كلمة يمانية معناها ما أمرك و ما الذي أرى بك.. (اللسان).
2- الأبيات في ديوانه ص 39 و بعضها في الأغاني 103/8 و 104.
3- الديوان:«سعدى» الأغاني: فردا بثينة مرة.
4- ديوانه ص 85.
5- الديوان: نصبوا لنا... طيرهم و تعيفوا.
6- الديوان: نسير أمام الناس و الناس خلفنا.
7- الديوان: رماحهم... و المفاخر ينصف.

و نحن منعنا يوم أول ذمارنا (1) *** و يوم أفيّ و الأسنّة ترعف

و نحن حمينا يوم مكّة بالقنا *** قصيّا و أطراف القنا يتقصّف

فحطنا بها أكناف مكّة بعد ما *** أرادتها (2)،ما قد أبى اللّه خندف

و قال يمدح عبد العزيز بن مروان (3):

إلى القرم الذي كانت يداه *** لفعل الخير سطوة من ينيل

إذا ما أغلى (4) الحمد اشتراه *** فما إن تستقيل و لا يقيل

أمين الصّدر يحفظ ما تولّى *** بما يكفي القويّ به، النبيل

أبا مروان، أنت فتى قريشا *** و كهلهم إذا عدّ الكهول

توليه العشيرة ما عناها *** فلا ضيق الذراع و لا بخيل

إليك تشير أيديهم، إذا ما *** رموا أو غالهم أمر جليل

كلا يوميه بالمعروف طلق *** و كلّ بلائه (5) حسن جميل

تمايل في الذّؤابة من قريش *** ثناه المجد، و العزّ الأثيل

أروم ثابت، أ يهتزّ فيه *** بأكرم منبت فرع طويل

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ إسناده علي - أنبأنا أبو علي محمّد بن الحسين، نبأنا المعافى بن زكريا (6)،[نبأنا محمّد بن داود بن سليمان النيسابوري، نبأنا علي ابن الصّباح] (7)،حدثني أبو المنذر، حدثني شيخ من أهل وادى القرى قال: لما استعدى آل بثنية مروان بن الحكم على جميل و طلبه ربعي بن دجاجة العبدي، صاحب تيماء (8) هرب إلى أقاصي بلادهم، فأتى رجلا من بني عذرة شريفا، و له بنات سبع كأنهن البدور جمالا، فقال: يا بناتي تحلّين بجيد حليكن، و البس جيّد ثيابكن، ثم تعرّضن لجميل، فإني أنفس على مثل هذا من قومي، فكان جميل إذا مرّ

ص: 268


1- الديوان: نساءنا.
2- الديوان: أرادت بها.
3- ديوانه ص 118.
4- الديوان: غالي.
5- مطموسة بالأصل و المثبت عن الديوان.
6- الجليس الصالح الكافي 514/1-515 و مصارع العشاق ص 280.
7- ما بين معكوفتين ليس في الجليس الصالح.
8- تيماء بليدة في أطراف الشام بين الشام و وادي القرى على طريق حاج الشام.

بهن (1) و رآهن أعرض بوجهه فلا ينظر إليهن، ففعلن ذلك مرارا، و فعله جميل، فلمّا علم ما أريد بهن أنشأ يقول:

جعلت لكي تعلمنّ أني صادق (2) *** و للصّدق خير في الأمور و أنجح

لتكليم يوم من بثينة واحد *** و رؤيتها عندي ألذّ و أملح

من الدهر لو أخلو بكنّ و إنما *** أعالج قلبا طامحا حيث يطمح

قال: فقال أبوهن: ارجعن، فو اللّه لا يفلح هذا أبدا انتهى.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن خلف، أخبرني أبو بكر، أنبأنا المدائني، قال: قال هشام بن محمد:

سمعت رجلا من عذرة يحدّث لما علق جميل بثينة و جعل يشبب بها استعدى عليه أهلها ربعي - يومئذ - ابن دجاجة (3)،و هو يومئذ أمير تيماء قال: فخرج جميل هاربا حتى انتهى إلى رجل من بني عذرة بأقصى بلادهم و كان سيّدا فاستجار به، و كان للرجل سبع بنات فلمّا رأى جميلا رغب فيه و أراد أن يزوجه ليسلو عن بثينة، فقال لبناته: البسن أحسن ثيابكن، و تحلّين بأحسن حليكن، و تعرّضن له فلعل عينه تقع على إحداكن فأزوجه قال: و كان جميل إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب فإذا أقبل رفعن جانب الخباء، فإذا رآهن صرف وجهه قال: ففعلن ذلك مرارا فعرف جميل ما أراد به الشيخ فأنشأ يقول:

حلفت لكيما تعلميني صادقا *** و للصّدق خير في الأمور و أنجح

لتكليم يوم واحد من بثينة *** و رؤيتها عندي ألذّ و أملح

من الدّهر لو أخلو بكنّ و إنما *** أعالج قلبا طامحا حيث يطمح

فقال الشيخ: أرخين عليكن الخباء، فو اللّه لا يفلح هذا أبدا.

أخبرنا أبو الحسن بن العلاف في كتابه، و أخبرني عنه أبو معمر الأنصاري حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة و أبو الحسن بن

ص: 269


1- الجليس الصالح: إذا تزيّنّ و رآهن.
2- الديوان ص 27: حلفت لكيما تعلميني صادقا.
3- رسمها غير واضح، و المثبت يوافق الرواية السابقة.

العلاف قالا: أنبأنا أبو القاسم() (1)،نبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي، أنبأنا العباس بن الفضل، نبأنا العباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن جده، حدثني رجل من بني عذرة قال: لما كثر جميل بالتشبيب ببثينة استعدى عليه أهلها، فألح أهله عليه على لائمته و عذله، فلما ألحوا عليه تحمل هاربا إلى وادي القرى فطلب فهرب منه فلحق بشيخ من بني عذرة أبي بنات في خيمة له، فقال الشيخ لبناته: البسن خير ثيابكن، و أحسن حليكنّ ، و تشرفن له عسى أن تقع عينيه على بعضكن، فإن وجها منه فينقطع هذا الأمر عنا ففعلن و تعرضن له، فلمّا أكثرن قال لهن بحيث يسمعن:

حلفت لكيما تعلموني صادقا *** و للصّدق خير في الأمور و أنجح

لتكليم يوم من بثينة واحد *** و رؤيتها عندي ألذّ و أملح

من الدهر لو أخلو بكنّ و إنما *** أعالج قلبا طامحا حيث يطمح

قال: فذكرن ذلك لأبيهن، فقال: خلين عن هذا فإنه لا يفلح أبدا، انتهى.

قال: و أنبأنا إسماعيل الزبيري، عن أبي العباس المروزي، قال: قال محمّد بن أحمد: إن أهل بثينة مشوا إلى جميل بن معمر و أهله و استوهبوهم من جميل و كان الصّوت قد ارتفع به و علا و لاقوا جميلا و نهوه و عذلوه في أبياتها، فلم يسمع قول قائل منهم فاعزوه بحبّها فذلك حيث يقول (2):

و عاذلوني (3) ألحوني في محبّتها *** يا ليتهم وجدوا مثل الذي أجد

لما أطالوا عتابي فيك، قلت لهم: *** لا تكثروا، كل هذا اللوم و اقتصدوا (4)

قد مات قبلي أخو هند (5) و صاحبه *** مرقّش (6) و اشتفى من عروة (7) الكمد

ص: 270


1- كلمة مطموسة بالأصل لم نصل إليها.
2- ديوانه ص 45.
3- الديوان: و عاذلين ألحوا في محبتها.
4- عن الديوان و بالأصل «و اقتصد».
5- الديوان: أخو نهد، و هو عبد اللّه بن عجلان النهدي، شاعر جاهلي، و أحد العشاق الذين قتلهم الحب، و كان يشبب بصاحبته هند.
6- و هو المرقش الأكبر، مات بحب ابنة عمه أسماء، و قد أبعدوه عنها.
7- هو عروة بن حزام العذري، أحد عشّاق العرب الملوعين و الذي مات مسلولا بحب ابنة عمه عفراء، و لم يزوجوه منها.

فكلّهم كانوا في عشق منيّته *** فقد وجدت بها فوق الذي وجدوا (1)

إني لأرهب بل قد كدت أعلمه *** أن سوف توردني الحوض الذي و ردوا (2)

إن لم تنلني بمعروف تجود به *** أو يدفع اللّه عني الواحد الصّمد

قال: و أنشدني إسماعيل بن الزبير لجميل فقال:

خليلي فيما عشتما هل رأيتما *** قتيلا بكى، من حبّ قاتله، قبلي (3)؟

أ في أم عمرو تعذلاني هديتما *** و قد تيّمت قلبي، و هام بها عقلي (4)

قال: و أنشدني أبو بكر الصندلي لجميل أيضا فقال:

أ رأيتك إن عطيتك الودّ عن قلى *** و لم يك عندي أن انتفا

أ تاركني للموت أنت لميّت *** و عندك لي و لو تعلمين شفا

فوا كبدي من حب من لا يحبني *** و من عثرات ما لهن فنا

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، حدّثني أبي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الزيادي، نبأنا الحارث بن أحمد العبدي، حدثني محمّد بن أحمد بن جعفر الأهوازي، قال: كان أبو بثينة قد استعدى أمير المؤمنين على جميل فأهدر لهم دمه، فحجبوها فلم يدعوها تظهر، فقال جميل في ذلك (5):

فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها *** مقالة واش أو وعيد أمير

فلن يحجبوا عيني عن دائم البكا *** و لن يملكوا ما قد يجنّ ضمير

إلى اللّه أشكو ما ألاقي من الهوى *** و من حرق تعتادني، و زفير

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو محمّد الحسين بن عيسى بن المقتدر، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن منصور السكري، أنبأنا ابن الأنباري، أنبأنا أبو العبّاس قال:

مرّ رجل بجميل فأضافه و خبز خبزة من مكوك و ثردها في لبن و سمن قال: ثم أتاه بها

ص: 271


1- عن الديوان و بالأصل: وجد.
2- عن الديوان و بالأصل «ورد» و في الديوان: إني لأحسب.
3- ديوانه ص 99.
4- ديوانه ص 109 من قصيدة أخرى.
5- ديوانه ص 66.

فجعل الرجل يحدث جميلا عن بنت عمّ له و يأكل حتى أتى على الخبزة، فقال جميل (1):

و قد رأيتني (2) من جعفر أنّ جعفرا *** يلح على قرص و يبكي على جمل

فلو كنت عذريّ العلاقة، لم تكن *** بطينا، و نسّاك الهوى كثرة الأكل

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل المأمون، نبأنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشّار الأنباري قال: و قرأت على أبي لجميل بن معمر (3):

صدّت بثينة عني أن سعى ساع *** و آيست بعد موعود و إطماع

و صدّقت فيّ أقوالا تقوّلها *** واش، و ما أنا للواشي (4) بمطواع

فإن تبيني بلا جرم و لا ترة *** و تولعي بي ظلما أي إيلاع

فقد يرى اللّه أنّي قد أحبّكم *** حبا أقام جواه (5) بين أضلاع

لو لا الذي أرتجي منها و آمله *** لقد أشاع، بموتي عندها ناع

يا بثن جودي و كافي عاشقا دنفا *** و اشفي بذلك أسقامي و أوجاعي (6)

إنّ القليل كثير منك ينفعني *** و ما سواه كثير، غير نفّاع

آليت لا اصطفي بالجود (7) غيركم *** حتى أغيّب تحت الرمس بالقاع

قد كنت عنكم بعيد الدار مغتربا *** حتى دعاني لحيني منكم داع

فاهتاج قلبي لحزن قد يضيّقه *** فما أغمّض غمضا غير تهجاع (8)

و لا تضيعنّ سرّي إن ظفرت به *** إنّي لسرّك حقّا غير مضياع

أصون سرّك في قلبي و أحفظه *** إذا تضايق صدر الضّيّق الباع

ص: 272


1- ديوانه ص 117.
2- الديوان: و يعجبني.
3- الأبيات في ديوانه ص 75.
4- بالأصل «للواشين» و المثبت عن الديوان.
5- عن الديوان و بالأصل «أبواه» و في الديوان: أضلاعي.
6- بالأصل: و أوجاع.
7- الديوان: بالحب.
8- الديوان: تهياع.

ثم اعلمي أنّ ما استودعتني ثقة *** يمسي و يصبح عند الحافظ الراع (1)

قال أبو بكر: و قال جميل بن معمر (2):

خليليّ عوجا اليوم عني (3) فسلّما *** على عذبة الأنياب طيّبة النّشر

فإنّكما إن عجتما بي ساعة *** شكرتكما حتّى أغيّب في قبر

و إنكما إن لم تعوجا (4) فانني *** سأصرف وجدي فأذنا اليوم بالهجر

و ما لي لا أبكي، و في الأيك نائح *** و قد فارقتني (5) شختة الكشح و الخصر

أ يبكي حمام الأيك من فقد إلفه *** و أصبر؟ ما بي عن بثينة من صبر

يقولون: مسحور يجنّ بذكرها *** و أقسم ما بي من جنون و لا سحر

و أقسم لا أنساك ما ذرّ شارق *** و ما هبّ آل في ملمّعة قفر

و ما لاح نجم في السماء معلّق *** و ما أورق الأغصان من فنن السّدر

لقد شغفت نفسي، بثين، بذكركم *** كما شغف المخمور يا بثن بالخمر

ذكرت مقامي ليلة البان قابضا *** على كف حوراء المدامع كالبدر

فكدت و لم أملك إليها صبابة *** أهيم، و فاض الدّمع مني على النحر

فيا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة *** كليلتنا، حتى نرى ساطع الفجر؟

تجود علينا بالحديث و تارة *** تجود علينا بالرضاب (6) من الثغر

فليت إلهي (7) قد قضى ذاك مرّة *** فيعلم ربّي عند ذلك ما شكر

و لو سألت مني حياتي بذلتها *** وجدت بها، إن كان ذلك من أمر

قال: و أنبأنا ابن المهتدي، أنبأنا أبو أحمد طالب بن عثمان بن محمّد المقرئ الأزدي، نبأنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، قال: قال: و أنشدني أبي هذا الشعر لجميل بن معمر و قال يروى لغيره (8):

ص: 273


1- الديوان: الواعي.
2- ديوانه ص 57.
3- الديوان: حتى تسلّما.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الديوان.
5- عن الديوان و بالأصل «فارقني».
6- عن الديوان و بالأصل «بالرضاع».
7- الديوان: فيا ليت ربي.
8- الأبيات ليست في ديوانه ط بيروت، و بعضها في الشعر و الشعراء ص 266 منسوبا لجميل. و الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة ط بيروت ص 87-88 من قصيدة مطلعها: نعق الغراب ببين ذات الدملج ليت الغراب ببينها لم يزعج

فدنوت مختبئا ألمّ (1) ببيتها *** حتّى و لجت إلى خفيّ المولج

فتناولت رأسي ليعرف مسّها *** بمخضّب الأطراف غير مشنج (2)

قالت: و عيش أخي و نعمة (3) والدي *** لأنبّهنّ القوم إن لم تخرج

فخرجت خيفة قولها فتبسّمت *** فعلمت أنّ يمينها لم تلجج (4)

فلثمت فاها آخذا بقرونها *** شرب (5) النّزيف ببرد ماء الحشرج

أنبأنا أبو علي أحمد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي، أخبرنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي بن يوسف عنه، أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا محمّد بن أبي الأزهر، أنشدنا الزبير قال: قرأ علينا محمد بن أبي بكر المؤملي لجميل، و أنشدنا محمّد بن يزيد هذه الأبيات ما خلا البيت الأول (6):

فقد لان أيام الصّبا ثم لم يكد *** من الدّهر شيء بعدهن يلين

ظعائن، ما في قربهن لذي هوى *** من الناس إلاّ شقوة و فنون

و وكلته و الهمّ ، ثمّ تركته (7) *** و في القلب من وجد بهنّ حنين

فوا حسرتي إن حيل بيني و بينها *** و يا حين نفسي، كيف منك تحين

تشيّب روعات الفراق مفارقي *** و أنشزن نفسي فوق حيث تكون

شهدت بأني لم تغيّر مودتي *** و أنّي بكم، حتّى الممات ضنين

و أن فؤادي لا يلين إلى هوى *** سواك و إن قالوا: بلى سيلين

و إني لأستغشي، و ما بي نعسة *** لعل لقاء في المنام يكون

ص: 274


1- الشعر و الشعراء:«أضر» و في ديوان عمر: فقعدت مرتقبا.
2- سقط البيت من الشعر و الشعراء، و في ديوان عمر: لتعلم مسّه.
3- الشعر و الشعراء:«و نقمة والدي لابنهن الحي». و صدر البيت في ديوان عمر: قالت: و عيش أبي و حرمة إخوتي.
4- البيت في ديوان عمر: فخرجت خوف يمينها فتبسمت فعلمت أن يمينها لم تحرج
5- الشعر و الشعراء:«فعل» و الأصل كالديوان.
6- الأبيات في ديوانه ص 127-128.
7- الديوان: و والكنه و الهم ثم تركنه.

و لما علونا اللاّبتين تشوّفت *** قلوب إلى وادي القرى و عيون

كأنّ دموع العين يوم تحمّلوا (1) *** بثينة يسقيها الرّشاش معين

و رحن و قد أودعن عندي (2) أمانة *** أمانة سرّ في الفؤاد مكين

كسر الثرى (3) لم يعلم الناس أنّه *** ثوى في قرار الأرض و هو دفين

فإن دام هذا الهجر (4) منك فإنني *** لأغبرها في الجانبين رهين

لكيما يقول الناس: مات و لم يمن *** عليك و لم تنبتّ منك قرون

أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن نصر بن() (5) أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن علي بن محمّد بن فهد العلاّف أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد إجازة، أنبأنا عبد الرّحمن بن عثمان الصفار، أنبأنا محمد بن العباس الفقيه المعروف بابن البختري أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي أحمد (6)،نبأنا ابن عيينة عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تقاطعوا و لا تدابروا (7) و لا تباغضوا و كونوا عباد اللّه إخوانا و لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث»[2806].

قال أبو الحسين بن النحوي فجئت ثعلب بعد انصرافنا من عند عبد اللّه، فقال: ما حدثكم عبد اللّه، فقرأت عليه حديث الزهري، فقال: أنشدنا ابن الأعرابي:

لا تهجريني يا بثين و أحسني *** و جافي مليك الناس في البر و البحر

فقد جاء قول عن رجال أتوا به *** و جاء به سفيان حقّا عن الزهري

و أخبرني به أيضا غير واحد *** رووه بإسناد عن الحسن البصري

إذا هجر الإنسان فوق ثلاثة *** أخاه تولى اللّه عنه إلى الحشر

قبلك أن تراجع ما مضى و يجري *** على الحد الذي لم يزل يجري

ص: 275


1- الديوان: تحملت.
2- الديوان: قلبي أمانة لبثنة: سرّ في الفؤاد كمين.
3- الديوان: الندى.
4- الديوان: الصرم.
5- الكلمة غير مقروءة، تركناها بياضا.
6- مسند الإمام أحمد 110/3.
7- في المسند: و لا تباغضوا و لا تدابروا و لا تحاسدوا.

فيا عاذلي في الحبّ لم تدر ما الهوى *** و لم تدر إذ لم تدر أنّك لم تدر

لا أحسب هذا الشعر لجميل، فإن جميلا أقدم من سفيان، و لعل قائله سلك طريق جميل في التشبيب ببثينة.

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده، أنبأنا أبو علي الجازري، أنبأنا المعافى بن زكريا (1)،أنبأنا محمّد بن الحسن (2) بن دريد، أنبأنا العكلي (3) عن عوانة، عن رجل من قريش من ساكني الكوفة قال: قال لي (4)-يعني نصيب - أ تروي الشعر؟ قلت: نعم، قال: أنشدنا لجميل، فأنشدته (5):

إنّي لأحفظ غيبكم و يسرّني *** لو تعلمين (6)،بصالح أن تذكري

و يكون يوم لا أرى لك مرسلا *** أو نلتقي فيه، عليّ كأشهري

يا ليتني ألقى المنية بغتة *** إن كان يوم لقائكم لم يقدر (7)

تقضى الديون و ليس ينجز موعدا *** هذا الغريم لنا، و ليس بمعسر

فقال: للّه درّه و اللّه ما قال أحد إلاّ دون قوله. قال: لقد ترك لنا مثالا يحتذى (8)عليه أما صدقنا في شعره، فجميل و ذكر تمام الحكاية.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن مسور، حدثنا و أبو الخضر يزيد بن عبد اللّه قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (9)،أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنبأنا المعافى بن زكريا الجريري، أنبأنا محمّد بن يحيى الصولي، حدثني أبو العبّاس عبد اللّه بن المعتز (10)،قال: كان أبو العبّاس محمّد بن يزيد النحوي المبرّد يجئني كثيرا إذا خرج من عند إسماعيل القاضي لقرب داره من

ص: 276


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 38/4.
2- بالأصل «الحسين» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- اللفظة غير واضحة بالأصل و المثبت عن الجليس الصالح، و زيد فيه بعدها «عن ابن الكلبي».
4- ثمة اختصار للرواية هنا بالأصل، انظر تمامها في الجليس الصالح.
5- الأبيات في الديوان ص 60 و الأغاني 102/8.
6- الأغاني: إذ تذكرين.
7- الأصل:«لم يقدري» و المثبت عن الديوان و الأغاني.
8- بالأصل:«لا يحتذى» و المثبت عن الجليس الصالح.
9- تاريخ بغداد 95/10 في ترجمة عبد اللّه بن المعتز.
10- بالأصل «المغيرة» و المثبت عن تاريخ بغداد.

داري و كنت لقيت أبا العبّاس أحمد بن يحيى في المسجد الجامع فكان [يتشوقني و يعتذر من تأخّره عني و كنت قد امتنعت من الركوب إلى المسجد و غيره فكتب إليه] (1):

[ (2) ما وجد صاد في الحبال موثق *** بماء مزن بارد مصفق (3)

جادت به أخلاف دجن مطبق *** لصخرة إن تر شمسا تبرق

فهو عليها كالزجاج الأزرق *** صريح غيث خالص لم يمذق

إلا كوجدي بك لكن أتقى *** يا فاتحا لكل علم مغلق]

و صيرفيا (4) ناقدا للمنطق *** إن قال هذا بهرج (5) لم ينفق

أنّا على البعاد و التمزّق (6) *** نلتقي بالذكر ان لم نلتق

فكتب إليّ ينشد (7) و يقول: إنه ليس ممن يعمل الشعر فيجيب. و يشبه أوّل أبياتي بقول جميل:

فما صاديات حمن يوما و ليلة *** على الماء يغشين العصي حواني

لواغب لا يصدرن (8) عنه بوجهه *** و لا هنّ من برد الحياض دوان

يرين حياض (9) الماء و الموت دونه *** فهن لأصوات السّقاة روان (10)

و إن آخر أبياتي يشبه قول رؤبة:

إنني إذا لم ترني فإنّني *** أراك بالغيب و إن لم ترني (11)

ص: 277


1- ما بين معكوفتين موجود بالأصل و لكنه غير مقروء، و المستدرك عن تاريخ بغداد 95/10.
2- ما بين معكوفتين مكانه لم يقرأ في الأصل، و استدرك عن تاريخ بغداد 95/10-96 و 207/5.
3- بعدها في تاريخ بغداد 207/5. بالريح لم يطرق و لم يرفق
4- بالأصل:«و صدفنا» و المثبت عن تاريخ بغداد في الموضعين.
5- تقرأ بالأصل:«الهجزح» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد (في الروايتين): و التفرق.
7- في تاريخ بغداد: يشكر.
8- بالأصل:«لم أقل لو تصدان» و المثبت عن الديوان ص 129 و في تاريخ بغداد: لوائب.
9- الديوان و تاريخ بغداد: حباب الماء.
10- بعده بياض بالأصل قدر سطر، و على هامشه كتب بخط مغاير «كذا في الأصل» و البيت الساقط كما في تاريخ بغداد 96/10: بأبعد مني غل صدر و لوعة عليك و لكن العدو عداني
11- الرجز في تاريخ بغداد 96/10 و تاريخ بغداد 207/5.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم بن أبي الحسن، و أبو الوحش بن قيراط عنه، أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نبأنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم إملاء - نا أبو عبد اللّه اليزيدي، أنبأنا أحمد بن زهير، نبأنا الزبير، حدثني محمّد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري، حدثني إبراهيم بن إبراهيم بن الحسن بن زيد، قال: سمعت المسور بن عبد الملك اليربوعي يقول: ما ضر من روى من شعر جميل و كثر أن لا يكون عنده مغنيتان مطربتان.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحّامي، عن أبي عثمان الصّابوني، أنبأنا أبو القاسم الحسن [بن] محمّد بن حبيب، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن شيث، أخبرني أحمد بن العمي، حدثني أبي بكار بن علي قال: كان ابن أبي مالك عالما بالشعر، قال له رجل من أصحابنا: ما أجود الشعر؟ قال: الاّ يحجبه عن القلب حاجب مثل قول جميل (1):

ألا أيّها النّوّام: ويحكم هبوا *** أسائلكم: هل يقتل الرجل الحبّ ؟

أنبأنا أبو محمّد عبد الرحمن بن صابر، أنبأنا سهل بن بشر، أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصّابوني، أنبأنا أبو بكر بن عبدوس الحيري، أنبأنا الحسن بن محمّد بن إسحاق المهرقاني، نبأنا محمّد بن زكريا، نبأنا الغلاّبي، نبأنا أبو عائشة، قال: قال بعض العلماء: إن الغناء و الشعر درجان يجولان فلقيا القناعة فاستقرا.

قال محمّد بن زكريا: أنشدنا محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي لجميل (2):

كفى حزنا للمرء ما عاش إنّه *** ببين [حبيب] (3) ما يزال يروّع (4)

فوا حزني لو ينفع الحزن أهله *** و يا جزعي، إن كان للنفس مجزع

فأي قلوب (5) لا تذوب لما أرى *** و أيّ عيون لا تجود فتدمع ؟

ص: 278


1- ديوانه ص 16.
2- ديوانه ص 74.
3- بياض بالأصل، و اللفظة المستدركة عن الديوان.
4- عن الديوان و بالأصل «روع».
5- الديوان: فأي فؤاد.

أنبأنا المبارك بن سالم، أنبأنا الحسن بن رشيق، نبأنا يموت بن المزرّع، نبأنا يزيد بن محمّد المهلّبي، حدثني أبي، حدّثني شيخ من بني سعد بن زيد قال: خرجت أنا و رفيق لي من السعديين قاصدين (1) مناهل العرب فرفعت لنا نيران خلت أنها نيران حي بني سعد فقصدناها فإذ القوم عذريون و إذا أنا بامرأة في هودج قد خلا بها و معها غليم فسلّمنا فردّت علينا فقلنا: من هذا الغلام ؟ فقالت: هذا مح أملح هذا ابن ابني، فقلنا لها أ تروين من شعر جميل شيئا؟ فقالت: لا، إن رجالنا كانوا يغارون علينا من شعر جميل لأن بثينة كانت من رهطنا، و ثم نزلت و ناخت بعيرها فآنسنا إليها فقالت: إن السّلطان كان نذر دم جميل فأباحنا إياه فانقطع عنا مدة، فو اللّه إني لفي ذات يوم أنا و بثينة نسترم غزلا لنا و الحي خلوف، فما شعرنا إلاّ و قد انحدر (2) علينا جميل فقلت: من أين يا جميل ؟ فقال: أنا و اللّه في هذه الخضراء منذ ثلاثة و رأيته ملوكا كأنه في ثنايا علة فقلت له: فما الذي أصابك إلى ما أرى يا جميل ؟ قال: هذه الغول التي وراءك، فقلت لبثينة:

أ ما ترين الجوع في وجهه، فوثبت إلى أقط (3) مطحون فجعلته في قعب و نرقته (4) بسمن و رفعته إليّ فناولته جميلا فلعق منه لعقات ثم قال: إني أريد مصر و جئت لأودعكم ثم مضى فكان ذلك آخر العهد به، انتهى.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد البجلي، حدّثني أبي أبو الحسين قال: و حدثني محمد بن أحمد بن جعفر الأهوازي قال: قدم جميل بن عبد اللّه بن معمر على عبد العزيز بن مروان بمصر، فدخل حماما لهم فإذا في الحمام شيخ من أهل مصر، و كان جميل رجلا جسيما و سيما فقال له الشيخ:

يا فتى كأنك لست من هذه البلدة! قال: أجل قال: حدّثنا فمن أين أنت ؟ قال: من الحجاز قال: من أيّ أهل الحجاز؟ قال: رجل من بني عذرة قال: فما اسمك ؟ قال جميل بن عبد اللّه بن معمر، قال: صاحب بثينة ؟ قال: نعم، قال: فما رأيت فيها يا ابن أخي فو اللّه لقد رأيتها و لو ذبح بعرقوبها طائر لا نذبح، فقال له جميل: يا عمّ إنك لم ترها

ص: 279


1- غير مقروءة بالأصل و لعل الصواب ما أثبت.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن الأغاني 152/8.
3- اللفظة شطبت بخط بالأصل و عليها علامة، و على هامشه «أقط » و هو ما أثبت و انظر الأغاني. و الأقط : لبن مجفف يابس يطبخ به.
4- كذا.

بعيني، و لو نظرت إليها بعيني لأحببت أن تلقى اللّه تعالى و أنت زان، انتهى.

قال: و مرض جميل بمصر مرضه الذي مات فيه فدخل عليه العبّاس بن سعد السّاعدي و هو يجود بنفسه فقال له جميل: يا عبّاس ما تقول في رجل لم يقتل نفسا، و لم يزن قطّ ، و لم يسرق قطّ و لم يشرب خمرا قطّ ، أ ترجو له ؟ فقال له العبّاس: إي و اللّه، قال: فقال جميل: إني لأرجو أن أكون ذلك الرجل. قال العبّاس: فقلت له: سبحان اللّه، و أنت تتبع بثينة منذ ثلاثين سنة، فقال: يا عبّاس إني لفي آخر يوم من الأيام أيام الدنيا، و أوّل يوم من أيّام الآخرة، لا نالتني شفاعة محمّد صلى اللّه عليه و سلم إن كنت وضعت يديّ عليها قطّ . قال: و مات رحمة اللّه عليه.

أخبرنا أبو الحسن بن العلاف في كتابه، و أخبرني عنه أبو المعمر الأنصاري حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة و أبو الحسن العلاف، قالا: أنبأنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، نبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنبأنا أبو جعفر الخرائطي، أنبأنا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزّهري، نبأنا الزبير بن بكّار، عن عبّاس بن سهل السّاعدي، قال: بينما أنا بالشام إذا لقيني رجل من أصحابي و قال: هل لك في جميل فإنه ثقيل نعوده فدخلنا عليه، و هو يجود بنفسه و ما يخيل إليّ أن الموت يكرثه (1) فنظر إليّ ثم قال: يا ابن سهل ما تقول في رجل لم يشرب الخمر قطّ ، و لم يزن و لم يقتل نفسا، يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، قلت: أظنه قد نجا و أرجو له الجنة، فمن هذا الرجل ؟ قال: أنا ذاك الرّجل، قلت له: و اللّه ما أحسبك سلمت و أنت تتشبب منذ عشرين سنة ببثينة. قال: لا نالتني شفاعة محمّد صلى اللّه عليه و سلم يوم القيامة فإني في أوّل يوم من أيّام الآخرة و آخر يوم من أيّام الدّنيا إن كنت وضعت يدي عليها لريبة قطّ ، فما برحنا حتى مات رحمة اللّه عليه (2)،انتهى.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنبأنا عبد الرحمن بن محمّد المكتب، و عبد اللّه بن عبد الرحمن المقرءان، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن رشيق، أنبأنا أبو بشر الدّولابي، حدّثني الجويني يعني أبا بكر أحمد بن محمّد بن القاسم، حدثني ابن عفير، عن أبيه،

ص: 280


1- عن الشعر و الشعراء ص 266 و بالأصل «يكثر».
2- الخبر في الوافي بالوفيات 185/11.

قال: حدثني هارون بن عبد اللّه القاضي قال: قدم جميل بن معمر مصر على عبد العزيز بن مروان ممتدحا له فأذن له و سمع مدائحه و أحسن جائزته، و سأله عن حبّه بثينة، فذكر وجدا فوعده في أمرها موعدا، و أمره بالمقام، و أمر له بمنزل و ما يصلحه، فما أقام إلاّ يسيرا حتى مات رحمة اللّه عليه هناك و ذلك في سنة اثنين (1) و ثمانين (2)انتهى.

1075 - جميل بن أبي المخارق الحارثي

ولي ديوان الجند ليزيد بن الوليد الناقص، له ذكر.

1076 - جميل بن يزيد الأزدي

بصري قدم دمشق برسالة من يزيد بن المهلب إلى يزيد بن عبد الملك يعتذر إليه من محاربة عامله على البصرة و إنه لهو جدّ إلى قتاله له ذكر. انتهى، و اللّه أعلم.

1077 - جميل بن يوسف بن إسماعيل

أبو علي المادرائي (3) العراقي

نزيل بانياس (4) سمع بدمشق، أبا (5) القاسم بن أبي العلاء، و طاهر بن البركات الخشوعي و حدّث عن أبي الحسن أحمد بن محمّد() (6)(7)،و أبي زكريا (8) عبد الرحيم بن

ص: 281


1- كذا، و الصواب «اثنتين».
2- في سير الأعلام 385/4 بقي إلى حدود سنة مائة.
3- كذا ورد «المادرائي» بالميم، و في المختصر «البادرائي» و قد ترجم له ياقوت باسم «البادرايي» بالباء و هذه النسبة إلى بادريا، و هي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين و نواحي واسط . و لم يذكره السمعاني لا في «البادرائي» و لا في «المادرائي».
4- في معجم البلدان: نزيل أكواخ بانياس من أرض دمشق.
5- مكانها بالأصل «أنبأنا أبو» و الصواب ما أثبت عن معجم البلدان «بادرايا».
6- كلمة غير مقروءة بالأصل، تركنا مكانها بياضا، و في معجم البلدان: و حدث عن أبي الحسن محمد بن محمد بن حامد القاضي البادرايي.
7- بالأصل «غيث بن علي بن حامد القاضي المادرائي» كذا و اسمه «غيث بن علي بن علي» فحذفنا المقحم و لعل ما أقحم هنا تابع للاسم الذي قبله، انظر الحاشية السابقة، و انظر ترجمة غيث في سير الأعلام 389/19 و سيأتي أن غيث سمع منه.
8- في معجم البلدان:«و أبي بكر زكريا بن عبد الرحيم» و هو تحريف و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي زكريا عبد الرحيم في سير الأعلام 257/18.

أحمد البخاري، سمع منه غيث بن علي ببانياس و قدم جميل هذا دمشق سنة خمس و ستين و أربعمائة انتهى.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو علي جميل بن يوسف بن إسماعيل المادراي المقيم بالأكواخ من لفظه ببانياس بمسجد باب الخولان، نبأنا القاضي أبو الحسن محمّد بن محمّد بن حامد بن بنبق - بمادرايا - حدثني أبي محمد بن حامد، حدثني و خبرك أبو بكر أحمد بن محمّد المفيد الجرجرائي، نبأنا الحسين بن إسماعيل الربعي، نبأنا أبو بشر بكر بن خلف، نبأنا أبو محمّد بن أبي الضيف، نبأنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن جده، عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عظني و أوجز قال:«إذا كنت في صلاتك فصلّ صلاة مودّع فإيّاك و ما يعتذر منه، و أجمع اليأس ما في أيدي الناس» انتهى[2807].

سمع غيث من هذا الشيخ في شهر ربيع الآخر سنة سبع و ستين و أربعمائة عند عوده من دمشق إلى صور، أنبأنا أبو الفرج و نقلته من خطه، حدثني حمزة بن محمّد أن شيخنا جميلا توفي بالأكواخ من بانياس من شهور سنة أربع و ثمانين و أربعمائة.

ص: 282

ذكر من اسمه جناح

1078 - جناح بن روح بن جناح

ابن أبي المذكر.

فيما يعد شاعرا من شعراء أهل دمشق شهد حرب أبي الهيذام في العصبية التي وقعت بين المضرية و اليمانية و قال في ذلك شعرا.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي فيما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته من المزّيين قال: و قال جناح بن روح:

للّه أم نمت قيس بن عيلان *** ما ذا تمتن ذوي فضل و إحسان

جاءت بكل شطر فاضل بطل *** سيف جواد ينزع غير منان

إني شهدت لقيس أن أمهم *** بيضاء محصنة جاءت بفتيان

كم فيهم غلام حازم بطل *** و من كبير شجاع القلب طعّان

إن الرماح ذو شحات تظلهم *** و لبسهم أبدا بيض بأبدان

عصى قيس سيوف الهند قد وصلت *** منهم بأخلب راحات و أبدان

قد قلت إذ أقبلت قحطان رخمها *** و خوف قيس عليها ربح قحطان

حتى إذا ما التقوا شبهتهم غنما *** مذعورة نفرت من حس سرحان

ناديت يا عامر الغارات خلهم *** و امنن على آل قحطان بن شيطان

فداسهم دوسة لم يبق من أحد *** بجانب المرج من غربي جولان

1079 - جناح بن نعيم الكلبي

ممّن سار إلى الوليد بن يزيد مع عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك له ذكر.

ص: 283

1080 - جناح بن الوليد

انتهى، أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و أبو طاهر إبراهيم بن حمزة بن الجرجرائي، قالا: أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو زرعة، نبأنا أبو مسهر، نبأنا سعيد قال: قال رجل لجناح بن الوليد أدام اللّه فرحكم قال:

إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (1) انتهى كذا قال، و إنما هو جناح مولى الوليد الذي توفي يأتي.

1081 - جناح أبو مروان

مولى الوليد بن عبد الملك و كاتبه على الرسائل و صاحب خاتمه (2).

روى عنه ابنه مروان بن جناح، و زرعة بن إبراهيم، و سعد بن عبد العزيز، و زيد بن واقد، و عثمان بن عبد الرحمن بن حصين بن عبيدة بن علاف، و حمّاد مولى بني أميّة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نبأنا عبد العزيز أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد (3)،نبأنا إبراهيم بن محمّد بن سنان، و محمّد بن إبراهيم بن مروان، قالا: أنبأنا أبو طالب بن سوادة، حدثني محمّد بن عثمان بن كرامة، نبأنا عبيد اللّه بن موسى، أخبرنا عنبسة بن سعيد، عن حمّاد مولى بني أمية، عن جناح مولى الوليد، عن واثلة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليس للمرأة أن تنتهك شيئا من مالها إلاّ بإذن زوجها»[2808].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، نبأنا أبو زرعة في الطبقة الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره: جناح بن الوليد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمّد، أنبأنا أحمد بن عمر إجازة حينئذ.

ص: 284


1- سورة القصص، الآية:76.
2- في الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 38 جناح مولى عبد الملك، ولاه ديوان الخاتم بعد موت عمرو بن الحارث الفهمي.
3- السند مضطرب بالأصل و فيه:«أنبأنا تمام بن إبراهيم، نبأنا محمد» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

و أخبرنا أبو القاسم السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: جناح مولى الوليد بن عبد الملك دمشقي كان على جامع دمشق و قال الكلابي: على بناء مسجد دمشق انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي (1)،ثم حدثني أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين، و أبو الحسين [بن] الطّيوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمد بن إسماعيل، قال (2):جناح الشامي مولى الوليد (3)سمع واثلة، روى عنه عثمان بن حصين (4) الشامي انتهى.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - ثم أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد الفأفاء قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):جناح، الشامي مولى الوليد بن عبد الملك قوله روى عنه ابنه مروان بن جناح، و عثمان بن حصين (6) و زرعة بن إبراهيم، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عنه سعيد بن عبد العزيز و زيد بن واقد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، أنبأنا أبو زرعة، نبأنا أبو مسهر، نبأنا سعد بن عبد العزيز، قال: قال رجل لجناح مولى الوليد أدام اللّه فرحكم فقال: إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ .

قال: و أنبأنا أبو مسهر، نبأنا سعد بن عبد العزيز قال: كان نمير بن أويس يخبر شهدت جناح مولى الوليد ليتني الوليد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين السّيرافي، أنبأنا أبو عبد اللّه

ص: 285


1- السند مضطرب بالأصل و كان فيه:«أنبأنا أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنبأنا عبد الوهاب بن محمد، زاد أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي» و الذي أثبتناه قياسا إلى سند مماثل.
2- التاريخ الكبير 245/2/1.
3- بالأصل:«الوليد بن مسلم» و الصواب ما أثبت عن البخاري.
4- في البخاري: حصن.
5- الجرح و التعديل 537/1/1.
6- في الجرح: حفص.

النهاوندي، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط (1) قال في تسمية عمال الوليد: الرسائل: جناح مولاه، الخاتم: عمرو بن الحارث [فمات، عامر بن لؤي] (2) فمات فدفعه إلى جناح مولاه انتهى.

ص: 286


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 312.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ خليفة.

ذكر من اسمه جنادة

1082 - جنادة بن أبي أميّة

و اسم أبي أمية كبير يأتي بعد.

1083 - جنادة بن حنيفة الصغاني

1083 - جنادة بن حنيفة الصغاني (1)

حدّث عن عكرمة.

روى عنه ثور (2) بن يزيد.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني، قال: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، نبأنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق، نبأنا عمي محمّد بن إبراهيم بن العلاء، نبأنا بقية بن الوليد، نبأنا ثور بن يزيد، حدثني جنادة بن حنيفة الصغاني عن عكرمة، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا جاء نصر اللّه و الفتح، قال: و جاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم، لينة طباعهم، شجية قلوبهم، عظيمة خشيتهم، دخلوا في دين اللّه أفواجا»[2809].

1084 - جنادة بن أبي خالد

أبو الخطاب

قيل إنه دمشقي، سكن الرّها، كان على الطراز (3) أيام هشام، و كان اسمه على (4)الرقم.

ص: 287


1- في مختصر ابن منظور 116/6 الصنعاني.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، و سيرد صوابا أثناء الحديث.
3- الطراز: بالكسر، الموضع الذي تنسج فيه الثياب الجيدة، معرب (القاموس).
4- في الوزراء و الكتاب للجهشياري ص 60 و اسمه موجود على الثياب الهاشمية.

روى عن أبي شيبة المهري، و مكحول، و حكيم بن كيسان.

روى عنه زيد بن أبي شيبة انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلا، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو خيثمة، نبأنا أبو هلال بن العلاء، نبأنا أبي، أنبأنا عبيد اللّه، عن زيد، عن جنادة بن أبي خالد [عن] (1) يزيد بن أبي شيبة، قال: قلنا لعمرو بن عنبسة.

حدثنا حديثا ليس فيه وهم و لا نسيان، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«و اللّه ما كذبت و لا وهمت و لا نسيت» و هو يقول:«من توضّأ خرجت خطاياه كما يخرج من بطن أمه، و من رمى بسهم في سبيل اللّه كانت له يوم القيامة نور، و من صام يوما في سبيل اللّه تعالى باعده اللّه تعالى من النار سبعين خريفا»[2810].

أخبرتنا أمّ المجتبى العلويّة قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، نبأنا أبو خيثمة، نبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدثني عبيد اللّه - يعني ابن عمرو - عن زيد - يعني بن أبي أنيسة - حينئذ.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، حدّثنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن أبي هلال، نبأنا أبي و عبد اللّه - يعني ابن أبي جعفر - قال: أنبأنا عبيد اللّه - و هو ابن عمرو بن زيد حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو علي الرّوذباري، أنبأنا الحسين بن الحسن بن ثوب، أنبأنا [أبو] حاتم الرازي، نبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا عبيد اللّه بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة، عن جنادة بن أبي خالد، عن مكحول، عن أبي إدريس - زاد الشّحّامي: الخولاني - عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه اللّه تعالى نورا يوم القيامة»[2811].

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (2):جنادة بن أبي خالد، عن أبي شيبة: قلنا لعمرو بن

ص: 288


1- زيادة للإيضاح.
2- التاريخ الكبير 234/2/1.

عنبسة (1) قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [يقول:] «من صام يوما في سبيل اللّه تعالى أبعده (2) اللّه تعالى من النار سبعين خريفا» قال لي عمرو بن محمّد. سمع العلاء بن هلال، سمع عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن جنادة و يقال: كان على الطّراز مع هشام بن عبد الملك و اسمه على الرقم[2812].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنبأنا إبراهيم، و أنبأنا أبو طاهر بن مسلمة، أنبأنا علي بن محمّد قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):جنادة بن أبي خالد الدمشقي روى عن أبي شيبة المهري و مكحول، روى عنه زيد بن أبي أنيسة سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرّازي، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن محمّد، أنبأنا علي بن الحسين بن بندار، أنبأنا أبو عروبة الحرّاني في الطبقة الثانية من التابعين من أهل الجزيرة: جنادة بن أبي خالد كان ينزل الرّها.

أنبأنا إسحاق بن زيد الخطابي، نبأنا عبد اللّه بن جعفر فذكر حديث:«بشّر المشائين»، ثم قال و لزيد عنه رواية أخرى انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر [محمد بن أحمد] (4) أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلاّبي (5)،أنبأنا أبي قال: سألت() (6) عن حديث حدثنا به عبد اللّه بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن عمرو، عن زيد، عن جنادة بن أبي خالد، عن مكحول قال:

كان هذا رهاوي كان على الطّراز مع هشام بن عبد الملك و اسمه على الرقم.

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمّد، و أنبأنا أبو القاسم النسيب، عن أبي علي

ص: 289


1- في البخاري:«عبسة» و انظر الاكمال 165/2.
2- البخاري: بعده.
3- الجرح و التعديل 515/1/1.
4- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي).
6- بياض مقدار كلمتين.

الأهوازي، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو الحسن علي بن بشر بن علاّن الحرّاني، قال:

جنادة بن أبي خالد يكنى بأبي الخطاب رهاوي يروي عن مكحول، حدّث عنه زيد بن أبي أنيسة و كان على الطّراز مع هشام بن عبد الملك و اسمه على الرقم، و خطة جنادة بالرّها معروفة، و له عقب لهم صلاح و سير انتهى.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد الدورقي، أنبأنا أبو حاتم محمّد بن حبان البستي، قال (1):جنادة بن أبي أمية من التابعين أقدم من مكحول، و جنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين جميعا شاميان اثنان (2) انتهى.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):و جنادة بن أبي خالد، عن أبي شيبة قلنا لعمرو بن عنبسة (4) روى عنه زيد بن أنيسة فقال: كان على الطّراز مع هشام بن عبد الملك و اسمه على الرقم.

1085 - جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرّحمن

ابن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة

ابن مرّة بن نشبة بن غيظ (5) بن مرّة

حدّث جنادة بن عمرو، عن أبيه عمرو بن الجنيد.

حكى عنه بشر بن عبد الوهاب؛ مولى بني أميّة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نبأنا محمّد بن الفضل بن الفيض، نبأنا بشر بن عبد الوهّاب، حدثني جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرحمن المرّي، عن أبيه، عن جده الجنيد بن عبد الرحمن، قال: دخلت من حوران آخذ عطائي فصلّيت الجمعة ثم خرجت إلى باب الدّرج فإذا عليه شيخ يقال له أبو شيبة القاصّ ، يقص على الناس، فرغّب، فرغبنا، و خوّف فبكينا، فلما انقضى حديثه قال: اختموا مجلسنا بلعن

ص: 290


1- الثقات لابن حبان 150/6.
2- بالأصل: ثنتان.
3- الاكمال لابن ماكولا 152/2.
4- في الاكمال: عبسة.
5- بالأصل «معيط » و الصواب عن جمهرة ابن حزم ص 252.

أبي تراب، فلعنوا أبا تراب - عليه السلام - فالتفتّ عن يميني فقلت له: فمن أبو تراب ؟ قال: علي بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و زوج ابنته، و أوّل الناس إسلاما، و أبو الحسن و الحسين. فقلت: ما أصاب هذا القاصّ فقمت إليه و كان ذا و فرة، فأخذت و فرته بيدي و جعلت ألطم وجهه، و أنطح برأسه الحائط ، و صاح و اجتمع أعوان المسجد، فوضعوا ردائي في رقبتي، و ساقوني حتى أدخلوني على هشام بن عبد الملك، و أبو شيبة يقدمني فصاح: يا أمير المؤمنين قاصّك و قاصّ آبائك و أجدادك أتى إليه اليوم أمر عظيم. قال: من فعل بك هذا؟ فالتفتّ إلى هشام و عنده أشراف الناس فقال: أبو يحيى متى قدمت ؟ فقلت: أمس و كنت على المصير إلى أمير المؤمنين فأدركتني الجمعة فصلّيت و خرجت إلى باب الدرج فإذا هذا الشيخ قائم يقصّ فجلست إليه، فقرأ فسمعنا فرغّب من رغّب، و خوّف من خوّف و دعا فأمّنّا، و قال في آخر كلامه اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب فسألت: من أبو تراب ؟ فقيل علي بن أبي طالب أوّل الناس إسلاما و ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو الحسن و الحسين و زوج ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

فو اللّه يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر و لعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي أحللت به، فكيف لا أغضب لصهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و زوج ابنته قال:

فقال هشام: بئس ما صنع ثم عقد لي على السند، ثم قال لبعض جلسائه: مثل هذا لا يجاورني هاهنا فيفسد علينا البلد فباعدته إلى السند، فقال لنا بشر بن عبد الوهّاب:

و هو ممثّل على باب السند، بيده اليمنى سيف و بيده اليسرى كيس يعطي منه، و مات الجنيد بالسند فقال فيه الشاعر:

ذهب الجود و الجنيد جميعا *** فعلى الجود و الجنيد السّلام (1)

1086 - جنادة بن قضاعة بن الضّبّي

1086 - جنادة بن قضاعة بن الضّبّي (2)

من أهل قرية الحميريين (3).

حدّث عن سليمان بن داود الدّاراني الخولاني.

روى عنه عمرو بن أبي سلمة الدمشقي نزيل تنّيس (4).

ص: 291


1- البيت لأبي الجويرية عيسى بن عصية، كما سيرد في ترجمة الجنيد، جدّ جنادة.
2- معجم البلدان (الحميريون)، ذكره و ترجم له نقلا عن ابن عساكر.
3- إعجامها غير واضح و المثبت عن معجم البلدان، و فيه: الحميريون محلة بظاهر دمشق على القنوات.
4- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن معجم البلدان.

1087 - جنادة بن كبير

1087 - جنادة بن كبير (1)

و كنيته أبو أمية الدّوسي الأزدي (2)

لأبيه صحبة، و أدرك وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و سكن الأردن و قدم دمشق.

و روى عن عبادة بن الصّامت، و معاذ بن جبل، و عبد اللّه بن عمرو، و أبي الدرداء.

روى عنه ابنه سليمان بن جنادة، و مجاهد بن جبر، و عمير بن هانئ، و عمر بن الأسود و أبو الخير مرثد بن عبد اللّه، و عبادة (3) بن [نسي] (4)،و علي بن رباح، و بشر بن سعيد، و يزيد بن صبح الأصبحي، و شييم بن بيتان، و الوضين بن عطاء، و جابر، و رجاء بن حيّوية، و أبو عبد اللّه الصّنابحي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن الحسن بن غنية، نبأنا يحيى بن عثمان بن صالح، نبأنا سعيد بن أبي مريم، نبأنا إسماعيل بن اليسع، حدثني أبو بكر الهذلي، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبد اللّه الصنابحي (5) أن جنادة بن أبي أمية أمّ قوما فلما قام من الصّلاة التفت عن يمينه فقال: أ ترضون ؟ قالوا: نعم، ثم فعل ذلك عن يساره، ثم قال: إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أمّ قوما و هم له كارهون فإن صلاته لا تجاوز ترقوته» انتهى[2813] (6).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا حجّاج، نبأنا ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير أن جنادة بن أبي أمية حدثه أن رجلا من أصحاب

ص: 292


1- في تهذيب التهذيب 393/1، كثير.
2- ترجمته في أسد الغابة 353/1 و الوافي بالوفيات 192/11 تهذيب التهذيب 393/1 سير أعلام النبلاء 63/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل «عباد» و المثبت عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
4- بياض بالأصل، و المستدرك عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام 93/4.
5- الخبر في سير الأعلام 353/4.
6- مسند أحمد 375/5.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال بعضهم: إن الهجرة قد انقطعت فاختلفوا في ذلك قال: فانطلقت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه، إن أناسا يقولون الهجرة قد انقطعت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد» انتهى[2814].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنبأنا أبو نعيم، انتهى، و أنبأنا أبو علي الحداد و غيره قالوا: نبأنا أبو بكر بن ريذة (1)،قالا: أنبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا مطّلب بن شعيب الأزدي، نبأنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة الأزدي أنهم ولجوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هم ثمانية رهط و هو ثامنهم يوم الجمعة فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بطعام فقال لرجل:«كل» قال:

صائم، قال لآخر:«كل» قال: صائم، حتى سألهم جميعا فقال:«أ صمتم أمس»؟ قالوا:

لا، قال:«أ صيام غدا»؟ قالوا: لا، فأمرهم أن يفطروا انتهى[2815].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا الوليد بن مسلم، نبأنا الأوزاعي، نبأنا عمير بن هانئ العنسي، نبأنا جنادة بن أبي أمية، حدثني عبادة بن الصّامت، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من تعارّ من الليل فقال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، و هو على كل شيء قدير، سبحان اللّه و الحمد للّه و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه. ثم قال: ربّ اغفر لي - أو قال: ثم دعا - استجيب له. فإن عزم يصلّى فتوضا ثم صلّى تقبّلت صلاته» انتهى[2816].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الحسين، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال:

سمعت نوح بن حبيب قال: قال أبو أبيّ : الذي يروي عنه هلال بن يسار هو جنادة بن أبي أمية الأزدي، و هو ابن امرأة عبادة بن الصّامت انتهى، كذا قال نوح، و أبو أبيّ ابن امرأة عبادة، عن عبادة و اسمه عبد اللّه بن عمرو، انتهى.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسن بن الطّيّوري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطيب الكوكبي، أنبأنا

ص: 293


1- بالأصل «زيدة» خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ.

إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قيل له جنادة بن [أبي] أمية الذي روى عنه مجاهد له صحبة ؟ قال: نعم جنادة بن أبي أمية الأزدي. قلت ليحيى هو الذي يروي عن عبادة بن الصّامت قال: هو هو. انتهى (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا محمّد بن علي، أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، نبأنا أبو علي جنادة بن أبي أمية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين بن جعفر و محمّد بن الحسين و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد [بن] زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدثني أبي أحمد قال (2):جنادة بن أبي أمية شامي تابعي ثقة من كبار التابعين.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنبأنا أبو بكر بن أبي الديباج.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، قالا: أنبأنا محمّد بن سعد (3)في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام جنادة بن أبي أمية الأزدي لقي أبا بكر، و عمرا (4)، و معاذا، و حفظ عنهم. و قال محمّد بن عمر الواقدي: توفي جنادة بن أبي أمية الأزدي سنة ثمانين - زاد ابن الفهم: في خلافة عبد الملك بن مروان، و كان ثقة، صاحب غزو - انتهى.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه - في كتابه - و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: جنادة بن أبي أمية الأزدي من بني زهران بن كعب بن الحارث بن كعب جاء عنه حديثان، انتهى.

ص: 294


1- تهذيب التهذيب 393/1.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 99.
3- طبقات ابن سعد 439/7.
4- بالأصل «و عمر».

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو الخير المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم،- و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (1):

جنادة بن أبي أميّة الدّوسي و اسم أبي أمية كبير، قال لي عمرو بن علي: مات جنادة سنة سبع و ستين، و قال لي محمّد بن المثنى، عن ابن أبي عديّ ، عن ابن عون، عن مجاهد:

كان علينا جنادة في البحر ست (2) سنين فخطبنا يوما، نسبه منصور، عن مجاهد، و قال عمرو بن الحارث في حديثه: أتينا النبي صلى اللّه عليه و سلم في وفاته، قال أبو عبد اللّه: في قصة وفاته نظر، أكثر حديثه عن الشاميّين و المصريين انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الربعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع في تسمية من روى عن عمر و أبي عبيدة و معاذ و بلال ممن أدرك الجاهلية: جنادة بن أبي أميّة الأزدي انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثنا محمّد بن الحسين النقاش، نبأنا محمّد بن شاذان النيسابوري البخاري حينئذ.

و حدثني خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو زكريا، حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال: و أما كبير بالباء معجمة بواحدة قبل يا معجمة باثنتين فهو كبير (3) أبو أمية والد جنادة بن أبي أمية الأزدي انتهى.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ثم حدثني أبو بكر اللّفتواني، قال: أنبأنا أبو الفضل بن سالم، قالا: أنبأنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، ثم حدّثنا أبو بكر، أنبأني أبو عمرو بن مندة،

ص: 295


1- التاريخ الكبير 232/2/1.
2- بالأصل:«سنة» و المثبت عن البخاري.
3- بالأصل:«فهو كبير بن أبي أمية» و الصواب ما أثبت «كبير أبو أمية» عن المشتبه لعبد الغني ص 108.

عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: جنادة بن أبي أمية الأزدي ثم الزهراني من بني زهران كان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهد فتح مصر و ولي البحر لمعاوية بن أبي سفيان حدّث عنه من أهل مصر مرثد بن يدين عبد اللّه اليزني و أبو قبيل المعافري و شييم بن بيتان القتباني، و يزيد بن صبح الأصبحي، و الحارث بن يزيد الحضرمي و غيرهم، توفي بالشام سنة ثمانين انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: جنادة بن أبي أميّة و اسم أبي أميّة كبير، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا تصح له صحبة.

قال محمّد بن إسماعيل: اسم أبي أمية كبير أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا تصح له صحبة، قال محمّد بن إسماعيل: اسم أبي أمية كبير و توفي سنة سبع و ستين انتهى، ثم قال ابن مندة: جنادة بن أبي أميّة الأزدي الزهراني من بني زهران شهد فتح مصر من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و نزل البحر في ز من معاوية، روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد اللّه و أبو قبيل الحارث بن يزيد و غيرهم. توفي بالشام سنة ثمانين انتهى فرّق بن مندة بينهما و هما واحد انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أمّا جنادة بالجيم و النون منهم: جنادة بن أبي أميّة الأزدي ثم الزهراني من بني زهران قال ابن (2) يونس:

من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهد فتح مصر و ولي البحر لمعاوية، حدّث عنه من أهل مصر مرثد بن عبد اللّه اليزني و أبو قبيل المعافري و شييم بن بيتان القتباني، و يزيد بن صبح الأصبحي، و الحارث بن يزيد الحضرمي و غيرهم. توفي بالشام سنة ثمانين؛ و قال البخاري: جنادة بن أبي أمية الدّوسي و اسم أبي أمية كبير.

و قال ابن ماكولا (3):أمّا كبير بفتح الكاف و كسر الباء المعجمة بواحدة: جنادة بن أبي أميّة اسمه كبير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن

ص: 296


1- الاكمال لابن ماكولا 151/2.
2- بالأصل «أبو» و الصواب ما أثبت عن الاكمال.
3- الاكمال لابن ماكولا 125/7 و 126.

ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسين، أنبأنا أحمد بن محمّد الكلابادي قال: جنادة بن أبي أميّة و اسمه كبير الدّوسي، و قال الواقدي: الأزدي. قال أبو عيسى: الشامي، سمع عبادة بن الصّامت، روى عنه بشر بن سعيد و عمير بن هاني في التهجد و الفتن. قال البخاري: مات سنة سبع و ستين، و هكذا الحال في «الصغير» و لم يحك ذلك عن أحد، و قال في «الكبير»: قال لي عمرو بن علي بذلك سواء، قال أبو عبيد مثل البخاري، و قال الذّهلي قال يحيى بن بكير و قال الواقدي: قالا جميعا مات سنة ثمانين انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا يوسف السكري، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنبأنا يونس بن حبيب، أنبأنا أبو داود، نبأنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من ادّعى إلى غير أبيه فلن يرح رائحة الجنة، و إن ريحها ليوجد مسيرة سبعين عاما» فلمّا رأى ذلك جنادة بن أبي أمية، و كان معاوية أراد أن يدّعيه قال جنادة: إنما أنا سهم من كنانتك فارم بي حيث شئت انتهى.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره قالوا: أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، نبأنا ابن عائذ، نبأنا الوليد، حدّثنا ابن لهيعة، عن مسلم بن زياد، عن سفيان بن سليم أنه أخبره عن جنادة بن أبي أمية الأزدي: أن معاوية كتب إليه يأمره بالغارة على جزيرة البحر بمن معه و ذلك في الشتاء بعد إغلاق البحر، فقال جنادة: اللّهمّ إن الطّاعة عليّ و على هذا البحر، اللّهمّ أنا أسألك أن تسكّنه و تسيّرنا فيه، فزعموا أنه ما أصيب فيه أحد انتهى.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر (1) بن حيوية، أنبأنا محمّد بن القاسم الكوكبي، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنبأنا ابن الأصبهاني - يعني محمّد بن سعيد - نبأنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش، عن جنادة، قال: كان جنادة بن أبي أميّة غزّاء في البحر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن

ص: 297


1- بالأصل «عمرو» خطأ، و قد مرّ.

بشر، نبأنا ابن عائذ، نبأنا الوليد، قال: حدثني يعني عثمان بن حصن بن علاق، عن يزيد - يعني ابن عبيدة - قال و في سنة تسع و خمسين جنادة بن أبي أمية يعني شتّا بالناس في أرض الروم.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان، نبأنا ابن بكير، قال: قال الليث: في سنة ستّ (1) و خمسين غزوة عابس بن سعيد و مالك بن عبد اللّه الخثعمي اصطاذنة (2) جعل عابس على أهل مصر، و جنادة بن أبي أميّة على أهل الشام، و مالك بن عبد اللّه على الجماعة، شتّوا باقريطية (3) سنة الجوع من بعد مرجعهم من اصطاذنة و في سنة تسع و خمسين غزوة جنادة بن [أبي] أمية هو و علقمة بن جنادة الحجري، و علقمة بن الأجثم رودس (4) انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين الشيرازي، أنبأنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال:

و ولّى - يعني معاوية - سفيان بن عوف العامري يعني غزو الرّوم فكان سفيان يخرج على البر و يستخلف على البحر جنادة بن أبي أمية فلم يزل كذلك حتى مات سفيان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، نبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نبأنا أبي، نبأنا حرش بن منصور، عن مجاهد، عن جنادة بن أبي أمية، قال: أول خطيئة كانت الحسد، أمر إبليس أن يسجد لآدم فحسده، فلم يسجد له، انتهى.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية،

ص: 298


1- بالأصل: سنة.
2- اصطاذنة: ناحية بالمغرب قال ياقوت: غزاها عابس بن سعد، وجهه مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل معاوية إليها قبيل سنة 57.
3- كذا، و في معجم البلدان «أقريطش» بفتح الهمزة و تكسر، اسم جزيرة في بحر المغرب يقابلها من بر إفريقيا لوبيا. قال أحمد بن يحيى بن جابر: غزا جنادة بن أبي أمية الأزدي بعد فتحه جزيرة أرواد في سنة 54 في أيام معاوية، ثم غزا أقريطش.
4- رودس: جزيرة ببلاد الروم (معجم البلدان).

أنبأنا محمّد بن القاسم، نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: و أنبأنا المدائني، قال جنادة بن أبي أمية الأزدي مات سنة خمس و سبعين، و قال غير المدائني توفى سنة ثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان، قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: مات جنادة بن أبي أميّة سنة خمس و سبعين، و أقوما ما قال المدائني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني و أبو الفضل بن خيرون حينئذ.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، نبأنا خليفة بن خياط قال: و من غيرة (1) بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث جنادة بن أبي أمية الأزدي روى في صيام يوم الجمعة، مات سنة ثمانين، دمشقي، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد، أنبأنا أبو سليمان بن زبر (2)،قال: قال المدائني: مات جنادة بن أبي أميّة سنة خمس و سبعين، و ذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن المدائني بذلك، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أحمد بن الحسن، أنبأنا عبد الملك بن أحمد، نبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نبأنا هشام بن محمّد قال: قال الهيثم: مات جنادة بن أبي أمية الأزدي في أول ما قام عبد الملك سنة سبع و سبعين (3).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، و أنبأنا محمّد بن علي بن أحمد، أنبأنا أحمد بن إسحاق، قال: أنبأنا أحمد بن عمران، أنبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خياط ، قال: و في سنة ثمانين مات جنادة بن أبي أمية، انتهى.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز الكتاني، نبأنا أبو بكر بن أبي

ص: 299


1- في ابن حزم ص 379: غبرة.
2- بالأصل «زيد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 440/16.
3- تاريخ خليفة ص 280.

عمر بن المثنى، نبأنا ابن مروان، أنبأنا [أبو] (1) عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نبأنا سليم بن عبد الرّحمن، نبأنا علي بن عبد الرّحمن، نبأنا علي بن عبد اللّه التيمي، قال:

جنادة بن أبي أمية الأزدي مات سنة ستّ (2) و ثمانين.

1088 - جنادة بن محمّد بن أبي يحيى

أبو عبد اللّه، و يقال: أبو يحيى المرّي الدّمشقي (3)

روى عن يحيى (4) بن حمزة، و جرول (5) بن جيفل (6) النميري، و سمع من محمّد الأشعري، و عيسى بن يونس، و مخلد بن الحسين و محمّد بن الحارث الأبرش، و عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، و بقية، و منصور بن عمّار، و سفيان بن عيينة.

