تاريخ مدينة دمشق المجلد 7

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

جميع حقوق اعادة الطّبع محفوظة للنّاشر 1415 ه /1995 م

ص: 2

تتمة حرف الألف

تتمه ذكر من اسمه إبراهيم

تتمه حرف العين في آباء من اسمه إبراهيم

ذكر من اسم أبيه عبد اللّه ممن اسمه إبراهيم
425 - إبراهيم بن عبد اللّه بن إبراهيم

ابن عبيد بن زياد بن مهران بن البختري،

أبو إسحاق البغدادي الثّلاّج (1)

قدم دمشق و حدّث بها، و ببغداد عن أبي القاسم البغوي، و محمد بن محمد الباغندي، و الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، و محمد بن الحسين الأشناني الكوفي.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان، و ابن أخيه أبو القاسم عبد اللّه.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أبي العلاء و أبو محمد بن صابر و غيرهما، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن إبراهيم البغدادي الثلاّج - قدم علينا، من حفظه - نا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن سلمة الأنصاري، عن علي بن أبي طالب، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يحجزه عن قراءة القرآن شيء ليست الجنابة[1580].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا عبد الرّحمن بن أحمد الشريحي، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، أخبرني عمرو بن مرّة، قال: سمعت عبد اللّه بن سلمة، قال: دخلت على علي فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 3


1- تاريخ بغداد 126/6 و مختصر ابن منظور 66/4-67.

يقضي الحاجة، و يأكل معنا اللحم و الخبز و يقرأ القرآن، و كان لا يحجبه - أو يحجزه - عن قراءة القرآن شيء ليس الجنابة[1581].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إبراهيم بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبيد بن زياد بن مهران بن البختري، أبو إسحاق. و هو عمّ أبي القاسم بن الثلاّج. و أصله من حلوان (2).ذكر أبو القاسم أنه ولد في سنة إحدى و ثمانين و مائتين، و سمع الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، و محمد بن محمد الباغندي، و محمد بن الحسين الأشناني، و أبا القاسم البغوي. روى عنه ابن أخيه أبو القاسم، و عبد الوهاب بن عبد اللّه المدني (3) الدمشقي. و ذكر ابن أخيه أنه توفي في رحبة (4) مالك بن (5) طوق، و دفن بها في سنة خمس و ستين و ثلاثمائة.

426 - إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد

426 - إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد (6)

أبو إسحاق الختّلي (7)(8)

سمع بدمشق سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و محمد بن عابد، و دحيما، و صفوان بن صالح، و بغيرها أبا نعيم الملائي، و حفص بن عمر العدني، و عبد الرّحمن بن المبارك العسي (9)،و موسى بن إسماعيل، و عبد اللّه بن محمد النّفيلي، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و يحيى بن عبد الحميد الحمّاني (10)،و بشر بن الوليد، و علي بن الجعد، و حرملة بن يحيى، و عاصم بن علي، و فضيل بن عبد الوهاب، و خالد بن هشام، و قيس بن حفص، و سعيد بن أسد بن موسى، و محمد بن حميد الرازي، و أبا الربيع الزهراني، و هشام بن عبد الملك الطيالسي،

ص: 4


1- تاريخ بغداد 126/6.
2- حلوان: انظر معجم البلدان 290/2.
3- في تاريخ بغداد: المري.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «جبة».
5- رحبة مالك بن طوق مدينة بين الرقة و بغداد على شاطئ الفرات (معجم البلدان).
6- بالأصل «الجعيد» و المثبت عن م، و انظر تاريخ بغداد.
7- بالأصل «الحقلي» و المثبت عن تاريخ بغداد. و في هذه النسبة اختلفوا، انظر الأنساب (الختلي).
8- ترجمته في سير أعلام النبلاء 631/12 و انظر بهامشها ثبتا بمصادر ترجمت له.
9- كذا رسمت بالأصل، و في م: العيشي.
10- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م، ترجمته في سير الأعلام 526/10(170).

و يحيى بن معين، و قبيصة بن عقبة، و محبوب بن موسى، و محمد بن عبد الرّحمن [بن] سهم، و محمد بن كثير، و أبا نصر التمار، و سعيد بن الحكم (1) بن أبي مريم، و سعدويه، و مصعبا الزّبيري، و أحمد بن حنبل، و أبا صالح عبد الغفار بن داود، و سعيد بن كثير بن عفير، و خلقا كثيرا سواهم.

روى عنه: أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبدوس العطشي (2)،و أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون العسكري الفقيه، و أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، و أبو الطّيّب محمد بن القاسم الكوكبي، و أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، و الفضل بن محمد بن المسيّب البيهقي الشعراني (3)،و أبو بكر بن أبي الدنيا، و أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين بن الشعيري، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامرّي، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد الختّلي، و إبراهيم بن عبد الرّزّاق الضرير بكرخ سرّ من رأى قالا: نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا الفضيل بن عياض، عن محمد الصنعاني، عن معمر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه يحب معالي الأخلاق و يكره سفسافها»[1582].

و قال إبراهيم بن الجنيد: نا محمد بن ثور الصّنعاني.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، نا إبراهيم بن الجنيد، نا فضيل بن عبد الوهاب، نا جعفر بن سليمان الضبعي، عن فائد العكار، قال: سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى يقول:

إن رجلا حضرته الوفاة فقيل له: قل لا إله إلاّ اللّه، فلم يستطع أن يقولها و هو

ص: 5


1- كذا، و يقال فيه: سعيد بن أبي مريم، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 327/10.
2- ضبطت عن الأنساب بفتح العين و الطاء، و هذه النسبة إلى سوق العطش و هو موضع ببغداد بالجانب الشرقي.
3- قيل له الشعراني لأنه كان يرسل شعره (الأنساب).

يتكلم، فأتاه النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له:«قلها»، فلم يقلها و قال: قلبي يعقل و لا أستطيع، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لم» قال: عقوقي لوالدتي قال:«وحية هي ؟» قال: نعم، قال:

فدعاها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال:«ارضي عن ابنك»، فقالت: اللّهمّ إني أشهدك و أشهد رسولك أنّي قد رضيت عنه، فقالها[1583].

أخبرنا أبو القاسم و أبو بكر الشاميان قالا: أنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن معاوية المرورّوذي المعروف بكاكوا، أنا صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف - بصيدا - أنا أبو العباس عبد اللّه بن عبد الملك بن الأصبغ، نا محمد بن جعفر قال:

أنشدني إبراهيم بن الجنيد (1) قال: أنشدني أبو الوليد رباح بن الوليد:

المرء دنياه له غرّاره *** و النفس بالسوء له أمّاره (2)

يا ربّ حلو غبّه مراره

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد الفأفاء.

قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،قال: إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد صاحب كتب (4)الزهد بغدادي استوطن سامراء. روى عن داود بن رشيد، و يوسف بن عدي، و أبي أسامة (5) موسى بن إسماعيل المنقري، و سليمان بن حرب، و عمرو بن مرزوق، و محمد بن الحسين البرجلاني. كتب عنه أبي، و رأيته بسامرّا. و لم أكتب عنه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، أبو إسحاق المعروف بالختّلي صاحب

ص: 6


1- بالأصل «الجعيد» و الصواب ما أثبت و هو صاحب الترجمة.
2- بالأصل: و النفس له بالسوء أمارة. و فوق اللفظتين «له» و «بالسوء» علامتا التبديل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 67/4.
3- الجرح و التعديل 1/قسم 110/1.
4- في الجرح و التعديل: كتاب.
5- في الجرح و التعديل:«و أبي سلمة».
6- تاريخ بغداد 120/6.

كتب الزهد و الرقائق، بغدادي سكن سرّ من رأى، و حدّث بها عن أبي سلمة التبوذكي، و سليمان بن حرب، و عمرو (1) بن مرزوق، و يحيى بن بكير، و يوسف بن عدي، و عنده (2) عن يحيى بن معين سؤالات كثيرة الفائدة تدل على فهمه. روى عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي، و محمد بن القاسم الكوكبي، و محمد بن أحمد بن هارون العسكري، و أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، و كان ثقة (3).

427 - إبراهيم بن عبد اللّه بن الحارث بن سراقة

وفد مع أبيه على (4) معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي - في كتابه و اللفظ (5) له - ثم حدثني أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنا أبو أحمد الغندجاني ح.

و حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو الحسين الأصبهاني، و أبو أحمد الغندجاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان الشيرازي، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري (6) قال: إبراهيم بن عبد اللّه بن الحارث بن سراقة أراه العدوي. خرجت مع أبي غازيا نحو الشام فانكفأ على معاوية.

428 - إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن

أبو إسحاق الورّاق، ورّاق الوزير

حدّث بأطرابلس عن أبي الحسن محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي، و أحمد بن المعلّى القاضي.

ص: 7


1- في تاريخ بغداد:«عمر».
2- في تاريخ بغداد:«و عبدة بن يحيى..» تحريف.
3- في وفاته قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 632/12 «بقي إلى قرب سنة سبعين و مائتين» انظر تذكرة الحفاظ 586/2.
4- بالأصل «علي بن معاوية» و الصواب عن م.
5- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.
6- التاريخ الكبير 1/قسم 300/1.

روى عنه: أبو القاسم الفرج بن إبراهيم النصيبي، و أبو عبد اللّه بن منده.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن الدمشقي، نا أحمد بن المعلّى، نا صفوان بن صالح، نا الوليد بن مسلم، نا شيبة بن الأحنف، أن أبا سلام الأسود حدّثه أن أبا صالح الأشعري حدّثه عن أبي عبد اللّه الأشعري، قال: نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى رجل يصلّي لا يتم ركوعه و ينقر في سجوده فأمره أن يتم ركوعه.

قال أبو صالح فقلت لأبي عبد اللّه من حدّثك بهذا الحديث قال: أمراء الأجناد خالد بن الوليد، و عمرو بن العاص، و يزيد بن أبي سفيان، و شرحبيل بن حسنة، كلّ هؤلاء سمعه من النبي صلى اللّه عليه و سلم[1584].

قرأت بخط أبي نصر بن الجبّان، حدّثني الفرج بن إبراهيم النصيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه، ورّاق الوزير - بأطرابلس - نا محمد بن يزيد بن عبد الصمد، نا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه، نا سفيان، عن عاصم، عن الحسن في قوله: وَ لاٰ تَجْهَرْ بِصَلاٰتِكَ وَ لاٰ تُخٰافِتْ بِهٰا (1)،قال: لا تصلّها رياء و لا تدعها حياء.

429 - إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن

أبو الحسين

حدّث عنه أبو عبد اللّه بن منده، عن أحمد بن المعلّى.

هو إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن حسنون (2) الأزدي (3)،و قد تقدم.

430 - إبراهيم بن عبد اللّه بن حصن بن أحمد بن حزم

أبو إسحاق الغافقي الأندلسي المحتسب (4)

محتسب دمشق، سمع الحديث الكثير ببغداد: من أبوي بكر بن مالك القطيعي،

ص: 8


1- سورة الإسراء، الآية:110.
2- بالأصل «حسون» و الصواب ما أثبت و قد تقدم ترجمة 354 و ليست في م.
3- كذا بالأصل و م هنا، و قد تقدم «الأردني» ترجمة 354.
4- الوافي بالوفيات 37/6 و بهامشه ثبت بمصادر ترجمت له.

و محمد بن إسحاق الصفّار، و أبي الحسن علي بن الحسن الحرامي (1)،و أبي الحسين بن مظفر، و أبي بكر محمد بن إسماعيل الورّاق. و سمع بدمشق: من عبد الوهاب الكلابي، و يوسف بن القاسم الميانجي، و بالرملة: من أبي محمد عبد الحميد بن يحيى بن داود، و بأستراباذ: أبا الحسن علي بن أحمد بن موسى الطّيّبي، و بجرجان: أبا أحمد الغطريفي، و أبا نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، و بالدّينور: أبا بكر محمد بن القاسم، و بآمل (2):أبا علي الحسين بن محمد، و بهمذان: أبا العباس أحمد بن عبد اللّه الورّاق، و بمصر: القاضي أبا الطاهر الذهلي، و بأطرابلس: عمر بن داود بن سلمون (3)،و أبا عبد اللّه بن أبي (4) كامل، و بالقلزم (5):الحسن بن يحيى، و بسروج (6):أبا الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن علي بن عمرو، و بحرّان: عثمان بن أحمد و حدّث بشيء يسير.

روى عنه أبو نصر بن الجبّان.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن حصن بن عبد اللّه بن حصن الأندلسي المحتسب، حدثني أبو بكر محمد بن إسحاق الصفّار ببغداد، نا أبو القاسم علي بن الحسن بن قديد، نا عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، عن أبيه قال (7):قدم إبراهيم بن سعد العراق سنة أربع و ثمانين و مائة، فأكرمه الرشيد و أظهر برّه، و سئل عن الغناء فأفتاهم بتحليله؛ و أتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه أحاديث الزّهري، فسمعه يتغنّى فقال: لقد كنت حريصا على أن أسمع منك، فأما الآن فلا أسمع منك حديثا أبدا فقال: إذا لا أفقد إلاّ شخصك، و عليّ و عليّ إن حدّثت ببغداد - ما أقمت - حديثا حتى أغنّي قبله.

ص: 9


1- في الوافي بالوفيات: الجراحي.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن الوافي و م.
3- بالأصل ميلمون و المثبت عن الوافي و م.
4- في الوافي: بن كامل.
5- القلزم: انظر معجم البلدان 387/4.
6- سروج: بلدة قريبة من حران من ديار مضر.(معجم البلدان).
7- الخبر في تاريخ بغداد 83/6-84 في ترجمة إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

و شاعت هذه [عنه] (1) ببغداد، فبلغت الرشيد، فدعا به فسأله عن حديث المخزومية التي قطعها النبي صلى اللّه عليه و سلم في سرقة الحليّ ، فدعا بعود، فقال الرشيد: أعود المجمر؟ فقال: لا، و لكن عود الطرق (2)،فتبسم ففهمها إبراهيم، فقال: لعلك يا أمير المؤمنين بلغك حديث السفيه الذي آذاني بالأمس، و ألجأني أن حلفت ؟ قال: نعم، فدعا له الرشيد بعود فغنّى:

يا أم طلحة إن البين قد أفدا *** قلّ الثواء لئن كان الرحيل غدا (3)

فقال له الرشيد: من كان من فقهائكم يكره السماع ؟ قال: من ربطه اللّه. قال: فهل بلغك عن مالك في هذا شيء؟ قال: إي (4) و اللّه أخبرني أبي أنهم اجتمعوا في مدعاة كانت لبني يربوع، و هم يومئذ أجلّة، و مالك أقلهم فقها و قدرا، و معهم دفوف و معازف و عيدان يغنّون و يلعبون، و مع مالك دف مربع و هو يغنّيهم:

سليمى أجمعت بينا فأين تقولها (5) أينا

و قد قالت لأتراب: لها زهر، تلاقينا

تعالين فقد طاب لنا العيش تعالينا

فضحك الرشيد و وصله بمال عظيم. و في هذه السنة مات إبراهيم بن سعد و هو ابن خمس و سبعين سنة.

كذا قال، و ذكر حصن الأول مزيد في نسبه.

أخبرنا بهذه الحكاية أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران الصفار الضرير - قراءة عليه - في المحرم سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة، نا

ص: 10


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- في تاريخ بغداد: الطرب.
3- البيت في ديوان عمر بن أبي ربيعة ط بيروت ص 104 برواية: أبلغ سليمى بأن البين قد أفدا و أنبئ سليمى بأنا رائحون غدا
4- في تاريخ بغداد: لا و اللّه، إلاّ أن أبي أخبرني..
5- في تاريخ بغداد: لقاؤها.

علي بن الحسن بن خلف أبو القاسم - بمصر - نا عبيد اللّه بن سعيد بن عفير، عن أبيه قال: قدم إبراهيم بن سعد الزّهري العراق سنة أربع و ثمانين و مائة، فأكرمه الرشيد و أظهر بره، و سئل عن الغناء فأفتى بتحليله، و أتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه أحاديث الزّهري فسمعه يتغنّى فقال: لقد كنت حريصا على أن أسمع منك، فأمّا الآن فلا سمعت منك حديثا أبدا فقال: إذا لا أفقد إلاّ (1) شخصك و عليّ و عليّ إن حدّثت ببغداد - ما أقمت - حديثا حتى أغنّي قبله، و شاعت هذه عنه ببغداد، فبلغت الرشيد فدعا به فسأله عن حديث المخزومية التي قطعها النبي صلى اللّه عليه و سلم في سرقة الحليّ فدعا بعود فقال الرشيد: أعود المجمر؟ قال: لا و لكن عود الطرق (2) ففهمها إبراهيم بن سعد فقال:

لعله بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذي آذاني بالأمس و ألجأني إلى أن حلفت ؟ قال: نعم، و دعا له الرشيد بعود فغناه:

يا أم طلحة إن البين قد أفدا *** قلّ الثواء لئن كان الرحيل غدا

قال له الرشيد: من كان من فقهائكم يكره السماع ؟ قال: من ربطه اللّه، قال: فهل بلغك عن مالك بن أنس في هذا شيء؟ قال: لا و لكنه أخبرني أبي أنهم اجتمعوا في مدعاة كانت في بني يربوع و هم حينئذ جلة و مالك أقلّهم من فقهه و قدره، و معهم دفوف و معازف و عيدان يغنون و يلعبون و مع مالك دف مربع و هو يغنيهم:

سليمى أجمعت بينا فأين لقاؤها أينا

و قد قالت لأتراب لها زهر تلاقينا

تعالين فقد طاب لنا العيش تعالينا

فضحك الرشيد، و وصله بمال عظيم. و في هذه السنة مات إبراهيم بن سعد و هو ابن خمس و سبعين سنة يكنى أبا إسحاق.

رواها الخطيب عن التنوخي.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: و في يوم الاثنين لثمان خلون من

ص: 11


1- سقطت من الأصل، و استدركت فوق الكلام بين السطرين.
2- في تاريخ بغداد: الطرب.

جمادى الأولى سنة خمس و تسعين عزل الأنصاري عن حسبة دمشق و وليها أبو إسحاق الأندلسي الفقيه.

فسمعت أبا محمد بن الأكفاني يحكي عن شيوخه (1):أن أبا إسحاق كان صارما في الحسبة، و أنه كان بدمشق رجل يقلي القطائف، فكان المحتسب يريد أن يؤدبه، فإذا رآه القطائفي قد أقبل قال: بحق مولانا امض عني، فيمضي عنه، فغافله يوما و أتاه من خلفه و قال: و حقّ مولانا لا بد أن تنزل، فأمر بإنزاله و تأديبه فلما ضرب بالدرة قال (2):

هذه في قفا عثمان. قال المحتسب: أنت لا تعرف أسماء الصحابة، و اللّه لأصفعنك بعدد أهل بدر ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا، فصفعه بعدد أهل بدر و تركه فمات بعد أيام من ألم الصفع. و بلغ الخبر إلى مصر فأتاه كتاب الملقب بالحاكم يشكره على ما صنع، و قال:

هذا جزاء من ينتقص السلف الصالح أو كما قال.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، قال: مات إبراهيم بن عبد اللّه بن حصن الأندلسي أبو إسحاق الغافقي المحتسب بدمشق في يوم الأحد لاثنتي عشرة [ليلة] خلون من ذي الحجة سنة أربع و أربعمائة، و كان قد كتب الكثير و سافر و لم يحدث.

قال لي الشيخ أبو محمد عبد العزيز كتبت عن أبي نصر بن الجبّان عنه حكاية واحدة و كان مالكيا يذهب إلى الاعتزال.

قرأت بخط الميداني: أنه مات يوم السبت ثاني عيد الأضحى.

431 - إبراهيم بن عبد اللّه بن سليمان بن يوسف العبدي

حدّث بأطرابلس عن أبيه.

روى عنه: عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن أبي ذر السوسي الأطرابلسي.

432 - إبراهيم بن عبد اللّه بن صفوان

أبو إسحاق النّصريّ الحدّاد عمّ أبي زرعة الحافظ

روى عن: ضمرة بن ربيعة، و الهيثم بن عمران، و عبد اللّه بن وهب،

ص: 12


1- الوافي بالوفيات 38/6 نقلا عن ابن النجار.
2- في الوافي: قال: هذه في قفا أبي بكر، فلما ضربه الثانية قال: هذه في قفا عمر، فلما ضربه الثالثة قال....

و عبد الرّزّاق بن عمر الزاهد، و محمد بن عبد اللّه بن العلاء بن زيد، و عبد الواحد بن بسر النضري.

روى عنه: ابن أخيه أبو زرعة، و أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي، و ابن ابن أخيه محمود بن عبد الرّحمن بن عمرو، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، حدثني أبو الطّيّب أحمد بن محمد بن أبي زرعة عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان النصري، نا عمي محمود بن عبد الرّحمن بن عمرو ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد قال: و نا أبو (1) زرعة أبو محمد و أبو بكر أحمد ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة عبد اللّه بن عمرو بن صفوان، قالا: نا محمود بن عبد الرّحمن، نا عمّ أبي إبراهيم بن عبد اللّه بن صفوان، نا ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن سليمان بن موسى، قال: قال عمرو بن شعيب: لا نفل بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: قلت له أيهات، أشغلك أكل الزبيب بالطائف! سمعت مكحولا و هو يقول: جلت الشام و العراق و مصر أسأل عن النّفل فلم أصب أحدا يخبرني حتى صرت إلى دمشق، إذا رجل في غربيّ المسجد يقال له: زياد بن جارية التميمي (2) و هو يقول:

حدثني حبيب بن مسلمة الفهري: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نفّل في البدأة (3) الرّبع بعد الخمس، و في الرجعة الثّلث بعد الرّبع. لفظهما سواء[1585].

ص: 13


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
2- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور:«زيد بن حارثة التميمي» خطأ، ففي ترجمة زياد بن جارية في تهذيب التهذيب 210/2:«و روى عن حبيب بن مسلمة في النفل» و في م كالأصل.
3- الحديث في النهاية لابن الأثير 103/1، قال ابن الأثير: أراد بالبدأة ابتداء الغزو، و بالرجعة القفول منه. و المعنى: كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو فأوقعت بهم نفّلها الربع مما غنمت، و إذا فعلت ذلك عند عود العسكر نفلها الثلث، لأن الكرة الثانية أشق عليهم و الخطر فيها أعظم، و ذلك لقوة الظهر عند دخولهم و ضعفه عند خروجهم، و هم في الأول أنشط و أشهى للسير و الإمعان في بلاد العدو، و هم عند القفول أضعف و أفتر و أشهى للرجوع إلى أوطانهم، فزادهم لذلك.
433-إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر

أبو إسحاق

روى عن أبيه، و سعيد بن عبد العزيز و يحيى بن حمزة.

روى عنه: البخاري، و أبو حاتم الرازي، و يعقوب بن سفيان، و إسماعيل بن عبد الرّحمن الكتاني الدمشقي، و أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، و أبو عبد الملك البسري، و أبو هشام عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن-، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و محمّد بن سهل بن عسكر، و عثمان بن سعيد الدارمي، و إسحاق بن إبراهيم بن موسى، و عبد اللّه بن حمّاد الأيلي، و أحمد بن ربيعة بن زبر، و إبراهيم [بن] هاني النيسابوري، و محمّد بن يحيى الذهلي.

أخبرنا [أبو] محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنبأنا تمّام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: حدّثنا أبو بكر أحمد بن القاسم، نا أبو زرعة، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبي عن أبي سلام الأسود، قال: أخبرني ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا محمّد بن مروان، أنبأنا [أبو] عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر حدّثني أبو سلام، عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«بخ بخ لخمس - و قال الفقيه - خمس - ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلاّ اللّه، و سبحان اللّه، و اللّه أكبر، و الحمد للّه، و الولد الصالح، يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه».

تابعه زيد بن يحيى بن عبيد عن أبي زيد. و خالفهما الوليد.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو القاسم الطبراني، نا أبو زرعة الدمشقي، نا أبو إبراهيم بن العلاء بن زبر، نا أبي.

قال: و أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد، نا أبو المغيرة، نا عبد اللّه بن العلاء بن

ص: 14

زبر، عن سالم، عن أبيه قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن صلاة الليل فقال:«مثنى مثنى، فإذا خفت أن يدركك الصبح فأوتر بواحدة».

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن عبد العزيز التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر [نا] أبو سليمان بن زبر، أنبأنا أبي، عن أبيه عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر قال:

ولدت سنة سبع و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه و اللفظ له، ثم حدّثني أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري، و أبو الغنائم بن النرسي قالا: أنبأنا أبو أحمد الغندجاني.

و حدّثنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو الحسن الأصبهاني و أبو أحمد الغندجاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري قال:

إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر أبو إسحاق الدمشقي، سمع أباه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس الشقاني، أنا أحمد بن منصور بن خلف، نا أبو سعيد أحمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر الربعي سمع أباه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك]، أنا أبو نصر الوائلي، أنا أبو الحسن الخصيب (1) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، قال: أخبرني أبي، قال: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر دمشقي ليس بثقة.

ص: 15


1- بالأصل «الخطيب» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 349/17 و في شذرات الذهب 204/3 «أبو الحسين» بدل «أبو الحسن».

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد الفأفاء ح، قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1)،قال:

إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر الدمشقي روى عن أبيه، و سعيد بن عبد العزيز. سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما زبر - بفتح الزاي و سكون الباء - إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر. يروي عن أبيه روى عنه أبو حاتم الرازي.

434 - إبراهيم بن عبد اللّه المسجدي

حكى عنه أبو الفرج عبد الرّزّاق بن محمد بن الحسن القضاعي.

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنا أبو الحسين بن الحنّائي، أنا أبو بكر الحداد، أخبرني أبو نصر بن الجبّان قال: ذكر لنا أبو الفرج عبد الرّزّاق بن محمد بن الحسن القضاعي الصوفي أنه سمع إبراهيم بن عبد اللّه المسجدي قال: وجد على حجر في جيرون (3) مكتوب: ساكن دمشق لا تتجبّر فيقصمك اللّه، عامل دقيق لا يفلح، نعمة و معصية لا يجتمعان.

435 - إبراهيم بن عبيد اللّه بن محمد بن علي بن مروان

435 - إبراهيم بن عبيد اللّه (4) بن محمد بن علي بن مروان

أبو إسحاق الشّاهد

حدّث عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي.

ص: 16


1- الجرح و التعديل 1/قسم 109/1.
2- الإكمال لابن ماكولا 162/4.
3- جيرون: المعروف اليوم أن بابا من أبواب الجامع بدمشق و هو بابه الشرقي يقال له باب جيرون (و انظر معجم البلدان).
4- في المختصر: عبد اللّه.

روى عنه علي الحنّائي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنّائي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبيد اللّه بن محمد بن علي بن مروان الشاهد، نا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر، نا محمد بن المعافا، نا محمود بن خالد، نا أبو الوليد، نا أبو سعيد حفص بن غيلان، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر، و عن عطاء، عن جابر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من أعتق عبدا و له فيه شرك، و له وفاء فهو حرّ، و يضمن نصيب شركائه بقيمة عدل بما أساء مشاركتهم، و ليس على العبد شيء»[1586].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، نا أبو نعيم (1)الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن دحيم، نا أبي، نا الوليد بن مسلم ح.

قال: و نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثني أبي عن أبيه، قال: زعم أبو سعيد، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر، و عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللّه قال: من أعتق شركا و له وفاء فهو حر و ضمن نصيب شركائه بقيمة عدل بما أساء مشاركتهم، و ليس على العبد شيء، فإن لقي يكن له شيء استسعى العبد.

436 - إبراهيم بن عبد الحميد

أبو إسحاق الجرشي (2)

حدّث عن سعيد بن بشير، و شعبة بن الحجاج، و الربيع بن صبيح، و عبد الوهاب بن محمد، و زياد بن أبي زياد الهاشمي البصري، و خالد بن عبد اللّه الطحان، و أبي شيبة إبراهيم بن عثمان قاضي واسط ، و أبي (3) عبد الملك الأزدي،

ص: 17


1- بالأصل «أبا نعيم» بدل «نا أبو نعيم» و الصواب ما أثبت.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جرش من مخاليف اليمن من جهة مكة (معجم البلدان).
3- بالأصل «و ابن» و سيأتي.

و محمد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عطاء بن عجلان، و داود بن عمرو الدمشقي.

روى عنه: أبو عامر موسى بن عامر، و أبو الوليد هشام بن عبيد اللّه الكليبي، و محمد بن الحسين بن أبي الدرداء، و إبراهيم بن أيوب الحوراني، و الجرّاح بن مليح البهراني.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن أبي عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن أبي الشمس الأملوكي (1)،نا أبي علي، نا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد، نا عبد السلام بن العباس بن الزبير، نا أبو محمد عبد الرّحمن الدّمشقي، نا إبراهيم بن أيوب الدمشقي و كان رجلا صالحا، عن إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي، عن أبي عبد الملك الأزدي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«شرّبوا شيبكم بالحنّاء فإنه أسرى (2) لوجوهكم، و أطيب لأفواهكم، و أكثر لجماعكم. الحنّاء سيد ريحان أهل الجنّة. الحنّاء يفصل ما بين الكفر و الإيمان»[1587].

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا عبد العزيز بن علي الخياط ، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، نا أبو يعلى الموصلي و عبد اللّه بن جمعة، قالا: نا موسى بن عامر أبو عامر، نا إبراهيم بن عبد الحميد، نا زيد بن أبي زياد البصري الهاشمي قال: سمعت أنس بن مالك الأنصاري يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها رضا بما يطلب»[1588].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - ح.

ص: 18


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 518/17. و الأملوكي: بضم الألف و اللام و سكون الميم، هذه النسبة إلى أملوك و هو بطن من ردمان، و ردمان بطن من رعين (الأنساب).
2- عن م، و بالأصل «أسوى».

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):

إبراهيم بن عبد الحميد أبو إسحاق، روى عن داود بن عمرو روى عنه الوليد بن مسلم.

سألت أبا زرعة عنه فقال: يشبه أن يكون حمصيا (2)،ما به بأس.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (3):أما الجرشي - بضم الجيم و فتح الراء و كسر الشين المعجمة - إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي.

يروي عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان.

437 - إبراهيم بن عبد الرّحمن، دحيم ،بن إبراهيم بن ميمون

437 - إبراهيم بن عبد الرّحمن، دحيم (4)،بن إبراهيم بن ميمون (5)

روى عن أبيه، و محمد بن الوزير، و أبي عبد اللّه محمد بن علي العسقلاني، و أبي عمير بن النحاس، و عمران بن يزيد بن أبي جميل، و محمد بن مصفّى، و محمد بن عوف، و أحمد بن عبد اللّه بن حكيم البعلبكي، و هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، و القاسم بن عثمان الجوعي، و عمران بن بكار، و أبي عامر موسى بن عامر، و إبراهيم بن الوليد بن سلمة، و سليمان بن عبد الحميد البهراني، و محمد بن عبد اللّه الخلنجي (6)،و خالد بن يزيد بن مرشّل الرملي، و هشام بن عمّار، و إبراهيم بن يعقوب، و محمد بن إسماعيل بن عليّة، و محمود بن خالد، و أبي أسامة عبد اللّه بن محمد بن أبي أسامة، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود، و أبي إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خالد المصّيصي، و الوليد بن يزيد بن أبي طلحة، و هشام بن خالد، و محمد بن الخليل الخشني.

روى عنه: أبو زرعة و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و ابن أخيه أبو سعيد عبد الرّحمن بن

ص: 19


1- الجرح و التعديل 1/قسم 113/1.
2- عن الجرح و التعديل و بالأصل «حفصيا».
3- الإكمال لابن ماكولا 236/2.
4- دحيم ضبطت عن تقريب التهذيب، بالتصغير. و هو لقبه.
5- انظر في نسبه سير أعلام النبلاء 515/11(140).
6- هذه النسبة - بفتح الخاء و اللام و سكون النون - إلى خلنج، و هو نوع من الخشب.

عمرو بن دحيم، و أبو الطيّب أحمد بن محمد بن أبي زرعة، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس، و أبو سعيد بن الأعرابي، و أبو موسى هارون بن محمد بن هارون الطحّان، و أبو عمر محمد بن العباس بن الوليد بن كودلة، و أبو علي بن شعيب، و جمح بن القاسم، و الفضل بن جعفر، و أبو علي بن آدم، و ابن ابن أخيه أبو زرعة محمد بن الحسن بن القاسم بن دحيم، و أبو عمر بن فضالة، و أبو أحمد بن عدي، و أبو الحسن علي بن أبي طالب بن صبيح، و أبو علي الحسن بن جعفر الطبري، و أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر النيسابوري الحافظ ، و سليمان بن أحمد الطبراني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و أبو علي الحسين بن محمد بن ريش - قراءة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا محمد بن هارون، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم - دحيم - نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خالد المصّيصي، نا الحارث بن عطية، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: سألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى أجفوه في المسألة فقام مغضبا خطيبا فقال:

«لا تسألوني عن شيء في مقامي هذا إلاّ حدثتكم» فقام رجل كان إذا لاحى دعي إلى غير أبيه فقال: من أبي ؟ قال:«أبوك حذافة»، و اشتد غضبه، قال فلم ير في القوم إلاّ باكيا، فجثا عمر على ركبتيه، و ربما قال: قام عمر فقال: رضينا باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى اللّه عليه و سلم رسولا، و ربما قال: نعوذ باللّه من غضبه و غضب رسوله فقال:«و الذي نفسي بيده لقد مثّلت لي الجنة و النار دون هذا الحائط »[1589].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، نا أبي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن ثوبان، عن أبيه، عن أبي كبشة الأنماري، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ح.

قال: و نا إبراهيم بن دحيم، نا أبي، نا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة، نا [أبو] (1)

ص: 20


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 569/1.

معيّد (1) حفص بن غيلان، عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن أبي كبشة، عن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنّه كان يحتجم على هامته و بين كتفيه و يقول:«من أهراق منه هذه الدّماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء»[1590].

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و في هذه السنة يعني سنة ثلاث و ثلاثمائة توفي إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم - دحيم - في المحرم.

438 - إبراهيم بن عبد الرّحمن بن جعفر بن عبد الرّحمن

أبو السّمح (2) التّنوخيّ المعرّيّ (3) الفقيه الحنيفي (4)

اجتاز بدمشق عند توجهه إلى بيت المقدس.

روى عن عبد الواحد بن محمد.

حدثنا عنه أبو الطيب المقدسي.[و كان زاهدا ورعا أديبا.

أخبرنا أبو الطّيّب أحمد بن عبد العزيز بن محمد المقدسي] (5) إمام مسجد الرافقة (6)-بها - حدثني الشيخ الفقيه أبو السّمح إبراهيم بن عبد الرّحمن بن جعفر بن عبد الرّحمن التنوخي المعرّي - بمسجده في شيزر (7) سنة سبع و ثمانين و أربعمائة - أنا عبد الواحد بن محمد بن الحسن الكفر طابي المحدث، أنا القاضي أبو عمرو عثمان بن

ص: 21


1- ضبطت عن تقريب التهذيب بالتصغير.
2- في الوافي بالوفيات 45/6 أبو الحسن.
3- هذه النسبة إلى معرة النعمان، و هي بلدة من بلاد الشام على اثني عشر فرسخا من حلب (الأنساب).
4- في المختصر و الوافي:«الحنفي» و هو المشهور في المتفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة، و كلاهما صواب.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه.
6- الرافقة بلد متصل بالرقة و هما على ضفة الفرات بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع، و هي من أعمال الجزيرة. (معجم البلدان).
7- بالأصل «سيرز» و الصواب ما أثبت عن معجم البلدان، و هي قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة بينها و بين حماة يوم. و في م:«سيرز» أيضا.

عبد اللّه الطرسوسي، أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة الطرابلسي، نا أبو علي بن أبي الحناجر، نا موسى بن داود، نا عبد الرّحمن بن أبي بكر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه يحب أبناء الثمانين»[1591].

و أنشدني أبو الطّيّب، قال: أنشدني أبو السّمح قال: وجدت بخط محمد بن علي بن محمد البخاري المحدث (1):

ما لا مني فيك أحبابي و أعدائي *** إلاّ لغفلتهم عن عظم بلوائي

تركت للناس دنياهم و دينهم *** شغلا بحبك يا ديني و دنيائي

أنشدني له أمير، أبو المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن منقذ، أنشدنا أبو الفتح في خواجه بزرك:

أجريت طرف الملك في سند العلى *** متصاعدا كالكوكب المتحادر

و جرى وراءك معشر فتعثّروا *** دون الغبار فلا لعا للعاثر (2)

قال لي أبو المغيث: توفي أبو السمح سنة ثلاث و خمسمائة بشيزر.

439 - إبراهيم بن عبد الرّحمن بن أبي شيبان

أبو إسماعيل، و يقال: أبو أميّة، و يقال: أبو بشر العنسي

من أهل دمشق، و يقال إن اسم أبي شيبان يزيد.

روى عن يونس بن ميسرة، و يزيد بن عبيدة، و زيد بن رفيع البصري، و زياد بن أبي سودة، و عبدة بن أبي لبابة، و علي بن أبي حملة (3).

روى عنه محمد بن المبارك الصوري، و هشام بن عمّار، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه المخزومي، و أبو مسهر الغسّاني، و إسحاق بن منصور الكوسج، و الهيثم بن خارجة الخراساني.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا

ص: 22


1- البيتان في مختصر ابن منظور 74/4.
2- البيتان في مختصر ابن منظور 74/4.
3- ضبطت عن التبصير.

أبو (1) بكر محمد بن مروان بن عبد الملك البزار بدمشق، نا هشام بن عمّار، نا إبراهيم - يعني ابن أبي شيبان العنسي - قال: سمعت يزيد بن عبيدة يحدث عن يزيد بن أبي يزيد مولى بسر بن أبي أرطأة، عن بسر: أنه كان يدعو: اللّهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، و أجرنا من خزي الدنيا، و من عذاب الآخرة؛ فقيل له: يا أبا عبد الرّحمن: ما تزال تردد هذه الدعوات! فقال: إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعو بهن فلن أدعهن حتى أموت.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام الرازي، أنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة في تسمية شيوخ دمشق:

إبراهيم بن أبي شيبان العنسي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، أنا أبو الحسن بن سميع قال: في الطبقة الخامسة من أهل الشام: إبراهيم بن أبي شيبان.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنا أبو أحمد الغندجاني (2) ح.

و حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو الحسين الأصبهاني و أبو أحمد الغندجاني، قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري، قال (3):إبراهيم بن أبي شيبان أبو إسماعيل كناه إسحاق، سمع يونس بن حلبس [عن أبي إدريس عن ابن حوالة: قال النبي: صلى اللّه عليه و سلم:«عليك بالشام»] (4)[1592] روى

ص: 23


1- استدركت عن هامش الأصل.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى غندجان (بضم فسكون و كسر الدال، كذا ضبطت في معجم البلدان) بليدة بأرض فارس في مفازة قليلة الماء معطشة و اسمه عبد الوهاب بن محمد بن موسى بن داذ فروخ، له ترجمة في الأنساب.
3- التاريخ الكبير 1/قسم 292/1.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و قد استدركت هذه الزيادة على هامش الأصل و لكن طمس الجزء الأخير منها «قال النبي صلى اللّه عليه و سلم...». و انظر التاريخ الكبير.

عنه محمد بن المبارك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، نا الخصيب بن عبد اللّه بن محمد بن الخصيب، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي قال أبو إسماعيل إبراهيم بن أبي شيبان، أنا معاوية بن صالح، نا الهيثم - هو ابن خارجة - نا إبراهيم - أبو إسماعيل - بن أبي شيبان قال: سألت زيد بن رفيع قال: فقلت: يا أبا جعفر ما تقول في الخوارج في تكفيرهم ؟ الناس قال:

كذبوا يقول اللّه عز و جل: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ الآية (1).فمن آمن بهنّ فهو مؤمن، و من كفر بهنّ فهو كافر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا:

أنا ابن أبي حاتم قال (2):إبراهيم بن عبد الرّحمن بن أبي شيبان العنسي، أبو أمية. روى عن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و يزيد بن عبيدة. روى عنه عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي الدمشقي، و محمد بن المبارك الصوري، و هشام بن عمّار.

سمعت أبي يقول ذلك و يقول: لا بأس به.

قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر، أنا عبد الغني بن سعيد قال: إبراهيم بن أبي شيبان الدمشقي، و هو إبراهيم بن عبد الرّحمن العنسي أبو أمية، يحدّث عن إسماعيل بن عبيد، روى عنه محمد بن المبارك الصوري، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال (3):قلت لأبي مسهر فما تقول في إبراهيم بن أبي شيبان ؟ قال: ثقة.

ص: 24


1- سورة البقرة، الآية:177.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 111/1.
3- تاريخ أبي زرعة 382/1.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي، نا محمد بن يحيى، عن محمد بن المبارك العبدي، عن إبراهيم بن شيبان فسئل عن إبراهيم فقال: دمشقي ثقة.

كذا فيه، و الصواب: ابن أبي شيبان؛ و ابن المبارك الصوري.

440 - إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان

أبو إسحاق القرشي الحافظ (1)

و يقال: إنه من ولد عبد الملك بن مروان، و يقال: من مواليه، رحل و سمع الحديث.

و روى عن أبي جعفر محمد بن سعيد بن عبد الملك بن أبي قفيز، و أحمد بن إبراهيم بن ملاّس، و أبي عبد اللّه معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه، و يحيى بن عثمان بن صالح، و الربيع بن سليمان، و الهيثم بن مروان، و إبراهيم بن مرزوق، و محمد و سعد ابني عبد اللّه بن عبد الحكم، و يونس بن عبد الأعلى، و أبي عامر موسى بن عامر، و العباس بن الوليد، و إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، و أبي عبد اللّه محمد بن داود السّمّاقي (2)،و أبي حامد أحمد بن محمد بن مخلد الهروي، و أبي جعفر محمد بن يعقوب، و أبي حفص عمر بن مضر، و أبي عبيد محمد بن حسان البسري الزاهد، و أبي بكر أحمد بن يحيى السّنبلاني (3)،و أحمد بن عمر بن الجليد، و أبي عمرو أحمد بن محمد بن الغمطريق الثقفي، و أبي هشام عبد الرّحمن بن عثمان بن هشام بن زبر، و زياد بن معاوية بن يزيد الأموي، و أحمد بن عبد المؤمن الفيومي، و أحمد بن يحيى بن يزيد، و أبي عبد اللّه محمد بن عيسى بن جابر الرشيدي، و أبي جعفر محمد بن عيسى النقاش، و أبي مسعود هاشم بن خالد بن أبي جميل، و أبي الحسن علي بن سعيد، و نوح بن عمرو بن حوتي، و إسماعيل بن أبان بن حويّ ، و عبد السلام بن عتيق، و عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، و أبي هبيرة محمد بن الوليد، و أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، و أحمد بن عيسى الخشاب، و عبد اللّه بن محمد بن

ص: 25


1- الوافي بالوفيات 42/6 و سير أعلام النبلاء 62/15(30) و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر ترجمت له.
2- ضبطت عن الأنساب.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سنبلان، محلة كبيرة ببلدة أصبهان.

سعيد بن أبي مريم، و أبي عمرو محمد بن خزيمة البصري، و عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن شعيب بن إسحاق، و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و محمد بن عقبة بن علقمة، و غيرهم.

روى عنه ابنه أبو عبد اللّه، و أبو الحسين الرازي، و محمد و أحمد ابنا موسى بن الحسين بن السمسار، و أبو بكر بن أبي دجانة، و علي بن الحسن بن طعان، و أبو محمد شعيب بن إسحاق بن شعيب بن شعيب القرشي، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو (1)الحسن حميد بن الحسن بن عبد اللّه الورّاق، و أبو (2) بكر المقرئ، و أبو سليمان بن زبر، و أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان، و أبو هاشم المؤدب، و الزبير بن عبد الواحد الأسداباذي (3)،و أبو الحسن علي بن محمد بن شيبان.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، و أبو الفتح منصور بن الحسين بن روّاد، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي - بدمشق - نا الربيع بن سليمان، نا مطرّف، نا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، و عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«البيّنة على المدّعي، و اليمين على من أنكر إلاّ في القسامة (4)»[1593].

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد العطار - فيما أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب به عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي مات و أنا بها في سنة ثماني عشرة و ثلاثمائة.

ص: 26


1- بالأصل «و أبي».
2- بالأصل «و أبي».
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى أسدآباذ و هي بليدة على منزلة من همذان إذا خرجت إلى العراق (الأنساب).
4- في النهاية 62/1 قال ابن الأثير:«القسامة: بالفتح، اليمين، كالقسم، و حقيقتها أن يقسم من أولياء الدم خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم، إذا وجدوه قتيلا بين قوم و لم يعرف قاتله، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا، و لا يكون فيهم صبي، و لا امرأة، و لا مجنون، و لا عبد، أو يقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم فإن حلف المدعون استحقوا الدية، و إن حلف المتهمون لم تلزمهم الدية». و في مختصر ابن منظور «القيامة» بدل «القسامة».

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة تسع عشرة و ثلاثمائة توفي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان ليلة السبت و دفن يوم السبت بعد صلاة العصر لاثنتي عشرة [ليلة] (1) بقيت من رجب. و هكذا ذكر عبد الوهاب الكلابي [في وفاته] (2)(3).

441 - إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف

أبو إسحاق - و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو محمد - الزّهري (4)

روى عن عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب، و سعد بن أبي وقاص، و أبيه عبد الرّحمن بن عوف، و عمّار بن ياسر، و عمرو بن العاص، و أبي بكرة.

و أمه أم كلثوم بنت عقبة.

روى عنه: ابناه سعد و صالح، و الزّهري، و عطاء بن أبي رباح.

و شهد الدار مع عثمان، و وفد على معاوية.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمد الجوهري ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (5)،نا أبو سلمة يوسف بن يعقوب الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرّحمن بن عوف أنه قال: إني لواقف يوم بدر في الصفّ نظرت عن يميني و عن شمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما فغمزني أحدهما فقال: يا عمّ هل تعرف أبا جهل ؟ قلت: نعم، ما حاجتك يا ابن أخي ؟

ص: 27


1- زيادة للإيضاح.
2- عن هامش الأصل.
3- زيد في سير أعلام النبلاء 62/15 «و قد قارب التسعين».
4- سير أعلام النبلاء 292/4 و الوافي بالوفيات 42/6 و راجع بحاشيتيهما ثبتا بمصادر ترجمت له.
5- مسند أحمد بن حنبل 192/1-193.

قال: بلغني أنه سبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: و الذي نفسي بيده لو رأيته لم يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. قال: فغمزني الآخر، فقال لي مثلها، قال: فتعجبت لذلك.

قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول (1) في الناس فقلت لهما (2):أ لا تريان هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، فابتدراه فاستقبلهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبراه قال (3):«أيّكما قتله»؟ فقال كل واحد منهما: أنا قتلته قال:

«مسحتما سيفيكما (4)»؟ قالا: لا، فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في السيفين، فقال:«كلاكما قتله» و قضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح؛ و هما معاذ بن عمرو بن الجموح و معاذ بن عفراء[1594].

رواه القواريري و بشر بن الوليد، عن يوسف نحوه.

أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا بشر بن الوليد، و عبيد اللّه بن عمر القواريري و غيرهما ح.

و أخبرنا أبو المظفّر ابن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا بشر بن الوليد، و عبيد اللّه بن عمر القواريري و شريح بن يونس قالوا: حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشون فذكر بإسناده نحوه، و حديث أحمد أتمّ .

و أخبرناه أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو محمد الجوهري، أنا محمد بن المظفّر بن موسى، نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، نا علي بن عبد اللّه بن جعفر، نا يوسف بن الماجشون، أخبرني صالح بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: إني لواقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني و عن شمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار

ص: 28


1- عن مسند أحمد و بالأصل «يزول».
2- عن مسند أحمد و بالأصل «لهم».
3- في المسند: فقال.
4- بالأصل «سيفكما» و الصواب عن مسند أحمد و م.

حديثة أسنانهما فتمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل ؟ قال: قلت: نعم، فما حاجتك إليه ؟ قال: أنبئت أنه يسبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سواده من سوادي حتى يموت الأعجل منا فغمزني الآخر فقال لي قوله قال: فتعجبت لذاك.

قال: فلم ألبث أن رأيت أبا جهل في الناس، قال فقلت لهما: أ لا تريان ها ذاك صاحبكما، الذي تسألان عنه قال: فابتدراه بسيفيهما (1) فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبراه فقال:«أيكما قتله» فقال كل واحد منهما: أنا قتله فقال:«هل مسحتما سيفيكما (2)»قالا: لا، قال فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم السيفين فقال:«كلاكما قتله» و قضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح قال: و الرجلان معاذ بن الجموح، و معاذ بن عفراء[1595].

أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القائفي الصوفي - ببغداد و بهراة - و أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن البغدادي - بأصبهان - قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه - زاد أبو سعد: و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار - قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن حوشب قوله، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا علي بن مسلم، نا يوسف بن يعقوب الماجشون، أنا صالح بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن قال: كاتبت أمية بن خلف كتابة في أن يحفظني في صاغيتي (3) بمكة، و أحفظه في صاغيته بالمدينة. فلما بلغ اسم عبد الرحمن قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان. فكاتبته عبد عمرو، فلما كان يوم بدر خرجت لأحرزه في شعب حتى يأمن الناس، فرأيت بلال مولى أبي بكر، فأقبل - و قال ابن البغدادي: قد أقبل - حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال: يا معشر الأنصار، أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا، فخرج معه نفر.

قال عبد الرحمن: فلما خشيت أن يدركونا خلّفت لهم ابنه أشغلهم به، فقتلوه ثم أتوا حتى لحقونا، و كان أمية رجلا ثقيلا فقلت له: ابرك.

ص: 29


1- بالأصل «بسيفهما» و الصواب ما أثبت عن م.
2- بالأصل «سيفكما» و الصواب عن الرواية السابقة.
3- الصاغية هم الذين يميلون إليك في حوائجهم (القاموس).

قال: فكان عبد الرحمن يرينا بظهر قدمه. و سقط من الحديث بعضه.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (1):حدثني عبدة بن عبد الرحيم، نا سلمة بن سليمان، نا ابن المبارك، نا يونس بن يزيد، عن الزّهري، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنه قدم وافدا على معاوية في خلافته.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عبد الرحمن بن جابر، نا بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزّهري ح.

و أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، نا عبد اللّه بن وهب، نا يونس بن عبد الأعلى، عن ابن شهاب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنه: قدم وافدا على معاوية في خلافته، قال: فدخلت المقصورة فسلّمت على مجلس من أهل الشام، ثم جلست بين أظهر هم فقال - زاد يونس: لي و قالا - رجل منهم من أنت يا فتى ؟ فقلت: أنا إبراهيم، و قال يونس - قال له: أنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف - فقال:

رحم - و قال يونس: قال يرحم - اللّه أباك حدثني فلان رجل - و قال يونس لرجل سماه أنه قال:- و اللّه لألحقن بأصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فلأحدثنّ بهم عهدا، و لأكلّمنّهم] (2).

فقدمت المدينة في خلافة عثمان، فلقيتهم إلاّ عبد الرحمن بن عوف أخبرت أنّه [بأرض له بالجرف] (3)،فركبت إليه حتى جئته، فإذا هو واضع رداءه يحوّل الماء بمسحاة في يده، فلما رآني استحيا مني فألقى المسحاة و أخذ رداءه، فسلّمت عليه، و قلت: قد جئت لأمر: و قد رأيت أعجب منه - و قال يونس: لأمر ما رأيت أعجب منه - هل جاءكم إلاّ ما جاءنا؟ أم هل علمتم إلاّ ما علمنا؟- و قال يونس: إلاّ ما قد علمنا - قال عبد الرحمن: لم

ص: 30


1- تاريخ أبي زرعة 418/1.
2- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و ما أثبت عن مختصر ابن منظور 77/4 و في م: و لا كلفتهم.
3- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و ما أثبت عن م. و الجرف بالضم ثم السكون، موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام، به كانت أموال لعمر بن الخطاب و لأهل المدينة (معجم البلدان).

يأتنا إلاّ ما جاءكم و لم نعلم إلاّ ما علمتم. قلت: فما لنا نزهد في الدنيا و ترغبون فيها، و نخفّ في الجهاد و تشاغلون - و في حديث يونس: و تساملون - عنه و أنتم سلفنا و خيارنا و أصحاب نبينا صلى اللّه عليه و سلم.

قال عبد الرحمن: لم يأتنا إلاّ ما أتاكم - و قال يونس: جاءكم - و لم نعلم إلاّ ما علمتم، و لكن بلينا بالضّرّاء فصبرنا، و بلينا بالسّرّاء فلم نصبر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن سعد، قال (1):قالوا: و كان لعبد الرحمن بن عوف من الولد: إبراهيم و حميد و إسماعيل و حميدة و أمة الرحمن، و أمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس، و ذكر غيرهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال (2):في [الطبقة] (3)الأولى من أهل المدينة: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب، و أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ ، و أمها أروى بنت كريز، و أمها أم حكيم و هي البيضاء بنت عبد المطلب. و كان إبراهيم يكنى أبا إسحاق.

قال محمد بن عمر (4):لا نعلم أحدا من ولد عبد الرحمن بن عوف روى عن عمر سماعا و رؤية (5) غير إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. و قد روى أيضا: عن أبيه، و عن عثمان، و عليّ ، و سعد بن أبي وقاص، و عمرو بن العاص و أبي بكرة. و توفي إبراهيم بن عبد الرحمن سنة ست و تسعين (6)،و هو ابن خمس و سبعين سنة.

ص: 31


1- طبقات ابن سعد 127/3 في ترجمة عبد الرحمن بن عوف.
2- طبقات ابن سعد 55/5.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن طبقات ابن سعد 5/5.
4- طبقات ابن سعد 56/5.
5- بالأصل:«و رواية عمر» و المثبت عن ابن سعد.
6- في ابن سعد: و سبعين.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف و أمه أم كلثوم بنت عقبة، و يكنى أبا إسحاق. توفي سنة ست و تسعين و هو ابن خمس و سبعين سنة.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار في تسمية ولد عبد الرحمن بن عوف: و محمد بن كان يكنى، ولد في الإسلام، و إبراهيم و حميد و إسماعيل و أمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس من المهاجرات المبايعات، و كلّ بني عبد الرحمن من أم كلثوم. قد روي عنه الحديث.

و إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الذي يقول:

أ متروكة شوطي و برد ظلالها *** و ذو الغصن ملتحّ أغنّ خصيب

معي صاحب لم أعص مذ كنت أمره *** إذا قال شيئا قلت: أنت مصيب (1)

و أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أحمد بن عبيد بن بيري (2)،نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يكنى أبا إسحاق.

أخبرنا أبو بكر السّلماسي، حدثني نعمة اللّه بن محمد المرندي، أنا أبو مسعود البجلي، أنا أبو النضر النسوي، نا سفيان بن محمد بن سفيان، أنا عمي الحسن بن سفيان الصفّار، نا محمّد بن علي بن عمّ (3) روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق البصري، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو إسحاق.

ص: 32


1- البيتان في مختصر ابن منظور 77/4.
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 197/17(112) و ضبطت اللفظة عن التبصير 113/1.
3- عن م و بالأصل:«ابن عمر».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو محمد يوسف بن رباح بن علي بن موسى، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي، نا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف.

أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا عبد الرحمن بن عمر بن حمّة (1)، نا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: قال لنا جدي إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، يكنى أبا إسحاق. توفي سنة ست و تسعين و هو ابن خمس و سبعين سنة. يعد في الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة، بعد الصحابة. و روى إبراهيم، عن عمر بن الخطاب سماعا و رواية، و يقال: إنه لم يكن أحد من ولد عبد الرحمن بن عوف يروي عن عمر سماعا غيره، و قد روى عن أبيه، و عثمان، و علي، و سعد بن أبي وقاص، و عمرو بن العاص، و أبي بكرة. و كان ثقة.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه و اللفظ له - ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنا أبو أحمد بن محمد الغندجاني ح.

و حدثنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو الحسين الأصبهاني و أبو أحمد الغندجاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (2)،قال:

إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزّهري أبو (3) إسحاق القرشي كناه إسحاق. سمع منه الزهري؛ و قال بعض ولد عبد الرحمن بن عوف كنيته أبو محمد، قال أبو عبد اللّه البخاري: أخشى أن يكون وهم.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري سمع أباه، و عثمان بن عفان، و سعد بن أبي

ص: 33


1- ضبطت عن التبصير 462/1.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 295/1.
3- عن البخاري و بالأصل «أبا».

وقاص. روى عنه: ابنه سعد، و الزهري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي، قال: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ثقة، و قيل: أبو محمد. روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان بن يوسف الموصلي - بالموصل - نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس، قال:

سمعت محمد بن أحمد بن محمد المقدسي يقول: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو إسحاق.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة في معرفة الصحابة قال: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

قال محمد بن سعد كاتب الواقدي: قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم روى عنه ابناه سعد و صالح يكنى أبا إسحاق، و يقال أبو محمد. و روايته عن عمر بن الخطاب و أبيه.

أنبأنا أبو محمد الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمام بن محمد - إجازة - قال: أنا الحسن بن حبيب - إجازة - نا أبو عبد الرحمن النسائي، قال:

و قالوا: إن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم و رسول قيصر.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم قال: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ذكر الواقدي أنه أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم روى عنه ابنه سعد يكنى أبا إسحاق، و قيل أبو محمد. روى عن عمر و أبيه (1) عبد الرحمن، و مما دلّ على ولادته في أيام النبي صلى اللّه عليه و سلم سنه.

حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن جبلة، نا محمد بن إسحاق، نا أبو يونس، نا

ص: 34


1- بالأصل «و ابنه» خطأ.

إبراهيم بن المنذر، قال: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يكنى أبا إسحاق، توفي سنة ست و تسعين و هو ابن خمس و سبعين سنة (1)،أمه أم كلثوم بنت عقبة أول مهاجرة هاجرت من مكة إلى المدينة، و فيها أنزلت آية الممتحنة (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر و أبو نصر محمد بن الحسن بن محمد، قالا: أنا الوليد بن بكر ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن و أحمد بن محمد العتيقي، قالوا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدثني أبي قال: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف تابعي مدني ثقة (3).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أنا محمد بن محمد بن داود الكرخي، نا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، قال:

إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، و حميد بن عبد الرحمن بن عوف و أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، و إسماعيل بن عبد الرحمن بن عوف. إبراهيم سمع من أبيه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي يعقوب بن إبراهيم، قال: هذه تسمية من حضر الدار مع عثمان بن عفان في الحصار من بني زهرة: إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف.

ص: 35


1- قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: قلت في هذا التقدير في سنه نظر فإن جماعة من الأئمة ذكروه في الصحابة منهم أبو نعيم و أبو إسحاق بن الأمين و مستندهم أنه ولد في حياته صلى اللّه عليه و سلم، و قد صرّح بذلك الواقدي و قال النسائي في كتاب الكنى: ثقة، قالوا: إنه يذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم.
2- يعني الآية 10 من سورة الممتحنة و هي: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا جٰاءَكُمُ الْمُؤْمِنٰاتُ مُهٰاجِرٰاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللّٰهُ أَعْلَمُ بِإِيمٰانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنٰاتٍ فَلاٰ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفّٰارِ لاٰ هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَ لاٰ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَ آتُوهُمْ مٰا أَنْفَقُوا وَ لاٰ جُنٰاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذٰا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَ لاٰ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوٰافِرِ وَ سْئَلُوا مٰا أَنْفَقْتُمْ وَ لْيَسْئَلُوا مٰا أَنْفَقُوا ذٰلِكُمْ حُكْمُ اللّٰهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَ اللّٰهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
3- الثقات للعجلي ص 53.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي، أنا المبارك بن أحمد بن عبد الجبار، أنا محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعدّل، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، أنا أحمد بن محمد بن شيبة بن أبي شيبة البزاز، أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخراز، عن أبي الحسن علي بن محمد بن عبد اللّه بن أبي يوسف المدائني، عن عبد اللّه بن محمد الثقفي، عن شيخ من آل الأخفش بن شريق، عن أبيه قال: رأيت إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف أسيرا بين يدي مسلم - يعني يوم الحرة - فقال له: اجلس فإن لك عندي يدا ما أراك تعلمها و سأكافئك بها. تذكر رجلا بين يدي معاوية يعتذر إليه من شيء بلغه عنه و يحلف له و هو يأبى أن يقبل فقلت: يا أمير المؤمنين ما يحل لك تكذيبه و هو يحلف، و لا أن يردّ عليه عذره و هو يعتذر، فقبل و رضي ؟ قال: أذكر هذا و لا أدري من الرجل، قال: أنا ذلك الرجل، و قد أمنتك و من أحببت فشفّعه في رجال فأمنهم (1).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا الكتاني، أنا محمد بن عبيد اللّه المسى (2)،نا محمد بن إبراهيم بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، يكنى أبا إسحاق. مات سنة ستّ و تسعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا: أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال: إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، أمه أم كلثوم بنت عقبة يكنى أبا إسحاق، توفي سنة ست و تسعين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبا أبو محمد الجوهري، أنبا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، نا الفلاس، قال: و مات

ص: 36


1- كذا، و في مختصر ابن منظور 78/4 «منهم».
2- كذا رسمها بالأصل و م.

إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف سنة ست و تسعين، و هو ابن خمس و سبعين سنة، و يكنى أبا إسحاق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمد بن التستري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أن أبا محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري حدثهم قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، قال: حدثني أبي قال:

حدثني أبو عبيد قال: سنة ست و تسعين فيها مات إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبا أبو الحسن السيرافي، نا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا التستري، نا خليفة بن خياط قال: و في سنة ست و تسعين مات إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف (1).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت: أنبا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن جعفر الرزاز، حدثنا عبيد اللّه بن سعد قالوا: مات إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف يكنى أبا إسحاق سنة ست و تسعين.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي، أنبا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر (2) قال: و فيها - يعني سنة ست و تسعين - مات إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف (3).

442 - إبراهيم بن عبد الرّحمن العذري

من أهل دمشق. روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسلا.

روى عنه معان بن رفاعة السلامي، و الوليد بن مسلم، و إسماعيل بن عياش.

أخبرنا أبو العز بن كادش العكبري، أنبا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن السكري، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، نا أبو الربيع الزهراني، نا حمّاد بن زيد، عن

ص: 37


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 313.
2- بالأصل:«زيد» خطأ، و الصواب ما أثبت و هو محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 440/16.
3- زيد في سير الأعلام: عن سنّ عالية، و يحتمل أنه ولد في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم.

بقية بن الوليد، عن معان بن رفاعة، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن العذري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يرث هذا العلم من كلّ خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين»[1596].

قال: و نا أحمد، نا هاشم بن القاسم، نا مثنى بن بكر و بشر و غيرهما من أهل العلم كلهم يقول: ثنا معان بن رفاعة، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين»[1597].

أخبرناه عاليا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيّان النسوي الصوفي الطبيب، و أبو القاسم عبد الكريم، و أبو عبد الرّحمن أحمد، ابنا الحسن بن أحمد بن يحيى بن الكاتب، و أبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي صالح النيسابوري - المعروف بصلاح - قالوا: أنا أبو الفضل محمد بن عبيد اللّه بن محمد الصّرّام (1)،أنا القاضي الإمام أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي (2)،أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي، نا الحسن بن عرفة، أنبا إسماعيل بن عياش، عن معان بن رفاعة السلامي، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن العذري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ينفون عنه كذب الجاهلين و انتحال المبطلين و افتراء الغالين»[1598].

رواه الوليد بن مسلم عن إبراهيم فقال: عن الثقة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،أنا الحسن بن سفيان، حدثنا إبراهيم - يعني ابن أيوب الحوارني الدمشقي - نا الوليد بن مسلم، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن العذري، نا الثقة من أشياخنا، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

قال و نا ابن عدي (4)،نا محمد بن عمر بن عبد العزيز، نا أبو عمير - يعني

ص: 38


1- له ترجمة في سير أعلام النبلاء 483/18(247).
2- هذه النسبة إلى بسطام، جزم ياقوت و ابن الأثير بكسر الباء فيها، و هي بلدة بقومس مشهورة (الأنساب). له ترجمة قصيرة في الأنساب.
3- الكامل لابن عدي 147/1.
4- الكامل لابن عدي 147/1.

عيسى بن محمد النحاس - نا الوليد بن مسلم، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن العذري، حدثني الثقة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال نحوه.

رواه داود بن رشيد، عن الوليد بن مسلم مثله.

و رواه محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان، فقال: عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد.

أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي و أبو محمد طاهر بن سهل قالا: ثنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن (1) بن أحمد بن عمر بن علي القاضي - بدرزيجان (2)-أنا أحمد بن علي بن محمد بن الجهم الكاتب، نا محمد بن جرير الطبري، حدثني عثمان بن يحيى، نا عمرو بن هاشم البيروني، عن محمد بن سليمان - يعني ابن أبي كريمة - عن معان بن رفاعة السلامي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين، و انتحال المبطلين»[1599].

قال الخطيب: و حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر الفقيه، نا أبو بكر الخلاّل قال:

قرأت على زهير بن صالح بن أحمد، نا مهنى - و هو ابن يحيى - قال: سألت أحمد - يعني ابن حنبل - عن حديث معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرّحمن العذري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ينفون عنه تحريف الجاهلين، و انتحال المبطلين، و تأويل الغالين» فقلت لأحمد: كأنه كلام موضوع قال: لا هو صحيح، فقلت له: ممن سمعته أنت ؟ قال: من غير واحد، قلت: من هم ؟ قال: حدثني به مسكين إلاّ أنه يقول: معان عن القاسم بن عبد الرّحمن، قال أحمد: معان بن رفاعة، لا بأس به[1600].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة في كتاب معرفة الصحابة قال: إبراهيم بن عبد الرّحمن العذري روى عنه معان بن رفاعة ذكر في الصحابة و لا يصح. روى الحسن بن عرفة، عن إسماعيل بن عياش، عن معان بن رفاعة، حدثني إبراهيم بن عبد الرّحمن العذري و كان من الصحابة، و لم يتابع عليه.

ص: 39


1- في الأنساب (الدرزيجاني): «أبو الحسين أحمد بن عمر...» في ترجمة قصيرة.
2- درزيجان: قرية على ثلاثة فراسخ من بغداد (الأنساب).
443 - إبراهيم بن عبد الرّزّاق بن الحسن بن عبد الرّزّاق

أبو إسحاق الأزدي، و يقال: العجلي، الأنطاكي (1)

قرأ القرآن بدمشق على هارون بن موسى بن شريك الأخفش، و أحمد بن نصر بن سالم بن أبي رجاء، و قرأ على عثمان بن خرّزاذ (2)،و أبي الفضل جعفر بن أحمد بن كرّان، و محمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي - المعروف بقنبل (3)-و محمد بن العباس بن شعبة، و محمد بن عدن، و شهاب بن طالب (4)،و الفضل بن زكريا، و عيسى بن محمد بن أبي ليلى، و حمدان المغربل. كلّهم قرأ على أحمد بن جبير المقرئ نزيل أنطاكية، و قرأ على أبيه عبد الرّزّاق و صنّف كتابا يشتمل على القراءات الثمان.

و حدّث عن محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، و عثمان بن خرّزاد، و محمد بن أحمد بن الوليد بن برد، و أبي أميّة الطرسوسي، و أبي خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي، و يزيد بن عبد الصمد الدمشقي، و علي بن عبد العزيز البغوي، و أحمد بن هاشم، و عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران المقدسي، و الحسن بن جرير الصوري.

و أقرأ مدة. قرأ عليه أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر، و أبو علي بن حبش الدّينوري، و أبو طاهر محمد بن الحسن بن علي المقرئ الأنطاكي، و أبو الحسن علي بن إسماعيل بن الحسن بن يوسف البصري، و أبو الطيّب عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون (5).

و روى عنه: أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني الحافظ ، و أبو الحسين بن جميع، و عبد اللّه بن محمد بن أيوب القطان، و شهاب بن محمد بن شهاب الصّوري، و أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي، و أبو طاهر محمد بن الحسن بن علي الأنطاكي المقرئ، و أبو الحسن سليمان بن محمد بن سليمان

ص: 40


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 384/15 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل:«خرزاد» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب.
3- ضبطت عن التبصير 1139/3، انظر ترجمته في معرفة القراء للذهبي 230/1.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن م و معرفة القراء للذهبي 287/1.
5- إعجامها غير واضح بالأصل، و المثبت و الضبط عن م و سير الأعلام و معرفة القراء الكبار.

المعرّي، و القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد اللّه بن إبراهيم الطرسوسي، و الحاكم أبو نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب الحربي البخاري، و أبو زكريا يحيى بن مسعر بن محمد المعرّي، و أبو أحمد بن جامع الدّهّان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السمرقندي قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا إبراهيم بن عبد الرّزّاق - بأنطاكية - نا محمد بن إبراهيم الصّوري، نا خالد بن عبد الرحمن، نا مالك، عن الزّهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (1)»[1601].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسين بن سكّينة (2) الأنماطي (3)،أنا أبو أحمد محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدّهّان، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّزّاق بن الحسن بن عبد الرّزّاق - قراءة عليه - نا محمد بن إبراهيم، نا الفريابي، نا سفيان، عن سماك بن حرب، و الأعمش عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:

إني أصبت منها كل شيء إلاّ الجماع - يعني لامرأة - فأنزل اللّه عز و جل: أَقِمِ الصَّلاٰةَ طَرَفَيِ النَّهٰارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنٰاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئٰاتِ (4).

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحنّائي، أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأنطاكي - المعروف بأخي العريف - قال: قدم علينا أنطاكية سنة أربعين و ثلاثمائة أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن ماكا، فقيل له إن إبراهيم بن عبد الرّزّاق يذكر أنه قرأ على قنبل فلم يحفل (5) بهذا القول إلى أن ورد في بعض الأيام رجل من أهل خراسان شيخ كبير عليه ثياب صوف فجلس بين يدي الشيخ ابن ماكا و قال: أريد أقرأ، فقرأ عليه عشرين آية و قال: حسبي، آجرك اللّه. فقال له: إيش

ص: 41


1- موطّأ مالك باب ما جاء في حسن الخلق ح 1629 (ص 650).
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 686/2.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 346/18(165).
4- سورة هود، الآية:114.
5- بالأصل و م «يجعل» و لعل الصواب ما أثبت.

في كمّك قال: قراءات، قال له: و على من قرأت ؟ قال: قرأت على قنبل أنا و رجل من أهل انطاكية يقال له إبراهيم بن عبد الرّزّاق الخياط . فقال الشيخ بن ماكا: قوموا بنا إلى الشيخ، فجاء إلى ابن عبد الرّزّاق و قال: يا شيخي اجعلني في حلّ فجعله، و عرف ابن عبد الرّزّاق الرجل و قال له: إيش لي معك ؟ فأخرج خط قنبل بقراءة بن عبد الرّزّاق عليه.

و قال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ: سمعت فارس بن أحمد يقول: توفي إبراهيم بن عبد الرّزّاق بأنطاكية سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة (1).

و قال علي بن محمد بن بشر: توفي في شعبان سنة تسع [و ثلاثين و ثلاثمائة] (2).

444 - إبراهيم بن عبد الملك بن المغيرة بن عبد الملك

أبو إسحاق القرشيّ المقرئ، مولى الوليد بن عبد الملك

حدّث عن أبيه.

روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي. و قد سقت له خبرا في بناء الجامع.

445 - إبراهيم بن عبد الملك

سمع هشام بن عمّار بدمشق، و زهير بن عبّاد الرواسي، و يحيى بن آدم و يزيد بن أبي حكيم العدني.

روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن شاذان - إجازة - أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد (3)،أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد، حدثني إبراهيم بن عبد الملك، نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا يزيد بن أبي مالك، عن شهر بن حوشب، قال: سمعت عائشة تقول: ما من عبد يشرب الماء

ص: 42


1- معرفة القراء الكبار 288/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن معرفة القراء 288/1 و سير الأعلام 385/15.
3- ترجمته في سير الأعلام 502/15.

القراح، فيدخل بغير أذى و يخرج بغير أذى إلاّ وجب عليه الشكر.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوه (1)،أنا أبو الحسن أحمد بن محمد اللّبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إبراهيم بن عبد الملك، عن يزيد بن أبي حكيم العدني، حدثني الحكم بن أبان قال: قال الفضل بن عيسى: إذا احتضر الرجل قيل للملك الذي كان يكتب له: كفّ ، قال: لا، و ما يدريني لعله يقول: لا إله إلاّ اللّه، فأكتبها له.

446 - إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن عمران

أبو إسحاق العبسيّ

روى عن جده لأمه الهيثم بن مروان، و وريزة (2) بن محمد، و إسماعيل بن حمدويه البيكندي (3)،و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و أبي جعفر أحمد بن كعب المرّي، و يزيد بن أحمد السلمي، و أحمد بن محمد بن أبي الوليد بن برد، و أبي أميّة الطرسوسي، و أحمد بن محمد بن يزيد بن أبي الخناجر، و إسماعيل بن عبد الرحمن الخولاني.

روى عنه: ابنه أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم، و أبو الحسن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه (4)،و أبو بكر بن المقرئ، و أبو أحمد عبد اللّه بن عدي، و أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد السلمي، و أبو علي بن شعيب الأنصاري، و محمد بن سليمان الرّبعي، و محمد بن داود بن سليمان النّيسابوري، و أبو هاشم المؤدب، و أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الربيع بن يزيد بن معيوف العين ثرمي (5)،و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو الوليد بكر بن شعيب بن بكر القرشي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني (6).

ص: 43


1- ضبطت عن التبصير 1501/4.
2- ضبطت عن التبصير.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بيكند (ضبطت بالكسر ثم سكون النون و فتح الكاف) بلدة بين بخارى و جيحون على مرحلة من بخارى.
4- بالأصل «دستويه» و المثبت و الضبط عن الإكمال 323/3 و التبصير.
5- هذه النسبة إلى عين ثرماء و هي قرية في غوطة دمشق.(معجم البلدان).
6- ترجمته في سير الأعلام 20/16(7).

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد، أنا أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، نا أبي إبراهيم بن عبد الواحد، نا جدي لأمي الهيثم بن مروان، نا محمد بن عيسى بن سميع، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ من الشّعر حكمة»[1602].

و مما وقع إليّ من عالي حديثه. ما أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن عمران بن بنت هيثم بن مروان الدمشقي، حدّثنا جدّي الهيثم بن مروان، نا مروان الطاطري، نا مالك بن أنس، و الليث بن سعد، و عبيد اللّه بن عمر، و نافع بن أبي نعيم، قالوا: أنا نافع عن ابن عمر أن تلبية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لبيك اللّهمّ لبّيك، لا شريك لك لبّيك، إن الحمد و النعمة لك و الملك، لا شريك لك»[1603].

قال مالك و الليث في حديثهما عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يزيد على أثر تلبية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: لبيك لبيك و سعديك، و الخير في يديك، و الرغباء إليك و العمل.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد المؤدب، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة - توفي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد العبسي في جمادى الأولى.

447 - إبراهيم بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام

ابن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس الهاشمي

أمير دمشق من قبل المنصور، و الصحيح: عبد الوهاب بن إبراهيم.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو الحسن أحمد بن حمدون بن عيسى الجبلي، نا مساور بن أحمد بن شهاب العتابي، قال: قال إسحاق بن سليمان الهاشمي: ولي المهدي الخلافة و الأمير على دمشق إبراهيم بن عبد الوهاب الهاشمي من قبل أبي جعفر المنصور في سنة تسع و خمسين و مائة، فعزله المهدي و استعمل مكانه على دمشق محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، ثم عزله.

الصحيح أن عبد الوهاب هو الأمير، فأما ابنه إبراهيم فكان في زمن المأمون.

ص: 44

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، قال: و أما (1) عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس فولي الشام لأبي جعفر، و مات بها (2).

448 - إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزّرقي الأنصاري المدينيّ

448 - إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزّرقي الأنصاري المدينيّ (3)

روى عن أبيه، و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، و عائشة، و مالك بن أوس بن الحدثان، و عبد اللّه بن بابيه المكي، و أبي محمد رجل من أصحاب ابن مسعود.

روى عنه ابن جريج، و سعيد بن أبي هلال، و ابن أبي ذئب، و عبد العزيز بن مسلم مولى آل رفاعة، و عبد الرحمن بن إسحاق، و عياض بن عبد اللّه، و محمد بن أبي حميد المديني، و خالد بن إلياس، و محمد بن إسحاق، و حفص بن عمر بن عبد اللّه بن جبير، و إبراهيم بن إسحاق.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا ابن أبي شريح، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرمّاني، نا حميد بن زنجويه، نا عبد اللّه بن مسلمة، نا خالد بن إلياس، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، قال: دخلت على جابر بن عبد اللّه - بمكة - فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما صلّى رجل العتمة في جماعة، ثم صلّى بعدها ما بدا له، ثم أوتر قبل أن يريم إلاّ كانت تلك الليلة كأنه لقي ليلة القدر في الإجابة»[1604].

أخبرنا بتمامه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزّهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن

ص: 45


1- بالأصل و م «و أنا» و لعل الصواب ما أثبت.
2- المعارف ص 376.
3- ترجم له في تهذيب التهذيب 94/1. و الزرقي نسبة إلى بطن من الأنصار يدعى بني زريق.

حموية (1) السّرخسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم (2) الشاشي، نا عبد بن حميد الكشّي، نا عبد اللّه بن مسلمة، نا خالد بن إلياس، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، قال: دخلت على جابر بن عبد اللّه بمكة فوجدته جالسا يصلّي لأصحابه العصر و هو جالس قال: فنظرت حتى سلّم قال: قلت: غفر اللّه لك أنت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تصلّي بهم و أنت جالس قال: أنا مريض فجلست و أمرتهم أن يجلسوا فيصلّوا معي، إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما صلّى رجل العتمة في جماعة ثم صلّى بعدها ما بدا له ثم أوتر قبل أن يريم إلاّ كانت تلك الليلة كأنه لقي ليلة القدر في الإجابة»[1605].

و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الإمام جنّة فإن صلّى قائما فصلّوا قياما، و إن صلّى جالسا فصلّوا جلوسا»[1606].

قال: كنا ننادي في بيوتنا للصلاة و نجمّع لأهلنا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو الفضل محمد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر الشروطي، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا محمد بن حميد، نا سلمة، نا محمد بن إسحاق، عن عبد العزيز بن مسلم، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مر بأبي عيّاش الزّرقي و هو يصلّي و هو يقول: اللّهمّ إن لك الحمد، لا إله إلاّ أنت المنّان بديع السموات و الأرض ذا الجلال و الإكرام. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تدرون ما دعا به الرجل ؟» قالوا: اللّه و رسوله أعلم (3) قال:«لقد دعا اللّه باسمه الّذي إذا دعي به أجاب، و إذا سئل به أعطى»[1607].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد البيهقي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الربيع بن سليمان، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عياض بن عبد اللّه الفهري (4)،عن إبراهيم بن عبيد، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمع رجلا يقول: اللّهمّ إني

ص: 46


1- ضبطت عن التبصير 515/2.
2- ضبطت عن التبصير 528/2 و فيه: إبراهيم بن خزيم الشاشي صاحب عبد بن حميد.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
4- هذه النسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.

أسألك بأنّ لك الحمد، لا إله إلاّ أنت المنّان، بديع السموات و الأرض، ذو الجلال و الإكرام، أسألك الجنّة، و أعوذ بك من النار. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لقد كان يدعو اللّه باسمه الذي إذا دعي به أجاب، و إذا سئل به أعطى»[1608].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضّل بن محمد بن إبراهيم، نا أبو حمة، نا أبو قرّة، قال: ذكر ابن أبي ذئب عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن عبد اللّه بن بابيه المكي في حديثه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه أتاه بعرفة و قد ضرب فسطاطا في الحلّ و فسطاطا في الحرم قال:

فقلنا له: صنعت ؟ قال: أما الذي في الحرم فأحبّ أن أصلّي فيه، و أما إذا جئت أهلي يعني الذي في الحلّ .

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عبد اللّه بن عثمان، نا عبد اللّه هو ابن المبارك ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، نا محمد بن أبي حميد، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة قال: شهدت عمر - يعني ابن عبد العزيز - و محمد بن قيس يحدّثه، فرأيت عمر يبكي حتى اختلفت أضلاعه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة (1):إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمر بن عامر بن زريق، و أمه سميكة بنت كعب بن مالك بن أبيّ بن كعب بن العجلان بن القين بن كعب بن سواد بن غانم من بني سلمة بن الخزرج.

ص: 47


1- في تهذيب ابن حجر: و ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة، و لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - إجازة و اللفظ له - ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنا أبو أحمد الغندجاني ح.

و حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو الحسين الأصبهاني و أبو أحمد الغندجاني.

قالا: أنا أحمد بن عبدان، نا محمد بن سهل، نا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (1):إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزّرقي الأنصاري مدني. سمع مالك بن أوس؛ سمع منه ابن جريج، و روى عنه سعيد بن أبي هلال.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء ح، قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم (2)، نا صالح بن أحمد، قال: قال أبي: إبراهيم بن عبيد بن رفاعة: ليس بمشهور (3) بالعلم.

قال أبو محمد: سألت أبي عنه، و حكيت له قول أحمد، فقال:[هو] (4) كما قال [أحمد] (5).و سئل أبو زرعة عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة فقال: مديني أنصاري زرقي ثقة.

قال ابن أبي حاتم (6):روى عن أنس بن مالك، و مالك بن أوس. روى عنه ابن جريج، و سعيد بن أبي هلال، و ابن أبي ذئب، و عبد الرّحمن بن إسحاق، و عبد العزيز بن مسلم، و عياض بن عبد اللّه. سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال في طبقات أهل المدينة: إبراهيم بن عبيد بن رفاعة. حدث عن أنس، روى عنه ابن إسحاق.

ص: 48


1- التاريخ الكبير 1/قسم 304/1.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 114/1.
3- الجرح و التعديل:«مشهورا» و بهامشه عن إحدى نسخه: بمشهور.
4- زيادة عن الجرح و التعديل.
5- زيادة عن الجرح و التعديل.
6- الجرح و التعديل 113/1/1.
449 - إبراهيم بن عتيق بن حبيب

أبو إسحاق العبسي

أخو عبد السّلام، و يقال: السلمي مولاهم.

روى عن منبّه بن عثمان، و مروان بن محمد، و عمر بن عبد الواحد.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا، و يحيى بن صاعد، و حاجب بن مالك بن أركين، و عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر السلمي، و أبو العباس محمد بن سعيد بن فطيس، و علي بن سعيد بن بشير الرازي.

و يقال: إنّ جدّه كان نصرانيا من أهل حرستا (1)،فأسلم على يدي رجل من بني سليم، و داره بدمشق بناحية باب السلامة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر الحريري، أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، أنا أبو بكر إسماعيل، نا يحيى بن صاعد، نا إبراهيم بن عتيق العبسي - بدمشق - نا مروان بن محمد الدمشقي، نا سفيان - يعني ابن عيينة - عن عمرو بن دينار، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يحلّ لامرأة تؤمن باللّه و اليوم الآخر تسافر إلاّ مع محرم من أهلها»[1609].

أنبأنا أبو الحسن الموازيني، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا إبراهيم بن عتيق بن حبيب، نا منبّه بن عثمان اللّخمي، حدثني صدقة بن عبد اللّه، نا الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا حضر العشاء و أقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء»[1610].

قال عمرو بن دحيم سألته - يعني إبراهيم بن عتيق - عن مولده فقال: سنة سبع و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر الحسين بن

ص: 49


1- حرستا بالتحريك و سكون السين: قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها و بين دمشق أكثر من فرسخ.

سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (1):إبراهيم بن عتيق الدمشقي، أبو إسحاق أخو عبد السلام بن عتيق. روى عن مروان بن محمد الطاطري، سمعنا منه، و هو صدوق [كتبت عنه] (2).

450 - إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن المثنى

أبو إسحاق المصري الأزرق الخشّاب

سمع بمصر: يونس بن عبد الأعلى، و الحسن بن سليمان قبيطة (3)،و فهر بن سليمان، و علاّن بن المغيرة، و بدمشق: أبا جعفر الخراساني، و بحمص: محمد بن عوف بن سفيان، و بعسقلان: محمد بن حمّاد الطّهراني (4)،و أبا أميّة محمد بن إبراهيم الطرسوسي. و رحل إلى العراق فسمع أبا عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي، و عباس بن محمد الدوري، و أبا قلابة عبد الملك بن محمد الرّقاشي (5)،و أبا بكر بن أبي الدنيا، و الحسن بن مكرم بن حسان.

روى عنه: أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان القرظي الفقيه، و أبو سعيد بن يونس و سيأتي ذكر وروده في ترجمة أبي جعفر الخراساني.

أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم ح، و حدثني أبو بكر بن شجاع عنهما قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد، نا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس، نا إبراهيم بن عثمان الخشّاب، نا الحسن بن سليمان قبيطة، نا مروان بن جعفر بن سمرة بن جندب، نا داود بن المحبر البكراوي، عن زياد بن عبيد اللّه بن ربيع الزيات، عن محمد بن سيرين قال: عليكم برسالة سمرة بن جندب

ص: 50


1- الجرح و التعديل 1/قسم 122/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 508/12(187).
4- هذه النسبة إلى طهران بالكسر، قرية من قرى الري بينهما نحو فرسخ.(معجم البلدان) ذكره ياقوت و ترجم له، و مات بعسقلان من أرض الشام سنة 261 ه .
5- ترجم له في تقريب التهذيب. و الرقاشي بفتح الراء و تخفيف القاف ثم معجمة. و أبو قلابة لقب، و يكنى أبا محمد.

إلى بنيه فإنّ فيها علما جمّا قلنا: يا أبا بكر أخبرنا عن سمرة ما كان من أمره و ما قيل فيه ؟ قال: إن سمرة كان أصابه كزاز (1) شديد، و كان لا يكاد أن يدفأ فأمر بقدر عظيمة، فملئت ماء و أوقد تحتها، و اتّخذ فوقها مجلسا، و كان يصل إليه بخارها فيدفئه، فبينا هو كذلك إذ خسف به ففطن أنّ ذلك الذي قيل فيه.

قال: و قال ابن يونس: إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن المثنى الأزرق الخشّاب، يكنى أبا إسحاق روى عن يونس بن عبد الأعلى، و الحسن بن سليمان و غيرهما. توفي في رمضان سنة ثلاث و ثلاثمائة، و قد كتبت عنه، و كان صالح الحديث، و كان رحل إلى العراق، و كتب غرائب.

451 - إبراهيم بن عثمان بن عبد اللّه بن عبيد بن أحمد بن الهيثم

أبو إسحاق البهراني الحوراني (2)

حدّث ببصرى (3) سنة أربع عشرة و أربعمائة. و سمع أبا القاسم عبد الرّحمن بن محمد بن سعيد الأنصاري الخزرجي ببصرى و حدّث بقصيدة في مناسك الحج.

روى عنه الحسن بن علي الأهوازي المقرئ نزيل دمشق، و أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن الحسن الشهرزوري.

452 - إبراهيم بن عثمان بن محمد

أبو القاسم - و يقال: أبو مدين، و يقال: أبو إسحاق

الكلبي الغزّيّ (4)(5)

شاعر محسن، دخل دمشق و سمع بها من الفقيه نصر المقدسي سنة إحدى و ثمانين

ص: 51


1- كزاز كغراب و رمان داء من شدة البرد، أو الرعدة منها، و قد كزّ فهو مكزوز (القاموس).
2- البهراني نسبة إلى بهراء قبيلة من قضاعة.(الأنساب). و الحوراني نسبة إلى حوران: و هي ناحية كبيرة واسعة كثيرة الخير بنواحي دمشق (الأنساب).
3- بصرى: مدينة من أعمال دمشق، و هي قصبة كورة حوران (معجم البلدان).
4- الغزي هذه النسبة إلى غزة مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، بينها و بين عسقلان فرسخان أو أقلّ (معجم البلدان).
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 51/6 و بحاشيته ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.

و أربعمائة ثم دخل (1) إلى خراسان و امتدح بها جماعة من رؤسائها و انتشر شعره هناك، و كان مولده فيما بلغني في سنة إحدى و أربعين و أربعمائة. أنشدني أبو سعد السمعاني له من قصيدة:

هوى يستلذّ كحكّ الجرب *** و شوق يصيبك منه النّصب

فذكرت (2) مربعنا في دمشق *** و مصطافنا بحوالي حلب

و صحبة قوم إذا استنهضوا *** فضرب السيوف لديهم ضرب (3)

أنشدني أبو الحسن علي بن يحيى بن خلوف الغزي، أنشدني أبو القاسم الغزي لنفسه (4):

قالوا تركت (5) الشعر؟ قلت: ضرورة *** باب الدّواعي و البواعث مغلق

خلت الديار فلا كريم يرتجى *** منه النّوال و لا مليح يعشق

و من العجائب أنه لا يشترى *** و مع الكساد يخان فيه و يسرق (6)

أنشدنا أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن علي اللخمي الفقيه الميورقي بدمشق، أنشدنا أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الغزي يرثي الشيخ الإمام أبا الحسن الطبري (7) المعروف بالكيا الفقيه ارتجالا (8):

هي الحوادث لا تبقي و لا تذر *** ما للبريّة من محتومها وزر

لو كان ينجي علوّ من بوائقها *** لم تكسف الشّمس بل لم يكسف (9) القمر

ص: 52


1- في وفيات الأعيان 58/1 نقلا عن ابن عساكر: رحل.
2- في مختصر ابن منظور: تذكرت.
3- الضرب: العسل.
4- الأبيات في المختصر و الوافي و الوفيات.
5- في الوافي و الوفيات: هجرت.
6- عجزه في الوافي و الوفيات: و يخان فيه مع الكساد و يسرق
7- اسمه علي بن محمد بن علي الطبري، المعروف بالكياالهراسي الفقيه الشافعي، ترجمته في وفيات الأعيان 286/3 و بهامشها ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.
8- القصيدة في وفيات الأعيان 290/3 في ترجمة الكياالهراسي نقلا عن ابن عساكر.
9- في المختصر و الوفيات: لم يخسف.

قل للجبان الذي أمسى على حذر *** من الحمام: متى ردّ الرّدى الحذر

بكى على شمسه الإسلام إذ أفلت *** بأدمع قلّ في تشبيهها المطر

حبر عهدناه طلق الوجه مبتسما *** و البشر أحسن ما يلقى به البشر

لئن طوته المنايا تحت أخمصها *** فعلمه الجمّ في الآفاق منتشر

سقى ثراك عماد الدّين (1) كلّ ضحى *** صاف (2) الغمام ملثّ الودق منهمر

عند الورى من أسى ألفيته خبر *** فهل أتاك من استيحاشهم خبر

أحيا ابن إدريس درس كنت تورده *** تحار في نظمه الأذهان و الفكر

من فاز منه بتعليق فقد علقت *** يمينه بشهاب ليس ينكسر (3)

كأنما مشكلات الفقه يوضحها *** جباه دهم لها من لفظه غرر

و لو عرفت له مثلا دعوت له *** و قلت: دهري إلى شرواه مفتقر

أنشدنا أبو الحسين عبد اللّه بن الحسين بن منصور المطوّعي خطيب بوشنج بها قال: أنشدني أبو إسحاق إبراهيم الغزي بهراة لنفسه:

إنما هذه الحياة متاع *** و الغبيّ الغبيّ من يصطفيها

ما مضى فات و المؤمّل غيب *** فخذ الساعة التي أنت فيها

و أنشدني بعضهم له في وزير كان للسلطان سنجر كان يكثر أن يقول لمن يغضب عليه: غرزن، و تفسيره: زوج القحبة. فقال للمستوفي الأصم المعروف بالمعين ذلك، فقال له المعين: يا مولانا ما أكثر ما تقول للناس غرزن، فإن كان هذا القول حسنا فأنت ألف غرزن، فقال الغزي في الوزير المذكور:

لقد كنت بيذق نطع الزّمان *** فلا حفظ اللّه من فرزنك

جوابك عند المعين الأصمّ *** إذ جئت غرزنته غرزنك

مات إبراهيم الغزي فيما ذكر لي أبو سعد بن السمعاني في سنة أربع و عشرين و خمسمائة. و قال ابن السمعاني: بلغني أنه كان يقول: أرجو أن اللّه تعالى يعفو عني

ص: 53


1- كان الكياالهراسي يلقّب بعماد الدين، كما أشار إليه ابن خلكان في مطلع ترجمته.
2- في الوفيات: صوب.
3- في الوفيات: ينكدر.

و يرحمني لأني شيخ سني جاوزت السبعين، و لأني من بلد الإمام المطّلبي الشّافعي - يعني غزّة (1)-.

453 - إبراهيم بن عدي

ذكر أبو محمد عبد اللّه بن سعد القطربلي (2)-فيما قرأته بخطه - قال: روى العتبي حدثني أبي عن عوانة، عن إبراهيم بن عدي، قال: رأيت عبد الملك بن مروان، و أتته أمور أربعة في ليلة،- فما رأيته تنكر و لا تغيّر وجهه، قتل عبيد اللّه بن زياد بالعراق، و قتل حبيش بن دلجة القينيّ بالحجاز، و انتقاض ما كان بينه و بين ملك الروم، و خروج عمرو بن سعيد إلى دمشق.

454 - إبراهيم بن عقيل بن جيش بن محمد بن سعيد

454 - إبراهيم بن عقيل بن جيش (3) بن محمد بن سعيد

أبو إسحاق القرشيّ النحويّ ، المعروف بابن المكبريّ (4)

حدّث عن: أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الشرابي النحوي.

روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو محمد بن الأكفاني.

و قال الخطيب: كان صدوقا؛ و في قوله نظر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب ح.

ثم أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، قالا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عقيل بن جيش المكبري، أنا علي بن أحمد بن محمد الشرابي، أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة، نا أبو عبد اللّه نجيح بن إبراهيم النخعي - بالكوفة - نا معمر بن بكّار، حدثني عثمان بن عبد الرّحمن بن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ من الجفاء أن يمسح الرجل جبينه قبل أن يفرغ من صلاته، و أن يصلّي لا يبالي من أمامه، و أن يأكل مع رجل ليس من أهل دينه و لا من أهل الكتاب في إناء واحد»[1611].

ص: 54


1- زيد في الوفيات 60/1 «و أني غريب» و قد مات ما بين مرو و بلخ، و نقل إلى بلخ و دفن بها. و المعروف أنه ولد بغزة، و هي من أعمال فلسطين.
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى قطربل، قرية من قرى بغداد.
3- بالأصل «حبيش» و المثبت عن بغية الوعاة 419/1 و الوافي بالوفيات 56/6 و في م: حبيش أيضا.
4- له ترجمة في الوافي 56/6 و بحاشيته ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.

قال أبو بكر الخطيب: إبراهيم بن عقيل بن جيش أبو إسحاق القرشي النحوي الدمشقي المعروف بابن المكبري.

و سمع منه شيخنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءة أبي بكر الخطيب.

قرأت علي أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما جيش - أوله جيم مفتوحة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها - و عقيل (2)-بفتح العين - إبراهيم بن عقيل بن جيش بن محمد أبو إسحاق القرشي النحوي المكبري دمشقي، حدّث عن علي بن أحمد الشرابي، عن خيثمة. كتب عنه أصحابنا و لم أكتب عنه.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: سنة أربع و سبعين و أربعمائة فيها توفي أبو إسحاق إبراهيم بن عقيل بن جيش القرشي النحوي المعروف بابن المكبري. حدّث عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد - المعروف بابن الشّرابي - بجزءين أحدهما عن جده أبي بكر محمد بن علي الرمّاني الشرابي البغدادي، و الآخر عن خيثمة بن سليمان.

و كتب عنه الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، و ذكره في كتابه الذي سماه تلخيص المتشابه في الرسم و حماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف و الوهم في ترجمة: إبراهيم بن عقيل بالضم، و إبراهيم بن عقيل بالفتح.

و كان أبو إسحاق يذكر أن عنده تعليقة أبي الأسود الدّؤلي التي ألقاها عليه علي بن أبي طالب - رضوان اللّه عليه - و كان كثيرا مما يوعد بها،- و لا سيما لأصحاب الحديث - و كان كثيرا يعدني بها، فأطلبها منه و هو يرجئ الأمر إلى أن وقعت إليّ في حال حياته، دفعها إلي الشيخ الفقيه أبو العباس أحمد بن منصور المالكي - رحمه [اللّه] (3)-و كان كتبها عنه على ما ذكر لي، إذ حملها إلي المعروف برزين الدولة المصمودي لما كان يقرأ عليه شيئا من علم العربية و سمعها منه في سنة ست و ستين و أربعمائة و إذا به قد ركّب عليها إسنادا لا حقيقة له (4).و صورته بخط الشيخ الفقيه أبي العباس - رحمه اللّه - قال

ص: 55


1- الإكمال لابن ماكولا 355/2 و 356.
2- الإكمال لابن ماكولا 229/6 و 239 و ورد فيه هنا «حبيش» بدل «جيش» تحريف.
3- زيادة لازمة.
4- زيد بعدها في معجم الأدباء 207/1 اعتبر فوجد موضوعا (أي مكذوبا) مركبا بعض رجاله بعض رجاله أقدم ممن روى عنه.(و انظر الوافي 56/6).

الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عقيل: حدثني الشيخ الأجل شيخ الإسلام أبو طالب عبيد اللّه بن أحمد بن نصر بن يعقوب - بالبصرة - حدثني يحيى بن أبي بكير الكرماني.

فلما وقفت على ذلك بينته للشيخ الفقيه أبي العباس أحمد بن منصور - رحمه اللّه - و أعلمته أن يحيى بن أبي بكير الكرماني توفي في سنة ثمان و مائتين على ما حدثنا به عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر قال: و فيها - يعني سنة ثمان و مائتين - مات أشهل بن حاتم، و حمّاد بن عيسى، و يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان الكرماني، و قريش بن أنس. هذا عن أبي موسى. فجعل إبراهيم بن عقيل هذا بين نفسه و بين يحيى بن أبي بكير رجلا واحدا، أو أنه لم يخرج ذلك لأحد من أصحاب الحديث لهذه العلة، فاستعظم ذلك و أكبره، نعوذ باللّه تعالى من البلاء، و لم يقع ذلك إلى الشيخ الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب - رحمه اللّه - و لا وقف عليه لأنه كان لا يظهره، و هذه التي سماها التعليقة فهي في أول أمالي أبي القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزّجاجي (1)النحوي نحو من عشرة أسطر، فجعلها هذا الشيخ إبراهيم قريبا من عشرة أوراق.

و صورة الإسناد، قال: حدثني يحيى بن أبي بكير الكرماني، حدثني إسرائيل، عن محمد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه قال: حدثني أبو عبد اللّه محمد بن عبيد اللّه بن الحسن بن عباس، عن عمه، عن عبيد اللّه بن رافع: أن أبا الأسود الدؤلي دخل على أمير المؤمنين علي - رضي اللّه عنه - و ذكر التعليقة.

و ذكر أبو محمد بن صابر، عن شيخنا الفقيه أبي الحسن أنه توفي ليلة الثلاثاء لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع و سبعين و أربعمائة و دفن بباب الصّغير.

455 - إبراهيم بن علي بن أحمد بن إبراهيم

أبو محمد البصريّ ، المعروف بالحنّائي

سمع بدمشق: أبا علي الحصائري، و أبا الميمون بن راشد، و أبا محمد عبد اللّه بن أحمد بن زبر الرّبعي، و هشام بن أحمد بن هشام الدمشقيين، و أبا بكر أصبغ بن هارون بن أصبغ، و أبا عمران موسى بن زكريا التّستري، و بالبصرة: أبا خليفة

ص: 56


1- أمالي الزجاجي ص 238-239.

الجمحي (1)،و الحسن بن المثنى العنبري، و ببغداد: الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، و أبا عبيد اللّه القاسم بن إسماعيل المحاملي، و محمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي (2)،و أبا مسلم الكشي (3).

روى عنه عبد اللّه بن علي الأبزوني، و أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي، و شهاب بن محمد بن شهاب الصّوري، و أبو الحسين زيد بن علي بن عبد اللّه بن الفضل، و أبو الحسن عبيد اللّه بن القاسم بن علي المراغي الأطرابلسي، و إدريس بن محمد بن أحمد بن أبي خالد الصّوري، و أبو العباس أحمد بن الحسين العطائي، و أبو بكر محمد بن علي بن الإمام المصريان.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الجمال - بمصر - أنا الشيخ الصالح (4) أبو بكر محمد بن علي بن الإمام - قراءة عليه - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد البصري، نا أبو عبيدة أحمد بن إبراهيم العسكري، نا كامل بن طلحة ح.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحسين بن ميمون بن أحمد الصفّار - قراءة عليه - نا إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم البغدادي، نا زياد بن الخليل التّستري، نا كامل بن طلحة، نا ابن لهيعة، نا عبيد اللّه بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«عليكم بالسّواك فإنّه مطهرة للفم، مرضاة للربّ »[1612] لفظهما سواء.

أخبرتنا به عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي، أنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيّار، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد (5)-يعرف بابن

ص: 57


1- و اسمه الفضل بن الحباب، أبو خليفة البصري المحدث الأديب ترجمته في سير أعلام النبلاء 7/14.
2- هذه النسبة إلى الشيعة. قال ابن ماكولا: هو من شيعة بني العباس. و قال الخطيب: من شيعة المنصور و له ترجمة قصيرة في الأنساب.
3- الكشي معرب الكجي و هو أبو مسلم الكجي عرف بالكشي (كما في الأنساب) و الكجي نسبة إلى الكج و هو الجصّ . و اسمه إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم بن ماعز بن كش البصري الكجي الكشي (الأنساب) و له ترجمة في سير الأعلام 423/13.
4- بالأصل «صالح» و الصواب عن م.
5- بالأصل و م «أحمد» تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 471/16.

الرومي - نا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، نا قتيبة، نا ابن لهيعة، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال. فذكر مثله.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد بن عبد القوي الفقيه، و أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم المقدسي، قالا: نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن علي الأبزوني، أخبرني أبي، نا إبراهيم بن علي البصري، قال: أنشدنا أبو [علي] (1) الحسن بن حبيب - بدمشق - لأبي العتاهية (2):

أجل الفتى ممّا يؤمّل أسرع *** و أراك تجمع دائبا لا تشبع (3)

قل لي: لمن أصبحت تجمع ما أرى *** أ لبعل عرسك لا أبا لك تجمع

لا تركننّ (4) إلى الهوى و انظر إلى *** صرف الزّمان بأهله ما يصنع

الموت (5) ضيف لا محالة نازل *** و لكلّ موت علّة لا تدفع

و لكل حي نوبة لا بد من *** إتيانها و لكلّ جنب مصرع (6)

كم من أخ قد حيل دون لقائه *** دمعي عليه من الجوانح سرع (7)

شيّعته ثم انصرفت مولّيا *** عن قبره مترحّما استرجع (8)

فعل الصبا مني السلام و أهله *** ما بعد ذا لي أن أخلد مطمع (9)

و إذا كبرت فهل لنفسك لذّة *** ما للكبير بلذة مستمتع (10)

ص: 58


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
2- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 248.
3- عجزه في الديوان: و أراه يجمع دائبا لا يشبع
4- الديوان لا تنظرن.
5- صدره في الديوان: الموت حق لا محالة دونه
6- البيت في الديوان باختلاف و روايته: الموت داء ليس يدفعه الدوا ء إذا أتى، و لكل جنب مصرع
7- روايته في الديوان: كم من أخي حيل دون لقائه قلبي إليه، من الجوانح منزع
8- ليس في ديوانه.
9- ليس في ديوانه.
10- في الديوان: متمتع.

و إذا قنعت فأنت أيسر (1) من مشى *** إنّ الفقير لكلّ من لا يقنع

و إذا طلبت، فلا إلى متضايق *** من ضاق عنك فرزق ربك أوسع

إن المطامع ما علمت مذلّة *** للطامعين، و أين من لا يطمع

فاقنع (2) و لا تنكر لربك قدرة *** فاللّه يخفض من يشاء و يرفع

فلربما انتفع الفتى بضرار من *** ينوي الضرار، و ضرّه من ينفع

كلّ امرئ متفرد لطباعه (3) *** ليس امرؤ إلاّ على ما يطبع

قال أبو علي الحسن بن حبيب أمر أبو العتاهية أن يكتب على قبره:

إنّ عيشا يكون آخره المو *** ت لعيش معجّل التّنغيص (4)

456 - إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد

أبو إسحاق بن البيضاوي البغدادي (5)

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي بكر بن شاذان، و أبي الحسين بن المظفّر، و أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد الأبهري، و أبي عمر بن حيّوية.

روى عنه: أبو محمد بن أحمد الكتاني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن البيضاوي البغدادي - قدم علينا قراءة عليه - نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، نا أبو بحر عبد الوارث بن غياث، نا حمّاد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة[1613].

كذا قال، و الصواب: عبد الواحد بن غياث.

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا أبو القاسم إبراهيم بن

ص: 59


1- في الديوان: أغنى من غنى.
2- الديوان: أقنع.
3- الديوان: بطباعه.
4- بيت مفرد، ديوانه ط بيروت ص 237 تحت عنوان: عيش آخره الموت.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 134/6.

منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد الأعلى بن حمّاد النرسي (1)،نا حمّاد بن سلمة، نا قتادة، عن الحسن، عن سمرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة[1614].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال أنا أبو بكر الخطيب (2):إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق بن البيضاوي، و هو أخو محمد بن علي بن إبراهيم، و كان الأكبر. سمع محمد بن المظفّر، و أبا عمر بن حيّويه، و أبا بكر بن شاذان. و من كان في طبقتهم. و حدّث في الغربة. ذكر لي عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنه كتب عنه بدمشق في سنة عشرين و أربع مائة، و كان صدوقا صالحا. مات بمصر.

457 - إبراهيم بن علي بن جندل

أبو إسحاق الجنابذيّ (3)

قدم دمشق و حدّث بها عن: أبي علي الحسن بن عبد اللّه بن أحمد الأهوازي.

روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن جندل الجنابذي - قدم علينا قراءة عليه - نا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان الأهوازي، نا أبو بكر بن محمد بن ظهير بن أحمد بن نصر بن صالح، نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن غالب الغالبي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد البغوي، نا علي - يعني ابن الجعد - نا شعبة، عن منصور قال:

سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم لا يصوم شهرا كاملا إلاّ شعبان فإنه كان يصله برمضان أو إلى رمضان[1615].

كذا قال، و أسقط منه أبا سلمة.

أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درجات على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي،

ص: 60


1- بالأصل «الرسي» تحريف و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 28/11(12).
2- تاريخ بغداد 134/6.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى كونابذ و يقال لها بالعربية جنابذ و هي قرية بنواحي نيسابور.

أنبا [أبو] (1) محمد الصريفيني، أنبا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن منصور، قال: سمعت سالما يحدث عن أبي سلمة، عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم لا يصوم شهرا كاملا إلاّ شعبان فإنّه كان يصله برمضان أو إلى رمضان[1616].

458 - إبراهيم بن علي بن الحسين

أبو إسحاق القبّاني الصّوفيّ ، شيخ الصّوفيّة

سمع أبا محمد بن جميع - بصيدا - و أبا الحسين بن الترجمان بالرملة، و أبا الفرج بن برهان - بصور - و أبا محمد عبد العزيز بن عبد الرّحمن القزويني.

روى عنه: الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو العينان عمر بن أبي الحسن الذهباني (2)،و غيث بن علي الخطيب. و سكن الصور.

أخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن الفرغولي (3)،أنا عمر بن أبي الحسن بن سعدويه الذّهباني، نا إبراهيم بن علي بن الحسين القبّاني أبو إسحاق الصوفي بصور، نا محمد بن الحسين الغزي الصوفي، نا القاضي أبو الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير - بمنبج - نا محمد بن جعفر الزّرّاد (4)،نا يحيى بن عمرو النصيبي - شيخ بالرحبة، و أنا سألته - نا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا قال العبد:

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، قال اللّه تعالى: يا ملائكتي علم عبدي أنه ليس له ربّ غيري، أشهدكم أنّي قد غفرت له»[1617].

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري - و نقلته من خطه - أنا أبو إسحاق القبّاني، نا محمد بن الحسين بن الترجمان - بالرملة - نا القاضي أبو الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير المنبجي بمنبج (5)،نا أبو عروبة الحرّاني، نا أحمد بن المقدام، نا معتمر بن

ص: 61


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ذهبان و هو بطن من حضرموت.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى فرغول و هي قرية من قرى دهستان ترجم له السمعاني باسم: عمر بن محمد بن الحسن.
4- بالأصل و م «الرزاز» تحريف و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في الأنساب.
5- منبج: مدينة كبيرة واسعة، بينها و بين الفرات ثلاثة فراسخ، و بينها و بين حلب عشرة فراسخ (معجم البلدان).

سليمان، قال: سمعت أبي سليمان التّيمي يحدّث عن قتادة عن أنس قال: كانت عامة وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين حضرته الوفاة:«الصّلاة و ما ملكت أيمانكم». حتى جعل يغرغر بها في صدره، و ما يقبض بها لسانه[1618].

يقبض: لا يتبين كلامه من الوجع.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنبا أبو سعد الجنزرودي، أنبا أبو عمرو بن حمدان، أنبا أبو يعلى هزيم بن عبد الأعلى - أبو حمزة الأسدي - نا المعتمر قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، عن أنس قال: كان عامة وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين حضره الموت:«الصلاة و ما ملكت أيمانكم». حتى جعل يغرغرها، أو يغرغر بها في صدره و ما يقبض بها لسانه.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، نا إبراهيم بن علي بن الحسين، أبو إسحاق القباني (1)،شيخ الصوفية بالثغر، يرجع إلى ستر ظاهر، و سمت حسن، و طريقة مستقيمة، كثير الدرس للقرآن، طويل الصمت، لازم لما يعنيه، ولد بما وراء النهر (2)، و خرج صغيرا و تغرّب، و سافر قطعة كبيرة من بلاد خراسان و العراق و الحجاز و غير ذلك، ثم نزل صور فأقام بها و استوطنها إلى أن مات، و حدّث بها عن أبي محمد بن جميع، و أبي الفرج بن برهان، و ابن الترجمان و غيرهم. كساعنه (3).و كان سماعه صحيحا، و حدثني أنه أدرك من أصحاب القفال الشاشي في بلد الشاش (4) أربعة، و أنه سمع من ثلاثة منهم. سمع من أنيس كتاب دلائل النبوة عنه، و من الآخر بعض كتاب إلاّ أنه لم يصحبه منها بشيء؛ و أقام بصور نحوا من أربعين سنة.

سألت أبا إسحاق عن مولده فقال في سنة أربع أو خمس و تسعين و ثلاثمائة، و توفي - رحمه اللّه - ليلة يوم الاثنين نصف الليل و دفن من الغد الظهر العاشر من جمادى

ص: 62


1- بالأصل و م «العتابي» خطأ و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
2- يريد ما وراء نهر جيحون بخراسان (انظر معجم البلدان).
3- كذا رسمها بالأصل و م.
4- الشاش: قرية ما وراء النهر، نهر سيحون، متاخمة لبلاد الترك،(معجم البلدان). و القفال الشاشي هو أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي، شافعي المذهب، و هو الذي أشاع هذا المذهب في تلك النواحي مات سنة 366 كان عالما بالفقه و التفسير و اللغة.

الآخرة منه سنة إحدى و سبعين و أربعمائة، و دفن بين يدي باب المسجد المعروف بعتيق، حضرت دفنه و الصّلاة عليه، و تبع جنازته خلق عظيم - رحمه اللّه - و ذكر لي جماعة من الفقهاء أنه لم يبق في الشام و لا الحجاز شيخ لهذه الطائفة يجري مجراه.

459 - إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل

ابن ربيع بن عامر بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر بن مالك

أبو إسحاق القرشي الفهري المديني (1)

قدم دمشق و امتدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و أجازه و ارتبطه و اشتاق إلى وطنه، و قال في ذلك شعرا، و قدم دمشق قاصدا عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبا أحمد بن سلميان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال: و ولد قيس بن الحارث الذي يقال له الحكم: عديا و علقمة، فولد عدي بن قيس صبحا و سنانا، فولد صبح عامرا، فولد عامر ربيعا، فولد ربيع الهذيل، و أوسا، فولد الهذيل هرمة و نجبة، فمن ولد هرمة بن الهذيل إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن الهذيل الشاعر.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: و أما هرمة فهو ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2):أنا أبو القاسم الأزهري، و عبد الكريم بن محمد بن أحمد النصيبي (3).

قالا: نا علي بن عمر الحافظ قال: هرمة بن هذيل بن ربيع بن عامر بن صبح بن عديّ بن قيس بن الحارث بن فهر، من ولده إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة الشاعر مقدّم في شعر المحدثين، قدّمه محمد بن داود بن الجرّاح على بشّار و أبي نواس

ص: 63


1- الوافي بالوفيات 59/6 و بهامشه ثبت بمصادر أخرى ترجمت له. و فوات الوفيات 34/1 و بهامشه أيضا ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.
2- تاريخ بغداد 128/6.
3- تاريخ بغداد: الضبي.

و غيرهما. زاد ابن البنّا: من المحدثين.

أخبرناه أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة. أبو إسحاق الفهري المدني شاعر مفلق. فصيح مسهب، مجيد حسن القول، سائر الشعر، و هو أحد الشعراء المخضرمين أدرك الدولتين الأموية و الهاشمية، و قدم بغداد على أبي جعفر المنصور و مدحه فأجازه، و أحسن صلته، و كان ممن اشتهر بالانقطاع إلى الطالبيين (2).

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3)،قال: أما هرمة - بفتح الهاء و سكون الراء - فهو إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل بن ربيعة بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر الشاعر المشهور، و قيس بن الحارث هو الخلج (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)، أنا الحسن بن علي الجوهري، نا محمد بن عمران الكاتب، قال: قال أبو الحسن الأخفش: قال لنا ثعلب مرة: إنّ الأصمعي قال: ختم الشعر بإبراهيم بن هرمة و هو آخر الحجج.

قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمد القرشي (6):أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار، نا يعقوب بن إسرائيل حدثني إبراهيم بن إسحاق المعمري (7)،نا عبد اللّه بن إبراهيم الجمحي قال: قلت لابن هرمة: أ تمدح عبد الواحد بن سليمان بشعر ما مدحت به أحدا غيره فتقول (8) فيه:

وجدنا غالبا كانت جناحا *** و كان أبوك قادمة الجناح

ص: 64


1- تاريخ بغداد 127/6-128.
2- بالأصل «الطالبين» و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
3- الإكمال لابن ماكولا 314/7.
4- بالأصل «الحلج» المثبت و الضبط (بالقلم) عن الإكمال.
5- تاريخ بغداد 131/6.
6- الخبر في الأغاني 107/6 في ترجمة عبادل و أخباره.
7- الأغاني: العمري.
8- عن الأغاني و بالأصل «فيقول».

ثم تقول (1) فيها:

أ عبد الواحد المأمول (2) إنّي *** أغصّ [حذار] (3) سخطك بالقراح

فبأي شيء استوجب ذلك منك ؟ فقال: إني أخبرك بالقصة لتعذرني: أصابتني أزمة و قحمة (4) بالمدينة فاستنهضتني ابنة عمي للخروج فقلت لها: ويحك إنه ليس عندي ما يقلّ جناحي، فقالت: أنا أنهضك بما أمكنني، و كانت عندي ناب لي، فنهضت عليها بجهد (5) القوام و نؤذي السّمّار، و ليس من منزل أنزله إلاّ قال الناس ابن هرمة، حتى دفعت إلى دمشق، فأويت إلى مسجد عبد الواحد في جوف الليل، فجلست فيه أنتظره إلى أن نظرت إلى بزوغ الفجر، فإذا الباب ينفلق عن رجل كأنه البدر. فدنا فأذّن، ثم صلّى ركعتين، و تأمّلته فإذا هو عبد الواحد، فقمت فدنوت منه فسلّمت عليه، فقال: أبا إسحاق! أهلا و مرحبا، فقلت: لبّيك، بأبي و أمي أنت! و حيّاك اللّه بالسلام و قرّبك من رضوانه، فقال: أ ما آن لك أن تزورنا؟ فقد طال العهد، و اشتد الشّوق، فما وراءك ؟ فقلت: لا تسألني، بأبي أنت، فإن الدهر قد أخنى عليّ ، فما وجدت مستغاثا غيرك؛ فقال: لا ترع، فقد وردت على ما تحبّ [إن شاء] (6) اللّه.

فو اللّه إني لأخاطبه فإذا بثلاثة فتية قد خرجوا كأنهم الأشطان (7) فسلّموا، فاستدنى (8) الأكبر منهم فهمس إليه بشيء دوني و دون أخويه، فمضى إلى البيت ثم رجع فجلس إليه فكلمه بشيء ثم ولّى، فلم يلبث أن خرج و معه عبد ضابط (9) يحمل (10) عبئا من الثياب حتى ضرب به بين يديّ ، ثم همس [إليه] (11) ثانية فعاد، و إذا به قد رجع و معه

ص: 65


1- عن الأغاني و بالأصل «يقول» و قوله:«ثم تقول فيها» سقط من م.
2- في الأغاني:«الميمون» و بهامشها عن بعض نسخها «المحمود».
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
4- القحمة: السنة الشديدة و القحط .
5- في الأغاني: نهجد النوام.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت العبارة عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
7- الأشطان جمع شطن و هو الحبل، و قيل هو الحبل الطويل.
8- عن الأغاني، و بالأصل: فأسندني.
9- ضابط : قوي.
10- بالأصل «على» و المثبت عن الأغاني.
11- الزيادة عن الأغاني.

مثل ذلك، فضرب به بين يديّ ، فقال لي عبد الواحد: ادن يا أبا إسحاق، فإني أعلم إنك لم تصر إلينا حتى تفاقم صدعك، فخذ هذا و ارجع إلى عيالك، فو اللّه ما سلكنا لك هذا إلاّ من بين أشداق عيالنا. و دفع إليّ ألف دينار، و قال لي: قم فارحل فأغث من وراءك.

فقمت إلى الباب، فلما نظرت إلى [ناقتي] (1) ضقت، و قال لي: تعال ما أرى هذه بمبلغتك، يا غلام قدّم له جملي فلانا فو اللّه لكنت بالجمل أشدّ سرورا مني بكل ما نلته؛ فهل تلومني أن أغصّ حذار سخط هذا بالقراح ؟ و و اللّه ما أنشدته بيتا واحدا.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي، نا الزبير بن بكار، حدثني عمّي مصعب بن عبد اللّه، عن جدّي عبد اللّه بن مصعب قال (2):لقيني إبراهيم بن علي بن هرمة فقال لي: يا ابن مصعب لم (3) يبلغني أنك تفضل عليّ ابن أذينة ؟ نعم ما شكرتني في مديحي إياك، أ لم تعلم:

رأيتك مختلاّ عليك خصاصة *** كأنّك لم تنبت ببعض المنابت

كأنك لم تصحب شعيب بن جعفر *** و لا مصعبا ذا المكرمات ابن ثابت (4)

قال: فقلت له: يا أبا إسحاق أقلنيها و أنا اعتبك، و هلمّ فروّني من شعرك ما شئت، فرويت له هاشمياته (5) يعني فأخذتها من فيه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، نا أبو القاسم الأزهري، أنا الحسن بن محمد بن سليمان، نا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي، حدثني أبو عكرمة الضّبّي، قال: قال سليمان بن أبي شيخ قال راوية (6) بن هرمة: بعث إليّ ابن هرمة في وقت الهاجرة صر إليّ ، فقال: اكثر حمارين إلى أربعة أميال من المدينة أين شئنا فقلت: هذا وقت الهاجرة و أرض المدينة سخنة فامهل حتى تبرد، فقال: لا لابن

ص: 66


1- الزيادة عن الأغاني.
2- الخبر في الأغاني 380/4.
3- في الأغاني: يا بن مصعب أتفضل عليّ ابن أذينة.
4- ديوانه ص 77-78 و الأغاني 380/4.
5- في الأغاني:«عباسياته» و بهامشه: لعله يريد قصائده التي مدح بها بني العباس.
6- اسمه: ابن ربيح كما في الأغاني 375/4 و في المختصر: ابن زبنّج.

