تاریخ مدینة دمشق المجلد 3

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء الثالث

حرف الألف

ذكر من اسمه أحمد

نبينا أحمد صلی الله علیه و آله

اشارة

> و محمد و الحاشر (1) و المقفّى (2) و العاقب (3) < ابن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان.

أبو القاسم المصطفى، و الرّسول المجتبى، و خيرة رب العالمين، و خاتم النبيين، و إمام المتقين، و سيّد المرسلين هادي الأمة، و نبي اللّه صلى اللّه عليه و أزلفه لديه.

قدم بصرى (4) من نواحي دمشق قبل أن يوحى [إليه] (5) و هو صغير مع عمه أبي طالب، و مرة أخرى في تجارة لخديجة مع ميسرة غلام خديجة.

ص: 3


1- الحاشر من أسماء النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و هو الذي يحشر الناس خلقه و على ملته دون ملة غيره، اللسان عن ابن الأثير.
2- المقفي: نحو العاقب، و هو المولى الذاهب، يقال: قفا عليه أي ذهب، و كأن المعنى أنه آخر الأنبياء المتبع لهم، فإذا قفى فلا نبي بعده (اللسان: قفا).
3- قال أبو عبيد: العاقب آخر الأنبياء، و العاقب: الذي يخلف من كان قبله في الخير.(اللسان: عقب).
4- بصرى: بالشام من أعمال دمشق، و هي قصبة كورة حوران.
5- الزيادة عن خع.
باب ذكر قدوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بصرى

و معرفة وصوله إليها مرة أولى (1) و عوده إليها كرّة أخرى

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل الصابوني، قال: و حدثنا الأستاذ أبو منصور محمد بن عبد اللّه بن حمشاد - إملاء - نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا العباس بن محمد الدوري، نا قراد أبو نوح (2)،أنا يونس، عن أبي بكر بن (3) موسى، عن أبي موسى قال: خرج أبو طالب إلى الشام و خرج معه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب، هبطوا و حلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب، و كانوا قبل ذلك يمرّون و لا يخرج إليهم و لا يلتفت، قال: فهم يحلّون رحالهم، فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه اللّه رحمة للعالمين.

فقال له أشياخ من قريش: و ما علمك ؟ قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر و لا حجر إلاّ خرّ ساجدا، و لا يسجدون إلاّ لنبيّ ، و إني لأعرف خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به و هو في رعية الإبل، فقال:

أرسلوا إليه، فأقبل و عليه غمامة تظلّه، فلما دنا من القوم وجدهم سبقوا إلى فيء الشجرة، فما جلس مال فيء الشجرة عليه. فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه.

قال: فبينا هو قائم و هو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم إن رأوه

ص: 4


1- بالأصل و خع:«أوفى» و المثبت عن المطبوعة السيرة النبوية ص 1 قسم أول.
2- اسمه عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي، أبو نوح المعروف بقراد (انظر تهذيب التهذيب).
3- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: بن أبي موسى. و انظر دلائل النبوة للبيهقي 24/2 و سيأتي صوابا، في آخر الحديث.

عرفوه بالصفة فقتلوه، فالتفت فإذا هو بسبعة (1) نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال:

ما جاء بكم ؟ قالوا: جئنا إن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلاّ و بعث إليه ناس، و إنّا أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك، قال: هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم ؟ قالوا: لا إنما أخبرنا خبره بطريقك. قال: أ فرأيتم إن أراد اللّه أمرا أن يمضيه (2) هل يستطيع أحد أن يرده ؟ قالوا: لا. قال: فبايعوه (3) و أقاموا معه قال: فأتاهم فقال:

أنشدكم اللّه أيكم وليه ؟ قالوا: أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده و بعث معه أبو بكر بلالا، و زوده [الراهب] (4) من الكعك و الزيت.

قال الأستاذ أبو منصور قال أبو العباس قال العباس: ليس في الدنيا مخلوق يحدّث به غير قراد أبي نوح. و سمع هذا الحديث أحمد بن حنبل و يحيى بن معين من قراد.

و قالا (5):و إنما سمعناه من قراد لأنه من الغرائب و الافراد التي نقر بروايتها عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه.

و أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الطوسي، ثنا والدي الحاكم أبو [الفتح] (6) نصر بن علي بن أحمد الطوسي، نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا العباس بن محمد الدوري، نا قراد أبو نوح، أنبأنا يونس، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبي موسى قال: خرج أبو طالب إلى الشام و خرج معه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلّوا رحالهم فخرج إليهم الراهب، و كانوا قبل ذلك يمرّون به فلا يخرج إليهم، و لا يلتفت قال فهم يحلّون رحالهم فجعل يتخلّلهم (7) حتى جاء فأخذ بيد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه اللّه رحمة للعالمين. فقال له أشياخ

ص: 5


1- كذا بالأصل و خع و مختصر ابن منظور 6/2 في رواية، و في رواية أخرى في دلائل البيهقي 25/2 بتسعة نفر.
2- في البيهقي و مختصر ابن منظور: أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس أن يرده (في المختصر: رده).
3- عن البيهقي و المختصر: فتابعوه.
4- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن البيهقي.
5- بالأصل «و قال».
6- سقطت من الأصلين و خع.
7- بالأصل و خع «يتحللهم» و المثبت عن دلائل البيهقي 24/2.

من قريش: ما علمك ؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجرة و لا حجر إلاّ خرّ ساجدا، و لا يسجدون إلاّ لنبيّ ، و إني أعرفه، خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به و كان في رعية الإبل، فقال: أرسلوا إليه فأقبل و عليه غمامة تظلّه، فقال: انظروا إليه عليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوا إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه. فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه. قال: فبينما هو قائم عليه، و هو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم. فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه، فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم. فقال: ما جاء بكم ؟ قالوا: جئنا أن (1) هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلاّ بعث إليه ناس، و إنّا أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا [فقال لهم: هل خلّفتم خلفكم أحدا هو خير منكم ؟ قالوا: لا، إنّما أخبرنا خبره بطريقك هذا] (2) قال: أ فرأيتم أمرا أراد اللّه أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس ردّه ؟ قالوا: لا.

قال: فتابعوه و أقاموا معه. قال: فأتاهم، فقال: أنشدكم باللّه أيكم وليه ؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى رده و بعث معه أبو بكر بلالا. و زوّده الراهب من الكعك و الزيت.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي الفقيه، و أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السّلام الخطيب، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، قالوا:

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامرّي (3) الخرائطي، نا عباس بن محمد الدوري، نا قراد أبو نوح، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام فخرج معه النبي صلى اللّه عليه و سلّم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب - يعني بحيرا - هبطوا فحلّوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، و كان قبل ذلك يمرّون فلا يخرج إليهم و لا يلتفت إليهم. قال: فنزل و هم يحلّون رحالهم فجعل

ص: 6


1- كذا بالأصل و خع و مختصر ابن منظور، و في دلائل البيهقي: جئنا إلى هذا النبي.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدركت عن دلائل النبوة للبيهقي 25/2 و مختصر ابن منظور 6/2.
3- بفتح السين المشددة و الميم و الراء المشددة أيضا، هذه النسبة إلى بلدة فوق بغداد على الدجلة يقال لها سرمن رأى .(الأنساب).

يتخللهم (1) حتى جاء فأخذ بيد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: هذا سيد العالمين، فقال له أشياخ من قريش؛ و ما علمك ؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجرة و لا حجر إلاّ خرّ ساجدا، و لا يسجدون إلاّ لنبيّ و إني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه، ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به و كان هو في رعية الإبل، فقال: أرسلوا إليه، فأقبل و عليه غمامة تظلّه، فلما دنا من القوم قال: انظروا إليه عليه غمامة، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجر، فلما جلس مال فيء الشجر عليه. قال: انظروا إلى فيء الشجر مال عليه. قال: فبينما هو قائم عليهم و هو يناشدهم ألاّ (2) يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه، فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم، قال: فاستقبلهم، فقال: ما جاء بكم ؟ قالوا: جئنا أن (3) هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلاّ بعث إليه ناس و إنّا أخبرنا خبره [بعثنا] (4) إلى طريقك هذا فقال:

هل خلفتم أحدا هو خير منكم ؟ قالوا: لا، إنما أخبرنا خبرة من خبره (5) قال: أ فرأيتم أمرا أراد اللّه أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس ردّه ؟ قالوا: لا. قال: فتابعوه و أقاموا عنده قال: فقال الراهب: أنشدكم باللّه أيكم وليّه ؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى ردّه و بعث معه أبو بكر بلالا و زوّده الراهب من الكعك و الزيت.

و أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي - بأصبهان - قالت: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيّار (6)،نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفّاف، نا أبو حامد بن الشّرقي (7)،نا العبّاس بن محمد، نا قراد أبو نوح، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي

ص: 7


1- بالأصل و خع: يتحللهم، و المثبت عما سبق.
2- بالأصل «أن يذهبوا» و الصواب مما سبق.
3- كذا بالأصل و خع.
4- سقطت من الأصلين هنا.
5- كذا بالأصل و خع:«خبرة من خبره» و في المطبوعة: خبره من خبره.
6- بالأصل «العبار» و في خع:«العبار» و التصويب عن اللباب لابن الأثير 66/1 (الاشكابي) و العيّار لقب له، و هو راوية كتاب صحيح البخاري.
7- بالأصل و خع «الشرفي» و المثبت عن الأنساب، و هذه النسبة: قال السمعاني لا أدري أ هذه النسبة إلى موضع بها (نيسابور) أو إلى غيره. و ظني أنه كان يسكن الجانب الشرقي بنيسابور فنسب إليه (الأنساب: الشرقي).

موسى، عن أبي موسى، قال: خرج أبو طالب إلى الشام و خرج معه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، و كانوا قبل ذلك يمرون به، فلا يخرج إليهم و لا يلتفت، قال: فهم يحلون، فجعل يتخللهم (1) حتى جاء فأخذ بيد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه اللّه رحمة للعالمين. فقال له أشياخ من قريش: و ما علمك بذلك ؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر و لا حجر إلاّ خرّ ساجدا و لا يسجدون إلاّ لنبيّ و إني أعرفه، خاتم النبوة أسفل من غضروف (2) كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في رعيّة الإبل، فقال: أرسلوا إليه، فأقبل و عليه غمامة فقال: انظروا إليه عليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال:

انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه قال: فبينما هو قائم عليهم و هو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه، فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم. فقال: ما جاء بكم ؟ قالوا: جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلاّ بعث [إليه] (3) ناس، فإنا أخبرنا خبره بعثنا لطريقك هذا [قال لهم: هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم ؟ قالوا: إنما أخبرنا خبره، بعثنا إلى طريقك هذا] (4) قال: أ فرأيتم أمرا أراد اللّه أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس ردّه ؟ قالوا: لا.

قال: فتابعوه و أقاموا معه، قال: فأتاهم الراهب فقال: أنشدكم باللّه أيّكم وليّه ؟ قالوا:

أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى ردّه و بعث معه أبو بكر بلالا، و زوّده الراهب من الكعك و الزيت.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوة، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة، أنا أبو عبد اللّه محمد بن سعد (5)،أنا خالد بن خداش، نا معتمر بن سليمان، سمعت أبي

ص: 8


1- بالأصل و خع:«يتحللهم».
2- بالأصل:«خضروف».
3- سقطت من الأصلين هنا.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 120/1.

يحدث عن أبي (1) مجلز: أن عبد المطلب أو أبا طالب - شك خالد - قال: لما مات عبد اللّه عطف على محمد. قال: فكان لا يسافر سفرا إلاّ كان معه فيه، و إنه توجه نحو الشام، فنزل منزلا (2)،فأتاه فيه راهب فقال: إنّ فيكم رجلا صالحا، فقال: إن فينا من يقري الضيف و يفك الأسير و يفعل المعروف، أو نحوا من هذا، ثم قال: إن فيكم رجلا صالحا، ثم قال: أين أبو هذا الغلام ؟ قال: فقال: هذا (3) وليه. أو قيل (4) هذا [أخو] (5)وليه قال: احتفظ بهذا الغلام و لا تذهب به إلى الشام، إن اليهود حسد، و إني أخشاهم عليه قال: ما أنت تقول ذاك و لكن اللّه يقوله، فردّه قال: اللّهم إني استودعك محمدا، ثم إنه مات.

قال: و أنا محمد بن سعد (6)،أنا محمد بن عمر، حدثني محمد بن صالح و عبد اللّه بن جعفر، و إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين، قالوا:

لما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم اثنتي عشرة سنة، خرج به عمه (7) أبو طالب إلى الشام في العير التي خرج فيها للتجارة، و نزلوا بالراهب بحيرا، فقال لأبي طالب في السرّ (8) ما قال، و أمره أن يحتفظ به، فردّه أبو طالب معه إلى مكة، و شبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مع أبي طالب يكلؤه اللّه و يحفظه و يحوطه من أمور الجاهلية و معايبها (9).لما يريده (10) من كرامته و هو على دين قومه، حتى بلغ أن رجلا أفضل قومه مروءة و أحسنهم خلقا و أكرمهم مخالطة، و أحسنهم جوارا (11) و أعظمهم حلما و أمانة، و أصدقهم حديثا و أبعدهم من

ص: 9


1- ضبطت نصا في تقريب التهذيب، و اسمه لا حق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري، أبو مجلز، مشهور بكنيته، ثقة. مات سنة 106 و قيل سنة 109.
2- في ابن سعد: فنزل منزله.
3- في ابن سعد: ها أنا ذا وليه.
4- بالأصل:«أو فيك» و المثبت عن الطبقات.
5- سقطت من الطبقات و الأصل و استدركت عن هامشه. و العبارة من:«أو قيل هذا أخو وليه» ساقطة من خع.
6- الطبقات 120/1-121.
7- سقطت اللفظة من ابن سعد، و في خع «معه» بدل «عمه».
8- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد:«في النبي صلى اللّه عليه و سلّم».
9- عن ابن سعد، و بالأصل و خع: و معاينها.
10- في ابن سعد: لما يريد به من كرامته.
11- بالأصل و خع «جوادا» بالدال، و المثبت عن ابن سعد.

الفحش و الأذى، ما رآه (1) ملاحيا و لا مماريا أحدا حتى سمّاه قومه: الأمين، لما جمع اللّه من الأمور الصالحة فيه فلقد كان الغالب عليه بمكة الأمين، و كان أبو طالب يحفظه، و يحوطه، و يعضده، و ينصره إلى أن مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، قال: نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير الشّيباني، قال: قال ابن إسحاق: و كان (2) أبو طالب: هو الذي إليه (3) أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد جده، فكان إليه و معه. ثم إن أبا طالب خرج في ركب إلى الشام تاجرا، فلما تهيأ للرحيل و أجمع السير هبّ (4) له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأخذ بزمام ناقته و قال:«يا عم إلى من تكلني ؟ لا أب لي و لا أم لي»[511] فرق له أبو طالب و قال: و اللّه لأخرجن به معي و لا يفارقني و لا أفارقه أبدا أو كما قال. قال: فخرج به معه فلما نزل الركب (5) بصرى من أرض الشام و بها (6) راهب يقال له: بحيرا (7) في صومعة له، و كان أعلم أهل النصرانية، و لم يزل في تلك الصومعة قط راهب إليه يصير علمهم من كتاب فيهم فيما يزعمون يتوارثونه كابرا عن كابر (8) فلما نزلوا ذلك العام ببحيرا و كانوا كثيرا مما (9) يمرون به قبل ذلك لا يكلمهم و لا يعرض لهم، حتى إذا كان ذلك العام نزلوا به قريبا من صومعته، فصنع لهم طعاما كثيرا و ذلك - فيما يزعمون - عن شيء رآه و هو في صومعته [يزعمون أنه رأى

ص: 10


1- في ابن سعد: ما رثي.
2- بالأصل و خع:«و قال» خطأ، و الصواب عن سيرة ابن هشام 190/1 و دلائل البيهقي 27/2، و الخبر فيهما نقلا عن ابن إسحاق.
3- في ابن هشام:«يلي» و مثلها في البيهقي.
4- كذا بالأصل و خع، و في سيرة ابن هشام:«صب به» و صب به: مال إليه. و في دلائل البيهقي: ضب به، بالضاد المعجمة، بمعنى تعلق به و امتسك، و تروى أيضا: ضبث به بمعنى لزمه. و كله جائز.
5- بالأصل: المركب، و المثبت عن خع و ابن هشام و البيهقي.
6- بالأصل و خع:«و تهيأ» و المثبت عن ابن هشام و دلائل البيهقي.
7- بحيرا، بالفتح ثم كسر الحاء المهملة آخره راء مقصورا، و قيل ممدودا.
8- بالأصل و خع:«كانوا عن كائن» و المثبت عن ابن هشام و دلائل البيهقي.
9- كذا بالأصل و خع و البيهقي، و في ابن هشام:«ما».

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو في صومعته] (1) في الركب حين أقبلوا و غمامة تظلّه من بين القوم، ثم أقبلوا حتى نزلوا بظلّ شجرة قريبا منه فنظر إلى الغمامة حتى أظلت الشجرة و تهصرت (2) أغصان الشجرة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى استظل تحتها، فلما رأى ذلك بحيرا نزل من صومعته، و قد أمر بذلك الطعام، فصنع، ثم أرسل إليهم فقال: إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، و أنا أحبّ أن تحضروا كلكم، صغيركم و كبيركم، و حرّكم و عبدكم، فقال له رجل منهم: يا بحيرا إن لك اليوم لشأنا، ما كنت تصنع هذا فيما مضى و قد كنا نمرّ بك كثيرا فما شأنك اليوم ؟ فقال له بحيرا: صدقت، قد كان ما تقول، و لكنكم ضيف، و قد أحببت أن أكرمكم و أصنع لكم طعاما تأكلون (3) منه كلكم فاجتمعوا إليه و تخلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من بين القوم لحداثة سنة في رحال (4) القوم تحت الشجرة، فلما نظر بحيرا في القوم لم ير الصفة التي يعرف و يجد عنده. قال: يا معشر قريش لا يتخلف أحد منكم عن طعامي هذا، قالوا له: يا بحيرا ما تخلّف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلاّ غلام هو أحدث القوم سنا تخلّف في رحالهم، قال: فلا تفعلوا، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم. فقال رجل من قريش مع القوم: و اللاّت و العزّى، إن هذا للؤم (5) بنا يتخلّف ابن عبد اللّه بن عبد المطلب عن الطعام من بيننا ثم قام إليه فاحتضنه، ثم أقبل به حتى أجلسه مع القوم، فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا، و ينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده في صفته، حتى إذا فرغ القوم من الطعام و تفرقوا قام بحيرا فقال له: يا غلام أسألك باللاّت و العزّى إلاّ أخبرتني عما أسألك عنه، و إنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما، فزعموا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال له:

لا تسألني (6) باللاّت و العزّى شيئا، فو اللّه ما أبغضت بغضهما شيئا قط ، فقال له بحيرا:

فباللّه إلاّ ما أخبرتني عما أسألك عنه. فقال: سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من

ص: 11


1- ما بين معكوفتين سقطت من الأصل و خع و البيهقي و استدركت عن سيرة ابن هشام 192/1.
2- تهصرت: مالت و تدلّت،(قاموس: هصر) و في دلائل البيهقي: شمرت و بحاشيته عن إحدى نسخه: و تهصرت.
3- كذا بالأصول.
4- بالأصل و خع «رجال» تحريف و المثبت عن ابن هشام و دلائل البيهقي.
5- بالأصل و خع:«اللوم» و المثبت عن دلائل البيهقي، و في ابن هشام: إن كان للؤم.
6- عن ابن هشام، و بالأصل و خع «لا تسألن» و في البيهقي: لا تسلني.

حاله: من نومه (1) و هيئته و أموره، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده.

فلما فرغ منه أقبل على عمه أبي طالب فقال له: ما هذا الغلام منك ؟ فقال: ابني، فقال له بحيرا: ما هو بابنك، و ما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا. قال: فإنه ابن أخي، قال: فما فعل أبوه ؟ قال: مات و أمه حبلى به، قال: صدقت، قال: ارجع بابن أخيك إلى بلده، و احذر عليه اليهود، فو اللّه لئن رأوه و عرفوا (2) منه ما عرفت ليبغنّه شرّا فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن. فأسرع به إلى بلاده.

فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام، فزعموا فيما يتحدث (3) الناس أن زبيرا (4) و تمّاما (5) و دريسا و هم نفر من أهل الكتاب قد كانوا رأوا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب - أشياء فأرادوه، فردّهم عنه بحيرا و ذكّرهم اللّه، و ما يجدون في الكتاب من ذكره و صفته، و إنهم إن أجمعوا لما أرادوا لم يخلصوا إليه، حتى عرفوا ما قال لهم، و صدّقوه بما قال. قال: فتركوه و انصرفوا.

و قال أبو طالب في ذلك من الشعر يذكر مسيره برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ما أراد منه أولئك النفر و ما قال لهم فيه بحيرا:

إنّ ابن آمنة النبي محمّدا *** عندي بمثل منازل الأولاد

لمّا تعلّق بالزمام رحمته *** و العيس (6) قد قلّصن (7) بالأزواد (8)

ص: 12


1- عن ابن هشام و البيهقي، و بالأصل و خع:«يومه».
2- الواو سقطت من الأصول، و المثبت عن ابن هشام.
3- في ابن هشام: فيما روى الناس.
4- الأصل و خع، و البيهقي، و في ابن هشام: زريرا.
5- في البيهقي: و ثماما.
6- بالأصل و خع «و العيش» و المثبت عن المطبوعة السيرة قسم 9/1.
7- قلصن: يقال: قلصت الإبل في سيرها: شمرت، و قلصت الإبل تقليصا إذا استمرت في مضيها.(اللسان: قلص).
8- الأزواد: طعام السفر و الحضر جميعا (اللسان: زود).

فارفض من عيني دمع ذارف *** مثل الجمان مفرّق الأفراد

راعيت منه قرابة موصولة *** و حفظت فيه وصية الأجداد

و أمرته بالسير بين عمومة *** بيض الوجوه مصالت أنجاد

ساروا لأبعد طيّة معلومة *** فلقد تباعد طيّة المرتاد

حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا *** لاقوا على شرك من المرصاد

خبرا فأخبرهم حديثا صادقا *** عنه و ردّ معاشر الحسّاد

قوما يهودا قد رأوا ما قد رأى *** ظلّ الغمام و عزّ (1) ذي الأكباد

ساروا لقتل محمّد فنهاهم *** عنه و أجهد أحسن الإجهاد

فثنى زبيرا بحيرا فانثنى *** في القوم بعد تجاول و بعاد

و نهى دريسا فانتهى عن قوله *** حبرا يوافق أمره برشاد

و قال أبو طالب أيضا:

أ لم ترني من بعد همّ هممته *** بفرقة حرّ لوالدين كرام

بأحمد لمّا أن شددت مطيّتي *** رحلوا (2) و قد ودّعته بسلام

بكا حزنا و العيس قد فصلت بنا *** و أخذت (3) بالكفين فضل زمام

ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة *** تجود من العينين ذات سجام (4)

فقلت: يروح راشدا في عمومة *** مواسير في البأساء غير لئام

فرحنا مع العير التي راح أهلها *** شآم الهوى و الأصل غير شآم (5)

فلما هبطنا أرض بصرى تشرفوا *** لنا فوق دور ينظرون جسام (6)

فجاء بحيرا عند ذلك حاشدا *** لنا بشراب طيب و طعام

فقال: اجمعوا أصحابكم لطعامنا *** فقلنا: جمعنا القوم غير غلام

ص: 13


1- في خع:«و عن» و رسمها بالأصل غير واضح تماما، الحرف الأخير فيها بين الزاي و النون، و أثبتنا ما وافق سيرة ابن إسحاق ص 56.
2- كذا بالأصل و خع و في سيرة ابن إسحاق 56: برحلي، و في الروض الأنف 208/1 «لترحل إذ».
3- في الروض الأنف: و أمسكت.
4- بالأصل و خع:«سحام» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق 56 و الروض الأنف 208/1.
5- بالأصل «سمام» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56 و الروض 208/1.
6- بالأصل و خع:«حسام» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56 و الروض 208/1.