كتب عنه البخاري و هشام بن عمّار، و سفيان بن عيينة و هو من أقرانه، و يعقوب بن سفيان، و أحمد بن محمّد بن عمار بن إسحاق بن يعقوب، و إسحاق بن سيار، و أبو حاتم الرّازي، و عبد الرّحمن بن عبد الصّمد بن البرزوز، و أبو هبيرة، و محمّد بن الوليد، و أبو زرعة النصري، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و إبراهيم بن يعقوب، و عثمان بن خرّزاذ، و محمود بن سميع، و عبد الحميد بن محمود بن خالد بن معن، و معن بن الوليد بن هشام، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، نبأنا تمام بن محمد، أنبأنا الحسن بن حبيب، نبأنا أبو هبيرة الدمشقي، نبأنا جنادة بن محمد، نبأنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب و أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«قلب ابن آدم شاب في حبّ اثنين: حبّ المال و طول الأمل» انتهى، رواه أبو الحسن بن جوصا، عن أبي سبرة، و شعيب بن شعيب، انتهى.

ص: 300


1- سقطت من الأصل، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/1.
2- بالأصل: ستة.
3- تهذيب التهذيب 394/1 سير أعلام النبلاء 39/11(19).
4- مطموسة بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 354/8.
5- تهذيب التهذيب 394/1 سير أعلام النبلاء 39/11(19).
6- الاسم غير مقروء بالأصل و المثبت عن الجرح و التعديل 551/1/1 و في سير الأعلام 39/11 «حنفل» و في اللسان:«جيفل» و ضبطه ابن نقطة بالجيم و النون و الفاء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو القاسم الرازي، أنبأنا أبو عبد اللّه الكندي، أنبأنا أبو زرعة النّصري، قال في ذكر أهل الفتوى بدمشق: جنادة بن محمّد المرّي انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسين بن الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل [عن محمد] (1) بن إسماعيل، قال (2):جنادة بن محمّد بن أبي يحيى، أبو عبد اللّه المرّي الدمشقي، سمع عيسى بن يونس، و مخلد بن حسين، و محمّد بن حرب، و عبد الحميد بن أبي العشرين. قال أبو عبد اللّه: كتبنا نحن عن جنادة.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه جنادة بن محمّد بن [أبي] يحيى الدّمشقي، سمع عيسى بن يونس المخلدي، و مخلد بن حسين، و محمّد بن حرب، و ابن أبي العشرين.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب (3) بن عبد اللّه، أخبرني أبو (4) موسى بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه جنادة بن محمّد المرّي الدمشقي، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنبأنا أبو الفرح سهل بن بشر، أنبأنا رشأ (5) بن نظيف، قال: أنبأنا عبد الغني بن سعيد، قال في باب المري بالراء (6)المهملة قال: جنادة بن محمّد المرّي له غرائب، عن ابن أبي العشرين.

ص: 301


1- زيادة للإيضاح اقتضاها السياق.
2- التاريخ الكبير 234/2/1.
3- بالأصل «الخصب» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 349/17.
4- بالأصل:«أبي».
5- بالأصل «راشد» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في معرفة القراء الكبار.
6- بالأصل «بالباء» خطأ و الصواب ما أثبت، يعني «المري» بالراء و ليس بالزاي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):جنادة بن محمّد بن يحيى أبو عبد اللّه (2) المرّي الدمشقي، سمع عيسى بن يونس، و مخلد بن حسين، و محمّد بن حرب، و عبد الحميد بن أبي العشرين،[له غرائب عن ابن أبي العشرين] (3).

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي فيما أخبرنا به أبو عمرو (4) بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، قال: قال عمرو (5) بن دحيم:

جنادة بن محمّد المري، مات يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ست (6) و عشرين و مائتين.

ص: 302


1- الاكمال لابن ماكولا 152/2.
2- بالأصل:«محمد بن يحيى بن أبي عبد اللّه».
3- ما بين معكوفتين كذا بالأصل و العبارة ليست في الاكمال، يبدو أنها مقحمة و الظاهر حذفها. و في السير نقلا عن ابن ماكولا: له غرائب.
4- بالأصل «أبو عمر» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 440/18.
5- بالأصل «عمر».
6- بالأصل «ستة».

ذكر من اسمه جندب

1089 - جندب بن جنادة

أبو ذرّ الغفاري

و قال غير ذلك، يأتي في باب الكنى إن شاء اللّه تعالى.

1090 - جندب بن جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث

1090 - جندب بن جندب بن عمرو بن حممة (1) بن الحارث

ابن رفاعة، و يقال رافع بن زهران بن كعب بن الحارث

ابن كعب بن عبد اللّه بن مالك بن نصر بن الأزد الأزدي الدّوسي

شهد صفين مع معاوية و قتل يومئذ وجده عمرو بن حممة من المهاجرين إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبوه جندب قتل شهيدا (2) في فتوح الشام، و سمّى أبيه هذا باسمه.

1091 - جندب بن زهير بن الحارث بن كبير بن جشم

ابن سبيع بن مالك بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة

ابن الدّول بن سعد بن غامد، و هو عمرو بن عبد اللّه بن كعب بن نصر

ابن الأزد، يقال: جندب بن عبد اللّه بن زهير الغامدي الأزدي (3)

يقال: إن له صحبة، و هو من أهل الكوفة، و كان ممن سيّره عثمان من الكوفة إلى

ص: 303


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن ابن حزم ص 383.
2- بالأصل: شهيد.
3- أسد الغابة 359/1 و الإصابة 248/1 الوافي بالوفيات 194/11 الطبري 318/4 و 326 و 27/5 العبر /39. و بالأصل «كبير» بدل «كثير» و «حشم» و المثبت عن مصادر ترجمته.

دمشق، و شهد مع علي صفّين أميرا على الأزد، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، نبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب، نبأنا القاسم بن عباد الترمذي، نبأنا صالح بن محمّد الترمذي، نبأنا محمّد بن مروان، عن محمّد بن السّائب، عن أبي صالح،[عن ابن عباس] (1) قال: كان جندب بن زهير الغامدي إذا صلّى أو صام أو تصدّق فذكر ارتاح لذلك فزاده لقالة الناس فنزل فيه: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (2)(3).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا إبراهيم بن أحمد المقرئ، أنبأنا أحمد بن فرّوخ، نبأنا أبو عمر الدوري (4)،أنبأنا محمّد (5)بن مروان، عن محمّد بن السّائب، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال: كان جندب بن زهير إذا صلّى أو صام أو تصدّق فذكر بخير ارتاح لذلك، فزاد في ذلك لقالة الناس فلا يريد به اللّه تبارك و تعالى، فنزل في ذلك: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا أبو طاب محمّد بن علي بن الفتح الحربي، أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ ، نبأ عمر بن الحسن بن علي بن مالك، نبأنا المقتدر بن محمّد، حدّثنا الحسين بن محمّد هو أبو علي الأزدي، أنبأنا أبو إسماعيل بن أبي خالد الأزدي، عن أبيه، عن خضرة (6) بن عبد اللّه، عن أبي ظبيان عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم في نفر من قومه منهم: الحجر (7) بن المرقع أبو (8) سبرة، و مخنف، و عبد اللّه ابنا سليمان (9)،و عبد شمس بن عفيف بن زهير،

ص: 304


1- ما بين معكوفتين مكانها بالأصل «عن أبي صالح» و المثبت عن الإصابة و أسد الغابة.
2- سورة الكهف، الآية:112.
3- الخبر في أسد الغابة 359/1 و الإصابة 248/1.
4- هو حفص بن عمر بن العزيز بن صهيب، ترجمته في تهذيب التهذيب 563/1. و الدوري نسبة إلى الدور و هي محلة ببغداد.
5- بالأصل:«أبو محمد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة محمد بن السائب في تهذيب التهذيب 116/5.
6- في أسد الغابة: خضير.
7- كذا بالأصل الحجر بالراء، و في أسد الغابة 463/1 الحجن و ضبطه ابن الأثير فقال: آخره نون.
8- بالأصل «بن» و الصواب عن أسد الغابة 785/3 ترجمة عمير بن الحارث.
9- الإصابة و أسد الغابة:«سليم».

فسمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه، و جندب بن زهير، جندب بن كعب، و الحارث بن الحارث، و زهير بن مخشى (1)،و الحارث بن عامر، و كتب لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتابا:«أمّا بعد فمن أسلم من غامد فله ما للمسلمين حرمة ماله و دمه، و لا تحشروا و لا تعشروا، و له ما أسلم عليه من أرض»، انتهى، صوابه من غامد، انتهى (2).

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز الكتاني، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه العبدي، أنبأنا الفرغاني، أنبأنا محمّد بن جرير، قال (3):قال محمد بن عمر - يعني الواقدي - حدّثني عيسى بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق الهمداني قال: اجتمع نفر بالكوفة يطعنون على عثمان من أشراف أهل العراق: مالك بن الحارث، و ثابت بن قيس النّخعي، و كميل بن زياد النّخعي، و زيد بن صوحان (4) العبدي، و جندب بن زهير الغامدي، و جندب بن كعب الأزدي، و عروة بن الجعد، و عمرو بن الحمق الخزاعي، فكتب سعيد بن العاص إلى عثمان يخبره بأمرهم فكتب إليه أن سيّرهم إلى الشام، و ألزمهم الدروب، انتهى. و ذكر غير الواقدي انهم قدموا على معاوية دمشق فكانوا عنده مدة ثم رجعوا إلى الكوفة (5).

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه تعالى - قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي في كتابه، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عيسى السّعدي (6)،أنبأنا أبو عبد اللّه بن بطة (7)،قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، قال: حدّثني عمّي عن أبي عبيد قال جندب بن عبد اللّه بن سفيان صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم من بجيلة، و جندب الخير هو جندب بن عبد اللّه بن ضبّة، و جندب بن كعب قاتل الساحر، و جندب بن عفيف، و جندب بن زهير كان على رجالة عليّ ، و قتل معه بصفّين، قال أبو عبيد: هؤلاء الأربعة جنادب من الأزد، انتهى.

ص: 305


1- بالأصل «محشم» و المثبت عن أسد الغابة 785/3.
2- نص الكتاب في أسد الغابة 785/3 ترجمة عمير بن الحارث. برواية:«و لا يحشر و لا يعشر».
3- تاريخ الطبري 639/2 حوادث سنة 33.
4- بالأصل:«صورحان» تحريف.
5- انظر الطبري 637/2-638.
6- ترجمته في سير الأعلام 5/18.
7- اسمه عبد اللّه بن محمد بن حمدان العكبري الفقيه الحنبلي، ترجمته في سير الأعلام 16 رقم 389.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب قال في تسمية أمراء يوم الجمل، قال:

و على خيل الأزد جندب بن زهير، انتهى.

أخبرنا أبو غالب [بن] البنّا محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن علي بن أحمد، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة، قال:

قال أبو عبيدة في تسمية الأمراء يوم الصّفّين من أصحاب علي، و على الأزد (1) و اليمن جندب بن زهير الغامدي.

نبأنا (2) أبو عبيدة، عن حمّاد، عن علي بن زيد، عن الحسن: أن جندبا، كان مع علي بصفّين، انتهى.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرا، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا البنّا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليم الطوسي، نبأنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الضحاك، عن أبيه، قال: لما التقى أهل الجمل صاح علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه: يا معشر فتيان قريش أما ارعيتكم على أمركم، فاحذروا اثنين اثنين، جندب بن زهير الغامدي و غلاميه إنه يشمر درعه، و الأشتر النخعي، و غلاميه، فإنه يمسك ضيفة درعه حتى يعفو أثره، فطلع جندب بن زهير فنزل له عبد اللّه بن الزبير ففصل جندب عنه، ثم نزل الأشتر فبرز له عبد الرّحمن بن عتاب، فاختلفا ضربتين فقتله الأشتر.

قال: و قال عمي مصعب بن عبد اللّه: زعموا أن جندب بن زهير الغامدي قال:

لقيني عبد اللّه بن الزبير و عليه وجه من حديد، فطعنته في وجهه فنزل السنان عنه، و جازوته ابن عتاب و هو يرتجز، فقتله، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و أبو تراب

ص: 306


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 195 و فيه: و على أزد اليمن جندب بن زهير.
2- بالأصل «أنبأنا» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.

حيدرة بن أحمد في كتبهم، قالوا: حدثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان، نبأنا أحمد بن محمّد بن معبد، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر، قالا: أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد، قال: و أخبرني عبد الرّحمن بن المعز الأزدي، عن أبي يوسف، عن أبي بكر الهذلي، عن عبد اللّه بن المرتفع، عن عبد اللّه بن الزبير، قال: خرج إلينا رجل من أصحاب علي يوم الجمل، فقال: يا معشر فتيان قريش اكفونا أنفسكم، فإن لم تفعلوا فقد أنذرتكم رجلين، فإنهما نهمتان في الحرب، أمّا أحدهما فجندب بن عبد اللّه الغامدي، و سأصفه لكم: هو رجل طويل، طويل الرمح، يحتزم على درعه حتى تقلص عن ساقيه، و أمّا الآخر فمالك بن الحارث، و سأصفه لكم: هو رجل طويل الرمح، يسحب درعه سحبا عند النزال.

فبينما أنا أقاتل أقبل جندب فعرفته بصفته، فأردت أن أحيد عنه، فقلت: و اللّه ما حدت عن قرن قط ، فدفع إليّ فطعن برمحه في وجه حديد كان عليّ ، فزلق عنه الرمح، فقال: أى عدو، قد عرفتك، و لو لا خالتك لقتلتك، ثم نظرت إليه قد طعن عبد الرّحمن بن عتاب بن أسيد فذراه (1) عن فرسه كالنخلة (2) السّحوق متعطفا ببرد حبرة (3)،ثم قاتلت ساعة، فأقبل مالك بن الحارث فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه فقلت: و اللّه ما حدت عن قرن قط . فدفع إليّ فتطاعنّا برمحينا كأنهما قضيبان (4)،ثم اضطربنا بسيفينا كأنهما مخراقان، ثم احتملني، و كان أقوى مني فصرت في الأرض، و أخذ برجلي فقال: أما و اللّه لو لا خالتك ما شربت الماء البارد أبدا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن فهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا أبو بكر الهذلي، عن محمّد بن المرتفع، نبأنا ابن الزبير، قال: خرج إلينا رجل من أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: يا معشر شباب قريش اكفونا أنفسكم، فإن لم تفعلوا فإني أحذركم رجلين، أما أحدهما فجندب بن زهير الأزدي، و سأصفه

ص: 307


1- في المختصر: فعدله.
2- المختصر: النحلة.
3- الحبر: بالتحريك، و بكسر الحاء ضرب من برود اليمن منمر (اللسان).
4- المختصر: قصبتان.

لكم هو رجل طويل، طويل الرمح يحتزم على درعه حتى تقلص عن ساقيه، و أمّا الآخر فالأشتر مالك بن الحارث و سأصفه لكم: هو رجل طويل، طويل الرمح يسحب درعه سحبا، نجيب عند النزال، قال ابن الزبير: فبيننا أنا أقاتل إذا أقبل جندب فعرفته بصفته، فأردت أن أحيد عنه فقلت: و اللّه ما حدت عن قرن قط ، فانتهى إليّ فطعنني في وجه حديد كان عليّ فزلق الرمح، فقال: أولى لك قد عرفتك، لو لا خالتك لقتلتك، ثم دفع إلى عبد الرّحمن بن عتاب بن أسيد فطعنه، فإذ رآه كالنخلة السّحوق معتصبا ببردة حبرة، ثم قاتلت ساعة، فإذا أنا بمالك قد أقبل فعرفته بصفته، فأردت أن أحيد عنه فقلت: و اللّه ما حدت عن قرن قط ، فدفع إلى فتطاعنّا برمحينا حتى كأنهما قضيبان، ثم اضطربنا بسيفينا حتى كأنهما مخراقان، ثم احتملني فصرت في الأرض، و قال: و اللّه لو لا خالتك ما شربت الماء البارد، انتهى، فجندب بن زهير قتل يوم صفين مع علي عليه السلام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو الفضل، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، أنبأنا أبي قال:

و الجنادب من غامد: جندب بن زهير قتل مع عليّ بصفّين على الرجّالة يومئذ، انتهى.

1092 - جندب بن عبد اللّه، و يقال ابن كعب بن عبد اللّه

ابن الحارث (1) عامر بن مالك بن عامر بن دهمان

ابن ثعلبة بن ظبيان بن غامد، و اسمه عمرو بن عبد اللّه

ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه بن مالك

ابن نصر الأزد (2)

له صحبة، حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن علي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن سلمان الفارسي.

روى عنه أبو عثمان النهدي، و الحسن، و حارثة بن وهب، و تميم بن الحارث الأزدي، و عبد اللّه بن شريك، و عبد الرّحمن بن بريدة.

ص: 308


1- في الإصابة و أسد الغابة:«جزء» و في أسد الغابة: عبد اللّه بن غنم بن جزء بن عامر.
2- ترجمته في الاستيعاب 218/1 هامش الإصابة، و أسد الغابة 361/1 و الإصابة 250/1 و الوافي بالوفيات 195/11 سير أعلام النبلاء 175/3.

و كان ممن قدم دمشق، في المسيرين من أهل الكوفة في خلافة عثمان، كما ذكر أبو الحسن المدائني، عن علي بن مجاهد، عن الشعبي، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو محمّد بن سعد أبو منصور، و محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم، أبو معمر، نبأنا هشيم، أنبأنا خالد الحذّاء، عن أبي عثمان النهدي: أن ساحرا كان يلعب عند الوليد بن عقبة، فكان يأخذ سينه فيذبح نفسه و لا يضره، فقام جندب إلى السّيف فأخذه فضرب عنقه ثم قال: أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (1).

قال ابن منده: رواه أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جندب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«حدّ السّاحر ضربة بالسّيف» (2)[2817].

قال ابن منده: جندب بن كعب قاتل السّاحر، عداده في أهل الكوفة، روى عنه حارثة بن وهب لخزاعي، قال علي بن المديني، هو جندب بن زهير، روى عنه أبو عثمان النّهدي، و الحسن، و هو من الأزد، انتهى.

أخبرناه عاليا أبو سعد بن البغدادي، نبأنا أبو منصور بن شكرويه، و عبد الرّحمن، و عبد الوهّاب، ابنا (3)محمّد بن إسحاق، و محمّد بن أحمد بن علي السّمسار، و أمّ العلاء، هي بنت أحمد بن محمّد بن الحسين بن سهلويه، قالوا: أنبأنا أبو إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنبأنا الحسين، عن إسماعيل، أنبأنا زياد بن أيوب، نبأنا هشيم، أنبأنا خالد، عن أبي عثمان النهدي، عن جندب البجلي أنه قتل ساحرا كان عند الوليد بن عقبة، ثم قال: أَ فَتَأْتُونَ (4)السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش، قالا: أنبأنا أبو الحسين النقور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا أبي علي بن عيسى،

ص: 309


1- سورة الأنبياء، الآية:3، و بالأصل «أ تأتون».
2- الحديث في أسد الغابة 361/1.
3- بالأصل «أنبأنا» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق في سير الأعلام 349/18 و ترجمة عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق في سير الأعلام 440/18.
4- كذا، و الصواب:«أ فتأتون» و قد مرّت الآية قريبا.

أبو الحسن، أنبأنا أحمد بن نزيل، أنبأنا أبو معاوية، نبأنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جندب الخير قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حدّ السّاحر ضربة بالسيف» انتهى.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو الحسن بن سعيد، حدّثنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا ولاد بن علي الكوفي، أنبأنا محمّد بن علي بن دحيم الشيباني، أنبأنا أحمد بن حازم، نبأنا أحمد بن عبد الرّحمن - يعني ابن ليلي - نبأنا سعيد بن خثيم (2)،عن القعقاع بن عمارة، عن أبي الخليل، عن أبي السابغة، عن جندب الأزدي، قال: لما عدلنا إلى الخوارج - و نحن مع علي بن أبي طالب، رضي اللّه تعالى عنه - قال: فانتهينا إلى معسكرهم فإذا لهم دويّ كدوي النحل في قراءة القرآن، و فيهم ذوو (3) الثفنات، و أصحاب البرانس - و ساق الحديث - إلى أن قال: ثم قام فأمسكت له بالركاب، ثم عدلت إلى درعي فلبستها و إلى فرسي فركبته، و أخذت رمحي و سرت معه حتى إذا نظر إلى رابية قال: يا جندب ترى تلك الرابية ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخبرني أنهم يقتلون عندها، و ذكر بقية الحديث، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، نبأنا محمّد بن سعد (4) عن (5) هشام بن محمّد بن السّائب الكلبي، نبأنا لوط بن يحيى الأزدي، قال:

كتب النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي ظبيان الأزدي من غامد يدعوه و يدعو قومه إلى الإسلام، فأجابه في نفر من قومه بمكة، منهم مخنف، و عبد اللّه، زهير بنو سليم، و عبد شمس بن عفيف بن زهير هؤلاء بمكة، و قدم علينا بالمدينة الجحن بن المرقّع (6)،و جندب بن زهير، و جندب بن زهير، و جندب بن كعب، ثم قدم بعد مع الأربعين الحكم بن مغفّل،

ص: 310


1- تاريخ بغداد 249/7 (ترجمة جندب).
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل «خيثم».
3- بالأصل «ذو» و الصواب ما أثبت، و الثفنات جمع ثفنة، و هي غلظ يحصل في الركبة من أثر البروك. (النهاية).
4- طبقات ابن سعد 279/1-280.
5- بالأصل «بن» و المثبت عن ابن سعد.
6- بالأصل «المرتفع» و المثبت عن ابن سعد.

فأتاه بمكة أربعون رجلا فكتب النبي صلى اللّه عليه و سلم لأبي ظبيان كتابا، و كانت له صحبة، و أدرك عمر بن الخطّاب رضي اللّه تعالى عنهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر البابسيري بواسط ، أنبأنا الأحوص بن المفضل، قال: جندب الخير، و هو ابن عبد اللّه بن جندب بن كعب، قاتل السّاحر.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: جندب بن كعب قاتل السّاحر، و قال الأعمش عن إبراهيم أراه عن عبد الرّحمن بن يزيد: أن جندبا قتل السّاحر زمن الوليد بن عقبة، قال:

و نبأنا إسحاق، أنبأنا خالد الواسطي، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان قال: كان عند الوليد رجل يلعب، فذبح إنسانا و أبان رأسه فعجبنا، فأعاد رأسه فجاء جندب الأزدي فقتله، قال: حدّثني عمرو بن محمّد (حدثنا هشيم) (2) عن خالد، عن أبي عثمان، عن جندب البجلي أنه قتله، انتهى، قال: و نبأنا موسى، نبأنا عبد الواحد، عن عاصم، عن أبي عثمان قال: قتله جندب بن كعب، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الرازي في كتابه، أنبأنا محمّد بن أحمد السعدي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن بطة، أنبأنا أبو القاسم البغوي، قال: جندب بن كعب، و يقال: إنه قاتل السّاحر يشك في صحبته.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: أنبأنا أبو بكر الخطيب (3):جندب بن عبد اللّه الأزدي، من أهل الكوفة، حضر مع علي بن أبي طالب قتال الخوارج بالنهروان، و روى خبرهم حدّث عنه أبو السابغة النهدي، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنبأنا محمّد بن علي بن الحسن الحسني، نبأنا محمّد بن أحمد بن عمرو الأحمسي، نبأنا أبي، نبأنا عبيد بن كثير

ص: 311


1- التاريخ الكبير 222/2/1.
2- ما بين معكوفتين مكانه بالأصل «بن إبراهيم» و المثبت عن البخاري.
3- تاريخ بغداد 249/7.

العلوي، نبأنا أبو الطاهر محمّد بن عيسى بن عبد اللّه العلوي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي، قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مسير، فنزل فساق بأصحابه الركاب، فجعل يقول:«جندب و ما جندب ؟(و) الأقطع الخير زيد»، فجعل يعيد ذلك ليلته، فقال له القوم: يا رسول اللّه ما زال هذا قولك منذ الليلة، قال:«رجلان من أمتي يقال لأحدهما: جندب يضرب ضربة يفرق بين الحق و الباطل، و الآخر يقال له زيد يسبقه عضو من أعضاءه (إلى) الجنّة، فيتبعه سائر جسده».

قال: فأمّا جندب فإنه بساحر عند الوليد بن عقبة و هو يريهم أنه يسحر، فضربه بالسّيف فقتله، و أمّا زيد فإنه قطعت يده في بعض مشاهد المسلمين، ثم شهدا جميعا مع علي، فقتل زيد يوم الجمل مع علي، انتهى[2818].

قال: و أنبأنا محمّد بن علي بن الحسن، نبأنا علي بن محمّد بن الفضل المؤدّب، نبأنا محمّد بن علي بن السمين، نبأنا محمّد بن يزيد الرطاب، نبأنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، حدّثني أبو إسماعيل حفص بن عمر، نبأنا حيّان بن عبد اللّه أبو زهير، نبأنا أبو مخلد لاحق بن حميد، عن ابن عبّاس، و ابن عمر، قال: و حدّثني حمّاد بن أسامة، عن الأجلح الكندي، عن لاحق بن حميد، عن ابن عبّاس و ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان في غزوة بيننا و بأصحابه سوق الإبل، فإذا كانت نوبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قلنا: يا رسول اللّه رأيناك تذكر زيدا و جندبا و أكثرت من ذكرهما، قال:«هما رجلان من أمّتي أحدهما يسبقه بعض جسده أو يده إلى الجنّة، و يتبع سائر جسده أوّله إلى الجنّة، و أمّا الآخر فيفرق بين الحقّ و الباطل».

فأمّا زيد فأصيبت يده يوم جلولاء، و قتل يوم الجمل، و أمّا جندب فإنه سرّ بالوليد بن عقبة، فإذا ساحر يلعب بين يديه يدخل في است حمار و يخرج من قبل دبره، فحمل سيفه و جاء فضرب عنقه، فقتله، انتهى[2819].

و روي من وجه آخر عن الأجلح عن أبي مخلد مرسلا، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن منده، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه البغدادي، نبأنا محمّد بن غالب بن حرب، نبأنا يحيى بن كثير بن يحيى أبو مالك، نبأنا أبي، نبأنا سعيد الجريري، عن عبد اللّه بن بريدة، عن

ص: 312

أبيه قال: ساق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأصحابه، فجعل يقول:«جندب و ما جندب، و الأقطع الخير الخير» حتى أصبح، فقال أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر رضي اللّه تعالى عنه:

ما رأينا رجلا أحسن ثيابا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قد قطع بكلمتين:«جندب و ما جندب و الأقطع الخير الخير»، فسأله أبو بكر، فقال:«أمّا جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمة وحده، أمّا زيد فرجل من أمّتي تدخل يده الجنّة قبل بدنه ببرهة»، فلما ولي عثمان ولّى الوليد بن عقبة الكوفة فصلى بهم الغداة ركعتين ثم قال: اكتفيتم أو أزيدكم، فقالوا: لا تزدنا، قال: ثم اجلس رجلا يسحر، يريهم أنه يحيي و يميت فأتى جندب الصياقلة (1)فقال: ابغونا صفحة لا تردّ عليّ فجاء بسيف تحت برنسه ثم ضرب به عنق السّاحر فقال:

احي نفسك الآن، فقال الناس: خارجي، فقال: لست بخارجي من عرفني فأنا الذي أعرف و من لم يعرفني فأنا جندب فرفع إلى عثمان فقال: شهرت سيفا في الإسلام، لو لا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيك لضربتك بأجود صفيحة (2) في المدينة، ثم أمر به إلى جبل الدخان.

و أما زيد فقطعت يده يوم القادسيّة، و قتل يوم الجمل فقال: ادفنوني في ثيابي، فإني مخاصم، أتيناهم دارهم، و طعنا على خليفتهم، فيا ليتنا إذا ابتلينا صبرنا، انتهى[2820].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نبأنا أبو العبّاس الأصم، نبأنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود، أن الوليد بن عقبة كان بالعراق يلعب بين يديه ساحر، فكان يضرب رأس الرّجل ثم يصيح به فيقوم خارجا فيرتد إليه رأسه فقال الناس: سبحان اللّه يحيي الموتى، و رآه رجل من صالح المهاجرين، فنظر إليه فلما كان من الغد اشتمل على سيفه، فيذهب يلعب لعبه ذلك، فاخترط الرجل سيفه، فضرب عنقه، فقال: إن كان صادقا فليحيي نفسه، فأمر به الوليد دينارا صاحب السّجن، و كان رجلا صالحا، فسجنه، فأعجبه نحو الرجل، فقال:

أ تستطيع أن تهرب ؟ قال: نعم، قال: فاخرج لا يسألني اللّه تعالى عنك أبدا.

أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر الجريري، عن القاضي أبي الطيب

ص: 313


1- الصياقلة جمع صيقل هو شحاذ السيوف و جلاّؤها (القاموس).
2- بالأصل: صحيفة.

طاهر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني - قراءة حينئذ - و أنبأنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين الطّيوري، أنبأنا أبو بكر بن بشران، أنبأنا الدارقطني - قراءة - قال: أنبأنا منصور بن محمّد الأصبهاني عم الأمير ابن بدر، نبأنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن رزيك، نبأنا عبد الواحد بن محمّد، نبأنا أبو المنذر هشام بن محمّد، نبأنا أبو مخنف لوط بن يحيى، حدّثني (1) بن زهير بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن زهير بن سليمان الأزدي، عن محمّد بن مخنف، قال: كان أوّل عمّال عثمان أحدث منكرا، الوليد بن عقبة كان يدني (2) السّحرة، و يشرب الخمر، و كان يجالسه على شرابه أبو زبيد الطائي، و كان نصرانيا، و كان صفيا له، فأنزله دار القبطي، و كانت لعثمان بن عفّان اشتراها من عقيل بن أبي طالب فكانت (لأضيافه) (3)،و كان يجالسه أيضا على شرابه عبد الرّحمن بن خنيس الأسدي، فكان الناس يتذاكرون شربهم، و إسرافهم على أنفسهم فخرج بكير بن حمدان الأحمري النضري (4)،فأتى النعمان بن أوس المزني، و جرير بن عبد اللّه البجلي فأسرّ إليهما أن الوليد يشرب السّاعة، فقاما و معهما رجل من جلسائهما فمروا بحذيفة بن اليمان، فأخبروه الخبر، فقال: ادخلا عليه، فانظرا إن احببتما، فمضيا حتى دخلا عليه، فسلّما، و نظر إليهما الوليد، فأخذ كل شيء كان بين يديه فأدخله تحت السّرير، فأقبلا حتى جلسا، فقال لهما: ما جاء بكما؟ قالا: ما هذا الذي تحت السرير و لم يريا بين يديه شيئا فأدخلا أيديهما تحت السّرير، فإذا هو طبق عليه قطفة من عنب قد أكل عامته، فاستحيا، و قاما فأخذا يظهران عذره و يردان الناس عنه، ثم لم يرعهما من الوليد إلاّ و قد أخرج سريره فوضعه في صحن المسجد و جاء ساحر يدعى نظروبي (5)،و كان ابن الكلبي يسمّيه اليشتابي (6) من أهل بابل فاجتمع إليه الناس، فأخذ يريهم الأعاجيب، يريهم الأعاجيب، يريهم حبلا في المسجد مستطيلا و عليه فيل يمشي، و ناقة تخب، و فرس تركض، و الناس يتعجّبون ممّا

ص: 314


1- بياض بالأصل.
2- بالأصل:«يروي» و المثبت عن مختصر ابن منظور 124/6.
3- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.
4- في المختصر «من القصر» مكان «النضري».
5- في مختصر ابن منظور 124/6 «بطروني» و في الإصابة:«بطرونا».
6- في الإصابة:«بستاني» و في الاستيعاب:«أبو بستان».

يرون ثم يدع ذلك فيريهم حمارا يجيء يشتد حتى يدخل من فيه فيخرج من دبره ثم يعود فيدخل من دبره فيخرج من فيه، ثم يريهم رجلا قائما ثمّ يضرب عنقه فيقع رأسه جانبا و يقع جسده جانبا، ثم يقول له قم، فيرونه يقوم، و قد عاد حيا كما كان، فرأى جندب بن كعب ذلك، فخرج إلى (1) معقل مولى الصقعب بن زهير بن أنس الأزدي، و كانت عنده سيوف، و كان معقل صيقلا، فقال: أعطني سيفا قاطعا، فأعطاه إيّاه، فأقبل فمرّ على معضد التيمي من بني تيم اللّه بن ثعلبة، فقال له: أين تريد يا أبا عبد اللّه ؟ قال: أريد أن أقتل هذا الطاغوت الذي الناس عليه علوق قال: من تعني ؟ قال: هذا العلج السّاحر الذي سحر أميرنا الفاجر العاتي، فإني و اللّه لقد مثّلت الرأي فيهما فظننت أني إن قتلت الأمير سيوقع بيننا فرقة تورث عداوة، فأجمع رأيي على قتل السّاحر، قال: فاقتله و لا تك في شك فأنت على هدى و أنا شريكك.

فجاء حتى انتهى إلى المسجد و الناس فيه مجتمعون على السّاحر، و قد التحف على السيف بمطرف كان عليه و دخل بين الناس فقال: أفرجوا أفرجوا، فأفرجوا له، فدنا من العلج فشد عليه فضربه بالسّيف فأذرى رأسه، ثم قال: أحي نفسك، فقال الوليد:

علي به، فأقبل به إليه عبد الرّحمن بن خنيس الأسدي، و هو على شرطه فقال: اضرب عنقه، فقام مخنف بن سليمان في رجال من الأزد فقالوا: سبحان اللّه أ تقتل صاحبنا بعلج ساحر، لا يكون هذا أبدا فحالوا بين عبد الرّحمن و بين جندب، فقال الوليد: علي بمضر فقام إليه شبيث بن ربعي، فقال: لم تدعوا بمضر تريد أن تستعين بمضر على قوم منعوا أخاهم منك أن تقتله برجل بعلج ساحر كافر من أهل السّواد، لا تجيبك، و اللّه مضر إلى الباطل، و لا إلى ما لا يحمد، قال الوليد: انطلقوا به إلى السّجن حتى أكتب فيه إلى عثمان، قالوا: أمّا السجن فإنا لا نمنعك من أن تحبسه، فلمّا حبس جندب أقبل ليس له عمل إلاّ الصّلاة اللّيل كله، و عامة النهار، فنظر إليه رجل يدعى دينار، و يكنى أبا سنان، و كان صالحا مسلما، و كان على سجن الوليد، فقال له: يا عبد اللّه ما رأيت رجلا قط خيرا منك، فاذهب رحمك اللّه تعالى حيث أحببت، فقد أذنت لك، فقال: إني خائف عليك هذا الطاغية أن يقتلك، قال أبو سنان: ما أسعدني إن قتلني، اذهب أنت راشدا فخرج، فانطلق إلى المدينة، و بعث الوليد إلى أبي سنان فأمر به فأخرج إلى السبخة،

ص: 315


1- بالأصل:«أبو» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

فقتل، و انطلق جندب فلحق بالحجاز، و أقام بها سنين، ثم إن مخنفا و جندب بن زهير قدما على عثمان و أتيا عليا فقصا عليه قصة جندب، فأقبل علي، فدخل معهما على عثمان فكلّمه في جندب بن كعب، و أخبره بظلم الوليد له، فكتب عثمان إلى الوليد: أمّا بعد فإن مخنف بن سالم و جندب بن زهير شهدا عندي لجندب بن كعب بالبراءة و ظلمك إياه، فإذا قدما عليك فلا تأخذن جندبا بشيء مما كان بينك و بينه، و لا الشاهدين بشهادتهما و إني و اللّه لأحسبهما قد صدقا، و و اللّه لئن أنت لم تعتب و لم تتب (1) لأعزلنّك عنهم عاجلا و السلام.

1093 - جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة، و يقال رافع

ابن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم

ابن دهمان بن منهب بن دوس بن عدثان بن عبد اللّه

ابن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب

ابن عبد اللّه بن مالك بن نصر بن الأزد الدّوسي الأزدي (2)

له صحبة، شهد يوم اليرموك أميرا على بعض الكراديس، و استشهد بأجنادين و يقال باليرموك، و لا أعلم له رواية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نبأنا السّري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، نبأنا سيف بن عمر قال: و كان جندب بن عمرو بن حممة على كردوس يعني باليرموك (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا الحسن بن علي القطان، نبأنا إسماعيل بن عيسى، نبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال: و ثبت جندب بن عمرو بن حممة - يعني

ص: 316


1- بالأصل:«تتوب» و الصواب ما أثبت.
2- ترجمته في الإصابة 249/1 أسد الغابة 361/1.
3- انظر الطبري 397/3 في تعبئة خالد العرب للقتال يوم اليرموك، حيث خرج في ستة و ثلاثين كردوسا إلى الأربعين. و الكردوس: القطعة العظيمة من الخيل.

يوم اليرموك - و رفع و رأيته يقول: يا معشر الأزد إنه لا يبقى و لا ينجو من القتل و العدو و الإثم إلاّ من قاتل، ألا و إن المقتول الشهيد و الخائب من تولّى، ثم أخذ يقول: يا معشر الأزد إنه لا يمنع الراية إلاّ الأبطال، فقاتل حتى قتل، انتهى.

أنبأنا أبو القاسم [علي] بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، و غيرهما قالوا: حدثنا عبد العزيز بن الكتاني، أنبأنا أحمد بن علي بن محمّد الدّولابي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان، أنبأنا إسحاق بن عمّار بن حبيش، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن مهدي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي، قال: قال - يعني يوم اليرموك-: جندب بن عمرو بن حممة، و رفع رايته إلى أبيه: يا معشر الأزد إنه لا يبقى و لا ينجو من النار إلاّ من قاتل، ألا إن المقتول شهيد، و الخائب من هرب، قال: فقاتل حتى قتل.

و نادى أبو هريرة الدّوسي: يا مبرور يا مبرور فطافت به الأزد، انتهى.

أنبأنا أبو سعيد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم حينئذ.

و أنبأنا أبو علي الحداد، و جماعة، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (1)،قالا: أنبأنا سليمان بن أحمد بن محمّد، نبأنا محمّد بن عمرو بن خالد، حدّثنا أبي، نبأنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من استشهد يوم أجنادين من المسلمين: جندب بن حممة الدّوسي حليف بني أميّة بن عبد شمس.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه الحسن قالا: أنبأنا أبو الفضل بن الفرات، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن [أبي] العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم أبو (2) عبد الملك، أنبأنا محمّد بن عائذ، حدّثنا الوليد بن سالم، عن ابن لهيعة حينئذ.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر بن يعقوب، و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا

ص: 317


1- بالأصل:«زندة» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 10/1.

عمر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن أحمد، أنبأنا حنبل بن إسحاق، قالا: أنبأنا إبراهيم بن المنذر، عن موسى بن عقبة حينئذ.

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسين بن (1)الفضل، أنبأنا محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن عتاب، أنبأنا القاسم بن عبد اللّه، أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - زاد يعقوب: و ابن لهيعة عن أبي الأسود - عن عروة قال: و قتل يوم أجنادين من المسلمين جندب بن عمرو بن (2) حممة الدوسي - و في رواية ابن الأكفاني: و هو وهم، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا علي بن أحمد بن إسحاق، نبأنا جعفر بن سليمان، نبأنا إبراهيم بن المنذر، نبأنا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري، قال: و ممن قتل يوم أجنادين جندب بن عمرو بن حممة الدّوسي حليف بني أمية بن عبد شمس، انتهى، قال ابن منده: لا يعرف له حديث ذكره عروة بن الزبير، و محمّد بن مسلم الزهري (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نبأنا السّري بن يحيى، نبأنا شعيب بن إبراهيم، نبأنا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، و خالد، قالا: و كان ممن أصيب في الثلاثة الآلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك جندب بن عمرو بن حممة الدّوسي، و ذكر غيره، انتهى (4).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز التميمي، أنبأنا مكي بن محمّد بن معمر بن الغمر، نبأنا أبو سليمان بن زبر، قال: و استشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة جندب بن عمرو الدّوسي، و ذكر أبو حذيفة أنه استشهد بأجنادين.

ص: 318


1- مطموسة بالأصل.
2- بالأصل:«و أبو».
3- بياض بالأصل مقدار نصف سطر.
4- الخبر في الطبري402/3.

1094 - جندب بن النّعمان

أبو عزيز الأزدي (1)

ذكر ولده أن له صحبة، سكن دمشق، و مات بها.

ذكره ابنه سعيد بن أبي عزيز، انتهى.

ذكر أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، فيما نقلته من كتابه، قال: حدّثني أبو نصر ظفر بن محمّد بن ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز الأزدي، صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و اسمه جندب بن النعمان - بدمشق - قال: سمعت أبي يذكر عن أبيه ظفر بن عمر، عن أبيه عمر بن حفص، عن أبيه حفص بن عمر، عن أبيه عمر بن سعيد بن أبي عزيز الأزدي [عن أبيه سعيد] (2) قال: قدم أبو عزيز جندب بن النعمان على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلم و حسن إسلامه و جعله النبي صلى اللّه عليه و سلم عريف قومه، ثم هاجر أبو عزيز إلى الشام في خلافة عمر بن الخطّاب رضي اللّه تعالى عنهما، مع قومه الأزد، و استشهد، و شهد فتح اليرموك، و سكن دمشق هو و قومه في موضع يقال له السطن، و دار أبي عزيز في السطن الدار التي تعرف بدار النخلة، و توفي أبو عزيز بدمشق و دفن في بدرة الدار، و فيها دفن ابنه سعيد بن أبي عزيز، و كذلك عمر بن سعيد بن عزيز مولى بني رهم في دار النخلة ثم تحول حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز من دمشق إلى زملكا و باع هذه الدار، انتهى.

ص: 319


1- الإصابة 251/1.
2- زيادة مقتبسة عن الإصابة.

ذكر من اسمه الجنيد

1095 - جنيد بن حكيم بن الجنيد

أبو بكر الأزدي البغدادي الدّقّاق

سمع بدمشق من الوليد الخلاّل، و بمصر: حرملة بن يحيى، و ابن أخي ابن وهب، و بالشام: أحمد بن جناب المصيصي و محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي، و حامد بن يحيى البلخي، و أبا التقيّ هشام بن عبد الملك، و مؤمل بن أهاب، و محمّد بن أبي كريمة، و بالعراق: أحمد بن محمّد بن أيوب، و إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، و منجاب بن الحارث، و علي بن المديني، و موسى بن محمّد بن حيان، و القاسم بن محمّد بن أبي شيبة، و عبيدة بن عبيدة التمّار، و عبادة بن زياد الأسدي، و داود بن رشيد، و عبد اللّه بن محمّد، و حوثرة بن أشرس.

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد، و محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، و محمّد بن عبد اللّه الشافعي، و إسماعيل بن محمّد الصفار، و محمّد بن أحمد الحكيمي، و أبو سهل بن زياد القطان، و أحمد بن كامل، و علي (1) بن حمشاذ بن سختويه النيسابوري العدل، و أحمد بن عبد الصمد الصفار، و أبو سعيد بن الأعرابي، و أبو العباس محمّد بن إسحاق السراج، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن مروان الدّينوري، و أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين الحسنوي، و أبو أحمد بكر بن محمّد بن حمدان الصيرفي، و عثمان، و عمرو بن عثمان البرتي (2)و غيرهم.

ص: 320


1- ترجمته في سير الأعلام 398/15.
2- هذه النسبة إلى برت و هي مدينة بنواحي بغداد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثني جنيد بن حكيم الدقاق، نبأنا منصور بن أبي مزاحم، نبأنا شريك، عن عاصم، عن أنس قال: كنّاني النبي صلى اللّه عليه و سلم ببقلة كنت أجتنيها انتهى.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، قال (1):الجنيد بن حكيم بن الجنيد أبو بكر الأزدي الدقاق، و سمع أحمد بن محمّد بن أيوب، و إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، و علي بن المديني، و منجاب بن الحارث، و موسى بن محمّد بن حيان، و حامد بن يحيى البلخي، و عبادة بن زياد، و عبيد بن عبيدة التمار، و أحمد بن جناب، و القاسم (2) بن محمّد بن أبي شيبة، و محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي، و حرملة بن يحيى المصري (3).روى عنه محمّد بن مخلد، و محمّد بن أحمد الحكيمي، و إسماعيل بن محمّد الصفار، و أبو سهل بن زياد القطان، و أحمد بن كامل القاضي، و أبو بكر الشافعي، و ذكره الدارقطني، فقال: ليس بالقوي انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ فقال: نبأنا علي بن أحمد بن مروان، أنبأنا جنيد بن حكيم و كان من أصحاب الحديث، نبأنا إبراهيم بن دينار، فذكر عنه حديثا.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: جنيد بن حكيم الدقاق ليس بالقوي انتهى.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا السمسار، أنبأنا الصفار، نبأنا ابن قانع: أن جنيد بن حكيم الدقاق مات في سنة ثلاث و ثمانين و مائتين.

1096 - جنيد بن خلف بن حاجب بن الوليد بن جنيد

أبو يحيى السّمرقندي الفقيه

قدم دمشق، و حدّث بها عن الفضل بن سهيل الأعرج، و مؤمل بن هشام، و أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الحلبي، بالبصرة، و إسحاق بن شاهين، و بشر بن خالد

ص: 321


1- تاريخ بغداد 241/7.
2- بالأصل:«أبو القاسم» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل:«و يحيى بن حرملة بن يحيى المقرئ» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 241/7.

العسكري، و محمّد بن مشكان السّرخسي، و زياد بن يحيى الحساني، و يحيى بن حكيم المقوّم، و محمّد بن خالد بن خداش، و محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، و حوثرة بن أشرس، و محمّد بن نصر الهروي المروزي.

روى عنه: أبو بكر بن فطيس الورّاق، و أبو علي بن آدم، و أبو علي بن شعيب، و محمّد بن القاسم بن أبي سيف المقدسي، و إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، و أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح، و أحمد بن إبراهيم بن يزيد السّحّزي، و أبو القاسم بن أبي العقب، و الحسن بن حبيب الحصائري.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو بكر محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه المعروف بابن أبي عمر الأسود المقرئ، أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري بدمشق، أنبأنا أبو يحيى الجنيد بن خلف بن حاجب بن الجنيد السّمرقندي، قدم علينا، أنبأنا أبو هشام المؤمل بن هشام اليشكري، نبأنا أبو إسماعيل يحيى بن عليّة، عن يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«هل من رجل يأخذ مما فرض اللّه و رسوله كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا فيجعلهن في طرف ردائه فيعمل بهن فيعلمهن ؟» قال: قلت: أنا، و بسطت ثوبي، و جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدّث حتى سكت فضممت ثوبي إلى صدري، فإني لأرجو أن أكون لم أنس حديثا سمعته منه بعد، انتهى[2821].

1097 - جنيد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث

ابن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن قيس بن عيلان

أبو يحيى المرّي (1)

من أهل دمشق، استعمله هشام بن عبد الملك على السّند، و خراسان فمات بها و كان من الأجواد الممدحين و لم يكن بالمحمود في حروبه، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، عن أبي بكر محمّد بن سليمان الرّبعي، نبأنا أبو الحسين محمّد بن الفيض بن محمّد الغساني، نبأنا بشر بن عبد الوهاب، حدّثني جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرّحمن

ص: 322


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 204/11 شذرات الذهب 151/1.

المرّي عن أبيه عن جده الجنيد بن عبد الرّحمن قال: فصلت من حوران آخذ عطائي، الحكاية، و قد تقدمت في ترجمة ابن ابنه جنادة بن عمرو بن جنيد، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن النهاوندي، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط قال (1):

سنة اثنتي عشرة و مائة فيها غزا أشرس بن عبد اللّه السّلمي فرغانة (2) فلقيه الزحف فأحاطت به الترك فبلغ ذلك هشام بن عبد الملك فعزله [فولى الجنيد بن عبد الرّحمن المرّي، مرة غطفان] (3) سنة ثلاث عشرة و مائة. خرج الجنيد بن عبد الرّحمن غازيا يريد طخارستان (4) فجاشت الترك بسمرقند، فسار الجنيد حتى كان على أربع (5) فراسخ من سمرقند فلقيه خاقان فاقتتلوا قتالا شديدا حتى أمسوا فتحاجزوا و كتب الجنيد إلى سورة بن أبجر من بني أبان بن دارم و هو و اليه على سمرقند، فأمره (6) بالقدوم عليه، فأبي فلقيه الترك قبل أن يصل إلى الجنيد فقتل سورة بن أبحر و عامة جيشه و قتل معه مجاهد بن بلعاء العنبري، ثم لقيهم الجنيد فهزمهم اللّه. فيها يعني سنة أربع عشرة و مائة، غزا (7) الجنيد بن عبد الرّحمن الصغانيان فلم يلق كيدا و انصرف، ثم عزله سنة خمس عشرة و مائة و ولي عاصم بن إبراهيم بن يزيد الهلالي، قال خليفة: أقرّ خالد عليها - يعني السّند - الجنيد بن عبد الرّحمن من مرة غطفان سنتين ثم عزله و ولّى تميم بن زيد القيني.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سلمان الضّبي الفضيلي، نبأنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن ديد، أنبأنا أبو حاتم، أنبأنا أبو عبيدة قال: دخل أبو جويرية الشاعر على خالد بن عبد اللّه يمدحه فقال له خالد أ لست القائل:

ص: 323


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 342.
2- مدينة و كورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ خليفة.
4- طخارستان ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد، و هي من نواحي خراسان.
5- كذا.
6- في خليفة: يأمره.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن خليفة.

ذهب الجود و الجنيد جميعا *** فعلى الجود و الجنيد السّلام

أصبحنا ثاويين في جوف أرض *** و ما تغنّى على الغصون الحمام

اذهب إلى الجود حيث دفنته فاستخرجه، قال أبو جويرية أنا قائل هذا، و أنا الذي أقول بعده فوثب الجيش ليدفعوه فقال خالد: دعوه لا يجمع عليه حرمانا و نمنعه من الكلام فأنشأ يقول:

لو كان يقعد فوق الشمس من كرم *** قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا

أو قلد الجود أقواما ذوي حسب *** فيما يحاول من آجالهم خلدوا

قوم سنان أبوهم حين نسبتهم *** طابوا أو طاب من الأولاد ما ولدوا

جن إذا فزعوا أنس إذا أمنوا *** مزردون مهاليك إذا احتشدوا

محسدون على ما كان من نعم *** لا ينزع اللّه عنهم ما له حسدوا

فخرج من عنده و لم يعطه شيئا، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان البندار المعروف بابن السواق، و أبو منصور بن عبد العزيز، قالا: أنبأنا أبو الفرج، أنا أحمد بن عمرو بن عثمان العصاري، أنبأنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخواص، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني عبد اللّه بن مروان بن معاوية الفزاري، حدّثني أبو القلمّس الباهلي، قال: كان الشعراء يغشون الجنيد بن عبد الرّحمن المرّي فقال رجل منهم يوما و الجنيد مغتم: أيها الأمير، إمّا تصلني أو تضرب لي موعدا، فقال: موعدك الحشر. فمرّ الشاعر راجعا. فلما كان [بعد] أيام دنا من الجنيد شاعر (1) آخر فقال:

أرحني بخير منك إن كان آتيا *** و إلاّ فواعدني كميعاد زائل (2)

و زائل الشاعر الأوّل الذي وعده الحشر (3) فقال له الجنيد: ويحك، و ما وعدت زائلا؟ قال: الحشر، فقال الجنيد لصاحب شرطه: إن فاتك زائل فهيّئ نفسك فأتبع زائل على البريد، فلحق بالطريق بهمذان، فردّ إلى الجنيد بمرو، فأعطاه الجنيد مائة ألف

ص: 324


1- بالأصل:«شاعرا».
2- في مختصر ابن منظور 127/6 «زابل».
3- الأصل: الحشير.

و أعطى المذكر به الشاعر خمسين ألفا. قال: و بين مرو و همذان نحو من ثلاثمائة فرسخ انتهى.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن (1) الحسن الغسّاني، عن عبد العزيز الكتاني، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأنا محمّد بن جرير الطبري، قال (2):ذكر علي بن محمّد عن أشياخه أن الجنيد بن عبد الرّحمن تزوج الفاضلة ابنة يزيد بن المهلب فغضب هشام على الجنيد، و ولّى عاصم بن عبد اللّه خراسان و كان الجنيد سقى (3) بطنه، فقال هشام لعاصم: إن أدركته و به رمق فأزهق نفسه، فقدم عاصم و قد مات الجنيد.

قال: و ذكروا: أن جبلة بن أبي زراد (4) دخل على الجنيد عائدا، فقال: يا جبلة، ما يقول الناس ؟ قال: قلت يتوجعون للأمير؛ قال: ليس عن [هذا سألتك] (5)،ما يقولون ؟ و أشار نحو الشام، قال: قلت: يقدم (6) على خراسان يزيد بن شجرة الرهاوي قال: ذاك سيّد أهل الشام، قال: و من ؟ قلت: عصمة أو عصام، و كنّيت عن عاصم، قال: إن قدم عاصم فعدوّ جاهد لا مرحبا به و لا سهلا (7) و لا أهلا. قال: فمات في مرضه ذلك في المحرّم سنة ستّ (8) عشرة و مائة، و استخلف عمارة بن حريم و كانت وفاته بمرو، فقال أبو جويرية عيسى بن عصية (9) يرثيه:

هلك الجود و الجنيد جميعا *** فعلى الجود و الجنيد السّلام

أصبحا ثاويين في بطن مرو *** ما تغنّى (10) على الغصون الحمام

ص: 325


1- بالأصل «أبي» و الصواب ما أثبت، انظر شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عبد اللّه بن جابر ص 676).
2- تاريخ الطبري 93/7 حوادث سنة 116.
3- سقى بطنه أي اجتمع فيه ماء أصفر، و السقي: ماء أصفر يقع في البطن.
4- الطبري: رواد.
5- قسم منها مطموس بالأصل، و المثبت بين معكوفتين عن الطبري.
6- الأصل «تقدم» و المثبت عن الطبري.
7- قوله:«و لا سهلا» ليس في الطبري.
8- بالأصل:«ثلاث» و المثبت عن الطبري.
9- في الطبري:«عصمة» و في مختصر ابن منظور 128/6 «عصبة».
10- الطبري: في أرض مرو ما تغنّت.

كنتما نزهة (1) الكرام فلمّا *** متّ مات الندى و مات الكرام

ثم أتى [أبو] الجويرية بعد ذلك خالد بن عبد اللّه و امتدحه فقال له خالد أ لست القائل:

هلك الجود و الجنيد جميعا *** فعلى الجود و الجنيد السّلام

أصبحا ثاويين في بطن مرو *** ما تغنّى على الغصون الحمام

كنتما نزهة(13) الكرام فلمّا *** متّ مات الندى و مات الكرام

قال: نعم، قال: فليس لك عندنا شيء فخرج فقال:

تظلّ لامعة الآفاق تحملنا *** إلى عمارة و القود السراهيد

قصيدة امتدح بها عمارة بن حريم ابن عم الجنيد، و عمارة هو جدّ أبي الهيذام صاحب العصبية بالشام. قال و قدم عاصم بن عبد اللّه فحبس عمارة بن خريم و عمال الجنيد و عذّبهم.

قال الطبري: و قال بعضهم إن الجنيد مات في سنة خمس عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر اللاّلكائي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني الحسن بن علي البزاز، حدّثنا أبو عمير بن النحاس، عن ضمرة بن ربيعة قال: جاء مؤذن الجنيد بن عبد الرحمن (2) إليه في مرضه الذي مات فيه فسلّم عليه بالإمرة فقال: يا ليتها لم تقل لنا.

انتهى.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن أبي الحسين الكاتب (3)،أخبرني محمّد بن جعفر النحوي صهر المبرّد، حدثني محمّد (4) بن القاسم العجلي البرتيّ ، أنبأنا أبو هفان، حدّثتني رقية بنت حمل عن أبيها قال: كان أبو نخيلة مدّاحا للجنيد بن عبد الرحمن المرّي، و كان الجنيد له محبا يكثر رفده و يقرّب مجلسه و يحسن إليه فقال

ص: 326


1- الأصل:«نهزت» و المثبت عن الطبري.
2- الأصل:«عبيد».
3- الخبر و الأبيات في الأغاني 401/20.
4- الأغاني: أحمد.

فيه يرثيه و كان الجنيد مات بمرو:

لعمري لئن ركب الجنيد تحملوا *** إلى الشام من مرو و راحت كتائبه (1)

لقد غادر الركب الشآمون خلفهم *** فتى غطفانيا (2) تعلل جانبه

فتى كان يسري للعدوّ كأنما *** عجاج القطا في كل يوم كتائبه

و كان كأن البدر تحت لوائه *** إذا سار في جيش و راحت عصائبه

1098 - جوّاس بن القعطل

1098 - جوّاس بن القعطل (3)

و اسم القعطل بياض بن سويد بن الحارث الكلبي.

شاعر له شعر في ذكر يوم المرج، مرج راهط .

حكى عن حيوة بن جوي المهري الشحري من أهل الشحر.

حكى عنه عوانة بن الحكم انتهى.

ذكر أبو جعفر أحمد بن الحارث بن المبارك الخزاز فيما رواه أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن محمّد بن عمرو الطوسي عنه قال: قال جوّاس بن القعطل الكلبي:

أرقت بدير (4) الماطرون كأنني *** لساري النجوم آخر الليل حارس

و أعرضت الشعرى العبور كأنّها *** معلق قنديل علته الكنائس (5)

و لاح سهيل عن يمين كأنّه *** شهاب نحاه وجهة الريح قابس

قرأت على أبي محمّد بن السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (6):أمّا جوّاس - أوّله جيم مفتوحة بعدها واو مشددة و آخره سين مهملة - فهو جوّاس بن بياض بن

ص: 327


1- الأغاني:«ركائبه» و بهامشها عن نسخة «كتائبه».
2- بالأصل «غطانيا» و المثبت عن الأغاني، و على هامش الأصل:«الصواب: غطفانيا».
3- ترجمته في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 74 و له ذكر في الأغاني 198/19 و 153/22 و الطبري في 542/5 حوادث سنة 64.
4- مطموسة بالأصل.
5- هذا البيت و الذي يليه في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 74.
6- الاكمال لابن ماكولا 429/2.

سويد بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عديّ بن جناب الكلبي، شاعر إسلامي في دولة بني أميّة انتهى.

1099 - جودة بن جودر بن الزحاف القرشي

دمشقي له ذكر، فيما حكاه أبو الحسين أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.

1100 - جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة

ابن عوف بن كعب بن عبد شمس بن سعد

ابن زيد بن مناة بن تميم التميمي ثم العبشمي البصري (1)

قيل إن له صحبة (2).

حدّث عن سلمة بن المحبّق، و حكى عن الزّبير بن العوّام، و شهد معه الجمل.

روى عنه قرّة بن الحارث (3) البصري، و الحسن بن أبي الحسن (4).و وفد على معاوية و قد ذكرت وفوده في ترجمة بشر بن يزيد المعروف بالحتّات (5).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أخبرنا سهل بن السري البخاري، نبأنا صالح بن محمد البغدادي، نبأنا يحيى بن أيوب، نبأنا هشيم (6)،نبأنا منصور بن زاذان (7)،عن الحسن، نبأنا جون بن قتادة، قال: كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في بعض أسفاره فمرّ بعض أصحابه بسقاء معلّق فيه ماء، فأراد أن يشرب، فقال صاحب السقاء: إنّه جلد ميتة، فأمسك حتى لحقهما النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكروا ذلك له فقال:«اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها»[2822].

ص: 328


1- أسد الغابة 370/1 الإصابة 271/1 تهذيب التهذيب 397/1.
2- في تهذيب التهذيب معقبا:«و لم تثبت» و كان واضحا في الإصابة فقال: تابعي، غلط بعض الرواة فوصل عنه حديثا أسقط اسم صحابية فذكره لذلك البغوي و غيره في الصحابة.
3- في تهذيب التهذيب: قرة بن خالد.
4- الذي بالأصل:«روى عنه قرة بن الحارث البصري الحسن بن الحسين» كذا و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب.
5- بالأصل:«الجباب» خطأ، و الصواب ما أثبت، مرّت ترجمته.
6- بالأصل:«هشام» و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب و أسد الغابة.
7- في أسد الغابة: وردان.

قال ابن مندة هكذا قال هشيم و رواه جماعة عنه منهم: شجاع بن مخلد و أحمد بن منيع، و رواه عمرو (1) و الحسن بن عرفة و غيرهم عن هشيم، عن منصور و يونس و غيرهما عن الحسن، عن سلمة بن المحبّق و هو الصّحيح انتهى، و لم يذكر في الإسناد جونا (2)و رواه قتادة، عن الحسن (3)،عن جون (4) بن قتادة، عن سلمة بن المحبّق و هو الصّحيح انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الراوي - في كتابه - أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن محمّد، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدثني جدي و شجاع قالا:[قال] هشيم (5)،أنبأنا منصور، عن الحسن، حدّثنا جون بن قتادة التميمي، قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض أسفاره فمرّ بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء فأراد أن يشرب، فقال له صاحب السّقاء إنه جلد ميتة، فأمسك حتى لحقهم النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكروا ذلك له فقال لهم:«اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها» انتهى[2823].

قال عبد اللّه بن محمّد: هكذا حدث هشيم بهذا الحديث لم يجاوز به جون بن قتادة و ليس الجون صحبة، رواه عن هشيم، عن منصور (6)،عن قتادة، عن الحسن، عن جون، عن سلمة بن المحبّق و هو الصّواب إن شاء اللّه تعالى انتهى. هذا هو المحفوظ عن هشيم في الحديث، و هو وهم فيه فأمّا ما حكاه ابن مندة، عن عمرو بن زرارة و الحسن بن عرفة، عن هشيم فإنما ذاك الإسناد لحديث غير هذا سنذكره فيما بعد و هذا الحديث إنما يرويه جون عن سلمة بن المحبق، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، نبأنا إسحاق - هو ابن أبي إسرائيل - نبأنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق أن

ص: 329


1- عن أسد الغابة و بالأصل «عمر».
2- بالأصل «جون».
3- بالأصل «أنس» و المثبت عن أسد الغابة.
4- الأصل «جوزة» و الصواب ما أثبت و هو صاحب الترجمة.
5- بالأصل «هشام» و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب و أسد الغابة.
6- بالأصل «هشام» و المثبت عن أسد الغابة و الإصابة.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا في غزوة تبوك بماء من عند امرأة، فقالت: ما عندي ماء إلاّ في قربة غير ذكي، فقال:«أ لست دبغتها؟» قالت: نعم، قال:«فإن دباغها طهورها - أو قال:

ذكاتها» شك كمن وقع في هذا الحديث و قد سقط منه ذكر قتادة فإنما يرويه هشام الدستوائي، عن قتادة، عن الحسن[2824].

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن محمّد، عن أحمد بن محمّد الحداد، أنبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا أبو عبد اللّه، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زياد، نبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن منصور، نبأنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبّق أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - في غزوة تبوك - دعا بماء من عند امرأة فقالت: ما عندي إلاّ ماء في قربة غير مذكّى لي ميتة فقال النبي عليه الصّلاة و السلام:«أ ليس قد دبغتها» قالت: بلى، قال:«ذكاتها دباغها» قال أبو عبد اللّه بن مندة رواه بكير بن بكّار، عن شعبة، عن قتادة و إسناده نحوه انتهى، و كذا رواه جماعة غير معاذ بن هشام، عن هشام[2825].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي، نبأنا عمرو بن الهيثم و أبو داود و عبد الصمد المغني (2) قالوا: أنبأنا هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق أن النبي (3) صلى اللّه عليه و سلم دعا بماء من قربة عند امرأة فقالت: إنها ميتة، قال:«أ ليس (4)دبغتها»؟ قالت: بلى، قال:«دباغها ذكاتها»[2826].

هكذا رواه همام بن يحيى العوذي، عن قتادة.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا ابن مالك، نبأنا عبد اللّه بن مالك، نبأنا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدثني أبي، نبأنا بهز، نبأنا همّام، نبأنا قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق أنه كان مع النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 330


1- مسند الإمام أحمد ج 7/5.
2- في المسند: المعنى.
3- في المسند: نبي اللّه.
4- المسند: أ ليس قد دبغتها.
5- مسند أحمد 6/5.

في غزوة تبوك فأتى على بيت قدّامه قربة معلقة فسأل الشراب، فقيل إنها ميتة، فقال:

«ذكاتها دباغها» انتهى[2827].

تابعه عفان بن مسلم الصفّار و أبو سلمة موسى بن إسماعيل التّبوذكي، و أبو عمر حفص بن عمر الحوضي (1) عن همّام، و رواه شعبة بن الحجّاج، عن قتادة فاختلف فيه عنه، فرواه عنه بكر بن بكّار كما قال هشام و همّام، و رواه الأسود بن عامر شاذان عنه فلم يحفظاهم جون و قال عن رجل قد سماه.

فأمّا حديث بكر: فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (2)،أنبأنا علي بن إسماعيل بن حمّاد، نبأنا أبو موسى حينئذ قال: و نبأنا أبو عروبة، أنبأنا الحسين (3) بن هشام الرازي، قالا:

نبأنا بكر بن بكّار، نبأنا شعبة، نبأنا قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعث إلى أهل بيت فاستسقى، فأتي بقربة فيها ماء فشرب، فقيل: إنها ميتة، قال:«دباغها طهورها»[2828].