جبير الخياط عليّ مائة دينار قد منعتني القائلة، و ضيقت على عيالي، فاكتريت حمارين فركبنا فمضيت معه حتى انتهينا إلى الحمراء - قصر الحسن بن زيد - فصادفناه يصلّي العصر، فأقبل علي ابن هرمة فقال: ما جاء بك في هذا الوقت و الحر شديد؟ فقال: لابن جبير الخياط عليّ مائة دينار قد منعتني القائلة و ضيقت على عيالي، و قد قلت شعرا فاسمعه، فقال: قل، فأنشأ يقول:

أما بنو هاشم حولي فقد رفضوا *** نبل الضّباب (1) الذي جمّعت في قرني

فما بيثرب منهم من أعاتبه *** إلاّ عوائد أرجوهنّ من حسن

اللّه أعطاك فضلا من عطيّته *** على هن و هن فيما مضى و هن

قال: يا غلام افتح باب تمرنا فبع منه بمائة دينار، و احضر ابن جبير الخياط و ليكن معه ذكر دينه و ماله على ابن هرمة، فحضر فأخذ منه ذكر دينه فدفعه إلى ابن هرمة و سلّم إلى ابن جبير مائة دينار، و قال: يا غلام بع بمائة دينار أخرى و ادفعها إلى ابن هرمة يستعين بها على حاله فقال ابن هرمة: يا سيدي مر لي بحمل ثلاثين حمارا تمرا لعيالي، قال: يا غلام افعل ذلك. فانصرفنا من عنده فقال لي ويحك رأيت نفسا أكرم من هذه النفس أو راحة أدنى من هذه الراحة، فإنّا لنسير على السيالة [إذا رجل مرّ] (2) فذعر ابن هرمة فالتفت إليه فإذا هو عبد اللّه بن حسن بن حسن فقال: يا دعيّ الأدعياء (3) أتفضل عليّ و على أبي الحسن بن زيد فقال: و اللّه ما فعلت هذا.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم أخبرني أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و محمد بن إسحاق بن مخلد، و محمد بن سعيد ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم، أنا أحمد بن

ص: 67


1- بدون نقط بالأصل، و المثبت عن الأغاني، يريد بهاهنا: الأحقاد. و في المختصر: الصياب.
2- ما بين معكوفتين الكلام بالأصل مطموس و لعل الصواب ما أثبتنا. و في م:«إذا غافر».
3- الكلمة مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.

يحيى - ثعلب - حدثني عمر بن شبّة، حدثني أبو سلمة، أخبرني ابن زنيح (1) قال:

أصابت ابن هرمة أزمة، فقال لي في يوم حارّ: اذهب فتكار لي حمارين إلى ستة أميال، و لم يسمّ موضعا. فركب واحدا و ركبت واحدا، ثم سرنا حتى انتهينا (2) إلى قصور حسن بن زيد ببطحاء ابن أزهر، فدخلنا مسجده. فلما زالت (3) الشمس خرج علينا مشتملا على قميصه فقال لمولى له: أذّن فأذّن، ثم لم يكلمنا كلمة ثم قال له: أقم فأقام فصلّى بنا، ثم أقبل على ابن هرمة فقال: مرحبا بك أبا إسحاق، حاجتك ؟ قال: نعم بأبي أنت و أمي أبيات قلتها - و قد كان عبد اللّه بن حسن، و حسن و إبراهيم بنو حسن و عدوه شيئا فأخلفوه - فقال: هاتها. فأنشد (4):

أما بنو هاشم حولي فقد فرغوا (5) *** نبل الضّباب (6) الذي جمّعت في قرني

فما بيثرب منهم من أعاتبه *** إلاّ عوائد أرجوهنّ من حسن

اللّه أعطاك فضلا من عطيّته *** على هن و هن فيما مضى و هن

قال: حاجتك قال: لابن أبي مضرّس عليّ خمسون و مائة دينار قال: فقال لمولى له، أيا هيثم، اركب هذه البغلة فائتني بابن مضرّس و ذكر حقّه. قال: فما صلّينا العصر حتى جاء به. فقال له: مرحبا بك يا ابن [أبي] مضرس، أ معك ذكر حقّ على ابن هرمة ؟ فقال: نعم قال: فامحه قال: فمحاه، ثم قال: يا هيثم بع ابن أبي مضرس من تمر الخانقين (7) بمائة و خمسين دينارا و زده في كل دينار ربع دينار، وكل لابن هرمة بخمسين و مائة دينار تمرا، وكل لابن زنيج بثلاثين دينارا تمرا قال: فانصرفنا من عنده، فلقيه محمد بن عبد اللّه بن حسن بالسّيالة (8)،و قد بلغه الشعر، فغضب لأبيه و عمومته فقال: أيا ماصّ بعل أمه! أ أنت القائل:

ص: 68


1- كذا بالأصل، و في المختصر:«زبنّج» و في الأغاني 375/4 ربيح.
2- الأصل و المختصر، و في الأغاني: صرنا.
3- الأصل و المختصر و في الأغاني: مالت.
4- الأبيات في ديوانه ص 223 و الأغاني 376/4 و المختصر 90/4.
5- الأغاني: قرعوا.
6- الأغاني: الضباب.
7- الخانقين موضع بالمدينة.
8- السيالة أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة (معجم البلدان).

على هن و هن فيما مضى و هن

قال: لا و اللّه يا بني، و لكني الذي أقول لك:

لا و الذي أنت منه نعمة سلفت *** نرجو عواقبها في آخر الزّمن

لقد أتيت بأمر ما عمدت له *** و لا تعمّده قولي و لا سنن

فكيف أمشي مع الأقوام معتدلا *** و قد رميت بريء العود بالأبن (1)

ما غيّرت وجهه أمّ مهجّنة *** إذا القتام تغشّى أوجه الهجن (2)

قال: و أم الحسن أم ولد.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي، أنا أبو البركات بن طاوس، أنا أبو القاسم التّنوخي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان - إجازة - أخبرني أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر، أخبرني بعض الأدباء قال:

كان لإبراهيم بن هرمة كلاب إذا أبصرت الأضياف بشّت بهم، و لم تنبح و بصبصت بأذنابها بين أيديهم فقال يمدحها:

و يدل ضيفي في الظلام إذا سرى *** إيقاد ناري أو نباح كلابي

حتى إذا واجهنه و عرفنه *** فدينه ببصابص الأذناب

و جعلن ممّا قد عرفن يقدنه *** و يكدن أن ينطقن بالتّرحاب

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم الأزهري، نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، نا محمد بن أبي الأزهر، نا الزّبير بن بكار، حدّثني يحيى بن يحيى، عن محمد، حدثني عمي إبراهيم بن محمد قال: نزلت ببنات ابن هرمة بعد أن هلك فرأيت حالتهن سيئة فقلت لبعض بناته: قد كان أبوك حسن الحال، فما ترك لكنّ ؟ قالت: و كيف و هو الذي يقول (3):

لا غنمي مدّ في البقاء لها *** -إلاّ دراك القرى - و لا إبلي

ص: 69


1- الأبن جمع ابنة و هي العقدة تكون في العود تفسده و يعاب بها، و يعني به: العيب و الوصمة.
2- الهجن جمع هجين، و تجمع على هجناء و هجنان و مهاجين و مهاجنة. و الهجين الذي أبوه خير من أمه، أو الذي أبوه عربي و أمه غير عربية.(انظر اللسان و القاموس).
3- البيت في ديوانه ص 185 و الأغاني 261/5؛ باختلاف الرواية.

ذاك افناها، أذاك أفناها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علاّن الورّاق، نا محمد بن أحمد بن محمد بن حمّاد، نا هاشم بن محمد بن هارون الخزاعي، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن قريب ابن أخي الأصمعي، عن عمه قال: قال لي رجل من أهل الشام: قدمت المدينة فقصدت منزل إبراهيم بن هرمة، فإذا بنيّة له صغيرة تلعب بالطين، فقلت لها: ما فعل أبوك ؟ قالت:

وفد إلى بعض الملوك الأجياد (2)،فما لنا به علم منذ مدة. فقلت: انحري لنا ناقة فإنّا أضيافك، قالت: و اللّه ما عندنا، قلت: فشاة ؟ قالت: و اللّه ما عندنا. قلت: فدجاجة ؟ قالت: و اللّه ما عندنا قلت: فأعطينا (3) بيضة قالت: و اللّه ما عندنا قلت: فباطل ما قال أبوك:

كم ناقة قد وجأت منحرها *** بمستهلّ الشؤبوب (4) أو جمل (5)

قالت: فذلك الفعل من أبي هو الذي أصارنا إلى أن ليس عندنا شيء.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو القاسم عبد الرّزّاق بن أحمد بن عبد الحميد، نا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن محمد بن ورد، نا أبو إسحاق بن حميد البصري القاضي، حدثني محمد بن زكريا قال: اجتاز نصيب مرّة بالسّيّالة و بها منزل ابن هرمة فناداه: يا أبا إسحاق فخرجت إليه بنته مذعورة، فقال: أين أبوك ؟ قالت: راح لحاجة انتهز فيها برد الفيء قال: فهل من قرى ؟ قالت: لا و اللّه،[قال:] و لا جزور و لا شاة ؟ قالت: لا و اللّه و لا دجاجة و لا بيضة. قال: قاتل اللّه أباك ما أكذبه إذ يقول:

لا أمتّع العوذ بالفصال (6) *** و لا أبتاع إلاّ قصيرة الأجل

ص: 70


1- تاريخ بغداد 130/6-131.
2- في تاريخ بغداد: وفد إلى بعض الأجواد.
3- عن تاريخ بغداد و المختصر، و بالأصل «فاعطنا».
4- الشؤبوب: حدّ كل شيء. و وجأه: ضربه بسكين أو نحوه.
5- البيت في ديوانه ص 184 و الأغاني 263/5.
6- بالأصل:«لا أمنع العود» و المثبت عن الأغاني 260/5 و العوذ الإبل التي قد نتجت، واحدتها عائذ. و في القاموس: الحديثات النتاج من الظباء و كل أنثى.

إني إذا ما البخيل أمّنها *** باتت ضموزا مني على وجل (1)

قالت: ففعله - و اللّه - ذاك بها، أقلّها عندنا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني أبو القاسم الأزهري، نا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال:

- و في هذه السنة - يعني سنة خمس و أربعين و مائة - تحوّل المنصور إلى مدينة السلام، و استتمّ بناءها سنة ست و أربعين، ثم كتب إلى أهل المدينة أن يوفدوا عليه خطباءهم و شعراءهم، فكان فيمن وفد عليه إبراهيم بن هرمة. قال: فلم يكن في الدنيا خطبة أبغض إليّ من خطبة تقربني منه، و اجتمع الخطباء و الشعراء من كل مدينة، و على المنصور ستر يرى الناس من ورائه و لا يرونه، و أبو الخصيب حاجبه قائم و هو يقول: يا أمير المؤمنين هذا فلان الخطيب، فيقول: اخطب، و يقول هذا فلان الشاعر. فيقول:

أنشد، حتى كنت آخر من بقي قال: يا أمير المؤمنين: هذا ابن هرمة، فسمعته يقول: لا مرحبا و لا أهلا. و لا أنعم اللّه به عينا، فقلت: إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ (3)،ذهبت و اللّه نفسي، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: يا نفس هذا موقف إن لم تشتدي فيه هلكت.

فقال أبو الخصيب: أنشد، فأنشدته (4):

سرى ثوبه عنك (5) الصّبا المتخايل *** و قرّب للبين الخليط المزايل

حتى انتهيت إلى قولي:

له لحظات في حوافي (6) سريره *** إذا كرّها فيها عقاب و نائل

فأمّ الذي أمّنته تأمن الرّدى *** و أمّ (7) الذي حاولت بالثكل ثاكل

ص: 71


1- البيت في الأغاني 259/5 و الضمير في أمنها يعود على العوذ. و ضموز، بالزاي، يقال: ضمز البعير: أمسك جرّته في فيه، و لم يجتر، فهو ضامز و ضموز (قاموس).
2- تاريخ بغداد 128/6.
3- سورة البقرة، الآية:156.
4- ديوانه ص 166 و تاريخ بغداد و المختصر.
5- بالأصل «عند» و المثبت عن المصادر السابقة.
6- في تاريخ بغداد: خفاء سريرة.
7- في تاريخ بغداد:«فأما الذي... و أما الذي».

فقال: يا غلام ارفع عني الستر فرفع عني الستر فرفع فإذا وجهه فلقة قمر ثم قال: تمّم القصيدة، فلما فرغت قال: ادن، فدنوت، ثم [قال:] (1) اجلس فجلست، و بين يديه مخصرة فقال: يا إبراهيم قد بلغني عنك أشياء لو لا ذلك لفضّلتك على نظرائك، فأقر لي بذنوبك أعفها عنك. فقلت: هذا رجل فقيه عالم، و إنما يريد أن يقتلني بحجة تجب عليّ ، فقلت: يا أمير المؤمنين كل ذنب بلغك مما عفوته عني فأنا مقرّ به، فتناول المخصرة فضربني بها، فقلت:

أصبر من ذي ضاغط عركرك *** ألقى بواني زوره للمبرك (2)

قال: ثم ثنّى فضربني، فقلت:

أصبر من عود بجنبيه جلب *** قد أثّر البطان فيه و الحقب (3)

قال: قد أمرت لك (4) بعشر آلاف درهم، و خلعة، و ألحقتك بنظرائك من طريح بن إسماعيل، و رؤبة بن العجّاج، و لئن بلغني عنك أمر أكرهه لأقتلنّك؛ قلت:

نعم، أنت في حلّ و سعة من دمي، إن بلغك أمر تكرهه. قال ابن هرمة: فأتيت المدينة فأتاني رجل من الطالبيين فسلّم علي، فقلت: تنحّ عني لا تشيط بدمي.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و أبو الوحش المقرئ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطه - أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين البغدادي، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، نا عبد اللّه بن شبيب و مهدي بن إسحاق قالا: لما ولي المنصور الخلافة حضر على بابه ثلاثمائة شاعر، فأعلمه بذلك الربيع فقال: اخرج إليهم فعرّفهم أن جائزتنا ألف، و عقوبتنا ألف من مدحنا فاقتصد أجزناه، و من أفرط و تجاوز عاقبناه. فخرج فعرّفهم، فقال بعضهم لبعض: ما منا إلاّ من أفرط في المدح فانصرفوا، إلاّ إبراهيم بن هرمة فإنه لم يبرح قال: فدخل فعرّفه أنهم قد انصرفوا إلاّ إبراهيم بن هرمة المدني فقال: ما علمته إلاّ سجاما و مع ذلك مجيدا، فأذن له، فلما دخل قال: عرفت

ص: 72


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- الضاغط انفتاق في إبط البعير، و العركرك: الجمل الغليظ ، و الواني: التعب.
3- العود: المسن من الإبل، و الجلب: الجرح القديم برأ أو يبس؛ و البطان: حزام البطن، و الحقب: الحزام يلي حقو البعير، أو حبل يشد به الرحل في بطنه.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «له».

شرطنا قال: قد عرفت قال: هات فأنشده شعرا طويلا و قال فيه:

له لحظات في حوافي سريره *** إذا كرّها فيها عقاب و نائل

فأمّ الذي أمّنت أمّنه الردى *** و أمّ الذي حاولت بالثكل ثاكل

فقال له: بارك اللّه عليك. و أجازه بألف، و كان في المنصور جفاء فقال له: يا إبراهيم هل لك أن تدعها للطالبيين (1) إلى أن تطلق أرزاقهم، و نضعف لك ؟ قال إبراهيم: إنما جئت أستمنح أمير المؤمنين و لا استشيره، و تعجيلها أحب إليّ فعجلت له.

فقال: يا أمير المؤمنين إني أسألك شيئا، قال: سل، قال: إن عمال أمير المؤمنين بالمدينة قد أنهكوا أكتافي بما يحدّونني على السكر، فإن رأى أمير المؤمنين أن يكتب لي كتابا [إن] (2) وجدت سكرانا فلا أحدّ، فليفعل، فقال له المنصور: ما كنت لأرفع حدّا من حدود اللّه بحبّ ، و لكن أكتب لك خيرا من هذا، قال: ما هو؟ قال: أكتب لك كتابا من جاء بك و أنت سكران جلد مائة و جلدت أنت ثمانين، قال: قد رضيت قال: فكتب له بذلك، قال: فكان إبراهيم بن هرمة يسكر و يطرح نفسه في الشوارع، و يقول: من يشتري ثمانين بمائة فليتقدم (3).

قال: و نا الصولي، نا ثعلب، نا ابن شبيب عن الزبير قال: و قال نوفل بن ميمون حدثني مرقّع قال: كنت مع ابن هرمة في سقيفة (4) ابن أذينة فجاءه راع بقطعة من غنم يشاوره فيما يبيع منها، و كان قد أمر (5) ببيع بعضها. قال مرقّع: فقلت: يا أبا إسحاق:

[أين عزب عنك قولك:] (6)

لا غنمي مدّ في الحياة لها *** -إلاّ دراك القرى - و لا إبلي

ص: 73


1- بالأصل «للطالبين».
2- زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور 94/4.
3- الخبر في الأغاني 375/4.
4- في الأغاني 261/5 «أم أذينة».
5- الأغاني:«أمره».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن الأغاني.

لا أمنع (1) العود الفصال و لا *** أبتاع إلاّ قريبة الأجلي

قال: فقال: مالك ؟ أخزاك (2) اللّه من أخذ شيئا فهو له، فانتهبناها حتى وقف الراعي ما معه منها شيء.

قال: و أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين بن محمد بن سيبخت (3)البغدادي، نا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحليمي، نا ثعلب، نا ابن شبيب، عن الزبير، عن يحيى بن محمد بن عبد اللّه بن ثوبان: أن الفرزدق قدم المدينة ثم خرج، فسئل عن شعرائهم فقال: رأيت بها شاعرين و عجبا لهما، أحدهما أخضر يسكن خارجا من بطحان يريد إبراهيم بن هرمة، و الآخر: أحمر كأنه و حرة على برودة في شعره يريد الأحوص. قال ثعلب: الوحرة اليعسوب الأحمر الذي يلزم البيار.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، نا محمد بن حميد الخراز (5)،نا ابن قانع، نا ابن زكريا، نا عبيد اللّه بن عائشة قال: لما قدم ابن هرمة على أبي جعفر مدحه فأعطاه عشرة آلاف و قال: يا ابن هرمة إن الزمان ضيّق بأهله فاشتر بهذه إبلا عوامل، و إياك أن تقول: كلما مدحت أمير المؤمنين أعطاني مثلها هيهات و العود إلى مثلها.

أخبرنا أبو العزّ (6) أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - فيما ناولني إياه، و قرأ علي إسناده و قال: اروه عني - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافا بن زكريا، نا عمر بن علي بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، نا محمد بن يزيد النحوي، أنا قعنب، نا سعيد بن سلم، قال (7):لما ولّى المنصور معن بن زائدة أذربيجان (8) قصده قوم من أهل الكوفة، فلما صاروا ببابه و استأذنوا عليه، فدخل الآذن فقال: أصلح اللّه الأمير بالباب

ص: 74


1- في الأغاني:«لا أمتع العوذ الفصال» و قد تقدم البيتان قريبا.
2- في الأصل:«أجزأك» و المثبت عن الأغاني.
3- ضبطت عن التبصير.
4- تاريخ بغداد 129/6.
5- تاريخ بغداد: الخزاز.
6- بالأصل «أبو العون» و الصواب ما أثبت عن م، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 558/19.
7- تاريخ بغداد 236/13 في ترجمة معن بن زائدة الشيباني.
8- أذربيجان إقليم واسع، من مشهور مدائنها تبريز، و هي اليوم قصبتها و أكبر مدنها (معجم البلدان).

وفد من أهل العراق قال: من أي [أهل] (1) العراق ؟ قال: من الكوفة، قال: ائذن لهم فدخلوا عليه، فنظر إليهم معن في هيئة زرية (2) فوثب على أريكته و أنشأ يقول:

إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم *** مرمّتها فالدّهر بالناس قلّب

فأحسن ثوبيك الذي هو لابس *** و أفره مهريك الذي هو يركب

و بادر بمعروف إذا كنت قادرا *** زوال اقتدار أو غنى (3) عنك يذهب

قال: فوثب إليه رجل من القوم فقال: أصلح اللّه الأمير، أ لا أنشدك أحسن من هذا، قال: لمن ؟ قال: لابن عمك، ابن هرمة قال: هات فأنشأ يقول:

و للنّفس تارات تحل بها العرى *** و تسخو عن المال النفوس الشحايح

إذا المرء (4) لم ينفعك حيّا فنفعه *** أقلّ إذا ضمّت عليه الصّفائح

لأية حال ينفع المرء ماله *** غدا فغدا و الموت غاد و رائح (5)

فقال معن: أحسنت و اللّه، و إن كان الشعر لغيرك. يا غلام اعطهم أربعة آلاف أربعة ألاف يستعينوا بها على أمورهم، إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد، فقال الغلام: يا سيدي أجعلها دنانير أم دراهم ؟ فقال معن: و اللّه لا تكون همّتك أرفع من همتي، يا غلام صفّرها لهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6) ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا الشريف أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد بن بكران الهاشمي، و أبو محمد أحمد و أبو الغنائم محمد ابنا علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، و عبيد اللّه بن

ص: 75


1- زيادة عن تاريخ بغداد.
2- طمس جزء من الكلمة بالأصل، و المثبت عن م، و انظر تاريخ بغداد.
3- بالأصل:«اقتدار و غنى» و المثبت عن تاريخ بغداد و م.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل «إذ المرء».
5- كذا بالأصل أواخر الأبيات غير مهموزة، و في تاريخ بغداد و المختصر «الشحائح، و الصفائح و رائح» مهموزة.
6- تاريخ بغداد 129/6-130.

عثمان بن محمد بن دوست - المعروف بابن الشوكي - و أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن الحسن الطبري، و أبو الحسن علي بن المقلّد البوّاب ح.

و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا الشريف أبو الفضل الهاشمي ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: نا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن القاسم الغضائري (1)،نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، نا محمد بن زكريا الغلاّبي، نا أحمد بن عيسى و ذكر ابن هرمة - زاد المزرفي:

و ترحم عليه - و قالوا: قال: و كان متصلا بنا، و هو القائل فينا:

و مهما ألام (2) على حبهم *** فإني أحبّ بني فاطمة

بني بنت من جاء بالمحكما *** ت و الدين و السنة القائمة

و لست (3) أبالي بحبي لهم *** سواهم من النعم السائمة

قال: فقيل له في دولة بني العباس: أ لست القائل كذا - فأنشدوه هذه الأبيات ؟ فقال: أعضّ اللّه قائلها بهن أمه، فقال من يثق (4) به: أ لست قائلها؟ قال: بلى، و لكن أعض بهن أمي خير من أن أقتل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن محمد، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبدان، نا محمد بن منصور، قال: رأت جارية المنصور و عليه قميص مرقوع، فقال: و قد سمعها تقول: خليفة قميصه مرقوع فقال:

ويحك أ ما سمعت قول ابن هرمة:

قد يدرك الشرف الفتى و رداؤه *** خلق و جيب قميصه مرقوع

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا

ص: 76


1- في تاريخ بغداد:«المخزومي» و في الأنساب:«الغضائري»(كما أثبتنا و هي غير واضحة بالأصل) المعروف بالمخزومي. و بالأصل «الحسين بن الحسين» و الصواب عن تاريخ بغداد و الأنساب و فيهما: الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم.
2- لم يجزم الفعل و هو من الشاذ.
3- في تاريخ بغداد:«فلست».
4- القائل له:«ابنه» كما في الأغاني 388/4.

البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلّمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم الجعفري، حدثني أبو حبيب محمد بن عمر بن محمد بن عبد اللّه بن الحصين، قال:

كان إبراهيم بن علي بن هرمة يشرب في أناس بأعلى السّيالة ثم أنه قلّ ما عنده، و كان صدر بصدار من أهل المدينة، فذكر له حسن بن حسن بن حسن، قد قدم السّيالة، و كتب إليه فذكر أن أصحابا له قدموا عليه، و قد خفّ ما معهم و لم يذكر من شرابه شيئا، و كتب في أسفل كتابه:

إنّي استحيتك أن أقول بحاجتي *** فإذا قرأت صحيفتي فتفهّم

و عليك عهد اللّه إن أخبرتها *** أهل السّيالة إن فعلت و إن لم

فسأل حسن عن أمره فأخبر بقصته، فقال: و أنا على عهد اللّه إن لم أخبر بقصته أهل السّيالة، فردعه أميرها منها - و كان يشتد على السفهاء - فقال: يا أهل السّيالة هذا ابن هرمة في سفهاء له قد جمعهم بشرب بالشّرف، فأنذر بذلك ابن هرمة ففرّ هو و أصحابه فلم يقدر عليهم.

قال: و أخبرني نوفل بن ميمون قال: أنشدني أبو مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة لعمّه إبراهيم بن علي بن هرمة يمدح عمران بن عبد اللّه بن مطيع و يذكر ولادة آل أسيد بن أبي العيص إياه:

ستكفيك الحوائج إن ألمّت *** عليك بصرف متلاف مفيد

فتى يتحمّل الأثقال ماض *** مطيع جدّه و بنو أسيد

حلفت لأمدحنّك في معدّ *** و ذي يمن على رغم الحسود

يقول لا يزال (1) حسنا *** بأفواه الرّواة على النّشيد

لأرجع راضيا و أقول حقا *** و يغبر باقي الأبد الأبيد

و قبلك ما مدحت زناد كاب *** لأخرج وري آبية صلود

فأعياني فدونك فاعتنيني *** فما المذموم كالرجل الحميد

و كان كحية رقيت فصمّت *** على الصادي (2) برقيته المعيد

ص: 77


1- في مختصر ابن منظور و الديوان: لا يزال له رواء.
2- في الديوان: البادي.

فأقسم لا تعود له رقائي *** و لا أثني له ما عشت جيدي

أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن محمد، أنا أحمد بن مروان، أنشدنا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة لإبراهيم بن هرمة - و أنشدناه أيضا المبرد (1):

قد يدرك الشرف الفتى و رداؤه *** خلق و جيب قميصه مرقوع

إمّا تراني شاحبا متبذلا *** كالسيف يخلق جفنه فيضيع

فلربّ لذة ليلة قد نلتها (2) *** و حرامها بحلالها مدفوع

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي، قالا:

أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، قالا: أنا أبو بكر بن شاذان، أنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد الطوماري، نا أبو العباس أحمد بن يحيى - ثعلب - نا زبير، حدثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، عن عبد اللّه بن أبي عبيدة (3) بن عمّار بن ياسر قال:

زرت عبد اللّه بن حسن بباديته، و زاره ابن هرمة. فجاءه رجل من أسلم فقال ابن هرمة لعبد اللّه بن الحسن: أصلحك اللّه! سل الأسلمي أن يأذن لي أن أخبرك خبري و خبره.

فقال عبد اللّه بن حسن: ائذن له، فأذن له الأسلمي. فقال ابن هرمة:

فإني خرجت - أصلحك اللّه - أبغي ذودا (4) لي، فأوحشت فضفت هذا الأسلمي، فذبح لي شاة و خبز لي خبزا و أكرمني، ثم غدوت من عنده، فأقمت ما شاء اللّه. ثم خرجت أيضا [في بغاء ذود لي] (5) فأوحشت فقلت: لو ضفت الأسلمي، فجاءني بلبن و تمر، ثم [خرجت في بغاء ذود لي... ف ] (6) ضفته بعد ما أوحشت، فقلت: التمر و اللبن خير من الطّوى فجاء بلبن حامض.

ص: 78


1- لم ترد الأبيات في الكامل للمبرد، و هي في ديوانه ص 143 و الشعر و الشعراء ص 474.
2- الشعر و الشعراء: قد بتّها.
3- كذا بالأصل و المختصر، و في الأغاني 368/4 أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر.
4- الذود القطيع من الإبل من الثلاث إلى التسع، و قيل ما بين الثلاث إلى الثلاثين، و لا يكون إلا من الإناث دون الذكور. و هو واحد و جمع أو جمع لا واحد له، أو واحد (قاموس - لسان).
5- ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني 369/4 سقط من الأصل و م.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني 369/4 سقط من الأصل و م.

قال الأسلمي: قد أجبته إلى ما سأل، فاسأله أن يأذن لي أن أخبرك لم فعلت ذلك؛ فقال: ائذن له، فقال: ضافني - أصلحك اللّه - فسألته من هو؟ فقال: رجل من قريش، فذبحت له الشاة التي ذكر، و اللّه لو كان عندي غيرها لذبحته له، حين ذكر أنه من قريش.

ثم غدا من عندي و غدا الحيّ فقالوا: من ضيفك البارحة ؟ فقلت: رجل من قريش؛ فقالوا: ليس من قريش، إنما هو دعيّ فيها، فضافني الثانية، قال: إنه دعيّ في قريش، فجئته بتمر و لبن، ثم غدا من عندي، و غدا الحيّ فقالوا: من ضيفك البارحة قال:

فقلت: الذي ذكرتم أنه الدعيّ في قريش، فقالوا: لا و اللّه ما هو فيها بدعيّ و لكنه دعيّ أدعياء. فضافني الثالثة على أنه دعيّ أدعياء قريش، فو اللّه لو وجدت له شرا من لبن حامض لجئته به. فانكسر (1) ابن هرمة، و ضحكنا منه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2):أنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز، أنا عمر بن محمد بن سيف الكاتب، نا محمد بن العباس اليزيدي، نا الزبير بن بكار، نا محمد بن ثابت، حدثني محمد بن فضالة النحوي قال:

لقي رجل من قريش ممن كان خرج مع إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن، إبراهيم بن علي بن هرمة الشاعر فقال له: ما الخبر؟ ما فعل الناس يا أبا إسحاق ؟ فقال ابن هرمة (3):

أرى الناس في أمر سحيل (4) فلا تزل *** على ثقة أو تبصر الأمر مبرما

و أمسك بأطراف الكلام فإنه *** نجاتك مما خفت أمرا مجمجما

فلست على رجع الكلام بقادر *** إذا القول عن زلاّته فارق الفما

و كائن ترى من وافر العرض صامتا *** و آخر أردى نفسه أن تكلما

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الجرباذقاني (5) المعدّل - بهراة - أنا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمد بن علي الأنصاري بهراة، أنا إسحاق بن أبي إسحاق القراب، أنشدني أحمد بن محمد السّرخسي، أنشدنا أبو عمر محمد بن أحمد

ص: 79


1- الأغاني: فانخذل.
2- تاريخ بغداد 130/6.
3- ديوانه ص 193 و تاريخ بغداد.
4- الأمر السحيل غير المبرم، و هو الحبل الذي على قوة واحدة غير مفتول، يعني أنه غير موثوق و غير محكم و غير متين.
5- هذه النسبة إلى جرباذقان: بلدتان إحداهما بين جرجان و أسترآباذ، و الثانية بين أصبهان و الكرج (الأنساب).

النوقاني (1)،أنشدني أبو عبد اللّه الوضّاحي لابن هرمة (2):

كأنّ عيني إذا ولّت حمولهم *** عنا جناحا حمام صادفت مطرا

أو لؤلؤ سلس في عقد جارية *** خرقاء نازعها الولدان فانتثرا

460 - إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد

أبو إسحاق الدّيلمي الصّوفي (3)

لقي بدمشق أبوي بكر الجصّاص البصري، و محمد بن داود الدّينوري الرّقّي، و ببغداد جعفر الخالدي، و بفارس أبا عبد اللّه بن خفيف، و بصور أحمد بن عطاء الروذباري.

روى عنه: أبو القاسم سهل بن إبراهيم.

ذكره أبو الوليد عبد اللّه بن محمد بن يوسف بن الفرضي القاضي الأندلسي في كتاب تاريخ [علماء] الأندلس الذي صنفه فقال: إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد الدّيلمي الصّوفي. من أهل خراسان من مدينة كرتم (4)،يكنى أبا إسحاق. دخل إلى الأندلس سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة، فأقام بقرطبة يسيرا، ثم خرج منصرفا إلى المشرق، و كان أحد الخيار الفضلاء المتزيّنين بالفقه (5)،[و] (6) المستورين بالصيانة و الصبر.

قال لي أبو القاسم سهل بن إبراهيم: سألت أبا إسحاق الخراساني عن من تخلّفه بالمشرق ممن لقيه و رآه فذكر أنه لقي بفارس أبا عبد اللّه بن خفيف، و بأبهر: أبا بكر بن برد، و لقي ببغداد: أبا الحسن الحصريّ ، و جعفر بن نصير الخلدي، و بصور - من عمل الشام - أبا عبد اللّه الرّوذباريّ ، و بدمشق: أبا بكر الرّقّي، و أبا بكر الجصاص (7) و هو

ص: 80


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى نوقان، إحدى بلدتي طوس.
2- ديوانه ص 115.
3- ترجم له ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس ص 20.
4- بالأصل «كريم» و المثبت عن ابن الفرضي و المختصر، و لم أعثر على هذا الموضع فيما لدي من مصادر.
5- عن ابن الفرضي، و بالأصل «الفقر».
6- زيادة عن ابن الفرضي.
7- ابن الفرضي: الخصاصي.

بصريّ ، و هو الذي كان له كتاب يكتب فيه عمله: سيّئه و حسنه، و لقي بمدينة التينات (1):أبا الخير الأقطع (2)،و كان ممن له المعجزات إلى جماعة من العبّاد بالشام و مصر و غيرهما.

و كان أبو إسحاق هذا أحد من له الإجابات الظاهرة، و قد سمعت غير أبي القاسم يذكره ممن اجتمع به و قد كتب الناس عنه بمصر و غيرها (3)،حدثنا عنه سهل بن إبراهيم بصكّ كتبه لي بخطه.

461 - إبراهيم بن علي

أبو إسحاق الرّحبيّ

حدّث بدمشق عن نهشل بن دارم.

روى عنه: يعقوب السرخسي، أنشدنا أبو الحسين محمد و أبو بكر عمر ابنا محمد بن محمد البسطاميان - بها - قال: أنشدنا الشيخ الإمام أبو الفضل محمد بن علي بن أحمد السهلكي البسطامي، أنشدنا يعقوب السّرخسي الصوفي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الرحبي بدمشق، أنشدنا نهشل بن دارم عن بعض شيوخه:

يا قلب ويحك جدا منك ذا الكلف *** و من شغفت به جاف كما يصف

قد كان في الحلم أن يهواك مجتهدا *** بذاك خبّر عنه الفاضل السلف

إن القلوب لأجناد محمدة (4) *** للّه في أرضه في الود تأتلف

فما تعارف منها فهو مؤتلف *** و ما تناكر منها فهو مختلف

462 - إبراهيم بن عمر بن إبراهيم

أبو إسحاق بن أخي أبي الحارث

حدّث عن القاسم بن عيسى العصّار.

ص: 81


1- ابن الفرضي:«التبنات» تحريف، و التينات كأنه جمع تينة من الفواكه، فرضة على بحر الشام قرب المصيصة تجهز منها المراكب بالخشب إلى الديار المصرية (معجم البلدان). و قد ذكره ياقوت نقلا عن ابن الفرضي.
2- اسمه عباد بن عبد اللّه، كان من أعيان الصالحين له كرامات سكن جبل لبنان ترجم له ياقوت في معجم البلدان عرضا خلال كلامه عن تينات.
3- سقطت من ابن الفرضي.
4- في تهذيب ابن عساكر: مجندة.

روى عنه عبد الغني بن سعيد الحافظ .

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن بقاء بن محمد الورّاق - إجازة - أنا عبد الغني بن سعيد، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الدمشقي، نا القاسم بن عيسى العصّار، نا محمد بن أحمد بن محمد بن مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء - أخو بني فزارة - الفزاري، حدثني يحيى بن العمر - و كان زوج بنت مطر ابن العلاء - قال: سمعت جدك مطرا يحدث عن عمته قطبة (1) بنت هرم بن قطبة (2):أن مدلوكا حدثهم أن ضمضم بن قتادة ولد له مولود أسود من امرأة له من بني عجل، فأوجس لذلك فشكا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«هل لك من إبل ؟» قال: نعم، قال:«فما ألوانها؟» قال: فيها الأحمر و الأسود و غير ذلك، قال:

«فأنّى ذلك ؟» قال: عرق نزع، قال:«و هذا عرق نزع».

قال: فقدم (3) عجائز من بني عجل، فأخبرن أنه كان للمرأة جدّة سوداء[1619].

رواه العلاء بن أبي المغيرة، عن ابن بقاء، فقال: من بني عجلان في الموضعين.

463 - إبراهيم بن عمر بن حمدان

أبو إسحاق الأنصاريّ الصّوفيّ

حكى عن: أبي بكر الشّبليّ .

حكى عنه: أبو نصر بن الجبّان.

حدّثنا أبو القاسم بن السّمرقندي - لفظا - قال: وجدت في كتاب جدي لأمي عبد الرّحمن بن بكران الدّربندي المقرئ، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عمر بن حمدان الأنصاري الصّوفي في مسجد الجامع يقول: وقف رجل على أبي بكر الشّبلي - رحمه اللّه - ببغداد - و قد لحقته و رأيته - فسأله عما يهمه في الصّلاة فقال: أين فقال: أن (4) ترمي بهمّك إلى الكون

ص: 82


1- بالأصل «و قطبة» و الصواب حذف «الواو» عن م.
2- الحديث في الإصابة في ترجمة ضمضم بن قتادة.
3- بالأصل و م «فقد من» و المثبت عن الإصابة.
4- بالأصل «أين» و المثبت عن مختصر ابن منظور 99/4.

العلوي، و منه إلى الكون السّفلي، ثم يخرق بعد ذلك في قلبك، ألاّ يكون إلاّ اللّه.

فقال: يا سيدي ما لي إلى ذلك من سبيل، إن رأيت أرق من هذا! فقال: إن تكبّر كأن تكبيرك (1) ملكوت الملكوت قراءتك على الجبار، و سجودك على ثرى الثّرى جمع (2) كلّ همّة، و إسقاط ما دون اللّه عز و جل حتى لا يكون إلاّ عبد و ربّ .

فقال: ما لي إلى ذاك سبيل، فقال: أن تكبّر بتعظيم، و تقرأ بترتيل و تركع بخشوع، و تسجد بإجلال و هيبة، و تسأل بإشفاق.

464 - إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص

ابن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي

سمع أباه، و ابن شهاب.

روى عنه: بشر بن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، و الليث بن سعد، و عبد اللّه بن لهيعة.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أن عبد اللّه بن مندة ح.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، أنا أبو سعيد بن يونس، نا موسى بن هارون بن كامل، نا أبي، نا أبو صالح، حدثني الليث، حدثني إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز قال: كان عمر بن عبد العزيز يأذن لبنيه يوم الجمعة قبل أن يدخل الناس فإذا قال إيها، قرأ الأكبر منهم، فإذا قال أيّها، قرأ الذي يليه، حتى يقرأ طائفة منهم.

قال: و إنهم دخلوا عليه يوم جمعة و له طحير (3) كطحير الدّابة و هو مستلق (4) على

ص: 83


1- سقط من الأصل و استدرك عن هامشه.
2- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «يجمع».
3- طحير: نوع من الزحار يعلو فيه النفس (القاموس).
4- بالأصل «مستلقي».

ظهره لا ينظر إليهم، ثم التفت إليهم بعد [وقت] (1) طويل فقال: إيها فقرأ عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، و كان أكبرهم يومئذ فقال: طسم، تِلْكَ آيٰاتُ الْكِتٰابِ الْمُبِينِ ، لَعَلَّكَ بٰاخِعٌ نَفْسَكَ أَلاّٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ إلى قوله- مٰا كٰانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (2) قال: أعد، فأعاد، فقال: أعد، فأعاد. فقال: أعد، فأعاد. فقال: ها إني خرجت إلى هؤلاء و قد رضت كلاما سوى ما كنت أكلّمهم به رجاء أن ينفعهم اللّه به في دينهم، فرأيت تلعّبا و تلهّيا و قلّة إقبال عليه، و استماع له، فبلغ مني مبلغه، فقطعته و أخذت في نحو ما كنت آخذ فيه من القول، ثم نزلت بغيظي و همّي حتى عزّاني اللّه بما قرأ ابني هذا، فما عسى أصنع ؟ أ أبخع نفسي ؟ قال ابن يونس: إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز، حدّث عنه الليث، و ابن لهيعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا زيد بن بشر، نا ابن وهب، حدثني الليث: أن إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز حدّثه أنه سمع أباه يقول لابن شهاب:

ما أعلمك تعرض عليّ شيئا، إلاّ شيئا قد مر على مسامعي، إلاّ أنك أوعى له منّي.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه، و اللفظ له - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم بن النرسي و أبو الفضل بن خيرون قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسن الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان الشيرازي، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (4):

إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي، عن عمر بن عبد العزيز قوله: سمع منه بشر بن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، حديثه في الشاميين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية،

ص: 84


1- عن مختصر ابن منظور 100/4 و هي مستدركة أيضا بين معكوفتين فيه.
2- سورة الشعراء، الآيات:1-6.
3- المعرفة و التاريخ 572/1 و انظر سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 28 و البداية و النهاية 159/9.
4- التاريخ الكبير 1/قسم 308/1 ترجمة 976.

أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (1) قال:

فولد عمر بن عبد العزيز: إبراهيم بن عمر و أمه أم عثمان بنت شعيب بن ربان (2) بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة (3) بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب.

465 - إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز

أبو إسحاق المقرئ القصّار

سمع أبا محمد بن أبي نصر، و أبا بكر القطان، و سعيد بن عبيد اللّه بن فطيس.

روى عنه: أبو القاسم عبد المنعم بن علي.

و ذكر أبو بكر محمد بن علي بن موسى الحداد: أنه ثقة.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد الكلابي ح.

و حدثني أبو البركات بن عبد الفقيه عنه، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز - المعروف بالقصّار - أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف، أنا أبو علي محمد بن هارون الأنصاري، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو أحمد عبد اللّه بن ثابت القرشي، نا سعيد بن الصلت، عن الأعمش، عن مسلم الأعور، عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستاك بفضل وضوئه[1620].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: توفي صديقنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر القصّار المقرئ في صفر سنة خمس و أربعين و أربعمائة. حدث عن عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، لم يكن الحديث من صنعته.

ص: 85


1- طبقات ابن سعد 330/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
2- في ابن سعد: زبان.
3- ابن سعد: ثعلبة بن الحارث بن حصن.
466 - إبراهيم بن عمرو الصّنعاني

466 - إبراهيم بن عمرو (1) الصّنعاني (2)

صنعاء دمشق (3).

روى عن: الوضين بن عطاء.

روى عنه: جعفر بن سليمان الضّبعي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر، نا حمّاد بن الحسن بن عنبسة الورّاق، نا سيار بن حاتم العنزي، عن جعفر بن برقان، نا إبراهيم بن عمرو الصّنعاني، عن الوضين بن عطاء (4) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبغض خليقة اللّه إليه يوم القيامة الكذّابون و المستكبرون و الذين يكترون البغضاء لإخوانهم في صدورهم، فإذا لقوهم حلفوا لهم، و الذين إذا دعوا إلى اللّه و إلى رسوله كانوا بطاء، و إذا دعوا إلى الشيطان و أمره كانوا سراعا»[1621].

كان جعفر غير منسوب ثم ألحق به ابنه برقان و هو وهم، لأن سيار بن حاتم يروي عن جعفر بن سليمان الضّبعي الكثير.

و قد رواه الخرائطي في اعتلال القلوب. و قال جعفر بن سليمان: و إبراهيم هذا لا أعرفه، و إنما المعروف إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني من صنعاء اليمن، و لا أعرف لليماني رواية عن الوضين بن عطاء، فاللّه أعلم بصواب القول في ذلك.

أخبرتنا به أم الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد اللّه القيسية قالت: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم قالت: نا عبد اللّه بن عمر بن الهيثم، نا أبو عمرو بن عقبة، نا حمّاد بن الحسن بن عنبسة الورّاق، نا سيّار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان، نا إبراهيم بن عمر الصنعاني عن الوضين بن عطاء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ثمانية أبغض خليقة اللّه إليه يوم القيامة السّقّارون، و هم الكذّابون؛ و الخيّالون،

ص: 86


1- في تهذيب التهذيب 97/1 و يقال:«ابن عمر».
2- هذه النسبة إلى صنعاء على غير قياس كالنسبة إلى بهراء بهراني. و صنعاء موضعان أحدهما باليمن، و أخرى قرية بغوطة دمشق.
3- صنعاء دمشق: و هي قرية على باب دمشق دون المزة مقابل مسجد خاتون خربت (معجم البلدان).
4- قال ابن حجر في التهذيب: روى عن الوضين بن عطاء حديثا مرسلا.

و هم المستكبرون؛ و الذين يكنزون البغضاء لإخوانهم في صدورهم، فإذا لقوهم حلفوا لهم، و الذين إذا دعوا إلى اللّه و رسوله كانوا بطاء و إذا دعوا إلى الشيطان و أمره كانوا سراعا، و الذين لا شرف لهم طمع من الدنيا إلاّ استحلّوه بأيمانهم، و إن لم يكن لهم بذلك حقّ و المشّاءون بالنميمة، و المفرّقون بين الأحبة، و الباغون البراء الرخصة (1)،أولئك يقذرهم الرّحمن عز و جل»[1622].

467 - إبراهيم بن عون

أبو إسحاق المؤدب

حدث بدمشق عن: حميدان بن نصر بن حصين البغدادي.

روى عنه: أبو هاشم المؤدب.

قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق: إبراهيم بن عون المؤدب، و ذكر طبقة فيها: أبو الحسن بن جوصا، و أبو الدحداح، و أسند منهما، و ذكر أنه سمع منه سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة.

468 - إبراهيم بن العلاء بن الضّحّاك

ابن مهاجر بن عبد الرّحمن بن زيد

أبو إسحاق الزّبيدي، المعروف بزبريق (2) الحمصيّ (3)

حدّث بدمشق و بحمص عن إسماعيل بن عياش، و بقية، و الوليد بن مسلم، و أبي حفص عمر بن بلال القرشي مولى بني أميّة، و شعيب بن إسحاق، و أبي عثمان عبّاد بن يوسف الكندي الحمصي،- صاحب الكرابيس - و محمد بن حمير، و أبي عون ثوابة بن عون التّنوخي الحموي.

روى عنه: محمد بن عوف، و أبو زرعة و أبو حاتم الرازيان، و أحمد بن المعلّى

ص: 87


1- في المختصر: الدحضة.
2- ضبطت عن تقريب التهذيب، و فيه: المعروف بابن زبريق.
3- له ترجمة في تهذيب التهذيب.

الأسدي - قاضي دمشق - و إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، و جعفر الفريابي، و أبو أميّة الطرسوسي، و أحمد بن يحيى بن صفوان، و هنبل بن محمد بن يحيى السّلمي، و ابن ابنه عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، و يعقوب بن سفيان، و أبو بكر محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين الحمصي، و علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، و عمران بن بكّار البرّاد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطّار الحمصي،[نا إبراهيم بن العلاء الزبيدي - زبريق - نا إسماعيل بن عياش، نا برد بن سنان عن أبي هوزن العبدي عن أبي سعيد] (1)الخدري قال: إن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له:«إن النّاس لكم تبع و إنه سيأتيكم رجال من أهل الأرض يتفقّهون، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا»[1623].

قال: و أنا أبو بكر بن المقرئ، حدثني محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين الحمصي - بحمص - نا إبراهيم بن العلاء الزبيدي - زبريق - نا إسماعيل بن عياش، قال: سمعت عمر بن عبد الرّحمن يقول: سمعت عبد اللّه بن بشر المازني يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه»[1624].

أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن مهرابزدي (2) النحوي - قراءة عليه - أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطار الحمصي - بحمص - نا إبراهيم بن العلاء الزبيدي زبريق، نا إسماعيل بن عياش، عن عبيد اللّه بن عمر، و موسى بن عقبة عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا تقرأ الحائض و لا الجنب شيئا من القرآن»[1625].

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و خمسين و مائة - ولد إبراهيم بن العلاء الزّبيدي في شعبان، و قرأت في بعض كتب أهل الأندلس في

ص: 88


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه، و بجانبه كلمة صح.
2- ضبطت عن بغية الوعاة، و فيه بدون:«ياء».

تسمية من سمع منه: محمد بن وضاح أو بقيّ بن مخلد بدمشق: إبراهيم بن العلاء زبريق (1).

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه و اللفظ له - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، و أبو الفضل بن خيرون و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان الشيرازي، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (2):إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن مهاجر بن عبد الرّحمن الزّبيدي الحمصي، زعم إبراهيم أن أباه كان يدعى زبريق، والد إسحاق.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة في تسمية أهل حمص عن أصحابهم: زبريق (3).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، أنا محمود بن إبراهيم بن سميع قال: في الطبقة السادسة من طبقات الشاميين: إبراهيم بن العلاء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، قال: أنبأنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)قال: إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن مهاجر يعرف بابن زبريق (5):أبو إسحاق حمصي زبيدي، والد إسحاق و هو في ترجمة إبراهيم بن عبد اللّه بن إبراهيم. روى عن إسماعيل بن عياش، و عمر بن بلال أبي حفص الفزاري، و بقية بن الوليد، و الوليد بن

ص: 89


1- ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب فيمن روى عن إبراهيم: بقيّ بن مخلد.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 307/1 ترجمة 974.
3- تاريخ أبي زرعة 69/1 و فيه: إبراهيم بن العلاء: زمريق،(بالميم) تحريف.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 121/1.
5- في الجرح و التعديل: بابن الزبريق.

مسلم، سمعت أبي يقول ذلك. و روى عنه أبي، و محمد بن عوف [الحمصي و أبو زرعة] (1).

[قال أبو أحمد بن عدي: سمعت أحمد بن عمير، سمعت محمد بن عوف] (2)يقول: و ذكرت له حديث إبراهيم بن العلاء عن بقية، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«استعتبوا الخيل تعتب»[1626].

فقال: رأيته على ظهر كتابه ملحقا (3) فانكرته، فقلت له فتركه. قال ابن عوف و هذا من عمل ابنه محمد بن إبراهيم كان يسوي الأحاديث، فأما أبوه فشيخ غير متهم، لم يكن يفعل من هذا شيئا. قال ابن عدي: و إبراهيم بن العلاء هذا حديثه عن إسماعيل بن عياش و بقية و غيرهما مستقيم، و لم يرم إلاّ بهذا الحديث، و يشبه أن يكون من عمل ابنه كما ذكره ابن عوف.

قال: و أنا ابن عدي قال: سمعت محمد بن جعفر بن رزين و أحمد بن محمد بن عنبسة يقولان: مات إبراهيم بن العلاء سنة خمس و ثلاثين و مائتين (4).قال ابن عنبسة:

و كان لا يخضب - يعني به الزبيدي-.

469 - إبراهيم بن العلاء بن محمد

و أظنه والد محمد بن إبراهيم الدمشقي، الذي كان يسكن عبادان.

حدّث عن الزّهري.

روى عنه: أبو بكر خيران بن العلاء الكلبي الدمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء - قراءة عليه - أنا أبو الحسن أحمد بن الفتح بن عبد اللّه بن عبد الخالق - المعروف بابن فرغان الفقيه الموصلي بها - نا محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي، نا أحمد بن يعقوب بن سراج، نا

ص: 90


1- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
2- ما بين معكوفتين زيادة اقتضاها السياق عن تهذيب التهذيب 97/1.
3- بالأصل و م «ملحق» و المثبت عن تهذيب التهذيب.
4- و هذا ما ذكره أيضا الذهبي في سير أعلام النبلاء 446/11.

إبراهيم بن الهيثم بن عبد العزيز بن يحيى الأويسي، نا خيران بن العلاء، نا إبراهيم بن العلاء بن محمد، نا الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تخلّلوا بعود الآس، و لا عود الرّمّان، فإنهما يحرّكان عود الجذام»[1627].

هو عبد العزيز بن عبد اللّه بن يحيى بن عمرو بن أويس بن سعد بن أبي سرح القرشي العامري، نسبه إلى جده. و الصواب: عرق الجذام (1).

470 - إبراهيم بن عيسى بن القاسم

أبو إسحاق البغدادي الكافوري (2) العطّار

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي سعيد العدوي.

روى عنه تمام الرازي.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد الرازي - و نقلته أنا من خط تمّام - حدثني أبي، و أبو الفرج محمد بن سعيد بن عبدان البغدادي - و مسكنه طبرية، قدم دمشق - و أبو حفص عمر بن علي البغدادي - نقيب الفقهاء بدمشق - و أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن القاسم الكافوري البغدادي العطّار - بدمشق - قالوا: نا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم بن زفر العدوي - ببغداد - نا خراش، حدثني مولاي أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الصّوم جنّة»[1880].

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن عثمان الطرازي، أنا أبو سعيد الحسن بن علي بن صالح العدوي فذكر بإسناده مثله.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر

ص: 91


1- ورد في مختصر ابن منظور «عرق الجذام».
2- هذه النسبة إلى الكافور، و هو نوع من الطيب،(الأنساب) و ترجم له ترجمة قصيرة. و له ترجمة في تاريخ بغداد 134/6.

الخطيب (1):إبراهيم بن عيسى بن القاسم أبو إسحاق الكافوري. حدّث بدمشق عن أبي سعيد العدوي. روى عنه تمام بن محمد بن عبد اللّه الرازي [و عفان بن محمد] (2).

471 - إبراهيم بن عيسى العبسيّ

روى عن مروان بن محمد.

روى عنه بحر بن صاعد، إن كان محفوظا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا إبراهيم بن عيسى العبسي - بدمشق - نا مروان بن محمد الدّمشقي، نا مالك بن أنس و الليث بن سعد، قالا: نا يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن ابن محيريز، عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خمس صلوات كتبهنّ اللّه على العباد من جاء بهنّ يوم القيامة لم يضيّعهنّ استخفافا بحقّهنّ ، كان له عند اللّه تعالى عهد أن يدخله الجنّة، و من جاء و قد استخفّ بحقّهنّ لم يكن له عند اللّه عز و جل عهد إن شاء اللّه غفر له، و إن شاء عذّبه»[1881].

قال: يقول لم يضيّعهنّ : يحافظ على وضوئهن و مواقيتهن.

كذا قال إبراهيم بن عيسى، و هو تصحيف، و الصواب: إبراهيم بن عتيق.

ص: 92


1- تاريخ بغداد 134/6.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.

حرف الغين فارغ

حرف الفاء في آباء من اسمه إبراهيم

470 - إبراهيم بن فضالة بن محمد بن يعقوب

بن محمد بن عبد اللّه بن فضالة بن عبيد صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

أبو إسحاق الأنصاري

حدّث عن بعض من لم يسم لنا.

كتب عنه أبو الحسين الرازي و هو نسبه.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد - و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه من شيوخ مدينة دمشق: أبو إسحاق إبراهيم بن فضالة، و ساق بقية نسبه. و قال: مات في ذي القعدة سنة ثلاثين و ثلاثمائة.

ص: 93

حرف القاف فارغ

حرف الكاف في آباء من اسمه إبراهيم

473 - إبراهيم بن كثير

أبو إسماعيل الخولاني

حدّث عن عمر بن عبد العزيز، و حسان بن عطية البيروتي (1).

روى عنه محمد بن كثير المصّيصي (2)،و أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، قال: حدّث محمد بن كثير، عن إبراهيم بن كثير - أبي إسماعيل الخولاني من أهل بيروت، و كان رجل صدق.

قال له الأوزاعي حدّث بهذا قال: بعث جعونة بن الحارث رسولا إلى عمر - يعني ابن عبد العزيز - و كان عاملا له على غزاة، فقال له عمر: أسلم المسلّمون ؟ قال: نعم، قال: كلهم ؟ قال: نعم إلاّ رجلا واحدا عدلت به دابّته فساح في الثلج، قال: فصنع ما ذا؟ قال: فهلك، قال: لقد أطلقتها غير مكترث، عليّ بفلان - كاتبه - فكتب إلى عامله

ص: 94


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح. و في ترجمته في تهذيب التهذيب 473/1 الدمشقي.
2- كذا ورد في نسبه «المصيصي» و ليس هو من المصيصة، قال خليفة: هو من أهل صنعاء (صنعاء دمشق، قاله أبو جعفر العقيلي) و نشأ بالشام، و سكن المصيصة، و سيرد في آخر الترجمة: الصنعاني. ترجمته في سير أعلام النبلاء 380/10.

جعونة: إياك و غارات الشتاء، فو اللّه لرجل من المسلّمين أحبّ إليّ من الروم و ما حوت.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو إسماعيل إبراهيم بن كثير الخولاني، عن عمر بن عبد العزيز روى عنه محمد بن كثير الصنعاني.

474 - إبراهيم بن أبي كريمة الصّيداوي

حدث عن هشام الكتاني.

روى عنه صدقة بن عبد اللّه السّمين (1).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمد بن الأكفاني، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم (2)، نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، نا سلامة بن بشر، نا صدقة، عن إبراهيم بن أبي كريمة، عن هشام الكتاني، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن جبريل عن ربه تبارك و تعالى أنه قال:

«من أخاف لي وليا فقد بارزني، و ما تقرّب إليّ عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه، و ما يزال عبدي المؤمن يتنفل إليّ حتى أحبّه، و من أحببته كنت له سمعا و بصرا و يدا و مؤيدا، إن سألني أعطيته، و إن دعاني أجبته، و ما رددت أمرا أنا فاعله ما ردّدت أمر عبدي المؤمن، يكره الموت و أكره مساءته، و لا بد له منه؛ و إن من عبادي المؤمنين لمن يشتهي الباب من العبادة فأكفّه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده ذلك؛ و إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلاّ الغنى و لو أفقرته لأفسده ذلك، و إن (3) من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلاّ الفقر و لو بسطت له لأفسده ذلك و إن من عبادي لمن لا يصلحه إلاّ السقم لو أصححته لأفسده ذلك، و إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلاّ الصحة و لو أسقمته لأفسده ذلك؛ إني أدبر عبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير»[1882].

ص: 95


1- أبو معاوية الدمشقي السمين، ترجمته في سير الأعلام 314/7.
2- بالأصل «حذام» تحريف و الصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 514/15.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.

رواه الحسن بن يحيى الخشني البلاطي (1) عن صدقة، عن هشام و لم يذكر فيه إبراهيم بن أبي كريمة.

أخبرناه أبو بكر الأنصاري، نا أبو محمد الجوهري إملاء، أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الناقد، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا الحكم بن موسى، نا أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني، عن صدقة، عن هشام الكتاني (2)،عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم عن جبريل عليه السلام، عن ربه عز و جل قال:

«من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ما ترددت في شيء أنا فاعله ما ترددت في قبض نفس مؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له، و من عبادي المؤمنين من يريد بابا من العبادة فأكفّه عنه لا يدخله عجب فيفسده ذلك، و ما تقرب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، و ما يزال عبدي يتنفل حتى أحبّه و من أحببته كنت له سمعا و بصرا و يدا و مؤيدا دعاني فأجبته و سألني فأعطيته و نصح لي فنصحت له، و إن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلاّ الغنى و لو أفقرته لأفسده ذلك و إن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلاّ الفقر و إن بسطت له أفسده ذلك، و إن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلاّ الصحة و لو أسقمته لأفسده ذلك، و إن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلاّ السقم و لو أصححته لأفسده ذلك. إني أدبر عبادي بقلوبهم إني عليم خبير»[1883].

ص: 96


1- هذه النسبة إلى البلاط (بكسر الباء و فتحها و بعدها اللام ألف) و هي قرية من غوطة دمشق (الأنساب و انظر معجم البلدان). و الخشني بضم الخاء و فتح الشين نسبة إلى خشين، بطن من قضاعة (الأنساب) ذكره السمعاني هنا و ترجم له ترجمة قصيرة. و لم يذكره في البلاطي.
2- بالأصل «الكناني» تحريف، و قد تقدم في أول الترجمة بالتاء.

حرف اللام في آباء من اسمه إبراهيم

475 - إبراهيم بن لجاج

حكى عنه أبو زرعة الدمشقي، عن أبي الحسن بن المدبّر في أمر التعديل.

476 - إبراهيم بن الليث بن حسن

أبو طاهر الطّريثيثيّ (1) الصّوفيّ

سمع بدمشق: عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد.

سمع منه حمزة بن أبي هاشم العلوي، و أبو سعد (2)،و أبو سعيد، و أبو منصور القشيريون، و عبد اللّه بن يوسف بن محمد الجرجاني (3).

و ذكره أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل في ذيل تاريخ نيسابور (4) و قال: هو ثقة، سافر الكثير و طاف البلاد و لقي المشايخ و له قدم في الطّريقة.

أنبأنا أبو الفتح محمد بن الموفق بن محمد الجرجاني [ثم الهروي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن محمد الجرجاني] (5) الصيرفي - قراءة عليه بهراة - أنا أبو طاهر إبراهيم بن الليث الصوفي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي - المعروف

ص: 97


1- هذه النسبة إلى طريثيث، و هي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، يقال لها بالعجمية: ترشيز (الأنساب).
2- اسمه عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن، أبو سعد القشيري، ترجمته في سير الأعلام 623/19.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 159/19.
4- المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 123 ذكره باسم إبراهيم بن الليث بن الحنين (كذا).
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.

بأخي تبوك (1)،بدمشق - نا أبو بكر محمد بن خريم (2) بن محمد بن عبد الملك، نا هشام بن عمّار بن نصير بن ميسرة السلمي (3)،نا مالك بن أنس، حدثني الزّهري، عن أنس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أتى يبين الحديث.

477 - إبراهيم بن أبي الليث

هو إبراهيم بن أحمد بن أبي الليث تقدم ذكره.

ص: 98


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 557/16.
2- ضبطت عن التبصير 500/2 و ترجمته في سير الأعلام 428/14.
3- ترجمته في السير 420/11.

حرف الميم في آباء من اسمه إبراهيم

478 - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت

أبو إسحاق العبسي، من أنفسهم (1)

كاتب القضاة بدمشق و نائبهم. أصله من سامرّاء.

و خلف محمد بن أحمد بن المرزبان ثم عمر بن الجنيد ثم زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي على الحكم.

و سمع الحسن بن عرفة، و أبا يحيى زكريا بن يحيى المروزي، و يحيى بن أبي طالب الواسطي، و أبا قلابة عبد الملك بن محمد الرّقاشي، و علي بن داود القنطري، و سعدان بن نصر ببغداد. و الربيع بن سليمان، و عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، و إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر؛ و أحمد بن بكر و إسحاق بن خالد، و عبد الحميد بن مهدي البالسي ببالس (2)،و هلال بن العلاء بالرّقّة، و أبا قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني، و محمد بن حمّاد الطّهراني بعسقلان، و طاهر بن الفضل، و أبا جعفر أحمد بن أبي عبد اللّه الحداد بحلب، و عمران بن بكّار البرّاد، و محمد بن عوف بحمص، و موسى بن محمد بن هشام، و يزيد بن محمد بن عبد الصمد بدمشق.

روى عنه عبد الوهاب الكلابي، و أبو محمد بن أبي نصر، و أبو بكر بن المقرئ

ص: 99


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 460/15 و الوافي بالوفيات 116/6 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له.
2- بالس: بلدة بالشام بين حلب و الرقة (معجم البلدان).

و أبو مسلم البغدادي الكاتب، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن زريق البغدادي، و أبو الحسين الرازي، و أبو الحسين بن جميع، و الحاكم أبو أحمد النيسابوري، و أبو سليمان بن زبر، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو علي محمد بن القاسم بن أبي نصر، و أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد الأبهري، و محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، و أبو الفرج عمران بن الحسن بن يوسف الخفّاف، و أبو بكر أحمد بن محمد بن سلمة بن شرام (1) الغسّاني، و أبو حفص بن شاهين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي، و القاضي أبو المكارم محمد بن سلطان بن محمد بن حيّوس (2) الغنوي، قالا: أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم - زاد الأهوازي: و عبد الوهاب بن الحسن - قالا: نا - و في حديث أبي المكارم - أنا ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي - أبو العباس الفقيه - و عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمد، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو نصر بن طلاّب، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه الخياط ، و أبو الحسن علي بن الخضر بن عبدان قراءة ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن البري، أنا عمي أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن البري ح.

و أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه بن الحبوبي (3)،و أبو العشائر محمد بن خليل بن فارس، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا أبو محمد

ص: 100


1- ترجمته في بغية الوعاة 357/1 و قيل فيه:«سرام» انظر أنباه الرواة 139/1.
2- بالأصل «حموس» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 413/18 و كناه ب «أبي الفتيان». و في م أيضا: حموس.
3- بالأصل «الحبري» تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر مشيخة ابن عساكر ق 2/18 و ترجمته في سير أعلام النبلاء 357/20 و بهامشها ثبت بمصادر ترجمت له، و تحرفت اللفظة في شذرات الذهب 174/4 «الجبري».

عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، نا الحسن بن عرفة، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر فقال:

«يا غلام هل من لبن»؟ قلت: نعم و لكني مؤتمن قال:«فهل من شاة لم ينز عليها الفحل»؟ قال: فأتيته - زاد الأهوازي: بها - ثم اتفقوا: فمسح ضرعها فنزل اللبن فشرب و سقى أبا بكر ثم قال للضرع:«اقلص» فقلص، فأتيته بعد هذا فقلت: يا رسول اللّه علّمني من هذا القول. قال: فمسح يده على رأسي و قال:«يرحمك اللّه إنّك لغليّم معلّم»[1884].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، أنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت - أمين القاضي الدمشقي بدمشق - فذكر حديثا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، أبو إسحاق العطار. حدث ببلاد الشام عن الحسن بن عرفة، و سعدان بن نصر، و عمران بن بكّار الحمصي، و الربيع بن سليمان المرادي، و يحيى بن أبي طالب، و أحمد بن بكر البالسي، و إبراهيم بن مرزوق البصري. و لم يكن عنده عن الحسن إلاّ حديث واحد. روى عنه محمد بن المظفّر، و أبو حفص بن شاهين، و جماعة من الغرباء. بلغني أن ابن أبي ثابت سكن دمشق و مات بها، و كان ثقة.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمام بن محمد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان قال: ثم تقلد القضاء بعده - يعني بعد أبي زرعة - محمد بن عثمان في ربيع الآخر في سنة اثنتين و ثلاثمائة محمد بن أحمد بن المرزبان، فاستخلف على القضاء بدمشق عبد الصمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد، و إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت. فأقاما على خلافته إلى أن قدم هو إلى البلد ستة أشهر ثم توفي في جمادى الأولى من سنة أربع و ثلاثمائة، ثم ولي بعده عمر بن الجنيد فاستخلف

ص: 101


1- تاريخ بغداد 165/6.

على دمشق عبد الصمد بن عبد اللّه، و إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت فأقاما على خلافته بدمشق خمسة أشهر ثم قدم هو فأقام إلى تسع بقين من ذي الحجة سنة ست و ثلاثمائة، ثم صرف و ولّي مكانه محمد بن أحمد البركاني ثم شخص معزولا للنصف من المحرم سنة عشر و ثلاثمائة، ثم ولي القضاء بعده على دمشق زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، فورد كتابه من مكة على إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت فتسلم الديوان من البركاني فتسلم ذلك منه في الجامع، ثم قدم. ثم صرف زكريا و ولي عبد اللّه بن أحمد بن زبر ثم عزل في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة، و ولي الحسين بن محمد بن عثمان بن أبي زرعة و ورد كتابه على ابن أبي ثابت و على أبي الحسين بن حريش فلم يقبل ابن أبي ثابت، و جعل الأمر إلى ابن حريش وحده.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد - و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت - و يعرف بالعطّار - و كان شيخا جليلا بدمشق، يسأل عن المعدّلين، و أصله من العراق سكن دمشق. تاجر نبيل مات سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصّقر الأنباري، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي نصر بدمشق قال: توفي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت في شهر ربيع الآخر سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني - بدمشق بلفظه - ح.

و قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد.

أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة فيها توفي أبو إسحاق بن أبي ثابت.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر قال: توفي شيخنا القاضي أبو إسحاق

ص: 102


1- تاريخ بغداد 165/6.

إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت البغدادي العطّار قاضي دمشق بدمشق في سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة.

قال عبد العزيز: حدّث عن الحسن بن عرفة، و الربيع بن سليمان المرادي، و سعدان بن نصر و غيرهم. ثقة نبيل، مضى على سداد و أمر جميل، حدثنا عنه أبو محمد بن أبي نصر و غيره.

479 - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه

أبو القاسم الصّوفي الواعظ النّصرآباذي (1)

محلّة من محالّ نيسابور

سمع بدمشق أحمد بن عمير، و ببيروت مكحولا البيروتي، و بمصر أحمد بن عبد الوارث، و أبا جعفر الطحاوي، و بنيسابور: أبا بكر بن خزيمة، و أبوي العباس السّرّاج، و أحمد بن محمد بن الأزهر، و بالري: أبا محمد بن أبي حاتم، و ببغداد يحيى بن محمد بن صاعد، و جعفر بن محمد الخلدي (2)،و أبا محمد زكريا بن يحيى بن عبد اللّه بدمياط .

روى عنه: أبو عبد الرّحمن السلمي، و أبو عبد اللّه الحاكم، و القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، و أبو حازم [عمر] بن إبراهيم العبدوي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، نا القاضي أبو العلاء الواسطي، نا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه النصرآباذي - قدم علينا حاجا في سنة ست و ستين و ثلاثمائة - نا عبد اللّه بن محمد الشّرقي (4)،نا محمد بن يحيى، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي و حفص بن

ص: 103


1- له ترجمة في الوافي بالوفيات 117/6 و سير أعلام النبلاء 263/16 و انظر بالحاشية (فيهما) ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له. و النصرآباذي نسبة إلى نصرآباذ معناه بالفارسية عمارة نصر، و هي محلة بنيسابور (معجم البلدان).
2- هذه النسبة إلى الخلد محلة ببغداد، و جعفر المذكور لم ينسب إلى الخلد و لم يسكن بها، و قد تقدم قريبا سبب تسميته بالخلدي، ارجع إليه.
3- تاريخ بغداد 169/6-170.
4- هذه النسبة إلى إحدى المحال الشرقية بنيسابور (انظر الأنساب).

غياث، عن ليث، عن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده قال:«رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسح مقدم رأسه حتى بلغ موضع القذال (1) من مقدّم عنقه».

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا عبد الصمد، فذكره.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم المزكّي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال (2):إبراهيم بن محمد بن محمويه، أبو القاسم النصرآباذي - شيخ المتصوفة (3)،بنيسابور - له لسان الإشارة مقرونا بالكتاب و السّنّة يرجع إلى فنون من العلم كثيرة منها حفظ الحديث و فهمه، و علم التواريخ، و علوم المعاملات و الإشارة. لقي الشّبلي و أبا علي الروذباري و غيرهما.

سمعت أبا عمرو بن نجيد يقول: منذ عرفت النصرآباذي ما عرفت له جاهلية.

و سمعت جعفر بن أحمد يقول: ما أشبه أوقاته و بكاه إلاّ ببكاء الشّبلي.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال (4):إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه الصّوفي العارف أبو القاسم النّصرآباذي الواعظ لسان أهل الحقائق في عصره، و صاحب الأحوال الصحيحة، و كان مع تقدّمه في التصوف من الجماعة للروايات، و من الرحالة في طلب الحديث. سمع بنيسابور أبا بكر بن خزيمة، و أبا العباس السراج و أقرانهما، و بالري أبا محمد بن أبي حاتم و طبقته، و أكثر عن أبي محمد و أقام عليه بسماع مصنفاته، و أدرك بالعراق أبا محمد بن صاعد و أقرانه، و بالجزيرة أبا عروبة و أقرانه، و بالشام أحمد بن عمير و أقرانه، و بمصر أحمد بن عبد الوارث و أقرانه، و كان يورّق قديما فلما وصل إلى علم الحقائق تركه. غاب عن نيسابور نيفا و عشرين سنة، ثم انصرف إلى وطنه سنة أربعين و كان يعظ و يذكر على ستر و صيانة، ثم خرج إلى مكة سنة خمس و ستين و جاور بها و لزم العبادة فوق ما كان من

ص: 104


1- القذال: جماع مؤخر الرأس.(القاموس).
2- مختصر ابن منظور 106/4 و سير أعلام النبلاء 264/16.
3- سير الأعلام: الصوفية.
4- سير أعلام النبلاء 265/16.

عادته و كان يعظ بها و يذكر ثم توفي بها في ذي الحجة من سنة سبع و ستين [و ثلاثمائة] (1)و دفن بالبطحاء عند تربة الفضيل بن عياض.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرة، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي البخاري، قال: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الحافظ الجرجاني يقول: سمعت مسعود بن علي السّجزي يقول: سمعت الحاكم أبا عبد اللّه الحافظ يقول: أبو القاسم إبراهيم بن أحمد النصرآباذي واعظ الصوفية في عصره طلب الحديث على صغر السن بخراسان و العراقين و الشام و مصر و كتب الكثير و جمّع و ضيّع أكثر أصوله. و توفي بمكة و أنا ببغداد فبيعت كتبه في داره و كشفت تلك الكتب عن أحوال و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه. أبو القاسم النصرآباذي، النيسابوري الصّوفي. قدم بغداد و حدّث بها عن عبد اللّه بن محمد بن الحسن (3) بن الشرقي، و أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوريين - زاد ابن خيرون:

و محمد بن عبد اللّه بن عبد السلام المعروف بمكحول البيروتي، و غيرهم، ثم اتفقا فقالا:- حدثنا عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، و حدثنا عنه أبو حازم العبدوي بنيسابور، و كان: ثقة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قال: قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (4):و منهم أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصرآباذي شيخ خراسان في وقته، صحب الشّبلي، و أبا علي الروذباري، و المرتعش (5).جاور بمكة سنة (6) ست و ستين، و مات بها سنة سبع و ستين و ثلاثمائة (7) و كان عالما بالحديث كثير الرواية.

ص: 105


1- الزيادة عن سير الأعلام.
2- تاريخ بغداد 169/6.
3- سقطت من تاريخ بغداد.
4- الرسالة القشيرية ص 437-438 رقم 78.
5- هو عبد اللّه بن محمد المرتعش، ترجم له في الرسالة القشيرية ص 431.
6- ما بين الرقمين لم يرد في الرسالة القشيرية.
7- ما بين الرقمين لم يرد في الرسالة القشيرية.

أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطّريثيثي، أنا أبي أبو الحسن، أنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني (1)،قال: سمعت أبا القاسم النصرآباذي يقول: إذا أعطاكم حباكم، و إذا لم يعطكم حماكم، فشتّان ما بين الحباء و الحماء، فإذا حباك شغلك و إذا حماك حملك (2).

قال: و سمعت أبا القاسم يقول في معنى قوله [تعالى]: إِنَّ اللّٰهَ اشْتَرىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوٰالَهُمْ (3) قال: بعلمي اشتريتهم، و بحكمي فعتقتهم، فلا ينقص علمي حكمي، و لا ينقص حكمي علمي.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن يقول: سمعت النصرآباذي يقول: ليس للأولياء سؤال، إنّما هو الذّبول و الخمود (4).

قال: و سمعته يقول: نهايات الأولياء بدايات الأنبياء.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيّان النّسوي الصّوفي - بنيسابور - أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو بكر عبد الرّحمن السلمي قال: سئل النصرآباذي عن القوت ؟ فقال: للنفس قوت إذا أحرزت اطمأنت، و للقلب قوت، و للسر قوت، و للروح قوت، فقوت القلب الطمأنينة، و قوت السرّ الفكرة، و قوت الروح السماع، لأنه صادر عن الحقّ و راجع إليه. و القوت في الحقيقة هو اللّه لأن منه الكفايات و أنشد يقول (5):

إذا كنت قوت النّفس ثم هجرتها *** فلم تلبث النّفس التي أنت قوتها؟

ستبقى بقاء الضّبّ في الماء أو كما *** يعيش ببيداء المهامة حوتها

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم قال: سمعت الإمام أبا

ص: 106


1- هذه النسبة إلى مالين و هي قرى مجتمعة على فرسخين من هراة، ترجم له السمعاني في الأنساب، و الذهبي في سير الأعلام 301/17.
2- مختصر ابن منظور 106/4 و سير الأعلام 265/16.
3- سورة التوبة، الآية:111.
4- الرسالة القشيرية ص 262 و فيها «الخمول».
5- مختصر ابن منظور 106/4.

إسحاق الأسفرايني - رحمه اللّه - يقول: لما قدمت من بغداد كنت أدرس في جامع نيسابور مسألة الروح، و أشرح القول في أنها مخلوقة، و كان أبو القاسم النصرآباذي قاعدا متباعدا عنا فصغى إلى كلامي فاجتاز بنا بعد ذلك يوما بأيام قلائل فقال لمحمد الفرّاء: أشهد أني أسلمت على يد هذا الرجل، و أشار إليّ .

قال: و سمعت محمد بن الحسين يقول: قيل للنصرآباذي (1):إن بعض الناس يجالسون النّسوان، و يقول أنا: معصوم (2) في رؤيتهنّ ؛ فقال: ما دامت الأشباح باقية فإن الأمر و النهي باق، و التحليل و التحريم مخاطب بهما و لن يجترئ على الشّبهات إلاّ (3) من هو يعرض المحرمات.

قال: و سمعت أبا صادق بن حبيب قال: سمعت النصرآباذي يقول (4):ضعفت في البادية مرة، فآيست من نفسي، فوقع بصري على القمر - و كان ذلك بالنهار - فرأيت مكتوبا عليه: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ (5) فاستقللت، ففتح عليّ من ذلك الوقت هذا الحديث.

قال (6):و سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: قيل للنصرآباذي ليس لك من المحبة شيء، فقال: صدقوا، و لكن لي حسراتهم، فهو ذا احترق فيه.

و سمعته يقول (7):قال النصرآباذي: المحبة مجانبة السّلوّ على كل حال، ثم أنشد يقول:

و من كان في طول الهوى ذاق سلوة *** فإني من ليلي لها غير ذائق

و أكبر شيء نلته من وصالها *** أمانيّ لم تصدق كلمحة بارق

قال: و قال أبي (8):رأى النصرآباذي بمكة بعد وفاته في النوم فقيل له: ما فعل اللّه

ص: 107


1- الرسالة القشيرية ص 438.
2- الرسالة القشيرية: و يقولون: نحن معصومون.
3- الرسالة القشيرية: إلاّ من تعرض للمحرمات.
4- الرسالة القشيرية ص 291.
5- سورة البقرة، الآية:137.
6- الرسالة القشيرية ص 323.
7- الرسالة القشيرية ص 323 و ذكر البيتين، و هما في المختصر.
8- الرسالة القشيرية ص 371.

بك ؟ فقال: عوتبت عتاب الأشراف ثم نوديت يا أبا القاسم: بعد الاتصال انفصال ؟ فقلت: لا يا ذا الجلال، فما وضعت في اللحد حتى لحقت بالأحد.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن قال:

سمعت أبا القاسم النصرآباذي يقول: مراعاة الأوقات من علامات التيقظ .

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي (1)،أنا محمد بن الحسين، قال:

سمعت النصرآباذي يقول: أنت متردّد بين صفات الفعل، و صفات الذّات، و كلاهما صفته [تعالى] (2) على الحقيقة، فإذا هيّمك في مقام التفرقة قرّبك (3) بصفات فعله، و إذا بلّغك مقام الجمع، قرّبك (4) بصفات ذاته.

قال أبي أبو القاسم القشيري: و أبو القاسم النصرآباذي شيخ وقته.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل - كتابة - أنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت أبا القاسم النصرآباذي يقول:

التقوى مثال الحق قال اللّه تعالى: لَنْ يَنٰالَ اللّٰهَ لُحُومُهٰا وَ لاٰ دِمٰاؤُهٰا وَ لٰكِنْ يَنٰالُهُ التَّقْوىٰ مِنْكُمْ (5).

قال: و سمعته يقول: لمراعاة الأوقات من علامات التيقظ .

قال: و سمعته يقول: مواجيد الأرواح تظهر بركتها على الأسرار، و مواجيد القلوب تظهر بركتها على الأبدان (6).

و سمعته يقول: الراحة ظرف مملوء من العتاب.

و سمعته يقول: سر سلم من رعونة البشرية سرّ رباني.

و قال: جزية من الحقّ تربي على أعمال الثقلين.

ص: 108


1- الرسالة القشيرية ص 45 و مختصر ابن منظور.
2- زيادة عن الرسالة القشيرية.
3- في الرسالة القشيرية: قرنك.
4- في الرسالة القشيرية: قرنك.
5- سورة الحج، الآية:37.
6- مختصر ابن منظور 107/4.

و قال: تؤدب النفوس بالرياضات، و القلوب بالمعارف.

و قال: مات بمكة سنة سبع و ستين و ثلاثمائة.

و ذكر أبو عبد الرّحمن السلمي قال (1):لمّا همّ الأستاذ أبو القاسم النصرآباذي بالحج، و تهيّأ له خرجت معه إلى الحج سنة ست و ستين و ثلاثمائة، و كنت مع الأستاذ أي منزل نزلناه أو بلدة دخلناها يقول لي: قم حتى تسمع الحديث، و كان مع جلالته و كثرة ما عنده من [العلم] يحمل المحبرة و البياض، و يحضر سماع الحديث، و يطلب أهله، و كان - رحمه اللّه - شديد الحرص على كتابته و الحبّ له.

و لما دخلنا بغداد قال لي: قم بنا نذهب إلى أبي بكر بن مالك القطيعي - رحمه اللّه - و كان عنده إسناد حسن، و كان له ورّاق قد أخذ من الحاج شيئا ليقرأ لهم، و في مجلسه خلق من الحاجّ و غيرهم، فلما دخلنا عليه قعد الأستاذ ناحية من القوم، و الورّاق يقرأ فأخطأ، فردّ عليه الأستاذ فنظر إليه الورّاق شزرا، فأخطأ أيضا في شيء فردّ عليه أيضا، فنظر الورّاق إليه شزرا، و البغداديون لا يحتملون من أهل خراسان أن يردّوا عليهم شيئا، فلما كان في المرة الثالثة ردّ عليه، قال الوراق: يا رجل إن كنت تحسن تقرأ فتعال فاقرأ - كالمستهزئ به - فقام الأستاذ و قال: تأخر قليلا، و أخذ الجزء من يده، و أخذ يقرأ قراءة تحيّر ابن مالك و من حوله تعجّبا منه، فلما فرغ من ذلك الجزء أخذ في جزء آخر و هكذا في الجزء الثالث و الشيخ ساكت لا يصرف طرفه عنه تعجبا منه حتى حان وقت الظهر.

قال: فسألني الورّاق من هذا الرجل ؟ قلت: الأستاذ أبو القاسم النّصرآباذي فقام الورّاق و قال: أيها الناس هذا شيخ خراسان أبو القاسم النصرآباذي، و قد كتب الحديث هاهنا و أقام ببغداد خمس عشرة سنة، فقرأ في مجلس واحد ما كان يريد الورّاق أن يقرأه في خمسة أيام.

و لما دخلنا البادية كان كلما نزل عن راحلته في سيره، لا تفارقه المحبرة و المقلمة و البياض، فرأيته و نحن في رحل المفسر، و في كمّه المحبرة و المقلمة و البياض و الأجزاء، فقلت: أيها الأستاذ في هذا الموضع و الناس يخففون عن أنفسهم ؟ فقال: يا

ص: 109


1- الخبر في مختصر ابن منظور 107/4-108 و ذكره في السير مختصرا(266/16).

أبا عبد الرّحمن، ربما أسمع شيئا من جمّال أو غيره حكمة، أثبته كي لا أنسى.

قال: و كان سنة من السنين قحط ، فخرج الناس إلى الاستسقاء (1) إلى المصلّى، فلما ارتفع النهار جاء غبار و ريح و ظلمة لا يستطيع أن يرى أحد أحدا (2) من شدة الغبار و نحن مع الأستاذ أبي القاسم، فقال لنا الأستاذ: جئنا بأبدان مظلمة و قلوب غافلة، و دعاء بلسان مثل الريح، فنحن نكيل ريحا فيكال علينا ريح.

فلما كان الغد خرج و كان فقيرا ليس وراءه دنيا، و لكن له جاه عند الناس، فدخل عليه أبناء الدنيا و أخذ منهم شيئا، و أمر بشراء بقرة و كثير من لحم الغنم و الأرز، و آلات الحلواء، و أمر مناديا في البلد: ألا من كان له حاجة في الخبز و اللحم و الحلوى، فليمض غدا [إلى] (3) المصلّى.

و أمر بالمراجل حتى حملت إلى المصلّى فلما كان [الغد] (4) خرجنا معه و أمر بطبخ المرقة و الأرز و الحلواء، و جاءوا بخبز كثير، و جاء الفقراء من الرجال و النساء و الصبيان و أكلوا و حملوا إلى وقت العصر، فلما صلّينا العصر إذا في قطعة سحاب، فقال لنا: شمّروا حتى نرجع فجاء الحمّالون فأخذوا الآلات و رجعوا و أصحابه معهم، و بقي هو و أنا معه و هو صائم و أنا أيضا لأجل موافقته، فرجعنا فلما بلغنا إلى محلة جودي (5)كان قريبا من صلاة المغرب، فمطرنا مطرا لا نستطيع المضيّ بحال، فطلبنا مسجدا فدخلناه، و جاء المطر كأفواه القرب، و المسجد يكفّ بالمطر، و في جداره محراب، فدخل الأستاذ المحراب و صلّينا، و أنا في زاوية في المسجد، و قال: لعلك جائع تريد أن أطلب من الأبواب كسرة حتى تأكل ؟ فقلت: معاذ اللّه، أنا ساكن. قال غدا لناظريه قريب، و كان يترنم مع نفسه (6):

خرجوا ليستسقوا (7) فقلت لهم: قفوا *** دمعي ينوب لكم عن الأنواء

ص: 110


1- بالأصل «الاستقاء» و الصواب عن م.
2- بالأصل «أحد» و الصواب ما أثبت عن م.
3- زيادة لازمة و في م: فليحضر غدا المصلى.
4- زيادة عن مختصر ابن منظور 109/4.
5- كذا، و لم أجدها، و لعلها إحدى محالّ نيسابور،(عن هامش المختصر).
6- البيتان في السير 266/16 و طبقات الأولياء لابن الملقن ص 28.
7- بالأصل «ليستقوا» و المثبت عن م و سير الأعلام.

قالوا: صدقت ففي دموعك مقنع *** لو لم تكن ممزوجة بدماء (1)

و قلت في نفسي: ليتك لم تخرج إلى الاستسقاء حتى لم أبتل بما ابتليت به من الجوع و الظمأ و البرد؛ و نمت في ناحية المسجد، فلما كان الصّبح قال لي: قم يا أبا عبد الرّحمن و اطلب الماء و تطهّر حتى نصلّي و نخرج، فقمت و توهمت أنه قد تطهّر فقلت: أين تطهر الأستاذ؟ قال: ما تطهّرت، فخرجت و تطهّرت و صلّينا و خرجنا، و ما نام ليلته، و صلّى على طهارة الأمس.

قال: و لما دخلنا مكة حرسها اللّه نظر إلى تلك المقبرة فقال: يا أبا عبد الرّحمن طوبى لمن كان قبره في هذه المقبرة، و ليت قبري كان هاهنا، ثم أنه - رحمه اللّه - أقام بها مجاورا، و قال لي: عليك بالانصراف، فقد حججت حجّة الإسلام فاشكر اللّه على ذلك و ارجع إلى والدتك، فإني قبلتك منها، فيجب أن أردّك عليها، و كنت نويت أن أجاور معه و لا أفارقه، و لكن لم يرض لي، ليرضى الرجوع إلى الوالدة. فقال: ترجع و تعود سريعا إن شاء اللّه، فمرض هناك مدة يسيرة، فقال لي بعض أصحابنا: دخلت عليه في مرضه، فقلت له: ما تشتهي ؟ قال: كوز من ماء الجمد كما يكون بخراسان قال:

فخرجت من عنده و خرجت إلى العمرة و معي ركوة فطلعت سحابة و أمطرت بردا كثيرا و ما أمطرت بمكة شيئا فسررت بذلك و جمعت منه ملء ركوتي (2) و غدوت به حتى دخلت عليه و قلت: سهّل اللّه ما تريد، فنظر إليه و تبسّم، و ما شرب منه قطرة، و توفي رحمه اللّه تعالى سنة سبع و ستين و ثلاثمائة.

480 - إبراهيم بن محمد بن أحمد

أبو إسحاق القرميسيني (3)

قدم دمشق و حدّث بها عن عمر بن علي بن سعيد، و أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب.

ص: 111


1- عجزه في السير: لكنها ممزوجة بدماء
2- في مختصر ابن منظور: مسك ركوتي.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى قرميسين. بلدة بجبال العراق قرب همذان عند دينور.(الأنساب).

روى عنه: علي بن الخضر بن سليمان، و عبد العزيز الكتّاني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد القرميسيني - قدم علينا، قراءة عليه - نا عمر بن علي بن سعيد، نا يوسف بن الحسن البغدادي، نا محمد بن القاسم، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، نا محمد بن بكّار، نا أبي عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أحب أن ينظر إلى إبراهيم عليه السلام في خلّته فلينظر إلى أبي بكر في سماحته، و من أحبّ أن ينظر إلى نوح في شدته فلينظر إلى عمر بن الخطاب في شجاعته، و من أحبّ أن ينظر إلى إدريس في رفعته فلينظر إلى عثمان في رحمته، و من أحبّ أن ينظر إلى يحيى بن زكريا في جهاده فلينظر إلى علي بن أبي طالب في طهارته»[1885].

هذا حديث شاذ بمرة و في إسناده غير واحد [مجهول] (1).

481 - إبراهيم بن محمد بن أحمد

أبو إسحاق الطبري الشافعي

سمع بدمشق: عبد الوهاب بن الحسن الكلابي.

روى عنه: عبد الرّحمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد البخاري.

482 - إبراهيم بن محمد بن أحمد

أبو إسحاق القيسي المعلم الفقيه

أصله من زيلوش (2):قرية من قرى الرملة كان جنديا ثم ترك ذلك، و تعلّم القرآن و الفقه.

و سمع الحديث من أبي الحسن الموازيني، و أبي طاهر بن الحنّائي، و أبي محمد بن الأكفاني، و الفقيهين أبي الحسن علي بن المسلّم، و أبي الفتح نصر اللّه بن

ص: 112


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
2- بالأصل «زيلوس» بالسين المهملة و المثبت عن معجم البلدان، من قرى الرملة بفلسطين، و ذكره ياقوت نقلا عن ابن عساكر.

محمد، و أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، و غيرهم من مشايخنا.

و قرأ القرآن على أبي الوحش سبيع بن المسلّم المقرئ، و حدث ببعض مسموعاته و أقام مدة بمسجد الوزير المزدقاني (1) ثم أخرج فمضى إلى بعلبك فأقام بها يسيرا، ثم مضى إلى حماة ثم رجع إلى دمشق ثم عاد إلى حماة إلى أن حدثت نوبة الزّلزلة، فرجع إلى دمشق فأقام بها يسيرا، ثم مات - رحمه اللّه - و كان ثقة مستورا - توفي أبو إسحاق في الحادي عشر من رجب سنة ثلاث و خمسين و خمسمائة، و دفن في مقبرة باب الصغير.

483 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد

ابن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي

ولي إمرة دمشق من قبل هارون الرشيد.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن عبيد اللّه بن أبي عمر، و أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك البسري قال: قال هشام بن عمّار مات شعيب بن إسحاق سنة تسع و ثمانين و مائة و صلّى عليه إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.

484 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد

أبو إسحاق الأسدي البزار، المحتسب، المعروف بابن خريطة

حدّث عن من لم يسمّ لنا.

كتب عنه: أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط نجاء بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد الأسدي البزار و كان يعرف بإبراهيم بن خريطة المحتسب، مات و أنا بدمشق سنة تسع عشرة و ثلاثمائة (2)

ص: 113


1- مسجد الوزير المزدقاني عند رأس زقاق الأرزة، كبير له منارة و إمام، و فيه سقاية و بركة، و على بابه سقاية (الدارس للنعيمي 271/2).
2- كتب في م: آخر الجزء الثاني و الثمانين.
485 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سهل

أبو إسحاق الجرجاني المؤدّب، المعروف بابن سرشان

رحّال سمع بدمشق: عبد اللّه بن عتّاب الزّفتي (1)،و بالعراق: أبا القاسم البغوي، و يحيى بن محمد بن صاعد، و بالبصرة: أبا يعلى محمد بن زهير الأبلّي (2)،و أبا علي عبد الكريم بن أحمد بن الرّوّاس، و ببلاد فارس: أبا إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه الزّبيبي (3)،و أحمد بن محمد بن أوس الهمذاني المقرئ.

روى عنه: حمزة بن يوسف.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السّهمي (4)،نا إبراهيم بن محمد بن سهل، نا أبو علي عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم - يعرف بابن الرّوّاس بالبصرة - نا عمرو بن علي أبو حفص، و أبو بكر محمد بن بشّار بندار، قالا: نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يقال لحامل القرآن: اقرأ و ارق و رتّل كما كنت ترتّل فإن منزلتك عند آخر آية»[1886].

قال: أبو علي بن الرّواس: سمعت عمرو بن علي يقول: لم يرو زرّ عن عبد اللّه إلاّ هذا الحديث.

قال: و قال لنا حمزة بن يوسف (5):أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سهل المؤدب المعروف بابن سرشان، رحل إلى العراق و الشام و مصر و فارس و خراسان و خوارزم، روى عن البغوي و ابن صاعد و ابن زهير الأيلي (6)،و أبي إسحاق الزبيبي،

ص: 114


1- هذه النسبة إلى الزفت (الأنساب) و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 64/15.
2- غير منقوطة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى الأبلّة و هي بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة و في م: الربيبي. له ذكر في سير أعلام النبلاء 507/14 و لسان الميزان 170/5 و وقع في تاريخ جرجان ص 138 «الأيلي».
3- هذه النسبة إلى بيع الزبيب، و ذكره السمعاني «أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه العسكري الزبيبي، من عسكر مكرم».
4- تاريخ جرجان ص 139.
5- تاريخ جرجان ص 137.
6- كذا بالأصل و تاريخ جرجان «الأيلي» خطأ و الصواب «الأبلي» و قد تقدم في بداية الترجمة.

و ابن عتّاب الزفتي بدمشق و جماعة. مات في صفر سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة، و صلّى عليه أبو نصر الإسماعيلي.

486 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصّبّاغ

أبو إسحاق الطّرسوسي

حدّث بدمشق عن أبي عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني، و محمد بن عمر بن علي البغدادي.

سمع منه: عبد العزيز و عبد الواحد ابنا محمد بن عبدويه الشيرازيان. و روى عنه عبد الوهاب بن جعفر الميداني، و أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار.

قرأت على أبي المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلّم الأزدي (1)،عن نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا علي بن موسى بن الحسين - إجازة - نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطّرسوسي، نا أبو عبد اللّه محمد بن عمر بن علي بن إسحاق الصّيدلاني البغدادي بطرسوس، نا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي المعروف بالدولابي، نا أحمد بن عامر - سنة ستين و مائتين - حدثني أبو الحسن علي بن موسى، حدثني أبي، حدثني أبي جعفر، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي [علي بن أبي] (2) طالب، حدثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حدثني جبريل عليه السلام قال: يقول اللّه عز و جل:«لا إله إلاّ اللّه حصني، فمن دخله أمن (3) عذابي»[1887].

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: مات أبو إسحاق بن الصّبّاغ في يوم الخميس لليلتين خلتا من شوال سنة سبع و ثمانين و ثلاثمائة و اللّه أعلم.

487 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين بن عبد اللّه

أبو إسحاق الحنّائي

سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي، و أبا محمد بن أبي نصر، و أبا الحسين

ص: 115


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 499/20.
2- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
3- في مختصر ابن منظور: أمن من عذابي.

محمد بن أحمد بن محمد بن أبي المعتمر الرّقّي، و بمصر أبا محمد بن النحاس، و أبا جعفر إبراهيم بن إسماعيل الحسيني و كتب الكثير و حدث بشيء يسير.

روى عنه عبد العزيز الكتاني الصّوفي، و أبو سعد إسماعيل بن الرازي السّمّان.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحنّائي - قراءة عليه - أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن، نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي المصّيصي، نا أبو إسحاق إبراهيم الفزاري، نا الأعمش، عن طلحة الإيامي (1) عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح مناكبنا في الصّلاة و يقول:«استووا و لا تختلفوا إنّ اللّه و ملائكته يصلّون على الصفّ الأوّل»[1888].

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا العباس بن الوليد، نا أبو الأحوص، عن منصور، عن طلحة الإيامي، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتخلل الصفّ من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا و مناكبنا و كان يقول:

«لا تختلفوا فتختلف قلوبكم» و كان يقول:«إن اللّه و ملائكته يصلّون على الصفوف الأول»[1889].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي شيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الحنّائي - رحمه اللّه - يوم السابع عشر من ذي الحجة سنة عشرين و أربعمائة. كتب الكثير بدمشق و بمصر و مكة. حدث بشيء يسير عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي - المعروف بأخي تبوك - و غيره.

و ذكر الحدّاد أنه كان أديبا خيرا (2) أريبا نزه النفس ثقة مأمونا.

و ذكر أبو علي الأهوازي: أنه مات ليلة الجمعة نصف الليل السادس عشر من الشهر، و دفن بباب الصغير في مقبرة بني عوف، و كان له مشهد حسن و صلّى عليه أخوه أبو الحسن.

ص: 116


1- هذه النسبة بكسر الألف و فتح الياء، نسبة إلى أيام، و قيل لهؤلاء البطن: يام أيضا بغير ألف.
2- بالأصل و م:«خير».
488 - إبراهيم بن محمد بن الأزهر الدمشقي

488 - إبراهيم بن محمد بن الأزهر الدمشقي (1)

حدّث عن وريزة (2) بن محمد الغسّاني الحمصي.

روى عنه: أبو محمد أحمد بن عبد اللّه المزني الهروي.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو محمد المزني ببخارا، نا إبراهيم بن محمد بن الأزهر الدمشقي، نا وريزة بن محمد، نا محمد بن هاشم بن منصور الكندي، حدثني أبي عن عمرو بن قبيس، عن عمر بن عبد العزيز، عن أمه، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم الإدام الخلّ »[1890].

الصواب عن أبيها، و هو عاصم بن عمر بن الخطاب.

489 - إبراهيم بن محمد بن أسد بن عبد الملك

أبو محمد الحافظ

سمع بدمشق أبا بكر بن الرّوّاس، و أبا الحسن محمد بن عون بن الحسن بن عون الوحيدي.

روى عنه: أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الخزاعي الرازي اللّبّان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي الفتح سليم بن أيوب الفقيه، نا الشيخ أبو حاتم محمد بن عبد الواحد في مسجد الجامع، قال: أخبرني أبو محمد إبراهيم بن محمد بن أسد بن عبد الملك الحافظ ، حدثني أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم الدّمشقي المعروف بابن الرّوّاس، نا أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي، نا حفص بن عمر، نا أبان، عن أنس قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحديث ذكره.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد الخلاّل، نا أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الخزاعي الرّازي - قدم

ص: 117


1- الزيادة عن مختصر ابن منظور 112/4.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه.

علينا - نا أبو محمد إبراهيم بن محمد بن أسد الحافظ - بسارية (1)-نا أبو الحسن محمد بن عون بن الحسن بن عون الوحيدي، نا عمي محمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن زياد البكري، عن عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«عشرة من قريش في الجنّة: أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و علي في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزبير في الجنّة، و سعد في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، و أبو عبيدة بن الجرّاح في الجنّة»[1891].

490 - إبراهيم بن محمد بن أمية

أبو إسحاق

حدّث عن محمد بن كثير المصّيصي.

روى عنه: أبو العباس بن ملاّس النميري.

أنبأنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، أنا أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن أحمد اللّهبي، نا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاّس النميري، نا إبراهيم بن محمد بن أمية أبو إسحاق، نا محمد بن كثير، نا الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر و عمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، ما خلا النبيّين و المرسلين»[1892].

أخبرناه أبو الحسن بن قبيس و أبو إسحاق - هو الخشوعي (2)-قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الروزبهان، نا أبو الحسن علي بن الفضل السّامري، نا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا محمد بن كثير، نا الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر و عمر سيدا كهول أهل الجنّة من الأولين و الآخرين إلاّ النبيين و المرسلين»[1893].

ص: 118


1- سارية من كور طبرستان الثماني، بينها و بين آمل ثمانية عشر فرسخا، و النسبة إليها ساري و قيل سروي. (معجم البلدان).
2- هو أبو إسحاق إبراهيم بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 102/23.

ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره به أبو عمرو بن مندة عن أبيه، أنا محمد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات يعني إبراهيم بن أمية أبا إسحاق الدمشقي بدمشق يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة اثنتين و سبعين و مائتين.

491 - إبراهيم بن محمد بن أبي حصن الحارث

ابن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر

أبو إسحاق الفزاري (1)

أحد أئمة المسلّمين و أعلام الدين.

روى عن الأعمش، و سليمان التّيمي، و أبي إسحاق سليمان بن فيروز الشّيباني، و موسى بن أبي عائشة، و عبد الملك بن عمير، و إسماعيل بن أبي خالد، و عطاء بن السائب، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و موسى بن عقبة، و هشام بن عروة، و سهيل بن أبي صالح، و حميد الطويل، و يونس بن عبيد، و عبد اللّه بن عون، و خالد الحذّاء، و الحسن بن عبيد اللّه النخعي، و محمد بن عجلان، و عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، و إسماعيل بن أميّة، و ليث بن أبي سليم، و سفيان بن سعيد الثوري، و أبان بن أبي عياش، و مسعر، و ابن المبارك، و سعيد بن عبد العزيز، و يزيد بن السّمط .

روى عنه سفيان الثوري، و أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي - و هما أكبر منه - و مروان بن معاوية الفزاري، و عيسى بن يونس السّبيعي، و بقية بن الوليد، و محمد بن سلمة الحرّاني، و معاوية بن عمرو، و عمرو بن محمد الناقد، و الحسن بن الربيع، و عبد الرحيم بن مطرف، و الوليد بن مسلم، و أبو أسامة حمّاد بن أسامة الكوفي، و زيد بن سعيد، و محمد بن عبد الرحيم بن سهم الأنطاكي، و موسى بن أيوب النّصيبي، و عبد اللّه بن عون الخرّاز، و أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، و عمر بن عبد الواحد السّلمي، و أبو صالح محبوب بن موسى الفرّاء، و المسيّب بن واضح،

ص: 119


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 539/8 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و قد ورد بالأصل و م «بن أبي الحصن بن الحارث» خطأ فحذفنا «بن» فالحارث أبو الحصن. و في تهذيب التهذيب: إبراهيم بن محمد بن الحارث.

و عبد اللّه بن سليمان العبدي، و سعيد بن المغيرة الصياد، و علي بن بكّار بن هارون المصّيصي.

و قدم دمشق و حدّث بها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا محمد بن عبد الرّحمن بن عثمان، أنا يوسف بن القاسم الميانجي ح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي ح.

و أخبرنا أبو محمد السيدي، أنا سعيد بن محمد البحيري (1)،قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالوا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي، نا أبو إسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشّيباني،- زاد الميانجي: سليمان أنه: حدثه عن محارب بن دثار - قال: سمعت عبد اللّه بن يزيد يقول على المنبر: حدثنا البراء أنهم كانوا يصلّون مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإذا ركع ركعوا و إذا رفع رأسه من الركوع فقال:«سمع اللّه لمن حمده» لم نزل قياما حتى نراه قد وضع، انتهى حديث ابن المقرئ - زاد الميانجي: وجهه بالأرض ثم نتبعه، و في حديث السيدي: بالأرض، و في حديث الجنزرودي: أنه حدثه محارب، لم يقل: عن، و الباقي مثله[1894].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن الحسن بن قتيبة، نا عبد اللّه بن سليمان العبدي، نا أبو إسحاق الفزاري، نا الأعمش و الثوري، عن عبد اللّه بن السائب، عن زاذان، عن عبد اللّه بن مسعود، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«[إنّ ] (2) للّه ملائكة سيّاحين في الأرض يبلّغوني عن أمّتي السّلام»[1895].

أنبأنا أبو الحسن محمد بن مرزوق و أبو محمد هبة اللّه بن الأكفاني و عبد اللّه بن أحمد السمرقندي و غيرهم، قالوا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمد بن غالب،

ص: 120


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب عن م و انظر الأنساب، و له فيه ترجمة قصيرة.
2- الزيادة عن مختصر ابن منظور 114/4 و هي فيه أيضا مستدركة بين معكوفتين.

قال: قرئ على أبي علي بن الصوّاف و أنا أسمع: حدثكم جعفر الفريابي، نا رباح بن الفرج الدمشقي قال: سمعت أبا مسهر يقول (1):قدم علينا إبراهيم بن محمد الفزاري، قال: فاجتمع الناس يسمعون منه قال: فقال لي: اخرج إلى الناس فقل لهم: من كان يرى رأي القدرية فلا يحضر مجلسنا، و من كان يرى رأي فلان فلا يحضر مجلسنا، و من كان يأتي السلطان فلا يحضر مجلسنا قال: فخرجت فأخبرت الناس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران، أنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: أبو إسحاق الفزاري اسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر. سمعته من معاوية بن عمر.

و أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي الفلاس، قال: أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد بن الحارث.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا: نا محمد بن سعد، قال (2):أبو إسحاق الفزاري و اسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة - زاد ابن الفهم: بن حصن بن حذيفة بن بدر، و كان ثقة فاضلا صاحب سنّة و غزو، كثير الخطأ في حديثه، ثم اتفقا - و قالا: مات بالمصّيصة سنة ثمان و ثمانين و مائة - زاد ابن الفهم:

- في خلافة هارون-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن و أبو الفضل بن خيرون ح.

و أنا أبو العز ثابت بن منصور الكيلي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا محمد بن

ص: 121


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 541/8 و باختصار في تهذيب التهذيب.
2- طبقات ابن سعد 488/7.

أحمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد الشاهد، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال: أبو إسحاق الفزاري اسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر، مات بالمصّيصة سنة ثمان و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (1)،أنا أحمد بن منصور، نا محمد بن عبد اللّه، نا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة الفزاري سمع الأوزاعي و الثوري، روى عنه الوليد بن مسلم و أبو أسامة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي، قال: أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النّسائي في تسمية فقهاء الكوفة من أصحاب سفيان الثوري: عبد اللّه بن المبارك، و وكيع بن الجرّاح، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، و عبد الرّحمن بن مهدي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب (2) بن عبد اللّه بن محمد، أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري ثقة مأمون، أحد الأئمة كان يكون بالشام روى عنه ابن المبارك.

أخبرنا أبو عبد اللّه (3) الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.

ص: 122


1- هذه النسبة إلى شقان، من قرى نيسابور (ياقوت) و أهلها يقولون شقان بكسر الشين، و النسبة إليها بكسر الشين، و لكن الفتح أشهر (انظر الأنساب).
2- بالأصل «أبو الخصيب» و الصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته فى سير أعلام النبلاء 349/17.
3- بالأصل «أبو عبد» سقط اسم الجلالة، و الصواب ما أثبت و قد مرّ كثيرا، و اسمه الحسين بن عبد الملك بن الحسين بن محمد بن علي، أبو عبد اللّه الخلال الأصبهاني ترجمته في سير أعلام النبلاء 620/19 (364) و في م:«أبو عبد اللّه».

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة - قراءة - أنا أبو الحسن الفأفاء.

قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1)،قال: إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري: كان يكون بالشام، روى عن مغيرة و الأعمش و الشيباني، روى عنه مروان بن معاوية و نسبه إلى جده، فقال: حدثنا إبراهيم بن أبي حصن، و معاوية بن عمرو، و عمرو [بن محمد] (2) الناقد، و الحسن بن الربيع، و عبد الرحيم بن مطرّف. سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: إبراهيم بن أبي حصن.

قال أبو طالب عن أبي عبد اللّه بن حنبل: روى عيسى بن يونس عن إبراهيم بن أبي حصن - هو أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد، كان أبوه أبو حصن.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا محمد بن علي بن أبي عثمان، أنا أبو عمرو بن مهدي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (3)،نا جدي يعقوب قال:

سمعت مسدّدا يقول، سمعت ابن داود يقول: سمعت() (4) يقول عن أبي إسحاق الفزاري: سمعت الأوزاعي يقول: إذا مات ابن عون و سفيان الثوري استوى الناس، قال أبو إسحاق: فقلت في نفسي: و أنت الثالث، قال ابن داود: و أبو إسحاق الرابع.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا حسن بن الربيع، نا علي بن بكّار المصّيصي، قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري قال: كنت عند الأوزاعي فذكر سفيان الثوري، فقال: لو خيّرت لهذه الأمة من ينظر لها ما اخترت لها إلاّ سفيان بن سعيد أو عبد اللّه بن عون، فسأل الفزاري: فقلت في نفسي: و أنا لو خيرت

ص: 123


1- الجرح و التعديل 1/قسم 228/1.
2- زيادة عن الجرح و التعديل.
3- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 312/15(152).
4- كلمة رسمها غير واضح تركت مكانها بياضا و رسمها في م: سهيم.

لهذه الأمة من ينظر لها و يختار لها ما اخترت لها غيرك، يعني الأوزاعي. قال: و قلت أنا في نفسي لو خيرت لهذه الأمة من ينظر لها و يختار، ما اخترت لها غيرك يعني أبا إسحاق الفزاري.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمد بن إسحاق، نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال: سمعت عبيدا - يعني ابن جناد - قال:

سمعت محمد بن يوسف الأصبهاني يقول: حدّث الأوزاعي بحديث فقال رجل: من حدّثك يا أبا عمرو؟ قال: حدثني به الصادق المصدوق أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا عن أبي تمام، علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة حدثني بعض أصحابنا قال: قال أبو صالح - يعني محبوب بن موسى الفراء - سألت ابن عيينة قلت: حديثا سمعت أبا إسحاق رواه عنك، أحببت أن أسمعه منك، فغضب عليّ و انتهرني، و قال: لا يقنعك أن تسمعه من أبي إسحاق ؟ و اللّه ما رأيت أحدا أقدّمه على أبي إسحاق.

و قال أبو صالح: و سمعت علي بن بكّار يقول: لقيت الرجال الذين لقيهم أبو إسحاق: ابن عون و غيره، و اللّه ما رأيت فيهم أفقه منه (1).

قال أبو صالح: و سمعت الفزاري غير مرة يقول: إن من الناس من يحسن الثناء عليه و ما يساوي عند اللّه جناح بعوضة (2).

قال أبو صالح: قال عطاء الخفّاف: كنت عند الأوزاعي فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق فقال للكاتب: اكتب إليه و ابدأ به، فإنه و اللّه خير مني (3).

قال: و كنت عند الثوري فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق، فقال للكاتب: اكتب و ابدأ به فإنه و اللّه خير مني.

ص: 124


1- سير أعلام النبلاء 542/8 و تذكرة الحفاظ 274/1.
2- مختصر ابن منظور 114/4 و حلية الأولياء 255/8 و فيها «من يحب» بدل «من يحسن».
3- سير أعلام النبلاء 542/8 تذكرة الحفاظ 273/1 و مختصر ابن منظور 114/4 و تهذيب التهذيب 99/1.

قال أبو صالح: لقيت فضيل بن عياض فعزاني بأبي إسحاق و قال لي: و اللّه لربما اشتقت إلى المصّيصة ما لي فضل الرباط إلاّ لأري (1) أبا إسحاق هذه الأحاديث كلها عن صاحب لي كان معي بالبصرة يقال له محمد بن هارون أبو نشيط عن أبي صالح.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، قال: أجاز لي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني ح.

و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء قالا، أنا أبو محمد بن أبي حاتم (2)،نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، نا إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان أبو إسحاق الفزاري إماما.

قالا: و أنا ابن أبي حاتم، نا أبي، نا [ابن] (3) الطباع عن عبد الرّحمن بن مهدي، قال: وددت أن كل شيء سمعته من حديث مغيرة كان من حديث أبي إسحاق - يعني عن مغيرة-.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ في التاريخ، أخبرني أبو النضر الفقيه، نا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: سمعت أبا الحسن الخياط في مجلس أبي الربيع الزهراني يقول: كان ابن المبارك إذا قدم المصّيصة جالس أبا إسحاق الفزاري، قال: فبينا رجل من أهل خراسان يستدل على رجل يسأله عن مسألة فدلّ على أبي إسحاق الفزاري، فأتي مجلسه فإذا ابن (4) المبارك بجنبه فلما رأى ابن المبارك عرفه، فأقبل على ابن المبارك يسأله عن المسألة، فأشار ابن المبارك إليه: أن سل أبا إسحاق، فسأل أبا إسحاق فأفتاه، فأقبل الخراساني على ابن المبارك فقال له بالفارسية: توجكوى، فقال ابن المبارك: ما بمجلس مهتران سخونه ته كلتم كان في الكتاب حفوهي يه مرهم.

أنبأنا أبو علي الحداد ح.

ص: 125


1- في السير و المختصر: لأرى.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 128/1.
3- زيادة عن الجرح و التعديل.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.

و أنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو يوسف يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد، حدثني نصير بن علي قال: قال عبد اللّه بن داود الخريبي (1):كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه و كان بعده أبو إسحاق الفزاري أفضل أهل زمانه، قال: نصر بن علي، و أنا أقول: كان أحمد بن حنبل أفضل أهل زمانه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا الحسين بن جعفر بن محمد بن السّلماسي - زاد ابن الطّيّوري: و ابن عمه أبو نصر محمد بن الحسن بن محمد - قالا: أنا الوليد بن بكر بن مخلد، أنا علي بن أحمد بن زكريا، نا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي أحمد بن عبد اللّه (2) قال: أبو إسحاق الفزاري، إبراهيم بن محمد كوفي ثقة و كان رجلا صالحا قائما بالسّنّة.

و قال في موضع آخر: أبو إسحاق الفزاري كوفي، و اسمه إبراهيم بن محمد نزل الثغر بالمصّيصة و كان ثقة رجلا صالحا صاحب سنّة، و هو الذي أدّب أهل الثغر و علّمهم السّنّة، و كان يأمر و ينهى (3)،و إذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه، و كان كثير الحديث، و كان له فقه، و كان عربيا فزاريا، أمر سلطانا يوما و نهاه، فضربه مائتي سوط ، فغضب له الأوزاعي فتكلم في أمره.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت:

فأبو إسحاق الفزاري ؟ فقال: ثقة، ثقة (4).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة الدّمشقي، قال: سألت يحيى بن معين

ص: 126


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 346/9(113).
2- تاريخ الثقات ترجمة 37.
3- في تاريخ الثقات: و كان يأمرهم و ينهاهم.
4- تهذيب التهذيب 99/1.

فقلت: فأبو إسحاق الفزاري فوق مروان ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو محمد يوسف بن رباح بن علي المعدّل، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه، نا يحيى بن معين في تسمية أهل الثغور: أبو إسحاق الفزاري.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الرّبعي و رشا بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد، أنا محمد بن محمد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، قال: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري صدوق، نزل المصّيصة، و ذكر أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم: ما تقول في أبي إسحاق الفزاري ؟ فقال: كان عظيم الغناء في الإسلام ثقة مأمونا (1).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني، نا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه القاضي، نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن أبي شيخ، نا أحمد بن بشر، نا أحمد بن عمران بن أبان، حدثني إسماعيل بن إبراهيم قال: أخذ هارون الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه، فقال له الزّنديق: لم تضرب عنقي يا أمير المؤمنين ؟ قال: أريح العباد منك؛ قال: فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كلها ما فيها حرف نطق به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

فأين أنت يا عدو اللّه من أبي إسحاق الفزاري و عبد اللّه بن المبارك ينخّلانها فيخرجانها حرفا حرفا (2).

حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل - إملاء - أنا أبو طالب أحمد بن محمد بن أحمد القرشي، أنا محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن، نا عم أبي القاضي أبو محمد، نا علي بن سعيد العسكري، نا محمد بن إدريس الرازي، نا حمّاد بن أبي صالح قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: الناس يتفاضلون في العلم، و كل إنسان

ص: 127


1- سير الأعلام 542/8.
2- الخبر في تذكرة الحفاظ 273/1 و تهذيب التهذيب 99/1 السير 542/8.

يذهب إلى شيء و لم أر أحدا أعلم بالسّنّة من حمّاد بن زيد، فإذا رأيت بصريا يحب حمّاد بن زيد فهو صاحب سنّة، و إذا رأيت كوفيا يحب زائدة و مالك بن مغول فهو صاحب سنّة، و إذا رأيت شاميا يحب الأوزاعي و أبا إسحاق الفزاري فهو صاحب سنّة، و إذا رأيت حجازيا يحب مالك بن أنس فهو صاحب سنّة (1).

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن [يعقوب بن] (2) شيبة، نا جدي يعقوب، قال:

سمعت علي بن عبد اللّه يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: رجلان من أهل الشام إذا رأيت رجلا يحبهما اطمأننت إليه: الأوزاعي و أبو إسحاق الفزاري (3).

قال: و أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن مخلد، نا صالح بن أحمد بن حنبل عن علي - يعني ابن المديني - قال: سمعت عبد الرّحمن - يعني ابن مهدي - يقول: ابن عون في البصريين أ فرأيت الرجل يحبه فاطمأن إليه، و في الكوفيين زائدة و مالك بن مغول إذا رأيت كوفيا يحبه فارج خيره، و من أهل الشام الأوزاعي و أبو إسحاق الفزاري و أهل الحجاز مالك بن أنس.

أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت أبا قدامة عبيد اللّه بن سعيد يقول: سمعت [محمد بن] (5) عبد الرّحمن بن مهدي يقول: كان الأوزاعي و الفزاري إمامين في السنّة، إذا رأيت الشامي يذكر الأوزاعي و الفزاري فاطمئن إليه، كان هؤلاء أئمة في السّنّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو حامد محمد بن هارون بن عبد اللّه الحضرمي، نا محمد بن عمرو بن العباس قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال هارون أمير المؤمنين لأبي إسحاق الفزاري: أيها الشيخ بلغني أنك في موضع من العرب قال: إن

ص: 128


1- مختصر ابن منظور 115/4.
2- زيادة لازمة، و قد تقدم قريبا.
3- تذكرة الحفاظ 274/1.
4- حلية الأولياء 254/8.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن حلية الأولياء.

ذاك لا يغني عني من اللّه يوم القيامة شيئا (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد الزّهري، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، نا محمد بن خلاّد قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال لي أبو إسحاق الفزاري أدخلت على هارون فلما رآني رفع رأسه إليّ ثم قال: يا أبا إسحاق إنك في موضع و في شرف، فقلت: يا أمير المؤمنين إن ذلك لا يغني عني في الآخرة شيئا.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت أبا الفرج الورثاني (2) يقول: سمعت فاطمة أخت أبي علي الروذباري تقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول (3).كان أربعة في زمانهم: واحد كان لا يقبل من الإخوان و لا من السلطان [شيئا و هو] (4) يوسف بن أسباط ، ورث [من أبيه] (5) سبعين ألف درهم لم يأخذ شيئا، و كان يعمل الخوص (6) بيده، و آخر كان يقبل من الإخوان و السلطان جميعا و هو أبو إسحاق الفزاري فكان ما يأخذ من الإخوان ينفقه في المستورين الذين لا يتحركون، و الذي يأخذ من السلطان كان يخرجه إلى أهل طرسوس، و الثالث كان يأخذ من الإخوان و لا يأخذ من السلطان و هو عبد اللّه بن المبارك يأخذ من الإخوان و يكافئ عليه، و الرابع كان يأخذ من السلطان و لا يأخذ من الإخوان و هو مخلد بن الحسين، كان يقول: السلطان لا يمنّ و الإخوان يمنّون.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - فيما ناولني إياه و قرأ عليّ إسناده، و قال:

اروه عني - أنا أبو علي الجازري (7)،أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا، نا محمد بن القاسم

ص: 129


1- حلية الأولياء 253/8 و فيها:«إنك في موضع من القرب» و سير أعلام النبلاء 542/8 و فيها «إنك في موضع و في شرف» و مثلها في تذكرة الحفاظ 274/1. و سترد هذه الرواية في الخبر التالي.
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى ورثان قال السمعاني: من قرى شيراز فيما أظن. و ذكره في الأنساب باسم: عبد الواحد بن بكر الورثاني الصوفي.
3- الرسالة القشيرية ص 275.
4- الزيادة عن الرسالة القشيرية.
5- الزيادة عن الرسالة القشيرية.
6- الخوص ورق النخيل، و بائعه الخواص.
7- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى جازرة قرية من أعمال نهروان بالعراق، و ترجم له في الأنساب باسم: محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن بكران الجازري.

