تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -
دراسة و تحقيق علي شيري
عدد المجلدات: 80
لسان: العربية
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015
تصنيف ديوي: 956/9144
موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال
ص: 1
ص: 2
الجزء السادس
ذكر من اسم أبيه محمود من الأحمدين (1)
و يقال ابن محبوب بن الأشعث
أبو علي المعدّل
المتولي لعمارة المسجد الجامع بدمشق من قبل القضاة.
له ذكر. و حدّث عن أبي الحارث أحمد بن سعيد، و أبي الحسن محمّد بن حمد بن عمارة العطار.
روى عنه: أحمد بن الحسن بن أحمد الغسّاني.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم قالا: أنا أحمد بن علي بن زهير، نا أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن القاسم بن الطيّان، أنا أبو علي أحمد بن الأشعث المعدّل - بدمشق - نا أبو الحارث أحمد بن سعيد، نا أبو النضر إسماعيل بن عبد اللّه البغداذي، نا عبد اللّه بن بكر السّهمي، نا سنان بن ربيعة، عن ثابت البناني، عن عبيد بن عمير، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما من مسلم يبتلى ببلاء في جسده إلاّ كتب اللّه له كلّ عمل صالح كان يعمله في صحته و مرضه»[1382].
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه المرّي الحافظ قال: قرئ لأبي علي أحمد بن محمود بن الأشعث القيّم بجامع دمشق أمينا من قبل القاضي على حجر في المأذنة الغربية كتاب
ص: 3
باليونانية ففسر بالعربية فإذا عليه مكتوب:
لما كان العالم محدثا و الحدث داخل عليه وجب أن يكون له محدث، و كانت الضرورة تقود إلى التعبّد لمحدثه لا كما ذكر ذو اللحيين و ذو السنّين و أشباههما. فلما دعت الضرورة إلى عبادة هذا الخالق بالحقيقة تجرّد لإنشاء البيت، و تولى النفقة عليه محبّ الخير تقربا منه إلى منشئ العالم و مبتدئه و إيثارا لما عنده و ذلك في سنة ألفين و ثلاثمائة لأصحاب الاصطوان. فليذكر كل من دخل هذا البيت للصّلاة فيه العاني به.
و ذكر أبو نصر بن الجبّان [حديثا] (1) آخر قال فيه، قرأ رجل يوناني لأبي علي أحمد بن محمود بن الأشعث فذكر مثله. و قال في سنة ألفين (2) و ثمانمائة و نسخته من أبي علي بن الأشعث - من نسخة بخطه - في سنة خمس و ستين و ثلاثمائة.
أبو الحسن الهروي (3)
قدم دمشق سنة (4) تسع و سبعين و مائتين.
و روى عن الحسن بن علي الحلواني (5)،و محمّد بن علي الصنعاني (6) أبي وهب - (7) بن موسى الفروي، و محمّد بن يحيى بن الطريش الفندي، و هناد بن السري، و محمّد بن [يحيى الذهلي] (8)،و عثمان بن سعيد الدارمي، و أبي بكر أحمد بن محمّد بن أبي بكر السالمي المدني،- (9)،و عبد الرّحمن بن يحيى الحرّاني، و محمّد بن عوف، و محمّد بن حميد الرازي، و يزيد بن سنان (10) و سمع (11) بدمشق:
زكريا بن يحيى السّجزي.
روى عنه أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو علي محمّد بن محمّد بن آدم، و أبو
ص: 4
القاسم بن أبي العقب، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو علي محمّد بن هارون [بن شعيب] (1)و أبو عبد اللّه محمّد بن سعيد بن عقبة، و جعفر بن محمّد الكندي، و عبد الرّحمن بن حنس (2)[و أبو] (3) الميمون بن راشد.
أخبرنا أبو محمّد عبد [الكريم بن] (4) حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، و محمّد بن محمّد بن [عبد] (5)حميد بن خالد قالا: نا أبو (6) الحسن أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل الهروي، نا الحسن بن علي الحلواني، نا يزيد بن [هارون، نا] (7) قتيبة بن سعيد، نا حمّاد مولى بني أمية، عن جناح مولى الوليد بن عبد الملك، عن واثلة [بن الأسقع] (8)،قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«خير شبابكم من تشبّه بكهولكم، و شرّ كهولكم [من تشبّه] (9)بشبابكم»[1383].
قال و أنا تمام بن محمد، نا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، حدّثني [أبو عبد اللّه] (10) محمّد بن يحيى بن منده الأصبهاني - بأصبهان - حدّثني محمّد بن عثمان بن كرامة، نا عبد (11) بن عنبسة، عن حمّاد مولى بني أميّة، عن جناح فذكره. بإسناد مثله.
أخبرنا أبو الحسن (12) علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجندي، نا أبو القاسم [علي بن يعقوب بن] (13) أبي العقب، نا أبو الحسن
ص: 5
أحمد محمود الهروي - الشيخ الصّالح - بحديث ذكره.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه (1) عبد بن أحمد الهروي - إجازة - أنا أبو بكر (2) عبد اللّه بن محمّد المر (3) بن محمّد بن يونس البزار قال: أحمد بن محمود بن مقاتل الشيخ الصالح أبو الحسن [رحل في طلب] (4) الحديث ثلاثا و ثلاثين [مرة] (5).قدم دمشق طالب علم سنة تسع و سبعين و مائتين.[روى عنه أبو] (6) الميمون بن راشد، و أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري، و أبو الهيدام غيلان بن (7) المازني، و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي، و أحمد بن محمّد بن يونس الهروي البزار.
و ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي: أنه مات سنة إحدى و ثلاثمائة.
261 - أحمد بن محمود (8)
حدّث عن الوليد بن مسلم.
روى عنه ابنه عبد اللّه.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، عن أبي سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم الأبهري، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الحسين بن سعيد بن ماهان النجيرمي، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضرّاب، أنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمود الدمشقي قال: سمعت أبي يقول: سمعت الوليد بن مسلم يقول: سألت مالك بن أنس عن حديث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أكل و هو صائم و هو ناسي (9)
ص: 6
فليتم صومه، فإنما هو رزق ساقه اللّه إليه»[1384].
فقال مالك: الحديث صحيح، و لكن عنى به النبي صلّى اللّه عليه و سلّم النافلة لا الفريضة أ ما سمعت إلى قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و إقام الصّلاة، و إيتاء الزكاة، و صوم رمضان، و حجّ البيت (1)»[1385] و كل من ترك شيئا من هذا ناسيا فعليه القضاء. و إنما الحديث في التطوع لا في الفريضة.
قال الوليد: فذكرت ذلك للأوزاعي، فقال: صدق مالك.
أبو بكر الرسعني (2)
حدّث عن: أبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني (3).
روى عنه: أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علي بن جعفر العين زربي (4).
أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، عن جده أبي عبد اللّه الحسن بن أحمد بن عبد الواحد، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علي بن جعفر المعروف بابن الفاثوري - في داريا - أنا أبو بكر أحمد بن علي بن الفرج الجمال (5) الصّوفي، و أبو بكر أحمد بن محمود الرسعني (6) قالا: أنا أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني - بحلب - نا عمي أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي، نا أبو عمير عيسى بن محمّد النحاس الرّملي، نا سوار بن عمّارة، عن زهير بن محمّد بن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:
«اقتلوا الفاعل و المفعول به» (7)[1386].
ص: 7
أبو الحسن العذري (1)
حدّث عن سليمان بن عبد الرّحمن.
روى عنه إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان القنطري.
أبو عبد اللّه - و يقال: أبو جعفر - الرازي
سمع بدمشق دحيما، و عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان، و هشام بن عمّار، و عطّاف بن قيس الزاهد، و بغيرها: أيّوب بن عروة الكوفي - نزيل الري - و حرملة بن يحيى التجيبي، و قتيبة بن سعيد، و أبا تميلة (2) يحيى بن واضح المروزي.
روى عنه: الفضل بن شاذان، و محمّد بن عياش بن بسام، و أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن الجنيد الرازيون، و عبد الجبّار بن أحمد السّمرقندي، و زكريا بن يحيى الساجي، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق الأصبهاني المسوحي.
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبي أبو الحسين، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أيّوب بن يحيى بن الضريس، و أبو عبد اللّه عبد الوهّاب بن مسلم بن زرارة، و أبو عبد اللّه أحمد بن مدرك بن زنجلة الرازيون.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه، و عقيل بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان.
قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن الجنيد الرازي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أيّوب، و أبو محمّد عبد الوهّاب بن مسلم أخي محمّد بن مسلم بن وارة، و أبو عبد اللّه أحمد بن مدرك بن زنجلة الرازيون قالوا: نا أيّوب بن عروة الكوفي - و كان يسكن الري - أنا أبو
ص: 8
مالك الجنبي (1)-زاد الفقيه: الكوفي، و اسمه - و قالا: عمرو بن هاشم، نا عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا نكاح إلاّ بولي» زاد (2).
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.
ح قال: و أنا ابن منده، أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم (3)،قال: أحمد بن مدرك أبو عبد اللّه من قرية بيستا (4)،روى عن عطّاف بن قيس الزاهد، و دحيم، و عبد اللّه بن [ذكوان. روى] (5) عنه الفضل بن شاذان، و محمّد بن عباس بن بسام. سألت أبي عنه فقال... (6).
أخبرنا أبو زكريا بن منده - إجازة - و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، أنا أبو سعيد بن يونس، قال: أحمد بن مدرك يكنى أبا جعفر من أهل الري، قدم مصر و حدّث، توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة أربع و خمسين و مائتين.
إلى [جهة طبرية] (1) و استخلف على دمشق [رجلا من] (2) وجوه بني كلاب، فأقام الكلابي إلى النّصف من شهر رمضان سنة اثنتين و ستين. و مات أحمد بن مستور (3) عند طبرية في رجب.
قيل إنه دمشقي
حدّث عن عمرو بن أبي سلمة.
روى عنه سليمان الطبراني.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن مسعود الدمشقي (4)،نا عمرو بن أبي سلمة، نا صدقة بن عبد اللّه، عن الأوزاعي، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أبلى خيرا فلم يجد إلاّ الثناء فقد شكره، و من كتمه فقد كفره، و من تحلّى بباطل [فهو كلابس] (5) ثوبي زور»[1387].
كذا وقع في الأصل، و قد روى عنه في غير موضع فقال: المقدسي.
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه،[نا أبو] (6)نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن مسعود المقدسي، نا عمرو بن أبي سلمة، نا سعيد بن عبد العزيز، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، أن رجلا أتاه فقال: بم أهلّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أهلّ بالحج، و انصرف عنه، ثم جاءه من العام المقبل فقال:
بم أهلّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أ لم تأتني عام أوّل ؟ قال: بلى، و لكن أنس بن مالك زعم أنه قرن (7)،فقال ابن عمر: إن أنسا كان يتولج على النساء مكشفات الرءوس، و إني كنت تحت ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يمسني لعابها، أسمعه يلبي بالحج.
ص: 10
أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن مسعود المقدسي الخياط - ببيت المقدس - سنة أربع و سبعين و مائتين. فذكر حديثا.
ابن خارجة بن حمزة بن النعمان صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم
أبو العبّاس العذري
حدّث عن أحمد بن عبد اللّه بن أبي الحواري.
روى عنه: أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن البرامي، و أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزجّاج.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث العبدري، نا أبو العباس أحمد بن مسلمة العذري، نا أحمد بن عبد اللّه الدمشقي، نا زكريا بن إبراهيم الخصّاف، عن السّليط بن سبيع - و كان من بني عامر - قال: كنت تاجرا و كان أكثر تجارتي في البحر، فركبت من ذلك إلى بلاد الصين، فأتيت على راهب من رهبان الصّين كان على دين عيسى بن مريم - عليه السّلام - و كان مؤمنا، فناديته: يا راهب، فأشرف من صومعته فقال: ما تشاء قلت: من تعبد؟ قال: الذي هو خلقني و خلقك، قلت: يا راهب فعظيم هو؟ قال: نعم يا فتى عظيم في المنزلة، قد حوت عظمته كل شيء، لم يحلل بنفسه في الأشياء فيقال منها، و لم يعتزل فيقال ناء عنها، قلت: يا راهب فأين اللّه من محل قلوب العارفين ؟ قال: يا فتى إن محل قلوب العارفين لا يغرب (2) عن اللّه بعد إذ علم أنها إليه مشتاقة، قلت: يا راهب فما الذي قطع بالخلق عن اللّه ؟ قال: حبّ الدنيا لأنها أصل المعاصي و منها تفجرت، و لم تصل بهم إلى إبطال تركها قلة معرفة. و لتركها ثلاث منازل:
فأولها منزلة ترك الحرام من القول و الفعل و العزائم، و الرضا بما جلّ من ذلك أو
ص: 11
دقّ حتى تطيع (1) اللّه فيمن عصاه فيك، و تعتزل الصديق و العدو فعند ذلك تتفجر ينابيع الحكمة من قلبك، و تدع الهوى بنور الإيمان عليك.
و المنزلة الثانية: ترك الفضول من القول و المقال و المثال حتى ترحم من ظلمك، و تصل من قطعك، و تعطي من حرمك، فعند ذلك تقاد بحلاوة - يعني - طاعة اللّه عز و جل، و بعزم الإرادة، و ترتبط بحبل الطاعة.
و المنزلة الثالثة: ترك العلو و الرئاسة و اختيار التواضع و الذلّة، حتى تصير مثل مملوك لسيده، و بامراج النظر تطلعت للنفس إلى فضول الشهوات فأظلم القلب و لم ير جميلا فيرغب فيه، و لا قبيحا فيأنف منه، و بضبط النظر ذلّت النفس عن فضول الشهوات، فانفتح القلب فأبصر جميلا يرغب فيه، و انكشف العقل فأبصر.
قلت: يا راهب فأيما العقل ؟ قال: أوّله المعرفة و فرعه العلم و ثمرته السنة، قلت:
يا راهب متى يجد العبد حلاوة الإيمان و الأنس باللّه ؟ قال: إذا صفا الودّ، و جادت المعاملة، قلت: يا راهب متى يصفو الود؟ قال: إذا اجتمعت الهموم فصارت في الطاعة. قلت: يا راهب متى تخلص المعاملة ؟ قال: إذا اجتمعت الهموم فصارت واحدة.
قلت: يا راهب عظني و أوجز. قال: لا يراك اللّه حيث يكره. قلت: زدني من الشرح لأفهم. قال: كل حلالا، و ارقد حيث شئت. قلت: يا راهب لقد تحلّيت بالوحدة. قال: يا فتى، لو ذقت طعم الوحدة لاستوحشت لها (2) من نفسك، الوحدة رأس العبادة، و مؤنسها الفكرة. قلت: يا راهب فما أشدّ ما يصيبك في صومعتك من هذه الوحدة ؟ قال: يا فتى ليس في الوحدة شدّة، الوحدة أنس المريدين. قلت: يا راهب ما أشدّ ذلك عليك ؟ قال: تواتر الرياح العواصف في الليل الشاتي. قلت: تخاف أن تسقط فتموت ؟ فتبسم تبسما لم يفتح فاه و لكن أشرق وجهه و قال: يا فتى هل العيش إلاّ في السقوط ، و ما أشبهه من أسباب الموت ؟ قلت: فلم يشتد ذلك عليك إن كان كذلك ؟ قال: يا فتى أما و اللّه إذا اشتدت عليّ الريح و عصفت ذكرت عند ذلك عصوف الخلق في
ص: 12
الموقف مقبلين و مدبرين لا يدرون ما يراد بهم، حتى يحكم اللّه بين عباده، و هو خير الحاكمين. و صاح صيحة أفزعتني من شدتها: يا طول موقفاه! قلت: يا راهب بما تقطع الطريق إلى الآخرة ؟ قال: بالسهر الدائم، و الظمأ في الهواجر. قلت: يا راهب فأين طريق الراحة ؟ قال: في خلاف الهوى. قلت: يا راهب متى يجد العبد طعم الراحة ؟ قال: عند أوّل قدم يضعها في الجنّة. قلت: يا راهب لقد تخليت عن الدنيا، و تعلّقت في هذه الصومعة ؟ قال: يا فتى إنه من مشى على الأرض عثر، ففررت فرار الأكياس من فخ الدنيا، و خفت اللصوص على رحلي، فتعلقت في هذه الصومعة، و تحصنت بمن في السماء من فتنة من في الأرض، لأنهم سرّاقون للعقول، و تخوفت أن يسرقوا عقلي، و ذلك أن القلب إذا صافى صديقه ضاقت به الأرض، و إذا أنا تفكرت في الدنيا تفكرت في الآخرة و قرب الأجل، فأحببت الرجل إلى رب لم يزل. قلت: يا راهب فمن أين تأكل ؟ قال: من زرع لم أتولّ بذاره، من بيدر اللطيف الخبير، ثم قال: يا فتى إن الذي خلق الرحا هو يأتيها بالطحين، ثم أشار بيده إلى رحا ضرسه. قلت: يا راهب كيف حالك في هذا الدنيا؟ قال: كيف حال من يريد سفرا بعيدا بلا أهبة و لا زاد، و يسكن قبرا بلا مؤنس، و يقف بين يدي حكم عدل ؟ ثم أرخى عينيه فبكى قلت: يا راهب ما يبكيك ؟ قال: يا فتى (1) حقا أقول لك، ذكرت يوما [مضى] (2) من أجلي لم يحسن فيه عملي، أبكاني قلة الزاد و بعد المعاد، و عقبة هبوط إلى جنة أو إلى نار. قلت: يا راهب فلو تحولت من هذه الصومعة و خالطتنا، فإن عندنا رهبانا يخالطونا و يعاشرونا. قال: هيهات يا فتى كم من متعبد للّه بلسانه معاند له بقلبه، يقاد إلى عذاب السعير، ذاك زاهد في الظاهر، راغب في الباطن، حسن القول، خبيث المعاملة، مشارك لابناء الدنيا لا[] (3) أو يفر من جوار إبليس. قلت: استغفر اللّه. قال: يا فتى سرعة اللسان بالاستغفار من غير بلوغ توبة الكذابين، و لو علم اللسان مما يستغفر [اللّه] (4) لجف في الحنك. يا فتى، إن الدنيا منذ ساكنها الموت لم تقرّ بها عين، كلما تزوجت الدنيا بزوج طلقها الموت. فالدنيا من
ص: 13
الموت طالقة لم تقض عدّتها بعد، فمثلها مثل الحية ليّن مسّها و السمّ في جوفها، يحذرها رجال ذوو عقول، و يهوي إليها الصبيان لقلة عقولهم، و تضرعهم بمرارة عيشهم، و كدرة صفوها. يا فتى، كم من طالب الدنيا لا ينال حاجته و لم يبلغ أمله و لم يدركها، و مدرك لها إدراك فيه مرارة عيشها و كدر صفوها.
و اعلم يا فتى أن شدة الحساب و معاينة الأهوال مع الحمل الثقيل سيثقل اليوم على المسرفين بما عملوا و مرحوا في الأرض بغير ما أمروا. يا فتى، اجتناب المحارم رأس العبادة و سيعلم المتقون بما صبروا على سجع (1) الدنيا و الطريق و الظمأ في الهواجر، و القيام على الأقدام في ظلم الدجى، و إجاعة الأكباد و عري الأجساد، و ذلك أن اللّه عدل في قضائه سابق في مقاله، أن لا يضيّع أجر المحسنين. قلت: يا راهب إني لأريد لنفسي شيئا من المطعم و المشرب فلا يكفيني حتى تتوق نفسي إلى أكثر من ذلك. قال: يا فتى إن نواصي العباد في يد اللّه عز و جل و قبضته فلا يجوزون من ذلك إلى غيره، قد قسم أرزاقهم و فرغ من آجالهم، تدبير اللّه عز و جل في مطعمه و مشربه أحرى ألاّ يجريه تدبير لنفسه. قلت: أوه ضربت فأوجعت و شددت فأوثقت. قال: بل أطعمت و أشبعت، و وعظت فنفعت. قلت: يا راهب بما يستعان على الزهد في الدنيا؟ قال: بتقصير الأمل، و ذكر الموت، و المداومة على العمل. قلت: يا راهب فمتى (2) ترحل الدنيا عن القلب، و تسكن الحكمة الصدر؟ فصاح صيحة خرّ مغشيا عليه، و مكث ساعة كذلك، ثم أفاق من غشيته فقال لي:
كيف قلت ؟ قال: فأعدت عليه القول. فقال: لا و اللّه، لا ترحل الدّنيا عن القلب و أنت منكب على القراريط و الفلوس تتلذذ بالنظر إلى كثرتها، و تستعين بكسب الحرام على جمعها، و أنت تحب النظر إلى هؤلاء و أشار بيده إلى الخلائق، ثم قال: لا ترد موارد السباع الضارية المنقطعة عن الخلائق في الكهوف و أطراف الجبال الشواهق الصم الصلاب. يقول المسيح عيسى بن مريم: لا ينال العبد منال الصّدّيقين و درجة المقربين، و يعرف في الملكوت الأعلى حتى يترك امرأته أرملة عن غير طلاق، و صبيانه يتامى من غير موت، و يأوي إلى مرابض الكلاب، فعند ذلك يعرف في الملكوت الأعلى و ينال
ص: 14
الدرجة الخامسة من درجات العارفين. و أما قولك متى تسكن الحكمة الصدر؟ حتى يراك اللّه و قد أعتقت رقبتك من أن تكون مملوكا لامرأتك و أجيرا لولدك. قلت: يا راهب فما أوّل قيادة القلب إلى الزهد في الدنيا و الرّضا بالقسم ؟ قال: بإماتة الحرص و بذبح حنجرة المطعم، فإن كثرة المطعم تميت القلب كما يموت البدن. قلت: يا راهب فأكون معك و أقيم عليك ؟ قال: و ما أصنع بك ؟ و أي أنس لي فيك ؟ و معي عاطي الأرزاق، [و] (1) قابض الأرواح يسوق إليّ رزقي في وقته، و لم يكلفني حمله و لا يقدر على ذلك أحد غيره.
ثم قال لي: يا فتى طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره، كما لا يجوز فيكم الشريف (2) كذا لا يجوز كلامكم إلاّ بنور الإخلاص، كم من صلاة قد زخرفتموها بآية من كتاب اللّه كما تزخرف الفضة السّوداء بالبيضاء للناظرين إليها حتى ينظروا بنور الإخلاص لا فساد لها، عند إصلاح الضمائر تكفير الكبائر ثم قال: يا فتى إن العبد إذا أضمر على ترك الآثام أتاه القنوع. ثم قال: يا فتى ربما استنظرني (3) الفرج من مجلسي إلى الصّلاة، و لربما رأيت القلب يضحك ضحكا، و أهل الليل في ليلهم ألذّ من أهل اللّهو في لهوهم، يا فتى همة العاقل النجاة و الهرب، و همّة الأحمق اللّهو و الطرب. ثم قال: يا فتى إذا أضمر العبد على الزهد في الدنيا تعلق قلبه في الملكوت الأعلى، نظر إلى الدنيا بعين القلّة فنظره إلى ما فيها عبرة و سكوته عن القول مغنم و ذلك عند ما ينال الدرجة السادسة. قلت: يا راهب، فما أول الدرجات التي يقطع فيها المريدون و هي باب الإرادة ؟ قال: رد المظالم إلى أهلها، و خفة الظهر من التبعات، فإن العبد لا تقضى له حاجة و عليه مظلمة لا تبعة. قلت: يا راهب، ما أفضل الدرجات ؟ قال: الصبر على البلاء، و الشكر على الرخاء، و ليس فوق الرضا درجة و هي درجة المقربين. ثم عاد بالكلام على نفسه فأقبل يعاتبها و هو يقول: ويحك يا نفس، ما إن أراك في تقلبك و مثواك أثبت إلاّ الفرار من الحق و الموت يقفوك، فأين تفرين ممن أنت له عاصية و هو إليك محسن ثم قال: إلهي و سيدي أنت الذي سترت عيوبي، و أظهرت محاسني حتى كأني لم أزل أعمل بطاعتك. إلهي أنا الذي أرضيت عبادك بسخطك فلم تكلني إليهم
ص: 15
و أمددتني بقوّتك. إلهي و سيّدي إليك انقطع المريدون في ظلم الدجى و باكروا الدلج في ظلم الأسحار يرجون رحمتك، وسعة مغفرتك. اللّهمّ أسكني في درجة المقرّبين، و احشرني في زمرة العارفين. فإنك أجود الأجودين و أكرم الأكرمين يا مالك يوم الدين.
أبو الحسن السّبتي (1) القاضي
قدم دمشق و حدّث بها: عن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي المالكي، و أبي يحيى بن أبي ميسرة، و هشام بن علي السيرافي، و جعفر بن محمّد بن سوار النيسابوري، و علي بن محمّد بن سهل، و أحمد بن عبيد اللّه النرسي.
روى عنه أبو هاشم المؤدب، و علي بن أحمد بن محمّد بن يوسف السّامري [و] (2) أبو الحسن بن الرفاء.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء - سنة ست و ثمانين و أربعمائة - أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، أنا القاضي أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن الرفاء - بسرّمن رأى - نا القاضي أبو الحسن أحمد بن مطرف، نا جعفر بن محمّد، نا أحمد بن نصر، أنا يعلى بن عبيد نا سفيان، عن أبي حمزة، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«التاجر الصدوق الأمين مع النبيين و الصدّيقين و الشهداء»[1388].
أخبرنا أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلواذاني - إجازة - أنا أبو الحسين بن حسنون النرسي، أنا جدي لأمي علي بن أحمد بن محمّد بن يوسف، نا القاضي أحمد بن مطرف، نا أبو جعفر أحمد بن صالح الوراق الرازي، و أبو العباس عبد الرّحمن بن محمّد الظهراني، قالا: نا سلمة بن شبيب، نا عبد اللّه بن إبراهيم المدني، نا عبد اللّه بن أبي بكر، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن للّه عمودا من نور يوم القيامة (3) بين يديه، فإذا قال
ص: 16
العبد: لا إله إلاّ اللّه، اهتز ذلك العمود فيقول اللّه عز و جل: اسكن، فيقول: كيف أسكن و لم تغفر لقائلها. قال: فيقول: إنّي قد غفرت له فيسكن عند ذلك»[1389].
أخبرني أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي عن (1) أبي الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني - إجازة - نا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السّلمي، نا أبو الحسن أحمد بن مطرف القاضي السّبتي - قدم علينا - نا علي بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت سهل (2) الخياط يقول: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: لو لا أن السنة جرت بأبي بكر ما قدمنا على عمر أحدا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):أحمد بن مطرف [أبو الحسن] (4) القاضي السبتي حدّث بسرّمن رأى عن أبي يحيى بن أبي ميسرة (5) المكي، و هشام بن علي السيرافي، و جعفر بن محمّد بن سوار النيسابوري. روى عنه علي بن أحمد بن محمّد بن يوسف السامري، و ذكر أنه سمع منه في سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.
269 - أحمد بن معاوية بن وديع المذحجي (6)
روى عن الوليد بن مسلم، و أبي معاوية يمان الأسود، و الحرّ بن وسيم العابد، و أبي سليمان الداراني، و عبد اللّه بن وهب، و سليمان الخوّاص.
روى عنه: محمّد بن وهب بن عطية، و أحمد بن أبي الحواري، و القاسم بن عثمان الجوعي الدمشقيون.
حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا عمر بن أحمد السّمسار، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن عمرو النقاش، أنا أبو عبد اللّه يحيى بن محمّد بن أبي عيسى الناقد، نا سعيد بن عثمان الخياط ، نا أحمد بن أبي الحواري قال:
ص: 17
سمعت أحمد بن وديع قال: قال أبو سليمان: من وعظ أخاه فيما بينه و بينه فهي نصيحة و من وعظه على رءوس الخلائق فإنما يريد الشنعة.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثني عبد العزيز بن أحمد [نا أحمد] (1) بن أبي الحواري، قال: سمعت أحمد بن وديع.
أنا (2) عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد اللّهبي، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الدّرفس، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أحمد بن وديع.
قال: قال أبو معاوية - يعني الأسود - إخواني كلهم خير مني، قيل له: يا أبا معاوية و كيف ذاك ؟ قال: كلهم يرى لي الفضل على نفسه، و من فضّلني على نفسه فهو خير مني.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه (3)الشيرازي، نا عبد الواحد بن بكر، نا أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، نا محمّد بن شيبة، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أحمد بن وديع قال: قال أبو معاوية: و كيف ذاك (4)؟ قال: كلهم يرى لي الفضل لي الفضل على نفسه، و من فضّلني على نفسه فهو خير مني.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاّف في كتابه، و أخبرني عنه أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري و أبو القاسم بن السّمرقندي.
ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا إبراهيم بن الجنيد، نا عون بن إبراهيم، حدثني أحمد بن أبي الحواري، حدثني أحمد بن وديع، عن الوليد بن مسلم قال: كانت امرأة من التابعين
ص: 18
تقول: اللّهمّ أقبل بما أدبر من قلبي، و افتح ما أقفل منه حتى تجعله هنيئا مريئا (1)لذكرك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلصي (2)،نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، نا أحمد بن يوسف بن خالد الثعلبي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أحمد بن وديع، عن أبي معاوية الأسود قال: القرآن وحشي إذا تحدث و قرئ نفر القرآن.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن هشام الكندي، نا أبو زرعة الدمشقي في تسميته أصحاب الوليد و ابن شعيب و غيرهم أحمد بن وديع.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.
ح قال ابن منده: و أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني - إجازة-.
قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):أحمد بن معاوية بن وديع المذحجي.
روى عن الحرّ بن وسيم العابد. روى عنه محمّد بن وهب بن عطية الدمشقي، و أحمد بن أبي الحواري، و القاسم بن عثمان الجوعي. و روى هو عن أبي معاوية الأسود، و الوليد بن مسلم.
أبو بكر الأسدي
ختن دحيم، قاضي دمشق نيابة عن أبي زرعة محمد بن عثمان القاضي.
حدّث عن يزيد بن عبد اللّه بن زريق، و دحيم بن هشام، و هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و أبي جعفر حماد بن المبارك الصّنعاني، و سليمان بن عبد الرّحمن،
ص: 19
و عثمان بن إسماعيل الهذلي، و العباس بن عثمان، و محمود بن خالد، و صفوان بن صالح، و أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن بكار القرشي، و الوليد بن عتبة، و إسماعيل بن أبان، و أحمد بن عبد الواحد عتود، و يحيى بن موسى بن هارون القرشي، و عمران بن يزيد بن أبي جميل، و عبد الحميد بن بكار البيروتي، و عبد اللّه بن يزيد بن راشد القرشي، و محمّد بن تمام اللخمي، و محمّد بن الجليل الخشني، و عمرو بن محمّد بن الغاز، و عبد الغفار بن عبد الرّحمن بن نجيح، و عبد اللّه بن عبد الجبّار الخبائري (1)، و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و محمّد بن روح الهاشمي، و إبراهيم بن العلاء الزبيدي، زبريق (2)،و أحمد بن أبي الحواري، و القاسم بن عثمان الجوعي (3)، و محمّد بن المصفّى الحمصي، و العباس بن الوليد بن مزيد، و أبي حاتم الرازي.
روى عنه: أبو الميمون بن راشد، و أبو عبد اللّه بن مروان، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو علي أحمد بن محمّد بن فضالة، و خيثمة بن سليمان و أبو الحسن بن جوصا، و أبو إسحاق بن سنان، و الحسن بن حبيب، و عمّار بن الحرز بن عمرو بن عمّار الجسريني (4)،و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن شلحويه، و إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، و محمّد بن يوسف الهروي، و أبو عبد الرّحمن النسائي في تصانيفه، و أبو عوانة الأسفرايني.
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، ح.
قال: و أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، نا أبي، نا إسماعيل بن عياش.
قالا: نا صفوان بن عمرو عن حميد بن عبد الرّحمن المرّي، عن عبادة بن الصامت أن رجلا سأله عن هذه الآية: (لَهُمُ الْبُشْرىٰ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ فِي الْآخِرَةِ ) (5)
ص: 20
فقال عبادة بن الصّامت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك»، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هي الرؤيا الصّالحة يراها الرّجل الصّالح، أو ترى له، و هو كلام يكلّم به ربّك عزّ و جلّ عبده»[1390].
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا ابن فيض، قال: استخلف أبو زرعة على دمشق:
أحمد بن المعلى، و عمر بن أحمد بن علي أبا الحارث، و فارس بن أحمد، فتوفي فارس و بقي أحمد بن المعلّى و أبو الحارث. و توفي أحمد بن المعلّى في سنة ست و ثمانين و مائتين.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنا علي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: الهروي: فيها - يعني سنة ست و ثمانين و مائتين - توفي أحمد بن المعلّى الأسدي بدمشق في شهر رمضان.
أبو العباس التوسي (1) المالكي (2)
إمام المسجد الذي على باب الصّغير.
قرأت عليه شيئا بالإجازة من نجا بن أحمد، و كان يذكر أن له إجازة من أبي علي الأهوازي، و لم يكن الحديث [من فنّه] (3) و لم يكن ثقة، دفع إليّ جزءا من أجزاء أبيه قد سمع عليه، و فيه سماع جماعة منهم: ولد ولده نصر بن أحمد بن مقاتل، فكشط (4)ولد، و جعل ابن أحمد و أحمد، و كتب بعد أحمد ابنا مقاتل، فصار: ولده نصر و أحمد ابنا مقاتل، فجعل ابنه أخاه، و قدّمه عليه لجهله بما يحل بالتزوير و قلة علمه بما يجيل المواد، نعوذ باللّه من الخذلان.
ص: 21
و مات ليلة الجمعة الثالث و العشرين من شهر ربيع الآخر من سنة أربع و عشرين و خمسمائة و دفن في مقابر باب الصّغير.
أبو العباس
حدّث عن أبي [بكر] (1) الميانجي.
روى عنه علي الحنائي.
قرأت بخطّ أبي الحسين الحنائي، أنا أبو العباس أحمد بن مكي بن عبد الوهّاب بن أبي الكراديس، أنا القاضي أبو بكر (2) يوسف بن القاسم الميانجي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي - بالبصرة - نا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، و محمّد بن كثير العبدي، عن شعبة، قال: أنبأنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء يقول: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمر رجلا إذا أخذ مضجعه - و قال ابن كثير: أوصى - أن يقول: اللّهمّ [1391].
و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد بن الصريفيني (3)،أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء:
أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أوصى رجلا فقال:«إذا أخذت مضجعك فقل: اللهمّ أسلمت نفسي إليك، و وجهت وجهي إليك، و ألجأت ظهري إليك، و فوّضت أمري إليك رغبة و رهبة إليك، لا ملجأ و لا منجى منك إلاّ إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، و نبيّك الذي أرسلت، فإن مات مات على الفطرة»[1392].
ص: 22
ذكر من اسم أبيه منصور من الأحمدين (1)
أبو بكر البغداذي المعروف بالرّمادي (2)
محدث مشهور سمع بدمشق: محمّد بن وهب بن عطية، و دحيما، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و أبا النضر إسحاق بن إبراهيم، و صفوان بن صالح، و روى عنهم و عن عبد الرزاق، و يحيى بن أبي بكير (3)،و عثمان بن عمر بن فارس، و سعيد بن عفير، و سعيد بن أبي مريم، و يحيى بن بكير، و أبي النضر هاشم بن القاسم، و زيد بن الحباب، و يزيد بن أبي حكيم العدني، و أبي داود الطيالسي، و أبي صالح كاتب الليث، و أبي عاصم النبيل، و عبيد اللّه بن موسى، و أسود بن عامر شاذان، و يحيى بن إسحاق السيلحيني (4)،و خلق سواهم.
روى عنه: محمّد بن يزيد بن ماجة في سننه، و عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و إسماعيل بن محمّد الصّفّار، و المؤمّل بن الحسن بن عيسى، و أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني، و القاضي المحاملي، و أبو بكر بن زياد النيسابوري، و أبو
ص: 23
العباس أحمد بن عمر بن سريج (1)،و محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، و محمّد بن مخلد العطار، و أبو القاسم البغوي، و أبو عوانة الأسفرايني، و غيرهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن مسلم، و أحمد بن منصور، قالا: نا عثمان بن عمر، أنا شعبة، عن أبي جعفر المدني، عن عمارة بن خزيمة، عن عثمان بن حنيف:
أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: ادع اللّه لي يعافيني فقال:«إن شئت أخّرت ذلك، و إن شئت دعوت» قال: ادع، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، و يصلي ركعتين و يدعو بهذا الدعاء: اللهمّ إني أسألك و أتوجه إليك بمحمّد نبيك صلّى اللّه عليه و سلّم، نبي الهدى و الرحمة، يا محمّد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه ليقضي لي اللّهمّ شفعه فيّ »[1393].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق (3)،أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي - سنة خمس و ستين و مائتين - و فيها مات، نا إبراهيم أبو (4) إسحاق الطالقاني، أنا عبد اللّه بن المبارك، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أتاه الفيء قسمه من يومه، فيعطي الآهل حظّين، و يعطي العزب حظّا[1394].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد و أبو الغنائم محمّد ابنا علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن البقال و أبو منصور محمد بن محمّد بن عبد العزيز، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي الطبري، و أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.
ص: 24
ح، و أخبرنا أبو محمّد سفيان بن إبراهيم بن منده - بمكة - و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد الأندلسي، و أبو الحسن مرجان بن عبد اللّه الخصي (1)،و أبو سعيد صافي بن عبد اللّه اليوسفي (2)،و أبو حفص عمر بن عبد اللّه بن أبي طاهر الحربي، قالوا: أنا أبو نصر بن أحمد بن البطر قالوا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا القاضي أبو عبد اللّه المحاملي، نا أحمد بن منصور، نا يزيد - يعني ابن هارون - نا عاصم الأحول - قال يزيد: سمعته منه بالكوفة، ثم قدمت واسط و فيها شعبة، فسمعته يذكر: عن عاصم فعرفت الحديث عن عبد اللّه بن سرجين (3)-قال:
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا سافر قال:«اللّهمّ إني أعوذ بك» أحسب يزيد قال:«من و عثاء السفر، و كآبة المنقلب و الحور بعد الكور (4)،و دعوة المظلوم و سوء المنظر في النفس و الأهل و المال»[1395].
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء.
ح قال ابن منده: و أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني - إجازة-.
قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (5) قال: أحمد بن منصور الرّمادي [بغدادي] (6).روى عن عبد الرّزّاق، و يحيى بن أبي بكير (7)،و عثمان بن عمر. يعدّ في البغداديين، سمعت أبي و أبا زرعة يقولان ذلك، و كتبت عنه مع أبي، و كان أبي يوثقه.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرحيم البخاري.
ح و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، نا نصر بن
ص: 25
إبراهيم بن المقدسي، أنا عبد الرحيم البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال:
سيّار بالياء معجمة بنقطتين من تحتها، قالوا: أحمد بن منصور بن سيّار الرمادي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن منصور بن سيّار بن معارك، أبو بكر الرّمادي. سمع عبد الرّزّاق بن همّام، و أبا النضر هاشم بن القاسم، و زيد بن الحباب، و يزيد بن أبي حكيم، و أبا داود الطيالسي، و يزيد بن هارون، و يحيى بن إسحاق السيلحيني (2)، و أسود بن عامر، و معاذ بن فضالة، و علي بن الجعد، و أبا سلمة التبوذكي، و أبا حذيفة النهدي، و عمرو بن [القاسم بن] (3) حكام، و القعنبي، و نعيم بن حمّاد المروزي، و سعيد بن أبي مريم، و يحيى بن بكير، و حرملة بن يحيى المصريين؛ و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، و عبد الملك بن إبراهيم الجدّي (4)،و أبا عاصم النبيل، و عفان بن مسلم، و عبيد اللّه بن موسى، و يحيى بن الحمّاني (5)،و أحمد بن حنبل، و هناد بن السري، و هارون بن معروف، و عثمان بن عمر بن فارس، و هشام بن عمّار، و دحيما، و غيرهم. من أهل العراق، و الحجاز، و اليمن، و الشام، و مصر، و كان قد رحل و أكثر السماع و الكتابة، و صنف المسند. و روى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي، و قاسم المطرّز، و أبو القاسم البغوي، و يحيى بن صاعد، و القاضي المحاملي، و محمّد بن مخلد، و الحسين بن يحيى بن عياش القطان (6)،و إسماعيل بن محمّد الصّفار. و قال ابن أبي حاتم: كتبنا عنه مع أبي، و كان أبي يوثقه.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (7):أمّا سيار أوّله سين مهملة ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره راء: أحمد بن منصور بن سيّار الرمادي، أبو بكر. روى عن عبد الرّزّاق.
ص: 26
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل الصائغ، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن غالب الفقيه، قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني، قال لنا محمّد بن مخلد:
كان الرمادي إذا اشتكى شيئا، قال (1) هاتوا أصحاب الحديث، فإذا حضروا عنده قال:
اقرءوا عليّ الحديث.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2):
حدثني محمّد بن علي الصوري، أخبرني أبو محمّد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي - الحافظ - أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه، حدّثني إبراهيم بن جابر، قال:
سمعت عباسا الدّوري - و ذكر عنده أحمد بن منصور الرمادي - فقال: و ما لنا نحن و الرمادي ؟ لقد أردت الخروج إلى البصرة أنا و رجل ذكره عباس، فقال الرّجل:
ترافقني ؟ فقلت: بينك و بيني الرمادي، فقلنا له فقال: ليس هو من بابتك، أنت تكتب ما لا يكتب، و هو يكتب ما لا تكتب فنحن نتحاكم إليه في ذلك الوقت. و قال ابن جابر:
حدثني أبو يعلى الوراق، عن عباس الدّوري قال: أنا أسكت عن (3) أمر الرّمادي عن شيء أخاف أن لا يسعني، كنت ربما سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو بكر الرمادي.
و قال ابن جابر: حدثني بعض أصحابنا عن إبراهيم الأصم (4) الأصبهاني قال: لو أن رجلين قال أحدهما حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، و قال الآخر: حدّثنا أبو بكر الرمادي، كانا سواء. قال ابن جابر: و حدّثنا بعض أصحابنا عن أخي خطاب. قال: هو أثبت منه - يعني الرمادي أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة-.
قال (5):و نا عبد الغني بن سعيد، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه، حدّثني أبو العباس محمّد بن رجاء النصري (6) قال: قلت لأبي داود السّجستاني: إني لم أرك تحدث عن الرمادي ؟ قال: رأيته يصحب الواقفة، فلم أحدث عنه.
ص: 27
كتب إليّ أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم البزار، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال (1)،أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي القاضي، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن جابر فذكر الحكايات بأسرها و قال في الأخيرة: حدثت بدل يحدث.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2):حدّثني عبيد اللّه بن أبي الفتح، عن أبي الحسن الدار قطني، قال:
أحمد بن منصور الرّمادي ثقة.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة خمس و ستين و مائتين قال أبي - رحمه اللّه - فيها توفي أحمد بن منصور بن سيار الرّمادي أبو بكر في شهر ربيع الآخر.
أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا الخطيب قال (3):و أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع: أن أحمد بن منصور بن سيّار الرّمادي مات يوم الخميس لأربع بقين من ربيع الآخر سنة خمس و ستين و مائتين، و قد استكمل ثلاثا و ثمانين سنة، كان ميلاده في سنة اثنتين و ثمانين و مائة (4)، و صلّى عليه إبراهيم بن أرمه (5) الأصبهاني.
أبو العباس الشيرازي الحافظ (6)
قدم دمشق و حدّث بها: عن أحمد بن جعفر بن سليمان القزّار الفسوي، و الحسن بن أحمد بن المبارك الطوسي، و القاسم بن القاسم بن سيّار السياري،
ص: 28
و الحسين بن عمران المروزي، و بندار بن يعقوب، و أبي جعفر محمّد بن عبد اللّه الفرغاني، و الحسن بن عبد الرّحمن بن فرغان (1) بن خلاد، و محمّد بن عبد اللّه بن الجنيد، و أبي تراب محمّد بن الحسين الطوسي (2)،و أبي الحسين عبد الواحد بن الحباب، و عبد اللّه بن عديّ الجرجاني، و أبي الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن (3)البغداذي نزيل الأيلة (4).
روى عنه تمام الرازي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو الرحبي، و أبو نصر محمّد بن أحمد الإسماعيلي الجرجاني، و أبو علي الحسن بن حفص الأندلسي، و الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سختويه (5)الصّوري.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد الرازي، حدّثني أبو العباس أحمد بن منصور بن محمّد الشيرازي الحافظ - قدم دمشق - نا أحمد بن جعفر بن سليمان القزّاز الفسوي، نا إسحاق بن عبد اللّه الدامغاني، نا الحسين بن عبد اللّه - و صوابه ابن عيسى - البسطامي، نا عبيد اللّه (6) بن موسى، عن الأوزاعي، عن قرّة بن عبد الرّحمن، عن الزّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«من لم يأنف من ثلاث فهو مؤمن حقا: خدمة العيال، و الجلوس مع الفقراء، و الأكل مع خادمه، هذه الأفعال من علامات المؤمنين الذين وصفهم اللّه في كتابه (أُولٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) (7)»[1396].
غريب جدا.
ص: 29
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أحمد بن منصور - يعني ابن محمّد - أبا العباس الحافظ الشيرازي يقول:
أنشدنا أبو بكر الأعلى قال: أنشدنا أبو بكر محمّد بن داود بن علي الفقيه لنفسه في هذا المعنى يعني حديث سويد، عن أبي مسهر، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد في العشق:
سأكتم ما ألقاه يا نور ناظري *** من الودّ كي لا يذهب الأجر باطلا
و قد جاءنا عن سيّد الخلق أحمد *** و من كان برّا بالأنام و واصلا
بأن من يمت بالحب يكتم سرّه *** يكون شهيدا في الفراديس نازلا
رواه سويد عن علي بن مسهر *** فما فيه من شك لمن كان عاقلا
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الشهيد (1)،أنا أبو الحسن الدار قطني - و ذكر أحمد بن منصور الشيرازي - فقال يتقرب (2) إلي بكتب يكتبها و قد أدخل - بمصر و أنا بها - أحاديث على جماعة من الشيوخ.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال (3):أحمد بن منصور الحافظ أبو العباس الشيرازي الصّوفي، و كان أحد الرحالة في طلب الحديث، المكثرين من السّماع [و الجمع] (4)،ورد علينا نيسابور سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، و أقام عندنا سنين، و كنت أرى معه مصنفات كثيرة في الشيوخ و الأبواب، و رأيت له الثوري و شعبة في ذلك الوقت؛ ثم خرج إلى هراة إلى الحسن بن عمران، و انحدر منها إلى أبي أحمد بن قريش بمرو الروذ؛ و دخل مرو و جمع من الحديث ما لم يجمعه غيره، و الذي أتوهمه أنّه دخل العراق بعد منصرفه من عندنا فإنه دخلها و دخل الشام، و مصر (5)،ثم انصرف إلى شيراز، و دخل في القبول عندهم بحيث يضرب به المثل، و كانت كتبه إليّ متواترة، إلى أن ورد عليّ كتاب أبي علي الحسن بن
ص: 30
أحمد بن الليث المقرئ الشيرازي بخطّ يده مع أبي الحسن الشيرازي يعزيني بوفاة أحمد بن منصور، فسألت أبا الحسن فذكر: أنه توفي في شعبان سنة اثنتين و ثمانين و ثلاثمائة، و أنه حضر تجهيزه و الصلاة عليه، و وصف أبو الحسن من حرقة أهل شيراز و تفجّعهم عليه ما يطول شرحه، و ذكر أنه توفي و هو ابن ثمان و ستّين سنة.
أبو العباس الغسّاني الفقيه المالكي المعروف بابن قبيس
من أهل داريا، ذكر لي ابنه أبو الحسن الفقيه: أن أصلهم من الثغور، و أن جدّهم محمدا سكن داريا.
سمع أبا محمّد بن أبي نصر، و عبد الوهّاب الميداني، و أبا علي الحسن بن علي الكفرطابي (1)،و القاضي عبد الوهّاب بن علي المالكي، و أبا الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر الجوبري (2)،و أبا نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، و أبا القاسم عبد العزيز بن علي الشهرزوري، و أبا الحسن علي بن حمدان البلخي.
روى عنه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني، و كناه أبو منصور و وهم في ذلك، و حدثنا عنه ابنه أبو الحسن، و أبو الحسن الفقيه، و أبو محمّد بن الأكفاني.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلم الفقيهان، قالا:
أنا أبو العباس أحمد بن منصور الفقيه، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، نا الأوزاعي، حدثني إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة الأنصاري، حدّثني أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«يتبع الدجّال سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة»[1397].
سمعت أبا الحسن بن قبيس يقول: كان والدي رحمه اللّه يقول: لست أعرف مولدي.
ص: 31
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو العبّاس بن قبيس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي، أنشدني علي بن بكر، أنشدني أبو بكر محمّد بن سهل، أنشدني بعض أصحابنا:
أعتقني سوء ما فعلت من الر *** قّ فيا بردها على كبدي
فصرت عبد (1) السوء فيك و ما *** أحسن سوء قبلي إلى أحد
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو العباس أحمد بن منصور الغسّاني - الثقة بحديث ذكره.
سألت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور عن وفاة والده، فقال: لثمان بقين من شعبان سنة ثمان و ستين و أربعمائة، قال: و في ذلك الشهر بعينه نزلت الأتراك على دمشق.
قال لنا أبو محمّد الأكفاني: سنة ثمان و ستين و أربعمائة فيها توفي أبو العباس أحمد بن منصور بن محمّد الغسّاني الغنمي الفقيه المالكي رضي اللّه عنه و أرضاه و رحمه، ليلة الجمعة و دفن يوم الجمعة الحادي و العشرين من شعبان في مقابر باب الصغير. حدّث عن أبي محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، و أبي محمّد عبد الوهّاب بن علي بن نصر المالكي، و أبي الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، و أبي الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر (2)،و أبي القاسم عبد العزيز بن الشهرزوري، و أبي نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي و غيرهم، و كان ثقة متحرّزا ضابطا مشتغلا بالعلم، مواظبا عليه إلى أن توفي، رحمه اللّه.
الشاعر الرّفّاء (3)
كان أبوه منير منشدا، ينشد أشعار العوني في أسواق أطرابلس، و يغني، و نشأ أبو
ص: 32
الحسين و حفظ القرآن، و تعلم اللغة و الأدب، و قال الشعر. و قدم دمشق فسكنها و كان رافضيا خبيثا يعتقد مذهب الإمامية، و كان هجاء خبيث اللسان، يكثر الفحش في شعره، و يستعمل فيه الألفاظ العاميّة. فلما كثر الهجو منه سجنه بوري بن طغتكين أمير دمشق في السّجن مدة، و عزم على قطع لسانه فاستوهبه يوسف بن فيروز الحاجب جرمه، فوهبه له، و أمر بنفيه من دمشق، فلما ولي ابنه إسماعيل بن بوري عاد إلى دمشق ثم تغير عليه إسماعيل لشيء بلغه عنه، فطلبه و أراد صلبه فهرب و اختفى في مسجد الوزير أياما، ثم خرج عن دمشق و لحق بالبلاد الشمالية ينتقل من حماة إلى شيزر و إلى حلب، ثم قدم دمشق آخر قدمة في صحبة الملك العادل (1) لما حاصر دمشق الحصر الثاني، فلما استقر الصّلح دخل البلد، و رجع مع العسكر إلى حلب فمات بها. رأيته غير مرة و لم أسمع منه.
فأنشدني الأمير أبو الفضل إسماعيل بن الأمير أبي العساكر سلطان بن منقذ.
قال: أنشدني أبو الحسن أحمد بن منير بن أحمد لنفسه.
أخلى فصدّ عن الحميم و ما اختلى *** و رأى الحمام يغصه فتوسّلا
ما كان واديه بأوّل مرتع *** ذعرت طلاوته طلاه فأجفلا
و إذا الكريم رأى الخمول نزيله *** في منزل فالحزم أن يترحّلا
كالبدر لما أن تضاءل نوره (2) *** طلب الكمال فحازه متنقلا
ساهمت عيسك مرّ (3) عيشك قاعدا *** أ فلا قليت بهنّ ناصية الفلا
فارق ترقّ كالسيف سلّ فبان في *** متنيه ما أخفى القراب و أخملا
لا ترض عن (4) دنياك ما أدناك (5) من *** دنس و كن طيفا جلا (6) ثمّ انجلا
وصل الهجير بهجر قوم كلما *** أمطرتهم عسلا (7) جنوا لك حنظلا
ص: 33
من غادر خبثت مغارس وده *** فإذا محضت له الوفاء تأوّلا
أو حلف دهر كيف مال بوجهه *** أمسى كذلك مدبرا أو مقبلا (1)
للّه علمي بالزمان و أهله *** ذنب (2) الفضيلة عندهم أن تكملا
طبعوا على لؤم الطباع فخيرهم *** إن قلت قال و ان سكت تقوّلا
و أنشدنا له أيضا:
عدمت دهرا ولدت فيه *** كم أشرب (3) المرّ من بنيه
ما تعتريني (4) الهموم إلاّ من *** صاحب كنت أصطفيه
فهل صديق يباع حتى *** بمهجتي كنت أشتريه
يكون في قلبه مثال *** يشبه ما صاغ لي بفيه (5)
و كم صديق (6) رغبت عنه *** قد (7) عشت حتى رغبت فيه
و قال لي الأمير أبو الفضل: و عمل والدي رحمه اللّه طستا من فضة، فعمل ابن منير أبياتا كتبت عليه من جملتها:
أيا صنو مائدة لأكرم مطعم *** مأهولة الأرجاء بالأضياف
جمعت أياديه إليّ أيادي الاّ *** لاف بعد البذل للآلاف
و من العجائب راحتي من راحة *** معروفة المعروف بالاتلاف
حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الحميري الكاتب أن مولد أبي الحسين بن منير سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة بأطرابلس.
و بلغني أن أبا الحسين (8) بن منير مات بحلب في سنة ثمان و أربعين و خمسمائة
ص: 34
في جمادى الآخرة (1).
قرأت بخطّ صديقنا أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد القيسي و كان صديقا لابن منير و عنده اختفى لما اختبئ (2) بمسجد الوزير، حدّثني الخطيب السديد أبو محمّد عبد القاهر بن عبد العزيز خطيب حماة قال: رأيت أبا الحسين (3) بن منير الشاعر في النوم بعد موته و أبا علي قرنة بستان مرتفعة، فسألته عن حاله و قلت له: اصعد إلى عندي فقال: ما أقدر من رائحتي، فقلت: تشرب الخمر؟ فقال: شر من الخمر يا خطيب، فقلت: ما هو؟ فقال: تدري ما جرى عليّ من هذه القصائد التي قلتها في مثالب الناس ؟ فقلت له: ما جرى عليك منها؟ فقال: لساني قد طال و ثخن و صار مدّ البصر، و كلما قرأت قصيدة منها قد صارت كلاّبا يتعلق في لساني، و أبصرته حافيا عليه ثياب رثّة إلى غاية و سمعت قارئا يقرأ من فوقه: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النّٰارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ الآية (4)،ثم انتبهت مرعوبا (5).
أبو صالح الأطرابلسي (6)
سمع بدمشق أبا نصر بن الجندي.
كتب عنه عبد العزيز الكتاني.
ص: 35
قرأت بخطّ أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، و أخبرنيه أبو القاسم الخضر بن الحسن بن عبدان عنه، أنشدنا أبو صالح أحمد بن منير بن عبد الرّزّاق الأطرابلسي، أنشدني بعضهم:
إنّ ابن حنبل إن سألت إمامنا *** و به الأئمة في الأنام تمسكوا
خلف النبيّ محمّد بعد الأولى *** كانوا الخلائف بعده فاستهلكوا
كتب هذين البيتين محمّد بن علي الحداد عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني.
ص: 36
ذكر من اسم أبيه موسى من الأحمدين (1)
أبو بكر بن السّمسار
أخو أبي العباس و أبي الحسن
حدّث عن أبي الحسن بن عمارة، و أبي بكر بن خريم، و أبي الجهم بن طلاّب، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و أبي الحسن بن جوصا، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و علي بن محمّد بن كاس النخعي، و أبي الدّحداح، و أبي العباس بن ملاس، و محمّد بن إسماعيل بن البصّال، و مكحول البيروتي، و أبي عمرو أحمد بن علي بن حميرة، و عبد الغافر بن سلامة، و محمّد بن بركة، و عباس بن الفضل الدّباج، و محمد بن عبد اللّه بن محمّد الكندي، المعروف بالمنجع، و أبي بكر الخضر بن محمّد بن غويث، و زكريا بن أحمد البلخي، و أبي بكر الخرائطي، و أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و محمّد بن يوسف الهروي، و أبي هاشم (2) بن عليل الإمام.
روى عنه أبو الحسن محمّد بن عوف، و مكي بن محمّد بن الغمر، و عبد الوهّاب بن الميداني، و أخوه أبو الحسن بن السّمسار.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم المقدسي ح.
و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن
ص: 37
أحمد بن أبي الحديد قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن عوف (1) بن أحمد المزني قال:
قرئ على أبي (2) العبّاس محمّد بن موسى و أحمد بن موسى بن السّمسار قالا: أنا أبو بكر محمّد بن خريم بن عبد الملك بن مروان، نا هشام بن عمّار، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن حبيبة بنت ميسرة، عن أم كرز (3) الخزاعية (4) قالت:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«عن الغلام شاتان مكافأتان (5) و عن الجارية شاة»[1398].
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (6)،نا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، عن حبيبة بنت ميسرة، عن أم كرز (7) الكعبية، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«عن الغلام شاتان مكافاتان (8) و عن الجارية شاة»[1399].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، حدّثني أبو الحسين بن الميداني، قال: توفي أبو بكر أحمد بن موسى بن السّمسار - أخو أبي العباس - في ذي القعدة سنة خمس و ستين.
قال عبد العزيز: حدّث بشيء يسير انتقى عليه أخوه، حدث عن ابن خريم و ابن جوصا و غيرهما. حدّثنا عنه أبو بكر محمّد بن عوف، و أخوه أبو الحسن علي بن موسى و غيرهما. فاللّه تعالى أعلم (9).
ص: 38
أبو بكر القرشي الأنطاكي (1)
سمع بدمشق: عيسى بن أبي الخير التيناتي (2) و بغيرها: أبا الحسن علي بن هارون البغداذي، و أبا بكر محمّد بن إبراهيم بن هارون بن [الهمذاني بها، و أبا بكر] (3) أحمد [بن محمد] (4) الطرسوسي بمكة، و أبا الحسن علي بن إبراهيم الحصري (5) الصّوفي.
روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن علي الجرّاحي، و سمع منه في جمادى الأولى سنة ثلاث و عشرين و أربعمائة. و اللّه تعالى أعلم (6).
حدّث عن عبيد بن آدم العسقلاني.
روى عنه: أبو بكر الجرجرائي (7) المفيد.
أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعيبي - بمالين - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي بكر بن أحمد السقطي المقرئ، نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن يعقوب البغداذي - بجرجرايا - نا أحمد بن موسى مولى بني هاشم - بدمشق - نا عبيد بن آدم بن أبي إياس، نا أبي، نا أبو عمر البزار - و هو حفص بن سليمان، صاحب عاصم في القراءات عن الشيباني - عن ميمون بن مهران، عن أمّ الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال: سمعته يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن المتحابين في ظلّ اللّه يوم لا ظلّ إلاّ ظله، على منابر من نور يفزع الناس و لا يفزعون، إذا أراد اللّه بأهل الأرض عذابا ذكرهم فصرف العذاب عنهم بفضل منزلتهم منه»[1400].
ص: 39
من أهل دمشق.
حكى عنه حسين بن زياد السّمسار الرّملي.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا محمّد بن أحمد بن رزقويه، نا جعفر بن محمّد بن نصر، نا إسحاق بن إبراهيم البغداذي - بمصر - نا أحمد بن شيبان، عن حسين بن زياد، عن أحمد بن المؤمّل الدّمشقي قال: حفر حفيرة بدمشق فاستخرج منها (1) حجر فيه مكتوب منقوش:
أ يضمن لي فتى ترك المعاصي *** و أرهنه الكفالة بالخلاص
أطاع الله قوم فاستراحوا *** و لم يتجرعوا غصص المعاصي
رواه محمّد بن المنذر المعروف بشكّر (2)،عن (3) أحمد بن شيبان الرّملي، نا الحسين بن زياد السّمسار الرّملي، نا أحمد بن المؤمّل الدّمشقي، قال: حفر حفير بدمشق فاستخرج منه (4) ختم مكتوب، و ذكر البيتين.
أبو جعفر الأصبهاني المدني (5)(6)
أحد الثقات الأثبات، رحل في طلب الحديث.
و سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و بحمص أبا اليمان، و بحلب (7):حجاج بن أبي منيع، و بمصر: عبد اللّه بن صالح، و عبد الغفار بن داود، و سعيد بن أبي مريم، و نعيم بن حمّاد، و أحمد بن صالح، و بحرّان: عبد اللّه بن محمّد النّفيلي، و بالكوفة:
ص: 40
أحمد بن نعيم (1)،و قبيصة، و ثابت بن محمّد الزاهد، و يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و أبا بكر بن أبي شيبة، و محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و محمد بن سعيد بن الأصبهاني، و غيرهم. و بالبصرة عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و مسدّدا، و أبا الربيع الزهراني، و معلّى بن أسد، و مسلم بن إبراهيم، و أبا معمر عبد اللّه بن عمرو، و عبد اللّه بن عبد الوهّاب الحجبي (2)،و عثمان بن طالوت بن عباد، و بواسط سعيد بن سليمان، و عمرو بن عون، و ببغداد: أبا عبيد القاسم بن سلاّم، و علي بن الجعد، و بأصبهان: محمّد بن بكير الحضرمي، و غيرهم.
روى عنه: أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد، و أحمد بن إبراهيم بن يوسف، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عيسى بن مزيد الخشاب، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفار الزاهد.
أخبرنا أبو علي الأصبهاني الحداد - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد، نا أحمد بن مهدي، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، أخبرني شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ركب فرسا فصرع عنه فجحش (3)شقه الأيمن.
قال أنس: فصلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يومئذ صلاة من الصلوات و هو قاعد، فصلّينا و راءه قعودا، فقال حين سلّم:«إنما الإمام ليؤتم به فإذا صلّى الإمام قائما فصلّوا قياما، و إذا ركع فاركعوا، و إذا رفع فارفعوا، و إذا سجد فاسجدوا، و إذا قال: سمع اللّه لمن حمده، فقولوا: ربّنا و لك الحمد، و إذا صلّى قاعدا فصلّوا قعودا أجمعون (4)»[1401].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم ح.
و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا سليمان بن إبراهيم، و سهل بن عبد اللّه الغازي،
ص: 41
و أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذّكواني، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن ررا (1)، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن سمير.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، أنا سهل بن عبد اللّه، قالوا: أنا محمّد بن جعفر الجرجاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الأصبهاني الصّفار، نا أحمد بن مهدي بن رستم، نا سعيد بن الحكم (2) بن أبي مريم المصري، أنا نافع بن يزيد، أخبرني هشام بن عروة، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت: كنت أطيّب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عند حلّه و إحرامه بأطيب ما أقدر عليه.
أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن المطرّز، و أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمّد الثقفي، و أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي (3)،- إجازة - قالوا: أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي، و أبو طاهر بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ قال: سمعت موسى بن الحسين يقول: سمعت أحمد بن مهدي يقول:
أردت أن أكتب كتاب الأموال لأبي عبيد، فخرجت لأشتري ماء الذهب، فلقيت أبا عبيد فقلت: يا أبا عبيد - رحمك اللّه - أريد أن أكتب كتاب الأموال بماء الذهب ؟ فقال:
اكتب (4) بالحبر فإنه أبقى.
أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (5) قال: أحمد بن مهدي بن رستم - أبو جعفر المديني - توفي في شوال سنة اثنتين و سبعين و مائتين، و قيل لعشر مضين من رمضان.
كان ظاهر الثروة، صاحب ضياع، لم يحدّث في وقته من الأصبهانيين أوثق منه، و أكثر حديثا، صاحب الكتب و الأصول الصّحاح، أنفق عليها نحوا من ثلاثمائة ألف درهم.
قال أبو محمّد بن حيّان: قال محمّد بن يحيى بن منده: لم يحدّث ببلدنا منذ
ص: 42
أربعين سنة أوثق من أحمد بن مهدي، صنّف المسند، كتب بالشام و مصر و العراقين.
و روى عن: أبي اليمان، و سعيد بن أبي مريم، و عبد اللّه بن صالح، و حجاج بن [أبي] (1) منيع، و نعيم بن حمّاد، و عن أبي نعيم، و قبيصة. و لم يعرف له فراش منذ أربعين سنة، صاحب صلاة و اجتهاد، افتقد من كتبه كتاب قبيصة، ثم ردّ عليه فترك قراءته.
أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ثمّ أخبرني أبو المعالي الحلواني، أنا أبو علي الحدّاد قالوا: أنا أبو نعيم، قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول: سمعت أحمد بن محمود بن صبح يقول: مات أحمد بن عصام (2) سنة اثنتين و سبعين و مائتين، و فيها مات أحمد بن مهدي بن رستم في شوال.
أبو نصر المقرئ (3)
حدّث عن أبي الحسن بن عوف المزني، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن سلمة المالكي، و الحسن بن محمّد الجوهري، و أبي القاسم هبة اللّه بن سليمان المقرئ الجزري الآمدي، و أبي نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي.
روى عنه: أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكّاري (4).
ص: 43
أبو بكر الحافظ
شامي و قيل إنه بغدادي، كان ينتخب الفوائد على شيوخ الشاميّين كأبوي الحسن: بن جوصا، و خيثمة بن سليمان، و أبي عبد الرّحمن محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام مكحول البيروتي.
قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدّار قطني في باب نذير بفتح النون: و أحمد بن نذير كان حافظا من أهل الشام كان ينتقي عن ابن جوصا و الشيوخ مشهور.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال: أما نذير بفتح النون: أحمد بن نذير حافظ كان من أهل الشام انتقى على ابن جوصا و غيره، مشهور.
ص: 44
أبو عبد اللّه القرشي النيسابوري المقرئ
الزاهد المقرئ (1) الفقيه رحل إلى الشام.
و سمع أبا مسهر الدّمشقي، و أبا مالك حمّاد بن مالك الحرستاوي (2)،و آدم بن أبي إياس، و سلام بن سليمان المدائني، و محمّد بن كثير الصنعاني، و عبد اللّه بن عبد الجبّار، و محمّد بن مخلد الحمصيين، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و عبد اللّه بن نمير، و أبا أسامة حمّاد بن أسامة، و مصعب بن المقدام، و النضر بن شميل، و حسينا الجعفي، و يعلى و محمّد ابني عبيد، و عبد الوهّاب الخفّاف، و كثير بن هشام، و أزهر بن سعد السمّان، و صفوان بن عيسى، و عبد الصّمد بن عبد الوارث، و عبد اللّه بن نافع الصائغ، و عبد اللّه بن عبد الحكم، و زهير بن عباد، و مالك بن سعيد بن الخمس، و أصبغ بن الفرج المصري.
سمع منه: أبو نعيم الفضل بن دكين، و روى عنه سلمة بن شبيب، و علي بن حرب، و أبو عبد اللّه البخاري، و مسلم بن الحجاج القشيري، و عمّار بن رجاء، و داود بن الحسين البيهقي، و أبو سعيد محمّد بن شاذان، و أبو عيسى الترمذي، و محمّد بن إسحاق بن خزيمة، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن الأزهر، و جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، و أبو محمّد زنجويه بن محمّد بن الحسن اللّبّاد، و محمّد بن
ص: 45
نعيم، و محمّد بن الضّوء الكرمينيّ (1)،و أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، قال: قرئ على أبو عثمان البحيري (2) و أنا أسمع، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، أنا أبو محمّد (3) زنجويه بن محمّد بن الحسن بن اللّبّاد، نا أحمد بن نصر العابد المقرئ، نا خلف بن عبد الحميد، أنا الفرات بن السّائب، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إن رجلا ممن قبلكم مات و ليس معه شيء من كتاب اللّه عزّ و جل إلاّ تبارك. فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه فقال لها: إنك من كتاب اللّه، و إني أكره مساءتك، و إني لا أملك لك و لا له و لا لنفسي ضرّا، و لا نفعا، فإن أردت هذا به فانطلقي إلى الرّب تبارك و تعالى فاشفعي له فتنطلق إلى الرب فتقول: أي ربّ إن فلانا عمد إليّ من بين كتابك فتعلّمني و تلاني، أ فتحرقه أنت بالنار و تعذبه و أنا في جوفه، فإن كنت فاعلا ذاك به فامحني من كتابك، فيقول: أ لا أراك غضبت ؟ فتقول: و حق لي أن أغضب. قال: فيقول: اذهبي فقد وهبته لك و شفعتك فيه. قال: فتجيء فتزبر (4) الملك فيخرج خاسف البال لم يحل منه بشيء قال: فنجيء فتضع فاها على فيه، فتقول: مرحبا بهذا الفم فربما تلاني، و مرحبا بهذا الصّدر فربما و عاني، و مرحبا بهاتين القدمين فربما قامتا و تؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه»[1402].
فلما حدّث بهذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لم يبق صغير و لا كبير و لا حرّ و لا عبد بالمدينة إلاّ تعلّمها و سمّاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المنجّية.
رواه ابن أبي حاتم، عن محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، عن أبيه، عن سعيد بن أبي أيّوب، عن أبي عقيل - زهرة بن معبد - أن ابن شهاب كان يقرأ في صلاة الصبح من قوله مختصرا.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ،
ص: 46
نا محمّد بن صالح بن هانئ، نا أبو سعيد محمّد بن شاذان، نا أحمد بن نصر المقرئ قال: سألت أبا مسهر الدمشقي قلت: من يقول الإيمان قول ؟ قال: مرجئ و مبتدع، قلت: فالإيمان قول و عمل ؟ قال: نعم، قلت: و يزيد و ينقص ؟ قال: نعم، كان الأوزاعي يقول: ما شيء يزيد إلاّ و ينقص.
قال الحاكم: و سمعت أبا الوليد حسان بن محمّد الفقيه - و سئل عند من تفقه محمّد بن إسحاق بن خزيمة قبل خروجه إلى مصر؟ فقال: عند أحمد بن نصر المقرئ، فقيل: و على مذهب من كان ؟ يعني أحمد بن نصر، قال: على مذهب أبي عبيد (1)، خرج إليه على كبر السن متفقها، و قد روى عنه الكتب.
قرأت بخطّ أبي عمرو المستملي: سمعت محمّد بن عبد الوهّاب يقول: أحمد بن نصر عندي ثقة مأمون، و كان يقرئ.
أنبأنا أبو المحاسن هادي بن إسماعيل العلوي، أنا سعد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد اللّه أحمد بن نصر النيسابوري سمع ابن أبي فديك، و ابن نمير - يعني عبد اللّه - و صفوان بن عيسى.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى التميمي، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد الوائلي، أنا أبو الحسن الخصيب (2) بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن النسائي قال: أبو عبد اللّه أحمد بن نصر النيسابوري.
أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: كتب إليّ أبو الحسن الترابي من مرو يذكر: أن أحمد بن عمر بن بسطام حدّثهم، نا أحمد بن سيّار في ذكر مشايخ نيسابور قال: و أبو عبد اللّه أحمد بن نصر المقرئ، و كان ثقة أبيض الرأس و اللحية، قصيرا أجلح - أو قال أصلع - صاحب سنّة محبّا لأهل الخير، كتب العلم، و جالس الناس (3)،و كان يحدّث عن صفوان بن عيسى،
ص: 47
و عبيد اللّه بن موسى و أشكالهما.
قال: و أنا الحاكم، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن جعفر المزكّي يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن نصر المقرئ - و أثنى عليه أبو بكر بن خزيمة - يقول: كان خالي قد قرأ على يحيى بن صبيح.
قال أحمد بن نصر: و قرأت - أنا - على خالي القرآن سبعين مرة أو زيادة على سبعين مرة.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال أحمد بن نصر بن زياد أبو عبد اللّه الزاهد القرشي المقرئ النيسابوري فقيه أهل الحديث في عصره و هو كثير الرّحلة إلى مصر و الشام و العراقين. سمع منه أبو نعيم الفضل بن دكين. و روى عنه سلمة بن شبيب، و علي بن حرب الموصلي، و عمّار بن رجاء الجرجاني، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و مسلم بن الحجاج، أخبرني علي بن محمّد بن عبد اللّه المروزي، نا محمّد بن موسى الباشاني (1) قال: مات أبو عبد اللّه أحمد بن نصر العابد النيسابوري في ذي القعدة سنة خمس و أربعين و مائتين.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون إجازة و اللفظ له.
ثمّ حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنا أبو أحمد عبد الوهّاب بن محمّد بن موسى ح.
و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأصبهاني و أبو محمّد الغندجاني (2).
قالا: أنا أبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي، أنا محمّد بن سهل المقرئ، نا
ص: 48
محمّد بن إسماعيل البخاري، قال (1):أحمد بن نصر أبو عبد اللّه النيسابوري مات - أراه - سنة خمس و أربعين [و مائتين] (2).و اللّه تعالى أعلم.
و هو أحمد بن أبي رجاء
أبو الحسن المقرئ المؤدب (3)
قرأ القرآن على الحسين بن علي العجلي، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، و على الوليد بن عتبة الأشجعي، و قرأ الوليد على أيّوب بن تميم، و قرأ أيّوب على يحيى بن الحارث، و قرأ يحيى على ابن عامر، و قرأ عليه بحرف عاصم أبو القاسم بن أبي العقب، و بحرف ابن عامر أبو الحسن أحمد بن محمّد بن شنبوذ، و أبو القاسم عبد اللّه بن عبدان الداودي المعروف بالغنوي.
و روى عن الوليد بن عتبة، و عبد الوهّاب بن الضحاك، و يوسف بن موسى القطان، و أحمد بن محمّد بن عمر اليمامي، و هشام بن عمّار، و إبراهيم بن هشام بن يحيى، و إسحاق بن سعيد بن الأركون، و عمرو بن الغاز (4)،و دحيم، و الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، و الفتح بن سلومة الحمراني، و أبي سالم العلاء بن مسلمة بن عثمان بن محمد بن إسحاق، و هشام بن خالد، و عبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، و أيّوب بن محمّد الورّاق (5)،و أبي هشام الرفاعي، و المسيّب بن واضح، و مؤمّل بن إهاب، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و محمّد بن الخليل الخشني البلاطي، و محمّد بن يزيد الآدمي، و سعيد بن يحيى الأموي، و محمّد بن سهل بن عسكر، و صفوان بن صالح، و محمّد بن مسعدة البيروتي، و يحيى بن عثمان بن سعيد، و يعقوب الدورقي، و محمود بن خداش.
روى عنه أبو الميمون بن راشد، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس
ص: 49
الورّاق، و أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو علي بن شعيب، و أبو الحسن بن جوصا (1)، و أبو طاهر محمّد بن سليمان بن ذكوان، و إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، و الحسن بن حبيب، و أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن الناصح المفسر، و خيثمة (2) بن سليمان، و أبو عبد الرحمن النسائي، و محمّد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام، و عبيد اللّه بن عبد الصّمد بن المهتدي باللّه.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزجّاج، نا أبو الحسن أحمد بن نصر (3) بن شاكر، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني (4)،حدثني أبي، حدّثني الأوزاعي عن الوليد بن هشام المعيطي عن معدان بن طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان فقلت: حدّثني حديثا ينفعني اللّه به، فسكت، ثم عدت لمثلها فسكت، فقلت [له] (5) مثلها فقال: عليك بالسّجود، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:
«ما من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ رفعه اللّه بها درجة و حط عنه بها خطيئة»[1403].
ثم لقيت أبا الدّرداء فسألته، فقال لي مثل ذلك.
و ذكر ابن الناصح المفسّر: أن أحمد بن أبي رجاء مات في المحرّم سنة اثنتين و تسعين و مائتين. و اللّه تعالى أعلم (6).
ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي فيما سمعه من أبي عمرو بن منده، عن أبيه أبي عبد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات - يعني أحمد بن نصر بن مالك الدّمشقي - بدمشق سنة إحدى و ثمانين (7).
ص: 50
أبو طالب البغدادي الحافظ
سمع بدمشق أبا زرعة البصري، و سليمان بن أيوب بن حذلم، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، و حريث (1) بن أحمد بن أبي حكيم، و جعفر بن محمّد القلانسي، و أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، و بحمص: سليمان بن عبد الحميد البهراني (2)،و بأنطاكية: عثمان بن خرّزاذ (3)،و بمصر يحيى بن عثمان بن صالح، و أحمد بن أصرم المغفّلي، و بالعراق العباس بن محمّد الدوري، و إسماعيل بن عبد اللّه بن ميمون العجلي، و عثمان بن محمّد بن بلج البصري، و باليمن: أبا زيد محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى بن أبي حبيب، و إسحاق بن إبراهيم الدبري (4)، و إبراهيم بن محمد بن برّة (5) الصّنعانيين.
روى عنه أبو الحسن الدار قطني، و أبو عمر بن حيّوية، و أبو الحسين (6) بن المظفّر، و أبو حفص بن شاهين، و عبد اللّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي، و أبو بكر بن شاذان، و أبو الفتح محمّد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي، و أبو محمّد عبد اللّه بن زيدان البجلي الكوفي - و هو أكبر منه - و أبو طاهر المخلصي (7) و هو آخر من حدّث عنه (8).
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو طالب محمّد بن الفتح بن علي بن الفتح العشاري، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو طالب الحافظ أحمد بن نصر بن طالب، نا سليمان بن عبد الحميد - أبو أيّوب البهراني (9) من كتابه - نا أبو
ص: 51
سليمان شيبة بن السكن الفزاري، نا أرطأة بن المنذر، نا ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن (1) عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«إن اللّه أوّل شيء خلق (2) القلم و أخذه بيده اليمنى و كلتا يديه يمين، فكتب ما يكون فيها من عمل معمول برّ أو فاجر (3)،رطب أو يابس، فأحصاه عنده في الذكر، ثم قال: اقرءوا إن شئتم: هٰذٰا كِتٰابُنٰا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنّٰا كُنّٰا نَسْتَنْسِخُ مٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (4) فهل النسخ إلاّ من شيء قد فرغ منه»[1404].
أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر بن بشران، أنا أبو الحسن الدّارقطني، نا أبو محمّد بن صاعد، و أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، و أبو هريرة الأنطاكي، قالوا: نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد بدمشق.
بحديث ذكره.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب قال (5):سمعت البرقاني يقول: كان الدّارقطني يقول: أبو طالب [أحمد] (6) بن نصر الحافظ أستاذي.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سألت - يعني الدّار قطني - عن أبي طالب الحافظ فقال: حافظ متقن.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):أحمد بن نصر بن طالب، أبو طالب الحافظ . سمع العباس بن محمّد الدوري، و إسماعيل بن عبد اللّه بن ميمون العجلي، و عثمان بن محمّد بن بلج البصري، و أحمد بن أصرم المغفّلي، و سليمان بن عبد الحميد البهراني، و يحيى بن
ص: 52
عثمان بن صالح المصري، و إبراهيم بن محمّد بن برّة الصّنعاني، و إسحاق بن إبراهيم الديري. روى عنه أبو عمر بن حيّويه الخزاز (1)،و عبد اللّه بن موسى الهاشمي، و محمّد بن المظفّر، و الدّار قطني، و ابن شاهين، و كان ثقة ثبتا.
و قال الخطيب: أخبرني الأزهري، نا أبو بكر بن شاذان قال: سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة فيها توفي أبو طالب الحافظ .
قال: و حدّثني عبيد اللّه بن أبي الفتح، عن طلحة بن (2) محمّد بن جعفر ح، قال:
و أنا السّمسار، أنا الصّفّار، نا (3) ابن قانع: أن أبا طالب أحمد بن نصر الحافظ مات في شهر رمضان من (4) سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.
قال و أنا أحمد بن أبي جعفر، نا عبد اللّه (5) بن محمّد بن عبد اللّه الشاهد قال:
توفي أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ في شوال سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.
أبو الحسن بن أبي الليث المصري الحافظ
سمع بدمشق و غيرها: أبا علي بن شعيب الأنصاري، و أبا هاشم الكتاني، و أحمد بن عبد الرحيم القيسراني، و محمّد بن عبد الرّحمن الإمام، و إسماعيل بن محمّد الصفار، و أبا عمر بن عبد الواحد النحوي، و أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد الحكمي (6)،و أبا العباس الأصم، و أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفار، و عمر بن الحسين الأشناني، و غيرهم. و استوطن ما وراء النهر.
روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو الحسن بن أبي الليث المصري، نا أبو علي محمد بن هارون
ص: 53
الأنصاري - بدمشق - نا محمّد بن هارون بن بكار العاملي، نا محمّد بن سليمان القشيري الرّقّي، نا محمّد بن السماك، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«ما من عبد يخطو خطوة إلاّ سئل عنها ما ذا أراد بها (1)»[1405].
قال: و أنشدني أحمد بن أبي الليث المصري، أنشدني محمّد بن جعفر قال:
أنشدنا أبو الغر (2) لنفسه:
ليس لي مال سوى كرمي *** فيه لي أمن من العدم
لا أقول الله يظلمني *** كيف أشكو غير متهمي
قنّعت نفسي بما رزقت *** و تمطّت في العلى هممي
و لبست الصبر سابغة *** هي من قرني إلى قدمي
و إذا ما الدهر عاتبني *** لم يجدني كافر النعم
قال الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ : أحمد بن أبي الليث - و هو نصر بن محمّد الحافظ المصري - قدم علينا نيسابور و هو باقعة (3) في الحفظ ، و لقد رأيته يوما يذكر - بحضرة أبي علي الحافظ بن حمد - سليمان التيمي عن أنس فشبّهته بالسّحر في المذاكرة، هذا سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة، ورد مع أبي الفضل العطار، و أبي العباس بن الخشاب؛ و كان مع هذا يتقشف و يجالس الصّالحين من الصّوفية، و كتب عندنا سنين، ثم أذاه بلديّ له فخرج إلى ما وراء النهر، و اشتغل بالأدب و الشعر، ثم أنه تصرف للسلطان في أعمال كثيرة: البندرة (4) و البريد و الحضرة سنة خمس و خمسين و هو بالات (5) سربه و غلمان و مواكب، ثم وردتها بعد ذلك و قد نقص، فكان كثير الاجتماع معي، و حفظه كما كان، فكنت أتعجب منه. سمع بمصر أصحاب يونس بن
ص: 54
عبد الأعلى، و أبي عبيد اللّه الوهبي. جاء نعيه في شهر رمضان سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة.
حدّث بدمشق عن أبي القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد العجلي الدّينوري، و أبي علي الحسين بن محمّد بن حنش المقرئ الدّينوري.
روى عنه: أبو علي الأهوازي.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد السوسي، نا الحسن بن علي بن إبراهيم، نا أبو منصور أحمد بن نصر بن محمّد الدّينوري - بدمشق - نا أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد العجلي - بالدينور - نا عبد اللّه بن أحمد بن حمدان، نا محمّد بن خلف العسقلاني و أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي، و أنا روّاد بن الجراح، نا سفيان بن سعيد الثوري، عن منصور، عن ربعي بن حراش (1)، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«خيركم في المائتين المؤمن الخفيف الحاذّ قيل: و ما الخفيف الحاذّ؟ قال: الذي لا أهل له و لا ولد»[1406].
289 - أحمد بن نصر الشّيباني (2)
حدّث بدمشق، عن أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة.
روى عنه: أبو هاشم المؤدب.
قرأت بخطّ أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة، أحمد بن نصر الشيباني.
ص: 55
قرأ القرآن بدمشق على هشام بن عمّار بحرف ابن عامر، قرأ عليه أبو بكر [محمد بن الحسن] (1) النقاش.
و حدّث ببغداد: عن هشام بن عمّار، و العباس بن الوليد بن صبح الخلال، و محمّد بن سلام المنبجي، و سعيد بن حفص النفيلي، و مصعب بن سعيد المصيصي، و يحيى بن رجاء بن أبي عبيدة الحرّاني الحصني (2)،و عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحلبي و محمّد بن مصفّى الحمصي، و حامد بن يحيى البلخي.
روى عنه أبو محمّد بن صاعد، و عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و إسماعيل بن علي الخطبي، و سليمان بن أحمد الطبراني، و عبد الباقي بن قانع، و محمّد بن علي بن سهل الإمام، و أبو علي الحسن بن هاشم (3) بن عمرو البلدي، و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي (4).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة قال: قرئ على ابن صاعد، نا أحمد بن النضر، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن عبد الملك الصّنعاني، نا الأوزاعي، حدّثني الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، حدّثتني عائشة قالت: ذبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن من تمتّع من نسائه بقرة[1407].
كذا قال و إنما هو عبد الملك بن محمّد.
أخبرنا أبو علي الحداد - إجازة - ثمّ حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، نا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن النضر بن بحر العسكري، نا سعيد بن حفص النفيلي، نا محمّد بن محصن بن العكاشي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال:
ص: 56
سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اللّهمّ بارك لأمتي في سحورها، تسحّروا و لو بشربة من ماء، و لو بتمرة، و لو بحبّات زبيب، فإن الملائكة تصلّي عليكم»[1408].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن النضر بن بحر، أبو جعفر السكري (2).من أهل عسكر مكرم (3).
قدم بغداد، و حدّث بها عن: سعيد بن حفص (4) النفيلي، و مصعب بن سعيد المصّيصي، و يحيى بن رجاء بن أبي عبيدة الحرّاني، عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحلبي، و حامد بن يحيى البلخي، و محمّد بن مصفّى الحمصي.
روى عنه عبد اللّه بن إسحاق المدائني، و إسماعيل بن علي الخطبي، و عبد الباقي بن قانع القاضي، و محمّد بن علي بن سهل الإمام.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)، نا (6) السّمسار، أنا الصفّار، نا ابن قانع: أن أحمد بن النضر بن بحر مات في سنة تسعين و مائتين.
قال: و أنا (7) محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال: و جاءنا الخبر بموت أبي جعفر أحمد بن النضر العسكري - عسكر مكرم - خرج من عندنا إلى الرّقة، فمات بها ليومين خلوا من ذي الحجة سنة تسعين. كان من ثقات الناس، و أكثرهم كتابا. و قيل لنا - و لم نسمع هذا منه - أن جدّه لأمه سهل بن محمّد بن الزبير العسكري.
ص: 57
روى عن أحمد بن عمير بن جوصا.
روى عنه أبو نصر بن الجبّان.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، نا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمري (1) المزّي (2)،أنا أبو بكر أحمد بن نظيف بن عبد اللّه الخفّاف - قراءة عليه، من أصل كتابه في الأساكفة - نا أحمد بن عمير، نا محمّد بن وزير (3)،نا عبد الوهاب بن عبد المجيد، نا أيّوب بن نافع عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إذا حضر العشاء و أقيمت الصّلاة فابدءوا بالعشاء»[1409].
حدّث عن أبيه.
روى عنه أبو الحكم الهيثم بن مروان العبسي.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أنا أحمد بن عمير بن جوصا، نا أبو الحكم الهيثم بن مروان العبسي، نا أحمد بن عمير الثقفي، عن أبيه، عن ابن أسباط : أن هذا كتاب يحيى بن حمزة القاضي، كان بدمشق لبنك (4) نصارى مدينة دمشق أنهم رفعوا إلى الأمير محمّد بن إبراهيم - أصلحه اللّه - قصة و ذكروا أنهم شجر بينهم و بين رئيسهم في دينهم و جماعتهم من أهل القرى و عتاقة العرب و الغرباء اختلاف و فرقة، و أنهم غلبوهم على كنائسهم و سألوه النصفة لهم منهم، و الوفاء لهم بما في عهدهم، و كتابهم الذي كتبه لهم خالد بن الوليد عند فتح مدينتهم. فأمرني الأمير محمّد بن إبراهيم - حفظه اللّه - بعد اجتماعهم عنده و تناصبهم الخصومة بين يديه في النظر في أمرهم، و حملهم على ما يرى
ص: 58
من الحق و العدل، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم. فدعوتهم (1) بحججهم فأتوني بكتاب خالد بن الوليد لهم فيه:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق يوم فتحها، أعطاهم أمانا لأنفسهم و أموالهم و لكنائسهم لا تهدم و لا تسكن. لهم على ذلك ذمّة اللّه و ذمّة رسوله و ذمّة الخلفاء و ذمّة المؤمنين، ألاّ أن (2) يعرض لهم أحد إلاّ بخير إذا اعطوا الذي عليهم من الجزية. شهد هذا الكتاب يوم كتب عمرو بن العاص، و عياض بن غنم، و يزيد بن أبي سفيان، و أبو عبيدة بن الجرّاح، و معمر بن عتّاب، و شرحبيل بن حسنة، و عمير بن سعد، و يزيد بن نبيشة و عبد اللّه بن الحارث، و قضاعي بن عامر. و كتب في شهر ربيع الآخر من سنة خمس عشرة.
قال يحيى بن حمزة: فنظرت في كتابهم فوجدته خاصّة لهم، و فحصت عن أمرهم فوجدت فتحها بعد حصار، و وجدت ما وراء حائطها لدفع الخيل، و مراكز الرّماح (3).
و نظرت في جزيتهم فوجدتها وظيفة عليها خاصة دون غيرهم، و وجدت أهلها عند فتحها رجلين: رجلا روميا قتلته (4) الحرب أو نفته، فمساكنهم و كنائسهم قسمة بين المسلمين معروفة لا تخفى، و رجلا من أهلها حقن دمه هذا العهد، فمساكنهم و كنائسهم مع دمائهم لهم لم تسكن، و لم تقسم معروفة ليست تخفى. فقضيت لهم بكنائسهم حين وجدتهم أهل هذا العهد، و أبناء البلد بنكا تلادا، و وجدت من نازعهم لفيفا طراء (5) و ذلك لو أنهم أسلموا كان لهم صرفها (6) مساجد و مساكن، فلهم في آخر الدّهر ما لهم في أوله، و أثبت في الأصول قبل، و أشهدت اللّه عليه و صالح المؤمنين وفاء بهذا العهد الذي عهده لهم السابقون الأخيار. فإن يكن بينهم خاصة في ذلك اختلاف نظر لهم، و قضيت لمن نازعهم بما كان لهم فيها من حلية أو آنية أو كسوة أو عرصة أضافوا ذلك إليها، يدفع ذلك إليهم بأعيانهم إن قدروا عليه و سهل قبضه أو قيمة عدل يوم ينظر فيه. شهد على ذلك.
ص: 59
كاتب عبد اللّه بن طاهر، قدم معه دمشق.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (1)،أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني الجوهري، نا محمّد بن العباس الخزاز، نا أبو الحسين عبيد اللّه (2) بن أحمد بن أبي طاهر، حدّثني أبي أن عبد اللّه بن طاهر لما خرج إلى المغرب كان معه كاتبه أحمد بن نهيك، فلما نزل دمشق أهديت إلى أحمد بن نهيك هدايا كثيرة في طريقه و بدمشق، و كان يثبت كلما يهدى إليه في قرطاس و يدفعه إلى خازن له، فلما نزل عبد اللّه بن طاهر دمشق أمر أحمد بن نهيك أن يغدو عليه بعمل كان أمره أن يعمله، فأمر خازنه أن يخرج إليه قرطاسا فيه (3) العمل الذي أمر بإخراجه و يضعه في المحراب بين يديه لئلا ينساه وقت ركوبه في السّحر، فغلط الخازن فأخرج القرطاس الذي فيه ثبت ما أهدي إليه فوضعه في المحراب، فلما صلّى أحمد بن نهيك الفجر أخذ القرطاس من المحراب و وضعه في خفه، فلما دخل على عبد اللّه بن طاهر سأله عمّا تقدم إليه من إخراجه العمل الذي أمره به، فأخرج الدّرج من خفّه فدفعه إليه، فقرأه عبد اللّه من أوّله إلى آخره، و تأمّله ثم أدرجه و دفعه إلى أحمد بن نهيك و قال: ليس هذا الذي أردت، فلما نظر أحمد بن نهيك فيه أسقط في يديه فلما انصرف إلى مضربه وجه إليه عبد اللّه بن طاهر يعلمه أنه قد وقفت (4) على ما في القرطاس فوجدته (5) سبعين ألف دينار، و اعلم أنه قد لزمتك مئونة عظيمة غليظة في خروجك، و معك زوار و غيرهم، و إنك محتاج إلى برّهم، و ليس مقدار ما صار إليك يفي بمئونتك. و قد وجهت إليك بمائة ألف دينار (6) لتصرفها في الوجوه التي ذكرتها.