و أمّا حديث شاذان: فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثنا أبي، نبأنا أسود بن عامر، نبأنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن رجل قد سمّاه، عن سلمة بن المحبق أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أتى على أهل بيت فاستسقى فإذا قربة فيها ماء فقالوا إنها ميتة يا رسول اللّه، قال:«الأديم طهوره دباغه» انتهى[2829].

و رواه أبو النضر سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة فاختلف عليه فيه فروي عنه عن قتادة، عن جون، عن سلمة من غير ذكر الحسن و روي عن قتادة، عن الحسن، عن سلمة، من غير ذكر جون.

فأمّا حديثه الذي لم يذكر فيه الحسن فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (5)،نبأنا يحيى بن

ص: 331


1- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 354/10.
2- الكامل في الضعفاء لابن عدي 178/2.
3- في ابن عدي: الحسن بن يحيى بن هشام الرازي.
4- مسند الإمام أحمد 6/5.
5- الكامل لابن عدي 178/2 و ذكر فيه «الحسن» بين قتادة و جون.

محمّد بن صاعد، نبأنا عمرو (1) بن علي، نبأنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبّق، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

و أمّا حديثه الذي لم يذكر فيه جونا فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي، نبأنا محمد بن جعفر، نبأنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أتى على قربة يوم حنين فدعا منها بماء و عندها امرأة، فقالت: إنها ميتة، فقال «سلوها أ ليس قد دبغت» قالت: بلى، فأتى منها بحاجته، فقال:«ذكاة الأديم دباغه»[2830].

و لجون حديث آخر مشكوك فيه و مختلف في إسناده، أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني عبد اللّه بن محمّد بن عبد الملك الواسطي، نبأنا بكر بن بكار، نبأنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة أو عن رجل، عن سلمة بن محبّق، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم معنى حديث سلام بن مسكين انتهى يعني الذي أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن زهير بن محمّد، قال: أنبأنا القاسم بن سلام بن مسكين، حدثني أبي، قال: سألت الحسن عن الرجل يقع بجارية امرأته فقال: حدثني قبيصة بن حريث الأنصاري، عن سلمة بن المحبّق أن رجلا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم كان لا يزال يسافر و يغزو، و إن امرأته بعثت معه جارية لها قالت: تغسل رأسك و تخدمك و تحفظ عليك و لم تجعلها له، و إنه طال سفره في وجهه فوقع بالجارية، فلمّا فعل أخبرت الجارية مولاتها بذلك، غارت غيرة شديدة فغضبت فأتت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته بالذي صنع، فقال لها النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن كان استكرهها فهي عتيقة و عليه مثلها، و إن كان أتاها عن طيب نفس منها و رضاها فهي له و عليه مثل ثمنها لك» و لم يقم فيه حدّا انتهى[2831].

و قال البغوي: قد روى هذا الحديث شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة انتهى، و صحيح هذا الحديث عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة.

ص: 332


1- بالأصل «عمر» و المثبت عن ابن عدي.
2- مسند الإمام أحمد 6/5.

و رواه معمر، عن قتادة مثل حديث سلام، أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي، نبأنا عبد الرّزّاق، نبأنا معمر، عن قتادة، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المحبق قال: قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في رجل وطئ جارية امرأته إن كان قد استكرهها فهي حرة و عليه لسيدتها مثلها و إن كانت طاوعته فهي له و عليه لسيدتها مثلها.

انتهى.

رواه عمرو بن دينار عن الحسن عن رجل لم يسمّه عن سلمة، أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، أنبأنا عيّاش بن يزيد، نبأنا سفيان، عن عمرو (2)،عن الحسن، عن رجل، عن سلمة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله انتهى.

و رواه عبيد اللّه القواريري، عن سفيان فلم يذكر الرجل الذي لم يسم. و رواه ذلك محمّد بن سلمة الطائفي و حمّاد بن زيد، عن عمرو بن دينار و كذلك رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة بن الحسن، و كذلك رواه أبو حرة عبد الرحمن بن واصل و منصور بن زاذان، و يونس بن عبيد و مبارك بن فضالة، عن الحسن.

فأمّا حديث القواريري، عن سفيان فأخبرناه أبو القاسم السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا عبيد اللّه (3)القواريري، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله انتهى.

و أمّا حديث الطّائفي، فأخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، نبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي سنة خمس و ثلاثمائة حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أخبرنا أبو بكر المزرفي (4)،أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي حينئذ.

ص: 333


1- مسند أحمد 6/5.
2- بالأصل «عمر» و الصواب «عمرو» و هو ابن دينار، و قد مرّ في بداية الخبر.
3- بالأصل «عبد اللّه».
4- بالأصل «المرزقي» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى المزرفة و هي قرية كبيرة ببغداد، بغربيها، على خمسة فراسخ منها.(الأنساب).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين النّقّور، قالا: أنبأنا عيسى بن علي، حدّثنا عبد اللّه بن محمد، قالا: حدثنا داود بن عمرو، نبأنا محمّد بن مسلم - زاد الصّوفي: الطائفي - عن عمرو بن دينار قال: سمعت الحسن بن [أبي] الحسن يقول: سمعت - و قال البغوي: عن - سلمة بن ربيعة بن المحبق يقول:- و قال البغوي قال:- سمعت امرأة تسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن جارية لها خرج بها زوجها إلى سفر فأصابها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن كان استكرهها فهي حرّة و عليه مثلها، و إن كانت طاوعته فهي جاريته و عليه مثلها» انتهى[2832].

و أمّا حديث حمّاد بن زيد، فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، أنبأنا عبيد اللّه القواريري و أبو الربيع، قالا: نبأنا حمّاد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن أبي الحسن، عن سلمة بن محبّق: أن رجلا وقع على جارية امرأته فرفع ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إن كانت طاوعته فهي له و عليه مثلها، و إن كان استكرهها فهي حرة و عليه مثلها لها»[2833].

و أمّا حديث سعيد: فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي، أنبأنا عبد اللّه بن بكر، حدثنا سعيد - يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق: أن رجلا غشي جارية امرأته و هو في غزوة فرفع ذلك إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إن كان استكرهها فهي حرة من ماله و عليه شراؤها لسيّدتها، و إن كانت طاوعته فمثلها من ماله لسيّدتها» انتهى[2834].

و أمّا حديث أبي حرة و منصور: فأخبرناه أبو سعيد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن حيّان النسوي الطبيب، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصّرّام (2)،أنبأنا أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن الجازوقاني، نبأنا الحسن بن عرفة، نبأنا هشيم، عن أبي حرّة و منصور بن زاذان و يونس بن عبيد، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق: أن رجلا خرج

ص: 334


1- مسند الإمام أحمد 6/5.
2- ترجمته في سير الأعلام 483/18.

في سفر فبعثت معه امرأته جارية تخدمه فوقع عليها في سفره فلما قدم ذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إن كنت استكرهتها فهي حرّة و عليك مثلها لمولاتها، و إن كانت طاوعتك فهي أمته (1) و عليك مثلها» انتهى[2835].

و أمّا حديث يونس، فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نبأنا إسماعيل - يعني ابن عليّة - عن يونس، عن الحسن، عن سلمة بن المحبّق: أن رجلا خرج في غزاة و معه جارية لامرأته فوقع بها فذكر للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إن كان استكرهها فهي عتيقة و لها عليه مثلها، و إن كانت طاوعته فهي أمته و لها عليه مثلها» و قال إسماعيل مرة: إنّ رجلا كان في غزوة[2836].

و أمّا حديث مبارك: فأخبرتناه أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا عبد الرّحمن بن صالح، أنبأنا علي بن مسهر، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سئل عن رجل وقع جارية امرأته فقال:«إن كان استكرهها فهي حرة و إنما عليه مثلها، و إن كانت طاوعته فهي أمته و لها عليه مثلها»[2837].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي (3) الفتح بن المحاملي (4)،أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، نبأنا أبو بكر النيسابوري، أنبأنا يوسف بن سعيد، نبأنا مسلم، نبأنا عبيد اللّه بن موسى، نبأنا فضيل بن مرزوق، حدثني شقيق بن عتبة، عن [قرة بن الحارث] (5)،عن جون بن قتادة - قال قرّة [بن] الحارث: كنت مع الأحنف، و كان جون بن قتادة مع الزبير بن العوام، فحدثني جون بن قتادة - قال: كنت مع الزبير فجاء فارس يسير و كانوا يسلمون على الزبير بالإمرة، فقال: السّلام عليك أيّها الأمير، فقال:

و عليك السلام، قال: هؤلاء القوم قد أتوا إلى مكان كذا و كذا، قال: فلم أر قوما أرثّ سلاحا و لا أقلّ عددا و لا أرعب قلوبا [من] (6) قوم أتوك ثم انصرف، قال ثم جاء فارس

ص: 335


1- كذا، و لعل الصواب «أمتك».
2- مسند أحمد ج 6/5.
3- كررت بالأصل.
4- كررت بالأصل.
5- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
6- الزيادة عن مختصر ابن منظور 130/6.

فقال: السّلام [عليك] (1) أيها الأمير فقال: و عليك السّلام، قال: جاء القوم حتى نزلوا مكان كذا و كذا فسمعوا بما جمع اللّه تعالى لهم من العدة و القوة، فقذف اللّه تبارك و تعالى في قلوبهم الرعب، فولّوا مدبرين. فقال الزبير بن العوّام: إيه عنك الآن، فو اللّه لو لم يجد ابن أبي طالب إلاّ العرفج (2) لدبّ إلينا فيه. قال: ثم انصرف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الكلابي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو عثمان بن أحمد بن السماك، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني حدث سلمة بن محبّق: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دعا بماء في غزوة تبوك فقال. رواه قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، و جون هذا معروف، و جون لم يرو عنه غير الحسن (3) إلاّ أنه معروف، و قال علي في موضع آخر:[روى جون عن الزبير، و سئل في موضع آخر: عن شيوخ] (4) الحسن المجهولين فذكرهم، و ذكر فيهم جون بن قتادة انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون حينئذ. و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، أنبأنا خليفة بن خياط قال: جون بن قتادة بن الأعور بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم أدرك الزبير انتهى.

حدثنا عمر رحمه اللّه تعالى لفظا، أنبأنا أبو طالب [بن] يوسف، أنبأنا أبو محمد الجوهري - قراءة على أبي عمر حينئذ - أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنا، قال: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا أبو الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، قال (5):قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس، و هو عبشمس - و ليس عبد شمس إلاّ في

ص: 336


1- الزيادة عن مختصر ابن منظور 130/6.
2- العرفج: شجر سهلي واحدته عرفجة (القاموس المحيط ).
3- بالأصل «الحسين».
4- ما بين معكوفتين العبارة بالأصل مضطربة:«الزبير روى عنهم ابن الحسن المجهولين» و لعل الصواب ما أثبت، و العبارة مستدركة بما يوافق عبارة الإصابة 271/1.
5- طبقات ابن سعد 62/7.

قريش - بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم قبل الوفد، و كتب له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتابا بالشّبكة (1) موضع بالدهناء بين القنعة و العرمة، و هو أبو الجون بن قتادة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد بن خيرون و محمّد بن الحسن، قالا: أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، نبأنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):جون بن قتادة التميمي، عن سلمة بن المحبّق سمع منه حسن (3) يعدّ في البصريين انتهى.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):و روى عنه قتادة، سمعت أبي يقول ذلك، انتهى. و هذا وهم إنما يروي قتادة عن الحسن عنه، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (5)،نبأنا ابن أبي عصمة، نبأنا أبو طالب أحمد بن حميد، قال: سألت - يعني أحمد بن حنبل - عن جون بن قتادة، فقال: لا يعرف، و قلت: روى غير هذا الحديث ؟ قال: لا.

قال ابن حميد قال ابن عدي: و جون بن قتادة لم يعرف له أحمد بن حنبل غير هذا الحديث ؟ أي: غير حديث الدباغ. و قد ذكرت بذلك الإسناد حديثا آخر و ما أظن أن له غيرهما، يعني حديث بكر بن بكّار انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قال: جون بن قتادة، روى عن سلمة بن المحبّق و عن الزبير بن العوّام.

ص: 337


1- الشبكة: عدة مواضع، انظر معجم البلدان 322/3.
2- التاريخ الكبير 252/2/1.
3- البخاري: الحسن.
4- الجرح و التعديل 542/2/1.
5- الكامل في الضعفاء لابن عدي 178/2 و 179.

حدث عنه [الحسن] البصري و قرة بن الحارث ذكره البخاري فقال: جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق يعد في البصريين تميمي سمع منه الحسن لا يعرف إلاّ بهذا.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سواد المقرئ، و المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد الصّيرفي فقال: أنبأنا الحسين بن علي بن عبيد اللّه الطّناجيري، أنبأنا حكيم [بن] محمّد بن إبراهيم التميمي، نبأنا القاضي أبو عبد اللّه عبد الملك بن يزيد بن الهيثم، نبأنا أحمد بن هارون بن روح الحافظ في الطبقة الثامنة من الأسماء المنفردة قال: جون بن قتادة يروي عنه الحسن بن أبي الحسن (1)بصري ثقة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: جون بن قتادة، عن سلمة بن قتادة التميمي عداده في أهل البصرة لا يصحّ له صحبة و لا رؤية، و هم هشيم في حديثه انتهى.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قال: قال: أنبأنا أبو نعيم الحافظ :

جون بن قتادة التميمي يعد في البصريين لا يثبت له رؤية و لا صحبة، ذكره بعض الواهمين في الصّحابة، و نسب وهمه إلى هشيم و هو وهم، لأن زكريا بن يحيى بن رحمويه (2) رواه عن هشيم مجوّدا يعني يذكر سلمة بن المحبق في إسناده انتهى.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أما جون أوله جيم مفتوحة و واو ساكنة فهو جون بن قتادة يروي عن الزبير بن العوام و سلمة بن المحبق، روى عنه الحسن و قرة بن الحارث و غيرهما.

1101 - جوهر مولى أبي تميم معدّ الملقب بالمعزّ

1101 - جوهر مولى أبي تميم معدّ الملقب بالمعزّ (4)

بعثه مولاه بجيش عظيم من المغرب إلى ديار مصر فكسر عسكر الاخشيدية

ص: 338


1- بالأصل «الحسين».
2- في الإصابة 271/1 «زحمويه» و في أسد الغابة 370/1 «حمويه» و في تهذيب التهذيب «زحمويه». قال ابن حجر في الإصابة: و تعقبه المزي (في الأطراف) بأن كلام ابن منده صواب و أن الوهم فيه من هشيم و أن رواية زحمويه شاذة.
3- الاكمال لابن ماكولا 162/2 و بالأصل «إنما أوله جون» و المثبت عن الاكمال.
4- الوافي بالوفيات 225/11 وفيات الأعيان 375/1 ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 90 و انظر بهامش الوافي ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

فاستولى على مصر يوم الثلاثاء (1) الثاني عشر من شعبان سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة و بنى القاهرة ثم قدم (2) مولاه أبو تميم مصر فأقام بها مدة و مات و قام بعده ابنه نزار الملقب بالعزيز فحدث فبعث جوهرا في عسكر إلى دمشق سنة خمس و ستين و ثلاثمائة، وصلها فنزل بظاهرها يوم الأحد لثمان بقين من ذي القعدة فقاتلوا أهلها و أميرهم هفتكين التركي مدة ثم رحل عنها يوم الخميس الثالث من جمادى الأولى سنة ستّ (3) و ستين و ثلاثمائة و لما هجم عليها الشتاء دخل عليه من قتل أصحابه و اقتادوا بهم لقلة العلوفة و لحقه هفتكين إلى أرض الرّملة و جرت بينه و بينه حروب كثيرة فهرب إلى عسقلان و تحصن بها فحاصره فيها إلى أن خرج منها بأمان و لحق بمصر انتهى.

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه قال: دفع إليّ رجل يعرف بمجير الكتامي - شيخ من عبيد المصريين - ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها القائد جوهر في سنة ستّ و ستين و ثلاثمائة.

و أخبرنا الفقيه أبو الحسن أيضا قال: أنبأنا أزهر بن محمّد الحبال المقرئ قال:

سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة مات جوهر يوم الخميس لعشر بقين من ذي القعدة (4).

1102 - جويّة بن عائذ

و يقال: ابن عاتك، و يقال: ابن أبي أناس، و يقال: ابن عبد الواحد، النّصري - من بني نصر بن معاوية - و يقال: الأسدي النحوي الكوفي (5).

وفد على معاوية و سأله.

حكى عنه ابنه أبو نواس عبد الملك بن جويّة.

في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر محمد بن نضر، أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنبأنا أبو محمّد بن الحسن بن أحمد بن جويّة، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمر الكتاني، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني المفضّل بن غسّان، حدثني نصر الذبياني،

ص: 339


1- في وفيات الأعيان: يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان.
2- بالأصل «قدموا».
3- بالأصل «سنة».
4- وفيات الأعيان 376/1 و كانت وفائه بمصر.
5- بغية الوعاة 490/1 و فيه «ابن أبي إياس» بدل «اناس».

حدثني أبو أناس (1) عبد الملك [بن] جوية النّصري عن أبيه قال: قدمت على معاوية بن أبي سفيان فقال: يا جويّة ما القرابة ؟ قلت: المودة، قال: فما السرور؟ فقلت:

المواتاة. قال: فما الراحة ؟ قلت: الجنة. قال: صدقت انتهى كذلك في الأصل جويّة، و الصواب جويّة كما في الترجمة انتهى، خالفه غيره.

أنبأنا أبو المعالي الفضل بن سهل، قال: أنبأنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنبأنا أبو الحسن بن الطّفّال، أنبأنا رشيق، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين المضيفي الإمام، أنبأنا عمارة بن وثيمة، و أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن الفضل، حدثني أبو بشر الذبياني، حدثني أبو أناس عبد الملك بن جويّة، عن أبيه قال: قدمت على معاوية فقال لي: يا جويّة، ما القرابة ؟ قلت: المودة. قال: فما السّرور؟ قلت: المواتاة فقال: فما الراحة ؟ قلت: الجنة قال: صدقت، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ.

و أخبرنا عمرو بن أحمد بن منصور الصّفار، أنبأنا أبو سعيد عبد اللّه بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حسكويه، قال: أنبأنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم، نبأنا إبراهيم بن الجهم السموي، نبأنا الفراء في قوله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ (2)قال: القراء مجتمعون على أوحي و قرأها جويّة بن عبد الواحد الأسدي إن شاء اللّه تعالى قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ من وحيت، فهمز الواو لأنها انضمت، كما قال وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (3)،انتهى.

و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، قال: و أخبرني أبو الحسن أحمد بن علي التمار، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، نبأنا إبراهيم بن عرفة، حدثني محمّد بن الجهم، نبأنا الفراء قال: أهل الحجاز [يقولون]: أوحيت، و أسد: و حيت.

و كان جويّة بن أبي أناس أحد بني نصر بن معاوية يقرأ: قال أوحي يزيد وحي فهمز الواو لانضمامها كما قال تعالى وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ و قال الشاعر:

ما هيج الشوق من أطلال *** أضحت قفارا كوحى الواحي

ص: 340


1- تقدم: أبو نواس.
2- سورة الجن، الآية الأولى.
3- سورة المرسلات، الآية:11.

قال: و سمعت بعض بني كلاب يقول: ليحيى إليّ ، و حيّا ما أعرفه انتهى.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنبأنا عمر بن محمّد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن ثعلب، قال: قرأ جويّة الأسدي: أ حي.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني حينئذ.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن (2)الدارقطني قال: و أما جويّة فهو جويّة بن عبد اللّه بن عائذ، و يقال: ابن عاتك الكوفي النحوي، روى عنه ابنه أبو أناس عبد الملك بن جويّة انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):و أمّا جويّة - بضم الجيم و فتح الواو و بعدها ياء مشددة - فهو جويّة بن عائذ، و يقال بن عاتك النحوي روى عنه ابنه أبو أناس عبد الملك بن جويّة. و قال ابن ماكولا في موضع آخر (4):أبو أناس الكوفي من القرّاء روى عنه يحيى بن آدم (5) و نعيم بن يحيى السعدي (6) و غيرهما، و اختلف في اسمه و اسم أبيه (7) فقال يحيى بن آدم هو عبد الملك بن جويّة، و قال الفراء في رواية الأصم عن ابن (8) الجهم، عنه: جويّة بن عبد الواحد الأسدي؛ و روى نفطويه عن ابن الجهم عنه أنّه جويّة بن أبي أناس أحد بني نصر بن (9) معاوية، و روي عن ثعلب: جويّة الأسدي غير منسوب.

ص: 341


1- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت و قد مرّ هذا السند كثيرا.
2- بالأصل «الحسين» خطأ.
3- الاكمال لابن ماكولا 170/2.
4- الاكمال لابن ماكولا 112/1-113.
5- عن الاكمال و بالأصل «أديم».
6- الاكمال: السعيدي.
7- بالأصل «أبوه».
8- بالأصل:«أبي».
9- بالأصل:«بن أبي معاوية» و الصواب عن الاكمال.

1103 - جهير بن محمّد

أبو القاسم انتهى

قرأت بخط بعضهم: أنشدني أبو القاسم جهير بن محمّد بدمشق لابن كاتب المطيري:

فديتها عينا إذا أقبلت *** سبح إنساني لإنسانها

ص: 342

ذكر من اسمه جيش

1104 - جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون

1104 - جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون (1)

أبو العساكر الطولوني

[ولي] إمرة دمشق بعد قتل أبيه أبي الجيش مدة يسيرة، ثم خرج متوجها إلى مصر فقتل قبل أن تطول مدته انتهى.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المرّي قال: بويع لجيش بن أبي الجيش بدمشق بعد قتل أبيه في ذي الحجة سنة اثنتين و ثمانين و مائتين، و خرج جيش بن خمارويه بعد قتل أبيه من دمشق راجعا إلى مصر في النصف من ذي الحجة من هذه السنة، و استخلف على دمشق طغج بن جفّ فلما صار جيش إلى مصر وثب (2) بعمّه أبي العشائر فقتله، فتحرك الناس بمصر لقتلته و وقع بمصر نهب و حريق و وثب هارون بن خمارويه على جيش بن خمارويه فقتله و صار الأمر إلى هارون بن خمارويه في جمادى الآخرة سنة ثلاث و ثمانين و مائتين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، قالا: أنبأنا عبد العزيز الكتاني، حدثني أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، نبأنا عبد اللّه بن أيوب،[حدثني] أبو محمّد الحافظ ، حدثني أبو بكر محمّد بن خروف - بمصر - حدثني أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم - المعروف بابن الداية - حدثني

ص: 343


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 229/11 و ولاة مصر للكندي ص 265-266 و انظر بهامش الوافي ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل:«وبثت» و لعل الصواب ما أثبت.

ربيعة بن أحمد بن طولون قال (1):لمّا توفي (2) خمارويه قبض عليّ و على مضر و شيبان ابني أحمد بن طولون جيش بن خمارويه و حبسنا (3) بدمشق، فلمّا قفل إلى مصر حبسنا في حجرة من الميدان معه، و كانت تأتينا في كل يوم مائدة نجتمع عليها، و كان في الحجرة رواق و بيتان و جلوسنا في الرواق، فوافى خادم له، فأدخلوا أخانا مضر في البيت فانفصل عنا، فكانت المائدة تقدم إلينا و نمنع أن نلقي إليه منها شيئا، فأقام خمسة أيام لا يطعم و لا يستغيث (4)،ثم وافى إلينا من أصحاب جيش فقالوا: أ ما مات أخوكم بعد؟ فقلنا: ما نسمع له حسّا، ففتحوا الباب فوجدوه حيّا، و رام القيام فلم يصل إليه، فرماه الثلاثة بثلاثة أسهم في مقاتله فطعن، و كانت ليلة الجمعة و أخرجوه و أغلقوا الباب علينا، و أقمنا يوم الجمعة و السبت لم يقدم إلينا طعام، فظننا أنهم سلكوا بنا طريقه، فلما كان يوم الأحد سمعنا صارخة في الدار، و فتح باب الحجرة و أدخل إلينا جيش بن خمارويه.

فقلنا: ما خبرك ؟ فقال: غلب أخي على أمري. و تولى إمارة البلد هارون بن خمارويه؛ فقلنا: الحمد للّه الذي قبض يدك و أضرع خدك. فقال: ما كان عزمي إلاّ أن ألحقكما بأخيكما. و أنفذ إلينا جماعتنا مائدة. فلما طعمنا بعث إلينا خادما أنّ جيشا كان قد عزم على قتلكما كما قتل أخاكما، فاقتلاه (5) و خذا بثأركما منه و انصرفا على أمان و بعث إلينا خدما فتسرعوا إليه فقتل، و انصرفنا إلى منازلنا و قد كفينا عدونا، انتهى.

و ذكر محمّد بن أحمد الورّاق أن الخبر بذلك وصل إلى بغداد في النصف من شهر ربيع الآخر من هذه السنة يعني سنة ثلاث (6) و ثمانين و مائتين، و بلغني أن مدة جيش كانت تسعة أشهر، و قيل ستة أشهر (7).

ص: 344


1- الخبر في النجوم الزاهرة 93/3.
2- في النجوم: لما قتل أخي خمارويه و دخل ابنه جيش مصر، قبض...
3- في النجوم الزاهرة: و حبسهما في حجرة معي في الميدان.
4- الأصل:«لا تطعم و لا تستغيث» و المثبت عن النجوم و المختصر.
5- عن النجوم الزاهرة و بالأصل: فاقبلا.
6- في الوافي:«و كانت قتلته في حدود التسعين و المائتين». كذا.
7- انظر في مدة ولايته: ولاة مصر للكندي ص 266 و النجوم الزاهرة 94/3.

1105 - جيش بن محمّد بن صمصامة

أبو الفتح القائد (1)

ابن أخت أبي محمّد (2) المغربي الكتامي، ولي دمشق من قبل خاله [أبي] محمود أمير الأمراء (3)،أمير جيوش المصريين بالشام في يوم الخميس ليوم بقي من ذي القعدة سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة ثم عزله في المحرّم سنة أربع و ستين و ولاّها بدر السمولي ثم أعاده إلى ولايتها يوم الجمعة مستهل ربيع الآخر سنة أربع و ستين ثم عزل يوم الخميس لخمس خلون من رجب من هذه السنة و ولاّه ما شاء اللّه، ثم ولي دمشق بعد موت خاله أبي محمود سنة سبعين و ثلاثمائة إلى أن وصل بلتكين التركي واليا على دمشق في ذي الحجة سنة اثنتين (4) و سبعين ثم ولي جيش دمشق في سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة فأقام بها واليا حتى مات.

و كان سفّاكا للدّماء شديد التعدي و الظلم و كان داعيا من دعاتهم يأخذ على المخدومين، و عمّ الناس في ولايته البلاء من القتل و أخذ المال حتى لم يبق بيت بدمشق و لا بظاهرها إلاّ امتلأ من جوره خلا من كان ظالما يعينه على ظلمه، و كثر الدّعاء عليه و الابتهال إلى اللّه تعالى في إهلاكه حتى أراح اللّه تعالى منه بعد أن رأى بنفسه من الجذام العبر.() (5) و() (6) انتهى.

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، قال: دفع إليّ رجل يعرف بمجير الكتامي - شيخ من خيل المصريين - ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق و كان فيها: جيش بن صمصامة سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة انتهى.

و قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن الشحامي و في ليلة هذا اليوم - و هي ليلة الاثنين يعني التاسع من شهر ربيع الآخر سنة تسعين - مات القائد جيش ثلث الليل

ص: 345


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 230/11 و النجوم الزاهرة 204/4 و فيها: أبو الفتوح و شذرات الذهب 133/3.
2- في الوافي:«أبي محمود» و سيرد صوابا.
3- بالأصل «أمير المؤمنين» و لعل الصواب ما أثبت، و في النجوم الزاهرة:«أمير أمراء جيوش...».
4- بالأصل «اثنين».
5- كلمة غير مقروءة بالأصل، فتركنا مكانها بياضا.
6- كلمة غير مقروءة بالأصل، فتركنا مكانها بياضا.

و أخفي أمره يوم الخميس لاثنتي (1) عشرة خلت من شهر ربيع، و اجتمع في قصر السّلطان النبيل و جيش و ابن نزال و جماعة القواد و جمعوا أشراف دمشق و شيوخها فلما اجتمعوا في القصر أخرجوا سجلا من السلطان يقول فيه: إن صاب جيشا شيء فيكون ابنه أبو عبد اللّه الوالي بعده ثم قام التاهرتي الشريف و قال: يا معشر الناس إن قائدكم قد مات، و أنا أعزّيكم. فبكى الناس و عزّوا لابنه أبي عبد اللّه و هنئوه بالولاية انتهى.

قرأت بخط أبي محمّد [بن] الأكفاني مما نقله من خطّ أبي الحسن بن الميداني قال: قدم جيش بن الصمصامة إلى دمشق يوم الثلاثاء لاثنتين (2) و عشرين ليلة خلت من ذي القعدة من سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة و نزل المزّة و مات يوم الاثنين لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسعين و ثلاثمائة. و جاء كتاب بولاية من السجل موضع جيش.

1106 - جيش بن ميمون بن عبد اللّه

أبو الفتح الأطرابلسي المقرئ الكاتب

حدث بمصر عن أبي الحسين محمّد بن حمود بن عمر القاضي.

روى عنه عمر الدّهستاني.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسين الفرغولي بمرو، قال: أنبأنا أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدوية الدّهستاني الحافظ (3)،أنبأنا جيش بن ميمون بن عبد اللّه الأطرابلسي أبو الفتح الكاتب المقرئ بمصر، أنبأنا [أبو] الحسين محمّد بن محمود بن عمر بن عبد الواحد الشافعي القاضي، أخبرني أبو محمّد بن مسلم بن أحمد بن عرافة - برشيد، و هو قاضيها - قال لي أبو سعيد بن جنادة المالكي: عرضت لي في وقت من الزمان قصة كبرت على قلبي و أنا أضيق ما كنت منها و قد استترت في البيت فحملت انظر في دفاتري فمرّ بي فيها هذا البيت:

يستصعب الأمر أحيانا بصاحبه *** و ربّ مستصعب قد سهّل اللّه

قال فسرى عني و قمت من وقتي و خرجت إلى الطريق و علمت أن اللّه تعالى قد فرّج عني قال: فما رأيت إلاّ خيرا انتهى.

ص: 346


1- بالأصل «لاثني».
2- بالأصل:«لاثنين».
3- ترجمته في سير الأعلام 317/19(202).

حرف الحاء المهملة

ذكر من اسمه حابس

1107 - حابس بن سعد

1107 - حابس بن سعد (1)

و يقال: ابن ربيعة بن المنذر بن سعد بن يثربى بن عبد بن قصيّ بن قمران بن ثعلبة بن عمرو بن ثعلبة بن حيّان بن جرم، و هو ثعلبة بن عمرو بن الغوث بن طيّ الطائي اليماني.

يقال: إنّ له صحبة، و كان فيمن وجهه أبو بكر الصّدّيق إلى الشام، نزل مصر، و ولاّه عمر قضاء حمص.

و حدّث عن أبي بكر الصّدّيق، و فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و قدم دمشق و شهد مع معاوية حرب صفّين و جعله على الرّجّالة يومئذ.

روى عنه عبد اللّه بن غابر (2) و سعد بن إبراهيم انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان، نبأنا عمرو بن عثمان، نبأنا أحمد بن خالد الوهبي (3)،عن عبد الواحد بن أبي عون، عن سعد بن إبراهيم، عن حابس اليماني، عن أبي بكر الصّديق (4) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من

ص: 347


1- بالأصل «سعيد» و المثبت عن الاستيعاب 360/1 و الإصابة 272/1 و أسد الغابة 375/1 الوافي بالوفيات 232/11 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن أسد الغابة 376/1.
3- في العبر: الذهبي.
4- الحديث في المعرفة و التاريخ 308/2.

صلّى صلاة الصّبح فهو في ذمّة اللّه تعالى، فلا تخفروا اللّه في عهده، فمن قتله طلبه اللّه حتى يكبّه في النار على وجهه»[2838].

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو منصور بن محمّد بن الحسين بن عبد اللّه البزاز - المعروف بابن هريسة - أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد البرقاني، قال:

فقلت يعني للدارقطني (1):حابس اليماني عن أبي بكر الصّديق ؟ فقال: مجهول متروك.

قرأت بخط عبد العزيز الكتاني، ثم أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عنه، أنبأنا علي بن الحسين الرّبعي، أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن عبد اللّه بن سعيد الكندي - ببعلبك-، أنبأنا أبو الخليل العبّاس بن الخليل الحضرمي - بحمص - نبأنا أبو علقمة - يعني نصر بن خزيمة بن علقمة - عن محفوظ بن علقمة، أخبرني أبي عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن أبي عائذ، قال: و قال حسين قال حابس بن سعد حدثتني (2) فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنها أريت في منامها أنكحت أبا بكر و نكح عليّ أسماء بنت عميس و كانت بنت عميس تحت أبي بكر و توفي أبو بكر و توفيت فاطمة فنكح علي أسماء بنت عميس انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف [أنبأنا] الحسين بن الفهم، أنبأنا محمّد بن سعد قال (3)في تسمية من نزل الشام من الصّحابة و الأنصار أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: حابس بن سعد الطائي انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن المكي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد حينئذ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، أنبأنا أبي قال: و منهم يعني حابسا: حابس بن سعد ولاّه عمر بن الخطاب - رضي اللّه تعالى عنه - القضاء انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نبأنا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من

ص: 348


1- بالأصل «الدارقطني».
2- بالأصل: حدثني.
3- طبقات ابن سعد 431/7.

الصّحابة من الأنصار و قبائل اليمن: حابس بن سعد اليماني انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا علي بن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصّحابة: حابس بن سعد الطائي، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ثمّ حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أحمد بن الحسين و المبارك بن عبد الجبّار و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن (1) الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمد (2) بن إسماعيل البخاري: حابس بن سعد الطائي أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى حريز عن عبد اللّه بن غابر، يعدّ [في] الشاميّين انتهى.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة، حينئذ - قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):حابس بن سعد الطائي شامي، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو حابس اليماني قتل بصفّين، روى عنه عبد اللّه بن غابر الألهاني، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمّد: و روى حابس اليماني عن أبي بكر الصّدّيق رضي اللّه تعالى عنه، روى عنه سعد بن إبراهيم.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي النّرسي (4)-في كتابه - أنبأنا [عمي رقة] (5)-قراءة - أنبأنا أبو طالب الزّينبي - قراءة - أنبأنا أبو القاسم التنوخي، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص، نبأنا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي في الطّبقة العليا التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أهل حمص: حابس بن

ص: 349


1- بالأصل:«و الحسن» و الصواب «بن الحسن» قياسا إلى سند مماثل.
2- بالأصل «أحمد» خطأ، و انظر التاريخ الكبير 108/1/2 و الزيادة التالية عنه.
3- الجرح و التعديل 292/3(292/2/1).
4- كذا بالأصل، و في فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 426/7) الزينبي.
5- كذا اللفظتان بالأصل و بعد اللفظة الأخيرة بياض مقدار كلمة.

سعد الطائي اليماني أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و صحب أبا بكر الصّدّيق رضي اللّه تعالى عنهما و حدث عنه و أسند، و قتل بصفّين مع معاوية، قضى في خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنهما أجمعين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسمّ الفقيه، نبأنا عبد العزيز الكتاني (1)،أنبأنا مسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنبأنا أبو طالب، أنبأنا أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد القاضي في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: حابس بن سعد (2)اليماني، يقال إنه أدرك عمر بن الخطاب، و ابن الحمق الخزاعي، كان بحمص ثم ارتحل، كذلك قال محمّد بن عوف و سليمان البهراني انتهى. كذا قال.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواجد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: حابس بن سعد الطائي عداده في الحمص، روى عنه عبد اللّه بن غابر، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح، أنبأنا شجاع، أنبأنا أبو عبد اللّه، أنبأنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، نبأنا أبو اليمان، نبأنا حريز بن عثمان، عن عبد اللّه بن غابر قال: دخل حابس بن سعد المسجد من السّحر، و قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، فرأى الناس يصلون في صدر المسجد. فقال المراءون: أرعبوهم فمن أرعبهم فقد أطاع اللّه تعالى و رسوله، فقام الرّجل إلى رجل من خلفه فوخزه في صدر المسجد و قال: إن الملائكة تصلي من السّحر في مقدم المسجد انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا أبو زرعة الدمشقي، نبأنا أبو التّمّار، نبأنا حريز (3) بن عثمان، عن عبد اللّه بن غابر الألهاني، قال: جاء حابس بن سعد الطائي و قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم فرأى الناس يصلّون في صدر المسجد فقال المراءون: و ربّ الكعبة أرعبوهم فمن أرعبهم فقد أطاع اللّه عزّ و جلّ و رسوله، و قال: إن الملائكة تصلّي من السّحر في صدر المسجد، انتهى.

ص: 350


1- اللفظة غير واضحة، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- بالأصل «سعيد» و الصواب مما تقدم.
3- بالأصل «جرير» خطأ، و قد مرّ صوابا قبل أسطر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال: قال أبو عبيدة: و كان على رجّالة الميمنة كلهم: حابس بن سعد الطائي مع معاوية و ذلك في المحرّم سنة سبع و ثلاثين (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، نبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نبأنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدثني نصر بن مزاحم (2)،نبأنا عمر (3) بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي الطّفيل العامري: أن حابس بن سعد الطائي كان صاحب لواء طيء من أهل الشام مع معاوية فقال في الشعر:

أ ما يعجبك أنّا قد كففنا *** عن أهل الكوفة الموت العيان

أ ينهانا كتاب اللّه عنهم *** و لا تنهاهم السّبع المثان (4)

و قال فيه أيضا:

أ ما بين المنايا غير سبع *** بقين من المحرّم أو ثمان

أ ما يعجبك أنّا قد كففنا *** عن أهل الكوفة الموت العيان

أ ينهانا كتاب اللّه عنهم *** و لا تنهاهم السّبع المثان

فقتل بعد ذلك مع معاوية في المحرّم سنة سبع و ثلاثين انتهى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان، نبأنا حرملة، نبأنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، قال: لمّا كان يوم صفّين اجتمع أبو مسلم الخولاني و حابس الطائي و ربيعة الجرشي و كانوا مع معاوية فقالوا: ليدع كل إنسان

ص: 351


1- تاريخ خليفة ص 196 و العبارة الأخيرة ليست في تاريخ خليفة، و قد ورد خبر صفين فيه سنة ثمان و ثلاثين.
2- وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 202 الخبر و الشعر، و انظر الفتوح لابن الأعثم الكوفي 23/3.
3- في وقعة صفين ص 202 «عمرو».
4- السبع المثان: هي السور إلى سورة التوبة، على أن تحسب التوبة و الأنفال سورة واحدة، و لذلك لم يفصل بينهما بالمصحف بالبسملة.

منكم بدعوة، فقال أبو مسلم: اللّهمّ اكفنا و عافنا. و قال حابس: اللّهمّ اجمع بيننا و بينهم، ثم احكم بيننا و بينهم، و قال ربيعة: اللّهم اجمع بيننا ثم ابلنا بهم و ابلهم بنا، فلما التقوا قتل حابس و فقئت عين ربيعة و عوفي أبو مسلم و قال في ذلك شاعر أهل العراق:

نحن قتلنا حابسا في عصابة *** كرام و لم نترك بصفّين معصبا

قال يعقوب: كانت صفّين في شهر ربيع الأوّل سنة سبع و ثلاثين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد بن محمّد، أنبأنا عبد الرحمن بن مندة، أنبأنا أبي أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد حينئذ، و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد اللّه بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمّد بن عمرو بن إسحاق بن زبريق، حدثني أبي، أنبأنا نصر بن خزيمة أن أباه أخبره عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ ، عن أبي عائذ قال: قال جبير بن نفير: أرى خارجة بن جزء العذري (1) رؤيا فأتى حابس بن سعد الطائي فحدّثه بها فقال: أ رأيت أنّي أتيت باب الجنة فإذا أنا بمصراعين طويلين و أنت معي و إذا حائطها من شوك طويل فذهبنا لنلج من بابها فمنعنا، فكأنه جعل لي جناحان فطرت حتى دخلتها فإذا أنا فيها ملقى منبطح ثم رأيتك دخلت تمشي من بابها، فقال حابس بن سعد: تلك الشهادة، قد كنت أرجو أن أقتل شهيدا، فأمّا أنت ستقتل شهيدا، قال: فغزا خارجة بن جزء في البحر ثم خرق جلده حديدة سفينة انتهى.

أخبرنا. قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي الحسن، عن أبي القاسم يوسف بن محمّد بن المهرواني الهمداني، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي المقرئ - قراءة عليه - أنبأنا أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري، نبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: أخبرت عن إدريس بن قادم، عن عمر بن ميمون، عن أمية قال:

مرّ عليّ - رضي اللّه تعالى عنه - برجل - يوم صفّين - مقتول و معه الأشتر فاسترجع الأشتر فقال عليّ : مالك ؟ قال: ما هذا؟ حابس اليماني عهدته مؤمنا ثم قتل على ضلالة، قال:

و الآن هو مؤمن انتهى.

ص: 352


1- انظر ترجمته في أسد الغابة 560/1 و الاستيعاب 422/1 هامش الإصابة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نبأنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نبأنا عبد اللّه بن أبي زياد القطواني، نبأنا أبو داود الطّيالسي، حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الواحد قال: مرّ علي بن أبي طالب - يوم صفّين - و هو متكئ على الأشتر فمرّ بحابس اليماني، و كان حابس من العبّاد، فقال الأشتر: يا أمير المؤمنين حابس معهم عهدي به و اللّه مؤمن ؟! فقال علي:

و هو اليوم مؤمن.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد أحمد البيهقي في كتابه، و حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان المرادي، أنبأنا أبو بكر البيهقي - إجازة - أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي البيهقي، أنبأنا (1) أبو حامد أحمد بن محمّد [بن] الحسين البيهقي الخسروجردي (2)،نبأنا داود بن الحسين البيهقي، نبأنا حميد بن زنجويه، نبأنا أحمد بن خالد، نبأنا عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي عون قال: مرّ علي بن أبي طالب - رضي اللّه تعالى عنه - و هو متكئ على الأشتر فإذا حابس اليماني مقتول، فقال الأشتر: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، حابس اليماني معهم يا أمير المؤمنين، عليه علامة معاوية أمّا و اللّه لقد عهدته مؤمنا، فقال علي بن أبي طالب - رضي اللّه تعالى عنه - و الآن هو مؤمن. قال: و كان حابس رجلا من أهل اليمن من أهل العبادة و الاجتهاد انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط في تسمية من قتل مع معاوية بصفّين حابس بن سعد الطائي انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نبأنا عمر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، نبأنا حنبل بن إسحاق، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو كريب، نبأنا وكيع، عن علي بن صالح، عن أبيه، عن أبي بكر بن عمرو قال: و كان بين الجمل و بين صفين شهران و نحوه، و كانت صفّين في سنة سبع و ثلاثين.

ص: 353


1- بياض بالأصل مقدار كلمة.
2- هذه النسبة إلى خسروجرد و هي قرية من ناحية بيهق (الأنساب). ذكره السمعاني باسم:«أبي حامد أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين» و ترجم له.

1108 - حابس بن ضمرة الضّبّي

من أخص أصحاب عبد الملك بن مروان و ولاّه صائفة أهل دمشق، له ذكر.

1109 - حابس بن عمرة العتبي

من أخص أصحاب عبد الملك بن مروان و ولاه شاتية أهل دمشق، له ذكر انتهى.

ص: 354

ذكر من اسمه حاتم

1110 - حاتم بن أحمد بن الحجّاج

أبو سهل المروزي

كان رفيق أبي حاتم الرازي في رحلته إلى الشام.

حدّث عن أبي معاذ النحوي، و هارون بن معروف، و شريح بن يونس، و عبيد اللّه بن معاذ بن معاذ.

سمع منه أبو حاتم الرازي انتهى.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة [أنبأنا] أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنبأنا أبو القاسم انتهى، قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي قالا: أنبأنا أبو محمّد بن [أبي] حاتم قال (1):حاتم بن أحمد بن الحجّاج المروزي أبو سهل (2) رفيق أبي بالشام، روى عن أبي معاذ النحوي، و شريح بن يونس، و هارون بن معروف، و عبيد اللّه بن معاذ بن معاذ سمع منه أبي.

1111 - حاتم بن شقّي بن يزيد، و يقال: مرثد، و يقال: ابن نبيه

1111 - حاتم بن شقّي (3) بن يزيد، و يقال: مرثد، و يقال: ابن نبيه (4)

أبو فروة الهمداني

من أهل دمشق و هو من أهل حرب، و هو ابن أخت يزيد بن مرثد.

ص: 355


1- الجرح و التعديل 261/2/1.
2- بالأصل «أبو سهيل» و المثبت عن الجرح.
3- بالأصل:«شقي» و المثبت عن الجرح و التعديل 259/2/1 و مختصر ابن منظور 137/6.
4- غير واضحة بالأصل و بدون نقط ، و المثبت عن المختصر.

روى عن مكحول، و عبدة بن أبي لبابة (1)،و حسّان بن عطية، و يزيد بن مرثد.

روى عنه الوليد بن مسلم و هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا أبو الفتح المقدسي و ابن محمّد الكلاعي، و أخبرنا أبو الحسن علي بن يزيد السّلمي، حدّثنا نضر بن إبراهيم الزاهد، قال: أنبأنا أبو الحسين بن عوف، أنبأنا أبو علي بن منير، نبأنا محمّد بن خريم، نبأنا هشام بن عمّار في مشيخته الدمشقيين نبأنا أبو فروة حاتم بن شفّي الهمداني - و يخضب بحمرة - قال: رأيت مكحولا يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع، و يرفع يديه قليلا من تحت الرواح، و يقول: ربّنا و لك الحمد ملء السموات و ملء الأرضين السبع، و ما بينهن و ملء ما فيهن من شيء بعد، اللّهمّ إيّاك نعبد، و لك نصلي و نسجد، و إليك نسعى و نحفد، نرجو رحمتك، و نخاف عذابك الجد، إنّ عذابك بالكافرين ملحق، انتهى.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر الأنباري، أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، حدّثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، حدثني أبو القاسم يزيد بن عبد الصّمد، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، حدثني أبو فروة حاتم بن شفي بن مرثد ابن أخت يزيد بن مرثد قال:

رأيت مكحولا يعتمّ على قلنسوة، و يرخي من خلفه شبرا أو أقل من الشبر، بعمامة بيضاء انتهى.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم، أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أبو الحسن حينئذ، قال: و أنبأنا أحمد - إجازة - قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):حاتم بن شفيّ أبو فروة الهمداني دمشقي روى عنه الوليد بن مسلم، و هشام بن عمّار سمعت أبي يقول ذلك سألت أبي عنه فقال: يكتب حديثه انتهى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي

ص: 356


1- ترجمته في سير الأعلام 229/5.
2- الجرح و التعديل 259/2/1.

قال: أبو فروة حاتم بن شفي بن يزيد ابن أخت يزيد بن مرثد، عن مكحول، روى عنه أبو أيوب الدمشقي.

1112 - حاتم بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي

ابن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل

ابن عمرو بن الغوث، و اسمه جلهمة بن أدد بن زيد (1)

ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب

ابن يعرب بن قحطان

أبو سفّانة (2) الطائي الجواد.

شاعر جاهلي قدم دمشق فخطب ماوية بنت حجر بن النعمان الغسّانية و قد مضى ذكر قدومه في ترجمة أوس بن حارثة انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور الكيلي، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عمر بن أحمد الأهوازي، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال: حاتم بن عبد اللّه بن الحشرج بن امرئ القيس بن عديّ بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة [بن] جرول بن ثعلب بن عمرو بن الغوث بن طيء بن أدد بن يزيد (3) بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ. انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قالا: ذكر أن الكلبي قال: و ولد الغوث بن طيء عمرا و لؤيا و قيسا و ذكر جماعة ثم قال: و ولد عمرو بن الغوث ثعلا و إليه العدد، و ذكر نسبا و خرج إلى نسب آخر قال: و ولد ثعل بن عمرو:

سلامان و جرولا ثم قال: و ولد جرول بن ثعل: معاوية و ربيعة و ركيفا بطن، و عتيكا.

و ولد ربيعة بن جرول: أبا أخزم و هو هرومة و عمرا، فولد أبو أخزم بن ربيعة أخزم و الجد (4)،فولد أخزم عديا، فمن بني عدي: حاتم الجواد بن عبد اللّه بن سعد بن

ص: 357


1- عن ابن حزم ص 397.
2- سفّانة هي ابنته، و أصل السفانة اللؤلؤة (القاموس).
3- كذا بالأصل، و مرّ عن ابن حزم: زيد.
4- في ابن حزم ص 402 النجد.

الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم و هو هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء قال ابن ماكولا: هذا هو الصّواب، و ما اتفق عليه النسابون.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن فهم، نبأنا محمد بن سعد، قال: كان حاتم طيء جوادا، أجود العرب، قال: و يكنى [أبا] سفّانة بابنته، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنبأنا سليمان بن أيوب، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن سليمان، نبأنا علي بن إبراهيم، نبأنا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت أحمد بن محمّد المقدسي يقول: حاتم يكنى أبا سفّانة انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (1)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن يوسف العماني، نبأنا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد الكوفي نبا ضرار بن صرد، نبأنا عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثّمالي، عن عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد النّخعي، قال: قال علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه: يا سبحان اللّه، ما أزهد كثيرا (2) من الناس في خير (3)، عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة، فلا يرى نفسه للخير أهلا، فلو كان لا يرجو ثوابا، و لا يخشى عذابا (4) لكان ينبغي أن يسارع في مكارم الأخلاق، فإنها تدل على سبيل (5) النجاح. فقام إليه رجل و قال: فداك أبي و أمي يا أمير المؤمنين. أسمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، و ما هو خير منه، لما أتى بسبايا طيّ ء وقفت جارية حمراء لعساء (6) ذلفاء (7) عيطاء (8) شماء الأنف، معتدلة القامة و الهامة، درماء (9) الكعبين،

ص: 358


1- دلائل النبوة للبيهقي 341/5.
2- بالأصل «كثير».
3- بالأصل «قصر» و المثبت عن البيهقي.
4- في دلائل البيهقي: عقابا.
5- البيهقي: سبل النجاح.
6- لعساء: من اللعس و هو سواد يعلو شفة المرأة البيضاء، و قيل هو سواد في حمرة (اللسان: لعس).
7- ذلفاء: من الذلف: و هو قصر الأنف و صغره (اللسان: ذلف).
8- عيطاء: طويلة العنق في اعتدال.
9- درماء الكعبين: أي المرأة التي لا تستبين كعوبها و مرافقها، و كل ما غطاه الشحم و اللحم و خفي حجمه فقد درم (القاموس: درم).

خدلة الساقين، لفاء الفخذين، خميصة الخصرين، ضامرة الكشحين، مصقولة المتنين.

قال: فلما رأيتها أعجبت بها، و قلت: لأطلبنّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجعلها في فيء (1)، فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها، فقالت: يا محمّد إن رأيت أن تخلّي عنا و لا تشمت بي أحياء العرب، فإني ابنة سيّد قومي، و إن أبي كان يحمي الذمار، و يفك العاني، و يشبع الجائع و يكسو العاري، و يقري الضيف، و يطعم الطعام، و يفشي السّلام، و لم يردّ طالب حاجة قطّ ، أنا ابنة حاتم طيء، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا جارية، هذه صفة المؤمنين، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلّوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، و اللّه يحب مكارم الأخلاق» فقام أبو بردة بن نيار (2) و قال: يا رسول اللّه، و اللّه يحب مكارم الأخلاق ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي نفسي بيده لا يدخلنّ الجنة أحد إلاّ بحسن الخلق» انتهى[2839].

أخبرنا القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري، أنبأنا خالي أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصّرصري، أنبأنا عبد اللّه بن الحسين بن إسماعيل،- إملاء - أنبأنا يوسف - يعني أبي موسى - نبأنا الفضل بن دكين، نبأنا سفيان، عن سماك بن الحارث، عن رجل قد سمّاه، عن عديّ بن حاتم قال: قلت: يا رسول اللّه إن أبي كان يفعل كذا و كذا في الجاهلية فقال:«التمس أبوك أمرا فأصابه» قال يوسف: يعني الدنيا انتهى. الرجل الذي لم يسمّه أبو نعيم الفضل بن دكين في روايته هو: مرّي بن قطري، سماه أبو حذيفة: موسى بن مسعود المهدي، عن سفيان الثوري انتهى.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا إسماعيل بن عبد اللّه العبدي، أنبأنا أبو حذيفة، نبأنا سفيان، عن سمّاك عن مرّي بن قطري، عن عدي بن حاتم، قال: قلت للنبي صلى اللّه عليه و سلم إنّ أبي كان يطعم المساكين، و يعتق الرقاب، فهل له في ذلك أجر؟ قال:«إن أباك التمس أمرا فأصابه».

ص: 359


1- في البيهقي: يجعلها في فيئي، و هو الأظهر.
2- في البيهقي:«دينار» تحريف.

و أخبرناه أبو القاسم [بن] الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب (1)،أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي، أنبأنا مؤمّل - هو أبي إسماعيل - نبأنا سفيان، عن سمّاك بن حرب، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم، قال: قلت: يا رسول اللّه إن أبي كان يصل الرحم و يفعل و يفعل فهل له في ذلك يعني من أجر قال:«إنّ أباك طلب شيئا فأصابه» انتهى[2840].

و أخبرناه أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أنبأنا أبو عروبة، أنبأنا خالد بن مالك، نبأنا مصعب بن ماهان، عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم، قال: قلت للنبي صلى اللّه عليه و سلم: كان أبي يطعم المساكين و يعتق الرقاب فهل له في ذلك خير؟ قال:«التمس أبوك أمرا فأصابه». انتهى[2841].

و كذا سماه شعبة بن الحجاج في روايته إياه عن سمّاك.

أخبرتنا به أمّ المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا القواريري، حدّثنا غندر، نبأنا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت مري بن قطري قال: سمعت عديّ بن حاتم قال: قلت: يا نبي اللّه إنّ أبي كان يصل الرحم و يفعل و كذا و كذا، قال:«إنّ أباك أراد أمرا فأدركه» يعني الذكر انتهى[2842].

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدثني أبي، نبأنا محمّد بن جعفر، نبأنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت مري بن قطري قال: سمعت عدي بن حاتم قال: قلت:

يا رسول اللّه إن أبي كان يصل الرحم و يفعل كذا و كذا، قال:«إن أباك أراد أمرا فأدركه» يعني الذكر انتهى[2843].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني، نبأنا أبو نعيم الحافظ ،

ص: 360


1- بالأصل «المهذب» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- مسند الإمام أحمد 258/4.
3- بالأصل «الجرود» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- مسند أحمد 258/4.

نبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن سياه، قال: سمعت أحمد بن علي بن الجارود يقول سمعت عمر بن شبة (1) يقول: حدثنا زيد بن يحيى الأنماطي قال اتّبعت شعبة في طريق فجعل يقول: حدثنا سماك بن حرب عن مري بن قطري، عن عديّ بن حاتم قال:

قلت: يا رسول اللّه كان أبي يفعل كذا و كذا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«التمس أبوك أمرا فأصابه» ثم جعل شعبة يقول: و أنا طلبت أمرا فأدركته فكان ما ذا[2844].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، أنبأنا أبو محمّد الصريفيني (2)،أنبأنا أبو القاسم بن هبة اللّه بن حبابة، نبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا أبو علي بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن سمّاك، قال: سمعت مري بن قطري يحدث عن عديّ بن حاتم قال: قلت: يا رسول اللّه إنّ أبي كان يصل الرحم و يفعل كذا و كذا، قال:«إن أباك أراد أمرا فأدركه» يعني الذكر[2845].

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نضر بن عرفة بن لؤلؤ، نبأنا إسحاق بن عبد اللّه بن إبراهيم بن سلمة، أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ و محمّد بن موسى، قالا: أنبأنا أبو العباس الأصم، أنبأنا إبراهيم بن مرزوق، نبأنا عثمان بن عمر، نبأنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن مري بن قطري، عن عديّ بن حاتم، قال: قلت: يا رسول اللّه إنّ أبي كان يقري الضيف و يحب الضيافة و يذكر شيئا من مكارم الأخلاق، قال:«إن أباك أراد أمرا فأدركه» انتهى، قال سماك: الذكر، انتهى[2846].

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نضر بن عرفة بن لؤلؤ، نبأنا إسحاق بن عبد اللّه بن إبراهيم بن سلمة الكوفي البزاز، نبأنا محمّد بن خالد بن خداش، قال: نبأنا محمّد بن واقد، أنبأنا أبو نصر الناجي، عن عبد اللّه بن دينار عن ابن عمر قال: ذكر حاتم طيّئ عند النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ذاك رجل أراد أمرا فأدركه» كذا قال محمّد بن واقد، و إنما هو عبيد بن واقد[2847].

ص: 361


1- بالأصل «شيبة» و الصواب ما أثبت، ترجمته في السير 369/12.
2- بالأصل «الصيرفيني» و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى صريفين.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، أنبأنا أبو عمرو (1) يوسف بن يعقوب بن يوسف النيسابوري، نبأنا محمّد بن عمر بن علي المقدّمي، نبأنا عبيد بن واقد، نبأنا أبو نصر الناجي، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر، قال: ذكر حاتم طيء عند النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«فذاك رجل طلب أمرا فأدركه»[2848].

قال الدارقطني غريب من حديث عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر، تفرد به أبو نصر الناجي - و يقال اسمه: حماد - عنه، و لم يروه عنه غير عبيد بن واقد انتهى. سمّاه غير الدارقطني: شيبة، و فرّق الحاكم أبو أحمد بين أبي نصير الباجي و لم يذكر الناجي أسماه و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز (2) بن جعفر بن محمد الخرقي، نبأنا علي بن أحمد بن سليمان الباقلاني، نبأنا محمّد بن خالد بن خداش، نبأنا عبيد بن قدامة، عن أبي نضر شيبة الناجي، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر أن حاتم طيء ذكر عند النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ذاك رجل أراد أمرا فأدركه» انتهى[2849].

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبد اللّه بن واقد عن أبي نضر الناجي عن عبد اللّه بن دينار عن (3) محمّد بن لؤلؤ الورّاق، نبأنا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نبأنا محمّد بن معمر و أبو أمية، قالا:

أنبأنا عبد اللّه بن واقد عن أبي نضر الناجي عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر أن حاتم الطّيئ ذكر عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ذاك رجل طلب أمرا فأدركه»[2850].

أخبرنا أبو القاسم سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم السبعي (4) في كتابه، و أخبرنا أبو علي الحسن بن علي الأنصاري عنه، أنبأنا [أبو] (5) سعد فضل اللّه بن أبي الخير

ص: 362


1- بالأصل «أبو عمر بن يوسف خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 320/14.
2- بالأصل: عبيد.
3- بالأصل «بن».
4- ترجمته في سير الأعلام 523/19.
5- سقطت من الأصل و استدراكها لازم، و قد ورد اسمه في السير: أبو سعيد فضل بن أبي الخير محمد بن أحمد الميهني الصوفي،622/17 و الميهني نسبة إلى ميهنة إحدى قرى خراسان.

محمّد بن أحمد بن إبراهيم الميهني الصّوفي، أنبأنا الإمام أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي - بها - أنبأنا أبو الحسين القاضي الأشناني، أنبأنا الحسين بن فهم، أنبأنا ابن سلام - يعني محمّد الجمحي - عن أبي عبيدة - و هو معمر بن المثنى التيمي و قد ذكر أعرابي حاتما (1) فقال: كان و اللّه إذا قاتل غلب، و إذا غلب أنهب، و إذا سئل وهب، و إذا ضرب القداح سبق، و إذا أسر أطلق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا عبد اللّه، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بصور، أنبأنا الحسين بن محمّد بن عبيد اللّه الدقاق، نبأنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، نبأنا الرياشي - يعني العبّاس بن الفضل - نبأنا ابن بكير، نبأنا الهيثم بن عديّ ، عن سعيد بن سنان، عن أبي سورة، عن عديّ بن حاتم قال: كان حاتم يقول لنا في الجاهلية: إذا كان الشيء يكفيكه تركه فاتركه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور و علي بن المسلّم الفقيهاني، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري قالوا: أنبأنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأنا جدي محمد بن أحمد، نبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نبأنا العباس بن الفضل الرّبعي، نبأنا إسحاق بن هاشم، عن الهيثم بن عدي، عن ملحان بن عركز (2)، عن أبيه، عن جده حبيش بن زياد، و كان زياد قد خلف على النوار امرأة حاتم، و كان لها من حاتم عدي و عبد اللّه ابنا حاتم و سفّانة ابنة حاتم، قال إسحاق: و زعم غير الهيثم أن عديا استهامته ابنة عفزر. قال الهيثم قال ملحان: فحدثني أبي عن أبيه قال: قلت للنوّار أي أمة حدثينا ببعض أمر حاتم قالت: كل أمره كان عجبا، و لأخبرنّكم عنه بعجب:

أصابتنا سنة اقشعرت لها الأرض، فاغبرّ لها أفق السماء، و راحت الإبل حدباء (3)حدابير (4)،و ضنت المراضع على أولادها، و جلفت (5) السنة المال و أيقنا أنّها الهلاك،

ص: 363


1- بالأصل «حاتم».
2- بالأصل و في جمهرة ابن حزم ص 402:«غطيف».
3- حدباء الناقة التي بدت حراقفها و عظم ظهرها (اللسان).
4- الحدابير جمع حدباء و حدبير، و هي الناقة الضامرة (اللسان).
5- في المختصر: و حلق المال.

فو اللّه إني لفي ليلة صنبرة (1) بعيدة الطرفين إذ تضاغى أصبيتنا: عبد اللّه و عدي و سفّانة، فقام إلى الصبيين، و قمت إلى الصبية فو اللّه ما سكتوا إلاّ بعد هدأة من الليل. قالت: ثم افترشنا (2) قطيفة لنا شامية ذات خمل، فأنمنا الأصبية عليها، و نمت أنا و هو [في] حجرة، ثم أقبل على تعليمي الحديث فعرفت ما يريد، فتناومت و ما يأتيني نوم فقال: أ ما لها فنامت فسكتّ ، فلما تهوّرت النجوم، و ادلهمّ الليل و سكنت الأصوات و هدأت الرّجل، إذا مشى قد رفع كسر البيت يعني مؤخره فقال: من هذا؟ قال: جارتك فلانة قال: ويلك ما لك ؟ قالت: أ لست أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء (3) الذئاب من الجوع، فما وجدت على أحد معوّلا إلاّ عليك يا أبا عدي، قال: أعجليهم (4)،قالت:

فهببت (5) إليه فقلت: ما ذا صنعت فو اللّه لقد تضاغى أصبيتك من الجوع فما أصبت ما تعللهم به إلاّ بالنوم و تأتينا هذا الآن و أولادها، قال: اسكتي و اللّه لأشبعنك و إيّاهم، و جعلت أقول: و من أين فو اللّه ما أعرف شيئا، فأقبلت المرأة تحمل اثنين و يمشي جانبها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها، فقام إلى فرسه حلاب فوجأ لبّته بمدية ثم قدح زنده، ثم جمع حطبا ثم كشط عن جلده و دفع المدية إلى المرأة ثم قال: أبغي صبيانك فبغيتهم، فاجتمعنا جميعنا على اللحم، فقال نسوة: تأكلون دون أهل الصرم (6)،قالت: فجعل يأتي بيتا بيتا و يقول: يا هؤلاء هبوا و عليكم النار، قالت: فاجتمعوا و التفع بثوبه (7) ناحية ينظر إلينا، ألا و اللّه ما ذاق مزعة و إنه لأحوجهم إليه، ثم اضطجعنا و ما على الأرض منه إلاّ عظم أو حافر، فأنشأ حاتم يقول:

مهلا نوار أقلّي اللّوم و العذلا *** و لا تقولي لشيء فات ما فعلا (8)

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن محمّد، و أبو الحسن سعد الخير بن

ص: 364


1- مهملة بالأصل، و المثبت عن اللسان (صنبر)، و هي الليلة شديدة البرد.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 139/6.
3- بالأصل «تعاوي» و المثبت عن المختصر.
4- بالأصل: أعجلتهم.
5- مهملة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت، و في المختصر: فوثبت.
6- يريد: الأبيات المجتمعة المنقطعة عن الناس.
7- مهملة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت، و في المختصر:«و النقع ببتة» و في الأغاني 395/17 و تقنع بكسائه.
8- شعراء النصرانية 127/1 و العقد الفريد 289/1.

