تاریخ مدینة دمشق المجلد 8

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الثامن

تتمة حرف الألف

ذكر من اسمه أرطأة

583 - أرطأة بن زفر بن عبد اللّه بن مالك بن شدّاد

ابن ضمرة بن عقفان بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن غيظ

ابن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض

ابن ريث بن غطفان، و يقال: ابن زفر بن جزء بن شداد (1)

و يعرف بابن سهية (2)،و هي أمه، و هي بنت زامل بن مروان بن زهير بن ثعلبة بن خديج (3) بن أبي جشم بن كعب بن عوف بن عامر بن عوف، شيبة (4) بن كلب، و كانت لضرار بن الأزور ثم صارت إلى زفر و هي حامل، فجاءت بأرطاة على فراش زفر.

و ذكره المدائني فيمن ينسب إلى أمه من الشعراء فقال: هو أرطأة بن زفر بن شداد، و يقال: أرطأة بن زفر بن عبد اللّه بن مالك بن شداد بن غطفان بن أبي حارثة، و يقال: ابن شداد أبو الوليد المرّي الغطفاني شاعر قديم وفد على معاوية بن أبي سفيان، و على عبد الملك بن مروان، و يقال إن بني عقفان بن حنظلة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس دخلوا في بني مرة بن نشبة فقالوا: بنو عقفان بن أبي حارثة بن مرة.

قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي محمد الجوهري، و أبي جعفر بن

ص: 3


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 348/8 و الأغاني.
2- بالأصل «شهية» و في م: سمعية و المثبت عن الأغاني و الوافي.
3- الأغاني: حديج.
4- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور:«عوف بن شيبة» و في الأغاني: سبية من كلب.

المسلمة، عن أبي عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال (1):أرطأة بن سهية (2) المريّ و سهية أمه، و أبوه زفر بن عبد اللّه بن شداد بن ضمرة بن عقفان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان. و قيل: هو زفر بن جزء بن شداد و سهية بنت زامل (3) بن مروان بن زهير بن ثعلبة بن خديج بن أبي جشم بن كعب بن عمرو بن عامر بن سحمة بن كلب بن وبرة، و كانت أخيذة من كلب، و أرطأة يكنى أبا الوليد و كان في صدر الإسلام، أدركه عبد الملك بن مروان شيخا كبيرا، يقال: أتت عليه ثلاثون و مائة سنة، فأنشد عبد الملك (4):

رأيت المرء تأكله اللّيالي *** كأكل الأرض ساقطة الحديد

و ما تبغي المنيّة حين تأتي *** على نفس ابن آدم من مزيد

و أعلم أنها ستكرّ حتّى *** توفّي نذرها بأبي الوليد

فارتاع عبد الملك و تغير وجهه و قدّر أنّه أراده، لأن عبد الملك يكنى أبا الوليد.

فقال: يا أمير المؤمنين إنما عنيت نفسي (5).

و له يرثي ابنه [عمرو] (6):

وقفت على قبر ابن ليلى (7) و لم يكن *** وقوفي عليه غير مبكى و مجزع

هل أنت ابن ليلى إن نظرتك رائح *** مع الركب أو غاد غداة غد معي

على الدهر فاعتب (8) إنه غير معتب *** و في غير من قد وارت الأرض فاطمع

ص: 4


1- سقط من معجم الشعراء المطبوع.
2- بالأصل شهية بالشين المعجمة، و تقدم أن سهية بالسين المهملة أمه. و قد صححت في كل مواضع الترجمة.
3- في ألقاب الشعراء و كناهم لابن حبيب ص 29:«رامل».
4- الأبيات في الأغاني 31/13.
5- زيد في الأغاني: و كان أرطأة يكنى أبا الوليد، فسكّن عبد الملك، و ثم استعبر باكيا.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني 40/13 و بالأصل «أبيه» و المثبت «ابنه» عن الأغاني، و الأبيات فيها من عدة أبيات.
7- الأغاني: ابن سلمى.
8- في الأغاني 39/13 عن الدهر فاصفح.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - قراءة - أنا أبو العباس بن قبيس، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمد بن القاسم، نا علي بن بكر، نا أحمد بن بكر، نا الرياشي، نا حنظلة أبو غسان، نا أبو المنذر هشام بن محمد بن السّائب، عن محرز بن جعفر مولى أبي هريرة قال: دخل أرطأة بن سهية المرّي على عبد الملك بن مروان و قد أتت عليه ثلاثون و مائة سنة فقال له عبد الملك: ما بقي من شعرك يا أرطأة ؟ قال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما أطرب و لا أغضب و لا أشرب و لا يجيئني الشعر إلاّ على هذا، غير أني الذي أقول:

رأيت المرء تأكله اللّيالي *** كأكل الأرض ساقطة الحديد

و ما تبقي (1) المنية حين تأتي *** على نفس ابن آدم من مزيد

و أعلم أنها ستكرّ حتى *** توفّي نذرها بأبي الوليد

فارتاع عبد الملك و كان يكنى بأبي الوليد، فقال أرطأة: إنما عنيت نفسي يا أمير المؤمنين و كان يكنى أبا الوليد: قال عبد الملك و أنا و اللّه سيمرّ بي الذي يمر بك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكار، حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه و محمد بن الضّحاك، عن أبيه أن أرطأة بن سهية المري قال (2):

رأيت المرء تأكله الليالي *** كأكل الأرض ساقطة الحديد

و ما تجد المنية حين تأتي *** على نفس ابن آدم من مزيد

و أعلم أنها ستكر حتى *** توفّي نذرها بأبي الوليد

قال الزبير: سرق أرطأة البيت الثاني من زبّان بن منظور بن سيار، قال زبّان:

لئن فجّعت بالقرناء يوما *** لقد متّعت بالأمل البعيد

و ما تجد المصيبة فوق نفسي *** و لا نفس الأحبّة من مزيد

خلقنا أنفسا و بني نفوس *** و لسنا بالسّلام و لا الحديد

ص: 5


1- في رواية الأغاني: و ما تبغي.
2- الأبيات في نسب قريش لمصعب الزبيري ص 161.

فبلغت عبد الملك كلمة أرطأة فأشخصه إليه، و قال له: ما أنت و ذكري في شعرك ؟ فقال: إني (1) عنيت نفسي، أنا أبو الوليد، فسل عن ذلك، فأفلت منه فانصرف إلى أهله و قال (2):

إذا ما طلعنا من ثنيّة لفلف (3) *** فبشّر (4) رجالا يكرهون إيابي

و أخبرهم (5) إن قد رجعت بغبطة *** أحدّد أظفاري و أصرف نابي

و إني ابن حرب لا يزال يهرّني (6) *** كلاب عدوّ أو يهرّ كلابي

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوه (7)،أنا محمد بن أحمد اللّنباني (8)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني العباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن أبي مسكين ح.

قال: و أنا أبو عبد اللّه بن الأعرابي قال: و أخبرني عمر بن بكير، عن علي بن محمد، عن أبي عبد الرّحمن العجلي، عن إسماعيل بن سيار قال: مات ابن لأرطأة بن سهية المرّي، مرة غطفان فأقام على قبره حولا يأتيه كل غداة، فيقول: يا عمرو، إن أقمت حتى أمسي هل أنت رائح معي ؟ و يبكي، و ينصرف و يأتي القبر عند المساء فيقول:

يا عمرو، إن أقمت حتى أصبح، هل أنت غاد معي، و يبكي و ينصرف، فلما كان عند رأس الحول تمثل شعر لبيد فقال:

ص: 6


1- نسب قريش: إنما.
2- الأبيات في نسب قريش ص 162 و الأغاني 37/13.
3- لفلف: بلد تجاه برد من حرة ليلى، و هي من أداني ديار بني مرة (معجم ما استعجم).
4- في الأغاني: فخبر.
5- صدره في الأغاني: و خبرهم أني رجعت بغبطة
6- الأغاني و نسب قريش: تهرني... تهر كلابي.
7- ضبطت عن التبصير.
8- بالأصل «اللبناني» بتقديم الباء، و الصواب ما أثبت بتقديم النون عن م، و هذه النسبة إلى لنبان محلة كبيرة بأصبهان و ذكره السمعاني باسم أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني سمع كتب أبي بكر بن أبي الدنيا عنه، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد بن يوه. له ترجمة في سير الأعلام 311/15 و كناه «أبا الحسن» أحمد بن محمد...».

إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما *** و من يبك حولا كاملا فقد اعتذر (1)

ثم ترك قبره و مضى و قال (2):

وقفت على قبر ابن ليلى (3) فلم يكن *** وقوفي عليه غير مبكى و مجزع

هل أنت ابن ليلى إن نظرتك رائح *** مع القوم أو غاد غداة غد معي

فما كنت إلاّ والها بعد زفرة *** على شجوها بعد الحنين المرجّع (4)

متى لا يجده ينصرف (5) لطياتها *** من الأرض أو يرجع (6) لإلف فتربع

على الدهر فاعتب (7) إنه غير معتب *** و في غير من قد وارت الأرض فاطمع

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكار، حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه، أنشدني أبي لأرطأة بن سهية المرّي أبياتا مدح فيها ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير على الدال، فقلت لعمي: ما أعدّ أحدا يتقدّمني في معرفة شعر أرطأة بن سهية، و لا أعرف هذه الأبيات، ثم وجدت بعد ذلك في كتب إبراهيم بن موسى بن حديق (8) و كان من الفقهاء العباد الفصحاء الرواة للآثار و الأخبار و الشعر: قال أرطأة بن سهية المرّي يمدح ثابت بن عبد اللّه بن الزبير فقال:

ص: 7


1- البيت في ديوان لبيد ط بيروت ص 79 من قصيدة يخاطب ابنته لما حضرته الوفاة، مطلعها: تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما و هل أنا إلاّ من ربيعة أو مضر
2- الأبيات في الأغاني 40/13.
3- الأغاني: ابن سلمى.
4- البيت في الأغاني 39/13. و كائن ترى من ذات بث و عولة بكت شجوها بعد الحنين المرجّع
5- الأغاني: لا تجده تنصرف، و طياتها بدون تشديد الياء، و قد نص صاحب اللسان (طوى) على تخفيف هذا الجمع في الشعر، في قول الأعشى: أجد بتيا هجرها و شتاتها و حب بها لو تستطاع طياتها أراد طيّاتها فحذف الياء الثانية.
6- الأغاني: تعمد.
7- الأغاني: عن الدهر فاصفح.
8- رسمها غير واضح بالأصل و في م: صديف و المثبت عن مختصر ابن منظور 234/4.

رأيت مخاضي أنكرت عبداتها *** محل أولي الخيمات من بطن أرثدا (1)

إذا راعياها أورداها شريعة *** أعاما على دمن الحياض و صرّدا

و لو جارها ابن المازنيّة (2) ثابت *** لروّح راعيها و ندّا و أوردا

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن سبيخت، نا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي أنشدنا ثعلب عن ابن الأعرابي لأرطأة بن سهية المرّي:

و إني لقوّام لدى الضّيف موهنا *** إذا أعذر السير النجيل المواكل

دعا فأجابته كلاب كثيرة *** على ثقة مني بأني فاعل

و ما دون ضيفي من تلاد تحوزه *** لي النفس إلاّ أن تصان الحلائل

584 - أرطأة بن المنذر بن الأسود بن ثابت

أبو عدي السّكونيّ الحمصيّ (3)

حدّث عن عبد اللّه بن بسر، و أبي الأحوص حكيم بن عمير، و المهاصر بن حبيب، و أبي عبد اللّه رزيق الألهاني (4)،و خالد بن معدان، و حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري، و ضمرة بن حبيب، و غيلان بن معشر المقرائي (5)،و أبي عون عبد اللّه بن أبي عبد اللّه، و ليث بن أبي سليم، و داود بن أبي هند، و مجاهد بن جبر، و سعيد بن المسيّب، و عطاء بن أبي رباح، و عبد الرّحمن بن غانم الأشعري، و كثير بن مرّة، و أبي عامر الألهاني، و كثير بن الحارث، و عبد اللّه بن دينار البهراني (6).

ص: 8


1- أرثد اسم واد بين مكة و المدينة (ياقوت) و ذكر عجزه بدون نسبة.
2- أم ثابت مازنية و اسمها: تماضر بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن مازن بن فزارة (نسب قريش ص 239).
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 347/8 و تهذيب التهذيب 128/1.
4- الألهاني ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى ألهان بن مالك. ذكره السمعاني و ترجم له ترجمة قصيرة.
5- المقرائي بضم الميم و قيل بفتحها، و سكون القاف هذه النسبة إلى مقرى قرية بدمشق. و ترجم له السمعاني في الأنساب، و بالأصل و م «عيلان» و المثبت عن الأنساب.
6- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بهراء قبيلة من قضاعة نزلت أكثرها حمص، مدينة بالشام.

روى عنه عصام بن خالد، و بقية بن الوليد، و عبد اللّه بن المبارك، و أبو حيوة سريح (1) بن يزيد، و معاوية بن صالح الحمصي، و مسكين بن بكير، و أبو اليمان البهراني، و عقبة بن علقمة، و أبو مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي، و أبو سليمان عتبة بن السكن الفزاري، و أسد بن عيسى رفغين، و مبشّر بن إسماعيل الحلبي، و الجرّاح بن مليح البهراني، و إسماعيل بن عياش، و عبد القاهر بن ناصح العابد، و أبو المغيرة الخولاني، و أشعث بن شعبة، و محمد بن كثير المصّيصي.

و وفد على عمر بن عبد العزيز ففرض له في جبلة (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا محمد بن خريم (3) بن محمد بن مروان - بدمشق - نا هشام بن عمّار، نا معاوية بن يحيى الأطرابلسي، نا أرطأة بن المنذر قال: سمعت غيلان بن معشر قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: لقد توفي رجل على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلم يجدوا له كفنا فقالوا: يا نبي اللّه إنا لم نجد له كفنا قال:«التمسوا في مئزره» فوجدوا دينارين فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:

«كيّتان، صلّوا على صاحبكم»[2060].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد حدثني زياد بن أيوب، نا مبشّر بن إسماعيل، عن أرطأة قال: سمعت ضمرة بن حبيب قال: سمعت سلمة بن نفيل السّكوني يقول: بينا نحن جلوس عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذ قال قائل: يا رسول اللّه هل أتيت بطعام من السّماء؟ قال:

«أتيت بطعام بمسخنة» (4) قال: فهل كان فيها فضل عنك ؟ قال:«نعم» قال: فما فعل به ؟ قال:«رفع إلى السماء و هو يوحي إليّ أني غير لابث فيكم إلاّ قليلا، و لستم لا بثين بعدي إلاّ قليلا، و ستأتوني أفنادا يتبع بعضكم بعضا، و بين يدي السّاعة موتان شديد، و بعده سنوات الزلازل»[2061].

ص: 9


1- تهذيب التهذيب: شريح.
2- في الوافي: في خيله.
3- بالأصل «حريم» و الصواب ما أثبت عن التبصير، ترجمته في سير الأعلام 428/14 و فيها: محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك بن مروان «و في م أيضا: حريم».
4- المسخنة: برمة شبه النور (القاموس).

أخبرناه عاليا أبو علي الحداد - في كتابه - ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، نا أبو المغيرة، نا أرطأة بن المنذر السّكوني حدثني ضمرة بن حبيب قال: سمعت سلمة بن نفيل السّكوني يقول: كنا جلوسا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذ قال قائل: يا رسول اللّه هل أتيت بطعام من السماء، قال:«نعم»، قال: و بما ذا؟ قال:«بمسخنة» قال: فهل كان فيها فضل عنك ؟ قال:«نعم»، قال: فما فعل به قال:«رفع و هو يوحي إليّ أني مكبوت غير لابث فيكم و لستم بلابثين بعدي إلاّ قليلا، بل تلبثون حتى يقولوا أمتي، و تأتوني أفنادا يتبع بعضكم بعضا و بين يدي الساعة موتان شديد و بعده سنوات الزلازل»[2062].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، أنا الحسن بن علي اللّبّاد، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الطرائفي - قراءة عليهما ح.

و قرأت في سماع جدّ جدي أبي محمد عبد العزيز بن الحسين الصائغ من أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم المقرئ قالوا: أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا جعفر بن محمد الكندي، أنا أحمد بن عبد الرحيم بن فضيل، نا جنادة بن مروان، نا أبو عفيف، عن أبي مرّ، عن المازني قال: قال لي أرطأة - زاد النسيب أو قال: حدثني أرطأة - لما فرض لي عمر بن عبد العزيز في جبلة (1) قال: يا فتى إني أحدثك بحديث كان عندنا من (2) المخزون: إذا توضأت عند البحر (3) فالتفت إليه و قل: يا واسع المغفرة اغفر لي، فإنه لا يرتدّ إليك طرفك حتى يغفر اللّه ذنوبك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أرطأة بن المنذر أبو عدي.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم

ص: 10


1- كذا بالأصل و م و مختصر ابن منظور، و تقدم لفظه في الوافي: خيله.
2- في الوافي: من العلم المخزون.
3- في الوافي: السحر.

الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول:

أرطأة بن المنذر يكنى أبا عدي.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا عبد اللّه بن عتاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم السوسي أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة قال-: سمعت محمود بن إبراهيم بن محمد بن سميع يقول: في الطبقة الخامسة: أرطأة بن المنذر أبو عدي.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، و أبو الفضل بن خيرون و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):أرطأة بن المنذر السّكوني الشامي، سمع ضمرة بن حبيب، سمع منه عصام بن خالد، قال أحمد: كنيته أبو عدي و سمع غيلان المقرائي (2)،و أبا عون، و أبا الحجاج.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عدي أرطأة بن المنذر السّكوني، عن ضمرة بن حبيب. روى عنه عصام بن خالد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمد، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبي أبو عبد الرّحمن، أنا إبراهيم بن يعقوب قال: سمعت أبا اليمان يقول: كنت أشبّه أحمد بن حنبل بأرطاة بن المنذر أبي عدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 11


1- التاريخ الكبير 1/قسم 57/2.
2- كذا بالأصل، و في التاريخ الكبير:«المقرئي» تحريف، و المقرائي نسبة إلى مقرى من قرى دمشق، و قد تقدم بحثها في أول الترجمة.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم فقال: ثور (1) و جرير و أرطأة كلّ هؤلاء ثقة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة قال (2):قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم: من الثّبت بحمص ؟ قال: صفوان (3) و بحير و حريز (4) و ثور (5) و أرطأة، قلت: فابن أبي مريم ؟ قال: دونهم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الشروطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألت يحيى بن معين، عن أرطأة بن المنذر كيف حديثه ؟ فقال: هو ثقة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز [بن أحمد] (6)،أنا تمام الرازي، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة و بعضهم أجلّ من بعض: أرطأة بن المنذر.

أخبرنا أبو عبد الخلاّل - في كتابه - أنا عبد الرّحمن بن مندة، عن حمد بن عبد اللّه الأصبهاني، قال ابن مندة: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا ابن أبي حاتم (7)،نا محمد بن حمويه بن الحسن قال: سمعت أبا طالب قال: قال أحمد بن حنبل: أرطأة بن المنذر ثقة ثقة، قال: و سئل أبي، عن أرطأة بن المنذر؟ فقال: لا بأس به.

ص: 12


1- تاريخ أبي زرعة 398/1.
2- كذا بالأصل و م انظر ما سنلاحظه في خبر أبي زرعة.
3- هو صفوان بن عمر بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي، ترجمته في سير الأعلام 380/6 و تهذيب التهذيب 429/4 و بحير هو بحير بن سعيد السحولي، أبو خالد الحمصي،(تهذيب التهذيب 266/1).
4- بالأصل:«و جرير» خطأ و الصواب ما أثبت عن تاريخ أبي زرعة و تهذيب التهذيب 128/1 و هو حريز بن عثمان، أبو عثمان الرحبي الحمصي ترجمته في سير الأعلام 79/7(35).
5- هو ثور بن يزيد، أبو يزيد الكلاعي الحمصي، ترجمته في سير الأعلام 344/6.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانب اللفظتين كلمة صح.
7- الجرح و التعديل 1/قسم 327/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة بن الحسن بن منصور، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّماك، أنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني - و سئل عن أرطأة: روى عنه عبد القدوس، روى عن ضمرة بن حبيب حديث سلمة بن نفيل عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم: هل أتيت بطعام ؟ فقال: لا أعرفه، مجهول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمد، نا أبو علي الأهوازي، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا أحمد بن نصر بن شاكر بن أبي رجاء، نا عبد الوهاب، نا أبو عبد الرّحمن الأعرج قال:

لم أر أرطأة بن المنذر قط يسعل و لا يعطس و لا يبزق و لا يحكّ شيئا من جسده و لا يضحك قال: و إنما عرف موته حين حضره الموت أنه حك هذا عند أنفه قال: فقال أصحابه: حكّ أبو عدي، قال: فكأن جلساءه أيسوا منه حين حكّ . اسم أبي عبد الرّحمن هذا عيسى بن يزيد.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجندي (1)، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو الليث السّلم بن معاذ، نا أبو علي بن أبي منصور، حدّثني علي بن عاصم - من ولد مسلمة بن عبد الملك - حدّثني سعيد بن عثمان الأطرابلسي، نا أبو علي الجمحي، عن أبي مطيع - يعني معاوية بن يحيى - أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد و هو يرى أنه قد أصبح، فإذا عليه ليل طويل. فلما صار تحت القبة سمع صوت جرس الخيل على البلاط ، فإذا فوارس قد لقي بعضهم بعضا.

قال بعضهم لبعض: من أين قدمتم ؟ قالوا: أ و لم تكونوا معنا؟ قالوا: لا، قالوا قدمنا من جنازة البديل خالد بن معدان، قالوا: و قد مات ؟ ما علمنا بموته، قال: فمن استخلفتم بعده ؟ قالوا: أرطأة بن المنذر فلما أصبح الشيخ حدّث أصحابه فقالوا: ما علمنا بموت خالد بن معدان، فلما كان نصف النهار قدم البريد من أنطرطوس (2) يخبر بموته.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمد بن صابر قالا: أنا

ص: 13


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الجند، أي العسكر، ذكره السمعاني، و ترجمته في سير الأعلام 400/17(263).
2- انطرطوس، بلد من سواحل بحر الشام (معجم البلدان) و هي اليوم: طرطوس.

أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي الحسن (1) بن شهاب بن الحسن العكبري - إجازة - نا أبو عبد اللّه عبيد اللّه (2) بن محمد بن بطّة، نا أبو محمد جعفر بن نصير الخوّاص، نا أبو العباس أحمد بن مسروق الطوسي، نا محمد بن الحسين، نا إبراهيم بن عيسى، نا بقية، عن أرطأة بن المنذر - و كان من الحكماء - قال: لا يزال العبد متعلّما ما كان في الدنيا، فإذا قال: قد اكتفيت فهو أجهل ما يكون بأمر الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشّاشي، نا أبو بكر بن أبي داود، نا كثير بن عبيد، نا بقية بن الوليد، عن أرطأة بن المنذر قال: آية المتكلف ثلاث: يتكلم فيما لا يعلم، و ينازع من فوقه، و يتعاطى ما لا ينال.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و علي بن الحسن بن سعيد قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (3)،أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا هلال بن المحسن الكاتب، أنا أحمد بن محمد بن الجرّاح، نا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي (5)،نا أحمد بن محمد التاحي (6) قال: سمعت عبد اللّه بن الفرج يقول:- و كان عبد اللّه بن الفرج يغشاه بشر بن الحارث لزهده و فضله - قال أرطأة بن المنذر: احذروا الدّنيا لا تسحركم فهي - و اللّه - أسحر من هاروت و ماروت.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان (7) الرزاز، أنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد اللّه الطناجيري ح.

و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو علي الحسن بن سعيد الدمشقي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي،

ص: 14


1- ترجمته في سير الأعلام 542/17(362).
2- ترجمته في سير الأعلام 529/16(389).
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شيحة و هي قرية من قرى حلب.
4- تاريخ بغداد 41/10 في ترجمة عبد اللّه بن الفرج.
5- قوله:«حدّثني أبي» سقط من تاريخ بغداد.
6- رسمها غير واضح بالأصل و في م: اليتاخي و المثبت عن تاريخ بغداد. كذا. و في م: اليتاخي.
7- بالأصل و م «يبان» و المثبت عن الأنساب «الرزاز» و مشيخة ابن عساكر.

قالا: أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمد بن هارون بن حميد، نا الوليد بن شجاع، نا بقية بن الوليد قال: قال لي أرطأة بن المنذر لأن يكون يكون لي ابن فاسق (1) من الفساق أحبّ إليّ من أن يكون صاحب هوى.

ذكر محمد بن عبد اللّه بن جعفر الوراق، أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن يوسف الهروي، نا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، نا أبو يوسف محمد بن عبيدة المددي قال: سمعت أبا عبد الرّحمن الأعرج يذكر قال: خلا بأرطاة - يعني ابن المنذر - رجل غريب فلزمه أياما، ثم خلا به في بستان له فقال له: يا أبا عدي قال: فقال له:

لبّيك، قال: أ لست تعلم أن من أسماء اللّه تعالى الغفور؟ فمتى سمّي الغفور بعد أن عملت الذنوب أو قبل أن تعمل ؟ قال: فبلغ ذلك الأوزاعي فكان يتعجب و يقول: لقد لقن حجته.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار، أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر، نا إبراهيم بن مروان، نا العباس بن الوليد، أنا عقبة قال: كنت عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السّنة و يخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم، قال: يقول أرطأة: هو منهم لا يلبس عليكم أمره قال: فأنكرت ذلك من قول أرطأة، قال: فقدمت على الأوزاعي و كان كشّافا لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة و القول ما قال هذا ينهى عن ذكرهم و متى يحذروا، إذا لم يشادّ بذكرهم.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي - في كتابه - أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي (2)-قراءة - أنا محمد بن المظفّر بن موسى، أنا بكر بن أحمد بن حفص (3)،نا أحمد بن محمد بن عيسى قال: و أبو عدي أرطأة بن المنذر بن الأسود السّكوني حدّث عن عبد اللّه، بلغني أنه مات سنة ثلاث و ستين و مائة، و في خبر آخر: أنه مات سنة ست و خمسين و مائة.

ص: 15


1- بالأصل و م «فاسقا».
2- ترجمته في سير الأعلام 649/17(440).
3- ترجمته في سير الأعلام 308/15(148).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،حدثني أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السّكوني الحمصي في سوق البزّ (2) قال: غزوت جبلة سنة أربع و ستين و مائة، و مات أرطأة - يعني ابن المنذر - قبل ذلك بسنة (3).

585 - أرطأة الفزاري

والد عدي بن أرطأة، و زيد بن أرطأة، دمشقي

حكى عنه ابنه عدي.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطيوري، و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (4):أرطأة الفزاري، قال لي هلال بن بشر، نا أبو عتاب سهل، نا إياس بن دغفل، نا الحسين (5)، حدّثني عدي بن أرطأة أن أباه حدّثه أنه كان من قومه رجل يشتم فسكت و نفض ثوبه.

قال: و حدّثني مخلد، نا حجّاج بن محمد، نا مبارك بن فضالة، عن بكر بن عبد اللّه المزني، عن عدي بن أرطأة: كان رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذا زكّى قال:

اللّهم لا تؤاخذني بما يقولون.

كذا ذكر البخاري، و هذا الحديث غير الأول.

ص: 16


1- المعرفة و التاريخ 152/1.
2- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل «البر».
3- يعني سنة 163، نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب عن يعقوب بن سفيان 128/1.
4- التاريخ الكبير 1/قسم 58/2.
5- عند البخاري:«الحسن» و هو الصواب، و انظر تهذيب التهذيب 245/1 ترجمة إياس بن دغفل و فيها روى عن الحسن البصري.

ذكر من اسمه أرقم

586 - أرقم بن أرقم السّلميّ

له ذكر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، عن أبي علي الأهوازي، أنا أبو علي الحسن (1) بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه - فيما أجازني - أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي (2)،نا صدقة بن خالد، نا يزيد بن أبي مريم، عن أبي عبيد اللّه قال: دخلت المسجد يوما فإذا برجلين جالسين فمشيت نحوهما، فأشار إليّ أحدهما فجلست بين أيديهما، فإذا هما قد تقنّعا برداء أحدهما، و قد بكيا حتى كادت أعينهما أن تخرج، فقالا: لا ترق على ما ترى من بكائنا ألا إنما أبكانا، إنّا كنا في قوم أصبحنا اليوم في غيرهم، و ذلك على عهد معاوية بن أبي سفيان - رضي اللّه عنهما - و إذا هما: أرقم بن أرقم السّلمي و أبو مسلم الجليلي (3).

587 - أرقم بن شرحبيل الأوديّ الكوفيّ

أخو هزيل بن شرحبيل (4)

سمع ابن مسعود و ابن عباس و صحبه إلى الشام.

ص: 17


1- ترجمته في سير الأعلام 558/16(410).
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الفراديس، و هو موضع بدمشق. و له في الأنساب ترجمة قصيرة.
3- ضبطت عن التبصير 552/2 و فيه: أبو مسلم الجليلي، من جبل الجليل باليمن، تابعي. و في القاموس: كأمير قوم باليمن، منهم أبو مسلم الجليلي التابعي، أو من ذي الجليل واد بها.
4- له ترجمة في تهذيب التهذيب 128/1.

روى عنه أبو قيس الأودي، و عبد اللّه بن أبي السّفر، و أبو إسحاق السّبيعي، و أخوه هزيل (1) بن شرحبيل.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا أبو علي الحسن بن علي بن يحيى الشّعراني، نا سعيد بن عبدوس بن أبي زيدون، نا محمد بن يوسف الفريابي، نا إسرائيل، نا أبو إسحاق عن أرقم بن شرحبيل قال:

سافرت مع ابن عباس من المدينة (2) إلى الشام فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مرض مرضه لذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال:«ادعوا لي عليا» قال: أراه قالت عائشة: شك محمد، أ لا ندعو لك أبا بكر؟ قال:«ادعوه»، قال: فقالت حفصة: أ لا ندعو عمر؟ قال:

«ادعوه»، قالت أم الفضل: أ لا ندعو العباس ؟ قال:«ادعوه» فلما حضروه رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رأسه لم ير عليا سكت فلم يتكلم و قال عمر: قوموا بنا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلو كانت له إلينا حاجة ذكرها حتى فعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال:«ليصلّ بالناس أبو بكر» فتقدم أبو بكر ليصلي بالناس، فرأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من نفسه خفّة فخرج بين رجلين فلما أحسه الناس سبّحوا، فذهب أبو بكر يتأخر فأشار إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«مكانك» و استتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من حيث انتهى أبو بكر من القراءة، و أبو بكر قائم و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جالس، فأتمّ أبو بكر برسول اللّه و أتمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بأبي بكر، فما قضى الصّلاة حتى ثقل جدا، فخرج يهادي بين رجلين و إنّ رجليه لتخطّان بالأرض، فمات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و لم يوص[2063].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام الرازي، أنا أحمد بن سليمان، نا بكار بن قتيبة، نا بكر بن بكار، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أرقم بن شرحبيل قال: سافرت مع ابن عباس من المدينة إلى الشام، فسألته أوصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: إن النبي صلّى اللّه عليه و سلم لمّا مرض مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال:«ليصلّ للناس أبو بكر»، فتقدم أبو بكر فصلّى بالناس، و وجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من نفسه خفّة، فانطلق يهادي بين رجلين، فلما أحس أبو بكر سبّحوا به فذهب أبو بكر يتأخر فأشار النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«مكانك» فاستفتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من حيث انتهى أبو بكر من القراءة،

ص: 18


1- هزيل بالتصغير، بضم الهاء و فتح الزاي (تقريب التهذيب).
2- زيد بعدها في مختصر ابن منظور 237/4: فسألته: أوصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ؟.

و أبو بكر قائم و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جالس، فأتمّ أبو بكر بالنبي صلّى اللّه عليه و سلم و أتمّ الناس بأبي بكر، فما قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى ثقل جدا، فخرج يهادي بين رجلين، و إن رجليه لتخطّان في الأرض. فمات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و لم يوص.

مختصر رواه وكيع بن الجراح، و حجّاج بن محمد، عن إسرائيل، و رواه ابن أبي السفر، عن أرقم فزاد في أسناده: العباس[2064].

أخبرناه أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمة (1) الخلاّل، أنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا خلف بن سالم المخزومي، نا يحيى بن آدم، نا قيس، نا عبد اللّه بن أبي السفر، عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس، عن العباس بن عبد المطلب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال في مرضه:«مروا أبا بكر يصلي بالناس»، فخرج أبو بكر فكبّر، و وجد النبي صلّى اللّه عليه و سلم راحة فخرج يهادي بين رجلين، فلما رآه أبو بكر تأخر فأشار إليه النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«مكانك» ثم جلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى جنب أبي بكر فاقترأ من المكان الذي كان أبو بكر بلغ من السورة![2065].

و من عالي حديثه:

ما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشّافعي، نا محمد بن يونس بن موسى القرشي، نا عبد اللّه بن رجاء، نا قيس بن الربيع عن عبد اللّه بن أبي السّفر، عن أرقم بن شرحبيل، عن عبد اللّه بن عباس، عن العباس بن عبد المطلب قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و عنده نساء فيهن أسماء، و هي تدق سعطة لها فقال:«لا يبقى أحد في البيت، شهد اللّه الألدّ، و إني قد أقسمت أن يميني لم تصب العباس»[2066].

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطّيوري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي بن الكوفي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني

ص: 19


1- ضبطت بالفتح و تثقيل الميم عن التبصير 462/1 و ذكره باسم:«عبد الرحمن بن عمر بن حمة الخلال» و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 82/17(47).

جدّي، نا أبو النضر هاشم بن القاسم، نا شعبة، عن أبي قيس قال: سمعت هزيل بن شرحبيل قال: كان بأخي الأرقم بن شرحبيل حكّة فذهب يحتكّ فمسّ ذكره، فقال ابن مسعود: اقطعه، يمازحه ثم قال: إنما هو بضعة منك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: هزيل بن شرحبيل سمع من عمرو، و أخوه الأرقم بن شرحبيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السّماك، أنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: أرقم بن شرحبيل، روى عنه أبو إسحاق، روى عن ابن عباس:«مروا أبا بكر فليصلّ بالناس» لم يرو عنه غير أبي إسحاق؛ أرقم من أصحاب عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا ابن سعد قال: في الطبقة الأولى من أهل الكوفة قال: الهزيل بن شرحبيل الأودي روى عن عبد اللّه، و علي؛ و أخوه الأرقم بن شرحبيل الأودي.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1)،قال: الأرقم بن شرحبيل الأودي سمع من عبد اللّه و لا نعلمه، روى عن علي شيئا قال: و روى عنه أخوه هزيل بن شرحبيل. و كان ثقة قليل الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور الكيلي قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط العصفري قال: و من أود بن سعد العشيرة: هزيل و الأرقم ابنا شرحبيل،

ص: 20


1- طبقات ابن سعد 176/6-177.

توفي (1) هزيل بعد الجماجم.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - كتابة و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطيوري و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون - و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (2):أرقم بن شرحبيل أخو هزيل بن شرحبيل الأودي، كوفي سمع ابن مسعود، روى عنه أبو قيس، و أبو إسحاق، و لم يذكر أبو إسحاق سماعا منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - كتابة - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - و أبو طاهر بن سلمة - قراءة - أنا أبو الحسن الفأفاء قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (3):سئل أبو زرعة - يعني عن أرقم بن شرحبيل - فقال: هو كوفي ثقة.

588 - أرقم بن عبد اللّه الكنديّ

رجل من تابعي أهل الكوفة، كان ممن قدم به مع حجر بن عدي الكندي إلى عذراء (4) في اثني عشر رجلا، فشفع فيه وائل بن حجر إلى معاوية فأطلقه.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، نا عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، أنا محمد بن جرير الطبري قال (5) هشام بن محمد: قال أبو مخنف: تسمية الذين بعث بهم إلى معاوية: حجر بن عديّ بن جبلة الكنديّ . و الأرقم بن عبد اللّه الكندي من بني الأرقم، و شريك بن شدّاد الحضرميّ ثم التنعي، و صيفيّ بن فسيل (6)، و ابن ضبيعة بن حرملة العبسيّ ، و كريم بن عفيف الخثعميّ من بني عامر (7) بن شهران،

ص: 21


1- تاريخ خليفة ص 288 حوادث سنة 82.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 46/2.
3- الجرح و التعديل 1/قسم 310/1.
4- عذراء: قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة (معجم البلدان).
5- تاريخ الطبري 271/5.
6- عن الطبري و بالأصل و م «فشيل».
7- عن الطبري و بالأصل و م «عمرو».

ثم من بني قحافة (1)،و عاصم بن عوف البجلي، و ورقاء (2) بن سمي البجلي، و كدام بن حيّان، و عبد الرّحمن بن حسان العنزيان من بني هميم، و محرز بن شهاب التميمي من بني منقر، و عبد اللّه بن حويّة (3) السعدي من بني تميم، فمضوا بهم حتى نزلوا مرج عذراء، فحبسوا بها.

ثم إن زيادا أتبعهم برجلين آخرين مع عامر بن الأسود؛ بعتبة بن الأخنس من بني سعد بن بكر بن هوازن، و سعد (4) بن نمران الهمداني ثم الناعطي (5) فتموا أربعة عشر رجلا، فبعث معاوية إلى وائل بن حجر و كثير بن شهاب فأدخلهما، و قبض كتابهما، و قرأه على أهل الشام، فإذا فيه:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم. لعبد اللّه معاوية أمير المؤمنين من زياد بن أبي سفيان.

أما بعد: فإن اللّه جل ثناؤه قد أحسن عند أمير المؤمنين البلاء، فكاد له عدوّه، و كفاه مئونة من بغى عليه. إن طواغيت من هذه التّرابية السبئية رأسهم حجر بن عدي خالفوا أمير المؤمنين، و فارقوا الجماعة جماعة المسلمين، و نصبوا لنا الحرب، فأظهرنا اللّه عليهم، و أمكننا منهم، و قد دعوت خيار أهل المصر و أشرافهم و ذوي الستر (6) و الدين منهم، فشهدوا عليهم بما رأوا و علموا، و قد بعثت بهم إلى أمير المؤمنين، و كتبت شهادة أهل المصر و خيارهم في أسفل كتابي هذا.

فلما قرأ الكتاب و شهادة الشهود عليهم قال: ما ذا ترون في هؤلاء النفر الذين شهد عليهم قومهم بما تسمعون ؟ فقال له يزيد بن أسد البجلي: أرى أن تفرقهم في قرى الشام فيكفيكهم طواغيتها. و دفع وائل بن حجر كتاب شريح بن هانئ إلى معاوية فقرأه فإذا فيه:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، لعبد اللّه معاوية أمير المؤمنين من شريح بن هانئ أما

ص: 22


1- عن الطبري و بالأصل و م «حذافر».
2- عن الطبري و بالأصل «و وفا» و في م: و وبا.
3- عن الطبري و بالأصل و م: جوية بالجيم.
4- الطبري: سعيد.
5- بالأصل «الناعظي» و المثبت عن الطبري، و هذه النسبة آخرها طاء مهملة إلى ناعط و هو بطن من همدان.
6- الطبري: السنّ .

بعد؛ فإنه بلغني أن زيادا كتب إليك بشهادتي على حجر بن عدي، و أن شهادتي على حجر أنه ممن يقيم الصلاة، و يؤتي الزكاة، و يديم الحجّ ، و العمرة، و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، حرام الدم و المال، فإن شئت فاقبله (1) و إن شئت فدعه. فقرأ كتابه على وائل و كثير و قال: ما أرى هذا إلاّ قد أخرج نفسه من شهادتكم.

فحبس القوم بمرج عذراء و كتب معاوية إلى زياد أما بعد:

فقد فهمت ما اقتصصت من أمر حجر و أصحابه، و شهادة من قبلكم، فنظرت في ذلك، فأحيانا أرى قتلهم أفضل من تركهم، و أحيانا أرى العفو عنهم أفضل من قتلهم و السلام.

فكتب إليه زياد مع يزيد بن حجيّة بن ربيعة التيمي: أما بعد، فقد قرأت كتابك، و فهمت رأيك في حجر، فعجبت لاشتباه الأمر عليك فيهم، و قد شهد عليهم بما سمعت من هو أعلم بهم، فإن كانت لك حاجة في هذا المصر فلا تردّن حجرا و أصحابه إليّ .

فأقبل يزيد بن حجيّة حتى مرّ بهم بعذراء فقال: يا هؤلاء أما و اللّه ما رأيي برأيكم، و لقد جئت بكتاب فيه الذبح، فمروني بما أحببتم مما ترون أنه لكم نافع أعمل به لكم و انطلق به (2).فقال له حجر: أبلغ معاوية أنّا على بيعتنا، لا نستقيلها و لا نقيلها، و إنه إنما شهد علينا الأعداء الأظنّاء.

فقدم يزيد بالكتاب إلى معاوية فقرأه، و بلّغه يزيد مقالة حجر فقال معاوية: زياد أصدق عندنا من حجر، فقال عبد الرّحمن بن أم الحكم الثقفي - و يقال عثمان بن عمير الثقفي - جذاذها (3)،جذاذها فقال له معاوية: لا تفي (4) أثرا، فخرج أهل الشام و لا يدرون ما قال معاوية و عبد الرّحمن، فأتوا النعمان بن بشير فقالوا له مقالة ابن أم الحكم، فقال النعمان: قتل القوم، و أقبل عامر بن الأسود العجليّ و هو بعذراء يريد معاوية ليعلمه علم الرجلين اللذين بعث بهما زياد، فلما ولّى ليمضي قام إليه حجر بن

ص: 23


1- الطبري: فاقتله.
2- الطبري 273/5 و أنطق.
3- الجذاد بفتح الجيم و ضمها، بالفتح يعني فصل الشيء عن الشيء، و بالضم: المقطع و المكسر. و بالأصل بالدال المهملة في اللفظتين خطأ، و المثبت عن الطبري.
4- في الطبري: لا تعنّ أبرا.

عدي يرسف في القيود فقال: يا عامر، اسمع مني، أبلغ معاوية أن دماءنا عليه حرام، و أخبره أنّا قد أومنّا و صالحناه، و صالحنا و إنّا لم نقتل أحدا من أهل القبلة، فتحل له دماؤنا فليتّق اللّه و لينظر في أمرنا. فقال له نحوا من هذا الكلام، فأعاد عليه حجر مرارا.

فكان الآخر أعرض، فقال: لقد فهمت لك - أكثرت، فقال له حجر: إني ما سمعت بعيب و على أية تلوم إنك و اللّه تحبى و تعطى، إن حجرا يقدّم و يقتل، فلا ألومك أن تستثقل كلامي، اذهب عنك، فكأنه استحيا فقال: لا و اللّه ما ذاك بي، و لأبلغنّ جهدي، فكان يزعم أن قد فعل، و الآخر أبى.

فدخل عامر على معاوية فأخبره بأمر الرجلين قال: و قام يزيد بن أسد البجلي فقال: يا أمير المؤمنين هب لي ابني عمّي - و قد كان جرير بن عبد اللّه كتب فيهما: إنّ امرأين من قومي من أهل الجماعة و الرأي الحسن، سعى بهما ساع ظنين إلى زياد، فبعث بهما في النفر الكوفيين الذين وجه بهم زياد إلى أمير المؤمنين و هما ممن لم يحدث في الإسلام، و لا بغيا على الخليفة فلينفعهما ذلك عند أمير المؤمنين، فلما سألهما يزيد ذكر معاوية كتاب جرير، فقال: قد كتب إليّ فيهما جرير يحسن الثناء عليهما، و هو أهل أن يصدّق قوله و تقبل نصيحته، و قد سألتنا ابني عمّك فهما لك. و طلب وائل بن حجر في الأرقم فتركه، و طلب أبو الأعور السّلمي في عتبة بن الأخنس فوهبه له، و طلب حمرة (1) بن مالك الهمداني في سعد (2) بن نمران الهمداني فوهبه له، و كلّمه ابن مسلمة في ابن حويّة فخلّى سبيله.

و قام مالك بن هبيرة السّكوني فقال لمعاوية: دع لي ابن عمي حجرا فقال: ابن عمك حجر رأس القوم و أخاف إن خلّيت سبيله أن يفسد عليّ مصري، فيضطرنا غدا إلى أن نشخصك و أصحابك إليه بالعراق، فقال: و اللّه ما أنصفتني يا معاوية، إن قاتلت معك ابن عمك فيلقاني منهم يوما كيوم صفين حتى ظفرت كفك و علا كعبك و لم تخف الدوائر ثم سألتك ابن عمي فسطوت أو بسطت من القول فيما لا أنتفع به و تخوّفت فيما زعمت عاقبة الدوائر، ثم انصرف فجلس في بيته فبعث معاوية هدبة بن فيّاض القضاعي من بني سلامان بن سعد، و الحصين بن عبد اللّه الكلابي، و أبا شريف البدّيّ فأتوهم عند

ص: 24


1- في الأغاني: حمزة.
2- كذا بالأصل و في الطبري:«سعيد» و قد مرّ في بداية الترجمة.

المساء. فقال الخثعميّ حين رأى الأعور مقبلا: يقتل نصفنا و ينجو نصفنا، فقال سعيد (1) بن نمران: اللّهمّ اجعلني ممن ينجو و أنت عنه راض، و قال عبد الرّحمن بن حسان العنزي: اللّهم اجعلني ممن يكرمني بهوانهم و أنت عني راض فقال: فطالما (2)عرضت نفسي للقتل فأبى اللّه إلاّ ما أراد.

فجاء رسول معاوية إليهم في تخلية ستة منهم و يقتل ثمانية (3)،فقال لهم رسول معاوية: إنّا قد أمرنا أن نعرض عليكم البراءة من عليّ فإن فعلتم تركناكم، و إن أبيتم قتلناكم، و إن أمير المؤمنين يزعم أن دماءكم قد حلّت له بشهادة أهل مصركم عليكم، غير أنه قد عفا على ذلك، فابرءوا من هذا الرجل نخلّ سبيلكم. فقالوا: اللّهم إنّا لسنا فاعلي ذلك. فأمر بقبورهم فحفرت، و أدنيت أكفانهم، و قاموا الليل كله يصلّون، فلما أصبحوا قال أصحاب معاوية: يا هؤلاء لقد رأيناكم البارحة قد أطلتم الصلاة، و أحسنتم الدعاء، فأخبرونا ما قولكم في عثمان ؟ قالوا: هو أول من جار في الحكم، و عمل بغير الحق؛ فقال أصحاب معاوية: أمير المؤمنين كان أعلم بكم، ثم قاموا إليهم فقالوا:

تبرءون من هذا الرجل، قالوا: بل نتولاّه و نتبرأ ممن تبرأ منه، فأخذ كل رجل منهم رجلا ليقتله، و وقع قبيصة بن ضبيعة في يدي أبي شريف البدّيّ فقال له قبيصة: إن الشرّ بين قومي و قومك أمرا (4) فليقتلني سواك فقال له: برّتك رحم، فأخذ الحضرمي فقتله، و قتل القضاعي قبيصة بن ضبيعة.

قال: ثم إن حجرا قال لهم:[دعوني أتوضأ، قالوا له: توضأ، فلما أن توضأ قال لهم] (5) دعوني أصلي ركعتين فإني و اللّه ما توضأت قط إلاّ صلّيت ركعتين؛ قالوا له:

صلّ ، فصلّى ثم انصرف فقال: و اللّه ما صلّيت صلاة قط أقصر منها، و لو لا أن تروا أن ما بي جزع من الموت، لأحببت أن استكثر منها ثم قال: اللّهم إنا نستعديك على أمتنا، فإن أهل الكوفة شهدوا علينا، و إن أهل الشام يقتلوننا، أما و اللّه لئن قتلتموني بها، إني لأول فارس من المسلمين هلك في واديها، و أول رجل من المسلمين نبحته كلابها. فمشي إليه

ص: 25


1- عن الطبري و بالأصل و م: سعد.
2- عن الطبري، و بالأصل «ما».
3- عن الطبري و بالأصل «ستة».
4- الطبري: أمن.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن تاريخ الطبري 275/5.

الأعور هدبة بن فيّاض بالسيف فأرعدت خصائله (1)،فقال: كلاّ، زعمت أنك لا تجزع من الموت، فأنا أدعك فابرأ من صاحبك فقال: و ما لي لا أجزع و أنا أرى قبرا محفورا، و كفنا منشورا، و سيفا مشهورا؛ إني و اللّه و إن جزعت من القتل لا أقول ما يسخط الرّب، فقتله و أقبلوا يقتلونهم واحدا واحدا حتى قتلوا ستة. قال عبد الرّحمن بن حسان العنزي و كريم بن عفيف الخثعمي: ابعثوا بنا إلى أمير المؤمنين، فنحن نقول في هذا الرجل مثل مقالته؛ فبعثوا إلى معاوية يخبرونه بمقالتهما، فبعث إليهم أن ائتوني بهما (2).

فلما دخلا عليه، قال الخثعمي: اللّه اللّه يا معاوية، فإنك منقول من هذه الدار الزائلة إلى دار الآخرة الدائمة، ثم مسئول عما أردت بقتلنا، و فيم سفكت دماءنا؛ قال معاوية: ما تقول في عليّ ؟ قال: أقول فيه قولك،[قال]: أتبرأ من دين عليّ الذي كان يدين اللّه به ؟ فسكت، و كره معاوية أن يجيبه.

ثم قام شمر - و يقال: سمّي - ابن عبد اللّه من بني قحافة فقال: يا أمير المؤمنين هب لي ابن عمي، فقال: هو لك غير أني حابسه شهرا، فكان يرسل إليه بين كل يومين فيكلمه، و قال له: إني لأنفس بك على العراق أن يكون فيهم مثلك. ثم إنّ شمرا عاوده فيه الكلام فقال: تمّ لي على هبة ابن عمي فدعاه فخلّى سبيله، على أن لا يدخل الكوفة ما كان له سلطان، و قال: تخيّر أي بلاد العرب أحبّ إليك أن أسيّرك إليها، فاختار الموصل، فكان يقول: لو قد مات معاوية قدمت المصر، فمات قبل معاوية بشهر.

ثم أقبل على عبد الرّحمن العنزيّ فقال له: يا أخا ربيعة ما قولك في علي ؟ قال:

دعني لا تسألني فإنه خير لك؛ قال: و اللّه لا أدعك حتى تخبرني عنه، قال: أشهد أنه كان من الذاكرين اللّه كثيرا و من الآمرين بالحق، و القائمين بالقسط ، العافين عن الناس؛ قال: ما قولك في عثمان ؟ قال: هو أول من فتح باب الظلم و أرتج أبواب الحق، قال:

قتلت نفسك؛ قال: لا بل إياك قتلت و لا ربيعة بالوادي - يقول حين كلّم شمر الخثعمي في كريم بن عفيف الخثعمي و لم يكن له أحد من قومه يكلم فيه - فبعث به معاوية إلى

ص: 26


1- الخصائل جمع خصيلة، و هي كل عصبة فيها لحم غليظ .
2- بعدها في الأغاني 152/17 فالتفتا إلى حجر، فقال له العنزي: لا تبعد يا حجر، و لا يبعد مثواك، فنعم أخو الإسلام كنت، و قال الخثعمي نحو ذلك. ثم مضى بهما فالتفت العنزي فقال متمثلا: كفى بشفاه القبر بعدا لهالك و بالموت قطاعا لحبل القرائن

زياد و كتب إليه أما بعد: فإن هذا العنزي شرّ من بعثت به فعاقبه عقوبته الذي هو أهله، و اقتله شرّ قتلة، فلما قدم به على زياد بعث به زياد على قسّ الناطف (1)،فدفن حيا.

قالوا: و لما حمل العنزي و الخثعمي إلى معاوية قال العنزي لحجر: يا حجر لا يبعدنك اللّه، فنعم أخو الإسلام كنت. و قال الخثعمي: يا حجر لا تبعد و لا تفقد فقد كنت تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر، ثم ذهب بهما و أتبعهما بصره، و قال: كفى بالموت قاطعا لحبل القرائن. و ذهب بعتبة بن الأخنس و سعيد (2) بن نمران بعد حجر بأيام. فخلّى سبيلهما.

تسمية من قتل من أصحاب حجر: حجر بن عديّ ، و شريك بن شداد الحضرمي، و صيفيّ بن فسيل (3) الشيباني، و قبيصة بن ضبيعة العبسيّ ، و محرز بن شهاب السعديّ ثم المنقريّ ، و كدام بن حيّان العنزي، و عبد الرّحمن بن حسان العنزي بعث به إلى زياد فدفن حيا بقسّ الناطف. فهم سبعة قتلوا و دفنوا و صلّى عليهم.

قال: و زعموا أن الحسن لما بلغه قتل حجر و أصحابه قال: صلّوا عليهم و كفنوهم و استقبلوا بهم القبلة ؟ قالوا: نعم، قال: حجوهم و ربّ الكعبة.

تسمية من نجا منهم: كريم بن عفيف الخثعميّ ، و عبد اللّه بن حويّة (4) التميميّ ، و عاصم بن عوف البجلي، و ورقاء (5) بن سمي البجلي، و الأرقم بن عبد اللّه الكندي، و عتبة بن الأخنس (6) من بني سعد بن بكر، و سعيد بن نمران الهمداني فهم سبعة.

قال الطبري: و مقتل حجر [بن عدي] (7) و أصحابه في سنة إحدى و خمسين.

589 - إرميا بن حلقيّا، من سبط لاوي بن يعقوب

من أنبياء بني إسرائيل و يقال: إنه الخضر عليه السلام.

ص: 27


1- قس الناطف: موضع قرب الكوفة (معجم البلدان).
2- عن الطبري و الأغاني، و بالأصل و م «سعد».
3- عن الطبري و الأغاني و بالأصل «فشيل» و في تاريخ الإسلام للذهبي 293/2 قشيل بالقاف أو فشيل الربعي.
4- في الأغاني: جؤية.
5- بالأصل و م:«و وفا» و الصواب عن الطبري و الأغاني.
6- بالأصل «الأحلس» و في م: الأخلس و الصواب عن الطبري و الأغاني.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.

جاء في بعض الآثار أنه وقف على دم يحيى بن زكريا عليه السلام بدمشق و هو يفور، فقال: أيها الدم دم يحيى بن زكريا، فتنت بنو إسرائيل و الناس فيك فسكن الدّم و رسب حتى غاب (1).و سيأتي ذكر ذلك في ترجمة يحيى بن زكريا صلى اللّه عليهم أجمعين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف بن بشر، أنا محمد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبّه يقول: إن إرميا لما خرب بيت المقدس و حرق الكتب، وقف في ناحية الجبل فقال: أنّى يحيى اللّه هذه بعد موتها فأماته اللّه مائة عام، ثم رد اللّه روحه على رأس سبعين سنة حين أماته اللّه فعمروها ثلاثين سنة تمام المائة، فلما تمّت المائة رد اللّه تعالى روحه و قد عمرت على حالها الأول، فجعل ينظر إلى العظام كيف يلتئم بعضها إلى بعض، ثم نظر إلى العظام تكسى عصبا و لحما، فلما تبين له قال: أعلم أن اللّه على كل شيء قدير، فقال: انظر إلى طعامك و شرابك لم يتسنه قال: و كان طعامه تينا (2) في مكتل، و قلّة فيها ماء. ثم سلط اللّه عليهم الوصب (3) فلما أراد اللّه أن يردّ عليهم التابوت أوحى إلى نبي من أنبيائهم إمّا دانيال و إمّا غيره: إن كنتم تريدون أن يرفع عنكم المرض فاخرجوا عنكم هذه التابوت، قالوا: بآية ما ذا؟ قال: بآية أنكم تأتون ببقرتين صعبتين لم يعملا قد (4) قط ، فإذا نظرتا إليهما وضعتا أعناقهما للنير حتى يشدّ عليهما، ثم يشدّ التابوت على عجل، ثم يعلّق على البقرتين، ثم يخلّيان، فيسيران حيث يريد اللّه تبارك و تعالى أن يبلغهما، ففعلوا ذلك و وكل اللّه تبارك و تعالى أربعة من الملائكة يسوقونهما فسارت البقرتان حتى إذا بلغتا القدس كسرتا نيرهما فذهبتا، فنزل إليهما داود و من معه، فلما رأى داود التابوت حجل إليها فرحا بها.

قال عبد الصمد: فقلنا لوهب: ما حجل إليها؟ قال: شبيه بالرقص (5)،فقالت له

ص: 28


1- الخبر في البداية و النهاية 41/2 نقلا عن ابن عساكر.
2- بدون نقط بالأصل و في م: تيتا، و المثبت عن تهذيب ابن عساكر 384/2.
3- الوصب: المرض (القاموس).
4- كذا بالأصل، و ليست في م.
5- حجل المقيد يحجل و يحجل حجلا و حجلانا رفع رجلا تريث في مشيه على رجله (القاموس).

امرأته: لقد خففت حتى كاد الناس أن يمقتوك لما صنعت فقال: أ تبطئيني عن طاعة ربي تعالى ؟ لا تكون لي زوجة أبدا بعدها، ففارقها.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكار قال:

و حدثني علي بن المغيرة: أن بخت نصّر لما أمر بغزو بلاد الروم و إدخال الجنود عليهم فيها و قتل مقاتلتهم لانتهاكهم معاصي اللّه، و استحلالهم محارمه، و قتلهم أنبياءه، و ردّهم رسالاته أمر إرميا بن حلقيا و كان نبي بني إسرائيل، فيما ذكر لنا في ذلك الزمان - أن ائت معدّ بن عدنان الذي من ولده محمد خاتم النبيين، فأخرجه عن بلاده، و احمله معك إلى الشام، و تولّ أمره قبلك قال: و يقال بل حمل عدنان قال: و قال ناس: حمله بورح بن تاربا كاتب إرميا بن حلقيا، و يقال كان بحرّان الجزيرة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أنا رشا بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمد بن أحمد، نا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال (1):أوحى اللّه إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له إرميا حين ظهرت فيهم المعاصي: أن قم بين ظهراني قومك فأخبرهم أن لهم قلوبا و لا يفقهون، و أعينا و لا يبصرون، و آذانا و لا يسمعون، و إني تذكرت صلاح آبائهم فعطفني ذلك على أبنائهم فسلهم كيف وجدوا غب طاعتي، و هل سعد أحد ممن عصاني بمعصيتي، و هل شقي أحد ممن أطاعني بطاعتي ؟ إن الدوابّ تذكر أوطانها فتنزع إليها، و إن هؤلاء القوم تركوا الأمر الذي أكرمت عليه آباءهم و التمسوا الكرامة من غير وجهها، أما خيارهم (2) فأنكروا حقي، و أما قراؤهم فعبدوا غيري، و أما نساكهم فلم ينتفعوا بما علموا، و أما ولاتهم فكذّبوا عليّ و على رسلي، خزنوا (3) المكر في قلوبهم و عوّدوا الكذب ألسنتهم، و إني أقسم بجلالي و عزتي لأهيجنّ عليهم جيولا لا يفقهون ألسنتهم، و لا يعرفون وجوههم، و لا يرحمون بكاءهم، و لأبعثنّ فيهم ملكا جبارا قاسيا له عساكر كقطع السحاب،

ص: 29


1- الخبر في تاريخ الطبري 548/1 و ما بعدها، و البداية و النهاية 41/2-42.
2- الطبري و ابن كثير: أحبارهم.
3- عن البداية و النهاية، و بالأصل «حزبوا».

و مواكب (1) كأمثال العجاج (2)،كأن خفقان راياته طيران النسور، و كأن حمل فرسانه كر (3) العقبان، يعيدون العمران خرابا و يتركون القرى وحشة، فيا ويل إيليا و سكانها كيف أذللهم للقتل، و أسلّط عليهم السباء، و أعيد بعد لجب الأعراس صراخا، و بعد صهيل الخيل عواء الذياب، و بعد شرافات القصور مساكن السباع، و بعد ضوء السرج وهج العجاج، و بالعزّ الذلّ ، و بالنعمة العبودية، و لأبدلنّ نساءهم بعد الطيب التراب، و بالمشي على الزرابي الخبب، و لأجعلنّ أجسادهم زبلا للأرض، و عظامهم ضاحية للشمس، و لأدوسنّهم بألوان العذاب، ثم لآمرنّ السماء فلتكونن طبقا من حديد، و الأرض سبيكة من نحاس، و إن أمطرت لم تنبت الأرض، و إن أنبتت شيئا في خلال ذلك فبرحمتي للبهائم، ثم أحبسه في زمان الزرع، و أرسله في زمان الحصاد، فإن زرعوا في خلال ذلك شيئا سلّطت عليه الآفة، فإن خلص منه شيء نزعت منه البركة، فإن دعوني لم أجبهم، و إن سألوا لم أعطهم، و إن بكوا لم أرحمهم، و إن تضرعوا صرفت وجهي عنهم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الطّهراني (4)،و أبو عمرو بن مندة، قالا: أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوه (5)،أنا أحمد بن محمد بن عمر اللّنباني (6)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني علي بن أبي مريم، عن أحمد بن جناب، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن قال: قال إرميا:

أي ربّ ، أي عبادك أحبّ إليك ؟ قال: أكثرهم لي ذكرا، الذين يشتغلون بذكري عن ذكر الخلائق، الذين لا يعرض لهم وساوس الغناء، و لا يحدّثون أنفسهم بالبقاء، الذين إذا عرض لهم عيش الدنيا قلوه و إذا روي عنهم سروا بذلك، أولئك أنحلهم محبتي و أعطيهم فوق غاياتهم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو

ص: 30


1- الطبري: و مراكب.
2- ابن كثير: الفجاج.
3- الطبري:«كرير» و هو صوت في الصدر كصوت المختنق.
4- ضبطت عن الأنساب، و قد تقدمت.
5- ضبطت عن التبصير.
6- إعجامها غير واضح بالأصل و في م: النباني و الصواب بتقديم النون، هذه النسبة إلى لنبان محلة بأصبهان (الأنساب).

محمد عبد اللّه بن الوليد، نا أحمد بن علي، نا أحمد بن الحسن، نا المقدام بن داود، نا علي بن معبد، نا يزيد بن محمد، عن أبي عباس الشامي قال: قال اللّه تبارك و تعالى لإرميا بن حلقيا: من قبل أن أخلقك اخترتك، و من قبل أن أصوّرك في الرحم قدّستك، و من قبل أن أخرجك من بطن أمك طهّرتك، و من قبل أن تبلغ أشدك نبيتك، و لأمر عظيم اجتبيتك.

فقال إرميا: يا ربّ ، إني ضعيف إلاّ ما قويتني، عاجز إن لم تبلّغني، مخطئ إن لم تسدّدني، مخذول إن لم تنصرني، ذليل إن لم تعزّني. فقال اللّه عز و جل: يا إرميا أ لم تعلم أن الأمر أمري، و أن الأمور تصدر عن مشيئتي، و أن الأمر و الخلق كله لي، و أن القلوب و الألسنة كلها لي و بيدي أقلّبها كيف شئت، فبعظمتي إنه لا يعلم ما في غد غيري، و لا تتم إلاّ لي، و كيف تخاف الضعف و أنت معي ؟ و أنا اللّه الذي قامت السموات و الأرض و ما فيهن بكلمتي، و أنا اللّه الذي ذلّت لطاعتي خوفا و اعترافا لأمري، و لن يصل إليك شيء معي، إني باعثك إلى خلق من خلقي لتبلّغهم رسالتي و تستحق بذلك مثل أجر من أطاعك (1) منهم، لا ينقص لك من أجورهم شيئا، فإن أنت قصّرت عنها استحققت بذلك مثل وزر من تركت في عمائه منهم لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا. انطلق إلى قومك فقم فيهم ثم قل: إن اللّه ذكركم بصلاح آبائكم فحمله ذلك على أن يستتيبكم يا معشر أبناء الأنبياء و نسلهم، كيف وجد آباؤهم غب طاعتي، و كيف وجدوا هم غب معصيتي، هل علموا أن أحدا أطاعني فشقي بطاعتي ؟ و أن أحدا عصاني فسعد بمعصيتي ؟ إن الدوابّ إذا ذكرت أوطانها الصالحة نزعت إليها، و إن هؤلاء القوم تركوا ما أكرمت عليه آباءهم و ابتغوا الكرامة من غير وجهها، أما أحبارهم و رهبانهم فاتخذوا عبادي خولا يتعبدونهم من دوني، و يحكمون فيهم بغير كتابي، فأجهلوهم أمري، و أيسوهم و غرّوهم منّي، فبطروا نعمتي، و أمكنوا مكري، و بدّلوا كتابي، و نسوا عهدي، و ضيّعوا أمري، حتى دان لهم العباد بالطاعة التي لا تنبغي لجبار غيري، و هم يحرفون بذلك كتابي، و يفترون من أجله على رسلي جرأة و غرّة و فرية عليّ و على رسلي.

أخبرنا أبو العلاء زيد و أبو المحاسن مسعود ابنا علي بن منصور بن علي بن

ص: 31


1- في الطبري 548/1 اتّبعك.

منصور بن الراوندي (1) الشروطيان - بالري - قالا: أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقوّمي القزويني (2)،أنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد - قراءة عليه - نا أبو جعفر محمد بن يعقوب الحديدي المروزي، نا أحمد بن محمد بن عمير، نا أبو يحيى محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد قال: كتب رجل إلى بعض الأدباء يسأله أن يكتب إليه بشيء ينتفع به. فكتب إليه: أما لآخرتك فإن اللّه أوحى إلى نبيّ من أنبيائه يقال له إرميا: و عزّتي و جلالي؛ لو أن المعصية كانت في بيت من بيوت الجنة لأوصلت الخراب إلى ذلك البيت، أما ما لدنياك فإن الشاعر يقول:

ما الناس إلاّ مع الدنيا و صاحبها *** فكيف ما انقلبت يوما به قلبوا

يعظّمون أخا الدنيا فإن وثبت *** يوما عليه بما لا يشتهي وثبوا

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الحسن عاصم بن الحسن بن محمد، أنا أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي العكبري، نا عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني قال:- إن لم أكن سمعته من شعيب بن صفوان - فحدّثني بعض أصحابنا عنه، عن الأجلح الكندي عن عبد اللّه بن أبي الهزيل قال: ضرا بخت نصر أسدين فألقاهما في جبّ ، و جاء بدانيال فألقاه عليهما فلم يهيّجاه، فمكث ما شاء اللّه، ثم اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام و الشراب، فأوحى اللّه إلى إرميا و هو بالشام أن اعدد طعاما و شرابا لدانيال فقال: يا ربّ أنا بأرض المقدسة، و دانيال بأرض بابل من أرض العراق، فأوحى اللّه إليه أن اعدد ما أمرناك، فإنا سنرسل من يحملك و يحمل ما أعددت ففعل و أرسل اللّه من حمله و حمل ما أعدّ حتى وقف على رأس الجبّ فقال: دانيال، دانيال، فقال: من هذا؟ قال: أنا إرميا قال: ما جاءك ؟ قال: أرسلني إليك ربي قال: و قد ذكرني ربي ؟ قال: نعم، قال: دانيال الحمد للّه الذي لا ينسى من ذكره و الحمد للّه الذي لا يخيب من رجاه، و الحمد للّه الذي يجزي بالصبر نجاة، و الحمد للّه الذي هو يكشف ضرّنا بعد كربنا، و الحمد للّه هو ثقتنا حين يسوء ظننا بأعمالنا، و الحمد للّه الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنا.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، نا أبو القاسم

ص: 32


1- هذه النسبة إلى راوند و هي قرية من قرى قاسان بنواحي أصبهان.(الأنساب). و ذكر ياقوت في (راوند) زيد بن علي بن منصور، ترجمة قصيرة.
2- ترجم له في سير الأعلام 530/18(271).

عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني (1)-لفظا بأصبهان - نا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة، أنا سهل بن سعيد بن حكيم، نا إبراهيم بن عبد المؤمن، نا محمد بن أبان، نا يحيى بن آدم البلخي و عبد الرّحمن بن جابر، عن نصر بن مشارس، عن جويبر بن سعيد، عن الضّحاك بن مزاحم، عن ابن عباس في قوله تعالى: وَ لَقَدْ آتَيْنٰا مُوسَى الْكِتٰابَ (2)يعني به التوراة، جملة واحدة مفصّلة محكمة، وَ قَفَّيْنٰا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ (3)يعني رسولا يدعى أشموئيل بن بابل، و رسولا يدعى منشايل، و رسولا يدعى شعيا بن امضيا، و رسولا يدعى حزقيل، و رسولا يدعى إرميا بن حلقيا - و هو الخضر - و رسولا يدعى داود بن أيشا - و هو أبو سليمان و هو من المرسلين و رأس العابدين - و رسولا مرسلا يدعى المسيح عيسى ابن مريم فهؤلاء الرسل ابتعثهم اللّه، و انتخبهم للأمة بعد موسى بن عمران، و أخذ عليهم ميثاقا غليظا أن يؤدّوا إلى أمتهم صفة محمد صلّى اللّه عليه و سلم و صفة أمّته.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا محمد بن عوف بن أحمد المزني (4)،أنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي، نا عبد الصمد بن عبد اللّه، نا أحمد بن أبي الحواري قال:

سمعت أبا أحمد القارئ يقول: قال إرميا إلهي أتراك [مخرب بيت قدسك] (5)،منزل وحيك، و مهلك أبناء أحبابك و أنبيائك ؟ قال: فأوحى اللّه إليه: يا إرميا إن الذين ذكّرتني بهم إنما أكرمهم بطاعتي، و لو أنهم عصوني لأنزلتهم منزلة العاصين، إني إنما أكرم من أكرمني، و أهين من هان عليه أمري.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين البزاز، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر الرزّاز قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، نا أبو الحسن محمد (6)بن أحمد بن رزقويه، نا أحمد بن سندي الحداد، نا

ص: 33


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سوذرجان من قرى أصبهان.
2- سورة البقرة، الآية:87.
3- من الآية 87، من سورة البقرة.
4- ترجمته في سير الأعلام 550/17(366).
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.
6- ترجمته في سير الأعلام 258/17(155).

الحسن بن علي بن علوية، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر القرشي، أنا إدريس - هو ابن عبد الكريم - عن وهب - و هو ابن منبّه - و سعيد، عن قتادة، عن الحسن قالا: إن إرميا كان غلاما من أبناء الملوك، و كان زاهدا، و لم يكن لأبيه ابن غيره، و كان أبوه يعرض عليه النّكاح فكان يأبى مخافة أن يشغله عن عبادة ربه، فألحّ عليه أبوه، فكره أن يعصي أباه، فزوّجه في أهل بيت من عظماء أهل مملكته، فلمّا أن دخلت عليه امرأته قال لها: يا هذه إني أسر إليك أمرا، فإن كتمتيه عليّ و سترتيه سترك اللّه في الدنيا و الآخرة، و إن أنت أفشيتيه فضحك اللّه في الدنيا و الآخرة. قالت: فإني سأكتمه عليك، قال: فإني لا أريد النساء.

قال: فأقامت معه سنة، ثم إن أباه أنكر ذلك، فسأله فقال: يا أبه ما طال ذلك بعد؛ فدعا امرأته فسألها، فقالت مثل ذلك، ففرّق بينهما، و زوّجه امرأة في بيت أشرافهم، فأدخلت عليه، فاستكتمها أمره مثل ما استكتم الأولى، فلما مضت سنة، فسأله أبوه مثل ما سأل فقال: ما طال ذلك يا أبه، فسأل المرأة فقالت: كيف تحمل المرأة من غير زوج ؟ ما مسّني، فغضب أبوه، فهرب منه حتى بعثه اللّه نبيا مع ناشية الملك، و جاءه الوحي.

قال: و نا إسحاق قال: و أنا إدريس عن وهب بن منبّه: إن اللّه تعالى لما بعث إرميا إلى بني إسرائيل، و ذلك حين عظمت الأحداث في بني إسرائيل و عملوا بالمعاصي فقتلوا الأنبياء، طمع بخت نصّر فيهم و قذف اللّه في قلبه، و حدّث نفسه بالمسير إليهم لما أراد اللّه أن ينتقم به منهم، فأوحى اللّه إلى إرميا إني مهلك بني إسرائيل، و منتقم منهم، فقم على صخرة بيت المقدس يأتيك أمري و وحيي.

فقام إرميا، فشق ثيابه، و جعل الرماد على رأسه و خرّ ساجدا و قال: يا رب وددت أن أمّي لم تلدني حين جعلتني آخر أنبياء بني إسرائيل فيكون خراب بيت المقدس و بوار بني إسرائيل من أجلي.

فقيل له: ارفع رأسك، فرفع رأسه، قال: فبكى، ثم قال: يا ربّ من تسلّط عليهم ؟ قال: عبدة النيران، لا يخافون عقابي، و لا يرجون ثوابي، قم يا إرميا فاستمع وحيي، أخبرك خبرك و خبر بني إسرائيل: من قبل أن أخلقك اخترتك، و من قبل أن أصوّرك في رحم أمك قدّستك، و من قبل أن أخرجك من بطن أمك طهّرتك، و من قبل

ص: 34

أن تبلغ نبأتك، و من قبل أن تبلغ الأشدّ اخترتك (1)،و لأمر عظيم اجتبيتك. فقم مع الملك ناشية تسدّده و ترشده.

فكان معه يرشده (2)،و يأتيه الوحي من اللّه، حتى عظمت الأحداث [في بني إسرائيل] (3)و نسوا ما نجّاهم اللّه من عدوّهم سنحاريب و جنوده، فأوحى اللّه تعالى إلى إرميا:[أن ائت قومك من بني إسرائيل] (4)قم فاقصص عليهم ما آمرك به، و ذكّرهم نعمتي عليهم، و عرّفهم إحداثهم. فقال إرميا: يا ربّ إني ضعيف إن لم تقوّني، عاجز إن لم تبلّغني، مخطئ إن لم تسدّدني، مخذول إن لم تنصرني، ذليل إن لم تعزّني.

فقال اللّه له: أو لم تعلم أن الأمور كلها تصدر عن مشيئتي، و أن الخلق و الأمر كله لي، و أن القلوب و الألسنة كلها بيدي، أقلبها كيف شئت فتطيعني، فأنا اللّه الذي ليس شيء مثلي، قامت السموات و الأرض و ما فيهن بكلمتي، و أنه لا يخلص التوحيد و لا تتم القدرة إلاّ لي و لا يعلم ما عندي، و أنا الذي كلّمت البحار، ففهمت قولي، و أمرتها ففعلت (5)أمري، و حدّدت عليها حدودا فلا تعدو حدّي (6)،و تأتي بأمواج كالجبال، فإذا بلغت حدّي ألبستها مذلة لطاعتي و خوفا و اعترافا لأمري، و إني معك و لن يصل إليك شيء معي، و إني بعثتك إلى خلق عظيم من خلقي لتبلّغهم رسالاتي، فتستوجب بذلك أجر من اتّبعك و لا ينتقص من أجورهم شيئا، و إن تقصّر عنها تستحق بذلك مني وزر من تركته في عماءة (7)،و لا ينتقص ذلك من أوزارهم شيئا. انطلق إلى قومك فقم فيهم و قل لهم: إن اللّه ذكّركم بصلاح آبائكم فلذلك استبقاكم (8)يا معشر أبناء الأنبياء، و تسألهم كيف [وجد] (9)آباؤهم مغبّة طاعتي، و كيف وجدوا هم مغبة معصيتي ؟ و هل وجدوا أحدا عصاني فسعد بمعصيتي ؟ و هل علموا أحدا أطاعني فشقي بطاعتي ؟ إن الدوابّ إذا

ص: 35


1- الطبري 548/1 اختبرتك.
2- الطبري: يرشده و يسدده.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ الطبري 548/1.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ الطبري 548/1.
5- في الطبري:«فعقلت» و بهامشه عن إحدى نسخه: ففعلت.
6- الطبري: و حددت عليها بالبطحاء فلا تعدّى حدّي.
7- الطبري: في عماه.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
9- في الطبري: حمله ذلك على أن يستتيبكم.

ذكرت أوطانها الصالحة نزعت إليها، و إن هؤلاء القوم رتعوا في مروج الهلكة و تركوا الأمر الذي به أكرمت آباءهم، و ابتغوا الكرامة من غير وجهها.

أما أحبارهم و رهبانهم فاتخذوا عبادي خولا، يتعبدونهم [دوني] (1)و يحكمون فيهم بغير كتابي حتى أجهلوهم أمري، و أنسوهم ذكري، و سنّتي، و غرّوهم عنّي. فدان لهم عبادي بالطاعة التي لا تنبغي إلاّ لي، فهم يطيعونهم في معصيتي.

و أما ملوكهم و أمراؤهم فبطروا نعمتي، و أمنوا مكري، و غوتهم الدنيا حتى نبذوا كتابي، و نسوا عهدي فهم يحرّفون كتابي، و يفترون على رسلي جرأة منهم عليّ ، و غرّة بي.

فسبحان جلالي، و علوّ مكاني، و عظمة شأني هل ينبغي لي أن يكون لي شريك في ملكي ؟ و هل ينبغي لبشر أن يطاع في معصيتي ؟ و هل ينبغي لي أن أخلق عبادا أجعلهم أربابا من دوني ؟ أو آذن لأحد بالطاعة لأحد؟[و هي] (2)لا تنبغي (3)إلاّ لي.

و أما قراؤهم و فقهاؤهم فيدرسون ما يتخيرون فينقادون للملوك فيتابعونهم على البدع التي يبتدعون في ديني، و يطيعونهم في معصيتي، و يوفون لهم بالعهود الناقضة لعهدي، فهم جهلة بما يعملون (4)لا ينتفعون بشيء مما علموا من كتابي (5).

و أما أولاد النبيين فمقهورون و مفتونون يخوضون مع الخائضين يتمنون مثل نصري آباءهم و الكرامة التي أكرمتهم بها، و يزعمون أنه لا أحدا أولى بذلك منهم بغير صدق منهم و لا تفكّر، و لا يذكرون كيف كان صبر آبائهم، و كيف كان جهدهم في أمري، حتى اغترّ المغترّون، و كيف بذلوا أنفسهم و دماءهم، فصبروا و صدقوا حتى عزّ أمري، و ظهر ديني، فتأنّيت هؤلاء القوم لعلهم يستحيون مني، و يرجعون، فتطوّلت عليهم، و صفحت عنهم، فأكثرت و مددت لهم في العمر، و أعذرت لهم لعلهم

ص: 36


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ الطبري 548/1.
2- زيادة عن البداية و النهاية 43/2.
3- بالأصل «ينبغي» و الصواب ما أثبت عن البداية و النهاية.
4- في البداية و النهاية و بالأصل: يعلمون.
5- كذا وردت العبارة في البداية و النهاية، و في الطبري 549/1: و أما قراؤهم و فقهاؤهم فيتعبدون في المساجد، و يتزينون بعمارتها لغيري لطلب الدنيا بالدين، و يتفقهون فيها لغير العلم، و يتعلمون فيها لغير العمل.

يتذكّرون، و كل ذلك أمطر عليهم السماء و أنبت لهم الأرض، فألبسهم العافية و أظهرهم على العدو، و لا يزدادون إلاّ طغيانا و بعدا مني، فحتى متى هذا؟ أبي يسخرون ؟ أم بي يتمرسون (1)أم إيّاي يخادعون ؟ أم عليّ يجترئون ؟.

فإني أقسم بعزّتي لأتيحنّ لهم فتنة يتحير فيها الحليم (2)،و يضلّ فيها رأي ذوي الرأي، و حكمة الحكيم، ثم لأسلطنّ عليهم جبارا قاسيا عاتيا، ألبسه الهيبة و أنزع من صدره الرأفة و الرحمة، و آليت أن يتبعه عدد سود مثل الليل المظلم، له فيه عساكره مثل قطع السحاب و مواكب (3)مثل العجاج، و كأن خفيق راياته طيران النسور، و حمل فرسانه كصوت العقبان، يعيدون العمران خرابا و القرى وحشا، و يعيثون في الأرض فسادا، و يتبّرون ما علوا تتبيرا، قاسية قلوبهم، لا يكترثون و لا يرقّون و لا يرحمون، و لا يبصرون و لا يسمعون، يجولون في الأسواق بأصوات مرتفعة مثل رهيب الأسد، يقشعر من هيبتها الجلود و تطيش من سمعها الأحلام، بألسنة لا يفقهونها، و وجوه ظاهرة عليها المنكر لا يعرفونها، فو عزّتي لأعطّلنّ بيوتهم من كتبي و قدسي، و لأخلينّ مجالسهم من حديثها، و دروسها، و لأوحشن مساجدهم من عمّارها و زوّارها الذين كانوا يتزيّنون بعمارتها لغيري، و يتهجّدون فيها، و يتعبّدون لكسب الدنيا بالدين، و يتفقهون فيها لغير الدّين، و يتعلمون فيها لغير العمل.

لأبدلنّ ملوكها بالعزّ الذلّ ، و بالأمن الخوف، و بالغناء الفقر، و بالنعمة الجوع، و بطول العافية و الرخاء ألوان البلاء، و بلباس الديباج و الحرير مدارع الوبر و العباء، و بالأزواج الطيبة و الأدهان جيف القتلى، و بلباس التيجان أطواق الحديد و السلاسل و الأغلال، ثم لأعيدنّ فيهم بعد القصور الواسعة و الحصون الحصينة الخراب، و بعد البروج المشيدة مساكن السباع، و بعد صهيل الخيل عواء الذئاب، و بعد ضوء السراج دخان الحريق، و بعد الأنس الوحشة و القفار، ثم لأبدلنّ نساءها بالأسورة الأغلال، و بقلائد الدر و الياقوت سلاسل الحديد، و بألوان الطيب و الأدهان النقع و الغبار، و بالمشي على الزرابي عبور الأسواق و الأنهار و الخبب إلى الليل، في بطون الأسواق،

ص: 37


1- البداية و النهاية: يتحرشون.
2- الأصل و الطبري، و في البداية و النهاية: الحكيم.
3- الطبري: و مراكب.

و بالخدور و الستور الحسور عن الوجوه، و السوق و الأسفار و الأرواح السموم.

ثم لأدوسنّهم بأنواع العذاب حتى لو كان الكائن منهم في حالق (1)لوصل ذلك إليه، إني إنما أكرم من أكرمني، و إنما أهين من هان عليه أمري، ثم لآمرنّ السماء خلال ذلك فلتكونن طبقا من حديد، و لآمرنّ الأرض فلتكوننّ سبيكة من نحاس، فلا سماء تمطر و لا أرض تنبت، فإن أمطرت خلال ذلك شيئا سلّطت عليه الآفة، فإن خلص لهم منه شيء نزعت منه البركة، و إن دعوني لم أجبهم، و إن سألوني لم أعطهم، و إن بكوا لم أرحمهم، و إن تضرّعوا إليّ صرفت وجهي عنهم. و إن قالوا اللّهمّ أنت الذي ابتدأتنا و آباءنا من قبلنا برحمتك و كرامتك، و ذلك بأنك اخترتنا لنفسك، و جعلت فينا نبوّتك و كتابك و مساجدك، ثم مكّنت لنا في البلاد، و استخلفتنا فيها، و ربيتنا و أباءنا من قبلنا بنعمتك صغارا، و حفظتنا و إيّاهم برحمتك كبارا فأنت أولى (2)المنعمين أن لا تغيّر و إن غيّرنا، و لا تبدّل و إن بدّلنا، و أن يتمّ (3)نعمته و فضله و منّه و طوله و إحسانه.

فإن قالوا ذلك قلت لهم: إني أبتدئ عبادي برحمتي و نعمتي، فإن قبلوا أتممت، و إن استزادوا زدت، و إن شكروا أضاعف، و إن بدّلوا غيّرت، و إن غيروا غضبت، و إذا غضبت عذّبت، و ليس يقوم شيء لغضبي.

قال كعب: قال إرميا: برحمتك أصبحت أتكلم بين يديك، و هل ينبغي ذلك لي و أنا أذلّ و أضعف من أن ينبغي لي أن أتكلّم بين يديك، و لكن برحمتك أبقيتني لهذا اليوم، و ليس أحد أحقّ أن يخاف هذا العذاب و هذا الوعيد منّي بما رضيت به مني طولا، و الإقامة في دار الخاطئين و هم يعصونك حولي بغير تنكير و لا تغيير منّي، فإن تعذّبني فبذنبي، و إن ترحمني فذلك ظنّي بك.

ثم قال: يا ربّ سبحانك و بحمدك و تباركت ربّنا و تعاليت لمهلك (4)هذه القرية و ما حولها، و هي مساكن أنبيائك و منزل وحيك؛ يا ربّ سبحانك و بحمدك و تباركت و تعاليت لمخرب هذا المسجد و ما حوله من المساجد و من البيوت التي رفعت لذكرك.

ص: 38


1- الحالق: المكان المرتفع.
2- البداية و النهاية: أوفى.
3- البداية و النهاية: و أن تتم فضلك و منّك و طولك و إحسانك.
4- البداية و النهاية: أ تهلك.

يا ربّ سبحانك و بحمدك و تباركت و تعاليت لمقتك هذه الأمّة و عذابك إيّاهم و هم من ولد إبراهيم خليلك، و أمة موسى نجيّك، و قوم داود صفيّك.

يا رب: أيّ القرى تأمن عقوبتك بعد أورشلم ؟ و أيّ العباد يأمنون سطوتك بعد ولد خليلك إبراهيم و أمّة نجيّك موسى و قوم خليفتك داود؟ تسلّط عليهم عبدة النيران ؟.

قال اللّه تعالى: يا إرميا من عصاني فلا يستنكر نقمتي، فإني إنما كرّمت (1)هؤلاء القوم على طاعتي، و لو أنهم عصوني لأنزلتهم دار العاصين إلاّ أن أتداركهم برحمتي.

قال إرميا: يا رب اتخذت إبراهيم خليلا و حفظتنا به، و موسى قرّبته نجيّا، فنسألك أن تحفظنا و لا تتخطّفنا، و لا تسلّط علينا عدوّنا.

فأوحى اللّه إليه: يا إرميا إني قدّستك في بطن أمك، و أخّرتك إلى هذا اليوم فلو أن قومك حفظوا اليتامى و الأرامل و المساكين و ابن السبيل لكنت الداعم لهم، و كانوا عندي بمنزلة جنّة ناعم شجرها، طاهر ماؤها و لا يغور ماؤها، و لا تبور ثمارها و لا تنقطع، و لكن سأشكو إليك بني إسرائيل:

إني كنت لهم بمنزلة الراعي الشفيق أجنّبهم كل قحط و كلّ غرّة (2)،و أتبع بهم الخصب حتى صاروا كباشا ينطح بعضها بعضا، فيا ويلهم، ثم يا ويلهم إنما أكرم من أكرمني، و أهين من هان عليه أمري، إنّ من كان قبل هؤلاء القوم من القرون يستخفون بمعصيتي، و إن هؤلاء القوم يتبرّعون معصيتي تبرّعا فيظهرونها في المساجد و الأسواق، و على رءوس الجبال و ظلال الشجر، حتى عجت السماء إليّ منها، و عجّت الأرض و الجبال، و نفرت (3)منها الوحوش بأطراف الأرض و أقاصيها، و في كل ذلك لا ينتهون و لا ينتفعون بما علموا من الكتاب.

و قال إسحاق: قال هؤلاء المسمّون بأسنادهم: لما بلّغهم إرميا رسالة ربّهم و سمعوا ما فيها من الوعيد و العذاب عصوه و كذّبوه و اتّهموه قالوا: كذبت و عظّمت (4)

ص: 39


1- البداية و النهاية و مختصر ابن منظور 244/4: أكرمت.
2- الأصل و المختصر، و في البداية و النهاية: عسرة.
3- بدون إعجام بالأصل و في م: و يقرب و المثبت عن البداية و النهاية.
4- البداية و النهاية: و أعظمت.

على اللّه الفرية، فتزعم أن اللّه معطل أرضه و مساجده من كتابه و عبادته و توحيده، فمن يعبده حتى لا يبقى له في الأرض عابد و لا مسجد و لا كتاب ؟ لقد أعظمت على اللّه الفرية، قال ابن سندي: و سقط من كتابي كلام هو: و لقد اعتراك الجنون فأخذوه و قيّدوه و سجنوه، فعند ذلك بعث اللّه عليهم بخت نصّر، فأقبل يسير بجنوده حتى نزل بساحتهم ثم حاصرهم فكان كما قال اللّه تعالى: فَجٰاسُوا خِلاٰلَ الدِّيٰارِ (1).

قال: فلمّا طال بهم الحصر، نزلوا على حكمه ففتحوا الأبواب فتخللوا الأزقّة، فذلك قوله تعالى: فَجٰاسُوا خِلاٰلَ الدِّيٰارِ و حكم فيهم حكم الجاهلية، و بطش الجبارين، فقتل منهم الثلث، و سبى الثلث و ترك الزمنى (2) و الشيوخ و العجائز، ثم وطئهم بالخيل و هدم بيت المقدس و ساق الصبيان، و أوقف النساء في الأسواق محسرات، و قتل المقاتلة، و خرّب الحصون، و هدم المساجد و حرّق التوراة، و سأل عن دانيال الذي كان كتب له الكتاب فوجده قد مات، و أخرج أهل بيته الكتاب إليه، و كان فيهم دانيال بن حزقيل الأصغر، و بنشائيل، و عزرائيل، و ميخائيل فأمضى لهم ذلك الكتاب، و كان دانيال بن حزقيل خلفا من دانيال الأكبر.

و دخل بخت نصّر بجنوده بيت المقدس و وطئ الشام كلها و قتل بني إسرائيل حتى أفناهم، فلما بلغ (3) منها انصرف راجعا و حمل الأموال التي كانت بها و ساق السبايا معه فبلغ عدة صبيانهم من أبناء الأحبار و الملوك تسعين (4) ألف غلام، و قذف الكناسات في بيت المقدس و ذبح فيه الخنازير فكان الغلمان سبعة آلاف غلام من بيت داود، و أحد (5)عشر ألفا من سبط يوسف بن يعقوب و أخيه ابن يامين و ثمانية آلاف من سبط أشر (6) بن يعقوب، و أربعة عشر ألفا من سبط زبالون و نفتالى (7) بن يعقوب، و أربعة عشر ألفا (8)

ص: 40


1- سورة الإسراء، الآية:5.
2- الزمني: أصحاب العاهات.
3- في البداية و النهاية: فرغ.
4- الطبري 553/1 سبعين ألفا.
5- عن الطبري و البداية و النهاية، و بالأصل «إحدى».
6- الأصل و البداية و النهاية «أيشى» و المثبت عن الطبري.
7- كذا، و في البداية و النهاية: ابني.
8- بالأصل «ألف».

من سبط دان بن يعقوب، و ثمانية آلاف من سبط نشيا (1) خير بن يعقوب، و ألفين من سبط رالون (2) بن يعقوب، و أربعة آلاف من سبط روبيل و لاوي، و اثنا عشر ألفا من سائر بني إسرائيل، فانطلق حتى قدم أرض بابل.

قال إسحاق: قال وهب بن منبّه لما فعل بخت نصّر ما فعل قيل له: كان لهم لاحب يحذرهم ما أصابهم و يصفك و خبرك لهم و يخبرهم أنك تقتل مقاتلتهم، و تسبي ذراريهم، و تهدم مساجدهم، و تحرق كتابهم، فكذّبوه و اتّهموه و ضربوه و قيّدوه و حبسوه! فأمر بخت نصّر فأخرج إرميا من السّجن فقال له: أ كنت تحذّر هؤلاء القوم ما أصابهم ؟ قال: نعم، قال: فإني علمت ذلك، قال: أرسلني اللّه إليهم فكذبوني، قال:

كذبوك و ضربوك و سجنوك ؟ قال: نعم، قال: بئس القوم قوم كذّبوا نبيّهم و كذّبوا رسالة ربّهم، فهل لك أن تلحق بي فأكرمك و أواسيك ؟ و إن أحببت أن تقيم في بلادك فقد أمّنتك؛ قال له إرميا: إني لم أزل في أمان اللّه منذ كنت، لم أخرج منه ساعة قط ، و لو أن بني إسرائيل لم يخرجوا منه لم يخافوك و لا غيرك، و لم يكن لك عليهم سلطان.

فلما سمع بخت نصّر هذا القول منه تركه، فأقام إرميا مكانه بأرض إيلياء (3)(4).

590 - أزرق بن قرّة السّبيعيّ

590 - أزرق بن قرّة السّبيعيّ (5)

من جند خراسان، وفد على الوليد بن يزيد قبل أن يستخلف، و أخبره بمنام رآه له.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير قال (6):ذكر علي بن محمد عن شيوخه قال: قدم الأزرق بن قرة

ص: 41


1- في البداية و النهاية «يستاخر» و في المختصر:«يسياخير» و بهامشه: يسّاكر.
2- البداية و النهاية: زيكون.
3- إيلياء بكسر أوله و اللام و ياء و ألف ممدودة، اسم مدينة بيت المقدس، و حكي فيها القصر، و حكي فيها حذف الياء الأولى: إلياء، بسكون اللام و المد (معجم البلدان).
4- نقل الخبر ابن كثير بطوله في البداية و النهاية و عقب في آخره بقوله: و هذا سياق غريب. و فيه حكم و مواعظ و أشياء مليحة، و فيه من جهة التعريب غرابة.
5- الطبري 225/7: المسمعي و في م: الشبيعي.
6- الخبر في الطبري 225/7.

السّبيعي (1) من الترمذ (2) أيام هشام على نصر - يعني ابن سيار - فقال لنصر: إني رأيت الوليد بن يزيد في المنام - و هو ولي عهد - شبه الهارب من هشام، و رأيته على سرير يشرب عسلا و سقاني بعضه، فأعطاه نصر أربعة آلاف دينار و كسوة، و بعث به إلى الوليد، و كتب إليه نصر. فأتى الأزرق الوليد فدفع إليه المال و الكسوة فسرّ بذلك الوليد، و ألطف الأزرق، و جزّى نصرا خيرا، و انصرف الأزرق، فبلغه قبل أن ينصرف إلى نصر موت هشام، و نصر لا علم له بما صنع الأزرق، ثم قدم عليه فأخبره.

591 - أزنم الفزاري

كان بدمشق حين مات معاوية بن يزيد، له ذكر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال (3):لمّا دفن معاوية بن يزيد، قام مروان على قبره فقال: أ تدرون من دفنتم ؟ قالوا: معاوية بن يزيد، فقال: هذا أبو ليلى! فقال أزنم الفزاري:

إني أرى فتنا تغلي مراجلها *** و الملك بعد أبي ليلى لمن غلبا (4)

ص: 42


1- الطبري 225/7: المسمعي.
2- ترمذ: مدينة مشهورة على نهر جيحون (معجم البلدان).
3- طبقات ابن سعد 39/5.
4- البيت في مروج الذهب 88/3 بدون نسبة و صدره فيه: إني أرى فتنة هاجت مراجلها قال المسعودي: و كان معاوية بن يزيد يكنى بأبي يزيد، و كني حين ولي الخلافة بأبي ليلى، و كانت هذه الكنية للمستضعف من العرب.

ذكر من اسمه أزهر

592 - أزهر بن الوليد الحمصيّ

سمع أم الدرداء، و اجتاز بدمشق إلى بيت المقدس و بها سمع من أم الدرداء.

روى عنه حصين بن الوليد مولى بني يزيد. تأتي روايته في ترجمة حصين.

593 - أزهر بن يزيد المرادي الحمصيّ

حدّث عن عمر بن الخطاب، و أبي عبيدة بن الجرّاح، و معاذ بن جبل و شهد اليرموك في خلافة عمر، و شهد الجابية.

روى عنه الحارث بن قيس، و أبو عون الأنصاري. و الصحيح أن أبا عون روى عن قيس بن الحارث عنه.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، نا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، أنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي الحمصي - ببعلبك - أنا أبو الخليل العباس بن الخليل الحضرمي - بحمص - أنا أبو علقمة، نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة، أخبرني أبي عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ قال: قال كثير بن مرّة: و قال الأزهر:- و كان رجلا يرمى بالفقه - لمعاذ بن جبل و نحن بالجابية: من المؤمنون ؟ قال معاذ أميرهم: و الكعبة إن كنت لأظنّك أفقه مما أنت! هم الذين أسلموا و صاموا، و أقاموا الصّلاة، و آتوا الزّكاة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا ابن أبي حاتم

ص: 43

قال (1):أزهر بن يزيد المرادي شامي روى عن عمر، و أبي عبيدة بن الجرّاح. روى عنه الحارث بن قيس، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: و روى ثور بن يزيد عن أبي عون عنه.

594 - أزهر الكوفي، بياع الخمر

وفد على عمر بن عبد العزيز و حكى عنه،.

روى عنه إدريس بن يزيد الأودي الكوفي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن أيوب الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (2)،أنا عبد اللّه بن إدريس قال: سمعت أبي يذكر عن أزهر - صاحب كان له - قال: رأيت عمر بن عبد العزيز بخناصرة (3) يخطب الناس و قميصه مرقوع.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن شبل، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن إدريس، عن أبيه، عن أزهر بياع الخمر قال: رأيت عمر بن عبد العزيز بخناصرة يخطب الناس عليه قميص مرقوع (4).

ص: 44


1- الجرح و التعديل 1/قسم 312/1.
2- طبقات ابن سعد 402/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
3- خناصرة: بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية.
4- ترجم له في بغية الطلب لابن العديم 1357/3.

ذكر من اسمه أسامة

595 - أسامة بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمان

595 - أسامة بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمان (1)

حدّث بعرقة (2) من أعمال أطرابلس من ساحل دمشق، عن علي بن معبد بن نوح البغدادي نزيل مصر، و عبد اللّه بن أحمد العدوي، و أحمد بن محمد بن برد الأنطاكي.

روى عنه أبو الطّيّب العباس بن أحمد الشافعي.

أخبرتنا أمة العزيز شكر ابنة أبي الفرج سهل بن بشر الأسفرايني قالت: أنا أبي، و أبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطّريثيثي (3) سنة تسع و سبعين قالا: أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النّيسابوري البزّاز (4)،المعروف بابن الطّفّال - بمصر - أنا أبو الطّيّب العباس بن أحمد بن محمد بن إسماعيل المعروف بالشافعي، نا أسامة بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمان - بعرقة - نا علي بن معبد، نا شجاع بن الوليد، نا حمير بن الكندي، عن زياد بن أبي زياد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من حفظ على أمّتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما» (5)[2067].

ص: 45


1- ترجم في بغية الطلب لابن العديم 1358/3.
2- عرقة بكسر أوله و سكون ثانيه، بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ، و هي آخر عمل دمشق.(معجم البلدان). و في م: بعرفة.
3- ضبطت عن الأنساب و معجم البلدان «طريثيث».
4- ترجمته في سير الأعلام 664/17(456).
5- الحديث في كنز العمال 29185/10 و بغية الطلب لابن العديم 1358/3.

596 - أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزّى

ابن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ودّ بن كنانة بن عوف

ابن عذرة بن عدي بن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب

أبو زيد، و يقال: أبو محمد، و يقال: أبو حارثة، و يقال: أبو يزيد (1)

حبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ابن حبّه، استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على جيش فيه أبو بكر و عمر، فلم ينفذ حتى توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فبعثه أبو بكر إلى الشام، فأغار على ابنى (2)من ناحية البلقاء (3)،و شهد مع أبيه غزوة مؤتة، و قدم دمشق و سكن المزّة (4) مدة، ثم انتقل إلى المدينة فمات بها. و يقال: بوادي القرى (5).

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

روى عنه أبو هريرة، و ابن عباس، و ابناه الحسن و محمد ابنا أسامة، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و عروة بن الزبير، و أبو عثمان النّهدي، و عياض بن صبري الكلبي، و عامر و إبراهيم ابنا سعد بن أبي وقاص، و عمرو بن عثمان بن عفان، و كريب مولى ابن عباس، و أبو ظبيان حصين بن جندب الجبنّيّ (6) و عطاء مولى ابن سباع، و حرملة مولى أسامة، و الحسن البصري، و عطاء بن أبي رباح، و أبو سعيد كيسان المقبري، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و الزّبرقان بن عمرو بن أميّة الضّمري، و محمد بن إبراهيم بن الحارث التّيمي و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمد بن يونس، نا قريش [بن أنس] (7)،نا سليمان التّيمي ح.

ص: 46


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 496/2 و الوافي بالوفيات 373/8 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بمصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
2- أبنى: موضع بالشام من جهة البلقاء، و قيل: قرية بمؤتة (معجم البلدان).
3- البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام و وادي القرى، قصبتها عمّان (معجم البلدان).
4- بالأصل «المرة» بالراء، و الصواب بالزاي المزة قرية جنوبي غربي دمشق، بينهما نصف فرسخ (معجم البلدان).
5- وادي القرى: واد بين المدينة و الشام، من أعمال المدينة، كثير القرى (معجم البلدان).
6- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى الجبن، و هو شيء يعمل من اللبن.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبها كلمة صح.

قال: و نا إسحاق بن الحسن، نا هوذة، نا سليمان التّيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب و أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا سليمان التّيمي، عن أبي عثمان النّهدي، عن أسامة بن زيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء»[2068].

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو طالب، أنا أبو بكر الشافعي قال: و حدثني أحمد بن محمد الجعفي، نا هوذة، نا سليمان التّيمي، عن أبي عثمان النّهدي، عن أسامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم بمثله.

و لهذا الحديث عندي طرق كثيرة.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، و أبو نصر بن رضوان و أبو محمد عبد اللّه بن نجا بن شاتيل قالوا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1):

حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم يأخذني و الحسن فيقول:«اللّهمّ إني أحبّهما فأحبّهما»[2069].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين و أبو نصر بن رضوان و أبو غالب بن البنا، قالوا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا سليمان التّيمي، عن أبي عثمان النّهدي، عن أسامة بن زيد قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يأخذني و الحسن فيقول:«اللّهم إني أحبهما فأحبهما»[2070].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر الحرفي (2)،نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، حدّثني يحيى بن

ص: 47


1- الحديث في مسند أحمد 210/5.
2- بالأصل «الحرقي» و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 369/16(265) و ترجم له السمعاني في الأنساب، و هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى البقال ببغداد و من يبيع الأشياء التي تتعلق بالبزور و البقالين.

عبد اللّه البابلتّي (1)،نا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، حدثني عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخدري قال: قلت لأبي سعيد أ رأيت قول ابن عباس في الصرف قال: قد زجرته و سوف أزجره قال: ثم أتاه فقال: أ رأيت قولك أ شيء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أو شيء وجدته في كتاب اللّه قال: كلا، أما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فأنتم أعلم به، و أما كتاب اللّه فلا أعلمه، و لكن حدثني أسامة بن زيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّما الرّبا في النّسيئة»[2071].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو الحسن محمد بن يحيى بن أيوب بن أبي عقال قال:

أنا أبو زيد يحيى بن أيوب بن أبي عقال - و اسم أبي عقال هلال بن زيد بن حسن بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن نعمان - أن أباه حدّثه و كان صغيرا فلم يع (2) عنه قال: فحدثني عمّي زيد بن أبي عقال، عن أبيه أن آباءه حدّثوه أن أسامة قدم الشام على معاوية فقال له معاوية: اختر لك منزلا فاختار المزّة و اقتطع فيها هو و عشيرته، ثم أن أسامة خرج إلى وادي القرى إلى ضيعة له فتوفي بها. في حديث طويل.

أخبرنا الأنماطي و أبو العزّ ثابت بن منصور بن المبارك قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا: أنا محمد بن الحسن بن أحمد، نا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، نا خليفة بن خياط العصفري قال: أسامة بن زيد بن حارثة حبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أمّه أمّ أيمن مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مات بالمدينة يكنى أبا محمد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران القرميسيني، نا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال: أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّى بن زيد بن امرئ القيس الكلبي، أنعم اللّه عليه و رسوله، و أسامة بن زيد

ص: 48


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بابلت، قال السمعاني: و ظني أنها موضع بالجزيرة، و انظر معجم البلدان.
2- بالأصل: يعي.

يكنى أبا محمد، حدّثني بذلك ابن أخت عبد الرّحمن بن مهدي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز - إجازة - نا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ح.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا أبو الفتح الرّزّاز، نا أبو حفص بن شاهين، أنا محمد بن مخلد بن حفص العطّار ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي (1)،أنا عثمان بن محمد المخرمي، نا إسماعيل بن محمد الصّفّار قالا: أنا العباس بن محمد بن حاتم، نا أبو بكر عبد اللّه (2) بن محمد بن حميد بن أبي الأسود قال: أسامة بن زيد، أبو محمد.

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي ح.