ص: 60
في أسماء [آباء] (1) الأحمدين
ولاّه أحمد بن طولون دمشق، و كان قدمها منفيا من العراق.
قرأت بخطّ أبي الحسين الرازي، حدّثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المري قال: سمعت القاسم بن أحمد المعروف بابن كوار الدّمشقي يقول: قدم أحمد بن طولون دمشق بعد موت أحاجور سنة أربع و ستين و مائتين، و استعمل على دمشق أحمد بن وصيف حام، جاء به من صور (2).
حكى عن أبيه يحيى بن أحمد. نسب جده الوضين بن عطاء، و سيأتي ذلك في ذكر الوضين.
و يعرف بالقبيطي
حدّث عن أبي مسهر.
روى عنه: ابنه أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي هشام، و أبو جعفر الطبري.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني - و نقلته من خطه - أنا أبو الفتح عبد الجبار بن
ص: 61
عبد اللّه بن إبراهيم بن برزة (1)،نا أبو علي الحسن بن شهاب العكبري - بعكبرا - أنا أبو جعفر بن علي الكاتب (2) عن محمّد بن جرير بن يزيد الطبري، نا أحمد بن الوليد، نا هشام بن عمّار و صفوان بن صالح قالا: نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، قال: سمعت عبد الرّحمن بن أبي عميرة (3) المري (4) يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول في معاوية:«اللهمّ اجعله هاديا مهديا»[1410].
أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن سهل بن عسكر، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز بإسناده مثله.
شيخ في طبقة أصحاب الوليد بن مسلم.
روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن وضّاح الأندلسي القرطبي (5).
ص: 62
أبو العباس الدلاء البغدادي
حدث بدمشق و الرملة، عن أبي جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني، و أبي بكر محمّد بن جعفر بن أيوب الخشّاب الرّملي، و محمّد بن حصين الألوسي.
روى عنه تمام الرازي، و عبد الكريم بن عمر بن نصر.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو العباس أحمد بن هارون البغدادي الدلاء، و محمّد بن يوسف بن عبد اللّه الدمشقي، قالا: نا أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني، نا أحمد بن سعيد الصّيرفي ح.
قال: و أنا تمام، نا أبو الحسن علي بن عمر البغدادي، نا محمّد بن عبد اللّه بن غيلان، نا الحسن بن الجنيد، نا حمّاد بن الوليد الكوفي، نا سفيان الثوري، عن محمّد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه عليه الصّلاة و السّلام:«من عزّى مصابا فله مثل أجره»[1411].
و غيرهم. و بالشام: عمرا و يحيى ابني عثمان الحمصيين، و أبا عمير عيسى بن محمّد بن النحاس، و بخراسان: إبراهيم و عمر ابني محمّد بن الحسين، و خالد بن أحمد، أبا الهيثم الأمير.
روى عنه: أبو علي محمّد بن محمّد بن محمود، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن حرب.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):
و أما غزّال - بتشديد الزاي - أبو جعفر أحمد بن هارون بن حنش (2) بن النضر الغزّال البخاري، كتب ببخارا عن إبراهيم و عمر ابني محمّد بن الحسين، و خالد بن أحمد الأمير، و بالشام عن أبي (3) عمير بن النحاس، و الهيثم بن مروان الدّمشقي، و عمرو بن عثمان، و يحيى بن عثمان الحمصي، و محمّد بن هاشم البعلبكي و غيرهم. روى عنه أبو علي محمّد بن محمّد بن محمود، و أبو بكر محمّد بن محمّد (4) بن حرب، توفي في شعبان سنة خمس و ثلاثمائة.
و بحر بن نصر، و علي بن عبد الرّحمن علاّنا،[و سليمان بن شعيب الكتاني بمصر] (1)،و سليمان بن سيف بحرّان، و يوسف بن سعيد بن مسلم بالمصّيصة، و أبا سعيد الأشج، و هارون بن إسحاق الهمداني، و عمرو بن عبد اللّه الأودي (2)، و الحسن بن علي بن عفان بالكوفة، و أبا بكر محمّد بن إسحاق الصّغاني، و علي بن الحسين بن إشكاب ببغداد، و محمد بن يحيى بن كثير بحرّان و محمّد بن عبد الملك الدقيقي.
روى عنه أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّواف، و أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال الأصبهاني، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني، و أبو بكر الشافعي، و علي بن محمّد بن لؤلؤ (3).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن هشام المروزي و أحمد بن هارون الحافظ ، قالا: نا حسين بن علي بن الأسود، نا عمرو العنقزي، نا مبارك بن حسان، عن عيسى بن ميمون، عن أبي المعتمر، عن أبي بكر الصّدّيق قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن كفارة أحداثنا فقال:
«شهادة أن لا إله إلاّ اللّه» و قال أحمد بن هارون (4):- سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن كفارة أحدانا-[1412].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت أحمد بن هارون البرديجي يقول: حدّثنا العباس بن الوليد بن مزيد، بحديث ذكره.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)، أنا أبو منصور محمّد بن عيسى الهمداني (6)،نا صالح بن أحمد الحافظ [قال: أحمد بن
ص: 65
هارون بن روح أبو بكر، و يعرف بالبرديجي، صدوق من الحفاظ ] (1).(2) [أخبرنا زاهر بن طاهر الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، و أبي عثمان الصابوني، و أبي بكر الحيري، و أبي عثمان البحيري، قالوا: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ قال: أحمد بن هارون البرديجي، أبو بكر البرذعي الحافظ :] سمع نصر بن علي الجهضمي و أقرانه من الشيوخ. روى عنه جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي و المتقدمون من الشيوخ، ورد نيسابور على محمّد بن يحيى فاستفاد و أفاد، و كتب عنه مشايخنا في ذلك العصر.
قرأت بخطّ أبي علي (3) المستملي سماعه من أحمد بن هارون البردعي الحافظ في مسجد محمد بن يحيى في صفر سنة خمس و خمسين و مائتين.
و قد سمع شيخنا أبو علي (4) من أبي بكر البرديجي بمكة سنة ثلاث و ثلاثمائة، و أظنه جاور بمكة، و بها مات (5) رحمه اللّه، فإني لا أعرف إماما من أئمّة عصره في الآفاق إلاّ و له عليه انتخاب يستفاد.
أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ قال (6):أحمد بن هارون بن روح الحافظ أبو بكر البردعي (7) قدم أصبهان مرتين، توفي ببغداد - يروي عن العراقيين و المصريّين، حدّث عنه عبد اللّه بن محمّد بن عمران - سنة إحدى و ثلاثمائة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (8):أحمد بن هارون بن روح أبو بكر البردعي (9) و يعرف
ص: 66
بالبرديجي (1).سكن بغداد. و حدّث بها: عن أبي سعيد الأشج، و هارون بن إسحاق الهمداني، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و عمرو بن عبد اللّه الأودي، و محمّد بن حمدون الكرماني، و علي بن الحسين بن إشكاب، و محمّد بن إسحاق الصّغاني (2)،و بحر بن نصر المصري و غيرهم. روى عنه أبو بكر الشافعي، و أبو علي بن الصّواف، و علي بن محمّد بن لؤلؤ، و كان ثقة فاضلا، فهما حافظا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة قال: قرئ على حمزة بن يوسف قال: سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ عن أبي بكر البرديجي فقال: ثقة مأمونا جبلا (3).
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن عبيد اللّه الكيساني قال: سمعت أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين الهمذاني قال: أحمد بن هارون بن روح أبو بكر الحافظ ، و يعرف بالبرديجي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4) ح.
و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و أنا أبو علي الحداد، و أجازه لي أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو القاسم غانم بن محمّد.
قالوا: أنا أبو نعيم قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول: سنة إحدى و ثلاثمائة - فيها - مات أحمد بن هارون بن روح البرديجي ببغداد.
قال الخطيب: و أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن (5) أحمد بن كامل القاضي قال:
و توفي أحمد بن هارون البرديجي في شهر رمضان من سنة إحدى و ثلاثمائة، و كان من حفاظ الحديث المذكورين بالحفظ ، و الفقه، و لم يغير شبيه.
ص: 67
أبو عبيد اللّه الأشعري (1)
حدّث عن أبيه هارون بن أبي عبيد اللّه.
روى عنه: أحمد بن عمير بن جوصا.
أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة اللّه، أنا أبو علي الأهوازي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا أحمد بن هارون، نا هارون بن أبي عبيد اللّه قال (2):
و نا أبو عبد اللّه، نا أحمد بن عبيد اللّه، عن هارون بن معاوية، نا عبد الغني بن عبد اللّه بن نعيم القيني، عن أبيه، عن سليمان بن سعد قال: دخلت على عبد الملك حين أتاه وفاة عبد العزيز بن مروان من مصر، و كان مروان قد عهد لعبد العزيز بعد عبد الملك، فعزّيته، ثم قلت: إنكم أردتم بعبد العزيز أمرا أراد اللّه غيره، و قد رد اللّه ذلك إليك يا أمير المؤمنين، لتعمل فيه بالحق، الحكاية بطولها في مبايعة عبد الملك لابنيه الوليد و سليمان بالعهد (3)(4).
الأسفرايني، أنا رشأ بن نظيف المقرئ.
قالا: أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال في باب الجندي: و أبو العباس بن الجندي الدّمشقي قاضي الغوطة - زاد رشأ: و اسمه أحمد بن هارون.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):أمّا الجندي - بضم الجيم و سكون النون - فهو أبو العباس أحمد بن هارون بن الجندي الغسّاني قاضي الغوطة.
قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني و فيها، يعني سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة توفي أبو العباس بن الجندي (2) في يوم الاثنين لليلتين خلتا من رجب و هو أحمد بن هارون بن موسى الغسّاني القاضي رحمه اللّه.
ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي اللّهبي
ذكره ابن عمران، و ذكر أنه وفد على عبد الملك بن مروان والده (3)،و لم أجد ذكره في كتاب النسب للزبير و اللّه تعالى أعلم (4).
ابن عبد الرّحمن بن سليمان بن عبد اللّه
أبو جعفر بن أبي هاشم الحميري البعلبكي
ابن بنت محمّد بن هاشم يلقب بندارا
روى عن جده محمّد بن هاشم، و سليمان بن عبد الرّحمن الحرّاني، و أحمد بن عيسى الخشاب التنّيسي، و أبي أميّة الطرسوسي.
روى عنه أبو بكر بن المقرئ، و محمّد بن إبراهيم بن أسد الصّوري القنوي، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني.
ص: 69
أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين بن مهرايزد (1) النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو جعفر أحمد بن هاشم بن عمرو بن إسماعيل بن (2) عبد الرّحمن بن سليمان بن عبد اللّه الحميري بندار البعلبكي ببعلبك ابن ابنة محمّد بن هاشم، نا سويد بن عبد العزيز، نا الوضين بن عطاء، عن شدّاد بن أوس قال: زوجوني، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تلق اللّه و أنت أيّم (3)»[1413].
الوضين لم يسمع من شدّاد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أبو جعفر أحمد بن هاشم بن أبي هاشم - ببعلبك - نا سليمان بن عبد الرّحمن الحرّاني. بحديث ذكره.
أبو الحسن الأسدي
مولى بني أسد من قريش البزار من أهل باب الصغير.
روى عن يحيى و عمرو ابني عثمان، و سليمان بن سلمة الخبائري (4)،و محمّد بن مصفى الحمصيين، و مؤمل بن إهاب، و أحمد بن هاشم الصيدلاني، و عيسى بن يونس الفاخوري، و عبد اللّه بن ثابت بن حرّان الحرّاني، و أبي سليم إسماعيل بن حصن الجبيلي (5).
روى عنه: أبو بكر أحمد و أبو زرعة محمد ابنا أبي دجانة، و أبو علي بن شعيب، و محمّد بن محمّد بن آدم، و جمح بن القاسم، و أحمد بن عبد اللّه بن الفرج
ص: 70
البرامي (1)،و أبو عمر بن فضالة، و محمّد بن العبّاس بن كودك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسن بن السّمسار، نا أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه، نا أحمد بن هشام بن عبد اللّه بن كثير القارئ، نا محمّد بن مصفّى، نا محمّد بن حرب، حدّثني الوليد بن محمّد الزبيدي، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أسرف عبد على نفسه حتى إذا حضرته الوفاة قال لأهله: إذا أنا متّ فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر، فو اللّه لئن قدر اللّه عليّ ليعذّبني عذابا لا يعذّبه أحدا من خلقه، ففعل ذلك به أهله، فقال اللّه عزّ و جلّ لكلّ شيء أخذ منه: أدّ ما أخذت، فإذا هو قائم، قال اللّه عزّ و جلّ : ما حملك على ما صنعت ؟ قال:
خشيتك، فغفر اللّه له»[1414].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو زرعة و أبو بكر ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن هشام بن عبد اللّه بن كثير القارئ - قراءة عليه - نا [أبو] (2) أيّوب سليمان بن سلمة الخبائري: سمعت، ذكره.
قرأت بخطّ أبي الحسين عبد الوهّاب الميداني: حدّثني ابن فضالة، نا أبو الحسن أحمد بن هشام بن كثير القارئ الشيخ الصالح، بحديث ذكره.
روى عنه أبو بكر بن المقرئ، و حميد بن الحسن الوراق، و أبو محمّد عبد الحميد بن يحيى بن داود البويطي (1)،و سليمان الطبراني، و أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد المؤدب.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبدان بن أحمد الجواليقي، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و موسى بن سهل بن عبد الحميد - أبو عمران الجوني - و عبد اللّه بن محمّد بن سلّم المقدسي، و محمّد بن عمير بن عبد السّلام الرّملي، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد بن الأزرق القطان الرّقي، و أحمد بن هشام بن عمّار، و محمّد بن يحيى بن رزين الحمصي، و ابن خريم الدّمشقي، و محمّد بن عون الوحيدي، و عدة قالوا، أنا هشام بن عمّار الدّمشقي أبو الوليد، نا مالك بن أنس، عن الزّهري، عن أنس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دخل مكة و على رأسه المغفر[1415].
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن هشام بن عمّار، نا أبي ح.
و أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن الحسين بن مهرايزد (2) النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبد اللّه أحمد بن هشام بن عمّار بن نصير الدمشقي، نا أبي هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا زهير بن محمّد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال:
قرأ علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سورة الرّحمن فقال:«ما لي أراكم سكوتا للجنّ كانوا أحسن منكم ردّا، ما قرأت عليهم من مرة فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ (3) إلاّ قالوا و لا بنعمائك نكذّب، ربّنا فلك الحمد»[1416].
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل التميمي، نا عبد الوهّاب بن
ص: 72
الحسن الكلابي، قال: توفي أبو بكر [محمد] (1) بن خريم و أبو عبد اللّه بن هشام بن عمّار يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة ست عشرة و ثلاثمائة.
ابن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر
أبو حدرد المخزومي
روى عن: محمّد بن سعيد بن الفضل القرشي، و عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل، و أبي مسهر.
روى عنه: عمرو بن عبد الرّحمن دحيم، و محمّد بن عبد اللّه الطائي الحمصي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و عبد الوهّاب الميداني، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن إسحاق الدّوري قالوا: أنا عبد اللّه بن مروان، نا عمرو بن دحيم، نا أبو حدرد أحمد بن همّام بن عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر المخزومي، نا محمّد بن سعيد بن الفضل، نا همام بن إسماعيل، عن ربيعة، عن إسماعيل، عن يزيد بن جبير بن نفير، عن أبي الدّرداء قال:- لا أعلمه إلاّ رفعه - قال: من قال في امرئ مسلم ما ليس فيه ليؤذيه، حبسه اللّه في ردغة (2) الخبال يوم القيامة حتى يقضي بين الناس.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه الطائي الحمصي - بها - أنا أبو حدرد أحمد بن همّام، نا عبد الرّحمن بن يحيى، نا عبد العزيز بن سعيد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: قال عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد: المدحة: الذبح.
ص: 73
من أهل (1) حكى عن أهل بيته حكاية نسوقها في ترجمة معيوف بن يحيى.
حكى عنه ابنه أبو بكر محمّد بن أحمد بن يحيى.
أبو الحسن - و يقال: أبو جعفر، و يقال: أبو بكر - البغدادي البلاذري
الكاتب صاحب التاريخ
سمع بدمشق هشام بن عمّار، و أبا حفص عمر بن سعيد، و بحمص محمّد بن مصفّى، و بأنطاكية: محمد بن عبد الرّحمن بن سهم، و أحمد بن برد الأنطاكيين، و بالعراق عفان بن مسلم، و عبد الأعلى بن حمّاد، و عبد الواحد بن غياث، و شيبان بن فرّوخ، و علي بن المديني، و عبد اللّه بن صالح العجلي، و مصعب الزبيري، و أبا عبيد بن سلاّم، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و خلف البزار (2)،و أبا الربيع الزهراني، و عمرو الناقد، و الحسين بن علي بن الأسود العجلي، و عثمان بن أبي شيبة، و أبا الحسن علي بن محمّد المدائني، و محمّد بن سعد كاتب الواقدي، و محمّد بن الصباح الدولابي، و محمّد بن حاتم السّمين، و عباس بن الوليد النرسي، و أحمد بن إبراهيم
ص: 74
الدورقي (1)،و جماعة سواهم.
روى عنه يحيى بن النديم (2)،و أحمد بن عمّار، و أبو يوسف يعقوب بن نعيم بن فزارة (3) الأزدي (4).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم الجرجاني المعروف بالدّامغاني الصّوفي، أنا أبو القاسم إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم الجلاّبي، أخبرتنا فاطمة - المعروفة ببيبي - بنت أبي عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن الطلقي، قالت: نا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ ، أنا محمّد بن خلف، أخبرني أحمد بن يحيى البلاذري، قال: قال لي محمود الوراق: قل من الشعر ما يبقى لك ذكره و يزول عنك إثمه فقلت (5):
استعدي يا نفس للموت و اسعي *** لنجاة فالحازم المستعدّ (6)
فذا (7) بما أنت مستعيرة ما سوف *** تردين (8) و العواري تردّ
أنت تسهين و الحوادث لا *** تسهو و تلهين و المنايا تجدّ
أي ملك في الأرض أو أي حظ *** لامرئ حظّه من الأرض لحد
لا ترجّي البقاء في معدن الموت *** وار (9) حتوفها لك ورد
كيف يهوى امرؤ لذاذة أيام *** عليه الأنفاس فيها تعدّ
بلغني أن البلاذري كان أديبا راوية له كتب جياد، و مدح المأمون بمدائح، و جالس المتوكل. و توفي في أيام المعتمد، و وسوس في آخر عمره. و هو القائل (10):
ص: 75
ما من روى أدبا و لم يعمل به *** فيكفّ عادية الهوى بأريب (1)
حتى يكون بما تعلم عاملا *** من صالح فيكون غير معيب
و لقلّ ما تجدي إصابة صائب *** أعماله أعمال غير مصيب
أبو بكر الأسدي (2)
روى عن: زهير بن عبّاد، و محمّد بن بكّار بن الريّان.
روى عنه: جعفر بن محمد ابن بنت عدس.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن هشام الكندي - يعرف بابن بنت عدس من لفظه - نا أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحكم الأسدي الدّمشقي، نا زهير بن عبّاد الرواسي، نا يزيد بن عطاء اليشكري، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد اللّه بن مسعود قال: حدثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو الصّادق المصدوق:«إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يوما» و ذكر الحديث[1417].
أبو الحسين (3) الطّائي المنبجي
الشاهد المقرئ النحوي (4)
سكن دمشق و كان وكيلا في الجامع. روى عن عبد اللّه (5) بن مروان، و أبي العباس أحمد بن فارس الأديب، و أبي الحسن نظيف بن عبد اللّه المقرئ، و أبي الحسين محمّد بن جعفر بن أبي الزبير، و عمر بن عبد الرّحمن الإمام الحلبي.
روى عنه عبد الوهّاب الميداني - و هو من أقرانه - و عبد العزيز بن أحمد
ص: 76
الكتاني، و علي بن محمّد الحنّائي، و علي بن الخضر السّلمي، و أبو بكر مكي بن جابار الدّينوري، و علي بن محمّد بن شجاع الربعي، و أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السمّان.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، نا أبو الحسين أحمد بن يحيى المنبجي - قراءة عليه من أصل سماعه - نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا سليمان بن أيّوب بن حذلم، نا المسيّب بن واضح، نا حجّاج، عن شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تقتلوا الضفادع فإنّ نقيقها تسبيح»[1418].
أخبرنا أبو محمّد (1) نا عبد العزيز - إملاء - نا أبو الحسين أحمد بن يحيى المنبجي الأديب، نا أبو الحسن نظيف بن عبد اللّه المقرئ، نا أبو علي محمّد بن معاذ درّان (2)،نا أبو عمرو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، نا هشام، نا قتادة، عن عبد اللّه بن بريدة (3)،عن أبيه: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان لا يتطير، و كان إذا بعث غلاما (4) سأل عن اسمه فإن أعجبه اسمه فرح لذلك، و رئي في وجهه (5)،و إن كره اسمه رئي كراهة (6) ذلك في وجهه، و إذا دخل عن القرية سأل عن اسمها، فإن أعجبه اسمها فرح بها، و رئي بشر ذلك في وجهه، و إن كره اسمها رئي (7) كراهية ذلك في وجهه (8)[1419].
أنشدنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنشدنا أبو محمّد الكتاني، أنشدنا أبو الحسين أحمد بن يحيى بن سهل المنبجي، أنشدني أبو العباس أحمد بن فارس الأديب، أنشدني ابن طباطبا العلوي لنفسه:
حسود مريض القلب يخفى أنينه *** و يضحى كئيب البال مني حزينه
ص: 77
يلوم علي إن رحت للعلم طالبا *** اقلب من كل الرواة فنونه
و أختار أبكار الكلام و عونه *** و احفظ مما أستفيد عيونه
و يزعم أن العلم لا يجلب الغنى *** و يحسّن بالجهل الذميم ظنونه
فيا لأمى دعني أعالي بقيمتي *** فقيمة كلّ الناس ما يحسنونه
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي شيخنا أبو الحسين أحمد بن يحيى المنبجي الأطروش سنة خمس عشرة و أربعمائة.
حدّث عن نظيف الحلبي و غيره، و كان يحفظ من أخبار أبي عبد اللّه بن خالويه و كان ثقة.
313 - أحمد بن يحيى بن صالح (1) بن بيهس بن زميل بن عمرو
ابن هبيرة بن زفر بن عامر بن هبيرة بن زفر
ابن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب
حكى عن أبيه.
حكى عنه: ابن ابن عمه أحمد بن محمّد بن صالح بن بيهس.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدثني أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمّد بن صالح بن محمّد بن صالح بن بيهس، حدّثني أبي قال: قال عبد اللّه بن طاهر لأخي محمّد بن صالح بن بيهس: إنك لتعدد ما قمت لأمير المؤمنين كأنك طاهر بن الحسين، فقال له محمّد بن صالح: إن طاهر بن الحسين حارب عن دولة أمير المؤمنين بمال أمير المؤمنين و رجاله، و أنا حاربت عن دولة أمير المؤمنين بمالي و عشيرتي، فقال له عبد اللّه بن طاهر: أنشدني شعرك الذي كتبت به إلى المأمون أمير المؤمنين برأس القاسم بن أبي العميطر فأنشده:
أبلغا اليوم على البعد أمير المؤمنينا
أنني أهلكت بالشام أمير المجرمينا
و قتلت ابن عظيم المارقين المعتدينا
قاسما لمّا غدا يستحلب الحرب الزبونا
ص: 78
و على معتمر كررت مرداة طحونا
لم تدع بالشام كبشا من كباش العبشمينا
طالما إلاّ سقيناه بها الكأس المنونا
ليت شعري أتى المأمون أنّا قد عنينا
بالذي صار إليه في أمور المسلمينا
و كفيناه ببيض مرهفات من يلينا
314 - أحمد بن يحيى (1)
من أهل حجر الذهب (2).
روى عن إسماعيل بن إبراهيم - أظنه أبا معمر - و أبا نعيم عبيد بن هشام.
روى عنه أبو إسحاق بن (3) سنان و أثنى عليه.
أخبرنا أبو الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني، أنا علي بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الرّحمن الطرائفي، أنا أبو القاسم بن محمّد الحافظ ، أنا إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، نا أحمد بن يحيى - شيخ صالح في حجر الذهب مقعد - نا إسماعيل بن إبراهيم، نا سفيان سمع عمرا عن جابر قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قبر عبد اللّه بن أبيّ بعد ما دفن و أمر به فأخرج فوضعه على ركبتيه أو فخذيه فنفث عليه من ريقه و ألبسه قميصه. و اللّه أعلم[1420].
أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا سفيان سمع عمرا (4) و جابرا قال: أتاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - يعني عبد اللّه بن أبيّ - بعد ما أدخل حفرته، فأمر به فأخرج، فنفث عليه من ريقه و ألبسه قميصه و اللّه أعلم[1421].
ص: 79
أبو بكر السّنبلاني الأصبهاني
من أهل سنبلان (1)-محلة بأصبهان - سمعت بها الحديث.
قدم دمشق و حدّث بها: عن أبي عبد الرّحمن هارون بن سعيد الراعي، و إبراهيم بن عيسى الأصبهانيين.
روى عنه ابن مروان (2).
أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، و حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه عنه، أنا أبي داءة، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي إجازة ح.
و قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الدائم القطان عن عبد الوهاب الكلابي، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، نا أبو بكر أحمد بن يحيى السّنبلاني - قدم علينا دمشق - نا هارون بن سعيد أبو عبد الرّحمن الراعي الأصبهاني - و كان من خيار الناس - نا يعقوب بن عبد اللّه الكرماني، نا بشر بن عبيد اللّه الدارسي (3) عن (4) حازم بن بكر، عن يزيد بن عياض، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من صلّى علي (5) في كتابه لم تزل الملائكة تصلّي عليه ما دام اسمي في ذلك الكتاب»[1422].
و سمعت أبا بكر السّنبلاني يقول: فأنا رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة جمعة في آخر الليل فقلت له: يروى عنك أنك قلت: من صلّى علي في كتابه لم تزل الملائكة تصلّي عليه ما دام اسمي في ذلك الكتاب ؟ فأومأ برأسه مرتين أو ثلاثا. أي: نعم.
أخبرنا أعلى من هذا بدرجتين أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، أنا محمّد بن جعفر المطيري، نا نصر بن
ص: 80
داود بن طوق الخليجي، نا بشر بن عبد اللّه الدارسي (1)،نا حازم بن بكر القرشي، نا يزيد بن عياض، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من صلّى عليّ في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب»[1423].
316 - أحمد بن يحيى الأنطاكي (2)
سمع بدمشق هشام بن عمّار، و بحمص كثير بن عبيد الحذّاء، و محمد بن مصفّى الحمصيين.
روى عنه: أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن النّجّاد الفقيه (3).
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت - لفظا - و أبو القاسم حمزة بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن علي الزبيري البغداديان - قراءة بدمشق - قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الخرقي، نا أحمد بن سليمان، نا أحمد بن يحيى الأنطاكي، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عياش، عن سهل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إن اللّه عزّ و جل أحبّ لكم ثلاثا، و كره لكم ثلاثا: أحبّ أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا، و أن تنصحوا لمن ولاه اللّه أمركم، و أن تعتصموا بحبل اللّه جميعا، و كره لكم - قيل و قال:
و كثرة الجدال و إضاعة المال». المحفوظ : السؤال[1424].
حكى عنه أبو عمر محمّد بن سليمان بن أبي داود اللّبّاد، و أبو بكر محمّد بن داود الدقي (1)،و أبو العباس الوراق الدمشقي، و أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علي اليقطيني، و محمّد بن عبد اللّه الجلندى المقرئ (2).
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الطالقاني بدمشق قال (3):قال أبو عبد الرّحمن السّلمي و منهم: أبو عبد اللّه بن الجلاّئي (4) اسمه أحمد بن يحيى بن الجلاّء، و يقال: محمّد بن يحيى، و أحمد أصح، كان أصله بغدادي أقام بالرملة و دمشق، و كان من جلّة مشايخ الشام، صحب أباه يحيى الجلاّء، و أبا تراب النّخشبي، و ذا النون المصري، و أبا عبيد البسري، و كان استاذ محمّد بن داود الدقي، و كان عالما ورعا.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر بن أبي زكريا المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: محمّد بن يحيى، و يقال أحمد بن يحيى - و أحمد أصح - أبو عبد اللّه بن الجلاّء، كان أصله بغداديا أقام بالرملة و بدمشق، و كان من جلّة المشايخ و أئمة القوم، صحب أبا تراب النّخشبي و سافر معه.
سئل أبو عبد اللّه ما معنى الصوفي ؟ فقال: ليس يعرف من شرط العلم و معناه مجرد من الأسباب، كأنّ اللّه معه بكل مكان، فلا يمنعه الحق من علم كل مكان، فسمّي صوفي.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال: قال لنا والدي الأستاذ أبو القاسم: و منهم أبو عبد اللّه أحمد بن يحيى بن الجلاّء، بغداذي الأصل، أقام بالرّملة و دمشق، من أكابر مشايخ الشام، صحب أبا تراب، و ذا النون و أبا عبيد البسري، و أباه يحيى بن الجلاّء (5).
أنبأنا أبو علي الحداد.
ص: 82
و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1).
قالا: أنا أبو نعيم الحافظ (2) قال: أبو عبد اللّه أحمد بن يحيى، بغدادي سكن الرملة، صحب ذا النون، و أبا تراب، و أبوه (3) يحيى الجلاّء، له النكت اللطيفة، أحد الأئمة. انتهى حديث الخطيب.
و قال الحداد: أحد (4) أئمة القوم لم يكن بالشام في حاله له تشبيه مذكور، تخرج به جماعة من المذكورين (5).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (6):أحمد بن يحيى أبو عبد اللّه المعروف بابن الجلاّء، من كبار مشايخ الصّوفية انتقل عن بغداد فسكن الشام.
أنبأنا أبو علي، أنا أبو نعيم، قال (7):سمعت والدي يذكر عن بعض أصحابه أنه - يعني ابن الجلاّء - كان يقول: يحتاج (8) العبد أن يكون له شيء يعرف به كل شيء.
و كان يقول: من استوى عنده المدح و الذم فهو زاهد، و من حافظ على الفرائض في أوّل مواقيتها فهو عابد، و من رأى الأفعال كلها من اللّه فهو موحّد.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قال: سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: سمعت ابن الجلاّء يقول (9):قلت لأبي و أمي: أحبّ أن تهباني للّه عز و جل
ص: 83
فقالا (1):قد وهبناك للّه، فغبت عنهم (2) مدة، فلما رجعت كانت ليلة مطيرة (3)، فدققت (4) الباب، فقال أبي: من ذا (5)؟قلت: ولدك أحمد، قال: قد كان لنا ولد فوهبناه للّه عز و جل، و نحن من العرب لا نسترجع شيئا وهبنا [ه] (6)،و لم يفتح [لي] (7) الباب.
أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبي قال: و قال ابن الجلاّء كنت أمشي مع استاذي، فرأيت حدثا جميلا، فقلت: يا أستاذ يعذب اللّه هذه الصورة ؟ قال: أ فنظرت سترى غبّة، قال: فنسيت القرآن بعده بعشرين سنة.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا محمّد بن الحسين بن الجلندى المقرئ بطرسوس (8) قال: سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاّء يقول: كنت واقفا انظر إلى غلام نصراني (9) حسن الوجه، فمرّ بي أبو عبد اللّه البلخي فقال: إيش وقوفك ؟ فقلت: يا عم ما ترى، هذه الصورة تعذب بالنار؟ فضرب بيده بين كتفي و قال: لتجدنّ غبّها و لو بعد حين. قال ابن الجلاّء - أبو عبد اللّه - فوجدت غبّها بعد أربعين سنة، بلغني أنه قال: نسيت القرآن.
و سألت (10) الشيخ أبا بكر محمّد بن داود - رحمه اللّه - فقلت له حكاية بلغتني (11)عن ابن الجلاّء فقال: ما هي ؟ فذكرت (12) له الحكاية، و قد كنت سمعتها قبل هذه الرواية فقال: نعم أنا سألته عنها فقال: نعم أجنيت (13) بعد أربعين سنة.
ص: 84
كتب إليّ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطّيّوري عن عبد العزيز بن علي الأزجي، حدّثني ابن جهضم ح.
و أنبأنا أبو جعفر المكي، أنا الحسين بن يحيى، أنا الحسن بن علي الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدّثني أبو عبد اللّه الفرغاني ساكن دمشق - زاد المكي: مذاكرة - قال (1):سمعت أبا الخير يقول: كنت جالسا ذات يوم في موضعي هذا على باب المسجد، فرفعت رأسي، فرأيت رجلا في الهواء و بيده ركوة، فأومأ إليّ ، فقلت له: انزل، فأبى و مرّ في الهواء، فسئل الشيخ أبو الخير: عرفت الرجل ؟ فقال:
نعم، قيل له من كان ؟ قال: أبو عبد اللّه [بن] (2) الجلاّء.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان بن عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمّد.
أخبرتنا أمّ الحسين سيدة بنت عبد اللّه بن مرحوم الماجدية (3)-قراءة عليها - قالت: قال أبو بكر محمّد بن داود الدقي: و سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاّء يقول - و قد قيل له: أ كان (4) يجلو المرايا و السيوف فسمي الجلاّء - قال: لا، و لكن كان إذا تكلم على قلوب المؤمنين جلاها.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت الحسين بن أحمد يقول: سمعت الدقي يقول:
سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاّء يقول: ما جلا أبي شيئا قط ، و لكنه كان يعظ الناس فيقع في قلوبهم، فسمي جلاء القلوب.
أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني أحمد بن علي بن الحسين، أنا محمّد بن الحسين النيسابوري ح.
و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنا
ص: 85
أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين.
قال: سمعت جدي إسماعيل بن نجيد يقول: كان يقال إنّ في الدنيا من هذه الطبقة ثلاثة - و في رواية: كان يقال في الدنيا ثلاثة - من أئمة الصّوفية و قالا: لا رابع لهم: أبو عثمان بنيسابور، و الجنيد ببغداد، و أبو عبد اللّه بن الجلاّء بالشام.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الحداد - إجازة - أنا علي بن الحنّائي، نا عبدان بن عمر المنبجي، و صدقة بن المظفّر الأنصاري، و سيدة بنت عبد اللّه قالوا: أنا محمّد بن داود الدقي قال: و سمعت الفرغاني يقول: ما رأيت في عمري إلاّ رجلا و نصف رجل، فقيل له: من الرّجل ؟ فقال أبو أمية الماحوزي و النصف رجل: أبو عبد اللّه الجلاّء، فقيل له: بم جعلت ذاك واحدا و هذا نصفا؟ قال: أبو أمية كان يأكل شيئا ليس للمخلوقين فيه صنع (1)،و أبو عبد اللّه بن الجلاّء يأكل (2) من رحل أبي عبد اللّه العطّار (3).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، نا عبد العزيز بن علي الورّاق قال: سمعت علي بن عبد اللّه بن الحسن الهمذاني (5)يقول: سمعت محمّد بن داود يقول: ما رأت عيناي بالعراق و لا بالحجاز، و لا بالشام و لا بالجبل مثل أبي عبد اللّه بن الجلاّء، و كان في ممشاذ خمس خصال لم يكن واحدة منها في ابن الجلاّء.
أنبأنا أبو الحسن بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت عبد اللّه بن علي يقول: سمعت محمّد بن داود الدقي يقول: لقيت نيفا و ثلاثمائة من المشايخ المشهورين، فما لقيت أحدا بين يدي اللّه و هو يعلم أنه بين يدي اللّه أهيب من ابن الجلاّء.
أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن
ص: 86
محمّد الحداد - بدمشق - أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، نا أبو عمر محمّد بن سليمان بن أبي داود اللّبّاد قال: حضرت مجلس أبي عبد اللّه بن الجلاّء فحدّثنا أن هارون الرّشيد دخل (1) إلى بيت اللّه الحرام و معه رجل من بني شيبة فأقام معه طويلا فقال له هارون: يا شيبي قد دخلت معي هذا البيت فهل لك من حاجة ؟ فقال له: يا أمير المؤمنين إني لأستحي من اللّه أن أسأل في بيته غيره، قال: فأعجب هارون ذلك الكلام، فلما خرج هارون من البيت أمر له بسبع بدر (2)(3)،فأعادها عليه مرارا، فقال له ابن الجلاء: لم تردّدها إذا رأيت أحدا يعظم أمر الدنيا مقته قلبي.
وجدت هذه الحكاية بخط نصر بن الجبّان، عن أبي محمّد بن أبي نصر، قال:
سمعت أبا طالب بن النجاد يقول: سمعت الحسن بن حبيب يقول: حضرت مجلس أبي عبد اللّه بن الجلاّء فذكرها.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا عبد الواحد بن بكر، نا محمّد بن علي بن الجلندي قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن يحيى بن الجلاّء يقول، و قد سئل عن المحبة، فقال: ما لي و للمحبة إني أريد أن أتعلّم التوبة.
قال: و أنا ابن باكويه، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الحنظلي، أنا أحمد بن علي الإصطخري، أنا أبو عمر الدّمشقي، قال: خرجنا مع أبي عبد اللّه بن الجلاّء إلى مكة، فمكثنا أيّاما لم نجد ما نأكل، قال: فوقعنا (4) إلى حي في البرية، فإذا بأعرابية و عندها شاة فقلنا لها: بكم هذه الشاة ؟ فقالت: بخمسين درهما، فقلنا لها: أحسني، فقالت:
بخمسة دراهم، فقلنا لها: تهزئين ؟ فقالت: لا و اللّه و لكن سألتموني الإحسان فلو أمكنني لم آخذ شيئا، فقال أبو عبد اللّه بن الجلاّء: إيش الذي معكم، قلنا: ستمائة درهم، فقال: أعطوها، و اتركوا الشاة عليها فما سافرنا سفرة أطيب منها.
ص: 87
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ قال (1):سمعت محمّد بن الحسين ح.
و أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم المكي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا الحسين القزويني يقول: سمعت علي بن عبدك يقول: سمعت أبا عثمان (2) الطبرستاني يقول: سمعت ابن المقرحي (3)يقول: رأيت حول أبي تراب النخشبي من أصحابه عشرين و مائة ركوة قعودا (4) حول الأساطين ما مات أحد منهم على الفقر إلاّ ابن الجلاء و أبو عبيد (5) البسري.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6):نا عبد العزيز بن علي، نا علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم - بمكة - نا محمّد بن عبد اللّه بن الجلندي المقرئ قال: سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاّء يقول: كنت بمكة مجاورا مع ذي النون فجعنا أياما كثيرة لم يفتح لنا بشيء، فلما كان ذات يوم قام ذو النون قبل صلاة الظهر ليصعد إلى (7) الجبل ليتوضأ إلى الصّلاة و أنا خلفه، فرأيت قشور الموز مطروحا في الوادي و هو طري، فقلت في نفسي: آخذ منه كفا أو كفين أتركه في كمي و لا يراني الشيخ حتى إذا صرنا في الجبل، و مضى الشيخ يتمسح، أكلته قال: فأخذته و تركته في كمي و عيني إلى الشيخ لئلا يراني. فلما صرنا في الجبل و انقطعنا عن الناس التفت إليّ و قال: اطرح ما في كمك يا شره، فطرحته و أنا خجل. و تمسحنا للصّلاة، و رجعنا إلى المسجد، و صلينا الظهر و العصر و المغرب و عشاء الآخرة، فلما كان بعد ساعة إذا إنسان قد جاء و معه طعام عليه مكبة، فوقف ينظر إلى ذي النون، فقال له ذو النون: مر فدعه قدام ذاك و أومأ إليّ بيده، فتركه بين يدي؛ فانتظرت الشيخ ليأكل فلم أره يقوم [من] (8) مكانه. ثم نظر إليّ و قال: كل، فقلت: آكل
ص: 88
وحدي ؟ فقال: نعم، أنت طلبت، نحن ما طلبنا شيئا، يأكل الطعام من طلبه، فأقبلت آكل و أنا خجل مما جرى، أو كما قال.
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد المكي في كتابه، أنا الحسين بن يحيى المكي، أنا الحسين بن علي الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم قال: و سمعت عبد اللّه (1) بن إبراهيم يقول: سئل أبو بكر بن الزانيار عن ابن الجلاء؟ فقال: مؤتمن على سرّ اللّه. و سئل عن الدّقّاق ؟ فقال: حر إنه صدق.
و قال ابن جهضم: سمعت أبا بكر الدقي قال: بينما هو - يعني أبا عبد اللّه بن الجلاء - جالس في المسجد و حوله جماعة رأى بعض من حضر على لحيته قشرة تين فنحاها منه فأوراها له، فصاح و قال: تأخذ من لحيتي و تطرح في المسجد، ثم أخذها في يده و قام إلى باب المسجد فرماها و عاد فجلس.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ح.
و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي قال: سمعت محمّد بن الحسين يقول:
سمعت الحسين بن أحمد بن جعفر يقول: سمعت محمد بن داود الدّينوري يقول:
سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاّء يقول: أعرف من أقام بمكة ثلاثين سنة لم يشرب من ماء زمزم إلاّ ما استقاه بركوته و رشائه و لم يتناول من طعام جلب من مصر (2).زاد زاهر:
شيئا.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم قال: و قال ابن الجلاّء: الزهد هو النظر إلى الدّنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها.
أنبأنا أبو علي الحداد.
و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3).
ص: 89
قالا: أنا أبو نعيم (1) الحافظ قال: سمعت محمّد بن الحسن بن علي اليقطيني يقول: حضرت أبا عبد اللّه بن الجلاّء و قيل له: هؤلاء الذين يدخلون البادية بلا زاد و لا عدة يزعمون أنهم متوكلة فيموتون ؟ قال: هذا فعل رجال الحق، فإن ماتوا فالدّية على القاتل.
سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت أبا عبد اللّه الرازي يقول: سمعت أبا محمّد بن ياسين يقول:
سمعت ابن الجلاّء و قد سألته عن الفقر، فسكت حتى خلا، ثم ذهب و رجع عن قريب ثم قال: كان عندي أربعة (2) دوانيق فاستحييت من اللّه أن أتكلم في الفقر، فذهبت فأخرجته (3)،ثمّ قعد (4) و تكلم في الفقر (5).
قال (6) و سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت عبد الواحد بن بكر يقول:
سمعت الدقي يقول: سمعت ابن الجلاّء يقول: لو لا شرف التواضع لكان حكم الفقير إذا مشى أن يتبختر.
أخبرنا أبو القاسم بن الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف، قال: سمعت أبا بكر أحمد بن الحسن الصوفي يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاّء يقول: آلة الفقير صيانة فقره، و حفظ سره، و أداء فرضه (7).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (8):
أنا أحمد بن علي المحتسب، نا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الرازي يقول: سمعت أبا عمر الدّمشقي يقول: قال أبو عبد اللّه بن الجلاّء: لا تضيعنّ حقّ أخيك اتكالا على ما بينك و بينه من المودّة و الصداقة، فإن اللّه تعالى فرض
ص: 90
لكل مؤمن حقوقا لا يضيعها إلاّ من لم يراع حقوق اللّه عليه.
أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حبّان، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: حكي عن أبي عبد اللّه بن الجلاّء أنه قال:
الدنيا أوسع رقعة، و أكثر رحمة من أن يجفوك واحد، فلا يرغب فيك آخر.
و قال (1):
تلقى بكلّ بلاد إن حللت بها *** أهلا بأهل و إخوانا بإخوان
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي (2) المؤدّب، و أبو الحسن علي بن محمّد بن أبي الحسن الجوهري المروزيان بها، قالا: أنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصمد التاجر - بنيسابور - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السراج قال: سمعت أبا نصر السراج - يعني عبد اللّه بن علي - يقول: سمعت أبا بكر الدقي يقول: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن يحيى الجلاّء يقول: لو أن رجلا عصى اللّه بين يدي معصية (3) انظر إليه ثم غاب فلا يجوز فيما بيني و بين اللّه عز و جل أن اعتقد فيه ذاك الذي رأيته بعيني، لأنه يمكن أنه قد تاب و رجع إلى اللّه عزّ و جل حين غاب عني.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ قال (4):سمعت محمّد بن الحسين بن موسى يقول: سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت أحمد بن علي يقول: سئل أبو عبد اللّه الجلاّء عن الحق ؟ فقال: إذا كان الحق واحدا وجب أن يكون طالبه وحداني الذات و قال: سمعت همم المريدين إلى طلب الطريق إليه فأفنوا نفوسهم في الطلب، و سمت همم العارفين إلى مولاهم فلم يعطف (5) على شيء سواه.
قال (6) و سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه الرازي
ص: 91
يقول: سمعت أبا عمر (1) الدمشقي يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن الجلاّء يقول: الحق استصحب أقواما للكلام و استصحب أقواما للخلة فمن استصحبه الحق لمعنى ابتلاه بأنواع المحن، فليحذر أحدكم طلبه رتبة الأكابر. و كان يقول: من بلغ نفسه إلى رتبة سقط عنها و من بلغ به ثبت عليها. و كان إذ سئل عن المحبّة ؟ فقال: ما لي و للمحبة أنا أريد أن أتعلم التوبة.
و سئل كيف تكون ليالي الأحباب، فأنشأ يقول:
من لم يمت (2) و الحب حشو فؤاده *** لم يدر كيف تفتّت الأكباد
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم قال (3):و قال ابن الجلاّء: من استوى عنده المدح و الذم فهو زاهد، و من حافظ على الفرائض في أول مواقيتها فهو عابد، و من رأى الأفعال كلها من اللّه فهو موحّد (4).
و لمّا مات ابن الجلاّء نظروا إليه و هو يضحك (5) فقال الطبيب: إنه حيّ ثم نظر إلى مجسة فقال: إنّه ميت، ثم كشف عن وجهه فقال: لا أدري هو ميت أم حيّ . و كان في داخل جلده عرق على شكل: اللّه.
إنما صاحب هذه الفضول أبوه يحيى بن الجلاّء لا أحمد بن يحيى، و اللّه تعالى أعلم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)، حدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني بدمشق ح.
و قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد.
أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا [أبو] (7) سلمان بن زبر قال: قال أبو يعقوب
ص: 92
الأذرعي: توفي أبو عبد اللّه [بن] (1) الجلاّء يوم السبت لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة ست و ثلاثمائة.
أبو العباس الأسدي
حدّث عن عبد اللّه بن ثابت بن يعقوب القاضي العبقسي (2).
روى عنه أبو المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي.
319 - أحمد بن يدغباش التركي (3)
كان أبوه أهداه ملك الترك إلى المعتصم، و كان يدبر أمر دمشق لما وليها علي بن أماجور بعد موت أبيه في خلافة المعتمد (4) على اللّه لصغر علي بن أماجور.
ثم وليها خلافة لأحمد بن طولون، فلما مات أحمد بن طولون أظهر مخالفة أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، و موافقة أبي أحمد الموفق، فلما وصل المعتضد بن الموفق إلى دمشق و وقعت الوحشة بينه و بين إسحاق بن كنداجيق فارقه ابن يدغباش و صار في حيز ابن كنداجيق (5).
ذكر أحمد بن يوسف بن إبراهيم الكاتب، حدّثني أحمد بن خاقان قال: استخلف أحمد بن طولون على دمشق أحمد بن يدغباش، و سار إلى حمص و إلى أنطاكية و الثغر في سنة أربع و ستين (6) و مائتين، ثم ورد عليه بالثغر خلاف ابنه العباس في سنة خمس و ستين فانكفأ مسرعا إلى مصر.
قال: و لما مات أحمد بن طولون أظهر أحمد بن يدغباش بدمشق الدعوة لأحمد بن الموفق، و خلع أبا الجيش، فلم يزل على دمشق إلى أن قدم المعتضد باللّه
ص: 93
أحمد بن الموفق، و هو ولي عهد المعتمد (1) إذ ذاك، إلى دمشق ثم خرج عنها إلى ناحية الرّملة، فالتقى هو و أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون بالطواحين (2) من الرّملة، فهزم كل واحد منهما صاحبه، و رجع أحمد إلى العراق، و صار أبو الجيش إلى دمشق فملكها.
ص: 94
أبو الحسن الحلواني (1) الصّفار المقرئ (2)
قرأ القرآن بحرف ابن عامر على هشام بن عمّار بدمشق ختمات و قدمها بعد وفاة عبد اللّه بن ذكوان، و قرأ أيضا على عيسى بن مينا قالون بحرف نافع، و على إبراهيم بن الحسن العلاف بحرف يعقوب، و أبي الحسن أحمد بن محمّد القواس المكي، و خلاّد بن خالد، و خلف بن هشام، و حسين بن الأسود العجلي، و جعفر بن محمّد الخشكني (3)،و أبي شعيب القواس، و حفص بن عمر الدوري، و حدّث عن صفوان بن صالح، و أبي نعيم الملائي، و عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، و أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، و سعيد بن منصور، و أبي الرّبيع الزهراني، و خليفة بن خياط العصفري.
قرأ عليه الفضل بن شاذان أبو القاسم الرازي، و جعفر بن محمّد بن الهيثم والد هبة اللّه بن جعفر، و أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبّان الكندي، و الحسن بن العباس بن (4) مهران الحبّال (5) الرازي، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق البخاري،
ص: 95
و محمد بن عمرو بن عون الواسطي، و محمّد بن بسام، و الحسن بن أحمد الجزري (1)، و محمّد بن أحمد بن عبدان، روى عنه الحسين بن علي بن حمّاد الأزرق.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن موسى بن أحمد المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الرازي قال: قرأت القرآن من أوّله إلى آخره على أبي بكر محمّد بن الحسن النقاش قال: قرأت القرآن من أوّله إلى آخره مرارا على الحسن بن العباس الرازي و أخبرني أنه قرأ على أحمد بن قالون و أحمد بن يزيد الحلواني و قرءا جميعا على قالون، و قرأ قالون على نافع.
قال أبو بكر النقاش: و قرأت القرآن مرارا على الحسن بن العباس الرازي، و أخبرني أنه قرأ على أحمد بن يزيد الحلواني، و أن أحمد قرأ على أبي شعيب القوّاس، و قرأ القوّاس على أبي عمر حفص - يعني ابن سليمان بن المغيرة الأسدي - و قرأ حفص على عاصم.
و قال ابن مهران: قرأت على أبي بكر محمّد بن محمّد بن أحمد بن مزيد البخاري قال: قرأت على محمّد بن إسحاق البخاري المقرئ عن أحمد بن يزيد الحلواني قال:
قرأت على هشام بن عمّار، و أخبرني هشام أنه قرأ على أيوب بن تميم، و سويد بن عبد العزيز، و أخبراه أنهما قرءا على يحيى بن الحارث، و قرأ يحيى على عبد اللّه بن عامر و قرأ ابن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، و قرأ المغيرة على عثمان رضي اللّه عنه.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الواسطي ببغداد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمّد بن أبي عمرو الاستوائي و أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، قالا: أنا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو بكر النقاش، نا الحسين بن علي بن حمّاد الأزرق، نا أحمد بن يزيد الحلواني، نا خليفة بن خياط ، أنا أحمد بن موسى قال: سأل ابن أبي إسحاق محمّد بن سيرين فقال: وَ لاٰ يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (2) فقال ابن أبي إسحاق: إن هذا لا يجوز و لو كانت تسأل
ص: 96
لكانت المجرمين، فقال محمّد: خبرتني ابنتي أن أبا العتاهية قرأها كذلك بالتاء.
ابن أبي إسحاق هو عبد اللّه بن إسحاق بن زيد بن عبد اللّه الحضرمي بصري.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.
قال: و أنا ابن منده، أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني - إجازة-.
قالا: أنا ابن أبي حاتم قال (1) أحمد بن يزيد الحلواني المقرئ. روى عن أبي نعيم، و كاتب الليث، و أبي الرّبيع الزهراني، و سعيد بن منصور، و أبي حذيفة - موسى (2) بن مسعود - و صفوان بن صالح. روى عنه الفضل بن شاذان. سألت أبي (3)عنه فلم يرضه.
و حكى أبو (4) عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني المقرئ، عن أبي بكر بن أحمد الوراق، أنا عبد المنعم بن عبيد اللّه، أنا أحمد بن بلال، حدّثني أحمد بن جعفر قال: سألت الحسن بن العباس عن قراءة أحمد بن يزيد الحلواني عن هشام بن عمّار، فقال لي ابن أحمد بن يزيد أنه قرأ القرآن على هشام بن عمّار ثم قدم العراق فبلغه حروف فخرج ثانية فقرأ عليه القرآن و قرأ تيك الحروف ثم قدم فبلغه حروف فخرج ثالثة فقرأ عليه القرآن و قرأ تيك الحروف. و اللّه تعالى أعلم (5).
أبو العباس الكاتب الأحول
مولى عاصم بن الوليد بن عتبة بن ربيعة. ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق. أصله من أهل الأردن و ترقّت به الحال إلى أن استوزره المأمون بعد
ص: 97
الفضل (1) بن سهل و كان أبوه أبو خالد كاتبا (2) لأبي عبيد اللّه وزير المهدي.
حكى عن المأمون.
حكى عنه محمّد بن عمر الجرجاني، و عمرو بن مسعدة، و إبراهيم بن العباس الصّولي، و أبو الحسن بن أبي عمارة.
قرأت بخطّ أبي الحسن بن أبي رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت (3)،نا محمّد بن يحيى الصّولي، نا أبو خليفة، نا أبو أيّوب الإسكافي، حدثني [أسد بن] (4).سالم صاحب ديوان السواد أن أحمد بن أبي خالد قال لثمامة بن أشرس:
كل أحد في الدّار له معنى غيرك فإنه لا معنى لك في دار أمير المؤمنين، فقال له أمير المؤمنين: إنه (5) معنا في الدّار و الحاجة إليه بيّنة قال: و ما الذي يصلح له ؟ قال: أشاوره في مثلك هل تصلح لمن معك أم لا تصلح ؟ قال: فأفحم فما ردّ عليه جوابا.
قال الصّولي: و كان ثمامة لما قتل الفضل بن سهل قد بعث إليه المأمون في اللّيل فعرض عليه الوزارة و ألحّ عليه فيها، و قال له المأمون: أريدك لكذا و كذا فقال: إني لا أقوم بذلك يا أمير المؤمنين، و إني لأضنّ بموضعي و حالي أن تزول عنه، و لم أر أحدا تعرض للخدمة و الوزارة إلاّ لم يكد يسلم حاله، و لا تدوم منزلته فأعفاه منها، و قال له:
فأشر عليّ برجل يصلح لما عرفتك، فقال: أحمد بن أبي خالد الأحوال يقوم بالخدمة، إلى أن ينظر أمير المؤمنين من يصلح، فدعاه المأمون، و أمره بلزوم الخدمة. فلما تأكّد (6) له الأمر و استوسقت له الحال تذمم المأمون من تنحيته عن الأمر.
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن
ص: 98
الفضل بن طاهر بن الفرات، قال: سمعت محمّد بن عبد الرّحمن الكاتب الروذباري (1)قال: سمعت البارنجي يقول: سمعت أبا النضر إسماعيل بن أبي عباد عن أخيه أبي الحسن بن أبي عباد، حدثني أبو العباس أحمد بن أبي خالد قال (2):كنت يوما عند المأمون أكلمه في بعض الأمر فحضرتني عطسة فرددتها، و فهم المأمون ذلك فقال: يا أحمد لم فعلت هذا أ ما علمت أنه ربّما قتل و لسنا نحمل أحدا على هذه الخطة، فدعوت له، و قلت: يا أمير المؤمنين ما سمعت كلمة لملك أشرف من هذه، قال: بلى، كلمة هشام حين أراد الأبرش الكلبي أن يسوّي عليه ثوبه فقال هشام: إنّا لا نتخذ الإخوان خولا.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت، أنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني (3)،أخبرني أحمد بن عبد اللّه بن عمّار، حدّثني محمّد بن القاسم بن مهرويه، حدثني محمّد بن أبي مروان الكاتب قال: أخذ أبو نواس من عنان جارية الناطفي خاتما فصّه ياقوت أحمر، فأخذه منه أحمد بن أبي خالد (4) حيلة من أبي نواس فطلبته منه عنان فبعث إليها خاتما فصّه أخضر فاتّهمته في ذلك، فكتب إلى أحمد بن أبي (5) خالد:
فدتك نفسي يا أبا جعفر *** جارية كالقمر الأزهر
تعلّقتني و تعلّقتها *** كفلين في المهد إلى المكبر (6)
كنا (7) و كانت تتهادى الهوى *** بخاتمينا غير مستنكر
ص: 99
حنّت (1) إلى الخاتم مني و قد *** سلبتني إياه مذ أشهر
و أرسلت (2) فيه فغالطتها *** بخاتم وجهته (3) أخضر
قالت: لقد كان لنا خاتم *** أحمر أهداه (4) إلينا سري
لكنه علّق غيري فقد *** أهدى لنا (5) الخاتم لا أمتري
كفرت باللّه و بآياته (6) *** إن أنا لم أهجره: فليصبر (7)
أو يظهر المخرج (8) من تهمتي *** إيّاه في خاتمنا (9) الأحمر
فاردده تردد وصلها، إنها *** قرة عيني يا أبا جعفر
فإني (10) متّهم عندها *** و أنت قد تعلم أنّي بري
فرد الخاتم و بعث إليه بألفي درهم.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه العكبري - فيما ناولني إيّاه و قرأ علي إسناده و قال: اروه عني - أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجاوردي، أنا أبو الفرج المعافا بن زكريا، نا محمّد بن يحيى الصّولي، نا الفربري قال من كلام أحمد بن أبي خالد: لا يعدّنّ شجاعا من لم يكن جوادا فإن من لم يقدر على نفسه بالبذل لم يقدم على عدوها بالقتل.
و قال أبو الفرج: ذكر عن بعض أهل العلم أنه قال: كان الناس يقولون: إن الشجاع لا يكون بخيلا، و إن الشجاعة و البخل لا يجتمعان، و ذلك أن من جاد بنفسه كان بماله أجود، حتى نشأ عبد اللّه بن الزبير و كان من الشجاعة بحيث لا يدانيه كبير أحد،
ص: 100
و كان من البخل على مثل هذا الحد، و نحو قول من استنكر اجتماع الشجاعة و البخل قول الشاعر:
يجود بالنفس إذ ضنّ الجواد (1) بها *** و الجود بالنفس أقصى غاية الجود (2)
قال: و نا محمّد بن يحيى الصّولي قال: سمعت جوير بن أحمد بن أبي داود يحكي عن أبيه: أن أحمد بن أبي خالد وزير المأمون توفي في آخر اثنتي عشرة و مائتين، و أن المأمون صلّى عليه و وقف على قبره فلما دلي في قبره قال رحمك اللّه أنت و اللّه كما قال الشاعر:
أخو الجدّ إن جدّ الرجال و شمّروا *** و ذو باطل إن كان في القوم باطل (3)
و ذكر أبو الحسن بن القواس و أبو بكر بن كامل أن أحمد بن أبي خالد مات لعشر خلون من ذي القعدة سنة إحدى (4) عشرة و مائتين.
322 - أحمد بن يزيد بن عبد الصّمد (5)
قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني و ذكر أنه نقله من خطّ بعض أصحاب الحديث في تسمية من كتب عنه بدمشق سنة ست عشرة و ثلاثمائة: أحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، إن كان أحمد هو أخو محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد و إلاّ فهو غيره ممن لم نقف على اسمه. و اللّه تعالى أعلم.
323 - أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار بن يعاطر (6) بن مصعب
ابن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
أبو بكر القرشي الأموي الجرجاني
رحل و سمع بدمشق و بطبرية: الفضل بن صالح بن بشر بن سلمة، و بحرّان: أبا
ص: 101
العباس محمّد بن أحمد بن سلم، و بغيرها عبد اللّه بن محمّد بن خلاّد، و عبد اللّه بن محمّد بن سليمان السّعدي المروزي، و بمصر: أبا دجانة شفيق (1) بن محمّد بن هبة اللّه الخولاني، و أبا بكر محمّد بن أحمد بن نصر العطار البغداذي، و عبدان بن أحمد الجواليقي.
روى عنه: أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد بن عثمان الطرازي، و أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي، و أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الجوري النيسابوري، و أبو الفضل محمّد بن أحمد الزهري، و أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي الاستوائي، و أبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي (2) الحافظ و هو نسيبه (3)،و أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني، و أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم المروزي الصدفي، و أبو الفضل نصر بن أبي نصر الطوسي العطار، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن علي البيهقي الخسروجردي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو بكر الطرازي، أنا أحمد بن يعقوب أبو بكر الأموي - لقيته بأبيورد (4)-نا الفضل بن صالح بن بشر - بطبرية - نا أبو اليمان بن نافع، نا شعيب بن أبي حمزة، نا الزهري: أنه كان عند عبد الملك بن مروان أمير - المؤمنين - فأراد أن يقوم فأجلسه، ثم قدّمت المائدة، فلما فرغوا من الأكل قدموا البطيخ، فقال الزّهري: يا أمير المؤمنين حدّثني أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه قال: سمعت بعض عمات النبي صلّى اللّه عليه و سلّم تقول: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلا و يذهب بالداء أصلا» فقال له عبد الملك بن مروان: لو أخبرتني يا ابن شهاب قبل هذا لفعلنا كذلك، ثم دعا بصاحب الخزانة فسارّه في أذنه، فذهب ثم رجع و معه مائة ألف درهم فأمره فوضعها بين يدي الزهري.
كذا رواه الطرازي و أخطأ فيه في موضعين: أحدهما أنه أسقط والد الفضل بن
ص: 102
صالح بينه و بين أبي اليمان، و الثاني: أنه صحّف اسم جدّه فقال بشير (1) و إنما هو بشر.
و قد رواه أبو الفضل محمّد بن أحمد الزّهري عن أبي بكر أحمد بن يعقوب، على الصّواب في قوله: عن أبيه.
أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الرحيم بن يعقوب بن سهل الأنصاري الكرميني - قدم علينا قراءة عليه - نا أبو الفضل محمّد بن أحمد الزهري، أنا أبو بكر أحمد بن يعقوب بن عبد الجبّار القرشي، نا الفضل بن صالح بن بشير الطبراني - بطبرية الشام - نا أبي عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهري، فذكر نحوه. و سيأتي الحديث بتمامه في ترجمة عبد الرحيم.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الفقيه، نا أحمد بن يعقوب، نا عبد اللّه بن محمّد بن خلاّد، نا عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة، حدثتنا منيعة (3) بنت شعبة الطائية قالت: سمعت أمّي حفصة بنت عمر الطائية أنها سمعت عائشة تقول: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا أردت أن يذكرك اللّه عنده فأكثري من [قول] (4) لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم، و سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر (5)»[1425].
أخبرنا أبو الحسين (6) محمّد، و أبو بكر عمر ابنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن باذوية السّهلكي البسطامي - بقراءتي عليهما ببسطام (7)-قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن علي بن أحمد البسطامي السّهلكي، أنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي، قال: سمعت أحمد بن يعقوب بن عبد الجبّار القرشي يقول: دخلت مع خالي بغداد سنة
ص: 103
ثلاث و ثلاثمائة، و بغداذ تغلي بالعلماء، و الأدباء، و الشعراء، و أصحاب الحديث، و أهل الأخبار، و المجالس عامرة، و أهلها متوافرون، فأردت أن أطوف المجالس كلها، و أخبر أخبارها فقيل لي: إن هاهنا شيخا يقال له أبو العبرطن (1) أملح الناس، يحدث بالأعاجيب، فقلت لخالي: مر بنا ندخل على الشيخ، فقال: إنه مهوس يضحك منه الناس، فارتحلنا من بغداد، و لم ندخل عليه، و كنت أجد في القلب من ذلك ما أجد، حتى إذا كان انحداري من الشام بعد طول من المدة و امتداد من الأيام و الأعوام، و توفي خالي فلما دخلت بغداد فأوّل من سألت عنه سألت عن أبي العبرطن، فقيل: يعيش و له مجلس. فقمت و عمدت إلى الكاغد و المحبرة، و قصدت الشيخ، فإذا الدار مملوءة من أولاد الملوك و الأغنياء و أولاد الهاشميين بأيديهم الأقلام يكتبون، و إذا مستمل (2) قائم في صحن الدار، و إذا شيخ في صدر الدار، ذو جمال و هيبة (3)،قد وضع في رأسه طاق خف مقلوب، و اشتمل بفرو أسود قد جعل الجلد مما يلي بدنه، فجلست في أخريات القوم و أخرجت الكاغد، و انتظرت ما يذكر من الإسناد فلما فرغوا، قال الشيخ: حدّثنا الأوّل عن الثاني عن الثالث أن الزّنج و الزط كلهم سود. و حدّثني خرباق عن نياق قال:
مطر الرّبيع ماء كله. و حدّثني دريد (4) عن رشيد قال: الضرير يمشي رويدا.
قال أبو بكر أحمد بن يعقوب فبقيت أتعجب من أمر الشيخ، فطلبت منه خلوة في أيام أعود إليه كلّ يوم فلا أصل إليه، حتى كانت الليلة التي يخرج الناس فيها إلى الغدير، اجتزت بباب داره فإذا الدار ليس بها أحد، فدخلت فإذا الشيخ وحده جالس في صدر الدار فدنوت منه و سلّمت عليه فرحّب بي، و أدناني، و جعل يسألني، فرأيت منه من جميل المحيّا و العقل و الأدب و الظرافة و اللباقة ما تحيّرت فقال لي: هل لك من حاجة ؟ قلت: نعم، قال: و ما هي ؟ قلت: قد تحيرت في أمر الشيخ و ما هو مدفوع (5) إليه بما لا يليق بعقله و حسن أدبه و بيانه و فصاحته، فتنفس تنفسا شديدا، ثم قال: إن السلطان أرادني على عمل لم أكن أطيقه و حبسني في المطبّق (6) أيام حياته، فلما ولي ابنه عرض
ص: 104
عليّ ما عرض عليّ أبوه فأبيت، فحبسني و ردّني إلى أسوأ ما كنت فيه، و ذهب من يدي ما كنت أملكه، و اخترت سلامة الدّين، و لم أتعرض لشيء من الدنيا بشيء من ديني، و صنت العلم عما لا يليق به، و لم أجد وجها لخلاصي، فتحامقت و نجوت، فها أنا ذا في رغد من العيش (1).
كتب إلي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد البيهقي (2):قال: قال لنا أبو بكر البيهقي أحمد بن يعقوب كان يعرف بابن بغاطرة القرشي الأموي له من أمثال هذا، يعني حديثا ذكره، أحاديث موضوعة لا أستحلّ رواية شيء منها. و اللّه تعالى أعلم.
ص: 105
أبو الحسن السّلمي النيسابوري
المعروف بحمدان
أحد الثقات الأثبات. رحل في طلب الحديث، و سمع بالشام و العراق و خراسان و اليمن، و حدّث عن (1) عبد الأعلى بن مسهر، و محمّد بن المبارك الصّوري، و معمّر بن يعمر، و صفوان بن صالح، و يحيى بن أبي بكير، و عمرو بن أبي سلمة التنّيسي و محمّد بن يوسف الفريابي، و روّاد بن الجرّاح العسقلاني، و أبي النضر هاشم بن القاسم، و محمّد بن جعفر المدائني، و موسى بن داود الضّبّي، و منصور بن سلمة الخزاعي، و يعلى و محمّد ابني عبيد، و جعفر بن عون، و عبيد اللّه بن موسى، و أبي عامر العقدي، و صفوان بن عيسى، و حفص بن عبد اللّه، و حفص بن عبد الرّحمن، و يحيى بن يحيى، و الجارود بن يزيد، و علي بن الحسن بن شقيق، و عبدان بن عثمان، و محمّد بن يحيى بن الضّريس، و سليمان بن داود القزّار الرازيين، و عبد الرّزّاق بن همّام، و إسماعيل بن عبد الكريم، و النضر بن محمّد الحرشي، و عمر بن عبد اللّه بن رزين، و أبي عبد الرّحمن المقرئ، و أبو حذيفة النهدي، و غيرهم.
روى عنه يحيى بن يحيى - و هو من مشايخه - و محمّد بن إسماعيل البخاري، و مسلم بن الحجاج القشيري، و إبراهيم بن أبي طالب، و أبو بكر بن خزيمة، و أبو
ص: 106
القاسم عبيد اللّه بن إبراهيم بن بالويه (1)،و أبو محمّد الحسن بن محمّد بن جابر، و جعفر بن محمّد بن موسى الحافظ ، و إبراهيم بن عبد اللّه بن أحمد الحيري، و أبو العباس السرّاج و أبو عبد الرّحمن النّسائي، و الحسين بن محمّد بن زياد النيسابوري القبّاني (2).
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن أحمد بن حفص الحيري، نا أحمد بن يوسف السّلمي، نا محمّد بن المبارك الصّوري، نا يحيى بن حمزة، نا عبد الرّحمن بن جابر أن عمير بن هانئ حدّثه: أنه سمع معاوية و هو على المنبر يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا تزال طائفة من أمّتي قائمة بأمر اللّه لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر اللّه و هم ظاهرون على الناس»[1426].
أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي قالت: أنا سعيد بن أحمد العيّار (3)،أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد الخفّاف، نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن بن الشّرقي (4)،نا أحمد بن يوسف السّلمي، و محمّد بن عقيل، و أحمد بن حفص، قالوا: نا حفص هو - ابن عبد اللّه - حدثني إبراهيم بن طهمان، عن شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«رفعت إلى السّدرة المنتهى، فإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران، و نهران باطنان، و أمّا الظاهران فالنيل و الفرات، و أمّا الباطنان فنهران في الجنة، و أتيت بثلاثة أقداح: قدح فيه لبن، و قدح فيه عسل، و قدح فيه خمر، فأخذت الذي فيه اللبن فقيل لي: أصبت الفطرة أنت و أمّتك» (5)[1427].
ص: 107
أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
سمعت محمّد بن حامد البزار (1) يقول: سمعت مكي بن عبدان يقول:[سمعت] (2)أحمد بن يوسف السّلمي يقول: سألت يحيى بن يحيى عن حديثي عن حفص بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن طهمان، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لما رفعت إلى السّدرة المنتهى إذا نهران ظاهران». الحديث فسمعه مني (3).
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أخبرني أبو محمّد بن جعفر، عن مكي بن عبدان قال: سألت مسلم بن الحجاج، عن أحمد بن يوسف السّلمي ؟[فقال: ثقة و أمرني بالكتابة عنه] (4).
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل الحكاك، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، قال: أخبرني أبي فقال: أحمد بن يوسف السّلمي [نيسابوري ليس به بأس] (5).
أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي بن محمّد الهمذاني (6)،- إجازة - أنا أبو بكر (7) الصّفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو الحسن أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي السّلمي النيسابوري. كان أبوه ينسب إلى الأزد، و أمّه إلى سليم.
سمع عبد الرّزّاق، و النضر بن محمّد، روى عنه مسلم بن الحجاج. كنّاه لنا أبو النضر بكر بن محمّد بن إسحاق السّلمي.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني و أبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه
ص: 108
الحافظ ، نا علي بن عيسى الحيري، نا الحسين بن محمّد بن زياد القبّاني (1)،نا أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي بالبصرة و هو حمدان (2)السّلمي (3).
قال و نا أبو عبد اللّه الأخرم، نا أحمد بن سلمة، نا أحمد بن يوسف السلمي الأزدي (4).
قال: و سمعت أبا أحمد يقول: سمعت مكي بن عبدان يقول: قال لنا أحمد بن يوسف: أنا أزدي، و كانت أمي سلمية.
قال: سألت الشيخ الصّالح أبا عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السّلمي عن السبب فيه ؟ فقال: كانت امرأته أزديّة فعرف بذلك.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: و سألته - يعني الدار قطني - عن أحمد بن يوسف السلمي ؟ فقال: ثقة نبيل (5).
أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم، نا الأستاذ أبو القاسم القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن إبراهيم المؤذن، نا مكي بن عبدان، قال:
سمعت أحمد بن يوسف السّلمي يقول: كتبت عن عبيد اللّه بن موسى ثلاثين ألف حديث (6).
قال: و أخبرني عبد اللّه بن أحمد الشيباني، أنا أبو حامد ابن الشرقي قال: كان عند حمدان السّلمي شيخان لم يكونا عند محمّد بن يحيى: النضر بن محمد اليمامي، و خالد بن مخلد القطواني.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي، سمعت حمدان السّلمي - و قالوا له: أسمعنا -
ص: 109
فقال: لا يمكنني، أنا ابن ثمانين سنة، و ذلك يوم الخميس بعد العصر لخمس عشرة ليلة خلت من شوال سنة اثنتين و ستين و مائتين (1).
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم أبو الحسن السّلمي النيسابوري أحد أئمة الحديث كثير الرّحلة واسع الفهم مقبول عند الأئمة في أقطار الأرض ثم ذكر أسماء جماعة ممن حدّث عنده ثم قال: أكثر إبراهيم بن أبي طالب، و ابن خزيمة و كافة أئمتنا الرواية عنه.
حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الشّعراني، قال: سمعت أبا حامد بن الشّرقي يقول: مات أحمد بن يوسف السّلمي سنة أربع و ستين مائتين.
و أخبرني أبو سعد المؤذن عن أبيه قال: مات السّلمي سنة ثلاث و ستين و مائتين.
أبو عبد اللّه التغلبي (2)
صاحب أبي عبيد.
قرأ القرآن بدمشق بحرف ابن عامر على عبد اللّه بن ذكوان، و سمع بها: هشام بن عمّار، و صفوان بن صالح، و أحمد بن أبي الحواري، و بغيرها: محمّد بن سابق الرازي، و عفّان، و أبا عقبة عبّاد بن موسى، و حجاج بن منهال، و هيثم بن خارجة، و سليمان بن حرب، و مسلم بن إبراهيم الأزدي، و رويم بن يزيد المقرئ، و أحمد بن عمران الأخنسي، و أحمد بن أبي نافع الموصلي، و غيرهم.
قرأ عليه أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه (3) الخاقاني، و روى عنه: يحيى بن محمّد بن صاعد، و أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى السكري، و أبو بكر مكرم بن أحمد بن محمّد بن مكرم القاضي، و أبو عمرو بن السّماك، و بكير بن أحمد الحداد الصوفي، و أبو القاسم الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي، و أبو
ص: 110
الحسن بن جوصا، و أبو عوانة الأسفرايني، و أبو بكر محمّد بن هارون الروياني، و أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عرفة نفطويه، و محمد بن مخلد، و محمّد بن أحمد الحكيمي.
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي سريج، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أحمد بن يوسف التغلبي، نا هشام بن عمّار، نا عمر بن المغيرة، نا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن الحارث الهمداني، عن علي قال: لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم آكل الرّبا، و موكله و كاتبه، و الواشمة و المستوشمة (1)، و المستحلّ (2) و المستحلّ له، و مانع الصّدقة[1428].
أخبرناه عاليا أبو العز بن كادش، أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنا علي بن عمر بن محمّد السكري، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا هشام بن عمّار، نا عمر بن المغيرة المصّيصي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن الحارث الأعور، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لعن آكل الربا و موكله و شاهديه و كاتبه»[1429].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري قالا: نا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى السكري، نا أبو عبد اللّه أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي، نا صفوان بن صالح، نا الوليد - هو ابن مسلم - نا عنبسة بن عبد الرّحمن، عن خلاّد بن كلاب أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال (3) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه أكرم أمّتي بالولاية» (4)[1430].
ص: 111
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أحمد بن يوسف، أبو عبد اللّه التغلبي. و هو أحمد بن يوسف بن خالد بن سليمان بن [يزيد بن] (2) دارة بن سنان بن طارق بن شهاب بن حنيف بن النعمان بن زيد بن مالك بن حرقة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن ثعلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. نسبه أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عرفة الأزدي فيما حدّثني أبو القاسم الأزهري، نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا ابن عرفة، نا أبو عبد اللّه أحمد بن يوسف، و ساق نسبه كما ذكرته. حدّث عن سليمان بن حرب، و مسلم بن إبراهيم، و عفان بن مسلم، و محمّد بن سابق، و رويم بن يزيد، و أحمد بن عمران الأخنسي، و أحمد بن أبي نافع الموصلي، و أبي عبيد القاسم بن سلاّم، و المسيّب بن واضح.
روى عنه أبو عبد اللّه نفطويه النحوي، و محمّد بن مخلد، و محمّد بن أحمد الحكيمي، و أبو عمرو بن السّماك، و مكرم بن أحمد القاضي، و غيرهم.
قال الخطيب (3):و أنا علي بن أبي علي قال: قرأت على الحسين بن هارون، عن أبي العباس بن سعيد، قال: سمعت عبد الرّحمن بن يوسف يقول: أحمد بن يوسف ثقة مأمون.
قال (4):و أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن المظفّر، قال: قال عبد اللّه بن محمّد البغوي: مات أحمد بن يوسف - صاحب أبي عبيد - في جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين.
قال (5):و أنا محمّد بن عبد الواحد، نا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي و أنا أسمع قال: و مات أبو عبد اللّه أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي الأحول - صاحب أبي عبيد - لستّ بقين من هذا الشهر - يعني جمادى الآخرة - من سنة ثلاث و سبعين و مائتين بالجانب الشرقي من مدينتنا.
ص: 112
قال (1):و أنا علي بن أبي علي، قال: قرأنا على الحسين بن هارون عن ابن (2)سعيد قال: توفي أحمد بن يوسف التغلبي يوم الجمعة أوّل يوم من رجب سنة ثلاث و سبعين و مائتين.
أبو نصر الشعراني العرقي (3) الأديب
حدّث عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و القاضي أبي الطاهر الذهلي.
روى عنه: أبو علي الأهوازي المقرئ.
أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي ح.
و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السّوسي، أنا جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود.
قالا: أنا أبو علي الأهوازي، قال: سمعت أبا نصر أحمد بن يوسف بن عبد اللّه الشعراني بأطرابلس - زاد السوسي: في شهر ربيع الأول من سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة، و قالا:- يقول: سمعت القاضي أبا طاهر محمّد بن أحمد الذهلي يقول:
سمعت أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي يقول: سمعت عبد الرّحمن بن بكر بن الرّبيع بن مسلم يقول: سمعت محمّد بن زياد يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«عجب ربّنا تبارك و تعالى من قوم يقادون إلى الجنة في السّلاسل»[1431].
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الورّاق، قالا: أنا أبو الطيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، قال: سمعت أبا أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف - بجرجان - يقول: سمعت أبا خليفة يقول: فذكرت له.
أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو نصر أحمد بن يوسف
ص: 113
الشعراني العرقي (1) بأطرابلس، فذكر عنه حديثا.
أبو جعفر الكاتب (2)
أصله من الكوفة، ولي ديوان الرّسائل للمأمون. يقال: إنه من بني عجل.
و كان له أخ يقال له القاسم بن يوسف كان شاعرا كاتبا، و هما و أولادهما جميعا أهل أدب و طلب للشعر و البلاغة.
حكى أحمد بن يوسف عن المأمون، و عبد الحميد بن يحيى الكاتب، حكى عنه ابنه محمّد بن أحمد بن يوسف، و أحمد بن أبي سلمة كاتب عيّاش (3) بن القاسم صاحب شرطة المأمون، و علي بن سليمان الأخفش. و قدم دمشق في صحبة المأمون (4).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5):
أنا علي بن أبي علي المعدّل، نا محمّد بن عمران المرزباني، نا علي بن سليمان الأخفش، قال: قال أحمد بن يوسف الكاتب رآني عبد الحميد بن يحيى: أكتب خطا رديئا. فقال لي: إن أردت أن يجود خطك، فأطل جلفتك و أسمنها، و حرّف قطّتك و أيمنها، ثمّ قال:
إذا جرح الكتاب كان قسيّهم *** دوايا (6) و أقلام الدّويّ لهم نبلا
قال الأخفش: قوله جلفتك، أراد: فتحة رأس القلم.
قال و أخبرني عمر بن إبراهيم الفقيه، نا محمّد بن العباس بن الخزّاز، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان - إجازة - أخبرني محمّد بن الفضل المروزي قال: قال
ص: 114
رجل لأحمد بن يوسف - كاتب المأمون: و اللّه ما أدري أيك أحسن، أ ما وليه اللّه من خلقك، أم ما وليته من أخلاقك (1).
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد بن أبي مسلم القرشي، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين (3) الختّلي (4)قال: أنشدني أبو جعفر بن أبي رجاء لأحمد بن يوسف:
يزين الشعر أفواها (5) إذا نطقت *** بالشعر يوما و قد يزري بأفواه
قد يرزق المرء لا من حسن حيلته *** و يصرف الرزق على ذي الحيلة الداهي
ما مضى (6) من غنّى يوما و لا عدم *** إلاّ و قولي عليه: الحمد للّه
قال و نا إسحاق قال: حدثني محمّد بن مزيد (7) قال: هذه الأبيات لأحمد بن يوسف:
إذا قلت في شيء نعم فأتمّه *** فإنّ نعم دين على الحر واجب
و إلاّ فقل: لا، فاسترح و أرح بها *** لكيلا يقول الناس: إنك كاذب
قال و أنشدني أيضا لأحمد بن يوسف في إفشاء السر (8):
إذا المرء أفشى سرّه بلسانه *** و لام (9) عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سرّ نفسه *** فصدر الذي استودعته السرّ أضيق
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ثم حدّثنا أبو إسحاق الخشوعي، أنا غيث بن علي - قراءة عليه - أنا أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر بن التمار - إجازة - أنا أبو حازم
ص: 115
محمّد بن الحسين بن الفراء قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن القاسم، نا أحمد بن كامل، نا عبد اللّه بن إبراهيم النحوي، نا أبو هفّان عن أحمد بن يوسف أنه أهدى إلى المأمون يوم نيروز، أو مهرجان، هدية و كتب إليه (1):
على العبد حقّ فهو لا بد فاعله *** و إن عظم المولى و جلّت فواضله (2)
أ لم ترنا نهدي إلى اللّه ما له *** و إن كان عنه ذا غنى فهو قابله
و لو كان يهدى للمليك (3) بقدره *** لقصّر على البحر عنه و ناهله (4)
و لكننا (5) نهدي إلى من نجلّه (6) *** و إن لم يكن في وسعنا ما يشاكله (7)
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن بكران، و أبو محمّد أحمد و أبو الغنائم محمّد ابنا علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو منصور بن عبد العزيز العذري، و أبو بكر بن هبة اللّه الطبري، و أبو الحسن علي بن المقلّد البوّاب، و أبو منصور عبيد بن عثمان بن محمّد بن دوست (8) المعروف بابن السولي (9)قالوا: أنا الغضائري ح.
و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا العباس بن أحمد بن بكران، أنا الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم الغضائري ح.
و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (10) ح.
ص: 116
و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالا: أنا الحسين بن الحسن، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي - إملاء - نا أحمد بن العباس النوفلي، حدّثني أبو الحارث النوفلي.
قال الصولي: و قد رأيت أبا الحارث هذا، و كان رجل صدق قال: كنت أبغض القاسم بن عبيد اللّه لمكروه نالني منه فلما مات أخوه الحسن قلت على لسان ابن بسّام (1):
قل لأبي القاسم المرجّا *** قاتلك (2) الدهر بالعجائب
مات لك ابن و كان زينا *** و عاش ذو الشّين و المعايب
حياة هذا كموت (3) هذا *** فليس تخلو من المصائب
قال الصولي: و إنما أخذه من قول أحمد بن يوسف الكاتب لبعض إخوانه من الكتاب و قد ماتت له ببغاء، و كان له أخ يضعف، فكتب إليه (4):
أنت تبقى و نحن طرا فداكا *** أحسن اللّه ذو الجلال عزاكا
فلقد جلّ خطب دهر أتانا *** بمقادير أتلفت (5) ببغاكا
عجبا للمنون كيف أتتها *** و تخطّت عبد الحميد أخاكا
زاد ابن السّمرقندي و ابن المزرفي:
كان عبد الحميد أصلح للموت *** من الببّغاء و أولى بذاكا
ثمّ اتفقوا فقالوا:
شملتنا المصيبتان جميعا *** فقدنا هذه، و رؤية ذاكا
ثمّ اتفقوا فقالوا:
شملتنا المصيبتان جميعا *** فقدنا هذه، و رؤيته ذاكا
قال الصولي و إنما أخذه أحمد (6) بن يوسف من قول أبي نواس في التسوية، و زاد
ص: 117
في المعنى إرادة و كراهية. قال أبو نواس لما مات الرشيد و قام الأمين يعزي الفضل بن الرّبيع (1):
تعزّ أبا العباس عن خير هالك *** بأكرم حيّ كان أو هو كائن
حوادث أيّام تدور صروفها *** لهنّ مساوي (2) مرة و محاسن
و ما (3) الحي بالميت الذي غيّب الثرى *** فلا أنت مغبون و لا الموت غابن
أخبرنا أبو العز بن كادش العكبري - فيما ناولني و قرأ عليّ إسناده، و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسن الجازري (4)،أنا المعافى بن زكريا، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني محمّد بن علي بن حمزة (5)الهاشمي، حدّثني علي بن إبراهيم بن حسن، أخبرني موسى بن عبد الملك قال: جاء أبو العتاهية يريد الدخول على أحمد بن يوسف فمنعه الحاجب فكتب إليه:
أ لم تر أن الفقر يرجى له الغنى
و أن الغنى يخشى عليه من الفقر
قال: فقلت له: لا تتعرّض له و اسكته عنك، فوجّه إليه بخمسة آلاف درهم.
قال علي بن إبراهيم فأعلمت ذلك علي بن جبلة فقال: بئس ما صنع، كان ينبغي له أن يقول له:
أ أحمد أن الفقر يرجى له الغنا
........................
فيشيّد باسمه (6).
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد العكبري، أنا أحمد بن محمّد بن الصّلت، نا أبو الفرج الأصبهاني (7)،حدّثني جعفر بن قدامة،
ص: 118
حدّثني ميمون بن مهران، قال: كان لأحمد بن يوسف جارية مغنّية شاعرة يقال لها نسيم و كان لها من قلبه مكان، فلما مات أحمد قالت ترثيه:
و لو أن ميتا (1) هابه الموت قبله *** لما جاءه المقدار و هو هيوب
و لو أن حيّا قبله صانه الرّدى (2) *** إذا لم يكن للأرض فيه نصيب
قال أبو القاسم - يعني جعفرا - و هي القائلة لأحمد و قد غضب عليها:
غضبت بلا جرم عليّ تجرّما (3) *** و أنت الذي تجفو و تهفو و تغدر
سطوت بعزّ الملك في نفس خاضع *** و لو لا خضوع الرق ما كنت أصبر
فإن تتأمل ما فعلت تقم به ال *** معاذير أو تظلم فإنك تقدر (4)
فرضي عنها أحمد،[و اعتذر] (5) إليها.
قال و قالت ترثيه:
نفسي فداؤك لو بالناس كلهم *** ما بي عليك، تمنّوا أنهم ماتوا
و للورى موتة في الدهر واحدة *** و لي من الهم و الأحزان موتات
و لأحمد بن يوسف:
و عامل بالفجور يأمر بال *** بر كهاد يخوض في الظلم
أو كطبيب قد شفّه سقم *** و هو يداوى من ذلك السقم
يا واعظ الناس غير متعظ *** ثوبك طهر أو لا فلا تلم
و مما أنشد له أبو عبد اللّه محمد بن عبدوس الجهشياري في كتاب الوزراء (6):
صدّ عنّي محمد بن سعيد (7) *** أحسن العالمين ثاني جيد
ص: 119
صدّ عني لغير جرم إليه *** ليس إلاّ لحسنه (1) في الصدود
قال: و من مليح شعره:
قلبي يحبك يا منى قلبي *** و يبغض من يحبك
لأكون فردا في هواك *** فليت شعري كيف قلبك (2)
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الحسن المقرئ عنه، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد الفرضي، نا محمد بن يحيى الصولي قال، قال أحمد بن يوسف الكاتب [في وصف الليل] (3):
كم ليلة فيك لا صباح لها *** أفنيتها قابضا على كبدي
قد غصّت العين بالدموع و قد *** وضعت خدي على بنان يدي (4)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح، أبو جعفر الكاتب، مولى بني عجل. كان من أفاضل كتّاب المأمون، و أذكاهم و أفطنهم و أجمعهم للمحاسن، و كان جيّد الكلام، فصيح اللسان، حسن اللفظ ، مليح الخط ، يقول الشعر في الغزل و المدح و الهجاء، و له أخبار مع إبراهيم بن المهدي، و أبي العتاهية، و محمد بن نسير و غيرهم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6) ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي.
ص: 120
قالا: أنا علي بن محمّد، أنا ابن صفوان (1)،أنا ابن أبي الدنيا، أنا الحسين بن عبد الرّحمن، قال: أشرف أحمد بن يوسف و هو بالموت - قال الخطيب: في الموت (2)-على بستان له على شاطئ دجلة، فجعل يتأمله و يتأمل دجلة ثم تنفس، و قال متمثلا:
ما أطيب العيش لو لا موت صاحبه *** ففيه ما شئت من عيب لعائبه
قال: فما أنزلناه حتى مات.
قال لنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):
بلغني أن أحمد بن يوسف الكاتب مات في سنة ثلاث عشرة و مائتين.
بلغني أن أحمد بن يوسف مات في سنة أربع عشرة و مائتين، و هو في سخطة من المأمون.
328 - أحمد بن يوسف الأطرابلسي المخضوب (4)
حدّث عن عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي.
روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشير الهروي.
ابن الأعرج بن عاصم بن ربيعة بن مسعود بن منقذ بن كوز (5) بن كعب
ابن خالد بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد
ابن ضبة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر
أبو العباس الضّبّي الكوفي
كوفي الأصل سكن بغداد ثم انتقل إلى أصبهان.
و سمع بدمشق: أبا مسهر و هشام بن عمّار، و دحيما، و هارون بن عمرو بن زيد،
ص: 121
و روى عنهم، و عن يعلى محمّد ابني عبيد، و محاضر بن المورع، و أبي الجوّاب الأحوص بن جوّاب، و حجاج بن محمّد، و يعقوب بن إبراهيم بن سعد، و مكي بن إبراهيم، و الأسود بن عامر، و يونس بن محمّد، و عثمان بن عمر بن فارس، و عثمان بن الهيثم المؤذن، و عبيد اللّه بن موسى، و جعفر بن عون، و محمّد بن القاسم الأسدي، و عبد اللّه بن بكر السّهمي، و الهيثم بن خارجة.
روى عنه: عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي، و عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، و محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفار الأصبهانيّان، و أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم.
أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحداد، و أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد (1) المطرّز الفقيه - في كتابيهما - و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني المروزي بمرو عنهما قالا: أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس بن المسيّب الضبيّ ، نا محاضر - هو ابن المورع (2)-نا الأعمش، عن أبي صالح:
عن أبي سعيد الخدري، قال: كان بين خالد بن الوليد و بين أبي بكر كلام. قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تسبّوا أحدا من أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم و لا نصيفه»[1432].
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.
قال: و أنا ابن منده، أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه - إجازة - أنا ابن أبي حاتم (3)قال: أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي البغداذي، أبو العباس - نزل (4) أصبهان - روى عن أبي الجواب، و محمّد بن عبيد، و حجاج بن محمّد، و يعقوب بن إبراهيم بن سعد، و مكي بن إبراهيم، و الأسود بن عامر، و يونس بن محمّد. سمعنا منه، و كان محله عندنا محل الصّدق.