الأنباري حدثني محمد بن المرزبان، نا يزيد بن محمد المهلّبي، نا الأصمعي قال: كنت جالسا بين يدي هارون الرشيد أنشده شعرا، و أبو يوسف القاضي جالس على يساره فدخل الفضل بن الربيع فقال: بالباب أبو إسحاق الفزاري فقال: ادخله فلما دخل قال:

عليك السلام يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، فقال له الرشيد: لا سلّم اللّه عليك و لا قرّب دارك و لا حيّا مزارك، قال: لم يا أمير المؤمنين ؟ قال: أنت الذي تحرّم السواد؟ فقال: يا أمير المؤمنين من أخبرك بهذا؟ لعل ذا أخبرك - و أشار إلى أبي يوسف - و ذكر كلمة؛ و اللّه يا أمير المؤمنين لقد خرج إبراهيم على جدك المنصور، فخرج أخي معه، و عزمت على الغزو، فأتيت أبا حنيفة فذكر ذلك له، فقال لي مخرج أخيك أحبّ إليّ مما عزمت عليه من الغزو، و اللّه ما حرّمت السواد.

فقال الرشيد: فسلّم اللّه عليك، و قرّب دارك و حيّا مزارك، اجلس يا أبا إسحاق؛ يا مسرور، ثلاثة آلاف دينار لأبي إسحاق، فأتي بها، فوضعها في يده، و خرج فانصرف.

و لقيه ابن المبارك فقال: من أين أقبلت، فقال: من عند أمير المؤمنين و قد أعطاني هذه الدّنانير، و أنا عنها غنيّ ، قال: فإن كان في نفسك منها شيء فتصدّق بها. فما خرج من سوق الرّافقة (1) حتى تصدق بها كلها.

قال: و أنا المعافا بن زكريا، أنا أحمد بن علي القاضي النيسابوري، نا محمد بن المسيّب الأرغياني، نا عبد اللّه بن خبيق، حدثني أبو عبد اللّه الحلبي قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: إن للحوائج فرسانا كفرسان الحرب، و قال لي أبو إسحاق: إن الرجل ليسألني عن حالي و لو أخبرته لشمت بي.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم الأزهري، أنا محمد بن العباس، أنا إبراهيم بن محمد الكندي، نا أبو موسى قال: و مات أبو إسحاق الفزاري سنة خمس و ثمانين و مائة.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّويه، أنا محمد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، قال: أخبرت أنه - يعني أبا إسحاق - مات بالمصّيصة سنة ثمان و ثمانين [و مائة] في خلافة هارون.

ص: 130


1- بلد متصل بالرقة، من أعمال الجزيرة (معجم البلدان).

قال: و حدثني بعض أصحابنا و هو أبو نشيط عن أبي صالح الفراء قال: مات الفزاري سنة خمس و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل حدثني أبو عبد اللّه قال: مات أبو إسحاق سنة خمس و ثمانين [و مائة].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أن أبا محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن السكري حدثهم قال: دفع إليّ أبو الحسن عبد الرحمن بن المغيرة كتابه و أخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي عبيد القاسم بن سلاّم و أنه سمعه من أبيه محمد و أن أباه قرأه على أبي عبيد، قال أبو محمد:

فنسخته و قرأته عليه، حدثني أبي حدثني أبو عبيد قال: سنة خمس و ثمانين و مائة فيها مات أبو إسحاق الفزاري بالثّغر، و اسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا [أبو] بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال (1):و مات أبو إسحاق الفزاري سنة خمس و ثمانين و مائة.

قال محمد بن فضيل: مات أبو إسحاق سنة ثمان و ثمانين و مائة.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة خمس و ثمانين و مائة - مات أبو إسحاق الفزاري، و قال ابن أبي السّري: و فيها - يعني سنة ست و ثمانين و مائة - مات الدّراوردي، و أبو إسحاق الفزاري.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي (2)،و أحمد بن جعفر بن حمدان

ص: 131


1- المعرفة و التاريخ 177/1.
2- الخطبي ضبطت عن الأنساب، قال السمعاني: ظني أن هذه النسبة إلى الخطب و إنشائها و ترجم لإسماعيل.

القطيعي (1)،قالا: نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: مات أبو إسحاق الفزاري سنة ست و ثمانين. و قال بعضهم: سنة خمس و ثمانين.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - في كتابه و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسن بن الطّيوري، و أبو الغنائم بن النّرسي قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (2):

إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري مات سنة ست و ثمانين و مائة، كان يكون بالشام سمع الأوزاعي و الثوري.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمد.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد، أنا أبو علي الحداد قالوا: أنا أبو نعيم، نا أحمد بن جعفر بن سلم، نا أحمد بن علي الأبّار، قال سمعت سليمان بن عمر الرّقّي يقول: مات أبو إسحاق الفزاري في سنة ثمان و ثمانين و مائة، و قيل في آخر سنة سبع.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عبد الكريم بن الهيثم، قال: سمعت صبيح بن ذرّ غشيك (3) صاحب ستر أبي إسحاق الفزاري قال: لما مات أبو إسحاق الفزاري رأيت اليهود و النصارى يحثون التراب على رءوسهم مما نالهم.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمد بن إسحاق، نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال: سمعت عبيدا - يعني ابن

ص: 132


1- ضبطت بفتح القاف عن الأنساب، و هذه النسبة إلى القطيعة، و هي مواضع و قطائع في محالّ متفرقة من بغداد. و ترجم له و أحمد المذكور من قطيعة الدقيق، محلة في أعلى غربي بغداد.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 321/1.
3- كذا.
4- حلية الأولياء 254/8 و سير أعلام النبلاء 543/8.

جنّاد - يقول: لما مات أبو إسحاق الفزاري بكى (1) عطاء ثم قال ما دخل على أهل الإسلام من موت أحد ما دخل عليهم من موت أبي إسحاق.

قال عطاء: و قدم رجل المصّيصة فجعل يذكر القدر فبعث إليه أبو إسحاق ارحل عنا.

قال: و نا أبو نعيم (2)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمد بن إسحاق، قال: سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول: سمعت أبا أسامة يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام و إلى جنبه فرجة، فذهبت لأجلس فقال: هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري، فقلت لأبي أسامة: أيهما أفضل ؟ فقال: كان فضيل رجل نفسه و كان أبو إسحاق رجل عامة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نا علي بن إسحاق بن عيسى، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أبو أسامة: قال سمعت فضيل بن عياض يقول: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام و إلى جنبه فرجة فذهبت لأجلس فقال: هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري (3).

ذكر أبو بكر محمد بن بركة بن إبراهيم اليحصبي، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، نا داود بن معاذ بن أخت مخلد بن الحسين، عن مخلد بن الحسين، قال: غزونا مع عبد الملك بن صالح الهاشمي فأقبلنا (4) من غزونا فمرّ بنا أبو إسحاق الفزاري فأسرع و لم يسلّم، فالتفت إليّ عبد الملك مغضبا، فقال لي: يا مخلد مرّ بنا أبو إسحاق فأسرع و لم يسلّم، فقلت له: أعزّ اللّه الأمير لم يرك، فردها ثانية - و تبين لي فيه الغضب - فقلت:

أعزّ اللّه الأمير أ تأذن لي أن أحدثك رؤيا رأيتها له ؟ قال: حدّث، قال: رأيت كأن القيامة قد قامت و الناس في ظلمة، في حيرة، يترددون فيها فنادى مناد من السماء: أيها الناس اقتدوا بأبي إسحاق الفزاري فإنه على الطريق، فغدوت إليه فأعلمته فقال لي: يا مخلد لا تحدّث بهذا و أنا حيّ و لو لا غضبك أيها الأمير ما حدثتك و اللّه تعالى أعلم.

ص: 133


1- في حلية الأولياء: شكا.
2- حلية الأولياء 254/8 و سير أعلام النبلاء 543/8.
3- سير أعلام النبلاء 542/8 و تذكرة الحفاظ 274/1.
4- بالأصل «فقبلنا» و المثبت عن مختصر ابن منظور 116/4.
492 - إبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن نصر بن عثمان

أبو إسحاق المعروف بابن متّويه (1)(2)

إمام جامع أصبهان.

سمع بدمشق سالم بن يحيى الحجراوي (3)،و هاشم بن خالد بن أبي جميل، و محمد بن يعقوب بن حبيب الغسّاني، و عبد اللّه بن محمد بن سليمان، و نوح بن عمرو بن حويّ (4)،و محمد بن إسماعيل بن علي القاضي، و محمد بن هاشم البعلبكي، و العباس بن الوليد بن مزيد، و بغيرها: أحمد بن سعيد الهمداني، و يونس بن عبد الأعلى، و الربيع بن سليمان، و هنّاد بن السّري، و أحمد بن منيع، و سعيد بن أبي زيدون، و سفيان بن وكيع، و أبا همّام الوليد بن شجاع، و أبا سعيد الأشجّ ، و علي بن سهل الرّملي، و أحمد بن عبد العزيز بن مروان النّابلسي، و حميد بن مسعدة، و أبا بكر محمد بن يزيد المستملي، و أبا عثمان سعيد بن نصير الحمصي، و حسين بن علي بن الأسود، و يوسف بن موسى القطان، و محمد بن وزير بن قيس الواسطي، و أبا الربيع سليمان بن داود المصري، و زكريا بن يحيى الوقار، و الحسن بن الصباح البزّار، و بندارا محمد بن بشار، و محمد بن عوف، و بشر بن معاذ، و عبد الجبار بن العلاء، و سوار بن عبد اللّه العنبري، و أبا كريب، و محمد بن سهل بن عسكر، و محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، و نصر بن علي، و مجاهد بن موسى و خلقا كثيرا أمثالهم.

روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسّال، و أحمد بن إسحاق الشّعّار (5)،و أبو بكر بن المقرئ، و عبد بن محمد بن جعفر بن حيان، و أبو علي بن شعيب الدّمشقي، و أبو بكر عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، و أبو جعفر العقيلي.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، أنا منصور بن علي بن

ص: 134


1- ضبطت عن تبصير المنتبه 1250/4 و الوافي بالوفيات 125/6-126 (بالنص).
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 142/14 و بهامشه ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
4- ضبطت عن التبصير 472/1 و الإكمال 574/2 بحاء مهملة مضمومة و آخره ياء مشددة. و ذكره.
5- في سير أعلام النبلاء 143/14 أحمد بن بندار الشعار. و انظر ترجمته في السير 61/16(42).

الحسين، و أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن - إمام جامع أصبهان، و هو أول من كتبت عنه الحديث سنة اثنتين و ثلاثمائة - نا هنّاد بن السّريّ ، نا أبو الأحوص، عن أشعث عن محمد بن عمير (1)،قال: قال أبو هريرة: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن لبستين و بيعتين؛ أن يلبس الرجل الثوب الواحد فيشتمل به و يطرح جانبيه على منكبيه، أو يحتبي بالثوب الواحد؛ و أن يقول الرجل للرجل: انبذ إليّ ثوبك و أنبذ إليك ثوبي من غير أن يقلّبا أو يتراضيا؛ و يقول: دابّتي بدابّتك، من غير أن يتراضيا أو يقلّبا[1896].

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن - إملاء سنة اثنتين و ثلاثمائة - نا هنّاد، نا أبو الأحوص، عن أشعث (2)،عن محمد بن عمير قال: قال أبو هريرة نهانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن لبستين و عن بيعتين، أن يلبس الرجل الثّوب فيشتمل به، فيطرح حاشيته على منكبيه، أو يحتبي في الثوب الواحد؛ أو يقول الرجل للرجل: انبذ إليّ ثوبك و أنبذ إليك ثوبي من غير أن يقلّبا أو يتراضيا؛ و يقول دابّتي بدابّتك من غير أن يتراضيا أو يقلّبا[1897].

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري ح.

و حدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا عبد الرحيم بن أحمد، أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال:

فمتّويه معجمة بنقطتين من فوقها قبل الواو.

و قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: أما متّويه بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها و بعد الميم تاء فهو إبراهيم بن متويه أصبهاني، حدث عنه أبو شيخ عبد اللّه بن محمد الأصبهاني.

ص: 135


1- ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب. ترجمته في تهذيب التهذيب 245/5 روى عن أبي هريرة في النهي عن لبستين و بيعتين.
2- هو أشعث بن أبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربي الكوفي، ترجمته في تهذيب التهذيب 224/1.
3- الإكمال لابن ماكولا 159/7.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي - و كان من معادن الصدق - نا المشايخ أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي السوذرجاني الأديب، و أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقري، و أبو منصور محمد بن عبد اللّه بن عبد الواحد بن (1) مندويه الشروطي - و كانوا من معادن الصدق - قالوا: نا الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق الحافظ (2)-و كان من معادن الصدق - نا أبي و عبد اللّه بن محمد بن جعفر - و كانا من معادن الصدق - قالا: نا إبراهيم بن محمد بن الحسن و كان من معادن الصدق.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني ابن مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ قال (3):إبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن أبو إسحاق الإمام يعرف بابن متّويه توفي سنة اثنتين و ثلاثمائة في جمادى الآخرة، روى عن محمد بن أبي عمر العدني، و عبد الجبار بن العلاء، و سعيد المخزومي، و ابن أبي الشوارب، و عن الشاميين و المصريين و أهل العراقين، كان من العباد و الفضلاء يصوم الدهر (4).

493 - إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال

ابن أبي الدّرداء الأنصاري، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،

أبو إسحاق

روى عن أبيه.

روى عنه محمد بن الفيض.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، نا محمد بن سليمان، نا محمد بن الفيض، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء، حدثني أبي محمد بن سليمان عن أبيه سليمان بن بلال عن أمّ

ص: 136


1- مطموسة بالأصل.
2- ذكر أخبار أصبهان 189/1.
3- ذكر أخبار أصبهان 189/1.
4- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 142/14 و تذكرة الحفاظ 740/2 و يعرف أيضا بأبّه و يعرف أيضا بابن فيرة الطيان. و بعد ذكر وفاته زاد في السير: نيّف على الثمانين رحمه اللّه.

الدّرداء، عن أبي الدّرداء، قال (1):لما دخل عمر بن الخطاب [الجابية] سأل بلال أن يقدم (2) الشام ففعل ذلك قال: و أخي أبو رويحة الذي آخى بينه و بيني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنزل (3) داريّا (4) في خولان، فأقبل هو و أخوه إلى قوم من خولان فقال لهم: قد جئناكم [خاطبين] (5)،و قد كنا كافرين فهدانا اللّه، و مملوكين، فأعتقنا اللّه، و فقيرين فأغنانا اللّه، فإن تزوجونا فالحمد للّه و إن تردونا فلا حول و لا قوة إلا باللّه، فزوّجوهما.

ثم إن بلالا رأى في منامه النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول له:«ما هذه الجفوة يا بلال ؟ أ ما آن لك أن تزورني يا بلال، فانتبه حزينا و جلا خائفا؛ فركب راحلته و قصد المدينة فأتى قبر النبي صلى اللّه عليه و سلم فجعل يبكي عنده و يمرغ وجهه عليه، و أقبل الحسن و الحسين فجعل يضمّهما و يقبّلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع آذانك الذي كنت تؤذنه لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في السحر، ففعل فعلا سطح المسجد، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال:«اللّه أكبر اللّه أكبر»، ارتجّت المدينة، فلما أن قال:«أشهد أن لا إله إلاّ اللّه» زاد تعاجيجها (6)، فلما أن قال:«أشهد أن محمدا رسول اللّه»، خرج العواتق من خدورهنّ فقالوا أبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فما رئي يوم أكثر باكيا و لا باكية بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ذلك اليوم.

قال أبو الحسن محمد بن الفيض: توفي إبراهيم بن محمد بن سليمان سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين (7).

494 - إبراهيم بن محمد بن أبي سهل

أبو إسحاق المرورّوذي (8) المقرئ

قدم دمشق و حدّث بها عن زاهر بن أحمد، و أبي الحسن أحمد بن محمد بن

ص: 137


1- الخبر في أسد الغابة 244/1 ترجمة بلال بن رباح.
2- كذا بالأصل و م، و المعنى مضطرب، و عبارة أسد الغابة:«سأله بلال أن يقره بالشام» و هي أظهر.
3- في أسد الغابة: فنزلا.
4- بالأصل «دارنا» و الصواب ما أثبت عن أسد الغابة. و داريا: قرية كبيرة من قرى غوطة دمشق.(معجم البلدان). و في م: داريا. و خولان: قبيلة عربية نزلت بمصر و الشام فحملت أنسابهم (الجمهرة:393).
5- الزيادة هنا و التي قبلها عن أسد الغابة.
6- في أسد الغابة: زادت رجتها.
7- في مختصر ابن منظور 118/4: و ثلاثمائة.
8- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى مرو الرّوذ و قد يخفف في النسبة إليها فيقال «المروذي» بلدة حسنة مبنية على وادي مرو، بينهما أربعون فرسخا.

موسى بن القاسم بن الصلت القرشي (1)،و أبي الحسين بن جميع، و أبي بكر عبد اللّه بن محمد بن هلال الحنّائي سمع منه بدمشق، و أبي محمد الحسن بن عثمان بن بكران بن جابر العطّار، و أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن علي بن الشاه المروذي.

روى عنه: عبد العزيز بن أحمد، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو عبد اللّه محمد بن علي بن عمرو المقرئ.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي سهل المرورّوذي المقرئ - قدم علينا - نا أبو علي زاهر بن أحمد السّرخسي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد البغوي، نا علي بن الجعد، نا ابن أبي ذئب عن المقبري، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كانت عنده مظلمة لأخيه، فليتحلّلها منه من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيّئات صاحبه فطرحت عليه»[1898].

أخبرناه أتم من هنا و أعلى: أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن علي بن عبد الملك بن مسعود الهروي المقرئ - ببغداد - قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال فليتحلّله اليوم قبل أن تؤخذ منه يوم لا دينار و لا درهم، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، و إن لم يكن له عمل أخذ من سيّئاته فجعلت عليه»[1899].

495 - إبراهيم بن محمد بن صالح

ابن سنان بن يحيى بن الأركون

أبو إسحاق القرشي الدمشقي (2)

مولى خالد بن الوليد، و إلى جدّه سنان تنسب قنطرة سنان بنواحي باب توما (3)، و كان الأركون قسيسا أسلم على يدي خالد بن الوليد حين فتح دمشق.

ص: 138


1- ترجمته في سير الأعلام 186/17.
2- سير أعلام النبلاء 534/15.
3- محلة شرقي دمشق، عامرة.

روى عن أبي جعفر محمد بن سليمان ابن بنت مطر البصري، و أبي زرعة الدّمشقي، و أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و الحسن بن جرير الصّوري، و أبي بكر محمد بن عمر بن نصر بن الحجّاج، و سليمان بن أيوب بن حذلم (1)،و أبي معاوية عبيد اللّه بن محمد القزي المؤدب، و عبد الرحمن بن عبد الصمد بن البرزوي، و أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، و أبي عبد الباري بن عبد الملك الجسريني (2)، و الحسن بن علي بن خلف الصّيدلاني، و أبي طالب عبد اللّه بن أحمد بن سوادة البغدادي، و أبي بكر محمد بن أحمد بن مطر الفزاري، و أبي يوسف يعقوب بن إسحاق البصري، و أحمد بن المعلّى، و زكريا بن يحيى السّجزي، و أحمد بن جمهور، و أبي محمد عبد الرحمن بن إسماعيل، و محمد بن العبّاس العطّار، و أبي يعلى حمزة بن عبد اللّه الكفر الكفربطناني (3)،و أحمد بن أبي رجاء، و أحمد بن أصرم المغفلي، و أبي قصي إسماعيل بن محمد، و جعفر بن محمد الفريابي، و أبي علي بن قيراط ، و أحمد بن محمد التّمّار، و أبي عمرو محمد بن علي بن خلف الأطروش الصرار، و محمد بن إسحاق بن الحريص، و محمد بن الحسن بن قتيبة الرّملي، و الحسن بن علي بن شهريار الرّقّي، و أبي الجارود مسعود بن محمد بن مسعود الرّملي، و أبي محمد عبد اللّه بن محمد بن سالم - ببيت المقدس - و أبي علاثة محمد بن أحمد بن عياض (4)،و أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة الكناني، و عبد الرحمن بن القاسم بن الرّوّاس، و أبي الجهم عمرو بن حازم القرشي، و أحمد بن يحيى.

روى عنه ابنه أحمد بن إبراهيم، و تمام بن محمد، و أبو عبد اللّه بن منده، و عبد الوهاب الكلابي، و الحسن بن سعيد بن الحسن القرشي، و عبد الرحمن بن عمر بن نصر، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام السّكسكي، و أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن ياسر، و كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن

ص: 139


1- بالأصل «حزلم» بالزاي، و الصواب ما أثبت عن م.
2- هذه النسبة إلى جسرين بكسر الجيم و الراء، من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى كفربطنة قرية من أعمال دمشق من الغوطة الشرقية تبعد عنها ثلاثة أميال تقريبا.
4- ترجمته في سير الأعلام 554/13.

محمد، أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح، نا أبو جعفر محمد بن سليمان، نا أبو أسامة، عن داود بن يزيد، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في قوله [تعالى]: عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً (1) فقال:«هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي»[1900].

قال: و نا أبو جعفر، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر، قال:

أهل النبي صلى اللّه عليه و سلم بحج ليس معه عمرة[1901].

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):أما سنان بنونين:

إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، أبو إسحاق الدمشقي حدّث عن أبي زرعة الدمشقي، و محمد بن بكّار العاملي، و محمد بن سليمان ابن بنت مطر الورّاق، و عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة، روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي - و نسبه إلى جده فقال: حدثنا (3) إبراهيم بن سنان - و روى عنه تمام بن محمد الرازي نزيل دمشق.

قرأت بخط أبي الحسن الشاهد و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن الأركون القرشي من موالي خالد بن الوليد، سيف اللّه، مات في سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة في شهر ربيع الآخر بقنطرة سنان.

قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: توفي إبراهيم بن سنان سنة تسع و أربعين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثني أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قال: توفي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان يوم الثلاثاء لاحدى و عشرين ليلة مضت من شهر ربيع الآخر سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة.

ص: 140


1- سورة الإسراء، الآية:79.
2- الإكمال لابن ماكولا 439/4 و 450.
3- في الإكمال: ثنا.

قال الكسائي: حدّث عن أبي زرعة بن عمرو و غيره، و كان ثقة؛ حدثنا عنه: أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن ياسر، و تمام بن محمد و غيرهما، و ذكر الميداني: أنه دفن بباب توما، قال: و كان قد نيّف على الثمانين سنة (1).

496 - إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه

أبو إسحاق القرشي التّيمي (2)

من أهل المدينة.

روى عن سعيد بن زيد، و أبي عبد الرحمن عبد اللّه بن عمر، و أبي محمد عبد اللّه بن عمرو، و ابن عباس، و أبي هريرة، و عمه عمران بن طلحة، و عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد، و سمع من عائشة.

روى عنه: سعد بن إبراهيم الزّهري، و عبد اللّه بن محمد بن عقيل، و محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، و مخرمة بن سليمان، و حبيب بن أبي ثابت، و عبد اللّه بن الحسن، و محمد بن زيد بن المهاجر، و ابن عمه طلحة بن يحيى بن طلحة.

و قدم على عبد الملك بن مروان مع الحجّاج بن يوسف، و كان قد استخصّه و استصحبه، و وفد على هشام.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المستملي، أنا أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن الأزهري، أنا أبو محمد المخلدي (3)،أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن مسلم الأسفرائيني، نا حاجب بن سليمان، نا ابن أبي روّاد، حدثناه سفيان الثوري عن عبد اللّه بن الحسن، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أريد ماله بغير حقّ فقتل [دونه] (4) فهو شهيد»[1902].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (5)،نا وكيع عن سفيان، عن عبد اللّه بن الحسن، عن

ص: 141


1- ذكر وفاته في السير و تذكرة الحفّاظ سنة 349 و في موضع في التذكرة 896/3 ذكر وفاته سنة 344.
2- سير أعلام النبلاء 562/4 و بحاشيتها انظر ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.
3- اسمه الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي، ترجمته في سير الأعلام 539/16(315).
4- زيادة عن مختصر ابن منظور 120/4.
5- مسند أحمد 194/2 و بسند آخر عن أبي هريرة 324/2.

خاله إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أريد ماله بغير حق فقتل [دونه] (1) فهو شهيد»[1903].

أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو بشر يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، نا ابن أبي ذئب، عن محمد بن زيد بن قنفذ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه، عن سعيد بن زيد قال: أراد مروان أن يأخذ أرضه فأبى عليه و قال: إن أتوني قاتلتهم سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قتل دون ماله فهو شهيد»[1904].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، نا سعيد بن عفير، نا نافع بن يزيد، عن أبي عقيل أنه سمع سعيد بن المسيّب أنه كان هو قاعد و عروة بن الزبير و إبراهيم بن محمد بن طلحة، فقال سعيد بن المسيّب: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: صلاة الوسطى هي صلاة العصر، فمرّ بنا عبد اللّه بن عمر، فقال عروة: ارسلوا إلى ابن عمر فاسألوه، فأرسلنا إليه غلاما فسأله، فجاءنا الرسول فقال: هي صلاة الظهر، فشككنا في قول الغلام، فقمنا جميعا فسألناه فقال: هي الظهر، و هذا يدل على سماع إبراهيم من ابن عمر.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - فيما ناولني إياه، و قرأ عليّ إسناده و قال: أروه عني - أنا أبو علي محمد بن الحسن الجازري، أنا المعافا بن زكريا، نا محمد بن أبي الأزهر، نا الزّبير بن بكّار، قال: و حدثني محمد بن يحيى، حدثني عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزّهري قال (2):لما ولي الحجّاج بن يوسف الحرمين بعد قتل عبد اللّه بن الزّبير استخصّ (3) إبراهيم بن طلحة بن عبيد اللّه و قرّبه في المنزلة، فلم يزل على حالته عنده حتى خرج إلى

ص: 142


1- زيادة عن مسند أحمد 194/2.
2- سير أعلام النبلاء 563/4 العقد الفريد 78/2.
3- في العقد الفريد: استخلص.

عبد الملك زائرا له، فخرج معه فعادله (1) لا يترك في برّه و إجلاله و تعظيمه شيئا، فلما حضر باب عبد الملك حضر به معه، فدخل على عبد الملك فلم يبدأ بشيء بعد السّلام، إلاّ أن قال: قدمت عليك - يا أمير المؤمنين - برجل الحجاز لم أدع له - و اللّه - فيها نظيرا في كمال المروءة و الأدب، و الديانة و الستر، و حسن المذهب، و الطاعة و النصيحة، مع القرابة و وجوب (2) الحقّ إبراهيم بن طلحة بن عبيد اللّه، و قد أحضرته بابك ليسهل عليك إذنك و تلقاه ببشرك و تفعل به ما تفعل بمثله ممن كانت مذاهبه مثل مذاهبه.

فقال عبد الملك: ذكّرتنا حقا واجبا، و رحما قريبة؛ يا غلام ائذن لإبراهيم بن طلحة.

فلما دخل عليه قرّبه حتى أجلسه على فرشه، ثم قال له: يا ابن طلحة، إن أبا محمد أذكرنا ما لم نزل نعرفك به من الفضل و الأدب، و حسن المذهب، مع قرابة الرحم و وجوب الحق، فلا تدعنّ حاجة في خاصّ أمرك و لا عامّ إلاّ ذكرتها؛ قال: يا أمير المؤمنين، إن أولى الأمور أن يفتتح بها الحوائج، و يرجى بها الزّلف، ما كان للّه عز و جل رضى و لحقّ نبيه صلى اللّه عليه و سلم أداء، و لك فيه و لجماعة المسلمين نصيحة، و إن عندي نصيحة لا أجد بدّا من ذكرها، و لا يكون البوح بها إلاّ و أنا خال، فأخلني ترد عليك نصيحتي؛ قال: دون أبي محمد؟ قال: نعم، قال: قم يا حجّاج، فلما جاوز (3) الستر قال: قل يا ابن طلحة نصيحتك، قال: اللّه، يا أمير المؤمنين ؟ قال: اللّه قال: إنك عمدت إلى الحجّاج مع تغطرسه و تعترسه و تعجرفه لبعده من الحقّ و ركونه إلى الباطل، فولّيته الحرمين و فيهما من فيهما، و بهما من بهما من المهاجرين و الأنصار، و الموالي المنتسبة [إلى] (4) الأخيار أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبناء الصحابة، يسومهم الخسف، و يقودهم بالعسف (5) و يحكم فيهم بغير السّنّة، و يطؤهم بطغام من أهل الشام، و رعاع لا روية لهم في إقامة حقّ و لا إزاحة باطل، ثم ظننت أن ذلك فيما بينك و بين اللّه ينجيك، و فيما بينك

ص: 143


1- العقد الفريد: معادله، لا يقصر له في برّ و لا إعظام.
2- العقد الفريد: مع قرابة الرحم و وجوب الحق و عظم قدر الأبوة، و ما بلوت منه في الطاعة و النصيحة و حسن المؤازرة.
3- في العقد الفريد: خطرف.
4- الزيادة عن مختصر ابن منظور، و في العقد: الموالي الأخيار.
5- في المختصر: بالعنف.

و بين رسول اللّه [صلى اللّه عليه و سلم] يخلصك إذا جاثاك (1) للخصومة في أمّته، أما و اللّه لا تنجو هناك إلاّ بحجة تضمن لك النجاة، فأفق (2) على نفسك أو دع، فقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلّكم راع و كلّكم مسئول عن رعيّته»[1905].

فاستوى عبد الملك جالسا - و كان متكئا - فقال: كذبت - لعمر اللّه - و مقت (3)و لؤمت في ما جئت به. قد ظنّ بك الحجّاج ما لم يجده فيك، و ربما ظنّ الخير بغير أهله، قم فأنت الكاذب المائن الحاسد، قال: فقمت - و اللّه - ما أبصر طريقا، فلما خلّفت الستر لحقني لا حق من قبله، فقال للحاجب: احبس هذا،[و] (4) أدخل أبا محمد الحجّاج؛ فلبثت مليا لا أشك أنهما في أمري، ثم خرج الآذن فقال: قم يا ابن طلحة فادخل، فلما كشف لي السّتر لقيني الحجّاج و أنا داخل و هو خارج فاعتقني و قبّل ما بين عينيّ ثم قال: إذا جزى اللّه المتآخيين [خيرا] (5) بفضل تواصلهما، فجزاك اللّه أفضل ما جزى به أخا، فو اللّه لئن سلمت لك لأرفعنّ ناظرك، و لأعلينّ كعبك، و لأتبعنّ الرجال غبار قدميك؛ قال: فقلت: يهزأ بي.

فلما وصلت إلى عبد الملك أدناني حتى أجلسني في مجلسي الأول، ثم قال: يا ابن طلحة، لعل أحدا من الناس شاركك في نصيحتك ؟ قال: قلت: لا و اللّه، و لا أعلم أحدا كان أظهر عندي معروفا، و لا أوضح (6) يدا من الحجّاج، و لو كنت محابيا أحدا بديني لكان هو، و لكني آثرت اللّه و رسوله صلى اللّه عليه و سلم و المسلمين؛ فقال: قد علمت أنك آثرت اللّه عز و جل و رسوله، و لو أردت الدنيا لكان لك في الحجّاج أمل، و قد أزلت الحجّاج عن الحرمين لما كرهت من ولايته عليهما، و أعلمته أنك استنزلتني له عنهما استصغارا (7) لهما، و ولّيته العراقين لما هناك من الأمور التي لا يرخصها (8) إلاّ مثله،

ص: 144


1- المجاثاة للخصومة أن يجلس كلّ على ركبتيه مستوفزا.
2- العقد:«فاربع على نفسك».
3- أي حمقت.
4- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
5- الزيادة عن العقد الفريد.
6- في العقد الفريد: أنصع.
7- العقد: استقلالا لهما.
8- العقد: لا يدحضها.

و أعلمته أنك استدعيتني إلى التولية له عليهما استزادة له ليلزمه من ذمامك ما يؤدّي به عني إليك أجر نصيحتك، فاخرج معه فإنك غير ذامّ صحبته مع تفريطه، إيّاك و يدك عنده.

قال فخرجت على هذه (1) الجملة.

قوله إبراهيم بن طلحة نسبه إلى جده، و قد روى هذه الحكاية بعينها عبد اللّه بن أبي سعيد الورّاق، عن عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن سعد المدني عن عمر بن عبد العزيز الزّهري، و قال: إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه، و هو الصواب.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي، نا الزّبير بن بكّار، حدثني إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن مهران، قال: وفد إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه على هشام بن عبد الملك و قد قام هشام فقام إليه الحاجب فقال: قد قام أصلحك اللّه، فقال:

اللّهمّ غلقت دونه الأبواب و قام بعذره الحجّاب؛ فبلغ ذلك هشاما فأذن له و كلّمه و وقف على ما قال و أغلظ له، و قال: يا لحان، فقال إبراهيم: أما و اللّه ما أعدو في ذلك أن أحكيك، فقال له هشام: أما و اللّه لئن قلت ذاك ما وجدت لها طلاوة بعد أمير المؤمنين سليمان، فقال له إبراهيم: و أنا و اللّه ما وجدت لها موضعا بعد بني تماضر من بني عبد اللّه بن الزبير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو محمد يوسف بن رباح، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمد بن أحمد الدّولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - إجازة و اللفظ له - و حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم بن النّرسي قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن

ص: 145


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور.

عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (1):إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التّيمي سمع عائشة. و قال إسحاق، نا يحيى بن بكير (2):كنيته أبو إسحاق.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه سمع عائشة و عمّه عمر بن طلحة، و أبا هريرة. روى عنه عبد اللّه بن محمد بن عقيل و مخرمة (3) بن سليمان، و محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه عن عائشة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا الحسين بن جعفر، و أحمد بن محمد العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه، حدثني أبي أحمد بن عبد اللّه قال (4):إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه: مدني، تابعي، ثقة، رجل صالح.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرحمن بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (5):إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التّيمي روى عن عبد اللّه بن عمرو، و عن عمّه

ص: 146


1- التاريخ الكبير 1/قسم 315/1-316.
2- ضبطت عن تقريب التهذيب.
3- ضبطت عن التبصير 1266/4 و في المغني: بفتح فسكون ففتح.
4- تاريخ الثقات ص 54 ترجمة 35.
5- الجرح و التعديل 1/قسم 124/1.

عمران بن طلحة، روى عنه سعد بن إبراهيم، و عبد اللّه بن محمد بن عقيل، و طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد: روى عن عمر بن الخطاب أنه قال: لأمنعنّ فروج ذوات الأنساب (1) إلاّ من الأكفّاء، روى عنه حبيب بن أبي ثابت.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: و من ولد محمد بن طلحة بن عبيد اللّه إبراهيم بن محمد، استعمله عبد اللّه بن الزبير على خراج الكوفة، و كان يقال له:«أسد الحجاز»، و بقي حتى أدرك هشاما (2).

قال: فأخبرني عمي مصعب بن عبد اللّه (3):أن هشاما قدم حاجّا (4) فتظلّم من عبد الملك بن مروان في دار آل علقمة (5) التي بين الصّفا و المروة (6)،و كان لآل طلحة شيء منها، فأخذه نافع بن علقمة الكنانيّ ، و هو خال مروان بن الحكم، و كان عاملا لعبد الملك بن مروان على مكة، فلم ينصفهم عبد الملك من نافع بن علقمة، و قال له هشام: أ لم تكن ذكرت ذلك لأمير المؤمنين عبد الملك ؟ قال: بلى، و ترك الحقّ و هو يعرفه، قال: فما صنع الوليد؟ قال: اتّبع أثر أبيه، و قال ما قال القوم الظالمون إِنّٰا وَجَدْنٰا آبٰاءَنٰا عَلىٰ أُمَّةٍ وَ إِنّٰا عَلىٰ آثٰارِهِمْ مُقْتَدُونَ (7) قال: فما فعل فيها سليمان ؟ قال: لا قفي و لا سيري، قال: فما فعل فيها عمر بن العزيز؟ قال: ردّها، يرحمه اللّه، قال:

فاستشاط هشام غضبا، و كان إذا غضب بدت حولته، و دخلت عينه في حجاجه، ثم أقبل عليه فقال: أما و اللّه أيّها الشّيخ، لو كان فيك مضرب لأحسنت أدبك! قال إبراهيم: فهو

ص: 147


1- في الجرح و التعديل: الأحساب.
2- الخبر في تهذيب التهذيب 100/1 نقلا عن مصعب الزبيري. و الخبر في نسب قريش لمصعب الزبيري ص 283.
3- انظر نسب قريش ص 283.
4- في نسب قريش: فدخل عليه حين قدم هشام حاجّا.
5- في ياقوت: دار علقمة: بمكة تنسب إلى طارق بن المعقل، و هو علقمة بن عريج بن جذيمة بن مالك بن سعد بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة (معجم البلدان).
6- الصفا و المروة: جبلان بين بطحاء مكة و المسجد،(معجم البلدان).
7- سورة الزخرف، الآية:23.

و اللّه فيّ الدين و الحسب، لا يبعدنّ الحقّ و أهله، ليكوننّ لهذا نحت (1) بعد اليوم.

قال: و حدثني مصعب بن عثمان بما جرى بين إبراهيم بن محمد و هشام بن عبد الملك في هذه القصة، و اختلفا في بعض الخبر.

ثم طلب ولد إبراهيم بن محمد في حقّهم من الدار إلى أمير المؤمنين الرشيد، و جاءوا ببينة تشهد لهم على حقّهم من هذه الدار. فردّها على ولد طلحة، و أمر قاضيه وهب بن وهب بن كبير بن عبد اللّه بن زمعة، أن يكتب لهم به سجلاّ، ففعل.

قال عمي مصعب بن عبد اللّه (2):فكنت فيمن شهد على قضاء أبي البختريّ وهب بن وهب فردّها عليهم، و كان القائم لولد طلحة فيها محمد بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه، ثم اشتراها أمير المؤمنين هارون من عدّة من ولد طلحة، و كتب الشراء عليهم (3) و قبضها، فلم يزل في القبض حتى قدم أمير المؤمنين المأمون من خراسان، فقدم عليه ولد نافع بن علقمة فردّها عليهم.

قال: و حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم قال: دخل إبراهيم بن محمد بن طلحة على هشام بن عبد الملك فكلّمه بشيء لحن فيه، فردّ عليه إبراهيم الجواب ملحونا، فقال له هشام: أ تكلّمني و أنت تلحن ؟ فقال له إبراهيم: ما عدوت أن رددت عليك نحو كلامك، فقال هشام: إن تقل ذلك، فما وجدت للعربية طلاوة بعد أمير المؤمنين سليمان، فقال له إبراهيم: و أنا ما وجدت لها طلاوة بعد بني تماضر من بني عبد اللّه بن الزبير (4).

و مما هاج هشاما على أن يقول ما قال لإبراهيم: أن إبراهيم طلب الإذن عليه، فأبطأ ذلك، فقال له على الباب رافعا صوته: اللّهمّ غلّقت دونه الأبواب، و قام بعذره الحجّاب، فبلغ ذلك هشاما فأغضبه.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه،

ص: 148


1- عن نسب قصير و بالأصل «بحث».
2- نسب قريش ص 284.
3- زيد في نسب قريش: فلم يعطهم لها ثمنا.
4- تقدم الخبر قريبا أثناء الترجمة.

أنا أحمد بن معروف الخشّاب، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (1):فولد محمد بن طلحة إبراهيم الأعرج، و كان شريفا صارما ولاّه عبد اللّه بن الزّبير بن العوّام خراج العراق، و سليمان بن محمد، و به كان يكنّى، و داود، و أمّ القاسم، و أمّهم خولة بنت منظور بن زبّان بن سيّار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة.

قال: و أنا ابن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي.

الحارث بن أبي أسامة، قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و كان إبراهيم أخو حسن بن حسن بن علي لأمه، و كان أعرج و كان شريفا صارما و كان يسمى أسد قريش و أسد الحجاز، و كانت له عارضة و نفس شريفة، و إقدام بالكلام بالحق عند الأمراء و الخلفاء، و كان قليل الحديث، و قد روى إبراهيم بن محمد عن أبي هريرة، و ابن عمر، و ابن عباس.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذّهلي، و أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو تغلب (2) عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي (3)،نا أبو الفرج المعافا بن زكريا الجريري (4)،نا محمد بن يزيد، نا الزبير بن بكّار، عن أبي سعد بن بشير قال: سمعت إبراهيم بن هرمة يقول: أردت لا بني البناء على أهله، و خروجا إلى باديتي، و مرمّة الشتاء، ففكّرت في قريش، فلم أذكر غير إبراهيم بن طلحة، فخرجت إليه في مال له بين شرقي المدينة و غربيّها، و قد هيأت له شعرا، فلما جئته قال لبنيه:

قوموا إلى عمّكم فأنزلوه، فقاموا فأنزلوني عن دابّتي، فسلّمت عليه و جلست معه أحدّثه، فلما اطمأنّ بي المجلس قلت له: أردت الخروج إلى باديتي، و حضر الشتاء و مئونته، و أردت أن أجمع على ابني أهله، و كانت الأشياء متعذّرة، فتفكّرت في قومي فلم أذكر سواك، و قد هيّأت لك من الشعر ما أحبّ أن تسمعه، فقال: بحقّي عليك إن أنشدتني

ص: 149


1- طبقات ابن سعد 52/5.
2- بالأصل «أبو ثعلب» و المثبت عن م، و انظر الأنساب «الملحمي».
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى الملحم و هي ثياب تنسج بمرو من الابريسم قديما و جماعة اشتهروا بهذه النسبة و ترجم له في الأنساب.
4- ضبطت عن الأنساب بفتح الجيم.

شعرا، ففي قرابتك و رحمك و واجب حقّك، ما توصل به رحمك و تقضى به حوائجك، فانصرف إلى باديتك و اعذرني فيما يأتيك مني.

قال: فخرجت إلى باديتي، فإني لجالس بعد أيام إذا بشويهات تتسائل يتبع بعضها بعضا، فأعجبني حسنها، فما زالت تتسائل حتى افترش الوادي منها، و إذا فيها غلامان أسودان، و إذا إنسان على دابّة يحمل بين يديه رزمة، فلما جاءني ثنى رجله، و قال:

أرسلني إليك إبراهيم بن طلحة و هذه ثلاثمائة شاة من غنمه و هذان راعيان، و هذه أربعون ثوبا، و مائتا دينار و هو يسألك أن تعذره.

و أخبرنا بهذه الحكاية أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن الموحد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالوا: أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا علي بن عمر الدارقطني، نا الحسين بن إسماعيل القاضي حدثني عبد اللّه بن أبي سعد، نا عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن سعد المدني، حدثني أبو سعيد بن بشير حدّثني إبراهيم بن هرمة قال: أردت البناء على ابني، و خروجا إلى باديتي - و كان يخرج إلى العقيق (1) في كل سنة - و مرمّة الشتاء فتذكرت في قريش فلم أذكر إلاّ إبراهيم بن محمد بن طلحة، فخرجت إليه في مال له بين شرقي المدينة و غربيّها مما يلي أحدا فقال له رحيه (2) و قد هيأت له شعرا فلما جئته قال لبنيه: قوموا إلى عمّكم، فقاموا إليّ حتى أنزلوني عن دابّتي فسلّمت عليه و جلست أتحدّث معه، و رحّب بي و بشّ إليّ ، فقلت له حيث اطمأن بي المجلس: أردت البادية و حضر الشتاء و مئونته و أردت أن أجمع على ابني أهله، و كانت الأشياء متعذرة فتذكرت في قومي فلم أذكر إلاّ أنت، و قد هيأت لك ما أحبّ أن تسمعه، فقال: بحقّي عليك أن تسمعني شعرا في قرابتي و رحمك و واجب حقّك ما توصل به رحمك و تقضى به حاجتك، فامض إلى باديتك، و اعذرني، فيما يأتيك مني فلما قال، انصرفت، مضيت إلى باديتي بالعقيق فإني ليوما جالس بعد أيام إذ نظرت إلى شويهات تتسائل يتبع بعضها بعضا، فأعجبني ما رأيت من حسنها فما زالت تتسائل حتى انغرست في الوادي و إذا غلامان أسودان فيهما، و إنسان راكب على بغل يحمل بين يديه رزمة حتى جاءني يثني رجله ثم قال: أرسلني إليك أخوك

ص: 150


1- العقيق: واد عليه أموال أهل المدينة، و هو على ثلاثة أميال أو ميلين (معجم البلدان).
2- كذا.

إبراهيم بن محمد بن طلحة هذه ثلاثمائة شاة من غنمه، و هذان راعيان، و هذه أربعون ثوبا و مائتا دينار، و هو يسألك أن تعذره.

قال: و نا القاضي الحسين بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن أبي سعد حدثني عمر بن شبّة (1)،نا عبيد اللّه بن محمد قال: سمعت أبي يقول: لما مات حسن بن حسن فحمل اعترض غرماؤه لسريره، فقال إبراهيم بن محمد بن طلحة: عليّ دينه فحمله و هو أربعون ألفا و كان رجلا مسيكا فإذا حزبه أمر جادله.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان (2)،و حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم البزاز، و محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، نا ابن شبّة - يعني عمر - نا ابن عائشة قال: سمعت أبي يقول: كتب عبد العزيز بن مروان إلى ابنه عمر أن تزوّج بنت إبراهيم بن محمد بن طلحة، قال:

فتزوّجها، و كتب بذلك إلى أبيه، فكتب إليه تزوّج بنت عمها و أنت أنت، قال: فخطب إلى عمر بن عبيد اللّه بن معمر بنته فزوّجه.

قال: فكان إبراهيم يدخل بين الخصوم، فقال عمر لبنته قولي لأبيك يكفّ عن الدخول بينهم، فكان لا يكفّ عن ذلك، قال: فدخل على ابنته، فقال: كيف ترين بعلك ؟ قالت: بخير، قال: و كيف عيشك ؟ قالت: تأتيني مائدة غدوة أصيب منها أنا و من حضرني، و أخرى عشيّة أصيب منها أنا و من حضرني، قال: أ و ما لك خزانة تعوّلين عليها إن ألمّ بك ملمّ بأضعاف ذلك ؟ قالت: لا، فأرسل إليها ما يحمله الرّجال أوّلهم عندها و آخرهم في السّوق، فسأل عمر عن ذلك فأخبر به، فملأ خزانتها بعد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن

ص: 151


1- ترجمته في سير الأعلام 369/12 و ضبطت شبة عن التبصير 77/2.
2- ترجمته في السير 255/19(158).

سعد، أنا محمد بن عمر، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، قال: حج هشام بن عبد الملك و هو خليفة و خرج إبراهيم بن محمد بن طلحة تلك السنة فوافاه بمكة فجلس لهشام على الحجر و طاف هشام بالبيت فلما مرّ بإبراهيم صاح به إبراهيم: أنشدك اللّه في ظلامتي، قال: و ما ظلامتك ؟ قال: دار لي مقبوضة، قال: فأين كنت عن أمير المؤمنين عبد الملك ؟ قال: ظلمني و اللّه، قال: فأين كنت عن الوليد؟ قال: ظلمني و اللّه، قال:

فأين كنت عن سليمان ؟ قال: ظلمني و اللّه، قال: فأين كنت عن عمر بن عبد العزيز قال:

رحمه اللّه ردّها عليّ ، فلما ولي يزيد بن عبد الملك قبضها و هي اليوم في يدي وكلائك ظلما، قال: أما و اللّه لو كان فيك ضرب لأوجعتك، قال: فيّ و اللّه ضرب للسّوط و السّيف قال: فمضى هشام و تركه، ثم دعا الأبرش الكلبي و كان خاصّا به فقال: يا أبرش كيف ترى هذا اللسان ؟ هذا لسان قريش لا لسان كلب، إن قريشا لا يزال فيهم بقية ما كان فيهم مثل هذا.

قال: و أنا محمد بن عمر، نا عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: جاء كتاب هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن هشام المخزومي و هو عامله على المدينة أن يحط فرض آل صهيب بن سنان إلى فرض الموالي، ففزعوا إلى إبراهيم بن محمد بن طلحة و هو عريف بني تيم و رأسها فقال: سأجهد في ذلك و لا أتركه، فشكروا له و جزوه خيرا.

قال: و كان إبراهيم بن هشام يركب كلّ يوم سبت إلى قباء (1) قال: فجلس إبراهيم بن محمد بن طلحة على باب دار طلحة بن عبد اللّه بن عون بالبلاط (2)،و أقبل إبراهيم بن هشام، فنهض إليه إبراهيم بن محمد فأخذ بمعرفة (3) دابّته فقال: أصلح اللّه الأمير، حلفائي ولد صهيب (4)،و صهيب من الإسلام بالمكان الذي هو به؛ قال: فما أصنع ؟ جاء كتاب أمير المؤمنين فيهم، و اللّه لو جاءك لم تجد بدا من إنفاذه، فقال:

ص: 152


1- قباء قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة (معجم البلدان).
2- البلاط : يروى بكسر الباء و فتحها، و هو في مواضع، منها: موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بين سوق المدينة (معجم البلدان).
3- المعرفة بالفتح، منبت عرف الفرس من الناصية إلى المنسج، و قيل: هو اللحم الذي ينبت عليه العرف (اللسان).
4- هو صهيب الرومي بن سنان بن النمر بن قاسط ، ترجمته في سير الأعلام 17/2(4).

و اللّه، إن أردت أن تحسن فعلت، و ما يردّ أمير المؤمنين قولك، و إنك لوالد، فافعل في ذلك ما تعرف، فقال: ما لك عندي إلاّ ما قلت لك! فقال إبراهيم بن محمد: واحدة أقولها لك، و اللّه لا يأخذ رجل من بني تيم درهما حتى يأخذ آل صهيب قال: فأجابه و اللّه إبراهيم بن هشام إلى ما أراد، و انصرف إبراهيم بن محمد، فأقبل إبراهيم بن هشام على أبي عبيدة بن محمد بن عمار - و هو معه - فقال: لا يزال في قريش عزّ ما بقي هذا، فإذا مات هذا ذلّت قريش.

قال: و أنا محمد بن عمر بن عبد الرّحمن بن أبي الزناد قال: أمر لأهل المدينة بالعطاء في خلافة هشام بن عبد الملك، فلم يتمّ من الفيء فأمر هشام أن يتمّ من صدقات اليمامة، فحمل إليهم، و بلغ ذلك إبراهيم بن محمد بن طلحة، فقال: و اللّه لا نأخذ عطاءنا من صدقات الناس و أوساخهم، حتى نأخذه من الفيء، و قدمت الإبل تحمل ذلك المال، فخرج إليهم، و أهل المدينة فجعلوا يردون الإبل و يضربون وجوهها بأكمّتهم [و يقولون:] (1) و اللّه لا يدخلها و فيها درهم من الصدقة، فردّت الإبل، و بلغ هشام بن عبد الملك، فأمر أن تصرف عنهم الصدقة، و أن يحمل إليهم تمام عطائهم من الفيء.

قال: و أنا محمد بن عمر، أنا ابن أبي ذئب قال: حضرت إبراهيم بن محمد بن طلحة و مات بمنى أو ليلة جمع، فدفن أسفل العقبة و هو محرم، فرأيت وجهه و رأسه مكشوفا فسألت فقالوا: أمر بذلك فمرّ به عبد اللّه بن واقد بن عبد اللّه بن عمر و أنا انظر فخمر وجهه و رأسه كما فعل بأبيه و مر به عبد المطلب بن عبد اللّه بن حنطب فكشف عن وجهه و رأسه كما فعل بعبد اللّه بن الوليد المخزومي فدفن على ذلك.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا عبد العزيز علي الأزجي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن جمّة (2)الخلاّل، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال:

سمعت علي بن المديني يقول: كان إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه أعرج، و كانت وفاته بالمدينة سنة عشرين و مائة (3).

ص: 153


1- زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور، و هي مستدركة أيضا فيه بين معكوفتين.
2- ضبطت بالفتح و تثقيل الميم عن تبصير المنتبه 462/1 و ذكره بإسقاط «أحمد» من عامود نسبه.
3- كذا و نقل ابن حجر عن ابن المديني في تهذيب التهذيب أنه مات سنة 110 ه .

هذا وهم فإن إبراهيم مات سنة عشر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسن ح.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور الكيلي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي، نا شباب (1) قال: إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه، أمّه خولة بنت منظور بن زبّان بن سيّار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمح - و صوابه سمي بن مازن بن فزارة بن بغيص - توفي سنة عشر و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة بن خيّاط قال: و فيها - يعني سنة عشر و مائة - مات إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن الحسن بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو عمرو بن السمّاك، أنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: مات إبراهيم بن محمد بن طلحة سنة عشر و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أن أبا محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري حدّثهم قال: دفع إليّ أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة كتابه و أخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي عبيد القاسم بن سلاّم و أنه سمعه من أبيه محمد بن المغيرة و أن أباه قرأه على أبي عبيد قال [أبو] (3) محمد فنسخته [و قرأته عليه حدثني أبي حدثني أبو عبيد قال: سنة عشر و مائة، توفي فيها إبراهيم بن محمد بن طلحة] (4).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمد بن

ص: 154


1- يعني خليفة بن خياط العصفري.
2- تاريخ خليفة ص 340.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانب العبارة كلمة صح.

يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد، قال: في الطبقة الثالثة من أهل المدينة إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان التّيمي، و كان أعرج سمع أبا هريرة و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و مات بالمدينة سنة عشر و مائة.

497 - إبراهيم بن محمد المهديّ بن عبد اللّه المنصور

ابن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب،

أبو إسحاق، المعروف بابن شكلة الهاشميّ (1)

ولاه أخوه الرشيد إمرة دمشق، فقدمها ثم عزله عنها و ولاّها غيره، ثم أعاد إبراهيم إلى ولايتها.

حدّث عن المبارك بن فضالة، و حمّاد بن يحيى الأبحّ .

روى عنه ابنه هبة اللّه بن إبراهيم بن المهدي، و حميد بن فروة، و أحمد بن الهيثم و ولي إمرة الحجّ .

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو معشر موسى بن محمد الماليني، نا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن سعيد، نا محمد بن حميد بن فروة، حدثني أبي حميد بن فروة، قال: لما استقرت للمأمون الخلافة دعا إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة (2) فوقف بين يديه فقال (3):يا إبراهيم أنت المتوثب علينا تدّعي الخلافة ؟ فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين أنت وليّ الثأر، و المحكّم في القصاص، و العفو أقرب للتّقوى، و قد جعلك اللّه فوق كلّ ذي ذنب (4)،كما جعل كلّ ذي ذنب دونك، فإن أخذت أخذت بحقّ ، و إن عفوت عفوت بفضل، و لقد حضرت أبي، و هو جدّك، و أتى برجل، و كان جرمه أعظم من جرمي، فأمر الخليفة بقتله، و عنده المبارك بن فضالة، فقال المبارك: إن رأى أمير المؤمنين أن يتأنّى

ص: 155


1- سير أعلام النبلاء 557/10 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- ضبطت عن وفيات الأعيان بفتح الشين و كسرها 37/1 و في القاموس بالقلم بفتح أوله.
3- الخبر في تاريخ بغداد 145/6 و مختصر ابن منظور 126/4 و الأغاني 116/10 باختصار و اختلاف الرواية.
4- تاريخ بغداد: عفو.

في أمر هذا الرّجل حتى أحدّثه بحديث سمعته من الحسن؛ قال: إيه يا مبارك، فقال:

حدّثنا الحسن عن عمران بن حصين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا كان يوم الجمعة نادى مناد من بطنان العرش: ألا ليقومنّ العافون من الخلفاء إلى أكرم الجزاء، فلا يقوم إلاّ من عفا»[1906].

فقال الخليفة: إيها يا مبارك قد قبلت الحديث بقبوله و عفوت عنه. يعني فقال المأمون: و قد قبلت الحديث بقبوله و عفوت عنك هاهنا يا عمّ هاهنا يا عمّ .

رواه الخطيب أبو بكر في تاريخ بغداد عن محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي عبد اللّه الحافظ .

كتب إليّ أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي و حدثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الحصني (1) عنه، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي، نا إسماعيل بن سعيد بن سويد الشاهد - قراءة عليه - نا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، نا أحمد بن الهيثم، نا إبراهيم بن المهدي، نا حمّاد الأبحّ عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من نوقش الحساب عذّب»[1907].

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو الطّيّب محمد بن حميد بن سليمان الكلابي، نا جعفر بن علي بن سهل البغدادي، نا محمد بن عبد الرّحمن أبو بكر الخطيب، نا علي بن المغيرة الأثرم، نا أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي، قال: كان سبب ولايتي دمشق أن الهادي زوّجني أمّ محمد بنت صالح بن المنصور و أمّها أم عبد اللّه ابنة عيسى بن علي بن عبد اللّه بن العباس، و كان لي سبع سنين، ثم إنّي قبل انسلاخ اثنتي عشرة سنة من مولدي أدركت، فاستحثتني أم عبد اللّه ابنة عيسى بن علي على الابتناء بأمّ محمد ابنة صالح، فاستأذنت الرشيد في ذلك فأعلمني أن العباسة أخته، قد شهدت عليك أنّك حلفت يمينا بطلاقها لحقك فيها الحنث.

قال إبراهيم: و كانت البلية في هذا الباب أن الرشيد رغب في تزويج أم محمد و أراد مني أن أطلّقها، فامتنعت عليه من طلاقها فتغير عليّ في الخاصة و لم يقصّر بي في

ص: 156


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى حصن ترجم له في الوافي بالوفيات 344/5 و فيه: المعروف بالحصني. توفي في صفر سنة 561 بدمشق.

العامة، فلم أزل في جفوة منه في الخاصّة، و سوء رأي، و يتأدى إليّ عنه أشياء، و أشاهد بما يظهر منه إليّ أن استتممت ست عشرة (1) سنة، و صح عندي رغبة أم محمد في الرشيد، و علمت أنها لا تصلح لي فطلّقتها فلم يكن بين تطليقي إيّاها و بين ابتناء الرشيد بها إلاّ مقدار العدّة ثم رجع لي الرشيد إلى ما كنت أعهده من برّه و لطفه قبل ذلك.

و حدثني إبراهيم بن المهدي أن تطليقه أم محمد ابنة صالح بن المنصور و عقد الرشيد نكاحها لنفسه بعده، أسكنا قلبه غمرا (2) على الرّشيد خامره. فكان لا يستحسن له حسنا، و لا يشكر له فعلا جميلا يأتيه إليه، و كان الرشيد قد تبيّن ذلك منه، فكانت تعطفه عليه الرّحم، و يصلح ذلك له جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك، إلى أن دخل إبراهيم في سنة ثماني عشرة سنة من مولده.

فلما دخل في أول السنّة رأى فيما يرى النائم في ليلة سبت - قد كان يريد بالغلس الركوب إلى الرّشيد إلى الحلبة في صبيحتها بقصره في ظهر الرافقة - فيما يرى النائم المهديّ في النوم، فكأنه قال له: كيف حالك يا إبراهيم ؟ فأجابه و كيف يكون حال من خليفتك عليه هارون إلاّ شرّ حال، ظلمني حقّي من ميراثك، و قطع رحمي، و لم يحفظني لك، و استنزلني عن ابنة عمّي، فكأنه يقول لي لقد اضطغنت عليه أشياء، أقلّ منها يضغن، و شرّ من قطيعة الرحم الاضطغان على ذوي الأرحام، فما تحبّ الآن أن أفعل به ؟ فقلت: تدعو اللّه عليه! فكأنه تبسّم من قولي، ثم قال: اللّهمّ أصلح ابني هارون، اللّهمّ أصلح عبدك هارون.

قال إبراهيم: فكأني حزنت من دعائه له بالصلاح، فبكيت، و قلت: يا أمير المؤمنين أسألك أن تدعو اللّه عليه، فتدعو له ؟ قال: فكأنه يقول لي: إنما ينبغي للعبد أن يدعو بما ينتفع به، و يرجو فيه الإجابة، و إن دعوت اللّه عليه فاستجاب لي، لم ينفعك ذلك، و قد دعوت اللّه له بالصلاح، و إن استجيب دعائي بصلاحه، صلح لك، فانتفعت به ثم ولّى عني، ثم التفت إليّ فقال لي: قد استجيبت الدعوة، و هو قاض عنك دينك،

ص: 157


1- بالأصل: ستة عشر.
2- الغمر: الحقد (القاموس).

و مولّيك جند دمشق، و موسّع عليك في الرّزق، فاتق اللّه يا إبراهيم فيمن تتقلد أمره.

قال: فكأني أقول له - و أنا أدير السّبّابة من يدي اليمنى - دمشق دمشق دمشق، قال: فكأنه يقول لي: حركت مسبّحة يدك اليمنى، و قلت: دمشق دمشق دمشق تكرّرها استقلالا لها! إنها دنيا يا بنيّ ، و كل ما قلّ حظك منها كان أجدى عليك في آخرتك.

و انتبهت مرعوبا، فاغتسلت و لبست ثيابي، و ركبت إلى الرشيد، إلى قصر الخشب بالرّافقة، و كنت لا أحجب عنه إذا لم يكن عنده حرمه، فسألت عند موافاتي القصر عن خبره فأخبرت أنه يتهيأ للصّلاة، فلما صرت إلى الرّواق الذي هو جالس فيه، قال لي مسرور الكبير: اجلس بأبي أنت، لا تدخل على أمير المؤمنين فإنه مغموم يبكي لشيء لا أعلمه، فما هو إلاّ أن سمع كلامي حتى صاح بي: يا إبراهيم ادخل فديتك، فما هو إلاّ أن رآني حتى شهق شهقة تخوفت عليه منها، و رفع صوته بالبكاء، ثم قال: يا حبيبي و يا بقية أبي - و كان يقول لي كثيرا: يا بقية أبي، لشدة شبه إبراهيم بالمهدي في لونه و عينيه و أنفه - أسألك بحقّ اللّه و حقّ رسوله، و حقّ المهديّ ، هل رأيت في نومك في هذه الليلة أحدا تحبه ؟ فقلت: إي، و اللّه يا أمير المؤمنين، لقد رأيت آنفا المهديّ ، قال فبحقّه عليك، هل شكوتني إليه ؟ و سألته أن يدعو اللّه عليّ فدعا اللّه لي بالصلاح، فأنكرت ذلك عليه، حتى قال لك في ذلك قولا طويلا؟ فقلت له: و حقّ المهدي لقد كان ذلك، و لقد أخبرني بعد دعائه أن اللّه قد استجاب دعاءه، و أنك قد صلحت لي و أنك تقضي ديني، و توسّع عليّ في الرزق، و توليني دمشق.

قال: فازداد الرشيد في البكاء و قال: قد - و حقّه الواجب عليّ - أمرني بقضاء دينك، و التوسعة في الرزق عليك، و توليتك جند دمشق. ثم دعا بمسرور و قال: أحمل معك قناة و لواء إلى ميدان الخيل، حتى أعقد لبقيّة أبي على جند دمشق إذا رجعت الخيل.

فصلى و ركب و ركبت معه، فلما رجعت الخيل عقد لي على دمشق و أمر لي بأربعين ألف دينار، فقضيت بها ديني و أجرى عليّ في كل سنة ثلاثين ألف دينار عمالة، فلبثت في العمل سنتين ارتزقت فيهما ستين ألف دينار، فصار مرزقي من تلك الولاية مع ما قضى عني من الدين مائة ألف دينار.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني محمد بن حميد بن سليمان، نا

ص: 158

جعفر بن علي بن سهل، نا محمد بن عبد الرحمن، نا علي بن المغيرة الأثرم قال:

و حدثني إبراهيم أنه استأذن الرشيد أمير المؤمنين في إخراج جماعة كان يأنس بهم من أهل المدينة و غيرها إلى دمشق فيهم دنية (1) المديني و كان راوية لربيعة الرأي (2)، و مالك بن أنس، و ابن أبي ذئب، و منهم عبد اللّه بن منارة مولى المنصور أمير المؤمنين و كان منارة مدنيا، و منهم خالد و قويصر المعيطيان، و ابن أشعب الطمع، فأذن له في إشخاصهم إلى دمشق فكان يأنس بهم في سفره.

و حدثني إبراهيم، أنه ما علم أحدا ولي جند دمشق فسلم من لقب يلقّبه به أهل ذلك الجند غيره، فسألته عن السبب في ذلك، فأعلمني أنه فحص عنه عند عقد الرشيد له على جند دمشق فأخبر أن كل ملقّب ممن ولي إمرته لم يكن إلاّ ممن ينحرف عنه من اليمانيّة أو المضريّة، فكان إن مال إلى المضرية لقّبته اليمانية، و إن مال إلى اليمانية لقّبته المضرية.

و أخبرني إبراهيم: أنه لما ولي وافى حمص، كتب إلى خليفته المستلم لعمله بدمشق يأمره بإعداد طعام له كما يعد للأمراء في العيدين، و أنه لما وافى غوطة دمشق تلقّاه الحيّان من مضر و يمن، فلقي كلّ من تلقّاه بوجه واحد، فلما دخل المدينة أمر حاجبه بإحضار وجوه الحيين، و أمره بتسمية أشرافهم، و أن يقدّم من كلّ حيّ الأفضل فالأفضل منهم، و أن يأتيه بذلك، فلما أتاه به أمر بتصيير أعلى الناس من الجانب الأيمن مضريا، و عن شماله يمانيا، و من دون اليماني مضريّ و من دون المضريّ يمانيّ ، حتى لا يلتصق مضريّ بمضريّ و لا يمانيّ بيمانيّ ، ثم قدّم الطعام، فلم يطعم شيئا حتى حمد اللّه و أثنى عليه، و صلى على نبيه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال: إن اللّه عز و جل جعل قريشا موازين بين العرب، فجعل مضر عمومتها، و جعل يمن خئولتها، و افترض عليها حبّ العمومة و الخؤولة، فليس يتعصب قرشيّ إلاّ للجهل بالمفترض عليه؛ ثم قال: يا معشر مضر كأنّي بكم و قد قلتم إذا خرجتم لإخوانكم من يمن قد قدّم أميرنا مضر على يمن، و كأني بكم يا يمن قد قالت: و كيف قدّمكم علينا و قد جعل بجنب اليمانيّ مضريا، و بجنب

ص: 159


1- كذا بالأصل و م.
2- و اسمه ربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي مولاهم، من موالي آل المنكدر، مفتي المدينة ترجمته في سير أعلام النبلاء 89/6 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.

المضري يمانيا، فقلتم يا معشر مضر: إن الجانب الأيمن أعلى من الجانب الأيسر، و قد جعلت الجانب الأيمن لمضر و الأيسر لليمن، و هذا دليل على تقدمه إيّانا عليكم، ألا إن مجلسك يا رئيس المضريّة في غد من الجانب الأيسر، و مجلسك يا رئيس اليمانية من غد في الجانب الأيمن، و هذان الجانبان نوب بينكما، يكون كلّ من كان فيه في يومه متحوّل عنه في غده إلى الجانب الآخر، ثم سمّيت اللّه، و مددت يدي إلى طعامي، فطعمت و طعموا معي، فانصرف القوم عني في ذلك اليوم، و كلّهم لي حامد.

ثم كانت تعرض الحاجة لبعض الحيين، فأسأل قبل أن أقضيها له: هل لأحد من الحي الآخر حاجة تشبه حاجة السائل ؟ فإذا عرفتها قضيت الحاجتين في وقت واحد، فكنت عند الحيين محمودا، لا أستحقّ عند واحد منهم ذمّا و لا عيبا و لا نبزا (1) ينبز به.

و حدثني إبراهيم (2):أنه ولي دمشق سنتين ثم أربع سنين بعدهما لم يقطع على أحد في عمله طريق و أخبرت أن الآفة كانت في قطع الطريق في عمل دمشق من ثلاثة نفر دعامة و النعمان موليان لبني أمية، و يحيى بن أرميا من يهود البلقاء (3) و أنهم لم يضعوا أيديهم في يد عامل قط ، و أنّه لما ولي البلد كاتبهم، فكتب إليه النعمان يعلمه أن له سبعة أولاد من ابنة عم له، و أنّ لها سبعة اخوة من صعاليك الشام لا يصطلى بنارهم، و أنه قد حلف بطلاق ابنة عمه و هي أم بنيه السبعة أن لا يضع يده في يد عامل أبدا، و أنّه لا يأمن إن هو طلّق ابنة عمه قتل أخويها به، و حلف له بالأيمان المخرجة في خطابه أنه لا يفسد في عمله ما كان فيه واليا. و أن دعامة الأموي لا يمين عليه مثل يمينه و أنّه سيدخل إلى مدينة دمشق و يضع يده في يد الأمير و يضمن عنه الوفاء بما فارقه عليه، و بما حلف الأمير عليه، قال إبراهيم: فدخل إليّ دعامة سامعا مطيعا و أعلمني أن النعمان قد صدق فيما قال، و ضمن لي عنه الوفاء بما فارقه عليه، و أنه خلع على دعامة و حمله و جعله من خاصّته، و قبل من النعمان ما بذله له و أعلمني أن اليهودي كتب إليه: إني خارج إلى مناظرتك فيما دعوتني إليه، فاكتب لي أمانا تحلف لي فيه بمؤكدة الأيمان أنك لا تحدث في أمري حدثا حتى يردّني إلى مأمني فأجبته إلى ما سألني، فقدم عليّ منه شابّ أشعر

ص: 160


1- نبزا: لقبا.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 557/10-558 مختصرا.
3- البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام و وادي القرى، قصبتها عمان (معجم البلدان).

أمعر (1) عليه أقبية ديباج و منطقة (2) و سيف محلّيان بالذهب، فدخل عليّ إلى دار معاوية و كنت جالسا في صحنها، فسلّم من دون البساط ، فأمرته بالتقدم و الجلوس، فجلس على الأرض و لم يرتفع إلى البساط ، فقلت له: ارتفع أيها الرجل، فقال أيها الأمير، إن للبساط ذماما أتخوّف أن يلزمني جلوسي عليه، و لست أدري ما ذا يسومني عليه، و إذا اتفقنا على أمر قبلت التكرمة و جلست حيث تجلسني، فقلت له ما الذي تحب ؟ قال:

أنت و الأمير، و أنا كالأسير، و أنت أحقّ أن تخبرني بما تريد مني، فاعلمته أني أريد منه أن يسلم و يسمع و يطيع، فيكون له ما لي و عليه ما عليّ فقال: أما السمع و الطاعة فأرجو أن لا أخالف فيهما، و أما الدخول في الإسلام فهو ما لا سبيل لي إليه، فأعلمني أيها الأمير بما لي عندك إذا لم أدخل معك في دينك فأعلمته أنه لا بد له من أداء الجزية إليّ و أنه إذا فعل ذلك و لم يخف السبيل و لم يتعدّ ما لا يجب لأهل الذمة كانت له عندي [الحياطة و العناية بمصالح أموره، فقال: يعفيني الأمير من أداء الجزية، فإني أجيب إلى جميع الخصال إن أعفاني] (3) من هذه الخصلة الواحدة، فأعلمته أنه لا سبيل إليها. قال:

فأنا منصرف على أماني، فأمرته بالانصراف و تقدّمت إلى الحاجب أن يحضر إناء فيه ماء فيوقف عليه فرسه، فإذا خرج من عندي ليركب دابّته رآها تشرب من الإناء فلما خرج بصر بدابّته دعا بدابّة شاكريه فركبها و لم يركب دابّته فقال له الحاجب: خذ دابّتك فقال:

ما كنت لآخذ معي شيئا قد ارتفق منكم بمرفق فأحاربكم عنه (4)،فاستحسنت (5) ذلك منه و أمرت بردّه عليّ ، فلما دخل قلت: الحمد للّه الذي أظفرني بك بلا عند و لا عهد فقال:

و كيف ذاك ؟ قلت: لأنك قد انصرفت من عندي ثم عدت إليّ ، فقال: شرطك لي أن تصرفني إلى مأمني، فإن كانت دارك مأمني فلست بخائف شيئا، و إن كان مأمني داري فردّني إلى البلقاء فجهدت به أن يجيبني إلى أداء الجزية لرأسه دينارين على أن أوصل إليه في كل سنة به ألفي دينار فلم يفعل، فأذنت له في الرجوع إلى مأمنه، فرجع فأسعر الدنيا

ص: 161


1- الأمعر: الذاهب شعر الناصية، و الأمعر من الشعر: المتساقط (القاموس).
2- المنطقة كمكنسة شقة تلبسها المرأة و تشد وسطها فترسل الأعلى على الأسفل إلى الأرض و الأسفل ينجر على الأرض ليس لها حجزة و لا نيفق و لا ساقان، يقال: انتطقت: لبستها، و انتطق الرجل: شد وسطه بمنطقة (القاموس).
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانب العبارة كلمتا صح صح.
4- في السير: عليه.
5- في السير: فاستحييت و طلبته.

شرّا ثم حمل إليّ عبيد اللّه بن المهدي مالا [من مال] (1) مصر فخرج اليهودي متعرضا له، و كتب إليّ النعمان مولى بني أمية يعلمني إجماع اليهودي على التعرض للمال، و قطع الطريق عليه، و سألني عن رأيي في محاربته أو الإمساك عنه، فكتبت إلى النعمان ألزمه بذرقة ذلك المال، و أمرته بمحاربة اليهودي إن عرض له فخرج النعمان ملتقيا للمال، و وافاه اليهودي و مع كل واحد منهما جماعة من الرجال، فسأل النعمان اليهودي الانصراف عن المال فأعلمه أنه لا يفعل و أظهر له بغيا شديدا، و قال له: إن شئت خرجت إليك وحدي و أنت في جماعة أصحابك، و إن شئت توافق أصحابي و أصحابك و تبارزنا جميعا، و إن ظفرت بك انصرف أصحابك إليّ و كانوا شركائي في الغنيمة، و إن ظفرت بي صار أصحابي إليك و انصرفوا عني، فقال له: ويحك يا يحيى أنت حدث و قد بليت بالعجب، و لو كنت من أنفس قريش لما أمكنك مغازة (2) السلطان و هذا الأمير هو أخو الخليفة، و إنا و إن فرّق بيننا الدين أحبّ أن لا يجري على يدي قتل فارس من الفرسان في بلد الإسلام لأن كل ما نقص من فرسان الإسلام سرّ أعداءهم فإن كنت لا تحب ما أحب من السلامة لي و لك و كان أصحابك مطيعين لك و أصحابي مطيعين لي، فاخرج إليّ حتى أخرج إليك و لا يبتلى بي و بك من يسوؤنا قتله.

قال: فخرجا جميعا و كان ذلك بعد وقت صلاة العصر فلم يزالا في مبارزة يريد كل منهما صاحبه إلى أن اختلط عليهما الظلام فوقف كل واحد منهما على فرسه و اتّكأ على رمحه، إلى أن غلبت النعمان عيناه فنام، فطعنه اليهودي فوقع سنانه في بشيزكة منطقة النعمان فدارت المنطقة، و صار السنان يدور بدوران البشيزكة إلى الظهر و اعتنقه النعمان، و قال له: أ غدرا يا ابن اليهودية ؟ فقال له: أو محارب ينام يا ابن الأمة ؟ و اتّكأ عليه النعمان عند معانقته إياه و سقط فوقه و كان النعمان ذا جثة عظيمة، و كان اليهودي ضربا (3) خفيف اللحم فصار النعمان فوقه فذبحه و أنفذه إليّ مذبوحا رأسه على بدنه، و أنفذ المال مسلما.

قال إبراهيم: فلم يختلف عليّ في البلد أحد قال: ثم وليّ البلد بعدي سليمان بن

ص: 162


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه، و في السير: و حمل مال من مصر.
2- في السير: معارّة.
3- الضرب: الخفيف اللحم (القاموس).

المنصور بن المهدي فكانت على رأسه الفتنة العظمى، ثم لم يرد القوم طاعة بعد ذلك إلى أن افتتح دمشق عبد اللّه بن طاهر في سنة عشر و مائتين.

و حدّثني إبراهيم أن السبب كان في صرفه عن دمشق المرة الأولى أنه اشتهى الاصطباح في دار معاوية، فأمر بمنع الناس من دخول الدار هربا من ظهور أصوات القيان، فأغلقت الأبواب، قال: و حضر الكاتب و كان يتولى مع كتابتي القهرمة (1) فوقف بالباب و صار إليه بعض الحشم فسأله أن يكتب له إلى صاحب النزل ببعض ما يحتاج إليه فلم يمكن إخراج دواة الكاتب من الدار؛ و استعجله الغلام فأخذ فحمة فكتب له إلى صاحب النزل في خرقة بحاجته و رمى بالفحمة فأخذها سليم حاجبي، فكتب على ملبن باب دار الإمارة كاتب يكتب بالفحم في الخرق و حاجب لا يصل، و وافى صاحب البريد الباب فقرأ ما كتب به سليم، فكتب بذلك إلى الرشيد و أنفذ الكتاب في خريطة بندارية مخلقة فوافت الرّقّة يوم الرابع و أمير المؤمنين الرشيد بها، فساعة نظر في الكتاب وقّع بصرفي، فوصل الكتاب إليّ بالصرف عن دمشق في آخر اليوم الثامن، فخرجت عن دمشق إلى الرّقّة و بها الرشيد فحبسني مائة يوم لم يطلق لي دخول داره و حلف على جعفر بن يحيى بن برمك أن لا يجري له عنده ذكرا سنة كاملة، ثم إنه رضي بعد السنة و ما زلت أدخل عليه و أنا عنده بالمنزلة التي أريد و رجع إلى ما أريد إلى انقضاء سنتين من عزلي عن دمشق، ثم أنه قال لي في كلام جرى بيني و بينه بحقّي عليك لما تخيرت ولاية أوليكها، فقلت له: إن كانت ولاية أخرج إليها فدمشق، و إن كانت مما أوجه فيه خليفة اخترت لنفسي، فسألني عن سبب اختياري ولاية دمشق، فأخبرته باستطابتي هواها و استمرائي ماءها و استحساني مسجدها و غوطتها، فقال لي قدرك اليوم عندي يتجاوز ولاية دمشق و لكن إذا كانت محبتك لها هذه المحبة فإني أجمع لك مع ولاية الصلاة و المعاون ولاية الخراج، فعقد لي على دمشق و أمر بإنشاء عهدي و كتبي على الخراج ففعل ذلك، ثم نفذت إلى دمشق فأقمت بها نحوا من أربع سنين.

و حدثني إبراهيم: أن أمير المؤمنين الرشيد ولاّه الموسم سنة ست و ثمانين

ص: 163


1- القهرمان فارسي معرب، هو كالخازن و الوكيل الحافظ لما تحت يده و القائم بأمور الرجل بلغة الفرس. قال ابن بري: القهرمان من أمناء الملك و خاصته.(اللسان).

و مائة (1)،و أنفذ إليه عهده إلى دمشق و أمره بالاستخلاف على عمله، و الخروج إلى مكة ليحجّ بالناس، ثم يرجع إلى عمله من جند دمشق، قال إبراهيم: فخرجت من دمشق أريد الحجاز، فلما قطعت وادي القرى وافيت جبلا يسير الناس في سفحه، و في الجبل صخرة عظيمة لا يأمن السائر تحتها سقوطها عليه، و ليس للمجتاز بذلك طريق إلاّ تحت تلك الصخرة، فدخلتني روعة من السير تحتها ثم دعوت بفرس جواد فركبته و ركضت حتى جزت عنها، فكتب بذلك صاحب خبر الناحية إلى صاحب البريد، و كتب به صاحب البريد إلى الرشيد، فلما ورد عليه الخبر غضب عليّ ، و قال: ابن المهدي جبان، و أمر بصرفي عن دمشق و تولية العباس بن محمد بن إبراهيم الإمام ما كنت أتولى من الصلاة بأهل جند دمشق و المعونة على ذلك الجند.

قال إبراهيم: و اجتاز تحت تلك الصخرة بعد أن جزتها جماعة كثيرة من حجّاج أهل الشام فسقطت الصخرة عليهم فقتلت عالما من الناس، و كتب صاحب الخبر بذلك فتأدى الخبر إلى الرشيد، فأمر بإبطال أمر العباس بن محمد و بالكتاب إليّ باستصواب رأيي و بحمدي على ما كان مني، و وصلني بثلاثين ألف دينار من مال دمشق فقبضتها بعد رجوعي إليها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد اللّه المنصور بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، أبو إسحاق، و يعرف بابن شكلة. بويع له بالخلافة ببغداد في أيام المأمون، و قاتل الحسن بن سهل، و كان الحسن أميرا من قبل المأمون فهزمه إبراهيم، فتوجه نحوه حميد الطوسي فقاتله، فهزمه حميد، و استخفى إبراهيم مدة طويلة حتى ظفر به المأمون فعفا عنه، و كان أسود حالك اللون، عظيم الجثة، و لم ير في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه لسانا، و لا أجود شعرا.

قال (3):و كان إبراهيم وافر الفضل غزير الأدب، واسع النفس، سخي الكفّ ،

ص: 164


1- كذا، و في مروج الذهب 455/4 حج بالناس هارون الرشيد سنة 186 و في المعارف ص 381 آخر حجة حجها هارون «سنة ست و ثمانين و مائة» و في مروج الذهب أن إبراهيم بن المهدي حج بالناس سنة 184.
2- تاريخ بغداد 142/6.
3- القائل: أبو بكر الخطيب، الخبر في تاريخ بغداد 144/6.

و كان معروفا بصنعة الغناء، حاذقا بها، و له يقول دعبل بن علي يتقرب بذلك إلى المأمون (1):

نفر (2) ابن شكلة بالعراق و أهلها *** فهفا إليه كلّ أطلس (3) مائق

إن كان إبراهيم مضطلعا بها *** فلتصلحن من بعده لمخارق (4)

قرأت علي أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):أما التّنّين - أوله تاء معجمة باثنتين من فوقها و بعدها نون مشددة مكسورة - فهو إبراهيم بن المهدي بن المنصور أمير المؤمنين، كنيته أبو إسحاق، أمه شكلة نسب إليها، و كانت سوداء، و كان شديد السواد عظيم الجسم فلقب التّنّين لذلك، ولد في سنة اثنتين و ستين و مائة، و توفي سنة أربع و عشرين و مائتين، و قيل في سنة ثلاث و عشرين بسرّمن رأى، كان من أحسن الناس غناء و أعلمهم به، و هو شاعر مطبوع مكثر قال ذلك كله المرزباني، أخبرني به السلمي عنه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال:

سنة أربع و ثمانين و مائة أقام الحجّ إبراهيم بن المهدي (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: في سنة أربع و ثمانين و مائة حجّ بالناس إبراهيم بن المهدي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (7)،أنا أبو محمد عبيد اللّه بن

ص: 165


1- البيتان من سبعة أبيات في ديوانه ط بيروت ص 244 و انظر تحريجهما فيه.
2- الديوان: نعر، يقال نعر فلان في الفتنة إذا قام فيها.
3- في أشعار أولاد الخلفاء كل أطيش، بالشين.
4- مخارق، مولى مملوك، مغن، و هو مخارق بن يحيى بن ناوس الجزار.
5- الإكمال لابن ماكولا 518/1.
6- تاريخ خليفة ص 457 و انظر مروج الذهب 455/4.
7- بالأصل «الحسني» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و قياسا إلى سند مماثل، و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المجلدة السابعة).

عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلّم الفقيهان قالا: أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد السّامري، نا العباس بن الفضل الرّبعي، قال: كتب طاهر بن الحسين إلى إبراهيم بن المهدي في الأخذ بالحزم، و إبراهيم في ناحية المخلوع، و طاهر يحاربه (1):

حفظك اللّه و عافاك اللّه، أما بعد فإنه كان عزيزا عليّ أن أكتب إلى أحد من أهل بيت الخلافة بغير التأمير (2)،إلاّ أني حدّثت عنك و توهمت عليك أنّك مائل بالرأي و الهوى إلى الناكث المخلوع، فإن كان ما بلغني حقا فقليل ما كتبت به إليك و كتب في آخر الكتاب:

ركوبك الهول ما لم تلق (3) فرصته *** جهل و رأيك بالإقحام تغرير

أعظم بدنيا ينال (4) المخطئون بها *** حظ المصيبين و المغرور مغرور

ازرع (5) صوابا و حبل الحزم موترة *** فلن يذمّ لأهل الحزم تدبير

فإن ظفرت مصيبا أو هلكت به *** فأنت عند ذوي الألباب معذور

و إن ظفرت على جهل و فزت به *** قالوا: جهول أعانته المقادير

كذا رواها الخرائطي هاهنا و رواها في موضع آخر بإسناد آخر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلم الفقيهان، و أبو المعالي الحسين بن حمزة السّلمي قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العباس بن عبد اللّه التّرقفي، نا إسحاق بن الفضل الهاشمي، أو غيره، قال: كتب طاهر بن الحسين إلى إبراهيم بن المهدي و هو يحاربه في ترك التقحّم و الأخذ بالحزم و إبراهيم في طاعة محمد بن زبيدة.

ص: 166


1- الخبر و الكتاب في العقد الفريد 241/4 و مختصر ابن منظور 131/4.
2- العقد الفريد: بغير كلام الإمرة و سلامها.
3- العقد الفريد: تلف.
4- في العقد الفريد: أهون بدنيا يصيب...
5- صدره في العقد الفريد: فازرع صوابا و خذ بالحزم حيطته

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، حفظك اللّه و عافاك، أما بعد: فإنه كان عزيزا عليّ أن أكتب إلى رجل من أهل بيت الخلافة بغير التأمير، لكن بلغني عنك أنك مائل بالرأي و الهوى إلى الناكث المخلوع، فإن يك ما بلغني حقّا، فقليل ما (1) كتبت به إليك كثير (2)،و إن يك باطلا فالسّلام عليك أيّها الأمير و رحمة اللّه و بركاته.

و كتب في أسفل كتابه:

ركوبك الهول ما لم تلق فرصته *** جهل و رأيك في الإقحام تغرير

أعظم بدنيا ينال المخطئون بها *** حظّ المصيبين و المغرور مغرور

ازرع صوابا و حبل الحزم موترة *** فلن يردّ لأهل الحزم تدبير

فإن ظفرت مصيبا أو هلكت به *** فأنت عند ذوي الألباب معذور

و إن ظفرت على جهل و فزت به *** قالوا: جهول أعانته المقادير

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3):

أخبرني أبو القاسم الأزهري، نا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال:

بعث المأمون إلى علي بن موسى الرضا فحمله و بايع له بولاية العهد، فغضب من ذاك بنو العباس و قالوا: لا نخرج الأمر عن أيدينا، و بايعوا إبراهيم بن المهدي، فخرج إلى الحسن بن سهل فهزمه و ألحقه بواسط (4)،و أقام إبراهيم بن المهدي بالمدائن، ثم وجّه الحسن عليّ بن هشام و حميد الطوسي فاقتتلوا، فهزمهم حميد و استخفى إبراهيم، فلم يعرف خبره حتى قدم المأمون فأخذه.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، نا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال (5):و بايع أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي بالخلافة ببغداد في داره المنسوبة إليه في ناحية سوق العطش (6)، و سمّوه المبارك، و قيل: سمّوه المرضيّ و ذلك يوم الجمعة لخمس خلون من المحرم

ص: 167


1- في العقد الفريد:«فكثير... فقليل».
2- في العقد الفريد:«فكثير... فقليل».
3- تاريخ بغداد 142/6.
4- واسط : مدينة متوسطة بين البصرة و الكوفة، تبعد عن كلّ منهما خمسين فرسخا.(معجم البلدان).
5- تاريخ بغداد 142/6-143.
6- سوق العطش من أكبر محالّ بغداد بالجانب الشرقي بين الرصافة و نهر المعلى (معجم البلدان).

سنة اثنتين و مائتين، فغلب على الكوفة و السواد، و خطب له على المنابر، و عسكر بالمدائن ثم رجع إلى بغداد، فأقام بها، و الحسن بن سهل مقيما في حدود واسط خليفة للمأمون. و المأمون ببلاد خراسان فلم يزل إبراهيم مقيما ببغداد على أمره يدعى بإمرة المؤمنين، و يخطب له على منبر (1) بغداد، و ما غلب عليه من السواد و الكوفة، ثم رحل (2) المأمون متوجها إلى العراق و قد توفي علي بن موسى الرضا، فلما أشرف المأمون على العراق و قرب من بغداد ضعف أمر إبراهيم بن المهدي و قصرت يده، و تفرّق الناس عنه، فلم يزل على ذلك إلى أن حضر الأضحى من سنة ثلاث و مائتين فركب إبراهيم بن المهدي في زي الخلافة إلى المصلّى فصلّى بالناس صلاة الأضحى و هو ينظر إلى عسكر علي بن هشام مقدمة للمأمون، ثم انصرف من الصّلاة فنزل قصر الرصافة و غدا الناس فيه، و مضى من يومه إلى داره المعروفة به، فلم يزل فيها إلى آخر النهار، ثم خرج منها بالليل فاستتر و انقضى أمره.

فكانت مدته منذ بويع له بمدينة السلام إلى يوم استتاره سنة و أحد عشر شهرا و خمسة أيام، و كان سنّة [يوم] (3) بويع له تسع و ثلاثون سنة و شهرين و خمسة أيام، لأن مولده غرة ذي القعدة من سنة اثنتين و ستين و مائة، و استتر و سنّه إحدى و أربعون (4) سنة و أيام، و أقام في استتاره ست سنين و أربعة أشهر و عشرة أيام، و ظفر به المأمون لثلاث عشرة بقيت من ربيع الآخر سنة عشر و مائتين، فعفا عنه و استبقاه فلم يزل حيا طاهرا مكرما (5) إلى أن توفي في خلافة المعتصم باللّه، و كان واسع الأدب كثير الشعر.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا محمد بن أحمد بن البراء، قال: و في سنة اثنتين و مائتين خالف إبراهيم بن المهدي و بايع لنفسه، و في سنة ثلاث خلع إبراهيم، و قدم المأمون بغداد في سنة أربع في صفر، و أخذ إبراهيم في سنة عشر.

ص: 168


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل «منبري».
2- في تاريخ بغداد:«دخل» تحريف.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل «و أربعين» و الصواب عن تاريخ بغداد.
5- في تاريخ بغداد: ظاهرا.
6- تاريخ بغداد 143/6.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (1):و فيها - يعني سنة إحدى و مائتين - أخرج الحسن بن سهل من بغداد و بويع إبراهيم بن المهدي - و أمه شكلة - ببغداد، و أخذت له الكوفة و عامّة السواد.

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما ناولني إياه و قرأ عليّ إسناده، و قال: أروه عني - أنا أبو علي الجازري ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أحمد بن عمر بن روح النّهرواني (3)،قالا: أنا المعافى بن زكريا، نا أحمد بن إبراهيم الطبري، نا محمد بن القاسم بن مهرويه قال: وجدت في كتاب أبي بخطه، قال: لما بويع إبراهيم بن المهدي ببغداد قلّ المال عنده، و كان قد لجأ إليه أعراب من أعراب السواد و غيرهم، فاحتبس عليهم العطاء، فجعل إبراهيم يسوّفهم بالمال و لا يرون لذلك حقيقة، إلى أن اجتمعوا يوما فخرج رسول إبراهيم إليهم فصرّح لهم أنه لا مال عنده، فقال قوم من غوغاء أهل بغداد: فإذا (4) لم يكن المال فأخرجوا إلينا خليفتنا فليغنّ لأهل هذا الجانب ثلاثة أصوات، و لأهل ذلك الجانب ثلاثة أصوات، فيكون ذلك عطاءهم. قال أبي: فأنشدني دعبل في ذلك (5):

يا معشر الأعراب لا تغلطوا *** و ارضوا عطاياكم و لا تسخطوا (6)

فسوف يعطيكم حنينية (7) *** لا تدخل الكيس و لا تربط (8)

ص: 169


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 470.
2- تاريخ بغداد 144/6.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى النهروان بليدة قديمة على أربعة فراسخ من الدجلة، و ترجم له ترجمة قصيرة.
4- تاريخ بغداد: فإن.
5- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 219 و انظر تخريجها فيه.
6- البيت في ديوانه: يا معشر الأجناد لا تقنطوا و ارضوا بما كان و لا تسخطوا
7- كذا بالأصل و الديوان، و في تاريخ بغداد:«خنينية» و على هامشه: كذا بالأصل. و قوله: حنينية نسبة إلى حنين الحيري المغني، يعني ألحانا حنينية.
8- عجزه في الديوان: يلتذها الأمرد و الأشمط و العجز المثبت بالأصل ورد في الديوان عجزا لصدر البيت التالي.

و المعبديات (1) لقوّادكم *** و ما بهذا أحد يغبط

فهكذا يرزق أجناده (2) *** خليفة مصحفه البربط (3)

زاد الجازري قال القاضي: البربط العود، و أصله بالفارسية، و العرب تسميه المزهر، و قال النهرواني: خذوا عطاياكم، و قال: يرزق أصحابه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، نا محمد بن العباس الخزّاز، نا أحمد بن محمد بن عيسى المكي، نا محمد بن القاسم بن خلاّد، قال: لما طال على إبراهيم بن شكلة الاختفاء و ضجر، كتب إلى المأمون: وليّ الثأر محكّم في القصاص، و العفو أقرب إلى التقوى، و من تناوله الاغترار بما مدّ له من أسباب الرجاء أمن (5) عادية (6) الدهر على نفسه، و قد جعل اللّه أمير المؤمنين فوق كلّ ذي عفو، كما جعل كلّ ذي ذنب دونه، فإن عفا فبفضله، و إن عاقب فبحقه. فوقّع المأمون في قصته أمانه. و قال فيها: القدرة تذهب الحفيظة، و كفى بالندم إنابة، و عفو اللّه أوسع من كل شيء، و لما دخل إبراهيم على المأمون قال:

إن أكن مذنبا فحظّي أخطأ *** ت فدع عنك كثرة التأنيب

قل كما قال يوسف لبني يعقوب *** -لمّا أتوه-: لا تثريب

فقال: لاٰ تَثْرِيبَ (7).

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال (8):و فيها - يعني سنة عشر و مائتين - ظفر المأمون بإبراهيم بن المهدي فعفا عنه.

ص: 170


1- المعبديات نسبة إلى معبد المغني.
2- الديوان: أصحابه.
3- البربط عود الطرب (معرب).
4- تاريخ بغداد 144/6-145.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل «من».
6- في تاريخ بغداد: غادية.
7- من الآية 93 من سورة يوسف.
8- تاريخ خليفة ص 473.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،نا أبو نعيم الحافظ - إملاء - نا أحمد بن محمد بن مقسم، نا محمد بن يحيى [حدثنا] (2) المبرّد، عن أبي محلم قال: قال إبراهيم بن المهدي لأمير المؤمنين المأمون لمّا أخذ: ذنبي أعظم من أن يحيط به عذر، و عفوك أعظم من أن يتعاظمه ذنب.

فقال المأمون: حسبك، فإنا إن قتلناك فلله، و إن عفونا عنك فلله عز و جل.

قال (3):و أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمد بن العباس الخزّاز، نا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، قال: قال إبراهيم الحربي: نادى المأمون سنة ثمان و مائتين ببغداد: إن أمير المؤمنين قد عفا عن عمه إبراهيم بن المهدي، و كان إبراهيم حسن الوجه، حسن الغناء، حسن المجلس، و كان حبسه عند ابن أبي خالد (4) قبل ذلك سنة. قال إبراهيم: و قال المأمون: إيش ترون فيه ؟ قال: فقالوا: ما رأينا خليفتين حيّين.

قال: فقال إن كان اللّه عز و جل فضل أمير المؤمنين بذلك ؟ قال إبراهيم: و كنت مع القواريري أمشي، فرآني إبراهيم بن المهدي، فتركني و ذهب حتى سلّم عليه و قبّل فخذه، و كان تحته حمار.[فبلغ] (5) القواريري منه فخذه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (6) و أبو الوحش سبيع بن المعلم المقرئ في كتابيهما عن أبي الحسن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي (7)،نا أحمد بن إسماعيل الخصيبي، حدثني أبي، نا داود (8) بن سليمان الأنباري، نا ثمامة بن أشرس (9) قال: قال لي المأمون قد عزمت غدا على تقريع إبراهيم بن المهدي فاحضر مبكرا و ليقرب مجلسك مني، فحضرت و قام السّماط فبينا نحن كذلك إذ سمعت صلصلة

ص: 171


1- تاريخ بغداد 145/6-146.
2- الزيادة عن تاريخ بغداد.
3- القائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 146/6.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل: ذئب.
5- بياض بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- بالأصل «الحسني» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق.
7- ضبطت عن تبصير المنتبه.
8- الأغاني 116/10 و أشعار أولاد الخلفاء للصولي ص 18.
9- من معتزلة البصرة، ورد بغداد و اتصل بهارون الرشيد، صاحب أخبار و نوادر (انظر تاريخ بغداد 145/7.

الحديد، فرفعت نظري فإذا إبراهيم بن المهدي موقوف على البساط ممسوك بضبعيه، مغلولة يده إلى عنقه، قد تهدّل شعره على عينيه، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، فقال المأمون: لا سلّم اللّه عليك و لا حياك و لا رعاك و لا كلأك.

أكفر يا إبراهيم بالنعمة بغير شكر، و خروج على أمير المؤمنين بغير عهد و لا عقد. فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين إن القدرة تذهب الحفيظة، و من مدّ له في الاغترار هجمت به الأناة على التّلف، و قد رفعك اللّه فوق كلّ ذي ذنب، كما وضع كلّ ذي ذنب دونك، فإن تعاقب فبحقك. و إن تعف (1) فبفضلك.

فقال المأمون: إن هذين قد أشارا عليّ بقتلك - و أومأ إلى المعتصم و العباس ابنه - فقال: أشارا عليك يا أمير المؤمنين فما يشار به على مثلك في مثلي من حسن السّياسة و التدبير، و إنّ الملك عقيم و لكنك تأبى أن تستجلب نصرا إلاّ من حيث عوّدك اللّه عز و جل، و أنا عمّك، و العمّ صنو الأب، و بكى فتغرغرت (2) عينا المأمون ثم قال: يا ثمامة؛ فوثبت قائما، فقال: إنّ [من] (3) الكلام كلام كالدرّ، يا غلمان: حلّوا عن عمّي و غيّروا من حالته في أسرع وقت، و جيئوني به، فأحضره مجلسه و نادمه، و سأله أن يغنّي، فأبى، و قال: نذرت - يا سيدي - للّه عند خلاصي تركه، فعزم عليه، و أمر أن يوضع العود في حجره، فسمعته يغنّي:

هذا مقام مشرّد *** خربت منازله و دوره

نمّت عليه عداته *** كذبا فعاقبه أميره

ثم ثنى بشعر آخر:

ذهبت من الدّنيا و قد ذهبت منّي *** لوى (4) الدهر بي عنها و ولّى بها عنّي

فإن أبك نفسي أبك نفسا عزيزة (5) *** و إن احتقرها احتقرها على ضنّ

و إني و إن كنت المسيء بعيبه (6) *** بربّي تعالى جدّه حسن الظّنّ

ص: 172


1- في الصولي: تغفر.
2- عن سير أعلام النبلاء و بالأصل «فتغرغت».
3- زيادة عن الأغاني.
4- في أشعار أولاد الخلفاء ص 22 «هوى الشيب» و في الأغاني: هوى الدهر.
5- في الأغاني و الصولي: نفسا نفيسة و إن أحتسبها أحتسبها.
6- في مختصر ابن منظور: بعينه.

عدوت على نفسي فعاد بعفوه *** عليّ فعاد العفو منّا على منّ

فقال المأمون: أحسنت و اللّه يا أمير المؤمنين حقا؛ فرمى بالعود من حجره و وثب قائما فزعا من هذا الكلام؛ فقال له المأمون: اقعد و اسكن، فو حياتك ما كان ذلك لشيء تتوهّمه، و و اللّه لا رأيت منّي طول أيامي شيئا تكرهه و تغتمّ به.

ثم أمر بكل ما قبض له من الأموال و الدّور و العقار و الدّوابّ و الضّياع - يعني أن تردّ عليه - و أعاد مرتبته و أمر له في تلك الساعة بعشرة آلاف دينار و انصرف مكرما مخلوعا عليه على خيل [و] (1) رجل أمير المؤمنين، و اشتهر في الخاصّة و العامّة عفو أمير المؤمنين عن عمّه، فحسن موقع ذلك منهم، و استوسقوا على الطّاعة و الموالاة و الشّكر و الدّعاء.

فقيل لثمامة: أي شيء كان جرمه ؟ قال بويع له بالخلافة بعد محمد بن هارون، و المأمون بخراسان، فلما دخل المأمون اختفى و أهدر المأمون دمه، و نادى عليه فجاء من غير أن يجيء به أحد، فأمكن من نفسه، فحبسه ستة أشهر، و أخرجه، و عفا عنه.

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن أبي عبد اللّه الصّوري.

ثم حدثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، نا أبو عبد اللّه محمد بن علي الصّوري - لفظا - قال: قرأت على أبي الحسن عبيد اللّه بن القاسم بن علي القاضي، نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن طالب البغدادي، نا أبو علي الكوكبي، نا أحمد بن عبيد (2)-أبو عصيدة - نا الفضل بن العباس الهاشمي، قال بعث المأمون إلى إبراهيم عمّه - بعد ما حبسه - رجلا يثق به، فقال: تعرف ما يعمل عمي و ما يقول، قال: ففعل، ثم رجع إليه فقال: رأيته يبكي و قد وضع إحدى رجليه على الأخرى و هو يتغنّى:

فلو أنّ خدّا من وكوف مدامع *** يرى معشبا لا خضر خدّي فأعشبا

كأن ربيع الزّهر بين مدامعي *** بما انهلّ منها من حيا و تصبّبا

و لو أنني لم أبك إلاّ مودّعا *** بقيّة نفس ودّعتني لتذهبا

ص: 173


1- زيادة لازمة.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 193/13(110).

و قد قلت لمّا لم أجد لي حيلة *** من الموت - لما حلّ - أهلا و مرحبا

قال: فبكى المأمون ثم أمر بالتخفيف عنه.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا ابن روح النهرواني، أنا المعافى بن زكريا، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا ابن عجلان، حدّثني حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال: دخلت على ابن شكلة في بقايا غضب المأمون فقلت:

هي المقادير تجري في أعنّتها *** فاصبر فليس لها صبر على حال

يوما تريش خسيس الحال ترفعه *** إلى السّماء و يوما تخفض العالي

فأطرق ثم قال:

عيب الأناة و إن سرّت عواقبها *** أن لا خلود و أن ليس الفتى حجرا

فما مضى ذلك اليوم حتى بعث إليه المأمون بالرضا، و دعاه للمنادمة، و التقيت معه في مجلس المأمون، فقلت: ليهنك الرّضا، فقال ليهنك مثله من متيّم، و كانت جارية أهواها فحسن موقع ذلك عندي فقلت:

و من لي بأن ترضى و قد صحّ عندها *** ولوعي بأخرى من بنات الأعاجم ؟

حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي، عن محمد بن فتوح الأزدي، أنا منصور بن النعمان الصيمري (2)،أنا محمد بن عبيد اللّه، عن أبي العباس عبد اللّه بن عبيد اللّه الصقري، عن أبي بكر الصنوبري (3)،أنا علي بن سليمان الأخفش قال: قال محمد بن يزيد المبرّد: وقّع إبراهيم بن المهدي في رقعة كاتب له - و رآه قد تتبع الغريب و الوحشي من الكلام - إيّاك و التتبّع لوحشيّ الكلام طمعا في نيل البلاغة، فإن هذا العيّ الأكبر، و عليك بما سهل من الكلام، مع التّحفّظ لألفاظ السّفل.

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما ناولني إياه و قرأ عليّ إسناده و قال: اروه عني - أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا، نا محمد بن يحيى

ص: 174


1- تاريخ بغداد 146/6.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى موضعين (انظر الأنساب - و معجم البلدان).
3- هذه النسبة إلى الصنوبر، قال في اللباب: و هو شجر معروف.

الصولي (1)،نا أحمد بن يزيد المهلّبي، قال: سمعت هبة اللّه بن إبراهيم بن المهدي يقول: كتب أبي إلى بعض من عتب عليه في شيء: لو عرفت (2) الحسن لتجنبت القبيح، و لو استحليت الحلم لاستمررت الخرق و أنا و أنت كما قال زهير (3):

و ذي خطل في القول تحسب (4) أنّه *** مصيب فما يلمم به فهو قائله (5)

عبأت له حلمي و أكرمت غيره *** و أعرضت عنه و هو باد مقاتله

و إنّ من إحسان اللّه إلينا أنّا أمسكنا عما نعلم، و قلت ما لا تعلم، و تركنا الممكن، و قلت المعجز (6).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا:

نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (7)،أنا أبو بكر الخطيب (8)،أنا علي بن أبي علي، نا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، حدثني أبو محمد عبد اللّه بن محمد - المعروف بابن السّقاء الواسطي بها - حدثني جحظة (9) قال: قال لي خالد الكاتب:

أضقت حتى عدمت القوت أياما، فلما كان في بعض الأيام بين المغرب و عشاء الآخرة فإذا بابي يدق، فقلت من هذا؟ فقال: من إذا خرجت إليه رأيته، فخرجت فرأيت رجلا راكبا على حمار عليه طيلسان أسود، و على رأسه قلنسوة طويلة، و معه خادم فقال لي أنت الذي تقول:

ص: 175


1- أشعار أولاد الخلفاء ص 36 للصولي.
2- في الصولي: فضل الحسن.
3- ديوانه شرح ثعلب ص 139.
4- الديوان: يحسب.
5- الخطل: كثرة الكلام و خطؤه، فما يلمم به فهو قائله: أي ما حضره من شيء فهو قائله.
6- العبارة في الصولي: و إن من إحسان اللّه إلينا و إساءتك إلى نفسك، أنّا صفحنا عما أمكننا، و تناولت ما أعجزك، فله الحمد كما هو أهله.
7- بالأصل «الشحمي» تحريف و الصواب ما أثبت، ترجمته في الأنساب، و هذه النسبة إلى شيحة و هي قرية من قرى حلب.
8- تاريخ بغداد 213/8 في ترجمة خالد بن يزيد.
9- بالأصل «جحطة» خطأ، و الصواب ما أثبت و اسمه أحمد بن جعفر بن موسى، أبو الحسن البرمكي البغدادي الشاعر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 221/15(84).

أقول للسقم عد إلى جسدي (1) *** حبّا لشيء يكون من سببك

قال: قلت نعم، قال: أحب أن تنزل لي عنه، فقلت: و هل ينزل الرجل عن ولده ؟ فتبسّم و قال: يا غلام، أعطه ما معك، و أومأ إليّ بصرّة في ديباجة سوداء مختومة فقلت:

إني لا أقبل عطاء من لا أعرفه، فمن أنت ؟ قال: أنا إبراهيم بن المهدي.

قال (2):و أخبرني علي بن أيوب القمّي، أنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني محمد بن يحيى، حدثني الحسين بن إسحاق، حدثني أبو الهيثم خالد بن يزيد الكاتب الشاعر قال: لما بويع إبراهيم بن المهدي بالخلافة طلبني و قد كان يعرفني و كنت متصلا ببعض أسبابه، فأدخلت إليه، فقال لي: يا خالد أنشدني من شعرك فقلت يا أمير المؤمنين ليس شعري من الشعر الذي قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ من الشعر حكما»[1908] و إنما أمزح و أهزل، و ليس مما ينشد أمير المؤمنين، فقال: لا تقل هذا يا خالد، فإنّ جد الأدب و هزله جد، أنشدني فأنشدته:

عش فحبيك سريعا قاتلي *** و الضنا إن لم تصلني واصلي

ظفر الشوق بقلب كمد *** فيك و السقم بجسم ناحل

فهما [بين] اكتئاب و بلى *** تركاني كالقضيب الذابل

و بكى العاذل لي من رحمة *** فبكائي لبكاء العاذل (3)

فاستملح ذلك، و وصلني.

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه و قال: اروه عني - أنا أبو علي الجازري ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أحمد بن عمر بن روح، أنا المعافى بن زكريا، نا أحمد بن جعفر بن موسى البرمكي قال: قال لي خالد الكاتب: وقف عليّ رجل بعد العشاء متلفع برداء

ص: 176


1- تاريخ بغداد: بدني.
2- تاريخ بغداد 213/8 في ترجمة خالد بن يزيد.
3- الأبيات في تاريخ بغداد 214/8.
4- تاريخ بغداد 146/6-147.

عدنيّ (1) أسود - و قال الجازري: مقنّع برداء عدني - و قالا: و معه غلام معه صرّة فقال لي: أنت خالد؟ قلت: نعم، قال: أنت الذي تقول:

قد بكى العاذل لي من رحمتي *** فبكائي لبكاء العاذل

قلت: نعم، قال: يا غلام، ادفع إليه الذي معك، فقلت: و ما هذا؟ قال: ثلاثمائة دينار، قلت: و اللّه لا أقبلها أو أعرفك قال: أنا إبراهيم بن المهدي.

أخبرنا أبو العز - فيما قرأ عليّ إسناده، و ناولني إياه، و أذن لي في روايته - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أحمد بن أبي طاهر، نا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، عن جده قال (2):استزار إبراهيم بن المهدي الرشيد بالرّقّة و أن الرشيد كان لا يأكل الطعام الحارّ قبل البارد، و أنه لما وضعت البوارد على المائدة رأى فيما قرب منه جام قريس (3) السّمك فاستصغر القطع، فقال لإبراهيم:

لم يصغّر طبّاخك قطع السّمك ؟ فقال: لم يصغّر طباخي القطع، و إنما هذه ألسنة السّمك، فقال يشبه أن يكون في هذا الجام مائة لسان، فقال له مراقب خادم إبراهيم - و كان يتولّى قهرمة إبراهيم - فيه - يا أمير المؤمنين - أكثر من مائة (4) لسان، فاستحلفه على مبلغ ثمن السمك، فأخبره أنه ألف (5) درهم، فرفع هارون يده عن الطعام، و حلف أن لا يطعم شيئا دون أن يحضر مراقب ألف دينار (6)،فأمر أن يتصدق بها، و قال لإبراهيم: أرجو أن تكون هذه كفّارة لسرفك، على جام سمك ألف درهم، ثم أخذ الجام بيده و دفعه إلى بعض خدمه، و قال: اخرج به من دار أخي، ثم انظر أول سائل تراه فادفعه إليه.

قال إبراهيم: و كان شراء الجام عليّ مائتين و سبعين دينارا، فغمزت خدمي أن

ص: 177


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل «عونيا».
2- الخبر في مروج الذهب ط بيروت ح 445/3.
3- في مروج الذهب: قريص بالصاد. و السمك القريس: الذي طبخ و عمل فيه صباغ و ترك حتى جمد، و الصاد لغة فيه (القاموس).
4- مروج الذهب: أكثر من مائة و خمسين.
5- مروج الذهب: أكثر من ألف درهم.
6- مروج الذهب: ألف درهم.

يخرجوا مع الجام فيبتاعوه ممن يدفع إليه، فكأنّ الرشيد فهم ذلك مني، فهتف بالخادم فقال: إذا دفعت الجام إلى السائل فقل له يقول لك أمير المؤمنين احذر أن تبيع الجام بأقل من مائتي دينار، فإنه خير منها، ففعل خادمه ما أمره به، فو اللّه ما أمكن خادمي أن يخلّص الجام إلاّ بمائتي دينار.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (1)،أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري، أنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم الشّلحي (2) المعدّل، أنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني، أخبرني محمد بن يحيى، حدثني عون بن محمد الكندي قال: سمعت عبد اللّه بن العباس بن الفضل بن الربيع يقول: ما اجتمع أخ و أخت أحسن غناء من إبراهيم بن المهدي و أخته عليّة و كانت تقدّم عليه.

أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين بن الشّعيري، نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ حدثني محمد بن علي بن عبد اللّه الصّوري، أنا عبد الرّحمن بن عمر التّجيبي بمصر، أنا أبو هريرة أحمد بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي العصام العدوي، نا أبو العباس عيسى بن عبد الرحيم، حدثني علي بن محمد - هو ابن حيّون - حدثني محمد بن أحمد الكوفي، حدثني الحسين بن عبد الرّحمن الحلبي عن أبيه، قال (3):أمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة (4) سمّوا له من أهل البصرة، فجمعوا و أبصرهم طفيليّ ، فقال: ما اجتمع هؤلاء إلاّ لصنيع، فانسلّ فدخل [في] وسطهم، و مضى بهم الموكّلون حتى انتهوا بهم إلى زورق قد أعدّ لهم، فدخلوا الزورق، فقال الطّفيليّ : هي نزهة فدخل معهم الزورق، فلم يك بأسرع بأن قيّد القوم و قيّد معهم الطفيليّ ، فقال الطفيلي: بلغ [أمر] تطفيلي إلى القيود، ثم سيّر بهم إلى بغداد، فدخلوا على المأمون فجعل يدعو بأسمائهم رجلا رجلا فيأمر بضرب رقابهم، حتى وصل إلى الطّفيليّ ، و قد استوفوا عدة القوم، فقال للموكّلين بهم: ما هذا؟ فقالوا:

و اللّه ما ندري غير أنّا وجدناه مع القوم فجئنا به، فقال المأمون: ما قصّتك ويلك ؟ فقال:

ص: 178


1- ضبطت عن التبصير 1244/4.
2- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى شلح و هي قرية من قرى عكبرا من نواحي بغداد.
3- مروج الذهب 10/4-11 نقلا عن ثمامة بن أشرس. و الزيادة عن المسعودي.
4- زيد في المسعودي: ممن يذهب إلى قول ماني، و يقول بالنور و الظلمة.

يا أمير المؤمنين امرأته طالق إن كان يعرف (1) من أقوالهم شيئا، و لا يعرف إلاّ اللّه و محمد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و إنما أنا رجل رأيتهم مجتمعين، فظننت صنيعا يغدون إليه، فضحك المأمون، و قال: يؤدّب (2).

و كان إبراهيم بن المهدي قائما على رأس المأمون فقال: يا أمير المؤمنين هب لي أدبه (3)،أحدّثك بحديث عجيب عن نفسي، فقال: قل يا إبراهيم، قال: يا أمير المؤمنين خرجت من عندك يوما في سكك بغداد متطرّبا، حتى انتهيت إلى موضع - سمّاه - فشممت يا أمير المؤمنين من جناح أبازير قدور قد فاح طيبها، فتاقت نفسي إليها و إلى طيب ريحها، فوقفت على خيّاط ، و قلت له لمن هذه الدار؟ فقال: لرجل من التجار من البزازين؛ فقلت: ما اسمه ؟ قال: فلان بن فلان، فرميت بطرفي إلى الجناح فإذا في بعضه شباك، فأنظر إلى كفّ قد خرج من الشباك قابضا على بعضه، فشغلني - يا أمير المؤمنين - حسن الكفّ و المعصم عن رائحة القدور، فبقيت هاهنا ساعة ثم أدركني ذهني، فقلت للخياط : هل هو ممن يشرب النبيذ؟ قال: نعم، و أحسب عنده اليوم دعوة، و ليس ينادم إلاّ تجارا مثله مستورين.

فإني كذلك إذ أقبل رجلان نبيلان راكبان من رأس الدرب، فقال الخياط هؤلاء منادموه، فقلت: ما أسماؤهما و ما كناهما؟ فقال: فلان و فلان، و أخبرني بكناهما، فحركت دابّتي و داخلتهما و قلت جعلت فداكما قد استبطأكما أبو فلان أعزّه اللّه و سايرتهما حتى أتينا إلى الباب فأجلاّني و قدّماني فدخلت و دخلا، فلما رآني معهما صاحب المنزل لم يشكّ أني منهما بسبيل، أو قادم قدمت عليهما من موضع، فرحّب و أجلسني في أفضل المواضع، فجيء - يا أمير المؤمنين - بالمائدة و عليها خبز نظيف، و أتينا بتلك الألوان، فكان طعمها أطيب من ريحها؛ فقلت في نفسي: هذه الألوان قد أكلتها، بقيت الكفّ أصل إلى صاحبتها، ثم رفع الطعام و جيء بالوضوء، ثم صرنا إلى منزل المنادمة، فإذا أشكل منزل يا أمير المؤمنين، و جعل صاحب المنزل يلطفني،

ص: 179


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م و انظر مروج الذهب.
2- زيد عند المسعودي: على فرط تطفله و مخاطرته بنفسه.
3- مروج الذهب: ذنبه.

و يقبل عليّ بالحديث، و جعلوا (1) لا يشكّون أن ذلك منه لي عن معرفة متقدمة، و إنما ذلك الفعل كان منه لما ظن أني منهما بسبيل، حتى إذا شربنا أقداحا خرجت علينا جارية - يا أمير المؤمنين - كأنها غصن بان تتثنى، فأقبلت تمشي، فسلّمت غير خجلة، و ثنيت لها وسادة فجلست و أتى بعود فوضع في حجرها، فجسّته، فاستنبأت في جسّها حذقها ثم اندفعت تغنّي و تقول (2):

توهّمها طرفي فأصبح خدّها (3) *** و فيه مكان الوهم من نظري أثر

و صافحها قلبي فآلم كفّها *** فمن مسّ قلبي في أناملها عقر (4)

فهيّجت - يا أمير المؤمنين - بلابلي، و طربت بحسن شعرها و حذقها، ثم اندفعت تغنّي:

أشرت إليها: هل عرفت مودّتي ؟ *** فردّت بطرف العين: إني على العهد

فحدت عن الإظهار عمدا لسرّها *** و حادت عن الإظهار أيضا على عمد (5)

فصحت: السلامة، يا أمير المؤمنين، و جاءني من الطّرب ما لم أملك نفسي، ثم اندفعت تغنّي الصوت الثالث:

أ ليس عجيبا أن بيتا يضمّني *** و إيّاك لا نخلو و لا نتكلم

سوى أعين تشكو الهوى بجفونها *** و تقطيع (6) أنفاس على الناي تضرم

إشارة أفواه و غمز حواجب *** و تكسير أجفان و كفّ تسلّم

فحسدتها يا أمير المؤمنين على حذقها و إصابتها معنى الشعر، أنها لم تخرج من

ص: 180


1- عند المسعودي: و الرجلان لا يشكان.
2- الأبيات لأبي نواس ديوانه ص 730 و الأغاني 228/5 و مروج الذهب 13/4.
3- صدره في الديوان: توهمه قلبي فأصبح خده
4- في الديوان: و صافحه قلبي فآلم كفه فمن غمز قلبي في أنامله عقر و قبله في الديوان: و مرّ بفكري خاطرا فجرحته و لم أر جسما قط يجرحه الفكر
5- مروج الذهب 13/4.
6- في مروج الذهب: و ترجيع أحشاء على النار تضرم.

الفن الذي ابتدأت فيه فقلت: بقي عليك يا جارية [شيء] (1)،فضربت بعودها الأرض، و قالت: متى كنتم تحضرون مجالسكم البغضاء؟ فندمت على ما كان مني، و رأيت القوم كأنهم قد تغيروا بي، فقلت: ليس ثمّ عود؟ فقالوا: بلى و اللّه يا سيدنا، فأتينا بعود فأصلحت من شأني ما أردت ثم اندفعت أغني:

ما للمنازل لا يجبن حزينا *** أ صممن أم قدم المدي فبلينا

روحوا (2) العشيّة روحة مذكورة *** إن متن متن و إن حيين حيينا

فما استتممته - يا أمير المؤمنين - حتى خرجت الجارية فأكبّت على رجلي فقبّلتها، و تقول: معذرة يا سيدي و اللّه ما سمعت من يغنّي هذا الصوت مثلك أحد، و قام مولاها و جميع من كان حاضرا فصنعوا كصنيعها، و طرب القوم، و استحثوا الشراب فشربوا بالكاسات و الطاسات ثم اندفعت أغني:

أ في اللّه إن تمشين لا تذكرينني *** و قد سمحت (3) عيناي من ذكرك الدّما

إلى اللّه أشكو بخلها و سماحتي *** لها عسل منّي و تبذل علقما

فردّي مصاب القلب أنت قتلته *** و لا تتركيه ذاهب العقل مضرما (4)

إلى اللّه أشكو أنها أجنبيّة *** و أنّي بها ما عشت بالودّ مغرما (5)

فجاءنا من طرب القوم - يا أمير المؤمنين - شيء خشيت أن يخرجوا من عقولهم، فأمسكت ساعة حتى هدءوا مما كانوا فيه من الطرب، ثم اندفعت أتغنّى بالصوت الثالث:

هذا محبّك مطويّ على كمده *** حرّى (6)،مدامعه تجري على جسده

له يد تسأل الرّحمن راحته *** مما به، و يد أخرى على كمده

يا من (7) رأى أسفا مستهترا دنفا *** كانت منيّته في عينه و يده

ص: 181


1- الزيادة عن المسعودي.
2- المسعودي: راحوا.
3- مروج الذهب 14/4 سجمت.
4- مروج الذهب: مغرما.
5- مروج الذهب: مكرما.
6- مروج الذهب: صبّ .
7- مروج الذهب: يا من رأى كلفا مستهترا أسفا

فجعلت الجارية تصيح هذا - و اللّه - الغناء يا سيدي.

