تاریخ مدینة دمشق المجلد 10

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء العاشر

تتمة حرف الألف

ذكر من اسمه إياس

841 - إياس بن زيد، و يقال: ابن يزيد

أبو زكريا الخزاعي

والد عبد اللّه بن أبي زكريا الدمشقي، من التابعين، أدرك عمر بن الخطاب،[و كان عمر] (1) يثني عليه.

حدّث عن سلمان الفارسي.

روى عنه جميل بن أبي ميمونة، و حسان بن عطية.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيّع، حدّثنا أبو عبد اللّه المحاملي، حدّثنا محمد بن أشكاب، حدّثنا زكريا بن عديّ ، حدّثنا القاسم بن مالك، عن محمد بن إسحاق، حدّثني جميل بن أبي ميمونة، عن أبي زكريا الخزاعي، حدّثني سلمان الفارسي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«رباط يوم و ليلة في سبيل اللّه عزّ و جلّ كصيام شهر و قيامه، إن مات جرى له أجر المرابط إلى أن يبعث، و أو من من الفتّان (2) و قطع له بورق (3) من الجنة»[2470].

[قال: و نا محمّد بن اشكاب، نا معاوية بن عمرو، نا أبو إسحاق، عن زائدة، عن محمّد بن إسحاق، عن جميل بن أبي ميمونة، عن أبي زكريا الخزاعي عن سلمان أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم و ذكر نحوه.

و نا يوسف، نا جرير، عن محمّد بن إسحاق، عن جميل بن أبي ميمونة، عن

ص: 3


1- زيادة عن م.
2- الفتان يروى بضم الفاء و فتحها، فالضم جمع فاتن، و هو الذي يفتن الناس و يضلهم عن الحق، و بالفتح هو الشيطان (النهاية لابن الأثير: فتن).
3- في المختصر: رزق.

الخزاعي حدثني الفارسي أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رباط يوم و ليلة كصيام شهر و قيامه، و إن مات جرى عليه أجر المرابط حتى يبعث و يؤمن الفتّان و يقطع له برزق من الجنّة»] (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثني سليمان بن سلمة الحمصي، حدّثنا منيع بن السّري الحرازي (2)،حدّثنا عبد اللّه بن حميد المزني، عن مر - ح (3) بن مسروق الهوزني، عن أبي زكريا، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ المعروف لا يصلح إلاّ لذي دين، أو لذي حسب أو لذي حلم»[2471].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أنا ابن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4)،حدّثني أبي، حدّثنا دحيم، حدّثنا عبد الأعلى بن مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: اسم أبي زكريا: أبو عبد اللّه بن أبي زكريا إياس بن زيد، قال: كتب عمر إلى أبي الدرداء أن أقرئ كتابي إياس بن زيد الرجل الصالح.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمد صاحب لي من بني تميم ثقة قال: قال أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كتب عمر بن الخطاب إلى يزيد بن أبي سفيان أو إلى أبي الدّرداء و أقرئا مني الرجل الصالح السلام - يعني أبا زكريا والد عبد اللّه بن أبي زكريا، و هو عبد اللّه بن إياس بن زيد الخزاعي من أنفسهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (5)،حدّثني أبي، حدّثني يحيى أبو زكريا، قال: قال عمر بن الخطاب: أقرئ الرجل الصالح إياس بن زيد - أبا زكريا - السلام، و هو

ص: 4


1- الخبران ما بين معكوفتين سقطا من الأصل و استدركا عن م.
2- هذه النسبة - بفتح الحاء و الراء المخففة - إلى حراز، بطن من ذي الكلاع.
3- كذا رسمها بالأصل، و لم أجده. و الهوزني هذه النسبة إلى بني هوزن بطن من ذي الكلاع من حمير.(الأنساب).
4- الجرح و التعديل و بالأصل «أبا».
5- بالأصل «الفضل» خطأ. و بالأصل «أبو الأحوص» و الصواب عن الأنساب (الغلابي).

أبو عبد اللّه بن أبي زكريا.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد،[حدّثنا أبو زرعة] (1) قال: سمعت أبا مسهر ينسب ابن (2) أبي زكريا فقال: عبد اللّه بن إياس بن يزيد: من العرب، من خزاعة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، حدّثنا أبو العباس الأصمّ ، حدّثنا العباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن أبي زكريا، أبو زكريا، و كان اسمه إياس بن زيد.

842 - إياس بن شرحبيل

كان بدمشق عند معاوية بن أبي سفيان حين جيء برأس عمرو بن الحمق.

له ذكر في ترجمة آمنة بنت الشريد.

843 - إياس بن معاوية بن قرّة بن إياس بن هلال

ابن رئاب بن عبد بن دريد بن أوس بن سواءة بن عمرو

ابن سارية بن ثعلبة بن ذبيان بن ثعلبة بن أوس

ابن عثمان بن عمرو بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر (3)

هكذا نسبه خليفة بن خيّاط . و أوس هو ابن مزينة و هي أمه، و إليها ينسب المزنيون.

و قيل هو إياس بن معاوية بن قرّة بن إياس بن هلال بن زياد بن عبيد بن سواءه بن سارية كذا نسبه الخطيب و كنيته أبو واثلة المزني قاضي البصرة و لجده صحبة.

روى عن أبيه، و أنس بن مالك، و سعيد بن المسيّب، و أبي مجلز لاحق بن حميد، و نافع، و سعيد بن جبير.

روى عنه: حميد الطويل، و خالد الحذاء، و ابن عجلان، و شعبة، و حمّاد بن سلمة، و عون بن موسى، و حميد بن الشهيد، و عبد الحميد بن سوار.

و قدم الشام في أيام عبد الملك، ثم قدم على عمر بن عبد العزيز في خلافته، ثم قدم مرة أخرى حين عزله عديّ بن أرطأة عن القضاء.

ص: 5


1- ما بين معكوفتين سقطت من الأصل و زيادتها لازمة، و انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي 342/1.
2- رسمها غير واضح بالأصل و ما بين معكوفتين سقط من م و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 155/5 و الوافي بالوفيات 465/9 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن حمدي الخرقي (1)،حدّثنا ابن زنجويه، و هو أحمد بن عمر، حدّثنا محمد بن المتوكّل، حدّثنا بكر بن أسلم العسقلاني، حدّثني عبد الحميد بن سوار، حدّثني إياس بن معاوية بن قرّة المزني، قال (2):كنا عند عمر بن عبد العزيز فذكر عنده الحياء فقالوا: الحياء من الدّين، فقال عمر بن عبد العزيز: بل هو الإيمان كلّه قال:

قلت: يا أمير المؤمنين، حدّثني أبي عن جدّي قرّة المزني قال: كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكر عنده الحياء فقالوا: يا رسول اللّه الحياء من الدين ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن الحياء و العقاب (3) و العيّ - عيّ اللسان، لا عيّ القلب - و العمل من الإيمان؛ و أنهن يزدن في الآخرة و ينقصن من الدنيا، و ما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا، و إن الشّحّ و الفحش و البذاء من النّفاق، و إنهن ينقصن من الآخرة و يزدن في الدنيا، و ما ينقصن من الآخرة و يزدن في الدنيا، و ما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا»[2472].

قال إياس: فحدثت به عمر بن عبد العزيز، فأمرني فأمليته عليه، و كتبه بخط ثم صلّى الظهر و العصر. و انهم في كفه ما يضعها إعجابا بها.

كذا قال ابن زنجويه بكر بن أسلم. و رواه يعقوب الفارسي و إسحاق بن إبراهيم السّري، عن ابن أبي السّري، و قال: بكر (4) بن بشر.

فأما حديث يعقوب:

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان و أبو علي بن شاذان - ببغداد - و أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، قالا: أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمد بن أبي السّري (5)،حدّثني بكر بن بشر السّلمي، حدّثني عبد الحميد بن سوار، حدّثني إياس بن معاوية بن قرّة المزني، عن أبيه، عن جده قرّة المزني قال: كنا عند

ص: 6


1- بالأصل و م «الحرقي» و المثبت و الضبط عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- الخبر في قضاة وكيع 318/1-319.
3- كذا بالأصل و عند وكيع: و العفاف.
4- بالأصل «أبو بكر» و المثبت عن قضاة وكيع و ما سيأتي قريبا.
5- في قضاة وكيع 318/1:«الثرى»، تحريف، و انظر ترجمته في سير الأعلام 161/11(64).

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر عنده الحياء؟ فقالوا: يا رسول اللّه الحياء (1) فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن الحياء و العقاب (2) و العي - عيّ اللسان لا عي القلب - و العمل من الإيمان» قال البيهقي:

و في كتاب ابن الفضل:«و العقل من الإيمان - و إنهن يزدن في الآخرة و ينقصن من الدنيا، و ما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا، و إن الشّحّ و الفحش و البذاء من النفاق، و إنهن ينقصن في الآخرة و يزدن في الدنيا و ما ينقصن من الآخرة أكثر مما (3) يزدن في الدنيا».

قال إياس فحدثت به عمر بن عبد العزيز، فأمرني فأمليتها عليه ثم كتبها بخطه ثم صلّى بنا الظهر و العصر و إنها لفي كفه ما يضعها.

قال البيهقي: كذا كان في كتاب ابن الفضل: العقل، و في كتاب ابن شاذان: العمل، و كذلك هو في رواية الحسن بن سفيان و غيره عن ابن أبي السّري، و وقع في رواية عبد الكريم، حدّثني بشر بن بكر و الصواب ما تقدم[2473].

و أما حديث إسحاق:

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان سعيد بن محمد [بن] (4) أحمد البحيري، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن البحيري، حدّثنا أبو أحمد عبد اللّه بن عديّ بن محمد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو عمران الغزّي - بغزّة - حدّثنا محمد بن أبي السّري العسقلاني، حدّثنا بكر بن بشر السّلمي، حدّثنا عبد الحميد بن سوار، عن إياس بن معاوية بن المزني، قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز فذكر عنده الحياء فقالوا: الحياء من الدين، فقال عمر: بل هو الدين كله. فقال إياس حدّثني أبي عن جدي قرة قال: كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر عنده الحياء فقالوا: يا رسول اللّه الحياء من الدين ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بل هو الدين كله» ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن الحياء و العفاف و العيّ - عيّ اللسان لا عيّ القلب - و العمل من

ص: 7


1- كذا، و يبدو أن سقطا في الكلام وقع، و تتمة العبارة في قضاة وكيع: من الدين ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: بل هو الدين كله» ثم قال...
2- كذا بالأصل و عند وكيع: و العفاف.
3- بالأصل:«يؤذن» و المثبت عن قضاة وكيع.
4- سقطت من الأصل، و المثبت عن م، و انظر الأنساب (البحيري) و ترجمته في سير الأعلام 103/18.

الإيمان، و إنهنّ يزدن في الآخرة و ينقصن من الدنيا، و ما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا، و إنّ الشّحّ و الفحش و البذاء من النفاق، و إنهن يزدن في الدنيا و ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا»[2474].

قال إياس بن معاوية: فأمرني عمر بن عبد العزيز فأمليتها عليه ثم كتبها بخطه ثم صلّى بنا الظهر و العصر و إنه لفي كمه ما وضعها إعجابا بها.

و كذا رواه الحسن بن سفيان النّسوي، عن ابن أبي السّري، و رواه أبو العباس عبد اللّه بن وهيب الجذامي الغزّي، عن ابن أبي السّري، فقال: حدّثنا بكر بن السّلمي أبو بشر التّرمذي و كان إماما بعسقلان مات سنة ستين و مائتين و هو الصواب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمد بن يونس البصري، حدّثنا محمد بن سلام الجمحي، عن أبي عبيدة قال: دخل إياس بن معاوية الشام و هو غلام فقدّم خصما له إلى قاضي عبد الملك بن مروان، و كان خصمه شيخا، فقال له القاضي (1):إنه شيخ و أنت غلام، فلا تساوه في الكلام، فقال إياس: الحقّ أكبر منه، فقال له القاضي: اسكت، قال:

فمن ينطق بحجّتي إذا سكتّ أنا؟ فقال القاضي: ما أظنك تقول شيئا من الحقّ حتى تقوم من مجلسي. فقال إياس: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه. فقام القاضي فدخل على عبد الملك فأخبره بخبره، فقال: اقض حاجته و أخرجه الساعة من الشام، فإن هذا يفسد عليّ الناس.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش - إذنا و مناولة و قرئ علي إسناده - أنا أبو علي محمد بن الحسين، أن المعافى بن زكريا (2)،حدّثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ، حدّثنا مسبح بن حاتم - بالبصرة - أنا عبيد اللّه (3) بن عائشة، عن أبيه قال: دخل إياس بن معاوية الشام و هو غلام فقدّم خصما له إلى قاض لعبد الملك بن مروان، و كان خصمه شيخا صديقا للقاضي. فقال له القاضي: يا غلام ما تستحي أتقدّم شيخا كبيرا؟ قال إياس: الحقّ أكبر منه. قال له: اسكت. قال: فمن ينطق بحجتي إذا سكت ؟ قال: ما

ص: 8


1- بالأصل: قاضي.
2- الجليس الصالح الكافي 92/3-93.
3- في الجليس الصالح: عبد اللّه.

حسبك (1) تقول حقا حتى تقوم، قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه. قال: ما أظنك إلاّ ظالما له.

قال: ما على ظن القاضي خرجت من منزلي، فدخل القاضي على عبد الملك فأخبره الخبر، فقال له: اقض حاجته و اصرفه عن الشام لا يفسد الناس علينا. و قد رويت هذه القصة بشرح و ستأتي في موضعها.

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري عن (2) عبد العزيز الأزجي ح.

و قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن الفقيه عن المبارك بن عبد الجبار بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز الأزجي، أنا أبو الحسين بن حمّة (3)،أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدّي، قال: استعمل عمر بن عبد العزيز عديّ بن أرطأة الفزاري على (4)البصرة فولّى إياس بن معاوية القضاء فهرب إياس من (5) عدي إلى عمر بن عبد العزيز.

قال: و نا يعقوب، حدّثنا أحمد بن سليمان الكوفي، حدّثني أبي، حدّثني سليمان بن زياد قال: خرج إياس إلى الشام إلى عمر بن عبد العزيز فمات عمر قبل أن يصل إليه، فكان يجلس في مجلس مسجد دمشق في حلقة فيها قوم من قريش، فحدّث رجل من بني أمية رجلا بحديث فردّه إياس فأغلظ له الأموي، فقام إياس من الحلقة فقيل للأموي: إن هذا إياس بن معاوية المزني قال: لم أعرفه، فلما عاد إياس من غد قال له الأموي: إنك جالستنا في ثياب السّوقة بكلام الأشراف فلم يحتمل لك، و لم أكن عرفتك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمد بن أحمد الحسن، أنا محمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال: إياس بن معاوية بن قرّة بن إياس المزني يكنى أبا واثلة أمّه امرأة من خراسان مات في ولاية يوسف بن عمر بعد العشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن

ص: 9


1- الجليس الصالح: أحسبك.
2- بالأصل «بن» خطأ، و ابن الطيوري اسمه: أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 426/7).
3- ضبطت عن التبصير 462/1.
4- بالأصل «عن».
5- بالأصل «بن» و انظر سبب هربه من عدي في أخبار القضاة لوكيع 315/1-316.

علي، قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، حدّثنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا عمي، عن أبي عبيد، قال: قرّة بن إياس أبو معاوية بن قرّة بن مزينة، و مزينة امرأة، يقال لها مزينة [بنت] (1) كلب بن وبرة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن شهريار، حدّثنا أبو حفص الفلاس، قال:

معاوية بن قرة بن إياس المزني أبوه قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان معاوية يكنى أبا إياس و ابنه قاضي البصرة، و يكنى أبا واثلة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، حدّثنا أبو العباس الأصمّ ، حدّثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إياس بن معاوية بن قرّة أبو واثلة كان قاضيا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول في تسمية قضاة البصرة و يقول: و إياس بن معاوية، مرتين، ثم عزل قال:

و سمعت نوحا قال: و كنية إياس بن معاوية أبو واثلة.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الثالثة من البصريين: إياس بن معاوية بن قرّة و يكنى أبا واثلة (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (3) قال في الطبقة الثالثة من البصريين: إياس بن معاوية بن قرّة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبيد بن سواءة بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن مزينة و يكنى أبا واثلة، و كان ثقة، و كان قاضيا على البصرة و له أحاديث، و كان عاقلا من الرجال فطنا.

ص: 10


1- زيادة للإيضاح.
2- هذا الخبر ليس في الطبقات المطبوع، من رواية ابن أبي الدنيا.
3- طبقات ابن سعد 234/7.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسن الأصبهاني، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (1):إياس بن معاوية بن قرّة بن إياس المزني البصري قاضي البصرة أبو واثلة. سمع أباه، و أنس، و ابن المسيّب روى عنه محمد بن عجلان، و شعبة، و حمّاد بن سلمة. من ولد أوس (2) بن مزينة، أمّه، و هو أوس (3) بن عمرو بن أدّ بن طابخه بن إلياس بن مضر.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو واثلة إياس بن معاوية بن قرّة سمع أباه، و أنس بن مالك. روى عنه ابن عجلان، و شعبة و حمّاد بن سلمة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك [أنا] (4) أبو نصر الوائلي، أنا عبد الكريم بن أحمد بن علي، قال: سمعت أبي، أبا عبد الرّحمن النسائي يقول: أبا واثلة إياس بن معاوية بن قرّة.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد الحوري، حدّثنا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد بن محمد المقدّمي القاضي يقول: و ذكر معاوية بن قرّة فقال إياس ابنه يكنى أبا واثلة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: أبو واثلة إياس بن معاوية بن قرّة. سمع أباه، و أنس بن مالك، و سعيد بن المسيّب، روى عنه ابن عجلان، و شعبة و حمّاد بن سلمة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أما واثلة - بالثاء المعجمة بثلاث - أبو واثلة إياس بن معاوية بن قرّة، سمع أباه، و أنس بن مالك،

ص: 11


1- التاريخ الكبير 1/قسم 443/1.
2- بالأصل - في الموضعين - أويس، و المثبت عن البخاري.
3- بالأصل - في الموضعين - أويس، و المثبت عن البخاري.
4- زيادة لازمة.
5- الاكمال لابن ماكولا 297/7.

و سعيد بن المسيّب، روى عنه ابن عجلان، و شعبة و حمّاد بن سلمة.

أخبرنا أبو الخير كمشتكين بن عبد اللّه الورّاق عتيق أبي نصر بن النجّادي، أنا أحمد بن الحسين الطّريثيثي (1)،أنا محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد، حدّثنا أحمد بن سليمان النّجّاد (2)،حدّثنا الحسن بن مكرم، حدّثنا قبيصة، حدّثنا سفيان، عن خالد الحذاء قال: قيل لمعاوية بن قرّة: كيف ابنك لك ؟ قال: نعم الابن، كفاني أمر دنياي، و فرغني لآخرتي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكّري، حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدّثنا الأصمعي، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن ابن عون، قال: ذكر إياس بن معاوية عند ابن سيرين فقال: إنه لفهم، إنه لفهم قال: و كان رزق إياس كلّ شهر مائة درهم (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (4) بن غسّان الغلاّبي، أنا أبي، قالا: حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حمّاد عن (5) ابن عون، قال: ذكر (6) إياس بن معاوية عند محمد فقال: إنه لفهم إنه لفهم.

قال: و حدّثنا يعقوب، قال نعيم بن حمّاد: حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: كان يقال: يولد في كل مائة سنة رجل تامّ العقل فكانوا (7) يرون أن إياس بن معاوية منهم.

ص: 12


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى طريثيث، انظر معجم البلدان.
2- ترجمته في سير الأعلام 502/15 و بالأصل «سلمان».
3- أخبار القضاة لوكيع 342/1.
4- بالأصل «الفضل» خطأ، و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل «بن أبي عون» و المثبت عن أخبار القضاة 342/1.
6- بالأصل:«ذكر محمد بن إياس» و المثبت يوافق عبارة أخبار القضاة.
7- بالأصل:«فكان» و المثبت عن تهذيب التهذيب 247/1.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حدّثنا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي أحمد قال (1):إياس بن معاوية بن قرّة بصري ثقة، و كان على قضاء البصرة، و أبوه تابعي، و جدّه قرة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

دخل عليه ثلاث نسوة فقال: أما واحدة فمرضع، و الأخرى بكر، و الأخرى ثيّب.

فقيل له: بما علمت ؟ قال: أما المرضع فلمّا قعدت أمسكت ثديها بيدها، و أما البكر فلما دخلت لم تلتفت إلى أحد، و أما الثّيّب فلما دخلت نظرت و رمت بعينيها (2).

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن، و أحمد بن محمد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت، أنا الحسين قالوا: أنا الوليد، حدّثنا علي بن أحمد، حدّثنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):إياس بن معاوية بصري ثقة، كان على قضاء البصرة، و كان فقيها عفيفا.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل - إملاء - أنا محمد بن محمد بن عبد الوهاب، أنا أبو عبد اللّه الجمّال، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، قال: قال يونس بن حبيب: سمعت أبا داود يحدث بهذا الحديث عن حمّاد و أنا ما أحدّث به قال: سمعت حمّاد بن سلمة يقول: سمعت إياس بن معاوية يقول: أذكر ليلة ولدت، وضع على رأسي إجّانة.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبي و عبد اللّه بن محمد بن جعفر، قالا: حدّثنا محمد بن يحيى، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا الأحنف بن حكيم - بأصبهان - حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال:

سمعت إياس بن معاوية يقول: أذكر الليلة التي ولدت فيها، وضعت أمي على رأسي جفنة.

ص: 13


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 75 باختلاف العبارة. و انظر تهذيب التهذيب 247/1.
2- باختلاف الرواية في أخبار القضاة 371/1.
3- انظر تاريخ الثقات للعجلي ص 75 و لفظة «ثقة» لم ترد فيه.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثنا ابن أبي خيثمة، قال:

سمعت المدائني قال: قال إياس بن معاوية لأمه: ما شيء سمعته و أنا صغير و له جلبة شديدة ؟ قالت: تلك يا بني طست سقطت من فوق الدار إلى أسفل، ففزعت فولدتك تلك الساعة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (1)،أنا عبد اللّه بن محمد بن أبي الأسود، حدّثنا عمر بن علي المقدّمي، عن سفيان بن حسين قال: لما قدم إياس بن معاوية واسطا جعلوا يقولون: قدم البصري، قدم البصري، فأتاه ابن شبرمة بمسائل قد أعدّها له فجلس بين يديه فقال: تأذن أن أسألك ؟ قال: ما ارتبت بك حتى استأذنتني، إن كانت لا يعيّب (2) القائل و لا تؤذي الجليس فسل قال: فسأله عن بضع و سبعين مسألة فما اختلفا يومئذ إلاّ في ثلاث مسائل أو أربع ردّه فيها إياس إلى قوله، ثم قال: يا ابن شبرمة هل قرأت القرآن ؟ قال: نعم من أوله إلى آخره، قال: فهل قرأت:

اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (3) ؟قال: نعم، و ما قبلها و ما بعدها قال: فهل وجدته بقي لآل شبرمة شيئا ينظرون فيه ؟ قال: فقال: لا، فقال له إياس: إن للنسك فروعا، قال: فذكر الصّوم و الصّلاة و الحجّ و الجهاد، و أني لا أعلمك تعلّقت من النسك بشيء أحسن من شيء في يدك النظر في الرأي.

أنبأنا أبو علي بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ح.

و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر الباقلاني و أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و أبو علي بن نبهان قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، أنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي، قال: قال إياس بن معاوية: كنت في مكتب بالشام و كنت صبيا فاجتمع النصارى يضحكون من

ص: 14


1- طبقات ابن سعد 234/7.
2- ابن سعد: تعنّت.
3- سورة المائدة، الآية:3.

المسلمين و قالوا: إنهم يزعمون أنه لا يكون تفل الطعام في الجنة قال: قلت: يا معلم أ ليس يزعم أن أكثر الطعام يذهب من البدن ؟ فقال: بلى، فقال: قلت: فما تنكر أن يكون الباقي يذهبه اللّه في البدن كله ؟ فقال: أنت شيطان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا عمر بن شبّة النّميري، قال: بلغني أن إياس بن معاوية قال: ما يسرني أن أكذب كذبة لا يطلع عليها إلاّ ابن معاوية بن قرّة لا أسأل عنها يوم القيامة، و أن لي الدنيا بحذافيرها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، حدّثنا عيسى بن علي إملاء، قال: قرئ على أبي القاسم بدر بن الهيثم و أنا أسمع، قيل له: حدّثكم أبو سعيد، حدّثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن شبرمة، قال: قال لي إياس بن معاوية: إياك و ما استبشع الناس من الكلام، و عليك بما يعرف الناس من القضاء.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا، حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن حبيب بن الشهيد، عن إياس بن معاوية، قال: ما خاصمت أحدا من أهل الأهواء بعقلي كله إلاّ القدرية قال: قلت: أخبروني عن الظلم ما هو؟ قالوا: أخذ ما ليس له. قال: قلت:

فإن اللّه تعالى له كل شيء (1).

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التّبريزي، أنا أبو مسعود محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني (2)-بأصبهان - حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن ميلة الفقيه، حدّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد - يعني ابن علي الأسواري - حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف، حدّثنا سليمان بن عبيد اللّه بن عمرو بن جابر أبو أيوب الماري البصري، حدّثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة، حدّثنا محمد بن عبد اللّه قال: قدم إياس بن معاوية الشام فأراد الحجّ منها فقال للكري: انظري إنسانا غريبا فإني أريد أن أخرج سرا قال: و لقيه غيلان فقال: انظري إنسانا غريبا فإني أريد أن أخرج سرا.

قال: فأكراهما، فلبثا في المحمل ثلاثا لا يسأل هذا هذا عن شيء، و لا نسأل هذا هذا عن

ص: 15


1- أخبار القضاة لوكيع 3451 باختلاف. و الخبر في تهذيب لتهذيب 247/1 و حلية الأولياء 124/3.
2- هذه النسبة إلى سوذرجان قرية من قرى أصبهان.(الأنساب) ذكره السمعاني و ترجم له و كناه: أبا سعد.

شيء. قال: فقال إياس: يا عبد اللّه بعد ثلاث لا ضير من أنت ؟ قال أنا غيلان، قال:

غيلان ؟ قال: نعم، فمن أنت ؟ قال: أنا إياس بن معاوية، قال: أبو واثلة ؟ قال: نعم، فقال: أي إياس هذا من القدر؟ قال: فقال له: إياس إن شئت سألتني و إن شئت سألتك ؟ فقال له غيلان: تكلم، فقال: إن شئت أخبرتك، بقول أهل الجنة و أهل النار و الملائكة و الشيطان و قول العرب في أشعارها و قول العجم في أمثالها. قال له غيلان أخبرني بها، قال: قال أهل الجنة حين دخولها: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لاٰ أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ (1) و قال أهل النار حين دخولها: رَبَّنٰا غَلَبَتْ عَلَيْنٰا شِقْوَتُنٰا (2) و قالت الملائكة: لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا (3) و قال الشيطان: رَبِّ بِمٰا أَغْوَيْتَنِي (4) و قالت العرب في أشعارها:

لا يمنعنك الطير شيئا أردته *** فقد خطّ بالأقلام ما أنت لاقيا

و قالت العجم: هرچه ماندندن لو دو نما رازنش.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمد بن زبر، حدّثنا محمد بن سليمان بن داود المنقري، حدّثنا أبو عثمان المازني، حدّثنا الأصمعي، عن عديّ قال: اجتمع إياس بن معاوية و غيلان عند عمر بن عبد العزيز فقال عمر: أنتما مختلفان، و قد اجتمعتما فتناظرا معا، فقال إياس: يا أمير المؤمنين إن غيلان صاحب كلام، و أنا صاحب اختصار، فإما أن يسألني و يختصر، أو أسأله و أختصر (5).فقال غيلان: سل. فقال إياس: أخبرني ما أفضل شيء خلقه اللّه عزّ و جلّ فقال:

العقل. قال: فأخبرني عن العقل، مقسوم أو مقتسم ؟ فأمسك غيلان. فقال له: أجب، فقال: لا جواب عندي. فقال إياس: قد تبين لك أمره يا أمير المؤمنين. إن اللّه تبارك و تعالى يهب العقول لمن يشاء فمن قسم له منها شيئا ذاده عن المعصية، و من تركه تهوّر.

قال الأصمعي و حدّثني غيره: أن غيلانا و إياسا التقيا فتساءلا فقال إياس: أسألك أم

ص: 16


1- سورة الأعراف، الآية:43.
2- سورة المؤمنون، الآية:106.
3- سورة البقرة، الآية:32.
4- سورة الحجر، الآية:39.
5- بالأصل:«و يختصر».

تسألني ؟ فقال له غيلان: سل. فقال له إياس: أي شيء أفضل (1) خلق اللّه عز و جل ؟ قال:

العقل، فقال إياس: فمن شاء استكثر منه و من شاء استكثر. فسكت غيلان مليا، ثم قال:

سل عن غير هذا، فقال له إياس: أخبرني عن العلم قبل أو العمل ؟ فقال غيلان: و اللّه لا أجبتك فيها. فقال إياس: فدعها و أخبرني عن الخلق خلقهم اللّه مختلفين أو مؤتلفين ؟ فنهض غيلان و هو يقول: و اللّه لا جمعني و إياك مجلس أبدا.

قال الأصمعي: و في حديث عديّ : أن غيلان قال لعمر أتوب إلى اللّه و لا أعود إلى هذه المقالة أبدا. فدعا عليه عمر إن كان كاذبا فأجيبت دعوته.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن علي.

و أخبرنا أبو بكر الشّحامي، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، حدّثنا أبو العباس الأصمّ ، حدّثنا العباس بن محمد، قالا: حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا سعيد بن عامر، حدّثنا عمر بن علي قال: قال رجل لإياس بن معاوية: يا أبا واثلة حتى متى يتوالد الناس و يؤتون ؟ فقال لجلسائه: أجيبوه فلم يكن عندهم جواب، فقال إياس: حتى تتكامل العدتان عدة أهل النار و عدة أهل الجنة.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة السّلميون، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن جعفر الخرائطي، حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعيد (2)،حدّثنا عاصم بن عمر بن علي المقدّمي، حدّثني أبي عن سفيان بن حسين، قال: سمعت إياس بن معاوية يقول:

لأن يكون في فعال الرجل فضل عن قوله أجمل من أن يكون في قوله فضل عن فعاله (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن عثمان بن السّوّاق و محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان العصّاري، أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخوّاص، نا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي بن عاصم بن عمر بن علي المقدّمي، حدّثنا أبي عن

ص: 17


1- سقطت من الأصل و كتبت فوق السطر و فوقها كلمة «لعله».
2- في أخبار القضاة: عبد اللّه بن عمرو بن أبي سعد.
3- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 350/1.

سفيان بن حسين السّلمي، قال: سمعت إياس بن معاوية يقول: إنه إن يكن في فعال الرجل فضل عن قوله أجمل من أن يكون في قوله فضل عن فعاله.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا عمر بن علي بن مقدّم عن سفيان بن حسين، قال: كنت عند إياس بن معاوية و عنده رجل تخوفت إن قمت من عنده أن يقع فيّ ، قال: فجلست حتى قام، فلما قام ذكرته لإياس قال: فجعل ينظر في وجهي و لا يقول لي شيئا حتى فرغت فقال لي: أ غزوت الديلم ؟ قلت: لا. قال: فغزوت و قال ابن السمرقندي: غزوت - السند؟ قلت: لا - زاد الشّحّامي: قال:- فغزوت الهند؟ قلت: لا،[قال:] فغزوت - و قال ابن السمرقندي:

غزوت الروم ؟ قلت: لا،[قال:] فسلم منك الديلم و السند و الهند و الروم و ليس يسلم منك - و قال ابن السمرقندي: عليك، و قالا - أخوك هذا. قال: فلم يعد سفيان إلى ذلك (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، حدّثنا أبو العباس الأصمّ ، حدّثنا عباس بن محمد، حدّثنا يحيى، حدّثنا قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد، قال: كنت مع إياس على باب خالد، قال: فجاءه رجل من أهل الشام حسن الهيئة فسأله عن شيء فقال: إن أردت الفتيا فعليك بالحسن معلّمي و معلّم أبي، و إن أردت القضاء فعليك بعبد الملك بن يعلى و هو يومئذ قاضي البصرة، و إن أردت الخصومة فعليك بصالح السّدوسي يقول: ادع بيّنة غيّب.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجندي، نا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزّاني، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، حدّثنا قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد، قال: أتى رجل إياس بن معاوية يشاوره في خصومة فقال: إن أردت القضاء فعليك بعبد الملك بن يعلى فهو القاضي، و إن أردت الفتيا فعليك بالحسن فهو معلّمي و معلّم أبي، و إن أردت الصلح فعليك بحميد الطويل و تدري ما يقول لك: اجحد ما

ص: 18


1- الزيادات في الخبر للإيضاح نقلا عن مختصر ابن منظور 95/5.

عليك ودع ما ليس لك و استشهد الغيّب (1).

قال: و حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، حدّثنا قريش بن أنس عن (2) حبيب بن الشهيد، قال: سمعت إياس بن معاوية يقول: لست بخبّ و الخبّ لا يخدعني [و لا يخدع] (3) محمد بن سيرين، و لكنه يخدع أبي و الحسن و عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبد اللّه بن عمر ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا غسّان بن المفضل أبو معاوية الغلاّبي، حدّثنا عمر بن علي، عن سفيان بن حسين، قال: قال إياس بن معاوية (4):لا بد للناس من ثلاثة: لا بدّ لهم من أن تأمن سبلهم، و يختار لحكمهم حتى يعتدل الحكم فيهم، و أن يقام لهم بأمر الثغور التي بينهم و من عدوهم، فإن هذه الأشياء إذا قام بها السلطان احتمل الناس ما كان سوى ذلك من أثرة السلطان و كل (5) ما يكرهون.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف الرّزّاز.

ثم أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين (6) بن الطّيّوري، أنا عبد الملك بن عمر، أنا أبو حفص بن شاهين، حدّثنا محمد بن مخلد ح، قال: و أنا العتيقي، أنا عثمان بن محمد بن أحمد المخرّمي، حدّثنا إسماعيل الصّفّار، قالا: حدّثنا العباس الدوري، أنا أبو بكر بن أبي الأسود، أنا عمر بن علي المقدّمي، عن سفيان بن حسين، عن إياس بن معاوية قال: إياك و الشاذ من العلم فإن أقل ما يصيب صاحبه الذّلة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، قالا:

ص: 19


1- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 350/1 باختلاف الرواية.
2- بالأصل «بن» خطأ.
3- الزيادة عن أخبار القضاة لوكيع 348/1.
4- أخبار القضاة 355/1-356.
5- عند وكيع: و كثيرا مما يكرهون.
6- بالأصل: أبو الحسن بن الطيور، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان الخطيب التبوكي (1)،أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن جعفر [عن] (2) محمد بن الحسين الرافقي (3)-المعروف بالخالع - أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني، قال: و أنا أبو العباس المبرّد عن العتبي، قال: مرّ رجلان بإياس بن معاوية بن قرّة المزني فعرج عليه أحدهما، و تجاوز الآخر، فكان المعرج عليه أراد أن يغريه به قال: فقال إياس: أما أنت فعرجت بكرمك، و أما هو فاستمر على ثقته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمد بن زبر، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن منصور، حدّثنا الأصمعي، أنا أبي قال (4):رأيت في بيت ثابت البناني رجلا أحمر، طويل الذراع، غليظ الثياب (5)،يلوث عمامته لوثا و رأيته قد غلب على الكلام، فلا يتكلم أحد معه. فأردت أن أسأل عنه حتى قال قائل: يا أبا واثلة، فعرفت أنه إياس، فقال: إن الرجل لتكون غلته ألفا فيصلح و تصلح الغلة، و تكون غلّته ألفين فينفق ألفين فيصلح و تصلح الغلة، و تكون غلته ألفين فينفق ثلاثة آلاف فيوشك أن يبيع العقار في فضل النفقة.

قال: و أنا أبو محمد بن زبر، حدّثنا إبراهيم بن مهدي الأيلي، حدّثنا أبو حاتم السّجستاني [حدّثنا] (6) الأصمعي، قال: قال إياس بن معاوية: امتحنت خصال الرجال فوجدت أشرفها صدق اللسان، و من عدم (7) فضيلة الصدق فقد فجع بأكرم أخلاقه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس الفقيه، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو علي بن درستويه، أنا الحسن بن حبيب، حدّثنا عبد اللّه بن محمد القريني، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا أشهب بن عبد العزيز، عن مالك بن أنس، قال: قال ربيعة بن أبي عبد الرّحمن قال لي إياس بن معاوية: يا ربيعة كلّ ما بني على غير أساس فهو

ص: 20


1- مهملة بدون نقط بالأصل و في م: الشوكي و المثبت عن الأنساب (الخالع) انظر ما سيأتي.
2- سقطت من الأصل، و زيادتها ضرورية انظر ترجمة الخالع في الأنساب و مكانها في م: بن.
3- مهملة بالأصل، و المثبت عن الأنساب (الخالع).
4- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 334/1 و باختلاف الرواية في 355/1.
5- أخبار القضاة: غليظ البنان.
6- زيادة لازمة.
7- عن مختصر ابن منظور 96/5 و بالأصل «عدي».

هباء، و كل ديانة أسست على غير ورع فهي هباء (1).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان - ببغداد - أنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، حدّثنا مشرف بن سعيد، حدّثنا إسحاق بن محمد، حدّثنا سفيان بن حسين، قال (2):قلت لإياس بن معاوية: ما المروءة ؟ قال: أما [في] بلدك و حيث تعرف فالتقوى، و أما حيث لا تعرف فاللباس.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا هاشم بن الوليد، حدّثنا عبد اللّه بن حشرج البصري، حدّثني المستنير بن أخضر، عن إياس بن معاوية بن قرّة قال (3):جاءه دهقان فسأله عن المسكر (4) أ حرام هو أم حلال ؟ فقال: هو حرام. فقال: كيف يكون حرام ؟ أخبرني عن التمر أ حلال أم حرام ؟ فقال: حلال. قال: فأخبرني عن الكشوث (5)أ حلال هو أم حرام ؟ قال: حلال. قال: فأخبرني عن الماء؟ قال: حلال. قال: فما خالف ما بينها، و إنما هو من التمر و الكشوث و الماء، أن يكون هذا حلالا و هذا حراما؟ فقال إياس للدّهقان: لو أخذت كفّا من تراب فضربتك به أ كان يوجعك ؟ قال: لا. قال: و أخذت كفّا من ماء فنضحته في وجهك أ كان يوجعك ؟ قال: لا. قال: و أخذت كفا من تبن فضربتك به أ كان يوجعك ؟ قال: لا. قال: فإذا أخذت هذا التراب فعجنته بالتبن و الماء ثم جعلته كتلا حتى يجف، فضربتك به أ كان يوجعك ؟ قال: نعم، و يقتلني. قال: فكذا هو التمر و الماء و الكشوث إذا جمع ثم عتّق حرم كما يجفف هذا.

أخبرناها أبو بكر محمد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمد بن عبيد، حدّثنا هاشم بن الوليد، حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، حدّثنا عبد اللّه بن حشرج البصري، حدّثني المستنير بن أخضر، عن إياس بن معاوية بن قرّة قال: جاءه دهقان فسأله عن السّكر أ حرام

ص: 21


1- أخبار القضاة باختلاف الرواية 356/1.
2- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 353/1 و الزيادة التالية عنه.
3- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 349/1.
4- كذا بالأصل و المختصر، و وكيع و بهامشه: كذا بالأصل و الظاهر السكر بفتح السين و الكاف.
5- الكشوث نبات مجتث مقطوع الأصل، أصفر، يتعلق بأطراف الشوك و غيره، و يجعل منذ النبيذ (اللسان) و في وكيع: كشوت بالتاء، و بهامشه: كذا بالأصل الظاهر: كتبت و هو النبيذ، و صوت غليان القدر.

هو أم حلال ؟ قال: هو حرام. قال: كيف يكون حراما، أخبرني عن التمر أ حلال هو أم حرام ؟ قال: حلال، قال: فأخبرني عن الكشوث أ حلال هو أم حرام (1)؟قال: فأخبرني عن الماء أ حلال هو أم حرام ؟ قال: حلال، قال: فما خالف ما بينهما، و إنما هو من التّمر و الكشوث و الماء، أن يكون هذا حلالا و هذا حراما، فقال إياس للدهقان: لو أخذت كفا من تراب فضربتك به أ كان يوجعك ؟ قال: لا، قال: لو أخذت كفا من ماء فضربتك به أ كان يوجعك ؟ قال: لا، قال: لو أخذت كفا من تبن فضربتك به أ كان يوجعك ؟ قال: لا، قال:

فإذا أخذت هذا الطين فعجنته بالتبن و الماء و الكشوث إذا جمع ثم عتّق حرم كما جفّف هذا، فارجع و قيل كان لا يرجع إليّ .

أخبرنا أبو سعد البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمد بن أحمد بن علي السّمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، حدّثنا أبو عبد اللّه المحاملي، حدّثنا إسحاق (2) بن إسماعيل، حدّثنا سلمة بن حيان (3)،حدّثني حشرج المزني من ولد عائذ بن عمرو، حدّثنا المستنير بن أخضر، عن عمه (4) قال: شهدت دهقانا أتاه فقال: يا أبا واثلة ما تقول في السّكر؟ قال: حرام، قال: و ما حرمه و إنما هو تمر و ماء و الحشو؟ قال: فرغت يا دهقان ؟ قال: نعم، قال: أ رأيت لو أخذت كفّ ماء فضربتك به كان يوجعك ؟ قال: لا، قال: فأخذت ترابا فطرحت عليه التبن ثم صببت عليه الماء ثم غمرته غمرا ثم جعلته في الشمس، ثم ضربتك به كان يوجعك ؟ قال: نعم. و يقتلني، قال: فكذلك هذا، حين جمعت أخلاطه و خمّرت حرم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسن بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا عمر بن علي بن مقدّم، عن سفيان بن حسين، قال: قيل لإياس بن معاوية: العالم أفضل أم العابد؟ قال: العالم [قيل له:] مثّل لنا حتى نعرفه قال: فقال: أ ما ترون كذا. قال: و ذكر سليمان شيئا لم أفهمه: يجيء هذا ينقل الجص، هذا ينقل الآجر، و هذا يبني، فإذا كان

ص: 22


1- كذا، و على هامش الأصل؛ لعله قال حلال.
2- في أخبار القضاة وكيع 349/1 إسماعيل بن إسحاق القاضي.
3- عن وكيع و م و بالأصل «حبان».
4- رسمها بالأصل غير واضح و الصواب عن م «عمه» يعني إياس بن معاوية فالمستنير ابن أخ إياس. و انظر أخبار القضاة.

نصف النهار رأى شربة سويق فشرب، فإذا كان الليل أعطي كلّ رجل منهم درهما، و أعطي هذا أربعة دراهم [أو] خمسة درهم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، حدّثنا محمد بن هارون الرّوياني، حدّثنا أبو كريب، حدّثنا شاذان، عن حمّاد بن سلمة، عن حميد أن (1) أنسا شكّ في ولد له فدعا إياس بن معاوية فنظر له [فرجع إليه] (2).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن سيبخت (3) البغدادي، حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي، حدّثنا ثعلب، حدّثنا أبو عمر الشيباني، قال: قال أبو الحسن المدائني: كان إياس بن قرّة قاضيا قائفا مزكيا استقضاه عمر بن عبد العزيز.

أرسل [عمر بن عبد العزيز] (4) رجلا من (5) أهل الشام، و أمره أن يجمع بين إياس و بين القاسم بن ربيعة الجوشني من بني عبد اللّه بن غطفان، و يولّي القضاء أنفذهما. فقدم يجمع بينهما. فقال إياس للشامي: سل عني و عن القاسم فقيهي المصر الحسن و ابن سيرين، و لم يكن إياس يأتيهما، فعلم القاسم أنه إن سألهما أشارا به، فقال الشامي: لا تسأل عنه، فو اللّه الذي لا إله إلاّ هو إنّ إياسا لأفضل مني و أفقه و أعلم بالقضاء، فإن كنت ممن يصدق قولي (6)،و إن كنت كاذبا فما يحلّ أن توليني و أنا كذّاب. فقال إياس للشامي: إنك جئت برجل فأقمته على جهنم، فافتدى نفسه من النار أن تقذفه فيها بيمين حلفها كذب فيها يستغفر اللّه عزّ و جلّ منها، و ينجو مما يخاف. فقال الشامي: أما إذا فطنت لهذا فإني أوليك، فاستقضاه فلم يزل على القضاء سنة ثم هرب، و كان يفصل بين الناس إذا تبيّن له الأمر حكم به.

ص: 23


1- قوله:«أن أنسا» مكانها بالأصل:«ابن اسبا» و المثبت عن تهذيب التهذيب 247/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب التهذيب.
3- بالأصل: سيبخة و المثبت عن م، و الضبط عن التبصير.
4- ما بين معكوفتين زيادة ضرورية عن أخبار القضاة لوكيع 312/1.
5- بالأصل «إلى» خطأ، و الصواب ما أثبت، و في أخبار وكيع: وجه رجلا إلى البصرة.
6- زيد في وكيع: فما ينبغي أن تتركه و توليني.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، حدّثنا عامر بن حفص - يعني أبا اليقظان - أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عديّ بن أرطأة: اجمع ناسا من قبلك فشاورهم في إياس بن معاوية و القاسم بن ربيعة الجوشني و استقض أحدهما. فجمع عديّ ناسا فحلف القاسم أن إياسا أعلم بالقضاء و أصلح له مني فولاّه عديّ .

قال: و حدّثنا خليفة، حدّثني سهل بن يوسف، حدّثنا خالد الحذّاء، قال: قال لي إياس بن معاوية: إن هذا الرجل قد بعث إليّ فانطلقت معه، فدخل على عديّ ثم خرج و معه حرسي فقال: أبى أن يعفيني فأتى المسجد فصلّى ركعتين ثم قال للحرسي قدم، فما قام حتى قضى سبعين قضية (1) ثم خرج إياس من البصرة في قصة (2) كانت فولّى عدي الحسن بن أبي الحسن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمرو بن السماك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا جرير، عن مغيرة قال: ولّى عديّ بن أرطأة إياس بن معاوية قضاء البصرة فأبى و قال: بكر بن عبد اللّه خير مني، فقال له: إنّه قال: إنك خير منه. قال: لو لم تعتبر فضله إلاّ من تفضيله إيّاي عليه كان ينبغي، فلم يقعد بكر و قعد إياس (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي بن محمد، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدّثنا الأصمعي، حدّثنا عبيد (4) بن عمرو القيسي، قال: قيل لإياس بن معاوية: يا أبا واثلة اختر لنا قاضيا نوليه القضاء فقال: ما أتقلد ذلك، فقيل له: لو وجدت رجلا ترضاه أ كنت تشير علينا به ؟ فقال: نعم، فقيل له:

أ ترى له أن يلي القضاء؟ فقال: نعم، فقيل له: إنك خيار رضا فولي القضاء و هو كاره.

ص: 24


1- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 317/1-318.
2- القصة أوردها وكيع في أخبار القضاة 313/1-315.
3- الخبر في أخبار القضاة 318/1 و فيه بكير المرّي بدل بكر بن عبد اللّه.
4- في أخبار القضاة 317/1 عبد اللّه بن عمر القيسي.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، حدّثنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا الحسين بن الحسن، حدّثنا الزّيادي، حدّثنا الأصمعي: أن عمر بن هبيرة قال لإياس بن معاوية لما أراده على القضاء قال: لأني لا أصلح، قال له:

و كيف ذلك لأني عييّ و أنا دميم و إني حديد. فقال ابن هبيرة: أما الحدّة فإن السوط يقوّمك، و أما الدمامة فإني لا أريد أن أحاسن بك، و أما العيّ فقد عثرت على ما أريد و إن كنت عند نفسك عييا فذاك أجدر.

قال الزّيادي: و قيل لإياس لما ولي القضاء: إنك تعجل بالقضاء. قال إياس: كم لكفك من إصبع ؟ فقال: خمسة، فقال له إياس: عجّلت بالجواب. قال: لم يعجّل من استيقن علما. فقال إياس: هذا جوابي.

قال: و حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن يوسف، حدّثنا أبو عبيد، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حميد الطويل، قال: لما ولي إياس بن معاوية القضاء دخل عليه الحسن و إياس يبكي فقال له: ما يبكيك ؟ فذكر إياس الحديث: القضاة ثلاثة: اثنان في النار، و واحد في الجنة. فقال الحسن: إن فيما قصّ اللّه عليك من نبأ داود و سليمان ما يرد قول هؤلاء الناس ثم قرأ وَ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ إِذْ يَحْكُمٰانِ فِي الْحَرْثِ الآية، إلى قوله فَفَهَّمْنٰاهٰا سُلَيْمٰانَ وَ كُلاًّ آتَيْنٰا حُكْماً وَ عِلْماً (1)فحمد سليمان و لم يذم داود.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أنا حميد، قال (2):لما استقضي إياس أتاه الحسن فبكى إياس فقال: يا أبا سعيد إنه بلغني: أن القضاة ثلاثة: رجل اجتهد و أخطأ فهو في النار، و رجل مال به الهوى فهو في النار، و رجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة، قال الحسن: أخذ اللّه على الحكام ثلاثة: أن لا يشتروا به ثمنا، و لا يخشوا فيه الناس، و أن لا يتّبعوا الهوى قال: ثم قرأ هذه الآية: يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ

ص: 25


1- سورة الأنبياء، الآية:78 و 79.
2- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 313/1 باختلاف و اختصار.

فَاحْكُمْ بَيْنَ النّٰاسِ بِالْحَقِّ وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ فَيُضِلَّكَ (1) و قال: لاٰ تَشْتَرُوا بِآيٰاتِي ثَمَناً قَلِيلاً (2)و إن فيما قضى من نبأ داود و سليمان ما يرد قول هؤلاء الناس الذين يقولون، ثم قرأ وَ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ إِذْ يَحْكُمٰانِ فِي الْحَرْثِ إذ نفشت فيه غنم القوم و كنا لحكمهم شاهدين، قال: فأثنى اللّه على سليمان خيرا و لم يذم داود.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمر بن مندة، أنا أبو محمد بن يوة، حدّثنا أبو الحسن اللّبناني، حدّثنا أبو بكر القرشي، حدّثنا بسام بن يزيد، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا حميد أنّ إياس بن معاوية لما استقضى أتاه الحسن فبكى إياس فقال له الحسن: ما يبكيك ؟ قال: يا أبا سعيد بلغني أن القضاة ثلاثة: رجل اجتهد و أخطأ فهو في النار، و رجل مال به الهوى، فهو في النار، و رجل اجتهد و أصاب فهو في الجنة. فقال الحسن: إن فيما قضى اللّه من - يعني - نبأ داود و سليمان ما يردّ قول هؤلاء، يقول اللّه جل و عز: وَ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ إِذْ يَحْكُمٰانِ فِي الْحَرْثِ إلى قوله: وَ عِلْماً فأثنى اللّه على سليمان و لم يذم داود. ثم قال الحسن: إن اللّه أخذ على (3) العلماء ثلاثة: لا يشترون به ثمنا،[قليلا] (4) و لا يتّبعون فيه الهوى، و لا يخشون فيه أحدا، ثم قرأ هذه الآية: وَ كَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَ عِنْدَهُمُ التَّوْرٰاةُ فِيهٰا حُكْمُ اللّٰهِ إلى قوله: وَ لاٰ تَشْتَرُوا بِآيٰاتِي ثَمَناً قَلِيلاً .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسد، حدّثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال إبراهيم لإياس بن معاوية: لو لا خصال فيك كنت أنت الرجل قال: و ما هي ؟ قال: تقتضي قبل أن تفهم، و لا تبالي من جالست، و لا تبالي ما لبست.

قال: أما قولك: أقضي قبل أن أفهم فإنهم: أكثر ثلاثة أو اثنين ؟ قال لا، بل ثلاثة. قال: ما أسرع ما فهمت قال: و من لا يفهم هذا؟ قال: كذلك أنا لا أقضي حتى أفهم. و أما قولك:

إني لا أبالي مع من جلست فإني أجلس مع من يرى لي أحبّ إليّ من أن أجلس مع من أرى له، و أما قولك: إني لا أبالي ما لبست، فلأن ألبس ثوبا يقي نفسي، أحبّ إليّ من أن ألبس ثوبا أقيه بنفسي (5).

ص: 26


1- سورة ص، الآية:26.
2- سورة المائدة، الآية:44.
3- بالأصل «عن» و المثبت عن أخبار القضاة 313/1.
4- سقطت من الأصل، و الزيادة عن أخبار القضاة.
5- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 316/1-317 عن ابن شوذب أو غيره باختلاف الرواية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حمّاد بن زيد، قال: عزل عبد اللّه بن يزيد السّلمي أو مات عن القضاء، فجعل أيوب يقول: لو رموها بحجرها، لو رموها بحجرها يعني إياس بن معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي محمد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدّثنا الأصمعي، حدّثنا حمّاد بن زيد قال: كان أيوب يقول: لقد رموها بحجرها - يعني إياس بن معاوية - حين ولي القضاء.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا أبي، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب قال: كنت أسمع عن إياس بقضاء يشبه قضاء شريح، فأخبرني إياس بعد ذلك قال: كنت أبعث خالد الحذّاء إلى محمد - يعني ابن سيرين - نسأله.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بحر محمد بن الحسن ح.

و أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي ح.

و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، أنا أبو بحر محمد بن الحسن البربهاري، حدّثنا محمد بن غالب بن حرب، حدّثنا سليمان بن عبد الجبار بن زريق الخيّاط ، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا أبو هلال، حدّثنا داود بن أبي هند، قال: قال لي إياس بن معاوية: أنا أكلم الناس بنصف عقلي، و إذا اختصم إليّ الاثنان جمعت عقلي كله.

و في حديث أبي نعيم: اثنان، و لم يقل الخطيب: بن حرب (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو بكر الحميدي

ص: 27


1- حلية الأولياء 142/3.

و محمد بن يحيى، قالا: حدّثنا سفيان، قال: سمعت ابن شبرمة، قال: قالوا لإياس بن معاوية: إنّك معجب برأيك قال: لو لم أعجب به لم أقض (1) به.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبي، أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن يوسف الجريري (2)،حدّثنا أحمد بن الحارث، أنا أبو الحسن المدائني، عن أبي محمد القرشي، قال (3):استودع رجل رجلا ماله، ثم طلبه فجحده، فخاصمه إلى إياس - يعني ابن معاوية - فقال الطالب: إني دفعت المال قال: و من حضرك ؟ قال: دفعته إليه في مكان كذا و كذا و لم يحضرنا أحد، قال: فأي شيء كان في ذلك الموضع ؟ قال: شجرة، قال: فانطلق إلى ذلك الموضع و انظر إلى الشجرة فلعل اللّه تعالى يوضح لك هناك ما يبيّن (4) لك حقك، لعلك دفنت مالك عند الشجرة و نسيت، فتذكر إذا رأيت الشجرة، فمضى الرجل، و قال إياس للمطلوب: اجلس حتى يرجع خصمك، فجلس و إياس يقضي و ينظر إليه ساعة، ثم قال له: يا هذا أ ترى صاحبك بلغ موضع الشجرة التي ذكر؟ قال: لا، قال: يا عدو اللّه إنك لخائن (5)،قال: أقلني أقالك اللّه، فأمر من يحتفظ به حتى جاء الرجل، فقال له إياس: قد أقرّ لك بحقّك فخذه به.

قال الحسن و أنا أبي، قال الخطيب: و أنا علي بن أبي علي المعدّل، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أحمد (6) بن محمد بن يوسف الجريري، أنا أحمد بن الحارث، أنا أبو الحسن المدائني، عن روح أبي الحسن القيسي، قال (7):استودع رجل رجلا من أفناء الناس مالا قال: و كان أمينا لا بأس به و خرج المستودع إلى مكة فلما رجع طلبه فجحده، فأتى إياسا - يعني ابن معاوية - فأخبره، فقال له إياس: أعلم أنك أتيتني ؟ قال: لا، قال فنازعته عند أحد؟ قالا: لم يعلم أحد بهذا، قال: فانصرف و اكتم أمرك ثم عد

ص: 28


1- بالأصل: لم أقضى.
2- بالأصل و م «الحريري» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تاريخ بغداد 376/1.
3- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 342/1.
4- بالأصل: بين.
5- رسمها غير واضح، و المثبت عن م، و انظر أخبار القضاة لوكيع.
6- كذا، تقدم: محمد بن أحمد بن يوسف.
7- أخبار القضاة لوكيع 371/1.

إليّ بعد يومين، فمضى الرجل فدعا إياس أمينه ذلك قال: قد حضر (1) مال كثير (2) أريد أن أصيّره إليك أ فحصين منزلك ؟ قال: نعم، قال فأعدّ (3) موضعا للمال و قوما يحملونه. و عاد الرجل إلى إياس فقال له انطلق إلى صاحبك فاطلب مالك، فإن أعطاك فذاك، و إن جحدك فقل له: إني أخبر القاضي، فأتى الرجل صاحبه فقال: مالي و إلاّ أتيت القاضي أشكوك إليه و أخبرته بأمري فدفع إليه ماله. فرجع الرجل إلى إياس فقال: قد أعطاني المال، و جاء الأمين إلى إياس لموعده فزبره و انتهره و قال: لا تقربني يا خائن.

قال الحسن: و أنا أبي، قال الخطيب: و أنا ابن أبي علي، أنا أبو بكر بن شاذان، نا محمد بن أحمد الجريري (4)،نا أحمد بن الحارث، نا أبو الحسن، عن عبد اللّه بن مصعب السّليقي قال (5):استودع رجل رجلا كيسا فيه دنانير و غاب الرجل فطالت غيبته، فلما طال الأمر فتق المستودع الكيس من أسفله و أخذ الدنانير و جعل في الكيس دراهم و خيطه و الخاتم على حاله؛ فقدم صاحب المال بعد خمس عشرة سنة فطلب ماله فدفع إليه الكيس بخاتمه فلم يقبله و قال: هذه دراهم و مالي دنانير. قال: هذا كيسك بخاتمك فرافعه إلى عمر بن هبيرة فقال لإياس بن معاوية: انظر في أمر هذين، فقال إياس للطالب: ما تقول ؟ قال: أعطيته كيسا فيه دنانير. قال: مذ كم قال: مذ خمس عشرة سنة، قال للآخر:

ما تقول ؟ قال: كيسه بخاتمه قال: منذ كم ؟ قال: منذ خمس عشرة سنة، قال ففضوا الخاتم فنثروا الدراهم، فوجدوا ضرب عشر سنين، و خمس سنين و أقلّ و أكثر. قال: أقررت أنه عندك منذ خمس عشرة سنة، و في الكيس ضرب عشر سنين و خمس سنين؛ فأقر بالدنانير فألزمه إياها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا عبد اللّه بن مسلم، عن قتيبة، حدّثنا سهل بن محمد، عن الأصمعي عن معتمر قال: ردّ رجل جارية استبرأها من رجل غلبه، فخاصمه إلى إياس بن معاوية فقال له: لم تردها؟ قال: أردها بالحمق قال إياس لها: أي رجليك أطول ؟ قالت:

ص: 29


1- عند وكيع: اجتمع عندي.
2- بالأصل «كثيرا».
3- عن وكيع و بالأصل «فادع».
4- بالأصل «الحريري» و الصواب ما أثبت بالجيم.
5- أخبار القضاة لوكيع 342/1.

هذه. قال: أ تذكرين أي ليلة ولدت ؟ قالت: نعم، قال إياس: ردّ ردّ (1).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة بن زاهر الحضرمي، أنا أبو سعيد الأشجّ - فيما كتب إلينا - حدّثنا إسحاق عن مالك، عن الزهري قال: سمعت أبا بكر يقول: شهد رجل عند إياس بن معاوية فقال له: ما اسمك قال: أبو العنقر فلم يجز شهادته.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو المعالي ثابت بن بندار، قالا: أنا محمد بن أحمد البابسيري، حدّثنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، حدّثنا محمد بن مسعر، قال: قال رجل لإياس بن معاوية: علّمني القضاء فقال: إن القضاء - لا يتعلم - فهم - زاد ثابت: ان القضاء فهم، و قالا: و لكن لو قلت علّمني من العلم و لم يسمّ ثابت: بن مسعر محمدا و انتهت رواية ثابت - و زاد ابن خيرون: بإسناده قال: و أنا أبي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا عمر بن علي، قال: كان إياس بن معاوية يجلس إلى رجل من الصيارفة في السوق يتحدث إليه فولي القضاء فما ترك ذلك المجلس.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: قال سليمان بن أبي شيخ وقع بين إياس بن معاوية و بين عديّ بن أرطأة تباعد فخرج إياس إلى عمر بن عبد العزيز يشكو عديا فولّى عديّ الحسن البصري، و كتب إلى عمر يقع في إياس و يمدح الحسن (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا الحسين بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا أبو محمد التميمي عن شيخ من قريش قال: قيل لإياس بن معاوية: إنّك تكثر الكلام، قال: أ فبصواب أتكلم أم بخطإ؟ قال: بصواب قال: فالإكثار من الصواب أفضل.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحنفي، حدّثنا محمد بن الحارث، عن

ص: 30


1- الخبر في أخبار القضاة 327/1-328.
2- أخبار القضاة 315/1.

المدائني، قال: قيل لإياس بن معاوية: ما فيك إلاّ كثرة الكلام قال: أ فتسمعون صوابا أو خطأ؟ قالوا: لا بل صوابا، قال: فالزيادة في الخير خير. قال: و ما رمي إياس بالعيّ قطّ ، و إنما عابوه بالإكثار. و كان يقال بالبصرة شيخها الحسن و فتاها إياس بن معاوية.

قال: و حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا إبراهيم بن علي، حدّثنا محمد بن سلام، قال: قيل لإياس: ما فيك عيب غير أنك معجب بقولك. فقال لهم: أ فأعجبكم قولي ؟ قالوا (1):نعم. قال: فأنا أحق بأن أعجب بما أقول و ما يكون مني. قال: و هذا مما استحسنه الناس من قوله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب عن (2) سليمان بن حرب - بالبصرة - حدّثنا حمّاد بن زيد، قال: كنا في مكان أيوب ثم إياس بن معاوية و الصلت بن دينار، قال:

فجعل إياس يتحدث و جعل الصلت يتقدر له إذا فرغ يحدث قال: فضرب إياس فخذه بيده و قال: اسكت؛ قال: فقال له الصلت: أبلعني ريقي، دعني أتنفس، فقال إياس: أ ترون هذا. فإن امرأة هذا سيئة الخلق قال: فقال الصلت: صدقت و اللّه، إنها سيئة الخلق، من أين علمت ؟[فقال]: من عندها و قد ساء خلقها عليك فهذا من ذاك.

أنبأنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني، أخبرني أبو عبد اللّه بن أبي الخطاب، حدّثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الرافقي، حدّثنا الحنفي، حدّثنا ابن أبي شيخ، حدّثنا الحارث بن مرّة قال: نظر إياس بن معاوية إلى رجل فقال: هذا غريب و هو من أهل واسط و هو معلم و هو يطلب عبدا أبق (3) له، فوجدوا الأمر على ما قال. فقيل له: فقال: رأيته يمشي و يلتفت فعلمت أنه غريب، و رأيته و على ثوبه حمرة تربة واسط فعلمت أنه من أهلها، و رأيته يمرّ بالصبيان فيسلم عليهم و لا يسلم على الرجال فعلمت أنه معلّم، و رأيته إذا مرّ بذي هيئة لم يلتفت إليه و إذا مر بذي أسمال تأمله، فعلمت أنه يطلب آبقا.

قال: و حدّثنا محمود بن محمد: حدّثني هلال بن العلاء، حدّثنا القاسم بن

ص: 31


1- بالأصل: قال.
2- بالأصل «بن» خطأ و الصواب عن م.
3- رسمها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت.

منصور، حدّثني عمر بن بكير، قال: مرّ إياس بن معاوية فسمع قراءة من علية فقال: هذه امرأة حامل بغلام فقيل فقال: سمعت صوتها و نفسها يخالطه فعلمت أنها حامل، و سمعت صوتا ضحلا فعلمت أنه غلام. و مرّ بعد حين بكتّاب فيه صبيان فنظر إلى صبيّ منهم فقال:

هذا ابن تلك المرأة (1).

و كان يوما جالسا في المسجد فدخل من بابه ثلاث نسوة فقال: الأولى ثكلى و الثانية حبلى و الثالثة حائض، فسأل عنهن فكنّ كما قال: فقال: رأيت الأولى تنظر إلى الأحداث و ترد طرفا كليلا فعلمت أنها ثكلى (2)،و رأيت الثانية تمشي و تعتمد على وركها الأيسر فعلمت أنها حبلى، و رأيت الثالثة تريد الدخول إلى البيت و تتهيب فعلمت أنها حائض.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أحمد بن عبد اللّه المحاملي، قال: وجدت في كتاب جدي القاضي أبي عبد اللّه الحسين بن إسماعيل - بخط يده - حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا نعيم بن حمّاد، أخبرني إبراهيم بن مرزوق البصري (3) قال: كنا عند إياس بن معاوية قبل أن يستقضى، قال: و كنا نكتب (4)عنه الفراسة كما نكتب من صاحب الحديث الحديث قال: إذ جاء رجل فجلس على دكان (5) مرتفع بالمربد فجعل يترصّد الطريق فبينما هو كذلك، إذ (6) نزل فاستقبل رجلا في وجهه (7) ثم رجع إلى موضعه. قال: فقال إياس بن معاوية: قولوا في هذا الرجل قالوا: ما نقول ؟ رجل طالب حاجة، قال: فقال: معلّم صبيان قد أبق له غلام أعور، فإن أردتم أن تستفهموه ذلك فقوموا إليه فاسألوه. قال: فقام إليه بعضنا فقال له: إنّا نراك منذ اليوم هاهنا أ لك حاجة تستعين بنا على شيء؟ قال: فقال: لي غلام نساج كان يغل علينا، و قد زاع منذ أيام، قال: فقالوا: صف لنا غلامك وصف لنا موضعك، قال: فقال أما أنا فأعلم الصبيان بالكلإ (8)،و أما غلامي فغلام من صفته كذا و كذا إحدى عينيه ذاهبة. قال: فرجعنا إليه فقلنا

ص: 32


1- الخبر في أخبار القضاة 362/1 باختلاف الرواية.
2- بالأصل «بكر» و في م: تكلى و لعل الصواب ما أثبت، حسب مقتضى سياق الخبر.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن أخبار القضاة لوكيع 328/1.
4- بالأصل في الموضعين «يكتب» و المثبت عن م و انظر أخبار القضاة.
5- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م و انظر أخبار القضاة.
6- بالأصل «إذا».
7- يعني أنه نظر في وجهه.
8- في التهذيب: بالأجر.

له: كما قلت، و لكن كيف علمت أنه معلّم صبيان ؟ قال: رأيته جاء فجعل يطلب موضعا يجلس فيه، فعلمت أنه يطلب عادة في الجلوس، فنظر إلى أرفع شيء يقدر عليه، فجلس عليه فنظرت في قدره فإذا ليس قدره قدر الملوك،[فنظرت] (1) فيمن اعتاد في جلوسه جلوس الملوك فلم أجدهم إلاّ المعلّمين، فعلمت أنه معلم صبيان، فقلنا له: كيف علمت أنه أبق (2) له غلام أعور؟ قال: إني رأيته يترصّد الطريق فبينما هو كذلك إذ نزل فاستقبل رجلا [مقبلا] (3) فعلمت أنه شبهه بغلامه [فنظر في وجهه، فلو كان غلامه أعمى لعرفه في ترجحه في مشيته، فعلمت أنه نظر في وجهه إلى عينه، فعلمت أن غلامه أعور قد] (4)ذهبت إحدى عينيه.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللّبناني، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن الحسين، حدّثنا عبيد اللّه بن محمد، حدّثني حمّاد بن سلمة، عن حميد قال: لما ماتت أم أياس بن معاوية بكى فقيل: ما يبكيك يا أبا واثلة ؟ قال: كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأغلق أحدهما (5).

قال: و حدّثني محمد، حدّثنا داود بن محيريز، حدّثنا أعين الخيّاط ، قال: سمعت بكر بن عبد اللّه المزني يعزّي إياسا على أمه فقال: يا أبا واثلة، أمّا أحد بابيك فقد أغلق عنك، فانظر كيف تكون في الباب المفتوح. قال: فبكى إياس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمد بن عثمان أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا سفيان قال: قال الأعمش: دعوني إلى إياس بن معاوية فدعوني إلى رجل كلما فرغ من حديث، أخذ بذنب آخر (6).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي

ص: 33


1- الزيادة عن أخبار القضاة.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن أخبار القضاة.
3- زيادة عن أخبار القضاة.
4- زيادة عن أخبار القضاة.
5- أخبار القضاة 344/1.
6- الخبر في أخبار القضاة 346/1 باختلاف.

نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة، قال: قال ابن أبي عمر: أن سفيان حدّثهم عن الأعمش قال: دعوني إلى إياس فكان كلما حدّث بحديث وصله بآخر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا محمد بن أحمد، حدّثنا محمد، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا أبو هلال، حدّثنا داود بن أبي هند، قال: قال إياس بن معاوية:

كل من لا يعرف عيبه فهو أحمق، قيل: يا أبا واثلة فما عيبك أنت ؟ قال: كثرة الكلام (1).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا سليمان بن حرب ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمد بن علي بن محمد الخشّاب، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا محمد بن عبد الرّحمن الدّغولي (2)، حدّثني محمد بن نصر بن الحجاج، نا موسى بن إسماعيل، قالا: حدّثنا أبو هلال، عن داود بن أبي هند، قال: قال إياس بن معاوية: ما من رجل لا يعرف عيب نفسه إلاّ و هو أحمق - و في حديث سليمان: كل من لا يعرف عيبه فهو أحمق - قيل: يا أبا واثلة فما عيبك ؟ قال: كثرة الكلام (3).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمد بن أحمد بن علي الآبنوسي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّرقندي، و أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو محمد الصّريفيني ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو محمد الصّريفيني، قالوا: أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصريفي.

حدّثنا أبو نصر محمد بن حمدوية بن سهل المروزي، أنا أبو الموجّه محمد بن

ص: 34


1- الخبر في أخبار القضاة 345/1-346 باختلاف و حلية الأولياء 124/3.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى دغول اسم رجل.
3- أخبار القضاة 346/1-347.

عمرو، أنا - و قال ابن الآبنوسي: حدّثنا - محمد بن غالب، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا أبو هلال، عن داود بن أبي هند، قال: قال لي إياس بن معاوية بن قرّة: من لا يعرف عيبه فهو أحمق (1) قلت: يا أبا واثلة ما عيبك ؟ قال: كثرة الكلام.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا سعيد بن راشد، حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: سمعت إياس بن معاوية يقول: يقولون: الناس لا يعرفون عيوب أنفسهم و أنا أعرف عيب نفسي، أنا رجل مكثار، و كان كذلك لا يجلس مجلسا إلاّ غلبه، قال ضمرة: و سمعت من يقول: كان أبو إياس يقول: إن الناس ولدوا أبناء و ولدت أبا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني دعلج بن أحمد السّجزي (2)،حدّثنا أحمد بن علي الأبّار، حدّثنا محمد بن سلاّم الجمحي، قال (3):زعم عبد القاهر بن السّري، قال: قال إياس بن معاوية: ما من رجل عاقل إلاّ و هو يعرف عيب نفسه، قال: فقيل له: فما عيبك يا أبا واثلة ؟ قال: الإكثار. قال:

ثم ؟ قال: أم و اللّه مع ذلك و إن أكثرت ما تدبّر قول عاقل إلاّ وجد فيه بعض ما ينتفع به.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني، قال: إياس بن معاوية أدرك يوسف بن عمر و مات إياس بعبدسا و كانت له فيها ضيعة فخرج من البصرة لرؤيا رآها (4).

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و قال الهيثم: و في سنة اثنتين (5) و عشرين مات إياس بن معاوية، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك.

ص: 35


1- بالأصل:«أحمد» و المثبت مما سبق من رواية.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 30/16(21).
3- الخبر في أخبار القضاة 346/1-347 باختلاف العبارة في آخره.
4- تهذيب التهذيب 247/1.
5- بالأصل: اثنين.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خياط ، قال: و فيها يعني سنة اثنتين و عشرين و مائة مات إياس بن معاوية بن قرّة المزني بواسط .

844 - إياس بن الوليد الفزاري

844 - إياس بن الوليد الفزاري (1)

شاعر كان في صحابة الوليد بن يزيد فلما قتل رثاه.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد المعدّل، حدّثنا أبو علي الحسن بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثنا أبو العباس المديني، حدّثني العقيلي، قال: قال إياس بن الوليد الفزاري و كان مع الوليد بن يزيد فلما رآه رآه قتيلا قال:

تقلّب في أثوابه و كأنما *** تقلّب منه في الدماء قضيب

ص: 36


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

ذكر من اسمه أيمن

845 - أيمن بن خريم بن الأخرم

ابن شدّاد بن عمرو بن فاتك بن

القليب بن عمرو (1) بن أسد بن

خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار (2)

أبو عطية الأسدي

له صحبة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثين اختلف في أحدهما، و روى عن أبيه و عمه سبرة بن فاتك و كانا صحابيين، و كان شاعرا.

روى عنه: الشعبي، و أبو إسحاق، و فاتك بن فضالة، و روى سفيان بن زياد عنه و لم يسمع.

و كان يسكن دمشق في محلة القصّاعين ثم تحوّل إلى الكوفة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا عبد اللّه بن مندة، أنا سهل بن السري البخاري، حدّثنا صالح بن محمد البغدادي، حدّثنا محمد بن هشام الكوفي، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن شيخ من بني أسد - و هو سفيان بن زياد - حدّثني أيمن بن خريم، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أيمن، قومك أسرع النّاس هلاكا» كذا في

ص: 37


1- بالأصل:«عمر» و المثبت عن أسد الغابة 188/1 و الإصابة 92/1 و خريم بالتصغير، و وردت في الاستيعاب 89/1 بالدال المهملة و في م: عمرو.
2- ترجمته في الاستيعاب و أسد الغابة و الإصابة، و الوافي بالوفيات 30/10 و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

هذا الحديث. و إنما هو محمد بن يزيد أبو هشام، و رواه غيره عن أبي هشام و رواه غيره عن أبي هشام فلم يسمّ سفيان بن زياد[2475].

أنبأه أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمد بن أحمد بن حمدان، حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا محمد بن يزيد الرفاعي، حدّثنا أبو بكر بن عياش، حدّثني شيخ من بني أسد، حدّثني أيمن بن خريم الأسدي، قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يا أيمن إنّ قومك أسرع العرب هلاكا». و سفيان لم يسمع من أيمن، و إنما يروي عن فاتك بن فضالة، عن خريم، و قيل بل حديثه عن أبيه، عن حبيب بن النعمان، عن خريم بن فاتك[2476].

أخبرنا أبو الحسن البقشلان، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثنا جدي، حدّثنا مروان بن معاوية، عن سفيان بن زياد الأسدي، عن فاتك بن فضالة، عن أيمن بن خريم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام خطيبا فقال:«يا أيها الناس عدلت شهادة الزّور إشراكا باللّه» ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (1)(2)[2477].

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، أنا سفيان بن زياد، عن فائد بن فضالة، عن أيمن بن خريم، قال: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خطيبا فقال:«يا أيها الناس عدلت شهادة الزّور إشراكا باللّه» ثلاثا ثم قرأ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ كذا قال، و صوابه فاتك (4)[2478].

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم، أنا أبو عامر محمود بن القاسم و أبو نصر التّرياقي و أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمود، أنا أبو العباس المحبوبي، أنا أبو عيسى التّرمذي، قال: و قد اختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد، و لا يعرف لأيمن بن خريم سماعا من النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 38


1- سورة الحج، الآية:30.
2- الحديث في أسد الغابة و فيه: الإشراك باللّه.
3- مسند الإمام أحمد 322/4.
4- في مسند أحمد «فاتك» أيضا، و بالأصل:«و اجتنبوا» و الصواب «فاجتنبوا» كما أثبتنا.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم [بن] محمد بن الخفّاف - قراءة عليه، سنة سبع و أربعين و أربعمائة - أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات، حدّثنا أبو الفضل محمد بن علي بن حرب الرّقّي القاضي، حدّثنا أيوب بن محمد الورّاق حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدّثنا سفيان بن زياد، عن فاتك بن فضالة، عن أيمن بن خريم الأسدي، قال: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خطيبا فقال:«يا أيها الناس عدلت شهادة الزّور إشراكا باللّه عزّ و جلّ و عدلت شهادة الزّور إشراكا (1) باللّه عزّ و جلّ و عدلت شهادة الزور إشراكا (2) باللّه عزّ و جلّ »[2479] حتى قالها ثلاثا، ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ هكذا رواه مروان الفزاري و خالفه محمد و يعلى، ابنا عبيد فروياه، عن سفيان بن زياد، عن أبيه، عن حبيب بن النعمان، عن خريم بن فاتك.

فأما حديث محمد فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي (3) و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، حدّثنا محمد و يعلى، ابنا (4) عبيد، عن سفيان بن محمد العصفري، عن أبيه، عن حبيب بن النعمان الأسدي، عن خريم بن فاتك - زاد الشّحّامي: الأسدي - قال: صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاة الصبح فلما انصرف قام قائما فقال:«عدلت شهادة الزّور بالشرك (5)باللّه» ثلاث مرات، ثم تلا هذه الآية وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفٰاءَ لِلّٰهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ [2480].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (6)،قال محمد بن عبيد: حدّثنا سفيان العصفري، عن أبيه، عن حبيب بن النعمان الأسدي - ثم أحد بني عمرو بن أسد - عن خريم بن فاتك

ص: 39


1- بالأصل «إشراك» و الصواب عن م.
2- بالأصل: إشراك و الصواب عن م.
3- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة المجلد السابع).
4- بالأصل «أنبأنا» خطأ، و الصواب ما أثبت و قد مرّت قريبا.
5- بالأصل: و بالشرك.
6- مسند الإمام أحمد 321/4.

الأسدي قال: صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاة الصبح فلما انصرف قام قائما فقال:«عدلت شهادة الزّور الإشراك باللّه تبارك و تعالى» ثم تلا هذه الآية وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفٰاءَ لِلّٰهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ [2481].

و أما حديث يعلى: فأخبرناه أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثني زهير بن محمد المروزي، حدّثنا يعلى بن عبيد، عن سفيان بن زياد، عن أبيه، عن حبيب بن النعمان، عن خريم بن فاتك، قال: صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الصبح ثم التفت إلينا فقال:«عدلت شهادة الزّور إشراكا باللّه» ثم قرأ: وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفٰاءَ لِلّٰهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ »إلى آخر الآية (1)[2482].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمد بن بالوية، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصمّ ، حدّثنا عباس بن محمد، قال:

سمعنا يحيى بن معين يقول في حديث خريم بن فاتك: الحديث كما حدّث به محمد بن عبيد و مروان بن معاوية لم يقمه.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (2)،قال: أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي سمع أباه و عمه، روى عنه الشعبي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة الصّيدلاني، أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد الزّعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: أيمن بن خريم بن الأخرم بن شدّاد بن عمرو بن الفاتك بن القليب بن عمرو بن أسد، و أم أيمن أم الظباء (3) ابنة ثعلبة بن عمر بن حفص بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان.

ص: 40


1- سورة الحج، الآية:30.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 25/2.
3- في أسد الغابة 188/1 الصماء.

و قرأنا على أبي عبد اللّه، عن أبي تمام بن أبي خازم، أنا أحمد بن عبيد بن بيري (1)،حدّثنا محمد بن الحسين الزّعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال:

أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي، يكنى أبا عطية، و هو أيمن بن خريم بن الأخرم بن شدّاد بن عمرو (2) بن الفاتك بن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.

قرأت على أبي نصر بن خيرون، عن أبي محمد الجوهري و أبي جعفر بن المسلمة، عن محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال (3):أيمن بن خريم بن الأخرم بن شدّاد بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، و أيمن يكنى أبا عطية و كان [أبرص] (4) و لأبيه خريم بن فاتك صحبة، و قيل إن لأيمن أيضا صحبة و له مع عمر بن الخطاب خبر، و رثى (5) عثمان بن عفان. و هو القائل لعبد الملك بن مروان و كان دعاه إلى حرب ابن الزبير، فذكر البيتين، و قال في الثالث:

أ أقتل مسلما في غير جرم *** فلست بنافعي ما عشت عيشي (6)

كذا قال، و إنما قال ذلك لمروان بن الحكم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: أيمن بن خريم (7) بن فاتك و هو ابن الأخرم بن شدّاد بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو بن أسد، و أمه الصّمّاء بنت ثعلبة بن عمر بن حصن بن مالك الأسدي، له و لأبيه و عمه صحبة. روى عنه الشعبي. و أبو إسحاق، و فاتك بن نعيم.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : أيمن بن خريم بن فاتك بن الأخرم بن شدّاد بن عمر (8) بن فاتك [بن] القليب بن عمر بن أسد.

ص: 41


1- رسمها بالأصل غير واضح و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 197/17.
2- بالأصل «عمر» خطأ.
3- لم يرد في معجم الشعراء المطبع.
4- لفظة غير مقروءة و استدرك اللفظة عن م.
5- اللفظة غير واضحة بالأصل و الصواب عن م، و انظر الإصابة 92/1.
6- البيت في الاستيعاب 90/1 و أسد الغابة 189/1، و الوافي بالوفيات 31/10.
7- بالأصل: خزيم بالزاي، خطأ.
8- كذا، و تقدم:«عمرو» و الزيادة التالية لازمة.

أمه الظّنّاء و قيل الصّمّاء بنت ثعلبة بن عمر بن عمر بن حصين بن مالك الأسدي. له و لأبيه و عمه صحبة، روى عنه الشعبي، و فاتك بن فضالة، و أبو إسحاق.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما خريم أوله خاء معجمة مضمومة ثم راء مفتوحة - فهو خريم بن فاتك الأسدي، و أيمن بن خريم بن فاتك، سمع أباه، و عمه، روى عنه الشعبي و عبد اللّه بن عمير، و له شعر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن جعفر و محمد بن الحسن ابنا محمد ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدّثنا صالح بن أحمد العجلي، قال: قال أبي (2):أيمن بن خريم تابعي ثقة رجل صالح.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا عبد الملك بن محمد بن بشران، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن فضيل، عن عاصم الأحوال، عن الشعبي قال: أتاني عامري و أسدي قال: و قد أخذ العامري بيد الأسدي فهو لا يفارقه قال فقلت له: يا أخا بني عامر إنه قد كانت لبني أسد ست خصال لا أعلمها (3) كانت لحيّ من العرب: كانت منهم امرأة زوّجها اللّه عزّ و جلّ نبيه صلى اللّه عليه و سلم من السماء، و السفير بينهما جبريل، فكانت هذه لقومك ؟ و كان أول لواء عقد في الإسلام لواء عبد اللّه بن جحش الأسدي، أو كانت هذه لقومك ؟ و كان أول مغنم قسم في الإسلام مغنم عبد اللّه بن جحش أ فكانت هذه لقومك ؟ و كان منهم رجل يمشي بين الناس مقنّعا و هو من أهل الجنة عكّاشة بن حصن (4) الأسدي أخو بني غنم بن دودان، فكانت هذه لقومك ؟ و كان أول من بايع بيعة رضوان أبو سنان (5) عبد اللّه (6) بن وهب

ص: 42


1- الاكمال لابن ماكولا 132/3.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 75.
3- بالأصل:«لا أعملها» و المثبت عن م.
4- كذا بالأصل، و في المختصر:«محصن» و هو الصواب انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 307/1(60).
5- بالأصل:«أبو سفيان» خطأ، و الصواب عن م.
6- بالأصل:«عبد» و الصواب ما أثبت انظر أسد الغابة 157/6 و قيل في اسمه وهب بن عبد اللّه. و بالأصل «هب» و الصواب «وهب» كما أثبتناه.

فقال: يا رسول اللّه ابسط يدك أبايعك قال:«على ما ذا؟» قال: على ما في نفسك. قال:

«و ما في نفسي ؟» قال: فتح أو شهادة. قال:«نعم»، فبايعه قال: فجعل الناس يبايعونه و يقولون على بيعة أبي سنان على بيعة أبي سنان. أ فكانت هذه لقومك ؟ و كانوا سبع المهاجرين[2483].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي أنا أبو عثمان البحيري أنا أبي أبو عمرو، و محمد بن أحمد، حدّثنا أبو بحر البغدادي، حدّثنا حمدان، عن أبي حمزة، عن إسماعيل، عن عامر قال: قال مروان لأيمن بن خريم أ لا تخرج تقاتل قال: لا إنّ أبي و عمي شهدا بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إنهما عهدا إليّ أن لا أقاتل إنسانا يشهد أن لا إله إلاّ اللّه فإن اتيتني ببراءة من النار قاتلت معك قال: اذهب فلا حاجة لنا فيك. قال أيمن بن خريم (1):

و لست بقاتل (2) رجلا يصلّي *** على سلطان آخر من قريش

له سلطانه و عليّ إثمي *** معاذ اللّه من جهل (3) و طيش

أ أقتل مسلما في غير شيء (4) *** فليس بنافعي ما عشت عيشي

أخبرنا أبو محمد [بن] طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عيسى بن أبي حرب، حدّثنا يحيى، حدّثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مطرّف، قال شعبة: فلقيت مطرفا فحدّثني بنحو من حديث إسماعيل عن الشعبي أن ابن (5) مروان قال لخريم بن فاتك أو لابنه: تقاتل ناسا من المسلمين ؟ فقال خريم: إن عمي و أبي شهدا الحديبية و إنهما عاهداني أن لا أقاتل مسلما.

قال: و قال هذه الأبيات ح.

و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا عباس بن محمد الدّوري، حدّثنا يحيى بن أبي بكر، حدّثنا شعبة، عن إسماعيل، عن مطرّف قال: فلقيت مطرّفا

ص: 43


1- الأبيات في الاستيعاب 90/1 و أسد الغابة 189/1 و الوافي 31/10.
2- في المصادر:«و لست مقاتلا» و في الاستيعاب في رواية:«و لست بقاتل أحدا».
3- الاستيعاب و أسد الغابة: من سفه.
4- الاستيعاب و أسد الغابة: جرم.
5- كذا بالأصل «ابن مروان» في هذه الرواية.

فحدّثني نحو حديث إسماعيل عن الشعبي أن عبد الملك بن مروان قال لخريم بن فاتك أو ابن خريم يقاتل ناسا من المسلمين ؟ فقال: إن أبي و عمي شهدا الحديبية و أنهما عهدا إليّ أن لا أقاتل مسلما و قال أبياتا نحو ذلك:

و لست بقاتل رجلا يصلّي *** على سلطان آخر من قريش

له سلطانه و عليّ إثمي *** معاذ اللّه من جهل و طيش

أ أقتل مسلما في غير شيء *** فليس بنافعي ما عشت عيشي

الصواب ابن خريم و هو أيمن كما تقدم، و قوله و شهدا الحديبية أقوى من قول من قال شهدا بدرا و قوله إن عبد الملك وهم أيضا إنما قال له ذلك مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسماعيل، عن الشعبي، قال: قال مروان لأيمن بن خريم يوم المرج (1)،يوم قتل الضحاك بن قيس أ لا تخرج فتقاتل معنا؟ قال: لا إن أبي و عمي شهدا بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعهدا إليّ أن لا أقاتل رجلا يشهد أن لا إله إلاّ اللّه قال: ائتني ببراءة من النار فأنا معك قال: اذهب فلا حاجة لنا فيك،[فقال:]

و لست بقاتل رجلا يصلّي *** على سلطان آخر من قريش

له سلطانه و عليّ إثمي *** معاذ اللّه من جهل و طيش

أ أقتل مسلما في غير شيء *** فليس بنافعي ما عشت عيشي

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب، أنا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمد بن إسماعيل، قال:.

قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبركم إبراهيم بن الحميد، حدّثني إبراهيم بن محمد بن إسماعيل قال: قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد عرعرة عن يحيى بن سعيد قال: قال شعبة: إن إسماعيل بن أبي خالد لم يسمع حديث أيمن بن خريم من (2) الشعبي قال: فسألت إسماعيل فقال: بلى سمعته من الشعبي، و لكن الشعبي لم يسمعه.

ص: 44


1- مرج راهط موضع في غوطة دمشق، جرت فيه الوقعة المشهورة بين مروان بن الحكم و الضحاك بن قيس. تفاصيل الوقعة تراها في كتب التواريخ انظر الطبري 535/5.
2- بالأصل «ابن» خطأ.

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني - إجازة - أنا عمر بن الحسن الشّيباني.

حدّثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، حدّثنا محمد بن سعد، حدّثنا الواقدي، قال: و هذا ممّا لا يعرف لا من أبيه و لا من عمه أنهما شهدا بدرا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، قال: قال أبي: و قد أنكر الواقدي حديث خريم بن فاتك أنه قال: إن أبي و عمي شهدا بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال [ما] (1)شهد أبوه و لا عمّه بدرا كذا قال، إنما أراد حديث أيمن بن خريم. و قال في موضع آخر:

و كان الواقدي ينكر هذا - و غيره من علمائنا - أشدّ الإنكار، و قالوا: أهل بدر أعرف من ذلك لا يستطاع الزيادة فيهم و لا النقصان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثني محمد بن عبد الرحيم قال: قال علي: قال يحيى: قال لي إسماعيل بن أبي خالد من قصة أيمن بن خريم: أن أبي و عمّي شهدا بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم أسمع الشعر من عامر.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، و قرأنا على أبي عبد اللّه أيضا، عن محمد بن محمد بن مخلد، أنا علي بن محمد بن خزفة (2)،قالا: أنا محمد بن الحسن، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: رأيت في كتاب علي بن المدائني ذكر يحيى - يعني القطان - حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن أيمن بن خريم، قال: قال إسماعيل بن أبي خالد: لم أسمع هذا الشعر من عامر - يعني الشعر الذي يذكرون في الحديث.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

ص: 45


1- زيادة للإيضاح.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م و المثبت و الضبط عن التبصير 427/1.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا زحمويه، حدّثنا صالح بن عمر، عن مطرف، عن عامر، قال: لما قاتل مروان الضّحّاك بن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي فقال: أ ما تحب أن تقاتل معنا؟ فقال: إن أبي و عمي شهدا بدرا فعهدا إليّ أن لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فإن جئتني ببراءة من النار، قالا: قاتلت معك ؟ فقال: اذهب و وقع فيه و سبّه - و قال ابن المقرئ: و شتمه - فأنشأ أيمن بن خريم يقول:

و لست (1) بقاتل رجلا يصلّي *** على سلطان آخر من قريش

و قال ابن حمدان: لست مقاتلا.

له سلطانه و عليّ إثمي *** معاذ اللّه من جهل و طيش

أ أقتل مسلما في غير شيء *** فليس بنافعي ما عشت عيشي

و قال ابن حمدان: أقاتل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا ابن عثمان - يعني عبد اللّه - أنا عبد اللّه - يعني ابن المبارك - أنا مليح بن سليمان، قال: كان أيمن بن خريم اعتزل عبد الملك (2) حين كان بينه و بين عمرو - يعني ابن سعيد - ما كان، فعاتبه عبد الملك فقال أيمن:

أ أذهب (3) في حجاج بين عمرو *** و بين خصيمه عبد العزيز

فأهلك بينهم في غير شيء *** و بلغني (4) منهم أهل الكنوز

لعمرك ما هديت إذا لرشدي *** و لا وفّقت للحرز الحريز

فإني تارك لهم (5) جميعا *** و معتزل كما اعتزل ابن كوز

ص: 46


1- بالأصل:«لست» بدون واو، و الزيادة للوزن.
2- الخبر و الأبيات في الأغاني 309/20-311 و المنازعة بين عمرو بن سعيد و عبد العزيز بن مروان.
3- في الأغاني: أ أقتل بين حجاج بن عمرو.
4- الأغاني: أ نقتل ضلة في... و يبقى بعدنا..
5- الأغاني: لهما.

ابن كوز رجل من بني أسد.

أنبأنا أنا أبو غالب شجاع بن فارس، و أبو المعالي، و أبو البركات هبة اللّه، أنا محمد بن علي البخاري، قالوا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما النّعالي (1)،أنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني الكاتب (2) أنشدنا علي بن سليمان - يعني الأخفش - لأيمن بن خريم، قال: و أخذ معناها من قول ابن عباس: إذا بلغ المرء أربعين سنة و لم يتب أخذ إبليس بناصيته، و قال: حبّذا من لا يفلح أبدا. و الأبيات:

و صهباء جرجانية لم يطف بها *** حنيف و لم تنغر بها ساعة قدر

و لم يشهد القس المهيمن نارها *** طروقا و لا صلّى على (3) طنجها جفر

أناني بها يحيى و قد نمت نومة *** و قد غابت الجوزاء و انحدر النسر

فقلت: اصطبحها أو لغيري سقّها *** فما أنا بعد الشيب ويحك و الخمر

إذا المرء وفّى الأربعين و لم يكن *** له دون ما يأتي حياء (4) و لا ستر

فدعه و لا تنفس عليه الذي أتى *** و لو مدّ أسباب الحياة له العمر

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمد بن علي المقرئ، أنا أحمد بن عبد اللّه أبو الحسين المقرئ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد الكاتب، أنا أبي، أنا أبو عمرو محمد بن مروان السعيدي، أنشدني أبو عيسى الأزدي لأيمن بن خريم يرثي معاوية:

رمى الحدثان نسوة آل حرب *** بمقدار سمدن له سمودا

فرد شعورهن السود بيضا *** و ردّ خدودهن البيض سودا

و إنك لو سمعت بكاء هند *** و رملة حين يلطمن الخدودا

بكيت بكاء معولة ثكول *** أصاب الدهر واحدها الفريدا

و ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى البلاذري، قال: قال المدائني (5):كان أيمن بن

ص: 47


1- بالأصل «البغالي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب.
2- الأغاني 238/17-239 الخبر و الأبيات في أخبار مالك بن أسماء بن خارجة.
3- في الأغاني: على طبخها حبر.
4- الأغاني: حجاب.
5- الخبر و الشعر في الأغاني 328/1 و 312/20-313.

خريم بن فاتك عند (1) عبد العزيز بن مروان بمصر فدخل عليه نصيب فأنشده مديحا امتدحه به، فقال لأيمن: نصيب أشعر منك قال: لا و اللّه، و لكنك طرف (2) ملول فقال:

أ تقولون إنّي ملول و أنا أوكلك مذ كذا و كذا، و كان بأيمن برص في يده فغضب و لحق ببشر بن مروان فقال:

ركبت من المقطّم في جمادى إلى بشر *** بن مروان البريدا

فلو أعطاك بشر ألف ألف *** رأى حقّا عليه أن يزيدا

قال: و مرّ به نصيب بالكوفة فقال له: إني تركت غديرا ناضبا و أتيت بحرا زاخرا، و كان بشر لا يؤاكل أيمن، فاشتهى يوما لبنا و قال للحاجب: اخرج فانظر لي من يأكل معي، فخرج فأدخل أيمن بن خريم فلما رآه بشر سأله فقال: اشتهيت البارحة لبنا فهيّئ لي و أصبحت أنوي الصوم فأتيت باللبن، فلما وضع بين يدي ذكرت أني صائم، و ليس أحد أحقّ بأكله منك فدونك فلم يلبث أن صفّره، و كان ينير بياض يده بالزعفران.

846 - أيمن بن نابل

يكنى أبا عمران، و يقال: أبا عمرو المكّي الحبشي (3)

مولى أبي بكر، اجتاز بدمشق حين توجه إلى غزو الروم.

و حدّث عن أبيه نابل، و قدامة بن عبد اللّه بن عمّار الكلابي الصحابي، و سعيد بن جبير، و أبي الزبير، و مجاهد بن جبر، و القاسم بن محمد، و عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، و طاوس بن كيسان، و عطاء بن أبي رباح روى عنه موسى بن عقبة - و هو من أقرانه - و سفيان الثوري، و وكيع، و مروان الفزاري، و سفيان بن عيينة، و مؤمّل بن إسماعيل، و سعيد بن سالم القداح، و بكار بن محمد بن سيرين، و معتمر بن سليمان، و أبو خالد الأحمر، و أبو عامر العقدي، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد (4)،و قران بن تمام، و أبو أحمد الزّبيري،

ص: 48


1- بالأصل «عن».
2- الطرف الرجل الذي لا يثبت على صحبة أحد.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 248/1-249 و الوافي بالوفيات 30/10 و الحبشي نسبة الحبش أي الجبل الأسود، و إلى حبش حي من اليمن، و في الميزان: حبشي من سودان مكة.
4- بالأصل «داود» خطأ و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب 249/1 و انظر ترجمته في سير الأعلام 434/9.

و عمر بن علي بن عطاء بن مقدّم، و يحيى بن سليم الطائفي، و الحسن بن علي بن عاصم، و أبو نعيم الفضل بن دكين، و عيسى بن يونس، و مكي بن إبراهيم، و عبيد اللّه بن موسى العبسي، و جعفر بن عون، و عمر بن هارون، و أبو قرّة موسى بن طارق الزّبيدي، و عبد الرّزّاق بن همّام.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمد السيدي، و إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالوا: أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد، أنا أبو مسلم الكجّي، حدّثنا أبو عاصم، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد اللّه، قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم على ناقة صهباء يرمي الجمرة، لا ضرب و لا طرد، و لا جلد، و لا إليك إليك.

رواه عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي عن أبي (1) عاصم. و رواه عن أيمن: الثوري و ابن عيينة و الفزاري و وكيع و جماعة من الكبار، و هو أعلى ما وقع لي من حديثه، و قد سمعه أيمن من قدامة و لا أعرف له رواية عن صحابي غيره.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثني وكيع، حدّثنا أيمن بن نابل، قال: سمعت شيخا من بني كلاب يقال له قدامة بن عبد اللّه بن عمّار قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم النّحر يرمي الجمرة على ناقة له صهباء، لا ضرب و لا طرد و لا إليك إليك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم يوسف بن الحسن التفكري (2)، أنا أبو علي الحسن بن بندار الزّنجاني (3)،أنا أبو سعيد القاسم بن علقمة الأبهري، أنا أبو علي الحسن بن علي بن نصر الطّوسي، قال: إنما يعرف هذا الحديث من وجه ابن نابل و هو ثقة عند أهل الحديث.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين السّكري، أنا أبو طاهر المخلّص عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، حدّثنا محمد بن حميد، حدّثنا سلمة - يعني ابن الفضل - عن

ص: 49


1- بالأصل «ابن».
2- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 551/18.
3- هذه النسبة إلى زنجان بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل (الأنساب).

أيمن بن نابل قال: سألت قدامة بن عبد اللّه بن عمّار الكلابي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت: إنّ ريش الحمام قد كثر في المسجد، فإذا سجد دخل في عينيه فقال:«انفخوا». رواه يحيى بن معين عن سلمة الأبرش.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمد، قالا: أنا أبو نعيم، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبو داود الطيالسي، حدّثنا أيمن بن نابل ح.

و أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، حدّثنا أبو محمد يزداد بن عبد الرّحمن بن محمد الكاتب، حدّثنا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشجّ - بالكوفة - حدّثنا أبو خالد، عن أيمن بن نابل، عن أبي الزّبير، عن جابر قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعلّمنا التشهد:«بسم اللّه و باللّه التحيّات للّه الصّلوات و الطيبات، السلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته، السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله نسأل اللّه الجنة، و نعوذ باللّه من النار» و في حديث أبي داود أسأل اللّه الجنة و أعوذ به من النار[2484].

قرأت بخط أبي عبد الرّحمن النسائي: لا نعلم أحدا تابع أيمن على هذا الحديث - يعني حديث التشهد - و خالفه الليث في إسناده، و أيمن لا بأس به، و الحديث خطأ و باللّه التوفيق.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي القاضي، أنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمد بن الحسن الخشّاب، قال: سمعت أبا منصور محمد بن أحمد بن منصور القايني ح.

و قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: حديث أيمن بن نابل المكي، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول في التشهد:«بسم اللّه و باللّه»[2485] و أيمن بن نابل ثقة مخرج حديثه في صحيح البخاري، و لم يخرج هذا الحديث إذ ليس له متابع على أبي الزبير من وجه يصح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (1)،أنا إبراهيم بن شريك، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا سعيد بن

ص: 50


1- الكامل في الضعفاء 433/1.

سالم، عن أيمن بن نابل، قال: كنت أسير مع مجاهد في أرض الروم فسألته عن صوم السفر فقال: صم فأنا الساعة صائم.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، و نا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1):أيمن بن نابل أبو عمران المكي، سمع قدامة بن عبد اللّه، و طاوس، و القاسم بن محمد. سمع منه الثوري و أبو نعيم، و وكيع.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، أنا أبو العباس الأصم، حدّثنا العباس بن محمد، قال: قال يحيى: أيمن بن نابل كنيته أبو عمران.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال: و كنية أيمن بن نابل أبو عمران.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عمران أيمن بن نابل سمع قدامة الكلابي، و عطاء، و أبا (2) الزبير. روى عنه سفيان الثوري، و أبو نعيم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمد، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن [قال: أخبرني أبي] (3) قال: أبو عمران أيمن بن نابل مكي ليس به بأس.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم، حدّثنا يزيد بن

ص: 51


1- التاريخ الكبير 1/قسم 27/2.
2- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت.
3- زيادة لازمة للإيضاح، و انظر تهذيب التهذيب 249/1 و فيه: و قال النسائي: لا بأس به.

محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: أيمن بن نابل المكي أبو عمران.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر، حدّثنا أحمد بن أبي بكر، أنا الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: نابل صاحب العباء (1)-أوله نون الباء تحتها نقطة، و أيمن بن نابل أيضا مثله.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدّارقطني قال: أيمن بن نابل أبو عمران المكي يروي عن قدامة بن عبد اللّه بن حمّاد، و أبي الزبير المكي، و أم كلثوم. روى عنه الثوري، و معتمر بن سليمان، و أبو عاصم النّبيل، و غيرهم.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ح، و نا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال: نابل - بالباء معجمة بواحدة - أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد اللّه بن عمّار.

قرأت على أبي محمد أيضا عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما نابل بعد الألف باء (3) معجمة بواحدة فهو أيمن بن نابل أبو عمران المكي، روى عن قدامة بن عبد اللّه بن عمّار، و أبي الزّبير المكي، و أم كلثوم. روى عنه الثوري، و معتمر بن سليمان. و أبو عاصم النبيل، و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (4)،حدّثنا محمد بن يوسف الفربري (5)،حدّثنا علي بن خشرم (6)،

ص: 52


1- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت «العباء» عن الاكمال لابن ماكولا 250/7 قال: و يقال صاحب الشمال روى عن ابن عمر و أبي هريرة حدّث عنه بكير بن الأشج و صالح بن عبيد.
2- الاكمال لابن ماكولا 250/7.
3- بالأصل «بباء» و المثبت عن الاكمال.
4- الكامل في الضعفاء لابن عدي 433/1.
5- الفربري ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى فربر قرية على طرف جيحون.
6- بوزن جعفر، انظر تهذيب التهذيب 278/7 و تقريب التهذيب.

قال: سمعت الشّيباني (1) يقول: دلني على أيمن بن نابل سفيان الثوري فقال: هل لك في أبي عمران، فلقيته فإذا رجل حبشي طوال ذا مشافر مكفوف. رواه غير الفربري عن ابن خشرم و قال فيه: فقال لي: يا فضل هل لك في لقاء أبي عمران فإنه ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر (2) البابسيري، حدّثنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، حدّثنا أبي عن يحيى قال:

أيمن بن نابل شيخ ثقة لم يكن يفصح.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا إسماعيل، أنا حمزة، أنا أبو أحمد (3)،حدّثنا ابن أبي بكر - و هو محمد - حدّثنا عباس (4) قال: سمعت يحيى يقول: أيمن بن نابل ثقة و كان لا يفصح، و كانت فيه لكنة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمد بن بالوية، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصمّ ، حدّثنا عباس بن محمد الدّوري، قال:

كان أيمن بن نابل من سودان مكة المعتقين و كان فصيحا و كان عابدا فاضلا يحدّث عنه بزهد و فضل. سمعت ذاك من أصحابنا و سمعت يحيى يقول: أيمن بن نابل ثقة و كان لا يفصح و كانت فيه لكنة.

أخبرنا أبو قاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (5)،حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن مسلم، حدّثنا جعفر بن مسافر، حدّثنا مؤمّل بن إسماعيل، حدّثنا أيمن بن نابل قال: رآني سعيد بن جبير و أنا نائم في الحجر فضربني برجله و قال: قم مثلك ينام هاهنا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفّر بن بكران الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، حدّثنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر

ص: 53


1- في ابن عدي: السيناني.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- الكامل لابن عدي 433/1 و انظر تهذيب التهذيب 249/1.
4- في ابن عدي:«عياش» خطأ و هو عباس بن محمد الدوري.
5- الكامل لابن عدي 433/1.

العقيلي، حدّثني الخضر بن داود، حدّثنا أحمد بن محمد - هو الأثرم - قال: سمعت أبا عبد اللّه يسأل ح.

و أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره عن أبي الوليد الحسن بن محمد بن علي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة، حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه بن القاسم، حدّثنا إبراهيم بن عبد الوهاب، حدّثنا أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم، حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل، و سمعته يسأل عن عبد العزيز بن أبي روّاد و أيمن بن نابل فقال: هؤلاء قوم صالحون - يعني في الحديث - فيما أرى (1).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، حدّثنا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدّارمي يقول: و سألت يحيى بن معين، عن أيمن بن نابل كيف هو؟ فقال: ثقة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خمرويه، حدّثنا الحسين بن إدريس، أنبأنا محمد بن عبد اللّه، أنبأنا عمّار الموصلي، و سألته عن أيمن بن نابل ؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنبأنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنبأنا محمد بن الحسن بن أحمد بن موسى، حدّثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا أبو حفص الأهوازي (2)،حدّثنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أحمد بن علي، حدّثنا أحمد بن أبي صالح النّيسابوري، حدّثنا محمد بن عمّار الرازي، حدّثنا عيسى بن جعفر، حدّثنا سفيان الثوري، حدّثنا أبو عمرو أيمن بن نابل بحديث قدامة كذا قال أبو عمرو، و هو أبو عمران، و كذلك كناه الشيباني عنه.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبار، حدّثنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن

ص: 54


1- تهذيب التهذيب 249/1.
2- بالأصل «الأهواني» و الصواب ما أثبت عن م.

أحمد بن حمّة (1) الخلاّل (2)،أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي يعقوب قال: أيمن بن نابل مكي صدوق، و إلى الضعف ما هو.

في نسخة ما شافهني أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو محمد بن أبي حاتم (3)،قال: سمعت أبي يقول أيمن بن نابل شيخ.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قلت لأبي الحسن الدارقطني فأيمن بن نابل ؟ قال: ليس بالقوي خالف الناس و لو لم يكن إلاّ حديث التشهد، و خالفه الليث و عمرو بن الحارث، و زكريا بن خالد، عن أبي الزبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (4)،قال: و لأيمن أحاديث و هو لا بأس به فيما يرويه، و لم أر أحدا ضعّفه ممن تكلم في الرجال، و أرجو أنّ أحاديثه لا بأس بها صالحة.

847 - أيمن رجل من ثقيف

و يقال والد إسحاق أبي أيمن، من أهل حمص. حكى عن ابن ينّاق صاحب رحاب (5)،و رحاب (6) قرية من عمل الصويت من نواحي دمشق.

حكى عنه ابنه إسحاق أبو أيمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد [بن] (7)محمد [بن] (8) الصقر الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن منصور، نا يزيد بن هارون، حدّثنا حريز (9) بن عثمان، حدّثنا إسحاق أبو أيمن عن أبيه أنه سمع ابن ينّاق صاحب رحاب يقول: أنزلت في هذا

ص: 55


1- ضبطت عن التبصير 562/2.
2- بالأصل «الجلال» و المثبت و الضبط عن التبصير 562/2.
3- الجرح و التعديل 1/قسم 319/1 و بالأصل «حمد» بدل «أبو محمد».
4- الكامل في الضعفاء لابن عدي 435/1.
5- بالأصل:«رجاب» و المثبت عن معجم البلدان، و فيه رحاب بالضم من عمل حوران.
6- بالأصل:«رجاب» و المثبت عن معجم البلدان، و فيه رحاب بالضم من عمل حوران.
7- زيادة لازمة عن م.
8- زيادة لازمة عن م.
9- بالأصل «جرير» و الصواب «حريز» انظر التاريخ الكبير 381/1/1 و التبصير و الأنساب.

الأندر (1) ملوكا: كسرى و قيصر و أمير المؤمنين عمر، و قد هيأت المنزل لعمر كما كنت أهيئه لمن كان قبله، فإني لفي تهيئة طعام الناس و ما يصلحهم جعلت أتعاهد المكان الذي أعددت له لا ينزله أحد، فأتيته فإذا فسيطيط يضرب فيه، فقلت: تنحّوا رحمكم اللّه فإن هذا مكان أعددته لأمير المؤمنين، فقالوا: أمير المؤمنين الذي يأخذ بعمود الفسطاط؟ فخرج عليّ فإذا عليه قميص كرابيس (2) وسخ قد كاد (3) يتقطع من الوسخ فقلت: يا أمير المؤمنين أ لا أغسل قميصك هذا [حتى] يجف ؟ قال: بلى إن شئت، فاغتنمت ذلك فدعوت بقميص قبطيّ قد خيط فلبسه، فلما وجد لينه و قعقعته قال: ويحك يا ابن ينّاق ائتني بقميصي، قال:

فجئته به و لمّا يجف بعد، فذهبت أدخله بيتا فرأى فيه صورة فأبى أن يدخله، ثم أتيته بعسل فشربه، فقال: إن هذا لا يسع الناس فهل من شراب يسع الناس ؟ فأتيته بطلاء (4) قد طبخ على الثلثين فنظر إليه فقال: ما أشبه هذا بطلاء الإبل، ثم سقى رجلا منه فشربه، فقال:

أ تجد دبيبا تجد شيئا؟ قال: لا، ثم ثنّى فقال: تجد شيئا؟ قال: لا. قال: ثم ثلّث فقال:

أ تجد شيئا؟ قال: لا، قال: قم فامش فمشى حتى رجع، فقال: أ تجد دبيبا تجد شيئا؟ قال:

لا، قال: فقال: نعم أرزق الناس من هذا، و كتب به إلى سعد بالكوفة.

رواه الأصم عن الحسن بن مكرم، عن يزيد بن هارون، عن حريز (5) فقال: حدّثنا إسحاق بن أيمن، عن أبيه، فيحتمل أن يكون إسحاق بن أيمن أبو أيمن و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (6)إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: إسحاق أبو أيمن روى إسحاق عن أبيه و لم ينسب.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن

ص: 56


1- الأندر: البيدر.
2- الكرابيس فارسي معرب جمع كرباس، و هو الثوب الخشن.
3- بالأصل «كان تنقطع» و المثبت عن م.
4- الطّلاّء ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه.
5- بالأصل «جرير» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم في بداية الخبر.
6- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن م.

خيرون و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1):إسحاق أبو أيمن الثقفي روى عنه حريز (2) بن عثمان، و سمع أباه الثقفي نسبه يزيد بن هارون (3)،حديثه في الشاميين.

ص: 57


1- التاريخ الكبير 1/قسم 381/1.
2- بالأصل «جرير» و الصواب عن البخاري، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
3- عن البخاري و بالأصل «زريع».

ذكر من اسمه أيوب

848 - أيوب نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ابن رازح بن آموص بن ليفزر بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، و يقال:

أيوب بن آموص بن رازح بن رعويل بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم، و يقال أيوب بن موص بن رعيل بن العيص (1)،و قيل: إن أموص بن العيص نفسه و أبوه ممن آمن بإبراهيم الخليل حين ألقي في النار.

و كان أيوب عليه السلام يسكن بالشام و ديره معروف بناحية البثنيّة (2) من نواحي دمشق بقرب نوى و موضع مغتسله و أندرته بتلك القرية معروف. و كان له البثنيّة بأسرها سهلها (3) و كانت له الخيل و الإبل و البقر و الغنم و الحمير و العبيد. و أم أيوب بنت لوط النبي صلى اللّه عليه و سلم و كانت تحته رحمة بنت منشّا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق عليه السلام.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، حدّثنا أبو محمد حارث بن أبي أسامة، أنا أبو عبد اللّه محمد بن سعد (4)،أنا هشام (5) بن محمد بن السّائب الكلبي، عن أبيه، قال: أول نبي بعث إدريس، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل و إسحاق ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم

ص: 58


1- انظر في نسبه تاريخ الطبري 322/1 و البداية و النهاية 254/1 و المعارف لابن قتيبة.
2- البثنية و يقال البثنة، ذكرها ياقوت و قال: اسم ناحية من نواحي دمشق، و قيل هي قرية بين دمشق و أذرعات، و كان أيوب النبي صلى اللّه عليه و سلم منها.
3- في مختصر ابن منظور 105/5: سهلها و جبلها.
4- طبقات ابن سعد 54/1.
5- بالأصل:«هاشم» و المثبت عن م، و انظر ابن سعد.

هود ثم صالح ثم شعيب ثم موسى و هارون ثم إلياس ثم اليسع بن عزى بن شوتلح بن أفرايم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق ثم يونس بن متى بن بني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ثم أيوب بن زارح بن أموص [بن ليفزن] (1) بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد، و أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأنصاريان - في كتبهم - قالوا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن محمد، حدّثنا أحمد بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، عن إدريس بن ابنة وهب بن منبّه أنه قال: إنّ أيوب عليه السلام كان أعبد أهل زمانه و أكثرهم مالا، و كان لا يشبع حتى يشبع الجائع، و كان لا يكتسي حتى يكسو العاري؛ و كان إبليس قد أعياه أمر أيوب عليه السلام ليغويه فلا يقدر، و كان عبدا معصوما.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا عبيد بن محمد الكشوري (2)،حدّثنا عبيد اللّه بن الصّبّاح بن ضمرة، قال: قرأنا على مطرف بن مازن، عن إبراهيم بن الحجّاج، عن وهب، قال: كانت شريعة أيوب عليه السلام بعد التوحيد إصلاح ذات البين و إذا طلب حاجة إلى اللّه عزّ و جلّ خرّ ساجدا ثم طلب.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أخبرني أبو الفرج الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا سليمان بن الحسن بن الجعد، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا عبد اللّه بن إبراهيم الصّنعاني، أخبرني إبراهيم بن الحجّاج قال: سمعت وهب بن منبّه و سأله رجل ما كانت شريعة قوم أيوب قال: التوحيد و صلاح ذات البين، و إذا كانت لأحدهم حاجة خرّ للّه ساجدا.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن - بتبريز - أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني، أنا أبو نعيم الأصبهاني، حدّثنا أحمد بن جعفر، حدّثنا محمد بن يونس، حدّثنا ابن كثير الناجي، حدّثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب،

ص: 59


1- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، و الزيادة مستدركة عن ابن سعد، و م.
2- ضبطت عن التبصير و هذه النسبة إلى كشور، قرية من قرى صنعاء اليمن.

عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«قال اللّه تعالى لأيوب عليه السلام تدري ما جرمك إليّ حتى أبتليك ؟ فقال: لا يا رب، قال: لأنك دخلت على فرعون فداهنت عنده في كلمتين»[2486].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أحمد بن السيدي، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى العطّار، حدّثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، عن جرير، عن الضّحّاك، عن ابن عباس أنه قال: يا صاحب الذنب لا يأمن سر عاقبته، و لما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته، فإنّ قلة حيائك ممن على اليمين و على الشمال، و أنت على الذنب من الذي عملته، و ضحكك و أنت لا تدري ما اللّه صانع بك أعظم من الذّنب، و فرحك بالذّنب إذا ظفرت به و خوفك من الريح إذا حركت ستر بابك و أنت على الذنب أعظم من الذنب (1) إذا عملته. ويحك هل تدري ما كان ذنب أيوب فابتلاه اللّه بالبلاء في جسده و ذهاب ماله ؟ إنما كان ذنب أيوب أنه استعان به مسكين على ظلم يدرؤه عنه، و لم يأمر بمعروف و ينه الظالم على ظلم هذا المسكين، فابتلاه اللّه عز و جل.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم و أبو يعلى حمزة بن الحسن، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا أبو الفضل محمد بن عيسى السعدي، حدّثنا أبو الفتح أحمد بن عمر بن سعيد بن ميمون الجهادي، أنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري، نا أبو الحسين محمد بن معمر البحراني المدائني، حدّثنا محمد بن سعيد أبو الطيب القاضي الفارض، حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد، حدّثني إسحاق بن سوسي، حدّثنا زكريا بن يحيى، حدّثني [أبو] (2) إدريس الخولاني، قال: أجدب الشام فكتب فرعون إلى أيوب عليه السلام أن هلمّ إلينا فإن لك عندنا سعة، فأقبل بخيله و ماشيته و بنيه، فأطعمهم و بنيهم فدخل شعيب عليه السلام و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا ذكر شعيبا قال:«ذاك خطيب الأنبياء» قال: يا فرعون أ ما تخاف أن يغضب اللّه غضبة فيغضب لغضبه أهل السموات و الأرض و الجبال و البحار؟ فسكت أيوب، فلما خرجا من عنده أوحى إلى أيوب: يا أيوب أ و سكتّ أ و سكتّ عن فرعون لذهابك إلى أرضه ؟ استعد للبلاء، قال أيوب: أ ما كنت أكفل اليتيم، و آوي الغريب و أشبع الجائع، و أكفت الأرملة ؟ فمرّت سحابة يسمع فيها عشرة آلاف صوت من الصواعق،

ص: 60


1- مطموسة بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 105/5 و سقطت من م.
2- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة، و اسمه عائذ اللّه بن عبد اللّه، ترجمته في سير الأعلام 272/4(99).

يقولون: من فعل بك ذلك يا أيوب ؟ فأخذ ترابا فوضعه على رأسه و قال: أنت يا رب.

فأوحى اللّه إليه: استعد للبلاء، قال: فديني ؟ قال: أسلمه لك، قال: فما أبالي[2487].

قال: و نا محمد بن عمر، أنا أبو الزنباع و أحمد بن رشدين، قالا: حدّثنا يحيى بن سليمان، حدّثني شيخ من أهل مصر أنه سمع الليث بن سعد قال: كان السبب الذي أصاب أيوب و ابتلي به دخل أهل قريته على ملكهم و هو جبار من الجبابرة - و ذكر بعض ما كان ظلمه الناس و يقع به عليهم - فكلّموه فأبلغوه في كلامه، و رفق أيوب في كلامه له مخافة منه لزرعه، فقال اللّه: اتقيت عبدا من عبادي من أجل زرعك أن تصدقه مخافة منه أن يغلظ عليك ؟ فأنزل اللّه عز و جل به ما أنزل به من البلاء.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمد الأبهري - بصور - أنا أبو الحسن علي بن فيض بن أحمد بن الحسن بن علي المنير، حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن شعيب القاضي، حدّثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا محمد بن عمر الغزّي، حدّثنا عبد القدّوس بن الحجاج أبو المغيرة، حدّثني صفوان بن عمرو، حدّثني أبو اليمان عامر بن عبد اللّه بن لحى الهوزني، قال: لما اشتد بأيوب البلاء في جسده و ذهب ماله و ولده و طرح في المزبلة نادى ربه فقال: يا رب بأي ذنب ابتليتني بهذا البلاء الذي لم يبتل به أحد (1) من خلقك ؟ فوعزتك لو إني أجد من يحاكمك إليه لحاكمتك و لكنك أحكم الحاكمين فيا ليت أعقمت رحم أمي فلم تلدني، و يا ليت ذلك اليوم الذي خلقتني فيه محيت اسمي من الليالي و الأيام لم يجعل لي فيه ذكر فأوحى اللّه إليه: يا أيوب أما قولك إنّي ابتليتك ما لم أبتل (2) فيه أحدا من خلقي، فوعزتي و جلالي لو أصبحت أسيرا في يد حكم عدو و حكم فيك بما شاء لعلمت أنك في أشد بلائي الذي ابتليتك به، و لكنك أصبحت في يد أرحم الراحمين تنتظر الرحمة من قبله.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمد بن علي - يعني ابن المقرئ-.

و أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمد الأبهري، أنا علي بن

ص: 61


1- بالأصل:«أحدا».
2- رسمها غير واضح بالأصل و في م: أبل و لعل الصواب ما أثبتناه.

منير بن أحمد بن شعيب، قالا: حدّثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدّثنا محمد بن عمرو، حدّثنا عبد القدّوس بن الحجاج، حدّثني صفوان بن عمرو (1)،عن يزيد بن ميسرة قال: لما ابتلى اللّه عز و جل أيوب بذهاب المال و الأهل و الولد فلم يبق له شيء أحسن الذكر و الحمد للّه رب العالمين، ثم قال: أحمدك ربّ الذي أحسنت إليّ قد أعطيتني المال و الولد فلم يبق من قلبي شعبة إلاّ قد - يعني - دخلها ذلك فأخذت ذلك كله مني، و فرغت قلبي فليس يحول بيني و بينك شيء، فمن تعطيه المال و الولد لأشغله حب المال و الولد عن ذكرك، و يعلم عدوي إبليس الذي صنعت إليّ حسدني، قال: فلقيني إبليس من هذا شيئا منكرا.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس - بمكة - حدّثنا علي بن عبد العزيز البغوي، حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، أنا أبو عبد اللّه الأزدي عن يسار العائذي، عن عبد الواحد بن أبي عون المديني قال: وقف رجال على أيوب عليه السلام و هو في مزبلة و تحته فروة فأمسكوا على أنافهم فقالوا: يا أيوب و اللّه لقد كنت تعمل أعمالا لو كانت للّه ما نزل بك هذا البلاء، فقال أيوب: قاتل اللّه الغنى فما أغره لأهله، و قاتل اللّه الفقر ما أذلّه لأهله، أي رب فبأي ذنوبي أخذتني ؟ فوعزتك إنّك لتعلم ما عري لي جار و عندي فضل ثوب، و إن كنت لأسمع العبد من عبيدك يحنث باسم من أسمائك فأكفّر عنه إبلالا لك.

رواه غيره عن أبي عبيد، فقال: عن أبي سيار العائذي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثنا أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أنا جرير بن حازم، قال:

سمعت عبد اللّه بن عبيد - يعني ابن عمير - يقول: كان لأيوب أخوان فأتياه ذات يوم فوجدا رعا فقالا: لو كان اللّه علم من أيوب خيرا ما بلغ به كل هذا؟ قال: فما سمع شيئا كان أشد عليه من ذلك، فقال: اللّهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة شبعان و أنا أعلم مكان جائع فصدقني، فصدّق، و هما يسمعان، ثم قال: اللّهم إن كنت أني لم ألبس قميصا قطّ و أنا

ص: 62


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 380/6(160).

أعلم مكان عار فصدقني، قال: فصدق و هما يسمعان قال: ثم خرّ ساجدا ثم قال: اللّهم لا أرفع رأسي حتى تكشف ما بي، قال: فكشف اللّه ما به.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الفتح الهمذاني، أنا أبو بكر الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه، حدّثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل - لفظا - حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثنا سعيد بن المغيرة أبو عثمان الصّيّاد المصّيصي، حدّثنا مخلد بن الحسين، عن هشام عن (1) الحسن، قال: ضرب أيوب بالبلاء بعد البلاء بذهاب الأهل و المال، ثم ابتلي في بدنه، ثم ابتلي حتى قذف به في بعض مزابل (2) بني إسرائيل قال الحسن: فما يعلم أيوب دعا اللّه عزّ و جلّ يوما أن يكشف ما به إلاّ صبرا و احتسابا حتى مرّ به رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: لو كان للّه على هذا حاجة ما بلغ به هذا كله، فسمع أيوب فشقّ عليه، فقال: ربّ مسّني الضّرّ ثم ردّ ذلك إلى ربه فقال: أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنٰا لَهُ فَكَشَفْنٰا مٰا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ آتَيْنٰاهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ (3)قال: و أتيناه أهله في الدنيا و مثلهم معهم في الآخرة.

[أخبرنا] (4)أبو الحسن بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي، أنا محمد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا عمران أبو الهذيل، قال: سمعت وهبا يقول: أصاب أيوب البلاء سبع سنين و لبث يوسف في السجن بضع سنين، و عذب بخت نصر حول في السباع سبع سنين صوابه دانيال.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضل بن يحيى، أنا أبو محمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا أحمد بن يحيى الصّوفي، حدّثنا زيد - هو ابن حباب - حدّثني عبد اللّه بن يحيى بن أبي كثير، قال:

سمعت أبي يقول: مكث الدود في جسد أيوب سبع سنين يعذبه. قال زيد: يأكلنه.

قال: و نا محمد بن عقيل، حدّثنا سعيد بن نجل حدّثنا سليمان، عن حمّاد بن

ص: 63


1- بالأصل:«بن».
2- في الطبري 324/1 كناسة خارج القرية لبني إسرائيل.
3- سورة الأنبياء، الآية:83 و 84.
4- زيادة لازمة.

سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: قالت امرأة أيوب لأيوب إنّك رجل مجاب الدعوة فادع اللّه أن يشفيك فقال: كنا في النّعماء سبعين سنة فدعينا نكون في البلاء سبعين سنة قال: فمكث في ذلك البلاء سبع سنين.

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدّثنا السّري بن خزيمة، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس: أن امرأة أيوب قالت له: قد - و اللّه - نزل بي الجهد و الفاقة ما إن بعت قرني برغيف فأطعمتك، فادع اللّه أن يشفيك. قال: ويحك كنا في النّعماء سبعين سنة فنحن في البلاء سبع سنين.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا علي بن محمد بن محمد الأنباري، أنا أبو الحسين بن بشران بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا عبد الرّحمن بن واقد، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن بشير بن طلحة، عن خالد بن دريك قال: لما ابتلي أيوب قال لنفسه: قد نعمت سبعين سنة، فاصبري على البلاء سبعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا علي بن حمشاد، حدّثنا محمد بن أحمد العدوي، حدّثنا موسى بن إسماعيل، نا أبو هلال، عن قتادة، قال: ابتلي أيوب - عليه السلام - سبع سنين ملقى على كناسة بيت المقدس.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن محمد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن عبيد، حدّثني محمد بن قدامة، حدّثنا موسى بن داود، حدّثني رياح، عن الحسن قال: إن كانت الدّودة تقع من جسد أيوب - عليه السلام - فيأخذها فيعيدها إلى مكانها، و يقول: كلي من رزق اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي الصّوافّ ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي، حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن فضيل بن عياض قال: كان بين فراق يوسف حجر يعقوب إلى أن التقيا ثمانون سنة. قال: و مكث أيوب مطروحا في الكناسة سبع سنين لا يسأل اللّه عزّ و جلّ أن يكشف عنه، قال: و ما على ظهر الأرض خليقة أكرم على اللّه عزّ و جلّ من أيوب.

ص: 64

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسن بن علي بن محمد الشيرازي، حدّثنا أبو القاسم منصور بن أحمد قال:

سئل أبو العباس بن عطاء عن قوله عزّ و جلّ : مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ (1).

فقال: إن اللّه عز و جل سلّط الدّود على جسم أيوب كلّه إلاّ على قلبه و لسانه، فكان القلب غنيا باللّه قويا، و اللسان يذكر اللّه رطبا دائما، يأكل الدّود الجسم كله حتى بقيت أضلاعه مشبّكة و العروق ممدودة، و حتى ما بقي للدود شيء يأكله، فسلّط اللّه الدود بعضه على بعض، فأكل بعضه بعضا حتى بقيت دودتان فجاعتا جميعا فشدّت أحدهما على الأخرى فأكلتها و بقيت واحدة فجاعت و دنت إلى القلب لتنقره، فقال أيوب عليه السلام عند ذلك مَسَّنِيَ الضُّرُّ أن فقدت حلاوة ذكرك من قلبي، لأنك لو جمعت البلاء كله عليّ بعد أن لا أفقدك من قلبي ما وجدت للبلاء ألما، فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: يا أيوب إنك لتنظر إليّ غدا، قال: يا رب بهاتين العينين، فقال له عزّ و جلّ : يا أيوب أجعل لك عينين يقال لهما:

البقاء، فتنظر إلى البقاء بالبقاء.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه و أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن علي الشّرابي، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، نا جدّي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي، أنا محمد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله تعالى: بِنُصْبٍ وَ عَذٰابٍ اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ (2)قال: الضّرّ في الجسد، و عذاب في المال. قال: فلبث بذلك سنتين و أشهرا (3)على كناسة بني إسرائيل تختلف الدوابّ في جسده.

قال: و أنا عبد الرّزّاق، أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: سمعت وهب بن منبّه يقول: لم يكن أصاب أيوب الجذام و لكنه أصابه أشدّ منه، كان يخرج في جسده مثل ثدي المرأة ثم يتفقّأ.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن الحسن، أنا أبي، أنا أحمد بن إبراهيم العبشمي، أنا محمد بن إبراهيم الدّيبلي، حدّثنا أبو عبيد اللّه، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه قال: لم يكن الذي أصاب أيوب الجذام إنما كان يخرج

ص: 65


1- سورة الأنبياء، الآية:83.
2- سورة ص، الآية:41 و 42.
3- بالأصل: أشهر.

به شيء مثل ثدي النساء ثم يتفقأ.

أنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن و غيره قالوا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (1)،أنا أحمد بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، عن إسحاق بن بشر، عن ابن سمعان عن ابن سخبرة (2)عن ابن مسعود قال: أيوب رأس الصابرين يوم القيامة.

أخبرنا أبو النصر عبد الرّحمن بن رزيق، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، حدّثنا عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر الطوماري - من حفظه - حدّثنا أبو صفوان قال: سمعت محمد [بن] (3)المثنى السّمسار يقول: كنت عند بشر بن الحسن فذكر أيوب عليه السلام فقال: معنى قوله مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ إني مسني الضّرّ و أنت لي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا بكر محمد بن جعفر الآدمي - ببغداد - يقول: حدّثنا أبو العيناء، حدّثنا عبد اللّه بن خبيق (4)،حدّثنا يوسف بن أسباط ، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: ما أصاب إبليس من أيوب - عليه السلام - في مرضه إلاّ الأنين، ثم قال سفيان: لم يفقه عندنا من لم يعدّ البلاء نعمة و الرخاء مصيبة.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا سوار بن عبد اللّه العنبري، أنا معتمر بن سليمان، عن ليث، عن طلحة قال: قال إبليس: ما أصبت من أيوب شيئا أفرح به إلاّ أني كنت إذا سمعت أنينه علمت أني قد أوجعته (5).

و أخبرنا أبو محمد أيضا، أنا علي بن محمد بن محمد بن الأخضر، أنا أبو

ص: 66


1- اضطرب إعجامها بالأصل، و الصواب بتقديم الراء، انظر ترجمته في سير الأعلام 258/17 باسم محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، أبو الحسن البغدادي.
2- اسمه عبد اللّه بن سخبرة، أبو معمر الأزدي الكوفي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 133/14(40).
3- زيادة لازمة.
4- بالأصل «حميق» خطأ، و المثبت و الضبط عن التبصير 524/2 و فيه: عبد اللّه بن خبيق عن يوسف بن أسباط ، زاهد مشهور.
5- عن مختصر ابن منظور 108/5 و بالأصل: وجعته.

الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه العتري، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن زبيد، قال: قال إبليس لعنه اللّه: ما أصيب من أيوب شيئا فرجعت (1) به إلاّ أني إذا سمعت أنينه علمت أني قد أبلغت إليه. كذا فيه العتري و صوابه العنبري و هو سوار القاضي.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا سعيد بن مرتجل، حدّثنا سليمان - يعني [بن] (2) حرب - عن حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: اتّخذ إبليس تابوتا فجلس في الطريق و جعل يداوي المرضى قال: فمرت به امرأة أيوب. فقالت له: هل لك أن تداوي هذا المبتلى ؟ قال: نعم بشرط إن أنا شفيته أن يقول أنت شفيتني لا أريد منه أجرا غيره. قال: فأتت أيوب فذكرت ذلك له.

قال: ويحك ذاك الشيطان، للّه عليّ إن عافاني لأجلدنك مائة جلدة. قال: فلما عوفي قال اللّه له: خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَ لاٰ تَحْنَثْ (3)قال: فاتخذ عذقا فيه مائة شمراخ (4)فضربها به ضربة واحدة (5).

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدّثنا فضيل بن عبد الوهاب، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، عن ابن وهب بن (6)منبه، عن أبيه قال: قال [إبليس] (7)لامرأة أيوب بما أصابكم ما أصابكم ؟ قالت: بقدر اللّه، قال: و هذا أيضا، فاتّبعيني فاتّبعته فأراها جميع ما ذهب منهم في واد (8)فقال: اسجدي لي و أردّ عليكم فقالت: إن لي زوجا استأمره، فأخبرت أيوب

ص: 67


1- كذا بالأصل بهذه الرواية.
2- سقطت من الأصل.
3- سورة ص، الآية:44. و الضغث: قبضة من قضبان مختلفة يجمعها أصل واحد مثل الأسل. و العثكال ما علق من عهن أو صوف أو زينة فتذبذب في الهواء.
4- شماريخ العثكال أغصانه، و أصله في العذف.
5- الخبر في البداية و النهاية 258/1 باختلاف و اختصار.
6- بالأصل:«عن».
7- زيادة عن مختصر ابن منظور 108/5.
8- بالأصل: وادي.

فقال: أ ما آن لك أن تعلمي ؟ ذاك الشيطان، لئن برئت لأضربنك مائة جلدة.

أخبرنا أبو علي بن المظفّر، أنا أبي، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا أبو عبيد اللّه، حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ قال هي للناس عامة.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه و أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الشّرابي، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف، أنا محمد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله تبارك و تعالى: وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ قال: خذ عودا فيه تسعة و تسعون عودا و الأصل تمام المائة فضرب به امرأته و ذلك أن امرأته أرادها الشيطان على بعض الأمر، فقال لها: قولي لزوجك يقول كذا و كذا فقالت له: قل كذا و كذا، فحلف حينئذ أن يضربها تلك الضربة، فكانت تحلّة يمينه و تخفيفا على امرأته.

قال: و أخبرنا عبد الرّزّاق قال: قال معمر و قال الحسن: فنادى حين نادى: أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطٰانُ بِنُصْبٍ وَ عَذٰابٍ فأوحى اللّه عز و جل إليه اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ هٰذٰا مُغْتَسَلٌ بٰارِدٌ قال فركض ركضة خفيفة فإذا عين تنبع حتى غمرته فردّ اللّه عز و جل جسده، ثم مضى قليلا، ثم قيل له: اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ هٰذٰا مُغْتَسَلٌ بٰارِدٌ وَ شَرٰابٌ ،فركض ركضة أخرى فإذا هو بعين تجري فشرب منها، فطهّرت جوفه، و غسلت كل قذر كان فيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و عبد الباقي بن محمد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر البزار، حدّثنا محمد بن يحيى الأزدي [عن] (1) سعيد بن عامر، عن المعتمر بن سليمان، عن ليث بن (2) أبي سليم، قال: قيل لأيوب عليه السلام: يا أيوب لا يعجبك تصبرك، فإني قد علمت ما [في] (3) كل شعرة من لحمك و دمك، و لو لا أني أعطيت موضع كل شعرة منك صبرا ما صبرت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو

ص: 68


1- سقطت من الأصل و هي زيادة لازمة. انظر ترجمة سعيد بن عامر في سير الأعلام 385/9 و ترجمة معتمر بن سليمان 477/8.
2- بالأصل «عن» خطأ، انظر ترجمة ليث بن أبي سليم في سير الأعلام 179/6.
3- زيادة عن مختصر ابن منظور 109/5.

القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا أبو جعفر محمد بن عثمان، حدّثنا عنبسة النحوي، أنا خلاّد الأحول عن خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه قال:

قال سعيد بن العاص نودي أيوب: يا أيوب لو لا أني أفرغت مكان كلّ شعرة منك صبرا ما صبرت.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا محمد بن علي بن علي بن الحسن بن الدّجاجي، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن سويد، حدثنا الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدثنا إسماعيل بن ذكوان (1)،حدثنا ابن عائشة عن أبيه قال: لما اشتدّ على أيوب البلاء أوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: لو أصبحت في يدي عبد من عبيدي لأصبحت في بلاء أشدّ من البلاء الذي أنت فيه، و لكنك أسير في يديّ و أنا أرحم الراحمين.

أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن الحسن القيسية، قالت:

أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن (2) بن إبراهيم الوركانية، قالت: حدثنا أبو الحسن عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي، أنا حبيب بن الحسن القزّاز، حدثنا أبو العباس الفضل بن أحمد بن إسماعيل، حدثنا أبو موسى البزّاز قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: قال اللّه عز و جل: يا أيوب لو صيّرتك أسيرا في يد عبد (3) من عبادي لأذاقك طعم العذاب، و لكن صيّرت أمرك إليّ و أنا أرحم الراحمين.

أنبأنا أبو الفضل الحسين بن الحسن الكلابي، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، و أبو محمد بن الأكفاني، قالوا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (4)،أنا أحمد بن سندي، حدثنا الحسن بن علي القطان، حدثنا إسحاق بن بشر، عن إدريس بن بنت وهب بن منبّه، عن وهب بن منبّه - و زاد فيه: إن إبليس طار في المردة فأتى (5) مشارق

ص: 69


1- الاسم غير واضح بالأصل و الصواب «إسماعيل بن ذكوان» كما أثبتناه و في م: عسل بن ذكوان.
2- بالأصل «بن» شطبت و استدركت لفظة «ابن» على هامشه و بجانبه كلمة صح.
3- بالأصل: عبدي.
4- بالأصل «زرقويه» و الصواب ما أثبت بتقديم الراء، عن م و قد تقدم قريبا.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.

الأرض و مغاربها (1) لينظر هل يجد عبدا للّه عزّ و جلّ مخلصا يثني على ربه فيغويه ؟ قال:

فأتاه نداء: يا لعين أتعلم أن أيوب عليه السلام عبد صالح مخلص للّه عزّ و جلّ لا تستطيع أن تغويه، قال: يا ربّ إن أيوب قد أعطيته من المال و الولد و السّعة و قرّة العين في الدنيا إذا نظر إليه فلا يستطيع أحد (2) أن يغويه، و لكن سلّطني على ماله و ولده، و كان له ثلاثة عشر ولدا ذكورا كلّهم، و كانوا من رحمة بنت منشّا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام (3) فقال: سلّطني عليهم فترى أيوب كيف يطيعني و يعصيك، و يؤمن بي و يكفر بك ؟ فقال: اذهب فقد سلّطتك على ماله و ولده، قال: فرجع إبليس إلى مجلسه و جمع شياطينه و مردته فقالوا: سيدنا لم حشرتنا و جمعتنا و دعوتنا؟ قال: أ لا ترون هذا العبد الذي أثنى عليه ربّه و مدحه و زعم أني لا أستطيع أن أغويه، و قد سلّطني على ماله و ولده ؟ فقالوا جميعا: نحن عونك عليه قال: فما عندكم ؟ فقامت طائفة منهم مثل الجيش العظيم، معهم عواصف الريح، و قام قوم منهم صاحوا صيحة خرجت لأفواههم كلهب النيران، و قام قوم منهم صاحوا صيحة رجفت الأرض منها.

فقال للذين جاءوا بعواصف الريح: انطلقوا إلى دوابّ أيوب و غنمه و رعاته فاحتملوها حتى تقذفوها في البحر، و أنا منطلق إليه في صورة قيّمه بشأنهم فأغويه. قال:

فانطلقوا فجاءوا بالرياح من أركان الأرض فعصفتهم ثم احتملتهم حتى قذفتهم في البحر فغرّقتهم، فجاء إبليس في صورة قيّمه (4) إلى أيوب و هو قائم يصلّي. فقال: يا أيوب أ لا أراك قائما تصلّي و قد أقبلت ريح عاصف فاحتملت دوابّك برعائها فعصفتها فقذفتها في البحر فغرّقتها و أنت قائم تصلّي ؟ قال: فلم يردّ عليه شيئا حتى فرغ من صلاته، فقال:

الحمد للّه الذي رزقنيه ثم قبله مني كالقربان النقي يقرّبه صاحبه، و ميّزك منهم كما يميّز الزوان من القمح. قال: فانصرف خاليا فدعا الذين يخرج من أفواههم كلهب النيران فقال:

انطلقوا إلى جنان أيوب و زرعه فاحرقوها حتى اذهب أنا إليه في صورة قيمة فأغويه، فانطلقوا فصاحوا صيحة فوهجت نارا من أفواههم كأنها لهب النار فأتت على جنانه

ص: 70


1- في مختصر ابن منظور: و مساربها.
2- بالأصل: أحدا.
3- و في الطبري 322/1 «رحمة بنت أفرائيم بن يوسف بن يعقوب» و في البداية و النهاية 254/1 اسمها ليا بنت يعقوب، و قيل رحمة بنت أفرائيم، و قيل: منشا بن يوسف بن يعقوب.
4- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن مختصر ابن منظور.

و مزارعه و معايشه، فصارت كالرّميم و جاء إبليس في صورة قيّمه فسلّم و أيوب قائم يصلّي فقال: يا أيوب أ لا أراك قائما تصلّي و قد جاء الحريق فأتى على جنانك و مزارعك و معايشك كلها فصارت كالرميم ؟ فلم يردّ عليه شيئا حتى فرغ من صلاته فقال: الحمد للّه الذي رزقنيه ثم قبضه مني كالقربان النقي يقرّبه صاحبه و ميزك منه كما يميّز الزوان من القمح. و لو كان فيك خير لقبضك معهم، ثم أقبل على صلاته، فرجع إبليس فدعا هؤلاء الذين يزيلون الأرض بصيحتهم فقال: اذهبوا إلى منازل أيوب حتى تزلزلوا بهم و ترمسوا فيها ولده و خدمه، قال: فانطلقوا فصاحوا صيحة عظيمة جعلوا دكة واحدة، ثم جاء إبليس إلى أيوب في صورة حاضن ولده فقال: يا أيوب إنه قد جاءت صيحة فطارت منازلك دكة واحدة فما بقي لك ولد و لا خادم إلاّ رمس تحته، و أنت قائم تصلّي ؟ قال: فانصرف، فقال: الحمد للّه الذي هو رزقنيهم و قبضهم مني كالقربان النقي و ميّزك من بينهم كما يميّز الزوان من القمح، و لو كان فيك خير لقبضك معهم، فانصرف إبليس عدو اللّه خائبا منكسرا، فأتاه نداء: كيف رأيت عبدي أيوب ؟ قال: يا ربّ إن أيوب قد علم أنك ستعوّضه بكل واحد اثنتين، و لكن سلّطني على جسده فسوف ترى كيف يطيعني و يعصيك و يؤمن بي و يكفر بك قال: اذهب فقد سلّطتك على جسده من غير أن أسلطك على روحه. فجاء فنفخ [في] (1) إبهام قدميه، قال: فاشتعل فيه مثل النار، قال إسحاق: فحدثني عبد الله بن إسماعيل السّدّي، عن أبيه، عن مجاهد قال: إن أول من أصابه الجدريّ أيوب عليه السلام (2).

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا أبو العباس محمد بن الحسن، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا عبد الله بن وهب ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن، أنا محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي، أنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن عمرو، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني نافع بن يزيد ح.

و أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا

ص: 71


1- زيادة عن مختصر ابن منظور.
2- البداية و النهاية 255/1.

جعفر بن عبد الله بن يعقوب، حدثنا محمد بن هارون الرّوياني، أنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، أخبرني عمي، عن نافع بن يزيد، عن عقيل بن خالد - و لم يقل الخلال: بن خالد - عن ابن شهاب عن أنس بن مالك: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن أيوب نبيّ اللّه لبث في بلائه» و قال الخلال: لبث به بلاؤه، و قال ابن السمرقندي: لبث بلاؤه و قالوا:- «ثماني (1) عشرة سنة فرفضه القريب و البعيد إلاّ رجلين من إخوانه كانا من أخصّ إخوانه، كانا يغدوان إليه و يروحان فقال أحدهما لصاحبه: يعلم اللّه لقد أذنب»- و قال ابن السمرقندي: تعلم و اللّه أن أيوب أذنب - و قالوا:- «ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، و قال له صاحبه: و ما ذاك ؟ قال منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه اللّه فيكشف ما به، فلما راحا إليه» - و قال ابن سعدوية: أن جاءا إليه - و قال الخلال: راح إليه-«بخبر الرجل حتى ذكر ذلك له. فقال أيوب عليه السلام: لا - و قال ابن سعدوية ما - أدري ما تقول - و قال ابن السمرقندي: أقول - غير (2) أنّ اللّه يعلم أنّي كنت أمرّ على الرجلين - و قال ابن سعدوية: أمر فإذا الرجلان و قالوا:- يتنازعان فيذكر اللّه عزّ و جلّ ، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر اللّه إلاّ في حقّ ، فكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته - و قال ابن السمرقندي:

قضاها - أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ و قال ابن سعدوية: حتى قضا حاجته - فلما كان ذات يوم أبطأت عليه - و قال ابن السمرقندي أبطأ عنها - و قال ابن سعدوية: أبطأ عليها - فأوحى إلى أيوب - و [قال] (3) الخلال: فأوحى اللّه في مكانه و قالوا - أن اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ هٰذٰا مُغْتَسَلٌ بٰارِدٌ وَ شَرٰابٌ (4)فاستبطأته فبلغته ينتظر - و قال ابن سعدوية: فاستقبلته فتلقته و قال ابن السمرقندي: فاستقبلته امرأته تنتظره، و قالوا - فأقبل عليها قد أذهب اللّه ما به من البلاء و هو على أحسن ما كان. فلما رأته قالت: أبي بارك اللّه فيك، هل رأيت نبيّ اللّه هذا المبتلى ؟ و و اللّه على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به منك إذ كان صحيحا قال: فإني أنا هو، و كان له أندران: أندر القمح و أندر (5)الشعير، فبعث اللّه سحابتين فلما كانت و قالوا إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، و أفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى

ص: 72


1- بالأصل:«ثمانية عشر».
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- سورة ص، الآية:42.
5- الأندر: الكدس من القمح خاصة.

فاض (1)»[2488]. و رواه سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري عن نافع بن يزيد.

أخبرناه أبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي و أبو بكر وجيه بن طاهر، قالا: أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، حدثنا محمد بن يحيى الذّهلي، حدثنا سعيد بن أبي مريم المصري، أنا نافع بن يزيد، أخبرني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك ح.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم (2)الفقيه، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر ح.

و أخبرناه أبو الحسن أيضا، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يحيى القطّان، قالا: أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، حدثنا يوسف بن يزيد حدثنا يزيد بن أبي مريم، أنا نافع، أنا عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك ح.

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد (3)بن الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتناه أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا إبراهيم بن منصور بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدثنا حميد بن الربيع - زاد ابن حمدان: الخزّاز - حدثنا - و في حديث ابن المقرئ: أخبرني - سعيد بن أبي مريم - زاد ابن حمدان: المصري - حدثنا - و في حديث ابن المقرئ؛ أخبرني - نافع بن يزيد عن عقيل - زاد ابن حمدان: بن خالد - عن ابن شهاب، عن أنس - زاد ابن حمدان: بن مالك - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أيوب نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم لبث به بلاؤه»- و قال حميد: كان في بلائه - ثماني (4)عشرة سنة فرفضه القريب و البعيد إلاّ رجلان من إخوانه كانا من أخصّ إخوانه به كانا - و في حديث يوسف: فكانا - يغدوان إليه و يروحان، و قال أحدهما لصاحبه ذات يوم:

ص: 73


1- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 256/1-257 و عقب بقوله: هذا غريب رفعه جدا، و الأشبه أن يكون موقوفا.
2- بالأصل و م «السلم» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: الجزء السابع).
3- بالأصل «سعيد» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م.
4- بالأصل: ثمانية عشر.

يعلم - و قال حميد: لصاحبه يعلم - و اللّه لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد - زاد الذهلي و يوسف: من العالمين - فقال لصاحبه: و ما ذاك ؟ من منذ ثماني (1)عشرة سنة لم يرحمه اللّه فيكشف ما به - و قال حميد: فيكشف عنه - فلما راحا إلى أيوب - و قال حميد: إليه - بصر الرجل حتى ذكر له ذلك، فقال أيوب: لا أرى ما تقولون - و قال حميد: يقول - غير أن اللّه يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتراعان - و قال حميد: يتنازعان - فيذكران اللّه فأرجع إلى بيتي فأكفّر عنهما كراهية أن يذكر اللّه إلاّ في حق. قال: و كان يخرج لحاجته - و قال حميد:

إلى حاجته - فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، و أوحي إلى أيوب في مكانه أن اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ هٰذٰا مُغْتَسَلٌ بٰارِدٌ وَ شَرٰابٌ فاستبطأته فتلقّته ينتظر، و أقبل عليها قد أذهب اللّه ما به من البلاء، و هو أحسن - و قال حميد: على أحسن - ما كان فلما رأته قالت: أي بارك اللّه فيك هل رأيت نبيّ اللّه هذا المبتلى و اللّه - و قال حميد:

و و اللّه - على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به منك إذا كان صحيحا قال: فإني أنا هو، و كان له أندران أندر القمح، و أندر الشعير، فبعث اللّه عز و جل سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح فرغت - و قال يوسف: أفرغت - فيه الذهب حتى فاض، و أفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض، و لم يسقه ابن المقرئ[2489].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (2)،حدثنا سفيان عن أبي الزّناد، عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة: أرسل على أيوب رجل من جراد من ذهب فجعل يقبضها في ثوبه، فقيل: يا أيوب، أ لم يكفك ما أعطيناك ؟ قال: أي ربّ و من يستغني عن فضلك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي أحمد ح.

و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو الفتح عبد الرشيد بن أبي يعلى الملحمي (3)، قالا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد الملحمي (4)،أنا أبو الحسين محمد بن عمر

ص: 74


1- بالأصل: ثمانية عشر.
2- مسند الإمام أحمد 243/2.
3- بالأصل «الملجمي» و المثبت و الضبط عن الأنساب و هذه النسبة إلى الملحم و هي ثياب تنسج بمرو من الابريسم قديما.
4- بالأصل «الملجي» انظر ما تقدم.

السّرخسي، و أبو العباس عبد الله بن الليث المعمري و أبو علي الحسن الخزاباز قالوا: أنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشّامي، حدثنا سلمة بن شبيب ح.

و أخبرنا أبو عبد الله الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ح.

و أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدّارقطني، أنا أبو عمر محمد بن يوسف القاضي، أنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر الصّفّار و أبو بكر بن خلف و أبو الحسن النامقي (1) ح.

و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو سهل محمد بن عبد الرحمن، قالوا: أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، أنا أحمد بن يوسف السّلمي، قالوا:

حدثنا عبد الرّزّاق، أنا معمر (2) عن همّام بن منبّه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«بينما أيوب يغتسل عريانا خرّ عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في ثوبه، فناداه ربه عزّ و جلّ : يا أيوب أ لم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال: بلى يا رب و لكن لا غناء لي عن بركتك (3)»[2490].

أخبرنا أبو سعد حدثنا ناصر بن سهل بن أحمد البرقاني المعروف بالبغدادي، أنا أبو عبد الله عبد الرحمن بن أبي بكر عبد اللّه بن أحمد القفّال - بمرو - أنا أبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الهروي، أنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد بن النّضر بن حكيم المروزي، حدثنا العباس بن محمد بن حاتم بن واقد الدّوري، حدثنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي ح.

و أخبرنا أبو نصر محمد بن محمود بن محمد الشّجاعي المعروف بسره مرد، و محمد بن ناصر بن أحمد العياضي، و أبو البدر هلال، و أبو عبد الله محمد ابنا (4)

ص: 75


1- هذه النسبة إلى نامه، و كان يقرأ المناشير و الكتب الواردة من الحضرة فعرب و جعل نامقا. اسمه علي بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن الليث، أبو الحسن النامقي الفصال ترجمته في الأنساب.
2- بالأصل «معمرة» خطأ، انظر ما يلي.
3- الحديث في مسند أحمد 314/2.
4- بالأصل «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.

الحسن بن علي السّعيدي، و أبو بكر محمد، و أبو علي زاهر، أنا أحمد بن محمد البشّار، و أبو محمد الحسن، و أبو الفتح عبد الصمد، و أبو المظفّر شجاع بنو علي بن الحسين الشّجاعيون - بسرخس - قالوا: أنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن راموكة السّرخسي، حدثنا أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز - إملاء، بمصر - حدثنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن النّضري سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة، حدثنا عباس بن محمد الدّوري سنة ثلاث و ستين و مائتين، حدثنا أبو داود الطيالسي عن همّام، عن قتادة، عن النّضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أمطر على أيوب عليه السلام جراد من ذهب فجعل يتلقط فأوحى اللّه عز و جل إليه: يا أيوب أ لم أوسّع عليك ؟ قال: يا رب من يشبع من رحمتك أو قال من فضلك»[2491].

و أخبرناه أبو المظفّر سعيد بن سهل بن محمد النّيسابوري، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن - بنيسابور، إملاء - أنا الشيخ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكّي، أنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي - إملاء - حدثنا عبد الملك بن محمد الرّقاشي، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث [نا] (1) همّام بن يحيى عن قتادة، عن النّضر بن أنس عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أمطر على أيوب جراد من ذهب فجعل يتلقط فأوحى اللّه: يا أيوب أ لم أغنك ؟ قال: بلى يا رب و لا غنى لي عن فضلك»[2492].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن موسى ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد العيّار (2) قالا: أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشّرقي، حدثنا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار (3)،عن جابر أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بينما أيوب يغتسل عريانا خرّ عليه جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه، قال: فناداه ربه تبارك و تعالى: يا أيوب أ لم أكن أغنيك ؟ قال: بلى يا ربّ و لكن لا

ص: 76


1- سقطت من الأصل و استدركت اللفظة عن م، انظر ترجمة عبد الصمد في سير أعلام النبلاء 516/9.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 86/18.
3- بالأصل «بشار» خطأ و الصواب ما أثبت «يسار» عن م انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 448/4.

غناء بي عن بركتك»[2493].

أخبرنا أبو طاهر بن الحنّائي - قراءة - حدّثنا عبد العزيز الكتاني - لفظا - و أبو بكر عبد الوهاب بن عبد العزيز الورّاق - قراءة - قالا: أنا تمام بن محمد الرازي، أنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا أبو بكر الحسين بن محمد بن أبي معشر (1)،أنا محمد بن ربيعة، عن يحيى بن أيوب، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: أمطر على أيوب جراد من ذهب فالتقط ، فملأ يديه ثم بسط ثوبه فنودي: يا أيوب، أ ما شبعت ؟ قال: يا ربّ و من يشبع من الخير.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن محمد الصّيرفي، أنا أبو العباس السّرّاج، حدّثنا قتيبة، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي يونس مولى أبي هريرة قال: بينما أيوب النبي صلى اللّه عليه و سلم يغتسل يوما فخرّ عليه جراد من ذهب في كميه له فطفق أيوب يحبو في ثوبه، فناداه ربه:

يا أيوب أ لم أغنك عما ترى ؟ قال: بلى يا ربّ و لا غناء لي عن رزقك.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي، أنا أبو بكر بن الحارث - و هو أحمد بن محمد - أنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو يحيى الرازي - و هو عبد الرّحمن بن سلم - حدّثنا سهل بن عثمان أبو مالك، عن جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عباس قال: سألت نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن قوله: وَ وَهَبْنٰا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ (2) ؟قال:«يا ابن عباس ردّ اللّه امرأته إليه، و زاد في شأنها حتى ولدت له ستة و عشرين ذكرا، و أهبط اللّه إليه ملكا، فقال: يا أيوب إنّ اللّه يقرئك السلام لصبرك على البلاء، فاخرج إلى أندرك فبعث اللّه سحابة حمراء فهبط عليه بجراد الذهب، و الملك قائم معه، فكانت الجرادة تذهب فيتبعها حتى يردها في أندره قال الملك: يا أيوب أ ما تشبع من الداخل حتى تتبع الخارج ؟ فقال:

إن هذه بركة من بركات ربي و ليس أشبع منها»[2494].

أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين الأنصاري المقرئ - إجازة - حدّثنا

ص: 77


1- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة خيثمة بن سليمان في سير أعلام النبلاء 448/15.
2- سورة ص، الآية:43.

أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد، أنا أبو بكر أحمد بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، حدّثنا إسحاق بن بشر عن جويبر عن (1) الضّحّاك، عن ابن عباس: أن أيوب عاش بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفيّة و على ذلك مات، و تغيروا بعد ذلك و غيّروا دين إبراهيم كما غيّره من كان قبلهم (2).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثني عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، حدّثنا أبو علي الحسين بن حميد العلي - بمصر - حدّثنا زهير بن عبّاد، حدّثنا محمد بن فضيل، عن عمران بن سليمان، قال: لما شفي أيوب من مرضه قال: يا ربّ قد علمت أن لساني لم يخالف قلبي، و أن قلبي لم يتبع بصري، و ما هالني ما ملكت يميني أن يملك، و ما بتّ شبعانا و جاري طاويا، و ما لي إزارين و لا قميصين و لا رداءين، فنودي: يا أيوب ممن كان ذلك ؟ فقال:

منك إلهي، قال: فجعل يتساقط عليه جراد من ذهب فأوحى اللّه تبارك و تعالى إليه: أ لم أخلف عليك يا أيوب ؟ قال: بلى يا ربّ .

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمد بن عبد العزيز يعني الدّينوري، حدّثنا أبي قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: ما أصاب إبليس من أيوب عليه السلام شيئا إلاّ الأنين في مرضه.

قال: و حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمد بن يونس، حدّثنا الحميدي، عن سفيان بن عيينة أن ابن عباس قال: إن النبي الذي كلم أيوب في بلائه قال له: يا أيوب أ ما علمت أن للّه عبادا أسكتتهم خشيته من غير عيّ و لا بكم و انهم النبلاء الطلقاء الفصحاء العالمون باللّه و أيامه، و لكنهم إذا ذكروا عظمة اللّه تقطعت قلوبهم و كلّت ألسنتهم و طاشت عقولهم فرقا من اللّه و هيبة له.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا

ص: 78


1- بالأصل «بن» خطأ، و هو جويبر بن سعيد الأزدي، ترجمته في تهذيب التهذيب 397/1 و جويبر لقبه و اسمه جابر، و الضحاك هو الضحاك بن مزاحم و هو ممن روى عنه جويبر و أكثر.
2- البداية و النهاية 258/1.

يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد اللّه بن الورد، قال: قال اللّه عزّ و جلّ يا أيوب أ ما علمت أنّ لي عبادا علماء حكماء لطفاء أسكتتهم (1) خشيتي.

قال: و أنا عبد اللّه بن المبارك أنا أبو الحكم، حدّثنا موسى بن أبي كريم قال أبو كردم قال أبو محمد، كذا قال: و قال غيره: ابن أبي درم عن وهب بن منبّه قال: بلغ ابن عباس، عن مجلس كان في ناحية باب بني سهم يجلس فيه ناس من قريش فيختصمون فترتفع أصواتهم، فقال لي ابن عباس: انطلق بنا إليهم فانطلقنا حتى وقفنا عليهم، فقال ابن عباس أخبرهم عن كلام الفتى الذي كلّم به أيوب و هو في حاله، قال وهب: فقلت:

قال الفتى: يا أيوب أ ما كان في عظمة اللّه و ذكر الموت ما يكلّ لسانك، و يقطع قلبك و يكسر حجتك ؟ يا أيوب: أ ما علمت أن للّه عبادا أسكتتهم خشية اللّه من غير عيّ و لا بكم، و أنهم الفصحاء الطلقاء الألبّاء العالمون باللّه و آياته (2)،و لكنهم إذا ذكروا عظمة اللّه تقطّعت قلوبهم، و كلّت ألسنتهم، و طاشت عقولهم و أحلامهم فرقا من اللّه و هيبة له، فإذا استفاقوا من ذلك استقبلوا (3) إلى اللّه بالأعمال الزاكية، لا يستكثرون للّه الكثير، و لا يرضون له بالقليل، يعدون أنفسهم مع الظالمين الخاطئين، و انهم لأنزاه أبرار أخيار و مع المضيعين المفرطين، و انّهم لأكياس أقوياء ناحلون دائبون، يراهم الجاهل فيقول مرضى، و ليسوا بمرضى و قد خولطوا و قد خالط القوم أمر عظيم.

و قال ابن صاعد: و حدّثناه يعقوب بن إبراهيم الدّورقي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثني مروان بن عبد الواحد، حدّثنا موسى بن أبي درهم، حدّثنا وهب بن منبّه قال: بلغ ابن عباس أن ناسا من قريش يجلسون في المسجد الحرام من ناحية بني سهم فيختصمون فترتفع أصواتهم فقال لي انطلق بنا إليهم، فأتاه فوقف عليهم، ثم قال:

حدّثهم بالكلام الذي كلّم به الفتى أيوب و هو في بلائه، قال: فقلت: قال الفتى: يا أيوب، أ ما كان في عظمة اللّه و ذكر الموت ثم ذكر مثله إلى آخر قوله و قد خالط القوم أمر عظيم. رواه عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي، عن أبي الحكم مروان بن عبد الواحد.

ص: 79


1- بالأصل «أسكنتهم».
2- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن مختصر ابن منظور 113/5.
3- في المختصر: استبقوا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد بن نصر النّرسي، حدّثنا مروان بن عبد الواحد أبو الحكم، عن موسى بن أبي درم، عن وهب بن منبّه قال: بلغ ابن عباس، عن مجلس كان في المسجد الحرام مما يلي باب بني سهم يجلس فيه ناس من قريش يختصمون ترتفع أصواتهم، فقال ابن عباس: انطلق بنا إليهم قال: فانطلقنا حتى وقفنا عليهم، فقال لي ابن عباس: أخبرهم بما كلّم به الفتى أيوب و هو في بلائه، قال الفتى: يا أيوب أ ما كان في عظمة اللّه و ذكر الموت ما يكلّ لسانك و يكسر قلبك و يقطع حجّتك ؟ يا أيوب أ ما علمت أن للّه عبادا أسكتتهم خشية اللّه من غير عيّ و لا بكم، و أنهم النطقاء الفصحاء الألبّاء الطلقاء العالمون باللّه و آياته، و لكنهم إذا ذكروا تقطعت قلوبهم و كلّت ألسنتهم، و طاشت عقولهم و أحلامهم، و إذا استفاقوا من ذلك استقبلوا إلى اللّه بالأعمال الزاكية، لا يستكثرون للّه عزّ و جلّ الكثير، و لا يرضون له بالقليل، يعدون أنفسهم مع الظالمين (1) و أنهم لأنزاه أبرار و مع المضيعين و المفرطين و انهم لأكياس أقوياء ناحلون دائبون، يراهم الجاهل يقول من مرض، و قد خالط القوم، أمر عظيم.

قال مروان: و كتب رجل إلى ابن عباس قال على أثر كلام وهب: و كفى بك ظالما أن لا تزال مخاصما، و كفى بك آثما أن لا تزال مماريا، و كفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا في غير ذات اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر الشحّام، حدّثنا محمد بن يحيى الذّهلي، حدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم الصّنعاني، حدّثنا إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب بن منبّه، قال:

كان ابن عباس جالسا في المسجد الحرام و معه وهب بن منبّه فنهض ابن عباس يتهادى على عطاء بن أبي رباح و عكرمة فلما دنا من باب المسجد إذا هو بقوم يتجادلون قد علت أصواتهم فوقف ابن عباس عليهم و قال لعكرمة: ادع لي ابن منبه فدعاه، فقال له ابن عباس: حدّث هؤلاء حديث الفتى قال: نعم، قال: لما اشتد الجدال بين أيوب و أصحابه قال فتى كان معهم لأصحاب أيوب في الجدال قولا شديدا ثم أقبل على أيوب

ص: 80


1- بالأصل «الظالمون».

فقال: و أنت يا أيوب قد كان في عظمة اللّه و جلال اللّه و ذكر الموت ما يكلّ لسانك، و يكسر قلبك، و يقطع حجّتك، أ لم تعلم يا أيوب أن للّه عبادا أسكتتهم خشيته عن الكلام من غير عيّ و لا بكم، و أنهم الفصحاء الطّلقاء الألباء العالمون باللّه و بآياته و لكنهم إذا ذكروا عظمة اللّه انقطعت ألسنتهم، و انكسرت قلوبهم، و طاشت أحلامهم و عقولهم فرقا من اللّه و هيبة له، فإذا استفاقوا من تلك استبقوا إلى اللّه بالأعمال الزاكية و النيّة الصادقة، يعدون أنفسهم مع الظالمين، و أنهم لأبرار بوءوا مع المقصرين المفرطين، و أنهم لأكياس أتقياء و لكنهم لا يستكثرون للّه الكثير، و لا يرضون له بالقليل، و لا يدلون عليه بالأعمال فهم حيث ما لقيتهم مهتمون مشفقون خائفون و جلون. و رواه غيره عن وهب فلم يذكر أيوب فيه.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا المعافى بن عمران الموصلي، حدّثنا إدريس بن سنان أبو إلياس ابن بنت وهب، حدّثني وهب بن منبّه: أن ابن عباس طاف بالبيت حين أصبح سبوعا (1).قال وهب: و أنا و طاوس معه و عكرمة مولاه، و كان قد رقّ بصره فكان يتوكأ على العصا، فلما فرغ من طوافه انصرف إلى الحطيم (2) فصلّى ركعتين ثم نهض فنهضنا معه فدفع عصاه إلى عكرمة مولاه، و توكأ عليّ و على طاوس، ثم انطلق بنا إلى غربي الكعبة بين باب بني سهم و باب بني جمح فوقفنا على قوم بلغ ابن عباس أنهم يخوضون في حديث القدر و غيره مما يختلف الناس فيه، فلما وقف عليهم سلّم عليهم، أجابوه و رحّبوا و أوسعوا له، فكره أن يجلس إليهم ثم قال: يا معشر المتكلمين فيما لا يعنيهم و لا يرد عليهم، أ لم تعلموا أن للّه عبادا قد أسكتتهم خشيته من غير عيّ و لا بكم، و أنهم لهم الفصحاء الطّلقاء النبلاء و الألبّاء و العالمون باللّه و بآياته، و لكنهم إذا ذكروا عظمة اللّه انقطعت ألسنتهم و كسرت قلوبهم، و طاشت عقولهم إعظاما للّه عزّ و جلّ و إعزازا و إجلالا، فإذا استفاقوا من ذلك استبقوا إلى اللّه عزّ و جلّ بالأعمال الزاكية يعدون أنفسهم مع الظالمين الخاطئين، و انهم

ص: 81


1- أي سبعة أشواط . و بالأصل «بسرعا» كذا، و المثبت عن مختصر ابن منظور 112/5.
2- عن أنس: أنه ما بين المقام إلى الباب، و قال ابن حبيب: هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام حيث يتحطم الناس للدعاء (معجم البلدان).

لأنزاه برآء مع المقصرين و المفرّطين و انهم لأكياس أقوياء، و لكنهم لا يرضون للّه بالقليل و لا يكثرون له الكثير، و لا يدلّون عليه بالأعمال، متى ما لقيتهم فهم مهتدون محزونون مروّعون خائفون مشفقون و جلون، فأين أنتم منهم ؟ يا معشر المبتدعين اعلموا أن أعلم الناس بالقدر أسكتهم عنه، و أن أجهل الناس بالقدر أنطقهم فيه. قال وهب: ثم انصرف عنهم و تركهم، فبلغ ابن عباس أنهم قد تفرقوا عن مجلسهم ذلك، ثم لم يعودوا إليه حتى [هلك] (1) ابن عباس.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا صفوان بن عمرو، عن يزيد بن ميسرة، قال: قال أيوب النبي صلى اللّه عليه و سلم يا ربّ إنك أعطيتني المال و الولد فلم يقم أحد على بابي يشكوني بظلم ظلمته، و أنت تعلم ذلك و أنه كان يوطأ لي الفرش فأتركها و أقول لنفسي: يا نفس إنّك لم تخلقي لوطئ الفرش ما تركت ذلك إلاّ ابتغاء فضلك.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنا حاجب بن أحمد، حدّثنا محمد بن حمّاد، أنا محمد بن الفضل، عن ليث، عن مجاهد، قال: يؤتى بثلاثة يوم القيامة بالغنيّ و المريض و العبد المملوك، فيقال للغني: ما منعك من عبادتي ؟ فيقول: يا ربّ أكثرت لي من المال فطغيت، فيؤتى بسليمان في ملكه فيقول: أنت كنت أشد شغلا من هذا؟ قال: يقول: لا بل هذا [قال:

فإن هذا] (2) لم يمنعه ذلك أن عبدني قال: يؤتى بالمريض قال: فيقول: ما منعك من عبادتي ؟ قال: فيقول شغلت عليّ جسدي، قال: فيؤتى بأيوب في ضرّه فيقول: أنت كنت أشد ضرّا من هذا؟ قال: لا بل هذا. قال: فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني قال: ثم يؤتى بمملوك فيقول: ما منعك من عبادتي ؟ فيقول: يا ربّ جعلت عليّ أبوابا (3)يملكونني، قال: فيؤتى بيوسف في عبوديته فيقول: أنت كنت أشد عبودية أم هذا؟ قال:

لا بل هذا قال: فإن هذا لم يمنعه ذلك أن عبدني (4).

ص: 82


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م و انظر مختصر ابن منظور 113/5.
3- كذا بالأصل، و في م، و المختصر «أربابا» و هو الظاهر.
4- أشار إليه ابن كثير في البداية و النهاية 259/1.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا سعدان بن يزيد البزّاز، حدّثنا علي بن عاصم، حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبي عبد اللّه الجدليّ ، قال: كان أيوب نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من جار عينه تراني و قلبه يراني إن رأى حسنة أطفأها و إن رأى سيئة أذاعها.

ذكر أبو جعفر الطبري في تاريخه قال (1):ذكر أن عمر أيوب كان ثلاثا و تسعين سنة.

849 - أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري

أبو سليمان البغدادي الأخباري (2)

قدم دمشق، و حدّث بها و بمصر و الرملة عن: عارم بن الفضل، و معلّى بن منصور الرازي، و أبي الجوّاب الأحوص بن جوّاب، و محمد بن عبد اللّه الأنصاري، و أبي حذيفة موسى بن مسعود، و موسى بن داود، و خالد بن مخلد، و معاوية بن عمر، و زكريا بن عديّ ، و علي بن المديني، و الحميدي، و أبي بكر بن الأسود، و أحمد بن حنبل، و عتيق بن يعقوب الزّبيري، و أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، و عبد اللّه بن رجاء الغدّاني (3).

روى عنه: عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و أبو الحارث أحمد بن سعيد بن أم سعيد، و الحسن بن حبيب، و عبد الصمد بن عبد اللّه بن عبد الصمد الدمشقيون، و أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، و أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن مسلم الأسفراينيان، و أبو عمران موسى بن عباس الجويني، و زكريا بن يحيى بن حيّوية، و زكريا بن جعفر الرّملي، و أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، و محمد بن علي الحافظ المروزي، و أبو بكر [محمد] بن إسحاق بن خزيمة (4).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا عبد الملك بن الحسن بن

ص: 83


1- تاريخ الطبري 324/1 و نقل ذلك عنه ابن كثير في البداية 259/1 ثم قال: و قيل إنه عاش أكثر من ذلك.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 9/7.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 365/14.

محمد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، حدّثنا أيوب بن إسحاق بن سافري، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الرّقاشي، حدّثنا بشر بن منصور، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ناسا في مؤخر المسجد فقال:«لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخّرهم اللّه، ادنوا مني فائتموا بي، و ليأتمّ بكم من بعدكم»[2495].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري، أبو سليمان البغدادي نزيل الرملة روى عن معلّى بن منصور الرازي، و أبي الجواب، و الأنصاري، و أبي حذيفة موسى بن مسعود، و زكريا بن عديّ ، و موسى بن داود، و خالد بن مخلد، و معاوية بن عمرو، كتبنا عنه بالرملة و ذكرته لأبي فعرفه، و كان صدوقا.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي عبد الرّحمن، عن أبيه أبي عبد اللّه ح.

و حدّثنا أبو بكر أيضا قال: و أنبأنا أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، أنا أبو سعيد بن يونس قال: أيوب بن إسحاق بن سافري يكنى أبا سليمان قدم مصر و حدّث بها و كان أخباريا، يقال إنه بغدادي و يقال مروزي سكن ببغداد، و قدم إلى دمشق، فأقام بها، و كان قدومه إلى مصر من دمشق، و قال أبو سعيد في موضع آخر: و هو من أهل مرو، و لم يقل يقال إنه، و كانت في خلقه دعارة، و سأله أبو حميد في شيء يكتبه عنه من الأخبار فمطله - و كان شاعرا - فكتب إليه:

الحمد للّه لا نحصي له عددا *** ما زال إحسانه فينا له مددا

إذ لم أخطّ حديثا عنك أعلّمه *** و لا كتبت لعمري (2) عنك مجتهدا

إلاّ أحاديث خوّات و قصّته *** عن البعير و لمّا قال قد شردا

فسوف أخرجها إن شئت من كتبي *** و لا أعود لشيء بعدها أبدا

ص: 84


1- الجرح و التعديل 1/قسم 241/1.
2- في تاريخ بغداد 10/7 لغيري.

و له أيضا (1):

أبا سليمان لا عريت من نعم *** ما أصبح الناس في خصب و في جدب

لا تجعلني كمن بانت إساءته *** [ليس] (2) المسيء كمن لم يأت بالذنب

فابعث إلينا بذاك الجزء ننسخه *** كيما نجدّ لما يبقى من الكتب

و ذكره أبو سعيد في موضع آخر فقال: توفي بدمشق سنة تسع و خمسين و مائتين، و ذكره أيضا في موضع ثالث فقال: خرج عن مصر و صار إلى دمشق فتوفي بها يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ستين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا [أبو] (3) منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثنا الصّوري، حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن، حدّثنا ابن مسرور، حدّثنا ابن يونس فذكر معناه.

قال لنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قال لنا أبو بكر الخطيب (4):

أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري، أبو سليمان. و هو أخو يحيى انتقل إلى الرملة فسكنها و حدّث بها و بمصر عن محمد بن عبد اللّه الأنصاري، و خالد بن مخلد القطواني، و موسى بن داود الضّبّي، و معاوية بن عمرو، و أبي حذيفة موسى بن مسعود، و عبد اللّه بن رجاء، و زكريا بن عديّ . روى عنه جماعة من الغرباء. و قال ابن أبي حاتم: أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري البغدادي كتبنا عنه بالرملة، و ذكرته لأبي فعرفه، و قال: كان صدوقا.

850 - أيوب بن بشير بن كعب العدوي البصري

850 - أيوب بن بشير (5) بن كعب العدوي البصري

حدّث عن رجل من عنزة (6) اسمه عبد اللّه.

ص: 85


1- الأبيات في تاريخ بغداد 10/7.
2- زيادة للوزن عن تاريخ بغداد.
3- زيادة لازمة، قياسا إلى سند مماثل، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 94/20(55).
4- تاريخ بغداد 9/7.
5- بالأصل «بشر» و المثبت عن تهذيب التهذيب 251/1 و مختصر ابن منظور 115/5 و الضبط بضم الباء فتح الشين عن الاكمال لابن ماكولا و في م: بشير.
6- بالأصل و م «غزة» و المثبت عن تهذيب التهذيب.

روى عنه: قتادة بن دعامة، و أبو الحسين خالد بن ذكوان، و سماك المربدي (1)البصريون.

و وفد أيوب على (2) سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب بن فناكي، حدّثنا أبو بكر بن هارون الرّوياني، حدّثنا محمد بن إسحاق، أنا يونس بن محمد، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن خالد بن ذكوان، عن أيوب بن بشير بن كعب قال: لما سيّر أبو ذر إلى الشام قلت له: إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: إذا أحدّثك به إلاّ أن يكون سرّا قال: ليس بسرّ. قلت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصافحكم إذا لقيتموه ؟ قال: ما لقيته قطّ إلاّ صافحني. كذا قال، و أيوب لم يلق أبا ذرّ و إنما رواه عن رجل عنه.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرني أبو الحسين، عن أيوب بن بشير بن كعب العدوي، عن رجل من عنزة أنه قال لأبي ذرّ حين سيّر من الشام فذكر الحديث.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو يعلى، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا بشر بن مفضّل، عن أبي الحسين خالد بن ذكوان، حدّثني أيوب بن بشير، حدّثني فلان العنزي (3) عن أبي ذرّ قال: أرسل إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مرضه الذي توفي فيه فأتيته فوجدته نائما فأكببت عليه فرفع يده فالتزمني.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي (4)،حدّثنا بشر بن المفضّل، عن خالد بن ذكوان، حدّثني

ص: 86


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى المربد موضع بالبصرة و بنيت به محلة كبيرة.
2- بالأصل «عن» و لعل الصواب ما أثبت.
3- بدون نقط بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 115/5 و انظر تهذيب التهذيب 251/1 و مسند الإمام أحمد 162/5.
4- مسند الإمام أحمد 162/5.

أيوب بن بشير، عن فلان العنزي (1) و لم يقل الغبري (2) انه أقبل مع أبي ذرّ فلما رجع تقطع الناس عنه قلت: يا أبا ذرّ إني سائلك عن بعض أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: إن كان سرا من سرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [لم] (3) أخبرك به، قلت: ليس بسرّ و لكن كان إذا لقي الرجل يأخذه بيده يصافحه ؟ قال على خبير سقطت، لم يلقني قطّ إلاّ أخذ بيدي غير مرة واحدة و كانت تلك آخرهن، أرسل إليّ فأتيته في مرضه الذي توفي فيه فوجدته مضطجعا فأكببت [عليه] (4) فرفع يده فالتزمني. رواه يحيى بن يحيى، عن بشر بن المفضّل، فقال:

عبد اللّه العنزي.

أنبأنا أبو علي الحداد ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب، نا أبو داود، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي الحسين، عن أيوب بن بشير أو عن رجل آخر عن قاضي أو قاض أهل مضر شك أبو بشر، أنه قال لأبي ذرّ: هل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصافحكم إذا لقيتموه ؟ قال: ما لقيني قطّ إلاّ صافحني و لقد جئت مرة فقيل لي: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم طلبك، فجئت فلقيني فاعتنقني و كان ذاك أجود و أجود.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن مالك العاقولي البقّال، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن عاصم، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: و حدّثني محمد بن سهل التّميمي، حدّثنا الحسن بن واقع، عن ضمرة بن ربيعة، عن كدير بن سليمان قال: عزّى أيوب بن بشير بن كعب سليمان بن عبد الملك، عن أبيه فقال: آجرك اللّه يا أمير المؤمنين في الفاني و بارك لك في الباقي.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن

ص: 87


1- بدون نقط بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 115/5 و انظر تهذيب التهذيب 2511 و مسند الإمام أحمد 162/5.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و المثبت عن مسند أحمد.
3- الزيادة عن مسند أحمد، و فيه: لم أحدثك.
4- الزيادة عن مسند أحمد، و فيه: لم أحدثك.

الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ضمرة، عن عبد السلام، عن أبيه، عن أيوب بن بشير، قال: خرجت مع قبيصة بن ذؤيب و عبد اللّه بن محيريز، و هانئ بن كلثوم إلى بيت المقدس فحضرت الصلاة فتدافعوا الصّلاة فقدّموني فصلّيت بهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن علي، أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن إسحاق الأنصاري، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: سمعت علي بن المديني، قال: أيوب بن بشير بن كعب العدوي روى عنه قتادة، و خالد بن ذكوان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمد بن أحمد، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسّان، حدّثنا أبي قال: قال أبو زكريا أيوب بن بشير بن كعب عدوي روى عنه حميد بن هلال.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (1):أيوب بن بشير بن كعب العدوي روى عنه سماك المربدي، و حمّاد بن سلمة، مرسل، روى بشر بن المفضل (2)، عن خالد بن ذكوان، عن أيوب بن بشير، عن فلان العنزي، عن أبي ذرّ عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في المصافحة، مرسل.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (3):أيوب بن بشير بن كعب العدوي، روى عن

ص: 88


1- التاريخ الكبير 1/قسم 409/1.
2- عن البخاري و بالأصل «الفضل».
3- الجرح و التعديل 1/قسم 243/1.

رجل من عنزة عن أبي ذرّ روى عنه خالد بن ذكوان أبو الحسين، سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك، زاد أبو زرعة: يعد في البصريين.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ح.

و أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القاضي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ في باب بشير، بالضم، أيوب بن بشير العدوي هو ابن كعب.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) في باب بشير (2) بضم الباء المعجمة و فتح الشين المعجمة - قال: و أيوب بن بشير (3) بن كعب العدوي البصري حدّث عن عبد اللّه العنزي عن أبي ذرّ (4)،حدّث عنه أبو الحسين خالد بن ذكوان و سماك المربدي (5).

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمد بن إبراهيم بن محمد، أنا محمد بن محمد بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال:

أيوب بن بشير بن كعب العدوي مجهول.

851 - أيوب بن تميم

أبو سليمان التّميمي المقرئ (6)

قرأ القرآن على يحيى بن الحارث، و أبي عبد الملك الذّمّاريين. و أقرأ عنه أبو مسهر الغسّاني، و الوليد بن عتبة، و هشام بن عمّار، و أبو عمرو عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، و أبو عبد اللّه عبد الحميد بن بكّار البيروتي، و عبد الرزاق بن الحسن

ص: 89


1- الاكمال لابن ماكولا 298/1 و 300.
2- عن الاكمال و بالأصل: بشر.
3- عن الاكمال و بالأصل: بشر.
4- مطموسة بالأصل و المثبت عن الاكمال و م.
5- بالأصل:«المزيدي» خطأ و الصواب عن الاكمال.
6- ترجمته في غاية النهاية لابن الأثير 172/1. و معرفة القراء الكبار للذهبي 148/1 و الوافي 38/10.

الإمام، و روى عن عثمان بن أبي العاتكة، و الأوزاعي و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

روى عنه: عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئ، و دحيم، و عمرو بن حفص بن مليلة، و هشام بن عمار، و عبد اللّه بن مروان بن معاوية الفزاري، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صرصري، أنا تمام بن محمد، أخبرني أبو علي بن فضالة - في فندق باب الصغير - حدّثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، حدّثنا عمر بن حفص، حدّثنا أيوب بن تميم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها»[2496].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أيضا، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة (1)،حدّثني عبد اللّه بن ذكوان، عن أيوب بن تميم القارئ قال: كانت قراءة الجند على قراءة عبد الملك القارئ و الإمام يحيى بن الحارث الذماري و على أبي عبد الملك قرأت ثم أدركت يحيى حتى قرأت عليه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشّعيري السّلميون، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن جعفر السّابري (2)،حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثنا عبد اللّه بن مروان، عن أيوب بن تميم قارئ أهل دمشق عن عثمان بن أبي العاتكة قال: سمع كعب الأحبار رجلا ينشد:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يهلك العرف بين اللّه و النّاس (3)

فقال كعب: إنّ هذا لفي التوراة.

ص: 90


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 628/1.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى نوع من الثياب يقال لها: السابرية.
3- صدره في اللسان «جزى» منسوبا للحطيئة، و لم أجده في ديوانه ط بيروت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن عثمان بن البندار السّوّاق، و أبو منصور بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري (1)،أنا جعفر بن محمد الخوّاص، حدّثنا أبو العباس أحمد بن مسروق، حدّثني عبد اللّه بن مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة الفزاري، حدّثنا أيوب بن تميم قارئ أهل دمشق عن عثمان بن أبي العاتكة، قال:

سمع كعب الأحبار رجلا ينشد هذا البيت:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يهلك العرف بين اللّه و الناس

قال كعب: و الذي نفسي بيده إنه لمكتوب في التوراة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد اللّه الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - أنا أبو الحسن بن سميع في الطبقة السابعة: أيوب بن تميم القارئ.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحاكم، أنا أبو نصر بن الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سليمان أيوب بن تميم القارئ.

و قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي قال: أبو سليمان أيوب بن تميم القارئ.

قرأت بخط أبي محمد عبد الرّحمن بن أحمد السّلمي فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن يوسف الهروي، حدّثنا جنيد بن حكيم، حدّثنا محمود بن خالد، حدّثنا أبو مسهر، قال: سمعت ابن عبد العزيز يقول:

يزيد بن السمط و يزيد بن يوسف فقيها الجند، و أبو خليد الدّمشقي و أيوب بن تميم قارئا الجند.

ص: 91


1- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت و الضبط عن التبصير 1011/3.

قال: و حدّثنا جنيد بن حكيم الدّقّاق، حدّثنا عبد اللّه بن ذكوان، قال: قال لي عبيد بن أبي السّائب: إذا حدثك أيوب بن تميم، عن الأوزاعي فشدّ يدك به.

بلغني أن أيوب بن تميم مات في سنة بضع و تسعين و مائة (1).

852 - أيوب بن حسّان

أبو حسّان الجرشي من أهل دمشق

روى عن موسى بن بشّار، و الأوزاعي، و يونس بن يزيد الأيلي، و هشام بن الغاز، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و الوضين بن عطاء، و عكرمة بن إبراهيم البصري، و المثنّى بن الصّبّاح المكي، و عبد الرّحمن بن عبد الأعلى، و محمد بن عبد الرّحمن القرشي، و عتبة بن أبي حكيم الهمداني، و هشام بن عروة، و أمية بن يزيد القرشي، و ثور بن يزيد، و سليمان بن عبد اللّه بن فروخ الطائفي، و يزيد بن أبي يزيد الرّحبي، و محمد بن راشد. و رأى عطاء الخراساني.

روى عنه: هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و دحيم بن يحيى الحجزاوي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - لفظا - و أبو محمد بن فضيل - قراءة - قالا: أنا أبو الحسن محمد بن عوف، أنا الحسن بن منير التّنوخي، حدّثنا أبو بكر محمد بن خريم البزّاز، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا أيوب بن حسّان الجرشي، حدّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عمرو (2) بن الأسود العنسي (3)،قال: أتينا عبادة بن الصامت أيام أرواد (4) فإذا هو قائم يركع فقالت له أمّ حرام: يا أبا الوليد هؤلاء إخوانك جاءوك تحدثهم فقال لها: إن كنت صحبت فقد صحبت و إن أكن سمعت فقد سمعت فحدّثيهم أنت، فقالت: أتانا النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أين أبو الوليد»؟ فقلت: الساعة يأتيك، فألقيت وسادة فجلس عليها فضحك

ص: 92


1- في معرفة القراء 148/1 و الوافي بالوفيات 38/10 سنة ثمان و تسعين و مائة.
2- بالأصل «عمر» و الصواب «عمرو» عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 79/4.
3- بالأصل «العبسي» و الصواب ما أثبت عن م انظر الحاشية السابقة.
4- اسم جزيرة في البحر قرب قسطنطينية غزاها المسلمون و فتحوها في سنة 54 (معجم البلدان).

فقلت: ما أضحكك ؟ قال:«أول جيش من أمّتي يركبون البحر قد أوجبوا» قلت: ادع اللّه لي أن أكون معهم، قال:«اللّهم اجعلها معهم» قالت: ثم ضحك فقلت: ما الذي أضحكك ؟ قال:«أوّل جيش من أمّتي يرابطون مدينة قيصر مغفور لهم»[2497].

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمد بن هارون بن محمد بكّار الدّمشقي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا أيوب بن حسّان الجرشي، حدّثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود العنسي (1) عن أمّ حرام بنت ملحان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«رأيت أوّل جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا» فقلت: يا رسول ادع اللّه أن أكون معهم فقال:«اللّهم اجعلها معهم»[2498].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة الدّمشقي قال: و نفر متقاربون:

صدقة بن يزيد، و صدقة بن المنتصر بن عبد اللّه، و أيوب بن حسّان و ذكر آخرين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير في الطبقة السادسة قال: أيوب بن حسّان الجرشي.

في نسخة ما شافهني أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (2)،قال: أيوب بن حسّان الجرشي روى عن إبراهيم الحضرمي (3)و رأى عطاء الخراساني، و روى عن محمد بن مهاجر، روى عنه دحيم، و هشام بن عمّار سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: هو شيخ قديم صالح الحديث.

ص: 93


1- بالأصل:«عمر بن الأسود العبسي» و الصواب فيه ما أثبت، انظر ما مرّ حوله قريبا.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 244/1.
3- كذا بالأصل و الجرح و التعديل و كتب محققه: أخشى أن يكون الصواب «الهجري».

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدّارقطني، قال: أيوب بن حسّان الجرشي يروي عن الوضعين بن عطاء، و هشام بن الغاز بن ربيعة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، أنا أبو نصر بن ماكولا - كتابة (1)-قال: أما الجرشي - بضم الجيم و فتح الراء (2) و كسر الشين - أيوب بن حسّان الجرشي يروي عن الوضين بن عطاء، و هشام بن الغاز.

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث قال: أيوب بن حسان الجرشي يكنى أبا حسّان دمشقي.

853 - أيوب بن حمران

مولى عبيد اللّه بن زياد قدم دمشق على بني أميّة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغسّاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، أنا محمد بن جرير الطبري، قال (3):

حدّثت عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أن يونس بن حبيب الجرمي حدثه قال: لما قتل عبيد اللّه بن زياد الحسين بن علي و بني أبيه بعث برءوسهم إلى يزيد بن معاوية فسرّ بقتلهم أوّلا و حسنت بذلك منزلة عبيد اللّه عنده، ثم لم يلبث إلاّ قليلا حتى ندم على قتل الحسين، فكان يقول: و ما كان عليّ لو احتملت الأذى و أنزلته معي في داري، و حكّمته فيما يريد، و إن كان في ذلك وكف و وهن في سلطاني، حفظا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و رعاية لحقّه و قرابته، لعن اللّه [ابن] (4) مرجانة فإنه أخرجه و اضطرّه، و قد كان سأل أن يخلّي سبيله و يرجع من حيث أقبل، أو يأتيني فيضع يده في يدي، أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفّاه اللّه فأبى ذلك و ردّه عليه و قتله فبغّضني بقتله إلى المسلمين، و زرع لي في قلوبهم العداوة، و أبغضني البرّ و الفاجر بما استعظم الناس من قتلي حسينا، ما لي و لابن مرجانة لعنه اللّه و غضب عليه.

ص: 94


1- الاكمال لابن ماكولا 234/2-235.
2- عن الاكمال و بالأصل «الحاء».
3- تاريخ الطبري حوادث سنة 64 الجزء الخامس ص 507.
4- زيادة لازمة، و ابن مرجانة هو عبيد اللّه بن زياد.

ثم إن عبيد اللّه بن زياد بعث مولى له يقال له أيوب بن حمران إلى الشام ليأتيه بخبر يزيد، فركب عبيد اللّه ذات يوم حتى إذا كان في رحبة القصّابين، إذا هم بأيوب بن حمران قد قدم فلحقه فأسرّ إليه بموت يزيد بن معاوية، فرجع عبيد اللّه من مسيره ذلك و أتى منزله، و أمر عبد اللّه بن حصن أحد بني ثعلبة بن يربوع فنادى: أن الصلاة جامعة.

قال أبو عبيدة: و أما عمير بن معن الكاتب، فحدّثني قال: الذي بعث عبيد اللّه حمران مولاه، فعاد عبيد اللّه بن نافع أخا زياد لأمه، ثم خرج عبيد اللّه ماشيا من خوخة كانت في دار نافع إلى المسجد، فلما كان في صحنه إذا هو بمولاه حمران أدنى ظلمة عند العشاء - و كان حمران رسول عبيد اللّه إلى معاوية حياته و إلى يزيد - فلما رآه و لم يكن [آن] (1) له أن يقدم قال: مهيم قال: خير. قال: ما وراءك خير؟ قال: أدنو منك ؟ قال:

نعم - فدنا و أسرّ إليه موت يزيد و اختلاف أهل الشام - فأقبل عبيد اللّه من فوره فأمر مناديا ينادي أن الصلاة جامعة، فلما تجمع الناس صعد المنبر فنعى يزيد، و عرّض بثلبه لقصد يزيد إياه قبل موته خافه عبيد اللّه: فقال الأحنف لعبيد اللّه إنه قد كانت ليزيد في أعناقنا بيعة، و كان يقال:«أعرض عن ذي قبر» (2).فأعرض عنه، الحديث.

854 - أيوب بن خالد

أبو عثمان الجهني الحرّاني (3)

سمع الأوزاعي ببيروت من ساحل دمشق، و دخل دمشق و سمع محمد بن علوان مولى يزيد بن عبد الملك الأموي الجزري.

روى عنه: سليمان بن يوسف، و أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، و إبراهيم بن هانئ النّيسابوريان، و محمد بن يحيى بن زكريا الأموي الحرّاني.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد بن موسى، أنا أبو الحسين الخفّاف، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشّرقي، حدّثنا أبو الأزهر، حدّثنا أيوب بن خالد الحرّاني، حدّثنا الأوزاعي، حدّثني ثابت بن

ص: 95


1- سقطت من الأصل و استدركت عن الطبري، و هي مستدركة فيه أيضا بين معكوفتين.
2- الطبري: أعرض عن ذي فنن.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 254/1.

عمير، حدّثني ربيعة، عن أبي عبد الرّحمن، حدّثني رجل من الأنصار، حدّثني أبي أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سئل عن اللقطة فقال:«عرّفها سنة ثم احفظ عفاصها و وكاءها ثم استنفقها» و قال:«أصب بها حاجتك»[2499].

قال ابن الشرقي: هذا الإسناد عندي خطأ و وهم، إنما هو ربيعة بن أبي عبد الرّحمن (1)،عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم. كما رواه مالك و ابن عيينة و سليمان بن بلال، و إسماعيل بن جعفر، و حمّاد بن سلمة و عمر بن الحارث و غيرهم، عن ربيعة؛ و رواه ابن عديّ عن ابن الشرقي و قال: كذا قال، إنما هو باب من عمير.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفرايني، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق.

حدّثنا أبو داود الحرّاني - يعني سليمان بن يوسف - حدّثنا أيوب بن خالد، حدّثنا الأوزاعي، عن محمد بن مسلم، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«العجماء جبار، و البئر جبار و المعدن جبار و في الرّكاز الخمس (2)»[2500].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (3)،حدّثنا حاجب بن مالك، حدّثنا سليمان بن يوسف، حدّثنا أيوب فذكر نحوه.

قال ابن عديّ : أيوب بن خالد الجهني الحرّاني حدّث عن الأوزاعي بالمناكير.

ص: 96


1- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 89/6(23).
2- في شرح الحديث: العجماء: الدابّة، و الجبار: الهدر (النهاية: جبر). الركاز عند أهل الحجاز كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، و عند أهل العراق: المعادن، و القولان تحتملهما اللغة، لأن كل منهما مركوز في الأرض. و قد جاء في مسند أحمد في بعض طرق هذا الحديث: و في الركائز الخمس، كأنها جمع ركيزة أو ركازة (النهاية: ركز).
3- الكامل في الضعفاء لابن عدي 358/1.

فسألت أبا عروبة عنه فقال: ولي بريد (1) بيروت فسمع من الأوزاعي هناك فجاء بأحاديث مناكير.

قال ابن عديّ (2):و لأيوب بن خالد غير ما ذكرت في أخباره قلّ ما يتابعه عليه أحد.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، قال: سمعت جدي يقول: سمعت أبا داود سليمان بن سيف يقول: قال لي أيوب بن خالد خرجت إلى الأوزاعي فوافيته بدمشق، فقال لي: من أين جئت ؟ فقلت: من حرّان،[فقال لي:

و من كم فارقت حرّان ؟] (3) فقلت: من ثمانية أيام، فقال لي: من حرّان إلى دمشق في ثمانية أيام ؟ قال: على أي شيء جئت ؟ فقلت: على البريد:[فقال: على البريد] (4) و اللّه لا حدّثتك بحرف أو ترجع إلى حرّان و تجيء على راحلتك أو على كذا حتى أحدثك قال: فرجعت إلى حرّان و اكتريت منها و جئت إليه إلى بيروت و معي المكاري حتى شهد لي، ثم حدّثني.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:

- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (5):أيوب بن خالد الحرّاني أبو عثمان سمع الأوزاعي.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (6)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عثمان

ص: 97


1- عن ابن عدي 358/1 و بالأصل «يزيد» و في تهذيب التهذيب: ولي ليزيد بيروت.
2- ابن عدي 359/1.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و مختصر ابن منظور 118/5.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و مختصر ابن منظور 118/5.
5- التاريخ الكبير 412/1/1.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة الجزء السابع).

أيوب بن خالد الحرّاني سمع الأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن، قال: أبو عثمان أيوب بن خالد الحرّاني، عن الأوزاعي.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني (1)-إجازة - أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم، قال: أبو عثمان أيوب بن خالد الحرّاني يروي عن الأوزاعي، روى عنه محمد بن كثير، و أبو داود سليمان بن يوسف (2)،لا يتابع في أكثر حديثه.

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي و جماعة قالوا: نا ثابت بن بندار، أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو بكر الإسماعيلي (3)،[نا القاسم] (4) يعني ابن زكريا، حدّثنا إبراهيم بن هاني، حدّثنا أيوب بن خالد أبو عثمان الحرّاني - و كان ثقة - حدّثنا الأوزاعي فذكر حديثا.

855 - أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد بن المغيرة

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب

أبو سلمة القرشي

ولد بدمشق و سماه معاوية أيوب، ثم سكن المدينة، و قدم على هشام بن عبد الملك.

و حدّث عن أبيه و عامر بن سعد بن أبي وقاص، و أبان بن عثمان بن عفّان.

روى عنه: إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، و عمر بن عثمان بن عمر بن موسى التّيمي (5)،و أبو حفص المديني، و سلمة بن إبراهيم المدني.

ص: 98


1- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «سيف» و الصواب ما أثبت و قد مرّ أثناء الترجمة.
3- اسمه أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس، ترجمته في سير أعلام النبلاء 292/16.
4- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين استدرك عن م.
5- كذا و سيرد «التميمي».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عديّ ، حدّثنا عبد اللّه بن موسى بن الصقر، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثنا عمر (1) بن عثمان بن عمر بن موسى التّميمي، حدّثنا أيوب بن سلمة المخزومي، حدّثني عامر بن سعد بن أبي وقاص قال عمر: لا أعلمه إلاّ عن أبيه سعد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قام بالعقيق (2) فذكر الحديث و قال:

فاستيقظت، و إنه ليقال لي إنّك بالوادي المبارك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا الزّبير عن موسى بن محمد بن عمران عن محمد بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير، قال: حدّثنا خالي عن عمر بن عثمان، عن أيوب بن سلمة قال: ولدت و أبي عند معاوية. فأتي بي إليه فأسماني أيوب، و قال أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد، كلّ هؤلاء رأيت.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي، حدّثنا الزّبير بن بكار، قال (3):و من ولد سلمة: أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد بن المغيرة، و كان من جلّة قريش و شيوخها. و أمّه أم ولد. قال الزبير: و حدّثني إبراهيم بن حمزة عن ظبية مولاة فاطمة ابنة مصعب بن الزبير، عن أبي بكّار رزيق بن بكار مولى عمر بن مصعب بن الزبير قال: كان عمر بن مصعب و أيوب بن سلمة يتواصلان و يذكر أن أمّيهما أختان من ولادة العجم و أنهما ابنتا خال حميلان (4) الملك.

قال: و حدّثنا الزبير، حدثتني ظبية مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب، قالت: كان أيوب بن سلمة يواصلنا و يذاكر أن أمه و أم عمر بن مصعب أختان من مولاة العجم بنت ملك قالت: و كانت الشهقة تعتري أيوب بن سلمة كثيرا و كنت أرقي منها، فكان يرسل إليّ أن أرقيه إذا أصابته الشهقة، فأجد عند رأسه و رجليه جاريتيه الحنقاء و الهبيرية،

ص: 99


1- بالأصل «عمرو».
2- العقيق: انظر معجم البلدان 139/4.
3- انظر نسب قريش لمصعب الزبيري ص 330.
4- في مختصر ابن منظور 119/5 حيّلان.

و كانت الحنقاء تطأ على ظهور قدميها و كانت من أخلق الجواري فأجدهما يغنيانه بقول ابن أبي ربيعة:

و مقالها بالنّعف نعف محسّر *** لفتاتها: هل تعرفين المعرضا (1)؟

خير المنازل قد ذكرن خرابا *** بين الجرير و بين ركن كسابا (2)

قالت كلابة من هذا؟ فقلت لها: *** أنا الذي أنت من أعدائه زعموا (3)

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني عمر بن عثمان بن عمر بن موسى، حدّثني أيوب بن سلمة، قال: ولدت بالشام عند معاوية بن أبي سفيان و كان أبي عنده إذ ذاك، فأتى بي إليه فأسماني أيوب. و قال أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد كلّ هؤلاء رأيت.

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني يحيى بن محمد أن درّة بنت خالد بن عنبسة العثمانية كانت تحت بعض آل عثمان فادّعت عليه الطلاق فأحلفه هشام بن إسماعيل بن أيوب و هو على الشّرط و ردّها إليه، قال: فرأيت جدّتها ريطة بنت أيوب بن سلمة وقفت على باب دار إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب بن سلمة و هشام بن إسماعيل جالس في سقيفة إسحاق و كان قد سكنها حيث ولي الشرط فقالت له: يا هشام:

لعمري كليب كان أكثر ناصرا *** و أيسر دينا منك ضرّج بالدم

فقال لها هشام: عافاك اللّه قال: و كانت ريطة طويلة جسرة بيضاء جميلة و في وجهها خيلان.

قال: و حدّثنا الزبير، قال: و حدّثني() (4) من قريش منهم محمد بن الضحاك الحزامي و غيره قالوا: عاش أيوب بن سلمة بالدولتين دولة بني أمية لمكان بنت أخيه أم سلمة عند مسلمة بن هشام، و دولة بني العباس لمكانها عند أبي العباس أمير

ص: 100


1- البيت في ديوانه ط بيروت ص 239. و محسر: موضع قرب المزدلفة. و النعف: ما انحدر من حزونة الجبل، و ارتفع من منحدر الوادي.
2- ديوان عمر بن أبي ربيعة ط بيروت ص 49 مطلع قصيدة قالها في زينب بنت موسى الجمحية. و صدره في الديوان: حيّ المنازل قد تركت خرابا. الجرير: موضع بمكة. و كساب بالضم موضع في قول عمر بن أبي ربيعة، ذكر ياقوت الشعر لم يحدده.
3- لم أجده في ديوانه.
4- بياض بالأصل مقدار كلمتين.

المؤمنين. قال: و كان مما يذكر به جدّ أيوب بن سلمة أنه لم يبق وارث لآخر ولد خالد بن الوليد إلاّ هو و آخر معه، فمات الآخر و عنده مالا، فلما كان من الوليد بن يزيد على أميال قتل الوليد بن يزيد و أفلت أيوب.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن البنّا، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (1):أيوب بن سلمة المخزومي أبو سلمة المدني، قال لي إبراهيم بن المنذر حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثني أيوب سمع عامر بن سعد عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم بالمعرّس (2) فقال: لقد أتيت، فقيل لي:

إنك لبالوادي المبارك - العقيق - كذا وقع في الأصل، و الصواب عمر بن عثمان و قد ذكره البخاري في باب عمر على الصواب (3).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه بن محمد، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو سلمة أيوب بن سلمة المخزومي. روى إبراهيم بن المنذر، عن عمر بن عثمان عنه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4):أيوب بن سلمة المخزومي المديني روى عن عامر بن سعد، روى عنه عمر بن عثمان سمعت أبا زرعة يقول ذلك.

ص: 101


1- التاريخ الكبير 1/قسم 415/1.
2- المعرس مسجد ذي الحليفة على ستة أميال من المدينة (معجم البلدان).
3- كذا و الذي في البخاري هنا في ترجمة أيوب «عمر» على الصواب أيضا و ليس «عمرو».
4- الجرح و التعديل 1/قسم 248/1.

856 - أيوب بن سليمان بن داود بن عبد اللّه بن حذلم الأسديّ

روى عن سويد بن عبد العزيز، و الوليد بن مسلم.

روى عنه: ابنه سليمان بن أيوب، و يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عقيل الجمّال.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن بن السّمسار أنا عبد اللّه بن مروان، حدّثنا أبو أيوب سليمان بن أيوب بن حذلم، حدّثنا أبي، حدّثنا سويد، حدّثنا سفيان - يعني ابن حسين - عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن كلّ ذي مخلب من الطّير، و كلّ ذي ناب من السّبع[2501].

857 - أيوب بن سليمان بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

ولي غزو الصائفة، و كان أبوه قد رشّحه لولاية العهد من بعده، فمات في حياة أبيه. لا أعلم له رواية، و له ذكر في أخبار أبيه و قد مدحه جرير [بن] الخطفى الشاعر.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه أحمد (1)و يحيى ابنا أبي علي بن البنّا قالوا: أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزبير بن بكار، حدّثني محمد بن سلاّم، حدّثني محمد بن عائشة و أبو عمرو الأسواري قالا: اجتمع أهل البصرة و أهل الكوفة في عسكر سليمان بن عبد الملك فتذاكروا أمرهم فتحاكموا إلى أيوب بن سليمان و كان أبوه قد رشّحه لولاية العهد و في ذلك يقول جرير:

إن الإمام الذي ترجى نوافله *** بعد الإمام، ولي العهد أيوب (2)

ص: 102


1- انظر ترجمة أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء 603/19 سير أعلام النبلاء و ترجمة أخيه أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن 6/20(3) سير أعلام النبلاء و ترجمة أبيهما أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد اللّه، أبو علي البغدادي ابن البناء في سير الأعلام 380/18.
2- شرح ديوانه ط بيروت ص 36 من قصيدة طويلة يمدح أيوب بن سليمان بن عبد الملك مطلعها: هل ينفعنك إن جربت تجريب أم هل شبابك بعد الشيب مطلوب

و قال:

قد عرف الناس الخليفة بعده *** كما عرفوا مجرى النجوم الطّوالع (1)

قال الزّبير: ترشح لولاية العهد فمات في حياة أبيه، و أم أيوب بن سليمان أم أبان بنت أبان بن الحكم بن أبي العاص.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس الوفاء المقرئ ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: و قال غير عباس: بايع سليمان لابنه أيوب يوم الفطر يعني سنة ست و تسعين، و به كان يكنى، و أم أيوب بن سليمان أم أبان بنت أبان بن الحكم بن أبي العاص، حدّثنا عباس، عن أبيه قال: توفي أيوب بن سليمان يوم السبت لثمان ليال خلون من المحرم، و توفي سليمان بن عبد الملك بدابق (2) في صفر لعشر ليال بقين من سنة تسع و تسعين، و كان بينه و بين أبيه اثنان و أربعون يوما لفظهما قريب.

آخر الجزء الثالث عشر بعد المائة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان الدّقّاق، أنا أبو محمد إسماعيل بن علي الخطبي (3)،قال: و كان سليمان بن عبد الملك عهد إلى ابنه أيوب فقال فيه جرير بن الخطفى:

إن الإمام الذي ترجى نوائله (4) *** بعد الإمام وليّ العهد أيوب

كونوا كيوسف لما جاء إخوته *** فاستسلموا (5)،قال: ما في اليوم تثريب

ص: 103


1- البيت ليس في شرح ديوانه، و هو في الوافي بالوفيات 46/10 منسوبا لجرير.
2- دابق: قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها و بين حلب أربعة فراسخ. و به قبر سليمان بن عبد الملك (معجم البلدان).
3- ضبطت عن الأنساب، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 522/15.
4- في الديوان: نوافله.
5- الديوان: و استعرفوا.

و قال أيضا:

قد عرف الناس الخليفة بعده *** كما عرفوا مجرى النجوم الطوالع

فتوفي أيوب في حياة أبيه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمد بن سعد (1)،أنا محمد بن عمر، حدّثنا داود بن خالد أبو سليمان، عن سهيل بن أبي سهيل، قال:

سمعت رجاء بن حيوة يقول: لما كان يوم الجمعة لبس سليمان بن عبد الملك ثيابا خضراء من خزّ و نظر في المرآة فقال: أنا و اللّه الملك الشابّ . فخرج إلى الصلاة فصلّى بالناس الجمعة فلم يرجع حتى وعك فلمّا ثقل كتب كتابا عهده إلى ابنه أيوب، و هو غلام لم يبلغ، فقلت: ما تصنع يا أمير المؤمنين، إنّه مما يحفظ به الخليفة في قبره أن يستخلف الرجل الصالح. فقال سليمان: كتاب أستخير اللّه فيه و انظر و لم أعزم عليه فمكث يوما أو يومين ثم خرّقه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن السّكري [أنا] علي بن عبد العزيز الطاهري، أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم، أنا أبو خليفة الجمحي، حدّثنا بن سلاّم، قال: و مما قال جرير من الأبيات المقلدة المشهورة قوله في أيوب بن سليمان حين رشّحه إلى الخلافة:

إنّ الإمام الذي ترجى نوافله *** بعد الإمام ولي العهد أيوب

مستقبل الخير لا كاب و لا جحد *** بدر يعمّ نجوم اللّيل مشبوب (2)

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة، عن عاصم بن الحسن بن محمد، أنا علي بن محمد بن عبد اللّه، أنا الحسين بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد اللّه بن محمد البلخي، حدّثني عبد اللّه بن الحارث التّميمي، أخبرني إسحاق بن حفص المروزي، عن علي بن الحسن بن شقيق، عن عبد اللّه بن

ص: 104


1- طبقات ابن سعد 335/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
2- شرح ديوان جرير ص 36.

المبارك، عن أبي كنانة، قال: أخبرني يزيد بن المهلّب قال: حملت جملين (1) مسك من خراسان إلى سليمان بن عبد الملك فانتهيت إلى باب أيوب و هو ولي العهد، فدخلت عليه فإذا دار مجصّصة حيطانها و سقوفها، و إذا فيها و صفاء و وصائف عليهم ثياب صفر و حليّ الذهب، ثم أدخلت دارا أخرى فإذا حيطانها و سقوفها خضراء و إذا و صفاء و وصائف عليهم ثياب خضر و حليّ الزّمرّد قال: فوضعت الحملين بين يدي أيوب و هو قاعد على سرير معه امرأته، لم أعرف أحدهما من صاحبه فانتهب المسك من بين يديه فقلت له: أيها الأمير اكتب لي براءة، فزبرني فخرجت فأتيت سليمان فأخبرته بما كان فقال: قد عرفنا قصتك فكتب لي براءة ثم عدت بعد أحد عشر يوما، فإذا أيوب و جميع من كان معه في داره قد ماتوا أصابهم الطاعون.

قال: و أنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن المغيرة المازني، نا سعيد أبو عثمان ثقة من أهل العلم قال: لما احتضر أيوب بن سليمان بن عبد الملك دخل عليه أبوه و هو يجود بنفسه فذكر معنى حكاية الزبير [بن] بكار في وفاته.

و حكاية الزبير أتم: قال عبد اللّه و حدّثني زكريا بن عبد اللّه التّميمي أن محمد بن عبد اللّه القرشي حدثه أن أباه حدثه أن سليمان بن عبد الملك قال لعمر بن عبد العزيز عند موت ابنه: أ يصبر المؤمن حتى لا يجد لمصيبته ألما؟ قال: يا أمير المؤمنين لا يستوي عندك ما تحب و ما تكره و لكن الصبر معول المؤمن.

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، قال: و حدّثني هارون بن أبي يحيى الأسلمي، عن الأصمعي، قال: اشتد جزع سليمان بن عبد الملك على ابنه أيوب حتى جاءه المعزون من الآفاق فقال رجل منهم: إن امرأ حدّث نفسه بالبقاء في الدنيا ثم ظن أن المصائب لا تصيبه فيها لغير جيد الرأي، المحفوظ لغبين (2) الرأي.

أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة، حدّثنا علي بن إبراهيم، حدّثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني عبد العزيز بن أبي سلمة، عن طلحة بن عبد الملك الأيلي، قال: دخل عمر بن

ص: 105


1- في مختصر ابن منظور 120/5 حملين، بالحاء المهملة.
2- بالأصل:«لغيبق» و المثبت عن مختصر ابن منظور 121/5 و غبين الرأي: ضعيف الرأي.

عبد العزيز على سليمان بن عبد الملك و عنده أيوب ابنه و هو يومئذ ولي عهده، قد عقد له من بعده، فجاء إنسان يطلب ميراثا من بعض نساء الخلفاء، فقال سليمان: ما إخال النساء يرثن في العقار شيئا. فقال عمر بن عبد العزيز: سبحان اللّه، فأين كتاب اللّه ؟ قال: يا غلام اذهب فائتني بسجلّ عبد الملك بن مروان الذي كتب في ذلك. فقال له عمر: لكأنك أرسلت إلى المصحف! قال أيوب: و اللّه ليوشكنّ الرجل يتكلم بمثل هذا عند أمير المؤمنين ثم لا يشعر حتى يفارقه رأسه. قال له عمر: إذا أفضى الأمر إليك و إلى مثلك فما يدخل على أولئك أشدّ مما خشيت أن يصيبهم من هذا، فقال سليمان: مه، أ لأبي حفص تقول هذا؟ قال عمر: و اللّه لئن كان جهل علينا يا أمير المؤمنين ما حملنا (1)عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثني ابن بكير، حدّثني الليث بن سعد، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن طلحة بن عبد الملك الأيّلي أنه قال: دخل عمر بن عبد العزيز على سليمان بن عبد الملك و هو خليفة و عنده أيوب ابنه، و هو ولي عهد المسلمين، و قد عقد له من بعده [فجاء] (2) إنسان يطلب [ميراثا من] (3)بعض نساء الخلفاء، فقال سليمان: ما إخال النساء يرثن في العقار، فقال عمر بن عبد العزيز: سبحان اللّه فأين كتاب اللّه ؟ قال: يا غلام اذهب فائتني بسجل عبد الملك بن مروان الذي كتبه إلى ذلك، فقال له عمر: و اللّه لكأنك [أرسلت] (4) إلى المصحف، فقال أيوب: و اللّه ليوشكنّ الرجل أن يتكلم بهذا عند أمير المؤمنين ثم لا يشعر حتى يفارقه رأسه. فقال له عمر: أو ذلك إليك، إذا أفضى ذلك إليك و إلى مثلك فما يدخل على أولئك أشدّ مما خشيت أن يصيبهم من هذا. قال: سبحان اللّه، مه لأبي حفص تقول هذا؟ فقال عمر: و اللّه يا أمير المؤمنين لأن كان جهل علينا ما حلمنا عنه.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمد، حدّثنا أبو علي الأهوازي، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا أبو يوسف

ص: 106


1- في مختصر ابن منظور: حلمنا.
2- ما بين معكوفتين مكانها في الموضعين مطموس في الأصل، و المثبت عن م.
3- ما بين معكوفتين مكانها في الموضعين مطموس في الأصل، و المثبت عن م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

يعقوب بن عيسى الزّهري، قال: سمعت الزّبير بن بكار يقول: لما حضرت أيوب بن سليمان بن عبد الملك الوفاة و هو يومئذ ولي عهده دخل سليمان و هو يجود بنفسه و معه عمر بن عبد العزيز و رجاء بن حيوة و سعد بن عقبة فجعل ينظر في وجهه فخنقته العبرة ثم نظر فقال: إنه ما يملك العبد أن يسبق إلى قلبه الوجد عند المصيبة، و الناس في ذلك أضراب: فمنهم من يغلب صبره على جزعه، فذلك الجلد الحازم المحتسب، و منهم من يغلب جزعه على صبره،[فذلك] (1) المغلوب الضعيف العقدة، و ليست منكم حشمة (2)،فإني أجد في قلبي لوعة، إن أنا لم أبرّدها بعبرة خفت أن يتصدّع (3) كبدي.

فقال له عمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين الصبر أولى بك فلا تحفظن (4).قال ابن عقبة: فنظر إليّ و إلى رجاء بن حيوة نظر مستعتب يرجو أن يساعده على ما أراد من (5)البكاء فأما أنا فكرهت أمره (6) و أنهاه، و أما رجاء فقال: يا أمير المؤمنين فافعل فإني لا أرى بذلك بأسا ما لم تأت من ذلك المفرط ، و قد بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما مات ابنه إبراهيم و اشتد عليه وجده و جعلت عيناه تدمعان قال:«تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول ما يسخط [الرّب] (7) و إنّا عليك يا إبراهيم لمحزونون (8)»[2502] قال: فأرسل عينيه فبكى حتى ظننا أن نياط (9) قلبه قد انقطع قال: فقال عمر بن عبد العزيز لرجاء: يا رجاء ما صنعت بأمير المؤمنين قال: دعه يقض من بكائه و طرا، فإنه إن لم يخرج من صدره ما ترى خفت أن يأتي على نفسه، قال: ثم رقأت عبرته فدعا بماء فغسل وجهه، و أقبل علينا حتى قضى أيوب، و أمر بجهازه و خرج يمشي أمام الجنازة، فلما دفنّاه و حثا التراب عليه، وقف قليلا لينظر إليه ثم قال:

ص: 107


1- زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور 121/5 التعازي و المراثي ص 145.
2- المختصر:«خشية» و الأصل كالتعازي و المراثي.
3- في المعازي و المراثي: تنصدع.
4- في المعازي: تحبطن.
5- عن المختصر و بالأصل «أن».
6- كذا، و في المختصر: أن آمره أو أنهاه.
7- الزيادة عن الكامل للمبرد 1418/3 المعازي و المراثي ص 145.
8- الحديث بنحوه أخرجه البخاري في كتاب الجنائز رقم 1303 و مسلم في الفضائل رقم 2315 و ابن ماجة في الجنائز رقم 1589.
9- يناط القلب العرق الذي في القلب متعلق به (اللسان).

وقوف على قبر مقيم بقفرة *** متاع قليل من حبيب مفارق. (1)

ثم قال: السلام عليك يا أيوب و أنشأ يقول:

كنت لنا أنسا ففارقتنا *** فالعيش من بعدك مرّ المذاق (2).

ثم قال: أدن مني دابّتي يا غلام، فركب، ثم عطف رأس دابّته إلى القبر و قال:

لئن صبرت فلم ألفظك من شبع *** و إن جزعت فعلق منفس ذهبا (3)

و قال له عمر بن عبد العزيز: الصبر يا أمير المؤمنين، فإنه أقرب إلى اللّه وسيلة و ليس الجزع بمحيي من مات، و لا رادّ ما فات. قال: صدقت و باللّه التوفيق، كذا قال، و الصواب سعيد بن عقبة و هو كاتب من كتّاب بني أمية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص [أنا] (4) عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، حدّثنا زكريا [عن] (5) الأصمعي قال: بلغني أن رجلا عزّى سليمان بن عبد الملك عن ابنه أيوب فقال: إنّ من أحب البقاء و أمن الحدثان لعازب الرأي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، أنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد كاتب الواقدي، أنا محمد بن عمر الواقدي، قال: فيها يعني سنة ثمان و تسعين توفي أيوب بن سليمان.

و ذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزّيادي أن أيوب توفي سنة ثمان و تسعين، قال: و يقال: سنة تسع و تسعين، و قد قيل: إن أيوب بقي إلى أن أدرك وفاة أبيه، و الأول أصح.

ص: 108


1- البيت في الكامل للمبرد 1418/3 و التعازي ص 146 و الوافي بالوفيات 46/10.
2- البيت في التعازي و الوافي، و في التعازي: فأوحشتنا بدل ففارقتنا.
3- البيت في التعازي المراثي ص 146 برواية: فإن صبرت.
4- زيادة لازمة.
5- زيادة لازمة.

858 - أيوب بن سليمان بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي.

قتله السّفّاح مع أبيه سليمان بالعراق، له ذكر.

859 - أيوب بن أبي عائشة

حدّث عن أبيه أبي عائشة، و أبي هبيرة، و محمد بن المبارك الصّوري، و عوّام القلانسي، و عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي.

روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه [بن] (1) إبراهيم - إملاء - قال: أنبأني أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين الدّمشقي، حدّثنا علي بن يعقوب بن جعفر بن أحمد بن عاصم حدّثهم، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا أيوب بن أبي عائشة، حدّثنا أبو هبيرة (2):أن رجلا أضاف بأعمى فعشّاه، فلما كان من الليل قام فتوضّأ فصلّى ما شاء اللّه أن يصلّي، ثم دعا فقال: اللّهم رب الأرواح الفانية، و ربّ الأجساد البالية، أسألك بطاعة الأرواح إلى أجسادها، و بطاعة الأجساد البالية إلى عروقها، و أسألك بدعوة الصادقة فيهم، و كلمة الحقّ بينهم، و بشدة سلطانك، ينتظرون قضاءك، و يرجون رحمتك، و يخافون عذابك، أسألك أن تجعل النور (3) في بصري و الإخلاص في عملي و الشكر في قلبي أبدا ما أبقيتني، فحفظ الأعمى هذا الدعاء، فلما كان من القابلة، فتوضّأ و صلّى ما شاء اللّه أن يصلّي ثم رفع يديه فدعا بهذا الدعاء، فلما بلغ: أن تجعل النور في بصري، أبصر الأعمى، و رد اللّه عزّ و جلّ إليه بصره.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن محمد بن عمر، حدّثنا الحسين بن عبد اللّه بن شاكر السّمرقندي، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا أيوب بن أبي عائشة - و كان من الصالحين، و كنا نتبرك بدعائه - عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم قال: قيل لموسى عليه السلام: يا موسى إنما مثل كتاب

ص: 109


1- و في م: أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم.
2- بالأصل «هريرة» و الصواب ما أثبت، انظر أول الترجمة، و مختصر ابن منظور 123/5.
3- قوله:«تجعل النور» سقط من الأصل و استدرك على هامشه.

أحمد صلى اللّه عليه و سلم في الكتب بمنزلة وعاء فيه لبن كلما مخضته أخرجت زبدته.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر الكندي، حدّثنا أبو زرعة قال: في الطبقة (1)من أهل دمشق و الأردن أيوب بن أبي عائشة، روى عنه الوليد بن السائب كذا قال، و هو ابن سليمان بن أبي السائب.

860 - أيوب بن عبد اللّه بن مكرز

ابن الأخيف العامري القرشي (2)

روى عن عبد اللّه بن مسعود، و وابصة بن معبد الأسدي.

روى عنه أبو عبد السلام الزّبيري، و بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ .

و ولاّه معاوية على الروم، و كان رجلا خطيبا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (3)،حدّثنا عفان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أنا الزّبير بن عبد السلام - و في نسخة: أبو عبد السلام، و هو الصحيح - عن أيوب بن عبد اللّه بن مكرز و لم يسمعه منه قال: حدّثني جلساؤه و قد رأيته عن وابصة (4)الأسدي، قال عفان: حدّثناه غير مرة، و لم يقل: حدّثني جلساؤه. قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أريد أن لا أدع شيئا من البرّ و الإثم إلاّ سألته عنه، و حوله عصابة من المسلمين يستفتونه، فجعلت أتخطّاهم فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت:

دعوني فأدن منه، فإنه أحبّ الناس إليّ أن أدنو منه، قال:«دعوا وابصة، ادن يا وابصة» مرتين أو ثلاثا قال: فدنوت منه حتى قعدت بين يديه فقال:«يا وابصة أخبرك أم تسألني عن البر و الإثم»[قلت: لا، بل أخبرني، فقال:«جئت تسألني عن البر و الإثم»] (5) فقال:

ص: 110


1- كذا بالأصل، و لم أجد الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 257/1 و فيه «الأحنف» بدل «الأخيف».
3- مسند الإمام أحمد 228/4.
4- بالأصل «واصبة» خطأ، و قد صححت اللفظة في كل مواضع الحديث عن مسند أحمد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مسند أحمد.

نعم فجمع أنامله فجعل ينكث بهن في صدري و يقول:«يا وابصة استفت قلبك و استفت نفسك» ثلاث مرات.«البرّ ما اطمأنت إليه النفس، و الإثم ما حاك في النفس، و تردد في الصدر و إن أفتاك الناس و أفتوك»[2503].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو (1) بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج الشامي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي عبد السلام - و في حديث ابن حمدان: عن أبي عبد الرّحمن السلمي، و هو وهم - عن أيوب بن عبد اللّه بن مكرز عن وابصة (2) بن معبد الأسدي قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أريد أن لا أدع شيئا من البرّ و الإثم إلاّ سألته - زاد ابن المقرئ: عنه - فأتيته في عصابة - و قال ابن المقرئ: و هو في عصابة - من الناس - و قال ابن المقرئ: و الناس - يستفتونه فجعلت أتخطّاهم فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: دعوني أدن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإنه أحب الناس إليّ أن أدنو منه قال:«دعوا وابصة، ادن يا وابصة»- زاد ابن المقرئ: ادن يا وابصة و قالا-: «استفت قلبك، و استفت نفسك، استفت قلبك، و استفت نفسك. البرّ ما اطمأنت إليه النفس و اطمأن إليه القلب، و الإثم ما حاك في النفس و تردد في الصدر، و إن أفتاك الناس و أفتوك»، ثلاثا[2504].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، حدّثنا علي بن حمزة المعولي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن الزّبير بن عبد السّلام، عن أيوب بن عبد اللّه، عن وابصة (3) الأسدي قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أريد أن لا أدع شيئا من البرّ و الإثم إلاّ سألته عنه فأتيته و حوله عصابة من المسلمين يستفتونه، فجعلت أتخطاهم إليه فقالوا: إليك يا وابصة قلت لهم: دعوني أدن منه فإنه أحب الناس إليّ أن أدنو منه، فقال:«دعوا وابصة ادن يا وابصة» فجلست بين

ص: 111


1- بالأصل «أبو عمر» خطأ، و الصواب عن م، انظر الأنساب (الحيري).
2- بالأصل:«واصبة» خطأ و قد صححت في كل مواضع الحديث.
3- بالأصل:«واصبة» خطأ و قد صححت في كل مواضع الحديث.

يديه فقال لي:«يا وابصة أ تسألني أو أخبرك ؟» قلت: بل أخبرني يا رسول اللّه، قال:

«جئت تسألني عن البرّ و الإثم». فقلت: نعم، فجمع أنامله ثم جعل ينكث بهن في صدري و يقول:«يا وابصة قلبك، و استفت قلبك، استفت قلبك، و استفت نفسك. البرّ ما اطمأنت إليه النفس، و الإثم ما حاك في الصدور، و إن أفتاك الناس و أفتوك»، ثلاث مرات[2505].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، حدّثنا أحمد بن حمزة، حدّثنا حمّاد بن سلمة بإسناده نحوه.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن الفتح الحلّي المصّيصي، أنا محمد بن سفيان بن موسى المصّيصي، حدّثنا سعيد بن رحمة بن نعيم، حدّثنا ابن المبارك، عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ ، عن ابن مكرز - رجل من أهل الشام من بني عامر بن لؤي - عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول اللّه رجل يريد الجهاد في سبيل اللّه عزّ و جلّ و هو يبتغي عرضا من الدنيا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا أجر له» فأعظم ذلك الناس فقالوا للرجل: عد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلعلك لم تفهم، فقال الرجل: يا رسول اللّه، رجل يريد الجهاد في سبيل اللّه و هو يبتغي من عرض الدنيا فقال:«لا أجر له» فأعظم ذلك الناس. فقالوا للرجل (1) عد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له الثالثة (2) رجل يريد الجهاد في سبيل اللّه و هو يبتغي من عرض الدنيا فقال:«لا أجر له» (3)[2506].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه و علي بن أحمد بن محمد، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمد بن أحمد بن البراء، نا علي بن المديني، قال القاسم بن عباس: روى عنه ابن أبي ذئب، روى عن ابن الأشج عن ابن مكرز، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قيل: الرجل يجاهد في سبيل اللّه و يحب أن يحمد فقال: لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب و القاسم

ص: 112


1- بالأصل «فقال الرجل» و المثبت عن مسند أحمد 290/2.
2- بالأصل: الثلاثة، عن مسند أحمد.
3- أخرجه أحمد في مسنده 290/2، و تهذيب التهذيب 257/1 مختصرا فيه.

مجهول و ابن مكرز مجهول، لم يرو عنه غير ابن الأشج.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):أيوب بن عبد اللّه بن مكرز من بني عامر بن لؤي و كان رجلا خطيبا، عن (2) ابن مسعود و وابصة (3)،روى عنه الزبير أبو عبد السلام، و يقال: إنه مرسل.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - أنا أبو الحسن بن سميع، قال في الطبقة الرابعة: ابن مكرز رجل من أهل الشام من بني عامر، و في رواية الكلابي: أبو مكرز.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما أخيف مثل ما قبله إلاّ أنه بخاء معجمة (5)،فهو مكرز بن حفص بن الأخيف بن علقمة بن عبد بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن [عامر بن] (6) لؤي بن غالب.

و ذكر سعيد بن عفير بن كثير قال (7):ثم كانت سنة ثمان و أربعين فكان فيها مشتى أبي عبد الرّحمن القيني بأنطاكية (8) و منهم من قال: شتاها أيوب بن مكرز العامري، عامر بن لؤي.

ص: 113


1- التاريخ الكبير 1/قسم 419/1.
2- على هامش الأصل: لعله: روى.
3- بالأصل:«و واصبة» و الصواب عن البخاري.
4- الاكمال لابن ماكولا 26/1.
5- بعدها في الاكمال: و ياء معجمة باثنتين من تحتها.
6- زيادة عن الاكمال.
7- تهذيب التهذيب 257/1.
8- بالأصل «أنطاكية» و المثبت عن تهذيب التهذيب.

861 - أيوب بن عثمان الدمشقي

حدّث عن عثمان بن أبي عاتكة (1) عن كعب الحبر أنه سمع رجلا ينشد ببيت الحطيئة:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين اللّه و النّاس

فقال: و الذي نفسي بيده إن هذا البيت لمكتوب في التوراة.

روى عنه عبد اللّه بن مروان.

862 - أيوب بن محمد بن زياد بن فرّوخ

أبو سليمان الرّقّي الوزّان مولى ابن عباس (2)

قدم دمشق، و سمع بها الوليد القلانسي، و سمع بغيرها: مروان بن معاوية، و أبا إسحاق الفزاري، و معمّر بن سليمان (3)،و عمر بن أيوب الموصلي، و مطرف بن مازن، و ضمرة بن ربيعة، و فيض بن إسحاق الرّقّي، و سعيد بن واصل الحرشي البصري.

روى عنه أبو داود و النسائي في سننهما، و أبو حاتم الرازي، و أبو بكر بن أبي داود، و يعقوب بن سفيان الفسوي (4) و يوسف بن موسى المرورّوذي، و بقي بن مخلد الأندلسي.

و قيل: إن أيوب يلقّب بالقلب، كذا ذكر أحمد بن عبدان صاحب كتاب الألقاب، و ذكر بقيّ بن مخلد أن القلب هو أيوب بن محمد الصّالحي البصري، و قد روى بقيّ عنهما (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري ح.

ص: 114


1- بالأصل «عثمان بن أبي عائشة» و المثبت عن ترجمة أيوب بن تميم (رقم 851).
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 259/1 و كناه: أبا محمد الرقي، و في الخلاصة: الربعي.
3- ترجمته في سير الأعلام 210/9(58).
4- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن الأنساب، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 180/13(106).
5- فرق بينهما ابن حجر في تهذيب التهذيب انظر الترجمتين 751 و 752 فيه ج 259/1.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن المأمون، قالا: أنا أبو عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق، حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، حدّثنا عمر بن عثمان و أيوب بن محمد الوزّان و عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، قالوا: حدّثنا مروان، حدّثنا هلال بن ميمون الرّملي، نا عطاء بن يزيد اللّيثي، قال أراه عن أبي سعيد الخدري، قال: مرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بغلام يسلخ شاة قال له:«تنحّ حتى أريك فإنّي لا أراك تحسن تسلخ» قال: فأدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده (1) بين الجلد و اللحم فدحس بها حتى تورات إلى الإبط ، و قال:

«هكذا يا غلام اسلخ» ثم انطلق، فصلّى بالناس و لم يتوضّأ يعني لم يمسّ ماء. هذا لفظ عمرو إلاّ أنه قال: عن هلال، زاد أبو غالب: قال أبو بكر هذه سنّة تفرد بها أهل فلسطين، أخرجه أبو داود عن أيوب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ، حدّثنا محمد بن الحسن بن علي بن حرب القاضي الرّقّي، حدّثنا أيوب بن محمد الوزّان، حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّكم و فيتم سبعين أمّة أنتم أفضلها و أكرمها على اللّه تعالى» أخرجه النسائي عن أيوب[2507].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا أيوب بن محمد، أنا أبو العباس الوليد بن الوليد القلانسي - بدمشق، بحديث ذكره.

قال: و أخبرني أبي قال: أبو سليمان أيوب بن محمد الوزّان رقّي ليس به بأس.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و حدّثنا ابن مندة أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد بن أبي حاتم، قال (2):أيوب بن محمد الرّقّي الوزّان و هو ابن محمد بن زياد بن فرّوخ

ص: 115


1- سقطت من الأصل، و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 258/1.

مولى ابن عباس، روى عن أبي إسحاق الفزاري و مطرف بن مازن، و عمر بن أيوب و معمّر بن سليمان، و ضمرة، و مروان الفزاري. روى عنه أبي.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرّازي، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصواف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني، أنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مروان بن حمّاد الحرّاني في تاريخ الجزيرة قال: أيوب بن محمد الوزّان أبو سليمان كان يزن (1) القطن في الوادي، لا يخضب، مات في ذي القعدة سنة تسع و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدّهّان، أنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري الحرّاني الحافظ في تاريخ الرّقّة قال (2):أيوب بن محمد بن فرّوخ أبو سليمان الوزّان مات سنة تسع و أربعين و مائتين و هو و علي بن ميمون من (3) الفرس.

قال لي أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، قال لنا أبو بكر الخطيب:

أيوب بن محمد بن فرّوخ أبو سليمان الوزّان الرّقّي، حدث عن ضمرة بن ربيعة، و نحوه روى عنه أبو العباس أحمد بن علي الأبّار و أبو عروبة الحرّاني و محمد بن محمد الباغندي، و غيرهم، و حديثهم كثير مشهور.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثني أيوب بن محمد بن زياد الوزّان الرّقّي و هو شيخ لا بأس به. و ذكر أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد الرّقّي:

أن أيوب الوزّان مات في سنة ست و أربعين، و مات أبو يوسف الصّيدلاني بالرّقّة سنة أربع و أربعين، و مات علي بن ميمون العطار في أول سنة أربع و أربعين.

ص: 116


1- انظر الأنساب:«الوزان».
2- تاريخ الرقة للقشيري ص 155.
3- عن تاريخ الرقة و بالأصل «بن».

863 - أيوب بن محمد بن محمد

ابن أيوب أبي سليمان

ابن سليمان

أبو الميمون الصّوري

حدّث بدمشق و صور: عن علي بن معبد، و عطية بن بقية، و أبي حميد أحمد بن محمد بن سيّار، و عبد الرّحمن بن خالد بن يزيد القطّان الرّقّي، و إسحاق بن عبّاد بن موسى الختّلي، و كثير بن عبيد الحذّاء، و محمد بن عمرو الحجازي.

روى عنه: أبو أحمد بن عديّ ، و أبو بكر محمد بن سليمان الرّبعي، و محمد بن داود بن سليمان النّيسابوري، و الحسن بن حبيب الحصائري (1)،و سليمان الطّبراني، و إبراهيم بن محمد بن صالح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ ، حدّثنا أيوب بن محمد بن محمد بن أيوب بن سليمان أبو الميمون الصّوري - بدمشق - حدّثنا علي بن معبد، حدّثنا زيد بن يحيى بن عبيد، حدّثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ الّذي يجرّ ثوبه من الخيلاء لا ينظر اللّه عزّ و جلّ إليه يوم القيامة»[2508].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشحامي قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن الأديب ح.

و أخبرناه أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور، قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد البحري ح.

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، و أنا حاضر، أنا جدي أبو الحسين، حدّثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا علي بن معبد، حدّثنا زيد بن يحيى الدّمشقي، حدّثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الّذي يجرّ ثوبه من الخيلاء لا ينظر اللّه إليه

ص: 117


1- بالأصل «الحضائري» و الصواب ما أثبت الحضائري، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/15.

يوم القيامة» رواه الشامي في حديث مالك عن زكريا بن يحيى، عن علي بن معبد بن نوح[2509].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان (1) بن أحمد، حدّثنا أبو ميمون أيوب بن أبي سليمان الصّوري، حدّثنا كثير بن عبيد الحذّاء، أنا محمد بن حمير، عن شعيب (2) بن أبي حمزة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«خلق اللّه آدم على صورته طوله (3) سبعون ذراعا».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قال: و سألته - يعني الدارقطني - عن أيوب بن محمد بن أيوب بن سليمان أبي ميمون الصّوري - بدمشق - فقال: رأيت من كذبه شيئا لست أخبر به الساعة.

و ذكره أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في كتاب تكملة الكامل في معرفة الضعفاء فقال: أيوب بن محمد بن أيوب بن سليمان أبو ميمون الصّوري حدّث بدمشق.

864 - أيوب بن مدرك بن العلاء

أبو عمر (4) الحنفي (5)

من أهل دمشق، قرأ على يحيى بن الحارث الذّماري (6) بحرف ابن عامر، قرأ عليه الربيع بن تغلب.

و روى عن: مكحول، و أبي إسحاق السّبيعي، و سليمان بن بلال بن أبي الدرداء.

روى عنه: العلاء بن عمرو الحنفي، و هو ابن ابنته، و قيل: ابن ابنه، و عبد اللّه بن معاوية بن سملة القرشي، و أحمد بن أنس بن نافع التميمي المروزي،

ص: 118


1- بالأصل:«أبو سليمان» خطأ و الصواب عن م.
2- بالأصل «مشعب» خطأ و الصواب عن م، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 187/7.
3- بالأصل «طويلة» و المثبت عن مختصر ابن منظور 125/5.
4- في تاريخ بغداد 6/7 «أبو عمرو» و سيرد خلال الترجمة عن الإمام مسلم النسائي «أبو عمرو» أيضا.
5- ترجمته في الكامل في الضعفاء لابن عدي 347/1-348 و التاريخ الكبير 423/1/1 و تاريخ بغداد 6/7.
6- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 189/6(89).

و علي بن حجر (1)،و يحيى بن غسان الدّمشقي، و محمد بن موسى الجريري، و أبو المحيّاة يحيى بن يعلى بن حرملة التّميمي، و يزيد بن مروان الخلاّل، و أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني، و روّاد بن الجرّاح.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب، حدّثنا أبو عبد الملك، حدّثنا سلمان بن سلمة، حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا أيوب بن مدرك بن العلاء الحنفي، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع و أنس بن مالك، قالا: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تذهب الدنيا حتى يستغني النّساء بالنّساء، و الرّجال بالرّجال، و السّحاق زنا النّساء فيما بينهن»[2510].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا العباس أحمد بن عبد اللّه بن سابور، حدّثنا يحيى بن أبي حفص، حدّثنا روّاد بن الجراح، حدّثنا أيوب - يعني ابن مدرك، عن مكحول بن معاوية بن قرّة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه يكشفون رءوسهم في أول قطرة تكون من السماء في ذلك، و يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هو أحدث عهدا بربّنا عزّ و جلّ و أعظمه بركة»، هكذا في أصل أبي عمر (2) بن حيّوية[2511].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر الشافعي - إملاء - حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمرو الثقفي، حدّثنا العلاء بن عمرو الحنفي، حدّثنا أيوب بن مدرك، عن مكحول عن (3) أبي أمامة، قال: لما آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين الناس آخى بينه و بين عليّ [2512].

أخبرنا أبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان و أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن إسماعيل الصّندوقي و أبو الفضل عبد القدّوس بن إسماعيل بن أبي عاصم التاجر - بهراة - قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي العميري، أنا أبو منصور محمد بن جبريل بن ماح الفقيه، حدّثنا علي بن بندار الصّوفي، حدّثنا إبراهيم بن

ص: 119


1- ضبطت عن تقريب التهذيب.
2- بالأصل: عمرو.
3- بالأصل «بن».

خزيم (1) الشاشي - بالشاش - حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الآملي، حدّثنا يزيد بن مروان الخلاّل، حدّثنا أيوب بن مدرك الدمشقي عن أبي إسحاق بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (2):

أيوب بن مدرك الدّمشقي عن مكحول، مرسل، سمع منه علي بن حجر.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (3)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عمرو أيوب بن مدرك الحنفي عن مكحول.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم، أنا أبي أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: أبو عمرو أيوب بن مدرك.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة - قراءة - أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4):أيوب بن مدرك الدمشقي جدّ العلاء بن عمرو أبو أمّه، روى عن مكحول، روى عنه العلاء بن عمرو الحنفي و محمد بن موسى الجريري، سمعت أبي يقول ذلك. قال: و سألت أبي عن أيوب بن مدرك الدّمشقي فقال: ضعيف الحديث متروك، و قال أبو زرعة: هو ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، قال (5):أيوب بن مدرك أبو عمرو الحنفي اليمامي و قيل الدمشقي. قدم بغداد

ص: 120


1- بالأصل «خريم» و الصواب ما أثبت خزيم بالزاي، ترجمته في سير الأعلام 486/14.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 423/1.
3- رسمها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 258/1.
5- تاريخ بغداد 6/7-7.

و حدّث بها عن مكحول الشامي. روى عنه [أبو] (1) إبراهيم التّرجماني.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، حدّثنا أبو العباس الأصمّ ، حدّثنا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى يقول: أيوب بن مدرك الحنفي ليس بشيء. و قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن مدرك الذي يروي عن مكحول كذاب. و قال في موضع آخر: و أيوب بن مدرك لم يكن ثقة و قد كتبنا عنه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا الحسن بن علي الجوهري، حدّثنا محمد بن العباس، حدّثنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، قال: سألت يحيى بن معين، عن أيوب بن مدرك فقال: كذّاب. كان هاهنا يمامي قد رأيته و كتبت عنه و ليس بشيء.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو [بكر] (3)البرقاني، حدّثني محمد بن العباس الخزّاز، حدّثنا أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري، حدّثنا جعفر بن درستويه، حدّثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز، قال: سمعت يحيى بن معين - و قيل له أيوب بن مدرك يحدث عن مكحول ؟- قال: كان يكذب. قال الخطيب: و أنا الصيمري، حدّثنا الرّازي [حدّثنا] (4) محمد بن الحسين، حدّثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أيوب بن مدرك الحنفي ليس بشيء.

قرأت على أبي عبد الرّحمن بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة في أهل اليمامة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أيوب بن مدرك الحنفي

ص: 121


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد 7/7.
3- سقطت من الأصل، و استدراكها ضروري، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 464/17 تحت اسم: أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب.
4- زيادة عن تاريخ بغداد 7/7.

ليس بشيء أظنه لما رآه حنفيا يماميا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال: أيوب بن مدرك ضعيف.

أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمد بن علي المقرئ، أنا أبو مسلم بن مهران، أنا عبد المؤمن بن خلف النّسفي، قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن أيوب بن مدرك فقال: ضعيف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم و أبو يعلى حمزة بن علي الثعلبي، قالا: أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسين علي بن منير بن أحمد بن منير، أنا أبو محمد بن رشيق، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: أيوب بن مدرك يروي عن مكحول متروك الحديث.

قرأت على أبي القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن و محمد بن علي الدّجاجي، عن أبي الحسن الدارقطني ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ناصر محمد بن عبد العزيز الخيّاط ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه، أبا الحسن الدارقطني قال: أيوب بن مدرك الحنفي شامي - زاد ابن بطريق: متروك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (3)،قال: أيوب بن مدرك فيما يرويه عن مكحول و غيره يتبين على رواياته أنه ضعيف.

ص: 122


1- الخبر في تاريخ بغداد 7/7.
2- الخبر في تاريخ بغداد 7/7.
3- الكامل في الضعفاء لابن عدي 348/1.

865 - أيوب بن مروان بن الحكم

865 - أيوب بن مروان بن الحكم (1)

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي، له ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكار قال: فولد مروان بن الحكم أبان و عبيد اللّه، و عبيد اللّه درج، و عثمان و أيوب و داود و رملة تزوجها أبو بكر بن الحارث بن الحكم و أمهم أم أبان بنت عثمان.

866 - أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص

ابن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي المكي.

حدّث عن أبيه، و عن الزهري، و نافع، و عطاء بن أبي رباح، و سعيد المقبري و مكحول، و حميد بن نافع.

روى عنه: سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة، و عبد الوارث بن سعيد، و عبيد اللّه بن عمر العمري، و أبو بكر عامر بن أبي عامر الخزاز، و صالح بن رستم، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و إسماعيل بن عليّة، و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، و محمد بن مسلم الطائفي، و الأوزاعي، و شعبة بن الحجاج و قدم دمشق و جالس نمير بن أوس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدّحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد التّميمي، حدّثنا أبو عبد اللّه عبد اللّه بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب الأشجعي الدّمشقي - من قرية جوبر - حدّثنا سفيان بن عيينة الهلالي، عن أيوب بن موسى، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحدّ و لا يثرّب - قال سفيان: لا يعيّروا (2)-و إن زنت فليجلدوها

ص: 123


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
2- كذا و في المختصر: و لا يعير.

الحدّ و لا يثرّب، ثم إن زنت في الثالثة أو في الرابعة فليبعها و لو بضفير (1)»[2513].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا عمر بن محمد بن علي بن الزّيّات، حدّثنا القاسم بن زكريا، حدّثنا الحسن بن الصّبّاح البزّاز و إسحاق بن موسى بنحوه، قالا: حدّثنا ابن عيينة - و اللفظ لابن البزاز - عن أيوب بن موسى، عن نافع، قال: خرج ابن عمر يريد العمرة فأخبر أن بمكة امرأ يخاف أن يحبس. فقال: أهلّ بالعمرة فإن حبست صنعت كما صنع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد الأنصاري: عام الحديبية - فأهلّ بالعمرة، فلما سار قليلا و هو بالبيداء أوجب حجّا.

و قال: ما سبيل العمرة إلاّ سبيل الحجّ فقال: أشهدكم أنّي قد أوجبت حجّا. فقدم مكة فطاف بالبيت سبعا، و طاف بين الصّفا و المروة سبعا طاف لهما طوافا واحدا، و قال:

هكذا رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعل، و لما أتى قديدا (2) اشترى هديا و ساقه معه.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا الحسن بن علي بن محمد الشّاموخي (3)،أنا عمر بن محمد بن يوسف (4)،حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، حدّثنا محمود بن خالد، حدّثنا ابن شعيب - و هو محمد بن شعيب بن شابور - حدّثنا قيس: أن أيوب بن موسى القرشي جلس إلى نمير بن أوس و هو يدرس القرآن في حلقته فلما سجد قبل طلوع الشمس لم يسجد معهم فغلظ له نمير بن أوس قال: أنا من أهل بلد ليسوا يسجدون فلما عرفه لم يعتذر إليه.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أبو الحسن الدماني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمد بن سعد، قال: في الطبقة الرابعة من تابعي أهل مكة أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمد بن

ص: 124


1- الضفير: الحبل المفتول من شعر.
2- قديد: موضع قرب مكة.
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى شاموخ قرية بنواحي البصرة.
4- في الأنساب (الشاموخي): سيف.

سعد، قال: في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، و أمه أم ولد، و كان أيوب واليا على الطائف لبعض بني أمية و كان ثقة له أحاديث (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2):أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي المكي (3)،عن المقبري و نافع، روى عنه الثوري و ابن عيينة.

قال لي علي: حدّثنا يحيى بن سليم، حدّثني عبيد اللّه بن عمر أنه أخذ هذا الكتاب من أيوب بن موسى و أخبره أنه عرضه [على] (4) الزهري و عطاء و مكحول، فقالوا: هذا الذي أدركنا عليه الناس: دية المسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم مائة من الإبل - بطوله - و فيه دية الحرّة المسلمة على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم خمسون من الإبل.

في نسخة ما شافهني (5) به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و حدّثنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (6):أيوب بن موسى القرشي المكي و هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، روى عن نافع و المقبري روى عنه الثوري و ابن عليّة سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك. زاد أبي روى عنه عبد الوارث، و ابن عيينة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا و أبو محمد بن بالوية، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا العباس بن محمد، سمعت يحيى يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري يروي عن أيوب بن

ص: 125


1- ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، و لعله في القسم الضائع من طبقات المدنيين.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 422/1.
3- على هامش الأصل: لعله: روى.
4- الزيادة عن البخاري.
5- على هامش الأصل: لعله: حدثني.
6- الجرح و التعديل 1/قسم 257/1.

موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص و إسماعيل بن أمية بن عمه لحا (1) و قد روى ابن عيينة عنهما جميعا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكار، قال: و كان أيوب بن موسى بن عمرو (2) بن سعيد ممن يحمل عنه الحديث، حمل عنه مالك بن أنس، و أمّه أمّ ولد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي قال (3):أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص مكي ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4)،حدّثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدّثنا علي يعني ابن المدائني (5)،قال: سمعت سفيان يقول: لم يكن عندنا قرشيا (6) مثل أيوب بن موسى و إسماعيل بن أمية، و كان أيوب أفقههما في الفتيا.

قال: و أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: قال أبي: أيوب بن موسى ثقة ليس به بأس. و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال:

أيوب بن موسى ثقة. قال: و سمعت أبي يقول: أيوب بن موسى صالح، و قال أبو زرعة: أيوب بن موسى ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن هريسة، أنا أبو

ص: 126


1- كذا.
2- بالأصل «عمر» خطأ.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 76.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 257/1-258.
5- الجرح و التعديل: المديني.
6- الجرح و التعديل: قرشيين ؟.

بكر أحمد بن محمد البرقاني، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال أيوب بن موسى [بن] عمرو بن سعيد بن العاص من أهل مكة و عمرو بن سعيد يعرف بالأشدق لفصاحته، قتله عبد الملك بن مروان، و أيوب هذا هو ابن عم إسماعيل بن أمية بن عمرو (1) بن سعيد جميعا من أهل مكة ثقتان رويا عن نافع و العاص بن سعيد قتل يوم بدر كافرا.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمد بن جعفر الورّاق، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري، حدّثنا عمّي، حدّثنا أبي عن ابن إسحاق، قال: أيوب بن موسى بن عمرو (2) بن سعيد الأشدق بن العاص و قال عبيد اللّه، قال أحمد بن حنبل: بلغني أن أيوب بن موسى مات قبل المسودة، أو قال قتلته المسودة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، أنا موسى بن زكريا التّستري، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال: و فيها يعني سنة اثنتين (3) و ثلاثين و مائة قتل أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل (5)،حدّثنا أبي، قال: و فيها يعني سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين مات أيوب بن موسى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو محمد يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى يقول في تسمية التابعين من أهل مكة: إسماعيل بن أمية بن عمر بن إسماعيل [بن] سعيد بن العاص أصيب مع داود بن علي سنة ثلاث و ثلاثين و أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص أصيب ذلك اليوم أيضا.

أخبرنا أبو البركات و أبو العز قالا: أنا أبو طاهر، زاد أبو البركات، قالا: أنا أبو

ص: 127


1- بالأصل: عمر.
2- بالأصل: عمر.
3- بالأصل «اثنين».
4- انظر تاريخ خليفة ص 410.
5- بالأصل «الفضل» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م انظر الأنساب (الغلابي).

الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال: في الطبقة الثالثة من أهل مكة أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن أمية مات في خلافة أبي جعفر كذا قال، و أسقط العاص بن أمية.

867 - أيوب بن موسى، و يقال: ابن محمد، و يقال: ابن سليمان

أبو كعب السّعدي (1)

من أهل البلقاء من نواحي دمشق.

روى عن سليمان بن حبيب، و عبد العزيز الدّراوردي.

روى عنه أبو الجماهر.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، حدّثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو القاسم تمام بن محمد البجلي، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمرو بن راشد، حدّثنا هارون بن عمران بن أبي جميل، حدّثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان، حدّثنا أيوب بن موسى السّعدي، حدّثنا سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة لمن ترك المراء و إن كان محقّا، و ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا، و ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه»[2514].

قال و أنا تمام، أنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف - قراءة عليه - حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا أبو الجماهر بإسناده - أبو الجماهر تنوخي من أهل كفرسوسّية (2)-و قد أخبرنا أبو علي بن أحمد المقرئ في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي، حدّثنا أبو الجماهر، حدّثنا أبو كعب أيوب بن سليمان السّعدي، حدّثنا سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة فذكر مثله، كذا قال.

و قد أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التّنوخي،

ص: 128


1- تهذيب التهذيب 261/1.
2- من قرى دمشق (معجم البلدان).

حدّثنا القاضي أبو بكر محمد بن إبراهيم الدّيرعاقولي، حدّثني أبي إبراهيم بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن الحسن الحافظ ح.

و أخبرنا أبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الكاتب، و أبو عبد اللّه عثمان بن علي بن الصالح المعلم، و أم الفرج هاجر بنت عبيد اللّه بن نصر بن الداغوني (1)-ببغداد - قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النّعالي قالا: أنا أبو الحسين بن بشران ببغداد، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصّفّار ح.

و أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود المقرئ و أبو غالب محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الماوردي، قالا: أنا أبو علي علي بن أحمد التّستري، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، حدّثنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤ ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو علي الرّوذباري، أنا محمد بن بكر، قالوا: حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدّثنا محمد بن عثمان الدمشقي، حدّثنا أبو كعب أيوب بن محمد السّعدي، حدّثني - و في حديث ابن حمدان: حدّثنا - سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة مثله، كذا قال أبو داود بن محمد، و إنما هو ابن موسى.

كما أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن محمد المزكّي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمد و أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و أبو طالب عقيل بن عبيد بن عبدان ح.

و أخبرنا أبو محمد أيضا، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عقيل بن أحمد بن الكريدي، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف، حدّثنا أبو زرعة الدّمشقي، حدّثنا محمد بن عثمان ح.

ص: 129


1- هذه النسبة اختص بها أهل مرو، و هم يقولون لمن يبيع المكاعب و المداسات: الداغوني.

و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن أحمد، أنا تمام بن محمد البجلي، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، أنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشّاب الصّوفي (1)،أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الخالدي، حدّثنا أبو نعيم (2) عبد الملك بن محمد بن عديّ ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العباس، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمد بن أبي الرضا، و أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصّيصي و غنائم بن أحمد الخيّاط - قراءة - و عبد العزيز بن أحمد - لفظا ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي، حدّثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و أبو القاسم بن أبي العلاء، و غنائم بن أحمد، و أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طالب، و أبو الحسن علي بن الخضر بن عبدان قراءة ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن المرّي - بدمشق - أنا عمّي أبو الفضل عبد الواحد بن علي ح.

و أخبرنا نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، و أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس، و أبو يعلى بن الحبوبي قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالوا: أنا أبو عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، قالوا: أنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، حدّثنا محمد بن عثمان التنوخي ح.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن طاوس، حدّثنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بأصبهان ح.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللّفتواني، حدّثنا سليمان بن إبراهيم، و أبو الحسن سهل بن عبد اللّه الغازي، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمد الذّكواني (3)،و أبو الخير محمد بن أحمد بن عبد اللّه الإمام، و عبد الرزاق بن

ص: 130


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 150/17.
2- ترجمته في سير الأعلام 541/14.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 103/19.

عبد الكريم الحسناباذي ح.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن مهران - بأصبهان - أنا سهل بن عبد اللّه الغازي، قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني إملاء، أنا محمد بن محمد بن عبد اللّه بن حمزة البغدادي، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرو (1) بن صفوان أبو زرعة النّصري، حدّثنا محمد بن عثمان أبو الجماهر، حدّثنا أبو كعب أيوب بن موسى السّعدي، حدّثني - و في حديث ابن أبي ثابت: حدّثنا - و في حديث النّصري: عن سليمان بن حبيب - زاد النّصري: المحاربي - عن أبي أمامة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث النّصري: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال-: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة لمن ترك المراء و إن كان محقّا و ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مزاحا، و ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه»- و في حديث النصري: و بيت في الموضعين، و هذا هو الصواب في نسب أبي كعب[2515].

و قد أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن بن أشعب الدّمشقي، حدّثنا محمد بن عثمان [عن] (2) أبي أمامة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فذكر مثله.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التّميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا أبو موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبي أبو عبد الرّحمن النسائي، حدّثنا محمد بن إدريس، حدّثنا محمد بن عثمان التنوخي، حدّثنا أبو كعب أيوب بن موسى.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال ابن مندة: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة -

ص: 131


1- بالأصل «عمر» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 311/13 و انظر الأنساب (النصري).
2- سقطت من الأصل، و زيادتها لازمة.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):أيوب بن موسى السّعدي أبو كعب. روى عن سليمان بن حبيب المحاربي، و عبد العزيز بن محمد الدراوردي [روى] (2) عنه أبو الجماهر محمد بن عثمان.

868 - أيوب بن ميسرة بن حلبس

868 - أيوب بن ميسرة (3) بن حلبس (4)

أخو يونس بن ميسرة (5) الجبلاني (6)

روى عن خريم بن فاتك، و بسر بن أبي أرطأة.

روى عنه: ابنه محمد، و الهيثم بن عمران.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - إملاء - أنا نصر بن إبراهيم المقدسي، و عبد اللّه بن عبد الرّزّاق بن فضيل ح.

أخبرنا أبو الحسن بن علي بن زيد السلمي، أنا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا محمد بن عوف أبو الحسن، أنا أبو علي الحسن بن منير بن محمد التّنوخي، أنا أبو بكر بن خريم، حدّثنا أبو الوليد هشام بن عبّاد بن نصير بن ميسرة بن أبان السّلمي، حدّثنا أبو بكر ح.

و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا محمد بن عوف، أنا الفضل بن جعفر، حدّثنا عبد الصمد بن عبد اللّه حدّثنا هشام بن عمّار، قال: و سمعت محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس الجبلاني، قال: سمعت أبي يقول: سمعت بسر بن أبي أرطأة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، و أجرنا من خزي الدّنيا و من عذاب الآخرة»[2516].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي

ص: 132


1- الجرح و التعديل 258/1/1.
2- زيادة للإيضاح.
3- بالأصل:«مسيرة» خطأ و الصواب عن م و مختصر ابن منظور 127/5 و الأنساب (الجبلاني).
4- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- بالأصل:«مسيرة» خطأ و الصواب عن م و مختصر ابن منظور 127/5 و الأنساب (الجبلاني).
6- ترجمته في الأنساب (الجبلاني). و هذه النسبة إلى جبلان بطن من حمير، و هو جبل بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك.

نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة، قال (1):قلت لأبي مسهر و أيوب بن ميسرة بن حلبس سمع من بسر بن أبي أرطأة ؟ قال: نعم، حدّثني ابنه محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس، عن أبيه قال: سمعت بسر بن أبي أرطأة يقول: اللّهم أحسن عاقبتنا (2)في الأمور كلها و أجرنا من خزي الدنيا و عذاب الآخرة. فقلت: إني أسمعك تردّد (3) هذا الدعاء قال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعو به.

قال أبو زرعة: أيوب و يونس أخوان ابنا ميسرة بن حلبس، أيوب أكبرهما و أقدمهما موتا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب محمد، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت محمود بن سميع يقول: في الطبقة الثالثة: أيوب بن ميسرة بن حلبس الجبلاني من اليمن دمشقي أخو يونس بن ميسرة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة الدّمشقي قال: في الطبقة الثالثة ابن حلبس يونس بن ميسرة و أخوه أيوب.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (4):أيوب بن ميسرة بن حلبس الجبلاني الشامي سمع بسر بن أبي أرطأة و خريم الأسدي، هو أخو يونس سمع منه ابنه محمد.

ص: 133


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 375/1-376.
2- في تاريخ أبي زرعة: عافيتنا.
3- سقطت اللفظة من الأصل و استدركت على هامشه.
4- التاريخ الكبير 421/1/1.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن الحسن النّهاوندي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن الخليل، حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: و أيوب بن ميسرة بن حلبس الجبلاني أخو يونس سمع خريما الأسدي و كان أيوب أكبر (1) من يونس، مات قبل أخيه يونس بقليل.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):أيوب بن ميسرة بن حلبس الجبلاني روى عن خريم بن فاتك الأسدي، روى عنه ابنه محمد بن أيوب، يعد في الدمشقيين سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي زكريا البخاري ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، حدّثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال:

فحلبس بالحاء غير معجمة مفتوحة و باء معجمة بواحدة - أيوب و يونس ابنا ميسرة (3) بن حلبس.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، عن أبي نصر ابن هبة اللّه بن ماكولا، قال (4):أما حلبس - بفتح الحاء المهملة و سكون اللام و فتح الباء المعجمة بواحدة - أيوب بن ميسرة بن حلبس.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا محمد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الجهم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الهيثم - يعني ابن عمران - حدّثنا أيوب بن حلبس، قال

ص: 134


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
2- الجرح و التعديل 257/1/1.
3- بالأصل «يسيرة» خطأ.
4- الاكمال لابن ماكولا 498/2.

اعط كل سورة حقها من الركوع و السجود.

آخر الجزء الثامن و الثمانين من الأصل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي [أنا] (1) أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا معاوية، قال: أيوب بن ميسرة بن حلبس قال لي أبو مسهر كان أكبر من يونس بيسير، كان يفتي في الحلال و الحرام مات قبل يونس بيسير، و قد أدرك بسر بن أبي أرطأة و معاوية.

و أخبرنا أبو البركات أيضا أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (2) بن غسّان، حدّثنا أبي قال: قال أبو مسهر: و كان أيوب بن حلبس أكبر من يونس و أفقه و كان يفتي في الحلال و الحرام، و مات قبل أخيه يونس بقليل.

ذكر أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني، قال: قلت لأبي حاتم: ما تقول في أيوب بن ميسرة بن حلبس ؟ فقال: صالح الحديث.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد (3)،حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا الهيثم بن عمران الطائي، قال: رأيت أيوب بن حلبس أعمى و كان يكثر أن يدعو: اللّهم ارزقني الشهادة - و هو أعمى - فيقول له أهله كذا و كذا، قال: فقتل يوم عبد اللّه بن علي، و كان قبل ذلك على ديوان عمر بن عبد العزيز بالجزيرة عامله. كذا قال و هذه القصّة محفوظة ليونس بن ميسرة بن حلبس أخي أيوب بن ميسرة بن حلبس و سيأتي في ترجمته.

و الهيثم بن عمران عبسي لا طائي.

ص: 135


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة الجزء السابع، و المطبوعة: عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد) و أبو البركات الأنماطي اسمه عبد الوهّاب بن المبارك بن أحمد، ترجمته في سير الأعلام 134/20.
2- بالأصل «الفضل» خطأ.
3- رسمها غير واضح بالأصل و في م: الوراد و الصواب ما أثبت عن الأنساب (الزراد) و (المنبجي).

869 - أيوب بن نافع بن كيسان

و لكيسان صحبة، و يقال لنافع أيضا صحبة. روى عن أبيه نافع، و قيل كيسان.

روى عنه: سليمان بن داود الجولاني، و ابنه عبد الرّحمن بن أيوب.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمد بن طوق، أنا عبد الجبار بن محمد بن مهنّي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف، حدّثنا نصر بن مرزوق، و أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، قالا: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، حدّثنا صدقة بن عبد اللّه، حدّثني سليمان بن داود الجولاني، عن أيوب بن نافع - عن كيسان - عن أبيه كيسان أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ستشرب أمّتي من بعدي الخمر يسمّونها بغير اسمها يكون عونهم على شرابها أمراؤهم» رواه غيره عن عمرو، عن صدقة بن عبد اللّه، عن سليمان بن داود الجولاني، عن أيوب، عن نافع بن كيسان، عن أبيه نحوه و سيأتي في ترجمة نافع بن كيسان[2517].

870 - أيوب بن هلال و هلال أبو عقال بن زيد

ابن حسن بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي

روى عن أبيه.

روى عنه: ابنه أبو زيد يحيى بن أيوب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّليمان، قالا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد البجلي، أنا أبو الحسين محمد بن يحيى بن أيوب بن أبي عقال - قراءة عليه في داره بحجر الذهب (1)-أنا أبي أبو زيد يحيى بن أيوب بن أبي عقال، و اسم أبي عقال: هلال بن زيد بن حسن بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزّى بن امرئ القيس بن عامر بن نعمان بن رفيدة بن ثور بن كلب ح.

و أخبرنا أبو الحسن الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، قال: و أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان

ص: 136


1- حجر الذهب: محلة بدمشق (معجم البلدان).

-قراءة عليه - أنا أبو زيد يحيى بن أيوب بن أبي عقال هلال بن زيد بن حسن بن أسامة بن زيد بن حارثة - قراءة عليه، ثم اتفقا فقالا-: إن أباه حدّثه و كان صغيرا فلم يع عنه قال: فحدّثني عمي زيد بن أبي عقال عن أبيه أن أباه حدّثه: أنّ حارثة تزوج إلى طيّئ بمرأة من بني نبهان فأولدها جبلة - قال الفقيه: و أسماء. و قال عبد الكريم:

و أسامة و زيدا، و توفيت أمهم و بقوا في حجر جدتهم لأمهم، و أراد حارثة حملهم فأبى جدهم لأمهم فقال: ما عندنا خير لهم، فتراضوا إلى أن حمل جبلة قال الفقيه و أسماء، و قال عبد الكريم: و أسامة، و قالا: و خلّف زيدا فجاءت خيل من تهامة من فزارة، قال غارت على طيّئ فسبت زيدا فصاروا به إلى عكاظ ، فرآه النبي صلى اللّه عليه و سلم من قبل أن يبعث، فقال: يا خديجة رأيت في السوق غلاما من صفته كيت و كيت عقلا و أدبا و جمالا، و لو أنّ لي مالا لاشتريته. فأمرت خديجة ورقة بن نوفل فاشتراه من مالها (1) فقال لها النبي صلى اللّه عليه و سلم: يا خديجة هبي لي هذا الغلام بطيبة من نفسك، فقالت: يا محمد إني أرى غلاما وضيئا و أحب أن أتبنّاه و أخاف أن تبيعه أو تهبه فقال: يا موفقة ما أردت إلاّ أن أتبناه، فقالت: به فديت يا محمد، فربّاه و تبنّاه إلى أن جاء رجل من الحي فنظر إلى زيد فعرفه، فقال - زاد الفقيه: له، و قالا:- أ أنت زيد بن حارثة ؟ قال: لا، أنا زيد بن محمد، فقال: بل أنت زيد بن حارثة إن أباك و عمومتك و إخوتك قد انفقوا الأموال في سببك (2).فقال (3):

أ لكني (4) إلى قومي و إن كنت نائيا *** فإني قطين (5) البيت عند المشاعر

فكفّوا من الوجد الذي قد شجاكم *** و لا تعملوا في الأرض نصّ الأباعر (6)

فإنّي بحمد اللّه [في] (7) خير أسرة *** خيار (8) معدّ كابرا بعد كابر

ص: 137


1- و قيل في شرائه غير ذلك انظر طبقات ابن سعد 40/3-41 و أسد الغابة 129/2-130.
2- بالأصل: في سبيل اللّه. و المثبت عن مختصر ابن منظور 128/5.
3- في ابن سعد و أسد الغابة.
4- عن ابن سعد و بالأصل «الكندي» و في أسد الغابة: أحن.
5- أسد الغابة: قعيد.
6- نص الأباعر: السير الشديد.
7- زيادة للوزن عن ابن سعد و أسد الغابة.
8- في المصدرين: كرام.

فمضى الرجل يخبر حارثة، و لحارثة فيه أشعار بعضها (1):

بكيت على زيد و لم أدر ما فعل *** أ حيّ يرجّى أم أتى دونه الأجل

و و اللّه ما أدري و إنّي لسائل *** أ غالك سهل الأرض أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة *** فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

تذكّرنيه الشمس عند طلوعها *** و يعرض ذكراه إذا عسعس الطّفل (2)

و إن هبّت الأرواح هيّجن ذكره *** فيا طول أحزاني عليه و يا وجل

سأعمل نصّ (3) العيس في الأرض جاهدا *** و لا أسأم التطواف أو تسأم الإبل

حياتي أو تأتي عليّ منيّتي *** و كلّ امرئ فان و إن غرّه الأمل (4)

ثم إن حارثة أقبل إلى مكة في إخوته و ولده و بعض عشيرته فأصاب النبي صلى اللّه عليه و سلم بفناء الكعبة، قال: في نفر من أصحابه و زيدا فيهم، فلما نظروا إلى زيد عرفوه و عرفهم، فقالوا له: يا زيد، فلم يجبهم إجلالا منه لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و انتظارا منه لرأيه. فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من هؤلاء يا زيد؟» قال: يا رسول اللّه هذا أبي و هؤلاء أعمامي و هذا أخي و هؤلاء عشيرتي، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«قم فسلّم عليهم يا زيد» فقام فسلّم عليهم و سلموا عليه و قالوا - زاد الفقيه: له، و قالا - امض معنا يا زيد قال: ما أريد برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدلا، فقالوا له: يا محمد إنا معطوك بهذا الغلام ديات، فسمّ ما شئت فإنّا حاملوها إليك قال:

«أسألكم أن تشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه و أني خاتم أنبيائه و رسله» فأبوا و تلكّئوا و تلجلجوا، و قالوا: تقبّل ما عرضنا عليك يا محمد؟ فقال لهم:« هاهنا خصلة غير هذه، قد جعلت أمره إليه، إن شاء فليقم و إن شاء فليرحل» قالوا: أقضيت ما عليك يا محمد، و ظنوا أنهم قد صاروا من زيد إلى حاجتهم قالوا: يا زيد قد أذن لك محمد فانطلق معنا، قال:

هيهات هيهات ما أريد برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدلا و لا أؤثر عليه والدا (5)،فأداروه و ألاصوه

ص: 138


1- الأبيات في سيرة ابن هشام 248/1 و الاستيعاب ص 544 و ابن سعد 41/3 و أسد الغابة 129/2-130 باختلاف بعض الألفاظ و التعابير.
2- يقال طفلت الشمس للغروب أي دنت منه، و ساعة الغروب هي الطفل.
3- يعني حثها على السير، و سوقها باستخراج أقصى ما لديها من قدرة على السير.
4- بعده في المصادر: و أوصي به قيسا و عمرا كليهما و أوصي يزيدا ثم من بعدهم جبل
5- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.