ص: 122
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، قال (1):سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أحمد بن يونس بن المسيّب بن زهير بن عمر بن جميل (2) بن الأعرج بن ربيعة بن مسعود بن منقذ بن كور (3) بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن معد (4) بن ضبة الكوفي الضبّي، قدم أصبهان، و كتب أهل بغداد بعدالته و أمانته، و هو ابن عم داود بن عمرو بن المسيّب الضبّي (5) توفي سنة ثمان و ستين و مائتين.
قالا: و قال لنا أبو بكر الخطيب (6):أحمد بن يونس بن المسيّب، أبو العبّاس الضبّي. كوفيّ الأصل، بغدادي المنشأ، نزل أصبهان و حدّث بها: عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، و حجاج بن محمّد الأعور، و أسود بن عامر شاذان، و يونس بن محمّد المؤدّب، محمّد بن عبيد الطنافسي، و أخيه يعلى بن عبيد، و محاضر بن المورع، و أحوص بن جوّاب، و أبي بدر شجاع بن الوليد، و مكي بن إبراهيم. روى عنه أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم النيسابوري، و محمّد بن عبد اللّه الصّفار، و عبد اللّه بن أحمد (7) بن جعفر بن فارس الأصبهانيان؛ عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي. و قال ابن أبي حاتم: هو بغدادي نزل أصبهان و كان محله عندنا الصّدق.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرّجاء الأصبهاني، أنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم الكاتب و أبو طاهر بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، قال:
سمعت محمّد بن الفرخان بن أبان المهرباناني (8) يقول: سمعت أحمد بن يونس الضبّي
ص: 123
يقول: قدّمني أبي إلى الفضل بن عياض فمسح رأسي فسمعته يقول: اللّهمّ حسن خلقه و خلقه. رواها أبو نعيم عن ابن المقرئ فقال: المارياناني.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد المحاملي، أنا علي بن عمر الحافظ ، قال: أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي أبو العباس كوفي الأصل سكن أصبهان كثير الحديث من الثقات.
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري و غيرهما عن أبي بكر بن البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت علي بن عمر الحافظ يقول:
أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي أبو العبّاس البغداذي الحافظ ضبّي كوفي، قدم أصبهان توفي سنة ثمان و ستين و مائتين، و كتب أهل بغداد بأمانته و عدالته.
أحد الزهّاد له ذكر في حكاية قرأتها بخطّ أبي القاسم تمام بن محمّد الرازي، نا أبو بكر محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا هاشم عبد الأعلى بن محمّد بن عليل الإمام يقول: هيأ ابن الأجدع طعاما و دعا قاسما الجوعي، و أحمد بن أبي الحواري، و عبد الرّحيم المؤذن، و أحمد الحوراني على أنهم يصلّوا العتمة و يجيئوا إليه للمبيت عنده، فصلّوا العتمة و خرجوا فلما صاروا عند دار ابن أبي القاتل قال أحمد بن أبي الحواري لعبد الرحيم المؤذن: اذكر شيئا قبل أن ندخل فأنشأ يقول:
علامة صدق المستحضين بالحبّ *** بلوغهم المجهود في طاعة الرّبّ
و تحصيل طيب القوت من مجتنائه *** و إن كان ذاك القوت في مرتقى صعب
فضرب أحمد بن أبي الحواري إلى عارض عبد الرحيم المؤذن بيده، و قال مرته (2)كذا و كذا لئن برحت من مكانك لأنتفها، فلم يزل يردّد الكلام و هم قيام حتى أذّن مؤذن الفجر و رجعوا إلى المسجد.
ص: 124
قال تمام: ذكره أبو القاسم إبراهيم بن أبي هاشم بن عليل، عن أبيه. روى الربعي هذه الحكاية عن عبد الوهّاب الكلابي، عن أبي هاشم بن عليل و لم يذكر أحمد الحوراني فيها.
و أحمد هذا إن لم يكن ابن إبراهيم بن أيّوب، فلا أدري من هو.
ص: 125
حكى حكاية لجده النعمان بن بشير.
روى عنه: ابنه النعمان بن أبان تأتي روايته في ترجمته ابن ابنه بشير بن النعمان.
أمّه أمّ أبان بنت خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان.
له ذكر، ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد النسّابة الأبيوردي.
ابن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف
أبو الوليد الأموي
له صحبة و استعمله النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على بعض سراياه (1)،ثمّ ولاّه البحرين (2) و قدم الشام مجاهدا فقتل يوم أجنادين، و قيل: يوم اليرموك، و قيل: مات سنة تسع و عشرين.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا.
روى عنه النعمان بن بزرج و ما أظنه أدركه.
ص: 126
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن الموحد البغداذي، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عيسى بن علي الوزير، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - قال: إملاء عليّ أبي من كتابه سنة سبع و عشرين و مائتين - نا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن أنس الأبناوي (1)،نا سليمان بن وهب الأبناوي (2)-من مشيختنا - نا النعمان بن بزرج، قال:
لمّا توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعث أبو بكر أبان بن سعيد بن العاص إلى اليمن، فكلّمه فيروز في دم داذويه فقال: إن قيسا قتل عمي غدرا على عدائه، و قد كان دخل في الإسلام و شرك في قتل الكذاب. فأرسل أبان يعلى بن أمية إلى قيس فقال: اذهب فقل له: أجب أبان بن سعيد، و إن تردّد فاضربه بسيفك، فقدم عليه يعلى، فقال له: أجب الأمير أبان، فقال له قيس: أنت ابن عمّي، فأخبرني لم أرسل إليّ ؟ فقال له: إنّ الديلمي كلّمه فيك أنك قتلت عمّه رجلا مسلما على عدائك، قال قيس: ما كان مسلما لا أنا و لا هو، و كنت طالب ذحل قد قتل أبي و قتل عمّي عبيدة و قتل أخي الأسود - يعني - فأقبل مع يعلى فقال أبان لقيس: أ قتلت رجلا قد دخل في الإسلام، و شرك في قتل الكذاب ؟ قال: قدرت أيّها الأمير، فاسمع مني، أمّا الإسلام فلم يسلم لا هو و لا أنا، و كنت رجلا طالب ذحل، و أمّا الإسلام فتقبل مني و أبايعك عليه، و أمّا يميني فهذه هي لك بكل حدث يحدثه كل إنسان من مذحج. قال: قد قبلنا منك فأمر أبان المؤذن أن ينادي بالصّلاة و صلّى أبان بالناس صلاة خفيفة ثم خطب فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد وضع كل دم كان في الجاهلية[1433]، فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به ثم جلس. فقال: يا ابن الدّيلمي، تعال خاصم صاحبك، فاختصما، فقال أبان: هذا دم قد وضعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلا نتكلم فيه، و قال أبان لقيس: الحق بأمير المؤمنين - يعني عمر - و أنا أكتب لك بأني قد قضيت بينكما، فكتب إلى عمر أن فيروز و قيسا اختصما عندي في دم داذويه، فأقام قيس عندي البيّنة أنه كان في الجاهلية فقضيت بينهما.
قال البغوي و لا أعلم لأبان بن سعيد مسندا غير هذا الحديث.
ص: 127
قرأت بخطّ أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب و أبو الوحش المقرئ عنه، نا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنا العكلي عن ابن أبي خالد، عن الهيثم قال: بلغه أن سعيد بن العاص قال: لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد و كان ولي صدق، و أنه خرج تاجرا إلى الشام، فمكث هنالك سنة، ثم قدم علينا و كان شديد السّبّ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شديد الحرد عليه، فلما بلغني قدومه خرجت حتى جئته فكان أوّل ما سأل عنه أن قال: ما فعل محمّد؟ فقال عمّي عبد اللّه بن سعيد: هو و اللّه أعزّ ما كان قط ، و أعلى أمرا، و اللّه فاعل به و فاعل، فسكت و لم يسبّه كما كان يفعل، و قام القوم فمكث ليالي، ثم أرسل إلى سراة بني أمية و قد صنع لهم طعاما فلما أكلوا قال: ما فعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قالوا: فعل اللّه به و فعل، و قد أكثرت من السؤال عنه فما شأنك ؟ فقال: شأني و اللّه أني ما أرى شرا دخلتم إلاّ دخلت فيه، و لا شرا و لا خيرا تركتموه إلاّ تركته، و لم أره خيرا، تعلمون أني كنت بقرية يقال لها بامردى (1) و كان بها راهب لم ير له وجه منذ أربعين (2) سنة.
فبينا أنا ذات ليلة هنالك إذ النصارى يطيبون المصانع و الكنائس، و يصنعون الأطعمة و يلبسون الثياب، فأنكرت ذلك منهم فقلت: ما شأنكم ؟ قالوا: هذا راهب يقال له بكا، لم ينزل إلى الأرض و لم ير فيها مذ أربعين سنة، و هو نازل اليوم فيمكث أربعين ليلة يأتي المصانع و الكنائس، و يقول و ينزل على الناس، فلما كان الغد نزل فخرجوا، و اجتمعوا، و خرجت فنظرت إليه فإذا شيخ كبير، فخرجوا و خرج معهم يطوف فيهم، فمكث أياما، و أني قلت لصاحب منزلي: اذهب معي إلى هذا الراهب، فإني أريد أن أسأله عن شيء، فخرج معي حتى دخلنا عليه فقلت: قد كانت لي إليك حاجة، فأخلني، فقام من عنه حتى بقيت فقلت له: إني رجل من قريش، و إن رجلا منا خرج فينا يزعم:
أنّ اللّه عزّ و جل أرسله مثل ما أرسل موسى و عيسى فقال: من هو؟ فقلت: من قريش، قال: و أين بلدكم ؟ قلت تهامة ثم مكة قال: لعلكم تجار العرب أهل بيتكم، قلت: نعم قال: ما اسم صاحبك ؟ قلت: محمّد، قال: أ لا أصفه لك ثم أخبرك عنه ؟ قلت: بلى،
ص: 128
قال: مذ كم خرج فيكم ؟ قلت: مذ عشرين سنة أو دون ذلك بقليل، قال: فهو يومئذ ابن أربعين سنة! قلت: أجل، قال: و هو رجل سبط الرأس، حسن الوجه، قصد (1) الطول، شثن اليدين، في عينيه حمرة، لا يقاتل ببلده ما كان فيه، فإذا خرج منه قاتل فظفر، و ظهر عليه، يكثر أصحابه، و يقل عدوّه، قلت (2):و اللّه ما أخطأت من صفته و لا أمره واحدة، فأخبرني عنه قال: ما اسمك ؟ قلت: أبان، قال: كيف أنت أصدقته أم كذبته ؟ قلت: بل كذّبته، فرفع يده فضرب بظهري بكفّ لينة واحدة ثم قال: أ يخط بيده ؟ قلت: لا، قال:
هو و اللّه نبي هذه الأمّة، و اللّه ليظهرن عليكم، ثم ليظهرن على العرب، ثم ليظهرن على الأرض، ثم لقد خرج فخرج مكانه، فدخل صومعته، و تشبث الناس به فأبى، و ما أدخله صومعته غير حديثي، فقال: اقرأ على الرّجل الصّالح السّلام، يا قوم ما ترون ؟ قالوا:
و اللّه ما كنا نحسب أن تتكلم بهذا أبدا و لا تذكره (3).
قال سعيد و بلغنا مكانه و سيره - يريد باقي غزوة الحديبية - فلما رجع تبعه عمّي فأسلم.
قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف الخشاب، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الحكيم بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن عبد اللّه بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: كان خالد بن سعيد، و عمرو بن سعيد قد أسلما و هاجرا إلى الحبشة و أقام غيرهما من ولد أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية على ما هم عليه، و لم يسلموا حتى كان نفير بدر، و لم يتخلف منهم أحد، خرجوا جميعا في النفير إلى بدر، فقتل العاص بن سعيد على كفره، قتله علي بن أبي طالب، و عبيدة بن سعيد قتله الزبير بن العوام، و أفلت أبان بن سعيد، فجعل خالد و عمرو يكتبان إلى أبان بن سعيد و يقولان: نذكرك اللّه أن تموت على ما مات عليه أبوك، و على ما قتل عليه أخواك، فيغضب من ذلك و يقول: لا أفارق دين آبائي أبدا. و كان أبو أحيحة قد مات بمال له
ص: 129
بالظريبة (1) نحو الطائف و هو كافر. قال أبان بن سعيد يقول: قال محمّد بن عمر فيما أخبرني المغيرة بن عبد الرّحمن الأسدي:
ألا ليت ميتا بالظريبة (2) شاهدا (3) *** لما يفتري في الدّين عمرو و خالد
أطاعا بنا (4) أمر النساء فأصبحا *** يعينان من أعدائنا من نكابد
فأجابه خالد بن سعيد (5):
أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه *** و لا هو عن سوء المقالة مقصر
يقول إذا اشتدت عليه أموره *** ألا ليت ميتا بالظّريبة ينشر
فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله *** و أقبل على الحي الذي هو أقفر (6)
قال: فأقام أبان بن سعيد على ما كان عليه بمكّة على دين الشرك حتى قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحديبية و بعث عثمان بن عفان إلى أهل مكة، فتلقاه أبان بن سعيد فأجاره حتى بلّغ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و انصرف عثمان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كانت هدنة الحديبية.
فأقبل خالد و عمرو ابنا سعيد بن العاص من أرض الحبشة في السفينتين، و كانا آخر من خرج منها و مع خالد و عمرو أهلهما و أولادهما فلما كانا بالشّعيبة (7) أرسلا إلى أخيهما أبان بن سعيد - و هو بمكة - رسولا و كتبا إليه يدعوا به إلى اللّه وحده و إلى الإسلام فأجابهما، و خرج في أثرهما حتى وافاهما بالمدينة مسلما، ثم خرجوا جميعا حتى قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بخيبر (8) سنة سبع من الهجرة.
فلما صدر الناس من الحجّ سنة تسع بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبان بن سعيد بن العاص
ص: 130
إلى البحرين عاملا عليها، فسأله أبان أن يحالف عبد القيس فأذن له في ذلك، و قال: يا رسول اللّه اعهد إليّ عهدا في صدقاتهم و جزيتهم و ما تجروا به فأمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يأخذ من المسلمين ربع العشر ممّا تجروا به، و من كل حالم من يهودي أو نصراني أو مجوسي دينارا: الذكر و الأنثى. و كتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الإسلام، فإن أبوا عرض عليهم الجزية بأن لا تنكح نساؤهم و لا تؤكل ذبائحهم و كتب لهم (1) صدقات الإبل و البقر و الغنم على فرضها و سنتها كتابا منشورا مختوما في أسفله.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو الحسن بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا هلال بن العلاء بن عمر بن هلال، نا أبو عمر الباهلي، نا مروان بن محمّد بن عبد الملك بن مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم، حدّثني أبو بكر الضبي - عبد القدوس - عن الحسن قال: لمّا قدم أبان بن سعيد بن العاص على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا أبان كيف تركت أهل مكة ؟» فقال: تركتهم و قد جبذوا (2)-يعني المطر - و تركت الإذخر (3) و قد أعذق، و تركت الثماد (4) و قد حاص، قال: فاغرورقت عينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قال:«أنا أفصحكم (5) ثم أبان بعدي»[1434].
قال الحسن و كان أبان يقرأ هذا الحرف و قالوا: إِذٰا ضَلَلْنٰا فِي الْأَرْضِ (6) أي نتنّا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا
ص: 131
عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا إسماعيل بن عياش، حدّثني محمّد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري أن عنبسة (1) بن سعيد بن العاص أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدّث سعيد بن العاص أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعث أبان بن سعيد - زاد ابن النّقور: ابن العاص - على سرية من المدينة قبل نجد، فقدم أبان و أصحابه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بخيبر (2)،و أن حزم خيلهم لليف، فقال أبان: أقسم لنا يا رسول اللّه، فقال أبو هريرة: لا تقسم.- و في حديث ابن النّقّور قال أبو هريرة فقلت: لا تقسم لهم يا رسول اللّه - فقال أبان: أنت بهذا يا وبر (3) كلاما نحو هذا، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«اجلس يا أبان» قال: و لم يقسم لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. و ليس في حديث ابن النّقور: لهم[1435].
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عمّار بن الحسن، نا سلمة بن الفضل بن محمّد بن إسحاق، قال (4):و ذكر من خرج إلى الحبشة من بني أميّة بن عبد شمس: أبان (5) بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس و معه امرأته فاطمة بنت صفوان بن أميّة بن محرّث (6) بن شق بن رقبة بن مجدع أو مخدج الكناني.
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب، قال: أبان بن سعيد بن العاص تأخر إسلامه و هو الذي أجار عثمان بن عفان
ص: 132
حين بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى قريش في عام الحديبية و حمله على فرسه حتى دخل به مكة (1).
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال:
أبان بن سعيد بن العاص بن أميّة أسلم قبل الفتح، و هو الذي أجار عثمان بن عفان حين دخل مكة من الحديبية و هو يومئذ مشرك.
قرأت على أبي غالب ابن البنا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة:
أبان بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف و أمّه هند بنت المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر من قدم الشام للجهاد فقتل أو مات: خالد بن سعيد بن العاص و أبان بن سعيد.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الحسين بن الفرا، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلّمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، قال في تسمية ولد سعيد بن العاص قال:
و أبان بن سعيد قتل يوم أجنادين شهيدا، و عبيدة قتله الزبير يوم بدر كافرا، و فاختة تزوجها أبو العاص بن الرّبيع، و أم بني سعيد هؤلاء هند بنت المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم (2).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: أبان بن سعيد بن العاص الأموي القرشي من بني عبد شمس أمّه صفية بنت المغيرة [بن عبد اللّه] (3) بن عمر بن مخزوم تقدم إسلام أخويه عمرو و خالد
ص: 133
و خرجا جميعا إلى أرض الحبشة مهاجرين و أبان بن سعيد تأخر إسلامه، و أبوه سعيد بن العاص يكنى أبا أحيحة.
أخبرنا بذلك الهيثم بن كليب - إجازة - نا ابن أبي خيثمة، نا مصعب بن الزبير بهذا.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، أنا عبد اللّه بن الأجلح عن حمّاد الراوية أن أبان بن سعيد قال حين استقبل عثمان رضي اللّه عنه:
أقبل و أسبل و لا تخف أبدا *** بنو سعيد أعزّة البلد (1)
كذا قال.
و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلّمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، حدّثني عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عتبة بن سعيد، قال: قال جاء عثمان بن عفان مكة عام الحديبية برسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى قريش، قالت له قريش: شمّر إزارك ؟ فقال له أبان بن سعيد:
أسبل و أقبل و لا تخف أحدا *** بنو سعيد أعزّة الحرم
فقال عثمان: إن التشمير من أخلاقنا.
قال الزبير: أسلم أبان و استشهد بأجنادين و هو الذي أجار عثمان بن عفان حين بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى قريش في عام الحديبية و حمله على فرسه حتى دخل مكة، قال عمّي مصعب بن عبد اللّه: و قال له:
أقبل و أدبر و لا تخف أحدا *** بنو سعيد أعزّة البلد (2)
ص: 134
أخبرنا أبو غالب بن البنا فيما قرأت عليه، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني معاذ بن محمّد، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي جهم قال:
خرج أبان بن سعيد بن العاص بلواء معقود أبيض، و راية سوداء يحمل لواءه رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلما أشرف على البحرين تلقّته عبد القيس حتى قدم على المنذر بن ساوى بالبحرين.
قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد العزيز بن يعقوب بن الماجشون، عن جعفر بن محمود بن محمّد قال: استقبله المنذر بن ساوى على ليلة من منزله معه ثلاثمائة من قومه، فاعتنقا و رحّب به و سأل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخفى المسألة فأخبره أبان بذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إيّاه، و إنه قد شفعه في قومه، و أقام أبان بن سعيد بالبحرين يأخذ صدقات المسلمين و جزية معاهديهم.
و كتب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يخبره بما اجتمع عنده من المال فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبا عبيدة بن الجرّاح إلى البحرين فحمل ذلك المال.
قال: أنا محمّد بن عمر، حدّثني إسحاق، عن يحيى بن طلحة، عن عيسى بن طلحة، قال: لما توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ارتدّت العرب، ارتد أهل هجر عن الإسلام، فقال أبان بن سعيد لعبد القيس أبلغوني مأمني قالوا: بل أقم فلنجاهد معك في سبيل اللّه، فإنّ اللّه معزّ دينه، و مظهره على ما سواه، و عبد القيس لم ترجع عن الإسلام قال:
بل أبلغوني مأمني فأشهد أمر أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فليس مثلي يغيب عنهم، فأحيا بحياتهم و أموت بموتهم، فقالوا: لا نفعل، أنت أعزّ الناس و هذا علينا و عليك فيه مقالة، يقول قائل: فرّ من القتال.
قال: فحدثني معاذ بن محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي جهم قال: مشى إليه الجارود العبدي فقال: أنشدك اللّه أن تخرج من بين أظهرنا، فإن دارنا متسعة و نحن سامعون مطيعون و لو كنت اليوم بالمدينة لوجهك أبو بكر إلينا لمخالفتك إيّانا فلا تفعل، فإنك إن قدمت على أبي بكر لامك و قبل رأيك و قال: تخرج من عند قوم أهل سمع
ص: 135
و طاعة ثم رجعك إلينا قال: إذا لا أرجع أبدا و لا أعمل لأحد بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلمّا أبي عليهم إلاّ كلمة واحدة قال أبان: إن معي مالا قد اجتمع قالوا: احمله فحمل مائة ألف درهم و خرج معه ثلاثمائة من عبد القيس خفرا حتى قدم المدينة على أبي بكر فلامه أبو بكر، و قال: أ لا تثبت مع قوم لم يرتدوا و لم يبدلوا؟ قال أبان: هم على ذلك ما أرغبهم في الإسلام و أحسن نياتهم، و لكن لا أعمل لأحد بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عمر بن عثمان المخزومي عن عبد الملك بن عبيد، عن عبد الرّحمن بن سعيد بن يربوع قال: قال عمر بن الخطاب لأبان بن سعيد حين قدم المدينة: ما كان حقك أن تقدم، و تترك عملك من (1) غير إذن إمامك ثم على هذه الحال، و لكنك أمنته فقال أبان: إني و اللّه ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كنت عاملا لأبي بكر في فضله و سابقته و قديم إسلامه، و لكن لا أعمل لأحد بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شاور أبو بكر أصحابه فيمن يبعث (2) إلى البحرين، فقال عثمان بن عفان: ابعث رجلا قد بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إليهم فقدم عليهم بإسلامهم و طاعتهم، و قد عرفوه و عرفهم و عرف بلادهم يعني: العلاء بن الحضرمي، فأبى عمر ذلك عليه و قال:
أكره أبان بن سعيد، فإنه رجل (3) قد حالفهم، فأبى أبو بكر أن يكرهه و قال: لا أفعل، لا أكره رجلا يقول: لا أعمل لأحد بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. و أجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي إلى البحرين.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحّد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي قال: و ذكر محمّد بن عمر عن إبراهيم بن جعفر، عن أبيه قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبان بن سعيد عامل على البحرين، يعني عاملا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب، أنا خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: استعمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبان بن
ص: 136
سعيد بن العاص على البحرين قال: فقالوا للنبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: يا رسول اللّه أوصه بنا قال:
فأوصاه النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم بهم، قال: و قال أبان بن سعيد: يا رسول اللّه: أوصهم بي، فأوصاهم به، قال خالد: فهم يعدون هذا حلفا بيننا و بينهم.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الحسين محمّد بن علي السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريّا، نا خليفة بن خياط (1) قال في تسمية عمال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: و العلاء بن الحضرمي على البحرين ثم عزله و ولّى (2) أبان بن سعيد، و قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبان على البحرين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الباقلانيان ح.
و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور الكيلي (3)،أنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن أحمد الأصبهاني، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي، نا شباب خليفة بن خياط قال: أبان بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف أمّه صفية بنت المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«الناس معادن»[1436]، استشهد يوم أجنادين، و يقال يوم مرج الصّفّر و اليومان جميعا سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر، و يقال: يوم اليرموك سنة خمس عشرة في خلافة عمر بن الخطاب.
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش (4)،أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطرثيثي (5) قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد السعدي، نا أبو العباس منير بن أحمد الخلاّل، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد الحذّاء، أنا أبو جعفر أحمد بن الهيثم البلدي، قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: أبان بن سعيد
ص: 137
توفي على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. كذا قال، و هو وهم. فإن أبان بن سعيد قتل بالشام غازيا يوم أجنادين، و يقال: يوم مرج الصّفّر و يقال يوم اليرموك.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن المسلّمة، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، حدّثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال: و رمى أبان بن سعيد بن العاص بنشابة فنزعها و عصبها بعمامته فحمله أخواه خالد بن سعيد و عمرو بن سعيد فقال: لا تنزعوا عمامتي عن جرحي فإنكم إذا انتزعتموها عن جرحي تبعتها نفسي، أما و اللّه ما أحبّ أنها بأقصى حجر من البلاد مكاني فلما نزعوا العمامة مات رحمه اللّه.
أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عمرو بن خالد الحرّاني، حدّثني أبي، نا ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من قتل بأجنادين من قريش من بني عبد شمس بن عبد مناف: أبان بن سعيد بن العاص.
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها (1) و ابنه أبو الحسن علي قالا: أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: و قتل من المسلمين يوم أجنادين من قريش من بني عبد شمس: أبان بن سعيد بن أبي العاص.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين القطان، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، قال: و قتل يوم أجنادين من المسلمين من قريش ثم من بني عبد شمس: أبان بن سعيد بن العاص.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي قالا: أنا أبو
ص: 138
الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، نا عثمان بن أحمد بن حنبل بن إسحاق، قالا: نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب. زاد يعقوب و ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: و قتل يوم أجنادين من المسلمين من بني عبد مناف: أبان بن سعيد بن العاص.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (1):و قال أبو الحسن - يعني المدائني: استشهد يومئذ - يعني يوم أجنادين - أبان بن سعيد، ثم قال (2):و يقال أبان بن سعيد بن العاصي.
أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي الآبنوسي، إجازة.
و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: و أبان بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس، أمّه صفية بنت المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم استشهد بأجنادين في خلافة أبي بكر الصّديق، و يقال: يوم اليرموك سنة خمس عشرة، و يقال: يوم مرج الصفّر سنة ثلاث عشرة. له حديث.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن أحمد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن النهاوندي، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: قتل أبان بن سعيد يوم أجنادين (3).
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون إجازة و اللفظ له ح.
ص: 139
و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا المبارك بن عبد الجبّار الطّيّوري، و أبو الغنائم محمد بن علي، قالا: أنا أبو أحمد عبد الوهّاب بن موسى الواسطي ح.
و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني و أبو أحمد الواسطي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل البخاري (1)،قال: أبان بن سعيد بن العاص من (2) بني عبد شمس الأموي القرشي الحجازي له صحبة، قال لي عبد اللّه بن محمّد، عن إبراهيم بن المنذر، عن محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة: قتل يوم أجنادين، و ذلك أراه على عهد عمر.
أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي (3)،أنا عبد اللّه بن عنان، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن محمود بن إبراهيم بن محمّد بن سميع يقول:
و أبان بن سعيد بن العاص بن أميّة قتل بأجنادين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة قال: و كانت أجنادين في خلافة أبي بكر قتل بها من بني عبد شمس أبان بن سعيد، عن أحمد بن حنبل يعني أنه قاله.
قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثني الوليد، حدّثني الأموي، عن أبيه قال: و كانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة (4).
أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا
ص: 140
علي بن إسحاق بن جعفر البغدادي، نا جعفر بن سليمان، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، قال: قتل أبان بن سعيد بن العاص يوم أجنادين، و قيل مات سنة سبع و عشرين (1).و قال محمّد بن إسحاق: قتل أبان بن سعيد عام اليرموك في خلافة عمر.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر. قال: و استشهد بأجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة عمرو (2) و أبان و خالد بنو سعيد بن العاص.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه السّجستاني، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم التيمي، نا سيف بن عمر التميمي، عن أبي عثمان و هو يزيد بن أميّة الغساني و خالد، قالا (3):و كان ممن أصيب في الثلاثة (4) آلاف يوم اليرموك أبان بن سعيد. و ذكر غيره.
و ذكر أبو حسّان الحسن بن عثمان الزيادي في تاريخه: أن أبان بن سعيد مات سنة سبع و عشرين. و هذا وهم، و الصواب، ما تقدم.
له ذكر، و كانت له بدمشق أملاك فيما حكاه أبو الحسين الرازي عن شيوخه الدّمشقيين.
أبو بكر القرشي مولاهم
أصله من العرب و أصابه سباء.
ص: 141
حدّث عن أنس بن مالك، و الحسن بن مسلم بن يناق، و عمر بن عبد العزيز - و له عليه وفادة - و الحسن البصري، و القعقاع بن حكيم، و محمّد بن كعب القرظي، و مجاهد، و عطاء، و شهر بن حوشب، و نافع مولى ابن عمر.
روى عنه: الحارث بن يعقوب والد عمرو بن الحارث، و محمّد بن إسحاق صاحب المغازي، و عبد اللّه بن عمرو (1) الأسلمي، و سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، و ابن جريج، و ابن عجلان، و إبراهيم بن أبي عبلة، و عبيد اللّه بن أبي جعفر المصري.
أخبرتنا الشريفة أمّ المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر، عن أبان بن صالح، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«بخّروا بيوتكم باللبان (2) و المرّ (3) و الصعتر»[1437].
أخبرنا أبو محمّد السّيدي (4)،أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا عبد اللّه بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي، نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن حمير، نا إبراهيم بن أبي عبلة، حدّثني أبان بن صالح، عن نافع قال: خرجت مع طاوس إلى ابن رافع فسألته عن كري الأرض ؟ فحدثنا عن أبيه قال: كنا نعطي الأرض [على النصف] (5) و ما على الرّبيع (6)،فنهانا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن ذلك. فلما انصرف ضرب طاوس على يدي و قال: إن كان للأرض فاكرها.
ص: 142
قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن عامر قال: سمعت أبان بن صالح يقول: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول بدابق: نحن في رباط .
قال: و أنا أحمد بن معروف - قراءة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)، أنا عبد الرّحمن (2) بن عمر بن محمّد بن أبان بن صالح، أخبرني عمّي أبان بن محمّد، قال: سمعت أبي يقول: دخل أبي - يعني أبان بن صالح بن عمير - على عمر بن عبد العزيز فقال له: أ في ديوان أنت ؟ قال: قد كنت أكره ذاك مع غيرك فأمّا معك فلا أبالي، قال: ففرض له.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد الدارمي يقول: قلت:- يعني ليحيى بن معين - و أبان بن صالح كتب حديثه، فقال: ثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب ح.
و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمد الجوهري قال أنا أبو بكر بن مالك، قال: قال أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد: أبان بن صالح بن عمير جد أبي عبد الرّحمن مشكدانه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن إبراهيم بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر بن محمّد - زاد ابن الطّيّوري: و ابن عمه محمد بن الحسين بن محمّد - قالا:- أنا الوليد بن بكر بن مخلد، أنا علي بن أحمد بن زكريا، نا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، قال: أبان بن صالح كوفي ثقة.
قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيويه،
ص: 143
أنا أبو الحسن بن معروف - قراءة - أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة: أبان بن صالح بن عمير بن عبيد، يقولون إن أبا عبيد من سبي خزاعة الذين أغار عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم بني المصطلق، فوقع إلى أسيد بن أبي العيص بن أمية، فصار بعد إلى عبد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أميّة فأعتقه، و قتل صالح بن عمير بالريّ ، بيّتتهم الأزارقة فقتلوا في عسكرهم زمن الحجاج؛ و ولد أبان بن صالح سنة ستين، و مات بعسقلان سنة بضع عشرة و مائة و هو ابن خمس و ستين سنة، و كان يكنى أبا بكر.
و كذا ذكر يعقوب بن شيبة إلاّ أنه قال: و هو ابن خمس و خمسين سنة.
أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر ح.
و أنبأنا أبو سعيد بن الطيوري، عن عبد العزيز الأزجي، قالا: أنا عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة (2)،أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: قال جدي: أبان بن صالح ثقة.
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - إجازة، و اللفظ له - و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد الواسطي قال ابن ناصر.
و أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأصبهاني، و عبد الوهّاب الواسطي، قالا: أنا أحمد بن عبدان الشيرازي، أنا محمّد بن سهل المقرئ، أنا أبو محمّد الحارث بن يعقوب - مدّ في نسبه المقرئ - عن حيوة، و قال أبو عبيد بن يعيش، نا يونس بن بكير، أنا محمّد بن إسحاق، حدّثني أبان بن صالح، عن الحسن بن مسلم بن يناق (3) عن صفيّة بنت شيبة، قالت: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يخطب عام الفتح يقول:«إن اللّه حرّم مكّة»[1438].
ص: 144
و قال عبد اللّه بن عمر بن محمّد بن أبان بن صالح بن عمير: نحن من العرب وقع عليهم سبي في الجاهلية، و تزوج محمّد في الجعفيين نسب إليهم مولى لقريش.
و قال ابن أبي حاتم (1):سمعت أبي يقول: أبان بن صالح ثقة.
و سئل أبو زرعة عن أبان بن صالح ؟ فقال: مكي ثقة. و اللّه تعالى أعلم.
336 - أبان بن صدقة الكاتب (2)
كان المنصور قد جعله كاتبا على الرّسائل و استصحبه إلى الشام لمّا خرج إليها. له ذكر (3).
ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة الأموي
له ذكر و أعقب اثنين: محمّد و عمر ابني أبان.
338 - أبان بن عبد الرّحمن بن بسطام النميري (4)
أحد الخطباء سكن العراق و هو دمشقي و وفد على الوليد بن يزيد مع يوسف بن عمر الثقفي أمير العراق. له ذكر.
أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدّينوري، أنا علي بن موسى بن الحسين - إجازة - أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا إسماعيل بن محمّد الدّمشقي، حدّثني محمد بن عبد الوهاب السلمي، حدثني الهيثم بن عمران، حدثني أبو سعيد - رجل من جهينة كان في حرس يوسف بن عمر بالعراق - قال: أمضى يوسف و رءوسهم - يعني أصحاب زيد بن علي - إلى الشام و حمل عليها محمّد بن فضالة بن عبيد بن فضالة الأنصاري، و بعث هشام من حضرته خطباء منهم ذهل بن سويد المرّي، و أبان بن بسطام النميري - من أهل دمشق -
ص: 145
و طلحة بن معروف المحاربي - من أهل قنّسرين - فانتهوا إلى أجناد أهل الشام و مصر و إفريقية و الحجاز، و أمر لكلّ رجل منهم بخمسين دينارا من كل جند يقدمون عليه.
ذكر غيره: أنه أبان بن عبد الرّحمن بن بسطام.
339 - أبان بن عبد العزيز (1)
أنبأنا أبو القاسم النسيب و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أخبرني تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا ابن عمير، نا معاوية بن صالح، نا محمّد بن عائذ، نا عبد الأعلى بن مسهر، قال: فحدثني محمّد بن شعيب بن شابور قال: سمعت حنظلة بن صفوان الكلبي و ابن سراقة، و أنا على حائط باب توما يقولان:
الناس آمنون إلاّ خمسة: الوليد بن معاوية، و يزيد بن معاوية، و أبان بن عبد العزيز، و صالح بن محمّد، و محمّد بن زكريا. قال عبد الأعلى إنهم أقاموا عليها يوم الاثنين و يوم الثلاثاء و أنهما دخلوها، يعني يوم الأربعاء، يعني المسودة.
ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة
ذكر أبو الحسين الرّازي - عن شيوخه الدّمشقيين - أن أبان هذا صاحب دار سيف و سوق الأساكفة الجدد التي تليها، و إليها نسب أرض أبان خلف السفليين، موضع المسجد الذي يعرف اليوم بالمسجد الجديد (2).
و ذكر أبو الحسين الرازي أيضا في موضع آخر: أن الدار المعروفة بدار سيف في الأساكفة، شرق زقاق العجم، كانت دار أبان بن عبد الملك بن مروان، و كان له حمام بجنب الدار خربت هي اليوم، منازل دكاكين، و هو الحمام الذي روي في الحديث: أن أبا عبيدة بن الجرّاح دخله و كانت الدّار و الحمام ملتزقين قال ذلك أبو مسهر من الصوافي.
ص: 146
ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي
إليه ينسب دير أبان (1) الذي عند قرحتا (2).له ذكر، ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و ذكر ابنه عثمان بن أبان مجتمع، و ابنه الحكم بن أبان محتلم، و ابنه حرب بن أبان مراهق، و ابنه محمّد بن أبان ابن ثمان سنين، و ابنته آمنة بنت أبان عاتق (3).
ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
أبو سعيد القرشي الأموي
و أمّه أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة (4) بن الحارث الدوسي.
سمع: أباه عثمان بن عفان، و زيد بن ثابت (5).
روى عنه عامر بن سعد بن أبي و قاص - و هو من أقرانه - و أبو الزّناد عبد اللّه بن ذكوان، و محمّد بن شهاب الزهري، و نبيه بن وهب العبدري، و عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و يزيد بن فراس، و عمر بن عبد العزيز، و محمّد بن أبي أمامة، و موسى بن عمران بن منتاج، و أبو المنذر بن عبد اللّه الحزامي المديني، و عمرو بن دينار المكي، و ضمرة بن سعيد المازني، و يزيد بن هرمز المدني.
وفد على عبد الملك فولاّه المدينة. و وفد على الوليد بن عبد الملك و ولي إمرة الموسم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو محمّد الصريفيني ح.
ص: 147
و أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا:
أنا أبو القاسم بن حبابة ح.
و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبد اللّه بن عاصم، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر، أبناء جندب قالوا:
أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه، حدّثني مالك ح.
و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الغمري، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنا البغوي، نا مصعب ح.
و أخبرنا أبو محمّد السّيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، قالا: نا مالك، عن نافع - زاد أبو مصعب:
مولى عبد اللّه - عن نبيه (1) بن وهب - أخي بني عبد الدار - أنه أخبره أن عمر بن عبيد اللّه أرسل إلى أبان بن عثمان - و أبان يومئذ أمير الحاج - و هما محرمان أني قد أردت أن أنكح طلحة بن عمر ابنة شيبة بن جبير، و أردت أن تحضر ذلك، فأنكر ذلك عليه أبان و قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا ينكح المحرم و لا يخطب و لا ينكح». لفظهم سواء.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن نبيه بن وهب، عن أبان بن عثمان، عن أبيه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«المحرم لا ينكح و لا ينكح و لا يخطب»[1439].
و من غرائب حديثه ما أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني - بدمشق - أنا صدقة بن محمّد بن مروان - سنة تسع و أربعمائة - نا أبو الطيّب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني - إملاء - نا سعد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا قدامة بن محمّد بن قدامة المدني، عن المنذر بن عبد اللّه الحزامي، عن أبان بن عثمان، قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من قال إذا أصبح أو
ص: 148
أمسى ثلاث مرات: بسم اللّه الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض، و لا في السّماء، و هو السّميع العليم لم يصبه شيء» فأصبح أبان قد ضربه الفالج (1) فنظر إليه بعض جلسائه فقال: و اللّه ما كذبت و لا كذبت و لا زلت أقولها منذ ثلاثين سنة حتى كانت هذه الليلة فأنسيتها و كان ذلك القضاء و القدر[1440].
غريب من حديث المنذر.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو الحسين بن المهتدي ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا ابن أبي الزناد - يعني عبد الرّحمن - عن أبيه و غيره، عن الثقة أبان بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد اللّه عثمان بن عفان و هو يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من قال في أوّل يومه أو في ليلته: بسم اللّه الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السّماء و هو السّميع العليم - ثلاث مرات - لم يضره شيء في ذلك اليوم أو تلك الليلة» فأنا لا أدع ذلك في كل يوم و ليلة منذ أخبرني عثمان عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: و كان أبان كذلك زمانا ثم أصابه رتج فالج فدخل عليه الناس يعودونه و جعل رجل منهم ينظر إليه نظرا شديدا، قد كان يسمع ذلك القول عن عثمان عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قول أبان: و اللّه ما أدعه في يوم و لا ليلة، ففطن له أبان من شدة نظره، فقال له أبان: هل تعجبت من قولي لك ما أدع ذلك منذ سمعته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فقال الرّجل: قد أعجبني ذلك، فقال أبان: أي و اللّه، أنسيت ذلك الدّعاء هذا اليوم أو هذه الليلة ليمضي أمر اللّه (2)[1441].
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أبي علي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّصي، و أحمد بن عبد اللّه الدوري، قالا: نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، حدثني عمي (3) قال: كان عمر
ص: 149
-يعني ابن علي بن أبي طالب - آخر ولد علي بن أبي طالب، و قدم مع أبان بن عثمان على الوليد بن عبد الملك يسأله أن يوليه صدقة أبيه علي بن أبي طالب؛ و ذكر الحكاية بطولها و سنوردها إن شاء اللّه تعالى أعلى من هذا في ترجمة عمر بن علي بن أبي طالب.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلّمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار في تسمية ولد عثمان لصلبه: و أبان بن عثمان أخو عمرو لأمّه، يعني أن أمهما بنت جندب (1) بن عمرو بن حممة الدّوسي، كان فقيها و ولي الإمرة بالمدينة، و روى عنه الحديث، و له عقب.
قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه (2)، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3):في الطبقة الأولى من أهل المدينة: أبان بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس، و أمّه أمّ عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد بن ثعلبة بن لؤيّ بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس. فولد أبان بن عثمان سعيدا و به كان يكنى.
قال محمّد بن عمر (4):توفي أبان بالمدينة في خلافة يزيد بن عبد الملك. و روى أبان عن أبيه، و كان ثقة و له أحاديث.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا، أنا ابن سعد قال: أبان بن عثمان بن عفان و يكنّى أبا سعيد، روى عن عثمان و كان به صمم، و وضح كثير، و أصابه الفالج قبل أن يموت بسنة، و توفي بالمدينة في خلافة يزيد بن عبد الملك.
ص: 150
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني ح.
و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور الكيلي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال: أبان و عمرو ابنا عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة أمّهما أمّ عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رافع بن سعد بن ثعلبة بن عامر بن غانم بن دهمان بن منهب بن دوس بن عثمان بن عبد اللّه بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث يكنى أبان أبا سعيد، توفي سنة خمس و مائة.
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه، و اللفظ له - و حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا المبارك بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنبأ أبو أحمد الغندجاني، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي، أنا أبو الحسن محمّد بن سهل، نا أبو عبد اللّه البخاري (1)،قال: أبان بن عثمان بن عفان أبو سعيد الأموي القرشي مدني، سمع [عثمان بن] (2) عفان، روى عنه الزّهري.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى التميمي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن، قال: أبو سعيد أبان بن عثمان.
أخبرنا أبو السّعود أحمد بن محمّد بن المجلي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي ح.
و أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمّد بن الحسين بن محمّد (4) بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن خالد
ص: 151
قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس في تسمية الحول من الأشراف: أبان بن عثمان بن عفان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري (1)،أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: كان أبو بكر بن عمرو بن حزم يتعلم القضاء من أبان بن عثمان، و شهد أبان بن عثمان الجمل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا محمّد بن أبي زكير، أنا ابن وهب، حدّثني مالك، حدثني عبد اللّه بن أبي بكر أن أبا بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم كان يتعلم من أبان بن عثمان القضاء. قال مالك: و كان أبان بن عثمان قد علم أشياء من القضاء من أبيه عثمان بن عفان.
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - إجازة و اللفظ له - و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنا أبو أحمد الغندجاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سهل، نا محمّد بن إسماعيل، قال (2):قال لي يحيى بن سليمان قرئ على ابن وهب، عن مالك، حدثني عبد اللّه بن أبي بكر: أن أباه كان يتعلم من أبان بن عثمان. قال مالك: و كان أبان علم أشياء من القضاء من أبيه عثمان.
أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن منصور بن هبة اللّه الموصلي، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، قال: قرأت على الحارث بن مسكين، أخبركم ابن وهب قال: و قال مالك: حدّثني عبد اللّه بن أبي وهب بن محمّد بن عمرو بن حزم، أن أبا بكر بن عمرو بن حزم كان يتعلم القضاء من أبان بن عثمان. قال مالك: و كان أبان بن عثمان قد تعلم أشياء من أمر القضاء من أبيه عثمان بن عفان.
ص: 152
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق، أنا عمر بن أيّوب السقطي، نا أبو معمّر، نا أبو علقمة الفروي، حدّثني عمي عبد الحكم بن أبي فروة، قال: قال عمرو بن شعيب: ما رأيت أحدا أعلم بحديث و لا فقه من أبان بن عثمان.
أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد (1) المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه في كتبهم، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد المروزي، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم ح.
و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، قالا: أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن عبد اللّه المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان، قال: كان فقهاء أهل المدينة عشرة، قلت ليحيى: عدّهم قال: سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و القاسم بن سالم، و عروة بن الزبير، و سليمان بن يسار، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و قبيصة بن ذؤيب، و أبان بن عثمان - و زاد أبو نعيم: و خارجة بن زيد بن ثابت.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن (2) الفهم، نا محمّد بن سعد ح.
و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا ابن سعد.
أنا محمّد بن عمر، نا مالك بن أبي الرّجال (3)،عن سليمان بن عبد الرّحمن بن خبّاب (4)،قال: أدركت رجالا من المهاجرين و رجالا من الأنصار من التابعين يفتون بالبلد، فأمّا المهاجرون: فسعيد بن المسيّب، و سليمان بن يسار، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام. انتهت رواية ابن أبي الدنيا. و زاد ابن الفهم:
ص: 153
و أبان بن عثمان [بن عفان] (1)،و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و عروة بن الزبير، و القاسم (2)و سالم (3).و من الأنصار: خارجة بن زيد بن ثابت، و محمود بن لبيد، و عمر بن خلدة (4) الزرقي، و أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم (5)،و أبو أمامة بن سهل بن حنيف.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن علي بن محمّد - أبو سعد الرّستمي - و أبو بكر بن اللالكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم، قال: سمعت علي بن عبد اللّه يقول: لم يكن من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحد له أصحاب حفظوا عنه و قاموا بقوله في الفقه إلاّ ثلاثة: زيد و عبد اللّه و ابن عباس. فأعلم الناس يزيد (6)،و قوله العشرة:
سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و عروة بن الزبير، و أبو بكر بن عبد الرّحمن، و خارجة بن زيد بن ثابت، و سليمان بن يسار، و أبان بن عثمان، و قبيصة بن ذؤيب. و ذكر آخر. فكان الناس أعلم بقولهم، و حديثهم ابن شهاب، ثم بعده مالك بن أنس، ثم بعد مالك عبد الرّحمن بن مهدي (7).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح المعدل، أنا محمّد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح بن أبي عبد اللّه، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: أبان بن عثمان بن عفان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر
ص: 154
و محمّد بن الحسن و أحمد بن محمّد العتيقي ح.
و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسن بن جعفر، قالوا: نا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي قال (1):أبان بن عثمان بن عفان مدني تابعي ثقة، من كبار التابعين.
أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعيد الزّهري، قال: قال أبي: ثم حجّ أبان بن عثمان على الناس سنة ست و سبعين، ثم حجّ أبان بن عثمان على الناس سنة سبع و سبعين، ثم حجّ أبان بن عثمان على الناس سنة تسع و سبعين، و حجّ بالناس أبان بن عثمان سنة ثمانين، و حجّ أبان بن عثمان سنة اثنتين و ثمانين، و حج أبان بن عثمان بالناس سنة ثلاث و ثمانين، و نزع أبان من المدينة في جمادى الآخرة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال:
سنة ست (2) و سبعين أقام الحج أبان بن عثمان، و سنة سبع و سبعين أقام الحج أبان بن عثمان، و في سنة تسع و سبعين أقام الحج أبان بن عثمان، و سنة ثمانين أقام الحج أبان بن عثمان، و قال: سنة اثنتين و ثمانين أقام الحجّ أبان بن عثمان بن عفان (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و حج عامئذ - يعني سنة ست و سبعين - أبان بن عثمان قال: و حج بالناس عامئذ - يعني سنة سبع و سبعين - أبان بن عثمان، و هو أمير المدينة قال: و حجّ بالناس - يعني سنة تسع و سبعين - أبان بن عثمان، و حج عامئذ - يعني سنة اثنتين (4) و ثمانين - أبان بن عثمان، و فيها يعني ثلاث و ثمانين نزع أبان بن
ص: 155
عثمان عن أهل المدينة و أمّر هشام بن إسماعيل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي ح.
و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ.
قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن عبيد اللّه الطناجيري، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي الأنصاري، نا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش، قال: حجّ بالناس أبان بن عثمان سنة ست و سبعين، و سنة سبع و سبعين، ثم حج الوليد بن عبد الملك سنة ثمان و سبعين، ثم حج بالناس أبان بن عثمان سنة تسع و سبعين و سنة ثمانين (1)،ثم حج بالناس سليمان بن عبد الملك سنة إحدى و ثمانين، و حجّ بالناس أبان بن عثمان سنة اثنتين و ثمانين (2).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال (3):قال محمّد بن عمر: أصاب الفالج أبانا (4) سنة قبل أن يموت، و يقال بالمدينة فالج أبان لشدّته.
و أخبرنا محمّد بن عمر، عن خارجة بن الحارث، قال (5):كان بأبان وضح كثير، فكان يخضب مواضعه من يده و لا يخضبه في وجهه.
قال محمّد بن عمر: و كان به صمم شديد.
قال (6):و أنا محمّد بن عمر، أنا معن بن عيسى، نا بلال بن أبي مسلم، قال:
رأيت أبان بن عثمان بين عينيه أثر السّجود قليلا.
ص: 156
قال (1) محمّد بن عمر: كانت ولاية أبان على المدينة سبع سنين و حج بالناس فيها سنتين.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (2)،أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن أبي اليسع، نا محمّد بن الحارث، نا المدائني، قال: حج معاوية بن أبي سفيان فأوصى مروان بن الحكم بأبان بن عثمان بن عفان، ثم قدم فسأل أبان عن مروان فقال: أساء إذني و باعد مجلسي فقال معاوية: تقول ذلك في وجهه قال: نعم، فلما أخذ معاوية مجلسه و عنده مروان قال لأبان: كيف رأيت أبا عبد الملك قال: قرب مجلسي و أحسن إذني، فلما قام مروان قال: أ لم تقل في مروان غير هذا؟ قال: بلى، و لكن ميزت بين حلمك و جهله فرأيت أن أحمل على حلمك أحبّ إليّ من أن أتعرض لجهله، فسرّ بذلك معاوية و جزاه خيرا و لم يزل يشكر قوله.
قرأت على أبي منصور بن خيرون، عن أبي محمّد الجوهري، و أبي جعفر بن المسلّمة، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى قال: أبان بن عثمان بن عفان خطب إلى معاوية ابنته فقال: إنما هما ابنتان فأحداهما عند أخيك عمرو و الأخرى عند عبد اللّه بن عامر فتولى أبان يقول:
تربّص بهند أن يموت ابن عامر *** و رملة يوما أن يطلّقها عمرو
فإن صدقت أمنيتي كنت مالكا *** لاحداهما إن طال بي و بها العمر
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال: و في ولاية يزيد بن عبد الملك مات أبان بن عثمان.
و ذكر خليفة أن يزيد ولي سنة إحدى و مائة و مات سنة خمس و مائة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري،
ص: 157
قال: قال خالد بن مخلد: حدّثني الحكم بن الصّلت المؤذن، نا أبو الزناد، قال: مات أبان بن عثمان قبل عبد الملك بن مروان.
كذا قال (1)،و المحفوظ في وفاته ما تقدم. و اللّه تعالى أعلم.
343 - أبان بن علي (2)
حكى عن أبي [علي] (3) صالح بن خليفة الكوفي.
حكى عنه أحمد بن محمّد التّستري (4).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري (5)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه (6)الشيرازي، نا أبو العلاء أحمد بن محمّد الزجاج. قال: سمعت أحمد بن محمّد التستري، قال: سمعت أبان بن علي الدّمشقي يقول: سمعت صالح بن خليفة أبا علي الكوفي قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنّ فجّار القراء اتخذوا سلما إلى الدنيا فقالوا: ندخل على الأمراء نفرج عن مكروب و نكلم في محبوس.
روى ابن باكويه عن أبي العلاء هذا في موضع آخر فكناه أبا العباس. و اللّه تعالى أعلم.
ابن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي
أخو عبد الملك، كان أميرا على البلقاء (7)،و كان له ابن اسمه عبد العزيز بن
ص: 158
أبان، أعقب جماعة أولاد. له ذكر، و إليه تنسب أرض أبان التي بحذاء الداودية شام الأرزة من إقليم بيت لهيا.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلّمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار في تسمية ولد مروان قال: و أبان، و ذكر غيره ثم قال: و أمّهم أمّ أبان بنت عثمان، و هي التي تشبب بها عبد الرّحمن بن الحكم فقال:
وا كبدا من غير جوع و لا ظمأ *** و وا كبدا من حبّ أمّ أبان
حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني عبد الرّحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن رجاء بن حيوة أنه سمع قبيصة بن ذؤيب يقول: فعل ذلك أمير المؤمنين عبد الملك، فأخبرته أن الذي يهدي إذا كان في أهله لا يجتنب شيئا، فانتهى. قال محمّد: قال قبيصة: و حدّث أبان بن مروان، و هو يريد أن يفعل ذلك فنهيته، فانتهى.
قال و نا محمّد بن يحيى، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزّهري، أخبرني رجاء بن حيوة أنه سمع قبيصة يقول: فعل ذلك عبد الملك فأخبرته أن السنّة أن لا يجتنب شيئا منها، فانتهى. قال قبيصة: و حدّثت أن أبان بن مروان يريد أن يفعل ذلك فنهيته، فانتهى.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح البصري، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه (1) قال: سألت أبا مسهر عن ولد مروان ؟ فقال:
عبد اللّه و أبان و عثمان و داود.
قرأت على أبي غالب عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم الفقيه، نا محمّد بن سعد (2) قال: فولد
ص: 159
مروان بن الحكم:[و] (1) أبان بن مروان، و عبيد اللّه و عبد اللّه درج، و أيّوب و عثمان و داود و رملة و أمّهم أمّ أبان بنت عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أميّة و أمّها رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ .
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي (2)
له ذكر، و كان له عقب.
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة (3)
كان مع عمّه سليمان بن هشام حين هرب من مروان بن محمّد، ثمّ دخل أبان إلى خراسان و بايع عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر. و يقال إن أمّه امرأة من تيم، و هو شقيق عبيد اللّه بن معاوية قتلته المسودة هو و ابنين له بناحية المشرق.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلّمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال: و من ولد هشام بن عبد الملك: أبان بن معاوية بن هشام و كان فارسا، لأم ولد.
و ذكر أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي العبشمي: أن اسم أمّه و أم أخيه عبد الرّحمن بن معاوية راح البربرية.
أبو يحيى القرشي
سمع معاوية و ابن عباس عند معاوية.
روى عنه الوليد بن هشام المعيطي، و الزهري، و أبو خداش عبد الرّحمن بن
ص: 160
طلحة بن يزيد بن عمرو بن الأهيم (1) التميمي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،حدّثني محمّد بن خالد بن العباس، نا الوليد، حدّثني أبو عبد اللّه، عن الوليد بن هشام المعيطي، عن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال: قدم عبد اللّه بن عباس على معاوية - و أنا حاضر - فأجازه فأحسن جائزته ثم قال: يا أبا العباس هل يكون لكم دولة ؟ قال: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: لتخبرني، قال: نعم، قال: فمن أنصاركم ؟ قال: أهل خراسان، و لبني أميّة من بني هاشم نطحات (3).
أبو عبد اللّه هو نافع مولى بني أميّة دمشقي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: أبان بن الوليد بن عقبة أبو يحيى.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة الدّمشقي: في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام: أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط . روى عنه الوليد بن هشام المعيطي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نا ابن عائذ، قال:
و في سنة ست و سبعين غزا محمّد بن مروان الصائفة و خرجت فيه الرّوم إلى الأعماق في جمادى الأولى، فلقيه أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط - و اسمه أبان بن أبي عمرو - و دينار بن دينار فهزمهم اللّه.
ص: 161
ابن معاوية بن هشام
ابن عقبة بن أبي معيط
و اسمه أبان بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس
روى عن الزهري.
أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتّاب بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال:
سمعت أبا الحسن محمّد بن إبراهيم بن سميع قال في الطبقة الرّابعة: يعيش بن الوليد المعيطي دمشقي، و أخوه أبان بن الوليد بن هشام.
في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو زكريا بن مندة إجازة، أنا عمي أبو القاسم.
و أنبأنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبو طاهر الهمداني، أنا علي بن محمّد الفأفاء، أنا ابن أبي حاتم قال (1):أبان بن الوليد المعيطي مجهول الدار، يحدث عن الزهري، سمعت أبي يقول ذلك.
349 - أبان بن يزيد بن قيس بن الخطيم (2)
- و اسمه ثابت بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر -
و هو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس
الأنصاري المدني
اجتاز بدمشق غازيا مع مسلمة بن عبد الملك و قتل بأرض الرّوم. له ذكر.
أنبأنا أبو منصور بن خيرون و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسين بن محمّد
ص: 162
الرّافعي - إجازة - أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، أنا أحمد بن سعيد بن شاهين، أنا مصعب بن عبد اللّه الزبيري عن (1) عبد اللّه بن محمّد بن عمّارة بن القداح، قال: و ولد كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس و هو ظفر: أربعة نفر: سوادا و عبد رزاح و الهيثم و مرّا فولد سواد بن كعب ثلاثة نفر: عامرا و عمرا و مالكا، و ولد عمرو بن سواد بن ظفر عديا، فولد عدي بن عمرو الخطيم، و اسمه ثابت، فولد الخطيم بن عدي قيس بن الخطيم الشاعر، و من ولده يزيد بن قيس و به كان يكنى، شهد أحدا و المشاهد بعدها و قتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا، و من ولده عدي بن أبان بن يزيد بن قيس بن الخطيم مات على فراشه، و قتل أبان بأرض الروم مع مسلمة في سنة مسلمة الأولى، و قتل يزيد يوم جسر أبي عبيد (2).
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص
ابن أخي مروان بن محمّد، و زوج ابنته كان على حرّان عاملا لعمه مروان، فلمّا قدم عبد اللّه بن علي الجزيرة لقيه أبان بن يزيد مسوّدا و متابعا له فأمّنه.
ص: 163
و هو تارخ بن ناحور بن شاروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلح بن خنوخ، و هو إدريس بن يارد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم (1).خليل الرّحمن، يكنى أبا الضيفان. قيل: إن أمّه كانت تخبئه في كهف في جبل بقرية برزة (2) في الموضع الذي يعرف بمقام إبراهيم اليوم.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد (3)،أنا تمام بن محمّد الرازي، أنا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمّارة، نا أبي، نا محمّد بن إبراهيم، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن ابن عباس أنه ولد إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم بغوطة دمشق في قرية يقال لها برزة في جبل يقال له قاسيون. كذا في هذه الرواية، و الصحيح أن إبراهيم ولد بكوثى (4) من إقليم بابل أرض العراق و إنما نسب إليه هذا المقام لأنه صلّى فيه إذ جاء معينا للوط النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سيأتي ذكر ذلك في ترجمة لوط .
ص: 164
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية (1)،أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (2)، أنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال: أوّل نبيّ [بعث] (3) إدريس و هو خنوخ بن يارد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، ثم نوح بن لمك بن متوشلح بن خنوخ و هو إدريس، ثم إبراهيم بن تارح بن ناحور بن شاروغ (4) بن أرغو (5) بن فالغ (6) بن عابر بن شالخ (7) بن أرفخشد بن سام بن نوح.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد، قال: آزر صنم و ليس بأبيه. كذا قال مجاهد، و الصحيح ما تقدم.
و قد أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (8)،أنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبيه و غيره قال: هو إبراهيم بن آزر و كذلك هو في القرآن، و في التوراة إبراهيم بن تارح، و بعضهم يقول آزر بن تارح بن ناخور (9) بن شاروغ (10)،و يقال شروع (11) بن أرغو، و يقال أرعو (12) بن فالع، و يقال فالج (13) بن
ص: 165
عامر بن شالح، و يقال شالخ (1) بن أرفخشد بن سام بن نوح النبي بن لمك بن متوشلخ (2)،و يقال متوشلخ بن خنوخ و هو إدريس النبيّ بن يرد، و هو اليارد، و يقال اليارذ (3) بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث، و يقال شيث و هو هبة اللّه بن آدم (4).
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عبد اللّه البخاري و أبو سهل الحفصي، قالا:
أنا أبو الهيثم محمّد بن المكي بن محمّد ح.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد العيّار (5)،أنا أبو علي محمّد بن عمر بن شبّويه (6)،قالا: أنا محمّد بن يوسف الفهري، أنا أبو عبد اللّه البخاري، نا إسماعيل بن عبد اللّه، نا أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة و على وجه آزر قترة و غبرة فيقول له إبراهيم: أ لم أقل لك لا تعصني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصينك (7)،فيقول إبراهيم: يا ربّ إنك وعدتني ألا تخزني يوم يبعثون، فأيّ خزي أخزى من أبي الأبعد، فيقول اللّه تعالى إنّي حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟ فينظر! فإذا هو بذبح ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار» (8)[1442].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، نا معتمر ح.
قال: و أنا أبو يعلى، نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، نا معتمر ح.
ص: 166
قال: و أنا أبو يعلى، قال: و نا عاصم بن محمّد بن النضر الأحول - و نسخته من نسخة عاصم - نا المعتمر ح.
و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عاصم، نا معتمر، قال: سمعت أبي قال: نا قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ليأخذن رجل بيد أبيه يوم القيامة فليقطعنه نارا»- و في حديث ابن المقرئ[«فتقتطعه النار» و قالا:- يريد أن يدخل الجنة. قال: فينادي: إن الجنة لا يدخلها مشرك، إن اللّه - و في حديث ابن المقرئ (1):] ألا إن اللّه - قد حرّم الجنة على كل مشرك. قال: فيقول: أي ربّ - زاد ابن حمدان: أبي - قال: و قالا - فيحول في صورة قبيحة و ريحة منتنة. قال:
فيتركه[1443].
قال: فكان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يرون أنه إبراهيم، و لم يزدهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على هذا.
- و قال ابن حمدان: على ذلك-.
أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن الكلابي و أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسن الأنصاري - إجازة - قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق و أبو بكر أحمد بن السندي الحداد، قالا: نا الحسن بن علي العطار، أنا إسماعيل بن عيسى، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي، قال (2):و كان من قصة إبراهيم و نمروذ: أن نمروذ لما أحكم أمر ملكه و ساس أمر الناس، و أذعن له الناس، و وطّنوا أنفسهم، فأخبر أنه يولد في مملكته مولود ينازعك في ملكك و يكون سلب ملكك على يديه، قال: فدعا خيار قومه سنة رهط ، فلم يترك في الرئاسة و العظم و الصّوت أحدا إلاّ اختار منهم أفضلهم، و كان سادسهم آزر أبو إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم و هو تارح، ثم ولّى كلّ رجل منهم خصلة من تلك الخصال التي كان أسّس أمر ملكه عليها، و ضمنها إيّاه و ارتهن بها رقبته إن هي ضاعت، أو فسدت
ص: 167
أو تغيّرت، و قال لأولئك الرهط الستة: أيّها القوم إنكم خيار قومي و رؤساؤهم و عظماؤهم، و إني لم أزل منذ سست أمر ملكي، و أهل مملكتي، و هممت بما هممت به فيهم أعدكم و أختاركم، و أفتنكم و انظر في أموركم، فلم يزدد في ذلك رأيي إلاّ قوة و فضلا على من سواكم، و قد دعاني إلى أن استعين بكم و أشاوركم، و إني سست أمر الملك و الناس على سبع خصال. و قد ولّيت كل واحد منكم خصلة من تلك الخصال، نفسه بها مرتهنة عندي إن لم يحكمه أو يحكم أمر أهلها، فانطلقوا، فاقترعوا عليهن فما صار لكل رجل منكم في قرعته فهو و اليها و ولي أهلها، و أنا له عليها و على أهلها عون و وزير.
إني سست أمر الملك و طنت الناس على أنه لا يعبد إلاّ إلهي، و على أنه لا سنّة إلاّ سنّتي، و على أنه لا أحد أولى نفسه (1) و ماله مني، و على أنه لا أحد أخوف فيهم و لا أطوع عندهم مني، و على أنهم يد واحدة على عدوهم، و على أنهم خولي و عبيدي أحكم فيهم برأيي و محبتي، و على أنه قد بلغني أنه يولد في [هذا] (2) الزمان مولود فيكاثرني و يخلعني و يرغب عن ملتي، و يغلبني و يقهرني، فأنا سابقكم في هذه الخصلة، و أنا و أنتم و جميع أهل مملكتي كنفس واحدة في طلبه و هلاكه و محاربته، فمن ظفر به فله على ما احتكم، و ما تمنى. فانطلقوا فأقرعوا ثم أعلموني ما ذا صار في قرعة كل رجل منكم لكي أعرفه باسمه و أعرف ما صار إليه. فلما أقرعوا لطف اللّه بما أراد من كرامة خليله عليه الصّلاة و السلام، و لما أراد من فلجه و إظهاره، فصار في قرعة أبيه الآلهة التي يعبدها الناس، فلا يعبد أحد من الناس صنما لا الملك و لا غيره إلاّ صنما عليه طابع آزر أبي إبراهيم، فأحكم ذلك، و قوي عليه، و صار أمينهم في أنفسهم على ذلك، لا يعدلون به و لا يتهمونه و لا يرونه منه خلفا إن هو هلك. و قال: و كان ذلك لطفا من اللّه بخليله إبراهيم فلما حملت به أمّه و كانت أمّه تسمى أميلة (3) قالت لأبيه آزر: لوددت أني قد وضعت ما في بطني، فكان غلاما فحملته أنا و أنت حتى نضعه بين يدي الملك، و هو
ص: 168
يرى فنتولى ذبحه أنا و أنت فتشتد يده و رجله و تسخط أنت، فإن الملك أهل ذلك منا في إحسانه إلينا و ائتمانه إيانا و تشريفه و رفعته لنا. و متى يراك تفعل ذلك قدامه تزدد عنده رفعة و محبة و قربة و منزلة، و عليك كرامة و عنده أمانة و لنا تعظيما. و كان ذلك من أم إبراهيم مكيدة و حيلة و خديعة حدثت (1) بها زوجها، لما قام به في نفسها من كتمان إبراهيم إذا هي ولدته و إخفائه و الحيلة به، فصدّقها آزر و أمنها، و ظن أن الأمر على ما قالت. فلما حضر شهرها الذي تلد فيه (2) قالت لزوجها: إني قد أشفقت من حملي هذا إشفاقا لم أشفقه من حمل كان قبله، و قد خشيت أن تكون فيه منيتي، و قد وطنت نفسي فيه على الموت، و قد أصبحت أنتظر و لست أدري متى يبغتني و أنا أرغب إليك بحق صحبتي إياك و يميني عليك، و تعظيمي لحقّك، أن تنطلق إلى الإله الأعظم الذي يعبده الملك و عظماء قومه فيشفع لي بالسّلامة و الخلاص و تعتكف عليه حتى يبلغك أني قد سلمت و تخلّصت، فإن الرسل تجري فيما بيني و بينك، فإذا بلغتك السلامة رجعت إلى أهلك و هم سالمون و أنت محمود. قال لها آزر: لقد طلبت أمرا جميلا واجبا لك حقّه عليّ ، و إنه فيما بيني و بينك و في حقك و حق خدمتك و صحبتك يسير، و كانت أم إبراهيم تريد حين تلده و زوجها غائب أن تحفر له نفقا تحت الأرض تغيبه فيه، فإذا رجع زوجها من عكافته أخبرته أنه قد مات و دفن، و كانت عنده أمينة مصدقة لا يتهمها و لا يكذبها، فانطلق الرّجل حيث أمرته فاعتكف أربعين ليلة. و ولد إبراهيم عليه السّلام ساعة قفا أبوه، و كتمته أمّه و تمكنت في أربعين ليلة من الذي أرادت من حاجتها كلها لطفا من اللّه لإبراهيم، و كرامة و نجاة ممّا أرادته الكيد و العداوة. و خرج الرّسول من أمّه إلى أبيه بما يجد من الوجع و المشقة حتى إذا فرغت ممّا أرادت و انصرف إليها زوجها، فأخبرته أنها ولدت غلاما به عاهة شديدة ثم مات، فاستحيت أن تطلع النّاس على ما به فكتمت من أجل ذلك، حتى قبرته فصدّقها زوجها، و جعلت تختلف إلى إبراهيم فتدخل إليه بالعشية، و كان جلّ ما يعيش به اللبن لأنه كان لا يكون مولود ذكر إلاّ ذبح، فكانت تستحلب له النساء اللاتي ذبح أولادهن، فتجد من ذلك ما شاءت فسقته ألبان حولين كاملين توجره إياه، فعاش بذلك عيشا حسنا، و صلح عليه جسمه. فلما بلغ الفطام فصلته
ص: 169
من ذلك اللبن، و كان إبراهيم سريع الشباب لما أراد اللّه به، فلما كان ابن ثلاث عشرة (1)سنة و هو في السرب أخرجته أمّه منه، ثم أبرزته. فلم يشعر به أبوه حتى نظر إليه قاعدا في بيته، فلما نظر إليه قال لامرأته: من هذا الغلام الذي أخطأه الذبح ؟ فإني أعلم أنه لم يولد إلاّ بعد ما أمر الملك بذبح الولدان فكيف خفي مكان هذا الغلام على الطلب و الحفظة حتى بلغ مبلغه هذا؟ فلما همّ أن يبطش به، قالت له امرأته: على رسلك حتى أخبرك خبر هذا الغلام، اعلم أنه ابنك الذي ولد ليالي كنت معتكفا فكتمته عنك في نفق تحت الأرض حتى بلغ هذا المبلغ، فقال لها زوجها: و ما الذي حملك على أن خنتيني، و خنت نفسك، و خنت الملك، و أنزلت بنا أمر البلاء ما لا قبل لنا به بعد العافية و الكرامة و رفع المنزلة على جميع قومنا؟ قالت: لا يهمنك هذا، فعندي المخرج من ذلك، و أنا ضامنة لك أن تزداد به عند الملك كرامة و رفعة و أمانة و نصيحة، و إنما فعلت الذي فعلت نظرا لي و لك و لابنك و لعامة الناس ما أضمرت في نفسي يوم كتمت هذا الغلام و قلت:
أكتمه حتى يكون رجلا، فإن كان هو عدو الملك و بغيته التي يطلب قدناه حتى نضعه في يده، ثم قلنا له: دونك أيّها الملك عدوك قد أمكنك اللّه منه، و قطع اللّه عنك الهمّ و الحزن، فارحم الناس في أولادهم، فقد أفنيت خولك و أهل مملكتك، و إن لم يكن هو بغية الملك و عدوّه فلم اذبح ابني باطلا مع ما قد ذبح من الولدان قال لها أبوه: ما أظنك إلاّ قد أصبت الرأي، فكيف لنا بأن نعلم أنه عدو الملك أو غيره ؟ قالت نحبسه و نكتمه و نعرض عليه دين الملك و ملّته فإن هو أجابك إلى ذلك كان رجلا من الناس ليس عليه قتل، و إن عصانا و لم يدخل في ملّتنا علمنا علمه فأسلمناه للقتل، فلما قالت له هذا رضي به، و رأى أنه الرأي و ألقى اللّه تعالى في نفسه الرّحمة و المحبة لابراهيم. و زيّنه في عينه، و كان لا يعدل به أحدا من ولده، إذا ذكر أنه يصير إلى القتل يشتد وجده عليه، و بكى من رحمته.
و كانت أمّ إبراهيم واثقة بأنه إن كان هو عدو القوم فليس أحد من أهل الأرض يطيقه و لا يقتله، و رأت أنه [متى] (2) ما ينصر عليهم تكون في ذلك نجاتها و نجاة من كان من إبراهيم بسبيل. فشجعها ما كانت ترجو لإبراهيم من نصرة اللّه له على خلاف نمرود
ص: 170
و معصيته، و ذلك أوثق الأمر في نفسها، فكان نمروذ يخبر الناس قبل أن يولد إبراهيم أنه سيأتي نبي يغلبه و يظهر عليه، و يرغب عن ملّته و يخلع دينه و سلطانه، فذلك الذي شدّ لأم إبراهيم رأيها فيما ارتكبت من خلاف نمروذ و أهل ملته في إبراهيم. و كان أبوه من شدة ما يجده من الرّحمة يكتمه جهده، و يوصي بذلك أمّه و يقول لها: ارفقي بابنك، و لا تعرضيه لشيء من أمر الملك هذا، فإنه غلام حديث السن لم يجتمع له رأيه و لا عقله بعد، فإذا بلغ السن و احتنك فحينئذ نفتشه، و ذلك منه تربص رجاء أن يحدث حادث يكون لابراهيم فيه عافية أو مخرج لما يجد أبوه من المحبة و الرحمة و المفة (1) و الزينة التي زيّنه اللّه بها في عينه. ثم خلع إبراهيم ذلك كله و نابذهم في اللّه على سواء، فلم ير فيه (2) شيئا و لم يأخذه في اللّه هوادة، و لم يخف في اللّه لومة لائم.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نا أبو محمّد حارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (3)،أنا هشام بن محمّد بن السّائب الكلبي، عن أبيه قال: كان أبو إبراهيم من أهل حران فأصابته سنة فأتى هرمز جرد و معه امرأته أمّ إبراهيم و اسمها نونا (4)بنت كرنبا بن كوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح.
فأخبرنا محمّد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم قال: اسمها أبيونا، من ولد أفرايم (5) بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.
قال (6):و أنا هشام بن محمّد عن أبيه قال: نهر كوثى كراه كرنبا جد إبراهيم من قبل أمّه، و كان أبوه على أصنام الملك نمروذ، فولد إبراهيم بهرمزجرد، و كان اسمه إبراهيم، ثم انتقل إلى كوثى من أرض بابل، فلمّا بلغ إبراهيم و خالف قومه و دعاهم إلى عبادة [اللّه] (7) بلغ ذلك الملك نمروذ فحبسه، في السجن بضع (8) سنين، ثم بنى له الحير
ص: 171
بحصى، و أوقده بالحطب الجزل، و ألقى إبراهيم فيه، فقال: حسبي اللّه و نعم الوكيل! فخرج منها سليما لم يكلم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، حدّثني محمّد بن حمّاد الطبراني، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمّر، عن قتادة في قوله تبارك و تعالى: وَ كَذٰلِكَ نُرِي إِبْرٰاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ (1) قال خشي إبراهيم من جبّار من الجبابرة فجعل اللّه له تبارك و تعالى رزقا في أصابعه، فكان إذا مصّ أصابعه وجد فيها رزقا. فلما خرج أراه اللّه تبارك و تعالى ملكوت السّماوات و الأرض، فكان ملكوت السّماوات الشمس و القمر و النجوم، و ملكوت الأرض الجبال و الشجر و البحار.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن بطّة (2) الأصبهاني، نا الحسن بن الجهم، نا الحسين بن الفرج، نا محمّد بن محمّد بن عمر الواقدي، قال: يقول اللّه عز و جل: وَ قُرُوناً بَيْنَ ذٰلِكَ كَثِيراً (3) فكان بين نوح و آدم عشرة قرون، و بين إبراهيم و نوح عشرة قرون، فولد إبراهيم خليل الرّحمن على رأس ألفي سنة من خلق آدم.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلّمة، أنا أبو طاهر المخلّصي، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، حدّثني الزبير بن بكار، قال: و حدثني - يعني إبراهيم بن المنذر بن إسحاق بن عيسى البصري - ابن بنت داود بن أبي هند، حدّثني عامر بن يساف اليمامي، عن أيّوب بن عتبة قاضي اليمامة قال: كان بين آدم و نوح عشرة آباء فذلك ألف سنة، و كان بين نوح و إبراهيم عشرة آباء و ذلك ألف سنة؛ و كان بين إبراهيم و موسى سبعة آباء و لم يسم السنين، و كان بين موسى و عيسى ألف و خمسمائة سنة، و كان بين عيسى و محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم جميعا ستمائة سنة؛ و هي الفترة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن
ص: 172
الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن الضحاك، عن أبيه، قال: سمعت وهب بن منبّه كان يقول: بين آدم و نوح عشرة آباء و بين إبراهيم و نوح عشرة آباء.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا سفيان (2) بن سعيد، عن أبيه، عن عكرمة، قال: كان إبراهيم خليل الرّحمن يكنى أبا الأضياف.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن محمّد بن أحمد بن بالوية (3)،و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن بن السقّا، قالا: نا أبو العباس الأصم قال: سمعت عباس بن محمّد الدوري، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، قال: كان إبراهيم خليل الرّحمن يدعى أبا الضيفان.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي ح.
و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري، قالوا: أنا طرّاد بن محمّد الزينبي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو عبد اللّه العجلي، نا أبو أسامة، نا سفيان الثوري، عن أبيه، عن عكرمة قال: كان إبراهيم يكنى أبا الضيفان و كان لقصره أربعة أبواب.
قال أبو أسامة: فزادني معلى بن خالد، عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة: لكيلا يفوته أخذ (4).
و سقط ذكر أبي عبد اللّه البجلي من حديث إسماعيل بن محمّد.
ص: 173
أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي المصري، أنا محمّد بن أبي مسعود، و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عقبة ح.
و أخبرنا أبو الفضل محمّد و أبو عاصم الفضل ابنا إسماعيل بن الفضل، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الجرباذقاني (1)،و أبو الفضل الضحّاك بن أبي سعد، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل المؤذن، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد، و أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عبد الرّحيم بن أبي أحمد الدارمي، و أبو محمّد عبد الجليل بن منصور بن إسماعيل الفامي، و أبو سعيد أحمد بن إسماعيل بن أحمد الهرويون، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، و أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن علي بن البلخي، و أبو منصور محمّد بن إسماعيل بن سعيد اليعقوبي - بهراة - و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي، و أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرّحمن الحجري البوشنجيان - بها - و أبو علي الحسن بن محمّد بن أحمد - بنيسابور - و القاضي أبو نصر زهير بن علي بن زهير بن الحسن السرخسي - بميهنة (2)-قالوا: أنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عفيف بن علي المعروف بكلار (3) البوشنجي، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، أنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا إبراهيم بن حكيم، نا قرّة بن حبيب الغنوي، نا شعبة، عن ابن عون، عن مجاهد، قال: قلت لابن عباس سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر الدّجال ؟ قال: لا، و لكنه قال:
«أما إبراهيم فأشبه الناس به صاحبكم، و أمّا موسى فأدم جعد»[1444].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا أحمد بن منصور الزاج و محمّد بن عمر، قالا: نا النّضر بن شميل، أنا ابن عون، عن مجاهد ح.
قال: و أنا أحمد بن محمّد بن الحسن بن يحيى، و أبو الأزهر، قالا: نا روح بن عبادة (4)،نا ابن عون، عن مجاهد، قال: كنت جالسا عند ابن عباس فذكروا الدجال
ص: 174
فقال: ما تقولون ؟ قال: يقولون إنه مكتوب بين عينيه ك ف ر قال: لم أسمع، و لكنه قال - يعني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم-: «أمّا إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم، و أمّا موسى فرجل أدم جعد على جمل (1) أخضر (2) مخطوم بخلبة (3)،كأني انظر إليه قد انحدر في الوادي يلبّي»[1445].
قال: و أنا أبو حامد بن الشرقي و مكي بن عبدان، قالا: نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرّزّاق، أنا معمّر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وصف لأصحابه ليلة أسري به إبراهيم و موسى و عيسى:
قال:«أمّا إبراهيم فلم أر رجلا أشبه بصاحبكم، منه» أو قال: أنا أشبه ولده به.
و أمّا موسى فرجل أدم طوال جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة.
و أمّا عيسى فرجل أحمر بين الطويل و القصير سبط الشعر كثير خيلان الوجه، كأنه خرج من ديماس - يعني الحمّام - تخال رأسه يقطر ماء، و أشبه من رأيت به عروة بن مسعود»[1446].
أخبرنا أبو الأعز فراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي (4)،نا محمّد بن صالح بن ذريح، نا مسروق بن المرزبان، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني أبو أيّوب الأفريقي، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أريت الأنبياء فأنا أشبه إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم»[1447].
أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد بن البغدادي، قالت: أنا سعيد بن أحمد العيّار (5)،أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن أحمد الصيرفي، أنا أبو العباس السرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عمرو بن سيار، قال: سمعت
ص: 175
عبد اللّه بن محيريز يقول: كان تجارة إبراهيم البز.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن النّرسي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن رأس البغل العباسي، و أبو المتنبي دارم بن محمّد بن زيد النهشلي، قالا: أنا أبو الطّيّب محمّد بن الحسين بن النّخّاس (1) التيملي (2)،نا أبو محمّد عبد اللّه بن زيدان بن يزيد البجلي، نا هارون بن إسحاق، نا المحاربي، عن إسماعيل بن عياش، حدّثني يعقوب بن محمّد بن طحلا، قال: كنا نبيع البز فيمر بنا إسحاق بن يسار - مولى قيس بن مخرمة - فيقول لنا: أكرموا تجارتكم فإن أباكم إبراهيم كان بزّازا.
قال: و أنا ابن زيدان، نا حسن بن عفان، نا عثمان بن عبد الرّحمن، عن إبراهيم بن محمّد الأسلمي، قال: كان إبراهيم خليل الرّحمن عليه السّلام بزّازا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريّا بن أبي إسحاق، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا عبد اللّه بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله عز و جل:
وَ كَذٰلِكَ نُرِي إِبْرٰاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ يعني الشمس و القمر و النجوم لما رأى كوكبا قٰالَ : هٰذٰا رَبِّي ،حتى غاب فلما غاب قٰالَ : لاٰ أُحِبُّ الْآفِلِينَ ، فَلَمّٰا رَأَى الْقَمَرَ بٰازِغاً قٰالَ : هٰذٰا رَبِّي فَلَمّٰا أَفَلَ حتى غاب، فلما غاب قٰالَ : لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضّٰالِّينَ فَلَمّٰا رَأَى الشَّمْسَ بٰازِغَةً قٰالَ : هٰذٰا رَبِّي، هٰذٰا أَكْبَرُ حتى غابت قٰالَ : يٰا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مٰا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الآية (3).
أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا الهيثم بن جميل، نا عبد الغفور - يعني ابن عبد العزيز - أبو الصباح الواسطي، عن همّام بن كعب، قال: رأى إبراهيم
ص: 176
عليه السلام قوما يأتون النمرود الجبّار فيصيبون منه طعاما، فانطلق معهم فكلّما مرّ به رجل قال: من ربك ؟ قال: أنت ربي، و سجد له أعطاه حاجته حتى مرّ به إبراهيم عليه السّلام فقال: من ربك ؟ قال: رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قٰالَ : أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ (1)قال: فَإِنَّ اللّٰهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهٰا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ (2)فخرج و لم يعطه شيئا فعمد إبراهيم إلى تراب فملأ به وعاءه و دخل منزله و أمر أهله أن لا يحلّوه، فوضع رأسه فنام فحلّت امرأته الوعاء، فإذا أجود دقيق رأت، فخبزته و قدّمته إليه فقال لها: من أين هذا؟ قالت: سرقته من الوعاء، قال: فضحك، ثم حمد اللّه و أثنى عليه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدخيل، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي، نا الحسين بن محمّد المخرّمي، نا محمّد بن حرب الواسطي النشائي (3)،نا عبد المؤمن بن عبد اللّه العبسي، عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إن داود سأل ربّه فقال: يا رب، إنه يقال ربّ إبراهيم و إسحاق و يعقوب فاجعلني رابعهم، حتى يقال: رب داود فقال: يا داود إنك لن تبلغ ذلك، إن إبراهيم لن يعدل بي شيئا قط إلاّ آثرني عليه إذ يقول إنكم و ما تعبدون أَنْتُمْ وَ آبٰاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاّٰ رَبَّ الْعٰالَمِينَ (4)يا داود و أمّا إسحاق فإنه جاد بنفسه لي في الذّبح، و أمّا يعقوب فإني
ص: 177
ابتليته ثمانين سنة فلم يسيء بي الظنّ ساعة قط . فلن تبلغ ذلك يا داود»[1448].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد الرازي، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنا محمّد بن هارون الروياني، أنا أحمد بن عبد الرحمن، نا عمي عبد اللّه بن وهب، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم: أن إبراهيم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - فيما بلغه - مرّ على ناس يمتارون طعاما فانطلق معهم حتى قدم على ملك من الملوك يقال له نمروذ، كلما مر عليه رجل منهم يقول له نمروذ: من ربك ؟ فيقول: أنت، و يسجد له، و يأمر له بالطعام، حتى مرّ عليه إبراهيم فقال له: من ربك ؟ فقال: اَلَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ ، قٰالَ : أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ (1)إن شئت أحييتك و إن شئت أمتّك قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ : فَإِنَّ اللّٰهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهٰا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ (2)و أمرهم أن لا يعطوه شيئا، فانطلق و انطلق أصحابه الذين كانوا معه قد أعطوا الطعام غيره، حتى إذا كان قريبا من أهله قال: و اللّه لئن دخلت على أهلي و ليس معي شيء ليهلكنّ بي و ليموتنّ ، فانطلق إلى كثيب أعفر فملأ منه غرارتيه (3)، ثم انطلق حتى دخل على أهله فقال لهم: انظروا أن لا تمسوا من هاتين الغرارتين شيئا، ثمّ أمر امرأته أن تفلي رأسه فطفقت امرأته تفلي رأسه حتى رقد، فقالت امرأته: و اللّه ما عندي شيء أصنعه لابراهيم و لقد قدم نصبا، و لأسرقن من الغرارتين فلأصنعن حريرة، ففتحت الغرارتين فإذا هو أجود طعام و دقيق رثي قط ، فصنعت له حريرة. فلما استيقظ قرّبته إليه، فقال لها: من أين هذا؟ قالت: سرقته من الغرارة فضحك (4).
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، و أبو الأعز قراتكين بن الأسعد التركي، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل البندار، نا خالد بن يوسف السّمتي (5)،حدثني أبي يوسف بن خالد، نا موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لم يكذب إبراهيم عليه السلام قط إلاّ ثلاث مرات: قوله في آلهتهم فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ
ص: 178
هٰذٰا (1) و حين دعوه إلى أن يحج إلى آلهتهم فقال: إِنِّي سَقِيمٌ (2)و قوله: إن سارة أختي»[1449].
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن بن فراس (3)،أنا أبو جعفر الديبلي (4)،نا أبو عبد اللّه (5)المخزومي، نا سفيان، عن ابن جدعان، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في كلمات إبراهيم خليل الرّحمن الثلاث التي ما منها كلمة إلاّ و هو يماحل بها عن دين اللّه قال فنظرة نظرة في النجوم فقال: إِنِّي سَقِيمٌ ، قٰالَ : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا و قال للملك حين أراد امرأته هي أختي. وصله غيره عن ابن عيينة.
أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا الحسين بن إسماعيل، أنا أبو حاتم الرازي، نا عثمان بن مطيع بن إبراهيم، نا سفيان بن عيينة، عن ابن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد. رواه يعني عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«قول إبراهيم وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (6)في كذباته الثلاث: قوله: إِنِّي سَقِيمٌ ،و قوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا ،و قوله: إن سارة أختي ما منها كلمة إلاّ ما حل بها عن دين اللّه»[1450].
أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.
و أخبرتنا أمّ المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد الأعلى، نا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يأتي الناس إبراهيم عليه السلام فيقولون له: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: إني كذبت ثلاث كذبات» فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما فيها كذبة» و قال ابن حمدان:«من كذبة» إلاّ ما حل بها عن دين اللّه، قوله: فنظر نظرة في
ص: 179
النجوم فقال: إِنِّي سَقِيمٌ ،و قوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا ،و قوله لسارة: إنها أختي»[1451].
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ ح.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان قالا: أنا أبو يعلى، نا مسلم.- زاد ابن حمدان: بن أبي مسلم الجرمي - نا مخلد - زاد ابن حمدان: بن الحسين - عن هشام.
- زاد ابن حمدان: ابن حسّان - عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لم يكذب إبراهيم إلاّ ثلاث كذبات كلهن (1)في اللّه: قوله إِنِّي سَقِيمٌ ،و قوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا .
و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«خرج إبراهيم يسير في أرض جبّار من الجبابرة و معه سارة و كانت من أجمل النساء فبلغ ذلك الجبار إنّ في عملك رجلا معه امرأته (2)ما رأى الراءون أجمل منها، فأرسل إليه فأتاه فسأله: من المرأة التي معك ؟ قال: أختي، قال: فابعث بها إليّ فبعث معه رسولا فأتاها فقال: إن هذا الجبّار سألني عنك، فأخبرته أنّك أختي، و أنت أختي في الإسلام، و سألني أن أرسلك إليه، فاذهبي إليه، فإن اللّه سيمنعه منك، قال:
فذهبت إليه مع رسوله، و لما أدخلتها عليه وثب (3)إليها فحبس عنها، فقال لها: ادعي إلهك (4)الذي تعبدين أن يطلقني و لا أعود فيما تكرهين، فدعت اللّه فأطلقه، ففعل ذلك ثلاثا، ثمّ قال للذي جاء بها: أخرجها عني فإنك لم تأتني بإنسيّة إنما جئتني بشيطانة، فأخدمها هاجر، فرجعت إلى إبراهيم فاستوهبها منها فوهبتها له» (5).
قال محمّد: فهي أمّكم يا بني ماء السّماء يعني: العرب. و اللفظ لابن حمدان، و لم يسقه ابن المقرئ بتمامه، و لم يقل:«في اللّه» و لم يسم محمّد بن سيرين[1452].
ص: 180
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد، نا عبد اللّه بن شيرويه (1)،نا إسحاق بن راهويه، نا جرير، نا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: جوّع لابراهيم أسدان ثم أرسلا عليه، فجعلا يلحسانه و يسجدان له.
أخبرتنا أمّ البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا أبو كريب، نا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، حدّثني أبو الأحوص، عن عبد اللّه، قال: خرج قوم إبراهيم إلى عيد لهم فمروا عليه فقالوا: يا إبراهيم أ لا تخرج معنا؟ فقال إِنِّي سَقِيمٌ و قد كان قال قبل ذلك تَاللّٰهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنٰامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (2)فسمعه إنسان منهم. فلمّا خرجوا إلى عيدهم انطلق إلى أهله فأخذ طعاما، ثم انطلقوا إلى آلهتهم فقربه إليهم فَقٰالَ : أَ لاٰ تَأْكُلُونَ مٰا لَكُمْ لاٰ تَنْطِقُونَ فَرٰاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (3)فكسرها إِلاّٰ كَبِيراً لَهُمْ ثم ربط في يده الذي كسر به الأصنام (4) فلما رجع القوم من عيدهم، دخلوا فإذا هم بآلهتهم قد كسرت، و إذا كبيرهم في يده الفأس الذي كسر به الأصنام قٰالُوا: مَنْ فَعَلَ هٰذٰا بِآلِهَتِنٰا إِنَّهُ لَمِنَ الظّٰالِمِينَ فقال الذين سمعوا إبراهيم بالأمس يقول تَاللّٰهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنٰامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ قٰالُوا: سَمِعْنٰا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقٰالُ لَهُ إِبْرٰاهِيمُ (5)إلى قوله مٰا لَكُمْ لاٰ تَنْطِقُونَ (6)فجاهرهم إبراهيم عند ذلك فقال: أَ فَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مٰا لاٰ يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَ لاٰ يَضُرُّكُمْ إلى قومه إِنْ كُنْتُمْ فٰاعِلِينَ (7)قال فجمعوا له الحطب ثم طرحوه وسطه ثم أشعلوا النار عليه فقال اللّه: يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ (8)قال أبو إسحاق:
فسمعت سليمان بن صرد يقول: ما جاءوا ينظرون إليه إذا النار لم تصبه شيئا. قال أبو
ص: 181
لوط عند ذلك و هو عمه: أنا صرفتها عنه، فأرسل [اللّه] (1) عتقا منها فأحرقته فتركته حممة.