محمّد بن سهل قالا: أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمّد حينئذ، أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدثني عمر بن بكير، عن أبي عبد الرحمن الطائي عن ملحان بن عركز بن حلبس الطائي عن أبيه، عن جده و كان أخا عديّ بن حاتم لأمه (1) قال: قيل لنوار امرأة حاتم حدّثينا عن حاتم قالت: كلّ أمره كان عجبا، أصابتنا سنة خصّت كل شيء، فاقشعرت لها الأرض، و اغبرت لها السّماء، و ضنّت المراضع على أولادها، و راحت الإبل حدباء حدابير، ما تبض بقطرة، و حلق المال. و أنّا لفي ليلة صنبرة بعيدة ما بين الطرفين إذ تضاغى (2) الأصبية من الجوع عبد اللّه و عدي و سفّانة، فو اللّه إن وجدنا شيئا نعللهم به، فقام إلى أحد الصبيين فحمله و قمت إلى الصبية فعللتها، فو اللّه ما سكتا إلاّ بعد هدأة من الليل، ثم عدنا إلى الصّبي الآخر فعلّلناه حتى سكت و ما كاد. ثم افترشنا قطيفة لنا شامية ذات خمل، فأضجعنا الصّبيان عليها و نمت أنا و هو [في] حجرة، و الصّبيان بيننا ثم أقبل عليّ يعللني لأنام، و عرفت ما يريد فتناومت فقال: ما لك أنمت ؟ فسكتّ ، فقال: ما أراها إلاّ قد نامت و ما بي نوم، فلما ادلهم الليل و تهوّرت النجوم و هدأت الأصوات و سكنت الرجل إذا جانب البيت قد دفع فقال: من هذا؟ فولّى، حتى إذا قلت: قد أسحرنا فأعاد فقال: من هذا؟ قالت: جارتك فلانة يا أبا عدي (3) ما وجدت على أحد معوّلا غيرك، أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء الذئب من الجوع قال: أعجليهم عليّ . قالت النوّار: فوثبت فقلت:

ما ذا صنعت فو اللّه لقد تضاغى أصبيتك فما وجدت ما تعلّلهم به فكيف بهذه و ولدها؟ فقال: اسكتي فو اللّه لأشبعنك و إياهم إن شاء اللّه قال: فقلت: تحمل اثنين و تمشي جنبيها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها فقام إلى فرسه فوجأ بحربته في لبّتها ثم قدح زنده و أوقد ناره ثم جاء بمدية فكشط عن جلدها ثم دفع المدية إلى المرأة ثم قال: دونك ثم قال:

أبغي صبيانك فبغيتهم. ثم قال نسوة: أ تأكلون شيئا دون أهل الصّرم، فجعل يطوف فيهم

ص: 365


1- الذي في جمهرة ابن حزم ص 402 و كان بنو عمه (أي عدي): لأم، و حلبس، و ملحان بنو غطيف بن حارثة بن سعد بن الحشرج... و هم اخوة عدي بن حاتم لأمه. ذكره في الأغاني: ملحان ابن أخي ماوية امرأة حاتم.
2- بالأصل «تضاغيا».
3- كذا، و في الأغاني: يا أبا سفّانة.

بيتا بيتا حتى هبوا فأقبلوا عليه و التفع ببته (1) ثم اضطجع ناحية ينظر إلينا، لا و اللّه ما ذاق مزعة و إنه لأحوجهم إليه، فأصبحنا و ما على الأرض منه إلاّ عظم أو حافر.

قال أبو عبد الرّحمن: الصّرم: الأبيات العشرة أو نحوها ينزلون في جانب انتهى.

أبو عبد الرحمن الطائي هو الهيثم بن عدي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، نبأنا القاضي أبو عبد اللّه المحاملي أنبأنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدثني () (2) بن توابة بن حميد، عن جدي حميد قال: قالت امرأة حاتم لحاتم: يا أبا سفّانة إني لأشتهي أن آكل أنا و أنت طعاما وحدنا و ليس عليه أحد، قال: أ و اشتهيت ذلك ؟ قالت: نعم، قال لها: فوجّهي و برّزي خيمتك حيث اشتهيت، فحملت الخيمة من الجماعة على فرسخ، و أمر بالطعام فهيّئ و هي مرخاة ستورها عليها و عليه فلما قارب نضج الطّعام كشف عن رأسه ثم قال (3):

فلا (4) تطبخي قدري و سترك دونها *** عليّ ما إذا تطبخين حرام

لكن بها ذاك اليفاع (5) فأوقدي *** بجزل إذا أوقدت لا بضرام

و كشف الستور، و قدّم الطعام فدعا الناس فأكل و أكلوا فقالت: ما أتممت لي بما قلت. فأجابها بأني لا تطاوعني نفسي، و نفسي أكرم عليّ من أن تثني عليّ هذا، و قد سبق لي السّخاء و قال (6):

أمارس نفسي البخل حتى أعزّها *** و أترك نفسي الجود لا أستشيرها (7)

و لا تشتكيني جارتي، غير أنّها *** إذا غاب عنها بعلها، لا أزورها

سيبلغها خيري، و يرجع بعلها *** إليها، و لم تقصر عليّ ستورها

ص: 366


1- البتّ كساء غليظ مهلهل، و قيل من وبر و صوف (اللسان: بتت).
2- لفظة غير مقروءة بالأصل، و رسمها «عنكم» و ستأتي بعد أسطر و رسمها «غنم» كذا.
3- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 88.
4- في الديوان: لا تستري قدري إذا ما طبختها عليّ إذا ما...
5- عن الديوان و بالأصل «البقاع».
6- الأبيات في ديوانه ص 63.
7- البيت في الديوان: أشاور نفس الجود حتى تطيعني و أترك نفس البخل لا أستشيرها

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن حميد بن حامد البندار - المعروف بابن السّوّاق - و أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد العلوي، قالا: أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن جعفر - المعروف بابن البغل العصّاري - أنبأنا أبو محمّد جعفر بن نصير الخواص، نبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، حدثني عننم (1) بن توابة بن حميد بن بشر بن سالم بن عبيد الطائي، أخبرني أبو توابة بن حميد، عن جدي حميد قال: قالت امرأة حاتم لحاتم يا أبا سفّانة إني لأشتهي أن آكل أنا و أنت طعاما وحدنا ليس عليه أحد. قال: أ فاشتهيت ذلك ؟ قالت: نعم، فقال لها فوجهي و برّزي خيمتك حيث اشتهيت، فولّت الخيمة من الجماعة على فرسخ و أمرت بالطعام فهيّئ، و هي مرخاة ستورها عليها، فلما قارب نضج الطعام كشف عن رأسه ثم قال:

فلا تطبخي قدري و سترك دونها *** عليّ إذا ما تطلبين حرام

و لكن بها ذاك اليفاع فأوقدي *** بجزل إذا أوقدت لا بضرام

فكشفت الستور و قدّمت الطعام و دعا الناس و أكل و أكلوا فقالت: ما تممت لي بما قلت، فأجابها لا تطاوعني نفسي، و نفسي أكرم عليّ من أن تثني عليّ هذا، و قد سبق إلى السخاء و قال:

أمارس نفسي البخل حتى أعزّها *** و أترك نفسي الجود لا أستشيرها

و لا تشتكيني جارتي غير أنّها *** إذا غاب عنها بعلها لا أزورها

سيبلغها خيري و يرجع بعلها *** إليها و لم تقصر عليّ ستورها

أنبأنا أبو نصر بن محمّد بن الفضل بن محمود، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهانيان، قالا: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن عمر القزويني، أنبأنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيّوية الخزّاز، نبأنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان بن بسام (2) المحوّلي (3)،حدثني إسحاق بن محمّد بن أبان، حدّثنا الوليد بن هشام القحذمي، عن الوضاح بن معبد الطائي،[قال:

ص: 367


1- كذا بالأصل هنا، انظر ما مرّ حولها قريبا.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل «المخذلي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 264/14.

وفد حاتم] (1) على النعمان بن المنذر فأكرمه و أدناه، ثم زوّده عند انصرافه حملين ذهبا و ورقا غير ما أعطاه من طرائف بلده. فرحل، فلما أشرف على أهله تلقته أعاريب طيئ، فقالت: يا حاتم أنت أتيت من عند الملك بالغنى، و أتينا من عند أهالينا بالفقر. فقال حاتم: هلمّ فخذوا ما بين يدي فتوزعوه، فوثب القوم إلى ما بين يديه من حباء النعمان فاقتسموه فخرجت إلى حاتم طريفة جاريته فقالت له: اتّق اللّه، و أبق على نفسك، فما يدع هؤلاء دينارا و لا درهما، و لا شاة و لا بعيرا. فأنشأ حاتم يقول (2):

قالت طريفة ما تبقى دراهمنا *** و ما بنا سرف فيها و لا خرق

إن يفن ما عندنا فاللّه يرزقنا *** ممّن سرانا و لسنا نحن نرتزق

ما يألف الدّرهم الكاري خرقتنا *** إلاّ يمرّ علينا ثم ينطلق

إنّا إذا اجتمعت يوما دراهمنا *** ظلّت إلى سبل المعروف تستبق

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن ناصر و أبو الحسن سعد الخير بن محمد قالا: أنبأنا طراد بن محمّد الزينبي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن محمّد، قال: سمعت أبا بكر بن عياش قال: قال رجل لحاتم هل في العرب أجود منك ؟ قال: كل العرب أجود مني ثم أنشأ يحدث قال:

نزلت على غلام من العرب يتيم ذات ليلة، و كانت له مائة من الغنم فذبح لي شاة و أتاني بها، فلما قرّب إلي دماغها قلت: ما أطيب هذا الدّماغ، قال: فذهب فلم يزل يأتيني منه حتى قلت قد اكتفيت، قال: فلما أصبحت فإذا هو قد ذبح المائة شاة. و بقي لا شيء له.

قال الرجل: فقلت: ما صنعت به ؟ قال: و متى أبلغ شكره، و لو صنعت به كل شيء.

قال: على حال ؟ قال: أعطيته مائة ناقة من خيار إبلي.

قال: و نبأنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا أبو زكريا النّخعي الخثعمي عن أبي عبيدة قال: قال أبو سحيم الكلابي: ضاف بحاتم رجل في سنة فلم يقدر على بشيء فطلب من عمه قراه لم يقدر على شيء و له ناقة ليسافر عليها، يقال لها: أفعى فعقرها، فأطعم أضيافه قسمها و بعث إلى عياله قسمها الآخر فقال حاتم (3):

ص: 368


1- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 141/6.
2- الأبيات ليست في ديوانه و لا في شعراء النصرانية.
3- البيتان في ديوانه من أربعة أبيات ص 32.

لما رأيت الناس هرت كلابهم *** ضربت بسيفي ساق أقعى فخرّت

و لا ينزل المرء الكريم عياله *** و أضيافه ما ساق مالا بضرّت (1)

و قال حاتم (2):

و لا أزرف (3) ضيفي إن تأوّبني *** و لا أداني له ما ليس بالدّاني

له المواساة عندي إن تأوّبني *** و كل زاد و إن أبقيته فاني

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا أبو علي الجازري، أخبرنا المعافى بن زكريا (4)،أنبأنا محمّد (5) بن القاسم الأنباري، حدثني أبي، أنبأنا أحمد بن الحارث، قال: قال أبو عبد اللّه بن الأعرابي: كان حاتم الطائي أسيرا في عنزة فقالت له امرأة يوما: قم فافصد لنا هذه الناقة و كان الفصد عندهم أن يقطع عرقا من عروق الناقة ثم يجمع الدم فيشوى، فقام حاتم إلى الناقة فنحرها، فلطمته المرأة، فقال حاتم:«لو غير ذات سوار لطمتني» (6).فذهب قوله مثلا؛ و قال له النسوة:

إنما قلنا لك افصدها، فقال: هكذا فصدي أنه - قال أبو بكر: يريد أنا، و هي لغة طيء.

و بغير هذا الإسناد في «أنا» أربع لغات: أنا (7) قائم بإسقاط الألف في الوصل، و أنا قائم بإثبات الألف في الوصل، و أنه بإدخال هاء السكت، و الرابعة أخبرنا بها أبو العبّاس عن بعض النحويين عن العرب: أن قائم، بإسكان النون يراد بها أنا قائم كما قال الشاعر:

أنا شيخ العشيرة فاعرفوني *** حميدا قد تذرّيت السّناما (8)

ص: 369


1- الأصل «بضرة» يعني الشدة و ضيق الحال، و كتبت بالتاء المبسوطة اتباعا لتاء الروي.
2- البيتان في ديوانه ص 91.
3- أزرف: أبعد، تأويني: رجع و عاد إليّ .
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 40/3-41.
5- بالأصل «أبو محمد» و الصواب ما أثبت و هو أبو بكر المقرئ النحوي، ترجمته في سير الأعلام 274/15.
6- انظر الميداني 174/2 المستقصي للزمخشري 297/2.
7- كذا بالأصل و الجليس الصالح، و باعتبار ما يلي «أن».
8- البيت لحميد بن بجدل كما في هامش الجليس الصالح، و هامش تفسير القرطبي في تفسير آية أنا أحيي و أميت (من سورة البقرة) و ورد فيه «مجدل». و البيت فى اللسان (أتن) و فيه: سيف بدل شيخ و جميعا بدل حميدا.

فنصب:«حميدا» على المدح، و تذريت معناه ارتفعت إلى ذروة الحسب، و ذكر السنام مثلا:

قال: هذا ما قد كان أهل الجاهلية فيما ذكر يشوون الدم مخلوطا بالوبر و يأكلونه و يسمونه العلهز، و لما قال حاتم:«لو غير ذات سوار لطمتني» فأرسلها مثلا فصارت كلمة يقولها القائل عند عدو الرقيق الحسب على من هو فوقه، و حين يهتضم الرفيع ذا القدر من هو دونه. و يروى أن حاتما قال في هذا الخبر: هكذا فزدي أنه. و إشمام الصاد الساكنة الزاي إذا وليتها الدال لغة للعرب معروفة جيدة قد قرأ بها القرآن عدد من القراء كقوله: يَصْدِفُونَ (1) و يَصْدُرُ النّٰاسُ (2) و يُصْدِرَ الرِّعٰاءُ (3).و الذي رواه لنا (4)أبو بكر بن الأنباري من اللغات في أنا كما روي، و قد قراء بإثبات الألف في الوصل و الوقف تعمد قراءة المدينة في مواضع عدة، و ممن روى عنه هذا نافع بن عبد الرّحمن انتهى.

و قد كانت أمّ حاتم أيضا موصوفة بالكرم، أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو زكريا العبدي، نبأنا شعيب بن إبراهيم البيهقي، نبأنا محمّد و عبد الوهّاب قال: سمعت علي (5) يقول: كانت أمّ حاتم من أسخى الناس فقيل أضعفوها جوعا لعلها ترجع و تمسك فأجيعت فقالت جعت جوعة.......... (6).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد و علي بن المسلّم الفقيهان و أبو المعالي بن الشعيري (7) قالوا: أنبأنا أبو الحسن [بن أبي] الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو محمّد جعفر الخرائطي، أنبأنا العبّاس بن الفضل الرّبعي، نبأنا إسحاق بن إبراهيم، حدثني حمّاد الرّاوية و مشيخة من مشيخة طيئ، قالوا: كانت عتبة (8) ابنة عفيف بن

ص: 370


1- من الآية 46 من سورة الأنعام.
2- سورة الزلزلة، الآية:6.
3- سورة القصص، الآية:23.
4- عن الجليس الصالح و بالأصل «أنبأنا».
5- بياض بالأصل في الموضعين، في الموضع الأول مقدار كلمة، و في الموضع الثاني مقدار كلمتين.
6- بياض بالأصل في الموضعين، في الموضع الأول مقدار كلمة، و في الموضع الثاني مقدار كلمتين.
7- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، و اسمه الحسين بن حمزة بن الحسين، ابن الشعيري (فهارس شيوخ ابن عساكر، المطبوعة 433/7).
8- بالأصل «عنبة» و المثبت عن الأغاني 365/17.

عمرو بن امرئ القيس أمّ حاتم طيئ - فهو حاتم بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس - لا تمسك شيئا، سخاء وجودا، و كان إخوتها يمنعونها فتأبى، و كانت امرأة موسرة فحبسوها في بيت سنة يطعمونها قوتها، لعلها تكفّ عمّا تصنع ثم أخرجوها بعد سنة، و قد ظنّوا أنّها قد تركت ذلك الخلق فدفعوا إليها صرمة (1) من مالها و قالوا:

استمتعي بها، فأتت امرأة من هوازن و كانت تغشاها فسألتها فقالت: دونك هذه الصّرمة فقد و اللّه مسّني (2) من الجوع ما آليت ألاّ أمنع سائلا شيئا، ثم أنشأت تقول (3):

لعمري لقدما عضّني الجوع عضّة *** فآليت ألاّ أمنع الدّهر جائعا

فقولا لهذا اللائمي اليوم: أعفني *** فإن أنت لم تفعل فعضّ الأصابعا

فما ذا عسيتم (4) أن تقولوا لأختكم *** سوى عذلكم أو منع من كان مانعا

و مهما (5) ترون اليوم إلاّ طبيعة *** فكيف بتركي يا ابن أمّ الطبائعا

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسين بن إسماعيل، نبأنا أحمد بن مروان، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: سمعت أحمد بن أيوب يقول: أنشد حاتم هذه الأبيات:

قليل المال يصلحه فيبقى *** و لا يبقى الكثير مع الفساد

فقال: قطع اللّه لسانه فأين هو عن هذه الأبيات:

فلا الجود يغني المال قبل فنائه *** و لا البخل في مال الشّحيح يزيد

فلا تعش اليوم بعيش مقتّر *** لكلّ غد رزق يجيء جديد

أخبرنا أبو العز كادش - إذنا و مناولة فقرأ عليّ إسناده - أنبأنا أبو علي الجازري، أنبأنا المعافى بن زكريا، أنبأنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أنبأنا أبو العباس المبرد، و أخبرني الثوري عن أبي عبيدة قال: لما بلغ حاتم طيئ قول المتلمّس:

ص: 371


1- الصرمة: القطعة من الإبل، ما بين 10 إلى 30، أو إلى الخمسين و الأربعين، أو ما بين العشرة إلى الأربعين، أو ما بين عشرة إلى بضع عشرة (القاموس).
2- في الأغاني: عضّني.
3- الأبيات في الأغاني 365/17.
4- في الأغاني: فما ذا عساكم.
5- الأغاني: و ما ذا ترون.

قليل المال يصلحه فيبقى *** و لا يبقى الكثير مع الفساد

و حفظ المال خير من فناه *** و عسف في البلاد بغير زاد

قال: ما له قطع اللّه لسانه حمل الناس على البخل فهلا قال:

فلا الجود يفني المال قبل فنائه *** و لا البخل في مال الشحيح يزيد

فلا تلتمس مالا بعيش مقتّر *** لكلّ غد رزق يعود جديد

أ لم تر أن المال غاد و رائح *** و أنّ الذي يعطيك غير بعيد (1)

قال القاضي أبو الفرج المعافى و لقد أحسن حاتم في قوله:

أ لم تر أن المال غاد و رائح *** و أنّ الذي يعطيك غير بعيد

و لو كان مسلما، لرجي له ما أتى من هذا ما يغتبط به في معاده، و قد أتى كتاب اللّه تعالى في هذا المعنى بما يعجز المخلوقين عن مساواته قال اللّه تعالى و جل ذكره:

وَ سْئَلُوا اللّٰهَ مِنْ فَضْلِهِ (2) و قال جل اسمه: وَ إِذٰا سَأَلَكَ عِبٰادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ (3).

أنشدنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنشدنا أبو عثمان البحيري أنشدنا محمد بن عبد اللّه بن محمد بن زكريا الشيباني، أنشدنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن منصور لحاتم طيّئ:

و ما من شيمتي شتم ابن عمي *** و ما أنا مخلف من يرتجيني

و كلمة حاسد من غير جرم *** سمعت فقلت: مرّي فانقذيني

فعابوها عليّ و لم تعبني *** و لم يعرق لها يوما جبيني

و ذو وجهين يلقاني طليقا *** و ليس إذا تغيّب يأتسيني (4)

ظفرت (5) بعينه، فكففت عنه *** محافظة على حسبي و ديني

كتب إليّ أبو منصور بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه

ص: 372


1- في البيت إقواء.
2- سورة النساء، الآية:32 و فيها «و اسألوا».
3- سورة البقرة، الآية:186.
4- يقال: ائتسى به: اقتدى به، و في الديوان: و ذي الوجهين.
5- الديوان: نظرت.

الحافظ ، أنبأنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد قال: سمعت محمد بن حفص بن محمد بن يزيد الجويني، يقول: سمعت يعقوب بن إبراهيم الدّورقي، يقول:

قال عبد اللّه بن صالح بن مسلم وجدت في كتاب لأبي صالح بن مسلم قال: لما حضر مورق العجلي الوفاة دعا ابنا له فقال: يا بني إن سمعت يوما كلمة حاسد فكن كأنك لست بشاهد فإنك إن أمضيتها حيالها رجع العيب على من قالها، و خذ في ذلك بقول حاتم طيّئ:

و ما من شيمتي شتم ابن عمي *** و ما أنا مخلف من يرتجيني

و كلمة حاسد في غير جرم *** سمعت فقلت: مري فانقذيني

فعابوها عليّ و لم تعبني *** و لم يعرق لها يوما جبيني

بصرت بعينه فكففت عنه *** محافظة على حسبي و ديني

أخبرنا أبو القاسم [بن] السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمد بن أبي عثمان، قالوا: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبّر، أنبأنا أبو بكر محمد بن القاسم بن السمان، حدثني أبي، أنبأنا أحمد بن عبيد، عن ابن الكلبي قال: لما نزل بعبد اللّه بن شداد الموت دعا ابنا له يقال له محمد فأوصاه قال: قال له: يا بني إن سمعت يوما كلمة حاسد فكن كأنك لست بالشاهد فإنك إن أرضيتها حيالها رجع العيب على من قالها و قد كان يقال: إن الأديب العاقل هو الفطن المتعاقل، فكن يا بنيّ كما قال حاتم طيّئ:

و ما من شيمتي شتم ابن عمي *** و ما أنا مخلف من يرتجيني

و كلمة حاسد في غير جرم *** سمعت فقلت: مري فانقذيني

فعابوها عليّ و لم تعبني *** و لم يعرق لها يوما جبيني

و ذو الوجهين يلقاني طليقا *** و ليس إذا تغيّب يأتليني

بصرت بعينه فصفحت عنه *** محافظة على حسبي و ديني

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، عن شرف بن علي بن الخضر بن عبد اللّه بن التمار البزاز.

أخبرنا الشريف أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني حدثنا جدنا الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين، نبأنا أبو جعفر الطحاوي، نبأنا

ص: 373

إبراهيم بن أحمد بن مروان، أخبرني ابن أبي الشيخ، أنشدني محمد بن الحكم الشيباني لحاتم طيّئ (1):

إذا ما بتّ أشرب فوق ريّ (2) *** لسكر في الشراب فلا رويت

إذا ما بتّ أختل عرس جاري *** ليخفيني الظلام فلا خفيت

لأفضح جارتي و أخون جاري *** فلا (3) و اللّه أفعل ما حييت

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنبأنا أبو علي الجازري، أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، أنشدنا أبو بكر بن الأنباري، أنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي لحاتم بن عبد اللّه:

سلي اليائس المقرور يا أم مالك *** إذا ما أتاني بين ناري و مجزري

أ أبسط وجهي إنه أول القرى *** و أبذل معروفي له دون منكري

أخبرنا أبو الحسين بن العلاف في كتابه، و أخبرنا عنه أبو المعمر الأنصاري حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلّم، و أبو الحسن بن العلاف، قالا؛ أنبأنا أبو القاسم بن بشران، نبأنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر الخرائطي، فقال: فقال حاتم طيئ أيضا (4):

و إنّك إن أعطيت بطنك سؤله *** و فرجك، نالا منتهى الذم أجمعا

قال: و أنبأنا محمد بن جعفر قال: أنشدني أبي جعفر العذري، أنشدني وريزة لحاتم طيّئ (5):

ما ضرّ جارا لي أجاوره *** يكون لنا به سفر (6)

أغضى إذا ما جارتي برزت *** حتى يواري جارتي الخدر

ص: 374


1- الأبيات في ديوانه ص 31.
2- بالأصل:«ريي» و المثبت عن الديوان.
3- الديوان: أ أفضح جارتي... معاذ اللّه.
4- البيت في ديوانه ص 68 من أربعة أبيات، برواية: و إنك مهما تعط بطنك.
5- البيتان ليس في ديوانه.
6- البيت في الأغاني 386/17 برواية: و ما ضر جارا يا ابنة القوم فاعلمي يجاورني ألا يكون له ستر

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو الحسن بن أحمد الخير بن محمد، قالا: أنبأنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمد بن جعفر، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني سليمان بن أبي شيخ، قال: أنشدني محمد بن عثمان الطائي لحاتم (1):

يعيبوا كريما بالجنون و ما به *** جنون و لكن كيد امرئ يحاوله

فاتّقيت ناري ثم أبرزت ضوأها *** و أخرجت كلبي و هو في البيت داخله

فلما رآني كبّر اللّه وحده *** و بشر جوفا كان جمّا بلابله

فقلت له أهلا و سهلا و مرحبا *** رشدت و لم أقعد إليه أسائله

فقمت إلى البرك الهجان أعدها *** لوجوبه حقّ نازل أنا فاعله

فخال خليلا واقنا بي بخيره *** سبيلا و أملاه من التي إلى كاهله

فأطعمته من كبدها و سنامها *** شواء و خير الخير ما كان عاجله

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد محمد بن إسحاق، أنبأنا الحسين بن محمد بن أحمد بن يوسف بن يوه (2)،نبأنا أحمد بن محمد بن عمر، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد القرميسيني، حدثني محمد بن صالح القرشي، أنبأنا أبو اليقظان قال: هذه الأبيات الذي قالها حاتم أنشدنا شعبة بن الحجاج في المسجد (3):

أ ماويّ ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا خرجت (4) يوما و ضاق بها الصدر

أ ماويّ إمّا مانع فمبيّن *** و إما عطاء لا ينهنهه الزجر

أ ماويّ إنّي لا أقول لسائل *** إذا جاء يوما: حلّ في مالنا نذر (5)

أ لم (6) تر ما أنفقت لم يك ضرّني *** و أنّ يدي مما بخلت به صفر

و لا أظلم ابن العمّ إن كان إخوتي *** شهودا و قد أزرى (7) بإخوته الدهر

ص: 375


1- الأبيات ليست في ديوانه.
2- ضبطت عن التبصير.
3- الأبيات في ديوانه ص 50 و الأغاني 483/17-385.
4- الديوان:«إذا حشرجت نفس»، الأغاني:«حشرجت يوما».
5- الديوان:«نزر» و في الأغاني: النذر.
6- في الديوان:«ترى أنا ما أهلكت لم بك ضرني» و في الأغاني: أنفقت.
7- الأغاني و الديوان: أودى.

و مولى كذا البطر قاومت واه *** و إن كان محنى الضلوع عليّ عمر

قال: و أنبأنا عبد اللّه بن محمد القرشي، حدثني أبو جعفر محمد بن عبد اللّه الأزدي، عن أبي عبد الرّحمن الطائي، عن أبي سورة بن السبنسي من طيء قال: كانت النّوارة تعاتب حاتم على إنفاقه و تحننه على ولده، و كانت ماوية مكبوتة لم تلد له فكانت تحضه على نفسها فقال حاتم (1):

أ ماويّ قد طال التّجنّب و الهجر *** و قد عذرتني من طلابك (2) عذر

أ ماويّ إمّا مانع فمبيّن *** و إما عطاء لا ينهنهه الزجر

فقد علم الأقوام لو أن حاتما *** أراد ثراء المال، كان له وفر

إذا أنا دلاني الذين أحبهم *** بملحودة زلج جوانبها غبر

و راحوا عجالا ينفضون أكفّهم *** يقولون قد دمى أنا ملنا الحفر (3)

أ ماوي ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حشرجت يوما و ضاق به (4) الصدر

أ ماويّ إنّ المال غاد و رائح *** و يبقى، من المال، الأحاديث و الذكر

و لا أشتم ابن العمّ إن كان إخوتي *** شهودا و قد أودى بإخوته الدهر

و لا آخذ المولى لسوء بلائه *** و إن كان محنيّ الضلوع على غمر (5)

و عشنا (6) مع الأقوام بالفقر و الغنى *** و كلاّ سقانيه من كأسه الدهر

فما زاد يا ماويّ (7) على ذي قرابة *** غنانا و لا أزرى بأحسابنا الفقر

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا القاضي، أنبأنا أبو عاصم الفضل بن يحيى الفضيلي، أنبأنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي بشر، أنبأنا أبو

ص: 376


1- الأبيات في ديوانه ص 50 و في الأغاني 384/17-385.
2- مطموسة بالأصل و المثبت عن الديوان، و فيه:«طلابكم» و في الأغاني: في طلابكم.
3- البيت بالأصل: و أموا ثقالا ينفضون أكفهم و كلهم دمى أنامله لم تحفر
4- الديوان: إذا حشرجت نفس و ضاق بها الصدر.
5- البيت في شعراء النصرانية 132/1 من قصيدة مجرورة الروي مطلعها: بكيت و ما يبكيك من طلل قفر بسقف اللوى بين عموران فالغمر
6- الديوان: كسينا صروف الدهر لينا و غلظة و كلاّ سقاناه بكأسيهما الدهر
7- الديوان: فما زاد بأوا على ذي قرابة.

عبد اللّه محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي، أنبأنا أبو العباس بن الفضل بن يوسف الفضيلي، أنبأنا عبد اللّه بن جميلة، نبأنا معاوية بن حماد، عن نجم، عن أبي جعفر قال: اليأس مما في أيدي الناس، غناء المؤمن دينه و عرضه، ثم قال أ ما سمعت قول حاتم:

إذا تباعدت اليأس ألفيته الغنى *** إذا عرفته النفس و الطمع الفقر

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين هلال بن المحسن الكاتب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجوامع الخزاز، نبأنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي عن العباس بن ميمون، عن أبي عدنان عن الهيثم بن عديّ ، عن ملحان بن عرطي (1) بن عدي بن حاتم، عن أبيه عن جده قال: شهدت حاتما يكيد بنفسه، فقال لي: أي بني، إني أعهدك من نفسي ثلاث خلال: و اللّه ما خاتلت جارة لي لريبة قطّ ، و لا ائتمنت على أمانة إلاّ أدّيتها، و لا أتى أحد قط من قبلي بسوء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلّم الفقيهان، و أبو المعالي الشّعيري قالا: أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، نبأنا علي بن عبد الرّحمن بن() (2) العذري، نبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي مسكين - يعني جعفر بن المحرز بن الوليد، و الوليد مولى أبي هريرة، عن محرز بن أبي هريرة قال: مرّ نفر من عبد القيس بقبر حاتم طيّئ و نزلوا قريبا منه، فقام إليه بعضهم فجعل يركض قبره برجله و يقول: يا أبا الجعراء أقرنا، فقال له بعض أصحابه: ما تخاطب من رمّة قد بليت و أجنّهم الليل فنوّموا.

فقام صاحب القول فزعا فقال: يا قوم عليكم مطيكم، فإن حاتما أتاني في النوم و أنشدني شعرا و قد حفظته يقول (3):

أبا خيبري و أنت امرؤ *** ظلوم (4) العشيرة شتّامها

ص: 377


1- كذا، و قد مرّ «عرطز».
2- لفظة غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا.
3- الأبيات في ديوانه ص 89 و الأغاني 375/17.
4- الديوان: حسود.

أتيت (1) بصحبك تبغي القرى *** لذي حفرة صخب هامها

تبغّي لي الذنب عند المبيت (2) *** و حولك طيّئ و أنعامها

فإنا (3) سنشبع أضيافنا *** و يأتي المطي فنعتامها

و قال أيضا مثل قوله الأول و هو قوله:

ما تخاطب من رمّة قد بليت *** و أجنّهم الليل فنوموا

قال: و إذا ناقة صاحب القول تكوس (4) عقيرا فنحروها، و باتوا يشتوون و يأكلون، فقالوا: و اللّه لقد أضافنا حاتم حيا و ميتا.

قال أبو مسكين عن ياسين بن بسطام قال: حقق هذا الحديث عند العرب قول ابن دارة الغطفاني: و أتى عدي بن حاتم ليمتدحه فقال له: أخبرك بما لي، فإن رضيت فقل.

قال: فما مالك ؟ قال: مائتا صائية (5) و عبد و أمة و فرس و سلاح، فذلك كله لك إلاّ الفرس و السلاح، فإنهما في سبيل اللّه تبارك و تعالى، قال: قد رضيت قال: فقل: فقال ابن دارة:

أبوك أبو سفّانة الخير لم يزل *** لدن شبّ حتى مات في الخير راغبا

به تضرب الأمثال في الشعر ميتا *** و كان له إذا كان حيا مصاحبا

قرى قبره الأضياف إذ نزلوا به *** و لم يقر قبر قبله الدهر راكبا

و أصبح القوم و أردفوا صاحبهم و ساروا، فإذا رجل ينوّه بهم راكبا على جمل يقود آخر، فقال: أيكم أبو البختري ؟ قال: أنا، قال: إنّ حاتما أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك، و أمرني أن أحملك، و هذا بعير فخذه فدفعه إليه، انتهى.

ص: 378


1- البيت في الديوان: فما ذا أردت إلى رمة بدوّيّة، صخب هامها
2- الديوان و الأغاني: تبغي أذاها و إعسارها.
3- الديوان: و إنا لنطعم أضيافنا من الكوم بالسيف نعتامها
4- تكوس، يقال: كاس البعير إذا مشى على ثلاث قوائم و هو معرقب (اللسان: كوس).
5- صائية: الصائي هو كل مال من الحيوان مثل الرقيق و الدواب (اللسان: صأي).

1113 - حاتم بن النعمان بن عمر بن عمارة بن عبد العزيز

1113 - حاتم بن النعمان بن عمر بن عمارة (1) بن عبد العزيز (2)

ابن عبد العزّى بن عامر بن عمرو بن ثعلبة بن عمر بن قتيبة بن معن بن مالك

ابن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان الباهلي

شهد مع معاوية صفين، و كان أميرا على بعض العسكر، و كان حاتم هذا سيد بني باهلة (3) بالجزيرة، و هو الذي افتتح مرو في زمن عبد اللّه بن عامر، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين الشيرازي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط قال (4):

و كان الذي صالح أهل مرو حاتم بن النعمان الباهلي بعثه ابن عامر في خلافة عثمان، و قال: سنة إحدى و ثلاثين فيها: أحرم ابن عامر من نيسابور، و استخلف قيس بن الهيثم وحده، يعني على خراسان انتهى.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان، حدثني عمران بن الحسين، نبأنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: و بعث يعني عبد اللّه بن عامر بن كريز من نيسابور حاتم بن النعمان الباهلي إلى مرو فصالحوا أهلها و فتحوه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال: قالوا: ثم توجه ابن عامر نحو مرو فوجه إليها حاتم بن النعمان الباهلي، و نافع بن خالد الطاحي، فافتتحاها كل واحد منهما على نصف المدينة، و افتتحا رستاقها عنوة، و فتحا المدينة صلحا، انتهى.

ص: 379


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن ابن حزم ص 245.
2- لم ترد في عامود نسبه في ابن حزم، جاء فيه: حاتم بن النعمان بن عمرو بن جابر بن عمارة بن عبد العزى.
3- رسمها بالأصل يقرأ:«هائلة» و لعل الصواب ما أثبت، و باهلة أم سعد مناة بن مالك بن أعصر، و قد خلف معن بن مالك على باهلة بعد أبيه فولدت له أولادا، نسبوا جميعا إليها، و هي باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة (جمهرة ابن حزم ص 245).
4- راجع تاريخ خليفة ص 165 و 166.

و قال أبو اليقظان عامر بن حفص بن قادم العجيفي: و من بني غنيّ بن أعصر بن سعد: مرثد بن أبي مرثد شهد بدرا، و هما حليفا حمزة بن عبد المطلب فقال الشاعر:

أبو مرثد (1) منا المطيب و ابنه *** أنيس و سلمان الأمير و حاتم

أنيس بن أبي مرثد، و سلمان بن ربيعة الباهلي، و حاتم بن النعمان الباهلي.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، نبأنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدثني نصر - يعني - ابن مزاحم (2)،نبأنا عمر (3) بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي و زيد بن الحسين (4) بن علي (و رجل (5) قد سماه بعضهم زيدا لكلمته فذكر الحديث) (6)،إلى أن قال: و ان معاوية استعمل على أصحابه يومئذ فجعل على الخيل عبيد اللّه بن عمر بن الخطاب، و على الرّجّالة مسلم بن عقبة المرّي، و على الميمنة عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و على الميسرة حبيب بن مسلمة [الفهري]، و أعطى اللواء عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد، و جعل على أهل دمشق - و هم القلب - الضحاك بن القيس الفهري، و على أهل حمص - و هم الميمنة - ذا (7) الكلاع الحميري، و على أهل قنّسرين (8) و هم في الميمنة زفر بن الحارث القيسي، و على أهل الأردن - و هم في الميسرة - سفيان بن عمرو، أبا (9) الأعور السلمي، و على أهل فلسطين و هم في الميسرة [أيضا] مسلمة بن مخلد،[و على أهل دمشق بسر بن أرطأة] (10)،و على رجالة

ص: 380


1- اسمه كنار بن حصن من المهاجرين الأولين، بقي إلى أيام عثمان (ابن حزم ص 247).
2- وقعة صفّين لنصر بن مزاحم ص 204 و ما بعدها.
3- في وقعة صفّين: عمرو.
4- في وقعة صفّين: حسن.
5- العبارة في وقعة صفّين:«و زيد بن حسن، و محمد بن المطلب أن عليّا و معاوية عقدا الألوية و أمّرا الأمراء...».
6- العبارة في وقعة صفّين:«و زيد بن حسن، و محمد بن المطلب أن عليّا و معاوية عقدا الألوية و أمّرا الأمراء...».
7- بالأصل: ذو.
8- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن وقعة صفّين.
9- بالأصل «و أبا» و في وقعة صفّين:«سفيان بن عمرو السلمي» و في جمهرة ابن حزم ص 264 أبو الأعور السلمي و هو عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن خائف... من قواد معاوية.
10- ما بين معكوفتين سقط من وقعة صفّين، و في تاريخ خليفة ص 194 ذكره على رجالة أهل دمشق.

أهل حمص حوشب ذا ظليم، و على رجّالة قنّسرين (1) طريف بن حابس (2) الألهاني، و على رجالة أهل الأردن عبد الرّحمن بن قلان (3) القيني، و على رجالة أهل فلسطين الحارث بن خالد الأزدي، و على قيس (4) دمشق همام بن قبيصة (5)،و على قيس و إياد حمص بلال بن أبي هبيرة، و حاتم بن النعمان (6) الباهلي، و على رجالة الميمنة حابس بن سعد الطائي، و على قضاعة دمشق: حسان بن بحدل الكلبي، و على (7)قضاعة حمص (8):عباد بن يزيد الكلبي، و على كندة دمشق فلان بن حيوية (9)السكسكي، و على كندة حمص يزيد بن هبيرة (10) السّكوني، و على اليمن من سائر ذلك و بجيلة يزيد بن أسد البجلي، و على حمير و حضرموت الثمان بن عفير (11)،و على قضاعة الأردن حبيش بن دلجة القيني، و على كنانة فلسطين شريك الكناني، و على مذحج الأردن [المخارق بن الحارث] (12) الزبيدي و على لخم و جذام فلسطين ناتل بن قيس الجذامي، و على همدان الأردن حمزة بن مالك الهمداني، و على خثعم حمل بن عبد اللّه الخثعمي، و على غسان الأردن يزيد بن الحارث، و على جميع القواصي:

القعقاع بن أبرهة الكلاعي، أصيب من أول مبارزة فقتل أول ما تراءت فيه الفئتان انتهى.

1114 - حاتم بن يونس،

أبو محمد، المعروف بالمخضوب الجرجاني (13)

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و بغيرها: علي بن الجعد، و سعيد بن منصور،

ص: 381


1- في وقعة صفّين:«رجالة قيس» و الأصل مثل عبارة خليفة.
2- في خليفة ص 195: الحسحاس.
3- وقعة صفّين: قيس.
4- وقعة صفّين ص 207: رجالة قيس.
5- في خليفة ص 196: حسان بن بجدل الكلبي.
6- وقعة صفّين: المعتمر.
7- من هنا إلى و على قضاعة الأردن سقط من وقعة صفّين.
8- في خليفة ص 196 مصر.
9- في خليفة: ابن حوي السكسكي.
10- خليفة: جبيرة.
11- كذا، و في خليفة: و على الحضرميين و الحميريين ابن عفيف.
12- ما بين معكوفتين عن وقعة صفّين و مكانها بالأصل:«حمزة بن مالك الهمداني و».
13- ترجم له السهمي في تاريخ جرجان باسم حاتم بن يونس الحافظ الجرجاني يعرف بابن أبي الليث الجوهري.

و مسدّد بن مسرهد، و يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، و أحمد بن يزيد الثمالي.

روى عنه: أبو بكر (1) محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري صاحب الخلافيات، و أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسين بن الجنيد القطان، و أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، و أبو حازم، و أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين بن الشرقي، و أحمد بن محمد الزهري، و أحمد بن محمد بن محمود بن صبيح، و ابن الجارود الأصبهانيون.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، نبأنا حاتم بن يونس الجرجاني - أقام بنيسابور برهة من دهره نبأنا هشام بن عمار، نبأنا سليمان بن موسى الكوفي، نبأنا المظاهر بن أسلم، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تطلق الأمة تطليقتين و تعتدّ حيضتين»[2851].

كتب إلى أبو نصر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: حاتم بن يونس الجرجاني أقام بنيسابور برهة من دهرة يحدث سمع أبا الوليد الطيالسي، و سليمان بن حرب و عمرو بن مرزوق، و روى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة، و أبو حامد بن الشرقي، و طبقته من شيوخنا، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدثني أبو مسعود عنه قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

حاتم بن يونس الجرجاني أبو محمد يعرف بالمخضوب كان من الحفّاظ قدم أصبهان يروي عن أبي الوليد الطيالسي و سعيد بن منصور، و علي بن الجعد، و مسدّد، و يحيى الحمّاني، روى عنه أحمد بن محمد الزهري، و الطبقة، انتهى.

ص: 382


1- بالأصل «بكير» و المثبت عن ترجمته في سير الأعلام 490/14.

ذكر من اسمه حاجب

1115 - حاجب بن مالك بن أركين

أبو العباس الفرغاني (1)

سكن دمشق.

حدّث عن أحمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن فيل البالسي، و أحمد بن حمدون، و عمرو بن حرب، و عبد الرّحمن بن يونس السراج، و أبي حاتم الرازي، و أبي سعيد الأشج، و أحمد بن إبراهيم الدورقي، و أبي موسى محمد بن المثنى، و عباد بن الوليد العنبري، و أبي عمر حفص بن عمر المقرئ، و أحمد بن عبد الرّحمن بن بكار القرشي، و أبي عبيدة بن أبي السفر، و محمد بن إسماعيل بن سمرة، و عبد الرّحمن بن بشر، و أحمد بن إبراهيم (2) البالسي، و موسى بن عبد (3) الرّحمن المسروقي، و ميمون بن الأصبغ، و أبي الجهم عمرو بن حازم القرشي، و هلال بن العلاء، و محمد بن عبد اللّه بن الحكم، و علي بن هشام، و الفضل بن العباس بن عميرة، و إبراهيم بن عتيق بن الدمشقي، و أحمد بن عثمان بن حكيم.

روى عنه أبو سعيد الأعرابي، و يوسف بن القاسم الميانجي (4)،و أبو بكر بن أبي دجانة، و أبو عمرو بن فضالة، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو علي بن شعيب، و أبو

ص: 383


1- ترجمته في تاريخ بغداد 271/8 ذكر أخبار أصبهان 302/1 سير الأعلام 258/14 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى.
2- كذا ورد مكررا.
3- الأصل: عبيد.
4- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى ميانج، موضع بدمشق (الأنساب).

الفتح محمد بن هارون بن نضر بن السدي، و أبو النمر محمد بن العباس بن الحسين الغساني الخشاب، و محمد بن سليمان الرّبعي، و أبو بكر محمد بن الحارث بن أبيض، و أبو عمرو أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم الصوري، و أبو أحمد بن الناصح المفسر، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو أحمد بن أبي حاتم بن عدي الجرحاني، و سليمان الطبراني، و محمد بن القاسم بن شعبان الفقيه القرظي، و أبو محمد عبد اللّه بن محمود بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن الحسن، و أحمد بن إسحاق، و عبد اللّه بن محمد بن عمرو، و محمد بن عبد الرّحمن بن الفضل، و عبد اللّه بن محمد بن جعفر الأصبهانيون.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، نبأنا حاجب بن أركين الفرغاني، بدمشق، نبأنا عبد الرحمن بن بشر، نبأنا مطرف بن مازن، عن عمرو بن حبيب، عن عطاء و عمرو بن دينار سمعا جابرا يقول:

طفنا مع النبي صلى اللّه عليه سلم طوافا واحدا و سعينا سعيا واحدا لحجّنا و عمرتنا.

قال ابن المقرئ: عمر بن حبيب مكي ثقة، روى عنه مسلم بن خالد، و ابن عيينة، و بلغني أن هذا الحديث لم يحدث به غيره، سمعت أبا علي النيسابوري يقوله، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الشّحّامي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الدورقي، أنبأنا أبو حاتم محمّد بن حبان البستي، أنا حاجب بن أركين الحافظ الفرغاني بدمشق، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسن (1) بن قبيس و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):حاجب ابن مالك بن أركين أبو العباس الفرغاني الضرير. قدم بغداد و حدّث بها عن أبي عمر حفص بن عمر الدوري، و أحمد بن إبراهيم الدورقي، و أبي سعيد الأشج، و عبد الرحمن بن يونس الرّقّي، و محمد بن مسعود العجمي، و محمد بن

ص: 384


1- بالأصل «أبو الحسين» و الصواب ما أثبت، و اسمه: علي بن أحمد بن منصور، أبو الحسن بن قبيس، الفقيه المالكي الغساني (انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 418/7).
2- تاريخ بغداد 271/8.

خالد (1) المحاربي، و هارون بن إسحاق الهمداني، و أبي أمية الطّرسوسي، و إبراهيم بن منقذ، و إسحاق بن الحسن الصّوّاف المصريين و غيرهم، روى عنه القاسم بن علي بن جعفر الدوري، و محمد بن المظفر. و كان ثقة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، نبأنا حمزة بن يوسف قال: و سأله يعني الدارقطني عن حاجب بن مالك أبو العباس الفرغاني بدمشق فقال: ليس به بأس، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس، و أبو النجم الشّيحي (3)،قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،قال: سمعت أبا نعيم الحافظ : حاجب بن مالك الفرغاني، و أركين يكنى أبا بكر، كان ضريرا قدم أصبهان على بدر الحمامي و حاجب يكنى أبا العباس، كان قدومه سنة ست (5) و تسعين و مائتين، و حدث ببغداد توفي بدمشق سنة ست (6) و ثلاثمائة حدثنا عنه القاضي.

1116 - حاجب بن خليفة و يقال ابن خليف البرجمي البصري

حكى عن عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه.

روى عنه عرعرة بن البرند الشامي البصري.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ .

أنبأنا حبيب بن الحسن، نبأنا جعفر بن محمد الفريابي، نبأنا قتيبة بن سعيد عن عرعرة بن البرند عن حاجب بن خليف البرجمي قال: شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب الناس - و هو خليفة - فقال في خطبته: ألا إن ما سن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صاحباه فهو دين نأخذ به و ننتهي إليه، و ما سنّ سواهما فإنا نرجئه انتهى. كان في الأصل ابن خليفة بالهاء، فحذفت الهاء.

ص: 385


1- تاريخ بغداد: جابر.
2- بالأصل «أبو الحسين» و الصواب ما أثبت، و اسمه: علي بن أحمد بن منصور، أبو الحسن بن قبيس، الفقيه المالكي الغساني (انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 418/7).
3- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى شيحة.
4- تاريخ بغداد 272/8 و ذكر أخبار أصبهان 302/1.
5- بالأصل:«سنة».
6- بالأصل:«سنة».

و قد قال ابن أبي حاتم في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أعلى حينئذ، قال قال أنبأنا أحمد إجازة قالا:

أنبأنا أبو محمد قال (1):حاجب بن خليفة روى عن عمر بن عبد العزيز روى عنه عرعرة بن البرند، سمعت أبي يقول [ذلك]. انتهى.

و لم يذكره البخاري في التاريخ في روايتنا.

1117 - حاجب بن الوليد بن ميمون

أبو أحمد المؤدب الأعور البغدادي (2)

رحل إلى الشام فسمع حفص بن ميسرة الصغاني بعسقلان، و الوليد بن محمد الموقري بالبلقاء، و محمد بن حرب، و بقية بن الوليد بحمص، و ميسرة بن إسماعيل الحلبي بحلب، و محمد بن سلمة الحرّاني بحرّان.

روى عنه أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، و محمد بن يحيى الذهلي، و يعقوب بن شيبة بن الصلت السدوسي، و جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، و عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه القرشي، و جعفر بن أحمد بن معبد الوراق، و إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّلي، و أحمد بن بشر المرثدي، و عبد اللّه بن محمد البغوي، و موسى بن هارون بن عبد اللّه الحمل، و محمد بن الحسين الأنماطي البغدادي، و محمد بن إسحاق الصغاني، و يحيى بن أكثم القاضي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قال: قرئ على أبي الحسن علي بن عيسى بن إبراهيم الباقلاني المقرئ، أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل العياش - إملاء - و أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنبأنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي حينئذ، و حدثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصار - قراءة - قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين ابن أخي ميمون حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسين، و أبو العلاء الخصيب بن المؤمل بن محمد: قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو

ص: 386


1- الجرح و التعديل 285/2/1.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 270/8 طبقات ابن سعد 359/7 الوافي بالوفيات 78/11 سير الأعلام 61/11 انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

نصر الزينبي، و أخبرنا أبو المظفر محمد بن محمد بن رزيق القزاز، و أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي حينئذ، و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا عبد العزيز علي بن أحمد ابن بنت السكري، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن حاجب بن الوليد - زاد بعضهم: أبو أحمد - نبأنا الوليد بن محمد الموقري، عن الزبيري، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مثل المريض إذا برأ و صح من مرضه كمثل البردة تقع من السماء في صفائها و لونها» و لم يكن بعضهم حاجبا[2852].

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، نبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو أحمد حاجب بن الوليد البغدادي، سمع بقية بن الوليد و مبشر بن إسماعيل انتهى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنبأنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أحمد حاجب بن الوليد، انتهى.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا أبو القاسم، أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي بن محمد حينئذ، قال: و أنبأنا أحمد بن عبد اللّه إجازة، قالا: أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (1):حاجب بن الوليد، سكن بغداد، و روى عنه بقية، و مبشر الحلبي. سمعت أبي يقول ذلك، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو النجم بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):حاجب بن الوليد بن ميمون، أبو أحمد الأعور، سمع حفص بن ميسرة الصغاني (3)،و محمد بن حرب الأبرش، و بقية بن الوليد، و مبشر بن إسماعيل الحلبي، و الوليد بن محمد الموقري، و محمد بن مسلمة الحرّاني، روى عنه أحمد بن سعيد الدارمي، و محمد بن يحيى بن محمد الذّهلي، و يعقوب بن شيبة السّدوسي، و جعفر بن محمد الصائغ، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و أبو جعفر بن أحمد بن معبد الوراق،

ص: 387


1- الجرح و التعديل 285/2/1.
2- تاريخ بغداد 270/8.
3- كذا، و في تاريخ بغداد «الصنعاني» و مثلها في سير الأعلام «الصنعاني العقيلي نزيل عسقلان»231/8.

و إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّلي، و أحمد بن بشير المرثدي، و عبد اللّه بن محمد البغوي، و كان ثقة، انتهى.

قال الخطيب: و أخبرنا علي بن الحسين - صاحب العباسي - أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال، نبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي، نبأنا بكر بن سهل، أنبأنا عبد الخالق بن منصور، قال: و سألت يحيى بن معين عن حاجب فقال: لا أعرفه، و أما أحاديثه فصحيحة فقلت: ترى أن أكتب عنه ؟ قال: ما أعرفه، و هو صحيح الحديث، و أنت أعلم، انتهى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، نبأنا أبو الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد (1) قال: حاجب بن الوليد الأعور المعلم و يكنى أبا أحمد، توفي ببغداد في شهر رمضان سنة ثمان و عشرين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس، حدثنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب، قال (3):قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكّي، أنبأنا محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت الجوهري - يعني حاتم بن الليث - يقول: حاجب بن الوليد الأعور المعلم يكنى أبا أحمد، مات ببغداد في رمضان سنة ثمان و عشرين و مائتين.

قال: و أنبأنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا محمد بن المظفر، قال: قال عبد اللّه بن محمد البغوي: مات حاجب بن الوليد في رمضان سنة ثمان و عشرين و كان لا يخضب و كان أعور، و قد كتبت عنه، انتهى.

1118 - حاجب القرشي

حكى عن يزيد بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد، و نحن معه في جنازة في سوق و نحن مع إسماعيل بن عبيد اللّه، و حاجب القرشي، انتهى.

ص: 388


1- طبقات ابن سعد 359/7.
2- بالأصل «أبو الحسين» خطأ، و قد مرّ.
3- تاريخ بغداد 271/8.

ذكر من اسمه حارثة

1119 - حارثة بن بدر بن حصين بن قطن

1119 - حارثة بن بدر بن حصين (1) بن قطن

ابن مالك بن عدانة بن يربوع، و يقال: حارثة بن بدر

ابن مالك بن كليب (2) بن غدانة بن يربوع

ابو العنبس (3) الغداني (4) التميمي البصري (5)

و اسم غدانة أشرس، و غدانة لقب، و اشتقاقه من التغدّن و هو التثني و الاسترخاء، و يربوع هو أبو حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر.

وفد حارثة على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد بن أحمد، أنبأنا علي بن أحمد الواحدي، أنبأنا أبو بكر الحارثي، أنبأنا أبو الشيخ الحافظ ، أنبأنا أبو يحيى الرازي، نبأنا سهل بن عثمان العسكري، نبأنا يحيى - يعني - ابن زكريا بن أبي ثابت بن أبي زائدة، نبأنا مجالد، عن الشعبي قال: كان حارثة بن بدر التميمي أفسد في الأرض و حارب، فأتى سعيد بن قيس، فانطلق سعيد (6) إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين ما جزاء من حارب

ص: 389


1- في الوافي بالوفيات: حصن.
2- بالأكل «كلب» و المثبت عن الأغاني.
3- في مختصر ابن منظور 144/6 أبو العبيس.
4- ضبطت نصا في الإصابة بضم المعجمة و تخفيف الدال و النون.
5- ترجمته في الأغاني 384/8 و الوافي بالوفيات 266/11 الإصابة 371/1.
6- بالأصل «سعيدا».

و بغى في الأرض فسادا؟ قال: أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاٰفٍ ، أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ (1)،قال: فإن تاب، قبل أن تقدر عليه ؟ قال: تقبل توبته ؟ قال: فإنه و اللّه حارثة بن بدر فأتاه به فأمنه. و كتب له كتابا، انتهى.

أخبرنا أبو بكر بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، نبأنا الحسين بن محمد بن أحمد المديني، نبأنا عبد اللّه بن محمد بن عبيد القرشي، حدثني الفضل بن إسحاق، نبأنا أبو أسامة أخبرني أبو خالد، نبأنا أبو عامر قال: كان حارثة بن بدر التميمي من أهل البصرة قد أفسد في الأرض و حارب، فكلم الحسن بن علي و ابن عباس و ابن جعفر و غيرهم من قريش فكلموا عليا فأبى أن يؤمنه، فأتى سعيد بن قيس الهمداني في داره، فكلّمه، فانطلق سعيد بن قيس إلى علي و خلفه في داره، فقال: يا أمير المؤمنين، ما تقول فيمن أفسد في الأرض و حارب، فقال: إِنَّمٰا جَزٰاءُ الَّذِينَ يُحٰارِبُونَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ حتى ختم الآية، فقال سعيد: أ رأيت إن تاب قبل أن تقدر عليه، قال: أقول كما قال اللّه تبارك و تعالى و أقبل منه. قال: فإن حارثة بن بدر قد تاب قبل أن تقدر عليه، فأتاه به و أمنه و كتب له كتابا. فقال حارثة أبياتا من شعر:

ألا أبلغن همدان ما لقيتها *** سلاما فلا يسلم عدو يعيبها

لعمر إلهي إن همدان تبغي الإ *** له و يقضي بالكتاب خطيبها

لنا نسعة كانت نفيسة فروعها *** فقد بلغت إلاّ قليلا خلوفها

شيب رأسي و استخف حمل *** مهاد عود المنايا حولنا و بروقها

و أنا لتستحلي المنايا نفوسنا *** و ننزل أخرى مرة ما نذوقها

قال العتبي: فحدثت بهذا ابن جعفر فقال: كنا أحق بهذه الأبيات من همدان.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأزدي الأموي (2):أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي، نبأنا أبو الأسود الخليل بن أسد، نبأنا العمري عن العتبي قال: أجرى الوليد بن عبد الملك الخيل و عنده حارثة بن بدر الغداني و هو حينئذ في ألف و ستمائة دينار من العطاء، فسبق الوليد، فقال حارثة: هذه فرصة فقام إليه فهنّاه و دعا له دعاء أحسن فيه فقال:

ص: 390


1- سورة المائدة، الآية:32.
2- الأغاني 396/8.

إلى الألفين مطّلع قريب *** زيادة أربع لي قد بقينا

فإن أهلك فهنّ لكم و إلاّ *** فهنّ من المتاع لنا سنينا

فقال له الوليد: نشاطرك ذلك: لك مائتان و لنا مائتان، فصار عطاؤه ألفا و ثماني مائة. ثم أجرى الوليد الخيل فسبق أيضا، فقال حارثة: هذه فرصة أخرى، فقام فهناه و دعا له ثم قال:

و ما احتجب الألفان إلاّ بهيّن *** هما الآن أدنى منهما قبل ذالكا

فجد بهما تفديك نفسي فإني *** معلّق آمالي ببعض حبالكا

فأمر له الوليد بالمائتين، فانصرف و عطاؤه ألفان.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسين، أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن أحمد، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال: و قال أبو اليقظان شارف الأزد و بكر بن وائل، و عبد القيس، فعسكروا بالمربد (1) و بلغ الخبر الأحنف فوقف في مقبرة بني حصن (2) و جاءت تميم فقالوا له:

نسير؟ فقال: حتى يجيء سيدنا فلما جاء حارثة بن بدر الغداني قال له الأحنف: ما الرأي يا أبا العنبس ؟ قال: الرأي أن تبعث بني سعد فتكونوا إزاء الأزد و يكون عمرو بإزاء عبد القيس، و حنظلة بإزاء بكر بن وائل، ففعل في حديث ذكره، انتهى.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن كرتيلا، أنبأنا محمد بن علي الخيّاط ، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه السّوسنجري، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد الكاتب، أنبأنا أبي، أخبرنا أحمد بن مروان بن عمر السعيدي، أخبرني الطيب بن محمد بن موسى بن سعيد بن سالم بن قتيبة بن مسلم الباهلي، حدثني عبد اللّه بن محمد بن حكيم، نبأنا خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه قال: ولي حارثة بن بدر سرّق (3) فخرج معه المشيعون من أهل البصرة منهم أبي الأسود الدؤلي فقال (4):

أ حار بن بدر قد وليت ولاية *** فكن جرذا فيها تخون و تسرق

ص: 391


1- محلة من محال البصرة.
2- بالأصل «بن حصين» و المثبت عن تاريخ خليفة ص 182.
3- من كور الأهواز (معجم البلدان).
4- الأبيات في الأغاني 406/8.

فلا تحقرن يا حار شيئا أصبته *** فحظك من مال (1) العراقين سرّق

فإن جميع الناس إمّا مكذّب *** يقول بما يهوى و إمّا مصدّق

يقولون أقوالا بظنّ و شبهة *** فإن قيل هاتوا حقّقوا لم يحققوا

و لا تعجزنّ فالعجز أوطى مركب *** فما كل من يدلي (2) إلى الرزق يرزق

فقال [له] حارثة:

جزاك إله (3) الناس خير جزائه *** فقد قلت معروفا و أوصيت كافيا

ستلقى أخا يصفيك بالودّ حاضرا *** و يوليك حفظ الغيب إن كنت نائيا

أمرت بحزم لو أمرت بغيره *** لألفيتني فيه لأمرك عاصيا (4)

و أيسر ما عندي المواساة مسمحا *** إذا لم يجد يوما صديقا مواسيا

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده-، أنبأنا أبو علي الجازري، أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (5)،أنبأنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني محمد بن المرزبان، حدثنا المغيرة بن محمد المهلّبي، أنبأنا العتبي، قال: كان حارثة بن بدر الغداني صديقا لزياد بن أبيه و كان أبو الأسود مؤاخيا لحارثة بن بدر، فقلّد زياد حارثة بن بدر سرّق فكتب إليه [أبو] الأسود:

أ حار ابن بدر قد وليت إمارة *** فكن جرذا فيها تفوق (6) و تسرق

و باه تميما بالغنى إن للغنى *** لسانا به المرء الهيوبة (7) ينطق

و لا تحقرن يا حار شيئا أصبته *** فحظك من ملك العراقين سرّق

فإني رأيت الناس إمّا مكذب *** يقول بما تهوى و إما مصدق

يقولون أقوالا بظنّ و شبهة *** فإن قيل هاتوا حققوا لم يحقق

ص: 392


1- الأغاني: ملك.
2- الأغاني: يدعى.
3- الأغاني: مليك.
4- و قد ورد هذا البيت قبل قوله جزاك إله الناس و كرر هنا، فحذفناه من هناك و تركناه هنا في موضعه فقد ورد في الأغاني 406/8 أولا: جزاك إله....
5- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي ط بيروت 200/3.
6- في الجليس الصالح: تعقّ .
7- بالأصل «المهوبة» و المثبت عن الجليس الصالح.

فكتب إليه حارثة بن بدر: لم يعم علينا الرأي يا أبا الأسود، و ختم كتابه بهذا الشعر:

جزاك مليك الناس خير جزائه *** فقد قلت معروفا و أوصيت كافيا

أمرت بحزم لو أمرت بغيره *** لألفيتني فيه لأمرك عاصيا

ستلقى امرأ يصفيك بالودّ مثله *** و يوليك حفظ الغيب إن كنت نائيا

و أقرب ما عندي المواساة مسمحا *** إذا لم يجد يوما صديقا مكافيا

قال القاضي أبو الفرج (1) رحمه اللّه: رخم أبو الأسود حارثة في شعره فحذف الهاء و الثاء و بعض النحويين لا يجيز هذا، و يقول: يا حارث في ترخيم حارثة فيحذف الهاء خاصة، فيقول أ حارث و أ حارث على لغتين للعرب فيه: أفصحها إقرار حركة الحرف في الترخيم على ما كانت عليه، و هو الوجه المختار، و الأخرى ضمة على حكم النداء المفرد و القضاء على ما بقي بعد حذف الطرف للترخيم، فإنه اسم قد قام بنفسه و كفى بغيره، و لا نجيز هذا الترخيم على هذين الوجهين إلاّ في ترخيم حارث، و قد احتج بشعر [أبي] الأسود و غيره في إجازة هذا الترخيم من أجازه و قوله:

و أقرب ما عندي المواساة مسمحا *** إذا لم يجد يوما صديقا مكافيا

قوله: مسمحا من السماحة و السماح، سمح فلان بماله و معروفه و سامح و تسمّح و تسامح، و يقال: أسمح فلان فهو مسمح إذا انقاد و أصحب و ألان جانبه و قارب غير مستصعب، قال تميم بن أبي بن مقبل العجلاني (2):

هل القلب عن دهماء سال فمسمح *** و تاركه منها الخيال المبرّح

قال: و أنبأنا المعافي، نبأنا محمد بن يحيى الصولي، أنبأنا محمد بن عبد الرّحمن التميمي (3)،عن أبيه، نبأنا خالد بن سعيد، عن أبيه قال: لما ولّى زياد حارثة بن بدر الغداني سرّق، خرج معه المشيعون فقال له أبو الأسود مشيرا (4) إليه:

أ حار ابن بدر قد وليت ولاية *** فكن جرذا فيها تخون و تسرق

ص: 393


1- هو المعافي بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
2- ديوان تميم ص 48.
3- في الجليس الصالح 201/3 التيمي.
4- في الجليس الصالح:«مسرّا».

و باه تميما بالغنى إن للغنى *** لسانا به المرء الهيوبة ينطق

و لا تحقرن يا حار شيئا أصبته *** فحظك من ملك العراقين سرّق

فإني رأيت الناس إمّا مكذب *** يقول بما يهوى و إمّا مصدّق

يقولون أقوالا بظنّ و شبهة *** فإن قيل هاتوا حققوا يحققوا

فكتب إليه حارثة بن بدر: لم يعم علينا الرأي يا أبا الأسود، و ختم كتابه بهذا الشعر:

جزاك مليك الناس خير جزائه *** فقد قلت معروفا و أوصيت كافيا

أمرت بحزم لو أمرت بغيره *** لالفيتني فيه لأمرك عاصيا

ستلقى امرأ يصفيك بالودّ مثله *** و يوليك حفظ الغيب إن كنت نائيا

و أقرب ما عندي المواساة مسمحا *** إذا لم يجد يوما صديقا مكافيا

و الألفاظ فيه و في خبر ابن الأنباري متقاربة المعاني، و في هذا الخبر زيادة على قول أبي الأسود:«يقولون أقوالا بظنّ و شبهة» و هو:

و لا تعجزنّ فالعجز أوطى مركب (1) *** و ما كلّ من يدعى إلى الرزق يرزق

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن (2) رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا محمّد بن الحارث، عن المدائني، قال: دخل حارثة بن بدر الغداني على زياد بن مروان و بوجهه أثر - و كان حارثة صاحب شراب - فقال له زياد: ما هذا الأثر بوجهك ؟ فقال: أصلح اللّه الأمير ركبت فرسا أشقر فحملني حتى صدم بي الحائط . فقال زياد: أمّا أنّك لو ركبت الأشهب لم يصبك مكروه، أراد حارثة: أنه شرب صرفا فسكر، و أراد زياد: بالأشهب الممزوج.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن مهران و محمّد بن شجاع اللفتواني، قالا: أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا

ص: 394


1- ورد في البيت في الرواية الأولى، و هو في الأغاني 306/8 بعد قوله: يقولون: و فيه: أبطأ مركب.
2- بالأصل «أبو الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في معرفة القرّاء الكبار 401/1.