يتيما، فقال: ادعوه إن طعامنا *** كثير عليه اليوم غير (1) حرام

فلما رآه مقبلا نحو داره *** يوقّيه حر الشمس ظل غمام

حنى رأسه شبه السجود و ضمه *** إلى نحره و الصدر أي ضمام

و أقبل ركب يطلبون الذي رأى *** بحيرا من الأعلام وسط خيام

فثار إليهم خشية (2) لعرامهم *** و كانوا ذوي دهى (3) معا و عرام (4)

دريسا و تماما و قد كان فيهم *** زبيرا (5) و كل القوم غير نيام

فجاءوا و قد همّوا بقتل محمد *** فردهم عنه بحسن خصام

بتأويله التوراة حتى تفرقوا *** فقال لهم ما أنتم بطغام (6)

فذلك من أعلامه و بيانه *** و ليس نهار واضح كظلام

و قد (7) ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد الورّاق أنه قدم مع أبي طالب لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة من الفيل و قدم الشام مع ميسرة لأربع عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة خمس و عشرين من الفيل. و كان الراهب الذي أخبر به في هذه القدمة اسمه نسطور الراهب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية أنا أحمد بن معروف بن بشار الخشاب، نا أبو محمّد حارث بن أبي أسامة أنا محمّد بن سعد (8) أنا محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي نا موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد اللّه بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن نفيسة بنت منية أخت يعلى بن منية قالت (9):لما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خمسا و عشرين سنة قال له أبو طالب: أنا

ص: 14


1- عن خع و بالأصل «عير».
2- بالأصل و خع «خشبة» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56.
3- عن سيرة ابن إسحاق و بالأصل و خع: ذهوا.
4- العرام: بالضم الشدة و القوة (اللسان: عرم).
5- بالأصل و خع:«زبير» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 56.
6- في خع:«بطعام».
7- في خع: و ذكر.
8- انظر الخبر في طبقات ابن سعد 129/1-130.
9- عن خع و ابن سعد، و بالأصل «قال».

رجل لا مال لي و قد اشتد الزمان علينا، و هذه عير (1) قومك قد حضر خروجها، و خديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها (2)،فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك، و بلغ خديجة ما كان من محاورة (3) عمه له. فأرسلت إليه في ذلك، و قالت (4) له: أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك.

قال أبو طالب: هذا رزق قد ساقه اللّه إليك فخرج مع غلامها ميسرة، و جعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصرى من الشام، فنزلا في ظل شجرة، فقال نسطور الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلاّ نبي، ثم قال لميسرة: أ في عينيه (5)حمرة ؟ قال: نعم لا تفارقه، قال: هو نبي، و هو آخر الأنبياء ثم باع سلعته فوقع بينه و بين رجل تلاح فقال له: احلف باللات و العزى فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: ما حلفت بهما قط ، و إني لأمر فأعرض عنهما. فقال الرجل: القول قولك، ثم قال لميسرة: هذا و اللّه نبي تجده أحبارنا مبعوثا (6) في كتبهم، و كان لميسرة (7) إذا كانت الهاجرة و اشتد الحر يرى ملكين يظلان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من الشمس فوعى ذلك كله. و كان اللّه قد ألقى المحبة من ميسرة فكان كأنه عبد له، و باعوا تجارتهم و ربحوا ضعف ما كانوا يربحون فلما رجعوا و كانوا بمرّ الظهران (8).قال ميسرة: يا محمد انطلق إلى خديجة فأخبرها بما صنع اللّه لها على وجهك، فإنها تعرف ذلك لك، فتقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة و خديجة في علّية لها فرأت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو على بعيره و ملكان يظلان عليه، فأرته نساءها فعجبن لذلك، و دخل عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فخبرها بما ربحوا في وجههم، فسرّت بذلك، فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت. فقال: ميسرة: قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام، و أخبرها بما قال الراهب نسطور، و بما قال الآخر

ص: 15


1- عن خع و ابن سعد و بالأصل «غير».
2- عيرات جمع عير، يريد الإبل و الدواب (اللسان).
3- بالأصل و خع «مجاورة» و المثبت عن ابن سعد.
4- بالأصل:«و قال» و المثبت:«و قالت له» عن ابن سعد.
5- عن ابن سعد130/1و بالأصل و خع «عينه».
6- في ابن سعد: منعوتا.
7- في ابن سعد: ميسرة.
8- موضع على مرحلة من مكة. قال عرام: مرّ: القرية، و الظهران: الوادي.

الذي خالفه في البيع؛ و قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بتجارتها فربحت ضعف ما كانت تربح، و أضعفت له ضعف ما سمت له.

و أعاده محمد بن سعد (1) في موضع آخر بهذا الإسناد فزاد فيه و نقص منه ألفاظا و المعنى قريب.

ص: 16


1- انظر طبقات ابن سعد155/1-157.
باب معرفة أسمائه و أنه خاتم رسل اللّه و أنبيائه

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أحمد الورّاق، قالا: أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه، نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف، نا أبو خليفة، نا عبد اللّه بن أسماء، عن جويرية (1)،عن مالك، عن الزّهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: لي (2) خمسة أسماء: أنا محمد و أنا أحمد و أنا الماحي الذي يمحو اللّه بي الكفر، و أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، و أنا العاقب[512].

تفرد برفعه عن مالك عن (3) جويرية (4) بن أسماء.

و رواه عبد اللّه بن وهب، و بشر بن عمر الزهراني، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير المصري، عن مالك مرسلا، لم يذكروا فيه جبيرا. و رفعه صحيح عن الزّهري، فقد وصله عنه يونس بن يزيد (5)،و شعيب بن أبي حمزة الحمصي، و سفيان بن عيينة.

فأما حديث يونس: فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد الشرابي، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا ابن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه أن

ص: 17


1- عن خع و بالأصل: جويرة.
2- انظر دلائل النبوة للبيهقي152/1 و ما بعدها.
3- بالأصل و خع «بن» تحريف.
4- عن خع و بالأصل: جويرة.
5- بالأصل و خع:«بدير» و المثبت عن دلائل البيهقي154/1.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لي أسماء أنا محمد و أنا أحمد و أنا الماحي الذي يمحو اللّه به الكفر، و أنا (1) الحاشر الذي يحشر الناس على قدميّ ، و أنا العاقب الذي (2) ليس بعده أحد»[513].

و قد سمّاه (3) اللّه رءوفا رحيما (4).

و أمّا حديث شعيب:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن محمد السّمناني (5)،و أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن زياد، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأذرنجاني (6)،و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب - بهراة - قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حموية (7)،أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العبّاس السمرقندي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنبأ الحكم بن نافع.

و أخبرناه (8) أبو الفتح نصر اللّه بن محمد بن عبد القوي الفقيه الأصولي، أنا أبو منصور بن شكرويه، نا أحمد بن موسى بن مردويه، نا أحمد بن محمد بن زياد، نا عبد الكريم بن الهيثم، نا أبو اليمان، أنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهري، أخبرني محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن لي أسماء: أنا محمد، و أنا أحمد، و أنا الماحي الذي يمحو اللّه بي الكفر،

ص: 18


1- عن خع و بالأصل «فأنا».
2- عقب البيهقي بعد ذكره الحديث 154/1: و يحتمل أن يكون تفسير العاقب، من قول الزهري كما بينه معمر، و قد جاء عنده قبل هذا الحديث عن معمر عن الزهري حديثا و بعد ما ذكره، قال معمر قلت للزهري: و ما العاقب ؟ قال: الذي ليس بعده نبي.
3- قال البيهقي154/1و قوله: و قد سماه اللّه رءوفا رحيما من قول الزهري و اللّه أعلم.
4- يشير إلى قوله تعالى في سورة التوبة الآية 128 بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ .
5- في خع:«السماني» تحريف، و السمناني بكسر السين و فتح الميم و النون هذه النسبة إلى سمنان و هما قريتان: بلدة من بلاد قومس، و الأخرى من قرى نسا، و لعله ينتسب إلى هذه القرية.
6- بالأصل:«الأدربحاني» و في خع:«الادريحاني» و المثبت عن المطبوعة السيرة قسم 13/1.
7- مطموسة بالأصل و المثبت عن خع، و الضبط عن تبصير515/2.
8- بالأصل: فأخبرناه و المثبت عن خع.

و أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميّ ، و أنا العاقب»[514] و العاقب الذي ليس بعده أحد (1).

و أمّا حديث ابن عيينة:

فأخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي (2) و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، قالا: أنا محمد بن عبد الرّحمن الجنزرودي، أنا محمد بن أحمد بن حمدان.

و أخبرتنا به أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة و إسحاق يعني ابن أبي إسرائيل جميعا - زاد ابن المقرئ: و اللفظ لأبي خيثمة قالا:- نا سفيان، عن الزّهري سمع محمد بن جبير - زاد ابن حمدان: بن مطعم - عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أنا محمد، و أنا أحمد، و أنا الماحي الذي يمحى به الكفر، و أنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي، و أنا العاقب»[515]- زاد ابن المقرئ: و العاقب الذي ليس بعده نبي.

و أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنبأنا الحسن (3) بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن أحمد، حدثني أبي، نا سفيان [ح] (4).

و أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد المقرئ، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن هارون الرّوياني ح.

و أخبرناه أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمداني - ببغداد - أنا أبو الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد البجلي، أنا أحمد بن علي بن لال، نا أبو سعيد

ص: 19


1- انظر البخاري 61 كتاب المناقب(17) باب ما جاء في أسماء النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فتح الفتح 554/6، و انظر الدارمي 317/2 الرقاق باب في أسماء النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
2- الأصل و خع: الفزاري، و المثبت عن المطبوعة السيرة قسم 13/1.
3- عن المطبوعة، و بالأصل و خع:«الحشري».
4- الزيادة عن خع.

أحمد بن زياد بن الأعرابي ح.

و أخبرناه خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي قاضي دمشق، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، نا أبو سعيد بن الأعرابي ح.

و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد الماهاني (1)،أنا أبو منصور شجاع بن علي المصقلي (2)،أنا أبو عبد اللّه (3) محمد بن إسحاق بن مندة، أنا أحمد بن محمد بن زياد.

قالا: نا الحسن بن محمد - زاد ابن مندة: بن الصباح، ثنا سفيان بن عيينة:

و أخبرناه أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، نا محمد بن إبراهيم الدّيبلي، نا سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا سفيان، عن الزّهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:- و في حديث ابن مندة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:- «إن لي أسماء أنا محمد، و أنا أحمد، و أنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، و أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميّ ، و أنا العاقب العاقب الذي ليس بعده نبي»[516].

و في حديث المخزومي عن محمد قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم سقط منه:«عن أبيه».

و أخبرناه أبو الفتح محمد بن الحسين بن حمزة العلوي، و أبو المعالي طاهر بن الفضل بن محمد القرشي، و أبو الفتح محمد بن الموفق بن نيازك (4)الوكيل، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الادربجاني (5) المعدّل، و أبو محمد عبد السلام بن أحمد بن إسماعيل المقرئ، و أبو غزوان محمد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه المهلّبي الشروطي - بهراة - قالوا: أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل

ص: 20


1- بفتح الميم و الهاء، هذه النسبة إلى ماهان اسم جدّ.
2- هذه النسبة - بفتح الميم و القاف - إلى مصقلة بن هبيرة.
3- بالأصل «أبو علي» و المثبت «أبو عبد اللّه» عن خع.
4- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة: يبارك.
5- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: الأذرنجاني.

الفضيلي، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري، نا محمد بن عقيل (1) يعني ابن الأزهر البلخي، نا علي بن حشرم، نا سفيان، عن الزّهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا محمد، و أنا أحمد، و أنا الماحي الذي يمحى بي الكفر و أنا الحاشر الذي [يحشر] (2) الناس على قدميّ ، و أنا العاقب الذي لا نبيّ بعدي»[517].

و أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم المرئي (3)،أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن المقرئ، أنا جعفر بن عبد اللّه بن فنّاكي، نا أبو بكر محمد بن هارون الروياني، نا أبو الربيع، نا سفيان، عن الزّهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن لي أسماء: أنا محمد، و أنا أحمد، و أنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، و أنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي (4) قدمي، و أنا العاقب الذي ليس بعده أحد»[518].

و أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور و علي بن المسلّم بن محمد الفقيهان قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي، نا أبو عبد اللّه عبد الوهاب بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب الأشجعي الدمشقي من قرية جوبر (5)،نا سفيان، عن الزّهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن لي أسماء: أنا محمد، و أنا أحمد، و أنا الماحي الذي يمحو الكفر، و أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميّ ، و أنا العاقب»[519].

قال سفيان: و العاقب الذي ليس بعده أحد، و قال غير سفيان: الذي ليس بعده نبي.

و أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنا القاضي أبو عبد اللّه محمد بن

ص: 21


1- عن خع و بالأصل «عقيلي».
2- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
3- كذا بالأصل، و في خع:«المرني» و صوبها محقق المطبوعة: المزكي.
4- سقطت من خع.
5- جوير، بالراء، قرية بالغوطة من دمشق.(ياقوت).

أحمد بن شاذة الأصبهاني ببغداد، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن أبي عمرو العكبري (1).

و أخبرناه أبو القاسم علي بن طراد بن محمد بن علي بن الحسن الهاشمي العباسي الوزير ببغداد، نا والدي أبو الفوارس - إملاء-.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى بن المؤمّل الواسطي المعروف بابن كراز الفقيه، و أبو بكر أحمد بن أبي منصور (2) مقرب بن الحسين بن الحسن المقرئ و أبو القاسم طاهر بن أبي غالب أحمد بن محمد المساميري ببغداد، و أبو محمد بن طاوس بدمشق قالوا: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي (3)،أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزّاز (4)،قالا: أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي، نا علي بن حرب و هو جد أبيه، نا سفيان بن عيينة، عن الزّهري، عن محمد بن جبير - زاد ابن كراز، و ابن مقرب، و طاهر: بن مطعم - عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إني أنا محمد، و أنا أحمد، و أنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، و أنا الحاشر الذي أحشر الناس»- زاد ابن كراز: يوم القيامة - و قالوا:- و أنا العاقب الذي ليس بعده نبي - و قال ابن البنا، و ابن طراد:

بعده (5) نبي[520].

و أخبرناه أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد البزار المعروف بالحلواني (6)،أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف الشيرازي الأديب نزيل نيسابور بها، أنا الحاكم الإمام أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر (7)،نا عتيق بن محمد الحرشي (8)،نا

ص: 22


1- الأصل و خع، و في المطبوعة: الطبري.
2- قوله:«أبي منصور» سقط من المطبوعة.
3- بالأصل «المرني» و في خع:«الرني» و الصواب عن الأنساب (الزينبي)، و هذه النسبة إلى زينب بن سليمان بن علي.
4- عن تاريخ بغداد 351/1 و بالأصول:«البزار».
5- الأصل و خع، و في المطبوعة: بعدي نبي.
6- بعدها في المطبوعة: بمرو.
7- عن خع، و بالأصل «المذكور».
8- هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس (الأنساب).

سفيان بن عيينة، نا الزّهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن لي خمسة أسماء: أنا محمد، و أنا أحمد، و أنا الماحي الذي يمحو اللّه بي الكفر، و أنا الحاشر الذي أحشر الناس على قدميّ و أنا العاقب»[521].

قال الزّهري: و العاقب الذي ليس بعده نبي. أخرجه مسلم في صحيحه (1) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، و إسحاق بن إبراهيم بن راهوية، و محمد بن يحيى بن أبي عمر. و أخرجه الترمذي (2) عن سعيد بن عبد الرّحمن، عن ابن عيينة، و رواه نافع بن جبير بن مطعم أخو محمد أيضا [عن أبيه] (3)(4).

أخبرناه أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المصري، و أبو رشيد علي بن عثمان بن الهيضم، و أبو الحسن علي بن أبي طالب بن محمد بن فضالة (5) بن عوانة، و أبو صالح (6) ذكوان بن شيبان (7) بن محمد الدهان و أبو بكر خلف بن الموفق بن خلف الطواف (8)،قالوا: أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو غالب (9) أحمد بن علي بن الحسين (10)النهاوندي الجكّي (11)،قالا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي،

ص: 23


1- صحيح مسلم - كتاب الفضائل باب أسماء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حديث رقم 124(1828/4).
2- صحيح الترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في أسماء النبي صلى اللّه عليه و سلّم 135/5.
3- الزيادة عن خع.
4- بعدها في خع: آخر الجزء الثالث عشر و يتلوه إن شاء اللّه في الرابع عشر.
5- قوله:«بن فضالة» سقطت من المطبوعة.
6- في الأصل و خع: و أبو صالح بن ذكوان.
7- الأصل و خع، و صوّبه في المطبوعة: سيار.
8- بعدها في المطبوعة: بهراة.
9- بالأصل و خع: و أبو غالب عبد الرحمن أحمد.
10- بالأصل و خع:«الحسن» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 20/1.
11- بالأصل و خع «الجلي» و المثبت عن التبصير 342/1 و فيه: أحمد علي الجكي الخياط المشهدي.

أنبأنا ابن جريج عن أبي الحارث (1)،عن (2) نافع بن جبير بن مطعم (3) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لي خمسة أسماء، أنا محمد و أحمد و العاقب (4) و الماحي و الحاشر و قال: و أنا العاقب و لم يذكر بعده[522] و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل (5)،أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري (6)، أنبأنا عبد اللّه بن صالح.

و أخبرنا أبو محمد عبد (7) الكريم بن حمزة السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب. (8)

و أخبرنا أبو القاسم [بن] (9) السمرقندي، أنبأنا أبو بكر اللاّلكائي قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، أنبأنا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، حدثنا الليث، حدثنا خالد - و قال البخاري: حدثني الليث، عن خالد، قالا: ابن زيد عن سعيد بن هلال، عن عقبة بن مسلم - و قال البخاري:

عتبة بن مسلم - عن نافع بن (10) جبير أنه دخل [على] (11) عبد الملك بن مروان فقال له أ تحصي (12) أسماء النبي صلى اللّه عليه و سلّم الذي كان جبير يعدها؟- و قال يعقوب: أسماء

ص: 24


1- كذا بالأصلين، و صححها في المطبوعة: أبو الحويرث.
2- عن خع و بالأصل «عن».
3- بالأصل:«مطعوم» و المثبت عن خع.
4- بالأصل و خع:«لي خمسة أسماء، أنبأنا محمد بن محمد العاقب» و الصواب ما أثبتناه يوافق الروايات السابقة.
5- الصواب: أحمد بن الحسين بن زنبيل. أثبتناه عن التبصير593/2 و بالأصل و خع:«أحمد بن الحسين، و أحمد بن تونيل» تحريف، و هو راوي تاريخ البخاري الصغير عن أبي القاسم بن الأشقر عنه.
6- الخبر في التاريخ الصغير للبخاري10/1.
7- بالأصل «عبيد» تحريف.
8- ما بين المعقوفتين سقط من خع.
9- سقطت من الأصلين.
10- بالأصل و خع «عن» خطأ. و الصواب عن مختصر ابن منظور11/2.
11- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
12- رسمها غير واضح بالأصل، و خع، و المثبت عن مختصر ابن منظور و المطبوعة.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم التي كان جبير بن مطعم يعدها - قال: نعم هي ستة: أحمد، و محمد، و حاشر، و خاتم، و العاقب، و الماحي - و قال يعقوب: و عاقب (1)-و أمّا حاشر فبعث مع السّاعة بين يدي عذاب شديد، و العاقب عاقب الأنبياء، و ماح [محا] (2) اللّه به سيئات من اتبعه.

و أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الواحد، أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي، أنبأنا أبو جعفر بن شاهين.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الفضل أحمد [بن] (3) الحسين بن هبة اللّه المعروف بابن الغانمة (4) و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه قالوا: أخبرنا أبو محمد الصيرفيني (5)،قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن حبابة قالوا: أنبأنا أبو القاسم البغوي،[أنبأنا علي بن البغدادي] (6)،أنبأنا علي بن الجعد، أخبرني حمّاد بن سلمة، عن جبير (7) بن إياس، عن نافع بن جبير - زاد ابن حبابة: بن مطعم - عن أبيه قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«أنا محمد و أحمد و المقفي و الحاشر و نبي الرحمة و نبي الملحمة»[523].

رواه ابن مهدي عن حمّاد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفر بن القشيري قالا: أنبأنا أبو سعد (8)الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو (9) بن حمدان.

ص: 25


1- بعدها في المطبوعة: و ماح، و في مختصر ابن منظور: و قيل: و عاقب و ماح.
2- زيادة عن مختصر ابن منظور.
3- زيادة عن خع.
4- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة: العالمة.
5- في خع:«الصيرفي» و في المطبوعة:«الصريفيني» و قوله:«قالوا» سقطت من المطبوعة.
6- ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة، و نبّه محققها إلى أن العبارة مقحمة و لا لزوم لها، و هي مثبتة بالأصل و خع.
7- الأصل و خع، و في المطبوعة: جعفر، و انظر تقريب التهذيب ترجمته.
8- الأصل و خع:«أبو سعيد» خطأ و قد تقدم كثيرا.
9- بالأصل و خع:«أبو عمر» خطأ و قد تقدم كثيرا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم (1) بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم - و قال ابن حمدان: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان - يسمي لنا نفسه (2) أسماء فقال:«أنا محمد و أحمد و المقفى (3)،و الحاشر و نبي الرحمة، و نبي الملحمة»[524].

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (4)،أنبأنا وكيع عن المسعودي،[و يزيد، قال: أنبأنا المسعودي] (5) عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى قال: سمى لنا النبي صلى اللّه عليه و سلّم [نفسه] (6) أسماء منها ما حفظنا فقال:«أنا محمد و أحمد و المقفي (7) و الحاشر و نبي الرحمة و الملحمة (8)»قال يزيد: و نبي التوبة و نبيّ الملحمة[525].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسن بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن بكير، عن عبد (9) الرّحمن بن عبد اللّه، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، قال: سمى لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نفسه أسماء منها ما حفظنا قال:«أنا محمد، و أحمد، و المقفّي (10)،و الحاشر، و نبي التوبة (11)،و نبي الرحمة»[526].

ص: 26


1- بالأصل و خع:«أبو إبراهيم» خطأ.
2- بالأصل و خع: تسعة.
3- سقطت من الأصل، و سقطت الواو أيضا بين أحمد و محمد.
4- مسند أحمد407،395/4.
5- الزيادة عن مسند أحمد395/4.
6- بالأصل و خع: و المتقي، و المثبت عن مسند أحمد.
7- اللفظة ليست في مسند أحمد.
8- بالأصل و خع: عبيد.
9- بالأصل و خع: تسعة، و أثبتنا ما ورد في الرواية السابقة.
10- بالأصل و خع: و المتقي.
11- الأصل و خع، و في المطبوعة: و نبي التوبة و الملحمة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي (1)،أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن (2) الدار قطني، أنبأنا أحمد بن علي المقرئ بن العلاء، و عبد اللّه بن جعفر بن حشيش، قالا: أنبأنا يوسف بن موسى، أنبأنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يسمي لنا نفسه اسماء فقال:«أنا محمد، و أحمد، و المقفّي، و الحاشر، و نبيّ الرحمة، و نبيّ الملحمة»[527].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (3)،أنبأنا روح و عفان.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد (4) بن يوسف بن العلاّف - إجازة - و أخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي بمرو عنه، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، نا أبو عمرو أحمد بن عثمان (5) بن أحمد بن عبد اللّه الدقّاق، أنبأنا محمد بن البزار، أنا علي بن الجعد قال: أنبأنا حمّاد بن سلمة (6)،عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ (7) بن حبيش قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و قال أحمد بن حنبل:

النبي صلى اللّه عليه و سلّم - يقول في سكة من سكك المدينة:«أنا محمد (8) و أحمد و الحاشر و المقفّي (9) و نبي الرحمة و نبي (10) الملحمة»[528].