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن عمر، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن السندي، نا الحسن بن علوفة، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر قال: قال مقاتل و سعيد: إن أوّل من اتخذ المنجنيق نمروذ و ذلك أن إبليس جاءهم لما لم يستطيعوا أن يدنوا من النار قال: أنا أدلكم فاتّخذ لهم المنجنيق (2)و جيء بإبراهيم فخلعوا ثيابه، و شدّوا قماطه، فوضع في المنجنيق، فبكت السّماوات و الأرض و الجبال و الشمس و القمر و العرش و الكرسي و السّحاب و الريح و الملائكة كلّ يقول: يا ربّ إبراهيم، عبدك بالنار يحرق فأذن لنا في نصرته، فقالت النار و بكت: يا رب، سخرتني لبني آدم و عبدك يحرق بي، فأوحى إليهم: إن عبدي إيّاي عبد، و في حبي أوذي، إن دعاني أجبته، و إن استنصركم انصروه، فلما رمي استقبله جبريل بين المنجنيق و النار فقال: السلام عليك يا إبراهيم، أنا جبريل أ لك حاجة ؟ فقال: أمّا إليك فلا حاجة، حاجتي إلى اللّه ربي، فلما أن قذف سبقه إسرافيل فسلّط النار على قماطه و قال اللّه تعالى: يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ (3) فلو لم يخلط بالسلام لكم (4) فيها بردا و دخل جبريل و أنبت اللّه حوله روضة خضراء، و بسط له بساط من در (5)الجنة، و أتى بقميص من حلل جنة عدن فألبس و أجري عليه الرزق غدوة و عشاء.
إسرافيل عن يمينه، و جبريل عن يساره حتى رأى الملك الرؤيا، و رأى الناس الرؤيا فأكثروا القول فيه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المظفّر بن السبط ، أنا أبي أبو سعيد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الديبلي، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، قال: قال سفيان: لما وضع إبراهيم في المنجنيق جاءه جبريل عليه السلام
ص: 182
فقال له: أ لك حاجة ؟ قال: أمّا إليك فلا، ليس لي حاجة إلاّ إلى اللّه، فأوحى اللّه إلى النار لئن نلت من إبراهيم أكثر من حلّ وثاقه لأعذبنك عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل البلخي، نا محمّد بن الفضل، نا سعيد بن عامر، عن معتمر بن سليمان قال: قالت السّماوات: يا ربّ خليلك يلقى في النار فيك ؟ قال: قد أرى، و إن استعانك فأغيثيه (1) فقال: حسبي اللّه و نعم الوكيل، قال:
فمرّ به جبريل فقال: يا إبراهيم أ لك حاجة ؟ قال: أمّا إليك فلا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن موسى المالكي، نا جعفر بن محمّد الصائغ، نا عاصم بن علي، نا أبو هلال بن بكر بن عبد اللّه المزني، قال: لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار ضجّت عامة الخليفة إلى ربها فقالوا: يا ربّ خليلك يلقى في النار ائذن لنا فنطفئ عنه.
فقال عز و جل: خليلي ليس لي خليل غيره في الأرض، و أنا اللّه ليس له غيري، فإن (2)استغاث بك فأغثه و إلاّ فدعه (3).
قال: و جاء ملك القطر فقال: خليلك يلقى في النار يا رب فائذن لي فاطفئ عنه بقطرة واحدة، فقال عزّ و جلّ : هو خليلي ليس [لي] (4) في الأرض خليل غيره، و أنا اللّه ليس له إله غيري، فإن استغاث بك فأغثه و إلاّ فدعه، قال: فلما أن ألقي في النار قال اللّه تعالى: يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ قال: فبردت النار يومئذ على أهل الشرق و الغرب فلم ينضج بها كراع.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه ح.
و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر العمري، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن الأزهر أبو عبد اللّه البلخي، أنا
ص: 183
محمّد بن فضيل، نا سعيد بن عامر، عن معتمر بن سليمان، قال: قالت السّماوات: يا رب خليلك يلقى في النار فيك، قال: قد أرى، و إن استعانك (1) فأعينيه فقال: حسبي اللّه و نعم الوكيل قال: فمرّ به جبريل فقال: يا إبراهيم أ لك حاجة ؟ فقال: أمّا إليك فلا.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:
أنبأني أبو العباس بن يعقوب - و قرأته بخطّه فيما أجاز له محمّد بن عبد الوهّاب - حدّثني علي بن غنّام، قال: قال لي بشر بن الحارث لما رفع إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم ليلقى في النار عرض له جبريل عليه السّلام فقال: يا إبراهيم هل لك من حاجة ؟ قال: أمّا إليك فلا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضّل بن محمّد بن إبراهيم الجندي، نا إسحاق بن إبراهيم، نا إبراهيم بن الحكم، حدّثني أبي، عن عكرمة، قال: إن اللّه عز و جل حيث قال: يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ إن نار الدنيا كلها [خمدت] (2) لم ينتفع بها أحد من أهلها. فلما أخرج اللّه إبراهيم من النار زاد اللّه في حسنه و جماله سبعين ضعفا.
قال عكرمة: إن إبراهيم خليل الرّحمن لمّا ألقي في النار قالت أمّه: لقد كان ابني يقول: إنّ له ربا يمنعه، و أراه ملقى في النار فما ينفعه، و إني مطلعة على هذه النار انظر إلى ابني ما فعل. قال عكرمة: فعملت لها سلما ثم اطلعت على السلم حتى إذا هي أشرفت أبصرت إبراهيم في وسط النار، فنادته أمّه: يا إبراهيم. فلمّا رآها قال لها: يا أمّه أ لا ترين ما صنع اللّه بي ؟ قالت: يا بني (3)،لو لا أني أخاف النار لمشيت إليك، فقال: يا أمّه انزلي و تعالي فقالت: يا بني ادع إلهك أن يجعل لي طريقا، فدعا ربّه فجعل لها طريقا ثم نزلت فقالت: إني أخاف، فقال: لا تخافي هل تجدين من حرّ النار شيئا؟ قالت: لا، فسارت إليه حتى إذا دنت منه ضمت إبراهيم عليه السلام إلى صدرها، و جعلت تقبله (4).
فقال لها: يا أمّه، فارجعي ممّا أنت عليه، فالتفتت لترجع فإذا بالنار على [ممرها] (5)،
ص: 184
فقالت: أسألك بحق إلهك إلاّ دعوت ربّك أن يبعد النار من طريقي، فدعا ربه فمرّت حتى إذا كانت على رأس الحائط ، و أرادت أن تنزل نادت: يا إبراهيم ابني عليك السلام.
فذهبت.
أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، و أبو محمّد بن الأكفاني، و ابن السّمرقندي، قالوا:
أنا أبو الحسين بن أبي الحديد ح.
و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن، أنا أبي أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عبد السلام بن أحمد، نا أبو حصين، نا محمّد بن عبد اللّه الزاهد، نا موسى بن إبراهيم، نا إبراهيم بن أبي يحيى المديني، عن رجل، عن الأصبغ (1) بن نباتة، عن علي بن أبي طالب قال: كانت البغال تتناسل و كانت أسرع الدوابّ في نقل الحطب، لتحرق إبراهيم فدعا عليها فقطع اللّه أرحامها و نسلها، و كانت الضفادع مساكنها النفقان (2) فجعلت تطفئ النار عن إبراهيم فدعا لها فأنزلها الماء، و كانت الأوزاغ (3)تنفخ عليه النار و كانت أحسن الدوابّ فلعنها فصارت ملعونة فمن قتل منها شيئا أجر.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4)،نا إسماعيل، أنا أيوب، عن نافع أن امرأة دخلت على عائشة فإذا رمح منصوب فقالت: ما هذا الرمح ؟ فقالت: نقتل به الأوزاغ، ثم حدّثت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن إبراهيم لما ألقي في النار جعلت الدوابّ كلها تطفئ عنه إلاّ الوزغ فإنه جعل ينفخها عليه»[1453].
اسم المرأة سائبة (5).
أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا
ص: 185
محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا شيبان، نا جرير، نا نافع عن مولاة لفاكه بن المغيرة أنها دخلت على عائشة فرأت في بيتها رمحا موضوعا فقالت: يا أمّ المؤمنين ما تصنعين بهذا الرمح فقالت: نقتل به هذه الأوزاغ فإن نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أخبرنا:«أن إبراهيم حين ألقي في النار لم يكن دابّة في الأرض إلاّ تطفئ النار عنه غير الوزغ كان ينفخ عليه فأمرنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بقتله»[1454].
قال: و نا جرير، حدّثني عبد الرّحمن السّراج: أن اسمها سائبة (1).
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علاّنة (2)،أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن المخلّصي ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه الدقاق، قالا: نا يحيى بن محمّد، نا أبو عبيد اللّه المخزومي - سعيد بن عبد الرّحمن - نا عبد المجيد بن أبي روّاد، عن ابن جريج قال: و أخبرني عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي أمية أن نافعا مولى عبد اللّه بن عمر أخبره أن عائشة أخبرته أن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم النار»[1455].
قال: و كانت عائشة تقتلهن.
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين البيروتي.
أخبرنا أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمّد بن أبي نصر الطّبسيّ (3)،أنا أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين الشيروي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا أبو محمّد جعفر بن عنبسة بن عمرو بن يعقوب اليشكري، نا عمر بن حفص المكي، نا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قيل لابن عباس هذا وزغ (4) بعد أن عمي فقال: ارشدوني إليه، فارشدوه إليه فضربه، ثم قال:
ص: 186
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من قتل وزغة كتبت له عشر حسنات، و محيت عنه عشر سيئات و رفعت له عشر درجات» فقيل له: يا رسول اللّه ما له ؟ قال:«إنه أعان على إبراهيم حيث أوقدت النّار»[1456].
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد، أنا شجاع بن علي بن شجاع، أنا محمّد بن إسحاق بن منده، أنا محمّد بن الحسين القطان، نا علي بن الحسن بن أبي عيسى، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن سعيد بن المسيّب، عن أمّ شريك: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أمر بقتل الأوزاغ[1457].
قال علي: و نا عبيد اللّه بن موسى، نا ابن جريج بإسناده أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أمر بقتل الأوزاغ و قال:«إنه كان ينفخ على إبراهيم النار» (1)[1458].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي (2)،نا علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب الهمداني (3)،نا محمّد بن إدريس بن الحجّاج الأنطاكي، أنا إبراهيم بن أبي زيد، و نا أبو نعيم، عن عبّاد بن كثير، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«أمّا قوله إِنِّي سَقِيمٌ فمطعون، و أمّا قوله: اِذْهَبُوا بِقَمِيصِي هٰذٰا فَأَلْقُوهُ عَلىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً (4).قال لما ألقي إبراهيم في النار أتاه جبريل عليه السّلام و معه طنفسة (5) قال: فرأى أبو إبراهيم بعد سبع ليال كأن إبراهيم قد خرج من الحائط قال:
فأتى نمروذ الجبّار قال: فقال له: ائذن لي في عظام إبراهيم أدفنها قال: فركب نمروذ الجبّار و معه أهل مملكته. قال: فأين الحائط فنقبه قال: فخرج جبريل في وجوههم
ص: 187
فولوا (1) هاربين. قال فتبلبلوا عند ذلك قال: فمن ذلك اليوم سميت الأرض بابل. قال:
و كانت الألسن كلّها بالسريانية. قال: فتفرقوا فصارت اثنتين (2) و سبعين لغة. فلم يعرف الرّجل كلام صاحبه[1459].
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الفقيه، أنا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، أنا أبو عبد الرّحمن بن أبي حامد العدل، أنا أبو علي بن أحمد السرخسي، أنا أبو لبابة محمّد بن المهتدي، نا عمّار - يعني ابن الحسن - نا شجاع بن أبي نصر، عن عباد بن كثير، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«إن نمروذ الجبّار لما ألقى إبراهيم في النار نزل إليه جبريل بقميص من الجنة فألبسه القميص و أقعده على الطنفسة و قعد معه يحدثه فأوحى اللّه إلى النار كوني بردا و سلاما على إبراهيم، و لو لا أنه قال و سلاما لأذاه البرد و قتله، فرأى أبو إبراهيم بعد سبعة أيام في المنام أن إبراهيم خرج من الحائط الذي أوقد عليه فيه فطلب فلم يقدر عليه فأتى نمروذ فقال: ائذن لي لأخرج عظام إبراهيم من الحائط فأدفنها فانطلق نمروذ إلى الحائط و معه الناس فأمر بالحائط فنقب فإذا إبراهيم في روضة تهتز و ثيابه تندى على طنفسة من طنافس الجنة عليه قميص من قمص الجنة»[1460].
فقال كعب: ما أحرقت النار من إبراهيم غير وثاقه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي ح.
و أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو القاسم بن البسري ح.
و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد البكري قالوا أنا أبو طاهر المخلّصي ح.
و أخبرنا أبو المعالي أحمد بن علي بن محمد بن يحيى، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، قالا:
ص: 188
نا أبو القاسم البغوي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين (1)، عن أبي الضحى (2)،عن ابن عباس، قال: لما ألقي إبراهيم عليه السّلام في النار قال:
حسبي اللّه و نعم الوكيل، و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثل ذلك.
و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ح.
و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر بن الحسن القاضي.
قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قالا: نا أحمد بن (3) عبد الجبّار، نا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: لما ألقي إبراهيم عليه السّلام في النار قال: حسبي اللّه و نعم الوكيل قال: و كذلك قال محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم [حين قيل له:] (4)إِنَّ النّٰاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزٰادَهُمْ إِيمٰاناً. وَ قٰالُوا: حَسْبُنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ (5).
رواه موسى بن إسماعيل، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي صالح بدلا من أبي الضحى.
أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أبو حاتم الرازي، نا موسى بن إسماعيل، نا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي اللّه و نعم الوكيل.
قال المحاملي: كذا قال عن أبي صالح، و خالفه سلام بن سليمان، فرواه عن إسرائيل مرفوعا.
ص: 189
أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا سليمان بن توبة، نا سلام بن سليمان، نا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«آخر ما تكلم به إبراهيم عليه السّلام حين ألقي في النار حسبي اللّه و نعم الوكيل»[1461].
و قد روي عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة بلفظ آخر.
أخبرناه أبو علي بن السبط و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، و أمّ البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدّا، قالوا: أنا محمّد بن علي الدجاجي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نا أبو العباس عبيد اللّه بن عبد اللّه الصيرفي ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام الدّينوري، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن غيلان الخزّاز، قالوا: ح.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، قالوا: أنا [أبو] (1) هشام - زاد الصيرفي: الرفاعي - إسحاق بن سليمان - زاد الصيرفي: الرفاعي، عن (2) أبي جعفر - زاد الصيرفي: و الخزّاز - عن أبي صالح (3)،عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللّهمّ إنّك في السّماء واحد و أنا في الأرض واحد عبدك»[1462].
و قال الخزّاز: أعبدك (4).
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الربذي (5)،أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علاّن، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، أنا أبو جعفر محمّد بن جعفر بن محمّد الأشجعي، نا علي بن رباح بن منذر، نا محمّد بن فضيل، نا
ص: 190
زكريا بن أبي زائدة، عن عامر: أن إبراهيم لما ألقي في النار قال: حسبي اللّه و نعم الوكيل.
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن - القاضي بتبريز - أنا أبو الفضائل محمّد بن أحمد بن عمر الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن بن السندي (1)،نا الحسن بن علّوية (2)،نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، عن جويبر، عن الضحّاك، عن ابن عباس قال: رأت أمّ إبراهيم رؤيا: كان إبراهيم جالسا في تلك النار، و حوله روضة خضراء، فقالت في منامها لزوجها: أ لا ترى كيف أفلح اللّه ابني إبراهيم و لم تضره النار؟ قال: فلما انتبهت أخبرت زوجها.
قال: و نا أبو نعيم، نا الحسين بن محمّد بن علي، نا يحيى بن صاعد، نا يوسف بن موسى القطان، نا مهران بن أبي عمر، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن المنهال بن (3) عمرو قال: أخبرت أن إبراهيم لما ألقي في النار كان إبراهيم فيها، ما أدري إمّا خمسين و إمّا أربعين يوما، قال: ما كنت أياما و ليالي قط أطيب منها عيشا مني، إذ كنت فيها، وددت أن عيشي كله مثل عيشي إذ كنت فيها (4).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمّد بن العلاء، نا جابر بن نوح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن المنهال بن عمرو قال: قال إبراهيم عليه السّلام: ما كنت في أيّام أنعم مني حيث ألقيت في النار.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلّمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدثني عبد الرّحمن بن المغيرة الحزامي، قال: لما رأى الناس أن
ص: 191
إبراهيم عليه السلام لا تحرقه النار قالوا: ما هو إلاّ عرق الثرى و ما (1) يذوقه إلاّ من لا تضره النار (2) و لا تحرقه، فسمي عرق الثرى.
و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت محمّد بن جعفر بن مطر يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد العزيز البردعي يقول: سمعت أبا يعقوب النهرجوري (3) يقول: التوكل على كمال الحقيقة لابراهيم عليه السّلام في تلك الحال التي قال لجبريل عليه السلام، أمّا إليك فلا. لأنه غابت نفسه باللّه، فلم ير مع اللّه غير اللّه. فكان ذهابه باللّه من اللّه إلى اللّه بلا واسطة، و هو من عليات (4) التوحيد و إظهار القدرة لنبيه صلّى اللّه عليه و سلّم أو لخليله إبراهيم عليه السّلام.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (5)،أنا هشام بن محمّد، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: لما هرب إبراهيم من النار و خرج من كوثى (6) و لسانه يومئذ سرياني، فلما عبر الفرات من حرّان غيّر اللّه لسانه، فقيل عبراني حيث عبر الفرات، و بعث نمروذ في أثره و قال: لا تدعوا أحدا يتكلم بالسريانية إلاّ جئتموني به، فلقوا إبراهيم فتكلم بالعبرانية فتركوه و لم يعرفوا لغته.
أخبرنا أبو غالب بن البنا، و أبو الأعز قراتكين (7) بن الأسعد قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤة، أنا محمّد بن إسماعيل البندار، نا خالد بن يوسف السّمتي، حدّثني أبي يوسف بن خالد، نا موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
ص: 192
«هاجر إبراهيم بسارة و دخل بها قرية فيها ملك جبّار فقيل دخل إبراهيم الليلة بامرأة هي أحسن الناس، فأرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه التي معك ؟ قال: أختي، ثم رجع إليها فقال: لا تكذبيني حديثي فإني قد أخبرتهم أنك أختي، فو اللّه إن على الأرض من مؤمن و لا مؤمنة غيري و غيرك، فأرسل: أن أرسل بها، فأرسل بها (1) فقام إليها فقامت تتوضّأ و تصلّي و تقول: اللهمّ إن كنت [تعلم أني] (2) آمنت بك و برسلك و أحصنت فرجي إلاّ على زوجي فلا تسلّط علي الكافر،[قال:] (3) فغطّ حتى ركض برجليه فقالت: اللّهمّ إنه إن يمت يقال: هي قتلته،[قال:] (4) فأرسل [قال: فقال] (5) في الثانية و الثالثة فقال:
و اللّه ما أرسلتم إلى إلاّ شيطانا ارجعوا بها إلى إبراهيم و أعطوها وليدة فرجعت إلى إبراهيم فقالت: أشعرت أن اللّه تعالى رد كيد الكافر» (6)[1463].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يعقوب الدورقي، نا إسماعيل - يعني ابن عليّة - عن أبي رجاء، قال: قلت للحسن: وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ (7)قال: فابتلاه بالكوكب فرضي عنه، و ابتلاه بالشمس فرضي عنه، و ابتلاه بالنار فرضي عنه، و ابتلاه بابنه فرضي عنه، و ابتلاه بالهجرة، و ابتلاه بالختان.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر بن النضر الهروي، أنا محمّد بن حمّاد الظهراني، أنا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن من سمع الحسن: وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ قال: ابتلاه اللّه تعالى بذبح ولده و بالنار و بالكوكب و الشمس و القمر.
قال: و أنا عبد الرّزّاق، قالا:- قال معمّر: و قال قتادة - و قال ابن عباس: ابتلاه اللّه بالمناسك.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد [اللّه] الحافظ ، أنا أبو العباس - هو الأصم - نا أحمد بن الفضل الصائغ، نا آدم، نا أبو هلال الراسبي،
ص: 193
عن الحسن قال: ابتلاه بالكوكب فوجده صابرا، ثمّ ابتلاه بالقمر فوجده صابرا، ثم ابتلاه بالشمس فوجده صابرا، ثمّ ابتلاه بالنار فوجده صابرا، ثم ابتلاه بذبح ابنه فوجده صابرا، فأثنى عليه فأتمهنّ قال: يقول: فعلهن.
أخبرنا أبو نصر محمّد بن أحمد الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا سفيان بن وكيع، نا عبد الأعلى، عن داود، عن عكرمة وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ (1)قال:
قال ابن عباس: لم يبتل، أحد بهذا الدين فأقامه إلاّ إبراهيم. ابتلاه اللّه بكلماته فأتمهنّ :
فأدّاهنّ ، قٰالَ : إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً، قٰالَ : وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قٰالَ : لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ (2).
أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا مسلم بن جنادة، نا ابن إدريس قال:
سمعت ابن أبي خالد يذكر عن أبي صالح مولى أمّ هاني في قوله عزّ و جل: وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قال: منهن إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً و منهنّ آيات النسك وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْرٰاهِيمُ الْقَوٰاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ (3).
أخبرنا أبو علي بن أبي سعد المظفّر بن الحسن بن السبط ، أنا أبي، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس (4)،أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الديبلي، نا أبو عبيد اللّه (5)المخزومي، نا سفيان، عن يونس بن أبي إسحاق قال: سمعت مجاهدا و سأله أبي: يا أبا الحجاج ما قوله: وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ قال: فيهن الختان يا أبا إسحاق.
ص: 194
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق (1) بن محمّد الطّبسي عنه، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا محمّد بن عبيد اللّه المنادي، نا يونس بن محمّد، نا شيبان، عن قتادة في قوله عزّ و جلّ : إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً و قوله: وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قال: فعمل بهن. قال: و ذكر لنا أن ابن عباس كان يقول: المناسك، و كان الحسن يقول: ابتلاه بأمر (2) فصبر عليه، ابتلاه بالكوكب و الشمس و القمر فأحسن في ذلك، و عرف أن ربّه دائم لا يزول، فوجّه وجهه للذي فطر السّماوات و الأرض حنيفا، و ما كان من المشركين، ابتلاه بالهجرة فخرج عن قومه و بلاده حتى لحق بالشام مهاجرا إلى اللّه، ثم ابتلاه بالنار قبل الهجرة فصبر على ذلك، و ابتلاه اللّه بذبح ابنه، و الختان، فصبر على ذلك كله.
قال: و نا شيبان، عن قتادة في قوله عزّ و جلّ : إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً قال:
و من ذريتي قٰالَ : لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ قال: هذا عبد اللّه يوم القيامة، لا ينال عهده ظالما، فأمّا في الدنيا فقد نالوا عهده فوارثوا به المسلمين و عازوهم (3) و ناكحوهم، فلما كان يوم القيامة قضى اللّه عهده و كرامته على أوليائه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن محمّد بن علي بن محمّد بن البدن (4)،قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا الوليد بن شجاع، نا محمّد بن شعيب، عن سعيد، عن قتادة: إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً قال: نقتدي بهداك و سنّتك.
أخبرنا أبو عبد اللّه (5) الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور الخبّاز، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا سعيد بن عبد الجبار، نا المغيرة - يعني بن عبد الرّحمن الحزامي - نا أبو الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اختتن
ص: 195
إبراهيم بعد ما مرّت عليه ثمانون سنة، اختتن بالقدوم»[1464].
قاله أبو العباس.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، نا محمّد بن مشكان، نا شبابة بن سوّار، نا ورقاء بن عمر، نا أبو الزّناد، نا الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اختتن إبراهيم بعد ما مرّت عليه ثمانون سنة، اختتن بالقدوم»[1465].
قال أبو العباس قال ابن مشكان: سمعت عبد الرّزّاق يقول: القدوم: اسم القرية (1).
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدّينوري، نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن القزويني - إملاء - نا علي بن عمرو بن سهل السّلمي الحريري، نا ابن جوصا، نا سعيد بن أبي زيدون، نا الفريابي، نا ابن ثوبان، حدّثني عبد اللّه بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اختتن إبراهيم عليه السلام بعد أن مرت عليه ثمانون سنة، و اختتن بالقدوم»[1466].
رواه الوليد بن مسلم، عن ابن ثوبان فلم يرفعه.
أخبرناه أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو الحسين السّمناني (2)،نا محمّد بن الوزير، نا الوليد بن مسلم، نا ابن ثوبان، عن عبد اللّه بن الفضل، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: اختتن إبراهيم عليه السلام بالقدوم.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن أحمد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا
ص: 196
عبيد اللّه بن سعيد، نا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، قال: سمعت أبي يحدّث عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اختتن إبراهيم بعد ثمانين سنة، و اختتن بالقدوم» قلت ليحيى: ما القدوم ؟ قال: الفأس[1467].
أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد، نا العباس بن أحمد بن محمّد البرتي (1)،نا الحسن - يعني ابن داود المنكدري - نا بكر - يعني ابن سليمان الصوّاف بن أبي عجلان - عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اختتن إبراهيم على رأس ثمانين سنة، و اختتن بالقدوم»[1468].
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا يحيى، عن ابن عجلان، قال:
سمعت أبي يحدّث عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اختتن إبراهيم بالقدوم و اختتن بعد ثمانين سنة»[1469].
قال: و نا زهير، نا عبد اللّه بن يزيد، نا موسى بن علي، عن أبيه قال: أمر إبراهيم فاختتن بقدوم فاشتد عليه، فأوحى اللّه تعالى إليه: عجلت قبل أن نأمرك بآلته قال: يا ربّ ، كرهت أن أؤخر أمرك.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا وهب بن بقية، نا خالد بن محمّد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اختتن إبراهيم على رأس ثمانين سنة، و اختتن بالقدوم»[1470].
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل، نا خالد بن يوسف السّمتي، حدّثني أبي يوسف بن خالد، نا موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«اختتن
ص: 197
إبراهيم عليه السلام بعد أن مرّت عليه ثمانون سنة بالقدوم»[1471].
أخبرنا أبو محمّد السيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو الحسن السّمناني - يعني عبد اللّه بن محمّد - نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو - يعني الأوزاعي ح.
و أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدّينوري، نا علي بن عمر بن محمّد القزويني - إملاء سنة ست و ثلاثين - نا أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا - بدمشق - نا محمّد بن الوزير بن الحكم الدّمشقي، نا الوليد بن مسلم، أخبرني الأوزاعي ح.
و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو الحسين محمّد بن أبي عبد الرّحمن بن أبي نصر، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، أنا أبو العباس السرّاج، نا أبو همّام السكوني، نا علي بن مسهر جميعا عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اختتن إبراهيم و هو ابن عشرين و مائة سنة ثم عاش بعد ذلك ثمانون سنة»[1472].
رفعه علي بن مسهر. و قد خالف عليّ بن مسهر عكرمة بن إبراهيم، و جعفر بن عون فروياه موقوفا.
فأمّا حديث عكرمة:
فأخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الوراق، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر الحافظ ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا شيبان، نا عكرمة بن إبراهيم، نا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: سمعت أبا هريرة يقول: اختتن إبراهيم عليه السلام بقدوم و هو ابن مائة و عشرين سنة، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.
و أمّا حديث جعفر بن عون:
ص: 198
فأخبرناه أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن مهرابزد (1) النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أبو الحسين الرهاوي، نا جعفر بن عون، نا يحيى بن سعيد، نا [سعيد بن] (2) المسيّب، عن أبي هريرة، قال: أوّل من اختتن إبراهيم خليل الرّحمن، اختتن و هو ابن عشرين و مائة سنة، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.
قال سعيد: كان إبراهيم أوّل من اختتن، و أوّل من رأى الشيب فقال: يا ربّ ما هذا الشيب ؟ قال: الوقار، قال: ربّ زدني وقارا، و كان أوّل من أضاف (3) الضيف و أوّل من جزّ (4) شاربه، و أوّل من قصّر أظفاره، و أوّل من استحد.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصّابوني، أنا أبو محمّد بن أبي بكر القطان، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن زيد الكوفي - ببغداذ - نا أبو محمّد الحسن بن علي بن عفان العامري، نا جعفر بن عون العمري، أنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: اختتن إبراهيم خليل اللّه و هو ابن عشرين و مائة سنة بالقدوم، ثمّ عاش بعد ذلك ثمانين.
قال سعيد: و كان إبراهيم - عليه الصّلاة و السّلام - أول من اختتن و أوّل من رأى الشيب، قال: فقال: يا رب ما هذا؟ قال: فقيل له: وقار، قال: رب زدني و قارا. و أوّل من أضاف الضيف، و أوّل من قصّ أظافيره، و أوّل من جزّ شاربه، و أوّل من استحدّ.
و رواه مالك و لم يرفعه، و لم يذكر أبا هريرة في إسناده، و كذلك روي عن عكرمة بن إبراهيم.
فأمّا حديث مالك:
فأخبرنا أبو محمّد السيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد الفقيه، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، أنا أبو مصعب الزّهري، نا مالك (5)،عن يحيى بن سعيد أنه
ص: 199
سمع سعيد بن المسيّب يقول: كان إبراهيم أوّل من (1) أضاف الضيف، و أوّل النّاس اختتن، و أوّل الناس قصّ شاربه (2)،و أوّل الناس رأى الشيب فقال: يا ربّ ما هذا؟ فقال اللّه تبارك و تعالى: وقارا (3) يا إبراهيم، فقال: رب زدني وقارا.
و أمّا ما روي عن عكرمة فأخبرناه:
أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن مظفر، أنا محمّد بن محمّد الباغندي، نا شيبان، نا عكرمة بن إبراهيم، نا يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: كان إبراهيم - عليه السّلام - أوّل الناس اختتن، و أوّل الناس قصّ شاربه و استحدّ و قلم أظافيره، و أوّل الناس رأى إضافة الضيف، و أوّل الناس رأى الشيب قال: يا ربّ ما هذا؟ قال: وقار، فقال: يا ربّ زدني وقارا. و أوّل الناس أضاف الضيف.
كذا أخبرنا به في موضعين و اللّه أعلم.
و روي عن ابن المسيّب مرفوعا بلفظ آخر، من وجه آخر:
أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر الحريري، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر - أبو الحسن - أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، نا محمّد بن شاذان، نا أبو علي الحسن بن خير بن جويزة بن يعيش بن الموفق بن أبي (4)، عن النعمان الطائي الحمصي - بحمص - نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن يحيى بن أبي النعاس، نا عبد اللّه بن عبد الجبّار الخبائري (5)،نا الحكم بن عبد اللّه بن خطاف، حدّثني الزهري عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ربط إبراهيم عليه السّلام غرلته و جمعها إليه فحدّ قدومه و ضرب قدومه بعود معه فندرت بين يديه بلا ألم و لا دم»[1473].
ص: 200
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن مروان، نا عباس الدوري، نا يحيى بن أبي بكير، نا الحسن بن صالح، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقصّ شاربه و كان أبوكم إبراهيم يقصّ شاربه من قبله[1474].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عبيد اللّه، نا أبو عبد الرحمن المقرئ، نا موسى بن علي، قال: سمعت أبي يقول: إن إبراهيم خليل الرّحمن أمر أن يختتن و هو ابن ثمانين سنة، فعجل فاختتن بقدوم فاشتد عليه الوجع، فدعا ربه فأوحى اللّه إليه أنك عجلت قبل أن نأمرك بالآلة. قال: يا ربّ كرهت أن أؤخر أمرك.
قال: و ختن إسماعيل عليه السّلام و هو ابن ثلاث عشرة سنة و ختن إسحاق و هو ابن سبعة أيّام.
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسين، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو العباس السراج، أنا محمّد بن عثمان بن كرامة العجلي، نا أبو أسامة، حدّثني محمّد بن عمرو، نا أبو سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«كان أوّل من ضيف الضيف إبراهيم، و هو أوّل من اختتن على رأس ثمانين سنة و اختتن بالقدوم»[1475].
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه، أنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الرّيّان المصري، المعروف باللّكّي (1)-بالبصرة - نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن (2) نبيط بن شريط ، أبو جعفر الأشجعي - بمصر - نا أبي إسحاق، حدّثني أبي إبراهيم، عن جده نبيط بن (3)شريط ، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أوّل من أضاف الضيف إبراهيم و أوّل من لبس السراويل
ص: 201
إبراهيم، و أوّل من اختتن إبراهيم بالقدوم، و هو ابن مائة و عشرين سنة»[1476].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة القرشي، نا أبو قصي، نا أبي، عن علي - هو ابن أبي طلحة - عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«أنزلت الصحف على إبراهيم في ليلتين من شهر رمضان، و أنزل الزبور على داود في ست من رمضان، و أنزلت التوراة على موسى لثمان عشرة من رمضان، و أنزل القرآن على محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم لأربع و عشرين من رمضان»[1477].
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب - إملاء - أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه (1) البزاز، نا محمّد بن العباس بن نجيح (2)،نا أبو مسلم الكجّي، نا عبد اللّه بن رجاء، أنا عمران، عن قتادة، عن أبي المليح (3)،عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، و أنزلت التوراة لست مضت من شهر رمضان، و أنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان، و أنزل الزبور لثماني عشرة خلت من شهر رمضان، و أنزل الفرقان لأربع و عشرين خلت من شهر رمضان»[1478].
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة السّلمي، و طاهر بن سهل الأسفرايني، قالوا: أنا أبو الحسين محمّد بن مكي بن عثمان، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي، نا علي بن أحمد، نا سلمة بن شبيب، نا عبد الرّزّاق، عن همّام، نا معمّر، عن الزهري في قوله عزّ و جلّ : إِنِّي أَرىٰ فِي الْمَنٰامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ (4) قال: أخبرني القاسم بن محمّد قال: اجتمع أبو هريرة و كعب فجعل أبو
ص: 202
هريرة يحدث كعبا عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و جعل كعب (1) يحدّث أبا (2) هريرة عن الكتب، فقال أبو هريرة قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ لكل نبي دعوة مستجابة، و إنّي خبّأت دعوتي شفاعته لأمتي يوم القيامة»[1479].
فقال له كعب: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، قال كعب: فداك أبي و أمّي، و فداه أبي و أمي، أ فلا أخبرك عن إبراهيم أنه لمّا أرى ذبح ابنه إسحاق صلّى اللّه عليهما و سلّم قال الشيطان: إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا، فخرج إبراهيم بابنه يذبحه، فذهب الشيطان فدخل على سارة فقال: أين يذهب إبراهيم بابنه، قالت:
غدا به لبعض حاجاته قال: فإنه لم يغد به لحاجته، إنما يغد به ليذبحه، قالت: و لم يذبحه ؟ قال: يزعم أن ربّه عزّ و جل أمره بذلك، قالت: فقد أحسن أن يطيع ربّه، فخرج الشيطان في أثرهما فقال للغلام: أين يذهب بك أبوك ؟ قال: لبعض حاجاته، قال: فإنه لا يذهب لحاجته و لكنه يذهب بك ليذبحك، قال: فلم يذبحني ؟ قال: يزعم أن ربه عز و جل أمره بذلك،[قال: فو اللّه إن كان اللّه أمره بذلك] (3) ليفعلن، قال: فيئس منه، و تركه و لحق إبراهيم عليه السّلام فقال: أين غدوت ؟ قال: لحاجة، قال: فإنك لم تغد به لحاجة إنّما غدوت به لتذبحه قال: و لم أذبحه ؟ قال: تزعم أن ربّك أمرك بذلك، قال:
فو اللّه لئن كان اللّه أمرني بذلك لأفعلن، و تركه و يئس أن يطاع فَلَمّٰا أَسْلَمٰا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَ نٰادَيْنٰاهُ أَنْ يٰا إِبْرٰاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيٰا. إِنّٰا كَذٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (4)قال و أومأ إلى إسحاق: أن أدع فإن لك دعوة مستجابة قال: فقال إسحاق: اللّهمّ إني أدعوك [أن تستجيب لي، أيّما عبد من] (5)الأولين و الآخرين لقيك لا يشرك بك أحدا أن تدخله الجنّة.
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الأصفهاني، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، نا حرملة بن يحيى التجيبي، أنا عبد اللّه بن وهب، نا يونس بن يزيد،
ص: 203
عن ابن شهاب أن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن حارثة (1)الثقفيّ ، أخبره أن أبا هريرة قال لكعب الأحبار: إن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لكل نبي دعوة يدعو بها و أنا أريد إن شاء اللّه أن أخبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة»[1480].
قال كعب لأبي هريرة: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، قال كعب لأبي هريرة: بأبي و أمّي أ لا أخبرك عن إسحاق بن إبراهيم النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال أبو هريرة:
بلى، قال كعب: لما أرى (2)إبراهيم النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم ذبح إسحاق قال الشيطان: و اللّه لئن لم أفتن عند هذه آل إبراهيم لا أفتن منهم أحدا أبدا، فتمثل الشيطان لهم رجلا يعرفونه، فأقبل حتى إذا خرج إبراهيم بإسحاق ليذبحه دخل على سارة امرأة إبراهيم فقال لها: أين أصبح إبراهيم غاديا بإسحاق ؟ قالت سارة: غدا به لبعض حاجته، قال الشيطان: لا و اللّه ما لذلك غدا به، قالت سارة: فلم غدا به ؟ قال: غدا به ليذبحه، قالت سارة: و ليس في (3)ذلك شيء، لم يكن ليذبح ابنه، قال الشيطان: بلى و اللّه، قالت سارة: فلم يذبحه ؟ قال: يزعم أن ربّه عز و جل أمره بذلك، قالت سارة: فقد أحسن (4)أن يطيع ربّه إن كان أمره بذلك. فخرج الشيطان من عند سارة حتى أدرك إسحاق و هو يمشي من عند أبيه على أثره (5)،قال له: أين أصبح أبوك غاديا بك ؟ قال: غاديا بي لبعض حاجته، قال الشيطان: لا و اللّه ما غدا بك لبعض حاجته، و لكنه غدا بك ليذبحك. قال إسحاق: ما كان [أبي] (6)ليذبحني، قال: بلى، قال: لم ؟ قال: زعم أن ربّه أمره بذلك، قال إسحاق: فو اللّه لئن أمره بذلك ليطيعنّه، فتركه الشيطان و أسرع إلى إبراهيم، فقال: أين أصبحت غاديا بابنك ؟ قال: غدوت [به] (7)لبعض حاجتي، قال: أمّا و اللّه ما غدوت به إلاّ لتذبحه، قال: لم أذبحه ؟ قال: زعمت أن ربّك أمرك بذلك، قال: فو اللّه لئن كان أمرني به ربي لأفعلنّ ، قال: فلما أخذ إبراهيم إسحاق ليذبحه و سلّم إسحاق أعفاه اللّه، و فداه بذبح عظيم. قال إبراهيم لإسحاق:[قم] (8)أي بنيّ فإن اللّه قد أعفاك، و أوحى اللّه
ص: 204
إلى إسحاق: إني أعطيتك دعوة استجيب لك فيها، قال إسحاق: اللهمّ فإني أدعوك أن تستجيب لي: أيّما عبد لقيك من الأولين و الآخرين لا يشرك بك شيئا فأدخله الجنة.
و قد ذهب جماعة إلى أن الذي أمر إبراهيم عليه الصّلاة و السلام بذبحه إسماعيل، و سياق القرآن يدل عليه و يدل عليه قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنا ابن الذبيحين»[1481].
و ليس هذا موضع ذكر الخلاف فيه (1).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، أنا أبو جعفر بن أبي شيبة، نا أبي عثمان بن أبي شيبة، نا محمّد بن (2)،عن ضرار، عن شيخ من أهل المسجد قال: بشر إبراهيم بعد سبع عشرة و مائة سنة - يعني بالولد-.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري، نا محمّد بن عبد السلام، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا جرير، عن قابوس - يعني ابن أبي ظبيان - عن أبيه عن ابن عباس قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: ربّ قد فرغت فقال: أذن في الناس بالحج قال: ربّ و ما يبلغ صوتي ؟ قال: أذّن و عليّ البلاغ. قال: رب كيف أقول ؟ قال: يا أيّها الناس كتب عليكم الحجّ ، حج البيت العتيق، فسمعه من (3)بين السّماء و الأرض. أ لا ترى أنهم يجيبون من أقصى الأرض يلبّون (4)؟ قال و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا عبد الرّحمن - هو ابن الحسن القاضي - نا
ص: 205
إبراهيم بن الحسين، نا آدم، نا ورقاء، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ (1)قال لما أمر اللّه عزّ و جل إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج قال: يا أيّها الناس إنّ ربكم اتخذ بيتا و أمركم أن تحجّوه فاستجاب له ما سمعه من حجر أو شجر أو أكمة أو تراب أو شيء، فقالوا: لبيك اللهمّ لبّيك (2).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا يونس، نا حمّاد، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن جبريل عليه السلام ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعمد له الشيطان، فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى به الجمرة الوسطى، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات، فساخ، ثمّ أتى به الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات، فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح إسحاق قال لأبيه: يا أبه أوثقني لا أضطرب، فينتضح عليك دمي إذا ذبحتني، فشدّه فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه أَنْ يٰا إِبْرٰاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيٰا (3).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم، نا أبو زرعة، نا عبد اللّه بن صالح، عن علي بن أبي طلحة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«إن اللّه تبارك و تعالى حين أوحى إلى إبراهيم أن أذّن في الناس بالحجّ فقام على الحجر. فمنهم من قال: ارتفع حتى بلغ الهواء، فقال: يا أيّها الناس إن اللّه يأمركم بالحج، فأجابه من كان مخلوقا في الأرض يومئذ، و من كان في أرحام النساء، و من كان في أصلاب الرجال، و من كان في البحور فقالوا: لبّيك اللّهمّ ، لبّيك. فمن لبّى (4)اليوم فهو ممّن لبّى يومئذ، و ممّن أجاب يومئذ»[1482].
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الوتدي، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علاّن بن الخازن، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، نا علي بن
ص: 206
محمّد بن هارون الحميري، نا هارون بن إسحاق، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: لمّا أمر اللّه تبارك و تعالى إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج قام على المقام فقال: يا عباد اللّه أجيبوا ربّكم، فقالوا: لبّيك اللّه ربّنا! اللّهمّ لبّيك. فمن حج من الخلق فهو ممن أجاب دعوة إبراهيم عليه السلام.
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجٰالاً (1)قال:
لمّا أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج فأمر فقال: يا عباد اللّه أجيبوا اللّه فقالوا: لبّيك ربّنا لبّيك فمن حج اليوم فهو ممّن أجاب إبراهيم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّصي، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن مجاهد: قيل لإبراهيم أذّن في الناس بالحجّ ، قال: يا ربّ كيف أقول ؟ قال: قل: يا أيّها الناس أجيبوا ربّكم. فصعد الجبل، فنادى: أيها الناس أجيبوا ربّكم، فأجابوه، فقالوا: لبّيك اللهمّ لبّيك، و كان هذا أول التلبية (2).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري، نا بكّار بن قتيبة، نا مؤمّل بن إسماعيل، نا سفيان، نا سلمة بن كهيل، عن مجاهد، قال: لما أمر إبراهيم عليه السّلام أن يؤذّن في الناس بالحجّ ، قام على المقام فتطاول المقام حتى كان يطول الجبل ثم قال إبراهيم: يا أيها الناس أجيبوا ربّكم، فأجابوه من تحت البحار السّابعة: لبّيك أجبنا، لبّيك أطعنا، فمن حج إلى يوم القيامة فهو ممّن استجاب له.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن أحمد بن عبد اللّه المقرئ، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.
ص: 207
أخبرتنا أمّ الفتح أمة السلام ابنة القاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة، قالت: نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن علي البندار، نا محمّد بن يحيى - أبو بكر القطيعي - نا عبد الأعلى، نا سعيد، قال: نتاونا (1)عن عكرمة بن خالد أن إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم قال: يا أيها النّاس إن للّه بيتا فحجّوه، فأسمع من بين الخافقين أو المشرقين، فأقبل الناس لبّيك اللهمّ لبّيك.
أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو الحسن المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب، نا محمّد بن كثير، نا سفيان، حدّثني ابن أبي ليلى، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: لما (3)أفاض جبريل عليه السلام بإبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم إلى منّى فصلّى بها الظهر و العصر و المغرب و العشاء و الصبح، ثم غدا من منى إلى عرفات، فصلّى بها الصّلاتين، ثم وقف حتى غابت الشمس ثم أتى [به] (4)المزدلفة فنزل بها، فبات، ثم صلّى بها - يعني الصّبح - كأعجل ما يصلّي أحد من المسلمين (5)،ثم دفع إلى منى فرمى و ذبح و حلق، ثم أوحى اللّه عزّ و جل إلى محمّد أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰاهِيمَ حَنِيفاً وَ مٰا كٰانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (6).
قال: و أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا تمتام، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن ابن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن عمرو قال: أفاض جبريل بإبراهيم، فصلّى بمنى الظهر و العصر و المغرب و العشاء و الصبح، ثم غدا به من منى إلى عرفة فصلّى به الصّلاتين - الظهر و العصر - ثم وقف به حتى غابت الشمس ثم دفع به حتى أتى المزدلفة فنزل به، فبات فصلّى الصبح كأعجل ما يصلّي أحد من المسلمين، ثم وقف به كأبطأ ما يصلّي أحد من المسلمين، ثمّ دفع به إلى منى فرمى ثم ذبح فأوحى اللّه عز و جل إلى محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم ثُمَّ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰاهِيمَ حَنِيفاً وَ مٰا كٰانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (7).
ص: 208
قال البيهقي: هذا هو المحفوظ موقوف.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الطيّب محمّد بن علي الزاهد، نا سهل بن عمّار، نا عبيد اللّه بن موسى، نا ابن أبي ليلى ح.
قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن أبي ليلى، و ابن أبي أنيسة، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«نزل جبريل على إبراهيم عليه الصّلاة و السلام فراح به» و ذكر الحديث نحوه، و زاد:«ثم أفاض حتى أتى به الجمرة فرماها ثم ذبح و حلق ثم أتى به البيت فطاف به»[1483].
قال ابن أبي ليلى: ثم رجع به إلى منى فأقام به تلك الأيام ثم أوحى اللّه إلى محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰاهِيمَ حَنِيفاً »لم يذكر أبو الطّيّب رجوعه إلى منى (1).
قال و أنا أبو بكر البيهقي (2)،قال: و أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي عاصم الغنوي، عن أبي الطفيل قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد سعى بين الصّفا و المروة و أنّ ذلك سنّة ؟ قال: صدقوا إن إبراهيم عليه الصّلاة و السلام لما أرى المناسك عرض له شيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم [عليه السلام] ثم انطلق به جبريل [عليه السلام] حتى أتى به منى فقال [له] (3):مناخ الناس، ثم انتهى إلى جمرة العقبة، فعرض له - يعني الشيطان - فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم أتى به جمعا فقال: هذا المشعر الحرام، ثمّ أتى به عرفة.[فقال: هذه عرفة].
قال ابن عباس: أ تدري لم سميت عرفة ؟ قال: لا، قال: لأن جبريل عليه السّلام قال له: أعرفت ؟ قال ابن عباس: أ تدري كيف كانت التلبية ؟ قلت: و كيف كانت التلبية ؟ قال: إن إبراهيم عليه السلام لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج، أمرت الجبال فخفضت رءوسها و رفعت له القرى، فأذّن في الناس بالحج.
ص: 209
قال (1):و أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمرو بن مطر، أنا محمّد بن يحيى بن الحسين العمّي، نا ابن عائشة، نا حماد - و هو ابن سلمة،- نا أبو عاصم الغنوي. فذكر الحديث بنحوه إلاّ أنّه قال: طاف بين الصفا و المروة على بعير. و زاد عند قوله: ثم عرض له شيطان عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم تلّه للجبين، و على إسماعيل قميص أبيض فقال: يا أبه إنه ليس لي (2)ثوب تكفّنني فيه، فعالجه ليخلعه فنودي من خلفه أَنْ يٰا إِبْرٰاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيٰا إِنّٰا كَذٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ قال: فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أقرن أعين أبيض، فذبحه.
قال ابن عباس: فلقد رأيتنا نتبع ذلك الضرب من الكباش.
فلما ذهب به جبريل عليه السلام إلى الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات ثم ذهب، ثم ذكرنا باقي الحديث مثله.
أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا إسماعيل بن أيّوب، عن ابن أبي مليكة: أن رجلا من قريش قال لعبد اللّه بن عمرو: إني مضعف الأهل (3) و الحمولة، و إنما حمولتنا هذه الحمر الدبابة ألا أفيض من جمع بليل، قال أمّا إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم فإنه بات بمنى حتى إذا أصبح فطلع حاجب الشمس سار إلى عرفة حتى نزل منزلا منها، ثمّ راح ثم وقف موقفه منها حتى إذا غابت الشمس أفاض حتى أتى جمعا، فنزل منزله منه حتى بات به، حتى إذا كان صلاة الصّبح المعجلة وقف حتى إذا كان الصّبح المسفر أفاض فتلك ملة أبيكم إبراهيم، و قد أمر نبيّكم صلّى اللّه عليه و سلّم أن يتبعه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار قالا: أنا أبو طاهر المخلّصي (4)،أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن
ص: 210
مجاهد أن إبراهيم و إسماعيل عليهما السّلام حجّا ماشيين.
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس (1)،أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم [الديبلي] (2)،نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن [المخزومي] (3) ح.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو سعد المفضل بن محمّد الجندي، نا ابن المقرئ يعني محمّد بن عبد اللّه ح.
و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسن بن رزقويه (4)،أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي، نا علي بن حارث، قالوا: نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:
حجّ إبراهيم و إسماعيل عليهما السّلام - و في حديث ابن المقرئ: أن إبراهيم و إسماعيل حجّا ماشيين - و قال ابن حرب: و هما ماشيان.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الزّيادي (5)،أنا أبو عثمان البصري، نا محمّد بن عبد الوهاب، أنا يعلى بن عبيد، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: أن إبراهيم و إسماعيل عليهما السّلام حجّا ماشيين.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (6)،نا حسن، نا ابن لهيعة (7)،نا زبان بن فائد، عن سهل، عن أبيه، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«أ لا أخبركم لم سمّى اللّه إبراهيم خليله اَلَّذِي وَفّٰى (8)لأنه كان يقول كلما أصبح و أمسى: فَسُبْحٰانَ اللّٰهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ
ص: 211
تُصْبِحُونَ (1) حتى يختم الآية»[1484].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد الشريحي، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الردائي، أنا أبو أحمد حميد بن زنجويه النسوي، نا أبو الأسود - يعني النضر بن عبد الجبّار - نا ابن لهيعة عن زبّان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أ لا أخبركم لم سمّى اللّه إبراهيم خليله اَلَّذِي وَفّٰى لأنه كان يقول كلما أصبح و أمسى: فَسُبْحٰانَ (2) اللّٰهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ حتى يختم الآية»[1485].
كتب إليّ أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمد بن الحسن الدوني (3).
و أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن الفضل الحافظ عنه، نا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسن بن الكبار، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق بن السني، أخبرني أبو عروبة، نا محمّد بن المصفّى، أنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، عن ابن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في قوله: وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي [وَفّٰى] (4) قال: كان عليه السلام يقول إذا أصبح و أمسى: فَسُبْحٰانَ اللّٰهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ ، يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ، وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهٰا وَ كَذٰلِكَ تُخْرَجُونَ (5)[1486].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم القاسم بن أحمد بن محمّد الوليدي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ (6)،نا علي بن سعيد بن بشير الرازي - بمصر - نا محمّد بن يوسف الغضيضي، نا رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أ لا أخبركم
ص: 212
لم سمّى اللّه عزّ و جل إبراهيم خليلا اَلَّذِي وَفّٰى كان يقول كلّما أصبح و أمسى فَسُبْحٰانَ اللّٰهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ »[1487].
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلّم الفقيهان، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطي، نا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا آدم بن أبي إياس، حدّثني إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد العمّي، عن محمّد بن واسع قال: من قال حين يصبح ثلاث مرات فَسُبْحٰانَ اللّٰهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ إلى قوله وَ كَذٰلِكَ تُخْرَجُونَ لم يفته خير كان قبله من الليل، فلم يدركه يومئذ شر، و من قال حين يمسي لم يفته خير كان قبله، و لم يدركه ليلته شرّ، و كان إبراهيم خليل الرّحمن عليه السّلام يقولها ثلاث مرات إذا أصبح، و ثلاث مرات إذا أمسى.
أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي، نا محمّد بن أيوب بن عافية، نا جدي، نا معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: أنه ذكر هذه الآية وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى قال:«أ تدرون ما وفّى ؟» قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال:«وفّى عمل يومه أربع ركعات من أوّل النّهار»[1488].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا علي بن إبراهيم الواسطي، نا يزيد بن هارون، أنا جعفر [بن الزبير] (1)،عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في هذه الآية:
وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى :«و هل تدرون ما وفّى ؟» قال: و اللّه و رسوله أعلم، قال:«وفّى عمل يومه أربع ركعات من (2)أوّل النهار»[1489].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن الأصولي الخرقي (3)-بخرق، قرية
ص: 213
من قرى مرو - أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه (1)-بنيسابور - و أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو أحمد بكر بن محمّد بن حمدان الصيرفي - بمرو - نا عبد الصّمد بن الفضل البلخي، نا مكي بن إبراهيم، نا جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر هذه الآية: وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى قال:«هل تدرون ما وفّى، وفّى عمل يومه بأربع ركعات الضحى»[1490].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني، أنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون، و سهل بن عبد اللّه بن علي الغازي، و أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذكواني، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن عمير، و محمّد بن علي بن أحمد السكري ح.
و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم ح.
و أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، أنا سهل بن عبد اللّه.
قالوا: أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي - إملاء - أنا محمّد بن الحسن - أبو طاهر - نا أبو علي حامد بن محمود بن حرب، نا مكي بن إبراهيم، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبي أمامة: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر هذه الآية: وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى قال:«هل تدرون ما وفّى ؟» قالوا: اللّه و رسوله أعلم قال:«وفّى عمل يومه بأربع ركعات من أوّل النهار»[1491].
قال مكي بن السّكن: و هي عندنا صلاة الضحى.
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا محمّد بن علي بن علي بن الدّجاجي، أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمّد البزاز، نا أبو بكر بن أبي داود - عبد اللّه بن سليمان - نا محمّد بن عقيل، أنا يحيى بن نصر بن حاجب، أنا ابن شبرمة، عن الحسن في قوله عزّ و جلّ : وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى قال: وفّى اللّه فرائضه.
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي، أنا أحمد بن إبراهيم، نا أبو جعفر الديبلي، نا سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى:
ص: 214
وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى قال: بلّغ و أدّى.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى (1).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب العامري، أنا أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا الرّبيع بن سليمان، نا الشافعي، أنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، قال: كان الرّجل يؤخذ بذنب غيره، حتى جاء إبراهيم فقال اللّه عزّ و جل: وَ إِبْرٰاهِيمَ الَّذِي وَفّٰى أَلاّٰ تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ (2).
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو طالب محمّد بن علي الغازي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا الحسين بن إسماعيل القاضي، نا محمّد بن عبد اللّه المخرّمي، نا معاذ بن هشام ح.
قال الدارقطني: و نا أحمد بن العباس البغوي، نا عمر بن شبّة، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أ تعجبون أن تكون الخلّة لإبراهيم، و الكلام لموسى و الرؤيا لمحمّد صلّى اللّه عليه و سلّم.
قال و نا محمّد بن مخلد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا إبراهيم بن زياد - سبلان (3)-نا عباد بن عبّاد، نا يزيد بن حازم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: الخلّة لإبراهيم، و الكلام لموسى، و الرؤية لمحمّد صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد - بأصبهان - و أبو محمّد أحمد بن محمّد بن الحسن - برنان - قالا: أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن عبيد اللّه بن العلاء الكاتب، نا أبو بكر بن الطباع، نا أبو الوليد الطيالسي، نا قيس بن الرّبيع، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن
ص: 215
ابن عباس قال: إن اللّه اصطفى إبراهيم عليه السلام بالخلّة، و موسى بالكلام، و محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم بالرؤية.
أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا إدريس بن عبد الكريم بن المقرئ - أبو الحسن - نا عاصم بن علي، نا أبو قيس بن الرّبيع، عن عاصم بن سليمان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إن اللّه اصطفى إبراهيم بالخلّة، و اصطفى موسى بالكلام، و اصطفى محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم بالرؤية.
تابعه إسماعيل بن زكريا، عن عاصم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن علي الخسروجردي (1)،أنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني أبو جعفر الحضرمي ح.
و أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد الرّغباني، نا أبو الحسن الواحدي - إملاء - أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمد النصروي، نا أبو الحسن محمّد بن الحسن السّرّاج، أنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا موسى بن إبراهيم المروزي، نا ابن لهيعة، عن أبي قبيل (2)،عن عبد اللّه بن عمرو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا جبريل لم اتّخذ اللّه إبراهيم خليلا؟» قال: لإطعامه الطعام يا محمّد[1492].
أنبأنا أبو علي الحداد ح.
و أخبرناه أبو الحسن زيد بن حمزة بن زيد العلوي الموسوي - بطوس - أنا القاضي أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن حسين، أنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا موسى بن إبراهيم المروزي، نا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: قال
ص: 216
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا جبريل لم اتّخذ اللّه إبراهيم خليلا» قال: لإطعامه الطعام يا محمّد[1493].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي عن (1)محمّد بن (2)عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن حميد بن حامد - المعروف بابن السّوّاق (3)البندار - و أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصر الخوّاص، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، نا عبد اللّه بن هارون بن موسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي فروة، حدّثني عبد الملك بن عبد الملك الصّائغ، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«إن اللّه عزّ و جل بعث حبيبي جبريل عليه السلام إلى إبراهيم فقال له: يا إبراهيم، إني لم أتّخذك خليلا على أنّك أعبد عبادي لي، و لكنّي اطّلعت على قلوب الآدميين فلم أجد قلبا أسخى من قبلك، فلذلك اتّخذتك خليلا»[1494].
أخبرنا أبو الحسن بن المظفّر بن السبط ، أنا أبو سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العطار - بمكة - أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الديبلي، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، قال: قال سفيان في قوله تعالى: فَلَمّٰا رَأىٰ أَيْدِيَهُمْ لاٰ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قٰالُوا (4)لا نطعمه إلاّ بثمن، قال إبراهيم: فإن ثمنه أن تسموا اللّه عليه، قالوا: اللّه أعلم بهذا حين اتّخذه خليلا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، نا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمّد، نا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال: أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى إبراهيم: لم اتّخذتك خليلا؟ قال: لا،
ص: 217
قال: لأني اطّلعت على قلبك فوجدتك تحب أن ترزئ و لا ترزأ.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن المظفّر بن عبد اللّه الدقاق، أنا علي بن عمر الحضرمي، نا الهيثم بن خلف، أنا ابن حبان، نا بقية، نا محمّد بن حمير، عن جرير بن أشعث، عن يعقوب، عن ابن أبزى، عن أبي جعفر بن علي: أن ملك الموت قال لإبراهيم عليه السّلام: اتّخذك ربّك خليلا، قال: و بما اتّخذني خليلا قال: لأنك تحب صلة الناس و لا ترزأهم شيئا.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه (1)،نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل - أبو الدّحداح - نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا المقرئ، نا سعيد بن عبد اللّه المعافري، قال: بلغني أن اللّه تعالى أوحى إلى إبراهيم: هل تدري لم اتّخذتك خليلا؟ قال: لا يا ربّ ، قال: لطول قيامك بين يديّ .
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عمر بن أحمد بن شاهين، نا أحمد بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن غالب - أبو المعتمر، بن أخي بشر بن منصور - نا بشر بن منصور، عن داود بن أبي هند، عن وهب بن منبّه قال: قرأت في بعض الكتب التي أنزلت من السّماء: أن اللّه قال لإبراهيم عليه السّلام: أ تدري لم اتّخذتك خليلا؟ قال: لا يا ربّ ، قال: لذلّ مقامك بين يدي في الصّلاة.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمّد البغدادي، نا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب، قال: لما اتّخذ اللّه تعالى إبراهيم خليلا، كان يسمع خفقان قلبه من بعد خوفا من (2)اللّه عزّ و جل.
قال و نا أحمد بن مروان، نا النضر بن عبد اللّه الحلواني، نا نعيم بن حمّاد، نا محمّد بن يزيد، عن وهيب بن الورد، قال: بلغنا أن الضيف لما جاءوا إلى إبراهيم
ص: 218
-عليه السّلام - قرّب إليهم العجل قال: فَلَمّٰا رَأىٰ أَيْدِيَهُمْ لاٰ تَصِلُ إِلَيْهِ (1)قال: لم ؟ لا تأكلون ؟ قالوا: إنّا لا نأكل طعاما إلاّ بثمنه، قال: فقال لهم: أ و ليس معكم ثمنه ؟ قالوا:
و أنّى لنا بثمنه ؟ قال: تسمّون اللّه تبارك و تعالى إذا أكلتم، و تحمدونه إذا فرغتم، فقالوا:
سبحان اللّه (2)لو كان ينبغي للّه أن يتّخذ من خلقه خليلا لاتّخذك يا إبراهيم خليلا. قال:
فاتّخذ اللّه إبراهيم خليلا.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (3)،أنا هشام بن محمّد، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: لمّا اتّخذ اللّه إبراهيم خليلا و تنبّأه و له يومئذ ثلاثمائة عبد أعتقهم و أسلموا، فكانوا يقاتلون معه بالعصيّ ، قال: فهم أوّل موال (4)قاتلوا مع مولاهم.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن عبد الملك القرشي، أنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، أنا أبو الحسن علي بن دوست (5)بن أحمد بن شبابة البلخي، نا الحسن بن عرفة، نا المسيّب بن شريك، عن الحسن بن عمارة، عن أبيه عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لما أراد اللّه أن يتّخذ إبراهيم خليلا قال ذلك للملائكة، قال: فقال ملك الموت: أنا الذي أبشره، فإني أنا الذي أقبض روحه، قال: فولاّه اللّه ذاك»[1495].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي (6)،أنا أبو بكر المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي (7)،أنا مكي بن عبدان، نا عبد اللّه بن هاشم، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان، عن المختار بن فلفل (8)،عن أنس بن مالك، قال: قال رجل للنبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: يا خير
ص: 219
البشر، قال:«ذاك إبراهيم عليه السلام»[1496].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (1)،[حدثني أبي] (2)،نا وكيع، عن سفيان، عن مختار بن فلفل (3)،قال: سمعت أنسا قال: قال رجل للنبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم: يا خير البرية، قال:«ذاك إبراهيم عليه السلام»[1497].
أخبرناه عاليا أبو محمّد السّيدي و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن إسحاق العنزي، نا علي بن حجر، نا علي بن مسهر، عن المختار بن فلفل (4)،عن أنس بن مالك، قال:
قال - يعني رجل - لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: يا خير البرية، قال:«ذاك إبراهيم»[1498].
و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو (5)بن حمدان ح.
و أخبرتناه أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر، نا علي بن مسهر، و ابن فضيل، عن المختار بن فلفل (6)،عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و قال ابن المقرئ: إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - فقال: يا خير البرية، قال: قال:«ذاك إبراهيم عليه السّلام»[1499].
أخرجه مسلم عن أبي بكر (7).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (8)،نا يحيى و عبد الرّحمن، و وكيع، عن سفيان ح.
و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم علي بن
ص: 220
أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن البلخي الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الحازي، نا أبو أحمد الزّبيري محمّد بن عبد اللّه بن الزّبير الأسدي، نا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضّحى، عن (1)عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: لكلّ - و في حديث أبي أحمد: إنّ لكل - نبيّ ولاة من النبيّين، و إن وليّي منهم: أبي و خليل ربي عزّ و جلّ . زاد وكيع: إبراهيم، ثم قرأ إِنَّ أَوْلَى النّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ .. قال وكيع: إلى آخر الآية. و قالوا: بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هٰذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا زاد أبو أحمد: وَ اللّٰهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (2)[1500].
أخبرنا أبو القاسم أحمد بن السمرقندي، أخبرنا (3)إسماعيل بن مسعدة، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الصريفيني، قال: أخبرتنا أمّة السّلام بنت أحمد بن كامل القاضي قالت: نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد البندار، نا أحمد بن عبد اللّه بن علي بن سويد بن منجوف، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضّحى، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ لكلّ نبي ولاة من النبيين، و وليّي منهم أبي و خليل ربي ثم قرأ: إِنَّ أَوْلَى النّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ . وَ هٰذَا النَّبِيُّ الآية»[1501].
أخبرنا أبو محمّد السّيدي، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى، نا محمّد بن عمرو بن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرّحمن»[1502].
و لهذا الحديث طرق كثيرة (4).
ص: 221
أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الخوارزمي.
و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد القصّاري (1)،أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أبو هشام الرفاعي، نا زيد بن الحباب، حدّثني شيخ من أهل البصرة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«قال داود عليه السلام: يا ربّ أسمع الناس يقولون: ربّ إبراهيم و إسحاق و يعقوب فاجعلني رابعا، قال: لست هناك، إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا قط إلاّ اختارني، و إن إسحاق جاد لي بنفسه، و إن يعقوب في طول ما كان لم ييأس من يوسف»[1503].
أخبرتنا به أمّ البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن فنّاكي (2)،نا محمّد بن هارون الروياني، نا أبو كريب، نا زيد بن حباب، عن رجل، عن علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«قال داود عليه السلام: إلهي أسمع الناس يقولون: إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب، فاجعلني رابعا، قال لست هناك، إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا قط ، إلاّ اختارني عليه، و إن إسحاق جاد لي بنفسه، و إن يعقوب في طول ما كان لم ييأس من يوسف»[1504].
سمّى غيره عن أبي كريب الرّجل: الحسن بن دينار.
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا الهيثم بن خلف، نا أبو كريب، نا زيد بن الحباب، عن الحسن بن دينار، عن علي بن جدعان، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن العباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مثله.
ص: 222
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي - بها - أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد السّوذرجاني (1)-بأصبهان - نا علي بن محمّد بن أحمد بن ميلة (2) الشيخ أبو الحسن المعروف بابن ماشاذة (3)،نا محمّد بن أحمد السوذرجاني - بأصبهان - نا علي بن محمّد بن أحمد، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا معاوية بن هشام، نا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، عن أبيه قال: قال موسى عليه السلام: أي ربّ ذكرت إبراهيم و إسحاق و يعقوب - عليهم السّلام - بما أعطيتهم ذلك ؟ قال: إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا إلاّ اختارني، و إن إسحاق جاد لي بنفسه و هو بما سواها أجود، و إن يعقوب لم ابتله ببلاء إلاّ ازداد بي حسن ظنّ .
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد بن بندوني (4)،نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا محمّد بن عبد اللّه بن الزّبير، نا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، عن أبيه أنه قال: قال موسى عليه السلام: يا ربّ أ رأيت إبراهيم و إسحاق و يعقوب، أي شيء أعطيتهم ؟ قال: إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا إلاّ اختارني عليه، و إن إسحاق جاد لي بنفسه فهو علي بما سواه أجود، و أمّا يعقوب فما ابتليته ببلاء إلاّ ازداد بي حسن الظنّ .
أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران - المعروف بابن الجندي (5)، ببغداد - نا الحسن بن زكريا أبو سعيد، نا عثمان بن عمرو الدّبّاغ، نا ابن علاثة (6)،عن
ص: 223
الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى إبراهيم أن يا خليلي حسن خلقك و لو مع الكفّار، قال:
كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله في ظلّ عرشي و أن أسقيه من حظيرة قدسي»[1505].
هو محمّد بن عبد اللّه بن علاثة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة الدّمشقي.
حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن و أبيّ قالا: نا المؤمّل بن عبد الرّحمن الثقفي، نا أبو أميّة بن يعلى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«أوحى اللّه إلى إبراهيم: يا خليلي حسن خلقك و لو مع الكافرين تدخل مداخل الأبرار»[1506].
أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، حدثني أبو الفضل إبراهيم بن حمد بن يوسف بن إبراهيم بن أبان الهمداني - بلفظه من كتابه - نا إسماعيل بن عمر بن حفص بن عبد اللّه بن عبق (1)-أبو إسماعيل العبقي ببخارا - نا أبو أحمد بشر بن عبد اللّه الرازي، نا بكر بن سهل الدّمياطي، نا عبد الغني بن سعيد، عن موسى بن عبد الرّحمن، عن أبي أميّة بن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«أوحى اللّه تعالى إلى إبراهيم: يا خليلي، أحسن خلقك و لو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار، فإنّ رحمتي وسعت من حسن خلقه: أن أظله في ظلّ عرشي، و أن أسقيه من حظيرة قدسي، و أن أدنيه من جواري يوم لا يجاورني من عصاني»[1507].
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،أنا القاسم بن مهدي، و موسى بن الحسن الكوفي،
ص: 224
قالا: نا عمرو بن سواد، نا مؤمل بن عبد الرّحمن - أبو العباس الثقفي - نا أبو أميّة بن يعلى (1)،عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أوحى (2) إلى إبراهيم: أن يا خليلي حسن خلقك و لو (3) مع الكفار، تدخل مداخل الأبرار، فإن كلمتي سبقت من حسن خلقه، أن أظله في ظلّ عرشي، و أن أسقيه من حظيرة قدسي، و أن أدنيه من جواري»[1508].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا زاهر بن أحمد الفقيه، نا علي بن محمّد بن الفرج الأهوازي، نا سليمان بن الربيع الخزاز، نا كادج بن رحمة، عن أبي أميّة بن يعلى، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أوحى اللّه إلى إبراهيم إنك خليلي حسن خلقك و لو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار، فإن رحمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظلّه تحت عرشي و أسكنه حظيرة قدسي و أدنيه من جواري»[1509].
أخبرنا أبو علي الحداد إجازة، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا إبراهيم بن محمّد بن عوف الحمصي، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية، نا ابن ثوبان، عن أبي عبد اللّه الأيلي، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«كان إبراهيم من أغير الناس و إنه من غيرته جعل لإسحاق مشربة (4) فوق بيته يفتح إلى غير بيته الذي هو فيه»[1510].
أبو عبد اللّه هو الحكم بن عبد اللّه.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، نا ابن أبي مريم، نا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن أبي فراس أنه سمع عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«صام نوح الدّهر إلاّ يوم الفطر و الأضحى، و صام داود نصف
ص: 225
الدهر، و صام إبراهيم ثلاثة أيّام من كل شهر. صام الدهر و أفطر الدّهر»[1511].
أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو سعيد الأشجّ ، نا عقبة، نا موسى بن إبراهيم التيمي ح.
و أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي الماوردي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن يزداد الكاتب، نا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد، نا عقبة بن خالد، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، عن السّلولي، عن معاذ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أن أتّخذ منبرا فقد اتّخذه أبي إبراهيم». زاد الكاتب: إلى آخره،«و أن أتخذ العصا فقد اتّخذها أبي إبراهيم»[1512].
أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا زهير بن حرب، نا يحيى بن أبي بكير، نا الحسن بن صالح، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يخشى ربه و كان إبراهيم يخشى ربّه.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا جعفر بن محمّد، نا شريح بن يونس، نا عمر بن عبد الواحد، عن ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لما رأى إبراهيم ملكوت السموات و الأرض أبصر عبدا على خطيئة فدعا عليه، فأوحى اللّه عزّ و جل إليه: أن يا إبراهيم إنك عبد مستجاب الدّعوة فلا تدع على عبادي، فإني - أو قال: فإنك من - عبدي على ثلاث: إما أن أخرج من صلبه ذرية يعبدوني، و إمّا أن يتوب في آخر عمره فأتوب عليه، و إمّا أن يتولى فإن جهنم من ورائه»[1513].
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد - قراءة عليه، و أنا أسمع - أنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاّس، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو السوسي النميري، نا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان قال:«لما أن أرى
ص: 226
إبراهيم ملكوت السّماوات، فرأى رجلا على فاحشة فدعا عليه فأهلك، ثم رأى آخر فأراد أن يدعو عليه، فقال اللّه تبارك و تعالى: أنزلوا عبدي لا يهلك عبادي».
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا أبو إسماعيل، نا محمّد بن الصّلت، نا أبو كدينة (1) يحيى بن المهلّب، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن سلمان قال: لما رأى إبراهيم ملكوت السّماوات و الأرض، أبصر عبدا على سوء فدعا عليه، ثمّ أبصر آخر فدعا عليه، ثم أبصر آخر فدعا عليه، فقال اللّه تعالى: يا إبراهيم لا تدع على عبادي، فإنك عبد مستجاب الدّعوة، و إني من عبدي على ثلاث خصال: إمّا أن يتوب فأتوب عليه، و إمّا أن أخرج منه ذرية طيبة فتعبدني، و إمّا أن يتولى فإن جهنم من ورائه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص (2)،نا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن زياد بن فروة البلدي، نا أبو أسامة - يعني حماد بن أسامة بن زيد (3)-عن قمامة (4) بن زهير: أن إبراهيم خليل الرّحمن حدث نفسه أنه ارحم الخلق، فرفع حتى أشرف على أهل الأرض، فلما رآهم و ما يصنعون قال: دمّر عليهم، فقال له ربّه: أنا أرحم الرّاحمين، لعلّهم يتوبون أو يرجعون (5).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطان، نا أحمد بن يوسف، نا محمّد بن يوسف، قال: ذكر سفيان، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء قال: لما رفع إبراهيم في ملكوت السّماوات رأى رجلا يزني فدعا عليه فهلك، ثم رفع فرأى رجلا يزني فدعا عليه فهلك، ثم رفع فرأى رجلا يزني فدعا عليه فهلك، ثم رفع فرأى رجلا يزني فدعا عليه، فقيل: على رسلك يا إبراهيم إنك عبد يستجاب لك و إني من عبدي على ثلاث: إمّا أن يتوب فأتوب عليه، و إمّا أن أخرج منه ذرية طيبة تعبدني، و إمّا أن يتمادى فيما هو فيه فإن جهنم من ورائه.
ص: 227
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزّيدي (1)،أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علاّن بن الخازن (2)،أنا القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الجعفي، أنا أبو جعفر محمّد بن جعفر بن محمّد بن رباح، نا علي بن المنذر، نا محمّد بن فضيل، نا ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب قال: لما رأى إبراهيم ملكوت السّماوات و الأرض أبصر عبدا على فاحشة فدعا عليه، فأوحى اللّه: مهلا يا إبراهيم لا تدع على عبادي فإنك عبد مستجاب لك، فإنك من عبدي على ثلاث خلال أو خصال: إمّا أن يتوب و لو في آخر عمره فأقبل منه، و إما أن أخرج منه ذرية طيبة تعبدني، و إمّا أن يتولى فإن جهنم من ورائه.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش العكبري، و أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الصّالحي، نا محمّد بن معمر، نا حسين بن حسن الأشقر، نا صباح بن يحيى، قال: سمعت زيد بن علي يقول: فَلَمّٰا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأىٰ كَوْكَباً (3)قال: الزهرة.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغداذي، أنا محمود بن جعفر الكوسج (4)، و أبو منصور بن شكرويه (5)،و إبراهيم بن محمّد الظبيان - قراءة - و محمّد و علي ابنا أحمد بن محمّد السّمسار - حضورا - قالوا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خرّشيد (6)قوله:
أنا أبو بكر النيسابوري، نا يونس بن عبد الأعلى ح.
و أخبرنا أبو الوفاء حفاظ عبد الواحد بن حمد الأصبهاني، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا
ص: 228
حرملة بن يحيى، قالا: أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«نحن أحقّ بالشك من إبراهيم إذ قال: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ قٰالَ : أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ ؟ قٰالَ : بَلىٰ وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي (1)و يرحم اللّه لوطا كان يأوي إلى ركن شديد. و لو لبثت في السجن طول لبث يوسف لأجبت الدّاعي». لفظهما سواء[1514].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكّي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرابيشي، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا عبد اللّه بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: وَ إِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ قٰالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قٰالَ : بَلىٰ ، وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قال: أعلم أنك تجيبني إذا دعوتك، و تعطيني إذا سألتك.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر الجوزقي، قال:
سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: و ذكر هذا الحديث نحن أحقّ بالشك من إبراهيم، قال المزني: إنما شك إبراهيم عليه السلام أن يجيبه اللّه إلى ما سأل أم لا (2).
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أنا أبو عوانة الأسفرايني قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: نحن أحقّ بالمسألة قال: و سمعت القاضي إسماعيل يقول: كان يعلم بقلبه أن اللّه يحيي الموتى،
ص: 229
و لكن أحب أن يرى معاينة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد أحمد بن علي بن أبي عثمان قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن (1)موسى بن القاسم بن الصّلت المجبر (2)،نا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى - إملاء - نا عبد الجبّار بن العلاء العطار، نا وكيع، نا إسرائيل، عن أبي الهيثم، عن سعيد بن جبير:
وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قال: ليزداد إيمانا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو الحسن سبط البيهقي، قالا: أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور النصروي، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا عمرو بن ثابت الحداد عن (3) أبيه، عن سعيد بن جبير في قوله:
لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قال: بالخلّة تقول: أعلم أنك اتّخذتني خليلا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبار، نا حفص بن غياث (4) عن (5) شبل (6) المكي، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ (7)قال: الغراب و الدّيك و الحمامة و الطاوس (8).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه ح.
ص: 230
و أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني، أنا محمّد بن أحمد بن علي السّمسار.
قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا يعقوب الدورقي، نا هشام، نا شعبة، عن أبي حمزة قال: سمعت ابن عباس يقول في قوله تعالى: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ قال: إنما هذا مثل، قال فَصُرْهُنَّ قطع أجنحتهن فاجعلهن أرباعا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً (1)يقول: كذلك يحيي الموتى.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو نصر، عن قتادة، أنا أبو منصور العباس بن الفضل، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا عبد الرّحمن بن زياد، عن شعبة، عن أبي حمزة، قال: سمعت ابن عباس يقول في قوله: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ قال: قطع أجنحتها أربعا: ربعاها هنا، و ربعا هاهنا، و ربعا هاهنا، ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً .قال: هذا مثل؛ كذلك يحيي اللّه الموتى مثل هذا.
قال و نا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه و أبو سعيد، قالا: نا أبو العباس، نا أحمد بن الفضل الصّائغ، نا آدم، نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:
فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ قال: يقول انتف ريشهن و لحومهن و مزّقهنّ تمزيقا.
قال: و نا آدم، نا أبو شيبة، عن عطاء قال: يقول شققهن ثم اخلطهنّ .
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا، نا أبو حفص الصفار، نا جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك النّكري (2)،عن أبي الجوزاء (3):
وَ إِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ ، قٰالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ ؟ قٰالَ : بَلىٰ ، وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قال فقيل له: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ أي فعلمهن حتى
ص: 231
تجيئك (1)،ثم أمر بذبحها حين أجبنه. قال: فذبحهن ثم نتفهن و قطعهن، قال: فخلط دماءهن بعضها ببعض و ريشهن و لحومهن خلطه كله. قال ثم قيل له: اجعل على أربعة أجبل على كل جبل منهن جزءا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً قال: ففعل ثم دعاهن، قال:
فجعل الدم يذهب إلى الدم، و الريشة إلى الريشة، و اللحم إلى اللحم، و كلّ شيء إلى مكانه حتى أجبنه. فقال: أعلم أن اللّه على كل شيء قدير.
أخبرنا أبو عبد اللّه الصاعدي، أنا أبو بكر الخسروجردي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن مرزوق، نا روح بن عبادة، عن عوف، عن الحسن في قوله: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ قال: إن كان إبراهيم لموقنا أن اللّه يحيي الموتى و لكن لا يكون الخبر عند ابن آدم كالعيان، و إن اللّه عز و جل أمره أن يأخذ أربعة من الطير فيذبحهن، و ينتفهن ثم يقطّعهن أعضاء أعضاء، ثم خلط بينهن جميعا، ثم جزّأهن أربعة أجزاء، ثم جعل على كل جبل منهن جزءا ثم تنحّى عنهن، قال: فجعل يعدو كل عضو إلى صاحبه حتى استوين كما كنّ قبل أن يذبحهن ثم أتينه سعيا.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيّوب، أنا أبو الفرج محمّد بن عمر بن محمّد الجصّاص، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل قال: قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن هارون، قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد الحبلي، نا موسى بن إسماعيل، أنا مبارك بن فضالة، عن الحسن في قوله: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً (2) قال: الأمة الذي يؤخذ عنه العلم.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد البغدادي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان، حدثني أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا يحيى بن عبدك القزويني، نا خلف بن
ص: 232
عبد الرّحمن المخزومي، نا مالك، قال: قال ابن عمر: الأمة الذي يعلّم الناس دينهم (1).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس - هو الأصم - نا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهّاب، عن سعيد، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيش، عن ابن مسعود أنه قال: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ (2)قال: الأوّاه الدّعّاء.
أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، حدّثني عبد اللّه بن شداد، قال: قال رجل: يا رسول اللّه ما الأوّاه ؟[قال] (3):الخاشع الدّعّاء المتضرّع، ثم قرأ: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ حَلِيمٌ (4).
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي (5)، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا يحيى بن أبي طالب، نا زيد بن الحباب، نا سفيان الثوري، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس قال:
الأوّاه: الموقن (6).
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي أبو سعيد، أنا أبو الحسين بن فراس (7)،أنا أبو جعفر الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، أن أبا العبيد (8)بن سأل عبد اللّه عن الأوّاه ؟ فقال: الرّحيم (9).
ص: 233
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن محمّد الخرقي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن الزّبير الكوفي، نا الحسن بن علي بن عفان، نا زيد بن الحباب، نا جعفر بن سليمان الضبعي (1)،نا أبو عمران الجوني، عن عبد اللّه بن رباح الأنصاري، عن كعب: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ قال:
كان إذا ذكر النار قال: أوّه.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي ح.
و أخبرنا أبو محمّد الحسن، عن أبي بكر بن أبي الرّضا، أنا أبو عاصم الفضل بن يحيى الفضيلي.
قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا الحسن بن أبي الرّبيع الجرجاني، أنا عبد الرّزّاق، عن جعفر - يعني ابن سليمان - عن أبي عثمان الجوني، عن عبد اللّه بن رباح، عن كعب في قوله تعالى و تقدس: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّٰاهٌ مُنِيبٌ (2)قال: كان يتأوّه يقول: أوّه، إذا ذكر النار أوّه أوّه.
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين، و حدثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، أنا أبو العباس الأصم، نا محمّد بن خالد بن خلي الحمصي (3)،نا أحمد بن خالد - يعني الوهبي - نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة قال: الأوّاه: المسبّح.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو الضّبيّ ، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، أو عمرو بن شرحبيل قال: الأوّاه الرحيم.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهّاب، أنا عمرو بن عبيد، عن
ص: 234
الحسن أنه قال في قوله عزّ و جل: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّٰاهٌ مُنِيبٌ قال: كان إذا قال، قال للّه، و إذا عمل عمل للّه، و إذا نوى نوى للّه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، نا علي بن إسماعيل بن حمّاد البزاز، نا عمرو بن علي الصّيرفي، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ (1)قال: كان يتأوّه من النار، يقول: أوّه من النار.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف الهروي، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا محمّد بن مسلم، عن عبيد بن عمير في قوله تبارك تعالى: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ حَلِيمٌ (2)قال: كان إذا ذكر النار، قال: أوّه أوّه.
قال: و أنا معمر، عن قتادة في قوله تعالى: إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ قال: الأوّاه:
الموقن.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصمّ ، نا الرّبيع بن سليمان، نا عبد اللّه بن محمّد بن المغيرة، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: وَ اجْعَلْ لِي لِسٰانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (3)قال: ما أراد إلاّ الثناء الحسن. قال: فليس من أمة إلاّ و هي تودّه.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي الأهوازي الناتي (4)،نا محمّد بن سليمان، نا قبيصة، نا سفيان في قوله: وَ تَرَكْنٰا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (5)قال: الثناء.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف - قراءة - أنا أبو محمّد بن
ص: 235
النحاس، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس - بمكة - نا علي بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا حجاج، عن ابن جريج، أخبرني القاسم بن أبي بزّة (1)،عن عكرمة في قول اللّه تعالى: وَ آتَيْنٰاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيٰا (2)قال:
هو لسان الصّدق الذي جعله (3)اللّه له قال: و الأمم كلها تتولى إبراهيم: اليهود و النصارى و الناس أجمعون، و يشهدون له بالعدل، و ذلك لسان الصدق، و هو الأجر الذي أتاه في الدنيا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السّهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا عبد الرّحمن بن سعيد البلدي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عيشون (5)،نا أبو قتادة، عن الوازع (6)،عن أبي سلمة، عن أبي هريرة [عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم] (7)في قوله: زَيْتُونَةٍ لاٰ شَرْقِيَّةٍ وَ لاٰ غَرْبِيَّةٍ (8)قال:«قلب إبراهيم عليه السلام لا يهودي و لا نصراني»[1515].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن الشرابي، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزّاق، أنا معمّر، عن قتادة في قوله تعالى: وَ جَعَلَهٰا كَلِمَةً بٰاقِيَةً فِي عَقِبِهِ (9)قال: التوحيد و الإخلاص لا يزال في ذرّيته، توحيد اللّه عزّ و جل.
أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، و أبو محمّد بن الأكفاني و ابن السّمرقندي، قالوا: أنا أحمد بن عبد الواحد بن محمّد ح.
ص: 236
و أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبي أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا عبد السلام بن أحمد بن محمّد القرشي، نا أبو حصين محمّد بن إسماعيل بن محمّد التميمي، نا محمّد بن عبد اللّه الزاهد الخراساني، نا موسى بن إبراهيم المروزي، نا المعلّى بن هلال، عن سعيد بن ميناء (1)،عن الأصبغ بن نباتة (2)،قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: كان الرّجل يبلغ الهرم و لم يشب، و كان الرجل يأتي القوم و فيهم الرّجل و ولده فيقول: أيكم أبوكم ؟ لا يعرف الأب من الابن، فقال إبراهيم: ربّ اجعل لي شيئا أعرف به، فأصبح رأسه و لحيته أبيضين (3).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، نا أبو بكر محمّد بن أبي عمر - بقرية منين (4)-و أبو محمّد عبد الواحد بن أحمد بن مشماش، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، نا أبو عقيل أنس بن السّلم، نا إسماعيل بن أبي كريمة الحرّاني، حدّثني محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرّحيم، عن أبي عبد الملك، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: بينا إبراهيم ذات يوم يصلّي صلاة الضحى إذ نظر إلى كفّ خارجة من السّماء بين إصبعين من أصابعها شعرة بيضاء، فلم تزل تدنو حتى دنت من رأس إبراهيم فألقت الشعرة البيضاء في رأسه ثم قالت: اشعل و قارا.
قال محمّد: اشعل: خذ، فاشتعل رأسه منها شيبا، فأوحى اللّه إلى إبراهيم: أن يتطهر فتوضأ، ثم أوحى اللّه إليه: أن يتطهّر فاغتسل، ثم أوحى اللّه إليه: أن يتطهر فاختتن، قال: فكان إبراهيم أوّل من شاب و اختتن.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأسديّ ، أنا سفيان الثوري، عن عاصم، عن أبي عثمان - أراه عن سلمان -
ص: 237
قال: سأل إبراهيم عليه السّلام ربّه خيرا فأصبح ثلثا رأسه أبيض، فقال: ما هذا؟ فقيل له: عبرة في الدّنيا و نور في الآخرة.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول السّجزي، أنا يعلى بن هبة اللّه.
و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن أبي منصور، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا الجرجاني - و هو الحسن بن أبي الرّبيع - أنا عبد الرزّاق، عن جعفر، عن أبي عمران الجوني، عن عبد اللّه بن رباح، عن كعب قال: قال إبراهيم عليه السّلام: يا إلهي إنه ليحزنني أن لا أرى أحدا في الأرض يعبدك غيري، فبعث اللّه ملائكته يتعبدون معه، أو نحو ذلك.
أخبرنا بها أعلى من هذا: أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن المظفّر بن الحسين بن يزداذ، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم بن منيع، نا قطن (1)-يعني ابن نسير (2)-نا جعفر - يعني ابن سليمان - نا أبو عمران الجوني، عن عبد اللّه بن رباح، عن كعب، قال: إن إبراهيم شكا إلى اللّه عز و جلّ : أنه ليس يعبدك في الأرض أحد غيري، فبعث اللّه إليه ملائكته يكونون معه يصلّون.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن خويلد، نا حفص بن عبد اللّه، نا إبراهيم بن طهمان، عن عبّاد بن إسحاق، عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي الزّهري، عن الزهري ح.
و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين الشرقي الحافظ ، نا أحمد بن حفص، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن عبّاد بن إسحاق، عن محمّد بن عبد اللّه بن مسلم الزهري، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة أنه قال: كان
ص: 238
إبراهيم خليل اللّه يزور ابنه إسماعيل على البراق، و هي دابّة جبريل، تضع حافرها حيث ينتهي طرفها، و هي الدابّة التي ركب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة أسري به.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي ح.
و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة عن (1)محمّد بن الفضل، و أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني، قالا: أنا أبو محمّد التميمي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفار.- زاد البيهقي: و أبو جعفر محمّد بن عمرو الرزاز - قالا: نا سعدان بن نصر، نا وكيع، عن - و قال البيهقي، نا - طلحة بن عمرو، عن عطاء قال: كان إبراهيم خليل الرّحمن إذا أراد أن يتغدى طلب من يتغدى معه ميلا في ميل.
و قال عطاء: أحب الطعام إلى اللّه ما كثرت فيه الأيدي.
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب ح.
و أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، قالا: نا يحيى بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، نا سفيان، عن طلحة الحضرمي، عن عطاء قال: كان إبراهيم خليل اللّه إذا أراد أن يتغدى خرج ميلا أو ميلين يلتمس من يتغدى معه.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن أحمد بن محمّد، نا أحمد بن موسى بن إسحاق، نا موسى بن سفيان، نا عبد اللّه بن الجهم، نا عمرو بن أبي قيس، عن عاصم بن أبي راشد عن عبيد بن عمير، قال: كان إبراهيم عليه السّلام يضيف الناس فخرج يوما يلتمس إنسانا يضيفه فلم يجد أحدا، فرجع إلى داره فوجد فيها رجلا قائما، فقال: يا عبد اللّه من أدخلك داري بغير إذني ؟ قال: دخلتها بإذن ربّها، قال: و من أنت ؟ قال: أنا ملك الموت أرسلني ربي إلى عبد من عباده أبشّره بأن اللّه قد اتّخذه خليلا، قال: و من هو؟ فو اللّه لئن أخبرتني به ثم كان بأقصى البلاد لآتينه (2)ثم لا
ص: 239
أبرح له خادما (1)حتى يفرّق بيننا الموت، قال: ذاك العبد أنت هو، قال: أنا؟ قال: نعم أنت، قال: فبم اتّخذني ربي عزّ و جل خليلا؟ قال: إنك تعطي الناس و لا تسألهم (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا حمزة بن علي بن محمّد بن السّوّاق، و محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبري، قالا: أنا أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، نا جعفر بن محمّد بن نصير، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن يحيى بن سعيد بن المسيّب قال: أوّل من أضاف الضيف إبراهيم خليل الرّحمن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بحير، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد، قال: أوّل من خبز الكعك إبراهيم خليل الرّحمن، خبز للأضياف، و كان إبراهيم يطعم طعامه فإذا أكلوا قال: هاتوا ثمنه، قال: فيقولون: و ما ثمنه ؟ قال: تحمدون اللّه عليه.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل قالا: أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو عبد اللّه - يعني العجلي - نا أبو أسامة، نا شبل (3)،عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: ضَيْفِ إِبْرٰاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (4)قال: خدمته إيّاهم بنفسه.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:
سمعت محمّد بن حامد البزاز يقول: سمعت الحسين بن منصور يقول: كنت مع أبي أحمد محمّد بن عبد الوهّاب فسألته عن هذه الآية هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرٰاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ فقال: رحم اللّه علي بن عثّام (5) دعاني يوما إلى منزله فجعل يصب الماء بنفسه على يدي و يخدمني في جلالته و هيبته فقلت: يا أبا الحسن أنت بنفسك فقال:
ص: 240
حدّثني أبو أسامة عن شبل، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرٰاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ قال: كان إبراهيم يتولى خدمتهم بنفسه.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهّاب التميمي، أنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر بن المسلمة - إملاء - أخبرني أبي، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه العلاّف، نا نصر بن داود الصاغاني، نا أبو عبيد القاسم بن سلام، نا مروان بن معاوية [بن عائذ بن ناجية] (1)،عن سليمان، عن أبي سليمان، عن وهب بن منبّه قال: كان في صحف إبراهيم أو فيما أنزل اللّه على إبراهيم: أيها الملك المبتلى، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، و لا تسيء البنيان، و لكن بعثتك لتردّ عني دعوة المظلوم، فإني لا أرادها و لو كانت من كافر.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الفضل السّلمي الوزير، نا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الأنصاري، نا أحمد بن أبي الحواري، نا عتبة بن الوليد، حدّثني بعض الرهاويين قال: سمع جبريل إبراهيم خليل الرّحمن عليهما السّلام و هو يقول: يا كريم العفو، فقال له جبريل: و تدري ما كريم العفو؟ قال: لا يا جبريل قال: أن تعفو عن السيئة و تكتبها حسنة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محرز الهروي، نا الحسن بن عيسى، عن زهير بن عبّاد الرواسي، قال: قال داود بن هلال: مكتوب في صحف إبراهيم: يا دنيا ما أهونك على الأبرار الذين تصنّعت لهم، و تزيّنت لهم، إني قذفت في قلوبهم بغضك و الصدود عنك، و ما خلقت خلقا أهون عليّ منك، شأنك صغير و إلى الفناء تصيرين، قضيت عليك يوم خلقتك أن لا تدومي لأحد و لا يدوم لك أحد، و إن بخل بك صاحبك، و شح عليك، طوبى للأبرار الذين أطلعوني من قلوبهم على الرضا من ضميرهم و على الصّدق و الاستقامة، طوبى لهم ما لهم عندي من الجزاء إذا و فدوا إليّ من قبورهم،
ص: 241
نورهم (1) يسعى أمامهم، و الملائكة حافّين بهم حتى أبلغ بهم ما يرجون من رحمتي.
قال: و نا محمّد بن عبد العزيز، نا أبي عن زهير بن عبّاد الرواسي، عن داود بن هلال، قال: قرأت في صحف إبراهيم: طوبى للأبرار الذين أطلعوني من قلوبهم على الرّضا، و أطلعوني من ضميرهم على الصّدق و الاستقامة، طوبى لهم ما لهم عندي من الجزاء إذا وفدوا من قبورهم و النور يسعى أمامهم، و الملائكة حافّون بهم حتى أبلغ بهم ما يرجون من رحمتي.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا محمّد بن علي بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني عمر بن بكير النحوي عن شيخ من قريش قال: كان إبراهيم خليل الرّحمن لا يرفع طرفه إلى السماء إلاّ اختلاسا و يقول: اللّهمّ نعم عيشي في الدنيا بطول الحزن فيها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني (2)،نا أحمد بن جعفر بن محمّد البغدادي - بحلب - نا أبو هشام الرفاعي، نا زيد بن الحباب، نا عمر بن عبد اللّه (3)،عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس بن مالك أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قد جاء إليه رجل فقال: ما لي إن شهدت أن لا إله إلاّ اللّه و كبّرته و حمدته و سبّحته ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إن إبراهيم سأل ربّه فقال: يا ربّ ما جزاء من هلّلك (4) مخلصا من قلبه ؟ قال: يا إبراهيم، جزاؤه أن يكون كيوم ولدته أمّه من الذنوب، قال: يا ربّ فما جزاء من كبّرك ؟ قال: عظم مقامه (5)،قال: يا ربّ ما جزاء من حمدك ؟ قال: الحمد مفتاح الشكر و خاتمته شكر و الحمد يعرج به إلى ربّ العالمين. قال: يا ربّ فما جزاء من سبحك ؟
ص: 242
قال: لا يعلم تأويل (1) التسبيح إلاّ ربّ العالمين» (2)[1516].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، أنا محمّد بن أيّوب الرازي، نا محمّد بن كثير، أنا سفيان بن سعيد الثوري، حدّثني المغيرة بن النعمان، حدّثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنكم تحشرون (3) حفاة عراة غرلا» ثم قال: كَمٰا بَدَأْنٰا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنٰا إِنّٰا كُنّٰا فٰاعِلِينَ (4)ألا و إنّ من كسا إبراهيم يوم القيامة، ألا و إن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي قال: فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصّالح عيسى: وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مٰا دُمْتُ فِيهِمْ إلى قوله اَلْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » (5)[1517].
أخرجه البخاري عن محمّد بن كثير.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن الخلاّل، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب النّقري (6)،نا محمّد بن نوح الجنديسابوري، نا هارون بن إسحاق، نا وكيع، عن سفيان، عن (7) عمرو (8) بن قيس، عن عبد اللّه بن الحارث، عن علي قال: أوّل من يكسى إبراهيم خليل الرّحمن عزّ و جل قبطيّتين (9) ثم يكسى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حلة حمراء (10) و هو عن يمين العرش. كذا قال.
ص: 243
و أسقط منه المنهال بن عمرو، و قال: عمرو بن قيس، و إنما هو عمرو بن قيس الملائي.
أخبرناه على الصّواب أبو عبد اللّه الفراوي و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس الأصم، نا العباس الدّوري، نا أبو عاصم النبيل، عن سفيان، عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن عبد اللّه بن الحارث، عن (1) علي بن أبي طالب، قال: أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم قبطيتين و النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم حلة حبرة و هو عن يمين العرش.
و أخبرناه أبو نصر محمّد بن حمد الكبريتي، نا أبو مسلم محمّد بن علي بن مهرابزد (2)،أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا عبد الجبّار بن العلاء، نا بشر بن السري، نا الثوري ح.
قال: و نا بشر بن آدم، نا الضحاك بن مخلد، عن سفيان.
قالا: عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن عبد اللّه بن الحارث، قال:
أوّل من يكسى من الخلائق إبراهيم يكسى قبطيتين و يكسى محمّد برد حبرة و هو عن يمين العرش.
و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.
و أخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبيد اللّه بن عمر، نا محمّد بن عبد اللّه بن الزّبير، أنا - و قال ابن المقرئ - نا - سفيان، عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن عبد اللّه بن الحارث، عن علي، قال: أوّل من يكسى من الخلائق إبراهيم عليه السلام قبطيتين و يكسى محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم برد حبرة و و هو على - و في حديث ابن حمدان قال: و هو عن - يمين العرش.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن العباس بن علي الرستمي الأصبهاني الفقيه
ص: 244
ببغداد، أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الرّصافي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، نا أبو بكر محمّد بن الحسين بن الحسن القطّان النيسابوري، نا أحمد بن يوسف السلمي، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا سفيان - هو الثوري - عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن عبد اللّه بن الحارث، عن علي قال: أوّل من يكسى يوم القيامة إبراهيم خليل الرّحمن قبطيتين ثم يكسى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حلّة حبرة و هو عن يمين العرش.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن القاسم الميانجي، أنا علي بن الحسن بن سلم، نا عمر بن شبّة النّميري (1)،نا حسين بن حفص الأصبهاني، نا سفيان، عن زبيد، عن مرة، عن عبد اللّه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«إنكم تحشرون (2) حفاة عراة غرلا، و إن أوّل الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السّلام، و إن ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول أصحابي أصحابي فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح:
وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مٰا دُمْتُ فِيهِمْ -إلى قوله- اَلْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)[1518]».
قال علي: هذا عندي دخل لعمر بن شبّة حديث في حديث. هذا مشهور: الثوري عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، نا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، حدّثني أبو بكر محمّد بن عمير، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن نسل (4) و أبو بكر بن السميذع الأنطاكي فرقهما في موضعين، قالا:
نا موسى بن أيّوب، نا أبو مسعود الزجاج، عن حبيب بن حسّان، عن طلق (5) بن حبيب أنه حدث حيدة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:
ص: 245
«يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا، فأوّل الناس يكسى إبراهيم خليل الرّحمن فيقول اللّه تعالى: اكسوا إبراهيم خليلي ليعلم الناس اليوم فضله عليهم، فيكسى حلة ثم يكسى الناس على منازلهم»[1519].
أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق المديني، نا علي بن سعيد، نا عبد اللّه بن عبد الصّمد بن أبي خداش، نا أبو مسعود الزّجّاج، عن حبيب بن حسان، عن طلق بن حبيب أنه سمع حيدة أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:
«تحشرون يوم القيامة حفاة غرلا، و أوّل من يكسى إبراهيم الخليل، يقول اللّه:
اكسوا إبراهيم خليلي ليعلم الناس فضله ثم يكسى الناس على قدر الأعمال»[1520].
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي الماوردي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الخلاّل، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، نا يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، نا أبو سعيد الأشجّ (1)،نا ابن إدريس (2)،عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة قالت: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أوّل من يكسى خليل اللّه إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم»[1521].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني (3)،نا محمّد بن الحسين بن حفص، نا عباد بن يعقوب، نا موسى بن عثمان، عن عمرو بن عبيد، عن عبد اللّه (4) بن أنس، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أوّل من يلبس من حلل الجنة أنا و إبراهيم و النبيّون»[1522].
أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، نا يحيى، نا الحسين، أنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت إسماعيل - يعني ابن أبي
ص: 246
خالد - يحدث، عن سعيد بن جبير قال: يحشر الناس يوم القيامة حفاة غرلا عراة - أو قال قلفا - فأخبرت أن أول من يلقى بثوب إبراهيم عليه السّلام.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، قال: يحشر الناس (1) حفاة عراة غرلا فيقول اللّه: أ لا أرى خليلي عريانا، فيكسى إبراهيم - عليه السّلام - ثوبا أبيض فهو أول من يكسى.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنا أبو محمّد القاسم بن موسى الأشنب، حدّثني أحمد بن سنان، نا يزيد - هو ابن هارون - أنا حمّاد بن سلمة، عن سماك، عن عكرمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ في الجنة قصرا من لؤلؤ ليس فيه صدع، و لا وهن أعدّه اللّه لخليله إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلّم، إن في الجنة قصرا من درة بيضاء لا صدع و لا وصم أعدّه اللّه لخليله إبراهيم نزلا» (2)[1523].
أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا أبو جعفر محمّد بن خضر (3)-بالرقة - نا أبو سعيد محمّد بن سعيد المروزي - بطرسوس - نا النضر بن شميل، أنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن في الجنّة لقصرا من درّ لا صدع فيه و لا وهن، اتّخذه اللّه عز و جل لخليله إبراهيم عليه السّلام نزلا» (4).كذا قال: اتّخذه[1524].
ص: 247
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن عوف، نا أبو اليمان، حدّثني إسماعيل بن عياش، عن إبراهيم بن طهمان، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دخل البيت يوم فتح مكة فرأى تماثيل إبراهيم و إسماعيل يستقسمان بالأزلام، فقال:«ما لهم قاتلهم اللّه ؟ ما كان إبراهيم و لا إسماعيل - عليهما السّلام - يستقسمان بالأزلام»[1525].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا حيوة بن شريح، نا بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي عوف الحرشي و عبد اللّه بن بشر، عن عتبة بن عبد الثمالي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لو أقسمت لبررت، لا يدخل الجنة قبل سابق أمتي إلاّ بضعة عشر (1) رجلا: منهم إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط اثنا (2) عشر، و موسى و عيسى بن مريم بنت عمران عليهم السّلام»[1526].
أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي داود، نا المقرئ عبد اللّه بن يزيد، نا أبو صخر المدني حميد بن زياد: أن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر أخبره أن سالم بن عبد اللّه أخبره أنا أبا أيّوب أخبره:
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة أسري به مرّ على إبراهيم - عليه السّلام - فقال إبراهيم لجبريل عليهما السّلام: من هذا؟ قال: هذا محمّد، فقال إبراهيم: يا محمّد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنّة، فإن تربتها طيبة و أرضها واسعة، قال محمّد لإبراهيم:«و ما غراس الجنة ؟» قال: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه. كذا قال[1527].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا الحسين بن إسماعيل المحاملي - قراءة عليه - نا أحمد بن منصور، و يوسف بن موسى
ص: 248
و إبراهيم بن هاني، و روح بن الفرج قالوا: نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا حيوة، أخبرني أبو صخر: أن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب أخبره عن سالم بن عبد اللّه - زاد عاصم: بن عمر:- أخبرني أبو أيّوب الأنصاري.
و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا ابن عمير، نا عبد اللّه - يعني ابن يزيد - نا حيوة بن شريح، أخبرني أبو (1) صخر أن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب أخبره، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، حدّثني أبو أيّوب صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة أسري به مرّ على إبراهيم خليل اللّه - و قال عاصم: خليل الرّحمن - فقال إبراهيم لجبريل عليهما السّلام: من معك يا جبريل ؟ قال جبريل: هذا محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال:- زاد ابن طاوس عن عاصم: له، و قالا:- إبراهيم: يا محمّد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة و أرضها واسعة فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - لإبراهيم عليه السلام:«و ما غراس الجنة» لا حول و لا قوة إلاّ باللّه. انتهى حديث فاطمة[1528].
و زاد ابن طاوس عن عاصم: و قال يوسف: إن عبد الرّحمن بن عمر أخبره.
و قال أبو عبد الرّحمن مرة أخرى: عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن. ثم ذكر نحوه.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب - إملاء - نا أبو سهل محمود بن عمر العكبري، نا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، نا محمّد بن مسلمة الواسطي، نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا حيوة بن شريح، عن أبي صخر: أن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبره، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، أخبرني أبو أيّوب الأنصاري: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة أسري به مرّ على إبراهيم خليل الرّحمن، فقال إبراهيم: يا جبريل من هذا معك ؟ قال جبريل: هذا محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم. قال إبراهيم لمحمّد: مر أمّتك فليكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة و أرضها واسعة. فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«و ما غراس الجنة»؟ قال إبراهيم: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه[1529].
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر
ص: 249
الشافعي، نا محمّد بن مسلمة، نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، أنا حيوة بن شريح. فذكر نحوه.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السّماك، نا عبد اللّه بن أبي سعيد، نا خالد بن خداش، نا عبد اللّه بن وهب، عن أبي صخر: أن عبد اللّه بن عبد الرّحمن مولى سالم حدّثه قال:
أرسلني سالم إلى محمّد بن كعب القرظي: أحبّ أن تلقاني عند زاوية القبر، فالتقيا فقال له سالم: اَلْبٰاقِيٰاتُ الصّٰالِحٰاتُ (1) فقال له محمّد بن كعب: سبحان اللّه و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه. فقال له سالم: متى زدت فيها: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه ؟ فقال له: ما زلت أقولها، يراجعه مرتين أو ثلاثا (2) كل ذلك يقول: ما زلت أقولها. قال: فأبيت ؟ فإن أبا أيّوب الأنصاري حدّثني قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:
«لما أسري بي مررت بإبراهيم - عليه السّلام - فقال لجبريل: من هذا معك ؟ قال:
محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فرحب بي و سلّم عليّ ، و قال: مر أمّتك فليكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة و أرضها واسعة قال: قلت: و ما غراس الجنة ؟ قال: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه»[1530].
و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدّنيا، نا خالد بن خداش، فذكر بإسناده نحوه.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا عبد الرّحمن بن إسحاق، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا ميمون، نا سيار - يعني ابن حاتم - نا عبد الواحد بن زياد، نا عبد الرّحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقيت إبراهيم - عليه السّلام - ليلة أسري بي فقال: يا محمّد اقرأ أمتك السلام و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة، و أنها عذبة
ص: 250
الماء و أنها قيعان، و أن غرسها قول: سبحان اللّه و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم»[1531].
كذا في الأصل، و قد سقط منه ذكر شيخ ابن شاهين.
أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا: و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار الأصبهاني، أنا سليمان بن أحمد الطبراني (1)،نا علي بن الحسن (2) بن المثنى الجهني التستري، نا محمّد بن الحارث الخزّاز البغدادي، نا سيّار بن حاتم، نا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«رأيت إبراهيم (3)-عليه السّلام - ليلة أسري بي فقال: يا محمّد أقرئ (4) أمتك مني السّلام، و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، و أنها قيعان، و غراسها قول: سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه»[1532].
قال سليمان: لم يروه عن القاسم إلاّ عبد الرّحمن، و لا عنه: إلاّ عبد الواحد، و لم يروه عن عبد الواحد مرفوعا إلاّ سيّار [بن حاتم] (5).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا علي بن عثمان - يعني اللاحقي - نا حمّاد، أنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن مكحول أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن ذراري المؤمنين عصافير خضر في الجنة، يكفلهم إبراهيم عليه السّلام»[1533].
قال: و نا معاذ بن المثنّى العنبري، نا مسدّد، نا يحيى بن سفيان، عن أبيه، عن
ص: 251
أبي يعلى، عن الرّبيع بن خثيم، قال: لا أفضل على نبيّنا صلّى اللّه عليه و سلّم أحدا، و لا أفضل على إبراهيم خليل ربي أحدا.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن إسحاق، نا حسين المروزي، نا الهيثم بن جميل، نا يعقوب بن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: كان اللّه يبعث ملك الموت إلى الأنبياء عيانا، فبعثه إلى إبراهيم - عليه السّلام - ليقبضه، فدخل دار إبراهيم في صورة رجل شابّ جميل، و كان إبراهيم رجلا غيورا، فلمّا دخل عليه حملته الغيرة على أن قال له: يا عبد اللّه من أدخلك داري قال:
أدخلنيها ربها؛ فعرف إبراهيم أن هذا الأمر (1) حدث. قال: يا إبراهيم إني أمرت بقبض روحك قال: فامهلني يا ملك الموت حتى يدخل إسحاق، فأمهله، فلمّا دخل إسحاق، قام إليه فاعتنق كل واحد منهما صاحبه، فرقّ لهما ملك الموت فرجع إلى ربه فقال: يا ربّ رأيت خليلك جزع من الموت فقال: يا ملك الموت فأت خليلي في منامه فاقبضه، قال: فأتاه في منامه فقبضه.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد - أبو الحسين الذكواني - نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه - إملاء - نا عبد اللّه بن جعفر، أنا الخليل بن محمّد، نا روح بن عبادة (2)،عن موسى بن عبيدة (3)،أخبرني محمّد بن المنكدر، قال: دخل إبراهيم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم داره - قال: و كان رجلا غيورا - فإذا هو برجل شابّ طيب الريح قال: ما أدخلك داري ؟ قال: أذن لي ربها، قال: فإن كان ربها أذن لك فهو أحق بها، قال: اعرض عني يا إبراهيم، قال: فحال في صورة أسود له أنياب مختلفة و عيناه تذرفان، و له ريح منتنة و هيئة اللّه بها عليم.
قال: يا إبراهيم، أنا ملك الموت، و هذه ملائكة الرّحمة عن يميني، و ملائكة العذاب عن شماله، فإذا توفيت النفس المؤمنة جئتها في هذه الهيئة الحسنة، و الرّيح الطيّبة التي رأيتني فيها و رفعتها إلى ملائكة الرحمة، و إذا توفيت النفس الكافرة جئتها في هذه الصّورة و هذه الرّيح فرفعتها إلى ملائكة العذاب.
ص: 252
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن عبدة الطّبسي، نا حمّاد بن زيد، عن ابن جريج، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عبيد بن عمير، قال: بينما إبراهيم خليل الرّحمن يوما في داره، إذ دخل عليه رجل حسن الشارة فقال: يا عبد اللّه من أدخلك داري ؟ قال: أدخلنيها ربها، قال: فربها أحق بها، فمن أنت ؟ قال: أنا ملك الموت، قال: لقد بعث لي منك أشياء ما أراها فيك، قال: أدبر، فأدبر فإذا عيون مقبلة، و إذا عيون مدبرة، و إذا شعرة منه كأنها إنسان قائم، قال فتعوذني اللّه من ذلك و قال: عد إلى الصورة الأولى، قال: يا ملك الموت لقد دخلت عليّ قبل في صورة حسنة، ثم رأيتك تحوّلت في هذه الصورة الخبيثة (1)[قال:] إذا بعثني إلى من يكره لقاءه بعثني في هذه الصورة الخبيثة (2) التي رأيت آنفا، و إن اللّه قد اتّخذ من أهل الأرض خليلا، قال: يا ملك الموت أخبرني عنه في ما آته فأخبره فأصحبه و أخدمه و أكون معه قال: فإنّك أنت هو، قال: فحمد اللّه و أثنى عليه.
قال: فلما أراد اللّه تبارك و تعالى قبضه قال: يا ملك الموت، اقبض روح خليلي و ائته من باب لا تروعه منه. قال: يا ربّ ما أتيته من باب إلاّ رعته، فكرّه إليه الحياة.
قال: فبينما إبراهيم يوما في ظل داره إذ أقبل شيخ يتوكأ على عصا حتى جلس إليه، فدعا بطعام، و كان يقري الضيف، و كان كلما أكل لقمة خرجت أسفل منه، قال إبراهيم: كم أتى لك ؟ قال: أحد و ستون و مائة سنة، و كان إبراهيم يومئذ ابن مائة و ستين سنة، قال: ما بقي أن ألقى هذا إلاّ أن أدخل في سنتي هذه، فكره الحياة فأوحى اللّه إلى ملك الموت أن اقبض روح خليلي على أيسر ذلك. فأتاه برائحة من مسك الجنة، فاستنشاه إيّاها حتى خرجت روحه فلما لقي اللّه عز و جل قال: يا إبراهيم كيف وجدت الموت ؟ قال: يا ربّ وجدت كأنها تنزع بالسلا، قال فإنّا قد يسّرنا عليك.
قال حمّاد: و في آخر الحديث كلمة لابن شداد.
قال: و نا ابن أبي الدنيا أنا أزهر بن مروان الرقاشي، نا جعفر بن سليمان، نا أبو عمران الجوني، عن عبد اللّه بن رباح، عن كعب، قال: كان إبراهيم - عليه السلام -
ص: 253
يقري الضيف و يرحم المساكين و ابن السّبيل قال: فأبطأت عليه الأضياف حتى استراب ذلك، فخرج إبراهيم إلى الطريق، فطلب ضيفا فمرّ به ملك الموت في صورة رجل، فسلّم على إبراهيم، فردّ إبراهيم عليه السّلام ثم سأله إبراهيم: من أنت ؟ قال: ابن السّبيل قال: إنما قعدت هاهنا لمثلك، انطلق، فانطلق به إلى منزله، فرآه إسحاق فعرفه، فبكى إسحاق، فلما رأت سارة إسحاق يبكي (1) بكت لبكائه. قال: ثم صعد ملك الموت، فلمّا أفاقوا غضب إبراهيم و قال: بكيتم في وجه ضيفي حتى ذهب ؟ قال إسحاق: لا تلمني يا أبه، فإني رأيت ملك الموت معك، و لا أرى أجلك يا أبه إلاّ قد حضر فارعه في أهلك، قال: فأمره بالوصيّة، و كان لإبراهيم بيت يتعبّد فيه لا يدخله غيره، فإذا خرج أغلقه. قال فجاء إبراهيم ففتح بيته الذي يتعبّد فيه، فإذا هو برجل قاعد، فقال له: من أنت ؟ من أدخلك ؟ قال: بإذن ربّ البيت دخلت، قال: ربّ البيت أحقّ به، قال: ثم تنحّى إبراهيم إلى ناحية البيت، فصلّى كما كان يصنع، و صعد ملك الموت، و قيل له: ما رأيت ؟ قال: يا رب جئتك من عند عبد ليس لك (2) في الأرض بعده خير، قال: ما رأيت ؟ قال: ما ترك خلقا من خلقك إلاّ و قد دعا له في دينه أو في معيشته، ثم مكث إبراهيم ما شاء اللّه، ثم فتح باب بيته الذي يتعبد فيه، فإذا هو برجل قاعد فقال له إبراهيم: من أنت ؟ قال: أنا ملك الموت، قال إبراهيم: إن كنت صادقا، فأرني منك آية أعرف أنك ملك الموت، قال له ملك الموت: أعرض بوجهك يا إبراهيم فأعرض إبراهيم بوجهه، ثم قال: أقبل فانظر، فأقبل إبراهيم بوجهه فأراه الصورة التي يقبض فيها [أرواح] (3) المؤمنين، قال: فرأى من النور و البهاء شيئا لا يعلمه إلاّ اللّه، ثم قال: أعرض بوجهك [فأعرض ثم قال: أقبل و انظر] (4)،فأراه الصورة التي يقبض فيها الكفّار و الفجّار، قال: فرعب إبراهيم عليه السّلام رعبا حتى أرعدت فرائصه و ألصق بطنه بالأرض، و كادت نفسه تخرج. قال: فقال إبراهيم: أعرف، فانظر الذي أمرت فامض له. قال: فصعد ملك الموت فقيل له: تلطف - يعني في قبض روح إبراهيم - فأتاه و هو في عنب له في صورة شيخ كبير لم يبق منه شيء، فنظر إبراهيم فرآه فرحمه، فأخذ مكتلا
ص: 254
فقطف فيه من عنب، ثم جاء به فوضعه بين يديه، فقال: كل فجعل ملك الموت يريه أنه يأكل، و جعل يمضغه و يمجّه على لحيته و على صدره. قال: فعجب إبراهيم و قال: ما أبقت السّنّ منك شيئا، فكم أتى لك ؟ قال: فحسب قال: أتى لي كذا و كذا. مثل إبراهيم، فقال إبراهيم: قد بلغت أنا هذا، فإنما أنتظر أن أكون مثل هذا، اللّهمّ اقبضني إليك قال: فطابت نفس إبراهيم عن نفسه، و قبض ملك الموت روحه في تلك الحال.
أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن الكلابي و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن الأكفاني، و أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين - إجازة - قالوا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه (1)،أنا أحمد بن سندي بن الحسن الحداد، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطّار، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، عن محمد بن عطية، عن أبيه، قال: إنما كان سبب موت إبراهيم و الذي طيّب اللّه به نفسه للموت إنه كان ذات يوم جالسا في ظل قصر له، و كان أوّل من ضيف الضيف فاطّلع عليه شيخ كبير قد تقوس ظهره من الكبر، محتزما بحبل معتمدا على عصا حتى سلّم عليه و جلس قال: فأخرج له إبراهيم طعاما فأخذ الشيخ يلتقم اللقمة، فتنحدر في بطنه انحدارا حتى تخرج منه، فعجب إبراهيم لما يرى و هو ملك بعثه اللّه في صورة آدمي، فقال له إبراهيم: يا عبد اللّه ما هذا الذي يصيبك في الطّعام ؟ قال: بلغت حدّ الكبر الذي يكون صاحبه هكذا، قال: و كم أتى عليك قال: مائتا سنة و سنة - قال: و لإبراهيم يومئذ مائتا سنة - فقال إبراهيم يومئذ: ما بقي بيني و بين أن أكون هكذا إلاّ سنة واحدة، فقذّر إبراهيم الدنيا و أبغض الحياة فيها، و دعا ربّه بالموت فقال:
يا رب لا تبقني إلى ما مددت لهذا في الأجل فأكون مثله، فعند ذلك مات صلّى اللّه عليه و سلّم.
قال: و نا أبو حذيفة عن محمّد بن عطية، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: لما دخل ملك الموت على إبراهيم فقبض روحه، فسلّم عليه، فرد عليه السّلام فقال: من أنت ؟ قال: أنا ملك الموت قد أمرت بك، فبكى إبراهيم - عليه السّلام - حتى سمع بكاءه (2)إسحاق، فدخل فسلّم عليه فقال: يا خليل اللّه ما يبكيك ؟ قال: هذا ملك الموت يريد أن يقبض روحي قال: فبكى إسحاق حتى علا بكاؤه بكاء إبراهيم - عليه السّلام - فانصرف
ص: 255
ملك الموت إلى اللّه عزّ و جل فقال: يا ربّ إن عبدك إبراهيم جزع من الموت جزعا شديدا فقال: يا جبريل خذ ريحانة من الجنة فانطلق بها مع ملك الموت إلى إبراهيم و حيّه بها و قل له: الخليل إذا طال به العهد من خليله اشتاق إليه، و أنت خليل أ ما تشتاق إلى خليلك ؟ فأتاه و بلّغه رسالة ربّه، و دفع إليه الريحانة فقال: نعم يا ربّ ، قد اشتقت إلى لقائك، فشم الريحانة فقبض فيها.
قال: و نا أبو حذيفة، أخبرني ابن سمعان يرفعه: أن إبراهيم عاش مائة سنة و خمسا (1) و تسعين سنة.
أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (2)،أنا هشام بن محمّد، عن أبيه قال: خرج إبراهيم (3) إلى مكة ثلاث مرات دعا الناس إلى الحجّ في آخرهن، فأجابه كل شيء سمعه، فأوّل من أجابه جرهم قبل العماليق، ثم أسلموا و رجع إبراهيم إلى بلد الشام، فمات به و هو ابن مائتي سنة.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، عن أبي خازم محمّد (4) بن الحسين بن محمّد بن الفراء، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن المعدّل، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا أبو مسهر أحمد بن مروان، نا الوليد بن طلحة العطّار، نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن عبد اللّه بن أبي فراس، قال: جسد إبراهيم في مغارة بين الصخرة و مسجد إبراهيم و رجليه هاهنا و رأسه عند الصخرة.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن إبراهيم بن الفضل المقاسمي، نا محمّد بن نعيم، نا قتيبة بن سعيد - أبو رجاء
ص: 256
البغلاني (1)،بنيسابور - نا أحمد بن بشير، عن أبي طاهر البصري، عن أبي السّكن الهجري (2)،قال: مات خليل اللّه فجأة، و مات داود فجأة، و مات سليمان بن داود فجأة، و الصالحون. و هو تخفيف على المؤمن، و تشديد على الكافر.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا جعفر بن محمّد الصائغ، نا عاصم بن علي، نا أبو هلال، نا حفص بن دينار، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، قال: لما قدم إبراهيم على ربّه قال له: يا إبراهيم كيف وجدت الموت ؟ قال: يا ربّ وجدت نفسي كأنها تنزع بالسّلا قال: كيف و قد (3) هوّنا عليك الموت يا إبراهيم ؟ أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد اللّنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن حفص الضبعي، عن ابن أبي مليكة، قال: لما قبض إبراهيم خليل الرّحمن قال اللّه: كيف وجدت الموت ؟ قال: يا ربّ كأن نفسي تنزع بالسّلا قال: هذا و قد هوّنا عليك ؟ و قد روي مرفوعا من وجه ضعيف.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ (5)،نا جعفر بن سهل بن الحسن الفارسي (6)،نا أبو ميمون جعفر بن نصر العنبري الكوفي - بالرقة، و ذكر أنه من ولد سلمان الفارسي سنة إحدى و ستين و مائتين - نا حمّاد بن زيد، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لما لقي إبراهيم ربّه عز
ص: 257
و جلّ قال له: يا إبراهيم كيف وجدت الموت ؟ قال: وجدت جسدي ينزع بالسّلا (1)، قال: هذا و قد يسرنا عليك الموت ؟» [1534].
قال ابن عدي: و هذا الحديث بهذا الإسناد باطل (2).
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمّد البغداذي، نا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب بن منبّه، قال: أصيب على قبر إبراهيم الخليل مكتوبا خلقة (3) في حجر:
ألهى جهولا أمله *** يموت من جاء أجله
و من دنا من حتفه *** لم تغن عنه حيله
و كيف يبقى آخر *** قد مات عنه أوله
و زادني فيه بعض أهل العلم:
و المرء لا يصحبه *** في القبر إلاّ عمله (4)
ص: 258
أبو إسحاق الموصلي الفقيه الحنفي (1)
و أصله من غزنة، و تولى أبوه قضاء الرها و تفقه هو على أبي الحسن علي بن الحسن البلخي الفقيه، و استنابه في التدريس بمدرسة بصرى، ثم ولي التدريس.
بالمدرسة الصادرية (2)،ثم استنابه ابن خالي القاضي الزكي أبو الحسن - رحمه اللّه - و كان قد سمع الحديث من البلخي، و ما أظنه روى شيئا و ما علمته باعتقاده بأسا. مات و دفن يوم الأربعاء ثاني عشر ذي الحجة سنة ستين و خمسمائة بجبل قاسيون شهدت الصّلاة عليه.
353 - إبراهيم بن أحمد بن الحسن (3)
أبو إسحاق القرميسيني (4) المقرئ الصوفي
سمع بدمشق: عبد الرّحمن بن القاسم الهاشمي، و بصور: محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير، و أحمد بن بشر بن حبيب التميمي الصوريين، و أحمد بن صالح الأنط (5)،و أنس بن السلم الخولاني، و بعسقلان: محمّد بن الحسن بن قتيبة، و ببيت
ص: 259
المقدس: عبد اللّه بن محمّد بن سلم، و زكريا بن يحيى المقدسيين، و بمصر:
الحسين بن حميد العكّي (1)،و أبا عبد الرّحمن النسائي، و بتنّيس: القاسم بن الليث الرسعني، و بحرّان: أحمد بن داود الحرّاني، و بخراسان: أبا العباس السرّاج، و الحسن بن سفيان، و بأصبهان: محمّد بن نصير، و علي بن رستم الأصبهانيين، و يحيى بن زكريا القاساني (2)،و بالعراق: بشر بن موسى، و الكديمي (3)،و عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، و أبا معشر الدارمي، و محمّد بن خالد الراسبي البصري، و أبا نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي.
روى عنه: محمّد بن إسماعيل الورّاق، و أبو الحسن الدار قطني، و أبو الحسين بن المظفّر، و أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني، و أبو الحسن الحمّامي، و استوطن الموصل، و بها مات.
كتب إليّ أبو الحسن علي بن محمّد بن علي العلاّف - من بغداد - و أخبرني أبو الفخر أسعد بن عبد الواحد بن أبي الفتح المعروف بخردك الأصبهاني - بجرباذقان عنه - أنا علي بن أحمد بن عمر الحمّامي، نا إبراهيم بن أحمد القرميسيني، نا أبو العباس أحمد بن زنجويه القطان - إملاء - نا هشام بن عمّار، نا عبد اللّه بن الحارث الجمحي، نا هشام بن (4) عروة، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، و لكن يقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم اتّخذ الناس رءوسا جهّالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا»[1535].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر البزاز - قراءة عليه، و أنا أسمع - نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران، نا أحمد بن بشر بن حبيب التميمي الصوري، نا عبد الحميد بن بكار السّلمي
ص: 260
البيروتي، نا محمّد بن شعيب بن شابور (1)،نا عيسى بن عبد اللّه، عن عثمان بن عبد الرّحمن بن سعد بن أبي و قاص أخبره عن محمّد بن مسلم الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خطيبا: فأمر أن يخرج على كل صغير و كبير، و حرّ و عبد، و ذكر و أنثى صاعا من تمر صدقة الفطر[1536].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، حدّثني الحسن بن علي التميمي، نا محمّد بن إسماعيل الورّاق، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن المقرئ الخياط - الشيخ الصالح - قالا.
و قال لنا أبو بكر الخطيب (3):إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أبو إسحاق المقرئ القرميسيني. رحل و طوف في البلاد شرقا و غربا، و كتب بخراسان، و العراق، و الشام، و مصر. و كان ثقة صالحا استوطن الموصل. و ورد بغداد و حدّث بها، فكتب عنه من أهلها أبو الحسن الدار قطني، و أبو حفص الكتاني، و محمّد بن إسماعيل الورّاق، و محمّد بن المظفّر، و محمّد بن جعفر بن العباس النجار، و عبد اللّه بن عثمان الصفار، و الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير القاضي (4)[و] (5) أبو القاسم الحسن بن الحسن (6) بن المنذر.
و حدّثنا عنه أبو الحسن محمّد بن عمر بن الخطراني (7)،و علي بن أحمد بن الحمّامي، و كانا سمعا منه بالموصل.
قال الخطيب: و أنا أبو سعد الحسن (8) بن عثمان الشيرازي، قال (9):قال لنا
ص: 261
يحيى بن حمزة بن الحسين الموصلي: و مات إبراهيم بن أحمد بن الحسن أبو إسحاق القرميسيني بالموصل في سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة، و اللّه تعالى أعلم.
ابن علي بن الحسن بن حسنون
أبو الحسين الأردنيّ (1) الشاهد
روى عن: أبي عبد اللّه أحمد بن بشر بن حبيب الصوري، و أبي الحسن بن جوصا، و أحمد بن علي بن سعيد القاضي، و أحمد بن أنس بن مالك، و أحمد بن محمّد بن الوليد القرشي، و عبيد اللّه بن أحمد بن سليمان الرّملي، و عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد بن أبي يزيد، و محمّد بن حامد بن السري، و أبي المنذر محمّد بن سفيان بن المنذر الرّملي، و مساور بن شهاب بن مسرور بن مساور المري، و أبي علي الحسن بن إبراهيم بن حلقوم المقرئ، و عبيد اللّه بن أحمد بن الصنام (2)، و محمّد بن يزيد بن عبد الصمد، و أبي الجهم عمرو بن خازم.
روى عنه: تمّام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن إدريس الخثعمي، و عبد اللّه بن بكر الطبراني، و أبو عبد اللّه بن منده.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد الرازي، أنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن، عن أبي هارون العبدي أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول للشباب: مرحبا بوصيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. قال مخلد: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يوصّي بالشباب[1537].
روى عنه: الحسن بن يوسف بن يعقوب الطّرميسي (1).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم المقرئ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهّاب بن الوليد الكلابي - قراءة عليه - نا حسن بن يوسف، حدّثني إبراهيم بن أحمد بن شعر الدّجاج، نا محمّد بن إسحاق الصّيني، نا أحمد بن عروة بن ازامرد البنوي الصّنعاني، نا معتمر بن سليمان، قال: قال وهب بن منبه اليماني (2):لما اهبط آدم إلى الأرض فرأى سعيها قال: يا ربّ ما لأرضك هذه عامرة تسبّح بحمدك و تقدس لك غيري. فذكر حكاية.
هكذا نقلته من خط علي بن الحسين الربعي: الحافظ ابن شعر. و اللّه تعالى أعلم.
أبو إسحاق الآملي (3) الطبري
سمع بدمشق: أحمد بن عمير بن جوصا.
روى عنه: أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الرستمي، و عبد العزيز بن الفضل.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الكريم الشالوسي (4)،نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الرستمي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن كلوسدان، نا أحمد بن عمير بن جوصا - بدمشق،- نا عبد اللّه بن خبيق (5)،حدّثني موسى بن ظريف قال: قال سفيان الثوري لإبراهيم بن
ص: 263
أدهم: هذا العلم الذي قد جمعناه أريد أن أضعه عندك؛ قال: بلغني حديث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حتى أعمل به، ثم انظر فيما عرضت عليّ ؛ قال: و ما هو؟ قال: بلغني أن رجلا أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه دلّني على عمل يحبّبني اللّه تعالى و يحببني الناس عليه قال:
«لقد قصّرت و أوجزت اجتنب محارم اللّه جل و عزّ، و اجتنب ما في أيدي الناس، فإنك إن اجتنبت ما في أيدي الناس أحبّوك»[1538].
أبو المظفّر الأزدي الكاتب
كاتب الأمير و هسودان بن محمّد بن مملان الرّواديّ الكرديّ .
حكى عن أبي تمام محمّد بن عبد العزيز الهاشمي.
حكى عنه أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي الفقيه.
و قدم دمشق سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة، و له رسالة تذكر فيها ما رآه في طريقه، و من لقي من العلماء و الأدباء، و يصف فيها حسن جامع دمشق كتب بها إلى بعض الكتاب بأصبهان. و كان إبراهيم من أهل الفضل، و رسالته تدل على فضله. فيما ذكر فيها أبياتا للقنوع المعرّي - و كان قد لقيه بالمعرّة - و ذكر أنه رضي من دنياه بسدّ الجوع، و لبس المرقوع، و لهذا لقب بالقنوع. و من شعره المليح المطبوع:
أرى الإدلال داعية الدّلال *** فما لي قد جزعت لذاك مالي
نعم أشفقت من ملقي و لكن *** أبالي حسن صبري أن أبالي
تصدّى للصدود و كان قدما *** على حال اتّصالي من وصالي
و قال: سلوت متّهما غرامي *** و لست و إن سلى عنّي بسالي
نويت عتابه أنّى التقينا *** و لكنّي بدا لي إذ بدا لي
حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد السّلماسي عن أبيه أبي طاهر أحمد بن محمّد، قال: قال أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي و ذكر - يعني - الأستاذ أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصّابوني النيسابوري الأستاذ الجليل أبا المظفر إبراهيم بن أحمد بن الليث الذي ابتهجت (1) العلوم بفضله و نشرها بطلعته على
ص: 264
رموزها و كشفت له سرّها فقال ما عندنا على معناه أحد جمع من شرائط الكمال ما جمع، و فرع من ثنايا الإفضال ما فرع على كون الدولة اليمينية و الحضرة الأمينية سالف الصدور، و مطرح رجال كل متميز بالفخر المشهور، و الفعال المذكور، فافتخروا يا أهل أذربيجان بعلاه و مآثره، و حلاه إنا لنفتخر بمن نبغ فينا و جاءنا أو قدم علينا و طرا من رجالاتها فيهم الفلك الدوار و أعيان تطيع أوامر أقلامهم الأقضية و الأقدار، كأبي بكر الخوارزمي، و أبي علي الدّاراني، و أبي الفتح البستي، و أبي سعد أحمد بن محمّد الحروي، و أبي القاسم الإسكافي، و أبي النضر العتبي، و أبي يحيى الحمّادي، و العميد أبي نصر المشكاني، و الأمير ابن الأمراء أبي الفضل الميكالي فهو يذكر معهم إذا عدّت الأكارم، و نشرت عن مطلوبها المعالم، و لعلكم تقولون هو عارف بفنون صناعة الكتاب، عالم بغرائب أسرار الآداب وحدها، فيقتصرون على أن ينشدوا فيه:
قد كانت الأقلام قبل زمانه *** حمراء فعادت أيما أفراس
كلا إنه كان يقرأ عندنا الحديث، فنرى من معرفته بمختلف أسماء الرّجال، و مشتبه أنساب ذوي الكمال، و سائر تلك الأحوال ما مرّ على المعدودين الفرح من طلابه، و يزيد على الشيوخ المعدودين في حفاظ أصحابه، و يتصل بهذا ما حدّثني بعض أدبائنا أنه حضر مجلس أبي عثمان بتبريز، و أبو المظفر يقرأ كتاب الغريبين، و في المجلس يومئذ جماعة الوزراء و كافّة الشيوخ و الوجهاء، فسمع الحاضرون قراءة تحير القلوب، فقال بعض أحداث الأدباء: سبحان اللّه ما أحسنها من قراءة، و أعذبها من عبارة، فأنكر الديخدا أبو الفرج محمّد بن أحمد الوزير قوله و استخف عقله و قال له كالمغضب: ما هذا؟ إنه لو أراد لصنّف أحسن منه، و كان مما يشكره عليه، أن يقول كان يكتب ما يصدر عن الأمير الأجل يذكرنا من جميع قلبه و يخلينا من وصفه بما كان يليق به ثم يجعل ذلك نكتة فيقول: كان الأمير يأمر به من قلبه، و كان أبو المظفر يكتبه من قلبه، فقلت له: و يرجو أيها الأستاذ أن لقلبه من كتب إليه بقلبه فاهتز لذلك، فلما سمعت ثناءه عليه و دعاءه له جعلت أبشر بعض مساعيه و أشكر و اصف ما غمرني به من أياديه، و أذكر فقال: مل إلى الاختصار وجد بحكم الاقتصار، فإنك تمدح ممدوحا و تشرح مشروحا، هل تستنكر من السحاب أن تنقع غليل الهضاب، أو تتعجب من النهار أن يضيء لذوي الأبصار، فلست على الأطوار إلاّ عند قول أبي الطيّب المسلم له الفوز بخصل الأشعار:
ص: 265
أثني عليك و لو تشاء لقلت لي *** قصّرت فالإمساك عني نائل
و قد قال قبله من لا ينكر الناس فضله:
ليس نفس الا عدا حظك أنه *** لحظ جزيل لا يعنف نافسه
و إن بخس المطرون حقك إنه *** لحقّ ثقيل لا يظلم باخسه
و أنا أكافئه عنك بدعاء و ثناء و مدح و إطراء، اللّهم أطل حياته و أكبت عداته و أبقه في الدهر جمالا و لأهله ثمالا، و زده على تصاريف الأيام سعودا و إقبالا.
أنشدني أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنشدني جماعة من شيوخنا للأستاذ أبي المظفر هذا:
نقشنا ودّ إخوان الصّفا *** بأقلام الهباء على الهواء
فكلّهم ذئاب في ذباب (1) *** حياتهم وفاة للوفاء
قال: و أنشدني الأستاذ أبو طالب عبد الوهاب بن يعمر، قال: أنشدني أبي أبو المعمّر يعمر بن الحسن الشيباني في أبي المظفر الأزدي الكاتب:
قد كان يا قوم إبراهيم بينكم *** نارا على مرمى، نارا على علم
يشرف الدست و الديان في *** قرن و الملك و العلم و الإقليم بالقلم
إذا تذكّرت معناه ذكرت له *** سلم على الربع من سلمى بذي سلم
و حدّثني أبو بكر السّلماسي قال: حكى لي والدي أبو طاهر قال: حكى لي الفقيه أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي بها قال: حكى لي الأستاذ الجليل السعيد أبو المظفر إبراهيم بن أحمد بن الليث قال: لما حضرت أسترآباذ وافدا على السلطان حضرني الشيخ أبو بكر القهستاني (2) فرأيت فاضلا ملء ثوبه، مليح الشمائل عطر الأخلاق خفيف الروح و امتدت أوقات الأنس بيننا، فجاءني كتابه ذات يوم ينوشني (3)و يرغب في أن يحضر منتزها كان لنا، فأجبت ثم استبطأت غلامه فكتبت إليه هذا البيت:
ص: 266
أ في الحق يا مولاي أنّي أنوّش *** و غيري يروى في ذراكم و أعطش
فجاءني جوابه مع فتى من غلمانه حدث كان يهواه، و هو:
أ سيّدنا حتى متى، و إلى متى *** و ما ذا الوفا كم بالمنى نتنعّش
و عدت فأنجز ما وعدت فقد مضى *** بياض نهار ليله كان يعطش
فديتك إنّ الخلف في الوعد وحشة *** و لكنه في مثل وعدك أوحش
و سألني بأيمان الأصدقاء أن أركب في جوابها، فركبت فإذا هو في باغ (1) فيه تين و رمان، و مجالس ما رأيت مثلها نظافة، و طال تعاشرنا حتى انتصف الليل، و لم يزل ينشدنا من مليح أشعاره و نوادر (2) قطعه.
و اسم أبي بكر: علي بن أحمد بن الحسن. أديب فاضل.
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمّد السّلفي - إجازة - أنشدنا القاضي أبو عمرو مسعود بن علي الملحي - بأردبيل - قال: أنشدنا إبراهيم بن أحمد بن الليث الكاتب لنفسه:
لا تغترر بالمهل *** و بعد خطو الأجل
و اعمل على أن يخلد ال *** ذكر بحسن العمل
و أخبرنا أبو طاهر السلمي قال: و أنشدني أبو عمرو قال: أنشدني إبراهيم لنفسه:
عليّ من الترسل ثوب عزّ *** و لبس عليّ من شعري شعار
و أنشدنا أخي أبو الحسين الحافظ رحمه اللّه، أنشدنا أبو طاهر بن سلفة، أنشدني أبو نصر الحمّامي المرندي، نحوي. قال: أنشدني منصور بن مشكان لنفسه في أبي المظفر:
وجه الزمان المتم عاد و سيما *** و علاه ماء للشباب و سيما
و أتى الربيع على الشتاء مخيما *** قد سرّنا إذ ساءه تخييما
ص: 267
و ارتاح من كل فؤاد هائم *** لصبا التصابي حين طاب نسيما
و دعا دعاة المجد: حي على الندى *** فأبو المظفر عاد يروي الهيما
و اختال تيها أذربيجان التي *** شرفت بشمس مرند إبرهيما
قد أشرفت بسنى الشتاء فما ترى *** احداهما الليل البهيم بهيما
عظمت به في أهلها النعم التي *** يعنى بها من لا يكون عظيما
و بحسنها فزنا و بمجد اسمه *** ختم الكرام فكان فيها الميما
أبو إسحاق (1) الرّقّي الصوفي الواعظ
حدّث بدمشق و الرّقّة، عن أحمد بن عبد اللّه الناقد المصري، و الحسين بن عبد اللّه القطان، و أحمد بن مروان المالكي، و إبراهيم بن السري (2) السقطي، و الجنيد بن محمّد، و عبد اللّه بن جابر الطرسوسي، و محمّد بن يوسف، و أبي الحسن الأصبهاني.
روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو الحسين بن جميع، و نصر بن محمّد بن أحمد الطوسي، و عبد الرحمن بن عمر بن نصر، و أبو القاسم بكير بن محمّد الطرسوسي المنذري، و ناصر بن محمّد، و عبد اللّه بن محمّد الدمشقي - نزيل نيسابور - و منصور بن عبد اللّه الأصبهاني، و أبو الحسن علي بن إبراهيم بن يوسف الشقيقي الصوفي، و الحسين بن يوسف العرويني، و أبو الحسن محمّد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري السّجستاني، و أبو الحسن علي بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري السّجستاني، و أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، و أبو الفتح المظفر بن أحمد بن إبراهيم بن برهان المقرئ و أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن بطة العكبري، و أبو محمّد الحسن بن إسماعيل بن محمّد بن الضرّاب المصري.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:
أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا إبراهيم بن المولّد، نا
ص: 268
الحسين بن عبد اللّه القطان، نا حكيم بن سيف، نا عبيد اللّه بن عمرو بن عبيد، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة»[1539].
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أبي الرّضا، أنا تمام بن محمّد الرازي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن المولّد الصوفي، حدّثني أحمد بن عبد اللّه الناقد المصري، نا أبو يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا محمّد بن حازم، عن أبي رجاء الجزري (1)،عن ابن سنان - يعني يزيدا (2)-عن واثلة بن الأسقع، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كن ورعا تكن أعبد الناس» (3)[1540].
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني - في كتابه - أنا أبو بكر محمّد بن علي بن الحسين، أنا أبي أبو سعد الماليني، قال: سمعت أبا حفص علي بن عراك يقول: ما رأيت أحسن كلاما من إبراهيم بن المولّد و لا رأيت أحسن صمتا من أخيه أبي الحسن.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا سعيد بن أحمد العيّار (4)،أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن يحيى الصوفي الرّقّي - بمكة - يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن المولّد (5) يقول: السياحة بالنفس: الآداب الظواهر، علما و شرعا و خلقا؛ و السياحة بالقلب: الآداب البواطن، حالا و وجدا و كشفا.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (6) قال: سمعت عمر (7) بن واضح يقول:
ص: 269
سمعت إبراهيم بن المولّد يقول: عجبت لمن عرف الطريق إلى ربّه كيف يعيش مع غيره و هو تعالى يقول: وَ أَنِيبُوا إِلىٰ رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ (1).
و كان يقول: من قال «باللّه» أفناه عنه، و من قال «منه» (2) أبقاه له.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر بن يحيى المزكّي، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي، قال: إبراهيم بن أحمد بن المولّد من أهل الرّقّة، صحب أبا عبد اللّه بن الجلاّء، و إبراهيم القصّار الرّقّي، و روى إبراهيم بن المولّد الحديث.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا محمّد بن أبي نصر الطّالقاني، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: إبراهيم بن أحمد بن المولّد أبو إسحاق من كبار مشايخ الرّقّة و فتيانهم، صحب أبا عبد اللّه بن الجلاّء الدّمشقي، و إبراهيم بن داود القصّار الرّقّي، و كان من أفتى المشايخ و أحسنهم سيرة و أسند الحديث.
كتب إليّ أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار بن الطيوري يخبرني عن أبي عبد اللّه الصوري.
و أنبأنا أبو طاهر بن سلفة، أنا أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي، أنا أبي، قالا: أنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني، أنشدني أبو محمّد الحسن بن علي بن غالب الزهري - زاد الصوري: من ولد سعد بن أبي وقاص - و قالا بمصر.
قال: أنشدني إبراهيم بن المولّد:
لك منّي على البعاد نصيب *** لم ينله على الدّنو حبيب
و على الطرف من سواك حجاب *** و على القلب من هواك رقيب
زين في ناظري هواك و قلبي *** و الهوى فيه زائغ و مشوب
كيف يغني قرب الطبيب عليلا *** أنت أسقمته و أنت الطبيب
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا علي بن الحسين بن أحمد - صصري - نا
ص: 270
عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، قال: سمعت إبراهيم بن المولّد يقول في مجلس مواعظه هذه الأبيات:
سجن لسان الفتى من الكرم *** و لن ترى صامتا أخا ندم
الصمت أمن من كلّ نازلة *** من ناله نال أفضل القسم
ما نزلت بالرّجال نازلة *** أعظم ضرّا من لفظة بفم
عثرة (1) هذا اللسان مهلكة *** ليست لدينا كعثرة القدم
احفظ (2) لسانا يلقيك في تلف *** فربّ قول أذلّ ذا كرم
أنبأنا أبو طاهر الحافظ ، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا، أنا أبي، أنا أبو سعد الماليني، قال: سمعت الحسن بن القاسم بن اليسع يقول: توفي إبراهيم بن المولّد سنة اثنتين و أربعين و ثلاثمائة (3).
قال: و أنا أبو سعد الماليني، قال: سمعت الحسن بن القاسم بن اليسع يقول:
توفي إبراهيم بن المولّد. و رأيت فيما يرى النائم أخي أبا إسحاق فقلت له: أوصني فقال: عليك بالقلّة و الذلّة حتى تلقى ربّك.
أبو إسحاق النّيسابوري الأبزاري (4) الورّاق
رحل و سمع محمّد بن عبد اللّه - مكحولا - و سعيد بن عبد العزيز الحلبي، و عامر بن خريم المرّي، و أبا الحسن بن جوصا، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و أبا عروبة الحرّاني، و الحسن بن سفيان، و مسدّد بن قطن، و جعفر بن أحمد الحافظ ، و أبا القاسم البغوي، و محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، و سعيد بن هاشم بن مرثد (5)، و الحسن بن علي الطوسي الحافظ ، و أبا القاسم البغوي (6)،و صالح بن أحمد بن أبي
ص: 271
مقاتل البغدادي، و أبا بكر أحمد بن جعفر بن محمّد الحلبي.
روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو عبد اللّه بن منده، و أبو حسان محمّد بن أحمد بن محمّد بن جعفر بن محمّد الفقيه، و أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي.
أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم بن أحمد الفراء، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السّري، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي، أنا إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن رجاء، أنا الحسن بن سفيان، نا هدبة، نا همّام، نا قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يؤمن عبد حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه»[1541].
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشّيرويي (1) ح.
و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب العامري عنه، أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد بن سودة، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن رجاء البزاري (2)،نا أبو قريش محمّد بن جمعة القهستاني، نا محمّد بن يعقوب بن عبد الوهّاب، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«الأرض كلّها مسجد و طهور»[1542].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي - بميهنة - نا أبو سعد عبد الواحد بن عبد الكريم، أنا أبو حسان محمّد بن أحمد المزكّي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الورّاق، نا أبو القاسم عامر بن خريم الدّمشقي، نا أبو حفص عمر بن مضر، نا محمّد بن خالد الهاشمي، نا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«الندم توبة»[1543].
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن الورّاق، نا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي - بدمشق - نا أبو نعيم الحلبي، نا ابن المبارك، عن
ص: 272
الأوزاعي، عن بلال بن سعد، قال: أدركتهم يسيرون بين الأعراض و يضحك بعضهم إلى بعض، و إذا كان الليل كانوا رهابين يصلّون.
قال: و قال أبو عبد اللّه الحافظ : إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن رجاء الأبزاري أبو إسحاق الوراق و كان من المسلمين الذين سلم الناس من يده و لسانه، طلب الحديث على كبر السن، فسمع بنيسابور مسدّد بن قطن، و جعفر بن أحمد الحافظ و أقرانهما، و خرج إلى نسا فسمع من الحسن بن سفيان: مسند ابن المبارك، و مسند أبي بكر بن أبي شيبة، و انتخاب أبي بكر بن علي من المسند الكبير. و كتب بالعراق عن أبي القاسم بن منيع (1) و أقرانه، و بالجزيرة (2) عن أبي عروبة و أقرانه، و بالشام (3) عن مكحول و أقرانه، و جمع الحديث الكثير، و عمّر حتى احتاج الناس إليه، و أدّى ما عنده على القبول.
توفي أبو إسحاق الأبزاري يوم الاثنين الخامس من رجب سنة أربع و ستين و ثلاثمائة، و هو ابن ست أو سبع - و تسعين (4) سنة و شهدت جنازته.
سمعت أبا علي الحافظ يقول لأبي إسحاق: أنت بهز بن أسد (5) لثقته و إتقانه.
و سمعت أبا علي غير مرة يمازح أبا إسحاق فيقول: ترون هذا الشيخ ما اغتسل من حلال قط ، فيقول أبو إسحاق: و لا من حرام يا أبا علي، و ذلك أن أبا إسحاق لم يتزوج قط .
عقدنا له مجلس الإملاء في دار السّنّة سنة اثنتين و ستين و ثلاثمائة، و كان يحضر الحلق.
ص: 273
الأنصاري الميموني القاضي (1)
[سمع] (2) بدمشق يحيى بن طالب الأكاف، و بالبصرة: أبا العباس محمّد بن حيّان (3) المازني، و أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن فريعة (4) الأزدي، و أبا خليفة الجمحي. و أبا جعفر محمّد بن أحمد بن حيان الأنصاري، و زكريا السّاجي، و بالكوفة:
أبا بكر عمر بن جعفر بن إبراهيم المدني، و جده لأمه موسى بن إسحاق الأنصاري، و بمكة: أبا بكر بن المنذر، و بالجزيرة أبا يعلى الموصلي، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطان، و بالقيروان: أبا بكر محمّد بن عبد السّلام بن الحارث الأنصاري، و بالإسكندرية: محمّد بن أحمد بن حمّاد الإسكندراني، و بالرملة: أبا العباس الوليد بن حمّاد الرّملي، و ببغداذ: محمّد بن جرير الطبري، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي، و بالأهواز: عبدان الجواليقي، و بالري: أحمد بن محمّد بن عاصم الرازي، و بأردبيل: سهل بن داود بن ديرويه الرازي، و أبا زكريا يحيى بن حميد، المعروف بابن أبي عمران البابي، بباب الأبواب.
روى عنه: أبو القاسم هبة اللّه بن سليمان بن داود بن عبد الرّحمن بن الدّيال، و أبو زكريا يحيى بن عمّار بن يحيى بن شداد الإمام، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن البزار المعروف بابن [الكلكسي الحوريون] (5).
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن سليمان بن داود الجزري في منزله - بآمد - نا أبو إسحاق إبراهيم بن
ص: 274
أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري القاضي - سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة - نا أبو بكر عمر بن جعفر بن إبراهيم المزني الكوفي - سنة ست و سبعين و مائتين في منزله من أصل كتابه - نا أبو نعيم الفضل بن دكين بن حمّاد مولى بني تيم (1)،نا سليمان بن مهران الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إن اللّه جل و علا خلق يوم خلق السّماوات و الأرض مائة رحمة، قسم منها رحمة واحدة بين الخلائق، بها معاطف الوالدة على ولدها، و بها يشرب الطير الماء و بها تتراحم الخلائق؛ فإذا كان يوم القيامة قسمها بينهم و زادها تسعا و تسعين رحمة»[1544].
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني - و نقلته من خطه - نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قال: قرأت على أبي القاسم هبة اللّه بن سليمان بن داود الجزري - في جامع ميافارقين - نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الأنصاري - القاضي بالجزيرة - نا يحيى بن طالب الطرسوسي - بدمشق - نا هشام بن عمّار الدّمشقي، بحديث ذكره.
قال لي أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الواسطي، قال لنا أبو بكر الخطيب: إبراهيم بن أحمد بن محمّد الميمذي (2) غير ثقة.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن خالد الرّقّي، نا أبو اليسر إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن موسى الخزرجي - المعروف بابن الجوزي موصلي، كتبت عنه في عودته من مكة بالشام - نا بشران بن عبد الملك بن مروان أبو الحسن، نا غسان بن الرّبيع، نا ثابت - يعني ابن زيد - عن الحسن - يعني ابن جعفر - عن محمّد بن زياد، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أ ما يخاف الّذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل اللّه رأسه رأس حمار»[1545].
كان أبوه أحمد أمير دمشق من قبل أحمد بن طولون.
روى عن: أبي علي الحسين بن موسى بن بشر العكّي.
روى عنه: تمام بن محمّد.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد التّميمي، أنا تمّام بن محمّد الرازي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن يدغباش الحجري - قراءة عليه - نا أبو علي الحسين بن موسى بن بشر العكّي، نا زهير بن عبّاد، نا أبو عمر حفص بن ميسرة، عن محمّد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن الذي يسجد قبل الإمام و يرفع رأسه قبل الإمام إنّما ناصيته بيد شيطان»[1546].
أبو إسحاق المادرانيّ (1) الكاتب
من كتّاب أبي الجيش (2) خمارويه بن أحمد بن طولون، كان معه بدمشق حين قتل، فخرج إبراهيم من دمشق إلى بغداد، في أحد عشر يوما فأخبر المعتضد بقتل خمارويه.
ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الوراق أنّ إبراهيم بن أحمد المادراني مات يوم الخميس لعشر خلون من شوال سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة (3).
أبو إسحاق التميمي، و يقال: العجليّ ، الزاهد (4)
أصله من بلخ و سكن الشام و دخل دمشق.
روى عن أبيه أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر، و الأعمش، و مقاتل بن حيّان، و محمّد بن عجلان، و منصور بن المعتمر، و أبو سعد المنهال، و محمّد بن زياد - صاحب أبي هريرة - و أبي إسحاق الهمداني السّبيعي (5)،و فروة بن مجاهد اللّخمي، و يحيى بن سعيد، و موسى بن عقبة، و إبراهيم بن ميمون الصّائغ، و موسى بن يزيد البصري، و عبد اللّه بن عمر العمري، و مالك بن دينار، و أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين، و الأوزاعي، و شعبة بن الحجّاج، و سفيان الثوري، و شقيق بن إبراهيم البلخي، و هشام بن حسان، و يزيد بن أبان الرقاشي، و أبي بكر بن أسماء، و أبي عبد اللّه الخراساني، و عبّاد بن كثير، و عبد اللّه بن شوذب، و محمّد بن الوليد، و نهاش بن فهم.
ص: 277
روى عنه: بقية بن الوليد، و ضمرة بن ربيعة، و سفيان الثوري، و شقيق بن إبراهيم البلخي، و أبو إسحاق الفزاري الإمام، و سهل بن هاشم البيروتي، و مفضل بن يونس الكوفي، و محمّد بن حمير الحمصي، و عتبة بن السكن، و فضالة بن حصين، و أشعث بن شعبة، و عيسى بن حارم، و قطن بن صالح الدّمشقي، و حكى عنه الأوزاعي، و أبو حيوة شريح بن يزيد، و سلمة بن كلثوم، و داود بن عجلان، و خلف (1) بن تميم.
أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم، و أبو بكر القارئ، أنا أبو حفص عمر بن مسرور، أنا أبو طاهر بن خزيمة ح.
و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري ح.
و أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد المخلدي قالا: أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي، نا أحمد بن عيسى بن يزيد اللّخمي، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الجزري، عن سفيان، عن إبراهيم بن أدهم، عن محمّد بن زياد، عن أبي هريرة قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يصلي جالسا فقلت: يا رسول اللّه إنك تصلي جالسا فما شأنك ؟ قال:«الجوع يا أبا هريرة» قال:
فبكيت، قال: فقال:«لا تبك فإن شدة يوم القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا». و قال ابن خزيمة: و العبار في الدنيا[1547].
تابعهما عمر بن علي بن الحسن، عن أحمد بن عيسى.
و رواه محمّد بن الحسين الخزاعي بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن فأدخل في الإسناد بينه و بين سفيان: مصعب بن ماهان.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم الجرجاني - بمنين (2)-و أبو محمّد نوشتكين (3) بن عبد اللّه الشهرياري - بأصبهان - قالا: أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبي،
ص: 278
أنا الحسين بن إسماعيل الفارسي، نا محمّد بن الحسين الخزاعي، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، نا مصعب بن ماهان، عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن أدهم، عن محمّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يصلّي جالسا.
الحديث، و روي هذا الحديث بلفظ آخر.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر الفقيه، أنا أبو عثمان البحيري ح. (1)
و أخبرنا أبو محمّد أيضا، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن يونس - ببغداذ - نا أحمد بن عيسى الخشاب، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، عن سفيان، عن إبراهيم بن أدهم، عن محمّد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أشكو إليه الجوع فكشف عن بطنه الحجرة. قال صالح: إنما هو عن شقيق، و لكن هكذا قال.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه المسعودي العبدوي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا عطية بن بقية، نا أبي، حدّثني إبراهيم بن أدهم، حدّثني أبو إسحاق الهمداني، عن عمارة بن غزيّة الأنصاري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن الفتنة تجيء فتنسف العباد (2) نسفا و ينجو العالم منها بعلمه»[1548].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي لفظا، أنا أبو علي حمد بن أحمد بن الحسن ح.
و أنبأنا أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ (3)،قال: أخبرت عن عبد اللّه بن أحمد بن سوادة، حدّثني محمّد بن هارون بن يحيى - بسروج (4)-أنا أبو خالد (5) يزيد بن سفيان: أن إبراهيم بن أدهم كان قاعدا في مشرفة (6) بدمشق، إذ مرّ
ص: 279
رجل على بغلة فقال له: يا أبا إسحاق إن لي إليك حاجة أحبّ أن تقضيها، فقال إبراهيم:
إن أمكنني قضيتها و إلاّ أخبرتك بعذري، فقال له: إن برد الشام شديد، و أنا (1) أريد أن أبدل ثوبيك هذين بثوبين جديدين، فقال إبراهيم: إن كنت غنيا قبلت منك، و إن كنت فقيرا لم أقبل منك، فقال الرّجل: أنا و اللّه كثير المال كثير الضياع، فقال له إبراهيم: أين أراك تغدو و تروح على بغلتك ؟ قال: أعطي هذا و آخذ من هذا (2)،فقال له إبراهيم: قم فإنك فقير تبتغي الزيادة بجهدك.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب الخوارزمي، أنا أبو بكر الإسماعيلي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن غسان قال: سمعت قتيبة - أبا رجاء (3)-يقول: إبراهيم بن أدهم بلخي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي، عن يحيى بن معين، قال: و سألت من إبراهيم بن أدهم ؟ فقالوا: رجل من العرب من بني عجل، و قال الغلاّبي: في موضع آخر بهذا الإسناد: و إبراهيم بن أدهم عجلي.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون - إجازة و اللفظ له-.
و حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو الحسين الأصبهاني، و أبو محمّد الغندجاني، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن عبدان الحافظ ، أنا محمّد بن سهل المقرئ، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (4)،قال: إبراهيم بن أدهم.
قال لي قتيبة: هو تميمي، البلخي كان بالكوفة، يروي عن منصور، حديثه مرسل، و يقال له (5):العجلي، كان بالشام.
ص: 280
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن السّقّا، نا أبو العباس الأصم قال: سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: إبراهيم بن أدهم رجل من العرب من بني عجل.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البابسيري، نا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي، أخبرني أبو محمّد اليمامي: أن إبراهيم بن أدهم خرج مع جهضم من خراسان، هرب من أبي مسلم فنزل الثغور، و هو رجل من بني عجل.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (1):إبراهيم بن أدهم عربي كان ينزل خراسان فتحوّل إلى الشام (2).
ذكر لي أبو عدي العسقلاني أنه غزا مع إبراهيم، و هو من الخيار الأفاضل.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أبو زرعة في ذكر نفر أهل فضل و زهد منهم: إبراهيم بن أدهم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى التميمي، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم ثقة مأمون، أحد الزهاد.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الصيقلي - يفيد (3)-و أبو محمّد نوشتكين بن عبد اللّه الشهرياري، قالا: أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبي قال إبراهيم بن
ص: 281
أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر بن ثعلبة بن سعيد بن حلام بن غزية بن أسامة بن ربيعة بن ضبيعة بن عجل بن لجيم، نسبه إبراهيم بن يعقوب عن محمّد بن كناسة.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قال: قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (1)الرسالة القشيرية: فيها.(2):و منهم أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر من كورة بلخ كان من أبناء الملوك فخرج يوما متصيدا (3)،و أثار ثعلبا أو أرنبا و هو في طلبه فهتف به هاتف: أ لهذا خلقت أم لهذا أمرت ؟ ثم هتف به من قربوس سرجه: و اللّه ما لهذا خلقت و لا بهذا أمرت، فنزل عن دابته و صادف راعيا لأبيه، فأخذ جبة الراعي (4) من صوف فلبسها و أعطاه فرسه و ما معه، ثم أنه دخل البادية ثم دخل مكة، و صحب بها سفيان الثوري، و الفضيل بن عياض، و دخل الشام و مات بها (4).و كان يأكل من عمل يده مثل الحصاد و حفظ (5) البساتين و غير ذلك. و أنه رأى رجلا في البادية علّمه اسم اللّه الأعظم فدعا به بعده، فرأى الخضر عليه السّلام و قال: إنما علّمك أخي داود اسم اللّه الأعظم.
أخبرني بذلك الشيخ أبو عبد الرّحمن السّلمي، نا محمّد بن الحسن بن الخشاب، نا أبو الحسن علي بن محمّد المصري، حدّثني أبو سعيد الخراز، نا إبراهيم بن بشّار (6) قال: صحبت إبراهيم بن أدهم فقلت: خبرني عن بدو أمرك، فذكر هذا.
و كان إبراهيم بن أدهم كبير الشأن في باب الورع، يحكى عنه أنه قال: أطب مطعمك و لا عليك أن لا تقوم بالليل و لا تصوم بالنهار. قال: و كان عامة دعائه: اللهمّ انقلني من ذل معصيتك إلى عزّ طاعتك.
و قيل لإبراهيم بن أدهم إن اللحم قد غلا فقال: أرخصوه، أي لا تشتروه.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي السّلمي - و نقلته من خطّه - نا أبو بكر الخطيب، نا
ص: 282
أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي، أنا علي بن عيسى بن المثنّى، نا محمّد بن المنذر - شكّر (1)-قال: سمعت عبد الملك بن علي - بالرملة - يقول: سمعت أيوب بن إسحاق يقول: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: سمعت الفضل بن موسى يقول: حجّ أدهم أبو إبراهيم بأمّ إبراهيم، و كانت به حبلى فولدت إبراهيم بمكة، فجعلت تطوف به على الحلق في المسجد، و تقول: ادعوا لابني أن يجعله اللّه رجلا صالحا (2).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد - بمنين (3)-و أبو محمّد نوشتكين بن عبد اللّه الشهرياري، قالا: أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبي قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن الحارث قال: سمعت إسماعيل بن منير البلخي قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن الحارث العابد يقول: سمعت يونس بن سليمان البلخي يقول:
كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، و كان أبوه من الأشراف، كثير المال و الخدم، و المواكب و الجنائب و البزاة (4)،فبينا إبراهيم في عمله ذلك، و قد أخذ بزاته و كلابه للصيد، و هو على فرسه يركضه إذا هو بصوت من فوقه: يا إبراهيم: ما هذا العبث ؟ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لاٰ تُرْجَعُونَ (5) اتق اللّه، و عليك بالزاد ليوم الفاقة. قال: فنزل عن دابته و رفض الدنيا و أخذ في عمل الآخرة (6).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العباس الفقيه، نا أبو محمّد بن عبد الوهّاب بن علي بن نصر المالكي القاضي، نا أبو الفتح يوسف بن عمر القوّاس، نا أبو طالب عبد اللّه بن محمّد بن شهاب - قراءة سمعته من لفظه من أصله - حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن خالد، نا إبراهيم بن بشار الطويل صاحب (7)إبراهيم بن أدهم قال: سألت إبراهيم بن أدهم قلت: يا أبا إسحاق كيف كان أوائل أمرك حتى صرت إلى ما صرت إليه ؟ قال غير هذا أولى بك من هذا، قلت: هو كما تقول
ص: 283
رحمك اللّه لعل اللّه ينفعنا به يوما، ثم سألته الثانية. قال: لا، ويحك اشتغل باللّه، فقلت له الثالثة إن رأيت رحمك اللّه لعل اللّه ينفعني به يوما ما. قال: كان أبي من ملوك خراسان و كان من المياسير، و كان قد حبّب إليّ الصّيد، فبينا أنا راكب فرسي و كلبي معي، فأثرت ثعلبا أو أرنبا - شك إبراهيم - فحركت فرسي، فأسمع نداء من ورائي: يا إبراهيم ليس لهذا خلقت و لا بهذا أمرت، فوقفت انظر يمنة و يسرة فلم أر أحدا، قلت: لعن اللّه إبليس، ثمّ حركت فرسي فأسمع نداء أجهر من الأول: يا إبراهيم ليس لهذا خلقت و لا بهذا أمرت، فوقفت مستمعا انظر يمنة و يسرة فلم أر أحدا، فقلت: لعن اللّه إبليس، ثم حرّكت فرسي فأسمع من قربوس (1) سرجه: يا إبراهيم بن أدهم و اللّه ما لهذا خلقت و لا بهذا أمرت، فوقفت فقلت: هيهات هيهات جاءني النذير (2) من ربّ العالمين، و اللّه لا عصيت ربي بعد يومي هذا ما عصمني ربي، فتوجهت إلى أهلي فجانبت (3) فرسي، و جئت إلى بعض رعاة أبي، و أخذت منه جبّته و كساء و ألقيت ثيابي إليه، فلم تزل أرض ترفعني و أرض تضعني حتى صرت إلى بلاد العراق فعملت بها أيّاما، فلم يصف لي شيء من الحلال، فسألت بعض المشايخ عن الحلال فقالوا: إن أردت الحلال فعليك ببلاد الشام، فصرت إلى مدينة يقال لها المنصورة - و هي المصّيصة (4)-فعملت بها أياما فلم يصف لي شيء من الحلال، فسألت بعض المشايخ عن الحلال فقال لي: إذا أردت الحلال فعليك بطرسوس (5) فإن بها المباحات و العمل الكثير، فبينما أنا كذلك قاعد على باب البحر (6)،جاءني رجل فاكتراني انظر إليه بستان، فتوجهت معه، فمكثت في البستان أياما كثيرة، فإذا أنا بخادم قد أقبل، و معه أصحاب له - و لو علمت أن البستان لخادم ما نظرته - فقعد في مجلسه هو و أصحابه فقال: يا ناطور يا ناطور؛ فأجبته فقال:
اذهب فائتنا بخير رمّان تقدر عليه و أطيبه، فأتيته فأخذ الخادم رمانة و كسرها فوجدها
ص: 284
حامضة فقال: ناطور أنت مذ كذا و كذا في بستاننا (1) تأكل من فاكهتنا و رماننا ما تعرف الحلو من الحامض ؟ قلت: و اللّه ما أكلت من فاكهتكم شيئا، و لا أعرف الحلو من الحامض قال: فغمز الخادم أصحابه و قال: ما تعجبون من كلام هذا، و قال لي: تراك لو كنت إبراهيم بن أدهم زدت على هذا، فلما كان من الغد حدّث الناس في المسجد بالصفة، و ما كان فجاء الناس عنقا (2) إلى البستان، فلما رأيت كثرة الناس اختفيت؛ الناس داخلون و أنا هارب منهم، فهذا ما كان أوائل أمري.
أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز (3)-في كتابه - ثم حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي عنه، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين الآجري، نا أبو الفضل العباس بن الفضل الشّكلي (4)،حدّثني إبراهيم بن زياد المقرئ - بغدادي - نا عبد اللّه بن الفرج - و قد ذكر إبراهيم بن أدهم يوما فقال عبد اللّه بن الفرج-:
حدّثني إبراهيم بن أدهم بابتدائه كيف كان قال: كنت يوما في مجلس لي له منظرة إلى الطريق، فإذا أنا بشيخ عليه أطمار، و كان يوما (5) حارا فجلس في فيء القصر ليستريح، فقلت للخادم: اخرج إلى هذا الشيخ فأقره مني السّلام، و سله أن تدخله إلينا فقد أخذ بمجامع قلبي؛ فخرج إليه فقام معه فدخل عليّ فسلم فرددت عليه السّلام، و استبشرت بدخوله و أجلسته إلى جانبي، و عرضت عليه الطعام، فأبى أن يأكل، فقلت له: من أين أقبلت ؟ فقال: من وراء النهر؛ فقلت: أين تريد؟ فقال: أريد الحج إن شاء اللّه - قال: و كان ذلك أوّل يوم من العشر أو الثاني - فقلت: في هذا الوقت ؟ فقال:
بل يفعل اللّه ما يشاء، فقلت: فالصحبة، فقال: إن أحببت ذلك حتى إذا كان الليل، قال لي: قم، فلبست ما يصلح للسّفر، و أخذ بيدي، و خرجنا من بلخ، فمررنا بقرية لنا، فلقيني رجل من الفلاحين، فأوصيته ببعض ما أحتاج إليه، فقدم إلينا خبزا و بيضا و سألنا
ص: 285
أن نأكل، فأكلنا، و جاءنا بماء فشربنا، ثم قال لي: بسم اللّه قم، فأخذ بيدي، فجعلنا نسير و أنا انظر إلى الأرض تجذب من تحتنا كأنها الموج، فمررنا بمدينة بعد مدينة، يقول: هذه مدينة كذا، هذه مدينة كذا، هذه الكوفة، ثم إنه قال: الموعد هاهنا في مكانك هذا في هذا الوقت - يعني من الليل - حتى إذا كان الوقت إذا به قد أقبل، و أخذ بيدي و قال: بسم اللّه.
قال: فجعل يقول هذا منزل كذا، هذا منزل كذا، و هذا منزل كذا، و هذه فيد (1)، و هذه المدينة، و أنا انظر إلى الأرض تجذب من تحتنا كأنها الموج، فصرنا إلى قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فزرناه ثم فارقني، و قال: الموعد في الوقت في الليل في المصلّى.
حتى إذا كان الوقت خرجت فإذا به في المصلّى، فأخذ بيدي ففعل كفعله في الأولى و الثانية حتى أتينا مكة في الليل، ففارقني، فقبضت عليه فقلت: الصحبة، فقال:
إني أريد الشام، فقلت: أنا معك، فقال لي: إذا انقضى الحج فالموعد هاهنا عند زمزم.
حتى إذا انقضى الحج إذا به عند زمزم، فأخذ بيدي، فطفنا بالبيت، ثم خرجنا من مكة، ففعل كفعله الأول و الثاني و الثالث، فإذا نحن ببيت المقدس، فلمّا دخل المسجد قال لي: عليك السلام، إنا على المقام إن شاء اللّه هاهنا، ثم فارقني، فما رأيته بعد ذلك و لا عرّفني اسمه.
قال إبراهيم: فرجعت إلى بلدي فجعلت أسير سير الضعفاء منزلا بعد منزل حتى رجعت إلى بلخ و كان ذلك أوّل أمري.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد المكي، أنا الحسين بن يحيى، أنا الحسين بن علي بن محمّد ح.
و أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن (2) علي الأزجي.
و أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، عن عبد العزيز بن بندار.
ص: 286
قالوا: أنا أبو الحسن بن جهضم، نا محمّد بن جعفر بن سليمان، نا عبد الرّحمن بن المفضّل، نا محمّد بن الفضل، نا أحمد بن مخلد، و قال المكي بن خالد، نا محمّد بن يحيى بن نعيم الربعي، حدّثني أحمد بن عبد اللّه صاحب لإبراهيم بن أدهم قال: كان إبراهيم من أهل النعم بخراسان، فبينما هو مشرف ذات يوم من قصره إذ نظر إلى رجل بيده رغيف يأكله في فيء (1) قصره، فاعتبر، و جعل ينظر إليه حتى أكل الرغيف، ثم شرب ماء، ثم نام في فيء (2) القصر، فألهم اللّه عزّ و جل إبراهيم بن أدهم الفكر فيه، فوكل به بعض غلمانه، و قال له: إذا قام هذا من نومه جيء (3) به، فلما قام الرجل من نومه قال له الغلام: صاحب هذا القصر يريد أن يكلّمك، فدخل إليه مع الغلام، فلما نظر إليه إبراهيم قال له: أيّها الرّجل، أكلت الرغيف و أنا جائع ؟ قال: نعم، قال فشبعت ؟ قال: نعم، قال إبراهيم: و شربت الماء تلك الشّربة و رويت ؟ قال: نعم، قال إبراهيم: و نمت طيبا بلا همّ و لا شغل ؟ قال: نعم، قال إبراهيم: فقلت في نفسي: فما أصنع أنا بالدنيا. و النفس تقنع بما رأيت ؟ فخرج إبراهيم سائحا إلى اللّه عزّ و جلّ على وجهه، فلقيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيّب الريح، فقال له: يا غلام من أين ؟ و إلى أين ؟ قال إبراهيم: من الدنيا إلى الآخرة ؟ فقال له: يا غلام أنت جائع ؟ قال: نعم، فقام الشيخ فصلّى ركعتين خفيفتين و سلّم، فإذا عن يمينه طعام و عن شماله ماء، فقال له: كل، فأكلت بقدر شبعي، و شربت بقدر ريّي، فقال لي الشيخ: اعقل و افهم، لا تحزن و لا تستعجل، فإن العجلة من الشيطان، و إياك و التمرّد على اللّه، فإن العبد إذا تمرّد على اللّه، أورث اللّه قلبه الظّلمة و الضّلالة مع حرمان الرزق، و لا يبالي اللّه تعالى في أيّ واد هلك، يا غلام إن اللّه عز و جعل إذا أراد بعبد خيرا جعل في قلبه سراجا يفرق بين الحق و الباطل، و الناس فيهما متشابهون؛ يا غلام إني معلّمك اسم اللّه الأكبر - أو قال: الأعظم - فإذا أنت جعت فادع اللّه عزّ و جل به حتى يشبعك، و إذا عطشت فادع اللّه عزّ و جل به حتى يرويك، و إذا جالست الأخيار فكن لهم أرضا يطئوك، فإن اللّه تعالى يغضب لغضبهم و يرضى لرضاهم، يا غلام خذ كذا حتى آخذ كذا. قال: لا ابرح، فقال الشيخ: اللهم احجبني
ص: 287
عنه، و احجبه عني، فلم أدر أين ذهب.
فأخذت في طريقي ذلك، و ذكرت الاسم الذي علّمني، فلقيني رجل حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب فأخذ بحجزتي (1) و قال لي: حاجتك ؟ و من لقيت في سفرك هذا؟ قلت: شيخا من صفته كذا و كذا، و عليه كذا و كذا؛ فبكى فقلت: أقسمت عليك باللّه، من ذلك الشيخ ؟ قال: ذاك إلياس عليه السلام، أرسله اللّه عز و جلّ إليك ليعلّمك أمر دينك؛ فقلت: فأنت يرحمك اللّه، من أنت ؟ قال: أنا الخضر؛ عليهما السّلام.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنا أبو بكر بن داود الزاهد، حدّثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، نا وريزة (2) بن محمّد الغساني، نا مسيّب بن واضح، قال: سمعت أبا عتبة الخوّاص يقول: سمعت إبراهيم بن أدهم (3) يقول: من أراد التوبة فليخرج من المظالم، و ليدع مخالطة (4) من كان يخالط ، و إلاّ لم ينل ما يريد.
قال: و أنا أبو بكر، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت محمّد بن حامد يقول: سمعت أحمد بن خضرويه يقول: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: التوبة الرجوع إلى اللّه بصفاء السرّ.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى التميمي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخطيب بن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن، أنا علي بن محمّد بن علي، قال: سمعت خلفا - يعني ابن تميم - قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: رآني ابن عجلان، فاستقبل القبلة ساجدا ثم قال: تدري لم سجدت ؟ [سجدت] (5) شكرا للّه حين رأيتك ؟ أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا
ص: 288
عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، نا محمّد بن سهل الموصلي، نا محمّد بن إدريس الحنظلي، قال: سمعت أبا نعيم يقول:
[سمعت] (1) سفيان الثوري [يقول] (2):إبراهيم بن أدهم كان يشبه إبراهيم خليل الرّحمن، و لو كان في أصحاب النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم لكان رجلا فاضلا (3).
قال: و أنا أبو العباس البردعي، نا أبو يعقوب الأذرعي، نا سليمان بن أيوب، قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: قلت لابن المبارك إبراهيم بن أدهم ممن سمع ؟ فقال قد سمع من الناس و لكن له فضل في نفسه، صاحب سرائر، و ما رأيته يظهر تسبيحا و لا شيئا من الخير، و لا أكل مع قوم طعاما قط إلاّ كان آخر من يرفع يديه من الطعام.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن بن السّمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو يزيد خلاّد بن محمّد، نا ابن خبيق، حدّثني خلف بن تميم، قال: سمعت أبا الأحوص يقول: رأيت من بكر بن وائل خمسة ما رأيت مثلهم قطّ : إبراهيم بن أدهم، و يوسف بن أسباط و حذيفة المرعشي، و نعيم العجلي، و أبا يونس القوني.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان المقرئ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الحسن الخلاّل - قراءة عليه - نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا أبو طلحة الفزاري، نا عبد اللّه بن خبيق، قال: قال بشر بن الحارث أربعة رفعهم اللّه بطيب المطعم:
وهيب بن الورد، و إبراهيم بن أدهم، و يوسف بن أسباط ، و إبراهيم الخواص.
أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي نا عثمان بن أحمد الدقاق، نا يحيى بن أبي طالب قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: ما أعرف عالما إلاّ و قد أكل
ص: 289
بدينه إلاّ أربعة: وهيب بن الورد، و إبراهيم بن أدهم، و يوسف بن أسباط ، و سليمان (1)الخواص.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: و سألته - يعني الدّار قطني - عن إبراهيم بن أدهم فقال: إذا حدّث عنه ثقة، فهو صحيح الحديث.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن علي بن الفتح، نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا أبو الحسين الحسن بن أحمد بن صالح بن كثير الزيات الواسطي - ببغداذ - نا أبو الفضل جعفر بن عامر العسكري، نا محمّد بن يزيد، أخبرني موسى بن داود الضبّي، حدّثني معاوية بن حفص، قال: إنما سمع إبراهيم بن أدهم، عن منصور حديثا: فأخذ به فساد أهل زمانه قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: حدثنا منصور، عن ربعي بن خراش، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه دلّني على عمل يحببني اللّه عزّ و جل به و يحبّني الناس قال:«إذا أردت أن يحبّك اللّه فابغض الدنيا، و إذا أردت أن يحبّك الناس فما كان عندك من فضولها فانبذه إليهم» فأخذ به، فساد أهل زمانه[1549].
أنبأنا أبو القاسم الحسيني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو العباس البردعي، أنا إسماعيل بن عبد اللّه، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو الرّبيع، عن إدريس، قال: جلس إبراهيم بن أدهم إلى بعض العلماء، فجعلوا يتذاكرون الحديث، و إبراهيم ساكت قال: ثم قال إبراهيم: حدثنا منصور ثم سكت، فلم ينطق بحرف حتى فرغ أو قام من المجلس، فقال بعض أصحابه: يا أبا إسحاق ابتدأت الحديث ثم قطعت، و قد كان القوم أنصتوا لك فقال: إني لأخشى مضرة ذلك المجلس في قلبي إلى اليوم.
قال: و أنا أبو العباس، نا عبد اللّه بن الحسن القاضي، نا أبو أمية، نا بشر بن المنذر، قال: غزونا مع إبراهيم بن أدهم قيل له: ما لك ما حفظت كما حفظ أصحابك
ص: 290
فقال: كان همّي هدي العلماء و آدابهم.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم الصيقلي - بفيد (1)-أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب و إبراهيم بن أحمد، قالا: نا أحمد بن مغلس، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا بشر بن الوليد - قاضي المصّيصة - قال: قيل لإبراهيم بن أدهم: أ لا تحدث فقد كان أصحابك يحدثون ؟ فقال: كان همي هدي العلماء و آدابهم.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي ح.
و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر الهروي، أنا الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا عبد الصمد بن الفضل، قال: سمعت منصور بن مجاهد يقول: سمعت رشدين بن سعد يقول: مرّ إبراهيم بن الأدهم - صاحبكم - بالأوزاعي، و حوله الناس فقال: على هذا عهدت الناس، كأنك معلّم و حولك الصّبيان، لو أن هذه (2) الحلقة على أبي هريرة لعجز عنهم، قال: فقام الأوزاعي.
أخبرنا أبو الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم، و أبو المكارم عبد الرزاق بن عبد اللّه بن عبد الكريم القشيريان، قالا: أخبرتنا جدتنا الحرة فاطمة بنت الأستاذ أبي علي بن الحسن الدقاق، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن السمّاك - ببغداذ - نا أبو علي الحسن بن عمرو السبيعي، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت يحيى بن يمان يقول: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قد سمع سفيان كما سمعنا، و لو شاء أن يسكت كما سكتنا.
أخبرنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن محمّد المروزي - بمرو - أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الشيرازي، أنا محمّد بن أحمد الأرموي (3)
ص: 291
-بها - نا عبد اللّه بن سهل الرازي، قال: سمعت عباس بن عبد اللّه، نا داود، قال لي إبراهيم بن بشار: قيل لابراهيم بن أدهم: لم لا تكتب الحديث ؟ قال: إني مشغول بثلاث: أوّلها الشكر على النعم، و الثاني الاستغفار للذنوب، و الثالث الاستعداد للموت؛ ثم صاح و غشي عليه، فسمعنا صوتا و لا نرى الشخص: لا تدخلوا بيني و بين أوليائي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن رزين، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق، نا محمّد بن محمّد بن قريش، قال: سمعت صالح بن أبي رميح يقول: سمعت محمّد بن مكتوم قال: مرّ إبراهيم بن أدهم بسفيان الثوري و هو قاعد مع أصحابه، قال سفيان لابراهيم:
تعال (1) حتى أقرأ عليك علمي، قال: إني مشغول بثلاث، و مضى.
قال سفيان لأصحابه: أ لا سألتموه ما هذه الثلاث! ثم قام سفيان و معه أصحابه حتى لحق إبراهيم؛ فقال له: إنك قلت: إني مشغول بثلاث عن طلب العلم فما هذه الثلاث ؟ قال: إني مشغول بالشّكر لما أنعم علي، و الاستغفار لما سلف من ذنوبي، و الاستعداد للموت. قال سفيان: ثلاث و أيّ ثلاث.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الجرجاني - بفيد - و أبو محمّد نوشتكين بن عبد اللّه الشهرياري (2) قالا: أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن سلم بن إبراهيم، نا محمّد بن عمرو بن مكرم قال: سمعت سلم (3) بن مهران الطرسوسي قال: سمعت أبا يوسف يقول: كان إبراهيم بن أدهم إذا سئل عن العلم جاء بالأدب (4).