و ذكر الحكاية إلى أن قال: و خلوت معه، ثم قال لي: يا سيدي ذهب ما كان من أيامي ضياعا إذ كنت لا أعرفك، فمن أنت يا مولاي ؟ فلم يزل يلج عليّ حتى أخبرته، فقام فقبّل رأسي، و قال: يا سيدي، و أنا أعجب يكون هذا الأدب إلاّ من مثلك، و إذا إني مع الخلافة و أنا لا أشعر، ثم سألني عن قصّتي، و كيف حملت نفسي على ما فعلت، فأخبرته خبر الطعام، و خبر الكفّ و المعصم، فقلت: أما الطعام فقد نلت منه حاجتي، فقال: و الكفّ و المعصم ؟ ثم قال: يا فلانة - لجارية له - قولي لفلانة تنزل، فجعل ينزل لي واحدة واحدة، فأنظر إلى كفّها و معصمها، فأقول: ليس هي، قال: و اللّه ما بقي غير أختي و أمي، و اللّه لأنزلنّهما إليك! فعجبت من كرمه و سعة صدره، فقلت: جعلت فداك، ابدأ بأختك قبل الأمّ ، فعسى أن تكون هي، فقال: صدقت، فنزلت فلما رأيت كفّها و معصمها، قلت: هي ذه.

فأمر غلمانه فصاروا إلى عشرة مشايخ من جلّة جيرانه في ذلك الوقت، فأحضروا، ثم أمر ببدرتين فيهما عشرون ألف درهم، و قال للمشايخ: هذه أختي فلانة أشهدكم أني قد زوجتها من سيّدي إبراهيم بن المهدي، و أمهرتها عنه عشرة (1) آلاف درهم، فرضيت و قبلت النكاح و دفع إليها البدرة، و فرّق البدرة الأخرى على المشايخ؛ ثم قال لهم:

اعذروا هذا ما حضر على الحال، فقبضوها و نهضوا.

ثم قال لي يا سيدي، أمهد لك بعض البيوت تنام مع أهلك، فأحشمني - و اللّه - ما رأيت من سعة صدره، و كرم خيمه؛ فقلت: بل أحضر عماريّة (2) و أحملها إلى منزلي قال: ما شئت فأحضرت عماريّة فحملتها و صرت بها إلى منزلي. فو حقك - يا أمير المؤمنين - لقد حمل إليّ من الجهاز ما ضاقت به بعض بيوتنا، فأولدتها هذا القائم على رأس سيدي أمير المؤمنين.

فعجب المأمون من كرم ذلك الرجل و سعة صدره، و قال: للّه أبوه ما سمعت مثله قط ، ثم أطلق الرجل الطفيليّ و أجازه بجائزة سنية؛ و أمر إبراهيم بإحضار الرجل فكان من خواصّ المأمون و أهل محبته.

ص: 182


1- في مروج الذهب: عشرين ألف.
2- العمارية: سفينة أو مركب، و قيل ضرب من السفن النهرية.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا محمد بن يحيى الصولي، حدثني أبو الحارث أسد بن عبد الباقي الهمداني، حدثني أحمد بن ناصح البوشنجي، حدثني محمد بن الحارث بن بُسخُنَّر قال (1):وجه إليّ إبراهيم بن المهدي يوما يدعوني و ذلك في أول خلافة المعتصم، فصرت إليه و هو جالس وحده و شارية جاريته خلف السّتّارة، فقال لي: إني قلت شعرا و غنّيت فيه فطرحته على شارية فأخذته و زعمت أنها أحذق به مني، و أنا أقول إني أحذق به منها، و قد وضعناك حكما بيننا لموضعك من هذه الصناعة، فاسمعه مني و منها، و احكم و لا تعجل حتى تسمعه ثلاث مرات؛ فاندفع يغنّي (2):

أضنّ بليلى و هي غير سخيّة *** و تبخل ليلى بالهوى فأجود

و أنهى فلا ألوي إلى زجر زاجر *** و أعلم أني مخطئ فأعود

فأحسن فيه و أجاد، ثم قال لها: تغنّي، فغنّته، فبرزت فيه، حتى كأنه كان معها في أبي جاد، و نظر إليّ فعرف أني قد عرفت فضلها، فقال: على رسلك، و تحدّثنا، ثم اندفع فغناه ثانية فأضعف في الإحسان، ثم قال [لها] (3):تغنّي فبرعت و ازدادت أضعاف زيادته، وكدت أشق ثيابي طربا، فقال: تثبّت و لا تعجل، ثم غنّاه ثالثة، فلم يبق غاية في الإحكام، ثم أمرها فغنّت، فكأنما كان يلعب، ثم قال: قل، فقضيت لها، قال: أصبت بكم تساوي عندك الآن فحملني الحسد له عليها و النفاسة بمثلها، أن قلت: تساوي مائة ألف درهم، فقال و ما تساوي على هذا الإحسان و التفضيل إلاّ مائة ألف درهم ؟ قبح اللّه رأيك، و اللّه ما أجد شيئا أبلغ في عقوبتك من أن أصرفك مذموما مدحورا، فقلت: ما لقولك: أخرج عن منزلي جواب، و قمت أنصرف، و قد أحفظني فعله و كلامه، و أرمضني، فلما خطوت خطوات التفتّ إليه فقلت: يا إبراهيم تطردني من منزلك! فو اللّه ما تحسن أنت و لا جاريتك شيئا.

و ضرب الدهر ضربة (4)،ثم دعانا المعتصم، و هو بالوزيريّة في قصر

ص: 183


1- الخبر في الأغاني 112/10.
2- البيت الأول في الأغاني.
3- الزيادة عن الأغاني.
4- الأغاني: ضربانه.

الليل (1)،فدخلت و مخارق و علّوية، و المعتصم بين يديه ثلاث جامات: جام فضّة مملوءة دنانير جددا (2)،و جام ذهب مملوءة دراهم، و جام قوارير مملوءة عبيرا (3).فظننّا أنه لنا، بل لم نشكّ في ذلك، فغنّيناه و أجهدنا أنفسنا فلم يطرب و لم يتحرك لشيء من غنائنا، و دخل الحاجب فقال إبراهيم بن المهدي، فأذن له، فدخل فلما أخذ مجلسه غنّاه أصواتا أحسن فيها، ثم غنّاه بصورت من صنعته بشعره فقال:

ما بال شمس أبي الخطّاب قد حجبت (4) *** يا صاحبيّ لعل الساعة اقتربت

أشكو إليك أبا الخطّاب جارية *** عزيزة (5) بفؤادي اليوم قد لعبت

فاستحسنه المعتصم و طرب له و قال: أحسنت و اللّه يا عمّ ، فقال إبراهيم: فإن كنت أحسنت فهب لي إحدى هذه الجامات، فقال: خذ أيها شئت، فأخذ التي فيها الدنانير، و نظر بعضنا إلى بعض ساعة لأنا رجونا أن نأخذهنّ ، و غنّاه بشعر له بعد ساعة (6):

فما قهوة مرّة قرقف *** شمول تروق براووقها

بكفّ أغنّ خضيب البنا *** ن يخطر بين أباريقها

مريض الجفون نبيل العيون *** ترمي ما مكّن تفويقها

بأطيب من فمها نكهة *** إذا امتصّت الشّهد من ريقها

فقال المعتصم: أحسنت و اللّه يا عمّ و سررت، قال: يا أمير المؤمنين، فإن كنت أحسنت فهب لي جاما أخرى، فقال: خذ أيهما شئت فأخذ الذهب التي فيها الدّراهم، فأيسنا نحن، و غنّى بعد ساعة:

ألا ليت ذات الخال تلقى من الهوى *** عشير الّذي ألقى فيلتئم الحبّ

إذا رضيت لم يهنني ذلك الرضا *** لعلمي به أنه سوف يدركه عتب

ص: 184


1- الأغاني:«قصر التل» و بالحاشية عن نسخ أخرى: قصر الليل.
2- عن الأغاني و بالأصل «جدد».
3- الأغاني: عنبرا.
4- الأغاني 114/10 و 115 قد غربت يا صاحبي أظن الساعة اقتربت.
5- الأغاني: غريرة.
6- البيت الأول في الأغاني 114/10 و 115.

فارتجّ المجلس و طرب المعتصم و استخفه الطرب و قام على رجليه ثم جلس و قال: أحسنت و اللّه يا عمّ ما شئت، قال إبراهيم: فإن كنت أحسنت فهب لي الجام الثالثة؛ قال: خذها، و نام أمير المؤمنين فدعا إبراهيم بمنديل فثناه عطفتين و وضع الجامات فيه و شدّه، و دعا بطين فختمه و دفعه إلى غلامه، و نهضنا للانصراف، فلما ركب التفت إليّ فقال: يا محمد زعمت أني و جاريتي لا نحسن شيئا، فكيف رأيت ثمرة الإحسان و نموه ؟ قال: و قال محمد بن الحارث بن بُسخُنَّر صرت إلى إبراهيم بن المهدي فرأيته مغموما، فقلت: ما لي أراك - يعني - مغموما؟ قال: ويحك، دعني، قلت: و اللّه لا أدعك أو أعرف خبرك، قال: كنت عند الرشيد، فسألني أن أسمع سليمان بن أبي جعفر صوتا و لم يكن سمع غناي غير الرشيد فتمنّعت، فدعا لي بألف درهم فغنّيته صوتا ثم قال لي ليلة أخرى جعفر بن يحيى صديقك و لا تحتشم منه، و أنا أحبّ أن تغنّيه صوتا، فقلت: إني أحتشمه في الغناء، فحلّفني بحياته و دعا لي بألف درهم فغنّيته، و كنا البارحة عند المعتصم فقال لي سيما الشارباني اشتهى ذاك الصوت، قلت: إنما قال ذاك، قلت ما أدري ما يريد قال: فغنّ كلما تحسن حتى إذا مر بي عرفتك فورد عليّ ما لم أقدر أن يرد عليّ مثله، فأي غمّ يكون أشد من هذا؟ قال، و نا محمد بن يحيى، نا أحمد بن عبد الجبار السّامري، حدثني إسماعيل بن عبد اللّه قال: قال إبراهيم الموصلي: أرسلت أسماء بنت المهدي إلى أخيها إبراهيم بن المهدي فقالت: أشتهي - و اللّه - أن أسمع من غناك، قال إذا - و اللّه - لا تسمعي مثله، و عليه و عليه، و غلّظ في اليمين، إن لم يكن إبليس ظهر لي و علّمني النّقر و النّغم، و صافحني و قال: اذهب فأنت منّي و أنا منك.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا محمد الهاشمي - و هو عبد الرّحمن بن محمد بن جعفر الجرجاني - يقول: سمعت يحيى بن عبيد اللّه الجرجاني يقول: سمعت محمد بن يزيد المبرّد يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: انصرفت ليلة من عند المأمون مع إبراهيم بن المهدي فأنشأ يقول:

و ما زلت مذ أيفعت أسعى مراهقا

لحى اللّه من يرضى ببلغة يومه *** و لم يك ذا همّ إلى المجد ساعيا

على المرء أن يسعى و يسمو بنفسه *** و يقضي إله الخلق ما كان قاضيا

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا و أبو منصور بن زريق الشّيباني، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا علي بن أيوب القمّي، أنا محمد بن عمران المرزباني قال: فحدثني علي بن هارون حدثني عمي يحيى بن علي قال: قال أحمد بن أبي فنن، أنا ابن قولي:

ص: 185

و ما زلت مذ أيفعت أسعى مراهقا

لحى اللّه من يرضى ببلغة يومه *** و لم يك ذا همّ إلى المجد ساعيا

على المرء أن يسعى و يسمو بنفسه *** و يقضي إله الخلق ما كان قاضيا

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا و أبو منصور بن زريق الشّيباني، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا علي بن أيوب القمّي، أنا محمد بن عمران المرزباني قال: فحدثني علي بن هارون حدثني عمي يحيى بن علي قال: قال أحمد بن أبي فنن، أنا ابن قولي:

صبّ بحبّ متيّم صبّ *** حبّيه فوق نهاية الحبّ

أشكو إليه صنيع جفونه *** فيقول: مت فأيسر (2) الخطب

و إذا نظرت إلى محاسنه *** أخرجته عطلا من الذّنب

أدميت باللّحظات و جنته *** فاقتصّ ناظره من القلب

قال علي بن هارون: و هذا البيت الأخير من هذه الأبيات هو عينها و أخذه ابن أبي فنن مما أنشد فيه أبي لإبراهيم بن المهدي.

يا من لقلب صيغ من صخرة *** في جسد من لؤلؤ رطب

جرحت خدّيه بلحظي فما *** برحت حتى اقتصّ من قلبي

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده، و ناولني إياه و قال: اروه عني - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا، أنا المظفر بن يحيى بن أحمد بن الشرابي، أنا أبو العباس المرندي، نا طلحة بن عبد اللّه الطّلحي، أنشدنا يعقوب بن عباد الزّبيري لإبراهيم بن المهدي (3) و قد أخدمته بعض العباسيات في حال استخفائه عندها جارية، و قالت لها: أنت له فإن مدّ يده إليك فلا تمتنعي، و لم يعلم بهبتها له، و كانت مليحة فجمّشها يوما بأن قبّل يدها و قال:

يا غزالا لي إليه *** شافع من مقلتيه

و الذي أكرمت (4) خدّ *** يه فقبّلت يديه

ص: 186


1- تاريخ بغداد 203/4 في ترجمة أحمد بن أبي فنن.
2- تاريخ بغداد: بتأثر.
3- الخبر في الأغاني 135/10 و أشعار أولاد الخلفاء ص 20.
4- في المصدرين: أجللت.

بأبي وجهك ما *** أكثر حسّادي عليه

أنا ضيف و جزاء الض *** يف إحسان إليه

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا الشريف أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد بن بكران الهاشمي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن بكران، و أبو محمد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو منصور بن عبد العزيز، و أبو بكر بن الطبري، و أبو الحسن علي بن المقلّد البوّاب، و أبو منصور عبيد اللّه بن عثمان بن محمد بن الشوكي ح.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1) ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم، نا أبو بكر محمد بن يحيى بن العباس الصولي - املاء - نا عون بن محمد، قال: استتر إبراهيم بن المهدي، و كان ينتقل في المواضع، فنزل بقرب أخت له، فوجّهت إليه بجارية حسنة الوجه لتخدمه، و قالت لها: أنت له، و لم يعلم إبراهيم بقولها ذلك فأعجبته فقال:

بأبي من أنا مأسور بلا أسر لديه

و الذي أجللت خدّيه فقبّلت يديه

و الذي يقتلني ظلما و لا يعدي عليه

أنا ضيف و جزاء الضيف إحسان إليه

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان المالكي قال: أنشدنا أحمد بن داود الأصبهاني لإبراهيم بن المهدي:

باللّه ربّك كم بيت مررت به *** قد كان يعمر باللّذّات و الطرب

طارت عقاب المنايا في سقائفه *** فصار من بعدها للويل و الخرب

ص: 187


1- تاريخ بغداد 143/6.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا محمد بن العباس، أنشدني عبيد اللّه بن أحمد المرورّوذي أنشدني أبي لإبراهيم بن المهدي:

قد شاب رأسي و رأس الحرص لم يشب *** إنّ الحريص على الدّنيا لفي تعب

ما لي أراني إذا طالبت مرتبة *** فنلتها طمحت عيني إلى رتب

قد ينبغي لي مع ما حزت من أدب *** أن لا أخوّض في أمر ينقص بي

لو كان يصدقني ذهني بفكرته *** ما اشتدّ غمّي على الدنيا و لا نصبي

أسعى و أجهد فيما لست أدركه *** و الموت يكدح في زندي و في عصبي

باللّه ربّك كم بيت مررت به *** قد كان يعمر باللّذات و الطرب

طارت عقاب المنايا في جوانبه *** فصار من بعدها للويل و الخرب (2)

فامسك عنانك لا تجمح به طلع (3) *** فلا و عيشك ما الأرزاق بالطّلب

قد يرزق العبد لم تتعب رواحله *** و يحرم الرزق من لم يؤت من طلب

مع أنني واجد للناس (4) واحدة *** الرزق و النّوك مقرونان في سبب

و خصلة ليس فيها من ينازعني *** الرّزق أروغ شيء عن ذوي الأدب

يا ثاقب الفهم كم أبصرت ذا حمق *** الرزق أعدا (5) به من لازم الجرب

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده، و ناولني إياه و قال: اروه عني - أنا أبو علي الجازري، نا المعافى بن زكريا، نا أحمد بن كامل، قال: سمعت ناشب المتوكّليّة تغني لإبراهيم بن المهدي:

أنت امرؤ متجنّ *** و لست بالغضبان

هبني أسأت فهلاّ *** مننت بالغفران

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاّف في كتابه.

ص: 188


1- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 147/6.
2- تاريخ بغداد: و الحرب.
3- تاريخ بغداد: ظلع، بالظاء المشالة.
4- عن المختصر لابن منظور، و بالأصل «الناس» و في تاريخ بغداد: في الناس.
5- تاريخ بغداد: أغرى.

و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري عنه، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمد بن جعفر الخرائطي، أنشدني أبو بكر محمد بن علي النحوي لإبراهيم بن مهدي أو لغيره:

لحا اللّه من لا ينفع الودّ عنده *** و من حبله إن مدّ غير متين

و من هو ذو لونين ليس بدائم *** على عهده خوّان كلّ أمين

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان الشوكي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي الخالع، أنا أبو بكر محمد بن الحسن النّقّاش المقرئ، قال: سمعت المبرّد يقول (1):عزّى رجل رجلا عن ابنه فقال:

أ كان يغيب عنك ؟ قال: نعم (2)،قال: فأنزله غائبا عنك، فإنه إن لم يقدم عليك قدمت عليه.

قال: و قول إبراهيم بن المهدي في نحو هذا يذكر ابنه في مرثية:

و إنّي و إن قدّمت قبلي لعالم *** بأنّي و إن أبطأت منك قريب

و إنّ صباحا نلتقي في مسائه *** صباح إلى قلبي الغداة حبيب

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف القرشي، أنا أحمد بن عمر بن أبان العبدي، نا عبد اللّه بن محمد بن عبيد بن سفيان، حدثني أبو بشر البجلي قال: سمعت إبراهيم بن المهدي ينشد هذه القصيدة (3) في ابن له يقال له أحمد مات بالبصرة، و أنشدني أبو بشر منها أبياتا، و أنشدني سائرها رجل من بني هاشم:

ص: 189


1- الكامل للمبرد 1277/3.
2- في الكامل: قال: كانت غيبته أكثر من حضوره.
3- القصيدة في أشعار أولاد الخلفاء للصولي ص 44-45 و الكامل للمبرد 1282/3-1284 و التعازي و المراثي ص 152-154.

نأى آخر الأيام عنك حبيب *** فللعين سحّ دائم و غروب (1)

دعته نوى لا ترتجى أوبة لها *** فقلبك مسلوب و أنت كئيب

يئوب إلى أوطانه كلّ غائب *** و أحمد في الغيّاب ليس يئوب

تبدّل دارا غير داري و جيرة *** سواي و أحداث الزّمان تنوب

أقام بها مستوطنا غير أنه *** على طول أيّام المقام غريب

تولّى (2) و أبقى بيننا طيب ذكره *** كما (3) في ضياء الشّمس حين تغيب

سواء (4) أن ذا يفنى و يبلى و ذكره *** بقلبي على طول الزّمان قشيب

و كان نصيب العين من كلّ لذّة *** فأضحى (5) و ما للعين منه (6) نصيب

و كان و قد زان الرجال بفعله (7) *** فإن قال قولا قال و هو مصيب

و كان به ينهى الركاب لحسنه *** و هجّم عنه الكهل و هو لبيب (8)

و كانت يدي ملأى به ثم أصبحت *** بعدل (9) إلهي و هي منه سليب

فأصبحت محنيّا كئيبا كأنّني *** عليّ لمن ألقى الغداة ذنوب

يخال الذي يحتاجه استدّ *** مرة فيقذفه الأدنى و هو حريب (10)

يقلّب كفّيه هناك و قلبه *** هواء وحيدا ما لديه غريب

ينادي بأسماء الأحبّة هاتفا *** و ما فيهم للهاتفين مجيب

كأن لم يكن كالدرّ يلمع نوره *** بأصدافه لما يشنه ثقوب

ص: 190


1- السح: الصبّ ، و غرب الدمع سيله، و الجميع غروب.
2- بالأصل «تول و بقى» و المثبت عن التعازي و المراثي.
3- التعازي و المراثي: كباقي ضياء.
4- التعازي و المراثي ص 155 خلا أن ذا.
5- الصولي:«فأمسى» و التعازي كالأصل.
6- الصولي:«فيه» و التعازي كالأصل.
7- التعازي و المراثي: و كان و قد وازى الرجال بعقله
8- البيت في التعازي و المراثي: بما تتهاداه الركاب لحسنه و يفحم منه الكهل و هو أريب
9- في الكامل للمبرد: بحمد.
10- كذا ورد البيت بالأصل و روايته في التعازي: بحال الذي يجتاحه السيل بغتة فيفتقد الأدنين و هو حريب

كأن لم يكن كالغصن في ساعة الضّحى *** نماه (1) النّدى فاهتزّ و هو رطيب

كأن لم يكن كالطّرف يمسح سابقا *** سليم الشّظا لم تختبله عيوب

كأن لم يكن كالصّقر أوفى بشامخ *** الذرى و هو يقظان الفؤاد طلوب

و ريحان صدري (2) كان حين أشمّه *** و مؤنس قصري كان حين أغيب

يسيرا (3) من الأيام لم يرو ناظري *** بها منه حتى أعلقته شعوب

كظل سحاب لم يقم غير ساعة *** إلى أن أطاحته فطاح جنوب

أو الشمس لمّا من غمام تحسّرت *** مساء و قد ولّت و آن (4) غروب

كأني به قد كنت في النّوم حالما (5) *** نفى لذّة الأحلام منه هبوب

جمعت أطبّاء إليك (6) فلم يصب *** دواءك منهم في البلاد طبيب

و لم يملك الآسون دفعا (7) لمهجة *** عليها لإشراك المنون رقيب

سأبكيك ما أبقت دموعي و البكا *** لعينيّ ماء إن نأى و نحيب (8)

و ما غاب (9) نجم أو تغنّت حمامة *** و ما اخضرّ في فرع الأراك قضيب

و أضمر إن أنفذت دمعي لوعة *** عليك لها تحت الضّلوع لهيب (10)

حياتي ما كانت حياتي فإن أمت *** ثويت و في قلبي عليك ندوب

يعزّ عليّ أن تنالك حدّة *** يمسّك منها في الحياة دبيب

و ما زاد (11) إشفاقي عليك عشية *** وسادك فيها جندل و جنوب

ألا ليت كفّا بان منها بنانها *** يهال بها عنّي عليك كثيب

ص: 191


1- في الكامل و التعازي:«في ميعة الضحى سقاه الندى» و في الصولي: زهاه الندى.
2- التعازي و الصولي: و ريحان قلبي.
3- الكامل و التعازي: قليلا.
4- الكامل و التعازي: و حال.
5- الصولي: كأني منه كنت في نوم حالم.
6- الكامل و التعازي و الصولي: أطباء العراق.
7- الصولي: نفعا.
8- الكامل و التعازي: بعينيّ ماء يا بني يجيب
9- الكامل:«و ما غار» التعازي: و ما لاح.
10- الكامل و التعازي: وجيب.
11- التعازي: و ما زال.

فما لي إلاّ الموت بعدك راحة *** و ليس لنا في العيش بعدك طيب

قصمت جناحي بعد ما هدّ منكبي *** أخوك و رأسي قد علاه مشيب

و أصبحت (1) في الهلاّك إلاّ حشاشة *** تذاب بنار الحزن (2) فهي تذوب

تولّيتما في حجّة (3) و تركتما *** صدى يتولّى ناره و ينوب

فلا ميت إلاّ دون رزئك رزؤه *** و لو فنيت (4) حزنا عليك قلوب

و إني و إن قدّمت قبلي لعالم *** بأنّي و إن أبطأت منك قريب

و إنّ صباحا نلتقي في مسائه *** صباح إلى قلبي الغداة حبيب

قال: و أنشدني رجل من بني هاشم لإبراهيم بن المهدي يرثي ابنه أحمد:

عصتك عين دموعها شنن *** فليس يغشى جفونها الوسن

و كلّها بالنجوم يرقبها *** نجم فثنّى في ليله الحزن

لمّا ثوى أحمد الضّريح و كا *** ن الزّاد منه الحنوط و الكفن

و الموت يغشى بياض سنته *** كالشمس يغشى ضياءها الدّجن

يطلب روحا عندي لكربته *** و الرّوح في كفّ من له المنن

هيهات قد حان وقت فرقتنا *** و انبتّ بيني و بينه القرن

و خانني الصّبر إذ فجعت به *** و ليس عندي لواعظ أذن

تركتني شاهدا (5) إذا رقد النا *** س أخا لوعة إذا سكنوا

للّه ما أهدت الرّجال إلى ال *** قبر و ما شدّوا و ما دفنوا

من يسل شيئا فإن لوعته *** ليس يعفي آثارها الزّمن

يا ليت شخصي قد زارها منّه *** فإن عيشي من بعده غبن

ولّى حبيبا يتلو أخاه كما *** يوما تدنّى للمنحر البدن

كأنّما الدّهر في تحامله *** عليّ لي عند صرفه إحن

آنس أرضا لنا و أوحشنا *** حيث تردّى بنفسك الزّمن

ص: 192


1- الكامل و التعازي: فأصبحت.
2- التعازي: الشوق.
3- الكامل:«حقبة» و التعازي كالأصل.
4- الكامل و التعازي: فتّتت.
5- بالأصل «إذا» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن محمد بن عرفة، قال: و مات إبراهيم بن المهدي سنة أربع و عشرين و مائتين.

قال (2):و أخبرني الحسن بن أبي بكر، قال: كتب إليّ محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم، نا أحمد بن يونس الضّبّي، حدثني أبو حسّان الزيادي، قال: سنة أربع و عشرين و مائتين فيها مات إبراهيم بن المهدي يوم الجمعة لسبع خلون من شهر رمضان، و صلّى عليه المعتصم باللّه أمير المؤمنين.

498 - إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن بكّار

والد أبي عبد الملك

حدّث عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر.

روى عنه ابنه أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا جعفر بن محمد بن هشام الكندي، نا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبي، نا عبد اللّه بن العلاء، عن الزّهري قال: العلماء أربعة:

سعيد بن المسيّب بالمدينة، و عامر الشّعبي بالكوفة، و الحسن بن أبي الحسن بالبصرة، [و مكحول بالشام] (3).

499 - إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه

أبو إسحاق البغدادي الحنبلي

سمع بدمشق: أبا القاسم عثمان بن سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن أبي سفيان بن

ص: 193


1- تاريخ بغداد 147/6.
2- تاريخ بغداد 148/6.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.

فطيس، و ببغداد: عباد (1) بن علي بن مرزوق السّيريني (2)،و محمد بن طاهر بن أبي الدّميك (3)،و عمر بن الحسن الحلبي القاضي، و عبد اللّه بن أحمد الدّولابي، و محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطّار بحمص، و أبا بكر أحمد بن محمد الصّيدلاني، و حامد بن محمد بن شعيب، و أبا بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار الحافظ (4) بالرملة.

روى عنه أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن علي بن محمد النّيسابوري الحنبلي، و القاسم بن محمد السّمرقندي الفقيه، و الحسن بن منصور الاسبيجابي (5)،و أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن علي بن محمد الحنبلي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه البغدادي، أنا عثمان بن سعيد الدّمشقي بها، أنا عبد اللّه بن هاني المقدسي، حدثني أبي عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أمّ الدّرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدّنيا بأسرها، يا ابن جعشم يكفيك منها ما سدّ جوعتك، و وارى عورتك، و ما فوق الإزار حساب عليك»[1909].

أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد اللّه بن الحسن القيسية، بأصبهان، قالت: أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية الواعظة قالت: نا أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي - إملاء - نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه البغدادي بشيراز، نا محمد بن جعفر الحمصي بحمص، نا إبراهيم بن العلاء، نا إسماعيل بن عيّاش، نا عمر مولى غفرة (6)،عن أيوب بن خالد،

ص: 194


1- في الأنساب (السيريني): «عبادة» و في تذكرة الحفاظ ص 757:«عبد» و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء «عباد» كالأصل 151/14.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى محمد بن سيرين.
3- ترجمته في سير الأعلام 227/14.
4- ترجمته في سير الأعلام 554/12.
5- كذا، و في الأنساب «الأسفيجابي» بكسر الألف، هذه النسبة إلى اسفيجاب بلدة كبيرة من بلاد المشرق من بلاد الترك، و ترجم له ترجمة قصيرة.(في معجم البلدان:«أسفيجاب» بالفاء و بفتح الألف).
6- بالأصل «عفرة» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب، و هو عمر بن عبد اللّه المدني في م: عفيرة.

عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كان يحبّ أن يعلم كيف منزلته عند اللّه، فلينظر كيف منزلة اللّه عنده، فإنّ اللّه تعالى ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه»[1910].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، حدثني الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب، عن أبي سعد عبد الرّحمن بن محمد الإدريسي، قال إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه البغدادي كنيته أبو إسحاق يعرف بالحنبلي، حدّث بسمرقند و بالشاش (2) عن عباد بن علي بن مرزوق، و محمد بن أبي الدّميك، و عمر بن الحسن القاضي، و عبد اللّه بن أحمد الدولابي، و غيرهم، حدّثني عنه القاسم بن محمد الفقيه الإبريسمي بسمرقند، و الحسن بن منصور الإسبيجابي باسبيجاب (3).

500 - إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد

ابن سليمان بن أيوب بن حذلم،

أبو إسحاق الأسديّ

سمع أبا العباس أحمد بن سعيد بن الحسن، و أبا الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، و أبا محمد بن أبي نصر، و أبا القاسم تمام بن محمد الرازي و حدّث بشيء يسير.

روى عنه: ابنه أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد، و أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين الرازي السّمّان.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أخبرني أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد بن حذلم، نا أبي إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه، نا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أحمد بن عبود، نا عبد الرّحمن بن

ص: 195


1- تاريخ بغداد 166/6.
2- الشاش مدينة ما وراء النهر متاخمة لبلاد الترك (معجم البلدان).
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الاسفيجابي بأسفيجاب (و في معجم البلدان أسفيجاب بالفاء و بفتح الألف).

يحيى بن إسماعيل، حدثني محمد بن الوليد، حدثني أبو عبّاد عن مخلد، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أتاني جبرائيل فقال: يا محمد: إنّ وليّ الأمر بعدك أبو بكر ثم عمر ثم عثمان»[1911].

501 - إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن علي

أبو عبد اللّه العقيليّ الجزريّ المقرئ

سكن نيسابور و حدّث بها، عن أبي الحسن بن السمسار و كان قد سمع منه بدمشق.

حدثنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد، و أبو الفتوح شافع بن أبي الحسن.

حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل - إملاء بأصبهان - أنا إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه الجزري - شيخ نيسابوري من أهل الستر و الديانة - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسن السمسار بدمشق، نا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مروان، نا أبو عبد الملك - هو أحمد بن إبراهيم - نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عثمان بن فائد، نا أشعب مولى عثمان بن عفان، عن عبد اللّه بن جعفر - ذي الجناحين - قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتختّم في يمينه مرّة أو مرّتين[1912].

أخبرنا أبو الفتوح شافع بن أبي الحسن علي بن أبي الحسن بن أبي صالح بن أحمد بن محمد الشعري الصوفي، أنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه الجزري، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسن بن علي بن السّمسار، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا سعيد بن عبد الجبار، نا دفاع (1) بن دغفل السّدوسي، حدثني عبد الحميد بن صيفي بن صهيب الخير، عن أبيه، عن جدّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«عليكم بالسّواد فإنه من خير خضابكم، ألا و إنه أرغب لنسائكم فيكم، ألا إنه أرهب في صدور عدوكم»[1913].

كذا حدّثنا به و قد أسقط منه رجلا بين [ابن] (2) السمسار و أبي عبد الملك، و صحّف اسم جدّ ابن السمسار، فإنه الحسين بزيادة ياء.

ص: 196


1- انظر الإكمال 327/3-328 حاشية رقم 1.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
502 - إبراهيم بن محمد بن عبد الأعلى بن محمد بن عبد الأعلى

ابن عبد الرّحمن بن يزيد بن ثابت بن أبي مريم بن أبي عطاء

أبو القاسم الأنصاري، المعروف بابن عليل، مولى سهل بن الحنظلية

حكى عن أبيه.

حكى عنه تمام الرازي.

503 - إبراهيم بن محمد بن عبد الرّزّاق

أبو طاهر العابد الحيفيّ

من أهل قصر حيفة (1).

سمع بأطرابلس، أبا يوسف القزويني، و أبا الوفاء سعد بن علي بن محمد بن أحمد النّسوي.

و حدّث بصور سنة ست و سبعين و أربعمائة، سمع منه شيخنا أبو الفرج غيث بن علي، و أبو الفضل ابن بنت الكاملي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن ابن بنت الكاملي - و نقلته من خط غيث، قالا: أنا الشيخ العابد أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق الحيفي - بقراءتي عليه - أنا القاضي أبو يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني بطرابلس قال: سمعت أبا محمد عبيد اللّه بن محمد النّيسابوري - قدم علينا همذان حاجّا في شوال سنة ست و أربعمائة قال: دخلت بلوبينة (2) في شهور سنة سبع و ستين و ثلاثمائة، و أنا مثل البدر الطالع و عمري دون العشرين، فرأيت الشيخ أبا الحسن علي بن أحمد البغوي زعيمها فنزلت عليه فأكرم فلما فارقته و ارتحلت خرج مشيّعا، و أنشدني هذه الأبيات:

ركائب من أهواه للبين زمت *** فيا عجبا للقلب إن لم يفتت

مضوا بفؤادي و انصرفت بعولة *** موكلة مني اتحاد التّلفّت

ص: 197


1- قصر حيفة: موضع بين حيفا و قيسارية (معجم البلدان).
2- كذا بالأصل، و في م مهملة بدون نقط .

فلو شئت يوم البين وجدا و حرقة *** قطعت طريق الظاعنين بعبرتي

و لو لا حذاري حين زمّت ركابهم *** زفرت فأحرقت الخيام بزفرتي

504 - إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة

أبو إسحاق الشّهرزويّ (1)(2)

سمع بدمشق يزيد بن محمد بن عبد الصمد، و أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، و ببيروت: العباس بن الوليد بن مزيد (3)،و بحمص: أبا عتبة الحجازي، و محمد بن عوف، و ربيعة بن الحارث الجبلاني (4)،و محمد بن النعمان بن بشير المقدّمي، و بمصر: الربيع بن سليمان، و بحر بن نصر بن سابق الخولاني، و ابن عبد الحكم، و فهد بن سليمان، و إبراهيم بن مرزوق، و إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، و إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، و علاّن بن المغيرة، و بالري: أبا زرعة، و أبا حاتم الرازيين، و هارون بن هزاري القزويني، و بالعراق: محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، و هارون بن إسحاق الهمداني، و موسى بن عبد الرّحمن المسروقي، و الحسن بن محمد الزّعفراني، و عمرو بن عبد اللّه الأودي، و عباس بن عبد اللّه التّرقفي، و بغيرها: يوسف بن سعيد بن مسلم المصّيصي، و أبا أميّة الطرسوسي، و سليمان بن سيف، و محمد بن عبد اللّه بن يزيد بن المقرئ، و أبا جعفر محمد بن عيسى بن هارون بن أبي موسى بنصيبين، و أبا جعفر محمد بن عبد الملك النّصيبي.

روى عنه: أحمد بن الحسن بن يزيد القزويني، و أبو الحسن عمر بن أحمد بن شجاع، و أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح القزويني المقرئ، و أبو سعيد أحمد بن علي بن عمر بن حميس الأشعري الرازي، و أبو بكر محمد بن يحيى بن أحمد الفقيه.

أخبرنا أبو مسعود إسحاق بن أبي زرعة عبد الكريم بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن سهلويه - باروذة محلة بالري - أنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن العباس بن إبراهيم بن أحمد بن العباس العصار، أنا أبو زرعة

ص: 198


1- ضبطت بفتح الشين و ضم الراء عن الأنساب.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 249/15 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل «يزيد» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 471/12.
4- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى جبلان بطن من حمير.

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن سهلويه، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح المقرئ القزويني - بها - نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبيد بن محمد الشهرزوري، نا الحسن بن بيان، نا سيف بن محمد بن عبد الرّحمن العجلي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليكم بالإهليلج (1)الأسود فاشربوه فإنه شجرة من شجر الجنّة طعمها مرّ و هو شفاء من كل داء»[1914].

كذا في الأصل و الصواب الحسين بن بيان بزيادة ياء (2).

505 - إبراهيم بن محمد بن عبيد

أبو مسعود الدّمشقي الحافظ (3)

أحد الجوّالين المكثرين، خرج من دمشق قديما و طاف البلاد.

و سمع: أبا الحسين عبد اللّه بن إبراهيم الزبيبي، و أبا محمد عبد اللّه بن محمد بن السّقاء الواسطي الحافظ ، و أبا بكر بن عبدان الشيرازي، و أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ و جماعة سواهم.

روى عنه: أبو ذرّ الهروي، و حمزة بن يوسف السّهمي، و أبو الحسن العتيقي، و أبو القاسم اللاّلكائي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أنا هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري، أنا إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ - أبو مسعود - أنا عبد اللّه بن محمد بن عثمان المدني (5) الواسطي - بها - نا أبو العباس الوليد بن بنان (6) بن مسلمة المقرئ الواسطي ح.

قال: و أنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، نا عبد اللّه بن محمد بن

ص: 199


1- الإهليلج: ثمر معروف منه أصفر و منه أسود، ينفع من الخوانيق و يزيل الصداع (القاموس).
2- في وفاته قال الذهبي في تذكرة الحفاظ 846/3: بقي إلى سنة نيّف و عشرين و ثلاثمائة فيما أظن.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 227/17 و بهامشها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- تاريخ بغداد 173/6.
5- في تاريخ بغداد:«المزني» و مثله في سير الأعلام.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل «بيان» و في تذكرة الحفاظ 1069/3 «أبان» و في سير الأعلام:«أبان» أيضا.

عثمان الحافظ بواسط ، نا الوليد بن بنان (1) الواسطي، نا النضر بن سلمة، نا عبد اللّه بن عمر - و قال أبو العلاء: ابن عمرو - ثم اتفقا فقالا: الفهري عن عبد اللّه بن عمر، عن أخيه يحيى بن عمر، حدثني عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما أتى وادي محسّر (2) حرك راحلته و قال:«عليكم بحصى الخذف» (3)[1915].

قالا (4):و قال لنا أبو بكر الخطيب (5):إبراهيم بن محمد بن عبيد، أبو مسعود الدمشقي الحافظ . سافر الكثير و سمع و كتب ببغداد، و الكوفة، و البصرة، و واسط ، و الأهواز، و أصبهان، و بلاد خراسان. و سمع ببغداد من أصحاب أبي شعيب الحرّاني، و محمد بن يحيى المروزي، و يوسف بن يعقوب القاضي، و جعفر الفريابي. و بالكوفة من أصحاب أبي جعفر المطيّن، و أبي حصين الوادعي. و بالبصرة من أصحاب أبي خليفة الجمحي، و بواسط من أبي محمد بن السقا، و بالأهواز من أحمد بن عبدان الشيرازي و أقرانه، و بأصبهان من أبي بكر بن المقرئ و نحوه، و بخراسان من أصحاب الحسن بن سفيان، و أبي بكر بن خزيمة، و محمد بن إسحاق السّرّاج، و أمثالهم، ثم استوطن بغداد بأخرة، و كان له عناية بصحيحي البخاري و مسلم، و عمل تعليقة أطراف الكتابين، و لم يرو من الحديث إلاّ شيئا يسيرا على سبيل التذكرة، و كان صدوقا دينا ورعا فهما، حدثنا عنه هبة اللّه الطبري. و قال ابن خيرون: حدثنا عنه أبو القاسم الطبري.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: و جاءنا - يعني أبا (6) مسعود - إبراهيم بن محمد

ص: 200


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل «بيان» و في تذكرة الحفاظ 1069/3 «أبان» و في سير الأعلام:«أبان» أيضا.
2- محسر بالضم ثم الفتح و كسر السين المشددة موضع ما بين مكة و عرفة، و قيل: بين منى و عرفة، و قيل: بين منى و المزدلفة (معجم البلدان).
3- يعني صغارا (النهاية لابن الأثير: خذف). و فيه: عليكم بمثل حصى الخذف و الحديث في تاريخ بغداد 173/6 و سير أعلام النبلاء 229/17 و راجع التعليق عليه في حاشيتها.
4- القائلان ابن قبيس و ابن خيرون.
5- تاريخ بغداد 172/6-173.
6- بالأصل «أبي».

الدمشقي في هذا الأسبوع - يعني في شهر رمضان من سنة أربعمائة - من مدينة السلام، مات في رجب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، حدثني العتيقي قال: مات أبو مسعود الدمشقي في سنة إحدى و أربعمائة.

قال الخطيب: و ببغداد توفي، و صلّى عليه أبو حامد الأسفرايني و كان وصيّه، و دفن في مقبرة جامع المنصور قريبا من السّكك.

506 - إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد بن الحسن بن الحسين

أبو إسحاق بن أبي بكر الشّهرزوري الفقيه الفرضي الواعظ

سمع أباه بدمشق، و أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان بصور، و أبا عبد اللّه بن سلوان، و أبوي القاسم الحنّائي و عبد الرزاق بن عبد اللّه بن فضيل، و أبا بكر الخطيب، و أبا نصر بن طلاّب، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا محمد عبد العزيز بن أحمد.

حدثنا عنه: أبو القاسم بن عبدان، و أبو الحسن علي بن نجا بن أسد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن نجا بن أسد المؤذن، أنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد الشّهرزوري، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني ح.

و أخبرنا عاليا أبو القاسم، علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه بن سلوان، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التّميمي المؤذن، أنا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، نا سفيان بن عيينة، عن الزّهري، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و عمر يمشون أمام الجنازة[1916].

ذكر أبو محمد بن الأكفاني قال: سنة أربع و تسعين و أربعمائة فيها توفي القاضي الفقيه العالم أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد الشّهرزوري الواعظ - رحمه اللّه - في يوم الاثنين السابع من المحرّم بدمشق.

ص: 201


1- تاريخ بغداد 173/6.

و قال لي أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه: توفي خالي في المحرم سنة أربع و تسعين، و كان مولده سنة خمس و عشرين [و أربعمائة] (1).

507 - إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه

ابن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم

أبو إسحاق المعروف بالإمام (2)

كان يكون بالحميمة (3) من أعمال السّراة، من أعمال دمشق، و هو الذي عهد إليه أبوه محمد بن علي بالإمامة من بعده، فرفع أمره إلى مروان بن محمد، فأخذه و سجنه و قتله في السجن بحرّان (4).

روى عن أبيه، و جدّه علي بن عبد اللّه، و أبي هاشم عبد اللّه بن محمد بن الحنفية.

روى عنه: مالك بن الهيثم، و أبو مسلم عبد الرّحمن بن مسلم الخراساني، و أبو العبّاس السّفّاح، و أبو جعفر المنصور.

كتب إليّ أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي، و حدثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه عنه، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي، نا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الدّوري الورّاق، نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي الملحمي (5)،حدثني محمد بن سهل بن حمّاد الرّقّي بالرّقّة، نا صالح بن عمرو بن نباتة، حدثني أمير المؤمنين المأمون حدثني أبي عن أبيه، عن جده المنصور، حدثني أخي إبراهيم الإمام أنه سمع جده علي بن عبد اللّه بن العباس يحدث عن العباس بن عبد المطلب قال: كان في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جذع إذا خطب الناس أسند إليه ظهره قال: فلمّا كثر الناس و انجفلوا عليه من كل ناحية، اتّخذ له منبرا فلما صعده حنّ الجذع، دعاه، فأقبل يخدّ الأرض و الناس حوله، و الناس ينظرون، فالتزمه و كلّمه ثم قال له

ص: 202


1- زيادة لازمة.
2- سير أعلام النبلاء 379/5 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- الحميمة بلد من أعمال عمان في أطراف الشام (معجم البلدان).
4- انظر في ذلك الطبري 435/7-437.
5- ضبطت عن الأنساب، له ترجمة في سير الأعلام 247/15(101).

-و هم يسمعون-«عد إلى مكانك» فمرّ حتى عاد إلى مكانه و بحضرته المؤمنين و جماعة من المنافقين فازداد المؤمنون إيمانا و بصيرة، و شكّ المنافقون و ارتابوا و قالوا: أخذ محمد بأبصارنا و هلكوا[1917].

أخبرنا أبو محمد طلحة بن أبي غالب بن عبد السلام، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمد البزّاز، نا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى، حدثني أبي، حدثني أبي موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده عن عبد اللّه بن عباس قال: أرسل العباس بن عبد المطلب و ربيعة بن الحارث ابنيهما:

الفضل بن العباس، و عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأتياه، فقالا له:

يا رسول اللّه إنّا نراك تستعمل رجالا من غيرنا، فاستعملنا نؤدي إليك كما يؤدون، و نصيب ما نتزوج و نستعين به على صنيعتنا، فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى بني هاشم خاصّة فلما اجتمعوا عنده قال:«يا بني عبد المطلب إن الصّدقة لا تحل لي و لا لكم، إنما هي أوساخ الناس و غسول خطاياهم»، ثم دعا بمحميّة بن جزيّ (1) الكلبي (2)،فقال لمحميّة:«أنكح الفضل ابنتك»، و نظر إلى ربيعة فقال:«أنكح ابن أخيك ابنتك أم حكيم»، فقال: يا رسول اللّه ما كنت أخبؤها إلاّ لك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أنكحها ابن أخيك. ثم انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنهم و عوّضهم من الخمس، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى عماله: يأمرهم بأخذ الصّدقة و يقول في كتبه:«إن الصدقة لا تحلّ لمحمد و لا لآل محمد صلى اللّه عليه و سلم». في إسناده انقطاع[1918].

ذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور أن إبراهيم بن محمد الإمام ولد سنة ثمان و سبعين، و ذكر غيره أنه ولد سنة اثنتين و ثمانين، و أمّه أمّ ولد بربرية اسمها سلمى.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (3) قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب و أمّه أمّ ولد و هو الذي يقال له الإمام، و كان

ص: 203


1- كذا بالأصل و المختصر، و في أسد الغابة و تبصير المنتبه 254/1 «جزء».
2- في أسد الغابة و التبصير: الزبيدي.
3- لم يرد في ابن سعد المطبوع.

أبوه أوصى إليه فكان شيعتهم يختلفون إليه و يكاتبونه من خراسان و تأتيه رسلهم، فبلغ ذلك مروان بن محمد فبعث إليه فحبسه بأرض الشام فمات في حبسه سنة إحدى و ثلاثين و مائة، و كان يوم مات ابن ثمان و أربعين سنة، و كان ظهور أهل بيته من بني العباس و المسودة بالكوفة، و بويع لأبي العباس عبد اللّه بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بالخلافة للنصف من شهر ربيع الأول سنة اثنتين و ثلاثين و مائة و هو يومئذ ابن ست و عشرين سنة و أشهر، و كانت أمّ أبي العباس ريطة بنت عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد المدان بن الدّيّان من بني الحارث بن كعب.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، قال: و أوصى محمد بن علي إلى ابنه إبراهيم بن محمد فسمّي الإمام بعد أبيه، و شهر بهذا الاسم، و انتشرت دعوته بخراسان كلها، و وجّه بأبي مسلم إلى خراسان واليا على دعاته و شيعته، فتجرد أبو مسلم لمحاربة عمال بني أمية و قوي أمره و استفحل، و أظهر لبس السواد، و غلب على البلاد يدعو هو و من معه إلى طاعة الإمام و يعمل بما يرد عليه من مكاتبة أبي إسحاق بن محمد الإمام له سامعا منه مطيعا له غير مظهر للناس اسمه إلاّ لمن كان من الدعاة و الشيعة فإنهم يعرفونه دون غيرهم من الناس إلى أن ظهر أمره و انكشف، و وقف مروان بن محمد على خبره فوجّه إليه فأخذه و حبسه و قتله (1).

فحدثنا محمد بن موسى بن حمّاد البربري، نا سليمان بن أبي شيخ، نا صالح بن سليمان، قال: كان أبو مسلم يكاتب إبراهيم بن محمد فقدم على إبراهيم رسوله فساءله فإذا رجل من عرب خراسان فصيح، فغمّه ذلك، فكتب إلى أبي مسلم:

أ لم أنهك عن أن يكون رسولك عربيا؟ يطّلع مثل هذا على أمرك ؟ فإذا أتاك فاقتله.

و حبس الرسول، فلما خرج من عنده قرأ الكتاب فأتى به مروان بن محمد، فأرسل فأخذ إبراهيم و حبسه و هو بحرّان، و أمر به فغمّ و قتل في الحبس.

قال صالح بن سليمان: جعلوا على وجهه مرفقة و قعدوا عليها؛ و يقال: إن قتله كان بحرّان في صفر سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، و له يومئذ من السن إحدى و خمسون

ص: 204


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 379/5 مختصرا.

سنة، و صلّى عليه رجل يقال له المهلهل بن صفوان (1).

و قد ذكر أن إبراهيم الإمام كان حضر الموسم في سنة إحدى و ثلاثين و مائة في جماعة من أهله و مواليه و معه نحو من ثلاثين نجيبا، فشهر نفسه في الموسم، و رآه أهل الشام و غيرهم، فاشتهر عندهم، و بلغ مروان خبره في الموسم و ما كان معه من الربيء (2)و الآلة.

و قيل له: إنّ أبا مسلم و [من] (3) لبس السواد يأتمّون به و يسمّونه الإمام، و يدعون إليه. فوجه إليه في المحرم بعد منصرفه من الحج فأخذه و قتله في صفر.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال: فولد محمد بن علي الإمام إبراهيم بن محمد و موسى بن محمد، مات في حياة أبيه و هما لأم ولد قال إبراهيم بن علي بن هرمة (4)يمدحه يعني إبراهيم بن محمد:

جزى اللّه إبراهيم عن جلّ قومه *** رشادا يكفّيه و من شاء أرشدا

أغرّ كضوء البرق (5) يستمطر الذّرى *** و يهتاش مرتاحا إذا هو أنفذا

و مهما يكن منّي إليك فإنّه *** بلا خطأ منّي و لكن تعمّدا

و قلت: امرؤ غمر العطيّات ماجد *** متى ألقه ألق الجواري أسعدا

غرائب شعر قلته لك صادقا *** و أعلمته رسما فغار و أنجدا

و أنت امرؤ حلو المؤاخاة باذل *** إذا ما بخيل القوم لم يصطنع يدا

لك الفضل من هنّا و هنّا وراثة *** أبا عن أب لم يختلس تلك قعددا

بنى لك العبّاس من المجد غاية (6) *** إلى عزّ قدموس من المجد أصيدا

ص: 205


1- الخبر مختصرا في سير أعلام النبلاء 279/5.
2- الربيء: الحراس (القاموس).
3- الزيادة لازمة.
4- القصيدة ليست في ديوان ابن هرمة.
5- في مختصر ابن منظور 152/4 «الشمس».
6- كذا ورد صدره بالأصل، و صوب في المختصر إلى: بناه لك العباس للمجد غاية

و شيّد عبد اللّه إذ كان مثلها *** و شدّ بأطناب العلى فتشيّدا

و شد عليّ في يديه بعروة *** و حبلين من مجد أغير و أحصدا

و كم من غلاء أو علا قد ورثتها *** بأحسن ميراث أباك محمدا

و أنت امرؤ أوفى قريش حمالة *** و أكرمها فيها مقاما و مقعدا

كريم إذا ما أوجب اليوم نائلا *** عليه جزيلا بثّ أضعافه غدا

سعى ناشئا للمكرمات فنالها *** و أفرع في وادي العلى ثم أصعدا

على مأثرات من أبيه و جدّه *** فأكرم بذا فرعا و بالأصل محتدا

و أجرى جوادا يحسر الخيل خلفه *** إلى قصبات السّبق مثنى و موحدا

إذا ساد (1) يوما عدّ من ولد هاشم *** أبا ذكره لا يقلب الوجه اسودا

أغرّ مناقبا بنى المجد بيته *** مكان الثّريّا ثم علا فكبّدا

و مورد أمر لم يجد مصدرا له *** أتاك فأصدرت الذي كان أوردا

و موقد نار لم يجد مطفئا لها *** أتاك فأطفأت الذي كان أوقدا

فلم أر في الأقوام مثلك سيّدا *** أهشّ بمعروف و أصدق موعدا

و أنهض بالعزم الثقيل احتماله *** و أعظم إذ لا يرفد الناس مرفدا

و لو لم يجد للواقفين ببابه *** سوى الثوب ألقى ثوبه و تجرّدا

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان، نا أبو يعقوب النّخعي، نا العباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، قال: كان إبراهيم الإمام يقول: الكامل المروءة من أحرز دينه، و وصل رحمه، و اجتنب ما يلام عليه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلاميّ (2)،و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالوا: أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو بكر بن الأنباري، حدثني أبي، حدثني أبو عكرمة الضّبّي قال:

قدم إبراهيم الإمام المدينة فأتاه قوم فكلموه في حمالة فأجابهم، فقال له رجل من

ص: 206


1- عن المختصر و بالأصل «ساء».
2- بالأصل «البقشلان» و المثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى «شلام» و هي قرية من قرى بغداد يقال لها شلام كثيرة البق، و كان أبو الحسن أو أبوه أو جده نزلها فآذاه البق فيها، فبقي الاسم عليه.(الأنساب).

الأنصار: أنت و اللّه كما قال الأعشى (1):

يرى البخل مرّا و العطاء كأنّما *** يلذّ به عذبا من الماء باردا

و أحلم من قيس و أمضى من الذي *** بذي الغيل من جفان أصبح حاردا (2)

فقال إبراهيم: يا أخا الأنصار، إنا لا نقدر على غير ما ترى، ثم تمثّل بقول لبيد (3):

و بنو الدّيّان لا يأتون لا *** و على ألسنهم خفّت نعم

زيّنت أحلامهم أحسابهم *** و كذاك الدين (4) زين للكرم

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن عثمان بن السّوّاق البندار، و محمد بن محمد بن الحسين العكبري قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان العصّاري، أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخوّاص (5)،أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، حدثني محمد بن أبي علي المصري، نا أمية بن خالد، حدثني عبد الرّحمن بن مالك الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع شيخا لهم يقول: قدم إبراهيم بن محمد المدينة فأتته عجوز من ولد الحارث بن عبد المطلب فشكت إليه ضنك المعيشة، فقال: ما يحضرني لك الكثير، و لا أرضى لك بالقليل، و أنا على ظهر سفر اقبلي ما حضر و تفضّلي بالعذر، ثم دعا مولى له فقال: ادفع إليها ما بقي من نفقتنا، و خذي هذا البعير و العبد، فقالت: بأبي و أمي أجزل اللّه في الآخرة أجرك و أعلى في الدنيا كعبك، و رفع فيها ذكرك و غفر لك يوم الحساب ذنبك فأنت كما قالت أم جميل بنت حرب:

زين العشيرة كلها *** في البدو منها و الحضر

و زينها في النائبا *** ت و في الرحال و في السفر

ص: 207


1- ديوان الأعشى ط بيروت ص 44.
2- روايته في الديوان: و أحلم من قيس و أجرأ مقدما لدى الروع من ليث إذا راح حاردا
3- ديوانه ط بيروت ص 229 ذيل ديوانه.
4- ديوانه: الحلم.
5- هذه النسبة لمن ينسج الخوص، و هو لمن يعمل المراوح من سعف النخل (الأنساب).

ورث المكارم كلها *** و علا على كل البشر

ضخم الدسيعة ماجد *** يعطي الجزيل بلا كدر

قال و قدم إبراهيم الإمام المدينة فأتاه قوم من العرب فسألوه أن يرفدهم في حمالة يحملوها فسألهم عما بقي عليهم فأعطاهم ذلك، فقلت: بأبي و أمي يا أبا إسحاق أنت كما قال الأعشى:

يرى البخل مرا و العطاء كأنما *** يلذّ به عذبا من الماء باردا

و أحلم من قيس و أمضى من الذي *** بذي الغيل من خفان يصبح حاردا

فقال يا أخا الأنصار لسنا نفعل ما ترى من سعة و لكن ولد أبي لا يحسنون إلاّ ما ترى و تمثل بقول لبيد:

و بنو الديان لا يأتون لا *** و على ألسنهم خفت نعم

زينت أحلامهم أحسابهم *** و كذاك الحلم زين للكرم

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن عبد اللّه بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير (1):حدثني أحمد بن زهير، نا عبد الوهاب بن إبراهيم بن خالد، نا أبو هاشم مخلّد بن محمد بن صالح، قال: قدم مروان بن محمد الرّقّة حين قدمها متوجها إلى الضّحاك بسعيد بن هشام بن عبد الملك و ابنيه عثمان و مروان، و هم في وثاقهم معه، فسرّحهم (2) إلى حبسه (3) بحرّان، فحبسهم في حبسها و معهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز و العباس بن الوليد، و أبو محمد السّفيانيّ و كان يقال له البيطار (4)- فهلك في السجن في حرّان منهم في وباء وقع بحرّان: العباس بن الوليد و إبراهيم بن محمد و عبد اللّه بن عمر.

ص: 208


1- تاريخ الطبري 426/7.
2- الطبري: فسرح بهم.
3- الطبري: خليفته.
4- عن الطبري و بالأصل «البيكار».

قال الطبري: و ذكر عمر أن عبد اللّه بن كثير العبديّ حدّثه عن علي (1) بن عيسى بن موسى، عن أبيه، قال: هدم مروان على إبراهيم بن محمد بيتا فقتله، و قيل:

إنه سقي لبنا مسموما فمات.

أنبأنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي طالب محمد بن علي العشاري (2) و أبي الفتح بن المحاملي، و أبي الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدار قطني، عن أبي محمد الحسن بن رشيق، حدثني أبو القاسم الحسن بن آدم بن عبد اللّه، حدثني أبو محمد عبيد بن محمد بن إبراهيم، حدثني عبد اللّه بن فراس قال: سمعت هشام بن محمد بن يوسف يذكر: أن أبا مسلم كان عبدا سرّاجا من أهل خراسان و أنه صبغ خرقا سوداء فجعلها في قناة قال: و كانوا يسمعون في الحديث أنها تخرج رايات سود من قبل المشرق، فكانت أنفسهم تتوق إلى ذلك، فلما فعل أبو مسلم ذلك تبعه عبيد و غير ذلك، و قال: من تبعني فهو حرّ ثم خرج هو و من اتّبعه فوقعوا بعامل كان في بعض تلك الكور فقتلوه، و أخذوا ما كان معه، و ازداد من كان معه كثرة، و سار في خراسان فأخذ كبراها ثم كتب إلى إبراهيم بن محمد.

و كان إبراهيم - فيما ذكروا - مختفيا عند رجل من أهل الكوفة، قد حفر له نفقا في الأرض، فكتب إليه أبو مسلم، فأرسل إليه رجلا من أصحابه - قد سمّى له موضعه، و الرجل الذي هو عنده - فخرج رسوله حتى بلغ الرجل فأدخله عليه، فدفع إليه كتابه و جعل إبراهيم يسائله ما بلغوا من البلاد، و أجابه بما أجابه، فلما ودّعه - و هو يريد المسير - قال له إبراهيم: أقر صاحبك السلام، و قل له لا يمر بشجرة عظيمة في طريقه إلاّ نحاها من طريقه.

قال: فلما خرج الرجل قال في نفسه: هذا الذي نحن نقاتل له على الدّين - زعم - و هو يأمرني بما أمر.

قال: فجعل وجهه إلى مروان بن محمد، و إنما أراد بقوله: لا يمرّ بشجرة عظيمة إلاّ نحاها من طريقه، يريد: ألاّ يمر برجل كبير القدر إلاّ قتله.

ص: 209


1- الطبري: علي بن موسى.
2- ضبطت عن الأنساب، و هو لقب جده، كان طويلا فقيل له العشاري لذلك.

قال: فلما بلغ الرجل دمشق أتى إلى حاجب مروان، فقال: عندي لأمير المؤمنين نصيحة قال: فدخل حاجبه فأعلمه، فأمره أن يدخله عليه، فلمّا أدخل عليه قال: يا أمير المؤمنين أ تريد إبراهيم بن محمد؟ قال: نعم، و كيف لي بذلك ؟ قال: وجّه معي من أدفعه إليه. قال: فوجه معه فرسانا إلى الكوفة، فسار الرجل حتى إذا بلغ الكوفة، قال للفرسان الذين معه: انظروني حتى أصل إلى الموضع الذي أريد، فإذا دخلت فاقتحموا أثري.

قال: ففعل و فعلوا فدخل إلى إبراهيم فبينا هو يكلّمه إذ دخل القوم فأخذوه، فذكروا أنه قال لصاحب منزله: أمّا أنا فلا أحسب إلاّ أني قد ذهبت، فإن كان أمر قولوا لأبي مسلم فليبايع لابن الحارثيّة، و هو أبو العباس، و هو أخوه.

قال: فلما ظفر أبو مسلم وجّه إلى الكوفة نفرا من شيعتهم، و أمرهم أن يستخرجوا أبا العباس.

قال: فاستخرجوه من الموضع الذي كان فيه مختفيا، قال: فمضوا به إلى مسجد الكوفة، فأصعد المنبر، قال: و هو حينئذ فتى شاب حين اخضرّ وجهه قال: فذهب يتكلم فأرتج عليه (1).قال فصعد عمه داود بن علي على المنبر حتى كان دونه بدرجة، قال (2):فحمد اللّه و أثنى عليه و قال فيما قال: إن اللّه عز و جل رحم أولكم بأولنا و آخركم بآخرنا، أما و رب هذه القبلة ما صعد على هذه الأعواد خليفة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و صوابه: على ابن أبي طالب - إلاّ هو، قال: ثم أمره أبو العباس أن يحجّ بالناس، فخرج حتى حجّ بالناس، ثم فرش له في مسجد الحرام، فكان ينظر في المظالم، إذ جاءه حاجبه فقال له: عبد اللّه بن طاوس، قال: قدّمه: فلما تقدم إليه و سلّم عليه، رد عليه السلام و قال: مرحبا بابن راوية بن عباس.

قال: فبينا هو على ذلك إذ تقدم إليه رجل فقال: أبقى اللّه الأمير و أتمّ عليه نعمته، إني رجل من أهل الطائف، من ثقيف، و إن رجلا من هذه المسوّدة عدا على غلام لي فأخذه، و قد أتيت إلى الأمير أرجو عدله و نصفته فقال له داود: فبئس الرجل أنت و بئس

ص: 210


1- في الطبري 426/7 كان موعوكا فاشتد به الوعك، فجلس على المنبر.
2- انظر خطبته في الطبري 426/7-427.

الحي حيّك و سينالهم وبال ذلك و سنخلص [إليك حصتك] (1) من ذلك، ثم أخذه الجند فأقاموه و أبعدوه.

و قد تقدم في تاريخ الخطبي أن الإمام قتل في صفر من سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفرّاء، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن أحمد بن البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكار الزّبيري قال: و لإبراهيم يقول إبراهيم بن علي بن هرمة يرثيه (2):

قد كنت أحسبني جلدا فضعضعني *** قبر بحرّان فيه عصمة الدين

قبر (3) الإمام الذي عزّت مصيبته *** و عيّلت كل ذي مال و مسكين (4)

إن الإمام الذي ولّى و غادرني *** كأنّي بعده في ثوب مجنون

حال الزمان بنا إذ مات يعركنا *** عرك الضّباع أديما غير مدهون

و أعقب الدهر ريشا في مناكبه *** فما يزال مع الأعداء يرميني

فرحمة اللّه أنواعا مضاعفة *** عليك من مقعص ظلما و مسجون

و لا (5) عفا اللّه عن مروان مظلمة *** لكن عفا اله عمّن قال آمين

قال: و قال إبراهيم بن علي بن هرمة يرثي إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس، و يمدح أمير المؤمنين أبا العباس حيث يقول (6):

أتاني و أهلي باللّوى فوق مثعر (7) *** و قد زجر الليل النجوم فولّت

وفاة ابن عباس وصيّ محمد *** فأبت فراشي حسرة ما تجلّت

ص: 211


1- اللفظتان مطموستان بالأصل، و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 156/4.
2- الأبيات - بعضها - في ديوانه ص 221 و بعضها في الطبري 427/7.
3- الطبري: فيه الإمام الذي عزت مصيبته.
4- قبله في الطبري: فيه الإمام و خير الناس كلهم بين الصفائح و الأحجار و الطين
5- الطبري:«فلا».
6- القصيدة ليست في ديوانه.
7- مثعر: ماء لجهينة (معجم البلدان).

فإن تك أحداث المنايا اخترمنه *** فقد أعظمت رزءا به و أجلّت

و إن يك غدر ناله من منافق *** فإنّ له العقبى إذا النّعل زلّت

فصال بنو الشّيخ الوليّ على التي *** أصابت جروما منهم فاستملّت

فقالوا: بإبراهيم ثأرا، و لم يكن *** دما سال يجري في دماء فطلّت

أ مروان أولى بالخلافة منكما *** أصيبت إذن يمنى يديّ فشلّت

و أنتم بنو عمّ النبي و رهطه *** فقد سئمت نفسي الحياة و ملّت

فشأن المنايا بعدكم ثم شأنها *** و شأني إذا طافت بكم و أظلّت

و قد كان إبراهيم مولى خلافة *** بها خضعت صعر الرّقاب و ذلّت

و أوصى لعبد اللّه بالعهد بعده *** خلافة حقّ لا أمانيّ ضلّت

فشمّر عبد اللّه لمّا تجرّدت *** لواقح من حرب و حول تجلّت

فقاد إليها الحالبين فأنهلوا *** ظماء إذا صارت إلى الريّ علّت (1)

خلايا تخلّتها الحروب و لم يكن *** خلايا لقاح خلّيت فتخلّت

فقام ابن عبّاس مقام ابن حرّة *** حصان إذا البيض الصوارم سلّت

أتته الصواحي من معدّ و غيرها *** فطنّب ظلا فوقها فاستظلّت

و شام إليه الراغبون غمامة *** عريضا سناها أنشئت فاستهلّت

جزى اللّه إبراهيم خير جزائه *** و جادت عليه البارقات و ظلّت

و كنّا به حتى مضى لسبيله *** كذات العطول (2) حلّيت فتحلّت

يعين على الجلّى قريشا بما له *** و يحمل عن هلاّكها ما أكلّت

و كم من كسير الساق لاءم ساقه *** بمعروفه حتى استوت و استمرت

توليتكم لمّا خشيت ضلالة *** ألا كلّ نفس (3) أهلها من تولّت

ص: 212


1- العلل الشربة الثانية، أو الشرب بعد الشرب تباعا، و النهل: أول الشرب،(القاموس).
2- العطول بالضم المرأة إذا لم يكن عليها حلي (قاموس).
3- في المختصر: كل نعش.
508 - إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين

ابن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو علي العدوي (1) الزّيدي الكوفي

قدم دمشق هو و أولاده عمر (2)،و عمار، و معدّ، و عدنان، و سكن بها مدة، و ما أظنه حدّث بها بشيء، ثم رجع إلى الكوفة و حدّث بها عن الشريف أبي القاسم زيد بن أبي هاشم جعفر العلوي الكوفي.

حدّثنا عنه ابنه أبو البركات عمر بن إبراهيم، و أبو راشد أحمد بن محمد بن محمد بن هوّاشة (3).

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم، و أبو راشد أحمد بن محمد بن محمد بن هوّاشة بالكوفة، قالا: أنا الشريف أبو علي إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد الزّيدي، قال عم والدي - رحمه اللّه - أبو القاسم زيد بن جعفر العلوي، أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشّيباني، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (4)،أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا حمّاد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان عن سفينة (5) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّه ليس لنبيّ أن يدخل بيتا مزوّقا»[1919].

أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، أنشدنا الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الحسيني بالكوفة، أنشدني أبي لنفسه بدمشق:

راخ (6) لها زمامها و الأنسعا (7) *** ورم بها من العلى ما شسعا

ص: 213


1- في المختصر: العلوي.
2- ترجم له في الأنساب (الزيدي) و هو من شيوخ السمعاني كما ذكر ذلك بنفسه.
3- ضبطت عن تبصير المنتبه 1452/4 و ذكره قال: أحمد بن محمد أبو راشد بن هرّاشة كتب عنه ابن عساكر بالكوفة.
4- ضبطت عن التبصير 946/3 بمعجمة ثم راء ثم زاي مفتوحات.
5- سفينة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكنى أبا عبد الرحمن، يقال كان اسمه مهران، لقب سفينة لكونه حمل شيئا كبيرا في السفر (تقريب التهذيب).
6- المختصر:«أرخ».
7- الأنسعا، كذا، لعله يريد النّسع و هو سير ينسج عريضا على هيئة أعنة النعال تشدّ به الرحال.(القاموس).

و ارحل بها مغتربا عن العدى *** توطينك من أرض العدى متّسعا

يا رائد الظعن بأكناف الحمى *** بلّغ سلامي إن وصلت لعلعا (1)

و حيّ خدرا بأثيلات الغضا *** عهدت فيه قمرا مبرقعا

كان وقوعي في يديه ولعا *** و أوّل العشق يكون ولعا

ما ذا عليها لو رثت لساهر *** لو لا انتظار طيفها ما هجعا

تمنّعت من وصله فكلّما *** زاد غراما زاده تمنّعا

أنا ابن سادات قريش و ابن من *** لم يبق في قوس الفخار منزعا

و ابن علي و الحسين و هما *** أبرّ من حجّ و لبّى وسعا

نحن بنو زيد و ما زاحمنا *** في المجد إلاّ من غدا مدفّعا

الأكثرون في المساعي عددا *** و الأطولون بالضّراب أذرعا

من كل بسّام المحيّا لم يكن *** عند المعالي و العوالي ورعا (2)

طاب أصول مجدكم في هاشم *** و طال فيها عودنا و فرعا

و أنشدنا أبو سعد السمعاني أيضا، أنشدنا عمر بن إبراهيم، أنشدني والدي لنفسه بدمشق:

لما أرقت بجلّق (3) *** و أقضّ فيها مضجعي

نادمت بدر سمائها *** بنواظر لم تهجع

و سألته بتوجّع *** و تخضّع و تفجّع

صف للأحبة ما ترى *** من فعل بينهم معي

و اقر السلام على الحبيب *** و من بتلك الأربع

سألت الشريف أبا البركات عن وفاة والده أبي علي فقال: في شوال سنة ست و ستين و أربعمائة بالكوفة.

509 - إبراهيم بن محمد بن أبي ملك

أظنه من أهل ساحل دمشق.

ص: 214


1- لعلع: منزل بين البصرة و الكوفة (معجم البلدان).
2- الورع ككتف الجبان و الصغير الضعيف (القاموس).
3- جلّق: دمشق، اسم لها و قيل محلة فيها.

حدّث عن: عبد الوهاب بن هشام بن الغاز الصّيداوي.

روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد (1) البيروتي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ، و أبو محمد بن السّمرقندي قالوا: نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي (2)،أنا أبو بكر محمد بن سليمان، نا أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرحيم - قاضي حمص - نا العباس بن الوليد بن مزيد العذري، حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي ملك، حدثني عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، أخبرني أبي هشام بن الغاز قال: كتب إليّ أبو جعفر المنصور و إلى عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر بالقدوم عليه، فقدمنا عليه. قال: فكنا نجلس في المسجد الذي بيننا، فبينا نحن ذات يوم جلوسا إذ جاءنا شاب له هيئة حسنة فقال: ممن أنتما؟ قلنا: من أهل الشام، و ذكر حديث الرأس بطوله. كذا قال لم يزد عليه.

510 - إبراهيم بن محمد بن يعقوب

التّيمي، الهمذاني (3)

سمع بدمشق: سليمان بن أيوب بن حذلم، و إسماعيل بن محمد بن قيراط العذري.

روى عنه: فارس (4)،و أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي (5)المكي.

قرأت بخط أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي الفقيه، و انبأنيه أبو القاسم النسيب عنه، نا الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس، حدثني أبي فارس، نا إبراهيم بن محمد بن

ص: 215


1- بالأصل «يزيد» تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
2- بالأصل «المدني» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 468/17(307).
3- بالأصل «الهمداني» و الصواب عن سير أعلام النبلاء 389/15 و انظر بحاشيته ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له. كناه الذهبي: بأبي إسحاق الهمذاني الترابي.
4- كذا بالأصل و م.
5- بالأصل و م «العنقسي» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 390/15 و ترجمته في السير 181/17.

يعقوب الهمذاني - بهمذان - نا سليمان بن أيوب بن حذلم الدمشقي، نا محمود بن خالد الدّمشقي، نا أبي، نا محمد بن راشد عن داود بن أبي الأسود، و سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان إذا صلّى تطوّعا فشقّ عليه طول القيام ركع ثم سجد سجدتين، و قرأ قاعدا بما بدا له، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ، ثم سجد[1920].

أنبأنا أبو الفتح بن أبي عبد اللّه الثّغري، نا نصر بن أبي إسحاق الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن طاهر بن محمد القرشي، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، نا إبراهيم بن محمد بن يعقوب التّيمي - من كتابه - نا إسماعيل بن محمد بن قيراط العذري الدّمشقي، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن التميمي ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان، حدثني حبان بن موسى بن حبان (1)،نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، نا محمد بن عبد القدوس عن المجالد بن سعيد الهمذاني (2)،نا عامر، نا مكحول عن رجل قال: كنا جلوسا في حلقة عمر بن الخطاب في مسجد المدينة نتذاكر فضائل القرآن فذكر الحديث في أعجوبة:«بسم اللّه الرّحمن الرحيم».

511 - إبراهيم بن محمد البغدادي

سمع بدمشق: أبا الأصيد محمد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الإمام.

روى عنه: أبو حاتم حامد بن العباس الهروي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أحمد بن منصور، قال: سمعت الحسن بن حفص الأندلسي يقول أنا حامد بن العباس - أبو حاتم الهروي - نا إبراهيم بن محمد البغدادي، نا أبو الأصيد محمّد بن عبد اللّه الإمام الدّمشقي - بها - نا عمران بن موسى

ص: 216


1- ترجمته في سير الأعلام 11/11.
2- بالأصل «الهمداني» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 284/6.

الطّرسوسي قال: قال النّباجيّ (1) أبو عبد اللّه (2):أصل العلم خمس خصال: أولها:

الإيمان باللّه (3)،و الثانية: معرفة الحق، و الثالثة: إخلاص العمل، و الرابعة: أن يكون مطعم الرجل من حلال، و الخامسة: أن يكون على السّنّة و الجماعة؛ فلو (4) أن عبدا آمن باللّه عزّ و جلّ ، و أخلص نيّته للّه و عرف الحق على نفسه، و كان مطعمه من حلال، و لم يكن على السّنّة و الجماعة لم ينتفع من ذلك بشيء.

512 - إبراهيم بن محمد

أبو إسحاق البجلي

من أهل بوشنج (5).

سكن دمشق و كان يصلّي في مسجد دار البطيخ و يكتب المصاحف، ثم تولّى الصّلاة في المسجد الجامع مدة سنين إلى أن توفي.

سمع أبا علي بن أبي نصر، و أبا القاسم بن الفرات، و رشأ بن نظيف، و أبا بكر الشّهرزوري، و أبا محمد عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، و أبا علي الأهوازي، و أبا الحسن علي بن الخضر السلمي، و أبا طالب الحسين بن محمد بن السفاح، و سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيّار الصّوفي، و عبد الغافر بن محمد الفارسي، و أبا بكر الخطيب، و أبا بكر محمد بن علي الحداد.

روى عنه: أبو القاسم بن صابر، و أبو يعلى بن أبي خيش (6)،و حدثنا عنه أبو القاسم بن عبدان.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد اللّه بن عبدان الأزدي - بقراءتي عليه - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البجلي الإمام - بقراءتي عليه - أنا أبو علي بن أبي

ص: 217


1- اسمه سعيد بن بريد ترجمته في سير الأعلام 586/9 و حلية الأولياء 310/9 و تحرف اسمه فيها إلى «سعيد بن يزيد».
2- الخبر في حلية الأولياء 310/9 و حرف اسمه قال: أبا عبد اللّه الساجي.
3- الحلية: معرفة اللّه تعالى.
4- من هنا اختلفت العبارة في الحلية.
5- بوشنج بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هراة (معجم البلدان). و في م: بوسنج.
6- ضبطت عن التبصير 283/1.

نصر، أنا أبو القاسم عبد المحسن بن عمر بن يحيى بن سعيد الصّفّار، أنا عتيق بن عبد الرّحمن - فيما قرأت عليه - نا أحمد بن حرب، نا أبو معاوية محمد بن حازم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب، عن أم سلمة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنكم تختصمون إليّ ، و لعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض، فأقضي له على نحو ممّا أسمع، فمن قضيت له بحقّ أخيه شيئا بغير حقّ ، فإنما أقطع له قطعة من النار»[1921].

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البجلي:

وجدت بخط والدي: ولد إبراهيم بن محمد في شهر ربيع الآخر سنة سبع و أربعمائة و توفي في محرم سنة ست و ثمانين و أربعمائة، و كان شيخا دينا زاهدا ثقة.

و ذكر أبو محمد بن الأكفاني أن إبراهيم بن محمد البجلي البوشنجي إمام المسجد الجامع بدمشق توفي بدمشق في يوم الاثنين الخامس عشر من محرّم سنة ست و ثمانين.

و ذكر أبو محمد بن صابر: أنه ثقة دين زاهد، و كذا ذكر أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - فيما قرأته بخطه - و زاد: و دفن من يومه بعد الظهيرة في مقابر باب الصغير، و كان عبدا صالحا.

و ذكره أبو عبد اللّه بن قبيس فقال: الشيخ الصالح الدّين.

513 - إبراهيم بن محمود بن حمزة

أبو إسحاق النّيسابوري الفقيه المالكي (1)

تفقّه بمصر على ابن عبد الحكم، و سمع بدمشق و مصر و الحجاز و العراق و خراسان.

و حدّث عن: أبي هبيرة محمد بن الوليد، و يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدّمشقيين، و ابن عبد الحكم، و ابن أخي ابن وهب، و يونس بن عبد الأعلى، و عبد الجبار بن العلاء، و هارون بن إسحاق، و أحمد بن منيع، و أبي يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطّار، و محمد بن رافع، و محمد بن يحيى الذهلي، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و الربيع بن سليمان، و أحمد بن عيسى الخشّاب.

ص: 218


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 79/14 و الإكمال 395/6.

روى عنه ابن أخيه محمود بن محمد بن محمود، و أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن حمدون المذكر، و حسان بن محمد الفقيه، و أبو بكر محمد بن الحسن النّقّاش المقرئ.

أخبرنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان، و أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن الطبيب، و أخته حرة، و أبو القاسم عبد الرشيد بن أسعد بن إسماعيل (1) و أبو طالب المطهّر بن يعلى بن عوض العلوي - بهراة - و أبو الرضا أسعد بن محمد بن أبي عاصم الماليني - بأوبرة (2):قرية من قرى مالين - قالوا: أنا الفقيه أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد العميري الهروي (3)،أنا أبو منصور محمد بن جبريل بن ماح الفقيه، أنا أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن حمدون - بنيسابور - أنا إبراهيم بن محمود، نا أبو هبيرة محمد بن الوليد الدّمشقي، نا أبو مسهر، نا يزيد بن السّمط ، نا الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّما الأعمال بالنيّات، و لكلّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه و رسوله، فهجرته إلى اللّه و رسوله، و من كانت هجرته إلى امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه»[1922].

المحفوظ حديث محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص عن عمر. و هذا غريب جدا.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الوليد الفقيه، نا إبراهيم بن محمود قال: سمعت الربيع يقول:

قال الشافعي: قال ربيعة: من أفطر من رمضان يوما قضى اثني عشر يوما، لأن اللّه جل ذكره اختار شهرا من اثني عشر شهرا فعليه أن يقضي بدلا من كل يوم اثني عشر يوما، قال الشافعي: يلزمه أن يقول من ترك الصّلاة ليلة القدر أن يقضي تلك الصّلاة ألف شهر لأن

ص: 219


1- كلمة غير واضحة بالأصل و رسمها في م: القامي.
2- كذا، و في معجم البلدان «أوبر»: من قرى بلخ.
3- ترجمته في سير الأعلام 69/19 و العميري بضم العين و فتح الميم قال السمعاني: هذه النسبة إلى الجد.

اللّه تعالى يقول: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (1).

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال (2):سمعت محمود بن محمد بن محمود ابن أخي إبراهيم بن محمود يقول:

سمعت عمي يقول: قال لي عبد اللّه بن الحكم: ما قدم علينا خراساني أعرف بطريقة مالك منك، فإذا انصرفت إلى خراسان فادع الناس إلى رأي مالك.

قال (3):و سمعت محمود بن محمد يقول: كان عمّي يصوم النهار و يقوم الليل، و لا يدع الجهاد في كل ثلاث سنين.

و قال أبو عبد اللّه الحافظ (4):إبراهيم بن محمود بن حمزة الفقيه أبو إسحاق المالكي المعروف بالقطّان، و لم يكن بعده بنيسابور للمالكية مدرّس، أقام على عبد اللّه بن الحكم بمصر متفقها سنين، و سمع بها من أبي عبيد اللّه بن وهب، و يونس الصدفي، و بمكة و الكوفة و بغداد و خراسان، و كتب بالشام، و ذكر بعض شيوخه.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر ماكولا، قال (5):و أما القطّان - بالقاف و النون - فهو إبراهيم بن محمود بن حمزة، أبو إسحاق الفقيه المالكي يعرف بالقطّان لم يكن بعده للمالكية مدرّس بنيسابور، تفقه على أبي عبد اللّه بن عبد الحكم، و سمع أبا عبيد اللّه ابن أخي ابن وهب، و يونس بن عبد الأعلى، و قبلهم: أحمد بن منيع، و محمد بن رافع. توفي سنة تسع و تسعين (6) و مائتين.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي - إجازة - أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا الطّيّب الكرابيسي يقول: توفي إبراهيم بن محمود في شعبان سنة تسع و تسعين و مائتين و صلّى عليه أبو بكر بن إسحاق.

ص: 220


1- سورة القدر، الآية:3.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 69/14.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 69/14.
4- سير الأعلام 70/14.
5- الإكمال 393/6 و 395.
6- كذا بالأصل و الإكمال، و في مختصر ابن منظور 161/4 نقلا عن الإكمال:«سنة تسع و مائتين» خطأ.
514 - إبراهيم بن مخلد الجبيلي

حكى عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان.

حكى عنه ابنه عبيد اللّه بن إبراهيم.

قرأت في كتاب محمد بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبي معدّ عدنان بن أحمد بن طولون، نا علي بن أبي الأزهر، نا عبيد اللّه بن إبراهيم بن مخلد الجبيلي، نا أبي قال:

خرج عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، بصيدا، إلى الرّحى، و أخرج معه حمارة و عليها غرارة قمح إلى الطاحون، فلما صار في الطاحون ألقى الغرارة، و خلّى الحمارة ترتع في المرج فجاء السبع فافترس الحمارة، فلما طحن طحينه خرج يطلب الحمارة فأصاب السّبع قد افترسها فجاء إلى السبع فقال: يا كلب اللّه، أكلت حمارتنا فتعال احمل دقيقنا، فحمّل الغرارة على السّبع، فلما صار إلى باب صيدا ألقى الغرارة عن السّبع، و قال له:

اذهب لا تفزع الصبيان.

515 - إبراهيم بن مروان بن محمد الطّاطري

515 - إبراهيم بن مروان بن محمد الطّاطري (1).(2)

روى عن أبيه.

روى عنه أبو داود في سننه، و أبو بكر بن أبي داود، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و محمد بن محمد الباغندي، و موسى بن جمهور التّنّيسي، و أبو الحسن بن جوصا، و محمد بن هارون بن محمد بن بكّار بن بلال.

أخبرنا أبو القاسم هبة [اللّه] (3) بن أحمد بن عمر بن الطّبر (4)،أنا أبو طالب محمد بن علي العشاري (5)،نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون، أنا أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود السّجستاني سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، نا إبراهيم بن مروان الطّاطري، نا أبي، نا خالد - يعني ابن يزيد - حدثني العلاء عن مكحول، عن معاوية بن

ص: 221


1- ضبطت بفتح الطاءين عن الأنساب، يقال لمن يبيع الثياب البيض و الكرابيس بمصر و الشام: طاطري.
2- له ترجمة في تهذيب التهذيب 107/1 و الأنساب.
3- الزيادة عن التبصير 863/3.
4- ضبطت عن التبصير 863/3.
5- ضبطت عن الأنساب، مرّ قريبا.

أبي سفيان أنه كان يحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه كان إذا حضر رمضان قال:«إنّا رأينا هلال شعبان يوم كذا و كذا، و الصيام يوم كذا و كذا»[1923].

قال: و كان إذا كان يوم عاشوراء قال:«اليوم عاشوراء و إنّا صائمون، فمن شاء فليصم و من شاء فليفطر»[1924].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك الورّاق، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمد بن محمد بن سليمان، حدثني إبراهيم بن مروان بن محمد، نا أبي، نا معاوية بن سلام الأطرابلسي، نا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة أن عمر بن عبد العزيز أخبره، أن عروة بن الزّبير أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: كان يقبلها و هو صائم[1925].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن علي بن محمد ح.

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1):إبراهيم بن مروان بن محمد الطّاطري الدمشقي روى عن أبيه، سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك، قال أبو زرعة: أدركناه، قال: و سمعت أبي يقول: كتبنا (2) عنه و كان صدوقا.

516 - إبراهيم بن مرّة

516 - إبراهيم بن مرّة (3)

حدّث عن الزّهري، و أيوب بن سليمان صاحب لأبي أمامة الباهلي، و عطاء بن أبي رباح.

روى عنه: الأوزاعي، و صدقة بن عبد اللّه السّمين، و محمد بن عجلان (4).

أخبرنا أبو الحسن المدائني، أنا علي بن الفضل بن طاهر، أنا عبد الوهاب

ص: 222


1- الجرح و التعديل 1/قسم 140/1.
2- في الجرح و التعديل: كتبت.
3- تهذيب التهذيب 106/1-107.
4- زيد في تهذيب التهذيب: و أيوب السختياني.

الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، أنا أحمد بن الوليد بن برد، و محمد بن نصر، و أحمد بن الفضل الصائغ، و الربيع، و حدّثني سليمان بن شعيب الكيساني، و سعيد بن عثمان قالوا: نا بشر بن بكر، نا الأوزاعي حدّثني إبراهيم بن مرّة، حدّثني الزّهري، حدثني أبو سلمة، حدّثني أبو هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون، و يفعلون ما يؤمرون، و سيكون بعدي خلفاء يعملون بما لا يعلمون، و يفعلون ما لا يؤمرون، فمن أنكر عليهم برئ، و من أمسك يده سلم و لكن من رضي و بايع»[1926].

هكذا رواه عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي، و عمر بن عبد الواحد الدّمشقي، و سويد بن عبد العزيز الواسطي، و عيسى بن يونس السّبيعي، و المعافى بن عمران الموصلي، و الحارث بن عطية عن الأوزاعي، عن إبراهيم.

و رواه بقية بن الوليد الحمصي، و يزيد بن السّمط الدّمشقي، عن الأوزاعي عن من سمع الزّهري و لم يسمّيا إبراهيم.

و رواه الوليد بن مسلم الدمشقي، و الوليد بن مزيد (1) البيروتي، و إسماعيل بن عبد اللّه بن سمّاعة، و أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج الحمصي، عن الأوزاعي حدّثني الزهري. و قال [أبو] (2) المغيرة عن الأوزاعي. و طرق هذه الأحاديث كلها عندنا بعلو، إلاّ أنّا لم نسقها هاهنا أبدا.

أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي في كتابه.

ثم أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار بن السّمعاني الفقيه، و أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الفراهيناني (3) المروزيان عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (4)،نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ ، نا أحمد بن عيسى اللّخمي، نا عمرو بن أبي سلمة، نا الأوزاعي حدّثني إبراهيم بن مرّة، حدّثني الزّهري عن عبيد اللّه بن عدي بن الخيار، عن المقداد بن الأسود الكندي، قال: سألت

ص: 223


1- بالأصل «يزيد» خطأ و الصواب ما أثبت، و في م: يزيد البيروني. انظر سير أعلام النبلاء 419/9.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى فراهينان، و هي قرية من قرى مرو على أربعة فراسخ منها (الأنساب).
4- بالأصل «الحيرتي» و الصواب ما أثبت و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 356/17(221).

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه أ رأيت إن لقيت كافرا فقاتلته، فقطع يدي ثم أهويت لأضربه فلاذ بشجرة، فقال: أسلمت للّه أ أقتله ؟ قال:«لا»، قلت يا رسول اللّه إنه قطع يدي أ أقتله ؟ قال:«لا»، قلت يا رسول اللّه إنه قطع يدي، أ أقتله:«لا، لأنك إن قتلته كان بمنزلتك قبل أن تقتله، و كنت بمنزلته قبل أن يقولها»[1927].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي المفضّل الغلاّبي قال في تسمية من روى عن الزهري من أهل دمشق: مكحول، و سليمان بن موسى، و الأوزاعي، و يزيد بن يزيد بن جابر، و العلاء بن الحارث، و برد بن سنان، و سعيد بن عبد العزيز، و إبراهيم بن مرّة، و عبد الرّحمن بن نمر اليحصبي، و سليمان بن داود، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عبد الرزاق بن عمر، و عمرو بن مهاجر، و أبو سنان عيسى. ألحق القاسم هنا حديثا من ترجمة إبراهيم بن مرّة من تاريخ البخاري أغفله أبوه، و أحسن في ذلك.

517 - إبراهيم بن مسكين

حكى عن أبي جعفر المنصور.

روى عنه محمود بن خالد.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد، نا جدي أبو زرعة هو الدّمشقي، حدثني محمود بن خالد، قال: سمعت إبراهيم بن مسكين قال: عدل أبو جعفر أمير المؤمنين أرض الغوطة بدمشق ثلاثين مديا بدينار، بالقاسمي، و كان أداء الناس على ذلك، ثم قال بعض الولاة: نجعل على الدّينار نصف دانق للكتب و الرّسل.

ثم قال غيره بعد: نجعل على الدّينار دانقا؛ قال: فكان ذلك كذلك إلى أن تعدّى من تعدّى.

518 - إبراهيم بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي

قتل يوم نهر أبي فطرس (1)،له ذكر.

ص: 224


1- نهر أبي فطرس: موضع قرب الرملة من أرض فلسطين (معجم البلدان).
519 - إبراهيم بن المطهّر،

أبو طاهر الجرجاني السّبّاك الفقيه

قدم دمشق في صحبة أبي حامد الغزالي.

فأخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل - في كتابه في تذييل تاريخ نيسابور - قال (1):إبراهيم بن المطهّر أبو طاهر السّبّاك الجرجاني كان يتلقّف الدرس من إمام الحرمين، و يشتغل بكتبة الحديث و السماع و القراءة. سعد (2) بصحبة الإمام الغزالي، و خرج معه إلى العراق و حصّل المذهب و الخلاف، و صحبه إلى الحجاز و الشام، و طاف معه مدة ما كان الغزاليّ في تلك الدّيار، ثم عاد إلى وطنه بجرجان، و أخذ في التدريس و الوعظ ، و ظهر له القبول لفضله، و صار من جملة الأئمة، قتل شهيدا و جاءنا نعيه في رجب سنة ثلاث عشرة و خمسمائة.

سمع من جماعة من أصحاب (3) أصحاب الأصم، و أصحاب السيد أبي الحسن، و الحاكم، و الزيادي (4).

520 - إبراهيم بن معقل،

أبو إسحاق النّسفيّ (5)(6)

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و بغيرها: أحمد بن منيع، و أبا كريب، و حدّث عن البخاري بكتاب الصحيح.

روى عنه: أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد، و خلف بن محمد الكرابيسي البخاري.

ص: 225


1- المنتخب من السياق (تاريخ نيسابور) ص 125 ترجمة 282.
2- في المنتخب: شغل.
3- كذا بالأصل و م، و في المنتخب: من أصحاب الأصم.
4- بالأصل:«الزبادي» و المثبت عن المنتخب. و في م: الزياد.
5- هذه النسبة - بفتح أوله و ثانيه - إلى نسف و هي مدينة كبيرة كثيرة الأهل و الرستاق بين جيحون و سمرقند.
6- له ترجمة في سير أعلام النبلاء 493/13(241) و زيد في نسبه:«ابن الحجاج» و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين المروزي الخرقي (1)-بخرق - أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف - بنيسابور - أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري، نا إبراهيم بن معقل، نا أبو كريب، نا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني موسى بن عبد اللّه (2) بن المثنّى بن أنس، عن عمه ثمامة بن عبد اللّه بن أنس، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صلّى الضّحى بنى اللّه له قصرا في الجنة من ذهب»[1928].

رواه التّرمذي عن أبي كريب (3).

أخبرتنا به بعلوّ أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمد بن عبد اللّه بن نمير، نا يونس بن بكير، نا محمد بن إسحاق، عن موسى بن أنس، عن ثمامة بن أنس، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صلّى ثنتي عشرة ركعة من الضّحى بني له بيت في الجنة»[1929].

رواه ابن ماجة (4) عن ابن نمير.

أنبأنا أبو الفتح بن أبي عبد اللّه الفقيه، نا نصر بن إبراهيم - لفظا - أنا الفقيه أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي، نا أبو الحسين أحمد بن فارس، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد الطّغامي (5)،نا أبو إسحاق إبراهيم بن معقل، نا هشام بن عمّار، نا شهاب بن حراش، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«بني الإسلام على خمسة أسهم: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا [عبده] (6) و رسوله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و حجّ البيت، و صوم رمضان» (7)[1930].

ص: 226


1- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى خرق، و هي قرية على ثلاثة فراسخ من مرو.
2- اضطربوا في تسميته، ورد في صحيح الترمذي:«موسى بن فلان بن أنس» و قيل فيه:«موسى بن حمزة بن أنس» انظر تهذيب التهذيب 379/10.
3- صحيح الترمذي أبواب الصلاة باب 346 ما جاء في صلاة الضحى حديث 473 (ج 337/2).
4- سنن ابن ماجة:5 كتاب إقامة الصلاة و السنّة فيها(187) باب ما جاء في صلاة الضحى حديث رقم 1380 و نصه فيه: من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة، بنى اللّه له قصرا من ذهب في الجنة.
5- الطغامي بفتح الطاء، هذه النسبة إلى طغامى من سواد بخارى (اللباب).
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 163/4.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 163/4.
521 - إبراهيم بن معمر بن شريس

أبو إسحاق الأصبهاني الجوزداني (1)(2)(3)

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و سليمان بن عبد الرّحمن، و عمرو بن حفص بن عمرو، و بغيرها: عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (4)،و يزيد بن خالد بن موهب الرّملي، و محمد بن أبي السّري العسقلاني، و يحيى بن عبد الحميد الحمّاني (5)، و حامد بن يحيى البلخي، و سهل بن عثمان العسكري.

روى عنه: جعفر بن محمد بن يعقوب، و محمد بن أحمد بن يزيد، و عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهانيون.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا أبي، نا محمد بن أحمد بن يزيد، نا إبراهيم بن معمر، نا أبو أيوب ابن أخي (7) زريق الحمصي، نا يحيى بن سعيد الأموي، نا خلف بن حبيب الرّقاشي قال:

سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«دعاء الوالد لولده مثل دعاء النبيّ لأمّته»[1931].

قال: و قال أبو نعيم: إبراهيم بن معمر بن شريس أبو إسحاق الجوزداني توفي سنة أربع و ستين - يعني و مائتين - كانوا اخوة ثلاثة لم يحدث منهم إلاّ إبراهيم، حدث عنه من المتأخرين عبد اللّه بن جعفر بن أحمد. يروي عن الشاميين: هشام بن عمّار،

ص: 227


1- في تذكرة الحفاظ 686/2 و سير أعلام النبلاء 493/13 أنه مات في ذي الحجة سنة 295. له:«المسند الكبير» و «التفسير» و غير ذلك.
2- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى جوزدان، و يقال لها كوزدان هي قرية على باب أصبهان كبيرة كثيرة الخير.
3- ترجم له في ذكر أخبار أصبهان 185/1.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى حوط ، قال السمعاني: و ظني أنها من قرى حمص أو جبلة مدينتان بالشام. و ترجم لابنه أحمد، و انظر الإكمال 197/3-199.
5- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى حمان، قبيلة نزلت الكوفة.
6- ذكر أخبار أصبهان 185/1.
7- بالأصل:«ابن أخي يزيد زريق» و المثبت يوافق عبارة أخبار أصبهان.

و سليمان بن عبد الرّحمن، و الحوطي، و طبقتهم سهل بن عثمان و الحمّاني (1)و حامد بن يحيى، و ابن أبي السّري، و يزيد بن موهب الرّملي.

522 - إبراهيم بن منصور

حكى عنه أبو محمد بن أبي نصر.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنشدنا أبو محمد بن أبي نصر، أنشدنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد، أنشدنا إبراهيم بن منصور، أنشدني أبو علي الحسن بن أحمد المخل لنفسه:

يا من غدا نحو أشجار البساتين *** يبغي التّنزّه في تلك الميادين

الكتب عندي أسرى نزهة خلقت *** سائل بذلك أهل العلم و الدين

إن البساتين في وقت لتعجبني *** و الكتب ويحك شيء ليس بالدّون

يا طالب الكتب توعيها و تجمعها *** أبشر فإنّك ميمون الميامين

523 - إبراهيم بن موسى

من أهل دمشق، روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري، و علي بن زيد بن جدعان.

روى عنه هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا نصر بن إبراهيم المقدسي، و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل قالا: أنا أبو الحسن بن عوف قال: أنا أبو علي بن منير، أنا محمد بن خريم (2)،نا هشام بن عمّار في مشايخه الدمشقيين، نا إبراهيم بن موسى، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رأس العمل بعد الإيمان باللّه مداراة الناس، و أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، و لن يهلك امرؤ بعد مشورة»[1932].

ص: 228


1- في أخبار أصبهان 185/1 «و الحاني» خطأ.
2- بالأصل «حزيم» و المثبت و الضبط عن التبصير 500/2.
524 - إبراهيم بن موهوب بن علي بن حمزة

أبو إسحاق السّلمي المعروف بابن المقصّص (1)

سمع و هو صغير من أبي الحسن بن الحزوّر و أبي القاسم نصر بن أحمد الهمذاني (2) المؤدب، و أبي إسحاق إبراهيم بن يونس المقدمي.

سمعت منه شيئا يسيرا و لم يكن الحديث من صنعته.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن موهوب، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزوّر (3) الأزدي في المحرم سنة إحدى و تسعين و أربعمائة، قال:

قرئ على أبي الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني، أخبركم أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن علي السّلمي، أخبرني محمد بن فياض، و محمد بن خريم، و ابن أبي عصمة، و ابن المعافى، و ابن قتيبة قالوا: نا هشام بن عمّار، نا مالك، حدثني إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«الرؤيا الحسنة من الرّجل الصّالح جزء من ستّة و أربعين جزءا من النبوة»[1933].

أخبرناه عاليا أبو محمد بن الأكفاني و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم بن الحنّائي، نا عبد الوهاب الكلابي، نا محمد بن خريم فذكره.

مات أبو إسحاق بن المقصّص (4) و دفن يوم الأحد التاسع و العشرين من ذي القعدة سنة تسع و خمسين و خمسمائة بباب الصغير.

525 - إبراهيم بن ميّاس بن مهري بن كامل بن الصّقيل

ابن أحمد بن ورد بن زياد بن عبيد بن شبيب بن نفيع بن الأعور

ابن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة

أبو إسحاق بن أبي رافع القشيري (5)

سمع أبا بكر الخطيب، و أبا القاسم الحنّائي، و أبا عبد اللّه بن سلوان، و أبا

ص: 229


1- غير منقوطة بالأصل، و المثبت و الضبط عن التبصير 1383/4 و في مختصر ابن منظور 164/4 «المفصص» بالفاء.
2- بالأصل «الهمداني» و المثبت و الضبط عن التبصير.
3- ضبطت عن الأنساب.
4- غير منقوطة بالأصل، الصواب ما أثبت انظر بداية الترجمة.
5- ترجم له ياقوت في معجم البلدان عرضا خلال كلامه على «المونسة» و فيه:«الصيقل... فقيع» في عامود نسبه. نقلا عن ابن عساكر في تاريخ دمشق.

الحسن بن أبي الحديد، و أبا الحسين بن مكي المصري، و عبد العزيز الكتاني بدمشق، و القاضي أبا الحسين (1) بن المهتدي، و أحمد بن محمد بن النّقّور (2)،و أبا نصر الزينبي، و أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفقيه (3) ببغداد.

سمع منه - أخي رحمه اللّه - و أبو محمد بن صابر و غيرهما.

ذكر أبو محمد بن صابر أنه سأله عن مولده فقال: في جمادى الآخرة سنة ست و ثلاثين و أربعمائة بالمونسة (4)-من أرض الشط -.

و ذكر أبو محمد بن الأكفاني، و أخي أبو الحسين: أن أبا إسحاق إبراهيم بن ميّاس توفي يوم الاثنين الثالث من شعبان سنة إحدى و خمسمائة - زاد أخي: و دفن عند مسجد شعبان.

526 - إبراهيم بن ميسرة الطائفي

526 - إبراهيم بن ميسرة الطائفي (5)

سكن مكة و حدّث عن: أنس بن مالك، و وهب بن عبد اللّه بن قارب الثّقفي، و عثمان بن عبد اللّه بن الأسود، و سعيد بن المسيّب، و طاوس بن كيسان.

روى عنه: أيوب السّختياني، و ابن جريج، و سفيان الثوري، و ابن عيينة، و روح بن القاسم، و محمد بن مسلم الطائفي، و المثنّى بن الصباح.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي الوزير (6)،أنا أبو القاسم البغوي، حدثني هارون بن إسحاق الهمداني، و علي بن مسلم، قالا: نا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن وهب بن عبد اللّه بن

ص: 230


1- في معجم البلدان: أبا الحسن.
2- معجم البلدان:«المنقور» خطأ.
3- في معجم البلدان: و أبا إسحاق الفيروزآبادي الإمام.
4- في معجم البلدان: المونسة بدون همز قرية على مرحلة من نصيبين للقاصد إلى الموصل.
5- له ترجمة في سير أعلام النبلاء 123/6 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
6- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل. ترجمته في سير الأعلام 298/15 (140).

قارب قال: كنت مع أبي فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول بيده هكذا عرضا:«يرحم اللّه المحلّقين»، قالوا: يا رسول اللّه و المقصّرين، فقال: في الثالثة:«و المقصّرين»[1934].

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أم البهاء فاطمة بنت محمد قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة سمع أنس بن مالك يقول: صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة الظهر أربعا و بذي الحليفة (1) ركعتين - يعني العصر-[1935].

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (2)،أنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي، أنا عدة من أصحابنا، نا سليمان بن عمر بن عبد اللّه، و محمد بن سليمان، و محمد بن دينار، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة، قال: ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب أحدا في خلافته غير رجل واحد تناول من معاوية، فضربه ثلاثة أسواط .

أخبرنا أبو البركات الحافظ ، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني زاد أبو العز - و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط قال:

في الطبقة الثالثة من أهل مكة: إبراهيم بن ميسرة مات في خلافة مروان بن محمد، و أعاد ذكره في الطبقة الثانية من أهل الطائف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية التابعين من أهل مكة و في تسمية أهل الطائف أيضا: إبراهيم بن ميسرة.

ص: 231


1- ذو الحليفة، بالتصغير، قرية بينها و بين المدينة ستة أميال أو سبعة، و منها ميقات أهل المدينة (ياقوت).
2- طبقات ابن سعد 384/5 ترجمة عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يوسف بن يوه (1)،أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد في تسمية من كان بالطائف من المحدّثين:

إبراهيم بن ميسرة.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - إجازة و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطيوري، و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا:

أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، نا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (2):إبراهيم بن ميسرة الطائفي سمع أنسا و طاوسا، روى عنه ابن جريج و أيوب و الثوري، قال ابن عيينة: كان يحدّث على اللفظ ، و قال [لي] (3) علي: مات قريبا من سنة اثنتين ثلاثين و مائة، و قال لي علي عن ابن عيينة: و كان ثقة مأمونا من أوثق من رأيت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، نا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: قال علي، قال سفيان، قال أيوب:

يزيدني رغبة في الحجّ للقاء إخوان لي، فرأيته إذا لقي إبراهيم بن ميسرة و ابن مهاجر و عمرو بن دينار كأنه يسرّ بهم.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، قال: قال أبو زرعة: إبراهيم بن ميسرة سمع من أنس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا هارون، نا سفيان، قال: لقي أيوب إبراهيم بن ميسرة و ابن مهاجر فرأيت من تحفّيه و سروره بهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن

ص: 232


1- ضبطت عن التبصير 1501/4 و انظر نسبه فيه.
2- التاريخ الكبير 1/قسم 328/1 ترجمة 1031.
3- زيادة عن البخاري.

الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي أحمد، قال (1):إبراهيم بن ميسرة طائفي ثقة، يروي عنه سفيان.

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدبّاس، أنا أبو نصر عبد الباقي بن أحمد بن عمر الواعظ ، أنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التّوّزي (2)،نا أبو الحسن أحمد بن الفرج بن منصور بن الحجاج، نا أبو عبد اللّه محمد بن مخلد بن حفص العطّار، نا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، قال: سمعت عبد الرّحمن بن يونس، أنا مسلم المستملي يقول: حدّثنا ابن عيينة قال (3):كان عمرو بن دينار يحدّث بالمعاني، و كان إبراهيم بن ميسرة يحدث كما سمع و كان فقيها.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، أنا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، قال: كان عمرو بن دينار يحدّث بالحديث على المعنى، و كان إبراهيم بن ميسرة لا يحدثه إلاّ على ما سمع.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو علي بن شاذان، قال: قرئ على أبي محمد جعفر بن محمد الواسطي، حدثكم عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبو معمر يعني الهذلي - عن ابن عيينة قال: كان عمرو بن دينار و ابن أبي نجيح يحدّثان بالمعاني، و كان إبراهيم بن ميسرة و ابن طاوس يحدّثان كما سمعا.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي، نا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد الرّحمن بن يونس، قال سفيان: كان إبراهيم بن ميسرة يحدّث كما سمع.

ص: 233


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 55 ترجمة 41.
2- ضبطت عن التبصير 178/1 و الأنساب، و هذه النسبة إلى توّز و هي توّج و هي بلدة بفارس (معجم البلدان).
3- الخبر في سير الأعلام 123/6.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا حامد بن يحيى، نا سفيان، نا إبراهيم بن ميسرة - و كان من أصدق الناس و أوثقهم-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قال ابن مندة: و أنا أبو طاهر سلمة، أنا أبو الحسين علي بن محمد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1)،نا صالح بن أحمد بن حنبل، نا علي - يعني ابن المديني - قال: قلت لسفيان أين كان حفظ إبراهيم بن ميسرة عن طاوس من حفظ ابن طاوس ؟ قال: لو شئت قلت لك أني أقدّم إبراهيم عليه في الحفظ فعلت.

قال: و أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: قال أبي: كان إبراهيم بن ميسرة طائفيا سكن مكة ثقة، و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: إبراهيم بن ميسرة: ثقة، قال: و سمعت أبي يقول: إبراهيم بن ميسرة: صالح.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول:

سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين، عن إبراهيم بن ميسرة ؟ فقال: ثقة، قلت: هو أحب إليك عن طاوس أو ابن طاوس ؟ فقال: كلاهما.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، و أبو نصر محمد بن الحسن بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري - و نحن نسمع - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد (2)،أنا عبد الرّحمن بن يونس، عن سفيان، قال: كان إبراهيم بن ميسرة يحدّث كما سمع.

و قال غير عبد الرّحمن بن يونس: مات إبراهيم بن ميسرة في خلافة مروان (3) بن

ص: 234


1- الجرح و التعديل 1/قسم 134/1 و تهذيب التهذيب 112/1.
2- طبقات ابن سعد 484/5.
3- عن ابن سعد و بالأصل و م «هارون» خطأ.

محمد و كان ثقة كثير الحديث.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا ابن سعد: في الطبقة الرابعة (1) من أهل مكة: إبراهيم بن ميسرة مولى لبعض أهل مكة، توفي في خلافة مروان بن محمد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات إبراهيم بن ميسرة من موالي أهل مكة زمن مروان (2).

ص: 235


1- في الطبقات المطبوع ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل مكة.
2- قال ابن المديني: توفي قريبا من سنة اثنتين و ثلاثين و مائة انظر سير أعلام النبلاء 124/6 و تهذيب التهذيب 112/1.

حرف النون في آباء من اسمه إبراهيم

527 - إبراهيم بن نصر بن منصور

أبو إسحاق السّورينيّ ، و يقال السوراني الفقيه المطّوّعي الشّهيد (1)

و سورين (2) محلة بأعلى نيسابور، له رحلة إلى الشام.

سمع محمد بن بكار بن بلال، و يحيى بن صالح الوحّاظي، و عطاء بن مسلم الحلبي الخفّاف، و سفيان بن عيينة، و أبا بكر (3) بن عياش، و وكيع بن الجراج، و أبا معاوية، و محمد بن فضيل، و عمر بن شبيب المسلمي، و عبد الوهاب الثقفي، و عبد الأعلى بن عبد الأعلى، و عبد اللّه بن المبارك، و جرير بن عبد الحميد، و عبد الرزاق، و عبد اللّه بن الوليد العدني، و مروان الفزاري، و الوليد بن القاسم، و عمرو بن محمد العنقزي (4)،و عبد الصمد بن عبد الوارث، و عبد الرّحمن بن مغراء، و أبا البختري وهب بن وهب.

روى عنه أيوب بن الحسن الزاهد، و أحمد بن يوسف السّلمي، و علي بن الحسن

ص: 236


1- سير أعلام النبلاء 397/10 و بحاشيتها انظر ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و في أكثر مصادر ترجمته «السورياني» قال السمعاني: هذه النسبة إلى سوريان و ظني أنها قرية من قرى نيسابور، و ترجم له ترجمة قصيرة. و قوله الشهيد لأنه استشهد في حرب بابك الخرمي.
2- كذا بالأصل، معتبرا أن السوريني نسبة إلى «سورين» و هذه النسبة كما ورد في الأنساب إلى «سورين» اسم جدّ و ليس اسم قرية، و قد وردت في معجم البلدان «سورين» بضم السين و كسر الراء قرية على نصف فرسخ من نيسابور، و ترجم له نقلا عن ابن عساكر هنا، و ترجم له في «سوريان» التي قبلها نقلا عن السمعاني.
3- الأصل و سير الأعلام، و في معجم البلدان «سورين» و أبا مسلم بكر بن عباس.
4- معجم البلدان:«العبقري» تحريف.

الدّاربجردي (1)،و محمد بن عبد الوهاب الفراء، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيّان، و محمد بن أشرس السّلمي، و محمد بن عمرو الحرشي (2)،و مهدي بن الحارث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب الحافظ ، نا علي بن الحسن بن أبي عيسى، نا إبراهيم بن نصر السّني الشهيد، نا عبد الرّحمن بن مغراء، نا محمد بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال أبو إسرائيل بن قشير أنه كان نذر أن يصوم و لا يقعد و لا يستظلّ و لا يتكلّم، فأتي به النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقعد و استظلّ و تكلّم و كفّر»[1936].

قال البيهقي: كذا وجدته: و كفّر، و عندي أن ذلك تصحيف، إنما هو: وصم، كما بيّنا في الروايات و اللّه أعلم.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا محمد بن القاسم بن عبد الرّحمن العتكي، نا محمد بن أشرس، نا إبراهيم بن نصر - في منزل يحيى بن يحيى بحضرته - نا علي بن إبراهيم الهاشمي، نا يحيى بن عقيل الخزاعي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب أنه أتاه يهودي، فقال: يا أمير المؤمنين متى كان ربّنا عز و جل ؟ قال: فتمعّر وجه عليّ فقال: يا يهودي لم يكن فكان، هو كان و لا كينونة، كان بلا كيف يكون، كان لم يزل بك لم يزل و بلا كيف يكون كان لم يزل بلا كيف ليس له قبل هو قبل القبل بلا قبل، و لا غاية و لا منتهى غاية و لا غاية النهاية انقطعت الغايات دونه، فهو غاية كل غاية. أ فهمت يا يهودي و إلاّ أفهمتك ؟ فقال: أشهد أنه لم يبق أحد على وجه الأرض من يقول بغير هذا القول إلاّ كفر، و أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا عبده و رسوله قال: فحسن إسلامه و حجّ مرة و غزا مرة حتى قتل بأرض الروم في زمن معاوية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا محمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم (3) قال: إبراهيم بن

ص: 237


1- هذه النسبة إلى دارابجرد محلة بنيسابور.
2- معجم البلدان:«محمد بن عمر الجرشي».
3- الجرح و التعديل 1/قسم 141/1-142.

نصر السّورياني النّيسابوري روى عن مروان الفزاري، و الوليد بن القاسم، و عمرو العنقزي، و عبد الصمد بن عبد الوارث، روى عنه أبو زرعة.

كتب إليّ أبو نصر بن أبي القاسم، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه النّيسابوري، قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سمعت سليمان بن مطر، و أبا النضر الزاهد يقولان:- و يزيد أحدهما عن الآخر - قالا: لما جمع إبراهيم بن نصر المسند أراد أن ينظر في كتب ابن المبارك، فعزم رأينا و رأيه على أن يذهب إلى الحسن بن عيسى قال: فدخلنا عليه الخان، فقلنا:

إن أبا إسحاق جمع المسند فأحبّ أن ينظر في كتب أبي عبد الرّحمن، قال: فسكت ساعة، ثم رفع رأسه فقال: لا يجوز أن أحدّث و يحيى بن يحيى حيّ .

قال: و أنا أبو عبد اللّه، قال: سمعت أبا محمد عبد اللّه بن محمد الفقيه - بجوار الري - يقول: سمعت عبد الرّحمن بن أبي حاتم يقول: سمعت أبي و أبا زرعة يقدمان إبراهيم بن نصر السّوريني المطّوّعي النّيسابوري في حفظ المسند (1).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمد بن علي الفراء، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمد بن إبراهيم النقيري (2)،أنا محمد بن محمد بن داود الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، قال: سمعت أبا زرعة يثني على إبراهيم بن نصر فقال: هو رجل مشهور صدوق أعرفه رأيته بالبصرة، و أثنى عليه خيرا، قال أبو محمد:

نظرت في علمه فلم أر فيه منكرا، و هو قليل الخطأ (3).

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي: قال لي أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب:

إبراهيم بن نصر العالم الدّين الورع، أول من أظهر مذهب الحديث بنيسابور.

قال: و قرأت بخط أبي عمرو المستملي: حدّثني أحمد بن ماهان بن عبد اللّه:

ص: 238


1- ليس في الجرح و التعديل، و الخبر في معجم البلدان «سورين» نقلا عن ابن عساكر.
2- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن الأنساب. و في م: النصري.
3- الخبر في معجم البلدان «سورين» نقلا عن ابن عساكر.

أخبرني محمد بن الحكم أنه رأى إبراهيم بن نصر السّوريني في عسكر محمد بن حميد الطوسي بالدّينور في قتال بابك فوجد إبراهيم بن نصر مقتولا سنة عشر و مائتين (1).

528 - إبراهيم بن نصر الكرماني

أحد الأبدال

كان يكون بجبل لبنان من أعمال دمشق.

حكى عنه: أبو عبد اللّه محمد بن مانك (2) السّجستاني الصّوفي.

أنبأنا أبو طاهر محمد بن إبراهيم بن مكي الأصبهاني، أنا عباس الزاراني، و أبو زيد، و أبو منصور المصقليان - سماعا و إجازة - قالوا: أنا أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد الأصبهاني، أخبرني أبو علي الحسين بن جعفر الرقاعي، نا أبو بكر محمد بن علي، نا أبو عبد اللّه محمد بن مانك السّجستاني قال: دخلت جبل لبنان مع جماعة و معنا أبو نصر بن بزراك الدّمشقي نلتمس من به من العبّاد فسرنا فيه ثلاثة أيام، فما رأينا أحدا، فلما كان اليوم الرابع ضرّت عليّ رجلي، فإني كنت حافيا، و ضعفت عن المشي، فصعدنا جبلا شامخا كان عليه شجرة، و قعدنا، فقالوا لي: اجلس أنت هاهنا حتى نذهب لعلّنا نلقى واحدا من سكّان هذا الجبل، فمضوا جميعا و بقيت أنا وحدي، فلما جنّ الليل صعدت إلى الشجرة، فلمّا كان وجه الصّبح نزلت ألتمس الماء للوضوء، فانحدرت في الوادي لطلب الماء فوجدت عينا صغيرة، و توضّأت و قمت أصلّي، فسمعت صوت قراءة، فلمّا أن سلّمت طلبت الأثر، فرأيت كهفا و قدّامه صخرة، فصعدت الصخرة و رميت حجرا إلى الكهف خشية أن يكون فيه وحش فلم أر شيئا، فدخلت الكهف، فإذا شيخ ضرير فسلّمت عليه، فقال: أ جنّي أنت أم إنسيّ ؟ فقلت: بل إنسي، فقال: لا إله إلاّ اللّه ما رأيت إنسيا منذ ثلاثين سنة غيرك، ثم قال: ادخل، فدخلت، فقال: لعلك تعبت فاطرح نفسك، فدفعت إلى داخل الكهف، فإذا فيه ثلاثة أقبر، فنمت، فلما كان وقت الزوال ناداني، فقال: الصلاة رحمك اللّه، فخرجت إلى العين و تمسّحت فصلّينا جماعة، ثم قام فلم يزل يصلّي حتى كان آخر وقت الظهر، ثم

ص: 239


1- في سير الأعلام: استشهد في حرب بابك الخرمي سنة ثلاث عشرة و مائتين، و يقال: سنة عشر و مائتين في الكهولة، و في تذكرة الحفاظ 415/2 و يقال سنة 213 ه .
2- في مختصر ابن منظور 167/4 مالك.

أذّن و صلّينا العصر، ثم قام قائما يدعو رافعا يديه، فسمعت من دعائه: اللّهمّ أصلح أمّة أحمد، اللّهمّ فرّج عن أمة أحمد، اللّهم ارحم أمّة أحمد، إلى أن سقط القرص، ثم أذّن للمغرب - و لم أر أحدا أعرف بأوقات الصلاة منه - فلمّا أن صلّى المغرب، قلت له: لم أسمع منك من الدعاء إلاّ هذه الكلمات الثلاث، فقال: من قال هذا كل يوم ثلاث مرّات كتبه اللّه من الأبدال.

فلما أن صلينا العشاء الآخرة قال لي: تأكل ؟ فقلت: نعم، فقال لي: ادخل إلى الداخل فكل ما هنالك، فدخلت فوجدت صخرة عظيمة عليها الجوز ناحية، و الفستق ناحية، و الزبيب ناحية، و التين ناحية، و التفاح ناحية، و الخرنوب ناحية، و الحبّة الخضراء (1) ناحية، فأكلت منها ما أردت.

فلما كان عند السحر جاء هو فأكل منها شيئا يسيرا، ثم قام فأوتر، فما زال يدعو، ثم سجد فسمعته في سجوده يقول: اللّهم منّ عليّ بإقبالي عليك، و إضعافي إليك، و إنصاتي لك، و الفهم منك، و البصيرة في أمرك، و البقاء في خدمتك، و حسن الأدب في معاملتك.