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي التميمي، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا أسود بن عامر، أنبأنا أبو

ص: 27


1- بالأصل و خع «المرزوقي» و المثبت عن الأنساب و فيه أنه سمع أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون. و هذه النسبة إلى المزرفة قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها.
2- بالأصل «الحسين».
3- مسند أحمد405/5.
4- الأصل و خع و في المطبوعة: محمد.
5- الأصل و خع و في المطبوعة: أبو عمرو عثمان.
6- بالأصل و خع:«حمزة بن حماد» و المثبت «حماد بن سلمة» عن مسند أحمد.
7- بالأصل و خع:«زرين» و المثبت يوافق مسند أحمد.
8- في مسند أحمد:«و أنا أحمد».
9- عن مسند أحمد و بالأصل و خع: و المتقي.
10- قوله:«و نبي الملحمة» لم ترد في المسند.

بكر بن عاصم، عن أبي وائل قال: قال حذيفة: بينما أنا امشي في طريق المدينة إذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يمشي قال: سمعته يقول:«أنا محمد و أحمد و نبي الرحمة، و نبي التوبة، و الحاشر، و المقفّي (1) و نبي الملحمة و نبي (2) الرحمة»[529].

و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن الصوري، أنبأنا علي بن الحسين أبو يعلى (3)،أنبأنا عبد الرّحمن بن محمد الشاهد، أنبأنا أبو سعيد بن (4) الأعرابي، أنبأنا محمد بن أحمد التستري (5)،أنبأنا محمد بن طريقة (6)،أنبأنا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: لقد لقيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في بعض طريق المدينة فقال:«أنا محمد، و أنا أحمد، و أنا نبي الرحمة، و نبي التوبة، و المقفّي (7)،و أنا الحاشر، و نبي الملحمة»[530].

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة الجرجاني (8)، أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي، أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي (9)،أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، أنبأنا عبد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو يحيى التيمي، أنبأنا سيف بن وهب، عن أبي الطّفيل [قال:] (10) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن لي عند ربي عشرة أسماء».

قال أبو الطفيل: قد حفظت منها ثمانية: محمد، و أحمد، و أبو القاسم، و الفاتح، و الخاتم، و الماحي، فالعاقب، و الحاشر.

ص: 28


1- عن مختصر ابن منظور11/2و بالأصل و خع: و المتقي.
2- في مختصر ابن منظور:«و نبي الملاحم» مكان:«و نبي الملحمة و نبي الرحمة».
3- كذا بالأصل و خع.
4- بالأصل و خع «بن الأعمش بن الأعرابي».
5- بضم التاء الأول و فتح الثانية، و سكون السين، هذه النسبة إلى تستر بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان.
6- كذا بالأصل و خع، و صوبت في المطبوعة:«محمد بن طريف».
7- بالأصل و خع:«و المتقي» و المثبت عما سبق من روايات.
8- بالأصل و خع «الحاقاني» تحريف.
9- الخبر في الكامل للضعفاء لابن عدي437/3 ط دار الفكر - بيروت.
10- الزيادة عن ابن عدي.

قال أبو يحيى: و زعم سيف أن أبا جعفر قال له: إن الاسمين الباقيين يس و طه[531].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب في كتابه من مصر ثم أخبرنا (1) أبو محمد (2) عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنبأنا سهل بن بشر الأسفرايني، قالا: أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد الطّفّال بمصر، أنبأنا محمد بن (3) عبد اللّه بن عمر، نا إسماعيل بن إبراهيم التيمي أبو يحيى، نا سيف بن وهب، عن أبي الطفيل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن لي عند ربي عز و جلّ عشرة أسماء»[532].

قال أبو الطفيل: حفظت منها ثمانية: محمد، و أحمد، و أبو القاسم، و الفاتح، و الخاتم، و العاقب، و الماحي، و الحاشر.

قال سيف: و زعم جعفر (4) قال له: الاسمان الباقيان يس و طه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن شهريار (5)،أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن محمد بن مهران السّوطي (6) البغدادي، أنبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين، أنبأنا سليمان (7)،أنبأنا سلمة بن نبيط (8)،عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«أنا أحمد، و محمد، و الحاشر، و المقفّي (9) و الخاتم»[533].

ص: 29


1- بعدها في الأصل و خع: أخبرنا.
2- بالأصل:«أبو محمد هبة بن عبد الرحمن» و في خع: هبة اللّه. و المثبت يوافق مشيخة المصنف213/1.
3- في المطبوعة: محمد بن عبدوس، حدثنا عبد اللّه بن عمر.
4- كذا وردت العبارة هنا، و تقدم في الخبر السابق: قال أبو يحيى: و زعم سيف: أن أبا جعفر قال له:.
5- عن خع و بالأصل: شهرباز.
6- بالأصل و خع:«السيوطي» تحريف، و الصواب عن تاريخ بغداد99/5 (ترجمته) و هذه النسبة إلى السوط و عمله (الأنساب و الضبط بفتح السين و سكون الواو عنها).
7- كذا بالأصل و خع،«أنبأنا سليمان» و لم ترد في تاريخ بغداد.
8- عن تاريخ بغداد، و بدون نقط في الأصل و خع.
9- عن تاريخ بغداد و بالأصل «و المتقي».

قال الخطيب (1) و أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان الطبراني، أنا أحمد بن محمد بن يحيى السّوطي (2) بإسناده مثله. قال الخطيب اختلف في اسم جده (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (4)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب [قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبّار] (5)،نا وكيع، عن إسماعيل الأزرق، عن ابن عمر عن محمد بن الحنفية قال: ياسين قال يا محمد.

و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر القاضي قالا (6):أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا ابن فضيل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: طه مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ (7)يا رجل مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ و كان يقوم الليل على رجليه، فهي لغة لعكّ (8) إن قلت لعكّي (9):يا رجل لم يلتفت، و إذا قلت يا طه التفت إليك.

قال (10) و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: قال الخليل بن أحمد: خمسة من الأنبياء ذوو اسمين: محمد و أحمد نبينا عليه الصلاة و السلام، و عيسى و المسيح، و إسرائيل و يعقوب، و يونس و ذو النون، و إلياس و ذو الكفل.

قال أبو زكريا و لنبينا صلى اللّه عليه و سلّم و عليهم أجمعين خمسة أسماء في القرآن: أحمد،

ص: 30


1- العبارة من هنا إلى «اسم جده» مكررة بالأصل.
2- بالأصل و خع:«السيوطي» تحريف، و الصواب عن تاريخ بغداد 99/5 (ترجمته) و هذه النسبة إلى السوط و عمله (الأنساب و الضبط بفتح السين و سكون الواو عنها).
3- كذا بالأصل و لم ترد العبارة الأخيرة بتاريخ بغداد، انظر ترجمته تاريخ بغداد 99/5.
4- دلائل النبوة للبيهقي ط بيروت158/1.
5- ما بين معكوفتين عن دلائل البيهقي و مكان العبارة بالأصل و خع:«أحمد و عبد اللّه بن الجبار» كذا.
6- بالأصل و خع:«قال» و الصواب عن دلائل البيهقي158/1.
7- سورة طه، الآية:1و2.
8- عن دلائل البيهقي و بالأصل:«لعلك».
9- عن البيهقي و بالأصل و خع: لعلي.
10- انظر دلائل النبوة للبيهقي159/1.

و محمد، و عبد اللّه، و طه، و يس. قال اللّه تعالى في ذكر محمد صلى اللّه عليه و سلّم: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ (1) قال وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (2) و قال اللّه تعالى في ذكر عبد اللّه: وَ أَنَّهُ لَمّٰا قٰامَ عَبْدُ اللّٰهِ (3)-يعني النبي صلى اللّه عليه و سلّم ليلة الجن- كٰادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (4) و إنما كانوا يقعون بعضهم على بعض، كما أن اللبد يتخذ من الصوف فيضع بعضه على بعض فيصير لبدا. قال اللّه تبارك و تعالى: طه مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ ،و القرآن إنما أنزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دون غيره.

و قال اللّه تبارك و تعالى: يس (5) يعني يا سين (6)،و الإنسان هاهنا العاقل و هو محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (7).

قال البيهقي (8):و زاد غيره من أهل العلم، فقال: سماه اللّه تعالى في القرآن:

رسولا، نبيّا، أميّا. و سمّاه: شاهدا، و مبشرا، و نذيرا، و داعيا إلى اللّه بإذنه، و سراجا منيرا. و سمّاه: رءوفا، رحيما، و سمّاه نذيرا مبينا. و سمّاه: مذكرا، و جعله رحمة، و نعمة، و هاديا. و سماه عبدا (9) صلى اللّه عليه و آله تسليما كثيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا [أبو] (10) القاسم حمزة بن يوسف، أنبأنا [أبو] (11) أحمد بن عدي (12)،أنبأنا الخضر بن أحمد بن أمية الحرّاني، حدثنا محمد بن الفرح بن السكن، أنبأنا إسحاق بن (13) بشر

ص: 31


1- سورة الفتح، الآية:29 و بالأصل: و رسول اللّه.
2- سورة الصف، الآية:6.
3- سورة الجن، الآية:19.
4- الآية الأولى من سورة ياسين.
5- في الدلائل: يا إنسان.
6- سورة ياسين، الآية:3.
7- دلائل النبوة للبيهقي160/1.
8- عن البيهقي، و بالأصل و خع: من.
9- عن البيهقي و خع، و بالأصل: عبيدا.
10- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن الأنساب (الجرجاني).
11- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن الأنساب (الجرجاني).
12- الكامل في الضعفاء 337/1 ترجمة إسحاق بن بشر.
13- بالأصل: بن أبي بشر، و الصواب ما أثبتنا عن ابن عدي، و انظر لسان الميزان 354/1.

الخراساني، حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«سيّد بنى دارا و اتخذ مأدبة [و بعث] (1) داعيا. فالسيد [الجبار] (2)،و المأدبة القرآن، و الدار:

الجنة. فالداعي: أنا، فأنا اسمي في القرآن محمد، و في الإنجيل أحمد، و في التوراة أحيد، و إنما سميت أحيد لأني أحيد عن أمتي نار جهنم، فأحبّوا العرب بكل قلوبكم»[534].

أخبرنا أبو القاسم الشحّامي، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري (3) فيما قرئ عليه و أنا حاضر، أنبأنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أنبأنا محمد بن محمد بن علي، حدثنا بكير بن محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم البخاري، نا أبي، نا بحير بن نصر، نا عيسى بن موسى غنجار (4)،عن خارجة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما ولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم عق (5) عنه عبد المطلب بكبش و سماه محمدا، فقيل له: يا أبا الحارث ما حملك على أن تسميه محمدا و لم تسمّه باسم آبائه ؟ قال: أردت أن يحمد اللّه عز و جل في السماء، و يحمده الناس في الأرض.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و حدثنا أبو الحسن علي [بن] (6)المسلّم الفقيه إملاء، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو الدحداح، أنبأنا عبد الوهاب [بن] (7) عبد الرحيم الأشجعي، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان قال: تذاكروا ما قيل من الشعر. قال: فقال رجل:

ما سمعنا شيئا أحسن من بيت أبي طالب:

و شق له من اسمه ليجلّه *** فذو العرش محمود و هذا محمّد

و أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنبأنا أبو علي

ص: 32


1- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن ابن عدي.
2- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن ابن عدي.
3- بالأصل و خع:«البخاري» و الصواب عن الأنساب (البحيري) و هذه النسبة إلى بحير، أحد أجداده.
4- بالأصل و خع عنجار بالعين المهملة، و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب.
5- عق عن ابنه: حلق عقيقته أو ذبح عنه شاة (اللسان: عقق).
6- سقطت من الأصل و خع، و استدركت مما سبق من إسناد.
7- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن تقريب التهذيب (ترجمته).

الحسن بن عمر بن يونس، أنبأنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم، أنبأنا حميد بن الربيع، حدثنا سفيان قال: سمعت علي بن زيد بن جدعان يقول: تذاكروا أي بيت من الشعر أحسن، فقال رجل: ما سمعنا بيتا أحسن من قول أبي طالب:

و شقّ له من اسمه ليجلّه *** فذو العرش محمود و هذا محمّد

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش العكبري (1) فيما ناولني و قال:

اروه عني، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (2)،أنبأنا أبو الفرح المعافا بن زكريا القاضي من اسمه يروى على وجهين على همزة مقطوعة لإقامة الوزن و قد جاء مثله في الشعر كما قال الشاعر:

بأبي امرؤ الشام بيني و بينه *** أتتني ببشرى برده و رسائله

و قال آخر:

ألا لا أرى اثنين أكرم شيمة *** على حدثان الدّهر مني و من جمل

و قال آخر:

إذا جاوز الاثنين سرّ كأنه *** ببثّ و تكثير الوشاة قمين (3)

و يروى:

ألا كلّ سرّ جاوز اثنين انه

...

فعلى هذه الرواية لا شاهد فيه، و الوجه الثاني في رواية البيت:

ص: 33


1- بالأصل و خع:«العكري» و الصواب عن الأنساب (الجازري)، و هذه النسبة إلى عكبرا بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي.(الأنساب العكبري).
2- بالأصل و خع «الحازري» و الصواب بالجيم، كما في الأنساب و هذه النسبة إلى جازرة و هي قرية من أعمال نهروان بالعراق. و ذكر السمعاني ممن انتسب إليها أبو علي محمد بن الحسين... روى كتاب الجليس و الأنيس عن القاضي المعافى بن زكريا، و بالأصل و خع:«أحمد» و صوبناه عن الأنساب «محمد».
3- كرر البيع بالأصل و خع، و هو لقيس بن الخطيم ديوانه ط بيروت ص 162 و فيه:«فإنه بنشر» و قمين أي حري خليق.

و شق له من اسمه

على الوصل و ترك القطع إقرار له على أصله في إخراجه على قياسه، فإذا روي هكذا فهو على الزحاف، و في زحافه حذف خامس جزئه الثاني هو الذي مفاعي لن فيصير مفاعلن، و سمّي هذا الزحاف القبض، و قد يقع الزحاف في هذا الجزء بإسقاط سابعه و هو نون مفاعيل لن، و يسمى: الكف. و القبض في هذا أحسن الزحافين.

و الكف أحسنهما عند الأخفش. و هذان الزحافان يتعاقبان و لا يجتمعان.

ص: 34

باب ذكر معرفة كنيته
اشارة

و نهيه أن يجمع بينها (1) و بين اسمه أحد من أمته

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين (2)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن، و أبو عبد الرّحمن محمد بن الحسن السّلمي إملاء.

و أخبرنا أبو بكر في كتابه، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن حبيب و أبو محمد بن طاوس و غيرهما عنه.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد الخطيب، أنبأنا أبو الفضل محمد بن علي بن الحسن.

أخبرنا أبو الفضل محسن بن منصور [بن] محسن البسطامي، أنبأنا سعيد بن محمد بن عبد الواحد قال: أنبأنا القاضي أبو العلاء (3) أبو بكر الحيري قال: أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا [أبو] (4) يحيى، أنبأنا سفيان (5) بن عيينة (6) عن أيوب، عن محمد بن سيرين قال: سمعت أبا هريرة (7) يقول: قال أبو القاسم [صلى اللّه عليه و سلّم]: «تسمّوا

ص: 35


1- الأصل و خع:«بينهما» و الصواب عن مختصر ابن منظور14/2.
2- عن خع و بالأصل «الحسن» و هو أحمد بن الحسين البيهقي صاحب دلائل النبوة، انظر كتابه الدلائل 162/1.
3- كذا بالأصل و خع «أبو العلاء» و المناسب حذفها.
4- الزيادة عن دلائل البيهقي، و هو زكريا بن يحيى بن أسد.
5- بالأصل و خع:«سعيد» و الصواب عن البيهقي.
6- في خع: عتيبة تحريف.
7- بالأصل و خع:«الهروي» و المثبت عن دلائل البيهقي.

باسمي و لا تكنّوا (1) بكنيتي»[535].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا إبراهيم بن الحجاج، أنبأنا حماد عن حميد (2)،عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان بالبقيع (3) فنادى رجل: يا أبا القاسم فالتفت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال الرجل: لست إياك أعني فقال - زاد ابن المقرئ: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:- «سمّوا (4) باسمي و لا تكنّوا بكنيتي»[536].

أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن الحسين في كتابه، و أخبرنا عنه [أبو] (5)محمد بن طاوس، أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي.

و أخبرنا أبو القاسم الشحّامي (6)،أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمر، قالا: أنبأنا (7) أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا محمد بن هشام بن ملاّس النميري، أنبأنا مروان بن معاوية الفزاري، أنبأنا حميد قال: قال أنس: نادى رجل بالبقيع (8) يا أبا القاسم فالتفت إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه لم أعنك إنما عنيت فلانا، فقال:«سموا باسمي و لا تكنّوا (9) بكنيتي»[537].

أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أنبأنا أبو علي التميمي، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا

ص: 36


1- في دلائل البيهقي: تكتنوا.
2- بالأصل و خع:«حماد بن حميدة» و الصواب عن المطبوعة قسم27/1.
3- البقيع، مقبرة أهل المدينة.
4- في خع: تسموا.
5- سقطت من الأصل و خع.
6- في خع:«السجامي».
7- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو القاسم أبو العباس» حذفنا «أبو العباس».
8- بالأصل و خع:«بالبقيع، أنبأنا أبو القاسم قال سمعت إليه رسول اللّه» و العبارة مضطربة، و المثبت عن مختصر ابن منظور14/2و المطبوعة قسم 28/1.
9- كررت بالأصل و خع.

عبد اللّه (1) بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي [ثنا] (2) هشيم عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال: ولد لرجل [منا] (3) غلام فسمّاه القاسم فقلنا: لا تكنيك به حتى نسأل النبي صلى اللّه عليه و سلّم و ذكرنا له فقال:«تسمّوا باسمي و لا تكنوا بكنيتي فإنما بعثت [قاسما بينكم] (4)»[538].

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

أخبرتنا فاطمة بنت ناصر، أنبأنا إبراهيم بن منصور قراءة و أنا حاضرة، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنبأنا أبو يعلى، نا زهير، نا جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال:[ولد لرجل] (5) منا غلام فسمّاه محمدا فقال [له] (6) قومه: لا ندعك تسميه باسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فانطلق بابنه حامله على ظهره، فأتى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه ولد لي غلام فسمّيته محمدا فقال لي قومي (7):لا ندعك تسمي باسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«سمّ باسمي و لا تكنّ (8) بكنيتي فإنما أنا قاسم أقسم بينكم»[539].

رواه (9) الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد.

ص: 37


1- بالأصل:«أبو عبد اللّه أحمد...» و المثبت يوافق مسند أحمد بن حنبل 303/3.
2- الزيادة عن مسند أحمد، و بالأصل و خع: و هشيم.
3- الزيادة عن مسند أحمد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدركت عن مختصر ابن منظور14/2، و لفظة «ولد» موجودة على هامش الأصل.
5- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
6- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
7- بالأصل و خع:«قال لي قومك» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
8- بالأصل و خع:«سمي... تكنى» و الصواب ما أثبت، و في مختصر ابن منظور:«تسموا... تكنوا».
9- كذا، و قد جاء هذا التعقيب في المطبوعة بعد حديث آخر و بسند آخر عن جابر بن عبد اللّه، و قد سقط من الأصل و خع و تمامه: أخبرنا أبو القاسم بن القشيري أخبرنا أبو عثمان البحيري، أخبرنا جدي أبو الحسين، أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد اللّه قال: ولد لرجل منا غلام فسمّاه محمدا فقال قومه: لا ندعك تسميه باسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فانطلق بابنه حامله على ظهره فأتى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، ولد لي غلام فسميته محمدا فقال لي قومي: لا ندعك تسمي باسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. فقال: تسموا باسمي و لا تكتنوا بكنيتي فإنما أنا قاسم أقسم بينكم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد.

و أخبرناه أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا القطان (1)،و أبو القاسم بن السمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي القصار الوكيل بقراءتي (2) عليهما قالوا:

أخبرنا أبو الحسين (3) بن النّقّور.

و أخبرناه أبو المظفر بن القشيري و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالا: أنبأنا أبو عثمان البحيري.

قالا: أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن هارون، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد البغوي قراءة عليه و أنا أسمع، حدثنا داود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي، أنا وكيع بن الجرّاح عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«تسمّوا باسمي و لا تكنّوا بكنيتي، فإني أنا أبو القاسم أقسم بينكم»- و في حديث البحيري:[و لا تكتنوا- (4)][540].

أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنبأنا أبو علي الواعظ ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن [حمدان، حدثنا] (5) عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي أبو معاوية [ثنا] (6)الأعمش، عن سالم، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«تسمّوا (7) باسمي و لا تكنوا بكنيتي فإني جعلت قاسما أقسم بينكم»[541].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا أبو خيثمة، نا يحيى بن سعيد، عن ابن (8) عجلان، عن

ص: 38


1- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة:«لفظا».
2- عن المطبوعة و بالأصل: تدلني.
3- بالأصل «أبو الحسن» و في خع: أبو الحسن بن البقور.
4- الزيادة عن المطبوعة و قد سقطت من الأصل و خع.
5- الزيادة عن المطبوعة، و بالأصل و خع:«بن أحمد بن عبد اللّه».
6- سقطت من الأصلين و استدركت عن مسند أحمد313/3.
7- عن مسند أحمد و بالأصل «سموا».
8- عن دلائل البيهقي163/1 و بالأصل «أبي» و مثله في خع.

أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تجمعوا بين اسمي و كنيتي، اللّه المعطي و أنا أقسم»[542].

و أخبرنا أبو القاسم بن أبي سعيد بن أبي العباس، نا أبو سعد (1) محمد بن عبد الرحمن (2) الجنزرودي، أنبأنا [أبو سعيد، أنبأنا أبو محمد بن سعيد بن سيرين بن العبّاس التميمي الكرابيسي] (3)،أنبأنا أبو الفضل محمد بن إدريس الشامي السرخسي، نا يحيى بن داود، أنبأنا أبو زكريا الواسطي، أنبأنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان، عن محمد بن الخلاّل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تجمعوا بين كنيتي و اسمي - أو بين كنيتي (4) و اسمي - أنا أبو القاسم اللّه يعطي و أنا أقسم»[543].

أخبرنا أبو المظفر القشيري، أنبأنا أبو سعد (5) الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرأ على إبراهيم بن منصور العلوي السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال: أنبأنا أبو يعلى، نا زهير، أنبأنا محمد هو ابن خازم (6)،حدثنا الأعمش عن أبي (7) سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«تسمّوا باسمي و لا تكنوا بكنيتي»[544].