أحمد بن محمّد بن عمر، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنشدني عمر بن شيبة (1)لحارثة بن بدر:

و جربت ما ذا العيش إلاّ تعلّة *** و ما الدهر إلاّ مجنون تقلب

و ما اليوم إلاّ مثل أمس الذي مضى *** و مثل غدا الجائي و كلّ سيذهب

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عبيد اللّه المرزباني النحوي، قال: قرأ علينا أبو عبد اللّه محمّد بن العيّاش اليزيدي، قال: قرأت هذه الأبيات على عمّي الفضل بن محمّد و ذكر أنّه قرأها على أبي المنهال عتيبة بن المنهال و هي بالثقة قال: و أنشدني لحارثة بن بدر الغدّاني:

و إذا افتقرت فلا تكن متخشّعا *** ترجو الفواضل عند غير المفضل

و استغن ما أغناك ربّك بالغنى *** و إذا تكون خصاصة فتحمّل

و أنشد له:

لعمرك ما أبقى لي الدّهر من أخ *** حتى و لا ذي خلّة لي أواصله

و لا من خليل ليس فيه غوائل *** و شرّ الأخلاّء الكثير غوائله

و أنشد له (2):

يا كعب ما راح من قوم و لا ابتكروا *** إلاّ و للموت في آثارهم حادي

يا كعب ما طلعت شمس و لا غربت *** إلاّ تقرّب آجالا لميعادي

لا خير في عيش من يحيى و ليس له *** ذوو ضغائن لا تخفى و أحقادي

ذهب الرجال فسدت غير مدافع *** و من البلاء (3) تفرّدي بالسواد

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد و أبو سعيد عبد اللّه بن أسعد بن حيان، قالا: أنبأنا موسى بن عمران، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني ابن عبد العزيز، أنبأنا أحمد بن عمرو، نبأنا العيّاش بن مصعب، نبأنا محمّد بن إبراهيم، أخبرني سليمان بن صالح، قال: و حدّثني أبو منقذ من أهل نيسابور: أن حارثة بن بدر كان يغزو خراسان

ص: 395


1- في الأغاني 406/8 شبّة.
2- الأبيات في الأغاني 425/8.
3- في الأغاني 424/8 خلت الديار فسدت غير مسود و من الشقاء.

فلما قفل من تلك المغازي و انتهى بنيسابور اشتكى بها، و كان معه غلام له يسمّى كعبا.

كان كعب مولعا بالشراب يخرج عند أوّل النهار و لا يعود حتى يظلم الليل، و إذا دعاه لم يجبه و لم يشبع بشيء منه، فعيل صبره و اغتاظ و قدم عليه نفر من رهطه، فسألوا عنه فوجدوه مريضا مدنفا فلما رأوا حاله قالوا: نحملك ؟ قال: ما في محمل، قالوا: فنقيم عليك حتى يقضي اللّه في أمرك ما شاء. قال: كلاّ إني عزفت شوق العاقل فاستوثق منهم باليمين و أخذ منهم ليفعلن بغلامه ما يأمرهم به، و قد عرضوا عليه النفقة فقال: انظروا ما في الخرج، فنظروا فإذا بقية فاضلة قال: إن غلامي هذا قد أبى عليّ و استعصى فهو لا ينفعني و قص عليهم قصته، فذهبوا و أقاموه و هو سكران فدعاه فلم يجبه فنادى أصحابه فأمرهم بأخذه و الاستيثاق منه، ففعلوا و تركوه مقموطا حتى أصبحوا ثم قال: رضوا ما بين أطراف أصابعه إلى مرفقه و أصابع رجليه إلى ركبتيه ففعلوا ذلك ثم قال: اطرحوه في ناحية البيت حيث انظر إليه و طفق (1) يقول:

يا كعب ما راح من قوم و لا ابتكروا *** إلاّ و للموت في آثارهم حادي

يا كعب ما طلعت شمس و لا غربت *** إلاّ تقرّب آجالا لميعادي

لا خير في عيش من يحيى و ليس له *** ذوو ظعائن لا تخفى و أحقادي

ذهب الرجال فسدت غير مدافع *** و من البلاء تفردي بالسادي

و ما تحمل قوم نحو طيّتهم *** إلاّ و للموت في آثارهم حادي

يا كعب كم من حمى قوم نزلت به *** على صواعق من زجر و إيعادي

يا كعب صبرا (2) و لا تجزع على أحد *** يا كعب لم يبق منها غير أجلادي

فيما نقلت أرواح يحشرجها *** كرائح داخل أو باكر غادي

إنّي و إيّاك و الأمثال نضربها *** في حين زجر على قرب و ابعادي

لكالذي قال يوما في معاتبة *** و الناس شتّى الا للّه أجدادي

لا ألفينك بعد الموت تندبني *** و في حياتي ما زوّدتني زادي

انظر إلى ملك دهر أنت تاركه *** هل ترأسين أواخيه بأوتادي

ص: 396


1- في رواية في الأغاني 424/8 أنه طلب إليهم قال: اكسروا رجل مولاي كعب لئلا يبرح من عندي فإنه يؤنسني.
2- الأغاني: يا كعب مهلا... غير أجساد.

إذا لقيت بواد حيّة ذكرا *** فاهدأ (1) و ذرني أمارس حيّة الوادي

قال سليمان: ثم إن حارثة بن بدر التميمي في الصحابة و اللّه تعالى أعلم، و توفي بنيسابور و دفن بها انتهى.

قال الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ و قد ذكر سليمان بن أحمد اللّخمي (2) حارثة بن بدر التّميمي في الصّحابة و اللّه تعالى أعلم، قال الحاكم في الترجمة في حرف الجيم:

حارثة بن بدر روى عن عبد اللّه بن الزّبير و غيره أظنه التميمي انتهى. كذا ذكره في حرف الجيم، و بلغني من وجه آخر أن حارثة بن بدر مات غريقا بالأهواز في ولاية المهلّب (3).

1120 - حارثة بن عمر بن صخر القيني

له ذكر في كتاب المزّة، و كان في الجيش الذي بعثه يزيد من (بزبرا) (4) من نواحي دمشق إلى المدينة. انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر المعدّل، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزاز، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزاز، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي سيف المدائني قال: و كان مع مسلم بن عقبة حارثة بن عمر بن صخر القيني فقتله عبد اللّه بن مطيع، فقالت ابنته:

قتلت ابن عمرو (5) مقبلا غير مدبر *** صبورا على وقت الستور البواتر

و لو شئت فتّ القوم فوق مجنب *** من الخيل و ثاب الجراثيم ضامر

بذلت حذار العار نفسا كريمة *** لكل رديني من السّمر عاتر

كذاك ذوو الأحساب تسخو نفوسهم *** بورد المنايا و احتمال الحرائر

إذا ما جثوا حربا مروها بأذرع *** طوال و أيدي بالسيوف جواسر

و لا تحسبون الصبر يدنى من الردى *** و لا الخوف ينجي من عدوّ مساور

فما تردون الموت إلاّ تفخما *** عليه إذا جئت حياض المقادر

ص: 397


1- في الأغاني: فاذهب و دعني أمارس حية الوادي.
2- قال ابن حجر في الإصابة: و اللخمي هو الطبراني، و لم أر ذلك في معجمه.
3- و ذلك في سنة أربع و ستين كما في الإصابة.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- كذا ورد هنا، و تقدم «عمر».

1121 - حارثة بن قطن بن زابر بن حصن

ابن كعب بن عليم الكعبي ثم العليمي (1)

من أهل دومة الجندل وفد على النبي صلى اللّه عليه سلم و كتب له كتابا انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة،[أنبأنا محمد بن سعد قال (2):قال هشام بن محمد:] (3) حدثني ابن أبي صالح، رجل من بني كنانة، عن ربيعة بن إبراهيم الدمشقي، قال: وفد حارثة بن قطن بن زابر (4) بن حصن بن كعب بن عليم الكلبي و حمل (5) بن سعدانة بن حارثة بن معقل (6) بن كعب بن عليم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسلما، فعقد لحمل بن سعدانة لواء فشهد بذلك اللواء صفّين مع معاوية، و كتب لحارثة بن قطن كتابا فيه:

هذا كتاب من محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأهل دومة الجندل و ما يليها من طوائف كلب مع حارثة بن قطن. لنا الضاحية من البعل، و لكم الضامنة من النخل، على الجارية العشر و على الغائرة نصف العشر، لا تجمع سارحتكم (7) و لا تعدّ فأردتكم (8)،تقيمون الصّلاة لوقتها، و تؤتون الزكاة بحقها، لا يحظر عليكم النبات، و لا يؤخذ منكم عشر البتات (9) لكم بذلك العهد و الميثاق، و لنا عليكم النصح و الوفاء و ذمة اللّه و رسوله. شهد اللّه و من حضر من المسلمين. انتهى. في حاشية الأصل: الضاحية التي لا يترطب بسرها، و الجارية الماء الجاري، و الغائرة: ما لا يجري.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن

ص: 398


1- ترجمته في الاستيعاب 286/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 427/1 الإصابة 298/1 الوافي بالوفيات 269/11.
2- طبقات ابن سعد 334/1.
3- ما بين معكوفتين سقطت من الأصل و استدراكها لازم للإيضاح، و انظر ابن سعد.
4- في ابن سعد:«زائر» و قد ضبطها ابن الأثير نصا فقال: و بعد الألف باء موحدة وراء.
5- بالأصل:«و أحمد» و المثبت عن ابن سعد.
6- في ابن سعد: مغفل.
7- في النهاية: لا تعدل سارحتكم: أي لا تصرف ماشيتكم عن مرعى تريده (سرح).
8- في النهاية: أي الزائدة على الفريضة، أي لا تضم إلى غيرها فتعد معها و تحسب (فرد).
9- البتات هو المتع الذي ليس عليه زكاة مما لا يكون للتجارة (النهاية: بت).

حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرّة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ثم من بني كلب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران الحاف بن قضاعة: حارثة بن قطن من دارم بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم و كتب له كتابا.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال:

و أمّا حارثة - بحاء مهملة و بعد الراء ثاء معجمة بثلاث - حارثة بن قطن بن زابر بن كعب بن حصن بن عليم بن جناب بن هبل وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم هو و أخوه حصن و كتب لهما كتابا.

1122 - حارثة بن النمر

أبو أثال

شهد يوم اليرموك و قال في ذلك شعرا. ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى قال:

حدثني مالك بن أسامة أن شاعرا (2) قال يوم اليرموك:

نجا جذاما و لخما كلّ سلهبة *** و استحكم القتل أصحاب البراذين

و قال أيضا أبو أثال حارثة من اليمن:

ضرب المواكب بينها أنكالها *** فكأنها ملفوفة بقرام

و أقول في كشف الأمور بفضلها *** و الحق يعرفه ذوو الأحلام

أن ليس حصن غير دعوة أحمد *** ترجى و لا دولة [سوى] الإسلام

فأنا امرؤ قدموس جذم معتلى *** و قوى سطيح و هلتى و نظام

فرعان من أصل نجيح واحد *** قيدوم طود قضاعة المقدام

نيلان أسد بالسواد البلهم *** إذ يعصبان بدعوة و إمام

للّه ما اليرموك جند طحطحوا *** أحساب عات الروم بالأقدام

ص: 399


1- الإكمال لابن ماكولا 7/2.
2- بالأصل:«شاعر».

فضلوا عليهم فضلة مشهورة *** هجمت بهم في برزخ النوام

فتهافتوا في النار في واقوصة *** و كستهم في شرّ دار مقام

و تعطلت منهم كنائس زخرفت *** بالشام ذات فسافس و رخام

و شهدت من باب دمشقة مشهدا *** أشجى دمشق مدينة الأصنام

و تعلّقت رهبانها فكأنهم *** هام تنوح على رءوس أكام

عجبا عجيبا ما قللنا داره *** كانت لعاد بعد نزهة شام

و لمن تلاهم من قرون طحطحوا *** فتهافتوا في المغر و القمقام

و كذاك نحن بها لدولة اكلنا *** متى قليل بمدة بتمام.

ص: 400

ذكر من اسمه الحارث

1123 - الحارث بن أوس بن عتيك

1123 - الحارث بن أوس بن عتيك (1)

و يقال: عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم

ابن عامر بن زعور (2) بن جشم بن الحارث

ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي (3)

له صحبة، و لا أعرف له رواية. شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم أحدا و ما بعدها من المشاهد، و قتل يوم أجنادين.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا الحسين بن محمّد الرافعي - إجازة - أنبأنا أحمد بن كامل القاضي، أنبأنا أحمد بن شاهين بن سعيد، عن مصعب بن عبد اللّه الزبيري، عن عبد اللّه بن محمّد بن عمارة بن القداح قال: و ولد زعور بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، و هو الليث بن مالك بن الأوس و هو أخو عبد الأشهل بن جشم و هو سكن، راتج، عامر، فولد عامر بن زعور عبد الأعلم، فولد عبد الأعلم [عمرو] فولد عمرو بن عبد الأعلم عبيدا فولد عبيد بن عمرو أوسا، فولد أوس بن عبيد الحارث بن أوس قتل يوم أجنادين شهيدا.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو النضر بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - على أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا

ص: 401


1- في الإصابة: عتاب.
2- في أسد الغابة: زعوراء.
3- ترجمته في الاستيعاب 287/1 هامش الإصابة أسد الغابة 379/1 الإصابة 274/1.

محمّد بن سعد قال في الطبقة الثانية قال: الحارث بن أوس بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعور بن جشم و أمه هند بنت ثعلبة بن قيس بن عبّاد بن فهيرة بن بياضة بن عامر بن زريق شهد أحدا و المشاهد كلها و قتل يوم أجنادين شهيدا (1) و ليس له عقب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: الحارث بن أوس الأنصاري من بني نبيت ثم من بني عبد الأشهل شهد بدرا قاله موسى بن عقبة، عن الزهري، لا تعرف له رواية.

1124 - الحارث بن بدل

و يقال بن سليمان (2) بن بدل النّصري (3)

من أهل دمشق، قيل: إنه أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و روى عن: عمر بن سفيان الثقفي، و رجل من قومه.

روى عنه: محمّد بن عبد اللّه بن المهاجر الشّعيثي.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو مسعود الأصبهاني عنه [أخبرنا] أبو نعيم الحافظ ، نبأنا سليمان بن أحمد، نبأنا معاذ بن المثنى، نبأنا عمي عبد اللّه بن معاذ، نبأنا أبي، نبأنا محمّد بن عبد اللّه بن المهاجر الشعيثي، عن الحارث بن بدل قال: شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين، فانهزم أصحابه أجمعون إلاّ العبّاس بن عبد المطلب و أبو سفيان بن الحارث فرمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وجوهنا بقبضة من الأرض فانهزمنا، فما خيّل [إليّ أن شجره] (4) و لا حجرا إلاّ و هو في آثارنا انتهى.

تابعة بكر بن بكّار، عن الشعيثي إلاّ أنه قال: الحارث بن سليم بن بدل، و رواه الوليد بن مسلم، عن الشعيثي، عن الحارث فقال: عن رجل من قومه[2853].

ص: 402


1- قتل يوم أجنادين و ذلك لليلتين بقيتا من جمادى الأولى من سنة ثلاث عشرة بالشام كما في الاستيعاب 287/1 و أسد الغابة 379/1.
2- في الإصابة 385/1 «سليم» و الأصل كأسد الغابة 381/1.
3- أسد الغابة: السعدي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن أسد الغابة.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري حينئذ، و أخبرنا أبو بكر عبد الكريم بن حمزة، نبأنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنبأنا أبو الخير بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان، نبأنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم، نبأنا الوليد بن مسلم، حدثني محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي عن الحارث بن بدل النّصري، عن رجل من قومه شهد ذلك يوم حنين و عمرو بن سفيان الثقفي قال: انهزم المسلمون يوم حنين فلم يبق مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ عبّاس بن عبد المطلب و أبو سفيان بن الحارث، قال: فقبض رسول اللّه قبضة من الحصى فرمى بها في وجوههم قال:

فانهزمنا فما خيّل إلينا إلاّ أن كلّ حجر أو شجرة فارس يطلبنا. قال الثقفي: فأعجزت على فرسي حتى دخلت الطائف انتهى[2854].

و أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - قال: نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو أحمد بن أبي نصر و أبو نصر بن الجندي، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا عبد الكريم، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نبأنا محمّد بن عائذ، نبأنا الوليد، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه (1) الشعيثي، عن الحارث بن بدل، عن رجل من قومه شهد ذاك مع عمرو بن سفيان الثقفي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبض قبضة من حصى فرمى بها في وجوهنا فانهزمنا. قال فما أخيل إلينا إلاّ أن كل شجر و حجر يطلبنا. و قال الثقفي: فأعجزت على فرسي حتى دخلت الطائف، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: الحارث بن بدل و قيل الحارث بن سليمان بن بدل عداده في أهل الشام أخرجه ابن منده و أحمد بن منيع و جماعة في الصحابة، و هو من تابعي الشام روى حديثه بكر بن بكّار، عن محمد بن عبد اللّه الشّعيثي، حدثني الحارث بن سليم بن بدل قال: كنت مع المشركين يوم حنين فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم كفّا من حصى فضرب به وجوههم و قال:«شاهت الوجوه» فهزم اللّه تبارك و تعالى المشركين[2855].

و رواه أحمد بن عبدة، عن زهير بن هنيدة العدوي، عن الشعيثي، عن عمرو بن سفيان و الحارث بن بدل السّكوني، و رواه سعيد بن يحيى سعدان، عن الشعيثي، عن عمرو بن سفيان و الحارث بن بدل النصري ذكر أنهما شهدا حنينا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال

ص: 403


1- بالأصل:«محمد بن عبد الرحمن النصري» و الصواب عن الرواية السابقة.

معاذ بن معاذ عن الشّعيثي، عن الحارث بن بدل نحو رواية بكر انتهى.

قال: و أنبأناه سالم بن الفضل، نبأنا يحيى بن محمّد الحنّائي، نبأنا عبيد اللّه بن معاذ، عن أبيه و رواه الوليد بن مسلم و صدقة بن خالد، عن الشّعيثي، عن الحارث بن بدل، عن رجل من قومه شهد أن عمرو بن سفيان قال: انهزموا يوم حنين.

قال: و أنبأه عبد الرحمن بن عبد اللّه البجلي نبأه أبو زرعة، أنبأنا محمّد بن المبارك، أنبأنا صدقة بن خالد حينئذ قال: و حدثنا محمد بن إبراهيم بن مروان - بدمشق - نبأنا الحسين بن يعلى الصيدلاني، نبأنا سليمان بن عبد الرّحمن، نبأنا الوليد بن مسلم و قال القاسم الحربي، عن الشّعيثي عن الحارث بن بدل، عن عمرو (1) بن سفيان أنه شهد ذاك يوم حنين. و قال ابن منيع البغوي روى علي بن حارث، عن قاسم الجرمي، عن الحارث بن بدل، عن سهيل الثقفي و هو وهم.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد حينئذ، قال: و أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):الحارث بن بدل النّصري روى عن عمرو بن سفيان، عن رجل من قومه شهد النبي صلى اللّه عليه و سلم،[يوم حنين] (3) روى عنه محمّد بن عبد اللّه بن المهاجر الشّعيثي سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمّد: روى معاذ بن معاذ العنبري، عن الشّعيثي، عن الحارث بن بدل، قال: شهدنا النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين روى بكر بن بكّار عن الشّعيثي هذا الحديث، رواه مرة، عن الحارث بن سالم (4) قال:

شهدت النبي صلى اللّه عليه و سلم، و مرة عن عبد اللّه بن الحارث بن بدل قال: شهدت النبي صلى اللّه عليه و سلم. و هذا من تخليط بكر بن بكّار فإنه سيّئ الحفظ ضعيف الحديث، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول لا أدري من هو؟ يعني الحارث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز الكتاني، نبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نبأنا أبو زرعة في الطبقة الثالثة قال: الحارث بن بدل النّصري روى عنه الشّعيثي.

ص: 404


1- بالأصل:«عمر».
2- الجرح و التعديل 69/2/1.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
4- كذا، و في الجرح:«سليم» و هو صاحب الترجمة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة، حينئذ و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب بن الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الثالثة:

الحارث بن بدل النّصري دمشقي، و قال ابن عتّاب: بن يزيد، و هو وهم.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):أنبأنا الحارث بن بدل النّصري، عن عمرو بن قيس، عن رجل من قومه شهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، رواه الوليد بن مسلم و صدقة، عن الشعيثي. حديثه عن الشاميين انتهى كذا في النسخة و الصواب عمرو بن سفيان كما تقدم انتهى.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي فيما قرأت عليه عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم السّوسي، أنبأنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن يونس المقدسي، أنبأنا أبو زكريا حينئذ، و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا رشا بن نظيف، قالا: أنبأنا عبد الغني بن سعيد في باب النّصري بالنون و الصّاد قال:

الحارث بن بدل النّصري انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال في باب النّصر بالنون: الحارث بن بدل النّصري انتهى.

1125 - الحارث بن الحارث بن قيس بن عديّ

ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي السّهمي (2)

معدود في الصحابة من مهاجرة الحبشة استشهد يوم أجنادين، و قيل: يوم اليرموك، و قيل: يوم فحل، انتهى.

أنبأنا [أبو] سعد المطرز و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا

ص: 405


1- التاريخ الكبير 265/2/1.
2- الاستيعاب 289/1 أسد الغابة 384/1 الإصابة 276/1.

سليمان بن أحمد، نبأنا محمّد بن عمرو، حدثني أبي، نبأنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال في تسمية من قتل من المسلمين يوم أجنادين: ثم من قريش ثم من بني سهم: الحارث بن الحارث بن قيس.

قال: و حدثنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نبأنا أبو شعيب الحرّاني، حدّثنا أبو جعفر النفيلي، نبأنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق في تسمية من استشهد من المسلمين بأجنادين: من بينهم الحارث بن الحارث، انتهى.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين و ابنة أبو الحسن علي، قالا: أنبأنا أبو الفضل بن الفرات، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن [أبي] العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا نبأنا محمد بن عامر، نبأنا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال و الحارث بن الحارث من بني سهم قتل يوم فحل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، نبأنا أبو بكر بن شيبة، نبأنا السّري بن يحيى، نبأنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن أبي عثمان و خالد قالا: و كان ممن أصيب في الثلاثة الآلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك (1) الحارث بن الحارث السهمي انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد المسلمة، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، أنبأنا محمّد بن محمّد بن الحسن بن الصّوّاف، أنبأنا الحسن بن علي القطّان، أنبأنا إسماعيل بن عيسى، نبأنا أبو حذيفة إسحاق بن قيس، قال: قالوا: و استشهد بأجنادين من بني سهم الحارث بن الحارث.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: الحارث بن الحارث بن قيس القرشي ثم السّهمي قتل يوم أجنادين، قاله عروة بن الزبير و الزّهري، لا يعرف له رواية.

ص: 406


1- كذا ورد بالأصل، و لم يرد اسمه في الطبري، في أسماء الذين استشهدوا يوم اليرموك انظر تاريخ الطبري 400/3.

1126 - الحارث بن الحارث

أبو المخارق الغامدي (1)

له صحبة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا و سكن الشام و شهد وقعة راهط .

روى عنه شريح بن عبيد، و الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، و سليم بن عامر، و خالد بن معدان، و ثابت بن سعد الطائي، و عديّ بن هلال السّلمي، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد السّلمي، قالا: أنبأنا عبد الدائم بن الحسن القطان، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي، نبأنا أبو بكر محمّد بن خريم، نبأنا هشام بن عمّار، نبأنا الوليد بن مسلمة، أنبأنا عبد الجبار بن إسماعيل المخزومي، نبأنا الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، حدث الحارث بن الحارث الغامدي قال: قلت لأبي و نحن بمنى ما هذه الجماعة ؟ قال: هؤلاء قوم اجتمعوا على صابئ لهم [قال: فأشرفنا، فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعو الناس..] (2) قالوا: يا رسول اللّه تدعو الناس إلى توحيد اللّه تعالى و الإيمان به، و هم يردون عليه قوله، و يؤذونه حتى ارتفع النهار، و انصدع عنه الناس، و أقبلت امرأة قد بدا نحرها تبكي، تحمل قدحا فيه ماء و منديلا، فتناوله منها و شرب و توضّأ ثم رفع رأسه إليها فقال:«يا بنية خمّري عليك نحرك، و لا تخافي على أبيك غلبة و لا ذلا». فقلنا: من هذه ؟ قالوا: هذه زينب ابنته انتهى[2856].

رواه البخاري (3) في التاريخ عن هشام بن عمّار مختصرا، و رواه أبو زرعة الدّمشقي، عن هشام بن عمّار بإسناده و قال: هذان الحديثان صحيحان يعني هذا، و حديث منيب بن مدرك بن منيب عن أبيه، عن جده.

و أخبرنا به أبو القاسم بن السّمرقندي، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الحميدي، و أبو بكر القطان، و أبو

ص: 407


1- ترجمته في الاستيعاب 290/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 384/1 الإصابة 274/1 الوافي بالوفيات 241/11.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن أسد الغابة 284/1 و الإصابة 275/1.
3- التاريخ الكبير 262/2/1 و ذكره باسم الحارث بن الحارث العائذي.

القاسم بن أبي العقب حينئذ، و أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو العبّاس، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، نبأنا أبو زرعة بالحديث نحوه و بالكلام، انتهى.

أخبرنا أبو الحسين بن المقرئ، أنبأنا أحمد بن علي بن العلاء، نبأنا محمّد بن الهيثم، حدثني محمّد بن إسماعيل، حدّثني أبي، عن ضمضم، عن شريح قال: أخبرني أبو أمامة، و الحارث، و عبد (1) بن أبي الأسود في نفر من الفقهاء: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نادى في قريش فجمعهم ثم قام فيهم فقال:«ألا إنّ كل نبيّ بعث إلى قومه، و إنّي بعثت إليكم». ثم جعل يستقرئهم رجلا رجلا ينسبه إلى آبائه ثم يقول:«يا فلان عليك بنفسك فإني لن أغني عنك من اللّه شيئا»، حتى خلص إلى فاطمة عليها السّلام، ثم قال لها مثل ما قال لهم ثم قال:«يا معشر قريش، لا ألقين أناسا يأتوني يجرّون الجنة، و تأتوني تجرّون الدنيا. اللّهمّ ، لا أجعل لقريش أن يفسدوا ما أصلحت أمتي ثم قال: ألا إن خيار أمتكم خيار الناس، و شرار قريش شرار الناس، و خيار الناس تبعا (2) لخيارهم، و شرار الناس تبعا (3) لشرارهم» انتهى[2857].

رواه البخاري في التاريخ (4) عن عتبة بن سعيد، عن ابن عيّاش مختصرا و قال:

عمرو بن الأسود بدل تميم (5) و هو الصّواب انتهى.

أخبرناه أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - ثم حدّثنا و أبو الفضل بن ناصر (6)، أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن (7) الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل،[أنبأنا محمد بن إسماعيل] (8) قال: قال لي عتبة بن سعيد (9)،نبأنا إسماعيل، عن ضمضم،

ص: 408


1- في المختصر:«عمير» و في التاريخ الكبير:«عمرو».
2- كذا، و الأظهر:«تبع».
3- كذا، و الأظهر:«تبع».
4- التاريخ الكبير 262/2/1.
5- كذا رسمت بالأصل هنا، و الذي مرّ في بداية الحديث:«عبد».
6- كذا ورد مكرر بالأصل.
7- بالأصل «الحسن» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
8- زيادة للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.
9- بالأصل «سعد» و المثبت عن التاريخ الكبير 262/2/1.

عن شريح بن عبيد، عن الحارث بن الحارث، و كثير بن مرّة، و عمرو بن الأسود و أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس» انتهى، قال البخاري:

الحارث بن الحارث العائذي يعدّ في الشاميين انتهى، كذا في الأصل بخط أبي الغنائم بن النّرسي، و الصّواب: الغامدي انتهى[2858].

قرأت على أبي الفضل التميمي، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أنبأني أبي، قال: أبو المخارق الحارث بن الحارث روى عنه خالد بن معدان.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة، حينئذ-.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد، أنبأنا علي بن الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - أنبأنا أبو الحسن بن سميع قال في الطبقة الأولى من الصّحابة: الحارث بن الحارث الغامدي، انتهى.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي في كتابه و أنبأنا عمي، أنبأنا الزينبي - قراءة - أنبأنا أبو القاسم التنوخي، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو بكر بن أحمد بن حفص، نبأنا أحمد بن محمّد بن عيسى - بحمص - قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو المخارق الحارث بن الحارث الغامدي، حدّثنا عنه من أهل حمص خالد بن معدان، و سليم بن عامر، و شريح بن عبيد، و الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، و ثابت بن عبد الطائي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلّم الفقيه، نبأنا عبد العزيز بن أحمد عن (1)مسدد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، أنبأنا أبي، حدّثنا عبد الصّمد بن سعد القاضي في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو المخارق الحارث بن الحارث الغامدي، و غامد من الأزد. قال ابن عوف: ما أخلقه (2) أن يكون من أهل حمص، قيل

ص: 409


1- بالأصل «بن» خطأ، انظر ترجمة عبد العزيز بن أحمد في سير الأعلام 248/18 و ترجمة مسدد بن علي في السير 518/17.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الإصابة 276/1.

له هو مدرك بن الحارث بن الحارث ؟ فلم يردّ في ذلك جوابا. كأنه هاب القول فيه.

حدث عنه خالد بن معدان و سليم بن عامر، و شريح بن عبيد، و الوليد الجرشي. لواءه على من نمير، و قال: نزلنا من الطائف و رسول اللّه() (1) من عين هذه قرصتها قطيعة و قد شهد وقعة راهط .

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: الحارث بن الحارث الغامدي له و لأبيه صحبة، روى عنه شريح بن عبيد، و الوليد بن عبد الرحمن، و سليم بن عامر. يقال إنه الأوّل يعني الحارث بن الحارث الأشعري انتهى، و هذا وهم.

1127 - الحارث بن حرمل بن تغلب

ابن ربيعة بن نمر الحضرمي، و يقال: الرّهاوي

حدّث عن علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و سمع كعبا.

روى عنه ابن جابر بن حيوية الكندي، و جندب بن عبد اللّه العدواني، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو محمّد عبد الرحمن بن عثمان، و أبو نضر محمّد بن أحمد القاضي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرحمن،[و] الشيخ الصّالح أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسين الهمداني، قالوا: أنبأنا علي بن يعقوب بن إبراهيم الهمداني، أنبأنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو الدّمشقي، نبأنا يسرة - هو ابن صفوان اللّخمي - نبأنا فرج بن فضالة، عن عروة بن رويم، عن رجاء بن حيوة، عن الحارث بن حرمل، عن علي بن أبي طالب قال: يا أهل العراق لا تسبّوا أهل الشام فإن (2) فيهم الأبدال انتهى.

قال رجاء بن حيوة: اذكر لي رجلين من أهل بيسان، فإنه بلغني أنّه اختص بيسان برجلين من الأبدال، لا يقبض اللّه تعالى رجلا منهم إلاّ بعث اللّه تعالى مكانه رجلا، و لا

ص: 410


1- لفظتان غير مقروءتين تركنا مكانها بياضا، و العبارة بتمامها مضطربة. و الذي في الإصابة:«و انه كانت له قطيعة تمر عين».
2- بالأصل «قال» و الصواب عن مختصر ابن منظور 148/6.

تذكر لي متماوتا و لا طعانا على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال.

رواه ابن جابر عن أبي سلمة فجعل هذا القول الأخير من قول الحارث بن حرمل.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام على بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوة (1)،أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نبأنا هارون - يعني ابن معروف - نبأنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال الحارث بن حرمل لرجاء: حدثني عن رجالات بيسان، فإنّا كنّا نتحدث أنه لا يزال بها رجل أو اثنان من الأبدال، و لا تحدثني عن متماوت و لا طعان.

قرأت في كتاب عبد الرحمن بن أحمد بن عمرو التنوخي في تسمية قضاة دمشق من التابعين: الحارث بن حرمل، و عامر بن كريز، و نمير بن أوس انتهى.

قوله عامر بن كريز به نظر (2) إنما هو عامر بن عديّ و سيأتي في موضعه و لا أعلم الحارث بن حرمل ولي القضاء و لا أحسبه دمشقيا، و أظنه أراد الحارث بن [محمد الأشعري] (3) ولي قضاء دمشق أو الحارث بن محمّد الحمصي فقد ولي قضاء عمان و اللّه تعالى أعلم. و قد قيل أراد الحارث بن حرمل، مصري و اللّه تعالى أعلم.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (4):الحارث بن حرمل عن علي روى عنه رجاء بن حيوية، و جندب و سمع كعبا انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا أبو عبد اللّه الكلابي، أنبأنا

ص: 411


1- كذا، و هو ابن حيوية، محمد بن العباس بن محمد بن زكريا، ترجمته في سير الأعلام 409/16.
2- اللفظة غير واضحة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
3- بياض بالأصل و الزيادة المستدركة مقتبسة عن أخبار قضاة وكيع 206/3 و قد ولاّه الوليد بن يزيد، و لم يزل حتى مات في أيام يزيد بن الوليد.
4- التاريخ الكبير 266/2/1.

أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: الحارث بن حرمل من بني عامر بن أبي عوثبان روى عن علي بن أبي طالب، روى عنه رجاء بن حيوية، انتهى.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا يعلى حينئذ، قال: و أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):الحارث بن حرمل، روى عن علي. روى عنه رجاء بن حيوة، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إلى أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، حدثني أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو الفضل بن سليم، قالا:

أنبأنا أحمد بن الفضل، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

الحارث بن حرمل بن تغلب بن ربيعة بن نمر الحضرمي بن نمر بن حرمل القاضي يحدث عن علي بن أبي طالب و عبد اللّه بن عمر، حدث عنه (2) رجاء بن حيوة و جندب بن عبد اللّه العدواني و عروة بن رويم اللّخمي و كان قدريا. و يقال الحارث بن حرمل الرّهاوي و هو عندي أصحّ ، و لا أراه() (3) من نمر لأني لم أجد له بمصر بيتا و لا فتيا و لا ذكرا من حديث من أثق به.

1128 - الحارث بن الحكم بن أبي العاص

ابن أميّة بن عبد شمس الأموي أخو مروان

سمع أبا هريرة و أدرك يوم الدار و شهدها. ذكره أبو زرعة الدّمشقي في الاخوة و الأخوات فقال ما أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نبأنا عبد العزيز بن أحمد عن محمّد بن أبي نصر، نبأنا أبو الميمون بن راشد، نبأنا أبو زرعة قال في ذكر الأخوة بالشام بعد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منهم: خمسة اخوة: مروان بن الحكم بن أبي العاص، و عبد الرحمن بن الحكم، و الحارث بن الحكم، و عثمان بن الحكم، و يحيى بن الحكم.

ص: 412


1- الجرح و التعديل 72/2/1.
2- بالأصل «عن».
3- لفظة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا، قالوا:

أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر بن المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكّار، قال: و ولد الحكم بن أبي العاص أحد عشر (2) رجلا و نسوة: و عثمان الأكبر، و الحارث، و مروان، و عبد الرحمن، و صالحا، و أمّ البنين، و زينب، و أمهم آمنة بنت فاطمة (3) بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرّث بن خمل (4) بن شقّ بن رقية (5) بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة. و داود و الحارث (6) الأصغر، و الحكم درج، و عبد اللّه درج، و أم الحكم، تزوجها عبد اللّه بن المطّلب بن حنطب فأمّهم بنت منبه بن شميل (7) بن العجلان بن عتّاب بن مالك بن كعب بن ثقيف، انتهى (8).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد فولد الحكم: عثمان الأكبر، و الحارث [و] مروان، و عبد الرحمن، و صالحا و أمّ البنين، و زينب الكبرى، و أمّهم أمّ عثمان و هي آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرّث بن خمل (9) بن شقّ بن رقبة (10) بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة انتهى، و عبيد اللّه قتل مع حبيش بن دلجة، و داود و الحارث (11) الأصغر، و الحكم درج، و عبد اللّه درج، و أمّ الحكم و أمّهم ابنة منبه بن شبيل بن العجلان بن عتّاب بن مالك بن كعب بن ثقيف.

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمد، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو

ص: 413


1- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
2- في نسب قريش للمصعب ص 159 «أحدا و عشرين».
3- سقطت من عامود نسبها في نسب قريش للمصعب الزبيري، و في جمهرة ابن حزم ص 87 اسمها: أرنب بنت علقمة بنت صفوان الكنانية. و انظر ابن سعد 35/5.
4- بالأصل «حمل» بالحاء المهملة، و المثبت عن نسب قريش و طبقات ابن سعد 35/5.
5- نسب قريش:«رقبة بن مخرج» و انظر ابن سعد 35/5 ترجمة مروان بن الحكم.
6- بالأصل:«و داود بن الحارث» و المثبت عن نسب قريش للمصعب ص 160.
7- في نسب قريش: شبيل.
8- كذا و الملاحظ أنه لم يذكر جميع الرجال و النسوة، انظر عدد و أسماءهم في نسب قريش، و انظر جمهرة ابن حزم ص 87.
9- بالأصل «حمل» بالحاء المهملة، و المثبت عن نسب قريش و طبقات ابن سعد 35/5.
10- بالأصل «رقية» و المثبت عن ابن سعد 35/5.
11- بالأصل:«و داود بن الحارث» و المثبت عن نسب قريش للمصعب ص 160.

بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، نبأنا عبد اللّه بن سعد، نبأنا عمّي يعقوب بن إبراهيم قال: هذه تسمية من حضر الدار مع عثمان في الحصار من بني هاشم: الحسن بن علي و قاتل، و من بني أمية مروان و الحارث، و عبد الرحمن بن عثمان الأكبر، و عثمان الأزرق بنو الحكم.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدرداء حارث بن عبد اللّه، قالوا: أنبأنا ابن محمّد الصّيرفي، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نبأنا أبو عبد اللّه بن سليمان بن داود الطوسي، نبأنا أبو عبد اللّه الزّبير بن بكّار، حدّثني أبو عروبة محمّد بن موسى [عن] فليح بن سليمان، عن نعيم بن عبد اللّه قال: كنت عند أبي هريرة مرة فجاءه الحارث بن الحكم فجلس على وسادة أبي هريرة، فظن أبو هريرة أنه جاء لحاجة، فجاء رجل فجلس بين يدي أبي هريرة، فقال له أبو هريرة: ما لك ؟ قال: استعدي على الحارث بن الحكم، فقال أبو هريرة: قم يا حارث فاجلس مع خصمك، فتلكأ الحارث. فقال أبو هريرة: قم يا حريث، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمر إذا جلس الحاكم فلا يجلس خصمان إلاّ بين يديه، و مضت السّنّة بذلك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و من أئمة الهدى أبي بكر و عمر، فقام الحارث فجلس مع خصمه بين يدي أبي هريرة. فقال أبو هريرة: الآن درست، يقول:

الآن صحيح انتهى.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو بكر الأردستاني، أنبأنا أبو نضر العراقي، أنبأنا سفيان بن محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن الحسن، نبأنا عبد اللّه بن الوليد، نبأنا سفيان الثوري، عن أبي الزّناد، عن سليمان بن يسار قال:

تزوج الحارث بن الحكم امرأة فقال عندها فرآها خضراء (2) فطلّقها و لم يمسّها، فأرسل مروان إلى زيد بن ثابت فسأله، فقال زيد: لها الصّداق كاملا. قال: إنه ممن لا يتهم، فقال: رأيت يا مروان لو كانت حبلى، أ كنت مقيما عليها الحدّ؟ قال: لا، قال: فلا، انتهى.

ص: 414


1- بالأصل «المرزقي» و الصواب ما أثبت، هذه النسبة إلى المزرفة، و قد مرّ.
2- أي سوداء،(لسان العرب: خضر).

1129 - الحارث بن خالد بن العاص بن هشام

ابن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم

ابن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي (1)

أبو حذيفة القرشي المخزومي المكي الشاعر (2)

روى عن عائشة.

روى عنه زرارة بن مصعب. قيل إنه ولي مكة لمعاوية و لا يصح، و ولي أبوه خالد مكة لعثمان فقتل عثمان و هو و اليها فعزله علي بن أبي طالب - رضي اللّه تعالى عنه - و ولاّه يزيد بن معاوية مكة أيّام [ابن] (3) الزبير فلم تتمّ ولايته، و وفد على عبد الملك بن مروان دمشق فلم ير منه ما يريد فرجع إلى مكة و قال في ذلك شعرا، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، و أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط (4)، قال: و فيها يعني سنة إحدى و أربعين ولّى معاوية مكة عبد الرحمن بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة، و يقال: الحارث بن خالد بن العاص بن هشام، ثم (5)عزله و ولاها أيضا عنبسة بن أبي سفيان (6) ثم جمعهما بالطائف و مروان بن الحكم. ثم قال: و عزل يزيد الوليد بن عتبة بن أبي سفيان عن مكة و ولاها سفيان و الحارث بن خالد بن العاص بن هشام ثم عزله و ولّى عبد الرحمن بن زيد (7) بن الخطاب سنة ثلاث و ستين ثم عزل عبد الرحمن و أعاد الحارث بن خالد فمنعه ابن الزبير الصّلاة فصلى بالناس مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فلمّا خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية دعا ابن

ص: 415


1- انظر نسبه في نسب قريش للمصعب ص 299 و 313 و جمهرة ابن حزم ص 146.
2- ترجمته في الأغاني 317/3 و 227/9 و الوافي بالوفيات 255/11 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و في الوافي:«أبو وابصة» بدل «أبو حذيفة» و في الأغاني و في عامود نسبه: في موضع ورد كالأصل «عمر بن مخزوم» و في موضع:«عمرو بن مخزوم».
3- سقطت من الأصل و استدركت عن الوافي بالوفيات.
4- انظر تاريخ خليفة ص 204.
5- ما بين الرقمين، العبارة لم ترد في تاريخ خليفة.
6- ما بين الرقمين، العبارة لم ترد في تاريخ خليفة.
7- بالأصل «يزيد» و المثبت عن خليفة ص 251.

الزبير إلى خلع يزيد و أن يكون الأمر شورى و أخرج ابن الزبير الحارث بن خالد من مكة، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكاني، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان، قال: قال ابن بكير قال الليث: و حج عامئذ يعني سنة ثلاث و ستين يحيى بن حكيم بن صفوان الجمحي كان أهل مكة رضوا به و استعملوا عليهم ليصلي بهم نحو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي عامل يزيد بن معاوية على مكّة، فأتمّا حج هؤلاء و الزبير لم يكن دعا إلى نفسه و إنما دعا إلى نفسه، بعد موت يزيد و بويع بيعة الخلافة بعد موت يزيد بن معاوية و كان أهل مكة نحّوا الحارث و ألحقوه بداره، انتهى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطّوسي، نبأنا الزبير، نبأنا أبو بكر قال: قال الزبير: و يحيى بن حكيم بن صفوان ولي مكّة ليزيد بن معاوية كان عبد اللّه بن الزبير مقيما معه بمكة لم يعرض له يحيى بن حكيم فكتب الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة إلى يزيد يذكر له مداهنة يحيى بن حكيم عبد اللّه بن الزبير فعزل يزيد يحيى بن حكيم و ولى الحارث بن خالد مكة، فلم يدعه ابن الزبير يصلي بالناس، و كان الحارث يصلي في جوف داره و الناس طاعنين (2) عليه، و كان مصعب بن عبد الرّحمن يصلي بالناس في المسجد الحرام بأمر عبد اللّه بن الزّبير فلم يزل كذلك حتى وجّه يزيد بن معاوية إلى ابن [الزبير مسرف] (3) بن عقبة، فبويع ابن الزبير في الخلافة و صلّى بالناس بمكة.

قال الزبير (4):فمن ولد خالد بن العاص: الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة و أمه فاطمة ابنة أبي سعيد بن الحارث بن هشام، و أمها صخرة بنت أبي جهل بن

ص: 416


1- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- مطموسة بالأصل و لعل الصواب ما أثبت.
3- ما بين معكوفتين مطموس مكان اللفظتين بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
4- انظر نسب قريش للمصعب ص 312 و 313.

أبي هشام، و كان الحارث شاعرا كثير الشعر، و هو الذي يقول (1):

من كان يسأل عنا أين منزلنا *** فالأقحوانة (2) منا منزل قمن (3)

إذ تلبس (4) العيش غضّا لا يكدّره *** قول الوشاة و لا ينبو به الزّمن

إذا الجبان (5) حبا ممّن يسرّ به *** و الحج داج به مغرورق (6) ثكن

الأقحوانة: ما بين ميمون إلى بئر ابن هشام، و كان يزيد بن معاوية استعمله على مكة و ابن الزبير يومئذ بها قيل أن ينصب يزيد [الحرب] (7) لابن الزبير فمنعه ابن الزبير فلم يزل في داره [يصلي بمواليه و شيعته في جوف داره] (8) معتزلا لابن الزبير حتى ولي عبد الملك بن مروان و ولاه مكة يعني الحارث ثم عزله فقدم عليه دمشق فلم ير عنده ما يحبّ فانصرف عنه و قال (9):

عطفت عليك النّفس حتى كأنّما *** بكفّيك (10) بؤسي أو لديك نعيمها

فما بي و إن أقصيتني من ضراعة *** و لا افتقرت نفسي إلى من يسومها (11)

و هو الذي يقول (12):

كأني إذا متّ لم أضطرب *** بزين المخيلة أعطافيه

و لم أسلب البيض أبدانها *** و لم يكن اللّهو من شأنيه

أخبرنا أبو عبد اللّه (13)،قال: و حدّثني مصعب بن عثمان بن مصعب بن

ص: 417


1- الأول و الثاني في الأغاني 325/3 و الاستيعاب 310/1 و نسبهما للحارث بن هشام و البيتان الأول و الثالث في نسب قريش ص 313 و الأول و الثاني من أبيات في معجم البلدان بدون نسبة (الأقحوانة).
2- الاقحوانة بالضم ثم السكون، موضع قرب مكة، قال الأصمعي: هي ما بين بئر ميمون إلى بئر ابن هشام.
3- القمن: بالتحريك: الخليق و الجدير، و بهامش الأغاني: و يحتمل أن يكون قمن في البيت بمعنى قريب.
4- الأغاني و الاستيعاب و معجم البلدان: إذ نلبس العيش صفوا.
5- في نسب قريش: إذا الحجاز خوى.
6- بالأصل «معروف» و المثبت لاستقامة المعنى و الوزن عن نسب قريش.
7- الزيادة في الموضعين عن نسب قريش ص 313.
8- الزيادة في الموضعين عن نسب قريش ص 313.
9- البيتان في الأغاني 317/3 و نسب قريش ص 313
10- رسمها بالأصل:«بليتك» كذا، و المثبت عن المصدرين السابقين.
11- الأغاني: يضيمها.
12- البيتان في نسب قريش ص 314.
13- الخبر و الشعر في الأغاني 330/3.

عروة بن الزبير، قال: كانت أم عبد الملك بنت عبد اللّه بن خالد بن أسيد عند الحارث بن خالد، و له منها فاطمة بنت الحارث و أخواها لأمّها محمد و عمران، ابنا عبد اللّه بن مطيع بن الأسود، و فيها يقول الحارث بن خالد:

يا أمّ عمران ما زالت و ما برحت *** بنا الصبابة حتى شفني الشفق

القلب تاق إليكم كي يلاقيكم *** كما يتوق إلى منجاته الغرق

تؤتيك شيئا قليلا و هي خائفة *** كما يميس بظهر الحية الفرق (1)

قال عمّي مصعب بن عبد اللّه: يريد تاق إليكم يتأق إليكم، و قال اللّه تبارك و تعالى: عَلىٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ (2)هار يريد هائر. و قال ضرار بن الخطاب الفهري ثم المحاربي في يوم أحد و شهدها مع المشركين (3):

القوم أعلم (4)لو لا مقدمي فرسي *** إذا جالت الخيل بين الجزع و القاع

ما زال (5)منكم بجنب الجزع من أحد *** أصوات هام تزقى أمرها شاع

يريد بشاع: شائع، و إنما أنزل القرآن بلسان قريش، و قال بعض الشعراء:

فلو أنّي رميتك من قريب *** لعاقك من رغاء الذئب عاق

يريد عائق.

قال مصعب بن عثمان: أنشد رجل و عمران بن عبد اللّه بن مطيع جالس:

يا أم عمران ما زالت و ما برحت *** بنا الصبابة حتى مسّنا الشفق

القلب تاق إليكم كي يلاقيكم *** كما يشوق إلى منجاته الغرق

تؤتيك شيئا قليلا و هي خائفة *** كما يمسّ بظهر الحيّة الفرق

و انقطع البيت فقال له عمران: لا عليك فإنها كانت زوجته.

ص: 418


1- البيت في الأغاني: تنيل نزرا قليلا و هي مشفقة كما يخاف مسيس الحية الفرق
2- سورة التوبة، الآية:109.
3- البيتان في سيرة ابن هشام 152/3 من عدة أبيات.
4- في ابن هشام:«إني وجدك لو لا... إذ جالت».
5- بالأصل:«ما زال منا بحيث الحرمى أحدا». و الهام جمع هامة و هي الطائر الذي تزعم العرب أنه يخرج من رأس القتيل فيصيح.

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و محمّد بن سعيد بن نبهان.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر قالوا: أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو بكر بن محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، أنبأنا أبو العبّاس ثعلب قال: فقال الحارث بن خالد لأخيه:

لعمري لئن لم يجمع اللّه بيننا *** بما شاء لا نزداد إلاّ تنائيا

أعد الليالي إن نأيت و لم أكن *** بما زلّ من عيش أعد اللياليا

أخاف انقطاع العيش دون لقائكم *** بأرض و لو منّيت نفسي الأمانيا

إذا ما بكى ذو الشجو أضغث نحوه *** و آسيته بالشجو ما دام باكيا

قرأت على أبي الحسين بن كامل المقدّمي، أنبأنا أبو جعفر أبو المسلمة في كتابه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن عمران بن موسى المرزباني (1)-إجازة - قال:

الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّه بنت أبي سعيد بن الحارث (2)بن هشام، و هو يكنى: أبا وابصة و كان شاعرا غزلا مكثرا شريفا استعمله يزيد بن معاوية على مكة و ابن الزبير بها، قبل أن ينصب يزيد الحرب لابن الزبير فلم يزل في داره معتزلا لابن الزبير حتى ولي عبد الملك بن مروان فولاّه مكة ثم عزله فقدم عليه دمشق فلم ير عنده ما يحبّ فانصرف عنه و قال أبياته التي منها (3):

صحبتك إذ عيني عليها غشاوة *** فلمّا انجلت قطعت نفسي ألومها

و له أيضا (4):

أ ظليم إنّ مصابكم رجلا *** أهدى السلام إليكم ظلم

ص: 419


1- لم يرد الحارث في معجم الشعراء المطبوع صاحبه: أبو عبيد اللّه محمد بن عمران المرزباني، و الخبر عن ابن المرزبان نقله صاحب الوافي بالوفيات 255/11.
2- بالأصل «المحرز» و المثبت عن نسب قريش.
3- البيت في الأغاني 317/3 و الوافي 255/11.
4- البيت في الوافي 255/11 و الأغاني 234/9 و فيها:«تحية ظلم» و في رواية:«مصابكم رجل... تحية ظلما».

و له أيضا (1):

أبكي و ما لي غيره من معوّل *** عليك و ما لي غير حبّك من جرم

لعل انسكاب الدّمع أن يذهب الأسى *** و يشفي مما بالضمير من السّقم

أخذه [ذو] الرمة فقال:

لعل انحدار الدّمع يعقب راحة *** من الوجد أو يشفي نجيّ البلابل (2)

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (3)البنّا، و أبو الحسين بن الفراء، قالوا:

أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، حدثنا الزبير بن بكار قال: فولد عبد اللّه بن خالد بن أسيد أم عبد العزيز و أم عبد الملك تزوجها عبد اللّه بن مطيع فولدت له محمّدا و عمران ابني عبد اللّه بن مطيع ثم خلف عليها الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن مغيرة المخزومي. و فيها يقول الحارث بن خالد:

يا أم عمران ما زالت و ما برحت *** بنا الصّبابة حتى شفّنا الشّفق

القلب تاق إليكم كي يلاقيكم *** كما يتوق إلى منجاته الغرق

تعطيك شيئا قليلا و هي خائفة *** كما يمس بظهر الحية الفرق

يريد بقوله القلب يتأق إليكم مثل قول ضرار بن الخطاب:

ألا إنّ وجدك لو لا مقدمي فرسي *** إذا جالت الخيل بين الجزع و القاع

ما زال منا بجنب الجزع من أحد *** أصوات هام تزاقى أمرها شاع

يريد: شائع و قال اللّه تبارك و تعالى: عَلىٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ يريد: هائر، و اللّه سبحانه و تعالى أعلم.

1130 - الحارث بن خالد - و يقال: ابن عبد - الأزدي

شهد صفين مع معاوية.

ص: 420


1- الوافي 256/11.
2- ديوان ذي الرمة ص 492، و الوافي 256/11. و النجيّ ما تحدث به نفسك، و البلابل: الهموم في الصدور.
3- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا محمّد بن إسحاق بن نيخاب، نبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نبأنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدثني نصر بن مزاحم (1)،نبأنا عمر (2) بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن علي، و زيد بن الحسن بن علي، و رجل آخر (3) قد سمّاه قالوا: إن معاوية استعمل على رجّالة أهل فلسطين الحارث بن خالد الأزدي، انتهى، كذا قال و قال غيره الحارث بن عبد و سيأتي ذكره إن شاء اللّه تعالى.

1131 - الحارث بن سعيد بن حمدان

أبو فراس بن أبي العلاء التغلبي الحمداني الأمير الشاعر (4)

فارس كان يسكن منبج و ينتقل في بلاد الشام في دولة ابن عمه أبي الحسن بن حمدان المعروف بسيف الدّولة انتهى.

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة - إملاء - أنبأنا و أبو عبد اللّه الحسين بن أبي حامد أحمد بن علي البيهقي - قراءة - قالا: أنشدنا أبو سعيد مسعود بن ناصر بن عبد اللّه السّجزي، أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي، أنشدنا أبو علي أحمد بن علي المدائني - المعروف بالهائم - أنشدنا الأمير أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان (5):

خفض عليك و لا تبت قلق الحشا *** مما يكون و علّه و عساه

فالدّهر أقصر مدة مما ترى *** و عساك أن تكفا الذي تخشاه

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنشدنا علي بن أحمد بن محمّد الطرسوسي قال:

أنشدني أبو فراس بن حمدان لنفسه (6):

ص: 421


1- وقعة صفّين لنصر بن مزاحم ص 204 و 207.
2- في وقعة صفّين: عمرو.
3- هو «محمد بن المطلب» كما في وقعة صفّين.
4- ترجمته في يتيمة الدهر 74/1 و الوافي بالوفيات 264/11 و سير الأعلام 196/16 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 179 و يتيمة الدهر 84/1 (ط بيروت).
6- ديوانه ص 177 و يتيمة الدهر 74/1.

ما كنت مذ كنت إلاّ طوع خلاّني *** ليست مفارقة (1) الأحباب من شاني

يجني (2) فأصفح عنه جانبا أبدا *** لا شيء أحسن من حان على جاني

أنشدنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنشدنا أبو بكر الخطيب، أنشدني أبو المحب الأرموي، قال: أنشدني أبو نصر البارقي بشهرزور لأبي فراس بن حمدان (3):

يا معجبا بنجومه *** لا النّحس منك و لا السّعادة

اللّه ينقص ما يشاء *** و منه إتمام الزيادة (4)

دع ما تريد لما *** يريد، فإن للّه الإرادة

أنشدنا أبو العز [بن] كادش، أنشدنا أبو محمّد الجوهري، أنشدنا الأمير أبو المطاوع، أنشدنا أبو الحصين، قال: أنشدني أبو فراس أيضا (5):

أ في كلّ يوم رحلة بعد رحلة *** أجرّع (6) نفسي حسرة و تروعها

فلي أبدا قلب كثير نزاعه *** و لي أبدا نفس كثير (7) ولوعها

لحا اللّه قلبا لا يهيم صبابة *** إليك، و عينا لا تفيض دموعها

قال: و أنشدنا الأمير بن المطاوع، أنشدني محمّد بن السّفاح، أنشدني الأمير أبو فراس لنفسه أيضا (8):

و بي (9) من جوى ذاك الحجيج كريمة *** لها دون عطف الستر من صونها ستر

و في الكمّ كفّ ما رآها عديلها *** و في الخدر وجه ليس يعرفه الخدر

ص: 422


1- الديوان: مؤاخذة الاخوان.
2- الديوان: يجني عليّ و أحنو صافحا أبدا.
3- ديوانه ص 62 قالها لمنجم و قد خالفه في الأمر الذي أشار به عليه.
4- الديوان: اللّه ينقص ما يشاء و في يد اللّه الزيادة.
5- الأبيات في ديوانه ص 110.
6- الديوان: تجرع.
7- الديوان: نفس قليل نزوعها.
8- ديوانه ص 69.
9- صدره في الديوان: و فيمن حوى ذاك الحجيج خريدة.

أشيعها و الدمع من شدة الأسى *** على خدّها نظم و في نحرها نثر (1)

فبتّ و قلبي من شجعي غبيطها *** و لي لفت (2) نحو هودجها كثر

فهل عرفات عارفات بزورها *** و هل شعرت تلك المشاعر و الحجر

أ ما اخضر بطنان مكة ما ذوى *** أ ما أعشب الوادي ما أخضر الصخر

شفى اللّه قوما حلّ رحلك بينهم *** سحائب لا قلّ جداها و لا نزر

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنشدنا محمّد بن الحسين حينئذ، و أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم التستري، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السّري بن بنّون (3) التفليسي، أنبأنا أبو عبد الرحمن السّلمي، أنشدني علي بن أحمد الطّرسوسي، أنشدني أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان لنفسه (4):

لم أؤاخذك إذ جنيت لأنّي *** واثق منك بالإخاء (5) الصّحيح

فجميل العدوّ غير جميل *** و قبيح الصّديق غير قبيح

أنبأنا أبو السّعادات أحمد بن حمدان المتوكلي و أبو الحسن بن مرزوق و أبو غالب شجاع بن فراس بن الحسين و نقلته من خطه قال: و أنشدنا أبو بكر الخطيب، أنشدنا أبو القاسم التنوخي، قال: أنشدنا أبو الفرج الببغا، قال: أنشدني أبو فراس بن حمدان لنفسه في صداع ناله (6):

لطيرتي بالصّداع نالت *** فوق منال الصّداع منّي

وجدت فيه اتفاق سوء *** صدّعني منك (7) صدّ عنّي

قال: و أنشدنا أبو القاسم التنوخي، أنشدني عبد العزيز بن علي الفقيه، قال:

ص: 423


1- في الديوان للمذكر:«أشيعه... على خده نظم و في نحره نثر» و بالأصل: و في ثديها نثر و على هامشه: «الصواب: نحرها» و هو ما أثبت.
2- الديوان: فبت و قلبي في سجاق غبيطة و لي لفتات.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 11/19 و وقع بالأصل «أبو بكر بن محمد» و ما أثبت عن السير و الأنساب (التفليسي)، و بالأصل «بشور» و المثبت «بنون» عن السير، و تصحفت في الأنساب إلى «بتون». و التفليسي نسبة إلى تفليس آخر بلدة من بلاد أذربيجان مما يلي الثغر.
4- ديوانه ص 49 و يتيمة الدهر 72/1.
5- الديوان: لم أؤاخذك بالجفاء لأني... بالوفاء الصحيح.
6- البيتان في ديوانه ص 172 و يتيمة الدهر 80/1.
7- الديوان: مثل.

أنشدني أبو فراس بن حمدان لنفسه أيضا (1):

ألزمني ذنبا بلا ذنب *** و لجّ في الهجران و العتب

أحاول الصّبر على هجره *** و الصّبر محظور على الصّبّ

و أكتم الوجد، و قد أصبحت *** عيناي عينيه على قلب

قد كنت ذا صبر و ذا سلوة *** فاستشهدا في طاعة الحبّ

أخبرنا أبو المظفّر سعيد بن سهل بن محمّد الفلكي (2)،أنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد المؤذن - إملاء - أنشدنا الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي، أنشدنا محمّد بن عمر المتكلم أنشدنا أبو فراس الحارث (3):

أراني اللّه طلعته سريعا *** و أصحبه السّلامة، حيث سارا

و بلّغه أمانيه جميعا *** و كان له من الحدثان جارا

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنشدنا أبو عبد الرحمن السّلمي، و أخبرني أبو القاسم، و أخبرنا أبو المعالي أسعد بن صاعد بن منصور الخطيب، أنبأنا جدي قاضي القضاة أبو القاسم منصور بن إسماعيل بن صاعد، نبأنا أبو عبد الرحمن السّلمي، أنشدني علي بن محمّد لأبي فراس بن حمدان (4):

في الناس إن فتّشتهم *** من لا يعزّك أو تذلّه

فاترك مجاملة اللئيم *** فإنّ فيها العجز كلّه

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد بن الفقيه و أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور المقدسي، قالا: نبأنا نصر بن إبراهيم، أنشدنا أبو سعيد عبد الكريم بن علي بن أبي نصر بن علي القزويني، أنشدني أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين العروضي و أبو طالب بن محمّد بن أحمد الصّواف السّمسطاوي قال: أنشدنا أبو فراس بن حمدان (5):

ص: 424


1- الأبيات في ديوانه ص 40 قالها في غلامه منصور، و قد هجره و انصرف عنه، و كان قد ألّفه، فلم يصبر على هجره.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 422/20.
3- من أبيات في ديوانه ص 78 تحت عنوان: دع العبرات تنهمر انهمارا.
4- البيتان في ديوانه ص 123.
5- من قصيدة بعنوان: مصابي جليل «ديوانه ص 135-137 و يتيمة الدهر 88/1».

مصابي جليل و العزاء جميل *** و دائي (1) ما بين الضلوع دخيل

جراح و أسر و اشتياق و غربة *** أحمل إلى أو بعدها الحمول

و إني في هذا الصّباح لصالح *** و لكن حظي في الظلام جليل (2)

تطول بي السّاعات و هي قصيرة *** و في كل دهر لا يسرّك طول

تناساني الأصحاب إلاّ عصيبة *** ستلحق بالأخرى غدا و تحول

و من ذا الذي يبقى على العهد؟ إنهم *** و إن كثرت دعواهم، لقليل

أقلب طرفي لا أرى غير صاحب *** يميل مع النعماء حيث تميل

و صرنا نرى أنّ المتارك محسن *** و أنّ خليلا لا يضرّ وصول (3)

و ليس يراني غادر بي وحده *** و لا صاحبي دون الرجال ملول (4)

فكل خليل هكذا غير منصف *** و كل زمان بالكرام بخيل

و قبلي و كان الغدر في الناس شيمة *** و ذم زمان و استلال خليل (5)

و فارق عمرو بن الزبير شقيقه *** و خلّى أمير المؤمنين عقيل

فيا حسرتي من لي بخلّ موافق *** أقول بشجوي مرّة و يقول

و إنّ وراء السّتر أمّا بكاها *** عليّ و إن طال الزمان طويل

فيا أمّتا لا تعدمي الصّبر إنّه *** إلى الخير و النجح القريب رسول

و يا أمّتا لا تحبطي الأجر إنّه *** على قدر الصبر الجميل جزيل

أ ما لك في ذات النطاقين أسوة *** بمكة و الحرب العوان تجول (6)

أراد ابنها أخذ الأمان فلم يجب *** و تعلم علما أنّه لقتيل

تأسّي كفّاك اللّه ما تحذرينه *** فقد غال هذا الناس قبلك غول

و كوني كما كانت بأحد صفية *** و لم يشف منها بالبكاء عليل

و لو ردّ يوما حمزة الخير حزنها *** إذا لعلتها رنّة و عويل

ص: 425


1- عجزة في الديوان: و ظني بأن اللّه سوف يديل.
2- هذا البيت و الذي قبله ليسا في الديوان، و مكانهما فيه: جراح تحاماها الأساة مخوفة و سقمان: باد منهما و دخيل و أسر أقاسيه و ليل نجومه أرى كل شيء غيرهن يزول
3- عجزه في الديوان: و أن صديقا لا يضر خليل.
4- ليس في الديوان.
5- ليس في الديوان.
6- ذات النطاقين هي أسماء بنت أبي بكر، والدة عبد اللّه بن الزبير.