و استعطفوه و ذكروا وجد من ورائهم به، فأبى و حلف أن لا يصحبهم، فقال حارثة - زاد الفقيه: يا بني، و قالا:- أما أنا فإني مؤنسك بنفسي، فآمن حارثة و أبى الباقون، فرجعوا إلى البرّية، ثم ان أخاه جبلة رجع فآمن بالنبي صلى اللّه عليه و سلم و أول لواء عقده النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى الشام لزيد، و أول شهيد كان بمؤتة زيد و ثانية جعفر الطيّار، و آخر لواء عقده بيده لأسامة على اثني عشر ألفا من الناس فيهم عمر - و قال الفقيه: فيهم أبو بكر و عمر - فقال: إلى أين يا رسول ؟ قال:«عليك بابني (1) فصبّحها صباحا، فقطّع و حرّق و ضع سيفك و خذ بثأر أبيك». و اعتلّ النبي صلى اللّه عليه و سلم فبعث إلى أسامة فقال:«جهزوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة»، فجهّز إلى أن صار إلى الجرف (2)،و اشتدّت علّة النبي صلى اللّه عليه و سلم فبعث إلى أسامة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم يريدك، فرفع يديه فدخل على النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد أغمي عليه، ثم أفاق صلى اللّه عليه و سلم فنظر إلى أسامة فأقبل فرفع يديه إلى السماء و يفرغها - و قال عبد الكريم: ثم يفرغها - عليه، قالوا: فعرفنا أنه إنما يدعو له، ثم قبض صلى اللّه عليه و سلم فكان فيمن غسّله الفضل بن عبّاس، و عليّ بن أبي طالب و أسامة يصبّ عليه الماء، فلما دفن عليه السلام، قال عمر لأبي بكر: ما ترى في لواء أسامة ؟ قال: ما أحلّ عقدا عقده النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا يحل من عسكره رجل إلاّ أن تكون أنت - زاد الفقيه: يا عمر، و قالا:- لو لا حاجتي إلى مشورتك ما حللتك من عسكره. يا أسامة عليك بالمياه - يعني البوادي - و كان يمر بالبوادي فينظرون إلى جيش رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فثبتوا على أديانهم إلى أن صار إلى عشيرته كلب فكانت تحت لوائه إلى أن قدم الشام على معاوية، فقال له معاوية: اختر لك منزلا، فاختار المزّة (3)و اقتطع فيها هو و عشيرته، و قد قال الشاعر و هو أعور كلب:

إذا ذكرت أرض لقوم بنعمة *** فبلدة قومي تزدهي و تطيب

بها الدين و الإفضال و الخير و النّدى *** فمن ينتجعها للرّشاد يصيب

و من ينتجع أرضا سواها فإنه *** سيندم يوما بعدها و يخيب

تأتّى لها خالي أسامة منزلا *** و كان لخير العالمين حبيب

حبيب رسول اللّه و ابن رديفه *** له ألفة معروفة و نصيب

ص: 139


1- أبنى موضع بالشام من جهة البلقاء (معجم البلدان).
2- الجرف موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (معجم البلدان).
3- المزة قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق، بينهما نصف فرسخ (معجم البلدان).

فأسكنها كلبا و أضحى (1) ببلدة *** لها منزل رحب الجناب خصيب

فنصف على بر فسيح و نزهة *** و نصف على بحر أغرّ رطيب

ثم ان أسامة خرج إلى وادي القرى إلى ضيعة [له] (2) فتوفي بها. و خلف في المزّة ابنة له يقال لها: فاطمة. فلم تزل مقيمة إلى أن ولي عمر بن عبد العزيز، فجاءت فدخلت عليه فقام من مجلسه و أقعدها فيه، و قال لها: حوائجك يا فاطمة ؟ قالت:

تحملني إلى أخي، فجهّزها و حملها[2518].

و أخبرنا أبو محمد السّلمي، حدّثنا عبد العزيز الكتاني (3)،أنا تمام بن محمد، قال: و أنا أبو الميمون بن راشد، و أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن، قالا: حدّثنا أبو زيد يحيى بن أيوب بن أبي عقال في داره بحجر الذهب فذكر الحديث مثله. و زاد محمد بن إبراهيم في حديثه: و خلفت قوما من بني الشجب في ضيعتها إلى أن قدم الحسن بن أسامة فباعها.

871 - أيوب بن يزيد بن قيس بن زرارة

871 - أيوب بن يزيد (4) بن قيس بن زرارة

ابن سلم (5) بن حنتم بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة

ابن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم اللّه بن النّمر بن قاسط بن هنب

ابن أفصى بن دعميّ بن جديلة (6) بن أسد بن ربيعة بن نزار،

و يعرف بابن القرّيّة النّمري (7)

و القرّيّة التي نسب إليها هي خماعة (8) بنت جشم بن ربيعة بن زيد مناة، تزوجها مالك بن عمرو فولدت له حنتم بن مالك، وفد على عبد الملك بن مروان.

ص: 140


1- في المختصر 130/5 «و أضحت».
2- زيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
3- بالأصل:«التاني» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 248/18.
4- في الوافي بالوفيات: زيد.
5- في الوافي و ابن حزم: سلمة.
6- عن ابن حزم و بالأصل حديلة.
7- ترجمته في وفيات الأعيان 250/1 و الوافي بالوفيات 39/10 و سير أعلام النبلاء 197/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
8- بالأصل «جماعة» و المثبت عن ابن حزم ص 301 و الوافي 39/10 و القاموس (خمع).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و أما قرّيّة فهو أيوب بن القرّيّة صحب بني مروان (1)،و الحجاج بن يوسف. يضرب به المثل في الفصاحة.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي بكر الخطيب، قال: قال أبو الحسن: أيوب ابن القرّيّة يضرب المثل في الفصاحة. قال الخطيب و ذكر أهل النسب: أنه أيوب بن يزيد بن قيس بن زرارة بن سلم بن حنتم بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم اللّه بن النّمر بن قاسط . و القرّيّة التي ينسب إليها هي أم حنتم بن مالك و كان أيوب خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج بن يوسف[1].

ص: 141


1- بالأصل «هارون» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

ص: 142

ص: 143

حرف الباء

ذكر من اسمه بسر

872 - بسر بن أبي أرطأة

[و قيل: بسر بن أرطأة القرشي، و اسم أبي أرطأة عمير و قيل عمرو بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيّار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، أبو عبد الرّحمن العامري.

مختلف في صحبته. و قيل: خرف في آخر عمره.

شهد فتح مصر و اختطّ بها، و كان من شيعة معاوية، و قد وجهه معاوية إلى اليمن و الحجاز في أول سنة أربعين] (1).

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور، أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه، أخبرنا أبو حاتم مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد الرّحمن بسر (2) بن أبي أرطأة القرشي له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن حفص بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا

ص: 144


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و قد تم استدراكه من مصادر ترجمته. ترجمته في الاستيعاب 154/1 هامش الإصابة، الإصابة 147/1، و أسد الغابة 213/1 الوافي بالوفيات 129/10 و سير أعلام النبلاء 409/3 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و من المهم استدراك ما نعتقد أنه سقط من بداية ترجمته. ورد في المختصر 182/5 و تهذيب التهذيب 275/1 نقلا عن ابن عساكر: سكن دمشق و شهد صفين مع معاوية، و كان على رجالة أهل دمشق، و ولاه معاوية اليمن، و كانت له بها آثار غير محمودة.
2- بالأصل و م:«بشر» خطأ.

عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمد، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن بسر بن أرطأة.

أنبأنا عبد العزيز بن منير، عن أبي زرعة، قال: بسر بن أبي أرطأة بسر بن عمرو (1) أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب: بسر بن أبي أرطأة و يقال بسر بن أرطأة أبو عبد الرّحمن العامري نزل دمشق و ورد العراق في صحبة معاوية بن أبي سفيان، و أسند عن النبي صلى اللّه عليه و سلم رواية غير أنها يسيرة.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس العلوي و أبو الفضل أحمد بن محمد ح.

و أخبرني أبو بكر محمد بن شجاع عن أبي عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، أنبأنا أبو سعيد بن يونس، قال: بسر بن أبي أرطأة بن عمرو بن عمير بن عمران بن الحليس بن سيّار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي، يكنى أبا عبد الرّحمن من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهد فتح مصر و اختطّ بها، و له بمصر دار بسر و حمام بسر، و كان من شيعة معاوية بن أبي سفيان و شهد مع معاوية صفّين، و كان معاوية وجهه إلى اليمن و الحجاز في أول سنة أربعين و أمره أن يتقرّى (2) من كان في طاعة علي فيوقع بهم، ففعل بمكة و المدينة و اليمن أفعالا قبيحة، و قد ولي البحر لمعاوية و كان قد وسوس في آخر أيامه، فكان إذا لقي إنسانا قال أين شيخي ؟ أين عثمان ؟ و يسلّ سيفه، فلما رأوا ذلك جعلوا له في جفنة سيفا من خشب، قال: فكان إذا ضرب لم يضرّ، حدّث عنه أهل مصر و أهل الشام و توفي بالشام في آخر أيام معاوية بن أبي سفيان و له عقب ببغداد و الشام.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أخبرنا أبو صادق الفقيه، أخبرنا أبو الحسن بن زنجويه، أخبرنا أبو أحمد العسكري، قال: فأما بسر: الباء مضمومة تحتها نقطة و السين غير معجمة في الصحابة: بسر بن أرطأة و يقال ابن أبي أرطأة قرشي، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم يكنى أبا عبد الرّحمن، و اسم أبي أرطأة عمير، روى عنه جنادة بن أبي أمية، و أيوب بن

ص: 145


1- بالأصل «عمر» و المثبت عن أسد الغابة.
2- في الإصابة: ينظر.

ميسرة بن حلبس، و هو الذي بعثه معاوية إلى اليمن فقتل بها ابني عبيد اللّه (1) بن العباس، و صحب معاوية إلى أن مات.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال: بسر بن أبي أرطأة، و يقال: ابن أرطأة أبو عبد الرّحمن له صحبة، و لم يكن له استقامة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: بسر بن أبي أرطأة و هو عمير بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سنان بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب، يكنى أبا عبد الرّحمن توفي بالمدينة في أيام معاوية، و يقال بقي إلى خلافة عبد الملك قاله محمد بن سعد (2)[كاتب] (3) الواقدي عداده في أهل الشام، روى عنه جنادة بن أبي أمية، و أيوب و يونس، ابنا ميسرة بن حلبس.

أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن الحارث، أخبرنا محمد بن منصور، حدّثنا محمد بن سعد كاتب الواقدي، قال: و بسر بن أبي أرطأة من بني عامر بن لؤي. قال الواقدي:

و قد [ولد] (4) قبل وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري ح، و حدّثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي.

حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو زكريا البخاري، أنبأنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال: و بسر بن أبي أرطأة - بالباء معجمة من تحتها بواحدة و السين غير معجمة - له صحبة.

ص: 146


1- بالأصل «عبد اللّه» و المثبت عن الاستيعاب 156/1 هامش الإصابة.
2- بالأصل: سعيد خطأ.
3- زيادة لازمة.
4- سقطت من الأصل و م و استدركت عن أسد الغابة 213/1.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):و أما بسر - بضم الباء و بالسين المهملة - فهو بسر بن أبي أرطأة (2) بن عمرو بن عمير بن عمران بن الحليس بن سيّار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي أبو عبد الرّحمن له صحبة و رواية.

و قال في باب حليس (3):أما حليس بضم الحاء و فتح اللام و سكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها: ابن أبي أرطأة عمير بن عويمر بن عمران بن حليس بن سيّار (4) بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي، له صحبة و رواية، تقدم ذكره.

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الحسن العتيقي.

أخبرنا أبو الحسن الدارقطني - إجازة - أنبأنا عمر بن الحسن بن مالك القاضي، حدّثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، حدّثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا الواقدي قال: و هم يعني أهل الشام يقولون عن بسر بن أبي أرطأة العامري أنه شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تقطع الأيدي في الغزو»؛ و قال: و بسر يوم توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ابن سنتين أو ثلاث هو و مروان بن الحكم سواء[2519].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا ثابت بن بندار أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أخبرنا أبو بكر البابسيري أخبرنا الأحوص بن المفضل الغلاّبي، حدّثنا أبي قال: قال الواقدي: قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم و بسر بن أبي أرطأة ابن سنتين أو ثلاث، سنّه سنّ مروان بن الحكم. و قال في موضع آخر: و قد روي عنه أنه شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تقطع الأيدي في الغزو»، و يقولون: إن النبي توفي و هو ابن سنتين أو ثلاث[2520].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطّبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان أبو يوسف، قال: يقول أهل المدينة لم نسمع حديث ابن مسلمة و بسر بن أبي أرطأة من النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 147


1- الاكمال لابن ماكولا 268/1-269.
2- بعدها في الاكمال: و قيل ابن أرطأة.
3- الاكمال 496/2.
4- بالأصل «يسار».

شيئا و لا صحبة لهم و أهل الشام يقولون قد سمعوا و لهم صحبة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ ، قال (1):بسر بن أبي أرطأة أبو عبد الرحمن سكن الشام مشكوك في صحبته للنبي صلى اللّه عليه و سلم، لا أعرف له إلاّ هذين الحديثين، يعني حديث «الدعاء»، و حديث «الأيدي في الغزو». و أسانيده من أسانيد الشام و مصر لا أرى بإسناديه هذين بأسا.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، حدّثنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن حفص، حدّثنا يعقوب بن سفيان (2)،حدّثنا ابن بكير، حدّثني اللّيث بن سعد، قال: و في سنة ثلاث و عشرين غزوة بسر بن أرطأة لوبية (3)،قال: ثم كانت سابور (4)،و غزوة بسر ودّان (5) سنة ست و عشرين، و في سنة ست و أربعين غزوة بسر و شريك لأذنة (6).

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمد [بن] أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن بشير، حدّثنا ابن عائذ، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن زيد بن عطية البهراني أن معاوية شتا بسر بن أبي أرطأة بأرض الروم بالجمد سنة أربع و أربعين، قال: و حدّثنا الوليد قال: و قد أخبرني صاحب لنا يقال له أحمد بن الحسيني أنه بلغه أن معاوية بن أبي سفيان شتا بسر بن أبي أرطأة سنة إحدى و خمسين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا محمد بن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي.

ص: 148


1- الكامل في الضعفاء لابن عدي 5/2 و 6.
2- المعرفة و التاريخ 307/3-308.
3- لوبية: مدينة بين الاسكندرية و برقة (معجم البلدان).
4- انظر معجم البلدان 168/3.
5- ودان مدينة في جنوبي إفريقيا، بينها و بين زويلة عشرة أيام من جهة إفريقيا. قال ياقوت: و كان عمرو بن العاص بعث إلى ودان بسر بن أبي أرطأة و هو محاصر لطرابلس فافتتحها في سنة 23 (معجم البلدان).
6- انظر معجم البلدان 132/1-133.

حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال:

و فيها يعني ثلاث و أربعين شتا بسر بن أبي أرطأة أرض الروم و معه سعد (1) بن عوف الأزدي. قال خليفة: قال أبو عبيدة: و كان على رجالة أهل دمشق بسر بن أرطأة من بني عامر بن لؤي، يعني يوم صفين مع معاوية (2).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب.

أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشير القرشي الدّمشقي، حدّثنا عبد اللّه بن ثابت، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر، عن العلاء بن سفيان، قال: غزا بسر بن أبي أرطأة الروم فجعلت ساقته لا يزال يصاب منها طرف، فجعل يلتمس أن يصيب الذين يلتمسون عورة ساقته فيكمن لهم الكمين، فجعلت بعوثه تلك لا تصيب و لا تظفر، فلما رأى ذلك تخلّف في مائة من جيشه، ثم جعل يتأخر حتى تخلّف وحده، فبينا هو يسير في بعض أودية الروم إذ رفع إلى قرية ذات جوز كثير، و إذا براذين مربّطة بالجوز ثلاثين برذونا، و الكنيسة إلى جانبهم فيها فرسان تلك البراذين الذين كانوا يعقبونه في ساقته فنزل عن فرسه فربطه مع تلك البراذين، ثم مضى حتى أتى الكنيسة فدخلها، ثم أغلق عليه و عليهم بابها، فجعلت الروم تعجب من إغلاقه و هو وحده، فما اشتغلوا إلى رماحهم حتى صرع ثلاثة، و فقده أصحابه فلاموا أنفسهم فقالوا: إنكم لأهل أن تجعلوا مثلا للناس؛ إنّ أميركم خرج معكم فضيعتموه حتى هلك، و لم يهلك منكم أحد، فبينا هم يسيرون في الوادي حتى أتوا مرابط تلك البراذين، فإذا فرسه مربوط معها، فعرفوه، و سمعوا الجلبة في الكنيسة فأتوها، فإذا بابها مغلق، فبلغوا طائفة من سقفها، فنزلوا عليها و هو ممسك طائفة من أمعائه بيده اليسرى و السيف بيده اليمنى، فلما تمكن أصحابه في الكنيسة سقط بسر مغشيا عليه، فأقبلوا على من كان بقي فأسروه و قبلوا (3)،فأقبلت عليهم الأسارى فقالوا: نشهدكم (4) اللّه من هذا الذي دخل علينا

ص: 149


1- كذا و لم يذكر خليفة معه أحدا سنة 43، و في خليفة حوادث سنة 52 ص 218 شتى بسر بن أرطأة بأرض الروم و معه سفيان بن عوف الأزدي.
2- تاريخ خليفة ص 195 حوادث سنة 37.
3- أي أقبلوا (اللسان).
4- في المختصر: ننشدكم اللّه.

قالوا: بسر بن أبي أرطأة، قالوا: ما ولدت النساء مثله، فعمدوا إلى معاه فردوه في جوفه، و لم يخرق منه شيء، ثم عصبوه بعمائمهم و حملوه على شقّه الذي ليست به جراح، حتى أتوا به العسكر فخاطوه، فسلم و عوفي.

أنبأنا أبو محمد الأكفاني، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري (1)،حدّثنا يزيد بن عبد الصمد، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا خالد بن يزيد بن صالح، حدّثنا أيوب بن ميسرة بن حلبس قال: كان بسر بن أرطأة على شاتية بأرض الروم قال: فوافق يوم الأضحى، فالتمسوا الضحايا فلم يجدوها، فقام في الناس يوم الأضحى فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنّا قد التمسنا الضحايا اليوم و التمسوها، فلم نقدر منها على شيء - قال: و كانت معه نجيبة لم تشرب لبنها لقوح - و لم نجد شيئا نضحي به إلاّ هذه النجيبة، فأنا مضحّ بها عني و عنكم، فإن الإمام أب و والد، ثم قام فنحرها، ثم قال: اللّهم [تقبل] (2) من بسر و من يليه، ثم قسموا لحمها بين الأجناد، حتى صار له منها جزء من الأجزاء مع الناس.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - قراءة - حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن بشير [نا] (3) ابن عائذ، أنبأنا إسماعيل بن عياش عن (4) ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد أن بسر بن أبي أرطأة قال: و اللّه ما عزمت على قوم قط عزيمة إلاّ استغفرت لهم حينئذ، ثم قلت: اللّهم لا حرج عليهم.

قرأت على أبي محمد السلمي، أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن الحسين بن علي، قالا: أنبأنا علي بن يعقوب، أخبرنا أبو عبد الملك، حدّثنا ابن عائذ قال الوليد: حدّثنا ابن لهيعة و الليث بن يزيد بن أبي حبيب قال: كتب عمر بن الخطاب

ص: 150


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت الحصائري، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/15.
2- زيادة عن م.
3- زيادة لازمة، سقطت من الأصل عن م.
4- بالأصل «بن» خطأ، انظر ترجمة إسماعيل بن عياش بن سليم، أبو عتبة الحمصي العنسي في سير الأعلام 312/8.

إلى عمرو (1) بن العاص أن أفرض لمن شهد بيعة الحديبية أو قال بيعة الرّضوان مائتي (2)دينارا و أتمها لنفسك لأمرتك. قال ابن لهيعة عن يزيد و أتمّها لخارجة بن حذافة لضيافته و لبسر بن أبي أرطأة لشجاعته.

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسين الباقلاني، قالا: أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح.

قال: و أنبأنا طراد بن محمد، أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين بن الهاد، أخبرنا حامد بن محمد بن عبد اللّه الرفا، قالا: أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو عبيد، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب أن عمر جعل عمرو بن العاص في مائتين لأنه أمير، و عمر بن وهب الجمحي في مائتين لأنه يصبر على الصيف و بسر بن أبي أرطأة في مائتين لأنه صاحب سيف و قال: ربّ فتح قد فتحه اللّه على يديه، و قال أبو عبيد: مائتين في السنة.

أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسن النّهاوندي، حدّثنا أحمد بن الحسين النّهاوندي، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدّثنا سعيد بن يحيى، عن زياد، عن ابن إسحاق، قال: بعث معاوية بسر بن أبي أرطأة سنة سبع و ثلاثين فقدم المدينة فبايع ثم انطلق إلى مكة و اليمن فقتل عبد الرّحمن و قثم ابني عبيد اللّه بن عباس.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزّهري، قال: قال أبي سعد بن إبراهيم: و بعث معاوية بسر بن أبي أرطأة من بني سعد بن معيص تلك السنة - يعني سنة تسع و ثلاثين - فقدم المدينة ليبلغ الناس فأحرق دار زرارة بن حيرون أخي بني عمرو بن عوف بالسوق، و دار رفاعة بن رافع، و دار عبد اللّه بن سعد من بني عبد الأشهل ثم استمر إلى مكة و اليمن فقتل عبد الرّحمن بن عبيد اللّه و عمرو بن أم أراكة الثقفي.

ص: 151


1- بالأصل «عمر».
2- بالأصل «مائتين» و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر (1) بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد، أنبأنا محمد بن عمر، حدّثني داود بن جبيرة، عن عطاء بن أبي مروان، قال: بعث معاوية بسر بن أرطأة إلى المدينة و مكة و اليمن يستعرض الناس فيقتل من كان في طاعة علي بن أبي طالب، فأقام بالمدينة شهرا فما قيل له في أحد إن هذا ممن أعان على عثمان إلاّ قتله، و قتل قوما من بني كعب على مالهم فيما بين مكة و المدينة و ألقاهم في البئر، و مضى إلى اليمن و كان عبيد اللّه (2) بن العباس بن عبد المطلب واليا عليها لعلي بن أبي طالب فقتل بسر (3) ابنيه عبد الرّحمن و قثما ابني عبيد (4) اللّه بن العباس، و قتل عمرو بن أم أراكة الثقفي، و قتل من همدان بالجوف ممن كان مع علي بصفّين، قتل أكثر من مائتين و قتل من الأبناء كثيرا و ذلك كله بعد قتل علي بن أبي طالب، و بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن، و حدّثني أبو بكر اللّفتواني عنهما، قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، عن أبيه (5) عبد اللّه، أنبأنا أبو سعيد بن يونس، حدّثنا أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبي، حدّثنا أحمد بن يحيى بن الوزير، حدّثنا عبد الحميد بن الوليد، حدّثني الهيثم بن عدي، عن عبد اللّه بن عياش، عن الشعبي: أن معاوية بن أبي سفيان أرسل بسر بن أبي أرطأة القرشي العامري في جيش من الشام، فسار حتى قدم المدينة و عليها يومئذ أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم فهرب منه أبو أيوب إلى عليّ بالكوفة، فصعد بسر منبر المدينة و لم يقاتله بها أحد فجعل ينادي: يا دينار، يا زريق، يا نجار، شيخ سمح عهدته هاهنا بالأمس - يعني عثمان رضي اللّه عنه - و جعل يقول: يا أهل المدينة، و اللّه لو لا ما عهد إليّ أمير المؤمنين ما تركت بها محتلما إلاّ قتلته، و بايع أهل المدينة لمعاوية، و أرسل إلى بني سلمة فقال: لا و اللّه ما لكم عندي

ص: 152


1- بالأصل «أبو عمرو» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.
2- بالأصل:«عبد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الاستيعاب 155/1.
3- بالأصل:«بشير» خطأ.
4- بالأصل:«عبد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الاستيعاب 155/1.
5- كذا بالأصل و ثمة سقط في السند و في م: عن أبيه أبي عبد اللّه أو أن قوله «عن أبيه عبد اللّه» مقحم و هو الظاهر.

من أمان و لا مبايعة حتى تأتوني بجابر بن عبد اللّه صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم. فخرج جابر بن عبد اللّه حتى دخل على أم سلمة خفيا فقال لها: يا أمّه إنّي خشيت على ديني و هذه بيعة ضلالة فقالت له: أرى أن تبايع، فقد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة أن يبايع، فخرج جابر بن عبد اللّه فبايع بسر بن أبي أرطأة لمعاوية، و هدم بسر دورا كثيرا (1) بالمدينة، ثم خرج حتى أتى مكة فخافه أبو موسى الأشعري و هو يومئذ بمكة فتنحى عنه فبلغ ذلك بسرا فقال: ما كنت لأوذي أبا موسى، ما أعرفني بحقه و فضله ثم مشى إلى اليمن و عليها يومئذ عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب عاملا لعلي بن أبي طالب فلما بلغ عبيد اللّه أن بسرا قد توجه إليه هرب إلى علي، و استخلف عبد اللّه بن عبد المدان المرادي، و كانت عائشة بنت عبد اللّه بن عبد المدان قد ولدت من عبيد اللّه غلامين من أحسن صبيان الناس و أرضاه و أنظفه فذبحهما ذبحا و كانت أمهما قد هامت بهما و كادت تخالط في عقلها و كانت تنشدهما في الموسم في كل عام تقول (2):

ها من أحسّ بنيّيّ اللّذين هما *** كالدّرّتين تجلاّ (3) عنهما الصّدف

ها من أحسّ بابنيّ اللّذين هما *** سمعي و قلبي فقلبي اليوم مختطف (4)

ها من أحسّ بابنيّ اللّذين هما *** مخ العظام فمخي اليوم مزدهف

حدّثت (5) بسرا و ما صدّقت ما زعموا (6) *** من قولهم و من الإفك الذي وصفوا (7)

أنحى على روحي ابنيّ مرهفة *** مشحوذة و كذاك الإثم يعترف (8)

من ذا لوالهة حرّى مفجّعة *** على صبيّين ضلاّ إذ غدا السّلف (9)

ص: 153


1- كذا.
2- الأبيات في الاستيعاب 156/1 هامش الإصابة، تاريخ ابن الأثير حوادث سنة 40 و الكامل للمبرد 1387/3 الأغاني 45/15 و التعازي و المراثي ص 70 و شرح نهج البلاغة 402/1.
3- في الكامل و المراثي: تشظّى.
4- في الاستيعاب:«الصدفا - مختطفا».
5- الكامل و التعازي: نبئت.
6- التعازي: ذكروا.
7- الكامل و التعازي و الاستيعاب: اقترفوا.
8- البيت في التعازي: أنحى على ودجي شبلي مرهفة بغيا كذا عظيم البغي يقترف
9- في الكامل: من دلّ ... غابا إذ مضى السلف. و سقط البيت من الاستيعاب و التعازي و المراثي.

قال: فلما بلغ عليا رضي اللّه عنه مسير بسر و ما صنع بعث في عقب بسر بعد منصرفه من الشام جارية بن قدامة السّعدي فجعل لا يلقى أحدا خلع عليا إلاّ قتله، و أحرق حتى انتهى إلى اليمن فلذلك سمّت العرب جارية بن قدامة محرّقا.

قال أبو سعيد بن يونس: و يقال إنّ أمّ عبد الرّحمن و قثم ابني عبيد اللّه بن العباس [جويرية بنت قارظ الكنانية، و كان عبيد اللّه بن العباس] (1) قد جعل ابنيه هذين عبد الرّحمن و قثم عند رجل من بني كنانة، و كانا صغيرين فلما انتهى بسر إلى بني كنانة بعث إليهما ليقتلهما، فلما رأى ذلك الكناني (2) دخل بيته، أخذ السيف [ثم خرج] يشتدّ عليهم بسيفه حاسرا و هو يقول:

الليث من يمنع حافات الدّار *** و لا يزال مصانا دون الدار (3)

أ لا فتى أزوع غير غدار

فقال له بسر: ثكلتك أمك، و اللّه ما أردنا قتلك، فلما عرّضت نفسك للقتل ؟ فقال أقتل دون جاري فعسى أعذر عند اللّه و عند الناس، فضرب بسيفه حتى قتل، و قدّم بسر الغلامين فذبحهما ذبحا، فخرجت نسوة من بني كنانة فقالت منهن (4) قائلة: مهيم يا هذا، هذا الرجال قتلت، فعلام تقتل الولدان ؟ و اللّه ما كانوا يقتلون في جاهلية و لا إسلام، و اللّه إن سلطانا لا يقوم إلاّ بقتل الضّرع (5) الصغير، و المدرة الكبير، و برفع الرحمة، و عقوق الأرحام لسلطان سوء. فقال لها بسر: و اللّه لهممت أن أضع فيكن السيف، فقالت له: تاللّه انها لأخت التي صنعت، و ما أنها لها منك بآمنة، ثم قالت للنساء و اللاتي حولها ويحكن تفرّقن، فقالت جويرية أم الغلامين: امرأة عبيد اللّه بن العباس تبكيهما و ذكرت هذه الأبيات بعينها أو نحوها.

و قال هشام الكلبي: من قال إنّ أمهما عائشة بنت عبد اللّه بن عبد المدان بن

ص: 154


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 186/5 و مطبوعة ابن عساكر المجلدة العاشرة ص 12 و انظر الأغاني 266/15 و مروج الذهب 21/3.
2- بالأصل «الكتاب» و المثبت عن مختصر ابن منظور و مطبوعة المجلدة العاشرة.
3- في الكامل لابن الأثير 431/2 مصلتا دون الجار.
4- بالأصل «منهم».
5- الضرع محركة الصغير من كل شيء، و المدرة: زعيم القوم.

الدّيّان فقد أخطأ، لم تلد له عائشة الحارثية إلاّ ابنه العباس و ابنته (1) العالية.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا محمد بن هبة اللّه بن الحسن، قالا:

أخبرنا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا العباس بن الوليد [بن] الصبح، حدّثنا مروان بن محمد، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني واهب بن عبد اللّه المعافري قال: قدمت المدينة فأتيت منزل زينب بنت فاطمة بنت علي لأسلّم عليها فدخلت (2) عليها الدار، فإذا عندها جماعة عظيمة و إذا هي جالسة مسفرة، و إذا امرأة ليست بالجليلة، و لم تطعن في السن فاحتملتني الحميّة و العفّة لها، فقلت: سبحان اللّه قدرك قدرك و موضعك موضعك و أنت تجلسين للناس كما أرى مسفرة ؟ فقالت: إن لي قصة، قال: قلت: و ما تلك القصة ؟ فقالت: لما كان أيام الحرّة وفد أهل الشام المدينة و فعلوا فيها ما فعلوا، و كان لي يومئذ ابن قد ناهز الاحتلام.

قالت: قالت: فلم أشعر به يوما و أنا جالسة في منزلي إلاّ و هو يسعى و بسر بن أبي أرطأة يسعى خلفه حتى دخل عليّ فألقى نفسه عليّ و هو يبكي، يكاد البكاء أن يفلق كبده فقال لي بسر ادفعيه إليّ : فأنا خير له، قالت: فقلت له: اذهب مع عمك، قالت: فقال: لا و اللّه لا أذهب معه يا أمّه هو و اللّه قاتلي، قالت: فقلت: أ ترى عمّك يقتلك ؟ لا، اذهب معه، قالت:[فقال] لا و اللّه يا أمّه لا أذهب معه هو و اللّه قاتلي قالت و هو يبكي يكاد البكاء أن يفلق كبده، قالت: فلم أزل أرفق به و أسكنه حتى سكن. قالت: ثم قال لي بسر ادفعيه إليّ فأنا خير له قالت: فقلت اذهب مع عمك، قالت: فقام فذهب معه، قالت:

فلما خرج من باب الدار، قال للغلام: امش بين يدي، قالت: و إذا بسر قد اشتمل على السيف فيما بينه و بين ثيابه، قالت: فلما ظهر إلى السّكة رفع بسر ثيابه على عاتقه و شهر السيف عليه من خلفه ثم علا به من خلفه، فلم يزل يضرب به حتى برد. قالت: فجاءتني الصيحة أدركي ابنك قد قطع. قالت: فقمت أتعثر في ثيابي، ما معي عقلي. قالت: فإذا جماعة قد أطافوا به، فإذا هو قتيل قد قطع قالت: فألقيت نفسي عليه، قالت: و أمرت به يحمل، قالت: فجعلت على نفسي من يومئذ للّه أن لا أستتر من أحد، لأن بسرا هو أوّل

ص: 155


1- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن م.
2- بالأصل:«قد دخلت» خطأ.

من هتك ستري و أخرجني للناس، فاللّه حسيبه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح المؤذن، أخبرنا أبو الحسن بن السّقّا، قال: حدّثنا أبو العباس الأصمّ ، حدّثنا عباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: و أهل المدينة ينكرون أن يكون بسر بن أبي أرطأة سمع من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أهل الشام يروون عنه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سمعت يحيى يقول: بسر ابن أبي أرطأة رجل سوء.

أنبأنا أبو المظفّر القشيري و غيره عن أبي سعيد محمد بن علي بن محمد الخشّاب، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني:

بسر بن أرطأة له صحبة، و لم يكن له استقامة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال له بسر بن أبي أرطأة (1)[و هو الذي قتل طفلين لعبيد اللّه بن عباس بن عبد المطلب باليمن في خلافة معاوية و هما عبد الرّحمن و قثم ابنا عبيد اللّه بن العباس.

حكى المسعودي في مروج الذهب: أن عليا دعا على بسر أن يذهب عقله لما بلغه قتله ابني عبيد اللّه بن العباس. و أنه خرف و مات في أيام الوليد بن عبد الملك سنة 86] (2).

ص: 156


1- إلى هنا تنتهي بالأصل ترجمة بسر بن أبي أرطأة و تتداخل بترجمة بسر بن عبيد اللّه الحضرمي الشامي، و يبدو أن هناك نقصا لم يتنبه له النساخ فجاءت ترجمته غير منفصلة عن التي فبلها. فعمدنا إلى استدراكين فيما يتعلق بترجمة بسر بن أبي أرطأة الأول منقول عن تهذيب التهذيب 2751 و الثاني عن المجلدة العاشرة ص 14 و 15.
2- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تهذيب التهذيب 275/1 لمزيد من الإيضاح. و قد ورد هنا في م و مطبوعة ابن عساكر المجلدة 10 ص 14 و 15 تتمة ترجمة بسر بن أبي أرطأة لم نلحقها بالمتن، بل آثرنا أن نثبتها في الحاشية: و قال يحيى بن معين: بسر بن أبي أرطأة رجل سوء. أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا محمد بن علي السيرافي أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي أنا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا. نا خليفة بن خياط قال: و مات في خلافة عبد الملك بسر بن أبي أرطأة من بني عامر بن لؤي روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال في موضع آخر: و في ولاية عبد الملك مات بسر بن أبي أرطأة و عمر بن أبي سلمة و كلاهما من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم. قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن البناء عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية أنبأ محمد بن القاسم بن جعفر نا ابن أبي خيثمة قال: و أخبرني أبو محمد صاحب لي من بني تميم ثقة قال: قال أبو مسهر: و مات بسر بن أبي أرطأة بدمشق.

873 - بسر بن عبيد اللّه الحضرمي

873 - بسر بن عبيد اللّه الحضرمي(1)

روى عن: واثلة بن الأسقع، و سنان بن غرفة (2)-و كانت له صحبة، و أبي إدريس الخولاني و يزيد بن الأصم، و يزيد بن خمير، و عبد اللّه بن معانق الأشعري.

روى عنه: عبد الرحمن و يزيد ابنا جابر، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و زيد بن واقد، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، و مروان بن جناح، و عطية بن قيس، و ثور بن يزيد.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر بن الطبر، أنبأ أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح العشاري (3) نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون إملاء، نا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبان الكندي نا هشام بن عمار، نا صدقة بن خالد، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت بسر بن عبيد اللّه قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول:

حدّثني النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من قلب إلاّ بين إصبعين من أصابع الرحمن عزّ و جلّ إن شاء أقامه و إن شاء أزاغه».

و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يا مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك. قال:

و الميزان بيد الرحمن عز و جل يرفع أقواما و يضع آخرين إلى يوم القيامة»[2521].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو (4) سعد الجنزرودي أنبأ أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد، أنا جدي أبو بكر ثنا بندار، نا عبد الرّحمن يعني ابن مهدي، نا عبد اللّه يعني ابن المبارك عن عبد الرّحمن بن يزيد، حدثني بسر بن عبيد اللّه قال:

سمعت أبا إدريس الخولاني، قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: سمعت أبا مرثد الغنوي يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 157


1- من هنا نقص بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن م و انظر المطبوعة المجلدة العاشرة ص 15-16.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 942/3 و قيل فيه: بالعين المهملة، انظر ما لاحظه ابن حجر في التبصير.
3- ضبطت عن الأنساب.
4- في المطبوعة المجلدة العاشرة:«أبو بكر سعد» خطأ و المثبت قياسا إلى سند مماثل، و انظر معجم البلدان «جنزروذ».

ح و أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأ أبو محمّد الجوهري أنبأ أبو الحسن بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا علي بن المديني، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا عبد اللّه بن المبارك، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدثني بسر بن عبيد اللّه قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: سمعت واثلة بن الأسقع] (1) يقول: سمعت أبا مرثد الغنوي يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تجلسوا على القبور و لا تصلّوا إليها»[2522].

أخبرنا عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا العباس بن الوليد النّرسي (2)،حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، حدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال:

سمعت بسر بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس الخولاني، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي مرثد الغنوي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تجلسوا على القبور و لا تصلّوا إليها»[2523].

كذا يقول ابن المبارك و وهم فيه، فإن بسرا سمعه من واثلة نفسه ليس فيه أبو إدريس، كذلك رواه عن ابن جابر الوليد بن مسلم و الوليد بن يزيد و بسر بن بكير و بكر بن يزيد الطويل.

فأما حديث الوليد بن مسلم، و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت ابن جابر يقول: حدّثني بسر بن عبيد اللّه الحضرمي أنه سمع واثلة بن الأسقع صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:[حدثني أبو مرثد الغنوي سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:] (4)«لا تصلّوا على القبور و لا تجلسوا عليها»[2524].

ص: 158


1- إلى هنا ينتهي النقص، و ما أضيف عن م و المجلدة العاشرة المطبوعة، و انظر مختصر ابن منظور 188/5 - 189 و تهذيب التهذيب 276/1.
2- في المطبوعة المجلدة العاشرة ص 16 «الرسي» خطأ، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 27/11(11).
3- مسند الإمام أحمد 135/4.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مسند أحمد.

و حدّثناه أبو عبد اللّه يحيى بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي و المبارك بن أحمد بن علي بن القصّار - قراءة - قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن أخي ميمي ح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا الوليد بن مسلم ح.

و أخبرنا أبو العز بن كادش، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين بن المظفّر، حدّثنا محمد بن محمد الباغندي، أخبرنا علي بن المديني، حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر - و في حديث داود بن رشيد، عن أبي جابر - قال: حدّثني بسر بن عبيد اللّه (1)-زاد ابن المديني: الحضرمي - قالوا:

قال: سمعت واثلة - زاد داود: بن الأسقع في هذه المقبرة و قال:- يقول: سمعت أبا مرثد الغنوي - قال داود: صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«لا تجلسوا على القبور و لا تصلّوا عليها (2)»[2525].

و أخبرناه أبو المظفّر القشيري و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أخبرنا أبو عثمان البحيري (3)،أخبرنا زاهر بن أحمد، حدّثنا - و قال الشّحّامي: أخبرنا - أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسحاق الغزي، حدّثنا علي بن حجر، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن أبي (4)جابر، عن بسر بن عبيد اللّه، عن واثلة بن الأسقع، عن أبي مرثد الغنوي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تصلّوا إلى القبور و لا تجلسوا عليها»[2526].

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة، حدّثنا جدي أبو بكر، حدّثنا الحسين بن حريث، حدّثنا الوليد بن مسلم، قال:

سمعت عبد الرّحمن بن يزيد (5) بن جابر يقول: حدّثني بسر بن عبيد اللّه أنه سمع واثلة بن

ص: 159


1- بالأصل:«عبد اللّه» خطأ.
2- في المطبوعة: إليها.
3- بالأصل «البحري» خطأ و في م: البختري، و الصواب ما أثبت انظر الأنساب (البحيري).
4- كذا بالأصل، و في م و المطبوعة:«ابن جابر» و قد مرّ «ابن» في رواية سابقة.
5- بالأصل و م:«زيد» خطأ.

الأسقع اللّيثي يقول: سمعت أبا مرثد الغنوي يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر مثله.

و أمّا [حديث] الوليد بن مزيد:

فأخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، أنبا إبراهيم بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر النيسابوري، حدّثنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، حدّثنا ابن جابر، قال: حدّثني بسر بن عبيد اللّه، عن واثلة بن الأسقع، حدّثني أبو مرثد الغنوي، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تجلسوا على القبور و لا تصلوا إليها»[2527].

و أخبرناه أبو شجاع ناصر بن محمد بن أحمد، حدّثنا علي بن أحمد بن محمد المديني - إملاء - أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد بن شاذان الصّيدلاني، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا العباس بن الوليد، أخبرنا أبي فذكره.

و أما حديث بشر (1):

فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران المعدّل أنبا علي بن محمد بن أحمد المصري، حدّثنا سليمان بن شعيب، حدّثنا بشر (2) بن بكر، حدّثنا ابن جابر، عن بسر بن عبيد اللّه، قال: سمعت واثلة بن الأسقع صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: سمعت أبا مرثد الغنوي يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تجلسوا على القبور و لا تصلوا إليها»[2528].

و أما حديث بكر بن يزيد:

فأخبرناه أبو العز بن كادش، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين بن المظفّر، حدّثنا محمد بن محمد الباغندي، حدّثنا علي بن المديني، حدّثنا بكر بن يزيد بن خاص (3)،عن بسر بن عبيد اللّه، عن واثلة بن الأسقع، قال: حدّثني أبو مرثد الغنوي أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تجلسوا على القبور و لا تصلّوا عليها»[2529].

ص: 160


1- بالأصل:«بسر» و هو بشر بن بكر و قد تقدم قريبا.
2- بالأصل:«بسر» و هو بشر بن بكر و قد تقدم قريبا.
3- كذا بالأصل و في المطبوعة المجلدة العاشرة ص 18: نا بكر بن يزيد بن الطويل نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد اللّه. و في م كالأصل.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره عن أبي الوليد الحسن محمد بن علي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن القاسم، حدّثنا إبراهيم بن عبد الوهاب الأنداري.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، و أبو (1) الفضل (2) محمد بن ناصر بن علي الحافظان، قالا: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الرّملي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن الدّقّاق، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد (3) الجوهري، قالا: حدّثنا أبو بكر أحمد بن [هانئ الأثرم سمعت أحمد بن] (4) محمد بن حنبل و ذكر حديث أبي مرثد الغنوي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «لا تصلّوا إلى القبور» فقال: إسناد جيد. قلت له: ابن المبارك يدخل فيه أبا إدريس ؟ فقال: نعم، و قال غيره عن بسر بن عبيد اللّه قال: سمعت واثلة، فقال الهيثم بن خارجة ما صنع ابن المبارك شيئا هذا صدقة و الوليد و ذكر ثالثا عن بسر بن عبيد اللّه ليس فيه أبا إدريس.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمد، أخبرنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة الرابعة بسر بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا عبد اللّه بن عتاب بن محمد، أخبرنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الآبنوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة يقول: بسر بن عبيد اللّه (5) الحضرمي

ص: 161


1- بالأصل «أبو» بدون واو، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية.
2- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت «أبو الفضل» ترجمته في سير أعلام النبلاء 265/20 و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المجلدة 7 ص 435 و 436.
3- في المطبوعة المجلدة العاشرة ص 18: إبراهيم.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
5- بالأصل: عبد اللّه.

دمشقي داره داخل باب الحديد (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسين بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمد بن سهل، أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (2):

بسر بن عبيد اللّه الحضرمي الشامي سمع أبا إدريس سمع منه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن زنجويه، أنبأنا أبو أحمد العسكري، قال: و أما بسر - الباء مضمومة تحتها نقطة و السين غير معجمة فمنهم: بسر بن عبيد اللّه الحضرمي روى عن واثلة بن الأسقع و أبي إدريس الخولاني، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و زيد بن واقد.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني في باب بسر بالسين المهملة: بسر بن عبيد اللّه الحضرمي شامي روى عن عمرو بن عبسة (3)،و أبي إدريس، روى عنه عبد الرّحمن، و يزيد، ابنا يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أخبرنا مسعود بن ناصر السجزي (4)،أخبرنا عبد الملك بن الحسين بن سياووش، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي، قال: بسر بن عبيد اللّه الحضرمي

ص: 162


1- أحد أبواب دمشق، يقع على ضفة نهر عقربا في زاوية القلعة الغربية الشمالية (انظر حاشية 1 المطبوعة 19/10).
2- التاريخ الكبير 1/قسم 124/2.
3- بالأصل «عمر بن عابسة» خطأ و الصواب ما أثبت و قد تقدم، و انظر تهذيب التهذيب 276/1.
4- بالأصل: السنجري، خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 532/18.

الشامي سمع أبا إدريس الخولاني، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و زيد بن واقد في تفسير الأعراف، و الفتن، و مناقب أبي بكر.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):و أما بسر - بضم الباء و بالسين المهملة - فهو بسر بن عبيد اللّه الحضرمي شامي حدث عن عمرو بن عبسة و أبي إدريس، روى عنه عبد الرّحمن و يزيد ابنا [يزيد بن] (2) جابر.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة (3)،حدّثني محمود بن خالد، قال: سمعت مروان بن محمد يقول: بسر بن عبيد اللّه من كبار أهل المسجد ثقة من أهل العلم.

قال: و حدّثنا أبو زرعة (4):حدّثني معن بن الوليد بن هشام الغسّاني، قال: سمعت أبا مسهر يقول: أحفظ أصحاب أبي إدريس عنه بسر بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار، قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أخبرنا الوليد بن بكر، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا، حدّثنا صالح بن أحمد [حدّثني أبي أحمد قال (5):بسر بن عبيد اللّه الحضرمي شامي ثقة.

أخبرنا أبو السعادات أحمد] (6) بن أحمد المتوكّلي، أنبأنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم (7) إسماعيل بن أحمد، أخبرنا محمد بن هبة [اللّه]، قال:

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا حيّوية بن شريح ح.

ص: 163


1- الاكمال لابن ماكولا 269/1.
2- الزيادة عن الاكمال.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 345/1.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 345/1.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 79 و وقع فيه:«عبد اللّه» تحريف.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة المجلدة العاشرة ص 21.
7- بالأصل «القاسم» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

و أخبرنا خالي القاضي (1) أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي، أنبأنا علي بن الحسين (2) الخلعي، أخبرنا الخطيب بن عبد اللّه، حدّثنا أبي، حدّثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، قالا: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن بسر بن عبيد اللّه الحضرمي قال: إني كنت لأركب إلى المصر من الأمصار في الحديث الواحد.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل محمد بن الفضل بن محمد الخولاني (3)،أنبأنا أبو بكر بن مردويه، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن علي، حدّثنا إبراهيم بن يوسف بن خالد، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن ابن (4) جابر، عن بسر بن عبيد اللّه قال: إني كنت لأركب إلى البلدة من البلدان في الحديث الواحد لأسمعه.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد [أنبأنا] (5) أبو زرعة (6):

حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، قال: قال بسر بن عبيد اللّه: إن كان ليبلغني الحديث في المصر فأرحل (7) فيه مسيرة أيّام.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضلي و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفّق و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسين، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا:

أنبأنا أبو الحسين (8) بن محمد الداودي، أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأنا عيسى بن عمر بن العباس، أنبأنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام

ص: 164


1- بالأصل «القاسم» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- كذا و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 74/19 و فيها: علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الخلعي، أبو الحسن. و الخلعي ضبطت عن الأنساب و التبصير.
3- كذا، و في المطبوعة: الحلاوي.
4- بالأصل «أبي».
5- زيادة لازمة.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 344/1.
7- بالأصل «رجل» و المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
8- كذا بالأصل، و في ترجمته في سير أعلام النبلاء 222/18 تحت اسم عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد، كنّاه أبا الحسن البوشنجي.

السّمرقندي، أنبأنا الحكم بن المبارك، أنبأنا الوليد، عن ابن جابر، قال: سمعت بسر بن عبيد اللّه يقول: إني كنت لأركب إلى المصر من الأمصار في الحديث الواحد لأسمعه.

ذكر من اسمه بسطام

874 - بسطام بن درهم العبسي

874 - بسطام بن درهم العبسي (1)

والد مالك بن بسطام، و يقال: الأشجعي.

حدّث عن واثلة بن الأسقع، روى عنه ابنه مالك، حديثا يأتي في ترجمته، و روى محمد بن أبي مكرم الدمشقي عن حمّاد بن بسطام، عن أبيه، و الصواب حمّاد بن مالك بن بسطام و سيأتي ذلك في ترجمة مالك بن بسطام إن شاء اللّه عزّ و جلّ .

ذكر من اسمه بشارة

875 - بشارة الإخشيدي

875 - بشارة الإخشيدي (2)

ولي إمرة دمشق في أيام المصريين سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة في أيام الملقّب بالحاكم من قبل برجوان (3) الخادم الحاكمي، و كان بشارة قد ولي طبرية قبل أن يلي دمشق مدة سنين.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: دخل بشارة إلى دمشق حتى جاء إلى الجامع فقرئ سجل ولايته على المنبر في يوم الاثنين لتسع خلون من رجب سنة ثمان و ثمانين - يعني - و ثلاثمائة، و في يوم الخميس مستهل صفر من سنة تسعين و ثلاثمائة أرسل القائد جيش (4) إلى بشارة استركبه إليه إلى بيت (5) لهيا و قرأ عليه سجلا جاء من

ص: 165


1- سقطت من الأصل من مختصر ابن منظور.
2- سقطت ترجمته من المختصر. له ذكر في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 52.
3- ترجمته في وفيات الأعيان 270/1 كان مدبر دولة العزيز، و كان نافذا مطاعا، و نظر في أيام الحاكم في ديار مصر و الحجاز و الشام و المغرب و أعمال الحضرة. قتل سنة 390 في القصر بالقاهرة بأمر الحاكم.
4- هو جيش بن محمد بن الصمصامة، انظر ابن القلانسي ص 53.
5- بيت لهيا و تسمى بيت ألاهية، و هي على طريق بغداد القديم بين البساتين حوالي جسر ثوري في البقعة التي يقوم عليها المستشفى الانكليزي في القصاع (غوطة دمشق لمحمد كردعلي).

الحضرة بولايته وحيدا دمشق و عزل بشارة عنها، و لم يزل بشارة نازلا في بستان، و قد أرسل عياله و ثقله إلى طبرية إلى يوم السبت لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة تسعين و ثلاثمائة فإن القائد جيش أرسل إليه في هذا اليوم يقول: ارحل عن البستان فإني أريد أن أكون اجلس في المنظر الذي فيه، فأرسل إليه يقول: أنا منتظر لجواب كتبي تجيئني من الحضرة، فقال له القائد تسير إلى داريا تكون بها إلى أن تجيئك الكتب، فأرسل بشارة فجمع دوابّه و أصحابه و بات في البستان على أنه يصبح راحلا، فلما كان في هذه الليلة جاء إليه صاحب الترتيب بكتاب قد جاءه من السلطان يرسم له فيه أن لا يبرح و أن البلد له عشر سنين، و إنما كانت الكتب تجيئهم بأن بشارة قد ضعف و كبر، و أنه يريد طبرية و ما يريد دمشق، و أن السجل يصل إليه بولاية البلد و الخلع مع ابن الأنباري، فأنفذ الكتاب إلى القائد [ثم صرف] بشارة الإخشيدي من دمشق معزولا عنها إلى طبرية واليا عليها إلى يوم الثلاثاء لأربع خلون من شهر ربيع الأول سنة تسعين و ثلاثمائة، و حصلت ولاية دمشق له لوحيد.

876 - بشّار بن أحمد بن محمد

أبو الرّجاء الأصبهاني القصّار الصّوفي

قدم دمشق طالب علم فحدّث بها عن أبي عمرو بن منده، و كان قد سمع ببغداد أبا القاسم بن البسري، و أبا (1) نصر الرسّي (2)،و بنيسابور: أبا بكر بن خلف، و بهراة:

عبد اللّه الأنصاري، و أبا محمد عبد اللّه بن أبي بكر بن أحمد الهرويّين.

حدّثنا عنه أبو يعلى بن أبي خيش (3)،و كان أميا لا يعرف من الكتابة إلاّ قليلا.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش، أنبأنا أبو رجاء بشّار بن أحمد بن محمد الأصفهاني القصّار - قدم علينا دمشق بعد منصرفه من الحجّ طالب علم في سنة تسع و سبعين و أربعمائة - أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد اللّه بن منده، أخبرنا

ص: 166


1- بالأصل «و أخبرنا» و لعل الصواب ما أثبت.
2- كذا و في المطبوعة المجلدة العاشرة: النرسي.
3- بالأصل «جيش» و الصواب عن تبصير المنتبه 283/1 و فيه: حمزة بن الحسن بن أبي الخيش عن أبي القاسم المصيصي و عنه ابن عساكر. و في المطبوعة المجلدة العاشرة ص 42 «بن أبي الجن».

والدي أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق، أخبرنا أبو العباس عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق الكرماني، حدّثنا أبو زكريا يحيى بن يحيى، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب السّختياني و عمرو بن دينار المكي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: بينما رجل واقف مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعرفة فأوقصته (1) راحلته فمات، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«غسلوه بماء و سدر (2) و كفّنوه في ثوبين، و لا تحنّطوه و لا تخمّروه، فإن اللّه يبعثه يوم القيامة ملبّيا» و قال عمرو بن دينار: مكمما[2530].

أخبرنا عاليا أبو بكر محمد بن ظفر بن عبد الواحد الخطيب، و محمد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن مهران و غيرهما بأصبهان قالوا: أخبرنا أبو عمرو بن منده، أنبأنا أبي فذكر مثله.

877 - بشرى بن عبد اللّه الرومي الرّملي

877 - بشرى (3) بن عبد اللّه الرومي (4) الرّملي

قدم دمشق و حدّث بها عن القاضي عبيد اللّه بن الحسين الأنطاكي الصّابوني، و علي بن عبد الحميد الغضائري.

روى عنه عبد الوهاب بن عبد اللّه المزني، و أبو بكر أحمد بن الحسن بن الطّيّان.

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن قاسم الغسّاني، حدّثنا بشر بن عبد اللّه الخادم - مولى المقتدر باللّه بدمشق من حفظه - حدّثنا علي بن عبد الحميد الغضائري، حدّثنا أحمد بن علي الخوّاص، قال: رأيت يحيى بن أكثم القاضي في المنام فقلت له: ما فعل اللّه بك ؟ قال: أوقفني و وبّخني [فلحقني] (5) ما يلحق العبد بين يدي سيده، و قال: يا شيخ السّوء، لو لا شيبتك لأحرقتك بالنار. فقلت ما هكذا حدّثنا عنك. قال: فما حدّثت عني ؟ قال: حدّثنا

ص: 167


1- وقص عنقه كوعد: كسرها، و وقص فهو موقوص، و وقصت به راحلته.(القاموس).
2- السدر: شجر النبق الواحدة سدرة (قاموس).
3- بالأصل «بشري» بالياء، و المثبت عن مختصر ابن منظور 189/5.
4- في المختصر: الروحي.
5- سقطت اللفظة من الأصل و من المطبوعة و استدركت عن مختصر ابن منظور.

عبد الرزاق عن معمر [عن الزهري] عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، عن جبريل عنك أنك قلت: ما من عبد يشيب في الإسلام فأعذّبه بالنار. فقال: صدق عبد الرزاق، و صدق معمر، صدق الزّهري، صدق أنس، صدق محمد، صدق جبريل. انطلقوا به إلى الجنة. انتهى كذا فيه بشر و الصواب بشرى كما تقدم.

ص: 168

ذكر من اسمه بشر

اشارة

ذكر من اسمه بشر (1)

878 - بشر بن أحمد بن فضالة بن الصّقر

ابن فضالة بن سالم بن جميل بن عمرو بن ثوابة

ابن الأخنس بن مالك بن النّعمان بن امرئ القيس

أبو حنتل اللّخمي الدمشقي (2)

و يقال: إنهم من موالي يزيد بن معاوية من حفرة نهر يزيد، تبنى جدّهم العباس بن سالم اللّخمي فادّعوا أنهم منهم (3)،و كذا أخيه (4) فضالة بن سالم.

حدّث عن عمه أبي الحسن محمد بن فضالة، و أبيه أحمد بن فضالة.

روى عنه: تمام بن محمد و أبو هاشم المؤدّب، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن إدريس الرازي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمد، أنبأنا أبو حنتل بشر بن أحمد بن فضالة بن الصّقر بن فضالة بن سالم بن جميل اللّخمي - قراءة عليه سنة أربعين و ثلاثمائة - حدّثنا عمّي أبو الحسن محمد بن فضالة، حدّثنا أبي فضالة، حدّثني أبي الصّقر بن فضالة، حدّثني عمّي العباس سالم بن جميل اللّخمي، حدّثني ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن

ص: 169


1- بشر بكسر الباء و سكون الشين.
2- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
3- بالأصل «بهم».
4- في المطبوعة المجلدة العاشرة ص 27 «ابن أخيه».

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر و من استجمر فليوتر»[2531].

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري ح.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، حدّثنا أبو زكريا البخاري، حدّثنا عبد الغني بن سعيد، قال: و حنتل بالنون و التاء [معجمة] باثنين (1) من فوقها:

و قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما حنتل - بحاء مفتوحة و بعدها نون ثم تاء معجمة باثنتين (3) من فوقها - فهو أبو حنتل بشر بن أحمد بن فضالة بن الصّقر بن فضالة اللّخمي يروي عن أبيه و عمّه نسخة. يروي عنه أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن إدريس الرّازي.

879 - بشر بن إبراهيم

أبو سعيد القرشي، و يقال: أبو عمرو الأنصاري، المفلوج

من أهل دمشق سكن البصرة.

روى عن الأوزاعي، و سفيان الثوري، و ثور بن يزيد، و مبارك بن فضالة، و أبي حمزة عبد الرّحمن بن واصل البصري، و عبد اللّه بن مروان.

روى عنه: نصر بن علي الجهضمي، و القاسم بن عمر البصري العتكي، و مهدي بن عيسى الواسطي، و يوسف بن يحيى، و الربيع بن محمد اللاذقي، و إبراهيم بن يزيد [بن] المهلّب البجلي، و عبيد اللّه بن يوسف الجبيري (4)،و محمد بن عبد اللّه بن بزيع، و صهيب بن محمد بن عبّاد بن صهيب، و أزهر بن نوح، و الحسن بن خالد البكري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، حدّثنا أبو بكر

ص: 170


1- كذا بالأصل و الصواب: باثنتين، و الزيادة للإيضاح.
2- الاكمال لابن ماكولا 564/2.
3- بالأصل «باثنين».
4- رسمها بالأصل «الخبيري» و المثبت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الجدّ.

الشافعي، حدّثنا إسحاق بن الأحمر - بتنّيس - حدّثنا أبو الطّيّب عمر بن المهلّب، حدّثنا أبو الفضل الربيع بن محمد اللاّذقي، حدّثنا بشر بن إبراهيم أبو سعيد القرشي، حدّثنا الأوزاعي عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن عائشة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما أذنب عبد ذنبا فساءه إلاّ غفر اللّه له، و إن لم يستغفر منه»[2532].

أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن بكر القارئ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمير ح، و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، قالا: حدّثنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ، حدّثنا محمد بن حمدون بن خالد، حدّثنا يوسف بن بحر، حدّثنا بشر بن إبراهيم الدّمشقي، حدّثنا الأوزاعي، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن عائشة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ما عمل عبد ذنبا فساءه إلاّ غفر اللّه - و قال زاهر: إلاّ غفر - له. و إن لم يستغفر»[2533].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (1)،حدّثنا موسى بن عيسى الخدري (2)،حدّثنا صهيب بن محمد بن عبّاد بن صهيب، حدّثنا بشر بن إبراهيم، حدّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ربّ عابد جاهل، و ربّ عالم فاجر؛ فاحذروا الجهّال من العبّاد و الفجّار من العلماء، فإن ذلك (3) فتنة الفتناء»[2534].

قال ابن عدي: غير محفوظ عن ثور.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن منده، أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، حدّثنا علي بن محمد الفأفاء ح، قال: و أخبرنا ابن منده، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (4):بشر بن إبراهيم البصري الأنصاري روى عن الأوزاعي و ثور بن يزيد، روى عنه مهدي بن عيسى الواسطي، سألت أبي عنه فقال: شيخ كان يكون بالبصرة ضعيف الحديث.

ص: 171


1- الكامل لابن عدي 14/2.
2- في الكامل لابن عدي:«الخرزي».
3- ابن عدي: أولئك.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 351/1.

كتب إليّ (1) أبو نصر القشيري، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ يقول: بشر بن إبراهيم الأنصاري منكر الحديث ضعيف.

أخبرنا أبو البركات، أنبأنا أبو بكر محمد بن المظفّر الشامي، أخبرنا أبو الحسن العتيقي، حدّثنا يوسف [بن] أحمد بن يوسف، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي، قال: بشر بن إبراهيم الأنصاري [أتى] (2) بأحاديث موضوعة لا يتابع عليها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (3)،قال: بشر بن إبراهيم الأنصاري منكر الحديث عن الثقات و الأئمة، لا أدري كيف عقل من تكلّم في الرجال عنه، فإني لم أجد لهم فيه كلاما، و هو بيّن الضعف جدا، و رواياته التي يرويها عن من يروي غير محفوظة، و هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات، و في مقدار ما ذكرته تبيّن ضعفه و ما ذكرته عنه عن الأوزاعي و ثور بن يزيد و مبارك بن فضالة و أبي حمزة (4) و غيرهم، كل ذلك بواطيل وضعها عليهم، و كذلك سائر أحاديثه التي لم أذكرها موضوعات عن كلّ من روى عنهم أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : بشر بن إبراهيم أبو عمرو الأنصاري، و يقال: أبو سعيد، روى عن الأوزاعي بالموضوعات، يروي عنه الشاميون و بعض العراقيين.

ص: 172


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن المطبوعة المجلدة العاشرة ص 30.
2- زيادة للإيضاح و هنا بمعنى روى، ففي ميزان الاعتدال 311/1 عن العقيلي: يروي عن الأوزاعي موضوعات. و في لسان الميزان: يروي عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع عليها، و في المطبوعة المجلدة العاشرة «عن الأوزاعي» بدل «أتى».
3- الكامل في الضعفاء لابن عدي 13/2 و 14 و 15.
4- كذا بالأصل و في ابن عدي: و أبو حرة.

880 - بشر بن بكر

أبو عبد اللّه (1)

من أهل دمشق، سكن تنّيس (2).

روى عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و أبي مريم بكر بن أبي مريم، و عبد الرّحمن يزيد بن أسلم، و عبدة بنت خالد بن معدان الحمصية.

روى عنه: الإمام الشافعي، و عبد اللّه بن وهب - و هما أقدم وفاة منه - و الحميدي، و الحسن بن عبد العزيز الجروي (3)،و دحيم، و سعيد بن أسد، و الربيع المؤذن، و محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و أحمد بن الفضل الصائغ، و سليمان بن شعيب، و سعيد بن عثمان، و أحمد بن الوليد بن برد، و الحارث بن أسد [و أبو طاهر] (4) بن السّرح، و عمرو بن سوار بن السّرح، و بحر بن نصر الخولاني، و خالد بن خداش بن عجلان المهلّبي.

أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشّيرزي - في كتابه - و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر عنه، أخبرنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العباس الأصم [حدّثنا] (5) بحر بن نصر بن سابق الخولاني ح، و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمد، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة، حدّثنا بحر بن نصر، حدّثنا بشر بن بكر، حدّثنا الأوزاعي عن ابن بشير (6)،عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طهور (7) إناء أحدكم إذا ولغ

ص: 173


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 280/1 و سير أعلام النبلاء 507/9 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- تنيس: جزيرة في بحر مصر، بين الفرما و دمياط (معجم البلدان).
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى جري بن عوف، بطن من جذام ثم من بني جشم، ذكره السمعاني و ترجم له.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
5- زيادة لازمة عن م.
6- كذا بالأصل، و في المطبوعة 31/10 «ابن سيرين». كذا و في سير أعلام النبلاء 622/4 في ترجمة محمد ابن سيرين أن الأوزاعي ارتحل إلى البصرة للقي محمد بن سيرين فأتى فوجده في مرض الموت، فعاده و لم يسمع منه.
7- بالأصل «طهرو» و الصواب ما أثبت عن م.

فيه الكلب، أن يغسله سبع مرات، أولهن - و في حديث ابن فضالة: أولاهنّ - بالتّراب»[2535].

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر (1) بن حيوية، أنبأنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي (2)،نا أبو بكر [بن أبي] (3) خيثمة، حدّثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (4)،حدّثنا بشر بن بكر، كان يكون بتنّيس و قد حمل عنه عبد اللّه بن وهب قال عبد الوهاب: بشر بن بكر دمشقي.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا تمام بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة في ذكر أصحاب الأوزاعي: بشر بن بكر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير - إجازة - و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن (5)، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: بشر بن بكر، مات بمصر.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسين و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (6):بشر بن بكر التّنّيسي الشامي سمع الأوزاعي و ابن جابر، سمع منه الحميدي.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أخبرنا أبو بكر بن منصور، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون،

ص: 174


1- بالأصل «عمرو» خطأ، و المثبت عن م.
2- بالأصل «الكوكي» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، و انظر الأنساب للسمعاني.
3- ضبطت عن الأنساب.
4- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 492/11.
5- بالأصل «الحسين» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 557/16.
6- التاريخ الكبير 1/قسم 70/2.

أخبرنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه (1) بشر بن بكر التّنّيسي الشامي سمع الأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكّاك، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو عبد اللّه بشر بن بكر.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أخبرنا علي بن محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):بشر بن بكر التّنّيسي روى عن الأوزاعي و حريز (3)،و أبي بكر بن أبي مريم، روى عنه الحميدي، و دحيم، و سعيد بن أسد.

سمعت أبي يقول ذلك. و سئل أبي عنه فقال: ما به بأس و سئل أبو زرعة عن بشر بن بكر فقال: ثقة. قال أبو محمد: روى عنه عبد اللّه بن وهب الشافعي، و الحسن بن عبد العزيز الجروي (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أخبرنا مسعود بن ناصر السّجزي، أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن شياووش (5)، و أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال: بشر بن بكر التّنّيسي دمشقي الأصل شامي سمع الأوزاعي، روى عنه محمد بن مسكين في آخر الصلاة مجردا و الحميدي مقرونا بالوليد بن مسلم. مات آخر سنة خمس و مائتين.

أنبأنا أبو القاسم بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن (6)رشأ بن نظيف، أخبرنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمد المكتب و أبو محمد (7)

ص: 175


1- بالأصل:«عبيد اللّه» و الصواب ما أثبت، فهو صاحب الترجمة.
2- الجرح و التعديل 352/1/1.
3- بالأصل «جرير» و الصواب عن الجرح و التعديل.
4- بالأصل «الحروي» و المثبت عن الجرح و التعديل و الأنساب.
5- كذا و في المطبوعة: سباووش.
6- بالأصل «أبي الحسين» و المثبت عن المطبوعة.
7- في المطبوعة 33/10 و أبو عبد اللّه بن عبد الرحمن.

عبد الرّحمن، قالا: أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا أبو بشر الدّولابي، حدّثنا أبو داود، حدّثنا محمد وزير المصري، قال: سمعت بشر بن بكر يذكر أنه ولد سنة أربع و عشرين و مائة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره، عن محمد بن علي بن محمد، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: و سألته يعني الدارقطني عن بشر بن بكر فقال: ثقة (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكر الخطيب، حدّثني محمد بن علي الصّوري، أخبرنا محمد بن عبد الرّحمن الأزدي - بمصر - حدّثنا أبو الفتح بن مسرور، أنبأنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد ح.

و كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أخبرني عمّي عبد الرّحمن، عن أبيه أبي عبد اللّه ح.

و حدّثني أبو بكر أيضا، أنبأنا أبو عمرو بن مندة في كتابه، عن أبيه أبي عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: بشر بن بكر النّخعي يكنى أبا عبد اللّه دمشقي - زاد ابن مندة قدم مصر، و حدّث بها و قالا:- كان أكثر مقامه بتنّيس و دمياط ، و توفي بدمياط في ذي القعدة سنة خمس و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم النّسيب، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل عمرو بن عبد اللّه بن البقّال، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنبأنا أبو عمرو بن السّماك، حدّثنا حنبل (2) بن إسحاق، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم قال: مات بشر بن بكر سنة مائتين.

ص: 176


1- سقط خبر من الأصل و م و هو موجود في المطبوعة 33/10-34 و نصه: أنبأنا مناولة أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: فبشر بن بكر التنيسي ؟ قال: ليس به بأس، و ما علمت إلاّ خيرا.
2- بالأصل و م «حنتل» خطأ. و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 51/13.

881 - بشر بن الحارث بن عبد الرّحمن

ابن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد اللّه

أبو نصر المروزي، الزاهد، المعروف بالحافي (1)

أحد أولياء اللّه الصالحين، و العباد السائحين، قدم الشام و اجتاز بجبل لبنان من أعمال دمشق، و سيأتي ذكر اجتيازه في ترجمة علي الجرجرائي.

دخل على مالك بن أنس و سمع منه، و حدّث عن حمّاد بن زيد، و أبي الأحوص سلام بن سليم، و فضيل بن عياض، و المعافى بن عمران الموصلي، و عبد اللّه بن داود الحديثي (2)،و يحيى بن اليمان، و عبد اللّه بن المبارك، و عيسى بن يونس، و عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، و زيد بن يزيد [بن] (3) أبي الزرقاء، و علي بن مسهر، و الحجاج بن منهال، و خالد بن عبد اللّه الواسطي الطّحّان، و حكى عن قاسم الجوعي.

روى عنه: أحمد بن إبراهيم الدّورقي، و أبو جعفر محمد بن هارون البغدادي المعروف بأبي نشيط ، و محمد بن يوسف الجوهري، و علي بن خشرم المروزي، و محمد بن المثنّى - صاحب بشر - و محمد بن عبد اللّه الحنفي، و عبد الصمد بن محمد العباداني، و محمد بن محمد بن أبي الورد البغدادي الصّوفي، و أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث، و إسحاق بن عمرو القومسي، و عبد اللّه بن إبراهيم السّوّاق الكوفي، و أبو الفتح نصر بن منصور، و نعيم بن الهيضم الهروي، و العباس بن الفضل الحلبي، و إبراهيم بن هاشم البغوي، و أحمد بن الصّلت.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (4) ح.

و أخبرنا أبو الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري

ص: 177


1- ترجمته في تاريخ بغداد 67/7 و حلية الأولياء 336/8 و الوافي بالوفيات 146/10 و تهذيب التهذيب 280/1 و سير أعلام النبلاء 469/10 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- كذا بالأصل و هو خطأ، و الصواب «الخريبي» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 346/9. و الخريبي نسبة إلى الخريبة محلة بالبصرة، انظر الأنساب.
3- سقطت من الأصل و م.
4- تاريخ بغداد 68/7.

-بمرو - قال أخبرتنا جدتي فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق، قالا: أنبأنا أبو سعد الماليني - قراءة - حدّثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الدنانيري (1)،حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصّندلي، حدّثنا محمد بن المثنّى السماك (2) قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت العوفي يذكر عن الزّهري، عن أنس قال: اتّخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم خاتما فلبسه، ثم ألقاه، قال الخطيب: العوفي - هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف[2536].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (3)،حدّثنا أحمد بن عمر بن روح النّهرواني، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، حدّثنا محمد بن القاسم بن جعفر البزاز، حدّثنا إسحاق بن عمرو القومسي (4)،حدّثنا بشر بن الحارث، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ثلاث لا تفطّر (5) الصائم:

الحجامة، و الاحتلام، و القيء»[2537].

أخبرنا بالحديث الأول أعلى منه بدرجتين أبو محمد إسماعيل بن أبي القارئ، أخبرنا أبو حفص بن مسرور، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن إسحاق البالوي، حدّثنا أبو العباس محمد بن شادل (6) بن عليّ الهاشمي، حدّثنا مروان العثماني، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن الزّهري، عن أنس بن مالك قال: رأيت [في] يد النبي صلى اللّه عليه و سلم خاتما من ورق يوما واحدا فاتّخذ الناس خواتيمهم من ورق قال: فطرح النبي صلى اللّه عليه و سلم خاتمه فطرحوا خواتيمهم. و هذا هو اللفظ المحفوظ عن إبراهيم، كذلك رواه بشر بن الوليد عنه.

و أخبرنا بالحديث الثاني أعلى منه بدرجتين أبو القاسم علي بن إبراهيم

ص: 178


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الدنانير».
2- في تاريخ بغداد: السمسار.
3- تاريخ بغداد 68/7.
4- بالأصل «عمر القميسي» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- تاريخ بغداد: لا يفطرن.
6- ضبطت عن التبصير 764/2.

الخطيب، أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن المظفّر بن عبد الرّحمن الحكّاك (1)المصري - بمكة - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الفرج المهندس، حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد و شريح بن يونس و غيرهما قالوا: أخبرنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يفطر الصائم القيء و الحلم و الحجامة»[2538].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور و علي بن الحسن بن سعيد، قالا:

حدّثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (2)،أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا أبو الفرج الطّناجيري، حدّثنا أحمد بن منصور النوشري. حدّثنا محمد بن مخلد (4)،قال:

سمعت أبا إسحاق عبد الرّحمن بن علي بن خشرم - و سألته عن نسبه - فأملى علينا عبد الرّحمن [بن] (5) علي بن خشرم بن عبد الرّحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد اللّه اسمه بغنبور (6) فأسلم على يدي علي بن أبي طالب فسماه عبد اللّه، و بشر بن الحارث و خشرم (7) أخوين من أب و أمّ . قال أبو إسحاق و نحن ننتمي إلى سعد، فقلت له في ذلك لأن ماهان كان مع سعد الأكبر حتى فتح مرو.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن فهم، حدّثنا محمد بن سعد (8) في طبقات أهل بغداد: بشر بن الحارث و يكنى أبا نصر، و كان من أبناء أهل خراسان من أهل مرو، نزل بغداد و طلب الحديث، و سمع من حمّاد بن زيد، و شريك، و عبد اللّه بن

ص: 179


1- في المطبوعة 36/10 الكحال.
2- بالأصل «الشيخ» و الصواب ما أثبت، عن تاريخ بغداد و الأنساب.
3- تاريخ بغداد 71/7.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م «مجالد».
5- سقطت من الأصل و استدركت عن م و انظر تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد: يعفور.
7- كذا و ثمة سقط في الكلام و العبارة في م و المطبوعة بن عبد الرحمن بن عطاء في القرابة متساويين (كذا): بشر بن الحارث هذا. و كان الحارث و خشرم...
8- طبقات ابن سعد 342/7.

المبارك، و هشيم، و غيرهم سماعا كثيرا، ثم أقبل على العبادة و اعتزل الناس فلم يحدّث، و مات ببغداد يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة سبع و عشرين و مائتين، و شهده خلق كثير من أهل بغداد و غيرها،[و] دفن بباب حرب، و هو يومئذ ابن ستّ و سبعين سنة.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا محمد بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: بشر بن الحارث المعروف بالحافي كنيته أبو نصر، أصله من مرو، من قرية مابرشام (1) سكن بغداد و مات بها، كان خال علي بن خشرم و كان من أبناء الرؤيا و الكتبة، صحب الفضيل بن عياض و صار أحد أئمة زمانه، صحبه الجنيد و من كان من أبناء جنسه.

سمعت أحمد بن سعيد المعداني المروذي يقول: بشر الحافي كان من أهل مرو و كان خال علي بن خشرم، و قيل إن علي بن خشرم كان خاله، و ذكر لي عن ابن خشرم حفيده علي بن خشرم قال: كان بشر بن أخت علي بن خشرم و يقال إنه كان ابن عم علي بن خشرم.

قال: و سمعت أبا الفضل العطّار يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود الكرجي، قال: سمعت أحمد بن حراش يقول: حدّثنا علي بن خشرم ابن عم بشر بن الحارث الحافي.

قال: و أخبرنا عبد اللّه بن محمد الرازي و أبو عمرو بن مطر (2)،قالا: حدّثنا أبو خليفة الفضل بن حباب، حدّثنا أبو عطية الحسن بن شاذان، حدّثنا داود بن مخراق و علي بن خشرم و هو ابن عم بشر بن الحارث الحافي و هما مروزيان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):بشر بن الحارث بن عبد الرّحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن

ص: 180


1- في ياقوت ما برسام، بفتح الباء و سكون الراء و سين مهملة و آخره ميم: قرية من قرى مرو، و يقال لها ميم سام بينهما أربعة فراسخ.
2- بالأصل «و ابن عمر بن مطر» و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري، ترجمته في سير الأعلام 162/16.
3- تاريخ بغداد 67/7.

عبد اللّه، أبو نصر، المعروف بالحافي، مروزي سكن بغداد، و هو ابن عمّ علي بن خشرم، و كان ممن فاق أهل عصره في الورع و الزّهد، و تفرد بوفور العقل، و أنواع الفضل، و حسن الطريقة، و استقامة المذهب، و عزوف النفس، و إسقاط الفضول، و سمع إبراهيم بن سعد الزهري، و عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، و حمّاد بن زيد، و شريك بن عبد اللّه، و المعافى بن عمران الموصلي، و عبد اللّه بن المبارك و علي بن مسهر، و عيسى بن يونس و عبد اللّه بن داود الخريبي (1)،و أبو معاوية الضرير، و زيد بن أبي الزّرقاء و كان كثير الحديث إلاّ أنه لم ينصّب نفسه للرواية، و كان يكرهها، و دفن كتبه لأجل ذلك. و كلما سمع منه فإنما هو على طريق المذاكرة. روى عنه نعيم بن الهيضم، و ابنه محمد بن نعيم، و إبراهيم بن [هاشم بن مشكان، و نصر بن منصور البزاز، و محمد بن المثنى السمسار، و سري السّقطي، و إبراهيم بن هاني النيسابوري، و عمرو بن موسى الجلا، و غيرهم] (2).

[أنبأنا أبو المظفر بن] (3) القشيري، أنبأنا والدي الأستاذ أبو القاسم، قال (4):

و منهم أبو نصر بشر بن الحارث الحافي أصله من مرو، سكن بغداد و مات بها، و هو ابن أخت علي بن خشرم، مات سنة سبع و عشرين و مائتين، و كان كبير الشأن و كان سبب توبته أنه أصاب في الطريق كاغدة مكتوبا عليها اسم اللّه وطئتها الأقدام، فأخذها و اشترى بدرهم كان معه غالية فطيّب بها الكاغدة و جعلها في شق حائط فرأى فيما يرى النائم كأن قائلا قال له: يا بشر طيّبت اسمي لأطيّبنّ اسمك في الدنيا و الآخرة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أخبرنا الحسن بن رشيق المصري - إجازة - حدّثني أبو حفص عمر بن عبد اللّه الواعظ ، قال: كان بشر بن الحافي شاطرا يجرح بالحديد، و كان سبب توبته أنه وجد قرطاسا في أتون حمام فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم فعظم ذلك عليه، و رفع طرفه إلى السماء و قال: سيدي اسمك هاهنا ملقى، فرفعه من الأرض و قلع عنه الشجاة التي هو

ص: 181


1- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد، و قد تقدم في أول الترجمة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد.
3- زيادة اقتضاها السياق قياسا إلى أسانيد مماثلة.
4- الرسالة القشيرية ص 404.

فيها، و أتى عطارا (1) فاشترى بدرهم غالية لم يكن معه سواه، و لطخ تلك الشجاة بالغالية فأدخله شق حائط و انصرف إلى زجّاج و كان يجالسه فقال له الزجّاج: و اللّه يا أخي لقد رأيت لك في هذه الليلة رؤيا ما رأيت أحسن منها، و لست أقول لك حتى تحدّثني ما فعلت في هذه الأيام فيما بينك و بين اللّه. فقال: ما فعلت شيئا أعلمه غير أني أجرت اليوم بأتون حماد (2)،فذكره، فقال الزجّاج رأيت كأن قائلا يقول في المنام: قل لبشر يرفع اسما لنا من الأرض إجلالا أن يداس [لننوهن باسمك] (3) في الدنيا و الآخرة.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي، أخبرنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم المكي، حدّثنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي، أخبرنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سهل بن عبد الرحمن بن رزق اللّه الحداد، حدّثني عبيد (4) بن محمد الرّشيدي، قال: قال لي أيوب العطّار:

كنت خارجا من باب حرب فلقيني بشر بن الحارث و قال: حدّثنا أيوب انظر إلى جميل ما ينشر، و قبيح ما يستر، كنت اليوم خارجا من باب جرب فلقيني رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: هذا بشر الذي يصلي كل ليلة ألف ركعة و يواصل في كل ثلاثة أيام، و اللّه يا أيوب ما صلّيت ألف ركعة مكانا واحدا و لا واصلت ثلاثا قط ، إلاّ أني أحدثك عن بدو أمري قلت: نعم، قال: دعاني رجل من أهل الرّبض، فبينا أنا أمضي إليه رأيت قرطاسا على وجه الأرض فيه اسم اللّه تعالى فأخذته و نزلت إلى النهر فغسلته، و كنت لا أملك من الدنيا إلاّ درهما فيه خمسة دوانيق فاشتريت بأربعة دوانيق مسكا و بدانق ماء ورد، و جعلت أتتبع اسم تعالى فأطيّبه ثم رجعت إلى منزلي فنمت، فأتاني آت في منامي فقال لي: يا بشر كما طيّبت اسمي لأطيّبنّ ذكرك، كما طهرته لأطهرنّ قلبك.

أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (6)،أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس،

ص: 182


1- بالأصل: عطار.
2- في المطبوعة 39/10 اجتزت اليوم بأتّون حمام، فذكره.
3- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل و المثبت عن م و انظر المطبوعة 39/10.
4- المطبوعة: عبيد اللّه.
5- بالأصل «أبو الحسين» خطأ و الصواب عن م انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 417/7.
6- تاريخ بغداد 68/7.

حدّثنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي، حدّثنا عبد اللّه - يعني ابن محمد الخراساني - حدّثنا إبراهيم بن هاني، قال: قلت لبشر بن الحارث: يا أبا نصر سمعت من مالك بن أنس ؟ قال: نعم! حججت معه و سمعت منه.

قال: و أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق الخازن، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشافعي، حدّثنا أحمد بن بشر المرثدي، حدّثنا إبراهيم بن هاشم - أنا سألته - قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: دخلت على حمّاد بن زيد فرأيت في بيته بساطا (1)أعجبني، ما هكذا يكون العلماء.

أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد اللّه بن الحسن القيسية، قالت:

أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية قالت: حدّثنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن شاه الشّيرازي - إملاء - حدّثني عبد الواحد بن بكر، حدّثني محمد بن عبد العزيز، حدّثني محمد بن سعيد الحربي، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: أتيت باب المعافى بن عمران فدققت الباب فقيل من ذا؟ فقلت: بشر - و جرى على لساني أن قلت: الحافي - فقالت لي بنية له من داخل لو اشتريت نعلا بدانقين، ذهب عنك الاسم.

أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن الحسين السلمي ح.

و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أخبرنا محمد بن يحيى بن إبراهيم، أنبأنا محمد بن الحسين، قال: سمعت أبا الحسين الحجّاجي يقول: سمعت المحاملي قال: سمعت حسنا المسوحي (4) يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: أتيت باب المعافى بن عمران فدققت الباب فقيل لي: من ؟ فقلت: بشر الحافي. فقالت لي بنية من

ص: 183


1- بالأصل «بسطاما» و المثبت عن تاريخ بغداد 69/7.
2- بالأصل «أبو الحسين» تقدم قريبا.
3- تاريخ بغداد 69/7.
4- رسمها بالأصل «المسوقي» و المثبت عن تاريخ بغداد و الأنساب، و هذه النسبة إلى المسوح و هي جمع مسح و لعله لقب على الضد، لأنه كان يدخل البادية بإزار و رداء.

داخل الدار: لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك اسم الحافي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدّينوري، حدّثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد القزويني، أخبرنا يوسف بن عمر، أخبرنا أبو بكر الكتاني - قراءة من لفظه - حدّثنا أحمد بن محمد، عن أبي الطّيّب المؤدب، عن عبد اللّه بن عبد الصمد قال: قلت لبشر بن الحارث: إنهم ليقطعونا، قال: لم قال: يقولون لنا أنتم بطانته ثم لا يقولون له يحدّث، قال: فقال: اللّه يعلم أني لا ترك قول رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقول تابعيّ ، ابن عباس يقول: ثلاثة من شرائع الأنبياء: إحداهن وضع الأيمان على الشمائل في الصلاة فأرسل يدي لما روى الشعبي: أرسل يدك مخافة أن يزيد ظاهر خشيي على باطنه، يقال لمثلي يحدث ؟ أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد السمّاك.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا علي بن محمد بن عبد اللّه المعدّل، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا أبو الحسين بن عمرو الشّيعي (2) المروزي قال: سمعت بشرا - و جاء (3) إليه أصحاب الحديث يوما و أنا حاضر - فقال لهم بشر: ما هذا الذي أرى معكم قد أظهرتموه ؟ قالوا: يا أبا نصر نطلب هذه العلوم، لعل اللّه عزّ و جلّ ينفع بها يوما.[قال] قد علمتم أنه يجب عليكم فيها زكاة، كما يجب على أحدكم إذا ملك مائتي درهم خمسة دراهم، فكذلك يجب على أحدكم إذا سمع مائتي حديث أن يعمل منها بخمسة أحاديث، و إلاّ فانظروا إيش يكون عليكم هذا غدا.

قال البيهقي: لعلّه أراد من الأحاديث التي وردت في الترغيب في النوافل؛ و أما في الواجبات فيجب العمل بجميعها.

ص: 184


1- تاريخ بغداد 69/7.
2- بالأصل «الشعبي» و في المطبوعة:«السبعي» و المثبت عن تاريخ بغداد و الأنساب و فيها: اسمه الحسن بن عمرو بن الجهم الشيعي من شيعة أبي جعفر المنصور.
3- بالأصل «و جاءوا».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا و أبو بكر الأنصاري، قالا: أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا عبد الرّحمن بن محمد، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثني قاسم بن إسماعيل بن علي قال: كنا بباب بشر بن الحارث فخرج إلينا فقلنا: يا أبا نصر تحدّثنا؟ فقال: أ تؤدون زكاة الحديث ؟ قال: قلنا: يا أبا نصر و للحديث زكاة ؟ قال:[نعم] إذا سمعتم عملا أو صلاة أو تسبيحا استعملوه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا أبو الفرج محمد بن عمير (2) بن محمد الجصاص، حدّثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف، حدّثنا أحمد بن المغلس الحمّاني، قال: سمعت بشر بن الحارث - و قد أخذ بيد عبيد الورّاق - و قد قال عبيد: حدّثنا - فقال: يا عبيد احذر: حدّثنا فإن لحدّثنا حلاوة، قد قلت: حدّثنا [و كتب] (3) عنك، فكان ما ذا؟.

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو بكر البرقاني، قال: قرأت على محمد بن علي بن النصر، حدثكم أحمد بن عمرو بن عثمان ح.

و أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا و أبو منصور، أخبرنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدّثنا أبو بكر محمد بن علي بن النضر الدّيباجي، حدّثنا أبو عبيد اللّه أحمد بن عمرو بن عثمان المعدّل - بواسط - حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن علوان، قال: قلت لبشر بن الحارث: لم لا تحدث ؟ قال:

أنا اشتهي أحدث، فلما اشتهيت شيئا تركته.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأنا أبو محمد الجوهري، حدّثنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا أبو الفضل الصّندلي، أخبرنا محمد بن هارون أبو نشيط الحربي، قال:

لقيني بشر بن الحارث في الطريق فنهاني عن الحديث و أهله، و قال أقبلت إلى يحيى بن

ص: 185


1- تاريخ بغداد 69/7.
2- في تاريخ بغداد:«محمد بن محمد بن عمر» و في الأنساب: محمد بن عمر بن يونس بن الجصاص، سمع أبا علي بن الصواف، قال الخطيب: كتبنا عنه و كان دينا ثقة.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 70/7.

سعيد القطان فبلغني أنه قال: أنا أحب هذا الفتى و أبغضه فقيل له: لم تحبه و تبغضه ؟ قال: أحبه لمذهبه و أبغضه لطلب الحديث ح.

قال: و حدّثنا الصّندلي، أخبرنا يعقوب بن عنان (1) القزّاز قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: لا أعلم على وجه الأرض عملا أفضل من طلب العلم و الحديث لمن اتّقى اللّه و حسنت نيته فيه، و أما أنا فاستغفر اللّه في كل خطوة خطوت فيه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد، حدّثنا علي بن عمر بن القزويني، قال:

قرأت على يوسف بن عمر قلت له: حدثكم أبو عيسى حمزة بن الحسين السمسار، قرأت من لفظه سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة، حدّثنا إبراهيم بن هاني النيسابوري قال:

سمعت بشر بن الحارث يقول: إني لأستغفر اللّه عز و جل من طلب الحديث إنما هو فتنة إلاّ من (2) أراد اللّه عز و جل به [خيرا] ح.

قال: و قرأت على يوسف بن عمر قلت له: حدثكم أبو عيسى قراءة من لفظه، حدّثنا أحمد بن...

... [1] به اللحن حتى لا تلحن قال: و من يعلمني يا أبا الفضل قال: أنا يا أبا نصر

ص: 186


1- في المطبوعة 43/10 بختان.
2- بالأصل «ما» و المثبت عن المطبوعة 43/10 و الزيادة منها و هي فيها مستدركة.

ص: 187

قال: فافعل قال: قد ضرب زيد عمرا، قال: فقال له بشر: يا أخي لم ضربه ؟ قال: يا أبا نصر ما ضربه، و إنما هذا أصل وضع، فقال بشر: هذا أوله كذب لا حاجة لي فيه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم (1)،حدّثنا محمد بن علي بن حبيش (2)، حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، حدّثنا محمد بن حرب، حدّثنا عبيد بن محمد، حدّثني عمّار، قال: رأيت الخضر عليه السلام فسألته عن بشر بن الحارث فقال: مات يوم مات و ليس على ظهر الأرض أتقى للّه منه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قال: سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول:

ص: 188


1- حلية الأولياء 352/8.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن حلية الأولياء.

سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت محمد بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت بلال الخوّاص (1) يقول: كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل يماشيني فتعجبت، ثم ألهمت أنه الخضر، فقلت له: بحق الحقّ من أنت ؟ فقال: أخوك الخضر، فقلت: أريد أن أسألك، فقال: سل فقلت: ما تقول في الشافعي رحمه اللّه ؟ قال: هو من الأوتاد، فقلت: ما تقول في أحمد بن حنبل ؟ قال: رجل صدّيق (2)،قلت: فما تقول في بشر بن الحارث ؟ فقال: لم يخلق بعده مثله، فقلت: بأي وسيلة رأيتك ؟ فقال: ببرّك بأمك.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أخبرنا محمد بن يحيى بن إبراهيم.

و أخبرنا الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، قالا: أخبرنا محمد بن الحسين السّلمي، قال: سمعت أبا محمد بن أبي حامد يقول: سمعت العباس بن عبد اللّه بن أحمد بن عصام البغدادي يقول: سمعت جعفر بن عبد اللّه البرداني (4) يقول: قال لي يحيى بن أكثم: قال لي المأمون: لم يبق أحد في هذه الكورة يستحيا منه غير هذا الشيخ - بشر بن الحارث-.

و أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا و أبو منصور، أخبرنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرنا الحسين بن علي الصّيمري (6)،حدّثنا علي بن الحسن الرازي (7)،حدّثنا محمد بن الحسين الزّعفراني، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول:- و ذكر بشر بن الحارث - ان كان رجل تأدب بمذهب رجل - يعني سفيان الثوري - ففاقه، لقلت بشر، لو لا ما سبق لسفيان الثوري من السنّ و العلم.

قرأنا على يحيى بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي

ص: 189


1- الرسالة القشيرية ص 405.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الرسالة القشيرية و م.
3- تاريخ بغداد 72/7.
4- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى بردان قرية من قرى بغداد.
5- تاريخ بغداد 72/7.
6- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل «الصيرمي».
7- بالأصل «البراري» و المثبت عن تاريخ بغداد.

يقول:- و ذكر بشر [بن] الحارث - إن كان رجل تأدّب بمذهب رجل - يعني سفيان الثوري - ففاقه لقلت لبشر لو لا ما سبق لسفيان من السن و العلم. و سأل أبي إنسان عن الرجل إذا دخل المسجد الجامع يوم الجمعة كم نصلي ؟ قال: هذا بشر بن الحارث، بلغني أنه إذا دخل المسجد الجامع صلّى ركعتين ثم لم يزد عليهما، حتى يصلّي الجمعة و ننصرف.

أخبرنا أبو الحسن الدّينوري، أخبرنا أبو الحسين بن القزويني، قال: قرأت على يوسف بن عمر قلت: حدثكم محمد بن أحمد بن الحسن - إملاء من لفظه - حدّثنا أحمد بن المغلّس قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: و اللّه إنّ بين أظهركم لرجل ما هو عندي بدون عامر بن قيس - يعني بشر بن الحارث-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (1)،أنبأنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي ذكر ابن الحارث رحمه اللّه فأراه قال: رأيته على باب ابن عليّة، أو رأيته و نحن منصرفون من عند ابن عليّة رحمه اللّه.

قال و سمعت أبي رحمه اللّه - و ذكر بشر بن الحارث رحمة اللّه عليه - فقال: إني لأذكر به عامر بن عبد اللّه - يعني ابن عبد قيس رحمة اللّه عليه-.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن العباس، حدّثنا أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد الزّهري، حدّثنا أبو العباس البراثي، أخبرني المروذي قال: لما قيل لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل مات بشر بن الحارث قال: مات رحمه اللّه و ما له نظير في هذه الأمّة، إلاّ عامر بن عبد قيس، فإن عامرا مات و لم يترك شيئا [و هذا قد مات و لم يترك شيئا] (3) ثم قال: لو تزوج كان قد تم أمره.

ص: 190


1- تاريخ بغداد 72/7.
2- تاريخ بغداد 73/7.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.

قال (1):و أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: قلت لأبي يوم مات بشر بن الحارث. مات بشر. فقال رحمه اللّه لقد كان في ذكره إشراق - أو فيه أنس - ثم لبس رداءه و خرج و خرجت معه، فشهد جنازته. قال أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل: مات بشر سنة سبع و عشرين قبل المعتصم بستّة أيام.

قال (2):و أخبرنا عبد العزيز بن علي الورّاق، حدّثنا علي بن عبد اللّه بن الحسن الهمذاني، حدّثنا القاسم بن الحسن بن جرير، حدّثنا محمد بن أبي عتاب، عن محمد بن المثنّى، قال: قلت لأحمد بن حنبل ما تقول في هذا الرجل ؟ فقال: أي الرجال ؟ فقلت له: بشر، فقال: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال، إذ عامر بن عبد قيس، ما مثله عندي إلاّ مثل رجل ركز (3) رمحا في الأرض ثم قعد منه على السنان، فهل ترك لأحد موضعا يقعد فيه ؟.

قال (4):و أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن أبان الهيتي (5)،حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا الحسن بن علي بن شبيب، قال: سمعت أحمد بن محمد يقول:

[سمعت] (6) يحيى بن أكثم يقول:[ما] (7) بلغنا عن عامر بن عبد قيس شيء إلاّ و في بشر (8) بن الحارث مثله أو أكثر منه، إلاّ أن يكون كان في قلب عامر شيء لم يكن في قلب بشر مثله.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان، حدّثنا جعفر بن أحمد الحافظ ، حدّثنا الحسين بن منصور، قال: سمعت عامر بن غنام يقول: قلت لأحمد بن حنبل:

من أسأل ؟ قال: بشر بن الحارث، و ما أراه يحدث.

ص: 191


1- تاريخ بغداد 79/7.
2- تاريخ بغداد 72/7.
3- بالأصل «ذكر» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 72/7.
5- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- الزيادة عن تاريخ بغداد.
7- الزيادة عن تاريخ بغداد.
8- بالأصل «عامر» و المثبت عن تاريخ بغداد.

قال الحسين: سمعت علي بن غنام يقول: كان بشر بن الحارث يتقدمهم في الزّهد و يشاركهم في العلم، أو يتقدم عليهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الأزهري، أخبرنا عثمان بن عمرو، حدّثنا ابن مخلد العطار، حدّثنا عبد الصمد بن حميد بن الصّبّاح، قال: سمعت عبد الوهاب يقول: ما رأيت أزهد من معروف و لا أخشع من وكيع و لا أقدر على ترك شهوة من بشر بن الحارث و لا أتقى لربه عز و جل في لسانه من إبراهيم بن أبي نعيم.

قال (1):و أخبرنا الأزهري، أنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ، أن أبا الحسن بن دليل حدّثه قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قد رأيت رجالات الدنيا، لم أر مثل ثلاثة؛ رأيت أحمد بن حنبل - و تعجز النساء أن تلد مثله - و رأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا. و رأيت أبا عبيد القاسم بن سلاّم كأنه جبل تعجج فيه علم. قال عمر بن أحمد إبراهيم [رأى الثلاثة و لم يحدث إلاّ عن أحمد. قال: أخبرني الأزهري، حدّثنا عبيد اللّه بن إبراهيم] (2) القزّاز، حدّثنا جعفر الخالدي، حدّثني أبو حامد أحمد بن خالد الحذّاء، قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما أخرجت بغداد أتمّ عقلا و لا أحفظ للسانه، من بشر بن الحارث، كان في كل شعرة [منه] (3) عقل. و وطئ الناس عقبه خمسين سنة، ما عرف له عيب (4) لمسلم لو قسم عقله على أهل بغداد صاروا عقلاء، و ما نقص من عقله شيء.

قال: و أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد الطّوماري، قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما رأيت بعيني قط أفضل من بشر بن الحارث - و قد ذكر عنده - سمعنا أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول:

سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا الفضل العطّار يقول:[سمعت] أحمد بن علي الدمشقي يقول: قال: قال لي أبو عبد اللّه بن الجلاء: رأيت ذا النون - و كانت له العبارة - و رأيت سهلا - و كانت له الإشارة - و رأيت بشر بن الحارث - و كان له الورع -

ص: 192


1- تاريخ بغداد 73/7.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد: غيبة.

فقيل له: فإلى من كنت تميل ؟ فقال: بشر بن الحارث أستاذنا (1) ح.

قال: و أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب و ذكر هذه الحكاية عن أبي القاسم القشيري عن السّلمي فقال: هكذا قال في هذه الحكاية، و أحمد بن يحيى الجلاء لم ير بشرا و لم يدركه، و إنما أبوه يحيى أدركه و صحبه و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبي الأستاذ أبو القاسم قال: سمعت أبا الشيخ عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت محمد بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت عبد الرّحمن بن أبي حاتم يقول: بلغني أن بشر بن الحارث الحافي قال (3):رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام فقال لي: يا بشر تدري لم رفعك اللّه من بين أقرانك ؟ قلت: لا يا رسول اللّه، قال: لاتّباعك لسنّتي و إخدامك الصالحين، و نصيحتك (4) لأصحابي و أهل بيتي هو الذي بلغك منازل الأبرار.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا و أبو بكر الفرضي، قالا: أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن المحاملي، قال: سمعت سريا السّقطي يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: ما أنا بشيء من علمي أوثق مني بحبّ أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش (5)،أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا علي بن ربيعة البزاز، أخبرنا الحسن بن رشيق، حدّثنا أحمد بن الحسن بن هارون الدلاّل، حدّثنا محمد بن منصور الطوسي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: لو أن الروم بأسرهم جاءوا إلى باب الأنبار فخرج إليهم رجل بسيف حتى ردّهم إلى الموضع الذي جاءوا منهم ثم نقص أحدا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقدار ثقب إبرة ما نفعه ذلك.

ص: 193


1- الرسالة القشيرية ص 405.
2- بالأصل «أبو الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت و قد تقدم.
3- الرسالة القشيرية ص 405.
4- في الرسالة القشيرية: و نصيحتك لاخوانك و محبتك لأصحابي.
5- ضبطت عن التبصير 283/1 و في المطبوعة 52/20 «حبيش» خطأ.

أخبرنا أبو القاسم بن إبراهيم، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا يحيى بن المختار، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: نظرت في هذا الأمر فوجدت لجميع الناس توبة إلاّ من تناول أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإن اللّه عز و جل حجز عنهم التوبة.

قال: و أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا يحيى بن المختار، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: لو أن الروم سبت من المسلمين كذا و كذا ألفا ثم فردهم (1) رجل كان في قلبه سوء لأصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم لم ينفعه ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن أحمد و أبو منصور بن زريق، قال: و أخبرنا أبو بكر الخطيب، حدّثني عبد العزيز بن علي الورّاق، حدّثنا علي بن عبد اللّه الهمذاني - بمكة - حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن خالد قال: سئل أحمد بن محمد بن حنبل عن مسألة في الورع ؟ فقال: أنا أستغفر اللّه، لا يحلّ لي أن أتكلم في الورع، أنا آكل من غلّة بغداد، لو كان بشر بن الحارث، صلح أن يجيبك عنه، فإنه كان لا يأكل من غلّة بغداد، و لا من طعام السواد، يصلح [أن] يتكلم في الورع.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (2)، أخبرنا علي بن محمد المقرئ الحذّاء، حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم (3)الختّلي (4)،حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، حدّثنا أبو بكر المروذي، قال:

سمعت أبا عمران الوركاني يقول: تخرق إزار بشر فقالت له أخته: يا أخي قد تخرق إزارك، و هذا البرد، فلو جئت بقطن حتى أغزل لك ؟ قال: فكان يجيء بالإستارين (5)و الثلاثة قال: فقالت له إن الغزل قد اجتمع أ فلا تسلم إزارك إن أردت السرعة ؟ فقال لها:

هاتيه. قال: فأخرجته إليه فوزنه و أخرج ألواحه و جعل يحسب الأساتير فلمّا قد زادت فيه قال كما أفسدتيه فخذيه. و قال المروذي: سمعت بعض القطّانين يقول: أهدي إلى أستاذ

ص: 194


1- مطموسة بالأصل و المثبت عن المطبوعة 53/10.
2- تاريخ بغداد 74/7.
3- بالأصل سالم و المثبت عن تاريخ بغداد و الأنساب.
4- ضبطت عن الأنساب، انظر الخلاف حول هذه النسبة فيه.
5- الإستار بكسر الهمزة في العدد أربعة، و في الزنة أربعة مثاقيل و نصف (قاموس).

لي رطب، و كان بشر يقيل في دكاننا في الصيف، فقال له أستاذي: يا أبا نصر هذا من وجه طيب فإن رأيت أن تأكله، فجعل يمسه بيده [قال: ثم ضرب بيده إلى] (1) إلى لحيته و قال: ينبغي أن أستحي من اللّه أنّي عند الناس تارك لهذا و آكله في السّر.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب - إملاء - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت، حدّثنا محمد بن مخلد (2) العطار، حدّثنا موسى بن هارون الطوسي، حدّثنا محمد - هو ابن نعيم ابن الهيضم - و قال بشر - يعني ابن الحارث - لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بين الشهوات و بينك ضابطا من حديد.

أخبرنا أبو الحسن الدينوري، حدّثنا أبو الحسن القزويني (3)،قرأت على يوسف بن عمر، قلت: حدثكم أحمد بن سلمان - إملاء من لفظه - حدّثنا علي بن أحمد، حدّثنا عبد الرّحمن بن عفان ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، قال: و حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار، حدّثنا أحمد بن سلمان (5) الفقيه، حدّثنا علي بن أحمد بن النّضر، حدّثنا الحسن بن عفان، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: إني لاشتهي شواء من أربعين سنة ما صفا لي درهمه. و قال ابن القزويني: منذ أربعين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر بن الحسين، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا [أبو] عمرو (6) بن السّماك، حدّثنا محمد بن عباس، حدّثنا أبو بكر يزيد بن معاوية قال: سمعت أبا بكر بن عفان قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: إني لاشتهي الشواء منذ أربعين سنة ما صفا لي درهمه.

ص: 195


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل «مجالد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 256/15.
3- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و المطبوعة 54/10 و سيرد صوابا في آخر الخبر.
4- تاريخ بغداد 76/7.
5- بالأصل:«سلطان» و الصواب عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل «عمر» و قد تقدم قريبا.

و أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ - ببغداد - حدّثنا أحمد بن جعفر بن مسلم، حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحجّاج، حدّثني عبد الصمد بن أحمد قال: قال بشر بن الحارث: ما تركت الشهوات زهدا فيها و لكني لم أعط نفسي كل ما تشتهيه، و إني لأشتهي الشواء منذ أربعين سنة، إلاّ أنه لا يصفو لي درهم حلال.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النّهرواني، حدّثنا طلحة (2) بن أحمد بن الحسن الصوفي، حدّثنا محمد بن مخلد العطّار، حدّثنا عبد اللّه بن منصور، قال:

سمعت أبا حفص ابن أخت بشر بن الحارث يقول: اشتهى بشر سفر جلة في علّته، فقالت لي أمي: يا بني اطلب لي سفر جلة، قال: فجئت بها، فأخذها فجعل يشمّها، قال: ثم وضعها بين يديه قال: فقالت أمي: يا أبا نصر كلها قال: ما أطيب ريحها، قال:

فما زال يشمّها حتى مات و ما ذاقها. قال: و أخبرني محمد بن جعفر بن علاّن الورّاق، حدّثنا مخلد (3) بن جعفر الدقاق، حدّثنا محمد بن جرير الطبري، حدّثني أحمد بن خالد الخلاّل، قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: قال بشر بن الحارث: ما أدع الفاكهة زهدا فيها و لكن أكره أن أعطيها شهوتها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا:

حدّثنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضّبّي، حدّثنا أحمد بن منصور النوشري، أخبرنا محمد بن مخلد، حدّثنا عبد اللّه بن منصور أبو العباس المؤدب، حدّثني أبو نصر الحربي، قال: انصرفت من السوق فاشتريت جلّة تمر حديث و معها تمر فوقها قال: فمررت ببشر قال: و كان صديقا لي، قال: فقعدت إليه فقال لي: يا أبا نصر قد جاء الحديث قال: قلت: نعم ترى ما أحسنه قال: فأخذ مني تمرة. قال: فجعل ينظر إليها و يشمّها فقلت له: كلها يا أبا نصر

ص: 196


1- تاريخ بغداد 74/7.
2- بالأصل «أبو طلحة» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «خالد».
4- تاريخ بغداد 75/7.

قال: فقال: لا، قلت: و أيش يمنعك من أكلها؟ فقال: أخاف أن آكلها فتدعوني نفسي أن آكل أخرى، و أخاف إن أكلت أخرى دعتني نفسي إلى ثالثة و أخاف إن أكلت الثالثة أشتكي بطني قال: فردّها و لم يأكلها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا أبو الحسن بن أبي بكر، أنبأنا عيسى بن محمد الطوماري، حدّثنا أبو صفوان يعني عبد الرّحمن بن حرب السمسار، قال: سمعت محمد بن المثنّى (2) يقول:

قال لي عمر ابن أخت بشر بن الحارث دخل علينا بشر بن الحارث يوم أضحى، فقالت له أمي: أحسب أن الكلاب قد شبعت من اللحم في هذا اليوم. قال: فخرج فلما كان العصر جاءنا. و معه خرقة فيها رطل لحم. فقال لها: اطبخي هذا. قال: قالت: إيش أطبخه ؟[قال: اطبخيه] (3) بماء و ملح. قال: فطبخت نصفه بماء و ملح، و اشترت بحبة سلقا و طبخت النصف الآخر [به] (4) فلما كان المغرب جاء و معه رغيف و ما رأيناه قط أكل عندنا، قال: فقال لها: اثردي هذا الرغيف في الماء و الملح و هاتيه، قال: ففعلت و قدمته إليه، قال: فجعل يأكل الثريد و يدع اللحم. قال: فشالته قال: فلما كان من الغد جاءنا و معه رغيف، فقال: إن كان بقي من ذلك الماء و الملح شيء فاثردي هذا الرغيف فيه و هاتيه، فقالت: ما بقي من الماء و الملح شيء، و لكن كنت قد اشتريت بحبة سلقا (5)و عملت باقي اللحم، و قد بقي منه شيء، فقال: و لا هذا أيضا لي فيه حاجة. قالت له:

و لم ؟ قال: لأن الماء و الملح، قلت لك بقي منه شيء فقلت: لا و كذبت فيه، و هذا أفسدتيه بسلق لا أدري [من] (6) أين هو.

قال: و أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرني أبي، حدّثنا محمد بن الحسين بن حميد (7) بن الربيع، حدّثني أبي، أخبرني عبد اللّه بن عبيد البغدادي، قال: و كان بشر بن الحارث يخرج كل يوم من منزله فيغلق بابه و يضع مفتاحه عند جار له بقّال:

ص: 197


1- تاريخ بغداد 75/7.
2- بالأصل: محمد بن السمسار المثنى.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل «سلق» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
7- مطموسة بالأصل و المثبت عن تاريخ بغداد.

خشية أن يضيع منه، فكان يذهب إلى الجبّان فإذا جاء وقت المغرب جاء إلى البقّال فسلّم و أخذ المفتاح فكان هذا دأبه، فكان البقّال يحدث عنه. قال: فجاء يوما و قد عملت باذنجان بأصباغه. فنظر إليه فعلمت أنه قد اشتهاه قال: فتبعته. قلت: بأبي هذا الباذنجان تعمله بنية لي من غزل تغزله و أبيعه لها، فخذ منه ما شئت قال: فقال: ارجع حفظك اللّه، قال: فرجعت و مضى. وقفت انظر في قفاه، قال: فسمعته يقول: هيه افتضحت - يخاطب نفسه - تشتهين باذنجان بأصباغه، و اللّه لا تذوقيه حتى تفارقي الدنيا. قال و مضى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ (1)،أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن خفيف (2) فيما كتب إليّ قال: قال محمد بن الهيثم كنت أدخل على أخت بشر في صغري فأعطتني يوما كبة من غزل فقالت: بع هذه الكبة [و] (3) اشتر خبزا و سمكا، ففعلت، فدخل بشر و الخبز و السمك موضوع، فقال بشر: ما هذا الطعام ؟ قالت: رأيت أمي و أمك في المنام، فقالت: إن أردت فرحي و إدخالك السرور عليّ فبيعي من غزلك و اشتري (4) خبزا و سمكا فإن أخاك بشرا يشتهيهما، قالت: فلما ذكرت أمي و أمه بكى و قال: رحمها اللّه،- تغتمّ لي حية [و ميتة] (5) فقال بشر: إنّي لأشتهيه منذ خمس (6)و عشرين سنة، ما كان اللّه يراني أن أرجع في شيء تركته للّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النّضر الديباجي، حدّثنا محمد بن حمدوية المروذي، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب، عن بشر بن الحارث أنه كان يعامل بقّالا فلما حضره الموت دعاه فقال: اطرح عليّ حسابك، فطرح عليه ثمان حبات.

أخبرنا أبو الحسن الدّينوري، حدّثنا أبو الحسن بن القزويني، حدّثنا يوسف بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه المصري - البزّار إملاء من لفظه - حدّثنا هشام (7) قال:

ص: 198


1- بالأصل «الحداد» مقحمة و الصواب ما أثبت، و الخبر في الحلية 353/8.
2- في الحلية: حنيف.
3- الزيادة عن حلية الأولياء.
4- بالأصل: و اشتر.
5- الزيادة عن حلية الأولياء.
6- بالأصل: خمسة.
7- كذا بالأصل و في المطبوعة 57/10 خشنام.

دخل أبو نصر التمّار على خالي فقال له: أين كنت ؟ قال: عند معروف، قال: فقال له:

عن أي شيء سألته قال: قلت له: يا أبا محفوظ : بلغني أنك تحضر الولائم و تأكل الطيبات فقال: نعم، قال: قلت له: و لم ذلك ؟ قال لي: يا أخي أنا ضيف [اللّه] (1) من أي شيء أطعمني [أكلت] (2)،قال أبو نصر [لبشر] (3):أسمعك تقول أعرف رجلا يشتهي باذنجانة من كذا و كذا سنة، و معروف يأكل الطيبات. قال بشر: أبو نصر التمار - أخي معروف - يأكل لبسط المعرفة، و أنا آكل بقبض الورع.

أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل - في كتابه - حدّثنا محمد بن يحيى بن إبراهيم، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت عبد اللّه بن محمد بن حمدان الزاهد الفقيه - بعكبرا - يقول: سمعت محمد بن مخلد يقول: حدّثنا عبد الصمد بن حميد بن الصّبّاح قال: سمعت عبد الوهاب يقول: ما رأيت أحدا أقدر على ترك شهوة من بشر الحافي.

قال: و أخبرنا [أبو] عبد الرّحمن قال: سمعت محمد بن عبد اللّه بن شاذان يقول:

سمعت حمزة البزّاز يقول: ما رأيت أحدا من الزهاد إلاّ و هو يذمّ الدنيا و يأخذ منها غير بشر بن الحارث فإنه كان يذمّها و يفرّ منها.

أخبرنا أبو الحسن الدّينوري، حدّثنا أبو الحسن بن القزويني، قال: قرأت على يوسف بن عمر، حدثكم محمد بن [أحمد بن الحسن، نا] (4) أحمد بن المغلّس قال:

سمعت أبا نصر بشرا يقول و قد قال له رجل: يا أبا نصر ما أشدّ حبّ الناس لك، فغلظ عليه ذلك ثم قال: و لك عافاك اللّه، قال: و كيف ؟ قال: دع لهم ما في أيديهم. فذكرت لأبي نصر فقلت: حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي أويس (5)،حدّثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: أتى رجل للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه دلني على عمل إذا عملته أحبني اللّه من السماء، و أحبّني الناس من الأرض. قال: فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ازهد في

ص: 199


1- الزيادة في الخبر عن المطبوعة 57/10.
2- الزيادة في الخبر عن المطبوعة 57/10.
3- الزيادة في الخبر عن المطبوعة 57/10.
4- الزيادة مقتبسة عن المطبوعة 58/10 و مختصر ابن منظور 195/5 و انظر م.
5- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 195/5 و بالأصل «عبد» بدل «عبد اللّه». انظر ترجمته في سير الأعلام 392/19 و فيها: إسماعيل بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن أويس، أبو عبد اللّه الأصبحي المدني و في م: بن أبي إدريس.

الدنيا يحبّك اللّه، و ازهد فيما في أيدي الناس يحبّك الناس»[2539].

فرأيت أبا نصر قد فرح به إذ (1) وافق قوله سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن أحمد و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة و أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، قالوا: حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا عبد العزيز بن علي الطحان، حدّثنا محمد بن أحمد الجرجرائي (2) قال: سمعت أبا عبد اللّه تلميذ بشر بن الحارث يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: ينبغي لنا أن لا نحبّ هذه الدار لأنها دار يعصى اللّه فيها، و و اللّه إن لم يكن منّا إلاّ انّا أحببنا شيئا أبغضه اللّه عز و جل لكفانا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا سعيد بن أحمد بن محمد الصوفي، أخبرنا [أبو] (3) عبد اللّه محمد بن سعيد بن محمد بن عبد الرّحمن الأسترآباذي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، حدّثنا محمد بن علي بن شعيب، قال: سمعت أبا إبراهيم الرحماني يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: لو لم تبغض الدنيا إلاّ لأن اللّه عزّ و جلّ يعصى فيها كان ينبغي لنا أن نبغضها.

أخبرنا أبي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه، قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أخبرنا أبو محمد بن العباس، حدّثنا أبو الفضل الصّندلي، أخبرنا أبو حفص ابن أخت بشر، قال: سمعت بحة (4) أخت بشر تقول: خرج بشر إلى الكوفة فأقام بها فجاءنا بالليل و هو متزر بحصير.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، قال: أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأني أبو العباس محمد بن يعقوب. و قرأته بخطه عن محمد بن عبد الوهاب، قال: سمعت علي بن غنّام يقول: أقام بشر بن الحارث بعبّادان (5) عشر سنين يشرب من

ص: 200


1- بالأصل: إذا.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت.
3- زيادة لازمة.
4- في المطبوعة 60/10 «فخة».
5- عبادان: موضع تحت البصرة قرب البحر المالح، فإن دجلة إذا قاربت البحر انفرقت فرقتين عند قرية تسمى المحرزى، ففرقة يركب فيها إلى ناحية البحرين نحو بر العرب و هي اليمن و أما اليسرى فيركب فيها إلى سيراف... و عبادان في هذه الجزيرة التي بين النهرين فيها مشاهد و رباطات (معجم البلدان).

ماء البحر، و لا يشرب من حياض السلاطين حتى أضرّ بجوفه فرجع، إلى أخته، و أخذه وجع لا يقوم به إلاّ أخته، قال و هو يتّخذ المغازل فيبيعه، فذاك كسبه.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الحسن العباس بن [محمّد بن عمر البزار بالكوفة يقول سمعت حمزة بن الحسين السمسار يقول سمعت] (1) محمد بن يوسف الجوهري يقول: كنت أمشي مع بشر بن الحارث في يوم صائف منصرفا من الجمعة فاجتزنا بسور دار إسحاق بن إبراهيم، و له [فيء] (2)،فجعلت أزاحم بشرا إلى الفيء و هو يمشي في الشمس، فقلت: و اللّه لأسألنه إيش الورع أن يمشي إنسان في الشمس [فيضرّ بنفسه، فقلت: يا أبا نصر أنا أضطرك إلى الفيء و أنت تمشي في الشمس ؟!] (3) فقال مجيبا لي: هذا فيء سور فان (4).

قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو عمرو (5) بن السّماك قال: قال المرورّوذي: سمعت عباس الدوري يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: ينبغي للرجل [أن] (6) ينظر خبزه من أين هو؟ و مسكنه الذي يسكنه أهله من أي شيء هو؟ ثم يتكلم.

أخبرنا أخبرنا أبو القاسم بن إسحاق، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا يحيى بن المختار، قال: كان بشر لا ينام الليل، تراه كأنه مهوّس، فقيل له في ذلك فقال: أكره أن يأتيني أمر اللّه و أنا نائم.

أخبرنا أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قال: سمعت والدي الإمام أبا القاسم يقول: سمعت الأستاذ أبا علي الدّقّاق يقول (7):مر بشر ببعض الناس فقالوا: هذا الرجل لا ينام الليل، و لا يفطر إلاّ في كل ثلاثة أيام مرة. فبكى بشر، فقيل له في ذلك فقال: إني

ص: 201


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 60/10.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 60/10.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك في الموضعين عن مختصر ابن منظور 196/5 و المطبوعة 60/10.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت «سور فان» عن المطبوعة 60/10 و في م و المختصر: هذا فيء سوء.
5- بالأصل «عمر» و قد تقدم قريبا.
6- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
7- الرسالة القشيرية ص 405.

لا أذكر إلاّ ليلة سهرت ليلة كاملة، و لا أنّي صمت يوما ثم لم أفطر من ليلته، و لكنّ اللّه سبحانه يلقي في القلوب أكثر مما يفعله العبد، لطفا منه سبحانه و كرما. ثم ذكر ابتداء أمره كيف كان على ما ذكرنا.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أخبرنا محمد بن يحيى بن إبراهيم، أخبرنا [أبو] (1) عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي - ببغداد - و محمد بن عبد اللّه الرازي - و اللفظ لابن مالك - يقولان: سمعنا علاّن القصائدي يقول: سمعت زبدة (2) بنت الحارث أخت بشر بن الحارث قالت ح.

و أخبرنا أبو منصور بن زريق، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا ابن الثوري، أخبرنا محمد بن الحسين السّلمي قال: سمعت أحمد بن مالك القطيعي يقول: سمعت علان القصائدي يقول: سمعت زبدة (3) بنت (4) الحارث تقول: دخل عليّ بشر ليلة من الليالي فوضع أحد رجليه داخل الدار و الأخرى خارجها (5)،و بقي كذلك يتفكر حتى أصبح، فلما أصبح و تهيّأ للطهارة سألته و قلت: أقسمت عليك فبما ذا تفكّرت طول ليلتك ؟ قال: تفكّرت في بشر النصراني، و بشر اليهودي، و بشر المجوسي، و نفسي و نفسي و اسمي بشر فقلت: ما الذي سبق منك إليه حتى خصّك ؟ فتفكرت في تفضّله عليّ و حمدته عليّ أن - و قال عبد الغافر: و منته علي في أن - جعلني من خاصّته، و ألبسني لباس أحبّائه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب، حدّثنا الحسن بن الحسين الفقيه الشافعي، قال: سمعت أبا الغادي (6)الحسن بن أحمد البغدادي، قال: سمعت عليا الحداد البغدادي يقول: قيل لبشر بن الحارث: لم لا تدخل الجامع تعظ الناس ؟ قال: إنما يدخل الجامع جامع قال: و قيل لبشر: لم لا تصلي في الصف الأول ؟ فقال: أنا أعلم إيش تريد، تريد قرب القلوب لا قرب الأجسام.

ص: 202


1- سقطت من الأصل، و زيادتها لازمة، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 247/17.
2- و المثبت و الضبط عن التبصير 619/2.
3- و المثبت و الضبط عن التبصير 619/2.
4- بالأصل «ابن» خطأ و الصواب مما تقدم.
5- بالأصل «خارج» و المثبت عن المطبوعة الجزء 61/10.
6- عن المطبوعة 61/10 و بالأصل (الغار).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن بندار القزويني المجاور بمكة - بها - حدّثنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزّهري، حدّثني أبو الحسن أحمد بن محمد [بن] يزيد الزّعفراني، قال:

سمعت محمد بن يوسف الجوهري يقول:[سمعت بشر بن الحارث يقول:] (1) اللّهم إن كنت شهرتني في الدنيا لتفضحني في الآخرة فاستلّه عني.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني علي بن أحمد بن [محمد بن] (3) داود الرّزّاز، حدّثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ، حدّثني محمد بن يحيى - بدمشق، و يعرف بحامل كفنه - قال: سمعت أيوب العطّار يقول انصرفت مع بشر بن الحارث يوم جمعة من مسجد الجامع، فمررنا في درب أبي الليث، و إذا صبيان يلعبون بالجوز، فلما رأوا بشر بن الحارث قالوا: بشر بشر و استلبوا الجوز فمروا يحضرون، فوقف بشر ثم قال لي: أي قلب يقوى على هذا؟ إن هذا الدرب لا مررت فيه حتى ألقى اللّه عزّ و جلّ قال: و سمعت يوسف الجوهري يقول: سمعت عباس بن عبد العظيم العنبري قال: كنا عند أحمد بن حنبل فذاكره إنسان بحديث رواه عيسى بن يونس، فقال أحمد: ما روى عيسى بن يونس هذا الحديث، ثم قال: أستغفر اللّه ما أدري إن صحت رواية عيسى لهذا الحديث. فما يوجد إلاّ عند بشر بن الحارث، قال عباس: فقلت أنا: ما أجد سبيلا إلى وصلة بشر إلاّ بهذا الحديث و جئت و سلّمت و حكيت القصة و ما قال أحمد، قال فجعل يقول: ألبسني العافية، إن هذا لبلاء و فتنة، يذكر حديث فقال: لا يصح إلاّ عند رجل، قال: أقول أنا في نفسي كم بين الرجلين ؟.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أخبرنا محمد بن يحيى، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت (4) محمد بن قدامة يقول لقي بشر بن الحارث الحافي رجل سكران، فجعل يقبّله و يقول: يا سيدي يا أبا نصر، و لا يدفعه بشر عن

ص: 203


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- تاريخ بغداد 77/7.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
4- في السند سقط ، ففي المطبوعة 62/10 سمعت منصور بن عبد اللّه يقول سمعت الخلدي يقول أراه عن أحمد بن محمد بن مسروق قال سمعت محمد بن قدامة... و في م كالأصل.

نفسه، فلما ولّى تغرغرت عينا بشر و قال: رجل أحب رجلا على خير توهمه، لعلّ المحبّ قد نجا و المحبوب لا يدرى ما حاله.

كتب إليّ أبو القاسم صدقة بن محمد بن الحسين بن المحلبان، أخبرنا محمد بن علي بن أبي عثمان، أخبرنا علي بن محمد بن أبي عثمان، أخبرنا علي بن محمد بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا الحسن بن عمر السّبيعي، قال: سمعت بشرا يقول: إذا أحبّ اللّه عزّ و جلّ أن يتحف العبد سلّط عليه من يؤذيه قال: و سمعت بشرا يقول: قال سفيان: لا خير فيمن لا يؤذى.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرنا القاضي أبو محمد [الحسن بن الحسين] (2) بن رامين الأسترآباذي، أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن حميد الحميدي الشيرازي، حدّثنا عمر بن الفياض، أخبرنا أحمد بن محمد الحربي، نا [عمّي حدّثنا] (3) عبيد اللّه الوراق، قال: خرجت يوم جمعة مع بشر - يعني ابن الحارث - إذ دخل المسجد و عليه فرو متقطع، فردّه العون فذهبت لأكلّمه فمنعني، فجاء فجلس عند قبة الشعراء، فقلت له: يا أبا نصر لم لم تدعني أكلمه ؟ قال: اسكت [سمعت] (4) المعافى بن عمران يقول:

سمعت سفيان الثوري يقول: لا يذوق العبد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.

أخبرنا أبو الحداد، أنبأنا أبو نعيم (5)،أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن خفيف (6)الشيرازي الصوفي فيما كتب إليّ ، حدّثني أبو محمد عبد اللّه بن الفضل، حدّثني أبو عبد اللّه القاضي، حدّثني أبي قال: كان عندنا ببغداد رجل من التّجار صديقا لي و كان كثيرا ما أسمعه يقع في الصوفية قال: فرأيته بعد ذلك يصحبهم [فأنفق عليهم جميع ما ملك. قال: فقلت له: أ ليس كنت تبغضهم ؟] (7) قال: فقال لي: ليس الأمر على ما

ص: 204


1- تاريخ بغداد 78/7.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
5- حلية الأولياء 352/8.
6- في الحلية: حنيف.
7- ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء.

توهمت، قلت له: كيف ؟ قال: صلّيت الجمعة يوما و خرجت، فرأيت بشر بن الحارث الحافي يخرج من المسجد مسرعا، قال: فقلت في نفسي: انظر إلى الرجل الموصوف بالزهد ليس يستقر في المسجد، قال: فتركت حاجتي فقلت: أين يذهب، قال: فتبعته فرأيته تقدّم إلى الخبّاز و اشترى بدرهم خبز الماء قال: قلت انظر إلى الرجل يشتري خبز الماء قال تقدم إلى الشواء فأعطاه درهما و أخذ الشواء قال: فزادني عليه غيظا، قال:

و تقدم إلى الحلاوي [و اشترى] (1) فالوذجا فقلت في نفسي: و اللّه لأنغصنّ عليه حتى يجلس و يأكل قال: قال: فخرج إلى الصحراء و أنا أقول يريد الخضرة و الماء قال فما زال يمشي إلى العصر و أنا خلفه قال: فدخل قرية و في القرية مسجد. و فيه رجل مريض قال:

فجلس عند رأسه و جعل يلقمه قال: فقمت لأنظر في القرية قال: فبقيت ساعة ثم رجعت فقلت للعليل أين بشر؟ قال: ذهب إلى بغداد قال: فقلت: كم بيني و بين بغداد؟ فقال:

أربعون فرسخا. فقلت: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون إيش عملت بنفسي و ليس معي ما اكتري و لا أقدر على المشي. قال: اجلس حتى يرجع قال: فجلست إلى الجمعة القابلة قال:

فجاء بشر في ذلك الوقت و معه شيء يأكل المريض،[فلما] (2) فرغ قال له العليل: يا أبا نصر هذا رجل صحبك من بغداد و بقي عندي منذ الجمعة فردّه إلى موضعه، قال: فنظر إليّ كالمغضب و قال: لم صحبتني ؟ قال: فقلت: أخطأت، قال: قم فامش، قال:

فمشيت إلى قرب المغرب قال: فلما قربنا قال لي: أين محلتك من بغداد؟ قلت: في موضع كذا قال: اذهب و لا تعد. قال: فتبت إلى اللّه تعالى و صحبتهم و أنا على ذلك.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه - بمرو - حدّثنا أبو بكر بن خلف إملاء، حدّثنا الأستاذ الزاهد أبو سعد عبد الملك بن محمد الواعظ ، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الجلودي، حدّثنا يوسف بن أحمد، حدّثنا أحمد بن زياد، قال: سمعت إبراهيم بن هانئ، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: من أحبّ العزّ في الدنيا و الشرف في الآخرة فلتكن فيه ثلاثة خصال: لا يسأل أحدا شيئا و لا يذكر أحدا بسوء و لا يجيب أحدا إلى طعامه.

أخبرنا محمد بن طاوس، أخبرنا أبو الحسن بن الحسين من قريش البنّا، أخبرنا

ص: 205


1- ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء.
2- زيادة عن الحلية.

أبو الحسن أحمد بن محمد بن هارون الأهوازي، حدّثنا محمد بن مخلد العطار، حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن المروذي، قال: سمعت بشرا يقول: طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لوعد غائب لم يره.

قال: حدّثنا محمد بن مخلد، حدّثنا عمر بن موسى بن فيروز أبو حفص قال:

سمعت بشرا (1) يقول: لو لم يكن في القنوع إلاّ التمتّع بالعزّ كفى صاحبه.

أخبرنا أبو الحسن الدّينوري، حدّثنا أبو الحسن القزويني، قال: قرأت على يوسف بن عمر قلت: حدثكم حمزة بن الحسين قال: قال محمد بن يوسف قال بشر رحمه اللّه: ينبغي للإنسان أن ينظر إلى مسكنه أين يسكن ؟ و في مطعمه من أين هو؟ ثم ينظر في لسانه ثم ينظر بعده.

قال: و قال محمد بن يوسف قال بشر: كلّما اشتهى رجل لقاء رجل ذهب إليه، هذه فتنة، و لذّة يتلذذون بلقاء بعضهم بعضا. ينبغي للإنسان أن يقبل على نفسه و على القرآن.

و قال بشر: إذا عرفت في موضع فاهرب منه، و إذا رأيت الرجل إذا اجتمعوا إليه في موضع لزمه و اشتهر ذاك، فهو يحب الشهرة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد [قالا: أنا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن أحمد] (2) بن محمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي، حدّثنا محمد العطار، حدّثنا موسى بن هارون الطوسي، حدّثنا محمد - هو ابن نعيم بن الهيضم - قال: دخلت على بشر في علّته فقلت: عظني فقال: إنّ في هذه الدار نملة تجمع الحبّ في الصيف لتأكله في الشتاء. فلما كان يوم أخذت حبة في فمها، فجاء عصفور فأخذها و الحبة - فلاما جمعت أكلت، و لا ما أمّلت نالت. قلت له: زدني، قال: ما تقول في من القبر مسكنه، و الصراط جوازه، و القيامة مسكنه (3)،و اللّه مسائله، فلا يعلم إلى جنة يصير فيهنى أو إلى نار فيعزّى، فواطول

ص: 206


1- بالأصل «بشر».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند و استدرك عن المطبوعة الجزء 65/10 و انظر تتمة السند و الخبر في تاريخ بغداد 321/3 في ترجمة محمد بن نعيم بن الهيصم.
3- في تاريخ بغداد: موقفه.

حزناه، و وا عظم مصيبتاه. زاد البكاء فلا عزاء و اشتد الخوف فلا أمن. قال: و قال لي بشر مرارا كثيرة: انظر خبزك من أين هو؟ و انظر إلى مسكنك الذي تتقلب فيه كيف هو؟ و أقلّ من معرفة الناس، و لا تحبّ أن تحمد، و لا تحبّ الثناء.

قرأت:[نا] أبو الحسن الدينوري، أنبأنا أبو الحسن القزويني، قال: قرأت على يوسف بن عمر، قال: قرأ عليّ أبو بكر بن سلمان و اننا لنسمع قيل له: حدّثكم محمد بن جعفر الرّاشدي، حدّثنا إسحاق قال: و حدّثني محمد بن عبد اللّه قال:

سمعت بشرا يقول: إن رجلا أرسل غلاما له يجيئه بحطب فجاء الغلام بالحطب و فيه سنبلة، فلما ألقى الحطب قال: هذه السنبلة تردّها إلى الموضع الذي أخذت منه.

قال: و حدّثني محمد بن عبد اللّه قال: حدّثني رجل قال: رأيت بشرا وقف على أصحاب الفاكهة فجعل ينظر إليه، فقلت: يا أبا نصر لعلك تشتهي من هذا شيئا؟ قال:

لا، و لكن نظرت في هذا إذا كان يطعم هذا من يعصيه فكيف من يطيعه.

قال: و حدّثني محمد بن عبد اللّه قال: و سمعت شيخا يحكي عن بشر أنه كان يمشي معه منصرفا من الجمعة فمر بباب الشام فنظر إلى السجن ثم نظر إلى أصحاب الفاكهة بحذائه فالتفت إلى الشيخ فقال: انظر إلى هؤلاء - يعني أهل السجن - أرادوا هذا من الفاكهة فلم يسألوا اللّه عزّ و جلّ فصاروا إلى هذا - يعني السجن-.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن (1)إسماعيل، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا عباس الدّوري، حدّثنا منصور بن مسلمة (2)، قال: سمعت بشر الحافي يقول لرجل: احذر أن تمرّ في حاجتك فتأخذك و أنت لا تدري. خالفه غيره (3).

و قال محمد بن منصور:

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح المؤذن، حدّثنا أبو الحسن بن السّقّا و أبو محمد بن بالوية قال: حدّثنا أبو العبّاس الأصم قال: سمعت عباس بن محمد

ص: 207


1- بالأصل:«الحسن و إسماعيل» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 541/16.
2- في المطبوعة 66/10 سلمة.
3- كذا بالأصل.

الدّوري يقول: سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: انظر لا تأخذك (1) و أنت ذاهب في حاجة قال أبو الفضل: يعني الموت.

أخبرنا أبو البقاء هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن الصّيدلاني (2)، أخبرنا أبو محمد الجوهري ح، و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب و أبو غالب بن البنّا، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك الحربي المقرئ، قالا: أخبرنا أبو الفضل عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد الزّهري، حدّثني أبو أحمد عبيد اللّه بن أحمد، حدّثنا أبو بكر محمد بن الفياض، قال: سمعت رزيق الدّلاّل يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: اللّهم استر و اجعل تحت الستر ما تحبّ فربما سترت عليّ ما تكره. قال: ثم التفت إليّ فقال لي: يا أخي بادر بادر فإن ساعات الليل و النهار تنتهب الأعمال (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم (4)،حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجّاج، حدّثني عبد الصمد بن محمد، قال: حدّثنا بشر بن الحارث،[قال] (5):أ ما تستحي أن تطلب الدنيا ممن يطلب الدنيا [أطلبها] (6) ممن بيديه الدنيا.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا و أبو الحسن علي بن علي بن الحسن بن سعيد، حدّثنا أبو بكر، أخبرنا إبراهيم بن عمران البرمكي، حدّثنا أبو الفضل الزهري، حدّثني أبو عمرو عثمان بن أحمد العثماني، حدّثنا جعفر بن هاشم المؤدب قال:

سمعت بشر [بن] الحارث يقول: الحلال لا يحتمل السّرف. قال: و سمعت بشرا يقول: الأخذ من الناس مذلة. و سمعت بشرا يقول: ليس هذا زمان اتّخاذ الإخوان، إنما هو زمان خمول، و لزوم البيوت.

ص: 208


1- كذا بالأصل، و باعتبار ما سيأتي فالصواب: يأخذك.
2- بالأصل «الصيداني» و المثبت عن المطبوعة 67/10.
3- في المطبوعة: الأعمار.
4- بالأصل «سليم» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 82/16.
5- الزيادة في الموضعين مقتبسة عن مختصر ابن منظور 201/5.
6- الزيادة في الموضعين مقتبسة عن مختصر ابن منظور 201/5.