فلمّا رفع رأسه قلت: من أين لك هذا الدعاء؟ فقال: ألهمت و لقد كنت في بعض الليالي أدعو به، سمعت هاتفا يهتف بي و يقول: إذا دعوت ربك بهذا فقم، فإنه مستجاب، فلمّا أن صلّينا قلت: من أين هذه الفواكه فإني لم آكل شيئا أطيب منها، فقال: سوف ترى فلمّا كان بعد ساعة دخل الكهف طير له جناحان أبيضان و صدر أخضر و في منقاره حبة زبيب، و بين رجليه جوزة، فوضع الزبيبة على الزبيب، و الجوزة على الجوز؛ فقال لي: رأيته ؟ فقلت: نعم، قال هذا لي منذ ثلاثين سنة يأتيني هذا و يدخل عليّ في اليوم سبع مرات.

فلما كان ذلك اليوم عددت مجيء الطائر فجاء خمس عشرة مرة، فقلت له ذلك فقال: انظر أنت فقد زادك واحدة فاجعلنا في حلّ . و كان عليه قميص بلا كمين و مئزر يشبه توز (2) القوس، فقلت له: من أين لك هذا؟ قال: يأتيني كل سنة هذا الطير - و في

ص: 240


1- الحبة الخضراء: البطم (القاموس).
2- التوز: الأصل (القاموس).

غير هذه الرواية، فقلت له: من أين لك هذه الكسوة ؟ فقال: يأتيني هذا الطائر - يوم عاشوراء بعشر قطع من هذا اللحاء، فأسوي منه قميصا و مئزرا - و رجع إلى الرواية - و كان له مسلّة يخيط بها.

فلما كان بعد ليال دخل علينا سبعة أنفس، ثيابهم شعورهم، و عيونهم مشقّقة بالطول، حمر، و ليس فيها دوّارة فسلموا، فقال لي: لا تخف هؤلاء الجن، فقرأ واحد منهم عليه سورة «طه» و الآخر سورة «الفرقان» و تلقّن منهم الآخر شيئا من سورة «الرّحمن»، ثم مضوا فسألته عنهم فقال: جاء هؤلاء من الرومية، فقلت له: كم لك في هذا الجبل ؟ فقال: أربعين سنة، كان لي عشر سنين البصر، و كنت أجمع في الصيف من هذه المباحات إلى هذا الكهف، فلما ذهب بصري بقيت أياما لم أذق شيئا، فجاءني هؤلاء فقالوا: قد رحمناك فدعنا نحملك إلى حمص أو دمشق، فقلت: اشتغلوا بما وكّلتم به، فلمّا كان بعد ساعة جاءني هذا الطير الذي رأيت بتفاحة فطرحها في حجري، فقلت: لا تشغلني اطرحها إلى وقت حاجتي إليها.

ثم قال لي: و قد قال هؤلاء: إن القرمطي دخل مكة و قتل فيها و فعل و صنع، فقلت: قد كان ذاك، و قد كثر الدعاء عليه فلم منع الإجابة ؟ فقال: لأن فيهم عشر خصال، فكيف يستجاب لهم ؟ فقلت: و ما هن ؟ قال: أوله: أقروا باللّه و تركوا أمره، و الثاني: قالوا: نحب الرسول و لم يتّبعوا سنّته، و الثالث: قرءوا القرآن و لم يعملوا به، و الرابع: قالوا: نحبّ الجنة و تركوا طريقها، و الخامس: قالوا نكره النار و زاحموا طريقها، و السادس: قالوا:

إن إبليس عدونا فوافقوه، و السابع: دفنوا أمواتهم فلم يعتبروا، و الثامن: اشتغلوا بعيوب إخوانهم و نسوا عيوبهم، و التاسع: جمعوا المال و نسوا الحساب، و العاشر: نقضوا القبور و بنوا القصور.

قال أبو عبد اللّه: فأقمت عنده أربعة و عشرين يوما في أطيب عيشة، فلما كان اليوم الرابع و العشرون قال لي: كيف وصلت إلى هاهنا؟ فحدثته بحديثي، فقال: إنّا للّه لو علمت قصّتك لم أتركك عندي لأنك شغلت قلوبهم، و رجوعك إليهم أفضل لك ممّا أنت فيه، فقلت له: إني لا أعرف الطريق، فسكت.

ص: 241

فلما كان عند زوال الشمس قال: قم، قلت: إلى أين ؟ قال: تمضي، فقلت له:

فأوصني، فأوصاني، ثم قال: إذا حججت و كان يوم الزيارة، فاطلب بين المقام و زمزم رجلا أشقر، خفيف العارضين مجدور، تجده بعد صلاة العصر، فأقره مني السلام، و سله أن يدعو لك فإنها فائدة كبيرة لك إن شاء اللّه.

ثم خرج معي من الكهف فإذا بسبع قائم، فقال لي: لا تخف و تكلّم بكلام أظنه كان بالعبرانية (1) فإني لم أكن أفهمه، ثم قال لي: اذهب خلفه، فإذا وقف فانظر عن يمينك تجد الطريق إن شاء اللّه. فسار السبع ساعة ثم وقف، فنظرت فإذا أنا على عتبة دمشق، فدخلت دمشق و الناس قد انصرفوا من صلاة العصر، فمضيت إلى ابن برزال أبي نصر مع جماعة فسر سرورا تاما.

فحدّثته بحديثي، فقال: أما نحن فما رأينا إلاّ واحدا نصرانيا.

قال أبو عبد اللّه ثم خرجنا مقدار خمسين رجلا إلى ذلك الجبل، و سرنا فيه في تلك الأودية و حول الجبل فلم نقف على موضعه فقال لي: هذا شيء كشف لك و منعنا نحن، فرجعنا.

قال فخرجت إلى الحج فوجدت الرجل بين المقام و زمزم جالسا بعد العصر، كما وصف، و عليه ثوب شرب و مئزر دبيقي (2) و هو قاعد على منديل، و قدّامه كوز نحاس، فسلّمت عليه، فردّ عليّ السلام، فقلت له إبراهيم بن نصر الكرماني يقرئك السلام فقال:

و أين رأيته ؟ قلت: في جبل لبنان، فقال: رحمه اللّه، قد مات قلت: فمتى مات ؟ قال:

الساعة دفنّاه، و كنا جماعة،- و في غير هذه الرواية: و دفناه - عند إخوانه في الغار الذي كان فيه في جبل لبنان، فلمّا أخذنا في غسله جاء ذلك الطير فما زال يضرب بجناحه حتى مات، و دفنّا الطير عند رجليه؛ ثم قال: ما تقوم إلى الطواف ؟ فقمنا فطفت معه أسبوعين ثم غاب عني.

رواها أبو القاسم بكير بن محمد المنذري، عن أبي عبد اللّه بن مانك نحوها يزيد و ينقص، و رواها أبو بكر محمد بن إبراهيم بن هارون الهمداني، عن أبي عبد اللّه

ص: 242


1- كذا بالأصل و م و مختصر ابن منظور 170/4.
2- الدبيقي بتقديم الباء، من دق ثياب مصر معروفة تنسب إلى دبيق.(اللسان).

محمد بن مانك، و قال: و معنا أبو نصر بن بزرك الدمشقي سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة فذكر معناها.

529 - إبراهيم بن نصير

أبو إسحاق البعلبكّي

حدّث عن سويد بن عبد العزيز.

روى عنه ابن أخيه حميد بن محمد بن النصير.

ص: 243

حرف الواو في آباء من اسمه إبراهيم

530 - إبراهيم بن وثيمة النّصري

أخو زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس بن الحدثان النّصري (1).

حكى عنه عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المدني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم المقدسي، و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرزاق ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، أنا نصر بن إبراهيم قالا: أنا أبو الحسن بن عوف،[أنا أبو علي] (2) بن منير، أنا محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عراك بن خالد، قال: سمعت إبراهيم بن وثيمة النصري يقول لعثمان بن محمد القارئ: الآيات التي يدفع اللّه بهن من اللّمم الزمهنّ في كل يوم يذهب عنك ما تجد، قال: و أي آيات هنّ ؟ قال: وَ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ (3)الآية، و آية الكرسي (4)،و خاتمة البقرة آمَنَ الرَّسُولُ إلى آخرها (5) و إِنَّ رَبَّكُمُ اللّٰهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ إلى

ص: 244


1- هذه النسبة إلى بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن مالك بن عوف. جده من تابعي المدينة. و أبو جدّه أوس بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلم في أيام التشريق بمكة ينادي أنها أيام أكل و شرب (الأنساب).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه.
3- سورة البقرة، من الآية:163.
4- سورة البقرة، الآية:255: اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاٰ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لاٰ نَوْمٌ لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّٰ بِإِذْنِهِ ، يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِشَيْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّٰ بِمٰا شٰاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ لاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .
5- سورة البقرة، الآية:285.

اَلْمُحْسِنِينَ (1) و آخر الحشر (2)،فإنه بلغنا أنهن مكتوبات في زوايا العرش. فلزمهن فبرأ.

و كان إبراهيم بن وثيمة يقول: اكتبوهنّ لصبيانكم من الفزع و اللّمم.

531 - إبراهيم بن وضاح الجمحي

أحد فرسان أهل الشام و شعرائهم.

شهد صفين مع معاوية، و قتل يومئذ.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد البلخي، أنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن (3) أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطّيبي (4)،نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي الهمذاني المعروف بابن ديزيل، نا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، نا نصر بن مزاحم (5)،نا عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي عن الشعبي، عن الحارث بن أدهم، و صعصعة (6) بن صوحان و أحدهما يزيد على الآخر (7)،قال: قتل الأشتر في تلك المعركة بيده سبعة مبارزة منهم صالح بن فيروز العكّي، و مالك بن أدهم السّلاماني (8)، و رياح بن عتيك الغسّاني، و الأجلح بن منصور الكندي، و إبراهيم بن الوضّاح (9) و هو يقول (10):

هل لك يا أشتر في برازي *** براز ذي غشم و ذي اعتزاز

ص: 245


1- سورة الأعراف، الآية:54.
2- الآية 24 هُوَ اللّٰهُ الْخٰالِقُ الْبٰارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
3- في الأنساب (الطيبي): أبو بكر.
4- الطيبي، ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى طيب بلدة بين واسط و كور الأهواز.
5- وقعة صفين ص 174.
6- ما بين الرقمين في وقعة صفين:«عن صعصعة بن صوحان قال».
7- ما بين الرقمين في وقعة صفين:«عن صعصعة بن صوحان قال».
8- وقعة صفين: السّلماني.
9- وقعة صفين: و إبراهيم بن وضاح الجمحي.
10- وقعة صفين ص 17.

مقاوم لقرنه البزاز (1)

فشدّ عليه الأشتر و هو يقول:

نعم نعم أطلبه شديدا

معي حسام يفصم (2) الحديدا

يترك هامات العدى حصيدا

[فقتله.] (3)

532 - إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف،

أبو إسحاق القرشي الأمويّ (4)

بويع له بالخلافة بعد أخيه يزيد بن الوليد النّاقص، بعهد منه في ذي الحجة سنة ست و عشرين و مائة، و قيل إن أخاه لم يعهد إليه، و إنه استولى بغير عهد.

سمع: الزهري، و حكى عن عمه هشام بن عبد الملك.

حكى: عنه ابنه يعقوب بن إبراهيم.

ذكر أبو عثمان سعيد بن كثير بن عفير أن إبراهيم كان طويلا جسيما أبيض جميلا، ذا شعر خفيف، مقدّم اللّحية و العارضين.

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار السّكري، أنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، نا أحمد بن منصور الرّمادي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، قال: رأيت رجلا من بني أمية - يقال له إبراهيم بن الوليد - جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه، ثم قال: أحدّث بهذا عنك يا أبا بكر؟

ص: 246


1- وقعة صفين: لزاز.
2- في وقعة صفين: يقصم.
3- الزيادة عن وقعة صفين.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 163/6 و سير أعلام النبلاء 376/5 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و راجع بشأنه كتب التاريخ.

قال: أي لعمري فمن يحدّثكموه غيري (1)؟ قال: و نا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل حدثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرزاق، أنا معمر، قال: سمعت إبراهيم بن الوليد - رجلا من بني أمية - يسأل الزهري - و عرض عليه كتابا من علم - فقال: أحدّث عنك بهذا يا أبا بكر؟ قال: نعم، فمن يحدثكموه غيري ؟ قال معمر: و رأيت أيوب يعرض عليه العلم فيجيزه، قال معمر: و كان منصور بن المعمر لا يرى بالعرافة بأسا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2):

حدثني العلاء بن برد بن سنان، أخبرني أبي قال: حضرت يزيد بن الوليد حين حضرته الوفاة، فأتاه قطن فقال: أنا رسول من وراء بابك يسألونك بحقّ اللّه لما ولّيت أمرهم أخاك إبراهيم بن الوليد؟ فغضب (3) و قال بيده على جبهته: أنا أولّي إبراهيم ؟ ثم قال لي: يا أبا العلاء، إلى من ترى أن أعهد؟ فقلت: أمر نهيتك عن الدخول في أوّله فلا أشير عليك في آخره.

قال: و أصابته إغماءة حتى ظننت أنه قد مات، ففعل ذلك غير مرة قال: فقعد قطن فافتعل كتابا (4) عن لسان يزيد بن الوليد، و دعا ناسا فأشهدهم عليه.

قال أبي: و لا و اللّه ما عهد إليه يزيد شيئا و لا إلى أحد من الناس.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: ثم بويع لإبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، و يكنى بأبي إسحاق، و أمّه أم ولد بويع له في ذي الحجة سنة ست و عشرين.

قال: و حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، و محمد بن عبدوس بن كامل، قالا: نا محمد بن عبد اللّه بن نمير، حدثني من سمع أبا معشر السّندي، قال: بويع

ص: 247


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 828/2.
2- تاريخ خليفة بن خياط حوادث سنة 126 ص 369 و سير أعلام النبلاء 377/5.
3- في تاريخ خليفة:«فقطب» و في السير كالأصل.
4- في تاريخ خليفة:«عهدا» و في السير كالأصل.

لإبراهيم بن الوليد فمكث سبعين ليلة ثم خلع (1).

قال: و أنا البربري، عن ابن أبي السّري قال: قاتل مروان الجعدي سليمان بن هشام و أهل بيته حتى استوى له الأمر (2)،و هرب إبراهيم بن الوليد في صفر سنة سبع و عشرين و مائة قال: و كان إبراهيم مسمنا خفيف العارضين، صغير العينين، أبيض مشربا حمرة مقبولا.

و قد روي أن إبراهيم بن الوليد لما سلّم الأمر لمروان بن محمد و بايعه بالخلافة، تركه حيا فلم يزل حيا إلى سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، فقتل حينئذ فيمن قتل من بني أمية حين زالت دولتهم. و روي أن مروان لما ملك الأمر و استقام له قتله.

و روي أن إبراهيم خلع يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من صفر سنة سبع و عشرين و مائة.

و قال علي بن محمد المدائني (3):لم يتم لإبراهيم بن الوليد الأمر كان قوم يسلّمون عليه بالخلافة، و قوم يسلمون عليه بالأمرة، و أبى قوم أن يبايعوا له، و قال بعض شعرائهم:

نبايع إبراهيم في كل جمعة *** ألا إن أمرا أنت و اليه ضائع

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد

ص: 248


1- و هو قول ابن الأثير أيضا (الكامل 425/3) و في مروج الذهب 268/3 أربعة أشهر و قيل شهرين. و في الإمامة و السياسة 155/2 ثلاثة أشهر.
2- أقبل مروان بن محمد في ثمانين ألفا فجهز إبراهيم بن الوليد لحربه سليمان بن هشام في مائة ألف، فالتقوا فانهزم سليمان إلى دمشق فقتلوا عثمان و الحكم ولدي الوليد و أقبلت خيل مروان فاختفى إبراهيم. و قد أشاع مروان أنه قام بحجة الثأر لمقتل الوليد بن يزيد (الخليفة المظلوم كما سمّاه) إنما حقيقة حركته هي اشتداد الصراع الدموي بين اليمانية و القيسية (جناحا السلطة الأموية) و قد غلبت القيسية المضرية و تلاوموا فيما بينهم لغلبة اليمانية عليهم و تكاتبوا و تداعوا و بايعوا مروان بن محمد و كان يومئذ شيخ بني أمية و رجلهم الكبير و كانت معركة مروان، عملية تصفية حسابات خطيرة بين اليمانية و القيسية حيث جرت بينهما تصفيات و عمليات قتل من الطرفين و بينهما، و انتقل الصراع و امتد إلى خراسان ثم إلى مناطق تواجدهما في جميع مناطق الدولة الإسلامية. (راجع الطبري - ابن الأثير - الأخبار الطوال - سير أعلام النبلاء).
3- الخبر و الشعر في سير أعلام النبلاء 377/5.

عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا عثمان (1) بن أحمد بن السّماك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا أحمد بن محمد، عن محمد بن المبارك قال: كان نقش خاتم إبراهيم - يعني ابن الوليد - إبراهيم يثق باللّه.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن الحمّامي (2)، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس الرفا المقرئ ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك (3)،قالا:

أنا ابن أبي الدنيا، نا عباس، عن أبيه - و في رواية الأشناني، أنا العباس بن هشام، عن أبيه - قال: بويع لإبراهيم بن الوليد بدمشق عند موت أخيه في ذي الحجة سنة ست و عشرين و مائة، و كان مروان بن محمد أقبل من أرمينية فنزل بحرّان من أرض الجزيرة و بايع ليزيد بن الوليد، و بعث إليه وفدا ببيعته فتوفي يزيد قبل أن يصل وفد مروان إليه، فلما بلغ الوفد موته و هو بجسر منبج انصرفوا إلى مروان فدعا إلى نفسه، ثم أقبل مروان سنة سبع و عشرين بأهل الجزيرة يريد إبراهيم بن الوليد و قد بويع له و لعبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك من بعده، فلما دخل مروان دمشق خلع إبراهيم بن الوليد نفسه، و إنما كان أمره شهرين و اثني عشر يوما، و هرب إبراهيم بن الوليد و توارى حتى أمنه مروان بن محمد بعد ذلك، و دخل في طاعته و صار معه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (4):و بايع أهل الشام إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك - ما خلا أهل حمص فإنهم أبوا أن يبايعوه - يعني - في ذي الحجة سنة ست و عشرين و مائة.

ص: 249


1- بالأصل «أبو عثمان» و الصواب عن م ترجمته في سير أعلام النبلاء 444/15.
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الحمام الذي يغتسل فيه الناس و يتنظفون، و ترجم له في الأنساب باسم علي بن أحمد بن عمر مقرئ أهل بغداد و محدثهم.
3- بالأصل «منك» خطأ، و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 406/15.
4- تاريخ خليفة ص 369 (حوادث سنة 126).

قال خليفة (1):و فيها - يعني سنة سبع و عشرين - أتى إبراهيم بن الوليد مروان بن محمد بالجزيرة فخلع نفسه و بايعه، فقبل منه و أمنه. و كانت ولاية إبراهيم بن الوليد المخلوع أشهرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: و بويع لإبراهيم بن الوليد بن عبد الملك (2) ثم خلع بعد، قال قوم أربعين ليلة، و قال آخرون بعد سبعين ليلة.

قال: و في سنة سبع و عشرين دخل مروان بن محمد و بويع بيعة الخلافة، و هرب إبراهيم بن الوليد حتى أمنه مروان فرجع.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا نصر المقدسي، و أبو محمد بن فضيل ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، نا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران، قال: ولي إبراهيم بن الوليد شهرين و ثمانية أيام، ثم خلعه مروان.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، أنا محمد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري قلت:

حدّثكم الهيثم بن عدي ؟ قال: و ولي إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك أربعة أشهر ثم خلع، خلعه مروان بن محمد.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، قال: قال أبو حفص الفلاس و جعل - يعني يزيد بن الوليد - الأمر بعده لأخيه إبراهيم، فلم يستقيموا عليه و اختلط الأمر، و أقبل مروان بن محمد من أرمينية فقتلهم، و اختلط أمرهم أكثر من شهر.

ص: 250


1- تاريخ خليفة ص 374.
2- بالأصل و م «بن يزيد» خطأ.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر ح.

قال: و نا حنبل حدثني أبو عبد اللّه ح.

و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا محمد بن المؤمل، نا الفضل بن محمد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال: ثم بويع إبراهيم - و قال ابن السمرقندي: لإبراهيم بن الوليد - يعني سنة ست و عشرين و مائة، فلبث سبعين ليلة ثم خلع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال أبي و ولي من بعده (1) إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك أربعة أشهر، ثم خلعه مروان. و قال عمي أبو بكر: و ولي إبراهيم بن الوليد أربعين يوما.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الفقيه ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا طراد بن محمد الزينبي و رزق اللّه بن عبد الوهاب التّميمي، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف الصياد قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو بكر عمر بن حفص السّدوسي، نا محمد بن يزيد، قال: و بويع إبراهيم بن الوليد - و هو أخو يزيد بن الوليد - و هو الخليع، قدم مروان بن محمد و هو أخوه لأمه، و أمّهما أمة، و كنيته أبو إسحاق.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - قالا: و أنا أبو تمام الواسطي - إجازة - أنا أبو بكر بن

ص: 251


1- كذا، و يعني يزيد بن الوليد بن عبد الملك.

بيري (1)-قراءة،- أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: أخبرني الحسن بن أبي الحسن أنه خلع - يعني إبراهيم بن الوليد - في شهر ربيع الآخر سنة سبع و عشرين و مائة، ثم هزم إبراهيم في صفر سنة سبع، ثم لم يزل حتى أصيب في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، و ظهر مروان بن محمد بن مروان - و اللّه تعالى أعلم-.

ص: 252


1- ضبطت عن التبصير 113/1 و اسمه أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري الواسطي.

حرف الهاء في آباء من اسمه إبراهيم

533 - إبراهيم بن هانئ

أبو إسحاق النيسابوري الأرغياني (1)(2)

نزيل بغداد

سمع بدمشق: أبا العباس سلام بن سليمان المدائني، و محمد بن بكار بن بلال، و إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عبد اللّه بن يزيد بن راشد القرشي، و ميسرة بن صفوان اللّخمي، و بمصر: أصبغ بن الفرج، و سعيد بن عفير، و عثمان بن صالح، أبا صالح، و بغيرها محمد بن كثير المصّيصي، و عبد القدوس بن الحجاج، و أبا عبد الرّحمن المقرئ، و أبا عاصم، و عبيد اللّه بن موسى، و أبا نعيم، و أبا غسان، و حجّاج بن نصير، و يحيى بن عبد اللّه النّابلسي، و محمد بن يزيد بن سنان، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، و خلاّد بن يحيى المكي، و أيوب بن خالد الحرّاني، و قبيصة بن عقبة، و عبد اللّه بن داود الخريبي (3)،و عفّان بن مسلم، و محمد و يعلى ابني عبيد.

روى عنه أبو العباس السّرّاج، و أبو القاسم البغوي، و أبو محمد بن أبي حاتم، و أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمّل الصّيرفي، و أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني، و أبو محمد بن صاعد، و محمد بن مخلد العطّار، و الحسين بن

ص: 253


1- هذه النسبة إلى أرغيان و هي اسم لناحية من نواحي نيسابور بها عدة قرى (الأنساب).
2- ترجم له في سير أعلام النبلاء 17/13(10) و انظر بحاشيته ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الخريبة، محلة مشهورة بالبصرة.

إسماعيل المحاملي، و أبو سعيد بن الأعرابي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و عبد اللّه بن محمد بن ناجية، و إسماعيل بن محمد الصّفار، و أبو عمرو الحيري (1)، و محمد بن سفيان بن بيان، و أبو الطّيّب أحمد بن عبد اللّه البغوي، و أحمد بن محمد بن الأزهر و غيرهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمّل، نا إبراهيم بن هانئ، نا أبو العباس المدائني - بدمشق - نا الفضيل بن مرزوق، نا عطية العوفيّ ، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يوم السبت يوم مكر و خديعة، و يوم الأحد يوم غرس و بناء، و يوم الاثنين يوم سفر و طلب رزق، و يوم الثلاثاء يوم حديد و بأس شديد و دم، و يوم الأربعاء يوم لا أخذ و لا عطاء، و يوم الخميس يوم دخول على سلطان و طلب حوائج، و يوم الجمعة يوم خطبة و نكاح»[1937].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (2):

إبراهيم بن هانئ النيسابوري أبو إسحاق نزيل بغداد، روى عن المقري، و محمد بن كثير المصّيصي، و أبي غسان، و عبيد اللّه بن موسى، و أبي عاصم النبيل، و أبي نعيم، و عفان، و سعيد بن عفير، و حجاج بن نصير. سمعت منه ببغداد في الرحلة الثانية، و هو ثقة صدوق.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

أبو إسحاق إبراهيم بن هانئ النيسابوري سكن بغداد، سمع محمدا و يعلى ابني عبيد و طبقتهما من الكوفيين، و دخل الشام فكتب عن أكثر الطبقة مثل علي بن عياش، و أبي

ص: 254


1- هذه النسبة إلى حيرة - محلة مشهورة بنيسابور - و اسمه أحمد بن محمد بن حفص له ترجمة في سير أعلام النبلاء 492/14.
2- الجرح و التعديل 1/قسم 144/1.

اليمان، و هو ثقة مأمون، روى عنه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و محمد بن عبدوس بن كامل، و الأئمة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إبراهيم بن هانئ أبو إسحاق النيسابوري. كان أحد الأبدال (2)،و رحل في العلم إلى العراق، و الشام، و مصر، و مكة، ثم استوطن بغداد. و حدث بها عن عبيد اللّه بن موسى العبسي، و يعلى و محمد ابني عبيد، و قبيصة بن عقبة، و خلاّد بن يحيى، و أبي عبد الرّحمن المقبري (3)،و أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج، و أبي صالح عبد اللّه بن صالح المصري، و إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و أيوب بن خالد الحرّاني، و علي بن عياش، و أبي اليمان، و أمثالهم. روى عنه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و محمد بن عبدوس بن كامل، و عبد اللّه بن محمد البغوي، و عبد اللّه بن محمد بن ناجية، و يحيى بن محمد بن صاعد، و أحمد بن [محمد بن] (4) هارون الخلاّل، و عبد اللّه بن محمد بن زياد النّيسابوري، و الحسين بن إسماعيل [المحاملي] (5)،و محمد بن مخلد الدّوري، و إسماعيل بن محمد الصّفّار، و غيرهم.

قال (6):و أنا الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس البزاز، نا علي بن محمد بن لؤلؤ الورّاق - إملاء - نا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي - بواسط - قال:

سمعت أخي [قال:] (7) نا يزيد بن هارون بن عيسى، قال: سمعت من يخبر عن أحمد بن حنبل قال: إن يكن أحد ممن يعرف من الأبدال فإبراهيم بن هانئ. قال الخطيب: كذا أخبرناه ابن أشناس و في أسناده وهم. و أحسب صوابه قال: سمعت أخي يزيد بن هارون بن عيسى و اللّه أعلم.

ص: 255


1- تاريخ بغداد 204/6.
2- جماعة من الصالحين، قليل عددهم أو كثير، مؤمنون باللّه يهتدون بكتابه و يقتدون بتعاليمه و شرائعه و ينفذون سيرة نبيه صلى اللّه عليه و سلم، حسنو الخلق صادقون، و راعون، مخلصون، أمينون ثقة، بعيدون عن الدنايا و الصغائر و الغيبة و النميمة، متجهون إلى اللّه.
3- عن تاريخ بغداد و بالاصل و م «المقري».
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- زيادة عن تاريخ بغداد.
6- تاريخ بغداد 205/6.
7- الزيادة عن تاريخ بغداد.

قال: و أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن عبد الواحد، نا محمد بن العباس الخزّاز، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد النيسابوري ح.

قال: و أخبرني عبد الغفار (1) بن محمد بن جعفر المؤدب، نا عمر بن أحمد المرورّوذي، نا أبو بكر النيسابوري، حدثني أبو موسى الطرسوسي (2)-في جنازة إبراهيم بن هانئ - قال: سمعت ابن زنجويه يقول: قال أحمد بن حنبل: إن كان ببغداد رجل من الأبدال فأبو إسحاق النيسابوري؛ و اللفظ لابن عبد الواحد.

أنبأنا أبو السعود بن المجلي و جماعة عن أبي الحسين بن المهتدي قال: سمعت أبا القاسم الصّيدلاني قال: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: حدثني أبو موسى الطوسي قال: سمعت ابن زنجويه يقول: قال أحمد بن حنبل: إن كان ببغداد رجل من الأبدال فإنه أبو إسحاق النيسابوري - يريد إبراهيم بن هانئ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، قال (3):حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، أنا أبو بكر الخلاّل، أنا علي بن الحسن بن هارون، نا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، قال: كان أحمد بن حنبل مختفيا هاهنا عندنا في الدار. فقال لي أحمد بن حنبل: ليس أطيق ما يطيق أبوك - يعني من العبادة - و قال الخلاّل: أخبرني يوسف بن موسى، قال: سألت أبا عبد اللّه امرأة عن وصية فذكرت له أبا إسحاق النيسابوري، فقال أبو عبد اللّه: أبو إسحاق ثقة.

قال: و أخبرني الأزهري قال: قال أبو الحسن الدار قطني: إبراهيم بن هانئ النيسابوري، أبو إسحاق ثقة فاضل، سكن بغداد.

قال (4):و أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، نا محمد بن العباس الخزاز، نا أبو بكر النيسابوري قال: حضرت إبراهيم بن هانئ عند وفاته فجعل يقول لابنه إسحاق، يا إسحاق ارفع الستر، قال: يا أبة الستر مرفوع، قال: أنا عطشان فجاء بماء، قال: غابت

ص: 256


1- في تاريخ بغداد:«أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن جعفر».
2- تاريخ بغداد:«المطوسي» كذا و لعله الطوسي، و سيأتي.
3- تاريخ بغداد 205/6.
4- تاريخ بغداد 206/6.

الشمس ؟ قال: لا، قال: فردّه، ثم قال: لِمِثْلِ هٰذٰا فَلْيَعْمَلِ الْعٰامِلُونَ (1)،ثم خرجت روحه.

قال (2):و أخبرني محمد بن أحمد بن رزق، قال: قرأت على أحمد بن عيسى بن الهيثم التّمّار، نا عبيد بن محمد بن خلف البزاز (3)،قال: مات إبراهيم بن هانئ و الرمادي في سنة خمس و ستين و مائتين.

قال: و أنا محمد بن عبد الواحد، نا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي، و أنا أسمع. قال: و إبراهيم بن هانئ النيسابوري صاحب أحمد بن حنبل، توفي يوم الأربعاء لأربع خلون من ربيع الآخر سنة خمس و ستين.

534 - إبراهيم بن هبة اللّه بن إبراهيم،

أبو إسحاق القرشي الأطرابلسي المرقاني

قدم دمشق و حدّث بها عن أبي جعفر أحمد بن كليب الطّرسوسي، و سمع بدمشق أبا محمد بن أبي نصر، و أبا نصر بن الجندي (4).

روى عنه: عبد العزيز الكتاني، و أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السّمّان (5)، و أبو الحسن الحنّائي (6).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن هبة اللّه الأطرابلسي - قدم علينا، قراءة عليه - نا أبو جعفر أحمد بن كليب الطّرسوسي، نا محمد بن إبراهيم بن أبي أميّة، حدثني محمد بن إبراهيم (7)،أبو أمية، نا روح (8) بن

ص: 257


1- تاريخ بغداد 206/6.
2- سورة الصافات، الآية:61.
3- في تاريخ بغداد: البزار.
4- اسمه محمد بن أحمد بن هارون بن موسى، ترجمته في السير 400/17.
5- ترجمته في سير الأعلام 55/18.
6- بالأصل «الحناني» و الصواب ما أثبت، و اسمه علي بن محمد بن إبراهيم بن حسين ترجمته في سير الأعلام 565/17 و في م أيضا: الحناني.
7- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 91/13 يروي عنه حفيده محمد بن إبراهيم بن أبي أمية.
8- ضبطت اللفظتان بالقلم عن تقريب التهذيب.

عبادة، عن مالك، عن أبي حازم، عن أبي إدريس قال: دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى برّاق الثنايا و إذا الناس حوله، و إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه فصدروا عنه، فسألت عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل.

فلما كان من الغد هجّرت فوجدته قد سبقني بالتهجير فوجدته يصلّي فانتظرته حتى إذا قضى صلاته جئته من قبل وجهه فسلّمت عليه و قلت له: و اللّه إنّي لأحبك، قال: آللّه، فقلت: آللّه، فقال: آللّه، فقلت: اللّه، فأخذ بحبوتي و ردائي فجذبني و قال: أبشر فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«قال اللّه عز و جل: حقّت محبتي للمتحابين فيّ ، و المتجالسين فيّ ، و المتزاورين فيّ ، و المتباذلين فيّ »[1938].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو محمد السيدي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن أبي إدريس الخولاني. فذكر نحوه.

ص: 258

ذكر من اسم أبيه هشام
535 - إبراهيم بن هشام بن إسماعيل

ابن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر (1)

ابن مخزوم بن يقظة القرشي المخزومي

ولي مكة و المدينة و الموسم لهشام بن عبد الملك، ثم أقدمه الوليد بن يزيد - بعد موت هشام - و أخاه محمد بن هشام دمشق مسخوطا عليهما و دفعهما إلى يوسف بن عمر والي العراق فعذّبهما حتى ماتا عنده، و سأذكر ذلك في ترجمة محمد أخيه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدثني الزّبير بن بكّار، قال: و من ولد هشام بن إسماعيل: إبراهيم و محمد ابنا هشام، و هما لأم ولد. كان هشام يوليهما المدينة و مكة ثم عذّبهما يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة بأمر الوليد بن يزيد حتى ماتا في حبسه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، أنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر المنبجي (2)،نا عبيد اللّه بن سعد، نا أبي قال: حجّ بالناس إبراهيم بن هشام تلك السنة - يعني سنة خمس و مائة - و حجّ بالناس إبراهيم بن هشام سنة سبع و مائة، و سنة ثمان و مائة، و حجّ بالناس

ص: 259


1- كذا بالأصل و م و الاستيعاب و أسد الغابة (في ترجمة خالد بن الوليد)، و في الإصابة:«عمرو».
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى منبج،(انظر معجم البلدان).

إبراهيم بن هشام أيضا سنة إحدى عشرة و مائة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي الطّناجيري، قالا: أنا محمد بن يزيد بن علي الأنصاري، نا محمد بن محمد بن عقبة، نا أبو بشر هارون بن حاتم البزاز، نا أبو بكر بن عياش قال: ثم بايع الناس هشام بن عبد الملك فحج بالناس إبراهيم بن إسماعيل المخزومي سنة خمس و مائة، ثم حج بالناس هشام بن عبد الملك سنة ست و مائة، ثم حج بالناس إبراهيم بن هشام سنة ست و سنة سبع و ثمان و تسع و عشر و إحدى عشرة (2) و اثنتي عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: في سنة ست و مائة نزع عبد الواحد عن المدينة و أمّر إبراهيم بن هشام بن إسماعيل.

قال: و في سنة سبع و مائة حج بالناس عامئذ إبراهيم بن هشام و هو أمير على أهل مكة و المدينة قال: و في سنة ثمان و مائة حج عامئذ إبراهيم بن هشام، و في سنة تسع و مائة و في سنة عشر و مائة حج بالناس إبراهيم بن هشام، و في سنة إحدى عشرة و في سنة اثنتي عشرة و مائة حج إبراهيم بن هشام، و في سنة ثلاث عشرة عزل إبراهيم بن هشام عن المدينة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (3):و أقام الحج،- يعني سنة سبع و مائة - إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي، قال: و أقام

ص: 260


1- في مروج الذهب 451/4 ثم كانت سنة سبع و مائة حج بالناس إبراهيم بن هشام المخزومي، إلى سنة ثنتي عشرة و مائة. و انظر تاريخ خليفة ص 337 إلى 341 و ص 360.
2- بالأصل «عشر».
3- تاريخ خليفة ص 337 و 338 و 339 و 340 و 341 و 343.

الحج - يعني سنة ثمان و مائة - إبراهيم بن هشام و أقام الحج - يعني تسع و مائة - إبراهيم بن هشام، و أقام الحج - يعني سنة عشر - إبراهيم بن هشام المخزومي، و أقام الحج - يعني سنة إحدى عشرة - إبراهيم بن هشام، و أقام الحج - يعني سنة اثنتي عشرة - إبراهيم المخزومي.

قال خليفة: فولاه (1) هشام سنة ست و مائة في جمادى الأولى، فلم يزل واليا على مكة حتى مات هشام بن عبد الملك سنة خمس و عشرين و مائة.

كتب الوليد إلى إبراهيم (2) بن هشام و هو والي مكة لهشام بن عبد الملك فقدم عليه و استخلف على المدينة محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، فعزله الوليد (3).

أنبأنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، أنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة التّميمي، أنا محمد بن سعد كاتب الواقدي، أنا محمد بن عمر الواقدي قال:

و فيها - يعني سنة سبع و مائة - حج بالناس إبراهيم بن هشام، فخطب بمنى الغدّ من يوم النحر بعد الظّهر، فقال: سلوني فأنا ابن الوحيد، لا تسألوا أحدا أعلم مني، فقام إليه رجل من أهل العراق فسأله عن الأضحية أ واجبة هي ؟ فما درى أي شيء يقول له، فنزل عن المنبر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا عامر بن عبد اللّه، نا إبراهيم بن حمزة، عن محمد بن مسلمة، عن إبراهيم بن الفضل بن سلمان مولى هشام بن إسماعيل المخزومي (4) قال:

بينا إبراهيم بن هشام يخطب على المنبر بالمدينة إذ سقطت عصا كانت معه في يده فاشتدّ

ص: 261


1- الذي في تاريخ خليفة المطبوع ص 357 في تسمية عمال هشام أنه ولّى محمد بن هشام مكة و المدينة و الطائف.
2- في تاريخ خليفة المطبوع «محمد» ص 366 في تسمية عمال الوليد بن يزيد.
3- بعدها في تاريخ خليفة: و جمعها ليوسف بن محمد بن يوسف مع مكة و الطائف حتى قتل الوليد.
4- الخبر في عيون الأخبار لابن قتيبة الدينوري 258/1 عن قتيبة بن مسلم أنه كان يخطب على منبر خراسان... و ذكر البيت و لم ينسبه.

ذلك عليه و كرهه فتناولها الفضل بن سلمان و كان على حرسه و ناوله إيّاها و قال:

فألقت عصاها و استقرّ بها النّوى *** كما قرّ عينا بالإياب المسافر

رواها ثعلب عن الزّبير بن بكار، عن رجل، عن محمد بن مسلمة، عن إبراهيم بن الفضل بن سالم بدل سلمان.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن الحسن قال (1):أذن إبراهيم بن هشام أذنا عاما فدخل عليه النصيب فأنشده مديحا له فقال إبراهيم: ما هذا بشيء؛ أين هذا من قول أبي دهبل لصاحبنا ابن الأزرق [حيث يقول:] (2)

إن تغد من منقلي (3) نخلان (4) مرتحلا *** يبن (5) من اليمن المعروف و الجود

قال: فغضب النّصيب فخلع عمامته و طرحها و برك عليها بين يديه ثم قال: فإن تأتوننا برجل مثل ابن الأزرق نأتكم بمديح أجود من مديح أبي دهبل (6).

أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطّيّوري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي حدثني أحمد بن المعدّل، نا عبد اللّه بن نافع بن ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير، عن عم أبيه عامر بن عبد اللّه بن الزبير، و كان رجلا معروفا بالاجتهاد و كثرة الدعاء، قال: كان عامر بن عبد اللّه موجها إلى القبلة بعد صلاة العصر يدعو، و كان

ص: 262


1- الخبر في الأغاني 362/1.
2- الزيادة عن الأغاني.
3- منقلي مثنى منقل، و هو الطريق في الجبل (اللسان).
4- نخلان: من نواحي اليمن، معجم البلدان و استشهد بالبيت.
5- في الأغاني: يرحل.
6- بعدها في الأغاني: إن المديح و اللّه إنما يكون على قدر الرجال. فأطرق ابن هشام، و عجبوا من إقدام نصيب عليه، و من حلم ابن هشام و هو غير حليم.

مصلاّه بين القبر و المقصورة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم القبر في ظهره، فمر به إبراهيم بن هشام المخزومي و هو يومئذ أمير المدينة، و كان رجلا مخوفا مقداما قال: فلما رأى عامرا أعدل إليه فوقف ليسلّم عليه - أو [قال] (1) سلّم - فلم ينثن (2) إليه عامر، و مضى في دعائه، فانصرف مغضبا فجعل يقول لمن أتاه من أخوان عامر و نظرائه محمد بن المنكدر و صفوان بن سليم، و أبو حازم و ذويهم أ لا تعجبون لعامر مررت عليه و ليس في صلاة و لم ينثن (3) إليّ ؟ و لم يكلّمني، قال حتى خافوه عليه فأتوه فقالوا له: يرحمك اللّه أميرك و تخشى ناحيته فلو أقبلت عليه ثم رجعت إلى ما كنت فيه، قال: و هو ساكت حتى إذا فرغوا قال هيه أ يظن ابن (4) هشام أن يقبل عليّ و أنا مقبل على اللّه فأعرض عن اللّه عز و جل و أقبل عليه، كلاّ و اللّه.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن رشأ المقرئ، أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا محمد بن الحارث، أخبرني المدائني، أخبرني رجل من قريش من أهل المدينة قال: كنت أساير إبراهيم بن هشام بالمدينة و هو وال عليها، فلقيه رجل فسلّم عليه فرأيت وجه إبراهيم قد تغيّر فلمّا مضى الرجل سألته عن تغيّر وجهه، فقال لي: فطنت لذلك ؟ قلت: نعم، قال: فإن له عليّ دينا، و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن لصاحب الحق مقالا»[1939].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكار حدّثني علي بن صالح، حدّثني عامر بن صالح عن حسن بن زيد أنه قال يوما: قاتل اللّه ابن هشام ما كان أجرأه على اللّه، دخلت عليه مع أبي في هذه الدار - يعني دار مروان - و قد أمره هشام أن يفرض للناس فدخل عليه ابن لعبد اللّه بن جحش المجدع في اللّه فانتسب له و سأله الفريضة فلم يجبه بشيء، و لو كان أحد يرفع إلى السماء كان ينبغي له أن يرفع، ثم دخل عليه ابن أبي تجراة و هم أهل بيت من كندة وقعوا بمكة، فقال ابن أبي تجراة صاحب عمّك عمارة بن الوليد بن المغيرة في سفره الذي يقول فيه.

ص: 263


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
2- بالأصل «ينثني».
3- بالأصل «ينثني».
4- بالأصل: بني.

فروح أبا تجراة من يك أهله *** بمكة يرحل و هو للظل آلف

فقال له: لتعلمنّ أن مودة أبي فائد قد نفعتك اليوم، ففرض [له] (1) و لأهل بيته، لم يسم ابن هشام في هذه الحكاية و قد ولي المدينة لهشام بن عبد الملك إبراهيم هذا و أخوه محمد بن هشام، و دار مروان دار الإمارة بالمدينة، فاللّه أعلم أيهما هو.

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ عليّ أسناده، و أذن لي في روايته، و ناولني إياه - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا (2)،نا أحمد بن العباس العسكري، نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا محمد بن الحسن الأنصاري، نا عبد العزيز بن محمد المخزومي، قال: كتب هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن هشام المخزومي و كان عامله على الحجاز:

أما بعد، فإن أمير المؤمنين قد قلّد ما كان ولاّك من الحجاز خالد بن عبد الملك، و أن أمير المؤمنين لم يعزلك حتى كنت و إياه كما قال القطامي (3):

أمور ما يدبرها حكيم *** بل نهيّ و هيّب ما استطاعا

و لكن الأديم إذا تفرى بل *** ى و تعيّنا (4) غلب الصناعا

و إنّي و اللّه ما عزلتك حتى لم يبق من أديمك شيء أتمسّك به.

فلما ورد كتابه على إبراهيم تغيّر وجهه و قال: إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ (5)أصبحت اليوم واليا و أنا الساعة سوقة؛ فقام رجل من بني أسد بن خزيمة فقال:

فإن تكن الإمارة عنك زاحت (6) *** فإنك للهشام و للوليد

و قد مرّ الذي أصبحت فيه *** على مروان ثم على سعيد

قال: فسرّي عنه، و أحسن جائزة الأسدي.

ص: 264


1- زيادة لازمة.
2- الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 295/3.
3- ديوان القطامي ص 34.
4- غير منقوطة بالأصل، و المثبت عن مختصر ابن منظور 176/4 و في الجليس الصالح: و تعيّبا.
5- سورة البقرة، الآية:156.
6- الجليس الصالح: راحت.

قال القاضي - رحمه اللّه - قول هشام:«حتى كنت و إياه» عطف و إياه الذي هو النصب على التاء، و هي في موضع رفع، لأنه من باب المفعول معه، كقولهم ما صنعت و إيّاك، و منه قول الشاعر:

فكان و إياها كحرّان لم يفق *** عن الماء إذ لاقاه حتى تقدّدا (1)

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الساوي الفقيه، أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان - بصور - أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (2)الدقاق، أنا خلف بن عمرو العكبري، نا الحميدي، نا سلمة بن سيسن (3)الخياط المكي، حدثني بشر بن عبيد و كان شيخا قديما قال: كنا مع طاوس عند المقام فسمعنا ضوضأة فسمعت طاوسا يقول: ما هذا؟ فقال: قوم أخذهم ابن هشام في سبب فطوّفهم فسمعت طاوسا يحدث عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما من أحد يحدث في هذه الأمة حدثا لم يكن فيموت حتى يصيبه ذلك»[1940].

قال بشر بن عبيد: فأنا رأيت ابن هشام حين عزل و أتاه عمال المدينة طوّفوه، و لم يسم ابن هشام و إبراهيم، و محمد بن هشام أخوه وليا جميعا مكة و عذّبهما الوليد بن يزيد، فاللّه أعلم أيّهما صاحب هذه القصة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي أحمد، حدثني أبو عثمان البغدادي - ثقة - نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر بن الخطاب لعبد الرّحمن بن عوف: أ لم يكن فيما يقرأ: قاتلوا في اللّه آخر مرة كما قاتلتم فيه أول

ص: 265


1- الجليس الصالح: تعذرا، و بهامشه عن نسخة: تقددا.
2- ضبطت عن التبصير 68/1.
3- ضبطت عن التبصير 709/2.

مرة، قال: متى ذاك يا أبا محمد، قال: إذا كانت بنو أمية الأمراء و بنو مخزوم الوزراء، و قد روي هذا الحديث عن ابن أبي مليكة من وجه آخر.

أخبرناه أعلى من هذا - بأربع درجات - أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا داود بن عمرو، نا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر بن الخطاب لعبد الرّحمن بن عوف: أ لم تجد فيما أنزل اللّه جاهدوا كما جاهدتم أول مرة قال: بلى، قال: فإنّا لا نجدها، قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن، قال: أ تخشى أن يرجع الناس كفارا؟ قال: ما شاء اللّه، قال: لئن رجع الناس كفارا ليكونن أمراؤهم بني فلان و وزراؤهم بني فلان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (1)،قال: و في سنة خمس و عشرين و مائة كتب الوليد بن يزيد إلى يوسف بن عمر، فقدم عليه، فدفع إليه خالد بن عبد اللّه القسري و محمدا و إبراهيم ابني هشام بن إسماعيل المخزوميين و أمره فقتلهم.

قال خليفة: فحدثني إسماعيل بن إبراهيم العتكي، حدثني السّري بن مسلم، أبو بشر بن السّري، قال: رأيتهم حين قدم يوسف بن عمر الحيرة و خالد في عباءة في شق محمل فعذّبهم حتى قتلهم.

536 - إبراهيم بن هشام بن ملاس بن قسيم

النّميري، و قيل الغسّاني

حكى عن أبيه، حكى عنه ابنه أبو عبد اللّه أحمد بن إبراهيم حكاية تقدمت في بناء الجامع.

ص: 266


1- تاريخ خليفة ص 362.
537 - إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى

أبو إسحاق الغسّاني (1)

روى عن أبيه و معروف الخياط ، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن عياض الإسكندراني، و سويد بن عبد العزيز، و شعيب بن إسحاق.

روى عنه أحمد بن نصر بن شاكر، و أبو قصيّ العدوي، و ابنه أبو حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام، و أبو زرعة الدمشقي، و خالد بن روح بن أبي حجير، و جعفر الفريابي، و يعقوب بن سفيان الفارسي، و عثمان بن خرّزاد (2)،و أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن حلقوم المقرئ، و محمد بن الفيض، و أبو الأحوص محمد بن الهيثم قاضي عكبرا، و أنس بن المسلم الخولاني، و إسحاق بن الحسن الحربي، و محمد بن إسحاق بن الحريص، و أبو العباس بن قتيبة، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد بن الأزرق الرّقّي، و الحسن بن سفيان، و محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس، و هارون بن عمران بن أبي جميل، و داود بن السّرح الرّملي، و أبي عبيد اللّه معاوية بن صالح الأشعري، و قدامة بن أحمد، و أحمد بن علي الأبّار، و سعد بن محمد البيروتي.

ولد إبراهيم بن هشام سنة خمسين و مائة فيما ذكر إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي، و له شعر حسن.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا ابن منيع، نا محمد بن حسان بن خلف، نا عمار بن محمد ابن أخت سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تسبّوا الدّهر، فإن اللّه هو الدّهر»[1941].

قال: و نا ابن قتيبة، و محمد بن فيض الدّمشقي، و حسين بن عبد اللّه القطان، قالوا: حدثنا إبراهيم بن هشام الغسّاني، نا سويد بن عبد العزيز، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

ص: 267


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 156/6 و ميزان الاعتدال 72/1.
2- ضبطت عن تقريب التهذيب.

أخبرناه أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبيد اللّه الخطبي، أنا أبو الطّيّب عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمّة (1)،أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن الفيض الدّمشقي، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، نا سويد بن عبد العزيز، عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تسبّوا الدهر فإن اللّه هو الدّهر»[1942].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، أنا أبو بكر بن ريذة (2)،أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، و ذكر حديثا من رواية إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، عن أبيه، عن جده، فقال: لم يروه (3)عن يحيى بن يحيى إلاّ ولده، و هم ثقات.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح، قال: و أنا ابن مندة، نا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم (4)،قلت لأبي (5):لم لا تحدث عن إبراهيم بن هشام، فقال: ذهبت إلى قريته فأخرج إليّ كتابا زعم أنه سمعه من سعيد بن عبد العزيز، فنظرت فيه فإذا فيه أحاديث ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة، و عن ابن شوذب (6)،و يحيى بن أبي عمرو الشيباني (7)فنظرت إلى حديث فاستحسنته من حديث الليث بن سعد عن عقيل، فقلت له: اذكر هذا. فقال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ليث بن سعد، عن عقيل - بالكسر - و رأيت في كتابه أحاديث عن سويد بن عبد العزيز، عن مغيرة، و حصين قد أقلبها على سعيد بن عبد العزيز فقلت: هذه أحاديث سويد بن عبد العزيز، فقال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سويد - و أظنه لم يطلب العلم، و هو كذاب.

فذكرت لعلي بن الحسين بن الجنيد بعض هذا الكلام عن أبي فقال: صدق أبو حاتم ينبغي أن لا يحدّث عنه.

ص: 268


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 149/18 و ضبطت شمة عن التبصير 789/2 بالكسر و قيل بالفتح.
2- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و الضبط عن التبصير.
3- يعني به حديث أبي ذرّ الطويل كما في ميزان الاعتدال 72/1.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 142/1-143.
5- كذا بالأصل و ميزان الاعتدال نقلا عن ابن أبي حاتم، و في الجرح و التعديل: قلت لأبي زرعة.
6- في ميزان الاعتدال:«عن ضمرة عن ابن شوذب و غيره». و الأصل كالجرح و التعديل.
7- في الجرح و التعديل:«السيباني» و بهامشه عن نسخة أخرى: الشيباني.

قال ابن أبي حاتم (1):إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني الدمشقي، روى عن أبيه، و عن سعيد بن عبد العزيز، و عن عبد اللّه بن عيّاض الإسكندراني سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر العدل، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه العسكري، أنا ابن أبي حاتم - إجازة - قال: سمعت أبي يقول (2):قلت لأبي زرعة لا تحدث عن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني فإني ذهبت إلى قريته فأخرج إليّ كتابا زعم أنه سمعه من سعيد بن عبد العزيز، فنظرت إلى حديثه فاستحسنت منه من حديث ليث بن سعد، عن عقيل فقلت: اذكر هذا، فقال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ليث بن سعد، عن عقيل بالكسر. قال أبو حاتم: قلت له هذه الأحاديث لسويد بن عبد العزيز، فقال حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سويد بن عبد العزيز، فذكرت بعض هذا لعلي بن الحسين بن الجنيد فقال: صدق أبو حاتم، ينبغي أن لا يحدث عنه.

في حاشية الأصل: حافظ الري، يعني ابن الجنيد (3).

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التّميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قالوا و فيها - يعني سنة ثمان و ثلاثين و مائتين - توفي إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني.

قال: و قال محمد بن الفيض: و مات إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمد بن الفيض بن محمد بن الفياض، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني و مات في سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.

ص: 269


1- الجرح و التعديل 1/قسم 142/1.
2- كذا وردت العبارة هنا، و في الجرح و التعديل:«قلت لأبي زرعة». و انظر الرواية السابقة.
3- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/14(7).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد بن سليمان، نا محمد بن الفيض، قال: و إبراهيم بن هشام سنة ثمان و ثلاثين و مائتين يعني مات. قال محمد بن الفيض: أدركت من شيوخنا من شيوخ دمشق ممن يزيغ بعلي بن أبي طالب، فذكر جماعة و فيهم إبراهيم بن هشام الغسّاني.

ص: 270

حرف الياء في آباء من اسمه إبراهيم

ذكر من اسم أبيه يحيى ممن يسمى إبراهيم
538 - إبراهيم بن يحيى بن إسماعيل

ابن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي

حدّث عن الوليد بن مسلم.

روى عنه: أبو إبراهيم أحمد بن سعد الزّهري.

أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن شهرزوري (1)،و أبو بكر محمد بن عبيد اللّه بن نصر المجلد، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن عبد الرّحمن بن أيوب العكبري، أنا أبو الحسين بن بشران - ببغداد - نا إسماعيل بن محمد الصّفّار، نا [أبو] (2)إبراهيم أحمد بن سعد الزّهري، نا إبراهيم بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، قال: قال لي عبد الملك بن مروان: يا إسماعيل أدّب ولدي فإني معطيك أو مثيبك قال إسماعيل: يا أمير المؤمنين، و كيف بذلك، و قد حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أخذ على تعليم القرآن قوسا قلّده اللّه يوم القيامة قوسا من نار»[1943].

قال عبد الملك: يا إسماعيل: إني لست أعطيك أو أثيبك على القرآن إنما أعطيك و أثيبك على النحو.

ص: 271


1- و في م: الشهرزوري ترجمته في سير الأعلام 289/20.
2- سقطت من الأصل، و قد تقدم، و الزيادة عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 117/13.
539 - إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة،

أبو إسحاق بن أبي محمد العذري (1)(2)

أحد بني عدي بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم من رهط ذي الرّمة، و قيل:

إنهم موالي بني عدي بن عبد شمس، و يعرف أبوه باليزيدي (3)لأنه خرج مع إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن بالبصرة، ثم توارى حتى استتر أمره و اتّصل بيزيد بن منصور خال المهدي فوصله بالرشيد فعرف باليزيدي (4).

و كان إبراهيم عالما بالأدب شاعرا مجيدا (5)نادم الخلفاء و قدم دمشق صحبة المأمون و المعتصم، و ذكر دير مرّان (6)في شعره.

و كان قد سمع أباه [أبا] (7)محمد اليزيدي و أبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري، و عبد الملك بن قريب الأصمعي.

روى عنه أخوه [أبو] (8)علي إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيدي، و ابنا أخيه أحمد و عبيد اللّه ابنا محمد بن أبي محمد اليزيدي.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (9)،أنا الحسن بن أبي بكر، نا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، نا عبيد اللّه بن محمد، أبو القاسم اليزيدي، حدثني إبراهيم بن أبي [محمد] (10)حدثني أبي قال: كنت مع أبي عمرو بن العلاء في مجلس إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن بن حسن بن حسن [بن علي] (11)أبي طالب، فسأله عن رجل من أصحابه فقده، فقال

ص: 272


1- كذا بالأصل. و في مختصر ابن منظور 178/4 و تاريخ بغداد 209/6 «العدوي» و في م: العدوي.
2- ترجم له في الوافي بالوفيات و بهامشها ثبت بأسماء مصادر ترجمت له.
3- بالأصل:«بيزيدي» و المثبت عن مختصر ابن منظور و الوافي و م..
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م.
5- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
6- دير مران: دير بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران و رياض حسنة (معجم البلدان).
7- سقطت من الأصل، و الزيادة عن م، تقدم في بداية الترجمة أن أباه يكنى بأبي محمد.
8- سقطت من الأصل. و استدركت عن معجم الأدباء 98/2 نقلا عن ابن عساكر. و تاريخ بغداد 209/6 و م.
9- الخبر في تاريخ بغداد 338/10-339 في ترجمة أبي القاسم اليزيدي.
10- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و انظر تاريخ بغداد.
11- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و انظر تاريخ بغداد.

لبعض من حضره: اذهب فسل عنه، فرجع فقال:[تركته] (1)يريد [أن] (2)يموت قال: فضحك منه بعض القوم، و قال: في الدنيا إنسان يريد أن يموت، فقال إبراهيم:

لقد ضحكتم منها! عربية إنّ «يريد» في معنى «يكاد» قال اللّه تعالى جِدٰاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ (3)أي يكاد. قال: فقال أبو عمرو: لا نزال بخير ما كان فينا مثلك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب (4)قال: قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد اللّه المرزباني، نا أبو الحسن أحمد بن إسحاق الوشاء، نا أبو علي إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيدي قال: قال إبراهيم بن أبي محمد إخي (5)كنت عند المأمون و ليس معنا إلاّ المعتصم فذكر (6)كلاما قال: فلم (7)أحتمل ذلك منه يعني من المعتصم و أجبته، فأخفى (8)ذلك المأمون و لم يظهره ذلك الإظهار، فلما صرت من غد إلى المأمون كما كنت أصير، قال لي الحاجب [أمرت] (9)أن لا آذن لك، فدعوت بدواة و قرطاس و كتبت إليه:

أنا المذنب الخطّاء و العفو واسع *** و لو لم يكن ذنب لما عرف العفو

سكرت فأبدت منّي الكأس بعض ما *** كرهت و ما إن يستوي السّكر و الصحو

و لا سيما إذ كنت عند خليفة *** و في مجلس ما أن يليق به اللغو

و لو لا حميّا الكأس كان احتمال ما *** بدهت به لا شكّ فيه هو السّرو

تنصّلت من ذنبي تنصّل ضارع *** إلى من إليه يغفر العمد و السّهو

فإن تعف عنّي ألف خطوي واسعا *** و إلاّ يكن عفو فقد قصر الخطو

قال: فأدخلها الحاجب ثم خرج إليّ فأدخلني. فمدّ المأمون باعيه فأكببت على يديه فقبّلتهما (10)فضمّني إليه و أجلسني.

ص: 273


1- سقطت من الأصل و استدركت عن تاريخ بغداد.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن تاريخ بغداد.
3- سورة الكهف، الآية:77.
4- تاريخ بغداد 209/6-210.
5- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «إني».
6- ما بين الرقمين في تاريخ بغداد:«فأخذت الكأس من المعتصم فعربد عليّ فلم أحتمل..».
7- ما بين الرقمين في تاريخ بغداد:«فأخذت الكأس من المعتصم فعربد عليّ فلم أحتمل..».
8- مطموسة بالأصل، استدركت عن تاريخ بغداد.
9- زيادة عن تاريخ بغداد.
10- عن تاريخ بغداد و بالأصل «فقبلتها».

قال المرزباني: و حدثني العباس بن أحمد النحوي أن المأمون وقّع على ظهر هذه الأبيات:

إنما مجلس النّدامى بساط *** للمودّات بينهم و وضعوه

فإذا ما انتهوا إلى ما أرادوا *** من حديث و لذّة رفعوه

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (1)،أخبرني عمّي، حدّثني الفضل بن محمد اليزيدي حدّثني أخي أحمد، عن عمه إبراهيم قال: كنت مع المأمون في بلد الرّوم، فبينا أنا سائر في ليلة مظلمة شاتية ذات غيم و ريح و إلى جانبي قبّة إذ برقت برقة فإذا في القبّة عريب، فقالت: إبراهيم بن اليزيدي ؟ فقلت: لبّيك، فقالت: لبيك، فقالت: قل في هذا البرق أبياتا أغنّي فيها، فقلت:

ما ذا بقلبي من أليم الخفق *** إذ رأيت لمعان البرق

من قبل الأردن أو دمشق *** لأنّ من أهوى بذاك الأفق

فارقته و هو أعز الخلق *** عليّ و الزّور خلاف الحقّ

ذاك الذي يملك مني رقّي *** و لست أبغي ما حييت عتقي

فتنفست نفسا ظننت أنه قد قطع حيازيمها (2)،فقلت: ويحك على من هذا؟ فضحكت، ثم قالت: على الوطن، فقلت: هيهات ليس هذا كله للوطن، فقالت: ويلك أ فتراك ظننت أنك تستفزني، و اللّه لقد نظرت نظرة مريبة في مجلس، فادّعاها أكثر من ثلاثين رئيسا، و اللّه ما علم أحد منهم لمن كانت إلى هذا الوقت.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):إبراهيم بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو إسحاق العدوي المعروف ب [ابن] (4)اليزيدي. أخو أبي عبد اللّه محمد (5)،و هو بصري سكن بغداد،

ص: 274


1- الخبر في الأغاني 249/20 و الأبيات فيها.
2- الحيازيم جمع حيزوم و هو ما استدار بالظهر و البطن، أو ضلع الفؤاد، و ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر (القاموس).
3- تاريخ بغداد 209/6-210.
4- استدركت للإيضاح عن تاريخ بغداد.
5- قوله:«أخو أبي عبد اللّه محمد» سقط من تاريخ بغداد المطبوع.

و كان ذا قدر و فضل، و حظ وافر من الأدب. سمع من أبي زيد الأنصاري، و أبي سعيد الأصمعي، و له كتاب مصنف يفتخر به اليزيديون، و هو:«ما اتفق لفظه و اختلف معناه»، نحو من سبع مائة ورقة، رواه عنه ابن أخيه عبيد اللّه بن محمد بن أبي محمد اليزيدي، و ذكر إبراهيم أنه بدأ بعمل ذلك الكتاب و هو ابن سبع عشرة سنة، و لم يزل يعمله إلى أن أتت عليه ستون سنة، و له كتاب:«مصادر القرآن»، و كتاب في:«بناء الكعبة و أخبارها»، و كان شاعرا مجيدا (1).

540 - إبراهيم بن يحيى البيروتي

حكى عن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز الصّيداوي.

روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد (2)البيروتي، و أحمد بن عبيد التّميمي (3).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو بكر محمد بن علي بن موسى السّلمي الحداد، أنا أبو نصر بن الجبّان، و أبو الحسن بن السّمسار - فيما قرأت عليهما - قالا:

أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه العبدي، أنا أبي، أنا أحمد بن عبيد التيمي، عن إبراهيم بن يحيى البيروتي ح.

قال: و أنا أبي، نا سليمان بن أيوب، عن العباس بن الوليد عن إبراهيم بن يحيى البيروتي، نا عبد الوهاب بن هشام، عن أبيه، قال: أرسل إليّ أبو جعفر المنصور و إلى عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: قدمنا عليه العراق، فذكر حكاية في العجائب.

541 - إبراهيم بن يحيى الدّمشقي

حدّث عن: حفص بن عمر العدني المعروف بالفرخ (4).

روى عنه: أحمد بن كثير الصّوفي من حديث لا حق بن الحسين المقدسي عن شيخ له عن أحمد بن كثير. و لا حق غير ثقة.

ص: 275


1- و من تصانيفه أيضا - وردت في الوافي 166/6 «النقط و الشكل» و «المقصور و الممدود».
2- بالأصل «يزيد» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 471/12(172).
3- كذا و سيأتي في الخبر: التيمي.
4- ضبطت عن التبصير 1073/3 و فيه أنه لقبه.
542 - إبراهيم بن يزيد النصري

من أهل دمشق، كان من حرس عمر بن عبد العزيز.

روى عن عمر بن عبد العزيز، و عروة بن محمد بن عطية، و عبدة بن أبي لبابة.

روى عنه الأوزاعي و رجاء بن أبي سلمة، و سلمة بن عبد الملك العوصي (1).

أخبرتنا أم الرضا ضواء بنت حمد بن أبي الحسن الحبّال، قالت: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم قالت: نا عبد الواحد بن محمد بن شاه، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري - بالبصرة - نا محمد بن خليّ (2)الكلاعي، نا أبي، نا سلمة بن عبد الملك العوصي، عن إبراهيم بن يزيد، عن عبدة بن أبي لبابة قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تابعوا بين الحجّ و العمرة، فو الذي نفسي بيده لمتابعتهما لتنفي الفقر و الذّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد»[1944].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا جعفر بن محمد بن جعفر الكندي، أنا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن بكر بن فضيل الحوطي (3)،نا أبو المغيرة، حدّثني الأوزاعي، نا إبراهيم بن يزيد، عن عمر بن عبد العزيز أنه خرج على حلقة من حرسه قال: و قد كان نهاهم - قبل ذلك - أن يقوموا له إذا خرج عليهم، و لكن يوسّعوا، قال: فقال أيّكم يعرف الرجل الذي أمرناه أن يركب إلى مصر؟ فقالوا: كلّنا نعرفه؛ قال: فليقم إليه أحدكم فليدعه، فأتاه الرسول، فقال: لا تعجل حتى أشدّ عليّ ثيابي؛ و ظنّ أن ذلك استبطاء من عمر.

قال: فأتاه، فقال له عمر: إن اليوم الجمعة، فلا تبرح حتى تصلّي، و إنّا بعثناك في

ص: 276


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و الضبط عن تبصير المنتبه 1004/3.
2- ضبطت عن التبصير 243/1.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الحوط ، قال السمعاني: و ظني أنها من قرى حمص أو جبلة. و ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء 153/14 باسم:«أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد بن فصيل، أبو عبد اللّه الحوطي» و في ترجمته أنه روى عن أبي المغيرة، و عنه جعفر بن محمد بن هشام (يعني أبو عبد اللّه الكندي: ترجمته في سير الأعلام 570/15).

أمر عجلة من أمر المسلّمين، فلا يحملنّك استعجالنا إياك أن تؤخر الصّلاة عن وقتها، فإنك لا محالة أن تصلّيها فإن اللّه عز و جل ذكر قوما، فقال: أَضٰاعُوا الصَّلاٰةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَوٰاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (1)و لم يكن إضاعتهم تركها، و لكن أضاعوا المواقيت.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون الرّوياني، نا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن إبراهيم بن يزيد قال: قال عمر بن عبد العزيز إن اللّه عز و جل ذكر قوما فقال:

أَضٰاعُوا الصَّلاٰةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَوٰاتِ ... و لم يكن إضاعتهم إيّاها تركها، و لكن أضاعوا الوقت.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن جوصا - قراءة عليه - سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الخامسة (2):إبراهيم بن يزيد النصري.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيوري، و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (3):إبراهيم بن يزيد، عن عمر بن عبد العزيز قوله. روى عنه الأوزاعي. و قال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن إبراهيم بن يزيد النصري: كنت مع عروة بن محمد (4) باليمن فكتب إلى عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه

ص: 277


1- سورة مريم، الآية:59.
2- يعني من أهل الشام (تهذيب التهذيب ترجمته 117/1).
3- التاريخ الكبير 1/قسم 335/1.
4- عروة بن محمد السعدي عامل عمر بن عبد العزيز على اليمن (تهذيب التهذيب 117/1).

-إجازة - و أبو طاهر بن سلمة - قراءة - أنا علي بن محمد، قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)قال: إبراهيم بن يزيد الدمشقي، روى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه الأوزاعي سمعت أبي يقول ذلك. و سمعت أبا زرعة يقول: هو شيخ.

543 - إبراهيم بن يزيد

حكى عن أبي سليمان الدّاراني.

حكى عنه: محمد بن حمّاد بن المبارك المصّيصي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أسد البروجردي (2)،أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي (3)-بهراة - نا أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرّحمن الفقيه القرّاب (4)،أنا الحسين بن أحمد الثّقفي، نا إسماعيل بن محمد بن سنان - القاضي بشيزر - نا محمد بن حمّاد بن المبارك المصّيصي، نا إبراهيم بن يزيد الدمشقي، قال:

سمعت أبا سليمان - يعني الداراني - يقول قلت لراهب: يا راهب، فأخرج رأسه و قال:

لست براهب، إنما الراهب الذي يخشى اللّه، إنما حبست نفسي عن الوقيعة في النّاس، و عن أذى النّاس، اللسان سبع إن تركته أكل الناس.

544 - إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق

أبو إسحاق السّعدي الجوزجاني (5)

سكن دمشق و حدّث عن يزيد بن هارون، و أبي عاصم النبيل، و حسين بن علي

ص: 278


1- الجرح و التعديل 1/قسم 145/1.
2- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى بروجرد و هي بلدة حسنة كثيرة الأشجار و الأنهار من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان.
3- ضبطت عن الأنساب، و لم يذكر السمعاني هذه النسبة إلى شيء؟ و في معجم البلدان «مليح» و هي قرية من قرى هراة و ترجم فيها لأبيه عبد الواحد.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 379/17(240).
5- هذه النسبة إلى جوزجان و هي اسم كورة واسعة من كور بلخ (ياقوت) و لم يذكره السمعاني في «الجوزجاني» و إنما ذكره في «الجريري» فيمن انتسب إلى مذهب محمد بن جرير الطبري. و ذكره ياقوت و ترجم له في «جوزجان» نقلا عن ابن عساكر. و ترجم له في الوافي بالوفيات 170/6 و انظر بحاشيته ثبتا بمصادر أخرى ترجمته.

الجعفي، و حجّاج بن محمد الأعور، و عبد الصمد بن عبد الوارث، و الحسن بن عطية، و أبي عتاب سهل بن حمّاد، و عبيد اللّه بن موسى العبسي، و يونس بن محمد، و عمرو بن عاصم، و قبيصة، و الحجّاج بن نصير، و عثمان بن عمر، و مسلم بن إبراهيم، و زيد بن الحباب، و سليمان بن حرب، و جعفر بن عون، و شبابة بن سوار، و عبيد بن عقيل، و عبدان عبد اللّه بن عثمان المروزي (1)،و الجارود بن يزيد، و أبي مسهر الغسّاني، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، و عبد الوهاب بن نجدة، و إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و محمد بن أسد الخشني الأسفرايني، و يحيى بن صالح الوحّاظي، و سلامة بن بشر بن بديل، و يحيى بن عبد اللّه بن الضحاك، و هشام بن عمّار، و أبي صالح كاتب الليث، و سعيد بن أبي مريم.

روى عنه إبراهيم بن دحيم، و عمرو بن دحيم، و أبو زرعة الدّمشقي، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و أبو جعفر الطبري، و زكريا بن يحيى السّجزي، و أبو الحارث أحمد بن سعيد، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس، و محمد بن أحمد بن راشد بن معدان، و أبو الأصيد محمد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأزدي، و عبد الصمد بن عبد اللّه بن عبد الصمد، و أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام القبّيطي، و أبو الميمون أيوب بن محمد - القاضي بصور - و أبو بكر محمد بن أحمد بن المثنى، و أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السّلمي، و أبو بشر الدولابي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا إبراهيم بن يعقوب، نا عمرو بن عاصم، نا مراجم (2) بن العوّام القيسي - و أثنى عليه خيرا - نا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، عن الزّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قلنا يا رسول اللّه - و نحن في غزوة تبوك، و الخيل يتمرّغ بنا في أدبار القوم - كان مسيرنا هذا في الكتاب الأول ؟ قال:«نعم»[1945].

ص: 279


1- ترجمته في سير الأعلام 270/10(71).
2- ضبطت عن التبصير 1279/4 بالراء و الجيم.

قال: و نا إبراهيم بن يعقوب، نا عمرو بن عاصم، نا عبد اللّه بن عبد الملك، عن الأوزاعي، عن الزّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثل حديث مراجم.

رواه إبراهيم السامي عن مراجم فقال: عن الزهري، عن أبي سلمة.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا إبراهيم بن الحجّاج، عن مراجم بن العوّام، نا الأوزاعي، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قلنا يا رسول اللّه[-في غزوة خيبر-:] (1) الخيل تمرّغ بنا في أدبار القوم أ كان أمرنا هذا في الكتاب السابق ؟ قال:

«نعم»؛ الصواب: في حنين (2)[1946].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى التّميمي، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمد، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن قال: أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ليس به بأس، سكن دمشق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد ح.

قال ابن مندة: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (3):

إبراهيم بن يعقوب أبو (4) إسحاق الجوزجاني، و هو ابن يعقوب بن إسحاق السعدي - نزيل دمشق - روى عن جعفر بن عون، و عبد الصمد بن عبد الوارث و عبيد بن عقيل، و شبّابة، و عبدان بن عثمان، روى عنه أبي، و أبو زرعة، و كتب إليّ من دمشق بعد ما تحول إليها ببعض حديثه.

ص: 280


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه. و تقدم في الرواية السابقة في غزوة تبوك ؟! و سيأتي أن الصواب في حنين.
2- حنين انظر معجم البلدان(313/2).
3- الجرح و التعديل 1/قسم 148/1.
4- كذا، و في الجرح و التعديل: ابن.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال: السعدي اسمه إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب الجوزجاني أبو إسحاق، سكن دمشق، يحدّث على المنبر، و يكاتبه أحمد بن حنبل فيتقوى بكتابه و يقرءوه على المنبر، و كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على عليّ .

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره، عن محمد بن علي بن محمد، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: و ذكر لي - يعني الدار قطني - إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فقال: أقام بمكة مدّة، و بالرملة مدّة، و بالبصرة مدّة، و كان من الحفاظ المصنفين و المخرجين الثقات لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب، اجتمع على بابه أصحاب الحديث فخرج إليهم، فأخرجت جارية له فروجة لتذبح فلم تجد أحدا يذبحها، فقال: سبحان اللّه لا يوجد من يذبحها و قد ذبح علي بن أبي طالب في ضحوة نيفا و عشرين ألفا (1).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن بقا الوراق - بمصر - أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ - بمصر - قال:

سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرّعيني يقول: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن عدبّس يقول: كنا عند إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فالتمس من يذبح له دجاجة فتعذر عليه فقال: يا قوم تعذّر عليّ ذبح دجاجة و علي بن أبي طالب قتل سبعين ألف في وقت واحد أو كما قال.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن مندة، و حدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد كوتاه (2)،و أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه، أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق التّميمي يكنى أبا إسحاق خراساني جوزجاني قدم مصر سنة خمس و أربعين و مائتين و كتبت عنه، و كانت وفاته بدمشق سنة ست و خمسين و مائتين.

ص: 281


1- تهذيب التهذيب 118/1.
2- ضبطت بالقلم بضم الكاف في التبصير 1326/4.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سمعت أبا الدحداح يقول: فيها - يعني سنة تسع و خمسين و مائتين، مات إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، زاد الحسن بن منير - عن أبي الدحداح - يوم الجمعة مستهل ذي القعدة.

545 - إبراهيم بن يوسف بن خالد بن سويد،

أبو إسحاق الرازي الهسنجاني (1)(2)

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و محمود بن خالد، و أحمد بن أبي الحواري، و العباس بن الوليد الخلاّل، و القاسم بن عثمان الجوعيّ ، و حدّث عنهم، و عن عبد الأعلى بن حمّاد، و أبي الطاهر بن السّرح، و عبيد اللّه بن معاذ، و أبي بحر عبد الواحد بن غياث، و محمد بن عبد الرحيم صاعقة، و هارون بن عبد اللّه الحمّال، و طالوت بن عبّاد، و هناد بن السّري، و المسيّب بن واضح، و مسروق بن المرزبان، و عمرو بن مالك النّكري (3)،و عثمان بن أبي شيبة، و بكر بن خلف، و العباس بن الوليد بن مزيد (4).

روى عنه أبو جعفر العقيلي (5)،و أحمد بن يعقوب الأصبهاني، و أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر النّيسابوري، و أبو حفص عمر بن عبد اللّه بن الحسن الأبهري البزّار المعروف بلالا، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، و أبو الفضل العباس بن الحسين بن أحمد الصّفّار الرّازي، و أبو الحسين الرازي - نزيل دمشق - و ميسرة بن علي الهمذاني، و إسحاق بن أحمد بن قولونة الأصبهاني، و أبو أحمد بن عدي، و أبو علي الحسين بن علي بن يزيد النّيسابوري، و أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثّقفي، و علي بن أحمد بن بادويه (6).

ص: 282


1- هذه النسبة بكسر الهاء و السين و سكون النون، إلى قرية من قرى الري يقال لها هسنكان عربت فقيل لها هسنجان (انظر الأنساب و اللباب).
2- له ترجمة في سير أعلام النبلاء 115/14 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- ضبطت عن التبصير 167/1.
4- بالأصل و م «يزيد» خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ قريبا.
5- اسمه محمد بن عمرو بن موسى بن حماد، ترجمته في سير الأعلام 236/15(93).
6- ضبطت عن التبصير 1063/3.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمّام بن محمد، و عقيل بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان، قالا: أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه بن الجنيد الرازي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد بن سويد الرازي و يعرف بالهسنجاني، نا طالوت بن عبّاد، نا حمّاد بن سلمة قال: سمعت أبا المهزّم (1)يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أ ما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل إمامه أن يجعل اللّه رأسه رأس حمار»[1947].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الشروطي، أنا أبو بكر الخطيب قال:

إبراهيم بن يوسف بن خالد، أبو إسحاق الرازي الهسنجاني (2) حدّث عن عبيد اللّه بن معاذ العنبري، و عبد الأعلى بن حمّاد، و هشام بن عمّار، و أبي الطاهر بن السّرح، روى عنه أبو جعفر الأصبهاني بزرويه (3)،و أبو عمرو بن مطر النّيسابوري، و أبو بكر الإسماعيلي، و غيرهم.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):أما الهسنجاني - بكسر الهاء [و السين و سكون] (5) النون الأولى - فهو إبراهيم بن يوسف بن خالد، أبو إسحاق الرازي الهسنجاني، روى عن عبيد اللّه بن معاذ العنبري، و عبد الأعلى بن حمّاد، و هشام، و أبي الطاهر بن السّرح، روى عنه أبو جعفر الأصبهاني بزرويه، و أبو عمرو بن مطر، و أبو بكر الإسماعيلي، مات الهسنجاني في سنة إحدى و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا علي يقول: نا إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني الثقة المأمون.

أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه إجازة ح.

ص: 283


1- ضبطت عن التبصير 1326/4 بضم ثم الفتح و تشديد الزاي و فتحها و قيل كسرها و اسمه يزيد بن سفيان يروي عن أبي هريرة.
2- بالأصل «السنجاني» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
3- ضبطت عن التبصير 77/1.
4- الإكمال لابن ماكولا 322/7.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و الإكمال.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد المروزي، أنا أبو علي الحداد ح.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الشروطي، نا أبو بكر الخطيب قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان يقول: سنة إحدى و ثلاثمائة فيها مات أبو الفضل حمّاد بن مدرك الفستجاني (1) و إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني.

546 - إبراهيم بن يوسف

سمع منه بعض أهل العلم بعد الستين و أربعمائة.

547 - إبراهيم بن يونس بن محمد بن يونس،

أبو إسحاق بن أبي نصر المقدسيّ الخطيب

أصبهاني الأصل.

سمع بدمشق أبا القاسم السّميساطي (2) و أبا القاسم الحنّائي، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا الحسن علي بن صدقة الشّرابي، و ببيت المقدس: علي بن طاهر المقدسي، و أبا الغنائم محمد بن محمد بن الفراء، و أبا عثمان محمد بن أحمد بن محمد بن ورقا الأصبهاني، و أبا محمد عبد اللّه بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري، و أبا زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري، و أبا نصر محمد بن إبراهيم بن علي الهاروني، و أبا الفتح هبة اللّه بن محمد الشّهرزوري، و أبا محمد إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن قلية المقدسي، و أبا منصور خزرون بن الحسن بن خزرون، و عمر بن علي الواسطي، و أبا مسلم محمد بن علي بن طلحة الأصبهاني، و عبد العزيز بن محمد النّصيبي (3).

سمع منه ابنا صابر، و حدّثنا عنه أبو محمد بن الأكفاني، و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، و نصر بن أحمد السّوسي.

ص: 284


1- ضبطت عن الإكمال 322/7 فاء مكسورة و سين ساكنة و تاء مكسورة و انظر التبصير 1460/4 و في الأنساب الفسنجاني بالنون، هذه النسبة إلى فسنجان بليدة من ناحية فارس. و ترجم لحماد.
2- اسمه علي بن محمد بن يحيى بن محمد ترجمته في سير الأعلام 71/18.
3- بالأصل و م: النصبي و الصواب ما أثبت، هذه النسبة إلى نصيبين (انظر الأنساب و معجم البلدان).

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد المقدسي الخطيب بدمشق، أنا أبو الحسن علي بن طاهر القرشي - ببيت المقدس سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة - أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي (1)،نا عبد الحميد بن صبيح، نا هشيم (2) بن بشير الواسطي، عن الشيباني، عن عبد اللّه بن شداد، قال: حدثتني ميمونة بنت الحارث أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يصلّي على الخمرة (3)[1948].

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا الخطيب أبو إسحاق إبراهيم بن يونس المقرئ، نا الشيخ الفقيه الدّين أبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقا الأصبهاني - بالقدس - نا الشيخ الإمام أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الحافظ بأصبهان ح.

و أخبرناه عاليا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمزة، نا جعفر بن محمد بن شاكر، نا عفان بن مسلم ح.

قال ابن مندة، و أنا محمد بن محمد بن يونس و غير واحد، قالوا: حدثنا يونس بن حبيب، نا أبو داود جميعا، قالا: نا أبو عوانة، عن داود الأودي، عن حميد بن عبد الرّحمن الحميري، عن حممة (4) رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه غزا أصبهان مع أبي موسى الأشعري و فتحت أصبهان في زمن عمر فقال: اللّهم إنّ حممة يزعم أنه يحب لقاءك، اللّهم إن كان صادقا فاعزم له بصدقه (5)،و إن كان كاذبا فاحمله عليه، و إن كره اللّهم لا يرجع (6) حممة من سفره، فمات (7) بأصبهان. فقال الأشعري - و في حديث

ص: 285


1- ضبطت عن التبصير 575/2، هذه النسبة إلى الدّيبل (انظر معجم البلدان و الأنساب).
2- ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب، و بشير بوزن عظيم، ترجمته في سير الأعلام 287/8(76).
3- الخمرة: هي مقدار ما يضع عليه الرجل وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص و نحوه من النبات (النهاية: خمر).
4- ضبطت بالقلم عن أسد الغابة، سماه: حممة بن أبي حمية الدّوسي.
5- في الاستيعاب 392/1 (هامش الإصابة): فاعزم عليه و صدّقه.
6- الاستيعاب: لا تردّ.
7- في الاستيعاب: فأخذه بطنه فمات بأصبهان.

يوسف: فقام الأشعري فقال:- يا أيها الناس إنّا و اللّه ما سمعنا - زاد يوسف فيما سمعنا - و قالا: من نبيكم صلى اللّه عليه و سلم و لا بلغ علمنا إلاّ أن حممة شهيد، و في حديث ابن (1) ورقا:

أصفهان في المواضع كلها.

قرأت بخط أبي محمد بن صابر، توفي شيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد المقدسي يوم الجمعة و صلّى عليه ابنه أبو الحسين أحمد يوم السبت الثاني من ذي الحجة سنة إحدى و تسعين و أربعمائة بدمشق، و دفن بمقابر باب الصغير. و ذكر أبو عبد اللّه بن قبيس أنه كان مستهل ذي الحجة.

قال أبو محمد بن صابر و سألته عن مولده فقال: ولدت في رمضان سنة إحدى و عشرين و أربعمائة، و ذكر أخوه أبو القاسم بن صابر أنه مات يوم الجمعة مستهل ذي الحجة و قال: كان كثير التلاوة للقرآن و دفن في باب الصغير كما تقدم.

ص: 286


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.

ذكر من اسمه إبراهيم ممّن لم ينسب

548 - إبراهيم أبو زرعة مولى الوليد بن عبد الملك

والد زرعة بن إبراهيم

روى عنه محمد بن عبد اللّه الشّعيثي، و إسماعيل بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد - إجازة - أنا جعفر بن محمد الكندي، نا أبو زرعة الدمشقي - في تسمية من يكنى بأبي زرعة: و أبو زرعة إبراهيم مولى الوليد بن عبد الملك - نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن أبي زرعة إبراهيم مولى الوليد بن عبد الملك قال: مكتوب في التوراة: إذا أسلم، يعني رجل على يدي الرجل ورثه، ثم ذكره أبو زرعة بهذا الأسناد في طبقاته في الأصاغر من أصحاب واثلة و غيره فقال: أبو زرعة إبراهيم مولى الوليد بن عبد الملك و ابنه زرعة بن إبراهيم.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي - إجازة و اللفظ له - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيوري، و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا:

أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون، و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (1):إبراهيم أبو زرعة و كان من مسلمة أهل الكتاب يعدّ في الشاميين، روى عنه إسماعيل بن عبيد اللّه قوله.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا

ص: 287


1- التاريخ الكبير 1/قسم 287/1.

مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو زرعة إبراهيم، و كان من مسلمة أهل الكتاب، روى عنه إسماعيل بن عبيدة - كذا في السماع - و في نسخة أخرى: بن عبيد اللّه، قوله.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التّميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن النسائي قال: أبو زرعة إبراهيم، و كان من مسلمة أهل الكتاب،[روى عنه إسماعيل] (1) بن عبيد اللّه.

549 - إبراهيم أبو الحصين

549 - إبراهيم أبو الحصين (2)

حكى عن: أبي عبد الرّحمن القاسم بن عبد الرّحمن (3).

حكى عنه: محمد بن راشد المكحولي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا محمد بن راشد الضرير، حدثني أبو الحصين إبراهيم، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، و كان من فقهاء أهل دمشق.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (4):[إبراهيم عن القاسم أبي عبد الرحمن سمع منه محمد راشد اليمامي مرسل، و يقال له أبو الحصين] (5)،عن محمد بن راشد، عن إبراهيم أبي الحصين كان القاسم من فقهاء دمشق.

ص: 288


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه.
2- سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.
3- مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية الأموي، ترجمته في السير 194/5.
4- التاريخ الكبير 1/قسم 284/1.
5- العبارة ما بين معكوفتين مستدركة بتمامها عن التاريخ الكبير، و مكانها اضطربت العبارة بالأصل و م و نصها: قال: و قال موسى بن إسماعيل، عن محمد بن راشد عن إبراهيم أبي الحصين كان القاسم من فقهاء دمشق.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الحصين إبراهيم، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، روى عنه محمد بن راشد الشامي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل التّميمي، أنا أبو نصر [عبيد اللّه بن سعيد] (1) الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائي قال: قال لي أبي أبو الحصين إبراهيم، عن القاسم أبي عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.

قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (2):

إبراهيم أبو الحصين، روى عن القاسم أبي (3) عبد الرّحمن، روى عنه محمد بن راشد، مرسلا، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: أبو الحصين إبراهيم، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، روى عنه محمد بن راشد الشامي.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):

أبو الحصين إبراهيم، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، روى عنه محمد بن راشد الشامي مثله (5).

550 - إبراهيم

550 - إبراهيم (6)

حكى عن أبي إدريس الخولاني.

ص: 289


1- ما بين معكوفتين زيادة عن سير أعلام النبلاء، ترجمته 654/17(445).
2- الجرح و التعديل 1/قسم 151/1.
3- في الجرح و التعديل «بن» و هو أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن.
4- الإكمال لابن ماكولا 479/2.
5- قوله «مثله» كذا بالأصل و م و ليست في الإكمال.
6- سقطت ترجمته من المختصر لابن منظور.

روى عنه عياش بن القتباني (1) المصري.

إن لم يكن أبا الحصين فلا أدري من هو.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد حدثني أبي، نا المقرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، حدثني عياش بن عباس، عن إبراهيم الدّمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، قال: من تعلم طرف الحديث ليستقي به [قلوب] (2) الناس لم يرح رائحة الجنة.

551 - إبراهيم من شيوخ الصوفية

551 - إبراهيم من شيوخ الصوفية (3)

حكى عنه الوجيهي.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيّان، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: عبد اللّه بن علي يقول: سمعت الوجيهي يقول: سمعت أبا علي الرّوذباري و قد تكلم مع إبراهيم الدمشقي في شيء جرى له معه فأنشأ إبراهيم يقول:

فلا تبعدن قلبي و أنت وسيلتي *** و هل يبعدن من كنت أنت وسائله

552 - إبراهيم

أبو إسحاق ابن النائحة، الشاعر

من أهل دمشق كان في زمن أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون.

حكى عنه أبو سليمان بن زبر.

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنا أبو الحسين بن الحنّائي، أنا أبو بكر محمد بن علي السلمي، أنا عبد الوهاب بن عبد اللّه الحافظ ، و علي بن موسى الشاهد، قالا: أنا محمد بن عبد اللّه بن زبر الرّبعي، أنا إبراهيم بن النائحة الشاعر - بدمشق - قال: دخلت على أبي الجيش خمارويه بن أحمد فقال لي: أخبرني بحديث حسن، فقلت: بلغني

ص: 290


1- ضبطت عن التبصير 1159/3 هذه النسبة كما في التبصير: إلى قتبان بن ردمان من ذي رعين.
2- سقطت ترجمته من المختصر لابن منظور.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.

-أيد اللّه الأمير - أن رجلا من الممتحنين ممن تولّت عنه الدنيا (1)،و زالت عنه النّعمة و لحقته النّحوس و ساءت حاله، و رثّت ثيابه و شعث شعره، و كثر سهره، و قلّ فرحه، فوجد درهما فقال: آخذ شعري و أغسل ثوبي و أدخل الحمام، فكسر الدّرهم بأربعة، و جعله في جيبه و مضى يغسل ثوبه، فسقطت القطع من جيبه، و لم يبق منها إلاّ (2) قطعة واحدة، فرجع و اجتاز في طريقه بحمّام فدخله، و أعطى القطعة فلما دخل الحمام نام فيه، و قصد ذلك الحمّام رجل من الأغنياء ذو حشم و غلمان، فدخل الحمام و ليس فيه إلاّ هذا النائم، فأراد الغلمان طرده فنهاهم عنه، و قال: دعوه، فلما انتبه الرجل استحيا و أراد الخروج فدعاه الرجل إليه و خاطبه و كلّمه، فإذا رجل أديب جميل متكلم فهم ظريف، قد كملت فيه الأخلاق الشريفة إلاّ أنه فقير لا شيء له، و إذا بالرجل الغني صاحب الحشم، رجل قصير أعور مقطوع الأذنين أحدب فعجب من نفسه و حاله، و من الرجل.

فأمر الرجل غلمانه فغسلوا رأسه، و دعا بمزيّن فأخذ شعره و دعا له بثياب جدد فلبسها و حمله معه إلى منزله، و قدّم له طعاما سريا فأكل معه و أمر له بمائة دينار، و قال له: قد أجريت لك في كل شهر عشرة دنانير، و تأكل معي و تشرب، و أكسوك كسوة الشتاء و الصيف، فقال له: يا سيدي أريد أن تحدّثني ما الذي كان بسببه قطع أذناك و قلعت عينك، و ما هذه الحدبة التي في ظهرك ؟ فقال له الرجل: يا هذا و أيش سؤالك عما لا يعنيك إله عن هذه، قال: لا بد أن تحدّثني، قال: يا هذا إن هذا الذي تسألني عنه شيء ما حدّثت به أحدا قط ، و لا جسر أحد يسألني عنه غيرك، و أنا الذي جلبت لنفسي هذه البلية بإدخالك منزلي، فقم عافاك اللّه و انصرف.

فقال: لا و اللّه لا برحت أو تحدّثني، فقال: يا هذا اختر مني خصلة من اثنتين، إما أن تنصرف و قد سوّغتك ما وهبت لك، و إما أن أحدّثك و آخذ منك كلما أعطيتك، و ألبسك خلقك و أضربك مائة عصا تأديبا لك فقال: يا سيدي، خذ مني و اعمل بي ما شئت بعد ذلك، فقال للغلمان اعتزلوا، ثم أنشأ يحدّثني فقال: كانت لي ابنة عمّ جميلة غنية موسرة عظيمة اليسار، فخطبتها فلم ترغب فيّ لدمامتي و فقري، فوجهت إليها: يا

ص: 291


1- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
2- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.

بنت عمي أبي و أبوك إخوان، و أنا أولى الناس بك، و أنا أسألك أن تحبسي نفسك عليّ سنة فإن رزقني اللّه و فتح لي فأنا أولى الناس بك، و إلاّ فاعملي بنفسك ما أحببت، فأجابتني إلى ذلك، و احتلت بعشرين دينارا فاشتريت فرسا و سرجا و لجاما و سلاحا، و خرجت إلى رجل من الفتيان ممن يقطع الطريق، معروف مشهور بالشجاعة و الفروسية و الإحسان إلى الفتيان و الصعاليك، و حدّثته بخبري، و طرحت نفسي عليه و قبّلت رأسه و يديه، فأقمت عنده شهرا و هو محسن إليّ ، ثم خرجنا إلى الصحراء نطلب الطريق، و نحن عشرة (1) فتيان أجلاد شجعان، كل واحد يرى نفسه.

فبينما نحن جلوس إذ وافى رجل على فرس فاره و سرج و لجام محلّى، و معه بغل عليه صناديق، فوق الصناديق جارية كأنها الشمس الطالعة، و عليها ثياب مرتفعة، و حليّ ظاهر؛ فقال رئيسنا: قد جاءكم رزقكم؛ ثم التفت إلى رجل من أصحابه فقال: يا فلان قم الحق الرجل فاقتله و آتينا بالجارية و ما معها، فركب الرجل فرسه و مضى خلف الرجل حتى غاب عنا و أبطأ، فقال رئيسنا: أظن صاحبنا قتل الرجل و اشتغل بالجارية يضاجعها، ثم قال لرجلين قوما إلى الجارية و الرجل فأحضرا ذلك إلينا، فمضيا و احتبسا و لم يعودا، فقال: لأصحابنا خبر، ثم ركب فرسه و ركبنا خيلنا و سرنا فوافينا صاحبنا الأول مقتولا، ثم سرنا فوافينا الآخرين قتيلين، و سرنا حتى لحقنا الرجل و إذا معه قوس موترة، و فيه السهم، فرمى رئيسنا فقتله، ثم ثنّى بآخر فقتله، فانهزم الباقون و هربوا على وجوههم و أقمت أنا فطلبت منه الأمان، فأمّنني و سألته أن يأذن لي في صحبته و خدمته، فقال: خلّ قوسك و تعال سق بالجارية، و سار، و لم يأخذ من سلب القوم شيئا، و لا من دوابّهم، و لم يزل سائرا إلى العصر حتى أتى ديرا، فدقّ بابه فنزل إليه صاحب الدّير، ففتح الدير و دخل الرجل و الجارية الدّير و أنا معهما، و ذبح له صاحب الدير دجاجة و أعدّ له طعاما سريا، ثم قدّم المائدة و جلس الرجل و الجارية و أنا و صاحب الدير و ابنه، فأكلنا حتى شبعنا ثم أحضر الشراب، فلم يزالوا يشربون إلى المغرب، ثم قام إليّ و قال:

اعذرني فيما أفعله بك، فإني لست آمنك، و إنما أنت لص بعد كل حال و أكره غدرك، ثم شدّ يدي و حبسني في بيت و أقفل عليّ ، و لم يزل يشرب حتى سكر و نام، و أنا أطالع من شق الباب.

ص: 292


1- بالأصل «عشر» و الصواب ما أثبت «عشرة».

فإذا الجارية قد رميت بحصاة فأشارت إلى الذي رماها، و قالت: قف قليلا، فلما استثقل الفتى قامت إلى ابن صاحب الدير فوطئها، ثم عادت إلى مولاها فغرت عليها و قلت: مثل هذه جسرت على هذا السيد الشجاع الذي ما رأت عيني مثله قط ، فأقبلت أرمقها من خلل الباب و هي تقصد ابن صاحب الدير يقضي حاجته منها، ثم تعود فلما أصبح الرجل فتح الباب و حلّ عني، و اعتذر إليّ أيضا.

و مضت الجارية خارج الدير لما يخرج له النساء، فحدّثت مولاها بما كان منها، فصاح عليّ و زبرني و انتهرني فسكتّ و أنا خجل، فقلت: هذا رجل قد علم بها. و وافت الجارية فلم يظهر لها شيئا و أقام يومه ذلك، و أعدّ له صاحب الدير طعاما كما فعل بالأمس، و هو في ذلك يضاحك الجارية و يمازحها إلى أن قدّم الطعام فأكلنا ثم قدم الشراب فشربنا كفعلنا بالأمس سواء و مع الجارية عود تغني به فلما جاء المساء، قام إليّ و اعتذر إليّ و شدّ يدي و حبسني في البيت و أقفله عليّ و أقبل يشرب، و أنا انظر إليه إلى أن نام، و رميت الجارية بحصاة فأومت إليه: قف قليلا، فلما علمت أن مولاها قد استثقل قامت إليه فوطئها و وثب مولاها إليها مبادرا فذبحها و ذبحه، ثم فتح الباب عليّ و حلّ كتافي و دعا بصاحب الدير و قال: خذ ابنك فواره و حدّثه بأمره و قال لي: إنما صحت عليك لاستثبت القصة في سكون و لا أقدم على ما أقدم عليه إلاّ بعلم و عذر واضح، ثم أمرني فأسرجت له فرسه فركب و حمل الصناديق و الجارية فوقها، و سار و أنا بين يديه ماش حتى انتصف الليل فنزل و قال: عاونّي فلم أزل أنا و هو حتى حفرنا قبرا و طرح الجارية فيه بثيابها و حليّها لم ينزعه عنها و طمّ القبر و دفع إليّ صرة و قال: هذه مائة دينار، خذها و امض إلى أهلك و لا تقصد هذا القبر و لا تقربه، و اللّه لأن قربته لأنكلنّ بك.

فقلت: ما أقربه و انصرفت و اختفيت ثلاثة أيام ثم جئت إلى القبر في الليل فحفرت حتى وصلت إلى الجارية فإذا مولاها قائم على رأسي، فأخرجني من القبر و قطع أذني و قال: و اللّه لأن عدت لأنكلنّ بك. فأقمت عشرة أيام ثم رجعت إلى القبر فحفرته حتى وصلت إلى الجارية و هممت بقلع الحليّ ، فإذا مولاها قائم على رأسي فأخرجني و قلع عيني اليمنى، و قال: أ لم أقل لك إنّك لص ليس فيك حيلة، و اللّه لأن عدت لأقتلنك.

و انصرفت ثم عدت إلى القبر بعد ستة أشهر، و حفرت عليها فقلعت عنها الحليّ و رددت القبر كما كان و انصرفت فوجدت في الحلي خمس مائة دينار، و جئت بلدي، و رفقت

ص: 293

بابنة عمي حتى تزوجت بها، و كانت عظيمة النعمة كثيرة الجواري، فأباحتني نعمتها، و وضعت يدي في التجارة فكثر مالي و اتسعت دنياي و عشقت جارية من جواري زوجتي و بليت بها، و زاد الأمر عليّ حتى كنت لا أصبر عن نظري إليها، و بذلت لها ثلاثمائة دينار على أن تمكنني من نفسها فلم تفعل، فقنعت بالنظر، فشكتني إلى ستّها،[و أعلمتها محبتي لها] (1) و ما بذلت لها، فحجبتها عني و منعتني من النظر إليها.

فجعلت بيني و بينها رسولا على أن [أشتريها من ستّها] (2) ثم أعتقها و أتزوج بها، و أهب لها ألف دينار فامتنعت و كلمتني من وراء حجاب، فقالت: يا مولاي، أصدقني حتى أصدقك. هل أحببت ستّي قط؟ فقلت: إي و اللّه حتى جاء حبك فأزال حبها، قالت: و كذا بعدي تحب غيري و تبغضني، أنت رجل ملول، لا تصلح لي، فلا تتعب نفسك فليس[-و اللّه - تصل] (3) إليّ أبدا.

و مضت إلى ستّها فحدثتها بكل ما جرى بيني و بينها فطردت الرسول و حجبتها عني [فاشتد قلقي، ثم] (4) قابلتني و قالت: أخذتك فقيرا وحشا، فكسرت بختي، و لحقني منك بلاء، إلى أن زاد الأمر بيني و بينها فمددت يدي إليها فأقلبتها إلى الأرض، و جعلت أخنقها فبادرت الجارية التي أحبها فأخذت منارة عظيمة فضربت بها ظهري، و خرجت من الدار هاربة على وجهها مني، فماتت زوجتي مما خنقتها و ظهرت لي حدبة في ظهري و لم أر الجارية إلى يومي هذا، و لا سمعت لها بخبر.

ثم أمر بالرجل فنزعت عنه ثيابه و ألبسه خلقانه و أخذ المال منه و ضربه مائتي عصا و طرده. قال أبو إسحاق: فضحك أبو الجيش و أمر لي بمائة دينار فأخذتها و انصرفت.

553 - إبراهيم الخيّاط

ذكر أبو أحمد عبد اللّه بن بكر بن محمد الطبراني: أنه كان شيخا فاضلا، و أنه كان بدمشق يسكن بمسجد باب كيسان في سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة.

ص: 294


1- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
2- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
3- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
4- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن م.
554 - أبرد الدمشقي

روى عن مكحول، روى حديثه يحيى بن أيوب المصري، عن حرب بن يسار.

فرّق ابن مندة بينه و بين أبرد بن يزيد الشامي الذي حدّث عن نافع، و روى عنه ضمرة بن ربيعة، حكى ذلك عنه محمد بن طاهر المقدسي فيما نقلته من خطه.

555 - أبرش بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة بن وائل

ابن قيس بن بكر بن الجلاح، و هو عامر بن عوف بن بكر

ابن كعب بن عوف بن عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن

زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة

ابن ثعلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعة،

و اسمه سعيد، و الأبرش لقب

أبو مجاشع الكلبي

أحد الفصحاء من أصحاب هشام بن عبد الملك، روى عنه عبد اللّه بن عياش المنتوف.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمد، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأني أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبّال، أنا أبو القاسم يحيى بن الفرج الصّيرفي، أنا أبو بكر محمد بن ميمون بن سعيد المالكي، نا القاضي أبو الطاهر - إملاء - نا محمد بن عبد الملك السّرّاج، أنا أحمد بن عبيد أخبرني هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: أتت الخلافة هشاما و عنده سالم كاتبه، و كان مولاه، و إليه تنسب أجمة سالم، و الربيع حاجبه، و الأبرش الكلبي جليسه؛ فسجد هشام و كاتبه و حاجبه و لم يسجد الأبرش فلما رفع هشام رأسه قال: يا أبرش ما منعك من السجود؟ و قد سجدت و سجد هذا و هذا، قال: أما أنت فأتتك الخلافة فشكرت اللّه عز و جل على عطاء جزيل، و أما هذا فكاتبك و شريكك، و أما هذا فحاجبك و المؤدّي عنك و إليك، و أما أنا فرجل من العرب لي بك حرمة و خاصّية، و أنا أخاف أن تغيّرك الخلافة، فعلى ما ذا أسجد؟ قال: و إنما منعك من السجود ما ذكرت ؟ قال: نعم، قال: فلك ذمّة اللّه و ذمة رسوله صلى اللّه عليه و سلم

ص: 295

أن لا أتغيّر عليك؛ قال: الآن طاب السّجود، اللّه أكبر (1).

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما قرأ عليّ أسناده، و ناولني إياه و قال: اروه عني - أنا أبو علي الجازري، أنا أبو الفرج المعافي بن زكريا، نا عبيد اللّه بن محمد بن جعفر الأزدي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن عن أبي عبد الرّحمن الطائي، عن عبد اللّه بن عياش حدّثني الأبرش بن الوليد الكلبي قال: دخلت على هشام بن عبد الملك فسألته حاجة فامتنع عليّ ، فقلت: يا أمير المؤمنين لا بد منها فإنا قد ثنينا عليها رجلا، قال: ذاك أضعف لك أن تثني رجلك على ما ليس عندك، فقلت: يا أمير المؤمنين ما كنت أظن أني أمدّ يدي إلى شيء مما قبلك إلاّ نلته، قال: و لم ؟ قلت:

لأني رأيتك لذلك أهلا و رأيتني مستحقه منك، قال: يا أبرش ما أكثر من يرى أنه يستحق أمرا ليس به بأهل، فقلت: أفّ لك إنك - و اللّه - ما علمت قليل الخير نكده، و اللّه إن نصيب منك الشيء إلاّ بعد مسألة، فإذا وصل إلينا مننت به، و اللّه إن أصبنا منك خيرا قط ، قال: لا و اللّه، و لكنّا وجدنا الأعرابي أقلّ شيء شكرا، قلت: و اللّه إني لأكره (2)الرجل يحصي ما يعطي.

و دخل عليه أخوه سعيد بن عبد الملك، و نحن في [ذلك،] (3) فقال: مه يا أبا مجاشع لا تقل ذلك لأمير المؤمنين، قال: فقال هشام أ ترضى بأبي عثمان بيني و بينك ؟ قلت: نعم، قال سعيد: ما تقول يا أبا مجاشع، فقلت: لا تعجل صحبت - و اللّه - هذا، و هو أرذل بني أبيه، و أنا يومئذ سيد قومي، و أكثرهم مالا، و أوجهم جاها، أدعى إلى الأمور العظام من قبل الخلفاء، و ما يطمع هذا يومئذ فيما صار إليه، حتى إذا صار إلى البحر الأخضر غرف لنا منه غرفة، ثم قال: حسبك، فقال هشام: يا أبرش اغفرها لي، فو اللّه لا أعود لشيء تكرهه أبدا، صدق يا أبا عثمان.

قال: فو اللّه ما زال لي مكرما حتى مات.

ص: 296


1- الخبر في العقد الفريد 167/2-168 مختصرا، و في فوات الوفيات 239/4 و الوزراء و الكتاب للجهشياري ص 59. و نسبت هذه القصة إلى عبد الحميد الكاتب مع مروان بن محمد في كتاب سرح العيون عند الكلام على ترجمة عبد الحميد. و قد وردت القصة في المصادر باختلاف بعض ألفاظها و معانيها عما ورد هنا.
2- بالأصل «لا أكره» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، أنا أحمد بن جعفر بن محمد الختّلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، نا محمد بن سلام الجمحي، قال: و قال الفرزدق أبياتا كتب بها إلى سعيد بن الوليد الأبرش الكلبي فكلّم له هشاما و هي (1):

إلى الأبرش الكلبي أسندت حاجة *** تواكلها حيّا تميم و وائل

على حين أن زلّت بي النعل زلّة *** و أخلف ظنّي كل حاف و ناعل

فدونكها يا ابن الوليد فإنّها *** مفضلة أصحابها في المحامل (2)

و دونكها (3) يا ابن الوليد فقم بها *** قيام امرئ في قومه غير جاهل (4)

فكلّم فيها هشاما فأمر بتخليته، فقال:

لقد وثب الكلبيّ وثبة حازم *** إلى خير خلق اللّه نفسا و عنصرا

إلى خير أبناء الخلافة لم تجد *** لحاجته من دونه متأخرا

أبى (5) حلف كلب في تميم و عقدها *** لما سنّت الآباء أن يتغمرا

و كان حلف قديم بين كلب و تميم في الجاهلية؛ في ذلك قول جرير:

تميم إلى كلب و كلب إليهم *** أحقّ و أولى من صداء و حميرا (6)

و ذكر أبو [بكر] (7) محمد بن يحيى الصولي، نا ابن فهم، نا محمد بن صالح، نا أبو اليقظان، قال: كان بين مسلمة و هشام تباعد و كان الأبرش الكلبي يدخل إليهما،

ص: 297


1- الخبر و الأبيات في الأغاني 336/21 في ترجمة الفرزدق. و الأبيات ليست في ديوانه.
2- الأغاني: المحافل.
3- عن الأغاني و بالأصل «و أوتكها».
4- في الأغاني: غير خامل.
5- عن الأغاني و بالأصل «أ في».
6- شرح ديوانه ط بيروت ص 182 من قصيدة طويلة مطلعها: لمن رسم دارهم أن يتغيرا تراوحه الأرواح و القطر أعصرا و برواية:«نزار» بدل «تميم» و «و أدنى» بدل من «و أولى».
7- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.

و كان أحسن الناس حديثا و عقلا و علما فقال له هشام: كيف تكون خاصّا بي و بمسلمة على ما بيننا؟ فقال لأني [كما] (1) قال الشاعر:

أعاشر قوما لست أخبر بعضهم *** بأسرار بعض، إنّ صدري واسع

فقال كذاك - و اللّه - أنت.

قرأت على أبي محمد عبد اللّه بن أسد بن عمار بن الخضر، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن أبي الخطّاب، حدّثني أبو طاهر القاضي، نا أبو خليفة، نا أبي، نا محمد بن سلاّم قال: حدا الأبرش الكلبي بالمنصور فقال:

أغرّ بين حاجبيه نوره *** إذا توارى ربه ستوره

فأطرب المنصور فأمر له بدرهم، فقال: يا أمير المؤمنين إنّي حدوت بهشام بن عبد الملك فطرب فأمر لي بعشرة آلاف درهم، فقال: يا ربيع، طالبه بها، و قد أعطاه ما لا يستحقه، و أخذه من غير حلّه، فلم يزل أهل الدولة يشفعون له حتى ردّ الدرهم و خلّي.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ثم من بني كلب بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة عبد عمرو و اسمه بكر بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر بن الجلاح بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب، وفد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أسلم، و من ولده سعيد بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة صاحب هشام بن عبد الملك.

ص: 298


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
556 - أبق بن محمد بن بوري بن طغتكين أتابك

أبو المظفّر سعيد التركي (1)

ولد ببعلبك و قدم دمشق مع أبيه محمد، فلما مات أبوه محمد ولي إمرة دمشق يوم الجمعة الثامن من شعبان سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة، و كان أتابك زنكي بن آق سنقر صاحب حلب و بعض الشام و الموصل و الجزيرة محاصرا لدمشق فلم يصل منها إلى مقصود، و رحل عنها، و كان أبق صغير السن و استولى على أمره أنر بن عبد اللّه الملقّب بمعين الدين مملوك جدّ أبيه طغتكين، و الرئيس أبو الفوارس المسيب بن علي بن الصّوفي (2) فلما مات أنر انبسطت يد أبق قليلا، و الرئيس أبو الفوارس يدبّر الأمور و بعد مدة دبّر أبق و جماعة من بطانته على الرّئيس حتى أخرجه من دمشق إلى صرخد (3)، و استوزر أخاه أبا البيان حيدرة بن عليّ (4)،مديدة، ثم استدعى عطاء بن حفاظ السّلمي الخادم من بعلبك، و جعله مقدّما على العسكر، و قتل أبا البيان، ثم قبض على عطاء و قتله، و لم يلبث بعد ذلك إلاّ يسيرا حتى قدم الملك العادل أبو القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر، فحاصر البلد مدة يسيرة و سلّم إليه بالأمان يوم الأحد العاشر من صفر سنة تسع و أربعين و خمسمائة، و وفى لأبق بما جعل له و سلّم إليه مدينة حمص، فأقام بها يسيرا، ثم انتقل منها إلى بالس (5)-مدينة بناحية الفرات - فسلّمت إليه بأمر الملك العادل، فأقام بها مدّة، ثم توجه منها إلى بغداد، فقبله أمير المؤمنين المقتفي لأمر اللّه، و أخرج له ديوانا كفاه ببغداد، و قد كان قبل أن يخرج أبق الصّوفي من دمشق قد رفع الأقساط و ما كان يؤخذ في الكوز من الباعة، و كان كريما، و مات ببغداد (6).

ص: 299


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 188/6 و سير الأعلام 365/20 و انظر بحاشيتيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمته.
2- ترجمته في سير الأعلام 242/20.
3- بلد ملاصق لبلاد حوران، و هي قلعة حصينة (معجم البلدان).
4- ترجمته في سير الأعلام 242/20.
5- بالس: بلد بالشام بين حلب و الرقة (معجم البلدان) و في مختصر ابن منظور:«بالسن» و في الوافي: «نابلس».
6- مات كهلا سنة 564 (سير الأعلام و الوافي).
557 - أبو نخيلة بن جوز ،- و يقال: حزن - بن زائدة

557 - أبو نخيلة بن جوز (1)،- و يقال: حزن - بن زائدة

ابن لقيط بن هدم بن يثربي، و قيل: أثربيّ بن ظالم بن مخاشن

ابن حمّان بن عبد العزّى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم،

أبو الجنيد، و أبو العرماس الحمّاني الشاعر

من أهل البصرة و أبو نخيلة اسمه، و له كنيتان، و يقال اسم أبي نخيلة حبيب (2) بن حزن.

و كان عاقّا بأبيه فنفاه عن نفسه، فخرج إلى الشّام و اتّصل بمسلمة بن عبد الملك، فأحسن إليه، و أوصله إلى خلفاء بني أمية واحدا بعد واحد، و بقي إلى أيام المنصور، و كان الأغلب على شعره الرجز، و له قصيد غير كثير، و وفد على هشام بن عبد الملك، و ولدته أمّه في أصل نخلة فسمّته أبا نخيلة، و قيل إنه كان مطعون النسب.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: أبو نخيلة السعدي الراجز كان في أيام المنصور قتله عيسى بن موسى و هو القائل في أرجوزته للمنصور في المهدي (3):

عيسى فزحلقها (4) إلى محمّد *** حتى تؤدّى من يد إلى يد

فقد رضينا بالغلام الأمرد *** و قد فرغنا غير أن لم نشهد

و غير أن العقد لم يؤكّد

و هذه أرجوزة طويلة.

أخبرنا أبو عبد الكريم بن حمزة، أنا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري - إجازة - و حدثنا خالي (5) القاضي أبو المعالي، محمد بن يحيى القرشي، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا عبد الرحيم بن أحمد، أنا عبد الغني بن سعيد قال: و أبا نخيلة

ص: 300


1- في المختصر:«حرز».
2- في الشعر و الشعراء ص 381 «اسمه يعمر، و إنما كني أبا نخيلة لأن أمه ولدته إلى جنب نخلة. و سيأتي عن ابن ماكولا أيضا أن اسمه يعمر.
3- الأرجوزة في الأغاني 417/20 و 419 قالها في يوم بيعة المهدي و خلع عيسى بن موسى.
4- في الأغاني: فزحلفها بالفاء، و بهامشها عن نسخة: فزحلقها كالأصل، و المعنى: ادفعها أو اعطها.
5- بالأصل و م «خال» و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمة أبي المعالي في سير الأعلام 137/20.

-بنون مضمومة و خاء معجمة - أبو نخيلة الشاعر ذكره يموت في أخباره.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما نخيلة - بخاء معجمة - أبو نخيلة الراجز السعدي و اسمه يعمر بن حزن بن زائدة بن لقيط بن هدم بن أثربي بن ظالم بن مخاشن بن حمّان، و هو عبد العزّى بن كعب بن (2)سعد بن زيد مناة راجز مشهور، أدرك الدولتين، مدح مسلمة بن عبد الملك و مدح المنصور، و يقال: قتله عيسى بن موسى.

و ذكر محمد بن زكريا الغلاّبي عن العباس بن بكّار الضّبّي قال: دخل أبو نخيلة الحمّاني و اسمه جنيد و كنيته أبو العرماس على المنصور، فذكر حكاية.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (3):أخبرني الحسن بن علي، حدثني ابن مهرويه، حدّثني أبو مسلم المستملي، عن الحرمازي، عن يحيى بن نجيم، قال: لما انتفى أبو أبي نخيلة منه خرج يطلب الرزق لنفسه، فتأدّب بالبادية حتى شعر، و قال رجزا كثيرا و قصيدا صالحا و شهر بهما، و شاع (4) شعره في البدو و الحضر، و رواه الناس. ثم وفد إلى مسلمة بن عبد الملك فرفع منه، و أعطاه، و شفع له، و أوصله إلى الوليد بن عبد الملك، فمدحه و لم يزل به حتى أغناه، قال يحيى بن نجيم: فحدّثني أبو نخيلة قال: وردت على مسلمة بن عبد الملك، فمدحته و قلت له:

أ مسلم إني يا ابن كلّ خليفة *** و يا فارس الهيجاء و يا جبل الأرض

شكرتك إنّ الشّكر حبل من التّقى *** و ما كلّ من أوليته نعمة يقضي

و ألقيت لمّا أن أتيتك زائرا *** عليّ لحافا سابغ الطّول و العرض

و أحييت لي ذكري و ما كان خامدا (5) *** و لكن بعض الذكر أنبه من بعض

قال: فقال لي مسلمة ممن أنت ؟ قلت: من بني سعد، فقال: أ ما لكم - يا بني سعد - و للقصيد و إنما حظكم في الرجز؟ قال: فقلت له: إنّا - و اللّه - أرجز العرب،

ص: 301


1- الإكمال لابن ماكولا 257/7.
2- بالأصل:«كعب بن زيد بن سعد بن مناة» و الصواب عن الإكمال.
3- الأغاني 392/20 و فيها الأبيات التالية.
4- الأغاني: و سار.
5- الأغاني: خاملا.

قال: فأنشدني من رجزك، فكأني - و اللّه - لمّا قال لي ذلك لم أقل رجزا قط ، أنسانيه اللّه كلّه، فما ذكرت منه و لا من غيره شيئا إلاّ أرجوزة لرؤبة، و قد كان قالها في تلك السنة، فظننت أنها لم تبلغ مسلمة، فأنشدته إياها، فنكس و تتعتعت فرفع رأسه إليّ و قال: لا تتعب نفسك فإني أروى لها منك. قال: فانصرفت و أنا أكذب الناس عنده، و أخزاهم عند نفسي، حتى تلطّفت بعد ذلك و مدحته برجز كثير، فعرفني و قرّبني، و ما رأيت ذلك [أثر] (1) فيه و لا قرّعني به حتى افترقنا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدّي أبو بكر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، نا أحمد بن عبيد بن ناصح، حدّثني الأصمعي، حدّثني عبيد اللّه بن سالم قال: دخل عليّ أبو نخيلة و أنا في قبّة تركية مظلمة، و دخل رؤبة فقعد في ناحية منها و لا يشعر كلّ واحد منهما بمكان صاحبه و قد قلنا لأبي نخيلة أنشدنا، فأنشد هذه - و انتحلها لنفسه-.

هاجك من أروى بمنهاص الفكك *** همّ إذا لم يعده همّ فتك

و قد أرتنا حسنها ذات المسك *** شادخة الغرّة زهر (2) الضحك

تبلّج الزهراء في جنح الدّلك *** يا حلم (3) الوارث عن عبد الملك

أريت إن لم يحب حبو المعتبك *** أنت بإذن اللّه إن لم تترك

مفتاح حاجات انحناهنّ بك *** الذّخر فيها عندنا و الأجر لك

قال: و رؤبة يئط و يزحر، فلما فرغ، قال رؤبة: كيف أنتم أبا نخيلة ؟ فقال: يا سوأتاه أ لا أراك هاهنا؟ إن هذا كبيرنا الذي يعلمنا. فقال له رؤبة: إذا أتيت الشام فخذ منه ما شئت، و ما دمت بالعراق فإيّاك و إيّاه.

قال: و نزل رؤبة بماء من المياه فنحر جزورا فقسمها بين أهل الماء و ترك امرأة من بني خداجة بن فقيم لم يرسل إليها بشيء فرجزت به فقالت:

إن دعا غالب هماما *** أنكرت منه شعرا تواما

ص: 302


1- سقطت من الأصل و م و استدركت عن الأغاني.
2- كذا، و في المختصر 193/4 «زاهراء».
3- المختصر: يا حكم.

قين لقين يرفع البرما *** لما رأى أسرع انهزاما

و اقتحم المحجّة اقتحاما *** و اذاك إذا علكته اللجاما

لو ترك النوم الغطاء لناما

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر و أبو منصور بن الجواليقيّ ، و أبو الحسن سعد الخير بن محمد، قالوا: أنا أبو ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم البقّال (1)،أنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة (2)،أنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف الكاتب، نا أبو عبد اللّه محمد بن العباس اليزيدي (3)،نا عمي الفضل، نا إسحاق الموصلي، قال: كان أبو نخيلة مدّاحا لبني مروان، فلما قام أبو العباس مثل بين يديه ثم أنشأ يقول (4):

كنا أناسا نرهب الهلاكا *** و نركب الإعجاز و الأوراكا

و كل شيء قلت في سواكا *** زور (5) و قد كفّر هذا ذاكا

قال إسحاق فأخبر و اعتذر و مدح (6).