و ما أثري يوم اللقاء مذمم *** و لا موقفي عند الأسار ذليل (1)

و لكن بذلت النفس (2) حتى تركتها *** و فيها و في حد الحسام فلول

إذا لم يعنك اللّه فيما تريده (3) *** و ليس لمخلوق إليه سبيل

و إن هو لم ينصرك لم تلق ناصرا *** و إن جلّ أنصار و عزّ قتيل

و إن هو لم يذللك في كل مسلك *** ضللت و لو أن السّماك دليل

و إن رجاء به و ظني بقضائه *** على فتح ما قدّمته لجميل

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين، قال: قال لي الربيس بن منصور بن عبد اللّه بن سعد الحرّاني الكاتب: أنشدت لأبي فراس:

لا عيب للظرف إن زلّت قوائمه *** و ليس ينقصه من عائب دنس

حملت بأسا وجودا فوقه و ندى *** و ليس يقول بهذا كله الفرس

قالوا: قصدت فما خلق به حرك *** خوفا عليك و لا نفس لها نفس

كف الطبيب دعا كفّا يقبلها *** و نطلب الغيث منها حيث يحتبس

بعث إليّ أبو المغيث منقذ بن أبي سلامة مرشد بن علي بن المقلد بن منقذ كتابا كان بخط لأبيه جمعه أبو غالب همّام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب المعرّي في التواريخ ممّا وجده بخط جدّ أبيه أبي الحسين علي بن المهذب، قال: و فيها يعني سنة عشرين و ثلاثمائة ولد أبو سعيد بن الحارث بن سعيد بن حمدان الشاعر. قال أبو غالب همّام: و فيها يعني سنة خمسين (4) و ثلاثمائة قتل أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان قتله قرغويه يعني غلام سيف الدولة المتغلب على حلب أمر غلاما له بالتركية فضربه بلتّ قطع رأسه و قلعت أمه سخينة عينها لما بلغها قتله.

و ذكر ثابت بن سنان: أن أبا فراس قتل في هذه السنة عند صعصعة عند ضيعة تعرف بصدد. في حرب كانت بين شريف بن سيف الدولة و بين أبي فراس.

ص: 426


1- ليس في الديوان.
2- الديوان: و لكن لقيت الموت.
3- صدرت في الديوان: و ما لم يرده اللّه في الأمر كله.
4- كذا، و في مختصر ابن منظور 150/6 «سنة سبع و خمسين» و هذا ما ذهب إليه ثابت بن سنان كما نقله عنه صاحب الوافي 262/11 و حدد وفاته في يوم السبت لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة و انظر وفيات الأعيان 61/1 و سير الأعلام 197/16 و فيه: و كلّ عمره سبع و ثلاثون سنة.

1132 - الحارث بن سعيد الكذاب

1132 - الحارث بن سعيد الكذاب (1)

و يقال: الحارث بن عبد الرحمن بن سعد المتنبي، دمشقي مولى أبي الجلاس العبدري القرشي، و يقال: مولى مروان بن الحكم، انتهى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهّاب الكلابي حينئذ، قال: و أنبأنا عبد العزيز، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أنبأنا أبو الحسن بن جوصا، أنبأنا أبو عامر موسى بن عامر، نبأنا الوليد بن مسلم، نبأنا ابن جابر قال: و أدخل القاسم بن مخيمرة على أبي إدريس الخولاني و هو على القضاء بدمشق يومئذ في زمان عبد الملك فقال: إن حارثا لقيني فأخذ عهدي لأسمعن منه، فإن قبلته قبلت، و إن سخطته كتمته عليه. في أمر أنه رسول اللّه فقلت؛ أنت أحد الدجالين الكذابين الذين أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن السّاعة لا تقوم حتى يخرج ثلاثون دجّالا كلّهم يزعم أنه نبي، و أنت أحدهم من لا عهد له، فأرفع شأنه إلى عبد الملك أمير المؤمنين. فقال أبو إدريس: أسأت، أنذرته لو أدنيته إلينا حتى نأخذه. قال: و رفع أمره إلى عبد الملك أمير المؤمنين() (2) فأخذه عبد الملك فصلبه. فحدثني من سمع عتبة الأعور يقول: سمعت العلاء بن زياد العذري يقول: ما غبطت عبد الملك بشيء من ولايته إلاّ قتله حارثا، حدّثت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تقوم السّاعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كذابون كلّهم يزعم أنه نبيّ ، فمن قاله فاقتلوه و من قتل منهم أحدا فله الجنة»[2859].

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطيّب محمّد بن القاسم، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نبأنا هارون هو ابن معروف، نبأنا ضمرة، نبأنا علي بن أبي جملة، قال: لما ظهر الحارث الكذاب أتاه مكحول و عبد اللّه بن أبي زكريا و جعلا له الأمان و سألاه عن أمره و ما يقول ؟ فأخبرهما فكذّباه و ردّا عليه، و قالا له: لا أمان لك، ثم أتيا عبد الملك فأخبراه قال: و هرب الحارث حتى أتى بيت المقدس فكان بها مختفيا فبعث عبد الملك في طلبه حتى أتى به فقتله، انتهى.

ص: 427


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 254/11 و لسان الميزان 151/2 و معجم البلدان (الحولة).
2- بياض بالأصل مقدار ثلاث كلمات.

قال ابن أبي خيثمة (1):نبأنا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، نبأنا محمّد بن مبارك، نبأنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان قال: كان الحارث الكذّاب من أهل دمشق و كان مولى لأبي جلاس، و كان له أب بالحولة (2) فعرض له إبليس و كان رجلا متعبدا زاهدا لو لبس جبّة من ذهب لرئيت عليه زاهدة (3) قال: و كان إذا أخذ في التحميد لم يسمع السّامعون إلى كلام أحسن من كلامه. قال: فكتب إلى أبيه و هو بالحولة: يا أبتاه أعجل علي، فإني قد رأيت أشياء أتخوف أن يكون الشيطان قد عرض لي، قال: فزاده أبوه عناه فكتب إليه أبوه: يا بنيّ أقبل على ما أمرت به إنّ اللّه تعالى يقول: تَنَزَّلُ الشَّيٰاطِينُ ،[ تَنَزَّلُ ] عَلىٰ كُلِّ أَفّٰاكٍ أَثِيمٍ (4).و لست بأفّاك و لا أثيم، فامض لما أمرت به، و كان يجيء إلى أهل المسجد رجلا رجلا فيذاكر لهم أمره و يأخذ عليهم بالعهد و الميثاق اذ هو رأى ما يرضى قبل و إلاّ كتم عليه ؟ قال: و كان يريهم الأعاجيب، كان يأتي إلى رخامة في المسجد ينقرها بيده فتسبّح، قال: و كان يطعمهم فاكهة الصّيف في الشتاء، كان يقول لهم: اخرجوا حتى أريكم الملائكة، قال فيخرجهم إلى دير المرّان (5) فيريهم رجالا على جبل (6)،فتبعه بشر كثير، و فشا الأمر في المسجد و كثر أصحابه حتى وصل الأمر إلى القاسم بن مخيمرة. قال: فعرض على القاسم و أخذ عليه العهد و الميثاق إن هو رضي أمرا فقبله، و إن كرهه كتم عليه. فقال له القاسم: كذبت يا عدو اللّه ما أنت بنبيّ و لا لك عهد و لا ميثاق. قال: فقال له أبو إدريس: بئس ما صنعت إذ لم تليّن حتى تأخذه، الآن يفر، قال: و قام من مجلسه حتى دخل على عبد الملك فأعلمه بأمر حارث، فبعث عبد الملك في طلبه فلم يقدر، فخرج عبد الملك فنزل الصّنّبرة (7) قال فاتهم عامة عسكره بالحارث أن يكونوا يرون رأيه.

ص: 428


1- الخبر بطوله في معجم البلدان (الحولة) بسنده عن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب، و مختصر ابن منظور 151/6 نقلا عن عبد الرحمن بن حسان.
2- الحولة بالضم ثم السكون، اسم لناحيتين بالشام إحداهما من أعمال... و الأخرى كورة بين بانياس و صور من أعمال دمشق.
3- في معجم البلدان و الوافي بالوفيات 254/11 زهادة.
4- سورة الشعراء، الآية:221 و الزيادة عن القرآن الكريم.
5- بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران و رياض حسنة (معجم البلدان).
6- في معجم البلدان: خيل.
7- موضع بالأردن مقابل لعقبة أفيق، بينه و بين طبرية ثلاثة أميال. و وردت محرفة في معجم البلدان هنا في الخبر:«الصبيرة».

و خرج الحارث حتى أتى بيت المقدس فاختفى فيها، و كان أصحاب الحارث يخرجون يلتمسون الرجال يدخلونهم عليه، و كان رجل من أهل البصرة قد أتى بيت المقدس فأتاه رجل من أصحاب الحارث فقال له: هاهنا رجل متكلم فهل لك أن تسمع من كلامه ؟ قال: نعم، قال الوليد: و أهل البصرة يشتهون الكلام، قال: نعم، فانطلق معه حتى دخل على الحارث، فأخذ في التحميد، قال: فسمع البصري كلاما حسنا ثم أخبره بأمره، و أنه نبي مبعوث مرسل، فقال له: إنّ كلامك حسن، و لكن في هذا نظر.

قال: فانظر، فخرج البصري ثم عاد إليه فردّ عليه كلامه، فقال له: إن كلامك لحسن و قد وقع في قلبي، و قد آمنت بك، هذا الذين المستقيم، قال: فأمر أن لا يحجب، قال:

فأقبل البصري يتردد إليه و يعرف مداخله و مخارجه، و أين يهرب، و أين يذهب حتى صار من أخصّ الناس به، ثم قال له: ائذن لي، قال: إلى أين ؟ قال: إلى البصرة أكون أوّل داعية لك بها، قال: فأذن له فخرج مسرعا إلى عبد الملك و هو بالصّنّبرة فلما دنا من سرادقه صاح: النصيحة النصيحة، فقال أهل العسكر: و ما نصيحتك، قال: نصيحة لأمير المؤمنين حتى دنا من أمير المؤمنين فأمر عبد الملك أن يأذنوا له فدخل و عنده أصحابه فصاح: النصيحة، فقال: و ما نصيحتك ؟ قال: أخلني، لا يكون عندك أحد.

قال: أخرج من في البيت، و كان عبد الملك قد اتّهم أهل عسكره أن يكون هواهم معه، ثم قال له: أدنني، فدنا منه و عبد الملك على السرير قال: ما عندك ؟ قال: الحارث، فلما ذكر الحارث طرح نفسه من السرير، ثم قال: أين هو؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنه ببيت المقدس، و قد عرفت مداخله، و مخارجه فقص عليه قصته و كيف صنع به. فقال:

أنت صاحبه و أنت أمير بيت المقدس و أمير ما هاهنا فمرني بما شئت، قال: يا أمير المؤمنين ابعث معي قوما لا يفقهون الكلام، فأمر أربعين رجلا من فرغانة، فقال:

انطلقوا [مع] (1) هذا، فما أمركم به من شيء فأطيعوه، قال: و كتب إلى صاحب بيت المقدس، إنّ فلانا الأمير عليك حتى يخرج فأطعه فيما أمرك به. قال: فلما قدم بيت المقدس أعطاه الكتاب، قال: فمرني بم شئت، قال: اجمع لي إن قدرت كل شمعة ببيت المقدس، و ادفع كل شمعة إلى رجل و رتبهم على أزقّة بيت المقدس و زواياه بالشمع، فإذا قلت اسرجوا فأسرجوا جميعا. قال: فرتبهم في أزقّة بيت المقدس و في زواياها

ص: 429


1- الزيادة عن معجم البلدان.

بالشمع، و تقدم البصري وحده إلى منزل الحارث فأتى الباب فقال للحاجب: استأذن لي على نبي اللّه، فقال: في هذه الساعة ما يؤذن عليه حتى يصبح. قال: أعلمه أنّي إنما رجعت شوقا إليه قبل أن أصل، قال: فدخل عليه فأعلمه كلامه و أمره قال: ففتح له الباب، ثم صاح البصري: أسرجوا فأسرجت الشمع حتى كانت بيت المقدس كأنها النهار ثم قال: من مرّ بكم فاضبطوه قال: و دخل كما هو إلى الموضع الذي يعرفه، فنظر فإذا لا يجده، فطلبه فلم يجده، فقال أصحابه: هيهات تريدون أن تقتلوا نبي اللّه قد رفع إلى السّماء، قال فطلبه في شقّ قد كان هيّأه سرّيا (1).قال: فأدخل البصري يده في ذلك الشقّ فإذا بثوبه فأخذ به فمزقه فأخرجه إلى خارج ثم قال للفرغانيين: اضبطوا فربطوه، فبينما هم يسيّرون به [البريد، إذ] (2) قال: أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّٰهُ (3) الآية فقال الفرغاني: فقال أهل فرغانة أولئك العجم:«هذا كراننا فهات كرانك أنت»، فسار به حتى أتى به عبد الملك.

فلما سمع به أمر بخشبة فنصبت فصلبه، و أمر بحربة، و أمر رجلا فطعنه فأصاب ضلعا من أضلاعه، فكعب (4) الحربة، فجعل الناس يصيحون: الأنبياء لا يجوز فيهم السلاح، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين تناول الحربة ثم مشى بها إليه ثم أقبل يتحسّس حتى وافى بين ضلعين فطعنه بها فأنفذها فقتله.

قال الوليد: بلغني أن خالد بن يزيد بن معاوية دخل على عبد الملك فقال: لو حضرتك ما أمرتك بقتله، قال: و لم ؟ قال إنما كان به المذهب (5).فلو جوّعته ذهب ذلك عنه.

قال: أنبأنا أبو بكر قال الوليد عن المنذر بن نافع، قال: سمعت خالد بن اللجلاج يقول لغيلان: ويحك يا غيلان أ لم يأخذك في شك ترامي النساء في شهر رمضان بالتفاح ثم صرت حارثيا تحجب امرأته و تزعم أنها أمّ المؤمنين ثم تحولّت فصرت قدريا بذيئا انتهى.

ص: 430


1- في معجم البلدان: سربا.
2- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين زيادة عن معجم البلدان.
3- سورة غافر، الآية:28.
4- معجم البلدان:«فكاعت الحربة» و في الوافي:«فكفّت الحربة».
5- قال ياقوت: و المذهب: الوسوسة، و منه المذهب و هو وسوسة الوضوء و نحوه. و في اللسان: المذهب اسم شيطان هو من ولد إبليس يتصور للقراء، فيفتنهم عند الوضوء و غيره (اللسان: ذهب).

قال: و أنبأنا ابن أبي خيثمة، نبأنا عبد الوهّاب بن نجدة، نبأنا عبد الوهّاب بن الضحاك، نبأنا شيخ يكنى أبا الرّبيع و قد أدرك أناسا من القدماء قال: لما أخذ الحارث ببيت المقدس حمل على البريد و جعلت في عنقه جامعة من حديد، فجمعت يداه إلى عنقه، فأشرف على عقبة ببيت المقدس فتلا هذه الآية: قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمٰا أَضِلُّ عَلىٰ نَفْسِي، وَ إِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمٰا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (1) قال: فتقلقلت الجامعة، فسقطت من يده و رقبته إلى الأرض، فوثب إليه الحرس الذين كانوا معه و أعادوها عليه، ثم ساروا به فلما أشرف على عقبة أخرى قرأ آية لا أحفظها فسقطت من رقبته و يده إلى الأرض فأعادوها عليه، فلمّا قدموا على عبد الملك حبسه، و أمر رجالا كانوا معه في السجن من أهل الفقه و العلم أن يعظوه، و يخوّفوه اللّه، و يعلّموه أن هذا من الشيطان، فأبي أن يقبل منهم. فأتوا عبد الملك فأخبروه بأمره، فأمر به و صلب، و جاء رجل بحربة فطعنه فانثنت الحربة، فتكلم الناس فقالوا: ما ينبغي لمثل هذا أن يقتل، ثم أتاه حرسي برمح دقيق فطعنه بين ضلعين من أضلاعه، ثم هزّه فأنفذه.

قال: و سمعت غير واحد و لا اثنين يقولون: إن الذي طعن الحارث بالحربة فانثنت قال له عبد الملك: ذكرت اللّه تعالى حين طعنته ؟ قال: نسيت أو قال: لا، قال:

فاذكر اسم اللّه تعالى ثم اطعنه، قال: فطعنه فأنفذها انتهى.

1133 - الحارث بن سعد الحجوري

و حجور (2) قبيل من همدان، له ذكر في حرب أبي الهيذام، انتهى.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ممّا أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جدّه و أهل بيته من المزّيين فيما قيل من الأراجيز في تلك القضية قال: و قال الحارث بن سعد الحجوري شعرا:

إذا قلت النوم فلا ممات *** هيهات هيهات هيهات

لا مخلّص منه و لا انفلات *** اليوم حتى حضر الميقات

قحطان أحيا لنا أموات *** قد غمّني منهم و لا التفات

ص: 431


1- سورة سبأ، الآية:50.
2- و هم بنو حجور بن أسلم بن عليان بن زيد بن عريب بن حاشد بن جشم (قاله في ابن حزم ص 393).

1134 - الحارث بن سليمان بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر، و أمّه أمّ ولد.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه حينئذ، ابنا (1) البنّا، و أبو الحسين بن الفرا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، نبأنا أحمد بن سليمان، نبأنا الزبير بن بكار، قال: و ولد سليمان بن عبد الملك: الحارث و عمرو، و عمر، و عبد الرّحمن و واقدا لأمّهات أولاد شتى.

1135 - الحارث بن سليمان العنسي

ولاّه مروان بن محمّد على غازية البحر، له ذكر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، نبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، أنبأنا محمّد بن عائذ، نبأنا الوليد، قال: لما ولّي مروان بن محمّد ولّى يعني غزو البحر تركه ابن يزيد العاملي ولّى من بعده معن بن سالم العاملي ثم ولّى مكانه حذيفة بن سعيد السّلامي ثم ولّى من بعد الحارث بن سليمان العنسي.

1136 - الحارث بن سليم بن عبيد بن سفيان

ابن مسعود بن سليمان (2)

و يقال: الحارث بن عبيد الهجيمي (3) البصري

والد خالد بن الحارث، وفد على سليمان بن عبد الملك.

و حكى عن موسى شهوات البصري، و خالد بن سعيد بن عمرو بن عثمان، و خالد بن سعيد بن خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص حكاية حكاها أبو عبيدة معمر بن المثنى النحوي.

ص: 432


1- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- في مختصر ابن منظور 154/6 «سكين».
3- هذه النسبة إلى محلة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت المحلة لهم (الأنساب).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو محمّد بن عيسى بن المقتدر باللّه، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن منصور اليشكري، نبأنا أبو القاسم الصّائغ، حدثني أنس بن خالد، حدثني قبيصة بن عمرو بن حفص المهلّبي، عن أبي عبيدة النحوي، قال: كنا نأتي رؤبة بن العجاج فربما أعوزنا مطلبه، فطلبته مظانه، و كان للحارث بن سليم (1) الهجيمي - و هو أبو خالد بن الحارث - و كان رؤية ربما أتاه، فطلبته يوما، فأتيت مجلس الحارث بن سليم (2)،فتحدث القوم و تحدث الحارث بن سليم. قال: شهدت مجلس سليمان بن عبد الملك، فأتى سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، فقال: يا أمير المؤمنين، أتيتك مستعديا. قال: من يك ؟ قال: موسى شهوات. قال: و ما له. قال:

سمّع بي و استطال في عرضي. قال: يا غلام، عليّ موسى. فأتي به فقال: أ سمعت به و استطلت في عرضه ؟ قال: ما فعلت يا أمير المؤمنين، و لكني مدحت ابن عمه فغضب هو. قال: و ما ذلك ؟ قال: يا أمير المؤمنين، علقت جارية لم يبلغ ثمنها جدتي فأتيته و هو صديقي فشكوت ذلك إليه، فلم أصب عنده في ذلك شيئا، فأتيت ابن عمه سعيد بن خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، فشكوت إليه ما شكوت إلى هذا، قال: تعود إليّ ، فتركته ثلاثا ثم أتيته، فسهل من إذني. فما استقر المجلس حتى قال: يا غلام، قل لقيّمي: وديعتي، ففتح بابا بين بابين، فإذ أنا بالجارية. فقال لي: هذه بغيتك ؟ قلت:

نعم، فداك أبي و أمي. قال: اجلس يا غلام، قل لقيّمي: طيبة نفقتي، فأتى بطيبة فنثرت بين يديه، فإذا فيها مائة دينار و ليس فيها غيرها، فردت في الطيبة، ثم قال: عتيدتي (3)التي فيها طيبي، فأتي بها فقال: ملحفة فراشي، فأتي بها. فضرب الطيبة و ما في العتيدة حواشي الملحفة. و قال لي: شأنك فهو لك و استعن بهذا عليه. فقال سليمان فذلك حين تقول ما ذا؟ فقال:

يا خالد أعني سعيد بن خالد *** أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد

و لكنني أعني ابن عائشة الذي *** أبو أبويه خالد بن أسيد

عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى *** و إن مات لم يرض الندى بعقيد

دعوه دعوه، إنكم قد رقدتم *** و ما هو عن أحسابكم برقود

ص: 433


1- بالأصل «سليمان» و هو صاحب الترجمة.
2- بالأصل «سليمان» و هو صاحب الترجمة.
3- العتيدة: وعاء الطيب و نحوه (اللسان: عتد).

قال: فقال: يا غلام، عليّ بسعيد بن خالد، فأتي به فقال: يا سعيد، أحقّ ما وصفك به موسى، قال: و ما هو يا أمير المؤمنين ؟ فأعاد عليه فقال: قد كان ذلك يا أمير المؤمنين، فقال قوله:

أبا خالد أعني سعيد بن خالد *** أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد

و لكنني أعني ابن عائشة الذي *** أبو أبويه خالد بن أسيد

عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى *** و إن مات لم يرضى الندى بعقيد

دعوه دعوه إنكم قد رقدتكم *** و ما هو عن أحسابكم برقود

فقال: قد كان ذلك يا أمير المؤمنين قال: فما طوقك ذلك قال: الكلف، قال: فما حملتك الكلف ؟ قال: دين و اللّه يا أمير المؤمنين ثلاثون ألف دينارا. قال: قد أمرت لك بمثلها و بمثلها و بمثلها، و ثلاث مثلها. فلقيت سعيد بن خالد بعد حين فأخذت بعنان دابّته، فقلت: بأبي و أمّي، ما فعل المال الذي أمر لك به سليمان أمير المؤمنين ؟ قال: ما علمك به ؟ قال: أنا و اللّه حاضر للمجلس يومئذ، قال: و اللّه ما أصبحت أملك مائة دينارا و لا درهما. قال: فما اغتاله ؟ قال: خلة من صديق أو فاقة من ذي رحم.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنبأنا جعفر بن محمّد الأزهر، أنبأنا المفضّل بن غسّان، قال: أخبرني عن خالد بن الحارث قال: كان أبي يقول: إن الرجل ليثني لي عنان دابته فأشكرها له. فلما هزم ابن المهلب أيام هلال بن أحوز، بلغ أبي ذلك، فأرسل إليّ وليّهم بأربعة آلاف درهم كانت عنده، لكل رجل منهم بمائة درهم و كانوا أربعين، فقال: تبلّغوا بها إلى البصرة. و هو خالد بن الحارث بن سليم بن عبيد.

و شهد سليم بن عبيد الهجيمي الجمل مع عائشة، قال: و كان أبوه الحارث بن سليم من أشراف قومه و وجوههم، و فيه يقول رؤية بن الحجّاج شعرا:

و أنت يا حارث نعم الحارث

إلى آخر البيت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو الفضل الواسطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نبأنا أبي، قال: قال: كان خالد لا يأتي بامرأة مبتلاة في ناحية يتعاهدها بالمشي لتقول له يا أبا

ص: 434

عثمان ما أدري أ جئت لك أو جئت لي ؟ قال: و كان تفخّمه و تبعث إليه بالصدقة أو بالشيء فيقتسمه على مائتين من الفقراء قد عوّدهم ذلك أو نحو من هذا.

قال: و كان أبوه الحارث بن سليم من أشراف قومه و وجوههم، و فيه يقول رؤبة بن الحجّاج:

و أنت يا حارث نعم الحارث

إلى آخره.

قال: و أنبأنا أبو الفضل قال: و أخبرني أبي عن خالد بن الحارث قال: كان أبي يقول: إن الرجل ليثني لي عنان دابته فأشكرها له، و لما هزم بنو المهلب أيام هلال بن أحوز بلغ أبي ذاك فأرسل إلى وليهم بأربعة آلاف درهم و كانت عنده لكل رجل منهم مائة درهم و كانوا أربعين فبلغوا بها البصرة. و هو خالد بن الحارث بن سليم بن عبيد و شهد سليم عبيد الهجيمي (1) الجمل مع عائشة رضي اللّه تعالى عنها.

1137 - الحارث بن العبّاس بن الوليد

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف. شهد مع أبيه حصر الوليد بن يزيد، له ذكر انتهى.

1138 - الحارث بن عبّاس

حكى عن أبي مسهر.

حكى عنه العباس بن الوليد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد حينئذ، قال: و أنبأنا أبو علي أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،نبأنا العبّاس (3) بن الوليد مزيد، عن الحارث بن العبّاس، قال: قلت لأبي مسهر: هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها؟ قال: لا أعلمه إلاّ شاب في ناحية المشرق، يعني أحمد بن حنبل.

ص: 435


1- بالأصل «الجهني» تحريف، و الصواب ما أثبت، مرّ التعليق عليها قريبا.
2- الجرح و التعديل 68/1/1 في ترجمة أحمد بن حنبل.
3- بالأصل:«أبو العباس بن الوليد بن مرثد» و المثبت عن الجرح و التعديل.

و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبا أبو المنجا حيدرة بن علي الأنطاكي المالكي - بدمشق - أنبأنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيّوب المرّي، أنبأنا القاضي يوسف بن القاسم، أنبا [أبو] محمّد بن أبي حاتم، نبأنا العبّاس فذكرها.

1139 - الحارث بن عبد اللّه

ابن حنظلة الغسيل بن أبي عامر بن صيفي بن النعمان

ابن مالك بن أميّة بن ضبيعة بن زيد بن مالك الأنصاري

قدم على يزيد بن معاوية مع أبيه، انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نبأنا عمر بن أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط (1)،نبأنا (2) وهب بن جرير، نبأنا جويرية بن أسماء قال: سمعت أشياخا من أهل المدينة يحدثون أن ممن وفد إلى يزيد بن معاوية: عبد اللّه بن حنظلة مع ثمانية بنين له، فأعطاه مائة ألف، و أعطى بنيه كلّ واحد منهم عشرة آلاف سوى كسوتهم و حملانهم، فلما قدم عبد اللّه بن حنظلة المدينة أتاه الناس فقالوا: ما وراءك ؟ قال: أتيتكم من عند رجل و اللّه لو لم أجد إلاّ بنيّ هؤلاء لجاهدته (3) بهم فذكر الحديث، و قال فيه: فانهزم الناس - يعني يوم الحرة - و عبد اللّه بن حنظلة متساند إلى بعض بنيه يغط نوما فنبهه ابنه، فلما فتح عينيه فرأى ما صنع أمر أكبر بنيه فقاتل (4) حتى قتل فلم يزل يقدمهم واحدا بعد واحد حتى أتى على آخرهم، ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل. و قال خليفة في تسمية من قتل يوم الحرة (5) من الأوس بن حارثة ثم من بني عمرو بن عوف: عبد اللّه بن حنظلة و سبعة بنين له منهم: عبد الرحمن، و الحارث، و الحكم، و عاصم انتهى.

ص: 436


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 237 حوادث سنة 63.
2- بالأصل «ألف».
3- بالأصل «لجهدته» و المثبت عن خليفة ص 238.
4- تاريخ خليفة: فتقدم.
5- تاريخ خليفة ص 245.

1140 - الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة - ذي الرمحين -

و اسمه عمرو بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم

و كان اسم عبد اللّه بجيرا، فسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

[عبد اللّه] المخزومي، القرشي

المعروف بالقباع المكي (1)

روى عن عائشة، و أم سلمة، و معاوية بن أبي سفيان قوله.

روى عنه الزّهري و عبد اللّه بن عبيد بن عمير، و الوليد بن عطاء بن حبّاب، و أبو قزعة سويد بن حجير الباهلي، و عبد الرحمن بن سابط ، و عبد اللّه بن أبي أميّة.

و ولي البصرة لابن الزبير ثم وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرني أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر المقرئ أنبا المفضّل بن إبراهيم، نبأنا محمّد بن يوسف، نبأنا قرّة قال: ذكر ابن جريج قال: سمعت عبد اللّه بن عبيد بن عمير و الوليد بن عطاء بن حبّاب يحدثان عن الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة قال: قال عبد اللّه بن عبيد: وفد الحارث بن عبد اللّه على عبد الملك بن مروان في خلافته فقال عبد الملك: ما أظن ابن الزبير سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها؟ قال الحارث: أنا سمعته منها، قال: سمعتها تقول ما ذا؟ قال: قالت عائشة رضي اللّه تعالى عنها قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ قومك استقصروا [من شأن] (2) البيت و لو لا حداثة عهدهم بالشرك أعدت فيه ما تركوا منه، فإن بدا لقومك أن يبنوه، و تعالي لأريك ما تركوا منه» فأراها قريبا من سبعة أذرع. و زاد الوليد بن عطاء في ذلك ذكر الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها قالت:

قال النبي عليه الصّلاة و السلام:«و جعل لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا و غربيا، و هل تدرين لما كان قومك رفعوا بابها؟ قالت: فقلت: لا قال:«تعززا لئلا يدخلها إلاّ من أرادوه، كان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها، يدعونه حتى يرتقي، حتى إذا كاد يدخل،

ص: 437


1- ترجمته في أسد الغابة 402/1 و الإصابة ترجمة 2043 و الوافي بالوفيات 254/11 و سير أعلام النبلاء 181/4 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الزيادة في اسمه عن مصادر ترجمته.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك فوق السطر.

دفعوه فسقط ». قال عبد الملك للحارث: أنت سمعتها تقول هذا؟ فقال: نعم. قال:

فنكت بعصاه ساعة ثم قال: وددت أني تركته و ما تحمل، انتهى[2860].

و قد روي أن الحارث حدّث عبد الملك بهذا الحديث في المسجد الحرام.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي، نبأنا عبد اللّه بن بكر السهمي، نبأنا حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي قزعة أن عبد الملك بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل اللّه ابن الزبير حيث يقول يكذب على أمّ المؤمنين يقول: سمعتها و هي تقول إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا عائشة لو لا حدثان قومك بالكفر لنقبت البيت». قال عبد اللّه:

قال أبي: قال الأنصاري: لنقضت البيت - حتى أزيد فيه من الحجر، فإن قومك قصروا عن البناء» فقال الحارث بن عبد اللّه بن [أبي] ربيعة: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين، فأنا سمعت أمّ المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها تحدّث هذا، فقال: لو كنت سمعت هذا قبل أن أهدمه لتركته على بناء ابن الزبير انتهى[2861].

قال: و حدّثني أبي (2)،حدثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدثني أبو يونس القشيري، حدثني أبو قزعة أنّ عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل اللّه ابن الزبير، كيف يكذب على أمّ المؤمنين و يزعم أنه سمعها و هي تقول: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا عائشة لو لا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر إن قومك قصروا في البناء» قال: فقال له الحارث بن عبد اللّه: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا سمعت عائشة تقول هذا، قال: أنت سمعته ؟ قال: أنا سمعته، قال: لو سمعت هذا قبل أن أنقصه لتركته على ما بنى ابن الزبير انتهى[2862].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو العبّاس المعقلي، نبأنا العباس بن محمّد الدّوري، نبأنا منصور بن سفيان، نبأنا عبيد اللّه بن عمر، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي زيد عبد الملك العامري، عن يوسف بن ماهك - رجل من أهل مكة - حدثني عبد اللّه بن صفوان قال: حدثتنا أمّ

ص: 438


1- مسند الإمام أحمد 253/6.
2- مسند الإمام أحمد 262/6.

المؤمنين عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «سيعوذ بهذا البيت - يعني الكعبة - قوم (1)ليس لهم منعة و لا عدد و لا عدة، فيبعث إليه جيشا حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم»، قال يوسف: و أهل الشام يومئذ يتجهزون إلى مكة، فقال عبد اللّه بن صفوان: أما و اللّه ما هو بهذا الجيش[2863].

قال أبو زيد: حدثني عبد الرحمن بن سابط ، عن الحارث بن أبي ربيعة، عن أمّ المؤمنين مثل حديث يوسف غير أنه لم يذكر الجيش الذين ذكرهم عبد اللّه بن صفوان انتهى، أمّ المؤمنين هذه هي أمّ سلمة، و يدل على ذلك ما أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأنا أبو منصور بن محمّد بن الحسن، أنبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرحمن، نبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري، نبأنا قتيبة، نبأنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد اللّه بن القبطية، قال: دخل الحارث بن ربيعة و عبد اللّه بن صفوان و أنا معهم عن أمّ سلمة أم المؤمنين فسألاها عن الجيش الذي يخسف به و ذلك في أيام ابن الزبير.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصريفيني (2)،أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، نبأنا أبو القاسم البغوي، نبأنا علي بن الجعد، أنبأنا زبير بن معاوية، نبأنا عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد اللّه بن القبطية قال: دخلت أنا و الحارث بن أبي ربيعة و رجل آخر إلى أم سلمة فقال لها الحارث: يا أمّ المؤمنين حدثينا بحديث الجيش الذي يخسف به، قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه جيش، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم»، فقلت: كيف بمن كان كارها أو مكرها؟ قالت: يبعث على ما كان في نفسه. قال عبد العزيز: فقلت لأبي جعفر إنها قالت: ببيداء من الأرض ؟ قال: و اللّه إنّها لبيداء المدينة انتهى[2864].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد، أنبأنا أبو حامد، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا أحمد السري، نبأنا يحيى، نبأ الذّهلي، نبأنا يعقوب بن إبراهيم بن سعيد، نبأنا علي، عن صالح، حدثني ابن شهاب أن الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة ذكر أنّ معاوية

ص: 439


1- بالأصل «قوما».
2- بالأصل:«الصيرفيني» خطأ و الصواب ما أثبت، نسبة إلى صريفين.

قضى أنّه أيّما رجل وهب امرأته لأهلها، و جعل أمرها بيدها او يد وليّها، فطلقت ثلاث تطليقات فقد برئت منه. قال ابن شهاب: و أخبرنا رجاء بن حيوة أن عبد الملك قضى بذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، و أبو سعيد محمّد بن علي الرّستمي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، نبأنا أبو صالح، حدثني الليث، حدثني عقيل في الرجل يهب امرأته لأهلها أو يجعل أمرها بيدها أو بيد وليها قال: أخبرني ابن شهاب عن الحارث بن عبد اللّه بن أبي (1) ربيعة: أن معاوية قضى أيّما رجل فعل ذلك فطلقت نفسها ثلاث تطليقات فقد برئت منه، انتهى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (2) البنّا قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا الزبير بن بكّار، قال:

و الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة الذي يقال له القباع استعمله ابن الزبير على البصرة فمر بالسوق فرأى مكيالا، فقال: إن مكيالكم هذا لقباع، فسماه أهل البصرة القباع (3).

و أمّ الحارث بن عبد اللّه (4) بنت أبرهة حبشية.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنبأنا أبو عمر بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أبو الحسين الهناني، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا ابن سعد قال في الطبقة الأولى ممن روى عن عمر من أهل مكة: الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي انتهى.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، نبأنا عمر،- قراءة - نبأنا أبو طالب يوسف، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية - إجازة - أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن فهم، نبأنا محمّد بن سعد قال (5):في الطبقة الأولى من أهل مكة ممّن روى عن عمر بن الخطاب و غيره: الحارث بن عبد اللّه بن أبي

ص: 440


1- بالأصل «عن ربيعة» بدل «بن أبي ربيعة» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند.
3- انظر تهذيب التهذيب 410/1.
4- بالأصل «عبيد اللّه».
5- طبقات ابن سعد 464/5.

ربيعة بن المغيرة المخزومي، و أمّه أمّ ولد و كان قليل الحديث.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو النضر بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن (1) الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد [بن إسماعيل]، قال (2):قال لي عمرو:

أنبأنا أبو عاصم، نبأنا ابن جريج قال: سمعت عبد اللّه بن عبيد بن عمير، و الوليد بن عطاء بن حباب (3) يحدثان عن الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة أنه وفد على عبد الملك - قال: سمعت عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في بناء البيت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن و أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلانيّان، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا أبو جعفر، عن أبي عثمان، نبأنا هاشم بن محمّد بن الهيثم بن عدي قال: قال: من الأشراف من أبناء النصرانيّات الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي.

أخبرنا أبو بكر المزرفي (4)،نبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، نبأنا داود بن علي بن عمرو الضّبّي، نبأنا شريك، عن جابر، عن عامر، قال: ماتت أمّ الحارث و هي نصرانية فشهدها ناس من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (5) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا الزبير بن بكّار، حدثني يحيى بن محمّد، حدثني المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة [قال: سبى عبد اللّه بن أبي ربيعة] (6) الحبشية، و كانت نصرانية، و سبى معها ستمائة من الحبش و هو عامل على اليمن لعثمان بن عفان فقالت: لي إليك ثلاث حوائج،

ص: 441


1- بالأصل «الحسين» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- التاريخ الكبير للبخاري 268/2/1.
3- في البخاري: خباب.
4- بالأصل «المرزقي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
5- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 158/6.

قال: و ما هي ؟ قالت: تعتق هؤلاء الضعفاء الذين معك قال: ذلك لك. فأعتق لها ستمائة من الحبش، فقالت: و لا تمسّني حتى تصير إلى بلدك و دارك، ففعل. و قالت:

و لا تحملني على أن أغيّر ديني. قال: و ذلك لك. فقدم بها، فولدت الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة. فلما ماتت حضر القرشيون و غيرهم من الناس لشهودها، فقال:

أدّى اللّه الحقّ عنكم، إن لها أهل ملّة أولى بها منكم، فانصرفوا عنها انتهى.

قال: و نبأنا الزبير، حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه:[لم يكن الحارث بن عبد اللّه] (1) بن أبي ربيعة يدري أنّ أمه على النصرانية حتى ماتت، و حضر لها الناس، فخرجت إليه مولاة له فسارّته و قالت: اعلم أنّا وجدنا الصّليب في رقبة أمّك حين جرّدناها لغسلها. فقال للناس: انصرفوا أدّى اللّه تعالى الحق عنكم، فإن لها أهل ملّة هم أولى بها منكم، فانصرف الناس، و كبر الحارث بما فعل من ذلك عند الناس (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنبأنا أحمد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرحمن، أنبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري، أنبأنا محمّد بن كثير، أنبأنا سفيان، أنبأنا حمّاد، عن الشعبي أن الحارث بن أبي ربيعة ماتت أمّه نصرانية، فشيّعها أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم - زاد عبدان عن ابن المبارك قال: قال سفيان: خرج عليهم فقال: إن لها أهل دين من غيركم، فقال معاوية:

لقد ساد هكذا انتهى، هذا معناه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنبأنا سليمان بن إسحاق الحلاب، نبأنا حارث بن أبي أسامة، نبأنا محمّد بن سعد (3)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدثني ابن أبي سبرة، عن موسى بن ميسرة، قال: طاف عبد الملك بن مروان للقدوم فلمّا صلى ركعتين قال له الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة: عد إلى الركن الأسود قبل أن تخرج إلى الصّفا، فالتفت عبد الملك إلى قبيصة، فقال قبيصة: لم أر أحدا من أهل العلم يعود إليه. فقال عبد الملك: طفت مع أبي فلم أره عاد إليه. ثم قال عبد الملك: يا حار تعلّم مني [كما تعلّمت] (4) منك حيث أردت أن

ص: 442


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 158/6.
2- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 319 باختلاف.
3- طبقات ابن سعد 230/5 في ترجمة عبد الملك بن مروان.
4- الزيادة عن ابن سعد.

التزم البيت فأبيت عليّ . قال: افعل يا أمير المؤمنين، ما هو بأوّل علم استفدت من علمك.

قال: و أنبأنا محمّد بن سعد (1)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدثني إبراهيم بن موسى، عن عكرمة بن خالد، عن الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة قال: طفت مع عبد الملك بن مروان بالبيت فلما كان الشوط السّابع دنا من البيت يتعوّذ فجبذته (2)، فقال: ما لك يا حار؟ قلت: يا أمير المؤمنين أ تدري أوّل من فعل هذا؟ عجوز من عجائز قومك. قال فمضى عبد الملك و لم يتعوذ انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، أنبأنا محمّد بن يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، أنبأنا أبو بشر الدولابي، نبأنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين في تسمية التابعين من أهل مكة: الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، حدثنا زكريا، نبأنا الأصمعي قال: ثم ولّى عبد اللّه بن الزبير عمر بن عبيد اللّه بن معمر على البصرة ثم عزله و ولّى القباع، لأنه وضع لهم مكيالا يسمّى القباع ثم عزله و ولّى مصعب بن الزبير.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط ، قال (3):

تراضى الناس بعبد اللّه بن الحارث و يلقب ببّة حين وقعت الفتنة فأقره ابن الزبير يعني على البصرة أشهرا (4) ثم عزله و كتب إلى أنس بن مالك فصلى بالنّاس أربعين (5) يوما، ثم كتب إلى عمر بن عبيد اللّه()بن معمر التيمي بولايته فأتاه الكتاب و هو بحفر أبي موسى يريد العمرة، فكتب إلى أخيه عبيد اللّه بن عبيد اللّه فصلّى بالناس ثم ولّى ابن

ص: 443


1- طبقات ابن سعد 230/5 في ترجمة عبد الملك بن مروان.
2- ابن سعد: فجذبته.
3- انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 258-259.
4- انظر تاريخ خليفة، باختلاف.
5- انظر تاريخ خليفة، باختلاف.

الزبير الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي و يلقب القباع، ثم عزله، ثم جمع العراق لأخيه مصعب انتهى.

قال خليفة: و أقام بها فأقام بها يعني بالكوفة نحو سنتين ثم انحدر إلى البصرة و استخلف القباع الحارث بن عبد اللّه المخزومي، ثم رجع مصعب فلم يزل بها حتى قتل انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأنا أبو محمّد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، نبأنا خليفة بن خياط ، قال: الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة أمّه النصرانية، انتهى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو الحسين بن الفارسي، أنبأنا أبو سليمان الخطابي، أخبرني أبو الفارسي - يعني محمّد بن عبد اللّه - أخبرني محمّد بن خالد، نبأنا عمر بن شيبة، حدثني عبد اللّه بن محمّد الطائي، نبأنا خالد بن سعيد قال: استعمل ابن الزبير الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي على البصرة فأتوه بمكيال لهم فقال لهم: إنّ مكيالكم هذا لقباع و هو ذو النضر، فسمّي قباعا فقال أبو الأسود الدؤلي فيه:

أمير المؤمنين جزيت (1) خيرا *** أرحنا من قباع بني المغيرة

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم الفقيه، نبأنا محمّد بن سعد قال (2):في الطبقة الأولى من أهل المدينة [من التابعين]: الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّه أمّ ولد، استعمل عبد اللّه بن الزبير الحارث [بن] عبد اللّه بن [أبي] ربيعة على البصرة و كان رجلا سهّاكا (3) فمرّ بمكيال بالبصرة، فقال: إنّ هذا لقباع صالح، فلقّبوه القباع، و كان خطيبا عفيفا، و كان فيه سواد لأن أمّه كانت حبشية نصرانية، فماتت فشهدها الحارث بن عبد اللّه بن أبي

ص: 444


1- في ابن سعد 29/5: أبا بكير.
2- ابن سعد 29/5 و الزيادات التالية عنه.
3- السهاك كشداد الرجل البليغ بمر في الكلام مرّ الريح (القاموس).

ربيعة و شهدها معه الناس فكانوا ناحية، و جاء أهل دينها فولوها و شهدها منهم جماعة كثيرة و كانوا على حدة، و فيه يقول أبو الأسود الدؤلي لعبد اللّه بن الزبير:

أمير المؤمنين جزيت (1) خيرا *** أرحنا من قباع بني المغبرة

حمدناه و لمناه فأعيا *** علينا ما يمر لنا مريرة

سوى أنّ الفتى نكح أكول *** و سهّاك مخاطبه كثيرة

كأنّا حين جئناه أطفنا *** بضبعان تورّط في حظيرة

قال: فعزله عبد اللّه بن الزبير عن البصرة، و كانت ولايته عليها سنة، و استعمل مكانه مصعب بن الزبير فقدم البصرة ثم تهيأ للخروج إلى المختار بن أبي عبيد.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن الحسن، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنبأنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب الواسطي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد (2)،أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن (3) غسان الغلاّبي، نبأنا [أبي] (4)،أنبأنا يزيد بن هارون، عن أشعب بن سوار قال: تزوج عبد اللّه بن أبي ربيعة نصرانية.

قال أبي: فحدثني مصعب بن عبد اللّه قال (5):تزوج عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي ابنة أبرهة الحبشي في الجاهلية و هي نصرانية و ماتت على النصرانية، قال:

و كان يظن بها أنها أسلمت، فلما ماتت و هي أمّ الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة فلما أرادوا أن يغسلوها و قد اجتمع إلى ابنها رجال قريش ليحضروها فوجدوا في عنقها صليبا فخرج ابنها الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة إلى الناس و هم مجتمعون فقال: إن لها أهل دين أولى بها منكم، و قد كان عبد اللّه بن أبي ربيعة أقاد المال من مثلها و فيها يقول أبو ذؤيب:

صخب الشوارب لا يزال كأنه *** عبد لآل أبي ربيعة مسبع (6)

ص: 445


1- في ابن سعد 29/5: أبا بكير.
2- بياض بالأصل، مقدار كلمة.
3- بالأصل «أنبأنا» و لعل الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي).
4- زيادة عن الأنساب (الغلابي) و فيه أن المفضل يروي عن يزيد بن هارون.
5- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 318-319.
6- البيت في شرح أشعار الهذليين 12/1 و بالأصل «سحت... مشنع» و المثبت:«صخب مسبع» عن شرح أشعار الهذليين.

أي مرسل. و كان عبد اللّه بن أبي ربيعة استعمله أبو بكر الصّديق رضي اللّه تعالى عنه على اليمن و مات في خلافة عثمان، و قد حدث الحارث بن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا أدري سماع أو غير سماع، و قد وليّ البصرة لابن الزبير و سمّي به القباع لمكيالهم، قال: كأنه قباع (1) و فيه يقول [الشاعر]:

أ حارث داري مرّتين هلم منها *** و كنت ابن أخت لا تحار غوائله

و أنت أمير في بطحاء مكة لم تزل *** بها منكم معطي الجزيل و فاعله

و إنما تخوّله بأسماء بنت [سلامة بن] مخرّبة بن أبير بن نهشل.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنبأنا أبو أحمد عبد السّلام بن الحسين البصري اللغوي، أنبأنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري البغدادي، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد الأسدي، نبأنا الرياشي - يعني عبّاس (2) بن الفرج - قال: تزوج رجل من الموالي امرأة من العرب ففرّق بينهما الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة و هدم من داره فأتى ابن الزبير فقال له:

هذا مقام و مطرد هدمت مساكنه و دوره

رقا (3) عليه عداته ظلما فعاقبه أميره

في أن شربت بحم ما كان حلالي غديره

فكتب إليه أن يردّها إليه، انتهى.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب من الإسكندرية، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي، أنبأنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي القاضي، أخبرني محمّد بن الحسن - يعني ابن دريد - أنبأنا أبو حاتم عن أبي عبيدة، عن يونس، قال: كان الحارث بن أبي ربيعة المخزومي على البصرة أيّام ابن الزبير فخاصم إليه رجل من بني تميم يقال له مرة بن محكان رجلا فقال:

ص: 446


1- القباع يعني الضخم (الوافي بالوفيات 255/11).
2- بالأصل «عياش» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 372/12.
3- كذا، و في تهذيب ابن عساكر: وشى.

أ حار تفهم في القضاء فإنه *** إذا ما الامام جار في الحكم اقتدا

إنك موقوف على الحكم فاحتفظ *** و مهما تصير اليوم تدرك به غدا

و أني ممّا أدرك الأمر مما لانا *** فأقطع في رأس الأمير المهنّدا

و لما ولي مصعب دعاه فاستنشده الأبيات فأنشده:

أ حار تفهم في القضاء فإنه *** إذا ما الإمام جاز في الحكم اقتدا

فإنك موقوف على الحكم فاحتفظ *** و مهما تصير اليوم تدرك به غدا

و أني ممّا أدرك الأمر مما لانا *** و اقطع في رأس الأمير المهنّدا

فقال: و اللّه لأقطعن في رأسك قبل أن تقطع في رأسي، فأمر به فحبس ثم دسّ إليه من قتله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان، نبأنا الجنيد، نبأنا سفيان، قال: سمعت أبي يقول: أوّل من وضع وزن سبعة الحارث بن أبي ربيعة انتهى، يعني العشرة عداد سبعة وزنا انتهى.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، نبأنا الزّبير بن بكّار، قال: حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: جلد الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة مرّة بن محكان السّعدي في بعض أحداثه و كان يقطع الطّريق فقال مرة:

عمدت فعاقبت امرأ كان ظالما *** فألهب في ظهري القباع و أوقدا

سياطا كأذناب الكلاب و شرطة *** مقاليس راعوا مسلما متهوّدا

1141 - الحارث بن عبيد اللّه الأنصاري

1141 - الحارث بن عبيد اللّه الأنصاري (2)

من أهل دمشق.

روى عن أمّ الدّرداء، و رأى واثلة بن الأسقع مخضوب اللحية بالحنّاء.

ص: 447


1- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 413/1 و زيد فيه: و يقال: الأزدي الشامي.

روى عنه الوليد بن مسلم، و صدقة بن عبد اللّه السّمين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):قال لنا زكريا (2)،نبأنا الحكيم (3) بن المبارك سمع الوليد بن مسلم، نبأنا الحارث بن عبيد اللّه قال: رأيت أمّ الدّرداء تعود رجلا من أهل المسجد من الأنصار.

قال البخاري: الحارث بن عبيد اللّه (4) الأنصاري، يعد في الشاميّين انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نبأنا محمّد بن أحمد الدّولابي، حدّثنا معاوية بن صالح، قال في تسمية تابعي أهل الشام الحارث بن عبيد اللّه (5) بن أبي ربيعة الأزدي، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، نبأنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نبأنا [أبو] (6) زرعة قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره: الحارث بن عبيد اللّه الأنصاري.

1142 - الحارث بن عبد الرحمن بن الغاز بن الجرشي

1142 - الحارث بن عبد الرحمن بن الغاز بن الجرشي (7)

و يقال ابن عبد الرّحمن بن عمرو (8) بن ربيعة، وفد على المنصور و استعطفه

ص: 448


1- التاريخ الكبير 275/2/1.
2- بالأصل «أبو زكريا» و المثبت عن البخاري.
3- البخاري: الحكم.
4- عن البخاري و بالأصل «عبد اللّه».
5- بالأصل «عبد اللّه» و الصواب ما أثبت، و الخبر في تهذيب التهذيب.
6- زيادة لازمة انظر تهذيب التهذيب 413/1.
7- بالأصل «الحرشي» بالحاء المهملة، و قد صححت بالجيم في كل مواضع الترجمة عن الأنساب (الجرشي)، و ضبطت عنها بضم الجيم و فتح الراء، و هذه النسبة إلى جرش بطن من حمير، و قيل اسم موضع باليمن نزلته هذه القبيلة. ترجم له في معجم البلدان باسم: الحارث بن عبد الرحمن بن عوف بن ربيعة بن عمرو بن عوف بن زهير بن حماطة.
8- بالأصل: و ربيعة.

لأهل الشام بالغوطة، و هو من وجوههم و فصحائهم، و كان الحارث ممن سوّد قبل وصول مروان إلى مصر.

قرأت بخطّ أبي الحسين الرازي، أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف، أنبأنا أبو عبيد اللّه محمّد بن صالح، أنبأنا محمّد بن عائذ، نبأنا عبد الأعلى بن مسهر أن الحارث بن عبد الرحمن الجرشي سود و مروان (لمغنانا) (1) فإنهم كتبوا إليه بولايته دمشق فكان بداريا يأتيه ابن سراقة و الأشراف يسلمون عليه قال: و أقبل عبد اللّه بن علي حتى نزل دمشق.

قال: و أخبرني محمود بن محمّد بن الفرحان الرافعي، نبأنا الهيثم [بن] عدي، عن ابن عيّاش قال: قدم على أبي جعفر المنصور بعد انهزام عبد اللّه بن علي وفد من أهل الشام فيهم الحارث بن عبد الرحمن بن ربيعة الجرشي فقام عدة منهم فتكلموا، ثم قام الحارث بن عبد الرحمن فتكلم فقال: يا أمير المؤمنين إنّا لسنا وفد مباهاة و لكنا وفد توبة ابتلينا بفتنة استفزت كريمنا و استخفت حليمنا، فنحن بما قدمنا معترفون بما سلف منا معتذرون، فإن تعاقبنا فبما أجرمنا، و إن تعف و تحسن فطالما أحسنت إلى من أساء.

فقال المنصور: خطيبكم الجرشي و أمر برد ضياعه إليه في الغوطة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا عبد اللّه بن عبد الرحمن بن محمّد بن عيسى بن زكريا بن يحيى، نبأنا الأصمعي عمن أخبره: أن أبا جعفر المنصور حين عفا عن أهل الشام قال له رجل: يا أمير المؤمنين، الانتقام عدل، و التجاوز فضل، و المتفضل قد جاوز حد المنصف، فنحن نعيذ أمير المؤمنين باللّه تعالى من أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبين، و أن لا يرتفع إلى أعلى الروضتين، انتهى.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغساني، عن عبد العزيز الكتاني، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر الفرغاني، أنبأنا محمّد بن جرير الطبري قال (2):ذكر علي بن محمد المدائني: أنه قدم على أبي

ص: 449


1- كذا رسمها بالأصل، و نميل إلى قراءتها «بصحنايا» و هي إحدى قرى الغوطة،(غوطة دمشق: كردعلي ص 89).
2- تاريخ الطبري 84/8.

جعفر المنصور بعد انهزام عبد اللّه بن علي و ظفر المنصور به - و حبسه إيّاه ببغداد - و قد أهل الشام فيهم الحارث بن عبد الرحمن فتكلموا ثم قام الحارث فقال: أصلح اللّه تعالى أمير المؤمنين إنّا لسنا وفد مباهاة و لكنا وفد توبة، و قد ابتلينا بفتنة استفزت كريمنا، و استخفت حليمنا فنحن بما قدمنا معترفون و بما سلف منا معتذرون، فإن تعاقبنا فبما اجترمنا (1)،و إن تعف عنا فبفضلك علينا، فاصفح عنا إذ (2) ملكت، و امنن إذ قدرت، و أحسن إذ (3) ظفرت، فطال ما أحسنت. قال أبو جعفر: قد فعلت قد فعلت قد فعلت ثلاثا (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدثني يعقوب قال: و غزا (5) الصائفة يعني سنة خمس و ثلاثين و مائة الحارث بن عبد الرحمن الجرشي، انتهى.

و ذكر الواقدي: أن المهدي استعمل ثمامة بن الوليد القيسي على الصّائفة سنة إحدى و ستين يعني و مائة، فظفرت الروم فيها من المسلمين بما لم تظفر بمثله قبلها و لا بعدها (6) فقال رجل من سلخ يكنى أبا الخرقاء في ثمامة:

أ ثمام لم تسمع صريخ جماعة *** صرخوا بدعوة مجرّح ملهوف

ينحال يأسرهم و أنت بمسمع *** منهم بدابق (7) في ألوف ألوف

حيران تضرب صدريك مهانة *** و حماقة كالضّارط المنزوف

فدع المعالي لست (8) من أخلاسها *** للحارث الجرشي أو معيوف

ص: 450


1- الطبري: أجرمنا.
2- بالأصل «إذ» في الموضعين و المثبت عن الطبري.
3- بالأصل «إذ» في الموضعين و المثبت عن الطبري.
4- كذا كررت ثلاثا بالأصل، و في الطبري:«قد فعلت».
5- رسمها بالأصل «و عن» و الصواب ما أثبت، انظر المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 116/1 و فيه «الحرشي» بدل «الجرشي».
6- انظر الطبري 136/8 و ابن الأثير 55/6 حوادث سنة 161.
7- و كان ثمامة بن الوليد قد نزل دابق بعسكره.
8- و كان ثمامة مغترا و قد نزل دابق، و جاشت الروم، و قد أتت طلائعه و عيونه تخبره بحركة الروم و تجمعاتهم، فلم يحفل بما جاءوا به و خرج إلى الروم بسرعان الناس، فأصيب من الناس عدة، و تحرك ميخائيل في عمق مرعش فقتل و سبى و غنم (انظر الطبري و ابن الأثير).

1143 - الحارث بن عبدة. و يقال: عبيدة، بن رباح الغسّاني

حدّث عن أبيه.

روى عنه عمرو بن بكر السّكسكي، انتهى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان الطبراني، نبأنا محمّد بن عبيد بن آدم العسقلاني، و الحسين بن إسحاق، قالا: أنبأنا إبراهيم بن محمّد المقدسي، نبأنا بكر بن عمرو السّكسكي، نبأنا الحارث بن عبدة حينئذ.

و أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم حينئذ، و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن عبيد اللّه، قالا: أنبأنا أبو القاسم الطبراني، نبأنا محمّد بن عبيد بن آدم، نبأنا إبراهيم بن محمّد المقدسي حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر البرقاني، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان، نبأنا إبراهيم بن محمّد بن يوسف الفريابي المقدسي، نبأنا عمرو بن بكر - زاد الطبراني: السّكسكي - نبأنا الحارث بن عبيدة بن رباح الغساني، عن أبيه عبيدة - و قال الطبراني: عبدة بن رباح - عن منيب بن عبد اللّه - زاد الطبراني: الأزدي - عن أبيه عبد اللّه بن منيب قال: تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علينا - زاد الإسماعيلي: هذه الآية، و قالا- كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (2)قلنا - و في حديث الطبراني فقلنا:- يا رسول اللّه، ما ذلك! و قال بريدة: و ما ذاك الشأن ؟ قال:«أن يغفر ذنبا و يفرّج كربا و يرفع أقواما و يضع آخرين» انتهى[2865].

و رواه محمّد بن الحسن بن قتيبة، عن إبراهيم بن محمد الفريابي و قال الحارث بن عبدة بن رباح.

أخبرناه أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، حدثنا أبو الفتح نصر اللّه بن إبراهيم، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن علي بن طلحة الأصبهاني - ببيت المقدس - أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي المذكر الشاهد - بمصر - أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن شعيب القاضي، نبأنا أبو العبّاس محمّد بن الحسن بن قتيبة، نبأنا

ص: 451


1- بالأصل:«زيدة» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- سورة الرحمن، الآية:29.

إبراهيم بن محمّد المقدسي، نبأنا بكر (1)بن عمر [حدّثنا] (2)الحارث بن عبدة (3)بن رباح الغسّاني، عن أبيه [عن منيب عن] (4)عبد اللّه بن منيب قال: تلا علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هذه الآية: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ فقلنا: يا رسول اللّه، و ما ذلك الشأن ؟ قال:«يغفر ذنبا و يكشف كربا و يرفع قوما و يضع آخرين» انتهى[2866].

و هكذا رواه أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري عن محمّد بن إبراهيم بن يوسف الفريابي و قال: ابن عبدة و هو الصّواب.

و كذلك رواه أبو الحسن بن جوصا عن شيخ له عن عمرو: أنبأناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو القاسم بن الفرات، أنبأنا أبو عبد اللّه، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، نبأنا أبو الحسن بن جوصا، نبأنا هاشم بن محمّد بن يعلى، نبأنا عمرو بن بكر، حدثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغسّاني، عن أبيه عن منيب بن عبد اللّه بن منيب الأزدي، عن أبيه، قالا: تلا علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هذه الآية: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ فقلنا: يا رسول اللّه و ما ذلك الشأن ؟ قال:«يغفر ذنبا و يكشف كربا و يرفع قوما و يضع آخرين» انتهى[2867].

1144 - الحارث بن عبد - و يقال: ابن عبد اللّه

ابن وهب الأزدي النّمري الدّوسي (5)

له صحبة، و شهد يوم اليرموك و نزل فلسطين و شهد مع معاوية صفّين و جعله على رجّالة فلسطين.

روى عن خالد بن الوليد.

روى عنه سهيل بن سفيان بن سليمان الأزدي.

ص: 452


1- كذا، و في أسد الغابة 298/3 و ذكر الحديث بسنده عن يحيى بن محمود في ترجمة عبد اللّه بن منيب الأزدي: عمرو بن بكر.
2- سقطت من الأصل و الزيادة عن أسد الغابة.
3- أسد الغابة: عبيدة.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن أسد الغابة و فيه: عن منيب بن عبد اللّه الأزدي.
5- ترجمته في الاستيعاب 300/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 403/1 الإصابة 282/1 و اسم أبيه في المصادر:«عبد اللّه».

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: حدّثت عن محمّد بن حميد الرازي، نبأنا أبو زهير عبد الرحمن [بن] (1) مغراء، حدثني أخي خالد بن مغراء، عن أبيه المغراء بن عياض بن الحارث بن عبد اللّه بن وهب، و كان الحارث قدم مع أبيه على النبي صلى اللّه عليه و سلم في السّبعين الذين قدموا من دوس، فأقام الحارث مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و رجع إلى السّراة و كان كثير الثمار، فقبض النبي صلى اللّه عليه و سلم و الحارث بالمدينة.

قال ابن مندة: الحارث بن عبد اللّه بن وهب ذكره محمّد بن إسماعيل البخاري في الصحابة (2)،انتهى ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى:

حدّثني أبو جهضم الأزدي، عن سفيان بن سليمان الأزدي، عن الحارث بن عبد الأزدي ثم النّمري قال: لما نزل أبو عبيدة باليرموك() (3) جاءتنا الروم يجرون الشوك و الشجر فذكر حديثا طويلا قال فيه: قال الحارث بن عبد الأزدي و كنت في الخيل الذي خرجت يومئذ معه - يعني مع خالد بن الوليد - فأردت (4) اخرج إليه يعني روميا يطلب المبارزة فقال لي: كما (5) شئت فلما ذهبت لأخرج إليه قال لي خالد: هل بارزت قبله أحدا؟ قلت: لا، قال: فلا تخرج إليه، فذكر الحديث انتهى.

أنبأنا أبو القاسم، علي [بن] إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، قالا: حدثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن ذكوان البعلبكي، أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن عمّار بن حبيش بن محمّد بن حبيش، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مندة المصّيصي، نبأنا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي، حدثني أبو جهضم الأزدي عن سفيان بن سليمان، عن الحارث بن عبد الأزدي قال: كنت صديقا لخالد بن الوليد و كنت قلّ ما أفارقه قال:

و كان مما يستشيرني في الأمر إذا نزل به، فكنت أشير عليه بمبلغ رأيي قال: فكان يقول

ص: 453


1- سقطت من الأصل و استدركت عن أسد الغابة.
2- الإصابة 282/1.
3- لفظتان غير مقروءتين رسمتا بالأصل:«معمر قواصة» كذا فتركنا مكانهما بياضا.
4- غير واضحة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
5- بالأصل «ما».

إنّك ما علمت لميمون الرأي، و أقل ما أشرت عليه بمشورة إلاّ رأيت عاقبتها تؤدّي إلى السّلامة قال: فلما كان غدا إلى عسكر الروم - يعني يوم اليرموك - سألني أن أخرج معه، فخرجت معه حتى إذا دخلنا عسكرهم و ضربت قبّته و بعث إليه باهان (1) ليلقاه قال لي:

قم فقمت معه و قلت له: إن القوم إنما أرادوك و لا أراهم يريدوني معك قال: امضه، فمضيت، فلما دنونا من باهان و على رأسه ألوف رجال ما يرى منهم إلاّ الحدق و في أيديهم العمد الحديد، فلما دنونا منهم جال الترجمان قال: أيكما خالد بن الوليد؟ قال خالد: أنا، قال: أقبل أنت و ليرجع هذا، فقام خالد فقال: إن هذا رجل من أصحابي و لست أستغني عن رأيه فرجع إلى باهان فقال: دعوه فليأت معه فاحتملنا معه نحوه و لم نمش إلاّ خطا خمسا أو ستا حتى جاءنا الترجمان في نحو من عشرة فقال لي: ضع سيفك و لم يقولوا لخالد شيئا، فنظرت إلى خالد فقال خالد: ما كان ليضع عزه من عنقه أبدا قد بعثتم إلينا فأتيناكم فإن تركتمونا جلسنا إليكم و سمعنا منكم، و إن أبيتم فخلّوا سبيلنا ننصرف عنكم، فرجع الترجمان إلى باهان فأخبره فقال: دعوهما بأسيافهما قال:

فأقبلنا، فرحب بخالد و أجلسه (2) معه قال: و جئت أنا فجلست على نمارق مطروحة للناس حيث أسمع مراجعتهما قال: فلما قال باهان لخالد إنك من ذوي أحساب العرب ؟ قال خالد: إن نبيّنا صلى اللّه عليه و سلم قال لنا:«إنّ حسب الرّجل دينه و من لم يكن له دين فلا حسب له، و قال لنا:«إن خير الشجاعة عاقبة ما كان منها في طاعة اللّه عز و جل» و ذكرت أني أوتيت عقلا و وفاء فإن أكن أوتيته فاللّه المحمود على ذلك. قال نبيّنا صلى اللّه عليه و سلم:«ما خلق اللّه عز و جل من خلقه شيئا هو أحبّ إليه من العقل، إن اللّه عزّ و جلّ لما خلقه و صوّره قال له: أقبل، فأقبل، و قال له: أدبر، فأدبر» فقال: و عزتي و جلالي ما خلقت من خلقي شيئا هو أحبّ إليّ منك، بك تنال طاعتي، و تدخل جنتي، و الوفاء لا يكون إلاّ من العقل، و من لا يكن له عقل فلا وفاء له[2868].