و أما نهيه عن الجمع بينهما

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن

ص: 39


1- بالأصل و خع «أبو سعيد».
2- بالأصل و خع «عبد اللّه» و الصواب عن معجم البلدان «جنزروذ» بالذال المعجمة و هي قرية من قرى نيسابور.
3- كذا الذي بين المعقوفتين بالأصل و خع، و صوب الاسم في المطبوعة عن سير أعلام النبلاء: أخبرنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس بن محمد النيسابوري الكرابيسي.
4- كذا بالأصل و خع، و المناسب: بين اسمي و كنيتي، كما في مختصر ابن منظور 14/2.
5- بالأصل و خع «أبو سعد».
6- بالأصول:«حازم» بالحاء المهملة تحريف.
7- ورد بالأصلين عن أبي سفيان و الصواب حذف أبي فهو سفيان بن عيينة.

منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، نا زكريا بن يحيى، نا شريك، عن مسلم، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من تسمّى باسمي فلا يكنى (1) بكنيتي»[545].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي (2) بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي (3)،أنبأنا وكيع.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسين المقرئ إبراهيم بن منصور و أبو الحسن علي بن عبد الملك بن مسعود الهروي ببغداد، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الصريفيني، أخبرتنا أم الفتح أمة السلام (4) بنت أحمد بن كامل بن خلف قالت: حدثنا محمد (5) بن إسماعيل البندار، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن علي بن سويد بن منجوف، نا عبد الرّحمن بن مهدي قالا: نا سفيان بن عبد الكريم الجزري (6)،عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن عمّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تجمعوا بين (7) كنيتي و اسمي»[546].

فاختلف في ذلك، فقيل إنما نهى عنه في حال حياته لمّا دعي غيره، فظن أنه هو المدعى كما في الحديث الأول و الثاني، و قيل: إنما نهى عنه أن يجمع بين اسمه و كنيته.

كما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (8)،حدثني أبي [ثنا] (9) إسماعيل يعني بن عليّة، أنبأنا هشام [ح و] (10) عبد الصّمد، أنبأنا هشام [ح] (11) و كثير بن هشام [ثنا هشام] (12)

ص: 40


1- في خع:«يتكنى» و في مختصر ابن منظور14/2 يكتني.
2- بالأصل و خع:«يعلى» تحريف، و قد مرّ كثيرا في أسانيد سابقة.
3- مسند أحمد350/3.
4- بالأصل «أم اللام» و في خع «أم السلام» و المثبت عن تاريخ بغداد 443/14.
5- بالأصل و خع:«أحمد» و المثبت عن الأنساب «البصلاني».
6- بالأصلين «الحزري» و المثبت عن مسند أحمد.
7- كذا بالأصل و خع و مختصر ابن منظور14/2و نصه في مسند أحمد450/3لا تجمعوا اسمي و كنيتي.
8- بالأصل و خع:«مالك بن عبد اللّه أحمد» و الذي أثبتناه يتوافق مع مسند أحمد313/3.
9- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن مسند أحمد313/3.
10- مكانها بالأصل «بن» و المثبت عن مسند أحمد313/3.
11- ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد313/3.
12- ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد313/3.

عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:[«من تسمّى باسمي فلا يتكنّى بكنيتي، و من تكنّى بكنيتي فلا يتسمّى باسمي»] (1)[547] و أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو زكريا، أنبأنا أبو بكر بن فورك، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يونس بن حبيب، أنبأنا أبو داود الطيالسي، عن هشام.

قال البيهقي: و أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، نا إسماعيل بن إسحاق و [أبو] مسلم، أنبأنا مسلم بن إبراهيم، نا هشام، أنبأنا أبو (2)الزبير، عن جابر أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من تسمّى باسمي فلا يكنى بكنيتي، و من كني بكنيتي فلا يسمى باسمي»[548].

و قد روي أنه صلى اللّه عليه و سلّم أرخص في الجمع بينهما لولد علي بن أبي طالب.

كما أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو أحمد الجوهري، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن معدان، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأنا وكيع، أنبأنا فطر بن خليفة، عن منذر الثوري عن ابن (3) الحنيفة: أن عليا قال: يا رسول اللّه إن ولد لي بعدك ولد أسمّيه باسمك و أكنيه بكنيتك ؟ فقال:«نعم»[549] و كانت رخصة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لعلي.

أخبرنا أبو الأعز (4) بن الأسعد قال: أخبرنا الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (5)،نا عمرو بن علي الفلاس (6)،

ص: 41


1- ما بين معكوفتين استدرك عن مسند أحمد313/3.
2- بالأصل و خع «بن» و الصواب مما سبق من إسناد.
3- الأصل و خع:«أبي» خطأ، و هو محمد بن الحنيفة، الحنيفة: أمه، و هو محمد بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
4- بالأصل و خع:«أبو بكر» و الصواب ما أثبت، انظر تذكرة الحفاظ 1275/4 قراتكين بن الأسعد، أبو الأعز.
5- بالأصل و خع:«أبو بكر بن محمد... شهرباز» و كما أثبتناه في أسانيد متقدمة.
6- عن خع و بالأصل:«العلاس».

نا يحيى بن سعيد، نا فطر بن خليفة، حدثني منذر الثوري عن محمد بن الحنيفة قال: قال علي: يا رسول اللّه إن ولد لي بعدك أسميه باسمك و أ كنته بكنيتك ؟ قال:

«نعم»، فسماني محمدا و كنّاني بأبي القاسم، و كانت رخصة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لعلي بن أبي طالب[550].

و روى عنه ما يدل على إباحة الجمع بينهما مطلقا.

فيما أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي، و أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود المغربي قالا: أنا أبو علي بن أحمد التستري، أنبأنا أبو عمر الهاشمي، أنبأنا أبو علي محمد (1) بن أحمد اللؤلؤي حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم الشحّامي قالا: أنبأنا أبو بكر بن البيهقي، أنبأنا أبو علي الروذباري (2)،أنا محمد بن بكر قالا: أنبأنا أبو داود، حدثنا النفيلي نبأني محمد بن عمران الحجبي، عن جدته صفية بنت شيبة، عن عائشة قالت: جاءت امرأة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقالت: يا رسول اللّه إني قد ولدت غلاما فسميته محمدا و كنيته أبا القاسم فذكر لي أنك تكره ذلك فقال:«ما الذي أحلّ اسمي و حرّم كنيتي - أو (3) الذي حرم كنيتي و أحلّ اسمي»[551].

أخبرناه أبو القاسم الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (4)،نا وكيع، حدثني محمد بن عمران الحجبي [قال: سمعت] (5) صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أما (6) حل اسمي و حرم كنيتي [و ما حرم كنيتي و أحل اسمي] (7)»[552].

ص: 42


1- بالأصل و خع:«أحمد» و الصواب عن الأنساب (اللؤلؤي).
2- بالأصل و خع:«الروزراي» و الصواب من أسانيد متقدمة، و الأنساب و قد ذكره فيمن انتسب إلى روذبار موضع على باب الطابران بطوس، و هو ممن روى عنهم أبو بكر البيهقي.
3- العبارة بالأصل و خع:«و أما الذي حرم أحل كنيتي و حرم اسمي» و صوّبنا العبارة عن مختصر ابن منظور 15/1.
4- مسند أحمد135/6-136.
5- ما بين معكوفتين عن مسند أحمد و بالأصل و خع: سمعه من.
6- في المسند: ما أحلّ .
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و زيادة عن المسند.

و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو منصور المقرئ - ببغداد - بن شكرويه، و أبو بكر بن السمسار، قالا: أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه [بن خرشيد قوله] (1)، أنبأ الحسين (2) بن إسماعيل المحاملي (3)،نا فضل (4) الأعرج أبو عاصم، عن محمد بن عمران قال: حدثتني جدتي صفية بنت شيبة قالت: ولد لي غلام فسميته محمدا و كنيته أبا (5) القاسم فزعموا (6) أن ذلك يكره، فقالت عائشة: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه ولد لي غلام فسميته محمدا و كنيّته أبا القاسم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما أحلّ اسمي و حرم كنيتي و أحل (7) كنيتي و حرم اسمي»[553].

فذهب مالك إلى الأخذ بهذا.

فيما أخبرنا أبو القاسم الشحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: قال حميد بن زنجويه في كتاب الأدب سألت (8) ابن أبي أويس ما كان مالك يقول في الرجل يجمع اسم النبي صلى اللّه عليه و سلّم و كنيته ؟ فأشار إلى شيخ جالس معنا فقال هذا محمد بن مالك سماه محمدا و كناه أبا القاسم، و كان يقول إنما نهي عن ذلك في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلّم كراهية أن يدعى أحد باسمه أو كنيته فيلتفت النبي صلى اللّه عليه و سلّم. فأما اليوم فلا بأس بذلك (9).

و ذهب الشافعي إلى أن ذلك لا يجوز.

كذلك أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي (10)،أنا أبو عبد اللّه

ص: 43


1- الزيادة عن المطبوعة.
2- بالأصل و خع «الحسن» تحريف، و الصواب «الحسين» انظر ترجمته في تاريخ بغداد19/8و الأنساب (المحاملي).
3- هذه النسبة - بفتح الميم و الحاء - إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال إلى مكة،(الأنساب، و ذكر السمعاني فيمن انتسب إليها القاسم و أبا عبد اللّه الحسين ابني إسماعيل...).
4- بالأصل و خع «فضيل» تحريف، و المثبت عن تقريب التهذيب، و هو فضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج البغدادي.
5- عن خع و بالأصل «أبو».
6- بالأصل و خع:«و عمروا» و المثبت عن المطبوعة.
7- كذا وردت العبارة في الأصل و خع، و في المطبوعة: و ما حرم كنيتي و أحل اسمي.
8- بالأصل و خع:«فسألته من أبي أويس» و المثبت عن مختصر ابن منظور15/2.
9- السنن الكبرى للبيهقي310/9.
10- السنن الكبرى للبيهقي309/9.

الحافظ ، قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول:[سمعت الربيع بن سليمان يقول:] (1) سمعت الشافعي يقول: لا يحلّ لأحد أن يكني بكنيتي بأبي القاسم كان اسمه محمدا أو غيره [و كناه جبريل عليه السلام أبا إبراهيم] (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو طاهر (4) الفقيه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد (5) بن عبدوس الطرائفي، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا عمرو (6) بن خالد الحرّاني قال:

و أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: و أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، و أبو بكر أحمد بن محمد [بن] (7) الحسن القاضي قالا: أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا محمد بن إسحاق الصّنعاني (8)،نا عثمان بن صالح قال: أنبأنا ابن لهيعة عن يزيد بن [أبي] (9) حبيب، و عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك: أنه لما ولد إبراهيم ابن النبي صلى اللّه عليه و سلّم من مارية جاريته، كان يقع في نفس النبي صلى اللّه عليه و سلّم منه حتى أتاه جبريل عليه السلام فقال: السلام عليك أبا إبراهيم (10)-و في رواية الفقيه: يا أبا إبراهيم-.

أخبرنا عاليا أبو الغنائم (11) القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو الطّيّب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، نا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، نا عمرو بن خالد الحرّاني، نا عبد اللّه بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب و عقيل، عن الزّهري، عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: لما ولد إبراهيم أتاه جبريل فقال له: السلام عليك يا إبراهيم[554].

ص: 44


1- الزيادة عن السنن الكبرى للبيهقي.
2- ما بين معكوفتين سقط من السنن الكبرى.
3- دلائل النبوة163/1.
4- في الدلائل: أبو الطاهر.
5- عن الدلائل و بالأصل و خع: حمدون.
6- عن الدلائل و بالأصل و خع:«عمر».
7- سقطت من الأصلين، و في الدلائل، أحمد بن الحسن.
8- في خع و الدلائل: الصغاني.
9- سقطت من الأصلين و استدركت عن الدلائل.
10- عن الدلائل، و بالأصل: يا إبراهيم.
11- كذا بالأصل، و لم ترد في خع.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا أبو عمرو عبد الرحمن [بن] (1)محمد الفارسي، أنبأنا أبو أحمد (2) عبد اللّه بن عدي الجرجاني (3)،نا الفضل بن عبد اللّه بن مخلد، نا صخر (4) بن عبد اللّه الكوفي، نا ابن لهيعة، عن ابن فضيل (5)، عن عبد اللّه بن عمرو (6)،قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فهبط عليه جبريل فقال: يا أبا إبراهيم، اللّه يقرئك السلام فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«نعم أنا أبو إبراهيم، و إبراهيم جدنا و به عرفنا و قد قال اللّه تعالى في محكم كتابه: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرٰاهِيمَ هُوَ سَمّٰاكُمُ الْمُسْلِمِينَ (7)(8)»[555].

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد العلاّف أخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسن العلاّف و أبو علي بن المسلمة قالا (9):أنبأنا عبد الملك بن محمد بن بشران، نا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا أحمد (10) بن جعفر الخرائطي، أنا علي بن داود القنطري (11)،نا عبد اللّه بن صالح، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري، عن عبد اللّه بن عمرو: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دخل على أم إبراهيم مارية القبطية و هي حامل منه بإبراهيم عندها نسيب (12) لها كان قدم معها من مصر، و أسلم و حسن إسلامه، و كان كثير

ص: 45


1- بالأصل «و محمد».
2- بالأصل «أبو أحمد بن عبد اللّه بن علي».
3- انظر الكامل في الضعفاء لابن عدي92/4ترجمة صخر بن عبد اللّه.
4- بالأصل:«ضمرة» و المثبت عن ابن عدي.
5- في ابن عدي: أبي قبيل.
6- عن ابن عدي و بالأصل «عمر».
7- سورة الحج، الآية:78.
8- بعده في المطبوعة: صخر هذا يعرف بالحاجبي و يعرف بالمظالمي سكن مرو و حدث بالبواطيل. قلت سمي بالمظالمي لأنه كان على المظالم بجرجان. و الحاجبي هذه النسبة إلى حاجب، أحد أجداد المنتسب إليه (انظر الأنساب). و قد سقط الحديث بتمامه من خع.
9- بالأصل و خع: قال.
10- الأصل و خع، و في الأنساب «محمد»(الخرائطي).
11- هذه النسبة إلى قفطرة بردان، محلة ببغداد (الأنساب).
12- كذا بالأصل و خع، و كتب فوقها بالأصل: قريب.

ما (1) يدخل على أم إبراهيم، و أنه جب نفسه بقطع ما بين رجليه حتى لم يبق قليلا و لا كثيرا (2) فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوما على أم إبراهيم فوجد عندها قريبها، فوجد في نفسه من ذلك شيئا كما يقع في نفس الناس، فرجع متغير اللون فلقيه عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فعرف ذلك في وجهه فقال: يا رسول اللّه ما لي أراك متغير اللون ؟ فأخبره بما وقع في نفسه من قريب مارية، فمضى بسيفه فأقبل يسعى حتى دخل على مارية فوجد عندها قريبها ذلك، فأهوى بالسيف ليقتله فلما رأى ذلك منه كشف عن نفسه. فلما رآه عمر رجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأخبره فقال:«إن جبريل أتاني فأخبرني أن اللّه تبارك و تعالى قد برأها و قريبها ممّا (3) وقع في نفسي و بشرني أن في بطنها مني غلاما، و أنه أشبه الخلق بي و أمرني أن أسمّيه إبراهيم و كناني به إذ (4) كناني بأبي إبراهيم، و لو لا أني أكره أن أحول كنيتي التي عرفت بها لاكتنيت بأبي إبراهيم كما كناني به جبريل عليه السلام»[556].

ص: 46


1- بالأصل و خع: مما.
2- بالأصل و خع:«كثير».
3- عن خع، و بالأصل «بما».
4- في خع: أي.» و قوله:«به إذ كناني» سقط من المطبوعة.
باب ذكر معرفة نسبه و إبراز الخلاف فيه عن العالمين به

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي (1)،أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر (2) بن حفص المقرئ ببغداد، أنبأنا أبو عيسى بكار بن أحمد بن بكار، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن موسى بن سعيد - إملاء، سنة ستة و تسعين و مائتين - نا أبو جعفر محمد بن [أبان] (3) القلانسي، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن ربيعة القدامي، أنبأنا مالك بن أنس عن الزّهري، عن أنس بن مالك و عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالا (4):بلغ النبي صلى اللّه عليه و سلّم أن رجالا (5) من كندة يزعمون أنه منهم، فقال: إنما كان يقول ذلك: العباس، و أبو سفيان بن حرب إذا قدما المدينة ليأمنا (6) بذلك، و أنه لن ينتفي (7) من آبائنا، و نحن (8) من بني كنانة»[557].

قال و خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. و ما افترق الناس فرقتين إلاّ جعلني اللّه تبارك و تعالى في خيرهما؛ فأخرجت من بين أبوين فلم

ص: 47


1- دلائل النبوة للبيهقي174/1.
2- كذا بالأصلين و المطبوعة، و في الدلائل: محمد.
3- عن الدلائل، و بالأصل و خع: حبان.
4- بالأصل و خع:«قال» و المثبت عن الدلائل.
5- عن الدلائل:«رجالا» و بالأصل و خع «رجلا» خطأ بدليل ما سيأتي.
6- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن الدلائل.
7- في الدلائل: ننتفي.
8- في الدلائل: نحن بنو النضر بن كنانة.

يصبني شيء من عهر (1) الجاهلية. و أخرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح، من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي و أمي، فأنا خيركم نفسا و خيركم أبا» صلى اللّه عليه و سلّم[557].

أخبرنا أبو (2) عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي [الحافظ ، أنبأنا أحمد، أنبأنا محمد بن سعيد] (3) بن خلف، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أنبأنا محمد بن سعيد بن بكر القاضي العسقلاني، أنبأنا صالح بن علي، نا عبد اللّه بن محمد بن ربيعة، نا مالك بن أنس، عن الزّهري، عن أنس بن مالك قال:

بلغ النبي صلى اللّه عليه و سلّم أن رجالا (4) من كندة يزعمون أنه منهم فقال:«إنما كان [يقول] (5) ذلك العباس و أبو سفيان بن حرب إذا قدما اليمن ليأمنا بذلك، و إنا لا ننتفي من آبائنا، نحن بنو النّضر بن كنانة»[559].

قال و خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، و ما افترق الناس فرقتين إلاّ جعلني اللّه تعالى في الخير منهما، حتى خرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي و أمي، فأنا خيركم نسبا و خيركم أبا» صلى اللّه عليه و سلّم[560].

قال (6) أنبأنا أبو بكر البيهقي: تفرد به أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن ربيعة

ص: 48


1- بالأصل و خع:«عهد» و المثبت عن الدلائل.
2- بالأصل: أبو الغالب أبو عبد اللّه.
3- كذا بالأصل و خع بين المعقوفتين، و قد حذفت العبارة كلها من المطبوعة و فيها: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف.
4- بالأصلين:«رجلا» و ما أثبتناه يوافق ما سبق، و انظر ما سيأتي.
5- سقطت من الأصل.
6- القائل هو أبو عبد اللّه الفراوي، كما يفهم من بداية السند في الرواية الأولى.

القدامي، هذا و له (1) عن (2) مالك و غيره (3) أفراد لم يتابع عليها و اللّه تعالى أعلم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون (4) الباقلاني.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي (5)،أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى بن عمران الأصبهاني، قال: أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد الأصبهاني، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، نا شاب خليفة بن خياط العصفري، حدثني حاتم بن مسلم، عن أبي معشر، عن محمد (6) بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز و إسماعيل بن رافع قال: قالا: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«انسبوني» ثم قال:«أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد»[561].

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين (7) بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي الوزير، أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا الحسن بن إسرائيل الهروتي (8)، نا عبد اللّه بن وهب، عن ابن لهيعة، عن [أبي] الأسود و غيره: محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن

ص: 49


1- عن الدلائل و بالأصل «أوله».
2- بالأصل «على» و المثبت عن الدلائل للبيهقي175/1.
3- عن الدلائل و بالأصل «و عنده».
4- بالأصل «حيرون» و في خع «جيرون» و كلاهما تحريف، و الصواب خيرون، انظر تذكرة الحفاظ 1207/3.
5- بالأصل و خع: الكلبي تحريف، و الصواب «الكيلي» عن تبصير المنتبه1230/3 و الضبط عنه.
6- بالأصل و خع:«محمد عن أبي قيس بن عبد العزيز» انظر تقريب التهذيب و الكاشف و فيه: محمد بن قيس المدني قاص عمر بن عبد العزيز، و هو أثبتناه بما يوافق المطبوعة أيضا، و هو شيخ أبي معشر كما في تقريب التهذيب.
7- بالأصل و خع:«أبو الحسن» و قد تقدم كثيرا.
8- كذا بالأصل، و في خع:«النهرونتي» و كلاهما تحريف و الصواب: النهرتيري و هذه النسبة إلى:«النهر تيري» قرية بنواحي البصرة كما في الأنساب، و ما أثبتناه وافق المطبوعة.

غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن خندف بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدد. (1)

كذا قال بل خندف و إنما هو إلياس، و أمه (2) خندف.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا عيسى، نا عبد اللّه بن محمد نا (3) عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: وجدت في كتاب أبي، نا محمد بن إدريس الشافعي قال: اسم عبد المطلب شيبة بن هاشم، و اسم هاشم عمرو بن عبد مناف، و اسم عبد مناف المغيرة بن قصيّ ، و اسم قصيّ زيد بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن [فهر بن] (4) مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر (5).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني (6)، أنبأنا [أبو] محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، أنبأنا [أبو] (7) زرعة، نا عبد الأعلى بن مسهر بنسبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أملاها علينا: محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، و اسم هاشم: عمرو، و اسم عبد مناف مغيرة بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد.

قال أحمد بن حنبل: عبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم، فسمعت أبا مسهر يقول:

و هاشم اسمه عمرو بن عبد مناف، و عبد مناف اسمه المغيرة بن قصيّ ، و قصيّ اسمه زيد بن كلاب.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب.

ص: 50


1- بالأصل و خع:«معدن بن بن عدنان بن أزد» تحريف.
2- أي أم مدركة.
3- بالأصل و خع «بن» تحريف.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و في خع:«بن غالب بن غالب» تحريف، انظر ما سبق.
5- بالأصل و خع:«نصر» تحريف، انظر ما سبق.
6- بالأصل و خع:«نا محمد بن عبيد العزيز بن الكتاني» تحريف، و قد صوبنا من أسانيد متقدمة، فقد ورد كثيرا.
7- عن هامش الأصل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو (1) الفضل محمد بن أحمد بن المحاملي الفقيه، أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن خسرو البلخي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون قالوا (2):أخبرنا أبو علي بن شاذان (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، نا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي، و أبو محمد رزق اللّه بن عبد الوهاب التميمي، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف الصياد قالا: أنبأنا أبو بكر الشافعي، أنبأنا أبو بكر عمر بن حفص السّدوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن يزيد قال: نسب النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو: محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدرك (4) بن إلياس بن مضر بن نزار، و أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة [بن كعب] (5).

و أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو (6) الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمّامي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا [أبو محمد بن أحمد بن عبد اللّه] (7)، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمرو بن الحسن بن علي بن مالك قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا أبي و محمد بن سعد (8)،عن هشام بن محمد، عن أبيه.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني (9)،أنبأنا أبو عمرو (10) عبد الوهاب بن محمد بن

ص: 51


1- بالأصل و خع:«ابن».
2- بالأصل و خع «قال».
3- بالأصل «مشاذن» و خع:«شاذن» و الصواب ما أثبت و قد مرّ كثيرا.
4- كذا بالأصل و خع، و الصواب:«مدركة» كما في الروايات السابقة.
5- عن المطبوعة.
6- بالأصل «أبو علي بن الحسن...» تحريف و الصواب ما أثبتناه عن الأنساب (الحمام) و هذه النسبة إلى الحمّام الذي يغتسل فيه الناس و يتنظفون و ممن ينتسب إليه «أبو الحسن علي...» و ذكره.
7- كذا بالأصل و خع، و مكان ما بين المعقوفتين في المطبوعة: أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
8- طبقات ابن سعد 56/1.
9- بالأصل و خع:«أبو بكر الطبراني الفتواني» كذا، و ما أثبتناه يوافق عبارة الأنساب (اللفتواني: بفتح اللام و سكون الفاء و ضم التاء - هذه النسبة إلى لفتوان إحدى قرى أصبهان) و ممن ينتسب إليها أبو بكر محمد بن شجاع بن أبي بكر... سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد اللّه بن منده.
10- بالأصل و خع «أبا عمر» و الصواب ما أثبتنا، انظر الحاشية السابقة.