أخبرنا أبو غالب الجرجاني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحارث، نا محمّد بن أحمد بن موسى بن سلام، نا إبراهيم بن محمّد بن شقيق بن إبراهيم البلخي، حدثني أبي عن أبيه قال: قال أبو حنيفة لإبراهيم: رزقت من
ص: 292
العبادة شيئا صالحا فلتكن من بالك فإنه رأس العبادة و به قوام الدين.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي، نا محمّد بن إسماعيل بن العباس الوراق - إملاء - نا علي بن أحمد، نا يوسف بن موسى المرورّوذي، نا عبد اللّه بن خبيق، حدّثني موسى بن ظريف، حدّثني أبو عثمان الأسود، قال: رافقت (1) إبراهيم بن أدهم أربع عشرة سنة فحججت، فلقيت سعيد بن أبي داود فقال لي: ما فعل أخوك و أخونا إبراهيم بن أدهم قال: قلت بالشام في موضع كذا و كذا، قال: فقال لي: إن عهدي به و إنه ليركب و بين يديه ثلاثون شاكريا إذا ركب و لكنه أحبّ أن يبحبح في الجنة. كذا في هذه الحكاية، و القائل لذلك: عبد العزيز بن أبي روّاد (2).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن علي، نا ابن خبيق، نا موسى بن ظريف، عن أبي عثمان الأسود - و كان قد رافق إبراهيم بن أدهم أربع عشرة سنة - قال: حججت فلقيت عبد العزيز بن أبي روّاد، فقال لي: ما فعل أخوك إبراهيم بن أدهم ؟ قلت بالشام في موضع كذا و كذا، فقال: أمّا إنّ عهدي به و إنه ليركب بين يديه ثلاثون شاكريا (3)بخراسان، و لكنه أحب أن يبحبح (4) في الجنة.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو حفص عمر بن محمّد، حدّثني عبد اللّه بن خبيق، حدّثني موسى بن طريف، عن أبي عثمان الأسود، قال: كنت رفيق إبراهيم بن أدهم أربع عشرة سنة فحججت، فلقيت عبد العزيز بن أبي روّاد بمكة فقال لي: ما فعل أخوك، إبراهيم بن أدهم ؟ قال: فقلت بالشام في موضع كذا و كذا قال: فقال: أما إنّ عهدي به يركب، بين يديه
ص: 293
ثلاثون (1) شاكريا و لكنه أحبّ أن يتبحبح في الجنة.
كتب إليّ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي ح.
و أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، عن عبد العزيز بن بندار ح.
و أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى، أنا الحسين بن علي الشيرازي ح.
و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد - فيما أرى - أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدّربندي (2)-بدمشق - نا سلامة بن علي بن القاسم.
قالوا: نا علي بن عبد اللّه الهمداني، نا محمّد بن عبد الرّحمن - و قال الحسين و سلامة: أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن سهل الحداد - حدّثني عمر بن الحكم، حدّثني منصور بن محمّد بن هارون، عن أبي مرحوم الخراساني، قال: قالوا لشقيق: إن إبراهيم بن أدهم قد رحل من خراسان يريد الشام، فقال شقيق: إذا نزل فاعلموني، فلما قدم إبراهيم جاءه شقيق و حوله رجال من أبناء أهل الشام يسألونه عن الأحوال و المقامات.
و قال المكي: عن المقامات.
فوقف عليه شقيق و قال له: يا أبا إسحاق ما حملك على أن ترحل من خراسان و تترك بني عمك و عشائرك ؟ فقال: إبراهيم خرجت إلى الشام أطلب الحلال، من يراني يقول مسكين، و من يراني يقول حمال، فبكى شقيق و بكى الناس الذين حوله، فقال شقيق: لا كاد سماء تسقي غيثها لبلد ظعنت منه بؤسا لقوم خرجت من بين أظهرهم، كيف لا يستسقون بآثارك.
و في رواية المكي: رجال نبلاء من أهل الشام.
ص: 294
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه السّنجي (1)،أنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرّزّاق الحسناباذي، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي قال: سمعت عبد الصمد بن يزيد الصائغ قال (2):سمعت شقيق بن إبراهيم البلخي يقول: لقيت إبراهيم بن أدهم في بلاد الشام فقلت: يا إبراهيم تركت خراسان ؟ فقال: ما تهنيت بالعيش إلاّ في بلاد الشام أفرّ بديني من شاهق إلى شاهق، أي (3) من جبل إلى جبل، فمن رآني يقول: موسوس، و من رآني يقول: حمّال.
ثم قال: يا شقيق لم ينبل عندنا من نبل بالحج و لا بالجهاد، و إنما نبل عندنا من نبل من كان يعقل ما يدخل جوفه - يعني الرغيفين - من حلّه. ثم قال لي: يا شقيق ما ذا أنعم اللّه على الفقراء، لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة و لا عن حجّ و لا عن جهاد و لا عن صلة رحم، إنما يسأل عن هذا هؤلاء المساكين - يعني الأغنياء-.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا محمّد بن عبد العزيز، نا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: لقيت إبراهيم بن أدهم في بلاد الشام فقلت له: تركت خراسان و خرجت من نعمتك ؟ فقال: قد تهنيت بالعيش هاهنا، أفرّ بديني من شاهق إلى شاهق، فمن يراني يقول: موسوس أو حمّال أو ملاّح، ثم قال: بلغني أنه يؤتى بالفقير يوم القيامة، فيوقف بين يدي اللّه عز و جل فيقول له: عبدي مالك لم تحج ؟ فيقول: يا رب أعطيتني شيئا أحج به ؟ فيقول اللّه تبارك و تعالى صدق عبدي اذهبوا به إلى الجنة.
قال: و نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبي يقول: سمعت خلف بن تميم يقول: سألت إبراهيم بن أدهم: منذ كم قدمت الشام قال: مذ أربع و عشرين سنة، و ما جئت لرباط و لا لجهاد فقلت: لم جئت ؟ قال: جئت أشبع من خبز الحلال (4).
ص: 295
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ح.
و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان.
قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن الحسين، نا مسكين بن عبيد الصّوفي، حدّثني المتوكل بن حسين العابد قال: قال إبراهيم بن أدهم: الزهد ثلاثة أصناف: فزهد فرض، و زهد فضل، و زهد سلامة. فالزهد الفرض الزهد في الحرام.
و الزهد الفضل الزهد في الحلال، و الزهد السلامة الزهد في الشّبهات (1).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني مسكين بن عبيد الصوفي، حدّثني المتوكل بن حسين العابد، قال:
قال إبراهيم بن أدهم: الحزن حزنان: حزن لك، و حزن عليك؛ فالحزن الذي هو لك:
حزنك على الآخرة و خيرها؛ و الحزن الذي عليك: حزنك على الدنيا و زينتها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النضر الديباجي، نا علي بن عبد اللّه بن ميسرة، نا أبو حاتم، نا ابن أبي الحواري، نا أبو الوليد صاحب إبراهيم بن أدهم قال: كان إبراهيم بن أدهم و أصحابه يمنعون أنفسهم أربع إرادات: الماء (2)،و الحذاء و الحمّامات، و لا يجعلون في الملح أبزارا (3).
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدّينوري، نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن القزويني - إملاء - أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن هارون المقرئ الأحوى، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، نا الحسن بن عمرو قال: قال بشر بن الحارث: قال إبراهيم بن أدهم: الجوع يرق القلب.
ص: 296
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا جعفر بن محمّد الخوّاص، حدّثني إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشّار، قال:
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قلب المؤمن أبيض نقي مجليّ مثل المرآة، فلا يأتيه الشيطان من ناحية من النواحي بشيء من المعاصي إلاّ نظر إليه كما ينظر إلى وجهه في المرآة، و إذا أذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب من ذنبه محيت النكتة من قلبه و انجلى، و إن لم يتب و عاود أيضا، و تتابعت الذنوب ذنب بعد ذنب نكت في قلبه نكتة نكتة حتى يسودّ القلب، و هو قول اللّه عزّ و جل: كَلاّٰ بَلْ رٰانَ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ مٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ (1) قال: الذنب بعد الذنب حتى يسودّ القلب، فما أبطأ ما تنجع في هذا القلب المواعظ ، فإن تاب إلى اللّه قبله اللّه و انجلى عن قلبه كجلاء المرآة.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو نصر بن قتادة، قالا: أنا أبو محمّد يحيى بن منصور القاضي، نا محمّد بن محمّد بن رجاء بن السّندي، نا يحيى بن عثمان أبو زكريا - بغدادي - نا بقية بن الوليد، قال: دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعام له فأتيته فجلس هكذا - و وضع رجله اليسرى تحت إليتيه و نصب رجله اليمنى و وضع مرفق يده عليها - قال: ثم قال لي: يا أبا محمّد تعرف هذه الجلسة ؟ قلت: لا، قال: هذه جلسة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يجلس جلسة العبيد، و يأكل أكل العبيد، خذوا بسم اللّه[1550].
قال (2):فلما أكلت قلت لرفيقه: أخبرني عن أشد شيء مرّ بك منذ صحبته، قال:
نعم، كنا يوما صياما (3)،فلما كان الليل (4) لم يكن لنا شيء نفطر به قال: فلما أصبحنا قلت له: يا أبا إسحاق هل لك أن نأتي باب الرستن، فنكري أنفسنا مع هؤلاء الحصادين قال: قال: فأتينا باب الرستن فجاء رجل فاكتراني بدرهم، قال: قلت [و] (5) صاحبي ؟
ص: 297
قال: صاحبك (1) لا حاجة لي في صاحبك أراه ضعيفا، قال: فما زلت به حتى اكتراه بأربعة دوانق. قال: فحصدنا يومنا ذلك، فأخذت كرائي فأتيت السوق فاشتريت حاجتي، و تصدّقت بالباقي فهيأته و قربته إليه، قال: فلما نظر إليه بكى فقلت: ما يبكيك ؟ قال: أما نحن قد استوفينا أجورنا، فليت شعري أ وفينا صاحبنا أم لا؟ قال:
فغضبت، قال: ما يغضبك أتضمن لي أنّا و فينا صاحبنا أم لا؟ قال (2):فأخذت الطعام فتصدقت به؛ فهذا أشدّ شيء مرّ بي مذ صحبته.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن السّجزي، أنا يعلى بن هبة اللّه الفضيلي ح.
و أخبرنا أبو محمّد الحسين بن أبي بكر، أنا الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل البلخي، نا إبراهيم بن الجنيد، نا يحيى بن أيّوب، قال: سمعت أبا عيسى النّخعي حواري بن حواري يقول: رأيت إبراهيم بن أدهم بمكة عجن عجينا ثم جعل يأكله.
قال: و نا إبراهيم بن الجنيد، نا عبد الرّحمن بن واقد، نا ضمرة بن ربيعة قال:
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: أخاف أن لا يكون لي أجر في تركي أطائب الطعام، قال: لأني لا أشتهيه.
قال: و كان إذا جلس على سفرة فيها طعام طيّب رمى بما وقع بين يديه إلى أصحابه، و أكل هو الخبز و الزيتون (3).
قال: و نا إبراهيم بن الجنيد، نا أبو حفص العسقلاني عمر بن عمرو الحنفي، قال: شهدت إبراهيم بن أدهم فدعاه رجل من أصحابه تزوج فجلس بيني و بينه رجل ثم أتينا بقصعة ثريد و لحم، فرأيت إبراهيم يأكل الثريد و لا يأكل اللحم.
قال أبو إسحاق: بلغني أنه كان يفعل هذا إذا كان في الطعام قلّة يبقى على أصحابه.
ص: 298
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصبّان، أنا أبو إسحاق بن إبراهيم العدل، نا أبو عبد اللّه الصّفار، نا محمّد بن المسيّب، نا ابن خبيق، حدّثني عبد اللّه بن ضريس، قال: قال إبراهيم بن أدهم: يريد يدعو: كل الحلال و ادع بما شئت.
أخبرنا أبو القاسم بن الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد - صاحب ثعلب - نا أبو العباس محمّد بن هشام الأنصاري، حدّثني إبراهيم النائح - بمصر - قال: قال لي إبراهيم بن أدهم: يا أبا إسحاق اعبد اللّه سرا حتى تخرج على الناس يوم القيامة كسيئا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، نا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، قال: قال حذيفة المرعشي (1):قدم شقيق البلخي مكة، و إبراهيم بن أدهم بمكة فاجتمع الناس فقالوا: نجمع بينهما، فجمعوا بينهما في المسجد الحرام فقال إبراهيم بن أدهم لشقيق: يا شقيق على ما أصّلتم أصولكم ؟ فقال شقيق: إنا أصّلنا أصولنا على أنّا إذا رزقنا أكلنا، و إذا منعنا صبرنا؛ فقال إبراهيم بن أدهم: هكذا كلاب بلخ، إذا رزقت أكلت، و إذا منعت صبرت. فقال شقيق:
على ما أصّلتم أصولكم يا أبا إسحاق ؟ فقال: أصّلنا أصولنا على أنّا إذا رزقنا آثرنا، و إذا منعنا حمدنا و شكرنا. قال: فقام شقيق و جلس بين يديه، و قال: يا أبا إسحاق أنت أستاذنا.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا جعفر بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشار (2)،قال: قلت لإبراهيم بن أدهم: أمر اليوم أعمل في الطين ؟ فقال: يا ابن بشار إنك طالب و مطلوب، يطلبك ما لا يفوتك (3)،و تطلب ما قد كفيته، كأنّك بما غاب قد كشف لك، و ما كنت فيه قد نقلت عنه، يا ابن بشار كأنك لم تر حريصا محروما، و لا ذا فاقة مرزوقا. ثم قال لي:
ما لك حيلة ؟ قلت: لي عند البقال دانق، فقلت عز عليّ بك، تملك دانقا (4) و تطلب العمل.
ص: 299
قال: و سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قلة الحرص و الطمع تورث الصّدق و الورع، و كثرة الحرص و الطمع تكثر الهمّ و الجزع.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضيان، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم القاضي، نا خالد بن روح، نا العباس بن الوليد، نا صالح بن سعيد الكوفي، عن سهل بن هاشم، قال: قال إبراهيم بن أدهم: يا سهل إن الناس يريدون من أن نقبل منهم، و لو قبلنا منهم لا أقل ما أعطونا و أسرع ما ملّونا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سهل الجرجاني - إملاء في سنة سبع و ستين و ثلاثمائة - نا محمّد بن الحسين الجرجاني - سنة تسع و ثلاثمائة - نا أحمد بن محمّد بن حرب الخراساني، نا أحمد بن إبراهيم البغدادي، نا سعيد بن سليمان - و هو الواسطي - عن أبي عاصم الحدّادي، قال: قال رجل لإبراهيم بن أدهم العابد: إني أريد أن أواسيك من مالي، قال: و كم تملك ؟ قال مائة ألف - أو زاد - قال:
و أنت في طلب غيره ؟ قال: نعم، قال: لا حاجة إلى ذلك أنت فقير، إنّا لم نؤمر أن نأخذ من الفقراء شيئا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز قال: سمعت أبي يقول: سمعت خلف بن تميم يقول: قال رجل لإبراهيم بن أدهم: يا أبا إسحاق إني أحبّ أن تقبل مني هذه الجبة كسوة فتلبسها، فقال إبراهيم: إن كنت غنيا قبلتها منك و إن كنت فقيرا لم أقبلها (1) منك ؟ قال: فإني غني، قال: كم عندك ؟ قال: ألفان، قال: فيسرك أن يكون عندك أربعة آلاف ؟ قال: نعم، قال: أنت فقير، لا أقبلها.
قال: و أنا أحمد بن مروان، أنا محمّد بن عمرو الرزاز (2)،نا عمرو بن حفص، حدّثني سهل رفيق إبراهيم بن أدهم قال: سمعت إبراهيم يقول: لو غسلت وجهي للناس ما كنت إلاّ مرائيا.
ص: 300
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن (1) خراش، نا محمّد بن ميمون المكّي، نا سفيان قال: قال رجل لإبراهيم بن أدهم: لو تزوجت فقال: لو أمكنني أن أطلّق نفسي لفعلت (2).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أبو إسماعيل الترمذي، نا الرّبيع بن نافع، قال: سمعت عطاء بن مسلم يقول: نفذت نفقة إبراهيم بمكة فبقي خمسة عشر يوما يستفّ الرّمل (3).
قال: و أنا محمّد بن عمرو، نا خلف بن تميم قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في بلاد الروم و كانت عليه فروة فنزعها و جعلها تحت إبطه و الدغل قد عمل في جسمه، فقيل له في ذلك، فقال: يكون بجنبي و لا يكون بفروتي، ثم قال: متى أجد ثمانية دراهم اشتري بها فروا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجرديّ (4)،أنا أبو سعيد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري (5)،أنا محمّد بن عبد اللّه بن باكويه (6)،نا عبد الواحد - يعني ابن بكر - نا إسماعيل بن علي المروزي، و إسحاق بن علي بن أحمد، قالا: نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا علي الجرجرائي يحدّث أبا سليمان قال: صلّى إبراهيم بن أدهم خمس (7) عشرة صلاة بوضوء واحد.
أخبرنا أبو الوقت السّجزي، أنا يعلى بن هبة اللّه ح.
ص: 301
و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن أبي منصور.
قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل البلخي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، قال: قال أبو صالح: و أخبرني علي بن بكار قال: كان إبراهيم بن أدهم يحصد في تلك المزرعة - و أشار بيده إلى أسفل جيحان - و نحن في المسجد مع أصحابه، كما يحصد رجلين اثنين، و كان إذا كان عند الظهيرة يقيل أصحابه ثم يدخل هو المدينة فيشتري (1) خبزا فرنيا و لبنا و جبنا رطبا و تمرا (2) ثم يخرجه فيضعه ثم يستقي بماء بارد فيضعه ثم ينبههم فيصلّون ثم يقرب إليهم ذلك الطعام، فيأكلون ذلك الخبز الطيّب، و التمر و اللبن و الخبز الطري و الزبد و هو صائم ثم ما يذوقه.
قال: و نا محمّد بن عقيل، نا محمّد بن إبراهيم، نا أبو صالح، قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: كان إبراهيم بن أدهم يغزو معنا المغازي فلا يطعم معنا من اللحم و لا من طرف أهل الرّوم شيئا فقلت له: تدع ذلك و أنت تشتهيه قال بأبي الشهوة. قال الفزاري: ظننت أنه يشتهيه و يدعه.
قال: و نا محمّد بن عقيل، نا محمّد بن إبراهيم، نا أبو صالح، قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري، أخبرني إبراهيم بن أدهم قال: أصابتنا مجاعة بمكة، فمكث ثمانية أيام يبلّ الرّمل بالماء و يأكله (3).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، أنا جعفر بن محمّد بن نصير المنصوري، حدّثني إبراهيم بن بشار الصّوفي (4)،قال: خرجت أنا و إبراهيم بن أدهم و أبو يوسف الغاسولي (5) و أبو عبد اللّه السخاوي (6) نريد الإسكندرية، فمررنا بنهر يقال له نهر الأردن، فقعدنا نستريح و كان مع أبي يوسف كسيرات يابسات فألقاهن بين أيدينا فأكلنا و حمدنا اللّه، فقمت أسعى أتناول ماء لإبراهيم، فبادر إبراهيم فدخل النهر حتى بلغ الماء ركبتيه، فقال بكفيه في الماء
ص: 302
فملأهما ثم قال: بسم اللّه و شرب، فقال: الحمد للّه (1)،ثم إنه خرج من النهر فمدّ رجليه قال: يا أبا يوسف لو علم الملوك و أبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم و السرور لجالدونا (2) بالسيوف أيام الحياة على ما نحن فيه من لذيذ العيش و قلة التعب، فقلت له: يا أبا إسحاق طلب القوم الراحة و النعيم فأخطئوا الطريق المستقيم، فتبسم ثم قال:
من أين لك هذا الكلام ؟ أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد البروجردي، أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد، أنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد الفقيه، أنا أبو يعلى الحسين بن الزبيري، نا أبو حامد أحمد بن محمّد الفراء المؤدب، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، و الحسن بن عبد اللّه الشامي قالا: نا بقية بن الوليد قال: صحبت إبراهيم بن أدهم إلى المصّيصة، فبينا أنا معه إذا رجل يقول: من يدلني على إبراهيم بن أدهم قال:
فأشرت بإصبعي (3) إليه، فتقدم إليه فقال: السلام عليك و رحمة اللّه، قال: و عليك السّلام، من أنت ؟ قال: أخبرك أن أباك توفي، و خلّف مالا عظيما، و أنا عبدك فلان، و هذه البلغة لك، و معي عشرة آلاف درهم تنفقها على نفسك، و ترحل إلى بلخ، و المال مستودع عند القاضي.
قال: فسكت ساعة ثم قال: إن كنت صادقا فيما تقول، فأنت حرّ، و البغلة لك و المال تنفقه على نفسك.
قال بقية: ثم التفت إليّ فقال: هل لك في الصحبة ؟ قلت: نعم، فارتحلنا حتى بلغنا إلى حلوان (4)،فلا و اللّه لا طعم و لا شرب، و كان [في] (5) يوم مثلج فقال: يا بقيّة لعلك جائع ؟ قلت: نعم، قال: ادخل هذه الغيضة، و خذ منها ما شئت؛ قال: فمضيت فقلت في نفسي: يوم مثلج، من أين لي، قال و دخلت فإذا أنا بشجرة خوخ، فملأت جرابي و جئت، فقال لي: ما الذي في جرابك ؟ قلت: خوخ، فقال: يا قليل اليقين، هل
ص: 303
يكون هذا؟ لعلك تفكرت في شيء آخر؟ و لو ازددت يقينا لأكلت رطبا كما أكلت مريم ابنة عمران في وسط الشتاء؛ ثم قال لي: هل لك في الصحبة ؟ قلت: بلى.
قال فمشينا، و لا و اللّه ما عليه حذاء و لا خفّ حتى بلغنا إلى بلخ، فدخل على القاضي فسلّم عليه و قال: بلغني أن أبي توفي و استودع عندك مالا. قال: أما أدهم فنعم، و أمّا أنا فلا أعرفك، قال: فأراد أن يقوم، قال: فقال القوم: هذا إبراهيم بن أدهم، فقال: مكانك فقد صح لي أنك ابنه قال: فأخرج المال، قال: لا يمكن إخراجه قال:
دلني على بعضه قال: فدله على بعضه فصلّى ركعتين و تبسّم، فقال القاضي: بلغني إنك زاهد قال: و ما الذي رأيت من رغبتي قال: فرحك و تبسّمك قال: إنما فرحي و تبسمي من صنع اللّه إياي هذا مال كان حبيسا عن سبيل اللّه، و أعانني اللّه حتى جئت في إطلاقه، جعلتها كلها في سبيل اللّه، و نفض ثيابه و خرج.
قال: فقلت له: يا أبا إسحاق لم نطعم منذ شهران قال: قد ذكرتني هل لك في الطعام ؟ قلت: نعم، فصلّى ركعتين، فإذا حوله دنانير فحملت دينارا و مضينا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، أنا أبو محمّد يحيى بن منصور بن يحيى، نا محمّد بن إبراهيم البوشنجي، نا أبو صالح الفراء، أنا علي بن بكار قال: كان إبراهيم بن أدهم جالسا بفناء بجنب المسجد إذ أقبل رجل مربوع القامة عليه أثر سفر حتى وقف علينا فقال: أيكم إبراهيم بن أدهم فأخذ بيده فنحاه و قال: أي شيء أردت قال: أنا غلامه بعثني أخوته و معي عشرة آلاف و فرس و بغلة. فقال له إبراهيم: إن كنت صادقا فأنت حرّ و ما معك لك، اذهب فلا تخبر به أحدا.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، أنا يعلى بن هبة اللّه ح.
و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن أبي منصور، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، نا أبو صالح، أنا علي بن بكار، قال: كان إبراهيم بن أدهم جالسا معنا عند المسجد إذ أقبل رجل مربوع أحمر عليه أثر سفر حتى وقف علينا فقال: أيّكم إبراهيم بن أدهم فإمّا قال القوم: هذا، و إمّا قال: أنا، فقام إليه إبراهيم فأخذ بيده فنحاه فقال: أي شيء أردت
ص: 304
قال: أنا غلامك بعثني إخوتك إليك و معي عشرة آلاف و فرس و بغلة، فقال له إبراهيم بن أدهم: إن كنت صادقا فأنت حر و ما معك لك اذهب لا تخبر أحدا (1).
قال و نا محمّد بن عقيل، نا محمّد بن إبراهيم، نا أبو صالح قال: سمعت علي بن بكار يقول: كان إبراهيم بن أدهم لا يرد هدية و يكافئ بمثلها قال: فخرجنا معه يوما نشيعه و هو يريد الشام، فلما بلغ عين الخل (2) و أرادنا الرجوع نزع إزاره مؤتزرا به تحت فروة، فدفعه إلى أبي إسحاق قال: بيعوه و اشتروا به كذا و كذا و ابعثوا به إلى فلان، فقال له أبو إسحاق: ليس عليك إزار و لا على جلدك قميص، إنما هو هذا الفرو امسكه، نحن نكافئه عنك، فأبى فأخذنا منه.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن حفص، قال: سمعت الحسين بن محمّد المروزي يقول: أهدى رجل لإبراهيم بن أدهم عنبا و تينا على طبق، فلم يكن عنده ما يكافئه فنزع فروا فوضعه على الطبق و بعث به إليه (3).
قال: و نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عمرو، نا مهدي بن أبي مهدي، حدّثني بقية، قال: سهرت مع إبراهيم بن أدهم على حائط صور فحدثني عن رجل عن النخعي عن عائشة قالت: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا دخل عليك صبي جارك ضعي في يده شيئا فإن ذلك يحقق لك المودة في قلوبهم»[1551].
قال بقية: فقمت إلى شيء من طرائف البحر فأهديته إليه ثم ندمت بعد ذلك.
فقلت لبقية: لم ندمت قال: لأنه بعث إليّ بكساء كان يلبسه في الشتاء و خفّ كان يلبسه في الغزو.
قال: و نا أحمد بن مروان، نا هارون بن الحسن، نا خلف بن تميم قال: دخل إبراهيم بن أدهم الجبل معه فأس رومي، فاحتطب حطبا كثيرا ثم جاء به فباعه و اشترى به
ص: 305
ناطفا (1)،ثم جاء به إلى أصحابه فقال: كلوا كأنكم تأكلون في رهن (2).
أخبرنا أبو البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل الفراوي - في كتابه - نا إسماعيل بن عبد اللّه السّاوي (3)-إملاء - أنا محمّد بن عبد اللّه، حدّثني عبد العزيز بن الفضل، حدّثني عبد الجبّار بن عبد الصّمد، حدّثني الحسن بن أحمد، حدّثني محمّد بن عبد الله الأردبيلي، عن أبي شعيب، قال: سألت إبراهيم بن أدهم أن أصحبه إلى مكة فقال لي على شريطة على أنك لا تنظر إلاّ للّه و باللّه فشرطت له ذلك على نفسي فخرجت معه فبينا نحن في الطواف فإذا أنا بغلام قد افتتن الناس به لحسنه و جماله فجعل إبراهيم يديم النظر إليه فلما أطال ذلك قلت: يا أبا إسحاق أ ليس شرطت على أن لا تنظر إلاّ للّه و باللّه ؟ قال: بلى، قلت: فإني أراك تديم النظر إلى هذا الغلام، فقال: إن هذا ابني و ولدي و هؤلاء غلماني و خدمي الذين معه، و لو لا شيء لقبلته و لكن انطلق فسلّم عليه مني و عانقه عني.
قال: فمضيت إليه و سلّمت عليه من والده، و عانقته فجاء إلى والده فسلّم عليه ثم صرفه مع الخدم فقال: أرجع النظر، إيش يراد بك، فأنشأ يقول:
هجرت الخلق طرّا في هواكا *** و أيتمت العيال لكي أراكا
و لو قطّعتني في الحبّ إربا *** لما جنّ الفؤاد إلى سواكا
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن الفضل الحافظ ، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن ررا (4)،أنا أحمد بن موسى، نا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم المؤدب، نا علي بن سعيد، نا محمّد بن يزيد البزار، نا محمّد بن شقيق بن إبراهيم البلخي، قال: قال إني رأيت إبراهيم بن أدهم و أهدي إليه يوما سلة من تين، و هو عند غروب الشمس، فقسمه على جيرانه و على الفقهاء فقال له بعض أصحابه: أ لا تدع لنا شيئا قال: أ لستم صواما؟
ص: 306
قالوا: بلى، قالوا: قال: سبحان اللّه أ ما لكم حبا، أ ما لكم أمانة، أ ما تخافون من اللّه العقوبة بسوء ظنكم باللّه، و طول الأمل إلى المساء، ثقوا باللّه و أحسنوا الظن بما وعد اللّه فإن اللّه يقول: مٰا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ بٰاقٍ (1).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو العباس البردعي، نا عبد اللّه بن الحسين الأردني، نا أبو حفص النسائي، حدّثني محمّد بن الحسين، عن يحيى بن أيّوب، حدّثني حواري بن حواري، قال: كان إبراهيم بن أدهم يتألف الناس بأخلاقهم، و يأكل معهم و ربما اتّخذ لهم الشواء و الجوذبان (2) و الخبيص (3) و طعام الطيب، و ربما خلا هو و أصحابه الذين يأنس إليهم، و كان يعمل عمل الرّجلين، و كان إذا أكل وحده أكل الطعام الدون، و كان كريم النفس إذا اصطنع إليه إنسان معروفا يحرص على إكرامه و أكثر بما يصنع به.
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي - بقراءتي - أنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا أبو جعفر الديبلي، نا عصام بن روّاد، قال: سمعت أبي يقول: كنت ليلة مع إبراهيم بن أدهم بالثغر فأتاه رجل بباكورة، فنظر حوله هل يرى شيئا من رحله يكافئه، فلم ير شيئا فنظر إلى سرجي. فقال: خذ ذاك السّرج فأخذه الرجل و مضى.
قال أبي: فما دخلني سرور قط ما دخلني حين علمت أنه صير مالي و ماله واحدا (4).
كذا رواه لنا أبو جعفر و إنما يرويها ابن قواس، عن العباس بن محمّد بن قتيبة، عن عصام.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا
ص: 307
جعفر بن محمّد بن نصير، نا إبراهيم بن نصر المنصوري (1).
و أخبرنا أبو السعادات أحمد بن حمد المتوكلي، أنا و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز، و علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قالا: أنا جعفر الخالدي، نا إبراهيم بن نصر، نا إبراهيم بن بشار، قال: أمسينا - يعني مع إبراهيم بن أدهم - ذات ليلة و ليس معنا شيء نفطر عليه و لا لنا حيلة فرآني مغتمّا حزينا فقال: يا إبراهيم بن بشار ما إذا أنعم اللّه على الفقراء و المساكين من النعيم و الراحة في الدنيا و الآخرة لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة، و لا عن حجّ ، و لا عن صدقة، و لا عن صلة رحم، و لا عن مواساة؛ و إنما يسأل و يحاسب عن هذا هؤلاء المساكين أغنياء في الدنيا فقراء في الآخرة، أعزّة في الدنيا أذلّة يوم القيامة، لا تغتمّ و لا تحزن فرزق اللّه مضمون سيأتيك. نحن و اللّه الملوك الأغنياء، نحن الذين قد تعجلوا الراحة في الدنيا و الآخرة، لا تبال (2) على أيّ حال أصبحنا و أمسينا إذا أطعنا اللّه، ثم قام إلى صلاته و قمت إلى صلاتي، فما لبثت إلاّ ساعة و إذا نحن برجل قد جاءنا بثمانية أرغفة و تمر كثير فوضعه بين أيدينا و قال: كلوا رحمكم اللّه قال: فسلّم ثم قال:- و قال الخطيب فقال:- كلّ ما معي، فدخل سائل فقال: اطعمونا شيئا، فأخذ ثلاثة أرغفة مع تمر فدفعه إليه و أعطاني ثلاثة و أكل رغيفين، و قال: المواساة من أخلاق المؤمنين.
أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - أنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصفّار - قراءة عليه - نا جدي أبو بكر عبد الله بن أحمد بن القاسم، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسين، نا محمّد بن يزيد المستملي، نا علي بن بكار، قال (3):
كان الحصاد أحب إلى إبراهيم من اللقاط . و كان سليمان الخواص [لا يرى باللقاط ] (4)بأسا، و كانت أسنانهما قريبة،[و] (5) كان إبراهيم (6) أفقه، و كان من العرب من بني
ص: 308
عجل (1)،كريم الحسب فكان إذا عمل ارتجز و قال:
اتّخذ اللّه صاحبا *** و دع الناس جانبا
و كان يلبس في الشتاء فرو ليس تحته قميص، و لم يكن يلبس خفين و لا عمامة، و في الصيف شقتين بأربعة دراهم، يتّزر بواحدة و يرتدي بأخرى، و يصوم في السّفر و الحضر، لا ينام الليل و كان يتفكر، فإذا فرغ من الحصاد أرسل بعض أصحابه فحاسب صاحب الزرع، و يجيء بالدراهم و لا يمسها بيده، يقول لأصحابه: اذهبوا كلوا بها شهواتكم فإذا لم يكن حصاد أجر نفسه في حفظ البساتين و المزارع، و كان يجلس فيطحن بيد واحدة مدّي قمح.
قال أبو إسحاق: يعني قفيزين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا إسماعيل بن عمرو - يعني البختري - نا عمي، نا محمّد بن أحمد البختري، نا أحمد بن محمّد بن يحيى الفقيه، نا يوسف بن موسى المرورّوذي، نا أحمد بن إبراهيم بن أدهم، نا خلف بن تميم قال:
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: لا ينبغي للرّجل أن يرفع نفسه فوق قدره، و لا يضع نفسه دون درجته.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشاء بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عمرو البزاز، نا أبو يوسف الغاسولي (2) قال: دعا الأوزاعي إبراهيم بن أدهم إلى الطعام فقصّر في الأكل فقال له الأوزاعي: رأيتك قصّرت في الأكل قال: لأنك قصّرت في الطعام (3).
قال: و هيأ إبراهيم (4) طعاما و وسّع فيه و دعا الأوزاعي فقال له: أ ما تخاف أن يكون سرفا؟ فقال له إبراهيم: إنما السّرف (5) ما ينفقه الرجل في معصية اللّه، فأما ما
ص: 309
أنفقه على إخوانه فهو من الدّين.
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد الله السّنجي (1)،أنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي (2)،أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي قال:
سمعت مردويه الصائغ يقول: سمعت شقيق (3) البلخي يقول: بينا نحن ذات يوم عند إبراهيم بن أدهم إذ مرّ به رجل من أصحاب (4) الضياع فقال إبراهيم: أ ليس هذا فلان ؟ فقيل: نعم، فقال لرجل: أدركه، فقال له: قال إبراهيم بن أدهم ما لك لم تسلّم ؟ قال:
لا و اللّه إلاّ أن امرأتي وضعت الليلة، و ليس عندي شيء فخرجت شبه المجنون (5) قال:
فرجعت إلى إبراهيم فقلت له، فقال: إن للّه كيف غفلنا عن صاحبنا، حتى نزل به الأمر، فقال: تعال يا فلان، ائت فلانا صاحب البستان فاستسلف منه دينارين، و اشتر (6) له ما يصلحه بدينار، و ادفع الدّينار الآخر إليه قال: فدخلت السوق فأوقرت بدينار من كل شيء، و توجهت إليه فدققت الباب فقالت امرأته: من هذا؟ قال: قلت: أنا أردت فلانا، قالت: ليس هو هاهنا، قال: فأمرتني بفتح الباب و تنحّت، قال ففتح الباب و أدخلت ما على البعير و ألقيته في صحن الدار، و ناولتها الدّينار، فقالت على يدي من هذا رحمك اللّه ؟ فقلت: أقرئيه السّلام و قولي هذا على يدي إبراهيم بن أدهم، فقالت: اللهمّ لا تنس (7) هذا اليوم لإبراهيم بن أدهم (8).
قال: فجئت إلى إبراهيم فحدثته بما كان و ما كان من دعوتها و قولها، قال ففرح إبراهيم فرحا لم يفرح مثله قط ، فلما جاء الرجل من آخر النهار و ليس معه شيء فنظر إلى صحن الدار و قد ملئ من الخبز، و دفعت الدينار إليه قال لها على يدي من هذا؟ قالت:
ص: 310
على يدي أخيك إبراهيم بن أدهم، فقال: اللهم لا تنس (1) هذا اليوم لإبراهيم.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا علي بن عبد الله بن الحسن، نا محمّد بن داود، حدّثني أبو عمير بن عبد الباقي - صاحب أذنة - قال: حصد عندنا إبراهيم بن أدهم في المزارع بعشرين دينارا، و دخل إلى أذنة و معه صاحب له، فأراد إبراهيم [أن] (2) يحلق رأسه و يحتجم، فجاء إلى حجّام و جلس بين يديه، فلما رآهم الحجام حقرهم و قال: ما في الدنيا أحد أبغض إليّ من هؤلاء، فما وجدوا من يخدمهم غيري، فخدم جماعة و تهاون بإبراهيم و صاحبه، و إبراهيم ساكت ينظر، فلما لم يبق بين يديه و لا عنده أحد التفت الحجّام إليهم فقال: إيش الذي تريدون ؟ فقال له إبراهيم: أريد أن أحلق رأسي و احتجم، فوجد صاحب إبراهيم الذي معه في نفسه من تهاون الحجام بهما فقال: أما [أنا] (3) فليس أحلق و لا احتجم، فحلق إبراهيم و احتجم، فلما فرغ قال لصاحبه: هات الدنانير التي معك، فدفعها إلى الحجام كما هي العشرين دينارا فقال له صاحبه: حصدت في هذا الحد فدفعتها إلى هذا، فقال له: اسكت تركت هذا، لا تحقّر فقير أبدا، و دخل من فوره إلى طرسوس، فلما أصبح قال لصاحبه: هذه الكتيبات خذها ارهنها و جئنا بشيء نأكله، قال فخرج صاحبه ليجيء بشيء كما أمره فرأى في طريقه خادما على شهري (4) و بين يديه حمارات و خيل و بغال عليها صناديق فيها فوق الستين ألف دينار، و الخادم يقول الذي أبغيه هو أحمر أشقر يعرف بإبراهيم بن أدهم، فتقدم إليه صاحبه و قال له: الرجل الذي تطلب ما يحب هذه الشهرة، أنا أدلك عليه، فقال لغلامه:
كن معه، فلما ضرب خيمته أخذ بيده فجاء به إلى إبراهيم و هو جالس، فلما رآه الخادم و هو في زي الحصادين يستفرغ في بكاء شديد ثم قال: يا مولاي بعد ملك خراسان صرت في هذا الحال ؟ فقال له إبراهيم: اسكت إيش وراءك ؟ فقال: مات الشيخ، فقال إبراهيم: رحمه اللّه موت الشيخ تأتي على كل ما أتيت به، و إيش الذي تريد؟ فقال: أنا غلامك و خادمك لما مات الشيخ تركت كل رجس هواه، و أخذوا من جانب الملكة ما
ص: 311
استوى لهم و أخذت أنا ما ترى معي فأنا عبدك و خادمك، جئت أطلب الثغر أقيم به و أجاهد في سبيل اللّه، فقال (1) لي العلماء: ما يقبل اللّه منك صرفا و لا عدلا حتى ترجع إلى مواليك و تضع يدك في أيديهم فيحكموا فيك و فيما معك، و قد جئتك فأمرني بما أحببت. فقال له إبراهيم: إن كنت صادقا فيما تقول، فأنت حرّ لوجه اللّه تعالى، و كلّ ما معك فهو لك إن جئت تنفقه في هذا الوجه، ثم التفت إلى صاحبه بعد أن قال للخادم:
قم اخرج عني ويحك، خذ هذه الكتيبات ارهنها و جئنا بشيء نأكله.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (2) نا أبي، نا أحمد بن محمّد بن عمر، نا الحسين بن عبد الله بن شاكر، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مضاء بن عيسى يقول: ما فاق إبراهيم بن أدهم أصحابه بصوم و لا صلاة، و لكن بالصّدق و السخاء.
أخبرنا أبو بكر محمد بن داود البروجردي، أنا علي بن عبد الله بن نصر بن أبي صادق، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن بالويه (3)،نا عبد الواحد بن بكر، نا إبراهيم بن نصر، نا إبراهيم بن بشار قال: اجتمعنا ذات يوم في مسجد، فما منا أحد إلاّ تكلم بشيء إلاّ إبراهيم بن أدهم فإنه ساكت، فلما تفرق الناس عاتبته على ذلك فقال:
الكلام يظهر حمق الأحمق و عقل العاقل قال: قلت: فلم لم تتكلم ؟ فقال: إذا اغتممت للسكوت أحب إليّ من أن أندم للكلام.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر، أنا أبو علي الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني علي بن أبي مريم، عن خلف بن تميم، نا أبو إسحاق الفزاري، قال (4):كان إبراهيم بن أدهم يطيل السكوت، و إذا تكلم ربما انبسط . فأطال ذات يوم السكوت فقلت له: لو تكلمت (5)،فقال: الكلام على أربعة وجوه: فمن الكلام
ص: 312
كلام نرجو منفعته و نخشى عاقبته فالفضل في هذا السلامة منه، و من الكلام كلام لا نرجو منفعته و لا نخشى عاقبته فأقل مالك في تركه خفة المئونة على بدنك و لسانك. و منه كلام لا نرجو منفعته و نخشى عاقبته و هذا هو الدّاء العضال، و من الكلام كلام نرجو منفعته و نأمن عاقبته فهذا الذي يجب عليك نشره.
فإذا هو قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام.
قال: و نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي المخرّمي، نا محمّد بن عمرو، عن عبد اللّه بن السّندي الخراساني، قال: قال إبراهيم بن أدهم أعربنا (1) في الكلام فلم نلحن (2)،و لحنّا في الأعمال فلم نعرب.
أخبرنا أبو الوقت، أنا أبو صاعد، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن عقيل، قال: سمعت سليمان بن الرّبيع يقول: سمعت بشر بن الحارث، عن يحيى بن يمان قال: كان سفيان إذا رأى (3) إبراهيم بن أدهم تجوّز (4) في كلامه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي الحسين بن أبي عثمان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن بكر أبي بن عمران الرازي، أنا أبو عبد الله محمّد بن مخلد بن حفص العطار، حدّثني محمّد بن المثنى، قال: سمعت يحيى بن يمّان يقول: كان سفيان إذا قعد مع إبراهيم بن أدهم تحرّز من الكلام.
قال: و حدّثني محمد بن المثنى قال: سمعت بشرا يقول: سمعت ابن مهدي يقول: لقي سفيان إبراهيم - يعني ابن أدهم - فتسامرا ليلتهما حتى أصبحا (5).
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الله السليطي، قال: سمعت محمّد بن إسحاق السّرّاج يقول:
سمعت إبراهيم بن بشار خادم إبراهيم بن أدهم قال: أوصانا إبراهيم بن أدهم قال: فرّوا من الناس كفراركم من السّبع الضاري و لا تخلّفوا عن الجمعة و الجماعة (6).
ص: 313
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا عبد الرّحمن بن محمّد، نا أبي قال: قال أبو سليمان (1)الموصلي: قلت لإبراهيم بن أدهم: لقد أسرع إليك الشيب في رأسك قال: ما شيب رأسي إلاّ الرفقاء.
قال: و نا أحمد بن مروان، أنا محمّد بن عمرو الصفار، نا عبد الرّحمن بن عفان قال: أنا معاوية الأسود و علي بن بكار يقولان: كنا بمكة مع إبراهيم بن أدهم فإذا بقاتل خاله قد لقيه بمكة فسلّم عليه و أهدى إليه هدية فقيل له: قتل خالك و تهدي إليه و تسلّم عليه فقال: تخوفت أن أكون قد روّعته فإنه بلغني (2) أن لا يكون العبد من المتّقين حتى يأمنه عدوه.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد الحافظ ، أنا أبو عقيل عبد الملك بن محمّد بن يونس بن الفتح السّمرقندي، قدم علينا في حاجّ خراسان سنة خمس عشرة و أربع مائة، نا() (3) علي بن إسماعيل السمان و إفادته، نا جدي لأمّي أبو محمّد عبد الكريم بن محمّد بن موسى الإمام الفقيه، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن أبي صالح البلخي، نا محمّد بن يحيى، نا أحمد بن أبي جعفر، عن شقيق بن إبراهيم قال: أوصى إبراهيم بن أدهم قال: عليك بالناس و إيّاك من الناس و لا بدّ من الناس، فإن الناس هم الناس، و ليس الناس بالناس، ذهب الناس و بقي النسناس، و ما أراهم بالناس، و إنما غمسوا في ماء الناس.
قال إبراهيم: أما قولي عليك بالناس: بمجالسة العلماء، و أما قولي و إيّاك و الناس: إياك و مجالسة السفهاء، و أمّا قولي: لا بدّ من الناس، لا بدّ من الصلوات الخمس و الجمعة و الحجّ و الجهاد و اتّباع الجنائز و الشراء و البيع و نحوه، و أمّا قولي الناس هم الناس: الفقهاء و الحكماء، و أمّا قولي: ليس الناس بالناس: أهل الأهواء
ص: 314
و البدع، و أمّا قولي: ذهب الناس: ذهب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه، و أمّا قولي: و بقي النسناس: يعني من يروي عنهم عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه [و أما قولي:] (1) و ما أراهم بالناس إنما ما هم غمسوا في ماء الناس نحن و أمثالنا.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، أنا يعلى بن هبة اللّه الهروي ح.
و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيلي، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل، نا محمّد بن إبراهيم أبو عبد اللّه، نا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى، أخبرني علي بن بكار قال: كنت أنا و أبو إسحاق الفزاري و إبراهيم بن أدهم و مخلد بن حسين رفقاء قال: فكنا نرعى دوابنا على شط سيحان و معنا أخرجتنا و سلاحنا، و كان إبراهيم خادمنا قال: فكان إذا حضر كأن الطير على رءوسنا هيبة له، و إذا غاب عنا انبسطنا. و لم يكن فينا أحد يجترئ أن يخدم قال: و كان إذا طحن كفّ رجلا و مدّ رجلا و مدّ واحدة فيطحن مدّا ثم يكف هذه و يبسط فيطحن مدّا آخر، قال: فكان إذا أراد أن يتوضأ مال بثيابه فلفها على رأسه ثم يسبح في سيحان حتى يقطعه فيجوز إلى تلك الناحية فيتوضأ و يقضي حاجته ثم يقيل و ثيابه على رأسه ملفوفة ثم يجيء.
قال: و أنا محمّد بن عقيل، نا أبو حامد أحمد بن يعقوب، نا الترجماني، نا بقية بن الوليد، قال (2):قلت لإبراهيم بن أدهم أكنيك أم أدعوك باسمك ؟ قال: إن كنيتني قبلت منك، و إن دعوتني باسمي فهو أحبّ إليّ .
قال: فمدحته أو قال: أثنيت عليه أنا أشك، قال الشيخ: ففطن له، فقال لروعة تروع صاحب عيال أفضل ممّا أنا فيه.
قال: قلت له أوصني قال: كن ذنبا و لا تكن رأسا، فإن (3) الرأس يهلك و يسلم الذنب.
قال أبو حامد: حدثنا به أحمد الدورقي عن الترجماني عن بقية مثله.
ص: 315
قال: و نا محمّد بن عقيل، نا حم بن نوح، نا محمّد بن الجنيد، عن عبد الغفار، قال: قيل لإبراهيم بن أدهم: طوبى لك أقبلت على العبادة و تركت الدنيا، فقال: لك عيال ؟ قال: نعم، قال لروعة رجل لعياله ساعة أفضل من عبادة كذا و كذا.
أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، قال: و نا حذيفة بن قتادة المرعشي قال:
رأى الأوزاعي إبراهيم بن أدهم ببيروت، و على عنقه حزمة حطب فقال له: يا أبا إسحاق، أي شيء هذا؟ إخوانك يكفونك، فقال: دعني عن هذا يا أبا عمرو، فإنه بلغني أنه من وقف موقف مذلّة في طلب الحلال و جبت له الجنّة (1).
أخبرنا أبو الوقت السجزي، أنا يعلى بن هبة اللّه ح.
و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن أبي منصور، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل، أنا محمّد بن إبراهيم، نا أبو صالح (2)،قال: و سمعت أبا إسحاق يقول: أخبرني إبراهيم بن أدهم قال: كنت ناطورا في بستان بأرض الشام فيه أنواع الفواكه فجاء صاحب البستان يوما و معه أصحاب له فقال: ائتنا برمان حلو فقلت له: و اللّه ما أعرف الحلو من الحامض قال: سبحان اللّه أنت في هذا البستان منذ شهر لا تعرف الحلو من الحامض قال: لا، قال أبو صالح: و كان أبو سعيد التفليسي حاضرا عند أبي إسحاق فقال: يا أبا إسحاق أخبرني رفيق له أنه قال - يعني إبراهيم بن أدهم أنه قال:- أتيته برمان نبيل فإذا هو حامض قال: فقال لي صاحب البستان: تسخر بي أنت في البستان منذ شهر لا تعرف الحلو من الحامض ؟ قال: فذهب صاحب البستان فأخبر أن ناطورك إبراهيم بن أدهم، قال: فرجع إليه بغير ذلك الوجه، فقال: إني قد استقللت كراك فأنا أحب أن أزيدك، فقال له إبراهيم: قد كنت تعطيني كرائي فأنت اليوم تعطيني كرادنتي (3) لا حاجة لي في المقام معك، ثم رحل عنه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزّهري، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عتّاب، نا أبو حارثة أحمد بن
ص: 316
إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، حدّثني أبي عن أبي يحمر الغسّاني فقال:
كنت (1) لم أزل على صحة من خبره إلى أن دخل مدينة عسقلان، فقال رجل من القوم:
عندي ناطور في بستان قد أنكرت أمره و هو خليق بأن يكون هو، و ذلك أني خرجت في جماعة من أصحابي إلى البستان فسألته أن يأتيني برمان حلو فأتاني برمان حامض، فقلت له: من هذا تأكل ؟ فقال: إنما آكل من متاعي، إنما اكتروني لأحفظه، فقال الرجل:
ينبغي أن يكون هو صاحبي، فقمنا بأجمعنا حتى وقفنا على باب البستان، فاستفتح صاحبه فخرج إلينا فإذا هو إبراهيم بن أدهم فسلم عليه الرجل فقال له: ما حاجتك ؟ قال: مولاك فلان مات و خلّف شيئا جئتك به، قال: فبسط إبراهيم كساءه و قال له: هات فصب فيه ثلاثين ألف درهم، فقال الرّجل: اقسمها أثلاثا، ففعل فقال لنا خذوا عشرة آلاف درهم ففرقوها على الضعفاء و المساكين، و عشرة آلاف درهم قوّموا بها الحائط فقد رأيته تشعث، و قال للرسول: خذ أنت عشرة آلاف درهم لعيال من بلخ فما وضع يده على درهم منها و أخذ كساءه فوضعه (2) على عنقه و خرج من عسقلان فما علمناه عاد إليها.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا إبراهيم بن عصمة بن يحيى بن إبراهيم، نا أبي، نا يحيى بن يحيى، قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي، قال طالوت: قال إبراهيم بن أدهم: ما صدق اللّه عبد أحبّ الشهرة.
أخبرنا أبو القاسم بن الحسين بن الحسن - فيما كتبته عنه و لم يتفق سماعه - أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى الجوبري (3)،أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب (4)،نا القاسم بن موسى بن الأشيب (5)،حدّثني أحمد بن شيبان، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن طالوت قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ما
ص: 317
صدق اللّه عبد أحبّ الشهرة.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول الهروي، أنا يعلى بن هبة اللّه ح.
و أخبرنا أبو محمّد بن أبي بكر، أنا الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا عبد الرّحمن بن السّمسار، أنا محمّد بن عقيل البلخي، نا محمّد بن إبراهيم، نا أبو صالح، أنا شعيب، قال: خرج إبراهيم من بيت المقدس فمر بمسلحة فقالوا: عبد؟ قال (1):نعم، قالوا: آبق ؟ قال: نعم قال: فذهبوا به فحسبوه في السّجن بطبرية قال:
فجاء رجل يطلب غلاما له آبق من بيت المقدس قال: فقيل له: إن مسلحة كذا و كذا قد أصابوا غلاما آبقا فهو في السّجن بطبرية قال: فذهب إلى السّجن فإذا هو بإبراهيم بن أدهم، فقال: سبحان اللّه ما تصنع هنا هنا؟ قال: أنا هاهنا ما أحسن مكاني، قال: فرجع الرجل إلى بيت المقدس فأخبرهم، فجاء الناس من بيت المقدس عنقا (2) واحدا إلى أمير طبرية فقالوا: إبراهيم بن أدهم ما يصنع في سجنك ؟ قال: ما حبسته، قالوا: بلى فبعث إليه فجاء به، فقال له فيما حبست ؟ قال: مررت بمسلحة فقالوا: عبد، قلت: نعم، و أنا عبد اللّه، فقالوا: آبق ؟ قال: قلت: نعم، و أنا آبق من ذنوبي، قال فخلّى سبيله.
أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، أنا و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن أحمد الأصبهاني، نا جعفر الخلّدي (3)، أنا أحمد بن مسروق، نا علي بن موفق، نا عبد اللّه بن الفرج القنطري العابد قال:
اطّلعت على إبراهيم بن أدهم في بستان بالشام و هو مستلق (4) و إذا حية في فمها طاقة نرجس فما زالت تذبّ عنه حتى انتبه.
و أخبرنا أبو السّعادات المتوكلي (5)،أنا و أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.
ص: 318
و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد الزينبي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، نا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي، نا خلف بن تميم، حدّثني عبد الجبّار بن كثير، قال: قيل لإبراهيم بن أدهم هذا السّبع قد ظهر لنا، قال: أرونيه، فلما رآه - و قال الخطيب - جاءه - قال: يا قسورة (1) إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، و إلاّ فعودك على بدئك، قال فولّى السّبع ذاهبا، قال: أحسبه يضرب بذنبه.
قال: فتعجبنا (2) كيف فهم السّبع كلام إبراهيم بن أدهم. قال: فأقبل علينا إبراهيم قال: قولوا اللّهمّ احرسنا بعينك التي لا تنام، و اكنفنا بركنك (3) الذي لا يرام، و ارحمنا بقدرتك علينا، و لا نهلك و أنت رجاؤنا (4).
قال خلف: فما (5) زلت أقوالها منذ سمعتها فما عرض لي لص و لا غيره (6).
كذا قال ابن كثير (7)،و قال غيره: ابن كليب.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، قال: قال خلف بن تميم: نا عبد الجبّار بن كليب، قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في سفر فعرض لنا السبع فقال إبراهيم قولوا:
اللّهمّ احرسنا بعينك التي لا تنام، و احفظنا في كنفك الذي لا يرام، و ارحمنا بقدرتك علينا، لا تهلكنا و أنت رجاؤنا، يا اللّه يا اللّه يا اللّه، قال فولّى السّبع عنا. قال خلف: فأنا منذ سمعت هذا أدعو به عند كل شدّة و كرب فما رأيت إلاّ خيرا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السّمسار، حدّثني أبي موسى بن الحسين بن علي، نا أبو بكر محمّد بن رشيد
ص: 319
البغداذي، نا سهل بن صاعد، حدّثني إبراهيم الدورقي، حدّثني طالوت قال: كنت مع إبراهيم بن أدهم و نحن في قافلة فرأى القافلة و قد وقفت فقال: ما بالها؟ قال: خرج عليهم سبع عارضهم، فخرج إليه إبراهيم بن أدهم فقال له: إن كنت أمرت فينا بشيء فامضه و إلاّ فتنحّ ، قال: فمرّ يهرول.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر محمّد بن بشر بن عبد اللّه العسكري - إملاء بمصر - نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الطوسي الشيرازي الشعراني، نا عبد الرّحمن بن الجارود البغداذي - و كان ثقة - قال: سمعت خلف بن تميم يقول (1):غزا إبراهيم بن أدهم قال: فقالوا: يا أبا إسحاق إن السّبع قد قطع علينا الطريق قال: فجاء إليه إبراهيم بن أدهم قال: فقال:
أيّها السّبع إن كنت قد أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، و إلاّ فارجع عودك على بدئك قال: فرجع الأسد و هو يهمهم، فقال له إبراهيم بن أدهم: أين أنتم عن هؤلاء الكلمات تقولونها: اللهمّ احرسنا بعينك التي لا تنام، و اكنفنا بركنك الذي لا يرام، و ارحمنا عدد نعمتك علينا، و لا نهلك و أنت الرجاء.
قال خلف بن تميم: أنا أقولها - يعني هذه الكلمات - على ثيابي إذا دخلت الحمام، و على نفقتي منذ ستين سنة أو سبعين سنة، فما ذهب لي شيء.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (2)،قال (3):أخبرت عن عبد اللّه بن أحمد بن سوادة، نا نصر بن منصور المصّيصي أبو محمّد قال: ورد إبراهيم بن أدهم المصّيصة (4) فأتى منزل أبي إسحاق الفزاري و طلبه فقيل هو خارج فقال: أعلموه إذا أتى أن أخاه إبراهيم طلبه، و قد ذهب إلى مرج كذا و كذا يرعى فرسه، فمضى إلى ذلك المرج، فإذا ناس يرعون دوابهم فرعى حتى أمسى، فقالوا له: ضم فرسك إلى دوابنا فإن السباع تأتينا، فأبى و تنحّى ناحية، و أوقدوا النيران حولهم، ثم
ص: 320
أخذوا فرسا لهم صئولا فأتوه به و فيه شكالان (1) يقودونه بينهم، فقالوا له: إن في دوابنا رماكا (2) و حجورا (3) فليكن هذا عندك، قال: و ما يصنع بهذه الحبال ؟ فمسح وجهه و أدخل يده بين فخذيه، فوقف لا يتحرك فتعجّبوا من ذلك ساعة (4)،ثم قال لهم:
اذهبوا فجلسوا يرمقونه ما يكون منه و من السباع، فقام إبراهيم يصلي و هم ينظرون، فلما كان في بعض الليل أتته أسد ثلاثة يتلو بعضها بعضا، فتقدّم الأول إليه فشمّه و دار به ثم تنحّى ناحية فربض، و فعل الثاني و الثالث كفعل الأوّل، و لم يزل إبراهيم يصلّي ليلته قائما حتى إذا كان السحر قال للأسد: ما جاء بكم أ تريدون أن تأكلوني ؟ امضوا، فقامت الأسد فذهبت، فلما كان الغد جاء الفزاري إلى أولئك فسألهم فقال: أ جاءكم رجل ؟ فقالوا: أتانا رجل مجنون، فأخبروه بقصته و أروه، فقال: أ و تدرون من هو؟ قالوا: لا، قال: هو إبراهيم بن أدهم فمضوا معه فسلّم و سلّموا عليه ثم انصرف به الفزاري إلى منزله، فمرّا برجل قد كان إبراهيم سأله مقودا يبيعه ساومه به درهما و دانقين، فقال إبراهيم للفزاري: نريد هذا المقود، فقال الفزاري لصاحب المقود: بكم هذا؟ قال:
بأربعة دوانيق، فدفع إليه و أخذ المقود، فقال إبراهيم للفزاري: أربعة دوانيق في دين من هو.
أخبرتنا أمّ الفتوح فاطمة بنت محمد بن عبد اللّه بن الحسن القيسية قالت:
أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم بن محمّد الوركانية قالت: نا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه الشيرازي - إملاء - حدّثني عبد الواحد بن بكر، نا إبراهيم بن أحمد، نا أحمد بن يوسف، نا عبد اللّه بن خبيق، حدّثني عبد اللّه بن السّري، عن أبي عبد الرّحمن، قال: كان إبراهيم بن أدهم على بعض جبال مكة يحدّث بعض أصحابه قال: فقال: لو أن وليا من أولياء اللّه عزّ و جل قال للجبل: زل، لزال؛ قال: فتحرك الجبل من تحته، قال: فضرب برجله و قال: اسكن، إنّما ضربتك مثلا لأصحابي.
ص: 321
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن بن السّمسار، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا أبو يزيد خلاّد بن محمد بن هانئ، نا عبد اللّه بن خبيق، نا عبد اللّه بن السندي، عن أبي عبد الرّحمن المقرئ، قال: كان عندنا إبراهيم بن أدهم على بعض جبال مكة يحدّث أصحابه فقال: لو أن وليا من أولياء اللّه قال للجبل: زل لزال، قال: فتحرك الجبل من تحته، قال: فضرب برجله ثم قال: اسكت فإنما ضربتك مثلا لأصحابي (1).
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي - قراءة - أنا الحسين بن عبد الرّحمن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا أبو جعفر الديبلي، نا عصام بن روّاد بن الجراح، قال: سمعت أبا الحسن عيسى بن حازم النيسابوري يقول: كنا مع إبراهيم بن أدهم بمكة فنظر إلى أبي قبيس فقال: لو أن مؤمنا مستكمل الإيمان يهز الجبل لزال، قال: فتحرك أبو قبيس، فقال له إبراهيم: اسكن ليس إيّاك أردت، فسكن (2).
أخبرنا أبو الوقت السّجزي، أنا يعلى بن هبة اللّه ح.
و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضل بن أبي منصور، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أحمد، أنا محمّد بن عقيل، قال: سمعت عبد الصّمد بن الفضل يقول:
سمعت المكي بن إبراهيم يقول: قيل (3) لإبراهيم بن أدهم: ما يبلغ من كرامة المؤمن على اللّه تعالى و تقدس ؟ قال: يبلغ من كرامته لو قال للجبل: تحرّك، تحرّك (4)،قال:
فتحرك الجبل، قال: فقال: ما إيّاك عنيت.
قال أبو يحيى: لم يقل المكي: إني شهدت ذلك المشهد، و لكن كان يقول: إني رأيت إبراهيم بن أدهم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه
ص: 322
الحيري (1)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه، أنا عبد العزيز بن الفضل، نا إبراهيم بن أحمد الآملي، نا أحمد بن يوسف الثقفي، نا عبد اللّه بن خبيق الأنطاكي، حدّثني موسى بن ظريف قال: ركب إبراهيم بن أدهم البحر فأخذتهم ريح عاصف و أشرفوا على الهلكة فلف إبراهيم رأسه في عباءة و نام، فقالوا له: ما ترى ما نحن فيه من الشدة ؟ فقال: ليس ذا شدة، فقالوا: ما الشدة ؟ قال: الحاجة إلى الناس ثم قال: اللّهم أريتنا قدرتك فأرنا عفوك، فصار (2) البحر كأنه قدح زيت.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن القاسم الطّهراني (3) و أبو عمرو بن منده، قالا: أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين (4)،حدّثني عيّاش (5) بن عاصم، حدّثني سعيد بن صدقة أبو مهلهل - و كان يقال إنه من الأبدال - قال: جاء إبراهيم بن أدهم إلى قوم قد ركبوا سفينة في البحر فقال له صاحب السفينة: هات دينارين، قال: ليس معي و لكن أعطيك بين يدي قال: فعجب منه و قال: إنما نحن في بحر فكيف (6)؟قال: ثم أدخله فساروا حتى انتهوا إلى جزيرة في البحر، فقال صاحب السفينة: و اللّه لأنظرن من أين يعطيني، هل خبأ هاهنا شيئا؟ قال: فقال له: يا صاحب الدّينارين أعطني حقي، قال: نعم، قال: فخرج إبراهيم فمضى، و اتّبعه الرّجل و هو لا يدري فانتهى إلى الجزيرة فركع فلما أراد أن ينصرف قال:
يا ربّ إن هذا قد طلب منّي حقّه الذي له علي. فأعطه عني قال و هو ساجد قال: فرفع رأسه فإذا ما حوله دنانير، قال: و إذا الرّجل (7) فقال: جئت ؟ خذ حقك و لا تزدد و لا
ص: 323
تذكر ذا، قال: و مضوا فأصابتهم عجاجة (1) و ظلمة و أحسّوا (2) بالموت، فقال الملاح:
أين صاحب الدينارين أخرجوه، قال: فجاءوا فقالوا: ما ترى ما نحن فيه ؟ ادع اللّه معنا، قال: فرفع يديه و أرخى عينيه، و قال: يا ربّ قد أريتنا قدرتك فأذقنا برد عفوك و رحمتك، قال: فسكنت العجاجة و ساروا.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسين بن بشران، نا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا قال: حدّثت عن يحيى بن عثمان، نا بقية بن الوليد، قال (3):كنا في البحر فهبت الرياح و هاجت الأمواج فبكى الناس و ضجوا، فقيل لمعيوف (4) أو ابن معيوف - هذا إبراهيم بن أدهم لو سألته أن يدعو اللّه ؟ فإذا هو نائم في ناحية السفينة ملفوف رأسه في كساء فدنا منه فقال: يا أبا إسحاق أما ترى ما الناس فيه ؟ فقال: اللّهمّ قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك (5)،قال: فهدأت السفن.
أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز - يعني الدّينوري - نا يحيى بن عثمان الحمصي، نا بقية قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في البحر و هبّ الرّيح و هاجت الأمواج و اضطربت السفينة و بكى الناس، فقلنا لإبراهيم: يا أبا إسحاق ما ترى ما الناس فيه ؟ قال: فرفع إبراهيم رأسه و قد أشرف الناس على الهلكة، فقال: يا حيّ حين لا حيّ ، و يا حيّ قبل كل حيّ ، و يا حيّ بعد كل حيّ ، يا حيّ يا قيوم يا محسن يا مجمل قد أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك. قال: فهدأت السفينة من ساعته.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو محمّد الأزدي - يعني محمّد بن أحمد الهروي - أنا أبو أحمد إسماعيل بن محمّد بن أحمد - حفيد أبي سعد الزاهد - أنا محمّد بن سعيد، نا محمّد بن يعقوب، حدّثني يحيى بن أيّوب، قال:
سمعت أبا عيسى حواري بن حواري قال: ركب إبراهيم بن أدهم البحر فقال له صاحب
ص: 324
المركب: هات الكراء قال: أعطيك أمامك، قال: فأرسينا إلى جزيرة قال: فخرج فتبعته من الموضع، فجعلت انظر إليه من حيث لا يراني قال: فسأل اللّه فدعا فرأيت حوله من الدنانير كثيرة قال: فأخذ دينارين و ترك الباقي. قال: ثم رجعنا إلى المركب قال:
و ثارت ريح عاصف خشي أهل المركب الغرق، قالوا لإبراهيم: لو دعوت اللّه معنا، قال: اللهمّ قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك؛ قال: فسكنت الأمواج و هدأت الريح و سار المركب.
أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السّمسار، حدّثني أبي موسى بن الحسين، نا محمّد بن رشيد البغدادي، نا سهل بن صاعد، نا أحمد بن إبراهيم، نا خلف بن تميم الكوفي، قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في مركب في البحر فخرج علينا العدو فرمى إبراهيم هو و رجل آخر أنفسهما إلى البحر - يعني نحو العدو - فانهزم العدو.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو محمّد بن حيّان (2)،نا محمّد بن أحمد بن سليمان، حدّثني عصام بن روّاد قال: سمعت عيسى بن حازم (3) يقول:
كان إبراهيم بن أدهم إذا غزا اشترط على رفقائه الخدمة و الأذان، فأتاه رفقاؤه يوما فقالوا: يا أبا إسحاق إنّا قد عزمنا الغزو (4)،و لو علمنا أنك تأكل من متاعنا لسررنا بذلك، فقال (5):أرجو أن يصنع اللّه، ثم قال: أستقرض من فلان لا تخف عليه فلان، مرّ بي، ثم خر ساجدا و صبّ دموعه على خديه، ثم قال: وا شؤماه (6)؟؟؟ العبيد و تركت مولاهم فأحسن ما يقول العبد إنما دفع إلى مولاي مالا فإن أمرني أن أعطيك فعلت، فأرجع إلى المولى بعد ما بذلت وجهي إلى العبيد، أ ليس يقول المولى أحق مني ؟ كان أحق أن تطلب [مني] (7) لا من غيري وا شؤماه (8).ثم خرج إلى السّاحل
ص: 325
فتوضّأ و صلّى ركعتين (1)،ثم نصب رجله اليمنى مستقبل القبلة ثم قال: اللّهمّ قد علمت ما كان وقع مني في نفسي و ذلك بخطائي و جهلي، فإن عاقبتني عليه فأنا أهل ذلك، و إن عفوت عني فأنت أهل ذلك، و قد عرفت حاجتي فاقض حاجتي فوقع في نفسه أن ينظر عن يمينه فإذا بنحو من أربعمائة دينار، فتناول منها دينارا ثم عاد إلى أصحابه، فأنكروه و سألوه عن حاله فكتمهم زمانا ثم أخبرهم، فقالوا: يا أبا إسحاق إن كنت تريد الغزو و قد خرج لك ما ذكرت، أ فلا أخذت منه ما تقوى به على الغزو؟ فقال: أ تظنون أن اللّه لو أراد أن لا يخرج إلاّ الذي اطّلع عليه من ضميري لفعل، و لكن أخرج [إلى أكثر مما اطلع عليه] (2) من ضميري ليختبرني، و اللّه لو أنها عشرة آلاف ما أخذت منها إلاّ الذي اطّلع عليه من ضميري.
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن القرشي، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف المراغي، نا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، أنا أبو بكر محمّد بن صلة الخيري السّنجاري (3)-في المسجد الأقصى - نا أبو علي نصر بن عبد الملك السنجاري، نا محمّد بن عثمان، نا محمّد بن أحمد الوراق، قال: سمعت عبد اللّه بن الفرج يقول: كان إبراهيم بن أدهم بالشام يأكل و يطرح نوى التمر قال: فكان بمكة فجاع فاستفّ الرّمل فصار في فيه دقيقا، قال: و كان ذات يوم على شط البحر فجعل يقلب الحصى فإذا هو جوهر، فأقبل فلان الخوّاص بعض أصحاب إبراهيم قال: سماه أبو عبد اللّه فنسيته، قال: لما رآه إبراهيم ألقاه في البحر، فقال الخواص: يا أبا إسحاق تطرح أو تعمل مثل هذا و عليّ دين ؟ فقال له إبراهيم:
عليك بالصّدق - أو كما ذكر-.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، نا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن منصور، نا أبو النضر الحارث بن النعمان قال: كان إبراهيم بن أدهم يجتني الرطب من شجر البلوط (4).
ص: 326
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم، أخبرني أبو الحسن علي بن طاهر القرشي فيما - أذن لي في الرواية عنه-.
أنا على بن عبد اللّه بن جهضم، نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، نا أحمد بن يوسف، نا أحمد بن إبراهيم الطبري، نا أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، حدّثني أبي عن شقيق بن إبراهيم، قال: لقيت إبراهيم بن أدهم بمكة في سوق الليل عند مولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو جالس ناحية من الطريق يبكي فعدلت إليه، و جلست عنده، و قلت: إيش هذا البكاء يا أبا إسحاق فقال: خير فعاودته مرة و اثنتين (1) و ثلاثا فلما أكثرت عليه قال لي: يا شقيق إن أنا أخبرتك تحدّث به و لا تستر علي فقلت: يا أخي قل ما شئت فقال:
اشتهت نفسي منذ ثلاثين سنة سكباجا (2) و أنا أمنعها جهدي، فلمّا كان البارحة كنت جالسا - و قد غلبني النعاس - إذا أنا بفتى شاب بيده قدح أخضر يعلو منه بخار، و رائحته سكباج، قال: فاجتمعت نهمتي عنه، فقرّب مني و وضع القدح بين يدي و قال:
يا إبراهيم كل، فقلت: ما آكل شيئا قد تركته للّه عز و جل قال: و لأن أطعمك اللّه تأكل ؟ فما كان لي جواب إلاّ بكيت. فقال لي: كل يرحمك اللّه، فقلت له: قد أمرنا أن لا نطرح في وعائنا إلاّ من حيث نعلم، فقال: كل عافاك اللّه فإنما أعطيت، و قيل لي: يا خضر، اذهب بهذا و أطعم نفس إبراهيم بن أدهم، فقد رحمها اللّه من طول صبرها على ما يحمّلها من منعها، اعلم يا إبراهيم أني سمعت الملائكة يقولون: من أعطي فلم يأخذ طلب فلم يعط ، فقلت إن كان كذلك، فها أنا بين يديك لا أحل العقد مع اللّه عز و جل، ثم التفتّ فإذا بفتى آخر ناوله شيئا، و قال: يا خضر لقّمه أنت، فلم يزل يلقّمني حتى شبعت، فانتبهت و حلاوته في فمي.
قال شقيق: فقلت: أرني كفّك، فأخذت بكفّي كفّه و قبّلتها، و قلت: يا من يطعم الجياع الشهوات إذا صححوا المنع، يا من يقدح في الضمير اليقين، يا من شفى قلوبهم من محبته، أقرى لشقيق عندك ذاك، ثم رفعت يد إبراهيم إلى السّماء، و قلت:
ص: 327
بقدر هذا الكف و بقدر صاحبه، و بالجود الذي وجده منك، خذ (1) على عبدك الفقير إلى فضلك و إحسانك و رحمتك و إن لم يستحق ذاك. فقال: و قام إبراهيم و مشى حتى دخلنا المسجد الحرام.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عيسى بن محمّد الوسقني (3)،نا وريزة (4) الغسّاني، نا عدي الصيّاد - من أهل جبلة (5)- قال: سمعت يزيد بن قبيس (6) يحلف باللّه أنه كان ينظر إلى إبراهيم بن أدهم، و هو على شط البحر في وقت [الافطار] (7) فيرى مائدة توضع بين يديه لا يدري من وضعها، ثم يراه يقوم فينصرف حتى يدخل جبلة (8) و ما معه شيء.
سمعت أنا محمّد المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول:
سمعت أبا عبد اللّه بن الشيرازي يقول: حدثني أحمد بن إبراهيم الطبري، نا أحمد بن يوسف، نا أحمد بن إبراهيم بن يحيى، حدّثني أبي، حدّثني أبو إبراهيم اليماني قال:
خرجنا نسير على ساحل البحر مع إبراهيم بن أدهم فانتهينا إلى غيضة فيها حطب كثير و بالقرب منه حصن فقلنا لإبراهيم بن أدهم: لو أقمنا الليلة هاهنا و أوقدنا من هذا الحطب ؟ فقال: افعلوا، فطلبنا النار من الحصن و أوقدنا و كان معنا الخبز فأخرجنا فأكل فقال واحد منا: ما أحسن هذا الجمر، لو كان لنا لحم نشويه عليه، فقال إبراهيم بن أدهم: إن اللّه لقادر على أن يطعمكموه، قال: فبينا نحن كذلك إذا أنا بأسد يطرد إبلا فلما قرب منا وقع و اندق عنقه، و قام إبراهيم بن أدهم فقال: اذبحوه فقد أطعمكم اللّه، فذبحنا و شوينا من لحمه و الأسد واقف ينظر إلينا.
أخبرناه عاليا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر بن الطبري (9)،أنا أبو طالب
ص: 328
محمّد بن علي بن الفتح الحربي (1)،نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ ، أنا أبو بكر العبدي قال: كتب إلى أبو حارثة أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، حدّثني أبي عن أبي إبراهيم اليماني قال: خرجت مع إبراهيم بن أدهم من صور نريد قيسارية (2) فلما كان ببعض الطريق مررنا بمواضع كثيرة الحطب فقال: إن شئتم بتنا في هذا الموضع فأوقدنا من هذا الحطب ؟ فقلنا: ذلك إليك يا أبا إسحاق. قال: فأخرجنا زندا كان معنا، فقدحنا و أوقدنا تلك النار، فوقع منها جمر كبار. قال: فقلنا: لو كان لنا لحم نشويه على هذه النار، قال فقال إبراهيم: ما أقدر اللّه أن يرزقكم، ثم قام فتمسّح للصلاة فاستقبل القبلة فبينما نحن كذلك إذ سمعنا جلبة شديدة مقبلة نحونا، فابتدرنا إلى البحر فدخل كل إنسان منا في الماء إلى حيث أمكنه، ثم خرج ثور وحش يكرّه أسد، فلما صار عند النار طرحه، فانصرف إبراهيم بن أدهم فقال له: يا أبا الحارث (3)،تنحّ عنه، فلن يقدّر لك رزق، فتنحّى، و دعانا، و أخرجنا سكينا كان معنا فذبحناه و اشتوينا منه بقية ليلتنا.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم قال (4):سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا سعدان (5) الباهراني يقول: سمعت حذيفة المرعشي و قد خدم إبراهيم بن أدهم و صحبه فقيل (6) له: ما أعجب ما رأيت منه فقال: بقينا في طريق مكة أياما لم نجد طعاما، ثم دخلنا الكوفة، فأومأ إلى مسجد خراب فنظر إليّ إبراهيم و قال: يا حذيفة أرى بك الجوع ؟ فقلت: هو ما رأى الشيخ، فقال: عليّ بدواة و قرطاس، فجئت به فكتب: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم.
أنت المقصود إليه بكل حال، و المشار إليه بكل معنى:
أنا حامد (7)،أنا شاكر أنا ذاكر *** أنا جائع، أنا نائع (8)،أنا عاري
ص: 329
هي ستة فأنا الضمين لنصفها *** فكن الضّمين لنصفها يا جاري (1)
مدحي لغيرك وهج (2) نار خضتها *** فأجر، فديتك (3)،من دخول النّار (4)
قال: ثم دفع [إليّ ] (5) الرقعة و قال: اخرج [و لا تعلّق] (6) قلبك بغير اللّه، و ادفع الرقعة إلى أوّل من يلقاك، قال: فخرجت (7) فأول من لقيني كان رجل على بغلة [فدفعتها إلي] (8) فأخذها و بكى و قال: ما فعل صاحب هذه الرقعة فقلت: هو في المسجد الفلاني فدفع إليّ صرة فيها ستمائة دينار، ثم لقيت رجلا آخر فقلت: من صاحب هذه البغلة فقال: نصراني فجئت إلى إبراهيم بن أدهم فأخبرته بالقصة فقال: لا تمسّها فإنه يجيء الساعة، فلما كان بعد ساعة وافى النصراني و أكبّ على رأس إبراهيم بن أدهم و أسلم (9).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزّهري، أنا عبد اللّه بن أحمد بن عتّاب، نا أبو حارثة، حدثني أبي، عن إبراهيم اليماني قال: قلت لإبراهيم بن أدهم: يا أبا إسحاق إن لي مودة و حرمة و لي حاجة قال: و ما هي ؟ قال: تعلّمني اسم اللّه المخزون ؟ قال لي: هو في العشر الأول من الحديد لست أزيدك على هذا.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن نصير، حدّثني إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشار، قال:
ص: 330
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول هذا كثيرا: دارنا أمامنا و حياتنا بعد موتنا إمّا إلى الجنّة و إمّا إلى النار.
قال (1):و سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: يا ابن بشّار مثّل لبصر قلبك حضور ملك الموت و أعوانه لقبض روحك فانظر كيف تكون، و مثل له هول المطلع و مساءلة منكر و نكير فانظر كيف تكون، و مثّل له القيامة و أهوالها و أفزاعها و العرض و الحساب و الوقوف، فانظر كيف تكون، ثم صرخ صرخة فوقع مغشيا عليه.
قال: و سمعت إبراهيم بن أدهم يقول (2):إنّ للموت كأسا لا يقوى على تجرّعها (3)إلا خائف وجل طائع كان يتوقعها (4)،فمن كان مطيعا فله الحياة (5) و الكرامة و النجاة من عذاب (6) يوم القيامة، و من كان عاصيا ترك بين الحسرة و الندامة يوم الصاخة و الطامة.
قال: و سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: إخواني عليكم بالمبادرة و الجد، و سارعوا و بادروا و تابعوا فإن نعلا فقدنا أختها سريعة اللحاق بها.
و قال: نظر إبراهيم بن أدهم إلى رجل قد أصيب بمال و متاع كثير وقع الحريق في دكانه و اشتد جزعه حتى خولط في عقله، فقال له: يا عبد اللّه إن المال مال اللّه متّعك به إذ شاء، و أخذه منك إذ شاء، فاصبر لأمره و لا تجزع، فإن من تمام شكر اللّه على العافية الصبر على البلية، و من قدم وجد، و من أخّر فقد و ندم (7).
قال: و سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: الهوى يردي و خوف اللّه يشفي، فاعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت من تعلم أنه يراك (8).
قال: و سمعت إبراهيم بن أدهم يقول (9):اذكر ما أنت صائر إليه حقّ ذكره، و تفكّر
ص: 331
فيما مضى من غيرك (1) هل تثق به و ترجو به النجاة من عذاب ربك، فإنك إذا كنت كذلك شغّل قلبك بالاهتمام بطريق النجاة على طريق الآمنين اللاهين المطمئنين الذين اتّبعوا أنفسهم هواها فوقفهم (2) على طريق هلكاتهم لا جرم سوف يعلمون و سوف يناقشون (3) و سوف يندمون، وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (4).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه الحيري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن باكويه، نا عبد العزيز بن الفضل، نا إبراهيم بن أبي نعيم بعفطن (5)،نا إبراهيم بن نصر المنصوري، نا إبراهيم بن بشار، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول (6):خالفتم اللّه فيما أنذر و حذّر و عصيتموه فيما نهى و أمر، و كذبتموه فيما وعد و بشّر (7)،و إنما تحصدون ما تزرعون (8)،و تكافئون بما تفعلون، و تجزون بما تعملون (9)،فانتبهوا من وسن رقدتكم لعلكم تفلحون.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو الحسن محمد بن عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمّاد الموصلي، نا جعفر بن محمّد بن نصر، حدّثني إبراهيم بن نصر أبو إسحاق، نا إبراهيم بن بشار قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول (10):ما (11) لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا و لا نطلب كشفه من ربنا عز و جل، ثكلت (12)عبد أمّه أحبّ الدنيا و نسي ما في خزائن مولاه.
ص: 332
قال: و سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: لا يقلّ مع الحق فريد و لا يقوى مع الباطل عديد.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو نصر البندنيجي (1)،أنا أبو بكر محمّد بن علي الخياط ، نا أبو علي بن حمكان الفقيه، قال: سمعت محمّد بن أحمد بن زريق البغدادي يقول: سمعت يوسف بن الحسن يقول: سمعت إبراهيم بن متّويه (2) الأصبهاني يقول: كان إبراهيم بن أدهم يقول: إذا كنت بالليل نائما و بالنهار هائما و بالمعاصي دائما فمتى يرضى من هو - و صوابه: من لم يزل - بأمرك قائما.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مسرور، نا محمّد بن عبد العزيز، نا إسماعيل بن إبراهيم عن بقية بن الوليد، قال (3):كنت مع إبراهيم بن أدهم في بعض قرى الشام و معه رفيق له فجعلنا نمشي حتى بلغنا إلى موضع حشيش و ماء فقال لرفيقه: أ معك شيء؟ فقال: نعم في المخلاة كسيرات، فجلس فنثرها فجعل يأكل (4)،فقال: ما أغفل الناس عمّا أنا فيه من النعيم، مال (5) أحد يموت و لا أحد اهتم به (6).قال بقية: فتغيّر وجهي، فقال لي: أ لك عيال ؟ قال:[قلت] نعم، فقال: و لعل روعة صاحب عيال أفضل ممّا أنا فيه.
ثم قام فقلت له: يا أبا إسحاق عظني بشيء، فقال: يا بقية كن ذنبا و لا تكن رأسا، فإن الذنب ينجو و يهلك الرجل (7).
قال: و نا أحمد بن مروان، نا جعفر بن محمّد، نا إسحاق بن راهويه، نا بقية بن الوليد، قال: دخلت على إبراهيم بن أدهم و هو يبكي في مسجد بيروت، و وجهه إلى
ص: 333
الحائط و يضرب بيديه جميعا على رأسه فقلت له: ما يبكيك ؟ فقال: ذكرت: يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصٰارُ (1).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصّابوني، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، حدّثني جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي (2)،حدّثني إبراهيم بن نصر المنصوري، حدّثني إبراهيم بن بشار قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول هذا، و يتمثل بهذا البيت إذا خلا في جوف الليل بصوت حزين موجع القلب:
و فتى (3) أخو ضنى و كبير أخو علل
فمتى ينقضي الرّدى و متى ويحك العمل
ثم قال: يا نفس إيّاك و الغرّة باللّه، و قد قال الصّادق عز و جل: فَلاٰ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا، وَ لاٰ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللّٰهِ الْغَرُورُ (4).
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد السّنجي، أنا علي بن أحمد المؤذن، نا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أنا أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان، حدّثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، قال: سمعت وريزة (5) بن محمّد، نا مسيّب بن واضح، قال: سمعت أبا عتبة الخواص يقول: سمعت إبراهيم بن أدهم قال لرجل: ما آن لك أن تتوب ؟ قال: حتى يشاء اللّه عز و جل، فقال له إبراهيم: و أين حزن الممنوع ؟ أخبرنا أبو السّعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، أنا و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.
ص: 334
و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا الصّيرفي، نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفار، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن أبي رجاء القرشي. قال: قال إبراهيم بن أدهم: إنك إذا أدمنت النظر في مرآة التوبة بان لك قبيح شين المعصية.
قال: و حدّثني ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا عمران بن موسى بن يزيد الطرسوسي، حدّثني أبو عبد اللّه الملطي، قال: كان عامة دعاء إبراهيم بن أدهم:
اللّهمّ انقلني من ذلّ معصيتك إلى عزّ طاعتك (1).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت أحمد بن علي بن الحسن المقرئ يقول: سمعت محمّد بن غالب - تمتام - يقول: كتب إبراهيم بن أدهم إلى سفيان الثوري: من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، و من أطلق بصره طال أسفه، و من أطلق أمله ساء علمه، و من أطلق لسانه قتل نفسه.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم، نا ابن خبيق، نا حذيفة المرعشي، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: خلّوا لهم دنياهم فخلوا بينكم و بين آخرتكم، و خلّوا لهم شهواتهم يحبّوكم.
قال: و أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا ابن خبيق، نا شعيب بن حرب، قال: جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم فقال له: أنت إبراهيم بن أدهم ؟ فقال:
نعم، قال: من أين معيشتك قال إبراهيم:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يبقى و لا ما نرقّع
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمرو بن نجيد السّلمي، أنا أبو عبد اللّه البوشنجي، نا أبو صالح الفرّاء، نا شعيب بن حرب، قال: دخل إبراهيم بن أدهم على بعض هؤلاء الولاة فقال له: من أين معيشتك ؟ قال إبراهيم:
ص: 335
نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يبقى و لا ما نرقّع
قال: فقال الوالي: أخرجوه فقد استقتل (1).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الجرجاني - بفيد - و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمّد بن سليم - ببغداذ - قالا: أنا عبد الوهّاب بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن داود بن سليمان، و إبراهيم - يعني ابن أحمد الأبزاري - قالا:
نا مسدّد بن قطن، نا محمّد بن علي، نا محمّد بن علي بن حمزة - مروزي - نا العباس بن الوليد، قال: بلغني أن إبراهيم بن أدهم دخل على أبي جعفر فقال: ما عملك ؟ قال:
نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا *** فلا ديننا يبقى و لا ما نرقّع
فقال: اخرج عني، فخرج و هو يقول:
اتخذ اللّه صاحبا *** ودع النّاس جانبا (2)
أخبرنا أبو بكر البروجردي، أنا أبو سعد بن أبي صادق، أنا أبو عبد اللّه بن باكويه (3)،نا أبو القاسم بن ثابت، نا إبراهيم بن أبي نعيم، حدّثني إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشار الخراساني قال: كثيرا ما كنت أسمع إبراهيم بن أدهم يقول:
لما توعد (4) الدنيا به من شرورها *** يكون بكاء الطفل ساعة يوضع
و إلاّ فما يبكيه منها و إنها *** لأروح (5) ممّا كان فيه و أوسع
إذا أبصر الدنيا استهل كأنما *** يرى ما سيلقى من أذاها و يسمع
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عمرو النصري، نا عبد اللّه بن هارون البزاز، حدّثني أبو عبد اللّه القلانسي رفيق إبراهيم بن أدهم قال: سمعت إبراهيم بن
ص: 336
أدهم يتمثل بأبيات من الشعر:
رأيت الذنوب تميت القلوب *** و يتبعها الذل ادمانها
و ترك الذنوب حياة القلوب *** و الخير للنفس عصيانها
و ما أهلك الدين إلاّ الملوك *** و أحبار سوء و رهبانها
و باعوا النفوس فلم يربحوا *** و لم تغل بالبيع أثمانها
لقد وقع القوم في جيفة *** يبين للعاقل أنتانها
كذا قال و الصواب: تبين لذي العقل أبيانها.
أخبرنا أبو السّعادات المتوكلي، قال: أنا و أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق،- إملاء - نا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي (1) ح.
و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا جعفر بن محمّد الخواص، حدّثني إبراهيم بن منصور المنصوري - زاد ابن رزق: مولى منصور بن المهتدي-.
حدّثني إبراهيم بن بشار الصّوفي - زاد ابن رزق: الخراساني - خادم إبراهيم بن أدهم ثم اتفقا قال: وقف رجل مرة - و في حديث أبي عبد اللّه الحافظ : كوفي (2)-و قالا على إبراهيم بن أدهم فقال: يا أبا إسحاق لم حجبت القلوب عن اللّه عزّ و جل ؟ قال:
لأنها أحبت ما أبغض اللّه، أحبّت الدنيا و مالت إلى دار الغرور و اللّهو و اللعب، و تركت العمل لدار فيها حياة الأبد، في نعيم لا يزول و لا ينفذ (3)،خالد مخلّد في ملك سرمد لا نفاد له و لا انقطاع.
أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبي، أنا محمّد بن الحسين ح.
و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت محمّد بن حامد يقول: سمعت
ص: 337
أحمد بن حضرويه يقول عن إبراهيم بن أدهم لمن سأل - و في رواية أبي المظفّر قال إبراهيم بن أدهم (1):لرجل في الطواف:- اعلم أنك لا تنال درجة الصّالحين حتى تجوز ست عقبات: أوله (2):تغلق باب النعمة و تفتح باب الشدة، و الثاني: تغلق باب العزّ و تفتح باب الذلّ . و الثالث: تغلق باب الرّاحة و تفتح باب الجهد، و الرابع تغلق باب النوم و تفتح باب السهر، و الخامس: تغلق باب الغنى و تفتح باب الفقر، و السادس:
تغلق باب الأمل و تفتح باب الاستعداد للموت. انتهت حكاية ابن حضرويه.
و قال القشيري (3):و كان إبراهيم بن أدهم يحفظ (4) كرما فمرّ به جندي فقال:
أعطنا من هذا العنب، فقال: ما أمر به صاحبه، فأخذ يضربه بسوطه، فطأطأ رأسه، و قال: اضرب رأسا طال ما عصى اللّه تعالى، فأعجز الرّجل و مضى.
و قال سهل بن إبراهيم (5):صحبت إبراهيم بن أدهم فمرضت، فأنفق عليّ نفقته فاشتهيت شهوة فباع حماره و أنفق علي [ثمنه] (6) فلما تماثلت قلت: يا إبراهيم، أين الحمار؟ فقال: بعناه، فقلت: على ما ذا أركب فقال: يا أخي على عنقي فحملني ثلاثة منازل.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصّابوني، أنا الحاكم أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد اللّه الهروي، نا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي (7)- ببغداد - نا أبو إسحاق إبراهيم بن نصير - و صوابه: نصر - المنصوري، نا إبراهيم بن بشار الخراساني خادم إبراهيم بن أدهم قال (8):سئل إبراهيم بن أدهم: بم يتم الورع ؟ فقال: بتسوية كلّ الخلق في قلبك، و الاشتغال (9) عن عيوبهم بذنبك و عليك باللفظ الجميل، في قلب ذليل لربّ جميل، فكّر في ذنبك، و تب إلى ربك، يثبت الورع في
ص: 338
قلبك، و اقطع (1) الطمع إلاّ من ربك.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا جعفر بن محمّد فذكر نحوها.