و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي (3)،قال:

أسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أمّه أم أيمن مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و كانت تسمّى أم أيمن بركة، و كان أيمن رجلا من الأنصار، فيما ذكر بعض أهل العلم، و توفي أسامة بن زيد بالمدينة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد قال:

في الطبقة الثالثة: أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي حبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و مولاه، و يكنى أبا محمد، قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو ابن عشرين سنة، و كان قد نزل وادي القرى و مات بالمدينة في آخر خلافة معاوية، و أمّه أم أيمن، و اسمها بركة و كانت حاضنة النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

ص: 49


1- ترجمته في سير الأعلام 602/17(403).
2- ترجمته في سير الأعلام 648/10(230).
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى برقة و هي بلدة تقارب تروجة من أعمال المغرب.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف الخشّاب، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1) في الطبقة الثانية قال: أسامة الحبّ بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزّى بن امرئ القيس بن عامر بن النّعمان بن عامر بن عبد ودّ بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات - و عند ابن معروف: بن زيد بن اللات - بن رفيدة بن ثور بن كلب، و هو حبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و يكنى أبا محمد، و أمّه أم أيمن و اسمها بركة حاضنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و مولاته، و كان زيد بن حارثة - في رواية بعض أهل العلم - أول الناس إسلاما، و لم يفارق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و ولد له أسامة بمكة و نشأ حتى أدرك، لم يعرف إلاّ الإسلام للّه، و لم يدن بغيره. و هاجر مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [إلى المدينة] (2) و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يحبه حبا شديدا، و كان عنده كبعض أهله. و في نسخة: هاجر مع أبيه، و هو الصواب.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (3):أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّى أبو زيد المديني (4) مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم و يقال: إنه من كلب من اليمن، قال شعبة عن سعد بن إبراهيم: عاش أسامة بعد عثمان.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو زيد أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزّى الكلبي مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو زيد أسامة بن زيد بن حارثة مولى النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

ص: 50


1- طبقات ابن سعد 61/4.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
3- التاريخ الكبير 1/قسم 20/2.
4- عند البخاري: المدني.

أخبرنا أبو الحسن الموحد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد حدثني أحمد بن زهير حدّثني مصعب بن عبد اللّه الزبيري قال:

أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي يقال له الحبّ بن الحبّ استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أسامة معسكر بالجرف (1) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

أمضوا بعث أسامة، و أسامة يومئذ ابن ثماني عشرة (2) سنة فأغار أسامة حيث أمره النبي صلّى اللّه عليه و سلم و رجع سالما.

قال مصعب: و أمّ أيمن أم أسامة بن زيد.

قال ابن زهير و قال سلمان بن أبي شيخ: أم أيمن أم أسامة بن زيد و هي مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و كانت لأمه و اسمها بركة و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول: أم أيمن أمّي بعد أمّي.

قال: و قال البغوي رأيت في كتاب عمّي علي بن عبد العزيز: أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزّى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ودّ بن كنانة بن عوف بن عذرة و كان زيد مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و كان يسكن المدينة.

قال: و قال البغوي أسامة بن زيد بن حارثة كنيته أبو زيد و يقال: أبو محمد و يقال:

أبو حارثة و كان يسكن المدينة قال: و ذكر مصعب الزبيري أن أسامة مات بالمدينة في آخر خلافة معاوية.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب الرّازي، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان الموصلي - بها - نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس (3) قال: سمعت محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدّمي قال: أسامة بن زيد بن حارثة يكنى أبا محمد.

أخبرنا أبو الفضل محمد و أبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل بن الفضيل الفضيليان

ص: 51


1- بالأصل «الحرف» و المثبت عن م و ابن سعد 72/4، و الجرف بالضم ثم السكون موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (ياقوت).
2- في طبقات ابن سعد 72/4 ابن عشرين سنة.
3- ترجمته في سير الأعلام 386/15(209).

قالا: أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي (1)،أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي (2)،أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي (3) قال: أسامة بن زيد مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أبو محمد، و هو ابن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّى بن زيد بن امرئ القيس الكلبي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا محمد بن إسحاق بن مندة، قال: أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل و يقال: ابن شرحبيل بن كعب بن عبد العزّى بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عمران بن عبد ودّ بن كنانة بن عوف بن زيد اللاّت بن رفيدة بن لؤي بن كلب بن وبرة بن حلوان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، يكنى أبا زيد، و يقال أبو يزيد، و قيل أبو محمد، و أبو خارجة، و أمه أم أيمن و اسمها بركة، و كانت لعبد اللّه بن عبد المطلب، و هي حاضنة النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو ابن ثمان عشرة سنة، و توفي بعد مقتل عثمان بوادي القرى و يقال: إنه مات بالجرف و حمل إلى المدينة. قال الزهري:

و كان يسمّى الحبّ بن الحبّ .

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، و إبراهيم بن محمد الطيّان قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه الورّاق، أنا أبو بكر النّيسابوري، نا أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، نا عمّي و هو عبد اللّه بن وهب حدّثني إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل قائف و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم شاهد و أسامة بن زيد و زيد بن حارثة مضطجعان فقال: هذه الأقدام بعضها من بعض قال: فسرّ بذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلم و أعجبه، فأخبر به (4) عائشة (5).قال إبراهيم بن سعد: و كان - يعني - زيدا

ص: 52


1- ترجمته في سير الأعلام 73/19(41).
2- ترجمته في سير الأعلام 199/17(114).
3- هذه النسبة إلى الشاش: مدينة وراء نهر سيحون، و هي من ثغور الترك (الأنساب) و له ترجمة في سير الأعلام 359/15(183).
4- بالأصل «فأخبرته» و الصواب ما أثبت «فأخبر به» عن صحيح مسلم ح 1459 ص 1082/2.
5- صحيح مسلم كتاب الرضاع 17، باب 11، ح 1459 ج 1082/2. و قوله: أعجبه: قال القاضي قال المازري: كانت الجاهلية تقدح في نسب أسامة لكونه أسود شديد السواد، و كان زيد أبيض فلما قضى هذا القائف بإلحاق نسبه مع اختلاف اللون، و كانت الجاهلية تعتمد قول القائف فرح النبي صلّى اللّه عليه و سلم لكونه زاجرا لهم عن الطعن في النسب.

أحمر أبيض أشقر، و كان أسامة بن زيد مثل الليل.

قال: و نا أبو بكر النيسابوري، نا يونس، نا سفيان، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت: دخل مجزّز المدلجيّ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فرأى أسامة و زيدا، و عليهما قطيفة، قد غطيا رءوسهما و بدت أقدامهما فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، فدخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مسرورا (1).

و لهذا الحديث عندي طرق كثيرة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا يحيى بن سعيد، عن التّيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم يأخذني و الحسن فيقول:«اللّهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما»[2072].

قال يحيى: قال التيمي كنت أحدّث به، فدخلني منه، فقلت: أنا أحدّث به منذ كذا و كذا، فوجدته مكتوبا عندي؛ و لهذا الحديث أيضا عندي طرق كثيرة.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون الرّوياني (3)،أنا أبو عبد اللّه الزّيادي، نا معتمر، عن أبيه، عن أبي تميمة، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان يقعده على فخذه و يقعد الحسن على الفخذ الأخرى و يقول:«اللّهمّ ارحمهما فإني أرحمهما»[2073].

أخبرنا أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمد و أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه بن أحمد الغازي قالوا: أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا الحسن بن أحمد بن محمد، أنا أبو بكر الأسفرايني، نا محمد بن عوف الحمصي، نا محمد بن يحيى النّيسابوري، نا حمّاد بن قيراط عن أبي عوانة (4)،عن عمر بن أبي

ص: 53


1- سير الأعلام 498/1 ابن سعد 63/4 و انظر تخريجه بحاشية السير.
2- مسند أحمد 210/5.
3- هذه النسبة إلى رويان و هي بلدة بنواحي طبرستان (الأنساب).
4- اسمه الوضاح بن عبد اللّه مولى يزيد بن عطاء اليشكري الواسطي البزاز، ترجمته في سير أعلام النبلاء 217/8(39).

سلمة (1) عن أبيه أخبرني أسامة بن زيد قال: جاء العباس و عليّ يستأذنان على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«هل تدري ما جاء بهما»؟ فقلت: لا، قال:

«لكنّي أدري: ائذن لهما» فدخلا فقال عليّ : يا رسول اللّه: من أحبّ أهلك إليك ؟ قال:

«فاطمة»، قال: إنما أعني من الرجال ؟ قال:«من أنعم اللّه عليه و أنعمت عليه أسامة»، قال: ثم من ؟ قال:«ثم أنت» قال العباس: يا رسول اللّه: جعلت عمك آخرهم ؟ قال:

«إن عليا سبقك بالهجرة (2)»[2074].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا أحمد بن منصور، نا يحيى بن حمّاد، أنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه قال: أخبرني أسامة بن زيد أن عليا قال: يا رسول اللّه، أيّ أهلك أحب إليك ؟ قال: فاطمة، قال: إنما أسألك عن الرجال، قال:«من أنعم اللّه عليه و أنعمت عليه أسامة بن زيد» قال: ثم من قال:«ثم أنت (3)»[2075].

أخبرناه عاليا بطوله أبو سهل بن سعدويه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنا محمد بن هارون، نا خالد بن يوسف بن خالد أبو الربيع السّمتي (4)،نا أبو عوانة، عن عمر، عن أبي سلمة اخبرني أسامة بن زيد قال:

مررت فإذا علي و العباس قاعدين في المسجد فقالا: يا أسامة استأذن لنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: فدخلت فقلت: يا رسول اللّه هذا علي و العباس على الباب يستأذنان فقال:«هل تدري ما جاء بهما» قال: قلت: لا و اللّه يا رسول اللّه، قال:«و لكني أنا قد علمت ما جاء بهما فأذن لهما» قال: فدخلا فجلسا، فقال علي: يا رسول اللّه، جئناك نسألك: أيّ أهلك أحبّ إليك ؟ قال:«أحب أهلي إليّ فاطمة بنت محمد»، قال علي: لا و اللّه ما نسألك عن أهلك، قال:«فأحب أهلي إليّ من أنعم اللّه عليه و أنعمت عليه لأسامة بن زيد» قال علي: ثم من يا رسول اللّه ؟ قال:«ثم أنت»، قال: فقال العباس بن

ص: 54


1- ترجمته في سير الأعلام 133/6(43).
2- الحديث في سير الأعلام 498/1 و انظر تخريجه فيه.
3- أخرجه الترمذي ح 3819.
4- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى السمت و الهيئة.

عبد المطلب: يا رسول اللّه عمك آخرهم ؟ قال:«إن عليا سبقك بالهجرة»[2076].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد حدثني أبي (1)،نا حسين بن علي، عن زائدة، عن مغيرة، عن الشّعبي قال: قالت عائشة: لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«من كان يحبّ اللّه و رسوله فليحبّ أسامة (2)»[2077].

أخبرناه عاليا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو مضر ملحم بن إسماعيل بن مضر، أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل (3)،نا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة، نا أبو عوانة، عن مغيرة، عن عامر، عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم قالت: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من أحبّ اللّه و رسوله فليحبّ أسامة بن زيد»[2078].

و أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير، نا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن أبان السّرّاج، نا بشار بن موسى الخفّاف، نا أبو عوانة، عن المغيرة، عن الشّعبي، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أحبّ اللّه و رسوله فليحبّ أسامة بن زيد»[2079].

أخبرنا أبو الوفا عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب أخبرني يونس، عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزّبير، عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم أن قريشا أهمهم شأن المرأة التي سرقت في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في غزوة الفتح فقالوا: من يكلم فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقالوا: و من يجترئ عليه إلاّ أسامة بن زيد حبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الحديث (4).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد حدثني أبي (5)،نا عبد الصمد، نا حمّاد، عن موسى بن عقبة، عن

ص: 55


1- مسند أحمد 156/6.
2- سير الأعلام 498/1 و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 286/9 و قال: رواه أحمد، و رجاله رجال الصحيح.
3- ترجمته في سير الأعلام 437/16(323).
4- طبقات ابن سعد 69/4-70 و سير الأعلام 499/1 و انظر تخريجه فيها.
5- مسند أحمد 96/2 و حمّاد هو حماد بن سلمة.

سالم، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«أسامة أحبّ الناس إليّ ما حاشا فاطمة و لا غيرها» (1)[2080].

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد (2)،أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي (3)،نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري، نا مالك بن أنس (4) عن عبد اللّه بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن فاطمة بنت قيس، أن أبا عمرو بن حفص طلّقها البتّة، و هو غائب بالشّام، فأرسل إليها وكيله بشعير فتسخّطته فقال: و اللّه، ما لك علينا من شيء، فجاءت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فذكرت ذلك له فقال:«ليس لك عليه نفقة» فأمرها أن تعتدّ (5) في بيت أمّ شريك، ثم قال:«تلك المرأة يغشاها أصحابي، اعتدّي عند ابن أمّ مكتوم، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك، فإذا حللت فآذنيني» قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان، و أبا جهم خطباني، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، و أما معاوية فصعلوك لا مال له، أنكحي أسامة بن زيد» قالت: فكرهته، ثم قال:«انكحي أسامة» فنكحته فجعل اللّه فيه خيرا، و اغتبطت به[2081].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي التّميمي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (6) حدثني أبي، نا وكيع، نا سفيان سمعه من أبي بكر بن أبي الجهم قال: سمعت فاطمة بنت قيس قالت: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا حللت فآذنيني» فآذنته، فخطبها معاوية بن أبي سفيان و أبو الجهم و أسامة بن زيد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أما معاوية فرجل ترب لا مال له، و أما أبو الجهم فرجل ضرّاب للنساء، و لكن أسامة بن زيد (7)»- قال: فقالت بيدها هكذا

ص: 56


1- في سير الأعلام 499/1 برواية:«أحب الناس إليّ أسامة...» انظر تخريجه فيه.
2- له ترجمة في سير الأعلام 476/16.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 71/15(39).
4- موطأ مالك ص 309 ح 1228 في الطلاق باب ما جاء في نفقة المطلقة.
5- عن موطأ مالك و بالأصل: تقعد.
6- مسند أحمد 412/6.
7- قوله:«بن زيد» سقطت من المسند.

أسامة (1) أسامة يقول: لم ترده - فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«طاعة اللّه و طاعة رسوله خير لك». فتزوّجته فاغتبطته[2082].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو منصور عمر بن أحمد بن محمد الجوزي الفقيه، أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشّرقي، نا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن عتبة بن عبد اللّه، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي جهم (2) أنه قال: دخلت على فاطمة بنت قيس و قد كان زوجها طلّقها ثلاثا فسألتها فقالت: متعني بثلث إصبع شعير و ثلث إصبع تمر، قالت: و أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن أكون عند ابن أمّ مكتوم فإنه مكفوف البصر، لا يراني حين أضع خماري قال:«إذا حللت فلا تسبقيني (3) بنفسك» قالت: فلما حللت قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«هل ذكرك أحد» فقلت: نعم، معاوية و أبو الجهم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أما أبو الجهم شديد الخلق على النساء، و معاوية لا مال له و لكن أنكحك أسامة» فقالت: أسامة! تهاونا بأمر أسامة ثم قلت: سمعا و طاعة للّه عزّ و جلّ و لرسوله صلّى اللّه عليه و سلم قالت: فزوّجني أسامة، فكرمني اللّه بأبي زيد، و شرّفني اللّه بأبي زيد و رفعني اللّه بأبي زيد (4)[2083].

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار البقّال، أنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن موسى البابسيري، أنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي قال:

حدّثني الواقدي أخبرني عبد اللّه بن جعفر الزّهري أخبرني إسماعيل بن محمد بن سعد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«انكحوا أسامة بن زيد، فإنه عربي صليب». هذا مرسل[2084].

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ح.

ص: 57


1- في المسند لم تكرر اللفظة.
2- بالأصل و م «أبي جهيم» خطأ.
3- عن مسلم (ح 1480) ج 1116/2 و بالأصل: تسبقني، يعني لا تفعلي شيئا من تزويج نفسك قبل إعلامك لي بذلك.
4- سير أعلام النبلاء 502/1.

و أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا أبو الفضل بن الفرات قالا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب، نا أبو أميّة، نا الأسود بن عامر، نا حمّاد بن سلمة، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أسامة أحب الناس إليّ ما حاشا فاطمة و لا غيرها»[2085].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلي، نا يعقوب بن الدّورقي - و قال ابن المقرئ: يعقوب بن إبراهيم - نا أبو عاصم، عن فضيل بن سليمان أبي سليمان حدّثني موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن عمر قال: لما استعمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أسامة بن زيد قال الناس فيه، قال: فبلغ النبي صلّى اللّه عليه و سلم ذلك أو شيء من ذلك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«قد بلغني ما قلتم في أسامة، و لقد قلتم ذلك في أبيه من قبله، و إنه لخليق للإمارة، و إنه لخليق للإمارة، - زاد ابن المقرئ: و إنه لخليق للإمارة و قالا:- «و إنه لأحبّ الناس إليّ » قال: ما استثنى فاطمة و لا غيرها[2086].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن سيار النّصيبي (1)،نا أبو عاصم (2)،عن فضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر قال: لما استعمل النبي صلّى اللّه عليه و سلم أسامة قالوا فيه، فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«قد بلغني ما قلتم في أسامة، و قد قلتم ذاك في أبيه من قبل، و إنه لخليق للإمارة و إنه لأحب الناس إليّ » قال ابن عمر: ما استثنى فاطمة و لا غيرها[2087].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن

ص: 58


1- ترجمته في سير الأعلام 194/13(111). و النصيبي ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى نصيبين و هي بلدة عند آمد و ميافارقين من ناحية ديار بكر.
2- و اسمه الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري، أبو عاصم النبيل، ترجمته في سير الأعلام 480/9(178).

شكرويه، و أبو المظفّر محمود بن جعفر بن أحمد الكوسج (1) قالا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد البغدادي، نا أبو بكر محمد بن علي بن الجارود، نا أبو عبد اللّه محمد بن عيسى الزجاج، نا أبو عاصم، عن فضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه قال: لما ولّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أسامة قال فيه الناس فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«قد بلغني ما قلتم في تأميري أسامة، و قد قلتم في أبيه من قبل، و إن كان لخليق للإمارة و إن كان لخليق للإمارة، ثلاثا. و إن كان لأحبّ أو من أحب الناس إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم» قال ابن عمر: فما استثنى فاطمة و لا غيرها[2088].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة - و في حديث ابن المقرئ: نا زهير - نا عفان، نا وهيب، نا موسى بن عقبة حدّثني سالم عن أبيه أنه كان يحدث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حين أمّر أسامة بن زيد فبلغه أن الناس هابوا أسامة - و قال ابن حمدان: على أسامة، و طعنوا في إمارته، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كما حدّثني سالم فقال:«ألا إنكم تعيبون أسامة و تطعنون في إمارته، و قد فعلتم ذلك بأبيه من قبل، و إن كان لخليقا للإمارة، و إنه لأحب الناس إليّ كلهم، و إن ابنه هذا لأحب الناس إليّ فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم»[2089].

قال سالم: ما سمعت عبد اللّه يحدث هذا، و قال ابن المقرئ:[ما] (2) حدّث بهذا الحديث قط إلاّ قال: حاشا فاطمة.

رواه عمر بن حمزة عن سالم:

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي أخبرني محمد بن يوسف بن يعقوب بن يوسف، نا عبد اللّه بن محمد، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم، عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال و هو على المنبر:

ص: 59


1- ترجمته في سير الأعلام 449/18(233).
2- زيادة لازمة.

[«إن] (1) تطعنوا في إمارته - يريد أسامة بن زيد - لقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، و أيم اللّه إن كان لخليقا لها، و أيم اللّه إن كان لأحب الناس إليّ ، و أيم اللّه إن هذا لخليق - يريد أسامة بن زيد - و أيم اللّه إن كان أحبهم إليّ بعده فأوصيكم به فإنه من صالحكم»[2090].

و رواه نافع عن ابن عمر:

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، أنا معاذ بن المثنى، نا مسدّد، نا أميّة بن خالد، نا عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«أسامة أحبّ الناس إليّ » فما استثنى فاطمة[2091].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن، نا أحمد بن منصور، نا أبو النضر هاشم بن القاسم، نا عاصم بن محمد، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم استعمل أسامة بن زيد على جيش فيهم أبو بكر و عمر فطعن الناس في عمله، فخطب النبي صلّى اللّه عليه و سلم الناس ثم قال:«قد بلغني أنكم قد طعنتم في عمل أسامة، و في عمل أبيه قبله، و إن أباه لخليق للإمارة، و إنه لخليق للإمرة - يعني أسامة - و إنه لمن أحبّ الناس إليّ فأوصيكم به»[2092].

و رواه عبد اللّه بن دينار عن ابن عمر.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي (2)،أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا عبد اللّه بن هاشم بن حيّان أبو عبد الرّحمن العبدي الطوسي - بطوس،- نا يحيى بن سعيد القطّان، حدّثني سفيان حدّثني عبد اللّه بن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: أمّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمارته فقال:«إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارته أبيه، و أيم اللّه إنه

ص: 60


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ماسرجس، اسم جدّ.

كان لخليقا للإمارة، و أيم اللّه إنّه كان لمن أحبّ الناس إليّ ، و إن ابنه هذا لمن أحب الناس إليّ بعده»[2093].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة ح.

و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين - إملاء - قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا عبد العزيز بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال: لما استعمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أسامة طعن الناس في إمارته فجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على المنبر و قال:«بلغني أن رجالا يطعنون في إمارة أسامة، و قد كانوا يطعنون في إمارة أبيه من قبله، و أيم اللّه إنه لخليق بالإمارة، و إن كان أبوه لمن أحبّ الناس إليّ ، و إنه لمن أحب الناس إليّ من بعده»[2094].

و أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمد الفامي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا أبو عمر حفص بن عمر الدّوري و الحسين بن الضحاك قالا: نا إسماعيل بن جعفر، عن عبد اللّه بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول:

بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعثا و أمّر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في أمرته فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«إن تطعنوا في أمرته فقد كنتم تطعنون في أمرة أبيه من قبل، و أيم اللّه إن كان لخليقا للإمرة، و إن كان من أحب الناس إليّ ، و إن هذا من أحب الناس إليّ بعده»[2095].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن الجندي (1)،نا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني (2)-بالبصرة - نا أحمد بن روح الأهوازي، نا سفيان، عن عمرو عن محمد بن علي قال: طعنوا في إمرة أسامة فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«إن ناسا طعنوا في إمرة أسامة، و قد طعنوا في إمرة أبيه من قبل، و إنه و أباه لها لأهل» هذا مرسل[2096].

ص: 61


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الجند، يعني العسكر.
2- ترجمته في سير الأعلام 285/15(128). و روق ضبطت عن الإكمال 63/4 انظر الاستدراك في حاشيته. و الهزاني ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى هزان، بطن من عتيك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: تردد ناس من العسكر لوجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و بلغ النبي صلّى اللّه عليه و سلم عن الذين قالوا في تأمير أسامة على المهاجرين و الأنصار فخرج عاصبا رأسه من الصداع فأتى المنبر فقال:«إنه بلغني أن رجالا قالوا في تأميري أسامة، و لعمري لئن قالوا فيه لقد قالوا في أبيه من قبله، و إنّه لخليق للإمارة، و أبوه من قبله فانفذوا بعث أسامة» و دخل و خرج الناس إلى الجرف فلما ثقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أقاموا حتى شهدوه، فلما فرغوا انفذه أبو بكر على ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم. و هذا مرسل[2097].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد، نا محمد بن سعد (1):أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، نا هشام بن عروة: أخبرني أبي قال: أمّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أسامة بن زيد و أمره أن يغير على ابنى (2) من ساحل البحر.

قال هشام: و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذا أمّر الرجل أعلمه و ندب الناس معه. قال:

فخرج معه سروات الناس و خيارهم و معه عمر. قال: فطعن الناس في تأمير أسامة قال:

فخطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«إن ناسا طعنوا في تأميري أسامة كما طعنوا في تأميري أباه، و إنه لخليق للإمارة، و إن كان لأحبّ الناس إليّ ، و إن ابنه لأحب الناس إليّ بعد أبيه، و إني لأرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا».

قال: و مرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فجعل يقول في مرضه:«أنفذوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة»[2098].

قال: فسار حتى بلغ الجرف، فأرسلت إليه امرأته فاطمة بنت قيس فقالت: لا تعجل فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ثقيل، فلم يبرح حتى قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلما قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم رجع إلى أبي بكر فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعثني و أنا على غير حالكم هذه، و أنا أتخوّف أن تكفر العرب فإن كفرت كانوا أول من يقاتل، و إن لم تكفر مضيت

ص: 62


1- طبقات ابن سعد 67/4-68.
2- تقدمت قريبا، و انظر معجم البلدان.

فإن معي سروات الناس و خيارهم قال: فخطب أبو بكر الناس فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: و اللّه لأن تخطفني الطير أحبّ إليّ من أن أبدأ بشيء قبل أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

فبعثه أبو بكر إلى ابنى (1) و استأذن لعمر أن يتركه عنده، قال: فأذن أسامة لعمر، قال:

فأمره أبو بكر أن يجزر في القوم، قال هشام: يقطع الأيدي و الأرجل و الأوساط في القتال حتى يفزع القوم. قال: فمضى حتى أغار عليهم ثم أمرهم أن يعظّموا الجراحة حتى يرهبوهم. قال: ثم رجعوا و قد سلموا و قد غنموا. قال: فكان عمر يقول: ما كنت لأجيء أحدا بالإمارة غير أسامة لأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قبض و هو أمير. قال: فساروا فلما دنوا من الشام أصابتهم ضبابة شديدة فسترهم اللّه بها حتى أغاروا و أصابوا حاجتهم.

قال: فقدم بنعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على هرقل و إغارة أسامة في ناحية أرضه خبرا واحدا فقالت الروم: ما بالى هؤلاء بموت (2) صاحبهم أن أغاروا على أرضنا.

قال عروة: فما رئي جيش كان أسلم من ذلك الجيش.

قال: و نا محمد بن سعد (3)،نا يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه بنحو حديث [أبي] (4) أسامة عن هشام و زاد: و في الجيش الذي استعمله عليهم أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجرّاح.

قال: و كتبت إليه فاطمة بنت قيس، إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قد ثقل و إني لا أدري (5) ما يحدث فإن (6) رأيت أن تقيم فأقم. فدوّم أسامة بالجرف حتى مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: و أمر أن يعظّم فيهم الجراح يجزل (7) الرجل منهم جزلا فكفرت العرب.

قال: و أنا ابن سعد (8)،أنا كثير بن هشام، أنا جعفر بن برقان، نا الحضرمي رجل من أهل اليمامة قال: بلغني أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعث أسامة بن زيد، و كان يحبّه و يحب أباه

ص: 63


1- كذا بالأصل و م و في ابن سعد: آبل.
2- بالأصل:«ما بال هؤلاء يموت» و المثبت عن ابن سعد 68/4.
3- طبقات ابن سعد 68/4.
4- سقطت من الأصل و م و استدركت عن ابن سعد.
5- الأصل:«لأدري» و المثبت عن ابن سعد.
6- الأصل:«فإني» و المثبت عن ابن سعد.
7- جزله بالسيف يجزله: قطعه جزلتين (القاموس). و الجزلة بالكسر: القطعة العظيمة من التمر كالجزل.
8- طبقات ابن سعد 69/4.

قبله، بعثه على جيش و كان ذلك أول ما جرّب أسامة في قتال فلقي فقاتل فذكر منه بأس.

قال أسامة: فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم و قد أتاه البشير بالفتح فإذا هو متهلل وجهه فأدناني منه ثم قال:«حدّثني»، فجعلت أحدّثه فقلت: فلما انهزم القوم أدركت رجلا فأهويت إليه بالرمح فقال: لا إله إلاّ اللّه فطعنته فقتلته فتغيّر وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قال:«ويحك يا أسامة فكيف لك بلا إله إلاّ اللّه ؟» فلم يزل يردّدها عليّ حتى لوددت أني أسلب (1) من كلّ عمل عملته و استقبلت الإسلام يومئذ جديدا، فلا و اللّه لا أقاتل أحدا قال لا إله إلاّ اللّه بعد ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[2099].

قال: و أنا ابن سعد (2)،أنا الفضل بن دكين، نا حنش، قال: سمعت أبي يقول:

استعمل النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم أسامة بن زيد و هو ابن ثمان عشرة سنة.

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، نا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و كان أسامة بن زيد قد تجهز للغزو و خرج ثقله إلى الجرف فأقام تلك الأيام لوجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، أمّره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على جيش عامتهم المهاجرون فيهم عمر بن الخطاب، أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن يغير على أهل مؤتة و على جانب فلسطين حيث أصيب زيد بن حارثة، فجلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى ذلك الجذع و اجتمع المسلمون يسلمون عليه و يدعون له بالعافية فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أسامة بن زيد فقال:«اغد على بركة اللّه و النصر و العافية، ثم أغد حيث أمرتك أن تغير»، قال أسامة: بأبي أنت قد أصبحت مفيقا، و أرجو أن يكون اللّه قد شفاك، فائذن لي أن أمكث حتى يشفيك اللّه، فإني إن خرجت على هذه الحال خرجت و في قلبي فرحة من شأنك و أكره أن أسأل عنك الناس، فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلم يراجعه و قام فدخل بيت عائشة[2100].

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (3)،

ص: 64


1- في ابن سعد: انسلخت.
2- طبقات ابن سعد 66/4.
3- تاريخ خليفة ص 100 تحت عنوان إنفاذ جيش أسامة.

نا علي (1) و موسى بن إسماعيل، عن حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال في مرضه الذي توفي فيه:«أنفذوا جيش أسامة»، فقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أسامة بالجرف. فكتب أسامة إلى أبي بكر أنه قد حدث أعظم الحدث، و إني (2) لا أدري لعل العرب ستكفر و معي وجوه أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و نخبهم (3)، فإن رأيت أن نقيم. فكتب إليه أبو بكر: لا نستفتح بشيء أولى من أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لأن تخطفني الطير أحبّ إليّ من ذلك، و لكن إن رأيت أن تأذن لعمر، فأذن له، و مضى أسامة لوجهه[2101].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه و أم البهاء فاطمة بنت محمد قالا: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون الرّوياني، نا أبو كريب، نا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن عبيد بن السّبّاق، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه قال: لما ثقل النبي صلّى اللّه عليه و سلم هبطت و هبط الناس المدينة، فدخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قد أصمت، فلا يتكلم فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يضع يديه عليّ ثم يرفعهما، فأعرف أنه يدعو لي. رواه الترمذي (4) عن أبي كريب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق حدثني سعيد بن عبيد بن السّبّاق (5)، عن محمد بن أسامة، عن أبيه أسامة بن زيد قال: لما ثقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم هبطت و هبط الناس المدينة، و دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قد أصمت فلا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يصبهما عليّ ، أعرف أنه يدعو لي.

ص: 65


1- بالأصل و م:«نا علي بن موسى» و الصواب ما أثبت عن تاريخ خليفة ص 100. و هو علي بن محمد المدائني - شيخ خليفة - توفي سنة 225. و موسى بن إسماعيل التبوذكي - شيخ آخر لخليفة توفي سنة 224 (انظر تاريخ خليفة: المقدمة).
2- في تاريخ خليفة: و ما أرى العرب إلاّ ستكفر.
3- تاريخ خليفة: وحدهم.
4- صحيح الترمذي كتاب المناقب(50) باب 41 مناقب أسامة بن زيد ح 3817 ج 677/5 و قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 285/2.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد، أنا علي بن عمر بن محمد، أنا أبو بكر بن شاذان ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو حفص بن شاهين، و عيسى بن علي فوقها قالوا: أنا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن حنبل (1)،نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن محمد بن إسحاق حدّثني سعيد بن عبيد بن السّبّاق، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه قال: لما ثقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم هبطت و هبط الناس معي إلى المدينة، فدخلت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يوم أصمت فلا يتكلم، فجعل يرفع يديه (2) إلى السماء ثم يصبهما عليّ ، أعرف أنه يدعو لي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمد الفامي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا أبو عمار الحسين بن حريث، نا الفضل بن موسى، عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة، قالت:

أراد النبي صلّى اللّه عليه و سلم أن يمسح مخاط أسامة قالت عائشة: دعني حتى أكون أنا التي أفعله، قال:

«يا عائشة أحبّيه فإني أحبّه (3)»[2102].

رواه مسلم عن محمود بن غيلان، عن الفضل بن موسى.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكندي (4)،نا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن بكر بن فصيل الحوطي (5)،نا خالد بن يزيد البصري الضّبّي، نا شريك، نا العباس بن ذريح عن البهي، عن عائشة قالت: دخل أسامة على النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأصابته عتبة الباب فشجّ في وجهه فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«يا بنت أبي بكر. قومي فامسحي عنه

ص: 66


1- مسند أحمد بن حنبل 201/5.
2- بالأصل:«يده» و المثبت عن مسند أحمد.
3- سير الأعلام 501/1 و انظر تخريجه فيه.
4- ترجمته في سير الأعلام 570/15(344).
5- الحوطي ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى حوط ، قال السمعاني: و ظني أنها من قرى حمص أو جبلة مدينتان بالشام. له ترجمة في سير أعلام النبلاء 153/13 باسم أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد بن فصيل، و كناه أبا عبد اللّه. سكن جبلة.

الأذى» قالت: فتقذّرته، فقام إليه النبي صلّى اللّه عليه و سلم فجعل يمصّه و يمجّه و يقول:«لو كان أسامة جارية لحلّيته بكلّ شيء و زيّنته حتى أنفقه للرجال»[2103].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن محمد بن الحسن السّرّاج، نا عبد اللّه بن غنّام بن حفص بن عتّاب، نا علي بن حكيم الأودي ح.

و أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد، نا أبو زيد، نا محمد بن عيسى قالا: نا شريك، عن العباس بن ذريح عن البهي، عن عائشة قالت: عثر أسامة بعتبة الباب فانشج وجهه - و في حديث الفقيه: فشجّ في جبهته - فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:- زاد الفقيه: مجّي عنه أو و قالا:- «أميطي عنه الأذى» و كأني تقذرته - و في حديث الفقيه: فتقذرته - فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم يمصّه و يمجّه و يقول:«لو كان أسامة جارية لكسوته و حلّيته حتى أنفقه»[2104].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهّب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد حدّثني أبي (1)،نا وكيع عن شريك، عن العباس بن ذريح، عن البهي، عن عائشة: أن أسامة عثر بعتبة الباب فدمي قال: فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم يمصّه و يقول:

«لو كان أسامة جارية لحلّيتها و لكسوتها حتى أنفقها»[2105].

قال: و حدثني أبي (2)،نا حجّاج، أنا شريك عن العباس بن ذريح، عن البهي، عن عائشة أن أسامة بن زيد عثر بأسكفة الباب أو عتبة الباب فشجّ في جبهته، فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أميطي عنه أو نحّى عنه الأذى» قالت: فتقذّرته قالت: فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يمصّه ثم يمجّه و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لو كان أسامة جارية لكسوته و حلّيته حتى أنفقه»[2106].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الفقيه، أنا محمد بن أحمد بن أبي جعفر، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصّدقي (3)،أنا الحسن بن محمد بن حليم، نا أبو الموجّه محمد بن عمرو (4)،أنا يحيى الحمّاني، أنا شريك، عن العباس بن ذريح،

ص: 67


1- مسند أحمد 139/6 و 222.
2- مسند أحمد 139/6 و 222.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سكة صدقة من سكك مروة، و قد سمي لسكناه فيها.
4- ترجمته في سير الأعلام 347/13(163).

عن البهي، عن عائشة قالت: عثر أسامة بعتبة الباب فشجّ وجهه فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«أميطي عنه الأذى» فقذرته فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم يمصّ الدم ثم يمجّه و يقول:«لو كان أسامة جارية لكسوناه، لو كان أسامة جارية لحلّيناه لننفقه»[2107].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا محمد بن الصّبّاح، نا شريك، عن العباس بن ذريح، عن البهي، عن عائشة قالت: عثر أسامة بعتبة الباب، فشجّ في وجهه فقال لي النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«يا عائشة أميطي عنه الأذى»، فقذرتها، فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم يمصّ شجته و يمجّها و يقول:«لو كان أسامة جارية لحلّيته و كسوته حتى أنفقه»[2108].

و روي من وجه آخر عن عائشة.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا زكريا بن يحيى الواسطي، نا هشيم، عن مجالد (1)،عن الشّعبي، عن عائشة قالت (2):أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أن أغسل وجه أسامة بن زيد يوما و هو صبيّ . قالت: و ما ولدت و لا أعرف كيف يغسل الصبيان، قالت: فأخذه فأغسله غسلا ليس بذاك، قالت: فأخذه فجعل يغسل وجهه و يقول:«لقد أحسن بنا إذ لم يك بجارية، و لو كنت جارية لحلّيتك و أعطيتك»[2109].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا محمد بن العباس بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمد بن شجاع البلخي، أنا محمد بن عمر الواقدي، حدّثني محمد بن خوط عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار قال: كان أسامة بن زيد قد أصابه الجدري أول ما قدم المدينة و هو غلام بمخاطه يسيل على فيه، فتقذّرته عائشة فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فطفق يغسل وجهه و يقبّله فقالت عائشة: أما و اللّه بعد هذا فلا أقصيه أبدا.

قال: و أنا الواقدي، نا محمد بن الحسين، عن حسين بن أبي حسين المازني، عن

ص: 68


1- هو مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني ترجمته في سير الأعلام 284/6(123).
2- الحديث بهذا الأسناد و اللفظ في سير الأعلام 501/1 و انظر تخريجه فيه.

ابن قسيط عن محمد بن زيد قال: سقط أسامة فأصاب وجهه شجة فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يمصّ الدم و يبصقه.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا أبو الدّحداح، نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، نا مروان بن معاوية، عن وائل بن داود، نا عبد اللّه البهي قال: لما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المدينة قدمها و هم خائفون على من شذّ منهم أن يغتال، فأصاب وجه أسامة حجر فأدماه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لعائشة:«اغسلي عن وجه أسامة دماءه» و خرج إلى الصّلاة، فلما رجع لم يرها تفعل به كما تفعل المرأة بولدها فقال:«أدنيه» فألقم فمه الجرح الذي بوجه أسامة فجعل يمصّ الدم الذي بفيه و يمجّه حتى إذا غسل عن أسامة دماءه نظر في وجهه فقال:«لو كنت جارية ما أرادك أحد، و لو كنت لأعطيناك مالا و إبلا حتى يرغب فيك». هذا مرسل[2110].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا عبد العزيز بن عبد اللّه الماجشون، أن أسامة بن زيد كان عند عائشة فجعلت تغسل الرمص (1) من عينيه قال: فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم «إنّك»- ذكر كلمة لم أفهمها فقال:«إنك لبذرة» قال: ثم أخذه فأدخل لسانه في عينه، فجعل يقذى ما في عينيه من الرمص. هذا منقطع[2111].

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنا أبو حفص عمر بن أيوب السّقطي (2)،نا بشر بن الوليد القاضي، أنا أبو معشر، عن محمد بن قيس قال: لم يلق عمر أسامة بن زيد قطّ إلاّ قال: سلام عليك، أو قال: السلام عليك أيها الأمير و رحمة اللّه و بركاته، أمير أمّره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ثم لم ينزعه حتى مات (3).

ص: 69


1- الرمص محركة وسخ أبيض يجتمع في الموق، رمصت عينه (القاموس).
2- ترجمته في سير الأعلام 245/14(148). و السقطي بفتح السين و القاف و كسر الطاء. هذه النسبة إلى بيع السقط ، و هي الأشياء الخسيسة كالخرز و الملاعق و خواتيم الشبه و غيرها.(الأنساب).
3- سير أعلام النبلاء 501/2.

أخبرنا أبو محمد عبدان بن زرّين (1) المقرئ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر، أنا الحسين بن محمد بن عبيد، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا سعد بن وهب السّلمي الواسطي، نا عبد اللّه بن جعفر المرّي، عن عبد اللّه بن دينار قال: كان عمر بن الخطاب إذا رأى أسامة بن زيد قال: السلام عليك أيها الأمير، فيقول أسامة: غفر اللّه لك يا أمير المؤمنين، تقول لي هذا؟ قال:

فكان يقول له: لا أزال أدعوك ما عشت: الأمير، مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أنت عليّ أمير.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو (2) بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا مصعب، نا الدراوردي - و قال ابن سعدويه: نا عبد العزيز بن محمد - عن عبيد اللّه - زاد بن حمدان: ابن عمر - عن نافع، عن ابن عمر قال: فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي، فقلت: إنما هجرتي و هجرة أسامة واحدة ؟ فقال: إن أباه كان أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من أبيك، و إنه كان أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم منك، و إنما هاجر بك أبواك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان و أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصّاري ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد القصّاري، أنا أبي أبو طاهر قالا:

نا إسماعيل بن الحسن بن عبيد اللّه بن الهيثم الصّرصري، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن إسماعيل، نا الدّراوردي، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي فقلت إنما هجرتي و هجرة أسامة واحدة ؟ فقال: إن أباه كان أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من أبيك، و إنه كان أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم منك، و إنما هاجر بك أبواك.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو

ص: 70


1- بالأصل و م «رزيق» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 256/20(172). و انظر تبصير المنتبه 602/2.
2- بالأصل «عمر» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و قد مرّ التعريف به.

سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس - هو الأصمّ - نا محمد بن إسحاق، نا محمد بن بكير الحضرمي، نا عبد اللّه بن جعفر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر فرض لعبد اللّه بن عمر في ثلاثة آلاف، و فرض لأسامة في ثلاثة آلاف و خمسمائة، فقيل له في ذلك، فقال: أجعل حبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كحبّ نفسي.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي - بهراة - أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا بشر بن عبيس (1) بن مرحوم، نا محمد بن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب فضّل المهاجرين الأولين و أعطى أبناءهم دون ذلك و فضّل أسامة بن زيد على عبد اللّه بن عمر قال عبد اللّه: فقال لي رجل: فضّل عليك أمير المؤمنين من ليس أقدم منك سنا و لا أفضل هجرة و لا شهد من المشاهد ما لم تشهد. قال: من هذا؟ قلت:

أسامة بن زيد، فقال: صدقت لعمل اللّه فعلت ذلك لأن زيد بن حارثة كان أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من عمر، و أن أسامة بن زيد كان أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من عبد اللّه بن عمر فلذلك فعلت.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون (2) قالا:

أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا سفيان بن وكيع بن الجرّاح، نا محمد بن بكر البرساني (3)،عن ابن جريج، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب فرض لأسامة بن زيد في ثلاثة آلاف و خمسمائة. و فرض لعبد اللّه بن عمر في ثلاثة آلاف. فقال عبد اللّه بن عمر لأبيه:

لم فضلت أسامة عليّ فو اللّه ما سبقني إلى مشهد؟ قال: لأن زيدا كان أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من أبيك، و كان أسامة أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم منك، فآثرت حبّ

ص: 71


1- عبيس بضم العين مصغرا (تقريب)، ترجمته في تهذيب التهذيب 286/1.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 84/18 و تاريخ بغداد 356/1.
3- البرساني: ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بني برسان، بطن من الأزد.(الأنساب).

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على حبّي (1).

أخرجه الترمذي (2) عن سفيان.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن بكّار، نا أبو معشر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، و عن عمر مولى غفرة (3) و عن محمد بن نويفع قالوا: فرض عمر لأسامة بن زيد أربعة آلاف، و فرض لعبد اللّه بن عمر ثلاثة آلاف. فقال عبد اللّه لعمر:

لم زدت أسامة ؟ قال: إن أباه كان أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من أبيك، و هو كان أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم منك.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عثمان - هو ابن أبي شيبة - نا شريك عن أبي إسحاق عن جبلة قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذا لم يغز أعطى سلاحه عليا أو أسامة بن زيد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نا أبو علي الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4)، أنا عبد اللّه بن الزبير الحميريّ (5)،نا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم حين بلغه أن الراية صارت إلى خالد بن الوليد قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«فهلاّ إلى رجل قتل أبوه»، يعني أسامة بن زيد[2112].

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكار حدّثني محمد بن سلام، عن يزيد بن عياض قال: أهدى حكيم بن حزام للنبي صلّى اللّه عليه و سلم - في الهدنة التي كانت

ص: 72


1- بهذا الأسناد و اللفظ في سير الأعلام 499/2.
2- صحيح الترمذي حديث رقم 3813.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، عن تقريب التهذيب ضبطت فيه: بضم المعجمة و سكون الفاء. و في م: عفرة.
4- طبقات ابن سعد 62/4.
5- رسمها غير واضح بالأصل، و تقرأ في م: الحميدي و المثبت عن ابن سعد.

بين النبي صلّى اللّه عليه و سلم و بين قريش - حلّة ذي يزن - اشتراها بثلاثمائة دينار - فردّها عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قال:«إني لا أقبل هدية مشرك» فباعها حكيم، و أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من اشتراها له فلبسها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلما رآه حكيم فيها قال:

ما تنظر الحكّام بالفضل بعد ما *** بدا سابق ذو غرّة (1) و حجول

فكساها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أسامة بن زيد بن حارثة، فرآها عليه حكيم فقال: بخ بخ يا أسامة، عليك حلّة ذي يزن، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«قل له و ما يمنعني ؟ و أنا خير منه، و أبي خير من أبيه (2)»[2113].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمد بن شجاع البلخي، أنا محمد بن عمر الواقدي، حدثني محمد بن الحسن بن أسامة بن زيد عن أهله قال: توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أسامة ابن تسع عشرة سنة، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم زوّجه و هو ابن خمس عشرة سنة من طيّئ ففارقها، و زوّجه أخرى و ولد له في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أولم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على بنائه بأهله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمد بن علي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي:

أخبرني الواقدي: أنا عبد اللّه بن جعفر الزّهري، أخبرني إسماعيل بن محمد بن سعد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أنكحوا أسامة بن زيد، فإنه عربي صليب» و مات أسامة بن زيد في خلافة معاوية بالمدينة[2114].

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه، و اللفظ له - و حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيوري و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (3):نا موسى بن

ص: 73


1- الغرة: البياض يكون في وجه الفرس، و الحجول جمع حجل: بياض يكون في قوائم الفرس.
2- الحديث في سير الأعلام 504/2.
3- التاريخ الكبير 1/قسم 20/2.

إسماعيل، نا حمّاد، عن هشام، عن أبيه، أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أخّر الإفاضة بعض التأخير من أجل أسامة بن زيد ذهب يقضي حاجته، فلما جاء غلام أفطس أسود فقال أهل اليمن ما حبسنا بالإفاضة اليوم إلاّ من أجل هذا! قال عروة: إنما كفرت اليمن بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و سلم من أجل أسامة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر الفقيه، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1)،أنا يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن سلمة فذكر معناه. قلت (2):ليزيد بن هارون: ما يعني بقوله كفر أهل اليمن من أجل هذا؟ فقال: ردّتهم التي ارتدوا زمن أبي بكر إنما كانت لاستخفافهم بأمر النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

قال: و أنا ابن سعد (3)،أنا محمد (4) بن عبّاد، نا يونس بن أبي إسحاق، نا أبو السّفر قال: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم جالس هو و عائشة و أسامة عندهم إذ نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في وجه أسامة فضحك، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أما و اللّه لو أن أسامة جارية حلّيتها و زيّنتها حتى أنفقها»[2115].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف بن العلاّف - في كتابه - و أخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي عنه، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا عثمان بن أحمد بن السّماك ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر القاضي قالا: نا أبو العباس الأصمّ قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدّثني محمد بن أسامة بن محمد بن أسامة، عن أبيه، عن جده أسامة بن زيد (5) قال: أدركته - و قال ابن السماك: أدركت أنا و رجل من الأنصار - زاد الفراوي يعني: مرداس بن نهيك و قالا:- فلما شهرنا عليه السلاح - و قال ابن السماك:

ص: 74


1- طبقات ابن سعد 63/4.
2- القائل هو محمد بن سعد.
3- طبقات ابن سعد 62/4.
4- في ابن سعد: يحيى.
5- دلائل النبوة للبيهقي 297/4 و سيرة ابن هشام 231/4.

السيف - قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فلم ننزع (1) عنه حتى قتلناه، فلما قدمنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و قال ابن السماك: النبي صلّى اللّه عليه و سلم - أخبرناه خبره فقال:«يا أسامة من لك بلا إله إلاّ اللّه» فقلت:- و قال ابن السماك: فقلنا:- يا رسول اللّه إنما قالها تعوذا من القتل، فقال:«فمن»،- و قال ابن السماك قال:- من - لك يا أسامة بلا إله إلاّ اللّه» فو الذي بعثه بالحق ما زال يردّدها عليّ حتى لوددت (2) أن ما مضى من إسلامي، لم يكن لي، و إني أسلمت يومئذ و لم أقتله، فقلت: إني أعطي اللّه عهدا أن لا أقتل رجلا يقول: لا إله إلاّ اللّه أبدا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«بعدي يا أسامة»؟ قلت: بعدك[2116].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، نا أبو محمد المخلدي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه إملاء ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو محمد المخلدي بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمد المخلدي، أنا محمد بن أحمد بن حمدون بن خالد قالا: نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا محمد بن حمير، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخدري قال: اشترى أسامة بن زيد وليدة بمائة دينار إلى شهر قال: فسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول: أ لا تعجبون من أسامة المشتري إلى شهر؟ إن أسامة لطويل الأمل. و الذي نفسي بيده ما طرفت عينا بي إلاّ ظننت أن شفري لا يلتقيان حتى يقبض اللّه روحي، و لا رفعت طرفي فظننت أني واضعه حتى أقبض، و لا لقمت لقمة إلاّ ظننت أني لا أسيغها حتى يغص بها الموت»- و في حديث وجيه: حتى أعض بها من الموت - ثم قال:«يا بني آدم إن كنتم تعقلون فعدّوا أنفسكم من الموتى، و الذي نفسي بيده إنما توعدون لآت و ما أنتم بمعجزين»[2117].

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، نا أبو الحسن بن رزق البزاز - إملاء - نا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخوّاص، نا محمد بن الفضل بن جابر السّقطي، نا أبو

ص: 75


1- بدون نقط بالأصل و إعجامها مضطرب في م: تنزع. و المثبت عن دلائل البيهقي.
2- عن البيهقي و بالأصل: لو وددت.

إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني (1)،نا الحسن العتكيّ ، نا الوليد بن عبد الرّحمن القرشي الحرّاني، نا حبّان البصري، عن إسحاق بن نوح، عن محمد بن علي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أقبل على أسامة بن زيد فقال:«يا أسامة عليك بطريق الجنّة، و إيّاك أن تختلج دونها» فقال: يا رسول اللّه ما أسرع ما يقطع به ذلك الطريق ؟ قال:«بالظمإ في الهواجر و كسر النّفس عن لذّة الدنيا، يا أسامة عليك بالصّوم، فإنه يقرب إلى اللّه أنه ليس شيء أحبّ إلى اللّه من ريح فم الصّائم ترك الطعام و الشراب للّه عزّ و جلّ ، فإن استطعت أن يأتيك الموت و بطنك جائع و كبدك ظمآن فافعل، فإنك تدرك شرف المنازل في الآخرة، و تحلّ مع النبيين و يفرح الأنبياء بقدوم روحك عليهم، و يصلي عليك الجبار تعالى، إياك يا أسامة و كل كبد جائعة تخاصمك إلى اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة، يا أسامة و إياك و دعاء عبّاد قد أذابوا اللّحوم بالرياح و السّموم و أظمئوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم فإن اللّه إذا نظر إليهم سرّ بهم و باهى بهم الملائكة، بهم تصرف (2) الزلازل و الفتن.

ثم بكى النبي صلّى اللّه عليه و سلم حتى اشتد نحيبه وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا [أنه] (3) قد حدث من السماء حدث، ثم قال:«ويح لهذه الأمّة ما يلقى منهم من أطاع اللّه فيهم كيف يقتلونه و يكذّبونه من أجل أنه أطاع اللّه، و أمرهم بطاعة اللّه» فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللّه و الناس يومئذ على الإسلام ؟ قال:«نعم»، قال: ففيم يقتلون من أطاع اللّه و أمرهم بطاعة اللّه ؟ قال: يا عمر ترك الناس الطريق و ركبوا الدوابّ و لبسوا الليّن من الثياب، و خدمتهم أبناء فارس و الروم، يتزيّن الرجل منهم بزينة المرأة لزوجها، و يتبرّج النساء زيهم زي الملوك، و دينهم دين كسرى بن هرمز، يتسمنون يتباهون بالحشاء و اللباس، فإذا تكلم أولياء اللّه عليهم العباء منحنية أصلابهم قد ذبحوا أنفسهم من العطش، إذا تكلم منهم متكلم كذّب و قيل له أنت قرين الشيطان و رأس الضّلالة، تحرّم زينة اللّه التي أخرج لعباده، و الطيبات من الرزق، تأوّلوا الكتاب على غير تأويله، و استذلوا أولياء اللّه، و اعلم يا أسامة أن أقرب الناس إلى اللّه يوم القيامة من طال حزنه

ص: 76


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الترجمان اسم جدّ، و ذكره السمعاني في ترجمة قصيرة.
2- بالأصل «يصرف».
3- زيادة لازمة.

و عطشه و جوعه في الدنيا، الأحفياء الأبرار الذين إذا شهدوا لم يعرفوا و إذا غابوا لم يفتقدوا يعرفون في أهل السماء يخفون على أهل الأرض، تعرفهم بقاع الأرض و تحفّ بهم الملائكة، نعمّ النّاس بالدنيا و تنعموا هم بالجوع و العطش، و لبس الناس لين الثياب، و لبسوا هم خشن الثياب، افترش الناس الفرش و افترشوا هم الحياة و الركب ضحك الناس و بكوا ألا لهم الشرف في الآخرة يا ليتني قد رأيتهم بقاع الأرض بهم رحبة، الجبّار عنهم راض، ضيع الناس فعل النبيين و أخلاقها و حفظوها، الراغب من رغب إلى اللّه في مثل رغبتهم، الخاسر من خالفهم، تبكي الأرض إذا فقدتهم و يسخط على كل بلد ليس فيه منهم أحد. يا أسامة إذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لأهل تلك القرية. لا يعذب اللّه قوما هم فيهم، اتخذهم لنفسك تنجو بهم، و إياك أن تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوي في النار، حرموا حلالا لا أحله اللّه لهم طلب الفضل في الآخرة، تركوا الطعام و الشراب عن قدرة، لم يتكابّوا على الدنيا انكباب الكلاب على الجيف، أكلوا العلق و لبسوا الخرق و تراهم شعثا غبرا تظن أن بهم داء و ما ذلك بهم من داء و يظن الناس أنهم قد خولطوا و ما خولطوا. و لكن خالط القوم الحزن فظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم، و ما ذهبت عقولهم و لكن نظروا بقلوبهم إلى أمر ذهب بعقولهم عن الدنيا فهم في الدنيا عند أهل الدنيا يمشون بلا عقول. يا أسامة عقلوا حين ذهبت عقول الناس لهم الشرف في الأرض[2118].

و رويت هذه الوصية عن محمد بن علي مرسلة، و عن ابن عباس من وجه آخر أعلى من هذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار (1)،أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي (2)،أنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، نا أبو العباس أحمد بن يزيد الحميري، نا عبّاد بن يزيد الحميري، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن

ص: 77


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 400/18(198).
2- ترجمته في سير الأعلام 555/16(407). و الجندي بضم الجيم و سكون النون و الدال المهملة، هذه النسبة إلى الجند يعني العسكر (الأنساب) و ترجم له السمعاني.

عبد اللّه بن عباس و محمد بن علي بن أبي طالب قالا: دخل أسامة بن زيد على النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأقبل النبي صلّى اللّه عليه و سلم بوجهه ثم قال:«يا أسامة بن زيد عليك بطريق الجنة و إياك أن تحيد عنه فتختلج دونها»، فقال أسامة: يا رسول اللّه دلّني على ما أسرع به قطع ذلك الطريق! قال:«عليك بالظمإ في الهواجر، و قصر النّفس عن لذتها، و لذة الدنيا، و الكفّ عن محارم اللّه، يا أسامة إن أهل الجنة يتلذذون بريح فم الصّائم، و إن الصّوم جنّة من النار، فعليك بذلك، و تقرّب إلى اللّه بكثرة التّهجّد و السّجود، فإن أشرف الشرف قيام الليل، و أقرب ما يكون العبد من ربه إذا كان ساجدا، و إن اللّه عز و جل يباهي به ملائكته، و يقبل إليه بوجهه، يا أسامة بن زيد إيّاك و كلّ كبد جائعة تخاصمك عند اللّه يوم القيامة، يا أسامة بن زيد إيّاك أن تعد عيناك عن عباد اللّه الذين أذابوا لحومهم بالرياح و السمائم، و أظمئوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم الظّلم، اسهروا ليلهم خشّعا ركعا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (1) تعرفهم بقاع الأرض، تحفّ بهم الملائكة، تحوم حواليهم الطّير، تذل لهم السباع كذلّ الكلب لأهله. يا ابن زيد. إن اللّه تعالى إذا نظر إليهم سرّ بهم، تصرف بهم الزلازل و الفتن.» ثم بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بكاء شديدا حتى اشتدّ بكاؤه، و هاب القوم أن يكلموه، و حتى ظنّ القوم أن أمرا قد نزل من السماء، ثم تكلم صلّى اللّه عليه و سلم و هو حزين فقال:

«ويح هذه الأمة ما يلقى فيهم (2) من أطاع اللّه عزّ و جلّ كيف يكذّبونه و يضربونه و يحبسونه من أجل أنه أطاع اللّه» فقال بعض أصحابه: يا رسول اللّه، و الناس يومئذ على الإسلام ؟ قال:«نعم» قال: ففيم إذا يعصون (3) من أطاع اللّه ؟ قال:«إنّما يعصونهم حيث أمروهم بطاعة اللّه، ترك القوم الطّريق و لبسوا اللّيّن من الثّياب، و خدمتهم أبناء فارس، و تزيّن الرجل منهم بزينة المرأة، و تزينت المرأة منهم بزينة الرجل، دينهم دين كسرى و قيصر، همّتهم جمع الدّنانير و الدّراهم، فهي دينهم، و سنّتهم القتل، تباهوا بالجمال و اللباس، فإذا تكلّم وليّ اللّه، الغنيّ من التعفّف، المنحنية أصلابهم من العبادة، قد ذبحوا أنفسهم من العطش رضاء للّه عزّ و جلّ كذّبوا و أوذوا و طردوا و حبسوا، و قيل

ص: 78


1- سورة الفتح، الآية:29.
2- مختصر ابن منظور 253/4: فيها.
3- بالأصل و م «يعصوا» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

لهم: أنتم قرناء الشّياطين و رءوس الضّلال، تكذّبون بالكتاب و تحرّمون زينة اللّه و الطّيّبات من الرزق التي أخرج لعباده. يا أسامة بن زيد: تأوّلوا الكتاب على غير تأويله، و تركوا الدين، فهم على غير دين، و استبدلوا بما تأوّلوا أولياء اللّه. يا أسامة بن زيد: إن أقرب الناس من اللّه يوم القيامة من طال حزنه و ظمأه و سهره و فكرته، أولئك هم الأخيار الأبرار، أ لا أنبئك بصفتهم ؟» قال: بلى يا رسول اللّه قال:«هم الذين إن شهدوا لم يعرفوا، و إن غابوا لم يفتقدوا، و إن أولم الناس لم يدعوا، و إن مرضوا لم يعادوا، و إن ماتوا لم يحضروا، إذا نظر الناس إليهم قالوا: مجانين أو موسوسين، و ما بالقوم جنون و لا وسواس، و لكنهم شغلوا أنفسهم بحب اللّه عزّ و جلّ و طلب مرضاته يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذٰا خٰاطَبَهُمُ الْجٰاهِلُونَ قٰالُوا: سَلاٰماً (1)يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِيٰاماً (2)يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (3) فيقتلون على ذلك، يا أسامة بن زيد أكل الناس من كلّ نوع، أكلوا من حشيش الأرض و ثمارها، و توسّد الناس الوسائد و النمارق، و توسدوا اللّبن و الحجارة، نعم الناس بشهواتهم و لذّاتهم، و نعموا بجوعهم و العطش، افترش الناس ليّن الفرش، افترشوا الجنوب و الركب، ضحك النّاس من الفرح، بكوا هم من الأحزان، تطيّب الناس بالطّيب، تطيبوا بالماء و التراب، بنوا - الناس - المنازل و القصور، اتخذوا الخراب و الفلوات و ظلال الشجر منازل و مساجد و مقيلا، اتّخذ الناس الأندية و المجالس متحدّثا تلذّذا و تلهّيا و بطرا، و اتّخذوا المحاريب و حلق الذّكر و الخلوة تخشّعا و خوفا و تفكيرا و تذكيرا و تشريفا. أنس الناس بالحديث و الاجتماع، أنسوا بذكر اللّه و مناجاته و الواحدة و الفرار بدينهم من الناس، وهب الناس أنفسهم للدنيا، وهبوا هم أنفسا هو وهبها لهم فباعوا قليلا زائلا و اشتروا كثيرا دائما. يا أسامة بن زيد: لا يجمع اللّه عليهم الشّدّة في الدّنيا و الآخرة، بل لهم الجنّة، أولئك أحبّاء اللّه، يا ليت أني قد رأيتهم الأرض بهم رحيمة، و الجبار عنهم راض، ضيّع الناس أفعال النبيين و أخلاقهم، حفظوها هم و تمسّكوا بها. يا أسامة بن زيد: الراغب من رغب إلى مثل رغبتهم، و المغترّ المغبون من لم يلق اللّه عزّ و جلّ بمثل رغبتهم و آدابهم، و الخاسر من خسر تقواهم وضيع أفعالهم.

يا أسامة بن زيد: هم لكلّ أرض أمان، تبكي الأرض إذا فقدتهم، و يسخط الجبّار على بلد

ص: 79


1- سورة الفرقان، الآية:63.
2- سورة الفرقان، الآية:64.
3- سورة التوبة، الآية:71.

ليس فيه منهم، و لا تزال الأرض باكية حتى يبدل اللّه مثله. يا أسامة بن زيد اتّخذهم لنفسك أصدقاء و أصحابا عسى أن تنجو بهم، و إياك أن تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوي في النار. يا أسامة بن زيد زهدوا في الحلال فحرّموه على أنفسهم و قد أحلّ لهم، طلبا للفضل فتركوه لينالوا به الزّلفى و الكرامات عند اللّه عزّ و جلّ ، و لم يتكابّوا على الدنيا تكابّ الكلاب على الجيف، شغل الناس بالدنيا، شغلوا هم أنفسهم بطاعة اللّه عزّ و جلّ و لم يكن ذلك إلاّ بتوفيق من اللّه عزّ و جلّ لهم، أكلوا حلو الطعام و حامضه، شعثا غبرا هزلا، يراهم الناس فيظنون أن بهم داء، و يقال: قد خولطوا، و ما بالقوم داء و لا خولطوا، و يقال: قد ذهبت عقولهم، و ما ذهبت عقولهم، و لكنهم نظروا بقلوبهم إلى من أذهلهم عن الدّنيا و ما فيها، فهم عند أهل الدّنيا يمشون بلا عقول حين ذهبت عقول الناس في سكرتهم بحبّ الدّنيا و رفض الأرض (1)،أولئك لهم البشرى و الكرامة برفضهم لهواهم، و إيثارهم حق اللّه عزّ و جلّ على حقوق من عاشروا» فقال أسامة: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يجعلني منهم، فقال:«اللّهم اجعله منهم»، أو قال:«أنت منهم»[2119].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا إبراهيم بن أحمد، نا جعفر بن محمد بن المستفاض، نا محمد بن عبد الأعلى، نا خالد بن الحارث، نا هشام عن يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الحكم بن ثوبان أن مولى قدامة بن مظعون حدّثه أن مولى أسامة بن زيد قال: كان أسامة بن زيد يركب إلى ماله بوادي القرى فيصوم الاثنين و الخميس، فقلت له تصوم في السفر و قد كبرت و رققت (2) قال: فقال رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يصوم الاثنين و الخميس فقلت: لأيّ شيء تصوم الاثنين و الخميس فقال:

«إن الأعمال تعرض يوم الاثنين و الخميس»[2120].

قال: و نا جعفر، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن عليّة (3)،نا هشام الدّستوائي (4)،نا يحيى بن أبي كثير، حدّثني عمر بن الحكم بن ثوبان أن مولى

ص: 80


1- في مختصر ابن منظور 255/4 و رفض الآخرة.
2- بالأصل:«ورقت» و الصواب ما أثبت عن م.
3- ضبطت بضم العين و فتح اللام و تشديد اللام المفتوحة (عن المغني) و هي أمه، و اسمه إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي، أبو بشر البصري.
4- ترجمته في سير الأعلام 149/7(51). و الدستوائي بفتح الدال و سكون السين المهملتين و ضم التاء و فتح الواو، هذه النسبة إلى دستوا، بلدة من بلاد الأهواز (الأنساب).

قدامة بن مظعون حدّثه أن مولى أسامة بن زيد حدّثه (1):أن أسامة كان يركب إلى مال له بوادي القرى فيصوم الاثنين و الخميس فقلت له تصوم في السفر و قد كبرت و رققت فقال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يصوم الاثنين و الخميس فقلت: يا رسول اللّه لم تصوم يوم الاثنين و الخميس ؟.

قال: و نا جعفر، نا عثمان بن أبي شيبة، نا يزيد بن هارون، أنا هشام الدّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير بإسناده مثله.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق (2)،و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمد الدّاودي (3)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية (4)،أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام (5)،أنا وهب بن جرير، نا هشام، عن يحيى، عن عمر بن الحكم بن ثوبان أن مولى قدامة بن مظعون حدّثه أن مولى أسامة حدّثه قال: كان أسامة يركب إلى مال له بوادي القرى فيصوم الاثنين و الخميس في الطريق، فقلت له: لم تصوم الاثنين و الخميس في السفر و قد كبرت و ضعفت أو رققت فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يصوم يوم الاثنين و الخميس و قال:«إن أعمال الناس تعرض يوم الاثنين و الخميس»[2121].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلي، نا عقبة بن مكرم، نا يونس بن بكير، نا محمد بن إسحاق، عن ابن أسامة بن زيد، عن جده أسامة بن زيد قال: كنت أصوم شهرا من السنة فذكرته للنبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«أين أنت عن شوّال» فكان أسامة إذا أفطر أصبح الغد صائما من شوال حتى يتم على آخره[2122].

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة - في كتبهم - قالوا: أنا أبو بكر محمد بن

ص: 81


1- الخبر في سير الأعلام 506/2 و انظر تخريجه فيه.
2- ترجمته في سير الأعلام 212/20(135).
3- ترجمته في سير الأعلام 222/18(108) و الداودي نسبة إلى داود، اسم جد (الأنساب).
4- ترجمته في سير الأعلام 492/16(362) و حموية اسم جد.
5- انظر نسبه في ترجمته في سير الأعلام 224/12(78).

عبد اللّه بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو خليفة، نا مسلم بن إبراهيم، نا قرّة بن خالد حدّثني محمد بن سيرين قال: بلغت النّخلة على عهد عثمان ألف درهم؛ قال: فعمد أسامة إلى نخلة فنقرها (2) و أخرج جمّارها و أطعمها أمّة، فقالوا: ما يحملك على هذا، و أنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم ؟ قال: إن أمّي سألتني و لا تسألني شيئا أقدر عليه إلاّ أعطيتها (3).

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، نا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف، نا أبو الحسن اللّنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا أخبرني عمرو بن بكير، عن أبي عبد الرّحمن الطائي قال: قدم أسامة بن زيد على معاوية بالشام فأجلسه معه و ألطفه قال: فمدّ أسامة رجله فقال معاوية: يرحم اللّه أمّ أيمن كأني انظر ظنبوب ساقها بمكة كأنه ظنبوب نعامة خرجاء، فقال أسامة: فعل اللّه بك يا معاوية هي - و اللّه - خير منك، قال: يقول معاوية: اللّهم غفرا (4).

قال: الظنبوب: العظم الظاهر، و هو الساق. و الخرجاء: التي فيها بياض و سواد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا أحمد بن محمد بن عمران، نا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر، نا أحمد بن روح، نا سفيان قال: قال عمرو بن دينار حدّثني محمد بن علي بن حسن أن حرملة مولى أسامة أخبره قال: أرسلني أسامة بن زيد إلى عليّ بن أبي طالب و قال: إنه سيسألك الآن و يقول ما خلف صاحبك ؟ فقل له: يقول لك لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه، و لكن هذا الأمر لم أره. قال: فلم يعطني شيئا، فذهبت إلى حسن و حسين و عبد اللّه بن جعفر فأوقروا لي راحلتي (5).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا محمد بن إسحاق، أنا محمد بن الحسين بن علي المستملي المدني، نا إسحاق بن

ص: 82


1- ضبطت عن التبصير.
2- مختصر ابن منظور: فعقرها.
3- الخبر في ابن سعد 71/4.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 507/2.
5- الخبر في ابن سعد 71/4 و لم يذكر فيه «حسينا».

إسماعيل، نا إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، عن المغيرة بن سعد، عن سعيد المقبري قال: شهدت جنازة أسامة بن زيد فقال ابن عمر: اعجلوا بحبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قبل أن تطلع الشّمس (1).

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،أنا أنس بن عياض أبو ضمرة، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: حمل أسامة بن زيد حين مات من الجرف إلى المدينة.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكاني قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن عثمان - يعني - عبد اللّه عبدان، أنا عبد اللّه، أنا يونس، عن الزّهري قال: قد حمل سعد بن أبي وقّاص من العقيق (3) إلى المدينة و حمل أسامة بن زيد من الجرف. و قد تقدم أنه مات في خلافة معاوية (4)،و مات معاوية سنة ستين.

597 - أسامة بن زيد بن عديّ

أبو عيسى التّنوخي الكاتب و يقال: الكلبيّ مولاهم (5)

مولى سليح ولي كتابة الوليد بن عبد الملك، ثم قدم دمشق على يزيد بن عبد الملك، ثم ولي الخراج لهشام بن عبد الملك.

روى عنه زيد بن أسلم و حرملة بن عمران.

ذكر أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق: أن أسامة بن زيد بن عدي صاحب قصر أسامة من أهل دمشق، كان على ديوان الجند بدمشق في زمان الوليد بن

ص: 83


1- الخبر في سير الأعلام 507/2.
2- طبقات ابن سعد 72/4.
3- العقيق: انظر معجم البلدان 138/4-139.
4- ذكر ابن سعد أنه مات في آخر خلافة معاوية (الطبقات 72/4).
5- الوزراء و الكتاب للجهشياري ص 51 و 52 و انظر النجوم الزاهرة 232/1.

عبد الملك، و تولّى خراج مصر للوليد بن عبد الملك فاستخرج مالها اثني عشر ألف دينار و هو أوّل من اتّخذ صاحب حمالة.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم، و حدثني أبو بكر محمد بن شجاع عنهما قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني ح.

و أنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، نا أبو سعيد بن يونس، نا علي بن أحمد بن سليمان علاّن، نا أحمد بن سعيد الفهري، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدّثني زيد بن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده: أن صنما كان بالاسكندرية يقال له شراحيل على حشفة من حشف البحر مستقبل بإصبع من كفه قسطنطينة لا يدرى أ كان عمله سليمان النبي صلّى اللّه عليه و سلم أم عمله الإسكندر ذو القرنين، فكان الحيتان يدورون بالاسكندرية و تصاد عندهما - فيما زعموا - قال:

فأخبرني أبي، عن أبيه أنه انبطح على بطنه، و مدّ يديه و رجليه، فكان طوله قدم - و في نسخة: قدر الصّنم - فكتب رجل يقال له أسامة بن زيد كان عاملا على مصر للوليد بن عبد الملك إلى الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين أن عندنا بالإسكندرية صنما يقال له شراحيل من نحاس و قد غلبت علينا الفلوس، فإن رأى أمير المؤمنين أن ننزله و نضربه فلوسا فعل، و إن رأى غير ذلك فليكتب إليّ من أمره. فكتب إليه: لا تنزله حتى أبعث إليك أمناء يحضرونه، فبعث إليه رجالا أمناء حتى أنزل من الحشفة فوجدوا عينيه ياقوتتين حمراوين ليس لهما قيمة، فضربه فلوسا فانطلقت الحيتان فلم ترجع إلى ما هنالك.

قال: و قال لنا أبو سعيد بن يونس أسامة بن زيد ولي خراج أرض مصر للوليد و سليمان ابني عبد الملك بن مروان و هو الذي بنى مقياس (1) النيل العتيق بجزيرة فسطاط مصر روى عنه زيد بن أسلم و حرملة بن عمران.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير قال الليث بن سعد: فيها - يعني سنة سبع أو ست و تسعين - دخل أسامة بن زيد مصر أميرا على أهل

ص: 84


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و انظر مختصر ابن منظور 256/4.

الأرض، دخل يوم السبت لإحدى عشرة خلت من شهر ربيع الأول، فقال الليث بن شريح: و فيها يعني سنة تسع و تسعين - نزع أسامة بن زيد من مصر في شهر ربيع الآخر [و أمّر حيان بن شريح سنة اثنتين و مائة] (1) قال: و فيها - يعني سنة أربع و مائة - خرج أسامة بن زيد إلى الشام فجعل على الدواوين و أمّر يزيد بن أبي يزيد على مصر.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه بن الحبوبي (2)،نا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي (3)الفقيه، أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن أحمد - فيما كتب إليّ - أخبرني جدي عبد اللّه بن محمد بن علي اللّخمي الباجي (4) الأندلسي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، حدّثني عفان بن مسلم حدّثني جويرية بن أسماء، عن إسماعيل بن أبي الحكيم (5) قال: لما بعث سليمان بن عبد الملك أسامة بن زيد الكلبي على مصر دخل أسامة على عمر بن عبد العزيز فقال: يا أبا حفص إنه - و اللّه - ما على ظهر الأرض من رجل بعد أمير المؤمنين أحبّ إليّ رضا منك و لا أعز عليّ سخطا منك، و إن أمير المؤمنين قد وجّهني إلى مصر، فأوصني بما شئت، و اكتب إليّ فيما شئت، فإنك لن تأمر بأمر إلاّ نفّذ إن شاء اللّه.

قال: ويحك يا أسامة إنك تأتي قوما قد ألحّ عليهم البلاء منذ دهر طويل، فإن قدرت على أن تنعشهم فانعشهم. قال: يا أبا حفص إنك قد علمت نهمة أمير المؤمنين في المال، و إنه لا يرضيه إلاّ المال، قال: إنك إن تطلب رضا أمير المؤمنين بسخط اللّه، يكن اللّه قادرا على أن يسخط أمير المؤمنين عليك. قال: إني سأودع أمير المؤمنين و أنت حاضر - إن شاء اللّه - فتسمع وصاته.

فلما كان في اليوم الذي أراد أن يسير فيه غدا على سليمان متقلّدا بسيف، متوشّحا

ص: 85


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و مختصر ابن منظور.
2- رسمها غير واضح بالأصل و في م: الحبري و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 357/20.
3- ترجمته في سير الأعلام 658/17(447).
4- ترجمته في سير الأعلام 377/16(268). و الباجي نسبة إلى باجة بلدة من بلاد الأندلس (الأنساب).
5- في مختصر ابن منظور:«ابن أبي الحكم» تحريف، انظر تقريب التهذيب.

عمامته، يتحين دخول عمر، فلما عرف أن عمر قد استقرّ فقعد مقعده عند سليمان استأذن و دخل و سلّم، ثم مثل قائما فقال: يا أمير المؤمنين هذا وجهي و أردت أن أحدث عهدا يا أمير المؤمنين و أن يعهد إليّ أمير المؤمنين.

قال: احلب حتى ينفيك الدم، فإذا أنفاك فاحلب حتى ينفيك القيح لا تنفيها لأحد بعدي.

قال: فخرج، فلم يزل واقفا حتى خرج عمر من عند سليمان، فسار معه قبل منزل عمر، فقال: يا أبا حفص قد سمعت وصاة أمير المؤمنين ؟ قال: و أنت قد سمعت وصاتي، قلت: أوصني في خاصّتك قال: ما أنا بموصيك مني في خاصّتي إلاّ أوصيك به في العامة (1).

فسار إلى مصر، فعمل فيها عملا و اللّه ما عمله فيها فرعون. فقد قصّ عليكم ما عمل فرعون.

فقلت له: فما صنعتم به حين وليتم ؟ قال: عزلناه و وقفناه بمصر في العسكر، فو اللّه ما جاء أحد من الناس يطلب قبله دينارا و لا درهما إلاّ وجدناه مثبتا في بيت المال، كان أمينا في الأرض.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2) في تسمية عمال يزيد بن عبد الملك الخراج و الجند و الرسائل: صالح بن جبير الغدّاني ثم عزله، و ولى أسامة بن زيد مولى لأهل اليمن.

و قال حاتم بن مسلم على الخاتم: أسامة بن زيد. و قال شباب (3)،في تسمية عمال هشام بن عبد الملك الخراج و الجند: أسامة بن زيد ثم عزله و ولاها عبيد اللّه (4) بن الحبحاب.

ص: 86


1- الخبر في الوزراء و الكتاب ص 51 و النجوم الزاهرة 231/1 باختلاف.
2- تاريخ خليفة ص 335.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 352.
4- تاريخ خليفة:«عبيدة». مولى بني سلول.

598 - أسامة بن سلمان النّخعي

و يقال العنسيّ ، من أهل دمشق

روى عن ابن مسعود و أبي ذرّ.

روى عنه: عمر بن نعيم و قيل: روى عنه مكحول أيضا و هو وهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان - ببغداد - أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عبد الحميد بن بكّار السّلمي البيروتي، و صفوان بن صالح قالا: نا الوليد - هو ابن مسلم - أنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن أسامة بن سلمان العنسي، نا أبو ذرّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«إن اللّه عز و جل ليغفر للعبد ما لم يقع الحجاب» قالوا: يا رسول اللّه ما وقوع الحجاب ؟ قال:«أن تموت - يعني النفس - و هي مشركة»[2123].

قال البيهقي: كذا قال الوليد بن مسلم - يعني أنه لم يذكر في أسناده عمر بن نعيم - خالفه جماعة فرووه عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم، عن أسامة بن سلمان منهم: علي بن الجعد، و زيد بن الحباب (1)،و علي بن عياش، و عاصم بن علي، و الهيثم بن جميل البغدادي نزيل أنطاكية.

فأما حديث زيد بن الحباب:

فأخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو كريب، نا زيد بن الحباب، نا عبد الرّحمن بن ثوبان ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي (2)،أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و محمد بن موسى بن الفضل (3)،قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الحسن بن

ص: 87


1- ضبطت بضم المهملة و موحدتين عن تقريب التهذيب.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى فراوة و هي بليدة على الثغر مما يلي خوارزم (الأنساب) و هي بين دهستان و خوارزم، من أعمال نسا. و اسمه محمد بن الفضل بن أحمد، أبو عبد اللّه الصاعدي الفقيه الواعظ ، ترجمته في سير الأعلام 615/19(362).
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 350/17(218).

علي بن عفان، نا زيد بن الحباب، حدّثني عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم، عن أسامة بن سلمان، عن أبي ذرّ أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:- و في حديث ابن عفان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:- «إن اللّه ليغفر لعبده ما لم يقع الحجاب»، فقيل: يا رسول اللّه، و ما الحجاب ؟ قال:«أن تموت النفس و هي مشركة» و في حديث أبي كريب يغفر لعبده، و فيه: و ما وقوع الحجاب ؟[2124].

و أمّا حديث علي بن الجعد:

فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة ح.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب، قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر - يعني ابن نعيم - عن أسامة بن سلمان أن أباه حدثهم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه ليغفر لعبده ما لم يقع الحجاب»، قالوا: يا رسول اللّه و ما الحجاب ؟ قال:«تموت النفس و هي مشركة» قال أبو مسلم: ما لم يرفع الحجاب[2125].

و أما حديث علي بن عياش:

فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي و أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قالا: نا علي بن عياش الحمصي (1) قال: و نا محمد بن العباس المؤدب، نا علي بن الجعد قال: و نا عمر بن حفص السّدوسي، نا عاصم بن علي قالوا: نا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم، عن أسامة بن سلمان أن أبا ذرّ حدثهم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه يقبل توبة عبده ما لم يقع الحجاب» قالوا: يا رسول اللّه و ما الحجاب ؟ قال:«تموت النفس و هي مشركة». قال أبو مسلم: ما لم يرفع الحجاب[2126].

ص: 88


1- ترجمته في سير الأعلام 338/10(83).

و أما حديث عاصم بن علي:

فأخبرناه أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون الرّوياني، نا ابن إسحاق - و هو الصّغانيّ - أنا عاصم بن علي، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم، عن أسامة بن سلمان أن أبا ذرّ حدثهم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه ليغفر لعبده ما لم يقع الحجاب». قالوا: يا رسول اللّه و ما الحجاب ؟ قال:«أن تموت النفس و هي مشركة»[2127].

و أما حديث الهيثم:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا أبو الوليد محمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي - سنة سبع و سبعين و مائتين - نا الهيثم بن جميل (1)،نا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم العنسي، عن أسامة بن سلمان، أنا أبا ذرّ حدثه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه تعالى يغفر للعبد ما لم يقع الحجاب». قالوا: يا رسول اللّه و ما الحجاب ؟ قال:«ما لم تمت النفس مشركة»[2128].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة الدمشقي: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هي العليا، أسامة بن سلمان النّخعي، يحدث عن أبي ذرّ و ابن مسعود (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن محمود بن

ص: 89


1- أبو سهل الأنطاكي، بغدادي الأصل، ترجمته في سير الأعلام 396/10(109).
2- ليس في تاريخ أبي زرعة.

إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الثانية: أسامة بن سلمان النّخعي، دمشقي، حفظ عن ابن مسعود.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطيوري و أبو الغنائم بن النّرسي قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1):أسامة بن سلمان و هو النّخعي الشامي، سمع أبا ذرّ [و ابن مسعود] (2).

599 - أسامة بن سلام القرشي

من أهل صهيا (3)،له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

600 - أسامة بن مرشد بن عليّ

ابن المقلّد بن نصر بن منقذ بن نصر بن هاشم

أبو المظفّر الكنانيّ الملقب بمؤيّد الدولة (4)

له يد بيضاء في الأدب و الكتابة و الشعر.

ذكر لي أنه ولد سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة، و قدم دمشق سنة اثنتين و ثلاثين و خمسمائة، و خدم بها السلطان، و قرب منه، و كان فارسا شجاعا، ثم خرج إلى مصر فأقام بها مدة ثم رجع إلى الشام و سكن حماة، و اجتمعت به بدمشق و أنشدني قصائد من شعره سنة ثمان و خمسين و خمسمائة (5).

قال لي أبو عبد اللّه محمد بن الحسن بن الملحيّ : الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النّظم و النّثر، متصرّف في معانيه، لاحق

ص: 90


1- التاريخ الكبير 1/قسم 21/2.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك على هامشه.
3- صهيا: قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق (معجم البلدان).
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 378/8 و سير أعلام النبلاء 165/21 و وفيات الأعيان 195/1 و انظر بالحاشية في المصادر الثلاثة ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له. و له ترجمة وافية في بغية الطلب لابن العديم 1358/3.
5- بغية الطلب 1361/3.

بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، و لا يعبّر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرّق بينها و بين شعر ابن الوليد (1)،و لا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، و هي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، و لا يتعثّر لفظه العالي في شيء من فضولها، و المقطّعات فأحلى من الشّهد، و ألذّ من النوم بعد طول السّهر (2)،في كلّ معنى غريب و شرح عجيب (3).

كتب على حائط دار سكنها بالموصل (4):

دار سكنت بها كرها و ما سكنت *** روحي إلى شجن فيها و لا سكن

و القبر أستر لي منها و أجمل بي *** إن صدّني الدّهر عن عودي إلى وطني

و كتب إلى أخيه (5):

عجمتني الخطوب حينا فلمّا *** عجزت أن تطيق مني مساغا

لفظتني و سالمتني فقد عا *** د حذاري أمنا و شغلي فراغا

و أخو الصبر في الحوادث إن لم *** يلقه الحين مدرك ما أراغا

و كتب على حائط جامع (6):

هذا كتاب فتى أحلّته النّوى *** أوطانها و ثبت به أوطانه

شطّت به عن من يحبّ دياره *** و تفرّقت أيدي سبا اخوانه

متتابع الزّفرات بين ضلوعه *** قلب يبوح ببثّه خفقانه

تأوي إليه مع الظّلام همومه *** و تذوده عن نومه و أشجانه

لكنه لا يستكين لحادث *** خوف الحمام و لا يراع جنانه

ألفت مقارعة الكماة جياده *** و سرى الهواجر لا يني ذملانه (7)

ص: 91


1- يعني البحتري، و لعله يريد مسلم بن الوليد، صريع الغواني.
2- بغية الطلب و مختصر ابن منظور: السهد.
3- بغية الطلب 1361/3-1362.
4- البيتان ليسا في ديوانه.
5- الأبيات ليست في ديوانه.
6- ديوانه ص 150.
7- بالأصل «زملايه».

يومان أجمع دهره إمّا سرى *** أو يوم حرب تلتظى (1) نيرانه

أنشدنا أبو المظفر (2):

نافقت دهري فوجهي ضاحك جذل *** طلق و قلبي كئيب مكمد باكي

و راحة القلب في الشكوى و لذّتها *** لو أمكنت لا تساوي ذلّة الشّاكي

و أنشدني أيضا (3):

أصبحت لا أشكو الخطوب و إنما *** أشكو زمانا لم يدع لي مشتكا

أفنى أخلاّئي و أهل مودّتي *** و أباد إخوان الصّفاء و أهلكا

عاشوا براحتهم و متّ لفقدهم *** فعليّ يبكي لا عليهم من بكا

و بقيت بعدهم كأني حائر *** بمفازة لم يلق فيها مسلكا

و أنشدني أيضا (4):

أحبابنا كيف اللقاء و دونكم *** خوض (5) المهالك و الفيافي الفيح

أبكيتم عيني دما فكأنما *** إنسانها بيد الفراق جريح (6)

فكأن قلبي حين يخطر ذكركم *** لهب الضرام تعاورته الرّيح

و أنشدني (7):

يا مؤيسي بتجنّيه و هجرته *** هل حرّم الحبّ تسويفي و تعليلي

يبدي لي اليأس تصريحا فتكذبه *** طماعي و أرى الآمال تملي لي

ص: 92


1- بالأصل:«تتلظى».
2- ديوانه ص 94 و معجم الأدباء 199/5.
3- ديوانه ص 302.
4- الأبيات ليست في ديوانه، و هي في الوافي بالوفيات 380/8 و معجم الأدباء 201/5 قالها كما وصف خفقان القلب فبالغ في تشبيهه.
5- في المصدرين: عرض المهامة.
6- في المصدرين: أبكيتم عيني دما لفراقكم فكأنما إنسانها مجروح في الوافي:«دمعي» بدل «عيني».
7- الأبيات ليست في ديوانه.

و قد رضيت قليلا [منك] (1) تبذله *** فما احتيالي إذا استكثرت تقليلي

و أنشدني ما قاله في ضرس له قلعه (2):

و صاحب لا يمل (3) الدّهر صحبته *** يشقى لنفعي و يسعى سعي مجتهد

لم يبد لي (4) مذ تصاحبنا فحين بدا *** لناظريّ افترقنا فرقة الأبد

و أنشدني (5):

و مماذق رجع النداء جوابه *** فإذا عرى خطب فأبعد من دعي

مثل الصّدى يخفى عليّ مكانه *** أبدا و يملأ بالإجابة مسمعي

و أنشدنا مما عمله بقيسارية (6):

أراني نهار الشّيب قصدي و طال ما *** تجاوز بي ليل الشّباب سبيلي

و قد كان عذري أن أضلّني الدّجى *** فهل لي عذر و النّهار دليلي

و أنشدنا (7):

إذا ما عدا خطب من الدهر فاصطبر *** فإن الليالي بالخطوب حوامل

و كل الذي يأتي به الدهر زائل *** سريعا فلا تجزع لما هو زائل

و أنشدني (8):

لا تخدعنّ بأطماع تزخرفها *** لك المنى بحديث المين و الخدع

فلو كشفت عن الهلكى بأجمعهم *** وجدت هلكهم في الحرص و الطمع

ص: 93


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
2- ديوانه ص 153 و معجم الأدباء 194/5 و بغية الطلب 1366/3.
3- معجم الأدباء: لا أملّ .
4- معجم الأدباء و بغية الطلب: لم ألقه مذ.
5- ديوانه ص 253.
6- البيتان ليسا في ديوانه. و قيسارية: بلدة على ساحل بحر الشام تعدّ في أعمال فلسطين بينها بين طبرية ثلاثة أيام.(معجم البلدان).
7- ديوانه ص 256.
8- ديوانه ص 253.

و أنشدني (1):

لا درّ درّك من رجاء كاذب *** يغتّرنا بورود لامع الآل

أبدا يسوّفنا بنصرة خاذل *** و وفاء خوّان و عطفة قال

و يري سبيل الرشد لكن ما لنا *** عزم مع الأهواء و الآمال

و أنشدني مما قاله بمصر (2):

انظر إلى صرف دهري كيف عوّدني *** بعد المشيب سوى عاداتي الأول

تغاير صرف الدهر معتبر *** و أيّ حال على الأيّام لم يحل

قد كنت مسعر حرب كلّما خمدت *** أضرمتها باقتداح البيض في القلل

همّي منازلة الأقران أحسبهم *** فرائسي فهم منّي على وجل

أمضي على الهول من ليل و أهجم من *** سيل و أقدم في الهيجاء من أجل

فصرت كالغادة المكسال مضجعها *** على الحشايا وراء السّجف (3) و الكلل

قد كدت أعفن من طول الثّواء كما *** يصدي المهنّد طول اللّبث في الخلل

أروح بعد دروع الحرب في حلل *** في الدّبيقي (4) فبؤسا لي و للحلل

و ما الرّفاهة من رأيي و لا وطري *** و لا التّنعّم من همّي و لا شغل

و لست أرضى بلوغ المجد في رفه *** و لا العلى دون حطم البيض و الأسل

و أنشدني بعد ما قاله في خروجه من مصر قال (5):

إليك فما تثني شئونك شأني *** و لا تملك العين الحسان عناني

و لا تجزعي من بغتة البين و اصبري *** لعل التنائي معقب لتداني

فللأسد غيل حيث حلّت و إنّما *** يهاب التّنائي قلب كلّ هدان

ص: 94


1- ديوانه ص 257.
2- ديوانه ص 255.
3- السجف: الستر (القاموس).
4- الدبيقي نسبة إلى دبيق بليدة كانت بين الفرما و تنيس من أعمال مصر، خرب الآن، كانت تتخذ منها الثياب الدبيقية، و هي ثياب رقيقة.(معجم البلدان - تاج العروس).
5- ديوانه ص 228.

و لا تحملي همّ اغترابي فلم أزل *** غريب وفاء في الورى و بيان

وفيّا إذا ما خان جفن لناظر *** و لم يرع كفّ صحبة لبنان

أرى الغدر عارا يكتب الدّهر وسمة *** و يقرأه ما بين الملا الملوان

و لا تسأليني عن زماني فإنّني *** أنزّه عن شكوى الخطوب لسان

و لكن سلي عنّي الزمان فإنّه *** يحدّث عن صبري على الحدثان

رمتني الليالي بالخطوب جهالة *** بصبري على ما نابني و عراني

فما أوهنت عزمي الرزايا و لا لها *** بحسن اصطباري في الملمّ يداني

و كم نكبة ظنّ العدى أنّها الرّدى *** سمت بي و أعلت في البرية شاني

و ما أنا ممن يستكين لحادث *** و لا يملأ الهول المخوف جناني

و إن كان دهري غال و فدي فلم يغل *** ثنائي و لا ذكري بكلّ مكان

و ما كان إلاّ للنّوال و للقرى *** و غوثا لملهوف و فدية عان

حمدت على حالي يسار و عسرة *** و برّزت في يومي ندى (1) و طعان

و لم أدّخر للدّهر إن راب أو نبا *** و للخطب إلاّ صارمي و سنان

لأنّ جميل الذكر يبقى لأهله *** و كل الذي فوق البسيطة فان

601 - أسباط بن واصل الشّيباني

والد يوسف (2) بن أسباط الزاهد.

شاعر مدح يزيد بن الوليد و كان قدريّا حكى ذلك ابنه يوسف.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني و أبو الوحش سبيع (3) بن المسلّم الفقيه، عن رشأ بن نظيف المقرئ، و أبي القاسم علي بن الفضل بن الفرات قالا: أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا عبد اللّه بن خبيق قال: قالت لي زوجة يوسف: قال لي يوسف: كان أبي صديقا ليزيد بن الوليد الناقص، فلما صارت

ص: 95


1- عن الديوان و المختصر و بالأصل «يدي» و استدرك البيت على هامش م، و فيها: يدي.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 169/9 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له.
3- ضبطت عن الإكمال 251/2 انظر الاستدراك عليه حاشية صفحة 252.

إليه الخلافة دخل عليه و معه عشرة من الشعراء، فسلم عليه بالخلافة و قال له:

أتتك تزفّ زفاف العروس *** عن المسلمين فخذها هنيّا

في قصيدة له، فأمر لهم بكذا و كذا فرّق بينهم؛ ثم عاش أبي حتى أدرك أبا جعفر فأتاه بقصيدته التي قالها في يزيد، فأمر له بأربعة آلاف درهم، فاستقلّها أبي، و قال: عهد أمير المؤمنين بالفقر قريب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - نا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمد بن عبد العزيز، نا أحمد بن خالد، عن أبي يوسف قال: سألت يوسف بن أسباط أترك أبوك مالا؟ قال: ترك أبي مائة ألف بالعراق لم آخذ منها شيئا.

قال أبو يوسف: كان يوسف بن أسباط يطحن الشعير بيده، و يأكل، و يغزو و لا يأخذ سهمه و لا يأكل منه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا عبد اللّه بن خبيق قال: قال يوسف بن أسباط :

مات أبي و ترك مائة ألف ما أخذت منها شيئا إلاّ هذا المصحف، و في (1) نفسي منه شيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا محمد بن هارون - و هو أبو نشيط - نا سعيد بن شبيب قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: كان أبي قدريّا و أخوالي روافض، فأنقذني اللّه تعالى بسيفين.

و قال أسباط : يذكر غيبته عن قتل الوليد و أنّه لم يحضره و قد كان ذلك و بعد من المجلبين عليه و الدّاعين إلى قتاله و قتله:

مررت بحيث قضى نحبه *** فكاد يشيّب منّي القذالا

لذكري وقيعته إذ مضت *** و لم أك باشرت فيها قتالا

فإن أك غيّبت عنها فما *** تغيّب قلبي و لا كان مالا

ص: 96


1- كذا و في مختصر ابن منظور 263/4:«و ليس في نفسي...».

و لكنني كنت في غيبة *** أجلّ من القول عنّي عيالا

أعرّف ذا الجهل شرّاته *** و أذكر للناس منه خلالا

و لأسباط بن واصل مما ذكر محمد بن داود بن الجرّاح:

دعاني أناجي إلهي (1) قليلا *** إذا الليل ألقى عليّ السّدولا

إليك تيمّمت قولا (2) أصيلا *** أرجّي به ربّ منك الفضولا

لأنك تعطي على قدرة *** و أنك (3) لست بشيء بخيلا

ص: 97


1- عن م و مختصر ابن منظور، مطموسة بالأصل.
2- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
3- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.

ذكر من اسمه إسحاق

اشارة

ذكر من اسمه (1) إسحاق

حرف الألف في آباء من اسمه اسحاق

602 - إسحاق بن أحمد

حدّث عن جعفر بن محمد الفريابي فيما أرى.

روى عنه: علي بن بندار الصّوفي القزويني المعروف بالصّيرفي (2).

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم و أبو محمد بن الأكفاني (3) و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، أنا جعفر بن أحمد الصّوفي القزويني السّرّاج، أنا أبو بكر [محمد] (4) بن أحمد بن محمد الأردستاني، أنا محمد بن الحسن السّلمي، أنا علي بن بندار الصّوفي، نا إسحاق بن أحمد الدّمشقي، نا الفريابي، نا بشر بن محمد بن يحيى بن وضيح، عن أيوب، عن أنس قال: دخلت على البراء بن مالك و قد قال برجله على الحائط ، و هو يترنّم بالشعر، فقلت: بعد الإسلام و القرآن ؟ قال: يا أخي، الشعر ديوان العرب.

603 - إسحاق بن أحمد

أبو يعقوب الطائي

حدّث عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزّجاجي (5).

ص: 98


1- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة عن م.
2- ترجمته في سير الأعلام 109/16(74).
3- من اللفظة بالأصل «إلا» فقط ، و الصواب ما أثبت عن م.
4- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح. و انظر في نسبه ترجمته في سير الأعلام 428/17.
5- ترجمته في سير الأعلام 475/15.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان (1).

أنبأنا أبو محمد بن صابر السّلمي، أنا أبو الحسين بن الحنّائي، أنا أبو بكر الحداد، أخبرني أبو نصر بن الجبّان، حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن أحمد الطائي، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزجاجي، نا محمد بن القاسم الأنباري، عن أبي القاسم العبدي قال: قال المأمون: بينما أنا أدور في بلاد الروم وقفت على قصر عادي مبنيّ من رخام أبيض، كأن أيدي المخلوقين رفعت عنه تلك الساعة، عليه مصراعان مردومان، عليهما كتاب بالحميرية فطلبت من قرأه، فإذا هو مكتوب: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم:

ما اختلف اللّيل و النهار و لا *** دارت نجوم السّماء في الفلك

إلاّ بثقل النعيم عن ملك *** قد زال سلطانه إلى ملك

و ملك ذي العرش دائم أبدا *** ليس بفان و لا بمشترك (2)

قال: فأمرت بفتح المصراعين، فدخلت، فإذا أنا بقبة من رخام أبيض مكتوب حواليها مثل تلك الكتابة، فقرئ فإذا هو مكتوب:

لهفي على مختلس *** في قبره محتبس

قد عاش دهرا ملكا *** منعّما بالأنس

لم ينتفع لما *** أتى بجنده و الحرس

و إذا داخل القبّة سرير من ذهب عليه رجل مسجّى حواليه ألواح من فضّة، مكتوب على لوح منها عند رأسه بمثل الكتابة:

الموت أخرجني من دار مملكتي *** فاخترت مضطجعي من بعد تتريف

لله عبد رأى قبري فأحزنه *** و خاف من دهره ريب التصاريف

أستغفر اللّه من ذنبي و من زللي *** و أسأل اللّه عفوا يوم توقيفي

ص: 99


1- ترجمته في سير الأعلام 468/17.
2- لأبي العتاهية، ديوانه ط بيروت ص 316 البيتان الأوّل و الثاني.
ذكر من اسم أبيه إبراهيم ممن اسمه إسحاق
604 - إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد

ابن عطيّة بن زياد بن مزيد بن بلال بن عبد اللّه

أبو يعقوب البغدادي (1)

أخو أبي بكر بن الحداد.

سمع بدمشق: أبا عبد اللّه (2) أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ببيت لهيا (3)،و ببغداد: يوسف بن يعقوب القاضي.

و استوطن مصر، و روى عنه من أهلها: عبد الغني بن سعيد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب: إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن مزيد بن بلال بن عبد اللّه، أبو يعقوب الأسدي. و هو أخو أبي بكر بن الحداد، نزل تنّيس (4)و حدّث بها، و بمصر، عن يوسف بن يعقوب القاضي و طبقته، روى عنه عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ .

ص: 100


1- ترجمته في تاريخ بغداد 398/6.
2- بالأصل «عبد» و المثبت عن م (تقدمت ترجمته في كتابنا رقم 229).
3- بيت لهيا بكسر اللام و سكون الهاء و ياء و ألف مقصورة: قرية مشهورة بغوطة دمشق.(معجم البلدان).
4- بكسرتين و تشديد النون و ياء ساكنة و السين مهملة: جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما و دمياط .
605 - إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن سليمان

ابن راشد بن سليم الثّقفي

يعرف بالضّامديّ

روى عن عمر بن عبد الواحد، و أبي روح الحنبلي.

روى عنه ابنه عبد الرّحمن، و أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاّس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و أبو علي الحسين بن محمد بن ديش - قراءة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا محمد بن هارون بن شعيب، حدّثني عبد الرّحمن بن إسحاق بن إبراهيم الغامدي (1)،حدّثني أبي، نا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن محمد بن الوليد الزّبيدي، عن الزهري، أن أنس بن مالك حدثهم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:.

«لا تباغضوا و لا تحاسدوا و لا تدابروا، و كونوا عباد اللّه إخوانا، كما أمركم اللّه، و لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث»[2129].

606 - إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل

أبو محمد البستي القاضي (2)

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و هشام بن خالد الأزرق، و بغيرها عباس بن عبد العظيم، و بندارا، و أحمد بن عبدة الضّبّي، و محمد بن مصفّى الحمصي، و قتيبة بن سعيد، و الحسن بن قزعة، و إسحاق بن منصور الكوسج، و أحمد بن المقدام العجلي، و أبا داود سليمان بن سلم البلخي المصاحفي، و الحسين بن حريث المروزي، و عمر بن علي، و الحسن الزّعفراني، و عبد الجبار بن العلاء، و محمد بن رافع، و محمد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و ابن أخي ابن وهب.

روى عنه أبو جعفر محمد بن صالح بن هاني النّيسابوري، و أبو حاتم محمد بن حبّان، و أبو حاتم أحمد بن عبد اللّه بن سهل بن خشنام، و أبو أحمد محمد بن

ص: 101


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى غامد و هو بطن من الأزد.
2- ترجمته في سير الأعلام 140/14 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له. و في المختصر لابن منظور 265/4:«السبتي».

إبراهيم بن جناح بن حسون الأصمّ ، و أبو العباس محمد بن أحمد بن زياد البستيّون، و أبو يوسف أحمد بن محمد بن قيس السّجستاني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن علي بن محمد البحّاثي (1)،أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الزّوزني (2)،أنا أبو حاتم محمد بن حبّان البستي، أنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل - ببست-، أنا قتيبة بن سعيد و هشام بن عمّار قالا:

نا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«الدّنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر»[2130].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن رزق، نا أبو حاتم أحمد بن عبد اللّه بن سهل بن خشنام البستي قدم علينا للحج، نا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد البستي، نا هشام بن عمّار: بحديث ذكره.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: أما البستي - بسين مهملة - نسبة إلى بست من أعمال سجستان، فهو إسحاق بن إبراهيم البستي، حدّث عن ابن راهوية و غيره، له مسند. ثم ذكر في باب البشتي (4)-بالشين المعجمة - إسحاق بن إبراهيم بن نصر أبا يعقوب و قال: سمع الحنظلي (5) و ذكر بعض شيوخه و بعض من روى عنه؛ ثم قال: و لعله الأول، و هذا وهم، فهما اثنان (6).

ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي أن إسحاق بن إبراهيم البستي مات سنة سبع و ثلاثمائة (7).

ص: 102


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى البحاث، لقب لبعض أجداد المنتسب إليه.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى زوزن بلدة كبيرة حسنة بين هراة و نيسابور، ذكره السمعاني:«أبو الفتوح محمد بن أحمد بن محمد».
3- الإكمال لابن ماكولا 431/1.
4- الإكمال 433/1.
5- هو إسحاق بن راهويه كما يعلم من الأنساب و معجم البلدان (عن حاشية الإكمال 433/1).
6- انظر تذكرة الحفاظ 701/2 و 702 فرّق بينهما الأول «البشتي بمعجمة» و أما سميه... البستي بمهملة.
7- في سير أعلام النبلاء 140/14 عاش إلى نحو الثلاث مائة.
607 - إسحاق بن إبراهيم بن بنان، و يقال: بيان

أبو يعقوب الجوهري (1)

بصريّ الأصل سكن دمشق.

و حدّث عن أبي أميّة الطرسوسي، و أبي داود سليمان بن سيف الحرّاني، و محمد بن عبد الرّحمن بن الحسن الجعفيّ ، و الربيع بن سليمان المرادي.

روى عنه أبو الحسين الرازي، و علي بن أحمد بن ثابت الرازي، و عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي، و أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان، و عبد الوهاب الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، نا علي بن أحمد بن ثابت الرازي، نا إسحاق بن بنان الجوهري - بدمشق، و أنا سألته - نا أبو أميّة محمد بن إبراهيم، نا يعقوب بن محمد الزّهري، نا المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن الزّهري، عن عروة، عن عبد اللّه بن عمرو عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا» الحديث (2)[2131].