مندة، أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، حدثنا ابن أبي الدنيا، أنا محمد بن سعد، أنا هشام الكلبي، أخبرني [أبي] (1) عن أبي صالح، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان إذا انتهى إلى معدّ بن عدنان أمسك، و قال:«كذب النسّابون»[562]، قال اللّه تبارك و تعالى: وَ قُرُوناً بَيْنَ ذٰلِكَ كَثِيراً (2).

قال ابن عباس: لو شاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لعلمه - في حديث اللفتواني: أن يعلمه لعلمه-.

و أخبرنا أبو القاسم السمرقندي،[أنبأنا محمد بن أحمد،] (3) أنبأنا أبو الحسين (4) بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي الوزير، نا عبد اللّه بن محمد البغوي، أنبأنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل النّهرتيري، أنا عبد اللّه يعني ابن وهب، عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة أنه كان يقول: ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معدّ بن عدنان.

و عن ابن لهيعة و عن [أبي] الأسود، عن أبي بكر بن سليمان قال: ما سمعنا في علم عالم، و لا شعر شاعر أحدا وراء معدّ بن عدنان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون.

أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني، أنبأنا أبو الحسين (5) محمد بن الحسن بن أحمد الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد الشاهد، أنا أبو حفص بن [عمر] (6) أحمد الأهوازي، أنا شباب (7)خليفة بن خياط ، حدثني أبو محمد البغوي، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن (8) الزبير و سليمان بن أبي خيثمة قال: ما وجدنا في شعر شاعر و لا في علم

ص: 52


1- زيادة عن ابن سعد 56/1.
2- سورة الفرقان، الآية:38.
3- ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.
4- بالأصل و خع:«أبو الحسن» خطأ، و مر كثيرا.
5- بالأصل و خع:«أبو الحسن أحمد بن الحسن» و الصواب ما أثبتناه عن إسناد مماثل تقدم قريبا.
6- زيادة عن خع.
7- بالأصل «أنا شيبان نا خليفة» و في خع:«أنا شيبان خليفة» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبتنا.
8- بالأصل:«عن أبي عروة الزبير».

عالم أحدا يعرف ما وراء معدّ بن عدنان بحق لأن اللّه تبارك و تعالى يقول: وَ قُرُوناً بَيْنَ ذٰلِكَ كَثِيراً ،و قد اختلفوا فيما بعد عدنان اختلافا كثيرا.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (1) الحسن بن البنا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن المسلّمة، أنبأنا أبو طاهر بن المخلّص، نا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان الطوسي، أنا أبو عبد اللّه الزبير بن بكار، حدثني يحيى بن مقداد الدمشقي (2).

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي (3)،أنبأنا محمد بن جعفر الكوسج، أنبأنا عمّ أبي الحسين بن أحمد بن جعفر نا إبراهيم بن السندي، أنبأنا الزبير بن بكار، أنبأنا يحيى بن مقداد عن عمه موسى بن يعقوب بن عبد اللّه بن وهب بن زمعة (4)،عن عمة له - و قال الطوسي عن عمته - عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«معد بن عدنان»- زاد الطوسي: بن أدد و قالا: ابن (5) زيد (6) بن يرى بن أعراق الثرى[562].

قالت أم سلمة: زيد هو الهميسع، و يرى هو نبت، و أعراق: إسماعيل - و في حديث الطوسي وا أعراق الثرى هو إسماعيل عليه الصّلاة و السلام.

و قيل أعراق الثرى هو إبراهيم عليه السّلام.

كتب إلي أبو محمد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن الآبنوسي، ثم أخبرني عنه أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي، عنه، أنبأنا أبو محمد الجوهري حينئذ.

و أخبرنا أبو السّعود بن المجلي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو القاسم الأزهري و أبو محمد الجوهري، قالا: أنبأنا محمد بن المظفر، نبأنا أحمد بن علي بن

ص: 53


1- بالأصل «أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحسن» تحريف و الصواب ما أثبت من أسانيد مماثلة.
2- كذا بالأصل، و في خع:«يحيى بن مقدار الدمشقي» و في المطبوعة:«يحيى بن مقداد الزمعي» و في الأنساب: يحيى بن المقدام الزمعي.
3- الإسناد بالأصل و خع مضطرب كثيرا و ما أثبتناه يوافق ما ورد في المطبوعة.
4- بالأصل و خع:«ربيعة» و المثبت عن الأنساب (الزمعي). و دلائل البيهقي 179/1.
5- بالأصل:«و قال: زيد».
6- في دلائل البيهقي 178/1 «زند» قال الدارقطني: لا نعرف زندا إلاّ في هذا الحديث.

شعيب المدائني، أنبأنا أبو بكر بن البرقي، قال: قال عبد الملك بن هشام (1)،حدثني خلاد (2) بن قرّة (3) بن خالد السدوسي (4)،عن شيبان (5) بن [زهير (6) بن] شقيق بن ثور (7)،عن زهير بن قتادة بن دعامة (8) قال: إسماعيل بن إبراهيم خليل اللّه (9) ابن تارح و هو آزر بن ناخوخ (10) بن اترع (11) بن ارغو بن فالح بن عائد (12).

قال أبو بكر بن البرقي: غابر (13) بلغني أنه هود النبي صلى اللّه عليه و سلّم، بن شالخ بن أرفخشذ (14) بن سام بن نوح بن لامق (15) بن متوشلح بن أهنوخ (16) بن يزيد (17) بن مهلابيل (18) قاين بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السّلام انتهى.

أخبرنا أبو الحسين (19) بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا البنا، قالوا (20):

أخبرنا أبو جعفر، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار، حدثني عمر (21) بن أبي بكر يعني المؤملي عن زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب

ص: 54


1- سيرة ابن هشام 4/1.
2- في الأصل و خع:«الخلاد» و الصواب عن ابن هشام.
3- في الأصل و خع:«مرة» و الصواب عن ابن هشام.
4- عن ابن هشام، و الأصل و خع: السدويني».
5- عن ابن هشام، و الأصل و خع: سفيان تحريف.
6- الزيادة عن ابن هشام، و قد جاءت بالأصل بعد «ثور».
7- عن ابن هشام، و بالأصل «مرة» خطأ. و قوله «شقيق بن ثور» سقط من خع.
8- بالأصل و خع:«عامة» و الصواب عن ابن هشام.
9- في الأصل و خع:«خير اللّه» و المثبت عن ابن هشام.
10- في ابن هشام:«ناحور» و خع كالأصل.
11- في خع:«اسرع» و في ابن هشام: أسرغ.
12- الأصل و خع، ابن هشام: عابر.
13- في ابن هشام: عابر.
14- بياض بالأصل و خع مقدار كلمة، و المثبت عن ابن هشام.
15- ابن هشام: لمك.
16- ابن هشام:«أخنوخ» خع كالأصل.
17- ابن هشام:«برد» خع كالأصل.
18- ابن هشام: مهلائيل.
19- الأصل و خع:«أبو الحسن» و المثبت عن المطبوعة.
20- الأصل و خع:«قال» تحريف.
21- بالأصل و خع:«حدثني أبي عمرو».

قالا: معد بن عدنان أدد. يقال: ابن أدد بن الهميسع [بن] أشخب بن ليث (1) بن قيدار. قال الزبير: و يقولون أشخب بن ثابت (2) بن إسماعيل بن إبراهيم خليل اللّه بن آزر بن التاخر بن الشارع بن الراع بن القاسم الذي قسم الأرض بين أهلها بن (3) يعلوا ابن السّاع بن الراقد (4) و هو سام بن نوح نبي اللّه عليه السّلام بن ملكان بن مثوب بن إدريس نبي اللّه عليه الصلاة و السلام بن الرائد بن مهلهل بن قنان بن الطاهر بن هبة اللّه، و هو شيث بن آدم أبا البشر عليهما السلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور (5)،أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد بن (6) جالينوس، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، نبأنا يونس بن بكير (7)،أنبأنا محمد بن إسحاق بن سار (8).

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر البزاز (9) بمنبج، نبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد الزّهري، نبأنا عمي يعقوب بن إبراهيم، نا أبي عن ابن إسحاق قال: و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدي بن أدد.

و ليس في رواية يونس عن ابن إسحاق ابن أدد. قال: ابن عدنان بن أدد - زاد يونس [عن] ابن إسحاق بعد أدد: ابن المقوم بن ناخور (10) بن ثارح بن يعرب بن

ص: 55


1- الأصل و خع.
2- الأصل و خع، و في ابن هشام 2/1 نابت و بحاشيته: و يقال له نبت.
3- في المطبوعة: بن يعبر.
4- في المطبوعة: بن الرامد بن السائم.
5- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو الحسن بن قروي» و المثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
6- بالأصل و خع: عن.
7- بالأصل و خع:«يوسف بن بكر» تحريف و المثبت وافق دلائل البيهقي 179/1.
8- كذا بالأصل و خع «سار» و الصواب «يسار».
9- كذا بالأصل، و في خع:«البزار» و كلاهما تحريف، و الصواب «الزراد» كما في الأنساب، و هذه النسبة إلى صنعة الدروع و السلاح.
10- في دلائل البيهقي عن ابن إسحاق: ناحور بن تارح بن يعرب بن يشجب بن نابت.

يشخب بن ثابت (1) بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر هو في التوراة: تارخ بن [ناحور بن] (2) ارغو (3) بن شارح بن فالح بن عامر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح بن الملك بن متوشلح بن يخنوخ بن يرد بن مهلابيل بن قمعان (4) بن قوش (5) بن شيث بن آدم أبي البشر صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب (6)،أنبأنا أبو محمد حارث بن أبي أسامة، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد (7) بن سعد، أنبأنا هشام بن محمد بن سائب بن بشر الكلبي قال: علّمني أبي و أنا غلام نسب النبي صلى اللّه عليه و سلّم: محمد الطّيّب المبارك بن عبد اللّه بن عبد المطلب و اسمه شيبة الحمد بن هاشم، و اسمه عمرو بن عبد مناف و اسمه المغيرة بن قصيّ و اسمه زيد بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر - و إلى فهر جماع قريش و ما كان فوق فهر فليس له يقال له قرشي و يقال له كناني - و هو فهر بن مالك بن النّضر، و اسمه قيس بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، و اسمه عمرو بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

قال (8):و أنبأنا هشام بن محمد عن أبيه قال: بين معد (9) و إسماعيل نيف و ثلاثون ألفا (10) و كان لا يسميهم و لا ينفذهم، و لعله ترك ذلك حيث سمع حديث أبي صالح عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه كان إذا بلغ معد بن عدنان أمسك.

قال هشام: أخبرني مخبر عن أبي، و لم أسمعه منه، أنه كان ينسب معدّ بن

ص: 56


1- في دلائل البيهقي عن ابن إسحاق: ناحور بن تارح بن يعرب بن يشجب بن تابت.
2- الزيادة عن دلائل البيهقي 179/1 و في خع: تاروخ.
3- في الدلائل: ارغوى.
4- في الدلائل: مهلائيل بن قينان.
5- عن خع و بالأصل «قومش» و في الدلائل: أنوش.
6- بالأصل «الخشان» و في خع «الحسان» و الصواب «الخشاب» من أسانيد مماثلة سابقة.
7- بالأصل و خع:«أحمد» خطأ، انظر طبقات ابن سعد 55/1.
8- القائل ابن سعد انظر الطبقات 56/1.
9- بالأصل و خع:«بني سعد» و المثبت عن ابن سعد.
10- في ابن سعد: أبا.

عدنان بن أدد بن الهميسع بن سلامان بن عوص بن بوز بن قموال (1) بن أبيّ [بن] (2)العوام بن شاشد (3) بن حز بن بلداسن (4) بن تدلان (5) بن طائح بن جاحم (6) بن ناحش بن ماحي (7) بن عيفي بن (8) عنقر بن عبيد بن الدعاء بن حمدان بن عيسى (9) بن يثربي بن ملحن (10) بن برعوي (11) بن عيفا بن ديشار (12) بن عيصر (13) بن أقناد بن أبهام بن مقصي بن تاخت (14) بن زارح بن سمي بن مروي (15) بن عوص بن عرام بن قيدام (16) بن إسماعيل بن إبراهيم.

قال: و أنا هشام بن محمد: و كان رجل من أهل تدمر (17) يكنّى أبا يعقوب بن مسلمة من بني إسرائيل قد قرأ من كتبهم، و علمهم علما كثيرا. فذكر أن يورخ بن ناريا كاتب أرميا أثبت نسب معدّ بن عدنان بن (18) عبدة. و كتبه في كتبه، و أنه معروف عند أحبار أهل الكتاب و علمائهم، و مثبت في أسفارهم، و هو مقارب لهذه الأسماء، و لعل خلاف ما بينهم من قبل اللغة، لأن هذه الأسماء ترجمت من العبرانية.

ص: 57


1- بالأصل «توال» و في خع:«تموال» و المثبت عن ابن سعد.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن ابن سعد.
3- في ابن سعد: ناشد.
4- في ابن سعد و خع:«بلداس».
5- في ابن سعد: تدلاف.
6- بالأصل و خع: حاجم و المثبت عن ابن سعد.
7- في خع:«ناجي» و في ابن سعد: ماخي.
8- في ابن سعد: عبقي بن عبقر.
9- في خع:«سبني» و في ابن سعد: سنبر.
10- في ابن سعد: يثري بن نحزن بن يلحن.
11- ابن سعد: ارعوى.
12- ابن سعد: ديشان.
13- الأصل و خع، ابن سعد: عيسر.
14- خع و ابن سعد: ناحث.
15- الأصل و خع، ابن سعد: مزي.
16- الأصل و خع، ابن سعد: قبذر.
17- عن ابن سعد، و بالأصل و خع: بدر.
18- كذا بالأصل و خع «بن عبده» و في ابن سعد: عنده.

قال (1):و أنا هشام بن محمد قال: سمعت من يقول كان معدّ على عهد عيسى بن مريم، و هو معد بن عدنان بن أدد بن زيد بن يقدر (2) بن أمين بن منحر بن صابوح بن الهميسع بن يشجب بن يعرب بن العوّام بن نبت بن سلمان بن حمل بن قيدر (3) بن إسماعيل بن إبراهيم.

قال: و قدّم بعضهم العوّام في بعض النسب على الهميسع فصيره من ولده.

قال ابن سعد: و أنا رؤيم (4) بن يزيد المقرئ عن هارون بن أبي عيسى الشآمي (5) عن محمد بن إسحاق أنه كان ينسب معدّ بن عدنان على غير هذا النسب في بعض روايته يقول: معدّ بن عدنان بن مقوّم بن ناخور (6) بن تيرح (7) بن يعرب بن يشجب بن ثابت (8) بن إسماعيل. و يقول أيضا في رواية له أخرى: معدّ بن عدنان بن أدد بن يشخب (9) بن أيوب بن قيدر ابن إسماعيل.

قال محمد بن سعد: و لم أر بينهم اختلافا أن معدا من (10) ولد قيدر بن إسماعيل، و هذا الاختلاف [في] (11) نسبته تدل إنه لم يحفظ و إنما أخذ ذلك من أهل الكتاب و ترجموه لهم فاختلفوا فيه، و لو صح ذلك كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعلم الناس به، فالأمر عندنا على الانتهاء إلى معدّ بن عدنان، ثم الإمساك على ما وراء ذلك إلى إسماعيل بن إبراهيم.

أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر بن أبي [بكر] (12) اللفتواني، أنبأنا عبد الوهّاب بن

ص: 58


1- يعني ابن سعد، انظر الطبقات 57/1.
2- الأصل و خع، و في ابن سعد: يقدر بن يقدم بن أمين.
3- في ابن سعد: قيذر.
4- بالأصل و خع:«أريم» و المثبت عن ابن سعد 57/1.
5- عن ابن سعد و بالأصل: الشام.
6- الأصل و خع، و في ابن سعد: ناحور.
7- بالأصل و خع:«تيرخ» و المثبت عن ابن سعد.
8- في ابن سعد: نابت.
9- الأصل و خع، و في ابن سعد: أيتحب.
10- بالأصل و خع:«أن معد ولد قيدر» و ما أثبتناه يوافق عبارة ابن سعد 57/1.
11- الزيادة عن ابن سعد.
12- سقطت من الأصل و استدركت عن خع و الأنساب (اللفتواني).

محمد بن مندة، أنبأنا الحسين بن محمد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنبأنا محمد بن سعد نا هشام بن محمد السائب بن بشر الكلبي قال: علّمني أبي و أنا غلام نسب النبي صلى اللّه عليه و سلّم: محمد المبارك الطيب بن عبد اللّه بن عبد المطلب - و هو شيبة الحمد - بن هاشم، و اسمه عمرو و هو أول من ثرد الثريد فقال عبد اللّه بن الزّبعرى في ذلك:

عمرو العلا هشم (1) الثريد لقومه *** و رجال مكة مسنتون (2) عجاف

ابن عبد مناف و اسمه المغيرة بن قصيّ و اسمه زيد و به سميت قريش قريشا لأنه جمعهم و أنزلهم مكة و أقطعهم شعابها فدعي مجمعا، ففي ذلك يقول حذافة (3) بن غانم العدوي لأبي لهب (4):

أبوكم قصيّ كان يدعى مجمّعا *** به جمع اللّه القبائل من فهر (5)

و التقرش (6):التجمع، و كان يقال لقريش بنو النّضر قبل أن يجمعهم قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، و إلى فهر جماع قريش، و ما كان فوق فهر فليس يقال له قرشي - بن مالك بن النّضر - و اسمه قيس - بن كنانة بن خزيمة بن مدركة - و اسمه عمرو - بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن زيد من بني إسماعيل بن إبراهيم و بين (7) معدّ و إسماعيل نيف و ثلاثون [أبا] (8) و كان لا يسمّيهم و لا ينفذهم.

قال و أنبأنا هشام الكلبي، أخبرني أبي عن [أبي] (9) صالح عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان إذا انتهى إلى معد بن عدنان أمسك. و قال:«كذب النسّابون» قال اللّه

ص: 59


1- بالأصل «عمر العلا هاشم» و المثبت عن اللسان «سنت».
2- أسنتوا فهم مسنتون: أصابتهم سنة و قحط ، و أجدبوا (اللسان، ثم ذكر البيت الشاهد).
3- بالأصل و خع «حدانة» و المثبت عن ابن سعد 71/1.
4- الأصل و خع «لأبي لهيعة» و المثبت عن ابن سعد.
5- الأصل و خع و ابن سعد 71/1 و ورد البيت بدون نسبة في سيرة ابن هشام 132/1 برواية: قصيّ لعمري كان يدعي مجمعا به جمّع اللّه القبائل من فهر
6- بالأصل و خع:«و النقوش» تحريف و ما أثبت يوافق المطبوعة.
7- بالأصل:«و معد» و المثبت عن ابن سعد 56/1.
8- عن ابن سعد.
9- عن ابن سعد.

تعالى: وَ قُرُوناً بَيْنَ ذٰلِكَ كَثِيراً (1)»[563].

قال ابن عباس و لو شاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يعلمه لعلمه.

قال هشام بن الكلبي: فأما النسابون فيقولون: هو معدّ بن عدنان بن أدد بن زيد بن يقدر بن يقدم بن الهميسع بن نبت بن قيذر (2) بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصّلاة و السلام.

و أم رسول اللّه عليه الصلاة و السّلام آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيب محمد بن جعفر، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد، أنبأنا إبراهيم بن المنذر الحزامي (3) قال: قلت لعبد اللّه بن عمر بن عمران أمل النسب إلى آدم فأملى عليّ : محمد رسول اللّه بن عبد [اللّه بن] (4) عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أد بن أدد بن بارخ بن ياجور بن شاورح بن داعو (5) بن صالح، و هو صالح النبي بن هود النبي عليهما السلام بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن عش، و هو إدريس النبي بن قين بن مهليل بن قينان بن شيت بن آدم عليهما السّلام.

قال إبراهيم بن المنذر: فذكرت هذا النسب لمحمد بن طلحة الطويل التيمي فقال: يعرف هذا. و قد حدثني عبد الحكم بن سفيان بن أبي نمر عن شريك (6) بن عبد اللّه بن أبي نمر، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان بن

ص: 60


1- سورة الفرقان، الآية:38.
2- بالأصل:«بن نبت قند» و الصواب مما سلف من روايات.
3- بالأصل «الحراني» و في خع:«الحرامي» و المثبت الحزامي بكسر الحاء (عن تقريب التهذيب) و هذه النسبة إلى حزام بن خويلد، جده الأعلى.
4- عن هامش الأصل.
5- في خع: راعو.
6- بالأصل «شوئل» و في خع:«شويل» و الصواب عن تقريب التهذيب.

أدد بن الهميسع بن ثابت (1) بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن - صلى اللّه عليه و سلّم - ابن آزر[564].

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر اللاّلكائي و أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرستمي (2)،قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، أنبأنا يعقوب بن سفيان، أنبأنا إبراهيم بن المنذر قال:

قلت لعبد العزيز بن عمران (3) أمل عليّ النسب إلى آدم عليه الصّلاة و السلام، فأملى عليّ :

محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ.

قال عبد العزيز: و حدثني موسى بن يعقوب بن الزّمعي (4) من (5) أسد بن عبد العزّى: أخبرني عمي (6) أبو الحويرث، عن أبيه، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم قالت (7):سمعت [رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم] (8) يقول:«معدّ بن عدنان بن أدد بن زيد (9) بن أعراق الثرى»[565] قالت أم سلمة (10):فمعد: معد، و عدنان: عدنان. و ادد: أدد، و زيد: هميسع و يرى: نبت و إسماعيل بن إبراهيم: أعراق الثرى. (11)

ص: 61


1- الأصل و خع، و تقدم في روايات «نابت».
2- عن المطبوعة و بالأصل:«الدريسي» و أقحم بعدها: أبو القاسم بن السمرقندي. و سقطت العبارة من أولها من خع.
3- بالأصل و خع:«عمر» و الصواب عن دلائل البيهقي 177/1.
4- بالأصل «الربعي» و المثبت عن خع و الدلائل للبيهقي.
5- الأصل و خع «بن» و المثبت عن البيهقي.
6- الأصل و خع:«عمر بن» و الصواب عن الدلائل.
7- بالأصل و خع «قال».
8- الزيادة عن الدلائل.
9- في الدلائل: زند.
10- بالأصل:«بن أبي أعراق» و المثبت عن الدلائل.
11- العبارة بالأصل:«فمعد بن معد، و عدنان و أدد و عدنان و أدد، و زيد بن هميسع و إسماعيل و إبراهيم أعراق الثرى» و صححت العبارة و حذف منها و زيد فيها بما يوافق عبارة دلائل النبوة للبيهقي 178/1.

و أخبرنا أبو القاسم أنا أبو الفتح نصر بن أحمد السّمنجاني (1) الخطيب، أنبأ [أبو الحسن، أنبأنا أبو محمد أحمد بن محمد بن عبد اللّه الجواليقي التميمي] (2).