أخبرنا أبو الحسن الدينوري، حدّثنا أبو الحسن بن القزويني، حدّثنا يوسف بن عمر، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه المصري - و كان صوفيا، إملاء من لفظه - حدّثنا أبو مزاحم خشنام بن أخت بشر بن الحارث قال: سمعت خالي بشرا يقول - و قد عزله أبو نصر التمار على انقطاعه عن الناس - فقال: هذا قوام السكوت و لزوم البيوت.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف، حدّثنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد الزّهري، حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزّعفراني، قال: سمعت محمد بن يوسف الجوهري، قال:

سمعت بشر بن الحارث يقول: ما تصنع بالدنيا مع الموت. و قال رجل لبشر: أوصني قال: أكثر ذكر الموت و اله عن الدنيا. قال: و قال بشر: ليس المريض الذي إذا طلب الشيء وجده، ذاك منعم، إنما المريض إذا طلب الشيء لا يجده. قال: و قال بشر: لو لم نبغض الدنيا إلاّ أنّ اللّه عزّ و جلّ يعصى فيها كان ينبغي لنا أن نبغضها.

أخبرنا أبو الحسن الدّينوري، أخبرنا أبو بكر الحسن بن القزويني، قال: قرأت على يوسف بن عمر حدثكم أبو عيسى قراءة من لفظه، حدّثنا علي بن سراج، حدّثنا أبو الفضل بن العباس، قال: و ذكر عند أبي نصر - يعني بشر بن الحارث - الموت فقال:

الموت ينبغي لمن يعلم أنه يموت أن يكون بمنزلة من قد جمع زاده فوضعه على رحله لم يدع شيئا مما يحتاج إليه إلاّ وضعه عليه.

قال: و قرأت على يوسف حدثكم أبو عيسى السمسار - قراءة من لفظه - حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا عبد اللّه قال: قال رجل لبشر: ما لي أراك مغموما؟ قال: ما لي لا أكون مغموما و أنا رجل مطلوب ؟.

قال: و قرأت على يوسف حدثكم أبو عيسى حمزة، حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا عبد اللّه قال: قال بشر بن الحارث: ما كره الموت إلاّ مريب و أنا (1) أكره الموت.

قال: قرأت على يوسف قلت له: قرأ علي أبو بكر الحنبلي و أنت تسمع قيل له:

حدثكم محمد بن جعفر، حدّثنا إسحاق، قال: و حدّثني رجل قال: سمعت بشرا يقول:

ص: 209


1- على هامش الأصل: لعله: لا.

متى ما عوفي هذا - يعني أمير المؤمنين - و لم ير فتنة في الناس [و الناس] (1) في عافية صليت للّه عزّ و جلّ ثلاثمائة ركعة شكرا له عز و جل قال: فذكرت له الغزو قال بشر:

ليتني على حمار أبتر مقطوع الأذنين، دبر تحت لواء من نفروا و يصيبني عنان (2) الروم.

قال: و قرأت على يوسف. قلت له: حدثكم عثمان بن أحمد الدقاق إملاء، حدّثنا أبو الحسين الحسن بن عمرو السّبيعي المروزي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: هلك القرّاء في هاتين الخصلتين: الغيبة و العجب.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي (3) و أبو محمد بختيار (4) بن عبد اللّه الهندي عتيق بن السمعاني، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا الحسن عمرو السّبيعي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: لا يجد من يحبّ الدنيا حلاوة العبادة.

قال: و سمعت بشر بن الحارث يقول: يأتي على الناس زمان لا تقرّ فيه عين حكيم. و يأتي على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى (5) على الأكياس.

أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد اللّه قالت: أنبأتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، حدّثنا عبد الواحد بن بكر، أخبرنا محمد بن حبيش الضرير، حدّثنا محمد بن الصلت، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: لسكون النفس إلى قبول المدح أشدّ عليها من المعاصي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا العباس محمد بن عمر البزّار - بالكوفة - قال: سمعت حمزة بن الحسين السمسار يقول: سمعت محمد بن (6).

ص: 210


1- استدركت عن المطبوعة 68/10 و اللفظة فيها أيضا مستدركة بين معكوفتين.
2- كذا بالأصل.
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى سنج، قرية كبيرة من قرى مرو.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن الأنساب (الهندي).
5- بالأصل «الحمقا» و المثبت عن المختصر لابن منظور 201/5.
6- كذا، و من هنا إلى «سمعت بشر بن الحارث» سقط من المطبوعة 70/10.

أخبرنا أبو البقاء محمود بن ظفر بن إبراهيم بن زفر بن عبد الرّحمن الدّلاّل - بأصبهان - أنبأنا أبو القاسم بن مندة، حدّثنا أبي، أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن الورّاق، حدّثنا الحسن بن عمرو المروزي، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: من لم يحتمل الغم و الأذى لم يقدر أن يدخل فيما يحبّ .

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بن علي التبريزي - بها - أخبرنا أبو مسعود (1) محمد بن عبد اللّه بن أحمد السّوذرجاني (2)-بأصبهان (3)-أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن ميلة (4) الفقيه المعروف بماشاذة، حدّثنا أبو عثمان إسحاق بن إبراهيم بن زيد، حدّثنا أبو طالب بن سوادة، نا الحسين بن الحارث الثّقفي، حدّثنا محمد بن سور، حدّثنا محمد بن المثنى، قال: قيل لبشر بن الحارث: العبادة لا تصلح [إلاّ] (5) بالصيام فقال: قد يصوم البرّ و الفاجر. قال:[إن] كنت صائما فاجتنب كثرة الكلام و الغيبة، و أطب (6) مطعمك لعله أن يسلم لك صومك و إلاّ فاستخر اللّه و كل.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد الحلواني، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه، حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السّماك - ببغداد - حدّثنا الحسن بن عمر (7) السّبيع قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: لي داء حتى أعالج نفسي، فلما عالجت نفسي لغيري ما أبصرني بموضع الداء و موضع الدواءان أعانني منه بمعونة، ثم قال: أنتم الداء أرى وجوه [قوم] (8) لا يخافون متهاونين بأمر الآخرة.

ص: 211


1- في الأنساب (السوذرجاني): أبو سعد.
2- بالأصل و المطبوعة 70/10 «السوجداني» تحريف و الصواب ما أثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى سوذرجان و هي قرية من قرى أصبهان ذكره السمعاني و ترجم له.
3- بالأصل «أصبهان» و الصواب بزيادة الباء.
4- بدون نقط بالأصل و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 297/17 و بالأصل «ماشاده» بالدال المهملة و الصواب بالذال المعجمة. و في المطبوعة مسلمة بدل ميلة تحريف.
5- الزيادة عن مختصر ابن منظور 202/5.
6- بالأصل «و اطلب مطمعك» و المثبت عن المختصر.
7- كذا، و تقدم: الحسن بن عمرو السبيعي.
8- زيادة مستدركة للإيضاح عن المطبوعة 70/10 و هي أيضا مستدركة فيها بين معكوفتين.

أخبرنا أبو الحسن الفارسي، حدّثنا محمد بن يحيى بن إبراهيم، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت محمد بن عبد اللّه يقول: سمعت حمزة البزار يقول: سمعت جعفر البراثي يقول: رأيت بشر الحافي نظر إلى حدث (1) جميل فقال:

إن الذي قدر على تزيينك قادر على صرف القلوب عنك.

قال: و أخبرنا [أبو] عبد الرّحمن، قال: سمعت علي بن سعيد [بن عثمان] (2)يقول: سمعت أحمد بن عطاء يقول: حدّثنا أبو صالح و جماعة من أهل التنسك (3) من أصحاب بشر قال: دخل قوم من الصوفية على بشر فقال لهم: اتقوا اللّه يا معشر الصوفية فإنكم لم تعرفوا إلاّ به، و لا تكرموا إلاّ من أجله. قالت الجماعة: التوبة يا أبا نصر من هذا المذهب إلاّ شاب منهم، فقال و اللّه ليظهرنّ هذا المذهب حتى لا يكون الدين إلاّ للّه.

قال بشر: مثلك فليتصوّف (4).

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني عن عبد العزيز بن بندار.

و كتب إليّ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي (5)،قالا: أخبرنا أبو الحسن بن جهضم، قال: حدّثنا محمد بن الحسن المفسر، أخبرنا محمد بن إسحاق السّرّاج.

حدّثنا أحمد بن القاسم، قال: قال لي بشر: يا أحمد إن قوما غرّهم ستر اللّه عزّ و جلّ [و فتنهم حسن ثناء الناس عليهم فلا يغلبنّ ] (6) جهل غيرك بك على علمك بنفسك، أعاذنا اللّه عز و جل و إياك من [الاغترار بالستر] (7) و الاتكال على حسن الذكر.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن *** (8) ،أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا

ص: 212


1- عن المختصر 202/5 و بالأصل «حديث».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه.
3- بدون نقط بالأصل و لعل الصواب ما أثبت.
4- عن المطبوعة 71/10 و في الأصل «فليتوف» كذا.
5- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 18/18(12).
6- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 202/5 و قد بقي بياضا في المطبوعة و م.
7- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و في المطبوعة بياض أيضا و في م أيضا و الزيادة عن المختصر.
8- بياض بالأصل و المطبوعة 71/10 و م.

أبو الحسين بن بشران و أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس الكلوذانيّ ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا الخطيب أبو الحسن بن بشران، قالا: أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدّقّاق، حدّثنا الحسن بن عمرو الشّيعي (1)-و قال العباس السبيعي ثم اتفقا - قال: سمعت بشر بن الحارث يقول:

صاحب ربع (2) سخيّ أخفّ على قلبي من عابد بخيل - زاد ابن بشران: و النظر يقسي (3)- قال: و أخبرنا ابن بشران قال ابن الحارث يقول: لقاء البخلاء كرب على قلوب المؤمنين.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره عن أبي بكر محمد بن علي بن محمد، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: و سألته - يعني الدارقطني - عن بشر بن الحارث الحافي فقال: زاهد جبل ثقة، ليس يروي إلاّ حديثا صحيحا و ربما تكون البلية ممن يروي عنه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي [أخبرنا] أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد - بالبصرة - حدّثنا نصر بن منصور، حدّثنا محمد بن سهل العطار، حدّثنا القاسم بن محمد السلاماني، قال: سمعت بشر بن الحارث ينشد لنفسه:

يا من يسرّ برؤية الإخوان *** مهلا أمنت مكايد الشيطان

خلت القلوب من المعاد و ذكره *** و تشاغلوا بالحرص و الخسران

صارت مجالس من ترى و حديثهم *** في هتك مستور و خلق قران

قال: و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن بالوية، حدّثنا عبد الواحد بن بكر، حدّثنا محمد بن الحسين بن عبد اللّه، حدّثنا العباس بن يوسف أنشدني بشر بن الحارث:

ص: 213


1- بالأصل «الشعبي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب.
2- في المختصر:«زيغ» و الربع: الدار.
3- كذا، و في المختصر: و النظر إلى البخيل يقسي القلب.

برمت بالناس و أخلاقهم *** و صرت أستأنس بالوحده

هذا لعمري فعل أهل التّقى *** و فعل من يطلب ما عنده

قد عرف اللّه فذاك الذي *** آنسه اللّه به وحده

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو عثمان الصّابوني، قال: سمعت أبا محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن عماد العدل يقول: سمعت أبا الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم - بمكة - يقول: سمعت محمد بن الحسن بن زاد النقاش يقول: سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: حسبك أن أقواما موتى تحيى القلوب بذكرهم، و أن أقواما أحياء تقسو القلوب برؤيتهم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن صالح الفقيه، حدّثنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا القاسم بن منبه، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: ليس شيء من أعمال البرّ أحبّ إليّ من السخاء و لا أبغض إلي من الضيق و سوء الخلق.

أخبرنا أبو عبد اللّه، أخبرنا أبو عثمان، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الصّفّار القاضي، قال: سمعت أبا عبد اللّه الزّعفراني البغدادي يقول: بلغني عن بشر الحافي أن رجلا أتاه بكتاب من بعض إخوانه فقال للرجل: امض، فقال له فالجواب يا أبا نصر؟ قال: قال ابن عباس: يروي لرد الجواب ما يرى لردّ السلام قال: فقال و صاحب حديث أيضا، ثم قال: لو لم يكن في القناعة إلاّ التمتع بالعزّ لكفى به شرفا. ثم أنشد (1):

أقسمت (2) باللّه لرضخ النّوى *** و شرب ماء القلب المالحة

أعزّ للإنسان من فقره (3) *** و من سؤال الأوجه الكالحة

فاستشعر الناس (4) تكن ذا غنى *** فترجعن (5) بالصفقة الرابحة

ص: 214


1- الأبيات في حلية الأولياء 346/8.
2- في حلية الأولياء: أقسم.
3- الحلية: من حرصه.
4- في الحلية: فاستغن باليأس.
5- الحلية: مغتبطا.

فالناس (1) عزّ و التقى مودّة *** و شهوة النفس بها فاضحة

من كانت الدنيا به برّة *** فإنها يوما له ذابحة

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، أخبرنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه بن طاوس، أخبرنا أبو القاسم التّنوخي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان - إجازة - أخبرنا أبو العباس المبرّد، حدّثني بعض مشايخنا قال: كنت عند بشر بن الحارث يوما فرأيته مغموما ما تكلّم حتى غربت الشمس ثم رفع رأسه فقال (2):

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم *** و المنكرون لكل أمر منكر

و بقيت في خلف يزين بعضهم *** بعضا ليدفع معور عن معور

و قد رويت هذه الأبيات عن بشر من وجهين آخرين.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبو عثمان البحيري (3)،أخبرنا أبو الحسن بن بهتة البزاز، أخبرنا محمد بن مخلد، حدّثنا جعفر بن محمد بن أبي هاشم، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول:

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم *** و المنكرون لكلّ أمر منكر

و بقيت في خلف يزيّن بعضهم *** بعضا ليدفع معور عن معور

أخبرنا أبو القاسم بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، حدّثنا محمد بن مخلد العطّار، حدّثنا موسى - يعني ابن هارون الطوسي - حدّثنا محمد - هو ابن نعيم بن الهيضم-[قال] (5) سمعت بشرا يقول:

ذهب الرجال المرتجى بفعالهم *** و المنكرون لكل أمر منكر

ص: 215


1- الحلية و المختصر: فاليأس عز و التقى سؤدد.
2- البيتان في حلية الأولياء 344/8.
3- بالأصل «البحري» و الصواب ما أثبت عن الأنساب (البحيري).
4- الخبر في تاريخ بغداد 77/7.
5- زيادة عن تاريخ بغداد.

و بقيت في خلف يزيّن بعضهم *** بعضا لدفع معور عن معور

قال الخطيب (1):و أخبرنا أبو عمر الحسين (2) بن عثمان الواعظ ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي (3)،حدّثنا العباس بن يوسف الشّكلي، حدّثني علي بن خليد الدّمشقي، حدّثني أحمد بن مسكين قال: خرجت في طلب بشر بن الحارث من باب حرب فإذا به جالس وحده، فأقبلت نحوه، فلما رآني مقبلا خطّ بيده على الجدار و ولّى، و أتيت موضعه فإذا هو قد خطّ بيده:

الحمد للّه لا شريك له *** في صبحه دائما و في غلسه

لم يبق لي مؤنس فيؤنسني *** إلاّ أنيس أخاف من أنسه

فاعتزل الناس يا أخيّ و لا *** تركن إلى من تخاف من دنسه

و أخبرنا بهذه الأبيات و زيادة بيت فيها أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الصّيرفي، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن محمد البلخي، قال: سمعت محمد بن بشر يقول عن عبد الصمد قال: سمعت بشر الحافي يقول:

الحمد للّه لا شريك له *** في صبحه دائما و في غلسه

لم يبق لي مؤنس فيؤنسني *** إلاّ أنيس أخاف من أنسه

فاعتزل الناس ما استطعت و لا *** تركن إلى من تخاف من دنسه

فالعبد يرجو ما ليس يدركه *** و الموت أدنى إليه من نفسه

و أخبرنا أبو الحسن بختيار بن عبد اللّه الهندي عتيق محمد بن منصور اليعقوبي - ببوشنج-[أنا] القاضي القضاة أبو الفرج محمد بن عبيد اللّه بن الحسن البصري - بها - حدّثنا الشيخ الصالح أبو الغنائم بن حمّاد - بالأهواز، يعني الحسن بن علي - حدّثنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن البزاز، حدّثنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه،

ص: 216


1- تاريخ بغداد 76/7 و 77 الخبر و الأبيات.
2- تاريخ بغداد: الحسن.
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى قطيعة الدقيق، و هي محلة في أعلى غربي بغداد.

حدّثنا ابن عمّار، حدّثنا إسماعيل بن علي مولى بني هاشم، قال: كان بشر بن الحارث (1) يتمثل:

تعاف القذى في الماء لا تستطيعه *** و تكرع في حوض الذنوب فتشرب

و تؤثر في كل الطعام ألذّه *** و لا تذكر المختار من أين يكتسب

و ترقد (2) يا مسكين فوق نمارق *** و في حشوها نار عليك تلهّب

فحتى متى تستفيق جهالة *** و أنت ابن سبعين بدينك تلعب

أنبأنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ (3)،أنشدنا محمد بن إبراهيم، أنشدنا عبد اللّه (4) بن محمد بن علي قاضي المدينة أنشدني محمد بن سهم قال: قال أهل الحديث لبشر بن الحارث حدّثنا فأنشأ يقول:

صار أهل الحديث فيهم حديثا *** إنّ شين الحديث أهل الحديث

و قال: و أنشدني بشر:

و ليس من يروق (5) لي دينه *** يغرّني يا صاح تبريقه

من حقق الإيمان في قلبه *** يوشك أن يظهر تحقيقه

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الحافظ (6)،أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النّعالي، حدّثنا أحمد بن نصر الذّارع قال: سمعت أبا العباس أحمد بن [محمد بن] (7) مسروق يقول: سئل بشر بن الحارث عن القناعة فقال: لو لم يكن في القناعة شيء إلاّ التمتع بعزّ الغناء لكان ذلك يجزي، ثم أنشأ يقول:

أفادتني القناعة أيّ عزّ *** و لا عزّ أعزّ من القناعة

ص: 217


1- بالأصل و م «الحسن» الصواب ما أثبت، فهو صاحب الترجمة.
2- بالأصل «و ترفد» و المثبت عن المطبوعة 75/10.
3- حلية الأولياء 356/8.
4- عن الحلية و بالأصل «عبد الرحمن».
5- عن الحلية 345/8.
6- تاريخ بغداد 76/7 الخبر و الأبيات.
7- زيادة عن تاريخ بغداد.

فخذ منها لنفسك رأس مال *** و صيّر بعدها التقوى بضاعة

تحز حالين تغنى عن بخيل *** و تسعد في الجنان بصبر ساعة

ثم قال: مروءة القناعة، أشرف من مروءة البذل و العطاء. قال: و أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، حدّثنا العباس بن يوسف الشّكلي، حدّثني أبو عبد اللّه الأسدي قال: قال لي بشر بن الحارث رحمة اللّه عليه يوما (1):

قطع الليالي مع الأيام في خلق *** و اليوم تحت رواق الهمّ و القلق

أحرى فأعذر لي من أن يقال غدا *** إنّي التمست الغنى من كفّ مختلق

قالوا رضيت بذا قلت القنوع غنى *** ليس الغنى كثرة الأموال و الورق

رضيت باللّه في عسري و في يسري *** فلست أسلك إلاّ أوضح الطرق

حدّثنا [أبو] (2) مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الحافظ - لفظا - و أبو علي الحسن بن الحسن بن أحمد بن متولة، و أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن عبد الرزاق بن الفضل المؤذن - قراءة - قالوا: أخبرنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي، حدّثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران - ببغداد - حدّثنا [عثمان] بن أحمد السماك، حدّثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال لي أبو الفضل العباس بن بسام قال أبو عاصم المتطبب: سمعت بشر بن الحارث يتمثل بهذين البيتين - و هما بيتان لمحمود الورّاق فعجبنا منه كيف بلغه هذان البيتان و هما:

مكرم الدنيا مهان *** مستذلّ في القيامة

و الذي هانت عليه *** فله ثمّ كرامة

حدثنا أبو القاسم بن السّمرقندي - إملاء - أنبأنا علي بن ناعم بن علي المقرئ الحنبلي، حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ، حدّثنا إسحاق بن محمد النّعالي قال: ذكر عبد اللّه بن إسحاق المدائني. حدّثنا أبو الفضل الورّاق، عن إبراهيم بن الفتح أن بشر بن الحارث أنشده:

ص: 218


1- الأبيات في تاريخ بغداد 76/7 و الحلية 354/8 و صفوة الصفوة 324/2.
2- زيادة عن تذكرة الحفاظ 1314/4.

إنّي أحبي عدوي عند رؤيته *** ليدفع الشر عني بالتحيّات

و أحسن البشر بالإنسان أبغضه *** كأنما قد ملي قلبي محبّات

الناس داء و داء الناس قربهم *** و في الجفاء لهم قطع الأخوات

فجامل الناس و أحسن ما استطعت و كن *** أصم أبكم أعمى ذا تقيات

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أخبرنا رشأ بن نظيف المقرئ، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا جعفر بن محمد المستملي، حدّثنا أبو عبد اللّه [عبد] الرّحمن الزاهد رفيق بشر بن الحارث، قال: رأى صاحب لنا ربّ العزّة في النوم قبل موت بشر بن الحارث بقليل فقال: قل لبشر بن الحارث لو سجدت على الجمر ما كنت تكافيني بما نوّهت اسمك في الناس.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني عبد اللّه بن يحيى السّكري [حدّثنا] (2) أبو علي محمد بن أحمد بن الصّوّاف، حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبو حفص عمر بن أخت بشر بن الحارث قال: حدّثتني أمي. قالت: جاء رجل إلى الباب فدقّه فأجابه بشر: من هذا؟ قال: أريد بشرا (3) فخرج إليه، فقال: حاجتك عافاك اللّه ؟ فقال له: أنت بشر؟ قال: نعم حاجتك ؟ قال: إنّي رأيت ربّ العزّة في المنام و هو يقول لي:

اذهب إلى بشر فقل له: يا بشر لو سجدت لي على الجمر ما أدّيت [شكري] (4) فيما قد بثثت لك في الناس. فقال له: أنت رأيت هذا؟ فقال: نعم، رأيته ليلتين متوالية، فقال:

لا تخبر به أحدا، ثم دخل و ولّى وجهه إلى القبلة، و جعل يبكي و يضطرب (5) و يقول:

اللّهم إن كنت شهرتني في الدنيا، و نوهت باسمي و رفعتني فوق قدري على أن تفضحني في القيامة الآن فعجل عقوبتي، و خذ مني بقدر ما يقوى عليه بدني.

قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ (6)،حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان

ص: 219


1- الخبر في تاريخ بغداد 78/7.
2- زيادة عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل «بشر».
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل: و يضرب.
6- تاريخ بغداد 78/7-79.

و مخلد بن جعفر، قالا: حدّثنا أحمد بن محمد بن غزوان البراثي، قال: آخر ما سمعت من كلام (1) بشر بن الحارث. أرجف الناس بموته بباب الطاق في يوم مطير، فجئت في المطر و الطين حتى بلغت بابه، فإذا على بابه ثلاثة نفر، منهم شيخ يقول: إنما جئنا نعودك يا أبا نصر. فقال لهم - و هو يبكي:- لا حاجة لي في عيادتكم، اذهبوا عني فقد آذيتموني، و هو يبكي و قال فضيل بن عياض: أشتهي [أن] أمرض بلا عواد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو ذر أحمد بن محمد الباغندي، حدّثنا إبراهيم بن هانئ النّيسابوري، قال: سمعت أحمد بن حنبل و جاءه رجل فقال: مات بشر يا أبا عبد اللّه - فقال أحمد: رحمه اللّه كان فيه أنس.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: قلت لأبي يوم مات بشر بن الحارث: مات بشر فقال: رحمه اللّه لقد كان في ذكره أنس - أو فيه أنس - ثم لبس رداءه و خرج و خرجت معه فشهد جنازته. و قال أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن حنبل: مات بشر سنة سبع و عشرين قبل المعتصم بستة أيام.

قال: و أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حدّثنا علي بن أحمد بن النضر، قال: و مات بشر بن الحارث سنة سبع و عشرين.

كتب إليّ أبو سعد محمد بن محمد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه التّنوخي، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد، أنبأنا أبو علي الحداد، قالوا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن يحيى بن معاوية الطّلحي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم

ص: 220


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل: سمعت كلامي بشر.
2- تاريخ بغداد 79/7.

عبد الواحد بن علي العلاف، قالا: أخبرنا أبو الحسن الحمّامي، أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسن السكوني ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد و أبو منصور محمد بن عبد الملك، قال علي:

حدّثنا - و قال محمد أخبرنا - أبو بكر الخطيب (1):أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلّدي (2)،قالا: حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي [قال:] سنة سبع و عشرين و مائتين فيها مات بشر بن الحارث ببغداد في شهر ربيع الأول.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: مات بشر بن الحارث في سنة سبع و عشرين و مائتين.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمداني، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو أحمد بكر بن محمد الصّيرفي - بمرو - قال: سمعت محمد بن عمير الرازي يقول: توفي بشر بن الحارث الزاهد المعروف بالحافي سنة سبع و عشرين و مائتين.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التّميمي، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة سبع و عشرين و مائتين فيها مات بشر بن الحارث العابد يوم الأربعاء لعشر خلون من ربيع الأول.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم الجوري (4)-في كتابه إلينا - حدّثنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّي، حدّثني أبو حسان الزّيادي قال: سنة سبع و عشرين و مائتين فيها مات بشر بن الحارث الزاهد،

ص: 221


1- تاريخ بغداد 79/7.
2- بالأصل و تاريخ بغداد 79/7 «الخالدي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 558/15.
3- تاريخ بغداد 79/7.
4- في المطبوعة 79/10 الحوري و في م كالأصل.

و يكنى أبا نصر عشية الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الأول، و قد بلغ من السنّ خمسا و سبعين سنة و حشر الناس لجنازته؛ قال: و أخبرني أبو العلاء الواسطي، حدّثنا محمد بن يوسف [حدّثنا] (1) يعقوب (2) الرّقّي، حدّثنا أبو الفتح محمد بن أحمد النحوي - بالرملة - قال: سمعت الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد الحمّاني (3) يقول: رأيت أبا نصر التّمّار و علي بن المديني في جنازة بشر بن الحارث يصيحان في الجنازة: هذا و اللّه شرف الدنيا قبل شرف الآخرة، و ذلك أن بشر بن الحارث أخرجت جنازته بعد صلاة الصبح، و لم يحصل في القبر إلاّ في الليل، و كان نهارا صيفا، و النهار فيه طول، و لم يستقر في القبر إلى العتمة قال: و أخبرني الأزهري، حدّثنا أحمد بن منصور الورّاق، حدّثنا محمد بن مخلد، حدّثني أبو حفص عمر بن سليمان المؤدب، حدّثني أبو حفص بن أخت بشر بن الحارث، قال: كنت أسمع الجن تنوح على خالي في البيت الذي كان [يكون] (4) فيه غير مرة سمعت الجنّ تنوح عليه.

أخبرنا أبو الحسن الدّينوري، حدّثنا أبو الحسن القزويني، حدّثنا يوسف بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه - إملاء من حفظه - حدّثنا خشنام ابن أخت بشر [بن] الحارث قال: رأيت خالي بشر بن الحارث في النوم فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي و جعل يذكر ما فعل اللّه به من الكرامة، فقلت له: قال لك شيئا؟ فقال: نعم، فقلت له: ما قال لك ؟[قال:] قال لي: يا بشر ما استحييت مني، تخاف ذاك الخوف كله على نفس هي لي.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، حدّثنا محمد الفارسي (5)،حدّثنا محمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت القاضي أبا الحسين (6) بن أحمد البيهقي

ص: 222


1- سقطت من الأصل و زيادتها ضرورية، و استدركت عن تاريخ بغداد.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل اليعقوبي.
3- بالأصل «الحافي» و المثبت عن الأنساب و تاريخ بغداد.
4- مكانها بياض بالأصل و م و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- قوله:«حدثنا محمد الفارسي» سقط من المطبوعة 80/10.
6- بالأصل:«سمعت القاضي، أخبرنا علي الحسين».

يقول: سمعت الحسين بن إسماعيل المحاملي يقول: رأيت القاساني في النوم فقلت:

ما فعل اللّه بك ؟ فأومأ إليّ أنه نجا بعده شدة. قلت: فما تقول في أحمد بن حنبل ؟ قال:

غفر اللّه له قلت: فبشر الحافي ؟ قال: ذاك تحيه الكرامة من اللّه في كل يوم مرتين.

قال: و أخبر [أبو] عبد الرّحمن قال: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت أبا القاسم بن أبي موسى يقول: حدّثنا عبد اللّه بن يوسف الحذّاء، أخبرنا أبو القاسم المدائني قال: قال أبو حفص بن أخت بشر: قلت لخالي بشر: يا أبا نصر و بلغني أنّه اشتهى الباقلاء سنين فلم يأكله، فرئي بعد موته في المنام قيل له: ما فعل بك ربك ؟ قال:

غفر لي، و قال: كل يا بشر مما لم تأكل، و اشرب يا بشر مما لم تشرب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، حدّثنا و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمد بن رزيق (1)،أنبأنا أبو بكر الخطيب، حدّثني الخلال - لفظا - حدّثنا عمر بن أحمد بن جعفر، عن عاصم الحربي قال: رأيت في المنام كأني قد دخلت درب هشام، فلقيني بشر بن الحارث فقلت: من أين يا أبا نصر؟ قال: من علّيّين قلت: ما فعل بأحمد بن حنبل ؟ قال: تركت الساعة أحمد بن حنبل و عبد الوهاب الورّاق بين يدي اللّه عزّ و جلّ يأكلان و يشربان و يتنعمان. قلت: فأنت ؟ قال: علم اللّه عزّ و جلّ رغبتي في الطعام فأباحني النظر إليه.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ الخيّاط ، حدّثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان، حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ ببغداد، حدّثنا محمد بن إسحاق السّهلي قال: و سمعت أحمد بن الفتح يقول: رأيت أبا نصر بشر بن الحارث في منامي و هو قاعد في بستان و بين يديه مائدة و هو يأكل منها فقلت له: يا أبا نصر ما فعل اللّه بك ؟ قال: رحمني و غفر لي، و أباحني الجنة بأسرها و قال لي: كل من جميع ثمارها و اشرب من أنهارها، و تمتّع بجميع ما فيها كما كنت تحرم نفسك الشهوات في دار الدنيا. فقلت له: زادك يا أبا نصر،

ص: 223


1- كذا بتقديم الراء، و في المطبوعة «زريق» بتقديم الزاي، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 69/20 «زريق».
2- في المطبوعة:«المزرقي» خطأ و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى المزرفة و هي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها.

فأين أخوك أحمد بن حنبل، فقال: هو قائم على باب الجنة يشفع لأهل السنّة ممن يقول القرآن كلام اللّه غير مخلوق. فقلت له: ما فعل اللّه بمعروف الكرخي ؟ فحوّل رأسه ثم قال لي: هيهات هيهات حالت بيننا و بينه الحجب، إن معروفا لم يعبد اللّه شوقا إلى جنّته، و لا خوفا من ناره، و إنما عبده شوقا إليه، فرفعه اللّه إلى الرقيع (1) الأعلى، و رفع الحجب بينه و بينه، ذلك التّرياق المقدسي المجرّب، فمن كانت له إلى اللّه حاجة، فليأت قبره و ليدع، فإنه يستجاب له إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، [نا أحمد بن مروان] (2) حدّثنا الفضل بن أحمد بن محمد بن بشار الشذائي (3)،قال:

سمعت أبا جعفر السّقّا رفيق بشر بن الحارث يقول: رأيت بشر بن الحارث و معروفا (4)الكرخي في النوم و كأنهما جائيين [من] قبة أو كما قال، قال قلت: من أين ؟ فقالا: من جنّة الفردوس، و قد زرنا موسى كليم الرّحمن عزّ و جلّ .

قال: و حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا محمد بن موسى، حدّثنا الحسين بن مروان قال: رأيت بشرا (5) الحافي في النوم فقلت: يا أبا نصر ما فعل بك ؟ قال: غفر لي و لمن تبع جنازتي. قال: قلت ففيم العمل ؟ قال: فأخرج كسرة، ثم قال: انظر في هذه الكسرة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (6)،أخبرنا أبو حازم عمر [بن أحمد] (7) بن إبراهيم العبدوي الحافظ - بنيسابور - أخبرني محمد بن عبد اللّه بن شاذان - بهراة - قال: سمعت حمزة بن

ص: 224


1- الرقيع: السماء، كل سماء يقال له رقيع، و منه قول النبي صلى اللّه عليه و سلم لسعد بن معاذ رضي اللّه عنه حين حكم في بني قريظة:«حكمت بحكم اللّه من فوق سبعة أرقعة» يعني سبع سماوات، و كأنه ذهب إلى معنى السقف فجاء به على التذكير (انظر النهاية لابن الأثير - و اللسان).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و المطبوعة 81/10 و انظر ترجمة الحسن بن إسماعيل في سير أعلام النبلاء 541/16.
3- رسمها بالأصل «السراني» و المثبت عن المطبوعة 81/10 و هذه النسبة إلى شذا و هي قرية بالبصرة.
4- بالأصل «و معروف».
5- بالأصل «بشر».
6- تاريخ بغداد 80/7.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن تاريخ بغداد.

محمد بن إبراهيم يقول: سمعت الحسن بن مروان يقول: رأيت بشرا بن الحارث في المنام فقلت: يا أبا نصر ما فعل اللّه بك ؟ قال: غفر لي و غفر لمن تبع جنازتي، قال:

قلت ففيم العمل ؟ قال: افتقد الكسرة. قال: و أخبرني الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أبو شجاع المروزي - أو غيره، الشك من أبي حفص - حدّثنا القاسم بن منبّه قال: رأيت بشر بن الحارث في النوم فقلت: ما فعل اللّه بك يا بشر؟ قال: قد غفر لي، و قال لي: يا بشر قد غفرت لك و لكلّ من تبع جنازتك، فقلت: يا ربّ و لكل من أحبّني ؟ قال: و لكلّ من أحبّك إلى يوم القيامة.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الغفار بن محمد بن إسماعيل بن عبد الوا (1) هو ابن محمد بن سعيد القاساني المعدّل الشّروطي - بأصبهان - أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن محمد بن حمدويه بن سهل المروذي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النضر الدّيباجي، حدّثنا محمد بن حمدويه المروذي، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب الخوارزمي، حدّثنا إسحاق بن محمد، قال: لما مات بشر بن الحارث رآه بعض العلماء واقفا بين يدي اللّه عزّ و جلّ فقال اللّه تبارك و تعالى: قد غفرت لك و لمن تبع جنازتك و لتسعين (2) ألفا (3) ممن سمعوا بموتك.

أخبرنا محمد بن طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني قاسم بن هاشم، حدّثني إسحاق بن عباد، حدّثني أبو العباس القرشي، قال: أتيت أبا نصر التّمّار بعد موت بشر بن الحارث بأيام نعزيه، فقال لنا أبو نصر: رأيته البارحة في النوم في أحسن هيئة فقلت له: ما صنع بك ربّك ؟ قال: قد استحيت من ربي من كثرة ما أعطاني (4)،أن غفر لمن تبع جنازتي.

ص: 225


1- كذا بالأصل:«عبد الوا» و بعدها بياض مقدار كلمة و في المطبوعة 82/10: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الغفار بن محمد بن سعيد القاشاني المعدل الشروطي.
2- في المختصر و المطبوعة: و لسبعين.
3- بالأصل «ألف».
4- بعدها في المختصر و المطبوعة:«من الخير، و كان فيما أعطاني».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو محمد الصّريفيني و أبو الحسين بن النّقّور ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو محمد الصّريفيني ح.

و أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الجبّار بن توبة الأسدي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصّيرفي، حدّثنا أبو أحمد بن المهتدي، حدّثنا حسين بن أبي الحصين - و قال ابن النقور: بن الخصيب - حدّثني أبو بكر بن حماد، قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم و كان في مسجد الخيف (1)فقلت: يا رسول اللّه كيف بشر عنكم ؟ قال: أنزل وسط الجنة، قلت: فأحمد بن حنبل ؟ قال: أ ما بلغك - زاد الأنماطي: عني - أن اللّه عزّ و جلّ إذا أدخل أهل الذكر الجنة ضحك إليهم عز و جل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الفرج بن علي بن عبيد اللّه الطّناجيري، حدّثنا محمد بن علي بن سويد المؤدب، حدّثنا عثمان بن إسماعيل السّكري، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن الدّورقي يقول: مات جار لي فرأيته في الليل و عليه حلّتين قد كسي، فقلت: إيش قصتك ما هذا؟ قال: دفن في مقبرتنا بشر بن الحارث، فكسي أهل المقبرة حلّتين حلّتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، قالا: حدّثنا و أبو منصور بن [خيرون، نا] (2)عبد الرّحمن بن محمد بن زريق (3)،قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (4)، أخبرني عبد العزيز بن علي الورّاق، حدّثنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجرّاحي، حدّثنا أحمد بن محمد الجرّاح، قال: سمعت محمد بن محمد بن أبي الورد يقول: قال لي مؤذن بشر بن الحارث: أريت بشر بن الحارث في المنام فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال:

ص: 226


1- مسجد الخيف: الخيف ما ما انحدر من غلظ الجبل و ارتفع عن سبل الماء، و منه سمي مسجد الخيف من منى (معجم البلدان).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و الزيادة ضرورية انظر ترجمة ابن زريق في سير أعلام النبلاء 69/20.
3- بالأصل «رزيق» بتقديم الراء، انظر الحاشية السابقة.
4- تاريخ بغداد 422/10 في ترجمة أبي نصر التمار.

غفر لي، فقلت: ما فعل أحمد بن حنبل ؟ فقال: غفر له، فقلت: ما فعل بأبي نصر التّمّار؟ قال: هيهات، ذاك في علّيّين، فقلت: بما ذا نال ما لم تنالاه (1)؟فقال: بفقره و صبره على بنيّاته.

و قال أبو بكر (2):أخبرنا ابن (3) رزق و علي بن محمد بن عبد اللّه المعدّل، قالا:

أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء العبدي، حدّثنا إبراهيم بن سهل و أحمد بن محمد بن بلال، عن أبي جعفر السّقّا، قال: رأيت بشر بن الحارث في النوم فقلت: يا أبا نصر كيف الحال ؟ قال: وقّفني فرحم شيبتي - و جعل يده تحت ذقنه - و قال لي: يا بشر لو سجدت لي في الدنيا على الجمر ما أدّيت شكر ما حشيت (4) قلوب عبادي عليك، و أباحني نصف الجنة، و وعدني أن يغفر لمن تبع جنازتي، قلت: فما فعل أبو نصر التّمّار؟ قال: ذاك فوق الناس، قال: قلت: بما ذا؟ قال:

بصبره على بنيّاته و الفقر.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبيد اللّه بن جرير، حدّثني أبو عيسى الرماني، عن رجل رأى بشر بن الحارث في النوم فقال له: ما فعل اللّه ؟ قال: غفر لي،[و قال لي]: (5) يا بشر لو سجدت لي على الجمر ما كافأت ما جعلت لك في قلوب العباد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (6)، أخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس، حدّثنا أحمد بن الحسين بن الجنيد، قال: سمعت حجاج بن الشاعر يقول لسليمان اللؤلؤي: رؤي بشر الحارث في النوم فقيل: ما فعل اللّه بك يا أبا نصر؟ قال: غفر لي و قال: يا بشر ما عبدتني على قدر ما نوّهت باسمك.

ص: 227


1- بالأصل «نالاه» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد 422/10 في ترجمة أبي نصر التمار.
3- بالأصل «أبو» و المثبت عن تاريخ بغداد 422/10.
4- بالأصل:«شكر أما أ خشيت» و المثبت عن تاريخ بغداد، و في المطبوعة 84/10 شكر ما أحننت.
5- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح، انظر المطبوعة 85/10.
6- تاريخ بغداد 80/7.

أخبرنا أبو الحسن زيد بن الحسن بن زيد الموسوي، أخبرنا أبو شجاع محمد بن سعدان المقاريضي الشيرازي، أنبأنا شيخي أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن أحمد الصّوفي، أخبرنا شيخي أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن المعدّل المقاريضي قال:

سمعت شيخي أبا عبد اللّه بن خفيف يقول: سمعت أبا الحسن القيصري يقول: سمعت محمد بن خزيمة بالاسكندرية يقول: لما مات أحمد بن حنبل اغتممت غمّا شديدا فبت في ليلتي، رأيته في المنام و هو يتبختر في مشيته فقلت: يا أبا عبد اللّه [أي] (1) مشية هذه ؟ فقال؛ مشية الخدّام في دار السلام، فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ فقال: غفر لي و توّجني، و ألبسني نعلين من ذهب، قال: يا أحمد، هذا بقولك: إن القرآن كلامي قال: يا أحمد ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن الثوري، كنت تدعو بها في دار الدنيا، فقلت: يا رب كلّ شيء، فقيل (2):هيه فقلت: بقدرتك على كل شيء، فقال لي: صدقت، فقلت: لا تسألني عن شيء و اغفر لي كلّ شيء، قال: قد فعلت، ثم قال: يا أحمد هذه الجنة فقم فادخل إليها، فدخلت فإذا بسفيان الثوري و له جناحان أخضران يطير بهما من نخلة إلى نخلة و يقول: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي صَدَقَنٰا وَعْدَهُ ، وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشٰاءُ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ (3) فقلت له ما فعل عبد اللّه الورّاق ؟ قال: تركته في بحر من نور، في زلاّل (4) من نور يزار به إلى الملك الغفور قال: قلت له: فما فعل بشر - يعني بن الحارث ؟ قال لي: بخ بخ و من مثل بشر، تركته بين يدي الجليل و بين يديه مائدة من الطعام، و الجليل مقبل عليه و هو يقول: كل يا من لم تأكل، و اشرب يا من لم تشرب، و انعم يا من لم تنعم في دار الدنيا.[قال:] (5) فأصبحت فتصدّقت بعشرة آلاف (6) درهم.

كذا في هذه الرواية و إنما هو عبد الوهاب الورّاق، و كذلك هو في رواية أخرى.

882 - بشر بن أبي حفص و يقال: ابن أبي جعفر الكندي

حدّث عن مكحول.

ص: 228


1- زيادة عن مختصر ابن منظور 207/5.
2- الأصل و المختصر، و في المطبوعة: فقال: هيه.
3- سورة الزمر، الآية:74.
4- زلال: كشداد، ضرب من السفن النهرية السريعة الحركة، كانت معروفة في بغداد في أيام الخلفاء، و يسمى أيضا الزلالة (الديارات للشابشتي ص 24).
5- زيادة عن مختصر ابن منظور 207/5.
6- بالأصل «ألف».

روى عنه يونس بن بكير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا حدّثنا يونس بن بكير، عن بشر بن أبي حفص الكندي الدّمشقي، حدّثنا مكحول أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لبلال:«ألا لا تغادر صيام الاثنين فإنّي ولدت يوم الاثنين، و أوحي إليّ يوم الاثنين، و هاجرت يوم الاثنين، و أموت يوم الاثنين» و في نسخة أخرى بشر بن أبي جعفر فاللّه أعلم[2540].

883 - بشر بن حميد بن أبي مريم المزني

حدّث عن عروة بن الزبير، و عمر بن عبد العزيز - و وفد عليه - و روى عن أبي قلابة.

روى عنه: ابنه محمد بن بشر، و سليمان بن بلال، و عبّاد بن إسحاق، و أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، و خالد بن حميد المهري المصري.

أخبرنا أبو محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر الخشّاب، أخبرنا حارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمد بن سعد (1)،أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني محمد بن بشر بن حميد، عن أبيه قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول في خلافته بخناصرة (2):سمعت بالمدينة و الناس يومئذ بها كثير، من مشيخة المهاجرين و الأنصار أن حوائط (3) النبي صلى اللّه عليه و سلم يعني السبعة التي وقف من أموال مخيريق، و قال: إن أصبت فأموالي لمحمد صلى اللّه عليه و سلم يضعها حيث أراه اللّه، و قتل يوم أحد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: مخيريق خير يهود. ثم دعا لنا عمر بتمر منها، فأتي بتمر في طبق، فقال: كتب إليّ أبو بكر [بن] (4) حزم يخبرني أن هذا التمر من العذق الذي كان على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأكل منها قال: قلت يا أمير المؤمنين فاقسمه بيننا،[قال: فقسمه] (5) فأصاب كلّ رجل منا تسع تمرات. قال

ص: 229


1- طبقات ابن سعد 501/1-502 تحت عنوان «ذكر صدقات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم».
2- خناصرة بليدة من أعمال حلب، تحاذي قنسرين نحو البادية (معجم البلدان).
3- حوائط جمع حائط و هو البستان من النخيل إذا كان عليه جدار (النهاية).
4- زيادة عن ابن سعد.
5- زيادة عن ابن سعد.

عمر بن عبد العزيز: قد دخلتها إذ كنت واليا بالمدينة، و أكلت من هذه النخلة، و لم أر مثلها من التمر أطيب و لا أعذب.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1):بشر بن حميد بن أبي مريم، سمع عروة في بيع الطعام قوله - قاله لي ابن أبي أويس عن أخيه عن سليمان عن (2) بشر. و قال إبراهيم بن طهمان عن عبّاد بن إسحاق، عن بشر بن حميد:

أرسل معي عمر بن عبد العزيز بسبيين (3).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أخبرنا علي بن محمد، قال: و أخبرنا ابن مندة، أخبرنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4):بشر بن حميد بن أبي مريم، روى عن عروة في بيع الطعام، و عمر بن عبد العزيز. روى عنه سليمان بن بلال، و عبّاد بن إسحاق سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو زكريا بن عبد الوهاب بن مندة، ثم حدّثني أبو بكر اللّفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: بشر أو بسر بن [حميد] المدني، أخو سليم بن حميد مديني قدم مصر هو و أخوه سليمان روى عنه من أهل مصر خالد بن حميد المهري.

884 - بشر بن حيّان الخشني البلاطي

884 - بشر بن حيّان (5) الخشني البلاطي

سمع واثلة بن الأسقع.

ص: 230


1- التاريخ الكبير 1/قسم 71/2.
2- بالأصل «بن» و الصواب عن البخاري.
3- في البخاري:«سنتين» وى المطبوعة 87/10 بشيئين.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 354/1.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن م و انظر الأنساب (الخشني). و الخشني ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى خشين بطن من قضاعة. ذكره السمعاني و ترجم له. و البلاطي نسبة إلى البلاط و هي قرية من غوطة دمشق.

روى عنه الحسن بن يحيى الخشني.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنبأنا [محمد] (1) أبو الحسن بن أحمد المخلدي، أخبرنا أبو بكر محمد بن حمدون، حدّثنا يزيد بن عبد الصمد، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا الحسن بن يحيى، حدّثنا بشر بن حيّان، قال: أقبل واثلة بن الأسقع يسير؛ وقف علينا و نحن نبني مسجد بيت البلاط ، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من بنى للّه مسجدا بنى اللّه له في الجنة أفضل منه»[2541].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (2)،[حدّثني أبي] (3)،حدّثني هيثم بن خارجة، أخبرنا أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني، عن بشر بن حيّان قال: جاء واثلة بن الأسقع و نحن نبني مسجدنا قال: فوقف علينا فسلّم ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من بنى للّه (4) مسجدا يصلى فيه بنى اللّه له في الجنة أفضل منه»[2542] قال أبو عبد الرّحمن: و قد سمعته من هيثم بن خارجة.

أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب، و أبو علي بن السبط ، و أم أبيها (5) فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا (6) العكبرية قالوا: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الدّجاجي ح.

و أخبرناه أبو الفرج قوام بن زيد المري، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:

أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أخبرنا أبو الحسين علي بن عمر الحربي، حدّثنا أحمد بن الحسين، حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا الحسن (7) بن يحيى الخشني عن بشر بن حيّان قال: جاءنا - و في حديث ابن النقور حدّثنا - واثلة بن الأسقع و نحن نبني

ص: 231


1- سقطت من الأصل، انظر ترجمة الحسن بن أحمد المخلدي في سير الأعلام 539/16.
2- مسند أحمد 490/3.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المسند.
4- في المسند:«من بنى مسجدا» بدون لفظ الجلالة.
5- في المطبوعة: أم البهاء.
6- بالأصل «جد» و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة تراجم العين عبد اللّه بن جابر ص 699).
7- بالأصل «الحسين» خطأ، الصواب عن الأنساب (الخشني)، و انظر بداية الترجمة.

مسجدا فسلّم علينا [و قال:] سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من (1) بنى للّه مسجد يصلى فيه بنى اللّه له بيتا في الجنة أفضل منه»[2543].

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني (2)،أنبأنا تمام بن محمد، أخبرنا جعفر بن محمد، حدّثنا أبو زرعة في الأصاغر من أصحاب واثلة و غيرهم: بشر بن حيّان الخشني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير - إجازة - و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الرابعة:

بشر بن حيّان الخشني من قرية البلاط .

أنبأنا أبو القاسم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الفضل بن خيرون و أبو الغنائم بن النّرسي قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد بن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (3):بشر بن حيّان الخشني سمع واثلة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من بنى للّه مسجدا بنى اللّه له بيتا في الجنة». قاله لي الهيثم بن خارجة عن الحسن (4) بن يحيى، عن بشر.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا عبد الرّحمن بن مندة، أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أخبرنا علي بن محمد ح، قال: و أخبرنا ابن مندة، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (5):بشر بن حيّان الخشني:

روى عن واثلة بن الأسقع، روى عنه الحسن بن يحيى الخشني سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري ح.

ص: 232


1- سقطت من الأصل، و على هامشه:«لعله: من» و هو ما أثبتناه.
2- بالأصل «الكتان».
3- التاريخ الكبير 71/2/1.
4- بالأصل «الحسين» و المثبت عن البخاري.
5- الجرح و التعديل 354/1/1.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد الخطيب، حدّثنا أبو زكريا البخاري ح.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبّار، أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأنا رشأ بن نظيف، قالا: أنبأنا عبد الغني بن سعيد في باب الخشني: بشر بن حيّان الخشني عن واثلة بن الأسقع.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما الخشني - أوله خاء معجمة مضمومة بعدها شين معجمة مفتوحة ثم نون - فهو بشر بن حيّان الخشني عن واثلة بن الأسقع.

885 - بشر بن رزام أو مبشر بن رزام القرشي

885 - بشر بن رزام أو مبشر بن رزام القرشي (2)

من أهل دمشق له ذكر فيما ذكره أبو الحسين أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي و ذكره أباه بغير شك، و لكن وقع في نسختين اختلاف، فذكرته بالشك.

886 - بشر بن سليمان بن هشام

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي له ذكر.

887 - بشر بن سيّار الكلبي

مولى كنانة العليمي قاتل الوليد بن يزيد. له ذكر.

888 - بشر بن صفوان بن تويل

888 - بشر بن صفوان بن تويل (3)

ابن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عزيز (4)

و يقال: ابن عزيز بن أبي جابر بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب.

ص: 233


1- الاكمال لابن ماكولا 260/3 و 261.
2- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور، و التراجم الثلاث التالية أيضا.
3- بالأصل «تريك» و المثبت عن جمهرة ابن حمزة ص 457 و ضبطت فيها بالقلم بضم التاء و فتح الواو، و بالنص في الاكمال لابن ماكولا 504/1-505 بفتح التاء و كسر الواو.
4- كذا بالأصل هنا و فيما يلي، و لعل الأولى «عرين» كما في جمهرة ابن حزم ص 457 و الثانية «عزيز» كما في الاكمال، أو العكس، و انظر المطبوعة 91/10 فالأولى «عرين» و الثانية «عزيز» و في ولاة مصر للكندي ص 91 «عدس» و في حاشيتها عن نسخة: عرين.

أمير مصر ولاّه (1) يزيد بن عبد الملك، وليها في سنة إحدى و مائة إلى أن خرج إلى المغرب في سنة اثنتين (2) و مائة و هو أخو حنظلة بن صفوان ذكره أبو سعيد بن يونس و ساق نسبه كما ذكرناه فيما كتب به إلى أبي محمد حمزة بن العباس بن علي، و أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال اللفتواني: و أنبأنا أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس فذكره، و ذكر بن يونس في تاريخ الغرباء: أن حنظلة بن صفوان دمشقي.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):فأما تويل [أوله تاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها و] (4) ثانيه واو مكسورة (5) و بعدها ياء ساكنة معجمة باثنين من تحتها - بشر بن صفوان بن تويل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عزيز بن أبي جابر بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة أمير مصر ليزيد بن عبد الملك، خرج إلى المغرب في سنة اثنتين (6) و مائة. هو بخط أبي عبد اللّه الصوري:

تويل بفتح التاء و كسر الواو. كذا قال: عزيز، و قال في موضع آخر: عزيز (7).و كذلك قال الدارقطني.

[أخبرنا] أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خياط ، قال (8):قال أبو خالد: قفل (9) ابن أوس الأنصاري عن غزاته و قد قتل يزيد بن أبي

ص: 234


1- بالأصل «ابن» و لعل الصواب ما أثبت، و في المطبوعة: ليزيد.
2- بالأصل «اثنين».
3- الاكمال لابن ماكولا 504/1-505.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت عن الاكمال. و على هامش الأصل و قد أشير بالمتن بعد كلمة تويل كتب: لعله بالكسر.
5- بالأصل مفتوحة و المثبت عن الاكمال. و في الاكمال في آخرها كتب: كذلك هو بخط الصوري تويل بفتح التاء و كسر الواو. و يفهم من عبارة المطبوعة 91/10 ثانيه واو مفتوحة.
6- بالأصل «اثنين».
7- وقع بالأصل في الموضعين «عزيز» و في المطبوعة: عزيز... عرين.
8- تاريخ خليفة بن خياط ص 326.
9- في خليفة:«فقفل محمد بن يزيد» و في المطبوعة:«نقل محمد بن أوس».

مسلم فكتب [إلى] (1) يزيد بن عبد الملك يخبره، فكتب يزيد إلى بشر بن صفوان الكلبي و هو عامله على مصر بولايته، فقدم بشر إفريقية في شوال سنة اثنتين (2) و مائة. و فيها في المحرم - يعني سنة ثلاث و مائة - أغزى بشر بن صفوان يزيد بن مسروق اليحصبي سردانية من أرض المغرب فغنم و سلم (3).

و فيها أغزى بشر بن صفوان - و هو والي إفريقية - عمرو بن فاتك الكلبي في البحر، فغنم و سبا و سلم، و ذلك سنة أربع و مائة (4).

و قال خليفة في تسمية عمال يزيد بن عبد الملك على مصر (5):بشر بن صفوان الكلبي.[ثم] ولّى إفريقية يزيد بن أبي مسلم [سنة إحدى و مائة] (6) فقتل بها، فولاّها يزيد بشر بن صفوان سنة اثنتين (7) و مائة، ثم خرج بشر وافدا إلى يزيد بن عبد الملك، و استخلف يحيى بن ماعصة الكلبي سنة خمس و مائة.

و فيها يعني سنة ست و مائة أغزى بشر بن صفوان و هو على إفريقية محمد بن أبي بكر مولى بني جمح فأصاب قرسقة (8) و سردانية.

و فيها يعني سنة ثمان و مائة أغزى بشر بن صفوان من إفريقية قثم بن عوانة الكلبي فغنم و سلم.

و فيها يعني سنة تسع و مائة أغزى بشر بن صفوان من إفريقية حسان بن محمد بن أبي بكر (9) مولى بني جمح سردانية فغنم و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو

ص: 235


1- زيادة عن خليفة.
2- بالأصل «اثنين».
3- سردانية: جزيرة في بحر المغرب كبيرة، و قد غزاها المسلمون و ملكوها في سنة 92 ه في عسكر موسى بن نصير (معجم البلدان).
4- تاريخ خليفة ص 328.
5- تاريخ خليفة ص 330 حوادث سنة 104.
6- تاريخ خليفة ص 334.
7- زيادة عن خليفة ص 334.
8- هي جزيرة كورسيكا الآن، و هي و سردانية جزيرتان متقابلتان في البحر المتوسط .
9- في تاريخ خليفة و المطبوعة 93/10 «بكير»، و قد تقدم قريبا «بكر».

الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال: و فيها يعني سند إحدى و مائة نزع أيوب بن شرحبيل و أمّر بشر بن صفوان يعني على مصر.

قال: و فيها يعني سنة اثنين و مائة أمر بشر بن صفوان على إفريقية و استخلف أخاه حنظلة على مصر.

قال: و فيها يعني سنة خمس و مائة نزع بشر عن إفريقية.

قال يعقوب: و فيها يعني سنة ست و مائة رجع بشر بن صفوان أميرا على إفريقية (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة، قال في تسمية عمال يزيد بن عبد الملك بشر بن صفوان الكلبي ثم ولي إفريقية يزيد بن أبي مسلم فقتل بها فولاها يزيد بن عبد الملك بشر بن صفوان سنة اثنتين (2) و مائة، ثم خرج بشر وافدا إلى يزيد بن عبد الملك و استخلف يحيى بن ماعضة الكلبي سنة خمس و مائة، فقدم و قد مات يزيد. و قال في تسمية عمال هشام إفريقية (3):كان عليها بشر بن صفوان الكلبي فخرج عنها وافدا إلى يزيد بن عبد الملك و استخلف يحيى بن ماعصة (4) الكلبي، فردّ هشام بشر بن صفوان إليها فقدمها سنة ست (5) و مائة، فلم يزل واليا حتى مات سنة تسع (6)،و استخلف نعّاس بن قرط الكلبي فعزله و ولّى عبيدة بن عبد الرّحمن السّلمي و قدمها سنة ست عشرة و مائة.

و قال: فيها يعني سنة تسع و مائة مات بشر بن صفوان بأفريقية [و استخلف] (7) نعّاس الكلبي. و ذكر في موضع آخر أنه مات سنة تسع عشرة و اللّه أعلم (8)،و هذا خطأ. و قول

ص: 236


1- الخبر بتمامه في المعرفة و التاريخ 345/3-346.
2- بالأصل «اثنين».
3- تاريخ خليفة ص 359.
4- بالأصل «ناغضة» و المثبت عن خليفة.
5- بالأصل «ست عشرة» خطأ، و الصواب عن خليفة.
6- بالأصل «تسع عشرة» خطأ، و في خليفة سنة تسع و مائة.
7- زيادة عن خليفة، تاريخه ص 339.
8- كذا، و لم يرد في تاريخ خليفة - في الموضعين المذكورين - أنه مات في سنة تسع عشرة و مائة، فالمذكور فيه فقط و في الموضعين «سنة تسع و مائة» و لعله سهو من النسّاخ أدى إلى تشويه العبارة أمام ابن عساكر، فخطّأ خليفة.

خليفة الأول هو الصواب و يدل عليه أن أبا عبيدة (1) قدمها بعد نعّاس خليفة بشر، و يدل على صحة ما قلت أن أبا القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا قال: أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، قال: و فيها يعني سنة تسع و مائة توفي بشر بن صفوان (2).

889 - بشر بن عبد اللّه بن يسار السّلمي الحمصي

889 - بشر بن عبد اللّه بن يسار (3) السّلمي الحمصي

سمع بحمص: عبد اللّه بن بشر (4)،و بدمشق: مكحولا، و سليمان بن موسى، و زيد بن أبي مالك، و بغيرها: عباس بن دينار، و عبادة بن نسيّ ، و أبا عبيد حاجب سليمان، و عبد اللّه بن أبي قبيس، و رجلا غير مسمى عن عبد اللّه بن سلام.

روى عنه: إسماعيل بن عياش، و أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الخولاني، و بقية بن الوليد، و سعيد بن عبد الجبار الزبيدي (5)،و محمد بن أبي الوضاح.

و كان بشر من حرس عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا [أبو] نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج، حدثنا بشر بن عبد اللّه بن يسار (6)،حدثني عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصّامت، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشغل، إذا قدم الرجل مهاجرا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دفعه إلى رجل منّا يعلمه القرآن [فدفع إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلا و كان معي في البيت أعشّيه عشاء أهل البيت، فكنت أقرئه القرآن] (7) فانصرف إلى أهله، فرأى أنّ عليه حقا، فأهدى إليّ قوسا لم أر أجود منها عودا، و لا أحسن منها عطفا، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: ما ترى يا رسول اللّه ؟ فقال:«جمرة

ص: 237


1- كذا، و الصواب «عبيدة» بحذف لفظة «أبا».
2- المعرفة و التاريخ 346/3.
3- رسمها بالأصل و م «بشار» و المثبت عن المختصر، و تهذيب التهذيب 286/1.
4- في تهذيب التهذيب:«بسر».
5- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن المطبوعة 95/10.
6- بالأصل: بشار.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مسند أحمد 324/5.

بين كتفيك تعلّقتها» أو قال: تقلّدتها[2544].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو محمد الصّريفيني، و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو محمد الصّريفيني، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصّيرفي، حدثنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث السّجستاني، حدثنا عمرو بن عثمان، نا بقية، أخبرني بشر بن عبد اللّه بن يسار، حدثنا مكحول، قال: قام (1) فينا عبد اللّه بن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يهلّ (2) أهل المدينة من ذا الحليفة (3)،و يهلّ (4) أهل المغرب من الجحفة (5)،و يهلّ (6)أهل نجد من قرن (7)»قال عبد اللّه: و قال الناس يهل أهل اليمن من يلملم (8)،و لم أسمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و حدثنا عبد اللّه، حدثنا محمد بن عوف، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا بشر بن [يسار حدّثني مكحول عن عبد اللّه بن] (9) عمر بن الخطاب، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله سواء[2545].

قرأت بخط محمد بن عبد الملك بن النحوي، أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصّيرفي، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج، أخبرنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن محمد بن أبي الوضاح، عن بشر بن عبد اللّه - رجل من حرس عمر بن عبد العزيز - عن رجل عن عبد اللّه بن سلام فذكر حديثا.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر،[نا أبو الفضل] (10) بن

ص: 238


1- بالأصل «قدم» و الصواب من المختصر و المطبوعة 95/10.
2- في المختصر و المطبوعة:«مهلّ ».
3- ذو الحليفة: قرية بينها و بين المدينة ستة أميال أو سبعة، و منها ميقات أهل المدينة (معجم البلدان).
4- في المختصر و المطبوعة:«مهلّ ».
5- الجحفة: كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل، و هي ميقات أهل مصر و الشام إن لم يمروا على المدينة (معجم البلدان).
6- في المختصر و المطبوعة:«مهلّ ».
7- قرن: جبل مطل على عرفة، هو ميقات أهل اليمن و الطائف، و قال القاضي عياض: قرن المنازل و قرن الثعالب بسكون الراء ميقات أهل نجد تلقاء مكة على يوم و ليلة (معجم البلدان).
8- يلملم: موضع على ليلتين من مكة، و هو ميقات أهل اليمن (معجم البلدان).
9- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة 96/10.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك قياسا إلى سند مماثل.

خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1):بشر بن عبد اللّه بن يسار الشامي السّلمي، سمع عبادة بن نسيّ ، سمع منه أبو المغيرة و إسماعيل بن عيّاش.

في نسخة ما شافهني [به] (2) أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد ح.

قال: و أخبرنا ابن مندة، أخبرنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (3):بشر بن عبد اللّه بن يسار الحمصي روى عن عبادة بن نسي، و أبي عبيد (4) الحاجب. روى عنه إسماعيل بن عيّاش، و بقية، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمد: و روى عن عبد اللّه بن أبي قيس صاحب عائشة، روى عنه سعيد بن عبد الجبار الزّبيدي، و أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج.

أنبأنا أبو طالب الزّينبي: أخبرنا عمّي رحمه اللّه قال: أخبرنا أبو طالب الزينبي (5)قراءة، أخبرنا أبو القاسم التّنوخي، قال: أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا بكر بن أحمد الشعراني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى في كتاب تاريخ الحمصيين قال:

و بشر بن عبد اللّه بن بشار السّلمي حدّث عن عبد اللّه بن بشر و بلغني أنه كان في قرية من قرى الوادي يقال له نحوا (6) و قبره فيها.

890 - بشر بن عبد اللّه بن صالح

أبو عبيد اللّه القرشي الزّمعي (7)

حدّث عن داود بن رشيد، و أبي أيوب سليمان بن عبد الرّحمن الشّرحبيلي.

ص: 239


1- التاريخ الكبير 78/2/1.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- الجرح و التعديل 1/قسم 360/1.
4- بالأصل «عبيدة» و المثبت عن الجرح و التعديل.
5- كذا بالأصل مكرر.
6- كذا بالأصل و م.
7- في المطبوعة:«بشر بن عبيد اللّه... أبو عبد اللّه» و في المختصر 209/5 بن عبيد اللّه أبو عبيد اللّه. و الزمعي عن المختصر، و بالأصل «الرمعي» بالراء المهملة. و هذه النسبة ضبطت عن الأنساب إلى زمعة، اسم جد.

روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الأنصاري.

أنبأنا أبو (1) محمد بن طاوس، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن أبي عقيل الكرخي - بدمشق - حدّثني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الرّحمن الجوزي (2) ح.

و قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدمي، أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن سليمان بن داود الجزري - بآمد - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه الأنصاري القاضي، حدّثنا أبو عبيد اللّه بشر بن عبيد اللّه بن مكي القرشي الزّمعي الدمشقي، حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا بقية بن الوليد الكلاعي، عن محمد بن الوليد الزّبيدي، عن الزّهري، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قال حين يصبح: اللّهم إنا أصبحنا نشهدك و نشهد ملائكتك، و حملة عرشك، أنّك أنت اللّه الذي لا إله إلاّ أنت، وحدك لا شريك لك، و أن محمدا عبدك و رسولك، غفر اللّه له ما أصاب في يومه ذلك من ذنب، و إذا هو قالها حين يمسي غفر اللّه له ما أصاب في ليلته تلك من ذنب» و في حديث الكرخي: الرّقّي، و أظنه و هما[2546].

891 - بشر، و يقال: بشير بن عبد الوهاب بن بشير

أبو الحسن الأموي

مولى بشر بن مروان. من أهل دمشق زاهد.

روى عن محمد بن بشر العبدي الكوفي، و الوليد بن مسلم، و وكيع بن الجرّاح، و جنادة بن عمرو بن الجنيد المرّي، و عبد اللّه بن كثير الطويل، و محمد بن شعيب بن شابور، و ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، و المؤمّل بن الفضل الحرّاني، و مروان بن معاوية الفزاري.

روى عنه: ابنه أحمد بن بشر، و أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي و هو كنّاه، و علي بن سعيد بن بشير، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو عبيد اللّه أحمد بن محمد بن فراس بن الهيثم الفراسي ابن أخت سليمان بن حرب، و محمد بن الفيض

ص: 240


1- كذا بالأصل «و أبو» و ثمة اسم سقط باعتبار ما جاء بعد ابن طاوس «قالا» و في م كالأصل: و أبو.
2- في المطبوعة: الجزري.

الغسّاني، و أبو العباس أحمد بن عامر بن عبد الواحد (1) البرقعيدي (2)،و أحمد بن يحيى الضّبّي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، أنبأنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، حدّثنا أبو الحسن بن جوصا [حدّثنا] بشر بن عبد الوهاب بن بشير، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي عن الزّهري عن أبي سلمة، و أبي بكر بن عبد الرّحمن بن هشام، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر مثله. يعني الحديث الذي أخبرنا به أبو الحسن الموازيني، أنبأنا أبو القاسم بن الفرات، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، حدّثنا أبو الحسن بن جوصا، حدّثنا محمد بن هاشم و أبو عامر قالا: حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن (3) هشام، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن. و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن، و لا يسرق حين يسرق و هو مؤمن، و لا ينتهب نهبة ذات شرف و هو حين ينتهبها مؤمن»[2547].

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن ميمون، أخبرنا محمد بن علي بن الحسن الخشني، قال: قال أبو الحسين محمد بن علي بن عامر الكندي البندار، حدّثنا علي بن الحسين بن إسماعيل بن صبيح البزّار (4) قال: سمعت بشر بن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية، و كان صاحب خير و فضل، و كان ينزل دمشق و ذكر أنه قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا و ثلثي ميل، و ذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة و مضر، و أربعة و عشرين ألف دار لسائر العرب، و ستة و ثلاثين ألف دار لليمن، أخبرني بذلك سنة أربع و ستين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب ح.

قرأت على أبي محمد بن حمزة السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: بشير بن عبد الوهاب و ذلك وهم أظنه من الناسخ، فإنه لم يذكره في حكم الأسماء و إنما ذكره في الآباء.

ص: 241


1- في المطبوعة: عبد اللّه.
2- هذه النسبة إلى برقعيد بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين.(معجم البلدان).
3- بالأصل «عن» خطأ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 416/4.
4- في المختصر و المطبوعة 99/10 البزاز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ ، حدّثنا أحمد بن عامر البرقعيدي، حدّثنا بشر بن عبد الوهاب الدّمشقي، حدّثنا محمد بن بشير، حدّثنا مجالد بحديث ذكره.

ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات بدمشق يوم السبت لليلتين خلتا من رجب سنة أربع و خمسين و مائتين. يعني بشر بن عبد الوهاب.

892 - بشر بن عصمة المرّي

892 - بشر بن عصمة المرّي (1)

شاعر فارس أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و وجهه أبو عبيدة قائدا لخيل وجهها من مرج الصّفّر إلى فحل (2) بعد وقعة اليرموك فيما ذكر سيف عن أبي عثمان الغسّاني، عن خالد و عبادة، و شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو بكر بن سيف، حدّثنا السّري بن يحيى، حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، عن خالد و عبادة، قالا: لما هزم اللّه عزّ و جلّ جند اليرموك و ذكر الحديث إلى أن قال: فسرّح أبو عبيدة إلى أهل فحل عشرة قواد فذكرهم، و ذكر فيهم بشر بن عصمة هذا (3).

و ذكر أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه قال: خرج قيس بن الجلاح و معه راية قومه هوازن فخرج على فرس له أبلق حمله عليه عليّ بن أبي طالب فشدّ عليه بشر بن عصمة المرّي فطعنه فأرداه (4) عن فرسه و قال (5):

و إني لأرجو من مليكي رحمة *** و من فارس الموسوم في النفس هاجس

ص: 242


1- سقطت ترجمته من المختصر، و في المطبوعة:«المزني» و في أسد الغابة 223/1 «الليثي» و قيل: ابن عطية، و في الاستيعاب 147/1 هامش الإصابة، و في الإصابة 153/1 «المزني».
2- فحل: بكسر أوله، اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم.
3- انظر الطبري 438/3.
4- بالأصل «فأرواه» و لعل الصواب ما أثبت، و في المطبوعة 100/10 «فأداره».
5- البيتان في الفتوح لابن الأعثم بتحقيقي 33/3 باختلاف الألفاظ .

زلفت له عند اللقاء بطعنة *** على ساعة فيها الطعان يخالس

قال قيس (1) بن الجلاح:

ألا ابلغا بشر بن عصمة أنني *** شغلت و ألهاني الذين أمارس

فصادف مني غرّة فاغتنمتها *** كذلك الأبطال ماض و جالس

893 - بشر بن عمر بن عبد العزيز

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس له ذكر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتاب، أخبرنا الأحمد بن عمير إجازة ح، و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا أبو الحسين بن سميع قال: في الطبقة الخامسة و بشر بن عمر بن عبد العزيز.

894 - بشر بن أبي عمرو بن العلاء

894 - بشر بن أبي عمرو (2) بن العلاء

ابن عمّار بن العريان بن عبد اللّه بن الحصين بن الحارث بن جلهم (3) بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمر بن تميم بن مرّ بن أدّ المازني.

قدم دمشق مع أبيه حين قدمها و سيأتي ذكر ذلك في ترجمة أبيه.

و حكى عن أبيه.

روى عنه: خلاّد بن يزيد الأرقط ، و عثمان بن طالوت بن عباد الجحدري، و عبد الملك بن قريب الأصمعي.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه في كتابه، و حدّثنا أبو الحسن علي بن

ص: 243


1- في الفتوح لابن الأعثم: مالك بن الجلاح، و البيتان فيه أيضا باختلاف. و انظر الخبر و الأبيات باختلاف أيضا في الطبري 16/6.
2- بالأصل «عمر» و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 212.
3- عند ابن حزم:«جلهم بن حجر بن خزاعي» و في معجم الأدباء 156/11 جلهمة.

سليمان المرادي الفقيه عنه، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا أبو عبد اللّه مكي بن بندار الزّنجاني - ببغداد - حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن رجاء الحنفي - بمصر - حدّثنا هارون بن محمد بن أبي الهيذام العسقلاني، حدّثني عثمان بن طالوت بن عبّاد الجحدري، حدّثني بشر بن أبي عمرو بن العلاء، حدّثني أبي، حدّثني الذّيّال بن حرملة، قال: سمعت صعصعة بن صوحان يقول:

لما عقد علي بن أبي طالب الألوية أخرج لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم ير ذلك اللواء منذ قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعقده و دعا قيس بن سعد بن عبادة فرفعه (1) إليه. فاجتمعت الأنصار و أهل بدر، فلما نظروا إلى لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكوا فأنشأ قيس بن سعد بن عبادة يقول:

هذا اللواء الذي كنا نحفّ به *** دون النبي و جبريل لنا مدد

ما ضرّ من كانت الأنصار عيبته *** أن لا يكون له من غيرهم عقد (2)

[أخبرنا] أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ في فوائد الشيخ، حدّثنا مكي بن بندار الزّنجاني - ببغداد - حدّثنا محمد بن أحمد بن رجاء الحنفي بمصر، حدّثنا هارون بن محمد بن أبي الهيذام العسقلاني، حدّثنا عثمان بن طالوت الجحدري، حدّثنا بشر بن أبي عمرو بن العلاء، حدّثنا أبي، حدّثنا الذّيّال بن حرملة، عن صعصعة بن صوحان قال: جاء أعرابي إلى علي بن أبي طالب فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين كيف تقرأ هذا الحرف، لا يأكله إلاّ الخاطون ؟ كلّ و اللّه يخطو؟ قال:

فتبسم علي، و قال: يا أعرابي لاٰ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخٰاطِؤُنَ (3) قال: صدقت و اللّه يا أمير المؤمنين ما كان اللّه ليسلم عبده، ثم التفت علي إلى أبي الأسود فقال: إن الأعاجم قد دخلت في الدين كافّة، فضع للناس شيئا يستدلّون به على صلاح ألسنتهم، فرسم لهم (4)، الرفع و النصب و الخفض.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور بن العطّار، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، حدّثنا

ص: 244


1- في المختصر و المطبوعة: فدفعه.
2- المختصر و المطبوعة: عضد.
3- سورة الحاقة، الآية:37.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن مختصر ابن منظور 211/5 و انظر المطبوعة 102/10.

زكريا بن يحيى المنقري، حدّثنا الأصمعي، قال: قال لي بشر بن أبي عمرو بن العلاء:

توارى عندنا القاسم بن محمد بن القاسم ثلاثة أيام فدخلت عليه يوما و أنا صبي فقال: يا غلام أ تعرفني ؟ فقلت له: نعم، قال: من أنا؟ فقلت: عثمان بن عفّان فقال: ظننتك لا تعرفني، فإذا أنت عارف بي.

895 - بشر بن عون القرشي الجوبري

895 - بشر بن عون القرشي الجوبري (1)

روى عن بكّار بن تميم.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا تمام بن محمد، أنبأنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزجّاج الشيخ الثقة ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، حدّثنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو علي بن شعيب، قالا: حدّثنا أبو بكر محمد هارون بن محمد بن بكّار بن بلال، حدّثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا بشر بن عون، حدّثنا بكار بن تميم، عن مكحول، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«القتال قتالان: قتال المشركين حتى يؤمنوا؛ أو يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون، و قتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر اللّه عزّ و جلّ ، فإذا فاءت أعطيت العدل»[2548].

و قال ابن شعيب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«القتال قتالان» و الباقي مثله.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو علي بن شعيب، حدّثني أبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط العذري (2)،حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل، حدّثنا بشر بن عون الدمشقي - من باب الجابية - حدّثنا بكّار بن تميم، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا ماتت المرأة مع القوم تيمّم كما يؤمم صاحب الصعيد للصلاة»[2549].

ص: 245


1- هذه النسبة إلى جوبر بفتح الجيم و الباء و سكون الواو و هي قرية من قرى دمشق. و بالأصل «الجويري» بالياء.
2- رسمها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 186/14(104).

أخبرنا أبو سعد [إسماعيل] بن عبد الواحد بن إسماعيل البوشنجي (1) الفقيه - بهراة - و أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصّفّار الفقيه، و أخته عائشة بنت أحمد و زوجه أمة الرحيم حرة و أختاها أمة [اللّه] حليلة و أمة الرّحمن بنات الأستاذ أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن - بنيسابور - قالوا: أخبرنا أبو المظفّر موسى بن عمران بن محمد بن أحمد الأنصاري، أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي، حدّثنا أبو نصر بن حمدوية بن سهل الغازي، حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الآملي (2)،حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا بشر بن عون (3)-من قرية تدعى جوبر - أبو عون (4) القرشي، حدّثنا بكّار بن تميم، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع الليثي، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«مثل الجمعة مثل قوم غشوا [ملكا] (5) فنحر لهم الجزور (6)(7)،ثم جاء قوم فذبح لهم الغنم، ثم جاء قوم فذبح لهم النعام، ثم جاء قوم فذبح لهم الوزّ، ثم جاء قوم فذبح لهم الدجاج، ثم جاء قوم فذبح لهم العصافير»[2550].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أخبرنا علي بن محمد، قال: و أخبرنا ابن مندة، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (8):بشر بن عون روى عن بكّار بن تميم، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، سألت أبي عن بشر بن عون فقال: مجهول.

بلغني عن أبي حاتم بن حبان البستي أنه قال: بشر بن عون القرشي الشّامي يروي عن بكّار بن تميم، عن مكحول، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن لا يجوز الاحتجاج به بحال. ذكره أبو الفضل المقدسي الحافظ في كتاب تكملة الكامل في معرفة الضعفاء: إن أحاديثه نسخة موضوعة، قاله ابن حبّان.

ص: 246


1- بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، هذه النسبة إلى بوشنج، بلدة على سبعة فراسخ من هراة، يقال لها بوشنك.
2- في ميزان الاعتدال 322/1 «الأيلي» خطأ.
3- في المطبوعة 103/10 «عوف» في الموضعين خطأ.
4- في ميزان الاعتدال 322/1 «الأيلي» خطأ.
5- زيادة عن ميزان الاعتدال 322/1.
6- في الميزان: الجزر.
7- بعدها في الميزان و المطبوعة: ثم جاء قوم فذبح لهم البقر.
8- الجرح و التعديل 1/قسم 362/1.

896 - بشر بن العلاء بن زبر الرّبعي

أخو عبد اللّه، و بشر هو الأكبر منهما.

روى عن نافع مولى ابن عمر، و حرام (1) بن حكيم بن سعد.

روى عنه: يحيى بن حمزة، و مروان بن جناح، و محمد بن شعيب. و قرأ عليه يحيى بن حمزة القرآن.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد،[نا أحمد] (2) بن المعلّى الدّمشقي، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا يحيى بن حمزة، حدّثنا بشر بن العلاء بن (3) زبر أخو عبد اللّه أنه سمع حرام بن حكيم يحدث عن أبي ذرّ أنه قال: يا رسول اللّه، فاز (4) بالأجور أصحاب الدثور، نصلّي و يصلّون، و نصوم و يصومون، و لهم فضل أموال يتصدّقون بها، و ليس لنا ما نتصدق، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا ذرّ أ لا أعلّمك كلمات تقولهنّ تلحق من سبقك و لا يدركك إلاّ من أخذ بعلمك» (5) قال: بلى يا رسول اللّه قال:«تكبّر دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين (6)،و تسبّح ثلاثا و ثلاثين، و تختم بلا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير» فأخبر الآخرون بذلك فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا رسول اللّه إنهم قد قالوا مثل ما قلنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء، و على كلّ نفس في كل يوم صدقة، فضل بصرك للمنقوص بصره [صدقة و] (7) فضل سمعك للمنقوص سمعه صدقة، و فضل شدة ذراعيك للضعيف لك صدقة، و فضل شدة ساقيك للملهوف صدقة، و إرشادك الضّالّ صدقة، و إرشادك سائلا أين فلان فأرشدته لك صدقة، و رفعك العظام و الحجر عن طريق المسلمين لك صدقة، و أمرك بالمعروف و نهيك

ص: 247


1- بالأصل و المطبوعة و م:«حزام» خطأ و الصواب عن تهذيب التهذيب، بالراء المهملة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و زيادتها لازمة عن م.
3- بالأصل «عن» خطأ.
4- سقطت من الأصل، و على هامشه كتب:«لعله: فاز» و هو ما أثبتناه.
5- في المختصر 212/5 و المطبوعة 104/10 بعملك.
6- على هامش الأصل:«لعله: و تحمد دبر كل صلاة ثلاث» كذا، و في المختصر و المطبوعة ورد - بعد و تسبح ثلاثا و ثلاثين-(يعني و تحمد ثلاثا و ثلاثين).
7- ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر و المطبوعة.

عن المنكر لك صدقة، و مباضعتك أهلك لك صدقة»[2551].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون بن راشد، قال: حدّثني أبو زرعة قال (1):أخبرني ابنه إبراهيم - يعني ابن عبد اللّه بن العلاء بن زبر - قال: حدّثني يحيى بن حمزة قال: كان (2) بشر بن العلاء بن - زبر فرفع من ذكره - قال: و كان أسن من عبد اللّه و عليه قرأت القرآن. قال أبو زرعة (3):و قد أخبرنا محمد بن المبارك أن يحيى بن حمزة روى عن بشر بن العلاء بن زبر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير (4) إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: بشر بن العلاء بن زبر أخو عبد اللّه بن العلاء بن زبر.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد بن الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (5):بشر بن العلاء بن زبر. قال إسحاق: أخبرنا محمد بن مبارك، أخبرنا يحيى بن حمزة، حدّثني بشر سمع حرام (6) بن حكيم، عن أبي ذرّ أنه قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم: ذهب بالأجور أهل الدثور، بطوله. و هو أخو عبد اللّه بن العلاء.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو

ص: 248


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 447/1 و 448.
2- كذا بالأصل و أبي زرعة، و في المطبوعة 105/10 «قال» خطأ.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 447/1 و 448.
4- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت، و سترد صوابا.
5- التاريخ الكبير 1/قسم 79/2.
6- موقع بالأصل و المطبوعة 106/10 «حزام» خطأ، و الصواب ما أثبت عن البخاري، و قد تقدم التعليق حوله.

طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد ح.

قال: و أخبرنا ابن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه، قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):بشر بن العلاء بن زبر أخو عبد اللّه بن العلاء روى عن حرام (2) بن حكيم، روى عنه يحيى بن حمزة سمعت أبي يقول ذلك.

897 - بشر بن الغاز بن ربيعة الجرشي

897 - بشر بن الغاز بن ربيعة الجرشي (3)

أخو هشام و ربيعة، حدّث عن مولى له. روى عنه أيوب بن سويد الرّملي الحميري أبو مسعود.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة - قراءة - أخبرنا علي بن محمد، قال: أنبأنا محمد بن أبي حاتم، قال (4):بشر بن الغاز بن ربيعة أخو هشام بن الغاز. روى عن مولى له كان مع يزيد بن الأسود في غزاة. روى عنه أيوب بن سويد.

سمعت أبي يقول ذلك قال: و سمعت دحيما يقول: بشر بن الغاز و هشام بن الغاز و ربيعة بن الفاز إخوة ثلاثة.

898 - بشر بن قيس التّغلبي

898 - بشر بن قيس التّغلبي (5)

والد قيس بن بشر من أهل قنّسرين (6)،جالس أبا الدّرداء بدمشق، و سمع منه و من سهل بن الحنظلية، و معاوية بن أبي سفيان، و خريم بن فاتك (7) الأسدي.

روى عنه: ابنه قيس بن بشر.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أخبرنا

ص: 249


1- الجرح و التعديل 363/1/1.
2- بالأصل «حزام» خطأ، و المثبت عن الجرح و التعديل، و قد تكرر التعليق.
3- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
4- انظر الجرح و التعديل 363/1/1.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 287/1 و التغلبي: نسبة إلى تغلب بن وائل «قبيلة».
6- قنسرين: مدينة يقال إنها على مرحلة من حلب في جهة حمص، و يقال إنها من سواد حمص (انظر معجم البلدان).
7- بالأصل و م «بن أبي فاتك» و الصواب ما أثبت انظر أسد الغابة 607/1 و تهذيب التهذيب 287/1.

أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى حدّثنا كامل - هو ابن طلحة - حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا هشام بن سعد، عن قيس بن بكير، عن أبيه قال: سمعت الحنظلي الأنصاري قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سرية فالتقوا هم و العدو، فحمل رجل من بني غفار فقال: خذها و أنا الفتى الغفاري، فقال رجل بطل أجره فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«و ما بأس أن يحمد و يؤجر».

كذا في الأصل و إنما هو ابن الحنظلية، و قوله ابن بكير،[وهم، إنما] (1) هو ابن بشر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا ابن محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا يحيى بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا هشام بن سعد، عن قيس بن بشر التغلبي قال: كان أبي جليسا لأبي الدرداء بدمشق، و كان بدمشق رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الأنصار يقال له ابن الحنظلية (2)،و كان رجلا متوحدا قلّ ما يجالس الناس، إنما هو في صلاة، فإذا انصرف فإنما هو تكبير (3) و تسبيح و تهليل حتى يأتي منزله، فمر بنا يوما و نحن عند أبي الدرداء فسلّم، فقال له أبو الدرداء:

كلمة [منك] تنفعنا و لا تضرك، فقال: قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا لباسكم و أصلحوا رحالكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، إن اللّه لا يحبّ الفحش و التّفحّش»[2552].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، حدّثنا وكيع، حدّثنا هشام بن سعد، حدّثني قيس بن بشر التّغلبي، عن أبيه و كان جليسا لأبي الدرداء بدمشق، فإنه كان بدمشق رجل يقال له ابن الحنظلية (5) متوحدا لا يكاد يكلّم أحدا، إنما هو في صلاة، فإذا فرغ يسبّح و يكبّر و يهلل حتى يرجع إلى أهله. قال: فمر علينا ذات يوم و نحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة منك تنفعنا و لا تضرك قال: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سرية، فلما قدمنا

ص: 250


1- الاستدراك عن م.
2- رسمها غير واضح و المثبت عن م.
3- غير واضحة بالأصل و المثبت عن المطبوعة.
4- مسند الإمام أحمد 180/4.
5- عن م و المسند و بالأصل «الحنظلة».

جلس رجل منهم في مجلس فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال: يا فلان لو رأيت فلانا طعن، ثم قال:

خذها و أنا الغلام الغفاري قال: فما ترى ؟ قال: أراه إلاّ قد حبط أجره. قال: فتكلموا في ذلك حتى سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم أصواتهم فقال:«بل يحمد و يؤجر»[فسرّ] (1) بذلك أبو الدرداء حتى همّ أن يجثو على ركبتيه، فقال: أنت سمعته مرارا؟ قال: نعم، ثم مر علينا يوما آخر.

فقال أبو الدرداء كلمة تنفعنا و لا تضرك ؟ قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«نعم الرجل خريم الأسدي، لو قصّ من شعره و شمّر إزاره» فبلغ ذلك خريما، فعجل فأخذ الشفرة فقصّر من جمّته و رفع إزاره إلى أنصاف ساقيه. قال أبي: فدخلت على معاوية فرأيت رجلا معه على السرير، شعره فوق أذنيه، مؤتزرا إلى أنصاف ساقيه. قلت: من هذا؟ قال: خريم الأسدي. قال: ثم خرج علينا يوما آخر فقال (2) أبو الدرداء: كلمة منك تنفعنا و لا تضرك، قال: نعم كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لنا:«إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم و لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة فإن اللّه لا يحبّ الفحش و لا التّفحّش»[2553].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أنبأنا أحمد بن عمير، إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: بشر التغلبي أو قيس، أبو قيس بن بشر من أهل قنّسرين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمد، أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال: في الطبقة الثانية: بشر التغلبي أبو قيس بن بشر منزله بقنّسرين.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن

ص: 251


1- ما بين معكوفتين زيادة عن المسند.
2- بالأصل «فقالوا» و المثبت عن المسند.

عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال (1):بشر سمع أبا الدرداء و ابن الحنظلية قال: أخبرنا أبو نعيم عن هشام بن سعد عن قيس بن بشر سمع أباه و كان جليسا لأبي الدرداء.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي (2) في كتابه، أنبأنا أبو القاسم بن المحسّن التنوخي، أنبأنا أبو الحسين محمد بن المظفّر الحافظ ، أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص، حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: بشر بن قيس التغلبي أبو قيس بن بشر منزله بقنّسرين كان جليسا لأبي الدرداء بدمشق.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا إبراهيم بن يونس بن محمد، أنبأنا أبو زكريا البخاري ح.

و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر، أخبرنا رشأ بن نظيف، قالا: أخبرنا عبد الغني بن سعيد في باب التغلبي بالتاء و الغين: قيس بن بشر التغلبي، روى عنه هشام بن سعد و هو أبو بشر صاحب الترجمة.

899 - بشر بن محمد بن بشر بن نهيك الطائي

صاحب طاحونة السفر (3) التي على نهر باناس (4) حكى عن عثمان بن أبي شيبة.

حكى عنه محمد بن بشر بن يوسف القرشي المعروف بابن مامونة.

900 - بشر بن محمد بن عبد اللّه

أبو القاسم الميهني الصّوفي الخطيب الواعظ

و قال: سمع بالشام من أحمد بن عطاء الروزباري.

ص: 252


1- التاريخ الكبير 1/قسم 86/2.
2- مهملة بالأصل، و المثبت عن شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 426/7 الفهارس)، و في المطبوعة 109/10 «النرسي».
3- في المطبوعة «الطاحونة الشقراء» و هي مطلة على المرج الأخضر، و الشقراء عندها طاحون يقال لها طاحونة الشقراء.
4- نهر يشتق من نهر بردى (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 60) و هو قبلي نهر بردى يمتزج بنهر بردى بالوادي ثم بالغوطة (معجم البلدان).

و [سمع] أبا بكر الإسماعيلي، و أبا أحمد بن عديّ ، و أبا أحمد الخطريفي - بجرجان - و أبا عمر بن بجيل - بنيسابور - و أبا القاسم الطّبراني - بأصبهان - و أبا (1)بكر محمد بن أحمد المفيد - بالعراق - و غيرهم.

روى عنه: صالح المؤذن، و أبو بكر محمد بن يحيى المزكّي.

أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في مدينة تاريخ نيسابور، و قال: بشر بن محمد بن عبيد اللّه الخطيب الميهني أبو القاسم الصوفي الواعظ قدم نيسابور و أملى و كان رجلا فاضلا جوّالا في البلاد لقي المشايخ و جمع الكثير و حدث عن أبي بكر الإسماعيلي، و الطّبراني، و أبي أحمد العبدي، و أبي أحمد بن عديّ ، و أبي عمرو بن نجيد، و أحمد بن عطاء الروذباري، و أبي بكر المفيد، و أبي سعيد الزّعفراني، و روى له حديثا قال: أملى علينا أبو عبد اللّه بن عطاء بالشام.

901 - بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ

أبو مروان الأموي القرشي (2)

أخو عبد الملك و عبد العزيز و محمد، ولاّه أخوه عبد الملك المصرين: الكوفة و البصرة. و كان كريما ممدحا و داره بدمشق كانت بالعقبة - عقبة الصّوف (3)-و إليه ينسب دير بشر الذي عند حجرا (4).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو

ص: 253


1- بالأصل:«و أخبرنا» و لعل اللفظة «و أبا» قرئت «أنا» باختصار كلمة أخبرنا، فسها الناسخ و كتبها بتمامها و أخبرنا تحريفا، و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة 110/10 و في م كالأصل.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 153/10 و سير أعلام النبلاء 145/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- في الوافي و السير:«عقبة الكتان». و بحاشية المطبوعة 111/10 هي حارة مئذنة الشحم و تعرف قديما بعقبة الصوف.
4- دير بشر كان شرقي سبينة الشرقية، و ينسب إلى بشر بن مروان، و بين حجيرا و سبينة مزرعة يقال لها مزرعة بشر. و كان دير بشر عامرا في القرن السابع (غوطة دمشق محمد كردعلي ص 192) و قد ذكره في الديورة الداثرة. و حجرا الغالب أنها محرفة عن حجيرا، و حجيرا معروفة (غوطة دمشق ص 168) و انظر معجم البلدان: «حجرا» و «حجيرا».

جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، قال:

حدّثنا الزّبير بن بكار قال في تسمية ولد مروان: و بشر بن مروان، و له يقول الشاعر (1):

يا بشر يا ابن العامرية ما *** خلق الإله يديك للبخل

جاءت به عجز مقابلة *** ما هنّ من جرم و لا عكل

و أمّه قطيّة (2) بنت بشر بن عامر ملاعب الأسنة أبي براء بن مالك بن جعفر بن كلاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو محمد يوسف بن رباح بن علي، أخبرني [أحمد بن محمّد بن] إسماعيل، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سألت أبا مسهر عن ولد مروان فقال: بشر بن مروان من القيسية، و ذكرهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد، قال (3):

فولد مروان بن الحكم: بشر بن مروان و عبد الرّحمن درج و أمهما قطيّة بنت بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.

قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما قطيّة [بضم القاف و فتح الطاء و تشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها فأم بشر بن مروان قطية] (5) بنت بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب و هي أخت عبد اللّه بن بشر صاحب الحمالة التي اختصم فيها هو و عبد العزيز بن زرارة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (6)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

ص: 254


1- البيتان في الأغاني 129/1 نسبهما لنصيب، و في الأغاني 41/13 من أبيات منسوبة لعبد اللّه بن الزبير الأسدي.
2- ضبطت عن المشتبه للذهبي ص 428.
3- طبقات ابن سعد 36/5.
4- الاكمال لابن ماكولا 95/7.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الاكمال.
6- في المطبوعة 112/10 «المحلى» خطأ.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبي أبو يعلى، قالا: أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن المقرئ، أخبرنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: رأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش في تسمية من ولي العراق و جمع له المصرين: بشر بن مروان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السّيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال (1):أقام عبد الملك بمسكن (2) بعد قتل مصعب في سنة اثنتين (3) و سبعين خمسين ليلة، و ولّى الكوفة قطن بن عبد الملك الحارثي و خرج عبد الملك إلى الشام و عزل قطن بن عبد اللّه عن الكوفة و ولّى أخاه بشر بن مروان. قال خليفة: و فيها يعني سنة أربع و سبعين جمع [عبد] الملك لأخيه بشر بن مروان العراق، فقدم بشرا البصرة في ذي الحجة سنة أربع و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا سليمان بن الحسن، حدّثنا محمد بن منصور العبسي، حدّثنا إبراهيم بن القعقاع عن الضحاك العتابي قال: خرج أيمن بن حزيم فيأتي بشر بن مروان فلما أتى الباب نظر إلى الناس و دخل على غير استئذان، فقال من يؤذن الأمير بنا؟ فقالوا: ليس على الأمر حجاب و لا ستر، فدخل عليه فلما امتثل بين يديه أنشأ يقول (4):

يرى بارزا للناس بشرا كأنه *** إذا لاذ (5) في أثوابه قمر بدر

بعيد مرآة العين ما ردّ طرفه *** حذار الغواشي رجع باب و لا ستر

و لو شاء بشر أغلق الباب دونه *** طماطم سود أو صقالبة حمر

و لكن بشرا يسّر الباب للتي *** يكون له في جنبها الحمد و الشكر (6)

ص: 255


1- انظر تاريخ خليفة بن خياط حوادث سنة 72 ص 268 و سنة 74 ص 272 و تسمية عمال عبد الملك ص 294.
2- انظر معجم البلدان.
3- بالأصل «اثنين».
4- الأبيات في الأغاني 313/20-314.
5- الأغاني: إذا لاح.
6- روايته في الأغاني: أبى ذا و لكن سهل الإذن للتي يكون لها في غبها الحمد و الشكر

فقال: يحتجب الحرم، فأجزل صلته و صرفه.

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنبأنا سهل بن بشر، أنبأنا علي بن بقاء الورّاق - إجازة - أنبأنا أبو القاسم المبارك بن سالم، أنبأنا الحسن بن رشيق، حدّثنا يموت (1) بن المزرّع، حدّثنا العباس بن الفرج الرّياشي، قال: سمعت الأصمعي يقول: أنشدت يونس بن حبيب يوما:

إنّ الرياح لتمسي و هي فاترة *** وجود كفّك قد يمسي و ما فترا (2)

فقال لي يونس: من يقول هذا؟ قلت: الفرزدق قال: ويلك، فيمن ؟ قلت: في بشر بن مروان. فقال: قد كان - و اللّه - الفرزدق من مدّاحي العرب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التّميمي، أخبرنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد الوائلي، أخبرنا الخطيب بن عبد اللّه بن محمد، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائي، أخبرني أبي، أنبأنا عبد اللّه، حدّثنا حسين، عن الحارث بن حصين أبي وهب الثقفي، عن عبد الملك بن عمير قال: أرسلني بشر بن مروان إلى القرّاء بجوائزهم، فأرسلني إلى أبي جحيفة و إلى [أبي] عبد الرّحمن السّلمي و إلى أبي رزين، و إلى عمرو (3) بن ميمون و إلى أوس بن ضمعج فقبلها ثلاثة، فأما أوس بن [ضمعج] فنثرتها في حجره، فكأنما نثرت في حجره الزنابير فقال: خذها خذها لا حاجة لي فيها.

أنبأنا أبو الحسن [علي] بن محمد بن العلاّف، و أخبرني أبو (4) المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري عنه ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو علي بن المسلمة و أبو الحسن بن العلاف، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أخبرنا محمد بن جعفر الخرائطي، حدّثنا أبو الحسن بن زيد البصري، قال: بلغني أن بشر بن مروان بن الحكم كان إذا ضرب البعث على أحد من جنده ثم وجده قد أخلّ بمركزه - أقامه

ص: 256


1- بالأصل:«تمور بن المرذع» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 247/14.
2- البيت في ديوان الفرزدق ط بيروت 233/1 باختلاف الرواية.
3- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت انظر المطبوعة في سير الأعلام 158/4(58).
4- رسمها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت.

على كرسي، ثم سمر يديه في الحائط ، ثم انتزع الكرسي من تحت رجليه، فلا يزال يتشحط (1) حتى يموت. و إنه ضرب البعث على رجل حديث عهد بعرس ابنة عمه. فلما صار في مركزه كتب إلى ابنة عمّه كتابا ثم كتب في أسفله:

لو لا خلافة بشر أو عقوبته *** و أن يرى حاسد كفّي بمسمار (2)

إذا تعطلت ثغري ثم زرتكم *** إنّ المحبّ إذا ما اشتاق زوار

قال: فورد الكتاب على ابنة عمّه فأجابته عن كتابه ثم كتبت في أسفله:

ليس المحبّ الذي يخشى العقاب و لو *** كانت عقوبته في فجوة النار

بل المحبّ الذي لا شيء يفزعه *** أو يستقرّ و من يهواه في الدّار

فلما قرأ كتابها قال: لا خير في الحياة بعدها، فأقبل حتى دخل المدينة، فأتى بشر بن مروان في وقت غدائه فلما فرغ من غدائه، أدخل عليه فقال: ما الذي دعاك إلى تعطيل ثغرك ؟ أ ما سمعت نداءنا و إيعادنا؟ فقال له: اسمع عذري، فإما غفرت و إما عاقبت، قال: ويلك و هل لمثلك من عذر. فقصّ عليه قصته و قصة ابنة عمه فقال: أولى لك، قال:

يا غلام حطّ [اسمه] (3) من البعث، و اعطه عشرة آلاف (4) درهم. الحق بابنة عمك.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، حدّثنا تمّام الرازي، حدّثني أبي أبو الحسين، حدّثني أبو الطّيّب محمد بن حميد بن سليمان، حدّثنا محمد بن سليمان بن داود المنقري، حدّثنا موسى بن محمد الأنصاري، حدّثني محمد بن الأسود، قال: كان فتى من أهل [البصرة] (5) محبّا لابنة عم له، و كانت له كذلك. و أنه خرج في جند المهلّب إلى قتال الأزارقة فكان لا يزال ينصرف إلى البصرة و يترك العسكر شوقا إلى ابنة عم له، فأخذه مصعب في ناس من العصاة فبعث بهم إلى المهلّب فضربهم و أغرمهم فكان ذلك لا يمنع الفتى من المجيء إلى ابنة عمه لما لها في قلبه من المودّة حتى قتل مصعب و ولي بشر بن مروان، فأخذ ناسا من العصاة و تخلّفوا عن العسكر فأقامهم على الكراسي ثم سمّر

ص: 257


1- في المطبوعة: يتخبط .
2- في البيت إقواء، و في المختصر و المطبوعة: لو لا مخافة بشر.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن المختصر و المطبوعة 115/10.
4- بالأصل: ألف.
5- زيادة عن المطبوعة.

أكفّهم إلى الحيطان، ثم نزع الكراسي من تحتهم، فبلغ ذلك الفتى و هو في عسكر المهلّب فغمّه ذلك و بلغ منه إبطاؤه عن بنت عمه فكتب إليها:

لو لا مخافة بشر أو عقوبته *** و أن ينوطني بالكفّ مسمار

إذا تعطلت ثغري ثم زرتكم *** إنّ المحب إذا ما اشتاق زوار

فلما انتهى إليها كتابه و قرأته كتبت إليه:

إنّ المحب الذي لا عيش ينفعه *** أو يستقر و من يهواه في دار

ليس المحبّ الذي يخشى العقاب و لو *** كانت عقوبته في كبّة النار

فلما أتاه كتابها استحيا حياء شديدا و لم يأخذه القرار حتى أقبل إلى البصرة و هو يقول:

أستغفر اللّه إذ خفت الأمير و لم *** أخش العقوبة منها غير منتصر

فسار بشر بكفّي فيعلّقها (1) *** أو يقف عفو أمير خير مقتدر

فما أبالي إذا أمسيت راضية *** ما نيل يا هند من شعري و من بشري

إن (2) السخي نفسي إذ غضب و لو *** ألقيت للسبع أو ألقيت في سقر

ثم دخل البصرة فلما وصل إلى أهله حتى غمز (3) به، فأتى بشرا فقال له: يا فاسق تدخل البصرة و أنت عاص للّه و لولاة الأمر، ثم أمر به أن يسمّر كفّاه فقال: أيها الأمير اسمع عذري، فقال: و ما عذرك فيما أتيت ؟ فقصّ عليه قصته و قصة ابنة عمه و شدّة وجده بها، و أنشده الشعر، فرقّ له بشر و أحسن جائزته و خلّى سبيله.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم بن الحسن رحمه [اللّه] قال:

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ، حدّثنا محمد بن الحكم عن عوانة عن راذي جد يزيد بن هارون

ص: 258


1- كذا بالأصل و في المطبوعة: إن شاء بشر منها كفي يعلقها أو يعف.........
2- في المطبوعة: أنا السخي بنفسي إذا غضبت و لو.
3- رسمها غير واضح بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة 116/10.

قال: قال لي الحجّاج: أي الطعام كان أعجب إلى عبيد اللّه بن زياد؟ قلت: الشواء قال:

فأية كان أعجب إلى بشر بن مروان ؟ قلت: الثّريد قال: كان أولاهما بالعربية.

ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى البلاذري، قال: كان بشر منقطعا إلى عبد العزيز قبل ولاية عبد الملك بالخلافة فلما ولي الخلافة استخفاه بشر فقال:

أ يجعل صالح الغنوي دوني *** و رحلي منك في أقصى الرّجال

سيغنيني الذي أغناك عني *** و يفرج كربتي و يربّ حالي

إذا أبلغتني و حملت رحلي *** إلى عبد العزيز فما أبالي

فولاّه عبد الملك الكوفة ثم ضم إليه البصرة فكتب إلى عبد العزيز:

غنينا فأغنانا غنانا و عاقنا *** مآكل عما عندكم و مشارب

فكتب إليه عبد العزيز هلاّ كتبت بأحسن من هذا. و هو قول عبد العزيز بن زرارة الكلابي:

فأصبحت قد ودّعت نجدا و أهله *** و ما عهد نجد عندنا بذميم

فقال بشر: صدق أبو الأصبغ رعاه اللّه، فما عهده بذميم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمد، حدّثني جدّي، حدّثنا هشيم، أخبرنا حصين، قال: سمعت عمارة بن رويبة الثقفي (1) و بشر بن مروان يخطب فرفع يديه في الدعاء فقال عمارة: قبّح اللّه هاتين اليدين القصيرتين لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما يزيد (2) أن يقول هكذا، و أشار هشيم بالسبابة.

نفاه الترمذي عن أحمد بن منيع.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي [عن] ابن فضيل، حدّثنا حصين عن (3)

ص: 259


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن تقريب التهذيب. أبو زهير، صحابي نزل الكوفة. و عمارة بضم أوله و بالتخفيف. و رويبة براء و موحدة مصغرا،(تقريب التهذيب).
2- عن المختصر و المطبوعة 123/10 و بالأصل «يريد».
3- بالأصل «بن» خطأ.

عمارة بن رويبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه يشير باصبعيه يدعو فقال:

لعن اللّه هاتين اليدين رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على المنبر يدعو و هو يشير بإصبع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن النّرسي، قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد الخلاّل، أنبأنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن علي النوبختي (1)،حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشر، حدّثنا عبد الحميد بن بيان،[نا] (2) هشيم، عن حصين قال: كنت مع عمارة صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يوم عيد مع بشر بن مروان قال: فرفع يديه بالدّعاء قال: فقال عمارة:

قبّح اللّه هاتين اليدين القصيرتين لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما يزيد أن يشير بإصبعه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن إدريس، عن حصين قال: أول من أذّن له في العيد بشر بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو (3) بكر البيهقي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني الحافظ ، أخبرنا أبو نصر العراقي، أخبرنا سفيان بن محمد الجوهري، حدّثنا علي بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن الوليد، حدّثنا سفيان [عن سليمان] (4)الشيباني، عن أبي نصر، عن سعيد بن جبير قال: سأل رجل ابن عمر عن زكاة ماله فقال:

ادفعها إليهم، فقال له سعيد بن جبير: إن بشر بن مروان جاءه رجل من أهل الشام قال:

فسأله فقال: مررت بامرأة عطّارة في السوق فلو كان معي شيء لأعطيتها فقال: يا عصان (5) اعطه خمسمائة درهم من الزكاة، فقال ابن عمر: لبّسوا علينا لبّس اللّه عليهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور بن العطّار، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو محمد السّكري، حدّثنا أبو يعلى

ص: 260


1- بالأصل «التنوخي» خطأ، و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى نوبخت، اسم جد. ذكره السمعاني و ترجم له. ولد سنة 320 و مات سنة 402.
2- سقطت من الأصل و م و زيادتها لازمة.
3- بالأصل «أبي».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- كذا بالأصل، و في م: يا عصيان.

[المنقري، نا الأصمعي قال: ولّى عبد الملك بن مروان - يعني-] (1) البصرة بعد قتل مصعب خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد الأموي ثم عزله و ولّى بشر بن مروان فضم البصرة إليه و كان على الكوفة فلم يمكث إلاّ قليلا حتى مات فدفن إلى جنب قبر سالم بن زياد بين دار عيسى بن سليمان و دار إسحاق بن سليمان فلما مات بشر ولّى عبد الملك الحجّاج العراق.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف (2)،و أنبأنيه أبو القاسم النسيب و أبو الوحش المقرئ عنه، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرّزّاق بن أحمد بن عبد الحميد، حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن محمد بن ورد (3)،حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد البصري القاضي، حدّثني العباس بن الفرج أبو الفضل الرّيّاشي، حدّثني الأصمعي قال:

قال حمّاد بن سلمة قال علي بن زيد بن جدعان قال الحسن: قدم علينا بشر بن مروان البصرة و هو أبيض بضّ أخو خليفة و ابن خليفة، و ولي على العراق فأتيت داره، فلما نظر إليّ الحاجب قال: يا شيخ من أنت ؟ قلت: الحسن البصري، قال: فادخل إلى (4) الأمير و إياك أن تطيل الحديث معه، و اجعل الكلام الذي يسود بينك و بينه جوابا و لا تملّنه من المجالسة فتثقل عليه قال: فدخلت و إذ بشر على سرير عليه فرش قد كاد أن يغوص فيها، و إذا رجل متكئ على سيف قائم على رأسه فسلّمت عليه فقال: من أنت يا شيخ أعرفك ؟ قلت: الحسن البصري الفقيه، قال: أ فقيه هذه المدرة ؟ قال: قلت: نعم أيها الأمير، قال:

فاجلس، ثم قال لي: ما تقول في زكاة أموالنا أ ندفعها إلى السلطان أم إلى الفقراء؟ قلت:

أي ذلك فعلت أجزأ عنك، قال: فتبسم ثم رفع رأسه إلى [من] كان على رأسه، فقال:

لشيء ما يسود؟ ثم جعل يديم النظر إليّ فإذا أملت طرفي إليه صرف بصره عني و إذا أطرقت أبد فيّ نظره، قال: ثم قلت: فاستأذنت في الانصراف فقال لي: مصاحبا محفوظا. قال:

ثم عدت بالعشي و إذا هو قد انحدر من سريره إلى صحن مجلسه، و إذا الأطباء حواليه و إذا هو يتململ تململ التسليم (5) فقلت: ما للأمير؟ قالوا: محموم ثم عدت من غد، و إذا

ص: 261


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- انظر ترجمته في معرفة القراء الكبار 342/1.
3- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 39/16 و بالأصل «جعفر» كررت مرتين.
4- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
5- في المطبوعة: السليم.

الناعية تنعاه، و إذا الدوابّ قد جزّوا نواصيها، قلت ما للأمير؟ قالوا: مات فحمل و دفن في جانب الصحراء، فجاء الفرزدق و وقف على قبره فقال (1):

أ عينيّ إلاّ تسعداني ألمكما *** فما بعد بشر من عزاء و لا صبر

أ لم تر إلى الأرض بكت (2) جبالها *** و ان نجوم الليل بعدك لا تسري

سقاني أمير المؤمنين مصيبة *** و تمضي (3) إلى عبد العزيز إلى مصر

بأن أبا مروان بشرا أخاكما *** ثوى غير متبوع بمنّ و لا غدر

و قد كان حيّات العراق يخفنه *** و حيّات ما بين المدينة (4) فالقهر (5)

قال: فما بقي أحد كان على القبر إلاّ خرّ باكيا قال: ثم انصرفت فصلّيت في جانب الصحراء ما قدّر لي ثم عدت إلى القبر فإذا قد أتى بعبد أسود فدفن إلى جانبه، فو اللّه ما فصلت بين القبرين حتى قلت: أيهما قبر بشر بن مروان.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتّاب بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتاب بن محمد العبدي - قراءة عليه - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا - إجازة - حدّثنا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح قال: كتب إليّ سليمان بن أبي شيخ عن محمد بن الحكم عن عوانة ح، قال ابن جوصا: و حدّثني أبو طاهر أحمد بن بشر، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ عن محمد بن الحكم، عن عوانة، قال: لما قتل عبد الملك مصعب بن الزّبير، و دخل الكوفة، صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّي قد استعملت عليكم رجلا من أهل بيت لم يزل اللّه عزّ و جلّ يحسن إليهم في ولايتهم، أمرته بالشدة و الغلظة على أهل المعصية، و باللين على أهل الطاعة فاسمعوا له و اطيعوا، و هو بشر بن مروان، و خلّفت معه أربعة آلاف من أهل الشام، منهم روح بن زنباع الجذامي، و رجاء بن حيوة الكندي.

ص: 262


1- ديوانه ط بيروت 217/1.
2- الديوان:«هدّت جبالها» و في المطبوعة «دكت».
3- في الديوان: سيأتي أمير المؤمنين نعيّه و ينمي.
4- في الديوان: اليمامة.
5- بالأصل «فالفهر» و لم نجد موضعا بهذا الاسم، فأثبتنا ما في الديوان: فالقهر بالقاف، و هو أسافل الحجاز مما يلي نجدا من قبل الطائف (معجم البلدان). و قوله: الحيات: يعني الرجال الأقوياء الأشداء.

و كان بشر يشرب بالليل و ينادم قوما من أهل الكوفة. فقال لندمائه ليلة: إن هذا الجذامي يمنعني من أشياء أريد أن أعطيكموها. فقال رجل مولى لبني تميم: أنا أكفيكه، فكتب على باب القصر ليلا:

إنّ ابن مروان قد حانت منيّته *** فاحتل لنفسك يا روح بن زنباع

إنّ الدنانير لا تغني مكانكم *** إذا نعاك لأهل الرّملة النّاعي

فلما أصبحوا قرأ ذلك الناس، فبلغ ذلك روحا، فجاء إلى بشر فقال: ائذن لي، فإن أهل العراق أصحاب توثّب، فجعل بشر يتمنع عليه، و هو يشتهي أن يخرج فأذن له، فلما قدم على عبد الملك جعل يخبره عن أهل العراق، فيقول له عبد الملك: هذا من خبثك (1)يا أبا زرعة فاستخلف عبد الملك على البصرة خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، ثم عزله و ولّى بشر بن مروان البصرة مع الكوفة فأتاه الكتاب بولاية البصرة و هو يشرب الدواء الكبير، فقال له الأطباء: إنّ هذا دواء نريد أن تودع نفسك بعده، فلا تخرج بعده، فأبى فلما دنا من البصرة تلقاه فيمن [لقيه الحكم بن الجارود، فقال له:

مرحبا و جعله عن يمينه ثم] (2) لقيه الهذيل بن عمران البرجمي فرحب به [و جعله] (3) عن يساره، ثم لقيه المهلّب، فلما رآه بشر بينهما قال: هذان شاهدان، و أميرنا صاحب شراب، فلم يلبث بالبصرة إلاّ أشهرا حتى مات، فضرّه ذلك الدواء.

و قد روي في موت بشر حكاية غير هذه على وجه آخر.

أنبأنا بها أبو القاسم [العلوي] و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنبأنا محمد بن القاسم بن الحسين بن محمد المعافري، أخبرنا أبوا الحسين أحمد بن بهزاد بن مهران، حدّثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي، حدّثني الهيثم بن مروان، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا الحكم بن هشام قال: ولّى عبد الملك بن مروان أخاه بشر بن مروان العراقين قال: فكتب إليه بشر حين [وصل] (4):أما بعد يا أمير المؤمنين فإنك اشغلت إحدى يديّ و هي اليسرى، و بقيت اليمنى فارغة لا شيء فيها. قال: فكتب إليه فإن أمير المؤمنين قد أشغل يمينك بمكة و المدينة و الحجاز و اليمن، قال: فما بلغه الكتاب حتى

ص: 263


1- إعجامها غير واضح بالأصل و لعل الصواب ما أثبت و في م و المختصر و المطبوعة 126/10 «جبنك».
2- ما بين معكوفتين في الموضعين زيادة عن مختصر ابن منظور 215/5 و المطبوعة 126/10.
3- ما بين معكوفتين في الموضعين زيادة عن مختصر ابن منظور 215/5 و المطبوعة 126/10.
4- زيادة للإيضاح عن م.

بلغت القرحة في يمينه، فقيل [له] (1):نقطعها من مفصل الكف، فجزع، فما أمسى حتى بلغت المرفق، فأصبح و قد بلغت الكتف، و أمسى و قد خلط الجوف. قال: فكتب إليه:

أما بعد يا أمير المؤمنين فإنّي كتبت إليك و أيامي أول يوم من أيام الآخرة، و آخر يوم من أيام الدنيا و قال:

شكوت إلى اللّه الذي قد أصابني *** من الضّرّ لما لم أجد لي مداويا

فؤاد ضعيف مستكين لما به *** و عظم بدا خلوا من اللّحم عاريا

فإن (2) متّ يا خير البرية فالتمس *** أخا لك يغني عنك مثل غنائيا

يواسيك في السّراء و الضّرّ جهده *** إذا لم تجد عند البلاء مواسيا

قال: فجزع عليه، و أمر الشعراء يرثوه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا محمد بن علي السّيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (3):حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده قال: ولي بشر بن مروان العراق سنة أربع و سبعين، و مات في أول سنة خمس و سبعين و كانت ولايته على الكوفة إلى أن جمعت له العراق بعد قتل مصعب نحو من شهرين و ذلك في سنة أربع و سبعين و مات بشر بالبصرة سنة خمس و سبعين و هو ابن نيف و أربعين سنة، و هو أول أمير مات بالبصرة.

قال خليفة: ثم لم يمت بها أمير حتى مات سوار بن عبد اللّه بن هو أمير قاضي في سنة ست و خمسين و مائة، ثم لم يمت أمير حتى مات محمد بن سليمان سنة ثلاث و سبعين و مائة، ثم لم يمت أمير حتى مات عبد اللّه بن جعفر بن سليمان سنة سبع و مائتين (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر الطّبري، أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطّان، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال: بشر بن

ص: 264


1- زيادة للإيضاح.
2- هذا البيت و الذي يليه في الوافي بالوفيات 152/10 باختلاف الرواية، و بعدهما فيه بيتان آخران: سويحان أولى من سواد و حمرة تبدلته من واضح كان صافيا فكم من رسول قد أتاني بعتبه إليّ و رسلي يكتمونك ما بيا
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 273.
4- لم يذكره خليفة في وفيات سنة 207 (انظر تاريخ خليفة في منوات مختلفة و لم أجد الخبر فيه بهذا التسلسل).

مروان بن الحكم مات أميرا بالبصرة.

أنبأنا أبو القاسم العلوي و أبو الوحش المقرئ عن رشا بن نظيف، أخبرنا أبو شعيب المكتب و أبو محمد بن عبد الرّحمن، قالا: أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا أبو بشر الدّولابي، حدّثني جعفر بن علي الهاشمي، حدّثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال:

ثم كانت سنة خمس و سبعين ففيها مات بشر بن مروان بن الحكم بالبصرة، و قدم الحجّاج بن يوسف من مكة واليا على العراق فقتل عبد اللّه بن المنذر بن الجارود.

[أخبرنا] أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر اللاّلكائي، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سلمة بن شبيب، حدّثنا سهل بن عاصم، عن شيخ له، عن الأعمش، عن أبي وائل قال:

لما احتضر بشر بن مروان قال: و اللّه لوددت أنّي كنت عبدا حبشيا لأسوأ أهل البادية ملكة أرعى عليهم غنمهم، و أنّي لم أكن فيما كنت فيه. فقال شقيق: الحمد للّه الذي جعلهم يفرّون إلينا و لا نفرّ إليهم، إنهم ليرون فينا (1) غيرا و إنّا لنرى فيهم عبرا.

قال: و حدّثني أبو زيد النّميري، حدّثنا بكر بن عبد اللّه، عن مالك بن دينار قال:

مات بشر بن مروان فدفن، ثم مات أسود فدفن إلى جنبه، فمررت بقبريهما بعد ثلاثة أيام فلم أعرف قبر أحدهما من قبر صاحبه، فذكرت قول الشاعر:

و العطيات (2) خشاش بينهم *** فسواء قبر مثر و مقلّ

[أخبرنا] أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم المقدسي، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة - فيما كتب إليّ - أخبرنا محمد بن عمران بن موسى - إجازة - أخبرني عبيد اللّه بن الحسن بن سفيان، أخبرنا محمد بن موسى البريدي (3)،أنشدنا سليمان بن أبي شيخ، أنشدني يحيى بن سعيد الأموي للفرزدق يرثي ابن مروان (4):

أ عينيّ إلاّ تسعداني ألمكما *** و هل بعد بشر من عزاء و من صبر

ص: 265


1- الغير: أحداث الدهر المغيّرة.
2- كذا، و صوبها محقق المطبوعة 128/10 «و العظيات..».
3- في المطبوعة: الغنوي.
4- الأبيات في الديوان ط بيروت 217/1-218.

و قلّ عناء عبرة (1) ترزقانها *** على أنها تشفي الحرارة في الصّدر

و لو أن قوما قاتلوا الموت قبلنا *** بشيء لقاتلنا المنيّة عن بشر

و لكن فجعنا و الرزيّة مثله *** بأبيض ميمون النقيبة و الأمر

فإن لا تكن هند بكته، فقد بكت *** عليه الثّريّا في كواكبها الزهر

أغرّ أبو العاصي أبوه، كأنّما *** تفرّجت الأبواب عن قمر بدر

نمته الروابي من قريش، و لم تكن *** له من كليب ذات قربى و لا صهر

أ لم تر أن الأرض هدّت جبالها *** و أن نجوم الليل بعدك لا تسري

و ما احد ذو فاقة كان مثلنا *** إليه، و لكن لا بقية للدّهر

[قرأت] علي أبي محمد السّلمي عن أبي محمد التميمي، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها يعني سنة ثلاث و سبعين مات بشر بن مروان بالبصرة، و كذا ذكر الواقدي.

902 - بشر بن معاوية بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي له ذكر.

903 - بشر بن مقاتل بن إسماعيل بن مقاتل

أبو [القاسم] (2) السّمرقندي الحمصي

ساكن طبرية (3)،قدم دمشق و حدّث بها عن أبيه، كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر انه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء: أبو القاسم بشر بن مقاتل العبدي، و كان أصله من حمص، و سكن طبرية (4)،ثم قدم دمشق و أقام بها مدة، ثم خرج عنها.

904 - بشر بن المنذر

أبو المنذر الرّملي (5)

حدّث عن محمد بن مسلم الطائفي، و عبد اللّه بن لهيعة، و الليث بن سعد، و شعيب بن رزيق.

ص: 266


1- في الديوان: و قلّ جداء عبرة تسفحانها.
2- زيادة للإيضاح.
3- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن المطبوعة 130/10.
4- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن المطبوعة 130/10.
5- سقطت هذه الترجمة و التي قبلها من مختصر ابن منظور، التراجم الثلاث التي ستليها أيضا.

روى عنه: موسى بن سهل الرّملي، و محمد بن عوف الحمصي.

و سكن المصّيصة (1) و اجتاز بدمشق أو بأعمالها عند ذهابه إليها.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا عبد الرّحمن بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أخبرنا ابن مندة، أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد، قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2):سمعت أبي يقول: أتيته - يعني بشر بن المنذر - بالمصّيصة فأعنفنا عليه في دقّ الباب فحلف أن لا يحدّثنا و لم نرجع (3) إليه و كان صدوقا.

905 - بشر بن نصر بن مسعود العراقي

حكى عن: أبي سعيد محمد بن عقيل الفارابي الفقيه نزيل مصر.

حكى عنه: أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحداد المصري الفقيه.

906 - بشر بن النكث، و يقال: بشير -اليربوعي، و يقال: الثقفي

906 - بشر بن النكث، و يقال: بشير (4)-اليربوعي، و يقال: الثقفي

شاعر وفد على بعض خلفاء بني أمية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمد بن عثمان، و أبو القاسم بن السّري (5)،قالوا: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبّر (6)،حدّثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشّار الأنباري، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عكرمة - يعني الضّبّي - حدّثنا مسعود بن بشر، عن أبي عبيدة قال: خرج بشر بن النكث الثّقفي إلى الشام قاصدا بعض بني مروان فأخفق بكلتي يديه - يعني بأخفق:

خاب و لم يصب ما يريد - فمضى إلى حيّ تغلب، فقالوا له لو أذنت لنا زوجنا بعض [بنات] قبيلتنا فسقطت عنك مئونة، و أخصب رحلك، و صلحت معيشتك فأنشأ يقول:

ص: 267


1- المصيصة بالفتح ثم الكسر و التشديد مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية و بلاد الروم تقارب طرسوس.(معجم البلدان).
2- الجرح و التعديل 367/1/1.
3- عن الجرح و التعديل و بالأصل: و لم يرجع.
4- المؤتلف للآمدي 61 و الإكمال لابن ماكولا 299/1-300.
5- كذا رسمها بالأصل، و في المطبوعة 131/10 التستري و الصواب: البسري.
6- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت و الضبط عن الأنساب.

يقولون صاهر بن تغلب تستعن *** بمال [و] تجبر بالختونة و الصهر

و إني لقاء الرأي أنّ تغلب أشرت *** مفداة مني [في] محاذرة الفقر

ألا ليت شعري إن سليمة خانها *** بي الموت ما تلقى من الناس و الدهر

إن أظلموها حقها و تظافروا *** عليها و عيّت بالخصومة و الأمر

أ تدعو أباها و الصفائح دونه *** و لبيك لو أني أجيب من الغير

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال في باب بشير - بضم الباء المعجمة و فتح الشين المعجمة - قال: و بشير بن النكث اليربوعي، و يقال بشير من بني كليب بن يربوع شاعر راجز، كان يهاجي نوحا و بلالا ابني جرير. قاله المرزباني (1).

907 - بشر بن الوليد بن عبد الملك

907 - بشر بن الوليد بن عبد الملك (2)

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي، ولاّه أبوه الموسم و الغزو، و ذكر إبراهيم بن محمد بن عرفة أنه كان يقال لبشر: هذا عالم بني مروان.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا حدّثنا الزّبير بن بكّار قال في تسمية ولد الوليد بن عبد الملك: و بشر، و ذكر جماعة لأمهات أولاد.

أخبرتنا أم البهاء [فاطمة] بنت محمد، قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزّهري، قال: قال أبي (3) سعد بن إبراهيم حجّ بالناس بشر بن الوليد سنة خمس و تسعين.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن (4)،أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق

ص: 268


1- الاكمال لابن ماكولا 299/1-300 و لم يرد في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني، و ورد بالأصل «في باب بشر» خطأ.
2- الوافي بالوفيات 157/10.
3- بالأصل «أبو» خطأ و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل «الحسين» خطأ و الصواب عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 439/7 و اسمه محمد بن الحسن بن علي بن الحسين بن زوران.

النهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران الأشناني (1)،حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال (2):و أقام الحج يعني سنة خمس و تسعين: بشر بن الوليد بن عبد الملك، قال: و غزا بشر بن الوليد يعني سنة خمس (3) و تسعين فقفل (4) و قد توفي الوليد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا محمد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال: قال ابن بكير: قال ابن الليث بن سعد و حج عامئذ يعني سنة خمس و تسعين بالناس بشر بن الوليد أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي التّميمي بالكوفة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سواد قالا: أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي الطّناجيري، قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري، أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد الشيباني، حدّثنا أبو بشر هارون بن حاتم، حدّثنا أبو بكر بن عياش قال: ثم حج بالناس بشر بن الوليد بن عبد الملك سنة خمس و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، قال: قال ابن بكير، قال الليث: و في سنة أربع و تسعين قدم بشر بن أمير المؤمنين بأهل الشام إلى مصر [ليغزو بهم مع أهل مصر] (5) البحر، على أهل مصر عبد اللّه بن مالك بن الأبجر، و دخل بشر مصر يوم الاثنين في رجب فسار حتى بلغوا أدرنة (6)،ثم لم تطب لهم الريح، فرجعوا إلى الإسكندرية. فجاءهم إذنهم و هم بها فقفلوا.

ص: 269


1- بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت.
2- تاريخ خليفة ص 309.
3- كذا، و قد ذكر الخبر في تاريخ خليفة في حوادث سنة 96 ص 313.
4- عن خليفة و بالأصل «ففتل».
5- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
6- كذا بالأصل، في معجم البلدان «درنه» موضع بالمغرب قرب انطابلس.

أخبرنا عن أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري و أبي جعفر بن المسلمة، قالا: أجاز لنا أبو عبد اللّه محمد بن عمران بن موسى المرزباني في كتاب معجم الشعراء (1) قال: بشر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم يقول لما قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك (2):

عجب لا ينقضي (3) *** عجب قتل الوليد

سما (4) الملك له *** زال فأمسى ليزيد

أسلمته عبد شمس *** و البقايا من ثمود

قال يوم الدار لما *** مسّه حرّ الحديد

اتّقوا اللّه و كفّوا *** أين عقدي و عهودي

قتلوه ثم قالوا *** هالك غير فقيد

908-بشر بن وهب

أبو مروان [السّرّاج]

حدّث عن الهيثم بن عمران العبسي، روى عنه أحمد بن [أبي] (5) الحواري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الحسن بن حبيب، حدّثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا أبو مروان بشر بن وهب السّراج، حدّثنا الهيثم بن عمران، عن أبيه عن مكحول، قال: إيّاك و طلبات الحوائج من الناس، فإنه فقر حاضر، و عليك بالإياس فإنه الغنى؛ ودع من الكلام ما يعتذر منه، و تكلّم بما سواه، و إذا صلّيت فصلّ صلاة مودّع.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد ح.

ص: 270


1- كذا، و لم يرد له أي ذكر في معجم الشعراء المطبوع.
2- الأبيات في الوافي بالوفيات 157/10.
3- الوافي: لا يتولّى.
4- الوافي:«بينما» و هي الأظهر للوزن.
5- سقطت من الأصل و م، و الصواب ما أثبت عن الجرح و التعديل.

قال: و أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):

بشر بن وهب أبو مروان الدمشقي، روى عن الهيثم بن عمران (2) روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

909 - بشر بن هلباء الكلبي ثم العامريّ

909 - بشر بن هلباء الكلبي ثم العامريّ (3)

ممن شهد قتل الوليد بن يزيد، حكى عنه دكين بن شمّاخ الكلبيّ .

أخبرنا على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهاب الميداني، أنبأنا [أبو] سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، حدّثني أبو جعفر الطبري (4)،حدّثني أحمد بن زهير، عن أبي محمد، عن عمرو (5) بن مروان الكلبيّ ، حدّثني دكين بن شمّاخ الكلبيّ ثم العامريّ ، قال: رأيت بشر بن هلباء العامريّ يوم قتل الوليد ضرب باب البخراء (6) بالسيف و هو يقول:

سنبكي خالدا بمهنّدات *** و لا تذهب صنائعه ضلالا

يعني خالد القشيري، و هذا البيت لعمران بن هلباء أخي بشر، و سيأتي في أبيات في ترجمة عمران.

910 - بشر و هو الحتات بن يزيد بن علقمة

910 - بشر و هو الحتات بن يزيد بن علقمة (7)

ابن حويّ بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد [مناة] بن تميم وفد (8) مع جماعة من أشرافهم و آخى النبي صلى اللّه عليه و سلم بينه و بين معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أخبرنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار،

ص: 271


1- الجرح و التعديل 369/1/1.
2- بالأصل «مروان» و الصواب ما أثبت عن الجرح و التعديل.
3- سقطت الترجمة من مختصر ابن منظور، و قد ورد بالأصل «بشير» و المثبت عن تاريخ الطبري 251/7.
4- الخبر و البيت في تاريخ الطبري 251/7.
5- بالأصل «عمر» و المثبت عن تاريخ الطبري.
6- عن الطبري، و بالأصل «البحر».
7- أسد الغابة 454/1 الإصابة 311/1 الاستيعاب 396/1 هامش الإصابة الوافي بالوفيات 158/10.
8- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.

حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال (1):قدمت وفود العرب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقدم عليه عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي في أشراف من بني تميم فيهم الأقرع بن حابس و الزّبرقان بن بدر، و عمرو (2) بن الأهتم، و الحتات، و نعيم بن زيد، و قيس بن الحارث، و قيس بن عاصم في وفد عظيم من بني تميم معهم عيينة بن حصن الفزاري (3)و كان الأقرع بن حابس و عيينة شهدا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حنينا و الفتح و الطائف، فلما قدم وفد بني تميم دخلوا معهم، فلما دخل وفد بني تميم المسجد نادوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من وراء الحجرات أن أخرج إلينا يا محمد جئناك نفاخرك فأذن لشاعرنا و خطيبنا فقال:«نعم فقد أذنت لخطيبكم فليقم» فقام عطارد بن حاجب فقال:

الحمد للّه الذي جعلنا ملوكا، الذي له الفضل علينا و وهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف، و جعلنا أعزاء أهل المشرق و أكثره عددا و أيسره عدة، فمن مثلنا في الناس ؟ ألسنا رءوس الناس ؟ و أولي فضلهم ؟ فمن فاخرنا فليعد مثل ما عدّدنا، و لو شئنا لأكثرنا من الكلام، و لكنا نستحي من الإكثار لما أعطانا أقول هذا لئن تأتوا بمثل قولنا، و أمر أفضل من أمرنا ثم جلس.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لثابت بن قيس بن الشماس (4):«قم فأجبه»، [فقام] (5) فقال:

الحمد للّه الذي السموات و الأرض خلقه، قضى فيهن أمره، و وسع كرسيه علمه، و لم يكن شيء قط إلاّ من فضله، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكا، و اصطفى من خير خلقه رسولا، أكرمه نسبا، و أصدقه حديثا و أفضله حسبا، فأنزل اللّه عليه كتابه و ائتمنه على خلقه، و كان خيرة اللّه من العالمين ثم دعا الناس إلى الإيمان به، فآمن به المهاجرون من قومه و ذوو رحمه أكرم الناس أحسابا، و أحسنه وجوها، و خير الناس فعلا ثم كان أول الخلق إجابة و استجاب للّه حين دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنصار اللّه و وزراء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نقاتل الناس حتى يؤمنوا فمن آمن باللّه و رسوله منع ماله و دمه، و من نكث جاهدناه في اللّه أبدا و كان قتله علينا يسيرا. أقول قولي هذا و استغفر اللّه للمؤمنين و المؤمنات و السلام عليكم.

ص: 272


1- انظر سيرة ابن هشام 206/4.
2- عن ابن هشام و بالأصل «و عمر».
3- بالأصل:«عتبة بن حفص الفزاري» و المثبت عن ابن هشام 207/4.
4- رسمها «السمسار» بالأصل، و المثبت عن ابن هشام.
5- الزيادة عن ابن هشام.

ثم قال: ائذن يا محمد لشاعرنا فقال:«نعم» فقام (1) الزّبرقان بن بدر فقال:

نحن الملوك فلا حيّ يعادلنا *** فينا الملوك و فينا ينصب الرّبع (2)

و كم قسرنا من الأحياء كلهم *** عند النهاب و فضل العزّ يتّبع

و نحن نطعم عند القحط ما أكلوا *** من الشّواء إذا لم يؤنس القزع

ثم ترى الناس تأتينا سراتهم *** من كل أوب هوينا (3) ثم نتّبع

و ننحر الكوم عبطا في أرومتنا *** للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا

و لا ترانا إذا حي تفاخرنا *** إلاّ استفادوا و كان اليأس يقتطع

فمن يعادلنا في ذاك نعرفه *** فيرجع القول و الأخبار تستمع

إنّا أبينا و لم يأب (4) لنا أحد *** إنّا كذلك عند الفخر نرتفع

و كان حسان غائبا فبعث إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال حسان: جاءني الرسول فأخبرني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إنّما دعاني لأجيب شاعر بني تميم فخرجت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أقول (5):

منعنا رسول اللّه إذ حلّ وسطنا *** على أنف راض من معدّ و راغم

منعناه لمّا حلّ بين بيوتنا *** بأسيافنا من كل باغ و ظالم

ببيت حريد (6) عزّه و ثرائه *** بجابية الجولان وسط الأعاجم

هل المجد إلاّ السؤدد العود و الندى *** و جاه الملوك و احتمال العظائم

فلما انتهيت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قام شاعر القوم فقال ما قال عرضت في قوله، فقلت نحوا مما قال فلما فرغ الزّبرقان من قوله قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قم يا حسان فأجبه فيما قال» فقال حسان (7):

ص: 273


1- بالأصل «فقال» و الصواب ما أثبت انظر ابن هشام 208/4.
2- في ابن هشام: نحن الكرام... منا الملوك و فينا تنصب البيع. و في الاستيعاب 342/1 في ترجمة حسان بن ثابت: فينا العلاء و فينا تنصب البيع
3- كذا، و في ابن هشام: من كل أرض هويّا.
4- بالأصل:«و لم يأبا» و في ابن هشام:«و لا يأبى».
5- ديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص 144، و 229، و سيرة ابن هشام 209/4.
6- بالأصل:«عزير» و المثبت عن الديوان و ابن هشام، و في الديوان: بحي حريد أصله و ذماره. و البيت الحريد: الفريد الذي لا يختلط بغيره لعزته.
7- ديوانه ط بيروت ص 145 و سيرة ابن هشام 210/4.