كذا قال نسبه إلى جده.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو عبد اللّه، أنا الحسين بن محمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمد البعلبكي، نا إسحاق بن إبراهيم الجوهري - إملاء - نا أبو داود الحرّاني، نا سليمان بن حرب، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم مرّ بقوم جلوس على ظهر الطريق، فقال:«إن كنتم لا بدّ فاعلين، فأفشوا السّلام، و اهدوا الضّالّ ، و أغيثوا الملهوف»[2132].

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3) في باب بنان - بضم الباء و فتح النون - إسحاق بن بنان الجوهري الدّمشقي، حدّث عن أبي أمية الطرسوسي، حدّث عنه علي بن أحمد بن ثابت الرازي.

ص: 103


1- له ترجمة في بغية الطلب لابن العديم 1372/3 و الإكمال 364/1.
2- الخبر في بغية الطلب 1372/3-1373 و مختصر ابن منظور 266/4 و انظر كنز العمال 28981/10.
3- الإكمال 364/1.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن بنان الجوهري، و كان أبوه أيضا محدّثا، و أصلهم من البصرة، انتقلوا إلى دمشق و ابني عمه. مات سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التّميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة، فيها توفي ابن بنان الجوهري في شعبان (1).

608 - إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان

أبو يعقوب البغدادي الأنماطي (2)

سمع: هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و دحيما، و محمود بن خالد، و أحمد بن أبي الحواري، و قاسم بن عثمان الجوعي بدمشق، و أحمد بن إبراهيم ورّاق خلف البزار، و أبا إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني، و بشر بن الوليد الكندي.

روى عنه أبو بكر الشافعي، و محمد بن الحسن بن زياد النّقّاش، و أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، و محمد بن الحسين الآجري، و أبو الشيخ الأصبهاني، و عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن الرّازي الصّوفي، و الحسن بن محمد بن الحسن الكوفي، و أبو أحمد بن عديّ ، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف (3)،و أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي (4)،و أبو عمرو بن السّماك، و أبو بكر بن مقسم المقرئ. و محمد بن يحيى بن أحمد المروزي الفقيه - نزيل همذان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، أنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي، أنا هشام - يعني ابن عمار - نا عبد الحميد - يعني ابن أبي

ص: 104


1- الخبر في بغية الطلب 1373/3.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 384/6.
3- ترجمته في سير الأعلام 184/16(130).
4- ضبطت عن الأنساب، قال السمعاني: ظني هذه النسبة إلى الخطب و إنشائها، و إنما ذكر هذا لفصاحته.

العشرين - نا الأوزاعي، حدّثني نافع أن القاسم أخبره ح.

قال: و نا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي، أنا هشام، نا عبد الرّحمن دحيم، نا الوليد و شعيب قالا: نا الأوزاعي، نا - و قال الوليد: حدثني - نافع مولى ابن عمر، حدثني القاسم، عن عائشة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان إذا رأى المطر قال:«اللّهمّ اجعله صيّبا هنيّا»[2133].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السّهمي قال: سألت الدارقطني عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأنماطي ؟ فقال:

ثقة، و هو بغدادي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان أبو يعقوب الأنماطي. سمع هشام بن خالد، و عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيما، و أحمد بن أبي الحواري الدمشقيين، و أحمد بن إبراهيم ورّاق خلف البزار. روى عنه أبو عمرو (2) بن السماك، و إسماعيل بن علي الخطبي، و أبو بكر بن مقسم المقرئ.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني، و أبو الحسن مكّي بن أبي طالب الهمذاني، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت عيسى بن حامد بن بشر بن عيسى القاضي الرّخجي (3)ببغداد يقول ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4):أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال: قال لنا عيسى مات إسحاق بن

ص: 105


1- تاريخ بغداد 384/6.
2- اللفظة مطموسة بالأصل و المثبت عن م، و انظر تاريخ بغداد.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الرخجية قرية على نحو فرسخ من بغداد وراء باب الأزج. ذكره السمعاني و قال: لا أدري هو من هذه القرية أو من قبيلة يقال لها الرخج. قال أبو بكر الخطيب: رخجي الأصل، و يعرف بابن بنت القنبيطي.
4- تاريخ بغداد 385/6.

أبي حسان الأنماطي سنة اثنتين و ثلاثمائة - زاد الخطيب، عن أبي طالب عنه: في المحرم.

قال: الخطيب، و ذكر ابن المنادي أن وفاته كانت يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم.

609 - إسحاق بن إبراهيم بن صالح

ابن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب

الهاشمي الصّالحي (1)

ولي دمشق نيابة عن أبيه إبراهيم في خلافة الرشيد، و في ولايته وقعت عصبيّة أبي الهيذام (2) حتى تفانى فيها جماعة من الناس و تفاقم أمرها.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو محمد بن السّمرقندي، نا أبو عبد اللّه محمد بن أبي نصر الحميدي - لفظا بدمشق - أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بالحجاز، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بمكة، نا محمد بن هارون، نا عباس بن حمزة، نا أحمد بن أبي الحواري قال:

سمعت إسحاق بن إبراهيم بدمشق يقول على منبر دمشق: من آثره اللّه آثره اللّه، فرحم اللّه عبدا استعان بنعمته على طاعته، و لم يستعن بنعمته على معصيته، فإنه لا يأتي على صاحب الجنة ساعة إلاّ و هو مزاد صنفا من النّعيم لم يكن يعرفه، و لا يأتي على صاحب النار ساعة إلاّ و هو مستنكر لشيء من العذاب لم يكن يعرفه (3).

قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني محمود بن محمد بن الفضل الرافقي (4)، نا حبش بن موسى الضّبّي، نا علي بن محمد المدائني قال: و لما خرج إبراهيم بن صالح من دمشق مع الوفد الذين قدم بهم على أمير المؤمنين الرشيد، استخلف ابنه إسحاق على

ص: 106


1- له ترجمة في بغية الطلب لابن العديم 1375/3.
2- اسمه عامر بن عمارة بن خريم الناعم بن عمرو بن الحارث... بن ريث بن غطفان المري له ترجمة مطولة في كتابنا (مخطوط 794/8 و ما بعدها) و انظر عن الفتنة بدمشق بين المضرية و اليمانية في دمشق الكامل لابن الأثير 127/6 حوادث سنة 176.
3- الخبر في بغية الطلب 137/3.
4- هذه النسبة إلى الرافقة، و هي الرقة. مدينة من مدن الجزيرة، و من بلاد الشام.

دمشق، و ضم إليه رجلا من كندة يقال له: الهيثم بن عوف، فغضب الناس و حبس رؤساء من قيس، و أخذ أربعين رجلا من محارب فضربهم و حلق رءوسهم و لحاهم، ضرب كلّ رجل ثلاثمائة، فنفر الناس بدمشق و تداعوا إلى العصبيّة، و نشبت الحرب، و رجعوا إلى ما كانوا عليه من القتل و النهب، فلم يزالوا على ذلك أشهرا، ثم خرج إلى حمص (1).

610 - إسحاق بن إبراهيم بن عبد الواحد

ابن إبراهيم بن عبد اللّه بن عمران العبسيّ

حدّث عن إسماعيل بن عبد الرّحمن الخولاني.

روى عنه محمد بن سليمان الرّبعي.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن موسى بن السّمسار، نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف البندار، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، نا إسماعيل بن عبد الرّحمن الخولاني ح.

قال: و أنا تمام بن محمد الحافظ ، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرّحمن دحيم، نا أبو هاشم بن عبد الرّحمن الدّمشقي، نا الوليد بن الوليد القلانسي، نا ابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:.

«إنّ الجنّة لتزخرف لشهر رمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان هبّت ريح من تحت العرش فتفتّقت ورق الجنّة عن الحور العين فقلن:

اللّهمّ اجعل لنا من أوليائك أزواجا تقرّ أعيننا بهم و تقرّ أعينهم بنا» لفظ علي بن موسى[2134].

و أخبرناه عاليا أبو علي الحداد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمد بن علي بن حبيب الرّقي، نا أيوب بن محمد الوزّان.

ح قال: و نا الطبراني، نا محمد بن هارون بن محمد بن بكار، نا العباس بن الوليد

ص: 107


1- الخبر في بغية الطلب 1376/3 و انظر الكامل لابن الأثير 129/6.

الخلاّل، نا الوليد بن الوليد، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«إن الجنّة لتزخرف لشهر رمضان من رأس الحول المقبل، فإذا كان أول ليلة من رمضان هبّت ريح من تحت العرش فشقّقت ورق الجنة عن الحور العين يقلن: يا ربّ اجعل لنا من عبادك أزواجا تقرّ بهم أعيننا و تقر أعينهم بنا»[2135].

611 - إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق

611 - إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق (1)

ابن الضّحّاك بن مهاجر بن عبد الرّحمن بن زيد

أبو يعقوب بن أبي إسحاق الزّبيدي الحمصي

و قيل: إنه دمشقي.

حدّث عن عمرو بن الحارث، و بشر بن شعيب، و أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الحمصيين، و زيد بن يحيى بن عبيد.

روى عنه أبو حاتم الرازي، و محمد بن يحيى الذهلي، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و يعقوب بن سفيان، و أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي السّجزي، و محمد بن إسماعيل البخاري، و يحيى بن محمد بن عمروس المصري. (2)

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم الصّوفي، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون العدل، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، نا محمد بن يحيى، نا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزّبيدي، حدّثني عمرو بن الحارث، عن عبد اللّه - يعني ابن سالم - عن الزّبيدي، أخبرني الزّهري عن محمد بن علي، عن عبيد اللّه بن أبي رافع قال: كان أبو هريرة يحدّث أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

يردّ عليّ [يوم القيامة] (3) رهط من أصحابي فيحلئون عن الحوض فأقول: أي

ص: 108


1- زبريق بكسر الزاي و سكون الموحدة (تقريب التهذيب).
2- له ترجمة في تهذيب التهذيب 139/1.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانبها كلمة صح.

ربّ ، أصحابي فيقول: إنه (1) لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى»[2136].

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه، و اللفظ له - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيوري، و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (2):إسحاق بن إبراهيم بن العلاء أبو يعقوب الزّبيدي الحمصي يقال له: ابن زبريق، سمع عمرو بن الحارث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي قال: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن العلاء يقال له: ابن زبريق، ليس بثقة عن عمرو بن الحارث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا عبد الرحمن بن مندة، عن حمد بن عبد اللّه الأصبهاني ح قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، نا علي بن محمد قالا: أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال (3):كتب أبي عنه - يعني عن إسحاق بن إبراهيم - و سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن معين و أثنى على إسحاق بن الزبريق خيرا و قال: الفتى لا بأس به، و لكنهم يحسدونه، قال: و سئل أبي عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء فقال: شيخ.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء الذين حدّثوا بمصر: إسحاق بن إبراهيم بن زبريق بن العلاء بن الضحاك بن مهاجر بن عبد الرحمن بن زيد الزّبيدي يكنى أبا يعقوب دمشقي، قدم إلى

ص: 109


1- بالأصل «إني» و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 268/4 و في م: إنك.
2- التاريخ الكبير 1/قسم أول/380.
3- الجرح و التعديل 209/1/1.

مصر، آخر من حدّث عنه بمصر يحيى بن محمد بن عمروس (1)،و توفي بمصر سنة ثمان و ثلاثين و مائتين يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان حدثني بوفاته أحمد بن علي بن رازح، نا عمارة بن وثيمة قال: توفي إسحاق بن زبريق بمصر فذكر هذه الوفاة.

612 - إسحاق بن إبراهيم بن القاسم بن مخلد

أبو يعقوب النّيسابوريّ

سكن دمشق و حدّث بها عن: يوسف بن موسى المرورّوذي، و إسحاق بن إبراهيم، و محمد بن يحيى بن أيوب بن الضّريس الرازي، و محمد بن إسحاق، و جعفر بن أحمد الشّاماتي (2)،و إبراهيم بن أبي طالب النّيسابوري.

روى عنه: عبد الوهاب الكلابي، و شهاب بن محمد بن شهاب الصّوري.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد أخبرني أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد، نا إسحاق بن إبراهيم بن القاسم بن مخلد النيسابوري بدمشق، نا يوسف بن موسى المرورّوذي، نا زكريا بن يحيى الوقار، نا سفيان بن عيينة، عن الزّهري، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي نجيح، عن هشام بن حكم، عن خالد بن الوليد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن أشدّ الناس عذابا يوم القيامة أشدّهم عذابا للنّاس في الدّنيا»[2137].

613 - إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل

أبو الفضل، و يقال: أبو يعقوب

الحنفيّ المرورّوذي و يقال: الباورديّ (3)

سكن بغداد و حدّث عن معاوية بن هشام، و بكر بن بكّار، و جعفر بن عون،

ص: 110


1- في تهذيب التهذيب 139/1 «يحيى بن عمرو بن المصري». و في ميزان الاعتدال 181/1 يحيى بن عمروس المصري.
2- الشاماتي هذه النسبة إلى موضعين أحدهما: اسم لأحد أرباع نيسابور، و هو من الجامع إلى حدود بست طولا. و فيه من القرى ما يزيد على ثلاث مائة قرية. و ترجم له السمعاني باسم: أبي محمد جعفر بن أحمد بن أبي عبد الرحمن الشاماتي... روى الحديث عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي (كذا لعله الصواب فيه).
3- ترجمته في تاريخ بغداد 362/6. و الباوردي ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بلدة بنواحي خراسان يقال لها أبيورد، و يقال: باورد.

و قريش بن أنس و عثمان بن عمر، و وهب بن جرير، و عبد الصمد بن عبد الوارث، و يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، و عبد الرزاق، و إسحاق بن منصور صاحب حمّاد بن سلمة.

كتب عنه أبو حاتم بمصر، و حدّث بدمشق فروى عنه من أهلها: أبو زرعة الدمشقي، و من غيرهم الحسن بن سفيان النسوي، و أحمد بن علي الخرّاز (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو يعلى، نا ابن أبي كامل، نا الحسن - يعني ابن الأشيب (2)-نا الليث، عن أبي الزبير، عن يحيى بن جعدة، عن أبي هريرة أنه قال: يا نبي اللّه أي الصدقة أفضل ؟ قال:«جهد المقلّ و ابدأ بمن تعول»[2138].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل: ثقة حافظ ،- من أهل مروروذ قدم علينا طالب علم - نا بكر بن بكار، نا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، عن أبيّ بن كعب عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم قال: يحسر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتل الناس عليه، فيقتل من كلّ مائة تسعة و تسعون و يبقى واحد[2139].

أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد المطرز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدّثني أبي ح.

قال: و نا محمد بن محمد، نا محمد بن عبد اللّه الحضرمي، نا الحسن بن علي الخلاّل ح، قال: و أنا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا إسحاق بن أبي كامل قالوا:

ص: 111


1- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م، و انظر سير الأعلام (ترجمته 419/13(207). و الخراز ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى خرز الأشياء من الجلود كالقرب و السطائح و السيور و غيرها.
2- هو الحسن بن موسى، أبو علي الأشيب البغدادي ترجمته في سير الأعلام 559/9(217).

نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزّهري، عن عطاء بن يزيد، عن عبيد اللّه بن عدي بن الخيار (1)،عن عبد اللّه بن عدي الأنصاري قال (2):بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في أصحابه إذ جاءه رجل فسارّه في قتل رجل من المنافقين فجهر النبي صلّى اللّه عليه و سلم بكلامه فقال:

«أ ليس يشهد أن لا إله إلاّ اللّه»؟ قال: بلى و لا شهادة له قال:«أ ليس يصلّي»؟ قال: بلى، و لا صلاة له، قال:«أولئك الذين نهيت عن قتلهم». لفظ الحضرمي[2140].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (3) قال: إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل الحنفي الباوردي أبو الفضل سكن بغداد. سمع منه أبي بمصر و هو صدوق.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد، و أبو بكر محمد بن شجاع عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل يكنى أبا يعقوب، باوردي قدم مصر و كتب عنه، و هو قديم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل أبو الفضل الحنفي الباوردي. سكن بغداد و روى عن معاوية بن هشام، و جعفر بن عون، و قريش بن أنس، و عثمان بن عمر، و وهب بن جرير، و عبد الصمد بن عبد الوارث. ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم و قال:

سمع منه أبي بمصر و هو صدوق، و ذكره أبو سعيد بن يونس في الغرباء الذين حدّثوا بمصر فكناه أبا يعقوب، و قال: هو قديم.

ص: 112


1- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام (ترجمته 514/3).
2- الحديث في مسند أحمد 433/5 باختلاف بعض تراكيبه.
3- الجرح و التعديل 1/قسم 209/1.
4- تاريخ بغداد 362/6.
614 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سنين

614 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سنين (1)

أبو القاسم الختّليّ (2) البغدادي (3)

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و دحيما، و بغيرها محمد بن أبي السّري العسقلاني، و موسى بن أيوب النّصيبي، و محمد بن عمرو بن الجراح الضرير، و خلف بن هشام البزّار، و إسحاق بن إسماعيل الطّالقاني (4)،و يزيد بن خالد بن موهب الرّملي، و إبراهيم بن زياد سبلان (5)،و أحمد بن إبراهيم الدّورقي، و كامل بن طلحة الجحدري، و علي بن الجعد، و أبا نصر، و أحمد بن جميل المروزي، و أبا الربيع الزهراني، و محمد بن بكّار بن الريان، و جماعة سواهم.

روى عنه: أبو الحسين إسحاق بن أحمد بن محمد الكاذي (6)،و يحيى بن محمد بن صاعد، و عثمان بن أحمد بن السّماك.

أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المضري، و أبو الحسن علي بن أبي طالب بن محمد بن عوانة، و أبو صالح ذكوان بن سيار بن محمد الإسحاقي الدّهّان، و أبو رشيد علي بن عثمان بن محمد بن الهيصم الهيصمي قالوا: أنا محمد بن عبد العزيز بن محمد، أنا أبو محمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم الختّلي، نا محمد بن أبي السّري العسقلاني، نا المعتمر - يعني ابن سليمان - نا عبد اللّه بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«التوبة مقبولة حتى تطلع الشّمس من مغربها»[2141].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا و أبو الحسين بن الفراء، أنا أبو بكر الخطيب،

ص: 113


1- ضبطت عن الإكمال لابن ماكولا 377/4.
2- ضبطت عن الأنساب، قال السمعاني: اختلف مشايخنا في هذه النسبة، انظر في الأنساب مختلف الأقوال فيها (الأنساب: الختلي).
3- ترجمته في تاريخ بغداد 381/6 الوافي بالوفيات 386/8 و سير الأعلام 342/13 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى طالقان بلدة بين مرو الروذ و بلخ مما يلي الجبال و يقال لها طالقان خراسان، و ذكره السمعاني فيمن انتسب إليها.
5- ضبطت بفتح المهملة و الموحدة عن تقريب التهذيب.
6- هذه النسبة إلى كاذة قرية من قرى بغداد (الأنساب) و ترجم له السمعاني.

أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عثمان بن أحمد الدّقاق ح.

و أخبرنا أبو طالب محمد (1) بن عبد الرحمن بن محمد الجربازان (2)-بالحيرة - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي ح.

و أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي، و أبو محمد بختيار بن عبد اللّه عتيق بن السمعاني قالا: أنا الحسن بن محمد بن عبد العزيز التككي قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو عمرو بن السّمّاك حدثني إسحاق بن إبراهيم بن سنين قال:

أنشدني عمر بن محمد بن أحمد:

أنت في غفلة الأمل *** لست تدري متى الأجل

لا تغرّنّك صحة *** فهي من أوجع العلل

كلّ نفس ليومها *** صيحة تقطع الأمل

فاعمل الخير و اجتهد *** قبل أن تمنع العمل

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: إسحاق بن إبراهيم بن سنين ليس بالقوي (3).

و قال في موضع آخر: ضعيف.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سنين، أبو القاسم الختّلي.

سمع إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، و خالد بن مرداس، و عمر بن إبراهيم الكردي، و المنذر بن عمار الكوفي، و داود بن عمرو الضّبّي، و موسى بن أيوب النّصيبي، و هشام بن عمّار الدّمشقي، و يزيد بن خالد الرّملي، و محمد بن أبي السّري العسقلاني، و إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، و نصر بن جوشن (5) الصامت، و إسماعيل بن

ص: 114


1- في الأنساب و اللباب (الحيري): علي.
2- كذا بالأصل و في الأنساب: المعروف:«بحرنار» و في حاشيته عن عدة نسخ:«بحر باران» و في تذكرة الحافظ 1313/4 «الجزباراني».
3- سير أعلام النبلاء 343/13.
4- تاريخ بغداد 381/6.
5- تاريخ بغداد: حريش.

عبد اللّه بن زرارة الرّقّي، و كامل بن طلحة الجحدري، و عبد الصمد بن يزيد مردويه، و علي بن الجعد، و أبا نصر التّمّار، و أحمد بن جميل المروزي، و أبا الربيع الزهراني، و حاجب بن الوليد الأعور، و أحمد بن إبراهيم الموصلي، و أحمد بن إبراهيم الدّورقي، و هارون بن عبد اللّه البزاز، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و خلقا كثيرا سوى هؤلاء.

روى عنه محمد بن محمد الباغندي، و محمد بن عمرو الرّزّاز، و أبو عمرو بن السّماك، و أبو سهل بن زياد القطان، و أبو بكر الشافعي.

و في حديث ابن قبيس: و كان ثقة، و في حديث ابن خيرون: و ذكره الدارقطني فقال: ليس بالقوي.

قال (1):و أنا محمد بن عبد الواحد، أنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع: إسحاق بن إبراهيم بن سنين مات في سنة ثلاث و ثمانين و مائتين.

و كذلك قرأت بخط محمد بن مخلد و قال: يوم الجمعة ليومين مضيا من شوال. و قيل:

إنه مات و قد بلغ ثمانين سنة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا السمسار، أنا الصفار، نا ابن قانع: أن أبا القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّلي مات سنة أربع و ثمانين و مائتين في أولها.

615 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد

ابن سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء

أبو يعقوب، و يقال: أبو الأصبغ الأنصاري

حدّث بمصر عن أبي الجماهر محمد بن عثمان التّنوخي.

روى عنه: سعيد بن كثير بن عفير، و أبو بشر الدولابي.

كتب إليّ أبو الفضل بن ناصر، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف بن عبد اللّه الفراء، أنا

ص: 115


1- تاريخ بغداد 381/6.

الحسن بن رشيق، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الأنصاري (1)،حدّثني عبد العزيز بن منيب (2) أبو الدرداء المروزي، نا خالد بن خداش قال: و نا أبو بشر حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء الأنصاري أبو يعقوب، نا أبو الجماهر محمد بن عثمان قالا: نا عبد اللّه بن زيد بن أسلم، عن أنس، عن جابر: أن عمر بن الخطاب تزوج أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب على أربعين ألف درهم.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت علي حمشاذ العدل يقول: سمعت مؤمّل بن الشّمّاخ المصّيصي يقول: سمعت إسحاق بن أبي الدّرداء يقول: حج سالم الخوّاص فلقي ابن عيينة في السوق فقال: كنت أحبّ لقيّك و ما كنت أحب أن ألقاك في هذا الموضع قال:

فأنشأ ابن عيينة يقول:

خذ بعلمي و إن قصّرت في عملي *** ينفعك علمي و لا يضررك (3) تقصيري

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد، و أبو بكر محمد بن شجاع عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء الأنصاري صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يكنى أبا الأصبغ، دمشقي قدم إلى مصر، روى عنه سعيد بن عفير.

616 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند

616 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند (4)

أبو عبيد اللّه الشّامي البصري

قدم دمشق سنة إحدى و ستين و مائتين و حدّث بها و بحمص عن حفص بن عمر، و عون بن سلام، و علي بن المديني، و محمد بن الصّبّاح الجرجرائي (5)،و عبيد بن

ص: 116


1- ترجمته في سير الأعلام 309/14(201).
2- ترجمته في سير الأعلام 150/13(81).
3- عن مختصر ابن منظور 270/4 و بالأصل «يضرك».
4- ضبطت بكسر الموحدة و الراء و بالنون عن التبصير 1493/4 و الإكمال 252/1.
5- بالأصل «الجرجراني» بالنون، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جرجرايا و هي بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد و واسط . و ترجم له السمعاني ترجمة قصيرة و في م:«الجرجراني».

عبيدة التّمار، و موسى بن إسماعيل التّبوذكي (1)،و سهل بن بكار، و عمرو الناقد، و أبي الجهم الأزرق بن علي، و عبد الأعلى بن حماد النّرسي، و إبراهيم بن بشار الرّمادي، و الحكم بن موسى، و هدبة بن خالد، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و داود بن رشيد، و عاصم بن علي، و مصعب بن عبد اللّه الزّبيري، و أبي الربيع سليمان بن داود البغدادي.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و محمد بن جعفر بن محمد بن ملاّس، و أبو الطّيب محمد بن حميد بن الحوراني، و سالم بن معاذ التّميمي، و مكحول البيروتي، و عبد الغافر بن سلامة الحمصي، و علي بن محمد بن علي بن الخراساني.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحمّاني، نا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي - سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة - أنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة، نا سليمان بن داود أبو الربيع، نا محمد بن حرب، عن الزّبيدي، عن الزّهري، عن عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم رأى عندها جارية بوجهها سفعة (2)فقال:«بها نظرة (3) فاسترقوا لها»[2142].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أخبرني أبو محمد الحسن بن علي اللّبّاد ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين (4) بن علي بن أبي الرضا محمد بن علي بن داود الأنطاكي بالشاغور (5) ح.

و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد قالوا: أنا تمام بن محمد الرازي، أنا أبو الطيّب محمد بن حميد بن محمد بن سليمان بن

ص: 117


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بيع السماد، و يقول البصريون لبياع السماد تبوذكيون. و قيل غير ذلك.
2- السفعة: العين.
3- النظرة: الإصابة بالعين (النهاية).
4- ترجم له في سير أعلام النبلاء 382/18 باسم الحسن، و في ص 550 باسم الحسين بن علي بن عمر بن علي الأنطاكي.
5- الشاغور: محلة في جنوب دمشق تقع عند الباب الصغير.

الحوراني - قراءة عليه - نا إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة، و قال ابن قبيس: إسحاق بن محمد بن عرعرة، نا إبراهيم بن بشّار الرّمادي، حدّثني سفيان بن عيينة، نا وائل بن داود، عن أبيه بكر - زاد عبد الكريم و النسيب: ابن وائل - عن الزّهري، عن أنس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أولم على بعض نسائه بتمر و سويق»[2143].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد قال (1):عرعرة بن البرند بن النعمان بن علجة بن الأفقع بن كرمان (2) بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك و كان عرعرة يكنى أبا محمد (3).

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري ح.

و حدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا عبد الرحيم البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد في باب برند قال: هو عرعرة بن البرند، و له عقب محمد بن عرعرة بن البرند، و إبراهيم بن محمد بن عرعرة و إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عرعرة أبو عبيد اللّه.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما البرند - بكسر الباء و الراء و قبل الدال نون - فهو عرعرة بن البرند بن النعمان بن عبد اللّه بن علجة بن الأقفع بن كزمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة قاله شبل - يعني ابن تكين - بالضم، ابن الحارث بن سامة بن لؤيّ . ثم ذكر أولاده، ثم قال:

و إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عرعرة روى عن الأزرق بن علي.

و قال أبو نصر بن ماكولا (5):قال أبو الحسن - يعني الدارقطني - عرعرة بن

ص: 118


1- طبقات ابن سعد 292/7.
2- ابن سعد: كزمان.
3- ترجم ابن سعد لمحمد بن عرعرة الطبقات 305/7 و ترجم لابنه إبراهيم أيضا الطبقات 309/7.
4- الإكمال لابن ماكولا 252/1 و الإكمال 134/7 «كزمان».
5- العبارة التالية في حاشية 252/1 نقلا عن هامش الأصل.

البرند بن النعمان بن علجة بن الأقفع بن كرمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي، قال ابن ماكولا: و في هذا أوهام منها قوله: البرند بن النعمان بن علجة لأنه النعمان بن عبد اللّه بن علجة و قد أسقطه من النسب قاله شبل بن تكين النسابة في نسب بني سامة بن لؤي، فولد سعد بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤيّ مالك، فولد مالك حارثة، فولد حارثة الحارث و وداغ و كنان (1) فولد الحارث بن حارثة كزمان و زيادا، فولد كزمان الأقفع و زيدا، فولد الأقفع بن كزمان علجة، فولد علجة عبد اللّه و محصن و نعمان و نصر، فولد عبد اللّه بن علجة نعمان بن عبد اللّه بن علجة، فولد نعمان بن عبد اللّه بن علجة البرند، فولد البرند عرعرة. فأسقط أبو الحسن عبد اللّه من النسب، و منها قوله: الأقفع بتقديم القاف، و هو بتأخيرها و تقديم الفاء كذلك هو بخط شبل، و كذلك تقتضيه اللغة، و منها قوله: كرمان بالراء، و هو بالزاي قاله شبل. و كذلك ذكره أبو الحسن على الصحة في باب كرمان و كزمان. و منها قوله: سعد بن عبيدة بفتح العين و كسر الباء و إنما هو بضم العين و فتح الباء كذلك وجدته مقيدا بخط شبل و هو غاية في المعرفة بالنسب، و لم يذكره أبو الحسن في باب عبيدة و عبيدة و اللّه الموفق للصواب.

617 - إسحاق بن إبراهيم بن مخلد

ابن إبراهيم بن عبد اللّه بن بكر

[أبو يعقوب، المعروف بابن راهويه] (2)(3)

و يقال: مطر بدل بكر بن عبد اللّه بن غالب بن عبد الوارث،- و يقال: ابن الوارث - بن عبد اللّه بن عطية بن مرة بن كعب بن همّام بن أسمر - و يقال: أسد بدل أسمر - بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم.

أبو يعقوب التّميمي الحنظلي المروزي، المعروف بابن راهويه (4).

ص: 119


1- في الإكمال: و كبّان (بضم الكاف و تشديد الموحدة).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تهذيب التهذيب 140/1 و ميزان الاعتدال 18/1 و سيرد في آخر نسبه.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 345/6 بغية الطلب لابن العديم 1384/3 و ما بعدها، و سير أعلام النبلاء 358/11 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
4- قدمنا كنيته، للإيضاح.

أحد أئمة المسلمين، و أعلام الدين.

سمع بدمشق و الشام: سويد بن عبد العزيز، و عمر بن عبد الواحد، و محمد بن شعيب بن شابور (1)،و الوليد بن مسلم، و شعيب بن إسحاق الدمشقيين، و عطاء بن مسلم الخفّاف، و مبشّر بن إسماعيل الحلبيّين، و بقية بن الوليد، و محمد بن حرب الخولاني، و أبا حيوة شريح بن يزيد، و محمد بن حمير الحمصيين، و بالري: جرير بن عبد الحميد، و بالكوفة: حفص بن غياث، و عبد اللّه بن إدريس، و محمد بن فضيل بن غزوان، و عبدة بن سليمان، و وكيع بن الجرّاح، و أبا معاوية الضّرير، و أبا أسامة حمّاد بن أسامة، و أبا خالد سليمان بن حيّان الأحمر، و يحيى بن آدم، و بالبصرة معتمر بن سليمان، و بشر بن المفضّل، و عبد الوهاب الثّقفي، و عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، و إسماعيل بن عليّة، و يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و خالد بن الحارث الهجيمي (2)،و معاذ بن هشام و محمد بن أبي عدي، و مرحوم بن عبد العزيز العطّار، و بمكة: سفيان بن عيينة، و يحيى بن سليم، و المؤمّل بن إسماعيل، و عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و باليمن أبا قرّة موسى بن طارق، و عبد الرزاق بن همّام، و إبراهيم بن الحكم بن أبان، و هشام بن يوسف، و بخراسان:

عبد اللّه بن المبارك، و الفضل بن موسى السّيناني (3) و أبا تميلة (4) يحيى بن واضح، و علي بن الحسين بن واقد، و النضر بن شميل، و أحمد بن أيوب الضّبّي، و عمر بن هارون البلخي و جماعة سواهم.

روى عنه يحيى بن آدم، و بقية بن الوليد - و هما من شيوخه - و أحمد بن حنبل، و محمد بن حميد الرازي - و هما من أقرانه - و محمد بن رافع، و محمد بن يحيى الذهلي، و يحيى بن معين، و يحيى بن يحيى، و عبد الرّحمن الدارمي، و البخاري، و مسلم، و التّرمذي، و النسائي، و موسى بن هارون الجمّال (5) و عبد اللّه بن محمد بن

ص: 120


1- بالأصل «سابور» و الصواب ما أثبت عن بغية الطلب، و انظر ترجمته في سير الأعلام 376/9.
2- هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى محلة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت المحلة إليهم.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سينان و هي إحدى قرى مرو على خمسة فراسخ منها. على فرسخ من سنج. و ترجم له السمعاني ترجمة قصيرة.
4- ضبطت عن التبصير 203/1 و ذكره: أبو تميلة يحيى بن واضح مشهور.
5- عن بغية الطلب 1405/3 و بالأصل «الحمال».

شيرويه (1)،و الحسن بن سفيان، و جعفر بن محمد الفريابي، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل العنبري الطوسي، و أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن نصر البشتي (2)، و أحمد بن سعيد الدارمي، و أبو يعقوب إسحاق بن أبي عمران الأسفرايني الشافعي، و أبو العباس أحمد بن سهل بن بحر، و أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي، و أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسن البردعي (3)،و هارون بن عبد الصمد بن عبدوس الرّخّي (4)،و يعقوب بن يوسف بن يعقوب الأخرم، و يعقوب بن يوسف بن معقل الورّاق، و أبو العباس السّرّاج و هو آخر من حدّث عنه (5).

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري و أمة القاهر جوهر بنت عبد اللّه بن عبد الكريم قالوا: أنا القاسم القشيري ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، قالا: أنا أبو الحسين الخفّاف، أنا أبو العباس السّرّاج، أنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا عيسى بن يونس، نا الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها في أيام منى و عنده جاريتان تغنيان و تضربان بدفّين و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم مسجّى بثوب على وجهه لا يأمرهنّ و لا ينهاهن، فنهاهن أبو بكر فكشف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن وجهه الثوب و قال:«دعهنّ يا أبا بكر فإنها أيام عيد»[2144].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)، أنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأسترآباذي، نا أحمد بن محمد بن بندار الأسترآباذي - بسمرقند - نا أبو محمد عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا أبو همّام

ص: 121


1- عن بغية الطلب 1405/3 و بالأصل «شيرويه».
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بشت، بالشين المعجمة، محلة بنيسابور كثيرة الخير.
3- في بغية الطلب البرذعي بالذال المعجمة، هذه النسبة إلى برذعة، انظر معجم البلدان.
4- هذه النسبة إلى الريخ فيما أظن (قاله السمعاني) و هي ناحية بنيسابور و هي أحد أرباعها، و الصحيح الرخ فجعلها العوام الريخ، و في بغية الطلب:«الرحبي» بدل «الرخي» تحريف.
5- بغية الطلب لابن العديم 1404/3-1405.
6- تاريخ بغداد 346/6.

الوليد بن شجاع، نا بقية بن الوليد، عن إسحاق بن راهويه، نا معتمر بن سليمان، عن ابن فضالة (1)،عن أبيه، عن علقمة بن عبد اللّه المزني قال:«نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن كسر سكّة (2) المسلمين الجائزة إلاّ من بأس». كذا في هذه الرواية و قد أسقط منها:

عبد اللّه والد علقمة[2145].

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن محمد الرزاز، أنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي، نا أبو العباس أحمد بن علي الأبّار، نا الوليد بن شجاع حدثني بقية، عن إسحاق بن راهويه، نا المعتمر بن سليمان، عن ابن فضالة (3)،عن أبيه، عن علقمة بن عبد اللّه، عن أبيه قال:

«نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن كسر سكة المسلمين الجائزة إلاّ من بأس». و هذا هو الصواب[2146].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، نا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا يعقوب بن إبراهيم، و سويد بن سعيد، و أحمد بن المقدام قالوا: نا معتمر بن سليمان ح.

قال: و أنا عبد اللّه قال: و نا الوليد بن شجاع، حدّثني بقية بن الوليد، حدّثني إسحاق بن راهويه نا معتمر ح.

قال: و أنا عبد اللّه قال: و حدّثني جدي، نا محمد بن عبد اللّه الأنصاري جميعا، عن محمد بن فضالة، عن أبيه، عن علقمة بن عبد اللّه المزني، عن أبيه قال:«نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلاّ من بأس»[2147].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، نا محمد بن الحسين بن الفضل، أنا علي بن إبراهيم المستملي، نا محمد بن إسحاق السّرّاج، نا محمد بن رافع بن أبي زيد القشيري، نا يحيى بن آدم، نا أبو يعقوب

ص: 122


1- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- يعني النقود فضة أو ذهب أو غيرها مما يتداولون به و يتعاملون به أي التي لا تكسر إلا من أمر يقتضي كسرها، إما لرداءتها أو شك في صحة نقدها (النهاية).
3- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن الرواية السابقة.
4- تاريخ بغداد 346/6 و كنز العمال 15849/6 و بغية الطلب 1387/3.

الخراساني عن عبد الرزاق، عن النعمان بن شيبة، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: ليس في الأوقاص (1) صدقة. قال السراج: فسألت أبا يعقوب إسحاق بن راهويه فحدّثني به.

و قال لي إسحاق: كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث.

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، نا محمد بن رافع، نا يحيى بن آدم، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا يحيى بن سعيد، عن أبي بكّار الحكم بن فروخ، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يكبّر من غداة يوم عرفة إلى آخر أيام التّشريق.

قال محمد بن رافع: فلقيت إسحاق بن إبراهيم فقلت: إن يحيى بن آدم حدّثني عنك، عن يحيى بن سعيد فذكرت له هذا الحديث، فحدّثني كما حدّثني يحيى بن آدم قال أبو العباس: فأتيت إسحاق فقلت: إن محمد بن رافع حدّثني عن يحيى بن آدم عنك، فحدثني كما حدّثني محمد بن رافع.

قال أبو العباس فقلت لإسحاق: كم كتب عنك يحيى بن آدم ؟ قال إسحاق: نحو ألفي حديث (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3):

حدّثني أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد بن حزم الأندلسي، عن ابن عمه أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم (4) قال: إسحاق بن راهويه هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن مطر بن عبيد اللّه بن غالب بن الوارث بن عبيد اللّه بن عطية بن مرّة بن كعب بن همّام بن أسد بن مرّة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن

ص: 123


1- الوقص بالتحريك ما بين الفريضتين كالزيادة على الخمس إلى التسع و على العشر إلى أربع عشرة. و قيل: هو ما وجبت الغنم فيه من فرائض الإبل ما بين الخمس إلى العشرين، و منهم من يجعل الأوقاص في البقر خاصة (النهاية).
2- الخبر في بغية الطلب 1387/3-1388.
3- تاريخ بغداد 347/6.
4- ترجمته في سير الأعلام 184/18(99).

إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي قال (1):قال محمد بن إسحاق بن راهويه: ولد أبي - رحمه اللّه - سنة ثلاث و ستين و مائة، و هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن بكر بن عبد اللّه بن غالب بن عبد الوارث بن عبد اللّه بن عطية بن مرّة بن كعب بن همّام بن أسمر بن مرّة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، توفي - رحمه اللّه تعالى - في ليلة الأحد النصف من شعبان سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.

و فيه يقول الشاعر:

يا هدّة ما هددنا ليلة الاحد *** في نصف شعبان لا تنسى مدى الأبد (2)

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري، نا محمد بن محمد بن زكريا المطّوّعي قال: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن بالويه قال: سمعت أبا الفضل أحمد بن سلمة يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: قال لي عبد اللّه بن طاهر: لم قيل لك ابن راهويه ؟ و ما معنى هذا؟ و هل تكره أن يقال لك هذا؟ قال: اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق فقالت المراوزة: راهويه بأنه ولد في الطريق، و كان أبي يكره هذا، و أما أنا فلست أكرهه.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطيوري، و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (4):إسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظلي المروزي سمع ابن عيينة و وكيعا (5)،سمع منه يحيى بن آدم. مات سنة ثمان و ثلاثين و مائتين ليلة السبت لأربع عشرة خلت من

ص: 124


1- الخبر و الشعر في بغية الطلب 1388/3.
2- البيت في طبقات الشافعية 88/2 و سير الأعلام 377/11.
3- تاريخ بغداد 347/6-348 و بغية الطلب 1389/3-1390.
4- التاريخ الكبير 379/1/1.
5- بالأصل: و وكيع.

شعبان، و هو ابن سبع و سبعين سنة.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن عبد العزيز بن محمد و عيسى بن يونس روى عنه يحيى بن آدم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1):

أنا محمد بن علي الصوري ح.

و قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي قالا: أنا الخصيب بن عبد اللّه، نا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: قال أبي:[أبو] (2) يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم الثقة المأمون - زاد الوائلي: أحد الأئمة، روى عنه يحيى بن آدم. و قالا:- سمعت سعيد بن ذؤيب يقول:

ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمد بن نعيم الضّبّي أخبرني علي بن محمد المروزي، نا محمد بن موسى الباشاني (4) قال: ولد إسحاق بن راهويه سنة إحدى و ستين و مائة.

و قال محمد بن موسى: كان إسحاق سمع من عبد اللّه بن المبارك و هو حدث، فترك الرواية عنه لحداثته، و خرج إلى العراق سنة أربع و ثمانين [و مائة] (5) و هو ابن ثلاث و عشرين سنة.

قال الخطيب: و قد قيل في مولد إسحاق غير هذا:

أخبرنا (6) أحمد بن [أبي] (7) جعفر، نا محمد بن المظفّر قال: قال عبد اللّه بن

ص: 125


1- تاريخ بغداد 350/6.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 347/6.
4- هذه النسبة إلى باشان قرية من قرى هراة.
5- زيادة عن تاريخ بغداد.
6- القائل أبو بكر الخطيب كما يفهم من عبارة تاريخ بغداد 347/6.
7- زيادة عن تاريخ بغداد.

محمد البغوي قال لي موسى بن هارون: قلت لإسحاق بن راهويه: من أكبر أنت أو أحمد؟ قال: هو أكبر مني في السن و غيره، و كان مولد إسحاق في سنة ست و ستين فيما يروي (1) موسى.

قال الخطيب: و كان مولد أحمد بن حنبل سنة أربع و ستين و مائة.

قال: و أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا محمد بن العباس الخزّاز (2)،نا أبو عمرو عثمان بن جعفر المعروف بابن اللّبّان، نا أبو الحسن [علي بن إسحاق] (3) بن راهويه قال: ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين قال: فمضى جدي [راهويه إلى الفضل] (4) بن موسى فسأله عن ذلك فقال: ولد لي ولد مثقوب الأذنين! فقال: يكون ابنك رأسا إما في الخير، و إما في الشرّ.

قال (5):و حدثني أبو الحسن علي بن أحمد بن عيسى الهاشمي، قال: هذا كتاب جدّي أبي الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكّل على اللّه، فقرأت فيه:

حدّثني أبو بكر محمد بن داود النّيسابوري قال: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت إسحاق يقول: أتيت وهب بن جرير فقال: قد حلفت أن لا أحدّث إلى كذا شهرا قال:

قلت قد أغنى اللّه عنك، و إن أردت أن يكون اسمك عندي، قال: فقال لي: من أين أنت ؟ قلت: خراساني، قال: لعلك ابن راهويه ؟ قال: قلت: نعم، قال: قد استثنيتك فسلني.

قال (6):و أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمد بن نعيم، نا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه - ببخارى املاء - نا علي بن الحسن بن عبدة قال: سمعت حاشد بن مالك يقول: سمعت وهب بن جرير يقول جزى اللّه إسحاق بن راهويه و صدقة و معمر عن الإسلام خيرا، أحيوا السّنّة بأرض المشرق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا هنّاد بن إبراهيم النّسفي (7)،أنا

ص: 126


1- عن تاريخ بغداد، و بالأصل: يرى.
2- عن تاريخ بغداد و اضطرب إعجامها بالأصل.
3- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل و العبارة مستدركة عن تاريخ بغداد.
4- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل و العبارة مستدركة عن تاريخ بغداد.
5- القائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 348/6.
6- القائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 348/6.
7- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى نسف و هي من بلاد ما وراء النهر، يقال لها: نخشب.

أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد بن الغنجار (1)،نا خلف بن محمد قال: سمعت أبا علي الحسن بن الحسين البزاز يقول: سمعت محمد بن حميدة بن فروة يقول:

سمعت أبان جاء قتيبة بن سعيد يقول: الحفاظ بخراسان إسحاق بن راهويه ثم عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي ثم محمد بن إسماعيل رواها الخطيب عن هنّاد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)أخبرني أبو الوليد الحسن (3) بن محمد الدّربندي ح.

و أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف و أبو نصر المعمر بن محمد الأنماطي قالا: أنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النّسفي، قالا: نا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون - زاد هناد: بن حمدين بن سلمة - نا أبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قال: سمعت أحمد بن الهيثم بن السميدع الشّاشي يقول: قال لي يحيى بن يحيى: بخراسان كنزان: كنز عند محمد بن سلام البيكندي، و كنز عند إسحاق بن راهويه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البسطامي البزّاز المستوفي - بنيسابور - أنا أبو سعد عبد الرحمن بن منصور بن رامش، نا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالوية (4)-املاء - قال: سمعت الإمام أبا سهل محمد بن سليمان يقول:

سمعت أبا أحمد محمد بن عمرو بن هشام يقول: سمعت أحمد بن يوسف السّلمي يقول: سمعت يحيى بن يحيى يقول: قالت لي امرأتي فاطمة كيف تقدم إسحاق بين يديك إذا خرجت من الطارمة و أنت أكبر منه ؟ فقال إسحاق: أكثر علما مني و أنا أسن منه.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم الشّحّامي، أنا سعيد بن محمد البحيري (5)،أنا أبو

ص: 127


1- ترجمته في سير الأعلام 304/17(184).
2- تاريخ بغداد 349/6.
3- ترجمته في سير الأعلام 297/18(138).
4- سير الأعلام 241/17(147).
5- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة نسبة إلى بحير اسم جد، ترجمته في سير الأعلام 103/18(49) و الأنساب (البحيري).

عمرو بن حمدان الحيري (1) قال: سمعت أبا عبد اللّه محمد بن أحمد بن نعيم يقول:

سمعت السّلمي يقول: سمعت يحيى بن يحيى يقول: قالت لي فاطمة أم محمد إذا خرجت من الطارمة قدمت إسحاق بين يديك و أنت أكبر منه سنّا؟ قال: لأنه أكثر علما مني.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا محمد الحسن بن إبراهيم بن يزيد الأسلمي يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن ميمون الفراء يقول: سمعت محمد بن عبد الوهاب الفراء يقول: سمعت الحسين بن منصور يقول: كنت مع يحيى بن يحيى و إسحاق يوما نعود مريضا فلما حاذينا الباب تأخّر إسحاق فقال ليحيى: تقدم، فقال يحيى لإسحاق: أنت تقدم، فقال: يا أبا زكريا أنت أكبر مني ؟ قال: نعم، أنا أكبر منك، و أنت أعلم مني فتقدّم إسحاق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس،[أنا أبو منصور] (2) بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعد الماليني قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (3)[قال: سمعت أحمد] (4) بن حفص السعدي يقول: ذكر لأحمد بن حنبل و أنا حاضر - و في رواية الخطيب: ذكر أحمد بن حنبل - إسحاق بن راهويه، فكره أحمد أن يقال راهويه، و قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي و قال: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، و إن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا.

قال (5):و سمعت يحيى بن زكريا بن حيّوية يقول: سمعت أبا داود الخفّاف يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يعبر الجسر مثل إسحاق.

ص: 128


1- اسمه محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، نسبة إلى حيرة نيسابور (الأنساب).
2- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
3- الكامل في الضعفاء لابن عدي 135/1 و تاريخ بغداد 348/6.
4- ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالأصل، و المثبت عن م، و انظر تاريخ بغداد و ابن عدي.
5- القائل ابن عدي، انظر الكامل لابن عدي 135/1-136 و بغية الطلب 1390/3.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي قال: سمعت أبا عبد الرحمن السّلمي يقول: سمعت أبا عمرو بن مطر يقول: سمعت موسى بن عبد الرحمن الشّنّي (1)يقول: و سئل يعني أحمد بن حنبل، عن إسحاق بن راهويه إمام هو؟ فقال: نعم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني عبد الملك بن عمر الرّزّاز، أنا عبيد اللّه بن سعيد البروجردي، نا عبد اللّه بن محمد بن وهب الحافظ ، نا مروان بن أحمد - أبو أحمد - قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الشافعي عندنا إمام، و الحميدي عندنا إمام، و إسحاق بن راهويه عندنا إمام.

قال (3):و أنا علي بن محمد بن عبد اللّه المعدّل، نا دعلج بن أحمد السّجستاني قال: سمعت أبا عبد اللّه محمد بن عبد الرحمن الشامي قال: سئل أحمد بن حنبل - و أنا حاضر - عن إسحاق بن إبراهيم ؟ فقال: من مثل إسحاق ؟ مثل إسحاق يسأل عنه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو محمد طاهر بن سهل، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن رزق ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه ح.

و أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي قالا: أنا أبو الحسين بن بشران قالا: أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق بن حنبل قال: سمعت أبا عبد اللّه - و هو أحمد بن حنبل - و سئل عن إسحاق بن راهويه فقال: مثل إسحاق يسأل عنه ؟ إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين (4).

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني، و أبو الحسن مكّي بن أبي طالب الهمداني قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن حكيم (5) المروزي، أنا أبو عمرو نصر بن زكريا، نا إسحاق بن إبراهيم قال: سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى - حدّث ابن عباس كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم يلحظ في

ص: 129


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شنّ و هو بطن من عبد القيس.
2- تاريخ بغداد 350/6.
3- تاريخ بغداد 350/6.
4- تاريخ بغداد 350/6.
5- في تاريخ بغداد 351/6 «حاتم».

صلاته و لا يلوي عنقه خلف ظهره - قال: فحدّثنيه فقال له رجل: يا أبا يعقوب رواه وكيع بخلاف هذا: فقال له أحمد بن حنبل: اسكت، إذا حدّثك أبو يعقوب، أمير المؤمنين، فتمسّك به، رواها الخطيب، عن أحمد بن محمد (1) بن محمد بن عبد الواحد، عن أبي عبد اللّه الحافظ .

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا محمد بن عبد اللّه بن خلف الدّقّاق، نا عمر بن محمد الجوهري، نا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل إسحاق أبو يعقوب أعني ابن راهويه - ترى لإنسان أن يقصد إليه فيتعلم منه الفقه فإنه رجل ممكّن ؟ فقال: ما أفهمه! هو كيس.

قال (3):و أنا علي بن أبي علي المعدّل، أنا علي بن عبد اللّه (4) البردعي، نا عبد الرحمن بن أبي حاتم، نا صالح بن أحمد بن حنبل. قال: قال أبي: جلست أنا و إسحاق بن راهويه يوما إلى الشافعي، فناظره إسحاق في السكن بمكة فعلا إسحاق يومئذ الشافعي..

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، نا محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا أبو عبد الرحيم الجوزجاني قال: سمعت سمعت أحمد بن حنبل - و ذكرنا عنده إسحاق بن إبراهيم و ما تنقصه أهل خراسان فقال أحمد:- لا أعرف لإسحاق بالعراق نظيرا (5).

قال: و سمعت فتح بن عبد اللّه يقول: سمعت محمد بن عبد الرحمن السامي (6)يقول: سئل أحمد بن حنبل عن إسحاق فقال: و من مثل إسحاق ؟ يسأل مثلي عن مثل إسحاق ؟

ص: 130


1- في تاريخ بغداد: أحمد بن محمد بن عبد الواحد.
2- تاريخ بغداد 349/6.
3- تاريخ بغداد 350/6-351.
4- تاريخ بغداد: عبد العزيز.
5- بغية الطلب 1396/3 و سير الأعلام 372/11 و فيها: في الدنيا بدل بالعراق.
6- في بغية الطلب: الشامي.

قال: و سمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت أبا مضر محمد بن نصر المروزي يقول: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

إسحاق لم يلق مثله (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسن بن محمد، أنا أبو محمد المخلدي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن مسلم الأسفرايني قال: سمعت أبا نصر يعقوب بن يوسف بن أخي أحمد بن الخليل يقول: سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول: ذكر أحمد بن حنبل - و ذكر يوما إسحاق فقال: ذاك الإمام (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النّسيب، نا و أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن، أنا أبو بكر الخطيب: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، نا محمد بن عبد اللّه بن نعيم النّيسابوري، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمد بن يعقوب يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: دخلت على أحمد بن حنبل فقال: أنت ابن يعقوب ؟ قلت: بلى فقال: أما أنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك فإنك لم تر مثله (3).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان (4)،نا أبو إسحاق المزكي (5)-إملاء - أنا عبد الواحد [بن محمد] (6) بن سعيد - أبو أحمد - حدّثني إبراهيم بن علي، حدّثني الفضل بن عبد اللّه الحميري قال: سألت أحمد بن حنبل عن رجال خراسان فقال: أما إسحاق بن راهويه فلم أر مثله، و أما الحسين بن عيسى البسطامي فثقة (7)،و أما إسماعيل بن سعيد الشالنجي ففقيه عالم، و أما أبو عبد اللّه العطار (8) فبصير بالعربية و النحو، و أما محمد بن أسلم لو أمكنني زيارته لزرته.

ص: 131


1- سير الأعلام 374/11.
2- بغية الطلب 1397/3.
3- سير الأعلام 374/11.
4- اسمه: محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، ترجمته في سير الأعلام 598/17.
5- اسمه إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ترجمته في سير الأعلام 163/16.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك فوق الكلام بين السطرين.
7- كذا بالأصل و تاريخ بغداد و في سير الأعلام 374/11:«فقيه».
8- كذا بالأصل و سير الأعلام و في تاريخ بغداد 351/6 «القطان».

رواها الخطيب عن ابن غيلان (1).

أخبرنا أبو الفتوح عبد الخلاق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد اللّه بن محمد الأنصاري الهروي - ببغداد - أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري (2)،نا أبو زكريا يحيى بن عمّار بن يحيى بن عمّار الشيباني - إملاء - نا أبو علي الحسين بن أحمد بن موسى القاضي، نا جدي قال: قال أبو الفضل أحمد بن سلمة وجدت عندي مكتوبا عن عبد اللّه بن أبي زياد القطوانيّ (3) قال: سمعت أبا عبيد يقول: انتهى،- يعني علم الحديث - إلى أربعة إلى أحمد بن حنبل و هو أفقههم فيه، و إلى علي بن المديني و هو أعلمهم به، و إلى يحيى بن معين و هو أكتبهم له، و إلى أبي بكر بن أبي شيبة و هو أحفظهم له.

قال أحمد بن سلمة: لو عاين أبو عبيد إسحاق بن إبراهيم الحنظلي لفضّله عليهم حفظا و علما وسعة في العلم، و علما باختلاف العلماء.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4):

أخبرني محمد بن أحمد بن رزق، نا جعفر بن محمد بن نصير، نا أبو عبد اللّه (5)محمد بن جابر قال: سمعت أبا بكر محمد بن يزيد المستملي يقول: سمعت نعيم بن حمّاد يقول: إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتّهمه في دينه، و إذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتّهمه في دينه، و إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتّهمه في دينه.

قال (6):و أنا ابن يعقوب، نا محمد بن نعيم، قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري (7) يقول: سمعت أبا عبد اللّه محمد بن عبد السلام بن بشّار الورّاق (8)

ص: 132


1- الخبر في تاريخ بغداد 351/6 و سير الأعلام 374/11-375 و بغية الطلب لابن العديم 1394/3.
2- ترجمته في سير الأعلام 69/19(38). و العميري ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى عمير، اسم جد، و ترجم له السمعاني.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى قطوان، موضع بالكوفة. و ترجم له السمعاني في الأنساب.
4- تاريخ بغداد 348/6.
5- في تاريخ بغداد: أبو محمد عبد اللّه بن جابر.
6- تاريخ بغداد 349/6.
7- ترجمته في سير الأعلام 533/15(311).
8- ترجمته في سير الأعلام 460/13(228).

يقول: سمعت محمد بن داود بن داود الضّبّي يقول: سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول حين مات إسحاق الحنظلي: ما أعلم أحدا كان أخشى للّه من إسحاق، يقول اللّه تعالى: إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ (1) و كان أعلم الناس، و لو كان سفيان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق. قال محمد بن عبد السلام: فأخبرت بذلك أحمد بن سعيد الرباطي فقال: و اللّه لو كان الثوري و ابن عيينة و الحمادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق. قال محمد: فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصّفّار، فقال: و اللّه لو كان الحسن البصري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة (2).

قال (3):و حدّثني علي بن أحمد الهاشمي قال: هذا كتاب جدّي فقرأت فيه:

حدّثني محمد بن داود النّيسابوري، قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت الدارمي يقول: ساد إسحاق أهل المشرق و المغرب بصدقه (4).

قال: و سمعت أبا بكر يقول: سمعت أبا عبد الرحيم الجوزجاني يقول: سمعت أحمد بن حنبل - و ذكر إسحاق - فقال: لا أعلم - أو لا أعرف - لإسحاق بالعراق نظيرا.

أخبرنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه - إجازة - ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد المروزي، أنا أبو علي الحداد قالوا: نا أبو نعيم الحافظ (5)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمد بن إسحاق الثقفي أنشدني أحمد بن سعيد الرّباطي في إسحاق بن إبراهيم الحنظلي:

قربي إلى اللّه دعاني إلى *** حبّ أبي يعقوب إسحاق

لم يجعل الفرقان (6) خلقا كما *** قد قاله زنديق فسّاق

جماعة السّنّة آدابه *** يقيم من شذّ على ساق (7)

ص: 133


1- سورة فاطر، الآية:28.
2- الخبر في سير الأعلام 371/11.
3- تاريخ بغداد 349/6.
4- الخبر في سير الأعلام 371/11.
5- الخبر و الأبيات في حلية الأولياء 234/9 و سير الأعلام 375/11.
6- الحلية و السير: القرآن.
7- سقط البيت من سير الأعلام.

يا حجة اللّه على خلقه *** في سنّة الماضين للباقي

أبوك إبراهيم محض التّقى *** سبّاق مجد و ابن سبّاق

قال محمد بن إسحاق: و لما مات إسحاق بن إبراهيم وقف رجل على قبره و قال:

فكيف احتمالي للسّحاب صنيعه *** بإسقائه قبرا و في لحده بحر (1)

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2):

حدّثني علي بن أحمد الهاشمي قال: هذا كتاب جدّي فقرأت فيه: حدّثني محمد بن داود النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: وافقت إسحاق بن إبراهيم صاحبنا سنة تسع و تسعين ببغداد، اجتمعوا في الرّصافة أعلام الحديث، فيهم: أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين و غيرهما. فكان صدر المجلس لإسحاق و هو الخطيب.

و كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، نا أبو بكر محمد بن النضر الجارودي، نا شيخنا و كبيرنا و من تعلمنا منه و كملنا به أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي (3).

قال: و سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت الفضل بن محمد الشّعراني يقول: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الإمام بخراسان بلا مدافعة (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5):

أخبرني محمد بن علي الصّوري، نا عبيد اللّه بن القاسم القاضي الهمذاني (6)- بطرابلس - نا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل الخشّاب العروضي (7)،نا أبو

ص: 134


1- البيت في حلية الأولياء 234/9 و سير الأعلام 372/11.
2- تاريخ بغداد 351/6.
3- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 1400/3.
4- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 1400/3.
5- تاريخ بغداد 350/6.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل «الهمداني».
7- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى العروض، و هي التي بها أوزان الشعر، و في الأنساب ذكره السمعاني:«أبو يحيى عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد اللّه بن سليمان الخولاني النحوي العروضي الخشاب.

عبد الرّحمن النسائي قال: إسحاق بن إبراهيم بن راهويه أحد الأئمة.

قال (1):و أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، نا محمّد بن نعيم قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: و اللّه لو أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي كان في التابعين لأقروا له بحفظه و علمه و فقهه.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو محمد بن زياد، نا عبد اللّه بن مسلم، نا أحمد بن سلمة قال: قلت لأبي حاتم محمد بن إدريس: أراك أقبلت على قول أحمد بن حنبل و إسحاق فقال: لا أعلم في دهر و لا مثل هذين الرجلين رحلا و كتبا و ذاكرا و صنّفا.

قال: و نا عبد اللّه بن محمد قال: سألت محمد بن الجنيد، عن أحمد و إسحاق قلت: أيهما أفقه ؟ قال: كان إسحاق يميل إلى قول مالك، و كان يحتج لأهل المدينة و كان أحمد يتبع الأثر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السّهمي ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو سعد الماليني، قالا: أنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت يحيى بن زكريا - يعني ابن حيّوية - يقول: سمعت أبا داود الخفّاف يقول: أملى علينا إسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه، ثم قرأها علينا فما زاد حرفا و لا نقص حرفا.

قال (3):و سمعت يحيى بن زكريا يقول: سمعت أبا داود الخفّاف يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لكأني انظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، و ثلاثين ألفا (4)أسردها.

قال (5):و نا محمد بن يوسف، نا ابن خشرم، نا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن

ص: 135


1- تاريخ بغداد 350/6.
2- تاريخ بغداد 354/6.
3- تاريخ بغداد 352/6.
4- بالأصل: ألف.
5- تاريخ بغداد 351/6 و الكامل لابن عدي 135/1-136.

الشعبي قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، و لا حدّثني رجل بحديث قطّ إلاّ حفظته، فلا أحببت أن يعيده عليّ ، فحدثت بهذا الحديث إسحاق بن راهويه فقال:

تعجب من هذا؟ قلت: نعم، قال: كنت لا أسمع شيئا - و قال الخطيب: ما كنت أسمع شيئا إلاّ حفظته - و كأني أنظره إلى سبعين ألف حديث، أو قال أكثر من سبعين ألفا في كتبي.

أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين الحنّائي.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع النّابلسي عنه، أنا أبو الحسن علي (1) بن إبراهيم بن نصرويه السمرقندي، نا محمد (2) بن أحمد بن متّ ، أنا محمد بن يوسف الفربري، نا علي بن خشرم، أنا محمد بن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشّعبي قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا و لا حدّثني رجل قطّ حديثا إلاّ حفظته، و لا أحببت أن يعيده عليّ ، فحدّثت بهذا الحديث إسحاق بن إبراهيم فقال: أتعجب من هذا؟ قلت: نعم، قال: كنت لا أسمع شيئا إلاّ حفظته، و كأني انظر إلى تسعين ألف حديث أو قال: سبعين ألف حديث من كتبي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا محمد بن يعقوب، أنا ابن نعيم أخبرني محمد بن صالح بن هانئ - من أصل كتابه - نا أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد القهندزي (4) قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أحفظ سبعين ألف حديث كأنها نصب عيني.

قال: و حدثني أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني - لفظا بأصبهان - نا أبو بكر بن المقرئ قال: سمعت محمد بن أحمد بن زيرك اليزدي يقول:

سمعت جعفر بن محمد بن سوّار يقول: سمعت إسحاق - يعني ابن راهويه - يقول: إني لأدخل الحمام و بين عينيّ سبعون ألف حديث.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القاضي، أنا أبو روح

ص: 136


1- ترجمته في سير الأعلام 604/17(404).
2- ترجمته في السير 521/16(382).
3- تاريخ بغداد 352/6.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى قهندز و هي بلادشتى، و المذكور ينسب إلى قهندز نيسابور.

ياسين بن سهل بن محمد بن الحسن القايني قال: سمعت أبا منصور محمد بن أحمد بن منصور القايني ح.

و قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزني يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت علي بن خشرم يقول: كان إسحاق بن راهويه يملي سبعين ألف حديث حفظا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا ابن يعقوب، أنا ابن نعيم قال: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي يقول: ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي و حفظه للأسانيد و المتون، فقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق. قال أبو حاتم: و العجب من إتقانه و سلامته من الغلط ، مع ما رزق من الحفظ . و قال أحمد بن سلمة: قلت لأبي حاتم إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. فقال أبو حاتم: و هذا أعجب، فإن (2) ضبط الأحاديث المسندة أسهل و أهون من ضبط أسانيد التفسير و ألفاظها.

قال (3):و أنا محمد بن علي المقرئ، أنا محمد بن عبد اللّه النيسابوري الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري يقول: سمعت علي بن سلمة اللّبقي (4) يقول: كان إسحاق عند الأمير عبد اللّه بن طاهر و عنده إبراهيم بن أبي صالح، فسأل الأمير إسحاق عن مسألة فقال إسحاق: السّنّة فيها كذا و كذا، و كذلك يقول: من سلك طريق أهل السّنّة، و أما فلان (5) و أصحابه فإنهم قالوا بخلاف هذا، فقال إبراهيم: لم يقل فلان بخلاف هذا. فقال إسحاق: حفظته من كتاب جده، و أنا و هو في كتّاب واحد، فقال إبراهيم: أصلحك اللّه كذب إسحاق على جدّي، فقال إسحاق:

ص: 137


1- تاريخ بغداد 352/6-353.
2- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «بأن».
3- تاريخ بغداد 353/6.
4- ضبطت عن الأنساب، و ذكره السمعاني، و لم يذكر هذه النسبة إلى أي شيء.
5- في تاريخ بغداد: و أما أبو حنيفة.

ليبعث الأمير إليّ جزء كذا و كذا من جامعه، فأتي بالكتاب، فجعل الأمير يقلب الكتاب، فقال إسحاق: عد من الكتاب إحدى عشرة (1) ورقة، ثم عد سبعة (2) أسطر، ففعل، فإذا المسألة على ما قال إسحاق، فقال الأمير عبد اللّه بن طاهر: قد تحفظ المسائل، و لكني أعجب لحفظك هذه المشاهدة. فقال إسحاق: ليوم مثل هذا، لكي يخزي اللّه على يديّ عدوا مثله.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا العباس أحمد بن سعيد الفقيه - ببخارا - يقول: سمعت محمد بن يحيى بن خالد المروزي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أحفظ سبعين ألف حديث، و كأني انظر إلى موضع مائة ألف حديث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا رضوان بن محمد بن الحسن الدّينوري قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرّحمن الحافظ - بهمذان - يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن سعيد يقول: سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد المديني يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: أحفظ سبعين ألف حديث، و أذاكر بمائة ألف حديث.

قال (4):و نا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزي - بها - قال: سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أعرف مكان مائة ألف حديث كأني انظر إليها، و أحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي، و أحفظ أربعة آلاف حديث مزوّرة فقيل له: ما معنى حفظ المزوّرة ؟ قال: إذا مر بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليته منها فليا.

قال (5):و أنا محمد بن علي بن مخلد الورّاق، نا أحمد بن محمد بن عمران، نا أحمد بن كامل قال: قال عبد اللّه بن طاهر لإسحاق بن راهويه: قيل لي أنك تحفظ مائة ألف حديث ؟ قال: مائة ألف حديث ما أدري ما هو، و لكني ما سمعت شيئا قط إلاّ

ص: 138


1- بالأصل:«عشر».
2- تاريخ بغداد: تسعة.
3- تاريخ بغداد 352/6.
4- تاريخ بغداد 352/6.
5- تاريخ بغداد 354/6 و بغية الطلب 1398/3.

حفظته، و لا حفظت شيئا قط فنسيته.

قال (1):و أنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق الضّبغي يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: فاتني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس، و كان يمليه حفظا، فترددت إليه مرارا ليعيده عليّ فتعذر، فقصدته يوما لأسأله إعادته و قد حمل إليه حنطة من الرستاق، فقال لي: تقوم عندهم و تكتب وزن هذه الحنظلة فإذا فرغت أعدت لك الفائت قال: ففعلت ذلك، فلما فرغت عرّفته، و كان خرج من منزله، فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل، فقلت له: فيما وعد من الفائت، فسألني عن أول حديث من المجلس فذكرته له، فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس إلى آخره حفظا، و كان قد أملى المسند كله من حفظه، و قرأه أيضا من حفظه ثانيا كله.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو حازم الحافظ قال:

سمعت بشر بن أحمد التّميمي يقول: سمعت داود بن الحسين البيهقي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: دخلت على الأمير عبد اللّه بن طاهر و في كمي تمر آكله فنظر إليّ الأمير فقال: يا أبا يعقوب إن لم يكن تركك للرياء من الربا فما في الدنيا أقل رياء منك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم، أبو يعقوب الحنظلي المروزي، المعروف بابن راهويه. كان أحد أئمة المسلّمين، و علما من أعلام الدين، اجتمع له الحديث و الفقه، و الحفظ و الصدق، و الورع و الزهد، و رحل إلى العراق، و الحجاز، و اليمن، و الشام، فسمع جرير بن عبد الحميد الرازي، و إسماعيل بن علّيّة، و سفيان بن عيينة، و وكيع بن الجرّاح، و أبا معاوية، و أبا أسامة، و يحيى بن آدم، و بقية بن الوليد، و عبد الرّزّاق بن همّام، و النظر بن شميل، و عبد العزيز الدّراوردي، و عيسى بن يونس، و عبدة بن سليمان، و أبا بكر بن عياش، و عبد الوهاب الثّقفي، و معتمر بن سليمان، و محمد بن بكر البرساني (3)،و عبد اللّه بن وهب، و محمد بن

ص: 139


1- تاريخ بغداد 354/6 و بغية الطلب 1398/3.
2- تاريخ بغداد 345/6-346.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى برسان، بطن من الأزد، ترجم له السمعاني ترجمة قصيرة.

سلمة الحرّاني، و سويد بن عبد العزيز، و معاذ بن هشام، و الوليد بن مسلم: و ورد بغداد غير مرة، و جالس حفاظ أهلها، و ذاكرهم، و عاد إلى خراسان فاستوطن نيسابور إلى أن توفي بها، و انتشر علمه عند الخراسانيين. و روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، و إسحاق بن منصور الكوسج، و مسلم بن الحجّاج، و محمد بن نصر المروزي، و أبو عيسى التّرمذي، و أحمد بن سلمة، و خلق يطول ذكرهم. و روى عنه من قدماء شيوخه يحيى بن آدم، و بقية بن الوليد، و من أقرانه أحمد بن حنبل، و لم أر في أحاديث البغداديين شيئا أستدل به على أنه حدّث ببغداد إلاّ أن يكون على سبيل المذاكرة و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمد بن علي السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال:

و إسحاق بن راهويه من أهل خراسان، يعني مات سنة ثمان و ثلاثين و مائتين (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا محمد بن الحسين القطان، أنا علي بن إبراهيم المستملي، نا أبو أحمد بن فارس، نا البخاري قال: مات إسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظلي و هو ابن سبع و سبعين سنة.

قال الخطيب: و هذا يدل على أن مولده كان في سنة إحدى و ستين و مائة، قبل مولد أحمد بن حنبل بثلاث سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا أبو طاهر هبة اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدّولابي، قال: قال محمد بن إسحاق بن راهويه: قال محمد بن إسماعيل البخاري (3):مات أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ليلة السبت لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ثمان و ثلاثين

ص: 140


1- الخبر في بغية الطلب نقلا عن خليفة بن خياط ، و لم يأت خليفة في تاريخه على ذكره.
2- تاريخ بغداد 355/6.
3- التاريخ الكبير 1/قسم 379/1.

[و مائتين] (1)،و هو ابن سبع و سبعين سنة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب قال (2):قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، أخبرني أبو يحيى الشعراني: أن إسحاق بن راهويه توفي في سنة ثمان و ثلاثين [و مائتين] (3) و إنه كان يخضب بالحنّاء و قال لي: ما رأيت بيد إسحاق كتابا قط ، و ما كان يحدّث إلاّ حفظا.

قال: كنت إذا ذكرت إسحاق في العلم وجدته فيه فردا، فإذا جئت إلى أمر الدنيا رأيته لا رأي له.

قال: و أنا أحمد بن محمد العتيقي، أنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - نا أبو عبيد محمد بن علي الأجري قال: سمعت أبا داود يقول: إسحاق بن راهويه تغيّر قبل أن يموت بخمسة أشهر، و سمعت منه في تلك الأيام و رميت به، و مات سنة سبع أو ثمان و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاّف قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا الحسن بن محمد بن الحسن السّكوني، نا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي قال: مات إسحاق بن إبراهيم بن راهويه سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزي - بها - قال: سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: مات إسحاق بن إبراهيم ليلة الخميس سنة ثمان و ثلاثين و مائتين قال: و أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمد بن نعيم، نا محمد بن إبراهيم المزكي، نا الحسين بن محمد بن زياد قال: توفي إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ليلة النصف من شعبان سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.

ص: 141


1- ما بين معكوفتين زيادة عن التاريخ الكبير.
2- تاريخ بغداد 354/6.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- تاريخ بغداد 355/6.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قرأت بخط أبي عمرو المستملي أخبرني علي بن سلمة بن علي الجلاباذي (1) الكرابيسي - و هو من الصالحين - قال: رأيت ليلة مات إسحاق بن إبراهيم الحنظلي كأن قمرا ارتفع من الأرض إلى السماء من سكة إسحاق بن إبراهيم ثم نزل فسقط في الموضع الذي دفن فيه إسحاق بن إبراهيم، و لم أشعر أنا بموته، فلما عدوت إذا أنا بحفّار يحفر قبر إسحاق بن إبراهيم في الموضع الذي رأيت القمر وقع فيه. فسألت الحفّار قلت: قبر من هذا؟ قال: قبر إسحاق بن إبراهيم (2).

قال أبو عمرو: و أخبرني علي بن سلمة، نا شاذان و كان وكيلا لآل طاهر قال:

رأيت الليلة الذي مات فيها إسحاق بن إبراهيم كان عليه إزار و رداء و هو متحرك كأنه قائم مستقبل قبره الذي دفن فيه و معه رجال كثير كأنهم قالوا لإسحاق بن إبراهيم أين (3)تريد؟ فقال إسحاق بن إبراهيم: أريد الحجّ .

618 - إسحاق بن إبراهيم بن ميمون،

أبو محمد التّميمي المعروف أبوه بالموصلي (4)

سمع: مالك بن أنس، و سفيان بن عيينة، و هشيم بن بشير، و أبا معاوية الضرير، و أبا سعيد الأصمعي، و أبا عبيدة معمر بن المثنى، و بقية بن الوليد، و روح بن عبادة (5).

روى عنه ابنه حمّاد، و شيخه أبو سعيد الأصمعي، و الزبير بن بكّار، و أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاّد، و ميمون بن هارون الكاتب، و علي بن يحيى المنجّم، و أبو خالد يزيد بن محمد المهلّبي، و الحسين بن يحيى الكاتب، و غيرهم.

ص: 142


1- هذه النسبة إلى كلاباذ محلة كبيرة بنيسابور (انظر الأنساب: الجلاباذي).
2- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 1408/3.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م و انظر بغية الطلب 1409/3.
4- تاريخ بغداد 338/6 الأغاني 268/5 معجم الأدباء 5/6 الوافي بالوفيات 388/8 و وفيات الأعيان 202/1 و سير أعلام النبلاء 118/11 و انظر بالحاشية في المصادر الثلاثة الأخيرة ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ذكرته و ترجمت له.
5- ضبطت اللفظتان عن تقريب التهذيب.

و قدم دمشق مع المأمون (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2):

حدّثني أبو سعيد مسعود بن ناصر السّجزي، نا علي بن أحمد بن إبراهيم السّرخاباذي (3)،نا أحمد بن فارس بن حبيب، حدّثني محمد بن عبد اللّه الدّوري - بمدينة السلام - حدّثني علي بن الحسين بن الهيثم، نا الحسين بن علي المرداسي، نا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: قال لي أبي: قلت ليحيى بن خالد أريد أن تكلم لي سفيان بن عيينة ليحدّثني بأحاديث، فقال: نعم إذا جاءنا فأذكرني، قال: فجاءه سفيان، فلما جلس أومأت إلى يحيى، فقال له: يا أبا محمد إسحاق بن إبراهيم من أهل العلم و الأدب، و هو مكره على ما تعلمه منه. فقال سفيان: ما تريد بهذا الكلام ؟ قال:

تحدّثه بأحاديث، قال: فتكرّه ذلك، فقال يحيى: أقسمت عليك إلاّ فعلت، قال؛ نعم، فليبكر إليّ قال: فقلت ليحيى: افرض لي عليه شيئا، فقال له: يا أبا محمد افرض له شيئا، قال: نعم، قد جعلت له خمسة أحاديث، قال: زده، قال: قد جعلتها سبعة، قال: هل لك أن تجعلها عشرة ؟ قال: نعم، قال إسحاق: فبكّرت إليه و استأذنت و دخلت فجلست بين يديه و أخرج كتابه فأملى عليّ عشرة أحاديث، فلما فرغ قلت له: يا أبا محمد إن المحدّث يسهو و يغفل و إنّ المحدّث أيضا كذلك، فإن رأيت أن أقرأ عليك ما سمعته منك قال: اقرأ فديتك، فقرأت عليه، و قلت له أيضا: إن القارئ ربما أغفل (4) طرفه الحرف، و المقروء عليه ربما ذهب عنه الحرف، فأنا في حل أن أروي جميع ما سمعته منك ؟ قال: نعم فديتك أنت و اللّه فوق أن تستشفع أو يشفع لك، فتعال كل يوم، فلوددت أن أصحاب الحديث كانوا مثلك.

قال (5):و أخبرني أحمد بن محمد بن يعقوب الكاتب، حدثني جدي محمد بن عبيد اللّه بن قفرجل، نا محمد بن يحيى، نا أبو العيناء، نا إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: جئت أبا معاوية الضرير و معي مائة حديث أريد أن أقرأها عليه، فوجدت

ص: 143


1- الخبر نقله ابن العديم عن ابن عساكر في بغية الطلب 1419/3.
2- تاريخ بغداد 339/6.
3- هذه النسبة إلى سرخاباذ، قرية من قرى الري.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «غفل».
5- تاريخ بغداد 338/6-339.

في دهليزه رجلا ضريرا، فقال لي: إنه قد جعل الأذن عليه اليوم إليّ لينفعني، و أنت رجل جليل، فقلت له: معي مائة حديث، و أنا أهب لك عنها مائة درهم، فقال: قد رضيت، و دخل فاستأذن لي فدخلت، و قرأت المائة حديث، فقال لي أبو معاوية: الذي ضمنته لهذا يأخذه من أذناب الناس، و أنت من رؤسائهم و هو ضعيف معيل، و أنا أحب منفعته. قلت: قد جعلتها له مائة دينار. فقال: أحسن اللّه جزاك، فدفعتها إليه فأغنيته.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، نا عون بن محمد، نا أبي قال: قال لي إسحاق بن إبراهيم كنت مع المأمون بدمشق و كان قد قلّ المال عنده حتى ضاق و شكى ذاك إلى أبي إسحاق المعتصم فقال له: يا أمير المؤمنين كأنك بالمال قد وافاك بعد جمعة. قال: و قد كان حمل إليه ثلاثين ألف ألف من خراج ما كان يتولاه أبو إسحاق، فلما ورد عليه ذلك المال قال المأمون ليحيى بن أكثم: اخرج بنا ننظر إلى هذا المال فخرجا حتى أصحرا و وقفا ينظران إليه، و كان قد هيئ بأحسن هيئة، و حلّيت أباعره و ألبست الأجلّة الموشّاة و الجلال المصبوغة و قلّدت العهن و جعلت البدور من الحرير الأحمر و الأخضر و الأصفر، و أبديت رءوسها. قال: فنظر المأمون إلى شيء حسن، و استكثر ذلك المال و عظم في عينه و استشرفه الناس ينظرون إليه و يعجبون منه، فقال المأمون: يا أبا محمد ينصرف أصحابنا هؤلاء الذين تراهم إلى منازلهم خائبين، و ننصرف نحن بهذه الأموال قد ملكناها دونهم، إنّا إذا للئام، ثم دعا محمد بن يزداد فقال: وقّع لفلان بألف ألف، و لفلان بمثلها، و لفلان بثلاثمائة ألف، و لفلان بمثلها، قال: فو اللّه إن زال كذلك حتى فرّق أربعة و عشرين ألف ألف، درهم و رجله في ركابه؛ قال: ثم قال: ادفع الباقي إلى المعلّى لعطاء جندنا. قال: فقال العبسي: فجئت حتى قمت نصب عينيه فلم أرد طرفي عنه فجعل لا يلحظني إلاّ رآني بتلك الحال. فقال: يا أبا محمد: وقّع لهذا بخمسين ألف درهم من الستة الألف ألف درهم لا يختلس ناظري قال: فلم تأت عليّ ليلتان حتى أخذت المال و في رواية أخرى: العيشي، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر

ص: 144

الخطيب (1):إسحاق بن إبراهيم بن ميمون، أبو محمّد التّميمي المعروف والده بالموصلي يقال: إنه ولد في سنة خمسين و مائة، و قيل: ولد بعد ذلك، و كتب الحديث عن سفيان بن عيينة، و هشيم بن بشير (2)،و أبي معاوية الضرير، و طبقتهم. و أخذ الأدب عن أبي سعيد الأصمعي، و أبي عبيدة، و نحوهما. و برع في علم الغناء و غلب عليه فنسب إليه، و كان حسن المعرفة، حلو النادرة، مليح المحاضرة، جيد الشعر مذكورا بالسخاء، معظّما عند الخلفاء، و هو صاحب كتاب الأغاني الذي يرويه عنه ابنه حمّاد.

و قد روى عنه أيضا الزبير بن بكار و أبو العيناء، و ميمون بن هارون و غيرهم.

قرأت على عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):و إسحاق بن إبراهيم الموصلي المغني: شاعر متأدب فاضل له روايات كثيرة، و كتاب مصنّف في الأغاني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4):حدّثني (5) الحسن بن علي المقنّعي (6)،عن محمد بن موسى الكاتب، أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجّم، عن أبيه، عن جده، عن إسحاق قال: بقيت دهرا من دهري أغلس في كل يوم إلى هشيم أو غيره من المحدّثين و أسمع منه، ثم أصير إلى الكسائي أو الفراء أو ابن غزالة (7) فأقرأ عليه جزءا من القرآن، ثم آتي منصور زلزل فيضاربني طريقتين (8) أو ثلاثة (9)،ثم آتي عاتكة بنت شهدة (10) فآخذ منها صوتا أو

ص: 145


1- تاريخ بغداد 338/6 و بغية الطلب 1414/3 و باختلاف في الأغاني 271/5-272.
2- في تاريخ بغداد:«بشر» خطأ.
3- الإكمال لابن ماكولا 276/7.
4- تاريخ بغداد 340/6.
5- تاريخ بغداد: حدثنا.
6- ضبطت عن الأنساب بضم الميم و فتح القاف و النون و تشديدها، لم يذكر السمعاني إلى أي شيء هذه النسبة. و ذكره و ترجم له.
7- كذا بالأصل و تاريخ بغداد و الأغاني و في تاج العروس (غزل): و عبد الرحمن بن أحمد بن غزال مقرئ.
8- كذا بالأصل و م.
9- كذا بالأصل و في تاريخ بغداد:«طريقين» و في الأغاني:«طرقين» و لعله الصواب فالطرق بالفتح صوت أو نغمة بالعود و نحوه، يقال: تضرب الجارية كذا طرقا.
10- إحدى المغنيات، أمها جارية الوليد بن يزيد و كانت بدورها مغنية انظر الأغاني 57/6 ط بولاق.

صوتين، ثم آتي الأصمعي و أبا عبيدة فأناشدهما و أحدّثهما و أستفيد منهما ثم أصير إلى أبي فأعلمه ما صنعت، و من لقيت و ما (1) أخذت و أتغدى معه، فإذا كان العشي رحت إلى أمير المؤمنين الرشيد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، نا ثعلب، عن ابن الأعرابي، نا الأصمعي قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: مكثت أيام الرشيد أبكّر إلى هشيم و وكيع فأسمع منهما ثم أنصرف إلى عاتكة بنت شهدة و زلزل الضارب فتطارحني عاتكة صوتين ثم آخذ من زلزل طريقتين، ثم أنصرف فأبعث إلى أبي عبيدة و الأصمعي فيكونان عندي إلى بعد الظهر، ثم أروح إلى أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2):أخبرني الحسين بن علي الصّيمري (3)،نا محمد بن عمران بن موسى الكاتب أخبرني محمد بن يحيى، أخبرني عون بن محمد الكندي أن محمد بن عطية العطوي (4) الشاعر حدّثه أنه كان عند يحيى بن أكثم في مجلس له يجتمع الناس فيه، فوافاه إسحاق بن إبراهيم فأخذ يناظر أهل الكلام حتى انتصف منهم، ثم تكلم في الفقه فأحسن، و قاس و احتج، و تكلّم في الشعر و اللغة، ففاق من حضر، فأقبل على يحيى فقال: أعزّ اللّه القاضي، أ في شيء مما ناظرت فيه و حكيته نقص أو مطعن ؟ قال: لا، قال: فما بالي أقوم بسائر هذه العلوم قيام أهلها و أنسب إلى فن واحد قد اقتصر الناس عليه ؟

ص: 146


1- عن تاريخ بغداد و الأغاني و بالأصل «و من».
2- تاريخ بغداد 342/6-343.
3- ترجمته في سير الأعلام 615/16(412).
4- هو محمد بن عبد الرحمن بن عطية العطوي مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، من أهل البصرة، كان يعد في متكلمي المعتزلة، و يذهب مذهب الحسين النجار في خلق الأفعال، له شعر يستحسن، و من ذلك قوله: يأمل المرء أبعد الآمال و هو رهن بأقرب الآجال (الأنساب: العطوي).

قال العطوي: فالتفت إليّ يحيى بن أكثم فقال: جوابه في هذا عليك. قال:

و كان العطوي من أهل الجدل فقلت: نعم أعزّ اللّه القاضي، الجواب عليّ : ثم أقبلت على إسحاق فقلت: يا أبا محمد أنت كالفراء و الأخفش في النحو؟ قال: لا، قلت:

أ فأنت في اللغة و علم الشعر كالأصمعي و أبي عبيدة ؟ قال: لا، قلت: أ فأنت في الأنساب كالكلبي و أبي اليقظان ؟ قال: لا، قلت: أ فأنت في الكلام كأبي الهذيل و النّظام ؟ قال:

لا، قلت: أ فأنت في الفقه كالقاضي ؟ قال: لا، قلت: أ فأنت في قول الشعر كأبي العتاهية و أبي نواس ؟ قال: لا، قلت: فمن هاهنا نسبت إلى ما نسبت إليه لأنه لا نظير لك فيه و لا شبيه و أنت في غيره دون رؤساء أهله. فضحك و قام فانصرف، فقال لي يحيى بن أكثم: لقد وفّيت الحجة حقّها، و فيها ظلم قليل لإسحاق. و إنه لممن يقل في الزمان نظيره.

قال (1):و قرأت على الحسن بن علي الجوهري، عن أبي عبيد اللّه المرزباني قال: أخبرني محمد بن يحيى، نا محمد بن عبيد اللّه الحزنبل قال: ما سمعت ابن الأعرابي يصف أحدا بمثل ما يصف به إسحاق من العلم و الصدق و الحفظ و كان كثيرا مما يقول: أسمعتم بأحسن من ابتدائه في قوله:

هل إلى أن تنام عيني سبيل *** إن عهدي بالنوم عهد طويل ؟

هل تعرفون من شكا نومه بمثل هذا اللفظ الحسن.

قال (2):و قال محمد بن يحيى سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: كان إسحاق الموصلي ثقة صدوقا عالما، و ما سمعت منه شيئا، و لوددت أني سمعت و ما كان يفوتني منه شيء لو أردته. قال محمد: و سمعت أحمد بن يحيى النحوي يقول نحو هذا القول.

قال الخطيب (3):و حدثني علي بن المحسّن قال: وجدت في كتاب جدي علي بن محمد بن أبي الفهم التّنّوخي، نا الحرمى بن أبي العلاء، نا أبو خالد يزيد بن محمد المهلّبي قال: سمعت إسحاق الموصلي يقول: لما خرجنا مع الرشيد إلى الرّقّة قال لي

ص: 147


1- تاريخ بغداد 343/6.
2- تاريخ بغداد 343/6.
3- تاريخ بغداد 340/6 و مختصرا في الأغاني 302/5.

الأصمعي: كم حملت معك من كتبك ؟ قلت: تخفّفت فحملت ثمانية أحمال، ستة (1)عشر صندوقا؟ قال: فعجب فقلت: كم معك يا أبا سعيد؟ قال: ما معي إلاّ صندوق واحد قلت: ليس إلاّ؟ قال: و تستقل صندوقا من حقّ ! قال أبو خالد: و سمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: رأيت في منامي كأن جريرا، ناولني كبّة من شعر فأدخلتها في فمي، فقال بعض المعبرين: هذا رجل يقول من الشعر ما شاء. قال: و جاء مروان بن أبي حفصة يوما إليّ فاستنشدني من شعري فأنشدته (2):

إذا كانت الأحرار أصلي و منصبي *** و دافع ضيمي خازم (3) و ابن خازم

عطست بأنف شامخ و تناولت *** يداي السماء (4) قاعدا غير قائم

قال: فجعل مروان يستحسن ذلك و يقول: لأبي: إنّك لا تدري ما يقول هذا الغلام.

قال: و أخبرني أحمد بن محمد الكاتب حدّثني جدي محمد بن عبيد اللّه بن قفرجل، نا محمد بن يحيى، نا محمد بن يزيد المبرّد، نا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم، حدّثني أبي قال: عوتب أبو عبيدة فيما كان يعطيني من العلم، قال: و ما ينفعه ما أعطيه، إنما ألقيه في وعاء منخرق الأسفل، كلما ألقيت في أعلاه شيئا خرج من أسفله، فلقيت أبا عبيدة فقلت له: أنا عندك وعاء منخرق حتى قلت ما قلت ؟ قال: و أنت لا ترضى أن يأخذ الناس الكلام الذي لا يضرك و تأخذ أنت العلم و تسكت، و لا تجعل حجّة عليّ .

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي البغدادي، نا محمد بن يحيى، حدّثني عبد اللّه بن المعتزّ حدّثني أبي، عن جده، أن الرشيد قال لإبراهيم الموصلي: كيف تصوغ الألحان ؟ فقال: يا أمير المؤمنين أخرج الهمّ من قلبي و أمثل الطرب بين عيني فتسرع إليّ مسالك الألحان، فأسلكها بدليل من الإيقاع فلا أرجع

ص: 148


1- في الأغاني: ثمانية عشر.
2- البيتان في تاريخ بغداد 340/6 و بغية الطلب 1416/3 و الأغاني 278/5.
3- الأصل و الأغاني، و في تاريخ بغداد:«حازم و ابن حازم» بالحاء المهملة فيهما، و الصواب بالخاء فيهما، فهو في البيت يذكر ولاءه لخزيمة بن خازم، كان هو و أبوه من أشراف الدولة العباسية.
4- الأغاني:«أي الثريا».

خائبا، قال له الرشيد: يحق لك يا إبراهيم أن تدرك ما طلبت.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني الحسن بن علي المقنّعي، عن محمد بن موسى الكاتب أخبرني الصولي حدّثني عبد اللّه بن المعتز، حدثني أبو عبد اللّه الهاشمي (2) قال: اعتبر أهلنا على إسحاق بأن دعوه و مدّوا ستارة و أقعدوا كاتبين ضابطين بحيث لا يراهما إسحاق و قالوا: كلما غنّت الستارة صوتا فتكلم عليه إسحاق، فاكتبا الصوت، و اكتبا لفظه فيه، و جعل إسحاق كلما سمع صوتا أخبرنا بالشعر لمن هو، و نسب الصوت و ذكر جميع من تغنى فيه، و خبرا إن كان له خبر حتى كتب ذلك كله و حفظ ، ثم دعوا إسحاق بعد مدّة طويلة و ضربوا ستارة و أمروا من خلفها أن يغنين بمثل ما كن غنين به ذلك اليوم، ففعلن و ابتدأ إسحاق يتكلم في الغناء بمثل ما كان تكلم به، ما خرم حرفا. قال: فعلموا و علم الناس أنه لا يقول إلاّ صوابا و حقا، و عجبوا منه.

قال (3):و قرأت على أبي محمد الجوهري، عن أبي عبيد اللّه المرزباني أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجّم، عن أبيه: أخبرني أحمد بن القاسم الهاشمي، عن إسحاق بن إبراهيم قال: دعاني المأمون و عنده إبراهيم بن المهدي و في مجلسه عشرون جارية قد أقعد عشرا عن يمينه، و عشرا عن يساره معهن (4) العيدان يضربن بها، فلما دخلت سمعت من الناحية اليسرى خطأ فأنكرته، فقال المأمون: يا إسحاق أ تسمع خطأ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فقال لإبراهيم بن المهدي: هل تسمع خطأ؟ قال: لا، فأعاد عليّ السؤال، فقلت: بلى، و اللّه يا أمير المؤمنين و إنه لفي الجانب الأيسر، فأعاد إبراهيم سمعه إلى الناحية اليسرى فقال: لا، و اللّه يا أمير المؤمنين ما في هذه الناحية خطأ، فقلت: يا أمير المؤمنين مر الجواري اللواتي على الميمنة أن يمسكن فأمرهن فأمسكن ثم قلت لإبراهيم: هل تسمع خطأ فتسمّع ثم قال: ما هاهنا خطأ، فقلت: يا أمير المؤمنين يمسكن و تضرب الثامنة فأمسكن و ضربت الثامنة فعرف إبراهيم الخطأ.

ص: 149


1- تاريخ بغداد 340/6.
2- تاريخ بغداد: الهشامي.
3- تاريخ بغداد 343/6-344 و الخبر في الأغاني 285/5.
4- بالأصل و م «معهم» و المثبت عن تاريخ بغداد و الأغاني.

فقال: نعم، يا أمير المؤمنين هاهنا خطأ فقال عند ذلك المأمون: يا إبراهيم لا تمار إسحاق بعد اليوم فإن رجلا فهم الخطأ بين ثمانين وترا و عشرين حلقا لجدير بأن لا تماريه، فقال: صدقت يا أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ عليّ أسناده، و ناولني إياه و قال: اروه عني - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو الفضل الرّبعي، حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: قال لي علي بن هشام (2)قد عزمت على الصبوح فاغد عليّ . فعاقني عائق فشغلني عن البكور إليه، فجئت في وقت الظهر و عنده مخارق فقال لي: يا إسحاق أين كنت ؟ فقلت: شغلني - أعز اللّه الأمير - ما لم أجد من القيام به بدا، ثم دعا لي بطعام و جلسنا على شرابنا، فغنى مخارق صوتا من الطويل شعر المؤمل و الغناء لأبي سعيد مولى فائد و هو:

و قد لامني في حب مكنونة التي *** أهيم بها أهل الصفاء فأكثروا

يقولون لي: مهلا و صبرا فلم أجد *** جوابا سوى أن قلت: كيف التّصبّر

أ أصبر عن نفسي و قد حيل دونها *** و واقعني (3) منها الذي كنت أحذر

و فرق صرف الدهر بيني و بينها *** فكيف تقر العين، أم كيف تحبر (4)

فأخطأ فيه فقلت: أخطأت ويلك، ثم غنّى صوتا من البسيط ، شعره لحميد بن ثور، و الغناء للهذلي و هو:

يا موقد النار بالعلياء من إضم *** قد هجت لي سقما يا موقد النار

يا ربّ نار هدتني و هي (5) موقدة *** بالندّ و العنبر الهندي و الغار

تشبّها إذ خبت أيد مخضّبة *** من ثيّبات مصونات و أبكار

قلوبهن و لم تبرحن شاخصة *** ينظرن من أين يأتي الطارق الساري (6)

ص: 150


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي ط بيروت ص 228 و بغية الطلب 1423/3 و الأغاني 306/5 برواية أحمد بن يحيى المكي، و ورد في آخر الخبر في الأغاني أنه يروي عن أبي الفضل الربعي.
2- في الأغاني أن الذي دعاه الفضل بن الربيع.
3- الجليس الصالح: و وافقني.
4- سقط البيت من الجليس الصالح.
5- عن الجليس الصالح و بالأصل «و هو».
6- الأبيات ليس في ديوانه.

فأخطأ فيه فقلت: أخطأت ويلك. ثم تغنّى صوتا ثالثا من الكامل، شعره لكثيّر و الغناء لمعبد و هو:

إني استحيتك بأن أقول بحاجتي *** فإذا قرأت صحيفتي فتفهّم

و عليك عهد اللّه إن أنبأته *** أحدا و لا أظهرته بتكلم

فأخطأ فيه. فقلت: أخطأت ويلك، فغضب و قال: يا إسحاق يأمرك الأمير بالبكور فتأتي ظهرا، و تغنّيت أصواتا كلها يحبها و يطرب لها فخطّأتني فيها، و تزعم أنك لا تضرب العود إلاّ بين يدي خليفة أو ولي عهد. و لو قال لك بعض البرامكة مثل ذلك لبكّرت و ضربت و غنّيت فقلت: ما ظننت أن هذا يجترئ عليّ و اللّه ما أبدي انتقاصا لمجلس الأمير أعزّه اللّه، و لكن اسمع يا جاهل ثم أقبلت على ابن هشام فقلت: دعاني أصلح اللّه الأمير - يحيى بن خالد يوما، و قال لي: بكّر فإني على الصبوح، و قد كنت يومئذ في دار بأجرة، فجاءني من الليل صاحب الدار فأزعجني إزعاجا شديدا فجرت مني يمين غليظة إني لا أصبح حتى أتحوّل، فلما أصبحت خرجت أنا و غلماني حتى اكتريت منزلا و تحوّلت ثم صرت إلى يحيى وقت الظهر فقال لي: أين كنت إلى الساعة ؟ فحدّثته بقصتي، فقعدنا على شرابنا و أخذنا في غنائنا، فلم ألبث أن دعا يحيى بداوة و قرطاس فوقّع شيئا لم أدر ما هو ثم دفع الرقعة إلى جعفر، فوقّع فيها شيئا و دفعها إليّ . فإني لأنظر فيها و لم أدر ما تضمّنت، إذ أخذها الفضل من يدي فوقّع فيها شيئا و دفعها إليّ ، و إذا يحيى قد كتب: يدفع إلى إسحاق ألف ألف درهم يبتاع بها منزلا، و إذا جعفر قد وقّع يدفع إلى إسحاق ألف ألف يبتاع بها أثاثا، و إذا الفضل قد وقّع يدفع إلى إسحاق ألف ألف درهم يصرفها في نفقاته و مئونته، فقلت في نفسي هذا حلم فلم ألبث أن جاء خادم فأخذها من يدي، فلما كان وقت الانصراف استأذنت و خرجت فإذا أنا - و اللّه - بالمال و إذا بوكلاء ينتظروني حتى أقبض منهم. فعلام يلومني هذا الجاهل ؟ ثم قلت لمخارق:

هات العود، فأخذته و رددت الأصوات التي أخطأ فيها و غنّيت صوتا من الطويل بشعر لأبي (1) بشير، و الغناء لي فيه و هو (2):

ص: 151


1- في الجليس الصالح و الأغاني: لابن ياسين.
2- البيتان في الجليس الصالح 230/2 و الأغاني 311/5 و بغية الطلب 1425/3.

إلهي منحت الودّ مني بخيلة (1) *** و أنت على تغيير ذاك قدير

شفاء الهوى بثّ الجوى (2) و اشتكاؤه *** و إنّ امرأ أخفى الهوى لصبور

فطرب لذلك طربا شديدا ثم قال: حقّ لك، ثم أقبل على مخارق فقال: يا فاسق ما أنت و الكلام، و أمر لي بمائة ألف درهم و خلعة، و أمر لمخارق بعشرة آلاف درهم، فبلغ ذلك إسحاق بن خلف فأنشأ يقول:

إن جئت ساحته تبغي سماحته *** بلّتك (3) راحته بالوبل و الدّيم

ما ضر زائره الراجي لنائله *** إن كان ذا رحم أو غير ذي رحم

فعاله كرم و قوله نعم *** بقوله نعم قد لجّ في نعم

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد [بن عبد الواحد المتوكلي، أنا أبو بكر] (4)[الخطيب نا أبو عمر محمد بن العباس] (5) بن زكريا بن حيّويه الخزاز، نا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، نا أحمد بن يحيى النحوي، نا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي - و اللفظ في الروايتين مختلط - قال: دخلت على هارون الرشيد فقال لي: يا إسحاق أنشدني شيئا من شعرك فأنشدته:

و آمرة بالبخل قلت لها: اقصدي (6) *** فذلك شيء ما إليه سبيل

قال الخطيب: كذا رأيته بخط ابن حيّوية: أقصدي، بالدال.

أرى الناس خلاّن الجواد (7) و لا أرى *** بخيلا له في العالمين خليل

و إني رأيت البخل يزري بأهله *** فأكرمت نفسي أن يقال بخيل

ص: 152


1- بالأصل «بحيلة» و المثبت عن الجليس الصالح و الأغاني.
2- عن الجليس الصالح و بالأصل «الجوب»، و في الأغاني:«الهوى».
3- في الجليس الصالح: تلقاك.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه.
5- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح انظر الأنساب (الحيويي - الخزاز - المتوكلي) و انظر بغية الطلب لابن العديم 1429/3-1430.
6- الأغاني 322/5:«اقصرى».
7- الأغاني: الكرام.

و من خير حالات الفتى لو علمته *** إذا نال شيئا (1) أن يكون ينيل

عطائي عطاء المكثرين تكرّما *** و مالي كما قد تعلمين قليل

و كيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى *** و رأي أمير المؤمنين جميل

فقال: لا، كيف إن شاء اللّه، يا فضل، أعطه مائة ألف درهم ثم قال: للّه در أبيات تأتينا بها يا إسحاق، ما أجود أصولها و أحسن فصولها. فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أحسن من شعري، فقال: يا فضل أعطه مائة ألف أخرى، قال إسحاق: فكان ذلك أول مال اعتقدته.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا الحسن بن الحسين النعالي، نا أبو الفرج الأصبهاني قال: ذكر أحمد بن أبي طاهر، عن عبد اللّه بن أبي سعد أن عبد اللّه بن سعيد بن زرارة حدثه عن محمد بن إبراهيم البيساري (3) قال: لما قدم العتابي مدينة السلام على المأمون أذن له، فدخل عليه و عنده إسحاق الموصلي، و كان العتابي شيخا جليلا نبيلا، فسلّم فردّ عليه و أدناه و قرّبه حتى قرب منه، فقبّل يده ثم أمره بالجلوس فجلس، و أقبل عليه يسائله عن حاله و هو يجيبه بلسان طلق، فاستظرف المأمون ذلك منه، و أقبل عليه بالمداعبة و المزح، فظنّ الشيخ أنه استخفّ به فقال: يا أمير المؤمنين: الإيناس قبل الإبشاش (4) فاشتبه على المأمون قوله:

فنظر إلى إسحاق مستفهما فأومأ إليه بعينه و غمزه على معناه حتى فهمه ثم قال: نعم يا غلام ألف دينار فأتى بذلك فوضعه بين يدي العتابي، و أخذوا في الحديث، ثم غمز المأمون إسحاق بن إبراهيم عليه، فجعل العتابي لا يأخذ في شيء إلاّ عارضه فيه إسحاق، فبقي العتابي متعجبا ثم قال: يا أمير المؤمنين أ تأذن لي في مسألة هذا الشيخ عن اسمه قال: نعم، سله، فقال لإسحاق: يا شيخ من أنت ؟ و ما اسمك ؟ قال: أنا من الناس و اسمي كل بصل، فتبسم العتابي ثم قال: أما النسب فمعروف و أما الاسم فمنكر، فقال له إسحاق: ما أقلّ إنصافك أ تنكر أن يكون اسمي كل بصل و اسمك كلثوم، و ما

ص: 153


1- الأغاني: خيرا.
2- الخبر في تاريخ بغداد 489/12 في ترجمة العتابي. و اسمه كلثوم بن عمرو العتابي.
3- في تاريخ بغداد: السياري.
4- كذا و في تاريخ بغداد و بغية الطلب:«الإبساس» و هو مثل.(انظر مجمع الأمثال للميداني - اللسان).

كلثوم من الأسماء. أ و ليس البصل أطيب من الثوم ؟ فقال له العتابي: للّه درك ما أحجّك! أ تأذن لي يا أمير المؤمنين أن أصله بما وصلتني به ؟ فقال له المأمون: بل ذلك موفر عليك، و نأمر له بمثله، فقال له إسحاق: أما إذ أقررت بهذه فتوهمني (1) تجدني، فقال له: ما أظنك إلاّ إسحاق الموصلي الذي يتناهى إلينا خبره، قال: أنا حيث ظننت فأقبل عليه بالتحية و السلام، فقال المأمون - و قد طال الحديث بينهما-: أما إذ اتفقتما على المودّة، فانصرفا فانصرف العتابي إلى منزل إسحاق فأقام عنده.

أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين السّلمي، نا أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنا علي بن أبي علي البصري، حدّثني أبي، حدّثني أبو الفرج علي بن الحسين المعروف بالأصبهاني (2)-إملاء من حفظه و كتبته عنه في أصول سماعاتي منه، و لم يحضرني كتابي فأنقله منه فأثبته من حفظي، توخيت ألفاظه بجهدي - قال أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر، نا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، حدّثني أبي قال: غدوت يوما و أنا ضجر من ملازمة دار الخلافة و الخدمة فيها، فخرجت و ركبت بكرة و عزمت على أن أطوف الصحراء و أتفرّج: فقلت لغلماني: إن جاء رسول الخليفة أو غيره فعرّفوه أني بكّرت في مهم لي و إنكم لا تعرفون أين توجّهت قال: و مضيت فطفت ما بدا لي، و عدت و قد حمي النهار. فوقفت في شارع المخرّم (3) في فناء ثخين الظل و جناح خارج رحب على الطريق لأستريح. فلم ألبث أن جاء خادم يقود حمارا فارها عليه جارية راكبة، تحتها منديل دبيقيّ (4) و عليها من اللباس الفاخر ما لا غاية وراءه. و رأيت لها قواما حسنا و طرفا فاترا و شمائل ظريفة. فحدست (5) أنها مغنية، فدخلت الدار التي كنت واقفا عليها. و علقها قلبي في الوقت علوقا شديدا لم أستطع معه البراح، فلم ألبث إلاّ يسيرا حتى أقبل رجلان شابان جميلان لهما هيئة تدل على قدرهما. و هما راكبان فاستأذنا فأذن لهما. فحملني ما قد حصل في قلبي من حب الجارية و إيثاري علم حالها و التوصل إليها على أن نزلت معهما و دخلت بدخولهما، فظنّا

ص: 154


1- عن تاريخ بغداد و بغية الطلب و بالأصل «فتوهمي».
2- الأغاني ج 423/5.
3- محلة ببغداد بالجانب الشرقي.(معجم ما استعجم).
4- تقدمت قريبا (راجع معجم البلدان «دبيق» و القاموس «دبق»).
5- الأغاني:«فخرصت» يعني ظننت و خمنت.

أن صاحب البيت دعاني، و ظن صاحب البيت أنني معهما، فجلسنا و أتى بالطعام فأكلنا، و بالشراب فوضع، و خرجت الجارية و في يدها عود. فرأيت جارية حسناء، و تمكّن ما في قلبي منها فغنّت غناء صالحا و شربنا (1) و قمت قومة للبول، فسأل صاحب المنزل عني الفتيين (2) فأخبراه أنهما لا يعرفاني (3) فقال: هذا طفيلي و لكنه ظريف فأجملوا عشرته، و جئت فجلست فغنّت الجارية في لحن لي (4):

ذكرتك إن مرّت بنا أمّ شادن (5) *** أمام المطايا تشرئبّ و تسنح

من المؤلفات الرمل أدماء (6) حرّة *** شعاع الضّحى في متنها (7) يتوضح

فأدّته أداء صالحا و شربت، ثم غنّت أصواتا فيها من صنعتي:

الطّلول الدوارس *** فارقتها الأوانس

أوحشت بعد أهلها *** فهي قفر بسابس (8)

فكان أمرها فيه أصلح من الأول، ثم غنّت أصواتا من القديم و المحدث، و غنّت في أضعافهما من صنعتي من شعري:

قل لمن صدّ عاتبا *** و نأى عنك جانبا

قد بلغت الذي أردت *** و إن كنت لاعبا

و اعترفنا بما ادّعيت *** و إن كنت كاذبا

فكان أصلح ما غنته، فاستعدته منها لأصحّحه، فأقبل عليّ رجل من الرجلين فقال: ما رأيت طفيليا أصفق وجها منك، لم ترض بالتطفيل حتى اقترحت، و هذا تصديق المثل:«طفيلي و يقترح» فأطرقت و لم أجبه و جعل صاحبه يكفّه عني و لا يكفّ ،

ص: 155


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
2- الأغاني: الرجلين.
3- رسمها ناقص بالأصل، و المثبت عن الأغاني.
4- البيتان لذي الرمة ديوانه ص 80 و الأغاني 292/5 و 424.
5- أم شادن كنية الظبية.
6- الأدماء: الظباء البيض تعلوهن جدد فيهن غبرة، و الخالصة البياض يقال لها الآرام.
7- عن الديوان و الأغاني، و بالأصل «منتهى».
8- الشعر لابن ياسين كما في الأغاني 426/5.

ثم قاموا للصّلاة و تأخّرت، فأخذت عود الجارية و شددت طبقته و أصلحته إصلاحا محكما و عدت إلى موضعي، فصلّيت و عادوا، فأخذ ذلك الرجل في عربدته عليّ ، و أنا صامت، ثم أخذت الجارية العود و جسته فأنكرت حاله، فقالت: من مسّ عودي ؟ فقالوا: ما مسّه أحد فقالت: بلى، و اللّه قد مسه حاذق متقدّم و شدّ طبقته و أصلحه إصلاح متمكن في صناعته، فقلت لها: أنا أصلحته قالت: فباللّه عليك خذه و اضرب به، فأخذته منها فضربت مبدأ طريق عجيب صعب (1)،فيه نقرات محركة فما بقي أحد منهم إلاّ وثب فجلس بين يدي، و قالوا: باللّه يا سيدنا أ تغنّي ؟ قلت: نعم، و أعرّفكم نفسي أيضا، أنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي، و و اللّه إني لآتيه على الخليفة و أنتم تشتموني منذ اليوم، لأنني تملّحت معكم بسبب هذه الجارية، و و اللّه لا نطقت بحرف و لا جلست معكم، أو تخرجوا هذا المعربد المقيت الغثّ ، و نهضت لأخرج فعلقوا بي فلم أعرج، و لحقتني الجارية فعلقت بي فلنت و قلت: ما أجلس إلاّ أن تخرجوا هذا المعربد البغيض، فقال له صاحبه: من هذا و شبهه حذرت عليك، فأخذ يعتذر، فقلت: اجلس و لكن و اللّه لا أنطق بحرف و هو حاضر، فأخذوا بيده فأخرجوه، فتغنّيت الأصوات التي غنّتها الجارية من صنعتي، فطرب صاحب البيت طربا شديدا و قال: هل لك في أمر أعرضه عليك ؟ قلت: ما هو؟ قال: تقيم عندي شهرا و الجارية و الحمار لك مع ما عليه من الحلية (2)،و للجارية من كسوة ؟ قلت: أفعل، فأقمت عنده ثلاثين يوما، لا يعرف أحدا أين أنا، و المأمون يطلبني في كل موضع فلا يعرف لي خبرا، فلما كان بعد ثلاثين يوما سلّم إليّ الجارية و الحمار و الخادم فجئت بذلك إلى منزلي، و هم في أقبح صورة لفقدي، و ركبت إلى المأمون من وقتي فلما رآني قال: إسحاق ويحك، أين تكون ؟ فأخبرته بخبري، فقال: عليّ بالرجل الساعة، فدللتهم على بيته فأحضر، فسأله المأمون عن القصة فأخبره، فقال أنت رجل ذو مروءة و سبيلك أن تعاون عليها، و أمر له بمائة ألف درهم، و قال له: لا تعاشر ذلك المعربد النّذل، فقال: معاذ اللّه يا أمير المؤمنين، و أمر لي بخمسين ألف درهم، و قال: أحضرني الجارية فأحضرته إياها فغنّته فقال لي:

قد جعلت عليها نوبة في كل يوم ثلثاء تغنّيني من وراء الستارة مع الجواري، و أمر لها

ص: 156


1- الأغاني: و ضربت به مبدأ صحيحا ظريفا عجيبا صعبا.
2- الأغاني: من حلي.

بخمسين ألف درهم، فربحت و اللّه بتلك الركبة و أربحت.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (1)،أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري، أنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم المعدّل، أنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني (2)،نا إبراهيم بن محمد [بن بركشة] (3)قال: سمعت شيخا يحدّث أبي و أنا غلام، فحفظت عنه ما حدّثه به و لم أعرف اسمه قال:

حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: عملت في أيام الرشيد لحنا و هو هذا:

سقيّا لأرض إذا ما نمت نبّهني *** بعد الهدوء بها قرع النواقيس

كأن سوسنها في كل شارقة *** على الميادين أذناب الطواويس (4)

فأعجبني ذلك، و عملت على أن أباكر به الرشيد، فلقيني في طريقي خادم لعليّة بنت المهدي فقال: مولاتي تأمرك بدخول الدّهليز لتسمع من بعض جواريها غناء أخذته من أبيك، و تشكّ فيه الآن، فدخلت معه إلى حجرة قد أفردت لي كأنها كانت معدّة، فجلست و قدّم إليّ طعام و شراب، فنلت حاجتي منها، ثم خرج إليّ خادم فقال:

تقول لك مولاتي أنا أعلم أنك قد غدوت إلى أمير المؤمنين بصوت قد أعددته له محدث، فأسمعنيه و لك جائزة سنية تتعجلها، ثم ما يأمر به لك بين يديك و لعله لا يأمر لك بشيء أو لا يقع الصوت منه بحيث ظننت (5)،فيذهب سعيك باطلا، فاندفعت فغنّيتها إياه و لم تزل تستعيده مرارا، ثم أخرجت إليّ عشرين ألف درهم و عشرين ثوبا، ثم قالت: هذه جائزتك و لم تزل تستعيده ثم قالت: اسمعه الآن، فغنّته غناء ما خرق سمعي مثله، ثم قالت: كيف تراه ؟ قلت: أرى و اللّه ما لم أر مثله، قالت: يا فلانة أعيدي له مثل ما أخذ فأحضرتني عشرين ألفا أخرى و عشرين ثوبا فقالت: هذا ثمنه، و أنا الآن داخلة إلى أمير المؤمنين و لن أبدأ الغناء غيره، و أخبره أنه من صنعتي و أعطي اللّه عهدا لئن نطقت بأن لك فيه صنعة لأقتلنّك، هذا إن نجوت منه إن علم بمصيرك إليّ ، فخرجت

ص: 157


1- ضبطت عن التبصير.
2- الأغاني 168/10 في أخبار علية بنت المهدي.
3- الزيادة عن الأغاني.
4- البيتان في الأغاني 168/10.
5- الأغاني: توخيت.

من عندها و و اللّه إني كالموقن (1) ما أكره من جائزتها أسفا على الصوت، فما جسرت و اللّه بعد ذلك أن أتنغم به في نفسي فضلا عن أن أظهره حتى ماتت، فدخلت على المأمون في أول مجلس جلسه للّهو بعدها، فبدأت به في أول ما غنّيت، فتغيّر وجه المأمون و قال:

من أين لك ويلك هذا، قلت: و لي الأمان على الصّدق ؟ قال: ذلك لك، فحدّثته الحديث فقال: فما كان في هذا من النفاسة حتى شهرته، و ذكرت هذا منه مع الذي أخذته من العوض، و هجّنني فيه هجنة وددت معها أني لم أذكره، و آليت أ لا أغنّيه بعدها أبدا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الواحد المرورّوذي، نا عبيد اللّه بن محمد بن أحمد المقرئ، نا أبو بكر محمد بن يحيى النديم، نا الحسن بن يحيى الكاتب، نا إسحاق الموصلي قال: أنشدت الأصمعي شعرا لي على أنه لشاعر قديم:

هل إلى نظرة إليك سبيل *** يرو (3) منها الصّدى و يشفى (4) الغليل

إن ما قلّ منك يكثر عندي *** و كثير (5) من الحبيب القليل

فقال لي: هذا و اللّه الديباج الخسرواني (6)،فقلت له: انه ابن ليلته، فقال: لا جرم إنّ أثر التوليد فيه! فقلت له: لا جرم إن أثر الحسد فيك. قال أبو بكر و قد أعجب هذا المعنى إسحاق فردده في شعره فقال (7):

أيها الظبي الغرير *** هل لنا منك مجير

إن ما تولتنا من *** ك و إن قلّ كثير

ص: 158


1- عن الأغاني و بالأصل كالموقر.
2- تاريخ بغداد 342/6 و الأغاني 318/5.
3- كذا بالأصل و المصدرين، و جزم الفعل لضرورة الشعر.
4- بالأصل:«و يشفي العليل» و المثبت عن الأغاني و تاريخ بغداد.
5- الأغاني: و كثير ممن تحب القليل
6- ثياب منسوبة إلى خسرو شاه من الأكاسرة.
7- البيتان في تاريخ بغداد 342/6 و الأغاني 318/5.

و كان إسحاق يظن أنه [ما] (1) سبق إلى هذا المعنى حتى أنشد لأعرابي [من بني عقيل] (2):

قفي و دعينا يا مليح بنظرة *** فقد حان منا يا مليح رحيل

أ ليس قليلا (3) نظرة إن نظرتها *** إليك و كلّ ليس منك قليل

قال فحلف إسحاق أنه ما كان سمعه.

أخبرنا أبو القاسم النسيب و أبو الوحش المقرئ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف - و قرأته من خط رشأ - أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا محمد بن يحيى، أنا أبو العيناء، قال: قال لي الأصمعي يوما: لقيني إسحاق الموصلي فقال لي: ما تقول في قول الشاعر:

هل إلى نظرة إليك سبيل *** يرو منها الصّدى و يشفى الغليل

إنّ ما قلّ منك يكثر عندي *** و كثير من المحب القليل

فقلت له: هذا و اللّه الديباج الخسرواني و أعجبت به، فقال لي: إنه ابن ليلته، أي أنا قلته البارحة فحملت و قلت له: لا جرم إن أثر التوليد فيه قال: لا جرم إن أثر الحسد فيه. و إنما سرق إسحاق هذا البيت من العباس بن قطن الهلالي حيث يقول:

قفي متّعينا يا مليح بنظرة *** فقد حان منا يا مليح رحيل

أ ليس قليلا نظرة نظرتها *** إليك و كلاّ ليس منك قليل

أخبرنا أبو علي بن نبهان، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد البزاز، و أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، أنشدنا أبو العباس

ص: 159


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني 318/5.
3- عن تاريخ بغداد و الأغاني، و بالأصل «قليل».

لأبي زياد في إسحاق بن إبراهيم الموصلي:

نزورك يا ابن الموصلي لحاجة *** و نفعك يا ابن الموصلي قليل

أنبأنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا تركان بن الفرج الباقلاني، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم العطار - املاء - نا أبو العباس - و هو أحمد بن يحيى ثعلب - قال: قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي استبطأني أبو زياد - يعني الكلابي - فقال:

نزورك يا ابن الموصلي لحاجة *** و نفعك يا ابن الموصلي قليل

و في غير هذه الرواية بيت ثان و هو هذا:

فما لك عندي من فعال أذمه *** و ما لك ما يثنى عليك جميل

فأعتبته. قال: و أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الكاتب، أنشدنا أحمد بن سعيد - يعني الدمشقي - أنشدني الزبير - و هو ابن بكار - أنشدني أبو سليمان إدريس بن أبي حفصة يمدح إسحاق بن إبراهيم التّميمي الموصلي (2):

إذا الرجال جهلوا المكارما *** كان بها ابن الموصليّ عالما

أبقاك ذو العرش بقاء دائما *** لو كنت أدركت الجواد حاتما (3)

كان نداه لنداك خادما *** فقد جعلت للكرام خاتما

و أنشدنا أيضا في إسحاق يمدحه (4):

لقد ذهب المعروف إلاّ بقية *** بها أنت يا ابن الموصليّ تقوم

إذا ما كريم غيّر الدّهر ودّه *** فودك يا ابن الموصليّ يدوم

تطيب بك الدنيا و ليس بزائل *** من الناس فيها ما بقيت كريم

ص: 160


1- تاريخ بغداد 344/6.
2- الأبيات في تاريخ بغداد 344/6 و الأغاني 410/5.
3- مكانه في الأغاني: إسحاق لو كنت لقيت حاتما
4- الأبيات في تاريخ بغداد 345/6.

فما عشت في الدنيا ففي (1) العيش لذة *** و طيب، و إن ودعت فهو ذميم

إذا كان في عود و صوم تشينه *** فعودك عود ليس فيه و صوم

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، و أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، نا و أبو منصور محمد بن عبد الملك المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (2)قال: في كتابي عن إبراهيم بن مخلد: أنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، أخبرني السياري (3) أبو الحسين أحمد بن إبراهيم، عن الناشئ قال: كتب علي بن هشام إلى إسحاق الموصلي فتشوّقه، فكتب إليه إسحاق: وصل إليّ منك كتاب يرتفع عن قدري و يقصر عنه شكري، و لو لا ما قد عرفت من معانيه لظننت أن الرسول غلط بي و أراد غيري، فقصدني. فأما ما ذكرت من التشوق و اللّوعة و التحرّق فلولا ما حلفت عليه و صرفت الألية (4) إليه لقلت (5):

يا من شكى عبثا إلينا شوقه *** فعل المشوق و ليس بالمشتاق

لو كنت مشتاقا إليّ تريدني *** ما طبت نفسا ساعة بفراقي

و حفظتني حفظ الخليل خليله *** و وفيت لي بالعهد و الميثاق

هيهات قد حدثت أمور بعدنا *** و شغلت باللّذات عن إسحاق

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي - إجازة، و مناولة، و توفي قبل أن يتفق سماع هذا منه - نا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي قال: وجدت في كتاب أبي القاسم عبيد اللّه بن سليمان الرازي و لم أسمعه أنا من ابن القاهر أخبر محمد بن القاهر باللّه قال: أنشدنا جحظة لإسحاق بن إبراهيم الموصلي التميمي فقال (6):

سقى نديمك أقداحا معتقة (7) *** قبل الصباح (8) و أتبعها بأقداح

ص: 161


1- تاريخ بغداد: فللعيش.
2- تاريخ بغداد 12/4 في ترجمة أحمد بن إبراهيم.
3- بالأصل «الستاري» تحريف و في م: الساري و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م، و انظر تاريخ بغداد.
5- الأبيات في تاريخ بغداد و معجم الأدباء 47/6-48.
6- الأبيات في الأغاني 330/5 و ذكر سبب قول إسحاق لها.
7- الأغاني: يسلسلها.
8- الأغاني: من الشمول.

تريك من حسنها في خده خللا *** و يترك الريق منه طعم تفاح (1)

لا تشرب الراح إلاّ من يدي رشأ *** تقبيل راحته أشهى من الرّاح

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه المقرئ، و أبو القاسم بن السمرقندي قالا: أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان السوكي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين الرافقي الخالع، أنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، أنا محمد بن المرزبان، أنشدنا حماد بن إسحاق، أنشدني أبي:

يبقى الثناء و تذهب الأموال *** و لكلّ دهر دولة و رجال

ما نال محمدة الرجال و شكرهم *** إلاّ الجواد بماله المفضال

لا ترضّ من رجل حلاوة قوله *** حتى يصدّق ما يقول فعال

فإذا وزنت مقاله بفعاله *** فتوازنا فأخاك ذاك جمال

أخبرنا أبو المعالي أسعد بن صاعد بن منصور النّيسابوري - ببغداد - أنا جدي قاضي القضاة أبو القاسم منصور بن إسماعيل بن صاعد، أنا أبو عبد الرّحمن محمد بن الحسن بن موسى السّلمي قال: سمعت الحسين بن محمد الهروي يقول: سمعت محمد بن أبي علي يقول: سمعت محمد بن يعقوب الرّبعي يقول: سمعت نصر بن رباح يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: رضا المتجنّي غاية لا تدرك، و أنشد، يقول:

ستذكرني إذا جرّبت غيري *** و تعلم أنّني لك كنت كنزا

بذلت لك الصّفاء بكلّ جهدي *** و ما كنت كما هويت فصرت جزّا

و هنت عليك لمّا كنت ممّن *** يهون إذا أخوه عليه عزّا

ستندم إن هلكت و عشت بعدي *** و تعلم أن رأيك كان عجزا

أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر محمد بن عبد اللّه السّنجي المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه المديني المؤذن - بنيسابور - أنا

ص: 162


1- مكانه في الأغاني: من كف ريم مليح الدل ريقته بعد الهجوم كمسك أو كتفاح

أبو عبد الرّحمن محمد بن الحسين بن موسى السّلمي، أنا الحسين بن أحمد الصّفّار، نا محمد بن أبي علي الخلادي (1)،نا محمد بن موسى السّمري (2)،نا حمّاد بن إسحاق الموصلي أنشدني أبي:

أخلاّي الأطايب حيث كانوا *** و ما لي في الأخائب من خليل

أخلاّي القليل بكلّ أرض *** و كلّ الخير في ذاك القليل

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، نا محمد بن العباس الخزّاز، نا محمد (4) بن عيسى المكي، نا محمد بن القاسم بن خلاّد قال: قال إسحاق الموصلي (5):كان في قلب محمد بن زبيدة عليّ شيء، فأهديت إليه جارية و معها هدية، فردّها فكتبت إليه:

هتكت الضمير بردّ اللّطف *** و كشّفت أمرك لي فانكشف

فإن كنت تحقد شيئا مضى *** فهب للخلافة ما قد سلف

و جد لي بالعفو (6) عن زلّتي *** فبالفضل يأخذ أهل الشرف

فلم يفعل (7)،فكتبت إليه:

أتيت ذنبا عظيما *** و أنت أعظم منه

فخذ بحقك أو لا *** فاصفح بفضلك عنه

فعاد إلى الجميل.

ص: 163


1- بالأصل «الجلادي» و المثبت عن الإكمال 530/4 في الاستدراك.
2- ضبطت عن الاستدراك، و الإكمال 530/4 قال: و أما السمري بفتح السين المهملة و الميم المخففة فهو محمد بن موسى السمري حكى عن حماد بن إسحاق الموصلي، روى عنه أبو الحسين محمد بن أبي علي الخلادي.
3- تاريخ بغداد 341/6.
4- في تاريخ بغداد: أحمد بن محمد بن عيسى.
5- الخبر في الأغاني 124/10 في ترجمة إبراهيم بن المهدي: و هو بين محمد الأمين و إبراهيم بن المهدي و ليس مع إسحاق بن إبراهيم، فوجد الأمين على إبراهيم فلما كان بعد أيام استرضاه بإرساله الجارية فاندفعت تغني بالشعر، و ذكر الأبيات.
6- الأغاني: بصفحك.
7- كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و أما في الأغاني قال: فسرّ محمد بها، و بعث إلى إبراهيم فأحضره و رضي عنه و أمر له بخمسة آلاف دينار و تمم يومه معه، و لم يذكر البيتين التاليين.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمد الجوهري، و أبو القاسم التنوخي قالا: أنا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى، نا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال (1) لقي مصعب الزبيري و صباح بن خاقان أحمد بن هشام فقال لهما: لشدّ ما شهركما إسحاق بن إبراهيم الموصلي فقالا: بما ذا؟ فقال: بقوله:

لام فيها مصعب و صباح *** فعذلنا (2) مصعبا و صباحا

عذلا ما عذلا ثم (3) ملاّ (4) *** فاسترحنا منهما و استراحا

قالا: ما قال إلاّ خيرا (5) إنما ذكر أنا نهيناه فلم ينته، لكن ما شهرك به أشد قال: ما هو؟ قال: قوله:

و صافية تعشي العيون لذيذة (6) *** رهينة عام في الدّنان و عام

أدرنا بها الكأس الرّوية موهنا *** من اللّيل حتى انجاب كلّ ظلام

فما ذرّ قرن الشّمس حتى كأننا *** من العيّ نحكي أحمد بن هشام

قال: فكأنما سود وجهه بأنفاس.

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة - أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا الجريري (7)،نا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا أحمد بن محمد بن عمّار، نا أحمد بن القاسم بن جعفر بن سليمان بن علي، نا صباح بن خاقان قال: اعتللت علّة أشفيت منها فبلغ ذلك إسحاق بن إبراهيم

ص: 164


1- الخبر و الشعر في الأغاني 113/17 (في خبر لإسحاق و ابن هشام).
2- البيت في الأغاني: قد نهانا مصعب و صباح فعصينا..
3- الأغاني:«أم ملاها» و يروى: علما في العذل أم قد ألاما
4- و يروى: عذلا عذلهما ثم ناما.
5- عن الأغاني و بالأصل: خير.
6- الأغاني 113/17: رقيقة.
7- الجليس الصالح الكافي 111/3 و ذكر الأبيات.

الموصلي فاغتمّ منها ثم ورد عليه الخبر بإفاقتي فكتب إليّ :

حمدت اللّه إذ عافى صباحا *** و أعقبه السلامة و الصّلاحا

و كنا خائفين على صباح *** من الخبر الذي قد كان باحا

و خوّفني من الحدثان أنّي *** رأيت الموت إن لم يغد راحا

ذكر أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف قال: و فيها - يعني سنة خمس و ثلاثين و مائتين - مات إسحاق بن إبراهيم الموصلي و إسحاق الطاهري المغنيان، و كان إسحاق الموصلي عالما باللغة و الأخبار.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1):

أخبرني عبيد اللّه بن أحمد الصّيرفي و محمد بن أحمد بن شعيب الرّوياني، قالا: نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا ابن دريد، نا عبد الأوّل (2) بن مريد، عن أبيه قال: مات إسحاق الموصلي سنة خمس و ثلاثين و مائتين، و مات فيها إسحاق بن إبراهيم الطاهري قال: فأنشدني في ذلك الوقت رجل يعرف بابن سيّابة:

تولّى الموصلي فقد تولّت *** بشاشات المعازف و القيان

و أيّ غضارة تبقى فتبقي *** حياة الموصليّ على الزّمان

ستبكيه المعازف و الملاهي *** و تسعدهن عاتقة الدّنان

و تبكيه الغوايّة يوم ولّى *** و لا تبكيه تالية القران

619 - إسحاق بن إبراهيم بن نصر

أبو يعقوب النيسابوري البشتي (3)

سمع بدمشق و الحجاز و العراق و خراسان: هشام بن عمّار، و محمد بن مصفّى، و إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، و محمد بن يحيى بن أبي عمر، و عبد اللّه بن

ص: 165


1- تاريخ بغداد 345/6.
2- مطموسة بالأصل و المثبت عن م و انظر تاريخ بغداد.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 139/14 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و البشتي ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بشت و هي ناحية بنيسابور كثيرة الخير، و ذكره السمعاني و ترجم له.

عمران العابدي، و أبا كريب، و حميد بن مسعدة، و إبراهيم بن المستمر العروقي، و قتيبة بن سعيد، و محمد بن رافع القشيري، و إبراهيم بن يوسف الماكياني (1)، و إسحاق بن راهويه.

روى عنه: أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، و أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، و أبو بكر محمد بن يحيى.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ :

أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البشتي سنة ثلاث و ثلاثمائة، نا إبراهيم بن يوسف المكياني ببلخ سنة ثمان و ثلاثين و مائتين، و أنا سألته، نا سفيان بن عيينة - فذكر حديثا-.

قال: الحاكم أبو عبد اللّه: إسحاق بن إبراهيم بن نصر: أبو يعقوب النّيسابوري من رستاق بشت، ثم ذكر من سمع منه، و من روى عنه.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و أما البشتي - بشين معجمة نسب إلى بشت من أعمال نيسابور - إسحاق بن إبراهيم بن نصر، أبو يعقوب البشتي سمع الحنظلي، و محمد بن رافع، و قتيبة بن سعيد، و إبراهيم بن المستمر، و حميد بن مسعدة، و أبا كريب، و محمد بن أبي عمر، و محمد بن المصفّى، و هشام بن عمّار و غيرهم. روى عنه أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، و أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي. ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور.

620 - إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن يعقوب

ابن إبراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد، و يقال: ابن إبراهيم بن زامل

أبو يعقوب النّهدي الأذرعي (3)

من أهل أذرعات (4) مدينة بالبلقاء أحد الثقات من عباد اللّه الصالحين رحل.

ص: 166


1- ترجمته في سير الأعلام 62/11(25) و لم يذكر السمعاني هذه النسبة إلى أي شيء.
2- الإكمال لابن ماكولا 433/1.
3- ترجم له في بغية الطلب لابن العديم 1433/3 و سير أعلام النبلاء 478/15(271) و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- أذرعات بالفتح ثم السكون و كسر الراء، بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء و عمّان. و هي درعا اليوم.

و حدّث عن يحيى بن أيوب بن بادي (1) العلاّف، و أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، و مقدام بن داود، و أحمد بن حمّاد زغبة، و أبي بكر أحمد بن عبد الخالق البزّار، و أبي زرعة، و أبي عبد الرّحمن النسائي (2)،و أبي عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن زياد (3)،و أبي جعفر محمد بن الخضر، و أبي عمرو حفص بن عمر بن الصباح، و أبي العباس محمد بن جوشن الرّقّيين، و الحسن بن جرير الصّوري، و عثمان بن خرّزاد، و موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، و أبي عمرو أحمد بن الغمر بن أبي حماد الحمصي، و أبي الأصبغ محمد بن عبد العزيز القرقساني، و أبي عبد اللّه أحمد بن علي بن سهل المروزي، و أبي محمد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد العسكري - بالرافقة - و أبي العباس محمد بن الحسن بن إسماعيل بن عبد الصمد الهاشمي الدمشقي، و محمد بن جعفر بن سفيان الرافقي، و إبراهيم بن إسماعيل بن زرارة البالسي، و أبي الزّنباع روح بن الفرج القطّان، و أبي عبد اللّه سعيد بن يحيى - إمام الرّقّة، و أبي ذرّ هارون بن سليمان بن سهيل المصري، و أبي بكر أحمد بن محمد بن نافع الأطروش المصري، و أبي عبد اللّه عمرو بن أبي طاهر أحمد بن عمرو بن السرح، و وريزة بن محمد، و يزيد بن محمد بن عبد الصمد، و ابنه محمد بن يزيد، و أحمد بن المعلّى، و سليمان بن أيوب بن حذلم، و أحمد بن إبراهيم بن هشام، و محمد بن هارون بن محمد بن بكّار بن بلال، و أحمد بن محمد بن عثمان، و محمد بن سعيد الخزيمي.

روى عنه: أبو علي محمد بن هارون بن شعيب، و تمام بن محمد، و أبو محمد بن أبي نصر، و أبو القاسم خلف بن محمد بن القاسم بن عبد السلام بن محرز الدّاراني، و أبو الحسن (4) عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ الداراني، و أبو عبد اللّه بن أبي كامل، و أبو الحسين بن جميع، و أبو بكر محمد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطّان، و أبو القاسم بن طغان، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي الأنطاكي، و أبو الحسين محمد بن أحمد بن

ص: 167


1- معجم البلدان (أذرعات): ناوي.
2- مطموسة بالأصل و المثبت عن م و انظر بغية الطلب 1434/3.
3- مطموسة بالأصل و المثبت عن م، و انظر بغية الطلب 1434/3.
4- بغية الطلب: أبو الحسين.

الحسن الكرخي (1)-نزل بيت المقدس - و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو قابوس أحمد بن لبيب، و أبو عبد اللّه بن مندة، و أبو الحسين الرازي، و أبو الفرج عمران بن الحسن بن يوسف الخفّاف، و أبو العباس أحمد بن محمد بن علي البردعي (2)، و عبد اللّه بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان، و أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الرّملي، و عبيد اللّه بن الحسن بن أحمد بن الورّاق (3).

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر ح.

و أخبرنا أبو الحسن أيضا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه القطان قالا: أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا يحيى بن أيوب، نا أبو صالح الحرّاني، نا حمّاد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصمّ بن أخت ميمونة، عن ميمونة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم تزوّجها و هو حلال (4)،و بنى بها بما يقال له سرف (5)[2148].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين - قراءة عليه - نا إسحاق بن إبراهيم الأذرعي - بدمشق - نا عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، نا محمد بن عثمان - يعني أبا الجماهر - نا إسماعيل بن عياش، عن سفيان الثوري، عن عبيد اللّه بن الوليد، عن عطاء، عن ابن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أهل البيت إذا تواصلوا أجري عليهم الرّزق، و كانوا في كنف الرّحمن»[2149].

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنا محمد بن يحيى المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: أبو يعقوب الأذرعي - من أصحاب أبي عبيد البسري-.

و قال في موضع آخر: أبو يعقوب الدّمشقي - من أقران ابن الجلاّء - فلا أدري هو

ص: 168


1- بغية الطلب: الكرجي.
2- بغية الطلب: البرذعي.
3- بتمامه في بغية الطلب 1433/3-1435 نقلا عن ابن عساكر.
4- يعني أنه غير محرم.
5- سرف: موضع على ستة أميال من مكة (معجم البلدان).

الأذرعي أو غيره ؟ و الأظهر أنه غيره.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن الأكفاني و عبد الكريم بن حمزة قالا: نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد، نا أبو محمد بن أبي نصر حدّثني أبو يعقوب الأذرعي قال:

خلوت في بعض الأوقات فتفكّرت و قلت: ليت شعري إلى ما نصير، فسمعت قائلا يقول: إلى ربّ كريم.

قال: و كان أبو يعقوب لا يكاد تفارقه (1) قارورة البول لعلّة كانت به، فحدّثني أبو (2) يعقوب أنه دفعها إلى بعض و قالا: من كان يخدمه لغسلها أو لإراقة ما فيها، فاحتاج إليها، و لم يحضر من يناوله إيّاها، فقال: أسأل من حضر من إخواننا المسلمين من الجن أن يناولنيها فنوّلها.

قالا: و نا عبد العزيز، أنا أبو الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز الصائغ المعروف بالصّوفي قال: و سمعت أبا يعقوب الأذرعي يقول: سألت اللّه أن يقبض بصري فعميت، فاستضررت في الطهارة فسألته إعادته فأعاده عليّ تفضلا منه (3).

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد - و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، و كانوا من أهل أذرعات سكن دمشق، و كان من أجلة (4) أهل دمشق، و عبّادها و علمائها. و أبو يعقوب هذا مات و أنا بدمشق في سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة.

هذا وهم.

و قد أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد قال: وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس توفي أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي يوم الأضحى سنة أربع و أربعين، و مات و هو ابن نيّف و تسعين سنة.

ص: 169


1- بالأصل «يفارقه» و الصواب عن بغية الطلب 1435/3.
2- بالأصل «أبوا» و المثبت عن بغية الطلب، و تمام عبارته و هي الأصوب: فحدثني أبو يعقوب أنه دفعها إلى - زاد عبد الكريم: بعض، و قالا-.
3- الخبر في بغية الطلب 1436/3 و مختصر ابن منظور 282/4 و سير الأعلام 479/15.
4- الأصل و بغية الطلب، و في سير الأعلام: جلّة.

قال الكتّاني: حدث عن يحيى بن أيوب بن بادي العلاّف، حدثنا عنه عبد الرّحمن بن أبي نصر، و تمام بن محمد الرازي و غيرهما.

قال ابن الأكفاني: هو عبيد بن أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد اللّه بن أبي مريم القرشي - المعروف بابن فطيس - و بلغني أن الذي غسله عمر بن البري و الذي صلّى عليه إسماعيل العلوي.

621 - إسحاق بن إبراهيم بن يزيد

أبو النّضر القرشي الفراديسي (1)

مولى أم الحكم بنت عبد العزيز، و يقال: أنه مولى عمر بن عبد العزيز.

روى عن: سعيد بن عبد العزيز، و صدقة بن خالد، و أبي ضمرة أنس بن عياض الليثي، و يحيى بن حمزة، و محمد بن شعيب بن شابور، و معاوية بن يحيى الأطرابلسي، و عمر بن المغيرة - نزيل المصّيصة و سليمان بن عتبة الغسّاني، و الحسن بن يحيى الخشني (2)،و عمر بن الدّرفس (3) الغسّاني، و سبرة (4) بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني، و عبد العزيز بن أبي حازم، و يزيد بن ربيعة، و خالد بن يزيد بن صالح المرّي، و محمد بن المبارك الصّوري، و رشدين بن سعد، و سعيد بن الفضل بن ثابت البصري، و سعيد بن يحيى اللّخمي، و عطاء بن مسلم الحلبي، و إسماعيل بن عياش، و الحكم بن هشام الثّقفي.

روى عنه: البخاري في صحيحه، و الحسن بن علي الحلواني شيخ مسلم، و أبو داود السّجستاني في سننه، و خلف بن روح بن أبي حجير الثقفي، و أبو عبد الملك البسري، و أبو حاتم الرازي، و محمد بن يعقوب الدّمشقي، و محمد بن عبد اللّه بن أبي مسهر الغسّاني، و عبد الحميد بن محمود بن خالد، و أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، و أبو زرعة الدمشقي، و محمد بن عوف الحمصي، و يزيد بن محمد، و أحمد بن

ص: 170


1- بغية الطلب 1436/3 و تهذيب التهذيب 142/1 و تاريخ بغداد 375/6.
2- الخشني بمعجمتين مضمومة ثم مفتوحة ثم نون كما في تقريب التهذيب، و هذه النسبة إلى خشين بن النمر كما في المغني.
3- ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح المهملة و الراء و سكون الفاء.
4- ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح أوله و سكون الموحدة.

إبراهيم بن هشام، و أبو شرحبيل عيسى بن خالد بن نافع، و أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فيل، و عبد الرّحمن بن عثمان بن هشام بن زبر، و محمد بن عبد الرّحمن بن الأشعث، و موسى بن سهل، و إسحاق بن سويد الرّمليان، و أحمد بن محمد بن عمار بن نصير (1) السّلمي، و صالح بن عثمان بن عامر المرّي، و يزيد بن أحمد السّلمي، و أحمد بن منصور بن سيّار الرّمادي، و محمد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي، و عثمان بن خرّزاد الأنطاكي (2).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمد المخلدي، أنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد، نا يزيد بن عبد الصّمد، نا أبو النضر - و هو إسحاق بن إبراهيم - نا يحيى بن حمزة، نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، حدّثني الحضرمي بن لاحق، عن سعيد بن المسيّب، حدثني سعد بن أبي وقّاص أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا هام و لا طيرة و لا عدوى، و إن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس و المرأة و الدار»[2150].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي (3)،أنا أبو أحمد بن عديّ (4)،نا محمد بن هارون بن حميد، نا الحسن بن علي الحلواني، نا إسحاق بن إبراهيم أبو النّضر الدمشقي، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّما الأعمال بالخواتيم (5)»[2151].

قال ابن عدي (6):إسحاق بن إبراهيم أبو النّضر الدمشقي مولى عمر بن عبد العزيز، و هذا الحديث من حديث هشام بن عروة غير محفوظ ، و أبو النضر الدمشقي هذا يحدّث عن يزيد بن ربيعة و هو دمشقي أيضا، عن أبي الأشعث الصّنعاني

ص: 171


1- بغية الطلب: جبير.
2- نقله ابن العديم في بغية الطلب 1437/3-1438.
3- رسمها غير واضح بالأصل و م و المثبت عن بغية الطلب 1438/3.
4- الكامل في الضعفاء لابن عدي ط دار الفكر بيروت 338/1-339.
5- انظر كنز العمال 5286/3.
6- الكامل لابن عدي 339/1.

-و هو من صنعاء دمشق - عن (1) ثوبان، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم مقدار عشرين حديثا كلها غير محفوظة، و لأبي النضر أحاديث صالحة، و لم أر له أنكر مما ذكرته، و تلك الأحاديث أتى الوهم فيها من يزيد بن ربيعة لا من أبي النّضر، لأن يزيد مشهور بالضعف (2).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الواحد بن محمد، أنا محمد بن المظفّر الحافظ ، نا أبو القاسم عامر بن خريم بن محمد بن مروان الدمشقي، نا أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس، نا أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد مولى أم الحكم بنت عبد العزيز، أخت عمر بن عبد العزيز:

بحديث ذكره (3).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة الدمشقي في ذكر نفر من أهل دمشق من أصحاب سعيد: إسحاق بن إبراهيم القرشي، أبو النّضر.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيوري و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (4):إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النّضر مولى عمر بن عبد العزيز القرشي، سمع يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأموي سمع يحيى بن حمزة (5).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر

ص: 172


1- كذا وردت العبارة بين الرقمين بالأصل و بغية الطلب 1439/3 و عبارة ابن عدي في كامله: عن ثوبان بن عبد الجبار البلدي عن إسحاق بن سيار عنه، و لأبي النضر أحاديث صالحة، و لم أر له أنكر مما ذكرته.
2- كذا وردت العبارة بين الرقمين بالأصل و بغية الطلب 1439/3 و عبارة ابن عدي في كامله: عن ثوبان بن عبد الجبار البلدي عن إسحاق بن سيار عنه، و لأبي النضر أحاديث صالحة، و لم أر له أنكر مما ذكرته.
3- بغية الطلب 1439/3.
4- التاريخ الكبير 1/قسم 379/1.
5- بغية الطلب 1440/3.

الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني [عبد الكريم بن أبي] (1) عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي، قال: أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد دمشقي ليس به بأس.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدّار قطني، قال: أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأموي الدّمشقي سمع يحيى بن حمزة.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري ح.

و حدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد قال: أبو نضر إسحاق بن إبراهيم الدّمشقي.

قرأت على أبي محمد، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):و أما نضر - بفتح النون و سكون الضاد المعجمة - أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد القرشي مولى عمر بن عبد العزيز، و يقال: مولى أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز، سمع يحيى بن حمزة، و محمد بن شعيب بن شابور، روى عنه إسحاق بن سويد الرّملي، و أحمد بن منصور الرّمادي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو محمد الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة الدّمشقي، حدّثني أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم الدّمشقي قال: ولدت سنة إحدى و أربعين و مائة.

قال: و حدّثني أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم مولى عمر بن عبد العزيز كان أبو مسهر يوثّقه، نا خالد بن يزيد المرّي، عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: رأيت عبد اللّه بن عمر يوتر على راحلته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 173


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و انظر بغية الطلب 1441/3.
2- الإكمال 341/7 و 346.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب حدّثني أبو النّضر الفراديسي قال: ولدت سنة إحدى و أربعين و مائة، و مات بعد أخذ المبرقع، و أخذ المبرقع (1) بعد موت أبي إسحاق أمير المؤمنين.

قال يعقوب: و في سنة سبع و عشرين و مائتين توفي أبو إسحاق في شهر ربيع الأول.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة، نا أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم و كان من الثقات البكّائين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا أبو القاسم بن منده، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (2)،أنا موسى بن سهل الرّملي فيما كتب إليّ قال: سألت أبا مسهر عن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد [الدمشقي] (3) فقال: ثقة، قال: و سئل أبي - يعني أبا حاتم - عن إسحاق بن إبراهيم [الفراديسي] (4) الدّمشقي فقال: كتبت عنه و هو ثقة.

قال: و سمعت أبا زرعة - يعني الرازي - يقول: أدركناه و لم نكتب عنه شيئا (5).

و بلغني (6) عن إسحاق بن سيّار النّصيبي أنه قال: أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم ثقة من الثقات (7).

ص: 174


1- هو المبرقع اليماني، أبو حرب، ثار في غور الأردن سنة 227 و ادّعى أنه السفياني المنتظر، فاستجاب له جماعة من رؤساء اليمانية فسير إليه المعتصم رجاء بن أيوب لكن المعتصم مات قبل أخذه، و ولي الواثق، و عاد رجاء إلى المبرقع فالتقى العسكران و أخذ المبرقع أسيرا. و قيل كان خروجه سنة 226، و المعتصم توفي سنة 227 يوم الخميس لثماني عشرة مضت من ربيع الأول (انظر الكامل لابن الأثير 522/6-524). و الخبر في المعرفة و التاريخ 207/1-208.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 208/1-209.
3- الزيادة عن الجرح و التعديل.
4- الزيادة عن الجرح و التعديل.
5- لفظة «شيئا» ليست في الجرح و التعديل.
6- ما بين الرقمين العبارة ليست في الجرح و التعديل.
7- ما بين الرقمين العبارة ليست في الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد البلخي، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد اللّه البزّار، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني، قال:

سمعت أبا الحسن الدّارقطني يقول: إسحاق بن إبراهيم أبو النّضر الدمشقي ثقة يحدث عنه فهد بن سليمان. قال أبو بكر البرقاني: الذي في التعليق عندنا إسحاق بن يزيد أبو النّضر الدمشقي - و هذا من البرقاني، كأنه أخذ على الدارقطني، و لم يهم الدارقطني - هو إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، نسب في التعليق إلى جده فالوهم من البرقاني لا من الدارقطني (1).

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أخبرني أبي أبو الحسين، نا محمد بن جعفر بن محمد بن ملاّس، نا الحسن بن محمد بن بكّار قال: و توفي أبو النّضر إسحاق بن إبراهيم القرشي في سنة سبع و عشرين و مائتين.

622 - إسحاق بن إبراهيم بن يونس بن موسى بن منصور

أبو يعقوب البغدادي، المعروف بالمنجنيقيّ الورّاق (2)

نزيل مصر. سمع العباس بن الوليد بن مزيد، و محمد بن عقبة بن علقمة ببيروت، و يحيى و عمرو ابني عثمان، و كثير بن عبيد، و أبا تقيّ هشام بن عبد الملك الحمصيّين، و عيسى بن يونس الفاخوري، و عيسى بن محمد بن إسحاق بن النحاس، و موهب بن يزيد بن موهب، و أحمد بن منيع (3)،و أبا هشام الرفاعي، و سويد بن سعيد، و عبد اللّه بن عمر بن أبان، و محمد بن عبد الأعلى الصّنعاني، و محمد بن عبد الملك بن أبي الشّوارب (4)،و محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني (5)،و نصر بن علي الجهضمي، و داود بن رشيد. و عبد اللّه بن مطيع البغدادي.

ص: 175


1- بغية الطلب 1442/3.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 385/6 و سير أعلام النبلاء 141/14 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- الاسم مكرر بالأصل.
4- ترجمته في سير الأعلام 103/11(32).
5- ترجمته في سير الأعلام 96/12(28).

روى عنه: أبو عبد الرّحمن بن محمد بن سلمة الخيّاش (1) و الحسن بن رشيق، و أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس، و الحسن بن الخضر الأسيوطي، و أبو بكر محمد بن علي بن الحسن النقاش، و الحسين بن محمد بن سالم المصري.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، و أبو محمد يحيى بن علي بن محمد بن الطّرّاح (2)المدير، و أبو منصور بن زريق قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا الحسن بن الخضر - بمصر - نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، نا محمد بن الصّبّاح، نا سفيان بن عيينة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«اشفعوا فلتؤجروا، و ليقض اللّه على لسان نبيّه ما شاء»[2152].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: كان إذا أتاه السائل - و ربما، قال: جاءه السائل، أو قال صاحب الحاجة - قال:«اشفعوا فلتؤجروا» - و قال ابن المقبري: توجروا-«و يقضي اللّه على لسان نبيّه ما شاء» رواه البخاري عن أبي كريب[2153].

كتب إلىّ أبو علي الحداد و جماعة ثم حدّثني أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن مرزوق، أنا أبو بكر محمد بن الفضل بن محمد، و فاطمة بنت عبد اللّه الجوزدانيّة (3)و خجستة (4) بنت علي الصالحانية (5) قالوا: أنا محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (6)،أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي البغدادي

ص: 176


1- هذه اللفظة لمن يبيع الخيش، و هو نوع من الثياب الغليظة من الكتان الخشن.
2- ترجمته في السير 77/20(47).
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى جوزدان و يقال لها كوزدان قرية على باب أصبهان كثيرة الخير.
4- ضبطت عن التبصير 526/2 و في المستدرك: ضم الخاء و كسر الجيم و سكون السين و فتح التاء المعجمة من فوق باثنتين.
5- هذه النسبة إلى صالحان و هي محلة كبيرة بأصبهان.
6- ضبطت عن التبصير.

-بمصر - نا عبد اللّه بن أبي رومان، نا عبد اللّه بن وهب، نا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»[2154].

قال الطبراني: لم يروه عن مالك إلاّ ابن وهب، تفرد به عبد اللّه بن أبي رومان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي: أخبرني بعض أصحابنا: أن أبا عبد الرّحمن النسائي انتقى على إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي مسنده، و كان إسحاق بن إبراهيم يمنع النسائي أن يجيء إليه، و كان يذهب إلى منزل النسائي حتى سمع النسائي ما انتقاه عليه حسبة في ذلك، و كان شيخا صالحا، فقال النسائي يوما لإسحاق بن إبراهيم: يا أبا يعقوب لا تحدّث عن سفيان بن وكيع، فقال له إسحاق: اختر أنت يا أبا عبد الرّحمن لنفسك ما شئت تحدّث عنهم، و أنا كلّ من كتبت عنه فإني أحدّث عنه (1).رواها الخطيب عن الماليني - إجازة - عن ابن عدي (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو بكر البرقاني، أنا علي بن عمر الدارقطني، نا الحسن بن رشيق، نا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن عن أبيه، قال الخطيب أبو بكر: ثم أخبرني أبو عبد اللّه الصّوري، أنا الخصيب بن عبد اللّه قال: ناولني عبد الكريم - و كتب لي بخطه - قال:

سمعت أبي يقول: إسحاق بن إبراهيم بن يونس صدوق، كنيته أبو يعقوب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي بحديث ذكره، ثم قال: لم نكتبه إلاّ عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس، و كان شيخا صالحا و هو ثقة من ثقات المسلمين (4).

و قال في موضع آخر: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس الشيخ الصالح.

و قال في موضع آخر: أنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي بغدادي كان بمصر، و إنما لقّب بالمنجنيقي لأنه كان في جامع مصر منجنيق يصعده القوام يوقدون

ص: 177


1- الخبر في تهذيب التهذيب 142/1-143 نقلا عن ابن عدي. و سير الأعلام 141/14.
2- تاريخ بغداد 386/6.
3- تاريخ بغداد 386/6.
4- تهذيب التهذيب 142/1.

ثريّا فيها، و كان يجلس هذا الشّيخ قريبا إليه، فنسب إليه، و كان شيخا صالحا (1).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن القاضي أبي الطّيّب الطّبري، عن أبي الحسن الدّارقطني قال: إسحاق بن إبراهيم المعروف بالمنجنيقي كان ثقة، و قد حدّث أبو عبد الرّحمن النسائي عن إسحاق بن إبراهيم هذا، و مات أبو عبد الرّحمن قبله.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):إسحاق بن إبراهيم بن يونس بن موسى بن منصور، أبو يعقوب المعروف بالمنجنيقي الورّاق. سكن مصر و حدّث بها عن محمد بن بكّار بن الرّيّان، و عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي، و أبي إبراهيم التّرجماني، و داود بن رشيد، و عبد اللّه بن مطيع، و هنّاد بن السّري، و سفيان بن وكيع، و محمد بن يحيى بن أبي عمر، و أحمد بن منيع و محمد بن عبيد بن حساب، و حميد بن مسعدة، و عقبة بن مكرم العمّي، و يوسف بن موسى، و يعقوب بن إبراهيم الدّورقي، و أبي كريب محمد بن العلاء، و عبد اللّه بن أبي رومان الإسكندراني، و عمرو بن عثمان، و كثير بن عبيد الحمصيين. روى عنه المصريون، و من غيرهم: جعفر بن محمد الخالدي، و أبو القاسم الطّبراني و عبد اللّه بن عدي الجرجاني. و كان صادقا صالحا زاهدا.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التّميمي، أنا مكّي بن الغمر، أنا [أبو] (3) سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر (4) قال: سنة أربع و ثلاثمائة - فيها - توفي إسحاق بن إبراهيم بن يونس.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد، و أبو بكر محمد بن شجاع عنه، نا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر

ص: 178


1- سير الأعلام 142/14.
2- تاريخ بغداد 385/6-386.
3- سقطت من الأصل، و استدركت للإيضاح عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 440/16.
4- مطموسة بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م، انظر الحاشية السابقة.

الخطيب (1)،نا الصّوري، نا محمد بن عبد الرّحمن الأزدي، نا عبد الواحد بن محمد بن مسرور، نا أبو سعيد بن يونس قال: إسحاق بن إبراهيم بن يونس - زاد ابن مندة: بن موسى بن منصور بن يعقوب الوراق، ثم اتفقا فقالا:- المعروف بالمنجنيقي بغدادي قدم إلى مصر و حدّث بها، و كان رجلا صدوقا، توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة أربع و ثلاثمائة يوم الجمعة لليلتين بقيتا منه. كذا وقع: ابن يعقوب، و الصواب: أبو يعقوب.

623 - إسحاق بن إبراهيم

أبو يعقوب الأشقر

حدّث عن جرول بن جنفل، و الهيثم بن عمران.

روى عنه أبو عوانة يحيى بن معلى بن منصور الرازي، و أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن علي بن الفتح، نا علي بن عمر الحافظ ، نا علي بن عبد اللّه بن مبشر، نا يحيى بن معلى بن منصور الرازي أبو عوانة، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأشقر الدمشقي، نا أبو توبة جرول بن جنفل، عن أبي عبد الرّحمن، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: أولم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم على بعض أزواجه بقدر من هريسة[2155].

قال علي بن عمر تفرّد به جرول بن جنفل بهذا.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و إسحاق بن إبراهيم الأشقر، أبو يعقوب الدمشقي، يروي عن جرول بن جنفل، روى عنه يحيى بن معلّى الرازي، ذكره الدارقطني في غير المختلف و المؤتلف.

624 - إسحاق بن إبراهيم الرّافقيّ

624 - إسحاق بن إبراهيم الرّافقيّ (3)

قدم دمشق مع عبد اللّه بن طاهر لمّا توجه واليا على مصر من قبل المأمون.

ص: 179


1- تاريخ بغداد 386/6.
2- الإكمال لابن ماكولا 94/1.
3- بغية الطلب 1450/3 و ذكره الطبري 611/8-612 في حوادث سنة 210 ه . و الرافقي نسبة إلى الرافقة، بلد متصل البناء بالرقة، و هما على ضفة الفرات، و بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع، من أعمال الجزيرة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني عن عبد العزيز بن أحمد الكتّاني أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير الطّبري قال (1):ذكر أحمد بن حفص بن عمر، عن أبي السمراء قال: خرجنا مع الأمير عبد اللّه بن طاهر متوجّهين إلى مصر، حتى إذا كنّا بين الرّملة و دمشق، إذا نحن بأعرابي قد اعترض، فإذا شيخ فيه بقيّة على بعير له أورق، فسلّم علينا، فرددنا عليه السلام. قال: و أنا و إسحاق بن إبراهيم الرافقي، و إسحاق بن أبي ربعي، و نحن نساير الأمير، و كنا يومئذ [أفره] (2) من الأمير دوابّا، و أجود منه كسا قال:

فجعل الأعرابي ينظر في وجوهنا، قال: فقلت يا شيخ قد ألححت في النظر، أعرفت منا أمرا أنكرته ؟ قال: و اللّه ما عرفتكم قبل يومي هذا، و لا أنكرتكم لسوء أراه بكم، و لكني رجل حسن الفراسة في الناس، جيد المعرفة بهم، قال: فأشرت له إلى إسحاق بن أبي ربعي، فقلت: ما تقول في هذا؟ فقال:

أرى كاتبا زهو (3) الكتابة بيّن *** عليه و تأديب العراق منير

له حركات قد يشاهدن أنّه *** عليم بتقسيط الخراج بصير

قال: و نظر إلى إسحاق بن إبراهيم الرّافقي فقال:

و مظهر بسط (4) ما عليه ضميره *** يحبّ الهدايا بالرجال مكور

إخال به جبنا و بخلا و شيمة *** نخبّر عنه أنّه لوزير

ثم نظر إليّ و أنشأ يقول:

و هذا نديم للأمير و مؤنس *** يكون له بالقرب منه سرور

أخالك (5) للأشعار و العلم راويا *** فبعض نديم مرة و سمير

ص: 180


1- الخبر في تاريخ الطبري 611/8-612 حوادث سنة 210 و بغية الطلب نقلا عنه 1450/3-1451.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح، و من الطبري.
3- الطبري: داهي.
4- الطبري: نسك.
5- الطبري:«إخاله» و صدره في الكامل لابن الأثير: و أحسبه للشعر و العلم راويا

ثم نظر إلى الأمير فأنشأ يقول:

و هذا الأمير المرتجى سيب كفّه *** فما إن له فيمن رأيت نظير

عليه رداء من جمال و هيبة *** و وجه بإدراك النجاح بشير

لقد عصم الإسلام منه بذي يد *** بها (1) عاش معروف و غاب نكير

ألا إنّما عبد الإله ابن طاهر *** لنا والد برّ بنا و أمير

قال: فوقع ذلك من عبد اللّه أحسن موقع و أعجبه ما قال الشيخ، فأمر له بخمس مائة دينار، و أمره أن يصحبه.

625 - إسحاق بن إبراهيم

أبو يعقوب الفرغاني، المعروف بجيش (2)

حدّث بدمشق في سنة تسع و ثمانين و مائتين عن محمد بن آدم المصّيصي، و عبد الرّحمن بن محمد بن سلام الطّرسوسي.

روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة الدمشقيان.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا عبد العزيز التّميمي، أنا تمام بن محمد، نا أبو الحارث أحمد بن محمد بن أبي الخطاب اللّيثي، نا إسحاق بن إبراهيم يعرف بجيش الفرغاني، نا عبد الرّحمن بن محمد بن سلام، نا إسماعيل بن يحيى بن عبيد اللّه - أبو علي التّيمي - نا مطر بن خليفة، عن أبي الطّفيل عن علي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما انتعل أحد قطّ و لا خصف و لا لبس ثوبا ليغدو في طلب علم يتعلّمه إلاّ غفر اللّه له حيث يخطو عتبة باب بيته (3)»[2156].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، قال: إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الفرغاني و يعرف بجيش حدّث عن محمد بن آدم المصّيصي، روى عنه أبو

ص: 181


1- في الطبري: بدابد به.
2- بغية الطلب لابن العديم 1445/3.
3- كنز العمال 29392/10 برواية:«ما انتقل» و بغية الطلب 1445/3 و مختصر ابن منظور 285/4 و فيه: «عتبة داره».

القاسم بن أبي العقب الدّمشقي.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن علي بن هبة اللّه بن ماكولا، قال (1):و أما جيش - أوله جيم مفتوحة و بعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها - فهو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الفرغاني يعرف بجيش، روى عنه محمد بن آدم المصّيصي، روى عنه أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب الهمداني.

626 - إسحاق بن إبراهيم

أبو بكر الجرجاني ثم الأسترآباذي (2)(3)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و بغيرها عفّان بن سيار الجرجاني، و محمد بن خالد الرازي الحنظلي المعروف بممّوية.

روى عنه أبو محمد بن أبي حاتم - مكاتبة - و أبو عثمان سعيد بن عمرو البرذعي (4).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي - إجازة - حدثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا أبو عثمان سعيد بن عمرو البرذعي (5)،نا إسحاق بن إبراهيم الجرجاني و غيره قالا: نا هشام بن عمّار، نا سويد بن عبد العزيز قال: قال لي شعبة بن الحجّاج يحدث عن أبان بن أبي عياش، و إنما كان قتادة يروي عن أنس مائتي حديث، و أبان يروي عن أنس ألفي حديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، نا علي بن محمد ح،.

قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي

ص: 182


1- الإكمال لابن ماكولا 355/2.
2- ترجمته في تاريخ جرجان ص 516 و انظر نسبه فيه.
3- و الأسترآباذي نسبة إلى أستراباذ (ضبطت عند ياقوت بفتح الهمزة) بلدة كبيرة مشهورة، و هي من أعمال طبرستان بين سارية و جرجان.
4- بالأصل «البردعي» بالدال المهملة، و المثبت عن سير الأعلام ترجمته 77/14.
5- بالأصل «البردعي» بالدال المهملة، و المثبت عن سير الأعلام ترجمته 77/14.

حاتم قال (1):إسحاق بن إبراهيم الأسترآباذي أبو بكر، روى عن عفان بن سيّار، و محمد بن خالد الحنظلي الرازي المعروف بممّوية (2) الفارض (3)،كتب إليّ (4)بأحاديث على يدي سعيد البرذعي (5)(6).

627 - إسحاق بن إبراهيم

أبو نصر الزّوزني (7)

حدّث عن أبي عمرو محمد بن يحيى النّيسابوري،.

روى عنه علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، نا أبو نصر إسحاق بن إبراهيم الزّوزني حدّثني أبو عمرو محمد بن يحيى، نا أبو العباس محمد بن إسحاق السّرّاج - املاء - نا العباس بن أبي طالب، نا إسماعيل بن إبراهيم بن بسّام، نا سعد بن سعيد الجرجاني - و ذكر من فضله عن نهشل أبي عبد اللّه، عن الضّحّاك، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أشرف أمّتي حملة القرآن و أصحاب اللّيل»[2157].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (8)،نا عبد الملك بن محمد - سنة إحدى و تسعين و مائتين - نا إسحاق بن إبراهيم المؤذن، نا سعد بن سعيد الجرجاني، عن نهشل بن سعيد - أبي عبد اللّه القرشي - عن الضّحّاك، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فذكر مثله (9).

ص: 183


1- الجرح و التعديل 1/قسم 211/1.
2- الجرح و التعديل: بحمويه.
3- الجرح و التعديل: العارض.
4- في الجرح: كتب إلى أبي.
5- عن الجرح و بالأصل بالدال المهملة، و قد تقدمت قريبا.
6- ذكر السهمي في تاريخ جرجان ص 516 أنه مات في شوال سنة 264 ه .
7- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى زوزن و هي بلدة كبيرة حسنة بين هراة و نيسابور.
8- الكامل لابن عدي 57/7-58 في ترجمة نهشل بن سعيد.
9- في الكامل للضعفاء برواية:«أشراف أمتي».
ذكر من اسم أبيه إسماعيل ممن اسمه إسحاق
628 - إسحاق بن إسماعيل بن إسحاق

ابن إبراهيم بن طاهر بن عبد اللّه

أبو الحسين الطّاهريّ

من أهل سامرّة. حدّث بدمشق عن من لم يبلغنا اسمه.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء: أبو الحسين إسحاق بن إسماعيل [بن إسحاق] (1) بن إبراهيم بن طاهر بن عبد اللّه الطّاهري، و كان مولده بسامرّة: و سكن دمشق مدة ثم خرج عنها، و كان يخضّب بالسواد.

629 - إسحاق بن إسماعيل بن عبد اللّه بن زكريا

أبو يعقوب الرملي

حدّث عن آدم بن أبي إياس، و عبد الوهاب بن الضحاك العرضي (2)،و هشام بن عمّار.

روى عنه: عبد اللّه بن محمد أبو الشيخ، و أخوه عبد الرّحمن بن محمد بن

ص: 184


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى عرض، ناحية من دمشق (انظر اللباب و معجم البلدان).

جعفر، و أحمد بن بندار بن إسحاق الشّعّار (1)،و محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهانيون.

630 - إسحاق بن إسماعيل

من أهل دمشق، حكى عن أبي خزيمة العابد.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري، و أظنه إسحاق الخياط الذي يأتي ذكره.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين الحسني الهمذاني، نا عبد الرّحمن بن حمدان، نا أبو حاتم، نا أحمد بن أبي الحواري، نا إسحاق بن إسماعيل الدمشقي، نا أبو خزيمة قال: سمعت أبا يوسف الفارسي يقول: الدنيا مأتم فليس ينبغي لأهل المأتم أن يفرجوا حتى ينقضي مأتمهم.

631 - إسحاق بن الأشعث بن قيس

و هو عندي إسحاق بن محمد بن الأشعث الكندي، كوفي، كان في صحابة عمر بن عبد العزيز،.

حكى عن عمر.

روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر السّلمي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الشّيباني، نا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، نا أبو الدّحداح، نا أبي، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عياش، نا يحيى بن سعيد، نا إسحاق بن الأشعث بن قيس الكندي قال: كنت في صحابة عمر بن عبد العزيز فاستأذنته في الانصراف إلى أهلي بالكوفة، فقال لي عمر: إذا أتيت العراق فأقرهم و لا تستقرهم، و علّمهم و لا تتعلّم منهم، و حدثهم و لا تسمع حديثهم.

أخبرنا بها أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطّوسي و ابناه محمد أبو

ص: 185


1- بدون إعجام بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 61/16(42).

عبد اللّه و أبو محمد عبد الرّحمن، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر بن الزاغوني (1)-إجازة - قالوا: أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني، أنا عمر بن محمد بن سيف، نا أبو بكر بن أبي داود، نا محمد بن أحمد بن أبي المثنى، نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، حدّثني إسحاق بن أشعث الكوفي - و كان في أصحاب عمر بن عبد العزيز - قال: استأذنت عمر بن عبد العزيز في أن أنصرف إلى أهلي إلى الكوفة فقال عمر: إذا أتيت أهل العراق فعلّمهم و لا تعلم منهم، و أقرهم و لا تستقرهم، و حدّثهم و لا تسمع حديثهم.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد الفراء، أنا أبي أبو يعلى ح.

و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، نا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري: حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش:

إسحاق بن محمد بن الأشعث، يكنى أبا عثمان.

632 - إسحاق بن أبي أيوب بن خالد بن عبّاد

ابن زياد بن أبيه المعروف بابن أبي سفيان

من ساكني جرود (2) من إقليم معلولا (3)،من أعمال دمشق.

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي الذي سمى فيه من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية.

ص: 186


1- هذه النسبة إلى زاغوني قرية من أعمال بغداد (اللباب).
2- تسمى اليوم جيرود.
3- معلولا: إقليم من نواحي دمشق (معجم البلدان).

حرف الباء في آباء من اسمه إسحاق

633 - إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد اللّه بن سالم

أبو حذيفة الهاشمي مولاهم البخاري (1)

حدّث عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن قبيصة بن ذؤيب، و عثمان بن عطاء الخراساني، و الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، و عبد اللّه بن طاوس، و الثوري، و شعبة، و مالك، و جعفر بن محمد، و مقاتل بن سليمان، و إبراهيم بن طهمان، و الحجّاج بن أرطأة النّخعي، و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكّي، و محمد بن إسحاق صاحب المغازي، و سعيد بن أبي عروبة، و عثمان بن ساج، و جويبر بن سعيد البلخي، و أبي الياس إدريس بن سنان اليماني ابن بنت وهب بن منبّه، و عبّاد بن كثير، و عبد اللّه بن زياد بن سمعان المدني، و أبي بكر سلمى بن عبد اللّه الهذلي البصري، و جعفر بن الحارث النّخعي، و عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر، و المثنّى بن الصباح المكيين، و الفضيل بن عياض، و سفيان بن عيينة، و المأمون بن الرشيد - و هو أسن منه.

روى عنه: أيوب بن الحسن الفقيه، و سلمة بن شبيب، و ياسين بن النّضر، و علي بن الحسين الذهلي، و أحمد بن حفص بن عبد اللّه، و محمد بن يزيد السّلمي، و محمد بن عمر الدّاربجردي (2) النّيسابوري، و أبو عمران موسى بن أفلح بن خالد

ص: 187


1- ترجمته في سير الأعلام 477/9 و الوافي بالوفيات 405/8 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- هذه النسبة إلى دارابجرد، انظر معجم البلدان 419/2.

البخاري، و محمد بن الفرج بن السّكن، و علي بن حرب الجنديسابوري (1)،و أبو عبد اللّه محمد بن قدامة بن إسماعيل البخاري - نزيل مرو-.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن سهل الماسرجسي، أنا العباس بن منصور الفرندآباذي (2)،نا محمد بن يزيد السّلمي، نا إسحاق القرشي، نا الحجّاج بن أرطأة عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«نعم البيت يدخله المسلم بيت الحمّام، و ذاك أنه إذا دخله - يعني - سأل اللّه الجنّة. و استعاذ باللّه من النار، و بئس البيت بيت العروس، و ذلك لأنه يرغبه في الدّنيا و ينسيه الآخرة»[2158].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا القاضي أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم النّسفي، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الغنجار، أنا أبو أحمد علي بن محمد بن عبد اللّه المروزي - قراءة عليه - نا أبو العباس عيسى بن محمد بن عبد الرّحمن الكاتب، حدّثني محمد بن قدامة بن إسماعيل صاحب النّضر بن شميل ح.

و أخبرناه عاليا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا الحاكم أبو حامد أحمد بن محمد بن محمد بن عبد اللّه بن إسماعيل المحتسب النّيسابوري - قراءة عليه بمرج القطيّفة (3)،في سنة خمس عشرة و أربعمائة - نا أبو العباس عيسى بن محمد بن عيسى المروزي، نا محمد بن قدامة السلمي - صاحب ابن شميل - نا أبو حذيفة البخاري قال: سمعت أمير المؤمنين المأمون يحدث عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«مولى القوم منهم» و قال مرّة:«من أنفسهم»[2159].

و في حديث ابن الأكفاني: فبلغ المأمون. قال محمد بن قدامة: فبلغ المأمون أمير

ص: 188


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جنديسابور و هي مدينة بخوزستان (معجم البلدان).
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى فرنداباذ و هي قرية على باب نيسابور، ترجم له السمعاني ترجمة قصيرة.
3- القطيفة تصغير القطيفة، قرية دون ثنية العقاب للقاصد إلى دمشق في طرف البرية من ناحية حمص (معجم البلدان).

المؤمنين أن أبا حذيفة - زاد الغنجار: البخاري و قالا - حدّث بهذا عنه، فأمر له بعشرة آلاف درهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا عبد اللّه بن محمد بن يعقوب، نا موسى بن أفلح، نا إسحاق بن بشر، نا المأمون أمير المؤمنين، عن أبيه هارون الرشيد، عن أبيه المهدي، عن أبيه أبي جعفر عن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«مولى القوم من أنفسهم، و مولى مولاهم منهم»[2160].

قال ابن عدي: و هذه الأحاديث (2) مع غيرها مما يرويه إسحاق بن بشر هذا غير محفوظة كلّها، و أحاديثه منكرة إما أسنادا أو متنا، لا يتابعه أحد عليه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي (3)،و أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد الشاهد قالا: أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي (4)،نا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا محمد بن عمر الدّرابجردي (5)،نا أبو حذيفة إسحاق البخاري - ثقة - عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه قال:«من طاف بالبيت فليستلم الأركان كلّها» (6)[2161].

لم يتابع الدارابجردي على توثيق أبي حذيفة.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو حذيفة إسحاق بن بشر البخاري ترك الناس حديثه.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب قال: إسحاق بن بشر أبو

ص: 189


1- الكامل في الضعفاء 338/1.
2- قوله الأحاديث، فقد ذكر ابن عدي لإسحاق غير هذا الحديث.
3- ترجمته في سير الأعلام 250/18(123).
4- ترجمته في سير الأعلام 543/16(397).
5- كذا، و تكتب:«الداربجردي» و «الدارابجردي».
6- أورده الذهبي في سير الأعلام 478/9 و ميزان الاعتدال 185/1.

حذيفة صاحب:«المبتدأ»«و الفتوح». حدّث عن محمد بن إسحاق، و ابن جريج، و مقاتل بن سليمان، و جويبر بن سعيد، و عبد اللّه بن زياد بن سمعان، و إدريس بن سنان، و مالك بن أنس، و ابن عجلان، و سفيان الثوري، و كان ينزل بخارا. روى عنه تصانيفه إسماعيل بن عيسى البغدادي العطّار، و غير واحد من البخاريين، و كان غير ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إسحاق بن بشر بن [محمد بن] (2) عبد اللّه بن سالم، أبو حذيفة البخاري مولى بني هاشم. ولد ببلخ و استوطن بخارا فنسب إليها و هو صاحب كتاب المبتدأ، و [كتاب] (3) الفتوح. حدث عن محمد بن إسحاق بن يسار، و عبد الملك بن جريج، و سعيد بن أبي عروبة، و جويبر بن سعيد، و مقاتل بن سليمان، و مالك بن أنس، و سفيان الثوري، و إدريس بن سنان، و خلق من أئمة أهل العلم أحاديث باطلة. روى عنه جماعة من الخراسانيين، و لم يرو عنه من البغداديين فيما أعلم سوى إسماعيل بن عيسى العطّار، فإنه سمع منه مصنفاته، و رواها عنه. و ذكر الحسن بن علوية القطّان أن هارون الرشيد بعث إلى أبي حذيفة فأقدمه بغداد، و كان يحدّث في المسجد المنسوب إلى ابن رغبان.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب (4):أخبرني الأزهري، نا عبد اللّه بن عثمان الصّفّار، نا محمد بن عمران الصّيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: أبو حذيفة الخراساني كذاب، كان يحدث عن ابن طاوس. قال: فجاءوا إلى ابن عيينة فأخبروه بسنّه فإذا ابن طاوس قد مات قبل أن يولد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - قراءة عليه فيما أرى - أنا موسى بن عمران، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي، نا جعفر بن أحمد بن نصر (5)،نا إسحاق بن منصور قال: قدم علينا أبو حذيفة البخاري، فكان حدّث عن عبد اللّه بن طاوس و رجال من كبار التابعين ممّن ماتوا قبل حميد الطويل. قال: فقلنا له

ص: 190


1- تاريخ بغداد 326/6-327.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن تاريخ بغداد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك على هامشه، و بجانبه كلمة صح.
4- تاريخ بغداد 327/6.
5- ترجمته في سير الأعلام 217/14(120).

كتبت عن حميد الطويل ؟ قال: ففزع و قال: جئتم تسخرون بي ؟ حميد عن أنس، جدّي لم ير حميدا. قال: فقلنا له: أنت تروي عن من مات قبل حميد بكذا و كذا سنة! قال:

فعلمنا ضعفه، و أنه لا يعلم ما يقول.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)قال: قرأت على الحسن بن أبي القاسم، عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النّسوي (2) قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيّار بن أيوب يقول: و كان ببخارى شيخ يقال له أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي، و كان صنّف في بدء (3) الخلق كتابا و فيه أحاديث ليست لها أصول، و كان يتعرض فيروي عن قوم ليسوا ممن يدركهم مثله، فإذا سألوه عن آخرين دونهم يقول: من أين أدركت هؤلاء؟ و هو يروي عن من فوقهم! و كانت فيه غفلة، مع أنه كان يزنّ بحفظ .

و سمعت إسحاق بن منصور يقول: قدم علينا هاهنا فكان يحدّث عن ابن طاوس و رجال كبار من التابعين ممن ماتوا قبل حميد الطويل قال:[فقلنا له: كتبت] (4) عن حميد الطويل قال: ففزع. فقال: جئتم تسخرون بي ؟ حميد عن أنس، جدّي لم يلق حميدا. قال فقلنا: أنت تروي عن من مات قبل حميد بكذا و كذا سنة قال: فعلمنا ضعفه، و أنه لا يعلم ما يقول.

قال أحمد بن سيار: و سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: بلغني أن أبا حذيفة البخاري قدم - أراه مكة - فجعل يقول: حدّثني ابن طاوس، حدّثني ابن طاوس (5)، قال: فقيل لسفيان بن عيينة: قدم إنسان من أهل بخارا و هو يقول: حدّثني ابن طاوس ؟ فقال: سلوه [ابن كم هو؟ قال: فسألوه] (6)،قال: فنظروا فإذا ابن طاوس مات قبل مولده بسنتين.

ص: 191


1- تاريخ بغداد 327/6.
2- ترجمته في سير الأعلام 169/16(124).
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل «بدو».
4- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و الزيادة المستدركة عن تاريخ بغداد.
5- كذا مكررة بالأصل، و ذكرت مرة واحدة في تاريخ بغداد.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر تاريخ بغداد 327/6.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و أبو محمد بن السّمرقندي قالا: نا و أبو الحسن مرزوق، أنا أبو بكر الخطيب: أخبرني الحسن بن محمد الدّربندي (1)،أنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري، نا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، أنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال: سمعت خالي عبيد اللّه بن محمد بن أبي السّري يقول: سمعت أبي يقول: قدم أبو حذيفة البخاري مكة و جعل يروي عن ابن جريج و ابن طاوس، فقيل لسفيان: إن رجلا من أهل خراسان قدم يروي عن ابن طاوس ؟ فقال: سلوه في أي سنة سمع ؟ قال: فسألوه فأخبر أنه سمع في سنة كذا، فقال سفيان: سبحان اللّه مات عبد اللّه بن طاوس قبل مولده بسنتين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا قاضي القضاة أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، نا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا أبو جعفر العقيلي قال:

إسحاق بن بشر القرشي مجهول، حدّث بمناكير منها: ما حدّثنا به الحسين بن علي القطّان، نا إسحاق بن عيسى العطار، نا إسحاق بن بشر أبو حذيفة، نا ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن للّه بيتا في السماء يقال له الضراح». و ذكر حديثا فيه طول، ليس له أصل عن ابن جريج[2162].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2):

حدثني أحمد بن محمد المستملي، أنا محمد بن جعفر الشروطي، نا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي قال: إسحاق بن بشر أبو حذيفة متروك الحديث، ساقط رمي بالكذب.

قال: و أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، نا أبو الحسن الدارقطني، قال: إسحاق بن بشر أبو حذيفة متروك الحديث.

قال: و أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدّربندي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ - ببخارى - أنا خلف بن محمد، نا أحمد بن خالد

ص: 192


1- هذه النسبة إلى الدربند و هو باب الأبواب (معجم البلدان) ترجم له ياقوت، و له ترجمة في سير الأعلام 297/18.
2- تاريخ بغداد 327/6-328.

قال: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن موسى بن سلام القاضي يقول: كان جدّي موسى بن سلام يقول: لما قدم أبو حذيفة البلخي - إسحاق بن بشر - صحبته فتوطن بخارا، و مات بها. قال أبو عبد اللّه: توفي أبو حذيفة إسحاق بن بشر يوم الأحد، و دفن يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة ست و مائتين.

ص: 193

حرف التاء فارغ

حرف الثاء في آباء من اسمه إسحاق

634 - إسحاق بن ثعلبة

أبو صفوان الحميري الحمصي

حدّث عن مكحول الدمشقي، و عبد اللّه بن دينار (1) الحمصي.

روى عنه بقية بن الوليد، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و أبو أميّة عمرو بن هشام الحرّانيّان.

و استعمله الرشيد ثمّ على خراج دمشق.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، و أبو عبد اللّه البارع، و أبو علي بن السّبط قالوا: أنا أبو الغنائم (2) بن المأمون، أنا أبو الحسن الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا إبراهيم بن الحسن الأنطاكي، أنا بقية، عن إسحاق بن ثعلبة، عن محمد المليكي، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إذا أتى بامرئ قد شهد بدرا و الشجرة كبّر عليه تسعا، و إذا أتى به قد شهد بدرا و لم يشهد الشجرة أو شهد الشجرة و لم يشهد بدرا كبّر عليه سبعا، و إذا أتى به لم يشهد بدرا و لا الشجرة كبّر عليه أربعا[2163].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3):نا محمد بن الحسين بن أبي شيخ، نا يحيى بن

ص: 194


1- رسمها غير واضح بالأصل و م، و المثبت عن تقريب التهذيب.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م.
3- الكامل في الضعفاء 336/1.

عثمان، نا بقيّة، نا إسحاق بن ثعلبة، عن مكحول، عن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«من كتم على غالّ فهو مثله».

قال: و أنا ابن عدي (1)،نا محمد بن الحسن بن قتيبة، نا يحيى بن عثمان، نا بقيّة، نا إسحاق بن ثعلبة، عن مكحول، عن سمرة قال: نهانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: أن نستبّ (2) و قال:«إذا كان أحدكم سابّا صاحبه لا محالة، فلا يفتر عليه، و لا يسبّ والده، و لا يسبّ قومه، و لكن إن كان يعلم فليقل، إنك بخيل، إنك جبان»[2164].

قال: و أنا ابن عدي (3) قال: و نا عمران بن موسى، نا داود بن رشيد، نا بقية، عن إسحاق بن ثعلبة، عن مكحول، عن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يعترض أحدكم أسير صاحبه، فيأخذه فيقتله»[2165].

قال ابن عدي: و بهذا الإسناد غير ما ذكرت روى إسحاق عن مكحول، عن سمرة أحاديث منها ذكرتها كلّها غير محفوظة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها بأصبهان - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد الفأفاء قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (4):إسحاق بن ثعلبة روى عن مكحول، روى عنه بقية، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي. سألت أبي عنه فقال: شيخ مجهول [منكر الحديث] (5).

قال لنا أبو القاسم بن أبي بكر الحافظ ، قال لنا أبو القاسم الجرجاني، قال لنا أبو القاسم القرشي، قال لنا أبو أحمد الحافظ في كتاب تسمية ضعفاء المحدثين (6):

إسحاق بن ثعلبة الحميري - أظنه حمصيا - روى عنه بقيّة، و عثمان الطرائفي. و روى إسحاق عن مكحول، عن سمرة أحاديث مسندة لا يرويها غيره.

ص: 195


1- الكامل في الضعفاء لابن عدي 336/1.
2- الأصل و مختصر ابن منظور 289/4 و في ابن عدي:«نسبّ ».
3- الجرح و التعديل 1/قسم 215/1.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 215/1.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
6- الكامل في الضعفاء لابن عدي 336/1.

حرف الجيم فارغ

حرف الحاء في آباء من اسمه إسحاق

635 - إسحاق بن الحارث

أبو الحارث مولى بني هبّار القرشي

أحد المعمرين من أهل دمشق، رأى أبا الدرداء، و واثلة بن الأسقع، و عمير بن جابر بن غاضرة بن أشرس الكندي، و حشرجا (1)،و خالد بن الحوّارى (2) الحبشي، و كلهم له صحبة.

روى عنه أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي الوزير، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا أبو إبراهيم التّرجماني، نا إسحاق أبو الحارث، قال: رأيت أبا الدرداء قلنسوته قد طرحها بين كتفيه. قال إبراهيم: القلنسوة يعني العمامة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب (3)-في كتابه إلينا - و حدثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام (4) القرطبي عنه، أنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السّعدي، قال: قرأ عليّ أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطّة العكبري قال: قرئ على أبي القاسم عبد اللّه بن محمد بن

ص: 196


1- انظر أسد الغابة 500/1.
2- أسد الغابة 569/1.
3- ترجمته في سير الأعلام 583/19(333).
4- ترجم له في سير أعلام النبلاء 546/20(349).

عبد العزيز، نا أبو إبراهيم التّرجماني، نا إسحاق قال: رأيت واثلة بن الأسقع صلّى على جنازة فكبّر عليها أربعا.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم الكوكبي، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا التّرجماني، نا إسحاق أبو الحارث - مولى بني هبّار - قال: رأيت أبا الدّرداء أشهل أقنى، يخضب بالصّفرة و رأيت عليه قلنسوة مصرية صغيرة، و رأيت عليه عمامة قد ألقاها على كتفه! فقال له رجل: مذ كم رأيته ؟ قال: مذ أكثر من مائة سنة (1).

قال أبو إبراهيم: و نا أبو الحارث إسحاق - مولى بني هبار القرشي - حدّثني هذا الشيخ بدمشق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد اللّه بن محمد بن بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني. حدّثني أبو الحارث - مولى بني هبّار القرشي - قال:

رأيت أبا الدّرداء أشهل أقنى، يخضب بصفرة قال: و رأيت عليه قلنسوة، و عمامة قد أرخاها بين كتفيه، قال له الرجل الذي ذهب بي إليه: منذ كم رأيت أبا الدرداء؟ قال: قد رأيته أكثر من مائة سنة، و رأيت عليه جوربين و نعلين و بيده عصا، و رأيت أبا الحارث منذ أكثر من ستين سنة. قال أبو جعفر: و حدّثني إسماعيل بن إبراهيم بهذا في سنة ثمان و عشرين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، أنا أبو إبراهيم التّرجماني، نا إسحاق أبو الحارث - مولى بني هبّار - قال: رأيت عمير بن جابر بن غاضرة بن أشرس الكندي، و كانت له صحبة يخضب بالحنّاء.

ص: 197


1- في لسان الميزان 360/1 معلقا على أنه ادعى أنه رأى أبا الدرداء: إن أبا الدرداء مات سنة اثنتين و ثلاثين على المشهور و قيل بعدها بقليل، و أول ما طلب الترجماني في حدود السبعين. فعلى هذا لا يصح لقيه لأبي الدرداء لأن طلب الترجماني في حدود السبعين، فيكون مولد إسحاق في حدود الخمسين و ذلك بعد موت أبي الدرداء بمدة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب - في كتابه - و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون القرطبي عنه، أنا أبو الفضل السّعدي قال (1) قرئ على أبي عبد اللّه بن بطّة قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، نا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني، نا إسحاق بن الحارث قال: رأيت حشرجا رجلا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم، أخذه النبي صلّى اللّه عليه و سلم فوضعه في حجره، و مسح رأسه، و دعا له.

قال: و نا أبو إبراهيم التّرجماني: حدّثني أبو الحارث إسحاق قال: رأيت خالد بن الحوّاري رجلا من الحبشة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم حضره الموت فقال: اغسلوني غسلتين: غسلة للجنابة. و غسلة للموت.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، نا سهل بن على الدّوري، نا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بن بسّام، نا إسحاق بن الحارث من أهل دمشق قال: رأيت خالد بن الحوّاري رجلا من الحبشة و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم فلما حضره الموت قال: اغسلوني غسلتين: غسلة للجنابة، و غسلة للموت.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد اللّه بن الفضل بن بيري (2) إجازة، أنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني، نا إسحاق أبو الحارث مولى بني هبّار - و كان للشيخ عشرون و مائة سنة و اللّه تعالى أعلم.

636 - إسحاق بن حسّان بن قوهي، و يقال قوهي لقب حسّان

أبو يعقوب الخريمي، مولاهم المرّي (3)

شاعر متقدّم مطبوع مشهور، له ديوان معروف، و أصله من مرو

ص: 198


1- بالأصل «على» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، تقدم قريبا.
2- بالأصل و م «يمري» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 197/17(112).
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 409/8 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و بالأصل و م «الخزيمي» و المثبت عن تاريخ بغداد 326/6 و مختصر ابن منظور 290/4 و ضبطت عن التبصير 500/2 و فيه: و أبو يعقوب الخريمي الشاعر، و اسمه إسحاق بن حسان بن قوهي، من شعراء الدولة العباسية.

الشّاهجان (1) صغديّ (2)،ثم نزل الجزيرة و الشام و سكن بغداد. و بلغني أنه قيل له: ما بال شعرك لا يسمعه أحد إلاّ استحسنه و قبله طبعه قال: لأني لا أجاذب الكلام إلاّ أن يساهلني عفوا، فإذا سمعه إنسان سهل عليه استحسانه.

و بلغني عن أبي العباس المبرّد قال (3):كان أبو يعقوب الخريمي، و اسمه إسحاق بن حسّان، جميل الشّعر مقبولا عند الكتّاب، له كلام قويّ ، و مذهب مبسوط ، و كان يرجع إلى بيت في العجم كريم، و كان رجلا من أبناء الصّغد، و كان له ولاء في العرب، في غطفان: و كان اتصاله بمولاه ابن خريم المرّي الذي يقال له: خريم الناعم، و كان أبو يعقوب على ظرفه يرجع إلى إسلام و إلى وقار، و ذهبت عيناه بعد أن طلع من السبعين، و له فيهما مراث جيدة، يتجاوز أهل عصره و أمثال مضروبة، و قناعة و اعتصام.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):إسحاق بن حسان بن قوهي. أبو يعقوب الشاعر المعروف بالخريمي.

جزري نزل بغداد. و أصله من خراسان من أبناء الصّغد، و كان متصلا بخريم بن عامر المرّي و آله فنسب إليه، و قيل: كان اتصاله بعثمان بن خريم، و كان قائدا جليلا، و سيدا شريفا، و أبوه خريم الموصوف بالناعم. فأما أبو يعقوب فشاعر محسن، و له مدائح في محمد بن منصور بن زياد، و يحيى بن خالد و غيرهما. و مراث لعثمان بن خريم و كان يتأله و يتدين، و قال أبو حاتم السّجستاني: الخريمي أشعر المولدين، و روى عنه شيئا من شعره، أبو عثمان الجاحظ ، و أحمد بن عبيد بن ناصح، و ذكر أنهما سمعا منه.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب قال: أبو يعقوب إسحاق بن حسان بن قوهي الخريمي أحد الشعراء.

و قرأت على أبي محمد، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):أما الخريمي - بضم

ص: 199


1- مرو الشاهجان: هذه مرو العظمى، أشهر مدن خراسان و قصبتها.
2- هذه النسبة إلى «صغد» و أبدلوا الصاد سينا «سغد» انظر معجم البلدان.
3- ليس في الكامل للمبرد، و الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 1457/3 عن المبرد.
4- تاريخ بغداد 326/6.
5- الإكمال لابن ماكولا 243/3.

الخاء و بالياء - فهو أبو يعقوب الخريمي الشاعر، اسمه إسحاق بن حسان بن قوهي من شعراء الدولة العباسية المجيدين.

أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1):أخبرني الصّيمري، نا عمر بن إبراهيم المقرئ، نا مكرم بن أحمد قال:

قال محمد بن حيّان بن صدقة الناقد أن محمد بن منصور الطوسي ذكر أن أبا يعقوب الخريمي سمع يوم مات أبو يوسف رجلا يقول اليوم مات الفقه فقال:

يا ناعي الفقه إلى أهله *** أن مات يعقوب و ما يدري

لم يمت الفقه و لكنّه *** حوّل من صدر إلى صدر

ألقاه يعقوب إلى يوسف *** فزال (2) من طيّب إلى طهر

فهو مقيم فإذا ما ثوى *** حلّ و حلّ الفقه في قبر

يعني يوسف بن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم صاحب أبي حنيفة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3):أخبرني علي بن أيوب القمّي، نا محمد بن عمران الكاتب أخبرني الصولي أنشدني عون بن محمد لأبي يعقوب الخريمي:

باحت ببلواه جفونه *** و جرت بأدمعه شئونه

لما رأت شيبا علا *** ه و لم يحن في الغد حينه

فعلا على فقد الشّبا *** ب و فقد من يهوى أنينه

ما كان أنجح سعيه *** و شبابه فيه معينه

و اللّهو يحسن بالفتى *** ما لم يكن شيب يشينه

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو القاسم التنوخي قال: وجدت في كتاب جدّي القاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم، نا

ص: 200


1- تاريخ بغداد 296/14-297 في ترجمة يوسف بن أبي يوسف القاضي: الخبر و الأبيات.
2- تاريخ بغداد: و آل.
3- تاريخ بغداد 326/6 و الوافي بالوفيات 409/8 و بغية الطلب لابن العديم 1457/3.

حرمي بن أبي العلاء المكّي، نا إسحاق بن محمد بن أبان، أنشدني الزيادي لأبي يعقوب الخريمي:

لم ترعني دار عفت بالجناب *** دارس إنها كخطّ الكتاب

أوحشت بعد أهل و أنيس *** من جوار خرائد أتراب

واضحات الخدود كالبقر الخنّس *** عين الحمى فروض الروابي

إنّما راعني لذكراي حالي *** بسجستان خادم الحجّاب

قلّ عني عناء عقلي و ديني *** و دخولي في العلم من كلّ باب

أدركتني و ذاك أعظم ما بي *** بسجستان حرفة الآداب

قال: و أنشدني - يعني الزيادي - لأبي يعقوب الخريمي فقال:

قد كنت أحسبني رأسا فقد جعلت *** أذنابهم تعتبني (1) بالولايات

الحمد للّه كم في الدّهر من عجب *** و من تصرّف أحوال و حالات

بينا يرى المرء في عيطاء مشرفة *** إذ زال عنها إلى دحض و مومات

لا تنظرنّ إلى عقل و لا أدب *** إن الجدود قرينات الحماقات

أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المطرز - في كتابه - ثم أخبرني أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي عنه، نا أبو الوفاء مهدي بن أحمد بن محمد البغدادي، نا محمد بن الحسين بن موسى الصّوفي قال: سمعت محمد بن طاهر الوزيري سمعت المطرفي قال: أصيب الخريمي بمصيبة في ابنه و كان يميل إليه فرثاه فقال:

و لو شئت أن أبكينّ دما لبكيته *** عليك و لكن ساحة الصبر أوسع

و أعددته ذخرا لكلّ عظيمة *** و سهم المنايا بالذخائر مولع

و هذان البيتان من قصيدة للخريمي في مولاه خريم بن عامر بن عمارة لا في ابنه، و قد زاد أبو الحسن سعد الخير بن محمد فيها - بالإجازة - أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن السماك، نا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن

ص: 201


1- مختصر ابن منظور 292/4 «تعتييني» و في بغية الطلب:«تعتنيني».

جعفر العدل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه أنشدنا المبرّد لأبي يعقوب الخريمي (1):

أ لم ترني أبني على اللّيث بيته *** و أحثي عليه التّرب لا أتخشّع

و لو شئت أن أبكي دما لبكيته *** عليه و لكن ساحة الصبر أوسع

و أعددته ذخرا لكلّ عظيمة (2) *** و سهم المنايا بالذخائر مولع

و إنّي و إن أظهرت منّي جلادة *** و صانعت أعدائي عليك لموجع

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد، أنا أبو الحسن اللّنباني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: و قال أبو يعقوب الخريمي في ابن له (3):

أعاذل كم من منفس قد رزئته *** و فارقني شخص عليّ كريم

و قاسيت من بلوى زمان و كربة *** و ودّعني من أقربي حميم

فعزّيت نفسي غير أنّي بأحمد *** بنيّ مسلوب العزاء سقيم

أرى الصّبر عنه جمرة مستكنّة *** لها لهب في القلب ليس يريم

و خطّ خيال منه يعتاد مضجعي *** له كرب ما تنجلي و غموم

و آثاره في البيت حيث توجّهت *** بي العين حزن في الفؤاد مقيم

إذا رمت عنه الصبر أرجو ثوابه *** أبى الصّبر قلب بالحميم يهيم،

لعمرك إني يوم أدفن مهجتي *** و أرجع عنه صابرا لكظيم

و إنّ فؤادي بعده لمفجّع *** و إنّ دموعي بعده لسجوم

خططت له في التّرب بيت إقامة *** إلى الحشر فيه و النّشور مقيم

و كان سرورا لم يدم لي و غبطة *** و أيّ سرور في الحياة يدوم

و روحا و ريحانا أتى دون شمّه *** من الدّهر يوم بالفراق عظيم

على حين أمضيت الشّباب و قاربت *** خطاي قيود الشّيب حين أقوم

ص: 202


1- البيتان الثاني و الثالث في الكامل للمبرد 1362/3 و الأبيات في ديوانه ص 43.
2- في الكامل:«ملمّة».
3- ديوانه ص 56 و مختصر ابن منظور 293/4 و تهذيب ابن عساكر 439/2.

و فارقت حلو العيش إلاّ صبابة *** عليها خطوب الحادثات تحوم

فجعت بشقّ النفس و الهمّ و الهوى *** عذاب لعمري في الحياة أليم

ألاّ كلّ عيش بعد فرقة أحمد *** و كلّ سرور ما بقيت ذميم

يعيب عليّ الأخلياء صبابتي *** و حزني و كلّ يا بنيّ يلوم

فهل كان يعقوب النبيّ بحزنه *** مليما و ما يزري عليّ حكيم

كوى قلبه حزن كأنّ لهيبه *** توقّد نيران لهنّ ضريم

فما عيّر اللّه النبيّ بحزنه *** أبى ذاك ربّ العالمين رحيم

فلولا (1) رجاء الأجر فيك و أنّه *** ثواب - و إن عزّ المصاب - عظيم

و أنّك قربان لدى اللّه نافع *** و حظّ لنا يوم الحساب جسيم

لأضعف حزني يا بنيّ و أوشكت *** عليّ البواكي بالرّنين تقوم

قال: و نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: و قال أبو يعقوب الخريمي في أخيه (2):

أقول لعيني إن يكن كلّ (3) مسعدي *** فأيّتها العين السخينة أسعدي

و لا تبخلي عيني بدمعك إنّه *** متى تسبلي لي يرق دمعي و تجمد

و كيف سلوي عن حبيب خياله *** أمامي و خلفي في مقامي و مقعدي

نظرت إليه فوق أعواد نعشه *** بمطروقة حيرى تحور و تهتدي

فجاشت (4) إليّ النفس ثمّ رددتها *** إلى الصّبر فعل الحازم المتجلّد

و لو يفتدى ميت بشيء فديته *** بنفسي و مالي من طريف و متلد

و لكن رأيت الموت يمسي رسوله *** و يصبح للنّفس اللّجوج بمرصد

637 - إسحاق بن حمّاد النّميريّ

من أهل بيروت حكى عن أمه، و عن الأوزاعي.

حكى عنه العباس بن الوليد بن مزيد حكاية تأتي في أخبار الأوزاعي و روى

ص: 203


1- بالأصل:«فلو».
2- ديوانه ص 24 و مختصر ابن منظور 494/4 و تهذيب ابن عساكر 440/2.
3- بالأصل و م «مل».
4- بالأصل و م «فجاست» و المثبت عن المصادر السابقة.

الحسن بن حبيب هذه الحكاية عن العباس بن الوليد بن مزيد، عن محمد بن نمير، و رواها أحمد بن بشر بن حبيب الصّوري، عن عفير بن عفان، عن أمه فاللّه أعلم.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار، أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن أحمد الرّبعي، أنا أبو الحارث أحمد بن سعيد، نا العباس بن الوليد قال: و سمعت محمد بن شعيب يقول: ما رأيت و لا جلست إلى مثل الأوزاعي قطّ ، إن كان آخر مجالسه (1) لكأوّلها، و ذلك لم أره في أحد قطّ : فقال النّميريّ : يا أبا عبد اللّه و كانت فيه ثمّ خلّة قال: و ما هي ؟ قال: و لا فارقه جليس له إلاّ و هو يرى أنه كان أحظى أهل المجلس عنده؛ قال: صدقت، كذلك كان.

ص: 204


1- عن مختصر ابن منظور 294/4 و بالأصل «مجالسته».

حرف الخاء في آباء من اسمه إسحاق

638 - إسحاق بن خلف الزاهد

صاحب الحسن بن صالح (1) من أهل الكوفة.

سكن الشام و حدّث عن حفص بن غياث.

روى عنه أحمد بن أبي الحواري و نسبه فقال: ابن سالم بن خلف.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قال: سمعت أبي يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمد بن الحسين، أنا أبو جعفر الرازي، نا العباس بن حمزة، نا أحمد بن أبي الحواري، نا إسحاق بن خلف قال: الورع في المنطق أشدّ منه في الذهب و الفضة؛ و الزهد في الرئاسة أشدّ منه في الذهب و الفضة؛ لأنك تبذلهما في طلب الرئاسة.

أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين الصّالحاني (2) و زوج أخيه أم الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد اللّه بن الحسن القيسية قالا: أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية (3) قالت: نا أبو الحسين عبد الواحد بن

ص: 205


1- ترجمته في سير الأعلام 361/7.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى صالحان و هي محلة كبيرة بأصبهان. و ترجم له السمعاني و كنّاه أبا عبد اللّه.
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى وركان محلة معروفة بأصبهان، ذكرها السمعاني و ترجم لها.

محمد بن شاه الشيرازي - املاء - نا عبد الواحد بن بكر الورثاني (1)،نا محمد بن هارون الأنصاري، نا محمد بن إسحاق، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت إسحاق يقول: لقيت عمر الصّوفي بمكة فقلت له: أ راجلا جئت أم راكبا. قال: فبكى ثم قال: أ ما يرضى العاصي يجيء إلى مولاه إلاّ راكبا.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمد بن عبد العزيز، نا ابن أبي الحواري قال:

سمعت إسحاق بن خلف يقول: لقيت عمر صاحب إبراهيم بن أدهم - بمكة - فقلت له:

أ راكب جئت أم راجل ؟ فبكى ثم قال: أ ما يرضى العاصي أن يجيء إلى مولاه إلاّ راكبا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو الحسين بن بشران قالا: أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير، نا الحسن بن علي بن شبيب المعمري (2)،نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت إسحاق بن خلف يقول:

ليس شيء أفظع لظهر إبليس من قول ابن آدم ليت شعري بم يختم لي ؟ قال: عندها ييأس منه و يقول: متى يعجب هذا بعمله ؟.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرايني، نا أبو عثمان الخياط ، نا أحمد بن أبي الحواري قال:

سمعت إسحاق بن خلف - و كان من الخائفين للّه - قال: قال أحمد بن سليم: ما يتذاكر العلم إلاّ بالغفلة عن العبادة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشا بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمد بن عبد العزيز نا ابن أبي الحواري قال: سمعت إسحاق بن خلف يقول: ليس الخائف من بكى و عصر عينيه، و لكن الخائف من ترك الأمر الذي يخاف أن يعذّب عليه.

قال: و سمعت إسحاق يقول: الكبائر أربعة، و أكبر الكبائر: الإياس من روح اللّه.

ص: 206


1- ضبطت بفتح الواو و الراء عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ورثان، و هي من قرى شيراز فيما يظن السمعاني. ذكره السمعاني و ترجم له.
2- له ترجمة في سير الأعلام 510/13(254).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (1):إسحاق بن خلف الزاهد صاحب الحسن بن صالح، روى عن حفص بن غياث. روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

ص: 207


1- الجرح و التعديل 219/1/1.

حرف الدال في آباء من اسمه إسحاق

639 - إسحاق بن داود السّرّاج

حدّث عن عبد اللّه بن وهب.

روى عنه أبو حفص عمر بن مضر العنسي الدّمشقي.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن أبي عمرو - بمنين (1)-أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن القرشي، نا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، نا أبو حفص عمر بن مضر، نا إسحاق بن داود السّرّاج - دمشقي ثقة - حدثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني الماضي بن محمد، عن علي بن سليمان، عن القاسم بن محمد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذرّ، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم نحو ذلك يعني حديث أبي ذرّ الطويل:«يا أبا ذرّ إن للمسجد تحية و تحيّته ركعتان، فقم فاركعهما»[2166].

ص: 208


1- منين بالفتح ثم الكسر، قرية في جبل سنير من أعمال الشام، و قيل من أعمال دمشق.

حرف الذال فارغ

حرف الراء في آباء من اسمه إسحاق

640 - إسحاق بن راشد

أبو سليمان الحرّاني (1)

مولى عمر بن الخطّاب و يقال: مولى بني أمية.

حدّث عن الزّهري، و عمرو بن وابصة، و قيل عن سالم عن عمرو، و عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب.

روى عنه: معمر بن راشد، و عبيد اللّه بن عمرو الرّقّي، و موسى بن أعين، و عتاب بن بشير، و إبراهيم بن المختار، و سليمان بن صهيب العطّار الرّقّي، و القاسم بن غزوان، و سلمة بن الفضل الأبرش.

و زار بيت المقدس فاجتاز بدمشق أو بأعمالها (2).

أخبرنا أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان النّسوي: نا حكيم بن سيف، و أبو نعيم الحلبي، و أبو خيثمة المصّيصي قالوا: نا عبيد اللّه بن عمرو الرّقّي، نا إسحاق بن راشد، عن الزهري قال:

رأيت سالم بن عبد اللّه إذا افتتح الصلاة رفع يديه، و إذا كبّر للركوع رفع يديه، و إذا رفع رأسه من الركوع ليسجد، قال: فسألت سالما فقال: هكذا رأيت عبد اللّه بن عمر يفعل،

ص: 209


1- بغية الطلب 1462/3 تهذيب التهذيب 148/1. و الحراني نسبة إلى حران: قصبة ديار مضر بينها و بين الرها يوم و بين الرقة يومان و هي على طريق الموصل و الشام و الروم (معجم البلدان).
2- بغية الطلب 1462/3.

و قال: هكذا رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يفعل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمد بن علي الواسطي، أنا محمد بن أحمد البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا يحيى بن عبد الحميد العامري و ذكر إسحاق بن راشد الحرّاني - يعني - فقال: مولى بني أمية.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، نا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطيوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: نا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1):

إسحاق بن راشد أخو النعمان بن راشد نسبه محمد بن راشد قال أحمد: لا أعلم بينهما قرابة، و لا أراه حفظه، و يقال: الحرّاني (2) مولى بني أمية، عن الزّهري سمع منه عتاب بن بشير، و معمر.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - فيما شافهني به - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي و رشأ بن نظيف المقرءان قالا: أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن داود الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: إسحاق بن راشد جزري.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني، أنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحرّاني في الطبقة الثانية من التابعين: إسحاق بن راشد عقبه بحرّان، و ولده ينسبون إلى ولاء عمر بن الخطاب، ذكر بعضهم: أنه مات بسجستان - أحسبه قال: في خلافة أبي جعفر المنصور - و جل حديثه عند موسى بن أعين. و قد روى عنه عتاب بن بشير، و عبيد اللّه بن عمرو، و غيرهم (3).