و ذكر الواقدي: أن الحارث بن عبد الأزدي من أهل فلسطين، و إنه كان من عقلاء المسلمين و أخيارهم، فقال يرثي سفيان بن عوف:

أ عيني إن أنفذتما الدّمع فاسكبا *** دما بأن سفيان بن عوف فودّعا

ص: 454


1- فتوح الشام للواقدي 171/1 ما هان.
2- بالأصل «و جلسه».

معاوي من للرّوم جاشت و أطنت *** عليك و لا سفيان للداع إن دعا

ليبك على سفيان شعث أرامل *** و أرملة شعثاء في الثغر ضيعا

و يبك على سفيان كل طمرة *** و كل طمر سرح قد تخلعا

أقام التّقى و الجد و الحزم و النهى *** بحرقة (1) ما غنّى الحمام و سجّعا

قال: و كان سفيان قد اتّخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية و نجدة و عفاف و سياسة للحرب، و كانوا عدة له قد عرفهم و عرفوا به منهم من أهل فلسطين الحارث بن عبد الأزدي و جنادة بن أبي أمية الأزدي، انتهى.

و أشيم (2) الموضع الذي مات فيه سفيان غازيا. فقال الحارث: حرقة لضرورة الشعر. و ذكر سعيد بن كثير بن عفير: أن معاوية عزل ابن عامر عن البصرة سنة خمس و أربعين و استعمل الحارث بن عبد اللّه، و يقال ابن عبد الأزدي من أزد شنوءة من أهل فلسطين فلم يلبث إلاّ يسيرا حتى كتب أهل البصرة إلى معاوية يستعفونه منه و يشكون ضعفه. و كتب الحارث يستعفي فولّى معاوية زيادا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، قالا: نبأنا محمّد بن سعد (3)في الطبقة الأولى بعد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أهل الشام: الحارث بن عبد - و قال ابن أبي الدنيا: عبد الأزدي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، نبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خيّاط قال (4):قال أبو عبيدة و كان على رجّالة فلسطين الحارث بن عبدة الأزدي (5).

ص: 455


1- الحرقة بالضم ثم الفتح ناحية بعمان.
2- غير مقروءة بالأصل و لعل الصواب ما أثبت.
3- طبقات ابن سعد 446/7.
4- تاريخ خليفة ص 196.
5- قوله:«الأزدي» عن تاريخ خليفة و مكانها بالأصل «بن الحارث».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّواف، نبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نبأنا هشام بن محمّد قال: قال الهيثم بن عدي: مات الحارث بن عبد في زمن معاوية، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون حينئذ، و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، قال: أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي، نبأنا خليفة بن خيّاط : في الطبقة الأولى من أهل الشامات قال: الحارث بن عبد اللّه الأزدي مات في خلافة معاوية.

1145 - الحارث بن عمر - و يقال: ابن عمرو،

و يقال: ابن نحام - الأشعري

قيل إنه ولي القضاء بدمشق في أيّام عبد الملك بن مروان، انتهى.

ذكر علي بن أحمد بن داود، نبأنا محمّد بن المرزبان، نبأنا صالح بن محمّد بن دراج، نبأنا [أبو] مسهر، قال: كان الحارث بن عمر الأشعري قاضيا لعبد الملك على دمشق فقدم إليه رجل فحكم عليه فزعمت امرأة أنه أهدى إلى امرأة القاضي هدية فقضى له، فكتب إليه عبد الملك:

إذا رشوة من دار قوم تقحمت *** على أهل بيت و الأمانة فيه

سعت هربا منه و ولّت كأنها *** حليم تولّى عن جواب سفيه

و لم أجد ذكر الحارث بن عمر هذا في غير هذه الحكاية فاللّه تعالى أعلم بصحتها.

و قد ذكر أبو الحسن بن سميع فيما أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرّابعة من تابعي أهل دمشق الشام: الحارث بن عمرو روى عنه شرحبيل بن مسلم. و كان في الأصل العتيق: الحارث بن عمر الحمصي و ضرب على

ص: 456

الحمصي و أظنه هذا أسقطت الواو من اسم أبيه و اللّه تعالى أعلم. و حكى نفطويه: أن هذه القصة للحارث بن نحام الأشعري و ذكر أنه كان قاضيا على دمشق.

1146 - الحارث بن عمرو الطائي

ولي إمرة البلقاء في خلافة عمر بن عبد العزيز ثم ولي أرمينية و أذربيجان و بعثه سليمان بن عبد الملك إلى المدينة بعزل عثمان بن حيان المرّي (1) و ولاية أبي بكر بن محمّد بن عمر بن حزم.

أنبأنا عمّي، قال: أنبأنا أبو غالب الرّبعي قال: أنبأنا أبو القاسم التنوخي، قال:

أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، نبأنا أبو بكر أحمد، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال في كتاب تاريخ الحمصيين قال: الحارث بن عمر (2)الطائي--- (3).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسين السّيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خياط (4) في تسمية عمال عمر بن عبد العزيز: البلقاء الحارث بن عمرو الطّائي قال خليفة: سنة سبع و مائة فيها عزل هشام بن عبد الملك الجرّاح بن عبد اللّه الحكمي، عن أرمينية و أذربيجان و ولاها مسلمة بن عبد الملك، فوجه المسلمة الحارث بن عمرو (5) الطائي.

قال خليفة: فحدّثني أبو خالد قال: قال أبو البراء: زحف مارتيك (6) بن خاقان سنة ثمان و مائة إلى أذربيجان فحصر مدينة ورثان و رماها بالمجانيق، فبلغ الخبر الحارث بن عمرو، فتوجّه فقطع الرسّ من فوق ورثان و بلغ ابن خاقان فأتى الحارث، فالتقوا فهزم اللّه تعالى ابن خاقان و أصحابه و قتل منهم جمعا كثيرا و قتل الحارث بن عمرو رحمه اللّه تعالى.

ص: 457


1- بالأصل «عثمان بن عفّان» و الصواب عن تاريخ خليفة ص 317.
2- كذا ورد «عمر» بالأصل.
3- بياض بالأصل مقدار عدة كلمات.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 323 و حوادث سنة 107 ص 337.
5- عن تاريخ خليفة ص 337 و بالأصل «عمر».
6- عن تاريخ خليفة ص 338 و بالأصل:«فارتيد».

و حكى خليفة [عن] ابن الكلبي: أن الحارث بن عمرو كان حيّا في شوال سنة اثنتي عشرة و مائة فاللّه أعلم (1).

1147 - الحارث بن عميرة الزّبيدي الحارثي

1147 - الحارث بن عميرة (2) الزّبيدي (3) الحارثي (4)

روى عن معاذ بن جبل، و أبي عبيدة بن الجرّاح، و عبد اللّه بن مسعود، و سلمان الفارسي. و الصّواب يزيد بن عميرة.

أخبرنا أبو النجم الشّيحي، أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)،أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن عبد اللّه السّراج - بنيسابور - نبأنا أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي، نبأنا معاذ بن نجدة القرشي، نبأنا خلاد بن يحيى، نبأنا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عكرمة، عن الحارث بن عميرة عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف» انتهى[2869].

رواه عبد الحميد [بن] بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحيم بن غنم، عن الحارث موقوفا.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا عبد العزيز [بن] محمد بن جعفر العطار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، نبأنا يعقوب بن يوسف المطوعي، نبأنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرّحمن بن غنم عن الحارث بن عميرة (6) قال: قدمت إلى سلمان إلى المدائن فوجدته في مدبغة له يعرك إهابا بكفيه، فلما سلّمت عليه قال:

مكانك حتى أخرج إليك قال الحارث: و اللّه ما أراك تعرفني، أبا عبد اللّه ؟ قال: بلى، قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك، فإن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في اللّه عز و جل ائتلف، و ما كان في غير اللّه عزّ و جل اختلف، انتهى.

ص: 458


1- كذا و الذي في تاريخ خليفة هنا ذكر «الطائي» فقط و لم يذكر عنه لا اسمه و لا كنيته.
2- بالأصل «عمير» و المثبت و الضبط نصا بفتح العين عن الإصابة 370/1.
3- ضبطت بفتح الزاي عن الإصابة.
4- ترجمته في الإصابة 370/1 و ميزان الاعتدال 440/1 و تاريخ بغداد 205/8.
5- الخبر في تاريخ بغداد 206/8.
6- بالأصل «عمير» و المثبت عن تاريخ بغداد.

قال الخطيب: هكذا رواه عبد الرحمن بن غنم، عن الحارث بن عميرة موقوفا.

و رفعه عكرمة مولى ابن عبّاس، عن ابن عبّاس.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، نبأنا أبو صالح، حدّثني عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، نبأنا عبد الرحمن بن غنم، عن حديث الحارث بن عميرة الحارثي: أنه قدم مع معاذ بن جبل من اليمن فبات معه في داره و في منزله فأصابهم الطاعون فطعن معاذ بن جبل و أبو عبيدة بن الجرّاح و شرحبيل بن حسنة و أبو مالك جميعا في يوم واحد، فلما أمسى طعن عبد الرّحمن الذي كان يكنى به معاذ بكره و أحبّ الناس إليه فدفنه من الغد، فأخذت امرأتيه جميعا فما غدا أن فرغ من دفنهما فطعن معاذ فأخذ يرسل الحارث إلى أبي عبيدة يسأله، فلما انقضى معاذ نحبه انطلق الحارث حتى أتى أبا الدّرداء بحمص ثم قدم الكوفة، فأخذ يحضر مجلس ابن أمّ معبد، ثم قدم على سلمان بالمدائن انتهى.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الفضل بن عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي، و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الفضل بن الكوفي و أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي - إجازة - قالا:

أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمة (1)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن (2) يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي، عن أبي [عن] عبد الحميد - يعني ابن بهرام - الفزاري، نبأنا شهر بن حوشب، حدّثني عبد الرّحمن بن غنم (3)،عن حديث الحارث بن عميرة الحارثي: أنه قدم مع معاذ من اليمن فبت معه في داره و في منزله فأصابهم الطاعون فطعن معاذ بن جبل و أبو عبيدة بن الجراح و شرحبيل بن حسنة و أبو مالك جميعا في يوم واحد و كان عمرو بن العاص حين حسّ بالطاعون فرق فرقا شديدا فقال: يا أيّها الناس تبدّدوا في هذه الشعاب و تفرقوا، فإنه قد نزل بكم أمر من أمر اللّه لا أراه إلاّ رجزا أو الطوفان،

ص: 459


1- انظر ترجمته في بالأصل:«82/17.
2- بالأصل «أحمد بن أحمد بن يعقوب» انظر ترجمته في سير الأعلام 312/15.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 45/4.

قال شرحبيل بن حسنة: قد صاحبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنت أضلّ من حمار أهلك. قال عمرو: صدقت، قال معاذ بن جبل لعمرو بن العاص: كذبت ليس، بالطوفان و لا بالرجز، و لكنها رحمة ربّكم، و دعوة نبيّكم محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و قبض الصّالحين قبلكم، اللّهمّ ائت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة، فما أمسى حتى طعن عبد الرحمن ابنه الذي كان يكنى به بكرة، و أحبّ الخلق إليه، فرجع معاذ من المسجد فوجده مكروبا فقال: يا عبد الرحمن كيف أنت ؟ فاستجاب له فقال: يا أبه الحق من ربك فلا تكن من الممترين، قال معاذ: و أنا إن شاء اللّه ستجدني من الصّابرين، فأمسكه ليلته ثم دفنه من الغد، فأخذ بامرأتيه جميعا فأراد أن يقرع بينهما أيهما تجيء قبل الأخرى فقال الحارث بن عميرة: جهزهما جميعا، أبا عبد الرحمن و يحفر لهما قبرا واحدا، فشقّ لإحداهما و ألحد للأخرى، فما عدا أن فرغ منهما فطعن، فأخذ معاذ يرسل الحارث بن عميرة إلى أبي عبيدة بن الجراح، يسأله كيف هو؟ فأراه أبو عبيدة طعنة خرجت في كفه فتكابر شأنها في نفس الحارث، و فرق منها حين رآها و أقسم له أبو عبيدة ما يحبّ أن له مكانها حمر النعم. فرجع الحارث إلى معاذ فوجده مغشيا عليه، فبكى الحارث و اشتكى عليه ساعة، ثم إنّ معاذا (1) أفاق فقال: يا ابن الحميرية لم تبكي علي، أعوذ باللّه منك أن تبكي عليّ . فقال الحارث: و اللّه ما عليك أبكي. قال معاذ: فعلى ما تبكي ؟ قال: أبكي على ما فاتني منك العصرين الغدو و الرّواح. قال معاذ: أجلسني، فأجلسه الحارث في حجره. قال: اسمع مني فإني أوصيك بوصية، إن الذي تبكي عليّ زعمت من غدوك و رواحك إليّ . قال أتعلم مكانه لمن أراد بين لوحي المصحف، فإن أعيا عليك تفسيره فاطلبه بعدي عند ثلاثة: عند عويمر أبي الدّرداء، و عند سلمان الفارسي، و عند عبد اللّه بن مسعود بن أمّ عبد، و أحذرك ذلة العالم، و جدال المنافق، و احذر طلبة القرآن (2).

قال: سمعته يحدث أنّ معاذا اشتد عليه النزع نزع الموت فنزع نزعا لم ينزعه أحدا، فكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه ثم قال: اخنقي خنقك، فوعزتك ربي إنّك لتعلم أنّ قلبي يحبّك.

ص: 460


1- بالأصل «معاذ».
2- بالأصل «طلبة المنافق» و المثبت عن مختصر ابن منظور 161/6.

فلما أن قضى نحبه انطلق الحارث حتى أتى أبا الدّرداء بحمص، فمكث عنده ما شاء اللّه أن يمكث، ثم قال الحارث: إن أخي معاذا كذا أوصاني بك و بسلمان الفارسي و بابن أمّ عبد، فلا أراني إلاّ منطلقا قبل العراق. فقدم الحارث الكوفة ثم أخذ يحضر مجلس ابن أمّ عبد بكرة و عشيا، فبينما هو كذلك في المجلس يوما قال ابن أمّ عبد: ممّن أنت يا ابن أخي ؟ قال الحارث: امرؤ من أهل الشام. فقال ابن أمّ عبد: نعم الحي أهل الشام لو لا واحدة فقال الحارث: و ما تلك الواحدة ؟ قال: لو لا أنّهم يشهدون على أنفسهم أنهم من أهل الجنة. فاسترجع الحارث مرتين أو ثلاثا، قال: صدق معاذ ما قال لي قال ابن أمّ عبد: ما قال لك معاذ ابن أخ ؟ قال: حذرني ذلة العالم، قال: و اللّه ما أنت يا ابن مسعود إلاّ أحد رجلين، إمّا رجل أصبح على يقين من اللّه و يشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنت من أهل الجنة أم رجل مرتاب لا تدري أين منزلك. قال ابن مسعود: صدقت يا ابن أخي إنها زلة مني فلا تؤاخذني بها فأخذ ابن مسعود بيد الحارث فانطلق به إلى رحله فمكث عنده ما شاء اللّه أن يمكث.

ثم قال الحارث: لا بد لي من [أن] أطلع أبا عبد اللّه سلمان إلى المدائن، فانطلق الحارث حتى قدم على سلمان في المدائن، فوجده في مدبغة له يعرك الأهب بكفيه، فلمّا أن سلّم عليه قال: مكانك حتى (1) أخرج إليك، قال الحارث: و اللّه ما أراك تعرفني يا أبا عبد اللّه، قال: بلى قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك، فإن الأرواح عند اللّه جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف. فمكث عنده ما شاء اللّه أن يمكث ثم رجع إلى الشام.

فأولئك الذين كانوا يتعارفون (2) في اللّه و يتزاورون فيه، اللّهمّ اجعلنا منهم يا ربّ العالمين آمين آمين آمين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد (3)،أنبأنا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن شهر، عن الحارث بن عميرة

ص: 461


1- مطموسة بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 162/6.
2- الأصل:«يتعارون» و المثبت عن المختصر.
3- طبقات ابن سعد 388/7 و 389.

الزّبيدي، قال: إنّي لجالس عند معاذ بن جبل و هو يموت فهو يغمى عليه مرة و يفيق مرة فسمعته يقول عند إفاقته: اخنق خنقك فوعزتك إنّي لأحبّك.

قال: و أنبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا علي بن المتوكل، عن ضمرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: قبر معاذ بقصر (1) خالد من عمل دمشق.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي حينئذ، و حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل [عن محمد بن إسماعيل] (2) قال (3):

الحارث بن عميرة الحارثي: سمع معاذا، روى شريك، عن أبي (4) خلف. و لم (5)يذكره ابن أبي حاتم في باب الحارث (6).

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)،أنبأنا علي بن طلحة المقرئ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي، أنبأنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي (8)،نبأنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، قال: الحارث بن عميرة الزّبيدي شامي هو من أصحاب معاذ سمع منه أبو المليح (9) عامر بن أسامة صدوق، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن بن سعد و أبو النجم الشّيحي، قالا: أنبأنا أبو بكر الخطيب (10):الحارث بن عميرة الزّبيدي، و يقال الحارثي يعدّ في الشاميّين سمع معاذ بن جبل و سلمان الفارسي، و كان ورد المدائن فسمع بها من سلمان، حدّث عنه

ص: 462


1- في طبقات ابن سعد: بقصير خالد.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك قياسا إلى سند مماثل.
3- التاريخ الكبير للبخاري 275/2/1.
4- عن البخاري و بالأصل «ابن».
5- كذا، العبارة ما بين الرقمين ليست في البخاري، و قد ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل، انظر 83/2/1 و فيه: الحارث بن عميرة روى عن معاذ بن جبل روى عنه شهر بن حوشب سمعت أبي يقول ذلك.
6- كذا، العبارة ما بين الرقمين ليست في البخاري، و قد ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل، انظر 83/2/1 و فيه: الحارث بن عميرة روى عن معاذ بن جبل روى عنه شهر بن حوشب سمعت أبي يقول ذلك.
7- تاريخ بغداد 206/8.
8- تاريخ بغداد: الكرجي.
9- بالأصل «أبو الملح» و المثبت عن تاريخ بغداد.
10- تاريخ بغداد 205/8.

عبد الرحمن بن غنم، و عكرمة و غيرهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن سيف، نبأنا السّري بن يحيى، نبأ شعيب بن إبراهيم، نبأنا سيف بن عمر، عن أبي عثمان و أبي حارثة و الربيع، نبأنا بإسنادهم أن الحارث بن عميرة قال: لما حضر معاذ الوفاة بكى أهل البيت و هم جلوس حوله عند أعمامه أغميت عليه و أفاق و هم يبكون فقال: ما يبكيكم فأجبته عنهم فقلت: و اللّه ما نبكي على قرابة قربته بيننا و بينك و لا على دنيا نصيبها، و لكنا نبكي على العلم الذي ينقطع عنّا عند موتك، قال: إن العلم و الإيمان ركابهما إلى يوم القيامة، و من ابتغاهما وجدهما: الكتاب و السّنّة، فاعرضوا على الكتاب كل الكلام، و لا تعرضوه على شيء من الكلام و اتبعوا العلم عند عمر و عثمان و علي فإن فقدتموه و لم تقدروا عليه فاطلبوه عن أربعة: عويمر، و ابن أمّ عبد، و ابن سلام، و سلمان رحمهم اللّه تعالى. و اتّقوا زلّة العالم خذوا الحق ممن جاء به، و ردّوا الباطل على من جاء به كائنا ما كان، و مات رحمة اللّه عليه.

قال: و نبأنا سيف، عن محمّد بن سعيد، عن عبادة بن نسيّ ، عن الحارث بن عميرة قال: لما حضرت معاذا (1) الوفاة بكى البيت و نحن جلوس و قد أغمي عليه إغماءة فأفاق فقال: ما يبكيكم فقلت: و اللّه ما نبكي على قرابة قريبة بيننا و بينك، و لا على دنيا تصيبنا منك، و لكنا نبكي على العلم الذي ينقطع عند موتك. قال: إن العلم و الإيمان مكانهما إلى يوم القيامة و من ابتغاهما (2) وجدهما فاتبعوا العلم عند أربعة: عند ابن أمّ عبد، و عند عويمر، و ابن مسعود (3)،و سلمان، و ابن سلام الذي كان يهوديا فأسلم.

فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«هو عاشر عشرة في الجنّة»[2870].

قال: و نبأنا سيف، عن داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب، قال: طعن معاذ فلما عاده أصحابه بكى الحارث بن عميرة الزّبيدي - قرية من قرى اليمن تدعى زبيدا - و هو عند معاذ فذكر الحديث، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن

ص: 463


1- بالأصل «معاذ».
2- صحفت بالأصل إلى «اتباعهما».
3- كذا، مرة «ابن أم عبد» و مرة «ابن مسعود» و هما واحد.

بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، نبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نبأنا هشام [عن] هاشم بن محمّد، قال: قال الهيثم: مات الحارث بن عميرة الزّبيدي زمن يزيد بن معاوية (1).

1148 - الحارث بن عمير الأزدي

1148 - الحارث بن عمير الأزدي (2)

له صحبة بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلم رسولا إلى صاحب بصرى فقتل بمؤتة، فوجّه النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أهل مؤتة جيشا، انتهى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا عبد الوهّاب بن حية، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد [بن عمر] الواقدي (3)،حدثني ربيعة بن عثمان، عن عمر (4) بن الحكم، قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحارث بن عمير الأزدي. تم أحد بني لهب (5) إلى ملك بصرى بكتاب، فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني، فقال: أين تريد؟ قال: الشام. قال: لعلك من [رسل محمد؟ قال: نعم، أنا رسول] (6)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأمر به فأوثق رباطا، ثم قدّمه فضرب عنقه صبرا، و لم يقتل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رسول غيره. فبلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخبر فاشتد عليه و ندب الناس و أخبرهم مقتل الحارث و من قتله، فأسرع الناس و خرجوا فعسكروا بالجرف و ذكر الحديث، انتهى.

قال: و أنبأنا أبو [عمر بن] (7) حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن فهم، نبأنا محمّد بن سعد (8)،أنبأنا محمّد بن عمر، حدثني ربيعة بن عثمان فذكر نحوه و زاد: فكان ذلك سبب خروجهم إلى غزوة مؤتة. و قال ابن سعد (9):في الطبقة الثالثة:

ص: 464


1- الإصابة 370/1.
2- ترجمته في الاستيعاب 304/1 أسد الغابة 408/1 الإصابة 286/1.
3- مغازي الواقدي 755/2 و الإصابة نقلا عن الواقدي 286/1.
4- كذا بالأصل و الواقدي، و في الإصابة:«عمرو».
5- ضبطها ابن الأثير نصا بكسر اللام و سكون الهاء. و مثله ابن حجر في الإصابة.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن مغازي الواقدي.
7- زيادة للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل، و انظر ترجمة ابن حيوية في سير أعلام النبلاء 409/16.
8- الخبر في طبقات ابن سعد 128/2 و 343/4.
9- طبقات ابن سعد 343/4.

الحارث بن عمير الأزدي ثم أحد بني لهب.

مؤتة بأدنى البلقاء،[و البلقاء] (1) دون دمشق.

1149 - الحارث بن عمير

أبو الجودي (2) الأسدي الشامي

سكن واسط ، حدّث عن بلج المهري (3)،و عمر بن عبد العزيز، و سعيد بن المهاجر الحمصي، و عن أبي ذرّ مرسلا، و عن نافع مولى ابن عمر.

روى عنه شعبة، و هشيم، و أبو عوانة، و أبو زبيد عبثر بن القاسم، و أبو معاوية محمّد بن حازم، و عبد اللّه بن العيزار.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكي، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، نبأنا محمّد بن هارون، نبأنا محمّد بن إسحاق، نبأنا ابن أيّوب - يعني يحيى - نبأنا عباد بن عباد، نبأنا عبيد اللّه بن العيزار، عن أبي الجودي، حدثنا بواسط أيّام الحجاج عن أبي ذرّ قال: أوصاني خليلي صلى اللّه عليه و سلم أن انظر إلى من هو أسفل مني و لا انظر إلى من هو فوقي، و أن أحبّ المساكين و أن أدنو منهم و أن أصل رحمي. و إن قطعوني و جفوني و أن أقول الحق و إن كان مرّا، و أن لا أخاف في اللّه لومة لائم، و أن لا أسأل أحدا و أن استكثر من لا حول و لا قوة إلاّ باللّه فإنها من كنز الجنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان، نبأنا سفيان بن يعقوب القاضي، نبأنا مسدّد و محمّد بن أبي بكر، قالا: نبأنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، نبأنا أبو الجودي، عن بلج، عن أبي شيبة المهري، قال: قلنا لثوبان: حدثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قاء فأفطر، قال محمّد بن أبي بكر، عن أبي شيبة المهري و قال مسدّد، عن أبي شيبة المهري انتهى.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو يعلى

ص: 465


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 162/6.
2- بالأصل «بن الجوي» و الصواب عن تهذيب التهذيب 415/1 و ترجم له في الكنى 328/6 و الجودي: بضم الجيم و سكون الواو.
3- في تهذيب التهذيب:«الهروي» و انظر ترجمته في ميزان الاعتدال 352/1 بلج المهري.

الفراء حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو الحسن بن هبة اللّه بن عبد السّلام الكاتب، قالا: أنبأنا أبو محمّد الصريفيني (1)،أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، أنبأنا أبو القاسم البغوي، نبأنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن أبي الجودي، قال: سمعت رجلا يقال له بلج يحدث عن أبي شيبة المهري، عن ثوبان قال: قيل له: حدّثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قاء فأفطر، انتهى، رواه يحيى القطان، عن شعبة، انتهى[2871].

قرأنا على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، نبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نبأنا أبو بشر، محمّد (2) بن أحمد بن حمّاد الدولابي، حدثني إبراهيم بن الجنيد، حدثني محمّد بن الحسين، نبأنا إسحاق بن منصور السّلولي، نبأنا أبو زبيد عبثر المرادي، أنبأنا أبو الجودي الأسدي، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: نعم الذخيرة للمرء المسلم عند اللّه يوم القيامة اصطناع المعروف.

قال: و قال لي عمر: يا أبا الجودي اغتنم الدمعة (3) تسيلها على خدّك للّه عزّ و جلّ . قال أبو بشر:[أبو] الجودي الحارث بن عمير الشامي، روى عنه هشيم و شعبة، انتهى.

أخبرنا أبو بكر [وجيه بن] (4) أبو طاهر، أنبأنا [أبو] صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السقاء، قالا: أنبأنا أبو العبّاس الأصم قال:

سمعت العبّاس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى هشيم عن أبي الجودي و اسمه الحارث بن عمير الأزدي هو الذي روى عنه شعبة أولا، انتهى.

و قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: أبو الجودي و اسمه الحارث بن عمير و قد سمع منه هشيم.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن

ص: 466


1- بالأصل «الصيرفيني» و الصواب ما أثبت، نسبة إلى صريفين.
2- بالأصل «نبأنا محمد» و لفظة «نبأنا» مقحمة حذفناها، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 309/14.
3- عن مختصر ابن منظور 163/6 و بالأصل «الدمع تسلها».
4- ما بين معكوفتين مطموس مكانها بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل، و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة المجلدة السابعة).

الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، قال: اسم أبي الجودي الحارث بن عمير شامي.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون: و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):الحارث بن عمير [أبو] (2) الجودي قال مغيرة بن سلمة عن أبي عوانة، و قال لنا علي: هو الشامي. قال أبو عبد اللّه البخاري:

و أراه (3) هو الذي روى عنه شعبة، عن أبي الجودي، عن بلج.

و قال البخاري: عن بلج المهري، عن أبي شيبة المهري، عن ثوبان: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قاء فأفطر، قاله لنا مسلم عن شعبة، عن [أبي] الجودي إسناده ليس (4) انتهى[2872].

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب، أنبأنا القاضي أبو منصور محمّد بن الحسن النهاوندي، نبأنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر، نبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال: اسم أبي الجودي الحارث بن عمير قاله المغيرة بن سلمة، عن أبي عوانة، حدثني علي يعني عن المغيرة قال البخاري: و هو الشامي، أراه الذي روى عنه شعبة عن أبي الجودي، عن بلج.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال: سمعت أبا الحسين مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الجودي الحارث بن عمير النصري سمع سعيد بن المهاجر، روى عنه شعبة انتهى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا أبو الحسين الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أنبأنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: أبو

ص: 467


1- التاريخ الكبير 276/2/1.
2- الزيادة عن البخاري.
3- عن البخاري و بالأصل: و رواه.
4- كذا.

الجودي شامي ثقة. قال النسائي: أنبأنا أبو الجودي الحارث بن عمير شامي ثقة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا سليم بن أيّوب، أنبأنا [أبو] نصر طاهر بن محمّد، أنبأنا علي بن إبراهيم، نبأنا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدسي يقول: أبو الجودي روى عنه شعبة اسمه الحارث بن عمير.

في نسخة ما شافهني أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة حينئذ - قال: و أنبأنا الحسين بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد، قالا: أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (1):ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين قال: أبو الجودي ثقة. قال: و سمعت أبي يقول: أبو الجودي صالح انتهى.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن (2) عن (3) أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن (4)،عن أبي عمر بن حيوية، أنبأنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال: روى هشيم عن [أبي] الجودي و هو واسطي من أهل الشام قال: و أخبرني سليمان بن أبي شيخ حدثني سفيان (5)الحميري قال: كان بواسط أبو الجودي الذي روى عنه شعبة و قد كان وقع إلى سجستان.

1150 - الحارث بن عبد أمية بن أبي محمّد

ابن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي

ذكره أحمد بن حميد الأزدي في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية و ذكر (6) عبيدة بنت الحارث بنت ثمان سنين، و أمّ خالد بنت الحارث. و ذكروا أنّهم

ص: 468


1- الجرح و التعديل 83/2/1.
2- بالأصل «الحسين» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 6/20.
3- بالأصل «بن».
4- بالأصل «بن علي بن أبي تمام علي بن محمد بن الحسين» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي تمام علي بن محمد بن الحسن في سير الأعلام 212/18 و ترجمة ابن البنا، راجع الحاشية السابقة.
5- في تهذيب التهذيب: أبو سفيان الحميري.
6- بياض بالأصل.

كانوا بدير هند من إقليم [بيت] (1) الآبار من غوطة دمشق.

1151 - الحارث بن أبي قارب السهمي

و يقال هو الحارث بن الحارث الذي تقدم ذكره، استشهد يوم أجنادين انتهى.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم، نبأنا فارق الخطابي، نبأنا زياد بن الخليل، نبأنا إبراهيم بن المنذر، نبأنا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال في تسمية من قتل يوم أجنادين من المسلمين من بني سهم: الحارث بن أبي قارب.

ذكر أبو نعيم هذه الرواية في ترجمة الحارث بن الحارث، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عتاب العبدي، أنبأنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، أنبأنا إسماعيل بن أبي أوس، أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة حينئذ.

و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل [عن] عمر بن عبيد اللّه، أنبأنا الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، نبأنا حنبل بن إسحاق، قالا: نبأنا إبراهيم بن المنذر، حدثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - زاد يعقوب: و ابن لهيعة - عن أبي الأسود، عن عروة، قال: و قتل يوم أجنادين من المسلمين من بني سهم بن عمرو الحارث بن قارب.

1152 - الحارث بن قيس السّهمي

ذكره أبو حذيفة البخاري فيمن استشهد بأجنادين و لم أر ذكره عن غيره، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو علي بن المسلمة، أنبأنا أبو الحسين بن الحنّائي، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا الحسين بن علي القطان، نبأنا

ص: 469


1- زيادة عن غوطة دمشق ص 164 و هي بليدة خربت، و الغالب أنها التل الكبير الماثل للعيان شرقي جرمانا، و يقال لخرائبها الآن تل أم الإبر.

إسحاق بن بشر، قال: و استشهد يومئذ يعني بأجنادين من بني سهم: السّائب و الحارث بن قيس كذا قال أبو حذيفة، و صوابه السّائب و الحارث ابنا الحارث بن قيس.

1153 - الحارث بن لبيد النصري

حدّث عن بقية بن الوليد، و بشر بن بكر.

روى عنه أبو حاتم الرازي، انتهى.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر سلمة، أنبأنا علي بن محمّد حينئذ، قال: و أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا:

أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (1):الحارث بن لبيد النصري الدّمشقي روى عن بقية، و بشر بن بكر. و كتب عنه أبي بدمشق في الرحلة الأولى، و روى عنه. و سئل عنه فقال: صدوق.

1154 - الحارث بن مالك

من أهل العراق شهد أذرح عام تحكيم الحكمين مع أبي موسى، انتهى.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني و ابن السّمرقندي، قالا: أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، نبأنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، نبأنا ابن عائذ، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني أبي، أنبأنا أبو موسى كتب: من عبد اللّه بن قيس أبي موسى إلى علي بن أبي طالب فذكر الكتاب، و قال في آخره: و قد بعثت إليك حجر بن عدي، و قيس بن مالك، و غرار بن فروة، و خالد بن هنّاد، و الحارث بن مالك، و سيف بن عامر، و بحر بن سعيد، و معبد بن قبيصة بن زيد، تهديهم الطريق فعجّل عليّ رسلي و لا تحبسهم و اكتب إليّ جواب كتابي و ما في نفسك فإنها مقدرة إلى اللّه و صلح خلفه و كتب إليه هذا الكتاب لما تخلف عن الموعدة.

ص: 470


1- الجرح و التعديل 87/2/1.

1155 - الحارث بن محمّد بن الحارث بن خسرو

أبو الليث الصّيّاد (1) الهروي العابد

حدّث بدمشق، عن عمرو (2) بن عثمان، و يحيى بن عثمان، و أبي التّقي هشام بن عبد الملك، و كثير بن عبيد، و أحمد بن يعقوب الكندي الحمصيين.

روى عنه أبو أحمد بن عديّ و أبو زرعة، و أبو بكر بن أبي دجانة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف - إجازة - إن لم يكن سماعا - نبأنا عبد اللّه بن عديّ ، نبأنا أبو الليث الحارث بن محمّد بن الحارث بن خسرو أبو الليث الصياد الهروي بدمشق، نبأنا عمرو بن عثمان، نبأنا سويد بن عبد العزيز، عن الحارث بن القاسم، عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي صلى اللّه عليه و سلم أن لا أترك صلاة الضحى في حضر و لا سفر، و لا أنام إلاّ على وتر، و صيام ثلاثة أيّام من كل شهر، انتهى.

أخبرنا أبو الحسين الفقيه، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، نبأنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو زرعة و أبو بكر محمّد بن أحمد، أنبأنا عبد العزيز بن (3) أحمد، أنبأنا عبد اللّه بن أبي دجانة، قالا: نبأنا أبو الليث الحارث بن محمّد الصّياد، نبأنا يحيى بن عثمان [عن] (4) اليمان بن عدي أبو عدي الحضرمي الحمصي، نبأنا ثبيت (5) بن كثير التميمي البصري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب [عن بهز] (6) قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستاك عرضا، و يشرب مصّا، و يتنفس ثلاثا، و يقول:«هو أهنأ و أمرأ و أبرأ»[2873].

ص: 471


1- عن و الصواب ما أثبت 162/6 و رسمها بالأصل: القياذ.
2- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 305/12.
3- بالأصل «و أحمد».
4- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة.
5- ضبطت بالتصغير عن الإصابة 166/1 ترجمة بهز.
6- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين زيادة عن أسد الغابة 247/1 و الإصابة 166/1 في ترجمة (بهز).

1156 - الحارث بن مخمر

أبو حبيب الظّهري (1) الحمصي

قاضي عمان، روى عن عمر، و أبي الدّرداء، و أبي سعيد، و ولي قضاء دمشق للوليد بن يزيد.

روى عنه القاسم بن مخيمرة، و حريز (2) بن عثمان، و صفوان بن عمرو، و حوشب بن سيف.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن موسى بن محمّد الفحام، أنبأنا الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، أنبأنا محمّد بن المعافى بن أحمد حينئذ، و أخبرنا أبو الحسين، قال: و أنبأنا جدي أبو عبد اللّه أيضا، أنبأنا المعتمر،[أنبأنا] (3) المسدّد بن علي، أنبأنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، أنبأنا أبو محمّد عبد الصّمد [بن] عبد اللّه بن عبد الصّمد حينئذ، و أخبرنا أبو الحسين سعد الخير بن محمّد بن سهل، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن مردويه، نبأنا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم الغسال، نبأنا إبراهيم بن يوسف، قالوا: أنبأنا هشام بن عمّار، نبأنا صدقة بن خالد، نبأنا زيد بن واقد، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي حميد (4) قاضي عمان، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من مؤمن يصيبه صداع في رأسه، أو شوكة فتؤذيه، أو ما سوى ذلك من الأذى إلاّ رفع اللّه له» و في حديث ابن أبي الحديد:«إلاّ رفعه اللّه بها» و قالا:«يوم القيامة درجة و كفّر عنه». و قال عبد الصّمد:«و يكفر عنه بها خطيئة»، انتهى، كذا قال، و الصواب أبو حبيب انتهى[2874].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو محمّد السّندي و أبو القاسم الشّحّامي قالوا:

أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنبأنا الحاكم أبو معمر، أنبأنا [أبو] العبّاس محمد بن

ص: 472


1- ضبطت بكسر الظاء المعجمة و سكون الهاء هذه النسبة إلى ظهر بطن من حمير (الأنساب).
2- بالأصل «جريز» و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب.
3- زيادة للإيضاح.
4- كذا، و هو صاحب الترجمة و الصواب أبو حبيب، و سينبه المصنف إلى ذلك في آخر الحديث.
5- بالأصل:«الحيروردي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

إسحاق الثقفي، أنبأنا محمّد بن يحيى، نبأنا أبو مسهر، نبأنا إسماعيل بن عياش، عن حريز (1) بن عثمان، عن الحارث بن مخمر، عن أبي الدّرداء قال: الإيمان يزداد و ينقص، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمّد بن موسى بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني القاسم بن هاشم، نبأنا أبو اليمان، نبأنا صفوان بن عمرو قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى أبي حبيب قاضي حمص يسأله كم عقوبة اللوطي ؟ فكتب إليه: أن يرمى بالحجارة، كما رجم قوم لوط . قال اللّه تعالى: وَ أَمْطَرْنٰا عَلَيْهِمْ حِجٰارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (2).فقبل عبد الملك ذلك منه، و حسّن من رأيه، انتهى (3).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن زنجويه الأصبهاني، أنبأنا الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: و أمّا مخمر بالميم، فرأيت من أصحاب الحديث الحفاظ من يقول مخمر بكسر الميم، و فيهم من المخلصين (4) من يقول مخمر بفتح الميم الأولى و كسر الميم الثانية و الخاء ساكنة فمنهم: الحارث بن مخمر بالفتح أبو حبيب قاضي حمص شامي روى عن عمر بن الخطاب مرسلا، و عن أبي سعيد الخدري، و أبي الدّرداء. روى عنه القاسم بن مخيمرة و صفوان بن عمرو، و حريز (5) بن عثمان. قال أحمد بن حبيب: أبو خبيب القاضي الحارث بن مخمر ثقة انتهى، كذا قال: و إنما هو أبو حبيب بالحاء المهملة، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب قال (6):أبو حبيب الحارث بن مخمر القاضي حدثنا بذلك أبو اليمان عن صفوان، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن

ص: 473


1- بالأصل «جريز» و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب.
2- سورة الحجر، الآية:74.
3- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 210/3 و فيه أن عبد الملك كتب إلى سليمان بن حبيب قاضي حمص.
4- كذا، و في مختصر ابن منظور 164/6 حاشية نقلا عن ابن عساكر: المحصلين.
5- بالأصل «حوثرة» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
6- المعرفة و التاريخ 174/3 و ورد فيه:«محمد» بدل «مخمر».

الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن إسماعيل، قال (1):الحارث بن مخمر أبو حبيب قاضي أهل عمّان، الشامي، عن أبي سعيد، روى عنه القاسم (2) بن مخيمرة و حريز بن عثمان.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا أبو حاتم قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو حبيب الحارث بن مخمر القاضي، عن أبي الدّرداء، روى عنه صفوان بن عمرو.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر حيوية، أنبأنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، أنبأنا ابن أبي خيثمة قال: أبو حبيب الذي يحدّث عنه حريز (3) بن عثمان اسمه الحارث بن مخمر (4) الظّهري قبيلة من حمير، حدثنا بذلك الحوطي، عن إسماعيل بن عيّاش، عن حريز (5) بن عثمان، انتهى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، نبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو حبيب الحارث بن مخمر، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نبأنا أبو زرعة قال: أبو حبيب القاضي اسمه الحارث بن مخمر قضى لعبد الملك سمعته من أبي اليمان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه الحسين بن أحمد، أنبأنا علي بن الحسن، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - أنبأنا أبو الحسن بن سميع قال: الحارث بن مخمر أبو حبيب قاضي حمص.

ص: 474


1- التاريخ الكبير للبخاري 281/2/1.
2- بالأصل «أبو القاسم» خطأ، و الصواب عن البخاري.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل «محمد» و هو صاحب الترجمة.
5- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي - في كتابه - أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنبأنا الحسين بن المظفّر، أنبأنا محمّد بن بكر، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: أبو حبيب الحارث بن مخمر القاضي الظّهري قاضي على حمص في خلافة عمر (1) بن الخطاب - رضي اللّه تعالى عنه - و عن (2) كعب، و قال في موضع آخر: الحارث بن مخمر أبو حبيب الظّهري. قضى في آخر خلافة عبد الملك بن مروان. و قرأت في قضاء ابن حبيب عند محمّد بن فضالة بن شريك الهروي تاريخ القصة في هلال جمادى الآخرة سنة سبع و ثمانين، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه، و أخبرني أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان [بن أحمد] (3) عن (4) حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول حينئذ.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو العز ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا الأزهري، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، أنبأنا العبّاس بن العبّاس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنبأنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: أنبأنا أبو حبيب القاضي اسمه الحارث بن مخمر (5) سمّاه، نبأنا أبو المغيرة - زاد صالح و ابن السّمرقندي - نبأنا صفوان، عن حوشب بن عقيل (6)،عن أبي حبيب القاضي الحارث بن مخمر (7) قال: لقي أبا الدّرداء و غيره.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن (8)الدارقطني قال: الحارث بن مخمر القاضي أبو حبيب الحمصي.

ص: 475


1- كذا، و فوقها بالأصل علامة و وضعت هذه العلامة على هامشه، و كأنه كان يريد أن يكتب شيئا و لم يفعل، و لعل الصواب:«في خلافة الوليد».
2- كذا و يبدو أن ثمة سقط في الكلام و لعل الصواب:«روى عن.. و».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه.
4- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة حنبل بن إسحاق في سير الأعلام 51/13.
5- وردت بالأصل «محمد».
6- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
7- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
8- بالأصل «الحسين» خطأ، و قد مرّ كثيرا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما مخمر - بكسر الميم و سكون الخاء المعجمة و فتح الميم الثانية - الحارث بن مخمر أبو حبيب الظّهري الحمصي كان قاضيا زمن عبد الملك، لقي أبا (2) الدّرداء [و روى عنه] (3)،روى عنه حوشب بن عقيل و روى عن حوشب صفوان.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمّد حينئذ قال: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)[نا محمد] (5) بن حموية بن الحسن قال: سمعت أبا طالب قال: قال أحمد بن حنبل: أبو حبيب القاضي الحارث بن مخمر شامي ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، نبأنا أبو زرعة (6)،حدثني الحكم بن نافع، عن صفوان بن عمرو في حديثه قال: و أبو حبيب القاضي في أيّام عبد الملك الحارث بن مخمر، انتهى.

ذكر أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال (7):عزل الوليد بن [يزيد - لما استخلف-] (8) يزيد بن أبي مالك عن القضاء و ولى الحارث بن محمد (9) الأشعري فلم يزل حتى مات في أيّام يزيد بن الوليد.

1157 - الحارث بن مسلم بن الحارث

1157 - الحارث بن مسلم بن الحارث (10)

و يقال مسلم [بن] الحارث و هو الصّحيح.

ص: 476


1- الاكمال لابن ماكولا 175/7.
2- بالأصل «أبي».
3- زيادة عن الاكمال.
4- الجرح و التعديل 90/2/1.
5- الزيادة عن الجرح و التعديل.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 388/1-389.
7- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 206/3 في ترجمة الحارث بن محمد الأشعري.
8- الزيادة ما بين معكوفتين مقتبسة عن أخبار القضاة.
9- بالأصل «مخمر» و قد اشتبه على الناسخ، و الصواب ما أثبت عن وكيع.
10- ترجمته في تهذيب التهذيب هنا 418/1 باسم الحارث، و في 425/5 باسم مسلم و أسد الغابة 415/1 و صحح اسمه «الحارث».

حدّث عن أبيه.

روى عنه أبو سعيد عبد الرحمن بن حسان الكتّاني (1) الفلسطيني، و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - أنبأنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، أنبأنا الحكم بن موسى أبو صالح، نبأنا صدقة بن خالد، عن عبد الرحمن بن حسّان، نبأنا الحارث بن مسلم التميمي، عن أبيه، قالا: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سرية فلما هجمنا على القوم تقدّمت أصحابي على فرس، فاستقبلنا النساء و الصّبيان يعجّون، فقلنا لهم: تريدون أن تحرزوا منهم ؟ قالوا: نعم، قلت:

قولوا: نشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا عبده و رسوله، فقالوها، فجاء أصحابي فلاموني و قالوا أشرفنا على الغنيمة فمنعتنا ثم انصرفنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبروه بالذي صنعت فقال:«أ تدرون ما صنع لقد كتب اللّه له بكل إنسان كذا و كذا من الأمر» ثم أدناني منه فقال:«إذا صلّيت صلاة الغداة فقل، قبل أن تكلم أحدا: اللّهم أجرني من النار سبعا فإنّك إن متّ من يومك ذاك كتب لك جوازا من النار، فإذا صلّيت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدا: اللّهمّ أجرني من النار سبع مرات فإنّك إن متّ من ليلتك تلك متّ كتب اللّه تعالى لك بها جوازا من النار» انتهى (2)[2875].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد قال (3):

قال الوليد بن مسلم، نبأنا عبد الرحمن بن حسّان الكتاني (4)،نبأنا الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي، عن أبيه قال: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سرية فلما دنونا من الحصن سمعنا ضوضاء أهله، فاستحثثت فرسي فأتيتهم ف [قلت:] قولوا: لا إله إلاّ اللّه تحترزوا، فقالوا: لا إله إلاّ اللّه. فقال أصحابنا: حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت في أيدينا،

ص: 477


1- أسد الغابة:«الكناني» و سيأتي عن ابن سعد أيضا «الكناني».
2- الحديث في أسد الغابة 415/1-416 باختلاف بعض ألفاظه.
3- طبقات ابن سعد 419/7.
4- طبقات ابن سعد «الكناني».

فلما قدمنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخبر بذلك فحسّن لي ما صنعت و قال:«إن لك من الأجر بعدد كل إنسان منهم كذا و كذا»، ثم: قال:«أكتب لك كتابا أوصي به (1) أئمة المسلمين بعدي». قال: فكتب لي كتابا و ختمه فلمّا قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم أتيت أبا بكر بالكتاب ففضّه و أعطاني شيئا ثم ختمه، فلما قبض أبو بكر أتيت عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنهما بالكتاب ففضّه و أعطاني شيئا ثم ختمه، فلما استخلف عثمان أتيته بالكتاب ففضّه و أعطاني شيئا ثم ختمه، فلمّا استخلف عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحارث بن مسلم فأتاه فأعطاه شيئا و قال: لو أردت لوصلت إليك، و لكني أردت أن تحدثني بحديثك عن أبيك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم فحدثته به انتهى[2876].

رواه داود بن رشيد، عن الوليد فجعل الوافد على عمر مسلم بن الحارث (2)، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا علي بن بحر، نبأنا الوليد بن مسلم، نبأنا عبد الرحمن بن حسان الكتاني، عن الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب له كتابا بالوصاة له إلى من بعده من ولاة الأمر و ختم عليه انتهى.

هكذا رواه إبراهيم بن موسى الفراء، و رواه أبو يعلى محمّد بن الصّلت، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن حسّان، عن أبي الحارث بن محمّد بن مسلم بن الحارث، عن أبيه، حدّثنا أبي:«الدّعاء»، زاد في نسبه محمّدا و روى الحكم بن موسى، عن صدقة بن خالد، عن عبد الرحمن بن حسّان، حدّثنا الحارث بن مسلم، عن أبيه، عن حبيب بن سعد فزاد فيها: الدعاء، و روى محمد بن شعيب بن شابور، عن عبد الرحمن بن حسّان، عن الحارث بن مسلم، عن أبيه،«حديث الدّعاء» و رواه هشام بن عمّار و عمرو (3) بن عثمان و محمّد بن مصفّى الحمصيّان، و مؤمل بن الفضل الحرّاني، و علي بن سهل الرملي، و يزيد بن عبد ربّه، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن

ص: 478


1- ابن سعد: بك.
2- و هذا ما ورد في أسد الغابة 416/1 و فيه: قال مسلم: فتوفي أبي في خلافة عثمان، فكان الكتاب عندنا حتى ولي عمر بن عبد العزيز، فكتب إلى عامل قبلنا أن أشخص إليّ مسلم بن الحارث التميمي بكتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي كتبه لأبيه.
3- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

حسّان، عن مسلم بن الحارث، عن أبيه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد: أبو الحسين قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (1):الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي، عن أبيه، روى عنه عبد الرّحمن بن حسان؛ يختلفون في الحارث، و بيّنّاه في مسلم بن الحارث، حديثه في الشاميّين، انتهى.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنبأنا أبو منصور النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم القاضي، نبأنا محمّد بن إسماعيل، نبأنا هشام بن عمّار، حدّثنا الوليد، نبأنا عبد الرحمن بن حسّان الكتاني، نبأنا مسلم بن الحارث التميمي - قال: مسلم - و توفي الحارث بن مسلم في خلافة عثمان.

و في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة حينئذ - قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا علي بن محمّد، قالا:

أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):سئل أبو زرعة عن مسلم بن الحارث [أ] و الحارث بن مسلم فقال:[صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، حدثنا عبد الرّحمن قال:] (3) الصّحيح الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه. و سمعت أبي يقول: الحارث بن مسلم تابعي، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، نبأنا هشام بن عمّار، نبأنا الوليد، حدّثني عبد الرّحمن بن حسّان الكتاني، حدثني مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي، قال: توفي الحارث بن مسلم في خلافة عثمان بن عفان، و كان آخر خلافة عثمان سنة خمس و ثلاثين قتل في ذي الحجة فيها، انتهى الوافد إذا على عمر بن عبد العزيز [مسلم بن الحارث] (4).

ص: 479


1- التاريخ الكبير 282/2/1.
2- الجرح و التعديل 88/2/1.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح، انظر أسد الغابة 416/1.

1158 - الحارث بن معاوية الكندي الأعرج

1158 - الحارث بن معاوية الكندي الأعرج (1)

رأى بلال بن رباح مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدمشق و سأله عن:«المسح على الخفين»، و روى عن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، و بلال، و أبي الدّرداء.

و أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: أبو أمامة الباهلي، و مكحول الدّمشقي، و غضيف بن الحارث، و المهاجر بن حبيب، و عبد الرحمن بن جبير بن نفير، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و محمّد بن عبد الرحمن القطان، و عبد الرحمن بن الحسين بن أبي العقب، قالوا: أنبأنا أبو القاسم علي بن يعقوب، و أخبرنا أبو محمّد بن السّلمي، نبأنا عبد العزيز التميمي، أنبأنا تمام بن محمّد عن (2) عبد الرحمن بن عثمان، قالا: أنبأنا أحمد بن سليمان، قالا:

أنبأنا أبو زرعة، حدثني خالد بن مكي، حدثني محمّد بن حرب، عن أبي بكر بن أبي الدنيا، عن المهاجر بن حبيب، عن الحارث بن معاوية: أنه قدم على عمر بن الخطاب فقال: إني قدمت أسألك عن الوتر في أوّل الليل أو في وسطه أو في آخره ؟ فقال عمر:

كل ذلك قد عمل به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن السّبط ، أنبأنا أبو محمّد بن الجوهري حينئذ.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر، نبأنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، نبأنا [أبو] المغيرة، نبأنا صفوان، نبأنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن الحارث بن معاوية الكندي: أنه ركب إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه فسأله عن ثلاث خلال قال: فقدم المدينة فسأله عمر: ما أقدمك قال: لأسألك عن ثلاث قال: و ما هنّ ؟ قال: ربما كنت أنا و المرأة في بناء ضيق، فتحضر الصّلاة فإن صلّيت أنا و هي كانت بحذائي، و إن صلّت خلفي خرجت من البناء.

ص: 480


1- أسد الغابة 417/1 و الإصابة 290/1.
2- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي القاسم تمام بن محمد البجلي الرازي في سير أعلام النبلاء 289/17.
3- مسند الإمام أحمد 18/1.

فقال عمر: تستر بينك و بينها بثوب، ثم تصلّي بحذائك إن شئت. و عن الركعتين بعد العصر. فقال: نهاني عنهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و عن القصص فإنهم أرادوني على القصص فقال: ما شئت، كأنه كره أن يمنعه. قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك. قال: أخشى عليك أن تقصّ فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقصّ فترتفع حتى يخيّل إليك أنّك فوقهم بمنزلة الثريا، فيضعك اللّه عزّ و جلّ تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك، انتهى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا إسماعيل بن محمّد البغدادي، نبأنا محمد بن سنان القزاز، نبأنا يحيى بن أبي بكير (1)،نبأنا إسرائيل، عن زياد [بن] المظفر، عن الحسن، عن المقدام الرّهاوي قال: جلس عبادة (2) و أبو الدّرداء و الحارث بن معاوية، فقال أبو الدّرداء: أيكم يذكر يوم (3) صلّى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى بعير من المغنم (4)؟فقال عبادة: أنا، فذكر الحديث لم يزد انتهى.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسين بن السّمسار، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، أخبرني أبي، عن أبيه قال: حدثني أبو وهب الكلاعي أن مكحول حدّثه عن الحارث بن معاوية الكندي الأعرج قال الحارث: كنت أتوضّأ أنا و أبو جندل بن سهيل (5) على المطهرة فذكرنا «نزع الخفين» و مرّ بنا بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول [في نزع الخفين ؟ فقال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:] (6)«امسحوا على الموق (7) و الخمار» فردّ أبو (8) جندل عقبه في الخف، بعد أن كان أخرجه. قال: و حدثني العلاء، عن الحارث، عن مكحول هذا الحديث و ذكر: أن المطهرة عند الجب في مسجد دمشق[2877].

ص: 481


1- بالأصل «بكر» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 497/9.
2- يعني عبادة بن الصامت، انظر أسد الغابة 417/1.
3- رسمها ناقص بالأصل، و المثبت عن أسد الغابة و الإصابة 291/1.
4- بالأصل «الغنم» و المثبت عن المصدرين السابقين.
5- الإصابة 291/1 «سهل».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 166/6.
7- الموق: خف غليظ يلبس فوق الخف (القاموس).
8- بالأصل «بن».

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو عثمان الصّابوني، أنبأنا أبو سعيد التازي - يعني عبد اللّه بن محمّد - أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عمير الدمشقي، نبأنا عمرو بن عثمان، نبأنا الوليد بن مسلم، عن محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن مكحول، عن الحارث بن معاوية الكندي عن بلال قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تمسّحوا على الأمواق و النّصف»[2878].

و النّصيف: الخمار. قال النابغة (1):

سقط النّصيف و لم ترد إسقاطه *** فتناولته، و اتّقتنا باليد

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نبأنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان، أنبأنا جمح بن القاسم، نبأنا أحمد بن عبد الواحد و هو ابن يزيد الجوبري، حدّثنا صفوان، نبأنا الوليد، نبأنا سعيد بن بشر، عن مطر الورّاق: أنه حدّثه عن أبي قلابة الجرمي، عن أبي الأشعث الصنعاني: أن أبا جندل بن سهل (2)و الحارث بن معاوية مرّا على بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يتوضّأ ميضأة مسجد دمشق فسألاه عن المسح على الخفين فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح على الخفين و الخمار، انتهى.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، نبأنا علي بن الحسن الرّبعي، أنبأنا أبو علي الحسين بن عبد اللّه بن سعيد الكندي-[ب ] بعلبك - نبأنا الحسين بن محمّد بن إبراهيم السّكوني - بحمص - نبأنا يحيى بن عثمان، نبأنا سويد بن عبد العزيز، نبأنا عبيد اللّه بن عبيد، عن مكحول، عن الحارث الكندي، عن بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح على الخفين و العمامة انتهى.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمة اللّه تعالى عليه، قال:

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نبأنا محمّد بن هارون، نبأنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثنا عمي ثم أخبرني ابن لهيعة عن إسحاق بن عبد اللّه، عن مكحول، عن الحارث بن معاوية،

ص: 482


1- ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص 40.
2- كذا و قد مرّ: سهيل.

عن بلال أنه رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح على الخفين، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، نبأنا أبو اليمان، نبأنا حريز (1)،نبأنا سفيان، نبأنا سليمان، عن الحارث بن معاوية أنّه قدم على عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه فقال له: كيف تركت أهل الشام ؟ فأخبره عن حالهم، فحمد اللّه ثم قال:

لعلكم تجالسون أهل الشرك. فقال: لا يا أمير المؤمنين، قال: إنكم إن جالستموهم أكلتم و شربتم معهم و لن تزالوا بخير ما لم تفعلوا ذلك انتهى.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنبأنا أبو محمّد طاهر [بن] أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد، أنبأنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، نبأنا أبو عبيد اللّه (2) معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: الحارث بن معاوية الكندي روى عن أبي الدّرداء، عن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، نبأنا محمّد بن سعد (3) قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام قال: الحارث بن معاوية الكندي رحل إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه و سمع منه [و ساءله] (4) عمر عن الشام و أهله فجعل يخبره، و سمع من عمر و روى عنه انتهى.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: و أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة قال: قال أبو مسهر: و كان من أصحاب أبي الدّرداء المذكورون: الحارث بن معاوية الكندي رئيسهم و ما أدري أين كان ينزل بدمشق أم بحمص ؟ و جبير بن نفير و أبو داود، و أبو إدريس، و كان أعلمهم و لا أذكر أحدا سواهم، انتهى.

ص: 483


1- بالأصل:«جريز» و الصواب ما أثبت، و هو حريز بن عثمان، و قد مرّ.
2- بالأصل «أبو عبيد اللّه بن معاوية» و الصواب حذف «بن» انظر ترجمة معاوية بن صالح في سير أعلام النبلاء 23/13.
3- انظر ابن سعد 444/7.
4- الزيادة عن طبقات ابن سعد، و مكانها بالأصل مطموس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو المبارك بن عبد الجبّار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنبأنا الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد، أنبأنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسين و أحمد بن محمّد العتيقي حينئذ، و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنبأ الوليد بن بكر، أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد بن صالح، حدثني أبي أحمد قال (1):الحارث بن معاوية الكندي شامي تابعي ثقة من كبار التابعين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا جعفر بن محمّد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: الحارث بن معاوية الكندي هو الحارث الأعرج الراكب إلى عمر يسائله عن القصص سمعته من علي بن عياش، عن حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر، روى عنه من الأجلة: غضيف بن الحارث، انتهى.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين، أنبأنا محمّد بن أحمد، أنبأنا عبد اللّه بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: الحارث بن معاوية الكندي الأعرج قدم حمص.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل الباقلاني و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد الغندجاني - زاد الباقلاني: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، نبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (2):

الحارث بن معاوية، رأى عمر، روى عنه سليم بن عامر الشامي؛ و قال مسلم بن مشكم: قال الحارث بن معاوية الكندي: إن شئتم لأحلفنّ لكم أنّ أبا الدّرداء لم يحمله شغل أن يؤخر الصّلاة، انتهى.

أنبأ [نا] أبو طاهر الحسين بن محمّد الزينبي، أنبأنا أبو القاسم التنوخي، أنبأنا أبو

ص: 484


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 104.
2- التاريخ الكبير للبخاري 281/2/1.

الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو بكر بن أحمد بن حفص، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي في تاريخ الحمصيين في ذكر أصحاب عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه قال: و كان في أيامه منهم الحارث بن معاوية الكندي و هو الحارث الأعرج و ركب إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، حدّث عنه من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أبو أمامة الباهلي، و قد حدّث الحارث عن بلال... (1)

1159 - الحارث بن النّعمان بن إساف بن نضلة

ابن عمر بن عبد عوف بن مالك بن النجار الأنصاري (2)

له صحبة و شهد غزوة مؤتة و استشهد بها، انتهى.

أخبرنا [أبو] الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين - قراءة - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا محمّد بن أبي نصر، نبأنا أبو القاسم علي بن يعقوب، أنبأنا [أبو] عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نبأنا محمّد بن حامد، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: قتل من المسلمين من الأنصار من بني النجار من بني مالك بن النجار: الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عمرو بن [عبد] عوف بن غنم بن مالك يوم مؤتة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نبأنا محمّد بن عمرو بن خالد الحرّاني، حدثني أبي، نبأنا ابن لهيعة، عن الأسود، عن عروة في تسمية من قتل يوم مؤتة من الأنصار: الحارث بن النّعمان بن إساف بن نضلة بن عبد عوف بن غنم، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأنا محمّد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، قال: قال حسان بن عبد اللّه، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل يوم مؤتة [من] (3) بني مالك بن النجار: الحارث بن النعمان بن يساف بن نضلة بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك.

ص: 485


1- بياض بالأصل مقدار ثلاثة أرباع السطر.
2- ترجمته في أسد الغابة 418/1 و الإصابة 292/1 و انظر في عامود نسبه جمهرة ابن حزم 347 و 348.
3- زيادة للإيضاح.

قال: و حدثنا حامد بن يحيى، نبأنا صدقة، عن ابن إسحاق مثله إلاّ أنه قال: و من بني غنم بن مالك بن النجار: الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عبد عوف بن غنم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أحمد بن محمّد النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار، نبأنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم مؤتة: من بني غنم بن مالك بن النجار:

الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العبّاس، أنبأنا عبد الوهّاب بن أبي حية، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر الواقدي (2) في ذكر من استشهد بمؤتة: من بني (3) مالك بن النجار: الحارث بن النعمان بن يساف بن نضلة بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد قال: أنبأنا في الطبقة الثانية الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عمرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار و شهد أحدا (4) و قتل يوم مؤتة شهيدا (5)و ذلك في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، انتهى.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال: و استشهد يوم مؤتة:

الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة.

1160 - الحارث بن نمير التّنوخي

من فرسان أهل الشام، و وجهه معاوية على خيل، و أمره أن يفضي إلى الجزيرة،

ص: 486


1- انظر سيرة ابن هشام 30/4.
2- مغازي الواقدي 769/2 في ذكر من استشهد بمؤتة من بني هاشم و غيرهم.
3- في مغازي الواقدي:«و من بني النجار» بسقوط «بني مالك».
4- بالأصل: أحد.
5- بالأصل: شهيد.

و يأتيه بمن وجده فيها على طاعة علي عليه السّلام، له ذكر. انتهى.

1161 - الحارث بن أبي وجرة

1161 - الحارث بن أبي وجرة (1)

و اسم أبي وجرة تميم بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي، قدم الشام مع عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه و شهد خطبته بالجابية، و قرأت بخط أبي عبد اللّه الصوري: وجرة بالواو و الجيم و الراء و الهاء و اللّه أعلم، انتهى.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون (2) و عبد الرحمن بن الحسين بن الحسين بن علي بن يعقوب، قالا: أنبأنا علي بن يعقوب، أنبأنا أبو عبد الملك، أنبأنا محمّد بن عائذ قال:

قال الوليد، نبأنا شعبة [حدثنا سعيد] (3) بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، قال: لما سار عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه إلى الشام قال: لأعرفن ما مدحتم خالد بن الوليد، فإنه رجل يهتز عند المدح، و أنت يا ابن أبي و جرة فلأعرفنّ ما مدحته، قال: فلما قدموا الشام أقبل ابن أبي وجرة و عمر في مجلسه، و عنده خالد بن الوليد متقنّع بردائه، فسلّم ابن أبي وجرة و قال: أ فيكم خالد بن الوليد هو و اللّه ما علمت أجملكم وجها، و أجرأكم مقدما، و أبذلكم يدا. قال: فلما انصرف خالد بعث إلى ابن أبي وجرة بمائتي دينار و راحلة، فلما انصرف عمر قال: يا ابن أبي وجرة أ لم أنهك عن مدح خالد بن الوليد؟ قال ابن أبي وجرة: من أعطانا منكم مدحناه، و من منعنا سببناه سباب العبد لسيّده. قال: و كيف يسبّ العبد سيّده ؟ قال: حيث لا يسمع. فضحك عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، انتهى.

و قد روي أن المادح لخالد بن الوليد أبو وجرة السعدي، و قد ذكر ذلك في باب الكنى.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو منصور

ص: 487


1- في ابن حزم ص 114 «أبي وجزة» و مثلة و في الإصابة 294/1.
2- ترجمته في سير الأعلام 400/17 و بالأصل «أو نضر» و المثبت عن السير.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختلط المعنى، و الزيادة مقتبسة عن ترجمة سعيد بن عبد العزيز في تهذيب التهذيب 320/2.