إنّ الذؤابة من نهر و إخوتها *** قد بيّنوا سنّة للّه (1) تتّبع

يرضى بها كل من كانت سريرته *** تقوى (2) الإله و بالأمر الذي شرعوا

قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوهم *** أو حاولوا (3) النفع في أشياعهم نفعوا

سجية تلك منهم غير محدثة *** إن الخلائق فاعلم شرّها البدع

لا يرقع الناس ما أوهت أكفّهم *** عند الدفاع و لا يوهون ما رقعوا

إن كان في الناس سابقون بعدهم *** فكل سبق لادنى سبقهم تبع

و لا يضنّون عن جار بفضلهم *** و لا يرى (4) منهم في مطمع طمع

أعفة ذكرت في الوحي عفّتهم *** لا يطمعون و لا يرديهم الطمع

فلما فرغ حسان من قوله، قال الأقرع بن حابس: إن هذا الرجل لمؤتى له، خطيبه أخطب من خطيبنا. و شاعره أشعر من شاعرنا، و أصواتهم أعلى من أصواتنا. فلما فرغوا أجازهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأحسن جوائزهم. و كان عمرو (5) بن الأهتم قد خلّفه القوم في ظهرهم و كان من أحدثهم سنا، فقال قيس بن عاصم - و كان يبغض ابن الأهتم - يا رسول اللّه إنّي قد كان غلام منّا في رحالنا، و هو غلام حدث، و زرى به، فأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثل ما أعطى القوم، فقال عمرو بن الأهتم حين بلغه ذلك من قول قيس يهجوه فقال:

ظللت تغتابني سرّا و تشبعني (6) *** عند الرسول فلم تصدق و لم تصب

سدناكم سؤددا بهرا و سؤددكم *** باد نواجذه مقع على الذنب

إن تبغضونا فإن الروم أصلكم *** و الروم لا تملك البغضاء للعرب

و نزل فيهم من القرآن إِنَّ الَّذِينَ يُنٰادُونَكَ مِنْ وَرٰاءِ الْحُجُرٰاتِ أَكْثَرُهُمْ لاٰ يَعْقِلُونَ (7)[2554].

ص: 274


1- في الديوان: للناس تتبع.
2- في ابن هشام: تقوى الإله و كل الخير يصطنع.
3- بالأصل:«و حاولوا» و المثبت عن الديوان و ابن هشام.
4- الديوان: و لا يصيبهم في مطمع طبع.
5- بالأصل «عمر» و المثبت عن ابن هشام.
6- في ابن هشام 213/4 ظللت مفترش الهلباء تشتمني.
7- سورة الحجرات، الآية:4.

قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري و أبي جعفر بن المسلمة قالا: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى.- إجازة - قال: الحتات الدّارمي اسمه بشر بن يزيد بن علقمة بن حويّ بن سفيان بن مجاشع بن دارم التّميمي، و هو الذي مات عند معاوية و قد رثاه الفرزدق و هجا معاوية لأخذه ميراثه. و يجمعهما في النسب سفيان، و الحتات هو القائل للفرزدق و أراد الخروج إليه إلى عمان (1):

كتبت إليّ تستهدي الجواري *** لقد أنعظت من بلد بعيد

أقم لا تأتنا فعمان أرض *** بها سمك و ليس بها ثريد

[أخبرنا] أبو بكر اللّفتواني، أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر بن زنجويه، أنبأنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه العسكري، قال: فأما الحتات - بالحاء مضمومة غير معجمة و بعدها تاءان فوق كل واحدة نقطتان - فهو قليل منهم: الحتاب بن يزيد المجاشعي و كان له قدر و ذكر في الجاهلية، ثم أسلم، و وفد إلى عمر بن الخطاب و هو الذي أجار الزبير بن العوام لما انصرف عن الجمل، و قتل الزّبير في جواره فعيّره (2) جرير بقين مجاشع بذلك فمما قال فيهم (3):

قال النوائح من قريش غدوة *** غدر الحتات و ليّن و الأقرع

و قال أيضا (4):

لو كنت حرّا يا ابن قين مجاشع *** شيّعت ضيفك فرسخين و ميلا

و بنو مجاشع تنكر أن يكون الحتات أجاره، و يقولون إنما كان الزبير قصد النغر (5) بن الزّمام المجاشعي فلم يصادفه ثم قتل من ليلته.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفتح بن المحاملي، قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال الحتات بن يزيد بن علقمة بن حوي بن سفيان بن مجاشع بن دارم كان

ص: 275


1- البيتان في الوافي بالوفيات 158/10.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
3- شرح ديوانه ط بيروت ص 260 و فيه «إنما» بدل «غدوة».
4- شرح ديوانه ط بيروت ص 342.
5- كذا بالأصل بالنون و الغين المعجمة، و في الاشتقاق لابن دريد ص 559 «النعر» بالعين المهملة.

ممن هرب من عليّ عليه السلام و هو القائل (1):

لعمرو أبيك فلا تجزعي (2) *** لقد ذهب الخير إلاّ قليلا

و قد فتن الناس في دينهم *** و خلا بين عفان سرا طويلا

و أول الأبيات (3):

نأتك أمامه نأيا حجيلا *** و اعتقل (4) الشوق حزنا مغيلا

و حال أبو حسن دونها *** فما تستطيع إليها سبيلا

لعمرو أبيك.

و هو الذي أجار الزبير بن العوام، و قتل الزبير في جواره فعيّره جرير في شعره، فزاد غير الدارقطني في الشعر:

أعاذ لكلّ امرئ هالك *** فسيري إلى اللّه سيرا جميلا

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أما حتات - أوله حاء مضمومة و بعدها تاء معجمة باثنتين من فوقها و بعد الألف مثلها - الحتات بن يزيد بن علقمة بن حوي بن سفيان بن مجاشع بن دارم كان ممن هرب من علي و هو الذي أجار الزبير بن العوّام و قتل في جواره.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسين بن محمد بن أحمد بن يوة، حدّثنا أبو الحسن اللبناني (6)،حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني محمد بن أبي صالح القرشي، عن علي بن محمد القرشي، عن مسلمة - و هو ابن محارب - عن الفضل بن سويد قال وفد الأحنف بن قيس و جارية بن قدامة و الحتاب بن يزيد المجاشعي على معاوية، فذكر الحكاية.

ص: 276


1- البيتان في الشعر و الشعراء ص 291 و الإصابة 311/1 و الاستيعاب 396/1-397 على هامش الإصابة و الوافي بالوفيات 158/10.
2- الاستيعاب: فلا تكذبن.
3- البيتان في الاستيعاب 397/1 و الوافي: البيت الثاني.
4- الاستيعاب: و أعقبك.
5- الاكمال لابن ماكولا 146/2.
6- بالأصل «البناني» و الصواب عن الأنساب.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن كيسان النحوي، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدّثنا نصر بن علي [نا] الأصمعي، حدّثنا الحارث بن عمير، عن أيوب، قال (1):غزا (2)الحتات و جارية بن قدامة و الأحنف: فرجع الحتات فقال لمعاوية: فضّلت عليّ محرّقا و مخذّلا، يعني بالمحرّق جارية بن قدامة لأنه كان حرق دار الإمارة، و الأحنف خذّل عن عائشة و الزبير. قال: إذا اشتريت منهما ذمتهما (3)،قال: و أنت فاشتر مني ديني.

نصر بن علي هو الّذي سمى المحرّق و المخذّل بيّن ذلك الدارقطني في رواية لهذه الحكاية عن ابن كيسان.

أخبرنا أبو بكر (4)،أنبأنا أبو أحمد الحسن بن عبيد اللّه العسكري، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أخبرني عمي الحسين بن دريد، أنا حاتم بن قبيصة، عن ابن الكلبي، قال: كان الحتات عمّ الفرزدق. وفد على معاوية و الأحنف بن قيس، و جارية بن قدامة السّعدي، ففضّلهما على الحتات في الجائزة، و لم يعلم ذلك الحتات، فلما خرجوا علم به فرجع إليه، و قال: أ فضّلت عليّ محرّقا و مخذّلا؟ فقال معاوية: إنما اشتريت منهما دينهما. قال: و ديني أيضا فاشتره، فألحقه بهما، فخرج الحتات فمات في الطريق، فبعث معاوية فأخذ المال، فوفد الفرزدق على معاوية فقال (5):

أبوك و عمي يا معاوي أورثا *** تراثا فأولى (6) بالتراث أقاربه

فما بال ميراث الحتات أخذته (7) *** و ميراث صخر جامد لك ذائبه

فلو كان هذا الأمر (8) في جاهليّة *** عرفت من المولى القليل حلائبه

ص: 277


1- الخبر في الاستيعاب و الإصابة و أسد الغابة و الوافي بالوفيات.
2- كذا و في الوافي «غدا» و في أسد الغابة 454/1 «قدم».
3- رسمها غير واضح و ما أثبت عن الإصابة، و في المصادر الأخرى: دينهما.
4- بعدها في المطبوعة 139/10 «اللفتواني، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر».
5- الأبيات في ديوانه ط بيروت 45/11 و 52-53 و الخبر و الأبيات في الطبري 243/5 و الأول و الثاني في ابن هشام 206/4 و الإصابة 311/1 و الاستيعاب 396/1.
6- الديوان: فيحتاز.
7- الديوان: أ تأكل ميراث الحثاث ظلامة و ميراث حرب.
8- الديوان:«الدين» و في موضع آخر: الحكم.

و لو كان هذا الأمر في غير ملككم *** لأدّيته أو غصّ بالماء شاربه

و كم من أب لي يا معاوي ماجد *** [أ] عزّ يباري الريح قد طرّ شاربه

نمته قرون المالكين و لم يكن *** أبوك ابن عبد الشمس ممن تقاربه (1)

قال فردّ عليه معاوية ميراث الحتات قال، فأنشد هذه الأبيات بعض خلفاء بني أمية فقال: ما فعل به معاوية ؟ قالوا: ردّ عليه ماله، فقال: لو كنت مكانه لقلت له: يا مصّان (2)و ضربت عنقه.

قال أبو أحمد هكذا يروى عن الكلبي هذا الخبر و يزعم أن الفرزدق وفد على معاوية و ليس يصحح أكثر الرواة. و لم يحصل للفرزدق وفادة و لا دخولا إلى معاوية، و لا إلى يزيد، و لا إلى عبد الملك، و إنما دخل إلى سليمان بن عبد الملك و قد دخل مع أمه و هو صغير إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا عبد الوهاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني، أنبأنا محمد بن جرير الطبري (3)،حدّثني محمد بن سعدان (4)،عن أبي عبيدة،[قال:] حدّثني أعين بن لبطة بن الفرزدق،[قال:] حدّثني أبي عن أبيه فذكر حكاية فيها قال: ثم وفد الأحنف بن قيس و جارية بن قدامة، من بني ربيعة بن كعب بن سعد و الجون بن قتادة العبشميّ و الحتات بن يزيد أبو منازل، أحد بني حويّ بن سفيان بن مجاشع إلى معاوية بن أبي سفيان، فأعطى كل رجل منهم مائة ألف، و أعطى الحتات سبعين ألفا، فلما كانوا (5) في الطريق سأل بعضهم بعضا، فأخبروا بجوائزهم،

ص: 278


1- جمع في الديوان البيتين في بيت واحد في 45/1: و كم من أب لي يا معاوي لم يكن أبوك الذي من عبد شمس يقاربه و في الديوان 53/1: و كم من أب لي يا معاوي لم يزل أغر يباري الريح ما ازورّ جانبه نمته فروع المالكين لم يكن أبوك الذي من عبد شمس يخاطبه
2- مصان كلمة شتم (اللسان: مصص).
3- انظر الخبر في الطبري 242/5 في حوادث سنة 50.
4- في الطبري:«سعد» و بهامشه عن نسخة «سعدان».
5- بالأصل «كان» و المثبت عن الطبري.

و كان الحتات أخذ سبعين ألفا، فرجع إلى معاوية، فقال: ما ردّك (1) يا أبا منازل ؟ قال:

فضحتني في بني تميم، أما حسبي صحيح! أ و لست ذا سنّ ![أ و لست] مطاعا في عشيرتي، قال معاوية: بلى، قال: فما بالك خسست بي دون القوم! فقال: إني اشتريت من القوم دينهم و وكلتك إلى دينك و رأيك في عثمان بن عفّان - و كان عثمانيا - قال: و أنا فاشتر مني ديني، فأمر له بتمام جائزة القوم. و طعن في جائزته. فحبسها معاوية، فقال الفرزدق في ذلك:

أبوك و عمي يا معاوي أورثا *** تراثا فيحتاز التراث أقاربه

فما بال ميراث الحتات أخذته *** و ميراث حرب جامد لك ذائبه

فلو كان هذا الأمر في جاهليّة *** علمت من المرء القليل حلائبه

و لو كان في دين سوي ذا شنئتم *** لنا حقّنا إذ غصّ بالماء شاربه

و لو كان إذ كنا و للكفّ بسطة *** لصمّم عضب فيك ماض ضرائبه

و أنشده محمد بن علي:«في الكف مبسط »

و قد رمت شيئا يا معاوي دونه *** خياطف علودّ صعاب مراتبه

و ما كنت أعطي النّصف عن غير قدرة *** سواك، و لو مالت عليه (2) كتائبه

أ لست أعزّ الناس قوما و أسرة *** و أمنعهم جارا إذا ضيم جانبه

و ما ولدت بعد النبيّ و آله *** كمثلي حصان في الرجال يقاربه

أبي غالب و المرء ناجية الذي *** إلى صعصع ينمى فمن ذا يناسبه

و بيتي إلى جنب الثّريّا فناؤه *** و من دونه البدر المضيء كواكبه

أنا ابن الجبال (3) الشمّ في عدد الحصى *** و عرق الثّرى عرقي فمن ذا يحاسبه

أنا ابن الذي أحيا الوئيدة ضامن *** على الدهر إذ عزّت لدهر مكاسبه

و كم من أب لي يا معاوي لم يزل *** أغرّ يباري الريح [ما] ازورّ جانبه

نمته فروع المالكين و لم يكن *** أبوك الذي من عبد شمس يقاربه

تراه كنصل السّيف يهتز للندى *** كريما يلاقي المجد ما طرّ شاربه

ص: 279


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن الطبري.
2- الديوان 53/1 و الطبري: عليّ .
3- الطبري: الجبال الصم.

طويل نجاد السيف مذ كان لم يكن *** قصيّ و عبد الشّمس ممّن يخاطبه

فرد ثلاثين ألفا على أهله.

أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد بن السمرقندي، و أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين قالوا: حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد اللّه بن فطيس، و أبو الميمون بن راشد، قالا: حدّثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا ابن عائذ قال: و قال الحتات بن صعصعة المجاشعي في قتل كعب بن سور الأزدي:

يلوم عليّ القتال بنو تميم *** و ما أنا في الحوادث بالمليم

خضبت الرمح من قتلي عليّ *** و زحزحت الفوارس عن تميم

مقيما في الحماجة (1) ليس حولي *** سوى السمر السمرامجة الصميم

و أمّ المؤمنين لها عجيج *** على جمل به عبق الصميم

تنادي بالحتات و بابن سور *** كأنّا في الكتيبة من أديم

تجالد في الورى كعب بن سور *** كليث الغاب ذي اللّبد النشيم

إلى أن حان مصرعه و دارت *** رءوس القوم للكرب العظيم

و كان أخي إذا ما ناب أمر *** و قد يبكي الكريم على الكريم

كذا قال: الحتات بن صعصعة، و أظنه نسبه إلى صعصعة لأنه روي أن الحتات عمّ الفرزدق همّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع يجتمعان في سفيان و اللّه أعلم.

911 - بشر مولى هشام بن عبد الملك

حكى عن هشام.

حكى عنه رجل من عنز.

912 - بشكست النحوي

اسمه عبد العزيز و يأتي ذكره في حرف العين إن شاء اللّه.

ص: 280


1- في المطبوعة: العجاجة.

ذكر من اسمه بَشِير

913 - بشير بن أبان بن بشير بن النّعمان

ابن بشير بن سعد، و يقال: بشير بن النعمان

أبو محمد الأنصاري الخزرجي

حدّث عن أبيه.

روى عنه: هارون بن محمد بن محمد بن بكّار بن بلال العاملي الدّمشقي.

أخبرنا أبو بكر علي الحداد و جماعة في كتبهم قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (1)، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي، حدّثنا أبي، حدّثنا أبو محمد بشير بن أبان بن بشير بن النّعمان بن بشير بن سعد الأنصاري، عن أبيه، عن جدّه قال: كتب مروان بن الحكم إلى النّعمان بن بشير يخطب على ابنه عبد الملك بن مروان [أم أبان بنت النعمان، فكتب إليه:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من مروان] (2) بن الحكم إلى النعمان بن بشير، سلام عليكم فإني أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو. أمّا بعد، فإن اللّه ذو الجلال و الإكرام، و العظمة و السلطان، قد خصّكم معاشر الأنصار بنصرة دينه، و إعزاز نبيه صلى اللّه عليه و سلم، و قد جعلك اللّه منهم في البيت العميم و الفرع (3) القديم، و قد دعاني ذلك إلى اختيار مصاهرتك، و إيثارك على الأكفّاء من ولد أبي، و قد رأيت أن تزوج ابني عبد الملك بن مروان ابنتك أمّ

ص: 281


1- بالأصل «وبده» و في المطبوعة «زبدة» و كلاهما خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير و في م:«وبده».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 220/5 و المطبوعة 143/10.
3- بالأصل:«الفزع» و المثبت عن م.

أبان بنت النعمان، و قد جعلت صداقها ما نطق به لسانك، و ترنّمت به شفتاك، و بلغه مناك، و حكمت به في بيت المال قبلك.

فلما قرأ النعمان الكتاب كتب إليه:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم من النعمان بن بشير إلى مروان بن الحكم، بدأت باسمي سنة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ذلك لأنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه»[2555].

أما بعد، فقد وصل إليّ كتابك و فهمت ما ذكرت فيه من محبتنا. أما إن تكن صادقا فنعم (1) أصبت و بحظّك أخذت، لأنّا أناس جعل حبنا إيمانا و بغضنا نفاقا، و أما ما أطنبت فيه من ذكر شرفنا و قديم سلفنا، ففي مدح اللّه لنا و ذكره إيّانا في كتابه المنزل، و قرآنه على نبيه صلى اللّه عليه و سلم ما أغنانا عن مدح أحد من الناس؛ و ما ذكرت أنّك آثرتني بابنك عبد الملك بن مروان على الأكفّاء من ولد أبيك فحظي منك مردود عليهم موفّر لهم، و لا منازع لهم عليه، و أمّا ما ذكرت أنك جعلت صداقها ما نطق به لساني، و ترنّمت به شفتاي، و بلغه مناي، و حكمت به في بيت المال قبلي فقد أصبح - بحمد اللّه، لو أنصفت - حظي في بيت المال أوفر من حظّك و سهمي فيه أجزل من سهمك، فأنا الذي أقول:

فلو أنّ نفسي طاوعتني لأصبحت *** بها حفد مما يعدّ كثير

و لكنها نفس عليّ كريمة *** عيوف لأصهار اللّئام قذور

لنا في بني العنقاء و ابني محرّق *** مصاهرة تسمى بها و مهور

و في آل عمران و عمرو (2) بن عامر *** عقائل لم يدنس لهنّ حجور

[أخبرنا] أبو جعفر محمد بن علي الهمداني - في كتابه - أنبأنا أبو بكر الصّفّار، أنبأنا أبو بكر [أحمد] بن علي الحافظ ، أنبأنا أبو أحمد قال: أبو محمد بشر (3) بن النعمان بن أبان بن بشير بن النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري. سمع أباه [النعمان] ابن أبان الأنصاري، روى عنه هارون بن محمد بن بكّار العاملي.

ص: 282


1- كذا، و في المطبوعة: فغنما.
2- عن المختصر و المطبوعة و بالأصل «عمر».
3- كذا و في المطبوعة:«بشير» و هو صاحب الترجمة.

914 - بشير بن الخصاصيّة

914 - بشير بن الخصاصيّة (1)

هو بشير بن معبد يأتي بعد.

915 - بشير بن سعد

ابن ثعلبة بن خلاّس (2) بن زيد (3) بن مالك الأغرّ

ابن ثعلبة بن كعب بن الحارث بن الخزرج

أبو مسعود، و يقال: أبو النعمان الأنصاري (4)

والد النّعمان بن بشير، له صحبة، و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه ابنه النعمان، و محمد بن كعب القرظي. و قدم الشام و له شعر يدل على أنه [آوى] (5) إلى أعمال دمشق.

[أخبرنا] أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر، أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبد الرّحمن بن زبر، حدّثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد بن محمد، و محمد بن جعفر السامري، قالا: حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن أيوب المحرمي، حدّثنا محمد بن كثير، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشّعبي، عن النّعمان بن بشير، عن أبيه، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«رحم اللّه عبدا سمع مقالتي فحفظها، فربّ حامل فقه [غير فقيه] (6)،و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مسلم: إخلاص العمل للّه عزّ و جلّ ، و مناصحة ولاة الأمر، و لزوم جماعة المسلمين»[2556].

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنبأنا الهيثم بن محمد

ص: 283


1- بالأصل «الخصاصة» و المثبت عن أسد الغابة 229/1.
2- في جمهرة ابن حزم 364 و تهذيب التهذيب 292/1 و الإصابة 158/1 «جلاس».
3- بالأصل:«يزيد» و المثبت عن أسد الغابة 231/1 و جمهرة ابن حزم.
4- ترجمته في الاستيعاب 149/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 231/1 و الإصابة 158/1 و تهذيب التهذيب 292/1.
5- سقطت من الأصل، و على هامشه:«و لعله: آوى» و هذا ما أثبت، و في المطبوعة «أتى».
6- زيادة عن المطبوعة 145/10 و مختصر ابن منظور 221/5.

الخرّاط ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا إسحاق بن داود الصّوّاف، حدّثنا محمد بن موسى الحرشي، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثني أبو سهيل نافع بن مالك، عن محمد بن كعب القرظي، عن بشير بن سعد صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«منزلة المؤمن من المؤمن، منزلة الرأس من الجسد، متى [اشتكى الجسد] (1) اشتكى له الرأس، و متى اشتكى الرأس [اشتكى] (2) له الجسد»[2557].

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن محمد، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الحضرمي، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا يحيى بن حمزة، عن الحكم بن عبد اللّه الأيلي أنه سمع محمد علي بن حسين قال:

خرج حسين و أنا معه و هو يريد أرضه التي بظاهر الحرّة، و نحن نمشي فأدركنا النعمان بن بشير و هو على بغلة له فقال للحسين: يا أبا عبد اللّه اركب فقال: بل اركب أنت أبو (3) نصار دابّتك، فإن فاطمة رضي اللّه عنها حدثتني أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال ذلك. فقال النعمان: صدقت فاطمة، و لكن أخبرني أبي بشير عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إلاّ من أذن له» قال: فركب حسين، و أردفه الأنصاري - يعني النعمان-[2558].

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب في ذكر أخبار النّعمان بن بشير قال (4):و أبوه بشير بن سعد القائل في قصيدة طويلة:

لعمرة بالبطحاء عين معرّف (5) *** بين النطاف (6) مسكن و محاضر

تقول و تذري (7) الدمع عن حرّ وجهها *** لعلك نفسي قبل نفسك باكر

أباح لها بطريق فارس غائطا *** له من ذرى الجولان بقل و زاهر

فقرّبتها للرحل و هي كأنها *** ظليم نعائم بالسماوة نافر

فأوردتها ماء فما شربت به *** [سوى] (8) أنه قد بلّ منها المشافر

ص: 284


1- زيادة عن المطبوعة 145/10 و مختصر ابن منظور 221/5.
2- زيادة عن المطبوعة 145/10 و مختصر ابن منظور 221/5.
3- كذا.
4- الأغاني 43/16-44 نسخة مصورة عن دار الكتب.
5- المعرف موضع الوقوف بعرفات.
6- في الأغاني:«المطاف».
7- بالأصل:«يقول و يذري» و المثبت عن الأغاني.
8- زيادة للوزن عن الأغاني.

فنام (1) مسراها ليلة ثم عرّست *** بيثرب و الأعراب باد و حاضر

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان - قراءة - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، أخبرنا [أبو] (2) عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا محمد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة: في تسمية من شهد بدرا من بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج: بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس.

أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد المطرّز و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمد بن عمرو بن خالد الحرّاني، حدّثنا أبي [عن] ابن لهيعة عن عروة: في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (3)-في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية-[عن] عمرو بن خالد، و حسان بن عبد اللّه، و عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة عن أبي الأسود - و هو محمد بن عبد الرّحمن - عن عروة قال: و من بالحارث بن الخزرج: بشير بن سعد.

و قال في موضع آخر: في تسمية من شهد بدرا من بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج: بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس.

أخبرنا [أبو] محمد الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن عتاب، أخبرنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة فقال في تسمية من شهد العقبة و في تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني

ص: 285


1- كذا و في الأغاني: فبانت سراها.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
3- المعرفة و التاريخ 256/3 و 257.

الحارث بن الخزرج: بشير بن سعد بن ثعلبة أبو النّعمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بكير، أخبرنا محمد بن إسحاق.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد (1) المنبجي (2)،حدّثنا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم حدّثنا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني زيد بن مالك بن ثعلبة - زاد إبراهيم: بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج و قالا:- بشير بن سعد - زاد إبراهيم: بن خلاّس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الحارث بن الخزرج.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسين بن محمد الرافعي، أخبرنا أحمد بن كامل، أخبرني أحمد بن سعيد بن شاهين، حدّثنا مصعب بن عبد اللّه، عن أبي القداح، قال: بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج شهد العقبة و بدرا و المشاهد بعدها، و بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على سريتين إلى بني مرّة إحداهما بعد الأخرى. و هو الذي كان كسر على سعد بن عبادة الأمر يوم سقيفة بني ساعدة؛ فبايع أبا بكر هو و أسيد بن الحضير أول الناس، و استشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد.

أخبرنا أبو بكر الفرضي الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حية، أخبرنا محمد بن شجاع الثّلجي، أخبرنا محمد بن عمر الواقدي، قال (3) في تسمية من شهد بدرا: من بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج: بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس قتل يوم عين التمر (4) مع خالد بن الوليد.

ص: 286


1- بالأصل «الرزاد» و الصواب ما أثبت عن الأنساب.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن الأنساب (الزراد) و (المنبجي).
3- مغازي الواقدي 165/1.
4- عين التمر بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة بقربها، افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد سنة 12 (معجم البلدان).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرّازي، حدّثنا عبد اللّه بن عيسى المديني، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، قال: و بشير بن سعد بن ثعلبة، أحد بالحارث بن الخزرج أبو النعمان بن بشير الأنصاري، قتل مع خالد بن الوليد في عين التمر سنة أربع عشرة (1) بعد انصرافه من اليمامة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق، أخبرنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال بشير و سماك، ابنا سعد (2) بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج [أمهما أنيسة بنت خليفة من بني الحارث بن الخزرج] (3) شهدا (4) بدرا، و شهد بشير العقبة، و قتل مع خالد بن الوليد بعين التمر سنة اثنتي عشرة انتهى.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الباقي، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم ح، قال: حدّثنا محمد بن سعد (5):في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا من بني الحارث بن الخزرج: بشير بن سعد بن ثعلبة بن [خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن] (6) كعب، و أمه أنيسة بنت خليفة بن عديّ بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ، و كان لبشير من الولد النعمان، و به كان يكنى، و أبيّة و أمّهما عمرة بنت رواحة، أخت عبد اللّه بن رواحة، و لبشير عقب، و كان بشير يكتب بالعربية في الجاهلية و كانت الكتابة في العرب قليلا. و شهد بشير العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، و شهد بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلّها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 287


1- بالأصل:«أربعة عشر» خطأ.
2- بالأصل:«بشير بن سماك، أنبأنا سعد» خطأ و الصواب ما أثبت و في م كالأصل.
3- زيادة عن م.
4- كذا، و في المطبوعة:«شهد» خطأ، انظر الاستيعاب 149/1 و فيه «شهد هو و أخوه سماك بدرا» و مغازي الواقدي 165/1 فيمن شهد بدرا: بشير و سماك.
5- طبقات ابن سعد 531/3.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو (1) بن مندة، أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف، أخبرنا أبو الحسن العبدي، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الأولى بشير بن ثعلبة بن خلاّس أحد بني الحارث بن الخزرج، و هو أبو النعمان بن بشير، و به كان يكنى، و هو أول أنصاري تابع أبا بكر الصّدّيق، و قتل يوم عين التّمر مع خالد بن الوليد سنة ثنتي عشرة بعد انصرافهم من اليمامة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال (2):بشير (3) بن سعد الأنصاري له صحبة مدني، و هو والد النعمان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أخبرنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أخبرني سليم بن أيوب، أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول:

بشير بن سعد يكنى أبا النعمان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أخبرنا أبو الحسن (4)الدارقطني قال: قال الطبري: بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد بن مالك الأغرّ شهد العقبة و بدرا و أحدا و المشاهد، و قتل يوم عين التمر مع خالد في خلافة أبي بكر.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):أما بشير - بفتح الباء و كسر الشين المعجمة - فهو بشير بن ثعلبة بن الخلاّس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج أبو النعمان بن بشير شهد بشير [العقبة] (6) و بدرا و ما بعدها، و هو أول

ص: 288


1- بالأصل «عمر».
2- التاريخ الكبير 98/2/1.
3- عن البخاري و بالأصل «بشر».
4- بالأصل «أبو الحسين» خطأ.
5- الاكمال لابن ماكولا 280/1-281.
6- زيادة عن الاكمال.

من بايع أبا بكر الصديق و أسيد بن الحضير يوم السقيفة. قاله ابن القداح.

و قال في موضع آخر: و أما (1) خلاّس - بفتح الخاء و تشديد اللام - سماك بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب الأنصاري شهد بدرا و أحدا، و توفي و ليس له عقب، و أخوه بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس أبو النعمان شهد العقبة و بدرا [و أحدا] (2) و المشاهد، و قتل يوم عين التمر مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف بن بشر الخشّاب، حدّثنا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد (3)،أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد اللّه بن الحارث بن الفضيل (4)،عن أبيه، قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشير بن سعد سرية في ثلاثين رجلا إلى بني مرّة بفدك (5) في شعبان سنة سبع فلقيهم المرّيون فقاتلوا قتالا شديدا فأصابوا أصحاب بشير و ولّى منهم من ولّى. و قاتل بشير قتالا شديدا حتى ضرب كعبه، و قيل قد مات، فلما أمسى تحامل إلى فدك فأقام عند يهوديّ بها أياما ثمّ رجع إلى المدينة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أخبرنا محمد بن شجاع، أخبرنا محمد بن عمر الواقدي (6)،حدّثني عبد اللّه بن الحارث بن الفضيل، عن أبيه قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشير بن سعد في ثلاثين رجلا إلى بني مرّة بفدك فخرج فلقي رعاء الشاء فسأل: أين الناس ؟ فقالوا: هم في بواديهم و الناس يومئذ شاتون لا يحضرون الماء، فاستاق النّعم و الشاء منحازا (7) إلى المدينة، فخرج الصريخ فأخبرهم، فأدركه الدّهم منهم عند الليل، فباتوا يراموا بالنبل حتى فنيت نبل أصحاب بشير، و أصبحوا و حمل المريّون عليهم فأصابوا

ص: 289


1- عن الاكمال 169/3 و بالأصل «قال».
2- زيادة عن الاكمال 170/3.
3- طبقات ابن سعد 531/3-532.
4- بالأصل «الفضل» و المثبت عن ابن سعد.
5- فدك: قرية بالحجاز بينها و بين المدينة يومان.
6- مغازي الواقدي 723/2 تحت عنوان: سرية بشير بن سعد إلى فدك في شعبان سنة سبع.
7- في الواقدي: و عاد منحدرا.

أصحاب بشير، و ولّى منهم من ولّى، و قاتل بشير قتالا شديدا حتى ضرب كعبه و قيل قد مات، و رجعوا بنعمهم و شائهم، و كان أول من قدم بخبر السرية و مصابها علبة بن زيد الحارثي، و أمهل بشير بن سعد و هو في القتلى، فلما أمسى تحامل حتى انتهى إلى فدك، فأقام عند يهوديّ بفدك أياما حتى ارتفع من الجراح، ثم رجع إلى المدينة.

و هيّأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الزّبير بن العوام فقال: سر حتى تنتهي إلى مصاب [أصحاب] (1)بشير، فإن ظفّرك اللّه بهم فلا تبق فلّهم. و هيّأ معه مائتي رجل، و عقد له اللواء. فقدم غالب بن عبد اللّه من سريّة قد ظفّره اللّه عليهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للزبير بن العوام:

اجلس. و بعث غالب بن عبد اللّه في مائتي رجل. فخرج أسامة بن زيد في السّرية حتى انتهى إلى مصاب بشير و أصحابه، و خرج معه علبة بن زيد.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن عبد الرحمن، حدّثنا محمد بن سعد (2)،أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا يحيى بن عبد العزيز، عن بشير بن محمد بن عبد اللّه بن زيد، قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشير بن سعد في ثلاثمائة [إلى يمن] (3) و جبار بين فدك و وادي القرى (4) و كان بها ناس من غطفان قد تجمّعوا مع عيينة بن حصن فلقيهم بشير ففضّ (5) جمعهم و ظفر بهم و قتل و سبى و غنم، و هرب عيينة و أصحابه في كل وجه. و كانت هذه السّرية في شوال سنة سبع.

قال: و أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني معاذ بن محمد الأنصاري عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى عمرة القضيّة في ذي القعدة سنة سبع من الهجرة قدّم السلاح و استعمل عليه بشير بن سعد، و شهد بشير عين التّمر مع خالد بن الوليد، و قتل يومئذ شهيدا و ذلك في خلافة أبي بكر الصديق.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري و أبو محمد السّيدي، قالا: أخبرنا أبو عثمان

ص: 290


1- زيادة عن الواقدي.
2- طبقات ابن سعد 532/3.
3- زيادة عن ابن سعد.
4- بالأصل:«و والى القردى» و المثبت عن ابن سعد.
5- بالأصل «فقضى» و المثبت عن ابن سعد.

البحيري، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدّثنا أبو مصعب، عن مالك، عن نعيم بن عبد اللّه المجمر أن محمد بن عبد اللّه بن زيد الأنصاري - و عبد اللّه بن زيد هو الذي كان أرى النداء بالصلاة-.

أخبرنا عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال: أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا اللّه عز و جل أن نصلّي عليك، فكيف نصلّي عليك ؟ قال: فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين تمنينا أنه لم يسأله، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قولوا:

اللّهم صلّ على محمد و على آل محمد كما صلّيت على إبراهيم، و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم، في العالمين إنّك حميد مجيد، و السلام كما قد علمتم»[2559].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عتّاب، أخبرنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: سمعت [إسماعيل بن] إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة في قصة السقيفة: فأقام أسيد بن الحضير أخو عبد الأشهل، و بشير بن سعد و هو أبو (1) النعمان بن بشير و يكنى أبا مسعود يسبقان ليبايعا فيسبقهما عمر بن الخطاب فيبايعا معا.

حدّثنا أبو الحسين علي بن المسلّم، و أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسين بن علي بن أشليها المصري - بقراءتي عليه - قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، حدّثنا محمد بن عائذ، قال: و أخبرني الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو عمرو، حدّثني يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: لما قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة من بني ساعدة فأتاهم أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجراح، قال بشر بن البراء (2) الأنصاري: منّا أمير و منكم أمير. قال عمر، فأردت أن أتكلم فمنعني أبو بكر، فقلت: و اللّه لا أعصيه، ثم تكلم أبو بكر فما ترك شيئا أردت أن أتكلم به إلاّ تكلّم و زاد

ص: 291


1- بالأصل «ابن» خطأ.
2- كذا بالأصل، و الذي في أسد الغابة 218/1 أنه مات بخيبر حين افتتاحها سنة سبع من الهجرة من الأكلة التي أكل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الشاة المسمومة. و انظر ترجمته في الإصابة.

عليه، و ذكر حقّ الأنصار و ما أعطاهم اللّه، و قال: نحن الأمراء و أنتم الوزراء، و الأمر بيننا نصفان كقدّ الأنملة. فقال بشير بن سعد: و اللّه ما إيّاكم أيها الرهط نكره، و لا عليكم ننفسها، و لكنا نتخوف أن يليها قوم - أو قال رجال - قد قتلنا آباءهم و أبناءهم. قال يحيى:

فزعموا أن عمر بن الخطاب قال: إذا كان فاستطعت أن تموت،[فمت].

قال يحيى بن سعيد: فكان أول من بايع أبا بكر بشير بن سعد أبو النعمان بن بشير (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو القاسم التنوخي، حدّثنا عبيد بن محمد بن إسحاق ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي، قالا:

أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن السمرقندي: و أبو محمد الصّريفيني - قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة.

و أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم و أبو محمد عبد السلام بن أحمد و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمد عبد القادر ابنا (2) جندب، قالوا:

أخبرنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، قالا: أخبرنا عبد اللّه محمد البغوي، حدّثنا مصعب بن عبد اللّه، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، حدّثني محمد بن النعمان: أن النعمان بن بشير - و في حديث ابن أبي شريح: أن محمد بن النعمان بن بشير و قالا:- أخبره أن عمر بن الخطاب قال في مجلس و حوله المهاجرون و الأنصار: أ رأيتم لو ترخصتم في بعض الأمور ما كنتم فاعلين ؟- زاد ابن [أبي] شريح قال: فسكتوا - قال: فقال ذلك مرتين أو ثلاثا: أ رأيتم لو ترخّصت في بعض الأمور ما ذا كنتم فاعلين ثم اتفقا: فقال بشير بن سعد لو فعلت - زاد ابن [أبي] شريح: ذلك، و قالا قوّمناك تقويم [القدح] فقال عمر: أنتم إذا أنتم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور بن العطار، قالا: أخبرنا المخلّص [أخبرنا] أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري،

ص: 292


1- انظر ما ذكره ابن قتيبة في الإمامة و السياسة بتحقيقي 25/1-26 حول موقف بشير بن سعد في سقيفة بني ساعدة.
2- بالأصل «أنبأنا».

حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، حدّثنا ابن أبي الزّناد عن أبيه، قال: و فيها يعني سنة إحدى عشرة قتل بشير بن سعد أبو (1) النعمان بعين التّمر مع خالد بن الوليد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا [أبو] عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمد بن عمر، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: و قتل مع خالد بن الوليد بعين التمر في خلافة أبي بكر: بشير بن سعد الأنصاري.

قال ابن مندة: بشير بن سعد الأنصاري و هو ابن ثعلبة بن خلاّس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج والد النعمان بن بشير شهد بدرا و قتل مع خالد بن الوليد بعين التمر في خلافة أبي بكر، روى عنه جابر بن عبد اللّه و ابنه النعمان، و عنه ابنه محمد، و حميد بن عبد الرّحمن، و الشعبي و غيرهم.

أخبرنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الفضل، حدّثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدّثنا أبو يونس، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، قال: قتل بشير بن سعد بن ثعلبة أحد بالحارث بن الخزرج (2)، و هو أبو النعمان، مع خالد بن الوليد بعين التمر سنة إحدى عشرة بعد انصرافه من اليمامة.

قرأت على أبي محمد بن حمزة، عن أبي محمد الكتاني، أخبرنا مكّي بن محمد بن الغمر، أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر قال: و فيها يعني سنة اثنتي (3) عشرة قتل بشير (4) بن سعد بن ثعلبة بن خلاّس، أبو النعمان بن بشير، و به يكنى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري (5)،أخبرنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد بن عيسى، أخبرني عبد الرّحمن محمد بن المغيرة،[أخبرني أبي محمّد بن المغيرة] حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثلاث عشرة فيها مات بشير بن سعد أبو النعمان الأنصاري أصيب بعين التمر مع خالد بن الوليد و هو يريد الشام.

ص: 293


1- بالأصل «ابن».
2- بالأصل «من الجراح».
3- بالأصل:«اثني».
4- بالأصل «بشر».
5- في المطبوعة 154/10 التستري.

916 - بشير بن سعد

من المصدر الأوّل نزل عليه سلمان الفارسي ضيفا له لما قدم دمشق، و ليس بأبي النعمان بن بشير لأنه قتل بعين التمر كما ذكرنا قبل فتح دمشق.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمد [بن] أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة (1)،حدّثنا محمد بن المبارك (2)و هشام بن عمّار، قالا: حدّثنا يحيى بن حمزة، عن عروة بن رويم، عن القاسم بن عبد الرّحمن قال: قدم علينا سلمان دمشق فلم يبق فينا شريف إلاّ عرض عليه المنزل، فقال: إني، قد عزمت أن أنزل على بشير بن سعد مرّتي هذه، فسأل عن أبي الدّرداء، فقيل: مرابط ، فقال: و أين مرابطكم يا أهل دمشق ؟ قالوا: بيروت، فخرج إلى بيروت.

917 - بشير بن عبد اللّه

أبو سهل السّلمي المدني (3)

شاعر وفد على العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان حمص لعشرة لحقته و امتدحه بأبيات و اختار بدمشق.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكار، قال: و حدّثني أبو غزيّة محمد بن موسى الأنصاري، قال: خرج بشير بن عبد اللّه إلى العباس بن الوليد بن عبد الملك بحمص، و كان بشير قد أعسر عسرة شديدة فقضى عنه ألف دينار و أعطاه عشرة ألف درهم و جهزه إلى المدينة بعشرة أجمال تحمل الكساء و الطرائف، قال: و كان عمران بن أبي فروة كتب إلى بشير و هو عند العباس بن الوليد و في قصيدة يقول فيها، يلوم نفسه على تخلفه عنه:

ألا أبلغ مغلغلة بشيرا *** رسالاتي أبا سهل خليلي

فلم أملك صحابته و ربي *** و ما هو بالسئوم و لا الملول

ص: 294


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 221/1-222.
2- هو: محمد بن المبارك الصوري، أبو عبد اللّه القرشي، شيخ الإسلام، شيخ دمشق بعد أبي مسهر تهذيب التهذيب 423/9.
3- الوافي بالوفيات 146/10 لسان الميزان 40/2.

و لكن كان ما قد كان منها *** عليّ نحو ما خلق جميل

وجدتك عاقلا فطنا لبيبا *** شفيت بما قسمت له غليلي (1)

و لكني ضننت بفضل مالي *** فكنت بفعلتي عين البخيل

فإيها بعدك الاخوان عني *** فأمست و لو جهدت بذي فضول

و أما يرجعنك اللّه يوما *** تواسا في الكثير و في القليل

و أن يمكث يكن كأحب بشر *** رواه الناس نحوكم رحيلي

فأمكث ما مكثت بأرض حمص *** و أهمم حين تهمم بالرحيل

فأقرأها بشير العباس بن الوليد فأمر لعمران بن أبي فروة بألفي درهم و عشرة أثواب، و قال لبشير: لعمران علينا ذمام بمودّتك، و لائمته نفسه في البخل عنك قال: فقال بشير بن عبد اللّه يمدح العباس بن الوليد (2):

لقد علمت حقا إذا هي حمّلت *** لأحسابها يوما لمكرمة فهر

بأنّك يا عباس غرة مالك *** إذا افتخرت يوما و قام بها الفخر

فتى يجعل المعروف من دون عرضه *** و ينجز ما منّا كما ينجز النذر (3)

نمته إلى العلماء قناة بريّة *** من العيب و الآفات ليس بها فطر

تساوي الثريا أو تلم فروعها *** و يقصر عنها أن يساويها النسر

فأقسم لو كان الخلود لواحد *** من الناس عن مجد لأخلدك الدهر

قضى مغرمي لما عرضت بحاجتي *** أغرّ بطاحي به يفخر النضر

و ما جئته حتى بدا متن صعدتي *** فما دون ضاحيها فجّا و لا قسر

فقد لها بعد الإله فمتنها *** له ناضر منيا و أفنانه خضر

فهذا أوان العسر أصبح مدبرا *** بأجمعه عنا و قيل لنا اليسر

و كنا بدار يقتل الفقر أهلها *** و أضحى يضاحي داره قتل الفقر

فأصبح يدعى قاتل الفقر بالغنى *** و يدعى سداد الثغر إن ضيع الثغر

ص: 295


1- في المطبوعة 155/10: وجدتك عاقلا فطنا لبيبا و حسن الرأي عند ذوي العقول فلو أشبهته و قسمت مالي شفيت بما قسمت له غليلي
2- الأبيات الأول و الثاني و الثالث و السادس في الوافي بالوفيات 164/10.
3- الوافي: كما تنجز القدر.

مدحت رجالا قبله و لو أن لي *** به قبل ما أعلمت من مدحتى خبر

لكان له قولي و حسن تنخلي *** و قل له مني التمدح و الشكر

إذا ما امرؤ أهدى لغيرك مدحة *** من الناس يرجوها فقد ضيّع الشعر

إذا قلّ خير المجتدين تحلبت *** بنيل الجادي على أنامله العسر (1)

أنامل كان الجود منها خليفة *** فأيسرها نيلا تحبه همر

918 - بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة

نفيع بن الحارث الثقفي البصري

قيل إنّه وفد على معاوية مع أبيه و حدث عن جده أبي بكرة.

روى عنه: سحيم بن حفص، و عبد اللّه بن فائد (2).

[أخبرنا] أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد، أخبرنا علي بن محمد - يعني المدائني - عن سحيم بن حفص و عبد اللّه بن فائد عن بشير بن عبيد اللّه، قال: أول من نعى الحسن بن عليّ بالبصرة عبد اللّه بن سلمة بن المحبّق أخو سنان، نعاه لزياد، فخرج الحكم بن [أبي] العاص الثقفي فنعاه، فبكى الناس و أبو بكرة مريض، فسمع الضّجّة فقال: ما هذا؟ فقالت امرأته: عبسة بنت سحام من بني ربيع: مات الحسن (3) بن علي، فالحمد للّه الذي أراح الناس منه، فقال أبو بكرة: اسكتي ويحك، فقد أراحه اللّه من شيء، كثير و فقد الناس خيرا كثيرا.

قرأت على أبي الوفا حفاظ بن الحسن الغسّاني عن عبد العزيز الكتاني، أخبرنا عبد الوهّاب الميداني، أخبرنا أبو سليمان محمد بن [عبد اللّه بن زبر، أنا] (4) عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن جرير الطبري (5)،حدّثني أحمد بن زهير، عن علي بن

ص: 296


1- في المطبوعة 156/10 بنيل على الجادي أنامله العشر.
2- بالأصل «حامد» و الصواب ما أثبت عن م.
3- بالأصل:«الحسين».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و الزيادة لازمة عن م و قياسا إلى أسانيد مماثلة، و انظر المطبوعة 157/10.
5- الخبر في تاريخ الطبري 332/5.

محمد، عن عوانة و خلاّد بن عبيد (1)،قال: تغدّى يوما معاوية و عنده عبيد اللّه بن أبي بكرة و معه ابنه بشير، و يقال: غير بشير، فأكل و أكثر من الأكل فلحظه معاوية [و] فطن عبيد اللّه بن أبي بكرة فأراد أن يغمز ابنه فلم يمكنه و لم يرفع رأسه حتى فرغ، فلما خرج لامه على ما صنع، ثم عاد إليه و ليس معه ابنه فقال معاوية ما فعل ابنك [التلقامة] (2) قال:

اشتكى قال: قد علمت أن أكله سيورّثه داء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أحمد بن جعفر.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو محمد بن الحصين و عاصم بن الحسن، قالا: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر، أنبأنا أبو علي بن صفوان، قالا: حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

حدّثنا - و في حديث إسماعيل بن محمد: حدّثني - أبو بكر محمد بن هاني، حدّثني أحمد بن شبّويه، حدّثني سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، عن جويرية بن أسماء، عن مسلم (3) بن قتيبة قال: مرّ بي بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة فقال:

ما يجلسنك ؟ قلت: خصومة بيني و بين ابن عم لي [ادّعى شيئا] (4) في داري، قال: فإنّ لأبيك عندي يدا، و إنّي أريد أن أجزيك بها، و إنّي و اللّه ما رأيت من شيء - و في حديث ابن الفضل: شيئا - أذهب للدين، و لا أنقص للمروءة، و لا أضيع للذّة، و لا أشغل لقلب من خصومة. قال: فقمت لأرجع، فقال: ما لك ؟ قلت: لا أخاصمك، قال: عرفت أنه حقي ؟ قلت: لا و لكني أكرّم نفسي عن هذا. انتهى حديث ابن الفضل - و زاد ابن السمرقندي إلى آخره - و سأتقبل بحاجتك. قال: فإني لا أطلب منه شيئا هو لك قال: فمررت بعد ببشير و هو يخاصم فذكّرته قوله؛ قال:[لو] (5) كان قدر خصومتك عشر مرات فعلت، و لكنه مرغاب (6) أكثر من عشرين ألف ألف.

ص: 297


1- الطبري: خلاد بن عيدة.
2- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م، و اللفظة المستدركة عن الطبري.
3- في مختصر ابن منظور 225/5 «سلم» و في معجم البلدان «مرغاب»: سالم.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
6- المرغاب: نهر بالبصرة، قال البلاذري: و حفر بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة المرغاب و سماه باسم مرغاب مرو، و كانت القطيعة التي فيها المرغاب ثمانية عشر ألف جريب و كانت لهلال بن أحور المازني، تغلب عليها بشير و قال: هذه قطيعة لي، فخاصمه حميري بن هلال، انظر تمام قصته في معجم البلدان «المرغاب».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور بن العطار، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو محمد السكري، حدّثنا أبو يعلى المنقري، حدّثنا الأصمعي، قال: قال أبو عاصم النبيل:[إن] مالك بن المنذر ضرب عمر بن يزيد الأسيدي بالسّياط حتى قتله، و كان الذي أشار عليه بقتله بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة و عمرو بن مسلم الباهلي.

919 - بشير بن عقبة

كان على شرطة الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (1):حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا الوليد، حدّثنا سعيد قال: لقي بشير بن عقبة عبد الواحد النصري (2) في خلافة الوليد و كان بشير على شرطة الوليد فاستعدى عليه زرعة بن ثوب (3)المقرائي (4) و كان قاضيا فجلده الحدّ - زاد غير يعقوب: فبلغ ذلك الوليد فقال: أ ما كان يقدر أن يمتنع منه و معه أربعة مائة شرطي لا خير في هذا و عزله.

920 - بشير بن عقربة، و يقال: بشر

أبو اليمان الجهني

له صحبة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثين.

روى عنه: عبد اللّه بن عوف الفزاري (5)،و شريح بن عبيد.

و سكن فلسطين و قدم دمشق في ولاية عبد الملك بن مروان حين قتل عمرو بن سعيد.

ص: 298


1- المعرفة و التاريخ 336/2-337.
2- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 436/6.
3- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن المعرفة و التاريخ، و في قضاة وكيع 202/3 «أيوب» في م: يزن المقري.
4- هذه النسبة إلى مقرى كانت غربي طاحونة الأشنان من أرض الصالحية، و النسبة إليها مقراوي.(غوطة دمشق محمد كردعلي ص 180) و في المعرفة و التاريخ:«المقرى» و في قضاة وكيع: المعري.
5- في المطبوعة 159/10 القاري.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو عمرو - هو ابن حكيم - حدّثنا أبو حاتم، حدّثنا سعيد بن منصور و أبو توبة.

قالا: حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال: و حدّثنا محمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد اللّه بن جمعة، قالا: حدّثنا سعيد بن منصور، عن حجر بن الحارث، عن عبد اللّه بن عوف، عن بشير بن عقربة، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قام مقام رياء أقامه اللّه عزّ و جلّ مقام رياء و سمعة»[2560].

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد ح، و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، قالوا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه بن مسعود العبدي، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا حجر بن الحارث الرّملي، عن عبد اللّه بن عوف - و كان عاملا لعمر بن عبد العزيز - أنّه شهد يزيد بن عبد الملك و قال لبشير بن عقربة إنّي احتجت اليوم لكلامك، فقم فتكلّم، فقال:

إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قام خطيبا يلتمس فيها رياء و سمعة وقفه اللّه يوم القيامة موقف رياء و سمعة»[2561].

كذا قال، و إنما هو عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا حجر بن الحارث الغسّاني من أهل الرملة عن عبد اللّه بن عوف الكناني - و كان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرّملة - قال: شهدت عبد الملك بن مروان قال لبشر بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص: يا أبا اليمان قد احتجت اليوم إلى كلامك فقم فتكلّم، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قام بخطبة لا يلتمس بها إلاّ رياء و سمعة وقفه اللّه يوم القيامة موقف رياء و سمعة»[2562].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، أخبرنا أبو الفرج ح.

و أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت سهل الأسفرايني قالت: أخبرنا أبي أبو الفرج الأسفرايني، أخبرنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن الخلاّل، أخبرنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر الذّهلي، حدّثني أبي، حدّثنا حميد بن

ص: 299

داود، و حدّثني عبد اللّه بن محمد بن عثمان بن عطاء، حدّثنا حجر بن الحارث الرّملي، عن عوف بن عبد اللّه القاري (1) عن بشير بن عقربة، قال: لما قتل أبي يوم أحد أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أبكي فقال:«يا حبيب ما يبكيك ؟ أ ما ترضى أن أكون أنا أبوك، و عائشة أمك» فمسح على رأسي فكان أثر يده من رأسي أسود و سائره أبيض، و كانت بي رتّة (2) فتفل فيها و قال لي:«ما اسمك»؟ قلت: بحير (3)،قال:«بل أنت بشير»[2563].

كذا قال، و الصواب عبد اللّه بن عوف.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النرسيّ - و اللفظ له - قالوا:

أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال (4):قال لي عبد اللّه بن عثمان بن عطاء، حدّثنا حجر بن الحارث الغسّاني، قال: سمعت عبد اللّه بن عوف القاري قال: سمعت بشير بن عقربة يقول: استشهد أبي مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في بعض غزواته فمر بي النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا أبكي فقال لي:«اسكن أ ما ترضى أن أكون أنا أبوك و عائشة أمك ؟» قلت: بلى بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه قال لي ابن عثمان: و بشير معروف بفلسطين[2564].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمد بن [نافع] الخزاعي، حدّثنا محمد بن أحمد بن حمّاد الرازي، حدّثنا موسى بن سهل الرّملي، حدّثنا الحسن بن بشير الرّملي، حدّثني عقبة بن عقبة بن عبد اللّه بن بشير بن عقربة، عن أبيه، عن جده عبد اللّه بن بشير، قال: سمعت أبي يقول: قتل أبي عقربة يوم أحد فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم أبكي فقال:«ما اسمك» قلت (5):

عقربة. قال:«أنت بشير أ ما ترضى أن أكون أبوك و عائشة أمك ؟ فسكتّ [2565].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أبو

ص: 300


1- في المطبوعة 160/10 «الفاري».
2- الرتة: عجلة في الكلام، و قلة أناة، أو هي العجمة في الكلام (اللسان: رتت).
3- عن الإصابة 154/1 و بالأصل «بشير» و في المختصر: بجير.
4- التاريخ الكبير 78/2/1 في باب بشر.
5- بعد قلت إشارة، و على هامش الأصل: لعله: بشير بن.

الحسين بن محمد بن الحسن الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أخبرنا أبو الحسين الأصبهاني، أخبرنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال:

و من جهينة ابن زيد بن ليث بن سواد بن أسلم بن الحاف [بن] قضاعة: بشير بن أبي عقربة.

كذا قال، و الصواب: ابن عقربة، و سود بن أسلم بغير ألف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا عثمان بن أحمد بن السّماك، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء، حدّثنا علي بن المديني، قال: بشير بن عقربة أبو اليمان.

أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي - في كتابه - و حدّثني أبو الفضل بن ناصر عنه، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين [بن] المظفّر، أخبرنا أبو علي المدائني، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: بشير بن عقربة الجهني يكنى أبا اليماني، له حديث، و ذكر الحديث الأول.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتّاب، قال: أنبأنا أحمد بن عمير - إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير، قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن محمد بن سميع يقول: بشير بن عقربة الجهني يكنى أبا اليمان فلسطيني - و قال ابن عتّاب: يكنى أبا الوليد-.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا تمام بن محمد، أخبرنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال: بشر بن عقربة الجهني يكنى أبا اليمان.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم و اللفظ له قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل

ص: 301

قال (1):بشير بن عقربة الفلسطيني و قال البخاري: قال لي ابن عثمان - عبد اللّه بن عثمان بن عطاء - و بشير معروف بفلسطين؛ و قال سعيد بن منصور: بشير، و قال محمد بن المبارك: بشر.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أخبرنا أبو سعيد بن حمدون، أخبرنا مكّي بن عبدان، قال: سمعت أبا الحسين مسلم بن الحجاج يقول: أبا اليمان بشير بن عقربة الجهني صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرنا أبي أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: أبو اليمان بشير بن عقربة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أخبرنا أبو الحسن الفأفاء ح، قال: و أخبرنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):بشير بن عقربة سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أخبرنا أبو نصر طاهر بن محمد، حدّثنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمد قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول:

بشير بن عقربة يكنى أبا اليمان.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: و بشير بن عقربة أبو اليمان الجهني نزل الشام و له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حدث عنه عبد اللّه بن عوف الكناني (3).

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما بشير - بفتح الباء و كسر الشين المعجمة - فهو بشير بن عقربة أبو اليمان الجهني نزل الشام له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حدث عنه عبد اللّه بن عوف الكناني (5).

ص: 302


1- انظر التاريخ الكبير 78/2/1 في باب «بشر».
2- الجرح و التعديل 376/1/1.
3- بالأصل الكتاني و المثبت عن أسد الغابة و الإصابة.
4- الاكمال لابن ماكولا 281/1.
5- عن الاكمال و بالأصل «الكتاني» و انظر ما تقدم.

921 - بشير بن محمد بن عبد اللّه بن زيد

ابن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج بن عمرو هو النّبيت بن مالك بن الأوس و يقال ابن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد و يقال ليس في نسبه ثعلبة الأنصاري. وفد على عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف - إجازة - حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (1)، أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني يعقوب بن محمد بن أنس، عن يعقوب بن عمر بن قتادة، قال: وفد عاصم بن عمر بن قتادة و بشير بن محمد بن عبد اللّه بن زيد بن عبد ربّه على عمر بن عبد العزيز في خلافته فدخلا (2) عليه بخناصرة فذكرا دينا عليهما، فقضى عن كل واحد منهما أربع مائة دينار، فخرج الصكّ يعطيان من صدقة كلب مما عزل في بيت المال. قال محمد بن عمر: و كان ذلك العزل قدم به لم يوجد أحد منهم يقضى عنه دين فأدخل فضله بيت المال عزلا لأن يقضى به عن الدّيّان. فهذا وجهه (3).

922 - بشير بن الخصاصيّة

922 - بشير بن الخصاصيّة (4)

و هي أمّه، و اسم أبيه معبد، و يقال: زيد بن معبد بن ضباب بن سبيع، و قيل: ابن شراحيل بن سبع بن ضباريّ بن سدوس [بن] أوس السّدوسي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كان اسمه: زحم (5)،فسماه النبي صلى اللّه عليه و سلم بشير، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث، و سكن البصرة و كان بفحل ثم توجه منها إلى حمص، و اجتاز بدمشق. روى عنه جري بن كليب، و بشير بن نهيك، و امرأته ليلى، و ديسم، و أبو المثنى العبدي موثر (6) بن عفارة، و أبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني.

ص: 303


1- طبقات ابن سعد 349/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
2- عن ابن سعد و بالأصل: فدخل.
3- بعدها لفظة «أخبرنا» مقحمة حذفناها من الأصل و م.
4- ترجمته في الاستيعاب 150/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 229/1 الإصابة 159/1 الوافي بالوفيات 161/10.
5- بالأصل «رحم» بالراء و المثبت بالزاي عن أسد الغابة و ابن سعد 55/7 و الوافي بالوفيات. و في الاستيعاب: رخم.
6- بالأصل «موتد بن عفازة» و في المطبوعة 164/10 «مؤثر بن غفارة» و المثبت عن أسد الغابة «موثر بن عفارة».

أخبرنا أبو القاسم الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، عن بشير بن نهيك، عن بشير [بن الخصاصيّة بشير] (2)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال كنت أماشي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آخذا بيده فقال لي:«يا ابن الخصاصيّة، ما أصبحت تنقم على اللّه تبارك و تعالى، أصبحت تماشي رسوله صلى اللّه عليه و سلم». قال: أحسبه قال:

آخذا (3) بيده، قال: قلت: ما أصبحت أنقم على اللّه شيئا، قد أعطاني اللّه تبارك و تعالى كلّ خير. قال: فأتينا قبور المشركين فقال:«لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا». ثلاث مرات. ثم أتينا على قبور المسلمين، فقال:«لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا» ثلاث مرات يقولها قال:

فنظر (4) برجل يمشي بين المقابر في نعليه فقال:«ويحك يا صاحب السّبتين، ألق سبتيتك» مرتين أو ثلاثا، فنظر (5) الرجل فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خلع نعليه[2566].

قال (6):و حدّثني أبي حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا الأسود، حدّثنا خالد بن سمير، حدّثنا بشير بن نهيك، حدّثني بشير رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان اسمه في الجاهلية زحم بن معبد فهاجر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسأله ما اسمك ؟ قال: زحم. قال: لا بل أنت بشير، فكان اسمه. قال: بينا أنا أماشي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ قال:«يا ابن الخصاصيّة ما أصبحت تنقم على اللّه عزّ و جلّ ، أصبحت تماشي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم» قال أبو شيبان: و هو الأسود بن شيبان أحسبه قال: آخذا (7) بيده، فقلت: يا رسول اللّه بأبي و أمي ما أنقم على اللّه عزّ و جلّ شيئا فذكر الحديث، و قال:«يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتك»[2567].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا أبو كريب، حدّثنا وكيع، عن أبي جناب، عن إياد بن لقيط ، عن الجهدمة امرأة بشير بن الخصاصيّة، عن بشير بن الخصاصيّة قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ممن أنت» قلت: من ربيعة قال:«من ربيعة

ص: 304


1- مسند الإمام أحمد 83/5.
2- الزيادة عن المسند.
3- بالأصل «أخذ» و المثبت عن مسند أحمد.
4- مسند أحمد: فبصر.
5- مسند أحمد: فبصر.
6- مسند أحمد 84/5.
7- بالأصل «أخذ» و المثبت عن مسند أحمد.

الفرس الذين يقولون لولاهم لانفكّت الأرض بأهلها. أحمد اللّه الذي منّ عليك من بين ربيعة»[2568].

هذا مختصر من حديث أنبأناه بتمامه أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن سين (1)،حدّثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي، حدّثنا محمد بن عبد الكريم، حدّثنا الهيثم بن عدي، حدّثنا أبو جناب الكلبي، حدّثني إياد بن لقيط الذهلي، حدّثتني (2) الجهدمة امرأة بشير بن الخصاصيّة قالت: حدّثنا بشير قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعاني إلى الإسلام، ثم قال لي:«ما اسمك ؟» قلت: نذير. قال:«بل أنت بشير» قال: فأنزلني الصفة، فكان إذا أتته (3) هدية اشتركنا فيها و إذا أتته صدقة صرفها (4)إلينا. قال: فخرج ذات ليلة فتبعته فأتى البقيع فقال:«السلام عليكم دار قوم مؤمنين، و إنّا بكم لاحقون. و إنّا للّه و إنا إليه راجعون، لقد أصبتم خيرا بجيلا (5) و سبقتم شرّا طويلا» ثم التفت إليّ فقال:«من هذا؟» فقلت: بشير فقال:«أ ما ترضى أن أخذ اللّه بسمعك و قلبك و بصرك إلى الإسلام من بين ربيعة الفرس الذين يزعمون أن لولاهم لائتفكت الأرض عنهم بأهلها» قلت: بلى يا رسول اللّه، قال:«ما جاء بك ؟» قلت: خفت أن تنكب أو تصيبك هامّة من هوامّ الأرض[2569].

قال محمد بن عبد الكريم: إنما سمّي الفرس لأن أباه نزار بن معد كان له فرس و قبة من أدم و حمار، فجعل الفرس لأكبر ولده ربيعة، و القبة الذي يتلوه و هو مضر، و الحمار للثالث و هو إياد فلذلك يقال: ربيعة الفرس، و مضر الحمراء، و إياد الحمار.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية أنبا أحمد بن معروف، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة، أخبرنا محمد بن سعد (6)،أخبرنا علي بن محمد القرشي، عن يزيد بن رومان و محمد بن كعب و عن أبي بكر الهذلي عن

ص: 305


1- بالأصل و المطبوعة 164/10 «بشير» خطأ و المثبت و الضبط عن التبصير 710/2 و في الحلية 26/2 شين.
2- بالأصل «حدثني».
3- بالأصل «أتيته» و المثبت عن الحلية.
4- بالأصل:«صرفنا إليها» و المثبت عن الحلية.
5- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن الحلية، و بجيلا أي واسعا كثيرا (اللسان) و في المطبوعة 165/10 جزيلا.
6- طبقات ابن سعد 305/1 و 315/1.

الشعبي، و عن علي بن مجاهد، عن محمد بن إسحاق، عن الزّهري و عكرمة بن خالد و عاصم بن عمر بن قتادة، و عن يزيد بن عياض بن جعدبة، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم، و عن مسلمة بن علقمة، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة في رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على [بعض] (1) فيما ذكروا من وفود العرب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالوا:

و قدم وفد بكر بن وائل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له رجل منهم: هل تعرف قس بن ساعدة ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليس هو منكم، هذا رجل من إياد تحنّف في الجاهلية فوافى عكاظ و الناس مجتمعون فكلّمهم بكلامه الذي حفظ عنه». و كان في الوفد بشير بن الخصاصيّة و عبد اللّه بن مرثد و حسّان بن حوط . و قال رجل [من] (2) ولد حسان:

أنا ابن حسان بن حوط و أبي *** رسول بكر كلها إلى النبي

قالوا: و قدم معهم عبد اللّه بن أسود بن شهاب بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان ينزل اليمامة، فباع مع ما كان له من مال باليمامة و هاجر و قدم (3) على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بجراب من تمر فدعا له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالبركة[2570].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال: من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ثم من بني سدوس بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بشير بن الخصاصيّة و هو بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضباريّ بن سدوس. الخصاصيّة من الأزد يقال له كبشة و يقال مارية بنت عمرو بن الحارث من الغطاريف من الأزد، و هي أم ضباريّ ينسبون (4) إليها.

أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه. و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين بن المظفّر، أخبرنا أبو علي المدائني، حدّثنا

ص: 306


1- زيادة عن ابن سعد.
2- زيادة عن ابن سعد.
3- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن ابن سعد.
4- بالأصل: ينسبوا.

أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: و من بني بكر بن وائل [بن] قاسط بن هيت بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ثم من بني سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل: بشير بن الخصاصيّة السّدوسي، يقول من يتشبه ببشير بن معبد بن سبع بن ضباريّ ،[الخصاصيّة هي امرأة يقال لها كبشة، و يقال ماوية و هي أم ضبارى] (1) فنسبوا إليها و هي بنت عمرو بن الحارث من الغطاريف من الأزد، جاء عنه ثلاثة أحاديث.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الخطّاب، أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السّعدي، أخبرنا عبيد اللّه بن محمد بن محمد بن بطة، أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدّثني عمي - يعني علي بن عبد العزيز - عن أبي عبيد قال: بشير بن الخصاصيّة من بني سدوس و كان اسمه زحم بن معبد فسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشيرا، و أمّه الخصاصيّة من الأزد و بها كان يعرف.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون [و أبو الحسين بن الطيوري و أبو الغنائم بن النرسي و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون:] (2) و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (3):بشير بن الخصاصيّة السّدوسي، قال قتادة: هاجر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم من بكر بن وائل؛ قال: أخبرنا سليمان بن حرب، حدّثنا أسود بن شيبان، حدّثنا خالد بن سمير، قال: حدّثني بشير [بن نهيك قال: حدّثنا بشير] (4) و قد أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم [فقال: ما اسمك ؟] (5) فقال زحم، فقال:

«بل أنت بشير». و قال إسحاق: بشير بن معبد و هو ابن الخصاصيّة[2571].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أخبرنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنبأنا طاهر بن محمد بن سليم، حدّثنا علي بن إبراهيم، حدّثنا يزيد بن محمد قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: بشير بن الخصاصيّة

ص: 307


1- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة و العبارة سقطت من الأصل و م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند، و الزيادة عن أسانيد مماثلة سابقة. و انظر المطبوعة 167/10 و في م كالأصل.
3- التاريخ الكبير 97/2/1.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن البخاري.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن البخاري.

السّدوسي كان اسمه زحم بن معبد فسماه النبي صلى اللّه عليه و سلم بشيرا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: بشير بن الخصاصيّة السّدوسي منسوب إلى أمه، و هو بشير بن يزيد بن معبد بن ضباب بن سبيع، و قيل ابن شراحيل بن سبع السّدوسي (1) و كان اسمه في الجاهلية زحم بن معبد و سمّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم بشيرا عداده في أهل البصرة. روى عنه بشير بن نهيك و جري بن كليب و موثر بن غفارة (2) و امرأته ليلى. و ذكر البغوي: أنه سكن الكوفة و أراه وهم فيه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، قال: حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال (3):و بشير بن الخصاصيّة السّدوسي و كان اسمه زحم فسماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشيرا، و هو بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضباريّ بن سدوس بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، و الخصاصيّة امرأة نسب إليها، و هي أم ضباريّ بن سدوس، و اسمها كبشة، و يقال ماوية بنت عمرو بن الحارث من الغطاريف من الأزد شهد فتح المدائن، و هو حمل الخمس إلى أمير المؤمنين عمر. و قد روى بشير عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحاديث، و روى عن بشير امرأته ليلى، و أبو المثنى العبدي، و بشير بن نهيك و هو معدود فيمن نزل البصرة من الصحابة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما بشير - بفتح الباء و كسر الشين المعجمة - فهو بشير بن الخصاصيّة السّدوسي.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أخبرنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد الكوسج، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، حدّثنا محمد بن علي بن الحسين بن بريد بن عبد الرّحمن الهمداني، حدّثنا محمد بن إسحاق الساري (5)،حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة،

ص: 308


1- بالأصل:«الدسوسي» و الصواب ما أثبت.
2- تقدم عن أسد الغابة: عفارة.
3- تاريخ بغداد 194/1-195.
4- الاكمال لابن ماكولا 281/1.
5- في المطبوعة: السياري.

عن جبلة بن سحيم، عن أبي المثنى العبدي، عن ابن الخصاصيّة السّدوسي، قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم لأبايعه فاشترط عليّ فقال:«تشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمدا عبده و رسوله، و تقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تحجّ البيت، و تصوم رمضان و تجاهد في سبيل اللّه عزّ و جلّ ».

قال: قلت: و اللّه يا رسول اللّه أما ثنتان فلا أطيقهما: الصدقة و الجهاد، و اللّه ما لي إلاّ عشر ذود (1) هنّ رسل أهلي و حمولتهن، و أما الجهاد فيزعمون أنه من ولّى فقد باء بغضب من اللّه عزّ و جلّ و أخاف إن حضر القتال جزعت نفسي و خفت الموت. قال فقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده ثم بسطها و قال:«لا صدقة و لا جهاد فبما تدخل الجنة ؟» قال: قلت: يا رسول اللّه أبايعك فبايعني عليهنّ كلّهن[2572].

و أخبرناه عاليا أبو القاسم الشحامي و أبو محمد السندي، قالا: أنبأنا أبو عثمان البحيري و أبو سعد الجنزرودي، قالا: أخبرنا أبو عمرو (2) بن حمدان، أخبرنا أبو العباس الحسن بن سفيان، و حدّثنا جبارة بن المغلّس الحمّامي، حدّثنا قيس بن الربيع، عن جبلة بن سحيم، عن موثر بن غفارة، عن بشير بن الخصاصيّة قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم لأبايعه فقلت: أ ما تبايعني يا رسول اللّه ؟ قال: فمدّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم«[يده، و قال:] (3) تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، و تصلي الصلوات الخمس المكتوبة لوقتها، و تؤدي الزكاة المفروضة، و تصوم رمضان، و تحج البيت، و تجاهد في سبيل اللّه ؟» قلت: يا رسول اللّه فلا نطيق اثنتين (4):الزكاة فما لي إلاّ حمولة أهلي و ما يبدون به، و أما الجهاد فإني رجل جبان فأخاف أن أخشع بنفسي فأفرّ، فأبوء بغضب من اللّه، فقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده ثم قال:«يا بشير لا جهاد و لا صدقة فبما إذا تدخل الجنة ؟» قال: قلت: يا رسول أبسط يدك، فبسط يده فبايعته (5) عليهن[2573].

أخبرنا أبو القاسم الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر،

ص: 309


1- الذود القطيع من الإبل من الثلاث إلى تسع، و قيل إلى العشر،(اللسان - النهاية).
2- بالأصل «عمر» و الصواب «عمرو» انظر الأنساب (الحيري).
3- زيادة للإيضاح، انظر المطبوعة 169/10.
4- بالأصل:«الاثنين» و في المطبوعة: كلا، لا نطيق الاثنتين.
5- بالأصل: فبايعه.

حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، حدّثنا أبو الوليد و عفّان، قالا: حدّثنا عبيد اللّه بن إياد بن لقيط [سمعت إياد بن لقيط ] (2) يقول: سمعت ليلى امرأة بشير أنه سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم أصوم يوم الجمعة و لا أكلّم ذلك اليوم أحدا (3)؟فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تصم يوم الجمعة إلاّ في أيام هو أحدها، أو في شهر، و أما أن [لا] (4) تكلم أحدا فلعمري لأن تكلّم [أحدا] (5) بمعروف و تنهى عن منكر خير من أن تسكت»[2574].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو منصور أحمد بن علي الدّامغاني - نزيل بيهق - أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم [الإسماعيلي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن داود] (6) بن النعمان - بالبصرة - حدّثنا الصلت بن مسعود، حدّثنا عقبة بن المغيرة، حدّثنا إسحاق الشيباني، عن أبيه، عن بشير بن الخصاصيّة، قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتيته بالبقيع فسمعته يقول:«السّلام على أهل الدّيار من المؤمنين» فانقطع شسعي، فقال لي:«أنفسك قدمك» قلت: يا رسول اللّه طال غزوي و نأيت عن دار قومي، فقال:«يا بشير، أ لا تحمد اللّه الذي أخذ بناصيتك إلى الإسلام من بين ربيعة، قوم يريدون أن لولاهم ائتفكت الأرض بمن عليها»[2575].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن أحمد بن محمد بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد بن عيسى السكري، حدّثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، حدّثنا الصعق بن حزن (7)،عن قتادة، قال:

هاجر من بكر بن وائل أربعة رجال من بني سدوس أسود بن عامر من أهل اليمامة، و بشير بن الخصاصيّة، و عمرو (8) بن تغلب من النمر بن قاسط ، و فرات بن حيّان من بني عجل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو العلاء

ص: 310


1- مسند الإمام أحمد 225/5.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مسند أحمد.
3- بالأصل «أحد» و المثبت عن مسند أحمد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مسند أحمد.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوع 170/10.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوع 170/10.
7- بالأصل «حرز» و الصواب عن تقريب التهذيب بفتح المهملة و سكون الزاي.
8- بالأصل «عمر».

الواسطي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري، أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل (1) بن غسّان الغلاّبي، حدّثنا أبي أبو عبد الرّحمن الغلاّبي، حدّثنا أبو النعمان، حدّثنا الصعق بن حزن (2) العيشي، عن قتادة قال: هاجر من ربيعة أربعة: بشير بن الخصاصيّة و عبد اللّه بن الأسود السّدوسي، و الفرات بن حيّان العجلي، و عمرو بن تغلب. قال أبو النعمان: فذكرت ذلك لمحمد بن سواد (3) فقال: رحم اللّه قتادة.

أحمر (4) بن جزي السّدوسي لا يشك في هجرته. قال أبو النعمان: و سألت جرير بن حازم ممن كان عمرو بن تغلب ؟ قال: كان من أهل جواثا (5)،و بلغني أنهم مرتين عور خد به (6).

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال: بشير.

923 - بشير و يقال: بشر بن منقذ

أبو منقذ الشّنّي العنبسي (7)

شاعر كان على عهد معاوية، و يعرف بالأعور الشني.

قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري و أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى المرزباني (8) قال: بشير بن منقذ الشّنّي من عبد القيس يقول لمعاوية بن أبي سفيان يحضه على استصلاح خالد بن المعمّر السّدوسي و كان خالد ممن سعى على الحسين بن علي عليهما السلام، و قال لمعاوية: أنا أكفيك ربيعة كلّها و قام بأمره، فلما استقام أمره جفاه فقال بشير:

معاوي أمّر خالد بن معمّر *** معاوي لو لا خالد لم يؤمّر

ص: 311


1- في الأصل و المطبوعة:«الفضل» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر الأنساب (الغلابي).
2- بالأصل «حمد» و المثبت عن تقريب التهذيب، و قد مرّ.
3- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن المطبوعة 171/10.
4- بالأصل:«أحمد بن حوى» و المثبت «أحمر بن جزي» عن الاستيعاب 941 هامش الإصابة، و ضبطت جزي نقلا عن الدارقطني. و انظر أسد الغابة.
5- بالأصل «جوانا» و المثبت عن معجم البلدان بالضم و يمد و يقصر حصن لعبد القيس بالبحرين.
6- قوله:«و بلغني أنهم مرتين عو رخد به» كذا بالأصل، لم أصل إلى حلها.
7- كذا بالأصل و في المطبوعة:«العبقسي» و هو الأظهر، و في م: العبنسي.
8- الخبر ليس في معجم الشعراء المطبوع.

أتاك يقود الحيّ بكر بن وائل *** على كل مجلوز المقدس (1) مجفر

و القه (2) عبد القيس قد ردّ بعد *** ما أبوك و كانوا كالدوى المنفّر

فلما رأيت الحرب أخمد نارها *** عدلت بنا عكّا و أفناء حمير

[قرأت] على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):و أما الشّنّي - بشين معجمة مفتوحة بعدها نون - الأعور الشّنّي، و اسمه بشير بن منقذ أبو منقذ، كان مع علي يوم الجمل.

ثم قال في حرف الشين: و أما بشير شينه مكسورة فهو الأعور الشّنّي و اسمه بشير بن منقذ أحد بني شن بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، شاعر كان مع علي يوم الجمل، و قيل اسمه بشير و اللّه أعلم بالصواب كذا قال. و قال في موضع آخر (4):و أما منقذ - بضم الميم و سكون النون و بالفاء و الذال المعجمة أبو منقذ بشر بن منقذ (5):هو الأعور الشّنّي أحد بني شن بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة شاعر خبيث كان مع علي يوم الجمل.

924 - بشير بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري الخزرجي

روى عن أبيه النعمان بن بشير.

روى عنه: ابنه أبان بن بشير حديثا تقدم في ترجمة ابن ابنه بشير بن أبان بن بشير، روى عنه: محمد بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حدّثنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ ، حدّثنا أبو القاسم علي بن عبد الوهاب الطاهري، حدّثنا العباس بن الفضل الاسفاطي، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر، عن سليمان بن بلال، عن ابن عجلان، عن بشير بن النعمان بن بشير، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال في خطبته أو في موعظته:«أيها

ص: 312


1- كذا و في المطبوعة 178/10 مجلوز المعدّين.
2- في المطبوعة: و آلف.
3- الاكمال لابن ماكولا 503/4 و 505.
4- الاكمال 230/7.
5- بالأصل:«معبد» و المثبت عن الاكمال.

الناس، الحلال بيّن و الحرام بيّن، و بين ذلك أمور مشتبهات، فمن تركهن سلم دينه و عرضه، و من أوضع فيهنّ يوشك أن يقع فيه، و لكل ملك حمى، و أن حمى اللّه في أرضه معاصيه»[2576].

قال أبو الحسن: لا أعلم لبشر بن النعمان حديثا مسندا غيره، و قد روي له حديث آخر قد تقدم ذكره.

قال: أخبرنا أبو القاسم الواسطي قال لنا أبو بكر الخطيب: بشير بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري حدّث عن أبيه، روى عنه محمد بن عجلان.

925 - بشير بن النعمان بن علي بن محمد

ابن الحجّاج بن نوح بن يزيد بن النّعمان بن بشير بن سعد

أبو الخزرج بن أبي القاسم الأنصاري النّعماني المقرئ

حدّث عن أبي بكر بن أبي دجانة، و أبي عمر محمد بن العباس بن كودك، و أبي القاسم بن أبي العقب و سمع منه مع أبيه و أبي الحسن علي بن حازم الهمداني.

روى عنه: أبو علي الأهوازي.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، أخبرنا أبو علي الأهوازي - قراءة - أخبرنا بشير بن النعمان بن علي الأنصاري، حدّثنا علي بن يعقوب بن إبراهيم الهمداني (1)،حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النّصري، حدّثنا يحيى بن صالح الوحّاظي (2)،حدّثنا موسى بن أعين، عن الليث بن أبي إسحاق عن صلة بن زفر (3)،عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنا سيّد الناس يوم القيامة يدعوني ربّي فأقول: لبّيك و سعديك، و الخير بيدك (4) و الشر ليس إليك»[2577].

قال: و حدّثنا علي بن يعقوب، قال: سمعت أبا عبد اللّه أخا أزغل يقول: و الشرّ ليس إليك، يعني ليس يتقرّب به إليك.

ص: 313


1- ترجمته في سير الأعلام 38/16 و في المطبوعة: الهمذاني خطأ.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 453/10.
3- ضبطت عن تقريب التهذيب.
4- في المختصر 228/5 و المطبوعة 180/10 «بيديك».

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أخبرنا جدي أبو محمد السوسي، حدّثنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ، حدّثنا بشير بن النعمان بن علي الأنصاري - بدمشق - حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر الهمداني (1) المعروف بابن أبي العقب، حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النّصري، حدّثنا أبو محمد سعيد بن الحكم بن أبي مريم، حدّثنا أبو غسان محمد بن مطرف، حدّثني زيد بن أسلم، عن أبي صالح ذكوان عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و اللّه للّه أفرح بتوبة العبد [من العبد] (2) يجد ضالته بالفلاة»[2578].

أخبرنا أبو الحسن الموازيني، أخبرنا أبو علي الأهوازي، حدّثنا أبو الخزرج بشير بن النعمان بن علي بن محمد بن الحجّاج بن نوح بن يزيد بن النّعمان بن بشير الأنصاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة - بدمشق - فذكر حديثا.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمد بن طاوس، و أبو المعالي الفضل بن سهل بن بشر (3)،قالوا: أخبرنا سهل بن بشير بن أحمد، أخبرنا أبو علي الأهوازي، قال: مات أبو الخزرج بشير بن النعمان الأنصاري سنة خمس و أربع مائة.

قال: أخبرنا أبو محمد الأكفاني: في هذه السنة يعني سنة تسع و أربع مائة توفي أبو الخزرج بشير بن النعمان، و كان حافظا للقرآن. حدّث عن ابن أبي دجانة، و ابن كودك، و غيرهما.

926 - بشير مولى معاوية بن أبي سفيان

حدّث عن عشرة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم آخرهم حدير (4) أبو فوزة (5).

روى عنه: أبو عمرة (6) الأردني و يقال الأزدي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد أبي

ص: 314


1- في المطبوعة:«الهمذاني» خطأ.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م و انظر المختصر.
3- في المطبوعة 181/10 «بشير» خطأ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 226/20.
4- بالأصل و م:«جرير» و الصواب المثبت عن تقريب التهذيب و أسد الغابة و الإصابة.
5- ضبطت بالنص في الإصابة بفتح الفاء و سكون الواو بعدها زاي، قال بعضهم: أبو فروة و هو وهم .
6- في المطبوعة:«أبو عمرو» و سيرد قريبا بالأصل:«أبو عمرو».

الصقر، أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج، حدّثنا أبو بشير محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، حدّثني أبو سعيد موهب بن يزيد بن خالد، حدّثنا عبد [اللّه] بن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن أبي عمرو الأردني عن بشير مولى معاوية، قال: سمعت عشرة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم آخرهم حدير (1) أبو فروة (2) يقولون إذا رأوا الهلال: اللّهم اجعل شهرنا الماضي خير شهر و خير عاقبة، و أرسل علينا شهرنا هذا بالسلامة و الإسلام، و الأمن و الإيمان و المعافاة و الرزق الحسن.

حكى ابن مندة أن ابن وهب رواه عن معاوية فقال: أحدهم حدير (3) أبو فوزة و هو الصواب.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي، حدّثنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون:

و محمد بن الحسن الأصبهاني قالوا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (4):بشير مولى معاوية سمع عشرة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أحدهم فروة (5) في رؤية الهلال قاله لنا (6) عبد اللّه بن صالح، عن معاوية، عن أبي عمرو الأزدي.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا البنّا، أنبأنا أبو الحسن بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن المحاملي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: بشير مولى معاوية سمع عشرة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أحدهم حدير (7) أبو فوزة في رؤية الهلال.

ص: 315


1- ضبطت بالنص في الإصابة بفتح الفاء و سكون الواو بعدها زاي، قال بعضهم: أبو فروة و هو وهم.
2- في المطبوعة:«أبو عمرو» و سيرد قريبا بالأصل:«أبو عمرو».
3- بالأصل:«جرير أبو فروة» كذا و الصواب «حدير أبو فوزة» كما أثبتناه.
4- التاريخ الكبير 102/2/1.
5- كذا بالأصل و البخاري. و في المطبوعة: آخرهم فروة.
6- بالأصل:«قال أنبأنا» و المثبت:«قاله لنا» عن البخاري.
7- بالأصل «جرير».

أخبرنا على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: و أما بشير (1)-بفتح الباء و كسر الشين المعجمة فذكر جماعة ثم قال: و بشير مولى معاوية سمع عشرة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أحدهم حدير (2).

927 - بشير الدمشقي

حكى حكاية قال: قيل لناحية من الأرض أن عيسى بن مريم ما ربكم.

روى عنه: مالك بن دينار.

928 - بشير مولى معاوية بن بكر

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: نافع بن يزيد أبو يزيد المصري مولى بني كلاب.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا:

أخبرنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (3):بشير مولى معاوية بن بكر: أمرني عمر بن عبد العزيز أخصي (4) له بغلا في خلافته. قاله عبد اللّه بن يحيى قال: حدّثنا نافع بن يزيد، عن بشير.

أخبرنا على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أما بشير - بفتح الباء و كسر الشين المعجمة - فذكر جماعة ثم قال: و بشير مولى معاوية بن بكر، عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه نافع بن يزيد.

929 - بشير مولى هشام بن عبد الملك

حكى عنه رجل من بني غنيّ .

قرأت على أبي الوفا حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني عن أبي محمد الكتاني،

ص: 316


1- الاكمال لابن ماكولا 281/1.
2- بالأصل: حرير.
3- التاريخ الكبير 103/2/1-104.
4- بالأصل و م أحصى، و المثبت عن البخاري.
5- الاكمال لابن ماكولا 281/1 و 285.

أخبرنا عبد الوهاب الميداني، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني، أخبرنا محمد بن جرير الطبري (1):حدّثني أحمد بن زهير، حدّثنا علي بن محمد، عن رجل من بني غنيّ عن بشير (2) مولى هشام قال: أتى هشام برجل عنده قيان و خمر و بربط ، فقال: اكسروا الطنبور (3) على رأسه و ضربه. فبكى الشيخ. فقال بشير (4):فقلت له:- و أنا أعزيه - عليك بالصبر، فقال: أ تراني أبكي للضرب، و أنا أبكي لاحتقاره البربط (5)[إذ] (6) سماه طنبورا.

قال: و أغلظ رجل لهشام، فقال له هشام: ليس لك أن تغلظ لإمامك.

قال: و تفقد هشام بعض ولده - لم يحضر الجمعة - فقال له: ما منعك من الصلاة ؟ قال: نفقت (7) دابتي، قال: فعجزت عن المشي فتركت الجمعة ؟ فمنعه الدابّة سنة.

ذكر من اسمه بُشَير

930 - بشير بن كعب بن أبي الحميريّ

أبو أيوب - و يقال: أبو عبد اللّه - العدوي البصري (8)

روى (9) عن أبي الدرداء، و أبي هريرة، و شداد بن أوس، و ربيعة الجرشي. و شهد وقعة اليرموك،[استخلفه أبو عبيدة في خيل باليرموك] (10) بعد فراغه منه و توجهه إلى دمشق.

روى عنه العلاء بن زياد، و قتادة، و طلق بن حبيب، و عبد اللّه بن بريدة، و بشير بن حليس، و ثابت البناني.

ص: 317


1- تاريخ الطبري 203/7 في حوادث سنة 125.
2- الطبري: بشر.
3- الطنبور: آلة من آلات الطرب، ذو عنق طويل و ستة أوتار.
4- الطبري: بشر.
5- البربط : العود.
6- سقطت من الأصل، زيادة عن الطبري.
7- اللفظتان غير مقروءتين بالأصل، و في م: تعبت دابتي و المثبت عن الطبري 204/7.
8- أسد الغابة 236/1 الإصابة 181/1 تهذيب التهذيب 296/1 الوافي بالوفيات 169/10 سير أعلام النبلاء 351/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له. و في الإصابة 173/1 بشير بوزن عظيم.
9- سقطت من الأصل، و على هامشه: لعله: روى.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و فيها:«على خيل» و المثبت عن الإصابة 173/1.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن، قالا: أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا أبو بكر و غيره، حدّثنا أبو أسامة عن حسين بن ذكوان، عن عبد اللّه بن بريدة، عن بشير بن كعب، عن شدّاد بن أوس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سيّد الاستغفار أن يقول العبد: اللّهم أنت ربّي و أنا عبدك، لا إله إلاّ أنت، خلقتني و أنا عبدك، أصبحت على عهدك و وعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ ، و أبوء لك بذنوبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت» رواه واصل مولى أبي عيينة عن ابن بريدة فأسقط بشيرا (1) من إسناده، و نقص بعض متنه[2579].

أخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدّينوري، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد [بن] أحمد بن كيسان النّحوي، حدّثنا أبو محمد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد، نا عبد اللّه بن محمد بن أسماء، حدّثنا مهدي بن ميمون، حدّثنا واصل مولى أبي عيينة عن عبد اللّه، عن شدّاد بن أوس أنه صحب قوما في سفر قال: فقال [سمعت] (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّهم إني أعوذ بك من شرّ ما صنعت، و أبوء إليك بنعمتك عليّ ، و أبوء لك بذنبي، فاغفر لي ذنوبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت». إمّا: دخل الجنة و إما قال: غفر له[2580].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أبو بكر بن سيف، حدّثنا السري بن يحيى (3)،حدّثنا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر (4)،عن المطرّح، عن القاسم، عن أبي أمامة و أبي عثمان، عن يزيد بن سنان، عن رجال من أهل الشام عن أشياخهم قال: و عزم أبو عبيدة ألاّ يبرح حتى يأتيه رأي عمر و أمره بعد اليرموك [فأتاه، فرحلوا حتى نزلوا على دمشق و خلّف باليرموك] (5) بشير بن كعب بن أبي الحميري في خيل.

ص: 318


1- بالأصل: بشير.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م و انظر المطبوعة 185/10.
3- الطبري 403/3-404.
4- قوله:«بن عمر» بدله بالأصل:«أخبرنا ابن عمير» و العبارة مقحمة ليست في الطبري و لعل الصواب ما أثبتناه.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن تاريخ الطبري.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا عمر بن شبّة، حدّثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، قال: قال بشير بن كعب لسرية له: إن أخبرتني ما مناكب الأرض فأنت حرة لوجه اللّه عزّ و جلّ ، فسأل أبا الدرداء أن يتزوجها فقال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنّ الخير طمأنينة و إنّ الشرّ فيه ريبة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي، أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم، حدّثنا يزيد بن محمد، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي، قال: بشير بن كعب العدوي أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر، حدّثنا أبو الحسين بن زنجويه، أخبرنا أبو أحمد العسكري، قال: ممن يسمى بشيرا - مضموم الباء و الشين معجمة - بشير بن كعب البصري أبو أيوب العدوي، روى عن أبي الدرداء، و أبي ذرّ، روى عنه طلق بن حبيب، و العلاء بن زياد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر الباقلاني، أخبرنا يوسف بن رباح بن علي، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، ثنا أبو بشير محمد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: بشير بن كعب العدوي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت (1) بن منصور، قالا: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أخبرنا [أبو] (2) الحسين محمد بن الحسن، أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أخبرنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال في تسمية التابعين من أهل البصرة من بني عديّ بن عبد مناة بن أدّ:

بشير بن كعب.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمد بن

ص: 319


1- بالأصل: أبو العز بن ثابت.
2- سقطت من الأصل و الزيادة عن م.

يوسف، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

و حدّثني عمي - رحمه اللّه، لفظا - أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر.

و أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمد بن الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، قالا: حدّثنا محمد بن سعد قال (1) في الطبقة الثانية من أهل البصرة: بشير بن كعب - زاد ابن الفهم: العدوي - و كان ثقة إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الفضل بن البقّال، أخبرنا أبو الحسن الحمّامي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب قال: و بشير بن كعب العدوي الذي روى عنه قتادة يكنى أبا أيوب.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيوري و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - و زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2):بشير بن كعب أبو أيوب العدوي روى (3) عن أبي ذرّ (4)،و أبي الدرداء، روى عنه طلق بن حبيب، كناه لي محمد بن المثنّى عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن أبي أيوب بشير، و قال الحسن بن رافع (5):حدّثنا ضمرة، عن الحكم بن سليمان، حدّثنا ابن أبي غيلان: لما كان طاعون الجارف احتفر بشير بن أبي (6) كعب العدوي قبرا فقرأ فيه القرآن فلما مات دفن فيه. رواه الوليد بن أبي طلحة، عن ضمرة، عن الحكم بن

ص: 320


1- طبقات تاريخ بغداد 7/.
2- التاريخ الكبير 132/2/1.
3- سقطت من الأصل و على هامشه قبل «عن»: «لعله: روى.» و هو ما أثبتناه و اللفظة سقطت من البخاري أيضا.
4- قوله:«عن أبي ذرّ» سقط من المطبوعة 187/10.
5- في البخاري: واقع.
6- كذا بالأصل هنا «ابن أبي كعب» و في البخاري: بن كعب بدون أبي.

سليمان بن أبي غيلان و هو الصواب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب، أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي، حدّثنا أحمد بن الحسين النهاوندي، أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن بن الأشقر، حدّثنا محمد بن إسماعيل، قال: بشير (1) بن كعب أبو أيوب العدوي روى عن أبي ذرّ و عن أبي و عن أبي الدرداء كنّاه معاذ، عن أبيه، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن أبي أيوب بشير.

و قال الحسن: حدّثنا ضمرة، عن الحكم بن سليمان بن أبي غيلان احتفر بشير بن كعب العدوي في طاعون الجارف قبرا فقرأ فيه القرآن، فلما مات دفن فيه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: بشير بن كعب العدوي، عن أبي ذرّ و أبي الدرداء، روى عنه العلاء بن زياد، و طلق بن حبيب.

قرأت على أبي الفضل البغدادي، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أخبرنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي قال: أبو أيوب بشير بن كعب البصري ثقة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي، نا نصر (2) بن إبراهيم الزاهد، أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد، حدّثنا عبد الغني بن سعيد، قال في باب بشير بالضم: بشير بن كعب العدوي أبو أيوب.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):و أما بشير - بضم الباء و فتح الشين المعجمة - فهو بشير بن كعب أبو أيوب العدوي [بصري، حدث عن أبي

ص: 321


1- بالأصل:«بشر».
2- قوله:«نا نصر» مكانه بالأصل و م «بن ناصر إبراهيم».
3- الاكمال لابن ماكولا 298/1.

ذرّ، و أبي هريرة، و أبي الدرداء، حدّث عنه عبد اللّه بن بريدة، و طلق بن حبيب] (1)و العلاء بن زياد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا عمر [بن عبد اللّه بن عمر]، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان، عن رجل قال: قال لي طاوس ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا محمد بن الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا أبو بكر الحميدي، حدّثنا سفيان، حدّثنا عمرو قال لي طاوس: اذهب بنا نجالس الناس قال: فجلسنا إلى بشير بن كعب العدوي فقال يعقوب: فجلسنا إلى رجل من أهل البصرة يقال له بشير بن كعب العدوي، فقال طاوس: رأيت هذا أتى ابن عباس، فجعل يحدثه، و قال ابن عباس: كأني أسمع حديث - و قال يعقوب: بحديث - أبي هريرة (2).

أخبرنا أبو الحسن الفقيهان (3) قال: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمّد القاضي، أخبرنا عبد الرّحمن بن عثمان، حدّثنا أحمد بن سليمان الأسدي، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا محمّد بن أبي عمر، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو قال: قال لي طاوس: أ تسير بنا - يعني نجالس الناس قال: فنجلس إلى رجل يقال له بشير بن كعب العدوي، فقال طاوس: أ رأيت هذا جلس إلى ابن عباس، فتحدث. فقال ابن عباس:

كأني أسمع حديث أبي هريرة.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفاسي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي ح.

قال: و أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أخبرنا أبو الحسن هبة اللّه بن عبد الرزاق بن محمد الأنصاري ح.

ص: 322


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن الاكمال. بالأصل «نصر بن حرب» تحريف شديد.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 93/2.
3- كذا بالأصل، و في م:«الفقيهان قالا» و في م المطبوعة الفقيه.

و أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنبأنا أبو القاسم بن محمود الثّقفي، قال: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، قالا: حدّثنا سعدان بن نصر، حدّثنا سفيان، عن هشام بن حجر، عن طاوس قال: كنت عند ابن عباس و بشير بن كعب العدوي فحدّثه و يحدثه، فقال له ابن عباس عن حديث كذا و كذا. فأعاد له، ثم إنّه حدّث فقال له ابن عباس عد حديث كذا و كذا، فقال له بشير: ما لك تسألني عن هذا الحديث مرتين، حدّثني أنكرت حديثي كلّه، و عرفت هذا، أو عرفت حديثي كله و أنكرت هذا، فقال ابن عباس: إنّا كنا نحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا لم يكذب عليه، فلما ركب الناس الصّعب و الذلول تركنا الحديث عنه.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنبأنا طراد بن محمد، أنبأنا أبو الحسن بن زرقويه، أخبرنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، حدّثنا علي بن حرب، حدّثنا سفيان، عن هشام بن حجر، عن طاوس، قال: كنت عند ابن عباس فحدثه بشير بن كعب العدوي فجعل يحدّثه و يحدّثه، فقال أعد حديث كذا و كذا، فأعاده ثم إنه حدّثه فقال: أعد حديث كذا و كذا، فقال له بشير لم تسألني عن هذا الحديث من بين حديثي كله و أنكرت هذا، و عرفت حديثي كله، و أنكرت حديثي كله، عرفت هذا؟ قال ابن عباس: إنا كنا نحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا لم يكذب فلما ركب الناس الصّعب و الذلول (1) تركنا الحديث عنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجلودي، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، حدّثنا مسلم بن الحجّاج، حدّثني أبو أيوب سليمان بن عبد اللّه الغيلاني، حدّثنا أبو عامر - يعني العقدي-[عن] (2) رباح، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، قال: جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث و يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه و لا ينظر إليه. فقال: يا ابن عباس ما لي لا أراك تسمع لحديثي ؟ أحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا تسمع ؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا [يقول:] (3) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ابتدرته

ص: 323


1- بالأصل:«و المدلول» و الصواب ما أثبت عن م.
2- زيادة لازمة.
3- الزيادة عن مختصر ابن منظور 230/5 و اللفظة سقطت من الأصل و م.

أبصارنا، و أصغينا إليه بآذاننا. فلمّا ركب الناس الصعبة و الذّلول لم نأخذ من الناس إلاّ ما نعرف.

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن السّمرقندي و عبد الكريم بن حمزة، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا خالد بن خداش، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن علي بن زيد قال: كان بشير بن كعب كثيرا ما يقول:[انطلقوا حتى أريكم الدنيا، قال: فيجيء بهم إلى السوق و هي يومئذ مزبلة فيقول] (1) انظروا إلى دجاجهم و بطّهم و ثمارهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا محمد بن هبة اللّه بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو عمرو بن السماك، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفراء، قال: قال علي بن المديني: بشير بن معروف عدوي.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قلت للدارقطني فبشير بن كعب ؟ قال: هذا ثقة، جليس ابن عباس و عمران (2) بن حصين و قد أخرج عنه مسلم و اللّه أعلم.

ذكر من اسمه بطريق

931 - بطريق بن بريد بن مسلم بن عبد اللّه الكلبيّ العليمي

931 - بطريق بن بريد (3) بن مسلم بن عبد اللّه الكلبيّ العليمي

من أهل دمشق. روى عن إبراهيم بن أبي عبلة، و أبيه أو عمه.

روى عنه: محمد بن شعيب، و بقية بن الوليد، و الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا الحسن بن محمد [بن] أحمد، أنبأنا أبو الحسن اللبناني، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن الحسين، حدّثنا مختار بن مالك، حدّثنا بقيّة بن الوليد (4)،عن البطريق بن بريد

ص: 324


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م و انظر مختصر ابن منظور 230/5.
2- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن تهذيب التهذيب.
3- بالأصل و م:«يزيد» و المثبت عن مختصر ابن منظور 230/5.
4- وقعت «و بقية بن الوليد» فيمن روى عنه بطريق، و الصواب أن موقعها هنا في الذين رووا عنه، و سيأتي ذلك.

الكلبي، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة، قال: بلغني أن المؤمن إذا تمنى الرجعة إلى الدنيا، ليس ذاك إلاّ ليكبّر تكبيرة أو يهلّل تهليلة أو يسبّح تسبيحة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن علي بن عبد اللّه بن سوّار الدقاق، و المبارك بن عبد الجبار، قالا: أخبرنا الحسين بن علي بن عبيد، حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الدارمي، حدّثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، حدّثنا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الرابعة من الأسماء المنفردة: بطريق بن بريد (1) الكلبي، روى عنه هشام بن عمّار الدمشقي شامي، لعل هشام بن عمّار روى عنه رجل لا روى عنه نفسه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير،- إجازة - أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا علي بن الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قراءة قال: سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الخامسة يقول:

البطريق بن بريد (2) الكلبي الدمشقي.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (3) في باب بريد (4)-بضم الباء و فتح الراء - البطريق بن بريد (5) بن مسلم بن عبد اللّه الكلبي، حدث عن عمومته. قاله (6)ابن سميع في الطبقات و اللّه تعالى أعلم.

ذكر من اسمه بغا

932 - بغا أبو موسى الكبير

أحد قواد المتوكل، قدم معه دمشق سنة ثلاث و أربعين و مائتين فيها، قرأت بخط الحافظ : فاستشعر من قربه، فأشخصه من دمشق لغزو الصائفة و معه القواد، ففتح صملة (7)،ذكر بعض ذلك أبو الحسن محمد بن أحمد الفراس و الورّاق.

ص: 325


1- بالأصل و م «يزيد».
2- بالأصل و م «يزيد».
3- الاكمال لابن ماكولا 229/1.
4- بالأصل «يزيد» و في م: يريد و الصواب عن الاكمال.
5- بالأصل «يزيد» و في م: يريد و الصواب عن الاكمال.
6- عن الاكمال و بالأصل «قال».
7- كذا بالأصل، و ذكرها ياقوت بلفظ «صمالو» انظر ما أورده بشأنه و فيه أنها قرب المصيصة و طرسوس، ثغر شامي و في م:«صمله».

أخبرنا أبو بكر علي بن إبراهيم السّلماني الواعظ إذنا قال: أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه العكبري، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين (1) الجازري، حدّثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري (2)،حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الأعلى الكاتب، حدّثنا جدي علي بن الحسين بن عبد الأعلى الكاتب، قال: كان عبد اللّه بن طاهر قد أهدى للمعتصم شهريّين (3) ملمغين، ذكر أن خراسان لم يخرج مثلهما فسأل بغا أن يحمله على أحدهما فأبى، و قال: تخيّر غيرهما ما شئت فخذه قال:

خرجا و لم يأخذ شيئا، فلما صرنا بطبرستان (4) عرض له قوم من أهلها فقالوا: أعزّ اللّه الأمير، إن في بعض هذه الغياض سبعا قد استكلب على الناس و أفناهم، فقال: إذا أردت الرحيل غدا فكونوا معي حتى تقفون على موضعه، قال: فلما رحلنا من غد حضر جماعة منهم، فانفرد معهم في عشرين فارسا من غلمانه، و معه قوسه و نشّابتان في منطقته، قال:

و صاروا به إلى الغيضة، فثار السّبع في وجهه من بينهم، قال: فحرّك فرسه من بين يديه، و أخذ نشّابة من النّشّابتين فرماه في لبّته، فمرّ السهم فيها إلى الريش و ركب السبع رأسه، قال: و عاد بغا إليه فما اجترأ (5) أحد على النزول إليه حتى (6) نزل بغا فوجده ميتا. قال:

فشبرناه فكان من رأسه إلى رأس ذنبه ستة عشر شبرا، و وجدنا أحص الشّعر إلاّ معرفته.

قال: فكتبنا بخبره إلى المعتصم، فلحقنا جواب كتابنا بحلوان يذكر أنه قد تفاءل بقتل السبع و رجا أن يكون من علامات الظفر ببابك، و أنه قد وجّه إلى بغا بالشّهريين اللّذين كان طلب أحدهما فمنعه، و بسبع خلع من خاصة خلعه و ثيابه و خمسمائة ألف درهم صلة له و جزاء على قتله السّبع. قال: و إنما أراد المعتصم بذلك إغراءه على طاعته و مجاهدة عدوه.

قال القاضي أبو الفرج: قوله في السّبع و وجدناه أحصّ : أي لا شعر عليه كما قال الشاعر:

قد حصّت البيضة رأسي فما *** أظفر يوما غير تهجاع (7)

ص: 326


1- بالأصل «الحسن» و الصواب عن الأنساب «الحازري».
2- لم أعثر على الخبر في القسم المطبوع من الجليس الصالح الكافي.
3- الشهرية ضرب من البراذين، و هو بين البرذون و المقرف من الخيل، و المقرف الذي دانى الهجنة من الفرس الذي أمه عربية و أبوه ليس كذلك.
4- طبرستان: بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم، و الغالب على هذه النواحي الجبال، انظر معجم البلدان.
5- رسمها غير واضح بالأصل،«اجترأ» عن مختصر ابن منظور 231/5.
6- قوله:«حتى نزل بغا» عن المختصر و العبارة في الأصل غير واضحة و رسمها:«لفي تراقفنا» كذا.
7- البيت في اللسان (حصص) منسوبا لأبي قيس بن الأسلت برواية: أذوق نوما غير تهجاع.

و كان بغا مملوكا لذي الرئاستين الحسن بن سهل، و كان يحمّق و يجهّل (1) في رأيه مع شجاعته و إقدامه (2) و كثرة وقائعه و فتوحه (3)؛و ولاّه المستعين ديوان البريد، فذكر أحمد بن كامل أن بغا الكبير مرض في جماد الآخرة سنة ثمان و أربعين و مائتين، و عاده المستعين فلما انصرف من عيادته قضى من وقته (4).

933 - بغا الصغير المعروف بالشّرابيّ

933 - بغا الصغير المعروف بالشّرابيّ (5)

أحد قواد المتوكل، و ممن قدم معه دمشق في سنة أربع و أربعين و مائتين. فيها قرأت بخط عبد اللّه بن محمد أبي محمد الخطابي الشاعر: و كان المستنصر (6) قد ولّى بغا هذا حجبته بعد وصيف (7) التركي، و ولي فلسطين في أيام المستعين.

و ذكر (8) أبو الحسن محمد بن أحمد بن القوّاس الورّاق أن بغا كسر باب بيت المال فأخذ منه ما أراد و جمع أصحابه، ثم صار إلى البيت فأحرق بابه و نهبت داره و دور ولده و أسبابه بسرّمن رأى (9)،فطلب الأمان فلم يؤمّن. فاستتر من أصحابه و انحدر من زورق مستخفيا، فأخذته المغاربة عند الجسر بسرّمن رأى ليلة الخميس لليلة بقيت من ذي القعدة سنة أربع و خمسين و مائتين (10) فقتله وليد المغربي، و طيف برأسه ثم بعث به إلى بغداد، فنصب هناك و اللّه تعالى أعلم.

ص: 327


1- قوله:«و يجهل في رأيه» عن الوافي بالوفيات و مكانها بالأصل:«و يجمل في رواية» تحريف ظاهر.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن م.
3- بالأصل:«مفتوحة» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
4- في الوافي: توفي في حدود الخمسين و المائتين و قيل في سنة ثمان و أربعين و مائتين.
5- بالأصل:«الشرفي» و المثبت عن تاريخ الطبري 379/9 و الوافي بالوفيات 173/10.
6- كذا، و في الطبري 374/9 «المعتز» و في المطبوعة 194/10: المنتصر.
7- بالأصل:«وصف الترك» و الصواب عن الطبري و الوافي 173/10.
8- من هنا إلى آخر الفقرة، كانت بالأصل موضوعة في آخر ترجمة بغا الكبير، و لا صلة لها به، و هي تتعلق ببغا الصغير، نقلناها من هناك و وضعناها هنا في موقعها الصحيح.
9- هي سامرا، مدينة كانت بين بغداد و تكريت على شرقي دجلة (معجم البلدان).
10- بالأصل: و مائتين مائة، شطبت كلمة مائتين، و لعل الناسخ أراد شطب مائة فشطب مائتين سهوا.

ذكر من اسمه بقية

934 - بقيّة بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز

934 - بقيّة بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز (1)

أبو يحمد الكلاعي الحمصي (2)

سمع بحير بن سعد، و محمد بن زياد، و الزبيدي، و صفوان بن عمرو (3)، و شعيب بن أبي حمزة، و سعيد بن عبد العزيز، و الحصين بن مالك الفزاري، و معاذ بن رفاعة، و الحكم بن عبد اللّه بن سعد، و جعفر بن الزبير، و إبراهيم بن أدهم، و شعبة، و ورقاء بن عمرو، و ابن (4) جريح، و يونس بن يزيد، و ابن المبارك، و الأوزاعي، و أبا بكر بن أبي مريم الغسّاني، و عبد اللّه بن عمر بن حفص العمري، و سعيد بن بشير، و الصّبّاح بن مجالد، و الجرّاح بن منهال،[و] أبا العطوف الجزري، و إسماعيل بن عيّاش، و إسحاق بن راهوية، و سويد بن سعيد، و بطريق الكلبي، و غيرهم.

روى عنه: الأوزاعي، و سفيان بن عيينة و حمّاد بن زيد، و شعبة، و وكيع و عبد اللّه بن المبارك، و إسماعيل بن عيّاش، و زيد بن هارون، و الوليد بن عتبة، و إبراهيم بن موسى الفراء، و أبو عتبة أحمد بن الفرج، و أبو مسهر، و سعيد بن عمرو، و [محمد] بن المصفّى، و محمد بن أبي السّري، و عبد الوهاب بن الضّحّاك، و عمر بن عثمان، و يزيد بن عبد ربّه، و كثير بن عبيد، و عطية بن بقية، و هشام بن خالد، و أبو

ص: 328


1- بالأصل و م:«جرير» و الصواب عن تهذيب التهذيب 298/1 و انظر فيها مصادر ترجمته.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 184/10 و سير أعلام النبلاء 518/8 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل:«عمر» و المثبت عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
4- بالأصل:«بن» بدون واو.

التّقيّ (1) هشام بن عبد الملك، و سليمان بن سلمة الخبائري (2)،و سليمان بن عبيد اللّه الرّقّي، و مهنى بن يحيى الشامي، و موسى بن أيوب النّصيبي، و أبو همام الوليد بن شجاع، و سويد بن سعيد، و داود بن رشيد، و قثم بن أبي قتادة، و بركة بن محمد الحلبي، و نعيم بن حمّاد، و محمد بن المبارك الصّوري.

و قدم دمشق و حكى بها حكاية عن شعبة، و بعثه أبو جعفر المنصور إلى دمشق لمساحتها.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو القاسم، أنبأنا عبد الملك بن الحسن بن محمد، أنبأنا أبو عوانة، حدّثنا سعيد بن عمرو السّكوني (3)،و عطية بن بقية، و أبو عتبة الحمصيون، قالوا: حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثنا الزبيدي (4) عن نافع، عن ابن عمر، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب (5)»[2581].

و أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنبأنا أبو القاسم بن الفرات المقرئ، أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، حدّثنا أحمد بن عمير بن يوسف، حدّثنا أبو التّقيّ و محمد بن عمرو بن حنان و سعيد بن عمرو قالوا: أخبرنا بقية بن الوليد، حدّثني الزبيدي عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا دعي أحدكم إلى عرس أو نحوه فليجب»[2582].

رواه مسلم (6) في صحيحه عن إسحاق بن عيسى بن المنذر، عن بقية و ليس له في الصحيحين غيره.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ح.

ص: 329


1- رسمها غير واضح بالأصل و م، و المثبت و الضبط عن التبصير 200/1 و بقية مصادر ترجمته.
2- مهملة بالأصل و م، و الصواب عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الخبائر بطن من ذي الكلاع. و انظر مصادر ترجمته.
3- بالأصل و م:«سعيد بن عمر السلولي» و المثبت عن تهذيب التهذيب 325/2 ترجمته.
4- هو محمد بن الوليد الزبيدي ترجمته في سير أعلام النبلاء 281/6 و بالأصل «الزبيري».
5- سير أعلام النبلاء 533/8.
6- صحيح مسلم كتاب النكاح(16) حديث 1429(1053/2).

و أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد، و أبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر - بمرو - و أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد - ببغداد - قالوا: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف، أنبأنا أبو بكر الحيري، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا أبو عتبة، حدّثنا بقية، حدّثنا عثمان بن زفر الجهني، حدّثني - و في حديث العارف: حدّثنا - أبو الأسد السلمي، عن أبيه، عن جده قال: كنت سابع سبعة فأمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجمع كلّ رجل منّا درهما، فاشترينا [أضحية] (1) بسبعة دراهم فقلنا: يا رسول اللّه لقد أغلينا (2) بها فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن أفضل الضحايا أغلاها و أنفسها» فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلا يأخذ - و في حديث العارف: فأخذ - بيد و رجلا بيد و رجلا برجل و رجلا بقرن، و ذبحها السابع و كبّرنا عليها جميعا-.

و في حديث العارف: و رجل بالرفع في المواضع كلها على معنى: و أخذ رجل بيد[2583].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا [أبو] العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا موسى بن أيوب النّصيبي كنيته أبو عمران، حدّثنا بقية بن الوليد، قال: سألني حمّاد بن زيد [و يزيد] (3) بن هارون بمكة منذ عشرين سنة. قال بقية: و سمعته قبل أن أحدثهما بأربعين سنة فقلت: حدّثني عثمان (4) بن زفر، حدّثني أبو الأسد السلمي، عن أبيه، عن جده قال: كنت سابع سبعة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأمرنا فجمع كل واحد منا درهما فاشترينا أضحية بسبعة دراهم و أمرنا أن نأخذ و ذكر الحديث.

قال بقية: قلت لحمّاد بن زيد من السابع ؟ قال: قال: لا أدري، قلت:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. رواه أحمد بن حنبل في مسنده (5) عن إبراهيم بن أبي العباس، عن بقية[2584].

ص: 330


1- سقطت من الأصل و استدركت عن المختصر و في م: ضحية.
2- بالأصل «أغلنا» و المثبت عن م و انظر المختصر و المطبوعة.
3- زيادة لازمة.
4- بالأصل «عمار» و المثبت عن الرواية السابقة.
5- مسند الإمام أحمد 424/3 و فيه:«أبو الأشدّ» بدل «أبو الأسد».

أخبرنا أبو القاسم، عن ابن المسلم الفرضي (1)،أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم (2)،حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا الوليد بن عتبة، حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: و أخبرني بقية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم رخص في دم الحبون (3)-يعني الدماميل - قال فكان عطاء يصلّي و هي في ثوبه.

قال أبو زرعة أما حديث الوليد بن مسلم هذا عن بقية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في دم الحبون [فمنكر، و قد حدّثني الوليد بن عتبة قال: قلت لبقية حدثنا بهذا الحديث عن الوليد] (4) بن مسلم قال: لم أسمعه أنا من ابن جريج.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة (5)،حدّثني حيوة بن شريح، حدّثنا بقية بن الوليد، قال: قال شعبة: يا بقية اعلم أن سعيد بن بشير صدوق اللسان قال:

فحدثت بذلك سعيد بن عبد العزيز، فقال: بثّ هذا رحمك اللّه في جندنا.

قال: و حدّثنا أبو زرعة (6)،حدّثني يزيد (7) بن عبد ربه قال: سمعت بقية بن الوليد يقول: ولد سنة عشر (8) و مائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قال: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، قال: قال يعقوب بن سفيان: أخبرني

ص: 331


1- كذا، و في المطبوعة: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي.
2- بالأصل و م «حذيم» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 514/15.
3- بالأصل و م «الحيوان» و المثبت عن ميزان الاعتدال 333/1.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 198/10 و انظر مختصر ابن منظور 233/5.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 399/1.
6- تاريخ أبي زرعة 279/1.
7- بالأصل «عن» و المثبت عن أبي زرعة.
8- كذا بالأصل و المطبوعة 198/10 و في تاريخ أبي زرعة. ولدت سنة ست عشرة و مائة.

-و في رواية ابن السّمرقندي (1)،حدّثني - عمرو بن عمران، قال: ولد بقية سنة عشر و مائة و مات سنة سبع و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (2)،حدّثنا محمد بن عبيد اللّه بن فضل (3)،قال:

سمعت سعيد بن عمرو يقول: سمعت بقية يقول: كانت إذا جاءت مسألة إلى إسماعيل بن عيّاش يقول: اذهبوا بها إلى ذلك الغلام، قال بقية: و إنما بيني و بينه خمس سنين، ولد سنة خمس [و مائة، و ولدت سنة] (4) عشر و مائة.

قال (5):و حدّثنا أحمد بن محمد بن عنبسة، حدّثنا أبو التّقي، قال: قال لي بقية قال لي عبد اللّه بن صالح الهاشمي: يا أبا يحمد أيّكما أكبر أنت أو إسماعيل (6) بن عيّاش ؟ قلت: مولد إسماعيل سنة ثمان و مائة و مولدي سنة ثنتي عشرة و مائة، فقال عبد اللّه: إنّكما لترب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا ثابت بن بندار، و قالا: أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا العباس بن العباس بن محمد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري أخبرنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: قال أبي:

بقية أبو يحمد الميتمي (7).

ص: 332


1- يبدو أن ثمة سقط في الكلام هنا بالأصل و م و تمام العبارة في المطبوعة 198/10. حدثني عمرو بن عثمان بن سعيد - زاد ابن السمرقندي: ابن كثير بن ذبيان قال: مولد بقية سنة عشر و مائة قال: و قال يعقوب: قال يزيد بن عبد ربه: سمعت بقية يقول: ولدت سنة عشر و مائة [المعرفة و التاريخ 185/1 خطأ. أخبرنا أبو الحسن نا و أبو منصور أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين بن الفضل أنا دعلج نا أحمد بن علي الأبار. انظر تاريخ بغداد 126/7-127 و المعرفة و التاريخ 185/1.
2- الكامل في الضعفاء لابن عدي 72/2.
3- عند ابن عدي: فضيل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الكامل لابن عدي.
5- الكامل لابن عدي 294/1 في ترجمة إسماعيل بن عياش.
6- بالأصل:«أنت و إسماعيل» و المثبت عن ابن عدي.
7- نسبة إلى ميتم قبيلة من حمير. و بالأصل «التميمي» خطأ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب، أخبرنا أبو بكر محمد بن البابسيري - بواسط - قال: أخبرنا الأحوص بن المفضّل (1) بن غسان، حدّثنا أبي، عن يحيى (2) بن معين، قال: بقية بن الوليد أبو يحمد.

و قال ابن سعيد هو صليعة قال: إني سمعت أبي يقول هو عربي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي [أخبرنا أبو الفضل] (3) بن خيرون و أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسن بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، قال: فأخبرني أبو أيوب سليمان بن سلمة الخبائري، قال: بقية بن الوليد أبو يحمد بن صائد الكلاعي الميتمي (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن [الآبنوسي]، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أخبرنا أبو الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - أنبأنا أبو الحسن بن سميع قال في الطبقة السادسة بقية بن الوليد يكنى أبا يحمد الحمصي.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم، قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسين، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (5):بقية بن الوليد أبو يحمد الكلاعي من أنفسهم الحمصي سمع بحير ابن سعد، و محمد بن زياد.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قال أجاز لنا أبو الفضل بن الحكاك، أنبأنا أبو نصر

ص: 333


1- بالأصل و المطبوعة 199/10 «الفضل» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم مرارا.
2- بالأصل:«سعد».
3- زيادة لازمة عن م، و قياسا إلى سند مماثل، و قد سقطت أيضا من المطبوعة.
4- بعدها في المطبوعة خبر سقط من الأصل و نصه: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبا تمام بن محمد نا جعفر بن محمد بن جعفر نا أبو زرعة: في تسمية أهل حمص: بقية بن الوليد و سقط أيضا من م.
5- التاريخ الكبير 150/2/1.

الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، قال:

أخبرني أبي قال: أبو يحمد بقية بن الوليد [الحمصي] فإنه (1) يكنى أبا يحمد - الياء مضمومة و الحاء ساكنة و الميم مفتوحة-.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، قال: أجاز لنا أبو الفتح بن المحاملي، قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: بقية بن الوليد الحمصي أبو يحمد و أصحاب الحديث يقولون بفتح الياء.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي زكريا، حدّثنا عبد الغني بن سعيد، قال:

فبقية بالباء معجمة بواحدة بقية بن الوليد الحمصي أبو يحمد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):بقية بن الوليد [بن] (3) صابر بن كعب بن حريز (4) أبو يحمد الكلاعي الحمصي. سمع محمد بن زياد الألهاني، و بحير (5) بن سعد، و صفوان بن عمرو (6)، و الأوزاعي، و محمد بن الوليد الزبيدي، و أبا بكر بن أبي مريم الغساني، و عبيد اللّه بن عمر العمري، و سعيد بن بشير، و الصّبّاح (7) بن مجالد، و الجرّاح بن المنهال، و غيرهم.

روى عنه شعبة بن الحجّاج، و حمّاد بن زيد، و عبد اللّه بن المبارك، و يزيد بن هارون، و نعيم بن حمّاد، و حاجب بن الوليد، و الوليد بن صالح، و داود بن رشيد، و أبو إبراهيم التّرجماني، و أبو همّام الوليد بن شجاع، و إسحاق بن راهويه و قدم بقية بغداد و حدّث بها،

ص: 334


1- ثمة سقط هنا بالأصل و م نستدركه عن المطبوعة 200/10. و أخبرنا أبو الفضل أيضا، أنبأ أبو طاهر أحمد بن علي الدقاق و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري نا محمد بن إبراهيم الدارمي، نا عبد الملك بن بدر بن هيثم نا أحمد بن هارون الحافظ في الطبقة الرابعة من الأسماء المنفردة قال: بقية بن الوليد يروي عن شعبة و بحير بن سعد و الأوزاعي شامي. و أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق الفقيه أنا أبو الحسن بن زنجويه أنبأ أبو أحمد العسكري قال: و أما بقية بن الوليد فإنه يكنى...
2- تاريخ بغداد 123/7.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد:«جرير» و في المطبوعة: جريز.
5- تاريخ بغداد:«يحيى بن سعيد».
6- بالأصل:«عمر» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- عن تاريخ بغداد و بالأصل: و الصلاح.

و في حديثه مناكير، إلاّ أن أكثرها عن المجاهيل و كان صدوقا.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما صايد - بالياء المعجمة باثنتين من تحتها و الدال المهملة - بقية بن الوليد بن صايد الميتمي أبو يحمد مشهور. نسبة إلى ميتم الكلاع.

كتب إليّ أبو زكريا عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا عمي أبو القاسم أنبأ علي بن محمد، أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم، حدّثنا الحسين بن الحسن الرازي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان شعبة مبجّلا لبقية بن الوليد حيث قدم عليه.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا علي بن الحسن الرّبعي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن عتبة، حدّثنا محمد بن يوسف الهروي، حدّثنا محمد بن عوف، قال: سمعت حيوة بن شريح يقول: قال شعبة لابن أخيه - لما قدم عليه بقية - اجمع الأحاديث التي أسأل عنها و الغرائب، و انفذها (2) لهذا الشامي - يعني بقية بن الوليد-.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني محمد بن أبي علي، حدّثنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي، حدّثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول:[سمع] (4) يزيد بن هارون من بقية ببغداد و سمع شعبة (5) من بقية ببغداد قال: و أخبرني أبو الفرج الطّناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا إسحاق الرّملي، قال: سمعت محمد بن عوف يقول:

سمعت حيوة يقول: قال بقية [قال لي شعبة] (6) إني لأسمع منك أحاديث لو لم أحفظها لطرت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن

ص: 335


1- في المطبوعة 202/10 فأفدها هذا الشامي.
2- في المطبوعة 202/10 فأفدها هذا الشامي.
3- تاريخ بغداد 123/7.
4- زيادة عن تاريخ بغداد و في م: سمعت.
5- بالأصل:«سعيد بن بقية» و المثبت عن تاريخ بغداد و في م: و سمع سعيد من بقية.
6- زيادة عن تاريخ بغداد و في م: سمعت.

يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (1)،حدّثنا الفضل (2) بن عبد اللّه بن سليمان [ثنا سليمان] (3) بن عبد الحميد، حدّثنا حيوة، قال: سمعت بقية يقول: ما قرأت على شعبة (4)كتاب بحير بن سعيد قال: قال لي: يا أبا يحمد لو لم أسمع هذا منك لطرت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي [أخبرنا] أبو أحمد محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن منيع الذّهلي، حدّثنا محمد بن الحسين بن علي، حدّثنا عبد اللّه بن محمد [القرشي، نا محمد] (5) بن سلمة الأشجعي قال: سمعت بقية بن الوليد يقول: حدثت شعبة بحديث فقال: يا أبا يحمد لو لم أسمع هذا الحديث منك لمتّ . قال محمد بن سلمة فقلت لبقية:

حدّثنا به، فحدّثنا بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن علي بن معدان، عن حيان، عن سلمة قال: سألت عائشة عن أكل البصل فقالت: آخر طعام أكله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طعام فيه بصل.

[أخبرنا] أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك و أبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا: أخبرنا أبو [بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الزبير بن عبد الواحد، أنا أبو] (6) تراب محمد بن سهل، حدّثنا أحمد بن داود [أخبرنا] قطن بن كثير، حدّثنا محمد بن معاوية، قال: سمعت بقية يقول: لقيني شعبة ببغداد فقال:

لو لم ألقك لمتّ ، معك كتاب بحير بن سعد؟ قال: قلت لا، قال: إذا رجعت فاكتبه و اختمه و وجّه به إليّ .

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، أخبرنا عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة (7)،حدّثني حيوة بن شريح، حدّثنا بقية، قال: قال لي شعبة: أهد إليّ حديث بحير.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيوية أخبرنا محمد بن القاسم بن جعفر، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا

ص: 336


1- الكامل لابن عدي 74/2.
2- بالأصل:«أبو الفضل» و المثبت عن ابن عدي.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن عدي.
4- عن ابن عدي و بالأصل «سبعة».
5- الزيادة عن م، و انظر المطبوعة 203/10.
6- الزيادة عن م، و انظر المطبوعة 203/10.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 398/1.

الحوطي قال: قال لنا بقية بن الوليد كان شعبة بن الحجّاج يملي عليّ و ذلك أنه قال: اكتب لي حديث بحير فكتبتها له، فقلت له: كيف يحل لك أن تكتب و لا يحل لنا أن نكتب ؟ فقال لي: اكتب عنه.

قال العباس بن الوليد فرأيت [شعبة] (1) في المنام فقلت: أبا بسطام زعم بقية أنه كان يكتب عنك إملاء، قال: صدق بقية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ (2)،حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا أحمد بن الوليد بن خالد، حدّثنا محمد بن أبي السري، قال: سمعت بقية يقول: قال لي شعبة: يا أبا يحمد، ما أحسن حديثك و لكن ليس له أركان، قال: قلت: حديثكم أنتم له أركان تجيئني بغالب القطّان و حميد الأعرج و أبي التّيّاح و نجيئكم بمحمد بن زياد الألهاني، و أبي بكر [بن] (3) أبي مريم الغسّاني و صفوان بن عمرو السّكسكي.

قال: ثم قلت له: يا أبا بسطام أيش تقول: لو عدا رجل على رجل فضرب (4) شمّه ؟ فادّعى المضروب أن شمّه قد ذهب، قال: فبقي، قال: ما عندي فيها شيء. قال: قلت سمعت المشيخة تقول يشم الخردل فإن دمعت عيناه فهو كاذب و إن لم تدمع أعطي الدية.

و قد رويت هذه الحكاية على وجه آخر:

أخبرنا بها القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام الأزدي، أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين، أخبرنا أبو أحمد عبد اللّه بن بكر، حدّثني محمد [بن حميد] (5) الكلابي، حدّثنا نصر بن عبد اللّه المعتمدي، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت بقية بن الوليد يقول: قدمت على شعبة فأبعدني و أقصاني، فأقمت عنده شهرين لا أصل منه إلى شيء، فبينا أنا عنده بين الظهر و العصر إذ

ص: 337


1- مكانها مطموس بالأصل و الصواب عن م و باعتبار ما يأتي، انظر ترجمة شعبة بن الحجاج في تهذيب التهذيب 498/2.
2- الكامل لابن عدي 73/2-74.
3- زيادة عن ابن عدي.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م، و انظر ابن عدي.
5- زيادة لازمة انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 432/15.

أقبل إليه رسول الأمير فقال له: يا أبا بسطام الأمير يقرأ عليك السلام و يقول لك: ما نقول في رجل ضرب رجلا على الرأس فادّعى المضروب أنه قد منعه الشمّ ؟ قال: فلم يكن عند شعبة جواب، فانصرف إلى جلسائه فقال لهم: ما تقولون في مسألة الأمير فقالوا: و ما هي ؟ فأخبرهم، فلم يكن عند القوم جواب، فالتفت إليّ فقال: ما اسمك ؟ قلت: بقية، قال: إذ نزل بكم هذا إلى من ترجعون ؟ قلت: إليك و إلى أمثالك قال: دع هذا عنك إلى من ترجعون ؟ قلت: إلى أبي عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي قال: ما تقول في مسألة الأمير، قلت: أصلحك اللّه يشمّ الخردل المدقوق فإن دمعت عيناه فكاذب، و إن لم تدمع عيناه فصادق قال: فافتينا رسول الأمير بذلك و أقبل عليّ فحدّثني في شهرين ما كنت أرضى أن يحدّثنيه في ستة أشهر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي - فيما أجازه لي - عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمد بن الحسن، أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي، حدّثنا أحمد بن محمد بن سليمان، قال: سمعت أبا زرعة [يقول:] (1) بقية عجب، ثم قال: إذا روى عن الثقات فهو ثقة، و قد حدّثنا عن إبراهيم بن موسى عن رباح عن ابن المبارك قال: إذا اختلف إسماعيل بن عيّاش و بقية فبقية أحب إليّ . قال أبو زرعة: و قد أصاب ابن المبارك في ذلك، ثم قال: هذا في الثقات فأما في المجهولين فيحدّث عن قوم لا يعرفون و لا يضبطون. و قد روى عن سويد بن سعيد، و عن إسحاق بن راهوية، و عن هشام بن عبيد اللّه و ذكر أبو زرعة قال: رأيته في كتاب أظنه ذكر ابن المصفّى أو غيره - عن هشام بن عبيد اللّه و أنا سمعت ذلك الحديث من هشام، فقلت لصاحبه: هذا شيخ كان عندنا و أنا أدركته، فقال: قد حدّثنا هذا بقية من منذ ثلاثين فقلت له ما أقول لك.

و ذكر أبو زرعة قال: قال ابن عاصم أتاني رجل عليه مدرعة صوف و بيده عكازة فسألني عن حديث كان عند علي عن حصين عن بعض أصحابه ذكره أبو زرعة: أن قردا زنت باليمن فرجمها القرود فكنت فيمن رجمه فحدّثته ثم انصرف، فقلت: من أنت ؟ قال: أنا بقية بن الوليد، قال أبو زرعة و كان صاحب هذه الأشياء.

ثم قال أبو زرعة: ذكر بقية عند ابن عيينة فقال ابن عيينة أبو زرعة أنا أبو العجب أنا.

ثم قال أبو زرعة مع ذلك كان ممن نفقه. كان عند شعبة فسئل عن مسألة فقال شعبة: إذا ورد

ص: 338


1- زيادة للإيضاح و في م: سمعت أبا زرعة و ذكر بقية فقال أبو زرعة:

مثل هذا كيف تصنعون ؟ فقال نبعت إليك و نسألك. ثم ذكر أبو زرعة المسألة في رجل ضرب رجلا فذهب شمّه فذكر بقية عن بعض أصحابه، و قد ذكر أبو زرعة أنه قال: يشمّ الخردل فإن دمعت عينه لم يذهب شمّه و كلام نحو هذا.

أخبرنا محمد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي يعقوب، حدّثني أحمد بن العباس، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: بقية بن الوليد ثقة، و يحدث عن من هو أصغر منه، و عنده ألفا حديث عن شعبة أحاديث صحاح كان يذاكر شعبة بالفقه. قال يحيى: و لقد قال لي نعيم بن حماد كان بقية يضنّ بحديثه عن الثقات قال: طلبت منه كتاب صفوان فقال كتاب صفوان ؟ أي كأنه ؟ (1).

قال يحيى بن معين: كان يحدّث عن الضعفاء بمائة حديث قبل أن يحدّث عن أحد من الثقات. قال يعقوب: بقية بن الوليد هو ثقة حسن الحديث إذا حدّث حدث عن المعروفين، و يحدّث عن قوم متروكي الحديث، و عن الضعفاء و يحيد عن أسمائهم إلى كناهم [و عن كناهم] (2) إلى أسمائهم، و يحدّث عن من هو أصغر منه. و حدّث عن سويد بن سعيد الحدثاني.

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا محمد بن الحسن بن محمد السّروي، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا أبي و علي بن الحسن الهسنجاني، قالا: سمعنا يحيى بن المغيرة، قال: سمعت ابن عيينة يقول: لا تسمعوا من بقية ما كان في سنّة و اسمعوا منه ما كان في ثواب و غيره.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني محمد بن أحمد بن رزق و محمد بن الحسين بن الفضل، قالا:

حدّثنا دعلج بن أحمد، قال: حدّثنا - و في حديث ابن الفضل: أخبرنا - أحمد بن علي الأبّار، حدّثنا أحمد بن مصعب المروزي (4)،عن الفضل بن موسى، قال: قال بقية:

ص: 339


1- كذا بالأصل و تهذيب التهذيب 299/1 و في المطبوعة: إني كأنه و في م:«ابى كتابه».
2- زيادة عن م، و انظر تهذيب التهذيب.
3- تاريخ بغداد 124/7.
4- بالأصل «المروي» خطأ و المثبت عن تاريخ بغداد.