ص: 210


1- التاريخ الكبير 1/قسم 386/1.
2- زيد في البخاري: و يقال: الجزري.
3- بغية الطلب 1466/3.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي بكر الخطيب قال: إسحاق بن راشد أبو سليمان مولى عمر بن الخطاب من أهل حرّان. حدّث عن ابن شهاب الزّهري، روى عنه عتاب بن بشير، و عبيد اللّه بن عمرو، و موسى بن أعين.

و ذكر بعض أهل العلم أنه أخو معمر بن راشد و ذلك وهم، ليس بين معمر و إسحاق قرابة في النسب، لكن إسحاق هو [أخو] (1) النعمان بن راشد و لا يعرف لمعمر أخ (2) فاللّه أعلم (3).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد اللّه بن جعفر قال: و سمعت عبيد اللّه بن عمرو، و أبا المليح يقولان: قال إسحاق بن راشد: بعث محمد بن علي (4) زيد بن علي إلى الزهري قال يقول لك أبو جعفر: استوص بإسحاق خيرا، فإنه منّا أهل البيت.

قال عبيد اللّه بن عمرو: و كان إسحاق - يعني ابن راشد - صاحب مال فأنفق عليهم أكثر من ثلاثين ألف درهم ورثها من أبيه قال: ثم احتاج بعد فما أصاب عندهم خيرا (5).

قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: إسحاق بن راشد جزري، و معمر بن راشد بصري ليس بينهما رحم، و النعمان بن راشد ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو [الحسين بن] (6) الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (7) قال: سمعت

ص: 211


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و انظر بغية الطلب.
2- بالأصل و م «أخا» و الصواب ما أثبت.
3- لم نجد لإسحاق ترجمة في تاريخ بغداد.
4- كذا بالأصل، و في بغية الطلب: محمد بن علي بن زيد بن علي.
5- الخبر في بغية الطلب 1464/3 و تهذيب التهذيب 149/1.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.
7- المعرفة و التاريخ 17/3 و بغية الطلب 1466/3 نقلا عن يعقوب.

عليا يقول: أخبرني عبد الجبار الخطّابي: أخبرني مولانا (1) عن إسحاق بن راشد قال:

قال لي ابن شهاب: هل بقي أحد عنده علم ؟ قال: قلت: نعم، رجل من أهل الكوفة يقال له سليمان الأعمش قال: هات حدّثني عنه قال: فقلت: لا أحفظ و لكن إن شئت جئتك بكتاب عندي. قال: هاته. قال: فجئته بكتاب فقرأه فقال: ويحك ما كنت أرى بقي أحد يحسن هذا.

و قد قيل: إنّ إسحاق لم يلق الزهري.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو بكر البرقاني، أنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، نا عبد اللّه بن محمد بن مسلم، نا أيوب بن إسحاق بن سافري، نا علي - يعني ابن المديني - نا أبو داود الطّيالسي، نا صاحب لنا يقال له: أشرس - من أهل الري ثقة - قال: قدم علينا محمد بن إسحاق فجعل يحدّثنا عن إسحاق بن راشد، عن الزهري قال: ثم قدم علينا إسحاق بن راشد فجعل يحدّث عن الزهري و يقول في الحديث: نا الزهري، نا الزهري، فقال له رجل أين لقيت الزهري ؟ قال: لم ألقه، قال: فما هذه الأحاديث ؟ قال: مررت ببيت المقدس فوجدت كتابا عن الزهري. كذا قال أبو داود. و قد رويت عن أبي الوليد و وقعت إليّ أعلى من هذا.

أخبرنا بها أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني (2)،و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمذاني قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد الرّحمن بن حمدان الجلاّب (3) بهمذان، نا إبراهيم بن نصر، نا أبو الوليد الطيالسي، حدّثني صاحب لي من أهل الري يقال له: أشرس قال: قدم علينا محمد بن إسحاق فكان يحدثنا عن إسحاق بن راشد، فقدم علينا إسحاق بن راشد فجعل يقول:

حدثنا الزهري، نا الزهري قال: فقلت له: أين لقيت ابن شهاب ؟ قال: لم ألقه، مررت

ص: 212


1- بالأصل «مولى لنا عن» و المثبت عن المعرفة و التاريخ، و انظر ترجمة إسحاق بن راشد في تهذيب التهذيب (فهو مولى بني أمية و قيل مولى عمر).
2- ترجمته في سير الأعلام 626/19(369). و الكرماني بفتح الكاف و قيل بكسرها و سكون الراء، هذه النسبة إلى كرمان بلدان شتى، انظر الأنساب.
3- بالأصل «الحلاب» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 477/15(269).

ببيت المقدس فوجدت كتابا له (1).

ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمد بن علي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد، أنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: و إسحاق بن راشد الجزري ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك بن علي، أنا علي بن محمد بن علي بن السقاء، و عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن بالوية قالا: نا أبو العباس الأصمّ قال: سمعت العباس بن محمد الدّوري يقول (2):سمعت يحيى يقول:

إسحاق بن راشد ليس بينه و بين معمر [بن راشد] (3) قرابة.

قال: و سمعت يحيى يقول: إسحاق بن راشد ثقة، زاد ابن السقاء في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: إسحاق بن راشد: صالح الحديث.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو محمد الجوهري، عن أبي عمر (4) قال: نا محمد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: النعمان بن راشد جزري و إسحاق بن راشد جزري (5)،ليس بأخيه و لا بينهما قرابة و لا رحم.

قلت ليحيى بن معين: أيهما أعجب إليك ؟ قال: ليس هما في الزهري بذاك.

قلت: ففي غير الزهري قال: ليس بإسحاق بأس.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، أنا محمد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمد بن الأزهر، نا المفضّل بن غسان الغلاّبي قال: إسحاق بن راشد الحرّاني ثقة.

ص: 213


1- الخبر في تهذيب التهذيب 149/1 و بغية الطلب 1466/3.
2- الخبر في بغية الطلب 1464/3.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه.
4- بالأصل «أبي عمرو» خطأ و الصواب ما أثبت و هو أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه، ترجمته في سير الأعلام 409/16(296).
5- في تهذيب التهذيب 149/1 «إسحاق جزري و معمر بصري» و الخبر في بغية الطلب 1463/3 كالأصل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (1):و إسحاق بن راشد جزري حسن الحديث، و معمر بن راشد بصري وقع باليمن ليس بينهما قرابة.

أخبرنا أبو محمد السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (2):و إسحاق بن راشد صالح الحديث في نسخة الكتاب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - و أبو طاهر بن سلمة - قراءة - أنا علي بن محمد قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،نا عبد اللّه بن أحمد فيما كتب إليّ قال: و سئل أبي و أنا أسمع عن إسحاق بن راشد و النعمان بن راشد فقال: ليس هما بأخوين، إسحاق رقّي و النعمان جزري، و لا أعلم بينهما قرابة، و إسحاق أحب إليّ ، و أصح حديثا من النعمان، هو فوقه.

قال: و سألت أبي عن إسحاق بن راشد فقال: شيخ قلت: هو أخو النعمان بن راشد؟ فقال: لم يصح عندي أنهما أخوان.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر - فيما قرأته عليه - قال: و سئل - يعني - أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة عن إسحاق بن راشد الجزري الذي يروي عن الزهري فقال: لا يحتجّ بحديثه (4).

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قلت للدارقطني: فإسحاق بن راشد الجزري ؟ قال: تكلموا في سماعه من الزهري و قالوا: إنه وجد في كتابه. و القول عندي قول مسلم فيه (5).

ص: 214


1- المعرفة و التاريخ 434/1.
2- المعرفة و التاريخ 345/1.
3- الجرح و التعديل 1/قسم 219/1 و 220 و بغية الطلب 1463/3-1464 و تهذيب التهذيب 148/1.
4- بغية الطلب 1465/3 و تهذيب التهذيب 149/1.
5- بغية الطلب 1465/3.
641 - إسحاق بن أبي ربعي

641 - إسحاق بن أبي ربعي (1)

أحد صحابة عبد اللّه بن طاهر، قدم دمشق في صحبته، تقدم ذكره في ترجمة إسحاق بن إبراهيم الرافقي.

ص: 215


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

حرف الزاي فارغ

حرف السّين في آباء من اسمه إسحاق

642 - إسحاق بن سعيد بن إبراهيم بن عمير بن الأركون

أبو مسلمة القرشي الجمحي

روى عن سعيد بن عبد العزيز، و محمد بن شعيب، و سعيد بن بشير، و خليد (1) بن دعلج (2)،و سلمة بن العيّار (3) الفزاري، و الوليد بن مسلم، و سهل بن هاشم، و أبين بن سفيان.

روى عنه: أحمد بن أنس بن مالك، و أحمد بن إبراهيم بن فيل، و أبو الأحوص محمد بن الهيثم - قاضي عكبرا - و أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، و الحسن بن علي بن خلف الصّيدلاني، و أحمد بن نصر بن شاكر، و أحمد بن علي الأبّار، و أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي، و العباس بن الوليد الخلاّل، و أبو إسماعيل الترمذي، و إسماعيل بن الفضل بن موسى البلخي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أحمد بن علي الأبّار، نا إسحاق بن سعيد بن الأركون الدّمشقي، نا سعيد بن بشير عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلاّ كانت له صدقة»[2167].

ص: 216


1- ضبطت عن التبصير 535/2.
2- دعلج بفتح فسكون ففتح كما في المغني، ترجمته في تقريب التهذيب.
3- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب عن م، و ضبط عن تقريب التهذيب و الخلاصة للخزرجي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي، نا أبو مسلمة إسحاق بن سعيد القرشي، نا خليد بن دعلج قال: و أنا تمام بن محمد قال: و نا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن القرشي - من لفظه - نا الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني، نا إسحاق بن سعيد بن الأركون، نا خليد بن دعلج عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«أمان الأرض من الغرق الغرس (1)،و أمان الاختلاف الموالاة لقريش، قريش أهل اللّه، قريش أهل اللّه، فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس»[2168].

قال: و أنا تمام، أنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو مسلمة إسحاق بن سعيد بن الأركون مثله.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمد بن النّحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أحمد بن الحسن بن فيل، نا إسحاق بن سعيد بن الأركون أبو مسلمة (2) الدمشقي بحديث ذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز ح.

و أخبرنا أبو الفتح، ناصر بن عبد الرّحمن القرشي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين العكبري، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد الجعابي قال: أبو سلمة إسحاق بن سعيد بن الأركون، حدّث عن سعيد بن بشير و غيره كذا قال في باب من يكنّى بأبي سلمة و وهم فيه، إنما هو أبو مسلمة.

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح،.

ص: 217


1- في مختصر ابن منظور 296/4 «القوس».
2- بالأصل و م «سلمة» تحريف.

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (1):

سئل أبي عنه - يعني عن إسحاق بن سعيد - فقال: ليس بثقة، أخرج إلينا كتابا عن محمد بن راشد، فبقي يتفكر فظننا أنه يتفكر هل يكذب أم لا، قلت: سمعت من الوليد بن مسلم، عن محمد بن راشد؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد اللّه الخياط ، أنا أبو بكر البرقاني - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين فذكرهم و فيهم: إسحاق بن سعيد بن أبي كوز شامي، كذا قال البلخي، و هو تصحيف، إنما هو ابن الأركون.

و أخبرنا أبو القاسم بن بطريق، أنا علي بن محمد بن الحسن، و محمد بن علي بن علي القاضيان - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني قال: ابن أركون شامي، منكر الحديث.

قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبي، أنا محمد بن جعفر بن ملاس، نا الحسن بن محمد قال: و توفي أبو مسلمة إسحاق بن سعيد بن الأركون القرشي في سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين.

643 - إسحاق بن سليمان بن هشام

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

644 - إسحاق بن سلام القرشي

من أهل صهيا (2) له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

645 - إسحاق بن سيّار

أبو النّضر

من أهل دمشق روى عن يونس بن ميسرة بن حلبس (3)،و يزيد بن يزيد بن

ص: 218


1- الجرح و التعديل 1/قسم 221/1.
2- تقدمت، انظر معجم البلدان.
3- ترجمته في سير الأعلام 230/5(98).

جابر (1)،و أبي وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، و عبد الواحد بن زيد البصري، و القاسم بن مخيمرة (2).

روى عنه الأوزاعي، و الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا جمح بن القاسم، نا أحمد بن عبد الواحد الجوبري، نا صفوان بن صالح، نا الوليد ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو عبد اللّه أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو الحارث أحمد بن سعيد، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم قال: و أخبرني أبو النّضر أنه سمع يونس بن ميسرة بن حلبس يحدّث أنه سمع أبا إدريس الخولاني قال: قدم المغيرة بن شعبة دمشق فأتيته فسألته عما - يعني - حضر، فقال: وضّأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك، فمسح على خفّيه.

لفظهما قريب.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطيوري، و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد بن محمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (3):إسحاق بن سيّار سمع يونس بن ميسرة الشامي سمع أبا إدريس، سألت المغيرة بن شعبة بدمشق قال:

وضّأت النبي بتبوك فمسح على خفّيه قاله (4) سليمان بن عبد الرّحمن، عن الوليد بن مسلم، و قال هشيم عن داود بن عمرو، عن بسر (5) بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس عن عوف بن مالك قال: جعل النبي صلّى اللّه عليه و سلم المسح على الخفّين في غزوة تبوك ثلاثا للمسافر و يوما للمقيم. قال البخاري: إن كان هذا محفوظا فإنه حسن.

ص: 219


1- ترجمته في سير الأعلام 158/6(72).
2- ترجمته في سير الأعلام 201/5(77).
3- التاريخ الكبير 1/قسم 390/1.
4- في البخاري: قاله لي.
5- عن البخاري و بالأصل «سمير».

و قال حمّاد بن سلمة عن أيوب، عن أبي قلابة عن أبي إدريس عن بلال: مسح النبي صلّى اللّه عليه و سلم. و قال غير واحد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن بلال، مرسل. و قال الوليد:

كنيته أبو النّضر - يعني - إسحاق بن سيّار.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو النّضر إسحاق بن سيّار سمع يونس بن ميسرة. روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكّي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو النّضر إسحاق بن سيّار، روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة الدّمشقي (1) قال في ذكر نفر ثقات: أبو النّضر، إسحاق بن سيّار شيخ قدم، يحدّث عنه الوليد بن مسلم.

ذكر سليمان عن الحسن بن يحيى، عن ابن أبي السّائب أن عمر بن عبد العزيز ولّى إسحاق أبا النّضر، و محمد بن المديني بيع ما في الخزائن، و قال: لا تبيعا بنسيئة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: أبو النّضر إسحاق بن سيّار.

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):إسحاق بن سيّار أبو النّضر روى عن يونس بن ميسرة بن حلبس، روى

ص: 220


1- تاريخ أبي زرعة 72/1 اقتصر على ذكر اسمه «إسحاق بن سيار» و لم يزد على ذلك.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 222/1.

عنه الوليد بن مسلم. سمعت أبي و أبا زرعة: يقولان ذلك، قال أبو زرعة يعدّ في الشاميين، و قال أبي: هو دمشقي قال أبو محمد: و روى عن يزيد بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي بن محمد الهمذاني (1)-في كتابه - أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو النّضر إسحاق بن سيّار الشامي، سمع أبا حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس الجبلاني (2) و أبا وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، روى عنه الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الفتح بن المحاملي - في كتابه - أنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو النضر إسحاق بن سيّار شامي سمع يونس بن ميسرة روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):و أما سيّار. أوله سين مهمة ثم ياء معجمة باثنين من تحتها و آخره راء - إسحاق بن سيّار أبو النّضر الشامي سمع يونس بن ميسرة بن حلبس، روى عنه الوليد بن مسلم.

646 - إسحاق بن سيّار بن محمد بن مسلم

أبو يعقوب النّصيبي (4)

سمع بدمشق: جنادة بن محمد بن محمد بن أبي يحيى، و سليمان بن عبد الرّحمن، و أبا مسهر، و حدّث عن أبي عاصم، و عمرو بن عاصم، و عبيد اللّه بن موسى، و قبيصة، و محمد بن جهضم، و يحيى البابلتّي، و معلّى بن أسد، و هاشم بن القاسم، و علي بن قادم، و عبد اللّه بن يوسف، و مسلم بن إبراهيم، و أبي نعيم، و أبي

ص: 221


1- بالأصل «الهمداني» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد ص 992).
2- بدون نقط بالأصل و في م: الحبلاي، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في السير 230/5(98). و الجبلاني ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جبلان، و هو بطن من حمير.
3- الإكمال لابن ماكولا 428/4.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 194/13 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و النصيبي هذه النسبة إلى نصيبين و هي بلدة عند آمد و ميافارقين من ناحية ديار بكر. ذكره السمعاني و ترجم له باسم: أبي يعقوب إسحاق بن منصور بن سيار النصيبي.

جابر محمد بن عبد الملك، و محمد بن الصّلت، و يحيى بن حمّاد، و فهد بن حبّان، و محمد بن عرعرة، و عبد اللّه بن داود الخريبي، و حجاج بن نصير الأنماطي.

روى عنه خيثمة بن سليمان، و محمد بن محمد بن داود الكرخي، و أحمد بن نصر بن بجير (1) القاضي، و جعفر بن محمد الفريابي، و يحيى بن محمد بن صاعد، و محمد بن يوسف بن بشر الهروي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس الفقيه، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو يعقوب إسحاق بن سيّار النّصيبي، نا جنادة بن محمد بن أبي يحيى المرّي، نا عبد الحميد بن أبي العشرين - كاتب الأوزاعي،- عن الأوزاعي، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لتنتقنّ كما ينتقى التمر من حثالته»[2169].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أحمد بن الحسين بن مهران، أنا أبو بكر بن حمدون بن خالد بن يزيد - إملاء - نا إسحاق بن سيّار النّصيبي - إمام الأئمة - نا إبراهيم بن زكريا العجلي، عن همّام، عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن الأصبغ بن نباتة عن علي قال: كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم في البقيع في يوم دجن و مطر فمرّت امرأة على حمار و معها مكاريّ ، فهوت يد الحمار في وهدة من الأرض فسقطت المرأة فأعرض عنها النبي صلّى اللّه عليه و سلم بوجهه فقالوا: يا رسول اللّه: إنها متسرولة فقال:«اللّهم اغفر للمتسرولات من أمّتي - ثلاثا - أيّها الناس اتخذوا السّراويلات، فإنها من أستر ثيابكم، و خذوا بها نساءكم إذا خرجن»[2170].

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني إجازة ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن علي بن محمد قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):إسحاق بن سيار بن محمد بن مسلم النّصيبي، أبو يعقوب، روى

ص: 222


1- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و الضبط عن الإكمال 196/1.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 223/1.

عن علي بن قادم، و أبي النّضر (1) هاشم بن القاسم، و عمرو بن عاصم الكلابي، و محمد بن عرعرة، و يحيى بن حمّاد، و أبي جابر محمد بن عبد الملك، و فهد بن حيان، أدركناه و كتب إليّ ببعض حديثه، و كان صدوقا ثقة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):أما سيّار - أوله سين مهملة ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره راء فهو إسحاق بن سيار بن محمد بن مسلم أبو يعقوب النّصيبي. حدّث عن أبي عاصم النبيل، و عمرو بن عاصم، و عبد الرّحمن بن حمّاد الشعيثي (3)،و عبيد اللّه بن موسى، و أبي غسان مالك بن إسماعيل. روى عنه جعفر الفريابي، و ابن صاعد، و غيرهما.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني (4)،نا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحرّاني، قال: إسحاق بن سيّار النّصيبي أبو يعقوب مات بنصيبين في ذي الحجة من سنة ثلاث و سبعين و مائتين.

ص: 223


1- بالأصل:«النصر» بالصاد المهملة، و الصواب عن الجرح و التعديل، و انظر ترجمته في سير الأعلام 545/9(213).
2- الإكمال لابن ماكولا 429/4.
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى شعيث بطن من بلعنبر - بني العنبر - بن عمرو بن تميم، نزلوا البصرة.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 464/16(338). و الأذني نسبة إلى أذنة و هي من مشاهير البلدان بساحل الشام عند طرسوس.

حرف الشين فارغ

حرف الصاد في آباء من اسمه إسحاق

647 - إسحاق بن صلتان القرشي

من أهل صهيا. له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

ص: 224

حرف الضّاد في آباء من اسمه إسحاق

648 - إسحاق بن الضّيف، و يقال: إسحاق بن إبراهيم بن الضّيف

أبو يعقوب الباهليّ البصريّ العسكريّ (1)

حدّث عن عبد الرزاق، و محمد بن منيب العدني، و يزيد بن أبي حكيم (2)العدني، و محمد بن كثير المصّيصي، و يعلى بن عبيد الطّنافسي، و خالد بن مخلد القطواني (3)،و عثمان بن عمر بن فارس، و حجّاج بن محمد الأعور، و معاوية بن عمرو، و روح بن عبادة، و أبي عاصم النبيل، و زيد بن السّكن الجندي، و عمر بن سهل المازني، و عمرو بن عاصم الكلابي، و منصور بن أبي نويرة، و أبي عبد اللّه محمد بن الحجّاج البغدادي المصفّر،[و] (4) بشر بن الحارث الحافي، و قدم دمشق فسمع بها أبا مسهر.

روى عنه أبو (5) داود السّجستاني، و أحمد بن يحيى بن زهير التّستري، و محمد بن نوح الجنديسابوري، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و أبو الأصبغ عبد العزيز بن سعيد الهاشمي الدّمشقي، و أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن حمدان الرّسعني (6)،و أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، و أحمد بن عبد اللّه بن

ص: 225


1- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 1468/3 و تهذيب التهذيب 153/1.
2- في بغية الطلب «حليم» تحريف. و العدني ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى عدن بلدة من بلاد اليمن.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى قطوان: موضع بالكوفة.
4- زيادة لازمة.
5- بالأصل «أبا» خطأ.
6- بالأصل «الرسغني» و المثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى رأس عين بلدة من ديار بكر.

محمد الوكيل، و إسحاق بن عبد اللّه بن سلمة، و أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي، و محمود بن محمد الحلبي، و الهيثم بن خلف الدّوري، و عبد الرّحمن بن الحسين أبو مسعود التستري الصابوني، و محمد بن عبد اللّه بن عرس المصري، و محمد بن زريق بن جامع المديني المصري، و محمد بن يعقوب الأهوازي الخطيب، و محمد بن العباس الأخرم الأصبهاني، و عمر بن محمد بن نصر، و أبو العباس يحيى بن علي بن هاشم الكندي الحلبيان.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد بن مسلم الأسدي، أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي (1)،أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، نا أبو يعقوب إسحاق بن الضيف، نا عبد الرزاق، نا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال:

«كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يستحبّ إذا أفطر أن يفطر على لبن، فإن لم يجد فتمر، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء»[2171].

قال: و نا إسحاق بن الضّيف، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزّهري، عن أنس:

«أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان يشير في الصّلاة»[2172].

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبيد اللّه الخطيبي، أنا أبو الطّيّب عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا الهيثم بن خلف الدوري، نا إسحاق بن الضّيف، نا خالد بن مخلد، نا عبد السلام، عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن من الشعر حكمة»[2173].

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السّعدي (2)،نا أبو الفتح أحمد بن عمر بن سعيد بن ميمون (3)-بمصر - أنا أبو محمد

ص: 226


1- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى المخبز، موضع يخبز فيه الرغفان.
2- ترجمته في سير الأعلام 5/18(1).
3- بعدها كلمة رسمها غير واضح و في م: بن ميمون الجهازي.

الحسن بن رشيق العسكري، نا أبو الحسين محمد بن معمر البحراني، أنا المدائني، نا أحمد بن إبراهيم بن الحكم، نا إسحاق بن الضّيف قال: سمعت أبا مسهر يقول في مجلسه و يتعجب، فقال له بعض أهل المجلس: مالك تتعجب ؟ أصلحك اللّه، فقال:

سبحان اللّه أ و ليس أتاني الساعة إنسان فقال: اكتب لي كتابا إلى مصر، أطلب العلم قال: فقلت أو بمصر علم ؟ فالتفت إلينا فقال: و بمصر علم يكتب.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

إسحاق بن إبراهيم بن الضيف الباهلي، روى عن عبد الرزاق، و عبد الوهاب ابني همّام، و إبراهيم بن الحكم بن أبان، و محمد بن منيب. روى عنه أبي، و سئل عنه أبو زرعة (2) فقال: صدوق.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: نا و أبو الحسين بن الفراء قال: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النّرسي، أنا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا هيثم بن مجالد، نا إسحاق بن الضّيف قال: قال لي بشر بن الحارث: إنك قد أكثرت مجالستي و لي إليك حاجة إنك صاحب حديث، و أخاف أن تفسد عليّ قلبي، فأحب أن لا تعود إليّ ، فلم أعد إليه (3).

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد و أبو بكر محمد بن شجاع عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: إسحاق بن الضّيف الباهلي بصري، قدم مصر، و كتب عنه (4).

ص: 227


1- الجرح و التعديل 1/قسم 210/1.
2- الجرح و التعديل: سئل أبي عنه.
3- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 1470/3، نقلا عن الخطيب، و ليس لإسحاق بن الضيف ترجمة في تاريخ بغداد.
4- الخبر في بغية الطلب 1470/3.

حرف الطاء في آباء من اسمه إسحاق

649 - إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان

ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم

القرشي، التّيمي، المديني

روى عن: أبيه طلحة، و ابن عباس، و عائشة.

روى عنه: ابنه معاوية بن إسحاق، و ابن أخيه إسحاق بن يحيى بن طلحة.

و وفد على معاوية و خطبه إليه أخته أم إسحاق بنت طلحة على يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب أخبرني الحسن بن أبي بكر، نا ح.

و أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي، و أبو محمد بختيار بن عبد اللّه الهندي (1)-بمرو - قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد الأسدي - ببغداد - أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، أنا أبو الحسين محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - زاد الخطيب في سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة - و قالا:

قال: حدّثني أبي عمر بن معاوية، حدّثني أبي معاوية بن يحيى - و عاش مائة و خمسين سنة - حدّثني أبي يحيى بن معاوية، حدّثني أبي معاوية بن إسحاق بن طلحة، حدّثني أبي طلحة بن عبيد اللّه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من كذّب عليّ متعمدا فليتبوّأ

ص: 228


1- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م، انظر الأنساب (الهندي).

مقعده من النار» انتهى حديث السنجي و بختيار[2174].

و زاد الخطيب: حدثنا آخر بإسناده قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إن أعمال العباد لتعرض على اللّه في كلّ يوم اثنين و خميس، فيغفر اللّه لكلّ عبد لا يشرك باللّه شيئا، إلاّ عبدا بينه و بين أخيه شحناء»[2175].

و بإسناده قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إن أثقل الصّلاة على المنافقين صلاة العشاء و الفجر، و لو علموا ما فيهما لآتوهما و لو حبوا»[2176].

قال الخطيب: قال لي الحسن لم يكن عند هذا الشيخ غير هذه الثلاثة الأحاديث.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد، أنا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن شعيب بن يسار:

أن الحسن بن علي أتى ابنا لطلحة بن عبيد اللّه فقال: قد أتيتك لحاجة و ليس لي مردّ قال: و ما هي ؟ قال: تزوجني أختك، قال: إن معاوية كتب إليّ يخطبها على يزيد، قال:

ما لي من مردّ إذ أتيتك فزوجها إياه، ثم قال: ادخل بأهلك فبعث إليها بحلّة ثم دخل بها فبلغ ذلك معاوية فكتب إلى مروان، أن خيّرها فاختارت حسنا فأقرّها ثم خلف عليها بعده حسين.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنا الزبير بن بكار (1) في تسمية ولد طلحة: يعقوب بن طلحة: و أخواه لأمه و أبيه إسماعيل و إسحاق ابنا طلحة بن عبيد اللّه و هم بنو خالة معاوية بن أبي سفيان يعني أمهما أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس (2) و كان معاوية بن أبي سفيان قد خطب إلى إسحاق بن طلحة أخته أم إسحاق بنت طلحة و أمها الجرباء و هي أم الحارث بنت قسامة بن حنظلة بن وهب بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعا (3) من طيّئ، قال: فخطب معاوية على

ص: 229


1- انظر نسب قريش لمصعب الزبيري ص 281-282.
2- بالأصل:«بن عبد عبد شمس» و الصواب ما أثبت عن نسب قريش.
3- كذا بالأصل «جدعا» و في ابن سعد 214/3 «جدعاء» و في نسب قريش لمصعب الزبيري ص 282: «جدعان».

ابنه يزيد أم إسحاق بنت طلحة إلى أخيها إسحاق بن طلحة فقال: أقدم المدينة فيأتيني رسولك فأزوّجه. فلما شخص من معاوية قدم على معاوية عيسى بن طلحة فذكر له معاوية ما قال لإسحاق، فقال له عيسى: أنا أزوّجك، فزوّج يزيد بن معاوية أم إسحاق بنت طلحة بالشام عند معاوية. و زوّجها إسحاق بالمدينة حين قدم الحسن بن علي بن أبي طالب فلم يدر أيهما قبل. فقال معاوية ليزيد: أعرض عن هذا فتركها يزيد فدخل بها الحسن فولدت له طلحة و مات لا عقب له، فكانت في نفس يزيد على إسحاق، فلما وليّ يزيد و جهّز مسرف بن عقبة المرّي إلى أهل المدينة أمره إن ظفر بإسحاق بن طلحة أن يقتله، فلم يظفر به فهدم داره.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد، نا محمد بن سعد قال (1):و كان لطلحة من الولد: يعقوب بن طلحة و كان جوادا قتل يوم الحرّة (2)،و إسماعيل، و إسحاق و أمهم أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس و ذكر غيرهم.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد بن الفهم، نا محمد بن سعد قال (3):في الطبقة الأولى من أهل المدينة إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، و أمه أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطيوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (4):إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التّيمي. سأل عبد اللّه بن عباس فقال: أبو بكر خير كله، قاله لي ابن أبي أويس عن إسحاق بن يحيى، عن عمه إسحاق بن طلحة. و روى أيضا إسحاق عن

ص: 230


1- طبقات ابن سعد 214/3.
2- انظر معجم البلدان.
3- طبقات ابن سعد 166/5.
4- التاريخ الكبير 1/قسم 393/1.

بعض كبراء أهله أن طلحة. و سمع إسحاق بن طلحة عائشة أيضا روى عنه ابنه معاوية.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغسّاني، عن عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير (1):حدّثني عمر بن شبّة، نا علي بن محمد، أنا محمد بن حفص قال:

سأل سعيد بن عثمان معاوية أن يستعمله على خراسان فقال: إن بها عبيد اللّه بن زياد فقال: أما و اللّه لقد اصطنعك أبي و رقّاك حتى بلغت باصطناعه المدى الذي لا تجارى (2)إليه، و لا تسامى، فما شكرت بلاءه و لا جزيته بآلائه و قدّمت هذا - يعني يزيد بن معاوية - و بايعت له، و و اللّه لأنا خير منه أبا و أما و نفسا قال: فقال معاوية: أما بلاء أبيك فقد يحق عليّ الجزاء به، و قد كان من شكري لذلك أني طلبت بدمه حتى تكشّفت الأمور، و لست باللائم لي في التشمير، و أما فضل أبيك على أبيه فأبوك و اللّه خير مني و أقرب برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و أما فضل أمّك على أمه فما ينكر، امرأة من قريش خير من امرأة من كلب، و أما فضلك عليه فو اللّه ما أحبّ أن الغوطة دحست (3) لي رجالا مثلك، فقال له يزيد: يا أمير المؤمنين، ابن عمك، و أنت أحق من نظر في أمره، و قد عتب عليك فيّ فأعتبه. قال: فولاّه حرب خراسان، و ولّى إسحاق بن طلحة خراجها. و كان إسحاق ابن خالة معاوية أمه أم أبان ابنة عتبة بن ربيعة، فلما صار بالرّيّ مات إسحاق بن طلحة فولي سعيد خراج خراسان و حربها، و كان ذلك في سنة ست و خمسين على ما ذكر الطبري.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال: و فيها - يعني ست و خمسين - مات إسحاق (4) بن طلحة بن عبيد اللّه بخراسان، و ذكر شباب بهذا الإسناد في موضع آخر قال: ولّى سعيد بن عثمان إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه الخراج فمات إسحاق بالرّي.

و قد تقدم في خبر الزّبير بن بكار أنّ إسحاق بقي إلى زمن يزيد بن معاوية.

ص: 231


1- تاريخ الطبري 305/5.
2- في الطبري: لا يجارى إليه، و لا يسامى.
3- أي ملئت.
4- الذي في تاريخ خليفة ص 224 إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه.

حرف الظاء فارغ

حرف العين في آباء من اسمه إسحاق

650 - إسحاق بن عباد بن موسى

أبو يعقوب المعروف بالختّلي البغدادي (1)

حدّث عن أبيه، و عن عبد اللّه بن بكر، و هوذة بن خليفة، و هاشم بن القاسم، و محمد بن إسماعيل الخشوعي، و حفص بن سعيد الدّمشقي، و عبّاد بن مسلم، و الحسن بن الربيع، و الوليد بن الفضل العنزي، و يحيى بن أيوب العابد، و أحمد بن حنبل، و علي بن المديني، و يعقوب بن محمد الزّهري.

روى عنه إبراهيم بن عبد الرّحمن دحيم، و أبو الحسن بن جوصاء و أبو الدحداح، و أحمد بن أنس بن مالك، و الحسن بن جرير، و أيوب بن محمد الصّوريان، و الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا الحسن بن علي بن خلف الصّيدلاني و محمد بن علي قالا: نا إسحاق بن عبّاد الختّلي، نا عبد اللّه بن حفص، عن سلمة العيّار الفزاري، عن الأوزاعي، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أعان على دم مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة أيس من رحمة اللّه»[2177].

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا أبو الحسين

ص: 232


1- ترجمته في تاريخ بغداد 373/6.

عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، نا أبو يعقوب إسحاق بن عبّاد الختّلي - بدمشق - نا أبو جعفر الحذّاء، نا عيسى بن يونس قال: حجّ الأعمش و العلاء و مالك بن مغول قال: فظلمهم الجمّال قال: فجاملك إليه، فأخذ برأسه فقال: لو لا اللّه لفعلت بك كذا و كذا، قال: و جاء العلاء فأخذ بوسطه فقال: لو لا اللّه لفعلت بك كذا، و فعلت، قال: فجاء الأعمش فضربه بعصا فشجّه. قال: سبحان اللّه و لا إله إلاّ اللّه و الجمّال يظلمنا قال: فقيل له: يا أبا محمد أنت محرم حاج فعلت هذا، فشجّيت الجمال فقال: اسكت من تمام الحجّ ضرب الجمّال.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إسحاق بن عبّاد بن موسى أبو يعقوب المعروف والده بالختّلي، حدّث عن أبيه و عن عبد اللّه بن بكر السّهمي، و أبي النّضر هاشم بن القاسم، و هوذة بن خليفة، و عفان بن مسلم، و الحسن بن الربيع، و الوليد بن الفضل العنزي، و يحيى بن أيوب العابد، و أحمد بن حنبل، و علي بن المديني، و عثمان بن أبي شيبة روى عنه الحسن بن جرير الصّوري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):إسحاق بن عباد أبو يعقوب البغدادي، لا أعلم أ هو هذا المعروف بالختّلي أو غيره. حدث عن أحمد بن عبد اللّه بن يونس الكوفي و أبي جعفر محمد بن عبد اللّه الحذّاء الأنباري (3) روى عنه أحمد بن أبي الحواري الدمشقي.

و عندي أنهما واحد، و أحمد بن أبي الحواري عادته في الرواية عن الأصاغر معلومة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التّميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سمعت أبا الدحداح يقول فيها:- يعني سنة إحدى و خمسين و مائتين - توفي إسحاق بن عباد.

ص: 233


1- تاريخ بغداد 373/6-374 ترجمة 3401.
2- تاريخ بغداد 374/6 في ترجمة مستقلة عن الترجمة، ترجمة 3402.
3- بالأصل:«الأسدي» و كتب فوقها «الأنباري» و في تاريخ بغداد:«الأنباري» و هو ما أثبتناه.
651 - إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل

ابن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو يعقوب الهاشميّ النّوفليّ البصريّ (1)

روى عن أبيه، و ابن عباس، و أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب - و يقال: أم حكيم - و صفية.

روى عنه: ثابت البناني، و قتادة، و حميد الطويل، و داود بن أبي هند، و جبلة بن عطية، و الأسود بن شيبان، و ابن أخيه عيسى بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن الحارث، و عوف بن أبي جميلة (2) الأعرابي.

و هو بصري قدم دمشق.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو علي بن المنذر، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا إسحاق بن عيسى حدثني محمد بن ثابت العبدي عن جبلة بن عطية، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث، عن ابن عباس قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في بيت بعض نسائه إذ وضع رأسه فنام فضحك في منامه، فلما استيقظ قالت له امرأة من نسائه: لقد ضحكت في منامك فما أضحكك ؟ قال:«أعجب من ناس من أمّتي يركبون هذا البحر هول العدو يجاهدون في سبيل اللّه». فذكر لهم خيرا كبيرا[2178].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا هدبة - يعني ابن خالد - نا همّام، نا قتادة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث أن جدّته أم الحكم حدثته عن أختها

ص: 234


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 154/1.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب عن م، و انظر الأنساب (الأعرابي) و انظر ترجمته في سير الأعلام 383/6(161).
3- مسند أحمد 299/1.

ضباعة (1) بنت الزبير: أنها دفعت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم لحما فانتهس (2) منه و صلّى و لم يتوضّأ[2179].

تابعه عبد الصمد بن عبد الوارث، و عفان بن مسلم، و بشر بن عمر، و محمد بن كثير العبدي.

فأما حديث عبد الصمد:

فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا عبد الصمد و عفان قالا: نا همّام، نا قتادة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث، عن جدّته أم الحكم (4) عن أختها ضباعة بنت الزّبير:

أنها دفعت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لحما فانتهش منه ثم صلّى و لم يتوضّأ[2180].

قال عفان: دفعت للنبي صلّى اللّه عليه و سلم لحما.

و أما حديث عفّان:

فأخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن أبي منصور الخليلي (5)،نا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي (6)، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي - ببخارا - أنا محمد بن علي الورّاق، نا عفّان، نا همّام، نا قتادة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث عن جدته أم الحكم عن أختها ضباعة بنت الزّبير أنها دفعت للنبي صلّى اللّه عليه و سلم لحما فانتهس منه ثم صلّى و لم يتوضّأ[2181].

و أما حديث ابن كثير:

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنا شجاع بن علي بن

ص: 235


1- و هي أم حكيم.
2- نهس اللحم كمنع و سمع: أخذه بمقدم أسنانه و نتفه (القاموس). و في مختصر ابن منظور 300/4 «فانتهش» بالشين المعجمة، و هي بمعنى انتهس بالسين المهملة.
3- مسند أحمد بن حنبل 419/6.
4- في مسند أحمد: أم حكيم.
5- ترجمته في سير الأعلام 73/19(41).
6- ترجمته في سير أعلام النبلاء 199/17(114).

شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد الرّحمن بن أحمد، نا إبراهيم بن نصر، نا محمد بن كثير، نا همّام، عن قتادة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث، عن أم الحكم، عن أختها ضباعة: أنها رفعت للنبي صلّى اللّه عليه و سلم لحما فانتهش منه ثم صلّى و لم يتوضّأ[2182].

و أما حديث بشر:

فأخبرناه أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):قال لي عبد اللّه بن محمد، نا بشر بن عمر، عن همّام، عن قتادة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث، عن أم الحكم عن أختها ضباعة بنت الزّبير: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم أكل لحما و لم يتوضّأ. و كذا رواه حجّاج بن حجّاج، عن قتادة عن إسحاق[2183].

أخبرناه أبو القاسم الشحامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد بن موسى، أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشّرقي، نا أحمد بن يوسف السّلمي، و أحمد بن حفص، و عبد اللّه بن محمد الفراء، و قطن بن إبراهيم قالوا: نا حفص بن عبد اللّه حدثني إبراهيم بن طهمان عن الحجاج، عن قتادة أنه سئل عن الرجل يتوضأ ثم يأكل خبزا و لحما أ يعيد الوضوء؟ فقال: حدّثني إسحاق بن عبد اللّه، عن أم الحكم عن أختها ضباعة بنت الزّبير أنها قالت: دخل علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقدّمت له كتفا فأكل منها، ثم قام إلى الصّلاة و لم يحدث وضوءا[2184].

لم يرفع ابن الشرقي في نسب إسحاق بن عبد اللّه و أظنه ترك ذلك عندا. لأن البخاري قال في تاريخه بالإسناد الذي قبل هذا قال: قال حفص، نا إبراهيم بن طهمان عن حجّاج بن حجّاج، عن قتادة حدّثني إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أم الحكم، عن أختها فذكره. و قال البخاري: لا أرى يصح ابن أبي طلحة. و رواه هشام بن

ص: 236


1- التاريخ الكبير 1/قسم 394/1.

سنبر (1) الدّستوائي عن قتادة فنسبه، و رفع في نسب إسحاق، إلاّ أنه أسقط ضباعة من إسناده.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،نا أبي، نا علي (3)-يعني ابن المديني - نا معاذ - يعني ابن هشام - حدثني أبي عن قتادة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، عن أم الحكم (4) بنت الزبير: أنها ناولت نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كتفا من لحم فأكل منه ثم صلّى.

و رواه موسى بن خلف العمّي عن قتادة فأسنده عن ضباعة إلاّ أنه قال عن أم عطية بدل أم حكيم.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد، أنا شجاع بن علي، أنا محمد بن إسحاق، أنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، نا علي بن عبد العزيز، نا خلف بن موسى بن خلف، نا أبي عن قتادة، عن إسحاق بن عبد اللّه الهاشمي، عن أم عطية عن أختها ضباعة: أنها رأت النبي صلّى اللّه عليه و سلم أكل كتفا ثم قام إلى الصّلاة و لم يتوضّأ[2185].

و رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فلم يجعله من رواية (5) إسحاق و جعله من رواية أبيه عبد اللّه بن الحارث إلاّ أنه اختلف فيه عنه فرواه عبد الوهاب بن عطاء و عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن قتادة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أم الحكم أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم دخل على ضباعة.

و رواه روح بن عبادة و ابن أبي عدي، و يزيد بن هارون، عن سعيد، عن قتادة، عن صالح - أبي الخليل - عن عبد اللّه بن الحارث، عن أم حكيم فزادوا في إسناده صالحا و قالوا: أم حكيم. بدل أم الحكم.

فأما حديث الخفّاف:

ص: 237


1- سنبر بمهملة ثم نون ثم موحدة، بوزن جعفر (تقريب التهذيب).
2- مسند أحمد 419/6.
3- سقط من مسند أحمد.
4- في مسند أحمد: أم حكيم.
5- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن م.

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن يعقوب بن يوسف، و أبو عمرو مولى بني هاشم قالا: نا يحيى بن جعفر بن الزّبرقان، نا عبد الوهاب بن عطاء، نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أم الحكم بنت الزّبير: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم دخل على أختها - يعني ضباعة بنت الزبير - فنهش من لحم كتف ثم قام إلى الصّلاة فصلّى و لم يتوضّأ[2186].

و أما حديث عبدة:

فأخبرناه أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون: و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):قال لي صدقة عن عبدة، عن سعيد، عن قتادة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أم الحكم بنت الزبير: دخل النبي صلّى اللّه عليه و سلم على ضباعة.

و أما حديث روح:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2) حدّثني أبي، نا روح، نا سعيد، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل عن أم حكيم بنت الزبير: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم دخل على أختها ضباعة بنت الزبير فنهس من كتف ثم قام إلى الصّلاة و لم يتوضّأ[2187].

و أما حديث يزيد:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (3) حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنا سعيد، عن قتادة، أن صالحا - يعني أبا الخليل - حدّثه عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل أن أم حكيم بنت الزبير

ص: 238


1- التاريخ الكبير 1/قسم 395/1.
2- مسند أحمد 419/6.
3- المسند 371/6.

حدثته أن نبي (1) اللّه صلّى اللّه عليه و سلم دخل على ضباعة بنت الزبير فنهس من كتف عندها ثم صلّى و ما توضّأ من ذلك[2188].

و رواه داود بن أبي هند عن إسحاق بن عبد اللّه فاختلف عليه فيه، فرواه محمد بن الحسن - محبوب،- عن داود، عن إسحاق، عن أم حكيم و رواه جعفر بن سليمان، عن داود، عن إسحاق، عن صفية.

فأما حديث محبوب:

فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري ح.

و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الجواليقي (2)، و أبو الحسين أحمد بن محمد بن الطّيّب قالا: أنا أبو القاسم بن البسريّ قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمد بن صاعد نا يحيى بن حكيم نا محمد بن الحسن - يلقب محبوب - نا داود بن أبي هند قال: دخلت أنا و الحسن و ثابت البناني على إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث الهاشمي فقال ثابت لإسحاق: يا أبا يعقوب حدّث أبا سعيد بحديث الكتف، فقال إسحاق: حدّثتني أم حكيم بنت الزبير أنها كانت تصنع للنبي صلّى اللّه عليه و سلم طعاما فيأتيها فربما أكله عندها و أنها زعمت أنه أتاها يوما فأتته بكتف فجعلت تسحاها فأكل منها ثم صلّى و لم يتوضأ.

و أما حديث جعفر:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد المناطقي قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم بن منيع، نا قطن بن نسير (3) و عبيد اللّه بن عمر القواريري قالا: نا جعفر بن سليمان: أنا داود بن أبي هند، عن إسحاق الهاشمي حدّثتني صفية قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقرّبت إليه كتفا فكنت أسحاها له فأكلها ثم قام فصلّى[2189].

ص: 239


1- في المسند: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 89/20(51).
3- ضبطت اللفظتان عن تقريب التهذيب.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفر القشيري قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو الربيع الزهراني، نا جعفر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن إسحاق الهاشمي قال: حدّثتنا صفية قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقرّبت إليه كتفا باردا فكنت أسحاها فأكلها ثم قام فصلّى[2190].

و قال ابن المقرئ: يصلّي، تابعه معلّى عن جعفر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و حدّث إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، عن جدّته عن أختها ضباعة بنت الزّبير بن عبد المطلب، و أمها من آل أبي المهلّب، و أمّها أم الزبير بن عبد المطلب و هي أم الحكم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن السّكري، أنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أنا أحمد بن جعفر بن محمد الختّلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا محمد بن سلام الجمحي قال: حدّثني محمد بن عائشة قال: قال إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل خرجت مع أبي إلى الشام فخرجت إلى دمشق انظر إلى نيابها، فذكر حكاية تأتي في ترجمة غياث الأخطل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال: في الطبقة الرابعة من أهل البصرة: إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال (1):فولد

ص: 240


1- طبقات ابن سعد 24/5.

عبد اللّه بن الحارث [عبد اللّه بن عبد اللّه و محمد بن عبد اللّه و أمهما خالدة بنت معتّب بن أبي لهب بن عبد المطلب و أمها عائكة بنت أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. و أمها أم عمرو بنت المقوم بن عبد المطلب. و] (1) إسحاق بن عبد اللّه، و عبيد اللّه بن عبد اللّه - و هو الأرجوان - و الفضل بن عبد اللّه، و أمّ الحكم بنت عبد اللّه ولدت لمحمد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب يحيى و محمدا درجا و العالية بني محمد [و أم أبيها بنت عبد اللّه: و زينب بنت عبد اللّه و أم سعيد بنت عبد اللّه و أم جعفر] (2) و أمهم أم عبد اللّه بنت العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.

قال (3):و أنا ابن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاب، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد قال (4):في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمد بن علي و عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد قالا: نا أبو العباس الأصم قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سألت يحيى بن معين عن حديث رواه جعفر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن إسحاق الهاشمي: من إسحاق هذا؟ قال: هو إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث. و سمعت يحيى يقول: حميد الطويل و عوف قد رويا عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النّرسي و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (5):إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل الهاشمي روى عنه الأسود بن شيبان ثم ذكر الخلاف في حديثه عن أم الحكم.

ص: 241


1- ما بين معكوفتين زيادة عن طبقات ابن سعد.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن طبقات ابن سعد.
3- القائل أبو محمد الجوهري.
4- طبقات ابن سعد 317/5.
5- التاريخ الكبير 1/قسم 394/1.

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل روى عن ابن عباس و عن أبيه، و عن أم الحكم، و عن صفية، روى عنه قتادة، و داود بن أبي هند، و حميد الطويل، و جبلة بن عطية، سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك - زاد أبو زرعة: يعد في المدنيين (2)-زاد أبي: روى عنه ثابت [البناني] (3) قوله يعد في المدنيين فيه نظر فإنه كان بالبصرة.

أخبرنا أبو الفتح نصراني بن محمد الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل يكنى أبا يعقوب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن ابنا محمد ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا الحسين بن جعفر قالا: أنا الوليد بن بكر بن مخلد، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي قال (4):قال أبي: إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل: مدني ثقة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عن رشأ بن نظيف، أنا أبو الحسن محمد بن جعفر النحوي بالكوفة أنا أبو بكر عن أبي خليفة، عن محمد بن سلام، عن شعيب بن صحير قال (5):قال بلال بن أبي بردة لجلسائه: ما

ص: 242


1- الجرح و التعديل 1/قسم 227/1.
2- في الجرح:«المدينيين» و هذه النسبة إلى المدينة - مدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و النسبتان: المدني و المديني صحيحتان.
3- الزيادة عن الجرح و التعديل.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 61.
5- الخبر و الشعر في أخبار القضاة لوكيع 35/2 في ترجمة بلال بن أبي بردة، و فيه «صحن» بدل «صحير».

العروب من النساء؟ قال: فماجوا، و أقبل إسحاق بن عبد اللّه (1) بن الحارث النوفلي فقال: قد جاءكم من يخبركم، فسألوه فقال: الخفرة المتبذّلة لزوجها و أنشد:

يعربن عند بعولهنّ إذا خلوا *** و إذا هم خرجوا فهنّ خفار

652 - إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة عبد الرّحمن

ابن الأسود بن سوادة - و يقال: الأسود - بن عمرو بن رياس (2)

أبو سليمان المديني (3)

مولى آل عثمان بن عفّان، أدرك معاوية.

و حدّث عن محمد بن المنكدر، و الزهري، و نافع مولى ابن عمر، و عمرو بن شعيب، و محمد بن يوسف مولى عمرو بن عثمان بن عفّان المديني، و زيد بن أسلم، و مجاهد، و موسى بن وردان، و أبي الزبير، و خارجة بن زيد بن ثابت، و إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بحرة، و عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و إبراهيم بن عبد اللّه بن حنين، و رزيق بن حكيم الأيلي، و عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، و مكحول الفقيه.

روى عنه عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، و إسماعيل بن عياش، و عبد اللّه بن لهيعة، و أبو بكر بن أبي سبرة، و إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، و شعيب بن أبي حمزة الحمصي.

و كان إسحاق بالشام في صحبة صالح بن علي، و قدم دمشق: فروى عنه من أهلها يحيى بن حمزة، و محمد بن شعيب، و عمر بن عبد الواحد، و الوليد بن مسلم، و مروان بن جناح، و القاسم بن هزان الخولاني.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن أبان السّراج، نا

ص: 243


1- في أخبار القضاة:«عبيد اللّه» تحريف.
2- بغية الطلب 1472/3 «رياش».
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 154/1 و بغية الطلب 1472/3.

الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد اللّه أن عمرو بن شعيب أخبره أن محمد بن عبد اللّه بن عمرو حدّثه عن جده عبد اللّه بن عمرو أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قام من الغد من يوم الفتح فألزق ظهره إلى باب الكعبة ثم قال:

«لا تتوارث أهل ملّتين، المرأة ترث من عقل زوجها و ماله، و هو يرث من عقلها و مالها إلاّ أن يقتل أحدهما صاحبه عمدا، فإن قتل لم يورث من ماله و لا من عقله شيئا؛ و إن قتل أحدهما صاحبه خطأ ورث من ماله و لم يرث من عقله ؟ أيما امرأة وعد أبوها و أخوها أو أحد من أهلها شيئا قبل أن تملك عصمتها، ثم تملك عصمتها بالذي وعد أبوها أو أخوها أو أحد من أهلها فهو لها؛ فإذا ملكت عصمتها و أكرمها أبوها أو أخوها أو أحد من أهلها بشيء فهو له، و أحق ما يكرم به أخته أو ابنته. و البيّنة على المدّعي. ألا و يد المسلمين على من سواهم واحدة، تكافأ دماؤهم، و لا يقتل مؤمن بكافر، و يردّ قويّ المؤمنين على ضعيفهم و متسرّيهم على قاعدهم، و يعقد أدناهم» ثم انصرف[2191].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عمران بن حبيش الضّرّاب، نا حامد بن محمد بن شعيب، نا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه، و عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن العبد ليدعو اللّه و هو يحبّه فيقول: يا جبريل اقض لعبدي هذا حاجته و أخّرها فإني أحبّ أن أسمع صوته؛ و إنّ العبد ليدعو اللّه و هو يبغضه فيقول اللّه تعالى: يا جبريل اقض لعبدي حاجته بإخلاصه و عجلها له، فإني أكره أن أسمع صوته»[2192].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة قال: خطبنا معاوية و عليه برد أخضر (1).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (2) حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن، نا ابن

ص: 244


1- لم نقف لإسحاق على ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 310/1 و بغية الطلب 1474/3 نقلا عن أبي زرعة.

وهب، عن حرملة بن عمران (1)،عن سليمان بن حميد قال: كتب إسحاق بن أبي فروة إلى عمر بن عبد العزيز يستأذنه في القدوم عليه فكتب [إليه عمر] (2):الشقّة بعيدة، و الوطأة ثقيلة، و النيل قليل و لا أنا (3) عنك راض.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العباس بن عبد اللّه الترقفي (4)،نا يسرة (5) بن صفوان عن أبي معشر، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة قال: من لم يبال ما قال و لا ما قيل له، فهو كشيطان أو ولد غيّة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة و يكنى أبا سليمان مولى لآل عثمان بن عفّان مات بالمدينة سنة أربع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة و يكنى أبا سليمان و كان أبو فروة مولى لعثمان بن عفّان، و يقولون:

إنّ عبيد الحفّار جاء بأبي فروة عبدا مكانه فأعتقه عثمان بعد ذلك، و كان أبو فروة يرى رأي الخوارج و قتل مع ابن الزبير فدفن في المسجد الحرام.

و قال بعض ولده أنه من بليّ و أن اسمه الأسود بن عمرو و كان ابنه عبد اللّه بن أبي فروة مع مصعب بن الزبير بن العوام بالعراق، و كان مصعب يثق به فأصاب معه مالا عظيما.

و كانت لإسحاق بن عبد اللّه حلقة في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يجلس إليه فيها أهله

ص: 245


1- حرملة بن عمران بن قراد التجيبي أبو حفص المصري، ترجمته في تهذيب التهذيب 460/1.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن أبي زرعة، و هي مستدركة فيه أيضا.
3- في تاريخ أبي زرعة و بغية الطلب «و أنا عنك راض».
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه إلى ترقف، قال السمعاني: و ظني أنها قرية من أعمال واسط .
5- ضبطت بفتح و فتح المهملة عن التبصير 1493/4.

و هم كثير بالمدينة، و كان إسحاق مع صالح بن علي بالشام، فسمع منه الشاميون ثم قدم المدينة فمات بها سنة أربع و أربعين و مائة في خلافة أبي جعفر، و كان إسحاق كثير الحديث يروي أحاديث منكرة و لا يحتجون بحديثه (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا-: أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط في طبقات أهل المدينة قال: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة يكنّى أبا سليمان، مولى عثمان بن عفّان مات سنة أربع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و حدثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمد بن الحسين قالا: أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو يعلى حمزة بن محمد بن علي بن هاشم، نا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب ح.

و أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطيوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل قالا: قال لنا أبو عبد اللّه البخاري (2):إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة أبو سليمان مولى عثمان بن عفّان مدني قرشي. قال ابن سهل:

تركه، و قال ابن شعيب: نهى ابن حنبل عن حديثه، و قال الغازي: تركوه.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سليمان إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة المدني ضعيف الحديث (3).

ص: 246


1- لم نجده في ابن سعد، لعله في القسم المفقود، خاصة في طبقات أهل المدينة. و الخبر في بغية الطلب 1474/3-1475 نقلا عن ابن سعد.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 396/1.
3- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 122.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكّي، أنا أبو حاتم الوائلي، نا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن أخبرني أبي قال: أبو سليمان إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة مدني متروك (1).

أخبرنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: إسحاق بن أبي فروة مدني لا يكتب حديثه ليس بشيء (2).

قرأنا على أبي غالب أحمد و أبي عبد اللّه يحيى ابني البنّا، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (3)،أنا محمد بن الحسين بن محمد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة أخبرني مصعب بن عبد اللّه قال: كان عبد اللّه بن أبي فروة كاتبا لمصعب بن الزبير و أبو فروة كيسان، و كان الخيار من رقيق الإمارة الذين يحفرون القبور فجاء بأبي فروة فدفعه إلى عثمان بن عفّان في خلافته فأخذه فأعتقه و خلّى سبيل الخيار فقال ابن الكوسج:

شهدت بإذن اللّه أن محمدا *** رسول من الرّحمن غير مكذب

و أن بني صيّاد ردّوا لأصلهم *** و أن حنينا كان عبد المثقب

و أن ولاء طيس على رغم أنفه *** لشماس عبد السوء في شرّ منصب

و أن ابن كيسان الذي كان كاتبا *** عبيد لحفّار القبور بيثرب

يعني عبد اللّه بن أبي فروة و كان كاتبا لمصعب (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا محمد بن عمر بن محمد، نا محمد بن عبد اللّه بن محمد قال: قرأت على محمد بن أحمد بن هارون قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد، نا داود بن رشيد، نا بقية بن الوليد، عن عتبة بن أبي حكيم قال: جلس إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة بالمدينة في مجلس الزّهري قريب منه فجعل يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: مالك قاتلك اللّه، ما أجرأك

ص: 247


1- تهذيب التهذيب 155/1 و بغية الطلب 1476/3.
2- انظر تهذيب التهذيب 155/1 و بغية الطلب 1476/3 و الكامل لابن عدي 326/1.
3- ضبطت عن التبصير 429/1.
4- الخبر و الأبيات نقلها ابن العديم في بغية الطلب 1482/3.

على اللّه يا ابن أبي فروة، أ لا تسند أحاديثك، تحدثونا بأحاديث - يعني ليس لها خطم و لا أزمّة.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمذاني، قالا: أنا أبو بكر بن خلف قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا العباس بن محمد الدّوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا إبراهيم بن عيسى - أبو إسحاق الطالقاني، نا بقية، نا عتبة بن أبي حكيم أنه كان عند إسحاق بن أبي فروة و عنده الزّهري قال: فجعل ابن أبي فروة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال له الزهري (1):قاتلك اللّه يا ابن أبي فروة، ما أجرأك على اللّه، أ لا تسند حديثك، تحدّثنا بأحاديث ليست لها خطم و لا أزمة.

رواها علي بن حجر، عن عتبة، و وقعت لي من حديثه أعلى من هذه.

أخبرنا بها أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمد بن الحسين القطّان، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا علي بن حجر، عن عتبة بن أبي حكيم قال: جلس إسحاق بن أبي فروة إلى الزّهري فجعل يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال له الزّهري: ما لك! قاتلك اللّه تحدّث بأحاديث ليس لها أزمّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (2)،أنا محمد بن يحيى بن آدم، نا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا محمد بن عاصم بن حفص - و كان من ثقات أصحابنا - قال: حججت و مالك حيّ فلم أر أهل المدينة يشكّون أن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة متّهم، قلت له: في ما ذا؟ قال: في الإسلام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر الشامي، أنا أبو

ص: 248


1- تهذيب التهذيب 154/1.
2- الكامل لابن عدي 327/1.

الحسن العتيقي، نا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمد بن عمرو بن موسى العقيلي ح.

و أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل، نا دعلج بن أحمد قالا: أنا أحمد بن علي الأبّار، نا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال: سمعت محمد بن عاصم المصري - و كان من أهل الصدق - قال:

قدمت المدينة و مالك بن أنس حيّ فلم أر أهل المدينة يشكّون أن إسحاق بن أبي فروة متهم على الدين (1).

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، نا يوسف بن أحمد، نا محمد بن عمرو العقيلي، نا عبد اللّه بن محمد بن سعدوية، نا إبراهيم بن يعقوب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا الحسن بن سفيان، نا إبراهيم بن يعقوب - هو السعدي - قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تحل - زاد الحسن [عندي،] (3)و قالا:- الرواية عن إسحاق بن أبي فروة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم أنا أبو القاسم قالا: أنا أبو أحمد قال (4):و نا ابن أبي عصمة، نا أبو طالب محمد بن حميد قال: سألت أحمد بن حنبل عن إسحاق بن أبي فروة فقال: ما هو بأهل أن يحمل عنه،- زاد حمزة: و لا يروى عنه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن العتيقي، نا يوسف بن أحمد، نا محمد بن عمرو، نا محمد بن عيسى، نا أحمد بن الحسن التّرمذي قال:

سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا أكتب حديث أربعة: موسى بن عبيدة، و إسحاق بن

ص: 249


1- بغية الطلب لابن العديم 1477/3.
2- الكامل لابن عدي 326/1 و بغية الطلب 1477/3.
3- زيادة لازمة اقتضاها السياق، عن ابن عدي.
4- الكامل لابن عدي 326/1 و بغية الطلب 1477/3 و تهذيب التهذيب 155/1.

أبي فروة، و جويبر، و عبد الرّحمن بن زياد.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا عبد اللّه محمد بن يعقوب الشّيباني يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن الحسن الترمذي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا أكتب حديث أربعة: موسى بن عبيدة و عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، و جويبر بن سعيد، و إسحاق عبد اللّه بن أبي فروة (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك بن علي، أنا أبو الحسن بن السّقّا و أبو محمد بن بالوية قالا: نا أبو العباس الأصمّ قال: سمعت العباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: عبد الحكم بن أبي فروة و إسحاق بن أبي فروة و آخر من بني أبي فروة هم ثقات إلاّ إسحاق.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد المصّيصي قال: كتب إليّ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا محمد بن (2)[العباس] (3)،نا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة ليس بشيء.

أنبأنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن مهدي الفارسي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، أنا جدّي أبو يوسف يعقوب بن شيبة حدّثني عبد اللّه بن شعيب قال:

قرأ على يحيى بن معين: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة يضعّف.

قال: و نا يعقوب حدّثني محمد بن إسماعيل، عن أبي داود قال: قال يحيى بن معين: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة ليس بثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو محمد بن يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدّولابي، نا

ص: 250


1- بغية الطلب 1478/3.
2- بياض بالأصل و اللفظة استدركت عن م.
3- بياض بالأصل و اللفظة استدركت عن م.

معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل المدينة:

إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة مدني حديثه ليس بذاك (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (2)،نا محمد بن أحمد بن حمّاد حدّثني معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة مدني (3) حديثه ليس بذاك. و في موضع آخر: لا يكتب حديثه، ليس بشيء.

قال: و نا أبو أحمد (4)،نا علي بن أحمد بن سليمان، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسحاق بن أبي فروة ليس بشيء، لا يكتب حديثه.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي قال: و حدّث الواقدي عن محمد بن سلمة بن بحت عن إسحاق بن أبي فروة و ليس بثقة عند يحيى بن معين (5).

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (6):ذكر أبي عن إسحاق بن منصور الكوسج (7)،عن يحيى بن معين أنه قال:

إسحاق بن أبي فروة لا شيء. قال: و نا علي بن الحسن (8) الهسنجاني (9) قال: سمعت

ص: 251


1- تهذيب التهذيب 155/1.
2- الكامل لابن عدي 326/1.
3- في الكامل لابن عدي: مديني، و كلاهما يقال و صواب.
4- الكامل لابن عدي 326/1.
5- تهذيب التهذيب 155/1 و بغية الطلب 1481/3.
6- الجرح و التعديل 1/قسم 228/1 و بغية الطلب 1478/3.
7- سقطت اللفظة من الجرح.
8- عن الجرح و التعديل و بغية الطلب، و بالأصل «الحسين».
9- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى هسنكان قرية من قرى الري، عربت إلى هسنجان.

يحيى بن معين يقول: إسحاق بن أبي فروة كذّاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار البقّال، أنا أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري، أنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي، نا يحيى بن معين قال:

إسحاق بن أبي فروة، و الحكم الأيلي، و ابن أبي يحيى لا يكتب حديثهم (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، نا يوسف بن أحمد، نا محمد بن عمرو العقيلي، نا أحمد بن علي الأبّار، نا الوليد بن شجاع حدّثني أبو غسان قال: جاءني علي بن المديني فكتب عني عن عبد السلام بن حرب أحاديث إسحاق بن أبي فروة فقلت: أيّ شيء تصنع بها؟ قال: أعرفها لا تفلت (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، نا عبد الواحد بن محمد بن عثمان، أنا الحسن بن محمد بن موسى، نا إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت عليّ بن المديني يقول: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة - يعني - منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السّهمي، أنا أبو أحمد بن عديّ (3)،نا ابن حمّاد - يعني محمد بن أحمد - نا إسماعيل بن إسحاق، نا عليّ قال: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، مدني، منكر الحديث.

قال: و نا أبو أحمد (4)،نا أحمد بن محمد بن موسى بن العراد، نا يعقوب بن شيبة قال: سمعت علي بن عبد اللّه يقول: لم يدخل مالك في كتبه ابن أبي فروة.

قال (5) و قال عمرو بن عليّ : إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة متروك الحديث.

ص: 252


1- بغية الطلب 1481/3.
2- كذا بالأصل و بغية الطلب و في تهذيب التهذيب: لا تقلب.
3- الكامل لابن عدي 326/1.
4- الكامل لابن عدي 327/1.
5- الكامل لابن عدي 327/1.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب في كتابه، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة ضعيف ذاهب (1).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلمي، نا القاسم بن عيسى العصّار قال: سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يقول: إسحاق بن أبي فروة سمعت ابن حنبل يقول: لا تحل الكتابة عنه. و كذلك قال أحمد في موسى بن عبيدة. قلت لأحمد: إن موسى قد روى عنه سفيان و شعبة يقول: أبو عبد العزيز الرّبذي، فقال: لو بان له منه ما بان لغيره ما روى عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (2) قال: و قال أبو عبد الرّحمن النسائي: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة متروك الحديث.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه و أبو يعلى بن الخبري (3) قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة متروك الحديث، ثم ذكره النسائي في الطبقة العاشرة من أصحاب نافع المتروك حديثهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (4):باب من يرغب عن الرواية عنهم - و كنت أسمع أصحابنا يضعفونهم - منهم: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، و آل أبي فروة، كلّ من حدّث عنه ثقة إلاّ إسحاق بن أبي فروة لا يكتب حديثه (5).

ص: 253


1- الخبر في بغية الطلب 1478/3.
2- الكامل لابن عدي 327/1 و تهذيب التهذيب 155/1.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى خبر، قرية من نواحي شيراز من فارس.
4- المعرفة و التاريخ 34/3 و 45 و 55.
5- في موضع آخر يقول يعقوب (المعرفة و التاريخ 55/3): عبد اللّه و عبد الحكم و عبد الأعلى بنو أبي فروة ثقات.

قرأت على أبي القاسم الشّحامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر قال: سئل أبو بكر محمد بن إسحاق، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة ؟ فقال: لا أحتجّ بحديثه، و هم اخوة: إسحاق و عبد الحكيم و عبد الأعلى بنو أبي فروة.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن الرّبعي و رشأ بن نظيف قالا: أنا محمد بن إبراهيم بن محمد البصري، أنا محمد بن محمد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: إسحاق بن أبي فروة كذّاب.

في نسخة ما أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - إذنا - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (1):سمعت أبي يقول: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة ذاهب الحديث (2).متروك الحديث، و سمعت أبا زرعة يقول: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة ذاهب الحديث متروك الحديث. و كان في كتابنا حديث عنه، فلم يقرأه علينا. و قال: أضعف ولد أبي فروة إسحاق. ذكر أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن هانئ الكتاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة - أبي سليمان المديني - مولى عثمان بن عفّان. فقال: ضعيف الحديث.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - عن أبي نصر بن الجبّان، عن أحمد بن القاسم الميانجي، حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا أبو عثمان سعيد بن عمرو قال: و كان أبو زرعة قد أخرج أسامي الضعفاء، و من تكلم فيهم من المحدثين: فنسخت هذه الأسامي من كتابه الذي ناولني من يده بخطه و لم أسمعه منه، و فيهم إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، أنا أبو تمام علي بن محمد بن

ص: 254


1- الجرح و التعديل 1/قسم 1/.
2- قوله:«ذاهب الحديث» سقطت من الجرح و التعديل.

الحسن و أبو الغنائم بن الدّجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني ح قال ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد اللّه الخيّاط ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين فذكرهم و فيهم: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة - زاد ابن بطريق: متروك - قالا: و له ثلاثة اخوة ثقات، و ابن عمهم: أبو علقمة ثقة.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطيوري، و أبو الغنائم بن النرسي.- و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1):قال لي أحمد بن أبي الطّيب، عن ابن أبي الفديك مات - يعني إسحاق بن أبي فروة - سنة ست و ثلاثين و مائة. هذا وهم و الصواب ما أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمد بن علي السيرافي، نا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال (2):سنة أربع و أربعين و مائة فيها توفي إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة.

قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه - ابني (3) البنّا - عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد، أنا علي بن محمد بن خزفة، أنا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: و يقال: إن إسحاق بن عبد اللّه توفي سنة أربع و أربعين و مائة في خلافة أبي جعفر، و هذا هو الصحيح، و كذلك ذكر محمد بن سعد كاتب الواقدي.

653 - إسحاق بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر

المخزومي مولاهم (4)،أخو إسماعيل بن عبيد اللّه

سمع: سعيد بن المسيّب، و عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة.

ص: 255


1- التاريخ الكبير 1/قسم 396/1.
2- تاريخ خليفة ص 421 حوادث سنة 144 قال المزي: هذا هو الصحيح، و الأول وهم (يعني قول ابن أبي الفديك) انظر تهذيب التهذيب 155/1.
3- بالأصل «ابنا».
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 156/1 و لسان الميزان 365/1 و ميزان الاعتدال 194/1 و فيه:«عبد اللّه» بدل «عبيد اللّه» تحريف، و قد نبّه إلى هذا التحريف ابن حجر في لسان الميزان 365/1.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه العمري، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمد بن أحمد بن عبد الجبّار، نا حميد بن زنجويه، نا أبو أيوب، نا الوليد بن مسلم حدّثني إسحاق بن عبيد اللّه، عن ابن أبي مليكة عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن للصّائم عند فطره دعوة لا تردّ» قال ابن أبي مليكة فسمعت عبد اللّه بن عمرو يقول إذا أفطر: اللّهمّ إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي[2193].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمّام بن محمد، أنا جعفر بن جعفر، نا أبو زرعة قال: إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر و أخوه إسحاق.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير - إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الرابعة: إسحاق بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر أخوه - يعني أخا - إسماعيل، دمشقي.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة في تسمية الأخوة من أهل الشام قال: أخوان إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و إسحاق بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و هو الذي أرسله عبيد اللّه بن أبي [المهاجر إلى] (1) سعيد بن المسيّب.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة قال: حدّث عن سعيد بن المسيّب من أهل هذه الناحية: مكحول، و حسّان بن عطية، و ثابت بن ثوبان، و يحيى بن الحارث، و إسحاق بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و أبو منيب الجرشيّ (2).

ص: 256


1- زيادة اقتضاها السياق، سقطت الكلمتان من الأصل و م.
2- هذه النسبة إلى جرش، بطن من حمير.
654 - إسحاق بن عبد الرّحمن بن أحمد

ابن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عابد (1)

أبو يعلى النّيسابوري الصّابوني الواعظ (2)

أخو الأستاذ أبي عثمان (3).

سمع أبا سعيد عبد اللّه بن محمد الرازي، و أبا طاهر بن خزيمة، و أبا محمد المخلدي، و أبا الحسين الخفّاف، و أبا بكر محمد بن محمد بن الحسن بن الهاني، و أبا العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق البالوي، و أبا سعيد محمد بن أحمد الأسفزاري (4)،و أبا الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي المجبّر (5)،و أبا معاذ الشاه بن عبد الرّحمن بن مأمون الهروي، و أبا بكر محمد بن أحمد بن عبدوس، و محمد بن عبد اللّه بن محمد بن زكريا الجوزقي، و محمد بن الحسين السّمسار، و أبا طاهر المخلّص، و أبا محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، و أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش، و الحاكم أبا عبد اللّه، و أبا يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلّبي، و جماعة سواهم. و قدم دمشق حاجا فروى عنه عبد العزيز الكتّاني، و حدّثنا عنه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمد السّيدي، و أبو القاسم الشّحامي بنيسابور، و أبو الحسن حفيد البيهقي ببغداد (6).

أخبرنا أبو محمد السّيدي، و أبو القاسم الشّحّامي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن أحمد البيهقي قالوا: أنا أبو يعلى الصّابوني، أنا أبو سعيد الرازي، نا محمد بن أيوب الرازي، نا مسلم بن إبراهيم الأزدي، نا هشام بن أبي عبد اللّه، نا قتادة، عن أنس

ص: 257


1- بالأصل «عائذ» تحريف، و الصواب بالباء الموحدة، كما في تبصير المنتبه 887/3 و مختصر ابن منظور 303/4.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 417/8 و سير أعلام النبلاء 75/18 و انظر بحاشيتيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- هو أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل... النيسابوري الصابوني ترجمته في سير أعلام النبلاء 40/18.
4- ضبطت عن الأنساب بكسر الألف، هذه النسبة إلى إسفزار و هي مدينة بين هراة و سجستان.
5- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى من يجبر الكسير، و ترجم له السمعاني في الأنساب.
6- انظر بغية الطلب 1486/3.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قنت شهرا بعد الركوع يدعوا على أحياء (1) من أحياء العرب. رواه البخاري عن مسلم[2194].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي و أبو الحسن البيهقي قالا: أنا أبو يعلى الصّابوني، أنشدنا القاضي أبو زيد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب، أنشدني أبو بكر الجرجاني، أنشدني أبو بكر المرزباني، أنشدني أبو الفضل بن أبي طاهر لنفسه:

حسب الفتى أن يكون ذا حسب *** في نفسه ليس حسبه حسبه

ليس الذي يبتدئ به نسب *** كمن إليه قد انتهى نسبه

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن النّيسابوري الواعظ - المعروف بابن الصابوني، قدم علينا، قراءة عليه:

بحديث ذكره.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في تذييله تاريخ نيسابور قال (2):

إسحاق بن عبد الرّحمن، أبو يعلى الصابوني، شيخ ظريف، ثقة، حسن الصّحبة، خفيف المعاشرة على طريقة التصوّف، قليل التكلّف، و كان ينوب عن الأستاذ الإمام شيخ الإسلام في عقد الصوفية مجلس التذكير، و سمع الحديث الكثير بهراة، و نيسابور، و بغداد، و حدّث. توفي عشية الخميس و صلّى عليه عصر يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الآخر سنة خمس و خمسين و أربعمائة (3).

أنبأنا أبو نصر أحمد بن الفضل بن إبراهيم البئّار (4) الأصبهاني، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد الكتبي الحاكم بهراة قال: سنة خمس و خمسين ورد الخبر بوفاة أبي يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني بنيسابور، و كان مولده سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد حدّثني عمر بن عبد الكريم - أبو الفتيان الدّهستاني قال: توفي إسحاق سنة ست و خمسين و أربعمائة.

ص: 258


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
2- المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 159 و فيه: أبو علي بدل أبو يعلى.
3- زيد في المنتخب: و دفن في المشهد في سكة حرب.
4- ضبطت عن التبصير 55/1 و فيه: أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم و انظر الأنساب: البئّار.
655 - إسحاق بن أبي عبد الرّحمن

655 - إسحاق بن أبي (1) عبد الرّحمن

أبو يوسف - و يقال: أبو يعقوب - الأنطاكي الأطروش العطّار

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و هشام بن خالد الأزرق في شوال سنة سبع و ثلاثين و مائتين، و المؤمّل بن أهاب.

روى عنه: أبو القاسم إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل المصري.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن صصري، أنا تمام بن محمد، نا إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل المصري، نا أبو يوسف إسحاق بن أبي عبد الرّحمن العطّار البصري - بأنطاكية - نا هشام بن عمّار، نا المخيسن بن تميم عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه خلق مائة رحمة فبثّ بين خلقه رحمة واحدة، فهم يتراحمون بها، و ادّخر عنده لأوليائه تسعة و تسعين»[2195].

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز التّميمي، أنا عبد الوهاب الميداني حدّثني أبو القاسم إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل المصري - بدمشق - نا أبو يعقوب إسحاق بن أبي عبد الرّحمن العطّار الأطروش - بأنطاكية - نا هشام بن عمّار - بدمشق، يوم السبت في شوال سنة سبع و ثلاثين و مائتين - نا الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن سعيد بن فقيه، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: إن هذه الآية التي تجدونها في القرآن: يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّٰا أَرْسَلْنٰاكَ شٰاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً (2) إنها مكتوبة في التوراة: يا أيها النبيّ إنّا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا و حرزا للأميين، أنت عبدي و رسولي، سميتك المتوكّل ليس بفظّ و لا غليظ و لا سخّاب في الأسواق، و لا نجزي بالسّيئة السّيئة و لكن تعفو و تصفح، و لن أقبضه حتى تقام به الملّة المعوجّة بأن يقولوا: لا إله إلاّ اللّه، و يفتح به أعين عمي و أذان صمّ ، و قلوب غلف.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي و أبو محمد السلمي قالا: أنا عبد

ص: 259


1- في مختصر ابن منظور 304/4 إسحاق بن عبد الرحمن.
2- سورة الأحزاب، الآية:45.

الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا محمد بن خريم (1)،نا هشام بن عمّار، نا الوليد، نا عبد اللّه بن لهيعة، عن سعيد بن أبي فقيه، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: إن هذه الآية مكتوبة في التوراة: يا أيها النبي إنّا أرسلناك، فذكره، و قال: و يفتح أعينا عميا، و أذانا صمّا، و قلوبا غلفا.

656 - إسحاق بن عبد الرّحمن

مولى بني أمية

أصله من البصرة.

روى عنه ابنه شعيب بن إسحاق، و الوليد بن مسلم.

ذكره أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في تاريخ الشام.

657 - إسحاق بن عبد المؤمن

روى عن مروان بن محمد، و أبي سليمان الدّاراني، و أحمد بن عاصم الأنطاكي.

روى عنه: أبو حاتم الرازي، و مخلص بن موجد.

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد السّمرقندي و عبد الكريم بن حمزة قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدّثني محمد بن إدريس الحنظلي، نا إسحاق بن عبد المؤمن الدمشقي قال:

كتب إليّ أحمد بن عاصم الأنطاكي، فكان في كتابه: إنّا أصبحنا في دهر حيرة، تضطرب علينا أمواجه، يغلبه الهوى، العالم منّا و الجاهل، فالعالم منّا مفتون بالدنيا يبيع ما يدّعيه من العلم، و الجاهل منّا عاشق لهما مستمدّ من فتنة عالمه، فالمقلّ لا يقنع و المكثر لا يشبع، فكلّ قد شغل الشيطان قلبه بخوف الفقر، فأعاذنا اللّه و إيّاك من قبول عدّة إبليس و تركنا عدة رب العالمين.

يا أخي لا تصحب إلاّ مؤمنا يعظك بعقله و مصاديق قوله، أو مؤمنا تقيا، فمتى صحبت غير هؤلاء أورثوك النقص في دينك، و قبح السيرة في أمورك، و إيّاك و الحرص

ص: 260


1- ضبطت عن تبصير المنتبه.

و الرغبة فإنهما يسلبانك القناعة و الرضا، و إياك و الميل إلى هواك فإنه يصدّك عن الحقّ ، و إيّاك أن تظهر أنّك تخشى اللّه و قلبك فاجر، و إياك أن تضمر ما إن أظهرته أحراك و إن أضمرته أرداك و السلام.

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (1):

إسحاق بن عبد المؤمن الدمشقي سمع منه أبي ببيروت، و سئل أبي عن إسحاق بن عبد المؤمن ؟ فقال: صدوق.

658 - إسحاق بن عثمان

أبو يعقوب الكلاّبي (2) البصري (3)

حدّث عن موسى بن أنس بن مالك، و الحسن البصري، و أبي عبد اللّه ميمون الكندي، و إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عطية، و أبي أيوب عبد اللّه بن أبي سليمان مولى عثمان بن عفّان، و ابن رجاء بن حيوة، و خالد بن دريك.

روى عنه: وكيع، و عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو داود و أبو الوليد الطيالسيان، و أبو عاصم النبيل، و أبو سلمة موسى بن إسماعيل، و أبو سعيد عبد الرّحمن بن عبد اللّه مولى بني هاشم، و حجّاج بن نصير، و عبد الصمد بن عبد الوارث.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4) حدّثني أبي، نا عبد الصمد، نا إسحاق أبو يعقوب، نا

ص: 261


1- الجرح و التعديل 1/قسم 229/1.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى عبد اللّه بن كلاّب.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 156/1.
4- مسند أحمد بن حنبل 408/6-409.

إسماعيل (1) بن عبد الرّحمن بن عطيّة، عن جدّته أم عطيّة (2) قالت: لما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت ثم أرسل إليهنّ عمر بن الخطّاب فقام على الباب فسلّم عليهنّ ، فرددن السلام، فقال: أنا رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إليكنّ ، فقلن:

مرحبا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و برسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال: تبايعن على أن لا تشركن باللّه شيئا، و لا تسرقن و لا تزنين و لا تقتلن أولادكنّ ، و لا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكنّ و أرجلكنّ ، و لا تعصين في معروف ؟ فقلن: نعم؛ فمدّ عمر يده من خارج الباب، و مددن أيديهنّ من داخل؛ ثم قال: اللّهمّ اشهد.

و أمرنا أن نخرج في العيدين الحيّض و العتّق، و نهينا عن اتّباع الجنائز، و لا جمعة علينا.

فسألته عن البهتان، و عن قوله: و لا يعصينك في معروف؛ فقال: هي النّياحة.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو كريب، نا وكيع، نا إسحاق بن عثمان الكلاّبي، نا إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عطيّة الأنصاري حدّثتني جدّتي أم عطيّة قالت: لما قدم النبي صلّى اللّه عليه و سلم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت. قالت: ثم بعث إلينا عمر، فقام، فسلّم، فرددنا عليه السلام فقال: إني رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إليكن - زاد ابن المقرئ: قلنا مرحبا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و برسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ثم اتفقا قالت:- فقال لهنّ أ تبايعني ألاّ - و قال ابن حمدان: على أن لا - تزنين و لا تسرفن و لا تقتلن أولادكنّ ، و لا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكنّ و أرجلكنّ و لا تعصين - و قال ابن المقرئ: تعصينه في معروف - قلنا:

نعم. قالت: فمددنا أيدينا من داخل البيت، و مدّ يده من خارجه، و أمرنا أن نخرج الحيّض و العواتق في العيدين، و نهانا عن اتّباع الجنائز، و لا جمعة علينا. قلت: فما

ص: 262


1- في المسند «أبو» تحريف، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 199/1.
2- اسمها نسيبة بنت الحارث روت عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم و عن عمر، روى عنها أنس و محمد و حفصة ولدا سيرين و إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية (الاستيعاب - الإصابة).

المعروف الذي نهيتن عنه ؟ قالت: النّياحة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1) حدّثني أبي، نا أبو سعيد [قال: أنا أبو يعقوب] (2)-يعني - حدّثنا إسحاق بن عثمان الكلاّبي قال: سمعت خالد بن دريك يحدّث عن أبي الدّرداء يرفع الحديث إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا يجمع اللّه في جوف رجل غبارا في سبيل اللّه و دخان جهنّم، و من اغبرّت قدماه في سبيل اللّه حرّم اللّه سائر جسده على النّار، و من صام يوما في سبيل اللّه باعد اللّه عنه النار مسيرة ألف سنة للرّاكب المستعجل، و من جرح جراحة في سبيل اللّه ختم اللّه بخاتم الشهداء له نورا يوم القيامة، لونها مثل لون الزعفران، و ريحها مثل المسك يعرفه بها الأوّلون و الآخرون، يقولون: فلان عليه طابع الشّهداء، و من قاتل في سبيل اللّه فواق ناقة وجبت له الجنّة»[2196].

قال: و نا أبي، نا أبو سعيد، نا إسحاق بن عثمان الكلاّبي - أبو يعقوب - نا إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عطيّة الأنصاري فذكر الحديث نحو الأول.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، نا يزيد بن سنان، نا موسى بن إسماعيل، نا إسحاق بن عثمان - أبو يعقوب الكلاّبي - قال:

قوّمت ثياب عمر بن عبد العزيز و هو خليفة، اثنا عشر درهما.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - إجازة - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (3):إسحاق بن عثمان أبو يعقوب البصري الكلاّبي سمع ميمونا (4) أبا عبد اللّه، و الحسن، و ابن رجاء بن

ص: 263


1- مسند أحمد بن حنبل 443/6-444.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن مسند أحمد.
3- التاريخ الكبير 1/قسم 398/1.
4- بالأصل «ميمون» و المثبت عن البخاري.

حيوة، و أبا أيوب (1).سمع منه أبو الوليد، و مسلم بن إبراهيم، و أبو عاصم.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو يعقوب إسحاق بن عثمان البصري الكلاّبي سمع الحسن، و ميمونا (2) أبا عبد اللّه، و موسى بن أنس؛ روى عنه أبو (3) الوليد و أبو عاصم.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (4):

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: إسحاق بن عثمان أبو يعقوب صالح. سألت أبي عن إسحاق بن عثمان فقال: هو ثقة لا بأس به.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبي، قال:

أبو يعقوب إسحاق.

659 - إسحاق بن عقيل بن عبد الرزاق بن عمر

حدّث عن جدّه عبد الرزاق.

روى عنه أبو بكر الباغندي.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا إسحاق بن عقيل بن عبد الرزاق - يعني ابن عمر الدمشقي - قال: سمعت جدّي عبد الرزاق بن عمر، نا الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم

ص: 264


1- اسمه عبد اللّه بن أبي سليمان مولى عثمان ترجمته في تهذيب التهذيب 246/5.
2- بالأصل و م «ميمون» و الصواب ما أثبت.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 230/1.

قال:«ثلاثة لا يريحون رائحة الجنّة، رجل ادّعى إلى غير أبيه، و رجل كذّب عليّ ، و رجل كذب على عينيه»[2197].

كذا ذكره الخطيب في باب عقيل بالفتح، و ذكره أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما قرأته بخطه أنه ابن عقيل بالضم؛ و اللّه أعلم.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):أما عقيل - بفتح العين - إسحاق بن عقيل بن عبد الرزاق بن عمر الدمشقي، حدّث عن جدّه عبد الرزاق بن عمر، حدّث عنه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي.

660 - إسحاق بن عليّ الصّوفيّ

حكي عن عمر الصّوفي.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن بالوية الشيرازي، نا محمد بن هارون المراغي، نا محمد بن هارون بن سعيد الأنصاري، نا محمد بن إسحاق، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت إسحاق بن علي الدّمشقي الصّوفي يقول: لقيت عمر الصّوفي بمكة، فقلت له: أ راجلا جئت أم راكبا؟ قال: فبكى ثم قال: أ ما يرضى العاصي يجيء إلى بيت مولاه إلاّ راكبا.

هو محمد بن هارون بن شعيب، و محمد بن إسحاق هو ابن الحريص.

661 - إسحاق بن عمارة العقيلي المديني

وفد على عبد الملك بن مروان، و أقطعه دارا بدمشق عند باب توما و دار الزينبي له ذكر.

ص: 265


1- الإكمال لابن ماكولا 236/6.
662 - إسحاق بن عمر بن عبد العزيز

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر و عقب (1).

663 - إسحاق بن عيسى بن علي

ابن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم

أبو الحسن الهاشمي (2)

ولي إمرة دمشق من قبل هارون الرشيد بعد عزل عبد الملك بن صالح، و كان قد ولي إمرة المدينة للمهدي، و ولي البصرة للرشيد.

و حدّث عن أبيه، و أبي جعفر المنصور.

روى عنه عبيد اللّه بن عبد اللّه بن العباس الهاشمي، و أبو مسعود عمرو بن عيسى الكوفي، و عبد اللّه بن مالك الكاتب، و إبراهيم بن رياح، و جعفر بن عمر بن الشّخير، و إبراهيم بن محمد المهدي، و إبراهيم بن عيسى الهاشمي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النّرسي، نا أبو بكر محمد بن إسماعيل الورّاق - املاء - نا محمد بن هاشم بن القاسم، نا محمد بن هارون بن عيسى حدّث القاسم بن عمر - أبو محمد الأثرم - نا محمد بن صالح بن مهران، نا جعفر بن عمر بن الشّخير حدّثني إسحاق بن عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه، فأبصر أبو بكر العباس بن عبد المطلب يوما مقبلا، تنحّى له عن مكانه و لم يره النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«ما نحّاك يا أبا بكر»؟ فقال: هذا عمك يا رسول اللّه، قال: فسرّ بذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلم حتى رؤي ذلك في وجهه[2198].

أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد المطرّز و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم ح.

ص: 266


1- ترجم له في بغية الطلب 1492/3 و فيه: كان مع أبيه بخناصرة و شهد وفاته بدير سمعان مع جماعة أولاد عمر.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 420/8.

و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه قالا: نا سليمان بن أحمد الطّبراني (1)،نا محمد بن هارون بن عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور الهاشمي، نا عبيد اللّه بن عبد اللّه بن العباس الهاشمي، نا إسحاق بن عيسى بن علي، عن أبيه، عن أبي جعفر المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ترك الوصيّة عار في الدّنيا و نار و شنار في الآخرة»[2199].

رواه الطّبراني في المعجم الصغير بهذا الإسناد، إلا أنه أسقط منه ذكر عيسى في الإسناد و هو وهم هذا و الصواب أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و علي بن الحسن بن سعيد قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحيّ (2)،أنا أبو بكر الخطيب أخبرني الحسن بن محمد الخلاّل، نا أحمد بن محمد بن عمران، نا محمد بن سهل بن الفضيل الكاتب (3)،نا عبد اللّه بن أبي سعد قال: ذكر محمد بن عبد اللّه بن مالك الخزاعي أن الرشيد قال لابنه: كان أبو العباس عيسى بن علي راهبنا و عالمنا أهل البيت، و لم يزل في خدمة أبي محمد علي بن عبد اللّه إلى أن توفي، ثم خدم أبا عبد اللّه إلى وقت وفاته، ثم إبراهيم الإمام و أبا العباس و المنصور، فحفظ جميع أخبارهم و سيرهم و أمورهم و كان قرّة عينه في الدّنيا إسحاق ابنه، فليس فينا أهل البيت أحد أعرف بأمرنا من إسحاق، فاستكثر منه و احفظ جميع ما يحدّثك به، فإنه ليس دون أبيه في الفضل، و إيثار الصدق، فاستكثره، فاستكثروا من الاستماع منه، فنعم حامل العلم هو.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (4)قال: و ولّى - يعني المهدي - المدينة جعفر بن سليمان سنة ستين ثم عزله، و ولّى إبراهيم بن يحيى بن محمد فتوفي بالمدينة، ثم ولّى إسحاق بن عيسى (5) حين مات المهدي (6) فقدم إلى موسى الهادي، و استخلف عمر بن عبد العزيز من ولد عمر بن

ص: 267


1- المعجم الصغير للطبراني 17/2.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شيحة، قرية من قرى حلب.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 316/5.
4- تاريخ خليفة ص 440 تسمية عمال المهدي.
5- في تاريخ خليفة: يحيى.
6- إلى هنا ينتهي كلام خليفة.

الخطاب، ثم خرج الحسين بن علي بن حسين (1) فهرب العمري فلما قتل الحسين عاد فلم يزل على المدينة حتى مات موسى.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني أحمد بن عيسى، نا مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: ثم دخلت سنة تسع و سبعين و مائة و فيها عزل عبد الملك بن صالح عن كور دمشق و استعمل مكانه إسحاق بن عيسى.

قال أبو الحسين: و أخبرني أبو الطّيّب محمد بن حميد بن سليمان الكلابي، نا وريزة بن محمد بن وريزة الغسّاني، نا عمر قال: قال أبو الحسن المدائني: تناظر قوم في مجلس إسحاق بن عيسى الهاشمي، فألزم قوم عليا دم عثمان، و عابوه بذلك، فردّ عليهم قوم و عابوا عثمان، فاعترض الكلام إسحاق فقال: أعيذ عليا باللّه أن يكون قتل عثمان، و أعيذ عثمان باللّه أن يكون عليّ قتله: فاستحسنوا كلامه جدا.

قال أبو الحسين: و أخبرني أبو العباس محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى الحضرمي، نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى، حدّثني أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة قال: كتب يحيى بن حمزة إلى إسحاق بن عيسى:

أما بعد، فإنه لا ينبغي لقاض أن يكون غارما، لأن الغارم يعد فيخلف و يقول فيكذب، و لا ينبغي أن يكون به حاجة إلى أحد فيهن في الحقّ و ينعاق عن مفظعه لأن طلب الحاجات فقر ظاهر، و همّ شاغل، و لا ينبغي أن يعارض همّ الحكم هم غيره، فيزري بصاحبه و يشغله عنه و إنّ أمير المؤمنين و الأمير قد كفياني ذلك و وضعاه عني و فرغاني لما حملاني من همّ الرعية في الحكم بينها، و النظر في أمرها برزق أجرياه عليّ شهرا بشهر فيه قوت و بلغة إلى مثله قد عرض فيه من دونهما، فصيّره قراطيس لا نفع بها و لا وفى لمواعيدها إلا أماني قد طال غرورها و كثر خلفها، و حال دونها أهل الأثرة على ما فيها من خلاف الحقّ و معصية للخليفة لجرأة عليه و تهاونا بأمره، و مع ذلك قراطيس العامة ديناران في الشهر يخرجان من عند صاحب السوق حبسهما عني فأضرّ بي

ص: 268


1- كذا بالأصل و هو خطأ، و الصواب: الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم المقتول بفخ. انظر مروج الذهب 400/3.

فقدهما، و هما قوتي على أصول كتبي في أحكام المسلمين و أقسامهم و غير ذلك، و هما مرفق الناس و فيهم الأرملة و اليتيم و المغيّبة و الفقير و ابن السبيل، و قد منعوها نفعها و أضرّ بهم فقدها فقد حبس ذلك منذ أشهر قد عالجت بالطهور فيما يجري عليّ حتى أعجزني، و تدينت عليها و تكلفت من عندي إذ طال حبسها اقتداء منه بغيره و لم يدعه طمعه فيهما، و ذهب حياؤه في ذلك فهو في غيرهما أطمع و أسوأ أفعالا، و لو لا إجلال الأمير و معرفتي حقّه و الذي أرجو من رغبته و حسبته فيه الذي جعله اللّه أهله مع حي العافية لأملت جماعة إليه ممن يأتيني من الناس إغراء به، فإني أعلم أنهم إليه سراع و على مساءته حراص، و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال: و إسحاق بن عيسى بن علي - يعني - مات سنة ثلاث و مائتين (1).

و ذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي ذلك و زاد: أنه مات عشية الثلاثاء لثمان خلون من ربيع الآخر.

ص: 269


1- لم يأت خليفة على ذكر إسحاق بن عيسى بن علي في تاريخه.

حرف الغين و حرف الفاء فارغان

حرف القاف في آباء من اسمه إسحاق

664 - إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي

664 - إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي (1)

كان على ديوان الزّمنى بدمشق - و هو من أهلها - و سكن الأردن (2) و وليها لهشام بن عبد الملك.

روى عن عمر بن الخطاب مرسلا، و عن أبيه.

روى عنه برد بن سنان، و عبادة بن نسيّ ، و عثمان بن عطاء الخراساني، و موسى بن يعقوب الزّمعي.

و ذكر أبو الحسين الرازي: أن أباه قبيصة كان بدمشق و داره بباب البريد.

و ذكر أبو الحسين: إسحاق بن قبيصة الخزاعي في تسمية كتاب أمراء دمشق فقال:

كان على ديوان الزّمنى بدمشق في أيام الوليد بن عبد الملك قال الوليد: لأدعنّ الزّمن أحبّ إلى أهله من الصحيح. قال: و كان يؤتى بالزّمن حتى يوضع في يده الصدقة - يعني الوليد - قال: و كان إسحاق على ديوان الصدقات أيام هشام.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد حدّثني أبو زرعة و أبو بكر ابنا عبد اللّه النّصري، قالا: نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن دحيم، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا برد بن سنان عن إسحاق بن قبيصة، عن أبيه، عن عبادة بن الصامت قال: سمعت

ص: 270


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 158/1.
2- الأردن: بضم ثم السكون و ضم الدال المهملة، انظر معجم البلدان 147/1.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تبايعوا الذهب إلاّ مثلا بمثل، و لا الفضة إلاّ مثلا بمثل، لا زيادة بينهما و لا نظرة»[2200].

و كتب عمر بن الخطاب إلى معاوية: لا إمرة لك على عبادة، و احمل الناس على ما قال، فإنه هو الآمر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى بن معاذ، نا مسدّد بن مسرهد، نا إسماعيل أخبرني رجاء بن أبي سلمة، عن عبادة بن نسيّ قال: حدثنا أميرنا إسحاق بن قبيصة قال: قال كعب: لو غير هذه الأمة أنزلت عليهم الآية لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه فاتّخذوه عيدا يجتمعون له؛ فقيل له: أي آية يا كعب ؟ فقال: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاٰمَ دِيناً (1) فقال عمر: فالحمد للّه قد عرفت اليوم الذي أنزلت فيه، و المكان الذي أنزلت فيه يوم عرفة في يوم جمعة و كلاهما بحمد اللّه لنا عيد.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة الدمشقي (2)،نا محمد بن أبي أسامة، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عبادة بن نسيّ قال: حدّثنا أمير نا إسحاق بن قبيصة.

قال (3):استعمل هشام إسحاق بن قبيصة على الأردن.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، أنا أبو الحسن بن سميع في الطبقة

ص: 271


1- سورة المائدة، الآية:3.
2- تاريخ أبي زرعة 339/1.
3- القائل: ضمرة، كما يفهم من عبارة أبي زرعة.

الرابعة قال: إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب فلسطيني كان على ديوان الزّمنى في أيام الوليد.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة في الطبقة الثالثة قال: إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب عامل هشام على الأردن.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن أحمد الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي الكعبي،[روى] (2) عن أبيه قال: قال حذيفة بن اليمان: كانوا يسألون عن الخير، و كنت أسأل النبي صلّى اللّه عليه و سلم عن الشرّ، قاله لي إبراهيم بن المنذر، عن [عبد اللّه بن موسى عن أسامة بن زيد عن رجل من خزاعة عن إسحاق، روى عنه] (3) موسى بن يعقوب، مرسل، و قال يحيى بن حمزة: سمعت برد بن سنان عن إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب، عن أبيه، عن عبادة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم، في الصّرف (4)،حديثه في الشاميين.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلاّل - مشافهة - أنا عبد الرحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا محمد بن أبي حاتم قال (5):إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي الكعبي روى عن أبيه، روى عنه برد بن سنان و عبادة بن نسيّ و أسامة بن زيد اللّيثي، و عثمان بن عطاء الخراساني، سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك - زاد أبو زرعة: يعد في الشاميين - و زاد أبي: روى عنه موسى بن يعقوب.

ص: 272


1- التاريخ الكبير 1/قسم 400/1.
2- زيادة اقتضاها السياق.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن البخاري.
4- تقدم الحديث في بداية الترجمة «لا تبايعوا الذهب...».
5- الجرح و التعديل 1/قسم 231/1.
665 - إسحاق بن قيس

مولى الحواريّ بن زياد العتكيّ

وفد على عمر بن عبد العزيز و حكى عنه و عن مولاه الحواري.

روى عنه نوح بن قيس.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب، و حدّثني أخي أبو الحسين بن أبي محمد الفقيه عنه، نا عبد العزيز بن أحمد - سنة خمس و أربعين و أربعمائة - أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، أنا محمد بن سليمان الرّبعي، نا أبو بكر محمد بن عمر القبليّ (1)،نا محمد بن خالد الراسبي - أبو عبد اللّه النّيلي - نا نصر بن علي، نا نوح بن قيس، نا إسحاق بن قيس مولى الحواري بن زياد العتكيّ قال: كنت أبيع الفلوس في مدينة واسط (2) فوجدوا عندي فلسا نبهرجا (3) فضربوني و أغرموني ألفا، و ألقوني في السجن، حتى هلك الحجّاج، فلما قام عمر بن عبد العزيز علّمني مولاي الحواري بن زياد خطبة، فأتيت عمر بن عبد العزيز فقلت: أصلحك اللّه يا أمير المؤمنين إنه لم يبق بيت من بيوتات العرب شعر و لا مدر و لا وبر إلاّ و قد فتح اللّه عليهم بأمير المؤمنين بابا من العدل و أغلق عنهم بابا من الجور، و إني صاحب الفلس فقال: ويحك و ما صاحب الفلس ؟ فقصصت عليه القصة، فأمر لي كل يوم برغيفين و بضعة من لحم، و لعن الحجّاج يومئذ، ثم بعث إليّ فأعطاني ألفا، و أعطاني خمسين درهما أيضا و قال: هذه نفقة الطريق؛ و قال: هل لك من ولد؟ قلت: بنيّة قال: قد ألحقناها في المائة.

ص: 273


1- ضبطت عن الأنساب، و لم يذكر السمعاني هذه النسبة إلى شيء.
2- رسمها بالأصل و م «و اسمح» و المثبت عن مختصر ابن منظور 309/4.
3- أي زائفا.

حرف الكاف و حرف اللام فارغان

حرف الميم في آباء من اسمه إسحاق

666 - إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد

أبو يعقوب الحلبيّ (1)

حدّث بدمشق و بغداد، عن أبي خالد عبد العزيز بن معاوية العتبي (2)،و علي بن عثمان النّفيلي، و سليمان بن سيف الحرّانيين، و أبي عمرو محمد بن عبد اللّه السّوسي.

روى عنه: ابن ابنه أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق، و أبو هاشم المؤدّب، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو الحسن الدّارقطني، و أبو الفتح يوسف بن عمر القوّاس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدّارقطني، نا القاضي أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد الحلبيّ - قدم علينا في المحرم سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة - نا أبو داود سليمان بن سيف، نا سعيد بن سلام، نا عمر بن محمد عن أبي الزناد، عن أبان بن عثمان بن عفان عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«المحرم لا ينكح و لا ينكح (3)»[2201].

قال: و نا عمر بن محمد، عن عاصم بن عمر بن عثمان، عن أبيه، عن جده مثل ذلك.

قال: الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عمر بن عثمان بن عفّان، عن

ص: 274


1- ترجمته في تاريخ بغداد 395/6 و ترجم له في بغية الطلب لابن العديم 1503/3 باسم: إسحاق بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن عبد الرحمن بن يزيد بن موسى، أبو يعقوب الحلبي القاضي.
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى عتبة بن أبي سفيان.
3- الحديث في تاريخ بغداد 395/6 و فيه: عمر بن محمد بن أبي الزناد.

أبيه لم يروه عنه غير ابنه عاصم، تفرّد به عمر بن محمد بن صهبان عنه و لم يروه عنه غير سعيد بن سلام، و الذي قبله غريب من حديث أبي الزناد، عن أبان بن عثمان، عن أبيه، تفرّد به عمر بن محمد، و لم يروه عنه غير سعيد بن سلام.

أخبرنا أبوا محمد عبد الكريم بن حمزة و طاهر بن سهل قالا: أنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي حدّثني جدّي إسحاق بن محمد بن يزيد، نا أبو داود - يعني سليمان بن سيف - نا محمد بن سليمان، أنا أبي، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا عطس أحدكم فليسمّته جليسه فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم و لا يشمّت بعد ثلاث»[2202].

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدّي أبو محمد، أنا أبو علي الأهوازي - إجازة - قال: قال لنا عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه: إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد الحلبي قدم علينا أبو يعقوب حاجّا سنة تسع عشرة و ثلاثمائة (1).