محمّد بن علي بن إسحاق الكاتب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي (1)، نبأنا أبو روح أحمد بن محمّد بن مكي الهذلي، أنبأنا أبو حاتم السجستاني قال: و عاش أبو وجرة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس و هو ابن الحارث بن أبي وجرة، و كان الحارث مسلما فقام يصلي خلف عمر بن الخطاب، فقال عمر: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ (2) و كان رجلا أدم طوالا، فقال: أ لي تعرض يا ابن الخطاب و اللّه لا أصلي خلفك أبدا، ثم انصرف.

و كان أبو وجرة عاش ثمانين و مائتي سنة حتى أقعد على رجليه انتهى.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرا و أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (3) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان، نبأنا الزبير بن بكّار، قال: فولد أبو وجرة بن أبي عمرو: الحارث أسر يوم بدر، و دقسا، و امرأة ولدت عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف، و أروى بنت أبي وجرة ولدت معبد بن حرانة و أمهم ريطة بنت نضلة بن قائف بن الحويرث بن الحارث بن حبيب.

1162 - الحارث بن وداعة الحميري

ممن شهد صفّين مع معاوية و بارز عليّ بن أبي طالب فقتله علي يومئذ، له ذكر، يأتي ذكره في ترجمة كريب بن الصّبّاح.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو غالب محمّد بن الحسين بن أحمد، أنبأ أبو علي بن شاذان، أنبأنا أحمد بن إسحاق بن نيجاب، نبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نبأنا عبد اللّه بن عمر، نبأنا الوليد بن بكير التميمي، عن سيف بن عمر، عن مجالد، عن عامر الشعبي، قال: سئل عن أهل الجمل و أهل صفّين فقال: أهل الجنة لقي بعضهم بعضا فاستحيوا أن يفرّ بعضهم من بعض.

1163 - الحارث بن معاوية المازني، و يقال: الحارثي

جدّ عيسى بن شبيب.

روى عن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، و وجّهه سالم بن زياد من دمشق

ص: 488


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى خرق و هي قرية على ثلاثة فراسخ من مرو.
2- سورة المنافقون، الآية:4.
3- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.

إلى خراسان حين ولاه إياه يزيد بن معاوية. له ذكر في حديث، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن الحسين، أنبأنا محمّد بن علي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا، نبأنا خليفة بن خياط ، قال: أقر يزيد - يعني ابن معاوية - ابن عبد الرحمن و استخلف قيس بن الهيثم السّلمي فعزله يزيد و ولاه سالم بن زياد خراسان و سجستان فوجّه سالم إلى خراسان الحارث بن معاوية المازني فلم يزل عليها حتى مات يزيد، انتهى (1).

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر و أبو سعد عبد اللّه بن سعد بن حبّان، قالا: أنبأنا موسى بن عمران، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا علي بن عبد العزيز، نبأنا أحمد بن عمرو بن فضالة، نبأنا العياش بن مصعب، نبأنا محمّد بن إبراهيم الرواري (2)،أخبرني أبو صالح يعني سلموية (3) بن صالح أن سالم بن زياد لما خرج إلى مرو استخلف الحارث بن معاوية المازني على نيسابور.

قال الحاكم أبو عبد اللّه: الحارث بن معاوية المازني روى عن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه.

1164 - الحارث بن هانئ بن مدلج

ابن مقداد بن زمل بن عمرو العذري

روى عن أبيه هانئ.

روى عنه ابنه هانئ، انتهى.

أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي حينئذ، و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نبأنا عبد العزيز بن أبي طاهر، قالا: أنبأنا أبو القاسم البجلي، أنبأنا أبو الحارث محمّد بن الحارث بن هانئ بن مدلج بن المقداد بن زمل بن عمرو العذري - من لفظه - حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن زمل بن عمرو العذري، قال: كان لبني عذرة صنم يقال له حمام و كانوا يعظمونه، و كان في بني هند بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة،

ص: 489


1- كذا و لم يرد ذكره في تاريخ خليفة.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- و اسمه سليمان، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 433/9 و تهذيب التهذيب 409/2.

و كان سادنه رجلا يقال له طارق، و كان يعترون (1) عنده فلما ظهر النبي صلى اللّه عليه و سلم سمعنا صوتا يقول: يا بني هند بن حرام ظهر الحق و أودى حمام، و دفع الشرك الإسلام. قال: ففزعنا لذلك و هالنا، فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا و هو يقول: يا طارق يا طارق بعث النبي الصّادق، بوحي ناطق، صدع صادع بأرض تهامة، لناصريه السّلامة، و لخاذليه الندامة، هذا الوداع مني إلى يوم القيامة. قال زمل: فوقع الصنم لوجهه. قال زمل: فاتبعت راحلة و رحلت حتى أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم مع نفر من قومي و أنشدته شعرا قلت (2):

إليك رسول اللّه أعملت نصّها *** أكلّفها حزنا وفورا (3) من الرمل

لأنصر خير النّاس نصرا مؤزّرا *** و أعقد حبلا من حبالك في حبلي

و أشهد أن اللّه لا شيء غيره *** أدين له ما أثقلت قدمي نعلي

قال: و أسلمت و بايعته، و أخبرناه بما سمعنا، فقال:«ذلك من كلام الجن» ثم قال:«يا معشر العرب إنّي رسول اللّه إلى الأنام كافة، أدعوهم إلى عبادة اللّه وحده، و أني رسوله و عبده، و أن يحجّوا البيت، و يصوموا شهرا من اثني عشرا، و هو شهر رمضان، فمن أجابني له الجنة نزلا و ثوابا، و من عصاني فله النار منقلبا و مثوى» قال: فأسلمنا، و عقد لنا لواء و كتب لنا كتابا نسخته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمّد رسول اللّه لزمل بن عمرو و من أسلم معه خاصة، إنّي بعثته إلى قومه كافة، فمن أسلم ففي حزب اللّه و رسوله، و من أبى فله أمان شهرين. شهد علي بن أبي طالب، و محمّد بن مسلمة الأنصاري.

انتهى غريب جدا[2879].

1165 - الحارث بن هانئ بن الحارث بن هانئ

ابن مدلج بن المقداد بن زمل

سبيط المذكورين آنفا، روى عن أبيه أبي الحارث محمّد (4) بن الحارث الحديث الذي تقدم ذكره.

ص: 490


1- يعترون: يذبحون، و العتر: الذبح، و العتيرة: شاة كانوا يذبحونها لآلهتهم (القاموس: عتر).
2- الشعر في طبقات ابن سعد 332/1.
3- في ابن سعد: و قوزا.
4- كذا بالأصل.

1166 - الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم

1166 - الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو (1) بن مخزوم

أبو عبد الرّحمن المخزومي (2)

له صحبة أسلم يوم الفتح، ثم حسن إسلامه و خرج إلى الشام مجاهدا و حبس نفسه في الجهاد لم يزل بالشام إلى أن قتل باليرموك و يقال مات بطاعون عمواس.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه ابنه عبد الرحمن بن الحارث.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا علي بن عمر بن محمّد الخرقي (3)،أنبأ أبو الحسن شعيب بن محمّد الذّارع (4)،نبأنا أبو كريب، نبأنا رشد بن سعد المصري، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن سعد، عن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه أنه قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حدثني بأمر اعتصم به، قال:«أملك عليك هذا» و أشار إلى لسانه، انتهى[2880].

أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن أحمد بن حسون النّرسي، أنبأنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّراج، نبأنا عبد اللّه بن سليمان، نبأنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، عن خاله عبد الرحمن بن عبد الحميد، حدثني عقيل أن ابن شهاب أخبره عن عبد الرحمن بن سعد المقعد، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه أنه قال: يا رسول اللّه حدثني بأمر اعتصم به قال:«أملك عليك هذا» و أشار إلى لسانه قال عبد الرّحمن فرأيت ذلك يسيرا، و كنت قليل الكلام، فلم أفطن له، و إذا ليس شيء أشدّ منه، انتهى[2881].

و رواه عبد اللّه بن زياد بن سمعان، عن الزبيري، أخبرناه القاسم [بن] إسماعيل، عن أحمد، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و عبد الباقي بن محمّد بن غالب و أبو القاسم بن

ص: 491


1- في تهذيب التهذيب 420/1 و أسد الغابة 420/1 «عمر».
2- ترجمته في الاستيعاب 307/1-308 و أسد الغابة 420/1 و الإصابة 293/1 تهذيب التهذيب 420/1 سير أعلام النبلاء 419/4(167) و الوافي بالوفيات 249/11 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل «الحرقي» و المثبت عن الأنساب.
4- بالأصل «الذراع» و المثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى الذرع للثياب و الأرض.

البسري، قالوا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، نبأنا عبد الوهّاب بن محمّد بن زياد النّيسابوري، أنبأنا يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا وهب، أخبرني ابن سمعان، عن ابن شهاب، أخبره أن أباه أخبره أنه قال: يا رسول اللّه أخبرني بأمر اعتصم به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أملك على هذا» و أشار إلى لسانه قال عبد الرّحمن بن الحارث: رأيت ذلك يسيرا و كنت رجلا قليل الكلام و لم أفطن لما ذا، و لا شيء أشد منه انتهى.

و هذا حديث غريب من حديث الزّهري لم يذكره محمّد بن يحيى الذّهلي في الوهميات، انتهى[2882].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، أخبرني الضحاك بن عثمان، أخبرني عبد اللّه بن عبيد بن عمير، قال: سمعت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يحدث أبي عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجته، و هو واقف على رحله، و هو يقول:«و اللّه إنّك لخير أرض اللّه، و أحبّ أرض اللّه إليّ ، و لو لا أني أخرجت منك ما خرجت». قال: فقلت: و لم أبيّن: يا ليتنا لم نفعل، فارجع إليها فإنها منيّتك و مولدك. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي سألت ربي فقلت: اللّهم إنّك أخرجتني من أحبّ أرضك إليّ فأنزلني أحبّ أرضك إليك فأنزلني المدينة»، انتهى[2883].

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (1) الحسن بن أحمد، قالا: أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأنا محمّد بن عبد الرحمن بن العبّاس، نبأنا محمّد بن سليمان بن داود بن محمّد بن الزّبير قال: فولد هشام بن المغيرة: عثمان به كان يكنى، و أمّه: بنت عثمان بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و ليس لعثمان عقب، و الحارث بن هشام و كان شريفا مذكورا، و له يقول كعب بن الأشرف اليهودي و هو من طيّ ء من أهل الجبلين و أمّه من بني النضر (2):

نبئت أنّ الحارث بن هشام *** في الناس يبني المكرمات و يجمع

ليزور يثرب بالجموع و إنما *** يبني على الحسب القديم الأرفع

ص: 492


1- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
2- البيتان في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 301، و أثرب هي يثرب.

و شهد الحارث بن هشام بدرا مع المشركين فكان فيمن انهزم فعيّره حسّان بن ثابت فقال (1):

إن كنت كاذبة الذي حدثتني (2) *** فنجوت منجا الحارث بن هشام

ترك الأحبّة أن يقاتل دونهم *** و نجا برأس طمرّة (3) و لجام

فقال الحارث بن هشام يعتذر من فراره يومئذ (4):

القوم أعلم ما تركت قتالهم *** حتى رموا فرسي بأشقر مرثد

فعلمت أنّي إن أقاتل واحدا *** أقاتل و لا ينكي عدوّي مشهد

فصددت عنهم و الأحبّة فيهم *** طمعا لهم بعقاب يوم مفسد

و قال أيضا شعرا مثله:

القوم أعلم ما تركت قتالهم *** حتى رموا فرسي بأشقر مزبد

فعلمت أني إن أقاتل واحدا *** أقاتل و لا ينكي عدوّي مشهد

فصددت عنهم و الأحبّة فيهم *** طمعا لهم بعقاب يوم مفسد

ثم غزا أحدا مع المشركين و لم يزل متمسكا بالشرك حتى أسلم يوم فتح مكة.

استأمنت له أم هانئ بنت أبي طالب و كان لجأ إلى منزلها و استجار بها فتفلّت علي بن أبي طالب ليقتله فقالت أم هانئ بنت أبي طالب للنبي صلى اللّه عليه و سلم حين دخل منزلها ذلك اليوم:

يا رسول اللّه أ لا ترى إلى ابن أمي أجرت رجلا فأراد أن يقتله ؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قد أجرنا من أجرت»، و أمّنه ثم حسن إسلام (5) الحارث بن هشام، انتهى[2884].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، نبأنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح الحلي المصّيصي، نبأنا أبو عثمان بن سعيد، نبأنا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى الصفار، نبأنا أبو عثمان سعيد بن نعيم المصّيصي قال: سمعت ابن

ص: 493


1- البيتان في ديوانه ط بيروت 215 و الاستيعاب 308/1 و أسد الغابة 420/1 و الإصابة 293/1.
2- عن الديوان و بالأصل «حدثني».
3- الطمرة: الفرس الكثير الجري (اللسان: طمر).
4- الشعر في سيرة ابن هشام 19/3 و نسب قريش للمصعب الزبيري ص 302 و الوافي 250/11 و الاستيعاب 308/1 هامش الإصابة باختلاف الرواية في المصادر.
5- بالأصل: اسلامه.

المبارك، عن حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت سالم بن عبد اللّه قيل له فيما نزلت هذه الآية: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ (1)فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعو على صفوان بن أمية، و سهيل بن عمرو، و الحارث بن هشام فنزلت هذه الآية: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰالِمُونَ (2)انتهى، كذا رواه حنظلة بن سلام رواه عمر بن حمزة، عن سالم فأنشده عن أبيه.

أخبرناه أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن، أنبأنا أبو القاسم حينئذ، و أخبرناه أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم، أنبأنا جدي أبو القاسم، أنبأنا أبو الحسين الخفاف، أنبأنا أبو العبّاس السّرّاج، نبأنا أبو السّائب سالم بن جنادة، نبأنا أبو بكر أحمد بن بشر، عن عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يوم أحد:«اللّهمّ اللّهمّ العن أبا سفيان، اللّهمّ العن الحارث، اللّهمّ العن صفوان بن أمية»، فنزلت: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰالِمُونَ فتاب عليهم و أسلموا، فحسن إسلامهم. رواه الترمذي، عن سالم[2885] (3).

و أخبرنا أبو المظفر و أبو الأسعد، قالا: أنبأنا أبو القاسم القشيري، أنبأنا أبو الحسين الخفاف، أنبأنا أبو العبّاس السّراج، نبأنا أبو السّائب سلم، عن أبيه قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهمّ العن الحارث بن هشام، اللّهمّ العن سهيل بن عمرو، اللّهمّ العن صفوان بن أمية». فنزلت: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰالِمُونَ و قد رواه نافع عن ابن عمر أيضا مثله.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا أبو معاوية الغلاّبي، نبأنا خالد بن الحارث، نبأنا محمد بن عجلان، عن نافع، عن عبد اللّه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يدعو على أربعة فأنزل اللّه تبارك و تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰالِمُونَ

ص: 494


1- سورة آل عمران، الآية:128.
2- صحيح الترمذي 48 كتاب تفسير القرآن حديث رمق 3004 (ج 227/5) و فيه: أحمد بن بشير عن عمر بن حمزة. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
3- صحيح الترمذي 48 كتاب تفسير القرآن حديث رمق 3004 (ج 227/5) و فيه: أحمد بن بشير عن عمر بن حمزة. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

قال: و هداهم اللّه تبارك و تعالى للإسلام فأسلموا و حسن إسلامهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه [أخبرنا] أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي - لفظا - و علي بن محمّد بن أبي العلاء - قراءة - قالا:

أنبأنا أبو الحسن بن عوف، نبأنا محمّد بن موسى بن الحسين بن السّمسار، و أنبأنا محمّد بن خريم (1)،نبأنا حميد بن زنجويه، حدثني نعيم بن حمّاد، نبأنا ابن المبارك، نبأنا معمر، عن الزهري، عن بعض آل عمر، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، قال: لما كان يوم الفتح و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية بن خلف (2)، و إلى أبي سفيان بن حرب، و إلى الحارث بن هشام قال عمر: فقلت: قد أمكن اللّه منهم، أعرّفهم ما صنعوا حتى قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مثلي و مثلكم كما قال يوسف لاخوته: لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّٰهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ (3)»، قال عمر:

فانتضحت أو انتضحت حياء من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كراهية أن يكون قد بدر مني شيء، و قال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما قال (4).انتهى إنشاده و ستأتي هذه الحكاية في ترجمة صفوان إن شاء اللّه تعالى، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن (5) بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، نبأنا محمّد بن عمر، حدثني سليط بن مسلم، عن عبد اللّه بن عكرمة قال: لما كان يوم الفتح دخل الحارث بن هشام و عبد اللّه بن أبي ربيعة على أمّ هاني بنت أبي طالب فاستجارا بها، و قالا: نحن في جوارك، فأجارتهما فدخل عليها علي بن أبي طالب فنظر إليهما، فشهر عليهما السّيف قالت (6):فألقيت عليهما و اعتنقته و قلت: تصنع هذا بي من بين الناس! لتبدأنّ بي قبلهما، قال: تجيرين المشركين، فخرج و لم يكد، فأتيت

ص: 495


1- بالأصل «حرم» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «خالد» خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 562/2.
3- سورة يوسف، الآية:92.
4- طبقات ابن سعد 114/2.
5- بالأصل «الحسين» خطأ، و هو أبو محمد الجوهري الحسن بن علي بن محمد بن الحسن ترجمته في سير الأعلام 68/18.
6- بالأصل:«قال» انظر مغازي الواقدي 829/2 و ما بعدها.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه ما لقيت من ابن أمي عليّ ، ما كدت أفلت منه، أجرت حموين لي من المشركين، فتفلّت عليهما ليقتلهما. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كان ذلك له، قد أجرنا من أجرت، و أمّنا من أمّنت». فرجعت إليهما فأخبرتهما فانصرفا إلى منازلهما، فقيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحارث بن هشام و عبد اللّه بن أبي ربيعة جالسان في ناديهما متفضّلان في الملاء المزعفر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا سبيل إليهما قد أمّناهما» قال الحارث بن هشام: و جعلت أستحي أن يراني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أذكر رؤيته إيّاي في كل موطن أي موضعا مع المشركين ثم أذكر برّه و رحمته و صلته، فألقاه و هو داخل إلى المسجد فيلقاني بالبشر، و وقف حتى جئته و سلّمت عليه و شهدت شهادة الحق. فقال:

«الحمد للّه الذي هداك، ما كان مثلك يجهل الإسلام» انتهى[2886].

قال الحارث بن هشام: فو اللّه ما رأيت مثل الإسلام جهل.

قال محمّد بن عمر: و شهد الحارث بن هشام مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حنينا و أعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من غنائم حنين مائة من الإبل، انتهى.

قال محمّد بن عمر: قال أصحابه (1):و لم يزل الحارث بن هشام مقيما بمكة بعد أن أسلم حتّى توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو غير مغموص عليه في إسلامه فلما جاء كتاب أبي بكر الصّدّيق رضي اللّه تعالى عنهما يستنفر المسلمين على غزو الرّوم قدم الحارث بن هشام، و عكرمة بن أبي جهل، و سهيل بن عمرو على أبي بكر الصّدّيق المدينة فأتاهم في منازلهم فرحّب بهم و سلم عليهم و سرّ بمكانهم، ثم خرجوا مع المسلمين غزاة إلى الشام. فشهد الحارث بن هشام فحل و أجنادين و مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، فتزوج عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنهما ابنته أم حكيم بنت الحارث، و هي أخت عبد الرحمن بن الحارث. فكان عبد الرحمن بن الحارث يقول: ما رأيت ربيبا خيرا من عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا الهيثم بن كليب، نبأنا ابن أبي خيثمة، عن مصعب الزّبيري، قال (2):و الحارث بن هشام المخزومي هو ابن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم

ص: 496


1- الخبر في طبقات ابن سعد 404/7.
2- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 299 و ما بعدها.

و هو بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، أسلم يوم الفتح و أصيب شهيدا بالشام انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، نبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم و أمّه أسماء بنت مخرّبة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمر بن مندة، أنبأنا الحسين بن محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر، نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نبأنا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الخامسة: الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم يكنى أبا عبد الرحمن، مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة، و خلف عمر على امرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة و هي أم عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، و لعبد الرحمن دار بالمدينة رثة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأنا محمّد بن الحسين بن أحمد بن موسى، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نبأنا خليفة بن خياط ، قال:

الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم أمّه أمّ الجلاس اسمها أسماء بنت مخرّبة (1) بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم، استشهد الحارث بن هشام يوم اليرموك، انتهى.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (2) البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا الحسن، أنبأنا أحمد بن عبيد - إجازة-، حدثنا محمّد بن الحسين، نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنبأنا مصعب بن عبد اللّه، قال (3):الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب كان

ص: 497


1- بالأصل:«مخرمة» و المثبت عن ابن سعد و نسب قريش.
2- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
3- نسب قريش ص 302.

مذكورا شريفا، أسلم يوم فتح مكة. يقولون إن أمّ هانئ بنت أبي طالب استأمنت له فأمّنه النبي صلى اللّه عليه و سلم انتهى.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنبأنا مصعب قال: الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم أسلم يوم فتح مكة مات في طاعون عمواس.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم و أمّه أسماء بنت مخرّبة أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم، أسلم يوم الفتح و كان من المؤلّفة، و توفي سنة ثمان عشرة بالشام زمن الطاعون. قال: و كان قد عمي قبل وفاته.

له حديث.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من شهد الفتح:

الحارث بن هشام.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام، عن أبي محمّد اللفتواني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل، أنبأنا محمّد بن الحسين بن محمّد، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: أبو عبد الرحمن الحارث بن هشام بن المغيرة، أنبأنا مصعب بن عبد اللّه، قال: الحارث بن هشام أسلم يوم فتح مكة و كان شريفا مذكورا فحسن إسلامه خرج في زمن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه من مكة إلى الشام، فلم يزل بالشام حتى مات (1).و أمّا المدائني فأخبرنا أن الحارث بن هشام قتل باليرموك.

ص: 498


1- نسب قريش ص 301 و 302 باختلاف الرواية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن مندة، قال: الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي عداده في أهل الحجاز، و كان شريفا مذكورا أسلم يوم فتح مكة، و كانت أمّ هانئ استأمنت له، فأمّنه، خرج في زمان عمر إلى الشام فلم يزل بها حتى قتل باليرموك، قاله ابن أبي خيثمة عن مصعب بن عبد اللّه الزبيري. و قيل مات في طاعون عمواس، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح، أنبأنا محمّد بن سفيان بن موسى، نبأنا سعيد بن رحمة بن نعيم، قال:

سمعت ابن المبارك، عن الأسود بن شيبان السّدوسي، عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: خرج الحارث بن هشام من مكة فجزع أهل مكة جزعا شديدا، فلم يبق أحد يطعم إلاّ خرج يشيّعه، حتى إذا كان بأعلى البطحاء أو حيث شاء اللّه تعالى من ذلك وقف، و وقف الناس حوله يبكون فلما رأى جزع الناس قال: يا أيّها الناس إنّي و اللّه ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم، و لا اختيار بلد عن بلدكم، و لكن كان هذا الأمر فخرجت فيه رجال من قريش، و اللّه ما كانوا من ذوي أنسابها و لا في بيوتاتها، فأصبحنا - و اللّه - لو أن جبال مكة ذهبا فأنفقناها في سبيل اللّه عزّ و جلّ ما أدركنا يوما من أيامهم، و أيم اللّه لئن فاتونا به في الدنيا لنلتمسنّ أن نشاركهم في الآخرة فاتّقى اللّه امرؤ. فتوجّه غازيا إلى الشام، و اتبعه ثقله فأصيب شهيدا (1).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان بن الزبير، قال: قال عمي مصعب (2):و خرج - يعني الحارث - في زمن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنهما بأهله و ماله من مكة إلى الشام فتبعه أهل مكة يبكون عليه فرقّ (3) فبكى. فقال: أما لو كنا نستبدل دارا بدار و جارا بجار ما أردنا بكم بدلا و لكنها النقلة إلى اللّه تبارك و تعالى. و لم يزل حابسا نفسه و من معه بالشام مجاهدا،[حتى مات] (4) و لم يبق من أهله و ولده غير عبد الرحمن و أمّ

ص: 499


1- الاستيعاب 310/1-311 سير الأعلام 420/2-421.
2- نسب قريش ص 302.
3- نسب قريش: فوقف، فبكى.
4- الزيادة عن نسب قريش.

حكيم بنت الحارث حتى ختم اللّه تعالى له بخير، قال الزبير: و أمّ الحارث [و] (1) أبي جهل و اسمه عمرو (2) بن هشام بن المغيرة أسماء بنت مخرّبة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم، و إخوتهما لأمّهما: عياش و عبد اللّه، و أمّ حجير بنو (3) أبي ربيعة بن المغيرة. تزوج أم حجير أبو إهاب بن عزيز انتهى.

قال: و أنبأنا الزبير، حدثنا علي بن المغيرة، عن معمر بن المثنى قال: نزل هشام بن المغيرة بحرّان، و بها أسماء بنت مخرّبة النهشلي، نهشل بن دارم، قد هلك عنها زوج لها، و كانت امرأة لبيبة عاقلة ذات جمال فقيل له: يا أبا عثمان، إنّ هاهنا امرأة لبيبة من قومك، و أثنوا عليها، فأتاها فلما رآها رغب فيها، فقال: هل لك أن أتزوجك و أنقلك إلى مكّة ؟ قالت: و من أنت ؟ قال: أنا هشام بن المغيرة، قالت: فإني لا أعرفك (4) و لكنّي أنكحك نفسي و تحملني إلى مكّة فإن كنت هشاما فأنا امرأتك، فعجب من عقلها و ازداد رغبة فيها، فحملها فلما قدمت مكة أعلمت أنّه هو هشام، فنكحها فولدت له عمرا الذي كناه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا جهل، و الحارث بن هشام، ثم فارقها فخلف عليها أخوه أبو ربيعة بن المغيرة، انتهى.

قال: و نبأنا الزبير قال: و أنشدني محمّد بن الحسن لابن الكوسج مولى القرويين (5):

أحسبت أنّ أباك كان يوم تسبني *** بالشرف كان الحارث بن هشام

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار، نبأنا يونس بن بكير [عن] (6) محمّد بن إسحاق، حدثني عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم و غيره قالوا: كان من أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم من قريش من بني مخزوم

ص: 500


1- مكان الواو بياض بالأصل، و الذي استدرك يتفق مع عبارة نسب قريش ص 302.
2- بالأصل «عمر» و الصواب عن نسب قريش.
3- بالأصل «بنت» و الصواب ما أثبت باعتبار ما تقدم.
4- بالأصل:«فإني لأعرفك» و المثبت عن مختصر ابن منظور 172/6.
5- البيت و معه بيت آخر، بدون نسبة في الاستيعاب 310/1 و الوافي 250/11 و فيه:«بالمجد» بدل «بالشرف».
6- زيادة لازمة، و يونس بن بكير راوي سيرة ابن إسحاق.

الحارث بن هشام مائة من الإبل (1)،انتهى.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمّد الشاهد، أنبأنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنبأنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حية، أنبأنا محمّد بن عمر الواقدي، قال:

و أعطى يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم من غنائم حنين: من بني مخزوم الحارث بن هشام مائة من الإبل (2)،انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسن بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نبأنا السّري بن يحيى، نبأنا شعيب بن إبراهيم، نبأنا سيف بن عمر، عن زهرة، عن أبي سلمة و محمّد بن أبي المهلب و طلحة قالوا جميعا قال: و لما بلغ القسم [يعني] قسم عمر الأوّل سهيل بن عمرو و الحارث بن هشام و كانا قد شهدا بدرا مع المشركين فلما أعطيا أقل ممّا أعطى غيرهما، قالا: هذا أنت و أنت تعرف قريشا تقصر بنا و تفضل علينا من ليس إلينا فكيف بغيرك قال: إنما القسم على السابقة و القدمة في الإسلام و قد سبقتما قالا: نعم إذا و لئن كنا سبقنا لذلك لا نسبق إلى الجهاد و أخذا.

قال: و أنبأنا سيف، عن عبد اللّه بن سعيد، عن أبي سعيد المقبري مثله، انتهى و ذكر سيف في حديث آخر بإسناد له: أن عكرمة بن أبي جهل و الحارث بن هشام كانا على المحامية يوم اليرموك (3).

قال: و نبأنا سيف، عن أبي عثمان، و خالد (4) قال: و كان ممّن أصيب في الثلاثة آلاف يوم اليرموك سلمة بن هشام، انتهى.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا محمّد بن محمّد بن أحمد، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر، أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنبأنا الحسن بن علي القطان، نبأنا إسماعيل بن عيسى العطّار، أنبأنا إسحاق بن بشر قال: ثم إنّ عمر قسم الأموال بين الناس، فآثر أهل بدر على غيرهم من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان آثر الناس عنده في

ص: 501


1- انظر سيرة ابن هشام 135/4 و 136.
2- مغازي الواقدي 946/3.
3- تاريخ الطبري 400/3.
4- تاريخ الطبري 402/3 و بالأصل «عن خالد» و الصواب عن الطبري.

القسم بعد أهل بدر أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم من قتل أبوه مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهيدا، ثم الذين اتّبعوهم بإحسان، و كان ذلك القسم أوّل فيء قدم على عمر. فلما بلغ القسم سهيل بن عمرو، و الحارث بن هشام بن (1) المغيرة و لم يبلغ بها عمر في القسم ما بلغ بأصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالا: يا عمر لا تؤثرن علينا أحدا، فإنّا قد آمنا باللّه و رسوله و شهدنا أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له فقال لهما عمر: إني لم أوثر عليكما من آثرت من أصحاب نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ أنهم سبقوكم بالهجرة و لو كنتما من المهاجرين الأولين لم أوثر عليكما أحدا قالا: فإن كنا قد سبقنا بالهجرة فإنّا لم نسبق بالجهاد في سبيل اللّه عزّ و جلّ ، انتهى.

قال: ثم تكلم الحارث بن هشام بن المغيرة فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قال: يا أمير المؤمنين حق على كل مسلم النصيحة لك و الاجتهاد في أداء حقك، لما أفضى إليك من أمر هذه الأمة التي ولّيت فعليك بتقوى اللّه تعالى في أمرك كله سرّه و علانيته، و الاعتصام بما تعرف من أمر اللّه تعالى الذي شرع لك و هداك له، فإن كل راع مسئول عن رعيته، و كل مؤتمن مسئول عن أمانته و الحاكم أحوج إلى العدل من المحكوم عليه. فنسأل اللّه لنا و لك التقوى و العافية و تمام النعمة في الدنيا و الآخرة، و نستودعك اللّه. فقال عمر: هداك اللّه و أعانك و صحبك، عليكما بتقوى اللّه في أمركما كله و إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (2) فأمر عمر لكل واحد منهم بأربعة آلاف عونا على جهادهما، فخرجا إلى الشام فلم يزالا مجاهدين، فقتل الحارث بن هشام يوم اليرموك شهيدا، و توفي سهيل بن عمرو (3) في طاعون عمواس (4)من أرض فلسطين.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (5) البنّا قال: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص،[أنبأنا] أحمد بن سليمان، نبأنا الزبير بن بكار، حدثني

ص: 502


1- بالأصل «و المغيرة» و المثبت مما تقدم.
2- سورة النحل، الآية:128.
3- بالأصل «عمر».
4- و يقال فيها عمواس بكسر العين و سكون الميم، قيل قريبة من بيت المقدس، و قيل: هي ضيعة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس. فيها كان ابتداء الطاعون ثم فشا في أرض الشام (انظر معجم البلدان).
5- بالأصل:«أخبرنا أبو غالب أبو عبد اللّه أنبأنا البنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.

مصعب بن عثمان، حدّثني نوفل بن عمارة قال: جاء الحارث بن هشام و سهيل بن عمرو إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه فجلسا عنده و هو بينهما فجعل المهاجرون الأولون يأتون عمر فيقول: هاهنا يا سهيل، هاهنا يا حارث فينحّيهما عنهم، فجعل الأنصار يأتون عمر فينحّيهما عنهم كذلك حتى صارا في آخر الناس، فلما خرجا من عند عمر قال الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو: أ لم تر ما صنع بنا؟ فقال له سهيل: أيّها الرّجل لا لوم عليه ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا دعي القوم فأسرعوا و دعينا فأبطأنا، فلما قام من عند عمر أتياه فقالا له: يا أمير المؤمنين قد رأينا ما فعلت اليوم و علمنا أنّا اتهمنا في أنفسنا فهل من شيء نستدرك به ؟ فقال لهما: لا أعلمه إلاّ هذا الوجه و أشار لهما إلى ثغر الرّوم ؟ فخرجا إلى الشام فماتا بها.

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، عن أبي الحسن الدّارقطني، أنبأنا عمر بن الحسن الشيباني، نبأنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عمر، نبأنا معمر، عن عطاء الخراساني، عن أبي المسيّب: أن الحارث بن هشام هاجر إلى الشام في خلافة عمر انتهى.

قال: و أنبأنا محمّد بن عمر، نبأنا يزيد بن فراس، عن سنان بن أبي سنان الديلي، عن أبيه قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه و قدم عليه سهيل بن عمرو، و الحارث بن هشام و عكرمة بن أبي جهل فأرسل إلى كل واحد منهم بخمسة آلاف و فرس انتهى.

قال الواقدي: هذا أغلط الأحاديث إنما قدموا على أبي بكر و كان أوّل الناس ضرب خيمة في عسكر أبي بكر بالجرف عكرمة بن أبي جهل و قتل بأجنادين في خلافة أبي بكر فكيف يكون مع عمر، و كان بالشام في خلافة عمر، فهذا لا يعرف. و إنما سهيل بن عمرو و الحارث بن هشام فقد شهدا أجنادين، و الحارث بن هشام فحمل راية المسلمين يوم أجنادين فكيف يكون مع عمر و مات بالشام في طاعون عمواس، انتهى.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، أنبأنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نبأنا أبو زرعة قال: و قال محمّد بن أبي عمر، عن أبي عتيبة، عن عمرو، عن الحسن بن محمّد أن الحارث بن هشام و حويطب بن

ص: 503

عبد العزّى و سهيل بن عمرو (1) خرجوا إلى الشام للجهاد فماتوا بها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، نبأنا [أبو] عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الحسن العمري، نبأنا محمّد بن إسحاق، نبأنا محمّد بن المثنى، نبأنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدثني أبو يونس القشيري حينئذ، أنبأنا أبو منصور و محمود بن إسماعيل الصّيرفي، و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل عنه، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن شاذان، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد القباب، نبأنا الوليد بن أبان، حدثني أبو أحمد يزيد بن مخلد، نبأنا الأنصاري، عن أبي يونس القشيري، حدثني حبيب بن أبي ثابت: أن الحارث بن هشام و عكرمة بن أبي جهل و عياش بن أبي ربيعة ارتثّوا (2) يوم اليرموك، فدعا الحارث بماء ليشربه - و في حديث زاهر: يشربه - فنظر إليه عكرمة فقال الحارث: ادفعوه إلى عكرمة، فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش، فما وصل إلى عيّاش و لا إلى أحد منهم حتى ماتوا و ما ذاقوه، انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، نبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدثني أبو يونس القشيري، حدثني حبيب بن أبي ثابت فذكره. قال محمّد بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمّد بن عمر فأنكره، و قال:

هذا و هل روايتنا عن أصحابنا جميعا من أهل العلم و السّير: أن عكرمة بن أبي جهل قتل يوم أجنادين شهيدا في خلافة أبي بكر الصّدّيق رضي اللّه تعالى عنه و لا اختلاف بينهم في ذلك. و أمّا عيّاش بن أبي ربيعة فمات بمكة، و أمّا الحارث بن هشام فمات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أحمد بن علي الحافظ ، حينئذ، و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، قال: و في هذه السنة يعني سنة ثمان

ص: 504


1- بالأصل «عمر».
2- أي جرحوا، و في القاموس (رث): ارتث، على المجهول، حمل من المعركة رثيثا، أي جريحا، و به رمق. و الخبر في أسد الغابة 421/1 و فيه:«أثبتوا» أي جرحوا جراحة لم يقوموا منها.

عشرة و هي سنة طاعون عمواس توفي الحارث بن هشام بن المغيرة، و أظنه حكاه عن عمّار بن الحسن، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق.

أنبأنا عبد العزيز بن أحمد، نبأنا محمّد بن عبد اللّه المثنى، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن هارون، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نبأنا سليمان بن عبد الرحمن، نبأنا علي بن عبد اللّه التميمي قال: عمواس سنة ثمان عشرة و بها مات الحارث بن هشام، و سهيل بن عمرو، و معاذ بن جبل. انتهى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنبأنا علي بن أحمد البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلّص إجازة، نبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم (1) قال: و فيها يعني سنة ثلاث عشرة أصيب من استشهد من المسلمين بأجنادين و مرج الصّفّر (2) منهم: الحارث بن هشام بن المغيرة، قيل: و يقال: أن الحارث بن هشام و سهيل بن عمرو و أبا جندل بن سهيل كانت وفاتهم في هذه السنة أيضا يعني سنة ثمان عشرة انتهى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا [أبو] الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق، نبأنا أحمد بن عمران، نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خيّاط قال (3):و قال أبو الحسن - يعني المدائني - و استشهد يوم اليرموك الحارث بن هشام انتهى.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مروان أنبأنا [أبو] محمد بن أبي حاتم، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده - يعني عن الشافعي - قال: الحارث بن هشام مات في الطاعون بالشام (4).

أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد قالا نبأنا أبو نعيم أنبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا أبو الزنباع نبأنا يحيى بن بكير قال: توفي الحارث بن هشام بالشام سنة ثمان عشرة.

ص: 505


1- بالأصل:«أبو عبيد القاسم بن سليمان بن سلام».
2- مرج الصّفّر: بالضم ثم الفتح و التشديد: موضع بين دمشق و الجولان، صحراء.(معجم البلدان).
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 131.
4- الخبر سقط من الجرح و التعديل، انظر ترجمته في الجرح 92/2/1.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أبي طاهر أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر أنبأنا أبو سليمان بن زبر، قال: و الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم يعني مات سنة ثمان عشرة (1) عام الطاعون بعمواس، و قد روى أهله أنه بقي إلى زمن عثمان بن عفان رضي اللّه تعالى عنهما أجمعين، انتهى.

أخبرنا بذلك أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين بن أبي عثمان، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن علي الأنباري، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن عمرو المديني، نبأنا يونس بن عبد الأعلى، نبأنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن: أن الحارث بن هشام كاتب عبدا له، في كل أجل شيء مسمّى، فلما فرغ من كتابته أتاه العبد بماله كله، فأبى الحارث أن يأخذه و قال: لي شرطي، ثم أنه رفع ذلك إلى عثمان بن عفان رضي اللّه تعالى عنهما فقال عثمان هلم المال اجعله في بيت المال، و نعطيه في كل أجل ما يحلّ ، و أعتق العبد (2).قال أبو موسى: هذا قول مالك و أهل المدينة، انتهى.

1167 - الحارث بن يزيد الأفقم بن هشام

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي له ذكر انتهى.

1168 - الحارث بن يمجد الأشعري القاضي

1168 - الحارث بن يمجد الأشعري القاضي (3)

ولي القضاء بدمشق في أيّام الوليد بن يزيد بن عبد الملك بعد يزيد بن أبي مالك.

روى عن: عبد اللّه بن عمرو، و أبي سعيد رجل له صحبة، و قيل رجل و قيل عن رجل عنه.

روى عنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن

ص: 506


1- تكرر الخبر إلى هنا؛ كذا بالأصل فحذفنا و ذكرناه مرة واحدة هنا.
2- الخبر في تهذيب التهذيب 420/1 و الإصابة 294/1 و عقب ابن حجر قال: و هذا ظاهره أن الحارث عاش إلى خلافة عثمان و لكن ابن لهيعة ضعيف، و يحتمل أن تكون المحاكمة تأخرت بعد وفاة الحارث.
3- ترجمته و أخباره فى أخبار القضاة لوكيع 206/3 و فيه: الحارث بن محمد بدل الحارث بن يمجد.

مندة، أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، نبأنا عيسى بن أحمد، نبأنا بشر بن بكر، نبأنا ابن جابر، عن الحارث بن يمجد عن من حدثه عن رجل يكنى بأبي سعيد قال: قدمت من العالية (1) إلى المدينة و بي جهد فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكر الحديث و لم يزد عليه.

أخبرنا أبو الحسن بن قيس، أنبأنا أبو العبّاس، أنبأنا محمّد بن أبي نصر حينئذ، و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، نبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر و أبو نصر الجندي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرحمن بن عبيد اللّه القطان، و عبد الرحمن بن الحسين بن أبي العقب، قالوا: أنبأنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنبأنا أبو زرعة، نبأنا أبو مسهر، حدثني صدقة بن خالد، عن ابن جابر، عن الحارث بن يمجد، حدثه عن رجل يكنى أبا سعيد قال: قدمت من العالية إلى المدينة فما بلغت حتى صابني جهد فبينا أنا أسير في سوق من أسواق المدينة سمعت رجلا يقول لصاحبه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قرى الليلة قال: سمعت ذكر القرى و بي جهد، أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه إنك قريت الليلة قال:«أجل» قال: و ما ذاك ؟ قال «طعام فيه مسخنة» قال: قلت: فما فعل فضله ؟ قال:«رفع» قال: قلت يا رسول اللّه أ في أوّل أمتك تكون ؟ قال الشيخ - يعني موتا - أو في آخرها؟ قال لي «أوّلها ثم تلحقوني أفنادا» يعني بعضكم بعضا، انتهى[2887].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الفتح الحلبي المصّيصي، أنبأنا [أبو] يوسف محمّد بن سفيان بن موسى الصّفّار المصّيصي (2)،نبأنا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال:

سمعت عبد اللّه بن المبارك، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر عن الحارث بن يمجد، حدّثه عن عبد اللّه بن عمرو (3) قال: الناس في الغزو جزءان، فجزء خرجوا يكثرون ذكر اللّه تعالى و التذكير به، و يجتنبون الفساد في المسير، و يواسون الصاحب، و ينفقون كرام أموالهم، فهم أشد اغتباطا بما أنفقوا من أموالهم منهم بما استفادوا من دنياهم. فإذا كانوا في مواطن القتال استحيوا من اللّه تبارك و تعالى في تلك المواطن أن يطلع على ريبة في

ص: 507


1- اسم لكل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها و عمائرها إلى تهامة فهي العالية (معجم البلدان).
2- ذكره و ترجم له السمعاني في الأنساب (المصيصي) و لم يذكر كنيته. و هذه النسبة إلى المصيصة بكسر الميم و الياء و تشديد الصاد الأولى، بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام.
3- بالأصل «عمر» و قد تقدم في بداية الترجمة.

قلوبهم، أو خذلان للمسلمين. فإذا قدروا على الغلول طهّروا منه قلوبهم و أعمالهم، فلم يستطع (1) الشيطان أن يفتنهم و لا يكلّم قلوبهم. فبهم يعزّ اللّه تعالى دينه و يكيد عدوّه. و أما الجزء الآخر، فخرجوا فلم يكثروا ذكر اللّه تعالى و لا التذكير به، و لم يجتنبوا الفساد و لم ينفقوا أموالهم إلاّ و هم كارهون، و ما أنفقوا من أموالهم رأوه مغرما و حدّثهم به الشيطان. فإذا كانوا عند مواطن القتال كان مع الآخر الآخر، و الخاذل الخاذل، و اعتصموا برءوس الجبال ينظرون ما يصنع الناس، فإذا فتح اللّه عز و جل للمسلمين كان أشدّهم تخاطبا بالكذب، فإذا قدروا على الغلول اجترءوا فيه على اللّه عزّ و جلّ و حدّثهم الشيطان أنها غنيمة، إنّ أصابهم رخاء بطروا، و إن أصابهم حبس فتنهم الشيطان بالعرض. و ليس لهم من أجر المؤمنين شيء غير أن أجسادهم مع أجسادهم و مسيرهم مع مسيرهم، دنياهم و أعمالهم شتى حتى يجمعهم اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة، ثم يفرق بينهم، انتهى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (2):الحارث بن يمجد الأشعري، عن عبد اللّه بن عمرو، و روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قوله؛ حديثه في الشاميّين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة في تسمية أهل دمشق و الأردن:

الحارث بن يمجد الأشعري القاضي، انتهى.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنبأنا

ص: 508


1- بالأصل: يستطيع.
2- التاريخ الكبير 285/2/1.

أحمد بن أبي بكر بن محمّد بن زنجويه، أنبأنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: و ممّا شكل في هذا أحدا الحارث بن يمجد الأشعري قاضي حمص أيضا. و يمجد أوّله ياء مضمومة و الميم ساكنة و بعدها جيم مكسورة و آخر الاسم دال تحتها نقطة، روى عن عبد اللّه بن عمرو، و روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو محمّد الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، نبأنا أبو زرعة (1)،حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، عن أبي مسهر قال: عزله الوليد بن يزيد - يعني يزيد بن أبي مالك - و ولّى الحارث بن يمجد الأشعري، و كان يزيد بن أبي مالك قاضي دمشق من قبل هشام، انتهى.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا أبو الحسن الفأفاء ح، قال: و أنبأنا حمد بن عبد اللّه - إجازة-، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):الحارث بن يمجد الأشعري قاضي حمص قبل عبد الأعلى [بن عدي] (3) و قبل سالم بن عبد اللّه المحاربي، و كان يقال بعد نمير بن أوس، روى عن عبد اللّه بن عمرو، و روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، سمعت أبي يقول ذلك، انتهى.

كذا قال، و سالم و نمير من قضاة دمشق، و أهل الشام أعلم بأمر بلادهم من أهل الريّ و يحتمل أن يكون قضى بحمص و دمشق جميعا، و هو حمصي الأصل، و اللّه تعالى أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنبأنا منصور بن علي الطّرسوسي، أنبأنا الحسن بن رشيق، أنبأنا أحمد بن محمّد بن سلام، حدثنا داود بن رشيد، نبأنا الوليد قال: قال: نمير بن [أوس، ثم يزيد بن] (4) أبي مالك ثم الحارث بن يمجد الأشعري يعني ولي القضاء بعد يزيد بن أبي مالك، انتهى.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن

ص: 509


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 203/1.
2- الجرح و التعديل 94/2/1.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن أخبار القضاة لوكيع 204/3 و 206.

عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة حينئذ - و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة الحارث بن يمجد الأشعري قاضي دمشق ولاه الوليد بن يزيد دمشق أشعري، و قال عتّاب: الحارث بن محمّد، ذلك وهم (1)،انتهى.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام، عن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطّيب الكوكبي، نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد التميمي، نبأنا أبو مسهر، نبأنا سعيد بن عبد العزيز: بعث يزيد بن أبي مالك إلى بني نمير يفقههم، و بعث الحارث بن يمجد إلى قوم آخر يفقههم، انتهى.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان، أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا: أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم حينئذ قال: و أنبأنا طراد الزينبي، أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين بن الباذا (2)، أنبأنا حامد بن محمّد بن عبد اللّه، قالا: أنبأنا علي بن عبد العزيز، نبأنا أبو عبيد، حدثني نعيم بن حمّاد، عن ضمرة بن ربيعة، عن عبد الحكيم (3) بن سليمان بن غيلان قال: بعث عمر بن عبد العزيز يزيد بن أبي مالك الدّمشقي و الحارث بن يمجد الأشعري يفقهان الناس في البدو، و أجرا عليهما رزقا، و أمّا يزيد فقبل، و أمّا الحارث فأبى أن يقبل، فكتب إلى عمر بن عبد العزيز بذلك، فكتب عمر: إنّا لا نعلم بما صنع يزيد بأسا، و أكثر اللّه فينا مثل الحارث بن يمجد.

ص: 510


1- يعني قوله:«محمد» و الصواب «يمجد» و قد ورد عند وكيع في أخبار قضاته «محمد».
2- كذا بالأصل. و في تبصير المنتبه 56/1: أحمد بن علي البادي، و أخطأ من يقول البادا، روى عنه الخطيب.
3- في أخبار القضاة لوكيع 207/3 «الحكم» بدل «عبد الحكيم».

الفهرس

حرف التاء تبّع 984 - تبّع بن حسّان بن ملكي كرب بن تبع بن الأقرن 3

ذكر من اسمه تبوك

985 - تبوك بن أحمد بن تبوك بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه بن يزيد بن غنم ابن حجر أبو محمد مولى نصر بن الحجّاج بن علاط السّلمي 23

986 - تبوك بن الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد بن يزيد بن فندش بن عبد اللّه أبو بكر الكلابي المعدل، أخو عبد الوهّاب 24

987 - تبوك بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه بن غنم بن حجر السّلمي 26

988 - تبيع بن عامر أبو عبيدة، و يقال: أبو حمير، و يقال: أبو غطيف، و يقال: أبو عامر الحميري 26

989 - تتش بن ألب رسلان أبي شجاع مجد بن داود بن ميكال أبو سعيد الملك، المعروف بتاج الدولة التركي السّلجوقي 35

990 - تكين أبو منصور الخزري الخاصّة مولى المعتضد على اللّه 35

991 - تليد الخصي مولى عمر بن عبد العزيز ذكر من اسمه تمام 992 - تمام بن إبراهيم التّوّزي 38

993 - تمام بن حبيب أبي تمام بن أوس الطائي الشاعر 39

994 - تمام بن زويل الكلبي 40

995 - تمام بن عبد اللّه بن المظفر أبو القاسم السّرّاج الظّنيّ 40

996 - تمام بن عبد السّلام بن محمد بن أحمد أبو الحسن اللّخمي 41

ص: 511

997 - تمام بن كثير أبو قدامة الجبيلي 41

998 - تمام بن محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه بن الجنيد أبو القاسم بن أبي الحسين البجلي 43

999 - تمام بن نجيح الأسدي 45

1000 - تمام بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم 49

1001 - تموصلت، و يقال: طزملت، و يقال: طمزان بن بكّار أبو محمد الأسود القائد 49

ذكر من اسمه تميم

1002 - تميم بن إسماعيل المعروف بفحل 51

1003 - تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن خزيمة بن ذرّاع بن عدي بن الدار ابن هانئ بن حبيب أبو رقيّة الداري 52

1004 - تميم بن بشر الأنصاري 82

1005 - تميم بن الحارث بن قيس بن عديّ بن سعد بن سهم بن عمرو ابن هصيص القرشي 84

1006 - تميم بن سحيم المصري 86

1007 - تميم بن سعد الأسدي 87

1008 - تميم بن عبد اللّه أبو الفتح السوسي 87

1009 - تميم بن عطية العنسى 87

1010 - تميم بن محمد بن طمغاج أبو عبد الرّحمن الطوسي 89

1011 - تميم بن مرداس الغنوي 91

1012 - تميم بن نصر بن تميم بن منصور بن حيّة أبو سعد التميمي السعدي 92

1013 - تميم بن ورقاء الخثعمي 93

ذكر من اسمه توبة

1014 - توبة بن أبي أسد و اسم أبي أسد كيسان أبو المودع العنبري البصري، مولى بني العنبر 94

1015 - توفيق بن محمّد بن الحسين بن عبيد اللّه بن محمّد بن رزيق أبو محمّد الأطرابلسي النحوي 101

1016 - تويل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرين 102

ص: 512

حرف الثاء ذكر من اسمه ثابت

1017 - ثابت بن أحمد بن الحسين أبو القاسم البغدادي

1018 - ثابت بن أحمد بن أبي الفوارس أبو نصر البوشنجي الصوفي 105

1019 - ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عديّ بن الجد بن عجلان بن حارثة بن ضبيعة ابن حرام بن جعد بن عمرو بن جثم بن ردم بن ذبيان ابن هميم بن وهر بن هني بن بليّ بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة العجلاني 106

1020 - ثابت بن ثوبان 113

1021 - ثابت بن جعفر بن أحمد أبو طاهر النّهاوندي المقرئ 118

1022 - ثابت بن الحسين بن محمّد بن عيسى بن حبيب بن مروان أبو نصر البغدادي 118

1023 - ثابت بن خويلد البجلي 119

1024 - ثابت بن سرج أبو سلمة الدّوسي 119

1025 - ثابت بن سعد أبو عمر الطائي الحمصي 123

1026 - ثابت بن سليمان بن سعد الخشني 125

1027 - ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن قصي أبو مصعب، و يقال: أبو حكمة الأسدي 126

1028 - ثابت بن عبيد بن سعيد السّنجاري 132

1029 - ثابت بن عجلان أبو عبد اللّه الأنصاري الحمصي 132

1030 - ثابت بن قيس بن الخطيم و اسمه ثابت بن عدي بن عمرو بن سواد ابن ظفر و هو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك ابن الأوس الأنصاري الظفري 136

1031 - ثابت بن قيس بن منقّع أبو المنقع النخعي 139

1032 - ثابت بن معبد أخو عطية بن معبد المحاربي 140

1033 - ثابت بن نعيم الجذامي 143

1034 - ثابت بن هشام الكلبي المكي المرّي 145

1035 - ثابت بن يحيى بن إسار أبو عبّاد الرّازي 145

1036 - ثابت بن يزيد بن شرحبيل بن السّمط الكندي الحمصي 149

1037 - ثابت بن يوسف بن الحسين أبو الحسن الورثاني 149

1038 - ثابت مولى سفيان ابن أبي مريم 150

ص: 513

1039 - ثبيت بن يزيد البهراني حمصي 151

1040 - ثروان أبو علي، مولى عمر بن عبد العزيز 151

1041 - ثريّا بن أحمد بن الحسن بن ثريا أبو القاسم الألهاني البزّاز 152

1042 - ثعلبة بن هشام بن يحيى بن يحيى بن قيس الغسّاني 153

1043 - ثعلبة بن جعفر بن أحمد بن الحسين أبو المعالي ابن أبي محمّد السّرّاج 153

1044 - ثقة بن عبد الرّحمن الكلبي 153

ذكر من اسمه ثمامة

1045 - ثمامة بن حزن بن عبد اللّه بن سلمة بن قشير بن كعب ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن القشيري البصري 154

1046 - ثمامة بن عديّ القرشي 158

1047 - ثمامة بن يزيد الأزدي 160

1048 - ثميل بن عبد اللّه الأشعري 161

1049 - ثوابة بن أحمد بن عيسى بن ثوابة بن مهران بن عبد اللّه أبو الحسين الموصلي 163

1050 - ثواب بن إبراهيم بن أحمد أبو الحسن الأنصاري 165

ذكر من اسمه ثوبان

1051 - ثوبان بن إبراهيم ذو النون المصري الإخميمي 166

1052 - ثوبان بن جحدر، و يقال ابن بجدد أبو عبد اللّه، و يقال أبو عبد الرّحمن مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 166

1053 - ثوبان بن شهر الأشعري 176

1054 - ثوبان بن عمرو بن اللّصيت الجذامي ثم الجروي 179

1055 - ثوبان أبو ثابت 179

1057 - ثور بن معن بن يزيد بن الأخنس السّلمي 182

1058 - ثور بن يزيد بن زياد أبو خالد الكلاعي، و يقال الرّحبي الحمصي 183

حرف الجيم ذكر من اسمه جابر

1059 - جابر بن جبير المذحجي التميمي 198

1060 - جابر بن رألان الطائي السنبسي 198

ص: 514

1061 - جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب أبو خالد، و يقال: أبو عبد اللّه السّوائي 199

1062 - جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب ابن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة ابن تزيد بن جشم بن الخزرج أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبد الرّحمن و يقال: أبو محمّد الأنصاري الخزرجي السلمي الحرامي المدني 208

1063 - جابر بن عبد اللّه بن عصمة المحاربي 240

1064 - جابر بن عمرو أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول ابن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار 241

1065 - جعونة بن الحارث بن خالد و يقال ابن جعونة بن قرّة النميري العامري 242

ذكر من اسمه جماهر

1066 - جماهر بن حميد الجرشي 247

1067 - جماهر بن عيسى القرشي 248

1068 - جماهر بن محمّد بن أحمد بن حمزة بن سعيد أبو الأزهر الغسّاني الزّملكاني، من أهل زملكا 248

1069 - جمال بن بشر العامري الكلابي 249

1070 - جمح بن القاسم بن عبد الوهّاب بن أبان بن خلف أبو العبّاس المؤذن الجمحي، المعروف بابن أبي الحواجب 251

1071 - جموح بن عمر الفهمي 253

ذكر من اسمه جميل

1072 - جميل بن أحمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم بن جميل ابن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك بن النعمان بن امرئ القيس أبو حارثة اللّخمي 254

1073 - جميل بن تمام بن علي أبو الحسن المقدسي الطحّان 255

1074 - جميل بن عبد اللّه بن معمر بن صباح بن ظبيان بن حنّ ابن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة ابن سعد أبو عمرو العذري الشاعر، المعروف بجميل بن معمر، صاحب بثينة 255

1075 - جميل بن أبي المخارق الحارثي 281

1076 - جميل بن يزيد الأزدي 281

ص: 515

1077 - جميل بن يوسف بن إسماعيل أبو علي المادرائي العراقي 281

ذكر من اسمه جناح

1078 - جناح بن روح بن جناح 283

1079 - جناح بن نعيم الكلبي 283

1080 - جناح بن الوليد 284

1081 - جناح أبو مروان 284

ذكر من اسمه جنادة

1082 - جنادة بن أبي أميّة 287

1083 - جنادة بن حنيفة الصغاني 287

1084 - جنادة بن أبي خالد أبو الخطاب 287

1085 - جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث ابن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة ابن غيظ بن مرّة 290

1086 - جنادة بن قضاعة بن الضّبّي 291

1087 - جنادة بن كبير و كنيته أبو أمية الدّوسي الأزدي 292

1088 - جنادة بن محمّد بن أبي يحيى أبو عبد اللّه، و يقال: أبو يحيى المرّي الدّمشقي 300

ذكر من اسمه جندب

1089 - جندب بن جنادة أبو ذرّ الغفاري 303

1090 - جندب بن جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة، و يقال رافع بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه ابن مالك بن نصر بن الأزد الأزدي الدّوسي 303

1091 - جندب بن زهير بن الحارث بن كبير بن جشم بن سبيع ابن مالك بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدّول بن سعد ابن غامد، و هو عمرو بن عبد اللّه بن كعب بن نصر بن الأزد، يقال: جندب بن عبد اللّه بن زهير الغامدي الأزدي 303

1092 - جندب بن عبد اللّه، و يقال ابن كعب بن عبد اللّه بن الحارث عامر بن مالك بن عامر بن دهمان بن ثعلبة بن ظبيان بن غامد، و اسمه عمرو بن عبد اللّه بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه ابن مالك بن نصر الأزدي 308

ص: 516

1093 - جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة، و يقال رافع بن سعد ابن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس ابن عدثان بن عبد اللّه بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه ابن مالك بن نصر بن الأزد الدّوسي الأزدي 316

1094 - جندب بن النّعمان أبو عزيز الأزدي 319

ذكر من اسمه الجنيد 1095 - جنيد بن حكيم بن الجنيد أبو بكر الأزدي البغدادي الدّقّاق 320

1096 - جنيد بن خلف بن حاجب بن الوليد بن جنيد أبو يحيى السّمرقندي الفقيه 321

1097 - جنيد بن عبد الرّحمن بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة ابن مرّة بن قيس بن عيلان أبو يحيى المرّي 322

1098 - جوّاس بن القعطل 327

1099 - جودة بن جودة بن الزحاف القرشي 328

1100 - جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب ابن عبد شمس بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم التميمي ثم العبشمي البصري 328

1101 - جوهر مولى أبي تميم معدّ الملقب بالمعزّ 338

1102 - جويّة بن عائذ 339

1103 - جهير بن محمّد أبو القاسم انتهى 342

ذكر من اسمه جيش

1104 - جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون أبو العساكر الطولوني 343

1105 - جيش بن محمّد بن صمصامة أبو الفتح القائد 345

1106 - جيش بن ميمون بن عبد اللّه أبو الفتح الأطرابلسي المقرئ الكاتب 346

حرف الحاء المهملة

1107 - حابس بن سعد 347

1108 - حابس بن ضمرة الضّبّي 354

1109 - حابس بن عمرة العتبي 354

ذكر من اسمه حاتم 1110 - حاتم بن أحمد بن الحجّاج أبو سهل المروزي 355

ص: 517

1111 - حاتم بن شقّي بن يزيد، و يقال: مرثد، و يقال: ابن نبيه أبو فروة الهمداني 355

1112 - حاتم بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي ابن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو ابن الغوث و اسمه جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب ابن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو سفّانة الطائي الجواد 357

1113 - حاتم بن النعمان بن عمر بن عمارة بن عبد العزيز بن عبد العزّى ابن عامر بن عمرو بن ثعلبة بن عمر بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد ابن قيس بن عيلان الباهلي 379

1114 - حاتم بن يونس، أبو محمّد، المعروف بالمخضوب الجرجاني 381

ذكر من اسمه حاجب 1115 - حاجب بن مالك بن أركين أبو العباس الفرغاني 383

1116 - حاجب بن خليفة و يقال ابن خليف البرجمي البصري 385

1117 - حاجب بن الوليد بن ميمون أبو أحمد المؤدب الأعور البغدادي 386

1118 - حاجب القرشي 388

ذكر من اسمه حارثة

1119 - حارثة بن بدر بن حصين بن قطن بن مالك بن عدانة بن يربوع، و يقال: حارثة بن بدر بن مالك بن كليب بن غدانة بن يربوع أبو العنبس الغداني التميمي البصري 389

1120 - حارثة بن عمر بن صخر القيني 397

1121 - حارثة بن قطن بن زابر بن حصن بن كعب بن عليم الكعبي ثم العليمي 398

1122 - حارثة بن النمر أبو أثال 399

ذكر من اسمه الحارث

1123 - الحارث بن أوس بن عتيك و يقال: عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم ابن عامر بن زعور بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك ابن الأوس الأنصاري الأوسي 401

1124 - الحارث بن بدل و يقال ابن سليمان بن بدل النّصري 402

ص: 518

1125 - الحارث بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو ابن هصيص القرشي السّهمي 405

1126 - الحارث بن الحارث أبو المخارق الغامدي 407

1127 - الحارث بن حرمل بن تغلب بن ربيعة بن نمر الحضرمي، و يقال: الرّهاوي 410

1128 - الحارث بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي أخو مروان 412

1129 - الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر ابن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي أبو حذيفة القرشي المخزومي المكي الشاعر 415

1130 - الحارث بن خالد - و يقال: ابن عبد - الأزدي 420

1131 - الحارث بن سعيد بن حمدان أبو فراس بن أبي العلاء التغلبي الحمداني الأمير الشاعر 421

1132 - الحارث بن سعيد الكذاب 427

1133 - الحارث بن سعد الحجوري 431

1134 - الحارث بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية الأموي 432

1135 - الحارث بن سليمان العنسي 432

1136 - الحارث بن سليم بن عبيد بن سفيان بن مسعود بن سليمان و يقال: الحارث بن عبيد الهجيمي البصري 432

1137 - الحارث بن العبّاس بن الوليد 435

1138 - الحارث بن عبّاس 435

1139 - الحارث بن عبد اللّه بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر ابن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد ابن مالك الأنصاري 436

1140 - الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة - ذي الرمحية - و اسمه عمرو بن المغيرة ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم و كان اسم عبد اللّه بجيرا، فسمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه المخزومي، القرشي المعروف بالقباع المكي 437

1141 - الحارث بن عبيد اللّه الأنصاري 447

1142 - الحارث بن عبد الرّحمن بن الغاز بن الجرشي 448

1143 - الحارث بن عبدة. و يقال: عبيدة، بن رباح الغسّاني 451

ص: 519

1144 - الحارث بن عبد - و يقال: ابن عبد اللّه بن وهب الأزدي النّمري الدّوسي 452

1145 - الحارث بن عمر - و يقال: ابن عمرو، و يقال: ابن نحام - الأشعري 456

1146 - الحارث بن عمرو الطائي 457

1147 - الحارث بن عميرة الزّبيدي الحارثي 458

1148 - الحارث بن عمير الأزدي 464

1149 - الحارث بن عمير أبو الجودي الأسدي الشامي 465

1150 - الحارث بن عبد أمية بن أبي محمّد بن عبد اللّه بن يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي 468

1151 - الحارث بن أبي قارب السهمي 469

1152 - الحارث بن قيس السّهمي 469

1153 - الحارث بن بن لبيد النصري 470

1154 - الحارث بن مالك 470

1155 - الحارث بن محمّد بن الحارث بن خسرو أبو الليث أبو الصيّاد الهروي العابد 471

1156 - الحارث بن مخمر أبو حبيب الظّهري الحمصي 472

1157 - الحارث بن مسلم بن الحارث 476

1158 - الحارث بن معاوية الكندي الأعرج 480

1159 - الحارث بن النّعمان بن إساف بن نضلة بن عمر بن عبد عوف ابن مالك بن النجار الأنصاري 485

1160 - الحارث بن نمير التّنوخي 486

1161 - الحارث بن أبي وجرة 487

1162 - الحارث بن وداعة الحميري 488

1163 - الحارث بن معاوية المازني، و يقال: الحارثي 488

1164 - الحارث بن هانئ بن مدلج بن مقداد بن زمل بن عمرو العذري 489

1165 - الحارث بن هانئ بن الحارث بن هانئ بن مدلج بن المقداد بن زمل 490

1166 - الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم أبو عبد الرّحمن المخزومي 491

1167 - الحارث بن يزيد الأفقم بن هشام 506

1168 - الحارث بن يمجد الأشعري القاضي 506

الفهرس 511.

ص: 520

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.