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا محمد بن الحسين بن أحمد النّيسابوري، أنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري، نا يموت بن المزرّع، قال: سمعت خالي عمرو بن بحر الجاحظ يقول: قال أحمد بن إسحاق: دخل أبو نخيلة اليمن فلم ير بها أحدا حسنا، و رأى وجهه - و كان قبيحا - فإذا هو أحسن من بها فأنشأ يقول:

لم أر غيري حسنا *** منذ دخلت اليمنا

ففي حرم بلدة *** أحسن من فيها أنا

ص: 303


1- هذه النسبة لمن يبيع الأشياء المتفرقة من الفواكه اليابسة و غيرها.(الأنساب).
2- له ترجمة في سير الأعلام 514/17(338).
3- سيرته في سير الأعلام(361/14(210).
4- الأبيات في الأغاني 399/20.
5- الأغاني: زورا.
6- زيد في الأغاني: فضحك أبو العباس، و أجازه جائزة سنية، و قال: أجل، إن التوبة لتكفر ما قبلها، و قد كفر هذا ذاك.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد البزاز، و أبو علي بن نبهان ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن الحسن.

قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس ثعلب، نا عمر بن شبّة، حدّثني الدّغل (1) بن الخطّاب، قال (2):بنى أبو نخيلة داره، فمر به خالد بن صفوان فوقف عليه، فقال له أبو نخيلة: يا أبا صفوان كيف ترى ؟ قال: رأيتك سألت إلحافا و أنفقت إسرافا، و جعلت إحدى يديك سطحا، و ملأت الأخرى سلحا، فقلت: من وضع في سطحي و إلاّ رميته بسلحي، ثم مضى.

فقيل له: أ لا تهجوه ؟ قال (3):إذا يقف على المجالس سنة يصف أنفي، لا يعيد حرفا.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو إسماعيل بن زبر، أنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير الطبري قال (4):ذكر عن علي بن [محمد بن] (5)سليمان [قال: حدثني أبي، عن عبد اللّه بن أبي سليم] (6) مولى عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، قال إني لأسير مع سليمان بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، و قد عزم أبو جعفر أن يقدّم المهدي على عيسى بن موسى في البيعة، فإذا نحن بأبي نخيلة الشاعر، و معه ابناه و عبداه (7) و كل واحد منهم (8) يحمل شيئا من متاع، فوقف عليهم

ص: 304


1- في الأغاني 391/20 «الرّعل».
2- الخبر في الأغاني 391/20.
3- في الأغاني: ملأته.
4- العبارة في الأغاني: فقال: إذن و اللّه يركب بغلته، و يطوف في مجالس البصرة، و يصف أبنيتي بما يعيبها، و ما عسى أن يضر الإنسان صفة أبنيته بما يعيبها سنة ثم لا يعيد فيها كلمة.
5- الخبر في تاريخ الطبري 20/8 و الأغاني 416/20 و اللفظ للطبري.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدركت عن الطبري و الأغاني.
7- كذا بالأصل و الطبري، و في الأغاني: و معه ابنان له و عبد.
8- الطبري: منهما.

سليمان بن عبد اللّه، فقال: أبا نخيلة ما هذا الذي أرى ؟ و ما هذه الحال التي أنت فيها؟ قال: كنت نازلا على القعقاع (1)-و هو رجل من آل زرارة، و كان يتولى لعيسى بن موسى الشرطة - فقال لي: اخرج عني، فإن هذا الرجل قد اصطنعني؛ و قد بلغني أنك قلت شعرا في هذه البيعة، فأخاف إن بلغه ذلك أن يلزمني لائمة لنزولك عليّ ، فأزعجني حتى خرجت، فقال: يا عبد اللّه انطلق بأبي نخيلة فأنزله في منزلك (2) موضعا صالحا و استوص به خيرا و بمن معه. ثم خبّر سليمان بن عبد اللّه أبا جعفر بشعر أبي نخيلة الذي يقول فيه:

عيسى فزحلقها (3) إلى محمد *** حتى تؤدى من يد إلى يد

عنكم و تغنى و هي في تردّد (4) *** فقد رضينا بالغلام الأمرد

قال: فلما كان اليوم الذي بايع فيه أبو جعفر لابنه المهدي و قدّمه على عيسى، دعا بأبي نخيلة فأمره فأنشد الشعر و كلّمه سليمان بن عبد اللّه، و أشار عليه في كلامه أن يجزل له العطية و قال: إنه شيء يبقى لك في الكتب، و يتحدث به الناس و يخلد على الأيام، و لم يزل به حتى أمر له بعشرة آلاف درهم.

و ذكر عن حيّان بن عبد اللّه بن حمدان (5) الحمّاني، حدثني أبو نخيلة قال:

قدمت على أبي جعفر، فأقمت ببابه شهرا لا أصل إليه، حتى قال لي ذات يوم عبد اللّه بن الربيع الحارثيّ : يا أبا نخيلة إن أمير المؤمنين يرشح ابنه للعهد بالخلافة، و هو على تقديمه بين يدي عيسى بن موسى، فلو قلت شيئا تحثّه على ذلك و تذكر فضل المهدي كنت بالحرى أن تصيب خيرا منه و من أبيه، فقلت (6):

دونك عبد اللّه أهل ذاكا *** خلافة اللّه التي (7) أعطاكا

ص: 305


1- الأغاني: القعقاع بن معبد أحد ولد معبد بن زرارة.
2- الطبري:«فبوئه في منزلي». و في الأغاني: منزلا.
3- الطبري:«فزحلفها» بالفاء، لعله يريد: ادفعها أو اعطها، أو قدمها. و في اللسان:«و يقال زحلف اللّه عنا شرك، أي نحى اللّه عنا شرك» و استشهد بالشعر.
4- الطبري: فيكم و تغنى و هي في تزيّد.
5- الطبري:«حبران» و في الأغاني: عبد الجبار بن عبيد اللّه الحماني.
6- الأبيات في الطبري 22/8 و بعضها في الأغاني 421/20.
7- بالأصل «الذي» و المثبت عن الطبري.

أصفاك و اللّه (1) بها أصفاكا *** فقد نظرنا زمنا أباكا

ثم نظرناك لها إياكا *** و نحن فيهم و الهوى هواكا

نعم و نستذري إلى ذراكا *** أسند إلى محمد عصاكا

فأنت (2) ما استرعيته كفاكا *** و أحفظ (3) الناس له أدناكا

و قد حملت (4) على الرجل و الأوراكا *** و حكت حتى لم أجد محاكا

و زدت (5) في هذا و ذا و ذاكا *** بكلّ قول قلت في سواكا

زور و قد كفّر هذا ذاكا

و قلت أيضا كلمتي التي أقول فيها (6):

إلى أمير المؤمنين فاعمدي *** سيرا (7) إلى بحر البحور المزبد

أنت الذي يا ابن سمي أحمد *** و يا ابن بنت العرب المشيّد

بل يا أمين الواحد الموحد (8) *** إنّ الذي ولاك ربّ المسجد

أمسى (9) وليّ عهدها بالأسعد *** عيسى فزحلقها (10) إلى محمّد

من قبل عيسى معهدا عن معهد *** حتى تؤدّى من يد إلى يد

فيكم و تغنى و هي في تردد (11) *** فقد رضينا بالغلام الأمرد

بل قد فرغنا غير أن لم نشهد *** و غير أن العهد (12) لم يؤكّد

فلو سمعنا لحبه (13) أمدد امدد *** كانت لنا عن عفّة (14) الورد الصدي

ص: 306


1- الطبري: أصفاك أصفاك.
2- الطبري: فابنك.
3- الطبري و الأغاني: فأحفظ الناس لها.
4- الطبري: جفلت.
5- الطبري: و درت.
6- الطبري 22/8-23 و بعضها في الأغاني 418/20-419.
7- الطبري و الأغاني: سيري.
8- الطبري: المؤبد.
9- الأغاني: ليس ولي عهدنا بالأسعد.
10- الطبري و الأغاني: فزحلفها.
11- الطبري: تزيد.
12- الطبري و الأغاني: العقد.
13- الطبري و الأغاني: قولك.
14- الطبري:«كدعقة» و في الأغاني: كزعقة.

فبادر البيعة و رد الحسد (1) *** تبين من يومك هذا أو غد (2)

فهو الذي تمّ فما من عند *** و زد ما شئت فزده يزدد (3)

و ردّه مثل رداء ترتدي *** فهو رداء السابق المقلّد

قد كان يروى أن (4) ما كأن قد *** عادت و لو قد فعلت (5) لم تردد

فهي ترامى فدفدا عن فدفد *** حينا فلو قد حان ورد الورد

و حان تحويل القرين (6) المفسد *** قال لها اللّه هلمّي فاسندي (7)

فأصبحت نازلة بالمعهد *** و المحتد المحتد خير محتدي

لم ترم ثرثار النفوس الحسّد *** بمثل ملك (8) ثابت مؤيّد

لما انتحوا قدحا بزند مصلد *** يلوي عشرون القوى مستجمد (9)

يزداد إيغاضا (10) على التّهدّد *** فزايلوا (11) باللين و التعبد

صمصامة تأكل كل مبرد (12)

قال: فرويت و صارت في أفواه الخدم، و بلغت أبا جعفر، فسأل عن قائلها، فأخبر أنها لرجل من زيد مناة فأعجبته، فدعاني فدخلت عليه، و إن عيسى بن موسى لعن يمينه، و الناس عنده، و رءوس القواد و الجند، قال: فلما كنت بحيث يراني، ناديت: يا أمير المؤمنين، أدنني منك حتى أفهمك و تسمع مقالتي، قال: فأومأ بيده، فأدنيت حتى كنت قريبا منه، فلما صرت بين يديه قلت:- و رفعت صوتي - أنشده من هذا الموضع من

ص: 307


1- الطبري:«الحشّد» و الرجز في الأغاني: فناد للبيعة جمعا نحشد
2- الأغاني: في يومنا الحاضر هذا أو غد.
3- الأغاني: و اصنع كما شئت و رد يردد.
4- الطبري و الأغاني:«أنها» بدل «أن ما».
5- الأغاني: نقلت.
6- الطبري: الغوي.
7- الطبري: و ارشدي.
8- الطبري: قرم.
9- في الطبري: بلوا بمشزور القوي المستحصد.
10- الطبري: ايقاظا.
11- الطبري: فداولوا.
12- بالأصل:«صمامة تأكل أكل المزيد» و المثبت عن الطبري.

الكلمة، ثم رجعت إلى أول الأرجوزة فأنشدته من أولها إلى هذا الموضع أيضا، فأعدت عليه حتى أتيت على آخرها و الناس منصتون، و هو يتسارّ بما أنشدته، مستمع له، فلما خرجنا من عنده إذا رجل واضع يده على منكبي فالتفتّ فإذا عقال بن شبّة فقال: أما أنت فقد سررت أمير المؤمنين، و إن التأم الأمر على ما نحب، فلعمري لتصيبن منه خيرا، و إن يك غير ذاك، فابتغ نفقا في الأرض، أو سلّما في السماء.

قال: فكتب له المنصور بصلة إلى الري، فوجه عيسى في طلبه، فلحق في طريقه فذبح و سلخ وجهه (1).و قيل: قتل بعد ما انصرف من الري، و قد أخذ الجائزة.

558 - أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد

ابن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار

و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج

أبو المنذر الأنصاري الخزرجيّ ، و يكنى أيضا أبا الطّفيل (2)

سيد القرّاء شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدرا و العقبة و غيرها من المشاهد، و روى عنه أحاديث صالحة.

روى عنه: ابن عباس و جندب بن عبد اللّه البجلي، و عبد الرّحمن بن أبزى، و أنس بن مالك، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و أبو هريرة، و أبو أيوب الأنصاري، و سهل بن سعد، و سويد بن غفلة (3)،و أبو عثمان النّهدي، و عبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث، و أبو العالية الرّياحي، و زرّ بن حبيش، و أبو بصير العبدي (4)، و عصمة (5) أبو حكيمة، و محمد، و الطفيل، و عبد اللّه بنو أبيّ ، و عبد اللّه بن أبي بصير، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و قيس بن عبّاد، و عمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري، و الجارود بن سبرة الهذلي، و أبو رافع الصائغ.

ص: 308


1- قتله قطري مولى لعيسى بن موسى، انظر الأغاني 421/20 و 422.
2- له ترجمة في الوافي بالوفيات 190/6 و سير أعلام النبلاء 389/1. انظر بالحاشية فيهما ثبتا بمصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
3- ضبطت بفتح المعجمة و الفاء عن تقريب التهذيب.
4- انظر تقريب التهذيب «باب الكنى».
5- بكسر أوله و سكون المهملة (تقريب التهذيب).

و شهد مع عمر بن الخطاب الجابية (1)،و كتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدّد، نا يحيى، عن التّيمي، عن أبي عثمان، عن أبيّ قال: كان رجل بالمدينة لا أعلم رجلا كان أبعد منزلا - أو قال: دارا - من المسجد منه فقيل له: لو اشتريت حمارا فتركبه في الرّمضاء و الظّلماء فقال: ما يسرني أنّ داري - أو قال منزلي - إلى جنب المسجد.

فنمي الحديث إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما أردت بقولك ما يسرني أنّ داري أو منزلي إلى جنب المسجد؟» قال: أردت أن يكتب إقبالي إذا أقبلت المسجد، و رجوعي إذا رجعت إلى أهلي، قال:«أنطاك اللّه ذلك كله، أنطاك اللّه ما احتسبت أجمع» مرتين[1949].

قال: و أنا أبو بكر، نا قاسم المطرّز، نا عمّار بن الحسن النسائي، و يوسف بن موسى، قالا: نا جرير، عن سليمان، عن أبي عثمان، عن أبيّ قال: كان رجل لا أعلم رجلا من الناس من أهل المدينة ممن يصلّي القبلة أبعد دارا من المسجد من ذلك الرجل فكانت لا تخطئه صلاة في المسجد، فقلت له: لو أنك اشتريت حمارا تركبه في الظلماء و الرمضاء، فقال: ما أحب أنّ داري إلى جنب المسجد، قال: فنمى الحديث إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسأله، فقال: يا رسول اللّه أردت أن يكتب لي إقبالي إذا أقبلت إلى المسجد، و رجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال:«أنطاك اللّه ما احتسبت أجمع»[1950].

ذكر محمد بن عمر الواقدي، حدثني أبو بكر بن عبد اللّه، عن أبي الحويرث، قال: كان يهود من بيت المقدس، و كانوا عشرين رأسهم يوسف بن نون، فأخذ لهم كتاب أمان، و صالح عمر بالجابية، و كتب كتابا، و وضع عليهم الجزية و كتب:«بسم اللّه الرّحمن الرحيم، أنتم آمنون على دمائكم و أموالكم و كنائسكم ما لم تحدثوا أو تؤووا محدثا، فمن أحدث منهم أو آوى محدثا فقد برئت منه ذمة اللّه، و إنّي بريء من معرّة الجيش؛ شهد معاذ بن جبل، و أبو عبيدة بن الجرّاح، و كتب أبيّ بن كعب».

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ص: 309


1- الجابية: قرية من أعمال دمشق، من ناحية الجولان (معجم البلدان).

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان - ببغداد - نا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو صالح (1)،حدّثني موسى بن علي، عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية، فقال: من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبيّ بن كعب، و من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، و من أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، و من أراد أن يسأل عن المال فليأتني، فإن اللّه تعالى جعلني له خازنا و قاسما (2).

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها و ابنه أبو الحسن علي بن الحسين، قالا: أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمد بن عائد، نا محمد بن عمر، عن موسى بن عليّ بن رياح اللّخميّ ، عن أبيه (3)،قال: خطب عمر بن الخطاب بالجابية، فقال: أيها الناس من كان يريد أن يسأل عن القرآن فليأت أبيّ بن كعب، و من كان يريد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، و من كان يريد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، و من كان يريد أن يسأل عن المال فليأتني فإن اللّه جعلني له خازنا و قاسما، أبدأ بأزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم بالمهاجرين الأولين الّذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم أنا و أصحابي، ثم بالأنصار الذين تبوّءوا الدار و الإيمان فمن أسرع إلى الهجرة أسرع إليه العطاء و من أبطأ عن الهجرة أبطئ عنه العطاء، فلا يلومنّ رجل منكم إلاّ مناخ راحلته.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان، أنا محمد بن عبد اللّه بن عتّاب العبدي، نا القاسم بن عبد اللّه الجوهري، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة في تسمية من شهد [العقبة من بني النّجّار: أبيّ بن كعب، و قال في تسمية من شهد بدرا] (4) من بني مالك بن النّجّار: أبيّ بن كعب.

ص: 310


1- هو عبد اللّه بن صالح كاتب الليث ترجمته في سير أعلام النبلاء 405/10(115).
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 394/1 و قال: و رواه الواقدي عن موسى أيضا.
3- الخبر في مختصر ابن منظور 197/4-198.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت عن هامش الأصل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلامي (1)،أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا أبو القاسم البغوي، حدثني سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي عن محمد بن إسحاق قال: فيمن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا محمد بن العباس المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن مالك بن النّجّار و هم بنو جديلة (2):أبيّ بن كعب بن قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق قال: فيمن شهد بدرا أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار.

أخبرنا أبو بكر الشاهد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، نا محمد بن شجاع البلخي، أنا محمد بن عمر الواقدي قال في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن مالك بن النّجّار و هم بنو جديلة، ثم من بني قيس بن عبيد بن زيد بن رفاعة بن معاوية بن عمرو بن مالك: أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، حدثني هارون بن عبد اللّه قال: سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر يذكر أن أبيّ بن كعب عقبي بدري من بني مالك بن النّجّار من الخزرج.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل

ص: 311


1- بالأصل «البقشلان» و المثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى شلام و هي بلدة كثيرة البق، و قد نزلها أبوه أو جده فلحقته الأذية فقيل له البقشلامي، و لزمه هذا اللقب (الأنساب).
2- في أسد الغابة «حديلة» و ضبطها ابن الأثير بضم الحاء المهملة و فتح الدال.

أحمد بن الحسن بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو العز بن ثابت بن منصور الكيلي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال في تسمية أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني حديلة و هي أم بني معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار و اسمه تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عامر بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الغوث أبيّ بن كعب بن قيس بن عتيك بن زيد بن معاوية و هو حديلة بن عمرو بن مالك بن النّجّار، أمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، هي عمة أبي طلحة (1)،يكنى أبا المنذر شهد بدرا و مات بالمدينة سنة اثنتين و ثلاثين، و يقال مات في خلافة عمر بن الخطاب. كذا في الأصل ابن عتيك، و الصواب: ابن عبيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن البقّال، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن عمر بن أبان، قال: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا ابن سعد: في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا من الأنصار قال: أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد أحد بني حديلة، و هم بنو عمرو بن مالك بن النّجّار، و يكنى أبا المنذر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (2):و من بني عمرو بن مالك بن النّجّار، ثم من بني معاوية بن عمرو و هم بنو جديلة (3) و هي أمّ

ص: 312


1- أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري زوج أم سليم.
2- طبقات ابن سعد 498/3.
3- ابن سعد: حديلة.

لهم: أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار، و يكنى أبا المنذر. و أمّه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن (1) مالك بن النّجّار، و كان لأبي بن كعب من الولد (2) الطفيل و محمد، و أمّهما أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع (3) بن عبد نهم من دوس، و أمّ عمرو بنت أبيّ و لا يدرى من أمها. و قد شهد أبيّ بن كعب العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا. و كان أبيّ يكتب في الجاهلية قبل الإسلام و كانت الكتابة في العرب قليلة، و كان يكتب في الإسلام الوحي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أمر اللّه رسوله صلى اللّه عليه و سلم أن يقرأ على أبيّ القرآن، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أقرأ أمّتي أبيّ »[1951].

أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار و هم بنو جديلة شهد بدرا قاله ابن إسحاق، يكنى أبا المنذر و اختلف في وفاته، فقيل: توفي في زمن عمر، و قيل في زمن عثمان، و هذا هو الصحيح، جاء عنه نحو من خمسين حديثا، و أمّ أبيّ صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، يقال أنها عمة أبي طلحة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - حدثني أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيوري و أبو الغنائم بن النّرسي، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون، و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (4):أبيّ بن كعب أبو المنذر من بني عمرو بن مالك بن النّجّار الأنصاري، يقال: شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مديني (5) قال: حدثني محمد بن يوسف، نا سفيان، عن أسلم المنقري، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، قلت لأبيّ لما وقع الناس في أمر عثمان: يا

ص: 313


1- ابن سعد: من بني مالك.
2- عن ابن سعد، و بالأصل «الوليد».
3- مطموسة بالأصل و المثبت عن هامشه و ابن سعد.
4- التاريخ الكبير 1/قسم 39/2-40.
5- في التاريخ الكبير: مدني.

أبا المنذر قال: و حدثني عبيد بن يعيش، نا محمد بن نمير (1)،عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة قال عمر لأبيّ : يا أبا الطّفيل. قال البخاري: و له ابن يقال له: الطّفيل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا محمد بن الحسن النهاوندي، أنا أحمد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، نا محمد بن يوسف، نا سفيان عن أسلم المنقري، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: قلت لأبيّ بن كعب لما وقع الناس في أمر عثمان أبا المنذر؟ ما المخرج من هذا الأمر؟ قال: كتاب اللّه ما استبان فاعمل به و ما اشتبه فكله إلى عالمه.

قال: و نا محمد بن إسماعيل، نا عبيد، نا محمد بن بشر، نا طلحة بن يحيى، عن أبي بردة قال: قال عمر لأبي [يا أبا] (2) الطفيل. قال محمد بن إسماعيل: هو من بني عمرو بن مالك بن النّجّار الأنصاري، يقال شهد بدرا، مدني.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الطفيل، و يقال أبو المنذر أبيّ بن كعب الأنصاري شهد بدرا.

قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمد، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو الطفيل أبيّ بن كعب، و قيل: أبو المنذر.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلامي (3)،أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، قال: أبو المنذر و يقال أبو الطفيل أبيّ بن كعب سكن المدينة و مات بها.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح

ص: 314


1- في التاريخ الكبير:«بشر» و سيأتي:«بشر» في الخبر التالي.
2- سقطت من الأصل و استدرك عن هامشه.
3- بالأصل «البقشلان» مرّ قريبا. و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 417/7.

سليم بن أيوب، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان الموصلي، نا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن أحمد الجوريّ (1)،نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس، قال:

سمعت القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدّمي يقول: أبيّ بن كعب الأنصاري، يكنى أبا المنذر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار، و إنما سمّي النّجّار لأنه اختتن بقدوم فسمّي النّجّار (2)،و هو بني جديلة، و جديلة أمّهم، و أبوهم معاوية بن عمرو، و النّجّار هو اللاّت بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج كناه النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا المنذر، و كناه عمر بأبي الطفيل، شهد بدرا و العقبة و سماه النبي صلى اللّه عليه و سلم سيّد الأنصار. و اختلفوا في وفاته فيقال: إنه توفي سنة تسع عشرة، و يقال سنة اثنتين و عشرين، و قيل: سنه ثلاثين، و كان ربعة، ليس بالطويل و لا بالقصير، أبيض الرأس و اللحية لا يغير شيبه.

كذا قال، و إنما هو تيم اللّه بن ثعلبة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني محمد بن أبي بكر المقدّمي (3) و خلف بن هشام البزّار، و عبيد اللّه بن عمر القواريري، قالوا: نا حمّاد بن زيد، نا عاصم عن زرّ قال: قلت لأبيّ بن كعب: أبا المنذر، أخبرني عن ليلة القدر فإن صاحبنا - يعني ابن مسعود - كان إذا سئل عنها قال: من يقم الحول يصبها فقال: يرحم اللّه أبا عبد الرّحمن، أما و اللّه لقد علم أنها في رمضان، و لكن أحبّ أن لا تتكلموا، و أنها ليلة سبع و عشرين - لم يستثن - قلت: أبا المنذر أنّى علمت ذاك ؟ قال: بالآية التي قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صبيحة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع»[1952].

و هذا لفظ حديث المقدّمي.

ص: 315


1- هذه النسبة بضم الجيم إلى جور بلدة من بلاد فارس (في الأنساب: الجور).
2- و قيل لأنه ضرب وجه رجل بقدوم فنجره، فقيل له: النجار (أسد الغابة 61/1).
3- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 660/10 و فيها أنه روى عنه عبد اللّه بن أحمد، و حدّث عن حمّاد بن زيد و في م:«المقدسي» تحريف أيضا.

قال: و نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أحمد بن محمد بن أيوب، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ قال: أتيت المدينة فدخلت المسجد فإذا أنا بأبيّ بن كعب فأتيته فقلت: يرحمك اللّه أبا المنذر اخفض لي جناحك، و كان امرأ فيه شراسة، فسألته عن ليلة القدر فقال: ليلة سبع و عشرين (1)،قلت: أبا المنذر، أنّى علمت ذلك ؟ قال:

بالآية التي أخبرنا بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعددنا و حفظنا، و آية ذلك أن تطلع الشمس من صبحتها مثل الطست لا شعاع لها حتى ترتفع.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم ح.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمد بن مرة، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمد بن سعد (2)،قالا:

أنا محمد بن عمر حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عيسى بن طلحة، قال: كان أبيّ رجلا دحداحا ليس بالقصير و لا بالطويل.

قال (3):و أنا محمد بن عمر حدّثني أبيّ بن عبّاس - زاد ابن الفهم:- بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه، قال: كان أبيّ ، لا يغيّر شيبه، أبيض الرأس و اللّحية.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، أنا أبو كريب، نا ابن المبارك، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن: أخبرني شيخ أنه رأى أبيّ بن كعب أبيض الرأس و اللحية، الشيخ الذي لم يسمّ هو عتي (4) بن ضمرة السّعدي.

أخبرناه أبو الحسن بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا حميد بن مسعدة الشامي، نا سفيان بن حبيب، عن عوف، عن الحسن، عن عتيّ بن ضمرة، قال: قدمت المدينة فرأيت رجلا أبيض الثياب، أبيض اللحية، فقالوا: هذا أبيّ بن كعب.

ص: 316


1- أخرجه عبد اللّه بن أحمد في زوائد المسند 132/5 و سير أعلام النبلاء 394/1.
2- طبقات ابن سعد 498/3 و 499 و سير الأعلام 390/1.
3- طبقات ابن سعد 498/3 و 499 و سير الأعلام 390/1.
4- ضبطت عن التبصير 1052/3 و فيه: عتىّ السعدي عن أبيّ بن كعب.

و أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (1)،أنا عفان بن مسلم، و سليمان بن حرب، قالا: نا حمّاد بن سلمة، أنا ثابت البناني و حميد، عن الحسن، عن عتيّ السّعدي، قال: قدمت المدينة فجلست إلى رجل أبيض الرأس و اللحية يحدّث، و إذا هو أبيّ بن كعب.

قال ابن سعد: و لم يذكر سليمان حميدا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنّزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر و أم البهاء فاطمة بنت محمد قالتا: أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمد بن مهدي، نا عبد الرزاق، نا معمر، عن قتادة، و أبان عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأبيّ بن كعب:«أمرني ربّي أن أقرأ عليك» قال: و سمّاني لك ؟ قال:«و سمّاك لي»، قال: فبكى أبيّ ، قال معمر: قال أبان: قال أنس:«و ذكرت هناك»[1953].

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزوردي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمد بن المثنى، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبيّ بن كعب: إن اللّه أمرني أن أقرأ عليك لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا (2)قال: و سمّاني ؟ قال:«نعم»، قال: فبكى[1954].

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو قلابة نا بكر بن بكار، نا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: لما نزلت: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لأبي بن كعب:«إن اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أقرأ عليك»، قال: و ذكرت هناك يا رسول اللّه ؟ و جعل يبكي - يعني أبيّ بن كعب-[1955].

ص: 317


1- طبقات ابن سعد 499/3.
2- سورة البينة، الآية الأولى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن العدل، و أبو (1) سعد الحسين بن الحسين الفانيذي، و محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي، و محمد بن علي بن جعفر الرّستمي، و أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزّاز، و أحمد بن محمد بن عمر الأواني البزّاز، و أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، و أبو الوفا محمد بن عبد السلام بن علي بن عفان الواعظ ، و أبو منصور بكير بن خطلخ بن عبد اللّه الفانيذي الشيرازي، و أبو مسلم عبد الرّحمن بن عمر بن عبد الرّحمن السّمناني التّيمي، و أبو طالب أحمد بن عبد العزيز بن علي الجرجاني الشروطي البغدادي، و أبو البركات محمد بن محمد بن رضوان الدمّمي (2)،و علي بن أحمد بن الفرج العكبري، و الحسين بن محمد بن الحسين السراج النحوي المقرئ - قراءة عليهم من أصل سماعهم منفردين، و أنا أسمع - قالوا: أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن يزيد الدّقّاق، نا محمد بن عبيد اللّه بن أبي داود المنادي، نا روح بن (3) عبادة، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لأبيّ بن كعب:«إن اللّه عز و جل أمرني أن أقرئك القرآن، أو أقرأ عليك القرآن، قال: اللّه سماني لك ؟ قال:- يعني-«نعم»، قال:

و قد ذكرت عند رب العالمين قال:«نعم»، فذرفت عيناه، و رواه البخاري (4)،عن ابن المنادي[1956].

و قد أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد الجنزوردي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، قالا: نا هدبة، نا همّام، نا و قال أبو يعلى، عن قتادة، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأبيّ : إنّ

ص: 318


1- بالأصل «و أبا».
2- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى «دمما» قرية كبيرة عند الفلوجة على الفرات.
3- ضبطت اللفظتان بالقلم عن تقريب التهذيب.
4- أخرجه البخاري في المناقب باب مناقب أبي ح(4959) و(4960) و(4961) في التفسير باب سورة لم يكن.

اللّه أمرني أن أقرأ عليك، قال أبيّ : اللّه سمّاني لك ؟ قال:«اللّه سمّاك لي» فجعل أبيّ يبكي رواه مسلم في صحيحه (1)،عن هدبة بن خالد[1957].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمد بن إسحاق الحافظ ، أنا خيثمة بن سليمان، نا السّري بن يحيى قال: و نا محمد بن يعقوب، نا عباس الدّوري، قالا: نا قبيصة ح قال: و نا محمد بن محمد بن يونس، و أحمد بن محمد بن إبراهيم، قالا: نا أسيد بن عاصم، نا الحسين بن حفص، قالا: نا سفيان الثوري، عن أسلم المنقري، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: قال أبيّ بن كعب، قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن»، قال:

قلت يا رسول اللّه و سمّيت لك ؟ قال:«نعم»، قلت لأبيّ و فرحت بذلك ؟ قال: و ما يمنعني و هو يقول: قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا (2)(3)[1958].

أخبرنا به أعلى من هذا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا أبو سعيد الرازي، أنا محمد بن أيوب، أنا محمد بن كثير، نا سفيان، عن أسلم المنقري، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه عبد الرّحمن بن أبزى قال: قال أبيّ بن كعب قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أمرت أن أقرئك سورة»، قال: قلت يا رسول اللّه: و سمّيت لك ؟ قال:«نعم»، قال: قلت لأبيّ ففرحت بذلك ؟ قال: و ما يمنعني و هو يقول قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ وَ بِرَحْمَتِهِ (4)فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا [1959].

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا السّري بن يحيى، نا قبيصة، نا سفيان، عن أسلم المنقري، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أنزلت عليّ سورة و أمرت أن أقرئكها» قال: قلت: فسمّيت لك ؟ قال: نعم، قال: قلت لأبيّ : أفرحت بذلك يا أبا المنذر؟ قال: و ما يمنعني و اللّه يقول قُلْ بِفَضْلِ

ص: 319


1- أخرجه مسلم في صلاة المسافرين، و في باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل، و في فضائل الصحابة، باب فضائل أبي.
2- سورة يونس، الآية:58.
3- أخرجه أحمد في مسنده 122/5 و 123 و أبو نعيم في حلية الأولياء 251/1.
4- بالأصل «و رحمته». و المثبت عن م.

اَللّٰهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا [1960].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون بن النّرسي (1)،نا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس بن الورّاق (2)،- إملاء - نا أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن بن هلال القرشي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني (3)-سنة أربع و ثلاثين و مائتين - نا يحيى بن سعيد القطان، نا الأجلح - يعني ابن عبد اللّه ح.

و أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا محمد بن محمد بن سليمان، نا علي بن المديني، نا يحيى بن سعيد، نا أجلح، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أمرت أن أعرض عليك القرآن»، قال: فقلت: و سمّاني لك ربّك فبذلك فلتفرحوا قال: هكذا قرأها أبيّ بن كعب - زاد أبو غالب: بالتاء[1961].

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عباس بن الوليد، نا ابن المبارك، عن الأجلح، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أمرت أن أقرأ عليك القرآن»، قال: فقلت: و سمّاني لك ربك ؟ قال:«نعم»، قال: فقرأ عليّ قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّٰا يَجْمَعُونَ (4)[1962].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي الوزير، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا عمي - يعني علي بن عبد العزيز - نا أبو ربيعة فهد بن عوف، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عمّار بن أبي عمّار، عن أبي حبّة (5)البدري، قال: لما أن لقى النبي صلى اللّه عليه و سلم أبيّ بن كعب قال:«إن جبريل عليه السلام

ص: 320


1- ترجمته في سير الأعلام 84/18(37).
2- ترجمته في سير الأعلام 388/16(279).
3- ترجمته في سير الأعلام 41/11(22).
4- سورة يونس، الآية:58 و بالأصل «تجمعون».
5- بتشديد الموحدة، ضبطت عن تقريب التهذيب، انظر ترجمته فيه. و في تبصير المنتبه 402/1 و اختلف في أبي حنة البدري، فالجمهور على أنه بالموحدة (كما تقدم و كما أثبتناه)، و قال الواقدي: بالنون. و ذكر ابن حجر مختلف الأقوال فيه (تقريب التهذيب).

أمرني أن أقرئك لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا قال: فقال أبيّ يا رسول اللّه: أو قد ذكرت هناك ؟ قال:«نعم»، قال: فبكى[1963].

قال البغوي: أبو حبّة البدري اسمه عامر بن عبد عمرو.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، أنا محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا محمد بن إدريس الرازي، نا محمد بن عيسى بن الطباع، نا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبيّ بن كعب حدثني أبي عن جدي، عن أبيّ بن كعب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال له:«إني قد أمرت بعرض القرآن عليك»، قال يا رسول اللّه، باللّه عز و جل آمنت و على يديك أسلمت و منك تعلّمت، فرد النبي صلى اللّه عليه و سلم القول، فقال أبيّ - رحمه اللّه - لقد ذكرت هناك يا رسول اللّه ؟ قال:«نعم في الملأ الأعلى في اسمك و نسبك» قال: فاقرأ إذن يا رسول اللّه، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا جلس يحثو على ركبتيه و لم يكن يتّكئ. خالفه غيره في نسب معاذ (1)[1964].

كتب إليّ أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (2)،نا سليمان (3) بن أحمد اللّخمي، نا أحمد بن خليد الحلبي (4)،نا محمد بن عيسى بن الطباع، نا معاذ بن محمد بن (5) محمد بن أبيّ بن كعب، عن أبيه، عن جده، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا المنذر إنّي أمرت أن أعرض عليك القرآن»، فقال: باللّه آمنت و على يديك أسلمت و منك تعلّمت، قال فرد النبي صلى اللّه عليه و سلم القول، فقال: يا رسول اللّه و ذكرت هناك ؟ قال:«نعم باسمك و نسبك في الملأ الأعلى» قال: فاقرأ إذا يا رسول اللّه[1965].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا الحسن بن علي الإمام، نا سعيد بن عبدوس بن أبي زيدون، نا محمد بن يوسف الفريابي، نا سفيان ح.

ص: 321


1- الحديث في سير أعلام النبلاء 395/1 و انظر فيه نسب معاذ، و أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 251/1 و الهيثمي في مجمع الزوائد 312/9.
2- حلية الأولياء 251/1.
3- ما بين الرقمين في الحلية:«حدثنا سليمان بن أحمد بن خليد الحلبي» تحريف.
4- ما بين الرقمين في الحلية:«حدثنا سليمان بن أحمد بن خليد الحلبي» تحريف.
5- كذا بالأصل في نسبه، و في الحلية «محمد» لم يكررها.

و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى السّكري، أنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، نا عباس بن عبد اللّه التّرقفي، نا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال ذلك لم أزل، و في حديث التّرقفي قال: قال لي: إن ذاك رجل (1) لا أزال، و قالا: أحبه - يعني ابن مسعود - إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«اقرءوا القرآن من أربعة: ابن لأم عبد - و في حديث التّرقفي من ابن أم عبد - فبدأ به - و أبيّ بن كعب و معاذ بن جبل و سالم مولى أبي حذيفة»[1966].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي (2)،أنا أبو محمد بن النّحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن يزيد العطّار - بالربض (3)- نا خالي حميد بن المبارك، أنا أبو إسماعيل - يعني المؤدب - عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«استقرءوا القرآن من أربعة:

من أبيّ بن كعب، و ابن مسعود، و سالم مولى أبي حذيفة، و معاذ بن جبل»، قال الحسن لعلي: قدّمت أو أخّرت[1967].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمد بن أحمد، و أبو بكر محمد بن أحمد الأصبهانيان، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله: نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا محمد بن الوليد البسري، نا أبو عامر العقدي، نا محمد بن طلحة، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرّحمن قال: كنت جالسا عند عبد اللّه بن عمرو فذكر ابن مسعود فقال: إن ذاك رجل لا أزال أحبه بعد أن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«استقرءوا القرآن من أربعة من عبد اللّه بن مسعود - فبدأ به - و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و سالم مولى أبي حذيفة»[1968].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، نا الحسن بن إسحاق العطّار، حدّثني خالي حميد بن

ص: 322


1- بالأصل «رجلا».
2- ضبطت عن التبصير 550/2.
3- انظر معجم البلدان 25/3.

المبارك أنا أبو إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«استقرءوا القرآن من أربعة من عبد اللّه بن مسعود، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و سالم مولى أبي حذيفة»[1969].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزوردي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر و أم البهاء فاطمة بنت محمد قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا:

أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه - هو ابن عمر القواريري - نا خالد بن الحارث، نا سعيد - و في حديث ابن حمدان شعبة - عن قتادة، أن أنسا أنبأهم فيمن جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه: أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و زيد، و أبو زيد. قال: و كلّهم من الأنصار (1).

قالا: و نا أبو يعلى، نا أحمد - يعني الدورقي،- نا أبو داود قال: أنبأنا شعبة عن قتادة سمع أنسا يقول: جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعة كلهم من الأنصار معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب و زيد بن ثابت، و أبو زيد. قال قتادة: قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي الوزير، أنا عبد اللّه بن محمد، نا هدبة، نا همّام، عن قتادة، عن أنس قال: جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعة كلهم من الأنصار: أبيّ ، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، و أبو زيد رجل من الأنصار متفق على صحته. رواه البخاري (2)، عن حفص بن عمر، عن همام.

أخبرنا المظفّر بن القشيري، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا الصغاني و غيره، قالا: نا عبد الوهاب بن عطاء، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: افتخر

ص: 323


1- سير أعلام النبلاء 391/1 و انظر تخريجه بحاشيتها. و حلية الأولياء 229/1 في ترجمة معاذ بن جبل.
2- صحيح البخاري(5003) في فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

الحيان من الأوس و الخزرج فقالت الأوس: منّا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب، و منّا من اهتزّ له عرش الرّحمن (1)،و منّا من حمته الدبّر عاصم بن ثابت بن الأقلح (2)،و منّا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت قال: فقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه أحد غيرهم: زيد بن ثابت، و أبو زيد، و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل. هذا حديث حسن صحيح.

أخبرنا أبو أسعد بن البغدادي و محمد بن الهيثم بن محمد بن الهيثم الأديب، قالا: أنا محمد بن أحمد بن شكرويه - زاد ابن البغدادي: و محمد بن أحمد السمسار ح.

و أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن المميز، و أبو عبد اللّه محمد بن سعيد بن أحمد كورجة الحزقي قالا: أنا إبراهيم بن محمد الطيان، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله: نا الحسين بن إسماعيل، نا أحمد بن منصور زاج (3)،نا علي بن الحسن، نا الحسين بن واقد، نا ثمامة، عن أنس قال: جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعة أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت، و أبو زيد، و معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو القاسم الشّيباني، أنا الحسن [بن] علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدثني أبي، نا هشام بن عبد الملك و عفّان، قالا: نا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن نبيح، عن ابن عباس أن أبيّا قال لعمر: يا أمير المؤمنين إني تلقّيت القرآن ممن تلقّاه - و قال عفّان ممن يتلقاه - من جبريل و هو رطب.

أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر الكابلي، و أبو المطهّر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري، و أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو غالب الحسن بن محمد بن عالي الأسدي، قالوا: أنا أبو إسماعيل حمد بن أحمد بن عمر الصيرفي، و بكير، نا أحمد بن يوسف بن أحمد الخشاب، أنا الحسن بن

ص: 324


1- هو سعد بن معاذ.
2- بالأصل «الأفلح» بالفاء خطأ، و الصواب «الأقلح» بالقاف. و اسمه: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح (حلية الأولياء 110/1).
3- أبو صالح المروذي ترجمته في سير أعلام النبلاء 388/12(169).
4- مسند أحمد 117/5.

محمد بن دكه المعذّل، نا أبو حفص عمرو بن علي، نا يحيى، نا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (1) قال: قال عمر: أقرأنا أبيّ و أقضانا عليّ ، و إنّا ندع من قول أبيّ و ذاك أنه يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد قال اللّه: مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا (2)،رواه البخاري (3)عن عمرو بن علي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمد بن إسحاق، أنا خيثمة بن سليمان، نا السّري بن يحيى، نا قبيصة، نا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب:

علي أقضانا، و أبيّ أقرأنا و إنّا لندع بعض ما يقول أبيّ ، و أبيّ يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«فلن أدعه لقول أحد» و قد نزل بعد أبيّ قرآن و اللّه يقول مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا الآية، قال ابن مندة، و روى هذا الحديث إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير نحوه[1970].

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون، أنا محمد بن معمر، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن ثابت، عن الجارود بن أبي سبرة، عن أبيّ بن كعب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى بالناس فترك آية فقال: فقال:«من أخذ عليّ قراءتي ؟» قال أبيّ : أنا، قال:«قد علمت إن كان أحد أخذها عليّ فأنت»[1971].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي التّميمي، أنا يحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبيّ (4)،نا عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو سلمة الخزاعي، قالا: نا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن الجارود بن أبي سبرة، عن أبيّ بن كعب، قال الخزاعي في حديثه قال: قال أبيّ بن كعب ح.

قال: و نا عبد اللّه، حدثنا إبراهيم بن الحجاج، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن

ص: 325


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 391/1.
2- سورة البقرة، الآية:106 و في رواية البخاري: ننسأها، أي نؤخرها.
3- صحيح البخاري فتح الباري ح 4481 في التفسير، باب قوله تعالى: مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا (و(5005) في فضائل القرآن. باب القراء من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.
4- مسند أحمد 142/5.

الجارود بن أبي سبرة، عن أبيّ بن كعب: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى بالناس فترك آية، فقال:«أيّكم أخذ عليّ شيئا من قراءتي» فقال أبي: أنا يا رسول اللّه تركت آية كذا و كذا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«قد علمت إن كان أحد أخذها عليّ فإنك أنت هو»[1972].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العباس، و أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الصّوفي، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن أبي الرضا القاضي، و أبو القاسم علي بن محمد المصّيصي، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه الخيّاط (1)الصّوفي ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز الكتاني، و علي بن محمد، و غنائم بن أحمد، و الحسين بن محمد بن طلاّب، و علي بن الخضر بن عبدان ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن البري، أنا عمي أبو الفضل عبد الواحد بن علي، و أبو العشائر محمد بن خليل القيسي، و أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه الثعلبي (2)،و أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، و نصر بن أحمد بن مقاتل، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء قالوا: أنا عبد الرّحمن بن عثمان التّميمي، أنا إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، نا يزيد بن محمد - هو ابن عبد الصمد - نا هشام بن إسماعيل، نا محمد بن شعيب، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلى صلاة فقرأ فيها فلبّس عليه، فلما انصرف قال لأبيّ :«أ صلّيت معنا؟» قال: نعم، قال:«فما منعك»[1973].

رواه أبو داود في (3) سننه عن يزيد هذا.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الواحد بن أحمد بن مشماش، أنا الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، أنا زكريا بن يحيى، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا مروان بن معاوية، حدثني يحيى بن كثير الكوفي أنه

ص: 326


1- غير منقوطة بالأصل، و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 18/20 في ترجمة علي بن أحمد بن منصور فيمن حدث عنه غنائم الخياط .
2- غير منقوطة بالأصل، و المثبت و الضبط عن التبصير 209/1.
3- أخرجه أبو داود في الصلاة باب الفتح على الإمام ح 907 و سير أعلام النبلاء 395/1.

سمع المسور بن يزيد الكاهلي قال: شهدت النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى صلاة الصبح فتعايا في آية فلما فرغ قال:«يا أبيّ لم لم تفتح عليّ »[1974].

رواه غيره عن مروان بلفظ آخر.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، نا سريج بن يونس، نا مروان بن معاوية، عن يحيى بن كثير الكاهلي، عن مسور بن يزيد الأسدي، قال: صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ترك آية فقال له رجل: يا رسول اللّه تركت آية كذا و كذا، قال:«فهلاّ ذكرتنيها (1)»[1975].

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البسطامي، أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش، نا أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن بالوية (2)-إملاء - نا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا العباس بن محمد الدّوري، نا قبيصة، نا سفيان، عن خالد الحذّاء، و عاصم عن أبي قلابة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أرحم أمتي أبو بكر، و أشدّهم في دين اللّه عمر، و أصدقهم حياء عثمان و أفرضهم زيد، و أقرأهم أبيّ بن كعب، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ، و إنّ لكلّ أمة أمينا و أمين هذه الأمة [أبو] (3)عبيدة بن الجراح (4)»[1976].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب - في كتابه - أنا محمد بن الحسين بن محمد بن الطّفّال ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، قالا: أنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا أحمد بن عبد الرّحمن بن مرزوق، نا سويد بن سعيد، نا عمر بن عبيد، عن عمران، عن الحسن، و أبان عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أرأف أمتي بأمّتي أبو بكر، و أشدّهم في دين اللّه عمر، و أصدقهم حياء عثمان، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ، و أقرأهم لكتاب اللّه

ص: 327


1- مسند أحمد 74/4.
2- ضبطت عن التبصير 57/1 و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 241/17(147).
3- سقطت من الأصل استدركت فوق السطر.
4- أسد الغابة 62/1.

أبيّ ، و أفرضهم زيد و الأمين أبو عبيدة»[1977].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العباس الواسطي - خطيب مسجد إبراهيم الخليل عليه السلام - أنا محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي (1) قال: أملى عليّ عمر بن محمد بن عثمان البغدادي، نا أبو عبد اللّه محمد بن موسى النّهرتيري (2) البغدادي، نا هشام، عن كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر، و أشدّهم في دين اللّه عمر، و أصدقهم حياء عثمان، و أقضاهم عليّ ، و أفرضهم زيد بن ثابت، و أقرأهم أبيّ ، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل ألا و إنّ لكلّ أمّة أمينا و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح»[1978].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3):حدثني وهب بن بقية، نا خالد بن عبد اللّه، عن إسماعيل - يعني ابن أبي خالد - عن عبد اللّه بن عيسى، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى حدّثني أبيّ بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فصلّى فقرأ قراءة أنكرتها عليه، فدخل رجل فصلّى فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصّلاة دخلنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، فدخل هذا فقرأ قراءة سوي قراءة صاحبه فقال لهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقرءوا» فقرءوا فقال:«قد أحسنتم» فسقط في نفسي من التكذيب و لا إذ كنت في الجاهلية. فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما قد غشيني ضرب صدري قال: ففضت عرقا و كأنما انظر إلى ربي فرقا، فقال لي:«أبيّ إنّ ربي أرسل إليّ فقال: اقرأ على حرف فرددت إليه أن هوّن على أمّتي، فردّ إليّ أن أقرأه على حرفين، فرددت إليه ثلاث مرات أن هوّن على أمتي فرد عليّ أن أقرأه على سبعة أحرف و [لك] (4)بكل ردّة رددتكها سؤلك أعطيكها فقلت: اللّهم اغفر لأمتي، اللّهم اغفر لأمتي، و أخّرت الثالثة ليوم يرغب إليّ فيه الخلق حتى إبراهيم صلى اللّه عليه و سلم»[1979].

(1) ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الملطية و هي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان.

(2) ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى نهر تيري قرية بنواحي البصرة.

(3) مسند أحمد 128/5-129.

(4) سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و مسند أحمد.

ص: 328

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون، نا محمد بن معمر، نا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سقير العبدي، عن سليمان بن صرد، عن أبيّ بن كعب قال: سمعت رجلا يقرأ فقلت: من أقرأك ؟ قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فقلت أنطلق إليه، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: أ ستقرئ هذا، فقال:«اقرأ» فقرأ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أحسنت» قال: فقلت: أ لم تقرأني كذا و كذا؟ قال:«بلى، و أنت قد أحسنت قراءتك»، قال: فضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده في صدري ثم قال: اذهب عن أبيّ الشّك» قال: ففضت عرقا و امتلأ جوفي فرقا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبيّ إنّ ملكين أتياني فقال أحدهما: اقرأ على حرف، فقال الآخر: اقرأ على حرفين، فقال الآخر: زده، قلت: زدني، قال: اقرأ على ثلاثة أحرف، قال الآخر: زده، قلت: زدني، قال: اقرأ على أربعة أحرف، قال الآخر: فزده، قال الآخر: على خمسة أحرف، قال الآخر: زده، قلت: زدني، قال: اقرأ على ستة أحرف، قال الآخر: زده قلت: زدني، قال: اقرأ على سبعة أحرف، فالقرآن أنزل على سبعة»[1980].

أخبرنا أبو الوفا عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب أخبرني عمرو، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبيد اللّه بن عمر، عن أبي الحكم، عن أبيّ بن كعب قال: بينا أنا يوما في المسجد إذ قرأت آية في سورة النحل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقرأنيها، فقرأها رجل إلى جانبي فخالف قراءتي فقلت: من أقرأك هذه القراءة ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم قرأ آخر فخالف قراءتي و قراءته قلت من أقرأكها؟ قال:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قلت: لا أفارقكما حتى تأتيا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتيناه فأخبرته الخبر، فقال:«اقرأ» فقرأت، فقال:«أحسنت»، ثم قال للآخر:«اقرأ» فقرأ، فقال:«أحسنت»، ثم قال للآخر:«اقرأ» فقرأ، فقال:«أحسنت» فدخلني شك يومئذ لم يدخلني مثله قط إلاّ في الجاهلية، فلما رأى ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لعل الشيطان دخلك ؟» ثم دفع بكفه في صدري فقال:«اللّهمّ احبس عنه الشيطان»، ثم قال:«أتاني آت من ربّي فقال: يا محمد اقرأ القرآن على حرف، فقلت: يا ربّ خفّف عن أمّتي، ثم أتاني آت من ربّي فقال: يا

ص: 329

محمد اقرأ القرآن على حرف، فقلت: يا ربّ خفّف عن أمّتي، ثم أتاني آت من ربّي فقال يا محمد اقرأ القرآن على حرف فقلت: يا ربّ خفّف عن أمّتي، ثم أتاني آت من ربي فقال: يا محمد اقرأ القرآن على سبعة أحرف، و لك بكلّ ردّ مسألة فقلت: يا ربّ اغفر لأمتي، ثم قلت: يا رب اغفر لأمتي، و أخّرت الثالثة شفاعة إلى يوم القيامة، و الذي نفس محمد بيده إنّ إبراهيم ليرغب في شفاعتي»[1981].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون، نا محمد بن المثنّى، نا عبد الأعلى، نا سعيد بن إياس (1)،عن أبي السّليل (2)،عن عبد اللّه بن رباح الأنصاري عن أبيّ بن كعب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبا المنذر أي آية معك من كتاب اللّه أعظم ؟ قال: قلت اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (3)فضرب في صدري فقال:«لهن العلم فو الذي نفسي بيده إن لهذه للسانا و شفتين تقدّس الملك عند ساق العرش»[1982].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الموحد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد حدّثني هارون بن إسحاق، نا محمد بن عبد الوهاب السكري، عن سفيان، عن سعيد بن إياس الجريري (4)،عن أبي السّليل، عن عبد اللّه بن رباح (5)،عن أبيّ بن كعب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال له:«أي آية في كتاب اللّه أعظم» قال: قلت: اللّه و رسوله أعلم، حتى أعادها عليه ثلاثا، ثم قلت الله اَلْحَيُّ الْقَيُّومُ قال: فضرب صدري ثم قال:«ليهنك العلم أبا المنذر (6)»[1983].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا محمد بن معمر، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، عن الطّفيل بن أبيّ ، عن أبيّ بن كعب قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا

ص: 330


1- هو الجريري ترجمته في سير الأعلام 153/6 و الأنساب (الجريري).
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 689/2 و اسمه ضريب بن نقير.
3- سورة البقرة، الآية:255.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جرير بن عباد أخي الحارث بن عباد بن ضبيعة... بن بكر بن وائل. و ترجم له في الأنساب.
5- بالأصل «رياح» بالياء، و الصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب التهذيب.
6- الحديث في حلية الأولياء 250/1.

ذهب ربع الليل قام فقال:«أيها الناس اذكروا اللّه، اذكروا اللّه جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه» قال أبيّ : قلت:

يا رسول اللّه إني أكثر الصّلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي قال:«ما شئت، و إن زدت فهو خير»، قال: الربع ؟ قال:«ما شئت، و إن زدت فهو خير»، قال: أجعل النصف ؟ قال:«ما شئت، و إن زدت فهو خير»، قال: الثلثين ؟ قال:«ما شئت، و إن زدت فهو خير»، قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال:«إذا تكفى همّك و يغفر ذنبك»[1984].

أنبأنا أبو علي المقرئ (1)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الحافظ (2)،نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن خليد الحلبي، نا محمد بن عيسى، نا معاذ بن محمد بن محمد (3) بن أبيّ بن كعب عن أبيه عن جده عن أبيّ بن كعب أنه قال: يا رسول اللّه ما جزاء الحمّى ؟ قال:«تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم، أو ضرب عليه عرق»، قال أبيّ : اللّهمّ إنّي أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك و لا خروجا إلى بيتك و لا مسجد نبيك صلى اللّه عليه و سلم قال: فلم يمس أبيّ قطّ إلاّ و به حمى[1985].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه و أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمّل قالا: نا أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه، نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، أنا خالد بن مخلد، نا محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدّثني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة (4)،عن زينب بنت كعب (5)،عن أبي سعيد الخدري، عن النبي قال:«ما من شيء يصيب المؤمن في جسده إلاّ كفّر اللّه عنه به من الذنوب»[1986].

فقال أبيّ بن كعب: اللّهمّ إني أسألك أن لا تزال الحمّى مضارعة لجسد أبيّ بن كعب حتى يلقاك، لا يمنعه من صيام، و لا صلاة، و لا حجّ ، و لا عمرة، و لا جهاد في

ص: 331


1- اسمه الحسن بن أحمد الحداد، فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 431/7).
2- حلية الأولياء 255/1.
3- في الحلية: معاذ بدل محمد.
4- ضبطت بالقلم عن تقريب التهذيب.
5- و هي زوج أبي سعيد الخدري (تقريب التهذيب).

سبيلك، فارتكبته الحمّى فلم تفارقه حتى مات، و كان في ذلك يشهد الصّلوات و يصوم و يحجّ و يعتمر و يغزو.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي، نا يحيى، عن سعد بن إسحاق، قال: حدثتني زينب ابنة كعب بن عجرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رجل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

أ رأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها؟ قال:«كفّارات»، قال أبيّ : و إن قلّت ؟ قال:

«و إن شوكة فما فوقها» قال: فدعا أبيّ على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت في أن لا يشغله عن حجّ و لا عمرة و لا جهاد في سبيل اللّه عزّ و جلّ و لا صلاة مكتوبة في جماعة، فما مسّه إنسان إلاّ وجد حره حتى مات[1987].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن علي بن المثنّى، نا أبو خيثمة، نا يحيى بن سعيد، عن سعد بن إسحاق حدثتني زينب بنت كعب عن أبي سعيد الخدري: أن رجلا من المسلمين قال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أ رأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما ذا لنا بها؟ قال:«كفارات»، قال أبيّ : يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إن قلّت ؟ قال:«و إن شوكة فما فوقها»، قال: فدعا على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت، و أن لا يشغله عن حجّ و لا عمرة و لا جهاد في سبيل اللّه و لا صلاة مكتوبة في جماعة، فما مسّ إنسان جسده إلاّ وجد حرّها حتى مات[1988].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا محمد بن بشّار و ابن معمر قالا: نا عبد اللّه بن حمران، نا عبد الحميد بن جعفر، عن عبد اللّه بن الحكم بن رافع بن سنان، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن عبد اللّه بن الحارث قال: قال الحارث بن نوفل (2):وقفت أنا و أبيّ بن كعب في ظل أطم (3) حسان و سوق النّاس يومئذ في موضع سوق الفاكهة اليوم، فقال أبيّ : أ لا ترى الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا؟ قلت: بلى، قال: سمعت

ص: 332


1- مسند أحمد 23/3.
2- كذا بالأصل و في حلية الأولياء 255/1 و سير أعلام النبلاء 393/1:«عن سليمان بن يسار عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل قال: كنت واقفا...» و قد تقدم في بداية الترجمة أن عبد اللّه من الرواة عن أبيّ .
3- عن سير الأعلام 393/1 و حلية الأولياء 255/1.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع الناس بذلك و صاروا إليه، فيقول من عنده: لئن (1) تركنا الناس يأخذونه ليذهبنّ به (2)،قال:

فيقتتل الناس فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون (3)»[1989].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، و أنا أسمع، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا شبّابة بن سوار، عن شعبة، عن أبي جمرة (4)،عن إياس بن قتادة البكري - و كان قاضيا بالري - عن قيس بن عباد (5)،قال (6):كنت آتي المدينة فألقى (7) أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان أحبّهم إليّ أبيّ بن كعب، و إن صلاة الصبح أقيمت فخرج عمر و معه رجل و أنا في الصف الأول فنظر في وجوههم فعرفهم كلهم غيري، فدفعني، و قام في مقامي قال: فما عقلت صلاتي، فلما قضى الصلاة أقبل على أبيّ فقال: يا فتى لا يسوؤك اللّه، لم آت الذي أتيت بجهالة، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«كونوا في الصف الذي يليني» و إنّي نظرت في وجوه القوم فعرفتهم كلهم غيرك. قال: ثم قعد، قال: فما رأيت الرجال مدت أعناقها إلى رجل متوجّها إلى أبيّ بن كعب فقال: هلك أهل العقدة (8) و رب الكعبة و لا أسى عليهم ثلاث مرات يقول ذلك إنما أسى على من يهلكون من المسلمين.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد حدثني أبي (9)،نا محمد بن جعفر، نا شعبة، قال: سمعت أبا جمرة (10)،نا إياس بن قتادة، عن قيس - يعني ابن عباد - قال محمد أسقطته من كتابي هو

ص: 333


1- ما بين الرقمين في الحلية و السير:«لئن تركنا الناس يأخذون منه لا يدعون منه شيئا».
2- ما بين الرقمين في الحلية و السير:«لئن تركنا الناس يأخذون منه لا يدعون منه شيئا».
3- الحديث أخرجه مسلم في الفتن باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات... ح 2895 و أحمد مختصرا في مسنده 139/5 و 140/5.
4- اسمه نصر بن عمران بن عصام الضبعي البصري، نزيل خراسان ترجمته في سير الأعلام 243/5(105) و في الحلية 252/1 «أبي حمزة» تحريف.
5- ضبطت عن تبصير المنتبه 892/3 بالضم و بالتخفيف.
6- الخبر في حلية الأولياء 252/1 و سير أعلام النبلاء 396/1.
7- الحلية و السير: للقاء.
8- يريد البيعة المعقودة للولاة، و العقد من عقد الألوية للأمراء (النهاية: عقد).
9- مسند أحمد 140/5.
10- في مسند أحمد:«أبا حمزة» تحريف.

عن قيس إن شاء اللّه.

قال: و نا أبي، نا سليمان بن داود و وهب بن جرير، قالا: نا شعبة، عن أبي جمرة قال: سمعت إياس بن قتادة يحدث عن قيس بن عباد، قال: أتيت المدينة للقاء (1) أصحاب محمد و لم يكن فيهم رجل [ألقاه] (2) أحب إليّ من أبيّ ، فأقيمت الصلاة، و خرج [عمر] (3) مع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقمت في الصف الأول، فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري، فنحّاني، و قام في مقامي، فما عقلت صلاتي.

فلما صلّى قال: يا بنيّ لا تشرك (4) اللّه فإني لم آت (5) الذي أتيت بجهالة و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لنا:«كونوا في الصف الذي يليني» و إني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك، ثم حدّث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوجها إليه قال:

فسمعته يقول: هلك أهل العقدة و رب الكعبة ألا لا عليهم أسى و لكن أسى على من يهلكون من المسلمين، و إذا هو أبيّ . و الحديث على لفظ سليمان بن داود[1990].

و أخبرناه أبو إسماعيل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا أبو داود، نا شعبة، عن أبي جمرة قال: سمعت إياس بن قتادة يحدث عن قيس بن عباد قال: أتيت المدينة ألقى بها أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكان أحبّهم إلى اللقاء أبيّ بن كعب فأقيمت الصلاة، فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري، فنحاني، فقام في مقامي، فما عقلت صلاتي.

فلما قضى الصلاة إذا هو أبيّ فقال: لا يسوؤك، إني لم آت الذي أتيت بجهالة. إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لنا:«كونوا في الصف الذي يليني» فإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك[1991].

أخبرنا أبو الفضل محمد بن علي بن منصور المروزي الغازي - بمرو. أنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي - نيسابور - أنا أبو الفضل منصور (6) بن نصر بن

ص: 334


1- مسند أحمد:«للقى».
2- الزيادة عن مسند أحمد.
3- الزيادة عن مسند أحمد.
4- في المسند: لا يسؤك.
5- مسند أحمد: آتك الذي أتيتك.
6- ترجمته في سير الأعلام 368/17(231).

عبد الرحيم الكاغدي، نا أبو عمرو محمد بن إسحاق بن عامر بن جبلة العصفري، نا أبو علي صالح بن محمد، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي، نا يحيى بن حسان، نا عكرمة بن إبراهيم الأزدي حدّثني يزيد بن شداد، حدثني معاوية بن قرّة المزني (1)،عن عتبة بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، أخبرني أبي عن جدي عمرو بن العاص، قال:

كنت جالسا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يوم عيد، فقال:«ادع لي سيّد الأنصار» فدعوا أبيّ بن كعب فقال:«يا أبيّ بن كعب ائت بقيع المصلّى فأمر بكنسه ثم مر الناس فليخرجوا»، فلما بلغ عتبة الدار رجع فقال: يا نبيّ اللّه و النساء؟ قال:«نعم، و العواتق و الحيّض يكن في آخر الناس يشهدن الدعوة (2)»[1992].

أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن الحطاب في كتابه، أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن الطّفّال، أنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، أنا أبو أحمد بن عبدوس، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي (3)،نا يحيى بن حسان، نا عكرمة بن إبراهيم الأزدي، أخبرني يزيد بن شداد الهنائي، حدثني معاوية بن قرّة، حدثني عتبة بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، حدثني أبي عن جدي، قال: كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يوم عيد فقال:«ادعوا لي سيد الأنصار» فدعوا أبيّ بن كعب فقال:«يا أبيّ بن كعب ائت بقيع المصلّى فأمر بكنسه ثم أمر الناس فليخرجوا». فلما بلغ عتبة الباب رجع فقال: يا رسول اللّه: و النساء؟ قال:«نعم، و العواتق و الحيّض يكن في آخر الناس يشهدن الدعوة»[1993].

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزوردي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل و أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمد - هو ابن أبي بكر المقدّمي - نا محمد بن يزيد الواسطي، نا العوّام بن حوشب، عن أبي محمد مولى عمرو بن حريث - و في حديث ابن المقرئ: مولى عمر - عن أبي عبيدة، عن أبيه، عن

ص: 335


1- ترجمته في سير الأعلام 153/5(55).
2- سير الأعلام 396/1 و مجمع الزوائد 200/2.
3- هو أبو محمد التميمي الدارمي صاحب السنن ترجمته في سير أعلام النبلاء 224/12.

النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحنث (1) كانوا له حصنا حصينا من النار» قال أبو ذر: قدمت اثنتين يا رسول اللّه، قال:«و اثنتين» قال أبيّ بن كعب - أبو المنذر سيد القراء:- قدمت واحدا يا رسول اللّه فقال:«و واحد»، قال: و لكن ذاك في أول صدمة.

خالفه هشيم[1994].

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزوردي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال و أبو منصور الحسين بن طلحة، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا هشيم، أنا العوّام - زاد ابن المقرئ: بن حوشب - عن محمد بن أبي محمد مولى لعمر بن الخطاب، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة إلاّ كانوا لهما حصنا حصينا من النار»، فقلنا:- و قال ابن المقرئ: قال فقلنا:- يا رسول اللّه و إن كانا اثنتين ؟ فقال أبو ذر: يا رسول اللّه لم أقدم إلاّ اثنتين قال،«و إن كانا اثنتين». قال: فقال أبيّ بن كعب أبو المنذر سيد القراء: لم أقدم إلاّ واحدا - و قال ابن حمدان: اثنين - قال:«و إن كان واحدا»، و قال ابن حمدان:

«و إن كانا اثنين» قال:«إنما ذاك»،- و قال ابن المقرئ: و لكن ذاك - عند الصدمة الأولى»[1995].

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا محمد بن معمر، نا أبو عامر، نا سفيان، عن سعيد بن إبراهيم، عن رجل من الأنصار، عن أبيّ بن كعب قال: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إن فلانا يدخل على امرأة أبيه، فقال أبيّ : لو كنت أنا لضربته بالسيف، فضحك النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال:«ما أغيرك يا أبيّ ، إني لأغير (2) منك، و اللّه أغير مني»[1996].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو محمد الحسن بن علي

ص: 336


1- غير معجمة بالأصل، و المثبت عن النهاية لابن الأثير (حنث)، قال ابن الأثير: أي لم يبلغوا مبلغ الرجال و يجري عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث و هو الإثم. و قال الجوهري: بلغ الغلام الحنث: أي المعصية و الطاعة. و في م: الحنث.
2- بالأصل و م:«لا أغير» و المثبت عن مختصر ابن منظور 202/4.

الجوهري، أنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد الخزاز، أنا أبو بكر محمد بن هارون بن المجدّر (1)،نا محمد بن أبان أبو بكر البلخي، نا يحيى بن آدم، عن عبد الرّحمن بن حميد الرواسي، عن الأسود، عن نبيح (2) العنزي، عن ابن عباس قال:

بينما أنا أقرأ آية من كتاب اللّه عز و جل في سكّة من سكك المدينة إذ سمعت صوتا من خلفي: اتبع يا ابن عباس، اتبع يا ابن عباس،- يعني بقوله: اتبع يعني اسند - فالتفتّ فإذا عمر بن الخطاب فقلت اتبعك على أبيّ بن كعب، فقال لمولى له: اذهب معه إلى أبيّ بن كعب فقل له: أنت أقرأته هذه الآية ؟ فانطلقنا إلى أبيّ فأنا بالباب أطق إذ جاء عمر رضي اللّه عنه فاستأذن فأذن له، و دخلنا على أبيّ و جاء زيد يدري رأسه بمدرى قال:

فطرح لعمر وسادة من أدم فجلس عليها و أبيّ مقبل بوجهه على حائط و ظهره إلى عمر قال: فالتفت إلينا عمر فقال: ما يرانا هذا شيئا، ثم أقبل أبيّ عليه بوجهه فقال: مرحبا بأمير المؤمنين أ زائرا جئت أو طالب حاجة، قال: لا بل طالب حاجة. على ما تقنط الناس يا أبيّ ؟ قال: و كأنها آية فيها شدة ؟ فقال أبيّ : إني تلقّنت القرآن ممن تلقّاه من جبريل، و هو رطب (3)،قال: فصعق عمر و قام، و هو يقول: باللّه ما أنت بمنته و ما أنا بصابر، باللّه ما أنت بمنته و ما أنا بصابر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد السّلميان، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد السّلمي، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن مروان القرشي، نا أبو بكر أحمد بن المعلّى بن يزيد، نا هشام بن خالد، نا الوليد - يعني ابن مسلم - نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن عطية بن قيس، عن أبي إدريس الخولاني (4)،أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق فقرءوا يوما على عمر بن الخطاب هذه الآية

ص: 337


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 436/14(242).
2- ضبطت عن تقريب التهذيب بمهملة مصغرا. و العنزي: بفتح المهملة و النون ثم زاي.
3- بالأصل «و هو ركبت» كذا، و على هامشه: و لعله: رطب، و هو ما أثبتناه قياسا إلى رواية سابقة تقدمت أثناء الترجمة.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 397/1.

إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجٰاهِلِيَّةِ (1) و لو حميتم كما حموا، لفسد المسجد الحرام. فقال عمر بن الخطاب: من أقرأكم هذه القراءة ؟ فقالوا: أبيّ بن كعب. فقال عمر لرجل من أهل المدينة: ادع لي أبيّ بن كعب، و قال لرجل من الدمشقيين: انطلق معه، فذهبا فوجدا أبيّ بن كعب في منزله يهنأ (2) بعيرا له بيده، فسلّما، ثم قال له المدني: أجب أمير المؤمنين عمر، فقال أبيّ بن كعب: و لما ذا دعاني أمير المؤمنين ؟ فأخبره المدني بالذي كان، فقال أبيّ للدمشقي: و اللّه ما كنتم منتهون معشر الركب أو يشتد من منكم شر ثم جاء إلى عمر بن الخطاب و هو مشمّر و القطران على يديه، فلما أتى عمر بن الخطاب قال لهم عمر:

اقرءوا، فقرءوا و لو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام، فقال أبيّ : نعم لعمر أنا أقرأتهم. فقال عمر بن الخطاب لزيد بن ثابت: اقرأ يا زيد فقرأ زيد قراءة العامة، فقال عمر: اللّهمّ لا أعرف إلاّ هذا، فقال أبيّ : و اللّه يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر و يغيبون و أدنى و يحجبون و يصنع بي و يصنع بي، و و اللّه لئن أحببت لألزمنّ بيتي فلا أحدّث شيئا، و لا أقرئ أحدا حتى أموت. فقال عمر بن الخطاب: اللّهمّ غفرا إنّا لنعلم أن اللّه قد جعل عندك علما فعلّم الناس ما علّمت.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه المقرئ، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا الحسن بن الحسين بن حمكان، نا أبو بكر النقاش، نا ابن خزيمة النّيسابوري - بنيسابور - نا المزنيّ قال:

سمعت الشافعي يقول: قال رجل لأبيّ بن كعب: أوصني يا أبا المنذر، قال: لا تعترض فيما لا يعنيك، و اعتزل عدوّك، و احترس من صديقك، و لا تغبطنّ حيّا بشيء إلاّ بما تغبطه به ميتا، و لا تطلب حاجة إلى من لا يبالي ألاّ يقضيها لك.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور النّضروي (3)،نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا سفيان، عن عمرو، و عن بجالة (4) أو غيره قال: مر عمر بن الخطاب بغلام و هو يقرأ في المصحف

ص: 338


1- سورة الفتح، الآية:26.
2- هنأ الإبل يهنؤها أي طلاها بالهناء، أي القطران (القاموس).
3- اسمه العباس بن الفضل بن زكريا ترجمته في سير الأعلام 331/16(240).
4- و هو بجالة بن عبدة التميمي البصري.

اَلنَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْوٰاجُهُ أُمَّهٰاتُهُمْ (1) «و هو أب لهم» فقال يا غلام: حكّها قال: هذا مصحف أبيّ ، فذهب إليه فسأله فقال: إنه كان يلهيني القرآن، و يلهيك الصفق بالأسواق (2).

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن محمد بن الفضل، نا محمد بن إسحاق، نا يعقوب بن إبراهيم، نا إسماعيل، عن الجريري، عن أبي نضرة قال: قال رجل منا يقال له جابر أو جرير: طلبت حاجة إلى عمر بن الخطاب في خلافته و إلى جنبه رجل أبيض الثياب أبيض الشعر، قلت: يا أمير المؤمنين، من هذا الرجل إلى جنبك ؟ قال: سيّد المسلمين أبيّ بن كعب.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن (3) سعد، أنا إسماعيل بن (4)إبراهيم الأسدي، عن الجريري، عن أبي نضرة قال: قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر: طلبت حاجة إلى عمر في خلافته و إلى جنبه رجل أبيض الشعر، أبيض الثياب فقال: إن الدنيا فيها بلاغنا و زادنا إلى الآخرة، و فيها أعمالنا التي نجزى (5) بها في الآخرة، قلت: من هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال: هذا سيّد المسلمين أبيّ بن كعب.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه المقرئ، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا الحسن بن الحسين بن حمكان، نا أبو بكر النقاش، نا ابن خزيمة النيسابوري بنيسابور.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا أبو عبد اللّه الزّبير بن عبد الواحد، أخبرني أحمد بن علي المدائني - بمصر - قال:

سمعت إسماعيل بن يحيى المزنيّ يقول: سمعت الشافعي يقول: قيل لأبيّ بن كعب:

يا أبا المنذر عظني، قال: واخ الإخوان على قدر عقولهم، و لا تجعل لسانك بذلة لمن لا

ص: 339


1- سورة الأحزاب، الآية:61.
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 397/1.
3- طبقات ابن سعد 499/3 و سير أعلام النبلاء 392/1.
4- ابن سعد: ابن أبي إبراهيم.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و سير الأعلام، و في ابن سعد: نجازى.

يرغب فيه، و لا تغبط الحيّ إلاّ بما تغبط به الميت.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الجوهري، أنا ابن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين، نا ابن سعد (1) قال: و أنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، نا عوف، عن الحسن، عن عتيّ السّعديّ قال: قدمت المدينة في يوم ريح و غبرة و إذا الناس يموج بعضهم في بعض، فقلت: ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض ؟ فقالوا: أما أنت من أهل البلد؟ قلت: لا، قالوا: مات اليوم سيد المسلمين أبيّ بن كعب.

قال (2):و نا روح بن عبادة و هوذة بن خليفة قالا: نا عوف، عن الحسن حدثني عتيّ بن ضمرة، قال: قلت لأبيّ بن كعب: ما لكم أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نأتيكم من البعد نرجو عندكم الخير أن تعلّمونا، فإذا أتيناكم استخففتم (3) أمرنا، كأنّا نهون عليكم ؟ فقال: و اللّه لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولنّ فيها قولا لا أبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني. فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام أتيت المدينة فإذا أهلها يموج بعضهم في بعض في سككهم، فقلت: ما شأن هؤلاء الناس ؟ قال بعضهم: أما أنت من أهل البلد؟ قلت: لا، قال: فإنّه قد مات سيد المسلمين اليوم أبيّ بن كعب، قلت: و اللّه إن رأيت كاليوم في السّتر أشدّ ممّا ستر هذا الرجل.

أخبرناه أبو نصر أحمد بن عبد اللّه و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالوا: أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن الحسن، عن عتيّ بن ضمرة قال: قلت لأبيّ بن كعب: ما شأنكم يا صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نأتيكم من الغربة نرجو عندكم الخير أن نستفيده عندكم فتهاونون بنا، فقال أبيّ : أما و اللّه لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولنّ قولا ما أبالي استحييتموني أو قتلتموني، قال: فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام خرجت من منزلي فإذا أهل المدينة يردنون في سككها، فقلت لبعضهم: ما شأن الناس ؟ قالوا: و ما أنت من أهل البلاد؟ قلت: لا، قال: فإن سيد المسلمين مات اليوم، قلت:

ص: 340


1- طبقات ابن سعد 501/3 و سير أعلام النبلاء 397/1-398.
2- طبقات ابن سعد 500/3.
3- الأصل:«استخفتم» و المثبت عن ابن سعد.

من هو؟ قال: أبيّ بن كعب فقلت في نفسي: و اللّه ما رأيت كاليوم في الستر أشدّ ما ستر هذا الرجل.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا الحسن بن عمر بن شقيق ابن أسماء الجرمي، نا جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي عمران الجوني، نا جندب (1) قال:

أتيت المدينة ابتغاء العلم، و إذا الناس في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حلق حلق يتحدّثون قال:

فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب، عليه ثوبان كأنما قدم من سفر، فسمعته يقول: هلك أصحاب العقدة و ربّ الكعبة، و لا أسى عليهم [قالها] (2)ثلاث مرات، قال: فجلست إليه نتحدّث بما قضي له، ثم قام، فلما قام سألت عنه قلت:

من هذا؟ قالوا: هذا أبيّ بن كعب سيّد المسلمين، فتبعته حتى أتى منزله، فإذا هو رثّ المنزل، و رثّ الكسوة يشبه بعضه بعضا فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام، ثم سألني: من أنت ؟ قلت: من أهل العراق، قال: أكثر شيء (3) سؤالا، قال: فلما قال ذاك غضبت، فجثوت على ركبتيّ و استقبلت القبلة و رفعت يديّ فقلت: اللّهمّ إنّا نشكوهم إليك، إنا ننفق نفقاتنا، و نتعب أبداننا، و نرحل مطايانا ابتغاء العلم، فإذا لقيناهم تجهّمونا و قالوا لنا قال: فبكى أبيّ و جعل يترضّاني، و قال: ويحكم لم أذهب هناك، ثم قال: إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمنّ بما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا أخاف فيه لومة لائم، ثم أراه قام، فلما قال ذلك انصرفت عنه و جعلت انتظر الجمعة لأسمع كلامه، قال: فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي فإذا السكك غاصّة من الناس لا آخذ في سكّة إلاّ تلقاني الناس، قلت: ما شأن الناس ؟ قالوا: نحسبك غريبا؟ قلت: أجل، قالوا: مات سيد المسلمين أبيّ بن كعب.

قال: فلقيت أبا موسى بالعراق فحدّثته بالحديث، فقال: وا لهفاه أ لا كان بقي حتى يبلّغنا مقالة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4).

ص: 341


1- هو جندب بن عبد اللّه البجلي، الصحابي، له ترجمة في سير الأعلام 174/3(30).
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
3- في ابن سعد 501/3 مني.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 501/3-502 بسنده عن عفان بن مسلم.

و أخبرناه أبو الحسن بن الموحد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو أيوب سليمان بن أيوب صاحب البصري، نا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني عن جندب قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم فدخلت مسجد المدينة فإذا الناس حلق يتحدثون حتى انتهيت إلى حلقة فيها رجل شاحب، كأنه قد قدم من سفر - يعني أبيّ بن كعب - فذكر الحديث بطوله، رواه محمد بن سعد كاتب الواقدي (1)،عن عفان بن مسلم، عن جعفر بن سليمان، فكأنني سمعته من أبي عمر بن حيّوية شيخ الجوهري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد حدثني أبي، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن هشام بن عروة قال:

حدثني أبي عن الملي عن الملي - يعني بقوله الملي عن الملي: أبو أيوب - عن أبيّ بن كعب، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الذي يأتي أهله ثم لا ينزل (2) يغسل ذكره و يتوضأ. قال عبد اللّه: قال أبي: الملي عن الملي ثقة عن ثقة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم الفقيه، نا محمد بن سعد (3)،أنا عمرو بن عاصم الكلابي، نا سلاّم بن مسكين، نا عمران بن عبد اللّه قال: قال أبيّ بن كعب لعمر بن الخطاب: ما لك لا تستعملني ؟ قال: أكره أن يدنس دينك.

قال: و أنا ابن سعد (4)،أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة (5)،عن أبي المهلب (6)،عن أبيّ بن كعب قال: إنا لنقرأه في ثمان - يعني القرآن-.

ص: 342


1- انظر الحاشية السابقة.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
3- طبقات ابن سعد 499/3 و سير أعلام النبلاء 398/1.
4- طبقات ابن سعد 500/3 و سير الأعلام 398/1.
5- اسمه عبد اللّه بن زيد الجرمي انظر تقريب التهذيب.
6- هو الجرمي البصري، عم أبي قلابة، اسمه عمرو أو عبد الرحمن بن معاوية أو ابن عمرو، و قيل النضر و قيل معاوية، انظر تقريب التهذيب.

قال: و أنا ابن سعد (1)،أنا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلّب عن أبيّ بن كعب قال: أما أنا فأقرأ القرآن في ثماني ليال.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، نا طراد بن محمد الزينبي، أنا علي بن محمد بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمد القرشي، نا إسحاق بن إسماعيل، نا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا قال: فخرجنا فكنت أنا و أبيّ بن كعب في مؤخر الناس فهاجت سحابة فقال أبيّ : اللّهم اصرف عنا أذاها، فلحقناهم و قد ابتلّت رحالهم. فقال عمر: أ ما أصابكم الذي أصابنا؟ قلت: إن أبا المنذر دعا اللّه عز و جل أن يصرف عنا أذاها؛ فقال عمر: أ لا دعوتم لنا معكم! أخبرنا بها عالية أبو محمد هبة اللّه بن أحمد، أنا محمد بن علي بن الحسن، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا الحسين بن إسماعيل الضّبّي، نا القاسم بن سعيد بن المسيّب بن شريك، نا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا، فكنت في مؤخر الناس مع أبيّ بن كعب فهاجت سحابة فقال أبيّ : اللّهمّ اصرف عنا أذاها قال: فلحقناهم و قد ابتلّت رحالهم، فقال عمر: ما أصابكم الذي أصابنا؟ قلت: إن أبا المنذر قال: اللّهمّ اصرف عنا أذاها، قال: فهلاّ دعوتم لنا معكم (2)! أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمد، نا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّزّاق قال: قال معمر: عامّة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر، و عليّ ، و أبيّ بن كعب. رضي اللّه عنهم أجمعين (3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنا

ص: 343


1- طبقات ابن سعد 500/3 و سير الأعلام 398/1.
2- الخبر بهذا اللفظ في سير الأعلام 398/1.
3- سير أعلام النبلاء 398/1.

عبد اللّه بن محمد الصّريفيني (1)،أنا عمر بن إبراهيم الكتاني، نا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا أبو خيثمة زهير بن حرب، نا عبد الرّحمن، عن سفيان، عن عبد الملك بن الجر، عن الشعبي، عن مسروق قال: سألت أبيّ بن كعب عن شيء، فقال: أ كان بعد؟ قلت: لا، قال: فأجمّنا (2) حتى يكون، فإذا كان اجتهدنا لك رأينا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، نا عيسى بن أحمد بن وردان (3)،نا أضرم (4) بن حوشب، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال:

كان أبيّ بن كعب صاحب عبادة، فلما احتاج إليه النّاس ترك العبادة، و جلس للقوم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا هشام بن علي، نا سهل بن بكار، نا يزيد بن إبراهيم، عن أبي هارون الغنوي، عن مسلم بن شداد، عن عبيد بن عمير، عن أبيّ بن كعب قال: ما ترك أحد منكم للّه شيئا إلاّ أتاه اللّه بما هو خير له منه من حيث لا يحتسب و لا يهاون به، و أخذه من حيث لا يعلم به إلاّ أتاه اللّه بما هو أشدّ عليه من حيث لا يحتسب.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا ابن معمر، نا أبو بكر الحنفي، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن عبد اللّه بن أبي نصير قال: عدنا أبيّ بن كعب في مرضه، فسمع المنادي بالأذان، فقال لنا: الإقامة هذه أو الأذان ؟ فقلنا: الإقامة، فقال: ما تنتظرون، أ لا تنهضون إلى الصلاة ؟ فقلنا: ما بنا إلاّ مكانك؛ قال: فلا تفعلوا، قوموا، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلّى بنا صلاة الفجر، فلمّا سلّم، أقبل على القوم بوجهه، فقال:«أشاهد فلان أشاهد فلان» حتى دعا بثلاثة كلّهم في منازلهم لم يحضروا الصلاة، فقال:«إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر و العشاء، و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوا، و اعلم أن صلاتك مع رجل أفضل من صلاتك وحدك، و إن صلاتك مع رجلين أفضل من

ص: 344


1- بالأصل «الصيريفني» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى صريفين (انظر معجم البلدان و الأنساب). في م: الصريفني.
2- في سير الأعلام 399/1 «فاحمنا».
3- سير أعلام النبلاء 381/12(165).
4- سير الأعلام: أصرم.

صلاتك مع رجل، و ما أكثرتم فهو أحبّ إلى اللّه، ألا و إن الصفّ المقدّم على مثل صفّ الملائكة، و لو يعلمون فضيلته لابتدروه ألا و إنّ صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرّجل وحده أربعا و عشرين أو خمسا و عشرين»[1997].

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، أنا محمد بن مخلد، أنا علي بن عمرو الأنصاري، أنا الهيثم بن عدي قال:

أبيّ بن كعب توفي سنة تسع عشرة.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن زبر، قال: سنة عشرين، قال المدائني: فيها مات أبيّ بن كعب. قال أبو سليمان و في موته اختلاف.

قال: و نا محمد بن يوسف، نا محمد بن عبد اللّه بن سليمان، نا محمد بن عبد اللّه بن نمير قال: مات أبيّ بن كعب في خلافة عمر سنة اثنتين و عشرين.

قال الواقدي: اختلف في موت أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد و أثبت الأقاويل عندنا أنه مات سنة ثلاثين (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري قال: قرأت على عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة الصيرفي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة اثنتين و عشرين فيها توفي أبيّ بن كعب، و زعم أهل العراق - أو من زعم منهم - أنه بقي إلى دهر عثمان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمد، حدثني هارون بن عبد اللّه أبو موسى قال: سمعت محمد بن القاسم يذكر عن الفضل بن دلهم، عن الحسن في قصة لأبيّ بن كعب فيه:

ص: 345


1- بالأصل و م «المحلي» خطأ و الصواب ما أثبت بالجيم، و الضبط عن التبصير.
2- سير أعلام النبلاء 402/1.

و مات أبيّ قبل أن يقتل عثمان رضي اللّه عنه بجمعة، و قال هارون: و يقال توفي بالمدينة سنة تسع عشرة، و يقال: سنة اثنتين و عشرين في خلافة عمر، و يقال: سنة ثلاثين في خلافة عثمان.

قال: و أنا عبد اللّه بن محمد، حدثني أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مات أبيّ بن كعب سنة عشرين أو تسع عشرة.

و قال محمد بن عمر: رأيت أهل أبيّ بن كعب و أصحابنا يقولون: مات أبيّ سنة اثنتين و عشرين، و قال عمر: اليوم مات سيد المسلمين، و قال ابن عمر، و حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: كان أبيّ رجلا دحداحا ليس بالقصير و لا بالطويل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1) قال: قال محمد بن عمر: هذه الأحاديث - التي تقدمت - في موت أبيّ تدل على أنه مات في خلافة عمر بن الخطاب، فيما رأيت أهله و غير واحد من أصحابنا يقولون سنة اثنتين و عشرين بالمدينة، و قد سمعت من يقول: مات في خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاثين، و هو أثبت هذه الأقاويل عندنا، و ذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن.

قال ابن سعد (2):و أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن أيّوب و هشام، عن محمّد بن سيرين: أن عثمان بن عفان جمع اثني عشر رجلا من قريش و الأنصار فيهم أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت في جمع القرآن (3).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد، أنا الهيثم بن عدي الطائي قال: توفي أبيّ سنة تسع عشرة.

قال: و أنا محمد بن عمر قال: مات - في ما رأيت أهله و أصحابنا يقولون - في

ص: 346


1- طبقات ابن سعد 502/3.
2- طبقات ابن سعد 502/3.
3- و أخرجه أيضا يعقوب بن سفيان في المعرفة و التاريخ 487/2 و الذهبي في سير الأعلام 400/1 و عقب بقوله:«قلت: هذا إسناد قوي، لكنه مرسل، و ما أحسب أن عثمان ندب للمصحف أبيا، و لو كان كذلك، لاشتهر، و لكان الذكر لأبي لا لزيد، و الظاهر وفاة أبيّ في زمن عمر حتى أن الهيثم بن عدي و غيره ذكرا موته سنة تسع عشرة».

خلافة عمر سنة اثنتين و عشرين بالمدينة، فقال عمر: مات اليوم سيد المسلمين. و قد سمعت من يقول: مات في خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاثين و هو أثبت الأقاويل عندنا (1).

حدّثنا أبو بكر السّلماسي (2)،حدّثني نعمة اللّه بن محمد المرندي، نا أبو مسعود البجلي، أنا أبو النضر الشّرمغولي (3)،أنا سفيان بن محمد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق البصري قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي أبيّ بن كعب في خلافة عمر بن الخطاب سنة اثنتين و عشرين، و منهم من يقول مات سنة ثلاثين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين ابن الأسعد، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، أنا عمرو بن علي قال: و مات أبيّ بن كعب و كان يكنى أبا المنذر في خلافة عثمان، و كان أبيض الرأس و اللحية لا يخضب.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الحسن محمد بن علي السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق بن خربان، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة بن خياط قال: سنة اثنتين و ثلاثين يقال: فيها مات أبيّ بن كعب، و يقال: بل مات أبيّ في خلافة عمر بن الخطاب (4).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثّقفي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر بن سليمان الزّرّاد المنبجي (5)،نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد الزّهري

ص: 347


1- سير الأعلام 402/1.
2- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى سلماس و هي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوي.
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى شر مغول و هي قرية فيها قلعة حصينة بنسا يقال لها بالعجمية جمغول على أربعة فراسخ من نسا.
4- تاريخ خليفة ص 167 و سير أعلام النبلاء 400/1 و فيها عن خليفة أنه مات في خلافة عثمان.
5- رسمها غير واضح و الصواب ما أثبت انظر الأنساب (الزراد - المنبجي).

قال: و مات أبيّ بن كعب أبو المنذر قبل عثمان و صلّى عليه عثمان سنة اثنتين أو ثلاث و ثلاثين.

559 - أتسز بن أوق بن الخوارزمي التركي

559 - أتسز بن أوق (1) بن الخوارزمي التركي (2)

ولي دمشق في ذي القعدة سنة ثمان و ستين و أربعمائة بعد حصاره إياها دفعات، و أقام بها الدعوة لبني العباس، و تغلّب على أكثر الشام، و قصد مصر ليأخذها فلم يتمّ له ذلك ثم رجع إلى دمشق، و وجه المصريون إليه عسكرا ثقيلا فلما خاف من ظفرهم به راسل تتش (3) بن ألب أرسلان يستنجد به، فقدم دمشق سنة إحدى و سبعين و أربعمائة فغلب على البلد، و قتل أتسز لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر من هذه السنة و استقام الأمر لتتش.

و كان أتسز لما دخل البلد أنزل جنده آدر الدمشقيين، و اعتقل من وجوههم جماعة، و شمّسهم بمرج راهط (4)،حتى افتدوا نفوسهم منه بمال أدّوه (5) إليه، و رحل جماعة منهم عن البلد إلى أطرابلس، إلى أن أريحوا منه بعد.

قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني: نزل الملك أتسز بن الخوارزمي على دمشق محاصرا لها في يوم الثلاثاء التاسع من شهر رمضان من سنة سبع و ستين و أربعمائة، ثم انصرف عنها يوم الثلاثاء النصف من شوال من سنة سبع و ستين و أربعمائة و عاد إلى النزول على دمشق عقيب هرب معلّى بن حيدرة بن منزو عن دمشق إلى بانياس في يوم السبت سلخ ذي الحجة سنة سبع و ستين و أربعمائة، و رحل عنها يوم الجمعة لأربع خلون من صفر من سنة ثمان و ستين و أربعمائة، و نزل على دمشق في شعبان من سنة ثمان و ستين و أربعمائة و لم يزل محاصرا لها و غلت الأسعار و لم يقدر على شيء من الأقوات، و بلغت غرارة الحنطة زائدا عن عشرين دينارا، ثم أنه فتح البلد صلحا و دخلها

ص: 348


1- بالأصل «أوف» و المثبت عن مختصر ابن منظور و الوافي 195/6 و سير أعلام النبلاء 431/18. و في م: أخبرنا ابن أوق.
2- ترجمته في سير الأعلام 431/18 و بحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- ترجمته في سير الأعلام 19/رقم 46.
4- في العبر 275/3 و صادر الناس، و عذبهم في الشمس. و مرج راهط : مرج بنواحي مدينة دمشق (انظر معجم البلدان).
5- في السير: بمال كثير.

هو و عسكره يوم الاثنين الحادي و العشرين من ذي القعدة من سنة ثمان و ستين و أربعمائة، و سكن في دار الإمارة داخل باب الفراديس (1)،و في يوم الجمعة الخامس و العشرين من ذي القعدة خطب على منبر جامع دمشق - عمّره اللّه تعالى - للخليفة الإمام المقتدي بأمر اللّه أمير المؤمنين أبي القاسم عبد اللّه بن الذخيرة للدين أبي العباس بن الإمام أبي جعفر عبد اللّه القائم بأمر اللّه ابن القادر باللّه و كان آخر ما دعي للمصريين يوم الجمعة الثامن عشر من ذي القعدة من سنة ثمان و ستين و أربعمائة، و كانت مدة ولاية أتسز ثلاث سنين و ستة أشهر و أحد و عشرين يوما، و قتل لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة إحدى و سبعين و أربعمائة.

560 - أجلح بن منصور الكندي

شاعر فارس شهد صفّين مع معاوية و قتل يومئذ.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد البلخي، أنا محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطّيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الهمذاني، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا نصر - هو ابن مزاحم (2)-نا عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن الشّعبي، عن الحارث بن أدهم و صعصعة بن صوحان و احدهما يزيد على الآخر قالا: فقتل الأشتر في تلك المعركة بيده سبعة مبارزة منهم: صالح بن فيروز العكّي، و مالك بن أدهم السّلاماني (3)،و رياح (4) بن عتيك الغسّاني، و الأجلح بن منصور الكندي، و إبراهيم بن الوضاح الجمحي، و زامل بن عتيك الجذامي (5)،و محمد بن روضة الجمحي.

قالا: و قتل الأشعث فيها خمسة قال: و قال جابر: خرج الأجلح بن منصور و كان من فرسانهم فلما رآه الأشتر كره لقاءه فحمل عليه و هو يقول:

بليت بالأشتر ذاك المذحجيّ *** بفارس في حلق مدجّج

ص: 349


1- شمالي مدينة دمشق، يسمى اليوم باب العمارة.
2- وقعة صفين لابن مزاحم ص 174-177 و قد تقدم الخبر في ترجمة إبراهيم بن الوضاح الجمحي.
3- في وقعة صفين: السلماني.
4- بالأصل و م «و رباح» بالباء الموحدة، و المثبت عن وقعة صفين.
5- في وقعة صفين:«و زامل بن عبيد الحزامي». و في موضع آخر فيها ص 176: زامل بن عتيك الحزامي.

كاللّيث ليث الغابة المهيّج *** إذا دعاه القرن لم يعرّج (1)

فضربه الأشتر فقتله (2).

561 - أحمر بن سالم

و قيل: أحمد، بالدال و الصواب أحمر المرّي شاعر وفد على عبد الملك بن مروان و قد تقدم ذكره في باب أحمد.

أنبأنا أبو محمد بن صابر و أبو زكريا يحيى بن تمام بن علي الرّبعي المقدسي الخطيب، قالا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد - قراءة عليه بدمشق - أنا أبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقا الأصبهاني - بقراءتي عليه ببيت المقدس - أنا القاضي أبو بكر محمد بن داود بن أحمد بن سليمان بن الربيع العسقلاني - إجازة - أنا أبو الحسين علي بن الحسين الفرغاني، نا عبد اللّه بن الحسين البغدادي، نا أحمد بن سعيد الدّمشقي، حدّثني الزّبير بن أبي بكر، حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، حدثني عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر قال: دخل الأحمر بن سالم المرّي على عبد الملك بن مروان فقال له: يا أحمر كيف قلت:

مقلّ رأى الإقلال عارا فلم يزل *** يجوب بلاد اللّه حتى تموّلا (3)

فأنشده فأصغى إليه مطرقا، فلما فرغ قال له: حاجتك ؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين أعلى بالجميل عينا، فافعل ما أنت أهله، فإني لما أوليتني غير كافر.

فأمر له عبد الملك بعشرة آلاف درهم و ألحقه في الشرف، فخرج من عند عبد الملك و هو يقول:

ص: 350


1- الرجز في وقعة صفين ص 177-178.
2- قال عمرو قال جابر: بلغني أن أخت الأجلح و اسمها حبلة بنت منصور ماتت حزنا على أخيها، و كانت قد قالت حين أتاها مصابه: ألا فابكي أخا ثقة فقد و اللّه أبكينا لقتل الماجد القمقا م لا مثل له فينا أتانا اليوم مقتله فقد جزت نواصينا كريم ماجد الجدي ن يشفي من أعادينا في أبيات أخرى.
3- البيت من قصيدة، انظر الموفقيات للزبير بن بكار ص 504.

بكفّ ابن مروان حييت و ناشني *** إلهي من دهر كثير العجائب

فلما أنشد عبد الملك قال: أحسنت، ويحك يا ابن سالم هل كنت هيّأت شيئا مما قلت قبل اليوم ؟ قال: لا، قال: ويحك قد أمكنك القول فلا تكثر و قليل كاف خير من كثير غير شاف. ثم أمر له بخلعة و أربعة آلاف، و حمله، و قال الزم بابي و إيّاك و أعراض الناس، فإني أرى لك لسانا لا يدعك حتى يوقعك في ورطة يوما، فاحذر أن يوردك شعرك مورد سوء يصيّرك تحت كلكل هزبر أبي أشبل يضغمك ضغما لا بقية بعد ضغمه فيك.

فلم يلبث الأحمر بن سالم أن قدم العراق فهجا الحجّاج بن يوسف و قال في هجائه:

ثقيف بقايا من ثمود و ما لهم *** أب ما جد من قيس عيلان ينسب

إذ انتسبوا في قيس عيلان كذّبوا *** و قالوا: ثمود جدّكم و المغيّب

هم ولدوكم غير شكّ فيمّموا *** بلاد ثمود حيث كانوا و عذّبوا (1)

و أنت دعيّ يا ابن يوسف فيهم *** زنيم إذا ما حصّلوا تتذبذب

فطلبه الحجاج و أجعل فيه، و تقدّم إلى سائر عماله أن لا يفلتهم، فأخذه صاحب هيت (2) و وجّه به مقيدا، فلما أدخل على الحجاج بن يوسف، قال: ما جزاؤك عندي إلاّ أن أعذبك بما اختاره اللّه لأعدائه من أليم عقابه، فأحرق بالنار.

562 - أحنف بن قيس اسمه الضحاك

باب ذكره في حرف الضاد إن شاء اللّه عز و جل.

563 - أحنف الكلبي

أحد من دعا إلى بيعة يزيد بن الوليد الناقص له ذكر.

564 - أحوص بن حكيم بن عمير و هو عمرو بن الأسود

العنسيّ ، و يقال: الهمداني (3)

قيل: إنه دمشقي و الصحيح أنه حمصي، رأى أنس بن مالك و عبد اللّه بن بسر.

ص: 351


1- بالأصل و م «و اعذبوا» و المثبت عن مختصر ابن منظور 207/4.
2- هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار (معجم البلدان).
3- له ترجمة في تهذيب التهذيب 124/1 و ميزان الاعتدال 167/1 و الكامل في الضعفاء لابن عدي 414/1.

و حدّث عن خالد بن معدان، و راشد بن سعد، و طاوس اليماني، و أبي عون، و أبي عامر عبد اللّه بن عامر، و عبد الحكيم رجل يروي عن عائشة، و المهاصر بن حبيب.

روى عنه سفيان بن عيينة، و عيسى بن يونس، و بشر بن عمارة الخثعمي، و أبو معاوية الضرير، و مروان بن معاوية الفزاري، و زهير بن معاوية، و أبو الحسن علي بن غراب الفزاري الكوفي القاضي، و مروان بن سالم القرقساني (1)،و طلحة بن زيد الرّقّي، و محمد بن فضيل، و الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، و يحيى بن سعيد الأموي، و الجراح بن مليح البهراني (2)،و محمد بن حرب الأبرش الحمصيان.

أخبرنا أبو القاسم هبة بن أحمد بن عمر، أنا إبراهيم بن عمر بن إبراهيم، أنا محمد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (3) الدّقّاق، نا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب، نا جبارة (4) بن المغلّس (5)،نا بشر بن عمارة، عن الأحوص بن حكيم، عن راشد بن سعد، و أبي عون، عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا أصابه الصّداع مما ينزل عليه من الوحي غلّف رأسه بالحنّاء، و كان يأمر بتغيير الشيب و مخالفة الأعاجم[1998].

قال: و نا بشر حدثني الأحوص بن حكيم، عن عبد اللّه بن عامر، عن عتبة بن عبد و أبي أمامة قالا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صلّى الغداة في جماعة ثم جلس في مجلسه حتى يسبّح تسبيح الضحى كان له كأجر حاجّ و معتمر، تامّ حجّه و تامّ عمرته»[1999].

كذا قال: و إنما هو ابن عابر.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو محمد

ص: 352


1- بفتح القافين بينهما راء ساكنة (اللباب) هذه النسبة إلى قرقيسيا بلدة بالجزيرة. على ستة فراسخ من رحبة مالك بن طوق، قريبة من الرقة.
2- بفتح الموحدة (تقريب التهذيب) و هذه النسبة إلى بهراء بفتح فسكون، قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص من الشام.
3- ضبطت عن التبصير 68/1.
4- جبارة بالضم ثم موحدة (تقريب التهذيب).
5- المغلس بمعجمة بعدها لام ثقيلة مكسورة ثم مهملة.(تقريب التهذيب).

عبد اللّه بن عبيد اللّه، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا ابن فضيل، نا الأحوص بن حكيم، حدثني عبد اللّه بن عابر، عن عتبة بن عبد السّلميّ ، عن أبي أمامة الباهلي - هكذا قال محمد بن فضيل - عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يقول:«من صلّى صلاة الصّبح و هو في الجماعة، ثم ثبت حتى يسبّح فيه سبحة الضّحى فصلّى ركعتين أو أربعا كان له مثل أجر حاجّ و معتمر تام له حجّه و عمرته»[2000].

قال: و نا يوسف، نا الوليد بن القاسم الهمداني، حدثني الأحوص بن حكيم، حدثني عبد اللّه بن عابر أن أبا أمامة و عتبة بن عبد السّلمي حدثاه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن المديني، نا سفيان قال (1):قلت للأحوص بن حكيم: أ كان أبو أمامة آخر من مات عندكم من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: آخر كان بعده، يقال له عبد اللّه بن بسر، و قد رأيته و رأيت أنس بن مالك على حمار بين الصّفا و المروة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الصّوفي - إجازة - أنا أبو بكر الشّيروي، و أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن - إذنا - قالت: أنا أبو بكر الخطيب قالا: أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا محمد بن يعقوب الأصمّ ، أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، أنا سفيان، عن الأحوص بن حكيم قال: رأيت أنس بن مالك يطوف بين الصفا و المروة على حمار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة من أهل الشامات: قال الأحوص بن حكيم حمصي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا

ص: 353


1- تاريخ أبي زرعة 693/2.

جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة الدمشقي قال في تسمية شيوخ أهل طبقة و بعضهم أجلّ من بعض: الأحوص بن حكيم.

أخبرنا أبو غالب البنا، أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير - قراءة - أنا محمود بن إبراهيم بن محمد بن سميع، قال: عمرو بن الأسود العنسي حمصي، و حكيم بن عمير ابنه، و الأحوص بن حكيم بن عمير ابن ابنه، و له عقب بجبلة (1) يقال لهم بنو الأحوص، سمعت محمد بن عوف يقول: الأحوص بن حكيم بن عمير بن الأسود، و عمرو و عمير واحد، و عمرو يكنى أبا عياض.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي - في كتابه - أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي - قراءة - أنا أبو الحسين محمد بن المظفّر الحافظ ، أنا أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمد بن عيسى، قال:

و الأحوص بن حكيم بن عمير العنسي و قد عمل على حمص أيضا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر الشامي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمد بن عمرو العقيلي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي قال: قال أبو بكر بن عياش ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، عن أبي بكر بن عياش قال: حدّث الأحوص بن حكيم بحديث، فقلت له عن النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: أ و ليس الحديث كله عن النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ زاد ابن عدي: الأحوص بن حكيم الدّمشقي، كذا قال ابن عدي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب - إجازة - أنا أبو

ص: 354


1- جبلة: بثلاث فتحات، بلدة قريبة من حمص مما يلي السواحل، من بلاد الشام (الأنساب).
2- الكامل في الضعفاء 414/1.

بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن حميرويه الهروي، أنا الحسين بن إدريس، أنا محمد بن عبد اللّه الموصلي قال: الأحوص بن حكيم صالح.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي - و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النّرسي قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال (1):الأحوص بن حكيم بن عمير الشامي، سمع أباه و أنسا، سمع منه عيسى بن يونس، قال لنا علي: كان ابن عيينة يفضل الأحوص على ثور في الحديث، و أما يحيى بن سعيد فلم يرو عن الأحوص.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (2):سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري:

الأحوص بن حكيم بن عمير (3) الشامي سمع أباه، و أنس بن مالك روى عنه عيسى بن يونس.

قال علي: كان ابن عيينة يفضل الأحوص على ثور في الحديث، و أما يحيى بن سعيد فلم يرو عن الأحوص، و هو يحتمل (4).

قال ابن عدي (5):نا ابن حمّاد، نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن المديني، نا سفيان، قال: قلت للأحوص:- يعني ابن حكيم - إن ثورا يحدثنا عن خالد بن معدان، فقال: أو يعقل، قال علي: فكأنه غمزه، قال علي: و سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ثور عندي ثقة. فقال علي: هو عندي أكبر من الأحوص، و الأحوص صالح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، نا محمد بن عمرو ح.

ص: 355


1- التاريخ الكبير 1/قسم 58/2.
2- الكامل للضعفاء 414/1.
3- في الكامل لابن عدي:«عمر» خطأ.
4- كذا بالأصل و ابن عدي، و ميزان الاعتدال 267/1، و في تهذيب التهذيب 124/1 محتمل.
5- الكامل:414/1.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن حمّاد، قالا: نا عبد اللّه بن أحمد، قال:

سمعت أبي يقول: أبو بكر بن أبي مريم أمثل من الأحوص بن حكيم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك بن علي، أنا علي بن محمد بن علي السقا، نا أبو العباس الأصمّ قال: سمعت العباس بن محمد الدّوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم أمثل من الأحوص بن حكيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمد بن عثمان، نا الحسن بن محمد بن موسى، نا إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد قال: سمعت علي بن المديني يقول: و الأحوص بن حكيم ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي أحمد قال (2):الأحوص بن حكيم شامي لا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال (3):الأحوص بن حكيم يروي عنه ابن عيينة و غيره، و كان - زعموا - رجلا عابدا مجتهدا، و حديثه ليس بالقوي.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السّلمي، نا أبو بكر القاسم بن عيسى العصّار قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يقول: الأحوص بن حكيم ليس بالقوي في الحديث (4).

ص: 356


1- الكامل:414/1.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 58 ترجمة 50 و تهذيب التهذيب نقلا عن العجلي 124/1.
3- المعرفة و التاريخ 461/2 تهذيب التهذيب نقلا عن يعقوب بن سفيان 124/1.
4- تهذيب التهذيب 124/1.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

قرأت بخط أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عمّار الأنصاري قال: سألت محمد بن إسماعيل البخاري فقال: الأحوص بن حكيم، قال ابن عيينة: يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال: أحوص بن حكيم ليس بشيء.

و هكذا حكى إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين.

و قال ابن عدي (2):سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي: الأحوص بن حكيم ليس بالقوي في الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا محمد بن عمرو، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين يسأل عن الأحوص بن حكيم ؟ فقال: ليس بشيء.

قال: و أنا محمد بن عمرو حدّثني محمد بن عبد الرّحمن، نا الميموني قال:

سمعت أبا عبد اللّه يقول: الأحوص بن حكيم هاه.

قال: و أنا محمد بن عمرو: حدثني محمد بن سعيد بن بلج الرازي قال: سمعت أبا عبد اللّه - يعني عبد الرّحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان يقول: كان الأحوص بن حكيم صاحب شرطة بعض المسوّدة، سمعت يحيى بن أبي بكير يقوله.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - قراءة - أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين و سئل عن الأحوص بن حكيم ؟ فقال: ليس بشيء (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى الثعلبي (4) قالا: أنا أبو

ص: 357


1- الكامل لابن عدي 414/1.
2- الكامل لابن عدي 414/1.
3- تهذيب التهذيب 124/1 و ميزان الاعتدال 167/1.
4- اسمه: حمزة بن علي الحيوي الثعلبي، أبو يعلى كما في التبصير 209/1.

الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: الأحوص بن حكيم بن عمير ضعيف شامي (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال (2):و للأحوص بن حكيم روايات، و هو ممن يكتب حديثه، و قد حدّث عنه جماعة من الثقات مثل ابن عيينة، و عيسى بن يونس، و مروان الفزاري و غيرهم، و ليس [له] (3) فيما يرويه شيء منكر إلاّ أنه يأتي بأسانيد لا يتابع عليها.

أنبأنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.

قال ابن مندة: و أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم، قال (4):

سمعت أبي يقول: الأحوص بن حكيم ليس بقوي، منكر الحديث، و كان ابن عيينة يقدم الأحوص على ثور في الحديث، و غلط ابن عيينة في تقديم الأحوص على ثور، ثور صدوق و الأحوص منكر الحديث.

بلغني أن محمد بن عوف الحمصي سئل عن الأحوص بن حكيم ما حاله ؟ فقال:

ضعيف الحديث، و هو حمصي و أبوه حكيم بن عمير، روى عنه أبو بكر بن أبي مريم شيخ صالح.

و قال أبو إسحاق إبراهيم بن هانئ النيسابوري سألت أبا عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل - عن الأحوص - يعني ابن حكيم - فقال: لا يسوى حديثه شيئا.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد اللّه البرار، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني قال: و سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول: أحوص بن حكيم بن عمير العنسي حمصي يعتبر به إذا حدّث عنه ثقة (5).

ص: 358


1- الكامل لابن عدي 414/1 و تهذيب التهذيب 124/1 و ميزان الاعتدال.
2- الكامل لابن عدي 415/1 و تهذيب التهذيب 124/1 و ميزان الاعتدال 167/1.
3- زيادة عن ابن عدي.
4- الجرح و التعديل 1/قسم 327/1-328.
5- تهذيب التهذيب 124/1.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

الأحوص بن حكيم العنسي شامي، قال علي بن المديني: لا يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال (1):كتب إليّ محمد بن أيوب، أنا ابن حميد قال:

قدم الري مع المهدي الأحوص بن حكيم و كان قدوم المهدي الري في سنة ثمان و ستين و مائة.

565 - أحوص بن عبد اللّه

و يقال عبد اللّه بن الأحوص القرشي الأموي

من بني أمية الأصغر بن عبد شمس أخو أمية الأكبر ولاّه معاوية البحرين، له ذكر.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمد بن علي المقرئ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري، أنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي حدثني أبي قال: و نا إسماعيل بن إبراهيم، أنا أيوب، عن نافع، عن سليمان بن يسار: أن الأحوص رجل من أشراف أهل الشام طلّق امرأة تطليقة أو تطليقتين فمات و هي في الحيضة الثالثة في الدم، فرفع ذلك إلى معاوية فلم يوجد عنده بها علم فسأل عنها فضالة بن عبيد و من هناك من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم يجد عندهم بها علما، فبعث فيها راكبا إلى زيد بن ثابت فقال: لا ترثه و لو ماتت لم يرثها.

أخبرناه عاليا أبو المحاسن الطّبسي (2)،أنا أبو بكر الشيروي، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصمّ ، نا يحيى بن أبي طالب، نا عبد الوهاب بن عطاء، أنا سعيد، عن أيوب، عن نافع، عن سليمان بن يسار: أن رجلا يقال له الأحوص من أهل الشام طلّق امرأته تطليقة فمات، و قد دخلت في الحيضة الثالثة فرفع ذلك إلى معاوية، فلم يدر ما يقول فيها، فكتب إلى زيد بن ثابت فكتب زيد: إذا دخلت في الحيضة الثالثة فلا ميراث.

ص: 359


1- الكامل لابن عدي 414/1.
2- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى طبس و هي بلدة في برية بين نيسابور و أصبهان و كرمان، و اسمه عبد الرزّاق بن محمد ترجم له في الأنساب.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و جماعة، عن أبي (1) بكر الفرضي و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا محمد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمد بن الأزهر، أنا المفضّل بن غسان الغلاّبي قال: و سألته يعني أبا عبد اللّه مصعب بن عبد اللّه الزّبيري، عن الأحوص و كان من أشراف أهل الشام فذكر أنه من بني أمية الصغرى، و ذكر أن معاوية قد كان ولاّه البحرين و هو ابن عبد اللّه (2).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط في تسمية عمال معاوية على البحرين: ولاّها معاوية عبد اللّه بن سوار العبدي و عبد اللّه بن الأحوص القرشي، و مروان بن الحكم، ثم ضمّها إلى زياد فولاّها زياد حريث بن جابر الحنفي فلم يزل عليها حتى مات معاوية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء المقرئ، أنا أبو بكر البابسيري (3)،أنا الأحوص بن المفضّل القاضي أنا أبو عبد الرّحمن قال: و سألته - يعني مصعب بن عبد اللّه - عن الأحوص بن عبد اللّه و كان من أشراف أهل الشام، فذكر أنه من بني أمية الصغرى، و ذكر أن معاوية قد كان ولاّه البحرين و قد ذكر في بعض الحديث، و هو أبو عبد اللّه و هو الذي سعى بمروان بن الحكم إلى معاوية (4).و قد روى ابن شهاب عن خالد بن عبد [اللّه] (5) بن الأحوص قصة جده في الميراث لزوجته.

566 - أخضر أبو راشد الحبراني

و يقال: النعمان بن بشير، يأتي ذكره في باب الكنى.

567 - أخضر القيسيّ والد مخارق بن الأخضر

وفد على عبد الملك بن مروان، و حكى عن جرير بن الخطفى الشاعر.

ص: 360


1- بالأصل «أبو» خطأ و من قوله: أنبأنا إلى هنا سقط من م.
2- في نسب قريش لمصعب الزبيري ص 151 الأحوص بن عبد أمية.
3- هذه النسبة إلى بابسير، قرية من قرى واسط ، و قيل: من قرى الأهواز. و ترجم له في الأنساب و اسمه: محمد بن أحمد بن محمد بن موسى.
4- نسب قريش لمصعب الزبيري ص 152.
5- لفظ الجلالة سقط من الأصل و استدرك عن هامشه.

حكى عنه ابنه المخارق.

قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمد الأموي (1)،نا أحمد بن عبيد اللّه بن عمار، حدّثني عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات، حدّثني ابن البطاح (2) قال:

و حدّثني أبو الأخضر المخارق بن الأخضر القيسي قال: قال أبي كنت و اللّه الذي لا إله إلاّ هو أخصّ الناس بجرير، و كان ينزل إذا قدم على الوليد بن عبد الملك عند سعيد (3) بن خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، و كان عدي بن الرقاع خاصّا بالوليد مداحا له، فكان جرير يجيء إلى باب الوليد فلا يجالس أحدا من النزارية، و لا يجلس إلاّ إلى رجل من اليمن بحيث يقرب من مجلس ابن الرقاع إلى أن يأذن الوليد للناس فيدخل.

فقلت له: يا أبا حزرة اختصصت عدوك بمجلسك ؟ فقال: إني - و اللّه - ما أجلس إليه إلاّ لأنشده أشعارا تخزيه و تخزي قومه، قال: و لم يكن ينشد شيئا من شعره، إنما كان ينشده من شعر غيره ليذلّه و يخوّفه نفسه. فأذن الوليد للناس ذات عشية فدخلوا و دخلنا، فأخذ الناس مجالسهم، و تخلّف جرير فلم يدخل حتى دخل الناس، و أخذوا مجالسهم، و اطمأنوا فيها؛ فبينما هم كذلك إذا بجرير قد مثل بين السّماطين، فقال:

السلام عليك [يا] (4) أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، إن رأى المؤمنون أن يأذن لي في ابن الرّقاع المتفرقة أؤلف بعضها إلى - بعض قال: و أنا جالس أسمع - فقال الوليد:

و اللّه لقد هممت أن أخرجه على ظهرك للناس.

فقال جرير و هو قائم كما هو:

إن تنهني عنه فسمعا و طاعة *** و إلاّ فإني عرضة للمراجم (5)

قال: فقال له الوليد: لا كثّر اللّه في الناس أمثالك، فقال جرير: يا أمير المؤمنين

ص: 361


1- الأغاني 79/8 في نسب جرير و أخباره.
2- الأغاني: ابن النطاح.
3- الأغاني: سعيد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد.
4- زيادة عن الأغاني.
5- البيت ليس في ديوانه، و هو في الأغاني 80/8 و المراجم: الكلم القبيحة.

[إنما] (1) أنا واحد قد سعرت الأمة، فلو كثر أمثالي لأكلوا الناس أكلا قال: فنظرت و اللّه إلى الوليد تبسّم حتى بدت ثناياه تعجبا من جرير و جلده قال: ثم أمره فجلس.

568 - أخطل بن الحكم بن جابر، و يقال: ابن معمر

أبو القاسم القرشي (2)

حدّث عن الوليد بن مسلم، و بقية بن الوليد، و محمد بن يوسف الفريابي.

روى عنه: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المرّي الدمشقي، و مكحول البيروتي، و محمد بن بكّار بن يزيد السّكسكي، و أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام القرشي القارئ، و عبد اللّه بن محمد بن الحسين بن جمعة، و أبو بكر أحمد بن محمد بن الوليد المرّي، و أبو عوانة الأسفرايني.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد الرازي، أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن الوليد [المريّ ] المقرئ - قراءة عليه في سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة - نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر القرشي، نا محمد بن يوسف الفريابي ح.

قال: و أنا تمام قال: و أنا خيثمة بن سليمان، أنا عمرو بن ثور القيسراني، نا محمد بن يوسف الفريابي، نا سفيان بن عيينة، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تستأمر اليتيمة في نفسها، و صمتها إقرارها»[2001].

قال: و أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المريّ المقرئ - قراءة عليه - نا أخطل بن الحكم، نا الفريابي، نا سفيان الثوري عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أبي عمرو، عن عائشة قالت: قلت يا رسول اللّه أ تستأمر النساء في أبضاعهن ؟ قال:«إن البكر لتستأمر فتستحيي (3) فتسكت، و إذنها سكوتها»[2002].

قال تمّام: اسم أبي عمرو هذا ذكوان مولى عائشة.

ص: 362


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 45/13.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
3- عن مختصر ابن منظور، و رسمها غير واضح بالأصل و في م: فتستحي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي، أنا عبد الملك بن الحسن بن محمد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، حدّثني الأخطل بن الحكم بن جابر - أبو القاسم، هو الدمشقي - نا الوليد بن مسلم، أنا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أم الدّرداء عن أبي الدّرداء قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في شهر رمضان و إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر و ما فينا صائم إلاّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عبد اللّه بن رواحة.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و أخطل بن الحكم يعني مات سنة أربع و ستين و مائتين.

قرأت بخط أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: أخطل بن الحكم بن معمر النحاس أبو القاسم الدمشقي حدّث عن الوليد بن مسلم مات سنة ستين و مائتين، قاله ابن مندة.

569 - أخضل بن المؤمل

أبو سعيد الجبيلي (1)

حدّث عن مسلم بن عبيد.