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني - و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق - سنة ست عشرة و ثلاثمائة - إسحاق بن محمد الحلبي حاجّ غريب (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد، أبو يعقوب القاضي الحلبي. قدم بغداد، و حدّث بها عن علي بن عثمان النّفيلي، و سليمان بن سيف الحرّاني. كتب عنه الناس بانتقاء أبي طالب الحافظ . و روى عنه أبو الحسن الدّارقطني، و يوسف بن عمر القوّاس (4).

ص: 275


1- بغية الطلب 1504/3-1505.
2- بغية الطلب 1505/3.
3- تاريخ بغداد 395/6.
4- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
667 - إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم بن أسيد

أبو الحسن الأصبهاني المعروف بابن ممك (1)

أخو أبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم (2)،و هو الأكبر.

سمع عبد الواحد بن شعيب بجبلة، و أبا أمية الطّرسوسي، و الحسن بن عثمان، و محمد بن عاصم الأصبهاني، و محمد بن علي بن سفيان، و إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري (3).

روى عنه محمد بن جعفر، و محمد بن عبيد اللّه بن المرزبان، و أحمد بن عبيد اللّه بن محمود، و أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسّال (4).

كتب إليّ أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا محمد بن عبيد اللّه بن المرزبان، نا إسحاق بن محمد بن حكيم، نا الحسن بن عثمان، نا عمر بن شبيب، نا أسود بن عامر، نا مزيد (6) بن عبد اللّه الهنائي عن محمد بن عمرو بن علقمة حدّثني عمر بن عبد العزيز - قبل أن يستخلف - عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم في قوله: وَ يَمْنَعُونَ الْمٰاعُونَ (7)قال:«ما تعاون (8) الناس بينهم، الفأس و القدر و الدلو و أشباهه»[2203].

أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن، أنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحافظ ، نا إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، نا عبد الواحد بن شعيب، نا يحيى بن صالح الوحّاظي، نا سليمان بن عطاء الجزري، عن مسلمة بن

ص: 276


1- بالأصل «متك» و المثبت عن مختصر ابن منظور 310/4 و بغية الطلب 1502/3 و ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 219/1-220.
2- تقدمت ترجمته في كتابنا.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الدبر، قرية من قرى صنعاء اليمن.
4- بغية الطلب 1503/3.
5- ذكر أخبار أصبهان 219/1-220.
6- في أخبار أصبهان: مرثد.
7- سورة الماعون، الآية:7.
8- في أخبار أصبهان: ما يعاون به الناس.

عبد اللّه الجهنيّ ، عن عمه أبي مشجعة عن أبي الدّرداء قال: ما دعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى لحم إلاّ أجاب، و لا أهدي له إلاّ قبله.

أخبرنا أبو علي - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني قال: قال لنا أبو نعيم الحافظ (1):إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم بن أسيد - أبو الحسن - توفي في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة، شيخ ثبت صدوق عارف بالحديث أديب لا يحدّث إلاّ من كتابه، كتب بالشام، و الحجاز، و بالعراق، صنّف الشيوخ.

668 - إسحاق بن محمد بن معمر بن حبيب

أبو يعقوب السّدوسي، مولاهم، البصري

سكن مصر، و حدّث بها، و أقدمه أحمد بن طولون دمشق سنة تسع و ستين و مائتين لما عزم على خلع أبي أحمد الموفّق مع جماعة من وجوه أهل مصر كما ذكر أبو عمر محمد بن يوسف التجيبي في بعض كتبه.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

إسحاق بن محمد بن معمر بن حبيب - يكنى أبا يعقوب - مولى بني سدوس، و هم ينتمون إلى سدوس، بصري، قدم إلى مصر، و كان مولده بالبصرة سنة أربع و تسعين و مائة، و مات بمصر في ذي الحجة سنة أربع و ثمانين و مائتين. حدّثني بذلك من أمره محمد بن أحمد بن المنهال، و كان إسحاق رجلا صالحا، و كان يتّجر في الجوهر.

669 - إسحاق بن محمد

أبو يعقوب الأنصاري، الأديب، من ولد النعمان بن بشير

حدّث بصيدا عن أبي علي أحمد بن جرير البغدادي، و الحسن بن محمد بن الصّبّاح الزّعفراني (2)،و محمد بن إسحاق بن راهوية (3)،و يموت بن المزرع (4).

ص: 277


1- أخبار أصبهان 219/1.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 511/1.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 544/13.
4- ترجمته في سير الأعلام 247/14.

روى عنه: أبو محمد الحسن بن محمد بن علي الورّاق، و أبو الحسين الرازي، و الحسن بن صالح بن غالب القيسراني.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، عن الحسن بن علي اللّبّاد و محمد بن علي الحداد قالا: أنا تمّام بن محمد، أنا أبي أبو الحسين، أخبرني أبو يعقوب إسحاق بن محمد الأنصاري - من ولد النعمان بن بشير بصيدا، فيما قرأت عليه - عن الحسن بن محمد بن الصّبّاح الزّعفراني قال: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا فأردت بمناظرتي إياه غير اللّه، و لا أردت الجدال، و ذلك أنه بلغني أن من ناظر أخاه في العلم و كان مناظرته إياه يريد الغلبة أحبط اللّه له عمل سبعين سنة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد الفقيه عنه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا عبد اللّه بن سعيد بن عبد الرّحمن البشتي (1)،أنا أحمد بن محمد بن يوسف، نا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي، نا إسحاق بن محمد الأنصاري - بصيدا - عن محمد بن إسحاق بن راهوية قال:

سمعت أبي و سئل: كيف وضع الشافعي هذه الكتب كلها و لم يكن بكبير السّنّ ؟ فقال:

عجل اللّه له عقله لقلّة عمره.

قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن محمد بن أحمد بن محمد الأنباري، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة قال: أنشدت لإسحاق بن محمد الأنصاري - و كان من الأدب بمنزلة و مكان - إلى أبي الحسن بن الغاز أبياتا يقول فيها:

أبا الحسن بن الغاز يا ذروة الأدب *** و نجل الألى عوفوا من الطّعن في النّسب

و يا ابن الذي قد أجمع الناس أنّه *** -لفضل التّقى في زهده - راهب العرب

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بصيدا في طبقة محمد بن معافي: إسحاق بن محمد الأنصاري.

670 - إسحاق بن محمد البيروتيّ

حدّث عن مالك بن أنس.

ص: 278


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بشت (انظر معجم البلدان و الأنساب).

روى عنه محمد بن عبد الرّحمن بن بحير بن ريسان (1).

أنبأنا أبو القاسم النّسيب و حدّثنا أبو البركات الفقيه عنه، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدّينوري - بها - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن المسور البزاز - بمصر - نا محمد بن عبد الرّحمن بن بحير بن ريسان، نا إسحاق بن محمد البيروتي، نا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: قلت: يا رسول اللّه، أرسل و أتوكل ؟ فقال:«قيّد و توكّل»[2204].

قال الخطيب: غير محفوظ عن مالك، و ابن ريسان متروك.

671 - إسحاق بن مسبّح

أبو يعقوب

حدّث عن مروان بن محمد.

روى عنه: محمد بن جعفر بن ملاّس.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، أنا أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسين اللّهبي، نا محمد بن جعفر بن محمد بن هشام النّميري، نا أبو يعقوب إسحاق بن مسبّح، نا مروان بن محمد، نا الليث، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ هذا من شأن بنات آدم» يعني: الحيض[2205].

672 - إسحاق بن مسلمة بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر و عقب، من ولده علي بن عاصم بن أبي العاص بن إسحاق بن مسلمة، محدّث من أهل دمشق حدّث بمصر (2).

ص: 279


1- ضبطت بكسر الراء عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جدّ، و في اللباب: الذي أعرفه «ريسان» بفتح الراء.
2- ترجم له ابن العديم في بغية الطلب 1508/3 و فيه أنه: كان ينزل مع أبيه بنواحي حلب في قصره بالناعورة و غيره. و نقل ما ورد في تاريخ ابن عساكر عنه.
673 - إسحاق بن مسلم الكاتب

من أهل دمشق، ولي خراج الأردن في خلافة عمر بن عبد العزيز ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق.

674 - إسحاق بن مسلم بن ربيعة بن عاصم

ابن حزن بن عامر بن عوف بن عقيل بن كعب بن ربيعة

ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن

أبو صفوان العقيلي (1)

كان قائدا من قواد مروان بن محمد، و ولي أرمينية و شهد مع مروان حربه بعين الجرّ (2) مع سليمان بن هشام، و دخل معه دمشق. و كان إسحاق مع مروان حين توجه إلى دمشق لطلب الخلافة، و ذلك مذكور في ترجمة مروان، و بقي إلى خلافة بني العباس و كان أثيرا عند أبي جعفر المنصور (3).

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النّسيب و أبو الوحش المقرئ عنه، نا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت البغدادي، نا محمد بن يحيى الصّولي، نا أبو العباس ثعلب، نا ابن شبيب، نا إسحاق بن عبد اللّه قال: قال المنصور: يا إسحاق بن مسلم أفرطت في وفائك لبني أمية! فقال: يا أمير المؤمنين اسمع جوابي؛ قال: هات، قال: من وفى لمن لا يرجى كان لمن يرجي أوفى، قال: صدقت (4).

قال: و نا الصولي، نا ثعلب حدّثني أبو العباس المبرّد قال (5):لمّا بلغ أبا جعفر المنصور وفاة أبي العباس السفاح بعث إلى إسحاق بن مسلم العقيلي - و كان معه عند منصرفه من مكة - فحادثه ساعة ثم قال له: إنه يخطر ببالي ما يعرض للناس من الفكر، فقلت: إنه يغدى على الأنفس و يراح، و إن الأحداث غير مأمونة، فلو حدث يا أمير

ص: 280


1- ترجمته في بغية الطلب 1508/3 و ما بعدها، له ذكر في تاريخ الطبري 300/7 و 447.
2- عين الجر، موضع معروف بالبقاع بين بعلبك و دمشق (معجم البلدان) و هي بلدة عنجر اليوم، في لبنان.
3- بغية الطلب لابن العديم 1510/3.
4- الخبر في بغية الطلب 1508/3-1509 و مختصر ابن منظور 312/4.
5- لم يرد في الكامل للمبرد. و نقله ابن العديم في بغية الطلب عن المبرد.

المؤمنين حدث و نحن بالموضع الذي نحن فيه، كيف كان الرأي ؟ و ما ترى عبد اللّه بن علي يصنع ؟ قال إسحاق: أيها الأمير ليس لمكذوب رأي، أصدق الحديث، أنصح لك الرأي؛ فأخبره الخبر و سأله عن رأيه فقال: إن كان ابن علي ذا حزم بعث حين يصل إليه الخبر خيلا فتلقاك في هذا الموضع البراري، فحال بينك و بين دار الملك، و أخذتك، فأتته بك أسيرا.

قال: ويحك إن لم يفعل هذه دعني عنها؟ قال: يقعد على دوابّه، فإنما هي ليال يسيرة، قد يقدم الأنبار (1) فيحتوي على بيوت الأموال و الخزائن و الكراع فيصير طالبا و أنت مطلوب، فإن لم يوفّق قبل ذلك فلا حياة لعمّك.

و ذكر أحمد بن يحيى البلاذريّ : إن إسحاق بن مسلم حجّ مع أبي جعفر المنصور، و كان عديله.

قال: و حدثني أحمد بن الحارث، عن المدائني قال: مات إسحاق بن مسلم ببثرة خرجت به في ظهره، فحضر المنصور جنازته، و حمل سريره حتى وضعه، و صلّى عليه، و جلس عند قبره؛ فقال له موسى بن كعب أو غيره: أ تفعل هذا به، قال: و كان - و اللّه - مبغضا لك كارها لخلافتك ؟ فقال: ما فعلت هذا إلاّ شكرا للّه إذ قدّمه أمامي، قال: أ فلا أخبر أهل خراسان بهذا من رأيك، فقد دخلتهم وحشة لك لما فعلت ؟ قال: بلى، فأخبرهم فكبّروا.

675 - إسحاق بن منصور بن بهرام

أبو يعقوب الكوسج (2)

من أهل مرو سكن نيسابور.

سمع سفيان بن عيينة، و أبا أسامة و عبد الرزاق، و عبد اللّه بن نمير، و النّضر بن شميل، و يحيى القطّان، و روح بن عبادة، و أبا جعفر محمد بن جهضم، و أبا داود الطيالسي، و إبراهيم بن أبي شيبان الدّمشقي، و وكيع بن الجراح، و زكريا بن عديّ ،

ص: 281


1- الأنبار: مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ (معجم البلدان).
2- ترجمته في ترجمة بغداد 362/6 و الوافي بالوفيات 426/8 و سير أعلام النبلاء 258/12 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و محمد بن بكر البرساني، و عبد الرّحمن بن مهدي، و معاذ بن هشام، و محمد بن يوسف الفريابي، و عبد الصّمد بن عبد الوارث.

روى عنه البخاري و مسلم في صحيحيهما (1)،و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و أبو زرعة و أبو حاتم الرّازيان، و الحسن بن محمد بن جابر (2)-أبو محمد، وكيل أبي عمرو الخفاف - و أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن بن عيسى، و أبو حامد أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم الأعمشي، و أبو العباس أحمد بن سهل بن يحيى النّيسابوري، و أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد الحيري، و أبو ميسرة (3) محمد بن الحسين بن أبي العلاء الهمداني الزّعفراني، و أبو بكر بن أبي داود.

و قدم دمشق و سمع بها من سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا محمد بن زهير - و هو محمد بن أحمد بن زهير - نا إسحاق بن منصور، نا أبو أسامة، أنا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص قال: سمعت عامر بن سعد يقول: سمعت سعدا يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من تصبّح أظنه قال: بسبع تمرات عجوة لم يضرّه ذلك اليوم سمّ و لا سحر»[2206] أخرجه البخاري عن إسحاق.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة حدثني إبراهيم بن يعقوب، نا إسحاق الكوسج قال أبو زرعة و قد رأيت إسحاق - و قدم علينا دمشق فرأيته - يكتب الحديث عند هشام بن عمّار في سنة اثنتي عشرة و مائتين فيما أرى.

قال: سمعت أبا نعيم يقول: اسم أبي العميس عتبة بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه بن مسعود.

ص: 282


1- بالأصل «صحيحهما».
2- بغية الطلب: أبر.
3- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن بغية الطلب 1515/3 و فيه «الهمذاني» بالذال المعجمة بدلا من «الهمداني» ترجمته في تاريخ بغداد 228/2 تحت اسم محمد بن الحسين بن الفرج، أبو ميسرة الهمداني (بالدال المهملة).
4- بغية الطلب 1515/3.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):إسحاق بن منصور أبو يعقوب.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، نا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (2):أبو يعقوب إسحاق بن منصور المروزي الكوسج، سمع يحيى بن سعيد و ابن عيينة، و ابن أبي فديك، و ابن نمير، و عبد الرزاق.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمد بن نعيم الضّبّي أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، عن أبي حاتم السّلمي أنه سأل مسلم بن الحجّاج عن إسحاق بن منصور فقال: ثقة مأمون - زاد البيهقي: قال الحاكم: و هو أحد الأئمة من أصحاب الحديث-.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكّي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن قال: سمعت أبي يقول: أبو يعقوب إسحاق بن منصور الكوسج المروزي ثقة ثبت (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5):

أخبرني محمد بن علي الصّوري، نا عبيد اللّه بن القاسم الهمذاني - بطرابلس - نا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل الخشّاب العروضي - بمصر - نا أبو عبد الرّحمن

ص: 283


1- التاريخ الكبير 1/قسم 404/1.
2- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 197.
3- تاريخ بغداد 364/6.
4- بغية الطلب 1513/3: ثقة ثقة.
5- تاريخ بغداد 364/6.

النسائي قال: إسحاق بن منصور الكوسج مروزي ثقة.

في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):إسحاق بن منصور بن بهرام المعروف بالكوسج أبو يعقوب المروزي.

روى عن ابن عيينة، و أبي أسامة، و عبد الرزاق سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك، و رويا عنه، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر السّجزي، أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن بن سياوش الكازروني، أنا أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال: إسحاق بن منصور بن بهرام، أبو يعقوب الكوسج المروزي انتقل بأخرة إلى نيسابور و سمع حسين (2)الجعفي و النّضر بن شميل، و روح بن عبادة، و عبد الصمد بن عبد الوارث، و عبد الرزاق. روى عنه البخاري في الحجّ و الزكاة و غير موضع، مات بنيسابور يوم الاثنين و دفن يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الأولى سنة إحدى و خمسين و مائتين (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):إسحاق بن منصور بن بهرام، أبو يعقوب الكوسج المروزي. ولد بمرو، و رحل إلى العراق، و الحجاز، و الشام، فسمع سفيان بن عيينة، و يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الرّحمن بن مهدي و وكيع بن الجرّاح، و أبا أسامة، و النّضر بن شميل (5)و أبا اليمان الحكم بن نافع.

و ورد بغداد و حدّث بها، فروى عنه من أهلها إبراهيم بن إسحاق الحربي،

ص: 284


1- الجرح و التعديل 1/قسم 234/1.
2- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن بغية الطلب، ترجمته في سير الأعلام 397/9.
3- بغية الطلب 1516/3-1517.
4- تاريخ بغداد 362/6-363.
5- بالأصل «شميلة» و المثبت عن تاريخ بغداد.

و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل. و استوطن إسحاق نيسابور و بها كانت وفاته. و كان إسحاق بن منصور عالما فقيها، و هو الذي دوّن عن أحمد بن حنبل، و إسحاق بن راهويه المسائل في الفقه.

قال: و أنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين (1) الأسترآباذي، نا أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن جعفر الجرجاني، نا عبد الملك بن محمد، نا إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن الربيع بن دينار - و هو من أصدقاء أحمد بن حنبل - قال: قال أحمد بن حنبل: بلغني أن الكوسج يروي عني مسائل بخراسان، اشهدوا أني رجعت عن ذلك كله.

قال: و أخبرني الحسين بن محمد أخو الخلال، نا أحمد بن محمد بن عمر أبو صادق القزّاز - باستراباذ - أنا أبو نعيم بن عدي الحافظ ، نا إسحاق بن إبراهيم مثله سواء. قال أبو نعيم: قلت لصالح بن أحمد بن حنبل: عندنا شيخ يروي حكاية عن أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل أنه قال: قد رجعت عما رواه إسحاق الكوسج عني، و ذكرت له هذه الحكاية فقال لي صالح: إني قلت لأبي بلغني أن إسحاق بن منصور يروي بخراسان المسائل التي سألك عنها، و يأخذ عليها الدراهم، فغضب أبي من ذلك و اغتمّ مما أعلمته فقال: يسألوني المسائل ثم يحدّثون بها و يأخذون (2) عليها؟ و أنكر إنكارا شديدا. قال صالح: فقلت له: إن أبا نعيم الفضل بن دكين كان يأخذ على الحديث فقال: لو علمت هذا ما رويت عنه شيئا. قال صالح: ثم إن إسحاق بن منصور قدم بعد ذلك بغداد فصار إلى أبي فأعلمته أنه على الباب، فأذن له و لم يتكلم معه بشيء من ذلك.

قال: و أنا محمد بن علي المقرئ أنا محمد بن عبد اللّه النيسابوري الحافظ قال:

سمعت أبا الوليد حسان بن محمد يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن إسحاق بن منصور بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن بعض تلك المسائل التي علقها عنه، قال: فجمع إسحاق بن منصور تلك المسائل في جراب و حملها على ظهره و خرج راحلا إلى بغداد، و هي على ظهره، و عرض خطوط أحمد عليه في كل مسألة استفتاه فيها، فأقرّ له بها ثانيا،

ص: 285


1- في تاريخ بغداد:«أمين» تحريف.
2- في تاريخ بغداد: تسألوني... تحدثون... تأخذون.

و أعجب بذلك أحمد من شأنه (1).

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد العزيز التّميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الحسن بن علي و فيها - يعني سنة إحدى و خمسين و مائتين - مات إسحاق بن منصور بن بهرام.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا ابن الفضل القطّان، أنا علي بن إبراهيم المستملي، نا أبو أحمد بن فارس، نا البخاري قال (3):مات إسحاق بن منصور الكوسج سنة إحدى و خمسين و مائتين.

أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا ابن يعقوب، أنا محمد بن نعيم، نا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكّي، نا الحسين بن محمد بن زياد القبّاني قال: مات إسحاق بن منصور بن بهرام أبو يعقوب الكوسج بنيسابور يوم الخميس، و دفن يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الأولى سنة إحدى و خمسين و مائتين.

676 - إسحاق بن موسى بن سعيد بن عبد اللّه بن أبي سلمة

أبو عيسى الرّمليّ ، نزيل بغداد (5)

سمع العباس بن الوليد بن مزيد (6)-ببيروت - و إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني - بقيسارية - و محمد بن عوف الطّائي - بحمص - و الحسن بن أحمد بن الطّيّب الصّنعاني، و أبا داود السّجستاني.

ص: 286


1- و انظر طبقات الحنابلة 114/1 و تذكرة الحفاظ 524/2.
2- تاريخ بغداد 364/6 و بغية الطلب 1517/3.
3- التاريخ الكبير 404/1/1 و تهذيب التهذيب عن البخاري 160/1.
4- تاريخ بغداد 364/6 و بغية الطلب 1517/3 و سير أعلام النبلاء 260/12.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 395/6.
6- بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 471/12.

روى عنه: أبو العباس عبد اللّه بن موسى الهاشمي، و أبو حفص بن شاهين، و يوسف بن عمر القوّاس، و القاضي أبو الفرج بن طرار النّهرواني، و الحسين بن أحمد بن دينار، و أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد البغدادي الطرازي.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو بكر محمد بن محمد الطّرازي، نا أبو عيسى إسحاق بن موسى بن سعيد الرّملي، نا محمد بن عوف الطائي، نا محمد بن إسماعيل بن عياش، نا أبي، نا هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه قال: جاء رجل بأبيه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلم يخاصمه فقال:«أنت و مالك لأبيك». [2207].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قال: سألت الدارقطني عن إسحاق بن موسى بن سعيد أبي عيسى الرّملي فقال: ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إسحاق بن موسى بن سعيد بن عبد اللّه بن أبي سلمة، أبو عيسى الرّملي.

سكن بغداد، و حدّث بها عن محمد بن عوف الحمصي، و عباس بن الوليد البيروتي، و الحسن بن أحمد بن الطّيّب الصّنعاني، و أبي داود السّجستاني، و كان عنده عن أبي داود كتاب السنن. روى عنه أبو العباس عبد اللّه بن موسى الهاشمي، و الحسين بن أحمد بن دينار، و أبو حفص بن شاهين، و يوسف بن عمر القوّاس، و المعافا بن زكريا الجريري. قال الخطيب: و حدّثني عبيد اللّه بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر ح.

قال: و أخبرنا السّمسار، أنا الصّفّار، نا ابن قانع: أن أبا عيسى الرّملي مات في سنة عشرين و ثلاثمائة - زاد ابن قانع - في جمادى الأولى.

ص: 287


1- تاريخ بغداد 395/6.
677 - إسحاق بن موسى بن عبد اللّه

ابن موسى بن يزيد بن زيد

أبو موسى الأنصاري الخطميّ (1) القاضي (2)

أصله من المدينة و سكن الكوفة، و قدم دمشق مع جعفر المتوكل سنة ثلاث و أربعين و مائتين.

و حدّث ببغداد و غيرها: عن سفيان بن عيينة، و أنس بن عياض، و أبي معن محمد بن معن بن محمد الغفاري، و عاصم بن عبد العزيز، و عبد السلام بن حرب، و المطّلب بن زياد، و عمر بن عبيد، و معن بن عيسى القزّاز.

روى عنه: مسلم في صحيحه، و أبو عيسى الترمذي في جامعه، و أبو عبد الرّحمن النسائي، و أبو عبد اللّه بن ماجة في سننهما، و أبو بكر بن خزيمة، و أبو علي الحسين بن محمد بن زياد القبّانيّ و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان الرّقّي، و عبد الصمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد الدّمشقي، و أبو علي صالح بن محمد جزرة الحافظ ، و ابنه موسى بن إسحاق القاضي، و أبو زرعة و أبو حاتم الرازيان.

و ولي القضاء بنيسابور. و قال يحيى بن يحيى: هو من أهل السّنّة (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو موسى الأنصاري حدّثني - و قال ابن المقرئ: نا - محمد بن معن، حدّثني أبي عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الطّاعم الشّاكر بمنزلة الصّائم الصّابر»[2208].

ص: 288


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بطن من الأنصار يقال له خطمة، بن جشم بن مالك بن الأوس بن حارثة. و هو لقب عبد اللّه، سمي خطمة لأنه خطم رجلا بسيفه على خطمه.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 355/6 و تهذيب التهذيب 161/1 و بغية الطلب 1518/3 و سير الأعلام 554/11 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بغية الطلب 1522/3.

رواه الترمذي، و ابن ماجة عن إسحاق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد الزّهري، نا أبو محمد عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا موسى بن إسحاق الأنصاري، نا ابن عيينة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر عن عمر أنه كان عليه نذر ليلة في الجاهلية فسأل النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأمره أن يعتكفها رواه النسائي و ابن ماجة عن إسحاق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)قال: قرأت على أبي بكر البرقاني، عن إبراهيم بن محمد المزكّي، أنا محمد بن إسحاق السّرّاج: حدّثني عيسى بن إسحاق بن موسى قال: قال أبي إسحاق بن موسى بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن يزيد بن زيد بن حصن بن عمرو بن الحارث بن خطمة، و اسم خطمة عبد اللّه بن جشم (2) بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ماء السماء، و إنما سمّي خطمة لأنه خطم رجلا بسيفه على خطمه فسمّي خطمة، و سمي النّجّار لأنه ضرب رجلا بسيفه على هامته فقدّه بالسيف، فلذلك سمّي النّجّار، و اسمه تيم اللّه.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري سمع معن بن عيسى و أبا ضمرة (3).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكّي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن قال: أبو موسى إسحاق بن موسى.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا البرقاني، أنا

ص: 289


1- تاريخ بغداد 355/6.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل «خثيم» و في م:«خيثم» تحريف.
3- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 178.
4- تاريخ بغداد 356/6.

علي بن عمر الدّارقطني، نا الحسن بن رشيق المصري، نا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، عن أبيه ح قال: ثم أخبرني محمد بن علي الصّوري، أنا الخصيب بن عبد اللّه قال: ناولني عبد الكريم و كتب لي بخطه. قال: سمعت أبي يقول:

إسحاق بن موسى بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن يزيد الأنصاري أصله كوفي و كان بالعسكر ثقة.

في نسخة الكتاب الذي أخبرناه أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):إسحاق بن موسى أبو موسى الأنصاري الخطمي. روى عن عاصم بن عبد العزيز، و أنس بن عياض، و عبد السلام بن حرب، و المطّلب بن زياد، و عمر بن عبيد، و معن بن عيسى. روى عنه أبي و أبو زرعة؛ سمعت أبي يطنب القول [فيه] (2) في صدقه و إتقانه.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه و أبو منصور المقرئ قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

إسحاق بن موسى بن عبد اللّه، أبو موسى الأنصاري الخطمي. مديني الأصل كوفي الدار. ورد بغداد و حدّث بها و بسرّمن رأى عن سفيان بن عيينة، و أبي ضمرة أنس بن عياض، و عبد السلام بن حرب الملائي، و عمر بن عبيد الطنافسي، و عبد الرحيم بن سليمان، و معن بن عيسى، و عنده عن معن عن مالك كتاب الموطّأ. روى عنه ابنه موسى، و إسحاق بن يعقوب العطّار، و محمد بن أحمد بن البراء، و موسى بن هارون، و الهيثم بن خلف الدّوري، و سعيد بن سعدان الكاتب، و كان ثقة.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، نا الحسين بن محمد بن زياد، نا محمد بن إسماعيل قال: مات أبو موسى الأنصاري الكوفي سنة أربع و أربعين و مائتين.

ص: 290


1- الجرح و التعديل 1/قسم 235/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
3- تاريخ بغداد 355/6.

و ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القوّاس الورّاق: أنه مات بجوسيّة (1) من حمص منصرفا من المتوكل (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمد بن المظفّر، نا عبد اللّه بن محمد البغوي قال: مات أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري بحمص سنة أربع و أربعين، و قد رأيته.

678 - إسحاق بن موسى بن عبد الرّحمن بن عبيد

أبو يعقوب اليحمدي الأسترآباذي، الفقيه الشافعي

يعرف بابن أبي عمران (4)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و بخراسان: قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، و بمصر: حرملة بن يحيى التّجيبي، و بحرّان:

مخلد بن مالك الحرّاني، و بالبصرة: محمد بن عثمان بن أبي صفوان، و بغيرها:

إسماعيل بن سعيد الشّالنجي (5)،و بمصر: حيّون بن المبارك البصري.

روى عنه أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عديّ ، و جعفر بن شهريل، و محمد بن أحمد بن الغطريف والد أبي أحمد الجرجانيون (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف - إجازة - قال: قال أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف، نا أبي، نا إسحاق بن أبي عمران الأسترآباذي، نا حيّون بن المبارك البصري - بمصر - نا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، نا أبي، عن جدي، عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«ليستتر أحدكم

ص: 291


1- جوسية: من قرى حمص من جهة دمشق، بين جبل لبنان و جبل سنير (معجم البلدان).
2- بغية الطلب 1522/3.
3- تاريخ بغداد 356/6.
4- تاريخ جرجان للسهمي ص 518 و بغية الطلب لابن العديم 1523/3.
5- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى بيع الأشياء من الشعر كالمخلاة و المقود و الجل، و ذكره السمعاني و ترجم له.
6- بغية الطلب 1523/3.

في الصّلاة بالخطّ بين يديه، و بالحجر، و بما وجد من شيء، مع أن المؤمن لا يقطع صلاته شيء (1)»[2209].

قال: و أنا حمزة - فما أجاز لنا - قال: إسحاق بن موسى بن عبد الرّحمن بن عبيد اليحمدي الأسترآباذي، كنيته أبو يعقوب، يعرف بابن أبي عمران الشافعي، كان من ثقاتهم و فقهائهم (2) يقال: إنه أوّل من حمل كتب الشافعي إلى أسترآباذ، روى عن قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، و هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و مخلد بن مالك الحرّاني، و حرملة بن يحيى، و محمد بن عثمان بن أبي صفوان، و إسماعيل بن سعيد الشّالنجي، و غيرهم، روى عنه أبو نعيم، و جعفر بن شهريل و أحمد بن محمّد بن [الغطريف] (3).

679 - إسحاق بن موسى بن عمران

أبو يعقوب بن أبي عمران

النّيسابوري ثم الأسفرايني الفقيه الشّافعيّ

رحل و سمع و صنّف، و سمع: هشام بن عمّار، و دحيما، و أحمد بن أبي الحواري، و محمد بن هاشم، و سليمان بن سلمة الخبائري (4) الحمصي، و قتيبة بن سعيد، و إبراهيم بن يوسف، و إسحاق بن راهويه، و علي بن حجر، و محمد بن مقاتل، و محمد بن حميد، و محمد بن عبيد الهمداني، و منصور بن أبي مزاحم، و أحمد بن عمران الأخنسي (5)،و محمد بن بكار بن الرّيّان، و القواريري، و عبد الأعلى النّرسي، و عبيد اللّه بن معاوية الجمحي، و بندارا، و أبا موسى، و القاسم و عثمان ابني أبي شيبة، و أبا كريب، و جبارة بن مغلّس (6)،و مشكدانه (7)،و إبراهيم بن محمد الشافعي،

ص: 292


1- تاريخ جرجان ص 518، و مختصر ابن منظور 315/4 و نقله السيوطي في الجامع الصغير 449/2.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن تاريخ جرجان و بغية الطلب.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن بغية الطلب 1524/3، و قد سقط الاسم بتمامه من تاريخ جرجان.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الخبائر، بطن من الكلاع.
5- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الأخنس بن شريق، و هو من ثقيف. و قيل اسمه محمد بن عمران و هو الأشهر (الأنساب).
6- ضبطت اللفظتان عن تقريب التهذيب.
7- مشكدانه اسمه عبد اللّه بن عمر بن محمد بن أبان ترجمته في سير الأعلام 155/11.

و إبراهيم الحزامي، و أبا مصعب، و يعقوب بن حميد، و محمد بن ميمون، و محمد بن زنبور، و عيسى بن حمّاد، و محمد بن رمح، و حرملة، و أبا الطاهر.

روى عنه: أبو عمرو أحمد (1) بن محمد الحيري، و المؤمّل بن الحسن بن عيسى، و أبو عوانة، و محمد بن عبدك بن مهدي الأسفراينيان، و أبو سعيد محمد بن هارون المسكي (2)،و أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، و أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب الشّيباني، و أبو منصور محمد بن القاسم العتكي، و محمد بن علي بن بكر النّيسابوريون، و أبو الطّيّب محمد بن عبد اللّه الشّعيري، و أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن بالويه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ حدّثني أبو الحسين محمد بن محمد بن يحيى الأسفرايني، نا محمد بن عبدك بن مهدي الأسفرايني، نا إسحاق بن أبي عمران الشافعي، نا أبو محمد المروزي ورّاق محمود بن غيلان، نا يحيى بن يحيى النّيسابوري، نا علي بن المديني، نا أحمد بن حنبل، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطّفيل عن معاذ بن جبل: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم خرج في غزوة تبوك، فكان يؤخر الظّهر حتى يدخل وقت العصر فيجمع بينهما.

و قد وقع لي هذا الحديث بعلوّ عن قتيبة أتمّ من هذا، و قد أخرجته في الموافقات.

قرأت على أبي القاسم الشّحامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: إسحاق بن أبي عمران الشافعي، أبو يعقوب النّيسابوري، و هو إسحاق بن موسى بن عمران الأسفرايني من رستاق أسفراين، و أحد أئمة الشافعيين و الرّحّالة في طلب الحديث، و إنما تفقّه عند أبي إبراهيم المزني، و سمع المبسوط من الربيع، و كتب الحديث بخراسان و العراقين و الحجاز و مصر و الشام و له مصنفات كثيرة. قال: و سمعت أبا علي محمد بن علي الواعظ يقول: سمعت محمد بن عبدك الأسفرايني يقول: توفي أبو يعقوب إسحاق بن عمران الشافعي بأسفراين في شهر رمضان من سنة أربع و ثمانين - يعني - و مائتين.

ص: 293


1- بالأصل:«أبو عمرو و أحمد» انظر الأنساب «الحيري» نسبة إلى حيرة نيسابور.
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى المسك و بيعه و التجارة فيه، ذكره السمعاني و ترجم له.

حرف النون و حرف الواو و حرف الهاء و حرف اللام ألف فارغة

حرف الياء في آباء من اسمه إسحاق

680 - إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه

أبو محمد التّيميّ المدني (1)

رأى السّائب بن يزيد صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و روى عن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و المسيّب بن دارم، و عميه موسى و عيسى ابني طلحة بن عبيد اللّه، و عمّته عائشة، و أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، و مجاهد بن جبر، و عبد اللّه بن كعب بن مالك السّلمي، و سعيد بن خالد.

روى عنه: عمر بن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و مروان الفزاري، و سليمان بن بلال، و عبد اللّه بن المبارك، و وكيع، و يزيد بن هارون، و عبد اللّه بن وهب، و أبو عوانة الوضّاح (2)،و أبو عامر العقدي (3)،و إسماعيل بن أبي أويس، و سعيد بن سليمان، و أبو داود الطّيالسي، و عاصم بن علي، و أميّة بن خالد، و فروة بن سليمان الجهضمي، و خالد بن نزار الأيلي، و شبابة بن سوّار، و محمد بن خالد بن عثمة، و محمد بن عمر الواقدي، و بشر بن عمر الوليد الكندي.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، و غزا القسطنطينية (4).

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب،

ص: 294


1- ترجم له في تهذيب التهذيب و بغية الطلب 1534/3 و الوافي بالوفيات 429/8 و في مختصر ابن منظور 316/4 «التميمي» بدل «التيمي».
2- الوضّاح بن عبد اللّه اليشكري الواسطي البزاز، أبو عوانة، مشهور بكنيته، ثقة (تقريب التهذيب).
3- اسمه عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي محدث البصرة، ترجمته في سير أعلام النبلاء 469/9.
4- بغية الطلب 1534/3-1535.

و أم البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جذا قالوا: أنا محمد بن علي بن علي بن الحسن، أنا علي بن عمر بن محمد الحربي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي الكبير، نا بشر بن الوليد الكندي، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن المسيّب بن رافع، عن الأسود بن يزيد قال: قدم علينا معاذ بن جبل حين بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقسم المال بين الأختين و الابنة شطرين.

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن الحسن النّهاوندي، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، نا محمد بن إسماعيل البخاري: حدّثني إبراهيم بن المنذر حدّثني معن، حدّثني إسحاق بن يحيى قال: أدربت مع مجاهد - يعني دخل الدّرب - عام غزوة مسلمة بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان حدّثني طلحة بن يحيى قال: عاددت عمر بن عبد العزيز ميلاده فوجدت سنّه قريبا من سنّي، و بلغني أن عمر ولد سنة إحدى و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا تمّام بن محمد و أبو محمد بن أبي نصر، و أبو بكر محمد بن عبد الرّحمن القطّان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن أبي العقب قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنا أبو زرعة قال: سمعت أبا نعيم يقول: كان إسحاق بن يحيى بن طلحة ممن وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرناه أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي، أنا الزّبير بن بكار قال: من ولد يحيى بن طلحة إسحاق بن يحيى، روى عنه الحديث، و أمه الخنساء بنت زبّار بن الأبرد الكلبي (1).

ص: 295


1- سقط الخبر من جمهرة نسب قريش. و في نسب قريش لمصعب الزبيري ص 287 و من ولد يحيى بن طلحة: إسحاق بن يحيى، روي عنه الحديث، و أمه أم ولد.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا ابن سعد قال: في الطبقة السادسة من أهل المدينة إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه التّيمي و يكنّى أبا محمد مات بالمدينة في خلافة المهدي (1).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه التّيمي، و أمه الخنساء بنت زبّار بن الأبرد بن مصاد بن عديّ بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم من كلب. و قد روى إسحاق بن يحيى، عن مجاهد، و المسيّب بن دارم و غيرهما. و كان أخوه طلحة بن يحيى أثبت في الحديث عندهم منه، و كان إسحاق بن يحيى يكنى أبا محمد، و مات بالمدينة في خلافة المهدي و هو يستضعف (2).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و حدثنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمد بن الحسين البزار قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني قال:

قرأت على أبي يعلى حمزة بن محمد بن علي قلت له: حدّثكم أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي ح.

و أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن أحمد الأصبهاني قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل قالا: أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (3):إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التّيمي يعدّ في أهل المدينة عن المسيّب بن رافع سمع منه - و قال الغازي: روى عنه - ابن المبارك و وكيع، يتكلمون في حفظه. زاد ابن

ص: 296


1- لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع و كتب في م بعدها: آخر السادس و التسعين.
2- لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع و كتب في م بعدها: آخر السادس و التسعين.
3- التاريخ الكبير 1/قسم 406/1.

سهل: قال إسحاق: حدثنا الهيثم بن جميل، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة أبو محمد - و زاد الغازي: يكتب حديثه.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (1):أبو محمد إسحاق بن يحيى بن طلحة عن المسيّب بن رافع، روى عنه ابن المبارك، و وكيع، و الهيثم بن جميل.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكّي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائي أخبرني أبي قال:

أبو محمد إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه ليس بثقة (2).

أخبرنا أبو الحسن الفقيه و أبو يعلى بن الحبري قالا: نا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال:

إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه مدني، متروك الحديث (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد الرّحمن بن محمد بن منصور، نا الأصمعي قال: اجتبى إسحاق بن يحيى بن طلحة عند المهدي، فقال له المهدي: أما أنت فأجيزها لك، و أما هؤلاء فلا و لا كرامة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (4)،نا ابن حمّاد حدّثني صالح بن أحمد، نا علي بن المديني قال: سألت يحيى بن سعيد عن إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: ذاك شبه لا شيء.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، عن حمد بن عبد اللّه الأصبهاني ح.

ص: 297


1- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 173.
2- تهذيب التهذيب 163/1.
3- تهذيب التهذيب 163/1.
4- الكامل لابن عدي 332/1.

قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي (1) حاتم: نا محمد بن إبراهيم، نا عمرو بن علي قال: سمعت وكيعا و أبا داود الطيالسي يحدّثان عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، و هو متروك الحديث، منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ قال (2):و قال عمرو بن علي: إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه متروك الحديث. منكر الحديث؛[قال:] و سمعت وكيعا و أبا داود يحدّثان عنه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر السّامي، أنا أبو الحسن العتيقي، نا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي، نا زكريا بن يحيى، نا محمد بن المثنّى قال: ما سمعت عبد الرّحمن يحدّث عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه شيئا قط .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (3)،نا ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال: إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف.

قال (4):و أنا ابن حماد ح.

و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، نا يوسف بن أحمد، نا محمد بن عمرو العقيلي، نا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول:

إسحاق بن يحيى - زاد ابن حماد: بن طلحة - و قالا: شيخ متروك الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (5)،نا ابن حمّاد، نا معاوية عن يحيى قال: إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف.

ص: 298


1- الجرح و التعديل 1/قسم 237/1.
2- الكامل لابن عدي 332/1.
3- الكامل لابن عدي 332/1.
4- الكامل لابن عدي 332/1.
5- الكامل لابن عدي 332/1.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب (1)-لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطّرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت: فإسحاق بن يحيى ما باله الذي يروي عنه ابن المبارك حديث أبي بكر؟ قال: ليس بشيء (2).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك بن علي، أنا علي بن محمد بن الحسين بن السّقّا و عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن بالوية قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمد الدّوري يقول: سمعت يحيى يقول: إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف (3).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عديّ (4)،نا ابن أبي بكر، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: إسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بشيء [لا يكتب حديثه] (5).

قال: و نا أبو أحمد (6)،أنا ابن أبي عصمة، نا أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بشيء.

قال: و نا أبو أحمد (7)،نا أحمد بن علي المدائني، نا الليث بن عبدة قال: سمعت ابن معين يقول: إسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بشيء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل المدينة: إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه ضعيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء

ص: 299


1- لم أقف لإسحاق على ترجمة في تاريخ بغداد.
2- بغية الطلب 1538/3.
3- تهذيب التهذيب 163/1.
4- الكامل لابن عدي 332/1.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن عدي.
6- الكامل لابن عدي 332/1.
7- الكامل لابن عدي 332/1.

محمد بن علي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن يحيى بن معين قال: إسحاق بن يحيى يضعّف.

و قال المفضل في موضع آخر: كان يحيى بن معين يضعّف إسحاق بن يحيى، و بلغني عن القطان أنه ذكره فقال: ذاك شبه لا شيء (1).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه قال: كتب إلينا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمد الجوهري، أنا محمد بن العباس بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

إسحاق بن يحيى ليس بشيء.

قال المبارك: و أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلال، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدّي قال:

إسحاق بن يحيى بن طلحة كان لا بأس به، و حديثه مضطرب جدا.

قال يحيى بن معين: إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف الحديث.

و قال علي بن المديني: نحن لا نروي عن إسحاق بن يحيى بن طلحة شيئا.

قال: و حدّثني عبد اللّه بن شعيب قال: قرأ عليّ يحيى بن معين: إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه ليس بشيء. يضعّف.

و قال مصعب الزّبيري: إسحاق بن يحيى بن طلحة أمّه أمّ ولد (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي و أبو البركات الأنماطي قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو نصر محمد بن الحسن قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال (3):إسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بالقويّ .

ص: 300


1- بغية الطلب 1539/3.
2- كتاب نسب قريش ص 287، و قد نبهنا إلى قوله تعليقا على قول الزبير بن بكّار أن أمه: أم الخنساء بنت زبار بن الأبرد، و قد ورد فيما تقدم عن ابن سعد أيضا أن اسمها أم الخنساء.
3- تاريخ الثقات ص 62.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه، أنا الحسن بن إدريس، نا محمد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي قال: إسحاق بن يحيى بن طلحة صالح (1).

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال قرأت بخط أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عمّار الأنصاري قال: سألت محمد بن إسماعيل البخاري فقال: إسحاق بن يحيى بن طلحة يهم في الشيء بعد الشيء إلاّ أنه صدوق (2).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - نا أحمد بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم حدّثني سعيد بن عمرو البردعي قال: قلت - يعني - لأبي زرعة الرازي: إسحاق بن يحيى بن طلحة ؟ قال: منكر الحديث جدا (3).

قال: و أنا أحمد بن القاسم - إجازة - نا أحمد بن طاهر حدثني سعيد، عن أبي زرعة في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدّثين فذكرهم و ذكر منهم: إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه (4).

في نسخة الكتاب الذي أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، عن حمد بن عبد اللّه ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا أبو طاهر الهمداني، أنا علي بن محمد قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):سمعت أبا زرعة يقول: إسحاق بن يحيى بن طلحة واهي الحديث.

قال (6):و سمعت أبي يقول: إسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف الحديث ليس بقوي، و لا بمكان (7) أن يعتبر حديثه، و أخوه طلحة بن يحيى أقوى حديثا منه،

ص: 301


1- بغية الطلب 1541/3 و ليس لإسحاق ترجمة في تاريخ بغداد.
2- تهذيب التهذيب 163/1 و بغية الطلب 1541/3.
3- بغية الطلب 1540/3.
4- بغية الطلب 1540/3.
5- الجرح و التعديل 1/قسم 237/1.
6- الجرح و التعديل 1/قسم 237/1.
7- كذا بالأصل و بغية الطلب نقلا عن ابن أبي حاتم، و عبارة الجرح و التعديل: و لا يمكننا أن نعتبر بحديثه.

و يتكلمون في حفظه و يكتب حديثه.

و ذكر أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم: ما تقول في إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التيمي فقال: ليس بقوي الحديث.

قرأت في كتاب الأخوة و الأخوات لأبي العباس محمد بن إسحاق السّرّاج: مات إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه سنة أربع و ستين و مائة (1).

681 - إسحاق بن يحيى بن معاذ بن مسلم الختّلي

681 - إسحاق بن يحيى بن معاذ بن مسلم الختّلي (2)

من ختلان بلد (3) عند سمرقند.

ولي دمشق من قبل المعتصم في خلافة المأمون، ثم وليها دفعة أخرى في خلافة الواثق بن المعتصم، و ولي مصر من قبل المنتصر بن المتوكل، في أيام المتوكل، و كان جدّ أبيه مسلم قد أقطعه معاوية بن أبي سفيان بدمشق، و كانت دار إسحاق بن يحيى خارج باب الفراديس.

حدّث عن المعتصم بن الرشيد بن محمد المهدي، و حكى عن المأمون، و علي بن صالح صاحب المصلّى.

روى عنه عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، و أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر - صاحب كتاب بغداد - و منصور بن النّضر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد - و نقلته أنا من خطه - حدّثني علي بن الحسن الحافظ ، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن طالب البغدادي، نا ابن خلاّد، نا أحمد بن محمد بن نصر الضّبعي (4) قال: دعانا إسحاق بن يحيى بن معاذ

ص: 302


1- تهذيب التهذيب 163/1.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 429/8 و بحاشيته انظر ثبتا بمصادر ترجمت له. و الختلي ضبطت عن الأنساب، و قد اختلفوا إلى أي شيء هذه النسبة انظر مختلف الأقوال في الأنساب.
3- ختلان بفتح أوله و تسكين ثانيه و آخره نون، بلاد مجتمعة وراء النهر قرب سمرقند (معجم البلدان).
4- ضبطت عن الأنساب. هذه النسبة إلى ضبيعة بن قيس بن ثعلبة... بن نزار بن معد بن عدنان نزل أكثرهم البصرة (الأنساب).

لنقيل عنده فحدّثنا قال: كنت عند المعتصم أعوده. فقلت يا أمير المؤمنين أنت في عافية ؟ قال: كيف تقول، و قد سمعت الرشيد يحدّث عن أبيه المهدي، عن أبي جعفر المنصور، عن أبيه عن جدّه، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من احتجم في يوم الخميس فمرض فيه مات فيه»[2210].

و قال غيره: فحمّ فيه و مات كذا قال، و قد سقط منه رجلان بين الضّبعي و إسحاق.

أخبرناه أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي في كتابه - و حدّثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن عنه، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التّنوخي، نا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيّوية الخزّاز (1)،نا أبو الحسين العباس بن العباس بن المغيرة الجوهري - إملاء - نا الضّبعي أحمد بن محمد، نا أحمد بن محمد بن الليث، نا منصور بن النضر قال: دعانا إسحاق بن محمد (2) بن معاذ فحدّثنا قال: كنت عند المعتصم أعوده فقلت: يا أمير المؤمنين أنت في عافية ؟ فقال: كيف تقول هذا و قد سمعت الرشيد يحدّث عن أبيه المهدي عن المنصور، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عباس قال: من احتجم يوم الخميس فمرض فيه مات، قال: فمات فيه. و قال غيره: فحمّ و مات فيه.

رواه غيره عن المعتصم، عن أخيه المأمون عن أبيه الرشيد. و الصواب إسحاق بن يحيى بن معاذ و اللّه أعلم.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدّثني أبو الفضل أحمد بن عبيد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي الدّمشقي حدّثني أبي أنه أصاب في كتاب أبيه كتابا من أبي إسحاق المعتصم إليه و إلى إسحاق بن يحيى بن معاذ:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم من أبي إسحاق بن أمير المؤمنين الرشيد إلى محمد بن يحيى بن حمزة سلام عليك.

ص: 303


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 409/16(296).
2- كذا بالأصل، و هو صاحب الترجمة، و الصواب: يحيى، و سينبه المؤلف إليه في نهاية الخبر.

فإني أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، و أسأله أن يصلّي على محمد عبده و رسوله، أما بعد.

فإني كتبت إلى إسحاق بن يحيى فيما كتب إليّ به أمير المؤمنين أعزه اللّه - يعني المأمون - من امتحان القضاة في عملي عما يقولون في القرآن، فإن قالوا إنه مخلوق أقررتهم على أعمالهم، و تقدمت إليهم في امتحان الشهود عن ذلك فمن أقرّ منهم سمعت شهادته و من لم يقله لم نسمع منه، و إن لم يقل أحد من القضاة ذلك أن أتقدم إليه في اعتزال القضاء فأكتب إليه باسمه و ما أمرته في ذلك كتابا و قد نسخته لك في آخر كتابي هذا فتعمل على حسبه، و تنتهي إلى ما حدّ أمير المؤمنين أطال اللّه بقاه منه، فاعلم ذلك و اعمل به إن شاء اللّه، و السلام عليك و رحمة اللّه.

و كتب الفضل بن مروان يوم الثلاثاء لست ليال بقين من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة و مائتين.

و قرأت بخطه أيضا قال أحمد بن الحبر الورّاق قيل لإسحاق بن يحيى بن معاذ:

لم سكنت دمشق و فلحت أرضها، و أكثرت فيها من الغروس من أصناف الفاكهة، و أجريت المياه إلى الضياع و غيرها؟ فقال: لا يطيق نزولها إلاّ الملوك؛ قيل له: و كيف ذلك ؟ قال: ما ظنّك ببلدة يأكل فيها الأطفال ما يأكل في غيرها الكبار.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجنديّ (1)،أنا أبو العباس جمح بن القاسم بن عبد الوهاب المؤذن (2)،نا عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج (3)،نا خالي إبراهيم بن أيوب قال: سمعت أبا مسهر يقول: دخلت على إسحاق بن يحيى - أميرا كان على دمشق - فقلت له: أصلح اللّه الأمير أبسط يدك أودّعك فقال: و إلى أين يا أبا مسهر؟ قال:

قلت الغزو، قال: و لك على الغزو قوة ؟ قال: قلت: نعم، قال: و أين غزوك هذا يا أبا مسهر؟ قال: قلت له بيروت، فقال لي: و بيروت عندك من الغزو؟ فقلت: نعم.

بلغنى أن إسحاق بن يحيى مات بمصر بعد أن عزل عنها مستهل ربيع الآخر سنة

ص: 304


1- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى الجند، و هي العسكر.
2- ترجمته في سير الأعلام 77/16(58).
3- ترجمته في سير الأعلام 505/13(249).

سبع و ثلاثين و مائتين (1) و قيل مات في آخر سنة خمس و ثلاثين و مائتين فقال فيه الشاعر (2)(3):

سقى اللّه ما بين المقطّم و الصّفا *** صفا النّيل صوب المزن حيث يصوب

و ما بي أن أسقي البلاد و إنّما *** أحاول أن يسقى هناك حبيب

فإن يك يا إسحاق غبت فلم تأب *** إلينا و سفر الموت ليس يئوب

فلا يبعدنك اللّه ساكن حفرة *** بمصر عليها جندل و جبوب

682 - إسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن عيسى بن عبيد اللّه

أبو يعقوب الورّاق المستملي الكفرسوسي (4)

حدّث عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يحيى المصري، و أبي بكر محمد بن أبي عتاب البصري (5)،و أبي سعيد القاسم بن صفوان بن عوانة البردعي، و محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، و أبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم، و جعفر بن محمد بن علي المصري.

روى عنه: أبو الحسين الرازي و أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري (6)،و محمد بن إسحاق بن محمد الحلبي، و أبو جعفر أحمد بن إسحاق أخوه.

حدّثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن بن أبي القاسم البستي، أنا الفقيه أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي - قراءة عليه - أنا أبو عبد

ص: 305


1- كذا بالأصل و ولاة مصر للكندي ص 224 قال: فوليها إسحاق بن يحيى إلى ذي القعدة سنة 236. و بهامشه عن النجوم الزاهرة: فكانت ولاية إسحاق على مصر سنة واحدة تنقص أحد عشر يوما.
2- في النجوم الزاهرة: بعض شعراء البصرة.
3- الأبيات في ولاة مصر للكندي ص 224 و النجوم الزاهرة حوادث سنة 237 و الأول و الثاني في الوافي بالوفيات 430/8.
4- ضبطت عن اللباب، و هذه النسبة إلى كفرسوسية، و هي من قرى دمشق (معجم البلدان) و في اللباب: قرية بغوطة دمشق. ترجم له ياقوت.
5- في معجم البلدان: النصري.
6- ضبطت عن معجم البلدان و الأنساب، و هذه النسبة إلى آبر و هي قرية من قرى سجستان.

الرّحمن محمد بن الحسين بن موسى السّلمي، أنا جعفر بن محمد بن الحارث المراغي (1)،نا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب الدّمشقي، نا أحمد بن أنس بن مالك الدّمشقي، نا إسحاق بن سعيد بن الأركون، عن أبي مسلم سلمة بن العيّار، عن عبد اللّه بن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«قريش خالصة اللّه، فمن نصب لها حربا، أو فمن حاربها سلب، و من أرادها بسوء خزي في الدنيا و الآخرة»[2211].

و بإسناده عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من يرد هوان قريش أهانه اللّه عزّ و جلّ »[2212].

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمّام بن محمد - إجازة- (2) حدّثني أبي أبو الحسين حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب بن إسحاق (3) بن عيسى بن عبيد اللّه المستملي - بدمشق، من قرية يقال لها كفرسوسيّة - حدّثني أبو الحسين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يحيى القرشي الفهري المصري - بمصر - نا أبو محمد الربيع بن سليمان بن كامل المرادي، حدّثني محمد بن إدريس الشافعي قال (4):دخلت (5) اليمن و ذهبت إلى صنعاء لأسمع من عبد الرّزّاق، فمررت بباب دار و عليه شيخ كبير، بين يديه هاون يدقّ فيه خبزا يابسا، فقلت: ما هذا؟ قال:

فتوّة لزوجتي، فقلت: إن حقّها لواجب عليك ؟ فقال لي: إي و أبيك، أقم لترى ذلك عيانا، فأقمت، فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة مشايخ بيض الرءوس و اللّحى كأن صورتهم صورة واحدة، و كأنّما مسح على رءوسهم بكفّ واحدة، فأكبّوا على الشيخ فقبّلوا رأسه، و سلّموا عليه، و أقاموا هنيئة فقال لهم: ادخلوا إلى أمّكم فسلّموا عليها، فدخلوا إلى الدار. فقلت له: يا شيخ أ هؤلاء ولدك منها؟ فقال: نعم، فقلت: بارك اللّه لك فلقد رأيت قرّة عين! ثم هممت بالنهوض فقال لي: أقم لترى ما هو أعجب من ذلك؛ فأقمت، فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة كهول نصف كأن صورتهم صورة واحدة، و كأنما مسح على رءوسهم بكفّ واحدة، فسلّموا على الشيخ و أكبّوا عليه فقبّلوا

ص: 306


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بلد مراغة، بلد من بلاد أذربيجان.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبه كلمة صح.
4- الخبر في «المحمدون من الشعراء» للقفطي ص 197-198 ط دمشق.
5- القفطي: رحلت إلى اليمن.

رأسه و قاموا هنيئة فقال لهم: ادخلوا على أمكم فسلموا عليها فدخلوا إلى الدار قال:

فقلت يا شيخ و هؤلاء ولدك منها؟ فقال لي: نعم، فقلت: بارك اللّه لك فلقد رأيت قرّة عين؛ ثم هممت بالنهوض، فقال لي: اثبت لترى ما هو أعجب من ذلك؛ فأقمنا فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة رجال سود الرءوس و اللّحى كأن صورتهم صورة واحدة و كأنما مسح على رءوسهم بكفّ واحدة فأكبوا على الشيخ فقبلوا رأسه و وقفوا هنيئة، فقال لهم: ادخلوا على أمكم فسلموا عليها، فدخلوا إلى الدار، قال: فقلت، يا شيخ و هؤلاء ولدك منها؟ فقال لي: نعم، فقلت: بارك اللّه لك، فلقد رأيت قرة عين. ثم هممت بالنهوض، فقال لي: أثبت لترى ما هو أعجب من ذلك. فأقمت فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة غلمان مرد خضر الشوارب كأن صورتهم صورة واحدة، و كأنما مسح على رءوسهم بكفّ واحدة فأكبّوا على الشيخ فقبّلوا رأسه و سلموا عليه و أقاموا هنيئة فقال لهم: ادخلوا إلى أمكم فسلموا عليها، فدخلوا إلى الدار فقلت له: يا شيخ و هؤلاء ولدك منها؟ فقال لي: نعم، فقلت له: بارك اللّه فيك فلقد رأيت قرة عين؛ ثم هممت بالنهوض، فقال لي: اثبت لترى ما هو أعجب من ذلك، فأقمت، فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة صبيان على ثيابهم المداد (1) كأنما مسح على رءوسهم بكفّ واحدة و كأنما صورتهم صورة واحدة، فسلّموا على الشيخ و أكبّوا عليه فقبّلوا رأسه و أقاموا هنيئة فقال لهم: ادخلوا إلى أمكم فسلّموا عليها فدخلوا الدار فقلت له: يا شيخ هؤلاء ولدك منها؟ فقال لي: نعم، فقلت له: بارك اللّه لك فلقد رأيت قرة عين، ثم نهضت فقال لي: يا فتى هؤلاء الخمسة و العشرون (2) ذكرا ولدي منها في خمسة أبطن.

قال [الربيع بن] (3) سليمان و لو جاء بهذا غير الشافعي ما قبلناه منه و إنّ هذا لعجب.

683 - إسحاق بن يعقوب بن أبي أيوب بن زياد

أبو يعقوب الدّاراني الورّاق

حدّث عن إبراهيم بن دحيم، و أبي الحسن عبد اللّه بن محمد السّمّري (4)،و أبي

ص: 307


1- القفطي: أثر المداد.
2- بالأصل و م «و عشرين» و المثبت عن م و انظر القفطي و مختصر ابن منظور 319/4.
3- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل و المثبت عن م و انظر القفطي و المختصر.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سمر بلد من أعمال كسكر و هو بلد بين واسط و البصرة.

موسى عيسى بن مروان شاه الأذري.

روى عنه: الحاكم أبو أحمد، و أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الصّيقلي، و أبو بكر محمد بن سليمان الرّبعي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب الورّاق - بدمشق - نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا أبو عبد اللّه محمد بن الخليل الخشني البلاطي (1)،نا إسماعيل بن عياش حدّثني داود بن عيسى النّخعي، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي الزّبير، عن جابر قال:

ما كان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ينام حتى يقرأ الم تَنْزِيلُ السجدة (2)،و تَبٰارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ (3).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، نا أبو اليسر المؤمّل بن الحسن بن أحمد بن أبي سلامة الطائي - بلفظه - أنا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني - بصور - نا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الصّيقلي - املاء - نا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب بن أيوب بن زياد الدّاراني - بداريّا - نا عبد اللّه بن محمد أبو الحسين السّمّري، نا إسحاق، نا عبد القدّوس الكلاعي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يا إخواني تناصحوا في العلم، و لا يكتمنّ بعضكم بعضا، فإن خيانة الرّجل في علمه أشدّ من خيانته في ماله، فإنّ اللّه تعالى سائلكم عنه»[2213].

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، نا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات، أنا أبو حفص عمر بن الحسن بن نصر القاضي الحلبي - قراءة عليه - نا عامر بن سيّار، نا عبد القدوس بن حبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«يا معشر إخواني تناصحوا في العلم، و لا يكتم بعضكم بعضا، فإن خيانة الرّجل في علمه أشدّ من خيانته في ماله»[2214].

ص: 308


1- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى البلاط و هي قرية من غوطة دمشق.
2- سورة السجدة، الآيتان:1 و 2.
3- سورة الملك، الآية الأولى.

من لم ينسب ممن اسمه إسحاق

684 - إسحاق أبو النضر الكوفي الصّيرفي

684 - إسحاق أبو النضر الكوفي الصّيرفي (1)

وفد على عمر بن عبد العزيز و حكى عنه.

روى عنه: أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن محمد الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، نا يزيد بن سنان، نا أبو عاصم، نا إسحاق أبو النضر الفلاس قال: وجد معي زمن الحجّاج فلسا نبهرجا (2) فرفعت إلى ابن أبي مسلم فحبسني و ضربني و عذّبني، فتكلم فيّ الحواري بن زياد، فأخذوا مني ألف درهم و خلّوني، فلما قام عمر بن عبد العزيز ركبت إليه فقال: في فلس ؟ قلت: نعم، فكتب إلى عبد الحميد: إن كان ما قال حقا فاعطها إياه، قال: فجئت إلى عبد الحميد فأعطاني و أعطاني نفقة الطريق، و كنت ذا عيلة (3).

إسحاق هذا هو ابن قيس و قد تقدم ذكره.

685 - إسحاق الخياط

إن لم يكن إسحاق بن عبد المؤمن فهو آخر

حكى عن أبي سليمان الدّاراني (4).

ص: 309


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
2- بالأصل و م «فلس بنهرج» أي فلسا زائفا.
3- تقدم الخبر في ترجمة إسحاق بن قيس مولى الحواري بن زياد العتكي بأوسع من هذا.
4- اسمه عبد الرحمن بن أحمد و قيل في اسمه غير ذلك، انظر ترجمته في سير الأعلام 182/10 و فيها روى عنه: و إسحاق بن عبد المؤمن.

روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا علي بن محمد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبّار بن محمد بن مهنى الخولاني، نا جعفر بن محمد بن هشام، نا سليمان بن أيوب بن حذلم، نا أحمد بن أبي الحواري، نا إسحاق الخيّاط قال (1):سمعت أبا سليمان الدّاراني يقول: لأن تذهب الشّهوة من قلبي أحبّ إليّ من أن يقال لي: ادخل الجنّة.

ص: 310


1- تاريخ داريا ص 108.

ذكر من اسمه أسد

686 - أسد بن سليمان بن حبيب بن محمد

أبو محمد الطّبراني، يعرف بابن الحافي

سمع أبا الطّيّب بن عادل الدّمشقي، و محمد بن الحسين بن زيد، و أحمد بن عيسى المقرئ التّنّيسي، و سعيد بن هاشم بن مرثد (1) الطّبراني، و أحمد بن محمد بن الحسين الصّابوني، و العباس بن الحارث بن الصّبّاح، و إبراهيم بن ميمون بن إبراهيم الصّوّاف، و علي بن إسحاق بن رداء الطّبراني، و العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة، و زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي، و محمد بن جعفر بن أيوب الخشّاب، و الحسين بن السّري بن يحيى المستملي، الرّمليين، و إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني.

روى عنه تمام بن محمد، و أبو أحمد عبد اللّه بن بكر بن محمد الطّبراني، و أبو أسامة محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم المقرئ.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمد الحافظ ، نا أبو الحسن أسد بن سليمان بن حبيب بن محمد الطّبراني - بطبرية - نا محمد بن الحسن بن نصر البغدادي - بالرملة - نا علي بن الحسين بن أشكاب، نا إسحاق بن يوسف الأزرق قال: أردت الخروج إلى الكوفة فقالت لي أمي:

بحقي عليك يا إسحاق (2) إذا دخلت الكوفة فلا تصر إلى الأعمش، فقد بلغني أنه

ص: 311


1- بالأصل و م «مزيد» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل و م:«يا أبا إسحاق» و المثبت عن مختصر ابن منظور 320/4.

يستخفّ بأصحاب الحديث، فلما دخلت الكوفة هممت بالذهاب إلى الأعمش ثم ذكرت وصية أمي، فتخلّفت فلما رأيت أصحاب الحديث، حملني حب العلم على أن صرت إليه، فقال لي: من أين أنت ؟ فقلت: من واسط ، قال: و ما اسمك ؟ قلت: إسحاق بن يوسف الأزرق فقال: أ ليس قد قالت لك أمك إذا دخلت الكوفة فلا تصر إلى الأعمش فإنه يستخف بأصحاب الحديث ؟ و قد بلغني ذلك، قال: فقلت: ليس كل ما يبلغ الناس حقّ ، قال: أما الآن فخذ.

حدثنا عبد اللّه بن أبي أوفى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم «الخوارج كلاب النّار»[2215].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمام بن محمد، أخبرني أبو الحسن أسد بن سليمان بن حبيب بن محمد الطّبراني - بطبرية، يعرف بابن الحافي - في جمادى الآخرة سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة حدّثني ابن عبادل - بدمشق - نا يوسف بن هاشم: بحديث ذكره.

687 - أسد بن العباس بن القاسم

أبو اللّيث الرّملي

حدّث عن: أبي هاشم عبد اللّه بن محمد.

روى عنه: أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني.

و أظنه أسد بن القاسم بن عباس و سيأتي ذكره.

688 - أسد بن عبد اللّه بن يزيد

ابن أسد بن كرز بن عامر بن عبقريّ ،

أبو عبد اللّه - و يقال: أبو المنذر - البجليّ القسري (1)

أخو خالد بن عبد اللّه، من أهل دمشق. و قسر: فخذ من بجيلة، ولاه أخوه خالد بن عبد اللّه خراسان، و كان جوادا ممدحا و شجاعا مقداما.

ص: 312


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 166/1 و ميزان الاعتدال 206/1 و الكاشف للذهبي 67/1.

حدّث عن أبيه، و أبي يحيى (1) بن عفيف، و الحجّاج بن يوسف الثّقفي.

روى عنه: سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي، و سعيد بن خثيم (2) الهلالي، و سلمويه (3) بن صالح المروزي.

و دار أسد بن عبد اللّه بدمشق عند سوق الزقاقين بناحية دار البطّيخ.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - فيما أظن - أنا موسى بن عمران الصّوفي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه ح.

و أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه أخبرني منصور بن عبد اللّه بن خالد بن أحمد الذهلي، حدّثني عمّي القاسم بن خالد بن أحمد، نا عبد اللّه بن مصعب بن بشر بن فضالة حدّثني عبد اللّه بن راشد عن أبيه قال: سمعت سلم بن قتيبة بن مسلم يقول: خطبنا أسد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد على منبر مرو و هو على راية خراسان فقال في خطبته: حدّثني أبي، عن جدي أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«لا يؤمن أحد حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، و المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده، و لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره ستره»[2216].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا سعيد بن خثيم الهلالي، عن أسد بن عبد اللّه البجلي، عن أبي يحيى بن عفيف الكندي عن جدّه (4) عفيف قال:

جئت في الجاهلية إلى مكة و أنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها و عطرها، فأتيت العباس و كان رجلا تاجرا، فإني عنده جالس انظر إلى الكعبة و قد حلّقت الشّمس فارتفعت في السماء فذهبت، إذ أقبل شابّ فنظر إلى السماء ثم قام مستقبل الكعبة فلم ألبث إلاّ يسيرا حتى جاء غلام فقام عن يمينه، ثم لم ألبث يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشّاب فركع الغلام و المرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام و المرأة فسجد الشاب فسجد

ص: 313


1- في تهذيب التهذيب:«عن يحيى بن عفيف الكندي» و في الميزان: عن ولد يحيى بن عفيف.
2- بالأصل «خيثم» و المثبت و الضبط «بمعجمة و مثلثة مصغرا» عن تقريب التهذيب.
3- هو سليمان بن صالح الليثي، أبو صالح المروزي، لقبه سلمويه، تقريب التهذيب.
4- في الكامل لابن عدي 399/1 عن يحيى بن عفيف عن أبيه عفيف.

الغلام و المرأة فقلت: يا عباس، أمر عظيم، فقال: أمر عظيم أ تدري من هذا الشاب ؟ هذا محمد بن عبد اللّه ابن أخي، تدري من هذا الغلام ؟ هذا علي ابن أخي ؟ تدري من هذه المرأة ؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته؛ إن ابن أخي هذا حدّثني أنّ ربّه ربّ السموات و الأرض أمره بهذا الدين، و لا و اللّه ما على ظهر الأرض أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.

تابعه أبو غسان مالك بن إسماعيل النّهدي عن سعيد.

و رواه أبو أحمد بن عديّ (1)،عن علي بن سعيد بن بشير، عن الحسن بن يزيد العرني (2)،و أحمد بن رشد، عن سعيد بن خثيم (3) بإسناده و معناه.

و قال ابن عدي: و أسد بن عبد اللّه هذا معروف بهذا الحديث، و ما أظن أن له غير هذا إلاّ الشيء اليسير، له أخبار تروى عنه، فأما المسند عنه من أخباره فهذا الذي ذكرته يعرف به.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون: و أبو الحسين بن الطّيوري و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (4):أسد بن عبد اللّه البجلي و أثنى عليه سعيد بن خثيم خيرا، سمع ابن يحيى بن عفيف عن جدّه، أخو خالد القسري [الكوفي] (5)،لم يتابع ابن عفيف في حديثه، و يقال: كان أسد على خراسان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (6) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: أسد بن عبد اللّه البجلي أخو خالد بن عبد اللّه القسري كان على خراسان سمع من يحيى بن عفيف، عن جدّه، كوفي، لم يتابعه في حديثه.

ص: 314


1- الكامل لابن عدي 399/1.
2- بالأصل «العزي» و المثبت عن ابن عدي.
3- بالأصل «حشيم» و المثبت عن ابن عدي.
4- التاريخ الكبير 1/قسم 50/2.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن البخاري.
6- الكامل لابن عدي 399/1.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا محمد بن عمرو بن موسى قال في تسمية ضعفاء المحدثين: أسد بن عبد اللّه البجلي، كوفي. قوله: كوفي وهم، هو دمشقي سكن الكوفة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال (1):ولّى خالد بن عبد اللّه أخاه أسد بن عبد اللّه خراسان فيها - يعني سنة ثمان و مائة - غزا أسد بن عبد اللّه غور (2) فلقوه في جمع كثير فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم هزم اللّه العدو. ثم عزله هشام سنة ثمان و مائة و ولّى أشرس بن عبد اللّه السّلمي، ثم عزله سنة ثلاث عشرة و مائة و ولّى الجنيد بن عبد الرّحمن من (3) مرّة غطفان، ثم عزله سنة خمس (4) عشرة و مائة، و ولّى عاصم بن عبد اللّه بن يزيد الهلالي ثم جمعت لخالد بن عبد اللّه الثانية فولى أخاه أسد بن عبد اللّه فمات أسد سنة عشرين [و مائة] (5) قبل عزل خالد بقليل (6)و استخلف جعفر بن حنظلة البهراني ثم ولى هشام نصر بن سيار الليثي حتى مات هشام.

و أسد بن كرز جد أبي أسد هو الذي قال فيه قيس بن الحدادية حين نزل عليه هو و ناس من أهل بيته هربا من دم أصابوه فأواهم و أحسن إلى قيس و تحمل عنهم ما أصابوا في خزاعة و في بني فراس (7):

لا تعذليني سليمى اليوم و انتظري *** أن يجمع اللّه شعبا (8) طال ما افترقا

إن شتّت الدهر شملا بين جيرتكم *** فطال في نعمة يا سلم ما اتّفقا

و قد حللنا بقسريّ أخي ثقة *** كالبدر يجلو دجى الظّلماء و الأفقا

ص: 315


1- تاريخ خليفة ص 338 (حوادث سنة 108) و 358 في تسمية عمال هشام بن عبد الملك.
2- غور: ولاية بين هراة و غزنة (معجم البلدان).
3- عن تاريخ خليفة ص 358 و بالأصل «بن».
4- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح، و عن تاريخ خليفة.
5- الزيادة عن تاريخ خليفة.
6- عن تاريخ خليفة و بالأصل «قليلا».
7- و هم بنو فراس بن غنم، الخبر و الأبيات في الأغاني 151/14 في أخبار قيس بن الحدادية و نسبه.
8- الأغاني: شملا.

كم من ثأى (1) و عظيم قد تداركه *** و قد تفاقم منه الأمر و انخرقا

لا يجبر النّاس شيئا هاضه أسد *** يوما و لا يرتقون الدهر ما فتقا

فيما ذكر أبو عمرو الشيباني من رواية الكوفيين: قال أبو عمرو و غيرهم يزعم أنها مصنوعة، صنعها حمّاد الرواية لخالد القسري في أيام ولايته، و أنشده إياها فوصله و التوليد فيها بيّن جدا.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الحسن بن الدّجاجي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد العدل، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثني أبو الفضل العباس بن الفضل الرّبعي، عن أبيه، عن السّري بن سالم مولى بني أمية قال: قعد أسد بن عبد اللّه يوما على سرير و رجل من جرم إلى جانبه فأقبل عبد المؤمن أبو الهندي التميمي بفرس له فعرضها على أسد فقال الجرمي: من أين الهندي ؟ و ساومه أسد بالفرس و اشتراه منه، ثم قال أبو الهندي: أيها الأمير، ما تعدون الكبائر؟ قال أسد: أربع؛ الإشراك باللّه، و الأمن من مكر اللّه، و القنوط من رحمة اللّه، و اليأس من روح اللّه.

قال أبو الهندي: بلغني أنها خمس قال: و ما هنّ ؟ قال: تجافيف على جمل، و سراج في شمس، و لبن في باطية، و خمر في علبة، و جرميّ على سرير الأمير.

فضحك أسد، و قال: قد كنت عن هذا غنيا.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة و أبو المعالي الحسين بن حمزة السلميون قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي قال: و سمعت محمد بن يزيد المبرّد يقول: سأل رجل أسد بن عبد اللّه فاعتلّ عليه فقال له السائل: و اللّه لقد سألتك من غير حاجة، قال: فما الذي حملك على هذا؟ قال: رأيتك تحبّ من لك عنده حسن بلاء فأردت أن أتعلق منك بحبل مودة، فوصله و أكرمه (2).

ص: 316


1- الأغاني: ثناء.
2- الخبر ليس في الكامل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا محمد بن موسى، نا أبو زيد قال: سأل رجل أسد بن عبد اللّه فاعتلّ عليه، فقال له الرجل: إني سألت الأمير عن غير حاجة قال: ما حملك على هذا؟ قال: رأيتك تحب من لك عنده حسن بلاء فأحببت أن أتعلق منك بحبل مودة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال (1):و فيها يعني سنة سبع عشرة و مائة جاشت الترك بخراسان و معهم الحارث بن شريح فانتهى خاقان و معه الحارث إلى الجوزجان (2) و أغارت الترك حتى أتوا مرو الرّوذ فحدّثني من سمع أبا الذّيال يقول: فسار أسد بن عبد اللّه فلقيهم فهزمهم اللّه و قتلهم المسلمون قتلا ذريعا.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد بن محمد عبيد القرشي.

حدثني محمد بن أبي رجاء مولى بني هاشم قال: قال دهقان لأسد بن عبد اللّه و هو على خراسان و مرّ به و هو يدهق في حبسه إن كنت تعطي من ترحم فارحم من تظلم، إن السموات تنفرج لدعوة المظلوم، فاحذر من ليس له ناصر إلاّ اللّه عز و جل، و لا جنة إلاّ الثقة بنزول التغيير، و لا سلاح إلاّ الابتهال إلى من لا يعجزه شيء، و يا أسد إن البغي يصرع أهله، و البغي مصرعه وخيم فلا تغترّ بابطاء الغياث من ناصر متى شاء أن يغيث أغاث، و قد أملى لقوم لكي يزدادوا (3) إثما، و جميع أهل السعادة إمّا تارك سالم من الذنب و إما تارك للإصرار، و من رغب عن التمادي فقد نال إحدى الغنيمتين، و من خرج من السعادة فلا غاية له إلاّ الشّقوة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطّار قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد السّكري، نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي قال: غزي أسد بن عبد اللّه القسري فكان فيمن غزاه دهقان فقال: إن قدرت

ص: 317


1- تاريخ خليفة ص 347.
2- كورة واسعة من كور بلخ بخراسان، و هي بين مرو الروذ و بلخ (معجم البلدان).
3- إشارة إلى قوله تعالى: إِنَّمٰا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدٰادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذٰابٌ مُهِينٌ آل عمران، الآية:178.

أن تعجل ما أخّرته العجزة، و تريح نفسك و ترضي ربّك فافعل.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا عسل بن ذكوان، نا المازني، عن أبي عبيدة قال: تغدى أسد بن عبد اللّه بخراسان فأتاه طبّاخه بشواء قد يبس، فقال للطبّاخ: ما هذا الشواء؟ قال: أصلحك اللّه إذا كان الشواء فيه يبس كان أطيب له قال: و لكن يبسه ينفعك في جوذابه، فبلغ ذلك خالد بن عبد اللّه، فكتب إليه خالد بن عبد اللّه: ما كنت أحبّ لك هذه الفطنة البخيلة في قولك ما قلت لطبّاخك، فاقسم المال قبلك على جلسائك، و مرهم بالكتمان عليك (1).

قرأت على أبي الوفا حفاظ بن الحسن الغسّاني، عن عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير الطبري قال (2):و فيها - يعني سنة عشرين و مائة - كانت وفاة أسد بن عبد اللّه في قول المدائني، و كان سبب ذلك: أنه كانت به - فيما ذكر - دبيلة (3) في جوفه، فحضر المهرجان (4) و هو ببلخ، فقدم عليه الأمراء [و] (5) الدهاقين بالهدايا، فكان فيمن قدم عليه إبراهيم بن عبد الرّحمن الحنفيّ عامله على هراة خراسان [و] (6) دهقان هراة، فقدما بهدية فقوّمت (7) الهدية ألف ألف فكان فيما قدما (8) به قصران: من ذهب، و قصر من فضة، و أباريق من ذهب و فضة و صحاف من ذهب و فضة.

فأقبلا و أسد جالس على سرير، و أشراف خراسان على الكراسي، فوضعا القصرين، ثم وضعا خلفهما الأباريق و الصحاف و الديباج المرويّ (9) و القوهيّ و الهرويّ و غير ذلك

ص: 318


1- لم أجده في المطبوع من الجليس الصالح.
2- تاريخ الطبري 139/7.
3- أي دمل كبير يظهر في الجوف.
4- يريد يوم احتفال الاعتدال الخريفي، كلمة فارسية مركبة من كلمتين: مهر و من معانيها الشمس، و جان: و من معانيها حياة أو روح (المعجم الوسيط ).
5- ما بين معكوفتين زيادة عن الطبري.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن الطبري.
7- بالأصل و م «فقدمت» و المثبت عن الطبري، و فيه: قوّمت.
8- بالأصل و م:«فقدم به» و المثبت عن الطبري.
9- بالأصل و م «و المروي».

حتى امتلأ السماط ، و كان فيما جاء به الدهقان أسدا كرة من ذهب، ثم قام الدهقان خطيبا فقال: أصلح اللّه الأمير، إنّا معشر العجم، أكلنا الدنيا أربعمائة سنة، أكلناها بالحلم و العقل و الوقار، ليس فينا كتاب ناطق، و لا نبيّ مرسل، فكانت الرجال عندنا ثلاثة:

رجل ميمون النقيبة أينما توجه فتح اللّه عليه، و الذي يليه رجل تمت مروّته في بيته فإن كان كذلك رجي و عظّم، و قوّد، و رجل رحب صدره، و بسط يده فرجي، فإذا كان كذلك قوّد و قدّم، و إنّ اللّه جعل صفات هؤلاء الرجال الثلاثة فيك أيها الأمير، فما نعلم أحدا هو أتمّ كتخدائيّة منك، إنّك ضبطت أهل بيتك و حشمك و مواليك فليس أحد منهم يستطيع أن يتعدّى على صغير و لا كبير، و لا غني و لا فقير، فهذا تمام الكيتخدانية ثم بنيت الإيوانات في المفاوز فيجيء الجائي من المشرق و الآخر من المغرب، فلا يجدان عيبا إلاّ أن يقولا: سبحان اللّه ما أحسن ما بني، و من يمن نقيبتك (1) إنك لقيت خاقان و هو في مائة ألف، معه الحارث بن سريج فهزمته و فللته، و قتلت أصحابه، و أبحت عسكره، و أما رحب صدرك و بسط يدك، أنا ما تدري أي المالين أقرّ لعينك ؟ أمال قدم عليك أم مال خرج من عندك! بل أنت بما خرج أقرّ عينا قال: فضحك أسد و قال: أنت خير دهاقينها و أحسنهم هدية، و ناوله تفاحة كانت في يده، و سجد له دهقان هراة، و أطرق أسد ينظر إلى تلك الهدايا، فنظر عن يمينه، فقال: يا عذافر بن زيد، مر بحمل هذا القصر الذهب، فحمل، ثم قال: يا معن بن أحمر رأس قيس - أو قال: قنّسرين - مر بهذا القصر يحمل، ثم قال: يا فلان خذ إبريقا، و يا فلان خذ إبريقا، و أعطى الصحاف حتى بقيت صحفتان، ثم قال: قم يا ابن الصيداء فخذ صحفة فقام فأخذ واحدة فوزنها فوضعها، ثم أخذ الأخرى فوزنها (2)،فقال له أسد: ما لك ؟ قال: آخذ أرزنهما، قال:

خذهما جميعا، و أعطى العرفاء و أصحاب البلاء، فقام أبو اليعقوق (3)-و كان يسير أمام صاحب خراسان في المغازي - ينادي هلم إلى الطريق، فقال أسد: ما أحسن ما ذكّرت بنفسك! خذ ديباجتين، قال: و قام ميمون بن الغراب (4) فقال: إني على يساركم إلى الجادة قال: ما أحسن ما ذكّرت بنفسك خذ ديباجة، قال: و أعطى ما كان في السماط

ص: 319


1- عن الطبري و بالأصل «لقيتك».
2- الطبري: فرزنها.
3- الطبري: أبو اليعفور.
4- الطبري: ميمون العذاب.

كله. فقال نهار بن توسعة:

تقلّون إن نادى لروع مثوّب *** و أنتم غداة المهرجان كثير

ثم مرض أسد فأفاق إفاقة فخرج يوما فأتي بكمثرى أول ما جاء، فأطعم الناس منه واحدة واحدة، ثم أخذ كمثراة فرمى بها إلى خراسان دهقان هراة، فانقطعت الدّبيلة فهلك. و استخلف جعفر بن حنظلة البهرانيّ سنة عشرين و مائة فعمل أربعة أشهر، و جاء عهد نصر بن سيّار في رجب سنة إحدى و عشرين و مائة، فقال ابن عرس العبدي (1):

نعى أسد بن عبد اللّه ناعي *** فريع القلب للملك المطاع

ببلخ وافق المقدار يسري *** و ما لقضاء ربّك من دفاع

فجودي عين بالعبرات سحّا *** أ لم يحزنك تفريق الجماع

أتاه حمامه في جوف صيغ *** و كم بالصّيغ من بطل شجاع

كتائب قد يجيبون المنادي *** على جرد مسوّمة سراع

سقيت الغيث إنّك كنت غيثا *** مريعا عند مرتاد النّجاع

و قال سليمان بن قتّة مولى بني تيم بن مرّة و كان صديقا لأسد بن عبد اللّه (2):

سقى اللّه بلخا حزن بلخ و سهلها *** و مروي خراسان السّحاب المجمّما

و ما بي لتسقاه و لكن حفرة *** بها غيّبوا شلوا كريما و أعظما

مراجم أقوام و مردي عظيمة *** و طلاّب أوتار عفرنا عثمثما

لقد كان يعطي السّيف في الروع حقّه *** و يروى السنان الزاعبي المقوّما

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوه (3)،أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن سهل الأزدي، عن أبي عبد الرّحمن الطائي أخبرني الضحاك بن زميل قال: كنا عند خالد بن عبد اللّه فبكى حتى اشتدّ نحيبه ثم قال: رحم اللّه أخي و اللّه ما مشيت نهارا قط و هو معي إلاّ مشى خلفي، و لا مشيت ليلا قط و هو معي إلاّ مشى بين يدى و لا علا بيته قط و أنا تحته.

ص: 320


1- الأبيات في الطبري 141/7.
2- الأبيات في الطبري 141/7.
3- ضبطت عن التبصير.

قال: و حدثني محمد بن أبي سهل، عن أبي عبد الرّحمن، أنا حمّاد بن أبي ليلى قال: رثى سليمان بن قتة أسد بن عبد اللّه فقال:

سقى اللّه بلخا حزن بلخ و سهلها *** و مروي خراسان السّحاب المجمّما

و ما بي سقياها و لكنّ حفرة *** بها ضمنوا شلوا كريما و أعظما

مراجم أقوام و مردي خصومة *** و طالب أوتار عفرنا عثمثما

أبا ضاريات ما يرام عرينه *** نفى العز عنه الضيم أن يتهضما

لقد كان يعطي السيف في الروع حقّه *** و يروي السنان الزاعبيّ المقوّما

[قرأت] (1) بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ و أنبأنيه أبو القاسم النسيب و أبو الوحش المقرئ عنه، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد الفرضي، نا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ - إملاء - نا إسماعيل بن يونس، نا عمر بن شبة حدّثني يحيى بن يزيد الفرائضي قال: كان الرشيد يوما يذكر القسريين، يعني خالدا و أمية و أسدا، فقال لبعض جلسائه ذات يوم: هل تعرف من أخبارهم شيئا يكون فيه حث على مكرمة أو تأديب لرعية أو عظة لملك، فقد كانت لهم أخبار أحبّ أن أسمع بعضها.

فقال له: يا أمير المؤمنين كان سليمان التيمي الشاعر مولى بني مرّة يرثي أسد بن عبد اللّه - و كان صديقا له - فلما أتاه نعيه قال سليمان:

سقى اللّه بلخا حزنها و سهولها *** و مروي خراسان السّحاب المجمجما

و ما بي ليسقاه و لكنّ حفرة *** بها ضمنت شلوا كريما و أعظما

أيا ضاريات ما يرام عرينه *** نفى الضيم عنه العزّ أن يتهضّما

لقد كان يعطي السيف في الروع حقّه *** و يروي السنان الزاعبيّ المقوّما

فلما أنشدت هذه الأبيات سمعها عبادي من أهل الحيرة فقال: هالك و اللّه لقد وجده الموت ذليلا و ما أغنى عنه عزّه فتيلا، و هو في التراب حاسرا مسئولا، قد تبرأ منه الحميم و أسلمه الخليل و النديم إلى رب العرش الكريم، فيسأل عما قدّم و يؤخذ بما اجترم، فبلغ ذلك خالدا أخاه ما قال العبادي فدعا به فضربه مائة سوط و حلق لحيته و قال: يا ابن الخبيثة و من لمن يذل للموت ؟ فقال العبادي: أصلح اللّه الأمير لو كنت

ص: 321


1- زيادة لازمة.

تعرف الموت لم تصنع بي هذا كله في كلمة خرجت من فمي على غير قصد لمكروه و لا عداوة، و لا أحنة، إني أكلك إلى اللّه في ظلمك إيّاى يوم يعضّ الظالم على يديه، فإنه لا طاقة لي بك، و قد خفرت ذمّة نبيك و ظلمت رجلا من رعيتك، فأدركت خالدا عليه رقة لما ذكر له ما يعرف من الحقّ فأمر له بخمسة آلاف درهم، و قال له: حلّلني قال: أنت في حلّ .

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال: و فيها - يعني سنة عشرين و مائة - مات أسد بن عبد اللّه بخراسان (1).

689 - أسد بن القاسم بن العباس بن القاسم

أبو الليث المقرئ العبسي الحلبي (2)

سكن دمشق و كان إمام مسجد سوق النحاسين.

و حدّث عن: أبي القاسم الفضل بن جعفر، و أبي بكر الميانجي، و أحمد بن محمد بن صالح بن النّضر الأنطاكي الفقير.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع، و علي بن محمد الحنّائي، و أبو سعد إسماعيل بن علي السمان الرازي، و عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الليث أسد بن القاسم بن العبّاس الحلبي - قراءة عليه - نا أبو القاسم الفضل بن جعفر، نا محمد بن الفضل، نا عقبة بن مكرم، نا عبد اللّه بن عيسى الخزّاز (3)،نا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ الصّدقة تطفئ غضب الربّ ، و تدفع ميتة السّوء (4)»[2217].

كذا قال: و هو محمد بن عبيد اللّه بن الفضيل نسبه إلى جده و لم يصغره.

ص: 322


1- تاريخ خليفة ص 350.
2- بغية الطلب 1553/4.
3- إعجامها غير واضح بالأصل و م، و المثبت «الخزاز» بمعجمات عن تقريب التهذيب.
4- كنز العمال 15995/6.

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن سلوان، أنا الفضل بن جعفر، نا محمد بن عبيد اللّه - بحمص - نا عقبة بن مكرم، نا عبد اللّه بن عيسى الخزّاز (1)،نا يونس بن عبيد، نا الحسن، عن أنس قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم فذكر مثله.

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني توفي أبو الليث أسد بن القاسم الحلبي الذي كان يصلي في مسجد النحاسين و قد حدّث عن الفضل بن جعفر و غيره في شوّال سنة خمس عشرة و أربعمائة.

690 - أسد بن محمد الحلبي

690 - أسد بن محمد الحلبي (2)

حدّث عن أبي العباس بن عقدة.

روى عنه: تمام بن محمد.

أنبأنا أبوا محمد عبد اللّه بن السّمرقندي و هبة اللّه بن الأكفاني قالا: أنا أبو الحسن بن صصري، أنا تمام بن محمد، أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن علي البردعي، و أسد بن محمد الحلبي قالا: نا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، نا أحمد بن الحسن بن سعيد، نا أبي، نا أبو جنادة، عن عمرو بن قيس، عن بهز بن حكيم القشيري، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم «أوّل ما يشهد على أحدكم فخذه»[2218].

691 - إسرائيل بن روح - و يقال: إسماعيل - السّاحليّ الجبيليّ

691 - إسرائيل بن روح - و يقال: إسماعيل - السّاحليّ الجبيليّ (3)

حكى عن مالك بن أنس، و حدّث عن أبي مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي.

روى عنه: أبو سليم إسماعيل (4) بن حصن الجبيلي.

ص: 323


1- ترجمته في بغية الطلب 1555/4.
2- كنز العمال 14/رقم 38996 و بغية الطلب 1555/4.
3- هذه النسبة إلى جبيل، بلد في سواحل دمشق. في شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت (ياقوت).
4- في معجم البلدان «جبيل»: أبو سليمان إسماعيل بن خضر بن حسان الجبيلي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و حدّثنا أبو البركات الفقيه عنه، نا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد اللّه الطّناجيري، نا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، نا عبد اللّه بن محمد بن زياد، حدّثني إسماعيل بن حصن أبو سليم، حدّثني إسرائيل بن روح قال: سألت مالك بن أنس قلت: يا أبا عبد اللّه، ما تقول في إتيان النساء في أدبارهن ؟ قال: ما أنتم قوم عرب ؟ هل يكون الحرث إلاّ موضع الزرع ؟ أ ما تسمعون اللّه يقول: نِسٰاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰى شِئْتُمْ (1) قائمة و قاعدة و على جنبها، و لا تعدوا الفرج؛ قلت: يا أبا عبد اللّه إنهم يقولون أنك تقول ذلك، قال: يكذبون عليّ ، يكذبون عليّ ، يكذبون عليّ .

قال الخطيب في ترجمة راوي هذا الحديث: إسرائيل بن روح السّاحلي، و رواه أحمد بن محمد بن عبيدة، عن أبي سليم فقال: حدثنا إسماعيل بن روح الجبيلي و سيأتي في موضعه.

692 - أسعد بن الحسين بن الحسن

أبو المعالي ابن القاضي أبي عبد اللّه الشّهرستانيّ

سمع أبا البركات بن طاوس، و أبا الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن الحزوّر (2)،و أبا طاهر بن الحنّائي، و أبا محمد بن الأكفاني و غيرهم.

سمعت منه شيئا يسيرا و كان خيّرا و سكن الربوة (3) مدة، فكان يحسن إلى زوارها ثم أخرج منها، فانقطع و سكن النّيرب (4) و كان له بستان بين النهرين، يظل أكثر أوقاته فيه منفردا عن الناس.

أخبرنا أبو المعالي أسعد بن الحسين، أنا أبو محمد بن الأكفاني - و إجازة لي ابن الأكفاني شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة التّنّيسي، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزّجّاجي - إملاء - أنا أبو علي

ص: 324


1- سورة البقرة، الآية:223.
2- ضبطت عن الإكمال 463/2 «استدراك ابن نقطة».
3- الربوة موضع في لحف جبل دمشق ليس في الدنيا أنزه منه (ياقوت).
4- النيرب قرية بدمشق في وسط البساتين، على نصف فرسخ منها (ياقوت).

الحسن بن عليل العنزي، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد اللّه الجوهري حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه بن ميمون العجلي قال: كتب إليّ عبد الجبّار بن كثير التّميمي الرّقّي حدّثني حسين الصيرفي قال: قال لي العتّابي قدمت على أبي و معي حمار موقر كتبا فقال لي: يا كلثوم ما على حمارك ؟ قلت: كتب يا أبه، فقال: و اللّه إن ظننت عليه إلاّ مالا فعدلت كما أنا إلى يعقوب بن صالح أخي عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن العباس، فدخلت عليه فأنشدته فقلت:

حسن ظني إليك أصلحك اللّه *** دعاني فلا عدمت الصّلاحا

و دعاني إليك قول رسول اللّه *** إذ قال مفصحا إفصاحا

إن أردتم حوائجا من وجوه *** فتنقّوا لها الوجوه الصّباحا

فلعمري لقد تنقّيت وجها *** ما به خاب من أراد النّجاحا

فقال لي: يا كلثوم ما حاجتك ؟ قلت: بدرتان، قال: فأمر لي بهما! قال: فأتيت أبي و هما معي، فقلت له: يا أبة، هذا بالكتب التي أنكرت.

مات أبو المعالي سنة سبع و خمسين و خمسمائة، و دفن بباب الصغير.

693 - أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب

ابن العكيم (1) بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو، و هو بحزج

ابن حنش - و يقال: جلاس - بن عوف بن عمرو بن عوف

ابن مالك بن الأوس بن حارثة بن عمرو بن عامر

أبو أمامة الأنصاري (2)

ولد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو سمّاه (3)،و حدّث عنه مرسلا.

و روى عن عمر، و عثمان بن عفّان، و أبيه سهل بن حنيف، و أبي سعيد الخدري، و زيد بن ثابت، و ابن عباس، و معاوية، و سعيد بن سعد بن عبادة.

ص: 325


1- بالأصل و م «العليم» و المثبت عن ابن سعد 82/5 و أسد الغابة.
2- ترجمته في بغية الطلب 1565/4 و الإصابة 97/1 سير أعلام النبلاء 517/3 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- كذا بالأصل، و في أسد الغابة أنه ولد قبل وفاته صلّى اللّه عليه و سلم بعامين.

روى عنه: ابناه محمد و سهل ابنا أبي أمامة، و الزّهري، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و عثمان بن حكيم، و أمية بن هند و حكيم بن حكيم، و يعقوب بن عبد اللّه بن الأشج.

و قدم على أبي عبيدة بن الجرّاح بكتاب من عمر رضي اللّه عنهما، و غزا الشّام.

أخبرنا أبو محمد السّيدي، أنا أبو عثمان البحيري ؟؟؟ زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى، نا أبو مصعب الزّهري ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام الدّينوري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي، نا أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي قالا: نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب: أن أبا أمامة بن سهل بن حنيف أخبره أن مسكينة مرضت فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بمرضها قال: و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يعود المساكين و يسأل عنهم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا ماتت فأذنوني». بها قال: فخرج بجنازتها ليلا و كرهوا - و في حديث أبي حذافة: فكرهوا - أن يوقظوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فلما أصبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أخبر بالذي كان من شأنها فقال:«أ لم آمركم أن تؤذنوني بها»؟ فقالوا: يا رسول اللّه، كرهنا أن نخرجك ليلا أو نوقظك قال: فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى صف بالناس على قبرها و كبر أربع تكبيرات[2219].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا الحسن بن عرفة العبدي، نا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق قال: و حدّثني جدّي، نا يزيد، أنا محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عبد اللّه بن الأشج عن أبي أمامة بن سهل، عن سعيد بن سعد بن عبادة قال:

كان بين أبياتنا رجل مخدع ضعيف سقيم. و كان مسلما، فلم يرع أهل الدّار إلاّ به على أمة من إماء أهل الدار يفجر بها قال: فرفع شأنه سعد بن عبادة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اضربوه حدّه مائة سوط »، قال: فقال: يا رسول اللّه هو أضعف من ذلك، لو ضربته مائة سوط مات؛ قال:«فخذله إثكالا فيه مائة شمراخ ثم اضربوه ضربة»[2220].

ص: 326

قال محمد بن إسحاق: الإثكال: عذق النّخلة؛ و هو في حديث يزيد: عثكالا، و اللفظ لابن عرفة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي (1)،أنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي و أبو نصر عبد العزيز بن محمد التّرياقي (2)،و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر قالوا: أنا أبو محمد عبد الجبّار بن محمد الجرّاحي (3)،أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي (4)،أنا أبو عيسى التّرمذي، نا بندار، نا أبو أحمد الزّبيري، نا سفيان، عن عبد الرّحمن بن الحارث، عن حكيم بن حكيم بن عبّاد بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: كتب معي عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«اللّه و رسوله مولى من لا مولى له، و الخال وارث من لا وارث له»[2221].

قال الترمذي (5):هذا حديث حسن.

أخبرناه عاليا أتم منه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب ح.

و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6) حدّثني أبي، نا يحيى بن آدم، نا سفيان عن عبد الرّحمن بن عباس (7)،عن حكيم بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل قال: كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجرّاح: أن علّموا غلمانكم العوم، و مقاتلتكم الرّمي، فكانوا يختلفون إلى الأغراض، فجاء سهم غرب إلى غلام فقتله، فلم يوجد له أصل، و كان في حجر خال له، فكتب فيه أبو عبيدة إلى عمر، فكتب إليه (8) عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يقول:

«اللّه و رسوله مولى من لا مولى له، و الخال وارث من لا وارث له»[2222].

ص: 327


1- ترجمته في سير الأعلام 273/20(183).
2- ترجمته في سير الأعلام 6/19(2).
3- سير الأعلام 17(257).
4- انظر سير أعلام النبلاء 537/15 و المحبوبي هذه النسبة إلى محبوب اسم لجد المنتسب إليه.
5- أخرجه الترمذي في الفرائض ح 2103 و نقله الذهبي في سير الأعلام 518/3.
6- مسند أحمد 46/1.
7- في المسند: عياش.
8- عن المسند و بالأصل «فيه».

أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي، أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن خشنام، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصمّ ، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب أخبرني حيوة بن شريح، عن أبي الأسود أنه كان في غزوة مع أهل الشام قال:

و معنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري، فطلع علينا جيش من أهل الشام على خيلهم أقبية السيجان (1) فقيل: يا أبا أمامة أ لا ترى إلى هؤلاء و هيئتهم ؟ فقال أبو أمامة:

لا يزالون بخير ما كانوا هكذا فإذا لبسوا الأقبية المدلّكة و الأقمصة المدلّكة فلا خير فيهم.

حدّثني أبو بكر السّلماسي حدّثني نعمة اللّه بن محمد، نا أبو مسعود البجلي، أنا أبو النّضر الشّرمغولي (2)،نا سفيان بن محمد، نا عمّي الحسن بن سفيان الصّفّار، نا محمد بن علي عن محمد بن إسحاق النّضري قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو أمامة بن سهل بن حنيف أسعد.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار قالا: نا عبيد اللّه بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا أبو الحسين العباس بن العباس، أنا صالح بن أحمد حدّثني أبي أبو عبد اللّه قال: أبو أمامة بن سهل اسمه أسعد، و أمّه ابنة أسعد بن زرارة و عثمان و سعد و عبد اللّه اخوة أبي أمامة.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمد، نا أحمد بن حنبل: فذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر ح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق حدّثني أبو عبد اللّه قال:

ص: 328


1- بدون نقط بالأصل، و المثبت عن بغية الطلب 1566/4 و بهامشه: إما من أنواع الأقمشة أو بالأصل نسبة إلى سيج من بلدان اليمن.
2- الشر مغولي ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى شر مغول و هي قرية فيها قلعة حصينة ب «نسا».

اسم أبي أمامة بن سهل: أسعد بن سهل و أمّة ابنة أسعد بن زرارة (1).

قرأنا على أبي غالب أحمد و أبي عبد اللّه يحيى ابني البنّا عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد، أنا علي بن محمد بن خزفة (2)،نا محمد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اسم أبي أمامة بن سهل حنيف: أسعد بن زرارة (3)،و أمّه ابنة أسعد بن زرارة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا محمد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي قال:

سمعت أحمد بن حنبل يحدّث أن اسم أبي أمامة بن سهل أسعد، و أمه ابنة أسعد بن زرارة، و عثمان و سعد و عبد اللّه اخوة أبي أمامة بن سهل.

أخبرنا أبو البركات و أبو العز الحنبليان قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمد بن أحمد الأهوازي، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال: في الثانية من أهل المدينة: أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن العليم (4) بن ثعلبة بن حارثة بن مجدعة بن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس مات سنة مائة.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد قال:

في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أحد بني عمرو بن عوف. قال الواقدي: ذكروا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم سمّاه أسعد، و كناه أبا أمامة باسم جده أبي أمامة أسعد بن زرارة. لم يبلغنا أنه روى عن عمر شيئا، و قد روى عن عثمان.

ص: 329


1- بغية الطلب 1567/4.
2- بالأصل «حزفة» و المثبت عن م و الضبط عن التبصير.
3- كذا بالأصل هنا، و هو تحريف، و الصواب: سهل.
4- كذا بالأصل هنا، و تقدم تصويبه «العكيم» انظر بداية الترجمة. و انظر طبقات خليفة 232/1 و 625/2.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال (1):في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة ممن ولد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو - و هو بحزج - بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس، و أمّه حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن ثعلبة بن غانم (2) بن مالك بن النجار. و كانت حبيبة من المبايعات، و سمي أبو أمامة أسعد باسم جدّه أبي أمّه، و كني بكنيته، و كان جدّه أسعد بن زرارة نقيب بني النجار.

قال محمد بن عمر: ذكر لنا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم هو الذي سمّاه أسعد و كنّاه أبا أمامة باسم جده أبي أمه و كنيته.

قال: و لم يبلغنا أنه روى عن عمر شيئا و قد روى عن عثمان، و عن زيد بن ثابت، و عن معاوية، و عن أبيه سهل بن حنيف، و كان ثقة كثير الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه و محمد بن علي قالا:

أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (3):أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن ثعلبة بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الفضل بن خيرون و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (4):أسعد أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري سمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلم قاله لي إبراهيم بن المنذر. يروي عن أبيه و عمر، روى عنه الزّهري و ابناه محمد و سهل و عثمان بن حكيم.