أخبرنا [أبو البركات] عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين [بن] (3)الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن [عبيد اللّه بن] (4) سوار المقرئ قالا: أنبأنا أبو الفرج أحمد بن الحسين بن علي بن عبيد اللّه الطناجيري، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري الأبزاري، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عقبة الشيباني (5)،أنبأنا أبو بشر هارون بن حاتم قال: أملا علينا محمد بن فضيل بن غزوان (6):أن نسبة النبي صلى اللّه عليه و سلّم: محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن مالك (7) بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان (8) بن أدد بن أشحب بن صالح بن صالوح بن الهميسع بن نبت بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارخ (9)[بن] (10) ياخور بن شاروخ (11) بن ارعو بن بالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح لمك (12) بن متوشلح بن أخنوخ بن يرد بن مهايل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم صلى اللّه عليه و سلّم.

ص: 62


1- غير مقروءة بالأصل، و في خع «السنجماني» و المثبت عن الأنساب: السمنجاني، هذه النسبة إلى سمنجان بكسر الميم و السين، بليدة بين بلخ و بغلان، من طخارستان. و ذكر أبا الفتح من المنتسبين إليها.
2- كذا بالأصل و خع ما بين الرقمين. و العبارة مضطربة، و في الأنساب (الجواليقي): أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي الكوفي، و يوافقه عبارة المطبوعة. و الجواليقي هذه النسبة إلى جواليق و هي جمع جوالق. و هو مولى بني تميم من أهل الكوفة.
3- الزيادة عن معرفة القراء للذهبي ترجمة 387، و بالأصل مكانها:«بن طاهر أحمد بن علي بن» تحريف.
4- سقطت من المطبوعة.
5- بالأصل و خع:«محمد بن محمد بن عتبة بن عقبة» و المثبت عن تهذيب التهذيب 222/5.
6- بالأصل و خع:«عروان» و الصواب عن تهذيب التهذيب 259/5.
7- كذا بالأصل و خع بتكرير:«مالك» و الصواب حذفها.
8- بالأصل و خع:«عدنان نزار» كذا، و حذفنا «نزار».
9- في خع: تارج.
10- سقطت من الأصل و خع.
11- في المطبوعة: ناحور بن ساروح.
12- بالأصل و خع: لملك.

قال (1):ابن متوشلح هو إدريس النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

قال: و اسم أمّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة. و اسم أم آمنة برّة ابنة عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصيّ بن كلاب، اسم أم عبد اللّه أبي النبي صلى اللّه عليه و سلّم: فاطمة بنت عمرو (2) بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب. و أم عبد المطلب جدّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم سلمى بنت عدي بن زيد بني النجار.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن بن البنا، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن الآبنوسي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري الواسطي - إجازة - أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد الزعفراني، أنبأنا ابن أبي خيثمة، أنبأنا مصعب بن عبد اللّه قال: فقال بعضهم معدّ بن عدنان بن أدد بن أمين بن شاحب بن ثعلبة بن عنير (3) بن بريح (4) بن محكم (5) بن العوّام بن المحتلم بن ذايمة بن العينان بن علة بن سحدد بن الضرب بن عنقر بن إبراهيم بن إسماعيل بن يزن بن أعوج بن المطعم بن الطمع بن النسور بن عتود بن دعدع بن محمود بن الزائد بن يدوان (6) بن أيامة بن دوس بن حصين بن النزال بن القمر بن المحشر بن المقد (7) بن صيفي بن نبت بن قيدر بن إسماعيل ذبيح اللّه بن إبراهيم خليل اللّه عليه الصّلاة و السلام.

و أجمع أهل النسب لا اختلاف بينهم أن إبراهيم بن آزر التاجر بن الشاعر بن الداع بن القاسم الذي قسم الأرض بين أهلها ابن يعبر بن السائح (8) بن الواقد بن السائم و هو السّام بن نوح نبي اللّه بن ملكان بن مثوب بن إدريس نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ابن

ص: 63


1- بالأصل و خع:«قال: ابن» و لفظة «ابن» مقحمة.
2- الأصل و خع «عمر» و المثبت عن مختصر ابن منظور 17/2.
3- في خع:«عبد» و في المطبوعة:«عثر».
4- خع: بريخ.
5- الأصل و خع، المطبوعة: محلّم.
6- خع: ندوان.
7- المطبوعة: المجشر بن معذر.
8- عن خع، و بالأصل: الشاع.

الزائد بن مهلهل بن قنّان بن الطاهر [بن] هبة اللّه بن شيث بن آدم أبي البشر عليه الصلاة و السلام، غير أنهم نفر يحرفون الأسماء و يأتون بالعدد سواء.

قال مصعب: و قال: نوح بن لامك.

قال مصعب: و يقال: إبراهيم بن يارخ بن ياخور بن أسرع بن ارعو بن بالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلح بن أخنوخ و هو إدريس عليه السلام بن يارد بن مهليل بن قبيس (1) بن أشرش (2) شاث بن آدم عليه السلام.

كتب إلي أبو محمد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن الآبنوسي.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي عنه، أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، قال: قال أبو بكر أحمد [عبد اللّه بن] (3) بن عبد الرحيم بن البرقي (4) فرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، و اسم عبد المطلب شيبة بن هاشم، و اسم (5) هاشم عمرو بن عبد مناف [و اسم عبد مناف] (6) المغيرة بن قصيّ . قال أبو بكر (7):و اسم قصيّ زيد - فيما بلغني - ابن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن مالك (8) بن خزيمة بن مدركة. و اسم مدركة عامر (9) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن [أد، و يقال] (10) أدد (11) بن مقوم بن

ص: 64


1- في المطبوعة: قنان.
2- في خع: أنش بن شاث.
3- زيادة عن الأنساب البرقي.
4- بالأصل و خع «الرقي» تحريف و الصواب ما أثبتناه «البرقي» هذه النسبة إلى برقة بلدة تقارب تروجة من أعمال المغرب و مما انتسب إليها.. و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن سعيد بن أبي زرعة البرقي مولى بني زهرة.
5- بالأصل و خع:«و ابن» تحريف. و الصواب عن سيرة ابن هشام 1/1.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن ابن هشام.
7- قوله: قال أبو بكر، سقط من المطبوعة.
8- كذا بالأصل و خع، و الصواب «كنانة» و قد مرت في روايات سابقة. و انظر سيرة ابن هشام.
9- هذا قول ابن إسحاق، و الجمهور على أن اسمه عمرو.
10- الزيادة عن سيرة ابن هشام.
11- يذهب بعضهم إلى أن أدهو ابن أدد و ليسا شخصا واحدا، و في المعارف: أد هو ابن يجثوم بن مقوم، يعني أن مقوما جدّ أد و ليس بأبيه.

ماخور بن يبرح (1) بن يعرب بن يشجب بن ثابت (2) بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرّحمن عليه الصلاة و السلام بن تارح (3) و هو آزر بن ياخور بن شاروخ بن راعو بن فالج بن عيبر (4) بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لامك بن متوشلح بن خنوخ (5) و هو (6) إدريس النبي عليه الصلاة و السلام فيما يزعمون، و اللّه تعالى أعلم - و كان أول (7) نبي أعطي النبوة و خط بالقلم - ابن يرد بن مهليل (8) بن قينن (9) بن يانش (10) بن شيث بن آدم عليه الصّلاة و السّلام.

حدثنا بهذا النسب عبد الملك بن هشام (11) قال: حدثنا زياد بن عبد اللّه البكّائي (12) عن محمد بن إسحاق.

ص: 65


1- في ابن هشام: ناحور بن تيرح.
2- في ابن هشام: نابت.
3- بالأصل و خع:«ياخر» و الصواب عن ابن هشام.
4- عن ابن هشام و بالأصل «عمرو بن عمير».
5- عن خع، الأصل:«حتوح» و في ابن هشام: أخنوخ.
6- بالأصل:«خنوخ بن هود بن إدريس النبي» و المثبت عن ابن هشام.
7- الأصل و خع:«آزر» و المثبت عن مختصر ابن منظور 17/2.
8- عن خع، بالأصل «مهلهل».
9- بالأصل و خع «قبيسي» و في مختصر ابن منظور:«قتين» و المثبت عن ابن هشام، و في الطبري و مروج الذهب «قينان».
10- عن خع، و بالأصل «مايش».
11- سيرة ابن هشام 1/1-3.
12- بالأصل و خع: النكاحي، و المثبت عن ابن هشام.
باب ذكر مولد النبي عليه الصّلاة و السّلام و معرفة من كفله و ما كان من أمره

قبل أن يوحي اللّه إليه و يرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الأديب، أنبأنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر [بن] المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا محمد بن منهال، أنبأنا يزيد بن زريع، أنبأنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن غيلان بن جرير، عن عبد اللّه بن معبد الزّمّاني، عن أبي قتادة قال: قال عمر: يا رسول اللّه إني رأيت رجلا يصوم يوم الاثنين قال: قال:«يوم (1) ولدت فيه، يوم أنزل عليّ »[566] في حديث.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكّي، أنبأنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنبأنا محمد بن هارون الروياني، أنبأنا [أبو] (2) سعيد الأشج قال: سمعت وكيعا يقول: حدثنا مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير، عن عبد اللّه بن معبد الزّمّاني، عن أبي قتادة: أن رجلا سأل النبي صلى اللّه عليه و سلّم عن صوم يوم الاثنين قال:«فيه ولدت و فيه أوحي إليّ »[567].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدّقّاق، أنبأنا أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي (3)،أنبأنا محمد بن عثمان، أنبأنا عقبة بن مكرم، أنبأنا المسيّب بن شريك، عن شعيب بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: حمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في عاشوراء المحرّم، و ولد يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان سنة ثلاث و عشرين من غزوة أصحاب الفيل.

ص: 66


1- في مختصر ابن منظور 33/2: ذاك يوم.
2- زيادة عن تقريب التهذيب، و اسمه عبد اللّه بن سعيد بن حصين الكندي، أبو سعيد الأشج الكوفي.
3- هذه النسبة إلى الخطب و إنشائها، كما في الأنساب و الضبط عنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (1)،أنبأنا أبو علي الرّوذباري (2) بطوس، أنبأنا أبو النّضر محمد بن محمد بن يوسف، أنبأنا عثمان بن (3) سعيد الدارمي، أنبأنا سعيد بن عفير، حدثني ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمرو، عن حنش، عن ابن عباس قال: ولد نبيكم عليه الصّلاة و السّلام يوم الاثنين، و نبّئ يوم الاثنين، و خرج من مكة يوم الاثنين، و فتح مكة يوم الاثنين، و نزلت سورة المائدة يوم الاثنين: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (4)،و توفي يوم الاثنين.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر اللاّلكائي و أبو سعد محمد بن علي بن جعفر الرستمي.

قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، أنبأنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدثني عبد اللّه بن لهيعة، عن خالد، عن حنش، عن ابن عباس قال: ولد نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين [و خرج من مكة يوم الاثنين] (5)و دخل المدينة يوم الاثنين و نزلت سورة المائدة يوم الاثنين: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ،و رفع الركن يوم الاثنين، و توفي يوم الاثنين.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا [أبو] (6)علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (7)،أنبأنا موسى بن داود، أنبأنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس قال: ولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين، و استنبأ يوم الاثنين، و خرج [مهاجرا] (8)من مكة يوم الاثنين،

ص: 67


1- دلائل النبوة للبيهقي 233/7.
2- عن الدلائل، و بالأصل و خع:«الروزيادي».
3- عن الدلائل و بالأصل و خع:«أنبأنا» تحريف.
4- سورة المائدة، الآية:3.
5- الزيادة عن خع.
6- سقطت من الأصل و خع.
7- مسند أحمد 277/1.
8- الزيادة عن مسند أحمد.

و قدم المدينة يوم الاثنين و توفي يوم الاثنين و رفع الحجر [الأسود] (1)يوم الاثنين.

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ، حدثنا (2)عبد اللّه بن العباس الطيالسي، أنبأنا سالم (3)بن جنادة، أنبأنا أبي، أنبأنا عبيد اللّه بن عمر، عن كريب، عن ابن عباس قال: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين و مات يوم الاثنين و دفن ليلة الثلاثاء.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد سمكويه الخياط ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد بن الناظرقاني (4)،أنبأنا محمد بن إسحاق، أنبأنا خيثمة بن سليمان (5)،أنبأنا خلف بن محمد كردوس الواسطي، أنا المعلّى بن عبد الرّحمن، أنبأنا عبد الحميد بن جعفر، عن الزّهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال:

ولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين في ربيع الأول، و أنزلت عليه النبوة يوم الاثنين [في أول شهر ربيع الأول] (6)و أنزلت عليه البقرة يوم الاثنين في ربيع الأول، و هاجر إلى المدينة في ربيع الأول، و توفي يوم الاثنين في ربيع الأول.

قال و أنبأنا الناظرقاني (7)،أنبأنا محمد بن الحسن بن يوسف الإمام، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن [بن] محمد بن عبد الملك (8)بن عبد الكريم الرازي، أنبأنا الحسن بن عبد اللّه بن منصور الأنطاكي، أنبأنا موسى بن داود، عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن حنش، عن ابن عباس قال: ولد نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين، و نبّئ يوم الاثنين، و خرج من مكة يوم الاثنين، و دخل المدينة يوم الاثنين، و كان فتح

ص: 68


1- قوله: و توفي يوم الاثنين، سقطت من مسند أحمد.
2- بالأصل و خع:«حدثنا أبو عبد اللّه».
3- كذا بالأصل و خع، و الصواب: سلم (بفتح أوله و سكون اللام) كما في تقريب التهذيب، و جنادة بكسر الجيم، و اسمه مسلم كما في المغني، أبو السائب الكوفي السّوائي.
4- كذا بالأصل، و في خع:«الناظرقابي» و كلاهما تحريف، و الصواب كما في الأنساب (الباطرقاني): و هذه النسبة إلى باطرقان إحدى قرى أصبهان، و ممن انتسب إليها أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الباطرقاني.
5- بالأصل و خع: سالم خطأ، و الصواب عن تذكرة الحفاظ 858/3.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 33/2.
7- كذا بالأصل، و في خع:«الناظرقابي» و كلاهما تحريف، و الصواب كما في الأنساب (الباطرقاني): و هذه النسبة إلى باطرقان إحدى قرى أصبهان، و ممن انتسب إليها أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الباطرقاني.
8- قوله: عبد الملك، سقط من المطبوعة.

بدر يوم الاثنين، و أنزلت المائدة يوم الاثنين[ اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ و رفع الركن يوم الاثنين، و قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين.

المحفوظ أن نزول] (1)اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ،و وقعة بدر كانا (2) في يوم جمعة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الأزهري (3)الجوهري، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي (4)،أنبأنا جعفر بن محمد الفريابي، أنبأنا قتيبة بن سعيد، أنبأنا عبد الوهّاب - يعني - الثقفي عن برد، عن مكحول: أنه كان يصوم يوم الاثنين، و توفي يوم الاثنين، و رفع يوم الاثنين، و كان يصوم يوم الخميس، و كان يقول: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين، و بعث يوم الاثنين، و توفي يوم الاثنين، و ترفع أعمال بني آدم يوم الخميس.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء و أبو (5) غالب أحمد و أبو (6)عبد اللّه يحيى، ابنا (7) الحسن بن البناء، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن حسن (8)،عن حاتم بن إسماعيل، عن مصعب بن ثابت، عن عطاء بن دينار، عن يزيد بن أبي حبيب قال: في يوم الاثنين ولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم و فيه بعث و فيه قبض، و هو يوم الفرقان، و أنزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ .

قال: و أنبأنا الزبير بن بكار قال: و حدثني أيضا محمد بن حسن (9)،عن

ص: 69


1- ما بين معكوفتين سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن مختصر ابن منظور 33/2-34 و دلائل البيهقي 234/7 و المطبوعة السيرة قسم 56/1 و عنها المثبت.
2- عن مختصر ابن منظور و بالأصل: كانت.
3- كذا بالأصل، و ليس في عامود نسبه هذه النسبة، انظر الأنساب «الجوهري» و في خع «الأزدي».
4- عن خع، و بالأصل «الحرقي».
5- بالأصل و خع:«بن» تحريف و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة، و قد مرّت كثيرا.
6- بالأصل و خع:«و ابن» تحريف و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة، و قد مرّت كثيرا.
7- بالأصل و خع «أنبأنا».
8- بالأصل و خع: حنش تحريف، و الصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب و الكاشف للذهبي: و هو محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي المدني.
9- بالأصل و خع: حنش تحريف، و الصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب و الكاشف للذهبي: و هو محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي المدني.

عبد السلام بن عبد اللّه، عن معروف بن خرّبوذ (1) و غيره من أهل العلم قالوا: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عام الفيل و سمّيت قريش آل اللّه و عظمت في العرب، ولد لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، و يقال: ولد في رمضان في اثنتي عشرة منه يوم الاثنين حين طلع الفجر.

قال: و كان إبليس يخترق السموات السبع فلما ولد عيسى حجب من ثلاث سماوات فكان (2) يصل إلى أربع سماوات، فلما ولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم حجب من السموات (3)، و رميت الشياطين من النجوم، فقالت قريش: هذا قيام الساعة، فقال رجل من قريش يقال له عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف: انظروا انظروا إلى العيّوق (4) فإن كان قد رمي به فهو قيام الساعة. في حديث طويل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف بشر، أنبأنا حارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد (5) بن سعد، أنبأنا محمد (6) بن عمر.

قال كان أبو معشر نجيح المدني يقول: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين لليلتين خلتا من [شهر] (7) ربيع الأول.

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد المرّي بدمشق، و أبو القاسم بن السمرقندي ببغداد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، أنبأنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار، نا يحيى بن معين.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفقيه، أنبأنا أبو حفص عمر بن

ص: 70


1- بالأصل و خع:«جيرود» و الصواب عن تقريب التهذيب، كان أخباريا علاّمة.
2- خع: و كان.
3- الأصل و خع، و في مختصر ابن منظور 34/2: السبع.
4- الأصل و خع: العيون، و المثبت عن مختصر ابن منظور، و العيوق: نجم أحمر مضيء في طرف المجرة الأيمن يتلو الثريا لا يتقدمه (اللسان: عوق).
5- بالأصل «أحمد» خطأ، و انظر طبقات ابن سعد 101/1.
6- بالأصل و خع «أحمد» و الصواب «محمد» عن ابن سعد.
7- الزيادة عن ابن سعد.

أحمد بن منصور (1) الزاهد، أنبأنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر (2) الأسفرايني، أنبأنا أبو أحمد بن ناجية بن نجية من بغداد قال: أخبرنا حسين بن منصور أبو علوية.

و أخبرنا أبو العز بن كادش (3)،أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد الكرخي، أنبأنا يوسف بن مسلم [أنبأنا] (4) حجاج بن محمد، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه - و في الحديث يحيى: عن أبي إسحاق عن أبيه، عن ابن عباس قال: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الفيل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمد (5) بن بركة، أنبأنا يوسف (6) بن مسلم، نا حجاج بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه - و في حديث يحيى، عن أبي إسحاق - عن سعيد بن جبير - عن ابن عباس قال: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الفيل (7).

قال و أنبأنا محمد بن بركة، أنبأنا أبو حميد عبد اللّه بن محمد بن تميم، أنبأنا حجاج بن محمد، أنبأنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق عن (8) سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم ولد يوم (9) الفيل.

قال و حدثنا الزرّاد (10) بمنبج، أنبأنا عباس الدوري، أنبأنا يحيى بن معين، أنبأنا حجاج بن محمد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق فذكر (11) مثله.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنا شجاع بن علي المصقلي،

ص: 71


1- الأصل و خع، و في المطبوعة «مسرور» و في تذكرة الحفاظ 1315/4 «منصور».
2- بالأصل و خع «منير» و المثبت «بشر» الصواب، انظر ترجمته سير أعلام النبلاء 404/10.
3- بالأصل و خع «كادوش» تحريف.
4- الزيادة عن خع.
5- في خع: جدي أبو محمد بن بركة تحريف.
6- بالأصل «أبو سعد بن مسلم» و الصواب عن خع.
7- كرر الحديث بالأصل و خع.
8- بالأصل و خع «و سعيد» و المثبت عن دلائل البيهقي 75/1.
9- كذا بالأصل، و في خع:«يوم الاثنين» و في الدلائل: عام الفيل.
10- بالأصل و خع «الزاد» و الصواب ما أثبتنا و هو أبو الطيب محمد جعفر بن إسحاق الزراد.
11- الأصل و خع: ذكر.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة أنبأنا (1) عبد اللّه بن جعفر البغدادي بمصر، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، أنبأنا عبد الملك بن هشام، أنبأنا زياد بن عبد اللّه البكّائي، عن محمد بن إسحاق، حدثني المطلب بن عبد اللّه بن قيس، عن أبيه، عن جده قال: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عام الفيل، و بين الفجار و الفيل عشرون سنة (2).

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، حدثنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد (3) اللّه بن محمد.

قال و أنبأنا ابن (4) النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، قالا: أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق (5).

أخبرنا أبو الفتح يوسف (6) الماهاني، أنبأنا شجاع المصقلي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمد بن عمر بن حفص، أنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن المطلب.

و أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن منصور، أنبأنا أبو الحسن (7) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر بن داعيس (8)،نا سليمان بن سيف، نا سعيد بن بزيع، عن ابن إسحاق.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزرّاد (9) المنبجي، أنبأنا أبو

ص: 72


1- بالأصل و خع:«بن» تحريف.
2- لم أجد الرواية في سيرة ابن هشام. و فيها في روايتين منفصلتين، الأولى عن قيس بن مخرمة قال ولدت أنا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عام الفيل، فنحن لدان(167/1) و في السيرة عن ابن إسحاق 198/1 هاجت حرب الفجار و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابن عشرين سنة. و ستأتي الرواية قريبا.
3- بالأصل و خع:«أبو عبد اللّه» تحريف، و هو عبد اللّه بن محمد البغوي.
4- بالأصل و خع:«أبو» تحريف.
5- بالأصل و خع:«أبو بكير بن إسحاق» صوبنا العبارة عن المطبوعة.
6- بالأصل و خع:«أبو يوسف» تحريف، و هو أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني.
7- بالأصل و خع «أبو الحسين» تحريف، و قد تقدم قريبا على الصواب.
8- في المطبوعة: أبو بكر برداعس.
9- عن الأنساب (الزراد)، و بدون نقط بالأصل.

الفضل عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن ابن إسحاق (1)،حدثني المطلب بن عبد اللّه بن قيس، عن أبيه، عن جده - زاد البغوي و ابن المقرئ: قيس بن مخرمة - قال: ولدت أنا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عام الفيل فنحن لدتان (2)قال يونس: كنا لدين.

و قال (3) كنا لدان.

و في حديث ابن المقرئ قال ابن إسحاق: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عام الفيل، يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقاق، أنبأنا أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي (5)،أنبأنا عبد اللّه يعني أحمد بن حنبل، حدثني جعفر بن مهران أبو النّضر - بالبصرة - نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدثني محمد بن إسحاق عن (6)المطلب بن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة، عن أبيه، عن جده قيس بن مخرمة قال: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عام الفيل، و بين الفجار و بين الفيل عشرون سنة.

قال: سمّوا فجار لأنهم فجروا و أحلّوا أشياء (7) كانوا يحرمونها. و كان بين الفجار و بين بناء الكعبة خمس عشرة (8) سنة و بين بناء الكعبة و بين مبعث النبي صلى اللّه عليه و سلّم خمس سنين. قال: فبعث نبينا عليه الصّلاة و السّلام و هو ابن أربعين سنة.

كذا جاءت هذه التواريخ مدرجة في الحديث و أراها من قول ابن إسحاق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

ص: 73


1- بالأصل و خع:«أبي إسحاق» تحريف.
2- سبرة ابن هشام 167/1و فيها «فنحن لدان»، ولدان مثنى لدّة، و اللدة: الترب.
3- في المطبوعة: و قال جرير: لدان.
4- سيرة ابن هشام167/1و فيه: خلت بدل مضت.
5- بالأصل «الحنطي» و في خع «الخطي» و المثبت عن الأنساب.
6- بالأصل و الصواب عن خع.
7- بالأصل و خع: شيئا.
8- بالأصل و خع:«عشر».