روى عنه العباس بن الوليد البيروتي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمد بن إسحاق، أنا محمد بن يعقوب، نا العباس بن الوليد بن مزيد (2)،أخبرني أبو سعيد الساحلي - و اسمه الأخطل بن المؤمل الجبيلي - نا مسلم بن عبيد، عن أسماء بنت يزيد الأنصاريّة من بني عبد الأشهل أنها أتت النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه، أنا وافدة النساء إليك، و اعلم - نفسي لك الفداء - أنه ما من امرأة كانت في شرق و لا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع، إلاّ و هي على مثل رأيي أن اللّه بعثك إلى الرجال و النساء كافة، فآمنا بك و بإلهك، و إنّا معشر النساء محصورات،

ص: 363


1- هذه النسبة - بضم الجيم و فتح الباء و سكون الياء - إلى جبيل بلدة من بلاد ساحل الشام (الأنساب). و ترجم له السمعاني و ياقوت في جبيل و لم يذكرا اسمه بل ذكرا كنيته.
2- بالأصل و م «يزيد» تحريف و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 471/12.

مقصورات، قواعد بيوتكم، و مفضى شهواتكم، و حاملات أولادكم، و إنكم - معاشر الرجال - فضّلتم علينا بالجمع و الجماعات، و عيادة المرضى، و شهود الجنائز، و الحجّ بعد الحجّ ، و أفضل من ذلك الجهاد في سبيل اللّه، و إنّ الرجل منكم إذا خرج حاجّا أو معتمرا أو مرابطا، حفظنا لكم أموالكم، و غزلنا لكم أثوابكم، و ربّينا لكم أولادكم، أ فما نشارككم في هذا الخير يا رسول اللّه ؟ فالتفت النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أصحابه بوجهه كلّه ثم قال:«سمعتم مقالة امرأة قطّ أحسن من مساءلتها عن أمر دينها من هذه ؟» قالوا: يا رسول اللّه ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا! فالتفت النبي صلى اللّه عليه و سلم إليها ثم قال:«انصرفي أيتها المرأة، و أعلمي من ورائك من النساء أن حسن (1) تبعّل إحداكنّ لزوجها، و طلبها مرضاته و اتّباعها موافقته، يعدل ذلك كله»[2003].

قال: فأدبرت المرأة و هي تهلّل و تكبّر استبشارا.

قال ابن مندة: رواه أبو حاتم الرازي، عن العباس بن الوليد بن مزيد، و فرق ابن مندة بين أسماء هذه و بين أسماء بنت يزيد بن السكن، غريب لم نكتبه إلاّ من حديث العباس. و قد روى حبان بن علي الغنوي عن رشد بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم شيئا من هذا.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا علي بن أحمد المقدسي، نا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مدرك، نا العباس بن الوليد بن مزيد (2)،حدّثني أبو سعيد الأخطل بن المؤمّل الساحلي - من أهل جبيل، و كان من أصحاب الحديث - قال: حدثنا مسلم بن عبيد، فذكره.

570 - أخيج بن خالد بن عقبة بن أبي معيط

570 - أخيج (3) بن خالد بن عقبة بن أبي معيط

و اسمه: أبان، و يقال: أجيج

كان من صحابة الوليد بن عبد الملك له ذكر.

ص: 364


1- عن مختصر ابن منظور 211/4 و م و بالأصل «أحسن».
2- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
3- بالأصل و م «أخيخ» و المثبت عن مختصر ابن منظور 211/4.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي، نا الزّبير بن بكار، قال: و من ولد خالد بن عقبة أخيخ (1) بن خالد، كان له قدر و له يقول عبد اللّه بن الحجّاج الثعلبي و نزل به فلم يحمده:

كأني إذ نزلت على أخيخ *** نزلت على مبطبطة بيوض (2)

و أمه تماضر بنت الأصبغ بن عمر بن ثعلبة بن الحارث بن حصن الكلبي، و أخوه لأمه أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم خالد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، فولد خالد بن عقبة فذكر ولده. ثم قال: و أجيج بن خالد و مريم و أمهما تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن الكلبي، و أخوهما لأمهما أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري.

كذا وجدته بخط أبي عبد اللّه الصوري: أجيج بجيمين.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب قال (3):و نسخت من كتاب أحمد بن يحيى ثعلب، عن أبي عبد اللّه بن الأعرابي قال: كان عبد اللّه بن الحجّاج قد خرج مع نجدة بن عامر الحنفي الشاري فلما انقضى أمره هرب و ضاقت عليه الأرض من شدة الطلب فقال في ذلك:

رأيت بلاد اللّه و هي عريضة *** على الخائف المطرود كفّة حابل

تؤدّي إليه أنّ كلّ ثنية *** تيمّمها ترمي إليه بقاتل (4)

ص: 365


1- كذا ورد بالأصل، و في الأغاني 162/13 «أحيح».
2- البيت في (شعراء أمويون): شعر عبد اللّه بن الحجاج ص 305 من قصيدة قالها و هو في الحبس و روايته: كأني ذا فزعت إلى أحيح فزعت إلى مقوقية بيوض و انظر تخريجه فيه.
3- الأغاني 162/13.
4- البيتان في شعره (شعراء أمويون) ص 311-312 و انظر تخريجهما فيه.

قال ثم لجأ إلى أخيخ (1) بن خالد بن عقبة بن أبي معيط ، فسعى به إلى الوليد بن عبد الملك، فأخذ من دار أخيخ، فأتي به الوليد، فحبسه، فقال و هو في الحبس (2):

أقول و ذاك فرط الشوق منّي *** لعيني - إذ نأت ظمياء - فيضي (3)

فما للقلب صبر يوم بانت *** و ما للدّمع يسفح من مغيضي

كأنّ معتقا من أذرعات (4) *** بماء سحابة خصر بضيض (5)

بفيها إذ تخافتني (6) حياء *** بسرّ لا تبوح به خفيض

يقول فيها (7):

فإن يعرض أبو العباس عنّي *** و يركب بي عروضا عن عروض

و يجعل عرفه يوما لغيري *** و يبغضني فإني من بغيض

فإني ذو غنى و كريم قوم *** و في الأكفاء ذو وجه عريض (8)

غلبت بني أبي العاص سماحا *** و في الحرب المذكّرة العضوض (9)

خرجت عليهم في كلّ يوم *** خروج القدح من كفّ المفيض (10)

فدى لك من إذا ما جئت يوما *** تلقّاني بجامعة ربوض

على جنب الخوان و ذاك لؤم *** و يئست تحفة الشيخ المريض

كأنّي إذ فزعت إلى أخيخ (11) *** فزعت إلى مقرقبة (12) بيوض

ص: 366


1- في الأغاني: أحيح.
2- الأبيات في شعره (شعراء أمويون) ص 303 و انظر تخريجها فيه.
3- الظمياء اسم امرأة، و الظمياء من الشفاه: الذابلة في سمرة، و من العيون: الرقيقة الجفن.
4- أذرعات بلدة بالشام، في أطرافها تجاور البلقاء (معجم البلدان) و هي درعا اليوم.
5- الخصر: البارد، و في الأغاني و شعراء أمويون: فضيض.
6- بالأصل «تخافيني» و المثبت عن «شعراء أمويون» و الأغاني.
7- شعراء أمويون ص 304 و انظر تخريج الشعر فيه.
8- قبله في «شعراء أمويون» في شعره: فنصر اللّه يأسو كل جزع و يجبر كسر ذي العظم المهيض
9- المذكرة العضوض: الشديدة.
10- المفيض: الذي يضرب بقداح الميسر ليظهر الفائز و غير الفائز.
11- في الأغاني و شعراء أمويون:«أحيح» و في مختصر ابن منظور: أخيج.
12- شعراء أمويون و الأغاني: مقوقية.

إوزة غيضة لقحت كشافا *** لقحقحها إذا درجت نقيض (1)

قال: فدخل أخيخ (2) على الوليد بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين إن عبد اللّه بن الحجّاج قد هجاك قال: بما ذا فأنشده قوله:

فإن يعرض أبو العباس عني *** و يركب بي عروضا عن عروض

و يجعل عرفه يوما لغيري *** و يبغضني (3) فإني من بغيض

فقال الوليد: فأي هجاء في هذا؟ هو من بغيض إن أعرضت عنه أو أقبلت عليه أو أحببته أو أبغضته، ثم ما ذا؟ فأنشده:

كأني إذ فزعت إلى أخيخ (4) *** فزعت إلى مقرقبة بيوض

فضحك الوليد و قال: ما أراه هجا غيرك؛ فلما خرج من عنده [أحيح] (5) أمر بتخلية سبيل عبد اللّه بن الحجّاج [فأطلق] (6).

ص: 367


1- في البيت إقواء.
2- الأغاني: أحيح.
3- بالأصل:«فإني من و يبغضني بغيض» و المثبت عن الرواية السابقة للبيت.
4- الأغاني: أحيح.
5- الزيادة عن الأغاني.
6- الزيادة عن الأغاني.

ذكر من اسمه إدريس

571 - إدريس بن إبراهيم

أبو الحسين البغدادي الواعظ (1)

صنّف كتابا سمّاه:«أنس الجليس، و مسرّة الأنيس»، روى فيه عن إبراهيم، و أبي الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أبي الخطاب (2)،و محمد بن صبح، و خيثمة بن سليمان، و خراسان بن عبد اللّه الاطرابلسيين، و محمد بن سهل بن بكر القنّسريني (3)، و أبي القاسم علي بن محمد الصّوري، و إبراهيم بن علي البصري، و محمد بن النعمان الصّوري، و أبي الحسن محمد بن نافع الخزاعي المكي، و أبي سعيد عمرو بن أحمد بن رشيد الطبراني.

و لم يقع إليّ من روى عنه، و لا ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد.

572 - إدريس بن أبي إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه

572 - إدريس بن أبي إدريس عائذ اللّه (4) بن عبد اللّه

ابن إدريس بن عائذ بن عبد اللّه بن عتبة بن عيلان بن مكين الخولاني

نسب أباه هكذا أبو علي بن مهنا الدّراني.

حكى عن أبيه، و مسلم بن يسار البصري.

ص: 368


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 317/8.
2- بالأصل و م «الحطاب» و المثبت عن الوافي 317/8.
3- ضبطت عن الأنساب. و هذه النسبة إلى قنسرين و هي بلدة عند حلب، من بلاد الشام.
4- ترجم لأبيه «عائذ اللّه» في سير أعلام النبلاء 272/4(99).

روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و حكى عنه علي بن أبي حملة (1)،و أبو عبد الصمد المنذر بن نافع، و يحيى بن الحارث الذّماري (2).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر حدثني المنذر بن نافع قال:

سمعت إدريس بن أبي إدريس يقول: قال لي أبي: أ تكتب شيئا مما تسمع مني ؟ فقلت:

فائتني به، قال: فأتيته به فحرّقه.

قال: و نا أبو زرعة حدثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا محمد بن شعيب، عن يحيى بن الحارث قال: رأيت أبا إدريس الخولانيّ و إدريس بن أبي إدريس يسجدان في الحجّ سجدتين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر أخبرني إدريس بن أبي إدريس الخولانيّ ، عن أبيه قال: ليعقبنّ اللّه الذين يمشون إلى المساجد في الظّلم نورا تاما يوم القيامة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمد الخولاني، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو عمير النّحّاس، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال: قال ابن أبي إدريس لأبيه: يا أبة أ ما يعجبك طول صمت مسلم بن يسار؟ قال: يا بنيّ تكلّم بالحقّ خير من سكوت عنه! فذهبت إلى مسلم بن يسار فأخبرته، فقال: يا ابن أخي سكوت عن الباطل خير من التكلّم به.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا أبو مسهر

ص: 369


1- ضبطت عن التبصير 266/1 ذكره و فيه: من التابعين، روى عنه ضمرة بن ربيعة.
2- بالأصل «الدمارني» و المثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى قرية باليمن على ستة عشر فرسخا من صنعاء. و ترجم له السمعاني و هو منسوب إلى ذمار، و هو من أهل الشام. و في: الدماري.

حدّثني المنذر بن نافع قال: كنت أخرج مع إدريس بن أبي إدريس الخولاني يتوضأ فكنت أرى عليه تبّانا تحت الإزار.

573 - إدريس بن عبد اللّه،

و الصحيح: أبو إدريس عائذ اللّه

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر بن الزاعوني قال: أنا المبارك بن عبد الجبار، و أنا أبو بكر محمد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني، أنا عمر بن محمد بن سيف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا محمد بن مصفّى، و عمرو بن عثمان، عن محمد بن شعيب بن شابور (1) قال: أدركت من القضاة محمد بن لبيد الأسدي، و سالم بن عبد اللّه المحاربي يدرسون جميعا قال محمد: و كان ممن يدرس من القضاء: نمير بن أوس الأشعري، و يزيد بن أبي مالك.

قال ابن مصفّى: يحيى بن الحارث أخبرني عنهم - قال محمد: و أخبرني يحيى أنه كان ممن يدرس أيضا إدريس بن عبد اللّه، و القاسم أبو عبد الرّحمن - قال ابن مصفّى في حديثه: نا محمد بن شعيب، قال: كان يدرس من القضاة أيضا: نمير بن أوس، و يزيد بن أبي مالك و كان ممن يدرس أبو إدريس عائذ اللّه و القاسم أبو عبد الرّحمن.

قال ابن أبي داود: أظن قولي ابن مصفّى: يحيى بن الحارث أخبرني عنهم، يعني عن هؤلاء المتأخرين (2).

574 - إدريس بن عبيد اللّه و يقال: ابن عبد اللّه بن إدريس

أبو القاسم الدّمشقي التاجر

سمع بمصر: أبا القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن المقرئ الطّرسوسي.

روى عنه: أبو الحسين عبد الرّحمن بن الحسين بن محمد بن الحنّائي، أخو أبي طاهر - بالإجازة - و كتب عنه أبو الحسن نجا بن أحمد الشاهد، و قال ابن عبد اللّه - فيما وجدته بخط نجا-.

ص: 370


1- بالأصل و م «سابور» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 376/9.
2- عن هامش الأصل.
575 - إدريس بن عمر بن عبد العزيز بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

حدّث عن أبيه.

روى عنه ابنه خلف بن إدريس.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم، ثم حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني (1) أنا محمد بن إسحاق ح.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه محمد بن إسحاق، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصّدفي (2)،نا عبد اللّه بن محمد بن زريق، نا محمد بن أصبغ بن الفرج، نا أبي، نا العباس بن خلف بن إدريس بن عمر بن عبد العزيز بن مروان، عن أبيه، عن جده أن عمر بن عبد العزيز قال لجرير بن الخطفى: ما أجد لك في هذا المال حقا، و لكن هذه فضلة من عطائي ثلاثون دينارا، فخذها و اعذر. قال: بل أعذرك يا أمير المؤمنين (3).

قال ابن يونس: و لست أعرفه،- يعني إدريس - في أهل مصر (4).

576 - إدريس بن محمد بن أحمد بن أبي خالد

أبو عيسى الأزديّ الصّوريّ (5) الحلال

حدّث عن أبي عاصم محرر بن عبد العزيز الجذامي، و الصّوري، و أحمد بن القاسم بن خديش الطّبراني، و أبي القاسم بن أبي العقب، و أبي عمير عدي بن

ص: 371


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى باطرقان، إحدى قرى أصبهان.
2- ترجمته في سير الأعلام 578/15(350) و الأنساب (الصدفي). و هذه النسبة إلى الصدف بكسر الدال، و هي قبيلة من حمير نزلت مصر.
3- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 1333/3-1334.
4- قال ابن العديم في بغية الطلب: و كان مع أبيه بخناصرة و شهد وفاته بدير سمعان، مع من شهده من ولده. 1333/3.
5- هذه النسبة إلى صور، بلدة كبيرة من بلاد ساحل الشام.

أحمد بن عبد الباقي الأذني (1)،و خطي بن أحمد الصّوري، و أبي الطّيّب علي بن محمد بن أبي سليمان الصّوري، و أبي الليث محمد بن عبد الوهاب الصّيداوي.

روى عنه: أبو سعد الماليني، و أبو بكر محمد بن جميل بن العجمية الصّوفي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنا جدي أبو محمد المقرئ، أنا أبو علي الحسن بن علي المقرئ، نا أبو بكر محمد بن جميل بن العجمية الصوفي - بصور - نا إدريس بن محمد بن أبي خالد، نا محمد بن أبي عبد الوهاب بن الغاز، نا أبو الحسن سلامة بن جعفر، نا عبد اللّه بن محمد بن هانئ، نا مبارك أبو سحيم، نا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أن أصحابه شكوا إليه: أنّا نصيب من الذنوب؛ فقال لهم:«لو لا أنكم تذنبون لجاء اللّه بقوم يذنبون فيستغفرون اللّه فيغفر لهم»[2004].

قرأت بخط أبي عبد اللّه محمد بن علي الصّوري، و أنبأنيه أبو سعد بن الطّيّوري، عن أبي عبد اللّه، نا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الصوفي، أنشدني أبو عيسى إدريس بن محمد بن أبي خالد الصّوري - بها - أنشدني أحمد بن القاسم بن خديش الطّبراني:

سأحذر ما يخاف عليّ منه *** و اترك ما هويت لما خشيت

لسان المرء يخبر عن حجاه *** و عيّ المرء يستره السكوت

577 - إدريس بن يزيد

577 - إدريس بن يزيد (2)

أبو سليمان النّابلسي

سكن العراق، و حكى عن: أبي تمام و كان أديبا شاعرا.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب عن رشأ، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أحمد الفرضي، نا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد اللّه الصّولي قال: لقيني يوما أبو سليمان النابلسي في مربد البصرة فقلت له: من أين ؟ قال:

ص: 372


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى أذنة من مشاهير البلدان بساحل الشام عند طرسوس.(الأنساب).
2- ترجمته في الوافي بالوفيات(3740/8) و سماه: إدريس بن عبد اللّه بن إسحاق اللخمي الضرير النابلسي البصري أبو سليمان.

من عند أميركم الفضل بن عبّاس، حجبني، فقلت أبياتا ما سمعها أحد بعد، فقلت:

أنشدنيها، فأنشدني (1):

لمّا تفكّرت في احتجابك (2) *** عاتبت نفسي على عتابك

فما أراها (3) تميل طوعا *** إلاّ إلى اليأس من ثوابك

قد وقع اليأس فاستوينا *** فكن كما شئت في احتجابك (4)

فإن تزرني أزرك و إن *** تقف ببابي أقف ببابك

و اللّه ما أنت في حسابي *** إلاّ إذا كنت في حسابك

قال: و حدثني إدريس هذا، قال: حجبني الحسن بن يوسف اليزيدي فكتبت إليه (5):

سأترككم حتى يلين حجابكم *** على أنّه لا بدّ أن سيلين

خذوا حذركم من نوبة الدّهر إنّها *** و إن لم تكن حانت فسوف تحين

فلما قرأ البيتين ردّني و قضى حاجتي.

578 - آدم نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكنى أبا محمد، و يقال: أبو البشر

جاء في بعض الآثار أنه كان يسكن بيت أبيات (6)،و مسجدها إليه ينسب.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الفرج، نا إبراهيم بن مروان قال: سمعت أحمد بن إبراهيم بن ملاس يقول: سمعت عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر قال: و كان آدم في بيت أبيات و كانت حوالي بيت لهيا. صوابه عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل.

ص: 373


1- الأبيات الثلاثة الأولى في الوافي 317/8.
2- الوافي: حجابك.
3- الوافي: فلم أجدها.
4- الوافي: اجتنابك.
5- البيتان في الوافي 317/8 و مختصر ابن منظور 215/4.
6- بيت أبيات: غربي الصالحية، من قرى دمشق (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 163).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا مخلد بن مالك، نا أبو خالد الأحمر، عن عوف، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم «خلق - و قال الخلاّل: خلق اللّه - آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر و الأسود و الأبيض و سوى ذلك، و السهل و الحزن، و الخبيث و الطّيب»[2005].

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو معشر الحسن بن سليمان بن نافع الدارمي، نا عباس بن الوليد النّرسي، نا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عوفا يحدث عن قسامة بن زهير. أنه سمع الأشعري يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر و الأسود و الأبيض و سوى ذلك، و السهل و الحزن و الخبيث و الطيب»[2006].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - املاء - أنا محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد، نا أحمد بن سلمان النّجّاد، نا إسحاق بن الحسن الجوني، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن قسامة بن زهير قال:

سمعت الأشعري يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر و الأسود على قدر ذلك و بين ذلك، و السهل و الحزن، و الخبيث و الطّيب»[2007].

أخبرناه عاليا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، و أبو غالب أحمد بن الحسن قالوا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن قسامة بن زهير قال:

سمعت الأشعري يقول (1):قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه عز و جل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء فيهم الأحمر و الأبيض

ص: 374


1- تاريخ الطبري 91/1 عن أبي موسى الأشعري.

و الأسود و بين ذلك، و السهل و الحزن، و الخبيث و الطّيب»[2008]. و لم يقل ابن السبط :

فيهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد قالا: أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصّفّار، نا إسحاق الحربي، نا أحمد بن يونس، نا فضيل، عن هشام، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس قال: إن اللّه عز و جل خلق آدم يوم الجمعة بعد العصر من أديم الأرض فسمّي آدم، أ لا ترى أن من ولده الأبيض و الأسود و الطيب و الخبيث، ثم عهد إليه فنسي فسمّي الإنسان قال: فو اللّه ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط .

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدّد، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن حسان، حدّثني قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عباس أنه سئل عن الساعة التي في يوم الجمعة، فقال: اللّه أعلم، إن اللّه خلق آدم يوم الجمعة بعد العصر فخلقه من قبضة قبضها من أديم الأرض كلها فسمّي آدم أولا ترى أن من ذرّيته: الأحمر و الأسود و الخبيث و الطّيب، ثم عهد إليه فنسي ثم سمّي الإنسان فباللّه ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى هبط إلى الدنيا.

أخبرناه عاليا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي محمد بن إسحاق، أنا أبو حاتم محمد بن عيسى الرازي - بها - و عبدوس بن الحسين النّيسابوري - بها - و أبو عمرو محمد بن أحمد بن إبراهيم قالوا: أنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، نا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، نا هشام بن حسان، حدثني قيس بن سعد، نا عطاء بن أبي رباح قال: كنت جالسا عند ابن عباس فأتاه رجل فقال: يا أبا عباس أ رأيت الساعة التي ذكرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الجمعة ؟ هل ذكر لكم منها؟ فقال:

اللّه أعلم، إن اللّه خلق آدم عليه السلام يوم الجمعة بعد العصر خلقه من أديم الأرض كلها فسمّي آدم، أ لا ترى أن من ولده الأسود و الأحمر و الخبيث و الطيب، ثم عهد إليه فنسي فسمّي الإنسان، فباللّه إن غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط من الجنة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو الحسن سبط البيهقي قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه الصفار، نا أحمد بن مهران، نا أبو نعيم، نا

ص: 375

إبراهيم بن نافع قال: سمعت الحسن بن مسلم يقول: سمعت سعيد بن جبير يحدّث عن ابن عباس قال: خلق اللّه آدم من أديم الأرض كلها فسمّي آدم، قال إبراهيم: فسمعت سعيد بن جبير يقول: سألت ابن عباس فقال: خلق اللّه آدم فنسي فسمّي الإنسان فقال اللّه عز و جل: وَ لَقَدْ عَهِدْنٰا إِلىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (1).

أخبرنا أبو القاسم الحافظ ، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي قال: و أنا عبدوس بن الحسين، نا أبو حاتم، نا أبو نعيم، نا إبراهيم بن نافع، نا الحسن بن مسلم قال: سمعت سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس - أو سئل: فقيل:- يا أبا عباس الساعة التي من يوم الجمعة ؟ فقال ابن عباس: اللّه أعلم ؟ خلق اللّه آدم من بعد العصر يوم الجمعة، و خلقه من أديم الأرض، فسجدوا له، ثم عهد إليه فنسي فسمّي الإنسان، فو اللّه إن غابت الشمس حتى خرج منها.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصّدقي (2)،أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم العامري، أنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه، أنا وهب بن زمعة، أنا عبد اللّه، عن شريك، عن خصيف (3)،عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إنما سمّي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، قبض قبضة من وجه الأرض فخلقه منها و سمّي آدم، ففي الإنسان الأسود و الأحمر و الأبيض، لأن الطين منه الأسود و الأحمر و الأبيض.

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن إسماعيل بن صدقة بن الغزال المصري - بمكة حرسها اللّه شفاها - نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب - بدمشق - أنا محمد بن أحمد بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، و أحمد بن سندي الحداد، قالا: نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطّار، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، أخبرني محمد بن إسحاق، عن الزّهري قال: إن اللّه بعث ملكا ليأتيه من تربة الأرض،

ص: 376


1- سورة طه، الآية:115.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سكة صدقة من سكك مرو، و هي منسوبة إلى صدقة بن الفضل المروزي، صديق أحمد بن حنبل. و في م: الصدفي.
3- هو خصيف بن عبد الرحمن أبو عون الجزري الحراني ترجمته في سير الأعلام 145/6.

فقالت الأرض: ما نريد أن تنقصني، إن اللّه يخلق مني خلقا فيعصيه ذلك الخلق، فيعاقبني منه عقوبة، فأعوذ باللّه منك قال: فرجع إلى ربّه، ثم بعث آخر فكان من قصته مثل ذلك و بعث آخر.

قال: و قال محمد بن إسحاق و مقاتل: إن الأول كان إسرافيل، و الثاني ميكائيل، و الثالث ملك الموت، فلما ذهب ملك الموت ليقبض منها استعاذت منه، فقال ملك الموت: أرى طاعة ربّي أوجب عليّ من رحمتي إياك، قال: فحمل منه تربة حتى أتى بها ربّه عز و جل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن محمد بن عاصم، نا عبد اللّه بن محمد بن النعمان، نا عمرو بن حمّاد، نا أسباط بن نصر، عن السّدّي - ذكره - عن أبي مالك، و عن أبي صالح عن ابن عباس - و عن مرة عن عبد اللّه بن مسعود - و عن أناس من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال (1)لما فرغ اللّه من خلق ما أحبّ استوى على العرش و قال للملائكة:

إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً إلى قوله: إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ (2) من شأن إبليس، فبعث جبريل عليه السلام إلى الأرض ليأتيه بطين منها، فقالت الأرض: إنّي أعوذ باللّه منك أن تنقص مني، أو تشينني (3) فرجع، و لم يأخذ فقال: يا ربّ إنها عاذت بك فأعذتها، فبعث ميكائيل فقالت مثل ذلك [فأعاذها] (4) فرجع،[فقال كما قال جبرئيل] (5) فبعث ملك الموت فعاذت منه فقال: و أنا أعوذ باللّه أن أرجع، و لم أنفذ أمره، فأخذ من وجه الأرض، و خلط فلم يأخذ من مكان واحد، و أخذ من تربة حمراء و بيضاء و سوداء، فلذلك خرج بنو آدم مختلفين، فصعد به، فبلّ ترابه حتى عاد طينا لازبا - و اللاّزب: هو الذي يلتزق بعضه ببعض - ثم لم يزل (6) حتى أنتن و تغيّر، فلذلك حين يقول: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (7) قال منتن.

ص: 377


1- الخبر في تاريخ الطبري 90/1.
2- سورة البقرة، الآية:30.
3- في الطبري: مني شيئا و تشينني.
4- الزيادة عن تاريخ الطبري.
5- الزيادة عن تاريخ الطبري.
6- الطبري: ثم ترك.
7- سورة الحجر، الآية:26.

ثم قال للملائكة (1): إِنِّي خٰالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذٰا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سٰاجِدِينَ (2) فخلقه اللّه بيديه لكي لا يتكبّر إبليس عنه، ليقول له: تتكبر عما عملت بيدي، و لم أتكبّر أنا عنه، فخلقه بشرا، فكان جسدا من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة، فمرّت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه، و كان أشدّهم فزعا منه إبليس، فكان يمرّ به فيضربه، فيصوّت الجسد كما يصوت الفخار، فيكون له صلصلة فلذلك حين يقول من صَلْصٰالٍ كَالْفَخّٰارِ (3) و يقول: لأمر ما خلقت، و دخل في فيه و خرج من دبره، فقال للملائكة: لا ترهبوا من هذا، و هذا أجوف، لئن سلّطت عليه لأهلكنّه.

فلما (4) بلغ الحين الذي يريد اللّه أن ينفخ فيه الروح، قال للملائكة: إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له، فلما نفخ فيه الرّوح فدخل الروح في رأسه عطس، فقالت له الملائكة: قل: الحمد للّه، فقال: الحمد للّه، فقال اللّه: رحمك ربك، فلما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام، فوثب قبل أن يبلغ الروح في رجليه عجلان إلى ثمار الجنة، فذلك حين يقول خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ (5)فَسَجَدَ الْمَلاٰئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ . إِلاّٰ إِبْلِيسَ أَبىٰ (6) و استكبر قال اللّه عز و جل: مٰا مَنَعَكَ أَلاّٰ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ (7) لما خلقت خلقت بيدي ؟ فقال: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ (8) لم أكن لأسجد لبشر خلقته من طين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة، نا القاسم بن خليفة، نا عمرو بن محمد، نا عبد الأعلى، عن يحيى بن خالد بياع الطنافس - قال: لما أراد اللّه عز و جل

ص: 378


1- تاريخ الطبري 93/1.
2- سورة ص، الآية:71.
3- سورة الرحمن، الآية:14.
4- تاريخ الطبري 94/1.
5- سورة الأنبياء، الآية:37.
6- سورة الحجر، الآيتان:30-31.
7- سورة الأعراف، الآية:12.
8- سورة الأعراف، الآية:12.

أن يخلق آدم بعث جبريل فقال: ائت الأرض فاقبض منها قبضة أخلق منها خلقا و أعيده فيها، فأتاها فقال: إن اللّه عز و جل بعثني إليك أقبض منك قبضة يخلق منها خلقا و يعيده فيك، قالت: إني أعوذ بالذي أرسلك أن تنقصني أو أن تمسّني، فرجع فقال: يا ربّ إنها استعاذت بك قال: فبعث ميكائيل و قال مثل ذلك، و قالت له الأرض مثل ذلك، فرجع فقال: يا ربّ إنها استعاذت بك فبعث ملكا فأتاها فقال: إن اللّه بعثني إليك أقبض منك قبضة يخلق منها خلقا و يعيده فيك، قالت: إني أعوذ بالذي أرسلك أن تنقصني أو تمسّني قال: و أنا أعوذ بالذي أرسلني إليك أن أرجع حتى أمضي لأمره، ففعل فسمّاه ملك الموت و وكله بالموت.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد (1)،نا خالد بن خداش بن عجلان (2)،نا عبد اللّه بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن من حدّثه عن أبي ذرّ قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن آدم خلق من ثلاث ترب (3) سوداء و بيضاء و حمراء (4)»[2009].

قال: و أنا ابن سعد (5)،أنا عمرو بن عاصم الكلابي، نا المعتمر بن سليمان، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، قال: خلق آدم من أديم الأرض كلها من أسودها و أحمرها و أبيضها و حزنها و سهلها، قال: و قال الحسن مثله: و خلق جؤجؤه من ضريّة.

قال: و أنا ابن سعد (6)،أنا حسين بن حسن الأشقر (7)،نا يعقوب بن عبد اللّه القمّي، عن جعفر - يعني ابن أبي المغيرة - عن سعيد بن جبير، عن ابن مسعود قال: إن

ص: 379


1- طبقات ابن سعد 34/1.
2- بالأصل و م «عثمان» و المثبت عن ابن سعد، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 488/10(162).
3- ابن سعد:«تربات».
4- ابن سعد: و خضراء.
5- طبقات ابن سعد 26/1.
6- طبقات ابن سعد 26/1 و الخبر في تاريخ الطبري 90/1 و تفسير الطبري 80/15 (بولاق) نقلا عن ابن عباس.
7- ابن سعد: الأشقري.

اللّه بعث إبليس فأخذ من أديم الأرض من عذبها و مالحها (1)،فخلق منه آدم، فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنة و إن كان ابن كافر، و كل شيء خلقه من مالحها (2)فهو صائر إلى النار و إن كان ابن تقيّ ، قال: فمن ثمّ قال إبليس أَ أَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (3)لأنه جاء بالطينة قال: فسمّي آدم، لأنه خلق من [أديم] (4)الأرض.

جؤجؤه: صدره. و ضريّة: منزل بطريق البصرة إلى مكة نحو اليمامة (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا أبو جعفر بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير بن عبد الحميد، عن يعقوب [القمي] (6)عن جعفر [بن أبي المغيرة] (7)،عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: بعث ربّ العزة عزّ و جل إبليس فأمره أن يحس (8)من أديم الأرض من عذبها و مالحها (9)ففعل، فخلق منه آدم، فمن ثمّ سمّي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، فما خلق من الأرض لم يكن إلاّ سعيدا و إن كان من كافرين، و ما خلق من المالح لم يكن إلاّ شقيا و إن كان من برّ تقيّ .

أخبرنا أبو بكر العدل، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (10)،أنا الفضل بن دكين و محمد بن عبد اللّه الأسديّ ، نا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، قال: خلق آدم من أرض يقال لها دحناء (11).

أخبرنا بهذه الحكاية عالية أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا

ص: 380


1- ابن سعد و الطبري: و ملحها.
2- ابن سعد و الطبري: و ملحها.
3- سورة الإسراء، الآية:61.
4- زيادة عن ابن سعد.
5- ضرية: سميت ضرية بضرية بنت نزار، و هي قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة من البصرة من نجد (معجم البلدان).
6- الزيادة عن الموضعين عن تاريخ الطبري 90/1.
7- الزيادة عن الموضعين عن تاريخ الطبري 90/1.
8- كذا رسمها بالأصل و سقطت من الطبري و في م:«نحس».
9- في الطبري: و ملحها.
10- طبقات ابن سعد 25/1.
11- دحنا يروى فيها القصر و المد، أرض بين الطائف و الجعرانة، و هي من مخاليف الطائف (معجم البلدان).

أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن محمد بن ناجية، نا بندار، نا أبو أحمد، نا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير قال: خلق آدم صلى اللّه عليه و سلم من أرض يقال لها: دحناء - و في الأصل دحرا.

كتب إليّ أبو طالب بن يوسف، أنا أبو إسحاق البرمكي، ثم حدثني أبو المعمّر الأنصاري، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا أبو الحسن بن القزويني، و أبو إسحاق البرمكي، قالا: أنا محمد بن العباس الخزّاز، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أنا أبو محمد عبد اللّه بن مسلم الدّينوري قال: في حديث سعيد بن جبير أنه قال: خلق اللّه عز و جل آدم من دحناء.

و في حديث آخر: و مسح ظهره بنعمان السّحاب، و نعمان: جبل بالقرب من عرفة، و بلغني أنه يتوصّل بوادي القرى و نواحيه، و هما جبلان، يقال لهما: جبلا نعمان (1)،و نسبه إلى السحاب لأنه يشرف عليهما و يعلوهما بالسّحاب، يركز عليهما و يعلوهما قال الشاعر:

أيا جبلي نعمان باللّه خلّيا *** سبيل الصّبا يخلص إليّ نسيمها

و في حديث آخر للحسن: أنه خلق جؤجؤه من نقاضريّة، أي خلق صدره من رمل ضريّة.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا أحمد - هو ابن يوسف - نا خلف - و هو ابن هشام - نا إسماعيل - هو ابن عبد الكريم - حدّثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا يقول: خلق اللّه آدم مما شاء و كما شاء فكان كذلك فَتَبٰارَكَ اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِينَ (2)خلق من التراب و الماء، فمنه لحمه و دمه و شعره و عظامه و جسده كله، فهذا به و الخلق الذي خلق اللّه منه آدم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسين محمد بن المظفّر الحافظ ، نا أبو بكر محمد بن محمد بن

ص: 381


1- انظر معجم البلدان 293/5-294.
2- سورة المؤمنون، الآية:14.

سليمان الباغندي، نا شيبان بن فروخ الأبلّيّ ، نا مسروق - و الصواب مسرور - بن سعيد التّميمي، عن عبد الرّحمن الأوزاعي، عن عروة بن رويم، عن علي بن أبي طالب قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أكرموا عمّتكم النّخلة، فإنها خلقت من الطين التي خلق منه آدم، و ليس من الشّجر شيء يلقح غيرها، و أطعموا نساءكم الولد الرّطب، فإن لم يكن رطب فالتمر، و ليس من الشجر شجرة أكرم على اللّه من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران عليهما السلام»[2010].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري البندار (1)،و أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن إبراهيم بن القصّاري ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد القصّاري (2)،أنا أبي، قالوا: نا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه بن الهيثم الصرصري، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا أحمد بن محمد بن سعيد التبعي (3)،نا القاسم - يعني ابن الحكم - نا الحسن بن عبد اللّه الكلبي - أبو سالم، من أهل قزوين - عن يحيى بن سعيد البحراني - من أهل غطيف (4)-عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ممّا ذا خلقت النخلة ؟ قال:«خلقت النّخلة و الرّمّان و العنب من فضل طينة آدم»[2011].

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمد بن محمد الباغندي، نا علي بن عبد اللّه بن المديني، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: خلقت الملائكة من نور، و خلق الجان من مارج من نار، و خلق آدم ممّا وصف لكم»[2012].

ص: 382


1- ترجمته في سير الأعلام 402/18.
2- هذه النسبة إلى القصار و هو الذي يقصر الثياب، و لعل بعض أجداد المنتسب إليه يشتغل هذا الشغل، و قد اختص بهذه الحرف أهل خوارزم و آمل طبرستان. و قد ترجم السمعاني لأبي عبد اللّه و لأبيه أبي طاهر.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 612/12(236).
4- غطيف تصغير الغطف، اسم رجل سمي به مخلاف من مخاليف اليمن.

قال: و نا علي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن عبد اللّه بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بمثله.

أخبرنا أبو محمد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، نا محمد بن رافع، نا ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن الحسين - بسمنان - و أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم القرشي، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفّق بن زياد الهرويان، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر البوشنجيّ (1)-بهراة - و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي، و أبو بكر مجاهد بن أحمد بن محمد الطبيب البوشنجيان (2)-بها - قالوا: أنا أبو الحسن (3)الدّاودي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الحمويي (4)،أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم، نا عبد بن حميد، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«خلقت الملائكة من نور، و خلق الجان من مارج من نار، و خلق آدم مما وصف لكم»[2013].

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد، أنا علي بن أحمد الواحدي، أنا أبو بكر الحارثي، نا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، نا أبو يحيى الرازي، نا سهل بن عثمان، نا يحيى بن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن السّدّيّ ، عن من حدثه عن ابن عباس قال: خلق آدم من أديم الأرض فألقي على الأرض حتى صار طينا لازبا - و هو الطين الملتزق - ثم ترك حتى صار حمأ مسنونا - و هو المنتن - ثم خلقه اللّه بيده فكان أربعين يوما مصوّرا حتى يبس فصار صلصالا كالفخار، إذا ضرب عليه صلصل، فذلك الصلصال و الفخار مثل ذلك.

أخبرنا أبو محمد السيدي و أبو المظفر القشيري و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا

ص: 383


1- الأصل و م:«البوسنجي» و الصواب ما أثبت انظر معجم البلدان «بوشنج».
2- بالأصل و م «البوسنجيان»، و الصواب ما أثبت.
3- اسمه: عبد الرحمن بن محمد الداودي الفوشنجي، أبو الحسن، انظر الأنساب (الحموي).
4- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى الجد، و ترجم له في الأنساب و فيه: أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حمويه. و بالأصل و م «الحموي».

أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري (1)،أخبرني عمران بن موسى بن مجاشع، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لما خلق اللّه آدم جعل إبليس يطيف به فلما رآه أجوف قال: طفرت به خلق لا يتمالك (2)»[2014].

أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن مهرابزد (3)النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحرّاني، نا ابن بشار و ابن المثنى قالا: نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن سلمان الفارسي قال: أول ما خلق اللّه عز و جل من آدم رأسه فجعل ينظر و هو يخلق فلما كان بعد العصر قال: يا رب أعجل قبل الليل، فذلك قوله وَ كٰانَ الْإِنْسٰانُ عَجُولاً (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن البقّال، و أبو محمد أحمد، و أبو الغنائم محمد، ابنا علي بن أبي عثمان، قالا: أنا ابن البيّع ح.

و أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني و أبو سعيد بن البغدادي قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه - زاد ابن البغدادي: و محمد بن أحمد بن علي السمسار - قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا محمد بن علي بن أبي عثمان، أنا أبو محمد عبد اللّه بن عبيد اللّه البيع قالا: نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمود بن خداش (5)،نا هشيم، أنا حصين، عن عكرمة قال: لما خلق اللّه آدم - عليه السلام - و نفخ فيه الروح سار، و قال إبراهيم: كان في رأسه، فذهب لينهض قبل [أن يبلغ] (6)الروح

ص: 384


1- هذه النسبة إلى الحيرة محلة بنيسابور، و له ترجمة في الأنساب و اسمه: محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الحيري.
2- البداية و النهاية 96/1.
3- ضبطت عن بغية الوعاة.
4- سورة الإسراء، الآية:11.
5- سير الأعلام 179/12(62).
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانبه كلمة صح.

رجليه، و قال إبراهيم: الرجلين قال: فوقع فقيل خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ (1).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه إسحاق بن محمد بن يوسف السّوسي النيسابوري - بها - نا أبو جعفر محمد بن عبد اللّه البغدادي، أنا إسماعيل بن إسحاق - هو القاضي - نا يحيى بن محمد بن السّكن، نا حمان بن هلال، نا مبارك، حدّثني عبيد اللّه بن عمر، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لما خلق اللّه آدم عطس، فألهمه ربه أن قال: الحمد للّه، فقال له ربه: رحمك اللّه، فلذلك سبقت رحمته غضبه، قال: ثم إن اللّه قال: ائت الملائكة فسلّم عليهم فأتاهم فقال: السلام عليكم، قالوا: السلام عليك و رحمة اللّه، فزادوه:

رحمة اللّه»[2015].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضل بن محمد بن إبراهيم، نا يونس بن محمد، و عبد العزيز بن عباد، قالا: نا يزيد بن أبي حكيم، نا زمعة (2)بن صالح حدّثني سلمة بن وهرام (3)،عن شعيب صاحب جبأ قال: لمّا خلق آدم - عليه السلام - خلقه خلقا عظيما قال: فنفخ فيه الروح، و أجراه في رجليه تحرك، فقال اللّه عز و جل: خلق الإنسان (4)عجولا ثم جرى الروح فيه حتى عطس، فقال: الحمد للّه رب العالمين، فقال اللّه عز و جل: يرحمك ربك، آدم من أنا؟ قال: أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، قال: صدقت.

قال: فلما أصاب المعصية قال: يا رب رحمتني قبل أن تعذّبني، و صدّقتني قبل أن تكذّبني فتب عليّ ، فتاب اللّه عز و جل عليه، قال: فذلك قوله فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ فَتٰابَ عَلَيْهِ ، إِنَّهُ هُوَ التَّوّٰابُ الرَّحِيمُ (5) (6).

ص: 385


1- سورة الأنبياء، الآية:37.
2- بسكون الميم، ترجمته في تهذيب التهذيب 200/2.
3- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 384/2 و فيها يروي عن: شعيب بن الأسود الجبائي.
4- انظر في ترجمته الأنساب (الجبئيّ ) و جبأ بالهمزة في آخرها، جبل بناحية اليمن، قاله ابن ماكولا.
5- كذا بالأصل، و صوابها: وَ كٰانَ الْإِنْسٰانُ عَجُولاً (الإسراء:11) أو خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ (الأنبياء:37).
6- سورة البقرة، الآية:37.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا أبو محمد الحسن بن محمد المديني، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر اللّنباني (1)،نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد القرشي، حدّثني محمد بن صالح، حدّثني عون بن كهمس، عن أبي الأسود الطفاوي - و كان ثقة - عن سعيد بن جبير قال: اختصم ولد آدم فقال بعضهم: أيّ الخلق أكرم على اللّه ؟ قال بعضهم: آدم خلقه اللّه بيده و أسجد له ملائكته، قال آخرون: الملائكة الذين لم يعصوا اللّه، فقالوا:

بيننا و بينكم أبونا. فانتهوا إلى آدم فذكروا له ما قالوا، فقال: يا بني إن أكرم الخلق - يعني محمدا - ما عدا أن نفخ في الروح فما بلغ قدمي حتى استويت جالسا فبرق لي العرش فنظرت فيه محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذاك أكرم الخلق على اللّه.

قال: و نا عبد اللّه بن محمد حدثني محمد بن المغيرة المازني، حدثني أبي قال:

أخبرني رجل من أهل الكوفة من عبّاد الناس من الأنصار قال: حدثني عبد الرّحمن بن عبد ربه المازني من أهل البصرة، عن شيخ من أهل المدينة من أصحاب عبد اللّه بن مسعود قال: لما أصاب آدم الذنب نودي: أن أخرج من جواري، فخرج يمشي بين شجر الجنة فبدت عورته، فجعل ينادي: العفو العفو، فإذا شجرة قد أخذت برأسه، فظن أنها أمرت به، فنادى: بحق محمد إلا عفوت عني فخلّي عنه، ثم قيل له: أ تعرف محمدا؟ قال: نعم، قيل: و كيف ؟ قال: لما نفخت فيّ يا رب الروح رفعت رأسي إلى العرش فإذا فيه مكتوب محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعلمت أنك لم تخلق خلق أكرم عليك منه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا محمد بن يوسف الهروي، نا محمد بن حمّاد الطّهراني (2)،أنا عبد الرزاق، أنا الثوري، عن [أبي] (3) حصين أو غيره، عن سعيد بن جبير قال: إنما سمّي آدم لأنه خلق من أديم الأرض (4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ ، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي أبو

ص: 386


1- ترجمته في سير الأعلام 311/15(151) و اللنباني بتقديم النون.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى طهران قرية بالري، و للمنتسب لها ترجمة في الأنساب.
3- سقطت من الأصل و م، و استدراكها ضروري، عن تاريخ الطبري 91/1 و الرواية التالية.
4- تاريخ الطبري 91/1.

عبد اللّه، أنا عبدوس بن الحسين، نا أبو حاتم محمد بن إدريس، نا عبد اللّه بن رجاء، نا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إنما سمّي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، و إنما سمّي الإنسان لأنه عهد إليه فنسي.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد (1)،نا عمرو بن الهيثم أبو قطن، نا شعبة، عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال: إنما سمّي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، و إنما سمّي إنسانا لأنه نسي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا محمد بن يوسف الهروي، نا محمد بن حماد الطّهراني، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، نا شيخ لنا أن ابن عباس قال في قوله تعالى: يٰا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ (2) قال: خلق اللّه تبارك و تعالى آدم من أديم الأرض يوم الجمعة بعد العصر فسمّاه آدم ثم عهد إليه فنسي فسمّاه الإنسان. قال ابن عباس: فتاللّه ما غابت الشمس حتى أهبط من الجنة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد (3) بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا أبو عامر، نا زهير، عن عبد اللّه بن محمد، عن عمرو بن شرحبيل عن (4) سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده، عن سعد بن عبادة: أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: أخبرنا عن يوم الجمعة ما ذا فيه من الخير؟ قال:«فيه خمس خلال: فيه خلق آدم، و فيه أهبط آدم، و فيه توفّى اللّه آدم، و فيه ساعة لا يسأل عبد فيها شيئا إلاّ أتاه اللّه إياه ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم، و فيه تقوم الساعة ما من ملك مقرّب و لا سماء و لا أرض و لا جبال و لا حجر إلاّ و هو يشفق من يوم الجمعة»[2016].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو

ص: 387


1- طبقات ابن سعد 26/1.
2- سورة البقرة، الآية:35.
3- مسند أحمد بن حنبل 284/5.
4- بالأصل و م «بن» و المثبت عن مسند أحمد.

بكر محمد بن داود بن سليمان الصّوفي قال: قرئ على أبي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي - بمصر، و أنا أسمع فأقرّ به - حدّثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - في مدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - نا أبي إسماعيل بن موسى، عن أبيه عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم أجمعين.

و أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)، نا محمد بن محمد بن الأشعث، حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، حدّثني أبي عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أهل الجنة ليس لهم كنى إلاّ آدم فإنه يكنى أبا محمد» و في حديث الفراوي:«بأبي محمد توقيرا و تعظيما»، قال ابن عدي: هذا من المنكر في هذه النسخة[2017].

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا إبراهيم بن محمد، نا الحسن بن جرير، نا محمد بن أبي السّري و نوح بن الهيثم ح.

قال: و أنا تمام، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الكندي، نا محمد بن إدريس بن حمادة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي، نا إسحاق بن إبراهيم الغزّي، قالا: نا محمد بن أبي السّري قالا: نا شيخ بن أبي خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أهل الجنة،- و في حديث الكندي: الناس - يوم القيامة يدعون بأسمائهم - و في حديث الغزي: يدعى الناس بأسمائهم يوم القيامة، و قالوا:- إلاّ آدم فإنه يكنى أبا محمد»[2018].

أخبرناه أعلى من هذا، أبو محمد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا محمد بن المسيّب بن إسحاق، نا وهب بن حفص بن عمرو

ص: 388


1- الكامل في الضعفاء لابن عدي (ح 2797) ج 302/6.

البجلي، نا عبد الملك بن إبراهيم الجدّي (1)،نا حمّاد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ليس أحد يدخل الجنة إلاّ جرد مرد إلاّ موسى بن عمران فإن لحيته تبلغ سرته، و ليس أحد يكنى إلاّ آدم، فإنه يكنى أبا محمد»[2019].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السّهمي، أنا أبو نصر محمد بن عبد الجليل السّمنجاني (2)الفقيه - بغزنة (3)-نا عبد اللّه بن حذيفة، نا عبد اللّه بن محمد بن علي، نا ابن أبي العوّام، نا سليمان بن داود الجرجاني - في مجلس هوذة - نا كثير بن مروان القرشي، عن أبين بن سفيان، عن غالب بن عبد اللّه العقيلي، قال: كنية آدم في الدنيا أبو البشر، و في الجنّة أبو محمد.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، و أبو محمد بن السمرقندي و ابن الأكفاني قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ح.

و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبي أبو الحسن، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عبد السلام بن أحمد بن محمد القرشي، أنا أبو حصين محمد بن إسماعيل بن محمد التّميمي، نا محمد بن عبد اللّه الزاهد، نا موسى بن إبراهيم المروزي، نا بقية، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن كعب قال: ليس أحد في الجنة له لحية إلاّ آدم عليه السلام له لحية سوداء إلى سرته، و ذلك أنه لم يكن له في الدنيا لحية، و إنما كانت اللحى بعد آدم، و ليس أحد يكنى في الجنة غير آدم، و يكنى في الدّنيا أبا البشر، و في الجنّة أبا محمد.

أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - و حدّثني أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن العطّار الحافظ و أبو الخير عبد الهادي بن علي بن محمد بن أحمد الواعظ

ص: 389


1- ضبطت عن تقريب التهذيب:«بضم الجيم و تشديد الدال»، هذه النسبة إلى جدة و هي بليدة بساحل مكة، كما في اللباب.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سمنجان، بليدة من طخارستان وراء بلخ، و هي بين بلخ و بغلان.
3- بفتح أوله و سكون ثانيه ثم نون، لفظ العامة، و الصحيح عند العلماء «غزنين» و هي مدينة عظيمة و ولاية واسعة في طرف خراسان، و هي الحد بين خراسان و الهند.(معجم البلدان).

-جميعا بهمذان عنه أنا [أبو] (1) نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم الدّبري (2) ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد حدثني أبي ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر محمد بن القاسم الصّفّار، و أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد النامقي (3) ح.

و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو سهل عبد الرّحمن بن محمد الماليني قالوا:

أنا أبو طاهر بن محمش، أنا محمد بن الحسين القطّان، نا أحمد بن يوسف السّلمي ح.

و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي و أبو الفتح عبد الرشيد بن أبي يعلى المليحي (4)، قالا: أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو الحسين محمد بن عمر بن حفصوية السّرخسي، و أبو العباس عبد اللّه بن الليث المعمري، و أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الحذابائي الورّاق قالوا: أنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي، أنا سلمة بن شبيب ح.

و أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، أنا أبو عمر محمد بن يوسف القاضي، أنا الحسن بن أبي الربيع ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور الخبّاز، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إسحاق بن إبراهيم ح.

و أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل، أنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنّائي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف، نا محمد بن حمّاد الطّهراني، قالوا:

ص: 390


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- الدبري ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى الدبر و هي قرية من قرى صنعاء اليمن.
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى نامه (الكتاب) و كان يقرأ المناشير و الكتب الواردة من الحضرة فعرب و جعل «نامقا».
4- هذه النسبة - ضبطت عن الأنساب - إلى مليح قرية من قرى هراة (ياقوت).

أنا عبد الرزاق، أنا معمر عن همام (1) بن منبه قال (2):هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن محمد صلى اللّه عليه و سلم أحاديث منها قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خلق اللّه آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلّم على هؤلائك النفر، نفر من الملائكة جلوس، و اسمع (3) ما يجيبونك، فإنها تحيتك و تحية ذريّتك، قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: عليك السلام و رحمة اللّه، قال: فكلّ من يدخل الجنة على صورة آدم عليه السلام و طوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن». و اللفظ لحديث الطّهراني[2020].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا الحاكم أبو سعد محمد بن محمد بن علي، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي، أنا مكي بن عبدان، نا أحمد بن الأزهر، نا روح بن عبادة، نا حمّاد بن زيد (4)،عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«كان طول آدم ستّين ذراعا في سبع أذرع عرضا (5)»[2021].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6) حدثني أبي، نا عفان، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: لما نزلت آية الدين قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أول من جحد آدم، إنّ أول من جحد آدم، إنّ أول من جحد آدم (7)،إنّ اللّه لما خلق آدم مسح ظهره، فأخرج منه ما هو دار (8) إلى يوم القيامة فجعل يعرض ذرّيته عليه، فرأى فيهم رجلا

ص: 391


1- بالأصل «هشام» خطأ و الصواب ما أثبت عن البداية و النهاية 98/1 و انظر ترجمته في سير الأعلام 311/5 (148). و تقرأ في م: هشام، و تقرأ:«همام».
2- مسند أحمد 312/2 و 315 و البداية و النهاية 98/1.
3- في المصدرين السابقين: و استمع.
4- في البداية و النهاية 98/1 سلمة.
5- الحديث في مسند أحمد 535/2 و البداية و النهاية 98/1 قال ابن كثير: انفرد به أحمد.
6- مسند أحمد 251/1 البداية و النهاية 98/1-99 نقلا عن الإمام أحمد.
7- كذا بالأصل كررت ثلاث مرات و مثلها في البداية و النهاية، و العبارة في مسند أحمد إن أول من جحد آدم عليه السلام أو أول من جحد آدم. و كررت في م مرتين.
8- كذا بالأصل و م، و في مسند أحمد:«من ذراري» و في البداية و النهاية: ذاري.

يزهر، فقال: أي ربّ من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قال: أي ربّ كم عمره ؟ قال: ستون عاما، قال: أي ربّ زد في عمره، قال: لا، إلاّ أن أزيده من عمرك، و كان عمر آدم ألف عام، فزاده أربعين عاما، فكتب اللّه عزّ و جلّ بذلك كتابا، و أشهد عليه الملائكة، فلما احتضر آدم فأتته الملائكة لتقبضه قال: إنه قد بقي من عمري أربعون عاما فقيل: إنك قد وهبتها لابنك داود، قال: ما فعلت و أبرز اللّه عليه الكتاب و شهدت عليه الملائكة»[2022].

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الجبلي (1)،نا أبو عبد اللّه محمد بن خالد بن يزيد الرّاسبي، نا الفضل بن يعقوب الجزري، نا فضال بن عيسى، نا الحارث بن عبد الرّحمن، نا سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لما خلق اللّه آدم - عليه السلام - نفخ فيه الروح فقال: الحمد للّه تعالى، فقال له ربه تعالى: رحمك ربك، ثم قال: اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملإ منهم فقل: السلام عليكم، فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: سلام عليك و رحمة اللّه و بركاته، ثم رجع إلى ربه تعالى فقال: هذه تحيّتك و تحيّة ذريّتك بينهم، ثم قال له و يداه مقبوضتان: يا آدم اذهب - يعني اختر - قال: اخترت يمين ربّي تعالى، و كلتا يديه يمين، ثم بسطها فإذا فيها آدم و ذريّته فقال: يا رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء آدم و ذريّته و إذا كل إنسان منهم مكتوب عمره، و إذا آدم مكتوب ألف سنة و إذا فيهم رجل أضواهم - أو من أضواهم - لم يكتب له إلاّ أربعين سنة، فقال: أي رب من هذا؟ قال: ابنك داود، قال: يا رب زد في عمره، قال: ذاك الذي كتب، قال: فإني أجعل له من عمري ستين سنة، قال: أنت و ذاك فأدخل الجنة ما شاء، ثم أهبط منها فكان يعد لنفسه قال: فأتاه ملك الموت - عليه السلام - فقال له: عجلت أ ليس قد كتب اللّه تعالى لي ألف سنة ؟ قال: بلى، و لكنك قد جعلت لابنك داود ستين سنة، قال: ما جعلت، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: فجحد فجحدت ذرّيّته و نسيت ذرّيته قال: فيومئذ أمر بالكتاب و الشهود (2)»[2023].

كذا قال: فضال بن عيسى، و هو وهم و الصواب: صفوان بن عيسى.

ص: 392


1- ضبطت عن الأنساب، و ترجم له.
2- البداية و النهاية 98/1.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن أحمد البيهقي قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا بكار بن قتيبة القاضي - بمصر - نا صفوان بن عيسى القاضي، نا الحارث بن عبد الرّحمن بن أبي ذباب (1)،عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لما خلق اللّه آدم و نفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد للّه، فحمد اللّه بإذن اللّه تعالى. فقال له ربّه: رحمك ربك يا آدم، و قال له: يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملإ منهم جلوس فقل: السلام عليكم، فذهب، قالوا: و عليكم السلام و رحمة اللّه و بركاته، ثم رجع إلى ربه فقال: هذه تحيّتك و تحيّة بنيك بينهم. فقال اللّه تعالى له و يداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت فقال: اخترت يمين ربي، و كلتا يديّ ربي يمين مباركة، ثم بسطها فإذا فيها آدم و ذرّيته»[2024].

و ذكر الحديث. و قد روي عن ابن أبي ذباب من وجه آخر.

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة الحرّاني من أصل كتابه إملاء ح.

و أخبرناه أبو محمد السّيّدي، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، نا أبو عروبة بن أبي معشر، نا مخلد بن مالك، نا أبو خالد الأحمر، عن ابن أبي ذباب المدني - رجل من دوس - أخبرني سعيد بن أبي سعيد، و يزيد بن هرمز، عن أبي هريرة و محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، و داود بن أبي هند عن الشعبي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خلق اللّه آدم بيده، و نفخ فيه من روحه، و أمر الملائكة فسجدوا له قال: فجلس فعطس فقال:

الحمد للّه فقال له ربه: يرحمك ربّك، ائت أولئك الملأ من الملائكة فقل: السلام عليكم، فأتاهم فسلم عليهم فقالوا: و عليك و رحمة اللّه، ثم رجع إلى ربه تبارك و تعالى فقال: هذه تحيّتك و تحية ذريتك بينهم. ثم قبض له يديه فقال له: خذ أو اختر، فقال:

اخترت يمين ربي، و كلتا يديه يمين يمين (2)،ففتحها له، فإذا فيها صورة آدم و ذريته

ص: 393


1- بالأصل:«دباب» و المثبت و الضبط عن التبصير 578/2 و فيه: الحارث بن سعد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب.
2- كذا مكررة بالأصل و ذكرت مرة واحدة في م.

كلّهم، و إذا كل رجل منهم مكتوب عند رأسه أجله قال: فإذا آدم عليه السلام قد كتب له ألف سنة، و إذا قوم عليهم النّور، قال: يا ربّ من هؤلاء الذين عليهم النور؟ قال: هؤلاء الأنبياء و الرّسل الذين أرسل إلى عبادي أو خلقي، و إذا فيهم رجل من أضواهم نورا لم يكتب له من عمره إلاّ أربعين سنة، قال: يا ربّ ما بال هذا من أضواهم نورا لم يكتب له من عمره إلاّ أربعين سنة قال: ذلك ما كتبت له، قال: يا رب زده من عمري ستين سنة».

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فلما أسكنه اللّه الجنّة، و أهبطه إلى الأرض كما ذكر في القرآن، أتاه ملك الموت فقال له آدم: عجّلت عليّ ، قال: ما فعلت قال: بلى، بقي من عمري ستون سنة، قال: ما بقي من عمرك شيء، سألت ربك أن يكتبه لابنك داود، قال آدم: ما فعلت، قال: بلى».

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: فنسي فنسيت ذريته، و جحد فجحدت ذريته، فمن يومئذ وضع اللّه الكتاب و أمر بالشهود.

قال: فلقيه موسى بن عمران فقال: أنت آدم خلقك اللّه بيده و نفخ فيك من روحه، و أمر الملائكة أن يسجدوا لك و أسكنك الجنة، فأخرجت الناس من الجنة بذنبك، أو بخطيتك ؟ فقال له آدم: أنت موسى اصطفاك اللّه برسالاته و بكلامه و أنزل عليك التوراة فيها تبيان كل شيء فبكم وجدت اللّه كتب التوراة قبل أن يخلقني ؟ قال: بأربعين عاما، قال:

فوجدت فيها: وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ (1)؟قال: نعم، قال:«فتلومني على أن أعمل عملا كتبه اللّه عليّ قبل أن يخلقني بأربعين عاما» قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فحج آدم موسى» لفظهما متقارب[2025].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا أبو الفضل العباس بن محمد بن معاذ النّيسابوري، نا أحمد بن محمد بن نصر، نا الفضل بن دكين، نا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السّمّان، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لما خلق اللّه آدم مسح على ظهره فسقط من ظهره كلّ نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، و جعل بين عيني

ص: 394


1- سورة طه، الآية:121.

[كل إنسان] (1)منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال:

هؤلاء ذريتك، فرأى رجلا منهم فأعجبه و بيص ما بين عينيه قال: يا رب من هذا؟ قال:

هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، فقال: أي رب كم جعلت عمره ؟ قال:

ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة، فلما انقضى عمر آدم، جاءه ملك الموت، فقال آدم: أ و لم يبق من عمري أربعون سنة ؟ قال: أ و (2)لم تعطها ابنك داود، قال: فجحد فجحدت ذريته، و نسي فنسيت ذريته، و خطئ فخطئت ذريته» (3)[2026].

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، أنا العباس بن الوليد بن مزيد (4)،أنا ابن شعيب، أخبرني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه زيد بن أسلم أنه حدّثه عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه تبارك و تعالى لما أن خلق آدم مسح ظهره بيده، فخرّت منه كلّ نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، و انتزع ضلعا من أضلاعه فخلق حواء، ثم أخذ عليهم العهد أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا:[بَلىٰ ] شَهِدْنٰا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيٰامَةِ ، إِنّٰا كُنّٰا عَنْ هٰذٰا غٰافِلِينَ (5)قال: ثم اختلس كل نسمة من بني آدم نوره في وجهه، و جعل فيه البلوى التي كتب أنه يبتليه بها في الدنيا من الأسقام، ثم عرضهم على آدم فقال: يا آدم هؤلاء ذريتك، فإذا فيهم الأجذم و الأبرص و الأعمى و أنواع الأسقام، فقال آدم: يا ربّ لم فعلت هذا بذريتي ؟ قال: كي تشكر نعمتي يا آدم، قال آدم: يا ربّ من هؤلاء الذين أراهم أظهر الناس نورا؟ قال: هؤلاء الأنبياء يا آدم من ذرّيتك قال: فمن هذا الذي أظهر نورا؟ قال: هذا داود يكون في آخر الأمم، قال: يا رب كم جعلت عمره ؟ قال: ستين سنة، قال: يا رب كم جعلت عمري ؟ قال: كذا و كذا، قال: يا ربّ فزده من عمري أربعين سنة حتى يكون عمره مائة سنة، قال: أ تفعل يا آدم ؟ قال: نعم يا ربّ ، قال: فتكتب و نختم أن قد كتبنا و ختمنا لم نغير؟ قال: فافعل أي ربّ ».

ص: 395


1- ما بين معكوفتين زيادة عن البداية و النهاية 97/1.
2- مطموسة بالأصل و المثبت عن البداية و النهاية.
3- الحديث في البداية و النهاية 97/1 قال الترمذي: حسن صحيح، و قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه.
4- بدون إعجام بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 471/12 و في م: مريد.
5- سورة الأعراف، الآية:172 و الزيادة من القرآن الكريم.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فلما جاء ملك الموت إلى آدم عليهما السلام ليقبض روحه قال: ما ذا تريد يا ملك الموت ؟ قال: أريد قبض روحك، قال: أ و لم يبق من أجلي أربعون سنة ؟ قال: أ و لم تعطها ابنك داود؟ قال: لا»[2027].

قال: فكان أبو هريرة يقول: فنسي آدم فنسيت ذريته و خطئ آدم فخطئت ذريته و جحد فجحدت ذريته. قال ابن شعيب: أخبرني ابن أبي العاتكة عن غيره: أن عمر آدم كان ألف سنة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ ، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا الحسن بن يوسف الطرائفي - بمصر - و محمد بن يعقوب بن يوسف، قالا: نا إبراهيم بن مرزوق أبو إسحاق، نا روح بن أسلم، نا المعتمر بن سليمان قال:

سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب (1)في قول اللّه عز و جل: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ إلى قوله- اَلْمُبْطِلُونَ (2)قال فجمعهم فجعلهم أزواجا، ثم صوّرهم، ثم استيقظهم (3)ليتكلموا، فأخذ عليهم العهد و الميثاق، و أشهدهم على أنفسهم أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ ، قٰالُوا: بَلىٰ الآية، قال: فإنّي أشهد عليكم السموات السّبع (4)،و أشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا؛ اعلموا أنه لا إله غيري، فلا تشركوا بي شيئا، فإني سأرسل إليكم رسلا يذكرونكم (5) عهدي و ميثاقي، و أنزل عليكم كتبي؛ فقالوا: شهدنا أنك ربّنا و إلهنا لا ربّ لنا غيرك؛ فأقرّوا يومئذ بالطاعة، و رفع عليهم أباهم آدم فنظر إليهم فرأى فيهم الغني و الفقير، و حسن الصورة و دون ذلك، فقال: يا ربّ ، لو سوّيت بين عبادك ؟ فقال: إني أحببت أن أشكر، و رأى فيهم الأنبياء مثل السّراج عليهم النور، و خصّوا بميثاق في الرسالة و النبوة، و هو الذي يقول: وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثٰاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَ أَخَذْنٰا مِنْهُمْ مِيثٰاقاً غَلِيظاً (6)و هو الذي يقول:

ص: 396


1- الخبر في البداية و النهاية 101/1 و مختصر ابن منظور 219/4.
2- سورة الأعراف، الآية:172.
3- في البداية و النهاية: استنطقهم فتكلموا.
4- زيد في البداية و النهاية: و الأرضين السبع.
5- البداية و النهاية: ينذرونكم.
6- سورة الأحزاب، الآية:7.

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً الآية (1).

قال: فكان روح عيسى في تلك الأرواح التي أخذ اللّه عزّ و جلّ عليها العهد و الميثاق ؟ قال: نعم، أرسل ذلك الروح إلى مريم، قال اللّه تعالى: فَأَرْسَلْنٰا إِلَيْهٰا رُوحَنٰا (2).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم الحرفي (3)،أنا أحمد بن سلمان، نا عبد اللّه بن أبي الدنيا، نا خلف بن هشام، نا الحكم بن سنان، عن حوشب، عن الحسن قال: خلق اللّه عزّ و جلّ آدم عليه السلام حين خلقه، فأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى، و أخرج أهل النار من صفحته اليسرى، فألقوا على وجه الأرض منهم الأعمى و الأصمّ و المبتلي، فقال آدم: يا ربّ أ فلا سوّيت بينهم فقال: إني أحبّ أن أشكر.

[أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصّفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة و الحسن قالا: (4)].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدثني أبي، نا هيثم - يعني ابن خارجة - قال عبد اللّه - و سمعته أنا منه - نا أبو الربيع، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«خلق اللّه آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرّية بيضاء كأنهم الذّرّ، و ضرب كتفه اليسرى فأخرج منه ذرّية سوداء كأنهم الحمم؛ فقال للذي في يمينه إلى الجنّة و لا أبالي، و قال للذي في كفه اليسرى: إلى النّار و لا أبالي»[2028].

ص: 397


1- سورة الروم، الآية:30.
2- سورة مريم، الآية:17.
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة للبقال ببغداد، و من يبيع الأشياء التي تتعلق بالبزور و البقالين. و ترجم له السمعاني تحت اسم: أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن محمد بن الحسين بن عبد اللّه بن إسحاق بن الفرات بن دينار بن مسلم بن أسلم... السمسار الحرفي من أهل بغداد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه، و بعد قوله: قالا، كلام مطموس غير واضح حوالي سطر. و تمامه في م: لما عرضت على آدم ذريته فرأى فضل بعضهم على بعض فقال: أي ربّ أ فلا سوّيت بينهم، فقال: إني أحب أن أشكر.
5- مسند أحمد 441/6 و البداية و النهاية 97/1-98 نقلا عن الإمام أحمد.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان، نا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، نا ضمرة بن ربيعة، عن قادم بن مستورد قال؛ قال عمر بن عبد العزيز: لما أمر اللّه الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام أول من سجد له إسرافيل، فأثابه اللّه عزّ و جلّ أن كتب القرآن في جبهته (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني - قراءة - أنا أبو عبد اللّه القضاعي - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر، نا محمد بن عبد اللّه بن زكريا النّيسابوري، نا أحمد بن محمد قال: و قيل لأبي إبراهيم المزني - رحمه اللّه - أسجدت الملائكة لآدم ؟ فقال: إن اللّه تعالى جعل آدم كالكعبة، فأمر الملائكة أن يسجدوا نحوه تعبّدا، كما أمر عباده أن يسجدوا إلى الكعبة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي، نا محمد بن علي بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السّمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، نا أبو عمران موسى بن إبراهيم البلخي، أنا المعلّى بن هلال، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن مجاهد قال: كان إبليس على سلطان سماء الدنيا، و سلطان الأرض و كان مكتوب في الرفيع الأعلى عند اللّه أنه سيجعل في الأرض خليفة، و أنه سيكون دما و أحداث، فوجد ذلك إبليس فقرأه أو أبصره دون الملائكة، فلما ذكر أمر آدم للملائكة أخبر إبليس الملائكة أن هذا الخليفة الذي يكون ستسجد له الملائكة، و أسرّ إبليس في نفسه أن لن يسجد له، و أخبر الملائكة أن اللّه سيخلق خلقا و أنه يسفك الدماء و أنه سيأمر الملائكة يسجدون لذلك الخليفة قال: فلما قال اللّه عز و جل: إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (3)حفظوا ما كان قال لهم إبليس قبل ذلك فقالوا: أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ الدِّمٰاءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قٰالَ : إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ (4).

ص: 398


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى أرمية، و هي من بلاد أذربيجان.
2- الخبر في البداية و النهاية 96/1.
3- سورة البقرة، الآية:30. و معنى الخلافة: أنه أي آدم سيكون له سلطان عليها متصرفا في موادها ليجعلها ملائمة لحاجاته. قال ابن كثير أنه عزّ جلّ :«أخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم و ذريته كما يخبر بالأمر العظيم قبل كونه، فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف و الاستعلام على وجه الحكمة لا على وجه الاعتراض و التنقص لبني آدم و الحسد لهم كما قد يتوهمه بعض جهلة المفسرين». إن تساؤل الملائكة مرده إلى خوفهم من أن يكون ذلك لتقصير وقع منهم، أو لمخالفة كانت من أحدهم، فأسرعوا بتساؤلهم لتبرئة أنفسهم و قالوا: كيف تخلق غيرنا؟ و نحن دائبون على التسبيح بحمدك و تقديس اسمك ؟. قالوا ذلك رغبة منهم فيما يزيل شبهتهم و ينزع الوساوس من صدورهم، و امتد رجاؤهم إلى اللّه أن يستخلفهم في الأرض. يقول صاحب الظلال: و يوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم من شواهد الحال، أو من تجارب سابقة في الأرض، أو من إلهام البصيرة، ما يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق، أو من مقتضيات حياته على الأرض، و ما يجعلهم يعرفون أو يتوقعون أنه سيفسد في الأرض، و أنه سيسفك الدماء ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد اللّه و التقديس له... و هو متحقق بوجودهم هم.
4- سورة البقرة، الآية:30.

أنبأنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطّبسي عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ ، نا أبو جعفر محمد بن عبيد اللّه بن أبي داود المنادي، نا يونس بن محمد، نا شيبان، عن قتادة قال: قوله [تعالى]: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً (1)قال: سخّر لكم ما في الأرض جميعا كرامة من اللّه، و نعمة لابن آدم، متاعا و بلغة و منفعة إلى قوله: أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ الدِّمٰاءَ قال قتادة: قد علمت الملائكة من علم اللّه أنه لا شيء أكره عند اللّه من سفك الدم و الفساد في الأرض، قال اللّه: إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ قال: قد كان من علم اللّه أنه سيكون من تلك الخليفة رسل و أنبياء و قوم صالحون، و ساكنو (2) الجنّة وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاٰئِكَةِ حتى بلغ، قال: يٰا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمٰائِهِمْ قال: علم آدم من الأسماء - أسماء خلقه - ما لا تعلم الملائكة، فسمّى كل شيء باسمه، و ألجأ كل شيء إلى جنسه، قال اللّه عز و جل: أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ مٰا تُبْدُونَ وَ مٰا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (3) قال: و ذكر لنا: أن اللّه لما أخذ في خلق آدم، قالت الملائكة: ما اللّه بخالق خلقا هو أعلم منا، و لا أكرم على اللّه منّا، قال: فابتليت الملائكة بخلق آدم.

قال: و يبتلي اللّه عباده بما شاء ليعلم من يطيعه و من يعصيه.

ص: 399


1- سورة البقرة، الآية:29.
2- عن تاريخ الطبري 101/1 و بالأصل «و ساكن».
3- سورة البقرة الآيات 30 إلى 33.

قوله تعالى: وَ إِذْ قُلْنٰا لِلْمَلاٰئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّٰ إِبْلِيسَ أَبىٰ وَ اسْتَكْبَرَ (1)قال: و كانت السجدة لآدم و الطاعة للّه، و حسده عدوّ اللّه إبليس على ما أعطاه اللّه من الكرامة، فقال: أنا ناريّ و هو طينيّ (2).

قوله عز و جل: قُلْنٰا يٰا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلاٰ مِنْهٰا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمٰا وَ لاٰ تَقْرَبٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونٰا مِنَ الظّٰالِمِينَ (3)قال: ابتلى اللّه آدم كما ابتلى الملائكة قبله، و كل شيء خلق مبتلى و لم يدع اللّه شيئا من خلقه إلاّ ابتلاه بالطاعة، كما ابتلى السماء و الأرض بالطاعة فقال لهما: اِئْتِيٰا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً، قٰالَتٰا: أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ (4)قال:

ابتلى اللّه آدم فأسكنه الجنة يأكل منها رغدا حيث شاء، و نهاه عن شجرة واحدة أن يأكل منها و قدم إليه منها فما زال به البلاء حتى وقع بما نهي عنه فبدت له سوأته عند ذلك، و كان لا يراها، فأهبط من الجنة.

قوله عز و جل: فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ فَتٰابَ عَلَيْهِ (5)قال: ذكر لنا أنه قال:

يا ربّ أ رأيت أن تبت و أصلحت، قال: فإني إذا أرجعك إلى الجنّة قال: قٰالاٰ: رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنٰا وَ تَرْحَمْنٰا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخٰاسِرِينَ (6)فاستغفر آدم ربه و تاب إليه فتاب عليه إِنَّهُ هُوَ التَّوّٰابُ الرَّحِيمُ (7)و أما عدو اللّه إبليس فو اللّه ما تنصّل من ذنبه و لا سأل التوبة حين وقع بما وقع، و لكنه سأل النظرة إلى يوم الدّين، فأعطى اللّه كل واحد منهما ما سأل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل - في كتابه - أنا أبو بكر

ص: 400


1- سورة البقرة، الآية:30.
2- قال القرطبي في أحكامه 171/7 فإن الطين أفضل من النار من وجوه أربعة: - إن من جوهر الطين الرزانة و السكون و الوقار و الأناة و الحلم و الحياء و الصبر و من جوهر النار الخفة و الطيش و الحدة و الارتفاع و الاضطراب. - إن الخبر ناطق بأن تراب الجنة مسك أذفر و لم ينطق الخبر بأن في الجنة نارا. - إن النار سبب العذاب. - إن الطين مستغن عن النار، و النار محتاجة إلى المكان و مكانها التراب.
3- سورة البقرة، الآية:33.
4- سورة فصلت، الآية:11.
5- سورة البقرة، الآية:37.
6- سورة الأعراف، الآية:23.
7- سورة البقرة، الآية:37.

محمد بن الحسن بن سليم، أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الرّحمن بن كريب البزاز، نا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الأديب العسكري، نا الحسن بن علي بن مجالد القطان، نا محمد بن حميد، نا عبد الوهاب بن معاوية، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (1)قال: عزيمة الصبر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمد بن علي العشاري، نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون، نا أبو بكر محمد بن عبد اللّه العبدي، نا حفص بن عمر بن الصباح، نا قبيصة، نا سفيان، عن عمرو بن قيس، عن عطية بن قيس، عن عطية العوفي في قوله عز و جل: وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً قال: حفظا لما أمر به.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن حصين، عن أبي مالك وَ لاٰ تَقْرَبٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ (2)قال: هي السنبلة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي و أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي قالا: أنا محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد الكوسج، أنا عمّ أبي الحسين بن أحمد بن جعفر الكوسج، أنا إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام، أنا أبو عبد اللّه محمد بن زياد بن عبيد اللّه الزّيادي، أنا فضيل بن عياض، عن حصين، عن أبي مالك قال: الشجرة التي أكل منها آدم هي الحنطة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم، نا سفيان، عن عمرو، عن وهب بن منبّه لِيُرِيَهُمٰا سَوْآتِهِمٰا (3)قال: كان عليه شيء مثل التوز - يعني آدم - قال سفيان: كان ستر عورته فلما أصاب الخطيئة قال: نزع عنه.

ص: 401


1- سورة طه، الآية:115.
2- سورة البقرة، من الآية:35.
3- سورة الأعراف، من الآية:27.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد، نا عبد العزيز بن معاوية أبو خالد العتابي، نا جعفر بن عون، نا سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: وَ طَفِقٰا يَخْصِفٰانِ عَلَيْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ (1)قال: ورق التين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن محمد بن عاصم، نا عبد اللّه بن محمد بن النّعمان، نا عمرو بن حمّاد، نا أسباط بن نصر، عن إسماعيل السّدّيّ ، عن أبي مالك، و عن أبي صالح، عن ابن عباس، و عن مرّة بن شراحيل، عن ابن مسعود، و عن أناس من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم قالوا: أخرج إبليس من الجنة و لعن و أسكن آدم حين قال له: اُسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ (2)فكان يمشي فيها و حشيا ليس له زوج فسكن إليها، فنام نومة، فاستيقظ و إذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها اللّه عز و جل من ضلعه، فسألها: ما أنت ؟ قالت: امرأة، قال: و لم خلقت ؟ قالت: تسكن إليّ ، فقالت له الملائكة: ينظرون ما بلغ علمه: ما اسمها يا آدم ؟ قال: حواء، قالوا: لما سمّيت حوّاء؟ قال: لأنها خلقت من شيء حي، فقال اللّه عز و جل له: اُسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلاٰ مِنْهٰا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمٰا (3)- و الرغد: الهنيء- وَ لاٰ تَقْرَبٰا هٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونٰا مِنَ الظّٰالِمِينَ (4)ثم إن إبليس حلف لهما باللّه: إنّي لكما من الناصحين، و قٰالَ : يٰا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَ مُلْكٍ لاٰ يَبْلىٰ (5)و علم أن لهما سوأة و إنما أراد أن يبدي لهما سوءاتهما، ما توارى عنهما، و يهتك لباسهما، فتقدّمت حواء فأكلت، ثم قالت: يا آدم كل، فإني قد أكلت فلم يضرني، فلما أكل آدم بَدَتْ لَهُمٰا سَوْآتُهُمٰا وَ طَفِقٰا يَخْصِفٰانِ عَلَيْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ، وَ نٰادٰاهُمٰا رَبُّهُمٰا أَ لَمْ أَنْهَكُمٰا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ، وَ أَقُلْ لَكُمٰا: إِنَّ الشَّيْطٰانَ لَكُمٰا عَدُوٌّ مُبِينٌ (6)فقال آدم: إنه حلف لي بك، و لم أكن أن أظن أحدا من خلقك يحلف بك كاذبا

ص: 402


1- سورة الأعراف، الآية:22.
2- سورة البقرة، الآية:34.
3- سورة البقرة، الآية:34.
4- سورة البقرة، الآية:34.
5- سورة طه، الآية:120 و فيها:«هل أدلّك».
6- سورة الأعراف، الآية:23.

وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنٰا وَ تَرْحَمْنٰا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخٰاسِرِينَ ، قٰالَ : اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فأهبطهم إلى الأرض آدم و حواء و إبليس و الحية وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَ مَتٰاعٌ إِلىٰ حِينٍ (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي، أنا محمد بن حماد الطّهراني، أنا عبد الرزاق، أنا سفيان بن عيينة، و عبد اللّه بن المبارك، عن الحسن بن عمارة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كانت الشجرة التي نهى اللّه تبارك و تعالى عنها آدم و زوجته السنبلة فلما أكلا بدت لهما سوءاتهما و كان الذي وارى عنهما عن سوءاتهما أظفارهما وَ طَفِقٰا يَخْصِفٰانِ عَلَيْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ من ورق التين يلزقان بعضها إلى بعض، فانطلق آدم موليا في الجنة، فأخذت برأسه شجرة من شجر الجنة، فناداه ربه تبارك و تعالى: يا آدم أ منّي تفر؟ قال: لا، و لكن استحييك يا رب قال:

ما كان لك فيما منحتك (2) من الجنة و أبحتك منها مندوحة عما حرمت عليك ؟ قال: بلى يا رب، و لكن و عزتك ما حسبت أن أحدا يحلف بك كاذبا، قال: و هو قول اللّه عز و جل وَ قٰاسَمَهُمٰا إِنِّي لَكُمٰا لَمِنَ النّٰاصِحِينَ قال: فبعزتي لأهبطنك إلى الأرض ثم لا تنال من العيش إلاّ كذا.

قال: فأهبطا من الجنة و كان يأكلان منها رغدا فأهبطا إلى غير رغد من طعام و لا شراب، فعلم صنعة الحديد، و أمر بالحرث فحرث و زرع، ثم سقى حتى إذا بلغ حصد ثم داسه ثم ذراه ثم طحنه ثم عجنه ثم خبزه ثم أكله، فلم يبلغه حتى بلغ منه ما شاء اللّه أن يبلغ، و كان آدم عليه السلام حين أهبط من الجنة بكى بكاء لم يبكه أحد على أحد، فلو وضع بكاء داود على خطيئته و بكاء يعقوب أبي يوسف على ابنه و بكاء ابن آدم على أخيه حين قتله مع بكاء أهل الأرض ما عدل بكاء آدم حين أهبط .

قال: و أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله تبارك و تعالى: بَدَتْ لَهُمٰا سَوْآتُهُمٰا قال: كانا لا يريان سوءاتهما فقال آدم: يا ربّ إن تبت و استغفرتك قال: إذا أدخلك الجنة، و أما إبليس فلم يستغفر و سأل النظرة فأعطي كلّ واحد منهما الذي سأل.

ص: 403


1- سورة الأعراف، الآية:24 و بالأصل:«و الا تغفر» و الصواب عن القرآن الكريم.
2- قوله:«فيما منحتك» مكانه بياض في م.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن عبيد اللّه المنادي، نا يونس بن محمد، نا شيبان، عن قتادة قال: ابتلى اللّه آدم فأسكنه الجنة يأكل منها رغدا حيث شاء، و نهاه عن شجرة واحدة أن يأكل منها، و قدم إليه فيها فما زال به البلاء حتى وقع فيما نهي عنه، فبدت له سوأته عند ذلك، و كان لا يراها فأهبط من الجنة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، أنا إسحاق بن الحسن، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن ابن عباس في قوله: وَ طَفِقٰا يَخْصِفٰانِ عَلَيْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ قال: التين. و به، نا سفيان، عن مجاهد: اِهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ قال: آدم و الحية و الشيطان (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان، نا محمد بن عبد الوهاب - أبو قرصافة بعسقلان - نا آدم بن أبي إياس، نا شيبان، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن آدم كان رجلا أدم (2) طوالا سحوقا كثير الشعر، فلما أصاب الخطيئة بدت عورته انطلق هاربا فأخذت شجرة من شجر الجنة برأسه فقال: أرسلني (3)،فقالت له: لست مرسلتك، فناداه ربّه عز و جل: يا آدم أمني تفر؟ قال: لا يا رب، و لكن استحييتك»[2029].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري السلميون قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر الخرائطي، أنا أبو حفص عمر بن مدرك، أنا سهل بن عثمان أبو مسعود العسكري، نا عبد الرحيم بن سليمان، نا محمد بن إسحاق، عن الحسن بن ذكوان، عن الحسن البصري، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أباكم آدم - عليه السلام - كان كالنخلة السّحوق ستّين ذراعا كثير الشعر، موارى العورة، فلما أصاب الخطيئة في الجنّة بدت له سوأته فخرج من الجنة، قال: فلقيته شجرة فأخذت بناصيته،

ص: 404


1- كذا بالأصل و م و زيد في الطبري 112/1 نقلا عن مجاهد: و حواء.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة: صح.
3- كذا بالأصل. و في م:«أرسليني» و هو الصواب.

فناداه ربه: أ فرارا مني يا آدم، قال: بل حياء منك و اللّه يا ربّ مما جئت به» (1)[2030].

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا محمد بن محمد بن سليمان، نا عبد الرّحمن بن عبد الحكم، نا ابن عفير، نا يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن الحسن بن أبي الحسن، عن أبيّ بن كعب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمعته يقول:«إنّ آدم كان رجلا طوالا كالنخلة السّحوق طوله ستون ذراعا كثير الشعر، موارى العورة، لما أخطأ الخطيئة التي أخطأها خرج هاربا في الجنة، فمرّ بشجرة فأخذت برأسه، قال: أرسليني، قالت: ما أنا بمرسلتك، فناداه اللّه سبحانه و تعالى: أ فرارا مني يا آدم ؟ قال: بل حياء منك يا ربّ فأهبطه اللّه تعالى، حتى إذا أراد أن يتوفاه أرسل إليه ملائكة، فقامت حوّاء لتحول بينهم و بينه فقال: خلّي بيني و بين رسل ربّي، فتوفوه ثم غسلوه بالسّدر و الماء و كفّنوه في وتر ثم صلّوا عليه و دفنوه و قالوا: هذا سنة ذرّيتك من بعدك»[2031].

رواه قتادة عن الحسن فزاد في أسناده: عتيّ (2) بن ضمرة.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن يعقوب، أنا يحيى بن أبي طالب، نا عبد الوهاب بن عطاء، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عتيّ بن ضمرة، عن أبيّ بن كعب، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «أن آدم كان رجلا طوالا كأنه نخلة سحوق، كثير شعر الرأس، فلما ركب الخطيئة بدت له عورته، و كان لا يراها قبل ذلك، فانطلق هاربا في الجنة، فتعلّقت به شجرة فقال لها: أرسليني، قالت: لست بمرسلتك، قال: و ناداه ربه: يا آدم أ منّي تفر؟ قال: يا رب إني استحييتك»[2032].

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاّف ح.

و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن

ص: 405


1- الحديث في البداية و النهاية 87/1 قال ابن كثير: و الحسن لم يدرك أبيا.
2- في البداية و النهاية:«يحيى»، قال: و هذا أصح فإن الحسن لم يدرك أبيا.

العلاّف قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمد بن جعفر الخرائطي، نا عمر بن مدرك أبو حفص القاصّ ، نا عبد المؤمن بن علي الزّعفراني، نا عبد السلام بن حرب الملائي (1)،عن هشام بن حسان، عن الحسن قال:

لما أصاب آدم الخطيئة خرج هاربا من الجنة فتعلّق غصن من أغصان الشجرة بشعره فناداه اللّه تعالى إلى أين يا آدم أ فرارا مني ؟ قال: لا يا رب و لكن حياء منك.

قال: و أنا الخرائطي، نا أبو حفص عمر بن محمد النسائي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا عبد العزيز بن عمير قال: قال اللّه تبارك و تعالى: يا آدم أخرج من جواري، و عزتي لا يجاورني في داري من عصاني، يا جبريل أخرجه إخراجا غير عنيف، فأخذ بيده يخرجه، فتعلّق شعره ببعض أغصان شجر الجنّة، فظن آدم أنه قد بطش به فقال: إنّا كنا من نسل الجنة فسبانا إبليس بالخطيئة إلى الدنيا، فليس ينبغي لنا أن نقر عينا أو نرجع إلى الدار التي منها سبينا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا الحجّاج، نا حمّاد بن يزيد، عن خالد [الحذّاء] قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد آدم خلق للأرض أم للسماء؟ فقال: ما هذا يا أبا مبارك ؟ قال: فقال خلق للأرض، قال: فقلت: أ رأيت لو أنه استعصم فلم يأكل من الشجرة ؟ قال: لم يكن له بدّ من أن يأكل منها لأنه خلق للأرض.

أنبأنا أبو طاهر الحنّائي، و أبو محمد بن الأكفاني و ابن السمرقندي، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبي أبو الحسن، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عبد السلام بن أحمد بن محمد القرشي، أنا محمد بن إسماعيل التّميمي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الزاهد، نا موسى بن إبراهيم المروزي، نا نوح بن درّاج، عن أبي روق الهمداني، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن آدم

ص: 406


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الملاء و الملاءة، و هو المرط الذي تتستر به المرأة إذا خرجت، قال السمعاني: و ظني أن هذه النسبة إلى بيعه.

كان لغته في الجنة العربية فلما عصى ربه سلبه اللّه العربية، فتكلم بالسريانية، فلما تاب اللّه عليه ردّ عليه العربية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن علي السّمّذيّ (1)،أنا أبو حاتم - يعني مكي بن عبدان - نا عبد اللّه بن هاشم بن حيّان، نا يحيى، عن التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: لما خلق اللّه آدم قال: واحدة لي و واحدة لك و واحدة بيني و بينك، أما التي لي تعبدني و لا تشرك بي شيئا، و أما التي لك فما عملت من خير جزيتك به، و أما التي بيني و بينك فمنك المسألة و الدعاء و عليّ الإجابة، و أن أغفر، فأنا الغفور الرحيم.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن السّمسار قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا ابن أبي مذعور، نا خالد بن الحارث، نا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا (2)قال: قيل لآدم: أ تأخذها فبما فيها فإن أطعت فأغفر لك و إن عصيت عذبتك ؟ قال: فما كان إلاّ كما بين صلاة العصر إلى أن غربت الشمس حتى أصاب الذنب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا الكديمي (3)،نا بشر بن عمر، نا شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله: إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسٰانُ إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولاً فلم تقبلها الملائكة، فلمّا خلق اللّه آدم عرضها عليه، فقال: يا ربّ ما هي ؟ قال: إن أحسنت جزيتك، و إن أسأت عذّبتك، قال: فقد تحمّلتها يا رب.

ص: 407


1- ضبطت عن التبصير 750/2 و هذه النسبة إلى السمذ و هو نوع من الخبز الأبيض الذي تعمله الأكاسرة و الملوك (الأنساب).
2- سورة الأحزاب، الآية:72.
3- اسمه محمد بن يونس بن موسى بن سليمان، أبو العباس القرشي البصري، ترجمته في سير الأعلام 302/13(139).

قال: فما كان بين أن تحمّلها إلى أن أخرج من الجنّة إلاّ قدر ما بين الظّهر و العصر.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه، أنا أبو الحسن الواحدي، أنا أبو بكر الحارثي - و هو أحمد بن محمد - أنا أبو الشيخ الحافظ ، نا أبو يحيى الرازي، نا سهل العسكري، نا يعلى بن عبيد، عن جويبر، عن الضّحاك، عن ابن عباس قال: إن اللّه تعالى قال لآدم: إني عرضت الأمانة على السموات و الأرض فلم تطقها فهل أنت حاملها بما فيها قال: أي ربّ و ما فيها قال: إن حفظتها أجزت و إن ضيّعتها عذّبت، قال:

فقد حملتها بما فيها. قال: فما غبر في الجنة إلاّ كقدر ما بين الظّهر و العصر حتى أخرجه إبليس.

قال جويبر: فقلت للضحاك: و ما الأمانة ؟ قال: الفرائض على كلّ مؤمن، و حقّ على كلّ مؤمن أن لا يغش مؤمنا و لا معاهدا في قليل و لا كثير، فمن انتقص شيئا من الفرائض فقد خان أمانته.

قال: و أنا الواحدي، أنا أحمد بن الحسن الحيري، نا محمد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفّان، نا أبو أسامة، عن النضر بن عربي: أن رجلا سأل مجاهدا عن قوله: إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ الآية، فقال مجاهد: لما خلق اللّه السموات و الأرض و الجبال عرض الأمانة عليها فلم تقبلها، فلما خلق اللّه آدم عرضها عليه فقال: يا ربّ و ما هي ؟ قال: إن أحسنت جزيتك و إن أسأت عذّبتك، قال: فقد تحمّلتها يا ربّ ، قال مجاهد: فما كان بين أن تحمّلها و بين أن أخرج من الجنّة إلاّ قدر ما بين الظّهر و العصر.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن الشرقي، نا محمد بن يحيى بن خالد الذهلي، نا محمد بن الصّلت أبو جعفر، نا أبو كدينة يحيى بن المهلّب البجلي، عن مطرف، عن عطية، عن ابن عمر: إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا قال: من الطاعة و المعصية عرضها على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها، و عرضها على آدم عليه السلام قال: هل أنت آخذها بما فيها؟ قال: و ما هي ؟ قال: إن أحسنت جزيت و إن أسأت عوقبت! قال: نعم.

ص: 408

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي (1)،أنا عبد الرّحمن عمر بن النحاس، أنا أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، نا محمد بن شاذان الجوهري، نا عبيد اللّه بن عائشة، نا عبد الواحد بن زياد، نا أبو روق (2)عطية بن الحارث، قال: سمعت الضّحاك بن مزاحم يقول في قوله عزّ و جلّ : إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ الآية، قال عرض عليهن العمل و قال:

إن أحسنتنّ جوزيتنّ و إن أسأتنّ عوقبتنّ قال: فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا و عرضها على آدم عليه السلام فحملها إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولاً قال: ظالم في خطيئته، جاهل فيما حمّل ولده.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني، نا أبي، نا أحمد بن محمد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمد، حدّثني يعقوب بن إسحاق، نا محمد بن معاذ، عن ابن السّماك، عن عمر بن ذرّ، عن مجاهد قال: أوحى اللّه إلى الملكين: أخرجا آدم و حواء من جواري، فإنهما قد عصياني، فالتفت آدم إلى حوّاء باكيا و قال: استعدي للخروج من جوار اللّه عز و جل، هذا أول شؤم المعصية، فنزع جبريل التاج عن رأسه، و حلّ ميكائيل الإكليل عن جبينه، و تعلّق به غصن فظن آدم أنه قد عوجل بالعقوبة، فنكس رأسه يقول:

العفو، العفو، قال اللّه عز و جل: فرارا مني ؟ فقال: بل حياء منك يا سيدي (3).

و نا سليمان بن أحمد، نا هاشم بن مرثد (4)،نا صفوان بن صالح، قال: و نا أحمد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن سليمان، نا علي بن سهل: قالا: نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حسان (5) قال: بكى آدم على الجنة سبعين عاما، و بكى على خطيئته سبعين عاما، و بكى على ابنه حين قتل أربعين عاما، و أقام بمكة من عمره مائة عام. و قال علي بن سهل: ستين عاما (6).

ص: 409


1- ضبطت عن التبصير 550/2 و فيه: أبو الحسن المصري صاحب الفوائد، مشهور.
2- ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح الراء و سكون الواو بعدها قاف.
3- البداية و النهاية 89/1.
4- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 270/13 و انظر ترجمة سليمان بن أحمد الطبراني فيها 119/16 و تحرف في المعجم الصغير للطبراني 126/2 إلى «مزيد».
5- هو حسان بن عطية أبو بكر المحاربي الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 466/5(212).
6- البداية و النهاية 89/1.

أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني (1)،أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا محمد بن عبيد، نا محمد بن ثور، أخبرني عوف، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري، قال (2):إن اللّه تبارك و تعالى حين أهبط آدم صلى اللّه عليه و سلم من الجنة إلى الأرض علّمه صنعة كل شيء، و زوّده من ثمار الجنة، فثماركم هذه من ثمار الجنة، غير أن هذه تتغيّر (3) و تلك لا تتغيّر (4).

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، نا عمر بن شبّة (5)،حدثني أخي معاذ بن شبّة حدثني أبي شبّة بن عبيدة، عن أبيه عبيدة بن زيد أنه سمع الحسن يقول: إن آدم لما أصاب الخطيئة و أهبط إلى الأرض تحرّك بطنه فأخذه لذلك غمّ لما وجد، فجعل لا يدري كيف يصنع، فأوحى اللّه إليه أن اقعد، فقعد فلما قضى حاجته فوجد الريح جزع، و بكى و عضّ على إصبعه، فلم يزل يعضّ عليها ألف عام.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، و أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي ح.

و أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمد بن عائذ، نا سويد بن عبد العزيز، حدّثني ثابت بن العجلان، عن عكرمة بن خالد المخزومي: أن آدم لما هبط من الجنة إلى الأرض فكانت (6) رجلاه في الأرض و رأسه في السماء، فكان يسبّح تسبيح الملائكة، و يقدّس

ص: 410


1- بالأصل «الحسني» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق، و اسمه علي بن إبراهيم بن العباس الواسطي العلوي الحسيني الخطيب النسيب انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 436/7 و ترجمته في سير الأعلام 358/19(212).
2- الخبر في تاريخ الطبري 127/1.
3- بالأصل و م:«تغير... تغير» و المثبت عن تاريخ الطبري.
4- بالأصل و م:«تغير... تغير» و المثبت عن تاريخ الطبري.
5- ضبطت عن التبصير 770/2.
6- بالأصل و م: فكان.

بتقديسهم قال: فبعث اللّه إليه ملكا من الملائكة فلما خرج من باب من أبواب السماء نظر إلى خلق قد هاله قد ملأ ما بين السماء و الأرض قال: فصعد فقال: أي ربّ نظرت إلى خلق من خلقك هالني آدم ملأ ما بين السماء و الأرض، قال: فنقص من قامته سبعين باعا أو قامة قال: فلما قام آدم فلم يسمع تسبيح الملائكة ظن أنها سخطة من اللّه إلى ما كان من ذنبه، فخرّ ساجدا يدعو و يتضرع إلى اللّه، فأوحى اللّه إليه ما يبكيك يا آدم ؟ قال: أي ربّ كنت أقوم فأسمع تسبيح الملائكة و تقديسهم، فأسبّح بتسبيحهم و أقدّس بتقديسهم، فلمّا لم أسمع ظننت أنها سخطة منك إلى ما كان من ذنبي، قال: يا آدم إنّي قد رحمتك و لكني متيح لك ملكا من الملائكة يريك حرمي و بيتي و مسجدي، فإذا أراك حرمي فأشعره حتى تعرف سباع الطير و سباع البرّ أنه حرمي، فلا يأخذوا صيدا في الحرم، و أبتن بيتي و مسجدي، و إذا ابتنيت بيتي فطف به و سبّحني و قدّسني كما تسبح الملائكة و تقدّس حول عرشي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحارث يعني ابن أبي أسامة، نا يزيد بن هارون، عن حسام بن مصك، عن قتادة قال: لمّا أهبط آدم إلى الأرض قيل له: لن يأكل الخبز بالزيت حتى تعمل عملا مثل الموت.

قال: و نا أحمد، نا محمد بن الحسين الكوفي، نا إبراهيم بن سعيد، نا سفيان بن عيينة، قال: لما أهبط آدم قال: يا ربّ أطعمني قال: أما و اللّه دون أن تعمل عملا يعرق منه جبينك فلا.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس، أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه، نا سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن الحسن بن عمارة في نسخة، عن رجل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال اللّه عز و جل لآدم: أ لم يكن لك فيما أبحتك من الجنة و أسكنتك مندوحة عن الشجرة ؟ قال: بلى، و عزتك و لكن ما ظننت أن أحدا من خلقك يحلف بك كاذبا، قال: فوعزتي لأهبطنك إلى الأرض ثم لا تعالج أو لا تنال العيش فيها إلاّ كدّا.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا أبو محمد بن حيّان، نا أبو يحيى

ص: 411

الرازي، نا محمد بن العلاء، نا إسحاق بن سليمان، نا أبو الجنيد، عن جعفر بن أبي مغيرة، عن سعيد بن جبير قال: كان آدم يعمل على ثور و يمسح العرق عن جبينه و يقول لحوّاء: أنت عملت بي هذا، فليس من ولد آدم أحد يعمل على ثور إلاّ قال: حو دخلت عليهم من قبل آدم.

قال: و لما أهبط آدم بعث اللّه إليه ثورا أبلق فجعل يعمل عليه فقال: هذا ما وعدني ربي فَلاٰ يُخْرِجَنَّكُمٰا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقىٰ (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمد بن عثمان العبسي، نا أبي، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن أبي سعيد الرّقاشي، قال: بلغني أن آدم لما أصاب الذنب و أخرجه اللّه من الجنة، قال له ربه عز و جل: كما بطرت معيشتك و عصيتني فاهبط إلى الأرض، فالأرض ملعونة و لن أطعمك إلاّ برشح جبينك.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التّبريزي - بها - أنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عمر الأصبهاني، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق، نا أبي، و الحسين بن محمد، و محمد بن أحمد في جماعة قالوا: نا الحسن بن محمد، نا محمد بن حميد، نا يعقوب القمّي، عن جعفر (2)،عن سعيد بن جبير، قال: أهبط إلى آدم ثور أحمر فكان يحرث فيمسح العرق عن جبينه، و هو الذي قال اللّه عز و جل: فَلاٰ يُخْرِجَنَّكُمٰا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقىٰ فكان ذلك شقاؤه.

أخبرنا أبو طاهر بن الحنائي (3)،و أبو محمد بن السمرقندي و ابن الأكفاني - إجازة - قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبي أبو الحسن، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عبد السلام بن أحمد القرشي، أنا محمد بن إسماعيل، أنا محمد بن عبد اللّه الزاهد، نا موسى بن إبراهيم، نا الصّلت بن الحجّاج، عن جويبر،

ص: 412


1- سورة طه، الآية:117.
2- هو جعفر بن أبي المغيرة ترجمته في تهذيب التهذيب 388/1.
3- و اسمه محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 426/7 ترجمته في سير الأعلام 436/19.

عن الضّحاك، عن ابن عباس في قوله: فَلاٰ يُخْرِجَنَّكُمٰا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقىٰ قال: طلب المعاش.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي، أنا أبو القاسم علي بن محمد المصّيصي، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجوبريّ (1)،أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو محمد القاسم بن موسى بن الأشيب، نا أبو سالم الرّوّاس - يعني العلاء بن سلمة - أنا ليث بن هشام حدّثني عيسى بن إبراهيم، عن معاوية بن يحيى قال: أول من ضرب الدّينار و الدّرهم آدم و قال: لا تصلح المعيشة إلاّ بهما.

أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو أحمد الحسين بن علي التّميمي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا جعفر بن محمد الوركاني (2)،أنا سعيد - يعني ابن ميسرة - عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«هبط آدم و حواء عليهما السلام عريانين جميعا عليهما ورق الجنة، قال: فأصابه الحرّ حتى قعد يبكي و يقول لها: يا حواء فقد أذاني الحرّ قال: فجاءه جبريل بقطن و أمرها أن تغزل و علّمها، و أمر آدم بالحياكة و علمه و أمر بنسج، قال: و كان آدم عليه السلام لم يجامع امرأته في الجنة حتى هبط منها للخطيئة التي أصابها بأكلهما الشجرة، قال: و كان كل واحد منهما ينام على حدة، ينام أحدهما في البطحاء و الآخر من ناحية أخرى، حتى أتاه جبريل فأمره أن يأتي أهله، قال: و علّمه كيف يأتيها، فلما أتاها جاءه جبريل فقال:

كيف وجدت امرأتك ؟ قال: صالحة»[2033].

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه المروزي، أنا أبو بكر بن خلف - قراءة عليه بنيسابور - نا الأستاذ الزاهد أبو سعد عبد الملك بن محمد الواعظ ، حدّثني عبد العزيز بن محمد بن عبدويه - بمصر - نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا سعيد بن هاشم، نا دحيم، نا عبيد اللّه بن موسى، عن موسى بن عبيدة،

ص: 413


1- هذه النسبة إلى جوبر، قرية من قرى دمشق (الأنساب - و انظر معجم البلدان).
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى «وركان» محلة و قرية (انظر الأنساب و معجم البلدان).

عن محمد بن المنكدر قال: مكث آدم عليه السلام في الأرض أربعين سنة ما يبدي عن واضحة و لا ترقى له دمعة فقالت له حواء: إنّا استوحشنا إلى أصوات الملائكة فادع ربّك يسمعنا أصواتهم، قال عليه السلام: ما زلت مستحيا من ربي أن أرفع طرفي إلى أديم السماء مما صنعت.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني، و أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني ح.

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو منصور محمد بن القاسم بن إبراهيم البزاز ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الجرجاني ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف السّهمي ح.

و أخبرنا أبو القاسم العلوي و أبو الحسن المالكي، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعد الماليني، قالوا: أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني بمصر ح.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه قالا: نا و أبو منصور بن خيرون المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد اللّه الأصبهاني - بها - نا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، نا أحمد بن يحيى بن خالد الرّقّي، قالا:

نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا أحمد بن بشير، نا مسعر، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو وزن (2) دموع آدم بجميع دموع ولده لرجح دموعه على دموع جميع ولده»[2034].

ص: 414


1- الكامل في الضعفاء 165/1.
2- كذا بالأصل و م «وزن... لرجح» و مثله في ابن عدي، و الصواب: وزنت... لرجحت.

انتهت رواية البزاز و الماليني. و زاد السهمي: قال ابن عدي (1):و هذا الحديث لم يأت به عن مسعر موصولا غير أحمد بن بشير، و عن أحمد بن بشير غير يحيى بن سليمان هذا، فلا أدري: الوهم من أحمد أو من يحيى ؟ و أكثر ظني أنه من أحمد.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الشروطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد اللّه الأصبهاني - بها - نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن يحيى بن خالد الرّقّي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا أحمد بن بشر (2) الهمداني، نا مسعر بن كدام، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه يرفعه قال:«لو أن بكاء داود و بكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء آدم ما عدله»[2035].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قالا:

نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعد الماليني ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا جعفر بن محمد (4) الفاريابي، نا أبو بكر بن أبي شيبة (5)،قال: و نا محمد بن علي الحفّار، نا أبو همّام الوليد بن شجاع، قالا: نا محمد بن بشر (6)،نا مسعر حدثني علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة قال: لو عدل بكاء أهل الأرض ببكاء داود ما عدله، و لو عدل بكاء داود و بكاء أهل الأرض ببكاء آدم حين أهبط إلى الأرض ما عدله.

ص: 415


1- الكامل 166/1.
2- كذا بالأصل انظر الرواية السابقة، و انظر التعليق الذي سيأتي في الرواية اللاحقة.
3- الكامل في الضعفاء 166/1.
4- غير منقوطة بالأصل، و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى فارياب، بليدة بنواحي بلخ. و ينسب إليها بالفريابي و الفاريابي و الفيريابي و ترجم له في الأنساب (الفريابي). و قد ذكر في ابن عدي: الفريابي. و في م: القارياني.
5- سقطت علامة التحويل «ح» و هي ضرورية.
6- كذا ورد بالأصل، و في ابن عدي:«أحمد بن بشر» و فيهما تحريف، و قد تقدم في الرواية الأولى: أحمد بن بشير، و هو الصواب. و في م: محمد بن بشر انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 241/9.

انتهى حديث الماليني، و زاد حمزة: و قال ابن أبي شيبة: ببكاء آدم حين أهبط إلى الأرض ما عدله.

قال ابن عدي: و لم يذكر فيه بريدة و لا النبي صلى اللّه عليه و سلم و هذه الرواية أصح.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد التبريزي، أنا محمد بن أحمد بن عمر، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن جعفر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدثني أبي، نا محمد بن بشر (1)،نا مسعر حدثني علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة قال: لو عدل بكاء أهل الأرض ببكاء داود ما عدله، و لو عدل بكاء داود و بكاء أهل الأرض ببكاء آدم حين أهبط إلى الأرض ما عدله.

قال: و نا أبو نعيم، نا محمد بن أحمد بن الحسن، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا منجاب بن الحارث، نا أبو سعيد العنقزي، نا الحسن بن عمارة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، قالا: عن ابن عباس قال: أهبط اللّه آدم من الجنة و هو يأكل رغدا حيث فبكى على نفسه حين أهبط من الجنة بكاء لم يبكه شيء على شيء، أو لم يبكه أحد على أحد، مكث أربعين سنة لا يرفع رأسه إلى السماء، قال ابن عباس: فلو أن بكاء جميع بنو آدم جمع مع بكاء داود على خطيئته ما عدل بكاء آدم على نفسه حين أخرج من الجنّة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبي، نا إبراهيم بن محمد بن الحسن، نا الحسين بن علي بن الأسود، نا عبيد اللّه بن موسى، عن رجل، عن محمد بن المنكدر قال: مكث آدم عليه السلام في الأرض ما يبدي عن واضحة، و لا يرقا عينه، و قال: ما زلت مستحيا من ربّي تعالى أن أرفع طرفي إلى أديم السماء منذ صنعت ما صنعت.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو بكر العثماني الإخميمي (2)،نا أبو بكر بن أبي موسى، قال: سمعت القاسم الجوعيّ (3)

ص: 416


1- كذا ورد بالأصل و م «محمد بن بشر» و الصواب «أحمد بن بشير» انظر ما تقدم.
2- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى إخميم.
3- الجوعي ضبطت عن الأنساب؛ و في اللباب: هذه النسبة إلى الجوع. قال السمعاني: لعله كان يبقى جائعا كثيرا. و هو من أهل دمشق من المتعبدين، له آيات و كرامات و كلام حسن.

يقول: سمعت منبّه بن عثمان اللّخمي يقول: قال آدم عليه السلام: كنا سبيا من سبي الجنة فسبانا إبليس بالخطيئة فليس ينبغي لنا إلاّ البكاء و الحزن حتى نرجع إلى الدار التي منها سبينا.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد التبريزي، أنا محمد بن أحمد بن عمر، أنا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد، نا محمد بن أحمد بن الحسن، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا منجاب، نا أبو سعيد العنقزي (1)،نا أسباط ، عن عمار الدّهني، عن سالم بن أبي الجعد قال: بكاء آدم على الجنة حين أهبط مائة عام و مكث ستّا (2) و ثلاثين سنة لا يكلم حواء لأنها دعته أن يأكل من الشجرة، فبعث اللّه ملكا بعد المائة عام فقال: حيّاك اللّه و بيّاك، قال عمار: فسألت سالما عن قوله: و بيّاك، قال: أضحكك.

قال: و نا الحسين بن محمد بن علي، نا الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا عيسى بن أبي حرب، نا يحيى بن أبي بكير، نا حسام بن مصك، عن عمار الدّهني، عن سالم بن أبي الجعد قال: لما أهبط آدم من الجنة بقي مائة سنة حزينا لا يضحك، فأتي على رأس المائة فقيل له: حيّاك اللّه و بيّاك قال: و ما بيّاك ؟ قال: أضحكك و بشّرك بغلام.

قال: و نا أحمد بن جعفر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا محمد بن بكار، نا أبو معشر، عن موسى بن عقبة قال: مكث آدم في الجنة ربع النهار و ذلك في ساعتين و نصف و ذلك مائتا سنة و خمسين سنة فبكى على الجنة مائة سنة.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي، نا محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه، نا سعيد بن عبد الرّحمن قال: قال سفيان: بكاء آدم ثلاثمائة سنة حتى اتخذ (3) الدموع جدولا في خدّه.

قال سفيان: بكاء آدم كذا و كذا لا يضحك، فأتاه الملك فقال: حيّاك اللّه و بيّاك - يعني بياك: أضحكك، فضحك.

ص: 417


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى العنقز و هو المرزنجوش، قال ابن حبان: كان يبيع العنقز فنسب إليه.
2- بالأصل «ستة».
3- كذا و الصواب: اتخذت.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطّان، نا إبراهيم بن الحارث البغدادي، نا يحيى بن أبي بكير، نا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: نزل آدم بالحجر الأسود من الجنّة يمسح به دموعه، و لم يرق دمع آدم حين خرج من الجنة حتى رجع إليها.

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنّائي، أنا أبو الحسن علي بن عبد القادر بن بزيغ بن الحسن بن بزيغ الطرسوسي - قراءة عليه - نا أبو حفص عمر بن أحمد الصائغ، نا أبو ذرّ قال: قرأنا على أحمد بن سلمة الرازي، حدثكم أبو عبد اللّه محمد بن عمر بن يزيد الرفاعي، نا عبد الكريم بن هارون الجرجاني، حدّثني أبي هارون، عن أبيه، عن سليمان الأشجّ - و كان صاحب كعب الأحبار - قال: إن ذا القرنين كان رجلا طوّافا صالحا فلما وقف على جبل آدم الذي هبط عليه و نظر إلى موضع آدم هاله ذلك، و فزع فوقف فقال له الخضر عليه السلام و كان صاحب لوائه الأكبر: ما لك أيها الملك وقفت و فزعت فقال:

ما لي لا أقف و لا أفزع و هذا أثر الآدميين، أرى موضع الكفين و القدمين، و هذه القرحة و أرى هذه الأشجار حوله قائمة، رأيت في طوافي أطول من هذه الأشجار يابسة يسيل منها ما احمرّ، إنّ لها لشأنا، فقال له الخضر عليه السلام - و كان قد أعطي العلوم و الفهم:- أيها الملك أ لا ترى الورقة المعلقة من النخلة الكبيرة ؟ قال ذو القرنين: بلى، قال: فهي تخبرك شأن هذا الموضع، و كان الخضر يقرأ كل كتاب، فقال: أيها الملك أرى كتابا فيه: بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا كتاب آدم أبي البشر أوصيكم ذرّيتي و بناتي أن تحذروا عدوّي و عدوّكم إبليس، الذي كان بلين كلامه و بجور أمنيته أنزلني من الفردوس إلى تربة الدنيا، فألقيت على موضعي هذا لا يلتفت إليّ مائتي سنة بخطيئة واحدة حتى رست في الأرض و هذا أثري، و هذه الأشجار من دموع عيني فعلى هذه التربة أنزلت التوبة، فتوبوا من قبل أن تندموا، و بادروا من قبل أن يبادر بكم، و قدّموا من قبل أن يقدم بكم. قال: فنزل ذو القرنين فمسح موضع جلوس آدم، فإذا هو ثمانين و مائة ميل موضع جلوسه فقط ، قال: ثم أحصى الأشجار فإذا هي تسع مائة شجرة كلها كلها (1)

ص: 418


1- كذا مكررة بالأصل و ذكرت مرة واحدة في م.

من دموع آدم نبتت، فلما قتل هابيل تحوّلت يابسة و هي تبكي دما أحمر. فقال ذو القرنين للخضر: ارجع بنا يا خضر، فلا طلبت الدنيا بعدها أبدا.

هذا حديث منكر، و في أسناده جماعة مجهولون.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد التّبريزي، أنا محمد بن أحمد بن عمر، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمر بن السندي، نا الحسن بن علوية، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، أخبرني غير عطاء: أن آدم لما أهبط من الجنة خرّ في موضع البيت ساجدا فمكث أربعين صباحا لا يرفع رأسه.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب - إملاء - أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزّاز، نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الخطاب البزاز، نا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن بشر الهروي، حدثني عبد الأعلى بن سليمان بن بسطام الكناني - من كنانة - نا الهيثم بن جميل الأنطاكي، نا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ بن حبيش قال: سألت ابن مسعود عن أيام البيض ؟ فقال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«إن آدم لما عصى و أكل من الشجرة أوحى اللّه إليه: يا آدم اهبط من جواري و عزتي لا يجاورني من عصاني، قال: فهبط إلى الأرض مسودا، قال: فبكت الملائكة و ضجّت و قالوا: يا ربّ خلق خلقته بيدك و أسكنته جنتك و أسجدت له ملائكتك في ذنب واحد حولت بياضه فأوحى اللّه إليه: يا آدم صم لي اليوم - يوم ثلاثة عشر - فصامه، فأصبح ثلثه أبيض، ثم أوحى اللّه تعالى إليه: يا آدم صم لي هذا اليوم - يوم أربعة عشر - فصامه فأصبح ثلثاه أبيض، ثم أوحى اللّه تبارك و تعالى إليه: يا آدم صم لي هذا اليوم - يوم خمسة عشر - فصامه فأصبح كله أبيض، فسمّيت الأيام البيض»[2036].

رواه غيره، عن الهيثم فوقفه.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و حيدرة بن علي الأنطاكي (1) العابر، قالا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا عمّي أبو بكر أحمد بن

ص: 419


1- ترجمته في سير الأعلام 410/18 و 450 و فيه «المعبر» بدل:«العابر».

القاسم بن معروف، أنا أبو العباس محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم اليافوني (1)،نا أحمد بن أبي عبد الرّحمن العسقلاني، نا الهيثم بن جميل، نا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش قال: قلت لابن مسعود: ما هذه الأيام البيض ؟ و كيف سمّيت الأيام البيض ؟ قال: لأنه لما عصى آدم ربه نودي من لدنان العرش: يا آدم اهبط من جواري فإنه لا يجاورني من عصاني، قال: فأهبطه اللّه إلى الأرض مسودّا فلما رأته الملائكة ضجّت و بكت و انتحبت إلى اللّه عز و جل و قالوا: يا رب خلق خلقته بيدك، و نفخت فيه من روحك و أسجدت له ملائكتك من ذنب واحد حوّلت بياضه سوادا، قال:

فنودي يا آدم الصوم، فصام فوافى ذلك اليوم يوم ثلاثة عشر في الشهر، فأصبح ثلث السواد قد ذهب، ثم نودي اليوم الثاني و هو يوم أربعة عشر: يا آدم صم لي اليوم فأصبح و قد ذهب ثلثا السواد، ثم نودي إليه اليوم الثالث و هو يوم خمسة عشر: يا آدم صم لي اليوم فأصبح و قد ذهب السواد. و ردّ اللّه عليه البياض كلّه فسمّيت أيام البيض التي رد اللّه عز و جل على آدم فيها بياضه و قال: يا آدم هذه الأيام لولدك من بعدك، من صامها فكأنما صام الدهر، فقعد آدم حزينا قعدة القرفصاء (2) و رأسه بين ركبتيه، فبعث اللّه جلّ و عزّ إليه جبريل فزاره و قال يا آدم: ما هذا الجزع و الفزع و الهلع ؟ قال: يا جبريل لا أزال (3) هكذا حتى يأتي أمر اللّه، قال: فإن اللّه يقرئك السلام و يقول: حياك اللّه يا آدم و بيّاك قال: قلت يا جبريل، أ ما حيّاك اللّه فأعرفها فما بيّاك ؟ قال: أضحكك، قال: فضحك آدم و رفع رأسه إلى السماء و هو يمرح قال: يا رب زدني جمالا، قال: فأصبح له لحية سوداء شبر في شبر، قال: فضرب بيده ينظر إليها ثم قال: يا رب ما هذا؟ قال: هذا جمال لك، و هو لموسى بن عمران من ولدك يعرف بها في الجنّة لا لأحد غيره، فتقول الملائكة و النبيّون بعضهم لبعض: من هذا؟ فيقولون: كليم اللّه ربّ العالمين.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمد

ص: 420


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و هذه النسبة إلى يافا، و هي من بلاد ساحل الشام، ترجم له السمعاني باسم: محمد بن عبد اللّه بن عمير اليافوني (انظر الأنساب).
2- القرفصاء بضم القاف و الراء على الاتباع، أن يجلس على أليتيه و يلصق فخذيه ببطنه، و يحتبي بيديه يضعهما على ساقيه أو يجلس على ركبتيه منكبا و يلصق بطنه بفخذيه و يتأبط كفيه (القاموس).
3- بالأصل و م «زال».