ص: 330


1- طبقات ابن سعد 82/5-83.
2- ابن سعد: غنم.
3- المعرفة و التاريخ 375/1-376.
4- التاريخ الكبير 1/قسم 63/2.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا بو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (1):أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري، عن أبيه و عمر، روى عنه الزّهري و يحيى بن سعيد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: قال أبي:

أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر السّجزي، أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن بن سياوش الكازروني، أنا أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي (2) قال: أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب أبو أمامة الأنصاري المدني سمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلم أسعد (3)،و كنّاه أبا أمامة باسم جده أبي أمه أبي أمامة أسعد بن زرارة يروي عن أبيه، و أبي سعيد الخدري، و معاوية، و ابن عباس، و أنس بن مالك. روى عنه الزّهري و سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، و ابن عمه أو بلج بن عثمان بن حنيف و قال الذهلي: قال يحيى - يعني - ابن بكير مات سنة مائة أو سنّة مائة أو جمعهما و قال عمرو بن علي و أبو عيسى و ابن نمير: مات سنة مائة، و قال الواقدي مثل عمرو.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثّقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ [أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر المنبجي - بها - نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم] (4) ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر و أبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي العطّار، قالا: أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن الشّرقي، نا أبو عبد اللّه محمد بن يحيى قالا: نا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، نا أبو معشر قال: رأيت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يخضّب بالصفرة، و أبو أمامة قد رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

ص: 331


1- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 85.
2- ترجمته في سير الأعلام 94/17(58).
3- انظر الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار للمقدسي ص 321.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه.

قال أبو الفضل - يعني عبيد اللّه - بلغني أن أبا أمامة اسمه سعد بن سهل و أمه بنت سعد بن زرارة و به سمّي، و أخبرت أن أبا أمامة مات سنة مائة (1).

أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، نا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد اللّه بن حسنويه الأصبهاني، نا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ ، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب، نا محمد بن بكار، نا أبو معشر قال: رأيت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يخضّب بالحنّاء و له وفرة.

و ذكر الزهري أن أبا أمامة بن سهل سمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلم أسعد.

قال الخطيب: و نا أبو عمر بن مهدي - إجازة - أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثم أخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، و أبو القاسم الأزهري، و عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيرفي - قراءة - قالوا: نا عبد الرحمن بن عمر الخلاّل، نا محمد بن أحمد بن يعقوب، نا جدّي حدّثني محمد بن أبي معشر عن أبيه قال: رأيت أبا أمامة بن سهل بن حنيف شيخا كبيرا يخضّب بالصّفرة و له ضفيرتان، و قد كان رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم؛ هذا آخر حديث ابن مهدي و المقرئ، و زاد الآخران: قال محمد بن أحمد بن يعقوب قال: جدي ولد أبو أمامة على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و أتى به إليه فسماه أسعد و كناه أبا أمامة باسم جدّه أبي أمامة و كنيته. قال الخطيب: يعني جده أبا أمه و هي حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة النقيب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر، نا محمد بن أبي المعشر المدني قال: سمعت أبي يقول: رأيت أبا أمامة بن سهل بن حنيف و قد رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلم (2).

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد حدّثني أحمد بن منصور المروزي، نا أحمد بن صالح

ص: 332


1- بغية الطلب 1570/4.
2- بغية الطلب 1570/4.

المصري، نا عنبسة، نا يونس، عن ابن شهاب حدّثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف و كان ممن أدرك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا أبو منصور شجاع بن علي، أنا محمد بن إسحاق، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة، نا عبد اللّه بن عيسى، نا إبراهيم بن المنذر قال: و أبو أمامة بن سهل سماه النبي صلّى اللّه عليه و سلم أسعد.

و روى أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن الزهري: حدثني أبو أمامة و كان قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلم و سماه و حنّكه. و قال أبو معشر: كان قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و قال ابن أبي داود: صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم و بايعه و سمّاه و بارك عليه و حنّكه، و قول البخاري أصح.

قال البخاري: أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلم و لم يسمع منه (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد حدثني محمد بن المقرئ، نا سفيان، عن صدقة بن يسار قال:

صحبت أبا أمامة بن سهل فقال: لتصحبن ابن بدري سائر اليوم (2).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد: أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (3):حدّثني الحكم بن نافع، نا شعيب بن أبي حمزة عن الزّهري، أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف و كان من علياء الأنصار، و من أبناء الّذين شهدوا بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم. قال أبو زرعة (4):قال أحمد بن حنبل: فأبو أمامة بن سهل اسمه أسعد بن سهل و أمه بنت أسعد بن زرارة، و عثمان و سعد و عبد اللّه إخوة أبي أمامة، و يقال: قد أدرك أبو أمامة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ،

ص: 333


1- تهذيب التهذيب 169/1 و بغية الطلب 1570/4 و انظر التاريخ الكبير للبخاري 1/قسم 63/2.
2- بغية الطلب 1571/4.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 567/1.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 617/1.

نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة ح.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمد بن يحيى الذّهلي قالا: نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزّهري أخبرني - و في حديث الطبراني - عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف و كان من كبراء الأنصار و علمائهم و من أبناء الذين شهدوا بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال: قال الأويسي، نا يوسف بن الماجشون، عن عتبة و هو ابن مسلم قال: إن آخر خرجة عثمان بن عفّان يوم الجمعة فلما استوى على المنبر حصبه الناس فحيل بينه و بين الصلاة فصلّى للناس يومئذ أبو أمامة بن سهل بن حنيف (1).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن معروف، نا الحسين بن الفهم ح.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا عبد اللّه بن محمد قالا: أنا محمد بن سعد (2)،أنا محمد بن عمر، نا مالك بن أبي الرجال، عن سليمان بن عبد الرحمن بن خباب قال: أدركت رجالا من المهاجرين و رجالا من الأنصار من التابعين يفتون بالبلد - فذكرهم، و ذكر من الأنصار: أبا أمامة بن سهل بن حنيف-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر و محمد بن الحسن و أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح

ص: 334


1- بغية الطلب 1571/4-1572.
2- طبقات ابن سعد 383/2 تحت عنوان ذكر من كان يفتي بالمدينة بعد أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

العجلي حدثني أبي أحمد (1) قال: أبو أمامة بن سهل بن حنيف مدني تابعي ثقة.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا عبد الرحمن بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

قيل له - يعني لأبيه-: ثقة هو؟ يعني أبا أمامة - قال: لا يسأل عن مثله، هو أجلّ من ذاك.

أنبأنا أبو المظفر بن القشيري، عن أبي سعيد محمد بن علي بن محمد، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: سئل الدارقطني هل أدرك أبو أمامة النبي صلّى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: أبو أمامة بن سهل بن حنيف أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و أخرج حديثه في المسند.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو محمد يوسف بن رباح، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، نا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: أبو أمامة بن سهل بن حنيف مات سنة مائة (3).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال: سنة مائة فيها مات أبو أمامة بن سهل بن حنيف (4).

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي بن بحر الفلاس قال: و مات أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة و اسمه أسعد و يذكرون أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم سمّاه أسعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم بن فهد

ص: 335


1- تاريخ الثقات للعجلي باب الكنى ص 490.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 344/1.
3- بغية الطلب لابن العديم 1572/4.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 321.

قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمد السكري، أنا محمد بن عبد اللّه الحضرمي، نا ابن نمير قال: مات أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن السّكري، أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدّثني أبي حدّثني أبو عبيد قال: سنة مائة فيها توفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف و اسمه أسعد. يقال: إن النبي صلّى اللّه عليه و سلم سماه باسم جدّه أبي أمّه أسعد بن زرارة (2).

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه محمد قال: و حدّثني عمّي، عن أبي عبيد قال: أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف.

و قال ابن نمير: مات أبو أمامة بن سهل سنة مائة.

قال البغوي: أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف ولد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لم يسمع منه.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا محمد بن إسحاق بن مندة قال: أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري، أبو أمامة، توفي سنة مائة قاله ابن نمير عداده في أهل المدينة ولد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و سمّاه و حنّكه. و روى عنه محمد و سهل ابناه، و الزّهري، و يحيى بن سعيد و غيرهم.

694 - أسلم، أبو خالد - و يقال: أبو زيد -

694 - أسلم، أبو خالد - و يقال: أبو زيد (3)-

القرشي مولى عمر بن الخطاب، من سبي اليمن

سمع أبا بكر، و عمر، و عثمان، و أبا عبيدة بن الجرّاح، و معاذ بن جبل، و عبد اللّه، و حفصة - ولدي عمر بن الخطاب - و أبا هريرة، و معاوية، و كعب الأحبار.

ص: 336


1- بغية الطلب 1573/4.
2- بغية الطلب 1573/4.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 170/1 و الوافي بالوفيات 51/9 و سير أعلام النبلاء 98/4 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

روى عنه: ابنه زيد بن أسلم، و القاسم بن محمد، و مسلم بن جندب، و نافع مولى ابن عمر.

و حضر أسلم الجابية مع سيده عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء و أبو علي بن السّبط قالا: أنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفرّاء، أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمد البزاز ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد و أبو نصر أحمد بن محمد قالا: أنا أحمد بن محمد بن النّقّور - زاد إسماعيل: و عبد اللّه بن محمد الصريفيني قالا:- أنا عبيد اللّه بن محمد بن حبابة قالا: نا ح.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عمر العمري ح.

و أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم و أبو محمد عبد السلام بن أحمد و أبو عبد اللّه سمرة و أبو محمد عبد القادر ابنا جندب قالوا: أنا محمد بن أبي مسعود الفارسي قالا: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري حدّثني مالك ح.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل، أنا سعيد بن محمد، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب ح.

و أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري و أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن و أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أبي طاهر الخوارزمي، أنا أبي أبو طاهر قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن الصّرصري، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن إسماعيل قالا: نا مالك عن زيد بن أسلم، عن أبيه أنه قال: سمعت و في حديث ابن معروف: عن - عمر بن الخطاب قال:- و في حديث الباقين يقول:- حملت على فرس - زاد أبو مصعب: عتيق - و قالوا: في سبيل اللّه فأضاعه الذي كان عنده - و قال ابن معروف: فأضاعه صاحبه - فأردت أن ابتاعه - و في حديث أبي مصعب: أشتريه - منه - و لم يقل ابن معروف: منه - و ظننت أنه بائعه - و في حديث المحاملي: سيبيعه - فرخص

ص: 337

فسألت عن ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن معروف فقلت: حتى أسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم - فقال:«لا تشتره» و في حديث المحاملي و ابن معروف:«لا تبتعه» - و إن - قال ابن معروف و لو-«أعطاكه بدرهم واحد» و لم يقل ابن معروف: واحد، و زاد أبو مصعب:«و لا تعد في صدقتك فإن العائد»- و في حديث ابن حبابة: الراجع - و في حديث ابن معروف:«فإن الذي يعود - في صدقته، كالكلب يعود في قيئه»[2223].

رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما (1).

أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمد بن منصور الفارسي و أبو حامد أحمد بن عمر بن أحمد بن علي البجنكردي الواعظان، و أبو نصر الحسين بن إسماعيل بن أبي القاسم الشّجاعي - المصلّي على الجنائز - و أبو نصر محمد بن أسعد بن علي الفراوي، و أبو القاسم محمود بن أبي منصور بن أبي القاسم السّيّاري العطّار قالوا: أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الواحدي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن بامويه، نا أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي بمكة، نا محمد بن إسماعيل الصائغ، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أن عمر بن الخطاب خطب الناس بباب الجابية فقال:

يا أيها الناس قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فينا كمقامي فيكم فقال:«أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم» ثم سكت، فقلنا: ثم ما ذا يا رسول اللّه ؟ قال:«ثم يظهر الكذب حتى يحلف المرء قبل أن يستحلف، و يشهد قبل أن يستشهد، فمن أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، و إيّاكم و الفرقة، فإن الشّيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ رجل بامرأة فإن ثالثهما الشّيطان، و من سرّته حسنته و ساءته سيّئته فهو مؤمن»[2224].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي و أبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي قالا: أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد الأزهري بن الشّرقي، نا محمد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزاق، أنا معمر ح.

و أخبرنا أبو الفوارس خليفة بن محفوظ بن محمد بن علي المؤدب المقرئ الأنباري - بها - أنا الشيخ العدل أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب

ص: 338


1- بالأصل «في صحيحهما» و الصواب عن م.

الأنباري، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصّفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزّهري، عن القاسم بن محمد، عن أسلم مولى عمر قال: قدمنا الجابية مع عمر فأتينا بالطّلاء (1)- و هو مثل عقيد الرّب، إنما يخاض بالمخوض - فقال عمر: إن في هذا الشراب لما انتهى إليه لفظهما سواء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا محمد بن الحسن بن يونس، نا أحمد بن الحسين النّهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن إسماعيل البخاري: حدّثني عبد الرحمن بن شيبة: أخبرني ابن أبي فديك: حدثني موسى بن يعقوب، عن عبد الأعلى بن موسى بن عبد اللّه بن قبيس أن إسماعيل بن رافع مولى المدنيين حدّثه أن زيد بن أسلم حدّثه أن أباه حدّثه أنه خرج مع عمر إلى الشام حين قدم على أبي عبيدة و هو بباب الجابية.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا طراد بن محمد الزّينبي، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان قال: حدّثونا، عن زيد بن أسلم، عن أبيه - و لم أسمعه منه - قال: لما كنّا بالشام أتيت عمر بماء فتوضّأ منه ثم قال: من أين جئت بهذا الماء فما رأيت ماء غدر و لا ماء سماء أطيب منه ؟ قلت: من بيت هذه النصرانية. فلما توضّأ أتاها، فقال: أيتها العجوز، أسلمي تسلمي بعث اللّه محمدا بالحقّ فكشفت عن رأسها فإذا مثل الثّغامة (2) فقالت:

عجوز كبيرة و إنما أموت الآن، قال عمر: اللّهمّ اشهد.

أخبرناه أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود الثّقفي ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الحسن هبة اللّه بن عبد الرزاق بن محمد الأنصاري قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، نا

ص: 339


1- الطلاء بالكسر و المد، الشراب المطبوخ من عصير العنب، و هو الربّ ، و أصله القطران الخاثر الذي تطلى به الإبل (النهاية: طلا).
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 329/4.

سعدان بن نصر، نا سفيان قال: حدّثونا عن زيد بن أسلم - و لم أسمعه - عن أبيه قال:

لما كنا بالشام أتيت عمر بماء فتوضّأ منه فقال: من أين جئت بهذا فما رأيت ماء غدر و لا ماء سماء أطيب منه ؟ قال: من بيت هذه العجوز النصرانية، فلما توضّأ أتاها فقال: أيتها العجوز أسلمي تسلمي بعث اللّه بالحق محمدا قال: فكشفت عن رأسها فإذا مثل الثغامة، قالت: و أنا أموت الآن، فقال عمر: اللّهمّ اشهد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عمر ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدّي يعقوب ح.

و أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده. و ناولني إياه، و قال: اروه عني - أنا أبو علي الجازري، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (1)،نا أحمد بن إسحاق بن بهلول - أبو جعفر الأنباري - حدّثني أبي قالا: نا إسحاق بن عيسى الطّبّاع (2)،نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، عن جدّه أسلم قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى الشام فاستيقظنا ليلة و قد رحل لنا رواحلنا - و قال يعقوب: رحالنا - و هو يرحل لنفسه، و هو يقول:

لا يأخذ اللّيل عليكم بالهمّ *** و البس له القميص و اعتمّ

و كن شريك رافع و أسلم *** ثم اخدم الأقوام حتى تخدم

قال: قلت: رحمك اللّه يا أمير المؤمنين، لو أيقظتنا كفيناك.

قال القاضي: كأنّ أبا تمّام سمع هذا، فأخذ منه قوله:

و من خدم الأقوام يرجو نوالهم *** فإنّي لم أخدمك إلاّ لأخدما (3)

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية و أبو بكر محمد بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا

ص: 340


1- الجليس الصالح الكافي ط بيروت ج 312/3 و انظر عيون الأخبار 264/1.
2- الجليس الصالح: الطباخ.
3- ديوان أبي تمام بشرح التبريزي 244/3.

عبد اللّه بن المبارك، أنا يحيى بن سعيد قال: سمعت القاسم بن محمد يقول: سمعت أسلم مولى عمر بن الخطاب يذكر أنه كان مع عمر و هو يريد الشام حتى إذا دنا من الشام أناخ عمر و ذهب لحاجة له قال أسلم: فطرحت فروتي بين شعبتي رحلي فلما فرغ عمر عمد إلى بعير أسلم فركبه على الفرو، و ركب أسلم بعير عمر، فخرجا يسيران حتى لقيهما أهل الأرض، فقال أسلم: فلما دنوا منا أشرت لهم إلى عمر، فجعلوا يتحدّثون بينهم فقال عمر: تطمح أبصارهم إلى مراكب من لا خلاق له. كان عمر يريد مراكب العجم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد (1)،أنا محمد بن عمر:

حدّثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: اشتراني عمر سنة اثنتي عشرة، و هي السنّة التي قدم بالأشعث (2) بن قيس [فيها] (3) أسيرا، فأنا انظر إليه في الحديد يكلّم أبا بكر الصّدّيق، و أبو بكر يقول له: فعلت و فعلت حتى كان آخر ذلك أسمع الأشعث بن قيس يقول: يا خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم استبقني لحربك، و زوّجني أختك، ففعل أبو بكر، فمنّ عليه، و زوّجه أخته أم فروة بنت أبي قحافة، فولدت له محمد بن الأشعث بن قيس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنا محمد بن الحسن بن محمد، نا أحمد بن الحسين النّهاوندي، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، نا محمد بن إسماعيل (4)،نا محمد بن مهران، نا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: بعث أبو بكر عمر سنة إحدى عشرة، فأقام للناس الحجّ فابتاع فيها أسلم مولاه (5).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب اشتراه

ص: 341


1- طبقات ابن سعد 10/5.
2- بالأصل و م: الأشعث، و المثبت عن ابن سعد.
3- الزيادة عن ابن سعد.
4- التاريخ الكبير 1/قسم 24/2.
5- هذه اللفظة لم ترد في البخاري و زيد بعدها في م: آخر الجزء السابع و التسعين.

عمر سنة اثنتي عشرة، توفي أسلم بالمدينة في خلافة عبد الملك و كان يكنى أبا خالد.

و قال غير مصعب: يكنى أبا زيد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (1)،أنا محمد بن عمر قال: و نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن عثمان بن عبيد اللّه بن أبي رافع قال:

قلت لسعيد بن المسيّب: أخبرني عن أسلم مولى عمر ممن هو؟ قال: حبشي بجاوي - من بجاوة - قال عثمان بن عبيد اللّه: و كذلك سمعت أبي يقول: أسلم حبشي بجاوي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمد بن السّقّا و عبد الرّحمن بن محمد بن بالويه قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت عباس بن محمد الدّوري قال: سمعت يحيى يقول: أسلم مولى عمر بن الخطاب كنيته أبو خالد.

قال يحيى: كان أسلم مولى عمر بن الخطاب أسود مشرطا (2) اشتراه عمر من سوق ذي المجاز.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد (3)،نا الواقدي، قال: سمعت أسامة بن زيد يقول: نحن قوم من الأشعريين و لكن لا ننكر (4)منة عمر.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن عبد اللّه المحاملي، أنا أبو [الفتح] (5) عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الختّلي، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا ابن عائشة، نا جويرية، عن نافع حدّثني أسلم - مولى عمر - الأسود الحبشي، لا و اللّه ما أريد غيبة بنيه، بلغني أنهم يقولون: أنهم عرب.

ص: 342


1- طبقات ابن سعد 11/5.
2- في تهذيب التهذيب نقلا عن ابن عساكر: مشروطا.
3- طبقات ابن سعد 11/5.
4- بالأصل «تنكر» و المثبت عن ابن سعد.
5- سقطت من الأصل و م و استدركت عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 82/16(65).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد و أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم البزّاز، و محمد بن سعيد بن نبهان ح.

و أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ح.

و أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس ثعلب، أنا عمر بن شبّة قال: و نا ابن عائشة حدثني سعيد بن عامر، نا جويرية بن أسماء قال: كان نافع إذا حدثنا عن أسلم قال: حدثنا أسلم - مولى عمر - الأسود الحبشي، أما و اللّه ما بي عيب، و إن كان لرجلا صالحا و لكن بلغني أن بنيه ادّعوا.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدّي يعقوب قال: و أسلم من جلّة موالي عمر، كان عمر يقدّمه، و كان ابن عمر يعظّمه و يعرف له ذلك، و كان يكنى أبا خالد، و قد زعم لي بعض أهل العلم بالنسب، أن أهل بيت أسلم يزعمون أنهم من الأشعريين.

و ذكر مصعب الزّبيري: أن أسلم مولى عمر اشتراه عمر سنة اثنتي عشرة و توفي بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان و كان يكنّى أبا خالد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن بكير و أبو طاهر قالا: نا ابن وهب أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قال لي عمر: يا أبا خالد، قال: و نا يعقوب، نا عبد اللّه بن مسلمة، نا يعقوب بن حمّاد، عن عبد الرّحمن بن زيد، عن أبيه قال: قال عبد اللّه بن عمر لأبي: يا أبا خالد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن، نا إبراهيم بن أبي أمية قال:

سمعت نوح بن حبيب يقول: أسلم مولى عمر يكنى أبا خالد.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد قال: قال أبو زرعة: أسلم مولى عمر بن الخطاب يكنّى أبا خالد،

ص: 343

أروى الناس لسيرة عمر مع علمه بعمر، و قد روى عن حفصة بنت عمر، عن عمرو، عن ابن عمر، عن عمر، و هو يحدث عن أبي بكر الصّدّيق، و عمر، و عثمان، و معاذ، و حفصة، و ابن عمر، و أبي هريرة، و كعب، و معاوية، و روى عن أبي عبيدة بن الجرّاح.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال (1):أسلم مولى عمر بن الخطاب القرشي العدوي المديني أبو خالد، كان من سبي اليمن، سمع عمر. روى عنه القاسم بن محمد و زيد بن أسلم.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو خالد أسلم مولى عمر بن الخطاب، سمع عمر بن الخطاب روى عنه ابنه زيد، و نافع.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التّميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي أخبرني أبي قال:

أبو خالد أسلم مولى عمر.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان بن يوسف الموصلي، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد بن محمد المقدّمي يقول: أسلم مولى عمر يكنى أبا خالد، و له ابن يقال له خالد، قد روى زيد بن أسلم عن أخيه خالد بن أسلم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،أنا معن بن عيسى، نا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم في حديث رواه أن أسلم مولى عمر بن الخطاب كان يكنى أبا زيد.

ص: 344


1- التاريخ الكبير 1/قسم 23/2.
2- طبقات ابن سعد 11/5.

قال: و نا الحسين بن الفهم قال: قال محمد بن سعد (1):في الطبقة الأولى من أهل المدينة: أسلم مولى عمر بن الخطاب، و يكنى أبا زيد.

قال محمد بن عمر: و روى أسلم أيضا عن أبي بكر الصّدّيق أنه رآه آخذا بطرف لسانه و هو يقول: إن هذا أوردني الموارد. و قد روى أسلم، عن عمر و عثمان و غيرهما.

قال: و توفي أسلم مولى عمر بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد: قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة: أسلم مولى عمر بن الخطاب و يكنى أبا زيد.

قال الهيثم بن عدي: توفي في خلافة عبد الملك بالمدينة. و حدّثنا الواقدي، أنا ابن أبي سبرة، عن عثمان بن عبيد اللّه بن أبي رافع قال: سمعت أبي يقول: أسلم حبشي بجاوي، من بجاوة، و روى عن أبي بكر، و عمر.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الكرماني و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمذاني قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

و حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن جعفر قال: سمعت أبا بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ يقول: أسلم مولى عمر أبو زيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور قالا: نا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد زاد الأنماطي: و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب عير (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو محمد يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل

ص: 345


1- طبقات ابن سعد 10/5.
2- كذا بالأصل و ليست اللفظة في م.

المدينة و محدّثيهم: أسلم مولى عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمد بن إسحاق بن مندة قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب يكنى أبا خالد، من سبي اليمن.

ذكر محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: بعث أبو بكر الصّدّيق عمر بن الخطاب سنة إحدى عشرة فأقام للناس الحجّ و ابتاع فيها أسلم، يقال: إنه أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلم و لم يره، و هو من الحبشة مات و هو ابن مائة سنة و أربع عشرة سنة و صلّى عليه مروان بن الحكم. روى عنه ابنه زيد، و مسلم بن جندب، و نافع مولى بن عمر.

قال: و أنا أحمد بن مهران الفارسي، نا محمد بن منصور البلخي قال: ذكره محمد بن سعد فيمن أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال: و ذكر الواقدي قال سمعت أسامة بن زيد يقول - و ذكر سن أسلم فقال - كنا لا ننكر منه شيئا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن و أحمد بن محمد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح حدّثني أبي قال (1):أسلم مولى عمر بن الخطاب مديني تابعي ثقة من كبار التابعين.

في نسخة ما أخبرنا (2) أبو عبد اللّه الخلال - شفاها - أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (3) قال: و سئل أبو زرعة عن أسلم مولى عمر بن الخطاب فقال:

مدني ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أنا مسعود بن ناصر السّجزي، أنا عبد الملك بن الحسن بن سياوش، أنا أبو نصر الكلاباذي قال: أسلم أبو خالد.

ص: 346


1- تاريخ الثقات ص 63 و فيه:«مدني».
2- بالأصل «ما أنا به».
3- الجرح و التعديل 1/قسم 306/1 و فيه: مديني.

و قال الواقدي: و أبو زيد الحبشي البجاوي - من بجاوة - مولى عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني كان من سبي عين التمر (1)،ابتاعه عمر بن الخطاب بمكة سنة إحدى عشرة إذ بعثه أبو بكر الصّدّيق ليقيم الحجّ فيها للناس، و كان أسامة بن زيد بن أسلم فيما ذكره الواقدي عنه يقول: نحن قوم من الأشعريين، و لكنّا لا ننكر منّة عمر بن الخطاب. سمع عمر بن الخطاب و عبد اللّه بن عمر، و روى عنه ابنه زيد بن أسلم في الزّكاة، و الأدب و العمرة و الجهاد. مات - يعني - قبل مروان بن الحكم و هو صلّى عليه و هو ابن أربع عشرة و مائة سنة ذكره البخاري قال: و قال زيد بن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم نحوه. و قال محمد بن سعد كاتب الواقدي: قال الهيثم بن عديّ توفي بالمدينة في خلافة عبد الملك (2).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا سهل بن السري - ببخارى - قال: ذكر صالح بن محمد البغدادي حديثا رواه هارون بن سعيد الأيلي عن عبد المنعم بن بشير، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أنه سافر مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم سفرتين، قال عبد المنعم: فسمعت العطّاف بن خالد يسأل أسامة بن زيد: أي أسفاره كان ؟ قال:

لا أدري فأنكره صالح جدا، و قال: عبد المنعم لا يعرف.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدّي يعقوب، نا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، نا يعقوب بن حمّاد، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قال عبد اللّه بن عمر: يا أبا خالد إني أرى أمير المؤمنين يلزمك لزوما لا يلزمه أحدا من أصحابك، لا يخرج سفرا إلاّ و أنت معه، فأخبرني عنه - يعني عن عمر بن الخطاب - قال: لم يكن أولى القوم بالظل، و كان يرحل رواحلنا و يرحل رحله وحده، و لقد فزعنا ذات ليلة و قد رحل رحالنا و هو يرحل رحله و هو يرتجز و يقول:

لا يأخذ الليل عليك بالهمّ *** و البس له القميص و اعتمّ

ص: 347


1- عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة، افتتحها المسلمون في سنة 12.
2- في تذكرة الحفاظ 53/1 توفي سنة ثمانين. و انظر تهذيب التهذيب 170/1 و ابن سعد 11/5.

و كن شريك رافع و أسلم *** و اخدم الأقوام حتى تخدم (1)

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرزاق بن الفضيل الكلاعي، أنا محمد بن عوف بن أحمد المرّي، أنا الحسن بن منير التّنوخي، نا محمد بن خريم البزّار (2)،نا هشام بن عمّار، نا عبد اللّه بن نمير، نا أبو رافع المدني أنه سمع زيد بن أسلم يحدّث عن أبيه قال: تماريت أنا و عاصم في حسن الغناء، فقلت: أنا أحسن منك غناء؟ و قال: أنا أحسن منك غناء فقلت: انطلق بنا إلى أمير المؤمنين يقضي بيني و بينك! فخرجنا حتى جئناه في بيته، فقال: ما لكما؟ قلنا:

جئناك لتقضي بيننا أيّنا أحسن غناء؟ قال: فخذا، قال: فتغنّيت ثم تغنّى صاحبي، فقال:

كلاكما غير محسن و لا مجمل. أنتما كحماري العبادي قيل له: أي حماريك شرّ؟ قال:

هذا ثم هذا (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا القاضي أبو محمد عبد اللّه بن محمد الأسدي الأكفاني، أنا أبو عبد اللّه محمد بن مخلد العطّار، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث بن ميمون البصري شريك السّري، نا وهب بن جرير، عن أبيه قال: سمعت زيد بن أسلم يحدّث أن أباه بعثه إلى ابن عمر يسأله أن يكتب إلى قيّم أرضه فيصنع له خصفتين يصرم عليهما بأرضه، فلقيت ابن عمر فكتب لي إلى قيّم أرضه: إن أسلم أكرم موالي عمر علينا، فاتخذوا له خصفتين يصرم عليهما أرضه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا محمد بن الحسين القطّان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحجّاج، نا حمّاد، نا زيد بن أسلم، عن أبيه قال: كان عمر إذا بعثني إلى بعض ولده قال: لا تعلمه لما أبعث إليه مخافة أن يلقنه الشيطان كذبة، قال: فجاءت امرأة لعبيد اللّه بن عمر ذات يوم فقالت: إن أبا عيسى لا ينفق عليّ و لا يكسوني فقال: ويحك من أبو عيسى ؟ قالت: ابنك عبد الرّحمن قال:

ص: 348


1- الخبر و البيتان في سير أعلام النبلاء 99/4 و عيون الأخبار 264/1-265 و تقدم الخبر في أثناء الترجمة عن المعافى بن زكريا.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 428/14 و ليس في نسبه «البزار».
3- انظر عيون الأخبار 322/1.

و هل لعيسى من أب ؟ فبعثني إليه و قال: لا تخبره، قال: فأتيته و عنده ديك و دجاجة هنديان فقلت: أجب أباك أمير المؤمنين قال: و ما يريد مني ؟ قلت: نهاني أن أخبرك، لا أدري، قال: فإني أعطيك الديك و الدجاجة على أن تخبرني قال: فاشترطت عليه أن لا يخبر عمر، فأخبرته، فأعطاني الديك و الدجاجة، فلما جئت إلى عمر قال: أخبرته ؟ فو اللّه، ما استطعت أن أقول لا، فقلت: نعم، قال: أ رشاك ؟ قلت: نعم، قال: و ما رشاك ؟ قلت: ديكا و دجاجة، فقبض على يدي بيساره و جعل يمصعني بالدرة و جعلت أنزو. فقال: إنك لجليد. ثم قال: أ تكتني بأبي عيسى، و هل لعيسى من أب ؟ كذا قال، و الصواب عبيد اللّه (1).

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عثمان بن أبي منصور، و أبو العلاء صاعد بن عبد الوهاب بن عبد الصمد بن موسى، قالا: أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف (2)،أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الشيرازي، نا عمر بن يحيى الأردبيلي، نا عبد اللّه بن القاسم، نا عمرو بن الحسن بن نصر، نا محمد بن أبي سكينة، نا ابن أبي روّاد، عن أبيه، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: ذكرت حديثا رواه ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«ما حقّ امرئ مسلم يبيت ثلاث ليال إلاّ و وصيته مكتوبة عند رأسه»[2225].

قال: فدعوت بدواة و قرطاس لأكتب وصيّتي ؟ و غلبني النّوم فنمت و لم أكتبها، فبينا أنا نائم إذ دخل داخل أبيض الثياب، حسن الوجه، طيّب الرائحة ؟ فقلت: يا هذا من أدخلك داري ؟ قال: أدخلنيها ربّها؛ قال: فقلت: من أنت ؟ قال: ملك الموت، قال:

فرعبت منه، فقال: لا ترع، إني لم أؤمر بقبض روحك؛ قال: قلت: فاكتب لي إذا براءة من النار، قال: هات دواة و قرطاسا، فمددت يدي إلى الدواة و القرطاس الذي نمت عنه و هو عند رأسي فناولته، فكتب: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، أستغفر اللّه، استغفر اللّه، حتى ملأ ظهر الكاغد و بطنه، ثم ناولنيه، فقال: هذا براءتك رحمك اللّه.

و انتبهت فزعا و دعوت بالسّراج و نظرت، فإذا القرطاس الذي نمت و هو عند رأسي مكتوب ظهره و بطنه: أستغفر اللّه.

ص: 349


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 99/4-100.
2- ترجمته في سير الأعلام 478/18.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو بكر محمد بن بشر الزّنبري، نا جعفر بن سليمان النّوفلي، نا إبراهيم بن المنذر ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنا أبو بكر بن الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان حدثني إبراهيم بن المنذر، حدّثني زيد بن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم حدّثني أبي - زاد ابن سفيان يعني عبد الرّحمن بن زيد - عن أبيه حدّثني: أن أسلم توفي و هو ابن مائة و أربع (1) عشرة سنة.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا جدّي يعقوب بن شيبة، حدّثني إبراهيم بن المنذر الحزامي ح.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد الزّهري، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا زيد بن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم حدّثني عبد الرّحمن - و في حديث يعقوب: حدثني أبي عبد الرّحمن - بن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن أسلم توفي و هو ابن أربع عشرة و مائة - زاد يعقوب: سنة - و قالا: و صلّى عليه مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد [بن علي] (2)-قراءة - أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد بن عيسى السّكري، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي محمد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة ثمانين فيها توفي أسلم مولى عمر.

ص: 350


1- بالأصل: و أربعة عشر.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.

695 - أسلم بن محمد بن سلامة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن

أبو دفافة الكنانيّ العمّانيّ (1)

من أهل عمّان (2)،مدينة البلقاء.

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي عطاء (3) السائب بن أحمد بن حفص العمّاني المخزومي، و محمد بن هارون بن بكار، و عبد اللّه بن محمد بن جعفر القزويني القاضي.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و أبو بكر أحمد بن صافي التّنّيسي مولى الحباب بن رحيم البزّار.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد، نا أبي أبو الحسين، نا أبو دفافة أسلم بن محمد العمّاني - بدمشق - نا أبو عطاء السائب بن أحمد بن حفص بن عمر بن صالح بن عطاء بن السائب، عن جدّي حفص بن عمر بن صالح بن عطاء بن السائب المخزومي، عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إن ثلاثة نفر أووا إلى غار...» و ذكر حديث الغار بطوله لم يزد على هذا[2226].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد، و عقيل بن عبيد اللّه قالا: أنا أبو الحسين الرازي حدثني أبو دفافة حدّثني أبو عطاء السائب بن أحمد، أخبرني أبي أحمد بن حفص، و السائب بن عمر، عن جدّي حفص بن عمر، عن الزّهري قال: كان أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني يقول: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: و اللّه إني لأعلم الناس بكلّ فتنة هي كائنة فيما بيني و بين الساعة، و ما بي أن يكون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أسر إليّ في ذلك شيئا لم يحدّثه غيري، و لكنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال و هو يحدّث مجلسا أنا فيهم عن الفتن، فقال

ص: 351


1- ترجم له ياقوت في معجم البلدان «عمان».
2- عمّان: بلد في طرف الشام و كانت قصبة أرض البلقاء. و البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام و وادي القرى (معجم البلدان).
3- في معجم البلدان: عن عطاء بن السائب بن أحمد...

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو يعدّ الفتن:«منهنّ ثلاث لا يكدن يذرن شيئا و منهنّ فتن كرياح الصّيف منها صغار و منها كبار»[2227].

قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلّهم غيري.

أخبرنا أبو محمد السّلمي عن عبد العزيز بن أحمد التّيمي، أنا مكّي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و أبو دفافة - يعني - مات سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة، خالفه الرازي في ذلك.

أخبرنا بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من سمع منه بدمشق: أبو دفافة أسلم بن محمد بن سلامة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الكناني مات سنة خمس - يعني - و عشرين و ثلاثمائة (1).

ص: 352


1- انظر معجم البلدان «عمان»152/4.

ذكر من اسمه إسماعيل

حرف الألف في آباء من يسمى إسماعيل

ذكر من اسم أبيه أحمد ممّن اسمه إسماعيل
696 - إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الواسطي

696 - إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الواسطي (1)

سمع بدمشق: أبا هبيرة محمد بن الوليد الدّمشقي، و ببيروت: عباس بن الوليد بن مزيد العذري.

روى عنه: أبو عمرو عثمان بن أحمد الدّقّاق المعروف بابن السّمّاك (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد الرّزاز، نا عثمان بن أحمد الدّقّاق، نا إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الواسطي، حدّثني أبو هبيرة الدّمشقي، نا سلامة بن بشر، عن يزيد بن السّمط ، عن الأوزاعي، عن الزّهري، عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم كان يشير في الصلاة (3).

قالا: و قال لنا أبو بكر الخطيب (4):إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الواسطي، حدّث ببغداد عن أبي هبيرة الدّمشقي، و عباس بن الوليد البيروتي. روى عنه أبو عمرو [بن السّماك] (5).

ص: 353


1- ترجمته في تاريخ بغداد 293/6.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 444/15(255).
3- يعني باصبعه السباحة في التشهد.
4- انظر تاريخ بغداد 293/6.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانبه علامة صح.
697 - إسماعيل بن أحمد بن أيّوب بن الوليد بن هارون

أبو الحسن البالسي (1) الخيزراني (2)(3)

سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و بالرّقّة أبا الفضل محمد بن علي بن الحسين بن حرب قاضي الرّقّة، و أبا بكر بن فروخ الرّافقي، و ببالس: أبا القاسم جعفر بن سهل بن الحسن القاضي، و أباه أحمد بن أيوب الزّيّات. و عبد اللّه بن أحمد البغدادي الصّفّار، و أبا عمران موسى بن عيسى بن إسماعيل الخابوري (4)،و أبا العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن بكر البالسي، و أبا الحسن أحمد بن محمد الرّشيدي، و بحلب: محمد بن عيسى الأطروش، و أبا الفضل العباس بن الفضل الدّيباجي، و أبا الحسن الخليل بن محمد بن سعيد الصّيمري، و أبا إسحاق إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري، و أبا العباس الوليد بن عبد العزيز بن أبان الأنطاكي، و جماعة سواهم.

روى عنه أبو الفرج عبيد اللّه (5) بن محمد بن يوسف المراغي النحوي، و أبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني، أنا أبو بكر محمد بن الحسن الشّيرازي، نا أبو الحسن إسماعيل بن أحمد بن أيوب الخيزراني، نا أبو القاسم جعفر بن سهل، نا أحمد بن سليمان، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا ابن المبارك، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«كل مسكر حرام و كل مسكر خمر»[2228].

698 - إسماعيل بن أحمد بن عبد اللّه

أبو الفضل الجرجاني الصّوفي

قدم دمشق و حدّث بها عن: أبي بكر الإسماعيلي، و أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن

ص: 354


1- هذه النسبة إلى بالس، بكسر اللام، بلدة بالشام بين حلب و الرقة (ياقوت).
2- هذه النسبة إلى الخيزران بفتح الخاء و سكون الياء و ضم الزاي، إلى الخيزران.
3- ترجم له ياقوت في معجم البلدان «بالس» و ابن العديم في بغية الطلب 1616/4.
4- هذه النسبة إلى الخابور و هو نهر كبير بنواحي الجزيرة بين الموصل و الرقة عليه قرى كثيرة و بليدات (الأنساب).
5- في بغية الطلب:«عبد اللّه».

محمد شيرويه النّسوي (1).

روى عنه أبو الحسن الحنّائي. و عبد العزيز الكتّاني، و أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين الرازي السّمّان (2).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الفضل إسماعيل بن أحمد الجرجاني - قدم علينا، قراءة عليه في دار أبي محمد بن أبي نصر - نا الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن وائل بن داود، عن يزيد البهي، عن الزّبير بن العوّام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«باركت لأمتي في صحابتي، فلا تسلبهم البركة. و باركت لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبهم البركة، و أجمعهم عليه فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، اللّهمّ أعز عمر بن الخطاب و صبّر عثمان بن عفان، و وفّق علي بن أبي طالب، و اغفر لطلحة، و ثبّت الزبير و سلّم سعدا، و وقّر عبد الرّحمن، و ألحق بي السابقين الأوّلين من المهاجرين و الأنصار و التابعين بإحسان»[2229].

أخبرناه عاليا أبو الوفاء أحمد بن طفر بن أحمد، و ابن عمه أبو رجاء محمود بن يحيى بن أحمد الثقفيان، قالا: أنا ابن عم أبينا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد، نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي (3)-بنيسابور - أنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى بن أخي هنّاد، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن وائل بن داود، عن يزيد البهي، عن الزبير بن العوّام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ إنّك باركت لأمّتي في صحابتي فلا تسلبهم البركة، و باركت لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبه البركة و أجمعهم عليه، و لا تنشر أمره فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، اللّهمّ و أعز عمر بن الخطاب و صبّر عثمان بن عفان، و وفّق عليا، و اغفر لطلحة، و ثبّت الزبير، و سلّم سعدا، و وقّر عبد الرّحمن و ألحق بي السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار و التابعين بإحسان رضي اللّه عنهم»[2230].

ص: 355


1- ترجمته في سير الأعلام 402/16(290).
2- ترجمته في سير الأعلام 55/18(26).
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس.
699 - إسماعيل بن أحمد بن عبيد اللّه بن خلف - و يقال: خالد -

أبو إبراهيم البخاري الكرمينيّ (1) الكندقيّ

قدم دمشق راجعا من الحج. و حدّث بها عن الحاكم أبي الحسن أحمد بن محمد بن محمد البخاري الفقيه، و أمة السلام بنت أحمد بن كامل، و أحمد بن جعفر البغدادي.

روى عنه: عبد العزيز بن أحمد، و علي بن الخضر السّلمي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن عبيد اللّه بن خالد الكرمينيّ الكندقي - قدم علينا من لفظه - نا استاذي الحاكم أبو الحسن أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن البخاري، أنا أبي، أنا أبو القاسم أحمد بن حم (2) الصّفّار، نا نصر بن يحيى، نا أبو سليمان - و هو الجوزجاني - نا محمد - و هو ابن الحسن - عن أبي حنيفة، عن حمّاد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من رابط يوما في سبيل اللّه كان كصيام شهر و قيامه، و أجير من فتنة القبر، و أجري عليه عمله إلى يوم القيامة»[2231].

حدّثني أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي القيسي، أنا محمد بن علي بن الخضر، أنا أبي أبو الحسن، أنا الشيخ الثقة أبو إبراهيم إسماعيل بن عبيد اللّه بن خلف البخاري - قدم علينا دمشق راجعا من الحجاز - قال: أخبرتنا أم الفتح: بحديث ذكره.

700 - إسماعيل بن أحمد بن عبد المؤمن

ابن إسماعيل بن مشكان خرّزاد (3) بن أبي حازم

حدّث ببيروت عن: أبيه، و محمد بن هاشم البعلبكي.

روى عنه: أبو يعلى عبد اللّه بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة الصيداوي، و أبو

ص: 356


1- ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى كرمينية إحدى بلاد ما وراء النهر، على ثمانية عشر فرسخا من بخارى.
2- كذا بالأصل.
3- بالأصل «خوراذ» تحريف و الصواب عن م، انظر مختصر ابن منظور 333/4 و قد تقدم نسبه في أثناء ترجمة ابنه إبراهيم في كتابنا (ترجمة:366).

الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري، و أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني، و ابنه إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد.

أخبرنا أبو غالب (1) بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل السّلمي، نا إسماعيل بن أبي حازم ببيروت، نا محمد بن هاشم البعلبكّي، نا محمد بن شعيب، عن سعيد بن خالد قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من حرس على ساحل البحر ليلة، كان أفضل من عبادة رجل في أهله ألف سنة [كلّ سنة] (2) ثلاثمائة و ستون يوما، كل يوم كألف سنة»[2232].

و ذكر أبو بكر الخطيب فيما أنبأنيه أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب: أنه أحمد بن أبي حازم بالحاء، و ما أراه صنع شيئا.

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه ببيروت في طبقة مكحول البيروتي: إسماعيل بن أحمد بن أبي حازم.

701 - إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث

أبو القاسم، بن أبي بكر السمرقندي (3)

ولد بدمشق و سمع بها أبا بكر الخطيب، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا نصر بن طلاّب، و عبد العزيز الكتاني، و عبد الدائم القطان، و أبا العباس بن قبيس، و غيرهم.

ثم خرج إلى بغداد فاستوطنها إلى أن مات بها و أدرك بها إسنادا حسنا، و سمع بها أبا الحسين بن النّقّور، و أبا منصور بن غالب العطّار، و أبا القاسم بن البسري، و جماعة سواهم من أصحاب المخلّص فمن دونهم، و كان مكثرا ثقة، صاحب نسخ و أصول، و كان دلالا في الكتب.

و سمعته غير مرة يقول: أنا أبو هريرة في ابن النّقّور، يعني لكثرة ملازمته له

ص: 357


1- بالأصل: أخبرنا على أبي غالب و في م: قرأت على أبي غالب.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور، و هي مستدركة أيضا فيه بين معكوفتين.
3- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 1617/4 و الوافي بالوفيات 88/9 و سير أعلام النبلاء 28/20(13) و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و سماعه منه، فقلّ جزء قرئ على ابن النّقّور إلاّ و قد سمعه منه مرارا.

و بقي إلى أن خلت بغداد و صار محدّثها كثرة و إسنادا، حتى صار يطلب العوض على التسميع بعد رغبته - كانت - إلى أصحاب الحديث في السماع و حرصه على إسماع ما عنده، و أملى في جامع المنصور زيادة على ثلاثمائة مجلس في الجمعات بعد الصلاة في البقعة المنسوبة إلى عبد اللّه بن أحمد بن حنبل.

و كان مبخوتا في بيع الكتب، باع مرة صحيح البخاري، و صحيح مسلم في مجلدة لطيفة بخط أبي عبد اللّه الصّوريّ الحافظ بعشرين دينارا؛ و قال لي: وقعت على هذه المجلدة بقيراط ، لأني اشتريتها و كتابا آخر معها بدينار و قيراط ، فبعت ذلك الكتاب بدينار و بقيت هذه المجلدة بقيراط .

و كان قد قدم دمشق سنة نيّف و ثمانين زائرا لبيت المقدس، فزارها و سمع بها من جماعة، و سمع بدمشق نصر بن إبراهيم المقدسي، و حدّث بدمشق في دار أبي الحسن بن أبي الحديد، فسمع منه أبو الحسين بن أبي الحديد، و أبو محمد بن صابر، ثم رجع إلى بغداد (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ببغداد، أنا أبو بكر الخطيب - بدمشق، في شهر ربيع الآخر سنة ثمان و خمسين و أربعمائة - أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازي، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل - إملاء في ربيع الأول سنة ثلاثين و ثلاثمائة - نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة قال: كنا حجّاجا فوجدت سوطا فأخذته فقال لي القوم: ألقه فلعله لرجل مسلم، قال: قلت أ و ليس آخذه فأمسكه خير من أن يأكله ذيب ؟ فلقيت أبيّ بن كعب فذكرت له ذلك، فقال: قد أحسنت، ثم قال: التقطت صرّة فيها مائة دينار فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم فذكرت له ذلك فقال:«عرّفها حولا» ثم أتيته فقلت: قد عرّفتها حولا. فقال لي:«عرّفها سنة» فقلت: قد عرّفتها سنة، قال:«فعرّفها سنة أخرى» ثم أتيته صلّى اللّه عليه و سلم فقلت: قد عرّفتها فقال:«انتفع بها ثم احفظ وكاءها و خرقتها (2) و احصر

ص: 358


1- بغية الطلب 1620/4-1621 نقلا عن ابن عساكر.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن م، و انظر مسند أحمد.

عددها فإن جاء صاحبها» (1) قال جرير: قال شيئا لا أحفظه[2233].

حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن السمعاني الفقيه قال: سألت أبا القاسم بن السمرقندي عن ولاده فقال: يوم الجمعة وقت الصّلاة الرابع من شهر رمضان سنة أربع و خمسين و أربعمائة بدمشق (2)،- و أظن أني قد سمعت منه ذكر مولده-.

كتب إليّ أبو سعد بن السمعاني يذكر أن أبا القاسم بن السمرقندي توفي ليلة الثلاثاء و دفن ضحوة يوم الأربعاء السابع (3) و العشرين من ذي القعدة سنة ست و ثلاثين و خمسمائة، و دفن بمقبرة الشهداء من غربي بغداد (4).

702 - إسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز

أبو سعيد الجرجاني الخلاّل الورّاق (5)

نزيل نيسابور رحل و سمع بدمشق جماهر بن محمد الزملكاني، و محمد بن الفيض، و محمد بن صالح بن أبي عصمة، و بغيرها: أبا العباس بن قتيبة، و محمد بن يحيى بن رزين الحمصي العطّار، و عمران بن موسى الجرجاني، و أبا بكر بن خزيمة، و أبا العباس السّرّاج، و حامد بن محمد بن شعيب، و الهيثم بن خلف، و عبد اللّه بن زيدان الكوفي، و محمد بن الحسين بن مكرم، و زكريا بن يحيى الساجي البصريين، و أبا يعلى الموصلي، و الحسين بن عبد اللّه الرّقّي، و أبا جعفر الطّحاوي، و علي بن أحمد بن سليمان علاّن، و محمد بن المسيّب الأرغياني، و أبا بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، و أبا الفضل جعفر بن محمد بن الصباح الجرجرائي، و موسى بن عبد اللّه بن وردان المصري، و غيرهم.

روى عنه: أبو بكر الجوزقي، و الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الجارود، و أبو سعد شعيب بن محمد الشّعيبي، و أبو الحسين

ص: 359


1- انظر الحديث في مسند أحمد بن حنبل 127/5.
2- بغية الطلب 1619/4.
3- في بغية الطلب 1622/4 الثامن و العشرين.
4- في بغية الطلب: و دفن... بباب حرب في مقابر الشهداء.
5- ترجمته في بغية الطلب 1622/4 و تاريخ جرجان للسهمي ص 151.

محمد بن محمد بن يعقوب الحجّاجي - و هو من أقرانه - و أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا محمد بن عبد اللّه الجوزقي، أخبرني إسماعيل بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى ح.

و أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أنا حيوة، أخبرني أبو صخر عن ابن قسيط ، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد و ينظر في سواد و يبرك في سواد فأتي به ليضحّي به قال:«عائشة هلمي المدية» ثم قال:«اشحذيها بحجر» ففعلت، فأخذها - و في حديث ابن المقرئ:

فأخذ - و أخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال - و في حديث ابن المقرئ فقال-: «بسم اللّه، اللّهمّ تقبّل عن محمد و آل محمد»- و في حديث ابن المقرئ: من محمد و من أمة محمد صلّى اللّه عليه و سلم - ثم ضحى به[2234].

أخبرنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي، و أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن إسماعيل الطبيب، و أبو محمد عبد الرشيد بن عثمان بن أبي بكر الماليني الفامي، و أبو الفضل عبد القدوس بن إسماعيل بن أبي عاصم، و أبو الفتح فضل اللّه بن نصر بن عبد اللّه بن عبد الصمد الشّيباني القلانسي - بهراة - قالوا:

أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد العميري الفقيه، أنا أبو سعد شعيب بن محمد الشّعيبي، نا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز الخلالي، أنا أبو الحسن محمد بن الفيض الغسّاني الدّمشقي بها، نا هشام بن خالد، نا الوليد بن مسلم، حدثني زهير بن محمد، عن منصور بن عبد الرّحمن، عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلم إذا رأى ما يحبّ قال:«الحمد للّه الذي بنعمته تتمّ الصالحات» و إذا رأى ما يكره قال:«الحمد للّه على كلّ حال»[2235].

قرأت على أبي قاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

ص: 360


1- بغية الطلب 1624/4 نقلا عن ابن عساكر و سقط منه بعض الأسماء.

سمعت إسماعيل بن أحمد الجرجاني يقول: حدثنا جماهر بن محمد الغسّاني - بدمشق - نا محمود بن خالد، نا الوليد بن مسلم قال: سألت عبد اللّه بن المبارك عن قول اللّه عز و جل: وَ سَلاٰمٌ عَلىٰ عِبٰادِهِ الَّذِينَ اصْطَفىٰ (1) قال: هم، كما كان سفيان الثوري يقول: هم أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي في تاريخ جرجان قال (2):

إسماعيل بن أحمد بن محمد الجرجاني الخلالي، نزيل نيسابور. روى عن ابن قتيبة العسقلاني و غيره من أهل الشام، و زكريا السّاجي.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، قال: قال لنا أبو عبد اللّه الحافظ : إسماعيل بن أحمد بن محمد التاجر أبو سعيد الخلاّلي الجرجاني سكن نيسابور، و بها ولد له، و بها مات - رحمه اللّه-.

و كان أحد الجوّالين في طلب الحديث و الورّاقين في بلاد الدنيا، و المفيدين؛ سمع في بلده و نيسابور و ببغداد و بالكوفة و البصرة و الجزيرة و الشام و مصر، و ذكر بعض مشايخه: انتقى عليه أبو علي الحافظ : ثم عقدت له المجلس بعد وفاته؛ و كان يملي من أصوله، و كان يحسن إلى أهل العلم و يقوم بحوائجهم، فإنه صار بتجارته موسّعا عليه (3).

توفي بنيسابور يوم الخميس السابع عشر من صفر سنة أربع و ستين و ثلاثمائة، و هو ابن سبع و ثمانين سنة، و دفن من يومه العشية (4).

703 - إسماعيل بن أحمد بن محمد

703 - إسماعيل بن أحمد بن محمد (5)

أبو البركات بن أبي سعد الصّوفي، المعروف بشيخ الشيوخ

كان أبوه من أهل نيسابور، و استوطن بغداد. و ولد له أبو البركات بها، و سمع أبو

ص: 361


1- سورة النمل، الآية:59.
2- تاريخ جرجان ص 151.
3- بغية الطلب 1623/4-1624.
4- بغية الطلب و زيد فيه: في مقبرة باب معمر.
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 85/9 و سير أعلام النبلاء 160/20 و انظر بحاشيتهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و زيد في نسبه في بغية الطلب 1625/4: بن دوست دادا.

البركات محمدا (1) الكوفي، و أبا علي إسماعيل بن علي الجاجرميّ ، و أبا الخطاب نصر بن البطر، و أبا القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن بنت السكري، و أبا نصر و أبا الفوارس الزينبيين، و أبا منصور بن العطّار، و أبا محمد رزق اللّه بن عبد الوهاب، و مالكا البانياسي، و أبا القاسم علي بن مسعدة الجرجاني، و أبا الفضل بن خيرون، و أبا بكر الطّريثيثي.

كتبت عنه شيئا يسيرا، و كان قدم دمشق لزيارة بيت المقدس، و نزل في دويرة السميساطي (2).

أخبرنا أبو البركات بن أبي سعد - ببغداد - أنا القاضي أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب المعدّل - قراءة عليه - أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا بحر بن نصر الخولاني - بمصر - نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد ربه بن سعيد حدثه عن أبي سلمة، عن أبي قتادة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«الرّؤيا الصالحة من اللّه عزّ و جلّ ، و الرّؤيا السّوء من الشّيطان؛ من رأى رؤيا فكره منها شيئا فلينفث عن يساره ثلاثا و ليتعوّذ باللّه من الشّيطان فإنها لا تضرّه، و لا يخبر بها أحدا، و إن رأى رؤيا حسنة فليستبشر و لا يخبر بها إلاّ من يحب»[2236].

حدثنا أبو سعد بن السمعاني، قال: سألت شيخ الشيوخ أبا البركات عن مولده فقال: في جمادى الآخرة سنة خمس و ستين و أربعمائة، و مات ليلة الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى سنة إحدى و أربعين و خمسمائة ببغداد (3).

704 - إسماعيل بن أبان بن محمد بن حويّ

أبو محمد، السّكسكي البتلهي (4)

روى عن أبي مسهر، و أحمد بن حنبل، و أبي مصعب الزّهري، و خطاب بن

ص: 362


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح «على الهامش محمد».
2- بغية الطلب 1626/4-1627 نقلا عن ابن عساكر.
3- بغية الطلب 1628/4.
4- هذه النسبة إلى بيت لهيا: قرية في غوطة دمشق.(معجم البلدان) و ترجم له ياقوت.

عثمان، و نوح بن عمرو (1) بن حوي، و أبي محمد شيبة بن الوليد القرشي، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه، و أبي مالك حمّاد بن مالك، و سليمان بن عبد الرّحمن، و محمد بن عائذ.

روى عنه أحمد بن المعلّى، و محمد بن جعفر بن محمد بن ملاّس، و أبو الحسن بن جوصا، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و صاعد بن عبد الرّحمن البرّاد، و محمد بن بكّار بن يزيد السّكسكي، و أبو الجهم بن طلاّب، و العباس بن الوليد بن مزيد - و هو من أقرانه - و أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أحمد بن المعلّى، حدثني إسماعيل بن أبان و أحمد بن عبد الواحد قالا، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن أوس بن أوس الثّقفي، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من غسل و اغتسل و غدا و ابتكر، و دنا و لم يلغ، كان له بكلّ خطوة مشاها عمل سنة صيامها و قيامها»[2237].

قال سعيد: غسل رأسه، و اغتسل جسده.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن الحنّائي، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا عبد السلام بن عتيق، و إسماعيل بن أبان بن حوي، و ابن عمرو، قالوا: أنا أبو مسهر، نا إسماعيل، أنا الأوزاعي، أخبرني الزّهري، عن عروة، عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلم أن أبا بكر دخل عليها و عندها جاريتان في أيام منى تغنيان. الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو نصر بن الجبّان، نا عبد الوهاب بن الحسن، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، نا إسماعيل بن أبان بن حوي، نا أبو مسهر، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: جنّة العالم قوله: لا أدري، فإذا أضاعها أصيبت مقاتله.

ص: 363


1- في معجم البلدان:«عمر».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، قال: أجاز لنا أبو الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: إسماعيل بن أبان بن حويّ شيخ من أهل الشام يروي عن أبي مسهر و غيره، حدّث عنه أحمد بن عمير بن جوصا.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أمّا حويّ - بحاء مهملة مضمومة و آخره ياء مشددة - إسماعيل بن أبان بن حويّ شيخ شامي يروي عن أبي مسهر و غيره، روى عنه أحمد بن عمير بن جوصا.

ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما أخبره به أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، أنا محمد بن إبراهيم بن مروان، قال: قال عمرو بن دحيم: هو من بيت لهيا، مات بها يوم الثلاثاء لثلاث عشرة (2) ليلة خلت من ذي الحجة (3) سنة ثلاث و ستين و مائتين.

ص: 364


1- الإكمال لابن ماكولا 574/2.
2- بالأصل «عشر».
3- في معجم البلدان: ذي القعدة.
ذكر من اسم أبيه إبراهيم ممن يسمّى إسماعيل
705 - إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إسحاق

أبو الحارث المرّيّ الدّمشقيّ

حكى عن القاسم بن أحمد بن لواز الدمشقي.

حكى عنه أبو الحسين الرازي.

و نقلت نسبه من خط أبي محمد بن صابر.

706 - إسماعيل بن إبراهيم بن إسحاق

أبو الحارث المرّيّ

حكى عن شيوخه الدمشقيين.

حكى عنه أبو الحسين الرازي. هو الذي تقدم، أخلّ بذكر أحمد و محمد من نسبه.

707 - إسماعيل بن إبراهيم بن بسّام

أبو إبراهيم التّرجماني (1)

سمع بدمشق: أبا الحارث إسحاق صاحب أبي الدّرداء، و واثلة بن الأسقع،

ص: 365


1- ترجمته في تاريخ بغداد 264/6 و تهذيب التهذيب 173/1 و الوافي بالوفيات 3994/9 له ذكر في سير الأعلام 102/11. و الترجماني بفتح التاء و سكون الراء و ضم الجيم كما في الأنساب هذه النسبة إلى الترجمان اسم لجد أحد المنتسبين إليه. ذكره السمعاني و ترجم له.

و شعيب بن إسحاق، و أبا الخطاب، معروفا الخياط ، و حدّث عن خديج بن معاوية، و يحيى بن سعيد الأموي، و شعيب بن صفوان، و هشيم بن بشير، و عمر بن عبد الرّحمن الأبّار، و أبي عوانة، و بقية بن الوليد، و سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي، و روّاد بن الجرّاح العسقلاني.

روى عنه محمد بن سعد - كاتب الواقدي - و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن الفضل الدارمي السّمرقندي، و محمد بن الحسين البرجلاني (1)،و أبو زرعة الرازي، و أبو طالب عبد اللّه بن أحمد بن سوادة، و أحمد بن أبي خيثمة، و أبو القاسم البغوي، و أحمد بن الحسن الصّوفي، و سهل بن علي الدّوري، و إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرّمي (2)،و أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن أبان السّرّاج (3)، و عمر بن عبد العزيز شيخ النسائي، و محمد بن علي بن شعيب السّمسار.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد الزّهري، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرّمي، نا أبو إبراهيم التّرجماني، نا شعيب بن صفوان، عن أبي بلج (4)،عن عمرو بن ميمون، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من قال اللّه أكبر، لا إله إلاّ اللّه، و سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، كفّر اللّه عنه خطاياه، و لو كانت مثل زبد البحر»[2238].

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير - المعروف بابن لؤلؤ - أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن أبان السّرّاج، نا أبو إبراهيم التّرجمانيّ ، نا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن قاضي أهل فلسطين قال: سمعت عبد الرّحمن بن عوف يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«ثلاثا - و الذي نفسي بيده - إن كنت لحالفا عليهنّ : ما نقص مال من صدقة فتصدّقوا، و لا يعفو عبد عن مظلمة يريد بها وجه اللّه إلاّ رفعه اللّه بها يوم

ص: 366


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى برجلان قرية من قرى واسط .
2- هذه النسبة إلى المخرم، محلة ببغداد مشهورة، و في الأنساب: إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن أيوب.
3- ترجمته في سير الأعلام 222/14(124).
4- انظر تقريب التهذيب.

القيامة، و لا يفتح رجل على نفسه باب مسألة إلاّ فتح اللّه عليه باب فقر»[2239].

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم الكوكبي، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا التّرجمانيّ - يعني أبا إبراهيم - نا أبو الحارث إسحاق مولى بني هبّار القرشي - و سمعت من هذا الشيخ بدمشق - قال: رأيت خالد بن الحواري رجلا من الحبشة و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم يوصي أهله، فلما فرغ حضره الموت فقال:

اغسلوني غسلتين: غسلا للجنابة و غسلا للموت.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (1):في تسمية أهل بغداد: إسماعيل بن إبراهيم بن بسام التّرجماني و يكنى أبا إبراهيم، من أبناء (2) أهل خراسان، و منزله نحو صحراء أبي السّريّ . روى عن هشيم، و عن العطّاف بن خالد، و عبد العزيز الماجشون، و خلف بن خليفة، و صالح المرّي، و غيرهم. و قد روى عن شريك أيضا، و توفي ببغداد لخمس ليال خلون من [المحرم] (3) سنة ست و ثلاثين و مائتين، و شهده ناس كثير، و كان صاحب سنّة، و فضل و خير كثير (4).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطيوري، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا:

أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (5):إسماعيل بن إبراهيم، أبو إبراهيم التّرجماني، كان ببغداد سمع عمر الأبّار.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم

ص: 367


1- طبقات ابن سعد 358/7.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن ابن سعد.
4- ليست في ابن سعد.
5- التاريخ الكبير 1/قسم 342/1.

التّرجماني سمع عمر الأبّار و شعيب بن صفوان، و هشيما.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، نا محمد بن علي الصوري ح.

و قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكي، أنا أبو حاتم الوائلي، قالا: أنا الخصيب بن عبد اللّه، حدثني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب قال: قال لي أبي أبو عبد الرّحمن: أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني ليس به بأس.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):

إسماعيل بن إبراهيم بن بسّام أبو إبراهيم التّرجماني. روى عن خديج (2) بن معاوية و يحيى بن سعيد الأموي، و شعيب بن صفوان، روى عنه أبو زرعة. و سمعت أبي يقول: هو شيخ.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

إسماعيل بن إبراهيم، أبو إبراهيم التّرجماني بغدادي قدم مصر، و كتب عنه بها. و خرج عنها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، أبو إبراهيم الترجماني. سمع شعيب بن صفوان التّميمي، و إسماعيل بن عياش، و عامر بن يساف. و صالحا المرّي، و عيسى بن يونس، و بقية بن الوليد، و داود بن الزبرقان، و هشيم بن بشير، و أبا حفص الأبّار. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و صالح بن محمد جزرة، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفي، و غيرهم.

ص: 368


1- الجرح و التعديل 1/قسم 157/1.
2- في الجرح و التعديل: حديج.
3- تاريخ بغداد 264/6.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعيد بن أبي عمرو ح.

و أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور الخيروني، أنا أبو بكر الخطيب (1)،قال:

و أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: رأيت أبا إبراهيم جاء يوما فسلّم على أبي فقال لي:

إيش يحدّث ؟ فقلت: يحدّث عن شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير: أن شجرة الزقوم طعام الأثيم. قال: الأثيم أبو جهل. فكتبه و كتب معه أحاديث. قال الخطيب (2):و أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي - ببغداد - و عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال - بصور - قالا: أنا عمر بن محمد بن علي الناقد، نا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفي. قال: قال لي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال لي أبي: اذهب إلى أبي إبراهيم التّرجماني فاقرئه السلام و قل له: وجّه إليّ بكتاب شعيب بن صفوان قال: فجئت إليه فأقرأته من أبي السّلام و قلت له: قال لك أبي: ابعث إليّ بكتاب شعيب بن صفوان؛ قال: نعم، يا أبا مسعود أخرج كتاب شعيب بن صفوان، قال: فأخرجه فدفعه إليّ ، قال: فجئت به إلى أبي، قال: فجعل ينظر فيه، قال: ثم قال: ما رأيت أحسن من هذه الأحاديث، اكتب، قال: فجعل ينتقي و يملي عليّ ، قال: ثم ذهب أبي و ذهبت معه إلى أبي إبراهيم فقرأها علينا. قال: و أنا أبو سعيد الصيرفي، نا محمد بن يعقوب الأصم، نا عبد اللّه بن أحمد، قال: سألت أبي عن [أبي] (3) إبراهيم التّرجماني ؟ فقال: كان مع أبي (4) أيوب و ليس به بأس. قال: و أنا عبيد اللّه (5) بن عمر الواعظ ، نا أبي، نا عبد اللّه بن سليمان - هو الفامي - قال: قال عبد اللّه بن أحمد: سألت يحيى بن معين عن أبي إبراهيم التّرجماني فقال: ليس به بأس، قال: و أنا أحمد بن محمد العتيقي، أنا محمد بن عدي البصري - في كتابه - نا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود، عن [أبي] (6) إبراهيم التّرجماني فقال: لا بأس به.

ص: 369


1- انظر تاريخ بغداد 264/6.
2- انظر تاريخ بغداد 264/6.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
4- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
5- تاريخ بغداد: عبد اللّه.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.

قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة خمس و ثلاثين و مائتين - مات عبد الرّحمن بن صالح و مردويه الصائغ و محمد بن حاتم السمين، و إسماعيل التّرجماني، ماتوا في هذه السنة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، نا عبيد بن محمد بن خلف البزار، قال: مات أبو إبراهيم التّرجماني في سنة خمس و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا الحسن بن محمد بن السكن ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن الحسين القطان، أنا جعفر بن محمد الخلدي (2)،قالا: نا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي (3) قال: سنة ست و ثلاثين و مائتين فيها مات أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني.

و أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر قال (4):قرأت على البرقاني، عن إبراهيم بن محمد المزكّي، أنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: و مات أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بن بسّام - ببغداد - لست خلون من المحرّم سنة ست و ثلاثين و مائتين. و كذا ذكر موسى بن هارون الحمال و زاد: يوم الأحد، و دفن من يومه قبل الظهر.

708 - إسماعيل بن إبراهيم بن زياد

حكى عن عبد العزيز المطرّز.

ص: 370


1- تاريخ بغداد 265/6.
2- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد 265/6 الخالدي.
3- ترجمته في سير الأعلام 41/14.
4- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد 265/6 الخالدي.

حكى عنه: أبو بكر بن البراني (1).

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا تمام بن محمد، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البراني، نا إسماعيل بن زياد، نا المطرّز، نا قاسم بن عثمان، قال: كنت أبيت في المسجد في المأذنة الشرقية فكتب إليّ في المسجد عجائب، فقمت ليلة فإذا بحيّة من المقام إلى المسجد، و خرجت ليلة أريد أتهيأ للصلاة من باب الدرج فإذا بشيء قد دفع الباب فدافعته فغلبني فدخل من الباب فأخذ في الصحن و خرجت أنا.

قال: و سمعت قاسم بن عثمان، قال: و كنت أبيت في المسجد و كنت أسمع في الليل - غير ليلة - بفرق باب الفراديس يقول: طق، و انفتح الباب، فدخل شخص في المسجد فأجيء إلى الباب فأخذه مفرقا.

709 - إسماعيل بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس

أبو الفضل بن أبي الحسين بن أبي الجنّ الحسني (2)

ولي قضاء دمشق و خطابتها بعد أبيه أبي الحسين إبراهيم بن العباس، من قبل أبي القاسم عبد الحاكم بن وهيب بن عبد الرّحمن قاضي قضاة أبي تميم معدّ.

سمع أبا الحسين بن أبي نصر.

و سمع منه شيخنا أبو محمد بن صابر.

و قد أدركته و كان جارنا و دخلت عليه داره، و لم يقض لي السماع منه.

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنا الشريف القاضي أبو الفضل إسماعيل بن إبراهيم بن العباس الحسيني (3) سنة خمس و تسعين و أربعمائة ح.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس، قالا: أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر التميمي (4)،أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن

ص: 371


1- كذا بالأصل «البراني» بالنون، و لم أجده.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 9/ترجمة 3980.
3- كذا، تقدم في بداية الترجمة «الحسني».
4- ترجمته في سير الأعلام 648/17(438).

يوسف بن فارس الميانجي (1) أنا (2) أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي (3)،نا هريم بن عبد الأعلى بن الفرات الأسدي أبو حمزة، نا المعتمر قال:

سمعت أبي يذكر عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: لما نزلت يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ إلى قوله وَ أَنْتُمْ لاٰ تَشْعُرُونَ (4) قال: قال ثابت بن قيس: أنا و اللّه الذي كنت أرفع صوتي عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و إني أخشى أن يكون اللّه قد غضب عليّ .

قال: فحزن و اصفرّ، قال: ففقده النبي صلّى اللّه عليه و سلم فسأل عنه، فقيل: يا نبيّ اللّه، يقول:

أخشى أن أكون من أهل النار، كنت أرفع صوتي عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم: فقال نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«بل هو من أهل الجنة»[2240].

قال: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجلا (5) من أهل الجنة. رواه مسلم (6) عن هريم.

ذكر أخوه أبو القاسم علي بن إبراهيم، أن أخاه أبا الفضل ولد لسبع عشرة خلت من ذي القعدة سنة عشرين و أربعمائة.

و ذكر أبو محمد بن الأكفاني، أن الشريف القاضي أبا الفضل إسماعيل بن إبراهيم بن العباس الحسيني توفي ليلة الخميس الخامس و العشرين من صفر من سنة ثلاث و خمسمائة بدمشق، و أنا أحق جنازته؛ و هكذا ذكر أبو محمد بن صابر في وفاته.

710 - إسماعيل بن إبراهيم المخلوع بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر.

ص: 372


1- ترجمته في سير الأعلام 361/16(258).
2- بالأصل «ان».
3- ترجمته في سير الأعلام 174/14(100).
4- سورة الحجرات، الآية:2.
5- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
6- صحيح مسلم كتاب الإيمان(1) باب 52 ح 187 (ج 110/1-111).
711 - إسماعيل بن أسامة

شيخ صالح.

حكى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت مناما رآه لعمير بن يوسف بن جوصا.

712 - إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن سهل

712 - إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن سهل (1)

أبو إسحاق الكوفي، المعروف بترنجة، مولى قريش (2)

نزيل مصر، سمع بالكوفة جعفر بن عون العمري، و محمد بن القاسم الأسدي، و أبا نعيم الفضل بن دكين، و خالد بن مخلد القطوانيّ ، و إسحاق بن منصور السّلولي، و طلق بن غنّام النّخعي، و محمد بن علي بن غراب الكوفيين، و بالمدينة إسماعيل بن أبي أويس، و اجتاز بدمشق و سمع بها صفوان بن صالح، و سمع بمصر سعيد بن أبي مريم.

روى عنه: أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، و عبد اللّه بن محمد بن زياد النّيسابوريان، و أبو جعفر الطحاوي (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا صفوان بن صالح، نا الوليد بن مسلم، حدثني شيبة بن الأحنف الأوزاعي، نا أبو سلام الأسود، نا أبو صالح الأشعري، عن أبي عبد اللّه الأشعري قال صلّى صلّى اللّه عليه و سلم بأصحابه، ثم جلس في طائفة منهم فدخل رجل فقام يصلّي، فجعل يركع و ينقر في سجوده فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«أ ترون هذا: من مات على هذا مات على غير ملّة محمد، نقر صلاته كما ينقر الغراب الدم، إنما مثل الذي يصلّي و يركع و ينقر في سجوده كالجائع لا يأكل إلاّ التّمرة و التّمرتين، فما ذا تغنيان عنه ؟ فأسبغوا الوضوء، ويل

ص: 373


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.
2- ترجمته في سير الأعلام 159/13.
3- اسمه أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة، صاحب التصانيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 27/15 (15).

للأعقاب من النار أتمّوا الركوع و السجود».

قال أبو صالح فقلت لأبي عبد اللّه الأشعري: من حدثك بهذا الحديث ؟ فقال:

أمراء الأجناد عمرو بن العاص و خالد بن الوليد و يزيد بن أبي سفيان و شرحبيل بن حسنة، كلّ هؤلاء سمعوه من النبي صلّى اللّه عليه و سلم[2241].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمد الطّيّان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله: أنا عبد اللّه بن محمد بن زياد، نا إسماعيل بن إسحاق بن سهل بن نصر، نا ابن أبي أويس، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«إذا نظر أحدكم إلى من فضّل عليه في المال و الخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه»[2242].

أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه بن محمد - إجازة - قال: و أنا عبد الرّحمن بن محمد، أنا الحسين بن علي بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (1):إسماعيل بن إسحاق بن سهل الكوفي نزيل مصر أبو إسحاق. روى عن خالد بن مخلد القطواني، و محمد بن القاسم الأسدي، و جعفر بن عون، و إسحاق بن منصور السّلولي، و طلق بن غنّام، كتبت عنه و هو صدوق.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو جعفر الطحاوي: فيها - يعني سنة سبعين و مائتين - مات إسماعيل بن إسحاق بن سهل الكوفي في جمادى الأولى.

وجدت بخط أبي حفص عمر بن أبي بكر الهروي المؤدب، مما نقله من خط عبد العزيز بن أبي طاهر التميمي في أسماء من أخذ عنه أبو جعفر الطحاوي العلم، قال: و توفي منهم في سنة سبعين و مائتين أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن سهل الكوفي مولى بشر بن مروان بن الحكم، و كان مولده بالكوفة و خرج منها في سنة إحدى عشرة و مائتين و كانت وفاته في جمادى الأولى منها.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدثني أبو مسعود الحافظ ،

ص: 374


1- الجرح و التعديل 1/قسم 158/1.

و أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن سهل مولى قريش، يكنى أبا إسحاق يعرف بترنجة، كوفي قدم مصر، حدّث عن أبي نعيم الفضل بن دكين و طبقة نحوه. توفي بمصر ليلة الخميس سلخ جمادى الآخرة سنة سبعين و مائتين، و كان قد فلج و ثقل لسانه قبل موته بيسير.

713 - إسماعيل بن إسحاق القاضي

و ليس بالحمّادي البغدادي، قاضي القضاة، هذا غيره. حدّث بدمشق.

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة: إسماعيل بن إسحاق القاضي.

714 - إسماعيل بن أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد

ابن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن

مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي المخزومي المدني

وفد على هشام بن عبد الملك يشكو إليه سجن أبيه حين تزوج فاطمة بنت حسن بن حسن.

روى عنه عبد العزيز بن عمران.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة - إجازة - قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الحافظ ، نا محمد بن أبان الحافظ الأصبهاني، نا محمد بن عبادة الواسطي، نا يعقوب بن محمد الزّهري، نا عبد العزيز بن عمران، نا إسماعيل بن أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم أن الوليد بن الوليد كان محبوسا بمكة، فلما أراد أن يهاجر باع مالا له يقال له الميّاقة (1)بالطائف و قال:

ص: 375


1- لم أعثر على هذا الموضع.

وليد هاجر و بع الميّاقة (1) *** و اشتر منها جملا و ناقة

ثم ارمهم بنفسك المشتاقة

فوجد غفلة من القوم عنه، فخرج هو و عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة، و سلمة بن هشام بن المغيرة، مشاة يخافون الطلب، فسعوا حتى بلّحوا (2)،و قصّر الوليد فقال:

يا قدميّ ألحقاني بالقوم *** لا تعداني بسلا بعد اليوم

فلمّا كان بحرّة الأضراس نكب فقال:

هل أنت إلاّ إصبع دميت *** و في سبيل اللّه ما لقيت (3)

فدخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المدينة فقال: يا رسول اللّه خسرت و أنا ميّت، فكفّنّي في قميصك و اجعله مما يلي جلدي، فتوفي و كفّنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في قميصه، و دخل إلى أم سلمة و بين يديها صبيّ و هي تقول (4):

أبكي الوليد بن الولي *** د أبا الوليد بن المغيرة (5)

إن (6) الوليد بن الول *** يد أبا الوليد كفى العشيرة

قد كان غيثا في السن *** ين و جعفرا (7) غدقا و ميرة

فقال:«إن كدتم لتتّخذون الوليد حنانا»، فسمّاه: عبد اللّه[2243].

ص: 376


1- بالأصل «المنياقة» و المثبت حسب الرواية المتقدمة و مختصر ابن منظور 341/4.
2- بلحوا: أعيوا (القاموس).
3- الرجز في طبقات ابن سعد 134/4 و فيه أنه لما كان الوليد بظهر الحرة عثر فانقطعت إصبعه فربطها و هو يقول، و ذكر الشعر.
4- بالأصل «و هو يقول» تحريف و الصواب ما أثبت انظر ابن سعد 133/4 و 134 و نسب قريش لمصعب الزبيري ص 329 و أسد الغابة 679/4 و انظر في هذه المصادر المتقدمة الأبيات.
5- في نسب قريش: يا عين بكّي للوليد بن الوليد بن المغيرة
6- في نسب قريش: مثل الوليد.
7- نسب قريش: و جعفرا خضلا و ميرة. و في أسد الغابة: و رحمة فينا و ميرة. و الجعفر: النهر الصغير، و كذا الكبير الواسع. و الميرة: الطعام يمتاره الإنسان و يجتلبه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي، نا الزّبير بن بكار، حدثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزّهري، عن عمومته موسى و إسماعيل و عمران بني عبد العزيز (1) قالوا: تزوج أيوب بن سلمة فاطمة بنت حسن بن حسن (2)،زوّجه إيّاها ابنها صالح (3) بن معاوية - يعني ابن عبد اللّه بن جعفر - فقام في ذلك عبد اللّه بن حسن يردّه عند خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم، فجعل أمرها إلى قاضيه محمد (4) بن صفوان الجمحيّ ، و خالد إذ ذاك و الي المدينة، فاختصما بين يديه.

فقال له عبد اللّه بن الحسن: يعني أخاها: إن هذا تزوج هذه المرأة إلى غير وليّ هي امرأة من آل حسن، و المزوّج من آل جعفر.

فأقبل عليه ابن صفوان فقال: صدق، مالك لم تزوّجها إلى قومها و عشيرتها؟ و مالك تزوّجتها في مسجد (5) الفتح ؟ فكان بين أيوب بن سلمة و بين محمد بن صفوان ما أستغني عن ذكره؛ و سجن أيّوب. و خرج إسماعيل بن أيوب إلى هشام بن عبد الملك فشقّ ثوبه بين يديه، و أخبره الخبر؛ فكتب له إلى خالد بن عبد الملك: أن اجمع بين أيوب بن سلمة و بين فاطمة بنت حسن، فإن هي اختارت أيوب فافسخ ذلك و زوّجها تزويجا من ذي قبل، و إن هي لم تختره (6) فافسخ النّكاح و لا نكاح بينهما.

فلما جاءه الكتاب أرسل إلى فاطمة بنت حسن، فجاءت بين كساءين من خزّ، و أتى بأيوب بن سلمة فخيّرها خالد بن عبد الملك، فاختارت أيوب، ففسخ النّكاح و أنكحها نكاحا جديدا. قالوا: فلقد رأينا جرار الطّبرزذ (7) يرمى بها فيما بين مروان و دار أيّوب بن سلمة حتى شجّ بعض النّاس.

ص: 377


1- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 172/1 في ترجمة أبي بكر بن عبد الرحمن بن أبي سفيان.
2- في أخبار القضاة:«الحسين» تحريف.
3- أخبار القضاة:«الحسن».
4- أخبار القضاة: عبيد اللّه.
5- كذا بالأصل، و في أخبار القضاة: مسجد الفليج.
6- بالأصل «نختاره» خطأ.
7- بالأصل «بالدال المهملة» و المثبت بالذال المعجمة الصواب، و الطبرزذ السكر معرب (القاموس).

حرف الباء في آباء من يسمى إسماعيل

715 - إسماعيل بن أبي بكر الرّملي

715 - إسماعيل بن أبي بكر الرّملي (1)

رأى عمر بن عبد العزيز، و سمع مكحولا الدمشقي، و عبدة بن أبي لبابة الكوفي.

روى عنه ضمرة بن ربيعة الرّملي.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسي، ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيوري، و أبو الغنائم محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2):إسماعيل بن أبي بكر سمع عبدة بن أبي لبابة، و رأى عمر بن عبد العزيز، روى عنه ضمرة، و سمع مكحولا.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا قال:

سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الخامسة من طبقات أهل الشام:

إسماعيل بن أبي بكر.

ص: 378


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 182/1.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 348/1.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب أصحاب مكحول:

إسماعيل بن أبي بكر الرّملي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):إسماعيل بن أبي بكر روى عن عبدة بن أبي لبابة روى عنه ضمرة بن ربيعة.

716 - إسماعيل بن بوري بن طغتكين

أبو الفتح المعروف بشمس الملوك (2)

ولي إمرة دمشق بعد قتل أبيه بوري المعروف بتاج الملوك في العشر الأخير من رجب سنة ست و عشرين و خمسمائة، و كان شهما مقداما مهيبا. استرد بانياس من أيدى الكفّار في يومين، و كانت قد سلّمها إليهم الإسماعيلية، و أسعر بلاد الكفّار بالغارات؛ ثم مد يده إلى أخذ الأموال، و عزم على مصادرة المتصرّفين و العمّال؛ و لم يزل أميرا على دمشق حتى كتب إلى قسيم الدّولة زنكي بن آق سنقر يستدعيه ليسلم إليه دمشق، فخافته أمّه زمرّد فرتّبت له من قتله في قلعة دمشق في شهر ربيع الآخر (3) من سنة تسع و عشرين و خمسمائة، و نصّبت أخاه محمود بن بوري مكانه (4).

ص: 379


1- الجرح و التعديل 1/قسم 161/1.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 575/19 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- سير أعلام: ربيع الأول. و زيد فيه: قتل و له ثلاث و عشرون سنة.
4- نقله ابن العديم في بغية الطلب 1630/4 عن ابن عساكر.

حرف التاء و حرف الثاء و حرف الجيم فارغة

حرف الحاء في آباء من اسمه إسماعيل

717 - إسماعيل بن حرب الأطرابلسي

حدّث عن عتبة بن السكن الفزاري، و علي بن عياش الحمصي.

روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن بن متّويه (1) الأصبهاني.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد، عن أبي سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصفّار، نا جدي أبو بكر عبد اللّه بن أحمد بن القاسم ح.

و أنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصّيرفي، عن أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن شاذان الأعرج، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن محمد المقرئ، قالا: أنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، نا إسماعيل بن حرب الأطرابلسي، نا عتبة بن السّكن الفزاري، عن صفوان بن عمرو قال: رأيت السجود في جبهة عبد اللّه بن بشر، و خالد بن معدان، و حكيم بن عمير.

718 - إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد

ابن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب

أبو محمد بن أبي عبد اللّه العلويّ النقيب، المعروف بالعفيف (2)

عم الشريفين العائد و محسن و أمّه أمّ ولد.

ص: 380


1- بالأصل «ممويه» و التصويب عن تذكرة الحافظ ، و الضبط عن التبصير 1250/4 انظر ترجمته في سير الأعلام 142/14 و في م: منويه.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 110/9.

ولي النقابة بدمشق من قبل المقتدر باللّه و كاتبه علي بن عيسى الوزير. له ذكر.

قرأت بخط عبد الوهاب الميدانيّ قال: و في ليلة السبت توفي أبو محمد إسماعيل بن الحسين الحسينيّ العلويّ ، و أخرجت جنازته من الغد في يوم السّبت لثمان خلون من رجب سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة، و كان له مشهد كبير، شهده الخاصّ و العامّ ، و الأمير فاتك، و صلّى عليه في المصلّى.

719 - إسماعيل بن حصن بن حسّان

أبو سليم القرشي الجبيلي (1)

من أهل جبيل من ساحل دمشق.

روى عن سويد بن عبد العزيز، و عمر (2) بن هاشم البيروتي و محمد بن يوسف الفريابي، و محمد بن شعيب بن شابور (3)،و ضمرة (4) بن ربيعة، و حجّاج بن محمد، و فديك بن سليمان القيسراني، و عبيد بن حبّان (5)،و محمد بن المبارك الصّوري، و أبي المغيرة، و عتبة بن الرخس الحمصي.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و أبو الجهم بن طلاّب، و أبو عبد اللّه محمد بن جعفر بن محمد بن ملاّس، و أبو علي محمد بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، و ذكوان بن إسماعيل البعلبكي، و يحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة الدّقاني، و أحمد بن هشام بن عبد اللّه بن كثير القارئ، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدّرداء الصّرفندي، و أحمد بن محمد بن عبد السلام من أهل جونية، و يحيى بن إبراهيم بن عوسق الحمصي، و عبد اللّه بن محمد بن مسلم الأسفرايني، و محمد بن عثمان بن

ص: 381


1- ترجمته في الأنساب (الجبيلي) و معجم البلدان (جبيل) و قد ذكره ياقوت باسم: أبي سليمان إسماعيل بن خضر بن حسان الجبيلي، و فيه في (جونية) ذكره صوابا. و الجبيلي ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى جبيل: بلدة من بلاد ساحل الشام. و في ياقوت: بلد في شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت.
2- في تقريب التهذيب:«عمرو» و في معجم البلدان «عمر» كالأصل.
3- معجم البلدان: سابور، خطأ.
4- معجم البلدان: حمزة، خطأ.
5- معجم البلدان:«حيان» و الصواب ما أثبت.

حمّاد الأنصاري، و أبو بكر بن زياد النّيسابوري، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الموازيني، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا عبد الوهاب بن الحسن،[نا أبو الحسن] (1) بن جوصا، نا محمد بن خلف، و سعيد - يعني ابن أبي زيدون - و ابن عمرو و أبو سليم، قالوا: نا محمد بن يوسف الفريابي، نا الأوزاعي، حدثني الزّهري، حدثني سليمان بن يسار و أبو سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن اليهود و النصارى لا تصبغ فخالفوهم»[2244].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمد بن زياد الفقيه، حدثني إسماعيل بن حصن أبو سليم الجبيلي، نا محمد بن شعيب بن شابور، نا عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر، عن نافع مولى عبد اللّه بن عمر أنه أخبره عن عبد اللّه بن عمر، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم: أنّه كان إذا افتتح الصّلاة و كبّر رفع يديه، و إذا ركع رفع يديه، و إذا رفع رأسه من الرّكوع رفع يديه[2245].

أنبأنا أبو الحسن الموازيني، أنا أبو علي الأهوازي، نا أبو أحمد الحسين بن محمد بن الوزير الحافظ بدمشق، نا محمد بن جعفر، نا أبو سليم إسماعيل بن حصن الجبيلي بدمشق سنة نيّف و خمسين و مائتين، نا عمر (2) بن هاشم، نا الهقل بن زياد:

بحديث ذكره.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسن علي بن محمد الفأفاء.

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (3):

إسماعيل بن حصن أبو سليم الجبيلي. روى عن محمد بن شعيب بن شابور، و ضمرة بن ربيعة، و حجّاج بن محمد، و فديك بن سليمان، و عبيد بن حبّان،

ص: 382


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.
2- بالأصل و م «عمرو».
3- الجرح و التعديل 1/قسم 166/1.

و محمد بن المبارك الصّوري. كتبت عنه، و هو صدوق.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، قال: إسماعيل بن حصن بن حسّان أبو سليم الجبيلي. حدّث عن محمد بن شعيب بن شابور الدّمشقي، و عمرو بن هاشم البيروتي. روى عنه أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا و غيره.

قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة أربع و ستين [و مائتين] (1)-مات أبو سليم.

720 - إسماعيل بن أبي حكيم المدني القرشي

مولى عثمان بن عفّان، و يقال: مولى الزّبير بن العوّام (2)

روى عن سعيد بن المسيّب، و القاسم بن محمد، و عبيدة بن سفيان الحضرمي، و عمر بن عبد العزيز، و سعيد بن مرجانة، و عروة بن الزبير.

روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و أبو الأسود محمد بن عبد الرّحمن يتيم عروة، و جويرية بن أسماء، و موسى بن سرجس، و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و محمد بن إسحاق، و مالك بن أنس، و زهير بن محمد، و عبد السلام بن حفص، و إسماعيل بن جعفر، و الضّحّاك بن عثمان، و الحارث بن محمد الفهري، و كان في صحابة عمر بن عبد العزيز و استعمله على بعض أعماله.

أخبرنا أبو محمد السّيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«أ كل ذي ناب من السّباع حرام»[2246].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا عبد الرّحمن بن بشر، نا يحيى بن سعيد، عن عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند ح.

ص: 383


1- زيادة مقتبسة عن معجم البلدان.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 184/1.

قال: و أنا مكي بن عبدان، نا عبد اللّه بن هاشم، نا يحيى بن سعيد، نا عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، حدثني إسماعيل بن أبي حكيم، عن سعيد بن مرجانة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من أعتق رقبة مؤمنة أعتق اللّه بكلّ إرب منه إربا منه من النّار»[2247].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن عبد الملك الورّاق، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثني محمد بن عثمان بن كرامة، نا خالد بن مخلد، نا عبد السلام بن حفص، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن إبراهيم بن قارظ أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فوق ظهر المسجد فقال: ما هذا الوضوء؟ قال أبو هريرة: و ما تدري مما أتوضأ؟ أتوضأ من أثوار أقط و إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«توضّئوا ممّا مسّت النّار»[2248].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه و محمد بن أحمد بن علي، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا حميد بن زنجويه، حدثني عبد اللّه بن يزيد، نا ابن لهيعة، حدثني أبو الأسود عن إسماعيل بن أبي حكيم - و هو مولى لهم، و كان يكون مع عمر بن عبد العزيز - أن القاسم بن محمد حدّثه: بحديث ذكره.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو أحمد الفرضي، أنا علي بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا أحمد بن سعيد، حدثني الزّبير (1)،حدثني عبد اللّه بن عبد العزيز أخبرني ابن - العلاء، أحسبه أبا عمرو بن العلاء، أو أخاه - عن جويرية بن أسماء، عن إسماعيل بن أبي حكيم قال: بعثني عمر بن عبد العزيز حين ولّي - في الفداء - فبينا أنا أجول في القسطنطينية إذ سمعت صوتا يتغنّى فيه (2):

أرقت و غاب عني من يلوم *** و لكن لم أنم أنا و الهموم (3)

ص: 384


1- الخبر في الأغاني 117/6 في أخبار عبادل.
2- الأبيات في الأغاني 113/6 و 114 و 115 و 116.
3- الأغاني: أنا للهموم.

كأنّي من تذكّر ما ألاقي *** إذا ما أظلم الليل البهيم

سليم ملّ منه أقربوه *** و ودّعه (1) المداوي و الحميم

و كم من حرّة بين المنقّى (2) *** إلى أحد إلى ما حاز ريم (3)

إلى الجمّاء (4) من خدّ أسيل *** نقيّ اللّون ليس له كلوم

يضيء دجى الظلام إذا تبدّى *** كضوء الفجر منظره و سيم

فلما أن دنا منا (5) ارتحال *** و قرّب ناجيات السّير كوم (6)

أتين مودّعات و المطايا *** على أكوارها خوص (7) هجوم

فقائلة و مثنية علينا *** تقول و ما لها فينا حميم

و أخرى لبّها معنا و لكن *** تستّر و هي واجمة كظوم

تعدّ لنا اللّيالي تحتصيها *** متى هو حائن منّا قدوم

متى تر غفلة الواشين عنا *** تجد بدموعها العين السّجوم

قال أبو عبد اللّه: و الشعر لبقيلة الأشجعي، و سمعت العتبي صحّف في اسمه فقال: نفيلة (8).قال إسماعيل بن أبي حكيم فسألته حين دخلت عليه فقلت: من أنت ؟ قال: أنا الوابصي (9) الّذي أخذت فعذّبت ففزعت فدخلت في دينهم، فقلت: إن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بعثني في الفداء و أنت و اللّه أحبّ من افتديته إن لم تكن

ص: 385


1- الأغاني: و أسلمه.
2- المنقّى طريق بين أحد و المدينة. و على هامش الأصل: و يروى:«من العقيق إلى...» كلمة رسمها غير واضح. و في الأغاني رواية أخرى: فكم بين الأقارع فالمنقى
3- ريم:(بالكسر و الهمز) واد لمزينة قرب المدينة، معجم البلدان.
4- الجماء: جبيل من المدينة على ثلاثة أميال من ناحية العقيق إلى الجرف.
5- عن الأغاني و بالأصل «مما».
6- الناجيات النوق السريعة لأنها تنجو بمن ركبها، و الكوم: النوق الضخمة السنام.
7- بالأصل «خوض» و المثبت عن الأغاني، و الخوص جمع أخوص و خوصاء، و الخوص: ضيق العين و صغرها و غؤرها.
8- و هو ما ورد في الأغاني 114/6 و بهامشها عن إحدى النسخ بقيلة.
9- الوابصي هو الصلت بن العاصي بن وابصة بن خالد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم و كان عمر بن عبد العزيز.. و هو أمير الحجاز - قد حدّه في الخمر فغضب و هرب إلى بلاد الروم و تنصر، و مات هناك نصرانيا (الأغاني 116/6).

بطنت في الكفر؛ قال: و اللّه قد بطنت في الكفر. قال: فقلت له: أنشدك اللّه أسلم، فقال: أسلم و هذان ابناي، و قد تزوجت امرأة [منهم] (1) و هذان ابناها. و إذا دخلت المدينة فقال أحدهم: يا نصرانيّ و قيل لولدي و أمهم كذلك. لا و اللّه لا أفعل: فقلت له:

قد كنت قارئا للقرآن: فقال: إي و اللّه قد كنت من أقرإ القرّاء للقرآن فقلت: فما بقي معك من القرآن ؟ قال: لا شيء إلاّ هذه الآية رُبَمٰا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كٰانُوا مُسْلِمِينَ (2)و قد رويت هذه القصة من وجه آخر.

أخبرنا بها أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان في كتابه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، و حدّثنا أبو الفضل بن ناضر، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد البزّاز، و أبو علي بن نبهان قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي، نا عمر بن شبّة قال (3):و حدّثني سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء، عن إسماعيل بن أبي حكيم قال: كتبت إلى عمر بن عبد العزيز و البريد الذي جاءه من القسطنطينية يحدّثه قال: بينا أنا أسير على بغلتي في مدينة القسطنطينية إذ سمعت غناء لم أسمع غناء قط أحسن منه فو اللّه ما أدري أ كذاك هو أو لغربة العربية في تلك البلاد. فإذا رجل في غرفة - درجة تلك الغرفة في الطريق - فنزلت عن بغلتي فأوثقتها، ثم صعدت الدرجة فقمت على باب الغرفة، فإذا رجل مستلق على قفاه واضع إحدى رجليه على الأخرى، و إذا هو يغنّي بيتين من الشعر لا يزيد عليهما، فإذا فرغ بكى فيبكي ما شاء اللّه ثم يعيد ذينك البيتين ثم يعود إلى البكاء ففعل ذلك غير مرة، و أنا قائم على باب الغرفة، و هو لا يراني و لا يشعر بي. و البيتان:

و كائن بالبلاط إلى المصلّى *** إلى أحد إلى ما حاز ريم

إلى الجمّاء من خدّ أسيل *** نقيّ اللّون ليس به كلوم

ص: 386


1- ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني.
2- سورة الحجر، الآية:2.
3- انظر الأغاني 117/6.

قال: البيت الثاني لم ينشدنيه سعيد بن عامر.

قال: قلت السلام عليك، فأتيته فقلت: أبشر فقد فكّ اللّه أسرك، أنا بريد أمير المؤمنين عمر إلى هذه الطاغية في فداء الأسارى، فإذا هو رجل من قريش، و كان أسر فسألوه فعرفوا منزلته فدعوه إلى النصرانية فتنصّر فزوّجوه امرأة منهم. قال البريد: فقال لي: ويحك فكيف بعبادة الصّليب و شرب الخمر و أكل لحم الخنزير؟ فقلت: سبحان اللّه أ ما تقرأ القرآن إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ (1) فأعاد عليّ : فكيف بعبادة الصليب، و أعاد كلامه الأول حتى أعاده غير مرة. قال: فرفع عمر يده و قال: اللّهمّ لا تمته أو تمكّنني منه، قال: فما زلت راجيا لدعوة عمر. قال جويرية: و قد رأيت أخاه بالمدينة.

بلغني أن اسم هذا الرجل المتنصّر: الصّلت بن العاص بن وابصة بن خالد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر (2) بن مخزوم من أهل المدينة حدّه (3) عمر بن عبد العزيز في ولايته على المدينة فخرج إلى نصيبين (4) و لحق ببلاد الروم، فتنصّر، و مات هناك نصرانيا، نعوذ باللّه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه عن ابن إسحاق قال: إسماعيل بن حكيم (5) مولى آل الزبير.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: إسماعيل بن أبي حكيم، و أخوه إسحاق بن أبي حكيم لم يعرفه يحيى.

ص: 387


1- سورة النحل، الآية:106.
2- الأغاني: عمرو.
3- حدّه عمر بن عبد العزيز في الخمر، كما في الأغاني.
4- نصيبين مدينة عامرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام، من بلاد الجزيرة (معجم البلدان).
5- كذا «بن حكيم».

قرأت على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمد بن مخلد، أنا علي بن محمد بن خزفة (1)،أنا محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن أبي حكيم يقال له مولى الزبير، و هو مولى أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تزوّجها الزبير، و كان معهم فقيل مولى الزبير.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت: فإسماعيل بن أبي حكيم ؟ فقال: ثقة (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، و حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيوري و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (3):إسماعيل بن أبي حكيم مولى عثمان بن عفان مدني قرشي، عن سعيد بن المسيّب، و عبيدة بن سفيان، روى عنه مالك و محمد بن إسحاق، و قال محمد بن سلمة: إسماعيل بن حكيم قال أبو عبد اللّه:

و هو وهم، و قال لنا المكي: نا عبد اللّه بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير، و سمع عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد الفأفاء قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (4):إسماعيل بن أبي حكيم مولى عثمان بن عفّان مدني، روى عن القاسم بن محمد، و عمر بن عبد العزيز، و عبيدة بن سفيان الحضرمي، و سعيد بن

ص: 388


1- ضبطت عن التبصير.
2- تهذيب التهذيب 184/1.
3- التاريخ الكبير 1/قسم 350/1.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 164/1.

المسيّب، و سعيد بن مرجانة. روى عنه مالك، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و محمد بن إسحاق، و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند. سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك، قال أبو محمد: روى عنه زهير بن محمد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدّمي يقول: إسماعيل بن أبي حكيم روى عنه مالك بن أنس، و أهل المدينة. كان كاتب عمر بن عبد العزيز حين كان عمر أمير المدينة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - و أبو طاهر بن سلمة - قراءة - أنا علي بن محمد، قال علي و حمد أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين قال:

إسماعيل بن أبي حكيم صالح، قال: و سئل أبي عن إسماعيل بن أبي حكيم فقال: يكتب حديثه كان عاملا لعمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة إسماعيل بن أبي حكيم مولى لبني عديّ بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، من لا يعرف ولاءهم نسبهم إلى ولاء آل الزّبير بن العوّام، و كان كاتبا لعمر بن عبد العزيز، و توفي سنة ثلاثين و مائة، و كان قليل الحديث (1).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمد الحسن بن محمد، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد قال:

في الطبقة الرابعة من أهل المدينة إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزّبير بن العوّام، و كان كاتبا لعمر بن عبد العزيز، توفي سنة ثلاثين و مائة.

ص: 389


1- سقط من طبقات ابن سعد المطبوع، قسم كبير من طبقات المدنيين ساقط من المطبوع. نقله في تهذيب التهذيب نقلا عن ابن سعد.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا علي بن أحمد المقابري، نا موسى بن إسحاق الأنصاري، نا محمد بن عبد اللّه بن نمير قال: مات يزيد بن رومان و إسماعيل بن أبي حكيم سنة ثلاثين و مائة.

و قرأت على أبي محمد أيضا عن عبد العزيز الكتّاني، أنا مكّي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الواقدي: و فيها - يعني سنة ثلاثين و مائة - مات إسماعيل بن أبي حكيم، و ذكر أن أباه أخبره عن الحارث عن محمد بن سعد، عن الواقدي بذلك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (1)قال: و في سنة ثلاثين [و مائة] مات إسماعيل بن أبي حكيم بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي محمد بن المغيرة، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة ثلاثين و مائة - فيها - مات إسماعيل بن أبي حكيم، و هو مولى آل الزّبير بن العوّام، و كان كاتب عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال: و مات إسماعيل بن أبي حكيم و يزيد بن رومان في سنة ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي قال: إسماعيل بن أبي حكيم، قال الواقدي: هو مولى آل الزّبير بن العوّام، و كان كاتبا لعمر بن عبد العزيز، و توفي في سنة ثلاثين و مائة، و كان قليل الحديث.

ص: 390


1- تاريخ خليفة ص 395 و الزيادة عنه.
721 - إسماعيل بن حمدويه

أبو سعيد البيكندي البخاري (1)

قدم دمشق سنة تسع و ستين و مائتين (2)،و روى عن أبي عبد اللّه (3) عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و قبيصة بن عقبة، و أبي جابر محمد بن عبد الملك الواسطي، و علي بن الحسن بن شقيق، و صدقة بن الفضل، و العبّاس بن بكّار الضّبّي، و عبد اللّه بن الزّبير الحميدي، و عبد اللّه بن عثمان عبدان المروزي، و محمد بن سلام البيكندي، و أبي حذيفة موسى بن مسعود، و محمد بن كثير، و عارم، و علي بن الحسن بن شقيق (4)، و عبد اللّه بن مسلمة (5) القعنبي، و مسلم بن إبراهيم، و مسدّد، و أبي نعيم الفضل بن دكين، و أحمد بن خالد المروزي، و أبي رجاء سعيد بن حفص البخاري، و عبد العزيز بن الخطّاب، و أبي إسماعيل حفص بن عمر.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و أبو الميمون بن راشد البجلي، و أبو جعفر أحمد بن محمد بن موسى بن أبي غسان، و أبو أحمد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن يزداد، و أبو الفضل العباس بن عمران بن موسى القاضي، و أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عديّ الجرجاني، و أحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي، و أبوا بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي (6) و محمد بن حمدون بن خالد النّيسابوري (7)،و أبو القاسم صاعد بن عبد الرّحمن البرّاد، و أبو الطّيّب بن عبادل، و علي بن محمد بن أبي سليمان الصّوري، و محمد بن إبراهيم القدوري الرّملي، و محمد بن يوسف بن بشر الهروي، و أبو المغيث محمد بن أحمد بن عبد الواحد الصّفّار، و أبو الفضل أحمد بن

ص: 391


1- هذه النسبة إلى بيكند بالكسر و فتح الكاف و سكون النون، بلدة بين بخارى و جيحون على مرحلة من بخارى، خرجت (معجم البلدان). ترجم له ياقوت نقلا عن ابن عساكر.
2- في معجم البلدان سنة 229.
3- ياقوت: أبي عبد الرحمن.
4- كذا بالأصل و م، ورد الاسم مكررا.
5- بالأصل «سلمة» تحريف و المثبت عن م و ياقوت، و انظر ترجمته في سير الأعلام 257/10(68).
6- ترجمته في سير الأعلام 461/15.
7- ترجمته في سير الأعلام 60/15.