و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا جعفر، نا إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشار، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول (2):ليس من أعلام الحبّ أن تحبّ ما يبغضه حبيبك، ذمّ مولانا الدّنيا فمدحناها، و أبغضها فأحببناها، و زهد فيها فآثرناها و رغبنا فيها و في طلبها، و وعدكم خراب الدّنيا فحصنتموها، و نهاكم (3) عن طلبها فطلبتموها و أنذركم (4) الكنوز فكنزتموها دعتكم إلى هذه الغرارة دواعيها، فأجبتم مسرعين مناديها، خدعتكم بغرورها و منتكم، فأقررتم (5) خاضعين لأمانيها (6) لتمرغون في زهراتها، و تتنعمون (7) في لذاتها، و تتقلبون في شهواتها، و تكونون بتبعاتها تنبشون بمخالب الحرص عن خزائنها، و تحفرون بمعاول الطمع في معادنها، و تبنون بالغفلة في أماكنها، و تحصنون بالجهل في مساكنها (8).
قال: و سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قد رضينا من أعمالنا بالمعاني و من طلب التوبة بالتواني، و من العيش الباقي بالعيش الفاني (9).
قال: و سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ما ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا، و لا نطلب كشفه من ربنا، ثكلته أمّه عبد أحبّ الدنيا، و نسي ما في خزائن مولاه (10).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل،
ص: 339
نا أحمد بن مروان المالكي الدّينوري، نا أحمد بن محمّد الواسطي، نا أبي عن جدي قال: قرأ إبراهيم بن أدهم: لا تجعل بينك و بين اللّه عز و جل منعما عليك، إذا سألت فسل اللّه أن ينعم عليك و لا تسأل المخلوقين و عدّ النعم منهم مغرما.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن جعفر الأدمي القارئ - ببغداذ - نا أبو العيناء محمّد بن القاسم النحوي، نا ابن خبيق، نا شعيب بن حرب، عن إبراهيم بن أدهم فيما أحسب قال (1):لا تجعل بينك و بين اللّه عليك منعما، و أعدد نعمة عليك من غيره مغرما. قال: فقال لنا يوسف بن أسباط : هذا كلام حسن فاحفظوه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه، نا علي بن أحمد المرندي - بنهر الملك بالبصرة - حدّثني إبراهيم بن أبي نعيم، نا إبراهيم بن نصر المنصوري، حدّثني إبراهيم بن بشار الخراساني، حدّثني إبراهيم بن أدهم قال: مررت في بعض جبال (2)الشام فإذا بحجر مكتوب عليه نقش بين بالعربية:
كلّ حيّ فإن بقي *** فمن العمر (3) يستقي
فاعمل اليوم و اجتهد *** و احذر الموت يا شقي
[قال:] فبينا أنا واقف أبكي و أقرأ، إذ أتى رجل أشعث أغبر عليه مدرعة من شعر، فسلّم عليّ ، فرددت عليه السلام فرأى بكائي فقال: ما يبكيك ؟ فقلت: قرأت هذين (4)البيتين فأبكياني، فقال: و أنت لا تبكي و لا تتعظ حتى توعظ فقال: سر معي حتى أقرئك غيره فمضيت معه غير بعيد، فإذا أنا بصخرة عظيمة شبيهة بالمحراب فقال: اقرأ و ابك و لا تقصّر (5)،ثم قام يصلّي و تركني، و إذا في أعلاه نقش بيّن عربي:
لا تبتغي جاها و جاهك ساقط *** عند المليك و كن لجاهك مصلحا
ص: 340
و في الجانب (1) الأيمن مكتوب:
من لم يثق بالقضاء و القدر *** لاقى هموما كثيرة الضرر
[و في الجانب الأيسر منه نقش عربي] (2).
ما أزين التقى *** و ما أقبح الخنا
و كل مأخوذ بما جنا *** و عند اللّه الجزا
و في أسفل الحجرات (3) فوق الأرض مكتوب:
إنما الفوز (4) و الغنى *** في تقى اللّه و العمل
فلما قرأته (5) التفتّ إلى صاحبي فلم أره، فلا أدري مضى أو حجب عني ؟ أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، نا أحمد بن مروان الدّينوري، نا أحمد بن عبّاد التميمي، نا ابن خبيق، عن خلف بن تميم قال: سمعت إبراهيم بن أدهم ينشد:
أرى أناسا بأدنى الدّين قد قنعوا *** و لا أراهم رضوا في العيش بالدّون
فاستغن باللّه عن دنيا الملوك كما *** استغنى الملوك بدنياهم عن الدين
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن، قال:
سمعت أحمد بن علي بن الحسن المقرئ يقول: سمعت محمّد بن غالب - تمتام - يقول: كتب إبراهيم بن أدهم إلى سفيان الثوري: من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، و من أطلق بصره طال أسفه، و من أطلق أمله ساء عمله، و من أطلق لسانه قتل نفسه (6).
أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد الصّالحاني - ببغداد - أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية: قالت: حدّثنا أبو الحسن عبد الواحد بن
ص: 341
محمّد بن شاه - إملاء - نا أبو الفرج عبد الواحد بن بكر، أنا إبراهيم بن أبي نعيم، نا إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشار الخراساني، قال (1):كتب عمرو (2) بن المنهال المقدسي إلى إبراهيم بن أدهم - و هو بالرّملة - أن عظني بموعظة أحفظها عنك قال: فكتب إليه: أمّا بعد فإن الحزن على الدنيا طويل، و الموت من الإنسان قريب، و للنقض (3) في كل وقت نصيب، و للبلاء في جسمه دبيب، فبادر بالعمل قبل أن ينادى بالرحيل، و اجتهد (4) بالعمل في دار الممر قبل أن ترتحل (5) إلى دار المقر.
أخبرنا بها عالية أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثني إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشّار خادم إبراهيم بن أدهم قال: كتب عمرو بن المنهال المقدسي إلى إبراهيم بن أدهم، فذكر نحوها.
أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد الحلواني، أنا أبو بكر بن خلف ح.
و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.
قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا جعفر بن محمّد، نا إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشار، قال (6):سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: أثقل الأعمال في الميزان أثقلها على الأبدان، و من وفى العمل وفى له الأجر، و من لم يعمل رحل من الدنيا إلى الآخرة بلا قليل و لا كثير.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم الجرجاني - بفيد - أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، أنا إبراهيم بن عيسى، أخبرني بقية بن الوليد، قال: قال رجل لإبراهيم بن أدهم: كيف أصبحت ؟ قال: بخير ما لم يتحمل مئونتي غيري.
ص: 342
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشار، قال (1):
كنت يوما من الأيّام مارا مع إبراهيم بن أدهم في صحراء إذ أتينا على قبر مسنّم فترحم عليه (2) فقلت: قبر من هذا؟ فقال: هذا قبر حميد بن جابر أمير هذه المدن كلها، كان غرقا (3) في بحار الدنيا ثم أخرجه اللّه منها و استنقذه بعد.
[و لقد] (4) بلغني أنه سر ذات يوم بشيء من ملاهي ملكه و دنياه و غروره و فتنته قال: ثم نام في مجلسه ذلك مع من خصه من أهله قال: فرأى رجلا واقفا على رأسه، بيده كتاب فناوله ففتحه فإذا فيه كتاب بالذهب مكتوب: لا يؤثرن فانيا على باق، و لا تغترنّ بملكك و قدرتك و سلطانك و عبيدك و خدمك و لذاتك و شهواتك، فإن الذي أنت فيه جسيم لو لا أنه غريم (5)،و هو ملك لو لا أن بعده هلك، و هو فرح و سرور لو لا أنه لهو و سرور (6)،و هو يوم لو كان يوثق له بعد، فسارعوا إلى أمر اللّه، فإن اللّه قال:
وَ سٰارِعُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (7) قال: فانتبه فزعا و قال: هذا تنبيه من اللّه و موعظة. فخرج من ملكه و قصد هذا الجبل فتعبّد فيه حتى تاب رحمه اللّه (8).
قال: و سمعت إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه يقول: إخوتي، عليكم بالمبادرة و الجدّ و الاجتهاد و سارعوا و سابقوا فإن نعلا فقدت أختها سريعة اللحاق بها (9).
قال: و سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: اذكر ما أنت صائر إليه حقّ ذكره و تفكّره فيما مضى من عمرك، هل تثق به و ترجو به النجاة من عذاب ربّك، فإنك إذا كنت كذلك
ص: 343
شغلت قلبك بالاهتمام بطريق النجاة على طريق الآمنين اللاهين المطمئنين الذين اتّبعوا أنفسهم هواها، فوقهم على طريق هلكاتهم، لا جرم سوف يعلمون و سوف يناقشون و سوف يندمون وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (1).
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن - إملاء - أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل، أنا أبو بكر حاتم بن محمّد بن حاتم المروزي - بها - قال: سمعت العباس بن محمّد المروزي يقول: ذكر عن إبراهيم أنه قال: كل سلطان لا يكون عادلا فهو و اللص بمنزلة واحدة، و كل عالم لا يكون ورعا فهو و الذئب بمنزلة واحدة، و كل من خدم سوى اللّه فهو و الكلب بمنزلة واحدة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا:
أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، نا جدي أبو بكر، أنا جعفر بن محمّد الخرائطي، نا يوسف بن عمران الدقي، نا عبد اللّه بن خبيق، نا عبد اللّه بن ضريس قال:
قال إبراهيم بن أدهم: كنا إذا سمعنا الشاب يتحدث في المحاسن آيسنا من خيره.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير، نا إبراهيم بن نصر.
حدّثني إبراهيم بن بشار، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: الهوى يردي و خوف اللّه يشفي. و اعلم إنما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت ممن تعلم أنّه يراك (2).
قال: و نا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد، أنا أحمد بن أبي عمران الحدثي (3) بمكة.
أخبرني عبد السّلام بن محمّد البغداذي، نا أحمد بن يوسف، نا عبد اللّه بن خبيق، قال: سمعت شعيب بن حارث يقول: ذكر عن إبراهيم بن أدهم قال: لا تجعل
ص: 344
فيما بينك و بين اللّه عليك منعما و اعدد النعمة عليك من غير اللّه مغرما (1).
قال: و أنا أبو الحسن علي بن أبي علي السقّاء، حدّثني والدي أبو علي، نا أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر، نا أبو هشام - و صوابه - أبو هشام وريزة (2) بن محمّد الغسّاني - نا محمّد بن داود بن صبيح، عن علي بن بكار، قال: شكا رجل إلى إبراهيم بن أدهم كثرة عياله فقال: يا أخي انظر كل من في منزلك ليس رزقه على اللّه فحوله إلى منزلي.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو محمّد الحسن (3) بن الحسن بن محمّد بن رامين الأسترابادي، أنا عبد اللّه بن محمّد الحميدي الشيرازي، نا القاضي أحمد بن محمود بن خرّزاد الأهوازي، حدّثني علي بن محمّد النضري، حدّثني أحمد بن محمّد الحلبي، قال: سمعت سريا السّقطي يقول:
سمعت بشرا - يعني ابن الحارث - يقول: قال إبراهيم بن أدهم: وقفت على راهب في جبل لبنان فناديته فأشرف عليّ فقلت له: عظني فأنشأ يقول:
خذ عن الناس جانبا *** كي (4) يعدوك راهبا
إن دهرا أظلّني (5) *** قد أراني العجائبا
قلّب الناس كيف *** شئت تجدهم عقاربا
قال بشر فقلت لإبراهيم: هذه موعظة الراهب، فعظني أنت فأنشأ يقول:
توحّش من الاخوان لا تبغ (6) مؤنسا *** و لا تبغ (7) أخا و لا تبغ صاحبا
و كن سامري الفعل من نسل آدم *** و كن أوحديا ما قدرت مجانبا
ص: 345
فقد فسد الأخوان و الحب و الإخا *** فلست ترى إلاّ مذوقا و كاذبا
فقلت: و لو لا أن يقال: مدهده *** و تنكر حالاتي لقد صرت راهبا (1)
قال سري: فقلت لبشر: هذه موعظة إبراهيم لك، فعظني أنت فقال: عليك (2)بلزوم بيتك. فقلت: بلغني عن الحسن أنه قال: لو لا الليل و ملاقاة الأخوان ما كنت أبالي متى مت فأنشأ يقول:
يا من يسرّ (3) برؤية الأخوان *** مهلا أمّنت مكايد الشيطان
خلت القلوب من المعاد و ذكره *** و تشاغلوا بالحرص في (4) الخسران
صارت مجالس من ترى و حديثهم *** في هتك مستور و خلف (5) قران
قال الحلبي: فقلت لسري: هذه موعظة بشر لك فعظني أنت فقال: عليك بالإجمال فقلت: إني لأحبّ ذلك فأنشأ يقول:
يا من يريد (6) بزعمه إجمالا *** إن كان حقّا فاستعد خصالا
ترك المجالس و التذاكر يا أخي *** و اجعل خروجك للصلاة خيالا
بل كن بها حيّا كأنّك ميّت *** لا يرتجي منه القريب و صالا
قال علي بن محمّد: قلت للحلبي: هذه موعظة سري لك فعظني، فقال لي: يا أخي أحبّ الأعمال إلى اللّه تبارك و تعالى ما أصدر (7) إليه من قلب زاهد في الدنيا؛ فازهد في الدنيا يحبّك اللّه، ثم أنشأ و هو يقول:
أنت في دار شتات *** فتأهب لشتاتك
و اجعل الدنيا كيوم *** صمته عن شهواتك
ص: 346
و اجعل الفطر إذا ما *** صمته يوم مماتك (1)
قال ابن خرّزاذ فقلت لعلي: هذه موعظة الحلبي لك فعظني، فقال لي: احفظ وقتك و اسخ بنفسك للّه تعالى، و انزع قيمة الأشياء عن قلبك يصفو بذلك سرّك و يزكو (2) بذلك ذكرك، ثم أنشدني:
حياتك أنفاس تعدّ فكلما *** مضى نفس منها انتقصت به جزءا
فيصبح في نفس و يمشي بمثله (3) *** و مالك معقول تحس به رزءا
يميتك ما يحييك في كلّ ساعة *** و يحدوك حاد ما يريد به الهزءا
قال أبو محمّد قلت لأحمد: هذه موعظة علي لك فعظني فقال له: يا أخي عليك بلزوم الطّاعة و إيّاك أن تنزح (4) من باب القناعة، و أصلح مثواك و لا تؤثر هواك، و لا تبع آخرتك بدنياك، و اشتغل بما يعينك بترك ما لا يعنيك ثم أنشدني:
ندمت على ما كان مني ندامة *** و من يتبع ما تشتهي النفس يندم
فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم *** سيلقون ربا عادلا ليس يظلم
فليس بمغرور (5) لدنياه زاجر *** سيندم إن زلّت به النعل فاعلم
قال القاضي أبو محمّد بن رامين قلت لأبي محمّد: هذه موعظة أحمد لك فعظني أنت فقال: اعلم رحمك اللّه أن اللّه جل ثناؤه ينزل العبيد حيث نزلت قلوبهم بهمومها، فانظر أين أنزلت قلبك، فاعلم (6) أنه تقرب القلوب على حسب ما قرب إليها (7)، فانظر من القريب من قلبك و أنشدني:
قلوب رجال في الحجاب نزول *** و أرواحهم فيما هناك حلول
ص: 347
بروح (1) نعيم الإنس في عزّ قربه *** بأفراد توحيد المليك تحول
لهم بفناء القريب (2) من محض بره *** عوائذ بذل خطهن (3) جليل
قال: أبو بكر الخطيب: فقلت للقاضي أبي محمّد بن رامين: هذه موعظة الحميدي لك فعظني فقال: اتق اللّه وثق به و لا تتهمه فإن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك و أنشدني:
اتخذ اللّه صاحبا *** و ذر الناس جانبا
جرّب الناس كيف *** شئت تجدهم عقاربا
قال أبو الفرج غيث الصوري، قلت للشيخ أبي بكر: هذه موعظة القاضي أبي محمّد لك، فعظني أنت. فقال: احذر نفسك التي هي أعدى (4) أعدائك أن تتابعها على هواها، فذاك أعضل دائك، و استشعر (5) الخوف من اللّه بخلافها، و كرر على قلبك ذكر نعوتها و أوصافها، فإنها الأمّارة بالسوء و الفحشاء، و الموردة من أطاعها موارد العطب و البلاء. و اعمد في جميع أمورك إلى تحرّي الصّدق، و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللّه. و قد ضمن اللّه تعالى لمن خالف هواه أن يجعل دار (6) الخلد قراره و مأواه.
و أنشدني لنفسه:
إن كنت تبغي الرشاد محضا *** في أمر دنياك و المعاد
فخالف النفس في هواها *** إن الهوى جامع الفساد
أنبأنا أبو القاسم الحسيني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو العباس البردعي، نا عبيد اللّه بن الحسين الأزدي، نا أبو حفص النسائي.
حدّثني محمّد بن الحسين، عن أبي إسحاق الأنطاكي، حدّثني أبو عبد اللّه
ص: 348
الجوزجاني رفيق إبراهيم بن أدهم قال: غزا إبراهيم بن أدهم في البحر مع أصحابه، فقدم أصحابنا فأخبروني عن إبراهيم بن أدهم، عن الليلة التي مات فيها، اختلف خمسا أو (1) ستا و عشرين مرة إلى الخلاء، كل ذلك يجدد الوضوء للصّلاة، فلما حسّ (2)بالموت قال: أوتروا لي قوسي، و قبض على قوسه، فقبض اللّه روحه، و القوس في يده (3)،قال: فدفنّاه في بعض الجزائر في بلاد الرّوم.
كذا قال و أنا عبد الوهّاب الميداني قال: قرأت على ظهر الجزء الثاني من زهد إبراهيم بن أدهم لأبي العباس البردعي قال محمّد بن إسماعيل البخاري: مات إبراهيم بن أدهم سنة إحدى و ستين و مائة و دفن بسوقين (4) حصن ببلاد الروم، كذا قال في وفاته؛ و المحفوظ أنه مات سنة اثنتين و ستين و مائة.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني و أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد عنه، أنا عمّي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: إبراهيم بن أدهم العجلي كوفي قدم مصر زائرا لرشدين بن سعد، حفظ مات سنة اثنتين و ستين و مائة، و قيل سنة ثلاث.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم الجرجاني، أنا عبد الوهّاب بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه، قال: و قال أبو داود سليمان بن الأشعث: سمعت أبا توبة الرّبيع بن نافع يقول: مات إبراهيم بن أدهم سنة اثنتين و ستين و دفن على ساحل البحر.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن علي بن يزيد الصائغ قال: سمعت الشافعي يقول: سمعت السري بن جمكان يقول و كان سفيان معجبا به (5):
ص: 349
أجاعتهم الدنيا فجاعوا (1) و لم يزل *** كذلك ذو التقوى عن العيش ملجما (2)
أخو طيّ داود منهم و مسعر *** و منهم وهيب و العريب بن أدهما
و فى ابن سعيد قدوة البر و النهى *** و في وارث الفاروق صدقا مقدّما
و حسبك منهم بالفضيل مع ابنه *** و يوسف إن لم يأل أن يتسلّما
أولئك أصحابي و أهل مودّتي *** فصلّى (3) عليهم ذو الجلال و سلّما
فما ضرّ ذا التقوى نصال أسنة (4) *** و ما زال ذو التقوى أعزّ و أكرما
و ما زالت التقوى تريك على الفتى *** إذا محّض التقوى من العزّ ميسما
ص: 350
ابن إسماعيل بن مشكان بن خرّزاد البيروتي
حدّث عن أبيه.
روى عنه أبو الحسين بن جميع الصّيداوي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع - بصيدا - نا إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد المؤمن، نا أبي، نا أبي، نا عمرو بن هاشم، نا سليمان بن أبي كريمة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أسلم على شيء فهو له». و اللّه تعالى أعلم[1552].
ابن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أبو جعفر الحسيني الموسوي المكي القاضي الخطيب
قدم دمشق و حدّث بها و بمكة: عن أبي بكر عثمان بن محمّد بن الحسين - صاحب الكتاني - و أبي بكر الآجري، و أبي الحسن العجيفي، و أبي سعيد بن الأعرابي، و محمّد بن جبريل، و أبي قتيبة سلم بن الفضل الأدمي (1).
ص: 351
روى عنه علي الحنّائي، و أبو على الأهوازي - و سمع منه بمكة - و رشأ بن نظيف - و سمع منه بمصر - و يحيى بن الحسين بن جعفر المصّيصي، و أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد بن عمر الطرسوسي المقرئ، و أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد الهروي الطّيّبي، و عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الحنائي.
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد اللّه بن عبدان، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا علي بن محمّد الحنّائي، أنا الشريف القاضي أبو جعفر إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبيد اللّه بن موسى بن جعفر الحسيني (1) الخطيب - إمام الحرمين، قدم علينا - أنا محمّد بن الحسين الآجرّي - بمكة - نا الفضل بن العباس الشّكلي (2)،نا بعض أصحاب ذي النون، قال:
قال عبد الباري أخو ذي النون (3):يا أبا الفيض، لم صيّر الموقف بعرفات و المشعر، و لم يصيّر بالحرم ؟ قال: لأن الكعبة بيت اللّه عز و جل و الحرم حجابه و المشعر بابه، فلما قصده الوافدون أوقفهم بالباب الأوّل يتضرعون حتى لما أذن لهم بالدخول أوقفهم بالباب الثاني و هو المزدلفة، فلمّا أن نظر إلى تضرّعهم أمر بتقريب قربانهم و يقضون تفثهم و يتطهرون من الذنوب التي كانت تحجبهم عنه، أمرهم بالزيارة على طهارة.
قال عبد الباري: فلم كره لهم الصّيام أيام التشريق ؟ فقال: إن القوم زوّار اللّه، و هم في ضيافته، و لا ينبغي للضيف أن يصوم عند من أضافه إلاّ بإذنه.
فقال: يا أبا الفيض، فما معنى التعلّق بأستار الكعبة ؟ فقال: مثله مثل رجل بينه و بين صاحبه جناية فهو يتعلق به و يستخذي له رجاء أن يهب له جرمه.
كتب إلي أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال:
جاءنا - نعي القاضي الشريف أبي جعفر الموسائي الحسيني قاضي الحرمين في شهر رمضان سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة.
ص: 352
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن عبدة الطّبسي، نا حمّاد بن زيد، عن ابن جريج، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عبيد بن عمير، قال: بينما إبراهيم خليل الرّحمن يوما في داره، إذ دخل عليه رجل حسن الشارة فقال: يا عبد اللّه من أدخلك داري ؟ قال: أدخلنيها ربها، قال: فربها أحق بها، فمن أنت ؟ قال: أنا ملك الموت، قال: لقد بعث لي منك أشياء ما أراها فيك، قال: أدبر، فأدبر فإذا عيون مقبلة، و إذا عيون مدبرة، و إذا شعرة منه كأنها إنسان قائم، قال فتعوذني اللّه من ذلك و قال: عد إلى الصورة الأولى، قال: يا ملك الموت لقد دخلت عليّ قبل في صورة حسنة، ثم رأيتك تحوّلت في هذه الصورة الخبيثة (1)[قال:] إذا بعثني إلى من يكره لقاءه بعثني في هذه الصورة الخبيثة (2) التي رأيت آنفا، و إن اللّه قد اتّخذ من أهل الأرض خليلا، قال: يا ملك الموت أخبرني عنه في ما آته فأخبره فأصحبه و أخدمه و أكون معه قال: فإنّك أنت هو، قال: فحمد اللّه و أثنى عليه.
قال: فلما أراد اللّه تبارك و تعالى قبضه قال: يا ملك الموت، اقبض روح خليلي و ائته من باب لا تروعه منه. قال: يا ربّ ما أتيته من باب إلاّ رعته، فكرّه إليه الحياة.
قال: فبينما إبراهيم يوما في ظل داره إذ أقبل شيخ يتوكأ على عصا حتى جلس إليه، فدعا بطعام، و كان يقري الضيف، و كان كلما أكل لقمة خرجت أسفل منه، قال إبراهيم: كم أتى لك ؟ قال: أحد و ستون و مائة سنة، و كان إبراهيم يومئذ ابن مائة و ستين سنة، قال: ما بقي أن ألقى هذا إلاّ أن أدخل في سنتي هذه، فكره الحياة فأوحى اللّه إلى ملك الموت أن اقبض روح خليلي على أيسر ذلك. فأتاه برائحة من مسك الجنة، فاستنشاه إيّاها حتى خرجت روحه فلما لقي اللّه عز و جل قال: يا إبراهيم كيف وجدت الموت ؟ قال: يا ربّ وجدت كأنها تنزع بالسلا، قال: فإنّما قد يسّرنا عليك.
قال حمّاد: و في آخر الحديث كلمة لابن شداد.
قال: و نا ابن أبي الدنيا أنا أزهر بن مروان الرقاشي، نا جعفر بن سليمان، نا أبو عمران الجوني، عن عبد اللّه بن رباح، عن كعب، قال: كان إبراهيم - عليه السلام -
ص: 353
و محمّد بن مصفّى، و سليمان بن سيف، و أبا مصعب، و يعقوب بن حميد، و هارون بن سعيد، و عيسى بن حمّاد، و حرملة بن يحيى، و محمّد بن رمح، و هناد بن السّرّي، و أبا كريب، و محمّد بن عبد اللّه بن أبي الشوارب، و عمرو بن علي، و قتيبة بن سعيد، و محمّد بن أبان، و إبراهيم بن يوسف الماكياني (1)،و يحيى بن يحيى، و إسحاق (2) بن حجر، و الحسين (3) بن حريث، و محمّد بن أسلم الطوسي، و محمّد بن عمرو - زنيجا (4)-و محمّد بن حميد، و أحمد بن حنبل.
روى عنه: أبو الحسن محمّد بن أحمد بن زهير، و أبو النضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه الطوسيان، و أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ، و أبو الطّيّب محمّد بن عبد اللّه المقرئ.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه، نا إبراهيم بن إسماعيل العنبري، نا دحيم، قال: و أخبرني أبو النضر محمّد بن عبد اللّه بن إسحاق، نا محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني، قالا: نا مروان بن معاوية، عن أبي مالك الأشجعي - سعد بن طارق - عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«أن حوضي أبعد من أيلة (5) إلى عدن (6)،لهو أشدّ بياضا من الثلج و أحلى من العسل، و لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء، و إني لأصدّ الناس عنه كما يصدّ الرّجل إبل الرّجل عن حوضه» قالوا: يا رسول اللّه أ تعرفنا؟ قال:«نعم لكم سيماء ليست لأحد من الأمم تردون غرّا محجّلين من أثر الوضوء»[1555].
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا النضر الفقيه يقول: كتبت مسند إبراهيم العنبري بخطي
ص: 354
مائتين (1) و بضعة عشر جزءا.
قال الحاكم: إبراهيم بن إسماعيل العنبري - أبو إسحاق الطوسي - محدث عصره بها، و أزهدهم بعد محمّد بن أسلم، و أخصّهم بصحبة محمّد بن أسلم، و أكثرهم رحلة في طلب الحديث ثم ذكر من سمع منه (2).
سمع هشام بن عمّار، و مسرور بن ربيعة التنوخي.
روى عنه أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن حميد بن سنان البالسي (3).
كتب إليّ أبو الفرج غيث بن علي الصّوري - و نقلته من خطّه - أنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن العباس القاني - إمام المسجد الجامع بصور - أنا أبو محمّد عبد العزيز بن عبد الملك اليماني - بالقدس - نا أبو بكر أحمد بن الليث المقرئ - ببيت المقدس - قال: قرأت على محمّد بن عيسى الطرسوسي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن حميد بن سنان البالسي، نا إبراهيم بن إسماعيل، نا هشام بن عمّار، نا عبد الرّحمن، نا الليث، عن مجاهد و شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي صلّى اللّه عليه و سلّم بثلاث و نهاني عن ثلاث، أوصاني أن لا أنام إلاّ على وتر، و أن أصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر - يعني البيض - و أن لا أدع ركعتي الضحى؛ و نهاني: أن لا (4) أنقر الصّلاة كنقر الدّيك، و أن ألتفت التفات الثعلب، و أن أقعي إقعاء القرد.
ص: 355
أبو إسحاق المقرئ
إمام مسجد الفرس بصور.
سمع: أبا سعيد عثمان بن أحمد بن شبيك الدّينوري.
روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصّوري.
ابن صالح بن شيخ بن عميرة بن حبّان بن سراقة بن يزيد
ابن حميري بن عتبة بن جذيمة بن الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث
ابن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة
ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان
أبو إسحاق الأسدي البغداذي (1)
سكن دمشق و حدّث بها عن جده أبي علي بشر بن موسى.
روى عنه: أبو الفتح عبد الواحد بن محمّد بن مسرور البلخي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):إبراهيم بن إسحاق بن بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة، أبو
ص: 356
إسحاق الأسدي، سكن دمشق. و حدّث بها عن جده بشر بن موسى، روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي.
أبو إسحاق الأنصاري الصرفندي
من أهل حمص، الصّرفندة (1):من السّاحل.
سمع بدمشق: أبا عبيد اللّه (2) معاوية بن صالح الأشعري، و محمّد بن عبد الرّحمن بن (3) أبي الأشعث، و عمر بن مضر (4) العبسي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبا جعفر محمّد بن يعقوب بن حبيب، و أبا جعفر محمّد بن يعقوب بن هشام بن ملاس، و أبا عبد الرّحمن خالد بن روح بن أبي حجر، و أبا [محمّد] (5)شعيب بن عمرو الضّبعي، و أبا زرعة الدمشقيين، و العبّاس بن الوليد، و إسماعيل بن خضر، و أبا بكر أحمد بن الحسن بن روزبه، و أبا جعفر حميدان بن نصر بن حصين البغداذي، و أبا غانم حميد بن سعيد بن أبي دعلج، و أبا جعفر محمّد بن عبد اللّه بن أبان الأنصاري، و أبا عمرو أحمد بن عبد الرّحمن الدّينوري، و أبا معن محمّد بن رواحة الأنصاري، و بكّار بن قتيبة، و أبا خالد عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز، و أبا الفضل الرّبيع بن محمّد اللاّذقي (6)،و أبا جعفر محمّد بن سليمان بن داود المنقري، و أبا عمرو يزيد بن أحمد النصري، و أبا أمية الطرسوسي.
و قدم دمشق عدة دفعات مستفيدا من شيوخها.
روى عنه: أبو الحسين بن جميع، و عبد اللّه بن علي بن عبد الرّحمن بن أبي
ص: 357
العجائز، و شهاب بن محمّد بن شهاب الصوري.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جميع، نا إبراهيم بن إسحاق - يعني ابن أبي الدّرداء - أبو إسحاق الأنصاري - من أهل الصّرفندة - قال: كتب إليّ جعفر بن عبد الواحد، قال: قال لنا سعيد بن سلام، نا المسيّب - أبو زهير - قال:
سمعت أبا جعفر المنصور يحدث عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«العباس عمي و وصيي و وارثي (1)»[1556].
ذكر أبو الفرج غيث بن علي - فيما قرأته بخطه - أنه حدّث بصور في رمضان سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة.
374 - إبراهيم بن أيوب الحوراني (2) الزاهد
روى عن: الوليد بن مسلم، و أبي سليمان الداراني، و الهيثم بن عمران، و مضاء بن عيسى، و سويد بن عبد العزيز، و بشر بن السّري، و أبي روح الوزير بن صبيح، و إبراهيم بن عبد الحميد الحرشي، و ضمرة بن ربيعة.
روى عنه: سعد بن محمّد البيروتي، و قاسم بن عثمان الجوعيّ ، و أحمد بن أبي الحواري، و عبد اللّه بن هلال الدوسي الرّبعي، و محمد بن إسحاق بن الحريص، و أحمد بن سليمان بن زبّان الكندي (3)،و أحمد بن علي الأبّار (4)،و أحمد بن أبي رجاء - نصر بن شاكر - و أحمد بن المعلى الأسدي، و أبو طاهر محمّد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان، و أبو بكر أحمد بن سليمان الزّنبقي (5) العرقي (6)،و يعقوب بن سفيان الفارسي، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدّمشقي - و أثنى عليه، و قال: كان رجلا صالحا-.
ص: 358
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن شمعون ح.
و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي.
قالا: نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالا:
أنا أحمد بن سليمان بن زبّان الكندي، نا إبراهيم بن أيّوب الحوراني، نا الوليد بن مسلم، نا حريز (1) بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي عوف، عن أبي هند البجلي - و كان من السّلف - قال: تذاكروا الهجرة عند معاوية، و هو على سريره مغمض العينين، فقال بعضهم: انقطعت الهجرة. فقال بعضهم: لا، فانتبه لهم معاوية، فقال:
ما كنتم تذكرون ؟ فأخبروه، فقال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة؛ ثلاث مرّات - فقال ابن شمعون: مرار - و لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشّمس من قبل المغرب»[1557].
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، قال:
إبراهيم بن أيوب الشامي الحوراني فقال: كان من عباد اللّه الصّالحين، و حدّث عن الوليد بن مسلم، و مضاء بن عيسى، و الهيثم بن عمران و أبي سليمان الداراني. روى عنه سعيد بن محمّد البيروتي و عبد اللّه بن هلال الرّبعي، و أحمد بن علي الأبّار، و أحمد بن سليمان بن زبّان الدمشقي و غيرهم.
قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):
أمّا الحوراني - بفتح الحاء المهملة و بالراء - فهو إبراهيم بن أيّوب الشامي الحوراني كان من الصالحين، روى عن الوليد بن مسلم و مضاء بن عيسى و غيرهما (3)، روى عنه سعد بن محمّد البيروتي، و أحمد بن علي الأبّار و أحمد بن سليمان بن زبّان و غيرهم.
ص: 359
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة الدّمشقي في ذكر أصحاب الوليد و ابن شعيب و غيرهم: إبراهيم بن أيّوب الحوراني.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبي، نا أبو الحسن بن أبان، نا أبو علي الحسين بن عبد اللّه السّمرقندي، نا أحمد بن أبي الحوراي، حدّثني إبراهيم بن الحوراني - و كان أبو سليمان يحبّه و يبيت عنده - قال: قال لي أبو سليمان فذكر عنه حكاية - كان في الأصل: إبراهيم بن الحوراني، و هو وهم-.
أنبأنا أبو منصور بن خيرون و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا ابن الفضل، أنا دعلج بن أحمد - إجازة - أنا أحمد بن علي الأبّار، نا محمّد بن مقاتل الصيرفي، نا إبراهيم بن أيّوب الحوراني قال: كان على حمص قاضيا (1) و كان طويل اللحية، و كانت كنيته أبو المعسق (2) و كان نقش خاتمة: نبت الحبّ و دام و على اللّه التمام.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.
قال: و أنا ابن منده، أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني - إجازة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (3)،قال: إبراهيم بن أيّوب الحوراني الدمشقي من العباد روى عن أبي سليمان الداراني، و الهيثم بن عمران، و الوليد بن مسلم، و مضاء بن عيسى. روى عنه أحمد بن أبي الحواري، و سعد بن محمّد البيروتي، و عبد اللّه بن هلال الدوسي (4) الرّبعي.
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا المسدّد بن علي الأملوكي، أنا أبي علي بن عبد اللّه بن العباس، نا أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد، نا عبد السلام بن الزبير، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه الدّمشقي، نا إبراهيم بن أيّوب الدّمشقي و كان رجلا صالحا. فذكر حديثا.
ص: 360
أنبأنا أبو القاسم النسيب، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو نصر بن الجندي، أنا جمح بن القاسم، أنا عبد الرّحمن بن القاسم، قال خالي: إبراهيم بن أيّوب مات سنة ثمان و ثلاثين في ربيع.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة ثمان و ثلاثين و مائتين - توفي إبراهيم بن أيّوب الحوراني في ربيع الآخر.
و ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي فيما أخبره أبو عمرو بن منده، عن أبيه أبي عبد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، قال: قال عمرو بن دحيم: مات إبراهيم - يعني ابن أيّوب الحوراني - لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة ثمان و ثلاثين و مائتين، يوم الأحد.
حكى عن الأوزاعي.
حكى عنه الحسن بن الصبّاح البزّار (1).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيّوب البزار، أنا أبو الفرج محمّد بن عمر بن محمّد، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، قال:
قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن هارون الفقيه، قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، نا الحسن بن الصبّاح، نا إبراهيم بن أيّوب الدّمشقي، عن الأوزاعي أنه قال في كتاب له: اتقوا اللّه معشر المسلمين، و أقبلوا نصح الناصحين، و عظة الواعظين، و اعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، و عن من تأخذون، و بمن تقتدون، و من على دينكم تأمنون، فإن أهل البدع كلهم مبطلون، أفّاكون، آثمون، لا يرعوون و لا ينظرون، و لا يتّقون، و لا مع ذلك يؤمنون على تحريف ما تسمعون، و يقولون ما لا يعلمون في سرد ما ينكرون (2)،و تسديد ما يفترون، و اللّه محيط بما يعملون. فكونوا لهم
ص: 361
حذرين. متهمين (1) رافضين، مجانبين، فإن علماءكم (2) الأولون، و من صلح من الآخرين كذلك كانوا يفعلون و يأمرون، و احذروا أن تكونوا على اللّه مظاهرين، و لدينه هادمين، و لعراه ناقضين موهنين، بتوقير المبتدعين و المحدثين؛ فإنه قد جاء في توقيرهم ما تعلمون، و أيّ توقير لهم أو تعظيم أشدّ من أن تأخذوا عنهم الدّين، و تكونوا بهم مقتدين، و لهم مصدقين موادعين، مؤالفين، معينين لهم بما يصنعون، على استهواء من يستهوون، و تأليف من يتألفون من ضعفاء المسلمين، لرأيهم الذي يرون، و دينهم الذي يدينون، و كفى بذلك مشاركة لهم فيما يعملون (3).
ص: 362
حدّث عن: أحمد بن أبي الحواري، و عمران بن موسى الطرسوسي.
روى عنه: محمد بن المنذر الهروي - المعروف بشكّر (1)-.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن أحمد بن عمر، نا محمّد بن المنذر، حدّثني إبراهيم بن بحر الدّمشقي، نا أحمد بن أبي الحواري قال:
جاء رجل من بني هاشم إلى عبد اللّه بن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يحدّثه؛ فقال الهاشمي لغلامه: يا غلام، قم، أبو عبد الرّحمن لا يرى أن يحدّثنا.
فلما قام الهاشمي ليركب جاء ابن المبارك ليمسك بركابه قال: يا أبا عبد الرّحمن لا ترى أن تحدّثني، و ترى أن تمسك بركابي! فقال له ابن المبارك: رأيت أن أذلّ لك بدني، و لا أذل لك حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
من أهل خراسان وفد على هشام بن عبد الملك. و سيأتي ذكر وفوده في ترجمة معز بن أحمر.
ص: 363
أبو إسحاق الخراساني الصّوفي
مولى معقل بن يسار، صاحب إبراهيم بن أدهم.
روى عن إبراهيم (1)،و فضيل بن عياض، و يوسف بن أسباط ، و حمّاد بن زيد، و جعفر بن سليمان الضبعي، و أبي أيّوب المقرئ.
روى عنه أبو العباس السّرّاج، و إبراهيم بن نصر المنصوري، و أحمد بن أبي عوف البزوري (2)،و عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه (3) المروزي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق - إملاء، و قراءة عليه - نا جعفر بن محمّد بن نصير (5) الخالدي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن نصر - مولى منصور بن المهدي - حدّثني إبراهيم بن بشّار الصّوفي الخراساني خادم إبراهيم بن أدهم قال: وقف رجل صوفي على إبراهيم بن أدهم فقال له: يا أبا إسحاق لم حجبت القلوب عن اللّه عزّ و جل ؟ قال: لأنها أحبّت ما أبغض اللّه، أحبّت الدنيا، و مالت إلى دار الغرور و اللّهو و اللعب، و تركت العمل لدار فيها حياة الأبد، في نعيم لا يزول، و لا ينفد خالدا مخلدا، في ملك سرمد لا نفاذ له و لا انقطاع (6).
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن (7) الآبنوسي، عن أبي الحسن الدّار قطني ح.
ص: 364
و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: إبراهيم بن بشّار خادم إبراهيم بن أدهم، عن إبراهيم بن أدهم، تأخّرت وفاته.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إبراهيم بن بشار بن محمّد، أبو إسحاق الخراساني الصّوفي. خادم إبراهيم بن أدهم، كان ينتسب إلى ولاء معقل بن يسار، و قدم بغداذ و حدّث [بها] (2) عن حمّاد بن زيد، و جعفر بن سليمان، و إبراهيم بن أدهم، و فضيل بن عياض، و يوسف بن أسباط . روى عنه عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه المروزي، و إبراهيم بن نصر مولى منصور بن المهدي، و أحمد بن أبي عوف البزوري.
أخبرنا أبو السّعادات المتوكّلي، أنا و أبو محمّد عبد الكريم السّلمي، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق الثاني، و أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قالا: أنا جعفر الخلدي (3)،نا إبراهيم بن نصر، نا إبراهيم بن بشار، قال (4):قلت لإبراهيم بن أدهم: أمرّ اليوم أعمل في الطين ؟ فقال: يا ابن بشّار إنك طالب و مطلوب يطلبك من لا تفوته و تطلب ما قد لقيته (5)،كأنك بما غاب عنك قد كشف لك، و ما أنت فيه قد نقلت عنه، يا ابن بشار فإنك لم تر حريصا محروما، و لا ذا فاقة مرزوقا، ثم قال: ما لك حيلة ؟ قلت: لي عند البقال دانق، فقال: عزّ علي، تملك دانقا (6) و تطلب العمل.
قال: و نا إبراهيم بن نصر مولى منصور بن المهدي، نا إبراهيم بن بشار قال (7):
خرجت أنا و إبراهيم بن أدهم، و أبو يوسف الغاسولي (8)،و أبو عبد اللّه السخاوي نريد
ص: 365
الإسكندرية فمررنا بنهر يقال له الأردن، فقعدنا نستريح، و كان مع أبي يوسف كسيرات يابسات فألقاها بين أيدينا فأكلناها و حمدنا اللّه تعالى، فقمت أسعى أتناول ماء لإبراهيم، فبادر إبراهيم فدخل النهر حتى بلغ الماء إلى ركبتيه، فقال بكفّيه في الماء فملأهما، ثم قال: بسم اللّه و شرب الماء، ثم قال: الحمد للّه (1)،ثم إنه خرج من النهر فمدّ رجليه ثم قال: يا أبا يوسف لو علم الملوك و أبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم و السّرور لجالدونا بالسيوف أيّام الحياة على ما نحن فيه من لذيذ العيش و قلة التعب. فقلت: يا أبا إسحاق طلب القوم الراحة و النعيم فأخطئوا الطريق المستقيم، فتبسم ثم قال: من أين لك هذا الكلام ؟ أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشّار، قال:
مضيت مع إبراهيم بن أدهم في مدينة يقال لها أطرابلس (2)،و معي رغيفين ما لنا شيء غيرهما، و إذا سائل يسأل فقال لي: ادفع إليه ما معك فتلبثت، فقال: ما لك ؟ اعطه، قال: فأعطيته و أنا متعجب من فعله، فقال: يا أبا إسحاق إنك تلقى غدا ما لم تلقه قط ، و اعلم أنك تلقى ما أسلفت، و لا تلقى ما خلّفت، تعهّد لنفسك، فإنك لا تدري متى يفجأك أمر ربّك. قال: فأبكاني كلامه و هوّن عليّ الدنيا قال: فلما نظر إليّ أبكي قال:
هكذا، فكن.
محمّد بن أبي نصر الحسن بن حبيب، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرّحيم البرقي، نا أبو الأصبع إبراهيم بن بكر - أخو بشر بن بكر-.
قال: نا أبو زرعة بن إبراهيم القرشي، حدّثني شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، قال: بلغني عن أبي أمامة (1) حديث في الوضوء قال:
فقلت: لا أنزل عن بغلتي هذه حتى آتي حمص، فأسأل أبا أمامة عن هذا الحديث، فأتيت حمص فسألت عنه فدلوني عليه في مزرعة له، فأتيت مزرعته، فسألت عنه، فقيل: هو ذاك في رحبة المسجد شيخ كبير عليه قباء فرو، فهو أبو أمامة الباهلي؛ قال:
فخرجت حتى أتيت المسجد فإذا هو في رحبة المسجد شيخ كبير و عليه قباء فرو قد ألقاه على ظهره يتفلّى في الشمس.
قال: فسلّمت عليه، قال: قلت أنت أبو أمامة الباهلي صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، يا ابن أخي فما تشاء؟ قلت: حديث بلغنا أنه يحدث به عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الوضوء قال: نعم يا ابن أخي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:
«من توضّأ فغسل كفّيه ثلاثا، أذهب اللّه كل خطيئة أخطأها بهما، و من مضمض و استنشق أذهب اللّه كل خطيئة أخطأها بلسانه و شفتيه، و من توضّأ فأبلغ الوضوء أماكنه، ثم قام إلى الصّلاة مقبلا عليها قعد من خطيئته مثل ما ولدته أمّه»[1558].
قال: فقلت: أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال: يا ابن أخي لم أسمعه إلاّ مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ستا أو سبعا لم أبال ألاّ أذكره، و لكن و اللّه لا أدري كم (2) سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو زكريا بن منده - في كتابه - و حدّثني أبو بكر اللفتواني، و أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد عنه، أنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي (3) عبيد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: إبراهيم بن بكر - أخو بشر بن بكر - البجلي، يكنى أبا الأصبع، قدم مصر يروي عن: ثور بن يزيد. روى عنه أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرّحيم البرقي
ص: 367
و غيره. توفي قريبا من سنة ست و سبعين و مائة. و في نسخة أخرى: توفي سنة عشر و مائتين.
ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة
كان يسكن عذرى (1) من إقليم خولان من قرى دمشق، و كانت لجده معاوية. و أمّه أمّ ولد له ذكر. ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و ذكر ابنته أمّ يزيد بنت إبراهيم عاتق (2)،و ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد بن النسّابة الأبيوردي (3).
381 - إبراهيم بن بنان (4) الجوهري
روى عن: هشام بن عمّار، و إسماعيل بن إسرائيل الرّملي، و أبو معين محمد الوزان، و محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي.
روى عنه: جمح بن القاسم المؤذن، و أبو علي بن شعيب، و سليمان بن أحمد الطبراني.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا جمح بن القاسم، نا إبراهيم بن بنان الجوهري، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا زهير بن محمّد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:
قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سورة الرّحمن من أوّلها إلى خاتمتها فلمّا فرغ قال:«ما لي أراكم سكوتا للجنّ كانوا أحسن منكم ردّا، ما قرأت عليهم آية فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ (5)إلاّ قالوا: و لا بشيء من نعماء ربّنا نكذّب، فلك الحمد»[1559].
ص: 368
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم ح.
و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمداني ح.
و أنبأنا أبو علي الحداد و غيره قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (1) ح.
و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن شهريار، قالوا: أنا سليمان بن أحمد الطبراني (2)،نا إبراهيم بن بنان (3) الجوهري الدّمشقي، نا محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي الكوفي، نا جعفر بن عون عن (4) مسعر عن (5) علي بن الأقمر، عن أبي الأغر أبي مسلم، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فتوضّئا و صلّيا كتبا من الذاكرين اللّه كثيرا و الذاكرات»[1560].
ص: 369
أبو إسحاق الكاتب
مولى شرحبيل بن حسنة. ولي خراج مصر و قدم دمشق على المأمون.
أنبأني أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن الحسن البزاز - المعروف بابن النحاس المصري - نا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي في كتاب تسمية موالي أهل مصر قال: و منهم أبو إسحاق إبراهيم بن تميم مولى بكر بن مضر مولى شرحبيل بن حسنة، و كان كاتبا في الديوان، و يراقب به الأمور، إلى ولاية الخراج بمصر.
قال: و أخبرني إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن تميم، قال: كان إبراهيم يعاني الزرع لنفسه في حداثته، و زرع بالصعيد و بأسافل الأرض، فكان يقول: ما طلبت ولاية الخراج حتى عرفت عقد الصّعيد، و عقد أسفل الأرض، و عرفت فضله و جبيته على مر السنين.
قال: و أخبرني ابن قديد قال: أوّل من ولي إبراهيم بن تميم الخراج مطلب ابن عبد اللّه الخزاعي (1) في سنة سبع و تسعين و مائة، ولي ثلاثة أشهر و نصف، ثم ولي على الصّلاة سليمان بن غالب بن جبريل فجعل على الخراج إبراهيم بن تميم، و ولاّه أيضا
ص: 370
عبّاد (1)،ثم ولي السري فجعل إبراهيم على الخراج ثم عزله السري، و جعل محمّد بن أسباط فكاتب إبراهيم لسليمان و عبّاد و السري نحو من سنة، ثم عزل أبو نصر بن السري محمّد بن أسباط و ولّى إبراهيم بن تميم، و دفع إليه محمّد بن أسباط فكان محبوسا عند إبراهيم في منزله ثم مات أبو نصر (2) و ولي عبيد اللّه بن السري، فجعل إبراهيم على خراجه أياما، ثم عزله و ردّ محمّد بن أسباط ، ثم كتب المعتصم في سنة ثلاث (3) عشرة بولاية إبراهيم و خلف بن محفوظ فلم يحضر الفسطاط ، فسلم لهما إياهما إسحاق بن إبراهيم و محمّد بن خلف فأقاما شهرا أو نحوه ثم قدم ربيع الأصم فعزلهما.
قال: و أخبرني إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم أن ربيعا كان مشتركا مع إبراهيم بن تميم في ولايته، و أن ابن العلاء الخراساني قدم معه على القطائع و الصّوافي مشتركا مع خلف بن محفوظ ، فلما قدم إبراهيم و خلف من الحج لم يسلّم لهما شيئا، ثم قدم المعتصم في سنة أربع عشرة، و خرج عن مصر في (4) المحرم سنة خمس عشرة و استخلف على خراج الصعيد إبراهيم بن تميم و ولّى خلف بن محفوظ أسفل الأرض مع بكر الجذامي.
قال: و حدّثني ابن قديد عن عبيد اللّه، عن أبيه، قال: قدم أبو إسحاق سنة أربع عشرة و خرج في المحرم سنة خمس عشرة و قبل إبراهيم بن تميم الصعيد فعرفها إبراهيم، فجعل ابنه إسحاق على ربع و ابن ابنه علي بن محمّد على ربع، فلما سار المأمون إلى دمشق خرج إليه إبراهيم بن تميم على البريد فسأله عزل خلف فعزله، و جعل مكانه أحمد بن محمّد بن أسباط ، و رجع إلى مصر واليا مع ابن أسباط فاتحا في الخراج، فأخذا قموح الناس فمانعهم أهل الأحواف (5) و التمّا إلى أن عظم الخطاب بينهم و تحاربوا و كثرت القتلى بينهم من كل وجه فسار المأمون من دمشق إلى مصر،
ص: 371
فلقي الناس بالفرما (1) يرفعون على عمال مصر إبراهيم و أحمد، فأرسل إلى الحارث بن مسكين فسأله عنهما فذكر عنهما شريا، و عقد المأمون لهما جميعها، و أشرك بينهما بينهم في الخراج إلى أن مات إبراهيم بن تميم في شوال سنة سبع عشرة و مائتين.
و ذكر عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه، قال: قال أبي حججت سنة اثنتين و سبعين و مائتين و كان بكر بن مضر حاجّا معنا، فرأيت إبراهيم بن تميم يتكلف شراء الحوائج بنفسه لبكر بن مضر إذا نزل منهلا.
قال أبو سعيد ثم صار إليه بعد من الدنيا ما لم يكن صار إلى غيره من أهل عصره و اللّه أعلم.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم.
و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: إبراهيم بن تميم مولى بكر بن مضر مولى شرحبيل بن حسنة يكنى أبا إسحاق، كان كاتبا في ديوان الخراج، ثم تناهت به الأمور إلى أن ولي خراج مصر. توفي سنة سبع عشرة و مائتين.
ص: 372
كان من أصحاب عبد الملك بن مروان، و عمّر حتى صار من صحابة أبي جعفر المنصور.
و حكى عن: أبيه جبلة، و سليمان و سلمة ابني عبد الملك بن مروان، و جرير، و الفرزدق.
حكى عنه: صالح بن سليمان، و الرّبيع بن يونس حاجب المنصور و ابنه الفضل بن الرّبيع.
روى عن: ثابت بن ثوبان العبسي.
روى عنه: محمّد بن شعيب، و عبد الملك بن بزيع التّنّيسي، و الوليد بن مسلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز الأزجي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان المخرّمي، نا جعفر الفريابي، نا مضر بن عاصم الأنطاكي، نا الوليد بن مسلم، عن إبراهيم بن جدار، عن ثابت بن ثوبان قالا:
سمعت مكحولا يقول: ويحك يا غيلان ركبت بهذه الأمة مضمار الحروريّة غير أنك لا تخرج عليهم بالسّيف.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن
ص: 373
الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا هشام بن عمّار، نا محمّد بن شعيب، نا إبراهيم بن الحوار (2)،حدّثني ثابت بن ثوبان قال: قدمت المدينة فأتيت سعيد بن المسيّب و قد سألوه حتى أغضبوه، فسألته فأجابني، ثم قال: هكذا فلتكن المسائل، ثم قال سعيد: تجد المؤمن بين خلّتين مثل الحمامة، ليّن مسها لا يبين (3)صوتها، و مثل النحلة الشديدة لذعتها (4) الطّيّبة مذاقتها (5).
رواه دحيم، عن محمّد بن شعيب. كذا قال، و الصواب: بن جدار.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسين الفأفاء ح.
قال ابن منده: و أنا حمد بن عبد اللّه الأصبهاني إجازة.
قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (6)،حدّثني أبي، نا هشام بن عمّار، أنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم بإبراهيم بن جدار العذري، و أبي مرثد (7) الغنوي، و بالمطعم بن المقدام الصّنعاني.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة الدّمشقي في ذكر نفر ذوي أسنان و علم: إبراهيم بن جدار العذري.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير إجازة ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسين
ص: 374
الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن محمّد بن محمود بن إبراهيم بن محمّد بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: إبراهيم بن جدار العذري.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد الفقيه، أنا أبو الحسين أحمد بن أبي بكر العدل، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، قال: و إبراهيم بن جدار العدوي (1)،روى عن ثابت بن ثوبان، روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، و كان له قدر بالشام. كذا قال.
و الصواب: العذري.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الداراني، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان بن محمّد، نا الوليد بن مسلم، نا إبراهيم بن جدار العذري، قال مروان: و كان في زمانه أعبد أهل الشام، قال: حدّثني ثابت بن ثوبان فذكر حكاية، تأتي في ترجمة غيلان.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.
قال و أنا ابن منده، أنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا ابن أبي حاتم (2)،قال إبراهيم بن جدار العذري؛ روى عن ثابت بن ثوبان العبسي (3)،روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، و عبد الملك بن بزيع (4) التّنّيسي.
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، أنا محمّد بن علي الجويني (5)،و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست (6)-زاد الجويني: و محمّد بن عبد اللّه بن
ص: 375
أخي ميمي - قالا: نا الحسن بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدّثني الحسن بن عبد العزيز الجروي (1)،قال: سمعت أبا مروان عبد الملك بن بزيع قال: و كان أفضل من رأيناه يذكر عن إبراهيم بن جدار قال: جاءه رجل فأسمعه ما يكره، فقال إبراهيم: قد سمع اللّه كلامك، غفر اللّه لك القبيح، و كافأك بالحسن.
أبو محمود الكتامي المغربي القائد (2)
قدم دمشق يوم الثلاثاء لاثنتين و عشرين ليلة خلت من شهر رمضان سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة أميرا على جيوش المصريين، فرحل ظالما العقيلي عن دمشق، و ولاّها ابن أخت جيش بن الصمصامة، ثم عزله و ولّى بدرا الشمولي ثم عزله، و ولّى أبا الثريا الكردي، ثم عزله و ولّى حبيشا ابن أخته، ثم عزله و ولّى ما شاء اللّه، ثمّ قدم ربان الخادم من مصر بعزل أبي محمود، و كانت بين أبي محمود و بين أهل دمشق في مدة ولايته حروب كثيرة و فتن متواصلة، فخرج عن دمشق إلى طبرية، ثم ولي أبو محمود دمشق بعد حميدان بن خراش العقيلي، و كان قسام إذ ذاك متغلبا على دمشق، فلم يكن لأبي محمود مع قسّام أمر و كان معه تحت ذلة و ضعف. و قدم سلمان بن فلاح في تلك المدة و أخرجه إلى مصر، و بقي أبو محمود بها ثم هلك أبو محمود بدمشق في صفر سنة سبعين و ثلاثمائة؛ و كان ضعيف العقل، سيّئ التدبير.
كاتب إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك. ذكره أبو الحسين الرازي في نسخته كتّاب أمراء دمشق (3).
ص: 376
أبو إسحاق التّستري البلّوطي الزاهد
سكن الشام و حدّث بدمشق و أطرابلس: عن إبراهيم بن جعفر بن حمدان، و علي بن الحسين بن إسحاق، و أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد، و محمّد بن جعفر بن أحمد بن المغيرة - أبي بكر الفقيه - التستريين، و عبد اللّه بن إبراهيم.
روى عنه: أبو الحسن علي بن سعيد بن عبد اللّه العرفي الأزدي، و أبو الحسين زيد بن عبد اللّه بن محمّد البلّوطي، و أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم البجلي البلّوطي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن يعقوب النّهرواني، و أبو الفرج الحسين بن علي بن إبراهيم الفارقي، و أبو نصر بن الجندي، و أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو الحسين زيد (1) بن عبد اللّه بن محمّد التنوخي البلّوطي - قراءة عليه - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن حاتم بن مهدي التّستري البلّوطي، نا محمّد بن جعفر، نا الحسين بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا محمّد بن شعيب، عن عمر بن يزيد البصري، عن عمرو بن مهاجر، عن عمر بن عبد العزيز، عن يحيى بن القاسم، عن أبيه عن جدّه عبد اللّه (2) بن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ما هلكت أمة قط إلاّ بالشّرك باللّه، و ما كان بدو شركها إلاّ بالتكذيب بالقدر»[1561].
ص: 377
قال و نا أبو إسحاق، نا محمّد بن أبي، نا موسى بن إسحاق، نا محمّد بن بكّار، نا إسماعيل، عن عاصم، قال: سمعت الحسن يقول: من كذّب بالقدر فقد كذب بالحق، إن اللّه تبارك و تعالى قدّر خلقا و قدّر أجلا، و قدّر بلاء، و قدّر مصيبة، و قدّر معافاة، فمن كذّب بالقدر فقد كذّب بالقرآن.
الصواب: عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و الحديث عندي يعلو من طرق.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي المالكي،[نا] (1) أبو الحسين زيد بن عبد اللّه بن محمّد التنوخي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن حاتم التّستري، نا علي بن الحسين بن إسحاق، نا أبو إسحاق إبراهيم بن فهد بن حكم، نا القعنبي، نا الدراوردي، عن محمّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«أتاني جبريل عليه السّلام مع سبعين ألف ملك بعد صلاة الظهر فقال: يا محمّد إن اللّه يقرئك السلام، و أهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبيّ قبلك، قال: قلت: يا جبريل و ما تلك الهديتان ؟ قال: الوتر ثلاث ركعات، و الصلوات الخمس في جماعة. قال:
قلت: يا جبريل، و ما لأمتي في الجماعة ؟ فقال: يا محمّد إذا كانوا اثنين كتب اللّه تعالى لكل واحد منهما بكل ركعة ثلاثمائة صلاة». و ذكر حديثا طويلا في فضل الصّلاة في ورقتين لا أصل له[1562].
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي (2)-بمرو - أنا أبو الفتيان عمر (3) بن أبي الحسن الدّهستاني، أنا أحمد بن أسد بن أحمد بن ما دل الكوفي - أبو العباس الصوفي، خادم الصّوفية و شيخهم بمكة - بقراءتي عليه - أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن علي بن الترجماني الصّوفي العربي - شيخ الشام بها - نا أبو الحسين علي بن سعيد بن عبد اللّه الأزدي - بأطرابلس الشام - نا أبو إسحاق إبراهيم بن
ص: 378
مهدي بن جابر التّستري الزاهد - بعين ملكان، بظاهر أطرابلس - نا إبراهيم بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا أحمد بن عطاء، عن عمرو - و هو ابن محمّد - عن إسحاق - و هو ابن نوح - عن محمّد بن كعب، عن حذيفة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من قلّ طعمه صحّ بدنه و صفا قلبه، و من كثر طعامه سقم بدنه و قسا قلبه»[1563].
كذا قال. و هو ابن حاتم البلّوطي، و عبد اللّه هو ابن أحمد بن عبد اللّه اللّخمي.
و هذا إسناد فيه جماعة من لم تشتهر عند أصحاب الحديث.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة الأبّار - إجازة - أنا عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد الحنّائي، أنا أبي، أنا أبو الحسين زيد بن عبد اللّه بن محمّد البلّوطي، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم البلّوطي يقول: لقيت ثلاثة آلاف شيخ، أو ثلاثمائة - أبو الحسين البلّوطي يشكّ - قلت: يا أستاذ، لقيت الخضر؟ قال: يا بنيّ ، من لم يلق الخضر يقول (1) بعد إلى شيء.
قال الشيخ أبو إسحاق: و عرضت أصول السّنّة على أبي العباس الخضر عليه السلام.
قال أبو إسحاق: و كنت أدخل إلى بعض الشيوخ في بلدنا، و كنت صبيا، و كنت أ تنكر حتى يدخلوني معهم، فسمعت كل رجل منهم يقول للشيخ: طويت ثلاثة أيام، و يقول آخر: طويت عشرة أيام، و يقول آخر: طويت عشرين يوما؛ فقلت: ما لي لا أنازل ما ينازل هؤلاء! فطويت ستين يوما، و حضرت معهم، و قلت للشيخ: طويت ستين يوما، فأخذني و قبّل ما بين عينيّ .
قال لنا الشيخ أبو إسحاق: طويت سبعين يوما، و لو كان هذا شاع عنّي ما أخبرتكم، و لو لا أنّي قد قرب أجلي ما حدّثتكم.
أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة اللّه البزاز، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، قال: سمعت أبا الحسين زيد بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم يقول، و هو في بيت لهيا في العلية التي توفي فيها، و قد جرى حديث: طي الصوم فقال لنا: أنا أعرف من طوى سبعين
ص: 379
يوما و لو أنه منبذ من عملي ما ذكرته، و لو لا أنه قد دنت وفاتي ما حدّثت به، و لو لم يكن مرتين و لا مرة.
قال: و سمعت أبا الحسن يقول: سمعت أبا إسحاق يقول: كنت و والدتي في مغارة في جبل بتستر (1) و كنت أمر أطلب المناج (2) فإذا جئت رأيت سبعا رابضا على باب المغارة فإذا رآني انصرف.
قال: و سمعت أبا الحسين يقول: ذكر عن أبي إسحاق: أن رجلين من أهل الخولان (3) تحالفا: لقد رآه أحدهما في الحجّ يوم عرفة، و رآه الآخر بالأكواخ يصلّي العيد، و حلفا بالطّلاق على ذلك، و ارتفعا إليه، فقال لهما: صدقتما و لا تعلما أحدا.
و قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي: سمعت فاطمة بنت عبد اللّه زوجة أبي الحسن البلّوطي تقول: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم البلّوطي يقول:
طويت ستين يوما.
و يقال النّصيبي (4)
رأى ابن عمر، و حدّث عن سعيد بن جبير، و مجاهد بن جبر، و مصعب بن سعد، و خالد بن يزيد بن معاوية.
روى عنه: منصور بن المعتمر، و معمر بن راشد، و سفيان بن عيينة، و غالب بن سليمان، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و أبو سعيد محمّد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدّب، و عبد اللّه بن ميسرة - أبو ليلى الحارثي الكوفي-.
و قدم دمشق و حدّث بها مجتازا إلى مكة مع الزهري.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السرّاج، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا
ص: 380
عبد اللّه بن محمّد الزهري، نا سفيان، عن إبراهيم بن أبي حرّة، عن سعيد بن جبير، أظنه عن ابن عباس، أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تقربوه طيبا» يعني المحرم إذا مات[1564].
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي - في كتابه و اللفظ له - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطيوري، و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنا أبو أحمد الواسطي، قال ابن ناصر، و أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو الحسن محمّد بن سهل بن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري (1)،قال: قال لي سليمان بن حرب، نا غالب بن سليمان، عن إبراهيم قال: رأيت ابن عمر مسح فكأني انظر إلى أثر أصابعه على خفّيه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب - بمشكان (2)-أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه البخاري، قال: و قال أبو معمر، عن ابن عيينة: قدم محمّد بن هشام الموسم، و معه الزهري، و الوليد بن هشام المعيطي، و يحيى بن يحيى الغسّاني، و يزيد بن يزيد بن جابر، و سليمان بن موسى، و عبد الكريم بن مالك، و خصيف، و إبراهيم بن أبي حرّة الحرّاني، فسمع ابن عيينة منهم إلاّ سليمان بن موسى، فذاكره ابن جريج ممن سمعت حتى قال: هل سمعت من الأزرق الطوال ؟ قال سليمان بن موسى:
فأردت أن أخرج في طلبه، فقيل خرج منذ ثلاثة أيام.
قرأت على أبي الفتح الفقيه، عن أبي الحسن الصيرفي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه قال: قرأت على أبي الطّيّب محمّد بن القاسم الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: إبراهيم بن أبي حرّة جزري، روى عنه ابن عيينة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط ، قال في الطبقة الثالثة من أهل الجزيرة: إبراهيم بن أبي حرّة.
و أخبرنا أبو البركات أيضا: أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي،
ص: 381
أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال:
قال أبو زكريا يحيى بن معين: إبراهيم بن أبي حرّة الحرّاني جزري، و كان من الفقهاء الذين شهدوا الموسم مع ابن هشام بن عبد الملك.
و أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص، نا أبي، قال: قال يحيى بن معين: إبراهيم بن أبي حرّة يحدث عن مجاهد شاميّ صار إلى مكة.
و حدّثني أبو معمر عن ابن عيينة قال: قدم مع ابن هشام إلى الموسم.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي و اللفظ له.
ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطيوري، و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنا أبو أحمد الواسطي ح.
قال ابن ناصر، و أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو الحسين الأصبهاني، و أبو أحمد الواسطي، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، نا أبو عبد اللّه البخاري، قال (1):
و إبراهيم بن أبي حرّة من أهل نصيبين كأنه سكن مكة، روى عنه منصور، و ابن عيينة، و ابن أبي ليلى، و سمع سعيد بن جبير و مجاهدا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.
قال: و أنا ابن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قالا: أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (2)،قال: ذكره أبي، عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال:
إبراهيم بن أبي حرّة ثقة.
قالا: و أخبرنا ابن أبي حاتم (3) بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: قيل لأبي، إبراهيم بن أبي حرّة ؟ قال: ثقة، قليل الحديث.
ص: 382
قال ابن أبي حاتم (1):و سمعت أبي يقول: إبراهيم بن أبي حرّة هو ثقة لا بأس بحديثه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يوسف بن يوه (2)،أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.
ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا: أنا محمّد بن سعد (3):في تسمية أهل الجزيرة: إبراهيم بن أبي حرّة - زاد ابن فهم عن ابن سعد: و كان قليل الحديث.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي، نا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح بن أبي عبيد اللّه، عن يحيى في تسمية أهل الجزيرة:
إبراهيم بن أبي حرّة.
ص: 383
حاجب المتوكل، قدم معه دمشق سنة ثلاث و أربعين و مائتين، فيما وجدته بخط أبي عبد اللّه بن محمّد الخطابي. لم تطل مدته بعد خروجه عن دمشق.
ذكر أبو الحسين محمّد بن أحمد بن القواس الوراق قال: مات إبراهيم بن الحسن بن سهل الحاجب بسرّمن رأى في شعبان سنة أربع و أربعين و مائتين فولّي مكانه الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب.
ابن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن طلحة
ابن عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة
أبو البركات الفارسي
الإصطخري (1) الأصل، الصيداوي (2)،سمع بدمشق: أبا الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني سنة تسع و عشرين و أربعمائة، و أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أحمد الحلبي - المعروف بابن المنيقير - و أبا القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطبيز (3)،و أبا الحسن بن السّمسار.
ص: 384
و حدث بصيداء (1) عن جده أبي عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن، و مسدّد بن علي الأملوكي - في كتابه - و أبي محمّد بن جميع، و أبي مسعود الميانجي (2).
كتب عنه عمر بن أبي الحسن الدهستاني، و مكي بن عبد السّلام بن المقدسي.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - إجازة و نقلته من خطه - نا مكي بن عبد السلام بن الحسين المقدسي - لفظا بدمشق - أنا الشيخ أبو البركات إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن طلحة الفارسي - بصيدا - و الشيخ أبو طالب أحمد بن محمّد بن أحمد الزّنجاني الصّوفي - ببيت المقدس - قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن طلحة المعدّل الصيداوي - بها - أنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الحلبي - بحمص - نا أبو الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري، نا محمّد بن عبد الأعلى، نا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن حنش (3) الصّنعاني، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال:
أصابت نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خصاصة، فبلغ ذلك عليا فخرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا ليغيث به النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستقى له سبعة عشر دلوا، كلّ دلو بتمرة، فخيّره اليهودي على تمره، و أخذ سبع عشرة عجوة كلّ دلو بتمرة فجاء بها إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«من أين لك هذا يا أبا الحسن ؟» قال: بلغني ما بك من الخصاصة يا نبي اللّه، فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما، قال:«حملك على هذا حب اللّه و رسوله ؟» قال: نعم يا نبي اللّه، قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما من عبد يحبّ اللّه و رسوله إلاّ الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه، و من أحبّ اللّه و رسوله فليعدّ للبلاء تجفافا (4)و لهما، يعني الصبر»[1565].
أبو إسحاق المصري
قدم دمشق طالب علم، و حدّث بها عن بعض شيوخه.
ص: 385
كتب عنه أبو الحسين الرازي.
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق من العرب: أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن يوسف بن يعقوب المصري، و كان كهلا يكتب معنا الحديث بدمشق.
ص: 386
أبو إسحاق الهمذاني الكسائي،
المعروف بابن ديزيل (1).و يعرف بسيفنّة (2)،
و يعرف بدابّة عفان لكثرة ملازمته إياه
و هو أحد الثقات الأثبات الرحالين في طلب الروايات. سمع بدمشق: صفوان بن صالح، و أبا مسهر، و بالحجاز و غيرها: إسماعيل بن أبي أويس، و عفان بن مسلم، و أبا صالح كاتب الليث، و نعيم بن صالح، و يحيى بن حمّاد (3)،و علي بن عياش، و أبا اليمان، و آدم بن أبي إياس، و الأصبغ بن الفرج، و يحيى بن سليمان الجعفي، و موسى بن إسماعيل، و أبا نعيم الملائي، و سليمان بن حرب، و عمرو بن مرزوق، و مسلم بن إبراهيم، و محمّد بن معاوية المكي، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و عبد اللّه بن عمر بن أبان، و عقبة بن مكرم.
روى عنه: أبو العباس أحمد بن صالح البروجردي الخطيب، و أبو عوانة الأسفرايني، و إبراهيم بن سعيد بن البزار، و أبو حفص عمر بن حفص بن هند المستملي، و القاسم بن أبي صالح، و أحمد بن عبيد الأسدي، و عبد الرّحمن بن
ص: 387
حمدان الجلاّب، و يحيى بن عبد اللّه الكرابيسي، و أبو جعفر عبد اللّه بن أحمد بن زياد الدحيمي، و عبد العزيز بن محمّد الخازن الهمذانيون، و عبد اللّه بن حمدان بن وهب الدّينوري، و أبو بكر أحمد بن هارون البرديجي (1).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدّثني أحمد بن هارون البرديجي (2) الحافظ ، نا إبراهيم بن الحسين، نا إسحاق بن محمّد الفروي، نا نافع بن أبي نعيم، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم لا يجتنب شيئا ممّا يجتنبه المحرم.
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش (3)،قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الكسائي الهمذاني (4)،قال: سمعت أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الأنماطي يقول: إبراهيم بن الحسين بن علي، أبو إسحاق الكسائي، و يعرف بابن ديزيل، و يلقب بسيفنة، و يلقب أيضا بدابّة عفان. روى عن عفان، و أبي نعيم و عمرو بن طلحة القنّاد (5)و غيرهم. حدّثنا عنه مشايخنا.
روى عنه يحيى الكرابيسي و الدحيمي و عبد اللّه بن أحمد بن زياد، و أحمد بن هارون البرديجي و عبد اللّه بن وهب الدّينوري، و إبراهيم بن سعيد البزار، و غزوز الحارثي، و أبو حفص المستملي، و كان يستملي له و الحفاظ الكبار من الغرباء.
ذكر جعفر بن أحمد قال: سألت (6) أبا حاتم، عن إبراهيم بن الحسين فقال: ما رأيت و لا بلغني إلاّ صدق و خير، و كان معنا عند سليمان بن حرب و ابن الطباع و غيرهما (7).
ص: 388
قال ابن أبي حاتم: سمعت إبراهيم يقول (1):كنت بالمدينة، و وافى محمّد بن عبد الجبّار سندول، و أبديه (2) عن إسماعيل بن أبي أويس - و كان إسماعيل يكرمه - فلما دخل عليه أجلسه معه على السرير، و قمت أنا عند الباب، فجعل محمّد بن عبد الجبّار يسأل إسماعيل، فبصر بي، فقال: هذا من عمل ذاك المكدي، أخرجوه. قال:
فأخرجت، ثم خرجت مع محمّد بن عبد الجبّار إلى مكة، فجعلت أذاكره في الطريق، فتعجب و قال: من أين لك هذا؟ قلت: هذا سماع المكدين.
و حكي عن يحيى الكرابيسي أنه قال (3):صحّحنا كتبنا بإبراهيم قال: و مرّ يوما حديث، فقال يحيى: قد كنا سمعناه، فقال إبراهيم: سمعتموه بالفارسية، و تسمعوه (4)اليوم بالعربية.
قال: و أخبرنا القاسم (5) بن صالح، نا إبراهيم بن الحسين، قال (6):قال لي يحيى بن معين، حدّثني بنسخة الليث، عن محمّد بن عجلان - فإنه فاتني (7) عن أبي صالح - قلت: ليس هذا وقته، قال: متى يكون وقته ؟ قلت: إذا متّ .
قال: و سمعت ابن أوس يقول: أوّل ما حدّث إبراهيم لما ورد همذان: حدّثنا آدم بن أبي إياس فقال: فلان بالفارسية راديد بذبدبد، قلت: يا فلان ما تقول هذا، قال:
قد ساوانا بالصّبيان (8).
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري ح.
ص: 389
و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس الخطيب، أنا أبو زكريا البخاري ح.
و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة الأبّار، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، قالا: نا عبد الغنى بن سعيد الحافظ قال: و أما الهمذاني بفتح الميم و الذال المعجمة فجماعة منهم: إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، يقال له سيفنّة. و سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول: لقب إبراهيم بن ديزيل بسيفنّة بطائر إذا نزل على شجرة استأصلها. و لذلك كان إبراهيم بن الحسين بن ديزيل إذا وقع على شيخ أتى على جميع ما عنده.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، قال: و أمّا السيبانّيّ (1) بكسر السين و بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها يليها باء مفتوحة معجمة بواحدة، و نون مشددة: فهو إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، أبو إسحاق الهمذاني، كان يلقب بسيبنة و يقال سيفنّة بالفاء، حدّث عن أبي اليمان الحمصي، و آدم بن أبي إياس، و أبي توبة (2) الرّبيع بن نافع، و عمرو بن الرّبيع بن طارق، و أبي نعيم الفضل بن دكين، و عفان بن مسلم، و أبي عمر الحوضي، و إسحاق بن محمّد الفروي، و محمّد بن معاوية النيسابوري. روى عنه: أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطّيّبي، و عبد الرّحمن بن الحسن الهمذاني و غيرهما.
أخبرنا و قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):و أمّا سيبنّة بكسر السين المهملة و بعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين (4) من تحتها، و بعدها باء مفتوحة معجمة بواحدة ثم نون مشددة، و يقال فيه بالفاء عوض الباء سيفنّة، هو إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني يلقب بسيبنّة روى عن أبي اليمان الحكم بن نافع، و آدم بن أبي إياس، و أبي توبة الرّبيع بن نافع، و عفان [بن مسلم، و أبي
ص: 390
عمر الحوضي، و إسحاق بن محمّد الفروي، و محمّد بن معاوية النيسابوري] (1).و خلق كثير.
روى عنه أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطّيّبي (2) و عبد الرّحمن بن الحسن الهمذاني و غيرهما.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا يعقوب بن يوسف، نا عاصم البخاري، نا إبراهيم بن الحسين بن دازيل، يكنى أبا إسحاق، و يلقب بسيبنة و في حاشية الأصل، و هو صرّ إذا وقع على الشجر، لم يترك عليه شيئا، و كان في الرّحلة ستين سنة، و كان إذا أناخ على شيخ لم يبرح من عنده حتى يستوفي ما عنده، فشبّه به.
أنبأنا أبو القاسم النسيب و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عيسى الهمذاني، نا صالح بن أحمد - يعني الهمذاني - قال: سمعت بعض أصحابنا يحكي عن عبد اللّه بن وهب الدّينوري أنه قال: كنا نتذاكر إبراهيم بن الحسين - يعني ابن ديزيل - بالحديث، فتذاكرنا بالقمطر، كان تذاكر بحديث واحد، فيقول عندي منه قمطر (3).
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني و أبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت الحسين بن محمّد الماسرجسي يقول سمعت محمّد بن إبراهيم بن نومرد الدّامغاني يقول: كنا في مجلس إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني و كان يلقب بسيبنّة فتقدم إليه بعض الغرباء يسأله في أحاديث، فامتنع عليه فيها إبراهيم، فقال: إن حدثتني بهذه الأحاديث و إلاّ هجوتك، فقال له إبراهيم: و كيف تهجوني ؟ قال: أقول:
ص: 391
و قائل: مالك في رنّه (1) *** فقلت: ذا من فعل سيفنّه
قال فتبسّم إبراهيم و أجابه في تلك الأحاديث.
قال ابن نومرد: إنما لقّب إبراهيم بن الحسين بسيفنّة لكثرة كتابته للحديث، و سيفنّة طائر بمصر لا يقع على شجرة إلاّ أكل ورقها حتى لا يبقي منها شيئا، و لذلك كان إبراهيم إذا وقع إلى محدّث لا يفارقه حتى يكتب جميع حديثه.
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرنا، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث، قال: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني يقول: سمعت مسعود بن علي الشجري يقول:
سمعت الحاكم - أبا عبد اللّه - و سألته عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل فقال: ثقة مأمون.
و بلغني أنه قال: سمعت حديث أبي حمزة (2):«كنت أدفع الزحام» عن ابن عباس من عفان أربعمائة مرة.
ذكر أبو الفضل علي بن الحسين بن الفلكي الهمذاني: أن إبراهيم مات يوم الأحد آخر يوم من شعبان سنة إحدى و ثمانين و مائتين (3).
حكى عن: دينار الزاهد.
حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري.
أخبرنا أبو السعادات المتوكلي و أبو محمّد السّلمي، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا الصّيرفي، أنا محمّد بن عبد اللّه الصّفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عون بن إبراهيم، نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني إبراهيم بن الحسين قال: دخل علي رجل
ص: 392
و أنا بالفراديس (1)،في بيت، فقال لي عد: إن المسيء قد عفي عنه. أ ليس قد فاته ثواب المحسنين ؟ قال: فحدّثت به دينارا فبكى، و قال: على مثل هذا فليبك. و اللّه تعالى أعلم.
حدّث عن: شعيب بن أحمد البغداذي.
روى عنه: إبراهيم بن أحمد القرميسيني (2).
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي الآبنوسي، نا عمر بن إبراهيم الكتاني، نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القرميسيني، نا إبراهيم بن الحسين الدمشقي، نا شعيب بن أحمد الكسائي (4) البغداذي، حدّثني جدي عبد الحميد بن صالح، عن برد، عن مكحول، عن الأصبغ بن نباتة، عن الحسن بن علي عن (5) عائشة، قالت:
دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال لي:«يا عائشة اغسلي هذين الثوبين» قالت: فقلت: بأبي و أمّي يا رسول اللّه بالأمس غسلتهما (6) قال:«أ ما علمت أن الثوب يسبّح، فإذا اتّسخ انقطع تسبيحه»[1566].
قال الخطيب: روى شعيب حديثا منكرا، ثم ساق الذي أثبتاه.
أبو إسحاق الغزنوي
قدم دمشق و حدّث بها عن أبي بكر الحيري.
روى عنه: عبد العزيز الكتاني.
ص: 393
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا إبراهيم بن الحسين الغرنوي - قدم علينا قراءة عليه - نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (1)،نا أبو محمّد حاجب بن أحمد الطوسي، نا عبد الرحيم، نا سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أبا بكر و عمر يمشون أمام الجنازة.
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين الرّبعي، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا سفيان، عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه: أنه رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبا بكر و عمر يمشون أمام الجنازة.
أبو طاهر بن الجرجرائي (2) المقرئ المعدّل
قرأ القرآن بعدة روايات على أبي بكر أحمد بن محمّد بن علي الهروي - صاحب أبي علي الأهوازي - و سمع أبا محمّد الحسن بن علي بن عبد الصّمد البنّا، و أبا بكر الخطيب، و سهل الأسفرايني. سمعت منه شيئا يسيرا.
أخبرنا أبو طاهر بن الجرجرائي المقرئ، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا محمّد بن أحمد بن سيدي الحداد، أنا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا إسحاق بن بشر، عن سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما كبيرة بكبيرة مع الاستغفار، و لا صغيرة بصغيرة مع الإصرار»[1567].
سئل أبو طاهر عن مولده فقال: في سنة إحدى و أربعين و أربعمائة بدمشق.
قرأت بخط أبي محمّد بن صابر: توفي شيخنا أبو طاهر إبراهيم بن حمزة بن نصر الجرجرائي في ليلة الاثنين السادس عشر من شهر ربيع الأول، و دفن يوم الاثنين سنة تسع و خمس مائة في مقابر باب الصغير بعد أن صلّى عليه الفقيه أبو الحسن علي بن المسلّم، صحيح السّماع خلّف ابنين: عليا و يحيى.
ص: 394
أبو إسحاق الجبيليّ (1)
من ساحل دمشق.
حدث عن: الثوري و أبي عوانة.
روى عنه: عبد الواحد بن شعيب الجبلي.
ذكر أبو الفضل المقدسي فيما نقلته من خطه: قال إبراهيم بن حيّان أبو إسحاق - من أهل جبيل - حدّث عن الثوري، و أبي عوانة بمناكير. روى عنه عبد الواحد بن شعيب.
حكى عن جدّ له حكاية منقطعة في بناء قبة الجامع.
حكى عنه: يزيد بن أحمد السّلمي.
ص: 395
أبو محمد بن أبي القاسم الصائغ
حدّث عن: عبد الوهاب الكلابي، و عبد اللّه بن محمد النسائي المؤدب، و العباس بن محمد بن حبان، و أبي (1) نصر عبد اللّه بن منصور الإمام، و أبي (2) علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي (3)،و أبي محمد عبد اللّه (4) بن جعفر الطبري، و الشريف أبي جعفر إبراهيم بن إسماعيل قاضي مكة، و أبي (5) علي الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد القاسم بن درستويه (6)،و أبي أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني، و أبي (7) العباس أحمد بن سعيد الشّيحي (8)،و أبي (9) الحسين محمد بن علي بن أحمد بن أبي فروة الملطي، و تمام بن محمد الرازي.
روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السّمّان، و عبد العزيز الكتاني، و أبو بكر الحداد، و علي بن الخضر السلمي، و علي بن محمّد بن شجاع، و كان أبوه أبو القاسم من أهل العلم، سمع الأشراف كابن المنذر.
ص: 396
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد إبراهيم بن الخضر بن زكريا بن الصائغ - قراءة عليه - نا عبد الوهاب بن الحسن، نا سليمان بن محمد الخزاعي، نا محمد بن مصعبي، نا بقية، نا [ابن] (1) جريج، عن عطاء، عن أبي الدرداء قال: رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رجلا يمشي أمام أبي بكر فقال:«أتمشي أمام من هو خير منك، إن أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس و غربت»[1568].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد قال: توفي شيخنا أبو محمد إبراهيم بن الخضر، المعروف بابن الصائغ يوم عاشوراء في المحرم من سنة خمس و عشرين و أربعمائة، كتب الكثير عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، و العباس بن محمّد بن حبان و غيرهما، حدّث بشيء يسير فيه كان تساهل في الحديث، و ذكر أبو بكر الحداد أنه ثقة، و ذكر الأهوازي (2) أنه دفن بباب (3) توما.
ص: 397
حرف الزاي
في آباء من يسمى إبراهيم
حدث عن عمرو بن واقد (1) القرشي.
روى عن محمد بن وهب بن عطية.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا محمد بن عبد اللّه إجازة ح، قال ابن منده: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (2) قال: إبراهيم بن زرعة بن إبراهيم القرشي روى عن عمرو بن واق (3) د. روى عنه محمد بن وهب بن عطية الدمشقي.
ص: 398
401 - إبراهيم بن سعد بن شراح (1) المعافري المصري
وفد على عمر بن عبد العزيز و حكى عنه.
روى عنه: محمد بن يزيد المعافري.
كتب الشيخ أبو محمد حمزة بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:
إبراهيم بن سعد بن شراح المعافري قال: صلّينا مع عمر بن عبد العزيز.
حديثه رواه ابن وهب عن أبي سرع المعافري، عن محمد بن يزيد المعافري عنه هكذا رأيته في بعض الكتب القديمة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: و أما شراح بالشين المعجمة و الحاء، فهو إبراهيم بن سعد بن شراح المعافري، قاله أبو سعيد بن يونس في التاريخ.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، عن عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر (1)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، نا محمد بن جرير (2)،قال:
و أما هشام بن محمد فإنه ذكر أن أبا مخنف حدّثه أن أول أمر زيد بن علي كان أنّ يزيد بن خالد القسري ادّعى مالا قبل (3) زيد بن علي، و محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، و داود بن علي بن عبد اللّه بن العباس، و إبراهيم بن سعد بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهري، و أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن المغيرة المخزومي. فكتب فيهم يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك (4)،و زيد بن علي يومئذ بالرصافة (5)يخاصم [بني] (6) الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب في صدقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و محمد بن عمر بن علي يومئذ مع زيد بن علي فلما قدمت كتب يوسف بن عمر (7) إليه بما ادّعى قابلهم يزيد بن خالد فأنكروا، فقال لهم هشام: فإنا باعثون بكم إليه، نجمع بينكم و بينه. كذا ذكر أبو مخنف.
و المعروف إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن و ليس هو صاحب هذه القصة، لأن هذه القصة كانت سنة إحدى و عشرين و مائة و لإبراهيم بن سعد إذ ذاك نحو ثلاث عشرة سنة، لأنه مات سنة ثلاث و ثمانين و مائة، و هو [ابن] (8) خمس و سبعين سنة و اللّه أعلم. و قد وجدت هذه القصة لسعد بن إبراهيم والد إبراهيم بن سعد و هو الصواب. فإمّا أن يكون انقلب على أبي مخنف أو على من دونه اسمه. و اللّه أعلم.
ص: 400
ابن يحيى بن مسلمة بن عبد اللّه بن قرط الأزدي
حدّث عن: عبد اللّه بن عبد الوهاب الخوارزمي.
روى عنه: ابنه أبو عمر أحمد بن إبراهيم.
404 - إبراهيم بن سعد الحسني الزاهد (1)
بغدادي اجتاز بدمشق أو بساحلها.
حكى عنه: أبو الحارث الأولاسي (2) قيصر بن الخضر.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا إسماعيل بن أحمد الحيري ح.
و أنبأنا أبو الحسن (4) عبد الغافر بن إسماعيل، أنا يحيى بن إبراهيم المزكّي، قالا: أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: إبراهيم بن سعد و كان حسنيا من أهل بغداد، كان يقال له الشريف الزاهد، و كان أستاذ أبي الحارث الأولاسي، حكى عنه أبو الحارث.
قال: كنت معه في البحر فبسط كساءه على الماء و صلّى عليه.
قال لنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قال لنا أبو بكر الخطيب (5):
إبراهيم بن سعد أبو إسحاق العلوي، أحد شيوخ الصوفية و زهادهم انتقل عن بغداد إلى الشام فاستوطن بلادها. و تحكى عنه كرامات و عجائب.
أنبأنا أبو علي الحداد.
و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (6)،نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر
ص: 401
الخطيب، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا عبد المنعم بن عمر (2) بن عبد اللّه الأصبهاني، نا الحسن بن يحيى بن حمويه الكرماني - بمكة - قال: قال أبو الحسن التمار، قال أبو الحارث الأولاسي: خرجت من حصن أولاس أريد البحر، فقال بعض إخواني: لا تخرج فإني قد هيأت لك عجّة حتى تأكل، قال: فجلست و أكلت معه، و نزلت إلى الساحل و إذا أنا بإبراهيم بن سعد العلوي قائما يصلّي، فقلت في نفسي: ما أشك إلاّ أنه يريد أن يقول: امش معي على الماء، و لئن قال لي لأمشين معه. فما استحكم الخاطر حتى سلّم قال: هيّه يا أبا الحارث امش على الخاطر. فقلت: بسم اللّه فمشى هو على الماء و ذهبت أمشي، فغاصت رجلي فالتفت إليّ و قال: يا أبا الحارث العجّة أخذت برجلك.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن أبي الفرج سمعان بن بشر الصوفي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الكريم الجزري - بمكة - نا علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمذاني، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي بكر الفرغاني قال: قال لي أبو الحارث الأولاسي خرجت من الحصن أريد البحر فقال لي بعض إخواننا: لا تبرح فإني قد هيأت عجّة حتى نتغذى، فجلست و أكلت معه و نزلت إلى الساحل، فإذا إبراهيم بن سعد العلوي قائم يصلّي فقلت في نفسي: يريد أن يقول لي امش بنا على الماء، و لئن قال لأمشين معه فما استتم ذلك الخاطر حتى سلّم من صلاته.
و قال لي: يا أبا الحارث هيه عزمت بسم اللّه امش على ما خطر في نفسك، فقلت: بسم اللّه فمشى على الماء، و ذهبت لأمشي خلفه فغاصت رجلي في الماء فالتفت إليّ و قال: يا أبا الحارث أخذت العجّة برجلك، فذهب و تركني.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدثني أبو بكر محمد بن داود، حدثني أبو بكر الفرغاني قال: سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول: خرجت من أولاس فرأيت شخصا قائما يصلّي تحت شجرة، فساعة وقعت عيني عليه ألبسني منه هيبة فانفتل من صلاته و قال لي: يا أبا الحارث مر، وار
ص: 402
شخصك عني ثلاثة أيام و لا تطعم شيئا. ففعلت ما أمرني، فمشيت معه على ساحل البحر فحرك شفتيه، فإذا رف من سمك شائلة رءوسها من الماء رف فوق رف، فاتحة فاه كالمشيرة بالسلام إلى إبراهيم بن سعد العلوي، فقلت في نفسي: لو كان بشر الصياد هاهنا طرح شبكته على هذه الحيتان لاصطاد منها شيئا كثيرا، فما تم ذلك في نفسي حتى غاص السمك كله في الماء، و التفت إليّ إبراهيم فقال: إيش عرض في نفسك ؟ فقلت له: عرض في نفسي كذا و كذا، فقال: يا أبا الحارث ما أنت برادّ بهذا الأمر. و رأيت الشيخ إبراهيم كأنه وجد فقال: يا أبا الحارث قطعت أكثر شرق الإسلام و غربه أو بعضه على السياحة و التوكل، و رأيت أن البر و البحر لواحد، فاستعملت لنفسي جلبة فركبت فيها وحدي و لججت هذا البحر - يعني بحر الروم - يرفعني موج و يحطني آخر، فبينا أنا كذلك إذا بحوت قد أقبل إليّ فاتح فاه، يريد يبتلعني و يبتلع الجلبة، فقلت في نفسي:
تخلّفي عن هذا الحوت يضعف إيماني، و يشين بغيتي فطفرت من الجلبة إلى فكي (1)الحوت فركعت فيه ركعتين ثم رجعت إلى الجلبة و خرجت إلى البر و أنا في هذا الجبل يعني اللكام (2) انتظر ما ينتظر الموحدون للّه عزّ و جلّ .