ذاكرت حمّاد بن زيد بأحاديث فقال: ما أجود حديثك لو كان لها أجنحة!.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم و أبو نصر عبد العزيز بن محمد و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، أنبأنا أبو عيسى الترمذي قال: و سمعت عبد اللّه بن عبد الرّحمن يقول: سمعت زكريا بن عديّ يقول: قال أبو إسحاق الفزاري خذوا عن بقية ما حدّث عن الثقات و لا تأخذوا عن إسماعيل بن عيّاش ما حدّث عن الثقات و غير الثقات.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو بكر محمد بن المظفّر، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد أنبأ أبو يعقوب يوسف بن أحمد، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي، قال: سمعت زكريا بن عديّ قال: قال لنا أبو إسحاق الفزاري: اكتبوا (1) عن بقية ما حدّثكم عن المعروفين و لا تكتبوا عنه عن من لا يعرف. و لا تكتبوا عن إسماعيل بن عيّاش عن من يعرف و لا عن من لا يعرف.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن عبد الجبار و أبو الغنائم و اللفظ له قالوا: أخبرنا أبو أحمد، زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن، قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال (2):قال لي إبراهيم بن موسى عن رباح الكوفي عن ابن المبارك قال: إذا اجتمع بقية و إسماعيل بن عيّاش فبقية أحب إليّ .

أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا و أبو منصور، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا هبة اللّه بن الحسن الطبري، حدّثنا علي بن محمد بن عمر، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثنا أبو زرعة قال: سمعت إبراهيم بن موسى قال: سمعت رباح بن خالد [قال:] سمعت ابن المبارك يقول: إذا اجتمع بقية و إسماعيل بن عيّاش في حديث فبقية أحبّ إليّ .

ص: 340


1- سقطت من الأصل و على هامشه:«لعله: اكتبوا» و هو ما أثبتناه في المتن.
2- التاريخ الكبير 150/2/1.
3- تاريخ بغداد 125/7.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي [بكر] البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن الهاشمي يقول: حدّثنا أحمد بن الحسن بن أبي عثمان القاضي، حدّثنا أحمد بن محمد بن سليمان القشيري، قال: سمعت أبا زرعة يقول: حدّثنا إبراهيم بن موسى، عن رباح عن ابن المبارك قال: إذا اختلف إسماعيل بن عيّاش و بقية فبقية أحبّ إليّ .

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (1) ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر محمد بن المظفّر.

قالا: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، أنبأنا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، حدّثنا محمد بن عمرو العقيلي، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن سعدويه المروزي، حدّثنا [أحمد بن] (2) عبد اللّه بن بشير المروزي، حدّثنا سفيان بن عبد الملك، قال: سمعت ابن المبارك يقول: إذا اجتمع إسماعيل و بقية في حديث فبقية أحب إليّ - زاد محمد بن المظفّر بإسناده إلى العقيلي، حدّثنا سفيان بن عبد الملك، قال: سمعت ابن المبارك يقول: بقية بن الوليد صدوق اللّهجة كان يأخذ عن من أقبل و أدبر.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، حدّثنا منصور بن الحسين و أحمد بن محمود، قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى (3)، حدّثنا وهب بن زمعة، عن عبد اللّه بن المبارك أنه سئل عن بقية بن الوليد فقال: كان صدوقا، و لكنه كان يكتب عن من أقبل و أدبر.

رواها الخطيب عن أبي طالب الدّسكري عن ابن المقرئ هكذا (4)،و قد أسقط منه سفيان بن عبد الملك و ابن وهب و ابن المبارك.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو بكر محمد بن عبد اللّه الجرّاحي - بمرو - حدّثنا يحيى بن

ص: 341


1- تاريخ بغداد 125/7.
2- زيادة عن تاريخ بغداد.
3- بعدها في المطبوعة 208/10 نا عبد اللّه بن عبد الوهاب.
4- انظر تاريخ بغداد 124/7-125.

ساسّويه (1)،حدّثنا عبد الكريم السكري، حدّثنا وهب بن زمعة، أخبرنا سفيان بن عبد الملك، قال: قال عبد اللّه: بقية صدوق اللسان و لكن يأخذ عن من أقبل و أدبر.

[أخبرنا] أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو الحسين الفارسي، أخبرنا أبو أحمد الجلودي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، حدّثنا مسلم بن الحجّاج، حدّثني قهزاد (2)-يعني محمد بن عبد اللّه - قال: سمعت وهبا - يعني ابن زمعة - يقول عن سفيان - هو ابن عبد الملك - عن ابن المبارك قال: قال بقية صدوق اللسان و لكنه يأخذ عن من أقبل و أدبر.

قال: و حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: سمعت بعض أصحاب عبد اللّه قال: قال ابن المبارك: نعم الرجل بقية لو لا أنه يكني الأسامي و يسمي الكنى كان دهرا يحدّثنا عن أبي سعيد الوحاظي فنظرنا فإذا هو عبد القدوس.

قال: و حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أخبرنا زكريا بن عديّ ، قال: قال لي أبو إسحاق الفزاري: اكتب عن بقية ما روى عن المعروفين.

أخبرنا أبو الحسن و أبو منصور، أخبرنا أبو بكر الخطيب (3).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر الطبري، قالا: أخبرنا محمد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قال ابن المبارك أعياني بقية يسمّي الكنى و يكني الأسماء.

قال: حدّثني أبو سعيد الوحاظي فإذا هو عبد القدوس قال يعقوب بن سفيان: و قد قال أهل العلم: بقية إذا لم يسمّ الذي يروي عنه و كناه فلا يساوي حديثه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (4)،حدّثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة، حدّثنا أحمد بن أبي يحيى البغدادي، قال: سألت أحمد بن حنبل في السجن عن حديث

ص: 342


1- في المطبوعة:«سباسويه» و بهامشها عن نسخة: ماسويه.
2- بالأصل «قهراد» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب.
3- تاريخ بغداد 124/7.
4- الكامل في الضعفاء لابن عدي 73/2.

هارون بن يزيد، عن بقية، عن أبي أحمد، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا كتبت كتابا فترّبه فإنه أنجح للحاجة و التراب مبارك» فقال كتبه بقية أبو يحمد هذا كلام (1)أحمد، و هذا منكر و ما روى بقية عن (2) بحير و صفوان عن الثقات يكتب و ما روى عن المجهولين لا يكتب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر الشامي، أخبرنا أبو الحسن العتيقي، أخبرنا أبو يعقوب الصّيدلاني، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (3)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: سئل أبي عن بقية و إسماعيل بن عيّاش فقال: بقية أحبّ إليّ . و نظرت في كتاب إسماعيل بن عيّاش، عن بحير بن سعد (4) أحاديث صحاح و في المصنف أحاديث مضطربة قال (5):و حدّثنا عبد اللّه قال: سمعت أبي يقول: بقية إذا حدّث عن قوم ليسوا بمعروفين [فلا تقبلوه، و إذا حدّث بقية عن المعروفين] (6) مثل بحير بن سعد و غيره، قبل (7).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أخبرنا أبو بكر الخطيب (8)،أنبأنا الأزهري حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ح.

قال: و أنبأنا عبيد اللّه بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدّثنا جعفر بن عبد الواحد - يعني الهاشمي - قال: سألت أبا عبد اللّه يعني أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن عيّاش و بقية فقال: كان بقية أذكاهما، أي كأنه يشتهي الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب، أخبرنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي أبو

ص: 343


1- كذا بالأصل، و في الكامل لابن عدي: قال أحمد: و هذا منكر.
2- بالأصل «بين» و المثبت عن ابن عدي.
3- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 90/1 ترجمة إسماعيل بن عياش.
4- عند العقيلي: يحيى بن سعيد.
5- الضعفاء الكبير للعقيلي 162/1 ترجمة بقية بن الوليد.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن الضعفاء للعقيلي.
7- بالأصل و م «و قيل» و المثبت عن الضعفاء للعقيلي.
8- تاريخ بغداد 125/7.

عبد الرّحمن، أخبرنا سليمان بن أشعث (1)،قال: سمعت أحمد قال: بقية روى عن عبيد اللّه مناكير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد (2) سمعت عباس (3) بن إبراهيم القراطيسي يقول: سمعت جعفر الصائغ يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: علي بن ثابت و إسماعيل بن عيّاش و بقية و مروان بن معاوية و زيد بن حباب ثقات في أنفسهم إلاّ أنّهم يحدّثون عن الكلّ و يأتونا بالعجائب أو كما قال.

[أخبرنا] أبو الحسن بن قبيس و أبو القاسم الواسطي، قالا ح.

و أخبرنا أبو منصور المغربي، أخبرنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطّرائفي يقول:

سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين فبقية بن الوليد كيف حديثه ؟ فقال:- ثقة زاد الواسطي: قلت: هو أحبّ إليك أو محمد بن حرب ؟ فقال: ثقة، قال عثمان هو الخولاني الأبرش الحمصي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه بن سكينة، أنبأنا أبو محمد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، حدّثنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثني أحمد بن زهير، قال: قيل ليحيى أيما أثبت بقية أو إسماعيل بن عيّاش ؟ قال: كلاهما صالحان.

أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا و أبو منصور، أخبرنا أبو بكر الخطيب (5)،قال: حدّثنا محمد بن عبد الواحد، حدّثنا محمد بن العباس، حدّثنا أحمد بن سعيد السّوسي، حدّثنا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا لم يسمّ بقية الرجل الذي يروي عنه و كناه فاعلم أنه لا يساوي شيئا.

ص: 344


1- بالأصل و م:«أخبرنا أبو سليمان بن أشعب» و المثبت عن المطبوعة 211/10.
2- يعني ابن عدي، و الخبر في الكامل في الضعفاء لابن عدي 73/2.
3- عن ابن عدي و بالأصل و م «عياش».
4- تاريخ بغداد 126/7.
5- تاريخ بغداد 126/7.

قال (1):و أنبأنا الطناجيري (2)،حدّثنا عمر بن أحمد، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدّثنا ابن أبي خيثمة، قال: سئل يحيى بن معين عن بقية بن الوليد فقال إذا أخذ عن الثقات - مثل صفوان و غيره - قيل له: أيهما أثبت ؟- يعني بقية و إسماعيل بن عيّاش ؟- فقال: كلاهما صالحان.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن بقية بن الوليد فقال: إذا حدّث عن الثقات مثل صفوان و غيره. و أما إذا حدّث عن أولئك المجهولين فلا.

و سئل يحيى بن معين عن بقية مرة أخرى قال: إذا روى عن الشاميين الثقات، فأما إذا كنّى فإنه ليس بشيء.

قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: إذا لم يسمّ بقية الرجل و كنّاه فليس يساوي بيننا، و قيل ليحيى بن معين أيما أثبت بقية أو إسماعيل بن عيّاش قال: كلاهما صالحان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني علي بن محمد بن الحسن (4) المالكي، حدّثنا عبد اللّه بن عثمان الصّفّار، حدّثنا محمد بن عمران الصّيرفي، حدّثنا عبد اللّه بن علي بن المديني، قال:

و سمعت أبي يقول: بقية صالح فيما روى عن أهل الشام، و أما حديثه عن عبيد اللّه بن عمر و أهل الحجاز و العراق فضعفه فيها جدا. زاد ابن خيرون: قال: و سمعت أبي يقول: بقية روى عن عبيد اللّه بن عمر أحاديث منكرة.

أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا و أبو منصور، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق ح، و أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري و ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو

ص: 345


1- تاريخ بغداد 125/7.
2- هو أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري.
3- تاريخ بغداد: حدّث.
4- في تاريخ بغداد:«الحسين».

نصر محمد بن الحسن، قالوا: أخبرنا الوليد بن بكر (1) الأندلسي حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح العجلي، حدّثني أبي قال (2):بقية بن الوليد الحمصي أبو محمد ثقة ما روى عن المعروفين. و ما روى عن المجهولين فليس بشيء.

و أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا و أبو منصور، أنبأنا و أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا أبو بكر البرقاني و أبو القاسم الأزهري، قالا: حدّثنا عبد الرّحمن بن الخلاّل، حدّثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدّي، قال: بقية بن الوليد ثقة صدوق و يتقى حديثه عن مشيخته الذين لا يعرفون، و أحاديثه (4) مناكير جدا.

أخبرنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي ح.

أنبأنا أبو سعد الطّيوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّه، أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، قال: و بقية بن الوليد ثقة صادق و يتقى من حديثه، ما حدّثه عن المجهولين، فإنه يكثر الحديث عنهم و كلّها أو عامّتها مناكير.

أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا و أبو منصور، أنبأنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، قال (5):أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال: و بقية يذكر بحفظ ، إلاّ أنه يشتهي الملح و الطرائف من الحديث. و يروي عن شيوخ فيهم ضعف.

و كان يشتهي الحديث فيكني الضعيف المعروف باسم، و يسمي المعروف بالكنية باسمه.

قال بعض أهل العلم: إذا لم يسمّ الذي يروي عنه و كناه فلا يساوي حديثه شيئا - زاد ابن الطبري قال: و بقية يقارب إسماعيل و الوليد في حديث الشاميين و هو ثقة فحديثه يقوم مقام الحجّة.

ص: 346


1- عن تاريخ بغداد 126/7 و بالأصل «بكير».
2- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 83 و فيه «أبو محمد» و مثله في الأصل و تاريخ بغداد.
3- الخبر في تاريخ بغداد 126/7.
4- في تاريخ بغداد:«و له أحاديث».
5- الخبر في تاريخ بغداد 124/7.

أنبأنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر، أنبأنا عبد الجبار بن عبد الصمد، أنبأنا القاسم بن عيسى، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الشعبي (1)،قال: سئل أبو مسهر عن إسماعيل بن عيّاش و بقية فقال: كلّ كان يأخذ عن غير ثقة، فإذا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثقة.

قال الجوزجاني (2):أما أبو يحمد فرحمه اللّه، و غفر له ما كان يبالي إذا وجد خرافة عن ما يأخذه، فأما حديثه عن الثقات فلا بأس به.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا [علي يقول: سألت أبا] (3) عبد الرّحمن النسائي بمصر عن بقية بن الوليد، فقال: إذا قال حدّثنا أو أخبرنا فهو ثقة.

و أخبرنا أبو الحسن حدّثنا أبو منصور، أخبرنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني محمد بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن محمد النيسابوري، قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سألت أبا عبد الرّحمن النسائي - و كان من أئمة المسلمين - قلت: ما تقول في بقية ؟ قال: إن قال أخبرنا أو حدّثنا فهو ثقة، و إن قال: عن فلا يؤخذ عنه، لأنه لا يدرى عن من أخذه.

قال (5):و حدّثني محمد بن علي الصوري، حدّثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، أنبأنا الوليد بن القاسم قال: سمعت أبا عبد الرّحمن النسائي - و سئل عن بقية بن الوليد - فقال: إذا قال حدّثني و حدّثنا فلا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ ، قال (6):و لبقية حديث صالح غير ما ذكرناه، و في بعض رواياته يخالف الثقات، و إذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، و إذا روى عن غيرهم خلط كإسماعيل بن عيّاش. إذا روى عن الشاميين فهو ثبت، و إذا روى عن أهل العراق و الحجاز

ص: 347


1- كذا، و صوبت في المطبوعة 213/10 «الجوزجاني».
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 523/8.
3- الزيادة عن المطبوعة 213/10 و هو أبو علي الحسين بن علي الحافظ .
4- الخبر في تاريخ بغداد 126/7.
5- الخبر في تاريخ بغداد 126/7.
6- الكامل للضعفاء لابن عدي 80/2.

خالف الثقات في روايته عنهم.

و قد تقدم ذكري في ذلك أن صفته في روايات الحديث كإسماعيل بن عيّاش إذا روى عن الشاميين فهو ثبت و إذا روى عن المجهولين فالعهدة منهم لا منه، و إذا روى عن غير الشاميين فربما أوهم هم عليه، و ربما كان الوهم من الراوي عنه، و بقية صاحب حديث و من علامة صاحب الحديث أنه يروي عن الكبار و الصغار و يروي عنه (1) الكبار من الناس، و هذا صورة بقية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر الشامي، أخبرنا أبو الحسن العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (2)،حدّثنا محمد بن سعيد بن بلج الرازي، قال: سمعت أبا عبد اللّه - يعني عبد الرّحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان (3)-يذكر عن وكيع قال: ما سمعت أحدا أجرأ على أن يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للحديث الدني (4) من بقية. قال أبو عبد اللّه: و ما سمعته تناول أحدا إلاّ بقية. و قال غيره: الواهي بدل الدني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي بن مسعدة، أنبأنا أبو القاسم السهمي، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ ، حدّثنا محمد بن محمد، حدّثنا أبو حاتم الرازي، حدّثنا حجّاج بن الشاعر قال: سئل سفيان بن عيينة عن حديث من هذه الملح فقال: أبو العجب، أنا بقية بن الوليد.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن عديّ و أبو طاهر أحمد بن محمود قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى الزهري، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب الخوارزمي قال سمعت أحمد بن يوسف (5) يقول: تكابوا على سفيان بن عيينة فقال: ما لكم ؟ فلست ببقية بن الوليد و لا بأبي العجب. رواها الخطيب (6) عن الدسكري (7)،عن ابن المقرئ.

ص: 348


1- بالأصل «عن» و المثبت عن ابن عدي.
2- انظر كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 163/1.
3- عند العقيلي: سليمان.
4- هذه اللفظة سقطت من الضعفاء للعقيلي.
5- في المطبوعة 214/10 «يونس» و المثبت يوافق رواية تاريخ بغداد.
6- انظر تاريخ بغداد 124/7.
7- هو أبو طالب يحيى بن علي الدكسري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر الشامي، أخبرنا أبو الحسن العتيقي (1)،أخبرنا يوسف بن أحمد، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (2)،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد [حدّثني أحمد] (3) بن خالد الخلاّل، حدّثني مجالد (4) الشعري قال: سألوا ابن (5)عيينة عن شيء فقال: أبو العجب أنا بقية الحمصي.

أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، أخبرنا أبو القاسم، حدّثنا أبو أحمد بن عديّ (6)،حدّثني عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة (7)،حدّثنا أبو حاتم الرازي، قال:

سألت أبا مسهر عن حديث بقية فقال: احذر حديث بقية و كن على تقية فإنها غير نقية.

قال: و أخبرنا أبو أحمد قال (8):سمعت محمد بن أحمد بن حمدان يقول: ذهبت إلى عطية بن بقية فسلّمت عليه و هو على باب داره، فقال: تعرفني ؟ قلت: سبحان [اللّه] يا أبا سعيد و من لا يعرفك ؟ قال: أنا عطية بن بقية صاحب الأحاديث النقية.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه، أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر فيما قرأته عليه قال: قرأ عليّ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، و أنا أسمع قال: لا أحتجّ ببقية بن الوليد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد بن المتولي، حدّثنا أبو بكر [بن خلف] (9)،أخبرنا الحاكم الإمام أبو عبد اللّه [محمد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، و أنا سألته أنبأ أبو جعفر] (10) محمد بن خالد بن يزيد البردعي، حدّثنا عطية بن بقية، قال: قال أبي دخلت على هارون الرشيد فقال لي: يا بقية إني لأحبّك، فقلت: و لأهل بلادي ؟ قال: لا، إنهم جند سوء لهم كذا و كذا غدرة في الديوان. قال: قلت: يا أمير المؤمنين إذا أنت وليهم ما ذا تعهد إليهم ؟ قال: أعهد إليهم أن

ص: 349


1- بالأصل:«أخبرنا ابن الحسن» و المثبت «أبو الحسن العتيقي» عن المطبوعة 215/10.
2- الضعفاء الكبير 163/1.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الضعفاء الكبير للعقيلي.
4- كذا و في الضعفاء للعقيلي: مخلد الشعيري.
5- بالأصل «عن» و المثبت عن العقيلي.
6- الكامل في الضعفاء لابن عدي 72/2.
7- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن ابن عدي و في م: حوثرية.
8- الكامل في الضعفاء لابن عدي 72/2.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م في الموضعين و استدرك عن المطبوعة 215/10.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م في الموضعين و استدرك عن المطبوعة 215/10.

يكونوا لليتامى كالأب الرحيم، و للأرامل كالزوج الشفيق، و يكونوا و لا أرضى منهم بذلك حتى يضعوا أيديهم على رأسي، قال: فإنهم لا يفون بذلك يا أمير المؤمنين، نحن قوم عرب يسرفون علينا. فقال هارون الرشيد: فذلك كذلك، ثم قال: حدّثني يا بقية، فقلت:

حدّثني محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:« وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمّتي سبعين ألفا، مع كل ألف سبعين ألفا، ثلاث حثيات من حثيات ربّي» قال: فامتلأ من ذلك فرحا و قال: يا غلام ناولني الدواة أكتب بها. قال: و كان القائم بأمره الفضل بن الربيع، و مرتبته بعيدة، فناداني فقال لي: يا بقيّة ناول أمير المؤمنين الدواة بجنبك، قلت: ناوله أنت يا هامان، فقال: سمعت ما قال لي يا أمير المؤمنين ؟ قال:

اسكت فما كنت أنت عنده هامان حتى كنت أنا عنده فرعون (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر المقرئ، قال: سمعت أبا عروبة يقول: سمعت أبا التّقي هشام بن عبد الملك يقول: سمعت بقية بن الوليد يقول: ما أرحمني للثلاثاء ما يصومه أحد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل - إملاء - أخبرنا أبو رجاء بندار الحقاني (2)،أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، أنبأنا ابن أبي عاصم، حدّثنا الحوطي، قال: سمعت بقية بن الوليد يقول: أصحاب الحديث يشتهي أحدهم الشهوة بثلاثة دراهم فيأكلها فإذا صار إلى الكتابة كتب بخط دقيق و ورق ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا أبو القاسم السّهمي، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (3)،حدّثنا محمد بن خلف، حدّثنا محمد بن أبي هارون، حدّثنا جعفر بن محمد الرازي، حدّثنا قثم بن أبي قتادة، قال: سمعت رجلا يقول لبقية: يا أبا يحمد كيف يستحب للعروس أن تدخل على زوجها؟ قال: ما زلنا (4) نسمع

ص: 350


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 531/8 و فيه زيادة، و انظر تخريجه فيها. و قوله: ثلاث حثيات أي ثلاث غرف بيده. قال ابن الأثير: هو مبالغة في الكثرة، و إلاّ فلا كفّ ثم و لا حثي، جلّ اللّه عن ذلك.
2- كذا رسمها بالأصل، و في المطبوعة: الخلقاني.
3- الكامل في الضعفاء 72/2.
4- بالأصل:«نزلنا» و المثبت عن ابن عدي.

عجائز الحي و هن يقلن: ادخلي رجلك اليمنى على المال و البنين.

قال (1):و حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن إسحاق، قال: سمعت بركة بن محمد يقول: كنا عند بقية في غرفة فسمع الناس يقولون: لا، لا، فأخرج رأسه من الرّوزنة (2)و جعل يصيح معهم لا لا فقلنا له: يا أبا يحمد سبحان [اللّه] أنت إمام يقتدى بك، قال:

اسكت، هذه سنّة بلدنا.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة، حدّثني وليد بن عتبة، قال: مات بقية سنة ست و تسعين و مائة.

و أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسن و أبو الحسين بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد [-زاد أحمد] (3) و محمد بن الحسن، قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال (4):و قال يزيد بن عبد ربّه مات بقية سنة سبع و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد.

ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبيد اللّه بن أحمد، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدّثنا عبد اللّه بن أبي داود، قال: سمعت ابن مصفّى يقول ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمد بن مصفّى، قال: مات بقية بن الوليد سنة سبع و تسعين و مائة (5).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، حدّثنا أبو بكر الخطيب، حدّثنا عبيد اللّه بن أحمد الصّيرفي، حدّثنا محمد بن العباس الخرّاز، أخبرنا إبراهيم بن محمد الكندي، حدّثنا أبو

ص: 351


1- الكامل في الضعفاء 72/2.
2- الروزنة: الكوة (قاموس محيط ).
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل «و في م: أبو أحمد أحمد» و استدركت الزيادة عن أسانيد مماثلة.
4- التاريخ الكبير 150/2/1.
5- انظر المعرفة و التاريخ 185/1.

موسى بن المثنّى العنزي، قال: و مات بقية بن الوليد أبو يحمد الحمصي سنة سبع و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي و أحمد بن جعفر القطيعي، قالا: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي.

و أخبرني أبو المظفّر القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا يحيى بن محمد بن عبد اللّه، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدّثنا علي بن إسحاق قال: حدّثني أبو عبد اللّه قال:

و بقية أبو يحمد مات سنة سبع و تسعين يعني و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا أبو محمد السّكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد (1) القاسم بن سلام، قال: سنة سبع و تسعين و مائة فيها مات بقية بن الوليد بحمص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني، أنبأنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال في سادسة أهل الشام مات بقية بن الوليد يكنى أبا يحمد حمصي مات سنة سبع و تسعين و مائة.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنبأنا أبو عمرو بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا ح.

و أخبرنا أبو القاسم النسيب، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو حازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء، أخبرنا الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي، حدّثنا أبو عمران بن الأشيب، قالا: حدّثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام:

بقية بن الوليد و يكنى أبا يحمد و كان ينزل حمص و مات بها في آخر سنة سبع و تسعين و مائة.

ص: 352


1- بالأصل:«أبو عبد اللّه».

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (1)،قال في السادسة منهم بقية بن الوليد الحمصي و يكنى أبا يحمد و كان ثقة في روايته عن الثقات، و كان ضعيف الرواية عن غير الثقات، و مات سنة سبع و تسعين و مائة في آخر خلافة محمد بن هارون.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم بن العلاء، قالا: أخبرنا أبو الحسن الحمّامي، أخبرنا الحسين بن محمد، حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان، قال: و في سنة سبع و تسعين أخبرت أنه مات بقية بن الوليد في صفر و أخبرت أن بقية بن الوليد كان له يوم توفي ثلاث و مائة.

هذا وهم و قد تقدم ذكر مولده.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب، و حدّثني أبو بكر اللّفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: بقية بن الوليد بن صايد الكلاعي يكنى أبا يحمد حمصي قدم مصر، و كتب بها عن نافع بن يزيد، و معاوية بن سعيد، و خالد بن حميد، و رشد بن سعد روى عنه من أهلها: خالد بن حميد، و عبد اللّه بن يحيى البرلّسي (2) و رشيد (3) بن سعد. توفي بحمص سنة سبع و تسعين و مائة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن خالد، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، قال: مات بقية بن الوليد سنة ثمان و تسعين و مائة قال: قال ابن زبر سنة تسع و سبعين (4) و مائة مات بهز بن أسد و بقية أبو يحمد الحمصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا عمر بن عبد اللّه (5) بن عمر، أنبأنا أبو

ص: 353


1- طبقات ابن سعد 469/7.
2- كذا، و الصواب: و رشدين.
3- البرلسي: ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى البرلس و هي بليدة من سواحل مصر.
4- نقرأ بالأصل «و تسعين» و تقرأ:«و سبعين» و رسمها:«و تسبعين» و في المطبوعة 219/10: سنة سبع و تسعين و مثلها في م.
5- المطبوعة: عبيد اللّه و في م كالأصل.

الحسين بن بشران، أخبرنا أبو عمرو بن السماك، حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد اللّه: و بقية بن الوليد أبو يحمد سنة تسع و تسعين يعني مات و قد تقدم في رواية عبد اللّه عن أبيه سنة [سبع و تسعين] و هو أصح و اللّه أعلم.

ذكر من اسمه بقي

935 - بقيّ بن مخلد بن يزيد

أبو عبد الرّحمن الأندلسي الحافظ (1)

أحد علماء الأندلس ذو رحلة واسعة.

سمع بدمشق: هشام بن عمّار و صفوان بن صالح، و بكار بن عبد اللّه بن بشر، و أحمد بن أبي الحواري، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و هشام بن خالد الأزرق، و عباس بن عثمان المؤدب، و محمود بن خالد، و إسحاق بن سعيد بن الأركون، و عباس بن الوليد الخلاّل، و دحيما (2)،و الوليد بن عتبة، و إبراهيم بن هشام الغسّاني، و القاسم بن عثمان الجوعي الدمشقي.

و بغيرها:[أبا] (3) التّقي هشام بن عبد الملك اليزني (4) و محمد بن مصفّى و أحمد بن حنبل، و أبا بكر بن أبي شيبة، و إبراهيم بن محمد الشافعي، و أبا مصعب الزهري، و إبراهيم بن المنذر، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و يحيى الحمّاني (5)، و محمد بن عبيد بن حساب، و أبا الطاهر بن السرح، و الحارث بن مسكين، و سلمة بن شبيب، و محمد بن عبد اللّه بن نمير، و زهير بن عبّاد، و زهير بن حرب، و محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، و أبا ثور إبراهيم بن خلف الكلبي، و محمد بن بشار بندارا

ص: 354


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 182/10 و سير أعلام النبلاء 285/13 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر كثيرة أخرى ترجمته له.
2- رسمها: و رحيما بالراء، و الصواب ما أثبت بالدال المهملة.
3- سقطت من الأصل و م، و زيادتها لازمة، انظر التبصير 203/1 و ترجمته في سير الأعلام 303/12.
4- مهملة بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ما سبق.
5- رسمها غير واضح بالأصل و في م: يحيى بن الخمامي و المثبت عن سير الأعلام، و هو يحيى بن عبد الحميد الحماني.

و محمد بن المثنى الزمن، و جماعة سواهم.

و صنّف المسند و التفسير و غيرهما و كان ورعا فاضلا زاهدا مجاب الدعوة. و قيل في مبلغ عدد شيوخه الذين روى عنهم مائتا رجل و أربعة و ثمانون رجلا (1).

حدّث عنه: أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن المبارك بن حبيب بن عبد الملك [بن] عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأندلسي، و أيوب بن سليمان بن نصر بن منصور المرّي، و الحسن بن سعد بن إدريس بن خلف الكتّاني (2)،و عبد اللّه بن يونس بن محمد بن عبد اللّه المرادي، و عبد الواحد بن حمدون المرّي، و أبو عمرو عثمان بن عبد الرّحمن بن عبد الحميد بن إبراهيم، و مروان بن عبد الملك القيسي، و نمر بن هارون بن رفاعة القيسي، و هشام بن الوليد الغافقي (3)،و أسلم بن عبد العزيز، و مهاجر بن عبد الرّحمن، و محمد بن عمر بن لبابة و جماعة من أهل الأندلس، و لم يقع إليّ حديث مسند من حديثه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي الأستاذ أبو القاسم قال: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول: سمعت أبا الفتح نصر بن أحمد بن عبد الملك يقول (4):

سمعت عبد الرّحمن بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: جاءت امرأة إلى بقيّ بن مخلد فقالت: إن ابني قد أسره الروم و لا أقدر على مال أكثر من دويرة، لا أقدر على بيعها، فلو أشرت إلى من يفديه بشيء. فإنه ليس لي ليل و لا نهار و لا نوم و لا قرار. فقال: نعم، انصرفي حتى انظر في أمره إن شاء اللّه. قال: و أطرق الشيخ و حرّك شفتيه. قال: فلبثنا مدة فجاءت المرأة و معها ابنها، فأخذت تدعو له و تقول: قد رجع سالما و له بحديث يحدثك به. فقال الشاب:[كنت] في يدي بعض الملوك الروم مع جماعة من الأسارى و كان له إنسان يستخدمنا كلّ يوم، يخرجنا إلى الصحراء للخدمة، ثم يردّنا (5) و علينا قيودنا.

[فبينا] نحن نجيء من العمل بعد المغرب مع صاحبه الذي كان يحفظنا فانفتح القيد من رجلي و وقع على الأرض، و وصف اليوم و الساعة فوافق الوقت الذي جاءت المرأة و دعا

ص: 355


1- انظر سير الأعلام 286/13.
2- في سير الأعلام:«الكناني» و في المطبوعة: الكتامي.
3- عن سير الأعلام و بالأصل «العارفي».
4- الرسالة القشيرية ص 270-271 ط بيروت.
5- الرسالة القشيرية: بعيدنا.

الشيخ. قال: فنهض إليّ الذي كان يحفظني و صاح عليّ و قال: كسرت القيد؟ قلت: لا، إنه سقط من رجلي. فتحيروا في أمري (1)،فدعوا رهبانهم فقالوا لي: أ لك والدة ؟ قلت:

نعم، فقالوا: وافق دعاؤها الإجابة، و قالوا أطلقك فلا يمكننا تقييدك فزوّدوني و أصحبوني إلى ناحية المسلمين. رواها الحميدي في تاريخ الأندلس (2) بالإجازة من القشيري.

و رواها الخطيب عن القشيري.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي (3)،قال: قال لنا أبو محمد علي بن أحمد: كان - يعني - محمد بن عبد الرّحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك أمير الأندلس محبا للعلوم، مؤثرا لأهل الحديث، عارفا، حسن السيرة. و لما دخل الأندلس أبو عبد الرّحمن بقيّ بن مخلد بكتاب مصنف ابن أبي بكر بن أبي شيبة و قرئ عليه أنكر جماعة من أهل الرأي ما فيه من الخلاف و استشفعوه و بسطوا العامة عليه و منعوه من قراءته إلى أن اتصل ذلك بالأمير محمد فاستحضره و إياهم و استحضر الكتاب كله و جعل يتصفحه جزأ جزأ إلى أن أتى على آخره (4) و قد ظنوا أنه يوافقهم في الإنكار عليه، ثم قال لخازن الكتب: هذا كتاب لا تستغني خزائننا عنه فانظر في نسخة لنا. ثم قال لبقيّ : انشر علمك و ارو ما عندك من الحديث، و اجلس للناس ينتفعوا بك. أو كما قال، قال: و نهاهم أن يتعرضوا له.

كتب (5) إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن محمد، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة ح.

و حدّثني أبو بكر أيضا قال: أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: بقيّ بن مخلد أندلسي يكنى أبا عبد الرّحمن. كانت له رحلة و طلب

ص: 356


1- بعدها في الرسالة القشيرية: و أخبر صاحبه، و أحضروا الحداد و قيدوني فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي، فتحيروا في أمري.
2- جذوة المقتبس للحميدي ص 178-179.
3- لم أجد الخبر في جذوة المقتبس.
4- بياض بالأصل و الكلام مفصل في م بدون أي نقص أو بياض.
5- بالأصل «قرأت» و في م: أخبرنا و لعل الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة 222/10.

مشهور، حدّث (1) و توفي بالأندلس سنة ست و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا،[أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا] (2) عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأ أبو الحسن الدارقطني قال: بقيّ ابن مخلد أندلسي يكنى أبا عبد الرّحمن رحل في العلم و طلب، مشهور، توفي سنة ثلاث و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو محمد السلميّ ، قال: أجاز لنا أبو زكريا البخاري ح.

و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي القرشي، حدّثنا نصر بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو زكريا، حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال: فبقيّ - بالباء معجمة بواحدة من تحتها - بقيّ بن مخلد أندلسي مشهور عندهم.

قرأت على [أبي محمّد السلمي عن] (3) أبي نصر بن ماكولا قال (4):أما بقي - بفتح الباء و كسر القاف - فهو بقيّ بن مخلد الأندلسي أبو عبد الرّحمن الحافظ إمام في الحديث، له رحلة في طلب العلم، سمع أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل، و أبا بكر بن أبي شيبة، و أحمد بن إبراهيم الدورقي، و خلقا كثيرا يزيدون على مائتي رجل، و كتب المصنفات الكبار، و أدخلها الأندلس و نشر علم الحديث بها، روى عنه جماعة منهم أسلم بن عبد العزيز بن هاشم القاضي، و أحمد بن خالد بن يزيد، و محمد بن قاسم بن محمد، و الحسن بن سعيد بن إدريس اليزيدي (5)،و علي بن عبد القادر، و عبد اللّه بن يونس المرادي و لعله آخر من حدّث عنه. توفي سنة ست و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمد بن الحسن بن المحلبان سبط بن السياف، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن أبي نصر الحميدي صاحب تاريخ [ولاة] الأندلس (6)،قال:

بقيّ بن مخلد أبو عبد الرّحمن من حفاظ المحدثين، و أئمة الدين، و الزهّاد

ص: 357


1- بالأصل:«حديث».
2- ما بين معكوفتين سقط من السند بالأصل و م و استدرك عن المطبوعة 222/10.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك قياسا إلى سند مماثل و في م: على أبي محمد عن.
4- الاكمال لابن ماكولا 344/1-345.
5- في الاكمال:«الحسن بن سعد بن إدريس الفهري» و في المطبوعة 222/10 «الحسن بن سعد بن إدريس البربري».
6- جذوة المقتبس ص 177 للحميدي.

المصلحين (1) رحل إلى المشرق فروى عن الأئمة و أعلام (2) السنّة منهم الإمام أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل، و أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة، و أحمد بن إبراهيم الدورقي، و خليفة بن خيّاط (3) و جماعات أعلام يزيدون على المائتين، و كتب المصنّفات الكبار، و المنثور الكثير، و بالغ في الجمع و الرواية، و رجع إلى الأندلس فملأها علما جمّا، و ألّف كتبا حسانا تدل على احتفاله و استكثاره. قال لنا أبو محمد علي بن أحمد: من مصنفات أبي عبد الرّحمن بقيّ بن مخلد كتابه في «تفسير القرآن» هو الكتاب الذي أقطع قطعا لا أستثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام لا تفسير محمد بن جرير الطبري و لا غيره، و منها في الحديث «مصنفه» الكبير الذي رتّبه على أسماء الصحابة روى فيه عن ألف و ثلاثمائة صحابي و نيّف، ثم رتب حديث كل صحابي على أسماء الفقه و أبواب الأحكام، فهو مصنّف و مسند و ما أعلم لأحد هذه الرتبة قبله مع ثقته و ضبطه و إتقانه و احتفاله في الحديث، و جودة شيوخه فإنه روى عن مائتي رجل و أربعة و ثمانين رجلا ليس فيهم عشرة ضعفاء و سائرهم أعلام مشاهير. و منها مصنّف في فتاوى الصحابة و التابعين و من دونهم الذي أربى فيه على مصنّف أبي بكر بن أبي شيبة و مصنف عبد الرزاق بن همّام و مصنّف سعيد بن منصور و غيرها. و انتظم علما عظيما لم يقع في شيء من هذه فصارت تواليف هذا الإمام الفاضل قواعد للإسلام لا نظير لها. و كان متخيرا لا يقلد أحدا، و كان ذا خاصة من أحمد بن حنبل، و جاريا في مضمار أبي عبد اللّه البخاري، و أبي الحسين مسلم بن الحجّاج النيسابوري، و أبي عبد الرّحمن النسائي رحمة اللّه عليهم هذا آخر كلام أبي محمد.

قال الحميدي: روى عن بقيّ بن مخلد جماعة منهم أسلم بن عبد العزيز بن هاشم القاضي، و أحمد بن خالد بن يزيد، و محمد بن قاسم بن محمد، و الحسن بن سعد بن إدريس بن رزين اليزيدي (4) الكتاني من أهل المغرب، و علي بن عبد القادر بن أبي سلمة (5) الأندلسي، و عبد اللّه بن يونس المرادي، و كان مختصا به مكثرا عنه؛ و عنه

ص: 358


1- عند الحميدي: الصالحين.
2- بالأصل:«و أعلم» و المثبت عن الحميدي.
3- قوله:«و خليفة بن خياط » لم يرد في جذوة المقتبس.
4- في جذوة المقتبس: البربري الكتامي.
5- جذوة المقتبس: ابن أبي شيبة.

انتشرت كتبه الكبار، و لعله آخر من حدّث عنه من أصحابه.

و حكي عن أبي بكر بن أبي خيثمة و ذكر بقيّ بن مخلد فقال: كنا نسميه المكنسة و هل احتاج بلد فيه بقيّ بن مخلد أن يأتي إلى هاهنا منه أحد؟ أخبرنا أبو القاسم بن صدقة بن محمد بن الحسن قال: قال لنا أبو عبد اللّه الحميدي (1)،قال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: إن بقي بن مخلد مات بالأندلس سنة ست و سبعين و مائتين.

و قال أبو الحسن الدارقطني في «المختلف» إنه مات سنة ثلاث و سبعين و قد تقدم في اسم محمد بن سعيد بالإسناد الذي لا شك في صحته أن الأمير عبد اللّه بن محمد شاور الفقهاء و منهم بقيّ بن مخلد في قتل الزنديق فصحّ كونه حيا في أيام عبد اللّه. و كانت ولايته في سنة خمس و سبعين و تمادت إلى الثلاثمائة، هكذا أخبرنا أبو محمد فيما جمعه من ذكر أوقات الأمراء و أيامهم بالأندلس. و هذا شاهد لصحة قول أبي سعيد، و اللّه أعلم.

أبو محمد هذا هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم. ذكر القاضي أبو الوليد عبد اللّه بن محمد بن يوسف بن الفرضي الأندلسي في تاريخه تحديد وفاته فقال:

أخبرني عبيد اللّه بن محمد، حدّثنا عبد اللّه بن يونس أن بقيّ بن مخلد ولد في شهر رمضان سنة إحدى و مائتين و مات رحمه اللّه ليلة الثلاثاء لليلتين بقيتا من جماد الآخرة سنة ست و سبعين و مائتين و اللّه أعلم.

ص: 359


1- جذوة المقتبس ص 178.

ذكر من اسمه بكّار

936 - بكّار بن بلال العاملي

936 - بكّار بن بلال العاملي (1)

[أبو بلال العاملي]

و هو مولى لثقيف و ينتسب إلى عامر ولي (2) صناعة المراكب، و يقال: وليها بمصر شركة الليث بن سعد المصري، و كان كاتبا.

روى عن زيد بن واقد.

روى عنه: ابناه محمد بن بكّار و جامع بن بكّار.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أخبرنا تمام بين محمد، أخبرني أبي [أخبرني] أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس، حدّثنا الحسن بن محمد بن بكّار بن بلال، حدّثني أبي و عمي عن أبيهما بكّار بن بلال أبي (3) بلال قال: بلغني أنه لما بلغ أهل الشام يوم صفين أن عمّار بن ياسر قد قتل بعثوا من يعرفه ليأتيهم بعلمه؛ فعاد إليهم فأخبرهم أنه قتل. فنادى أهل الشام أصحاب علي: إنكم لستم بأولى بالصلاة على عمّار بن ياسر منا. قال: فتوادعوا عن القتال حتى صلّوا عليه جميعا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أخبرنا ابن مندة، أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد، قالا:

ص: 360


1- في المطبوعة 224/10 العامري و في م كالأصل.
2- في المختصر و المطبوعة: عاملة.
3- بالأصل «بن».

أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):بكّار بن بلال العاملي والد محمد بن بكّار الدمشقي روى عن زيد بن واقد، روى عنه ابنه محمد بن بكّار الدمشقي (2).

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أنبأنا أبو القاسم تمام الرازي، أخبرني أبي، حدّثنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاس، حدّثنا الحسن بن محمد بن بكّار بن بلال، حدّثني أبي عن أبيه، حدّثني أبو عمرو الأنصاري: أن عليا قال لأهل العراق إن بسر بن أبي أرطأة قد صعد إلى اليمن و لا أحسب هؤلاء القوم إلاّ ظاهرين عليكم - يعني أهل الشام - و ما ذاك أنهم أولى بالحق منكم، و لكن ذاك لاجتماعهم على أمرهم و افتراقكم و إصلاحهم (3) في بلادهم و أدائهم الأمانة و خيانتكم و اللّه أعلم. و اللّه لقد ائتمنت فلانا فخانني و فلانا فخانني فعدّد، و فلانا ولّيته فحمل ما جمع من المال فانطلق به إلى معاوية، و لقد خيل إليّ [أني] لو ائتمنت أحدكم على قدح لسرق علاقته. اللّهمّ إني قد مللتهم، و ملّوني، اللّهم اقبضني إلى رحمتك، و أبدلهم بي من هو شرّ لهم مني.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، أخبرنا أبو سليمان بن زبر (4)،قال: و فيها يعني سنة ثلاث و ثمانين و مائة مات أبو بلال بكّار بن بلال و هو ابن ثلاث و ثمانين.

قرأت على أبي محمد عن أبي محمد، أنبأنا تمام، أخبرني أبي، حدّثنا أبو العباس محمد بن جعفر، حدّثنا الحسن قال: و توفي أبو بلال جدي بكّار بن بلال العاملي في سنة ثلاث و ثمانين و مائة و كان مولده في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة.

937 - بكّار بن بشير بن مسلم

هو بكّار بن عبد اللّه بن بشير.

ص: 361


1- الجرح و التعديل 411/1/1.
2- زيد في الجرح و التعديل: قاضي دمشق.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 236/5، و زيد فيه بعدها: و فسادكم في بلادكم.
4- في المطبوعة:«زيد» خطأ و في م: زبد.

938 - بكّار بن تميم

أبو عبد الرّحمن

من أهل دمشق روى عن مكحول، و أبي شجرة (1).

روى عنه: بشر بن عون.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو علي بن سعيد ح.

و أخبرنا أبو محمد السلمي، حدّثنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أخبرنا تمّام بن محمد الحافظ ، أنبأنا يحيى بن عبد اللّه، قالا: حدّثنا محمد بن هارون و هو ابن محمد بن بكّار، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا بشر بن عون، حدّثنا بكّار بن تميم، عن مكحول، عن أبي أمامة قال: كان أحب الشراب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [الحلو البارد] (2)(3).

939 - بكّار بن شعيب

أبو خزيمة العبدي

روى عن ابن أبي حازم.

روى عنه: إبراهيم بن أيوب الحوراني، و محمّد بن وهب بن عطية، و محمود بن خالد، و أحمد بن أبي الحاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو القاسم يوسف بن الحسن بن محمّد التفكري، نا أبو الغنم أحمد بن عبد اللّه، ثنا أبو عمرو بن حمدون، نا الحسن بن سفيان، نا إبراهيم الحوراني الدمشقي، نا بكّار بن شعيب، نا ابن أبي حازم المدني عن أبيه:

ص: 362


1- اسمه كريب بن مرة كما في تقريب التهذيب، و في المطبوعة 226/10:«أبي سمرة».
2- ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر.
3- ثمة سقط في ترجمة بكار بن تميم بالأصل، و نصه في المطبوعة 226/10 «في نسخة ما شافهني أبو عبد اللّه الخلال أنبأ أبو القاسم بن مندة أنبا حمد بن عبد اللّه إجازة. ح قال و أنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد قالا: أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم قال: سألت أبي عن بكار بن تميم فقال: بكار بن تميم و بشر مجهولان». انظر الجرح و التعديل 408/1/1 و يعني بشر بن عون. و تداخلت ترجمتا بكار بن تميم و بكار بن شعيب في م.

عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الناس سواء كأسنان المشط ، و إنما يتفاضلون بالعافية، و المرء يكثر بإخوانه المسلمين، و لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل الذي ترى له»[2585].

و قال عمر: عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء، و عدّة في البلاء.

و أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنبأنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب السّعدي (1)،حدّثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي، حدّثنا بكّار بن شعيب أبو خزيمة العبدي، حدّثنا عبد العزيز بن [أبي] حازم عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الناس مستوون كأسنان المشط و إنما يتفاضلون بالعافية فلا تصحبنّ رجلا لا يرى لك مثل ما ترى له»[2586].

قرأت (2) على أبي الفضل محمد بن طاهر المقدّمي، أن أبا حاتم بن حبان قال:

بكّار بن شعيب شيخ من أهل دمشق يروي عن ابن أبي حازم. روى عنه إبراهيم بن الحوراني (3) و أهل بلده عن الثقات ما ليس من أحاديثهم لا يجوز الاحتجاج به.

940 - بكّار بن عبد اللّه بن بكّار

ابن الوليد بن بسر (4) بن أبي أرطأة

أبو عبد الرّحمن

روى [عن] (5) أبيه عبد اللّه (6) بن بكّار [و] (7) أسد بن موسى، و محمد بن عائذ،

ص: 363


1- كذا، و لعله «الجوزجاني» و قد تقدم التعليق عليه قريبا.
2- قبله خبر ناقص بالأصل و م، و نصه كما في المطبوعة 227/10. قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، ثنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال: أبو خزيمة بكار بن شعيب.
3- بالأصل «الحواري».
4- بالأصل «بشير» هنا و في كل مواضع الترجمة، و قد صوبناه «بسر» أينما وقع، و قد تقدمت ترجمة بسر بن أبي أرطأة.
5- زيادة للإيضاح.
6- قوله «أبيه عبد اللّه بن بكار» كانت مؤخرة و كتب قبلها «لفظة» تقدم» و انظر المطبوعة 228/10.
7- زيادة للإيضاح.

و مروان بن محمد الطّاطري (1)،و عبد اللّه بن نافع الصائغ، و عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو زرعة الدمشقيون، و أبو حاتم و أبو زرعة الرازيان، و أحمد بن أبي رجاء و نصر بن شاكر، و القاسم بن عيسى القصار، و بقي بن مخلد، و سعيد بن هاشم بن مرثد الطّبراني، و إبراهيم بن محمد بن الحسن بن متّويه.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبّار، أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنّائي، قالا: أخبرنا أبو القاسم السّميساطي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، حدّثنا أبو الحسن بن جوصا، حدّثنا بكّار بن عبد اللّه بن بسر، و يزيد بن محمد بن عبد الصمد، قالا: حدّثنا محمد بن عائذ (2)،حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي و مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد اللّه بن [عبد اللّه بن] عتبة بن مسعود، عن ابن عباس:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صام في مخرجه ذلك حتى بلغ الكديد (3)،فأفطر و أفطر الناس.

و أخبرناه أبو الحسن الفقيه و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر (4)،حدّثنا محمد بن عائذ (5) فذكره بإسناده مثله.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و أبو محمد بن الأكفاني، قالا: حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو الحسن مكي (6) بن محمد بن الغمر الحداد، حدّثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، حدّثنا جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرّوّاس قال: و ولد بكّار بن بسر سنة خمس و ثمانين و مائة.

ص: 364


1- الطاطري بفتح الطاءين كما في الأنساب، و هذه النسبة إلى طاطري و يقال لمن يبيع الكرابيس و الثياب البيض في مصر و دمشق، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- بالأصل: عائد بالدال المهملة.
3- موضع بالحجاز، و هو على اثنين و أربعين ميلا من مكة (انظر معجم البلدان).
4- بالأصل «بشير» و الصواب ما أثبت عن الأنساب (البسري).
5- بالأصل: عائد بالدال المهملة.
6- بالأصل «محمد» خطأ و قد تقدم كثيرا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا القاسم بن مندة، أنبأنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (1):بكّار بن عبد اللّه بن بسر الدّمشقي من ولد عمر بن أبي أرطأة روى عن أسد بن موسى. روى عنه أحمد بن أبي الحواري و أبي و أبو زرعة. سألت أبي عن بكّار هذا، فقال:

صدوق.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنبأنا أبو صادق الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسن بن زنجويه، أنبأنا أبو أحمد العسكري، قال: بكّار بن بسر بن مسلم الدمشقي روى عن عبد الملك الماجشون كذا قال، و هو بكّار من ولد بسر، فأما مسلم في نسبه فغير صحيح.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا و أبو منصور بن زريق (2)،قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت في كتاب علي بن أحمد بن أبي الفوارس، أنبأنا أبي، أخبرنا محمد بن محمد الباغندي قال: سمعت أبا عبد اللّه يعني إسماعيل بن عبد اللّه السكري يقول: لم يسمع أبو الوليد القرشي من الوليد بن مسلم شيئا قط ، و بكّار لم أجز شهادته قط ، و هو الذي بعث إليه الكتب، و هما جميعا كذابان. أبو الوليد هو أحمد بن عبد الرّحمن.

941 - بكّار بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

أبو بكر الأموي

كان مع مروان بن محمد بدير أيوب (3) حين بايع لابنيه عبد اللّه و عبيد [اللّه] بولاية العهد. له ذكر. و قتل بكّار يوم نهر أبي فطرس (4).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا البنّا،[أنبأنا] (5) أبو جعفر، أنبأنا أبو طاهر

ص: 365


1- الجرح و التعديل 410/1/1.
2- بالأصل و م «رزيق» بتقديم الراء خطأ، و الصواب زريق بتقديم الزاي، و قد تقدم التعليق عليه.
3- دير أيوب: قرية بحوران من نواحي دمشق (معجم البلدان).
4- نهر أبي فطرس: موضع قرب الرملة من أرض فلسطين. قال المهلبي: نهر أبي فطرس على 12 ميلا من الرملة مخرجه من أعين من الجبل المتصل بنابلس و ينصب في البحر الملح بين يدي مدينتي أرسوف و يافا.
5- زيادة لازمة.

المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال في تسمية ولد عبد الملك: و بكّار بن عبد الملك و أمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد اللّه قتله عبد اللّه بن علي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا [عن أبي] (1) محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، حدّثنا حارث بن أبي أسامة حدّثنا محمد بن سعد، قال: فولد [عبد الملك أبا] (2) بكر بن عبد الملك، و هو بكّار، و أمه عائشة بنت [موسى بن] (3) طلحة بن عبيد اللّه التّيمي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا محمد بن علي بن محمد، أخبرنا عبد اللّه بن يوسف بن مامونة، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثني أبو عبد الرّحمن الهاشمي، حدّثنا الزّبير بن أبي بكر، حدّثني محمد بن يحيى، قال (4):خطب عابدة (5) بنت شعيب بكّار بن عبد الملك فتزوجت الحسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العباس فقال بكّار: كيف تزوجتك على فقرك ؟ فقال الحسين بن عبد اللّه: يعيرنا بالفقر و قد نحلنا اللّه جلّ ثناؤه الكوثر.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكّار في تسمية ولد شعيب بن محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:

و عابدة (6) بنت شعيب كانت عند حسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العباس و هي التي يقول فيها حسين بن عبد اللّه (7):

أ عابد (8) ما جسم على النأي عابدا *** و أسباك (9) ولي المسبلات الرواعدا

أ عابد (10) ما شمس النهار إذا بدت *** بأحسن مما بين عينيك عابدا (11)

ص: 366


1- زيادة لازمة سقطت من الأصل و م.
2- انظر طبقات ابن سعد 223/5 و 224 و الزيادة مستدركة عنه في الموضعين.
3- انظر طبقات ابن سعد 223/5 و 224 و الزيادة مستدركة عنه في الموضعين.
4- الخبر في الأغاني 67/12 في أخبار الحسين بن عبد اللّه نقلا عن الزبير بن بكار (كذا).
5- بالأصل رسمها:«عائدة» و المثبت عن الأغاني.
6- بالأصل رسمها:«عائدة» و المثبت عن الأغاني.
7- البيتان في الأغاني 65/12.
8- بالأصل:«أ عائد» و المثبت عن الأغاني.
9- في الأغاني: سقاك الإله المنشآت الرواعدا.
10- بالأصل:«أ عائد» و المثبت عن الأغاني.
11- و يروى: أ عابد ما شمس النهار بدت لنا. و يروى: أ عابد ما الشمس التي برزت لنا بأحسن مما بين ثوبيك عابدا

و أمها عمرة بنت عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب. و لأم ولد، و كان بكّار بن عبد الملك بن مروان خطبها و كانت حسنا و خطبها حسين بن عبد اللّه فتزوجت حسينا و تركت بكّارا فقال بكّار لحسين: كيف تزوجتك على فقرك فقال له حسين: أ تعيرنا بالفقر و قد نحلنا اللّه عزّ و جلّ الكوثر و لسيرة عابدة ردّت أموال عمرو بن العاص حين ولي بنو العباس بعد ما قصبت (1).

942 - بكّار بن علي بن رياح الرياحي

حكى عن عبد المحسن بن محمد الصوري، و المجدي، الشاعرين، و الحسين بن علي الصقلي النحوي.

روى عنه: أبو الحسن علي بن عبد السلام الصوري الأرمنازي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه حدّثني أبي [قال: سمعت بكّار بن علي الرياحي بدمشق يقول: لما وصل عبد المحسن الصوري] (2) إلى هنا جاءني المجدي الشاعر فعرفني به و قال: هل لك أن نمضي إليه و نسلم عليه فأجبت، و قمت معه حتى أتينا إلى منزله، و كان ينزل دائما إذا قدم في سوق القمح و كان بين يديه دكان قطّان و فيها رجل أعمى فوقفت بين [يديه] عجوز كبيرة فكلّمها بشيء و هي منصتة له فقال المجدي:

مقبلة تسمع ما نقول

فقال عبد المحسن في الحال:

كالخلد لما قابلته الغول

فقال له المجدي: أحسنت و اللّه يا أبا محمد [أتيت بتشبيهين] (3) في نصف بيت أعيذك باللّه. أو نحو هذا من الكلام.

و وجدت لبكّار بن علي هذا مجموعا جمعه لنفسه بدمشق سنة اثنين (4):

ص: 367


1- كذا رسمت، و العبارة في الأغاني: و بسببها ردت على ولد عمرو بن العاص أموالهم في دولة بني العباس.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 231/10.
3- ما بين معكوفتين أثبت عن المطبوعة 231/10 و مكانها بالأصل رسمها مضطرب.
4- بياض بالأصل مقدار سطر، و العبارة في م و انظر المطبوعة 231/10. سنة اثنتين و تسعين و ثلاث مائة على وجهه أبيات شعر قالها في ترجمة المجموع.

هذا الكتاب جمعت فيه أنواع الأدب

الشعر و الخبر القصير، و ما استحدث من الخطب

و جعلته مستودعا للحفظ أرواح الكتب

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال:

943 - بكّار بن قتيبة بن عبد اللّه بن أبي برذعة

943 - بكّار بن قتيبة بن عبد اللّه (1) بن أبي برذعة (2)

ابن عبيد اللّه بن بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة

[أبو بكرة] الثقفي (3)

قاضي مصر، أصله من البصرة. ولي القضاء بمصر سنين كثيرة.

و روى عن: صفوان بن عيسى، و روح بن عبادة، و أبي أحمد محمد بن عبد اللّه بن الزبير، و عبد اللّه بن بكر السهمي، و عفان بن مسلم، و حسين بن حفص الأصبهاني، و إبراهيم بن أبي الوزير، و هشام بن عبد الملك الطيالسي، و أبي عامر العقدي، و مؤمّل بن إسماعيل، و عثمان بن عمر بن فارس، و حبّان بن هلال، و أبي عاصم، و عبد اللّه بن حمران، و أبي داود الطيالسي، و يعقوب بن إسحاق الحضرمي، و عثمان بن الهيثم، و وهب بن جرير، و الحكم بن مروان الضرير، و سعيد بن عامر، و يحيى بن حمّاد، و إبراهيم بن بشّار الرمادي (4)،و عبيد بن أبي قرّة، و عمر بن يونس اليمامي (5)، و أبي أيوب أخي خاقان، و مكي بن إبراهيم البلخي، و أبي عمر حفص بن عمر الضرير، و عبد اللّه بن رجاء، و حسين بن مهدي الأيلي، و قريش بن أنس، و عبد الرّحمن بن الحصين بن مغيث، و أبي همّام محمد بن محبّب (6) الدّلاّل.

ص: 368


1- في مختصر ابن منظور 237/5.
2- بالأصل و المطبوعة 238/10 بردعة بالدال المهملة، و المثبت عن المختصر و الوافي بالوفيات 185/10.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 185/10 و سير أعلام النبلاء 599/12 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- رسمها غير واضح بالأصل يميل إلى «الرحاوي» و الصواب ما أثبت «الرمادي» و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 510/10.
5- بالأصل «و اليمامي» و الصواب بحذف «الواو» انظر ترجمته في سير الأعلام 422/9، و قد سقطت اللفظة من المطبوعة.
6- بالأصل «و أبي همام و محمد بن مجيب الدلال» و الصواب: محمد بحذف الواو، و محبب بدل مجيب، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 449/10.

و قدم دمشق سنة تسع و ستين و مائتين في صحبة أحمد [بن] طولون و حدّث بها فروى عنه من أهلها أحمد بن سليمان بن حذلم، و أبو الميمون البجلي، و أحمد بن محمد بن بشير القرشي، و أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر، و محمد بن محمد بن أبي حذيفة، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو بكر محمد بن العباس بن دلدل، و أبو المغيث محمد بن أحمد بن عبد الواحد، و صاعد بن عبد الرّحمن النّحاس، و أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري، و أحمد بن محمد بن فضالة، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن حسيس المصري، و أحمد بن عبد اللّه الناقد، و أبو الحسين محمد بن علي بن أبي الحديد، و أبو علي الحسن بن محمد بن النعمان الصيداوي، و أبو سليم علقمة بن يحيى بن علقمة الجوهري، و أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو الحامي (1)،و جعفر بن محمد بن موسى الحافظ ، و إبراهيم بن إسحاق الصرفندي، و أبو القاسم [بكر بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمة بن دينار الرازي، و أبو عوانة يعقوب بن إسحاق و ابنه] (2)بكر بن بكّار بن قتيبة.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمد الشيرويي (3)،ثم أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار عنه، قال: أخبرنا أبو بكر الحيري، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا أبو بكر [ة] بكّار بن قتيبة، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا شعبة و ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس أن أم الفضل أرسلت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم عرفة بلبن فشربه و هو يخطب الناس.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلم الفرضي، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمد و أبو محمد بن أبي نصر و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان ح.

و أخبرنا أبو الحسن أيضا، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم ح.

و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا

ص: 369


1- كذا رسمها، و في سير أعلام النبلاء 599/12 «الخامي» و في المطبوعة 239/10 «الخاني». و انظر ترجمته في سير الأعلام 430/15 و فيه «الخامي». و في العبر 256/2 و الشذرات 358/2 «الحامي» كالأصل.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 239/10.
3- بالأصل:«عبد القادر... السروي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 246/19.

تمام بن محمد، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن راشد، و أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم قالوا: حدّثنا بكّار بن قتيبة، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا حجّاج الصّوّاف، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من قال: سبحان اللّه العظيم و بحمده، غرست له نخلة في الجنة»[2587].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر السراج، قالا: أخبرنا عبد الدائم بن الحسن، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أنبأنا أبو العباس عبد اللّه بن عتّاب بن الزفتي، حدّثنا بكّار بن قتيبة بن عبيد اللّه بن أبي زرعة (1) بن عبيد اللّه بن بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة، حدّثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم، حدّثنا بكّار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، عن جده قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا أتاه الشيء يسرّه سجد، كذا نسبه.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، أخبرنا منصور بن الحسين و أحمد بن محمود، قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، قال: سمعت محمد بن بكر الشّعراني التّنّيسي - ببيت المقدس - يقول: سمعت أحمد بن سهل بن بويه الهروي يقول:

كنت ألازم غريما لي إلى بعد عشاء الآخرة أو نحو هذا، قال و كنت ساكنا في جوار بكّار بن قتيبة فانصرفت إلى منزلي فإذا هو يقرأ يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ الآية إلى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ (2) فوقفت أسمع عليه طويلا، ثم انصرفت فقمت في السحر على أن أصير إلى منزل الغريم، فإذا هو يقرأ هذه الآية يرددها و يبكي، فعلمت أنه كان يقرأها من أول الليل (3).

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي، و حدّثني عنه أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي (4) عنه أخبرنا شرف بن علي بن الخضر التمار - إجازة - أنبأنا أبو حازم محمد بن الحسين بن الفراء، قال: قرأت على عبد الرّحمن بن [عمر] بمصر، حدّثنا

ص: 370


1- و في المطبوعة:«زرعة» أيضا، و قد تقدم الصواب «برذعة».
2- سورة ص، الآية:26.
3- الخبر بهذا السند في سير أعلام النبلاء 600/12.
4- بالأصل «الحسن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 102/23.

أحمد بن سعيد قال: سمعت سعيد بن عثمان يقول: سمعت بكّار بن قتيبة ينشد:

لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها *** لعيبي في نفسي عن الناس شاغل

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (1) البنّا، أنبأنا أبو الحسن (2) بن الآبنوسي عن أبي الحسين الدارقطني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد أنبا أبو الحسن (3)الدارقطني قال: و بكّار بن قتيبة قاضي مصر يكنى أبا بكرة.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما بكرة - بفتح الباء - فأبو بكرة بكّار بن قتيبة البكراوي قاضي مصر.

كتب إليّ أبو سعيد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن الطّيّوري يخبر عن أبي عبد اللّه الصّوري، أنبأنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن سعيد الشاهد، حدّثنا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي، قال: لما ولي القضاء بها - يعني بمصر - أبو بكرة بكّار بن قتيبة بن أبي بردعة بن بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قبل المتوكل قدمها يوم الجمعة لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ست و أربعين و مائتين، و في غير هذه الرواية عن أبي عمر: لثمان خلون بدل لثمان [بقين] و فيها أيضا: و لم يزل قاضيا إلى أن توفي يوم الخميس [لستّ ] مضين من ذي الحجة سنة سبعين و مائتين، و أقامت مصر بلا قاض سبع سنين إلى أن ولّى خمارويه بن أحمد بن طولون محمد بن عبدة القضاء، و كان أحمد [بن] طولون أراد بكّارا على لعن الموفق فامتنع من ذلك، فسجنه إلى أن مات أحمد فأطلق من السجن (5) فمكث بعد ذلك يسيرا ثم مات، فغسل ليلا و كثر الناس فلم يدفن إلى وقت صلاة العصر (6).

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر، أنبأنا أبو سليمان بن زبر (7)،قال: قال أبو جعفر الطحاوي فيها - يعني سنة سبعين

ص: 371


1- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- بالأصل «الحسن» خطأ.
3- بالأصل «الحسن» خطأ.
4- الاكمال لابن ماكولا 349/1.
5- في ولاة مصر للكندي ص 256 أن الذي أطلقه هو أحمد بن طولون في شعبان سنة 270.
6- الخبر في سير أعلام النبلاء 600/12 نقلا عن الكندي.
7- بالأصل «زيد» خطأ.

و مائتين - مات بكّار بن قتيبة في ذي الحجة و هو ابن سبع و ثمانين.

قرأت بخط أبي حفص عمر بن أبي بكر المؤدب مما نقله من خط عبد العزيز بن أبي طاهر التّميمي قال: قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطّحاوي و توفي منهم فيها - يعني سنة سبعين و مائتين - أبو بكرة بكّار بن قتيبة بن أبي بردعة بن بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الخميس لخمس ليال خلون من ذي الحجة منها، و كان مولده بالبصرة في سنة اثنتين و ثمانين (1) و مائة، و ولي قضاء مصر في سنة ست و أربعين و مائتين فلم يزل قاضيها إلى أن توفي بها، و كان من الحمد في ولايته عليها و من القبول لأهلها إياه، و من عفته عن أموالهم و من سلامته في أحكامه، و من اطلاعه بذلك على نهاية ما يكون عليه مثله، حتى لو كانت أخلاقه و مواهبه هذه فيمن تقدّم لكان يبين بها عن كثير منهم. و كان الأمير أحمد بن طولون من المعرفة بحقه، و الميل إليه و التعظيم لقدره على نهاية، و كان يأتي إليه بمحضرنا و هو يملي على الناس الحديث على كثرة من كان يحضر مجلسه، فيمنع حاجبه مستمليه من الانقطاع عن الاستملاء عليه، ثم يصعد إليه إلى المجلس الذي كان يحدّث فيه، فيقعد مع الناس فيه و يستتمّ بكّار مجلسه و هو حاضر، لا يقطعه بحضوره إياه، فلم يزل كذلك حتى أراد منه أحمد بن طولون خلع أبي أحمد الموفق و لعنه، فأبى ذلك عليه، فلمّا رأى أحمد بن طولون أنه لا يلتئم له منه ما يحاوله منه ألّب عليه سفهاء أهل الأحباس (2) و من سواهم من العوامّ ، و جعله لهم خصما، و كان يقعد له من يقيمه بين يديه مع من يخاصمه مقام الخصوم فلا يأبى ذلك، و يقوم بالحجة لنفسه، و يشافه أمر من يخاصمه فكان قلّ من ينصرف عن خصومته و ربما كان ذلك سببا لحبس من يخاصمه منهم ثابت بن أبي حداد (3) فإنه كان خاصمه إليه، فقال: أدنوه مني حتى أسمع، فلما سمع قوله و ذكر أنه جاء بكتاب من العراق في أمره قال له: لا أدري ما هذا قد كان يخاصم إليّ و يطلب بعض حبس جده، و كان جده نصرانيا في وقت تحبيسه إياه، فخرج و قبضه من يد الحاكم فتلا و هو كذلك يعني الحارث بن مسكين فأعلمته أن نصرانية جده لا

ص: 372


1- بالأصل:«اثنين و مائتين» و المثبت عن سير الأعلام 599/12 و المطبوعة 241/10 و الوافي بالوفيات 186/10 و في م: اثنين و ثمانين و مائتين.
2- الأحباس بمعنى الأوقاف، و في سير الأعلام:«سفهاء الناس»، و في مختصر ابن منظور: الأحباش بالشين المعجمة.
3- في المطبوعة: حدار.

تمنع من جواز حبسه عليه فخرج إلى العراق فجاءني بكتاب من هناك من هذا الذي يدعونه أبا أحمد فأعلمته أني لست ممن يقبل في الحكم شفاعة ممن جاءني بكتابه و لا غيره، و هو يقول إنه على النصرانية و هو الآن عليها و شهد عليه عندي إسحاق بن محمد بن معمر أنه أسلم بالعراق على يد هذا الرجل الذي جاءني بكتابه فلو شهد عليه عندي شاهد آخر مثل إسحاق بن محمد استتبته فإن لم يتب قتلته، فانصرف به بأمر أحمد بن طولون من مجلسه ذاك إلى الحبس، و كان أحمد بن طولون قد حبس القاضي بكّار بالمرفق في القماحين في الدرب الذي على يمين من يريد المصلّى القديم.

فحدّثني عبد اللّه بن محمد بن بشير الحذّاء و كان ممن يحضر هناك مجلس ابن طولون قال: رأيته هناك يعني القاضي بكّارا و قد أدخل خصما، فقال خصمه الذي كان يخاصم إليه: هذا الرجل كان يزعم أنه قاضي المسلمين خمسا (1) و عشرين سنة و قد غصبني داري و هو ساكنها الآن و لي عليه من أجرتها خمسة دنانير، فسئل القاضي بكّار عن ذلك فقال: لا أدري ما يقول هذا الرجل، أنا لم أنزل هذه الدار، و إنما أنزلتها كرها، فإن كان مغصوبا فالذي غصبه هو الذي أنزلنيها. و هذا في الجملة كلام محال، ما ظننته يجوز على أحد، لئن كنت غاصبا فما له عليّ أجرة معلومة، لئن كانت له علي أجرة بسكناي في داره فما أنا غاصب. قال: قام الذي كان يخاصم إليه بخمسة دنانير فدفعت إلى الذي خاصمه و أصرف. و كان في هذه الدار في كل يوم جمعة إذا جاء وقت الرّواح لصلاة الجمعة لبس ما كان يلبسه للجمعة و خرج إلى الباب يريد الرّواح منه، فيقول له الموكلون به: ارجع، فيقول: اللّهم اشهد، ثم يرجع. فلم يزل كذلك فيها حتى توفي أحمد بن طولون، و بقي فيها هو بعد ذلك حتى توفي في الوقت الذي ذكرنا وفاته فيه، فظن الناس أنه لا يتهيأ لأحد حضوره و حضروا عند العصر، و كنت فيمن حضر و كان معي يحيى بن عثمان بن صالح، فأخرجت جنازته بعد العصر، و أقبل الناس أكثر ما كانوا و فيهم أصحاب أحمد بن طولون قد غطوا رءوسهم حتى لا يعرفوا و زادت الجماعة من غير أن يرى في الناس راكب واحد، فشهده أكثر ممن شهد العيد بوقار و سكينة، و صلّى عليه في المصلّى الجديد، و كان الذي صلّى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبة.

كتب أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر [محمد] بن شجاع

ص: 373


1- بالأصل: خمسة.

عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

بكّار بن قتيبة بن أبي برذعة بن عبيد اللّه بن بشير بن (1) عبيد اللّه بن أبي بكرة الثقفي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكنى أبا بكرة بصري قدم [على] قضاء مصر أراه سنة ثمان أو تسع و أربعين و مائتين فأقام على القضاء بها إلى أن توفي بها سنة سبعين و مائتين ليلة الخميس لست ليال (2) خلون من ذي الحجة، حدّث بمصر حديثا كثيرا.

944 - بكّار بن محمد بن بكر

جدّ بني اليتيم. حكى عنه محمد بن الفيض الغسّاني (3).

945 - بكّار بن محمد

سمع الزهري برصافة هشام بن عبد الملك.

روت عنه: ابنته عاتكة بنت بكّار.

قرأت بخط أبي العباس أحمد بن منصور المالكي الفقيه، و أنبأنيه ابنه أبو الحسن علي بن أحمد عنه قال: حدّثنا الفقيه أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن الحسن المالكي، حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن زيت (4) النار حدّثنا أبو محمد الحسن بن عبد الرّحمن بن خالد، حدّثنا عبد اللّه بن سعيد بن يحيى الرّقيّ قاضي فارس قال: كتبت إليّ والدتي مرية (5) ابنة مروان بن يزيد بن عبد الملك بن عياض بن غنم القرشية من الرّقّة و أنا على قضاء تستر (6) تقول: حدثتني والدتي عاتكة ابنة بكّار عن أبيها بكّار بن محمد قال: دخلت على هشام بن عبد الملك بالرّصافة و هو جالس في قبته الخضراء و عنده ابن شهاب الزّهري؛ فحدّثنا ابن شهاب الزّهري عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما ترك عبد للّه أمرا لا يتركه إلاّ للّه تعالى، إلاّ عوّضه اللّه منه ما هو خير له منه في دينه و دنياه»[2588] قالت العجوز: فآثرني على ما أنت فيه يعوّضك اللّه تعالى

ص: 374


1- بالأصل «أن».
2- بالأصل:«ليالي».
3- في المطبوعة 244/10 «الصبار» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 427/14.
4- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن المطبوعة.
5- بالأصل «مرتة» و المثبت عن مختصر ابن منظور 239/5 و المطبوعة 244/10.
6- من أعظم مدن خوزستان (انظر معجم البلدان).

و يؤثرك. و كتبت إليّ في أسفل كتابها لنفسها:

عجوز بأرض الرّقّتين (1) وحيدة *** لنأيك بالأهواز ضاق بها الذّرع

و قد ماتت الأعضاء من كل جسمها *** سوى دمع عينيها فلم يمت الدّمع

تراعي الثّريا ما تلذّ لغمضها *** إلى أن يضيء الصّبح أنجمه السّبع

و كم في الدجى من ذي هموم مقلقل *** و آخر مستور يدرّ له الضّرع (2)(3)

946 - بكجور أبو الفوارس التركي

946 - بكجور أبو الفوارس التركي (4)

مولى قرغويه (5) أحد غلمان سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان، ولي دمشق من قبل المصريين، و قدمها من حمص - و كان يليها أيضا قبل دمشق - في يوم السبت لسبع خلون من رجب سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة.

و أقام بدمشق يجور فيها و يظلم و يجمع الأموال لنفسه إلى أن جرّد إليه من مصر منير الخادم واليا على دمشق في سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة. و كان بكجور يخاف من أهل دمشق لسوء سيرته فيهم فبعث بعض عسكره لقتال منير فكسرهم منير. فأرسل إليه بكجور أنه يسلم البلد و ينصرف عنه إلى حمص فأجابه إلى ذلك و رحل عن دمشق متوجها إلى حوّارين يوم الثلاثاء النصف من رجب سنة ثمان و سبعين، و مضى إلى الرّقّة و أقام فيها الدعوة للمصريين.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم لفظا، قال: دفع إليّ رجل يعرف بمجير الكتامي شيخ من جند المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها بكجور في رجب سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة.

ص: 375


1- الرقتان تثنية الرقة، قال ياقوت: أظنهم ثنوا الرقة و الرافقة كما قالوا العراقان للبصرة و الكوفة.
2- زيد في المختصر و المطبوعة: و من أضحكته الدار و هي أنيسة بكاها إذا ما ناب من حادث قرع
3- زيد في المطبوعة ترجمة و قد سقطت من أصلنا، و تمام ما ورد فيها: بكران بن علي أبو القاسم الرياحي.... بن محمد بن عبد اللّه بن محمد الخطابي الشاعر، شاعر، و عده بعض الدمشقيين في شعراء دمشق. و لم يقع إليّ شيء من شعره.
4- انظر الوافي بالوفيات 202/10 و ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 24 و 27.
5- عند ابن القلانسي: فرغويه.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي قتل بكجور في المحرم سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة. و ذكر غيره أنه قتل في رجب في هذه السنة بالناعورة (1) من أرض [حلب] و قبل قتل بكجور يوم الأحد الثاني من صفر سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة.

ص: 376


1- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن تاريخ ابن القلانسي 34 و الزيادة التالية مقتبسة عن م و ابن القلانسي.

ذكر من اسمه بكر

947 - بكر بن أحمد بن حفص بن عمر بن عثمان بن سلمان

أبو محمد التّنّيسي المعروف بالشّعراني (1)

سمع بدمشق إبراهيم بن عتيق، و يزيد بن محمد بن عبد الصمد، و أبا زرعة الدمشقي، و محمد بن هشام بن ملاس (2)،و أبا بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي صاحب تاريخ حمص، و أبا بكر محمد بن العباس الصّيدلاني، و الحسن بن محمد بن أحمد بن بكّار بن بلال العاملي، و محمد بن علي بن ميمون الرّقّي، و محمد بن عوف الطائي، و محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و أبا عتبة أحمد بن الفرج، و أبا معاوية محمد بن خلف بن عبد الرّحمن بن المخلد البصري، و يونس بن عبد الأعلى، و عمران بن بكّار البرّاد، و طاهر بن الفضل الحلبي، و محمد بن الجنيد الدّقّاق.

روى عنه: أبو الحسين محمد بن المظفّر، و علي بن عبد الجليل التّنّيسي، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن رزيق البغدادي، و الحسن بن أحمد المادرائي (3)،و أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، و الحسن بن بشر بن إسماعيل بن عدق الأزدي، و أبو العباس محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن الحداد، و الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين، و أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن عمر بن حفص المصري المعروف باليمن (4)،و أبو زيد ذكوان بن

ص: 377


1- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 308/15 و العبر 225/2 و الشذرات 329/2.
2- بعدها في المطبوعة 246/10 «و بغيرها: أبا بكر...».
3- بالأصل: المارداني، و المثبت عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له.
4- في المطبوعة 246/10 «باليمني».

الحسن بن محمد بن عبيد التّنّيسي، و أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار، و أبو القاسم صدقة بن علي بن محمد بن المؤمّل الموصلي، و أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن، و أبو الحسين الدّينوري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد،[أنا أبو الحسين بن الآبنوسي] (1)أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام الدينوري، حدّثنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني، حدّثنا محمد بن عوف، حدّثنا أبو يعقوب الأفطس يوسف بن يونس، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الإخصاء و قال:«فيه نماء خلق اللّه»[2589].

قال: قال لنا ابن أبي الفوارس لا أعلم حدّث به إلاّ يوسف بن يونس، أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو حسين بن مكي، أنبأنا جدي أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن حميد بن رزيق البغدادي، حدّثنا أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص في الفوائد، حدّثنا أبو عتبة الحمصي، حدّثنا بقية، حدّثنا الزّبيدي، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب»[2590].

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

بكر بن أحمد بن حفص، يكنى أبا محمد، يعرف بابن الشعراني قدم تنّيس مع أبيه، و كتب الحديث بالشام و بمصر كان يقدم إلى فسطاط مصر في الأحايين و يكتب عنه، و كان ثقة حسن الحديث، توفي عشية الأحد مع المغرب لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة.

948 - بكر بن أبي بكر بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أمه أم ولد، ذكره أبو المظفّر محمد بن أحمد بن محمد الأموي الأبيوردي النسابة في كتاب [من] نسب إلى أبي سفيان.

ص: 378


1- ما بين معكوفتين استدرك عن م و انظر المطبوعة.

949 - بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع

أبو محمد الدّمياطي، مولى بني هاشم

سمع بدمشق: صفوان بن صالح، و ببيروت: سليمان بن أبي كريمة البيروتي، و بمصر: أبا صالح عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، و شعيب بن يحيى، و عبد الرّحمن بن أبي جعفر الدّمياطي، و نعيم بن حمّاد المروزي، و يحمد (1) بن مخلد الرّعيني الحمصي، و إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك.

روى عنه: أبو العباس الأصم، و أبو جعفر الطحاوي، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و إبراهيم بن أحمد بن فراس العبقسي الفقيه المكي المالكي، و محمد بن عمر المصري، و أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد البغدادي الواعظ المعروف بالمصري، و عمر بن الربيع بن سليمان، و أبو عبد اللّه الفضل بن عبد اللّه الهاشمي المقدسي، و أبو العباس أحمد بن الحسين بن إسحاق بن عتبة الرّازي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق المزكّي، و يعقوب بن المبارك.

أنبأنا أبو علي الحداد [ثم أخبرني أبو مسعود] (2) الأصبهاني عنه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا بكر بن سهل، حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا الهيثم بن حميد، قال: أخبرني زيد بن واقد عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرة عن عقبة (3) بن عامر أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ الذي يسرّ بالقرآن كالذي يسرّ بالصدقة، و الذي يجهر بالقرآن كالذي يجهر بالصدقة»[2591].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن [أحمد] (4)،أخبرنا عبد الرّحمن بن عثمان، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن خالد الأعرابي، حدّثنا بكر بن سهل الدّمياطي - و كان شيخا مربوعا أسمر كبير الأذنين - حدّثنا محمد بن

ص: 379


1- في المطبوعة: محمد.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- بالأصل «عبيد» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 154/4.
4- مكانها بياض بالأصل، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل و المطبوعة 248/10 و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 248/18 و ترجمة علي بن المسلم الفقيه في سير الأعلام 31/20 و فيها أنه سمع عبد العزيز بن أحمد الكتاني و في م أيضا بياض.

محمد (1) بن مخلد الرّعيني، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم (2) عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من عبد يمرّ بقبر كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلاّ عرفه» زاد غيره في إسناده عطاء بن يسار[2592].

أخبرناه أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد الخطيب - بميهنة - و أبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني - بمرو - قالا: أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا بكر بن سهل الدّمياطي، حدّثنا محمد بن مخلد الرّعيني ح.

قال: و أخبرنا أبو العباس الأصم قال: و حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا بشر بن بكر جميعا عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من عبد يمرّ بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلاّ عرفه و ردّ عليه السلام»[2593].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أخبرنا عبيد اللّه بن سعيد، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، حدّثنا أبي قال:

أبو محمد بكر بن سهل، عن عبد اللّه بن يوسف، ضعيف.

أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق، قال: أخبرنا أبو سعيد بن يونس، قال: بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع الدّمياطي مولى بني هاشم يكنى أبا محمد، مولى الحارث بن عبد الرّحمن الهاشمي. يروي عن عبد اللّه بن يوسف، و شعيب بن يحيى، و عن جماعة توفي بدمياط في شهر ربيع الأول سنة سبع و ثمانين و مائتين. و ذكر غيره أنه توفي بالرّملة بعد عوده من الحجّ و أن مولده سنة ست و تسعين و مائة.

و ذكر أبو جعفر الطحاوي أنه مات في آخر ربيع الآخر (3).

ص: 380


1- كذا بتكرار «محمد» بالأصل.
2- بالأصل:«عبد الرحمن بن أم الأسلم» و المثبت من سند الحديث التالي.
3- انظر ما ذكر في وفاته و مقدار عمره باختلاف: ميزان الاعتدال 345/1 و سير أعلام النبلاء 426/13 صحح قول ابن يونس أنه مات في ربيع الأول سنة تسع و ثمانين و مائتين.

950 - بكر بن سهل بن محمد الرّقّي الورّاق

950 - بكر بن سهل بن (1) محمد الرّقّي الورّاق

حدّث ببعلبك في صفر سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة عن أبي بكر أحمد بن عمرو بن جابر كتب عنه بعض أهل بعلبك.

951 - بكر بن شعيب بن بكر بن محمد بن أيوب بن عبد الرّحمن

أبو الوليد القرشي

روى عن القاسم بن عيسى العطار، و أبي الحسن محمد بن عون بن الحسن الوحيدي، و عامر بن خريم (2)،و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و أبي الحارث أحمد بن سعيد، و أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، و أبي سعيد بن فياض، و محمد بن الفيض بن فياض، و إبراهيم بن عبد الواحد العبسي.

روى عنه: تمام بن محمد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو عبد اللّه بن مندة، و أبو جعفر أحمد بن عون اللّه الأندلسي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمد، حدّثني [أبو] الوليد بكر بن شعيب بن بكر القرشي، حدّثنا أبو بكر القاسم بن عيسى القصار (3)،حدّثنا أبو عامر موسى بن عامر، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا إبراهيم بن محمد الفزاري، عن سفيان الثوري، عن عبيد اللّه بن عمر بن حفص، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«التمسوا ليلة القدر في السّبع الأواخر»[2594].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا تمام بن محمد، حدّثني أبو الوليد بكر بن شعيب بن بكر بن محمد القرشي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، حدّثنا محمد بن مصفّى، حدّثنا أنس بن عياض، حدّثنا محمد بن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه و ملائكته

ص: 381


1- في م و المطبوعة:«أبو محمد».
2- في المطبوعة: حزيم و في م: مريم.
3- كذا و تقدم في بداية الترجمة «العطار» و في المطبوعة:«العصار.» و في مختصر ابن منظور 241/5 العصار أيضا، و هذه النسبة إلى عصر الدهن ذكره السمعاني و ترجم له (الأنساب: العصار).

يصلّون على الصّفّ الأوّل»[2595].

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر وجدت في كتاب قديم: توفي أبو الوليد القرشي - رحمه اللّه - يوم السبت لستّ خلون من جمادى سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة.

952 - بكر بن عبد العزيز

ابن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر

أبو عبد الحميد القرشي المخزومي مولاهم

روى عن أبيه عبد العزيز، و عمه عبد الغفار بن إسماعيل، و سليمان بن أبي كريمة.

روى عنه: عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر - و هو كنّاه - و أبو الحارث عباس بن عبد الرّحمن بن الوليد بن نجيح القرشي.

أخبرنا أبو محمد السلمي، حدّثنا عبد العزيز التميمي، أخبرنا تمام بن محمد، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن و غيره، قالا: حدّثنا [أبو] (1)عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا أبو الحارث العباس بن عبد الرّحمن بن نجيح، حدّثنا بكر بن عبد العزيز، عن سليمان بن أبي كريمة، عن جبّار (2) مولى أم الدرداء [عن أم الدرداء] (3) قالت: خرج أبو الدرداء يريد النبي صلى اللّه عليه و سلم فوجد جماعة من العرب يتفاخرون [قال:] فاستأذنت فأذن لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا أبا الدرداء ما هذا اللّجب الذي أسمع» قال: قلت: يا رسول هذه العرب يتفاخرون فيما بيننا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا الدرداء إذا فاخرت ففاخر بقريش، و إذا كاثرت فكاثر بتميم، و إذا حاربت فحارب بقيس، ألا إنّ وجوهها كنانة و أسنانها (4) أسد، و فرسانها قيس، إن اللّه يا أبا الدرداء فرسانا في سمائه يقاتل بهم أعداءه، و هم الملائكة، و فرسانا في الأرض يقاتل بهم أعداءه و هم قيس.

يا أبا الدرداء. آخر من يقاتل عن الإسلام حتى لا يبقى إلاّ ذكره، و من القرآن إلاّ رسمه لرجل من قيس» قال: قلت: يا رسول من أي قيس قال:«من سليم»[2596].

ص: 382


1- زيادة لازمة، انظر الأنساب (البسري).
2- في المختصر 241/5 «حيار» بالحاء المهملة و تخفيف الياء.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المختصر.
4- في المختصر و المطبوعة: و لسانها.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، حدّثنا أبو القاسم يزيد بن عبد الصمد، حدّثنا عبد الرّحمن بن يحيى، حدّثنا أبو عبد الحميد بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن عبد الغفار بن إسماعيل، عن أبيه قال:

قلت لعبد الملك بن مروان من أفضل قريش ؟ قال: بنو هاشم، قلت: ثم من ؟ قال: ثم بنو أمية. قلت: ثم من ؟ قال: بنو مخزوم قلت: ثم من ؟ قال: قريش بعد هؤلاء كأسنان المشط .

قرأت على أبي الفضل أيضا عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنبأنا الخصيب بن عبد اللّه، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، قال: أخبرني أبي قال: أبو عبد الحميد بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبد اللّه.

953 - بكر بن عمرو المعافريّ المصري

953 - بكر بن عمرو المعافريّ المصري (1)

إمام المسجد الجامع بمصر.

حدّث عن أبي المصعب مشرح بن هاغان (2) المعافري، و أبي عبد الرّحمن عبد اللّه بن يزيد الحبلي (3) و الحارث بن يزيد الحضرمي، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج.

روى عنه: يزيد بن أبي حبيب، و حيوة بن شريح، و عمرو بن الحارث بن يعقوب، و خالد بن حميد المهري، و سعيد بن أبي أيوب الخزاعي، و عبد اللّه بن لهيعة الحضرمي.

و قدم الشام و اجتمع بالأوزاعي و حكى عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين و أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا، قالوا:

أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، حدّثنا حيوة، عن بكر بن عمرو، عن مشرح بن هاعان، عن

ص: 383


1- تهذيب التهذيب 305/1 و سير أعلام النبلاء 203/6 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- في تهذيب التهذيب و السير هاعان بالعين المهملة، و في المطبوعة 253/10 عاهان.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى حي من اليمن من الأنصار يقال لهم بنو الحبلي، ذكره السمعاني و ترجم له. و قيل من المعافر، انظر ما وقع بحاشيته.

عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب» أخرجه الترمذي عن سلمة بن شبيب عن المقرئ[2597].

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن يحيى المعافري، عن حيوة، عن بكر بن عمرو أنه لم ير أبا أمامة - يعني بن سهل - واضعا إحدى يديه على الأخرى قطّ ، و لا أحد من أهل المدينة حتى قدم الشام فرأى الأوزاعي و ناسا معه يضعونه.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال (1):بكر بن عمرو المعافري المصري عن عبد اللّه بن زيد الحبلي، روى عنه حيوة، و سعيد بن أبي أيوب.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أخبرنا الحسين بن سلمة، أنبأنا علي بن محمد، قالا: أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):بكر بن عمرو المعافري المصري إمام مسجد جامع مصر، روى عن أبي عبد الرّحمن الحبلي، و مشرح بن هاعان، و بكير الأشجّ . روى عنه حيوة بن شريح، و سعيد بن أبي أيوب،[و ابن لهيعة] (3) سمعت أبي يقول ذلك ح.

و قال ابن أبي حاتم: أخبرنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إليّ قال: سألت أحمد بن حنبل عن بكر بن عمرو المعافري فقال: يروى عنه. قال ابن أبي حاتم: و سألت أبي عنه فقال: شيخ.

ص: 384


1- التاريخ الكبير 91/2/1.
2- الجرح و التعديل 390/1/1.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن سليم، و حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع عنهما، قالا: أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمد، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

بكر بن عمرو المعافري إمام مسجد الفسطاط بمصر يحدث عن مشرح بن هاعان، و الحارث بن يزيد الحضرمي و غيرهما. حدّث عنه يزيد بن أبي حبيب، و حيوية بن شريح، و عمرو بن الحارث، و خالد بن حميد. توفي في خلافة أبي جعفر المنصور، و كانت له عبادة و فضل (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أنبأنا مسعود بن ناصر السّجزي، أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن سياووش، أخبرنا أحمد بن محمد الكلاباذي قال: بكر بن عمرو المعافري المقرئ عن بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ ، روى عنه حيوية المصري في تفسير «الأنفال». و قال ابن مندة قال لنا أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى توفي في خلافة أبي جعفر (2).

954 - بكر بن قيراط

حدّث عن محمد بن مصفّى الحمصي.

روى عنه: أبو حسين و لم أقف من أمره على أكثر من هذا.

955 - بكر بن محمد بن بكر بن خريم

أبو القاسم المزّي الطرائفي المعدّل

حدّث عن أحمد بن عمير بن جوصا.

روى عنه: أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي، و أبو بكر بن الحيّان (3)،و رشأ بن نظيف المقرئ و هو كنّاه.

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن مقاتل، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، قالا:

أخبرنا علي بن أحمد بن زهير، حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن

ص: 385


1- تهذيب التهذيب 305/1.
2- في ميزان الاعتدال 347/1 مات شابا ما أحسبه تكهّل. و في تهذيب التهذيب: توفي بعد الأربعين و مائة.
3- في المطبوعة: الطيان.

سعيد بن القاسم الغسّاني، أنبأنا بكر بن محمد الطّرائفي المعدّل - بدمشق، قراءة عليه - قال أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، حدّثنا سهل بن صالح، حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا محمد بن ثابت البناني، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا مررتم برياض الجنّة فارتعوا» قالوا: يا رسول اللّه و ما رياض الجنة ؟ قال:«حلق الذّكر»[2598].

أنبأنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبّار، أنبأنا سهل بن بشير بن أحمد، أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ، قال: ذكر شيخنا أبو القاسم بكر بن محمد بن بكر المزّي أن مولده سنة تسع و ثلاثمائة.

956 - بكر بن محمد بن علي بن حيد

ابن عبد الجبّار بن النّضر بن مسافر بن قصيّ

أبو منصور التاجر النيسابوري

سمع أباه، و أبا محمد الحسن بن أحمد المجلّدي، و أبا الحسين الخفّاف، و أبا بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكّي، و السيد أبا الحسن محمد بن الحسين بن داود بن عيسى العلوي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن القاسم بن الكاملي، و حدّثنا عنه ابنا ابنه أبو بكر أحمد و أبو نصر محمد ابنا منصور بن بكر، و أبو سعد الكرماني و أبو بكر محمد بن عبد الباقي، و أبو القاسم إسماعيل بن علي الحمّامي، و أبو بكر محمد بن الفضل الحاني (1)،و غيرهم.

و كان قدم دمشق قديما و خرج منها إلى صور.

أخبرنا أبو بكر و أبو نصر محمد ابنا منصور بن بكر، و أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي و أبو بكر محمد بن الفضل بن علي الخاني (2)،و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية، قالوا: أنبأنا أبو منصور بكر بن محمد بن حيد، حدّثنا أبو

ص: 386


1- في المطبوعة:«الخاني» و ذكره السمعاني و ترجم له (الأنساب: الخاني).
2- بالأصل هنا «الجاني» بالجيم، و المثبت بالخاء عن الأنساب.

الحسين أحمد بن محمد بن عمر (1) الخفاف بنيسابور، حدّثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، حدّثنا قتيبة بن سعيد، عن جعفر بن سليمان عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان لا يدّخر شيئا لغد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):سمعت ابن حيد يقول ولدت في سنة ستّ و ثمانين و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو الفرج الخطيب، قال: سألت أبا القاسم الكاملي أين سمعت من بكر بن محمد بن حيد؟ فقال: ما سمعت منه إلاّ بصور.

قال: أخبرنا أبو القاسم الواسطي، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب: حيد بكسر الحاء المهملة و بالياء المعجمة باثنتين (3) من تحتها: محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار بن النّضر بن مسافر بن قصي أبو بكر النّيسابوري. حدث عن أبي العباس الأصم لقيته (4) بنيسابور و كتبت عنه، و ابنه أبو منصور بكر بن محمد بن حيد، سكن بغداد و حدث بها عن أحمد بن محمد بن عمر الخفّاف كتبت عنه أيضا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):بكر بن محمد بن علي [بن محمد] (6) بن حيد بن عبد الجبار بن النّضر بن مسافر بن قصيّ أبو منصور التاجر النيسابوري. سكن بغداد و حدّث بها عن أبيه، و عن أحمد بن محمد بن عمر الخفّاف، و أبي بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكّي، و أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي الحسني. كتبت عنه، و كان ثقة حسن الاعتقاد، و صحيح المذهب، كثير الدرس للقرآن، محبّا لأهل الخير متفقدا [للفقراء] (7) بالبر و الإرفاق (8).

ص: 387


1- في الأنساب:«عمرو» و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 481/16.
2- تاريخ بغداد 98/7.
3- بالأصل: باثنين.
4- بالأصل:«لقبه... و كتب عنه».
5- تاريخ بغداد 97/7.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد سقطت من الأصل و م.
7- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد سقطت من الأصل و م.
8- بعدها في المطبوعة 257/10 نقلا عن هامش إحدى النسخ: كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييله تاريخه نيسابور قال: بكر بن محمد بن حيد النيسابوري شيخ مشهور و بيته معروف بالحديث روى عن المخلدي و الخفاف و أبي بكر بن عبدوس و طبقتهم. مات بالري سنة أربع و ستين و أربعمائة.

957 - بكر بن مصعب

دخل دمشق و سئل عنها فقال: هي جنة الدنيا للمطيع للّه. إذا مات بها لا يقال له:

استراح من الدنيا - يعني أنه كان في جنة فانتقل إلى جنة - حكى ذلك محمد بن أبي طيفور الجرجاني في فضل دمشق.

ذكر من اسمه بكير

958 - بكير بن سهل

هو محمد بن سهل يأتي في حرف الميم إن شاء اللّه عز و جل.

959 - بكير بن الشّمّاخ اللّخمي

ولي الشرط ليزيد بن الوليد بن عبد الملك ثم عزله، و ولّى النّضر بن عمرو الجرشي (1).

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنبأنا محمد بن [علي بن أحمد، أنبأ أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن] (2) زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قالا في تسمية عمال يزيد بن الوليد: شرط يزيد: بكير بن شمّاخ اللّخمي حتى مات يزيد (3).

و ذكر أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق قال: و من كتّاب يزيد بن الوليد من أهل دمشق بكير بن الشّمّاخ.

960 - بكير بن ماهان

أبو هاشم الحارثي (4)

أحد دعاة بني العباس.

حكى عن محمد بن علي الإمام، حكى عنه رجل، حكى عنه إبراهيم بن يزداد و عبد اللّه بن عياش المنتوف.

و كان بكير ممن قدم على [محمّد بن علي] (5) البلقاء و أقام عنده مدة يأخذ عنه

ص: 388


1- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب عن م و انظر المطبوعة 257/10.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 371.
4- ترجمته و أخباره في الوافي بالوفيات 273/10 و الطبري و مروج الذهب و الكامل لابن الأثير.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن الوافي، و فيه: محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس.

و وجهه إلى خراسان داعيا، و قدم على إبراهيم بن محمد بعد ذلك، فأرسله إلى خراسان.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن (1) عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني، حدّثنا أبو هاشم المؤدب، حدّثنا أبو العباس محمود بن محمد الأديب، أخبرني عبيد اللّه بن محمد الفقيه، حدّثنا محمد بن أحمد بن النطاح، حدّثني إبراهيم بن يزداد عن الثقة، عن بكير (2) بن ماهان، قال:[قال:] يلي من ولد العباس أكثر من ثلاثين رجلا، ستة منهم يسمّون باسم واحد، و ثلاثة باسم واحد، يفتح أحد الثلاثة القسطنطينية (3).

قرأت على أبي الوفا حفاظ بن الحسن الغسّاني عن عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، حدّثنا محمد بن جرير الطبري قال (4):و فيها يعني سنة ثمان عشرة و مائة وجه بكير (5) بن ماهان عمّار بن يزيد إلى خراسان واليا على شيعة بني العباس فنزل - فيما ذكر - مرو و غيّر اسمه و تسمّى بخداش، و دعا إلى محمد بن علي فسارع إليه الناس، و قبلوا ما جاءهم به، و سمعوا إليه و أطاعوا، ثم غيّر ما دعاهم إليه، و تكذّب و أظهر دين الخرّميّة و دعا إليه و رخّص لبعضهم في نساء بعض، و أخبرهم أن ذلك من أمر محمد بن علي، فبلغ أسد بن عبد اللّه خبره، فوضع عليه العيون حتى ظفر به، و قد تجهز بغزو بلخ فسأله عن حاله، فأغلظ خداش له القول، فأمر [به] (6) فقطعت يده، و قطع لسانه و سمل عينيه.

فذكر علي بن محمد عن أشياخه قال: لما قدم أسد آمل في مبدئه، أتوه بخداش صاحب الهاشمية، و أمر به قرعة (7) الطبيب فقطع لسانه و سمل عينيه. و قال: الحمد للّه الذي انتقم لأبي بكر و عمر منك، ثم دفعه إلى يحيى بن نعيم الشيباني عامل آمل. فلما قفل من سمرقند كتب إلى يحيى، فقتله و صلبه بآمل.

ص: 389


1- بالأصل «بن».
2- بالأصل:«إبراهيم» خطأ، و هو صاحب الترجمة.
3- الخبر في مختصر ابن منصور 243/5 و الوافي بالوفيات 273/10.
4- تاريخ الطبري 109/7.
5- بالأصل «كبير».
6- الزيادة عن الطبري.
7- عن الطبري و بالأصل «قزعة» بالزاي.

961 - بكير بن معروف

أبو معاذ - و يقال: أبو الحسن - الأسدي الدّامغاني (1)

قاضي نيسابور سكن دمشق.

و حدّث عن أبي الزبير المكي، و مقاتل بن حيان، و أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق البصري، و أبي حنيفة، و يحيى بن سعيد الأنصاري.

روى عنه: الوليد بن مسلم و مروان بن محمد [و أبو وهب محمّد] (2) بن مزاحم المروزي، و نوح بن ميمون المضروب، و حمّاد بن قيراط النيسابوري، و هشام بن عبيد اللّه الرّازي، و عبدان بن عثمان المروزي، و إبراهيم بن سليمان الزّيّات، و عمر بن عبد اللّه بن رزين، و سالم بن سالم الخراساني، و حفص بن عبد اللّه النيسابوري. و سمع منه هشام بن عمّار و لم يكتب عنه، و روى عن الوليد بن مسلم عنه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب اللّهبي، حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس، حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس النّميري، حدّثنا مروان بن محمد، حدّثنا بكير بن معروف قال: أخذ بيدي إبراهيم الصائغ فذهب [بي] إلى أبي الزبير فسألته، فقال أبو الزبير: حدّثني ابن عمّ لأبي هريرة يقال له عبد الرّحمن عن أبي هريرة أن ماعزا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: طهّرني يا رسول اللّه فإني قد زنيت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ فتدري ما الزنا»؟ فقال: أصبت من امرأة حراما ما يصيب الرجل من امرأته، قال: فطرده رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم عاد فطرده قال: نعم، عاد فطرده، قال ثم عاد فطرده، ثم عاد فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ تدري ما الزنا؟» قال: نعم، أصبت من امرأة حراما ما يصيب الرجل. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أدخلت و أخرجت»؟ قال: نعم، قال له أربع مرات، قال: نعم، فأمر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرجم فاضطرته الحجارة إلى شجرة، حتى قتل. فمر به رجلان فقالا: انظرا إلى هذا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فطرده ثم أتاه فطرده فلم يذهب حتى قتل كما يقتل الكلب و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسمع، فسار ساعة فمرّ بحمار ميت،

ص: 390


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 311/1 و ميزان الاعتدال 351/1 و الوافي بالوفيات 272/10 و الدامغاني ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى دامغان بلدة من بلاد قومس. ذكره السمعاني و ترجم له.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و الزيادة المستدركة عن م، و انظر الأنساب (الدامغاني).

شائل (1) برجله فقال لهما النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كلا من هذا الحمار» فقالا: و هل يؤكل من هذا؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي نفسي بيده، إنه لفي نهر من أنهار الجنة يتقمّص فيه» فقال له هزّال:

أنا أمرته أن يأتيك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو سترته بملحفتك كان خيرا»[2599].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التنوخي، حدّثنا أبو الحسين محمد بن المظفّر بن موسى الحافظ ، حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن الحسين بن جمعة الدمشقي - بدمشق - حدّثنا موسى بن عامر أبو عامر الدّمشقي، حدّثنا الوليد بن مسلم عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيّان حدثه عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن جده عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا ابن مسعود» قلت: لبيك يا رسول اللّه قال:«هل تدري أوثق عرى الإيمان»؟ قال: قلت اللّه و رسوله أعلم قال:«الولاية في اللّه، و الحبّ في اللّه، و البغض في اللّه (2)»[2600].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ قال (3):سمعت الفريابي يقول سمعت هشام بن عمّار يقول: بكير بن معروف قدم علينا و كان من أهل خراسان و سمعت منه و رأيته و لم نكتب منه شيئا.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمد، حدّثنا جعفر بن محمد، حدّثنا أبو زرعة الدّمشقي قال في ذكر نفر قدموا الشام: بكير بن معروف.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح المؤذن، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا عباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى يقول:

بكير بن معروف كان خراسانيا روى عنه نوح المضروب.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسين و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي و اللفظ له قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا

ص: 391


1- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور 245/5، و في المطبوعة 260/10 «ميت نتنا بدّ برجله».
2- الخبر في ميزان الاعتدال 351/1 و الكامل لابن عدي 34/2.
3- الكامل لابن عدي 34/2.

محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (1):بكير بن معروف أبو معاذ قاضي نيسابور قال أحمد: ما أرى به بأسا.

و في نسخة ما أجازني أبو عبد اللّه، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه ح، قال: و أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا علي بن حمد، أخبرنا عبد الرّحمن [بن أبي حاتم] (2) قال (3):قال: بكير بن معروف أبو معاذ قاضي نيسابور دامغاني سكن دمشق.

روى عن مقاتل بن حيّان. روى عنه الوليد بن مسلم، و مروان بن محمد الطاطري (4)، و أبو وهب محمد بن مزاحم سمعت أبي يقول ذلك. و قال أبي: قال هشام بن عمّار: و نزل عندنا و رأيته و لم أسمع منه، و قال أبي: قال أحمد: ما أرى به بأسا.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (5)،أنبأنا أبو بكر المغربي، أخبرنا أبو سعيد بن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو معاذ بكير بن معروف قاضي نيسابور روى عن مقاتل بن حيّان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنبأنا أبو نصر الوائلي، حدّثنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرنا أبو موسى (6) بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو معاذ بكير بن معروف قاضي نيسابور ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عديّ (7).

أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا مروان، حدّثنا بكير بن معروف أبو معاذ و كان ثقة.

ص: 392


1- التاريخ الكبير 117/2/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة ضرورية، و مكانها بالأصل:«و أبي» و لا معنى لها. باعتبار أن ما يأتي، ترجمته في الجرح و التعديل.
3- الجرح و التعديل 406/1/1-407.
4- بالأصل «الطبري» و المثبت عن الجرح و التعديل.
5- بالأصل «السقا» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، و المطبوعة 261/10 و فهارس شيوخ ابن عساكر (المجلدة السابعة).
6- رسمها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت عن م.
7- الكامل لابن عدي 34/2.

قال ابن عديّ : و بكير بن معروف ليس بكثير الرواية، و أرجو أنه لا بأس به، و ليس حديثه بالمنكر جدا.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج، حدّثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، قال:

سمعت.

ثم أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعيد بن أبي بكر [بن] عمرو قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال:

سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: بكير بن معروف أبو معاذ قاضي نيسابور و ما أرى به بأسا. قال الدولابي: بكير بن معروف أبو معاذ قاضي مرو (1).

و كتب إليّ أبو جعفر الهمداني، أخبرنا أبو بكر الصّفّار، أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا مزاحم الحاكم، قال: أخبرنا أبو يوسف محمد بن سفيان المصّيصي، حدّثنا محمد بن آدم، حدّثنا أبو عصام، عن بكير أبي الحسن الدّامغاني.

قال أبو أحمد: أبو الحسن بكير الدّامغاني عن محمد بن سيرين. روى عنه روّاد (2) بن الجراح أبو عصام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر الشامي، أخبرنا أبو الحسن العتيقي، أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف، حدّثنا أبو جعفر العقيلي (3)،قال: حدّثني عبد اللّه بن محمد بن سعدوية المروزي، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن بشير المروزي، حدثنا سفيان بن عبد الملك قال: سمعت ابن المبارك قال: بكير بن معروف رمي (4) به.

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر فيما أرى، أخبرنا موسى بن عمران، قالا: أخبرنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالوية، قال: سمعت

ص: 393


1- تهذيب التهذيب 311/1.
2- بالأصل و المطبوعة 262/10 «داود» خطأ فيهما و المثبت عن ميزان الاعتدال 351/1 و تقريب التهذيب.
3- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 152/1-153.
4- عند العقيلي: ارم به.

عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: بكير بن معروف قاضي نيسابور ذاهب الحديث.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - إجازة، إن لم يكن سماعا - أخبرنا أبو المظفّر موسى بن عمران، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قرأت في بعض الكتب: توفي بكير بن معروف صاحب مقاتل سنة ثلاث و ستين و مائة (1).

962 - بكير بن محمد بن بكير

أبو القاسم المنذري الطّرسوسي

سمع أبا القاسم بن أبي العقب بدمشق، و أبا بكر محمد بن داود الرّقيّ ، و أبا إسحاق إبراهيم بن المولد (2)،و أبا عبد اللّه [أحمد] بن عطاء الرّوذباري، و أبا طاهر محمد بن سليمان بن حمد (3) بن ذكوان الصيداوي - بها - و أبا بكر محمد بن عيسى بن عبد الكريم الخزّاز الطّرسوسي بكيز (4)،و أبا الفرج محمد بن سعيد البغدادي - ببغداد - و أحمد بن علي بن مهدي الرّقّي، و أبا حفص عمر بن أيوب السّقطي.

روى عنه: القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمد بن [ابراهيم الهمذاني الكسائي نزيل مصر، و رشأ بن نظيف و أبو الحسين محمّد بن] (5) الحسين بن علي بن التّرجماني، و عبد الوهاب بن جعفر الميداني، و أبو محمد عبد اللّه بن جعفر الخبّازي الطبري الحافظ ، و أبو بكر محمد بن الحرمي المقرئ. و حدّث بدمشق فكتب عنه بعض الغرباء.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، حدثنا نصر بن إبراهيم، أخبرني القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمذاني - في كتابه - حدثنا أبو القاسم بكير بن محمد المنذري الطّرسوسي، حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم المعروف بابن أبي العقب - بدمشق - حدثنا عيسى بن عبد اللّه، حدّثني نعمان - و هو المتعبّد - قال: سمعت ابن

ص: 394


1- في ميزان الاعتدال 351/1 مات بكير بالشام سنة بضع و ستين و مائة.
2- بالأصل «المواز» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة 263/1.
3- في م و المطبوعة: أحمد.
4- بالأصل بالراء، و المثبت بالزاي و بكسر الكاف عن معجم البلدان، و هي من أشهر مدن مكران، بينها و بين قيربون مرحلتان.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر المطبوعة المجلدة العاشرة ص 263.

عاصم يقول: من لم ينتهز البغية عند إمكان الفرصة عض على الندم عند فوات الإمكان، و لا إمكان كسلامة الأبدان في الأيام الخالية ممن أحبّ أن يكون في الدنيا حكيما مؤدبا، و في الآخرة ملكا متوّجا فليقبل مني ثلاث خلال: ينفي عن قلبه سلطان الطمع بالأياس، و يمت من قلبه سورة الغضب بالتواضع للّه عزّ و جلّ ، و الثالثة رأس كل خير هي ابتداؤه و وسطه و تمامه يؤثر دلالة العقل و العلم عن رحيب (1) الهوى يقع به الحق حيث كان.

963 - بكير بن الحجّاج

كان على خاتم يزيد بن عبد الملك حين أتى معن مولى يزيد بن عبد الملك ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق.

ذكر من اسمه بلج

964 - بلج بن بشر بن عياض

ابن وحوح بن قيس بن الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن القشيري. ابن أخي (2) كلثوم بن عياض.

دمشقي. كان مع عمه كلثوم بأفريقية فلما قتل كلثوم انحاز بلج بالناس و ولّي الأندلس.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أبو عبد اللّه النهاوندي، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خيّاط قال (3) في ذكر مقتل كلثوم بن عياض بن القشيري في سنة أربع و عشرين و مائة و انهزام عسكره قال: و انهزم بلج بن بشر [بالناس و اتبعه أبو يوسف بن حميد، و في ساقة بلج بن بشر حسان بن عنابة] (4) فلما غشوه قاتلهم و صبر لهم و هزمهم، و قتل أبو يوسف و ناس كثير من الصفرية و مضت الصفرية على هزيمتها، و مضى بلج و أصحابه فنزلوا الحصن.

ص: 395


1- المطبوعة: جلب الهوى.
2- في تاريخ خليفة ص 355 ابن عم كلثوم.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 355.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ خليفة. و في المطبوعة 264/10 غسان بن عتاقة بدل حسان بن عنابة. و في م: و انهزم بلج بن بشر ابن عم كلثوم بالناس فأتبعهم أبو يوسف و خالد بن حميد يعني رأس الخوارج و في ساقة بلج بن بشر فسار ابن عتاقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدثنا يعقوب، قال (1):قال ابن بكير:

قال الليث: و فيها - يعني سنة خمس و عشرين و مائة - قتل بلج بن بشر حين أجاز ابن قطن إلى أهل الأندلس أميرا عليهم، ثم مات بلج بعد شهرين.

أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمد بن الحسن بن المحلبان سبط ابن السياف قال:

قال أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن فتوح الأندلسي في تاريخ الأندلس الذي صنّفه: بلج بن بشير القيسي شجاع فارس، كان واليا على طنجة و ما والاها، فتكاثرت عليه عساكر خوارج البربر هناك فولّى منهزما إلى الأندلس في جماعة من أصحابه فلما وصل إليها ادّعى ولايتها و شهد له بعض المنهزمين معه، و كان الأمير حينئذ بالأندلس عبد الملك بن قطن فوقع في ذلك اختلاف و فتنة حتى ظفر بلج بعبد الملك فسجنه ثم قتله، و مات بعده بشهر أو نحوه في سنة خمس و عشرين و مائة. و يقال: إنه قتل هناك.

ذكر عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم: قرأت بخط أبي عامر محمد بن سعدون الحافظ قال: و يقال إن بلجا مات على فراشه و استخلف ثعلبة بن سلامة العاملي على أهل الشام و كان حازما مجرّبا فقام بأمر أهل الشام.

ذكر من اسمه بلعم

965 - بلعم و يقال بلعام بن باعوراء

و يقال: ابن أبر، و يقال ابن أور، و يقال: ابن باعر بن شتوم بن قرشيم بن ماب بن لوط بن جران بن ازم.

كان يسكن قرية من قرى البلقاء (2)،و هو الذي كان يعرف اسم اللّه الأعظم، فانسلخ من دينه. له ذكر في القرآن (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدّي أبو بكر، حدثنا محمد بن يوسف بن بشير الهروي، قال: قرئ على محمد بن حمّاد

ص: 396


1- المعرفة و التاريخ 349/3.
2- هي بالعة، كما في تاريخ الطبري 437/1.
3- راجع سورة الأعراف الآيات 175-177.

الطّهراني (1)،أخبرنا عبد الرّزّاق، أخبرنا الثوري عن الأعمش، و منصور عن (2) أبي الضّحى عن مسروق عن عبد اللّه [في قوله تعالى] وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا (3)قال: بلعم، و بعضهم يقول: أميّة بن أبي الصّلت.

قال: و أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الكلبي في قوله وَ لٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ قال: مال إلى الدنيا و ركن إليها فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ (4)فذلك الكافر هو ضالّ وعظته أو لم تعظه.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (5)، أخبرنا سليمان بن أحمد الطّبراني، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن منصور عن (6)أبي الضّحى عن مسروق عن عبد اللّه (7)[في قوله تعالى] وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا قال: هو بلعم، و يقال: بلعام.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن صالح بن جعفر بن الرازي، أخبرنا إسماعيل بن الخطبي، حدثنا محمد بن العباس المؤذن، حدثنا إبراهيم بن أبي الليث، حدثنا الأشجعي عن سفيان، عن منصور عن (8) أبي الضّحى عن مسروق، عن عبد اللّه بن مسعود [في قوله تعالى]: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا قال: هو بلعم بن أوبر.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر و أبو نصر بن الجندي و ابن الجبّان، قالوا: أخبرنا الفضل بن جعفر المؤذن، حدثنا أحمد بن عبد الواحد الجوبري، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة قال: و قال كعب الأحبار: هو بلعم بن

ص: 397


1- بكسر الطاء و سكون الهاء كما في الأنساب هذه النسبة إلى طهران، من قرى الري، و طهران قرية أخرى على باب أصبهان، و المذكور إلى طهران الري.
2- بالأصل «بن» خطأ. و انظر ترجمة أبي الضحى، و اسمه مسلم بن صبيح في سير الأعلام 71/5 و فيها حدث عن منصور.
3- سورة الأعراف، الآية:175.
4- سورة الأعراف، الآية:176.
5- بالأصل «زائدة» و في المطبوعة:«ريدة» و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.
6- بالأصل «بن» خطأ. و انظر ترجمة أبي الضحى، و اسمه مسلم بن صبيح في سير الأعلام 71/5 و فيها حدث عن منصور.
7- بالأصل:«عبيد اللّه» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر ما تقدم.
8- بالأصل «بن» خطأ. و انظر ترجمة أبي الضحى، و اسمه مسلم بن صبيح في سير الأعلام 71/5 و فيها حدث عن منصور.

باعور، و كان رجلا من أهل البلقاء، و كان بلغه اسم اللّه الذي إذا دعي به أجاب، و كان من الجبابرة الذين كانوا ببيت المقدس.

أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا الحسن بن سلام، حدثنا عفّان، حدثنا شعبة بن حصين قال: سمعت عكرمة يقول نزلت في بلعام.

أخبرنا أبو بكر المزرفي، حدثنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمد، حدثنا داود بن عمرو، حدثنا شريك، عن سالم - يعني ابن عجلان الأفطس - عن سعيد - يعني ابن جبير-[في قوله تعالى]: وَ لٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ (1)و قال: نزع إلى الدنيا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السفار و أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن بالوية، قالا: حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: قد روى إسرائيل عن أبي الهيثم، عن سعيد بن جبير في قوله: وَ لٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ قال:

يعني ركن، هكذا قال يحيى.

أخبرنا أبو [علي] (2) الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أخبرنا أبي أبو سعد المظفّر بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الدّيبلي، حدثنا [أبو] عبيد سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، حدثنا سفيان بن عيينة قال: أنا أظن أن أبا سعد، حدثنا [عن] عكرمة قال: اسم: اَلَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا بلعام بن باعورا و ناس يقولون: هو أميّة بن أبي الصلت.

قال: و حدثنا سفيان عن أبي سعد الأعور عن ابن عباس في قوله تعالى: اَلَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا قال: هو رجل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيهن، و كانت له امرأة يقال لها البسوس، و كان له منها ولد، و كان لها محبّا. فقالت اجعل لي منها دعوة واحدة،

ص: 398


1- سورة الأعراف، الآية:176.
2- سقطت من الأصل، و الزيادة لازمة عن م و مشيخة ابن عساكر، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المجلدة 432/7.

قال: فلك واحدة، فما تريدين ؟ قالت: ادع اللّه أن يجعلني أجمل امرأة من بني إسرائيل؛ فدعا لها فجعلت أجمل امرأة من بني إسرائيل، فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه و أرادت شيئا آخر، فدعا اللّه عليها أن يجعلها كلبة نباحة، فصارت كلبة نباحة فذهبت فيها دعوتان؛ فجاء بنوها فقالوا: أ ليس بنا على هذا قرار و قد صارت أمّنا كلبة نباحة يعيّرنا الناس بها فادع اللّه أن يردّها إلى الحالة التي كانت عليها، فدعا اللّه فعادت كما كانت. فذهبت الدعوات الثلاث، و هي البسوس.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - فيما قرئ علي إسناده و قال: اروه عني، و ناولني إياه - أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (1)،حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا عبد اللّه بن الزبير الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي سعد (2)،عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا قال: هو رجل كان في بني إسرائيل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيهن ما يدعو به، و كانت له امرأة له منها ولد و كانت سمجة دميمة. قالت: ادع اللّه أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل، فدعا اللّه لها، فلما علمت أن ليس في بني إسرائيل مثلها رغبت عن زوجها و أرادت غيره، فلما رغبت عنه دعا اللّه أن يجعلها كلبة نباحة، فذهبت منه فيها دعوتان؛ فجاء بنوها و قالوا: ليس بنا على هذا صبر، أن صارت أمّنا كلبة نباحة يعيّرنا الناس بها، فادع اللّه أن يردّها إلى الحال التي كانت عليها أولا، فدعا اللّه فعادت كما كانت. فذهبت فيها الدعوات الثلاث، فسمّيت البسوس، فقيل: أشأم من البسوس.

قال أبو الفرج: المشهور عند أهل السير و الأخبار أن البسوس التي يقال من أجلها [أشأم] (3) من البسوس» الناقة التي جرى فيما جرى من أمرها حرب داحس و الغبراء (4)،

ص: 399


1- الجليس الصالح الكافي 202/1 ط بيروت.
2- الجليس الصالح: أبي سعيد.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن الجليس الصالح.
4- كذا بالأصل و الجليس الصالح و كتب محققه بهامشه: هذا سهو من المؤلف، فهو يخلط هنا بين حربين شهيرتين من حروب العرب، الأولى حرب البسوس و كانت بين بكر و تغلب بسبب عقر ناقة كليب لناقة البسوس و قتل جساس بن مرة له، و الثانية حرب داحس و الغبراء و كانت بين عبس و ذبيان و فزارة بسبب هذين الفرسين. انظر مجمع الأمثال 110/2-118.

و المعروف من قول جمهور أهل التأويل قوله: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا يعني به بلعم بن باعورا الذي دعا للجبارين على موسى و بني إسرائيل. و قال بعضهم: نزلت في أمية بن أبي الصلت.

و لكلّ واحد من هذين اللّذين سميناهما حديث يطول و قد جاء في الخبر أن الذي وصفنا ما حكينا و اللّه أعلم.

و في هذا الخبر قال: و كانت سمجة بكسر الميم مثل نصرة (1).و حكى سيبويه عن العرب: رجل سمج بتسكين الميم مثل سمح و قالوا: و قال: سميج (2) كقبيح، قال: و لم يقولوا سمج (3) و إن كانت العامة قد أولعت به.

و قول الراوي في هذا الخبر: تعيرنا الناس بها، الفصيح من كلام العرب عيرت فلانا كذا و أما عيّرته بكذا فلغة [مقصرة] (4) عن الأولى في الاشتهار و الفصاحة و إن كانت هي الجارية على ألسنة العامة، و من اللغة الأولى قول النابغة:

و عيّرتني بنو ذبيان رهبته *** و هل عليّ بأن أخشاك من عار (5)

و قال المتلمس (6):

تعيّرني أمي رجال و لا أرى *** أخا كرم إلاّ بأن يتكرّما

و قال المقنّع الكندي في اللغة الأخرى (7):

يعيّرني قومي بالدين و إنما *** تديّنت في أشياء تكسبهم مجدا

قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن ماهان، أخبرنا الحسن بن رشيق، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن آدم بن عبد اللّه العسقلاني، حدّثني عبيد بن محمد

ص: 400


1- في الجليس الصالح: بطرّة.
2- في الجليس الصالح:«سميح... سمح».
3- في الجليس الصالح:«سميح... سمح».
4- زيادة عن الجليس الصالح.
5- ديوانه ص 83 و اللسان «عير».
6- ديوانه ص 14 مطلع قصيدة، و اللسان كرم منسوبا للمتلمس و صدره فيه: تكرم لتعتاد الجميل و لا ترى.
7- البيتان في أمالي القالي 280/1 و الأغاني 107/17 و في اللسان (دين) و لم ينسهب و الرواية: يعيرني بالدين قومي. و في اللسان: حمدا بدل مجدا.

الكشوري (1)،حدّثني محمد بن يوسف، أنبأنا بكر بن عبد اللّه بن الشرور، أخبرني عبد الصمد بن معقل قال: سمعت وهبا يقول: قاتل فرعون من الفراعنة أمة موسى بعده فلم يستطعهم، فبعث إلى السحرة و الكهنة فقال: دلوني على أمر أقوى عليهم. قالوا: فيهم إرث من علم، و هم أمية أمة موسى و لا يقوى عليهم إلاّ بلعام منهم، فبعث إلى بلعم بن باعوراء و هو الذي قال اللّه آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا .. وَ لٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَوٰاهُ قال: ركن إلى الدنيا فخرج إليه فأجابه فركب (2) أتانا، و كانت الأنبياء تركب الأتن فسار حتى إذا كان في بعض الطريق ربضت، فضربها و أخلف عليها بالضرب، فالتفتت إليه فقالت: من ألجأك إلى هذا؟ أ ترى ما بين يديك ؟ فنظر فإذا جبريل عليه السلام فقال: ما كان ينبغي لك أن تخرج المخرج الذي خرجته، فإذا فعلت فقل حقا تقدم عليه، فأمر له بالفرش و الخدم و المال، فأخذ و قال: ادع لي على عدوّي هؤلاء دعوة أنصر عليهم، قال: غدا، فلما التفت (3) الفتيان قال بنو إسرائيل: و أمة موسى مباركة و مبارك من بارك عليهم، و ملعون من لعنهم، فقال صاحبه الذي بعثه له: ما زدتنا إلاّ خبالا قال: غدا، فلما تراءت الفئتان قال مثل الذي فعاتبه فقال له كما قال فما استطعت إلاّ ما رأيت، و لكني أدلك على شيء إن فعلته و أصابوه نصرت عليهم.[قال: و ما هو قال] (4) تقصد إلى نساء شباب حسان، فنحمل عليهن الحلي و العطر ثم تبثهن في العسكر فإن أصابوهن خذلوا، ففعل فما تعرض لهن إلاّ رجل واحد بواحدة حبسها في خيمته، فجاشهم الموت جوشة أذهب ثلثهم [ففزعوا لذلك و قالوا: لقد أحدثنا حدثا، ففتشوا المنازل فوجدوه على بطنها] (5) فشكوهما بالحربة و قتلوهما، فرفع الموت عنهم.

أنبأنا أبو محمد الأكفاني، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا [أبو] محمد بن أبي نصر قال: و حدّثنا عبد العزيز، أنبا عبد الوهاب الميداني، أنبأنا أبو سليمان بن زبر، قالا:

أنبأنا العابد أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، أخبرنا محمد بن جرير الطبري (6):

ص: 401


1- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت و الضبط عن الأنساب، هذه النسبة إلى كشور قرية من قرى صنعاء اليمن. ذكره السمعاني: عبيد اللّه.
2- بالأصل: تركب.
3- في المطبوعة 269/10 التقت الفئتان.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 269/10.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 269/10.
6- تاريخ الطبري 437/1 و 438.

حدّثنا ابن حميد، حدّثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سالم أبي النّضر أنه حدّث أن موسى لما نزل في أرض بني كنعان من أرض الشام، و كان بلعم ببالعة - قرية من قرى البلقاء - فلما نزل موسى - عليه السلام - ببني إسرائيل ذلك المنزل، أتت قوم بلعم فقالوا له: يا بلعم، هذا موسى بن عمران في بني إسرائيل قد جاء يخرجنا من بلادنا، و يقتلنا و يحلها بنو إسرائيل، و يسكنها، و إنّا قومك و ليس لنا منزل، و أنت رجل [مجاب الدعوة،] (1) فاخرج فادع اللّه عليهم، فقال: ويلكم! نبي اللّه معه الملائكة و المؤمنون! كيف [أذهب أدعو] (2) عليهم، و أنا أعلم من اللّه ما أعلم! قالوا: ما لنا من منزل، فلم يزالوا به يرفقونه (3)،و يتضرعون إليه حتى فتنوه، فانفتن فركب حمارا متوجها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل، و هو جبل حسبان، فما سار عليها غير كثير، حتى ربضت به، فنزل عنها فضربها حتى إذا أذلقها قامت فركبها، فلم تسر به حتى ربضت فضربها حتى [إذا] (4) أذلقها أذن اللّه لها فكلّمته حجة عليه، فقالت: ويحك يا بلعام (5)،أين تذهب، أ لا ترى الملائكة أمامي تردني [عن وجهي هذا، أ تذهب إلى نبي اللّه و المؤمنين تدعو عليهم، فلم ينزع عنها يضربها] (6) فخلّى اللّه سبيلها حين فعل بها ذلك، فانطلقت حتى إذا أشرفت به على رأس جبل حسبان، على عسكر موسى و بني إسرائيل، جعل يدعو عليهم، فلا يدعو عليهم بشيء إلاّ صرف به لسانه إلى قومه، و لا يدعو لقومه بخير إلاّ صرف لسانه لبني إسرائيل. فقال له قومه: ما تدري يا بلعم ما تصنع، إنما تدعو لهم و تدعو علينا. قال: فهذا ما لا أملك، هذا شيء قد غلب اللّه عليه، و اندلع لسانه فوقع على صدره، فقال لهم: قد ذهبت مني الآن الدنيا و الآخرة، فلم يبق إلاّ المكر و الحيلة، فسأمكر و أحتال، جمّلوا النساء و أعطوهن السلع، ثم أرسلوهن إلى العسكر يبعنها فيه، و مروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها؛ فإنه إن زنى رجل واحد منهم كفيتموهم (7)،ففعلوا، فلما دخل النساء العسكر مرت امرأة من الكنعانيين اسمها كيسى (8) برجل من عظماء بني إسرائيل، و هو زمري بن شلوم، رأس سبط شمعون بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فقام إليها

ص: 402


1- ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل و المثبت عن م، و انظر.
2- الطبري:«يرققونه» و بهامشه عن نسخة يرفقونه كالأصل.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الطبري.
4- الطبري: بلعم.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن الطبري.
6- بالأصل «كفيتموه» و المثبت عن الطبري.
7- الطبري: بلعم.
8- و في الطبري:«كستى» و بهامشه عن نسخة:«كسى» و في المطبوعة 270/10 «كسبى».

فأخذ بيدها حين أعجبه جمالها، ثم أقبل حتى وقف بها على موسى فقال: إني أظنك ستقول: هذه حرام عليك! قال رجل: هي حرام عليك لا تقربها، قال: فو اللّه لا نطيعك في هذا، ثم دخل بها قبته فوقع عليها، فأرسل اللّه الطاعون على بني إسرائيل، و كان فنحاص بن العيزار بن هارون صاحب أمر موسى، و كان رجلا قد أعطي بسطة في الخلق، و قوة في البطش، و كان غائبا حين صنع زمري بن شلوم ما صنع، فجاء و الطاعون يحوس في بني إسرائيل. فأخبر الخبر فأخذ حربته - و كانت من حديد كلها - ثم دخل عليهما القبة و هما متضاجعان فانتظمهما بحربته، ثم خرج بهما رافعهما إلى السماء، و الحربة قد أخذها بذراعه، و اعتمد بمرفقه على خاصرته، و أسند الحربة إلى لحيته - و كان بكر العيزار - فجعل يقول: اللّهم هكذا نفعل بمن يعصيك، و رفع الطاعون فحسب من هلك من بني إسرائيل في الطاعون - فيما بين أن أصاب زمري المرأة إلى أن قتله فنحاص - فوجدوه قد هلك منهم سبعون ألفا، و المقلّ عليهم يقول: عشرون ألفا في ساعة من النهار، فمن هنالك يعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص بن العيزار بن هارون من كلّ ذبيحة ذبحها القبّة و الذراع و اللّحي، لاعتماده بالحربة على خاصرته، و أخذه إيّاها بذراعه، و إسناده إياها إلى لحيته، و البكر من كل أموالهم و أنفسهم، لأنه كان بكر العيزار، ففي بلعم بن باعورا أنزل اللّه تعالى على محمد صلى اللّه عليه و سلم: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا يعني بلعم فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطٰانُ فَكٰانَ مِنَ الْغٰاوِينَ -إلى قوله- لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (1)[يعني بني إسرائيل، إني قد جئتهم بخبر ما كان فيهم مما يخفون عليك] (2)فيعرفون أنه لم يأت بهذا الخبر عما مضى فيهم إلاّ نبي يأتيه خبر السماء.

أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين - إذنا - قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن بن رزقويه أنبأنا أحمد بن سندي، حدّثنا الحسن بن علي القطّان، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، حدّثنا أبو حذيفة عن مقاتل بن سليمان قال: سمعت من حدّثني عن كعب الحبر و عبد اللّه بن زياد بن سمعان، و محمد بن إسحاق، عن سالم أبي النّضر، و عن عثمان بن الساج عن الكلبي عن أبي صالح و أبي إلياس، عن وهب بن منبه كلّ هؤلاء يحدثون عن قصة بلعم بن باعوراء فزاد بعضهم

ص: 403


1- سورة الأعراف، الآية:175 إلى 176.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ الطبري 439/1.

على بعض قالوا: إنّ بلعم بن باعوراء كان ينزل قرية من قرى البلقاء، و كان يحسن اسم اللّه الأعظم، و كان متمسكا بالدين، و إن موسى لما نزل أرض كنعان من الشام بين أريحاة و بين الأردن، و جبل البلقاء و التّيه، فيما بين هذه المواضع، قال: فأرسل إليه بالق الملك فقال:

إنّا قد رهبنا من هؤلاء القوم - يعني موسى بن عمران - و إنه قد جاز البحر ليخرجنا من بلادنا و ينزلها بني إسرائيل، و نحن قومك و ليس لك بقاء بعدنا، و لا خير لك في الحياة بعدنا، و أنت رجل مجاب الدعوة فاخرج فادع عليهم، فقال بلعم: ويلكم نبي اللّه معه الملائكة و المؤمنون، كيف أدعو اللّه عزّ و جلّ عليهم، و أنا أعلم من اللّه ما أعلم، و إني لا أدخل في شيء من أموركم فاعذروني. فقالوا: ما لنا من منزل (1)في هذه الحال، فلم يزالوا يترفقون به و يتضرعون إليه. قال بعض هؤلاء المسلمين باسنادهم أنه كانت له امرأة أنسب منها يحبّها و يطيعها و ينقاد لها [فدسّوا لها] (2)هدايا فقبلتها، ثم أتوها فقالوا لها: قد نزل بنا ما ترين، فنحب أن تكلمي بلعام فإنه مجاب الدعوة فيدعو اللّه عزّ و جلّ ، فإنه لا خير فيه بعدنا، فقالت لبلعم إن لهؤلاء القوم حقا و جوارا و حرمة، و ليس مثلك أسلم جيرانه عند الشدائد، و قد كانوا مجملين في أمرك و أنت جدير أن تكافئهم و تهتم بأمرهم؛ فقال لها: لو لا أني أعلم أن هذا الأمر من اللّه عزّ و جلّ لأجبتهم [إلى مرادهم] (3)فقالت: انظر في أمرهم و لينفعهم جوارك، فلم تزل به حتى ضلّ و غوى، و كان اللّه عزّ و جلّ عزم له في أول مرة على الرشد ففتنته فافتتن، فركب حمارة فوجّهها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل، فلما سار غير بعيد ربضت به حمارته فنزل عنها فضربها حتى أذلقها فقامت فلم تسر إلاّ قليلا حتى ربضت ففعل بها مثل ذلك، فقامت فلم تسر إلاّ قليلا حتى ربضت، فضربها حتى أذلقها فقامت فأذن لها فكلّمته فقالت: يا بلعم إني مأمورة فلا تظلمني، فقال لها: و من أمرك ؟ قالت: اللّه عزّ و جلّ أمرني، انظر إلى ما بين يديك أ لا ترى إلى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا يقولون: أ تذهبين إلى نبي اللّه و المؤمنين يدعو عليهم بلعم ؟ و قال بعض هؤلاء المسمين: إن الحمارة قالت أ لا ترى الوادي أمامي قد اضطرم نارا؟ قال: فخلّى سبيلها ثم انطلق حتى أشرف على رأس جبل يطل على بني إسرائيل،

ص: 404


1- في الأصل و المختصر:«مترك» و لعل الصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 248/5.
3- الزيادة عن المطبوعة.