عبد اللّه بن نصر بن هلال السّلمي، و أبو مسعود محمد بن عيسى بن المهدي المقدسي، و أبو علي محمد بن محمد بن أبي حذيفة، و الحسن بن علي بن يحيى الشّعراني، و علي بن محمد بن حاتم القرميسينيّ .

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المعدّل، أنا أبو حامد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد، نا إسماعيل بن حمدويه البيكندي، نا عبدان، أنا أبي، نا شعبة، أخبرني القاسم بن أبي بزّة (1) قال: سمعت أبا الطّفيل يقول: سمعت عليا يسأل هل خصكم النبي صلّى اللّه عليه و سلم ؟ قال: ما خصنا بشيء لم يعمّ به الناس كافّة إلاّ ما في قراب سيفي هذا فأخرج صحيفة مكتوب فيها:«لعن اللّه من ذبح لغير اللّه، و لعن اللّه من لعن والده، و لعن اللّه من آوى محدثا».

أخبرنا أبو القاسم الشّحامي، أنا محمد بن علي بن محمد، أنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، أنا أبو بكر بن حمدون، نا إسماعيل بن حمدويه البيكندي، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن الأعمش و منصور، عن أبي وائل، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«الجنّة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، و النار مثل ذلك»[2249].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان، نا أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السّلمي، نا إسماعيل بن حمدويه البيكندي، نا مسلم بن إبراهيم، نا شعبة، عن مالك بن أنس عن عبد اللّه بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:«الثّيّب أحق بنفسها من وليّها، و البكر رضاها سكوتها»[2250].

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن صصري، أنا تمّام بن محمد، أنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد الجرشيّ البزّاز، نا إسماعيل بن حمدويه البيكندي بدمشق في سنة تسع و ستين و مائتين، بحديث ذكره.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما حمدويه - بالياء - أبو سعيد إسماعيل بن حمدويه البيكندي سكن الرملة، روى عن علي بن

ص: 392


1- ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح الموحدة و تشديد الزاي.
2- الإكمال لابن ماكولا 555/2.

الحسن بن شقيق، و عبدان بن عثمان، و صدقة بن الفضل، و حبان بن موسى، و أبي جابر محمد بن عبد الملك، و سعيد بن منصور. حدّث عنه أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني و أبو مسعود عبد الجليل بن محمد عنه أنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال أبو سعيد بن يونس إسماعيل بن حمدويه البيكندي من أهل بيكند من خراسان قدم إلى مصر، و حدّث بها، توفي سنة ثلاث و سبعين و مائتين.

722 - إسماعيل بن حمد بن محمد بن المعلم

أبو القاسم الهمداني البيّع

سمع أبا علي بن المذهب.

قرأت بخط أبي الفضل بن خيرون: و ممن ذكر أنه توفي سنة أربع و خمسين و أربعمائة: إسماعيل بن حمد بن المعلم الهمداني البيّع بدمشق في شعبان.

ص: 393

حرف الخاء في آباء من اسمه إسماعيل

723 - إسماعيل بن خالد بن عبد اللّه

ابن يزيد بن أسد البجلي القسري (1)

من وجوه أهل دمشق كان في صحابة المنصور.

روى عنه عبد اللّه بن المبارك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا:

نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو محمد الجوهري، نا محمد بن العبّاس، نا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا ميمون بن هارون حدّثني الوضّاح بن حبيب بن بديل التّميمي، عن أبيه قال: كنت يوما عند أبي جعفر المنصور و عبد اللّه بن عيّاش الهمداني المنتوف، و عبد اللّه بن الرّبيع الحارثيّ ، و إسماعيل بن خالد بن عبد اللّه القسريّ ؛ و كان أبو جعفر ولّى سلم بن قتيبة البصرة، و ولّى مولى له كور البصرة و الأبلّة (3)،فورد الكتاب من مولى أبي جعفر يخبر أن (4) سلما ضربه بالسياط ، فاستشاط أبو جعفر، و ضرب إحدى يديه على الأخرى و قال: أ عليّ يجترئ سلم ؟ و اللّه لأجعلنّه نكالا و عظة، و جعل يقرأ كتبا بين يديه. قال: فرفع ابن

ص: 394


1- القسري نسبة إلى قسر، بطن من بجيلة.
2- تاريخ بغداد 15/10 في ترجمة عبد اللّه بن عياش المنتوف.
3- بضم أوله و ثانيه و تشديد اللام و فتحها بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة، و هي أقدم من البصرة (معجم البلدان).
4- بالأصل و م «سالما» و المثبت عن تاريخ بغداد.

عياش رأسه - و كان أجرانا عليه - فقال: يا أمير المؤمنين لم يضرب سلم (1) مولاك بقوّته و لا بقوة أبيه (2)،و لكنك قلّدته سيفك، و أصعدته منبرك، فأراد مولاك أن يطأطئ من سلم ما رفعت و يفسد ما صنعت فلم يحتمل له ذلك؛ يا أمير المؤمنين، إن غضب العربي في رأسه إذا غضب لم يهدأ حتى يخرجه بلسان أو يد، و إن غضب النّبطيّ في استه فإذا خري ذهب غضبه، فضحك أبو جعفر، و قال: قبّحك اللّه يا منتوف، و كفّ عن سلم.

ص: 395


1- بالأصل و م «سالم» و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- تاريخ بغداد: ابنه.

حرف الدال و حرف الذال فارغان

حرف الراء في آباء من اسمه إسماعيل

724 - إسماعيل بن رافع بن عويمر، و يقال: ابن أبي عويمر

أبو رافع المدني، مولى مزينة (1)

حدّث عن سعيد المقبري، و محمد بن المنكدر، و سمي (2) مولى أبي بكر بن عبد الرّحمن، و سلمان مولى أبي سعيد الخدري، و محمد بن يزيد بن أبي زياد، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أبي مليكة.

روى عنه أخوه إسحاق بن رافع و اللّيث بن سعد - و هو من أقرانه - و وكيع، و عبدة بن سليمان، و مكّي بن إبراهيم، و الوليد بن مسلم، و إسماعيل بن عياش، و بقيّة بن الوليد، و محمد بن ربيعة الكلابي، و سليمان بن بلال، و عمر بن محمد بن زيد، و عبد اللّه بن كثير القرشي الدّمشقي القارئ، و أبو عاصم النبيل، و العطّاف بن خالد المخزومي المدنيّ .

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السّهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا محمد بن أبي الخير (4)-و كان عدلا - نا دحيم، نا الوليد، نا أبو رافع المدنيّ ، نا محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رجل: يا

ص: 396


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 187/1.
2- ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب.
3- بالأصل «عربي» خطأ، و الصواب ما أثبت و هو صاحب كتاب الكامل في الضعفاء، و الخبر فيه 281/1.
4- اسم أبي الخير المبارك بن عبد الملك المعافري، و سيأتي قريبا و فيه «مغافري».

رسول اللّه، عندي دينار قال:«أنفقه على نفسك»، قال: عندي آخر، قال:«أنفقه على زوجتك» قال: عندي آخر، قال:«أنفقه على ولدك» أو «خادمك» شك الوليد، قال:

عندي آخر قال:«اجعله في سبيل اللّه، و هو أخسّها (1) موضعا»[2251].

قال ابن عدي: و لإسماعيل بن رافع أحاديث غير ما ذكرته، و أحاديثه كلها مما فيه نظر إلاّ أنه يكتب حديثه، في جملة الضعفاء، و اسم أبي الخير: المبارك بن عبد الملك مغافري.

أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر الكابليّ (2) المؤدّب، و أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن مندويه، و أبو المطهر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري البيّع، و أبو غالب الحسن بن محمد بن فال الأسدي - بأصبهان - قالوا: أنا محمد بن أحمد بن عمر، أنا أحمد بن يوسف الخشّاب، أنا الحسن بن محمد بن دكّة، نا عمرو بن علي، نا أبو عاصم، نا إسماعيل بن رافع، نا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يعيبه، و لا يدفع مدفع سوء يعيبه فيه، و لا يتطاول عليه في البنيان فيصدّ عنه الريح إلاّ بإذنه، و لا يؤذيه بقتار قدره إلاّ أن يغرف له منها»[2252].

أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عمرو بن الضحاك بن مخلد، نا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، نا أبو رافع إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة قال: حدّثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و هو في طائفة من أصحابه فقال:«إن اللّه تبارك و تعالى لما فرغ من خلق السموات و الأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخصا إلى العرش ببصره ينتظر متى يؤمر» و ذكر الحديث بطوله[2253].

قرأت علي أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الخليل الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة،

ص: 397


1- كذا بالأصل، الكامل لابن عدي:«أحسنها».
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى كابل و هي ناحية معروفة من بلاد الهند، ذكره السمعاني و قال: من أهل أصبهان، و لعل أصله من كابل، شيخ صالح سديد.

نا محمد بن سعد (1)،أنا محمد بن ربيعة، عن إسماعيل بن رافع، قال: أمنّا عمر بن عبد العزيز في كنيسة بعد ما استخلف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا-: أنا محمد بن الحسن بن أحمد، نا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط العصفري، قال في السابعة من أهل المدينة: إسماعيل بن رافع يكنى أبا رافع مولى لمزينة.

و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا يحيى بن معين، قال أبو رافع إسماعيل بن رافع مولى مزينة.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمد الحسن بن محمد، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمد بن سعد (2)قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة إسماعيل بن رافع و يكنى أبا رافع مولى لمزينة، و هو ابن أبي (3) عويمر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة إسماعيل بن رافع و يكنى أبا رافع، و هو ابن أبي عويمر مولى لمزينة مات بالمدينة قديما، و كان كثير الحديث ضعيفا، و هو الذي روى حديث الصّور بطوله (4).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و المبارك بن عبد الجبّار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو

ص: 398


1- طبقات ابن سعد 385/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
2- لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع، سقط قسم من طبقات المدنيين.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه، و بجانبها كلمة صح.
4- تهذيب التهذيب 188/1 نقلا عن ابن سعد، و قد سقط من ابن سعد المطبوع، في طبقات المدنيين الضائعة.

أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):إسماعيل بن رافع بن عويمر أبو رافع مولى مزينة مدني عن المقبري و سمي، روى عنه وكيع و المكّي بن إبراهيم، و عبدة بن سليمان. نسبه عبد الرّحمن بن شيبة، و قال لي إسحاق عن بقية، عن إسماعيل بن رافع المدني.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو رافع إسماعيل بن رافع المدني، عن سعيد المقبري روى عنه عبدة، و أبو عاصم، و مكي بن إبراهيم.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب، و حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع عنه، أنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه، أنا أبو سعيد بن يونس، قال:

إسماعيل بن رافع مولى مزينة يكنى أبا رافع مدني، قدم الإسكندرية، روى عنه اللّيث و إسحاق بن رافع.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني - في كتابه - أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو رافع إسماعيل بن رافع بن عويمر المدني مولى مزينة، عن أبي سعيد المقبري و أبو بكر بن أبي مليكة ليس بالقوي عندهم، روى عنه عبدة بن سليمان، و وكيع.

أخبرنا البغوي، نا زيد بن أيوب، نا الوليد بن مسلم، عن أبي رافع إسماعيل بن رافع.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد اللّه الجرّاحي - بمرو - نا يحيى بن ساسرية، نا عبد الكريم السّكري، نا وهب بن زمعة، أنا سفيان بن عبد الملك، قال: قال عبد اللّه بن المبارك:

إسماعيل بن رافع ليس به بأس، و هو يحمل عن هذا، و هذا و يقول بلغني و نحو هذا (2).

أخبرنا أبو الفتح الكروخي، أنا القاضي أبو عامر الأزدي و أبو نصر الغورجي و أبو

ص: 399


1- التاريخ الكبير 1/قسم 354/1.
2- تهذيب التهذيب 188/1.

بكر التّاجر، قالوا: أنا أبو محمد الجرّاحي، أنا أبو العباس المحبوبي، أنا أبو عيسى الترمذي قال: و إسماعيل قد ضعّفه بعض أهل الحديث، و سمعت محمدا (1)-يعني البخاري - يقول: هو ثقة مقارب الحديث (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (3)،قال: كتب إليّ محمد بن الحسن بن علي بن بحر.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر السّامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب بن الدخيل، أنا أبو جعفر العقيلي، نا محمد بن عيسى، قالا:

نا عمرو بن علي قال: لم أسمع يحيى و لا عبد الرّحمن حدّثا عن إسماعيل بن رافع بشيء قط ، قال يحيى: و قد رأيته.

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني - في كتابه - أنا أبو بكر النّيسابوري الصّفّار، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: سمعت أبا الحسين الغازي يقول:

سمعت أبا حفص عمرو بن علي يقول: لم أسمع يحيى بن سعيد و لا ابن مهدي يحدّثان عن إسماعيل بن رافع بشيء قط ، قال يحيى: قد رأيته. قال أبو حفص: إسماعيل بن رافع مدني، روى عنه عمر بن محمد، منكر الحديث، في حديثه ضعف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال ح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا ابن السّماك، نا حنبل، قال: قلت له - يعني أحمد بن حنبل - فإسماعيل بن رافع الذي يحدّث عنه عطّاف ؟ قال: ضعيف، منكر الحديث، كنيته أبو رافع، و هو مدني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (4)،قال: قال عمرو بن علي: إسماعيل بن رافع، أبو رافع، منكر الحديث، روى عنه عمر بن محمد.

ص: 400


1- بالأصل «محمد» خطأ و الصواب عن م.
2- تهذيب التهذيب 188/1 و ميزان الاعتدال 227/1.
3- الكامل في الضعفاء لابن عدي 280/1.
4- الكامل 281/1.

قال ابن عديّ : إسماعيل بن رافع أبو رافع المدني، نزل البصرة، و لإسماعيل أحاديث، و أحاديثه كلها مما فيه نظر، إلاّ أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء (1).

قال: و أنا أبو أحمد (2)،نا عبد الوهاب بن أبي عصمة، نا أبو طالب أحمد بن حميد قال: سألته - يعني أحمد بن حنبل - عن إسماعيل بن رافع ؟ قال: ضعيف الحديث.

قال: و أنا أبو أحمد، نا علي بن أحمد بن سليمان، نا أحمد بن سعيد بن أبي مريم، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن رافع ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن محمد، و أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه، قالا: نا أبو العباس الأصمّ قال: سمعت العباس بن محمد الدّوري يقول: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن رافع المكي ليس بشيء كذا فيه، و حكى ابن أبي حاتم عن عباس هذا، و لم يقل المكي، قال: و سمعت يحيى يقول: أبو رافع هو إسماعيل بن رافع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا يوسف بن رباح بن علي، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي نا معاوية بن صالح ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السّهمي، أنا أبو أحمد بن عديّ (3)،نا ابن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال:

سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن رافع ضعيف - زاد المهندس: مدني-.

قرأت على أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبي أبو عبد الرّحمن، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: إسماعيل بن رافع ضعيف مدني، و في موضع آخر من كتابه: ليس بشيء. قال النسائي: أبو رافع إسماعيل بن رافع مدني ليس بثقة (4).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبّار

ص: 401


1- الكامل 280/1-281 و ميزان الاعتدال 227/1 و تهذيب التهذيب 188/1.
2- الكامل 280/1-281 و ميزان الاعتدال 227/1 و تهذيب التهذيب 188/1.
3- الكامل لابن عدي 280/1.
4- تهذيب التهذيب 188/1.

الصّيرفي، أنا أبو محمد الجوهري، عن أبي عمر محمد بن العبّاس بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سألت يحيى بن معين، عن إسماعيل بن رافع ؟ فقال: ضعيف الحديث، فقلت: هو مثل إسحاق بن أبي فروة في الضعف ؟ فقال: إسحاق: ضعيف، و إسماعيل بن رافع: ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،قال في باب من يرغب عن الرواية عنهم، و كنت أسمع أصحابنا يضعفونهم: صالح بن أبي الأخضر بصري، و طلحة بن عمرو مكي، و إسماعيل بن رافع فيهم ضعف؛ ليسوا بمتروكين، و لا يقوم حديثهم مقام الحجّة.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشران، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال:

إسماعيل بن رافع متروك الحديث.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين - بقراءة والدي عليه - عن أبي عبد اللّه محمد بن علي الفرّاء، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد بن الطّرسوسي، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن داود بن عيسى الكرخي، نا أبو محمد عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (2)،قال: إسماعيل بن رافع مدني، متروك الحديث.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم الجوزي، نا زكريا بن يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد بن محمد المقدّمي يقول: إسماعيل بن رافع المدني، يكنى أبا رافع، ليس بالقوي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

ص: 402


1- المعرفة و التاريخ 34/3 و 40 و تهذيب التهذيب 188/1.
2- بالأصل «حراس» و في م: حراش و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 508/13(253).

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1):

سألت أبي عن إسماعيل بن رافع الذي يحدّث عنه سليمان بن بلال من هو؟ قال: هو أبو رافع الضعيف القاصّ قال: و سمعته مرة أخرى يقول: هو منكر الحديث. قال: و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: إسماعيل بن رافع ضعيف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد البلخي، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد اللّه البزّاز، أنا أبو بكر البرقاني قال: و سألته يعني الدارقطني - عن إسماعيل بن رافع فقال: هو أبو رافع المدني عن ابن أبي مليكة شيخ العطّاف بن خالد، و الوليد بن مسلم و غيرهما، متروك.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، قال: إسماعيل بن رافع أبو رافع المدني، حدّث عن سعيد المقبري و سمّي مولى أبي بكر بن عبد الرّحمن، و محمد بن المنكدر، و محمد بن كعب. روى عنه إسماعيل بن عياش، و الوليد بن مسلم و غيرهما؛ و كان ضعيفا.

فأما حديث الصور الذي قدمناه عنه:

فأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عديّ (2)،أنا الجنيدي، نا البخاري قال: و روى إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل عن محمد بن كعب:«حديث الصور».

مرسل، لا يصح.

725 - إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد اللّه

أبو محمد العسقلاني الأديب

حدّث عن أبي بكر محمد بن أحمد بن جعفر الحندري (3) العسقلاني، و محمد بن محمد بن عبد الرحيم العسقلاني، و أبي نصر محمد بن صالح الأديب، و عبد الوهاب

ص: 403


1- الجرح و التعديل 1/قسم 169/1.
2- الكامل لابن عدي 281/1.
3- الحندري ضبطت عن التبصير 518/2 نسبة إلى حندر من قرى عسقلان، و فيه منها: أبو بكر محمد بن أحمد الحندري شيخ لإسماعيل بن رجاء في الخلعيات.

الكلابي، و أبي الحسن علي بن الحسين الفرغاني و أبي القاسم الميمون بن حمزة الحسني، و أبي الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي، و أبي علي أحمد بن عمر بن خرشيد قوله، و أبي السّرور بشرى بن عبد اللّه الفلفلي، و أبي الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي.

و قدم صيدا - من أعمال دمشق - و قرأ بها القرآن على أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدّينوري المقرئ و علي بن أبي علي الأصبهاني بدمشق، و على أبي الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي - بعسقلان-.

روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي (1)،و أبو نصر بن طلاّب، و القاضي أبو عبد اللّه القضاعي، و أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الدّاني، و محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر الأنباري.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، نا أبو محمد إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد اللّه العسقلاني - قراءة عليه - و أنا أسمع، نا أبو بكر محمد بن أحمد الحندري المقرئ - بعسقلان في شهر رمضان سنة تسعين و ثلاثمائة - نا أبو محمد عبد اللّه بن أبان بن شدّاد - قراءة عليه، و أنا حاضر - نا أبو الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري، نا عمرو بن بكر السّكسكي، عن ابن جريج عن عطاء، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«المؤمن آلف مألوف، و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف، و خير النّاس أنفعهم للناس»[2254].

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب و غيره قالوا: أنا أبو نصر بن طلاّب قال:

كان إسماعيل بن رجاء العسقلاني قدم صيدا - و أنا بها - و هو طالب لقراءة القرآن - و كان أديبا - على الشيخ أبي الفضل محمد بن إبراهيم الدّينوري - يعلو إسناده - فاجتمعت معه دفعات للمجاورة و المؤانسة، فأنشدني ما يروى للرشيد الخليفة (2):

ملك الثلاث الآنسات عناني *** و حللن من قلبي بكلّ مكان

مالي تطاوعني البرّية كلها *** و أطيعهنّ و هنّ في عصيان

ص: 404


1- ضبطت عن التبصير.
2- الأبيات في الأغاني 345/16.

ما ذاك إلاّ أن سلطان الهوى *** -و به قوين (1)-أعزّ من سلطاني

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، قال: إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد اللّه أبو محمد المقرئ العسقلاني، نزيل مصر، حدّث عن علي بن الحسين الفرغاني، كتب إلينا بالإجازة بجميع حديثه.

قرأت على أبي الحسن الفقيه، و أبي الفضل بن ناصر قلت لهما: أجاز لكم أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال ؟ قال: سنة ثلاث و عشرين و أربع مائة أبو محمد إسماعيل بن رجاء العسقلاني الفقيه الشافعي مات بالرّملة في رمضان.

726 - إسماعيل بن روح الجبيلي

726 - إسماعيل بن روح الجبيلي (2)

سائل مالك بن أنس.

روى عنه إسماعيل بن حصن أبو سليم الجبيلي ذكر ذلك المقدسي.

قرأت على أبي القاسم الشّحامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو محمد بن زياد، نا أحمد بن محمد بن عبيدة، نا أبو سليم إسماعيل بن حصن، نا إسماعيل بن روح الجبيلي، قال: سألت مالك بن أنس قلت: يا أبا عبد اللّه ما تقول في إتيان النساء في أدبارهن ؟ قال: أما أنتم قوم عرب هل يكون الحرث إلاّ في موضع الزرع ؟ أ ما سمعت اللّه عز و جل يقول: نِسٰاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰى شِئْتُمْ (3) قائمة و قاعدة و على جنب و لا تعدوا الفرج قلت: يا أبا عبد اللّه، إنهم يقولون: إنك تقول ذاك، قال: كذبوا عليّ ، كذبوا عليّ ، كذبوا عليّ .

رواها غيره عن إسماعيل بن حصن فقال إسرائيل بن روح و قد تقدم في موضعه في ترجمة إسرائيل.

ص: 405


1- في الأغاني «عززن».
2- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
3- سورة البقرة، الآية:223.

حرف الزاي في آباء من يسمى إسماعيل

727 - إسماعيل بن زياد

أبو الوليد البيروتيّ القاصّ

حدّث عن برد بن سنان الدّمشقي.

روى عنه: محمد بن شعيب بن شابور، و يحيى بن الحسن.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر الطّلحي، نا عبيد بن كثير، نا يحيى بن الحسن، نا إسماعيل بن زياد السّلمي، عن برد بن سنان عن مكحول، عن عطيّة بن بسر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من يأت (1)و في يده غمر (2) من لحم فأصابه شيء من الشيطان فلا يلومنّ إلاّ نفسه»[2255].

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن صابر و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي أخبرني محمد بن يوسف الهروي، أنا العباس بن الوليد بن مزيد العذري، أنا محمد بن شعيب، أخبرني إسماعيل بن زياد قال: قيل للعباس بن الوليد: إسماعيل بن زياد من أهل بيروت و كان قاصّا يكنى أبا الوليد، فسكت، أي نعم.

ص: 406


1- كذا، و في حلية الأولياء 144/7 (ترجمة سفيان الثوري) و بسنده عن أبي هريرة رفعه: من بات.
2- غمر بالتحريك زنخ اللحم (القاموس).

حرف السين في آباء من اسمه إسماعيل

728 - إسماعيل بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن

ابن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة القرشي الزّهري

اجتاز بدمشق غازيا.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي، نا الزّبير بن بكار قال: و إسماعيل بن سعد بن إبراهيم لأمّ ولد، استشهد بالرّوم (1).

729 - إسماعيل بن سعيد الهمداني

وفد على الوليد بن عبد الملك بن مروان.

بلغني عن بعض أهل العلم قال: ودّع الوليد بن عبد الملك قوم من اليمانية، فقال له إسماعيل بن سعيد الهمداني - و كان في كلامه عجلة - أحسن اللّه لك الصّحابة و علينا الخلافة؛ فضحك الوليد، فقال له عياش بن عبد اللّه الموهبيّ : صه لا تراك همدان تضحك من كلام سيدها، قال الوليد: فإن رأتني فمه ؟ قال: إذا لا ترى من السماء إلاّ خطفة؛ فقال له الوليد عفيريّة يا عياش فقال: هو ما أقول لك.

يعني قولهم في المثل:«جبار دم من مسّ برنس عفير» و هو عفير بن زرعة كان من الدين و الفضل بمكان فخرج في جيش الصّائفة إلى أرض الروم - وجّهه معاوية - فوقع في الجيش اختلاط ، فخرج عفير ليصلح بين الناس - و عليه برنس-[فجذب برنسه] (2) رجل

ص: 407


1- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 270 و بغية الطلب لابن العديم 1637/4.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.

من قيس، فلم يمس في ذلك الجيش قيسي إلاّ مكتوفا (1) فجعل الرجل من اليمانية يقول لكتيفه: لعلك ممن مسّ برنس عفير؟ فيقول: لا و اللّه، فيقول: لو كنت منهم لضربت عنقك.

ثم طلب فيهم عفير فأرسلوا، و عفير هذا من ولد سيف بن ذي يزن.

730 - إسماعيل بن سفيان

الرّعينيّ الحجريّ ، المصريّ الأعمى (2)

حدّث عن عمر بن عبد العزيز قوله.

روى عنه: ضمام بن إسماعيل، و أبو شريح عبد الرّحمن بن شريح (3)الإسكندريان.

و وفد على الوليد و سليمان و على عمر بن عبد العزيز (4).

كتب (5) إليّ أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم، و أبو محمد حمزة بن العباس بن علي ثم حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال أبو بكر: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه أبي عبد اللّه، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس، نا سلامة بن عمر المرادي، نا محمد بن حميد بن هشام الرّعيني أبو قرّة، نا النضر بن عبد الجبّار، أنا ضمام، عن إسماعيل الحجري حجر رعين - الرّعيني قال: كنت أخرج إلى الوليد و سليمان بن عبد الملك فيعطياني (6)،فلمّا ولي عمر بن عبد العزيز خرجت إليه و كنت على الباب

ص: 408


1- بالأصل «مكتوبا» و المثبت عن المختصر، و هو الصواب باعتبار ما سيأتي.
2- ترجمته في بغية الطلب 1639/4 و فيه: و قيل:«سقير». يعني بدل سفيان. و الرعيني ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى ذي رعين و كان من الأقيال، و هو قبيل من اليمن، نزلت جماعة منهم مصر. و الحجري: ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى حجر رعين. ذكره السمعاني و ترجم له في (الحجري).
3- بالأصل «سريج» و الصواب ما أثبت عن بغية الطلب، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 182/7(63).
4- بغية الطلب 1640/4.
5- الخبر في بغية الطلب 1639/4 نقلا عن ابن عساكر.
6- عن بغية الطلب و بالأصل «فيعطوني».

الذي يخرج منه، فرفعت صوتي بالقرآن، فأرسل إليّ : ممن أنت ؟ قلت: من أهل مصر، قال: ما حملك إلينا؟ قلت: إني كنت أخرج إلى الوليد و سليمان بن عبد الملك فأصيب منهما؛ قال: أ لا ترى (1) أنّا كنا غافلين عنك و عن أشباهك و أنت في بلدك و منزلك ؟ فأعطاني حمولتي إلى مصر و أمرني بالانصراف.

قال: و قال لنا أبو سعيد بن يونس: إسماعيل بن سفيان الرّعيني ثم الحجري الأعمى، وفد على الوليد و سليمان ابني عبد الملك و عمر بن عبد العزيز، حدّث عنه ضمام بن إسماعيل، و عبد الرّحمن بن شريح.

قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما الحجري - بفتح الحاء و سكون الجيم فجماعة منهم من حجر رعين: إسماعيل بن سفيان الرّعيني ثم الحجري الأعمى، وفد على الوليد و سليمان ابني عبد الملك و عمر بن عبد العزيز حدّث عنه ضمام بن إسماعيل و عبد الرّحمن بن شريح، قاله ابن يونس.

ص: 409


1- كذا بالأصل، و في بغية الطلب و مختصر ابن منظور: أ ترى.
2- الإكمال 387/2.

حرف الشين فارغ

حرف الصّاد في آباء من اسمه إسماعيل

731 - إسماعيل بن صالح بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشميّ (1)

حدّث عن أبيه صالح بن علي.

روى عنه ابنه طاهر بن إسماعيل، و الوليد بن مسلم، و سليمان بن سعيد.

و هو ممن دخل دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو البركات الأنماطي قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص ح.

و أخبرنا أبو القاسم و أبو البركات أيضا و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمد بن البخاري، و أبو الدّرّ (2) ياقوت بن عبد اللّه عتيق بن البخاري قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنا أبو علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي، قالا: نا أبو طاهر المخلّص، نا أبو أحمد عبد الواحد بن المهتدي باللّه - إملاء - نا أبو جعفر أحمد بن القاسم بن طاهر بن إسماعيل بن صالح بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس، حدّثني أبي القاسم، حدّثني أبي طاهر، حدّثني أبي

ص: 410


1- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 1648/4 و الوافي بالوفيات 122/9 و سير أعلام النبلاء 358/8 و انظر بحاشيتيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 308/22(185).

إسماعيل، حدّثني أبي صالح، حدّثني أبي علي، حدّثني أبي عبد اللّه - زاد ابن النقور:

ابن عباس - قال: كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم - زاد ابن النقور: على بغلته، و قالا-: و أنا ابن ثمان سنين و هو يريد عمّته بنت عبد المطّلب، قال: فوقف - زاد ابن النقور [بي] (1)-و قالوا - في طريقه على شجرة قد يبس ورقها و هو يتساقط فقال:«يا عبد اللّه». قلت: لبيك يا رسول اللّه قال:«أ لا أنبئك بما يساقط الذّنوب عن بني»- و قال ابن النقور: عن ولد-«آدم كتساقط الورق عن هذه الشجرة ؟» قلت: بلى يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي قال:«سبحان اللّه»- و في حديث الصريفيني و ابن النقور، قال: قول سبحان اللّه «و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، فإنهنّ الباقيات الصالحات المنجيات المعقبات (2)»[2256].

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا (3)،نا محمد بن يحيى الصّولي، نا أحمد بن محمد الطّالقاني، حدّثني فضل اليزيدي، عن محمد بن إسماعيل بن صبيح، قال: قال الرشيد للفضل بن يحيى - و هو بالرقّة - قد قدم إسماعيل بن صالح بن علي و هو صديقك، و أريد أن أراه فقال له: ويحك إن أخاه عبد الملك في حبسك، و قد نهاه أن يجيئك قال الرشيد: فإني أتعلّل حتى يجيئني عائدا، فتعلّل.

فقال الفضل لإسماعيل: أ لا تعود أمير المؤمنين ؟ قال: بلى. فجاءه عائدا، فأجلسه ثم دعا بالغداء فأكل و أكل إسماعيل بين يديه، فقال له الرشيد: كأني قد نشطت برؤيتك لشرب قدح فشرب و سقاه ثم أمر فأخرج جوار يغنين و ضربت ستارة و أمر بسقيه: فلمّا شرب أخذ الرشيد العود من يد جارية و وضعه في حجر إسماعيل و جعل في عنق العود سبحة فيها عشر درّات اشتراها بثلاثين ألف دينار و قال: غنّ يا إسماعيل و كفّر عن يمينك بثمن هذه السّبحة، فاندفع يغنّي بشعر الوليد بن يزيد في عالية (4) أخت عمر بن عبد العزيز - و كانت تحته - و هي الذي ينسب إليها سوق عالية (5) بدمشق (6):

ص: 411


1- سقطت من الأصل و م و استدركت عن بغية الطلب 1649/4.
2- الحديث في مختصر ابن منظور 351/4-352 و بغية الطلب 1649/4.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي المطبوع للمعافى بن زكريا 127/3 و نقله ابن العديم في بغية الطلب نقلا عن المعافي، و ابن منظور في مختصر ابن عساكر.
4- في الجليس الصالح: غالية، بالغين المعجمة، في الموضعين.
5- في الجليس الصالح: غالية، بالغين المعجمة، في الموضعين.
6- الأبيات في ديوان الوليد ص 106 و الجليس الصالح و بغية الطلب.

فأقسم ما أدنيت كفّي لريبة *** و لا حملتني نحو فاحشة رجلي

و لا قادني سمعي و لا بصري لها *** و لا ذلّني (1) رأي عليها و لا عقلي

و أعلم أنّي لم تصبني مصيبة *** من الدّهر إلاّ قد أصابت فتى قبلي

فسمع الرشيد أحسن غناء من أحسن صوت و قال: الرّمح يا غلام، فجيء بالرمح، فعقد له لواء على إمارة مصر.

قال إسماعيل: فوليتها ستّ سنين أوسعتهم عدلا، و انصرفت بخمس مائة ألف دينار.

قال: و بلغت عبد الملك أخاه ولايته فقال: غنّى - و اللّه - الخبيث لهم، ليس هو لصالح بابن.

و قد وقفت هذه الحكاية إليّ عن الصولي من وجه آخر فيها زيادة ألفاظ .

قرأتها بخط رشأ بن نظيف و أنبأنيها أبو القاسم النسيب و أبو الوحش المقرئ عن رشأ، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أحمد الفرضي، نا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمد الطّالقاني، نا فضل اليزيدي، عن محمد بن إسماعيل بن صبيح، قال: قال الرشيد للفضل بن يحيى و هو بالرّقّة: قد قدم إسماعيل بن صالح، و أنا أريد أن أراه و هو صديقك فقال له: إن عبد الملك أخاه في حبسك قد نهاه أن يجيئك قال: فإني أتعلّل حتى يجيئني عائدا.

فقال الفضل لإسماعيل: أ لا تعود أمير المؤمنين ؟ قال: بلى، فمضى إليه و قد كان أخوه عبد الملك وجّه إليه: إنما يريدونك لأمر، و إن فعلت فما أنت أخي و لا ترث صالحا.

فلما دخل إسماعيل على الرشيد رفعه و حادثه و قال قد وجدت راحة برؤيتك و اشتهيت الطعام، فجاءوا بالمائدة فأكل و حلف على إسماعيل ليأكلنّ فأكل و وصف الخبيث للرشيد أن يشرب قدحا فقال: و اللّه لا شربت أو يشرب إسماعيل، فقال له: اتق اللّه يا سيدي قال: لا بدّ و اللّه من شربك، فشرب ثلاثة أقداح و سقاه مثلها، ثم مد ستارة و أخرج بعض الجواري خلفها و بعضا بين يديه فغنّين، فطرب إسماعيل، ثم أخذ الرشيد

ص: 412


1- الجليس الصالح: دلني رأيي.

العود فوضعه في حجر إسماعيل. قال: و في يده سبحة فيها عشر درّات اشتراها بثلاثين ألف دينار، فوضع السّبحة في عنق العود، قال: غنّني يا إسماعيل و كفّر عن يمينك بثمن هذه السّبحة، فاندفع إسماعيل يغنّي بشعر الوليد بن يزيد في عالية أخت عمر بن عبد العزيز - و كانت تحته - و هي التي ينسب إليها سوق عالية بدمشق:

فأقسم ما أدنيت كفّي لريبة *** و لا حملتني نحو فاحشة رجلي

و لا قادني سمعي و لا بصري لها *** و لا دلّني رأي عليها و لا عقلي

و أعلم أنّي لم تصبني مصيبة *** من الدّهر إلاّ قد أصابت فتى قبلي

فطرب الرشيد و قال: الرمح يا غلام، فجيء بالرمح فعقد له لواء على مصر.

قال إسماعيل: فوليتها سنين أوسعتهم عدلا. و انصرفت بخمس مائة ألف دينار.

قال: فبلغ عبد الملك أخاه حين ولاّه مصر فقال: إنّا للّه، غنّى و اللّه لهم.

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما علي إسناده و ناولني إياه و قال: اروه عني - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافي بن زكريا (1)،نا أحمد بن العباس العسكري، نا ابن أبي سعد، حدّثني عمر بن محمد بن حمزة الكوفي، حدّثني سليمان بن سعيد (2)،حدّثني إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد اللّه و كان انقطاعه إلى الرشيد قال: دخلت على الرشيد و قد عهد إلى محمد و المأمون فيمن يهنّئه من ولد صالح بن علي فأنشأت أقول (3):

يا أيها الملك الذي *** لو كان نجما كان سعدا

اعقد لقاسم بيعة *** و اقدح له في الملك زندا

اللّه فرد واحد *** فاجعل ولاة العهد فردا

قال: فاستضحك هارون. و بعثت إليّ أم جعفر: كيف تحبّنا و أنت شآم ؟ و بعثت إليّ أم المأمون: كيف تحبّنا و أنت أخو عبد الملك بن صالح ؟ و بعثت إليّ أم القاسم بعشرة آلاف درهم، فاشتريت بها ضيعتي بأرتاح (4).

ص: 413


1- الجليس الصالح الكافي ج 13/3-14 و بغية الطلب 1652/4 و الوافي بالوفيات 122/9.
2- الجليس الصالح: سعد.
3- الأبيات في المصادر السابقة الثلاثة.
4- أرتاح: اسم حصن منيع، كان من أعمال حلب (ياقوت).

حرف الضاد و حرف الطاء فارغة

حرف العين في آباء من اسمه إسماعيل

732 - إسماعيل بن العبّاس بن أحمد بن العبّاس بن محمد بن عيسى

أبو علي النّيسابوري الصّيدلاني المقرئ

سكن دمشق و حدّث عن أبي علي الأهوازي.

روى عنه طاهر الخشوعي، و عمر الدّهستاني، و أبو محمد بن الأكفاني.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني - و نقلته من خطه - أنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي (1)،نا عمر بن أبي الحسن الدّهستاني، قالا: أنا إسماعيل بن العباس بن أحمد النّيسابوري أبو علي الدّهستاني الصّيدلاني - بدمشق، بقراءة أبي بكر المقرئ الهروي - أنا الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ، نا أبي، نا علي بن الحسين بن إسحاق الدّقيقي - القاضي بتستر - حدّثني أبي، نا عبد الملك بن قريب الأصمعي، نا عبد الرّحمن بن بديل بن ميسرة، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ للّه عزّ و جلّ أهلين من النّاس» قيل: من هم يا رسول اللّه ؟ قال:«هم أهل القرآن، أهل اللّه و خاصّته»[2257].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا أبو عبيدة الحداد - يعني عبد الواحد بن واصل - نا عبد الرّحمن بن بديل بن ميسرة، حدثني أبي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إن للّه أهلين من الناس» قيل: من هم يا رسول اللّه ؟ قال:«أهل القرآن هم أهل اللّه و خاصّته»[2258].

ص: 414


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى فرغول، قال السمعاني: و ظني أنها من قرى دهستان.
2- مسند أحمد 127/3-128.
ذكر من اسم أبيه عبد اللّه ممن يسمّى إسماعيل
733 - إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد

أبو عبد اللّه القرشي العبدري الرّقّي، المعروف بالسّكّري (1)

قاضي دمشق.

روى عن أبي المليح الحسن بن عمر، و عبيد اللّه بن عمرو الرّقّيين، و محمد بن سلمة الحرّاني، و يعلى بن الأشدق، و محمد بن حرب الأبرش، و أبي إسحاق الفزاري، و بقيّة بن الوليد، و عبد اللّه بن رجاء المالكي، و محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، و محمد بن أبي فديك، و الوليد بن مسلم، و عبد الملك بن محمد الصّنعاني.

روى عنه: العبّاس بن سعيد، و أبو الميمون بن راشد، و محمد بن هشام بن ملاس النّميري، و جماهر بن محمد الزّملكاني (2)،و محمد بن سعد كاتب الواقدي، و الحسن بن أبي جعفر الحلبي، و أبو العباس أحمد بن محمد بن زنجويه القطّان، و أبو بكر الباغندي، و أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطّوسي، و كتب عنه أبو حاتم الرازي (3).

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن حمدي الخرقي (4)،نا أبو العباس و هو أحمد بن

ص: 415


1- ترجمته في بغية الطلب 1658/4 و تاريخ الرقة للقشيري ص 143 ميزان الاعتدال 236/1.
2- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى زملكان قرية بدمشق، ذكره السمعاني ممن انتسب إليها.
3- بغية الطلب 1660/4-1661 نقلا عن ابن عساكر.
4- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بيع الثياب و الخرق، ذكره السمعاني و ترجم له.

عمر بن زنجويه القطّان، نا إسماعيل بن عبيد اللّه المعروف بالسّكّري، نا عيسى بن يونس، نا الأعمش، عن مسلم البطين، عن علي بن حسين، عن مروان بن الحكم، قال: كنت جالسا عند عثمان بن عفّان فسمع عليا يلبّي بعمرة و حجّة فأرسل إليه فقال:

أ لم نكن نهينا عن هذا؟ قال: بلى، و لكن سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يلبي بهما جميعا، فلم أكن أدع قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، كذا قال. و هو إسماعيل بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو محمد السّيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد، نا الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، نا أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال:

«يقوم الناس لربّ العالمين مقدار نصف يوم، خمسين ألف سنة، فيهون ذلك اليوم على المؤمن كتدلّي الشمس للغروب إلى أن تغرب»[2259].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمد بن أحمد بن حسنون، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، نا محمد بن محمد الباغندي، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد السّكّري الرّقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة (1)،عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبي ثابت - أيمن - عن يعلى بن مرّة الثّقفي، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:«من سرق شبرا من الأرض جاء يحمله يوم القيامة إلى أسفل الأرضين»[2260].

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبي أبو البركات، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الزّهري الفقيه، نا أبو بكر محمد بن غريب (2) البزاز - في جامع المدينة - نا أبو العباس أحمد بن موسى بن زنجويه القطّان، نا إسماعيل بن عبد اللّه القاضي الرّقّي - قاضي دمشق - نا يعلى بن الأشدق العقيلي، نا عمّي عبد اللّه بن جراد، عن أبي ذرّ قال: حفظت عن خليلي صلّى اللّه عليه و سلم ثلاثا أوصاني بهنّ : صلاة الضّحى في الحضر و السّفر، و أن لا أنام إلاّ على وتر، و بالصلاة عليه صلّى اللّه عليه و سلم.

كتب إليّ عبد الغفار بن محمد الشّيروي، و أخبرني أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن

ص: 416


1- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن تقريب التهذيب، و ضبطت بالتصغير عن المغني.
2- بالأصل عريب بالعين المهملة، و المثبت و الضبط عن التبصير 943/3 و فيه: محمد بن غريب البزاز راوي كتاب الطهور عن محمد بن يحيى المروزي.

أحمد بن حبيب، و أبو محمد بن طاوس، و أبو علي الحسن بن محمود بن أحمد الخالدي عنه، أنا أبو سعيد الصّيرفي، نا أبو العباس الأصمّ ، نا محمد بن هشام بن ملاس، حدّثني إسماعيل بن عبد اللّه السّكّري قاضي دمشق: بحكاية ذكرها.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد - و نقلته من خطه - أنا القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي، أنا أبو العباس جمح بن القاسم بن عبد الوهاب المؤذن، أنا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الرّوّاس قال (1):

قال لي خالي - يعني إبراهيم بن أيوب الحوراني - قلت لإسماعيل بن عبد اللّه القاضي:

بلغني أنك كنت صوفيا من أكل من جرابك كسرة افتخر بها على أصحابه ؟ فقال: حَسْبُنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ (2).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو أحمد محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدّهّان، أنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الرّقّي الحافظ - في تاريخ الرّقّة-: قال: إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد، أبو عبد اللّه السّكّري ولي قضاء دمشق (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال ابن مندة: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (4):إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد السّكّري الرّقّي أبو عبد اللّه. روى عن أبي المليح الرّقّي، و عبيد اللّه بن عمرو. كتب عنه أبي بالرّقّة سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: روى عن محمد بن سلمة، و محمد بن حرب، و أبي إسحاق الفزاري، و بقية، و عبد اللّه بن رجاء المكّي، و ابن أبي فديك. سئل أبي عنه فقال: صدوق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب،

ص: 417


1- الخبر في بغية الطلب 1660/4.
2- سورة آل عمران، الآية:173.
3- تاريخ الرقة للقشيري ص 143.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 181/1.

حدّثني الحسن بن محمد الخلاّل، عن أبي الحسن الدّارقطني، قال: إسماعيل بن عبد اللّه السكري ثقة (1).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني - لفظا - أنا تمّام بن محمد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا ابن فيض قال (2):لم يل (3) القضاء بدمشق بعد محمد بن يحيى بن حمزة أحد في خلافة المعتصم و خلافة الواثق حتى كانت خلافة جعفر المتوكل فولّى ابن أبي داود (4) إسماعيل بن عبد اللّه السّكّري في أول سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين، فأقام قاضيا إلى أن عزل أحمد بن أبي دؤاد (5) و ولي يحيى بن أكثم فعزل إسماعيل بن عبد اللّه السّكّري عن القضاء و ولّي محمد بن هاشم بن ميسرة مكانه.

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمد، و أنبأني أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي علي الأهوازي، أنا تمام بن محمد، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني الحافظ ، قال (6):إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد الأقطع القرشي السّكّري من أهل الرّقّة مات بعد الأربعين كان يرمى بالجهم (7).

734 - إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة

أبو محمد القرشي، العدوي مولى عمر بن الخطاب

أصله (8) من الرّملة.

روى عن الأوزاعي.

روى عنه أبو مسهر، و هشام بن إسماعيل العطّار، و عمران بن أبي جميل،

ص: 418


1- كذا بالأصل، و قد ورد قول الخطيب في إسماعيل بن عبد اللّه بن زرارة السكري، أبو الحسن الرقي، و قد اشتبه على ابن عساكر انظر تاريخ بغداد 261/6-262 ترجمة إسماعيل بن عبد اللّه بن زرارة.
2- الخبر في بغية الطلب 1659/4.
3- بالأصل «لم يلي».
4- بالأصل و م «داود» و المثبت عن بغية الطلب.
5- بالأصل و م «داود» و المثبت عن بغية الطلب.
6- بغية الطلب 1661/4.
7- كذا، يريد أنه من أتباع الجهمية، انظر الملل و النحل للشهرستاني ص 36.
8- ترجمته في تهذيب التهذيب 196/1.

و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب الدمشقيون.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، أنا أبو عمرو يزيد بن أحمد السّلمي، نا أبو مسهر، نا إسماعيل بن سماعة، نا الأوزاعي، حدّثني إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، أن أنس بن مالك حدّثه أن أبا طلحة كان يترس بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بترس واحد، و كان أبو طلحة رجلا حسن الرّمي، فكان إذا رمى يشرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إلى موضع قبله (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي الرضا، أنا تمام بن محمد، أنا أبو الطّيّب بن حميد بن الحواري، نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر، نا ابن سماعة الرّملي، عن الأوزاعي، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يحب الرّفق في الأمر كلّه»[2261].

هكذا جاء في هذه الرواية نسبة إلى الرّملة، و قد وقع لي حديثه بعلو من طريق أبي مسهر و عمران بن أبي جميل.

أما من طريق أبي مسهر:

فأخبرناه أبو القاسم العلوي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن يحيى بن سلوان (2) المازني، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التّميمي المؤذن، أنا عبد الرّحمن بن القاسم الهاشمي، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة، أنا الأوزاعي، حدّثني أسيد بن عبد الرّحمن، حدّثني صالح بن محمد، حدّثني أبو جمعة، قال: تغدّينا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و معنا أبو عبيدة بن الجرّاح فقلنا: يا رسول اللّه، أحد خير منّا؟ أسلمنا معك. و جاهدنا معك؛ قال:«نعم، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي و لم يروني»[2262].

ص: 419


1- قبله أي قصده (القاموس).
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت عن م، و انظر ترجمته في سير الأعلام 647/17.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة السادسة: إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة في ذكر أصحاب الأوزاعي، قال: إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة، قال أبو مسهر هو بعد الهقل (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين بن الطّيّوري و محمد بن علي بن ميمون - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني،- زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة الشّامي، عن الأوزاعي سمع منه هشام بن إسماعيل العطّار.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة روى عن الأوزاعي. روى عنه أبو مسهر، و عمران بن أبي جميل الدّمشقي (4) سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك، غير أن أبي زاد فيه رواية عمران بن أبي جميل عنه، و زاد أبو زرعة: يعد في الدمشقيين. و سمعت أبي يقول: كان

ص: 420


1- بالأصل «المعقل» و المثبت عن تهذيب التهذيب، و هو الهقل بن زياد الإمام الحجة أبو عبد اللّه الدمشقي كاتب الأوزاعي توفي سنة 179.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 363/1.
3- الجرح و التعديل 1/قسم 180/1.
4- الجرح و التعديل: الدمشقيان.

ابن سماعة من أجلّ أصحاب الأوزاعي و أقدمهم و أحب إليّ من عبد السلام بن مكلبة (1).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد، عن المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قلت لأبي مسهر: ابن سماعة عرض على الأوزاعي ؟ قال: أحسن حالاته أنه كان عرض.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفرايني، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ح.

و أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، قالا: سمعنا أبا زرعة يقول (2):سألت أبا مسهر قلت:

من أنبل أصحاب الأوزاعي ؟ قال الهقل، قلت: فابن سماعة ؟ قال: بعده.

قال أبو زرعة (3):حدّثني يحيى بن معين قال: قلت لأبي مسهر بن سماعة عرض على الأوزاعي ؟ فقال: أحسن حالاته أن يكون عرض، اللفظ لابن راشد.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمد التّميمي، نا أبو مسهر، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة أبو محمد - و كان من الفاضلين - مولى عمر بن الخطاب.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم الزّاهد، عن أبي الحسن بن السّمسار، نا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي أبو محمد، نا إسحاق بن خالد، قال: سمعت أبا مسهر يقول: و من أصحابه أيضا الأثبات - يعني أصحاب الأوزاعي - إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة.

ص: 421


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الجرح و التعديل.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 383/1.
3- تاريخ أبي زرعة 384/1.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد، قال (1):- إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة دمشقي ثقة.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه (2)،أنا الحسين بن إدريس، أنا محمد بن عبد اللّه بن عمّار، نا هشام - يعني - العطّار، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة، قال ابن عمّار: كان من رواة الأوزاعي، ثقة عن الأوزاعي.

735 - إسماعيل بن عبد اللّه

ابن مسعود بن جبير بن عبد اللّه بن كيسان

أبو بشر العبدي الفقيه المعروف بسمّويه (3)

من أهل أصبهان.

له رحلة واسعة سمع فيها أبا مسهر و يسرة (4) بن صفوان، و هشام بن عمّار، و دحيما، و حمّاد بن مالك بن بسطام الحرستاني (5)،و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، و يحيى بن عبد اللّه الحرّاني، و نعيم بن حمّاد، و أبا صالح عبد اللّه بن صالح، و أبا اليمان، و علي بن عياش، و سعيد بن الحكم بن أبي مريم، و عمرو بن خالد، و عثمان بن صالح السّهمي، و عمرو بن عثمان الرّقّي، و عبد اللّه الزّبير الحميدي (6)، و سعيد بن منصور، و الحسن بن الربيع البوراني، و أبا نعيم الفضل بن دكين،

ص: 422


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 65.
2- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 210/1 و سير أعلام النبلاء 10/13 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له. سمويه ضبطت عن التبصير 694/2.
4- ضبطت عن التبصير 1493/4 و بالأصل «بسرة».
5- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى حرستا: قرية على باب دمشق (انظر معجم البلدان و الأنساب).
6- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الحميدات.

و الحسين بن حفص، و بكر بن بكار، و قتيبة بن مهران الآزاذاني (1)،و موسى بن إسماعيل، و إسماعيل بن أبان الورّاق، و أبا عبيدة شاذ بن فياض، و أحمد بن حنبل.

روى عنه: محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسيد، و محمد بن أحمد بن يزيد الزّهري، و أبوا بكر محمد بن علي بن الجارود و عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، و عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس.

أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه البرجي في كتبهم.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد المروزي، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد اللّه، نا سعيد بن أبي مريم، نا المفضّل بن فضالة، أخبرني عياش بن عباس، عن أبي الحصين الهيثم بن شعبيّ ، قال: خرجت أنا و أبو عامر المغافريّ إلى إيليا لنصلّي فأخبرني أبو عامر أنه سمع أبا ريحانة يقول: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن الوشم و الوشر (2)،و عن مكامعة الرجل المرأة في غير شعار. الحديث[2263].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الأصبهاني، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا إسماعيل بن عبد اللّه، نا علي بن عياش الحمصي، نا شعيب بن أبي حمزة (3) القرشي، نا أبو الزّنّاد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا حمى إلاّ للّه و رسوله (4)»[2264].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد الفأفاء ح.

قال ابن مندة و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم،

ص: 423


1- بالأصل بالدال المهملة، و المثبت الآزاذاني عن الأنساب و هذه النسبة إلى آزاذان قرية من قرى أصبهان.
2- الأشر: تحديد المرأة أسنانها (القاموس). كامعه: ضاجعه في ثوب واجد، و ضمه إليه (القاموس).
3- رسمها غير واضح، و الصواب ما أثبت عن م، و انظر ترجمته في سير الأعلام 187/7.
4- الحديث في أخبار أصبهان 210/1-211.

قال (1):إسماعيل بن عبد اللّه بن مسعود العبدي أبو بشر الأصبهاني المعروف بسمّويه روى عن الحسين بن حفص، و سعد بن عبد الحميد بن جعفر، و بكر بن بكّار، و الفضل بن دكين، و عثمان بن الهيثم المؤذن، و علي بن عياش، و يحيى بن يعلى المحاربي، و عمر بن عبد الوهاب الرّياحي، و أبي مسهر. سمعنا منه، و هو ثقة صدوق.

أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، قال (2):إسماعيل بن عبد اللّه بن مسعود بن جبير بن عبد اللّه بن كيسان العبدي الفقيه الحافظ أبو بشر، يعرف بسمّويه كان من الحفاظ و الفقهاء حدّث عن الحسين بن حفص، و بكر بن بكّار، و من العراقيين و الشاميين و المصريين: أبو نعيم، و أبو مسهر، و أبو اليمان، و سعيد بن أبي مريم. توفي سنة سبع و ستين (3) و مائتين.

736 - إسماعيل بن عبد اللّه بن ميمون

ابن عبد الحميد بن أبي الرّجال

أبو النّضر العجلي البغدادي (4)

أصله من مرو.

حدّث عن: عبيد اللّه بن موسى، و أبي عبد الرّحمن المقرئ، و عبد الرّحمن بن قيس الزّعفراني، و خلف بن الوليد الجوهري، و عبد الرّحمن بن شريك بن عبد اللّه النّخعي، و محمد بن مصعب القرقساني، و أبي النعمان محمد بن الفضل عارم (5)، و أبي النّضر هاشم بن القاسم.

روى عنه: أبو الحسن بن جوصا، و أبو الطّيّب بن حميد الحوراني، و أبو الحارث محمد بن عمرو بن مسعدة البيروتي، و يحيى بن محمد بن صاعد، و أبو بكر بن أبي داود، و محمد بن مخلد الدّوري، و محمد بن جعفر المطيري، و عبد اللّه بن شعيب

ص: 424


1- الجرح و التعديل 1/قسم 182/1.
2- أخبار أصبهان 210/1.
3- في أخبار أصبهان:«و سبعين». في سير الأعلام: ولد في حدود التسعين و المائة و مات سنة سبع و ستين و مائتين.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 282/6.
5- ترجمته في سير الأعلام 265/10(70).

العبدي، و أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، و علي بن إسحاق المادرائي، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الكريم الرازي (1) ابن أخي أبي زرعة.

و قدم دمشق و حدّث بها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا الحسين بن علي بن محمد بن علي الأنطاكي، أنا تمام بن محمد، أنا أبو الطّيّب محمد بن حميد بن محمد بن سليمان الحوراني (2)،نا أبو النّضر إسماعيل بن عبد اللّه - بسرّمن رأى في رحبة أبي عون في منزله - نا محمد بن مصعب، نا الأوزاعي، عن أبي عمّار، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«إنّ اللّه اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، و اصطفى من ولد إسماعيل كنانة، و اصطفى من كنانة قريشا، و اصطفى من قريش بني هاشم، و اصطفاني من بني هاشم»[2265].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مالك القصّار، أنا أبو علي الحسين بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد الكريم، نا إسماعيل بن عبد اللّه بن ميمون المروزي، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم، نا أبو جعفر، عن عاصم الأحول، عن أبي المهلّب، عن عبيد اللّه الأفريقي، عن أبي أمامة قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم عن بيع المغنيّات و عن شرائهن و عن كسبهنّ و عن أكل ثمنهنّ [2266].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،نا محمد بن علي الصوري ح.

و قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التّميمي، أنا أبو نصر الوائلي، قالا: أنا الخصيب بن عبد اللّه، نا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو النضر إسماعيل بن عبد اللّه مروزي، ليس به بأس.

أخبرنا أبو الحسن و أبو منصور قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):إسماعيل بن

ص: 425


1- ترجمته في سير الأعلام 233/15(90).
2- ترجمته في سير الأعلام 432/15.
3- تاريخ بغداد 282/6.
4- تاريخ بغداد ترجمته 282/6.

عبد اللّه بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرّجال، أبو النّضر العجلي. مروزي الأصل، و هو ابن أخي نوح بن ميمون المضروب، سمع عبيد اللّه بن موسى العبسي، و عبد الرّحمن بن قيس الزّعفراني، و أبا عبد الرّحمن المقرئ، و خلف بن الوليد الجوهري، و عبد الرّحمن بن شريك بن عبد اللّه النّخعي، و أمثالهم. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، و محمد بن جعفر المطيري (1)،و عبد اللّه بن شعيب العبدي العطّار، و أبو الحسين بن المنادي، و علي بن إسحاق المادرائي (2) و غيرهم.

قال: و أنا أبو بكر البرقاني، أنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكّي، أنا محمد بن إسحاق الثّقفي، قال: أنشدني أبو النّضر العجلي لنفسه (3):

تخبّرني الآمال أني معمر *** و أنّ الذي أخشاه عني مؤخّر

فكيف و برء (4) الأربعين قضية *** عليّ بحكم قاطع لا يغيّر

إذا المرء جاز الأربعين فإنّه *** أسير لأسباب المنايا و معثر

قال: و أنا محمد بن عبد الواحد، نا محمد بن العبّاس، قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع: و توفي أبو النّضر المروزي إسماعيل بن أخي نوح المضروب المعروف (5) بالفقيه - كان يخضب بالوسمة - ليلة الاثنين و دفن يوم الاثنين لثلاث و عشرين خلت من شعبان سنة سبعين و مائتين و قد بلغ أربعا و ثمانين سنة فيما ذكر.

737 - إسماعيل بن عبد اللّه بن وهب

أبي البختريّ بن وهب القرشي الأسدي

من أهل صيدا.

حدّث عن جده أبي البختري وهب بن وهب.

ص: 426


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى المطيرة قرية من نواحي سرّ من رأى. ذكره السمعاني و ترجم له.
2- هذه النسبة إلى مادرايا، قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح مقابل نهر سائس (معجم البلدان).
3- الأبيات في تاريخ بغداد 282/6.
4- في تاريخ بغداد:«و مرّ» و في مختصر ابن منظور: و برد.
5- بالأصل:«بالفقيه المعروف» و فوقهما علامة التحويل، و المثبت يوافق عبارة تاريخ بغداد.

روى عنه ابنه محمد بن إسماعيل و ستأتي روايته في ترجمة محمد بن الفتح الصّيداوي، فإن كان ابن عم إسماعيل بن محمد بن وهب بن وهب و إلاّ فهو ولده.

738 - إسماعيل بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز

738 - إسماعيل بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد (1) بن كرز

ابن عامر بن عبد اللّه بن عبد شمس بن عمعمة بن جرير

ابن شق الكاهن بن صعب بن يشكر بن زهم بن أفرك بن نذير بن قسر

أبو هاشم القسري البجلي (2)،أخو (3) خالد

حدّث عن أخيه خالد بن عبد اللّه، و ولي إمرة الموصل.

روى عنه أيوب بن سويد الرّملي، و محمد بن عمران.

أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي في كتابه.

ثم أخبرني أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب، و أبو منصور برغش بن عبد اللّه عنه، أنا أبو سعيد الصّيرفي، نا أبو العباس الأصمّ ح.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن يعقوب بن يوسف، نا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا أيوب بن سويد، نا إسماعيل بن عبد اللّه القسري، عن أخيه خالد بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده يزيد بن أسد: أنه قدم على عمر بن الخطاب من دمشق فقال له: يا ابن أسد ما الشهداء فيكم ؟ فقال: الشهيد - يا أمير المؤمنين - من قاتل في سبيل اللّه حتى يقتل؛ قال: فما تقولون فيمن مات حتف أنفه لا يعلمون منه إلاّ خيرا؟ قال: عبد عمل خيرا، و لقي ربّا لا يظلمه، يعذّب من عذّبه بعد الحجّة عليه، و العذرة فيه، أو يعفو عنه.

قال عمر: كلا و اللّه، ما هو كما يقول - و قال الشيروي: يقولون - من مات مفسدا في الأرض، ظالما للذّمة عاصيا للإمام، غالاّ للمال، ثم لقي العدو فقاتل فقتل شهيدا، و لكن اللّه عزّ و جلّ قد يعذّب عدوّه بالبرّ و الفاجر، و من مات حتف نفسه لا يعلمون منه

ص: 427


1- سقطت من الأصل و استدرك على هامشه.
2- ترجمته في بغية الطلب 1665/4.
3- بالأصل «أبو» و الصواب عن مختصر ابن منظور 357/4 و بغية الطلب 1665/4.

إلاّ خيرا كما قال اللّه عز و جل: مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ (1) الآية (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، قال: أجاز لنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (3):و من بجيلة - و هم بنو أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن بنت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان - يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد اللّه بن عبد شمس بن عمعمة (4) بن جرير بن شق الكاهن بن صعب بن يشكر بن زهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار وفد على النبي صلّى اللّه عليه و سلم فأسلم، و لم يكن ممن اختط بالكوفة و لا نزلها، و نزل الشام من ولده خالد بن عبد اللّه بن يزيد، و أخوه إسماعيل بن عبد اللّه ولي الموصل و كان في صحابة أبي جعفر.

و قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: و لم يولد لعبد اللّه بن شمس إلاّ واحد إلى يزيد بن أسد واحد واحد يولد (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (6):إسماعيل بن عبد اللّه القسري، و هو أخو خالد القسري، روى عن أخيه خالد بن عبد اللّه القسري، روى عنه أيوب بن سويد الرّملي.

ص: 428


1- سورة النساء، الآية:69.
2- الخبر بإسناده في بغية الطلب 1665/4-1666.
3- طبقات ابن سعد 428/7 و بغية الطلب 1666/4-1667.
4- في ابن سعد:«غمغمة... رهم».
5- بغية الطلب 1667/4.
6- الجرح و التعديل 1/قسم 180/1 و بغية الطلب 1667/4.
ذكر من اسم أبيه عبيد اللّه ممّن يسمّى إسماعيل
739 - إسماعيل بن عبيد اللّه بن خلف

أبو إبراهيم البخاري (1)

قدم دمشق حاجا، و حدّث بها عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسن البلخي الفقيه، و أحمد بن جعفر البغدادي، و أم الفتح أمة السّلام بنت أحمد بن كامل.

روى عنه: علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السّلمي.

و هو إسماعيل بن أحمد بن عبيد اللّه الذي تقدم ذكره.

740 - إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر - و اسم أبي المهاجر: أقرم

أبو عبد الحميد مولى بني مخزوم (2)

من أهل دمشق، كانت داره ظاهر باب الجابية، و عند طريق القنوات، و كان يؤدب ولد عبد الملك بن مروان، و استعمله عمر بن عبد العزيز على إفريقية.

روى عن فضالة بن عبيد، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و أنس بن مالك، و السائب بن يزيد، و الحارث بن الحارث الغامدي، و عطية بن عروة السّعدي، و عبد الرّحمن بن غانم، و قبيصة بن ذؤيب، و علي بن عبد اللّه بن عباس، و خالد بن عبد اللّه بن حسين، و أبي عبد اللّه الأشعري، و قيس بن الحارث الكندي المذحجي،

ص: 429


1- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
2- تهذيب التهذيب 201/1 بغية الطلب 1695/4 و فيه «أفرم» بدل «أقرم» و سير أعلام النبلاء 213/5 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.

و عبد الملك بن مروان، و عطاء بن يزيد اللّيثي، و أم الدّرداء الصّغرى، و كريمة بنت الحسحاس، و ميسرة مولى فضالة، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أم الحكم.

و أدرك معاوية.

روى عنه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و ربيعة بن يزيد الدمشقي، و ابنه عبد العزيز بن إسماعيل، و الهيثم بن عمران العبسي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و كلثوم بن زياد المحاربي، و محمد بن الحجّاج القرشي الدّمشقي، و عمرو بن واقد، و أبو محمد عيسى بن موسى القرشي، و رجاء بن أبي سلمة أبو المقدام، و منصور بن رجاء، و عبد ربّه بن ميمون الأشعري، و عبد الرزاق بن عمر الثّقفي، و مدرك بن أبي سعيد الفزاري، و محمد بن سعيد المصلوب، و محمد بن مهاجر.

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الخطيبي، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن الحسين بن قتيبة، نا هشام بن خالد، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جابر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم:«إنّ الرّزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله»[2267].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أبو الحسن أحمد بن نصر بن شاكر، نا أبو مسلمة إسحاق بن سعيد بن الأركون القرشي، نا سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، عن إسماعيل بن عبيد اللّه - و كان ثبتا - عن من حدثه عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«من ستر فاحشة فكأنّما أحيا مؤودة»[2268].

قال جابر بن عبد اللّه و أنا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمد بن الحسن بن أحمد الأصبهاني، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال: في الطبقة الثالثة من أهل الشامات

ص: 430


1- الحديث في بغية الطلب 1696/4 و انظر كنز العمال 6388/3.

إسماعيل بن عبيد اللّه بن مهاجر مولى لقريش، دمشقي (1).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام، نا أبو زرعة، قال: إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، نا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الرابعة إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، ولاّه عمر بن عبد العزيز إفريقية.

و قال ابنه: عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر هو مولى الأرقم بن الأرقم دمشقي ولده بها - زاد الكلابي: مخزومي-.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2):

إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر الشّامي مولى بني مخزوم. سمع السائب بن يزيد، و أم الدّرداء، سمع منه سعيد بن عبد العزيز، قال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي، قال له رجاء بن حيوة: يا أبا عبد الحميد.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (3):أبو عبد الحميد إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر سمع السائب بن يزيد، و أم الدّرداء، روى عنه سعيد بن عبد العزيز.

ص: 431


1- طبقات خليفة 806/2.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 366/1.
3- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 162 و بغية الطلب 1698/4.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، قال: قال أبي أبو عبد الرّحمن النسائي: أبو عبد الحميد إسماعيل بن عبيد اللّه (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (2):إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم روى عن السائب بن يزيد، و أم الدّرداء، روى عنه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك، زاد أبو زرعة:

و اسم أبي المهاجر أقرم (3)،يعد في الدمشقيين، زاد أبي: و كان مؤدبا ل [ولد] (4)عبد الملك بن مروان، و كان عمر بن عبد العزيز استعمله على إفريقية، روى عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و أنس بن مالك، و الحارث بن الحارث الغامدي، و عطية السّعدي، و أدرك معاوية. قال أبو محمد: روى عن علي بن عبد اللّه بن عباس، روى عنه ربيعة بن يزيد الدمشقي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو محمد الكتّاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (5)،حدّثني هشام، عن الهيثم بن عمران، عن الأوزاعي، قال: قدم علينا إسماعيل بن عبيد اللّه بيروت مرابطا زمن مروان، قال: فقال لي: لعلك منهم ؟ قلت: لا، يا أبا عبد الحميد.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل ح.

ص: 432


1- بغية الطلب 1698/4.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 182/1.
3- الكلمة غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م و انظر بغية الطلب 1698/4 نقلا عن الجرح و التعديل و تهذيب التهذيب. و في الجرح و التعديل:«أقدم» خطأ.
4- بالأصل و م:«مؤدبا لعبد الملك» و مثله في بغية الطلب، و المثبت و الزيادة عن الجرح و التعديل.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 254/1.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، قالا:

أنا أبو الحسن محمد بن عوف، أنا أبو علي الحسن بن منير، أنا أبو بكر محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران، نا الأوزاعي، قال: أتانا إسماعيل بن عبيد (1) في زمان مروان مرابطا ببيروت فجبذني ثم قال: إني أراكن (2) هؤلاء القوم - يعني القدريّة - فلعلك منهم ؟ قلت: لا، و اللّه ما أنا منهم.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الوليد بن شجاع، نا الهيثم بن عمران بن عبد اللّه، قال: رأيت إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي و كان من صالحي المسلمين يخضب رأسه و لحيته (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة ح - قال: أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4):نا أبي، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل،[ثنا أيوب بن تميم القارئ عن الأوزاعي أنه كان إذا حدّث عن إسماعيل] بن عبيد اللّه قال: و كان مأمونا على ما حدّث.

قال: و نا ابن أبي حاتم قال (5):و نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، أنا أبو مسلمة (6) قال: كان سعيد بن عبد العزيز إذا حدّث عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: و كان ثقة صدوقا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر و محمد بن الحسن و أحمد بن محمد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا الحسين بن

ص: 433


1- كذا ورد بالأصل هنا، و هو صاحب الترجمة.
2- كذا بالأصل و لم أعثر عليها، لعلها بمعنى «أناهض» و في م:«أبي أبي الحسن هؤلاء القوم».
3- بغية الطلب 1699/4.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 183/1 و الزيادة التالية منه.
5- الجرح و التعديل 1/قسم 183/1 و الزيادة التالية منه.
6- في الجرح: سلمة.

جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي قال (1):إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر شامي تابعي ثقة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس الأصمّ ، قال: سمعت العبّاس بن محمد الدّوري قال: سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر كان معلما (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان قال: قال أبي (3) كان إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر من موالي بني مخزوم، و هو أدّب سعيدا و يزيد و مسلمة بني عبد الملك، و العباس بن الوليد، و هو ممن يرضى به في الحديث (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال (5):و روى الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر مخزومي شامي ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمد بن عبد العزيز، أنا أبو بكر البرقاني، قال: سمعت الدّارقطني يقول: إسماعيل هذا ثقة.

أنبأنا أبو علي الحداد، عن أبي سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصّفّار، نا جدّي أبو بكر عبد الله بن أحمد بن القاسم ح.

و أنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصّيرفي عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن شاذان الأعرج، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد المقرئ، قالا: أنا إبراهيم (6) بن محمد بن الحسن بن متّويه، نا محمد بن يعقوب بن

ص: 434


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 65.
2- بغية الطلب لابن العديم 1701/4.
3- بالأصل:«قال كان أبي» و عليها علامة تحويل، و المثبت يوافق عبارة بغية الطلب.
4- الخبر في بغية الطلب 1701/4.
5- المعرفة و التاريخ 473/2.
6- ترجمته في سير الأعلام 142/14(76).

حبيب، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز قال: أشرفت أم الدّرداء على وادي جهنم و معها إسماعيل بن عبيد الله فقالت: يا إسماعيل اقرأ فقرأ: أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لاٰ تُرْجَعُونَ (1)فَوَ رَبِّ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مٰا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (2) فخرّت على وجهها و خرّ إسماعيل على وجهه، فما رفعا رءوسهما حتى ابتلّ ما تحت وجوههما من دموعهما (3).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد الزّهري، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن رجاء، عن معن التّنوخي و كان من أهل الكتاب، فأسلم - قال: ما رأيت في هذه الأمة أزهد من اثنين: عمر بن عبد العزيز، و إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي - و كان خال هشام بن عبد الملك - قال رجاء: و كان إذا انصرف من غزوة افترش ذراعه، و كان هو و أم ولده و ولده في بيت و دوابّه في ناحية البيت، إسماعيل هو مولى بني مخزوم، و بنو مخزوم أخوال هشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة الله، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا سعيد، نا ضمرة، عن رجاء، قال:

سمعت معنا (5) التّنوخي يقول: ما رأيت في هذه الأمة زاهدا غير اثنين: عمر بن عبد العزيز، و إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي، و كان خالا لهشام بن عبد الملك، فقال رجاء: كان إسماعيل بن عبيد اللّه إذا قبل (6) من الصائفة افترش براذعه، و كان هو و أم ولده و دوابّه في بيت واحد دوابه في ناحية. و هو و أم ولده في ناحية. قال و كان يقول: لو أن هذا الجدار يفجر عن قدير ما اذعت به.- يعني القدير: الطبيخ.

قال ضمرة: و سمعت من يذكر عن إسماعيل بن عبيد اللّه أنّه قدّم إلى رجل زبيبا، فجعل يأكل و يطرح حبه فقال له: إن كنت شبعت. فاتركه.

ص: 435


1- سورة المؤمنون، الآية:115.
2- سورة الذاريات، الآية:23.
3- الخبر في بغية الطلب 1700/4.
4- المعرفة و التاريخ 374/2-375 و بغية الطلب 1700/4.
5- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل «ملعنا».
6- المعرفة و التاريخ: قفل.

قال: و نا يعقوب (1)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا أبو مسهر، نا سعيد قال: كنا نجلس بالغدوات مع يزيد بن أبي مالك و سليمان بن موسى، و بعد الظهر مع إسماعيل بن عبيد الله، و ربيعة بن يزيد، و بعد العصر مع مكحول [فيه] (2).

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق، أنا أبو بكر النّجّاد، نا محمد بن عبد الله بن سليمان، نا سهل بن صالح الأنطاكي، نا الهيثم بن خارجة، نا الهيثم بن عمران، قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه يقول: ينبغي لنا أن نحفظ حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كما يحفظ القرآن لأن اللّه يقول: وَ مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ (3).

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم و أبو محمد بن فضيل ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد، أنا أبو الفتح ناصر بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر محمد بن خريم، نا هشام، عن الهيثم بن عمران، قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه - و سمع ربيعة بن يزيد، يحدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم ثم ثنّى ثم ثلّث - فحدّث إسماعيل عن كسرى ثم ثنّى ثم ثلّث؛ فقال ربيعة:

غفر اللّه لك أبا عبد الحميد، حدّثت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و تحدّث عن كسرى ؟ فقال: ما حدّثت عنه إلاّ من أجلك، انظر كيف تحدّث يا ربيعة، فإنك ترى الإمام على المنبر يتكلّم بالكلام فما تخرجون من المسجد حتى تختلفوا عليه، و اللّه لأن أكذب على كسرى أحبّ إليّ من أن أكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

قال: و سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه يحدّث قال: قال لي عمر بن عبد العزيز:

كم أتت عليك يا إسماعيل سنة ؟ قلت: ستون سنة و شهور؛ قال: يا إسماعيل، إيّاك و المزاح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي،

ص: 436


1- المعرفة و التاريخ 410/2.
2- زيادة عن المعرفة و التاريخ.
3- سورة الحشر، الآية:7.

أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، أنا أبي قال: قال يحيى بن معين: إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم معلم (1).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (2)،حدّثني هشام، نا الهيثم بن عمران أنه سمع إسماعيل بن عبيد اللّه يقول: قال لي عمر بن عبد العزيز: كم أتت عليك يا إسماعيل ؟ قلت: ستون سنة و أشهر، فقال له عمر: لا تمزح يا إسماعيل.

قال: و سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه يقول لربيعة بن يزيد: انظر ما تحدّث يا ربيعة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

و قال أبو زرعة (3):حدّثني هشام و محمود بن خالد قالا: نا الهيثم بن عمران قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه قال: كنت أعلّم بني عبد الملك من عاتكة: يزيد، و مروان، و معاوية، و مروان أصغرهم. فأخبرني عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول: أم الدّرداء أشارت به على عبد الملك.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا المؤمل بن الحسن بن عيسى، نا أحمد بن منصور الرّمادي، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي الدّمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، قال: قال لي عبد الملك بن مروان: يا إسماعيل علّم ولدي، فإني معطيك أو مثيبك، قال إسماعيل:

يا أمير المؤمنين و كيف ذلك ؟ و حدّثتني أم الدّرداء عن أبي الدّرداء أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من أخذ على تعليم القرآن قوسا قلّده اللّه قوسا من نار يوم القيامة» قال عبد الملك:

يا إسماعيل، إني لست أعطيك أو أثيبك على القرآن، إنما أعطيك أو أثيبك على النحو[2269].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر محمد بن الحسن الخبّازي (4) المقرئ،

ص: 437


1- بغية الطلب 1701/4.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 348/1.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 347/1.
4- بدون نقط بالأصل، المثبت و الضبط عن التبصير 357/1 و ذكره و فيه: شيخ القراء بخراسان.

-إملاء - نا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس، أنا أبو بكر محمد بن حمدون، أنا يزيد بن عبد الصّمد الدّمشقي، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: قال لي عبد الملك بن مروان: يا إسماعيل علّم بنيّ فإنّي مثيبك على ذلك، قال: قلت: يا أمير المؤمنين و كيف ؟ و قد حدّثتني أم الدرداء عن أبي الدّرداء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«من أخذ على تعليم القرآن قوسا قلّده اللّه قوسا من نار يوم القيامة»، قال: يا إسماعيل إني لست أعطيك على القرآن إنما أعطيك على النحو[2270].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد محمد بن عبد الرّحمن الفقيه، أنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، أنا محمد بن مروان، عن هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا إسماعيل بن عبيد اللّه قال: بعث إليّ عبد الملك بن مروان فقال: يا إسماعيل إني دافع إليك بنيّ قلت: و كيف ؟ و قد حدّثتني أم الدّرداء عن أبي الدّرداء أن أبيّ بن كعب أقرأ رجلا من أهل اليمن سورة فرأى عنده قوسا، فقال تبيعينها؟ قال: لا، بل هي لك، فسأل النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال:«إن كنت تريد أن تقلّد قوسا من نار فخذها» فقال عبد الملك: لست أعطيك على القرآن، كلّهم عنده مصحف يقرأ فيه، و لكن أعطيك على العربية[2271].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو الوحش سبيع بن المسلّم - قراءة عليهما - قالا: أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف - قراءة عليه - أنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي البغدادي، قال: قرئ على أبي بكر محمد بن القاسم بن الأنباري، حدثني أبي، نا عمر بن شبّة قال (1):قال عبد الملك بن مروان: ما رأيت مثلنا و مثل هذه الأعاجم، كان الملك فيهم دهرا طويلا، فو اللّه ما استعانوا منا إلاّ برجيل واحد - يعني النعمان بن المنذر - ثم عادوا عليه فقتلوه و أن الملك فينا مدّ هذه المدّة فقد استعنّا منهم برجال حتى في [لساننا] (2) هذا إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر يعلّم ولد أمير المؤمنين العربية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن

ص: 438


1- الخبر في بغية الطلب 1703/4.
2- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، و الزيادة مستدركة عن م، و انظر بغية الطلب.

الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا سعيد - يعني ابن أسد - نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي، قال: كلّمت رجاء بن حيوة و عديّ بن عديّ في شيء فكأنهما وجدا في أنفسهما فقلت لهما: إنه ليس يحسن من رأيكما أن تنزلا رأيكما بمنزلة من لا ينبغي أن يرد عليه منه شيء، فقال رجاء بن حيوة: يا أبا عبد الحميد من عدمنا ذلك منه فلا نعدمه منك يا أبا عبد الحميد (1).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد، أنا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزّهري، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن عبد الرزاق - يعني ابن عمر - قال: قال عمر بن عبد العزيز لإسماعيل بن عبيد اللّه: كم أتى عليك قال: ثلاثون سنة و أشهر، قال: أ فلا قلت و شهور؟ أنبأنا أبو شجاع (2) ناصر بن محمد بن أحمد النّوقاني - بها-[أنا] (3) أبو محمد الحسن بن أحمد السّمرقندي، أنا أبو سهل عبد الكريم بن عبد الرّحمن الكلاباذي (4)بها - و هي محلة من محالّ بخارا - أنا أبو عمرو محمد بن محمد بن صابر بن كاتب البخاري، أنا أبو عبد الرّحمن محمد بن المنذر بن سعيد الحافظ الهروي - المعروف بشكّر (5)-نا محمد بن إدريس الرّازي، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي، نا عبد الأعلى بن مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه يقول لبنيه: يا بنيّ أكرموا من أكرمكم و إن كان عبدا حبشيا، و أهينوا من أهانكم و إن كان رجلا قرشيا (6).

ص: 439


1- الخبر في بغية الطلب 1704/4.
2- عن التبصير 142/1 و فيه: أبو شجاع ناصر بن محمد النوقاني، نسبة إلى نوقان قصبة طوس. و انظر بغية الطلب 1703/4 و بالأصل «أبو علي شجاع».
3- زيادة لازمة عن م.
4- انظر الأنساب، هذه النسبة إلى محلتين، إحداهما محلة كبيرة بأعلى البلد من بخارى يقال لها كلاباذ، ذكره السمعاني و ترجم له.
5- ضبطت عن التبصير.
6- الخبر في بغية الطلب 1703/4.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: إذا رأيت الرجل يكرمك فأكرمه.

قال (2):و نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: خرجت أمّ الدّرداء تخطب عليّ ابنة أبي محجن اللّيثي فلقيني عطاء بن يزيد فقال: أنا عطاء بن يزيد - يريد الفأل-..

قال: و نا أبو زرعة (3)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، قال: عقد عمر بن عبد العزيز لإسماعيل بن عبيد اللّه على جند إفريقية و بها من بها من قريش و غيرهم، و هو مولى لبني مخزوم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: و فيها - يعني سنة مائة - نزع محمد بن يزيد من إفريقية و أمّر إسماعيل بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (4) في تسمية عمال عمر بن عبد العزيز على إفريقية قال: ثم ولّى إسماعيل بن عبيد اللّه مولى بني مخزوم فقدمها سنة مائة، فأسلم عامة البربر في ولايته و كان حسن السيرة، حتى مات عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطّبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير، قال اللّيث: و في سنة ثلاث و عشرين و مائة فتن ميسرة الفقير و أهل إفريقية البربر فقتل إسماعيل بن عبيد اللّه و خالد بن أبي حبيب و ناس من أهل إفريقية كذا قال، و أظن إسماعيل هذا غير الدّمشقي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا محمد بن أحمد بن محمد البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل بن

ص: 440


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 348/1.
2- تاريخ أبي زرعة 347/1.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 348/1.
4- تاريخ خليفة ص 323 و بغية الطلب 1703/4 نقلا عن خليفة.

غسان، نا أبي قال: قال أبو مسهر: و مات إسماعيل بن عبيد اللّه في خلافة مروان بن محمد، و قد أدرك معاوية بن أبي سفيان و هو غلام صغير.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال (1):و حدّثني عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه، حدّثني إبراهيم بن أبي شيبان، قال: مات إسماعيل بن عبيد اللّه قبل دخول عبد اللّه بن علي دمشق بثلاثة أشهر سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمد يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، نا معاوية بن صالح قال: إسماعيل بن عبيد اللّه مولى بني مخزوم ثقة.

قال أبو مسهر: مات في خلافة مروان بن محمد، و قد أدرك معاوية و هو غلام (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس النّهاوندي، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل (3)،أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، نا محمد بن إسماعيل البخاري قال: و مات إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر في خلافة مروان بن محمد - أظنه حكاه عن ابن بكير.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا عبد الرّحمن بن محمد و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، حدّثني سليمان بن أشعث، عن عبد الوهاب بن نجدة، نا محمد بن شعيب بن شابور، قال: توفي إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي سنة إحدى و ثلاثين و مائة (4).

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو مسعود

ص: 441


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 253/1.
2- بغية الطلب 1706/4.
3- رسمها غير واضح بالأصل و في م: ربيل و المثبت عن بغية الطلب 1705/4.
4- بغية الطلب 1705/4.

عبد الجليل بن محمد، و أبو بكر محمد بن شجاع عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم دمشقي، ولّي أمر إفريقية لعمر بن عبد العزيز توفي سنة إحدى و ثلاثين و مائة، و كان مولده سنة إحدى و ستين (1).

741 - إسماعيل بن عبيد اللّه - و يقال: ابن عبيد - العكّي

روى عن غالب بن شعوذ (2).

روى عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الفضل بن خيرون و أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا-: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (3):

إسماعيل بن عبيد اللّه العكّي الدّمشقي سمع غالب بن شعوذ (4) الأزدي، روى عنه الوليد بن مسلم.

قال لي هشام بن عمّار، نا الوليد سمع إسماعيل بن عبيد اللّه العكّي الدّمشقي سمع غالب بن شعوذ (5) الأزدي، قال: شيعنا أبا هريرة من دمشق نحوه - يعني قوله:

أوصاني خليلي أبو القاسم صلّى اللّه عليه و سلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر و سبحة الضّحى في الحضر و السفر، و أن لا أنام إلاّ على وتر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير - إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا

ص: 442


1- بغية الطلب 1705/4.
2- عن التبصير 682/2 و بالأصل «سعود» و في م و مختصر ابن منظور 360/4 مسعود.
3- التاريخ الكبير 1/قسم 366/1.
4- عن البخاري و بالأصل «سعود» و قد ضبطت عن التبصير.
5- عن التبصير 682/2 و بالأصل «سعود» و في م و مختصر ابن منظور 360/4 مسعود.

الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الخامسة إسماعيل بن عبيد اللّه العكّي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنا أبو القاسم، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (1):إسماعيل بن عبيد العكّي [روى عن غالب بن شعوذ] (2) روى عنه الوليد بن مسلم، يعد في الشاميين سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك.

742 - إسماعيل بن عبيد اللّه

أبو علي المقرئ

قرأ القرآن العظيم بدمشق على هشام بن عمّار بحرف ابن عامر.

ذكره أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني المقرئ نزيل دمشق فيما قرأ آية بخطه.

ص: 443


1- الجرح و التعديل 1/قسم 188/1 و قد ورد فيه «عبيد» أيضا كالأصل، و قد تقدم في بداية الترجمة «عبيد اللّه».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن الجرح و التعديل.

الفهرس

تتمة حرف الألف

ذكر من اسمه أرطأة

583 - أرطأة بن زفر بن عبد اللّه بن مالك بن شداد بن ضمرة بن عقفان ابن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيط بن مرة بن عوف بن سعد ابن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، و يقال:

ابن زفر بن جزء بن شداد 3

584 - أرطأة بن المنذر بن الأسود بن ثابت أبو عدي السكوني الحمصي 8

585 - أرطأة الفزاري 16

ذكر من اسمه أرقم

586 - أرقم بن أرقم السلمي 17

587 - أرقم بن شرحبيل الأودي الكوفي أخو هزيل بن شرحبيل 17

588 - أرقم بن عبد اللّه الكندي 21

589 - إرميا بن حلقيا، من سبط لاوي بن يعقوب 27

590 - أزرق بن قرة السبيعي 41

591 - أزنم الفزاري 42

ذكر من اسمه أزهر

592 - أزهر بن الوليد الحمصي 43

593 - أزهر بن يزيد المرادي الحمصي 43

594 - أزهر الكوفي، بياع الخمر 44

ذكر من اسمه أسامة

595 - أسامة بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمان 45

ص: 444

596 - أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس ابن عامر بن النعمان بن عبد ودّ بن كنانة بن عوف بن عذرة ابن عدي بن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب أبو زيد، و يقال: أبو محمد، و يقال: أبو حارثة، و يقال: أبو يزيد 46

597 - أسامة بن زيد بن عدي أبو عيسى التنوخي الكاتب و يقال: الكلبي مولاهم 83

598 - أسامة بن سلمان النخعي و يقال العنسي، من أهل دمشق 87

599 - أسامة بن سلام القرشي 90

600 - أسامة بن مرشد بن علي بن المقلد بن نصر بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو المظفر الكناني الملقب بمؤيّد الدولة 90

601 - أسباط بن واصل الشيباني 95

ذكر من اسمه إسحاق

حرف الألف في آباء من اسمه اسحاق

602 - إسحاق بن أحمد 98

603 - إسحاق بن أحمد أبو يعقوب الطائي 98

ذكر من اسم أبيه إبراهيم ممن اسمه إسحاق

604 - إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن مزيد بن بلال ابن عبد اللّه أبو يعقوب البغدادي 100

605 - إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن سليمان بن راشد بن سليم الثقفي يعرف بالضّامدي 101

606 - إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد البستي القاضي 101

607 - إسحاق بن إبراهيم بن بنان، و يقال: بيان أبو يعقوب الجوهري 103

608 - إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان أبو يعقوب البغدادي الأنماطي 104

609 - إسحاق بن إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس ابن عبد المطلب الهاشمي الصالحي 106

610 - إسحاق بن إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد اللّه ابن عمران العبسي 107

611 - إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق بن الضحاك بن مهاجر بن عبد الرّحمن ابن زيد أبو يعقوب بن أبي إسحاق الزبيدي الحمصي 108

612 - إسحاق بن إبراهيم بن القاسم بن مخلد أبو يعقوب النيسابوري 110

ص: 445

613 - إسحاق بن إبراهيم بن أبي كامل أبو الفضل، و يقال: أبو يعقوب الحنفي المروروذي و يقال: الباوردي 110

614 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سنين أبو القاسم الختلي البغدادي 113

615 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء أبو يعقوب، و يقال: أبو الأصبغ الأنصاري 115

616 - إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند أبو عبيد اللّه الشامي البصري 116

617 - إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن بكر أبو يعقوب، المعروف بابن راهويه 119

618 - إسحاق بن إبراهيم بن ميمون، أبو محمد التميمي المعروف أبوه بالموصلي 142

619 - إسحاق بن إبراهيم بن نصر أبو يعقوب النيسابوري البشتي 165

620 - إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بن يعقوب بن إبراهيم بن عمرو بن هاشم ابن أحمد، و يقال: ابن إبراهيم بن زامل أبو يعقوب النهدي الأذرعي 166

621 - إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر القرشي الفراديسي 170

622 - إسحاق بن إبراهيم بن يونس بن موسى بن منصور أبو يعقوب البغدادي، المعروف بالمنجنيق الوراق 175

623 - إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الأشقر 179

624 - إسحاق بن إبراهيم الرافقي 179

625 - إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الفرغاني، المعروف بجيش 181

626 - إسحاق بن إبراهيم أبو بكر الجرجاني ثم الأسترآباذي 182

627 - إسحاق بن إبراهيم أبو نصر الزوزني 183

ذكر من اسم أبيه إسماعيل ممن اسمه إسحاق

628 - إسحاق بن إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن طاهر ابن عبد اللّه أبو الحسين الطاهري 184

629 - إسحاق بن إسماعيل بن عبد اللّه بن زكريا أبو يعقوب الرملي 184

630 - إسحاق بن إسماعيل 185

631 - إسحاق بن الأشعث بن قيس 185

ص: 446

632 - إسحاق بن أبي أيوب بن خالد بن عبّاد بن زياد بن أبيه المعروف بابن أبي سفيان 186

حرف الباء

في آباء من اسمه إسحاق

633 - إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد اللّه بن سالم أبو حذيفة الهاشمي مولاهم البخاري 187

حرف التاء فارغ

حرف الثاء

في آباء من اسمه إسحاق

634 - إسحاق بن ثعلبة أبو صفوان الحميري الحمصي 194

حرف الجيم فارغ

حرف الحاء

في آباء من اسمه إسحاق

635 - إسحاق بن الحارث أبو الحارث مولى بني هبّار القرشي 196

636 - إسحاق بن حسان بن قوهي، و يقال قوهي لقب حسّان أبو يعقوب الخريمي، مولاهم المري 198

637 - إسحاق بن حمّاد النميري 203

حرف الخاء

في آباء من اسمه إسحاق

638 - إسحاق بن خلف الزاهد 205

حرف الدال

في آباء من اسمه إسحاق

639 - إسحاق بن داود السراج 208

حرف الذال فارغ

حرف الراء

في آباء من اسمه إسحاق

640 - إسحاق بن راشد أبو سليمان الحراني 209

641 - إسحاق بن أبي ربعي 215

ص: 447

حرف الزاي فارغ

حرف السين

في آباء من اسمه إسحاق

642 - إسحاق بن سعيد بن إبراهيم بن عمير بن الأركون أبو مسلمة القرشي الجمحي 216

643 - إسحاق بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 218

644 - إسحاق بن سلام القرشي 218

645 - إسحاق بن سيار أبو النضر 218

646 - إسحاق بن سيار بن محمد بن مسلم أبو يعقوب النصيبي 221

حرف الشين فارغ

حرف الصاد

في آباء من اسمه إسحاق

647 - إسحاق بن صلتان القرشي 224

حرف الضاد

في آباء من اسمه إسحاق

648 - إسحاق بن الضيف، و يقال: إسحاق بن إبراهيم بن الضيف أبو يعقوب الباهلي البصري العسكري 225

حرف الطاء

في آباء من اسمه إسحاق

649 - إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تيم القرشي، التيمي، المديني 228

حرف الظاء فارغ

حرف العين

في آباء من اسمه إسحاق

650 - إسحاق بن عباد بن موسى أبو يعقوب المعروف بالختلي البغدادي 432

651 - إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف أبو يعقوب الهاشمي النوفلي البصري 234

652 - إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة عبد الرّحمن بن الأسود بن سوادة - و يقال: الأسود - بن عمرو بن رياس أبو سليمان المديني 243

ص: 448

653 - إسحاق بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي مولاهم، أخو إسماعيل بن عبيد اللّه 255

654 - إسحاق بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر ابن عابد أبو يعلى النيسابوري الصابوني الواعظ 257

655 - إسحاق بن أبي عبد الرّحمن أبو يوسف - و يقال: أبو يعقوب - الأنطاكي الأطروش العطار 259

656 - إسحاق بن عبد الرّحمن مولى بني أمية 260

657 - إسحاق بن عبد المؤمن 260

658 - إسحاق بن عثمان أبو يعقوب الكلابي البصري 261

659 - إسحاق بن عقيل بن عبد الرزاق بن عمر 264

660 - إسحاق بن علي الصوفي 265

661 - إسحاق بن عمارة العقيلي المديني 265

662 - إسحاق بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص الأموي 266

663 - إسحاق بن عيسى بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب ابن هاشم أبو الحسن الهاشمي 266

حرف الغين و حرف الفاء فارغان

حرف القاف

في آباء من اسمه إسحاق

664 - إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي 270

665 - إسحاق بن قيس مولى الحواري بن زياد العتكي 273

حرف الكاف و حرف اللام فارغان

حرف الميم

في آباء من اسمه إسحاق

666 - إسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد أبو يعقوب الحلبي 274

667 - إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم بن أسيد أبو الحسن الأصبهاني المعروف بابن ممك 276

668 - إسحاق بن محمد بن معمر بن حبيب أبو يعقوب السدوسي، مولاهم، البصري 277

ص: 449

669 - إسحاق بن محمد أبو يعقوب الأنصاري، الأديب، من ولد النعمان بن بشير 277

670 - إسحاق بن محمد البيروتي 278

671 - إسحاق بن مسبح أبو يعقوب 279

672 - إسحاق بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 279

673 - إسحاق بن مسلم الكاتب 280

674 - إسحاق بن مسلم بن ربيعة بن عاصم بن حزن بن عامر بن عوف ابن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر ابن هوازن أبو صفوان العقيلي 280

675 - إسحاق بن منصور بن بهرام أبو يعقوب الكوسج 281

676 - إسحاق بن موسى بن سعيد بن عبد اللّه بن أبي سلمة أبو عيسى الرملي، نزيل بغداد 286

677 - إسحاق بن موسى بن عبد اللّه بن موسى بن يزيد بن زيد أبو موسى الأنصاري الخطمي القاضي 288

678 - إسحاق بن موسى بن عبد الرّحمن بن عبيد أبو يعقوب اليحمدي الأسترآباذي، الفقيه الشافعي يعرف بابن أبي عمران 291

679 - إسحاق بن موسى بن عمران أبو يعقوب بن أبي عمران النيسابوري ثم الأسفرايني الفقيه الشافعي 292

حرف النون و حرف الواو و حرف الهاء و حرف اللام ألف فارغة

حرف الياء

في آباء من اسمه إسحاق

680 - إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه أبو محمد التيمي المدني 294

681 - إسحاق بن يحيى بن معاذ بن مسلم الختلي 302

682 - إسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن عيسى بن عبيد اللّه أبو يعقوب الوراق المستملي الكفرسوسي 305

683 - إسحاق بن يعقوب بن أبي أيوب بن زياد أبو يعقوب الداراني الوراق 307

من لم ينسب ممن اسمه إسحاق

684 - إسحاق أبو النضر الكوفي الصيرفي 309

685 - إسحاق الخياط إن لم يكن إسحاق بن عبد المؤمن فهو آخر 309

ص: 450

ذكر من اسمه أسد

686 - أسد بن سليمان بن حبيب بن محمد أبو محمد الطبراني، يعرف بابن الحافي 311

687 - أسد بن العباس بن القاسم أبو الليث الرملي 312

688 - أسد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبقريّ ، أبو عبد اللّه - و يقال: أبو المنذر - البجلي القسري 312

689 - أسد بن القاسم بن العباس بن القاسم أبو الليث المقرئ العبسي الحلبي 322

690 - أسد بن محمد الحلبي 323

691 - إسرائيل بن روح - و يقال: إسماعيل - الساحلي الجبيلي 323

692 - أسعد بن الحسين بن الحسن أبو المعالي ابن القاضي أبي عبد اللّه الشهرستاني 324

693 - أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث ابن عمرو، و هو بحزج بن حنش و يقال: جلاس - بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس بن حارثة بن عمرو بن عامر أبو أمامة الأنصاري 320

694 - أسلم، أبو خالد - و يقال: أبو زيد - القرشي مولى عمر بن الخطاب، من سبي اليمن 336

695 - أسلم بن محمد بن سلامة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن أبو دفافة الكناني العماني 351

ذكر من اسمه إسماعيل

حرف الألف في آباء من يسمى اسماعيل

ذكر من اسم أبيه أحمد ممّن اسمه إسماعيل

696 - إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الواسطي 353

697 - إسماعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن هارون أبو الحسن البالسي الخيزراني 354

698 - إسماعيل بن أحمد بن عبد اللّه أبو الفضل الجرجاني الصوفي 354

699 - إسماعيل بن أحمد بن عبيد اللّه بن خلف - و يقال: خالد - أبو إبراهيم البخاري الكرميني الكندقي 356

700 - إسماعيل بن أحمد بن عبد المؤمن بن إسماعيل بن مشكان خرزاد ابن أبي حازم 356

701 - إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو القاسم، ابن أبي بكر السمرقندي 357

702 - إسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز أبو سعيد الجرجاني الخلال الوراق 359

ص: 451

703 - إسماعيل بن أحمد بن محمد أبو البركات بن أبي سعد الصوفي، المعروف بشيخ الشيوخ 361

704 - إسماعيل بن أبان بن محمد بن حوي أبو محمد، السكسكي البتلهي 362

ذكر من اسم أبيه إبراهيم ممن يسمى إسماعيل

705 - إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إسحاق أبو الحارث المري الدمشقي 365

706 - إسماعيل بن إبراهيم بن إسحاق أبو الحارث المري 365

707 - إسماعيل بن إبراهيم بن بسام أبو إبراهيم الترجماني 365

708 - إسماعيل بن إبراهيم بن زياد 370

709 - إسماعيل بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس أبو الفضل بن أبي الحسين ابن أبي الجن الحسني 371

710 - إسماعيل بن إبراهيم المخلوع بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 372

711 - إسماعيل بن أسامة 373

712 - إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن سهل أبو إسحاق الكوفي، المعروف بترنجة، مولى قريش 373

713 - إسماعيل بن إسحاق القاضي 375

714 - إسماعيل بن أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليدة بن المغيرة ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب القرشي المخزومي المدني 375

حرف الباء

في آباء من يسمى إسماعيل

715 - إسماعيل بن أبي بكر الرملي 378

716 - إسماعيل بن بوري بن طغتكين أبو الفتح المعروف بشمس الملوك 379

حرف التاء و حرف الثاء و حرف الجيم فارغة

حرف الحاء

في آباء من اسمه إسماعيل

717 - إسماعيل بن حرب الأطرابلسي 380

ص: 452

718 - إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو محمد بن أبي عبد اللّه العلوي النقيب، المعروف بالعفيف 380

719 - إسماعيل بن حصن بن حسان أبو سليم القرشي الجبيلي 381

720 - إسماعيل بن أبي حكيم المديني القرشي مولى عثمان بن عفان، و يقال: مولى الزبير بن العوام 383

721 - إسماعيل بن حمدويه أبو سعيد البيكندي البخاري 391

722 - إسماعيل بن حمد بن محمد بن المعلم أبو القاسم الهمداني البيع 393

حرف الخاء

في آباء من اسمه إسماعيل

723 - إسماعيل بن خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد البجلي القسري 394

حرف الدال و حرف الذال فارغان

حرف الراء

في آباء من اسمه إسماعيل

724 - إسماعيل بن رافع بن عويمر، و يقال: ابن أبي عويمر أبو رافع المدني، مولى مزينة 396

725 - إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد اللّه أبو محمد العسقلاني الأديب 403

726 - إسماعيل بن روح الجبيلي 405

حرف الزاي

في آباء من يسمى إسماعيل

727 - إسماعيل بن زياد أبو الوليد البيروتي القاص 406

حرف السين

في آباء من اسمه إسماعيل

728 - إسماعيل بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف ابن الحارث بن زهرة القرشي الزهري 407

729 - إسماعيل بن سعيد الهمداني 407

730 - إسماعيل بن سفيان الرعيني الحجري، المصري الأعمى 408

ص: 453

حرف الشين فارغ

حرف الصاد

في آباء من اسمه إسماعيل

731 - إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف الهاشمي 410

حرف الضاد و حرف الطاء فارغة

حرف العين

في آباء من اسمه إسماعيل

732 - إسماعيل بن العباس بن أحمد بن العباس بن محمد بن عيسى أبو علي النيسابوري الصيدلاني المقرئ 414

ذكر من اسم أبيه عبد اللّه ممن يسمى إسماعيل

733 - إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد أبو عبد اللّه القرشي العبدري الرقي، المعروف بالسكري 415

734 - إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة أبو محمد القرشي، العدوي مولى عمر بن الخطاب 418

735 - إسماعيل بن عبد اللّه بن مسعود بن جبير بن عبد اللّه بن كيسان أبو بشر العبدي الفقيه المعروف بسمويه 422

736 - إسماعيل بن عبد اللّه بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال أبو النضر العجلي البغدادي 424

737 - إسماعيل بن عبد اللّه بن وهب أبي البختري بن وهب القرشي الأسدي 426

738 - إسماعيل بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد اللّه ابن عبد شمس بن عمعمة بن جرير بن شق الكاهن بن صعب ابن زهم بن أفرك بن نذير بن قسر أبو هاشم القسري البجلي، أخو خالد 427

ذكر من اسمه أبيه عبيد اللّه ممن يسمى إسماعيل

739 - إسماعيل بن عبيد اللّه بن خلف أبو إبراهيم البخاري 429

740 - إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر - و اسم أبي المهاجر: أقرم أبو عبد الحميد مولى بني مخزوم 429

741 - إسماعيل بن عبيد اللّه - و يقال: ابن عبيد - العكي 442

742 - إسماعيل بن عبيد اللّه أبو علي المقرئ 443

ص: 454

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.