البزاني (1)،أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمد بن أحمد (2) بن عبد الوهاب السلمي (3)،أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عمر الزهري، نا عمّي عبد الرّحمن (4) بن عمر رستة (5)،نا أبو عاصم، نا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس قال: لما أهبط اللّه آدم من الجنة كان رأسه في السماء و رجليه في الأرض فوضع يده على رأسه فطأطأه سبعين باعا، فقال: يا ربّ ما لي لا أسمع صوت الملائكة قال: خطيئتك، و قال إن لي بيتا فاذهب فطف به و اذكرني حوله نحو ما رأيت الملائكة يصنعون حول العرش، قال:

فأقبل آدم يتخطى الأرض موضع كل قدم قرية و ما بينهما مفازة حتى أتى مكة فرفع البيت.

قال: و نا عمي، نا عبد الأعلى، نا هشام بن حسان، عن سوّار صهر (6) عطاء، عن عطاء (7):أن آدم لما أهبط إلى الأرض كانت قدماه في الأرض و رأسه في السماء، و كان يسمع تسبيح الملائكة و أصواتهم، و كانت الملائكة تهابه فشكت ذلك إلى ربها فقيل له:

- يعني تواضع - فلما فقد أصوات الملائكة و تسبيحهم شكى ذلك لربه عز و جل فقيل له:

خطيئتك فعلت بك ذاك، غير أني سأهبط معك بيتا تحفّ حوله فطف كما رأيت الملائكة تطوف حول العرش، فكانت موضع كل قدم قرية، و ما بينهما مفازة، فأتاه فطاف و صلّى عنده فلم يزل كذلك حتى كان زمن الطوفان حين غرّق اللّه قوم نوح فرفع البيت حتى بوّأه اللّه عزّ و جلّ لإبراهيم فوضعه على أساسه (8).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا محمد بن العباس المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس ح.

ص: 421


1- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى بزان و هي قرية من قرى أصبهان. و ترجم له باسم: المطهر بن عبد الواحد البزاني.
2- سقطت اللفظة من عامود نسبه في الأنساب (البزاني).
3- في الأنساب (البزاني): الأصبهاني.
4- ترجمته في سير الأعلام 242/12(87).
5- ضبطت عن التبصير 603/2.
6- في الطبري 123/1 ختن عطاء. و هو سوار بن داود المزني أبو حمزة الصيرفي البصري، ترجمته في تهذيب التهذيب 452/2.
7- هو عطاء بن أبي رباح ترجمته في سير الأعلام 78/5.
8- الخبر في تاريخ الطبري 123/1 باختلاف بعض ألفاظه.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا: نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن ثابت بن دينار عن عطاء قال: أهبط آدم بالهند فقال: يا ربّ ما لي لا أسمع صوت الملائكة كما كنت أسمعها في الجنة، فقال له: بخطيئتك يا آدم، فانطلق فابن لي بيتا فتطوف به كما رأيتهم يطوفون - زاد جالينوس: بالعرش - فانطلق حتى أتى مكة فبنى البيت، و كلّ موضع قدمي آدم قرى و أنهارا و عمارة، و ما بين خطاه مفازة، فحجّ آدم البيت من الهند أربعين سنة.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد - املاء - أنا محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد، نا جعفر بن محمد بن نصير، نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس (1)-بمصر - نا علي بن معبد (2)،نا أبو بدر [شجاع بن الوليد] (3)حدثني أبو خيثمة، عن أبي نجيح - بياع القتّ - عن مجاهد، قال (4):حدثني ابن عباس:

أن آدم حج من أرض الهند أربعين حجة على رجليه.

كذا فيه، و صوابه: أبو يحيى بيّاع القت (5)،و هو القتّات و اختلف في اسمه فقيل عبد الرّحمن بن دينار، و يقال: زادان، و يقال: عمران، و يقال: مسلم، و يقال: يزيد، و الأصح عبد الرّحمن بن دينار، و اللّه أعلم. و ليس هو أبو خيثمة، و إنما هو ابن خيثمة، و اسمه زياد.

أخبرناه أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو محمد السّمّذي (6)،نا محمد بن إسحاق بن خزيمة، عن بعض شيوخه، نا أبو بدر شجاع بن الوليد، نا زياد بن خيثمة، عن أبي يحيى القتّات، عن مجاهد، عن ابن عباس: أن آدم عليه السلام حج على رجليه من الهند أربعين حجّة.

ص: 422


1- ترجمته في سير الأعلام 141/14(75).
2- بالأصل «معيذ» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 632/10.
3- زيادة للإيضاح.
4- تاريخ الطبري 125/1.
5- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (الكنى).
6- ضبطت عن الأنساب، و اسمه عبد اللّه بن محمد بن علي بن زياد السمذي العدل (الأنساب).

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون، نا أحمد بن يوسف، نا خلف، أنا إسماعيل (1)،أخبرني عبد الصمد بن معقل قال: سمعت وهبا (2) يقول: إن آدم لما هبط (3) إلى الأرض فرأى سعتها و لم ير فيها أحدا غيره قال: يا ربّ ما لأرضك هذه عامر ليس يسبّح بحمدك و يقدّس (4) غيري ؟ قال اللّه: إني سأجعل فيها من ولدك من يسبّح فيها بحمدي و يقدّس لي، و سأجعل فيها بيوتا ترفع لذكري، يسبّح فيها خلقي، و يذكر فيها اسمي، و سأجعل من تلك البيوت بيتا أخصه بكرامتي، و أؤثره باسمي، فأسميه بيتي، و أنطقه بعظمتي، [و أحوزه بحرماتي، و لست أسكنه و لا ينبغي لي أن أسكن البيوت و لا ينبغي لها أن تسعني، و لكني وضعت عظمتي و جلالي على عرشي فهو الذي استقل بعظمتي (5) و عليه وضعت جلالي، ثم أنا مع ذلك في كلّ شيء و مع كلّ شيء، أجعل ذلك البيت حرما آمنا أحرّم بحرمته ما حوله، و ما تحته، و ما فوقه، فمن حرّمه بحرمتي استوجب بذلك كرامتي، و من أخاف أهله فيه فقد أخفر (6) ذمتي، و أباح حرمتي، أجعله أوّل بيت وضع للناس ببطن مكة مباركا، يأتونه شعثا غبرا على كلّ ضامر، من كل فجّ عميق، يرجّون بالتكبير رجيجا و يثجّون (7) بالبكاء ثجيجا، و يعجّون بالتكبير عجيجا، فمن اعتمده لا يريد غيره فقد وفد إليّ و نزل (8) بي و ضافني. و حقّ الكريم أن يكرم وفده و أضيافه، و أن يسعد (9) كلا بحاجته، تعمره يا آدم ما كنت حيا، ثم تعمره الأمم و القرون و الأنبياء من ولدك أمة بعد أمة، و قرنا بعد قرن (10)،حتى ينتهي ذلك إلى نبي من ولدك هو خاتم النبيين معرضه من تهامة أجعله من خزانة و حماية و سقاية، يكون أمينا عليه ما كان حيا،

ص: 423


1- هو إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه، أبو هشام، ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- الخبر في تاريخ الطبري 131/1.
3- الطبري: أهبط .
4- الطبري: و يقدسني.
5- ما بين معكوفتين سقط من تاريخ الطبري.
6- يعني نقضها.
7- بالأصل: و يثاجون، و المثبت عن الطبري.
8- الطبري: و زارني.
9- الطبري: يسعف.
10- إلى هنا ينتهي الخبر في الطبري.

فإذا انقلب إليّ وجدني قد دخرت من أجره و فضيلته مما يتمكن به القربة عندي، و أفضل المنازل في دار المقامة، اجعل ذكر ذلك البيت و سناه و مجده لنبيّ من ولدك هو قبل هذا النبي، هو و أبوه يقال له إبراهيم، أعافيه فيشكر، و ابتليه فيصبر، و يعيذني فيصدق، و ينذر لي فيفي، أعلمه مناسكه و شرائعه و أريه حلّه و حرامه، و أنيط له سقايته. أجعل إبراهيم أمام ذلك البيت و أهل تلك الشريعة يأتمّ به من ورد ذلك البيت من أهل السموات و الأرض يطلبون فيه آثاره، و يتّبعون فيه سنّته، و يهتدون فيه بهديه، فمن فعل ذلك استكمل نسكه، و أوفى نذره، و من لم يفعله منهم ضيّع نسكه و أخطأ بغيته. فمن سأل عنه يومئذ فأنا مع الشعث الغبر الموفين نذورهم، المستكملين مناسكهم، المتبتلين إلى ربهم الذي يعلم ما يسرون و ما يعلنون، و ليس هذا الأمر الذي ذكرت لك شأنه ليس بزائد فيما عندي من الملك و السعة، إلاّ كما رشت قطرة من رشاش وقعت في سبعة أبحر يمده من بعده سبعة أبحر لا تحصى، بل القطرة أزيد في الأبحر من هذا الأمر، في ملكي و سلطاني لما عندي من السعة، و ليس هذا الأمر لو لم أخلقه بناقص شيئا مما عندي، إلاّ كما نقصت ذرة رفعت من جميع تراب الأرض و رمالها و حصبائها و جبالها، بل الذرة أنقصت من الأرض و ترابها و جبالها و رمالها من هذا الأمر، و لو لم أخلقه فيما عندي من الملك و السعة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي (1)،نا محمد بن يوسف، نا أبو قرة قال: بلغني عن معمر، عن بعض من مضى أنه قال: وضع اللّه تبارك و تعالى البيت مع آدم، فأهبط اللّه آدم إلى الأرض فكان بأرض الهند و كان رأسه في السماء و رجلاه في الأرض، فنقص إلى سبعين (2) ذراعا، فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة و تسبيحهم، فشكا ذلك إلى اللّه تعالى فقال اللّه عز و جل: يا آدم إني قد أهبطت لك بيتا يطاف فيه كما يطاف حول عرشي، و يصلّى عنده كما [يصلى] (3) عند عرشي فانطلق إليه، فخرج آدم و مدّ له في خطوه فكان بين كل خطوتين مفازة، فلم تزل تلك المفازة (4) على ذلك، حتى أتى آدم

ص: 424


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جند بلدة من بلاد اليمن، مشهورة.
2- في تاريخ الطبري 123/1 ستين ذرعا.
3- الزيادة عن الطبري.
4- في الطبري: المفاوز.

البيت فطاف به و من بعده من الأنبياء.

قال: و نا المفضل، نا إسحاق بن إبراهيم - و هو الطبري - نا سعيد بن سالم القدّاح، عن عثمان بن ساج أخبرني محمد بن إسحاق قال: بلغنا أن آدم لما أهبط إلى الأرض حزن على ما فاته مما كان يراه و يسمع في الجنّة من عبادة اللّه، فبوّأه اللّه البيت الحرام و أمره بالسير إليه، فكان لا ينزل منزلا إلاّ فجّر اللّه له ماء معينا حتى انتهى إلى مكة، فأقام بها يعبد اللّه عند ذلك البيت، و يطوف به فلم يزل داره حتى قبضه اللّه بها.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا (1) أحمد بن محمد، نا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب قال:

أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى آدم صلى اللّه عليه و سلم أنا اللّه ذو بكة أهلها جيرتي و زوارها و فدي و أضيافي و في كنفي، أعمّره بأهل السماء و الأرض يأتونه أفواجا شعثا غبرا، يعجون بالتكبير عجيجا، و يرجّون بالتكبير رجيجا، و يثجّون بالبكاء ثجيجا، فمن اعتمده لا يريد غيره، فقد زارني و ضافني و وفد إليّ و نزل بي و حقّ لي أن أتحفه بكرامتي، و أجعل ذلك البيت و ذكره و شرفه و مجده و سناه لنبي من ولدك يقال له: إبراهيم أرفع له قواعده و أقضي على يديه عمارته، و أنيط له سقايته، و أورثه حلّه و حرمه، و أعلّمه مشاعره، ثم تعتمره الأمم و الدول حتى ينتهي إلى نبيّ من ولدك يقال له: محمد، و هو خاتم النبيين، و أجعله من سكانه و ولاته و حجّابه و سقاته، فمن سأل عني يومئذ فأنا مع الشّعث الغبر الموفين بنذورهم، المنقلبين إلى ربهم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو ذرّ بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكّر، و أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ، قالا: أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، نا محمد بن أحمد بن البراء، أنا عبد المنعم بن إدريس، حدثني أبي، عن جده وهب بن منبه قال: ذكر وهب بن منبه: أن آدم لما أهبط إلى الأرض استوحش فيها لما رأى من سعتها و لم ير فيها أحدا غيره فقال: يا ربّ أ ما لأرضك هذه عامر يسبّحك فيها و يقدّس لك غيري ؟ قال اللّه: إني سأجعل فيها من ذرّيتك (2) من يسبّح

ص: 425


1- مطموس بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.
2- تاريخ الطبري 131/1 من ولدك.

بحمدي، و يقدّس (1) لي، و سأجعل فيها بيوتا ترفع لذكري فيسبّحني فيها خلقي، و سأبوّئك منها بيتا أختاره لنفسي أخصّه بكرامتي، و أؤثره على بيوت الأرض كلها باسمي، فأسميه بيتي، أنطقه بعظمتي، و أحوزه بحرمي، و أجعله أحقّ البيوت كلها، و أولاها بذكري، و أضع في البقعة التي اخترت لنفسي، فإني اخترت مكانه يوم خلقت السموات و الأرض قبل ذلك قد كان بغيتي، فهو صفوتي من البيوت، و لست أسكنه و ليس ينبغي لي أن أسكن البيوت، و لا ينبغي لها أن تحملني، أجعل ذلك البيت لك و لمن بعدك حرما و آمنا أحرم بحرمه ما فوقه و ما تحته و ما حوله، فمن حرّمه بحرمتي فقد عظّم حرمتي، و من أحلّه فقد أباح حرمتي، و من أمّن أهله استوجب بذلك أماني، و من أخافهم فقد أخفرني في ذمتي، و من عظّم شأنه فقد عظم في عيني، و من تهاون به فقد صغر عندي، و لكلّ ملك حيازه، و بطن مكة حوزتي التي حزت لنفسي دون خلقي، فأنا اللّه ذو بكة أهلها خيرتي و جيران بيتي، و عمّارها و زوارها وفدي و أضيافي، و في كنفي و ضماني، و ذمتي و جواري، أجعله أول بيت وضع للناس، و أعمّره بأهل السماء و أهل الأرض يأتونه أفواجا شعثا غبرا على كلّ ضامر يأتون (2) من كل فجّ عميق يعجّون بالتكبير عجيجا، و يرجّون بالتلبية رجيجا، فمن اعتمره لا يريد غيري فقد زارني و ضافني و وفد إليّ و نزل بي فحقّ لي أن أتحفه بكرامتي، و حق للكريم أن يكرم وفده و أضيافه و زواره، و أن يسعف كل واحد منهم بحاجته. تعمّره يا آدم ما كنت حيا، ثم يعمّره من بعدك الأمم و القرون و الأنبياء من ولدك، أمة بعد أمة، و قرنا بعد قرن، و نبيا بعد نبيّ حتى ينتهي ذلك إلى نبي من ولدك، يقال له: محمد صلى اللّه عليه و سلم و هو خاتم النبيين، فأجعله من عمّاره و سكانه و حماته و ولاته و حجّابه و سقاته، يكون أمني عليه ما كان حيا فإذا انقلب إليّ ، وجدني قد دخرت من أجله و فضيلته ما يتمكن به من القربة إليّ ، و الوسيلة عندي، و أفضل المنازل في دار المقامة، و أجعل اسم ذلك البيت و ذكره و شرفه و مجده و سناه و مكرمته لنبي من ولدك يكون قبل هذا النبي و هو أبوه، يقال له: إبراهيم أرفع له قواعده، و اقضي على يديه عمارته، و أنيط له سقايته، و أريه حلّه و حرمه و مواقعه، و أعلّمه مشاعره و مناسكه، و أجعله أمة واحدا قانتا قائما بأمري داعيا إلى سبيلي، أجتبيه و أهديه إلى صراط مستقيم، أبتليه فيصبر، و أعافيه فيشكر، و آمره فيفعل، و ينذر لي فيفي، و يعدني فينجز. أستجيب

ص: 426


1- الطبري: و يقدسني.
2- بالأصل و م «يأتين».

دعوته في ولده و ذريته من بعده و أشفعه فيهم و أجعلهم أهل ذلك البيت و حماته، و ولاته، و سقاه و خدمه و خزّانه و حجّابه حتى يبتدعوا أو يغيّروا و يبدّلوا، فإذا فعلوا ذلك فأنا أقدر القادرين على أن أستبدل من أشاء بما أشاء، و أجعل إبراهيم إمام ذلك البيت، و أهل تلك الشريعة يأتمّ به من حضر تلك المواطن من جميع الجن و الإنس يطئون بها آثاره، و يتبعون فيها سنّته، و يقتدون فيها بهديه. فمن فعل ذلك منهم أوفى بنذره، و استكمل نسكه، و أصاب بغيته، و من لم يفعل ذلك منهم ضيّع نسكه، و أخطأ بغيته، و لم يوف نذره، فمن سأل عني يومئذ في تلك المواطن أين أنا، فأنا مع الشّعث الغبر الموفين بنذرهم، المستكملين مناسكهم، المتبتلين إلى ربهم، الذي يَعْلَمُ مٰا تُبْدُونَ وَ مٰا تَكْتُمُونَ (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد اللّه البغدادي، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا أبو صالح الجهني حدثني ابن لهيعة عن يزيد، عن أبي الخير، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«بعث اللّه جبريل إلى آدم و حواء فقال لهما: ابنيا لي بيتا، فخط جبريل، فجعل آدم يحفر و حواء تنقل حتى أجابه الماء، ثم نودي من تحته: حسبك يا آدم، فلما بناه أوحى اللّه تعالى إليه: أن يطوف به، و قيل له: أنت أول الناس، و هذا أول بيت ثم تناسخت القرون، حتى حجّه نوح، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد منه»[2037].

قال البيهقي: تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمد المخلدي (2)،أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن مسلم الأسفرايني (3)،نا أبو سعيد حاتم بن منصور الشاشي - نزيل مكة - نا عبد الوهاب بن فليح أبو إسحاق المقرئ، نا أحمد بن بحر، نا محمد بن كثير البصري، عن عبيد بن المنهال، عن سليمان بن

ص: 427


1- سورة المائدة، الآية:99. و سورة النور، الآية:29.
2- اسمه الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي، ترجمته في سير الأعلام 539/16.
3- هذه النسبة إلى أسفراين و هي بليدة بنواحي نيسابور، و يقال فيها: أسفرائين، ترجمته في سير الأعلام 547/14(313).

بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لمّا أهبط اللّه آدم طاف بالبيت سبعا، ثم صلّى حيال المقام ركعتين، ثم قال: اللّهمّ إنك تعلم سرّي و علانيتي، فاقبل معذرتي، و تعلم حاجتي فأعطني سؤلي، و تعلم ما عندي فاغفر لي ذنبي أسألك إيمانا يباشر قلبي، و يقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلاّ ما كتبت لي، و رضى بقضائك لي، فأوحى اللّه إليه: يا آدم إنك قد دعوتني بدعاء استجبت لك فيه، و لن يدعوني أحد من ذرّيتك من بعدك إلاّ استجبت له و غفرت ذنبه، و فرّجت همومه و غمومه، و نزعت الفقر من بين عينيه، و أنجزت له من وراء كل تاجر، و أتته الدنيا و هي كارهة و إن كان لا يريدها»[2038].

كذا قال عبيد بن المنهال و إنما هو عبيد اللّه بن المنهال، و أسقط منه سليمان بن قسيم (1).

و قد أخبرناه على الصواب أعلى من هذا بدرجتين: أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن حمدان الجلاب - بهمذان - نا حفص بن عمر الرّقّي - سنجة (2)-نا محمد بن كثير، نا عبيد اللّه بن المنهال ح.

و أخبرناه أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي (3) و أبو محمد بختيار بن عبد اللّه الهندي (4)،أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز التككيّ (5)، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي، نا أحمد بن موسى الشّطوي (6)،نا محمد بن كثير العبدي، نا عبيد اللّه (7) بن المنهال، عن سليمان بن قسيم، عن سلمان بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لما أهبط اللّه تعالى آدم

ص: 428


1- ضبطت عن التبصير 1132/3 و فيه: يروي عن سليمان بن بريدة، و يقال له: ابن يسير، كذا حرره الأمير.
2- ضبطت عن التبصير 619/2 و 697 و في الإكمال 41/2 بسين مفتوحة.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى سنج قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها.
4- له ترجمة في الأنساب (الهندي).
5- ترجمته في سير الأعلام 259/19.
6- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى جنس من الثياب التي يقال لها الشطوية و بيعها و هي منسوبة إلى شطا من أرض مصر. و في معجم البلدان: على ثلاثة أميال من دمياط .
7- بالأصل و م:«عبد اللّه» تحريف.

إلى الأرض طاف بالبيت سبعا، ثم - و قال الفراوي: أسبوعا و - صلّى خلف - و قال الفراوي: حذاء - المقام ركعتين، ثم قال: اللّهمّ أنت تعلم سرّي و علانيتي، فاقبل معذرتي، و تعلم حاجتي فاعطني سؤلي، و تعلم ما عندي فاغفر لي ذنوبي، أسألك إيمانا يباهي قلبي، و يقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلاّ ما كتبت لي، و رضني بقضائك. فأوحى اللّه إليه: يا آدم إنك دعوتني بدعاء استجبت لك فيه، و لن يدعوني أحد من ذرّيتك بعدك - و قال الفراوي: و لن يدعوني به أحد من ذريتك من بعدك - إلاّ استجبت له و فرّجت همومه و غمومه، و غفرت ذنبه و تجرت له،- و قال الفراوي:

و اتجرت له - من كل ولاء تاجر، و أتيته من الدنيا - و قال الفراوي: و أتته الدنيا - و هي راغمة، و إن كان لا يريدها»[2039].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضل بن محمد الجندي، نا عبد الوهاب بن فليح، نا سعيد بن سالم القداح، عن طلحة بن عمرو الحضرمي، عن عطاء، عن ابن عباس قال: حج آدم فطاف بالبيت سبعا فلقيته الملائكة في الطواف فقالوا: برّ حجك يا آدم، أما أنه قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام، قال: فما كنتم تقولون في الطواف ؟ قال: كنا نقول: سبحان اللّه و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر. قال: فزيدوا فيها: و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه؛ فزادت الملائكة فيها ذلك، ثم حج إبراهيم عليه السلام بعد بنائه فلقيته الملائكة في الطواف فسلموا عليه فقال لهم إبراهيم: ما ذا تقولون في طوافكم ؟ قالوا: كنا نقول قبل أبيك آدم صلوات اللّه عليه: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر، فأعلمناه ذلك فقال زيدوا فيها:

و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه، فقال إبراهيم زيدوا فيها: العظيم، ففعلت الملائكة ذلك.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد التّبريزي، أنا محمد بن أحمد بن عمر، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمد بن أحمد بن الحسن، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمد بن عمران، نا الصّلت بن محمد المرادي، عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال: لما أهبط آدم إلى الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة، فهبط عليه جبريل فقال: يا آدم أ لا أعلمك شيئا تنتفع به للدنيا و الآخرة ؟ قال: بلى، قال: قل اللّهم تمم لي النعمة حتى تهنئني المعيشة، اللّهمّ اختم لي بخير حتى لا تضرني ذنوبي، اللّهمّ اكفني مئونة الدنيا و كلّ هول في القيامة حتى تدخلني الجنة في عافية.

ص: 429

قال (1):و نا الحسين بن محمد، نا علي بن إسحاق الماذرائي (2)،نا محمد بن يونس بن موسى، نا عون بن عمارة، نا روح بن القاسم، عن عبد اللّه بن يزيد (3)،عن الحسن، عن كعب: أن جبريل أتى آدم عليه السلام فقال: إن اللّه عزّ و جلّ يقول [لك إنه] (4) ولدك عن أكل الشهوات، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عني، قال آدم صلى اللّه عليه و سلم: فما أقول يا روح اللّه ؟ قال: قل اللّهم أكفني مئونة الدنيا و أهوال يوم القيامة، و أدخلني الجنة التي قدّرت عليّ الخروج منها. فقالها آدم، فقال جبريل:

وجبت، ثم قال: قل يا آدم قال: ما أقول يا روح القدس ؟ قال: قل اللّهم ألبسني العافية في الدنيا كي تهنئني المعيشة. فقالها آدم، فقال جبريل: وجبت، ثم قال: قل يا آدم، قال: ما أقول يا روح القدس ؟ قال: قل اللّهم اختم لنا بالمغفرة حتى لا تضرّنا الذنوب، فقالها آدم، فقال جبريل: وجبت.

أخبرنا أبو منصور عبد الخالق، و أبو سعيد طاهر ابنا زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعيد (5) عبيد اللّه بن عبد اللّه بن محمد بن حسكويه و أبو عثمان إسماعيل بن عثمان بن عمر الإبريسمي، و أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر قالوا: أنا أبو سعيد الصّيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبو عبد الرّحمن الأنصاري، عن الصّلت بن عاصم المرادي، عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال: لما أهبط اللّه آدم عليه السلام إلى الأرض، و نقص من قامته، استوحش لفقد أصوات الملائكة، فهبط عليه جبريل فقال: يا آدم أ لا أعلّمك شيئا تنتفع به للدنيا و الآخرة ؟ فقال: بلى، قال: قل اللّهم تمّم لي النعمة حتى تهنئني المعيشة، اللّهم اختم لي بخير حتى لا تضرّني ذنوبي، اللّهم أكفني مئونة الدنيا، و كلّ هول في القيامة حتى تدخلني الجنة في عافية.

ص: 430


1- حلية الأولياء 382/5 في ترجمة كعب الأحبار.
2- بالأصل و الحلية «المادراني» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى ماذرايا قال السمعاني: و ظني أنها من أعمال البصرة. و هذا فيه نظر قاله ياقوت، قال: و الصحيح أن ماذرايا قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح مقابل نهر سابس و في م:«المارداني».
3- في الحلية:«زيد» و بهامشها عن نسخة: يزيد.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية و في م:«يقول إنه ولدك».
5- في سير الأعلام 269/18 «أبو سعد».

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضل بن محمد، نا أحمد بن محمد بن أبي بزة، نا خالد بن عبد الرّحمن بن سلمة المخزومي، نا هشام بن عبد الملك بن عكرمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما أراد اللّه عزّ و جلّ أن يتوب على آدم طاف بالبيت سبعا، و البيت يومئذ ربوة حمراء، فلما صلّى ركعتين قام فاستقبل السماء، و قال: اللّهمّ إنك تعلّم سرّي و علانيتي، فاقبل معذرتي، و تعلم حاجتي فاعطني سؤلي، و تعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي، اللّهمّ إني أسألك إيمانا يباشر قلبي، و يقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلاّ ما كتبت لي، و الرضا بما قسمت لي. فأوحى اللّه عز و جل إليه: أني قد غفرت ذنبك، و لن يأتيني أحد من ذرّيتك يدعونني بمثل ما دعوتني إلاّ غفرت ذنوبه، و كشفت غمومه و همومه و شتّت الفقر من بين عينيه، و اتجرت له وراء كل تاجر، و جاءته الدنيا و هي راغمة، و إن كان لا يريدها.

كذا قال: و إنما هو هشام بن عبد اللّه.

أخبرناه على الصواب أبو القاسم التبريزي، أنا محمد بن أحمد بن عمر، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا موسى بن هارون الحافظ ، نا زهير بن محمد المروزي، نا خالد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا هشام بن عبد اللّه بن عكرمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما أراد اللّه أن يتوب على آدم أذن له فطاف بالبيت سبعا ثم صلّى ركعتين - و البيت يومئذ ربوة حمراء - ثم قام فاستقبل البيت فقال:

اللّهمّ إنك تعلم سرّي و علانيتي فاقبل معذرتي، و تعلم حاجتي فاعطني سؤلي و تعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي، اللّهمّ إني أسألك إيمانا يباشر قلبي و يقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلاّ ما كتبت لي، و رضني بما قسمت لي. فأوحى اللّه إليه: أني قد غفرت لك، و لم يأتني أحد من ذرّيتك فيدعوني بمثل ما دعوتني إلاّ غفرت له، و كشفت همومه و غمومه، و نزعت الفقر من بين عينيه، و اتجرت له من وراء كل تاجر فجاءته الدنيا و هي راغمة.

قال: و نا عبد اللّه بن محمد بن عثمان الواسطي، نا محمد بن الحسن بن شهريار، نا النضر بن طاهر، نا حفص بن سليمان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه.

ص: 431

قال النضر: و حدثني معاذ بن محمد الأنصاري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لما أهبط آدم تجاه البيت صلّى ركعتين فألهمه اللّه هذا الدعاء: اللّهمّ إنك تعلم سرّي و علانيتي، فاقبل معذرتي، و تعلم حاجتي فاعطني سؤلي، و تعلم ما في نفسي و ما عندي فاغفر لي ذنوبي، اللّهمّ ارزقني إيمانا يباشر قلبي، و يقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلاّ ما كتبت لي، و رضا بما قسمت لي. فأوحى اللّه إليه: يا آدم إني قد قبلت توبتك، و غفرت ذنبك، و لن يدعو أحد من ذرّيتك إلاّ غفرت له ذنوبه، و كفّرت عنه سيئاته، و كفيته المهم من أمره، و اتجرت له من وراء كلّ تاجر، و أقبلت إليه الدنيا راغمة و إن لم يردها»[2040].

أخبرنا أبوا محمد: بن الأكفاني و ابن حمزة (1) السّلمي، قالا: أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا القاسم بن هاشم، نا آدم بن أبي إياس، نا شهاب بن خراش (2)،نا عبد اللّه بن راشد، عن عون بن أبي خالد قال: وجدت في بعض الكتب: أن آدم عليه السلام ركع إلى جانب الركن اليماني ركعتين ثم قال: اللّهمّ إني أسألك إيمانا يباشر قلبي، و يقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلاّ ما كتب لي، و رضا بما قسمت لي، فأوحى اللّه إليه: يا آدم إنه حقّ عليّ ألا يلزم - و قال إسماعيل: إنه لا يلزم - أحد من ذرّيتك هذا الدعاء إلاّ أعطيته ما يحب، و نجّيته مما يكره، و نزعت أمل الدنيا و الفقر من بين عينيه، و ملأ جوفه حكمة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا

ص: 432


1- اسمه: عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس، أبو محمد، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 423/7.
2- إعجامها غير واضح و في م: حراش و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 284/8.

أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدّد، نا خالد، نا ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول اللّه عز و جل: فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ (1)قال: أي ربّ ، أ لم تخلقني بيدك ؟ أ لم تنفخ فيّ من روحك، أ لم تسبق رحمتك لي غضبك ؟ قال: بلى، قال: أ فرأيت إن أنا تبت و أصلحت أ راجعي أنت إلى الجنة ؟ قال: نعم (2).

أخبرنا أبو محمد السيدي و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو يعلى الصابوني، أنا خالي أبو الفضل عمر بن إبراهيم، أنا العباس بن الفضل بن زكريا الهروي، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا الحسن بن يزيد الأصمّ قال: سمعت السّدّي يقول في قوله عز و جل فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ فَتٰابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّٰابُ الرَّحِيمُ قال: رب خلقتني بيديك، و نفخت فيّ من روحك فسبقت رحمتك غضبك، أ رأيت إن تبت و أسلمت هل أنت رادي إلى الجنة ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو سهل بن زياد، نا أحمد بن علي الأبّار، نا جناح بن عبد العزيز، نا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس في قوله عز و جل: فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ فَتٰابَ عَلَيْهِ ، إِنَّهُ هُوَ التَّوّٰابُ الرَّحِيمُ قال: سبحانك اللّهمّ و بحمدك، عملت سوءا و ظلمت نفسي، فاغفر لي إنّك خير الغافرين، لا إله إلاّ أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي، فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين، لا إله إلاّ أنت سبحانك و بحمدك، عملت سوءا و ظلمت نفسي، فتب عليّ إنك أنت التّوّاب الرحيم، و ذكر أنه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و لكن شكّ فيه.

قال: و أنا أبو محمد المؤملي، نا أبو عثمان البصري، نا أبو أحمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، أنا موسى بن عبيدة الرّبذي (3)،عن محمد بن كعب

ص: 433


1- سورة البقرة، من الآية:37.
2- البداية و النهاية 90/1-91 قال ابن كثير: و رواه الحاكم و قال: صحيح الإسناد و لم يخرجاه. و الخبر في تاريخ الطبري 132/1.
3- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى الربذة و هي من قرى المدينة على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد إلى مكة.

القرظي قال: فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ فَتٰابَ عَلَيْهِ (1)قال قوله: رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا، وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنٰا وَ تَرْحَمْنٰا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخٰاسِرِينَ (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا إسماعيل بن إسحاق، نا محمد بن أبي بكر، نا مؤمل، نا سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع (3)،عن مجاهد، عن عبيد بن عمير قال: قال آدم: يا ربّ ذنبي الذي كتبته عليّ قبل أن تخلقني، أو ابتدعته من قبلي ؟ قال: بل كتبته عليك قبل أن أخلقك، قال: فكما كتبته عليّ فاغفره لي، فذلك قوله: فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ .

أخبرناه عاليا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف الهروي، نا محمد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد بن عمير قال: قال آدم لربه تبارك و تعالى و ذكر خطيئته فقال: ربّ أ رأيت معصيتي التي عصيتك أ شيء كتبته عليّ قبل أن تخلقني أم شيء ابتدعته من نفسي ؟ قال: بل شيء كتبته عليك قبل أن أخلقك، قال: فكما كتبته عليّ فاغفره لي، قال: فذلك قوله تبارك و تعالى: فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ .

أخبرنا أبو منصور عبد الخالق و أبو سعيد طاهر ابنا زاهر بن طاهر قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد اللّه بن محمد، و إسماعيل بن عثمان الإبريسمي، و الفضل بن عبد الواحد التاجر، قالوا: أنا أبو سعيد الصّيرفي، أنا محمد بن عبد اللّه بن أحمد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني عبد الرّحمن بن صالح، نا الحسين بن علي الجعفي، عن أبي رجاء الخراساني، عن سعيد بن جبير: فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ قال: لا إله إلاّ أنت سبحانك و بحمدك ربّ عملت سوءا فظلمت نفسي فاغفر لي و أنت خير الغافرين، لا إله إلاّ أنت عملت سوءا و ظلمت نفسي فارحم و أنت أرحم الراحمين، لا إله إلاّ أنت سبحانك ربّ عملت سوءا فظلمت نفسي فتب عليّ أنّك أنت التواب الرحيم.

ص: 434


1- سورة البقرة، الآية:37.
2- سورة الأعراف، الآية:23.
3- ضبطت عن تقريب التهذيب: رفيع بفاء مصغرا.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا: أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه الصّفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني يعقوب بن عبيد، أنا يزيد بن هارون، أنا العوّام بن حوشب حدثني عبد الرحيم - و قال: الخطيب عبد الكريم المكتب - عن عبد الرّحمن بن يزيد بن معاوية قال: الكلمات التي تلقّى آدم من ربه فتاب عليه: لا إله إلاّ أنت سبحانك، اللّهم و بحمدك اللّهمّ عملت سوءا و ظلمت نفسي فاغفر لي و أنت خير الغافرين، لا إله إلاّ أنت - زاد البيهقي سبحانك و بحمدك و قالا-:

عملت سوءا و ظلمت نفسي فارحمني و أنت خير الراحمين، لا إله إلاّ أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التواب الرحيم.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا محمد بن يوسف، أنا محمد بن حمّاد الطّهراني، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله تبارك و تعالى: فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ قال: هي قوله تبارك و تعالى: رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنٰا وَ تَرْحَمْنٰا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخٰاسِرِينَ .

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصمّ ، نا أبو جعفر محمد بن عبيد اللّه المنادي، نا يونس بن محمد، نا شيبان، عن قتادة في قوله: فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ فَتٰابَ عَلَيْهِ قال: ذكر لنا أنه قال: يا ربّ أ رأيت إن تبت و أصلحت ؟ قال: فإني إذا (1) أرجعك إلى الجنة قالا: رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنٰا وَ تَرْحَمْنٰا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخٰاسِرِينَ فاستغفر آدم ربه و تاب إليه فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم، و أما عدو اللّه إبليس فو اللّه ما تنصّل من ذنبه، و لا سأل التوبة حين وقع بما وقع به، و لكنه سأل المنظرة إلى يوم الدين فأعطى اللّه كلّ واحد منهما ما سأل.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن عمر، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر أحمد بن السندي (2) بن الحسن، نا الحسن بن علوية القطان، نا

ص: 435


1- عن تاريخ الطبري 132/1 و بالأصل «أنا».
2- بالأصل «السيدي» و المثبت عن حلية الأولياء 324/1 و عن م.

إسماعيل بن عيسى العطّار، نا إسحاق بن بشر أبو حذيفة، أخبرني جويبر عن الضّحّاك، عن ابن عباس: أن آدم عليه السلام طلب التوبة مائتي سنة حتى أتاه اللّه الكلمات و لقنه إيّاها (1) قال: بينا آدم عليه السلام جالس يبكي واضع راحته على جبينه إذ أتاه جبريل فسلّم عليه، فبكى آدم و بكى جبريل لبكائه فقال له: يا آدم ما هذه البلية التي أضحى بك بلاؤها و شقاؤها و ما هذا البكاء؟ قال: يا جبريل و كيف لا أبكي و قد حوّلني ربي من ملكوت السماء إلى هوان الأرض، و من دار المقامة إلى دار الظعن و الزوال، و من دار النعمة إلى دار البؤس و الشقاء، و من دار الخلد إلى دار الفناء كيف أجتاز (2) يا جبريل هذه المصيبة ؟ قال: فانطلق جبريل إلى ربه فأخبره بمقالة آدم فقال اللّه عز و جل: انطلق يا جبريل إلى آدم فقل: يا آدم أ لم أخلقك بيدي ؟ قال: بلى يا رب، قال: أ لم أنفخ فيك من روحي ؟ قال: بلى يا رب، قال: أ لم أسجد لك ملائكتي ؟ قال: بلى يا رب، قال: أ لم أسكنك جنتي ؟ قال: بلى يا رب، قال: أ لم آمرك فعصيتني ؟ قال: بلى يا رب، قال:

و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لو أن ملء الأرض رجالا مثلك ثم عصوني لأنزلتهم منازل العاصين، غير أنه يا آدم قد سبقت رحمتي غضبي، قد سمعت صوتك و تضرّعك و رحمت بكاك و أقلتك عثرتك. فقل: لا إله إلاّ أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنك أنت خير الغافرين، لا إله إلاّ أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فارحمني إنك خير الراحمين، لا إله إلاّ أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم فذلك قوله عز و جل: فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ الآية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ - إملاء و قراءة - نا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل - إملاء - نا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي (3)،نا أبو الحارث عبد اللّه بن مسلم الفهري (4)-بمصر - قال أبو الحسن: هذا من رهط أبي عبيدة بن الجرّاح - أنا إسماعيل بن مسلمة، أنا

ص: 436


1- بالأصل و م «إياه».
2- بالأصل:«أجتز» و في م:«أجبز».
3- هذه النسبة إلى بني حنظلة، جماعة من غطفان (الأنساب).
4- ضبطت عن الأنساب، و انظر فيها هذه النسبة.

عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحقّ محمد ألاّ غفرت لي، فقال اللّه سبحانه و تعالى: فكيف عرفت محمدا و لم أخلقه بعد؟ قال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك. و نفخت فيّ من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلاّ أحب الخلق إليك، فقال اللّه تعالى: صدقت يا آدم، إنّه لأحبّ الخلق إليّ ، و إذ سألتني بحقه فقد غفرت لك، و لو لا محمد ما خلقتك (1)»[2041].

قال البيهقي: تفرد به عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه، و هو ضعيف (2)،و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو بكر أحمد بن طلحة بن هارون المعروف بابن المنقّي (3) الواعظ ، نا أحمد بن سلمان النّجّاد، نا محمد بن عبد اللّه بن سليمان، نا علي بن بهرام الكوفي، نا عبد الملك بن أبي كريمة، عن عمرو بن قيس، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نزل آدم بالهند و استوحش، فنزل جبريل فنادى بالأذان: اللّه أكبر، اللّه أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه مرتين، أشهد أن محمدا رسول اللّه مرتين، قال آدم: من محمد؟ قال: آخر ولدك من الأنبياء صلى اللّه عليه و سلم»[2042].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا ابن المبارك، أنا إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد أو غيره قال: لما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض قال له ربه: ابن للخراب ولد للفناء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا

ص: 437


1- الحديث نقله ابن كثير في البداية و النهاية 91/1.
2- ضعفه ابن معين و الإمام أحمد و النسائي، انظر الميزان 564/2 و الضعفاء للعقيلي 331/2.
3- ضبطت عن اللباب، و هذه تقال لمن ينقي الطعام.

محمد بن صالح بن هانئ، نا الحسين بن الفضل، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري، قال (1):إن اللّه عز و جل لما أخرج آدم من الجنة زوده من ثمار الجنة و علّمه صنعة كلّ شيء فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير (2) و تلك لا تتغير.

قال: و أنا أبو عبد اللّه، نا محمد بن الحسن الكارزني (3)،نا علي بن عبد العزيز (4)،نا حجّاج بن منهال، نا حمّاد بن سلمة، عن حميد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: قال علي بن أبي طالب: أطيب ريح الأرض الهند، هبط بها آدم فعلق شجرها من ريح الجنة.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا رجاء بن السندي، نا حمّاد بن شعيب السّمّان، عن عبد الملك بن عمير قال: لما أهبط آدم و إبليس ناح إبليس حتى بكى آدم، ثم حدا حتى ضحك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ ، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي محمد بن إسحاق، أنا محمد بن عبيد اللّه بن أبي رجاء، نا موسى بن هارون، نا قتيبة بن سعيد، نا معاوية بن عمّار الدّهني، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه: أن آدم عليه السلام لما أهبط إلى الأرض هبط بالهند، و أن رأسه كان ينال السماء و أن الأرض شكت إلى ربّها عزّ و جلّ ثقل آدم عليه السلام فوضع الجبار تعالى (5) يده على رأسه فانحط منه سبعون ذراعا، فلما أهبط قال: ربّ هذا العبد الذي جعلت بيني و بينه عداوة إن لم تعنّي عليه لا أقوى عليه فقال: لا يولد لك ولد إلاّ وكّلت به ملكا قال: ربّ زدني قال: أجازي بالسيئة السيئة، و بالحسنة عشر أمثالها إلاّ ما أزيد قال: ربّ زدني، قال:

ص: 438


1- الخبر في تاريخ الطبري 127/1.
2- عن تاريخ الطبري و بالأصل: تغير.
3- هذه النسبة إلى كارزن و هي من قرى سمرقند، و الذي في الأنساب كارزي هذه النسبة إلى كارز قرية بنواحي نيسابور و المنتسب إليها أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكارزي يروي عن أبي الحسن علي بن عبد العزيز البغوي. و انظر معجم البلدان «كارز» و فيها «بن الحسين» بدل «بن الحسن».
4- ترجمته في سير الأعلام 348/13.
5- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م.

باب التوبة له مفتوح ما دام الروح في الجسد. فقال إبليس: يا ربّ هذا العبد الذي أكرمته إن لم تعنّي عليه لا أقوى عليه، قال: لا يولد له ولد إلاّ ولد لك ولد قال: ربّ زدني، قال: يجري مجرى الدم و تتخذ في صدورهم بيوتا، قال: ربّ زدني فقال: أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شٰارِكْهُمْ فِي الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلاٰدِ (1).

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا صالح بن عبد اللّه الترمذي، نا معاوية بن عمّار، نا [أبو] (2)الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه، قال: إن آدم لما أهبط قال:

يا ربّ هذا العبد الذي جعلت بيني و بينه عداوة ألا تعينني عليه؛ لا أقوى عليه قال: لا يولد لك ولد إلاّ وكلت به ملكا، قال: ربّ زدني قال: يجزي بالسيئة السيئة و بالحسنة عشر إلى ما أريد، قال: ربّ زدني قال: باب التوبة مفتوح ما دام في الجسد الروح، قال إبليس: ربّ هذا العبد الذي كرّمته عليّ ألا تعينني عليه، لا أقوى عليه، قال: لا يولد له ولد إلاّ ولد لك ولد، قال: ربّ زدني، قال: تجري منهم مجرى الدم، و تتخذون صدورهم بيوتا، قال: ربّ زدني، قال: أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ إلى قوله - غُرُوراً .

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمد بن أبي حامد المقرئ قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الخضر بن أبان، نا سيّار، نا جعفر، نا ثابت قال: بلغنا أن إبليس قال: ربّ إنك خلقت آدم و جعلت بيني و بينه عداوة فسلّطني قال: قيل له: صدورهم مساكن لك، قال: ربّ زدني، قال: لا يولد لآدم ولد إلاّ ولد لك عشرة، قال: ربّ زدني، قال: أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شٰارِكْهُمْ فِي الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلاٰدِ قال: فشكا آدم إبليس إلى ربه فقال: يا رب إنك خلقت إبليس و جعلت بيني و بينه عداوة و بغضا و سلطته (3) عليّ ، و أنا لا أطيقه إلاّ بك، قال:

قيل: لا يولد لك ولد إلاّ وكلت به ملكين يحفظانه من قرناء السوء، قال: ربّ زدني،

ص: 439


1- سورة الإسراء، الآية:64.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، انظر ترجمة جابر بن عبد اللّه في تهذيب التهذيب 350/1.
3- بالأصل: و سلطنه. و في م: و سلطه.

قال: الحسنة بعشر أمثالها، قال: ربّ زدني فقال: لا أحجب عن أحد من ولدك التوبة ما لم يغرغر.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسين علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي، أخبرني جعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي (1)،نا عبيد اللّه بن معاذ، نا المعتمر بن سليمان قال: قال أبي حدثنا أبو عثمان، عن سلمان قال: لما خلق اللّه آدم عليه السلام قال: واحدة لي، و واحدة لك، و واحدة بيني و بينك، فأما التي هي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا، و أما التي لك فما عملت من شيء جزيتك به و إن أغفر فأنا الغفور الرحيم، و أما التي بيني و بينك فمنك المسألة و الدعاء و عليّ الإجابة و العطاء.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القاضي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي (2)،أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عمر بن محمد البزاز، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الأصبغ الإمام، نا خير بن عرفة (3)،نا عروة بن مروان العرقي (4)،نا ابن حيّان، نا همّام، عن الحسن قال: لما أهبط اللّه آدم من الجنة إلى الأرض قال اللّه عز و جل: يا آدم أربع احفظهن: واحدة لي عندك، و أخرى لك عندي، و أخرى بيني و بينك، و أخرى بينك و بين الناس، فأما التي عندك فتعبدني لا تشرك بي شيئا، و أما التي لك عندي فأوفيك عملك لا أظلمك شيئا، و أما التي بيني و بينك فتدعوني فأستجيب لك، و أما التي بينك و بين الناس فترضى للناس أن تأتي إليهم بما ترضى أن يأتوا إليك بمثله.

كذا فيه و الصواب هشام.

أخبرناه أبو الحسن الفقيه، و أبو المعالي بن الشّعيري (5) السّلميان، قالا: أنا أبو

ص: 440


1- ترجمته في سير الأعلام 96/14(54).
2- ضبطت عن التبصير.
3- ترجمته في سير الأعلام 413/13(201) أبو طاهر المصري.
4- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى عرقة بلدة تقارب أطرابلس الشام بين رفنية و أطرابلس.
5- ضبطت عن الأنساب، و اسمه الحسين بن حمزة بن الحسين، أبو المعالي، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر، المطبوعة 443/7.

الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العباس بن عبد اللّه التّرقفي (1)،نا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثّوري، عن هشام، عن الحسن، قال: أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى آدم بأربع فهن جماع الأمر لك و لولدك قال: يا آدم واحدة لي، و واحدة لك، و واحدة بيني و بينك، و واحدة بينك و بين الناس، فأما التي لي تعبدني و لا تشرك بي شيئا، و أما التي لك فعملك أجزيك به أفقر ما تكون إليه، و أما الني بيني و بينك فعليك الدعاء و عليّ الإجابة، و أما التي بينك و بين الناس فتصحبهم بالذي تحب أن يصحبوك به.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا محمد بن عبد اللّه بن أخي ميمي ج.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا أبو روح محمد بن زيادة بن فروة البلدي (2)،نا مخلد بن حسين، عن هشام بن حسان، عن الحسن قال: لما هبط آدم إلى الأرض أوحى اللّه إليه: أربع فيهن جماع الأمر لي و لك و لولدك من بعدك: واحدة (3) لي، و واحدة لك، و واحدة فيما بيني و بينك، و واحدة (4) فيما بينك و بين الناس، فأما التي هي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا، و أما التي هي لك فعملك أو فيك أفقر ما تكون إليه، أو أحوج ما تكون إليه، و أما التي بيني و بينك فعليك الدعاء و عليّ الإجابة، و أما التي بينك و بين الناس فتخالطهم بها. و قال المخلّص: فيما تحب أن يخالطوك.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الشعبي، أنا أبو الفضل نصر بن محمد الصّوفي قال: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: سمعت أبا عبد اللّه المعري يقول: تفكر إبراهيم ليلة من الليالي في شأن آدم عليه السلام قال: يا ربّ خلقته بيدك و نفخت فيه من روحك و أسجدت له ملائكتك، ثم بذنب واحد ملأت

ص: 441


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ترقف، قال السمعاني و ظني أنها من أعمال واسط . و له ترجمة قصيرة في الأنساب.
2- غير معجمة بالأصل و الصواب عن م، و معجم البلدان «بلد» و فيه «زيادة» بدل «زيادة» و هذه النسبة إلى بلد و ربما قيل لها بلط و هي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل بينهما سبعة فراسخ.
3- بالأصل: و واحدة و الصواب عن م.
4- بالأصل: و واحد و الصواب عن م.

أفواه الناس حتى يقولوا: وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ (1) قال: فأوحى اللّه أن يا إبراهيم، أنا علمت أن مخالفة الحبيب على الحبيب شديد.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي، و أبو الفضل محمد بن سليمان بن الحسين بن عمرو القنديني الزاهد بمرو، و أبو طاهر محمد بن محمد بن الحارث الحارثي، قالوا: أنا أبو بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي الفقيه - نزيل هراة قدم مرو - نا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن متّ الكاغذيّ (2)،أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج الشاشي، نا عيسى بن أحمد، نا النضر - هو ابن شميل - أنا عوف، عن الحسن قال: بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن آدم قبل أن يصيب الذنب كان أجله بين عينيه، و أمله خلفه، فلما أصاب الذنب جعل اللّه أمله بين عينيه، و أجله خلفه، فلا يزال يأمل حتى يموت»[2043].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي، نا أحمد بن سلمة قال: سمعت الحسين بن منصور يقول: سمعت علي بن عثّام (3) يقول: حدثني أبو خالد الأحمر، عن إسماعيل، عن الحسن، قال: كان آدم في الجنة و أمله وراء ظهره و أجله بين عينيه، فلما خرج من الجنة جعل أمله بين عينيه و أجله وراء ظهره.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا جعفر بن أحمد السراج، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم، نا ابن أبي الدنيا، نا عبد اللّه بن سعد القرشي، نا يزيد بن هارون، أنا هشام بن حسان قال: سمعت الحسن يقول: كان آدم قبل أن يخطئ أمله خلف ظهره، و أجله بين عينيه، فلما أصاب الخطيئة حوّل فجعل أمله بين عينيه، و أجله خلف ظهره.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا أبي و محمد بن أحمد قالا: نا

ص: 442


1- سورة طه، الآية:121.
2- بالأصل «الكاغدي» و المثبت و الضبط عن الأنساب و هذه النسبة إلى عمل الكاغذ الذي يكتب عليه و بيعه، و هو لا يعمل في المشرق إلاّ بسمرقند. و ترجم له ترجمة قصيرة.
3- ترجمته في سير الأعلام 569/10(198).
4- حلية الأولياء 278/4 في ترجمة سعيد بن جبير.

الحسن بن محمد، نا محمد بن حميد، نا يعقوب بن عبد اللّه، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال: لما أهبط آدم إلى الأرض كان فيها نسر [في البر] (1)و حوت في البحر و لم يكن في الأرض غيرهما، فلما رأى النسر آدم و كان يأوي إلى الحوت و يبيت عنده كل سنة (2) قال: يا حوت، لقد أهبط اليوم إلى الأرض شيء يمشي على رجليه و يبطش بيديه، فقال له الحوت: لئن كنت صادقا ما لي منه في البحر ملجأ و لا لك في البر [منه مهرب] (3).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح عبد الجبار بن عبد اللّه بن إبراهيم بن برزة الأردستاني (4)-بدمشق - نا أبو بكر محمد بن علي بن معاوية - إملاء - أنا لا حق بن الحسين الصّدري (5)،نا محمد بن أحمد بن الرّيّان، أنا الحسين بن عبد اللّه الصبائي قال: قال يوسف، نا سعيد بن طريف، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان آدم حرّاثا، و كان إدريس خيّاطا، و كان نوح نجّارا، و كان هود تاجرا، و كان إبراهيم راعيا، و كان داود زرادا، و كان سليمان خواصا، و كان موسى أجيرا، و كان عيسى سياحا، و كان محمد صلى اللّه عليه و عليهم أجمعين شجاعا جعل رزقه تحت رمحه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي (6)،أنا أبو الفرج محمد بن فارس بن محمد بن محمود العذري - ببغداد - أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد العسكري الدّقّاق، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا، حدثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، عن شيخ له قال: أتى ملك آدم فقال: قد جئتك بالعقل و الدين و العلم فاختر أيهم شئت،

ص: 443


1- ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية، و هي مستدركة أيضا فيها بين معكوفتين.
2- الحلية: كل ليلة.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية.
4- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى أردستان و هي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرية عند أزوارة بينهما و هي على 18 فرسخا من أصبهان.
5- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى صدر، و هي قرية من قرى بيت المقدس. و ترجم له في الأنساب.
6- ترجمته في سير الأعلام 346/18(165)، و سكينة ضبطت عن التبصير 686/2 بالكسر و التشديد، و ذكره.

فاختار العقل، فقال الملك للدين و العلم ارتفعا، قالا: أمرنا أن لا نفارق العقل.

قال: و نا عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا، حدّثني حمزة بن العباس المروزي، نا خاقان أبو سهل، نا الحسن القطان، عن شراحيل أبي عثمان، عن حمّاد رجل من أهل مكة قال: لما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض أتاه جبريل بثلاثة أشياء: بالدين و العقل و حسن الخلق، فقال: إن اللّه يخيّرك واحدا من الثلاثة فقال: يا جبريل ما رأيت أحسن من هؤلاء إلاّ في الجنة. فمد يده إلى العقل فضمه إلى نفسه فقال لذيناك: اصعدا، قالا:

لا نفعل، قال: أ تعصياني ؟ قالا: لا نعصيك و لكنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فصارت الثلاثة إلى آدم.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمد الواحدي، أنا أحمد بن عبيد اللّه بن أحمد المخلدي، نا أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن حازم، نا كامل بن مكرم، نا جبريل بن مجاع، نا إبراهيم بن يوسف، نا وكيع، عن أبي فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة الباهلي قال: لو أن أحلام بني آدم وضعت في كفة و وضع حلم آدم في كفة، لرجح حلمه حلمهم ثم قرأ: فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللّه القطان، نا علي بن إبراهيم أبو الحسن الواسطي، نا يزيد بن هارون، أنا هشام بن حسان قال: سمعت الحسن يقول:

كان عقل آدم مثل عقل جميع ولده.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون الرّوياني، نا ابن رزق اللّه، نا عبد اللّه بن صالح، نا معاوية بن صالح، عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب، عن عبد الرّحمن بن عائذ الأزدي (2).عن أبي ذر الغفاري قال: قلت: يا رسول اللّه من أول الأنبياء؟ قال:«آدم»

ص: 444


1- سورة طه، الآية:115.
2- بياض في المخطوط «صفحتان كاملتان» و عبد الرحمن بن عائذ الأزدي يروي عن أبي ذر انظر ترجمته في سير الأعلام 487/4 و المستدرك بين معكوفتين عن م، و سنشير في نهاية السقط في موضعه.

قال: قلت: يا رسول اللّه كم الأنبياء جما غفيرا؟ قال:«ثلاثمائة و ثلاثة عشر».

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار، نا حميد بن زنجويه، نا عبد اللّه بن صالح، نا معاوية بن صالح، عن أبي عبد الملك محمّد بن أيوب و غيره من المشيخة عن ابن عائذ عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول اللّه من أول الأنبياء؟ قال:«آدم»، قال: قلت: يا رسول اللّه إنه لنبي ؟ قال:«نعم، مكلم» قال:«ثم نوح و بينهما عشرة آباء، ثم إبراهيم و بينهما عشرة آباء».

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن مهرابزد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا زكريا بن الحكم، نا أبو المغيرة، نا هفان بن رفاعة، حدّثني علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة أن أبا ذر قال: قلت: يا نبي اللّه أي الأنبياء كان أول ؟ قال:

«آدم»، قلت: و نبيا كان آدم ؟ قال:«نبيا مكلما أول الرسل».

رواه أبو سلام عن أبي أمامة فلم يذكر أبا ذرّ في إسناده.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي، أنا علي بن إبراهيم بن معاوية، نا أبو حاتم الرازي، نا أبو توبة الربيع بن نافع، نا معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام الحبشي يقول: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: أتى رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: يا رسول اللّه أ نبيا كان آدم ؟ فقال:

«نعم، مكلّم».

و يروى عن أبي ذرّ من وجه غريب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي، نا ابن أبي داود، نا أبو الحسين محمّد بن عيسى الدامغاني، نا سلمة بن الفضل، عن ميكال، عن ليث، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه عن أبي ذرّ قال: قلت: يا رسول اللّه أ رأيت آدم أ نبيا كان ؟ قال:«نعم، كان نبيا رسولا كلمه اللّه، قيل: فقال: يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنّة».

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد سبط البيهقي، قالا:، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني إبراهيم بن إسماعيل

ص: 445

القارئ، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، نا معاوية بن سلام، حدّثني زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا محمّد بن محمّد القزاز، نا محمّد بن عمرو الرزاز، نا عبد الكريم بن هيثم الدير عاقولي، نا أبو توبة - يعني - الربيع بن نافع، نا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام حدّثني أبو أمامة أن رجلا قال: يا رسول اللّه أ نبيّ كان آدم ؟ قال:«نعم، مكلّم».

و قال الدارمي: معلم مكلم، قال: كم - زاد عبد الكريم: كان و قال بينه و بين نوح ؟ قال:«عشر قرون» قال: كم كان بين نوح و إبراهيم ؟ قال:«عشرون»، قالوا: و قال عبد الكريم: عشر قرون. قال: يا رسول اللّه كم كانت الرسل ؟ قال:«ثلاثمائة و خمسة عشر - زاد الدارمي: جما غفيرا».

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن خليد الحلبي، نا أبو توبة الربيع بن نافع، نا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول: سمعت أبا أمامة يحدّث أن رجلا قال: يا رسول اللّه أ نبيا كان آدم ؟ قال:«نعم»، قال: كم كان بينه و بين نوح ؟ قال:

«عشرة قرون» قال: كم كان بين نوح و إبراهيم ؟ قال:«عشرة قرون» قال: يا رسول اللّه كم كانت الرسل ؟ قال:«ثلاثمائة و خمسة عشر».

أخبرنا أبو الفرج علي بن الفضل بن حصن بن أبي يعلى الجهني الموصلي، أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، أنا العبّاس بن الوليد، أنا عقبة، حدّثني سعيد - يعني - بن عبد العزيز، عن ابن جبير - و صوابه: جابر - عن أبي إدريس و أم الدّرداء قالا: إن اللّه عزّ و جلّ عهد إلى آدم أن لا تشرك بي شيئا و ما بين رجليك لا تضعه إلا في حق و أحبني و حببني، فإذا فعلت ذلك فخذ به رخاء و لذة و قرة عين و طمأنينة و لن تستطيع ذلك إلاّ بي، فإذا رأيتك حريصا عليه أغثتك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا الحسين بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا،

ص: 446

حدّثني عبيد بن أبي محمّد قال: سمعت بشر بن الحرث، قال: قال اللّه لآدم عليه السلام: يا آدم إني قد جعلت لفمك طبقا فإذا هممت أن تتكلم بما لا ينبغي فأطبقه، و جعلت لعينيك طبقا فإذا رأيت ما لا ينبغي فأطبقهما، و قد سترت فرجك بستر فلا تكشفه إلا عند ما يحل لك.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر بن محمود.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا إبراهيم بن جعفر بن خليد المقرئ - بمكة - نا الحسين بن شبيب، نا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرماني، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و في حديث الخلاّل: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: لما أهبط اللّه عز و جل آدم إلى الأرض مكث ما شاء - زاد الخلاّل: اللّه - و قالا: أن يمكث ثم قال له بنوه: يا أبانا تكلم، قال: فقام خطيبا في أربعين ألفا من ولده، و ولد ولده، و ولد ولد ولده، فقال: إن اللّه أمرني فقال:

يا آدم يقل كلامك يرجع إلى جواري، لفظهما قريب.

زاد الصيرفي قال ابن المقرئ: هكذا حدثنا هذا الشيخ، لم أكتبه إلاّ عنه. و كتب عنه جماعة أصحابنا و كان يوثق رحمه اللّه.

رواه غيره بهذا الإسناد عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد بن حمدي الخرقي، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا الحسن بن شبيب المعلم، نا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرماني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما أهبط اللّه تعالى آدم إلى الأرض أكثر ذريته... فاجتمع إليه ذات يوم ولده و ولد ولده و ولد ولد ولده فجعلوا يتحدثون حوله و آدم ساكت لا يتكلم، فقالوا: يا أبانا ما لنا نحن نتكلم و أنت ساكت لا تتكلم ؟ قال: يا بنيّ ، إن اللّه لما أهبطني من جواره إلى الأرض عهد إليّ فقال: يا آدم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري.

رواه الخطيب عن الجوهري.

أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن الحسن بن أحمد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا

ص: 447

أبو الحسن الربعي، أنا العباس بن محمّد بن حبّان، أنا محمّد بن يوسف الهروي، نا عثمان بن سعيد، نا عبد اللّه بن يزيد الدمشقي أبو بكر، نا صدقة بن عبد اللّه، عن نصر بن علقمة، عن أخيه، عن ابن عائذ، عن فضالة بن عبيد قال: إن آدم كبر حتى كان يلعب به بنو بنيه، فقيل له: أ لا تنهى بني بنيك أن يلعبوا بك ؟ قال: إني رأيت ما لم يروا و سمعت ما لم يسمعوا و كنت في الجنّة و سمعت كلام الملائكة و أن ربي وعدني أن أنا أمسكت [فمي] أن يدخلني الجنّة.

رواه غيره عن صدقة فأعضله و أسقط منه جماعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا الحسين بن الحسن بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان.

و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الحوري قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن قدامة، حدّثني أبو حفص (1)الدمشقي عن صدقة بن عبد ربه قال: لما كبر آدم جعل بنو بنيه يعبثون به، فيقول له آباؤهم: أ لا تنههم ؟ فيقول: إني رأيت ما لم تروا، و سمعت ما لم تسمعوا، رأيت الجنّة و سمعت كلام ربي. و قال لي حين أخرجني منها: إن أنت حفظت لسانك أعدتك إليها.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمد بن إبراهيم، نا الحسن بن أحمد بن فيل، نا عبد الواحد بن عبد الملك بن صالح، نا جعفر بن محمد أبو محمد، عن بعض العلماء قال: كان آدم عليه السلام يكنى أبا البشر و كان يقل الكلام و يكثر السكوت فقيل له: يا أبا البشر إنّا نراك تقل الكلام قال: إن ربي عهد إليّ - أو أوحى إليّ - إن أنت أقللت الكلام أعدتك إلى الجنة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، نا يوسف بن عمر، نا

ص: 448


1- هنا ينتهي السقط من المخطوط .

أبو (1)عبد اللّه أحمد بن محمد بن مغلّس الكبير (2)-إملاء - نا إسحاق بن إبراهيم المروزي، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب و هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رفعه قال:«اختصم آدم (3)و موسى عليهما السلام فخصم آدم موسى، فقال موسى: أنت الذي أشقيت الناس و أخرجتهم من الجنة فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك اللّه برسالاته و بكلامه و أنزل عليك التوراة ؟ قال: نعم، قال: فوجدته و قد قدر لي قبل أن يخلقني ؟ قال: نعم، قال: فحج آدم (4)موسى ثلاثا»[2044].

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - و ابو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه العنسي - قراءة-، قالا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان - إملاء - نا يحيى بن أبي طالب، نا علي بن عاصم، أنا خالد و هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اختصم آدم و موسى فقال موسى: أنت آدم أبو البشر الذي خلقك اللّه بيده و نفخ فيك من روحه أشقيت ولدك و أخرجتهم من الجنة ؟ قال آدم: أنت موسى الذي كلّمك اللّه و اصطفاك على خلقه و أنزل عليك التوراة ؟ قال: نعم، قال: فهل وجدت فيما أنزل عليك إنه قدّر عليّ قبل أن يخلقني ؟ قال: نعم، قال: فحج آدم موسى»[2045].

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا عيسى بن حمّاد زغبة (5)،نا الليث، عن محمد بن العجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لقي آدم موسى، فقال له موسى: أنت الذي فعلت بنا الفعل، كنت في الجنة فأهبطتنا إلى الأرض ؟ قال آدم: أنت موسى الذي أتاك اللّه التوراة ؟ قال: نعم، قال: من كم تجد التوراة

ص: 449


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
2- ترجمته في سير الأعلام 520/14(292).
3- قال أبو الحسن القابسي: معناه التقت أرواحهما في السماء فوقع الحجاج بينهما؛ و قال القاضي عياض: يحتمل أنه على ظاهره و أنهما اجتمعا بشخصيهما.
4- حج آدم، برفع آدم، و هو فاعل، باتفاق الجميع، أي غلبه بالحجة و ظهر على موسى بها.
5- زغبة بضم الزاي و سكون المعجمة بعدها موحدة، لقبه و لقب أبيه، عن تقريب التهذيب.

كتبت قبل خلقي ؟ قال موسى: بكذا و كذا، قال آدم: فلم تجد فيها خطيئتي ؟ قال: بلى، قال: فتلومني على شيء كتب اللّه عليّ قبل خلقي ؟» قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فحج آدم و موسى (1)عليهما السلام»[2046].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا يعقوب بن إبراهيم بن عيسى العسكري، نا الحسين بن علي بن الأسود العجلي، نا عمرو بن محمد العنقزي، نا إبراهيم بن يزيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن موسى لقي آدم في السماء فقال: أنت أبونا الذي خيبتنا و أخرجتنا من الجنة ؟ فقال له آدم: أنت يا موسى الذي اصطفاك اللّه على البشر و أنزل عليك التوراة فقال: يا موسى فهل وجدت فيما أنزل عليك في التوراة ؟ إن ذلك قدر عليّ قبل أن أخلق بألفي سنة أو بألفي عام. قال موسى: اللّهم نعم»، فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول بإصبعه:«فحج آدم موسى» ثلاث مرات[2047].

قال: و نا عمر بن أحمد، نا عبد اللّه بن سليمان، نا أبي، نا قرّة بن حبيب القشيري، نا عكرمة بن عمار، عن عبد اللّه بن عبيد، و يحيى بن أبي كثير، قالا: نا أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عون، حدّثني أبو هريرة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تحاجّ آدم و موسى، فقال آدم لموسى: أنت موسى الذي اصطفاك اللّه على خلقه و بعثك برسالاته ثم صنعت الذي صنعت يعني النفس التي قتل، فقال موسى لآدم: و أنت الذي خلقك اللّه عز و جل بيده و أسجد لك ملائكته و أسكنك جنته ثم فعلت الذي فعلت ؟ فلو لا ما فعلت لدخلت ذرّيتك الجنة ؟ فقال آدم لموسى:- قال عبد اللّه بن سليمان: قال أبي ذكر قرّة هاهنا حرفا لم أضبطه (2)-في أمر قد قدّر عليّ قبل أن أخلق ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«فحجّ آدم موسى فحجّ آدم موسى» ثلاثا[2048].

قال ابن شاهين: و لا يعرف هذا الكلام إلاّ في هذه الرواية فيما ألزم آدم موسى، قبل أن يلزم موسى لآدم في القتل.

أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن

ص: 450


1- كذا بالأصل بإثبات الواو.
2- لعله:«أ تلومني» كما وردت في نصه في البداية و النهاية 91/1.

عمر، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز الدّراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، عن الأعرج (1)،عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«احتج آدم و موسى، فقال موسى: يا آدم خلقك اللّه بيده و نفخ فيك من روحه، ثم أمر الملائكة فسجدوا لك ثم أمرك أن تسكن الجنة، فتأكل منها رغدا حيث شئت و نهاك عن شجرة واحدة فعصيت ربك فأكلت منها، فقال: يا موسى أ لم تعلم أن اللّه قدّر ذلك عليّ قبل أن يخلقني ؟» فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد حجّ آدم موسى، لقد حجّ آدم موسى»[2049].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي، نا أبو الحسين محمد بن أحمد الواعظ ، نا أبو علي محمد بن محمد بن أبي حذيفة، نا بكار بن قتيبة، نا صفوان بن عيسى، نا الحارث بن عبد الرّحمن، أخبرني يزيد بن هرمز، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«احتج آدم و موسى عليهما السلام، فقال موسى: أنت آدم خلقك اللّه بيده، و أسجد لك الملائكة، و أسكنك الجنة، فأهبطتنا و أهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك ؟ فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك اللّه برسالته و قرّبك نجيّا، و أنزل عليك التوراة، فبكم تجد التوراة كتبت ؟ قال:

قبل أن يخلق بأربعين سنة. قال: فوجدت فيها: وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ (2)قال: نعم، قال: فتلومني على ذنب عملته، كتبه اللّه عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فحجّ آدم موسى» (3)[2050].

و هذا الحديث قد جاء من وجوه كثيرة و له عندي طرق اقتصرت منها على ما ذكرت (4).

ص: 451


1- اسمه عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود المدني، ترجمته في سير الأعلام 69/5.
2- سورة طه، الآية:121.
3- الحديث نقله ابن كثير في البداية و النهاية 93/1.
4- نقل أكثر هذه الأحاديث ابن كثير في البداية 91/1 و ما بعدها تحت عنوان احتجاج آدم و موسى عليهما السلام. قال ابن كثير - بعد أن ذكر الحديث بمختلف طرقه-94/1: و قد اختلفت مسالك الناس في هذا الحديث فرده قوم من القدرية لما تضمن من إثبات القدر السابق. و احتج به قوم من الجبرية و هو ظاهر لهم بادي الرأي حيث قال:«فحج آدم موسى» لما احتج عليه بتقديم كتابه، و قال آخرون: إنما حجه لأنه لامه على ذنب قد تاب منه و التائب من الذنب كمن لا ذنب له. و قيل: إنما حجه لأنه أكبر منه و أقدم. و قيل: لأنه أبوه. و قيل: لأنهما في شريعتين متغايرتين.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قال: أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحرفي، أنا أحمد بن سلمان، نا ابن أبي الدنيا، نا عمر بن إسماعيل الهمداني، نا محمد بن عبيد، عن يوسف - و في حديث البيهقي: عن يونس و قال الصباغ: عن الحسن قال: قال موسى يا رب كيف يستطيع آدم أن يؤدي شكر ما صنعته إليه، خلقته بيدك و نفخت فيه من روحك و أسكنته جنتك و أمرت الملائكة فسجدوا له ؟ فقال: يا موسى علم أنّ ذلك منّي، فحمدني عليه، فكان ذلك شكرا لما صنعت إليه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن سالم بن أبي حفصة، عن رجل، عن ابن عباس: أن اللّه أخرج آدم من الجنة قبل أن يخلقه، ثم قرأ: إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو محمد السيدي و إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني قالوا: أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور (2)،أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي (3)،أنا أبو مسلم الكجّي (4)،نا خالد بن الخضيب الرام (5)،نا خالد الحذّاء (6)قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد آدم خلق للأرض أم للسماء؟ قال: للأرض، قلت: أ كان يستطيع أن يكون من أهل السماء؟ قال:

لا.

ص: 452


1- سورة البقرة، الآية:30.
2- ترجمته في سير الأعلام 10/18(8).
3- ترجمته في سير الأعلام 146/16(104).
4- اسمه: إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم بن ماعز، أبو مسلم البصري ترجمته في سير الأعلام 423/13 (209).
5- كذا رسمها بالأصل و م.
6- هو خالد بن مهران أبو المنازل البصري الحذاء. ترجمته في سير الأعلام 190/6.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو الحسن محمد بن أحمد بن توبة، قالا:

أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، نا هارون بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن يزيد، نا عبد الرّحمن بن زياد، حدثني دخين الحجري (1)عن عقبة بن عامر الجهني، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:.

«إذا جمع اللّه الأوّلين و الآخرين فقضى بينهم و فرغ من القضاء، قال المؤمنون: قد قضى بيننا ربّنا تعالى، فمن يشفع لنا؟ فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم فإنه أبونا، و خلقه اللّه بيده، و كلّمه؛ فيأتونه فيكلّمونه أن يشفع لهم، فيقول لهم آدم: عليكم بنوح، فيأتون نوحا فيدلهم على إبراهيم، ثم يأتون إبراهيم فيدلّهم على موسى، ثم يأتون موسى فيدلّهم على عيسى، ثم يأتون عيسى فيقول [لهم] (2):أدلكم على النبي على النبي الأمي صلى اللّه عليه و سلم فيأتوني، فيأذن اللّه عز و جل لي أن أقوم إليه، فيفور مجلسي من أطيب ريح يشمها أحد قط ، حتى آتي ربي عز و جل، فيشفعني و يجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي، ثم يقول الكافرون: هذا قد وجد المؤمنون من يشفع لهم، فمن يشفع لنا؟ ما هو إلاّ إبليس هو الذي أضلّنا، فيأتون إبليس فيقولون: قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت، فاشفع لنا، فإنك أنت أضللتنا، فيقوم فيفور مجلسه من أنتن ريح شمها أحد قط ، ثم يعظّم لجهنّم. و يقول الشيطان لما قضي الأمر: إِنَّ اللّٰهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ إلى آخر الآية (3)[2051].

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه، أنا علي بن أحمد الواحدي، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النّجّار، نا سليمان بن أيوب اللّخمي، نا محمد بن يحيى بن زياد الأبزاري (4)،نا عبد الأعلى بن حماد النّرسي (5)،نا أبو عاصم العبّاداني (6)،نا الفضل بن عيسى الرّقاشي، عن الحسن قال: خطبنا أبو هريرة على منبر

ص: 453


1- دخين بالمعجمة مصغرا، و الحجري: بفتح المهملة و سكون الجيم، و هو دخين بن عامر الحجري، أبو ليلى المصري، ثقة،(تقريب التهذيب).
2- زيادة عن مختصر ابن منظور 225/4.
3- سورة إبراهيم، الآية:22.
4- ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى شيئين: أحدهما إلى بيع الأبزار، و إلى قرية يقال لها أبزار.
5- ترجمته في سير الأعلام 28/11(12).
6- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى عبّادان و هي بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر و المشهور بالانتساب إليها: أبو عاصم عبد اللّه بن عبيد اللّه العباداني في ترجمة قصيرة.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ليعتذرن اللّه عزّ و جلّ إلى آدم ثلاث معاذير يقول اللّه: يا آدم لو لا أني لعنت الكذّابين، و أبغضت الكذب و الخلف و أعذّب عليه لرحمت اليوم ولدك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب، و لكن حقّ مني لئن كذبت رسلي و عصي أمري لأملأنّ جهنم من الجنّة و الناس أجمعين.

و يقول اللّه: يا آدم اعلم أني لا أدخل من ذرّيتك، النار أحدا و لا أعذب منهم بالنار أحدا إلاّ من قد علمت بعلمي أني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شرّ مما كان فيه، و لم يرجع و لم يعتب.

و يقول اللّه تبارك و تعالى: قد جعلناك حكما بيني و بين ذريتك، قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم، فمن رجح منهم خيره على شرّه مثقال ذرّة فله الجنّة حتى تعلم أني لا أدخل النار منهم إلاّ ظالما»[2052].

أخبرناه أبو الفضل نعمة اللّه بن محمد بن منصور المرندي - بمرند مدينة بأذربيجان (1)-أنا أبو منصور هبة اللّه بن الصقر بن أحمد بن القاشاني المرندي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن بندار بن كاكا المرندي (2)،أنا أبو الحسن علي بن عمر الصّيرفي، نا أبو القاسم عيسى بن سليمان بن عبد الملك القرشي - ورّاق داود بن رشيد - نا عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي، نا أبو عاصم عبيد اللّه (3) بن عبد اللّه، عن الفضل بن عيسى، عن الحسن قال: خطبنا أبو هريرة على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المدينة فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يعتذر اللّه تعالى إلى آدم يوم القيامة بثلاث معاذير، يقول اللّه تعالى: لو لا أني لعنت الكذابين و أبغض الخلف و الكذب و أعذّب عليه لرحمت اليوم ذرّيتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب، و لكن حقّ القول مني لئن كذبت رسلي و عصي أمري لأملأنّ جهنم منهم أجمعين.

و يقول اللّه تعالى: اعلم أني لا أدخل الجنة من ذرّيتك النار أحدا، و لا أعذّب منهم

ص: 454


1- مرند بفتح أوله و ثانيه و نون ساكنة، من مشاهير مدن أذربيجان بينها و بين تبريز يومان (معجم البلدان).
2- له ترجمة في معجم البلدان «مرند» و ذكر اسمه: محمد بن عبد اللّه بن بندار بن عبد اللّه بن محمد بن كاكا، أبو عبد اللّه المرندي.
3- و يقال فيه: عبد اللّه بن عبيد اللّه، و قد تقدم قريبا.

في النار أحدا إلاّ من قد علمت في علمي لو أني رددته إلى الدنيا لعاد إلى شرّ ما كان منه و لم يعتب.

قال: و يقول اللّه تعالى: يا آدم قد جعلتك حكما بيني و بين ذرّيتك، قم عند الميزان (1) و انظر ما يرفع إليك من أعمالهم، فمن رجح خيره على شرّه مثقال ذرّة فله الجنة حتى تعلم أني لا أدخل منهم النار إلاّ كل ظالم»[2053].

رواه سعيد بن أنس، عن الحسن من قوله:

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمد المصري، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا يعقوب - هو الدّورقي - نا عبد اللّه بن بكر، نا عبّاد بن شيبة، عن سعد أو سعيد بن أنس، عن الحسن قال: يعتذر اللّه تبارك و تعالى إلى آدم يوم القيامة: يا آدم أنت اليوم عدل بيني و بين ذرّيتك، قم عند الميزان فانظر ما رفع إليك من أعمالهم، فمن رجح خيره على شرّه مثقال ذرّة فله الجنة حتى تعلم أني لا أعذّب إلاّ كل ظالم.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون، نا علي بن زيد الفرائضي، نا روح بن أسلم، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن الحسن، عن عتيّ ، عن أبيّ عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لما توفي آدم ألحد (2) له و غسلته الملائكة وترا، و قالت: هذه سنّة ولد آدم (3)»[2054].

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمد بن موسى بن الصّلت ح.

و أخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا محمد بن علي بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيّع، قالا: أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا علي بن حرب، نا روح بن أسلم، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن الحسن، عن عتيّ ، عن أبيّ ، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ألحد لآدم عليه السلام و غسل بالماء وترا، فقالت

ص: 455


1- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن م.
2- ألحد له و لحد له أي عملوا له لحدا، قبرا.
3- الحديث في تاريخ الطبري 160/1 عن الحسن عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

الملائكة:- زاد ابن الصلت: هذه، و قالا:- سنّة ولد آدم من بعده»[2055].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا الحسن بن السّكن الحمصي، نا الربيع بن روح، نا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن ذكوان الأزدي البصري، عن الحسن بن أبي الحسن، عن عتيّ السّعدي، عن أبيّ بن كعب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن آدم لما حضرته الوفاة أرسل اللّه إليه بكفن و حنوط من الجنة فلما رأت حوّاء الملائكة جزعت فقال: خلّي بيني و بين رسل ربي، فما لقيت الذي لقيت إلاّ فيك (1)،و لا أصابني الذي أصابني إلاّ فيك (2)»[2056].

و روي عن الحسن من وجه آخر أتم من هذا موقوفا.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3) حدّثني هدبة بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن عتيّ (4) قال: رأيت شيخا بالمدينة يتكلم فسألت عنه فقالوا: هذا أبيّ بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بنيّ إني أشتهي من ثمار الجنة، فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة و معهم أكفانه و حنوطه، و معهم الفئوس و المساحي (5) و المكاتل (6)،فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون و ما تطلبون ؟ أو ما تريدون و أين تذهبون ؟ فقالوا: أبو نا مريض فاشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي قضاء أبيكم، فجاءوا فلما رأتهم حوّاء عرفتهم فلاذت بآدم فقال: إليك إليك عنّي فإني إنما أتيت من قبلك، خلي بيني و بين ملائكة ربي عزّ و جل، فقبضوه و غسّلوه و كفّنوه و حنّطوه، و حفروا له، و ألحدوا له، و صلّوا عليه، ثم دخلوا قبره، فوضعوه في قبره،

ص: 456


1- في الطبري 160/1 منك.
2- الحديث في تاريخ الطبري 160/1 و البداية و النهاية 110/1.
3- الحديث في مسند أحمد 136/5 و نقله ابن كثير في البداية و النهاية 110/1 و ابن سعد 33/1-34، و اللفظ للمسند.
4- حرّف في البداية و النهاية إلى «يحيى» بن ضمرة السعدي.
5- المساحي جمع مسحاة و هي آلة كالمجرفة يجرف بها الطين و غيره.
6- المكاتل جمع مكتل و هو الزنبيل الذي يحمل فيه التمر.

و وضعوا عليه اللّبن، ثم خرجوا من القبر، ثم حثوا عليه [التراب] (1)،ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنّتكم.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي المؤذن، و أبو محمد بختيار بن عبد اللّه الهندي عتيق ابن السمعاني بمرو، قالا: أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز التككي، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم الفارسي، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، نا عبد اللّه بن روح، نا شبّابة بن سوّار، نا خارجة بن مصعب، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عثمان، كذا قال: و إنما هو عن عتيّ ، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن آدم عليه السلام لما مرض مرضه الذي مات فيه قال لبنيه: أي بنيّ إني أشتهي ما يشتهي المريض، و إني أشتهي من ثمار الجنة، فابغوني من ثمار الجنة قال: فخرجوا يسعون في الأرض فلقيتهم الملائكة عيانا، فقالوا: يا بني آدم أيّ شيء تريدون ؟ قالوا: نبغي أبانا من ثمار الجنة، فقالوا: ارجعوا فقد أمر بقبض أبيكم إلى الجنة قال: فقبضوا روحه و هم ينظرون و غسّلوه و هم ينظرون، و كفّنوه و هم ينظرون، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنّتكم في موتاكم»[2057].

كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد (2).

ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن المعدّل قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، أنا عبد الرّحمن بن مالك بن مغول، عن عبد اللّه بن مسلم بن هرمز، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان لآدم عليه السلام: بنون و ذو سواع و يغوث و يعوق و نسر، فكان أكبرهم يغوث فقال له:

يا بني انطلق فإن لقيت أحدا من الملائكة فمره يجيئني بطعام من الجنة و شراب من شرابها، قال: فانطلق فلقي جبريل عليه السلام بالكعبة فسأله ذلك، قال: ارجع فإن أباك يموت، فرجعا فوجداه يجود بنفسه قال: فوليه جبريل فجاءه بكفن و حنوط و سدر ثم قال: يا بني آدم أ ترون ما أصنع بأبيكم فاصنعوه بموتاكم، فغسّلوه و كفّنوه و حنّطوه، ثم حملوه إلى الكعبة فأمر جبريل يصلّي عليه، فعرف فضل جبريل يومئذ على الملائكة فكبّر

ص: 457


1- ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد.
2- قوله:«كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد، ثم» سقط من م هنا و كتبت بعد قوله المعدل.

عليه أربعا، و وضعوه مما يلي القبلة عند القبور، و دفنوه في مسجد الخيف.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا محمد بن المظفّر بن موسى، نا محمد بن محمد بن سليمان، نا شيبان بن فروخ، نا محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«كبّرت الملائكة على آدم أربعا» و كبّر أبو بكر على فاطمة أربعا، و كبّر عمي على أبي بكر أربعا و كبّر صهيب على عمر أربعا (1)،رواه غيره عن ميمون فقال: ابن عمر[2058].

أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب، نا شبابة بن سوّار، نا فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر قال: صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ابنه إبراهيم و كبّر عليه أربعا و صلّى على السوداء فكبّر عليها أربعا، و صلّى على النجاشي فكبّر عليه أربعا، و صلى أبو بكر على فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكبّر أربعا عليها. و صلّى عمر على أبي بكر و كبّر عليه أربعا، و كبّرت الملائكة على آدم أربعا[2059].

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، عن أبي حازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير المعدّل، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم البغدادي، نا أبو مسهر أحمد بن مروان الرّملي، نا الوليد بن أبي طلحة العطّار، نا ضمرة بن ربيعة عن قادم بن ميسور، عن عبد اللّه بن أبي فراس قال:

قبر آدم عليه السلام في مغارة فيما بين بيت المقدس و مسجد إبراهيم و رجليه (2) عند الصخرة و رأسه عند مسجد إبراهيم و بينهما ثمانية عشر ميلا (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن

ص: 458


1- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 110/1.
2- كذا، و في البداية و النهاية 110/1 نقلا عن ابن عساكر: و رجلاه.
3- قال ابن كثير: و اختلفوا في موضع دفنه فالمشهور أنه دفن عند الجبل الذي أهبط منه في الهند، و قيل بجبل أبي قبيس بمكة، و يقال ببيت المقدس. البداية و النهاية 110/1 و انظر الطبري 80/1 و المسعودي 33/1.

بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا القاسم بن خليفة، نا عمرو بن محمد، نا أبو بكر الهذلي، عن أبي السكينة الشامي، قال: خلق آدم يوم الجمعة، و أسكن الجنة يوم الجمعة، و أهبط منها يوم الجمعة، في جمعة واحدة، و مات يوم الجمعة.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، نا محمد بن الفضيل، نا عمر بن سعيد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن عطاء الخراساني قال: بكت الخلائق على آدم حين توفي سبعة أيام.

579 - آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص

بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو عمر الأموي (1)

و أمه أم عاصم بنت سفيان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم كان بالشام حين ذهب ملك أهل بيته، و أراد عبد اللّه بن علي قتله فيمن قتل منهم بنهر أبي فطرس فاستعطفه فتركه و سكن العراق بعد ذلك. و كان شاعرا ماجنا ثم تنسّك بعد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب قال (2):قرأت على الحسن بن علي الجوهري، عن محمد بن عمران المرزباني، أخبرني علي بن يحيى، أخبرني عبيد اللّه بن أحمد بن أبي طاهر، عن أبيه، عن سليمان بن أبي شيح، أنا حجر بن عبد الجبار الحضرمي، قال: رأيت آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ببغداد أيام أبي جعفر، فما رأيت قرشيا أمجن منه.

و قال المرزباني: نا أحمد بن عيسى الكرخي أنشدنا أبو العيناء لآدم بن عبد العزيز في البراغيث ببغداد:

هنيئا لأهل الريّ طيب بلادهم *** و واليهم الفضل بن يحيى بن خالد

ص: 459


1- ترجمته في الأغاني 286/15 و تاريخ بغداد 25/7 و الوافي بالوفيات 294/5.
2- تاريخ بغداد 25/7-26.

تطاول في بغداد ليلي و من يبت *** ببغداد يلبث ليله غير راقد

بلاد إذا زال النهار تقافزت *** براغيثها من بين مثنى و واحد

ديازجة شهب البطون كأنها *** بغال بريد سرح في موارد

قالا (1):و قال لنا أبو بكر الخطيب: آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، أبو عمر الأموي كان شاعرا خليعا ماجنا ثم نسك بعد ذلك، و كان ببغداد في صحابة أمير المؤمنين المهدي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، نا أبو محمد بن زبر، نا الحسن بن عليل، أنا مسعود بن بشر، أنشدنا الأصمعي لآدم بن عبد العزيز ح.

و أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمد بن عويمر بن حمّاد، نا محمد بن الحارث، عن المدائني قال: قال آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (2):

فإن قالت رجال: قد تولّى *** زمانكم و ذا زمن جديد

فما ذهب الزّمان لنا بمجد *** و لا حسب إذا ذكر الجدود

و ما كنا لنخلد لو ملكنا *** و أي الناس دام له الخلود؟

لفظهما سواء إلاّ في رواية الأصمعي: و إن قالت بالواو.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (3)،أخبرني علي بن صالح بن الهيثم، نا أبو هفّان، عن إسحاق قال: كان مع المهدي رجل من أهل الموصل يقال له سليمان بن المختار، و كانت له لحية عظيمة، طويلة فذهب يوما ليركب، فوقعت لحيته تحت قدمه في الركاب فذهب عامّتها، فقال آدم بن عبد العزيز في ذلك:

قد استوجب في الحكم *** سليمان بن مختار

بما طوّل من لحي *** ته جزّا بمنشار

ص: 460


1- يعني أبا الحسن بن قبيس و أبا منصور بن خيرون، تاريخ بغداد 25/7.
2- الأبيات في تاريخ بغداد 27/7.
3- الأغاني 290/15.

أو النتف (1) أو الحلق *** أو التحريق بالنار

فقد صار بها أشه *** ر من راية بيطار

فأنشدها عمر بن بزيغ المهديّ ، فضحك، و سارت الأبيات، فقال أسيد بن أسيد الأزدي، و كان وافر اللحية: ينبغي لأمير المؤمنين أن يكف هذا الماجن عن الناس فبلغت آدم فقال (2):

لحية تمت و طالت *** لأسيد بن أسيد (3)

يعجب الناظر منها *** من قريب أو (4) بعيد

هي إن زادت قليلا *** قطعت حبل الوريد

قال: و كان المهدي يدني آدم و يحبه و يقربه، و هو الذي قال لعبد اللّه بن علي لما أمر بقتله بنهر أبي فطرس (5):إن أبي لم يكن كآبائهم (6)،و قد علمت مذهبه فيكم.

فقال: صدقت و أطلقه، و كان ظلف (7) النفس متصوبا و مات على توبة و مذهب جميل.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ - و قرأته من خط رشأ - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (8)،نا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي الكاتب، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، نا عبد اللّه بن شبيب، عن الزّبير قال: و كان آدم بن عمر بن عبد العزيز كلبا على الفدّام و السؤال، و كان بطالا فجاء أعرابي إلى فيئة (9) فقال: هل تعرفنّ أحدا يصنع المعروف و يرغب فيه ؟ فدلّوه على آدم، و قالوا: ذاك ابن الخليفة عمر بن عبد العزيز،

ص: 461


1- في الأغاني: السيف.
2- الأبيات في الأغاني 291/15.
3- بعده في الأغاني: كشراع من عباء قطعت حبل الوريد
4- في الأغاني: و بعيد.
5- فطرس بضم الفاء و الراء، موضع قرب الرملة من أرض فلسطين كانت به وقعة عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العباس مع بني أمية سنة 132.
6- عن الأغاني و بالأصل «كأيهم».
7- الأغاني: و كان طيب النفس متصوفا.
8- ضبطت عن التبصير 696/2.
9- الفيئة: الطائفة، يريد الفئة.

فجاءه و هو جالس في فتية من بني عمّه فقال: يا آدم، إن السّماء حبست قطرها، و الأرض نبتها و إن البادية أجحفت بنا، و إن عيالي قد هلكوا جوعا، و وقع النقار (1) في غنمي، فانظر في أمري، فقال آدم: يا ابن الخبيثة، و اللّه لوددت أن السماء صارت عليك طبق نحاس، لا تبضّ بقطرة، و أن الأرض ضنت عليك فلا تنبت سنبلة و أن عيالك ماتوا قبل أن تأتيني بخمسمائة سنة، يا بليق (2) خذه، فوثب الكلب عليه فشق فروه و عقره، فتنحّى الأعرابي غير بعيد ثم قال: يا آدم، لقد خلقك اللّه فشوّه خلقك، و رزقك العظمة في صرفك فأعضّك اللّه ببظر أمك و بظر أمهات هؤلاء الذين حولك.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه بن البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال: قال آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز:

يا أمين اللّه إني قائل *** قول ذي دين و برّ و حسب

عبد شمس لا تهنها إنما *** عبد شمس عمّ عبد المطّلب

عبد شمس كان يتلو هاشما *** و هما بعد لأمّ و لأب

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمد بن زبر، نا الحسن بن عليل العنزي، نا مسعود بن بشر المازني، نا الأصمعي قال (3):كان آدم بن عبد العزيز و هو ابن عمر بن عبد العزيز في أيام حداثته يشرب الخمر و يفرط في المجون و الخلاعة و يقول الشعر فرفع إلى المهدي إنه زنديق، و أنشد شعرا له كان قاله في أيام الحداثة على طريق المجون، فأخذه فضربه ثلاثمائة سوط يقرره بالزندقة فقال: و اللّه لا أقر على نفسي بباطل أبدا، و لو قطّعت عضوا عضوا، و اللّه ما أشركت باللّه طرفة عين قط ، فقال المهدي فأين قولك:

اسقني و اسق خليلي *** في مدى الليل الطويل

قهوة صهباء صرفا *** سبيت من نهربيل (4)

ص: 462


1- في القاموس: و نقرت الشاة أصابتها النقرة - كهمزة - و هو داء في أرجلها.
2- اسم كلبه.
3- الخبر و الأبيات في تاريخ بغداد 26/7 و الأبيات في معجم البلدان (نهربيل) و الأغاني 287/15.
4- نهر بيل لغة في نهر بين، طسوج من سواد بغداد (معجم البلدان).

قل لمن يلحاك فيها *** من فقيه أو نبيل

أنت دعها و ارج أخرى *** من رحيق السلسبيل

فقال: يا أمير المؤمنين كنت من فتيان قريش أشرب النبيذ و أتمجن مع الشباب و اعتقادي مع ذلك الإيمان باللّه و توحيده، فلا تؤاخذني بما أسلفت من قولي، قال:

فخلّى سبيله.

قال: و من قوله أيضا شعرا (1):

اسقني و اسق غصينا *** لا نرد (2) بالنقد دينا

اسقنيها مزّة الطع *** م تريك الشّين زينا

قال: ثم أناب و أقلع، و قال في ذلك أشعارا منها قوله (3):

ألا هل فتى عن شربه (4) الراح صابر

ليجزيه يوما بذلك قادر

شربت فلمّا قيل ليس (5) بمقلع

نزعت و ثوبي من أذى اللّوم طاهر

أخبرنا بهذه القصة، و الأبيات الثلاثة الدالية أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد الدمشقي بها، أنا جدي، فذكرها.

ص: 463


1- البيتان في تاريخ بغداد 26/7-27 و الأغاني 287/15.
2- الأغاني: لا تبع.
3- البيتان في الأغاني 290/15.
4- الأغاني: شربها اليوم صابر.
5- بالأصل:«قيل بمقلع ليس» و المثبت عن مختصر ابن منظور 230/4 و في الأغاني:«ليس بنازع» بدل «ليس بمقلع».
580 - أدهم بن محرز بن أسيد بن أخنس بن رياح

بن أبي خالد بن زمعة بن زيد بن عمرو بن سلامة

بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر

بن سعد بن قيس عيلان، الباهليّ الحمصي (1)

أحد أمراء الجيش الذين وجّهوا مع عبيد اللّه بن زياد لقتال التّوابين (2) الذين قتلوا عند عين الوردة (3)،و كان قد شهد صفين مع معاوية، و كان من قوّاد الحجّاج بن يوسف.

حدّث عن أبيه محرز.

حكى عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عمرو بن مالك القيني، و فروة بن لقيط .

و ذكر أدهم أنه أول مولود ولد بحمص (4) و أول مولود فرض له بها.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمد المكتب، و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا الوليد بن حمّاد، نا الحسين بن زياد، نا أبو إسماعيل محمد بن عبد اللّه البصري، حدّثني فروة بن لقيط ، عن أدهم بن محرز الباهلي، قال: إني لأول مولود ولد بحمص، و أول مولود فرض له، و بيدي كتف و أنا اختلف إلى الكتّاب، و لقد شهدت صفين و قاتلت (5).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و أبو الوحش سبيع بن المسلم قالا:

نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدّولابي، أنا

ص: 464


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 330/8 و بغية الطلب لابن العديم 1335/3 و فيه: أخشن و قيل: أخنس. و رياح غير معجمة بالأصل و المثبت عن بغية الطلب.
2- التوابون هم الذين قاموا و قد اعترفوا بتقصيرهم في مساعدة و نجدة الحسين بن علي رضي اللّه عنه، فخرجوا بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي يطلبون بدمه، فقتلوا بعين وردة (انظر: التوابون للدكتور إبراهيم بيضون).
3- عين وردة: هو رأس عين المدينة المشهورة بالجزيرة (معجم البلدان).
4- يعني بالإسلام.
5- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 1337/3.

عبد اللّه بن محمد بن عبد الغفّار بن ذكوان، أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن جش - بالمصّيصة - أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي المصّيصي (1)،نا عبد اللّه بن محمد بن ربيعة القداميّ (2)،حدثني فروة بن لقيط ، عن أدهم بن محرز بن أسيد الباهلي، قال: إنّ أول راية دخلت أرض حمص و ركزت حول مدينتها لراية ميسرة بن مسروق العنسيّ و لقد كانت لأبي أمامة، و لأبي، محرز بن أسيد (3) راية، و أول رجل من المسلمين قتل رجلا من المشركين لأبي: محرز بن أسيد (4)،إلاّ أن يكون رجلا من حمير، فإنه حمل و أبي جميعا، فقتل كل واحد منهما في حملته تلك رجلا من المشركين، فكان أبي يقول: أنا أول رجل من المسلمين قتل رجلا من المشركين بحمص، إلاّ الحميري، فإني أنا و هو قتلنا في حملتنا رجلين.

قال أدهم بن محرز الباهلي: و إني لأول مولود ولد في الإسلام بحمص، و أول مولود فرض له بها، و أول مولود رؤي في كتف يختلف بها إلى الكتّاب أتعلم الكتاب و لقد شهدت مشهدا ما أحبّ أنّ لي بذلك المشهد حمر النّعم (5).

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصّوري، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن علي بن إسحاق الكاتب، أنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحزمي (6)،أنا أبو روق (7)،أحمد بن محمد بن بكر الهزّاني (8)،نا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السّجستاني قال: قال خالد بن سعيد: دخل أدهم بن محرز الباهلي أبو مالك بن أدهم على عبد الملك و رأسه كالثّغامة فقال: لو غيرّت هذا الشّيب ؟ فذهب فاختضب بسواد ثم دخل عليه فقال: يا أمير المؤمنين قد قلت بيتا لم أقل بيتا قبله، و لا أراني أقول بعده قال:

هات، فقال:

و لما رأيت الشّيب شينا لأهله *** تفتّيت و ابتعت الشّباب بدرهم (9)

ص: 465


1- أبوه إبراهيم بغدادي انتقل إلى المصيصة فسكنها، كما في الأنساب (المصيصي).
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى قدامة، و ترجم له ترجمة قصيرة.
3- بالأصل «أسد» تحريف و الصواب ما أثبت عن م.
4- بالأصل «أسد» تحريف و الصواب ما أثبت عن م.
5- الخبر في مختصر ابن منظور 230/4 و بغية الطلب لابن العديم 1336/3-1337.
6- كذا رسمت بالأصل، و في بغية الطلب: الخرقي و في م: الحرقي.
7- بالأصل:«أبو روق، أنا أحمد» تحريف و المثبت عن م و انظر بغية الطلب و الأنساب (الهزاني).
8- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى هزان، بطن من عتيك. و ترجم له ترجمة قصيرة.
9- البيت في بغية الطلب، و في البيان و التبيين للجاحظ 327/3.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، أنا محمد بن جرير (1) قال: قال هشام بن محمد قال أبو مخنف: عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن أدهم بن محرز الباهليّ ، أنه أتى عبد الملك بن مروان ببشارة الفتح قال: فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإنّ اللّه قد أهلك من رءوس أهل العراق ملقح فتنة، و رأس ضلالة سليمان بن صرد، ألا و إن السيوف تركت رأس المسيّب بن نجبة خذاريف (2)،ألا و قد قتل اللّه من رءوسهم رأسين عظيمين ضالّين مضلّين: عبد اللّه بن سعد أخا الأزد، و عبد اللّه بن وال أخا بكر بن وائل، فلم يبق بعد هؤلاء أحد عنده دفاع و لا امتناع.

أنبأنا أبو علي بن نبهان، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه البرجي (3)، عن علي بن شاذان، نا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح البزّاز، نا الحسن بن علي بن شبيب، و إسماعيل بن إسحاق بن الحصين الرّقّي، قالا: نا محمد بن خلاّد أبو بكر الباهلي، نا هشيم بن أبي ساسان، حدّثني أبيّ (4) بن ربيعة الصّيرفي قال: سمعت عبد الملك بن عمير يقول: خرجت يوما من منزلي نصف النّهار، و الحجّاج جالس، بين يديه رجل موقف، عليه كمة (5) من ديباج، و الحجّاج يقول: أنت همدان مولى عليّ ، تعال سبّه. قال: إن أمرتني فعلت، و ما ذاك جزاؤه، رباني صغيرا و أعتقني كبيرا، قال: فما كنت تسمعه يقرأ من القرآن ؟ قال: كنت أسمعه في قيامه و قعوده و ذهابه و مجيئه يتلو: فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنٰا عَلَيْهِمْ أَبْوٰابَ كُلِّ شَيْ ءٍ حَتّٰى إِذٰا فَرِحُوا بِمٰا أُوتُوا أَخَذْنٰاهُمْ بَغْتَةً فَإِذٰا هُمْ مُبْلِسُونَ ، فَقُطِعَ دٰابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا، وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ (6) قال: فابرأ منه، قال: أما هذه فلا، سمعته يقول: تعرضون على سبيّ فسبّوني، و تعرضون على البراءة منّي فلا تبرءوا مني، فإني على الإسلام (7).

ص: 466


1- تاريخ الطبري 605/5 و بغية الطلب 1337/3.
2- يعني قطعا (القاموس).
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى برج، و هي قرية من قرى أصبهان، و له في الأنساب ترجمة قصيرة.
4- رسمها غير واضح بالأصل و المثبت عن بغية الطلب.
5- الكمة: القلنسوة (القاموس).
6- سورة الأنعام، الآيتان:44-45.
7- الخبر في بغية الطلب لابن العديم 1338/3 و مختصر ابن منظور 231/4.

و قال: أما ليقومنّ إليك رجل يتبرأ منك و من مولاك، يا أدهم بن محرز، قم إليه فاضرب عنقه، فقام إليه يتدحرج كأنه جعل (1) و هو يقول: يا ثارات عثمان قال: فما رأيت رجلا كان أطيب نفسا بالموت منه ما زاد على أن وضع القلنسوة عن رأسه، و ضربه فندر رأسه، رحمه اللّه تعالى.

581 - أدهم مولى عمر بن عبد العزيز

581 - أدهم مولى عمر بن عبد العزيز (2)

حكى عن عمر.

روى عنه عبد السلام البزاز.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي - بمصلّى نيسابور، في يوم عيد بالمصلّى - أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصمّ ، نا العباس بن محمد، نا أحمد بن إسحاق، نا عبد السلام بن (3) البزاز، عن أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قال: كنا نقول لعمر بن عبد العزيز في العيدين: تقبل اللّه منّا و منك يا أمير المؤمنين، فيردّ علينا و لا ينكر ذلك علينا (4).

582 - أرتاش بن تتش بن ألب رسلان

و يقال: ألتاش (5)

كان أخوه الملك دقاق قد نفده إلى بعلبكّ ، فاعتقل بها فلما هلك دقاق في سنة سبع و تسعين راسل طغتكين أتابك كبشتكين التاجي الخادم، والي بعلبك في إطلاق أرتاش، فوصل إلى دمشق فأقامه في منصب أخيه يوم السبت لخمس بقين من ذي الحجّة، أو ذي القعدة سنة سبع و تسعين و أربعمائة.

فأقام بها إلى أن خرج منها سرا في صفر (6) سنة ثمان و تسعين لاستشعار استشعره

ص: 467


1- الجعل: الرجل الأسود الدميم، أو اللجوج و دويبة (القاموس).
2- ترجمته في بغية الطلب لابن العديم 1340/3.
3- سقطت من ابن العديم.
4- الخبر في ابن العديم 1340/3.
5- ترجمته في الوافي بالوفيات 335/8.
6- في الوافي: أقام في السلطنة ثلاثة أشهر.

من طغتكين و زوجته أم الملك دقاق، و مضى إلى بغدوين ملك الفرنج، طمعا في أن يكون له ناصرا، فلم يحصل منه على ما أمّل، فتوجه عند اليأس منه إلى ناحية الرحبة، و مضى إلى الشّرق فهلك (1).

ص: 468


1- في الوافي: هلك سنة سبع و تسعين و أربعمائة. و في تاريخ ابن القلانسي (ذيل تاريخ دمشق) في حوادث سنة 500 ما يشير إلى وجوده حيّا في هذه السنة و هو مقيم بالرحبة عند واليها هاربا من دمشق بعد وفاة أخيه الملك دقاق.

الفهرس

تتمه حرف العين في آباء من اسمه إبراهيم

ذكر من اسم أبيه عبد اللّه ممن اسمه إبراهيم

425 - إبراهيم بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبيد بن زياد بن مهران بن البختري، أبو إسحاق البغدادي الثلاج 3

426 - إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد أبو إسحاق الختلي 4

427 - إبراهيم بن عبد اللّه بن الحارث بن سراقة 7

428 - إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن أبو إسحاق الوراق، ورّاق الوزير 7

429 - إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن أبو الحسين 8

430 - إبراهيم بن عبد اللّه بن حصن بن أحمد بن حزم أبو إسحاق الغافقي الأندلسي المحتسب 8

431 - إبراهيم بن عبد اللّه بن سليمان بن يوسف العبدي 12

432 - إبراهيم بن عبد اللّه بن صفوان أبو إسحاق النصري الحداد عم أبي زرعة الحافظ 12

433 - إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر أبو إسحاق 14

434 - إبراهيم بن عبد اللّه المسجدي 16

435 - إبراهيم بن عبيد اللّه بن محمد بن علي بن مروان أبو إسحاق الشاهد 16

436 - إبراهيم بن عبد الحميد أبو إسحاق الجرشي 17

437 - إبراهيم بن عبد الرّحمن، دحيم، بن إبراهيم بن ميمون 19

438 - إبراهيم بن عبد الرّحمن بن جعفر بن عبد الرّحمن أبو السمح التنوخي المعري الفقيه الحنيفي 21

439 - إبراهيم بن عبد الرّحمن بن أبي شيبان أبو إسماعيل، و يقال: أبو أمية، و يقال: أبو بشر العنسي 22

440 - إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان أبو إسحاق القرشي الحافظ 25

ص: 469

441 - إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف أبو إسحاق - و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال: أبو محمد - الزهري 27

442 - إبراهيم بن عبد الرّحمن العذري 37

443 - إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق أبو إسحاق الأزدي، و يقال: العجلي، الأنطاكي 40

444 - إبراهيم بن عبد الملك بن المغيرة بن عبد الملك أبو إسحاق القرشي المقرئ، مولى الوليد بن عبد الملك 42

445 - إبراهيم بن عبد الملك 42

446 - إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن عمران أبو إسحاق العبسي 43

447 - إبراهيم بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام ابن محمد بن علي بن عبد اللّه ابن عباس الهاشمي 44

448 - إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي الأنصاري المديني 45

449 - إبراهيم بن عتيق بن حبيب أبو إسحاق العبسي 49

450 - إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن المثنى أبو إسحاق المصري الأزرق الخشاب 50

451 - إبراهيم بن عثمان بن عبد اللّه بن عبيد بن أحمد بن الهيثم أبو إسحاق البهراني الحوراني 51

452 - إبراهيم بن عثمان بن محمد أبو القاسم - و يقال: أبو مدين، و يقال: أبو إسحاق الكلبي الغزي 51

453 - إبراهيم بن عدي 54

454 - إبراهيم بن عقيل بن جيش بن محمد بن سعيد أبو إسحاق القرشي النحوي، المعروف بابن المكبري 54

455 - إبراهيم بن علي بن أحمد بن إبراهيم أبو محمد البصري، المعروف بالحنائي 56

456 - إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق بن البيضاوي البغدادي 59

457 - إبراهيم بن علي بن جندل أبو إسحاق الجنابذي 60

458 - إبراهيم بن علي بن الحسين أبو إسحاق القباني الصوفي، شيخ الصوفية 61

459 - إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل بن ربيع بن عامر بن صبح ابن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر بن مالك أبو إسحاق القرشي الفهري المديني 63

460 - إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد أبو إسحاق الديلمي الصوفي 80

461 - إبراهيم بن علي أبو إسحاق الرحبي 81

462 - إبراهيم بن عمر بن إبراهيم أبو إسحاق بن أخي أبي الحارث 81

ص: 470

463 - إبراهيم بن عمر بن حمدان أبو إسحاق الأنصاري الصوفي 82

464 - إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي 82

465 - إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز أبو إسحاق المقرئ القصّار 85

466 - إبراهيم بن عمرو الصنعاني 86

467 - إبراهيم بن عون أبو إسحاق المؤدب 87

468 - إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن مهاجر بن عبد الرّحمن بن زيد أبو إسحاق الزبيدي، المعروف بزبريق الحمصي 87

469 - إبراهيم بن العلاء بن محمد 90

470 - إبراهيم بن عيسى بن القاسم أبو إسحاق البغدادي الكافوري العطار 91

471 - إبراهيم بن عيسى العبسي 92

حرف الغين فارغ

حرف الفاء في آباء من اسمه إبراهيم

470 - إبراهيم بن فضالة بن محمد بن يعقوب بن محمد بن عبد اللّه بن فضالة بن عبيد صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبو إسحاق الأنصاري 93

حرف القاف فارغ

حرف الكاف في آباء من اسمه إبراهيم

473 - إبراهيم بن كثير أبو إسماعيل الخولاني 94

474 - إبراهيم بن أبي كريمة الصيداوي 95

حرف اللام

في آباء من اسمه إبراهيم

475 - إبراهيم بن لجاج 97

476 - إبراهيم بن الليث بن حسن أبو طاهر الطريثيثي الصوفي 97

477 - إبراهيم بن أبي الليث 98

حرف الميم

في آباء من اسمه إبراهيم

478 - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت أبو إسحاق العبسي 99

479 - إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه أبو القاسم الصوفي الواعظ النصرآباذي 103

ص: 471

480 - إبراهيم بن محمد بن أحمد أبو إسحاق القرميسيني 111

481 - إبراهيم بن محمد بن أحمد أبو إسحاق الطبري الشافعي 112

482 - إبراهيم بن محمد بن أحمد أبو إسحاق القيسي المعلم الفقيه 112

483 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس ابن عبد المطلب الهاشمي 113

484 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد أبو إسحاق الأسدي البزار، المحتسب، المعروف بابن خريطة 113

485 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سهل أبو إسحاق الجرجاني المؤدب، المعروف بابن سرشان 114

486 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصباغ أبو إسحاق الطرسوسي 115

487 - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين بن عبد اللّه أبو إسحاق الحنائي 115

488 - إبراهيم بن محمد بن الأزهر الدمشقي 117

489 - إبراهيم بن محمد بن أسد بن عبد الملك أبو محمد الحافظ 117

490 - إبراهيم بن محمد بن أمية أبو إسحاق 118

491 - إبراهيم بن محمد بن أبي حصن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة ابن بدر أبو إسحاق الفزاري 119

492 - إبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن نصر بن عثمان أبو إسحاق المعروف بابن متويه 134

493 - إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء الأنصاري، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أبو إسحاق 136

494 - إبراهيم بن محمد بن أبي سهل أبو إسحاق المروروذي المقرئ 137

495 - إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن الأركون أبو إسحاق القرشي الدمشقي 138

496 - إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه أبو إسحاق القرشي التيمي 141

497 - إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد اللّه المنصور بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس ابن عبد المطّلب، أبو إسحاق، المعروف بابن شكلة الهاشمي 155

498 - إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن بكار والد أبي عبد الملك 193

499 - إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه أبو إسحاق البغدادي الحنبلي 193

500 - إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، أبو إسحاق الأسدي 195

501 - إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن علي أبو عبد اللّه العقيلي الجزري المقرئ 196

ص: 472

502 - إبراهيم بن محمد بن عبد الأعلى بن محمد بن عبد الأعلى بن عبد الرّحمن بن يزيد ابن ثابت بن أبي مريم بن أبي عطاء أبو القاسم الأنصاري، المعروف بابن عليل، مولى سهل بن الحنظلية 197

503 - إبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق أبو طاهر العابد الحيفي 197

504 - إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة أبو إسحاق الشهرزوي 198

505 - إبراهيم بن محمد بن عبيد أبو مسعود الدمشقي الحافظ 199

506 - إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد بن الحسن بن الحسين أبو إسحاق بن أبي بكر الشهرزوري الفقيه الفرضي الواعظ 201

507 - إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم أبو إسحاق المعروف بالإمام 202

508 - إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو علي العدوي الزيدي الكوفي 213

509 - إبراهيم بن محمد بن أبي ملك 214

510 - إبراهيم بن محمد بن يعقوب التيمي الهمذاني 215

511 - إبراهيم بن محمد البغدادي 216

512 - إبراهيم بن محمد أبو إسحاق البجلي 217

216 - إبراهيم بن محمود بن حمزة أبو إسحاق النيسابوري الفقيه المالكي 218

514 - إبراهيم بن مخلد الجبيلي 221

515 - إبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري 221

516 - إبراهيم بن مرة 222

517 - إبراهيم بن مسكين 224

518 - إبراهيم بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 224

519 - إبراهيم بن المطهر، أبو طاهر الجرجاني السباك الفقيه 225

520 - إبراهيم بن معقل أبو إسحاق النسفي 225

521 - إبراهيم بن معمر بن شريس أبو إسحاق الأصبهاني الجوزداني 227

522 - إبراهيم بن منصور 228

523 - إبراهيم بن موسى 228

524 - إبراهيم بن موهوب بن علي بن حمزة أبو إسحاق السلمي المعروف بابن المقصص 229

ص: 473

525 - إبراهيم بن مياس بن مهري بن كامل بن الصقيل بن أحمد بن ورد بن زياد بن عبيد ابن شبيب بن نفيع بن الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو إسحاق بن أبي رافع القشيري 229

526 - إبراهيم بن ميسرة الطائفي 230

حرف النون

في آباء من اسمه إبراهيم

527 - إبراهيم بن نصر بن منصور أبو إسحاق السوريني، و يقال السوراني الفقيه المطوعي الشهيد 236

528 - إبراهيم بن نصر الكرماني أحد الأبدال 239

529 - إبراهيم بن نصير أبو إسحاق البعلبكي 243

حرف الواو

في آباء من اسمه إبراهيم

530 - إبراهيم بن وثيمة النصري 244

531 - إبراهيم بن وضاح الجمحي 245

532 - إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف، أبو إسحاق القرشي الأموي 246

حرف الهاء

في آباء من اسمه إبراهيم

533 - إبراهيم بن هانئ أبو إسحاق النيسابوري الأرغياني 253

534 - إبراهيم بن هبة اللّه بن إبراهيم، أبو إسحاق القرشي الأطرابلسي المرقاني 257

ذكر من اسم أبيه هشام

535 - إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم ابن يقظة القرشي المخزومي 259

536 - إبراهيم بن هشام بن ملاس بن قسيم النميري، و قيل الغساني 266

537 - إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى أبو إسحاق الغساني 267

ص: 474

حرف الياء في آباء من اسمه إبراهيم

ذكر من اسم أبيه يحيى ممن يسمى إبراهيم

538 - إبراهيم بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي 271

539 - إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو إسحاق بن أبي محمد العذري 272

540 - إبراهيم بن يحيى البيروتي 275

541 - إبراهيم بن يحيى الدمشقي 275

542 - إبراهيم بن يزيد النصري 276

543 - إبراهيم بن يزيد 278

544 - إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق أبو إسحاق السعدي الجوزجاني 278

545 - إبراهيم بن يوسف بن خالد بن سويد، أبو إسحاق الرازي الهسنجاني 282

546 - إبراهيم بن يوسف 284

547 - إبراهيم بن يونس بن محمد بن يونس، أبو إسحاق بن أبي نصر المقدسي الخطيب 284

ذكر من اسمه إبراهيم ممن لم ينسب

548 - إبراهيم أبو زرعة مولى الوليد بن عبد الملك والد زرعة بن إبراهيم 287

549 - إبراهيم أبو الحصين 288

550 - إبراهيم 289

551 - إبراهيم من شيوخ الصوفية 290

552 - إبراهيم، أبو إسحاق ابن النائحة، الشاعر 290

553 - إبراهيم الخيّاط 294

554 - أبرد الدمشقي 295

555 - أبرش بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن الجلاح، و هو عامر بن عوف بن بكر بن كعب بن عوف بن عامر بن عوف بن بكر بن عوف ابن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان ابن الحاف بن قضاعة، و اسمه سعيد، و الأبرش لقب أبو مجاشع الكلبي 295

556 - أبق بن محمد بن بوري بن طغتكين أتابك أبو المظفر سعيد التركي 299

557 - أبو نخيلة بن جوز،- و يقال: حزن - بن زائدة بن لقيط بن هدم بن يثربي، و قيل: أثربيّ بن ظالم بن مخاشن بن حمان بن عبد العزى بن كعب بن سعد بن زيد مناة ابن تميم، أبو الجنيد، و أبو العرماس الحماني الشاعر 300

ص: 475

558 - أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك ابن النجار و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج أبو المنذر الأنصاري الخزرجي، و يكنى أيضا أبا الطفيل 308

559 - أتسز بن أوق بن الخوارزمي التركي 348

560 - أجلح بن منصور الكندي 350

561 - أحمر بن سالم 350

562 - أحنف بن قيس اسمه الضحاك 351

563 - أحنف الكلبي 351

564 - أحوص بن حكيم بن عمير و هو عمرو بن الأسود العنسي، و يقال: الهمداني 351

565 - أحوص بن عبد اللّه و يقال عبد اللّه بن الأحوص القرشي الأموي 359

566 - أخضر أبو راشد الحبراني 360

567 - أخضر القيسي والد مخارق بن الأخضر 360

568 - أخطل بن الحكم بن جابر، و يقال: ابن معمر أبو القاسم القرشي 362

569 - أخضل بن المؤمل أبو سعيد الجبيلي 363

570 - أخيج بن خالد بن عقبة بن أبي معيط و اسمه: أبان، و يقال: أجيج 364

ذكر من اسمه إدريس

571 - إدريس بن إبراهيم أبو الحسين البغدادي الواعظ 368

572 - إدريس بن أبي إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه بن إدريس بن عائذ بن عبد اللّه ابن عتبة بن عيلان بن مكين الخولاني 368

573 - إدريس بن عبد اللّه، و الصحيح: أبو إدريس عائذ اللّه 370

574 - إدريس بن عبيد اللّه، و يقال: ابن عبد اللّه بن إدريس أبو القاسم الدمشقي التاجر 370

575 - إدريس بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس الأموي 371

576 - إدريس بن محمد بن أحمد بن أبي خالد أبو عيسى الأزدي الصوري الحلال 371

577 - إدريس بن يزيد أبو سليمان النابلسي 372

578 - آدم نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكنى أبا محمد، و يقال: أبو البشر 373

ص: 476

579 - آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عمر الأموي 459

580 - أدهم بن محرز بن أسيد بن أخنس بن رياح بن أبي خالد بن زمعة بن زيد ابن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد ابن قيس عيلان، الباهلي الحمصي 464

581 - أدهم مولى عمر بن عبد العزيز 467

582 - أرتاش بن تتش بن ألب رسلان و يقال: ألتاش 467

ص: 477

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.