فجعل يدعو عليهم، فلا يدعو بشيء من سوء إلاّ صرف اللّه لسانه إلى قومه، و لا يدعو لقومه بخير إلاّ صرف اللّه عزّ و جلّ لسانه إلى بني إسرائيل، و جعل يترحم على بني إسرائيل و يصلّي على موسى. فقال له قومه: يا بلعم أ تدري ما تصنع إنما تدعو لهم، فقال: هذا ما لا أملك، و هذا شيء قد غلب اللّه عزّ و جلّ عليه، و أدلع لسانه. فقال بعض هؤلاء المسلمين جاءته لمعة فذهبت ببصره فعمي، فقال لهم: قد ذهبت الدنيا و الآخرة مني، و لم يبق إلاّ المكر و الحيلة، و ليس إليهم سبيل و سأمكر لكم و احتال لهم. اعلموا أنهم قوم إذا أذنب مذنبهم و لم تغيّر عامّتهم عمّهم البلاء فقالوا له: كيف لنا بشيء يدخل عليهم منه ذنب يعمهم من أجله العذاب ؟ قال: تدسّون في عسكركم النساء، فإني لا أعلم فتنة أوشك صرعة للرجل من المرأة، فانظروا نساء لهن جمال، فأعطوهن السلع ثم أرسلوهن إلى العسكر تبيعها فيه، و مروهنّ فلا تمنع امرأة نفسها من رجل إذا أرادها، فإنهم إن زنى رجل منهم كفيتموهم، ففعلوا ذلك، فلما دخل النساء العسكر مرّت امرأة من الكنعانيين بنت صوريا برأس سبط بن شمعون بن يعقوب - و هو زمري شلوم (1)-فقام إليها فأخذ بيدها حين أعجبه جمالها، ثم أقبل بها حتى وقف بها على موسى فقال: إني لأظنك يا موسى ستقول هذه حرام عليك! فقال موسى: أجل إنها حرام فلا تقربها، فقال: و اللّه لا أطيعك في هذا، ثم دخل بها قبّته فوقع عليها، فأرسل اللّه عز و جل الطاعون في بني إسرائيل، و كان فنحاص بن العيزار بن هارون، و هو صاحب أمر موسى، و كان رجلا قد أتى بسطة في الخلق، و قوة في البطش، و كان غائبا حين صنع زمري بن شلوم ما صنع، فجاء و الطاعون قد وقع في بني إسرائيل، فأخبر الخبر فأخذ حربته - و كانت حربته من حديد كلّها - فدخل عليهما القبة و هما مضطجعان فانتظمهما بحربته ثم خرج بهما و قد رفعهما إلى السماء بحربته قد أخذها بذراعيه و اعتمد بمرفقيه على خاصرته و أسند الحربة إلى لحيته فجعل يقول: اللّهم هكذا نفعل بمن عصاك فرفع اللّه عزّ و جلّ الطاعون عنهم. فحسب من هلك منهم في الطاعون سبعون ألفا من بني إسرائيل. فمن هنالك يعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص من كل ذبيحة يذبحونها القبّة و الذّراع و اللّحي لاعتماده بالحربة على خاصرته و أخذه إياها إلى لحيته، و البكر من أموالهم و أنفسهم لأنه كان البكر من ولد هارون.

فقال بعض هؤلاء المسمين عن وهب بن منبه: أن بلعم أخذ أسيرا فأتي به موسى

ص: 405


1- في المطبوعة هنا: شولوا» و قد تقدم الاسم بالأصل و في المطبوعة في رواية سابقة «شلوم».

-عليه السلام - فقتله، و هكذا كانت سنتهم، و فيه نزلت: وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ يعني حديث اَلَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا إلى آخر الآية، يعني فانسلخ منها يقول: الاسم الذي أعطاه اللّه عزّ و جلّ ، و ما كان يجاب إذا دعاه.

قال: و أخبرنا إسحاق عن محمد بن إسحاق، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:- إن كان قاله-«كان مثل بلعم بن باعوراء في بني إسرائيل مثل أمية بن أبي الصّلت في هذه الأمة»[2601].

ذكر من اسمه بنان

966 - بنان بن حازم

أبو عبد السلام

حدّث ببعلبك (1) عن ثور بن يزيد الكلاعي (2).

روى عنه: أبو أحمد حاجب بن الوليد الأعور.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، حدّثنا حاجب بن الوليد، حدّثنا بنان بن حازم ببعلبك،- يقال له أبو عبد السلام - حدّثنا ثور بن يزيد، عن مدرك بن عبد اللّه الكلاعي، عن كعب، قال: إن خيار هذه الأمة خيار الأولين و الآخرين [إنّ ] من هذه الأمة رجالا إنّ أحدهم ليخرّ ساجدا لا يرفع رأسه حتى يغفر لمن خلفه فضلا عنه. و كان كعب يتحرّى الصفوف المؤخّرة رجاء أن يكون من أولئك.

لم أجد هذا الاسم في شيء من كتب المختلف و المؤتلف و لا في غيرها.

ذكر من اسمه بندار

967 - بندار بن عبد اللّه الهمذاني الصوفي

967 - بندار بن عبد اللّه الهمذاني (3) الصوفي

حدّث بدمشق عن القاضي أبي الحسن عبد العزيز بن محمد العكاوي.

ص: 406


1- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن مختصر ابن منظور 250/5 و المطبوعة 274/10.
2- زيد في المطبوعة: و سعيد بن عروبة.
3- بالأصل «الهمداني» بالدال المهملة، و المثبت عن مختصر ابن منظور و المطبوعة.

كتب عنه نجا بن أحمد الشاهد.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو، و أنبأنيه أبو الحسن علي بن مسلّم عنه، و أنبأنيه أبو الفرج غيث بن علي، أنبأنا بندار بن عبد اللّه الهمذاني (1) الصوفي - قدم علينا - أنبأنا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن محمد بن داود - بعكا (2)-أنبأنا القاضي أبو أحمد محمد بن داود بن أحمد بن سليمان بن الربيع بن مصحح، أخبرني أبي (3) داود بن أحمد بن سليمان - بعسقلان في المسجد الجامع - حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن حمّاد الطّهراني (4)،حدّثنا عبد الرّزّاق عن معمر، عن الزّهري، عن عروة، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه عزّ و جلّ لا ينزع العلم من الناس بعد أن يعطيهم إياه، و لكن يذهب بالعلماء، كلما أذهب (5) بعالم أذهب بما معه من العلم حتى لا يبقى من لا يعلم فيضلّوا»[2602].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، حدّثنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر، عن الزّهري، عن عروة عن (7) عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه عزّ و جلّ لا ينزع العلم من الناس بعد أن يعطيهم إياه، و لكن يذهب بالعلماء، كلما ذهب عالم ذهب بما معه من العلم حتى يبقى من لا يعلم (8) فيضلّوا و يضلّوا»[2603].

968 - بندار بن عمر بن محمد بن أحمد

أبو سعيد التّميمي الرّوياني

قدم دمشق و نزل مسجد أبي (9) صالح. و حدّث بها و بغيرها عن: أبي مطيع مكحول بن علي بن موسى الخراساني، و أبي منصور المظفّر بن محمد بن أحمد النحوي

ص: 407


1- بالأصل:«الهمداني».
2- عكا: بلد على ساحل بحر الشام من عمل الأردن،(معجم البلدان).
3- بالأصل «أبو».
4- بالأصل «الظهراني» و الصواب ما أثبت بالطاء المهملة، و الضبط عن الأنساب.
5- كذا، و في المختصر و المطبوعة: ذهب.
6- مسند الإمام أحمد 203/2.
7- بالأصل «بن» و المثبت عن مسند أحمد.
8- زيد هنا في المسند:«فيتخذ الناس رؤساء جهالا فيستفتوا فيفتوا بغير علم...».
9- انظر الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 263/2.

الدّينوري، و أبي محمد عبد اللّه بن جعفر الخبّازي، الحافظ ، و علي بن شجاع بن محمد المصقلي، و أبي صالح شعيب بن صالح.

روى عنه: الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، و أبو الفرج سهل بن بشر (1)، و أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن الشيرازي، و مكي بن عبد السلام المقدسي، و أبو الحسن علي بن طاهر النحوي.

[أخبرنا] أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، حدّثنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو سعيد بندار بن عمر الرّوياني، أنبأنا أبو محمد [عبد اللّه بن جعفر الخبازي أنبأ أبو علي الحسن بن علي بن محمّد] (2) بن بشار الزاهد - بهمذان، قراءة عليه من أصل سماعه - أنبأنا علي بن محمد القزويني، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني، حدّثنا عبد القدوس، حدّثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي قعنب، عن أبي أمامة الباهلي، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خمس ليال لا تردّ فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، و ليلة النصف من شعبان، و ليلة الجمعة، و ليلة الفطر، و ليلة النحر»[2604].

قرأت بخط أبي الفرج عبد بن علي، حدّثني أبو الفرج الأسفرايني و قد جرى ذكر بندار الرّوياني قال: قال لي عبد العزيز النخشبي - و أردت أسمع منه شيئا - لا تسمع منه فإنه كذاب، أو كما قال.

969 - بندار بن محمد

أبو القاسم الفارسي الصوفي

سمع بمصر، أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون الحسني (3).

و حدّث بصور فسمع منه غيث بن علي، ثم وصل إلى دمشق صحبة العالمة (4)ملكة (5)،و توفي بدمشق بعد الثمانين و أربعمائة.

ص: 408


1- بالأصل «بشير» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 162/19.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر المطبوعة 275/10.
3- المطبوعة:«الحسيني».
4- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن المطبوعة 276/10.
5- هي ملكة بنت داود بن محمد بن سعيد القرطكي العالمة الصوفية، ترجم لها ابن عساكر (انظر المطبوعة: تراجم النساء ص 393).

ذكر من اسمه بندقة

970 - بندقة بن كمشيجور

أحد القواد الذين وجههم المكتفي إلى مصر لمحاربة آل طولون فقدم دمشق مع محمد بن سليمان.

ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفوارس أن بندقة بن كمشجور مات يوم الأحد لأربع بقين من شوال سنة أربع و تسعين و مائتين.

ذكر من اسمه بوري

971 - بوري بن طغتكين

أبو سعيد المعروف بتاج الملوك

ولد في شهر رمضان سنة ثمان و سبعين و أربع مائة، و ولي إمرة دمشق بعد موت أبيه طغتكين في السابع من صفر من سنة اثنتين (1) و عشرين و خمسمائة. و كانت سيرته [سيرة] قريبة، و كان فيه حلم و سماحة. و قتل أبا علي المردعاني فوثبت العامة على من كان بدمشق من الإسماعيلية فقتلوهم، لما قتل الوزير لأنه كان يشتد بهم و يقوّي أمرهم، و لم يزل واليا بدمشق حتى وثب عليه أعجميان من الباطنية يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الآخرة، و قيل يوم الاثنين خامس جمادى الآخرة سنة خمس و عشرين فجرحاه من جراحات أثخنته و قتلا و بقي مجروحا إلى أن مات يوم الاثنين حادي و عشرين رجب سنة ست و عشرين و خمسمائة (2).

ص: 409


1- بالأصل: اثنين.
2- انظر الوافي بالوفيات 322/10.

ذكر من اسمه بلال

972 - بلال بن جرير بن عطية بن الخطفى

و اسمه (1) حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب

ابن يربوع بن حنظلة التميميّ اليربوعي الكلبي

من أهل البصرة، شاعر ابن شاعر وفد على بعض خلفاء بني أمية.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني (2)،أخبرنا محمد بن العباس اليزيدي، حدّثنا أبو سعيد السكري، عن محمد بن حبيب، عن ابن الأعرابي قال: أراد جرير أن يوجّه ابنه بلال بن جرير إلى الشام في بعض أموره، فأتى يحيى بن أبي حفصة فأودعه إيّاه، ثم بلغ بلالا (3) أن بعض بني أمية يريد الخروج، فقال لأبيه: لو كلّفت هذا القرشي أمري، فقال جرير:

أ زادا سوى يحيى تريد و صاحبا *** ألا إنّ يحيى نعم زاد المسافر

و ما تأمن الوجناء وقعة سيفه *** إذا أنفضوا أو قلّ ما في الغرائر (4)

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة.

أنبأنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن

ص: 410


1- يعني اسم الخطفى.
2- الخبر و البيتان في الأغاني 74/10 في أخبار مروان بن أبي حفصة.
3- بالأصل: بلال.
4- الوجناء: الناقة الشديدة، و أنفض القوم: أرملوا، و قيل انفضوا إذا هلكت أموالهم و فني زادهم.

بكار، قال: و قال بلال بن جرير بن الخطفى يمدح (1) عبد اللّه بن مصعب يعني ابن ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير:

مدّ الزبير أبوك إذ يبنى العلا *** كفّيك حتى طالت العيّوقا (2)

و لو أن عبد اللّه فاضل من مشى *** فضل البرية عزة و مسوقا (3)

قوم إذا ما كان يوم نفوره *** جمع الزبير عليك و الصّدّيقا

و لئن مساعي ثابت أو مصعب *** بلغت سنا أعلى المكارم فوقا

لو شئت ما فاتوك إذ حاربتهم *** و لكنت بالسبق المبرّ حقيقا

لكن أتيت مصلّيا برّا بهم *** و لقد ترى و نرى لديك طريقا

ألقت إليك بنو قصيّ مجدهم *** فورثت أكرمها سنا و عروقا

[أخبرنا] أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنبأ أبو علي الجازري، أنبأنا المعافى بن زكريا (4)،حدّثنا محمد بن مرثد البوشنجي، حدّثنا الزّبير، حدّثني عمي، عن معافى بن نعيم أن واليا على اليمامة ولّى بلال بن جرير بعض أعماله فجلس يوما يحكم و الخصوم جلوس إذ تمثل أحدهم:

و ابن المراغة حابس أعياره *** مرمى القصية ما يذقن بلالا (5)

و لا يشعر أنه من ذلك سبيل قال: فقال: أين هذا الرواية قال ها أنا أصلحك اللّه قال:

ص: 411


1- في الكامل للمبرد 660/2 «يمدح عبد اللّه بن الزبير» كذا! و بلال لم يلحقه و إن صح، فقد يكون مدحه ميتا. و ذكر الأبيات.
2- روايته عند المبرد: مد الزبير عليك إذ يبني العلا كفّيه حتى نالتا العيوقا
3- روايته عند المبرد: و لو أن عبد اللّه فاخر من ترى فات البرية عزة و سموقا
4- لم أجده في القسم المطبوع من الجليس الصالح، و الخبر و البيت في الكامل للمبرد 1075/3 باختلاف الرواية.
5- البيت في المبرد منسوبا للأخطل، و هو في ديوانه ط بيروت ص 253 و عجزه فيه: قذف الغريبة ما يذقن بلالا. و ابن المراغة: جرير، كانت أمه تلقب بالمراغة، و هي الأتان التي يرتادها الفحول و لا تمنع عنها. و البلال: الماء القليل الذي يبل الريق. و في البيت تحقير لجرير، و انحطاط شأنه بين الناس.

ادن أنت و خصمك فدنوا قال: هلمّ أعد البيت، فغمزه (1) إنسان فقال: أصلحك اللّه و إن هو إلاّ شيء جرى على لساني و ما أردت بذلك مكروها فقال: هو أشهر من ذلك، هلم فاحتجا.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ، أنبأنا أبو الطّيّب أحمد بن سليمان الحريري (2)،حدّثنا أبو عبيد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الأطروش المادرائي، حدّثنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد، حدّثنا عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير قال: ولي جدي بلال بن جرير السعاية على تيم و الرباب، فمرّ بمنازل بني تيم بن عبد مناة بن أدّ، قال: فلبس النساء بتوتهنّ (3) و رفعن سجوفهن، و تزيّنّ جهدهنّ ، و قلن: مرحبا بابن جرير، انزل فلك ما شئت من شواء و أقط و تمر و سمن فأما الطحين فلا طحين - تردن بذلك ما قال بذلك ما قال فيهن جرير (4):

إذا أخذت تيمية هادي الرّحا *** تنفّس قنباها فطار طحينها

قال: فاستحيا بلال، فعدل عنهن و به حاجة إلى النزول عندهن.

973 - بلال بن الحارث بن عكم بن سعد

ابن قرّة بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور

و يقال: بلال بن الحارث بن عاصم بن سعيد

أبو عبد الرحمن المزني (5)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أهل بادية المدينة شهد الفتح، و كان يحمل أحد ألوية

ص: 412


1- رسمها مضطرب بالأصل و المثبت عن م و انظر المبرد.
2- ضبطت عن الأنساب، و قد وقعت اللفظة فيه عن الجريري خطأ، و على كل حال فقد نبه السمعاني: و يقال له: الحريري بالحاء، اجتمع فيه النسبتان، فمن قال له الحريري فينسبه إلى بيع الحرير، و من قال الجريري فلأجل تفقهه على مذهب محمد بن جرير الطبري (كذا) و في المطبوعة 279/10 الجزيري.
3- بالأصل و المطبوعة 279/10 «بيوتهن» و المثبت عن المختصر 251/5 و البتوت جمع بت و هو الكساء الغليظ ، مربع، و قيل هو من وبر الصوف (لسان).
4- شرح ديوان جرير ط بيروت ص 445 و صدره فيه: إذا حركت تيمية بعد جثها
5- ترجمته في الاستيعاب 145/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 242/1 و الإصابة 164/1 و تهذيب التهذيب 315/1. قارن عامود نسبه مع مصادر ترجمته فثمة اختلاف مع الأصل، و فيما بينها ببعض الأسماء.

مزينة و كان فيمن غزا دومة الجندل مع خالد بن الوليد، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه ابنه الحارث بن بلال. و علقمة بن وقّاص الليثي (1).

أخبرنا أبو محمد السندي و أبو المظفّر بن القشيري، قال: أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا زاهر بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدّثنا أبو مصعب ح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أخبرنا [أبو] عثمان بن البحيري، أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد الماسرجسي - إملاء - حدّثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ ، حدّثنا يحيى بن سليمان، قال: حدّثنا مالك، عن محمد [بن] عمرو (2) بن علقمة، عن أبيه، عن بلال بن الحارث المزني، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال أبو مصعب: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - قال:«إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من رضوان اللّه، ما كان يظنّ أن تبلغ ما بلغت، يكتب اللّه له»- زاد أبو مصعب:«بها» و قالا:«رضوانه إلى يوم يلقاه، و إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب اللّه له بها سخطه إلى يوم يلقاه»[2605].

هكذا رواه مالك بن أنس عن محمد بن عمرو، و تابعه محمد بن عجلان عن محمد بن عمرو. و رواه موسى بن عقبة، عن محمد، فاختلف عنه فيه، فرواه إبراهيم بن طهمان عن موسى، عن محمد، عن جده، عن بلال و لم يذكر أباه، و رواه عبد اللّه بن المبارك عن موسى بن (3) عقبة، عن علقمة بن (4) وقاص، عن بلال، و لم يذكر محمدا و لا أباه. و رواه حمّاد بن سلمة عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة، عن بلال.

فأما حديث ابن عجلان: فحدّثناه أبو عبد اللّه بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا محمد بن عبد اللّه، أخبرنا يحيى بن محمد، حدّثنا أبو خيثمة علي بن عمرو الحرّاني - بمصر - حدّثنا أبي، حدّثنا أبو لهيعة عن محمد بن عجلان، عن محمد بن عمرو (5) بن علقمة، عن أبيه، عن بلال بن

ص: 413


1- زيد في تهذيب التهذيب: و عمرو بن عوف، و المغيرة بن عبد اللّه اليشكري.
2- بالأصل «عمر» و المثبت و الزيادة عن م و انظر أسد الغابة 242/1.
3- بالأصل «عن».
4- بالأصل «عن».
5- بالأصل «عمر» و المثبت و الزيادة عن م و انظر أسد الغابة 242/1.

الحارث المزني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إن الرجل ليقول الكلمة من رضوان اللّه ما يظنّ أن تبلغ ما بلغت فيكتب اللّه له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، و إنه ليقول الكلمة من سخط اللّه ما يظن أن تبلغ فيكتب اللّه بها بسخطه إلى يوم يلقاه» و هكذا رواه الليث عن ابن عجلان، أنبأناه أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (1)،حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدّثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني الليث، عن محمد بن عجلان فذكر معناه[2606].

و أما حديث إبراهيم، عن موسى فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن موسى، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن عبدة السّليطي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي الحافظ ، حدّثنا محمد بن عقيل، حدّثنا حفص بن عبد اللّه، قال: و حدّثنا أحمد بن حفص، حدّثنا أبي حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقّاص الليثي، عن جده علقمة بن وقّاص أنه قال: سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول في حديث يحدّثه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من الخير ما يعلم مبلغها يكتب اللّه له بها رضوانه إلى يوم يلقاه»[2607].

قال أبو حامد لم يقم بهذا (2) الإسناد مالك بن أنس و لا موسى بن عقبة ترك أحدهما إياه و الآخر جدّه، و أقامه سفيان الثوري فقال: عن محمد، عن أبيه، عن جده، عن بلال.

و أما حديث ابن المبارك عن موسى: فأخبرناه أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أخبرنا موسى، عن علقمة بن وقّاص الليثي أن بلال بن الحارث المزني قال له: إنّي رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء تغشاهم فانظر ما ذا تحاضرهم به، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن الرجل ليتكلّم بالكلمة من الخير ما لم يعلم مبلغها فيكتب اللّه له بها [رضوانه إلى يوم يلقاه، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر، ما يعلم مبلغها، فيكتب اللّه بها] (3) عليه سخطه إلى يوم يلقاه»[2608] فكان علقمة

ص: 414


1- بالأصل و المطبوعة:«ريدة» بالدال المهملة.
2- بالأصل «هذا».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر المطبوعة 476/10.

يقول رب حديث قد حال بيني و بينه ما سمعت من بلال.

و أما حديث حمّاد بن سلمة: فأخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا إبراهيم الشامي، حدّثنا حمّاد، حدّثنا محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم أنه قيل لعلقمة بن وقّاص ما لك لا تدخل على الأمراء؟ قال: يمنعني حديث حدّثنيه بلال بن الحارث المزني قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان اللّه ما يظن أن بلغت ما بلغت فيكتب اللّه له بها رضوانه إلى يوم القيامة، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط اللّه ما يظن أن بلغت ما بلغت فيكتب اللّه له بها سخطه إلى يوم القيامة» فهذا الذي منعني من الدخول عليهم تابعه حجّاج بن المنهال عن حمّاد[2609].

هذه الأسانيد كلها فيها خلل، و الصواب: رواية محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه، عن جده عن بلال، كذلك رواه سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة و أبو ضمرة أنس بن عياض، و يزيد بن هارون، و أبو معاوية، و إسماعيل بن جعفر، و يعلى بن عبيد و سعيد بن عامر، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، و عبد العزيز بن محمد الدّراوردي.

فأما حديث الثوري: فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه، حدّثنا أبو الفضل هارون بن محمد بن أحمد بن هارون، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا عبد اللّه بن الحسن الحرّاني، حدّثنا جدي أحمد بن أبي شعيب حدّثنا موسى بن أعين، عن سفيان، عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقّاص اللّيثي عن أبيه عن جده أن بلال بن الحارث المزني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأبيه: إذا حضرتم عند ذي سلطان فأحسنوا المحضر، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان اللّه يكتب اللّه عزّ و جلّ بها رضوانه إلى يوم يلقاه، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط اللّه عزّ و جلّ يكتب اللّه بها سخطه إلى يوم يلقاه»[2610].

و أما حديث ابن عيينة: فحدّثناه أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - قالا: أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين، حدّثنا يحيى بن محمد، حدّثنا الحسين المروزي، حدّثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقّاص، عن أبيه، عن جده قال: سمعت بلال بن

ص: 415

الحارث يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه ما يظن أنها بلغت فكتب اللّه عليه بها سخطه إلى يوم القيامة» هكذا حدّثناه به مختصرا هكذا.

و أخبرناه بتمامه أبو غالب [و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا عثمان] (1) بن عمر بن محمد بن المساب (2)،حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده قال: سمعت بلال بن الحارث يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من رضوان اللّه ما يظن أنها بلغت [ما بلغت] (3) فكتب اللّه بها رضوانه إلى يوم يلقاه، و إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه ما يظن أنها بلغت ما بلغت فكتب اللّه بها عزّ و جلّ بها سخطه إلى يوم يلقاه»[2611].

و أمّا حديث أبي ضمرة و يزيد: فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن إسماعيل العسكري، حدّثنا يونس بن عبد اللّه، حدّثنا أبو ضمرة ح.

قال: و أخبرنا ابن مندة، حدّثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدّثنا أبو مسعود يزيد بن هارون و سعيد بن عامر و يعلى فيما يحسب عن: محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده قال: كنا معه جلوسا في السوق، فمرّ به رجل من أهل المدينة فقال له علقمة: هلم يا ابن أخي إني قد رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء فتتكلّم (4) عندهم بما شاء اللّه أن تتكلم و أن بلال بن الحارث المزني أخبرني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من رضوان اللّه ما يرى أن تبلغ ما بلغت يكتب اللّه بها رضوانه إلى يوم يلقاه، و إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه ما يرى أن تبلغ حيث بلغت يكتب اللّه عليه بها سخطه إلى يوم القيامة» فانظر ويحك ما ذا تتكلم (5) به و ما ذا تقول، فربّ كلام قد منعني ما سمعت من بلال بن الحارث[2612].

ص: 416


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، فاضطرب السند، و المستدرك عن م و انظر المطبوعة 282/10.
2- كذا رسمت بالأصل، و لعل الصواب «المنتاب» و هو عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب أبو الطيب الدقاق، كما في ترجمته في تاريخ بغداد 310/11 و فيها: حدث عن يحيى بن صاعد و في م: الساب.
3- استدركت على هامش الأصل.
4- بالأصل: فتكلم.
5- بالأصل:«تكلم... يقول».

و أما حديث أبي معاوية، فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا محمد بن عمرو بن علقمة اللّيثي عن أبيه عن جده علقمة، عن بلال بن الحارث المزني، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من رضوان اللّه ما يظن أن تبلغ (2) ما بلغت يكتب اللّه بها رضوانه إلى يوم يلقاه (3)،و إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه ما يظن أن تبلغ (4) ما بلغت يكتب اللّه بها سخطه إلى يوم القيامة» قال: فكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث[2613].

و أما حديث إسماعيل: فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنبأنا أبو طاهر بن خزيمة أخبرنا جديّ أبو بكر علي بن حجر، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده [عن] (6) بلال بن الحارث المزني أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ أحدكم ليتكلّم بالكلمة من رضوان اللّه فما يظن أن تبلغ (7)ما بلغت فيكتب اللّه بها رضوانه إلى يوم يلقاه، و إنّ أحدكم ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه ما يظن أن تبلغ (8) ما بلغت فيكتب اللّه بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه»[2614].

و أما حديث يعلى: فأخبرناه أبو (9) محمد الحسن بن أبي بكر، أنبأنا الفضيل (10) بن يحيى، أنبأنا أبو محمد (11) بن أبي شريح، حدّثنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا محمد بن بدوية أبو عبد الرحمن، حدّثنا يعلى (12) بن عبيد، حدّثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده قال: مرّ عليه رجل له شرف فقال: يا هذا إنّك تدخل على هؤلاء و تقول و تقول و يكلم، و إني سمعت بلال بن الحارث يزعم أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

ص: 417


1- مسند الإمام أحمد 469/3.
2- بالأصل «يبلغ» و المثبت عن مسند أحمد.
3- مسند أحمد: يوم القيامة.
4- بالأصل «يبلغ» و المثبت عن مسند أحمد.
5- رسمها في الأصل و م:«الخزروردي» و الصواب ما أثبت.
6- سقطت من الأصل و زيادتها ضرورية.
7- بالأصل:«يبلغ» و الصواب مما سبق من روايات.
8- بالأصل:«يبلغ» و الصواب مما سبق من روايات.
9- بالأصل:«ابن» و الصواب ما أثبت، و سيرد قريبا صوابا.
10- بالأصل «الفضل» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 397/18 و سيأتي صوابا.
11- كرر الاسم بالأصل و المثبت يوافق عبارة م.
12- بالأصل «ييى» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 476/9.

«إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب له [اللّه] رضوانه إلى يوم يلقاه، و إنّ الرجل يتكلّم بالكلمة من سخط اللّه ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب اللّه سخطه إلى يوم يلقاه» فانظر ما ذا تقول و ما ذا تكلّم، فربّ كلام قد منعني ما قال بلال بن الحارث[2615].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أخبرنا محمد بن علي بن محمد الخشاب، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدّغولي، حدّثنا محمد بن المهلّب، حدّثنا يعلى بن عبيد، حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده قال: مرّ عليه رجل له شرف فقال: يا فلان إنّ لك رحما و إنك تدخل على هؤلاء فتقول و تكلم، إني سمعت بلال بن الحارث المزني يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أحدكم ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب اللّه بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه». فانظر ما ذا تقول، و ما ذا تتكلم، فربّ كلام منعني ما قال بلال[2616].

و أما حديث سعيد: فأخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمرو بن مهدي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري، حدّثنا إبراهيم بن مرزوق، حدّثنا سعيد بن عامر الضّبعي، حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده علقمة بن وقاص قال: كان رجل بطّال و كان يدخل على الأمراء فيضحكهم.

و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس عبد اللّه بن الحسين القاضي - بمرو - و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن مخلد الجوهري - ببغداد - قالا: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا سعد بن تمام الضّبعي، حدّثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده علقمة بن وقاص قال: كان رجل بطّال يدخل على الأمراء فيضحكهم، فقال له علقمة بن وقاص:

ويحك يا فلان إنّك تدخل على هؤلاء - زاد ابن طاوس: الأمراء - فتضحكهم، و إني سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن العبد ليتكلّم بالكلمة من رضوان اللّه ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيرضى اللّه عزّ و جلّ بها عنه إلى يوم يلقاه، و إن العبد ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه ما يظن أن تبلغ (1) ما بلغت سخط اللّه بها عليه إلى يوم يلقاه»[2617].

ص: 418


1- بالأصل «يبلغ».

و أما حديث يحيى بن زكريا و الدّراوردي: فأخبرناه أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الفضيل بن يحيى، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح، أنبأنا محمد بن عقيل بن الأزهري، حدّثنا أبو بكر محمد بن عيسى الطّرسوسي، حدّثنا سهل بن عثمان، حدّثنا ابن أبي زائدة، عن محمد بن عمرو (1)،عن أبيه، عن جده [عن] (2) بلال بن الحارث المزني قال: قال لي: أراك تدخل على هؤلاء السلطان و تتكلم عندهم، و إني سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«[إن] (3) العبد ليتكلّم بالكلمة من رضوان اللّه يكتب اللّه له به رضوانه [إلى] (4) يوم يلقاه و إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه يكتب اللّه سخطه إلى يوم يلقاه» فكم من كلمة منعني أن أتكلم بها حديث بلال بن الحارث[2618].

قال: و حدّثنا أبو بكر، حدّثنا إبراهيم بن حمزة [حدّثنا] (5) الدّراوردي عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال فذكر هذا الحديث.

و كذا رواه محمد بن عبيد أخو يعلى بن عبيد، و عبد الرحمن بن محمد المحاربي الكوفيان، و يحيى بن سعيد، و معاذ بن معاذ البصريان (6) عن محمد بن عمرو. و هو محفوظ من حديث علقمة بن وقاص عن بلال. كذلك رواه مالك بن أبي عامر الأصبحي جد مالك بن أنس، و محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن علقمة.

فأما حديث مالك: فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أخبرنا خيثمة، حدّثنا ابن أبي ميسرة، حدّثنا أحمد بن محمد الأزرقي، عن عبد اللّه بن عبد العزيز اللّيثي، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن علقمة بن وقاص اللّيثي، قال: أقبلت راكبا فناداني بلال بن الحارث فوقفت له، جاءني فقال: حدّثنا علقمة إنك أصبحت اليوم وجها من وجوه المهاجرين، و إنّك تدخل على هذا الإنسان - يعني مروان - و إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يكون بعدي أمراء من دخل

ص: 419


1- بالأصل «عمر» و الصواب عن م.
2- سقطت من الأصل و م و زيادتها لازمة.
3- سقطت من الأصل، و استدركت عن م.
4- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة، انظر ترجمة الدراوردي، و اسمه عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد الدراوردي في تهذيب التهذيب 471/3.
5- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة، انظر ترجمة الدراوردي، و اسمه عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد الدراوردي في تهذيب التهذيب 471/3.
6- بالأصل:«النضريّان» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة معاذ بن معاذ في سير أعلام النبلاء 54/9 و يحيى بن سعيد بن فروخ في سير الأعلام أيضا 175/9.

عليهم فليقل حقا، و إنّ أحدكم ليتكلّم بالكلمة يرضي بها السلطان فيهوي بها أبعد من السماء»[2619].

و أما حديث محمد بن إبراهيم: فأخبرناه أبو الحسن الموازيني و أبو طاهر بن الحنّائي (1)-في كتابيهما - ثم أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع النّابلسي عنهما قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن سعدان - قراءة عليه - حدّثنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (2)-إملاء - أخبرنا محمد بن الحسين بن قتيبة، حدّثني أبي، حدّثنا مؤمّل، عن سفيان، و حمّاد بن سلمة و حمّاد بن زيد، قالوا: حدّثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التّيمي عن علقمة بن وقاص اللّيثي، حدّثني بلال بن الحارث أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من رضوان اللّه ما يظن أنها بلغت الذي بلغت يكتب اللّه له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، و إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه لا يلقي لها بالا يكتب اللّه له بها سخطه إلى يوم يلقاه» قال علقمة بن وقاص: فكم من كلام منعني أتكلم به حديث بلال بن الحارث[2620].

و أخبرناه أبو القاسم الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدّثنا محمد بن المظفّر، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحارث بن عبد الوارث، حدّثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن سلم السبحي (3)،حدّثنا مؤمّل، حدّثنا حمّاد و حمّاد و سفيان عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، حدّثني بلال بن الحارث أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من رضوان اللّه لا يظن أنها بلغت الذي بلغت فيكتب اللّه له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، و إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة من سخط اللّه ما يلقي بها بالا فيكتب اللّه بها إلى يوم يلقاه سخط اللّه» قال علقمة بن وقاص: كم من كلام قد منعني أتكلم به حديث بلال بن الحارث[2621].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حية، أخبرنا محمد بن شجاع البلخي، أخبرنا محمد بن عمر

ص: 420


1- بالأصل «الحبابي» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 419/7).
2- بالأصل «المنابحى» كذا، و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى ميانج موضع بدمشق.
3- «عبد الرحمن بن سلم السبحي» أثبت عن الأنساب، و بالأصل:«عبد السلام بن مسلم السجي» قال السمعاني: هذه النسبة أظن أنها إلى السبحة و هي الخرز المنظومة التي يسبّحون بها و يعدونها عند الذكر.

الواقدي في غزوة دومة الجندل قال (1):و كان بلال بن الحارث المزني يحدّث يقول:

أسرنا أكيدر و أخاه، فقدمنا بهما على النبي صلى اللّه عليه و سلم و عزل يومئذ للنبي صلى اللّه عليه و سلم صفيّ خالص قبل أن يقسم شيء من الفيء، ثم خمّس الغنائم فكان للنبي صلى اللّه عليه و سلم الخمس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو الحسن الأصبهاني، أخبرنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط ، قال: و من طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن سعد بن عدنان و اسم طابخة عمرو ثم من مزينة و هم ولد عثمان بن عمرو بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر سمّي مزينة بأمه مزينة بنت كلب بن وبرة بن ثعلبة بن الحاف من قضاعة بن حمير: بلال بن الحارث بن عاصم (2) بن سعد بن قرّة بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو، له دار بالبصرة [بين] العوقة (3) و مقبرة بني يشكر، مات في ولاية معاوية.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الثالثة قال: و من مزينة و هم ولد عثمان بن عمرو بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر، و أم عثمان بن عمرو مزينة بنت كلب بن وبرة فنسبوا إليها: بلال بن الحارث، و هو من بني قرّة بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة.

قال محمد بن عمر: حمل بلال بن الحارث أحد ألوية مزينة الثلاثة الذين عقد لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم فتح مكة، و كان بلال يكنى أبا عبد الرحمن، و كان يسكن جبلي الأشعر (4) و الأجرد، و يأتي المدينة كثيرا. و توفي سنة ستين، و هو يومئذ ابن ثمانين سنة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأنا أبو عمر بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمد بن

ص: 421


1- مغازي الواقدي 1029/3.
2- كذا و في مصادر ترجمته «عصم».
3- بالأصل «المعوقة» و الصواب ما أثبت عن معجم البلدان، و فيه: العوقة بفتح أوله و ثانية محلة من محال البصرة، و الزيادة السابقة زيادة لازمة للإيضاح.
4- قال نصر: الأشعر و الأجرد جبلا جهينة بين المدينة و الشام (معجم البلدان الأشعر و الأجرد).

يوسف بن يوه، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، و حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمد بن سعد كاتب الواقدي، قال في الطبقة الثالثة من المهاجرين: بلال بن الحارث المزني و يكنى أبا عبد الرحمن توفي سنة ستين، و هو يومئذ ابن ثمانين سنة، و كان يسكن الأشعر و الأجرد، و يأتي المدينة كثيرا.

أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو محمد بن علي الجوهري، أنبأنا الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي المدائني، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم (1)،قال: و من مزينة بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار - مزينة امرأة - و هي أم أوس و عثمان ابني أد بن طابخة و إليها ينسبون و بعض أهل العلم يقول: مزينة بن عمرو بن أدّ. بلال بن الحارث المزني يقول من ينسبه بلال بن الحارث من بني مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن هزمة (2) بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أدّ بن طابخة، يكنى أبا عبد الرّحمن، توفي سنة ستين و هو ابن ثمانين سنة فيما ذكر بعض أهل العلم بالحديث. و يقال: إن بلال بن الحارث كان أول من قدم من مزينة على النبي صلى اللّه عليه و سلم في رجال من مزينة في رجب سنة خمس من الهجرة، جاء عنه ثلاثة أحاديث.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول:

بلال بن الحارث المزني أبو عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (3):

بلال بن الحارث المزني، و يقال: كنيته أبو عبد الرّحمن، عداده في أهل المدينة.

أخبرنا أبو [بكر] الشّقّاني، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أخبرنا أبو سعيد بن حمدون، أخبرنا مكّي بن عبدان، قال: سمعت مسلما يقول ح.

ص: 422


1- في المطبوعة: عبد الرحمن.
2- كذا بالزاي هنا، و تقدم: هذمة بالذال المعجمة، و في بعض المصادر: هدمة بالدال المهملة.
3- التاريخ الكبير 106/2/1.

و قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل المكي، أخبرنا أبو حاتم الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي، قالا: أبو عبد الرّحمن بلال بن الحارث المزني - زاد مسلم: له صحبة.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قالا: أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم - إجازة - و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو سعيد بن يونس، قال: بلال بن الحارث بن عكم بن (1) قرّة المزني من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قدم مصر (2) لغزو إفريقية سنة سبع و عشرين.

قال الواقدي في كتاب أخبار المغرب: حدّثني كثير بن عبد اللّه المزني قال: كانت مزينة في غزو إفريقية أربع مائة و كان لواؤهم على حدة يحمله بلال بن الحارث.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد [أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: بلال بن الحارث و هو] (3) بن عكيم بن سعيد بن مرّة بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور يكنى أبا عبد الرّحمن قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم في وفد مزينة في رجب سنة خمس، و كان ينزل الأشعر، وراء المدينة، و توفي في آخر أيام معاوية سنة ستين و هو ابن ثمانين سنة، أخبرنا بذلك عبد بن محمد بن الحارث، حدّثنا محمد بن منصور، حدّثنا محمد بن سعد كاتب الواقدي، و روى عنه ابناه الحارث و علقمة.

أنبأنا أبو طالب بن (4) يوسف و غيره عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب (5)،أخبرنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، أخبرنا محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمر الواقدي، قال: و قد سمعنا أن بلال بن الحارث المزني أول من قدم من وفد مزينة في رجب سنة خمس فقال: يا رسول إن لي مالا لا يصلحه غيري، فإن كان الإسلام [لا يكون] إلاّ لمن

ص: 423


1- كذا ورد نسبه هنا، انظر ما تقدم فيه.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و انظر عبارة المختصر 252/5 و المطبوعة 295/10.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- بالأصل و م «أبو».
5- بالأصل «الخلاب» خطأ و في م: الحلاب و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

هاجر معنا أموالنا ثم هاجر [نا] فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «حيث ما كنتم اتّقيتم اللّه لم يلتكم من أعمالكم شيئا»[2622].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة، أخبرنا محمد بن سعد (1)، أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، حدّثنا أبو مسكين و أبو عبد الرّحمن العجلاني، قال: قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نفر من مزينة منهم خزاعي بن عبدنهم فبايعه على قوم مزينة، و قدم معه عشرة منهم فيهم بلال بن الحارث، و النعمان بن مقرّن و أبو أسماء [و أسامة] (2) و عبيد اللّه بن بردة [و عبد اللّه بن ذرة] (3) و بشر بن المحتفر.

قال: أخبرنا أبو عمر، أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حية، أخبرنا محمد بن شجاع، أخبرنا محمد بن عمر (4)،حدّثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جده قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعني حين خرج لفتح مكة في مزينة بلال بن الحارث، و عبد اللّه بن عمرو (5) المزني، و كانت مزينة ألفا، فيها من الخيل مائة فرس، و مائة درع، و فيها ثلاثة ألوية: لواء مع النعمان بن مقرّن و لواء مع بلال بن الحارث، و لواء مع عبد اللّه بن عمرو.

و قال: و أخبرنا أبو عمر، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا الضحاك بن عثمان، عن ضمرة بن سعيد، عن أبي بشير المازني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من وجدتموه يقطع من الحمى شيئا فلكم سلبه» و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستعمل عليه بلالا بن الحارث المزني و عهد أبي بكر و عمر و عثمان و معاوية، فمات بلال في خلافة معاوية، فاستعمل على الحمى بعد ذلك[2623].

قال: و أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه [عند جده] (6) قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى مزينة بلال بن الحارث و [عبد اللّه بن] (7)عمرو (8) بن عوف يستنفرانهم حين أراد أن يغزو مكة.

ص: 424


1- طبقات ابن سعد 291/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
4- مغازي الواقدي 799/2.
5- بالأصل «عمر» و المثبت عن الواقدي.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن مغازي الواقدي.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن مغازي الواقدي.
8- بالأصل «عمر» و المثبت عن م و انظر ابن سعد و مغازي الواقدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أحمد بن محمد [بن أبى عثمان و أحمد بن محمّد بن إبراهيم ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد] (1) بن أحمد بن إبراهيم القصّاري، أخبرنا أبي، قالا: أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الرّحمن الصّرصري ح.

و أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمد بن عمر الفقيه، و أبو الطّيّب سعيد بن يحلف بن ميمون الكتاني، و أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل، و أبو البيضاء سعد بن عبد اللّه الحجي، و أبو محمد أحمد بن عبيد اللّه بن الحسين بن الأغلاقي (2)الآمدي ثم الواسطي، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الخيّاط ، قالوا: أخبرنا أبو الخطّاب نصر بن أحمد بن عبد اللّه بن البطر ح.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالا: أخبرنا عبد اللّه بن [عبيد اللّه بن] يحيى، قالا: حدّثنا أبو عبد اللّه المحاملي، حدّثنا الفضل بن سهل، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا أبو أويس، حدّثنا كثير بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقطع بلال بن الحارث - زاد بعضهم: المزني - معادن القبليّة جلسيها و غوريّها (3)،و حيث يصلح الزرع من قدس (4)،و لم يعطه حقّ مسلم. و كتب له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بلال بن الحارث المزني، أعطاه معادن القبليّة جلسيها و غوريها و حيث يصلح الزرع من قدس و لم يعطه حق مسلم».

قال: و حدّثنا الفضل بن سهل، حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا أبو أويس حدّثني ثور بن زيد مولى بني الدّيل بن بكر - زاد الصّرصري: بن كنانة، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم أخبرنا أبو البركات

ص: 425


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر المطبوعة 297/10.
2- مهملة بالأصل، و المثبت و الضبط عن الأنساب ذكره السمعاني و ترجم له و كناه أبا الحسين. والده آمدى سكن واسط .
3- الجلس كل مرتفع من الأرض، و القبلية: هي ناحية قرب المدينة، و قيل: هي من ناحية الفرع.(اللسان «جلس» و النهاية».
4- قدس: بضم القاف و سكون الدال، جبل معروف. و قيل هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزراعة.

الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنبأنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح.

قال: و أخبرنا طراد بن محمد، أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادا، أخبرنا حامد بن محمد بن عبد اللّه، قالا: أخبرنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو عبيد [حدثنا] (1)نعيم بن حمّاد، عن عبد العزيز بن محمد، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن الحارث بن بلال المزني، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أقطعه العقيق (2) أجمع قال: فلما كان عمر قال لبلال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يقطعك لتحتجزه على الناس إنما أقطعك لتعمل، فخذ منها ما قدرت على عمارته و رد الباقي.

قال أبو عبيد: الغوري: بلاد تهامة (3).و الجلسي: من أرض نجد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا (4) البنّا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثنا الزّبير بن بكار، حدّثني محمد بن حسن، عن عبد العزيز بن محمد، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن الحارث بن بلال بن الحارث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقطع بلال بن الحارث العقيق كلّه، فلما ولي عمر بن الخطاب قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يعطك لتحتجز و أقطعه الناس.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو سعيد بن أبي عمرو، حدّثنا [أبو] (5) العباس الأصم، حدّثنا الحسن بن علي - يعني ابن عفّان - حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا يونس، عن محمد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي بكر، قال: جاء بلال بن الحارث المزني إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاستقطعه [أرضا] (6)،فقطعها له طويلة عريضة، فلما ولي عمر قال له: يا بلال إنك استقطعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرضا عريضة طويلة

ص: 426


1- زيادة لازمة، انظر ترجمة نعيم بن حماد، و كنيته أبو عبد اللّه في سير أعلام النبلاء 595/10 و ترجمة علي بن عبد العزيز البغوي سير الأعلام 348/13.
2- العقيق: كل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره و وسعه، و يريد هنا عقيق المدينة، فيه عيون و نخل (انظر معجم البلدان - و مراصد الاطلاع).
3- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 253/5.
4- بالأصل «أنبأ» خطأ و الصواب ما أثبت، تقدمت الإشارة إليهما.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و انظر المطبوعة.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و انظر المطبوعة.

فقطعها لك، و إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يكن منع شيئا يسأله، و إنك لا تطيق ما في يدك، فقال:

أجل،[قال] (1):فانظر ما قويت عليه منها فأمسكه، و ما لم تطق فادفعه إلينا نقسمه بين المسلمين فقال: لا [أفعل] (2) و اللّه، شيء أقطعنيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال عمر: و اللّه لتفعلنّ ، فأخذ منه ما عجز عن عمارته فقسمه بين المسلمين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أنبأنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، أخبرنا محمد بن سعد (3)،أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي، حدّثني معمر بن راشد و محمد بن عبد اللّه، عن الزّهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس.

قال: و حدّثنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة قال: و حدّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه.

قال: و حدّثنا عمر بن سليمان بن أبي خيثمة (4)،عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة (5)،عن جدّته الشّفاء.

قال: و حدّثنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي.

قال: و حدّثنا معاذ بن محمد الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية الضّمري عن أهله عن عمرو بن أمية الضمري، دخل (6) حديث بعضهم في حديث بعض قالوا:

و كتب (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لبلال بن الحارث المزني أن له النخل و جزعة و شطره ذا المزارع و النخل و أنّ له ما أصلح به الزرع من قدس، و أنّ له المضّة و الجزع و الغيلة إن كان صادقا، و كتب معاوية. و أما قوله جزعة فإنه يعني قرية، و أما شطره فإنه يعني تجاهه، و هو في كتاب اللّه فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ يعني تجاه المسجد الحرام، و أما قوله:

ص: 427


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م و انظر مختصر ابن منظور و المطبوعة.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م و انظر مختصر ابن منظور و المطبوعة.
3- طبقات ابن سعد 258/1.
4- ابن سعد: حثمة.
5- ابن سعد: حثمة.
6- بالأصل «وجد» و الصواب عن ابن سعد.
7- طبقات ابن سعد 272/1.

من قدس، و القدس الخرج و ما أشبهه من آلة السفر. و أما المضّة فاسم الأرض.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أخبرنا محمد بن القاسم الكوكبي، أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: و أخبرنا المدائني قال: مات بلال بن الحارث المزني سنة ستين و هو ابن ثمانين سنة.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى، أخبرنا (1) عبد اللّه بن محمد بن البغوي، حدّثني أحمد بن زهير، أخبرنا المدائني: أن بلال بن الحارث مات سنة ستين، و يكنى أبا عبد الرّحمن، و كان له ثمانون سنة حين مات.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السّيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال:

و مات في آخر خلافة معاوية بلال بن الحارث المزني.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، حدّثنا أبو محمد الجوهري، حدّثنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أخبرنا محمد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا أبو حفص الفلاس (2) قال:

و مات بلال بن الحارث المزني سنة ستين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أخبرنا أبو نعيم، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا روح بن الفرج، حدّثنا يحيى بن بكير قال: مات بلال بن الحارث سنة ستين و سنه ثمانون سنة.

قال: و حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمد، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدّثني أبو يونس، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، قال: توفي بلال بن الحارث يكنى أبا عبد الرّحمن سنة ستين و هو ابن ثمانين سنة و كان يسكن الأشعر و الأجرد و يأتي المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا علي بن أحمد بن محمد، أخبرنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد اللّه بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة

ص: 428


1- في المطبوعة: نا عبد اللّه بن محمد نا عبد اللّه بن محمد البغوي.
2- في المطبوعة: القلاس. بالقاف.

ستين توفي فيها بلال بن الحارث المزني.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن عبد العزيز التميمي، أخبرنا مكي بن محمد الغمر، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الواقدي و ابن نمير و عمرو بن علي: مات بلال بن الحارث أبو عبد الرّحمن المزني سنة ستين - زاد الواقدي: و هو يومئذ ابن ثمانين سنة، و ذكر أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه، عن محمد بن سعد، عن الواقدي و محمد بن يوسف الهروي أخبرهم عن محمد بن عبد اللّه بن سليمان، عن ابن نمير و مصعب بن إسماعيل المصعبي أخبرهم عن محمد بن أحمد بن ماهان عن عمرو بذلك.

أخبرنا أبو محمد السلمي، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال: و يقال في سنة ستين مات بلال بن الحارث أبو عبد الرّحمن المزني.

974 - بلال بن رباح

أبو عبد الكريم، و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عمرو الحبشي (1)(2)

مولى أبي بكر الصّدّيق و هو ابن حمامة، و هي أمه، مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من المهاجرين الأولين الذين عذّبوا في اللّه عزّ و جلّ سكن دمشق و مات بها.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: أبو بكر، و عمر، و عبد اللّه بن عمر (3)،و أسامة بن زيد، و كعب بن عجرة، و عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، و الأسود بن يزيد، و أبو عامر عبد اللّه بن أخي الهوزني، و أبو عثمان النهدي، و أبو إدريس الخولاني، و شدّاد مولى عاصم، و سعيد بن المسيّب، و أبو زيادة عبيد اللّه بن زيادة البكري، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و الحكم بن مينا المدني.

ص: 429


1- الاستيعاب 141/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 243/1 الإصابة 165/1 الوافي بالوفيات 276/10 سير أعلام النبلاء 347/1 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- زيد في الاستيعاب في كنيته قول رابع: أبو عبد الرحمن.
3- بالأصل:«و هبة اللّه بن عمرو» و المثبت عن أسد الغابة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (1) ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا سعيد بن أحمد بن محمد، قالا: أخبرنا أبو محمد بن الخالدي، أخبرنا أبو العباس السّرّاج، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم [أنا] عيسى بن يونس، حدّثنا الأعمش، عن الحكم بن عيينة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، حدّثني بلال قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم توضّأ و مسح على الخفّين و الخمار.

و أخرجه مسلم، عن إسحاق بن إبراهيم.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا مجاهد بن موسى أبو علي [نا] شبابة (2)،حدّثني أيوب بن سيّار، حدّثني محمد بن المنكدر، عن جابر، عن أبي بكر الصّدّيق، عن بلال، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد (3) الرّحمن بن أبي عقيل، أخبرنا أبو الحسن الخلعي، أخبرنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا ابن المنادي ح.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الرّحمن، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن مندة، أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدّثنا محمد بن عبيد اللّه بن أبي داود، حدّثنا شبابة بن سوار ح.

قال: و أخبرنا ابن مندة، قال: و حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن معروف، حدّثنا أحمد بن مهران، حدّثنا داود بن مهران، قالا: حدّثنا أيوب بن سيّار ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف بن العلاّف في كتابه ح.

ص: 430


1- بالأصل:«الخيزرودي» و الصواب ما أثبت.
2- هو شبابة بن سوار، أبو عمرو الفزاري، ترجمته في سير الأعلام 513/9 و الزيادة السابقة لازمة لإيضاح الالتباس. و انظر ترجمة مجاهد بن موسى في سير أعلام النبلاء 495/11.
3- بالأصل:«أبو طالب عبد الرحمن» و الصواب عن م انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة المجلدة 426/7).

و أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي (1) المؤذن بمرو (2) عنه، و أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، حدّثنا أبو [عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن السماك نا محمّد بن عبيد اللّه المنادي، نا شبابة، نا أيوب بن] (3) سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه، عن أبي بكر الصّدّيق، عن بلال، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [قال:] «أصبحوا بالصّبح فإنه أعظم للأجر» (4).قال ابن مندة هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ من حديث أيوب بن سيّار[2624].

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم الحصين بن الحسين و عبدان - قراءة - قال الفقيه، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، حدّثنا محمد بن عائذ (5)، حدّثنا الوليد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا: بلال بن رباح، مولى أبي بكر.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن عتاب أنا القاسم بن] (6) عبد اللّه بن المغيرة، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة في تسمية من شهد بدرا من بني تيم بن مرّة: بلال بن رباح مولى أبي بكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص [أخبرنا] رضوان بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، حدّثنا محمد بن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من بني تيم بن مرّة: بلال بن رباح مولى أبي بكر، لا عقب له.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو

ص: 431


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سنج قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها.
2- رسمها بالأصل «ثم» و المثبت عن المطبوعة 302/10.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة المجلدة العاشرة و العبارة سقطت من الأصل و م.
4- الحديث في سير أعلام النبلاء 351/1 و انظر تخريجه فيها.
5- بالأصل: عائد.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة المجلدة العاشرة.

عبد اللّه بن مندة، أخبرنا محمد بن يعقوب، حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس عن ابن إسحاق ح.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، حدّثنا عمي، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق (1) في تسمية من شهد بدرا من بني تيم بن مرة: بلال بن رباح مولى أبي بكر لا عقب له.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حية، أخبرنا محمد بن شجاع، أنبأنا محمد بن عمر قال (2) في تسمية من شهد بدرا من بني تيم بن مرّة: بلال بن رباح.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأنا أبو يعلى، قالا: أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عديّ قال: قال ابن عياش: بلال مولى أبي بكر يكنى أبا عبد اللّه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرّزّاز، أنبأنا أبو حفص بن شاهين، و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أبو الفتح الرّزّاز، أنبأنا أبو حفص بن شاهين، أخبرنا محمد بن مخلد العطار ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا أبو الحسن العتيقي، أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد الحرمي (4)،حدّثنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، قالا: أنبأنا العباس بن محمد بن حاتم [أنبأنا] أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن حميد بن أبي الأسود، قال: و جعفر بن أبي طالب و بلال جميعا أبو عبد اللّه.

حدّثني أبو بكر السّلماسي حدّثني نعمة اللّه بن محمد، حدّثنا أحمد بن محمد

ص: 432


1- سيرة ابن هشام 338/2.
2- مغازي الواقدي 155/1.
3- بالأصل و المطبوعة المجلدة العاشرة «المحلي» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.
4- في المطبوعة: المحرمي.

البجلي، حدّثنا أبو النّصر الشّرمغولي (1)،حدّثنا سفيان بن محمد الصفّار، حدّثني عمّي أبو بكر الحسن بن سفيان، حدّثنا محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق النصري، قال:

سمعت أبا عمر الضرير يقول: بلال مولى أبي بكر أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال: بلال بن رباح يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (2)،قال في الطبقة الأولى: بلال بن رباح مولى أبي بكر، يكنى أبا عبد اللّه، و كان من مولّدي السراة، و اسم أمه حمامة، و كانت لبعض بني جمح. قال محمد بن عمر (3):و قد شهد بلال بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلّها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي المدائني، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال في تسمية أهل بدر من موالي بني تيم بن مرّة بن كعب: بلال بن رباح مولى أبي بكر الصّدّيق، كان مولدا من مولّدي بني جمح، اشتراه أبو بكر منهم، فأعتقه، شهد بدرا و المشاهد كلّها توفي بدمشق سنة عشرين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا [أنا] أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا عبد اللّه بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا علي بن الحسن (4)،أنبأنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير، قال: أخبرنا أبو الحسن بن سميع قال: بلال [بن] رباح مولى أبي بكر. قال عبد الرّحمن: لا عقب له، مات بدمشق.

ص: 433


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى شر مغول قرية فيها قلعة حصينة بنسا على أربعة فراسخ منها.
2- طبقات ابن سعد 232/3.
3- ابن سعد 239/3 و في المطبوعة المجلدة العاشرة:«عمرو» خطأ.
4- زيد في المطبوعة: الربعي.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا تمام بن محمد، أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال: بلال بن رباح مولى أبي بكر الصّدّيق قبره بدمشق، و يقال بداريّا و نكح هندا الخولانية (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أخبرنا أبو منصور النّهاوندي، حدّثنا أبو العباس النّهاوندي، أخبرنا أبو القاسم بن الأشقر، حدّثنا محمد بن إسماعيل، قال:

بلال بن رباح أخو خالد و غفرة (2) أخته، أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبد الكريم، و يقال:

أبو عمرو، مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم مولى أبي بكر الصّدّيق القرشي مات بالشام زمن عمر.

و أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و محمد بن الحسين، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال: بلال أبو عبد الكريم، و يقال أيضا: أبو عمرو، و يقال أيضا: أبو عبد اللّه مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم مولى أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أخبرنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه بلال بن رباح مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يقال: أبو عبد الكريم، و أبو عبد الرّحمن، و أبو عمرو.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه بلال بن رباح المؤذن، و قيل: أبو عبد الكريم، فقيل أبو عمرو (3)،و قيل أبو عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه محمد، أخبرنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا سليم بن أيوب، أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، حدّثنا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: بلال بن رباح الحبشي

ص: 434


1- الخبر ليس في تاريخ أبي زرعة المطبوع، و نقله عنه صاحب تاريخ داريا القاضي الخولاني ص 53. و بالأصل «هند».
2- في أسد الغابة: غفيرة بالتصغير، و الأصل كالاستيعاب.
3- بالأصل «عمر» و الصواب عن م، و انظر ما تقدم.

يكنى أبا عمرو، و يقال: أبو عبد اللّه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني قال: بلال بن رباح الحبشي المؤذن مولى أبي بكر الصّدّيق، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم روى عنه أبو بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطاب، و عبد اللّه بن عمر، و أسامة بن يزيد، و كعب بن عجرة، و البراء بن عازب، و غيرهم من الصحابة و التابعين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: بلال بن رباح مولى أبي بكر يكنى أبا عبد الكريم، و يقال: أبو عمرو، و يقال: أبو عبد اللّه. و أمه حمامة من مولّدي السّراة من أهل مصر (1) من موالي بني تيم؛ شهد بدرا و المشاهد كلّها، توفي بدمشق، و يقال: بحلب سنة عشرين من الهجرة، و يقال سنة ثماني عشرة. روى عنه أبو بكر، و عمر، و جماعة من الصحابة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنبأنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال:

بلال بن رباح أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبد الكريم مولى أبي بكر الصّدّيق التّيمي القرشي و تربه (2)،مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان من مولّدي السّراة (3)-يعني بالشام - سكن الشام، شهد بدرا، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم روى عنه ابن عمر، و الصّنابحي في الحجّ ، و في آخر المغازي، مات بالشام زمن عمر بن الخطاب قاله البخاري، و قال عمرو (4) بن علي بدمشق سنة عشرين، و هو ابن بضع و ستين سنة. و قال الواقدي مثل عمرو بن علي، و قال أبو عيسى: مات سنة عشرين في خلافة عمر، و قال الذّهلي: قال يحيى بن بكير: مات بدمشق في طاعون عمواس سنة سبع أو ثمان عشرة، و قال ابن نمير: مات بدمشق سنة عشرين.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):أمّا الحبشي - بفتح الحاء المهملة و الباء المعجمة بواحدة، و قال في باب رباح (6)-بالباء المعجمة بواحدة -

ص: 435


1- كذا بالأصل و م و لم أجد من ذكره في أهل مصر، و لعله خطأ أو سهو من النساخ و هو يريد الشام.
2- مهملة بالأصل، و الصواب عن م.
3- كذا بالأصل بالسين المهملة، و كذا بالأصل «يعني بالشام» و في المطبوعة: الشراة بالشين المعجمة. راجع ما ذكره ياقوت في اللفظتين: السراة و الشراة و في م كالأصل.
4- بالأصل «عمر» خطأ و الصواب عن م.
5- الاكمال لابن ماكولا 384/2 و 7/4 و 11.
6- الاكمال لابن ماكولا 384/2 و 7/4 و 11.

بلال بن رباح الحبشي المؤذن مولى أبي بكر الصّدّيق، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطاب، و جماعة من الصحابة و التابعين.

نا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، حدّثنا محمد بن عائذ (1)،حدّثنا الوليد بن مسلم، قال:

قال الوضين بن عطاء: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبا بكر اعتزلا في غار فبينما هما كذلك أن مرّ بهما بلالا و هو في غنم عبد اللّه بن جدعان، و بلال مولد من مولدي مكة. قال: و كان لعبد اللّه بن جدعان بمكة مائة مملوك مولد، فلما بعث اللّه نبيه صلّى اللّه عليه و سلم أمر بهم فأخرجوا من مكة إلاّ بلالا يرعى عليه غنمه تلك، فأطلع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأسه من ذلك الغار فقال:«يا راعي هل من لبن» فقال بلال: ما لي إلاّ شاة منها قوتي، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ائت بها» فجاء بها، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقعبة، فاعتقلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فحلب في القعب حتى ملأه، فشرب حتى روي، ثم [حلب] فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالا حتى روي ثم أرسلها، و هي أحفل ما كانت، ثم قال:«يا غلام هل لك في الإسلام ؟» فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسلم، و قال:«أكتم إسلامك»[2625] ففعل، و انصرف بغنمه و بات بها و قد أضعف لبنها، فقال له أهله: لقد رعيت مرعى طيبا فعليك به، فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما و يتعلم الإسلام، حتى إذا كان في اليوم الرابع فمرّ أبو جهل بأهل عبد اللّه بن جذعان فقال: إني أرى غنمكم قد نمت و كثر لبنها، فقالوا: قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام، و ما نعرف ذلك منها فقال: عبدكم و رب الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة فامنعوه أن يرعى ذلك المرعى، فمنعوه من ذلك المرعى، و دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة فاختفى في دار عند المروة، و أقام بلال على إسلامه، فدخل يوما الكعبة و قريش في ظهرها لا تعلم، فالتفت فلم ير أحدا أتى الأصنام فجعل يبصق (2) عليها و يقول: خاب و خسر من عبد كنّ ، فطلبته قريش و هرب حتى دخل دار سيده عبد اللّه بن جدعان فاختفى فيها، و نادوا عبد اللّه بن جدعان فخرج فقالوا: أ صبوت ؟ قال: و مثلي يقال له هذا؟ فعليّ نحر مائة ناقة للاّت و العزّى، فقالوا: إن أسودك صنع كذا و كذا، فدعا به فالتمسوه فوجدوه، فأتوه به فلم

ص: 436


1- بالأصل «عائد».
2- الأصل:«يتسق» و في م:«نسق» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

يعرفه، فدعا خوليه [فقال:] من هذا؟ أ لم آمرك أن لا يبقى بها أحد من مولّديها إلاّ أخرجته ؟ فقال: كان يرعى غنمك، و لم يكن أحد يعرفها غيره. فقال لأبي جهل و أمية بن خلف:

شأنكما فهو لكما، اصنعا به ما أحببتما، فخرجا به إلى البطحاء يبسطانه على رمضائها فيجعلان رحى على كتفيه و يقولان: أكفر بمحمد، فيقول: لا، و يوحد اللّه، فبينما هما كذلك إذ مرّ بهما أبو بكر، فقال: ما تريدان بهذا الأسود، و اللّه ما تبلغان به ثأرا فقال أمية بن خلف لأصحابه: ألا ألعبنيكم بأبي بكر لعبة ما لعبها أحد، ثم تضاحك، و قال: هو على دينك يا أبا بكر فاشتره منا. فقال: نعم، فقال: أعطني عبدك فسطاسا (1)-و فسطاس عبد لأبي بكر - حدّاد يؤدي خراجه نصف دينار - فقال أبو بكر: إن فعلت تفعل ؟ فقال: قد فعلت فتضاحك و قال: لا و اللّه حتى تعطيني معه امرأته، قال: إن فعلت تفعل ؟ قال: نعم، [قال:] فذلك لك، قال فتضاحك و قال: لا و اللّه حتى تعطيني ابنته (2) مع امرأته قال: إن فعلت تفعل ؟ قال: نعم، قد فعلت، فتضاحك و قال: لا و اللّه حتى تزيدني معه مائتي دينار، قال أبو بكر: أنت رجل لا تستحي من الكذب. قال: لا و اللاّت و العزّى لئن أعطيتني لأفعلنّ . فقال: هي لك، فأخذه.

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد المري و أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - و أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن البار - لفظا - قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أخبرنا أبو يعلى بن الفراء، قالا: أخبرنا علي بن عمر الحربي، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا إسماعيل بن مجالد، عن بيان عن (3) و برة، عن همّام قال:

قال عمّار: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما معه إلاّ خمسة أعبد و امرأتان و أبو بكر رضي اللّه عنهم.

أخرجه البخاري عن عبد اللّه غير منسوب عن يحيى بن معين.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن

ص: 437


1- في مختصر ابن منظور 255/5 نسطاسا و نسطاس. بالنون.
2- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن المختصر و في م تعطيني معه امرأته.
3- بالأصل «بن» انظر ترجمة بيان بن بشر الأحمسي في تهذيب التهذيب 318/1 و فيها يروي عن و برة بن عبد الرحمن المسلي.

جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،[حدّثني أبي] (2)،حدّثني هشيم، أنا يعلى بن عطاء، عن عبد الرّحمن بن أبي عبد الرّحمن عن عمرو بن عبسة (3)،قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت:

من بايعك (4) على أمرك هذا؟ قال:«حرّ و عبد»، يعني أبا بكر و بلالا و كان عمرو يقول بعد ذلك فلقد رأيتني و إنّي لربع الإسلام، هو البيلماني[2626].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أخبرنا أبو الحسن الخلعي، أخبرنا [أبو محمّد] بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد [بن] الأعرابي، حدّثنا أبو جعفر محمد بن عبيد اللّه بن المنادي، نا شبابة سوار، ثنا حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر، عن عمرو بن عبسة، قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم بعكاظ و ليس معه إلاّ أبو بكر و بلال فقال: انطلق حتى يمكّن اللّه لرسوله قال: ثمّ أتيته بعد ما ظهر.

أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أخبرنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن مهرابزد (5)،أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا أبو عروبة، حدّثنا ابن المثنى و زكريا بن الحكم، قالا: حدّثنا يحيى بن أبي بكير (6)،حدّثنا زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه قال: أول من أظهر إسلامه [سبعة (7):رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و عمار و أمه سمية و صهيب و المقداد و بلال.

قال و حدّثنا ابن بشار و ابن المثنى قالا: حدّثنا أبو أحمد الزّبيري، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ذكر مثله، إلاّ أنه جعل مكان المقداد خبّابا فعدّ خبّابا و لم يعدّ المقداد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو محمد المخلدي، أخبرنا المؤمّل بن الحسن، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا يحيى بن [أبي] بكير الكرماني، حدّثنا زائدة، حدّثنا عاصم بن أبي النجود، عن زرّ، عن عبد اللّه (8)،

ص: 438


1- مسند الإمام أحمد 385/4.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد.
3- بالأصل:«عمر بن عنبسة» و الصواب عن مسند أحمد.
4- في مسند أحمد: تابعك.
5- بالأصل:«مهرابرد» و الصواب ما أثبت، انظر إنباه الرواة و بغية الوعاة.
6- بالأصل: بكر.
7- قسم من اللفظة مطموس، و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 355/5.
8- في المطبوعة المجلدة العاشرة ص 309:«عن ذر بن عبد اللّه» خطأ و في م كالأصل.

قال: قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و عمار و أمه سمية و صهيب و بلال و المقداد، فأما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمنعه اللّه بعمّه أبي طالب، و أما أبو بكر فمنعه اللّه بقومه، و أما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد و صفّروهم (1) في الشمس و ما منهم أحد إلاّ و قد واتاهم على ما أرادوا إلاّ بلال فإنه هانت عليه نفسه في اللّه، و هان على قومه، فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة و هو يقول: أحد أحد.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري إملاء ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمد الجوهري - قراءة - أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (2)،حدّثنا قاسم بن زكريا المطرّز (3)،حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، و القاسم بن دينار و ابن زنجويه قالوا: حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه فذكر مثله، إلاّ أنه قال: و صهروهم في الشمس فما منهم إلاّ و قال على الذي أرادوا، و قال: فجعلوا يطوفون به شعاب مكة.

أخبرنا أبو محمد [الحسن] بن أبي بكير، أنبأنا الفضل بن يحيى الفضيلي، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح، أنبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا سعيد بن مسعود المروزي أبو عثمان، حدّثنا يحيى بن [أبي] بكير، حدّثنا زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه بن مسعود فذكر نحوه، إلاّ أنه قال: صبّروهم في الشمس، و قال: فأخذوا يطوفون به؛ و الباقي نحوه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ، عن عبد اللّه قال: كان أول من أظهر إسلامه سبعة:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و عمّار و أمّه سميّة و صهيب و بلال و المقداد، فأما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمنعه اللّه بعمّه أبي طالب، و أما أبو بكر فمنعه اللّه بقومه، و أما سائرهم فأخذهم المشركون

ص: 439


1- في الاستيعاب 141/1 «و أصهروهم» و في المطبوعة: و صفدوهم.
2- ضبطت عن الأنساب.
3- بالأصل:«قاسم بن زكريا، حدثنا المطرز» و الصواب ما أثبت بحذف:«حدثنا» و انظر ترجمته في سير الأعلام 149/14 و في م كالأصل.
4- مسند الإمام أحمد 404/1.

فألبسوهم أدراع الحديد و صهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلاّ و قد واتاهم على ما أرادوا إلاّ بلال (1)،فإنه هانت عليه نفسه في اللّه، و هان على قومه فأعطوه الولدان فأخذوا يطوفون به شعاب مكة و هو يقول: أحد أحد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أخبرنا أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمد الدّوري يقول: سمعت يحيى يقول: حديث ابن أبي بكير، عن زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه قال: أول من أظهر إسلامه سبعة قال يحيى: إنما هذا عن منصور عن مجاهد، هكذا حدّث به الناس.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (2)،أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مزرّد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزّبير قال: كان بلال بن رباح من المستضعفين من المؤمنين و كان يعذب حين أسلم ليرجع عن دينه فما أعطاهم قطّ كلمة مما يريدون، و كان الذي يعذّبه أمية بن خلف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو نصر الزينبي (3)،و أبو القاسم أيضا، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه الشالنجي، قالا: أخبرنا أبو محمد الصّريفيني، قالا: أخبرنا محمد [بن] عمر بن علي الورّاق، حدّثنا عبد اللّه بن أبي داود، حدّثنا عيسى بن حمّاد، حدّثنا الليث، عن هشام، عن أبيه أنه قال: مرّ ورقة بن نوفل على بلال و هو يعذّب يلصق ظهره برمضاء البطحاء في الحرّ و هو يقول: أحد أحد. فقال ورقة:

أحد أحد. يا بلال صبرا، يا بلال لم يعذبونه فو الذي نفسي بيده لئن قتلتموه لأتّخذنّه حنانا.

يقول: لأتمسّحنّ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد [أنا أحمد] (4) بن عبد الجبار أخبرنا يونس بن بكير،

ص: 440


1- بالأصل: بلالا، و المثبت عن مسند أحمد.
2- طبقات ابن سعد 232/3.
3- مهملة بالأصل، و في المطبوعة المجلدة العاشرة:«النرسي» و لعل الصواب ما أثبتناه قياسا إلى أسانيد مماثلة. و في م: الرسي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و ما استدرك قياسا إلى سند مماثل.

أخبرنا محمد بن إسحاق (1)،حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان ابن نوفل يمرّ ببلال و هو يعذّب على الإسلام و هو يقول: أحد أحد [فيقول ورقة: أحد أحد] (2) و اللّه يا بلال [لن تفدى] (3)،ثم يقبل على من يفعل ذلك به من بني جمح و على أمية فيقول: أحلف باللّه لئن قتلتموه على هذا لأتّخذنّه حنانا.

قال ابن إسحاق: فبلغني أن عمار بن ياسر قال: و هو يذكر بلال بن رباح و أمه حمامة و أصحابه و ما كانوا فيه من البلاء و عتاقة أبي بكر إياهم فقال (4):

جزى اللّه خيرا عن بلال و صحبه *** عتيقا و أخزى فاكها و أبا جهل

عشية هما في بلال بسوأة *** و لم يحذرا ما يحذر المرء ذو العقل

بتوحيده رب الأنام و قوله: *** شهدت بأن اللّه ربي على مهل

فإن يقتلوني (5) يقتلوني و لم أكن *** لأشرك بالرّحمن من خيفة القتل

فيا رب إبراهيم و العبد يونس *** و موسى و عيسى نجني و لا تمل

لمن ظل يهوى الغي من آل غالب *** على غير برّ كان منه و لا عدل

[أخبرنا] أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (6) البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد بن بيري - إجازة - أنبأنا محمد (7) بن الحسين بن أبي بكر، أنبأنا أبو عاصم الزّعفراني (8)،حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا هشام بن عروة، قال: أعتق أبو بكر ممن كان يعذب في اللّه سبعة أنفس منهم بلال الخير الأسود، و عامر بن فهيرة.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح، أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي (9)،حدّثنا يحيى بن أبي طالب، حدّثنا محمد بن خالد، أخبرنا أبي عن داود، عن عامر قال:[كان]

ص: 441


1- سيرة ابن إسحاق ص 170.
2- ما بين معكوفتين في الموضعين زيادة عن سيرة ابن إسحاق.
3- ما بين معكوفتين في الموضعين زيادة عن سيرة ابن إسحاق.
4- الخبر و الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 170-171.
5- في سيرة ابن إسحاق: فإن تقتلوني تقتلوني.
6- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب «ابنا» كما أثبت، تقدم.
7- ما بين الرقمين في المطبوعة:«أنبأ محمد بن الحسين الزعفراني».
8- ما بين الرقمين في المطبوعة:«أنبأ محمد بن الحسين الزعفراني».
9- المطبوعة 312/10 الثلجي.

موالي بلال يأخذونه فيضجعونه في الشمس ثم يأخذون الحجر فيضعونه على بطنه [و يعصرونه] و يقولون: دينك اللاّت و العزّى، فيقول: ربي اللّه، و يقول: أحد أحد.

فقال: و أيم اللّه لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلتها قال: فمرّ أبو بكر الصديق فقالوا (1):

يا أبا بكر أ لا تشتري أخاك في دينك ؟ قال: بلى، فاشتراه بأربعين أوقية، و أعتقه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا محمد بن علي بن محمد الخشّاب، أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا محمد بن عبيد اللّه المنادي، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا هشام، عن محمد أن بلالا (2) لما ظهر مواليه على إسلامه مطوه في الشمس و جعلوا يجيئون بتلك السهلة الحارة فيضعونها على صدره، و يقولون: إلهك اللاّت و العزّى، فيقول: أحد أحد، فأتى أبو بكر فقيل له: إن بلالا قد ظهر مواليه على إسلامه و قد مطوه فأتاهم و هم كذلك فقال: علام تقتلونه فإنه غير مطيعكم، قالوا: اشتره منا قال: نعم، فاشتراه منهم بسبع أواقي، ثم أعتقه، ثم انطلق إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه اشتريت بلالا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الشركة يا أبا بكر» فقال: قد أعتقته يا رسول اللّه، فبلغ أبا بكر أنهم قالوا: اشتراه منا بسبع أواقي، و لو أبى إلاّ أوقية لبعناه إياه، فقال أبو بكر: لو أبوا إلاّ مائة أوقية لاشتريته بها[2627].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد (3)،أنبأنا عارم بن الفضل، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن محمد أن بلالا أخذه أهله فمطوه و ألقوا عليه من البطحاء و جلد بقرة فجعلوا يقولون: ربك اللاّت و العزّى و يقول: أحد أحد. فأتى عليه أبو بكر فقال: علام تعذبون هذا الإنسان ؟ قال: فاشتراه بسبع أواق فأعتقه، فذكر ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«الشركة يا أبا بكر»، قال: قد أعتقته يا رسول اللّه[2628].

قال: و أخبرنا محمد بن سعد (4)،أخبرنا عثمان بن عمر و محمد بن عبد اللّه الأنصاري، قالا: حدّثنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: كان بلال إذا اشتدّوا عليه في العذاب قال: أحد أحد، قال: فيقولون له: قل كما نقول، فيقول: إنّ لساني لا يحسنه.

ص: 442


1- بالأصل: فقال.
2- بالأصل: بلال.
3- طبقات ابن سعد 232/3.
4- طبقات ابن سعد 232/3.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا عبد الرّزّاق، أنبا معمر عن عطاء الخراساني، قال: كنت عند سعيد بن المسيّب فذكرت بلالا فقال: كان شحيحا على دينه، و كان يعذّب في اللّه، و كان يعذب على دينه، فإذا أراد (1) المشركون أن يقاربهم (2) قال: اللّه اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن [أحمد، أنا] (3) أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير، عن حبيب بن حسان الأسدي، عن مسلم بن صبيح، قال: قال أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لرسول اللّه: إنّا قد كثرنا، فلو أمرت كل عشرة منا فيأتوا رجلا من صناديد قريش ليلا فأخذوه فقتلوه فتصبح البلاد لنا، فسرّ النبي صلى اللّه عليه و سلم بذلك حتى رؤي في وجهه، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول اللّه أبناؤنا، آباؤنا، إخواننا، فما زال عثمان يردد ذلك حتى ساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قولهم الأول، و رئي في وجهه رفض ذلك. و أخذنا المشركون حين أمسينا، فما من أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ قد أعطى الفتنة غير بلال، قال: الأحد الأحد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أخبرنا أبو علي الصّوّاف، حدّثنا محمد بن عثمان، عن أبي شيبة، حدّثنا عمي أبو بكر و سعيد بن عمرو قالا: أنبأنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل، عن قيس، قال: اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق، و هو مدفون بالحجارة فقالوا: لو أبيت إلاّ أوقية لبعناكه، فقال:

لو أبيتم إلاّ مائة أوقية لأخذته (4).

ص: 443


1- بالأصل:«أرادوا».
2- أي يستميلوه إليهم.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن م و فيها: أخبرنا.
4- بعده يوجد خبر ألحق في المطبوعة المجلدة العاشرة ص 314 عن نسخة و سقط من الأصل و م و نصه: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن الخطاب في كتابه أنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي أنا أبو عبد اللّه بن محمد بن بطة العكبري أنا أبو القاسم البغوي نا محمد بن عبد الملك بن زنجويه نا عبد الرزاق أنا معمر أنا عطاء الخراساني قال: كنت عند ابن المسيب فذكر بلال فقال: كان شحيحا على دينه و كان يعذّب في اللّه، و كان يعذب على دينه، فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: اللّه، اللّه، فلقي النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا بكر فقال:«لو كان عندنا شيء ابتعنا بلالا»، فلقي أبو بكر عباسا و قال: اشتر لي بلالا، فانطلق العباس فقال لسيده: هل لك أن تبيعني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره و تخرج منه ؟ قال: و ما تصنع به ؟ إنه خبيث. قال: ثم لقيه فقال له مثل مقالته، فاشتراه العباس، فبعث به إلى أبي بكر فأعتقه، فكان يؤذن لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أراد أن يخرج إلى الاشم فقال أبو بكر بل [تبقى] عندي، فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، و إن كنت أعتقتني للّه فأريد أذهب إلى اللّه، قال: فخرج إلى الشام فأقام بها حتى مات.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي، حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، حدّثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر، حدّثنا الصلت بن مسعود الجحدري (1)،حدّثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق و هو مدفون في الحجارة.

قال: و حدّثنا أبو حفص بن شاهين، حدّثنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم حدّثنا أبو سعيد المؤدب، عن يونس بن أبي إسحاق، عن عبد اللّه بن مسعود: أن أبا بكر اشترى بلالا ببردة و عشر أواق.

قال: و حدّثنا أبو حفص، حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، حدّثنا شاذان، حدّثنا حجّاج، حدّثنا الحكم بن عطية، حدّثنا محمد بن سيرين أن أبا بكر مرّ ببلال و أصحابه قد ألقوه في الرمضاء إما في جلد ثور أو بقرة و هو يتقلّب في البطحاء و هم يقولون: آمن باللّات و العزّى و هو يقول: أحد أحد، فقال أبو بكر: أ تبيعون غلامكم هذا؟ قالوا: نعم، قال: بكم ؟ قال:

نبيعك بكذا و كذا، قال: قد أخذته، فقالوا: لو أبيت إلاّ كذا و كذا أعطيناكه، فقال أبو بكر:

لو أبيتم إلاّ كذا و كذا لأخذته. فاشتراه فأعتقه فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الشركة يا أبا بكر» فقال: يا رسول اللّه إني قد أعتقته فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بارك اللّه لك و آجرك اللّه عزّ و جلّ »[2629].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا أبو المثنّى معاذ بن المثنّى، حدّثنا مسدّد بن مسرهد، حدّثنا معتمر، عن أبيه، عن نعيم بن أبي هند قال: كان بلال لأيتام أبي جهل و إنّ أبا جهل قال لبلال: و أنت أيضا تقول [فيمن يقول، قال: فأخذه فبطحه على وجهه و سلقه في الشمس و عمد] (2) إلى رحى قد

ص: 444


1- رسمها غير واضح و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 497/3.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر الاستيعاب 144/1.

ثقبها فوضعها عليه فجعل يقول: أحد، فبعث أبو بكر رجلا كان صديقا له، قال: اذهب فاشتر (1) لي هذا، فاشترى بلالا قال: عليك قال: نعم ثم اعتقه قال: عليك قال: نعم قال:

فأتاه و بلال على تلك الحال، و أبو بكر قائم في الظل قد بلغته الشمس أو كادت تبلغه ينظر ما صنع صاحبه الذي بعثه، فقال له الرجل: هل شعرت ما يتحدث به قريش ؟ قال: ما يتحدثون به ؟ قال: يقولون لو كان له ما قتله و لكنه يقتله لأنه (2) ليتاماه، قال: فما تقول أنت ؟ قال: ما أنا إلاّ من الناس قال: إني لا أراه لو كان لك ما فعلت هذا قال: أجل، قال:

لو كان لك إذا لأعتقته، قال: ما كنت أبالي لو كان لي ما أعتقه قال: فهل لك أن تشتريه و أن تعتقه ؟ قال: نعم، قال: فتقاولا و كان أبو جهل يريد أن يغرمه، فاشتراه فأعتقه فحلّ من الوثاق و جلده أخضر، فأطلق، قال: و أتى الرجل أبا بكر و هو في مقامه ذلك ينظر ما صنع صاحبه، فدفع أبو بكر إليه ثمنه.

و كانت أم سعد جعلت عليها أن لا تأكل طعاما و لا شرابا ما كان سعد على رأيه قال:

فأخذه إخوته فجعلوه في الشمس، فجعلت مغشى عليها، قال: و يقول له اخوته: يا سعد أمك يغشى عليها [قال] فلتصبر فإني في الشمس و هي في الظل، ثم إنه غشي عليها فنبزوه فدخل أنفه بين وجنتيه قال فلمّا رأوا ما لقي خلّوه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي، أنبأنا أبو محمد بن زبر، حدّثنا إبراهيم بن مهدي الأيلي، حدّثنا أبو حاتم السّجستاني، حدّثنا الأصمعي، عن العمري، قال: أول من أذّن بلال، و أول من ابتنى مسجدا يصلّى فيه عمّار بن ياسر، و أول من رمى بسهم في سبيل اللّه سعد بن أبي وقاص، و أول من تغنّى بالحجاز المصطلق أبو (3) خزاعة و إنما يسمى المصطلق لحسن صوته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الجبّار، حدّثنا يونس بن بكير،

ص: 445


1- بالأصل: فاشتري و الصواب عن م.
2- عن المطبوعة 315/10 و بالأصل «لا ليتاماه».
3- كذا و اسم المصطلق: جذيمة بن سعد بن عمرو من خزاعة انظر جمهرة ابن حزم ص 239 و الاشتقاق لابن دريد 476.

عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن القاسم - يعني [ابن] عبد الرّحمن - قال: أوّل من أذّن بلال.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي [أخبرنا] أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا وكيع، حدّثنا المسعودي، عن القاسم بن (1) عبد الرّحمن قال: أول من غزا (2) فرسه في سبيل اللّه المقداد بن الأسود، و أوّل من رمى بسهم في سبيل اللّه سعد بن مالك، و أوّل من أذّن من المسلمين بلال، و أوّل من بنى مسجدا يصلى فيه عمّار، و أول من أفشى بمكة القرآن عبد اللّه بن مسعود، و أول من استشهد من المسلمين يوم بدر مهجع مولى عمر، و أول حيّ آلفوا (3) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جهينة، و أول حيّ أدّوا الزكاة طائعين من أنفسهم بنو عذرة بن سعد.

أخبرنا أبو محمد السندي و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا الحاكم أبو أحمد، أخبرنا محمد بن خريم، حدّثنا هشام، حدّثنا سعيد، حدّثنا حماد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رجل: يا رسول اللّه لقد آذيت في اللّه و ما تؤذي أحد، و لقد أخفت في اللّه و ما تخاف أحد، و لقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم و ليلة و ما لي و لا لبلال طعام يأكله ذو كبد إلاّ شيء يواريه إبط بلال.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمد الفامي، أخبرنا أبو العبّاس السّرّاج، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا عمرو بن محمد و عبيد اللّه بن موسى، قالا: حدّثنا إسرائيل بن يونس، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بستة نفر فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك فلا يخبرون علينا، قال: و كنت أنا و عبد اللّه بن مسعود - يعني - و بلال و رجل من هذيل و رجلين نسيت اسمهما فأنزل اللّه تعالى: وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ الآية قال: وَ كَذٰلِكَ فَتَنّٰا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَ هٰؤُلاٰءِ مَنَّ اللّٰهُ

ص: 446


1- بالأصل «عن».
2- رسمها تميل إلى قراءتها «غزا» و في مختصر ابن منظور 257/5 و المجلدة العاشرة المطبوعة:«عدا».
3- آلفوا: أي أصبحوا ألفا، يقال: ألف و آلف.(اللسان).

عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنٰا أَ لَيْسَ اللّٰهُ بِأَعْلَمَ بِالشّٰاكِرِينَ (1) .

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر السبط ، أخبرنا أبو سعد الصوفي (2)[أنا] (3)أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، أخبرنا محمد بن إبراهيم الدّيبلي، أخبرنا أبو عبيد اللّه المخزومي، حدّثنا سفيان عن سعد [قال] (4)قالت قريش: ما لبلال و ابن أم مكتوم يجالسا (5)محمدا فنزلت: وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ إلى قوله: اَلظّٰالِمِينَ .

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور و أنا حاضرة، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا حسين بن عمرو بن محمد العنقزي (6)،حدّثنا أبي، حدّثنا أسباط بن نصر [عن] السّدّي، عن أبي سعد الأزدي - و كان قارئ الأزد - عن أبي الكنود (7)عن خبّاب بن الأرتّ في قوله عز و جل: وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ إلى اَلظّٰالِمِينَ قال: جاء الأقرع بن حابس التّميمي، و عيينة بن حصن الفزاري فوجدوا النبي صلى اللّه عليه و سلم قاعدا مع بلال و صهيب و خبّاب و ناس من الضعفاء، فلما رأوهم حوله حقروهم، فأتوه فخلوا به، فقالوا: إنّا نحبّ أن تجعل لنا منك [مجلسا] (8) يعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب ترد عليك فنستحي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا نحن فرغنا فأقعدهم إن شئت. قال:«نعم»، قالوا: فاكتب لنا عليك كتابا، قال: فدعا بالصحيفة و دعا عليّا ليكتب و نحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل عليه السلام: وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مٰا عَلَيْكَ مِنْ حِسٰابِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ وَ مٰا مِنْ حِسٰابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظّٰالِمِينَ ثم قال: وَ إِذٰا جٰاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيٰاتِنٰا فَقُلْ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ

ص: 447


1- سورة الأنعام، الآية:53 و 54.
2- في المطبوعة: الصيرفي و في م: الصوفي كالأصل.
3- وقعت اللفظة بالأصل بعد «أبي الحسن» فقدمناها و في م: أخبرنا أبو الحسن.
4- بياض بالأصل و م، و لعل الصواب ما أثبت.
5- كذا، و الصواب: يجالسان.
6- هذه النسبة إلى العنقز و هو المرزنجوش.
7- رسمها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت، انظر في اسمه و اسم أبيه تقريب التهذيب.
8- الزيادة عن مختصر ابن منظور 258/5 سقطت اللفظة من الأصل و م.

كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (1) فرمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالصحيفة من يده، ثم دعانا فأتيناه و هو يقول: سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ فدنونا منه يومئذ [حتى] (2)وضعنا ركبنا على ركبته، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام و تركنا، فأنزل اللّه عز و جل: وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لاٰ تَعْدُ عَيْنٰاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا قال: تجالس الأشراف وَ لاٰ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنٰا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنٰا قال عيينة و الأقرع وَ اتَّبَعَ هَوٰاهُ وَ كٰانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (3) قال: هلاكا. ثم ضرب لهم مثلا رجلين كمثل الحياة الدنيا، قال: فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقعد معنا، فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها تركناه و إلاّ صبر أبدا حتى نقوم[2630].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن الحارث، حدّثنا القاسم بن عبّاد الترمذي، حدّثنا صالح بن محمد الترمذي، حدّثنا محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ (4) نزلت في صهيب بن سنان و نفر من أصحابه منهم عمّار بن ياسر [و ياسر أبي عمّار و بلال مولى أبي بكر و سمية أم عمّار و خباب بن الأرتّ و عابس] (5) مولى حويطب أخذهم المشركون يعذّبونهم، ثم ذكر الحديث.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (6)،حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو حذيفة، حدّثنا غمارة بن زاذان (7)،عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«السّباق أربعة: أنا سابق العرب، و صهيب سابق الروم، و سلمان سابق الفرس، و بلال سابق الحبش»[2631].

ص: 448


1- سورة الأنعام، الآية:54-55.
2- الزيادة عن مختصر ابن منظور 258/5.
3- سورة الكهف، الآية:28-29 و بالأصل:«عيناك عنه».
4- سورة البقرة، الآية:208.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر المطبوعة المجلدة العاشرة ص 318.
6- حلية الأولياء 149/1 و 185 و سير أعلام النبلاء 349/1.
7- بالأصل و م:«زادان» بالدال المهملة و المثبت عن سير الأعلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ (1)،حدّثنا [علي] (2) ابن سراج المصري، حدّثنا عطية بن بقية بن الوليد، حدّثنا أبي عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة - رضي اللّه عنه - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«السّباق أربعة: أنا سابق العرب، و بلال سابق الحبشة، و صهيب سابق الروم، و سلمان سابق فارس» قال ابن عديّ و ليس يعرف هذا الحديث إلاّ لبقية عن محمد بن زياد[2632].

أنبأنا أبو القاسم النسيب، عن أبي القاسم بن الفرات، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أبو الحسن بن جوصا، قال: سألت محمد بن عوف عنه يعني هذا الحديث فقال: منكر، رواه بقية، عن بشر بن عبد اللّه بن يسار منوطا.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن محمد بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (3)، أخبرنا إسماعيل بن عليّة (4)،عن يونس، عن حسن، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بلال سابق الحبشة»[2633].

و أنبأنا أبو بكر السّروي (5)،و أخبرني أبو بكر بن حبيب و بزغش (6) بن عبد اللّه عنه قال: أخبرنا أبو سعيد الصّيرفي، حدّثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أخبرنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين بن المظفّر، و أخبرنا أبو محمد [السندي، أنبأ أبو سعيد الجنزرودي، أنبأ الحاكم أنبأ محمد بن] خريم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا سعيد، عن هشام و قال أبو أحمد قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لما

ص: 449


1- الكامل في الضعفاء لابن عدي 75/2.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن عدي، و بالأصل «سراح» و المثبت عن ابن عدي.
3- طبقات ابن سعد 232/3.
4- رسمها بالأصل مضطرب، و الصواب ما أثبت، و هي أمه انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 107/9 و اسمه إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم أبو بشر الأسدي البصري ابن علية، و ورد في ابن سعد هنا: إسماعيل بن إبراهيم و في م: علة.
5- مهملة بالأصل، و في المطبوعة المجلدة العاشرة «البردي» و سترد فيها:«السروي».
6- بالأصل «و ابن عيسى» و المثبت يوافق المطبوعة المجلدة العاشرة ص 319.

قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة و عك أبو بكر و بلال، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:

كلّ امرئ مصبّح في أهله *** و الموت أدنى من شراك نعله (1)

قال: و كان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته و يقول:- و قال السّروي: صوته - يقول:

و قال الحاكم فيقول (2):

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة *** بواد و حولي إذخر و جليل

و هل أردن يوما مياه مجنّة *** و هل يبدون لي شامة و طفيل

اللّهم العن عتبة بن ربيعة [و شيبة بن ربيعة] (3) و أمية بن خلف، انتهى حديث ابن عبد الحكم، (4) و زاد سعيد: كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اللّهم حبّب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشدّ، اللّهم بارك لنا في صاعها و مدّها، و صحّحها لنا و انقل حمّاها إلى الجحفة»[2634].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أخبرنا أبو أحمد الحافظ [أنا أبو قريش محمّد بن جمعة الحافظ ] القهستاني (5)،حدّثنا يحيى بن سليمان بن نضلة، حدّثني مالك - يعني ابن أنس - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت:

لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة وعك أبو بكر و بلال قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبة كيف تجدك ؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:

كلّ امرئ مصبّح في أهله *** و الموت أدنى من شراك نعله

و كان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته فيقول:

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة *** بواد و حولي إذخر و جليل

و هل أردن يوما مياه مجنّة *** و هل يبدون لي شامة و طفيل

ص: 450


1- البيت في اللسان (صبح).
2- البيتان في اللسان (جلل) منسوبان لبلال.
3- الزيادة عن م و انظر مختصر ابن منظور 259/5.
4- في المطبوعة المجلدة العاشرة ص 320 «حدثنا...» باعتباره خبرا جديدا، و الصواب ما أثبتناه «انتهى حديث ابن عبد الحكم» فالكلام تابع.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و انظر الأنساب و هذه النسبة إلى قهستان ناحية بخراسان بين هراة و نيسابور فيما بين الجبال.

قالت عائشة: فجئت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته فقال:«اللّهم حبّب إلينا المدينة كحبّنا مكة و أشدّ و صحّحها و بارك لنا في صاعها و مدّها، و انقل حمّاها و اجعلها بالجحفة»[2635].

قال: و حدّثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف في عقبه، حدّثنا يحيى بن سليمان بن نضلة، حدّثنا مالك، قال يحيى بن سعيد قالت عائشة: و كان عامر بن فهيرة يقول:

قد رأيت الموت قبل دونه *** إن الجبان (1) حتفه من فوقه

[أخبرنا] أبو منصور [مقرب] بن الحسين بن الحسن النساج، حدّثنا القاضي أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ - قراءة - و قال ابن المهتدي - إملاء - حدّثنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثنا شريح بن يونس أبو الحارث، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، عن الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن الحسن عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اشتاقت الجنّة إلى ثلاثة: إلى عليّ و عمّار و بلال» (2)[2636].

أخبرنا أبو [علي] (3) الحسن بن المظفّر، أنبأنا أبو محمد الجوهري ح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي [بن] المذهب، قالا: أنبأنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (4)،و حدّثني أبي، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا فطر، عن كثير بن نافع النواء، قال: سمعت عبد اللّه بن مليل (5) قال: سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنه لم يكن نبيّ قبلي إلاّ قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء (6)،[و] إني أعطيت أربعة عشر: حمزة، و جعفر [و علي] و حسن، و حسين، و أبو بكر، و عمر،

ص: 451


1- بالأصل «الجنان».
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 354/1-355 و انظر تخريجه فيه.
3- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 418/7.
4- مسند الإمام أحمد 148/1.
5- بالأصل «مليك» و المثبت عن مسند أحمد.
6- بالأصل:«و زاد بن أبي» كذا، و في المطبوعة المجلدة العاشرة ص 321 «و زاد أبي» و فيهما جميعا خطأ، و الصواب ما أثبت، و الزيادة عن مسند أحمد «وزراء [و] إني».

و المقداد، و حذيفة، و سلمان، و عمّار، و بلال - سقط منه ذكر: ابن مسعود و أبي ذر (1)، و هما تمام الأربعة عشر[2637].

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أخبرنا سهل بن بشر الأسفرايني، أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد، أنبأنا أبو طاهر الذّهلي، حدّثنا محمد بن عبدوس، حدّثنا محمد بن أبي عمر [نا] سفيان، عن كثير النواء، عن أبي إدريس، عن المسيب بن نجبة عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ كلّ نبي أعطي سبعة نجباء رفقاء»- أو قال:

رفقاء - و أعطيته أربعة عشر قال: قلنا من هم ؟ قال: أنا و ابناي و جعفر، و حمزة، و أبو بكر، و عمر، و مصعب بن عمير، و بلال، و سلمان، و عمّار، و عبد اللّه بن مسعود، و أسيد [أسقط منه] (2) حذيفة، و أبا ذرّ، و المقداد، و زاد: مصعبا، و قال عن أبي إدريس عن المسيّب[2638].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النّرسي، حدّثنا محمد بن عمرو بن البختري الرّزّاز - إملاء - حدّثنا كثير بن شهاب القزويني، حدّثنا عبد اللّه بن الجرّاح، حدّثنا زافر، عن جعفر بن زياد، عن كثير النواء، عن عبد اللّه بن مليل (3)،عن علي قال: إن اللّه [جعل] لكلّ نبيّ سبعة نجباء و جعل لنبينا صلى اللّه عليه و سلم أربعة عشر:

منهم أبو بكر، و عمر، و علي، و الحسن، و الحسين، و حمزة، و جعفر، و أبو ذرّ، و عبد اللّه بن مسعود، و المقداد، و عمّار، و سلمان، و حذيفة، و بلال. هكذا جاء به موقوفا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن بشر (5)،حدّثنا أبو حيّان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم لبلال عند صلاة الفجر:«يا (6)

ص: 452


1- كذا و الاسمان وردا في نص حديث مسند الإمام أحمد.
2- ما بين معكوفتين عن المطبوعة 321/10 و مكانها بالأصل و م «و ابنه».
3- بالأصل «مليك»، و المثبت عن مسند أحمد.
4- مسند الإمام أحمد 333/2.
5- بالأصل و م «بشير» و المثبت عن مسند أحمد.
6- بالأصل «حدثنا بلال» و في م: بلال بدون ياء. و المثبت عن مسند أحمد.

بلال أخبرني بأرجى عمل عملته منفعة في الإسلام، فإنّي سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة ؟» قال: ما عملت يا رسول اللّه في الإسلام عملا أرجى عندي منفعة من أنّي لم أتطهر طهورا تاما قطّ في ساعة من ليل أو نهار إلاّ صلّيت بذلك الطهور لربي (1) ما كتب لي أن أصلّي[2639].

قال: و حدّثني أبي (2)،حدّثنا ابن نمير، حدّثنا أبو حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا بلال حدّثني بأرجى عمل عملته في الإسلام عندك منفعة فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يديّ في الجنة» فقال بلال: ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة إلاّ أني لم أتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل و نهار (3) إلاّ صلّيت بذلك الطهور ما كتب اللّه عزّ و جلّ لي أن أصلّي[2640].

حدّثنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن أبي نصر الكوفاني الصّوفي، أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن محمد بن النحاس - بمصر - أنبأنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبيد اللّه بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة [ستّ ] (4) و ثلاثين و ثلاثمائة:

حدّثنا محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا أبو حيّان التّيمي عن أبي زرعة، عن أبي هريرة،[قال:] قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لبلال عند صلاة الفجر:

«حدّثني بأرجى عمل عملته عندك منفعة في الإسلام، فإني قد سمعت خشف نعليك بين يدي في الجنة» فقال: ما عملت عملا في الإسلام أرجى من أني لم أتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل أو نهار إلاّ صلّيت لربي ما كتب لي أن أصلي[2641].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أخبرنا أبو العباس [الدغولي، و أبو العباس] عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن حمّاد

ص: 453


1- عن مسند أحمد، و رسمها بالأصل يميل إلى «الذي» و قد قرأ الناسخ هكذا فاشتبه عليه، فوضع عليها إشارة و كتب على الهامش «لعله: تطهر به».
2- مسند الإمام أحمد 439/2.
3- مسند أحمد: أو نهار.
4- الزيادة عن المطبوعة 322/10 سقطت اللفظة من الأصل و م.

العسكري، قالا: حدّثنا محمد بن إسماعيل بن سالم، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا أبو حيّان التّيمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة،[قال:] قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لبلال عند صلاة الفجر:

«حدّثني بأرجى عمل عملته عندك منفعة في الإسلام، فإني (1) قد سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة» قال: ما عملت عملا في الإسلام أرجى من أني لم أتطهر طهورا تاما في ساعة [من] ليل و لا نهار إلاّ صلّيت لربي ما كتب لي أن أصلي[2642].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أخبرنا أبو يحيى، و محمد بن أحمد بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن أبي حيّان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا بلال ما أرجى عمل عملته عندك منفعة في الإسلام» قال بلال: ما عملت في الإسلام عملا أرجى عندي لربي منفعة أنّي لم أتطهر بطهر من ليل أو نهار إلاّ صلّيت بذلك الطهور لربي عز و جل ما كتب لي أن أصلي قال:«فإني سمعت الليل خشف نعليك بين يديّ في الجنّة»[2643].

أخبرنا أبو عبد اللّه [الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه] (2) بن عمر العمري، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبّار الرّذاني (3)،حدّثنا حميد بن زنجويه، حدّثنا علي بن الحسين بن واقد، حدّثني أبي عن ابن (4) بريدة قال: حدّثني أبي بريدة قال: أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعا بلالا فقال:«يا بلال [بم] (5) سبقتني إلى الجنّة ؟ ما دخلت الجنة قطّ إلاّ سمعت خشخشتك، إنّي دخلت البارحة الجنّة فسمعت خشخشتك أمامي» فقال بلال: يا رسول اللّه ما أذّنت

ص: 454


1- بالأصل «قال» و المثبت عن رواية سابقة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك قياسا إلى سند مماثل، و انظر المجلدة العاشرة المطبوعة ص 323 و في م كالأصل.
3- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب ذال مخففة هذه النسبة إلى رذان و هي قرية من قرى نسا. ذكره السمعاني و ترجم له باسم: أبي جعفر محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي عون النسوي الرذاني و انظر أسد الغابة 245/1 و في م: الرداني بالدال المهملة.
4- بالأصل و المطبوعة 323/10 «أبي» و الصواب عن م و هو عبد اللّه بن بريدة كما في أسد الغابة 245/1.
5- زيادة عن أسد الغابة.

قطّ إلاّ صلّيت ركعتين، و ما أصابني حدث قطّ إلاّ توضّأت عندها و رأيت أن للّه عليّ ركعتين فأركعهما، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بهما»[2644].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأنا أبي، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، حدّثنا خيثمة، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن سيّار النّصيبي، حدّثنا أبو عاصم، عن زينب [بنت] (1) أبي طليق، عن حبّان بن جزء (2)،عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«دخلت الجنة فسمعت خشفة نعلي بلال»[2645].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العبّاس (3) محمد بن يعقوب، حدّثنا العباس بن محمد الدوري، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدّثنا الحسين بن واقد، حدّثنا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه، قال:

أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فدعا بلالا فقال:«يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ؟ دخلت البارحة فسمعت خشخشتك أمامي» فقال بلال: يا رسول اللّه ما أذّنت قطّ إلاّ صلّيت ركعتين، و لا أصابني حدث قطّ إلاّ توضّأت عندها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بهذا»[2646].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، حدّثنا علي بن الحسن - و هو ابن شقيق - حدّثنا الحسين بن واقد، حدّثنا ابن بريدة، عن أبيه قال: دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بلالا فقال:«يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ؟ إنّي دخلت الجنة البارحة فسمعت خشخشتك أمامي، فأتيت على قصر من ذهب مربّع، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أمة محمد، قلت: فأنا محمد، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من العرب، قلت: أنا عربي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش، قلت: أنا قرشي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب» فقال بلال: يا رسول اللّه ما أذّنت قطّ إلاّ صلّيت ركعتين، و ما أصابني حدث قطّ إلاّ توضّأت عندها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بهذا»[2647].

ص: 455


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر تهذيب التهذيب 426/1 ترجمة حبان بن جزء.
2- حبان بكسر الحاء، و بالأصل «بحر» و المثبت عن تهذيب التهذيب 426/1 و جزء بفتح الجيم و همزة (الخلاصة).
3- بالأصل «أبو القاسم» و الصواب عن م.
4- مسند الإمام أحمد 360/5.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي، أنبأنا أبو بكر المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا زهير، حدّثنا علي بن الحسين، حدّثنا الحسين بن واقد، حدّثنا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال: دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بلالا فقال:«يا بلال بم تسبقني إلى الجنة ؟ إني دخلت البارحة الجنّة فسمعت خشخشتك أمامي، فأتيت على قصر من ذهب مربع مشرف، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أمة محمد، قلت: فأنا محمد، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من العرب، قلت: أنا عربي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش، قلت: أنا قرشي لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب» فقال بلال: يا رسول اللّه ما أذّنت قطّ إلاّ صليت ركعتين و ما أصابني حدث قط إلاّ توضّأت عندها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بهذا»[2648].

حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ الباقلاني - قراءة عليه، و أنا حاضر - حدّثنا أبو بكر [بن] مالك - إملاء - حدّثنا محمد بن أحمد البوراني، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، أنبأنا الحسين بن واقد، حدّثنا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال: أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فدعا بلالا فقال:«يا بلال بم سبقتني إلى الجنّة،[فإني دخلت البارحة الجنّة] (1) فسمعت خشخشتك أمامي، فأتيت على قصر مربّع مشرف، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من أمة محمد، قلت: فأنا محمد، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من العرب، قلت: فأنا عربي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من قريش، قلت: فأنا قرشي لمن هذا القصر؟ قالوا:

لعمر بن الخطاب» فقال بلال: يا رسول اللّه ما أصابني حدث قطّ إلاّ توضأت عندها، و لا أذّنت قطّ إلاّ صليت ركعتين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بها»[2649].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدّل، حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن (3)عبد العزيز الهاشمي - إملاء - حدّثنا العباس بن محمد الدوري، حدّثنا أبو عبد الرّحمن علي بن الحسن بن شقيق، أخبرنا الحسين بن واقد، حدّثنا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه

ص: 456


1- ما بين معكوفتين زيادة اقتضاها السياق عن الروايات السابقة، و انظر المطبوعة المجلدة العاشرة ص 324.
2- الخبر في تاريخ بغداد 370/11 في ترجمة علي بن الحسن بن شقيق.
3- بالأصل «عن» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تاريخ بغداد 181/8 و انظر تاريخ بغداد 370/11.

قال: أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فدعا بلالا فقال:«يا بلال بم سبقتني إلى الجنة (1).

في (2) جانبها و جسا فقال: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا بلال المؤذن» قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين جاء إلى الناس:«قد أفلح بلال رأيت له كذا و كذا»[2650].

أخبرنا أبو القاسم [بن] الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، حدّثنا عثمان بن محمد و سمعته (4) أنا من عمر (5) بن محمد، حدّثنا جرير عن (6) قابوس، عن أبيه، حدّثنا ابن عباس قال: ليلة أسري بنبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم دخل الجنة فسمع في جانبها [وجسا] قال:«يا جبريل ما هذا؟» قال:

هذا بلال المؤذن، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين جاء إلى الناس:«قد أفلح بلال رأيت له كذا و كذا» قال: فلقيني موسى فرحبت به، و قال: مرحبا بالنبي الأمّيّ قال و هو رجل آدم طويل سبط شعره مع أذنيه أو فوقهما فقال: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا موسى، قال: فمضى، فلقيه شيخ جليل متهيّب فرحّب به، و سلّم. و كلّهم يسلم عليه، فقال: من هذا يا جبريل ؟ قال:

هذا أبوك إبراهيم، قال: و نظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف قال: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، و رأى رجلا أحمر أزرق جعدا شعثا إذا رأيته، قال: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا عاقر الناقة، قال: فلما دخل النبي صلى اللّه عليه و سلم المسجد الأقصى قام يصلي ثم التفت، فإذا (7) النبيون أجمعون يصلّون معه، فلما انصرف جيء بقدحين أحدهما عن اليمين و الآخر عن الشمال، في أحدهما لبن و في الآخر عسل، فأخذ اللبن فشرب، فقال الذي كان معه القدح أصبت الفطرة[2651].

ص: 457


1- بياض بالأصل و م مقدار نصف سطر، و في تاريخ بغداد ذكر تتمة الحديث كالروايات السابقة إلى قوله «بهذا»، انظر تاريخ بغداد 371/11 و مكان هذا كله في المطبوعة المجلدة 325/10 كلمة واحدة هي «الحديث» يعني تتمته.
2- من هنا كذا بالأصل جاء بعد البياض، و جاء في المطبوعة بعد لفظة الجنة الحديث، و لا علاقة لما سيأتي بالحديث و يبدو أن ثمة سقط في الكلام لا ندري كميته.
3- مسند الإمام أحمد 257/1.
4- عن المسند و بالأصل: و سمعت.
5- في المسند: عثمان.
6- بالأصل «بن» و المثبت عن المسند.
7- بالأصل «قال» و المثبت عن المسند.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: حدّثنا و أبو منصور بن زريق (1)،أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن [إسماعيل البزار، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن محمّد بن] (2) عابد الخلاّل، حدّثنا أبي محمد بن عابد، حدّثنا علي بن داود القنطري، حدّثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يبعث اللّه الأنبياء على الدوابّ و يبعث صالحا على ناقته كما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر، و يبعث ابني فاطمة الحسن و الحسين على ناقتين، و عليّ بن أبي طالب على ناقته، و أنا على البراق، و يبعث بلالا على ناقة فينادي بالأذان و نشاهده حقا حقا حتى إذا بلغ: أشهد أن محمدا رسول اللّه، شهد بها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين و الآخرين فقبلت ممن قبلت منه»[2652].(3) أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدّثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين الورّاق المؤدب، حدّثنا أبو صالح محمد بن الحسن بن المهلّب، حدّثنا محمد بن عيسى الطّرسوسي، حدّثنا عبد العزيز بن الخطاب، حدّثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن أبيه، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يبعث اللّه ناقة صالح فيشرب من لبنها هو و من آمن به من قومه، و لي حوض كما بين عدن إلى عمان أكوابه عدد نجوم

ص: 458


1- بالأصل رزيق بتقديم الراء، و الصواب زريق بتقديم الزاي، و قد تقدم.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة المجلدة العاشرة ص 326.
3- قبله سقط خبر من الأصل و من م و استدرك في المجلدة العاشرة المطبوعة ص 326-327 و نصه: أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن المظفر السامي أنا أحمد بن محمد العتيقي أنا يوسف بن أحمد بن البرجيل أنا محمد بن عمرو العقيلي نا صالح بن شعيب قال: نا أمية بن بسطام قال نا أبو عاصم العباداني قال نا عبد الكريم بن كيسان عن سويد بن عمير قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: حوضي أشرب منه يوم القيامة و من اتبعني من المؤمنين، و يبعث اللّه ناقة ثمود لصالح فيحتلبها فيشربها و الذين آمنوا معه يوافي بها الموقف و لها رغاء، قال: فقال له رجل من القوم، و أظنه معاذ بن جبل: يا رسول اللّه و أنت يومئذ على العضباء؟ قال: لا، ابنتي فاطمة على العضباء، و أحشر أنا على البراق، و أختص به دون الأنبياء. ثم نظر إلى بلال فقال: يحشر هذا على ناقة من نوق الجنة فيقدمنا بالأذان محضا، فإذا قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، قالت الأنبياء مثلها، و نحن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فإذا قال: أشهد أن محمدا رسول اللّه، فمن مقبولة منه و مردود عليه، قال: فيتلقى بحلة من حلل الجنة، و أول من يكسى يوم القيامة من حلل الجنة بعد الأنبياء الشهداء و صالح المؤذنين.

السماء، فيستسقي الأنبياء، و يبعث اللّه صالحا على ناقته. قال معاذ بن جبل: يا رسول اللّه و أنت على العضباء؟[قال: أنا] على البراق يخصني اللّه به من بين الأنبياء، و فاطمة ابنتي على العضباء، و يؤتى بلال على ناقة من نوق الجنة فيركبها و ينادي بالأذان فيصدقه من سمعه من المؤمنين حتى يوافى المحشر، و يوفى بلال بحلّتين من حلل الجنّة فيكساهما، فأول من يكسى من المسلمين بلال، و صالح المؤمنين بعد»[2653].

حدّثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبدان بن يزيد بن يعقوب الدّقّاق - بهمذان - حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدّثنا عيسى بن عبد اللّه بن (1)عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده محمد بن عمر [عن أبيه عمر بن علي عن علي] (2) بن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا كان يوم القيامة حملت على البراق و حملت فاطمة على ناقة العضباء، و حمل بلال على ناقة من نوق الجنة، و هو يقول:

اللّه أكبر إلى آخر الأذان يسمع الخلائق»[2654].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح، أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبّار الرّذاني (3)،حدّثنا أبو أحمد حميد بن زنجويه، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه - هو ابن يونس - نا سلام بن سليم، حدّثنا خليفة (4) بن عثمان، عن من حدثه عن مكحول، عن كثير بن مرّة الحضرمي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حوضي أشرب منه يوم القيامة أنا و من آمن بي و من استسقاني من الأنبياء، و تبعث ناقة ثمود لصالح فيحتلبها فيشرب من لبنها هو و الذين آمنوا معه، ثم يركبها من عند قبره حتى توافي به المحشر لها رغاء و هو يلبي عليها، فقال معاذ:

و أنت تركب العضباء يا رسول اللّه ؟ قال: لا، تركبها ابنتي و أنا على البراق. اختصصت به من دون الأنبياء يومئذ»، ثم نظر إلى بلال فقال:«و يبعث هذا يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة ينادي على ظهرها بالأذان محقا - أو قال: حقا - فإذا سمعت الأنبياء و أممها: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أن محمدا رسول اللّه. نظروا كلّهم إلى بلال، و نحن نشهد على ذلك قبل

ص: 459


1- كذا و لعله سقط «بن محمد» باعتبار ما سيأتي و في م كالأصل.
2- ما بين معكوفتين زيادة اقتضاها السياق.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و قد تقدم قريبا.
4- في المطبوعة 328/10 جبلة.

ذلك ممن قيل منه و رد على من رد فإذا وافى بلال استقبل بحلّة من الجنة فلبسها، و أوّل من يكسى من حلل الجنة بعد النبيين و الشهداء بلال، و صالح المؤذنين»[2655].

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم بن علي بن محمد القرشي العبشمي، و أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المصري، قالا: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي، أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا العلاء بن سالم حدّثنا أبو الوليد المخزومي، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أنه قال: أبشر يا بلال، فقال: بم تبشرني يا عبد اللّه بن عمر؟ فقلت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يجيء بلال يوم القيامة معه لواء يتبعه المؤذنون حتى يدخلهم الجنة»[2656].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي، حدّثنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، حدّثنا محمد بن أحمد بن لؤلؤ حدّثنا محمد بن أحمد بن المؤمّل، و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا سعيد بن محمد البحيري، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان الحيري (1)،أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي بكر الصّيرفي - ببغداد - حدّثنا العلاء بن سالم، حدّثنا أبو الوليد المخزومي، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه قال: أبشر يا بلال، فقال: بم تبشرني يا عبد اللّه ؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يجيء بلال على راحلة رحلها من ذهب و ياقوت، معه لواء يتبعه المؤذنون حتى يدخلهم الجنة حتى إنه ليدخل من أذن أربعين يوما يطلب بذلك وجه اللّه تعالى»[2657].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر الخطيب، حدّثنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - إملاء - أنبأنا بشر بن أحمد التميمي، حدّثنا موسى بن عبد الرّحمن البشتي - إملاء - من كتابه، حدّثنا أبو محمد الحسن بن علي الحلواني الخلاّل - إملاء علينا في منزله من حفظه - حدّثنا يزيد بن هارون [حدّثنا] الحسام بن المصكّ .

و أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا إسماعيل بن مسعدة.

أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا أبو أحمد بن عديّ الحافظ (2)،أخبرنا علي بن

ص: 460


1- من حيرة نيسابور.
2- الكامل في الضعفاء لابن عدي 434/2.

إبراهيم بن الهيثم، حدّثنا ميمون بن الأصبغ، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حسام بن مصكّ (1) عن قتادة عن القاسم بن ربيعة، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم المرء بلال، و لا يتبعه إلاّ مؤمن، و هو سيد المؤذنين، و المؤذنون أطول أعناقا يوم القيامة»[2658].

أخبرنا عاليا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أخبرنا محمد بن عمر الطّهراني، نا أبو عبد اللّه بن مندة، حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص النيسابوري، حدّثنا سهل بن عمّار العتكي، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حسام بن مصكّ ، عن قتادة، عن القاسم، عن ربيعة، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم المرء بلال، سيد المؤذنين يوم القيامة، و المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة» و رواه سهل بن حسام عن أبيه[2659].

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (2)،أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدّثنا سليمان الشّاذكوني، حدّثنا سهل بن حسام بن مصكّ ، حدّثني أبي عن قتادة، عن القاسم بن عوف الشيباني (3)، عن زيد بن أرقم، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«نعم الرجل بلال، و المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة»[2660].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، حدّثني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدّثني عمر بن عيسى الآجري، حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزي - ببغداد - حدّثنا داود بن الزّبرقان، عن محمد بن جحادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يحشر المؤذنون يوم القيامة على نوق من نوق الجنّة يقدمهم بلال، رافعي أصواتهم بالأذان ينظر إليهم الجمع، فيقال: من هؤلاء؟ فيقال: مؤذنو أمة محمد صلى اللّه عليه و سلم، يخاف الناس و لا يخافون، يحزن الناس و لا يحزنون»[2661].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو

ص: 461


1- ضبطت عن تقريب التهذيب.
2- بالأصل ريدة بالدال المهملة و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة.
3- بالأصل:«و الشيباني» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة 329/10.

عبد اللّه الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي و أبو القاسم بن حبيب المفسر من أصله، و أبو صادق محمد بن أحمد العطار، قالوا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا أبو عتبة، حدّثنا بقية، حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن، عن سليمان بن بريدة قال:

دخل بلال على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يتغدى فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (1):«نأكل رزقنا، و فضل رزق بلال في الجنة. أشعرت يا بلال أنّ الصائم تسبّح عظامه و تستغفر له الملائكة ما أكل عنده»[2662].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (2)،حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا يحيى بن عبد الباقي المصّيصي، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن الحرّاني، حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، حدّثنا أبين بن سفيان المقدسي، عن خليفة بن سلام، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اتخذوا السّودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم، و النّجاشي، و بلال المؤذن» قال الطّبراني: أراد الحبش[2663].

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (3)،حدّثني جدي، حدّثنا أحمد بن شبّويه، حدّثنا سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه - يعني ابن المبارك - عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سادة السودان أربعة: لقمان الحبشي، و النّجاشي و بلال و مهجع»[2664].

أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي المدائني، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، أنبأنا أبو صالح، عن معاوية، عن الأوزاعي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خير السّودان أربعة: لقمان [و النجاشي] (4) و بلال و مهجع»[2665].

ص: 462


1- بعدها في مختصر ابن منظور 261/5 الغداء يا بلال. قال: إني صائم يا رسول اللّه، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
2- بالأصل:«زيده»، و الصواب ما أثبت «ريذة».
3- بالأصل «سنة» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 312/15.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن المطبوعة 331/10.

أخبرنا جدي القاضي أبو الفضل بجير بن علي بن عبد العزيز و خالاي أبو المعالي محمد و أبو المكارم سلطان، أنبأنا يحيى قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن علي المعروف بابن طيب الورّاق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمد [و أبو محمّد] (1) بن أبي نصر و أبو بكر محمد بن عبد الرّحمن القطان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن أبي العقب، قالوا: أخبرنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت بن معاوية بن قرّة، عن عائذ بن عمرو قال: مرّ أبو سفيان ببلال و سلمان و صهيب فقالوا: ما أخذت سيوف اللّه من عنق هذا بعد مأخذها، فقال أبو بكر الصّدّيق: أ تقولون هذا لشيخ قريش و سيدها؟ فذهب أبو بكر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره بذلك، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربّك» قال: فرجع أبو بكر فقال: يا اخوة! لعلّكم غضبتم ؟ قالوا: يغفر اللّه لك يا أبا بكر[2666].

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أخبرنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر، حدثا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا عبد الرّحمن بن المبارك، حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدّثنا الجريري، عن أبي الورد القشيري، حدثتني امرأة من بني عامر: عن امرأة بلال أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أتاها فسلّم فقال:«أ ثمّ بلال ؟» فقالت: لا [قال:] فلعلك غضبت (2) على بلال ؟ [قالت:] إنه يحبني كثيرا، فيقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما حدّثك عني بلال، فقد صدق، بلال لا يكذب، لا تغضبي بلالا، فلا يقبل منك عمل ما أغضبت بلالا»[2667].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو أحمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد (3)،أنبأنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم أن بني أبي البكير

ص: 463


1- زيادة اقتضاها السياق عن م.
2- في المطبوعة 331/10 غضبى.
3- طبقات بن سعد 237/3.

جاءوا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: زوّج أختنا فلانا، فقال لهم:«أين أنتم عن بلال»؟ ثم جاءوا مرة أخرى فقالوا: يا رسول اللّه أنكح أختنا فلانا فقال:«أين أنتم عن بلال»؟ ثم جاءوا مرة (1)أخرى فقالوا: يا رسول اللّه أنكح أختنا فلانا فقال (2):«أين أنتم عن رجل من أهل الجنة ؟» قال: فأنكحوه[2668].(3) أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا علي [بن] أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا أبو شعيب الحرّاني، حدّثني أحمد بن أبي شعيب، حدّثنا موسى بن أعين عن خالد بن يزيد، حدّثنا أبو عبد الملك عن القاسم، عن أبي أمامة قال عيّر أبو ذرّ بلالا بأمّه فقال: يا ابن السوداء، و أن بلالا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره فغضب، فجاء أبو ذرّ و لم يشعر، فأعرض عنه النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: ما أعرضك عني إلاّ شيء بلغك يا رسول اللّه ؟ قال: أنت الذي تعيّر بلالا بأمّه قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: و الذي أنزل الكتاب على محمد - أو ما شاء اللّه أن يحلف - ما لأحد على أحد فضل إلاّ بعمل، إن أنتم إلاّ كطفّ الصّاع»[2669].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أخبرنا أبو نعيم ح.

و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن محمد بن عبد اللّه الهمذاني، قال: حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، حدّثنا أحمد بن حمّاد [زغبة، نا سعيد بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، حدّثني عبد اللّه بن سليمان] (4)،عن درّاج (5) أبي

ص: 464


1- ابن سعد: جاءوا الثالثة فقالوا.
2- ابن سعد: فقال:«أين أنتم عن بلال ؟ أين...».
3- قبله خبر سقط من الأصل و م، و استدرك في المطبوعة 332/10 و نصه كما استدرك فيها عن إحدى نسخه: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة.... عبد اللّه بن أعين.... محمد بن علي.... نا محمد بن زياد بن معروف نا جعفر بن جسر بن فرقد، أخبرني أبي عن ثابت عن أنس. عن بلال المؤذن قال: مررت على فاطمة و هي تعالج الرحى، قال: و ابنها الحسين يبكي، قال: و حانت الصلاة، قال بلال: فقلت لفاطمة: أيما أعجب إليك ؟ أكفيك الرحى أو الصبي ؟ فقالت فاطمة: أنا ألطف بصبيي، قال: فأخذت بقية الطحين فطحنته عنها، و أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا بلال ما حبسك ؟ فقلت: يا رسول اللّه مررت على فاطمة و هي تعالج الرحى فأعنتها على طحنها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: رحمتها [رحمك اللّه].
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر المطبوعة 332/10.
5- بالأصل «زراح» خطأ الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب.

السّمح، عن أبي الهيثم، عن ابن حجيرة (1)،عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«مثل بلال كمثل نحلة غدت تأكل من الحلو و المرّ، ثم هو حلو كلّه»[2670].

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنبأنا أبو عاصم الفضل بن يحيى الفضيلي، أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح، أخبرنا محمد بن عقيل بن الأزهر (2) بن عقيل البلخي، حدّثنا عبد العزيز بن منيب، حدّثنا محمد بن يزيد بن سنان، حدّثنا أبي (3)،حدّثنا عطاء بن أبي رباح، عن بلال، قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا بلال الق اللّه فقيرا و لا تلقه غنيا» قال: قلت: و كيف لي بذلك يا رسول اللّه ؟ قال:«إذا رزقت فلا تخبأ، و إذا سئلت فلا تمنع» قال: قلت: و كيف لي بذلك يا رسول اللّه ؟ قال:«هو ذاك و إلاّ النار»[2671].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، أخبرنا أبو المظفّر محمود (4) بن جعفر بن محمد بن أحمد الكوسج، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد البغدادي، حدّثنا أبو أسيد أحمد بن محمد بن أسيد المديني، حدّثنا حمزة بن العباس المروزي، حدّثنا علي بن الحسن بن شقيق، أخبرنا الحسين - يعني ابن واقد - عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس [في قوله تعالى:] مٰا لَنٰا لاٰ نَرىٰ رِجٰالاً كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ (5)قال أبو جهل و أصحابه في النار مٰا لَنٰا لاٰ نَرىٰ رِجٰالاً كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ خبّابا و بلالا. رواه جرير بن عبد الحميد، عن ليث، فلم يذكر ابن عباس في إسناده.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد (6)،أنبأنا جرير بن عبد الحميد الضّبّي، عن ليث، عن مجاهد في قوله: مٰا لَنٰا لاٰ نَرىٰ رِجٰالاً كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ [ أَتَّخَذْنٰاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زٰاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصٰارُ (7)قال: يقول أبو جهل:

ص: 465


1- اسمه: عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني، قاضي مصر.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م ترجمته في سير أعلام النبلاء 415/14.
3- قوله:«حدثنا أبي» سقط من المطبوعة 333/10.
4- بالأصل «محمد» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 449/18.
5- سورة ص، الآية:62.
6- طبقات ابن سعد 233/3.
7- سورة ص، الآية:62 و 63.

أين بلال، أين فلان، أين فلان، كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار] (1)فلا نراهم في النار [أم هم في مكان لا نراهم فيه أم هم في النار] (2)لا يرى مكانهم ؟.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، حدّثنا عيسى بن علي، حدّثنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا - داود يعني ابن عمر - و حدّثنا المطّلب بن زياد بن زهير القرشي عن ليث، عن مجاهد في قوله: مٰا لَنٰا لاٰ نَرىٰ رِجٰالاً كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ قال: يقول أبو جهل في النار: أين عمار؟ أين بلال ؟.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني و أبو المعالي تغلب بن جعفر السّرّاج، قالا: أخبرنا عبد الدائم بن الحسن، أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن، أخبرنا عبد اللّه بن عتاب، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام عن أبيه قال: أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بلالا عام الفتح فأذّن فوق الكعبة[2672].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الأديب، أنبأنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا أبو سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي، حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي برة، نا أبو بكر بن خنيس، حدّثنا عبد الجبار [بن الورد] المكي، حدّثنا ابن أبي مليكة، قال: لما كان يوم الفتح رقي بلال فأذن على ظهر الكعبة فقال بعض الناس: يا عبد اللّه (3)،لهذا العبد الأسود، إنه يؤذن على ظهر الكعبة فقال بعضهم: إن سخط اللّه بغيره فأنزل اللّه عزّ و جلّ ذكره: يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ إِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثىٰ وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ لِتَعٰارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ إِنَّ اللّٰهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن محمد، حدّثنا وهب بن بقية، حدّثنا خالد بن عبد اللّه، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان للنبي صلى اللّه عليه و سلم مؤذنان:[بلال] (5) و أبو محذورة.

ص: 466


1- ما بين معكوفتين في الموضعين زيادة عن ابن سعد.
2- ما بين معكوفتين في الموضعين زيادة عن ابن سعد.
3- في المطبوعة 334/10: يا للّه لهذا العبد الأسود أن يؤذن.
4- سورة الحجرات، الآية:13.
5- سقط من الأصل، و زيادتها لازمة. و في رواية عند ابن سعد 234/3 عن عامر أنه كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثة مؤذنين، ذكرهما و زاد: و عمرو بن أم مكتوم.

أخبرنا أبو القاسم [إسماعيل بن علي] (1) بن الحسين، و أبو بكر محمد بن الفضل بن محمد بن علي، قالا: أخبرنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد النحوي، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا مأمون بن هارون بن طوسي، حدّثنا الحسين بن عيسى البسطامي، حدّثنا محمد بن القاسم، حدّثنا الربيع بن صبح عن الحسن و ابن سيرين، عن أنس قال: أذن بلال بليل فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يعيد الأذان فرقي بلال و هو يقول:

ليت بلالا ثكلته أمّه *** و ابتلّ من نضح دم جبينه (2)

يرددها حتى صعد فلما صعد نادى ألاّ إنّ العبد نام، فلما انشقّ الفجر أعاد (3) الأذان.

[أخبرتنا] أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا ابن أبي شيبة أبو بكر، حدّثنا حسين بن علي، عن شيخ يقال له الحفص، عن أبيه، عن جده قال: أذّن بلال في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم أذّن لأبي بكر حياته (4)،ثم لم يؤذن زمن عمر، فقال له عمر: ما يمنعك أن تؤذن ؟ فقال: إنّي أذّنت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى قبض، و أذّنت لأبي بكر حتى قبض لأنه كان وليّ نعمتي، و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يا بلال ليس شيء أفضل من عملك إلاّ الجهاد في سبيل اللّه». فخرج مجاهدا[2673].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرّازي، أخبرنا أبو جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمد بن هارون، حدّثنا سفيان بن وكيع [حدّثنا] حسين بن علي الجعفي، عن شيخ يقال له الحفص، عن أبيه، عن جدّه قال: أذّن بلال حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم أذن لأبي بكر حياته، و لم يؤذن في زمن عمر، فقال له عمر: ما يمنعك أن تؤذن ؟ قال: إني أذّنت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى قبض، و أذنت لأبي بكر حتى قبض و كان وليّ نعمتي، و قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من شيء أفضل من عملك إلاّ الجهاد في سبيل اللّه» فخرج فجاهد. حفص [هو] بن عمر بن سعد القرظ بن عائذ، مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم في مسجد قباء[2674].

ص: 467


1- ما بين معكوفتين زيادة عن فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة (عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد ص 672) و في م: إسماعيل بن الحسين.
2- البيت في طبقات ابن سعد 235/3.
3- بالأصل و في م «عاد» و المثبت عن مختصر ابن منظور 264/5.
4- رسمها مضطرب بالأصل و في م: لأبي بكر بن حيوية، و المثبت عن مختصر ابن منظور 264/5.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا محمد بن الحسين بن عبد اللّه، أخبرنا محمد بن عبد الرّحمن بن العباس، حدّثنا إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق، حدّثنا أبي حمّاد، حدّثنا الزبير بن أبي بكر، حدّثني ذؤيب بن عمامة، عن عبد الرّحمن بن سعد، عن عمر و عامر ابني حفص، و محمد بن عمّار عن آبائهم عن أجدادهم عن سعد القرظ قال: خرجت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فرأيت الزّنج يتراطنون (1) حين رأوه ليس معه أحد، و لم يدر به الناس، قال: فارتقيت على نخلة، فأذّنت فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ما هذا يا سعد من أمرك بهذا؟ قال: قلت يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي إنّي رأيت الزنج يتراطنون و لم يكن معك أحد فخفتهم عليك، فأردت أن يعلم (2) أنّك قد جئت حتى يجتمع الناس فقال:«أصبت، إذا لم يكن معي بلال فأذّن».

قال: و كان النجاشي قد أهدى له عنزتين (3) فأعطى بلالا واحدة، فكان يمشي بها بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى توفي، قال: فجاء بلال إلى أبي بكر الصّدّيق فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ أفضل أعمالكم الجهاد في سبيل اللّه». و قد أردت الجهاد، فقال له أبو بكر: أسألك بحقّي إلاّ ما صبرت، انما هو اليوم أو غد حتى أموت؛ فأقام بلال معه يمشي بالعنزة بين يديه حتى توفي أبو بكر. فجاء إلى عمر فقال له كما قال لأبي بكر، فسأله عمر بما سأله أبو بكر، فأبى، فقال: فمن يؤذن ؟ قال: سعد القرظ فإنه قد كان أذّن بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعطاه العنزة فمشى بين يديّ عمر حتى قتل،[ثم] (4) بين يديّ عثمان[2675].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا الحسن بن علي، أنبأنا محمد بن العباس، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن محمد، أخبرنا محمد بن سعد (5)،حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي أويس المديني، حدّثني عبد الرّحمن بن سعد،[بن عمار بن

ص: 468


1- بالأصل «اطنون» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- بالأصل «تعلم... تجمع» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- عنزتين محركة، تثنية عنزة. و هي عصا في قدر نصف الرمح أو أكثر شيئا منها سنان مثل سنان الرمح، و قيل في طرفها الأسفل زج كزج الرمح يتوكأ عليها الشيخ الكبير، و قيل: هي أطول من العصا و أقصر من الرمح، و العكازة قريب منها.(اللسان: عنز).
4- الزيادة عن ابن سعد 235/3.
5- طبقات ابن سعد 235/3.

سعد بن عمار بن سعد المؤذن قال: حدّثني عبد اللّه بن محمد بن عمار بن سعد، و عمار بن حفص بن عمر بن سعد، و عمر بن حفص بن عمر بن سعد] (1) عن آبائهم عن أجدادهم أنهم أخبروهم: أنّ النّجاشي الحبشي بعث إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بثلاث عنزات، فأمسك النبي صلى اللّه عليه و سلم واحدة لنفسه، و أعطى عليّ بن أبي طالب واحدة و أعطى عمر بن الخطاب واحدة، فكان بلال يمشي بتلك العنزة التي أمسكها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لنفسه بين يديّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في العيدين يوم الفطر و الأضحى حتى يأتي المصلّى فيركزها بين يديه فيصلّي إليها، ثم كان يمشي بها بين يدي أبي بكر بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كذلك، ثم كان سعد القرظ يمشي بها بين يدي عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان في العيدين فيركزها بين أيديهما و يصلّيان إليها. قال عبد الرّحمن بن سعد و هي هذه العنزة التي يمشى بها بين يدي الولاة.