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (3)،نا عبد المنعم بن عمر (4)،نا الحسن بن يحيى، قال: قال محمد بن محبوب العماني: سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول: خرجت من مكة في غير أيام الموسم أريد الشام، فإذا أنا بثلاثة نفر على جبل، و إذا هم يتذاكرون الدنيا، فلما فرغوا أخذوا يعاهدون اللّه أن لا يمسوا ذهبا و لا فضة.
فقلت: و أنا أيضا معكم، فقالوا: إن شئت. ثم قاموا فقال أحدهم: أما أنا فصائر إلى بلد كذا و كذا. و قال الآخر: أما أنا فصائر إلى بلد كذا و كذا. و بقيت أنا و آخر فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد الشام. فقال: و أنا أريد اللكّام. فكان إبراهيم بن سعد العلوي، فودع بعضهم بعضا و افترقنا. فمكثت حينا أنتظر أن يأتيني كتابه فما شعرت يوما و أنا بأولاس فخرجت أريد البحر و صرت بين الأشجار إذا برجل صاف قدميه يصلّي فاضطرب قلبي
ص: 403
لما رأيته و علاني له الهيبة، فلما أحسّ (1) بي سلّم و التفت إليّ فإذا هو إبراهيم بن سعد، فعرفته بعد ساعة فقال لي: هاه فوبخني، و قال: اذهب فغيّب عني شخصك ثلاثة أيام و لا تطعم شيئا ثم ائتني. ففعلت ذلك فجئته بعد (2) ثلاثة و هو قائم يصلّي، فلما أحسّ (3) بي أوجز في صلاته، ثم أخذ بيدي فأوقفني على البحر و حرك شفتيه، فقلت في نفسي: يريد أن يمشي بي على الماء و لئن فعل لأمشين. فما لبثت إلاّ يسيرا، فإذا أنا برفّ من الحيتان مد (4) البصر قد أقبلت إلينا رافعة رءوسها فاتحة أفواهها، فلما رأيته قلت في نفسي: أين أبو بشر الصياد - إنسان كان بأولاس - هذه الساعة ؟ فإذا الحيتان قد تفرقت كأنما طرح في وسطها حجر. فالتفت إليّ فقال: فعلتها؟ فقلت: إنما قلت كذا و كذا. فقال لي: مر لست مطلوبا بهذا الأمر، و لكن عليك بهذه الرمال و الجبال فوار شخصك ما أمكنك، و تقلل من الدنيا حتى يأتيك أمر [اللّه] (5) فإني أراك بهذا مطالبا. ثم غاب عني، فلم أره حتى مات. و كانت كتبه تصل إليّ فلما مات كنت قاعدا يوما فتحرك قلبي للخروج من باب البحر و لم يكن (6) لي حاجة، فقلت: لا أكره القلب فيغمّني. فخرجت فلما صرت في المسجد الذي على الباب، إذا أنا بأسود قام إليّ فقال: أنت أبو الحارث ؟ فقلت:
نعم، فقال: آجرك اللّه في أخيك إبراهيم بن سعد. و كان اسمه ناصحا (7) مولى لإبراهيم بن سعد - فذكر أن إبراهيم أوصاه أن يوصل إليّ هذه الرسالة فإذا فيها مكتوب:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، يا أخي إذا نزل بك أمر من أمر فقر أو سقم أو أذى، فاستعن باللّه، و استعمل عن اللّه الرضا، فإن اللّه مطلع عليك، يعلم ضميرك و ما أنت عليه، و لا بد لك من أن ينفذ فيك حكمه، فإن رضيت فلك الثواب الجزيل، و الأمن من القول (8) الشديد، و أنت في رضاك و سخطك لست تقدر أن تتعدى المقدور، و لا تزداد في الرزق المقسوم، و الأثر المكتوب، و الأجل المعلوم، ففي أي هذه الأفعال تريد أن
ص: 404
تحتال في نقضها بهمك، أو بأي قوة تريد أن تدفعها عنك عند حلولها أ تجتلبها (1) من قبل أوانها؟ كلا و اللّه لا بد لأمر اللّه أن ينفذ فيك طوعا منك أو كرها، فإن لم تجد إلى الرضا سبيلا فعليك بالتحمل، و لا تشك من ليس بأهل أن يشكى، و من هو أهل الشكر و الثناء القديم، ما أولى من نعمته علينا فما أعطى و عافى أكثر مما زوى و أبلى، و هو مع ذلك أعرف بموضع الخير لنا منا، و إذا اضطرتك الأمور و قلّ (2) صبرك فألجأ إليه بهمّك و اشك إليه بثّك، و ليكن طمعك فيه، و احذر أن تستبطئه أو تسيء به ظنا فإن لكل شيء سببا، و لكل سبب أجل، و لكلّ همّ في اللّه و للّه فرج عاجل أو آجل، و من علم أنه بعين اللّه استحيا أن يراه اللّه يأمل سواه. و من أيقن بنظر اللّه له أسقط الاختيار لنفسه في الأمور.
و من علم أن اللّه هو الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين عن قلبه، و راقب اللّه في قربه و طلب الأشياء من معادنها، فاحذر أن تعلق قلبك بمخلوق تعليق خوف أو رجاء، أو تفشى إلى أحد اليوم سرّك، أو تشكو إليه بثّك أو تعتمد على إخائه، أو تستريح إليه استراحة تكون فيها موضع شكوى بث، فإن غنيهم فقير في غناه، و فقيرهم ذليل في فقره، و عالمهم جاهل في علمه، فاجر في فعله إلاّ القليل ممن عصم اللّه [تعالى] (3).
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا يحيى بن إبراهيم المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت منصور بن عبد اللّه الأصبهاني يقول: سمعت محمد بن أحمد بن الليث يقول: سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول: كان سبب رؤيتي إبراهيم بن سعد أني خرجت من أولاس إلى مكة في غير أيام الموسم فرافقت ثلاثة فقلت: أنا معكم فتفرق اثنان منهم و بقيت أنا و الثالث فقال لي (4):أين تريد؟ قلت:
الشام، قال: و أنا أريد لكّام، و إذا هو إبراهيم بن سعد العلوي و كان حسنيا ثم تفرقنا، فكانت (5) تأتيني كتب إبراهيم بن سعد، فما شعرت ذات يوم و أنا بأولاس و قد خرجت، فإذا أنا برجل قائم يصلّي بين الشجر فلما رأيته علاني هيبة، فنظرت فإذا إبراهيم بن سعد فلما رآني قضى صلاته و سلّم عليّ فجاء إلى البحر و نظر إليه و حرّك شفتيه، فإذا بحيتان
ص: 405
كثيرة مصفوفة قد أقبلت فلما رأيتها قلت: أين الصيادون، فنظرت فإذا السمك فقد تفرق فقال لي إبراهيم: ما أنت بمطلوب في هذا الأمر، و لكن عليك بهذه الرمال فوار فيها ما أمكنك، و تقلل من الدنيا حتى يأتيك أمر اللّه، ثم غاب عني فلم أره.
و كانت كتبه ترد عليّ فلما مات كنت قاعدا يوما حين تحرك قلبي بالخروج. فلما خرجت صرت إلى المسجد إذا أنا بأسود قام إليّ فقال: أنت أبو الحارث ؟ قلت: نعم، قال: آجرك اللّه في أخيك إبراهيم بن سعد - و كان هذا مولى له يسمى ناصح، فذكر أن إبراهيم أوصاه أن يؤدي إليّ هذه الرسالة: يا أخي إذا نزل بك أمر من اللّه فاستعمل الرضا فإن اللّه مطّلع عليك، يعلم ما في ضميرك، فإن رضيت فلك الثواب الجزيل، و أنت في رضاك و سخطك ليس تقدر أن تتعدى المقدور، و لا تزداد في الرزق المقسوم و الأمر المكتوب، ففي هذه الأحوال تريد أن تحتال محلا فإن لم تجد إلى الرضا سبيلا فاستعمل الصبر فيه فإنه رأس الإيمان، و فيه تمام النعمة. فإن لم تجد إلى الصبر سبيلا فعليك بالتحمل، و لا تشك من ليس بأهل أن يشكى و هو من أهل الشكر و الثناء القديم بما أولى و إذا اضطررت و قلّ صبرك فالجأ إليه بهمّك و اشك إليه بثّك، و احذر أن تستبطئه أو تسيء به ظنا. فإن كل شيء بسبب، و لكل (1) سبب أجل، و لكل أجل كتاب، و لكلّ همّ من اللّه فرج، و من علم أنه بعين اللّه استحيا أن يراه يرجو سواه، و من أيقن بنظر اللّه إليه أسقط اختيار نفسه، و من علم أن اللّه هو الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين، فراقب اللّه في قربه، و اطلب الأمور من معادنها، و احذر أن تعتمد على مخلوق أو تفشي إليه سرا، أو تشكو إليه بثا، أو تعتمد على إخائه فإن غنيهم فقير و فقيرهم ذليل في فقره، و عالمهم جاهل في علمه، و جاهلهم فاجر في فعله إلاّ القليل ممن عصم اللّه، فاتقوا الفاجر من العلماء و الجاهل من العباد فإنهم فتنة كل مفتون.
قال: و أنا أبو عبد الرّحمن قال: سمعت عبد اللّه بن علي يقول: سمعت الوجيهي يقول: سمعت أبا الحسن بن أبي شيخ يقول: قال عبد اللّه بن مصل (2) الأولاسي: بات أبو الحارث الأولاسي فسألته عن مفارقته إبراهيم بن سعد العلوي فقال: كانت الدنيا طوع يده فلما انتهى إلى الساحل قال لي: ترجع ؟ قلت: بل أصحبك فتفل في البحر فإذا
ص: 406
حوة من سمك مصفوف فوق الماء كأنه سرير، فوثب إليه ثم (1) قال لي: اللّه خليفتي عليك قلت: ادع لي قال: قد فعلت فاحفظ حدود اللّه و ارجع خلقه إلاّ من عانده.
و ذكر أبو عبد الرّحمن السلمي قال: قال أبو الحارث الأولاسي: قلت لإبراهيم بن سعد: ما كان ابتداء أمرك ؟ قال: كنت من العلوية و في نخوتهم و تكبّرهم و التزين بالشرف و التعظم (2) به على الناس. فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فيما يرى النائم فقال لي:
«أنت شريف ؟» فقلت: نعم يا رسول اللّه أنا من أولادك، فقال:«فلم لا تتواضع في شرفك حتى تكون شريفا؟ فالشرف باللّه يكون حقيقته الشرف و التواضع لعباده، و قضاء حوائجهم تكون المروءة، و صحبة الفقراء يزيل عنك هذا الكبر، و تدلّك على منهاج الحق، و إيّاك و الركون إلى الدنيا و محبتها، و صحبة أهلها، و تشرّف بالفقر تكون شريفا» قال: فانتبهت و قد زال عني ما كنت أجده من التكبر و رؤية الشرف، و أنفقت كل ما كنت أملكه، و صحبت الفقراء، و قصدتهم في أماكنهم، و تتبعتهم في كل أمورهم، فتلك رؤيا كانت سبب أمري.
و قال: كان أحب شيء إليّ لبس الثياب الفاخرة، فالآن إذا لبست ثوبا جديدا - و قلّ ما ألبسه - إلاّ وجدت في نفسي ذلا إلى أن يتّسخ أو يتخرّق كل هذا ببركة موعظة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
أبو إسحاق البغدادي الجوهري (3)
قدم دمشق و حدّث ببغداد و المصّيصة عن: أبي معاوية، و سفيان بن عيينة، و يحيى بن سعيد الأموي، و أبي أسامة حمّاد بن أسامة، و وكيع بن الجرّاح، و عبد بن نمير، و محمد بن فضيل، و أزهر بن سعد، و أبي صالح الفراء، و ابن أبي أويس، و يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، و أبي الجوّاب أحوص بن جواب، و أبي أحمد الزّبيري، و أصرم بن حوشب.
ص: 407
روى عنه: مسلم في صحيحه، و أبو عيسى الترمذي في جامعه، و أبو عبد الرّحمن النسائي في سننه، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو حاتم الرازي، و أبو عروبة الحرّاني، و أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل، و أبو محمد عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن أخي الإمام الحلبي، و محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، و أحمد بن المبارك، و أبو حفص عمر بن عثمان بن الحارث بن ميسرة الرّعيني، و أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، و أحمد بن نصر بن شاكر، و أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، و غيرهم.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي ح.
و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق بن بهلول، قالا: نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثني - و في حديث ابن بهلول، نا - أبو أسامة، حدثني يزيد بن عبد اللّه، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: سئل - و في حديث ابن بهلول: سألت - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أي المسلّمين ؟ أفضل قال:«من [سلم] (1) الناس من لسانه و يده»[1569].
أخرجه مسلم (2) و الترمذي (3) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن العباس الشّقّاني (4)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور المعري، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج القشيري يقول: أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الجوهري البغدادي سمع أبا أسامة.
ص: 408
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني، إجازة ح، قال ابن منده: و أنا أبو طاهر بن سلمة أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1)،قال: إبراهيم بن سعيد الجوهري روى عن ابن عيينة، و وكيع، يعد في البغداديين، سمعت أبي و أبا زرعة [يقولان] (2) ذلك و سمعت أبي يقول: كتبت عنه، و كان يذكره بالصدق. قال أبو محمد: روى عن عبد اللّه بن نمير، و أبي أسامة، و أبي (3) معاوية، و محمد بن فضيل، و أزهر السمّان.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أنا أبو بكر البرقاني، نا علي بن عمر الدار قطني، نا الحسن بن رشيق المصري، نا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، عن أبيه، ثم أخبرني محمد بن علي المصري الصوري، أنا الخصيب (5) بن عبد [اللّه] (6) القاضي، قال: ناولني عبد الكريم و كتب لي بخطه فقال: سمعت أبي يقول: إبراهيم بن سعيد الجوهري، بغدادي ثقة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (7):إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق الجوهري. سمع سفيان بن عيينة، و أبا معاوية الضرير، و محمد بن فضيل بن غزوان، و أبا أسامة، و روح بن عبادة، و زيد [بن] (8) الحباب، و عبيد بن أبي قرة، و سعد بن عبد الحميد بن جعفر، و أبا داود الحفري، و حجاج بن محمد الأعور، و محمد بن بشر العبدي، و خلف بن تميم، و محمد بن القاسم الأسدي، و غيرهم. روى عنه أبو حاتم الرازي، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و موسى بن هارون الحافظ ، و إدريس بن عبد الكريم المقرئ، و أبو عبد الرّحمن النسائي، و أحمد بن علي الأبّار، و يحيى بن محمد بن صاعد، في آخرين.
ص: 409
و كان مكثرا ثقة ثبتا. صنّف المسند، و انتقل عن بغداد فسكن عين زربة (1) مرابطا بها إلى أن مات.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمد بن علي بن محمد، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: و سألته - يعني الدار قطني - عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ؟ فقال: ثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، نا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت أحمد بن محمد بن خالد البراثي (2) يقول:
سمعت أحمد بن حنبل، و سأله موسى بن هارون فقال: إبراهيم بن سعيد الجوهري.
و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمد [بن أحمد بن رزق، حدّثنا] (4) أبو علي بن الصواف - إملاء - نا أبو العباس البراثي قال: قال أحمد بن حنبل - و سأله موسى بن هارون و هو [معي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري] (5)-فقال: كثير الكتاب، كتب - و قال ابن عدي: قد كتب فأكثر - فاستأذنه في الكتاب عنه فأذن له.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6):
أنا هبة اللّه بن الحسن بن منصور الطبري، قال: قال أحمد بن محمد بن هارون نا الحسن بن صالح، نا هارون بن يعقوب الهاشمي، قال: سمعت أبي سأل أبا عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل - عن إبراهيم بن سعيد فقال: لم يزل يكتب الحديث قديما.
قلت: فأكتب عنه ؟ قال: نعم.
قال الخطيب: و أنا أبو عبد اللّه الكاتب أحمد بن محمد بن عبد اللّه، نا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، نا محمد بن عبد الرّحمن الدغولي، نا عبد اللّه بن جعفر بن خاقان السلمي المروزي، قال سألت إبراهيم بن سعيد الجوهري عن حديث لأبي بكر الصدّيق فقال لجاريته: اخرجي إليّ الثالث و العشرين من مسند أبي بكر، فقلت
ص: 410
له: لا يصح لأبي بكر خمسون حديثا، من أين ثلاثة و عشرون جزءا؟ فقال: كلّ حديث لم يكن عندي من مائة وجه فأنا فيه يتيم (1).
قال الخطيب (2):و كان لسعيد والد إبراهيم اتساع من الدنيا، و إفضال على العلماء، فكذلك تمكّن ابنه من السماع، و قدر على الإكثار عن الشيوخ. و صفّ الجوهري ببغداد: إليه ينسب.
قال (3):و أنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ ، أنا جعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، نا جعفر بن محمد الفريابي، قال: سمعت إبراهيم الهروي يقول: حجّ سعيد الجوهري فحمل معه أربعمائة رجل من الزوار سوى حشمه فحجّ بهم، و كان فيهم إسماعيل بن عياش، و هشيم بن بشير، و كنت أنا معهم في إمارة هارون الرشيد.
قال (4):و أنا أبو العباس الفضل بن عبد الرّحمن بن الفضل الأبهري، نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ - بأصبهان - نا عمر بن عثمان، قال: سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول: دخلت على أحمد بن حنبل أسلّم عليه، فمددت يدي إليه فصافحني، فلما أن خرجت قال: ما أحسن أدب هذا الفتى، لو انكبّ علينا كنا نحتاج أن تقوم.
قال (5):و قرأت على القاضي أبي (6) العلاء الواسطي، عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني، أنا أبو نعيم بن عدي، نا عبد الرّحمن بن يوسف، قال: سمعت حجاج بن الشاعر يقول: رأيت إبراهيم بن سعيد الجوهري عند أبي نعيم، و أبو نعيم يقرأ و هو نائم، و كان الحجاج يقع فيه (7).
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد،
ص: 411
نا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الحسن بن علي: فيها - يعني سنة أربع و مائتين - مات أحمد بن منيع، و إبراهيم بن سعيد الجوهري كذا قال في هذه الرواية. و الصحيح: أنه مات سنة ثلاث (1) و خمسين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا السمسار، أنا الصفّار، أنا [ابن] (3) قانع أن إبراهيم بن سعيد الجوهري مات في سنة سبع (4) و أربعين و مائتين، و ذكر غير ابن قانع: أنه مات في سنة ثلاث و خمسين و مائتين.
و أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، و أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن قبيس الغسّاني، أنا أبو بكر الخطيب (5)،قال: و أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، نا محمد بن عبد اللّه بن [محمد بن] (6) همّام الشيباني - بالكوفة - و في رواية المتوكلي، أنا أبو الفضل محمد بن عبد اللّه الكوفي - نا عبد اللّه بن أبي سفيان الشعراني، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا يحيى بن حسان، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان الثوري، نا يحيى بن سعيد القطان، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه، قال:
لما نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم هذه الآية وَ تُعَزِّرُوهُ قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما ذاك ؟» قلنا: اللّه و رسوله أعلم قال:«لتنصروه» قال أبو محمد بن أبي سفيان: سمعت الحديث من إبراهيم بن سعيد ببغداد، ثم ذكر لي هذا الحديث بالشام، و قد دخل إلى الثغر، فصرت إليه إلى عين زربة - و كان قد سكنها - و ذلك في سنة ثلاث و خمسين في رحلتي الثانية إلى الثغر، فسألته عن هذا الحديث [فرددني مرارا، ثم حدثني به لفظا، كما قدمت من ذكره، و مات في هذه السنة. قال أبو محمد: و ليس هذا الحديث] (7)اليوم عند أحد - فيما أعلم - إلاّ عندي. و ليس في رواية المتوكلي ذلك، و لا قوله: إلاّ
ص: 412
عندي. آخر التاسع و التسعين (1).
المعروف بالسّديد
قدم دمشق و ذكره لنا أبو عبد اللّه بن الملحي فيمن لقيه من أهل الأدب بدمشق، فيما حدثنا بلفظه و كتبه لي بخطه قال: السديد إبراهيم بن سعيد شيخ جليل القدر، واسع الأدب، مشهور بالفضل من بيت كبير، كلهم صحبوا بني حمدان بمصر، و استغنوا من فضلهم، و كان هذا السديد نزل عند صاعد بن الحسن بن صاعد بزقاق العجم، و كان صاعد قد عمل شخص حديد ينفخ النار ساعات، فأراد السديد اعتباره فلم ينصبه كما يحب فأطفأ النار، فقال صاعد بديها:
نار تيمّمها السّديد فردّها *** بردا و كانت قبل و هي جحيم
و كأنما المنفاخ آية ربّه *** و كأن إبراهيم إبراهيم (2)
قال: و أنشدنا السديد:
أبى فرعها لي أن أرى مثل لونه *** سواها فمبيضّ عداها كمسود
بقلبي منها مثل ما بجفونها *** هذا (3) مرض يحيى و هذا مرض يودي
و ضدّان في حبيط قلبي و مقلتي *** فهذا له مخف و هذا له مبدي
قال: و أنشدنا:
في ابن توفيق من ليث العرين و من *** هدير ساقية الطّوسيّ أشباه
فيه من الثور قرناه و جثّته *** و من أبي القيل نتن لازم فاه
قال: و قال لي يوما: لم يبق لي من الولد إلاّ بنت صغيرة قد سميتها على كفو لها، و أفردت ما يصلح من شأنها، و هو مودع عند صديق لي بالإسكندرية، فقال له صاعد:
و كم مقداره ؟ فقال: هو ثلاثون ألف دينار عينا، ثم سار لإتمام ما عرفنا.
ص: 413
أبو إسحاق بن أبي داود الأسدي (1)
المعروف بالبرلّسيّ (2)
سمع بدمشق أبا مسهر، و صفوان بن صالح بن صفوان، و بغيرها: سعيد بن أبي مريم، و عبد اللّه بن صالح، و روّاد بن الجرّاح، و مهدي بن جعفر الرملي، و محمد بن أبي السّري، و يزيد بن عبد ربه الجرجسي، و يحيى بن صالح الوحاظي، و حجاج بن إبراهيم، و أصبغ بن الفرج، و عمرو بن خالد الحرّاني، و إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عبّاد الشجري، و عبد الرّحمن بن المغيرة، و عبد الحميد بن صالح، و يوسف بن يعقوب الصفّار، و عبيد بن يعيش العطار، و ضرار بن صرد، و سعيد بن سليمان سعدويه، و عمرو بن عون [أبا سلمة] (3) التبوذكي، و عبد العزيز بن الخطاب، و محمد بن أبي بكر المقدّمي، و بكّار بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن سيرين، و عبّاد بن موسى الختّلي (4).
روى عنه: أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، و أبو بكر بن زياد النيسابوري، و أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، و أحمد بن محمد بن
ص: 414
الحجاج بن رشدين المصري، و يحيى بن صاعد، و أبو الحسن بن جوصا الدمشقي، و أبو العباس الأصم، و أبو جعفر محمد بن الحسن بن زيد التّنّيسي، و محمد بن يوسف بن بشر (1) الهروي، و أبو بكر محمد بن عبد السلام بن عثمان الفزاري، و عبد اللّه بن أحمد الجوهري المصري.
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، و أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمد السمعاني عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا إبراهيم بن سليمان البرلّسي، نا حجاج بن إبراهيم، نا حيّان (2)،عن محمد بن أبي رافع، عن أخيه، عن أبيه، عن جده قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا طنّت أذن أحدكم فليذكرني، و ليصلّ عليّ و ليقل: اللّهم اذكر بخير من ذكرني بخير»[1570].
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت أحمد بن عمير الدمشقي يقول: ذاكرت أبا إسحاق البرلّسي و كان من أوعية الحديث، فذكر حكاية:
كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمد بن سليم، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس عن محمد بن موسى بن عيسى بن أبي موسى أخو أبي عجينة الحسن بن موسى يقال: إنه يحفظ نحو مائة ألف حديث، و أخذ ذلك عن إبراهيم بن أبي داود البرلّسي و كان إبراهيم أحد الحفاظ المجوّدين الثقات الأثبات.
قرأت على أبي محمد السلمي، عن عبد العزيز التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر (3)،أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو جعفر الطحاوي: و فيها - يعني سنة سبعين و مائتين - مات إبراهيم بن أبي داود، في شعبان. و ذكر غير ابن زبر عن الطحاوي: أنه مات فجأة بعد العصر يوم الخميس لخمس و عشرين ليلة خلت من شعبان سنة سبعين.
ص: 415
أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده الأصبهاني، ثم حدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد و أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه بن منده، قال:
قال لنا أبو سعيد بن يونس: إبراهيم بن سليمان بن داود، أسدي، أسد خزيمة، يكنى أبا إسحاق، يعرف بابن أبي داود البرلّسي، لأنه كان لزم البرلّس بساجور من نواحي مصر، مولده بصور، و أبو أبو داود كوفي. و كان ثقة من حفاظ الحديث، توفي بمصر ليلة الخميس لست و عشرين ليلة خلت من شعبان سنة اثنتين و سبعين و مائتين.
ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس الأموي
له عقب، و ذكر.
بلغني (1) أنه لما أفضت الخلافة إلى بني العباس، اختفت رجال بني أمية و كان فيمن اختفى إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك، حتى أخذ له داود بن علي من أبي العباس الأمان، و كان إبراهيم رجلا عالما. قال له أبو العباس ذات يوم [حدثني] (2) عما مر بك في اختفائك، قال: نعم يا أمير المؤمنين كنت مختفيا بالحيرة (3) في منزل شارع على طريق الصحراء، فبينما أنا على ظهر بيت ذات يوم إذ نظرت إلى أعلام سود قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة، فوقع في نفسي و في روعي أنها تريدني، فخرجت من الدار متنكرا حتى دخلت الكوفة، و لا أعرف بها أحدا اختفي عنده [فبقيت] (4)متلددا (5)،فإذا أنا بباب كبير و رحبة واسعة، فدخلت الرحبة فجلست فيها، و إذا رجل و سيم حسن الهيئة، على فرس قد دخل الرحبة و معه جماعة من غلمانه و أتباعه، فقال لي: من أنت و ما حاجتك ؟ فقلت: رجل مختف يخاف على دمه قد استجار بمنزلك، قال: فأدخلني منزله ثم صيّرني في حجرة تلي حرمه، فمكثت عنده في كلّ ما أحب من
ص: 416
مطعم و مشرب و ملبس لا يسألني عن شيء من حالي، و يركب كل يوم ركبة، فقلت له يوما: أراك تدمن الركوب ففيم ذلك ؟ فقال لي: إن إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك قتل أبي صبرا، و قد بلغني أنّه مختف فأنا أطلبه لأدرك منه ثأري، فكثر تعجبي من إدبارنا إذ ساقني القدر إلى الاختفاء في شمل من يطلب دمي، فكرهت الحياة، فسألت الرجل عن اسمه و اسم أبيه فخبّرني بهما، فقلت: إني قتلت أباه، فقلت له: يا هذا قد وجب عليّ حقّك، و من حقّك أن أقرّب عليك الخطوة (1)،قال: و ما ذاك ؟ قلت: أنا إبراهيم بن سليمان قاتل أبيك فخذ بثأرك! قال: أحسب أنك رجل قد مللت الاختفاء فأحببت الموت، قلت: بل الحقّ ، قلت: يوم كذا بسبب كذا؛ فلما عرف أني صادق اربدّ وجهه، و احمرّت عيناه، و أطرق مليا ثم رفع رأسه إليّ و قال: أمّا أنت فستلقى أبي فيأخذ منك حقّه، و أما أنا فغير مخفر ذمّتي، فاخرج عني، فلست آمن نفسي عليك، و أعطاني ألف دينار، فلم أقبلها، و خرجت من عنده، فهذا أكرم رجل رأيته.
ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي
له ذكر، قتله مروان بن محمد بحمص، لما خلعه أبوه و أهل حمص.
410 - إبراهيم بن سليمان الأفطس (2)
من أهل دمشق روى عن الوليد بن عبد الرّحمن الحرشي (3)،و يزيد بن يزيد بن جابر، و مكحول.
روى عنه: محمد بن شعيب، و يحيى بن حمزة، و محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع الدمشقيون، و إسماعيل بن عياش، و ثور بن يزيد، و عبد اللّه بن سالم الحمصيون.
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن
ص: 417
محمد، أنا أبو علي الحسن بن حبيب ح.
قال: و نا عبد العزيز، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان.
قالا: أنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي (1)،أنا محمد بن شعيب، حدّثني - و قال تمام: أخبرني - إبراهيم بن سليمان ح.
و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمد الطيان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر بن زياد، أنا العباس بن الوليد، أخبرني ابن شعيب، حدّثني إبراهيم بن سليمان ح.
و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا سليمان بن إبراهيم و سهل بن عبد اللّه بن علي القاري، و أبو الخير محمد بن أحمد الإمام، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمد الذكواني، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن سمير ح.
و أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن (2) مهران أنا سهل ح.
و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا سليمان بن إبراهيم.
قالوا: نا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، نا محمد بن يعقوب بن يوسف، نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي (3)،أنا محمد بن شعيب بن شابور، حدثني إبراهيم بن سليمان، عن الوليد بن عبد الرّحمن الحرشي (4) أنه حدثهم عن جبير بن نفير، عن النّواس بن سمعان، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:
«يأتي القرآن و أهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمهم البقرة و آل عمران» قال نواس: و ضرب لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد - قال:«يأتيان كأنهما عبابتان (5) بينهما شرف، أو كأنهما غمامتان سوداوان، أو كأنهما ظلّة من طير صواف
ص: 418
تجادلان عن صاحبهما». ألفاظهم متقاربة[1571].
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة الدمشقي في تسمية أصحاب مكحول:
إبراهيم بن سليمان الأفطس.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير - إجازة ح-.
و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن محمد بن سميع يقول: إبراهيم بن سليمان الأفطس دمشقي ذكره في الطبقة الخامسة.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.
قال: و أنبأنا ابن منده، أنا حمد بن عبد اللّه الأصفهاني، إجازة.
قالا: أنا ابن أبي حاتم (1)،قال: إبراهيم بن سليمان الأفطس دمشقي. روى عن الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي. روى عنه يحيى بن حمزة، و محمد بن شعيب، و إسماعيل بن عياش، و محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، يعدّ في الدمشقيين.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة الدمشقي (2) قال: قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم (3):ما القول (4) في إبراهيم بن سليمان الأفطس ؟ فقال: ثقة ثبت.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن
ص: 419
الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: قلت له - يعني دحيما - إبراهيم بن سليمان الأفطس ؟ قال: بخ بخ ثقة (1).
أبو سعد بن أبي الفتح الرّازيّ
سمع أباه أبا الفتح، و أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن برهان، و أبا بكر الخطيب، و أبا الحسين طاهر بن أحمد العابي (2)،و أبا الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الفراتي، و أبا نصر محمد بن أحمد بن محمد بن شبيب الكاغدي البلخي بصور، و بمكة: أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد الأردستاني، و كريمة بنت أحمد (3)، و ببغداد: أبا محمد الجوهري، و أبا الحسين بن المهتدي و ابن (4) النرسي محمد بن أحمد، و ابن النّقّور، و محمد بن أحمد بن الآبنوسي، و أبا جعفر بن المسلّمة، و بمصر أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطّفّال (5).
سمع منه أبو محمد بن صابر بدمشق و ذكر أنه صدوق، و غيث بن علي الخطيب (6)بصور.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - حدّثني أبو سعد إبراهيم بن سليم بن أيوب الرازي، حدّثني أبي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي، أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ح.
و أخبرنا عاليا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا محمد بن أحمد بن رزق، أنا محمد بن يحيى (7)،أنا علي بن حرب، نا سفيان، عن زياد بن
ص: 420
علاقة، عن أسامة بن شريك، قال: شهدت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سئل: ما خير ما أعطي العبد؟ قال:«خلق حسن»[1572].
قال غيث: لم أعلق عنه غير هذا الحديث.
ذكر أبو محمد بن الأكفاني أن أبا سعد (1) إبراهيم بن الفقيه سليم بن أيوب الرازي توفي في يوم الثلاثاء السادس و العشرين من ذي الحجة سنة إحدى و تسعين و أربعمائة بدمشق، و هكذا ذكر أبو محمد بن صابر.
حدّث ببيروت عن: أحمد بن حنبل، و سمع بدمشق هشام بن عمّار.
حكى عنه: أبو العباس محمد بن سليمان الأصبهاني، و أبو سعد ميسرة بن علي القزويني.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن إدريس، نا أبو سعد ميسرة بن علي، نا علي بن أبي طاهر، و إبراهيم بن سويد، قالا: نا هشام بن عمّار، نا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، نا الأوزاعي ح.
قال: و نا ميسرة بن علي، نا محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، و إبراهيم بن خالد.
قالا: نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي جميعا عن قرة بن عبد الرّحمن، عن الزّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«كلّ أمر ذي بال لا يبدأ [فيه] (2) بحمد اللّه أقطع»[1573].
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد البروجردي، أنا محمد بن مأمون بن علي الأبيوردي، نا أحمد بن محمد بن الحارث، أنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر الحافظ ، أنا أبو العباس محمد بن سليمان، حدثني إبراهيم بن سويد الأرمني
ص: 421
ببيروت: قال: قلت لأحمد بن حنبل: من الخلفاء؟ قال: أبو بكر و عمر و عثمان و علي.
قال: فمعاوية ؟ قال لم يكن أحد أحقّ بالخلافة في زمان عليّ من عليّ رضي اللّه عنهم، و رحم معاوية.
رواها أبو بكر البيهقي عن أبي بكر بن الحارث.
413 - إبراهيم بن سيّار (1)
أبو إسحاق البغدادي الصوفي
كان يسكن المصّيصة، و قدم دمشق و حدّث بها عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، و سفيان بن عيينة، و محمد بن ربيعة الكلابي، و إسماعيل بن عليّة (2)، و محمد بن عبيد الطنافسي، و العلاء بن برد بن سنان، و أبي معاوية الضرير، و حجاج بن محمد.
روى عنه: محمد بن يزيد بن عبد الصمد.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد.
ح و أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بندار.
قالا: أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا المظفّر بن حاجب، نا محمد بن يزيد بن عبد الصمد، نا إبراهيم بن سيّار أبو إسحاق الصوفي - بغدادي، و مسكنه المصّيصة قدم علينا سنة ثلاثين و مائتين - نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن حبيبة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش قالت: استيقظ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو محمر وجهه فقال:«لا إله إلاّ اللّه، ويل للعرب من شرّ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج و مأجوج مثل هذا - و حلّق حلقة - قلت: يا رسول اللّه أ نهلك وفينا الصالحون ؟ قال:«[نعم] (3) إذا كثر الخبث»[1574].
ص: 422
أخبرناه عاليا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمد بن الحسن بن أحمد بن أبي علاثة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمد، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة، عن أمها، عن زينب بنت جحش قالت:
استيقظ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم محمرا وجهه و هو يقول:«لا إله إلاّ اللّه ويل للعرب من شرّ قد اقترب. فتح اليوم ردم يأجوج و مأجوج مثل هذا - و حلّق-» قال: قلت: يا رسول اللّه:
أ نهلك و فينا الصالحون ؟ قال:«نعم إذا كثر الخبث»[1575].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو أحمد عبد اللّه بن محمد بن (2) الناصح الفقيه - بمصر - نا محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي، نا إبراهيم بن سيّار أبي يزيد (3)-بغدادي سكن المصّيصة - نا محمد بن الحسن الهمداني الكوفي فذكر حديثا.
كذا قال، و أحسب أن قوله: أبي يزيد و هما، و لعله سقط من نسب محمد بن الحسن بن أبي يزيد فكتب في الحاشية، فنقل في غير موضعه و صحف: أبي يزيد، بأبي زيد. و اللّه أعلم.
و أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، قال (4):إبراهيم بن سيّار، أبو إسحاق البغدادي (5) سكن المصّيصة و حدّث بدمشق: عن محمد بن ربيعة [الكلابي] (6)،و محمد بن الحسن بن أبي يزيد [الهمداني] (7)، و سفيان بن عيينة، و العلاء بن برد بن سنان، و أبي معاوية [الضرير] (8)،و حجاج بن محمد، و ابن عليّة (9).روى عنه: محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي.
ص: 423
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):إبراهيم بن سيار، أبو إسحاق الصوفي. سكن المصّيصة و حدّث بها - و قال ابن خيرون: بدمشق - عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، و محمد بن ربيعة الكلابي و إسماعيل بن عليّة، و أبي معاوية الضرير، و سفيان بن عيينة - زاد ابن خيرون:
و حجاج بن محمد الأعور، و محمد بن عبيد الطنافسي. ثم اتفقا فقالا: روى [عنه] (2)محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي.
قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أما سيّار - أوله سين مهملة ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره راء - فهو إبراهيم بن سيّار أبي زيد.
ص: 424
أبو إسحاق العثماني الخاميّ ، المالكي، الواعظ
مصري سكن دمشق.
حدّث عن أبي علي الحسن بن علي بن الحسن الكفرطابي (1)،و أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحنّائي، و أبي (2) مسعود صالح بن أحمد الميانجي (3)،و أبي القاسم علي بن محمد بن علي الزيدي الحرّاني.
روى عنه: غيث بن علي، و حدّثنا عنه أبو الحسن بن قبيس.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا الشريف الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن شكر بن محمد العثماني الخامي، نا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي الزيدي العلوي، نا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد اللّه الآجرّي، حدثني أبو حفص عمر بن أيوب السقطي، نا محمد بن الصباح الجرجرائي، نا كثير بن مروان، عن عبد اللّه بن يزيد الدمشقي، أخبرني أبو الدرداء و أبو امامة و واثلة بن الأسقع و أنس بن مالك قالوا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء»[1576].
و قد أخرجت هذا الحديث عاليا في ترجمة عبد اللّه بن يزيد.
ص: 425
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: قال لي عبد العزيز بن أحمد الكتاني: قدم العثماني - يعني أبا إسحاق - إبراهيم بن شكر بن محمد بن علي المصري دمشق بعد العشرين و أربعمائة، و سمع من أبي الحسن بن عوف، و أبي نصر بن الجبّان، و أبي القاسم بن الطبيز، و أبي الحسن بن السمسار و من في طبقتهم، و نزل عند أبي الحسن بن الحنّائي، و لم يذكر في نسبه العثماني.
قال ابن الأكفاني: و قدم دمشق سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، و ذكر أنه من ولد عثمان.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - قراءة - قال: و فيها - يعني سنة سبع و ستين [و أربعمائة]- توفي أبو إسحاق إبراهيم بن شكر بن محمد العثماني الخامي الواعظ المصري - رحمه اللّه - في ليلة الأحد، و دفن يوم الأحد الثاني من ذي الحجة بباب الصغير، و كان قد دخل دمشق بعد العشرين و أربعمائة، فسمع بها من أبي الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن ياسر، و أبي الحسن محمد بن عوف، و أبي القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطبيز السرّاج، و أبي نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر بن الجبّان المدني الحافظ و غيرهم، ثم سافر إلى العراق فأقام ببغداد مدة ذكر أنه سمع من عبد الملك بن محمد بن بشران و غيره، ثم ورد إلى دمشق في سنة سبع و خمسين و أربعمائة. و حدّث بها عن جماعة و ذكر لي أنه سمع كتاب الناسخ و المنسوخ من هبة اللّه بن سلامة بن نصر البغدادي المفسر الضرير، و هبة اللّه بن سلامة هذا توفي يوم الأربعاء العاشر من رجب من سنة عشر و أربعمائة و دفن ببغداد في مقبرة جامع المنصور، و إبراهيم بن شكر هذا دخلها قبل الثلاثين و أربعمائة بعد خروجه من دمشق، و أراني غيث بن علي بن عبد السلام الأرمنازي - رضي اللّه عنه - جزءا دفعه إليه أبو إسحاق إبراهيم بن شكر فيه أحاديث جمعه أ فرأيت في أثنائه:
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا أبو جعفر الديبلي، و أبو إسحاق إبراهيم بن شكر - أظنه سمع من أبي محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس - و أبو محمد الحسن بن أحمد لم يسمع من الديبلي، و أبو محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس توفي بمكة سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة، و أبو جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي توفي ليومين خليا من جمادى الأولى سنة اثنتين و عشرين
ص: 426
و ثلاثمائة، حدثنا بذاك أبو محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، و حدّث عن علي بن محمد الزيدي الحرّاني، و عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطبيز الحلبي نزيل دمشق، و ذكر أنه سمع من علي بن محمد الزيدي الحرّاني كتاب «شفاء الصدور في تفسير القرآن» للنقاش عنه، و روى كتاب تفسير القرآن لعلي بن محمد بن حبيب الماوردي عنه. قال: و سمعت الشيخ الحافظ أبا محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني رحمه اللّه يقول: و قد أريته جزءا من كتب إبراهيم بن شكر و هو من مصنفات الآجريّ محمد بن الحسن، و هو ملصق و السماع عليه مزوّر بيّن التزوير، فقال: ما يكفي الزيدي الحراني - علي بن محمد - أن يكذب حتى يكذب عليه.
415 - إبراهيم بن شمر أبي عبلة بن يقظان بن المرتجل (1)
أبو إسماعيل، و يقال: أبو سعيد، و يقال: أبو إسحاق
و يقال: أبو العباس الفلسطيني الرّملي، و يقال: الدّمشقي (2)
روى عن أبيه، و عن ابن عمر، و أبي أمامة، و أنس بن مالك، و واثلة بن الأسقع، و أبي أبيّ عبد اللّه بن أم حرام، و أم الدرداء (3)،و بلال بن أبي الدرداء، و خالد بن معدان، و عدي بن عدي، و روح بن زنباع، و أبي الجلاس عقبة بن سيّار السلمي، و عمر بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن عيريد، و العريف بن عياش الديلمي، و حدير بن كريب، و شريك بن جماشة النميري، و الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي، و أبي يزيد الأردني، و عبد الواحد بن قيس، و يحيى بن أبي عمرو السّيّباني (4)،و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و عكرمة مولى بن عباس، و عطاء بن أبي رباح، و عنبسة بن أبي سفيان، و الزهري، و أبان بن صالح، و عقبة بن وسّاج.
روى عنه: مالك، و الليث، و الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و يونس بن يزيد، و بكر بن مضر، و عمرو بن الحارث، و يحيى بن أيوب المصريون، و قتادة بن الفضيل، و عبد السلام بن عبد القدوس، و رديح بن عطية، و عمرو بن بكر السكسكي،
ص: 427
و غياث بن إبراهيم النخعي الكوفي، و خالد بن يزيد بن صالح [بن] (1) صبيح، و الوليد بن رباح الرمادي، و محمد بن حمير السّليحي (2) الحمصي، و هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة (3)،و محمد بن إسحاق بن محصن العكّاشي (4)،و سليمان بن وهب، و عبد اللّه بن شوذب، و معقل بن عبيد اللّه، و أيوب بن سويد، و عبد اللّه بن هانئ بن عبد الرّحمن، و عبد اللّه بن سالم الحمصي، و عبد اللّه بن المبارك، و يحيى بن حمزة، و ضمرة بن ربيعة، و مسلمة بن علي، و محمد بن إسحاق صاحب المغازي، و إسماعيل بن عبد اللّه السكوني، و مروان بن شجاع الجزري، و بقية بن الوليد، و الوليد بن كثير.
و كان يوجهه الوليد بن عبد الملك من دمشق إلى بيت المقدس فيقسم فيهم العطاء، و دخل على عمر بن عبد العزيز في مسجد داره.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا قالوا: أنا أبو محمد الجوهري.
قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا أبو شعيب الحرّاني، نا أبو جعفر البقيلي، نا كثير بن مروان، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أنس بن مالك، قال: دخل علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلم يكن فينا أشمط غير أبي بكر فكان يغلّفها بالحنّاء و الكتم (5).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، أنا أبي قال: قال يحيى بن معين: إبراهيم بن أبي عبلة، اسم أبي عبلة: شمر.
ص: 428
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السقاء، نا أبو العباس الأصم قال: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى يقول: إبراهيم بن أبي عبلة ثقة، أبو عبلة اسمه شمر، إبراهيم بن أبي عبلة قد سمع من أم الدرداء، و قد أدركت الحجاج قلت: قد روى سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن أبي عبلة ؟ قال: لم يلقه سفيان.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة الدمشقي، قال (1):فأخبرني إسحاق بن إبراهيم بن سويد (2) أنه: إبراهيم بن شمر بن يقظان العقيلي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد و أبو الفضل بن خيرون ح.
و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.
قالا: أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد، أنا عمر [بن أحمد] (3) بن إسحاق، نا خليفة بن خياط العصفري، قال:
إبراهيم بن أبي عبلة يكنى أبا العباس دمشقي.
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه و اللفظ له، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم بن النرسي، قالا: أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى ح.
و حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمد بن الحسن الأصبهاني، و عبد الوهاب بن محمد بن موسى.
قالا: أنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد، أنا محمد بن سهل المقرئ، نا محمد بن إسماعيل البخاري (4)،قال: إبراهيم بن أبي عبلة، أبو إسماعيل الشامي، كناه
ص: 429
يحيى بن أيوب، سمع ابن عمر و ابن أم حرام. سمع منه [ابن] (1) المبارك، قال لي الحسن بن واقع، عن ضمرة بن ربيعة: مات سنة ثنتين و خمسين و مائة. قال لي عبد العزيز: نا أبو حذيفة، عن إبراهيم بن شمر، هو ابن أبي عبلة.
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج، يقول أبو إسماعيل إبراهيم بن أبي عبلة الشامي سمع ابن عمر و ابن أم حرام.
روى عنه ابن المبارك و ضمرة (2).
أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمد، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.
و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن محمد في الطبقة الرابعة قال: إبراهيم بن أبي عبلة - العقيلي، فلسطيني - شمر بن يقظان: رأى ابن عمر، و أبا أبيّ ، و واثلة.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام الرازي، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة الدمشقي في تسمية نفر متقاربين في السن عمّروا: أبو إسماعيل إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمد، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو الفضل بن عصام - و هو العباس بن عبد اللّه بن أحمد - نا هلال بن العلاء أبو عمر الرّقّي، نا ابن نفيل، نا كثير بن مروان، عن إبراهيم بن أبي عبلة - و هو أبو إسماعيل، و يقال: أبو إسحاق بن شمر أبي عبلة - بن يقظان، و يقال مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث و خمسين و مائة. عن ابن الديلمي بحديث واثلة: في العتق.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة ح.
ص: 430
قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة - قراءة - أنا أبو الحسن الفأفاء.
قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1):قال: إبراهيم بن شمر، و هو ابن أبي عبلة، يكنى بأبي إسماعيل من أهل الرملة. رأى ابن عمرو روى عن أبي أبيّ عبد اللّه بن أم حرام، و واثلة بن الأسقع، روى عنه مالك، و سعيد بن عبد العزيز، و الليث (2)و يونس، و بكر بن مضر. سمعت أبي يقول ذلك، و سمعته يقول: هو صدوق [ثقة] (3)قال أبو محمد: و روى عن الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن الحكاك، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا أبو الحسن الخصيب (4) بن عبد اللّه بن محمد، أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي قال: أبو إسماعيل إبراهيم بن شمر بن يقظان شامي ثقة.
أنا موسى بن سهل، نا ابن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، حدّثني أبو إسماعيل إبراهيم بن أبي عبلة.
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: و إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي، يكنى أبا سعيد، و يقال أبو إسماعيل، و اسم عبلة شمر بن يقظان.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني (5)-إجازة - أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم، قال: أبو إسماعيل - و يقال: أبو العباس - إبراهيم بن أبي عبلة الشامي العقيلي، و اسم أبي عبلة شمر بن يقظان بن المرتجل تابعي.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني،
ص: 431
قال: إبراهيم بن أبي عبلة يكنى أبا إسماعيل، و اسم أبي عبلة شمر بن يقظان.
قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: إبراهيم بن أبي عبلة و اسم أبي عبلة شمر بن يقظان، يروي عن واثلة بن الأسقع، و أنس بن مالك، و عبد اللّه ابن أم حرام، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و غيرهم، و عن أبيه أبي عبلة. روى عنه ابن أخيه هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة، و محمد بن حمير، و محمد بن إسحاق، و مروان بن شجاع، و غيرهم.
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ح.
و حدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا عبد الرحيم البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد، قال: عبلة بالباء معجمة بواحدة من تحتها بفتح العين: إبراهيم بن أبي عبلة شمر بن يقظان.
قرأت على أبي محمد عن الأمير أبي نصر بن ماكولا، قال (1):و أما عبلة بباء ساكنة معجمة بواحدة: أبو عبلة شمر بن يقظان، روى عنه ابنه إبراهيم بن أبي عبلة و ابنه إبراهيم بن أبي عبلة يروي عن أنس بن مالك، و واثلة بن الأسقع، و عبد اللّه بن أم حرام، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و غيرهم. روى عنه: ابن أخيه هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة، و محمد بن حمير، و مروان بن شجاع، و محمد بن إسحاق، و غيرهم.
أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري، أنا أبو طالب عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه، نا أبو جعفر محمد بن يوسف الباوردي - قراءة عليه في كتابه - نا سليمان بن عبد الحميد أبو أيوب الحمصي، أنا الخطاب بن عثمان الفوزي (2)،نا محمد بن حمير، نا إبراهيم بن أبي عبلة
ص: 432
قال: رأيت من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ابن عمرو (1)،و عبد اللّه بن أم حرام، و واثلة بن الأسقع، و غيرهم (2) يلبسون البرانس و يعمون (3) شواربهم و لا يحفون حتى ترى الجلدة، و لكن قصا حتى يكشفون الشفة، و يصفّرون بالورس، و يخضّبون بالحنّاء و الكتم.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة قال: و قال هيثم بن خارجة، نا محمد بن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: أدركت ابن عمر، و عبد اللّه بن عمرو، و ابن أم حرام، و واثلة بن الأسقع، و أنس بن مالك فلامض لاطئة (4) و يصفّرون لحاهم.
قال أبو زرعة: و اختلف عن إبراهيم بن أبي عبلة في حديث واثلة، و إبراهيم بن أبي عبلة أبو إسماعيل من القدماء، أدرك ابن عمر، و واثلة، و عبد اللّه بن عمر، و ابن أم حرام، و أنس بن مالك.
أخبرنا أبو علي المقرئ، و حدثني أبو مسعود الشروطي عنه، أنا أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني، نا أبو القاسم الطبراني، نا أبو يزيد القراطيسي (5)،نا المعلى بن الوليد القعقاعي، نا هانئ بن عبد الرّحمن، حدثني عمي إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي، قال: أدركت رجالا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فرأيت منهم رجلين كلمت أحدهما و لم أكلم الآخر أبا أبيّ ابن أم حرام الأنصاري، و كان ممن شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم القبلتين، و رأيت عليه كساء خزّ أغبر، و رأيت واثلة بن الأسقع و لم أكلمه، فقام إليه العريف بن الديلمي حتى جلس إليه فلما قام من عنده لقيته، فقلت: ما ذا حدّثك ؟ قال: حدّثني أن نفرا من بني سليم أتوا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فذكر حديث العتق.
أنبأنا أبو علي الحداد المقرئ، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو
ص: 433
نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت علي بن المديني يسأل عن إبراهيم بن أبي عبلة فقال: كان أحد الثقات. قال: و سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: إبراهيم بن أبي عبلة ثقة.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطّيّوري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول ح.
و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار (1)،أنا محمد بن علي، أنا محمد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، قال: قال يحيى بن معين: إبراهيم بن أبي عبلة ثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن إبراهيم بن أبي عبلة ثقة.
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قلت للدار قطني: إبراهيم بن أبي عبلة ؟ فقال: الطرقات إليه ليست تصفو، و هو بنفسه ثقة (2)،لا يخالف الثقات إذا روى عن ثقة.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (3)،نا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، نا محمد بن أحمد بن راشد، نا عبد اللّه بن هانئ بن عبد الرّحمن المقدسي، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال سأل عمرو بن الوليد رجلا عن إبراهيم بن أبي عبلة فأخبره، فقال عمرو: إنه ما علمت هنيا مريا من الرجال.
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم بن يوسف - إجازة - نا أحمد بن طاهر بن النجم،
ص: 434
أنا سعيد بن عمرو البردعي، قال: سألت محمد بن يحيى عن حديث كان في كتابي عنه، عن أحمد بن يونس عن طلحة بن زيد، عن إبراهيم بن أبي عبلة فأبى أن يقرأه عليّ فقلت له: إن إبراهيم بن أبي عبلة أنا أعنى بحديثه، فقال: إبراهيم بن أبي عبلة: يا لك من رجل، و طلحة بن زيد بئس الرجل و لا يستحق أن يروى عنه - أو كلمة نحوها-.
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمد بن عبيد بن آدم، نا أبو عمير قال: سمعت الوليد بن كثير يقول: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يقول ليحيى بن أبي عمرو السّيباني (1)و علي بن أبي حملة (2):أنا أسنّ منكما، كذا قال؛ و إنما هو كثير بن الوليد.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو عمير، قال: سمعت كثير بن الوليد يقول: سمع ابن أبي عبلة يقول للسّيباني و ابن أبي حملة أنا أكبر منكما.
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا إبراهيم (3)الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني، نا أبو عمير بن النحاس، نا ضمرة بن ربيعة، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: قدم الوليد بن عبد الملك فأمرني فتكلمت قال: فلقيني عمر بن عبد العزيز فقال: يا إبراهيم لقد وعظت موعظة وقعت من القلوب.
قال (4):و نا محمد بن عبيد بن آدم، نا أبو عمير، نا ضمرة، قال: قال إبراهيم بن أبي عبلة، قال لي الوليد بن عبد الملك: في كم تختم القرآن ؟ فقلت: في كذا و كذا، فقال أمير المؤمنين على شغله يختم في كل سبع أو في كل ثلاث.
قال (5):و نا محمد بن عبيد، نا أبو عمير، نا ضمرة، قال: قال لي إبراهيم بن أبي
ص: 435
عبلة: كان الوليد بن عبد الملك يبعث معي (1) بقصاع (2) الفضة إلى أهل بيت المقدس فأقسمها بينهم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن علي، أنا محمد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا أبو محمد الدمشقي، عن إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي و كانت له ناحية من عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا الصيرفي، نا محمد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو حفص البخاري أنه حدث عن محمد بن عبد اللّه بن علاثة (3)،عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز و هو [ب ] (4)مسجد داره و كنت له ناصحا و كان مني مستمعا فقال: يا إبراهيم بلغني أن موسى قال:
- المعنى - ما الذي يخلّصني من عقابك، و يبلغني رضوانك، و ينجيني من سخطك ؟ قال: الاستغفار باللسان، و الندم بالقلب، و الترك بالجوارح.
قرأت بخط عبد الوهاب بن جعفر الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر، أنا أبي قال: و أنا أبو قلابة، نا عبد الملك أبو العباس الباهلي، نا إبراهيم بن أبي عبلة، قال: دخلنا على عمر بن عبد العزيز يوم العيد و الناس يسلمون عليه و يقولون: تقبل اللّه منا و منك يا أمير المؤمنين فيردّ عليهم، و لا ينكر عليهم (5).
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن أحمد بن راشد، نا عبد اللّه (7) بن هانئ بن عبد الرّحمن، حدثني أبي، عن (8)
ص: 436
إبراهيم بن أبي عبلة، قال: بعث إليّ هشام بن عبد الملك فقال: يا إبراهيم إنا قد عرفناك صغيرا، و اختبرناك كبيرا، و رضينا بسيرتك و بحالك، و قد رأيت أن أخلطك (1) بنفسي و خاصّتي، و أشركك في عملي، و قد وليتك خراج مصر. قال: فقلت: أما الذي عليه رأيك يا أمير المؤمنين فاللّه يجزيك و يثيبك، و كفى به جازيا و مثيبا، و أمّا الذي أنا عليه فمالي بالخراج بصر، و ما لي عليه قوة. قال فغضب حتى اختلج وجهه، و كان في عينيه الحول (2) قال: فنظر إليّ نظرا منكرا ثم قال: لتلين طائعا أو لتلين كارها؟ قال: فأمسكت عن الكلام حتى رأيت غضبه قد انكسر، و سورته قد طغيت فقلت: يا أمير المؤمنين أتكلم ؟ قال: نعم، قلت: إن اللّه سبحانه و بحمده قال في كتابه: إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا الآية (3).فو اللّه يا أمير المؤمنين ما غضب عليهن إذ أبين، و لا أكرههن إذ كرهن، و ما أنا بحقيق أن تغضب عليّ إذ أبيت، و لا تكرهني إذ كرهت. قال: فضحك حتى بدت نواجذه. ثم قال: يا إبراهيم قد أبيت إلاّ فقها، قد رضينا عنك و أعفيناك.
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي - بالمدينة - أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس، أنا محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الديبلي، نا دهثم (4) بن الفضل (5) بن خلف الرملي، قال:
سمعت ضمرة بن ربيعة يقول: ما رأيت لذة العيش إلاّ في خصلتين: أكل الموز بالعسل في ظل صخرة بيت المقدس، و حديث ابن أبي عبلة فلم أر أفصح منه.
كذا رواه لنا، و إنما سمعه ابن فراس من عباس بن محمد بن قتيبة لا من الديبلي و قد رواه بعدي لغيري على الصواب.
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا موسى بن عيسى بن المنذر، نا أبي، نا
ص: 437
بقية، عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: مرض أهلي فكانت أم الدرداء تصنع لي الطعام، فلما برءوا قالت: إنما كنا (1) نصنع [طعامك] (2) إذ (3) كان أهلك مرضى، فأما إذا (4)برءوا فلا.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي تمام، عن علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّويه، أنا محمد بن القاسم بن جعفر، أنا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: قلت للعلاء بن زياد بن مطر العدوي: إني أجد وسوسة في قلبي فقال لي: ما أحبّ لو أنك متّ عام أول، إنك العام خير منك عام أول (5).
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر، نا أبو بكر الخطيب ح.
و أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، قالا: أنا أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، نا عبد الغافر بن سلامة الحمصي، نا يحيى بن عثمان، نا محمد بن حمير، حدثني إبراهيم بن أبي عبلة، قال: من حمل شاذّ العلماء حمل شرا كثيرا (6).
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى التميمي، أنا أبو نصر الوائلي، نا الخصيب (7) بن عبد اللّه بن محمد، أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن، أخبرني صفوان بن عمرو، نا محمد بن زياد - أبو مسعود، من أهل بيت المقدس - قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة و هو يقول لمن جاء من الغزو: قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: يا أبا إسماعيل و ما الجهاد الأكبر؟ قال (8):جهاد القلب.
ص: 438
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبو حاتم، نا عمرو بن أسلم، نا سلم بن ميمون، نا محمد أبو عثمان المقدسي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال:
لسانك ما بخلت به مصون *** فلا تهمله ليس له قيود
و سكّن بالصّمات خبيء صدر *** كما يخبأ الزبرجد و الفريد
فإنّك لن تردّ الدهر قولا *** نطقت به، و أندية قعود
كما لم ترتجع مسقاة ماء *** و لم يرتدّ في الرحم الوليد (1)
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و مات إبراهيم بن أبي عبلة سنة إحدى و خمسين، و هو إبراهيم بن شمر بن يقظان العقيلي.
و قال ضمرة: هلك إبراهيم بن أبي عبلة سنة ثنتين و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلّمة و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن أحمد بن فهر العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن الحنّائي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني، نا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، نا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، نا نعيم بن حمّاد، قال: قال ضمرة: مات ابن أبي عبلة سنة اثنتين و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة الدمشقي (2)،نا محمد بن أبي أسامة، عن ضمرة قال: هلك إبراهيم بن أبي عبلة سنة إحدى أو اثنتين و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوّزي (3)،نا أحمد بن الطيّب ابن منصور بن الحجّاج الورّاق، نا
ص: 439
محمد بن مخلد العطار، نا عباس بن محمد، قال: سمعت أبا مسلم المستملي يقول:
مات إبراهيم بن أبي عبلة سنة إحدى أو اثنتين و خمسين (1) و مائة.
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد، و أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه بن منده، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: إبراهيم بن أبي عبلة القيسي ثم العقيلي، و اسم أبي عبلة شمر بن يقظان يكنى أبا إسماعيل من أهل فلسطين قدم الإسكندرية. روى عنه عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، و يحيى بن أيوب. توفي سنة اثنتين و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا حيوة بن شريح و سعيد بن أسد، قالا: نا ضمرة قال: مات ح.
و أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار السكري، نا عبد الصمد بن علي الطستي (2)،نا إبراهيم بن أحمد بن مروان، نا محمد بن إبراهيم المروزي، نا محمد بن عمرو الكلبي، قال: قال ضمرة: هلك إبراهيم بن أبي عبلة سنة اثنتين أو ثلاث و خمسين و مائة. و قال سعيد: سنة اثنتين - و لم يشك - و كذلك قال الوليد بن أبي طلحة عن ضمرة من غير شك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر بن سوار، أنا أبو الفضل الكوفي ح.
و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل عبيد اللّه بن علي، أنا أبو الحسن بن الجندي، أنا عبد اللّه بن أبي داود، نا ابن مصفّى، نا ضمرة قال: هلك إبراهيم بن أبي عبلة سنة ثنتين أو ثلاث و خمسين و مائة.
ص: 440
أبو طاهر النّفيلي
المرتب بالمدرسة النظامية ببغداد، من أهل دمشق.
ذكر لي أنه ولد ببانياس (1) في جمادى الأولى سنة أربع و أربعين و أربع مائة؛ و سمع جده لأمه محمد بن أبي نصر الطالقاني الصوفي، و سمع ببغداد أبا نصر الزينبي.
كتبت عنه شيئا يسيرا و لم يكن مرضي الطريقة.
أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن شيبان بن محمد النّفيلي الدمشقي المرتب ببغداد، أنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي الهاشمي في المحرم سنة خمس و سبعين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق المعروف بابن زنفور، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، نا كامل بن طلحة، نا مالك، عن الزّهري، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقرأ في المغرب بالطور.
قرأت بخط أبي المعمّر المبارك بن أحمد بن المعمّر الأنصاري: مات أبو طاهر إبراهيم بن شيبان بن محمد بن شيبان المرتب رابع جمادى الأولى، يعني من سنة تسع و ثلاثين و خمسمائة ببغداد.
417 - إبراهيم بن شيبان القرميسيني (2)
من مشايخ الصوفية.
حدّث عن عليّ بن الحسن بن أبي العنبر، و صحب أبا عبد اللّه محمد بن إسماعيل المغربي، و إبراهيم بن أحمد الخوّاص.
روى عنه: أبو زيد محمد بن أحمد المروزي الفقيه، و الحسن بن إبراهيم
ص: 441
القرميسيني، و محمد بن عبد اللّه بن شاذان الرازي، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه الدقاق، و محمد بن محمد بن ثوابة.
و اجتاز في سياحته بمعان (1) من البلقاء من أعمال دمشق.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى، أنا أبو عبد الرّحمن محمد بن الحسين السلمي، أنا الشيخ أبو زيد محمد بن أحمد الفقيه المروزي، نا إبراهيم بن شيبان الزاهد - بقرميسين-[نا] (2)علي بن الحسن بن أبي العنبر، نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو شيبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى حنظلة الراهب، و حمزة بن عبد المطلب تغسلهما الملائكة[1577].
أنبأتنا شهدة بنت [أحمد بن الفرج بن عمر الدينوري] (3) الإبري (4) قالت: أنا جعفر بن أحمد السراج قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمود المروزي الصوفي يقول: سمعت محمد بن محمد بن ثوابة قال: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: خرجت مع أبي عبد اللّه المغربي على طريق تبوك (5) فلما أشرفنا على معان و كان له بمعان شيخ يقال له أبو الحسن المعاني فنزل عليه، و ما كنت رأيته قبل، و لكن سمعت باسمه فوقع في خاطري إذا دخلت إلى معان. قلت له يصلح لنا عدسا بخلّ فالتفت إليّ الشيخ قال لي: احفظ خاطرك، فقلت له: ليس إلاّ خير فأخذ الركوة من يدي، فجعلت أتقلّب (6)على الرمضاء، و أقول لا أعود، فلما رضي عني ردّ الركوة إليّ فلما دخلنا إلى معان، قال لي الشيخ أبو الحسن المعاني و ما رآني قط قد عاد خاطرك على الجماعة كل ما عندنا عدس بخلّ .
ص: 442
أنبأنا أبو الحسن بن إسماعيل، أنا أبو بكر بن أبي زكريا، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن السلمي في كتاب: تاريخ الصوفية: إبراهيم بن شيبان، أبو إسحاق من جلّة (1) مشايخ الجبل نزل قرميسين، و مات بها و قبره بها ظاهر يتبرك بحضوره، صحب أبا عبد اللّه المغربي، و إبراهيم الخوّاص و غيرهما من المشايخ، و هو من جلّة (2)المشايخ و أورعهم و أحسنهم حالا.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قال: قال لنا أبي الأستاذ أبو القاسم (3):و منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن شيبان القرميسيني شيخ وقته صحب أبا عبد اللّه المغربي، و الخوّاص، و غيرهما.
أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل - في كتابه - أنا أبو بكر بن أبي زكريا المزكي، أنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت عبد اللّه بن محمد المعلم يقول:
سئل عبد اللّه بن منازل، عن إبراهيم بن شيبان فقال: إبراهيم حجة اللّه على الفقراء و أهل الآداب و المعاملات (4).
سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول (5):سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: من أراد أن يتعطل و يتبطل فليلزم (6) الرخص.
و قال: علم الفناء و البقاء يدور على إخلاص الوحدانية و صحة العبودية، و ما كان غير هذا فهو المغاليط و الزندقة (7).
ص: 443
كتب إليّ أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمد بن يحيى بن إبراهيم، قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا زيد الفقيه المروزي يقول: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: الخلق محل الآفات، و أكثر منهم آفة من يأنس بهم أو يسكن إليهم (1).
قال: و سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول:
سمعت إبراهيم بن شيبان، و سألته ما الورع ؟ قال: الورع أن تسلم مما يختلج منه صدرك من الشّبهات، و يسلم المسلّمون من شرّ أعصابك ظاهرا و باطنا.
قال: و أنا محمد بن الحسين قال: سمعت الحسن بن إبراهيم القرميسيني يقول:
دخلت على إبراهيم بن شيبان فقال لي: لم جئتني ؟ قلت: لأخدمك، قال: استأذنت والديك ؟ قلت: نعم، و أذنا لي فدخل عليه قوم من السوقة، و قوم من الفقراء فقال لي:
قم و اخدمهم فنظرت في البيت إلى سفرتين إحداهما جديدة و الأخرى خلقة، فقدّمت الجديدة إلى الفقراء و الخلقة إلى السوقة، و حملت الطعام النظيف إلى الفقراء و غيره إلى السوقة، فنظر إليّ و استبشر و قال: من علّمك ذا؟ قلت: حسن نيتي فيك، فقال لي:
بارك اللّه عليك.
فما حلفت بعد ذلك بارا و لا حانثا، و ما عققت والديّ ، و ما عقّني أحد من أولادي.
قال: و أنا محمد بن الحسين، قال: مات إبراهيم بن شيبان سنة ثلاثين و ثلاثمائة (2).
ص: 444
ابن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي (1)
أمير دمشق من قبل المهدي، و ولي مصر من قبل المهدي أيضا مرتين، و ولي الجزيرة لموسى الهادي.
حكى عنه: عبد اللّه بن وهب المصري.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن عيسى بن حمدون، نا مساور بن أحمد، قال: قال إسحاق بن سليمان: توفي أمير المؤمنين المهدي سنة تسع و ستين و مائة، و أميره على كور دمشق و الأردن إبراهيم بن صالح، فتوفي المهدي و ولي الهادي و الأمير على كور دمشق و الأردن و قبرس (2) إبراهيم بن صالح، فأقره الهادي على أعماله، فلم يزل عليها حتى مات، و ولي هارون الرشيد الخلافة سنة سبعين و مائة، و الأمير على كور دمشق و الأردن و قبرس إبراهيم بن صالح فعزله، و ولاه محمد بن إبراهيم، فلم يزل واليا على كور دمشق إلى سنة اثنتين و سبعين، ثم ولّى هارون إبراهيم بن صالح، فلم يزل واليا عليها إلى سنة خمس و سبعين و مائة.
قال غير إسحاق بن سليمان: كان أول ما هاج الحرب بالشام في أيام أبي
ص: 445
الهيذام (1) المري و الأمير يومئذ بدمشق عبد الصمد بن علي - يعني بعد إبراهيم - و كثرت القتلى بين القيسية و اليمانية، و عزل عبد الصمد بن علي عن دمشق، و قدم إبراهيم بن صالح عاملا على دمشق و هم على ذلك الشر، فكان ذلك نحوا من سنتين ثم تداعى القوم بعد شر طويل إلى الصلح. هذا قول المدائني.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، نا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2) في تسمية عمال موسى الهادي على الجزيرة: ولاها رجلا من [أهل] (3) خراسان يكنى أبا هريرة، و ولاّها إبراهيم بن صالح.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر سسّويه (4)،أنا أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: و بلغني عن أحمد بن أبي الحواري: حدثني محمد أخي قال: دخل عبّاد بن عبّاد على إبراهيم بن صالح و هو على فلسطين و عليه قلنسيان و هو حافي فقال:
عظني، فقال: بما أعظك - أصلحك اللّه ؟- بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى، فانظر ما ذا يعرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من عملك، قال: فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه على لحيته.
كذا رواها ابن أبي الدنيا بلاغا عن ابن أبي الحواري.
أخبرنا أبو الحسين (5) محمد بن كامل المقدسي، أنا أبي أبو الحسن كامل بن ديسم، أنا أبو سعيد عبد الكريم بن علي بن أبي نصر القزويني، نا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى الإشبيلي، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب - قراءة عليه - نا أبو عمرو محمد بن علي بن خلف بن عبد الواحد الصرار، نا
ص: 446
أحمد بن عبد اللّه بن أبي الحواري، نا أخي محمد بن عبد اللّه قال: دخل عبّاد الخواص على إبراهيم بن صالح و هو أمير فلسطين فقال له إبراهيم: عظني فقال: أعظك - أصلحك اللّه-؟ قد بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى، قال:
و عليه قلنسيان (1) و هو حافي فانظر ما ذا يعرض على رسول (2) اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من عملك. قال:
فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبو محمد الرملي، حدثني أبو عمير بن النحاس، قال: حدثتني أمي عن أخيها - و كان يقال له داود الرّطال - و كان مولى لإبراهيم بن صالح بن علي قال: لما احتضر إبراهيم بن صالح قلت له: يا مولاي قل: لا إله إلاّ اللّه، فقال: فعلتها يا داود؟ كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم ح.
و حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع عنهما. قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده.
و أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنبأني أبو عمرو بن منده، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس كان أمير مصر حكى عنه ابن وهب، توفي يوم الخميس لليلتين خلتا من شعبان سنة ست و سبعين و مائة (3).
فديت من خدّشني عابثا *** فصار في الوجنة كالنقش
خدّش خدّي و لدمعي به *** من حبّه خدش على خدش
فقلت لمّا لم أجد حيلة *** و عيل صبري و وهى بطشي
إن كان يا مولاي قد فاتني *** أخذك في دنياي بالأرش (1)
فليس في الحشر لدي عرضنا *** يغفل عن ظلمك ذو العرش
ها أنا يا مكتوم في حبّكم *** كالشّنّ مطروح على الفرش
و عن قليل غير شكّ *** ترى عبدك محمولا على النعش
ذكر أبو الحسن المدائني: أنه كان عند عبد الملك بن مروان بدمشق، فاستشاره في قتل عمرو بن سعيد و لم يصنع شيئا فإن الذي كان عند عبد الملك كريب بن إبراهيم ابنه. و قد ذكرت أخباره في موضعها.
ص: 448
ابن علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن هاشم
أبو إسحاق القرشي (1) المعروف بالخشوعيّ (2) الرّفّاء الصّوّاف
سمع أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا الحسن علي بن الحسن بن طاوس المقرئ، و أبا محمد جعفر بن أحمد بن الحسين القارئ البغدادي و أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي.
كتبت عنه، و كان ثقة خيرا.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات - بقراءتي غير مرة - أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصّيصي، أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن المروزيان - ببغداد - أنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامريّ الستوري (3)،نا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، نا هشيم، عن يونس بن عبيد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«مطل الغنيّ ظلم، و إذا أحلت على مليء،
ص: 449
فاتبعه و لا تبع بيعتين في بيعة»[1578].
توفي إبراهيم الخشوعي ليلة الجمعة، و دفن يوم الجمعة الثاني و العشرين من شعبان سنة أربع و ثلاثين و خمسمائة، و شهدت دفنه بباب الفراديس.
روى عن أبيه.
روى عنه: ابنه سعيد بن إبراهيم.
ص: 450
423 - إبراهيم بن عبّاد التميمي البصري (1)
حدّث عن هشام بن عمّار.
روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكي المقرئ.
قرأت على أبي عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل، عن أبي بكر أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني، نا أحمد بن محمد بن يوسف بن مروة، نا أبو الحسن علي بن داود المقرئ، أخبرني محمد بن الحسن بن علي الأنطاكي المقرئ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي المقرئ، حدثني إبراهيم بن عباد، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن الحارث، عن ابن عامر أنه قرأ على عثمان.
هكذا قال الوليد.
ابن الحسين بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أبو الحسين الشريف
القاضي. ولي القضاء بدمشق و الخطابة في أيام أبي تميم معدّ الملقب بالمستنصر نيابة عن قاضي قضاته أبي محمد القاسم بن عبد العزيز بن محمد بن النعمان بعد عمه أبي تراب المحسّن بن محمد بن العباس ثم (2) عزل بأبي الحسين يحيى بن زيد الزيدي،
ص: 451
ثم أعيد إلى القضاء.
روى عن أبي عبد اللّه بن أبي كامل بالإجازة، أخبرنا عنه ابنه الشريف أبو القاسم النسيب.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، قال: قرأت على والدي أبي الحسين إبراهيم بن العباس بن الحسن الحسيني نصر اللّه و جمعه قلت: أخبركم أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه الأطرابلسي - إجازة - أنا خيثمة بن سليمان القرشي، نا أبو عبيدة السّرّي بن يحيى، نا يعلى بن عبيد، نا سفيان الثوري، عن منصور، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعوّذ الحسن و الحسين عليهما السلام يقول:«أعيذكما بكلمات اللّه التامة من كل شيطان و هامّة، و من كل عين لامّة»، و يقول:«هكذا كان أبي إبراهيم يعوّذ ابنيه إسماعيل و إسحاق صلّى اللّه عليهم أجمعين»[1579].
ذكر ابنه الشريف النسيب: أن مولده في محرم سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: توفي القاضي الشريف مستخص الدولة أبو الحسين إبراهيم بن العباس بن الحسن الحسيني يوم السبت التاسع و العشرين من شعبان سنة أربع و خمسين و أربعمائة ضحوة نهار، و أخرج العصر و دفن في باب الصغير. و كان قد سمع منه ولده نسيب الدولة أبو القاسم علي بن إبراهيم جزءا من حديث أبي عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل - وجد عليه إجازة له من ابن أبي كامل - و لم يسمع منه أحد غيره، و أخرج إليّ ولده نسيب الدولة أبو القاسم عليّ جزءا فيه ذكر أسانيد قراءة أبي عمرو بن العلاء المازني البصري نقلا و إذنا للتلاوة على أبي الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز الجوهري، و خطه للشريف أبي الحسين إبراهيم بن العباس الحسيني أنه قرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره بقراءة أبي عمرو بن العلاء التي قرأتها على غلام النساك، و كانت قراءته بها في شوال سنة ست و أربعمائة.
ص: 452
ذكر من اسم أبيه محمود من الأحمدين
259 - أحمد بن محمود بن الأشعث و يقال ابن محبوب بن الأشعث أبو علي المعدل 3
260 - أحمد بن محمود بن صبيح بن مقاتل أبو الحسن الهروي 4
261 - أحمد بن محمود 6
262 - أحمد بن محمود أبو بكر الرسعني 7
263 - أحمد بن مخلد بن ناصح أبو الحسن العذري8
264 - أحمد بن مدرك بن زنجلة أبو عبد اللّه - و يقال: أبو جعفر - الرازي8
265 - أحمد بن مستور9
266 - أحمد بن مسعود المقدسي قيل إنه دمشقي10
267 - أحمد بن مسلمة بن جبلة بن مسلمة بن أوفى بن خارجة بن حمزة بن النعمان صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبو العباس العذري11
268 - أحمد بن مطرف أبو الحسن السبتي القاضي16
269 - أحمد بن معاوية بن وديع المذحجي17
270 - أحمد بن المعلى بن يزيد أبو بكر الأسدي19
271 - أحمد بن مقاتل بن مصكود بن أبي نصر أبو العباس التوسي المالكي21
272 - أحمد بن مكي بن عبد الوهاب بن أبي الكراديس أبو العباس22
ذكر من اسم أبيه منصور من الأحمدين
271 - مكرر - أحمد بن منصور بن سيار بن معارك أبو بكر البغداذي المعروف بالرمادي23
272 - مكرر - أحمد بن منصور بن محمد أبو العباس الشيرازي الحافظ 28
273 - أحمد بن منصور بن محمد بن عبد اللّه بن محمد أبو العباس الغساني الفقيه المالكي المعروف بابن قبيس 31
ص: 453
274 - أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الأطرابلسي الشاعر الرّفاء32
275 - أحمد بن منير بن عبد الرزاق أبو صالح الأطرابلسي35
ذكر من اسم أبيه موسى من الأحمدين
276 - أحمد بن موسى بن الحسين بن علي أبو بكر بن السمسار أخو أبي العباس و أبي الحسن37
277 - أحمد بن موسى بن عمار أبو بكر القرشي الأنطاكي39
278 - أحمد بن موسى الهاشمي مولاهم39
279 - أحمد بن بن المؤمّل40
280 - أحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر الأصبهاني المدني40
281 - أحمد بن مهدي بن سليمان الكردي أبو نصر المقرئ43
حرف النون في آباء الأحمدين
282 - أحمد بن نذير أبو بكر الحافظ 44
ذكر من اسم أبيه نصر من الأحمدين
283 - أحمد بن نصر بن زياد أبو عبد اللّه القرشي النيسابوري المقرئ45
284 - أحمد بن نصر بن شاكر بن عمار و هو أحمد بن أبي رجاء أبو الحسن المقرئ المؤدب49
285 - أحمد بن نصر بن مالك50
286 - أحمد بن نصر بن طالب أبو طالب البغدادي الحافظ 51
287 - أحمد بن نصر بن محمد أبو الحسن بن أبي الليث المصري الحافظ 53
288 - أحمد بن نصر بن محمد أبو منصور الدينوري 55
289 - أحمد بن نصر الشيباني 55
290 - أحمد بن النضر بن بحر أبو جعفر العسكري السكري 56
291 - أحمد بن نظيف بن عبد اللّه أبو بكر الخفاف 58
292 - أحمد بن نمير الثقفي 58
293 - أحمد بن نهيك 60
حرف الواو في أسماء آباء الأحمدين
294 - أحمد بن وصيف حام 61
295 - أحمد بن الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد اللّه بن مصدع الخزاعي 61
ص: 454
296 - أحمد بن الوليد بن هشام القرشي مولى بني أمية و يعرف بالقبيطي 61
297 - أحمد بن الوليد 62
حرف الهاء في آباء الأحمدين
298 - أحمد بن هارون بن جعفر أبو العباس الدلاء البغدادي 63
299 - أحمد بن هارون بن حنش بن النضر أبو جعفر البخاري الغزال 63
300 - أحمد بن هارون بن روح أبو بكر البردعي الحافظ 64
301 - أحمد بن هارون بن معاوية أبو عبيد اللّه الأشعري 68
302 - أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان أبو العباس بن الجندي القاضي 68
303 - أحمد بن هاشم بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي اللهبي 69
304 - أحمد بن هاشم بن عمرو بن إسماعيل بن عبد الرّحمن بن سليمان بن عبد اللّه أبو جعفر بن أبي هاشم الحميري البعلبكي ابن بنت محمد بن هاشم يلقب بندارا 69
305 - أحمد بن هشام بن عبد اللّه بن كثير القارئ أبو الحسن الأسدي 70
306 - أحمد بن هشام بن أبي هشام البعلبكي 71
307 - أحمد بن هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان أبو عبد اللّه السلمي 71
308 - أحمد بن همام بن عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر أبو حدرد المخزومي 73
حرف الياء في آباء الأحمدين ذكر من اسم أبيه يحيى
309 - أحمد بن يحيى بن أحمد بن يزيد بن الحكم الحجوري 74
310 - أحمد بن يحيى بن جابر بن داود أبو الحسن - و يقال: أبو جعفر، و يقال: أبو بكر - البغدادي البلاذري الكاتب صاحب التاريخ 74
311 - أحمد بن يحيى بن الحكم أبو بكر الأسدي 76
312 - أحمد بن يحيى بن سهل بن السري أبو الحسين الطائي المنبجي الشاهد المقرئ النحوي 76
313 - أحمد بن يحيى بن صالح بن بيهس بن زميل بن عمرو بن هبيرة بن زفر بن عامر بن هبيرة ابن زفر بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب 78
ص: 455
314 - أحمد بن يحيى 79
315 - أحمد بن يحيى أبو بكر السنبلاني الأصبهاني 80
316 - أحمد بن يحيى الأنطاكي 81
317 - أحمد بن يحيى أبو عبد اللّه بن الجلاء 81
318 - أحمد بن يحيى أبو العباس الأسدي 93
319 - أحمد بن يدغباش التركي 93
ذكر من اسم أبيه يزيد من الأحمدين
320 - أحمد بن يزيد بن أزداذ أبو الحسن الحلواني الصفار المقرئ 95
321 - أحمد بن أبي خالد يزيد بن عبد الرّحمن أبو العباس الكاتب الأحول 97
322 - أحمد بن يزيد بن عبد الصمد 101
323 - أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار بن يعاطر بن مصعب بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم أبو بكر القرشي الأموي الجرجاني 101
ذكر من اسم أبيه يوسف من الأحمدين
324 - أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية أبو الحسن السلمي النيسابوري المعروف بحمدان 106
325 - أحمد بن يوسف بن خالد أبو عبد اللّه التغلبي 110
326 - أحمد بن يوسف بن عبد اللّه أبو نصر الشعراني العرقي الأديب 113
327 - أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح أبو جعفر الكاتب 114
328 - أحمد بن يوسف الأطرابلسي المخضوب 121
329 - أحمد بن يونس بن المسيب بن زهير بن عمرو بن حميل بن الأعرج بن عاصم بن ربيعة بن مسعود بن منقذ بن كوز بن كعب بن خالد بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد ابن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر أبو العباس الضبّي الكوفي 121
330 - أحمد الحوراني 124
ذكر من اسمه أبان
331 - أبان بن بشير بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري 126
332 - أبان بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 126
333 - أبان بن سعيد أبي أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو الوليد الأموي 126
ص: 456
334 - أبان بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 141
335 - أبان بن صالح بن عمير بن عبيد أبو بكر القرشي مولاهم 141
336 - أبان بن صدقة الكاتب 145
337 - أبان بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 145
338 - أبان بن عبد الرّحمن بن بسطام النميري 145
339 - أبان بن عبد العزيز 146
340 - أبان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية 146
341 - أبان بن عثمان بن حرب بن عبد الرّحمن بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس الأموي 147
342 - أبان بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي أبو سعيد القرشي الأموي 147
343 - أبان بن علي 158
344 - أبان بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف القرشي الأموي 158
345 - أبان بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 160
346 - أبان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية 160
347 - أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبو يحيى القرشي 160
348 - أبان بن الوليد بن هشام بن معاوية بن هشام بن عقبة بن أبي معيط اسمه أبان بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس 162
349 - أبان بن يزيد بن قيس بن الخطيم - و اسمه ثابت بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر - و هو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري المدني 162
350 - أبان بن يزيد بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص 163
ذكر من اسمه إبراهيم حرف الألف في آباء من اسمه إبراهيم
351 - إبراهيم بن آزر 164
ذكر من اسم أبيه أحمد ممن اسمه إبراهيم
352 - إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سليمان أبو إسحاق الموصلي الفقيه الحنفي 259
353 - إبراهيم بن أحمد بن الحسن أبو إسحاق القرميسيني المقرئ الصوفي 259
ص: 457
354 - إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن الحسين بن حسنون أبو الحسين الأردني الشاهد 262
355 - إبراهيم بن أحمد بن شعر الدجاج 262
356 - إبراهيم بن أحمد بن كلوسدان أبو إسحاق الآملي الطبري 263
357 - إبراهيم بن أحمد بن الليث أبو المظفر الأزدي الكاتب 264
358 - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن المولد أبو إسحاق الرقي الصوفي الواعظ 268
359 - إبراهيم بن إسحاق بن محمد بن رجاء أبو إسحاق النيسابوري الوراق 271
360 - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن إسحاق الأنصاري الميموني القاضي 271
361 - إبراهيم بن أحمد بن محمد بن موسى أبو اليسر الأنصاري الخزرجي الموصلي المعروف بالجوزي 275
362 - إبراهيم بن أحمد بن يدغباش الحجري 276
363 - إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق السلمي 276
364 - إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق المادراني الكاتب 277
365 - إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر أبو إسحاق التميمي، و يقال العجلي الزاهد 277
ذكر من اسم أبيه إسماعيل ممن اسمه إبراهيم
366 - إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد المؤمن بن إسماعيل بن مشكان ابن خرزاد البيروتي 351
367 - إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عبيد اللّه ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب أبو جعفر الحسيني الموسوي المكي القاضي الخطيب 351
368 - إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه أبو سعد الهروي الحافظ 353
369 - إبراهيم بن إسماعيل أبو إسحاق العنبري الطوسي 353
370 - إبراهيم بن إسماعيل 355
ذكر من اسم أبيه إسحاق ممّن اسمه إبراهيم
371 - إبراهيم بن إسحاق بن أحمد أبو إسحاق المقرئ 356
372 - إبراهيم بن إسحاق بن بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة بن حبّان بن سراقة بن يزيد ابن حميري بن عتبة بن جذيمة بن الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن ذودان
ص: 458
ابن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو إسحاق الأسدي البغداذي 356
373 - إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء أبو إسحاق الأنصاري الصرفندي 357
374 - إبراهيم بن أيوب الحوراني الزاهد 358
375 - إبراهيم بن أيوب 361
حرف الباء في آباء من اسمه إبراهيم
376 - إبراهيم بن بحر 363
377 - إبراهيم بن بسام 363
378 - إبراهيم بن بشار بن محمد أبو إسحاق الخراساني الصوفي 364
379 - إبراهيم بن بكر أبو الأصبع البجلي 366
380 - إبراهيم بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية 368
381 - إبراهيم بن بنان الجوهري 368
حرف التاء في آباء من اسمه إبراهيم
382 - إبراهيم بن تميم أبو إسحاق الكاتب 370
حرف الثاء فارغ حرف الجيم في آباء من اسمه إبراهيم
383 - إبراهيم بن جبلة بن عرمة الكندي 373
384 - إبراهيم بن جدار العذري 373
385 - إبراهيم بن جعفر أبو محمود الكتامي المغربي القائد 376
386 - إبراهيم بن أبي جمعة 376
حرف الحاء في آباء من اسمه إبراهيم
387 - إبراهيم بن حاتم بن مهدي أبو إسحاق التستري البلوطي الزاهد 377
388 - إبراهيم بن أبي حرة الحراني، و يقال النصيبي 380
ص: 459
ذكر من اسم أبيه الحسن ممن يسمى إبراهيم
389 - إبراهيم بن الحسن بن سهل 384
390 - إبراهيم بن الحسن بن محمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن ابن محمد بن عبد الرّحمن بن طلحة بن عبد اللّه بن سليمان بن أبي كريمة أبو البركات الفارسي 384
391 - إبراهيم بن الحسن بن يوسف بن يعقوب أبو إسحاق المصري 385
ذكر من اسم أبيه الحسين ممن يسمى إبراهيم
392 - إبراهيم بن الحسين بن علي، و يقال: ابن سني أبو إسحاق الهمذاني الكسائي، المعروف بابن ديزيل و يعرف بسيفنة و يعرف بدابة عفان لكثرة ملازمته إياه 387
393 - إبراهيم بن الحسين، أحد الزهاد 392
394 - إبراهيم بن الحسين 393
395 - إبراهيم بن الحسين أبو إسحاق الغزنوي 393
396 - إبراهيم بن حمزة بن نصر بن عبد العزيز بن محمد أبو طاهر بن الجرجرائي المقرئ المعدل 394
397 - إبراهيم بن حيان أبو إسحاق الجبيلي 395
398 - إبراهيم بن أبي حوشب النصري 395
حرف الخاء في آباء من اسمه إبراهيم
399 - إبراهيم بن الخضر بن زكريا بن إسماعيل أبو محمد بن أبي القاسم الصائغ 396
حرف الدال و حرف الذال و حرف الراء فارغة حرف الزاي في آباء من يسمى إبراهيم
400 - إبراهيم بن زرعة بن إبراهيم القرشي 398
حرف السين في آباء من اسمه إبراهيم
401 - إبراهيم بن سعد بن شراح المعافري المصري 399
402 - إبراهيم بن سعد بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري 399
ص: 460
403 - إبراهيم بن سعد الخير بن عثمان بن يحيى بن مسلمة بن عبد اللّه ابن قرط الأزدي 401
404 - إبراهيم بن سعد الحسني الزاهد 401
405 - إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق البغدادي الجوهري 407
406 - إبراهيم بن سعيد الاسكندراني المعروف بالسديد 413
ذكر من اسم أبيه سليمان ممن اسمه إبراهيم
407 - إبراهيم بن سليمان بن داود أبو إسحاق بن أبي داود الأسدي المعروف بالبرلسي 414
408 - إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس الأموي 416
409 - إبراهيم بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 417
410 - إبراهيم بن سليمان الأفطس 417
411 - إبراهيم بن سليم بن أيوب بن سليم أبو سعد بن أبي الفتح الرازي 420
412 - إبراهيم بن سويد الأرمني 421
413 - إبراهيم بن سيار أبو إسحاق البغدادي الصوفي 422
حرف الشين في آباء من اسمه إبراهيم
414 - إبراهيم بن شكر بن محمد بن علي أبو إسحاق العثماني الخامي، المالكي، الواعظ 425
415 - إبراهيم بن شمر أبي عبلة بن يقظان بن المرتجل أبو إسماعيل، و يقال: أبو سعيد، و يقال: أبو إسحاق و يقال: أبو العباس الفلسطيني الرملي، و يقال: الدمشقي 427
416 - إبراهيم بن شيبان بن محمد بن شيبان أبو طاهر النفيلي 441
417 - إبراهيم بن شيبان القرميسيني 441
حرف الصاد في آباء من اسمه إبراهيم 418 - إبراهيم بن صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب بن هشام ابن عبد مناف الهاشمي 445
419 - إبراهيم بن صالح أبو إسحاق العقيلي 447
ص: 461
حرف الضاد فارغ حرف الطاء في آباء من اسمه إبراهيم
421 - إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن هاشم أبو إسحاق القرشي المعروف بالخشوعي الرفاء الصواف 499
422 - إبراهيم بن طلحة بن عمرو بن مرة الجهني 450
حرف الظاء فارغ حرف العين في آباء من اسمه إبراهيم
423 - إبراهيم بن عباد التميمي البصري 451
424 - إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد ابن علي بن إسماعيل ابن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب أبو الحسين الشريف 451
ص: 462