قالوا (2):و لما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جاء بلال إلى أبي بكر الصّدّيق فقال له: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول:«أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل اللّه» فقال أبو بكر: فما تشاء يا بلال ؟ قال: أردت أن أرابط في سبيل اللّه حتى أموت.

فقال أبو بكر: أنشدك اللّه يا بلال و حرمتي و حقّي فقد كبرت و ضعفت و اقترب أجلي. فأقام بلال مع أبي بكر، حتى توفي أبو بكر، فلما توفي أبو بكر جاء بلال إلى عمر بن الخطاب فقال له كما قال لأبي بكر، فردّ عليه عمر كما ردّ عليه أبو بكر، فأبى بلال عليه فقال عمر:

فإلى من ترى أن أجعل النداء؟ فقال: إلى سعد، فإنه قد أذّن لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعا عمر سعدا فجعل الأذان إليه و إلى عقبه من بعده[2676].

قال ابن سعد هذا كله في الحديث بإسناد إسماعيل بن أبي أويس.

قال: و أنبأنا محمد بن سعد (3) أنبأنا روح بن عبادة و عفّان بن مسلم، و سليمان بن حرب قالوا: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيّب أن أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة قال له بلال: يا أبا بكر، قال: لبّيك، قال: أعتقتني للّه أو لنفسك ؟ قال: للّه، قال: فأذن لي حتى أغزو في سبيل اللّه. فأذن له، فذهب إلى الشام، فمات.

ص: 469


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن طبقات ابن سعد.
2- ابن سعد 236/3.
3- ابن سعد 237/3.

قال: و أخبرنا محمد بن سعد (1)،أخبرنا محمد بن عمر، عن موسى بن (2)محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه قال: لما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أذّن بلال و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يقبر، فكان إذا قال أشهد أن محمدا رسول اللّه انتحب الناس في المسجد، قال: فلما دفن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له أبو بكر: أذّن، فقال: إن كنت إنما أعتقتني لأن أكون معك فسبيل ذلك، و إن كنت أعتقتني للّه، فخلّني، و من (3) أعتقتني له، فقال: ما أعتقتك إلاّ للّه. قال: فإنّي لا أؤذّن لأحد بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فذاك إليك. فأقام حتى خرجت بعوث الشام، فسار معهم حتى انتهى إليها.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلّي (4)،حدّثنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار، حدّثنا سعيد بن رحمة [حدّثنا] نعيم، قال: سمعت ابن المبارك، عن معمر، حدّثني عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيّب قال: لما كان خلافة أبي بكر تجهز بلال للخروج إلى الشام، فقال أبو بكر: ما كنت أراك يا بلال تدعنا على هذه الحال، لو أقمت معنا فأعنتنا فقال: إن كنت إنّما أعتقتني للّه عزّ و جلّ فدعني أذهب إلى اللّه، و إن كنت إنّما أعتقتني لنفسك فاحتبسني عندك، فأذن له، فخرج إلى الشام فمات بها (5).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرنا أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدّثنا أبو عبد اللّه الحافظ محمد بن نصر، حدّثنا أبو الوليد أحمد بن عبد الرّحمن القرشي، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: سألت مالك بن أنس عن السّنّة في الأذان فقال: ما تقولون أنتم في الأذان ؟ و عن من أخذتم الأذان ؟ قال الوليد: فقلت: أخبرني سعيد بن عبد العزيز و ابن جابر و غيرهما أن بلالا لم يؤذن لأحد بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أراد الجهاد، فأراد أبو بكر منعه و حبسه فقال: إن كنت أعتقتني للّه تعالى فلا تحبسني عن الجهاد، و إن كنت أعتقتني لنفسك أقمت فخلّى سبيله، فكان بالشام حتى قدم عليهم عمر بن الخطاب الجابية، فسأل المسلمون عن عمر بن

ص: 470


1- طبقات ابن سعد 236/3.
2- بالأصل «عن» و المثبت عن ابن سعد.
3- عن ابن سعد و بالأصل «و أن».
4- ضبطت عن الأنساب، و لم يذكر السمعاني هذه النسبة إلى أي شيء.
5- الخبر في حلية الأولياء 150/1.

الخطاب أن يسأل لهم بلالا يؤذن لهم، فسأله فأذّن لهم يوما - أو قالوا: صلاة واحدة - قالوا: فلم ير (1) يوما أكثر باكيا منهم يومئذ حين سمعوا صوته ذكرا منهم لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالوا: فنحن نرى أن أذان أهل الشام عن أذانه يومئذ و ذكر باقيه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أخبرنا محمد بن الحسن النّهاوندي، حدّثنا أحمد بن الحسين، أخبرنا عبد اللّه بن محمد القاضي، حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدّثنا يحيى بن بشر، حدّثنا فرات، حدّثنا هاشم بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قدمنا الشام مع عمر فأذّن بلال (2) فذكر الناس النبي صلى اللّه عليه و سلم فلم أر يوما أكثر باكيا منه.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه و أبو المعالي حسين بن حمزة السّليمان، قالا:

أخبرنا أبو الحسن (3) بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر الخرائطي، حدّثنا إبراهيم بن الجنيد، حدّثنا علي بن الجعد، عن عبد العزيز الماجشون، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا، و أعتق سيدنا - يعني بلالا-.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة و أبو المعالي تغلب بن جعفر، قالا: أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنّائي (4)،أخبرنا عبد اللّه بن هلال، أخبرنا يعقوب بن أحمد بن عبد الرّحمن، حدّثنا الفضل بن يعقوب، حدّثنا الهيثم بن جميل، حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا يعني بلالا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو بكر المغربي، أخبرنا أبو بكر الجوزقي، أخبرنا أبو العباس الدّغولي، حدّثنا علي بن الحسن الهلالي، حدّثنا حجاج بن المنهال ح.

و أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبدان،

ص: 471


1- كذا بالأصل، و لعله:«فلم نر يوما» و إلاّ «يوم» الصواب.
2- بالأصل «هلال» و الصواب عن م.
3- بالأصل و م «الحسين» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و مهملة في م، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.

أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدّثنا هشام بن علي، حدّثنا عبد اللّه [يعني ابن رجاء قالا:

ثنا عبد العزيز الماجشون عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه] (1)،قال: قال عمر بن الخطاب أبو بكر سيدنا [و أعتق سيّدنا] (2) يعني بلالا ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو علي بن المسلمة، أخبرنا أبو الحسن الحمّامي، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا الحسن بن علي، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، حدّثنا أبو حذيفة القرشي، عن إبراهيم بن (3) طهمان، عن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

قال عمر: أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا يعني بلالا.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو حفص بن شاهين، أخبرنا أحمد بن (4) محمد بن إسماعيل الآدمي، حدّثنا الفضل بن سهل الأعرج، حدّثنا زيد بن الحباب، أخبرني عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، أخبرنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال عمر بن الخطاب: أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا بلالا.

قال: و أخبرنا أبو حفص، حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، حدّثنا إسماعيل بن أسد، نا شبابة، حدّثنا أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال عمر بن الخطاب: أبو بكر سيدنا و أعتق سيدنا بلالا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا القاضي أبو [جعفر محمّد بن أحمد بن حامد بن عبيد البخاري ببغداد، نا أبو سهل أحمد بن محمّد بن أحمد المكي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن موسى بن علي بن عيسى الرازي، أنا أبو محمّد، أنا] (5) جعفر بن محمد بن برهان، حدّثنا أبو يوسف، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث بن (6) سعد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: ذكر عمر بن الخطاب ذات يوم أبا بكر فجعل يصف مناقبه ثم قال:

ص: 472


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند، و ما استدرك عن المطبوعة المجلدة العاشرة ص 338.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه.
3- بالأصل «عن» خطأ.
4- في المطبوعة:«أبو حفص بن شاهين بن محمد بن إسماعيل».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 339/10.
6- بالأصل «عن» و الصواب عن م.

و هذا سيدنا بلال حسنة من حسنات أبي بكر.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو حامد بن جبلة (1)،حدّثنا محمد بن إسحاق، حدّثنا قتيبة، حدّثنا الليث، عن يحيى بن سعيد، قال: ذكر عمر بن الخطاب فضل أبي بكر الصّدّيق فجعل يصف مناقبه ثم قال:

و هذا سيدنا بلال حسنة من حسنات أبي بكر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد، حدّثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد، حدّثني الفضل بن إسحاق بن حيان، حدّثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة عن سالم أن شاعرا امتدح بلالا بن عبد اللّه بن عمر فقال في شعره:

بلال بن عبد اللّه خير بلال

فقال له ابن عمر: كذبت، بلال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خير بلال (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا إبراهيم بن سعيد، حدّثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم أن شاعرا [قال في عبد اللّه] ابن عمر:

بلال بن عبد اللّه خير بلال

فقال له ابن عمر: كذبت بلال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو محمد بن عبد الباقي، حدّثنا الحسن بن علي (3) الجوهري - إملاء، في شعبان سنة ست و أربعين و أربع مائة - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، حدّثنا موسى بن سهل الجوني، نا محمد بن محمد الأزدي، حدّثنا إبراهيم بن حمّاد المصّيصي، حدّثنا يوسف بن سوار، حدّثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الزّمّاني، عن محارب بن دثار، عن أنس بن مالك قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلا من أصحابه يقال له سفينة بكتاب إلى معاذ، إلى اليمن، فلما صار في الطريق إذا بالسّبع رابض في وسط

ص: 473


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن حلية الأولياء 150/1.
2- سير أعلام النبلاء 349/1.
3- بالأصل «عبد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 68/18.

الطريق، فخاف أن يجوز فيقوم إليه، فقال: أيها السّبع إني [رسول] (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى معاذ، و هذا كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فقام السّبع فهرول قدّامه غلوة (2)،ثم همهم ثم صرخ، و تنحّى عن الطريق، فمضى بكتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى معاذ ثم رجع بالجواب، فإذا هو بالسّبع فخاف أن يجوز فقال: أيها السّبع إني [رسول] (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى معاذ، و هذا جواب كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى معاذ، فقام السبع فصرخ ثم همهم ثم تنحى عن الطريق، فلما قدم أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و تدرون ما قال أول ؟» قال: كيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و عمر و عثمان و علي ؟ و أما الثانية فقال: أقرئ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبا بكر و عمر و عثمان و عليا و سلمان و صهيبا و بلالا مني السلام[2677].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا أبو عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا أبو عبد اللّه بن محمد بن هشام الكندي، أخبرنا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن بكر الحوطي (4)،حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعي، قال: إن بلالا أتى (5) عمر بن الخطاب فقال:[الصلاة، فردّدها عليه فقال له عمر:] (6) نحن أعلم بالوقت منك، قال له بلال: لأنا أعلم بالوقت منك، و أنت أضلّ من حمار أهلك.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أبو الحسن بن معروف، أخبرنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد، قال (7):أخبرت عن (8) أبي اليمان الحمصي، عن حريز (9) بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن ميسرة، عن ابن مراهن (10) قال: كان أناس يأتون بلالا فيذكرون فضله، و ما قسم اللّه له من الخير، فكان

ص: 474


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 266/5.
2- الغلوة: الزمن قدره رمية سهم.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 266/5.
4- في المطبوعة 348/10 الخرائطي.
5- بالأصل «بن» و المثبت عن المختصر 266/5.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 266/5-267 و العبارة مضطربة في م.
7- طبقات ابن سعد 238/3.
8- بالأصل «عند» و المثبت عن ابن سعد.
9- بالأصل و ابن سعد:«جرير» و فيها جميعا تحريف، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
10- بالأصل «جواهن» و المثبت عن ابن سعد، و في ميزان الاعتدال 596/4 و تهذيب التهذيب: ابن مواهن.

يقول: إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أخبرنا الحسن بن علي، قال لنا عمر بن أحمد بن شاهين: حدّثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر (1)،و علي بن الحسن بن المغيرة الدّقّاق، قالا: حدّثنا محمد بن يزيد الرفاعي، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا إسماعيل، عن قيس، قال: بلغ بلالا أن ناسا يفضّلونه على أبي بكر فقال: كيف تفضّلوني عليه، و إنما أنا حسنة من حسناته.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم ح.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني [أنبأنا] أبو عمر بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: حدّثنا محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمر قال:[سمعت شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر الصّدّيق يقول: كان بلال ترب أبي بكر. قال محمّد بن عمر: فإن] (2) كان هذا هكذا، و قد توفي أبو بكر سنة ثلاث عشرة، و هو ابن ثلاث و ستين سنة فبين هذا و بين ما روي لنا في بلال سبع سنين - يعني أن بلالا مات سنة عشرين - و شعيب بن طلحة أعلم بميلاد بلال حين يقول هو ترب أبي بكر فاللّه أعلم. فكان مولده بعد الفيل بثلاث سنين أو أقل.

قال (3):و أخبرنا الواقدي حدّثني سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: حدّثني [من رأى] (4) بلالا رجلا آدم شديد الأدمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي،[أنا أبو بكر بن اللالكائي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان] (5)،أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو الحسن علي بن محمد، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: قال بلال حين حضرته الوفاة:

غدا نلقى الأحبة *** محمدا و حزبه

ص: 475


1- بالأصل «المجذور» و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في سير الأعلام 436/14 و في م كالأصل.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدراكها ضروري عن طبقات ابن سعد 238/3.
3- طبقات ابن سعد 238/3 - و سير الأعلام 359/10.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدراكها ضروري عن طبقات ابن سعد 238/3.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر المطبوعة 349/10.

قال: تقول امرأته: وا ويلاه، قال: يقول هو: وا فرحاه (1).

أنبأنا أبو سعيد محمد بن محمد المطرز و أبو [علي] الحسن بن أحمد الحداد، قالا: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أبو الزنباع، حدّثني يحيى بن بكير، قال: توفي بلال مولى أبي بكر و يقال: إنه ترب أبي بكر بدمشق في الطاعون، و دفن عند باب الصغير و يكنى أبا عبد اللّه في سنة سبع أو ثمان عشرة، هو من مولّدي السراة، و يقال يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، حدّثنا أبو الزنباع، حدّثنا يحيى بن بكير، قال: مات بلال سنة ثماني عشرة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو منصور بن خيرون [حدّثنا] أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر [بن] الطبري، قال: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثني عمّار، نا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: و يقال مات بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدمشق سنة عشرين و فيها مات عياض بن غنم (2).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (3)،أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه قال:

توفي بلال بدمشق سنة عشرين، و دفن عند الباب الصغير في مقبرة دمشق و هو ابن بضع و ستين سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا ثابت بن بندار، و أخبرنا أبو العلاء، أخبرنا أبو بكير البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضّل (4)،حدّثنا أبي، حدّثنا الواقدي، قال:

و مات بلال سنة عشرين.

ص: 476


1- الخبر في سير الأعلام 359/1 و قد نثر الشعر نثرا.
2- تاريخ بغداد 184/1 و المعرفة و التاريخ 306/3-307.
3- طبقات ابن سعد 238/3.
4- بالأصل «الفضل» و الصواب ما أثبت انظر الأنساب (الغلابي).

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا الحسن بن [محمّد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا] (1) محمد بن سعد، قال في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا: بلال بن رباح مولى أبي بكر الصّدّيق، و يكنى أبا عبد اللّه و كان من مولّدي السّراة مات بدمشق سنة عشرين و دفن عند الباب الصغير في مقبرة دمشق و هو ابن بضع و ستين سنة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أخبرنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن الحارث، حدّثنا محمد بن منصور، حدّثنا محمد بن سعد - كاتب الواقدي - قال: و بلال بن رباح مولى أبي بكر يكنى أبا عبد اللّه توفي بدمشق و دفن بباب الصغير سنة عشرين، و هو ابن بضع و ستين سنة و كان من مولّدي السّراة.

أخبرنا أبو محمد [ابن] الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا علي بن محمد بن طوق الطبراني، أخبرنا عبد الجبار بن محمد بن مهنى الخولاني (2)،أخبرنا عون بن الحسن بن عون، حدّثنا عبيد اللّه بن محمد العمري، حدّثني بكر بن عبد الوهاب، حدّثني محمد بن عمر الواقدي قال: مات بلال بدمشق و قبر في مقبرة باب الصغير سنة عشرين، و هو ابن بضع و ستين.

أنبأنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، حدّثنا أبو بكر محمد بن عبيد اللّه بن أبي عمرو، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مروان، حدّثنا أبو عبد الملك القرشي، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: بلال بن رباح يكنى أبا عبد اللّه مات بالشام و دفن في مقبرة باب كيسان مات سنة عشرين و هو ابن بضع و ستين سنة [لا يغير] (3).قال أبو أيوب سمعت الوليد يقول: دفن بلال بباب كيسان (4).

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي (5)،حدّثني أبو الحسن نعمة اللّه بن

ص: 477


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر المطبوعة 350/10.
2- الخبر في تاريخ داريا للخولاني ص 54:«و مهنى» غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت.
3- بياض بالأصل و غير مقروءة في م و المستدرك بين معكوفتين نقلا عن المطبوعة 351/10.
4- باب كيسان منسوب إلى كيسان مولى معاوية بن أبي سفيان، و هو بالقرب من الباب الشرقي.
5- بالأصل «السلماني» و الصواب ما أثبت. هذه النسبة إلى سلماس: و هي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوي.

محمد، حدّثنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد اللّه البجلي، حدّثنا محمد بن أحمد بن سليمان، أنبأنا أبو الحسن سفيان بن محمد بن سفيان، حدّثني عمي أبو بكر الحسن بن سفيان بن موسى السفار، حدّثنا محمد بن علي بن عمر [حدّثنا] روّاد بن الجرّاح عن محمد بن إسحاق [قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي بلال سنة عشرين.

أخبرنا أبو القاسم] (1) بن السّمرقندي، أخبرنا علي بن أحمد بن محمد، أنبأنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبيّ ،[حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال:

سنة عشرين بلال] (2) بن رباح مولى أبي بكر الصديق يعني مات.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد، أخبرنا محمد بن الحسين بن شهريار، حدّثنا عمرو بن علي الفلاس (3)، قال: و مات بلال بن رباح مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدمشق، و هو ابن بضع و ستين، سنة عشرين في خلافة عمر رضي اللّه عنهما.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا (4) الحسن بن البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - حدّثنا محمد بن الحسين الزّعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنبا المدائني قال: بلال مات و هو ابن ثلاث و ستين، آدم نحيف طوال أجنى (5) خفيف العارضين، كثير الشعر، قال شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر: كان ترب أبي بكر.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، أخبرنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم [إسماعيل بن أحمد أنبأ محمّد بن هبة اللّه قالا: أنبأ أبو الحسين] (6) بن الفضل، أخبرنا عبد بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال: و يقال:

مات بلال مؤذن النبي صلى اللّه عليه و سلم بدمشق سنة عشرين.

ص: 478


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر المطبوعة 351/10.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن م.
3- في المطبوعة:«القلاس» بالقاف، تحريف.
4- بالأصل:«أنبأنا» خطأ و الصواب ما أثبت، تقدم هذا السند مرارا.
5- أجنى، و أجنأ بالهمز، الذي يميل أعلى ظهره على صدره.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، قال: أبو عبد اللّه بلال بن رباح مولى أبي بكر الصّدّيق مات بدمشق سنة عشرين و هو ابن بضع و ستين سنة. و قال المدائني: مات سنة إحدى [و عشرين] بالشام.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسين بن أبي النصر، قال: قال لنا أبو سليمان بن زبر: بلال بن رباح يكنى أبا عبد اللّه و قيل بل يكنى أبا عمرو مولى أبي بكر الصّدّيق مات بداريّا - بكورة دمشق (1)-و حمل على رقاب الرجال، و دفن في مقبرة باب كيسان سنة عشرين، و هو ابن بضع و ستين، شهد بدرا، و هو ابن حمامة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنبأنا محمد بن الحسين بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أخبرنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط ، قال: بلال بن رباح مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مولى أبي بكر الصّدّيق أمه حمامة يكنى أبا عبد اللّه مات بدمشق سنة إحدى و عشرين، و أخوه خالد بن رباح.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال:

و فيها يعني سنة إحدى و عشرين مات بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2).

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، أخبرنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو الحسن بن طوق الطّبراني، أخبرنا عبد الجبار بن محمد الخولاني (3)،حدّثنا أحمد بن سليمان القاضي، حدّثنا أبو زرعة بن عمرو قال: قبر بلال بدمشق قال: و يقال: بداريّا (4).

قال: و أخبرنا عبد الجبار، أخبرنا علي بن يعقوب بن الرّوّاس، حدّثنا أحمد بن أبي

ص: 479


1- داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة (معجم البلدان).
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 149.
3- تاريخ داريا ص 53.
4- كذا و وقف هنا، و العبارة في تاريخ داريا: قال: و يقال بداريا أنلح هند الخولانية. فالمعنى اختلف تماما، و لا يفهم من العبارة أن قبره فيها، و لعل الناسخ سها عن إتمام العبارة، ففهم منها ذلك.

الحواري، قال: سمعت مروان بن محمد يقول: مات بلال في داريّا و حمل فقبر في باب الصغير.

قال عبد الجبار (1):و قد أدركت جماعة من خولان من شيوخهم، و ذوي الفضل منهم و يقولون: إن قبر بلال في داريا في مقبرة خولان.

و حدّثنا عبد الجبار (2)،حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر، حدّثنا أبو أسامة الحلبي، حدّثنا أبي حدّثنا أبو سعد عن عديّ بن عبد الرّحمن أن بلالا مات بحلب فدفن عند باب الأربعين.

أخبرنا بهذه الحكاية أعلى [من] هذه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، حدّثنا عثمان بن خرّزاد (3)،حدّثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي، حدّثنا أبو سعد الأنصاري عن علي بن عبد الرّحمن قال: مات بلال بحلب و دفن على باب الأربعين.

975 - بلال بن سعد بن تميم

975 - بلال بن سعد (4) بن تميم

أبو عمرو السّكوني، و يقال: أبو زرعة (5)

إمام الجامع بدمشق، كان أحد الزهاد له كلام كثير في المواعظ .

حدّث عن أبيه و كان له صحبة، و عبد اللّه بن عمر من وجه ضعيف، و جابر بن عبد اللّه، و أبي الدرداء مرسلا، و أبي السّكينة (6)-رجل قيل إنّ له صحبة.

روى عنه: الأوزاعي، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر (7)،و عمر بن شراحيل، و عبد القدّوس بن حبيب، و سعيد بن عبد العزيز، و ربيعة بن يزيد القصير، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و حميد بن مسلم القرشي، و الوضين بن عطاء،

ص: 480


1- تاريخ داريا ص 53.
2- تاريخ داريا ص 53.
3- مهملة بالأصل، و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب.
4- بالأصل «سعيد» و المثبت عن م و انظر تهذيب التهذيب.
5- في تهذيب التهذيب: الأشعري و قيل الكندي. ترجمته في تهذيب التهذيب 316/1 الوافي بالوفيات 277/10 حلية الأولياء 221/5 سير أعلام النبلاء 90/5 و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
6- ضبطت عن تقريب التهذيب.
7- بالأصل:«زيد» و المثبت عن م، و انظر تهذيب التهذيب.

و عثمان بن مسلم، و الصقر بن رستم، و الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب النصري، و عبد اللّه بن عثمان القرشي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم، و عامر بن مسلم الدّمشقي، و خالد بن محمد الثقفي، و يزيد بن عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن سمرة، و يزيد بن ربيعة الرّحبي، و ثابت بن ثوبان، و أبو معيد (1) حفص بن غيلان، و أبو وهب عبيد اللّه [بن عبيد الكلاعي]، و أبو سبأ عتبة بن تميم.

و ذكر أبو مسهر أن بلال بن سعد كان بالشام مثل الحسن البصري بالعراق، و كان قارئ الشام و كان جهير الصوت (2).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطّيّان، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد قولة، أخبرنا أبو بكر بن زياد، حدّثنا عيسى بن أبي عمران - بالرّملة - حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عبد اللّه بن العلاء بن زبر (3) قال:

سمعت بلال بن سعد يحدّث عن أبيه قال: قلنا يا رسول اللّه ما للخليفة بعدك ؟ قال:«مثل الذي لي ما رحم و أقسط [في القسط ] (4) و عدل القسم» رواه البخاري في تاريخه عن سليمان بن عبد الرّحمن عن الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء و غيره عن بلال[2678].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد قال (5) في الطبقة الرابعة من أهل الشام: بلال بن سعد، و كان ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال (6):سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم عن بلال بن سعد [فقال: هو بلال بن سعد] (7) بن تميم، كان يؤم الناس في خلافة هشام، و ليس له عقب، كانت له ابنة.

ص: 481


1- مهملة بالأصل، و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه 1297/4.
2- سير الأعلام 91/5.
3- بالأصل:«زيد» و المثبت عن تهذيب التهذيب.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و انظر مختصر ابن منظور 286/5.
5- طبقات ابن سعد 461/7.
6- المعرفة و التاريخ 405/2.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر المعرفة و التاريخ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب، أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري، أخبرنا الأحوص بن المفضّل، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن حنبل قال: بلال بن سعد بن تميم رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا علي بن الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة يقول: بلال بن سعد السّكوني توفي زمن هشام يكنى أبا عمرو ولده ببيت أبيات (1).أخبرني بذلك بعض ولده. قال ابن جوصا: حدّثني أبو الذيال من ولد بلال بن سعد قال: نسب جدي بلال بن سعد بن تميم، و بلال يكنى بأبي عمرو.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة قال (2):و بلال بن سعد أحد العلماء في خلافة هشام و كان قاصّا حسن القصص، يحدّث عنه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و ابن جابر و غيرهم من أجلّة أهل العلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، قال (3):بلال بن سعد بن تميم السّكوني كان إمام الناس في خلافة هشام.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا - أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أخبرنا أبو أحمد بن عبدان.

ص: 482


1- قال ابن طولون: هي غربي الصالحية، و قد ذكرها في القرى الداثرة (غوطة دمشق: محمد كردعلي).
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 607/1.
3- المعرفة و التاريخ للفسوي 330/2.

أخبرنا محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل، قال (1):بلال بن سعد بن تميم السّكوني الشامي أبو عمرو، و قال بعضهم: الكندي، و قال حمّاد بن سلمة هو الأشعري أبو عمرو كنّاه بقية، سمع أباه، سمع منه الأوزاعي و عمرو بن شراحيل، و عبد اللّه بن العلاء.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنبأنا أبو بكر المغربي (2)،أخبرنا أبو سعيد بن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عمرو بلال بن سعد بن تميم السّكوني سمع أباه، روى عنه الأوزاعي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي.

أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرنا أبو موسى بن [أبي] عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمرو بلال بن سعد السّكوني الشامي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو القاسم بن مندة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أخبرنا علي بن محمد، قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (3):بلال بن سعد بن تميم السّكوني الكندي، و قال حمّاد بن سلمة: الأشعري، أبو عمرو روى عن أبيه، و أبي الدرداء. روى عنه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و ابن جابر، و عمرو بن شراحيل، و عثمان بن مسلم، و السّقر (4) بن رستم، و الضحاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب النصري (5)، و عبد اللّه بن عثمان القرشي من ولد حكيم بن حزام. سمعت أبي يقول ذلك و قال أبو محمد: بلال بن سعد شامي دمشقي، واعظ دمشق.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أخبرنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أخبرنا أبو نصر طاهر بن محمد، حدّثنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمد قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول:

بلال بن سعد أبو زرعة.

ص: 483


1- التاريخ الكبير 108/2/1.
2- المطبوعة: المقرئ.
3- الجرح و التعديل 1/قسم 398/1.
4- الجرح: و الصقر.
5- الجرح:«المصري» و بهامشه عن إحدى نسخه: البصري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا الحسين (1) بن جعفر و محمد بن الحسن و أحمد بن محمد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أخبرنا ثابت بن بندار، أنبأنا الحسين بن جعفر، قالوا: أخبرنا الوليد بن بكر، أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا، أخبرنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد العجلي قال: بلال بن سعد شامي، تابعي، ثقة و أبوه من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا عبد اللّه بن مسلم، قال: سمعت الرياشي يقول: سمعت الأصمعي يقول: كان بلال بن سعد يصلّي الليل أجمع فكان إذا غلبه النوم في الشتاء و كان في داره بركة ماء - فيجيء فيطرح نفسه في ثيابه في الماء حتى ينفر عنه النوم. فعوتب في ذلك، قال: ماء البركة في الدنيا خير من صديد جهنم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ و محمد بن موسى، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، أنبأنا الأوزاعي، قال: كان بلال بن سعد من العبادة على شيء لم يسمع بأحد قوي عليه، كان له في كل يوم و ليلة اغتسالة (3).

قال أبي: و قال الأوزاعي: و كان من العبادة على شيء لم يسمع بأحد قوي عليه، ما [أتى عليه زوال] قطّ إلاّ و هو فيه قائم يصلّي.

و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي عن مشرف بن علي بن الخضر، أنبأنا أبو القاسم علي بن عبد الواحد بن عيسى النّجيرمي الكاتب [أنبأنا] أبو الحسن بن إسحاق الحلبي القاضي، حدّثنا خيثمة بن سليمان، أخبرنا العباس بن الوليد، أخبرنا أبي، حدّثنا الأوزاعي قال: كان بلال بن سعد من العبادة على شيء لم يسمع بأحد من الأمة قوي عليه، كان له في كل يوم و ليلة ألف ركعة.

ص: 484


1- بالأصل:«الحسن» و الصواب ما أثبت و سيأتي.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 86 و قوله:«و أبوه من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم» ليس فيه.
3- إعجامها غير واضح و المثبت عن الحلية 222/5.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1)،حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمد بن حاتم المروزي، حدّثنا حبّان (2) بن موسى قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول: كان محل بلال بن سعد بالشام و مصر كمحلّ الحسن بن [أبي] الحسن بالبصرة.

قال: و حدّثنا أبو نعيم (3)،حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا عبد اللّه بن أبي داود.

حدّثنا إسحاق بن الأخيل، حدّثنا أبو الزّرقاء عبد الملك بن محمد الدمشقي، قال:

سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال بن سعد، و لم أسمع واعظا قط أبلغ منه.

أخبرنا على أبي محمد السّلمي عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا محمد بن الحرمي المقرئ، أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذن، حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن سليمان، حدّثنا خالد بن يحيى الحضرمي، قال: و سمعت جدي أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة يقول: سمعت محمد بن عائذ (4) يقول: سمعت الوليد بن مسلم يقول:

كان بلال بن سعد السّكوني إمام الجامع بدمشق فكان إذا كبّر سمع صوته من الأوزاع (5)و تبين قراءته من عقبة الشياحين (6)،و هي العقبة التي فيها دار الضيافة (7)،قال الشيخ: و لم يكن هذا العمران.

أخبرنا جدي القاضي يحيى بن علي القرشي و خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن القاضي و أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن بن حذلم، حدّثنا خالد بن روح، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا الوليد، حدّثني الضّحّاك بن عبد الرّحمن و غيره أنّهم: رأوا بلال بن سعد يعظ الناس في غداة العيد في المصلّى إلى جانب المنبر حتى يخرج الإمام، فإذا خرج جلس.

أخبرنا أبو محمد بن الحسن بن أبي بكر، أنبأنا الفضل بن يحيى الفضيلي، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح، حدّثنا محمد بن عقيل البلخي، حدّثنا محمد بن نصر، حدّثنا أبو

ص: 485


1- حلية الأولياء 222/5.
2- في الحلية «حيان» و الصواب ما أثبت، ضبط عن تقريب التهذيب.
3- حلية الأولياء 222/5.
4- بالأصل «عائد».
5- الأوزاع ذكر صاحب غوطة دمشق في القرى الداثرة، كان موضعا مشهورا بربض دمشق، على طريق باب الفراديس، و يرى ابن العماد أنها حي العقيبة (غوطة دمشق: محمد كردعلي ص 162).
6- لم أعثر على هذين الموضعين.
7- لم أعثر على هذين الموضعين.

الوليد، حدّثنا الوليد، حدّثنا أبو عمرو قال: سمعت بلال بن سعد يقول في مواعظه: و اللّه لكفى به ذنبا أن اللّه عزّ و جلّ يزهدنا في الدنيا و نحن نرغب فيها، زاهدكم راغب، و عالمكم جاهل، و مجتهدكم مقصّر.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، حدّثنا القاضي الإمام أبو عمر محمد بن الحسين، حدّثنا سهل بن عبد اللّه التّستري، حدّثنا أبو مسعود عبد الرّحمن بن الحسين الصّابوني، حدّثنا زياد بن يحيى، حدّثنا الوليد بن مسلم سمعت الأوزاعي يقول:

سمعت بلال بن سعد يقول: و اللّه لكفى به ذنبا أنّ اللّه يزهدنا في الدنيا و نحن نرغب فيها، فزاهدكم راغب، و عابدكم مقصّر، و عالمكم جاهل.

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن أحمد و علي بن المسلم الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو الدحداح، حدّثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول في مواعظه: إن اللّه يزهدنا في الدنيا و نحن نرغب فيها، فزاهدكم راغب، و عالمكم جاهل، و مجتهدكم مقصّر.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنبأنا محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال بن سعد يقول: كفى به و اللّه ذنبا أن يكون اللّه تبارك و تعالى قد زهدنا في الدنيا و نحن نرغب فيها، فزاهدكم راغب، و عالمكم جاهل، و عابدكم مقصّر.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالا: أخبرنا أبو محمد الصّريفيني، أخبرنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: عالمكم جاهل، و زاهدكم راغب، و عابدكم مقصّر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي (1) و أبو البقاء عبيد الله بن مسعود بن عبد العزيز، و أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد، قالوا: حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا علي بن عمر الحربي، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفي،

ص: 486


1- في م: المرزقي، خطأ.

حدّثنا يحيى بن عثمان، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد يقول: زاهدكم راغب،[و] عالمكم جاهل [و جاهلكم] مغتر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا أحمد بن جميل، حدّثنا الوليد، عن الأوزاعي قال: قال بلال بن سعد أخ لك كلما لقيك أخبرك بعيب فيك خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارا. كذا قال: بعيب فيك، و المحفوظ :

بحظك (1) من اللّه.

أخبرناه أبو الحسن بن قبيس و علي بن المسلّم، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا جعفر بن عامر البزاز، حدّثنا أحمد بن مجاهد، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد، قال:

أخ لك كلما لقيك ذكرك بنصيبك من اللّه خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارا.

أخبرناها عالية أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن إسماعيل و أبو عمر بن حيّوية، قالا: أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد، أنبأنا الحسين بن الحسن، أنبأنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت الأوزاعي يقول ح.

و أخبرنا أبو الحسن الفقيهان، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو الدحداح، نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظّك من اللّه خير لك من أخ - زاد المروزي: لك - كلما لقيك وضع في كفك دينارا (2).

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: ترى على سعيد بن محمد البحيري، أخبرنا أبو زكريا، حدّثنا يحيى بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن حمدون الأعمش، حدّثنا محمود بن آدم، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد أنه قال: أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظّك من اللّه خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفّك دينارا.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنبأنا الفضيل بن يحيى، أخبرنا

ص: 487


1- بالأصل و م «بخطبك» و المثبت عن مختصر ابن منظور 268/5.
2- حلية الأولياء 225/5.

عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا محمد بن نصر، حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا أبو عمرو قال: سمعت بلال بن سعد يقول: أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظّك من اللّه خير له من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارا.

قال: و سمعت بلال بن سعد يقول: لا تكن وليا للّه في العلانية و عدوّه في السرّ (1).

أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر اللّه بن محمد المصّيصي و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر الخشوعي و أبو القاسم تمام بن (2) عبد اللّه الظني، قالا: أخبرنا علي بن الحسن بن طاوس، أخبرنا عبد الملك بن محمد، أخبرنا أبو بكر النجاد، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال بن سعد يقول: لا تكن وليا للّه في العلانية عدوّا للّه في السرّ.

أخبرناها عالية (3) أبو منصور بن خيرون و أبو طاهر يحيى بن محمد بن أحمد، و أبو محمد علي بن عبد القادر بن الخضر، و أبو خازم (4) بن الفراء، و أبو بكر بن المزرفي (5)،و أبو الفرج هبة اللّه بن محمد بن علي، و أبو غالب محمد بن علي المكبّر، و أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن أحمد بن السلال، و محمد بن أحمد بن أبي الفتح الطرائفي، و أبو نصر محمد بن سعد بن الفرج المؤدب، و بشارة بنت محمد بن عبد الوهاب، و ابنتها مهناز بنت (6) يانس بن عبد اللّه الرّوياني (7)،و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا (8) قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن [المسلمة، نا عبيد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن الزهري، نا جعفر بن] (9) محمد بن الحسن بن المستفاض

ص: 488


1- حلية الأولياء 228/5.
2- بالأصل «أبو» و الصواب عن م.
3- بالأصل:«بن» خطأ.
4- بالأصل و م «حاتم» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 604/19.
5- بالأصل «المرزقي» خطأ، و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و قد مرّ كثيرا.
6- «مهناز بنت يانس» رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن التبصير 1328/4 و فيه: بنت يانس بن علي، بدل عبد اللّه.
7- في المطبوعة: الرومي.
8- بالأصل «حدا» و المثبت عن المطبوعة 361/10.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر المطبوعة 361/10.

الفريابي، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي، حدّثنا الوليد بن مسلم حدّثنا الأوزاعي ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا شريح بن يونس، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال: سمعت بلالا يقول: لا تكن للّه وليا في العلانية و عدوّه في السّرّ.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي (1)،أخبرنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا أبو بكر بن زياد، حدّثنا عيسى بن أبي عمران، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: لا تكن عدوا للّه في السّرّ و وليّه في العلانية.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على سعيد بن محمد البحيري، أخبرنا يحيى بن إسماعيل الحربي، أنبأنا أحمد بن حمدون، حدّثنا محمود بن آدم، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد، قال: لا تكن وليّ اللّه في العلانية و عدوّه في السّرّ.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا شريح بن يونس بن الحارث، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: لا تكن ذا وجهين و ذا لسانين فتظهر للناس أنّك تخشى اللّه عزّ و جلّ فيحمدوك و قلبك فاجر.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا بحر بن نصر و أحمد بن عيسى، قالا: حدّثنا بشر بن بكر، حدّثنا الأوزاعي، قال: و أخبرنا أبو عمرو الرّزجاهي (2)،حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن علي بن زياد الدّقّاق، أخبرنا أبو إسحاق الأنماطي (3)،حدّثنا

ص: 489


1- بالأصل «البغوي» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المجلدة السابعة.
2- رسمها مضطرب بالأصل «الروجاحي» و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى رزجاه، قرية من قرى بسطام، و هي مدينة بقومس.
3- و اسمه: إبراهيم بن إسحاق.

الحسن بن عيسى، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: إنّ المعصية إذا أخفيت لم تضر إلاّ صاحبها، و إذا أعلنت فلم تغيّر ضرّت العامة.

و في رواية بشر: إن الخطيئة إذا أخفيت لم تضر إلاّ عاملها، و إذا ظهرت ضرّت العامة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا أبو بكر الرّمادي، حدّثنا أبو إسحاق الطّالقاني، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، عن الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول:

إنّ المعصية إذا أخفيت لم تضر إلاّ صاحبها و إذا أعلنت ضرّت الخاص و العام.

أخبرناها عالية أبو سعد بن البغدادي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، أخبرنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر النيسابوري، أخبرنا العباس بن الوليد، أخبرني عقبة، عن الأوزاعي ح.

و أخبرناها أبو الحسن علي بن أحمد و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو الدحداح، حدّثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: إنّ الخطيئة إذا أخفيت لم تضر إلاّ عاملها و إذا ظهرت [ف ] (1) لم تغير ضرّت العامّة.

أخبرناها أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا ابن المبارك، حدّثنا الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: إنّ المعصية إذا أخفيت لم تضر إلاّ صاحبها و إذا أعلنت [ف ] (2) لم تغير ضرّت العامّة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنبأنا أبو محمد بن يوسف، قال: سمعت أبا بكر الطّلحي يقول: حدّثنا عمر بن حفص البصري، حدّثنا محمد بن المثنى، حدّثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال يقول: أيها الناس إنكم لم تخلقوا للفناء، إنما خلقتم للبقاء و إنما تنقلون من دار إلى دار،

ص: 490


1- زيادة عن حلية الأولياء 222/5.
2- زيادة عن حلية الأولياء 222/5.

كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام [و من الأرحام] (1) إلى الدنيا، و من الدنيا إلى القبور، و من القبور إلى الموقف و من الموقف، إلى جنّة أو نار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعد، أنبأنا أبو القاسم بن السّميساطي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، حدّثنا أحمد بن عمير، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: إنكم لم تخلقوا للفناء و إنما خلقتم للبقاء و إنما تنقلون من دار إلى دار كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، و من الأرحام إلى الدنيا، و من الدنيا إلى القبور، و من القبور إلى الموقف، و من الموقف إلى الجنة أو النار (2).

و قد رواها الوليد، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم، عن بلال و زاد فيها ألفاظا.

أخبرنا بها أبو القاسم الحسيني، أنبأنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، حدثنا الوليد بن مسلم قال: قال عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم:

سمعت بلال بن سعد يقول: يا أهل الخلود، يا أهل البقاء، إنكم لم تخلقوا للفناء و إنما تنقلون من دار إلى دار، كما تنقل من الأصلاب إلى الأرحام، و من الأرحام إلى الدنيا، و من الدنيا إلى القبور، و من القبور إلى الموقف و من الموقف إلى الخلود - إلى الجنة أو النار-.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا الوليد بن مسلم، قال: قال عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم، سمعت بلال بن سعد يقول: يا أهل الخلود، و يا أهل البقاء إنكم لم تخلقوا للفناء و إنما تنقلون من دار إلى دار كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، و من الأرحام إلى الدنيا، و من الدنيا إلى القبور، و من القبور إلى الموقف، و من الموقف إلى الخلود في الجنة أو النار.

أخبرناه أبو الحسن الفقيهان، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو الدحداح، حدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم، حدثنا الوليد بن

ص: 491


1- سقطت من الأصل و الزيادة عن م و انظر مختصر ابن منظور 269/5 و من الرواية التالية للخبر.
2- انظر حلية الأولياء 229/5.

مسلم، قال: و قال عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم أنه سمع بلال بن سعد يقول: تنقلون من دار إلى دار، كما نقلتم من دار إلى دار (1) كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، و من الأرحام إلى الدنيا، و من الدنيا إلى القبور، و من القبور إلى الموقف إلى الإقامة في الأبد في الجنة و النار.

و أخبرناها أبو بكر محمد بن عبد الباقي و أبو غالب بن البنّا، قال محمد: حدثنا أبو محمد الجوهري - إملاء - و قال أبو غالب: أخبرنا أبو محمد - قراءة - أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدّثني شريح بن يونس، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت عبد اللّه بن يزيد بن تميم، قال: سمعت بلال بن سعد يقول في مواعظه: يا أهل الخلود و يا أهل البقاء إنكم لم تخلقوا للفناء و إنما خلقتم للبقاء، و إنما تنقلون من دار إلى دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، و من الأرحام إلى الدنيا، و من الدنيا إلى القبور، و من القبور إلى الموقف، و من الموقف إلى الخلود في الجنة أو في النار.

كذا قال عبد اللّه، و الصواب عبد الرحمن بن تميم (2).

و رواها يونس بن عبد الأعلى، عن الوليد، عن الأوزاعي - على شك في الأوزاعي، و لم تحفظ - و إنما رواها الوليد عن الأوزاعي على اللفظ الأول.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو عثمان الصّابوني، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبدة السّليطي، أخبرنا أبو بكر (3) عبد اللّه بن محمد بن مسلم الأسفرايني، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي إن شاء اللّه قال: سمعت بلال بن سعد يقول: إنكم لم تخلقوا للفناء و إنما خلقتم للبقاء، و إنما تنقلون من دار إلى دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، و من الأرحام إلى الدنيا، و من الدنيا إلى القبور، و من القبور إلى الموقف، و من الموقف إلى الجنة أو إلى النار.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد و عبد الكريم بن حمزة، قالا: حدثنا أبو بكر

ص: 492


1- كذا مكررة بالأصل و م.
2- كذا و هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الدمشقي انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 177/3(58).
3- بالأصل:«أخبر بكر بن عبد اللّه» خطأ و الصواب:«أبو بكر عبد اللّه...» و في م: أبو بكر بن عبد اللّه. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 547/14.

الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا أبو يعقوب التّميمي، حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثني الضّحّاك بن عبد الرحمن بن حوشب النصري (1)،قال: سمعت بلال بن سعد يقول في موعظته (2):عباد الرحمن اعلموا أنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال، في دار زوال لدار مقام، و دار حزن و نصب لدار نعيم و خلد (3)،و من لم يعمل في اليقين فلا يغترّ (4).

أخبرناها عالية أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعيد بن أبي عمرو، و أبو عبد الرحمن السلمي، قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أخبرنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي قال:

سمعت الضحاك بن عبد الرحمن يقول: سمعت بلال بن سعد يقول: عباد الرحمن إنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال، و في دار زوال لدار مقامة، و في دار نصب لدار نعيم و خلد [و من] (5) لم يعمل على يقين فلا يتعبن (6).

أخبرنا أبو العلاء عنبس (7) و أبو الوفاء عتيق، أنبأنا محمد بن عنبس (8) بن (9)محمّد بن عنبس (10)،و أبو بكر ناصر بن منصور بن محمد الشّوكانيون (11)-بشوكان - قالوا: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عنبس (12) و هو والد عنبس (13)،أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطبري، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الحربي، حدثنا محمد - و هو ابن محمد بن سليمان الباغندي - حدثنا العباس - يعني ابن الوليد - أخبرني أبي، حدثنا الضحّاك بن عبد الرحمن، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: عباد الرحمن، أشفقوا من اللّه، و احذروا و لا تأمنوا مكر اللّه و لا تقنطوا من رحمة اللّه، و اعلموا أن لنعم اللّه عزّ و جلّ

ص: 493


1- في الجرح و التعديل: المصري.
2- الموعظة في حلية الأولياء 231/5.
3- عن الحلية و بالأصل «و خالد».
4- عن الحلية و بالأصل «يتعمر» و في المطبوعة:«يتعين».
5- زيادة عن الرواية السابقة.
6- بالأصل «يتعن» و المثبت عن مختصر ابن منظور 269/5.
7- بالأصل و المطبوعة 365/10 «عبيس» و المثبت عن الأنساب (الشوكاني).
8- بالأصل و المطبوعة 365/10 «عبيس» و المثبت عن الأنساب (الشوكاني).
9- بالأصل «و محمد» و الصواب ما أثبت.
10- بالأصل و المطبوعة 365/10 «عبيس» و المثبت عن الأنساب (الشوكاني).
11- هذه النسبة إلى شوكان، و هي بليدة بناحية خابران بين أبيورد و سرخس.
12- بالأصل «و محمد» و الصواب ما أثبت.
13- بالأصل «و محمد» و الصواب ما أثبت.

عندكم ثمنا فلا تشبّهوا (1) على أنفسكم، تعملون عملا للّه لثواب الدنيا، و من كان كذلك فو اللّه لقد رضي بقليل حيث استغنيتم (2) باليسير من عرض الدنيا، و لم ترضوا ربكم فيها، و رفضتم ما يبقى لكم، و كفاكم منه بيسير.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعيد بن أبي عمرو، و أبو القاسم بن الحسن الطهماني ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق في آخرين قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب عن [العباس بن] الوليد بن مزيد،[حدّثنا أبي] حدثنا الضحاك بن عبد الرحمن، قال: سمعت بلال بن سعد يقول:

عباد الرحمن لو قد غفرت لكم خطاياكم الماضية لكان فيما تستقبلون لكم شغلا، و لو عملتم بما تعملون لكنتم عباد اللّه حقّا (3).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا [أبو] عبد اللّه الحافظ و محمد بن موسى، قالا: حدثنا أبو [العباس الأصم، حدّثنا] (4) العباس بن الوليد، أخبرني أبي، حدثنا الضحاك قال: سمعت بلال بن سعيد يقول (5):عبد الرحمن، أمّا ما و كلكم اللّه به فتضيّعون، و أمّا ما تكفّل اللّه لكم به فتطلبون! ما هكذا نعت اللّه عباده الموقنين (6)؛ذو و عقول في طلب الدنيا، و بله عما خلقتم له ؟ فكما ترجون رحمة اللّه بما تؤدون من طاعته، فكذلك أشفقوا من عقاب اللّه بما تنتهكون من معاصي اللّه.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني و السّلمي، قالا: حدثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال:

و حدّثني أبو يعقوب التّميمي، حدثنا العباس بن الوليد عن أبيه حدثنا الأوزاعي قال: ربّما سمعت بلال بن سعد يقول: لكأنّا قوم لا يعقلون، و كأنّا قوم لا يوقنون.

قال: و حدثنا العباس بن الوليد حدّثني أبي حدثنا الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي

ص: 494


1- في حلية الأولياء 232/5 فلا تشقوا.
2- الحلية: حيث استعنتم على اليسير من عمل الدنيا.
3- حلية الأولياء 231/5.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 366/10.
5- حلية الأولياء 230/0-231.
6- الحلية: المؤمنين.

حوشب قال: سمعت بلال بن سعد يقول: عباد الرحمن أما ما و كلكم اللّه عزّ و جلّ به فتضيّعونه، و أما ما كفّل لكم به فتطلبونه ما هكذا نعت اللّه، عباده المؤمنين أ ذوو عقول في طلب الدنيا و بله عمّا خلقتم له ؟ فكما ترجون رحمة اللّه بما تؤدون من طاعة اللّه، فكذلك أشفقوا من عذاب اللّه بما تنتهكون من معاصي اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمد بن أحمد، و أبو خازم (1) محمد بن محمد بن الحسين بن [الفراء، و أبو محمّد علي بن عبد القاهر بن اسه، و أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن السلال، و الحسين بن] (2) أحمد بن محمد الطرائفي، و أبو نصر محمد بن سعد بن الفرج، و أبو الفرج هبة اللّه بن محمد بن علي بن المسلمة، و أبو غالب محمد بن علي المكبّر، و بشارة بنت محمد بن عبد الوهاب و ابنتها مهناز بنت يانس و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن عمر، أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد، حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسن، حدّثني العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثني أبو بشر الضحاك بن عبد الرّحمن قال: سمعت بلال بن سعد يقول: المنافق يقول ما يعرف، و يعمل ما ينكر (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ و محمد بن موسى، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصم، أنبأنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي حدّثني الضحاك قال: سمعت بلال بن سعد يقول (4):عباد الرّحمن، إنّ العبد ليقول قول مؤمن فلا يدعه اللّه و قوله حتى ينظر في عمله، فإن كان قوله قول مؤمن و عمله عمل مؤمن لم يدعه اللّه حتى ينظر في ورعه، فإن كان قوله قول مؤمن و عمله (5) عمل مؤمن و ورعه ورع مؤمن، لم يدعه اللّه حتى ينظر ما نوى به، فإن صلحت النية فبالحري أن يصلح (6) ما دونه.

المؤمن يقول قولا يتبع قوله عمله، و المنافق يقول بما يعرف و يعمل بما ينكر.

ص: 495


1- رسمها غير واضح بالأصل و في م: حازم و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 367/10.
3- حلية الأولياء 230/5 و فيها:«بما يعلم» بدل «ما يعرف».
4- الخبر في حلية الأولياء 230/5.
5- عن الحلية و بالأصل «و عمل».
6- عن الحلية و بالأصل «تصلح».

أخبرنا أبو السعادات المتوكّلي و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة (1) السلمي، قالا:

حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى النيسابوري ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ [و أحمد] بن الحسن و محمد بن موسى، قالوا: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثني الضحاك بن عبد الرّحمن قال:

سمعت بلال بن سعد يقول (2):عباد الرّحمن، هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئا من أعمالكم تقبلت منكم، أو شيئا من خطاياكم غفرت لكم ؟ أم حسبتم إنّما خلقناكم عبثا، و أنكم إلينا لا ترجعون ؟ و اللّه لو عجّل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما فرض (3)عليكم، أ فترغبون في طاعة اللّه بتعجيل دنياهم (4)،و لا ترغبون و تنافسون في جنة أُكُلُهٰا دٰائِمٌ وَ ظِلُّهٰا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ عُقْبَى الْكٰافِرِينَ النّٰارُ (5).

و أخبرنا أبو القاسم [أخبرنا] أبو بكر، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي قال (6):سمعت [الضحاك بن] (7) عبد الرّحمن يقول: سمعت بلال بن سعد يقول:

عباد الرّحمن، إن العبد ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض اللّه عزّ و جلّ و قد أضاع ما سواها، فما زال يمنيه الشيطان فيها و يزيّن له حتى ما يرى شيئا دون الجنة (8)،فقبل أن تعملوا أعمالكم فانظروا ما ذا تريدون بها، فإن كانت خالصة للّه عزّ و جلّ فامضوها، و إن كانت لغير اللّه فلا تشقوا على أنفسكم فلا شيء لكم، فإن اللّه عزّ و جلّ لا يقبل من العمل إلاّ ما كان للّه خالصا فإنه قال: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّٰالِحُ يَرْفَعُهُ (9).

ص: 496


1- بالأصل «محمد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 600/19.
2- حلية الأولياء 231/5-232.
3- الحلية: ما افترض.
4- الحلية: دنيا تفنى عن قريب.
5- سورة الرعد، الآية:35.
6- الخبر في حلية الأولياء 232/5.
7- الزيادة عن الحلية.
8- الحلية: اللّه.
9- سورة فاطر، الآية:10.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو عثمان النهدي (1)،أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد (2) بن الحسين العلوي الهمذاني ح.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين الهمذاني، حدّثنا خيثمة [بن] سليمان، حدّثنا العباس بن الوليد، حدّثنا أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال بن سعد يقول: يا أيها الناس اتّقوا اللّه فيمن لا ناصر له إلاّ اللّه، يسنده الصابوني إلى جده.

أخبرنا أبو محمد بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنبأنا أبو عاصم الفضيلي، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا محمد بن نصر، حدّثنا أحمد بن يوسف، حدّثنا العباس بن الوليد، حدّثنا أبي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال بلال بن سعد: الذكر (3) ذكران ذكر اللّه باللسان حسن جميل، و ذكر اللّه عند ما أحل و حرم أفضل.

أخبرناها عالية أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمد بن موسى بن الفضل، قالا: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال بلال بن سعد: الذكر ذكران: ذكر اللّه باللسان حسن جميل، و ذكر اللّه عند ما أحل أو حرم أفضل (4).

أخبرناها أبو السعادات المتوكّلي و أبو محمد السلمي، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو سعيد الصّيرفي، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفّار، حدّثنا

ص: 497


1- بالأصل «الهانوي» و الصواب ما أثبت و اسمه: عبد الرحمن بن ملّ بن عمرو البصري ترجمته في سير الأعلام 175/4(67).
2- انظر في نسبة ترجمته في سير أعلام النبلاء 77/17.
3- سقطت من الأصل و على هامشه «لعله: الذكر» و انظر الحلية 224/5.
4- ثمة خبر ساقط بعده بالأصل و م، و قد استدرك في المطبوعة 369/10 نقلا عن هامش إحدى النسخ، و نصه: أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الرحمن يقول: سمعت أحمد بن إبراهيم بن أبي كيسان الأنماطي نا أحمد بن أبي الحواري نا أبو مسهر نا ابن سابور. عن بشر بن عبد العزيز عن بلال بن سعد قال: الذكر ذكران، فذكر اللّه باللسان، فذلك ذكر حسن، و ذكر عند الطاعة و المعصية فذلك أفضل.

أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسن بن عبد العزيز، حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد بن عبد العزيز أن بلال بن سعد قال: الذكر ذكران ذكر اللّه باللسان حسن جميل، و ذكر العبد [اللّه] (1) عند ما أحل و حرم أفضل.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي - بالمدينة - أخبرنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي، أخبرنا أحمد بن محمد [بن] إبراهيم بن فراس، أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، حدّثنا موهب بن يزيد بن موهب، حدّثنا ابن وهب، حدّثنا صدقة بن المنتصر أبو سعد الشعباني، حدّثنا الضحاك عن بلال بن سعد قال (2):كان فيما يعظنا به: عبيد الرّحمن، أنتم اليوم تتكلمون و اللّه ساكت و يوشك اللّه أن يتكلم فتسكتون، ثم يثور من أعمالكم دخان تسودّ منه الوجوه:

وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّٰهِ ثُمَّ تُوَفّٰى كُلُّ نَفْسٍ مٰا كَسَبَتْ وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ (3) .

الصواب: أبو شعبة، و الحسين أبو جعفر [سمع] منه العباس بن محمد بن قتيبة شيخ ابن فراس، الدّيبلي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس - هو الأصم - حدّثنا أبو حمزة الأنصاري البصري - ببغداد - حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: ما رفع رجل مثل التقى إذا عثر يوما وجد متكئا.

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ و محمد بن موسى، قالا: حدّثنا أبو العباس الأصم، أخبرنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، حدّثنا الضحاك قال: سمعت بلال بن سعد يقول (4):عباد الرّحمن، يقال لأحدنا تحب أن تموت ؟ فيقول: لا، فيقال: لم ؟ فيقول: حتى أعمل، فيقال له: اعمل، فيقول: سوف، فلا تحبّ أن تموت و لا تحبّ أن تعمل، و أحبّ شيء إليه أن يؤخر عمل اللّه عزّ و جلّ و لا يحبّ أن يؤخّر عنه عرض دنياه.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، أخبرنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا علي بن محمد

ص: 498


1- زيادة عن الروايات السابقة.
2- حلية الأولياء 231/5.
3- سورة البقرة، الآية:281.
4- حلية الأولياء 230/5.

الطّبراني، أخبرنا عبد الجبار بن محمد الخولاني (1)،حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن العباس بن الدّرفس، حدّثنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، حدّثنا ابن جابر، قال:

سمعت بلال بن سعد يقول في دعائه: اللّهم إنّي أعوذ بك من زيغ (2) القلوب، و من تبعات الذنوب، و من مرديات الأعمال، و مضلات الفتن.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا [أبو] عبد اللّه الحافظ و محمد بن موسى، قالا: حدّثنا أبو العباس - و هو الأصم - أخبرنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، قال ابن جابر: قال: سمعت بلال بن سعد و هو يقول في دعائه:

اللّهم إني أعوذ بك من زيغ القلوب، و تبعات الذنوب، و من مرديات الأعمال، و مضلات الفتن (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر (4)،حدّثنا شاكر بن عبد اللّه المصّيصي، حدّثنا النعمان بن هارون، حدّثني العباس بن عبد اللّه، حدّثني أبو عبيد الواسطي عن ابن المبارك عن الأوزاعي، عن هشام ح.

و أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد الغزي، أنبأنا محمد بن إسماعيل بن السّري، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أخبرنا الحسين بن أحمد الصفار، حدّثنا محمد بن أبي علي الجلادي، حدّثنا أحمد بن علي بن يزيد الشّيرازي، حدّثنا العباس بن عبد اللّه، حدّثنا أبو عبيد الواسطي عن ابن المبارك عن الأوزاعي عن هشام بن حجير عن بلال بن سعد قال: من سبقك بالودّ فقد استرقّك بالشكر.

كذا قال، و الصواب: ابن حجار، و أبو عبيد لم يسمعها من ابن المبارك.

أخبرنا بها أبو الحسن الفقيهان، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر الخرائطي، حدّثنا العباس بن عبد اللّه الترقفي، حدّثنا أبو عبيد - صاحب لنا - حدّثنا ابن أبي الزّرقاء، عن عبد اللّه بن المبارك، عن الأوزاعي، عن هشام بن

ص: 499


1- الخبر في تاريخ داريا ص 83.
2- عن تاريخ داريا و بالأصل «ريع».
3- حلية الأولياء 229/5.
4- ترجمته في سير الأعلام 479/17.

حجّار، عن بلال بن سعد قال:[من] سبقك إلى الودّ فقد استرقّك بالشكر. كذا قال: ابن أبي الزرقاء، و لم يسمّه، و رواه غيره فقال: ابن أبي الزّرقاء و سمّاه يوسف.

أخبرناه أبو العزّ بن كادش، أخبرنا أبو يعلى بن الفراء، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد المعدّل، أخبرنا الحسين بن القاسم الكوكبي (1)،حدّثنا أبو محمد التّرقفي (2)،حدّثنا أبو عبيد الواسطي، حدّثنا يوسف بن أبي الزرقاء (3) عن عبد اللّه بن المبارك عن الأوزاعي، عن هشام بن حجّار عن بلال بن سعد قال: من سبقك إلى الودّ فقد استرقّك بالشكر. رواه غيره، فلم يذكر هشاما.

أخبرنا أبو جعفر [أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنبأ أحمد بن إبراهيم بن] (4) أحمد بن فراس، حدّثنا أبو علي الحسين بن الفتح بن نصر النيسابوري، حدّثني أحمد بن عبد اللّه، عن أحمد بن يونس، قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال بن سعد يقول: من سبق إحسانه إليك فقد استرقّك بشكره.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أخبرنا حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، حدّثنا نعيم بن حمّاد، حدّثنا ابن المبارك ح.

و أخبرنا أبو بكر الأنصاري أيضا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين بن المظفّر، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدّثنا الحارث بن شريح، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، عن الأوزاعي ح.

و أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد البالوني، حدّثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا عتبة بن عبد اللّه، أخبرني ابن المبارك، حدّثنا الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول ح.

ص: 500


1- بالأصل «الكوكي» و الصواب عن م.
2- بالأصل «الرافعي» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 12/13 و اسمه: عباس بن عبد اللّه بن أبي عيسى، أبو محمد الباكسائي.
3- في المطبوعة: الروقاء.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة 371/10.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمد بن إسماعيل، قالا: حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس العبدوي، أخبرنا أبو يزيد حاتم بن محبوب، قال: أنبأنا الحسين بن الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أنا الأوزاعي عن بلال بن سعد ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب بن غيلان، قال: حدّثنا أبو إسحاق المزكّي،- إملاء - أنبأنا أبو الحسين (2) محمد بن أحمد بن زهير بن طهمان القشيري، أخبرنا يوسف بن عيسى المروزي ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا و أبو الحسين بن الفراء، قالا: أخبرنا أبو يعلى بن الفراء.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد و المبارك بن محمد بن علي بن البزوري، و أبو نصر المبارك بن أحمد بن علي البيّع قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا:

حدّثنا [عيسى] بن علي قال: قرئ على أبي بكر محمد بن إبراهيم بن (3) عروة و أنا أسمع قيل له: حدثكم محمد بن المثنى، قالا: حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت الأوزاعي يقول ح.

و أخبرنا أبو الحسن الفقيهان، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو الدحداح، حدّثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا أبو عمرو الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الفضل الزّهري، حدّثنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا شريح بن يونس أبو الحارث، حدّثنا الوليد بن مسلم [حدّثنا] الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي قال: قرئ على سعيد بن محمد البحيري، أنبأنا

ص: 501


1- بالأصل:«الخزروردي» و في م: الخنزرودي و الصواب ما أثبت.
2- المطبوعة: أبو الحسن.
3- بالأصل «عن».

يحيى بن إسماعيل الحربي، أخبرنا أحمد بن حمدون، حدّثنا محمود بن آدم [حدّثنا] الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد ح.

و أخبرنا أبو الحسن [علي بن الحسن] بن سعيد، أنبأنا أبو القاسم السّميساطي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي،[أنبأ أبو الحسن بن جوصا، نا يوسف بن سعيد، و أحمد بن عبد الواحد]، أنبأنا أبو الحسن السّلمي الفقيه، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي، أخبرنا أبو الدحداح، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أبو بكر بن زياد النيسابوري، حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، قالا:

أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد قال: لا تنظر في صغر الخطيئة، و انظر من عصيت (1)،و قال عتبة: من عصيته.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ،[أخبرنا] أبو يعلى، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا الوليد و عقبة (2) بن فلان، عن الأوزاعي، قال: قال بلال بن سعد: إذا رأيته ح.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا إبراهيم بن عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر النيسابوري حدّثنا العباس بن الوليد، حدّثنا أبي، حدّثنا الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمّت خسارته.

أخبرنا أبو سعد، أخبرنا إبراهيم، أخبرنا أبو بكر ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو عثمان الصابوني، حدّثنا أبو نعيم عبد اللّه بن محمد الواعظ ، حدّثنا أبو العباس الأصم، قالا: حدّثنا العباس بن الوليد، حدّثنا أبي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: قال بلال بن سعد (3):إذا تقاربت الأعمال اشتد البلاء. أخبرنا أبو محمد بن طاوس أخبرنا محمد بن علي بن أبي عثمان، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو علي بن صفوان، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني

ص: 502


1- حلية الأولياء 223/5.
2- في م: أو عقبة.
3- حلية الأولياء 224/5.

الحسن بن علي [عن محمّد] بن كثير - و لم يسمعه منه - عن الأوزاعي قال: قال بلال بن سعد وا حزناه على أن لا أحزن (1).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ و محمد بن موسى، قالا: حدّثنا أبو العباس أنبأنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي أخبرني الضحاك بن عبد الرّحمن، قال: و سمعت بلال بن سعد يقول: أشفقوا من اللّه، و احذروا اللّه، و لا تأمنوا مكر اللّه، و لا تقنطوا من رحمة اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا محمد بن إسماعيل، و أبو عمر بن حيّوية، قالا: حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أخبرنا الأوزاعي، عن بلال بن سعد، قال: أدركتهم يشتدون ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو بكر بن مردويه، حدّثنا محمد بن محمد بن مالك، حدّثنا أبو الأحوص، حدّثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد قال: لقد أدركت أقواما يشتدون بين الأعراض و يضحك بعضهم إلى بعض فإذا جنّهم الليل كانوا رهبانا (2)،و في حديث ابن المبارك: فإذا كان الليل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن زياد، حدّثني يوسف بن سعيد بن مسلم ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي، أخبرنا أبو الدحداح، حدّثنا محمد بن عبد الواحد، قالا: حدّثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد قال: لقد أدركت أقواما يشتدون بين الأعراض يضحك بعضهم إلى بعض فإذا جنّهم الليل كانوا رهبانا.

أخبرنا أبو القاسم الخضر (3) الحسين بن عبدان، أخبرنا محمد بن علي بن

ص: 503


1- حلية الأولياء 222/5.
2- حلية الأولياء 224/5.
3- رسمها غير واضح بالأصل و م و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المجلدة 436/7.

أحمد بن المبارك، أخبرنا عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أبو الجهم، حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، قال: خرج الناس يستسقون و كان فيهم بلال بن سعد فقال: يا أيها الناس أ لستم تقرون بالإساءة ؟ قالوا: نعم، قال: اللّهم إنك قلت مٰا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ (1) و كلّ مقرّ لك بالإساءة فاغفر لنا و اسقنا، قال: فسقوا.

أخبرنا (2) أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن البدر، و أبو غالب أحمد بن الحسن (3) بن البنّا و ابنه (4) أبو القاسم سعيد بن أحمد قالوا: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاّف، أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أحمد بن أبي الفوارس، حدّثنا أحمد بن جعفر بن مسلم، حدّثنا محمد بن عمرو بن مسعدة البيروتي، حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد، حدّثني أبي، حدّثنا الأوزاعي، قال: خرج الناس بدمشق يستسقون و فيهم بلال بن سعد فقام في الناس فقال: يا معشر من حضر أ لستم مقرون بالإساءة ؟ قلنا: نعم، قال: اللّهم إنك قلت مٰا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ،و قد أقررنا بالإساءة فاعف عنا و اسقنا، قال: فسقينا يومنا ذلك (5).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، حدّثنا محمد بن هارون، حدّثنا أبو كريب ح.

و أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (6) البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو الطّيّب عمر بن عمرو بن محمد بن المنتاب، قالا: أخبرنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، قالا: حدّثنا ابن المبارك عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن بلال بن سعد قال: بلغني أن المؤمن - و في حديث أبي كريب:

المسلم - مرآة أخيه فهو يستريب من أمري شيئا - و في حديث: ابن المنتاب: مني شيئا-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي ح.

ص: 504


1- سورة التوبة، الآية:91.
2- حلية الأولياء 226/5.
3- بالأصل و م «الحسين» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 603/19.
4- بالأصل و م «و أبيه» خطأ.
5- سير أعلام النبلاء 92/5.
6- بالأصل «أنبأنا» و الصواب عن م.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي، أخبرنا محمد بن هبة اللّه، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل بن القطّان، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح (2)،حدّثنا عبيد بن أبي السائب، حدّثني أبي قال: قال لي رجاء بن حيوة إذا أتيت بلال بن سعد فقل له: إن رجاء بعثني إليك و قد كره أن يقرأ عليك السلام و يقول: اللّهم إنه بلغني أنك تكلم - قال ابن السّمرقندي:

تكلمت - بكلام من كلام المكذبين بمقادير اللّه عزّ و جلّ فإن كان وقع ذلك في نفسك شيء (3) و إن يك ذلك زيغا أو خطأ فراجع من قريب حتى يعلم المكذبون بمقادير اللّه أن قد فارقتهم و تركت ما هم عليه.

قال (4):و حدّثنا العباس، حدّثنا مروان بن محمد، حدّثني سعيد بن عبد العزيز، قال: رمي بلال بن سعد بالقدر فأصبح فتكلم في قصصه، فقال: ربّ مسرور مغبون، و الويل لمن له الويل و لا يشعر، يأكل و يشرب فقد حقّ عليه في علم اللّه أنه من أهل النار، أو نحوه.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنبأنا أبو عاصم الفضل بن يحيى، أخبرنا أبو محمد بن [أبي] شريح، أخبرنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدّثنا محمد بن نصر، حدّثنا أحمد بن يوسف، حدّثنا العباس بن الوليد، حدّثنا أبي، حدّثنا الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: ربّ مسرور مغبون و ربّ مغبون لا يشعر، فويل لمن له الويل و لا يشعر، يأكل و يشرب و يضحك و هو في كتاب اللّه أنه من وقود النار.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدّثنا أبو العباس الأصم، حدّثنا العباس بن الوليد، أخبرني محمد بن شعيب، أخبرني عثمان بن مسلم أنه سمع بلال بن سعد يقول (5):ربّ مسرور، و ربّ مغبون لا يشعر، فويل لمن له الويل و لا يشعر، يأكل و يشرب و يقول، و قد حقّ عليه

ص: 505


1- المعرفة و التاريخ 406/2-407.
2- بالأصل:«من صالح» و المثبت «بن صبح» عن المعرفة و التاريخ.
3- في المعرفة و التاريخ:«شر» و في المطبوعة 375/10 «فأسر».
4- المعرفة و التاريخ 407/2.
5- حلية الأولياء 223/5.

في قضاء اللّه أنه من أهل النار. فيا ويل لك روحا، و يا ويل لك جسدا، فلتبك و ليبك عليك البواكي (1) لطول الأمد.

أخبرنا أبو محمد [عبد اللّه] بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي اللّبّاد، أخبرنا أبو القاسم عمار بن الحسن بن محمد بن الحسين بن درستويه، أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا أبو أيوب البهراني، حدّثنا جدي عبد الرّحمن بن عبد السلام، نا عيّاش، حدّثني الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: إن اللّه عز و جل ليس إلى عذابكم بسريع (2)،يقيل العثرة، و يقبل [من] المقبل، و يدعو (3) المدبر.

كذا في الأصل، و أظنه: إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أخبرنا أبو نعيم الحافظ (4)،حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا عبد اللّه بن أبي داود ح، قال: و حدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قالا: حدّثنا العباس بن الوليد، حدّثني أبي، حدّثنا الأوزاعي، قال: هلك ابن لبلال بن سعد بقسطنطينية فجاء رجل يدّعي عليه بضعة و عشرين دينارا، فقال له بلال: أ لك بيّنة ؟ قال: لا، قال: أ لك كتاب ؟ قال: لا، قال: فتحلف، قال: نعم، فدخل منزله فأعطاه الدنانير، فقال: إن كنت صادقا فقد أدّيت عن ابني، و إن كنت كاذبا فهي عليك صدقة.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة و حدّثني رجل من ولد بلال بن سعد السّكوني أن بلال بن سعد توفي في إمرة هشام بن عبد الملك.

976 - بلال بن سليمان

حكى عن مكحول الفقيه.

روى عنه: الهيثم بن حميد.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأنا سهل بن بشر، أخبرنا أبو بكر

ص: 506


1- بالأصل:«فليتك و ليتك عليك التواكي» و المثبت عن حلية الأولياء.
2- الحلية: و يعطف على المدبر.
3- في الحلية 223/5 ليس إلى عقاب أحدكم بسريع.
4- حلية الأولياء 222/5.

الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن هلال المشغرائي (1)،حدّثنا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، حدّثنا مروان بن محمد، حدّثنا الهيثم بن حميد، حدّثني بلال بن سلمان، قال: سئل مكحول عن صيد الحمام فكرهه، فقيل له: فصيد حمام المفاوز؟ فقال: لا بأس به.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمد، أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول بلال بن سليمان.

977 - بلال بن أبي بردة

عامر بن عبد اللّه أبي موسى بن قيس (2)،

أبو عمرو - يقال: أبو عبد اللّه - الأشعري البصري (3)

ولي إمرة البصرة.

و حدّث عن أبيه أبي بردة بن أبي موسى، و قيل إنه روى عن أنس بن مالك، و عن عمه أبي بكر.

روى عنه: قتادة، و ثابت البناني، و سوادة بن أبي العالية، و عبد اللّه بن عبد اللّه البصريون، و أبو الوليد مولى القريش، و الفضل بن عبد الرّحمن بن عيّاش، [و سهل] (4) بن عطية، و محمد بن الزّبير الحنظلي البصريون.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو الحسين بن بشران - ببغداد - أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرّزّاز، حدّثنا محمد بن غالب، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا همّام بن يحيى، حدّثنا قتادة، عن

ص: 507


1- هذه النسبة إلى مشغرى، و هي قرية من قرى دمشق (الأنساب) و هي اليوم بلدة في البقاع الغربي في الجمهورية اللبنانية.
2- بالأصل و م «بن أبي قيس» و المثبت عن الوافي بالوفيات 278/10.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 314/1 و الوافي بالوفيات 278/10 له ذكر في سير الأعلام 6/5.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م، و انظر المطبوعة 378/10 و فيها «عباس» بدل «عياش».

بلال بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من مسلمين تواجها بسيفيهما (1) فقتل أحدهما الآخر [إلاّ] (2) دخلا النار جميعا» فقيل له هذا القاتل، فما بال المقتول ؟ قال:«إنه أراد قتل صاحبه» (3)[2679].

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أخبرنا أبو الفضل الرازي، أخبرنا جعفر بن عبد اللّه، [أنا محمّد] بن هارون، حدّثنا محمد [بن] المثنى، حدّثنا سعيد بن عبد اللّه أبو عمرو، حدّثني أبي عبد اللّه قال: سمعت بلال بن أبي بردة يحدّث قال: حدّثني أبي عن جدي أبي (4) موسى الأشعري أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من وصب يصيب العبد في دار الدنيا، و لا نكبة، و لا ما يصيبه في دار الدنيا إلاّ كان كفارة لذنب قد سلف منه، و لم يكن اللّه ليعود في ذنب قد عاقب منه» (5)[2680].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أخبرنا أبو بكر الخرائطي، حدّثنا محمد بن يوسف الكديمي، حدّثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثنا مرحوم بن عبد العزيز العطّار، عن سهل بن عطية، قال: كنا عند بلال بن أبي بردة فجاءه رجل فقال: إن أهل الطّفّ لا يؤدّون زكاة قال: فأرسل الزغل و كان على شرطه فسأل عما قال، فأبطل قوله فكبّر بلال ثلاثا و قال: سمعت أبي يحدّث عن جدي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يبغي على الناس إلاّ ولد غيّة، أو فيه شيء منه»[2681].

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد الزّهري، حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمد الباقلاني، حدّثنا إبراهيم بن الوليد الجساس أبو إسحاق، حدّثني سعد بن عبد الحميد، حدّثنا الحسن بن خالد البصري، حدّثنا محمد بن ثابت قال: جاء رجل إلى بلال بن أبي بردة فسعى برجل فقال لصاحب شرطته: سل عنه، فسأل عنه فقال: أصلح اللّه الأمير إنه ليقال فيه، فقال: اللّه أكبر، حدّثني أبي عن جدي أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يسعى بالناس إلاّ ولد زنا»[2682].

ص: 508


1- بالأصل «بسيفهما» و الصواب عن م و انظر قضاة وكيع 24/2.
2- قضاة وكيع: إنه أراد أن يقتله.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه، و قد استدركناها هنا بما يوافق عبارة أخبار القضاة.
4- بالأصل «أبو».
5- انظر أخبار القضاة 23/2.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة (1)،حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثنا سعيد بن محمد الجرمي.

قال: و حدّثنا محمد بن عبدوس بن كامل، حدّثنا عبد اللّه بن عون الخرّاز، قالا:

حدّثنا أبو عبيدة الحداد، حدّثنا عبد اللّه بن عبد اللّه ختن (2) حميد الطويل، حدّثني عبد اللّه بن أبي كثيرة عن الفضل بن عبد الرّحمن بن عباس، عن بلال بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده أبي موسى: أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان آخذا بيد أبي موسى في بعض سكك المدينة فأتى على سائلة في ظهر الطريق، تسفي الرياح في وجهها، فقال لها أبو موسى: تنحّي على سنن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: هذا الطريق له معرضا فليأخذ حيث شاء، فشق ذلك على أبي موسى حتى بكى لذلك، و عرف نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وجهه فقال:«يا أبا موسى اشتدّ عليك ما قالت هذه السائلة ؟» قلت: نعم، بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه لقد [شقّ ] عليّ حين استخفّت بما قلت لها من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«لا تكلمها فإنها جبّارة» قلت: بأبي و أمي ما هذه فتكون جبّارة ؟ قال:«إنه إن لا يكون ذلك في قدرتها فإنه في قلبها»[2683].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد، أخبرنا أبو القاسم سعد بن سعدان الكاتب - ببغداد - حدّثنا ابن أبي الشوارب يعني محمد بن عبد الملك، حدّثنا سوادة - يعني ابن أبي العالية - حدّثنا أبو غانم قال: بينما نحن عند الحسن إذ جاء بلال بن أبي بردة فاستأذن على الحسن فقال: ما لي و لبلال ثلاث مرات، قال: ائذن له، قال: فدخل بلال على الحسن و لم يدخل من معه من الناس، فقعد مع الحسن على مجلسه، فسأله ثم أخذ يد الحسن فوضعها في حجره و قال بلال: يا أبا سعيد أ لا أحدثك بحديث حدّثني به [أبي أبو] (4) بردة عن أبي موسى الأشعري عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من عبد ابتلي ببلية في الدنيا بذنب فاللّه أكرم و أعظم عفوا من أن يسأله عن ذلك يوم القيامة»[2684].

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخيّاط ، أخبرنا أبو منصور

ص: 509


1- بالأصل «زيدة» خطأ، و الصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه، و انظر ترجمته في سير الأعلام 595/17.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن المطبوعة 379/10.
3- بالأصل «الخنزروردي» و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل و م «بلال بن أبي بردة» و الصواب ما أثبت، و انظر المطبوعة 380/10.

محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين (1) بن عبد العزيز العكبري، حدّثنا عمي أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز المعدّل - في منزله بعكبرا سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة - أخبرني هارون بن أحمد بن محمد بن روح القصري قدم علينا عكبرا من أصل كتابه، حدّثنا عمر بن أحمد بن يعقوب المتّوثي، حدّثنا محمد بن زكريا الغلاّبي، حدّثنا ابن عائشة، عن جويرية بن أسماء قال (2):لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وفد عليه بلال بن أبي بردة فهنّأه فقال: من كانت الخلافة - يا أمير المؤمنين - شرّفته فقد شرّفتها، و من كانت زانته فقد زنتها، و أنت - و اللّه - كما قال مالك بن أسماء:

و تزيدين طيّب الطيب طيبا *** إن تمسّيه أين مثلك أينا

و إذا الدّرّ زان حسن وجوه *** كان للدّرّ وجه حسنك زينا

فجزاه عمر خيرا، و قدم بلال المسجد يصلّي و يقرأ ليله (3) و نهاره فهمّ عمر أن يولّيه العراق، ثم قال: هذا رجل له فضل، فدسّ إليه ثقة له، فقال له: إن عملت لك في ولاية العراق ما تعطيني ؟ فضمن له مالا جليلا فأخبر بذلك عمر فنفاه و أخرجه، و قال: يا أهل العراق إنّ صاحبكم أعطي مقولا و لم يعط معقولا، و زادت بلاغته و نقصت زهادته (4).

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي بكر الخطيب ح.

و أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن المعدّل - بالبصرة - حدّثنا أبو روق (5) الهزّاني، حدّثنا الرّياشي عن الأصمعي قال: وفد بلال بن أبي بردة على عمر بن عبد العزيز و هو بخناصرة فلزم سارية من المسجد يصلّي إليها بحسن السجود و الركوع و الخشوع، و عمر ينظر إليه. فقال عمر للعلاء بن المغيرة البندار - و كان خصيصا بعمر - أن يكون سرّ هذا كعلانيته فهو رجل أهل العراق غير مدافع عن فضل، فقال له العلاء بن المغيرة: أنا آتيك يا أمير المؤمنين بخبره، فأتاه و هو يصلّي بين المغرب و العشاء فقال له: اشفع صلاتك، فقال له العلاء:

ص: 510


1- بالأصل و م «الحسن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 392/18.
2- الخبر و البيتان في البيان و التبيين للجاحظ 195/1 باختلاف بعض الألفاظ .
3- بالأصل «ليه» و الصواب ما أثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 271/5.
4- في المختصر: رادّته.
5- ضبطت عن تقريب التهذيب، و الهزاني ضبطت عن الأنساب؛ و هذه النسبة إلى هزان بطن من عتيك.

تعلم منزلتي و موضعي من أمير المؤمنين عمر و حالي، فإن أشرت عليه أن يولّيك العراق ما تجعل لي، قال: عمالتي سنة، و كان مبلغها عشرين و مائة ألف درهم، قال: فاكتب لي بذلك خطا، فقام من وقته فكتب له خطا بذلك، فحمل ذلك الخط إلى عمر بن عبد العزيز، فلما قرأه عمر كتب إلى عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب و كان واليا على الكوفة: أمّا بعد، فإن بلالا غرّ [نا] باللّه فكدنا أن نغترّ به، ثم سبكناه فوجدناه خبثا كله.

[أخبرنا] أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، حدّثنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا محمد بن سهل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا محمد بن إبراهيم الفارسي، أخبرنا إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا محمد بن سليمان بن فارس، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل، قال (1):بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري كان على البصرة سمع أباه، روى عنه قتادة، هو أخو سعيد بن عامر بن عبد اللّه بن قيس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل، عن أبي الفضل التميمي، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرنا أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمرو بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا أبو القاسم بن مندة، أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أخبرنا علي بن محمد ح.

قال: و أخبرنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أخبرنا أبو محمد [بن أبي حاتم (2)قال: بلال] (3) بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أمير البصرة، روى عن أبيه، روى عنه قتادة و ثابت، و سوادة بن أبي العالية، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد: روى عن أنس بن مالك، روى عنه عبد الأعلى الثعلبي.

ص: 511


1- التاريخ الكبير 109/2/1.
2- الجرح و التعديل 397/1/1.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب المعنى، و ما استدرك عن م، انظر الجرح و التعديل و المطبوعة 382/10.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنبأنا نصر بن إبراهيم، أنبأنا سليم بن أيوب، أخبرنا طاهر بن محمد بن [سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن] (1) إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري يكنى أبا عبد اللّه و أبو بردة اسمه عامر.

أخبرنا أبو غالب المارودي، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي، أخبرنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران، حدّثنا (2) موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خيّاط (3)،قال: ولّى خالد - يعني ابن عبد اللّه، يعني - قضاء البصرة ثمامة بن عبد اللّه بن أنس بن مالك ثم عزله سنة تسع و مائة، و جمع القضاء لبلال بن أبي بردة فلم يزل قاضيا، حتى قدم يوسف بن عمر سنة عشرين و مائة فولي عبد اللّه بن (4) بريدة الأسلمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أحمد بن محمد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمد بن غالب، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه (5) بن عبد الرّحمن السّكري، حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري، حدّثنا الأصمعي، حدّثنا سلمة بن بلال، عن مجالد قال: ثم ولي العراق خالد بن عبد اللّه القسري (6) فكان على شرطته:

بواسط عمرو بن عبد الأعلى الحكمي، و استعمل على الكوفة العريان بن الهيثم، و استعمل على البصرة مالك بن المنذر بن الجارود العبدي ثم عزله، و استعمل بعده مسمع بن مالك بن المنذر بن الجارود ثم عزله و استعمل بلال بن أبي بردة فكان على الأحداث و الصلاة و القضاء ثم ولي العراق يوسف بن عمر.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أخبرنا محمد بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال ابن عليّة:

ص: 512


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
2- بالأصل:«حدثنا محمد بن عمران، حدّثنا محمد بن زكريا» و الصواب ما أثبت:«حدثنا موسى بن زكريا» قياسا إلى سند مماثل و في م كالأصل.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 361.
4- بالأصل:«عبد اللّه بن يزيد السلمي» و المثبت عن تاريخ خليفة، و في أخبار القضاة 41/2 عبد اللّه بن يزيد الأسلمي.
5- بالأصل «عبد اللّه» خطأ، و الصواب «عبيد اللّه» عن م انظر سير الأعلام 547/14.
6- عن تاريخ خليفة ص 351 و بالأصل «القشيري».

فلم يزل - يعني - ثمامة بن عبد اللّه قاضيا حتى قدم بلال بن أبي بردة، و كان بلال على الشرطة [و] الصلاة و القضاء، و كان يقضي بين الناس، و كان عبد اللّه بن إياس [بن] أبي مريم الحنفي ينفذ ما قضى به بلال، فكان بلال قد أمره أن يهيئ له كل يوم عشر خصمات فيكتب حججهم و بيّناتهم ثم يحضرهم و يرفع ذلك إلى بلال، و يدخلهم عليه ثم قضى بينهم، و كان بلال قد بدأ قبل ذلك يعقد لهم نهارا طويلا فإذا كان الغد جاءوا كأنه لم يقض بينهم بالأمس؛ فقال: ما أرى هؤلاء يفتون، فأمر عبد اللّه بن إياس حينئذ أن يهيئ لهم كل يوم [عشر] خصمات و كانت ولاية بلال عشر سنين.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدّثنا عبد اللّه بن محمد،[نا أحمد بن الحسين] حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا غسان بن الفضل، حدّثنا سعيد بن عامر قال:

دخل محمد بن واسع على بلال بن أبي بردة فدعاه إلى طعامه فأبى و اعتلّ عليه، فغضب بلال و قال: إني أراك تكره طعامنا، فقال: لا تقل ذلك أيها الأمير، فو اللّه لخياركم أحبّ إلينا من أبنائنا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر الفارسي، أخبرنا أبو سليمان الخطابي، أخبرني أحمد بن إبراهيم بن مالك، حدّثنا الدّغولي، حدّثنا المظفّري - يعني محمد بن حاتم - حدّثنا أبو بهز بن أبي الخطاب السّلمي، قال: كان زريع أبو يزيد بن زريع على عسس بلال بن أبي بردة، قال: فقال له: بلغني أن أهل الأهواء يجتمعون في المسجد و يتنازعون، فاذهب فتعرف ذلك، قال: فذهب ثم رجع إليه فقال:

ما وجدت فيه إلاّ أهل العربية حلقة حلقة، فقال له: أ لا جلست إليهم حتى لا تقول حلقة حلقة.

قال أبو سليمان: و إنما هي الحلقة حلقة القوم و حلقة القرط و نحوها.

أخبرني أبو عمر، أنبأنا تغلب، عن عمرو بن أبي عمرو (1) الشيباني عن أبيه قال: لا أقول حلقة إلاّ في جمع حالق.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أخبرنا رشأ بن نظيف، أخبرنا الحسن بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثنا هارون بن عبد اللّه، عن سيّار،

ص: 513


1- بالأصل «عمر» و المثبت عن م انظر ترجمة أبي عمرو في سير أعلام النبلاء 49/16.

عن جعفر قال: قال بلال بن أبي بردة: لا يمنعكم سوء ما تعلمون (1) منا أن تقبلوا منا أحسن ما تسمعون.

قال: و أخبرنا أحمد بن مروان، حدّثنا أحمد بن داود الدّينوري، حدّثنا الزّيادي عن مؤرج قال: قال بلال بن أبي بردة: يا معشر الناس لا يمنعكم سوء ما تعلمون (2) منا أن تقبلوا أحسن ما تسمعون.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أخبرنا أبو عمرو بن مندة، أخبرنا الحسن بن محمد بن يوه، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، حدّثنا عبد اللّه بن محمد القرشي، حدّثنا أبو عبد اللّه النصري، حدّثنا ابن عائشة قال (3):قال بلال بن أبي بردة: رأيت عيش الدنيا في ثلاثة: امرأة تسرّك إذا نظرت إليها، و تحفظ غيبتك إذا غبت عنها، و مملوك لا تهتم بشيء معه، و قد كفاك جميع ما ينوك (4)،فهو يعمل على ما تهوى، كأنه قد علم ما في نفسك، فصديق قد وضع مئونة أ فتحفظ عنك فيما بينك و بينه. فهو لا يحفظ في صداقتك ما يرصد به عداوتك، يخبرك بما في نفسه، و تخبره بما في نفسك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أخبرنا أبو الحسين محمد بن جعفر النحوي - بالكوفة - أخبرنا أبو رياش، أخبرنا أبو بكر، عن التّوّزي (5)،عن أبي عبيدة قال: قيل لذي الرمة: لم خصصت بلال بن أبي بردة بمدحك ؟ قال: لأنه أوطأ مضجعي و أكرم مجلسي فحقّ له إذا وضع معروفه عندي أن يستولي على شكري.

قال: و أخبرنا محمد بن جعفر بن النجار النحوي، أخبرنا ابن الأنباري و الصولي، قالا: حدّثنا أحمد بن يحيى الشيباني، عن عمر بن علبدة (6)،عن معافى بن نعيم بن مورع العنبري، قال: غضب المهدي على شبيب [بن شيبة] (7) في أمر نكره (8) فأمر بهجائه ثم

ص: 514


1- بالأصل «تعملون» و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 271/5.
2- بالأصل «تعملون» و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 271/5.
3- الخبر في أخبار القضاة 35/2.
4- كذا، و في أخبار القضاة:«ما لزمك»، و في المختصر: ينوبك.
5- بالأصل:«الثوري» و المثبت عن المطبوعة 384/10 و انظر ترجمته في سير الأعلام 234/14 و اسمه إبراهيم بن موسى، أبو إسحاق التوزي الجوزي.
6- كذا، و في أخبار القضاة 26/2 عبيدة.
7- زيادة عن أخبار القضاة.
8- في أخبار القضاة: ذكره.

رضي عنه فأمر بالإذن له فقال شبيب: يا أمير المؤمنين إنما مثلي و مثلك ما قال رؤبة لبلال بن أبي بردة (1):

إنّي و قد تغني أمور تغنني *** على طريق العذر إن عذرتني

فلا و رب الأمانات القطّني *** يعمرن أمنا بالحرام المأمن

بمجلس الهدى و رب السدني *** و ربّ وجه من حراء منحني

ما آئب سرّك إلاّ سرّني *** شكرا و إن غرّك أمر غرّني

ما الحفظ إما النصح إلاّ أنني *** أخوك و الراعي لما استرعيتني

إنّي إذا لم ترني كأنّني *** إيّاك بالغيب و إن لم ترني

أنبأنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، حدّثنا أبو بكر بن مالك، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: أخبرت عن سيار، عن جعفر، حدّثنا مالك بن دينار قال: كنت عند بلال بن أبي بردة و هو في قبة له فقلت: إنّي قد أصبت هذا خاليا فأي قصص أقص عليه، فقلت في نفسي: ما له خير من [أن] أقصّ عليه ما بقي نظراؤه من الناس، فقلت له: أ تدري من بنى هذا الذي أنت فيه، بناها عبيد اللّه بن زياد و بنى البيضاء و بنى المسجد فولي ما ولي فصار من أمره أن هرب فطلب فقتل ثم ولي البصرة بشر بن مروان (2) فقالوا: أخو أمير المؤمنين فمات بالبصرة فحملوه و حشر الناس في جنازته، و مات زنجي فحمله الزنج على طن قصب، فذهب بأخي أمير المؤمنين فدفنوه و ذهب بالزنجي فدفنوه، ثم جعلت أقص عليه أميرا أميرا حتى انتهيت إليه، فقلت في نفسي قد بنيت دارا بالكوفة فلم ترها حتى أخذت فسجنت و عذّبت حتى قتل فيها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور بن العطار، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، حدّثنا زكريا بن يحيى، حدّثنا الأصمعي، حدّثنا علي بن مسلّم الباهلي، قال (3):حدّثنا عن قتادة أن بلال بن أبي بردة لما ولي البصرة بلغ ذلك خالد بن صفوان فقال:

ص: 515


1- الأبيات في شعره (مجموع أشعار العرب 163/3 و أخبار القضاة 26/2).
2- رسمها مضطرب بالأصل «موان» و الصواب ما أثبت عن م.
3- الخبر في أخبار القضاة 25/2.

شجاع (1) صيف عن قليل تقشّع

فدعا بلال بخالد فقال: أنت القائل سحابة صيف عن قليل تقشّع ؟. أما و اللّه لا تقشّع حتى يصيبك منها شؤبوب برد، فضربه مائة سوط .

قال: و حدّثنا الأصمعي و العلاء بن الفضل، عن أبيه قال (2):كان خالد يأتي (3) بلالا في ولايته و يغشاه في سلطانه و يغتابه إذا غاب عنه و يقول: ما في قلب بلال من الإيمان إلاّ مثل ما في بيت أبي الورد (4) الحنفي من الجوهر قال: و كان أبو الورد (5) مفلسا، و أخذه بلال و خاف أن يقتله، فسأله أن يطلقه فأبى بلال أن يطلقه، إلاّ بعشرة كفلاء فيهم نعيم بن صفوان، فكفلوا (6) به على أنه إن غاب فعليهم مائة [ألف] (7) درهم إلاّ نعيما فإنه ليس عليه شيء من المال، فهرب خالد، و أخفرهم فأخذ بلال المائة الألف من التسعة الكفلاء فقال خالد:

فلا تحسبني يا ابن واهصة الخصي *** ضعيف القوى لا أستطيع التّحوّلا

أبيح (8) لنا من أرضه و سمائه *** بلال أراح اللّه منه فعجّلا

و مثلي إذا ما الدار يوما نبت به *** دعا بجمال البين ثم تحولا

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم،[نا رشأ المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، ثنا إسحاق بن ميمون، نا مسلم بن إبراهيم، عن] (9) الحسن بن أبي جعفر، قال: دخل مالك بن دينار على بلال بن أبي بردة فقال له: يا أبا يحيى، ادع اللّه لي، فقال له: ما ينفعك دعائي لك و على بابك أكثر من مائتين يدعون عليك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قال: أخبرنا أبو سعد

ص: 516


1- أخبار القضاة: سحابة.
2- الخبر في أخبار القضاة 25/2.
3- الخبر في أخبار القضاة 25/2.
4- بالأصل: كان بلال يأتي خالدا، و المثبت عن أخبار القضاة.
5- بالأصل:«أبي الدرداء» و المثبت عن أخبار القضاة. و في المطبوعة: أبو الزرد.
6- بالأصل «فكلفوا».
7- سقطت من الأصل، و على هامشه كتب:«لعله: ألف».
8- في أخبار القضاة و المطبوعة: أتيح.
9- ما بين معكوفتين سقط من السند بالأصل و م و استدرك عن المطبوعة 386/10.

الجنزرودي (1)،أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا مجاهد بن موسى، حدّثني - و في حديث ابن حمدان: حدّثنا - يزيد - هو ابن هارون - أخبرنا الأزهر بن سنان القرشي، حدّثنا محمد بن واسع الأزدي قال (2):دخلت على بلال بن أبي بردة فقلت له: يا بلال إن أباك حدّثني عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ في جهنم واديا يقال له هبهب حقا على اللّه أن يسكنه كل جبار».

فإياك - زاد ابن حمدان: أن، يا بلال، و قالا - أن تكون ممن يسكنه[2685].

أنبأنا أبو القاسم العلوي و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ المقرئ، أخبرنا محمد بن جعفر، أنبأنا أبو روق الهزّاني، حدّثنا الرياشي عن الأصمعي قال: قال العريان بن الهيثم لبلال بن أبي بردة: إنه ليريبني بياض راحتيك، و رواح قدميك، و انتشار منخريك، و جعودة شعرك. فقال له بلال: إني لا أكره أن أجل أبا موسى ندّا للأسود، و أبا بردة ندّا للهيثم، و نفسي ندّا لك. ثم تمثّل:

أنا مسكين لمن يعرفني *** و لمن ينكرني جدا لحق

لا أبيع الناس عرضي إنّني *** لو أبيع الناس عرضي لنفق

قال: و أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا ابن الأنباري، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن عبيد قال: قال المدائني: أرسل بلال إلى قصاب في جواره في السحر قال: فدخلت عليه و بين يديه كانون، و في صحن الدار تيس ضخم فقال: أخرج الكانون و اذبح التيس و اسلخه و كبب لحمه، ففعلت، و دعا بخوان فوضع بين يديه، و جعلت أكبّب اللحم، فإذا استوى منه شيء وضعته بين يديه فأكله، حتى تعرقت له لحم (3) التيس فلم يبق إلاّ بطنه و عظامه، و بقيت بضعة على الكانون، فقال لي: كلها، فأكلتها. و جاءت جارية بقدر فيها دجاجتان و ناهضتان (4) و معها صحفة مغطاة لا أدري ما فيها، فقال: ويحك ما في بطني موضع،

ص: 517


1- بالأصل:«الخزرودي» تحريف و في م: الحنزرودي.
2- الخبر في أخبار القضاة 25/2.
3- بالأصل «اللحم» و المثبت عن م، و فيها: تعرضت له لحم، و انظر مختصر ابن منظور 272/5.
4- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن المختصر، و الناهض: الفرخ الذي استقل للنهوض، و قيل: هو الذي وفر جناحاه و نهض للطيران (اللسان) و في المطبوعة 378/10 و باهفتان و في م: و باهسان.

فضعيها (1) على رأسي، فضحك إلى الجارية و ضحكت إليه و رجعت، ثم دعا بشراب فشرب منه خمسة أقداح، و أمر لي منها بقدح فشربته، ثم قال: الحق بأهلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، حدّثنا زكريا بن يحيى، حدّثنا الأصمعي، حدّثنا أبو عاصم النبيل، أخبرني أبي قال (2):[كان] (3) كاتب يكتب خلف بلال، فأقطر على ثوبه، فقال: أ تراني أحبك بعد هذا اليوم.

قال (4):و حدّثنا الأصمعي حدّثنا هشام بن قحذم (5) قال: كان بلال يخاف الجذام فوصف له السمن يستنقع فيه فكان يفعل فيه ثم يبيعه، فترك أهل البصرة أكل السمن و شراءه إلاّ ممن كان يسليه في منزله.

قال الأصمعي و كان بلال موصوفا بالبخل على الطعام (6).

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي عن أبي عبد اللّه بن أبي نصر الحميدي، أخبرنا منصور بن النعمان، أخبرنا محمد بن عبيد اللّه [عن أبي العباس عبد اللّه بن عبيد اللّه] (7) الصفري، عن أبي بكر الصّنوبري، أخبرنا علي بن سليمان الأخفش قال: قال محمد بن يزيد المبرّد قال ابن سلام: أمر بلال بن أبي بردة بالتفريق بين رجل و امرأته، فقالت: يا آل أبي موسى (8) إنما خلقكم اللّه [للتفريق] بين المسلمين، أرادت ما صنع أبو موسى بعليّ و معاوية.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم زاهر بن طاهر عن أبي عثمان الصابوني،

ص: 518


1- بالأصل و م «فضيعها» و المثبت عن المختصر.
2- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 28/2.
3- زيادة عن أخبار القضاة.
4- الخبر في أخبار القضاة 27/2.
5- في المطبوعة 387/10 «فخذه» خطأ.
6- بعدها في المطبوعة ورد خبر فيه نقص و بياض كثير، آثرنا الإشارة إليه فقط دون استدراكه لاضطرابه. أما في الأصل هنا فالكلام متصل و العبارة سليمة و لا يبدو أن ثمة سقط وقع و في م كالأصل.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
8- بالأصل و م:«قال أبو موسى» و المثبت عن مختصر ابن منظور 272/5.

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر، أنبأنا أبو موسى عمران بن موسى بن الحصين، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا أبو علي سهل بن علي، حدّثنا [محمد بن] الحسين، أخبرني محمد بن عبد الرّحمن، حدّثنا أبو زيد الأنصاري، قال (1):دعا ابن أبي بردة أبا علقمة (2) فلما دخل عليه قال: تدري لم أرسلت إليك ؟ قال: لا، قال: لأسخر بك؛ فقال أبو علقمة: لئن فعلت ذلك لقد سخر أحد الحكمين (3) بصاحبه فلعنه ابن أبي بردة و أمر بحسبه، فمكث أياما ثم أخرجه يوم السبت فلما وقف بين يديه قال له: يا أبا علقمة ما هذا الذي في كمك ؟ قال: طرف من طرف السجن، قال: أ فلا تهب لنا منه ؟ قال:

هذا يوم لا نأخذ (4) فيه و لا نعطي. فقال ابن أبي بردة،[له:] ما أبردك و أثقلك يا أبا علقمة! قال: أبرد مني، و أثقل مني، من كانت جدته يهودية من أهل السواد (5).

قرأت على أبي محمد عبد اللّه بن أسد بن عمّار بن عبد العزيز بن أبي طاهر، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدّثني علي بن الحسن بن رجاء بن طعان، أخبرنا الحسن بن حبيب، حدّثنا أبو الحسن الهروي، حدّثنا يوسف بن يعقوب الواسطي، حدّثنا بشير بن الفرج، عن محمد بن أبي الحسين القطان، عن عبد الرّحمن الأشهلي (6) عن أبيه، قال: كان بالبصرة رجل معتوه من حدّان يقال له ابن أبي علقمة، و كان له كلام فبعث إليه بلال بن أبي بردة و هو أمير على البصرة، فقال له: هل تدري لم بعثت إليك ؟ قال له:

لا، قال: أردت أن أسخر بك، فقال له: لئن فعلت ذلك فقد سخر أحد الحكمين بصاحبه، قال: فغضب بلال و شتمه و أمر بحبسه، فحبس أياما ثم دعا به في يوم سبت، فخرج إليه و هو يقلّب في كمه شيئا، فقال له بلال: أي شيء في كمّك يا ابن أبي علقمة فقال: شيء من طرف السجن، فقال: أ لا تعطينا منه ؟ فقال: هذا يوم لا نأخذ فيه و لا نعطي يعرّض بجدة

ص: 519


1- أخبار القضاة 30/2.
2- في أخبار القضاة «ابن أبي علقمة» في كل مواضع الخبر.
3- يعرض بأبي موسى الأشعري، جدّ بلال يوم خدعه عمرو بن العاص يوم التحكيم في دومة الجندل (راجع كتب التواريخ).
4- أخبار القضاة: لا نأكل.
5- أخبار القضاة:«سورا».
6- كذا بالأصل، و الذي في أخبار القضاة 30/2:«العباس بن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان، أبو الفضل الأشهلي، قال: حدّثني أبي» و في المطبوعة 389/10 عن أبي عبد الرحمن الأشهلي عن أبيه.

كانت لبلال أمّ أمّ يهودية من أهل سورا و قال غيره: هي أم [أبي] (1) بردة.

[أخبرنا] أبو القاسم العلوي و أبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف، أخبرنا محمد بن جعفر بن النجار النحوي، أخبرنا ابن الأنباري، حدّثنا ابن المرزبان عن عمر، عن الحكم بن النضر، قال: سمعت من يقول: إنما قتل بلالا (2) دهاؤه؛ و ذاك أنه قال للسجان: خذ مني مائة ألف درهم، و تعلم يوسف أنّي قدمت، و كان يوسف إذا أخبر عن محبوس أنه قد مات أمر بدفعه إلى أهله، فطمع بلال أن يأمر يوسف بدفعه إلى أهله. و قال السّجّان: كيف تصنع إذا دفعت إلى أهلك ؟ قال: لا يسمع لي يوسف بخبر ما دام واليا، فأتى السّجّان يوسف بن عمر فقال: إن بلالا قد مات [فقال يوسف: أرنيه ميتا، فجاء السّجّان فألقى عليه شيئا غمّه حتى مات] (3) ثم أراه يوسف.

978 - بلال بن عبد اللّه بن بلال

أبو الفضيل القرشي

من أهل دمشق.

روى عن بقية بن الوليد.

سمع منه أبو حاتم الرازي، و يزيد بن محمد بن عبد الصمد.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، عن أبي محمد بن علي الحداد، أخبرنا تمام بن محمد، حدّثنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، حدّثنا بلال بن عبد اللّه بن بلال القرشي، حدّثنا بقية، عن أبي بكر بن (4) عبد اللّه بن أبي مريم [عن أبيه]، عن جده قال: غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كنت حدثا و كنت أرمي بين يديه بالجندل، قال: ثم غزوت معه غزوة أخرى و كنت ممن (5) يحمل لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رواه أبو (6) الحسن علي بن داود الدّاراني عن أبي الميمون مثله.

ص: 520


1- زيادة عن أخبار القضاة 31/2.
2- بالأصل «بلال».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن تهذيب التهذيب 315/1.
4- بالأصل «عن» و الصواب عن م.
5- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
6- بالأصل «ابن» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر تاريخ داريا ص 116 و 117.

قرأت على أبي الفضل بن الحكاك، أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الفضيل (1)بلال بن عبد اللّه الدمشقي عن بقية، روى عنه أبو حاتم الرازي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب أخبرنا عبد الرّحمن بن مندة، أخبرنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أخبرنا علي بن محمد، قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):بلال بن عبد اللّه القرشي أبو الفضيل الدمشقي روى عن بقية سمع منه أبي في الرحلة الأولى. سئل عنه [أبي] فقال: صدوق.

979 - بلال بن أبي هريرة الدّوسي

979 - بلال بن أبي هريرة الدّوسي (3)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

روى عن أبيه.

روى عنه: ابنه عبد الرّحمن بن بلال، و الشعبي، و يعقوب بن محمد بن طحلا.

و شهد مع معاوية صفّين، و جعله على بعض رجّالته، و بقي إلى أيام سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو الحسين علي (4) بن محمد اليماني، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد اليماني، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الزوزني، حدّثنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي، أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم، حدّثنا محمد بن مسلم بن دارة، حدّثنا محمد بن سابق، حدّثنا عمر بن أبي قيس، عن مطرف، عن الشعبي، عن بلال بن أبي هريرة عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يخرج الدّجّال من هاهنا» و أشار نحو المشرق.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (5)،حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا محمد بن إسحاق أبو الحسن ختن هشام بن عمّار، حدّثنا

ص: 521


1- بالأصل «أبو الفضل» خطأ، و هي كنية صاحب الترجمة.
2- الجرح و التعديل 399/1/1.
3- بالأصل و م «السدوسي» و المثبت عن مختصر ابن منظور 273/5.
4- كذا، و يبدو أن في الكلام تكرار، و أحدهما صحف عن الآخر و في م كالأصل: و فيها أبو الحسن علي.
5- بالأصل و م «ريدة» بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة، و قد مرّ.

عبد اللّه بن يزيد البكري، حدّثنا يعقوب بن محمد بن طحلا المدني، حدّثنا بلال بن أبي هريرة، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أتى بصحفة تفور، فرفع يده منها ثم قال:«إنّ اللّه لم يطعمنا نارا»[2686].

قال سليمان: لم يروه عن بلال بن أبي هريرة إلاّ يعقوب، و لا عن يعقوب إلاّ عبد اللّه. تفرّد به هشام، و بلال قليل الرواية عن أبيه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السّيرافي، أخبرنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، حدّثنا أحمد بن عمران.

حدّثنا موسى بن زكريا [قال: قال] (1) خليفة بن خيّاط : قال أبو عبيدة: و كان على رجّالة الميسرة بلال بن أبي هريرة الدّوسي بصفّين مع معاوية.

[قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي] (2)،أنبأنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الفضيل بلال بن عبد اللّه الدمشقي، عن بقية، روى عنه أبو حاتم الرازي (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا يحيى بن سليمان، حدّثني نصر بن مزاحم، حدّثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر و زيد بن الحسين بن علي و رجل قد سمّاه قال: استعمل معاوية على قيس و إياد و حمص بلال بن أبي هبيرة. قال: و صوابه بن أبي هريرة.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، حدّثني علي بن الحسن الرّبعي، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، حدّثنا أبو الحسن بن جوصا، حدّثنا أبو عمر عيسى بن محمد، حدّثنا ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة عن عبد اللّه بن أبي نعم

ص: 522


1- زيادة اقتضاها السياق. و في هذا الخبر و الذي بعده تداخل بالأصل، إذ دخلت العبارات و الألفاظ بعضها ببعض مما أدى إلى اضطراب المعنى و عبارة م كعبارة الأصل. فقدمنا و أخّرنا و حذفنا قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- زيادة اقتضاها السياق قياسا إلى أسانيد مماثلة.
3- سقط الخبر بتمامه من م و المطبوعة 392/10.

قال: دخلت مع ابن محيريز على سليمان بن عبد الملك و إلى جانبه بلال بن أبي هريرة على السرير فقال له سليمان: بلغنا أنّك زوّجت ابنك، قال: نعم. أصلح اللّه الأمير، قال:

قد نقدنا عنه، قال: أما العاجل فقد دفعت إليهم و أما الآجل فهو عليه، فقال له بلال: اقبل يا ابن محيريز عطية الأمير قال: فلما خرجنا قال يا ابن محيريز متى كان بلال شرطيا لسليمان.

980 - بلال بن عويمر أبي الدّرداء

أبو محمد الأنصاري القاضي (1)

و يقال كان أميرا ببعض الشام، و هو في عداد أهل دمشق.

روى عن أبيه، و أم الدرداء امرأة أبيه.

روى عنه: خالد بن محمد الثقفي، و حميد بن مسلم، و علي بن زيد بن جدعان، و إبراهيم بن أبي عبلة، و صالح بن صبيح المري [و يعلى] (2) بن النعمان الكوفي، و سعيد بن عبد العزيز، و حريز بن عثمان، و حبيب بن عبيد الرّحبي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي حدّثنا عصام بن خالد حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم الغسّاني عن خالد بن محمد الثقفي عن بلال بن أبي الدرداء [عن أبيه] عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«حبّك الشيء يعمي و يصمّ »[2687].

و حدّثناه أبو اليمان فلم يرفعه، و رفعه محمد بن مصعب القرقساني و رواه حريز (4) بن عثمان فلم يرفعه (5).

ص: 523


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 315/1 و الوافي بالوفيات 280/10 و سير أعلام النبلاء 285/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
3- مسند الإمام أحمد 450/6.
4- بالأصل و م «جرير» خطأ، و قد مرّ في بداية الترجمة.
5- سقط الخبران من الأصل و م و استدركا في المطبوعة 393/10 و لم يشر محققها إلى سقوطهما من هذه النسخة و من م و تمامهما فيها: أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن أنا أبو الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا بكر بن فرقد أبو أمية التميمي نا يزيد بن هارون أنا حريز بن عثمان عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء قال: حبك الشيء يعمي و يصم. أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال أنا إبراهيم بن منصور أنبأ أبو بكر بن المقرئ نا أبو بكر إسماعيل بن أحمد بن حمدون الحوريسي نا عبد اللّه بن هانئ نا أبي هانئ بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه أبي الدرداء قال: ما أنكرتم من زمانكم فبما غيرتم من أعمالكم فإن تك خيرا فواها واها، و إن تك شرا فآها آها، هكذا سمعت من سلمة. هذا حديث غريب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو الحسين الفارسي، أخبرنا [أبو] (1) سليمان الخطابي، قال: قوله واها إنما يقال ذلك على التمني للخير و التعجب له، قال الشاعر (2):

واها لريّا ثم واها واها

و أما قوله: آها، فإنما يقال ذلك في التوجع، و مثله آه. قال نابغة بني شيبان:

أقطع اللّيل آهة و حنينا *** و ابتهالا للّه أيّ ابتهال

و قال المثقب:[العبدي]

إذا ما قمت أرحلها بليل *** تأوّه آهة الرّجل الحزين (3)

و يروى أأهت الرجل الحزين، و فيه لغات غير هذه:

يقال: أوه من عذاب اللّه، و آه من عذاب، و آه و أوّة من عذاب، بالتشديد و القصر.

و قال الشاعر (4):

فأوه من الذكرى إذا ما ذكرتها *** و من بعد أرض بيننا و سماء

و أما إيه و إيه بغير تنوين، فإنما بمعنى الاستدعاء قال ذو الرمة:

وقفنا فقلنا: إيه عن أمّ سالم *** و ما بال تكليم الديار البلاقع (5)

و أما إيها فمعنى الزجر، و أما ويها فله موضعان أحدهما: إذا عزيت الرجل بالشيء، قلت له: ويها أبا فلان، و الموضع الآخر: إذا صدّقت بالشيء و ارتضيته قلت: ويها ما

ص: 524


1- زيادة عن م و انظر مختصر ابن منظور 274/5.
2- لأبي النجم، انظر ديوان ذي الرمة ص 356 الحاشية.
3- البيت في اللسان «أوه».
4- البيت في اللسان «أوه».
5- ديوانه ط بيروت ص 356 و بهامشه: قال الأصمعي: أساء في قوله إيه بلا تنوين كان ينبغي أن يقول إيه عن أم سالم فإذا كان نهيا قال: أيها أي اكفف عنا فإن استبطأت الشيء قلت واها له كما قال أبو النجم: واها لريا ثم واها واها فإن زجرت قلت: ويها يا هذا.

أولاه، يقال: تأوّه الرجل إذا قال: أوه، و تويّل إذا دعا بالويل.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أخبرنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا تمام بن محمد، أخبرنا جعفر [بن محمّد بن جعفر]، حدّثنا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: بلال بن أبي الدرداء، قال أبو مسهر: بلال أسن من أم الدرداء، حدّثنيه الحسن بن عبد العزيز الجروي، يعني عن أبي مسهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو القاسم بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا علي بن الحسن، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أخبرنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت محمود بن سميع يقول في الطبقة الثالثة (1):و بلال بن أبي الدرداء، قال: عبد الرحمن:

كان قاضيا على دمشق في زمن يزيد و بعده حتى عزله عبد الملك، و ولّى أبا إدريس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق الرّملي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد قال: فولد أبو الدرداء بلالا و أمه أم محمد بنت أبي حدرد من أسلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو الفرج ثابت بن منصور بن المبارك، قالا:

أخبرنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أخبرنا محمد بن إسحاق الأصبهاني، أخبرنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن الخيّاط ، قال في الطبقة الأولى من أهل الشام (2):بلال بن أبي الدرداء دمشقي.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أخبرنا أحمد بن عبدان، أخبرنا

ص: 525


1- في م: الثانية.
2- تقرأ بالأصل:«الشام» و تقرأ:«الشامات» و في م و تهذيب التهذيب الشامات.

محمد بن سهل، أخبرنا محمد بن إسماعيل قال (1):بلال بن أبي الدرداء الأنصاري أمير الشام.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الرحمن بن إبراهيم أن (3) أبا مسهر، حدثهم عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا الدرداء ولي القضاء ثم فضالة (4) بن عبيد ثم النعمان بن بشير، ثم بلال بن أبي الدرداء، فلما استخلف عبد الملك عزل بلالا و ولّى أبا إدريس الخولاني.

قال (5):و حدّثني عبد الرحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد بن صبيح، عن جده: أنه رأى بلالا بن أبي الدرداء على قضاء دمشق أتى بشاهد زور فضربه.

هو خالد بن يزيد بن صالح (6) بن صبيح نسبه إلى جده.

قرأنا على علي أبي غالب بن البنّا، عن [أبي] تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ضمرة، عن علي بن أبي حملة (7) قال: رأيت بلال بن أبي الدرداء على القضاء أميرا على دمشق.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز لفظا أخبرنا تمام بن محمد - إجازة-.

أخبرنا محمد بن إبراهيم بن مروان، أخبرنا محمد بن فيض، حدّثنا دحيم، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثني خالد بن يزيد، عن أبيه، قال: رأيت بلال بن أبي الدرداء على القضاء في زمان عبد الملك و رأيته لا يضرب شاهد الزور بالسوط و لكن يقفه بين عمد الدرج و يقول هذا شاهد زور فاعرفوه.

ص: 526


1- التاريخ الكبير 107/2/1.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 199/1.
3- بالأصل «بن» و المثبت عن أبي زرعة.
4- بالأصل «قضى له» و المثبت عن أبي زرعة.
5- تاريخ أبي زرعة 200/1.
6- بالأصل «صابح» و المثبت عن م و تاريخ أبي زرعة.
7- رسمها مضطرب بالأصل و المثبت عن م و الضبط عن تبصير المنتبه 266/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو طاهر المخلص - إجازة - أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، أخبرني أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: سنة ثلاث و تسعين فيها مات بلال بن أبي الدرداء أبو محمد بالشام، و كذا ذكر أبو حسان الزيادي.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أخبرنا مكي بن محمد الغمر (1)،أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها يعني سنة ثنتين و تسعين مات بلال بن أبي الدرداء، و يكنى أبا محمد، و حكى أبو الفضل المقدسي عن أبي حاتم بن حبان أن بلالا بن أبي الدرداء، مات في آخر سنة ثلاث و تسعين.

981 - بلال أبو حمامة النوبي الأسود الفارض المقرئ

981 - بلال أبو (2) حمامة النوبي الأسود الفارض المقرئ

قرأ القرآن على هارون بن موسى الأخفش، و حدّث بدمشق [عن بعض من] (3) أدرك من أهل الحديث.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و قرأ عليه القرآن أبو القاسم المقرئ المعروف بزعزاع.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو حمامة بلال النوبي الأسود، و كان قارئا لكتاب اللّه فارضا، شيخ لا بأس به، مات و أنا بدمشق في المحرم سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.

ذكر من اسمه بيهس

982 - بيهس بن زميل بن عمرو

ابن هبيرة بن زفر بن عامر الكلابي

جد محمد بن صالح بن بيهس.

ص: 527


1- بالأصل و م:«النعمان» و الصواب ما أثبت، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- بالأصل و م:«بن» و الصواب ما أثبت، و سيأتي «أبو حمامة».
3- عن م و انظر المطبوعة 396/10 و مكانها بالأصل «بعد من».

[كان بيهس] على خاتم الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و كان معه حين خرج عليه ابن عمه يزيد بن الوليد، و أشار عليه باللحاق بحمص، فلم يقبل.

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق.

983 - بيهس بن صهيب بن عامر بن عبد اللّه بن نائل

983 - بيهس بن صهيب بن عامر بن عبد اللّه بن نائل (1)

ابن مالك بن عبيد بن علقمة بن سعد بن كثير بن غالب

ابن عدي بن شمس، و يقال: شميس،

و يقال: بيهس بن طرود بن قدامة بن جرم بن الرّيّان (2)

ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة

أبو المقدام الجرمي (3)

فارس شاعر أصله من البصرة، و سكن داريّا، و كان يشبب بابنة عم له اسمها صفراء بنت عبد اللّه بن نائل.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطبراني، أخبرنا عبد الجبار الخولاني، قال (4):كان لعامر بن نائل (5) ثلاثة أولاد منهم: أبو المهلب و اسمه عمرو بن معاوية بن عامر، و صهيب (6) بن عامر، و زيد بن عامر، فأمّا أبو المهلب فولده بالبصرة، و أمّا صهيب فإن ابنه بيهس بن صهيب انتقل إلى الشام و سكن داريا، و ولده بها إلى اليوم، و شهد بيهس بن صهيب الأزارقة مع المهلب بن أبي صفرة و هو الذي يقول (7):

ما ينبح الكلب ضيفي قد أسات إذا *** و لا أقول لأهلي: أطفئوا النار

من خشية أن يراها جائع صرد *** إنّي أخاف عقاب اللّه و العارا

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا محمد بن العباس،

ص: 528


1- في المطبوعة:«نابل» و المثبت يوافق عبارة الأغاني. و في تاريخ داريا: ناتل.
2- في المطبوعة:«الزبان» و المثبت يوافق الأغاني و المؤتلف و المختلف للآمدي و فيها «ربان» بدون «أل».
3- ترجمته في الأغاني 135/22 و الآمدي ص 65 و تاريخ داريا ص 72.
4- تاريخ داريا ص 72.
5- تاريخ داريا: ناتل.
6- عن تاريخ داريا و بالأصل «و زيد».
7- البيتان في تاريخ داريا ص 72.

أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم [حدّثنا] محمد بن سعد قال: قال هشام بن محمد بن السّائب الكلبي: لما ولي أسلم بن زرعة الكلابي خراسان ذكر أن قوما كانت تدفن أموالهم معهم فيبعث إلى القبور فتنبش فقال بيهس بن صهيب الجرمي:

تجنب لنا قبر الغفاري و التمس *** سوى قبره لا يعل مفرقك الدم

هو النابش القبر المحيل عظامه *** لينظر هل تحت السقائف درهم

يعني بالغفاري الحكم بن عمرو الغفاري صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و كان أميرا لخراسان زمن معاوية.

و لبيهس بن صهيب الجرمي (1):

ألمّا على قبر لصفراء فاقرئا ال *** سلام و قولا حيّنا [أيها] (2) القبر

و ما كان شيئا غير أن لست صابرا *** دعاءك قبرا دونه حجج عشر (3)

برابية (4) فيها كرام أعزة (5) *** على أنها إلاّ مضاجعهم قفر

عشية مال (6) الركب من غرض (7) بنا *** تروّح أبا المقدام قد جنح القصر (8)

فقلت لهم: يوم قليل و ليلة *** لصفراء قد طال التجنب و الهجر

و بتّ و بات الناس حولي هجّدا *** كأنّ عليّ الليل من طوله شهر

إذا قلت هذا حين أهجع ساعة *** تطاول بي ليل كواكبه زهر

أقول إذا ما الجنب ملّ مكانه *** أ شوك يجافي الجنب أم تحته جمر؟

فلو أن صخرا من عمانة (9) راسيا *** يقاسي الذي ألقى لقد ملّه الصخر

كذا فيه و أحسبه: لهدّله الصخر.

ص: 529


1- الأبيات في الأغاني 138/22 قالها و قد اجتاز بلاد بني أسد فمرّ بقبر صفراء، قيل إنها كانت زوجته، فقضى نهاره كله عنده، فأنشأ يقول و هو يبكي.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
3- بالأصل «عسر» بالمهملة، و المثبت عن الأغاني. و ضبطت:«دعاؤك» بالرفع في الأصل و المطبوعة. و الصواب ما أثبت بالنصب. و دعاءك مفعول صابرا.
4- بالأصل و م:«ترابية» و المثبت عن الأغاني.
5- في الأغاني:«أحبة» و بهامشها عن نسخة:«كرام أعزة» كالأصل.
6- في الأغاني: قال.
7- بالأصل «عرص» و المثبت عن الأغاني، و الغرض: الضجر.
8- في الأغاني: العصر.
9- في الأغاني: عماية.

الفهرس

ذكر من اسمه إياس

841 - إياس بن زيد، و يقال: ابن زيد أبو زكريا الخزاعي 3

842 - إياس بن شرحبيل 5

843 - إياس بن معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن عبد بن دريد ابن أوس بن سواءة بن عمرو بن سارية بن ثعلبة بن ذبيان بن ثعلبة ابن أوس بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة ابن إلياس بن مضر 5

844 - إياس بن الوليد الفزاري 36

ذكر من اسمه أيمن 845 - أيمن بن خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك بن القليب ابن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار أبو عطية الأسدي 37

846 - أيمن بن نابل يكنى أبا عمران، و يقال: أبا عمرو المكي الحبشي 48

847 - أيمن رجل من ثقيف 55

ذكر من اسمه أيوب 848 - أيوب نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم 58

849 - أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري أبو سليمان البغدادي الأخباري 83

850 - أيوب بن بشير بن كعب العدوي البصري 85

851 - أيوب بن تميم أبو سليمان التّميمي المقرئ 89

852 - أيوب بن حسّان أبو حسّان الجرشي من أهل دمشق 92

853 - أيوب بن حمران 94

854 - أيوب بن خالد أبو عثمان الجهني الحرّاني 95

855 - أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد بن المغيرة

ص: 530

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب أبو سلمة القرشي 98

856 - أيوب بن سليمان بن داود بن عبد اللّه بن حذلم الأسديّ 102

857 - أيوب بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس الأموي 102

858 - أيوب بن سليمان بن هشام بن عبد الملك 109

859 - أيوب بن أبي عائشة 109

860 - أيوب بن عبد اللّه بن مكرز بن الأخيف العامري القرشي 110

861 - أيوب بن عثمان الدمشقي 114

862 - أيوب بن محمد بن زياد بن فرّوخ أبو سليمان الرّقّي الوزّان مولى ابن عباس 114

863 - أيوب بن محمد بن محمد بن أيوب أبي سليمان بن سليمان أبو الميمون الصّوري 117

864 - أيوب بن مدرك بن العلاء أبو عمر الحنفي 118

865 - أيوب بن مروان بن الحكم 123

866 - أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص 123

867 - أيوب بن موسى، و يقال: ابن محمد، و يقال: ابن سليمان أبو كعب السّعدي 128

868 - أيوب بن ميسرة بن حلبس أخو يونس بن ميسرة الجبلاني 132

869 - أيوب بن نافع بن كيسان 136

870 - أيوب بن هلال و هلال أبو عقال بن زيد بن حسن ابن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي 136

871 - أيوب بن يزيد بن قيس بن زرارة بن سلم بن حنتم بن مالك بن عمرو ابن عامر بن زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم اللّه بن النمر ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة ابن نزار، و يعرف بابن القرّيّة النّمري 140

حرف الباء

ذكر من اسمه بسر

872 - بسر بن أبي أرطأة 144

873 - بسر بن عبيد اللّه الحضرمي 157

ذكر من اسمه بسطام

874 - بسطام بن درهم العبسي 165

ذكر من اسمه بشارة

875 - بشارة الإخشيدي 165

ص: 531

876 - بشّار بن أحمد بن محمد أبو الرّجاء الأصبهاني القصار الصوفي 166

877 - بشرى بن عبد اللّه الرومي الرّملي 167

ذكر من اسمه بشر

878 - بشر بن أحمد بن فضالة بن الصّقر بن فضالة بن سالم ابن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك بن النعمان ابن امرئ القيس أبو حنتل اللّخمي الدمشقي 169

879 - بشر بن إبراهيم أبو سعيد القرشي، و يقال: أبو عمرو الأنصاري، المفلوج 170

880 - بشر بن بكر أبو عبد اللّه 173

881 - بشر بن الحارث بن عبد الرّحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد اللّه أبو نصر المروزي، الزاهد، المعروف بالحافي 177

882 - بشر بن أبي حفص و يقال: ابن أبي جعفر الكندي 228

883 - بشر بن حميد بن أبي مريم المزني 229

884 - بشر بن حيّان الخشني البلاطي 230

885 - بشر بن رزام أو مبشر بن رزام القرشي 233

886 - بشر بن سليمان بن هشام 233

887 - بشر بن سيّار الكلبي 233

888 - بشر بن صفوان بن تويل بن بشر بن حنظلة بن علقمة ابن شراحيل بن عزيز 233

889 - بشر بن عبد اللّه بن يسار السّلمي الحمصي 237

890 - بشر بن عبد اللّه بن صالح أبو عبيد اللّه القرشي الزمعي 239

891 - بشر، و يقال: بشير بن عبد الوهّاب بن بشير أبو الحسن الأموي 240

892 - بشر بن عصمة المرّي 242

893 - بشر بن عمر بن عبد العزيز 243

894 - بشر بن أبي عمرو بن العلاء 243

895 - بشر بن عون القرشي الجوبري 245

896 - بشر بن العلاء بن زبر الرّبعي 247

897 - بشر بن الغاز بن ربيعة الجرشي 249

898 - بشر بن قيس التّغلبي 249

899 - بشر بن محمد بن بشر بن نهيك الطائي 252

900 - بشر بن محمد بن عبد اللّه أبو القاسم الميهني الصوفي الخطيب الواعظ 252

901 - بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

ص: 532

ابن قصيّ أبو مروان الأموي القرشي 253

902 - بشر بن معاوية بن مروان 266

903 - بشر بن مقاتل بن إسماعيل بن مقاتل أبو القاسم السّمرقندي الحمصي 266

904 - بشر بن المنذر أبو المنذر الرّملي 266

905 - بشر بن نصر بن مسعود العراقي 267

906 - بشر بن النكث، و يقال: بشير اليربوعي، و يقال: الثقفي 267

907 - بشر بن الوليد بن عبد الملك 268

908 - بشر بن وهب أبو مروان 270

909 - بشر بن هلباء الكلبي ثم العامريّ 271

910 - بشر و هو الحتات بن يزيد بن علقمة 271

911 - بشير مولى هشام بن عبد الملك 280

912 - بشكست النحوي 280

ذكر من اسمه بشير

913 - بشير بن أبان بن بشير بن النّعمان بن بشير بن سعد، و يقال: بشير بن النعمان أبو محمد الأنصاري الخزرجي 281

914 - بشير بن الخصاصية 283

915 - بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة ابن كعب بن الحارث بن الخزرج أبو مسعود، و يقال: أبو النعمان الأنصاري 283

916 - بشير بن سعد 294

917 - بشير بن عبد اللّه أبو سهل السّلمي المدني 294

918 - بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي البصري 296

919 - بشير بن عقبة 298

920 - بشير بن عقربة، و يقال: بشر أبو اليمان الجهني 298

921 - بشير بن محمد بن عبد اللّه بن زيد 303

922 - بشير بن الخصاصية 303

923 - بشير و يقال: بشر بن منقذ أبو منقذ الشّنّي العنبسي 311

924 - بشير بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري الخزرجي 312

925 - بشير بن النعمان بن علي بن محمد بن الحجاج بن نوح بن يزيد ابن النعمان بن بشير بن سعد أبو الخزرج بن أبي القاسم الأنصاري النعماني المقرئ 313

ص: 533

926 - بشير مولى معاوية بن أبي سفيان 314

927 - بشير الدمشقي 316

928 - بشير مولى معاوية بن بكر 316

929 - بشير مولى هشام بن عبد الملك 316

ذكر من اسمه بشير

930 - بشير بن كعب بن أبي الحميري أبو أيوب - و يقال: أبو عبد اللّه - العدوي البصري 317

ذكر من اسمه بطريق

931 - بطريق بن بريد بن مسلم بن عبد اللّه الكلبي العليمي 324

ذكر من اسمه بغا

932 - بغا أبو موسى الكبير 425

933 - بغا الصغير المعروف بالشرابي 327

ذكر من اسمه بقية

934 - بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز أبو يحمد الكلاعي الحمصي 328

ذكر من اسمه بقي

935 - بقي بن مخلد بن يزيد أبو عبد الرّحمن الأندلسي الحافظ 354

ذكر من اسمه بكّار

936 - بكّار بن بلال العاملي أبو بلال العاملي 360

937 - بكّار بن بشير بن مسلم 361

938 - بكّار بن تميم أبو عبد الرّحمن 362

939 - بكّار بن شعيب أبو خزيمة العبدي 362

940 - بكّار بن عبد اللّه بن بكّار بن الوليد بن بسر ابن أبي أرطأة أبو عبد الرّحمن 363

941 - بكّار بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس أبو بكر الأموي 365

942 - بكّار بن علي بن رياح الرياحي 367

943 - بكّار بن قتيبة بن عبد اللّه بن أبي برذعة بن عبيد اللّه ابن بشير بن عبيد اللّه بن أبي بكرة أبو بكرة الثقفي 368

944 - بكّار بن محمد بن بكر 374

945 - بكّار بن محمد 374

ص: 534

946 - بكجور أبو الفوارس التركي 375

ذكر من اسمه بكر

947 - بكر بن أحمد بن حفص بن عمر بن عثمان بن سلمان أبو محمد التّنّيسي المعروف بالشّعراني 377

948 - بكر بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 278

949 - بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع أبو محمد الدّمياطي، مولى بني هاشم 379

950 - بكر بن سهل بن محمد الرّقّي الورّاق 381

951 - بكر بن شعيب بن بكر بن محمد بن أيوب بن عبد الرّحمن أبو الوليد القرشي 381

952 - بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر أبو عبد الحميد القرشي المخزومي مولاهم 382

953 - بكر بن عمرو المعافريّ المصري 383

954 - بكر بن قيراط 385

955 - بكر بن محمد بن بكر بن خريم أبو القاسم المزي الطرائفي المعدل 385

956 - بكر بن محمد بن علي بن حيد بن عبد الجبّار بن النضر ابن مسافر بن قصي أبو منصور التاجر النيسابوري 386

957 - بكر بن مصعب 388

ذكر من اسمه بكير

958 - بكير بن سهل 388

959 - بكير بن الشماخ اللخمي 388

960 - بكير بن ماهان أبو هاشم الحارثي 388

961 - بكير بن معروف أبو معاذ - و يقال: أبو الحسن - الأسدي الدّامغاني 390

962 - بكير بن محمد بن بكير أبو القاسم المنذري الطرسوسي 394

963 - بكير بن الحجاج 395

ذكر من اسمه بلج

964 - بلج بن بشر بن عياض 395

ذكر من اسمه بلعم

965 - بلعم و يقال بلعام بن باعوراء 396

ذكر من اسمه بنان

966 - بنان بن حازم أبو عبد السلام 406

ص: 535

ذكر من اسمه بندار

967 - بندار بن عبد اللّه الهمداني الصوفي 406

968 - بندار بن عمر بن محمد بن أحمد أبو سعيد التميمي الروياني 407

969 - بندار بن محمد أبو القاسم الفارسي الصوفي 408

ذكر من اسمه بندقة

970 - بندقة بن كمشيجور 409

ذكر من اسمه بوري

971 - بوري بن طغتكين أبو سعيد المعروف بتاج الملوك 409

ذكر من اسمه بلال

972 - بلال بن جرير بن عطية بن الخطفي و اسمه حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف ابن كليب بن يربوع بن حنظلة التميمي اليربوعي الكلبي 410

973 - بلال بن الحارث بن عكم بن سعد بن قرة بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور و يقال: بلال بن الحارث بن عاصم بن سعيد أبو عبد الرّحمن المزني 412

974 - بلال بن رباح أبو عبد الكريم، و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عمرو الحبشي 429

975 - بلال بن سعد بن تميم أبو عمرو السكوني، و يقال: أبو زرعة 480

976 - بلال بن سليمان 506

977 - بلال بن أبي بردة عامر بن عبد اللّه أبي موسى بن قيس، أبو عمرو - يقال: أبو عبد اللّه - الأشعري البصري 507

978 - بلال بن عبد اللّه بن بلال أبو الفضيل القرشي 520

979 - بلال بن أبي هريرة الدوسي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 521

980 - بلال بن عويمر أبي الدرداء أبو محمد الأنصاري القاضي 523

981 - بلال أبو حمامة النوبي الأسود الفارض المقرئ 527

ذكر من اسمه بيهس

982 - بيهس بن زميل بن عمرو بن هبيرة ابن زفر بن عامر الكلابي 527

983 - بيهس بن صهيب بن عامر بن عبد اللّه بن نائل بن مالك بن عبيد بن علقمة ابن سعد بن كثير بن غالب بن عدي بن شمس، و يقال: شميس، و يقال: بيهس ابن طرود بن قدامة بن جرم بن الرّيّان بن حلوان بن عمران ابن الحاف بن قضاعة أبو المقدام الجرمي 528

ص: 536

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.