و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، و أبو سعد محمد بن علي الرّستمي (1)،قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، نا إبراهيم بن المنذر، نا عبد العزيز بن أبي ثابت، حدثني عبد اللّه بن عثمان بن أبي سليمان النوفلي، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، قال (2):ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عام الفيل، و كانت عكاظ (3) بعد الفيل بخمس عشرة (4)سنة و بني البيت (5) على [رأس] (6) خمس و عشرين من الفيل، و تنبّئ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [على] (7) رأس أربعين من الفيل.

قال (8) و نبأنا يعقوب، و نبأنا إبراهيم بن المنذر، نا مليح بن فضيل، عن موسى، عن فضيل بن عقبة، عن ابن شهاب (9)،قال: بعث اللّه تعالى محمدا (10) على رأس خمس عشرة سنة من بنيان (11) الكعبة [و] (12) كان بين مبعث النبي صلى اللّه عليه و سلّم و بين أصحاب الفيل سبعون سنة.

قال أبو إسحاق: إبراهيم بن المنذر: هذا وهم [و الذي] (13) لا يشك فيه أحدا من علمائنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ولد عام الفيل و بعث على رأس أربعين سنة من الفيل.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 74


1- بالأصل و خع:«الرستم» و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى رستم، أحد الأجداد.
2- دلائل النبوة للبيهقي78/1.
3- عن البيهقي و بالأصل و خع «عطاط ».
4- بالأصل و خع:«عشر».
5- عن البيهقي و بالأصل و خع: الثلث.
6- الزيادة عن البيهقي.
7- الزيادة عن البيهقي.
8- القائل عبد اللّه بن جعفر، كما يفهم من عبارة البيهقي، انظر الدلائل78/1.
9- كذا ورد الإسناد بالأصل و خع و فيه اضطراب واضح، و الذي في دلائل البيهقي - و هو الصواب-: قال: حدثنا محمد بن فليح بن سليمان عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب.
10- بالأصل محمد.
11- بالأصل:«رأس كل خمس عشرة سنة مبنيان الكعبة» و صححنا العبارة عن خع و دلائل البيهقي.
12- سقطت من الأصل، عن البيهقي.
13- الزيادة عن دلائل البيهقي، اقتضاها السياق.

أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا حارث بن (1) أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد (2)،أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، حدثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن إسحاق [بن عبد اللّه بن أبي فروة] (3).

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز، أنبأنا [أبو الحسين] بن بشران، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني (4).

و أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن الحمّامي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس الدقاق (5) قالا: نبأنا ابن أبي الدنيا أخبرني محمد بن صالح القرشي، أنبأنا محمد بن عمر، حدثنا ابن أبي سبرة، عن أبي (6).جعفر محمد بن علي قال: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين لعشر خلون من (7)ربيع الأول و كان قد قدم (8) الفيل للنصف من المحرم، فبين الفيل و بين مولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم خمس و خمسون ليلة. هذا لفظ محمد بن صالح و زاد: و كان بين الفيل و الفجار عشرون سنة، و كان بين بنيان الكعبة و الفجار خمس عشرة سنة، فبنيت الكعبة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابن خمس و ثلاثون سنة.

قال قال عمر و علي: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: فأخبرني - و قال [ابن] الأكفاني:

حدثنا - الحسن بن عثمان، أخبرني ابن أبي زائدة، عن مجالد، عن عامر قال: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عام الفيل يوم الاثنين لعشر خلون من ربيع الأول.

ص: 75


1- عن خع، بالأصل «عن» تحريف.
2- انظر طبقات ابن سعد100/1-101.
3- الزيادة عن ابن سعد.
4- الأشناني هذه النسبة إلى بيع الأشنان و شرائه كما في الأنساب للسمعاني، و ذكر ممن انتسب إليها: أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك بن أشرس، المعروف بابن الأشناني. و لم يذكر في أولاد الحسن من اسمه «علي».
5- كذا بالأصل و الصواب «الرّفّاء» كما صوّبه في المطبوعة عن الأنساب.
6- بالأصل «عن ابن أبي جعفر» و الصواب عن ابن سعد100/1.
7- ابن سعد: لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول.
8- ابن سعد: قدوم أصحاب الفيل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا الحسن (1)،أنبأنا أبو بكر البيهقي (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا حنبل بن إسحاق، أنبأنا أبو الربيع الزّهراني، أنبأنا يعقوب القمّي، نا جعفر بن أبي المغيرة، عن [ابن] (3)أبزى قال: كان بين الفيل و بين مولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عشر سنين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (4)،حدثني شعيب بن حيّان (5)،عن عبد الواحد بن أبي عمرو (6)، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: ولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم [يوم الاثنين] (7) قبل الفيل بخمس عشرة (8) سنة.

قال خليفة: و قال علي بن محمد (9)،عن موسى بن عقبة قال: ولد بعد الفيل بثلاثين عاما.

و قال أبو زكريا العجلاني: بعد الفيل بأربعين عاما.

قال خليفة: و المجمع (10) عليه عام الفيل.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث نا (11) محمد بن سعد (12)،أنبأنا محمد بن عمر بن

ص: 76


1- كذا بالأصل و خع «أنبأنا الحسن» و العبارة مقحمة و الصواب حذفها باعتبار ما مرّ من أسانيد مماثلة.
2- دلائل النبوة للبيهقي79/1.
3- عن دلائل البيهقي.
4- تاريخ خليفة ص 53.
5- عن خليفة و بالأصل و خع: حبان.
6- بالأصل و خع:«بن أبي عمران موسى» و المثبت عن تاريخ خليفة.
7- الزيادة عن تاريخ خليفة.
8- عن خليفة.
9- تاريخ خليفة ص 52، و هو أبو الحسن علي بن محمد المدائني.
10- في تاريخ خليفة: و المجتمع.
11- بالأصل و خع «بن» تحريف.
12- طبقات ابن سعد99/1.

واقد الأسلمي، أنبأنا موسى بن عبيدة الرّبذي (1)،عن محمد بن كعب، قال: و أخبرنا سعيد بن أبي زيد، عن أيوب بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة (2)،قالا: خرج عبد اللّه بن عبد المطّلب إلى الشام إلى غزّة (3) في عير من عيرات (4) قريش يحملون تجارات، ففرغوا من تجاراتهم ثم انصرفوا. فمروا بالمدينة و عبد اللّه بن [عبد] (5) المطلب يومئذ مريض فقال: أتخلف عند (6) أخوالي (7) بني عدي بن النجار.

فأقام عندهم مريضا شهرا، و مضى أصحابه فقدموا مكة، فسألهم عبد المطلب عن عبد اللّه. فقالوا: خلّفناه عند أخواله بني عدي بن النجار و هو مريض. فبعث إليه عبد المطلب أكبر ولده الحارث فوجده قد توفي و دفن (8) في دار النابغة، و هو رجل من بني عدي بن النجار، في الدار التي إذا دخلتها فالدويرة عن يسارك، و أخبره أخواله بمرضه، و بقيامهم عليه، و ما ولوا من أمره، و أنهم قبروه. فرجع إلى أبيه فأخبره، فوجد عليه عبد المطلب و إخوته و أخواته وجدا شديدا؛ و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يومئذ حمل، و لعبد اللّه يوم توفي خمس و عشرون سنة.

قال الواقدي: هذا هو أثبت الأقاويل و الروايات (9) في وفاة عبد اللّه بن عبد المطلب و سنه عندنا.

قال: و أنبأنا محمد بن عمر (10)،حدثني معمر عن الزّهري قال: و بعث عبد المطلب عبد اللّه إلى المدينة يمتار (11) له تمرا فمات.

قال محمد بن عمر: و الأول أثبت.

ص: 77


1- عن ابن سعد و بالأصل و خع: الزبيري.
2- بالأصل:«مصعصر» و في خع:«مصعبه».
3- عن ابن سعد و بالأصل و خع: غزوة.
4- بالأصل و خع: في عشر من عشرات. و الصواب عن ابن سعد.
5- سقطت من الأصل و خع.
6- بالأصل «عن» و المثبت «عند» عن هامش الأصل و بجانبها لفظة صح.
7- عن ابن سعد و بالأصل «إخوتي».
8- عن خع و ابن سعد، و بالأصل: و وقف.
9- في ابن سعد: و الرواية.
10- ابن سعد99/1.
11- الميرة: بالكسر جلب الطعام، ما رعيا له يمير ميرا و أمارهم، و امتار لهم (القاموس).

قال ابن سعد (1):و قد روي لنا في وفاته وجه آخر، أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، و عن عوانة بن الحكم قالا: توفي عبد اللّه بن عبد المطلب بعد ما أتى على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثمانية و عشرون شهرا، و يقال سبعة أشهر.

قال محمد بن سعد: الأول أثبت، أنه توفي و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حمل.

أخبرنا أبو الحسن (2) محمد بن محمد الفراء و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (3) البنا قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن حسن، عن عبد السلام، عن ابن خرّبوذ (4) قال: توفي عبد اللّه بن عبد المطلب بالمدينة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من شهر (5).و ماتت أمه و هو ابن أربع سنين، و مات جده عبد المطلب و هو ابن ثمان سنين فأوصى به إلى أبي طالب.

قال و أنبأنا الزبير، قال: و حدثني محمد بن حسن، عن عبد اللّه بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: بعث عبد المطلب عبد اللّه بن عبد المطلب يمتار له تمرا من يثرب فتوفي بها.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا محمد بن إسماعيل، أنبأنا محمد بن إسحاق [قال]: أنبأنا أبو بشر مبشر (6) بن الحسن أنبأنا يعقوب بن محمد الزهري، أنبأنا عبد العزيز بن عمران (7)، أنبأنا عبد اللّه بن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن [ابن] (8) أبي سويد الثقفي، عن عثمان بن [أبي] (9) العاص، قال:[أخبرني أبي إنها

ص: 78


1- ابن سعد100/1.
2- الأصل:«أبو الحسين» تحريف.
3- بالأصل و خع:«أنبأنا» تحريف.
4- بالأصل و خع:«جرمود» و الصواب ما أثبت، و هو معروف بن خربوذ، و قد تقدم هذا الإسناد قريبا.
5- كذا، و في خع:«بن شهر» و في المطبوعة: ابن شهرين.
6- عن دلائل البيهقي و بالأصل «ميسر».
7- بعدها في الأصل: أنبأنا عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا محمد بن إسماعيل أنبأنا محمد بن إسحاق، و قد حذفنا العبارة بما وافق دلائل النبوة للبيهقي111/1.
8- الزيادة عن الدلائل.
9- الزيادة عن الدلائل.

شهادة] (1) ولادت آمنة بنت وهب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليلة ولدته: قالت فما شيء انظر إليه في البيت إلاّ نور. و إني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول (2) لتقعن علي.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا أبو محمد الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن سعد (3)،أنبأنا محمد بن عمر، نبأنا [محمد بن] (4) عبد اللّه بن مسلم، عن الزّهري، حدثنا موسى بن عبيدة، عن أخيه و محمد بن كعب القرظي قال: و أنبأنا عبد اللّه بن جعفر الزّهري عن عمته أم (5) بكر بنت المسور عن أبيها قال: و أنبأنا عبد الرّحمن بن إبراهيم المقرئ (6) و زياد بن حشرج، عن أبي وجزة (7) قال: و أنبأنا معمر، عن [ابن] (8) أبي نجيح عن مجاهد قال: و أنبأنا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس دخل حديث بعضهم في حديث بعض: أن [آمنة] (9) ابنة وهب قالت: لقد علقت به، يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فما وجدت له مشقة حتى وضعته، فلما فصل مني خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب، ثم وقع إلى الأرض (10) جاثيا على ركبتيه، و خرج معه نورا أضاءت له قصور الشام و أسواقها (11)،حتى رأيت أعناق الإبل ببصرى، رافعا رأسه إلى السّماء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (12)،أنبأنا أبو عبد اللّه

ص: 79


1- ما بين معكوفتين كذا بالأصل و خع، و العبارة مضطربة، و عبارة الدلائل أوضح و فيها: حدثتني أمي أنها شهدت ولادة.
2- عن خع و الدلائل و بالأصل «أقول».
3- انظر طبقات ابن سعد101/1.
4- الزيادة عن ابن سعد.
5- الأصل و خع:«بنت» و الصواب «أم» عن ابن سعد.
6- الأصل و خع، و في ابن سعد: المدني، و في المطبوعة: المرّي.
7- عن ابن سعد، و بالأصل و خع: دجر.
8- الزيادة عن ابن سعد و خع.
9- الزيادة عن خع و ابن سعد.
10- بعدها في ابن سعد: معتمدا على يديه ثم أخذ قبضة من تراب فقبضها و رفع رأسه إلى السماء، و قال بعضهم: وقع جاثيا...
11- الأصل و خع:«و أشرافها» و المثبت عن ابن سعد.
12- دلائل النبوة114/1.

المجاهد (1)،أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم الدّاربجردي (2)-بمرو - أنبأنا عبد اللّه البوشنجي (3)،أنبأنا أبو أيوب سليمان بن سلمة الخبائري (4)،أنبأنا يونس بن عطاء عن (5) عثمان بن ربيعة بن زياد بن الحارث الصّيدلاني (6) بمصر، أنبأنا الحكم (7) بن أبان عن عكرمة، عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مختونا مسرورا.

قال فأعجب جده عبد المطلب و حظي عنده، و قال: ليكونن لابني هذا شأن، فكان له شأن.

قال و أنبأنا [أبو] (8) عبد اللّه الحافظ قال: أنبأنا أحمد بن كامل القاضي شفاها، أنبأنا: أن محمد بن إسماعيل حدثه - يعني: السّلمي - أنبأنا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن أبي الحكم التنوخي، قال: كان المولود إذا ولد في قريش دفعوه إلى نسوة من قريش إلى الصّبح فيكفئان عليه برمة. فلما ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فدفعه عبد المطلب إلى نسوة يكفئان عليه برمة، فلما أصبحن أتين، فوجدن (9) البرمة قد انفلقت عنه باثنتين (10)،فوجدنه مفتوح العينين، شاخصا ببصره إلى السّماء، فأتاهن عبد المطلب فقلن له ما رأينا مولودا مثله: وجدناه قد انفلقت عنه البرمة، و وجدناه مفتوحا عينيه، شاخصا ببصره إلى السماء فقال: احفظنه. فإني أرجو أن يصيب خيرا. فلما كان يوم السابع ذبح عنه (11)،و دعا له قريشا، فلما أكلوا قالوا: يا

ص: 80


1- بالأصل و خع، و في دلائل البيهقي: الحافظ .
2- بالأصل و خع:«الداربردي» و المثبت عن الدلائل، و هذه النسبة إلى درابجرد، ولاية بفارس، و دارابجرد: قرية من كورة اصطخر، و دارابجرد: موضع بنيسابور (ياقوت).
3- عن الدلائل، و بالأصل:«البسونجي» و هذه النسبة إلى بوشنج و هي بلدة من نواحي هراة. بينهما عشرة فراسخ (ياقوت).
4- عن الدلائل، و بالأصل:«الخبائري» هذه النسبة إلى خبائر بطن من كلاع (الأنساب للسمعاني).
5- بالأصل «بن» و المثبت عن الدلائل.
6- في الدلائل:«الصدائي» و بهامشه عن إحدى النسخ:«الصيداني» و مثلها في خع.
7- بالأصل و خع «الحاكم» و المثبت عن الدلائل.
8- عن دلائل البيهقي113/1.
9- بالأصل:«وجدنا» و في خع:«وجدن» و المثبت عن الدلائل.
10- عن الدلائل: و بالأصل و خع: بابين.
11- عن الدلائل و بالأصل «عنده».

عبد المطلب رأيت ابنك هذا الذي أكرمتنا على وجهه، ما سميته ؟ قال: سميته محمدا.

قالوا: فلما (1) رغبت به عن أسماء أهل بيته ؟ قال: أردت أن يحمده اللّه تعالى في السّماء و خلقه في الأرض.

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّراد المنبجي بمنبج، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد الزّهري، نا عمي يعقوب بن إبراهيم، أنبأنا أبي عن ابن (2)إسحاق قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم مع جده، فهلكت أمه و هو ابن ست سنين بعد الفيل بثمان (3) سنين قال: و كان مع جده عبد المطلب (4) بن هاشم، ثم هلك عبد المطلب (5) بعد الفيل بثمان سنين و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابن ثمان سنين، فكان يوصي به فيما يزعمون أبا طالب يعني أن أبا طالب هو الذي يلي أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد جده عبد المطلب فكان اللّه معه.

قال ابن إسحاق: و هلك عبد اللّه بن عبد المطلب و أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آمنة بنت وهب حامل.

قال [ابن] (6) إسحاق: فحدثني عبد اللّه (7) بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن أمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آمنة بنت وهب قدمت برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المدينة على أخواله من بني عامر (8) النجار. ثم صدرت به راجعة إلى مكة. فتوفيت بالأبواء بين مكة و المدينة.

و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابن ست سنين.

قال ابن إسحاق: فحدثني العبّاس بن عبد اللّه بن معبد بن العباس عن ثقة من

ص: 81


1- عن الدلائل و بالأصل و خع و المطبوعة:«فما».
2- بالأصل و خع «أبي».
3- كذا بالأصل و خع، و هو خطأ و الصواب «بست سنين».
4- بالأصل:«فكان يوصي بن هشام بن هلك» كذا، و في خع:«بن هشام بن هلك».
5- بالأصل و خع:«يعني بكار أبو».
6- عن سيرة ابن هشام177/1.
7- بالأصل:«عبد اللّه بن عبد المطلب بن أبي بكر» و المثبت عن ابن هشام177/1.
8- في ابن هشام: من بني عدي بن النجار.

أهله: أن (1) عبد المطلب بن هاشم جد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم توفي و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابن ثمان (2) سنين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (3)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن يعقوب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس.

[قالا:] أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي (4)،حدثنا يونس (5) بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: قلت: فكانت آمنة بنت وهب أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تحدّث أنها أتيت حين (6) حملت محمدا (7) صلى اللّه عليه و سلّم - و قال البيهقي: بمحمد صلى اللّه عليه و سلّم - قيل لها: إنك قد حملت بسيّد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض فقولي:

أعيذه بالواحد *** من شر كل حاسد

في كل بر عامد (8) *** و كل عبد (9) رائد

نزول (10) غير زائد *** فإنه عبد المجيد (11) الحامد

حتى أراه قد أتى المشاهد

ص: 82


1- عن ابن هشام 178/1.
2- بالأصلين «ست» و المثبت عن ابن هشام 178/1.
3- دلائل البيهقي82/1.
4- بالأصل و خع: العطار، و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى عطارد، اسم أحد أجداده، و ذكره فيمن انتسب إليه.
5- بالأصل و خع:«ابن أبي يونس بن بكر» و المثبت عن دلائل البيهقي82/1 و سيرة ابن إسحاق ص 22.
6- عن دلائل البيهقي و سيرة ابن إسحاق و سيرة ابن هشام 166/1و بالأصل «حتى».
7- بالأصل «بمحمد» و هذه رواية البيهقي و سترد، و أما رواية ابن إسحاق في سيرته:«محمدا صلى اللّه عليه و سلّم» و في ابن هشام:«برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم».
8- هذه رواية سيرة ابن إسحاق، و في دلائل البيهقي: من كل بر عاهد
9- غير واضحة بالأصل، و استدركت عن هامشه و السيرة و الدلائل.
10- كذا بالأصل و قد ورد نثرا، و بعد هذه اللفظة فيه: و قال البيهقي: يزور، و الذي في الدلائل: يرود غير رائد و في بعض نسخه: يزود.
11- في ابن إسحاق و الدلائل: عبد الحميد.

قال: آية (1) ذلك أن يخرج معه نورا يملأ قصور كسرى من أرض الشام، إذا وقع فسميه محمدا، فإن اسمه في التوراة أحمد، يحمده أهل السماء و أهل الأرض، و اسمه في الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء و أهل الأرض، و اسمه في الفرقان محمد فسميته بذلك - زاد رضوان: فلما وضعته بعثت إلى عبد المطلب جاريتها و قد هلك أبوه عبد اللّه و هي حبلى، و يقال: إن عبد اللّه هلك و النبي صلى اللّه عليه و سلّم ابن ثمانية و عشرين شهرا و اللّه تعالى أعلم أي ذلك كان.

فقالت: قد ولد الليلة [لك] (2) غلام فانظر إليه. فلما جاءها أخبرته (3) و حدّثته بما رأت حين حملت به و ما قيل لها فيه و ما أمرت أن تسميه. فأخذه عبد المطلب فأدخله على هبل في جوف الكعبة فقام عبد المطلب يدعو اللّه تعالى و يشكر اللّه عز و جلّ الذي أعطاه إياه فقال (4):

الحمد للّه الذي أعطاني *** هذا الغلام الطّيّب الأردان (5)

قد ساد في المهد على الغلمان *** أعيذه باللّه (6) ذي الأركان

حتى يكون بلغة الفتان *** حتى أراه بالغ في البنيان (7)

أعيذه من كل ذي شنآن *** من حاسد مضطرب العنان (8)

ذي همة ليس له عينان *** حتى أراه رافع البنيان (9)

أنت الذي سميت في القرآن (10) *** في كتب ثابتة المثان (11)

أحمد مكتوب على اللسان *** أحمد كتوب على اللسان (12)

ص: 83


1- غير واضحة بالأصل و المثبت عن الدلائل، و في ابن إسحاق: فإن آية.
2- الزيادة عن سيرة ابن إسحاق ص 22.
3- عن ابن إسحاق و بالأصل: خبرته.
4- الرجز في سيرة ابن إسحاق ص 22 و الروض الأنف للسهيلي184/1 و دلائل البيهقي112/1.
5- الأردان جمع ردن، و هو مقدم كمّ القميص، و قيل: أسفله، و قيل: الكم كله (اللسان: ردن).
6- الأصل و ابن إسحاق، و في الروض و البيهقي: بالبيت.
7- في الروض و البيهقي:«بالغ البنيان» و في ابن إسحاق:«بالغ البنان».
8- في البيهقي: الجنان.
9- ابن إسحاق و البيهقي و الروض: اللسان.
10- الأصل و الروض و خع، و في البيهقي و ابن إسحاق: الفرقان.
11- الأصل و خع و ابن إسحاق و الروض، و في البيهقي: المباني.
12- كذا وقع مكرر بالأصل و خع، و في الروض: البيان.

أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد بن مسلم الأسدي، أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي (1)، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن حبابة، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، أنبأنا الحسن بن عرفة [أنبأنا] علي بن ثابت، عن طلحة بن عمرو قال:

سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت ابن عباس يقول: كان بنوا أبي طالب يصبحون غمصا رمصا (2)،و يصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم صقيلا دهينا.

قال: و نبأنا الحسن بن عرفة، أنبأنا علي بن ثابت (3) عن طلحة بن عمرو.

قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت ابن عباس يقول: كان أبو طالب يقرب إلى الصبيان بصفحتهم (4) أول البكرة. فيجلسون و ينتهبون و يكف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يده لا ينتهب معهم. فلما رأى ذلك عمه عزل له طعامه على حدة.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمرو بن حيّوية، أنبأنا بو الحسن أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد (5)،أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، حدثني محمد بن عبد اللّه، عن الزّهري قال: و حدثنا عبد اللّه بن جعفر، عن عبد الواحد بن حمزة بن عبد اللّه قال:

و أنبأنا هاشم بن عاصم الأسلمي، عن المنذر بن جهم قال: و نا معمر، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، و قال عبد الرّحمن بن عبد العزيز، عن أبي الحويرث (6) قال:

و أنبأنا ابن أبي سبرة عن سليمان بن سحيم (7)،عن نافع بن جبير دخل حديث

ص: 84


1- رسمها بالأصل «المخيري» و في خع «الخيري» و المثبت عن الأنساب للسمعاني، و هذه النسبة إلى المخبز، و هو موضع يخبز فيه الرغفان، و إلى موضع ببغداد داخل دار الخليفة يقال له المخبز.
2- الغمص في العين كالرمص. و في النهاية: البياض الذي تقطعه العين، و يجتمع في زوايا الأجفان، فالرمص: ما رطب منه، و الغمص: ما يبس منه.
3- بالأصل و خع:«بن أبي عمرو» و الصواب عن المطبوعة.
4- كذا بالأصل و خع، و في مختصر ابن منظور38/2 «بصحيفتهم» و الصواب:«بصحفتهم، ففي اللسان: الصحفة: كالقصعة مسلنطحة عريضة و هي تشبع الخمسة.
5- انظر طبقات ابن سعد118/1.
6- عن ابن سعد و بالأصل و خع: الجوير.
7- عن ابن سعد و بالأصل و خع: شجيم.

بعضهم في حديث بعض قالوا (1):كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يكون مع أمه آمنة بنت وهب، فلما توفيت قبضه إليه جده عبد المطلب و ضمّه و رقّ عليه رقة لم يرقها على ولده، و كان يقرّبه منه و يدنيه، و يدخل عليه إذا خلا و إذا نام. كان يجلس على فراشه فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك: دعوا ابني [إنه] (2) ليؤنس ملكا.

و قال قوم من بني مدلج لعبد المطلب: احتفظ به، فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم التي في المقام منه، فقال عبد المطلب لأبي طالب: اسمع ما يقول (3) هؤلاء فكان أبو طالب يحتفظ به (4).فقال عبد المطلب لأم أيمن، و كانت تحضن (5) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يا بركة لا تغفلي عن ابني، فإنني وجدته مع غلمان قريبا (6) من السّدرة، و إن أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة، و كان عبد المطلب لا يأكل طعاما إلاّ قال:

[عليّ ] (7) يا بني فيؤتى به إليه، فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و حياطته و لما نزل بعبد المطلب الوفاة (8) قال لبناته: أبكينني و أنا أسمع، فبكته كل واحدة منهن بشعر، فلما سمع قول أميمة، و قد أمسك لسانه، جعل يحرّك رأسه أي قد صدقت و قد كنت كذلك (9) و هو قولها:

أ عينيّ جودي (10) بدمع درر *** على ماجد الخيم (11) و المعتصر

على ما جد الجدّ واري الزّناد *** جميل المحيا عظيم الخطر

على شيبة الحمد (12) ذي المكرمات *** و ذي المجد و العزّ و المفتخر

ص: 85


1- عن ابن سعد و بالأصل و خع: قال.
2- عن ابن سعد.
3- عن ابن سعد و بالأصل و خع: أقول.
4- كررت العبارة بالأصل و خع، فحذفنا، و ما أثبتناه يوافق عبارة الطبقات.
5- بالأصل و خع:«و كان تحض» و الصواب عن ابن سعد.
6- بالأصل و خع: قريب.
7- الزيادة عن ابن سعد.
8- عن ابن سعد و بالأصل «الرقا».
9- بالأصل «و قد كتبت ذلك» و المثبت عن ابن سعد.
10- في خع و ابن سعد118/1 جودا.
11- الأصل و خع، و في ابن سعد: على طيب الخيم.
12- بالأصل «الحد» و المثبت عن ابن سعد.

و ذي الحلم و الفضل في النائبات *** كثير المفاخر (1) جمّ الفخر

له فضل مجد على قومه *** مبين يلوح كضوء القمر

أتته المنايا فلم تشوه *** لصرف (2) الليالي و ريب (3) القدر

قال: و مات عبد المطلب فدفن بالحجون (4).

قال (5) و أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، أنبأنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: و أنبأنا معاذ بن محمد الأنصاري، عن عطاء، عن ابن عباس، قال:

و أنبأنا محمد بن صالح و عبد اللّه بن جعفر و إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة دخل حديث بعضهم في بعض، قالوا: لما توفي عبد المطلب قبض أبو طالب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فكان يكون معه، و كان أبو طالب لا مال له، و كان يحبه حبا شديدا لا يحبه ولده [و كان لا ينام حتى ينام (6)]و كان لا ينام إلاّ إلى جنبه، و يخرج فيخرج معه، و صبّ به أبو طالب صبابة و لم يصبّ مثلها شيء قط ، و كان يخصّه بالطعام، و كان إذا أكل عيال أبي طالب جميعا أو فرادى لم يشبعوا، و إذا أكل معهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شبعوا. فكان إذا أراد أن يغذّيهم قال: كما أنتم حتى يحضر ابني، فيأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيأكل معهم فكانوا يفضلون من طعامهم، و إن لم يكن معهم لم يشبعوا، فيقول أبو طالب: إنك المبارك (7)،و كان الصبيان يصبحون رمصا شعثا، و يصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دهينا كحيلا.

قال و أنبأنا محمد بن سعد (8)،أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، أنبأنا زكريا بن يحيى بن يزيد السعدي، عن أبيه قال: قدم مكة عشرة نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن الرضاع، فأصبن الرضاع كلّهنّ إلاّ حليمة بنت عبد اللّه بن الحارث بن

ص: 86


1- في ابن سعد: كثير المكارم.
2- في الطبقات: بصرف.
3- عن ابن سعد و بالأصل و خع: و ريث.
4- الحجون جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها (ياقوت).
5- انظر الطبقات 119/1، و القائل ابن سعد.
6- سقطت من الطبقات و المطبوعة.
7- ابن سعد: إنك لمبارك.
8- الطبقات 110/1.

شجنة (1) بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فيضة (2) بن (3) سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة [بن خصفة] (4) بن قيس بن عيلان بن مضر و كان معها زوجها الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة بن ملاّن بن ناصرة بن فضيّة بن سعد بن بكر بن هوازن، و يكنى أبا ذؤيب و ولدها منه عبد اللّه بن الحارث، فكانت ترضعه، و أنيسة بنت الحارث و جذامة (5) بنت الحارث و هي الشّيماء (6)،كانت هي التي تحضن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مع أمها و توركه، فعرض عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فجعلت تقول: يتيم لا مال له، و ما عست أمه أن تفعل (7) فخرج النسوة و خلّفتها، فقالت حليمة لزوجها: ما ترى ؟ قد خرج صواحبي و ليس بمكة غلام يسترضع إلاّ هذا الغلام اليتيم، فلو أنّا أخذناه فإني أكره أن نرجع (8) إلى بلادنا و لم نأخذ (9) شيئا. فقال لها زوجها: خذيه عسى اللّه أن يجعل لنا فيه خيرا، فجاءت إلى أمه فأخذته منها، فوضعته في حجرها، فأقبل عليه ثديها (10)حتى انقطرا (11) لبنا فشرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى روي، و شرب أخوه، و لقد كان أخوه [لا ينام] (12) من الغرث، و قالت له أمه: ظئر سلي عن ابنك فإنه سيكون له شأن، و أخبرتها بما رأت، و ما قيل لها فيه حين ولدته، و قالت: قيل لي (13) ثلاث ليال: استرضعي ابنك (14) في بني سعد بن بكر في آل أبي ذؤيب، قالت (15) حليمة: فإن أبا هذا الغلام الذي

ص: 87


1- عن خع و ابن سعد، و بالأصل: مشجنة.
2- في خع و ابن سد: فصيّة.
3- في ابن سعد:«بن نصر بن سعد».
4- بياض بالأصل مقدار كلمة، و الزيادة عن ابن سعد.
5- في خع:«و خدامة» و في الطبقات: و جدامة.
6- عن ابن سعد، و بالأصل «الثماد» و في خع: الشماء.
7- عن ابن سعد، و بالأصل و خع: يفعل.
8- عن ابن سعد و بالأصل «يرجع».
9- عن ابن سعد و بالأصل «يأخذ».
10- الأصل و خع، و في الطبقات: ثدياها.
11- في خع:«تقصرا» و في الطبقات: يقطرا.
12- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و الزيادة عن ابن سعد.
13- عن ابن سعد و بالأصل و خع: لها.
14- عن ابن سعد، و بالأصل:«اسر معي أبيك».
15- بالأصل «قال» و المثبت عن ابن سعد.

في جحري أبو ذؤيب، و هو زوجي، فطابت نفس حليمة و سرّت (1) بكل ما سمعت، ثم خرجت به إلى منزلها، فحدجوا (2) أتانهم، فركبتها حليمة و حملت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بين يديها و ركب الحارث شارفهم فطلعا على صواحبهما بوادي السرر (3)،و هن مرتعات و هما (4) يتواهقان فقلن: يا حليمة ما صنعت ؟ فقالت: أخذت و اللّه خير مولود رأيته قط ، و أعظمهم بركة. قال النسوة: أ هو ابن عبد المطلب ؟ قالت: نعم. قالت: قلت:

فما روحنا (5) منزلنا حتى رأيت الحسن (6) من بعد نسائنا.

أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر [بن] المقرئ (7)،أنبأنا أبو يعلى حدثنا مسروق بن المرزبان الكوفي أبو سعيد، و الحسن (8) بن حمّاد - و نسخته من حديث مسروق - قالا: أنبأنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: قال محمد بن إسحاق عن جهم بن أبي جهم، عن عبد اللّه بن جعفر، عن حليمة بنت الحارث أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم السعدية التي أرضعته قالت (9):خرجت في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضغاء بمكة على أتان لي قمراء (10)،قد أذنت (11) بالركب فخرجت فرجنا في سنة شهباء لم تبق شيئا و معي زوجي الحارث بن عبد العزّى قالت: و معنا شارف (12) لنا،

ص: 88


1- عن ابن سعد، و بالأصل «و بشرت».
2- بالأصل:«محرجوا ابانهم» و المثبت عن ابن سعد.
3- السرر: واد بين مكة و منى (ياقوت).
4- بالأصل:«و هن بين إهقان» و المثبت عن ابن سعد.
5- في ابن سعد: فما رحلنا من منزلنا.
6- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد: الحسد من بعض نسائنا.
7- سقطت من الأصل و أثبتت عن هامشه.
8- بالأصل:«الكوفي بن سعيد الحسن» و الصواب عن المطبوعة.
9- بالأصل «قال» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 26.
10- قمراء: القمرة بالضم لون إلى الخضرة، أو بياض فيه كدرة.
11- كذا بالأصل، و في خع و ابن إسحاق «أذمت» و في سيرة ابن هشام: أدمت. و في الروض: أذممت، قال: تريد أنها حبستهم، و يروى: أذمّت أي أذمت الأتان، أي جاءت بما تذم عليه.
12- الشارف: الناقة المسنة.

و اللّه إن تبضّ (1) علينا فقطرة من لبن، و معي صبي لن (2) ينام ليلنا مع بكائه ما في ثديه ما يغنيه، و ما [في] شارفنا من لبن يغذو، إلاّ أنّا نرجو. فلما قدمنا مكة لم يبق منا امرأة إلاّ عرض عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فتأباه، و إنما كنا نرجو كرامة رضاعه من والد المولود و كان يتيما فكنا نقول: يتيم ما عسى أن تصنع أمه ؟ حتى لم يبق من صواحبي امرأة إلاّ أخذت صبيا غيري فكرهت أن أرجع لم آخذ شيئا و قد أخذ صواحبي. فقلت لزوجي (3)و اللّه لأرجعن إلى ذلك اليتيم فلآخذنّه. قلت: فأتيته فأخذته فرجعت إلى رحلي، فقال زوجي: قد أخذته ؟ فقلت: نعم، و اللّه ذاك، إني (4) لم أجد غيره فقال: قد أصبت، فعسى اللّه أن يجعل فيه خيرا. قالت: فو اللّه ما هو إلاّ أن جعلته في حجري، فأقبل عليه ثديي (5) بما شاء اللّه من اللبن، قالت: فشرب حتى روي، و شرب أخوه، يعني ابنها، حتى روي، و قام (6) زوجي إلى شارفنا من الليل فإذا فيه حافلا فحلب لنا ما شئنا فشرب حتى روي، قالت و شربت حتى رويت، فبتنا ليلتنا تلك بخير شباعا رواء و قد نام صبياننا. قالت يقول أبوه يعني زوجها: و اللّه يا حليمة ما أراك [إلاّ] (7) قد أصبت نسمة (8) مباركة، قد نام صبيّنا و روي. قالت: ثم خرجنا فو اللّه لو خرجت حتى أتى أمام الركب قد قطعتهن حتى ما يتعلق بأحد (9)،حتى أنهم ليقولون: ويحك يا بنت الحارث كفا علينا أ ليست هذه أتانك (10) التي خرجت عليها؟ فأقول بلى و اللّه قد قدمنا و هي قدامنا حتى قدمنا منازلنا من حاضر بني سعد بن بكر، فقدمنا على أجدب أرض اللّه، فوالذي نفس حليمة بيده إن كانوا يسرحون أغنامهم إذا أصبحوا [و يسرح] راعي غنمي فتروح غنمي بطانا لبنا حفلا و تروح أغنامهم جياعا هالكة ما لها من لبن. قالت: فنشرب ما

ص: 89


1- تبض: ترشح، تقصر (لسان).
2- كذا، و في سيرة ابن إسحاق: و اللّه ما ننام ليلنا.
3- عن خع و بالأصل «زوجي».
4- عن سيرة ابن إسحاق ص 26 و بالأصل و خع «إن».
5- في سيرة ابن إسحاق: ثدياي.
6- عن ابن إسحاق و بالأصل: و أقام.
7- زيادة اقتضاها السياق.
8- بالأصل «تسمية» و المثبت عن ابن إسحاق.
9- العبارة في ابن إسحاق: فو اللّه لقطعت أتاني بالركب حتى ما يتعلق بها حمار.
10- غير مقروءة بالأصل، و المثبت «هذه أتانك» عن ابن إسحاق ص 26.

شئنا من اللبن ما من الحاضر أحد يطلب قطرة و لا يجدها، فيقولون لرعاتهم: ويلكم أ لا تسرحون (1) حيث يسرح راعي حليمة. فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا، فتروح أغنامهم جياعا ما لها من لبن، و تروح غنمي لبنا حفلا. قالت:

و كان صلى اللّه عليه و سلّم يشب في اليوم شباب الصبي في شهر (2)،و يشب في شهر شباب الصبي في سنة. فبلغ سنة (3) و هو غلام (4) جفر. قالت: فقدمنا على أمه فقلت لها، و قال لها أبوه:

ردي علينا ابني فلنرجع به، فإنا نخشى عليه أوباء مكة. قالت: و نحن أضنّ شيء به، فما رأينا من بركته، قالت: فلم يزل بها، حتى قالت: ارجعا به. فرجعنا به فمكث عندنا شهرين، قالت: فبينما هو يلعب و أخوه يوما خلف البيوت يرعيان (5) بهما لنا. إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي و لأبيه: أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه، فخرجنا نحوه نشتد، فانتهينا إليه و هو قائم، و هو منتقع (6) لونه، فاعتنقه أبوه (7)و اعتنقته. ثم قال: ما لك ؟ أي بني، قال: أتاني رجلان عليهما ثياب بيض، فأضجعاني ثم شقا بطني فو اللّه ما أدري ما صنعا. قالت: فاحتملناه فرجعنا به، قالت: يقول أبوه:

و اللّه يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلاّ قد أصيب، فانطلقي، فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر ما نتخوف عليه. قالت: فرجعنا به إليها. قالت: ما ردكما، و قد كنتما حريصين عليه ؟ قالت: فقلت: لا و اللّه إلاّ أنا كفلناه و أدّينا الحقّ الذي يجب علينا فيه، ثم تخوّفنا الأحداث عليه، فقلنا: يكون في أهله.

قالت: فقالت آمنة: و اللّه ما ذاك بكما، فأخبراني خبركما و خبره، فو اللّه ما زالت بنا حتى أخبرنا خبره. قالت: فتخوفتما عليه ؟ كلا و اللّه إنّ لا بني هذا شأنا أ لا أخبركما

ص: 90


1- عن خع، و بالأصل:«و ابلكم لا يسرحون» و في ابن إسحاق: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم أبي ذؤيب فاسرحوا معهم.
2- بالأصل و خع:«و كان صلى اللّه عليه و سلّم شب اليوم في شباب الغنى في شهر» و صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور 40/2و العبارة في ابن إسحاق ص 27 و ابن هشام 173/1 و كان يشب شبابا لا يشبه الغلمان.
3- كذا بالأصل و خع، و في ابن إسحاق: سنتيه.
4- بالأصل و خع:«حفر» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق و سيرة ابن هشام و الجفر: الغليظ الشديد؛ يقال: استجفر الصبي إذا قوي على الأكل (النهاية: جفر).
5- البهم: واحدتها بهمة، الصغار من الغنم.
6- أي متغير.
7- عن خع و سيرة ابن إسحاق، و بالأصل «أبو بكر».

عنه: إني حملت به فلم أحمل حملا قط كان أخف و لا أعظم بركة منه. ثم رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى، ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان، وقع واضعا يده بالأرض، رافعا رأسه إلى السّماء، دعاه و الحقا بآلكما (1).

كذا قال ابن أبي زائدة، و لم يذكر بين جهم و ابن جعفر أحدا. و كذا رواه أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن ابن (2) إسحاق و رواه يونس بن بكير (3)،عن ابن إسحاق فقال: حدّثني من سمع عبد اللّه بن جعفر.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، أنبأنا يونس بن بكير، عن ابن (4) إسحاق قال: حدثني جهم [بن أبي جهم] (5) مولى لامرأة من بني تميم، كانت عند الحارث بن حاطب، و كان يقال مولى (6) الحارث بن حاطب قال: حدثني من سمع عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب يقول: حدّثت (7) عن حليمة ابنة الحارث أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم التي أرضعته أنها قالت:

قدمت مكة في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس لها الرضعاء و في سنة شهباء (8)فقدمت على أتان لي قمراء كانت أدمت بالركب و معي صبي لنا و شارف لنا ما تبضّ بقطرة و ما ننام ليلتنا ذلك أجمع [مع] (9) صبينا ما يجد في ثديي ما يغنيه، و لا في شارفنا ما يغذيه.

ص: 91


1- في سيرة ابن هشام:«دعيه عنك و انطلقي راشدة» و في مختصر ابن منظور:«دعاه و الحقا بشأنكما» و اللفظة الأخيرة غير واضحة بالأصل، فأثبتنا ما ورد في المطبوعة.
2- بالأصل «أبي» تحريف.
3- بالأصل و خع:«بكر» و الصواب عن سيرة ابن إسحاق.
4- عن سيرة ابن إسحاق ص 26 و دلائل البيهقي 132/1 و بالأصل «أبي».
5- الزيادة عن المصدرين السابقين.
6- بالأصل و خع: مولاة، و المثبت عن المصادر السابقة.
7- بالأصل:«حديث» و الصواب عن المصادر السابقة.
8- بالأصل و خع:«شهاب» و الصواب عما سبق.
9- الزيادة عن ابن إسحاق.

فقدمنا مكة فو اللّه ما علمت (1) منا امرأة إلاّ و قد عرض عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فإذا قيل: إنه يتيم، تركناه و قلنا ما ذا عسى أن تصنع (2) إلينا أمه ؟ إنما نرجو المعروف من أبي الوليد. فأمّا أمّه فما عسى أن تصنع (3) إلينا فو اللّه ما بقي من صواحبي امرأة إلاّ أخذت رضيعا غيري فلما لم آخذ غيره، قلت لزوجي الحارث بن عبد العزّى: و اللّه إني لأكره (4) أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع، لأنطلقن إلى ذلك اليتيم لآخذنه.

فقال: لا عليك، فذهبت فأخذته فو اللّه ما أخذته إلاّ إني لم آخذ غيره، فما هو إلاّ أن أخذته فجئت به رحلي، فأقبل عليه ثديي (5) بما شاء من لبن فشرب حتى روي، و شرب أخوه حتى روي. و قام صاحبي إلى شارفنا تلك فإذا بها لحافل (6) فحلب ما شرب و شربت حتى روينا فبتنا بخير (7) ليلة. فقال صاحبي: يا حليمة و اللّه إني لأراك و قد (8) أخذت نسمة مباركة. أ لم تري إلى ما بتنا من الخير و البركة حتى أخذناه، فلم يزل اللّه تبارك و تعالى يرينا خيرا، ثم خرجنا راجعين إلى بلادنا، فو اللّه لقطعت أتاني بالركب حتى ما يتعلق بها حمار. حتى أن صواحباتي ليقلن (9):ويلك يا حليمة بنت أبي ذؤيب، أ هذه أتانك التي خرجت عليها معنا؟ فقالت: نعم، و اللّه إنها لهي. فيقلن: و اللّه إن لها لشأنا (10) حتى قدمنا أرض بني سعد، و ما أعلم أرضا من أرض اللّه تعالى أجدب (11)منها فإن كانت غنمي تسرح ثم تروح شباعا لبنا فتحلب ما شئنا و ما حولنا أحد تبضّ له شاة تقطر لبنا، و إن أغنامهم لتروح جياعا حتى أنهم ليقولون لرعيانهم: ويحكم انظروا

ص: 92


1- عن خع و ابن إسحاق، و بالأصل «عملت» تحريف.
2- عن ابن إسحاق، و بالأصل و خع:«يضع».
3- عن ابن إسحاق، و بالأصل و خع:«يضع».
4- بالأصل و خع:«لا أكره» و المثبت عن دلائل البيهقي.
5- في ابن إسحاق و الدلائل للبيهقي:«ثدياي» و عقب السهيلي في الروض 187/1 فقال: و ذكر غير ابن إسحاق أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، كان لا يقبل إلاّ على ثديها الواحد، و كانت تعرض عليه الثدي الآخر فيأباه كأنه قد أشعر عليه السلام أن معه شريكا في لبانها، و كان مفطورا على العدل مجبولا على المشاركة و الفضل.
6- بالأصل و خع: الحافل، و المثبت عن ابن إسحاق و البيهقي. و الحافل: الممتلئة الضرع من اللبن.
7- قوله:«فبتنا بخير ليلة» غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
8- عن دلائل البيهقي و بالأصل «إني».
9- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
10- بالأصل:«إنها لشأن» و الصواب عن سيرة ابن إسحاق و البيهقي.
11- عن سيرة ابن إسحاق و الدلائل؛ بالأصل و خع: أخذت.

حيث يسرح غنم حليمة بنت أبي ذؤيب فاسرحوا معهم، فيسرحون مع غنمي حيث [تسرح] (1) فيريحون، أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن، و يروح غنمي شباعا لبنا يحلب ما شئنا فلم يزل اللّه تبارك و تعالى يرينا البركة و يتعرفها حتى بلغ سنتيه (2) فكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان، فو اللّه ما بلغ السنتين (3) حتى كان غلاما يجفر، فقدمنا به على أمه.

[و نحن] (4) أضن شيء به ممّا رأينا فيه من البركة. فلما رأته أمه قلنا لها يا ظئر دعينا نرجع ببنيّنا هذه السنة الأخرى فإننا (5)،فو اللّه ما زلنا بها حتى قالت نعم فسرحته معنا، فقمنا فأقمنا شهرين أو ثلاثا. فبينما هو خلف بيوتنا هو و أخ له من الرضاعة في بهم لنا فجاءنا أخوه يشتد، فقال: ذاك أخي القرشي، قال جاءه رجلان عليهما (6) و أضجعاه (7) فشقا بطنه، فخرجت أنا و أبوه نشتد (8) نحوه فنجده قائما منتقعا لونه، فاعتنقه أبوه فقال: أي بني ما شأنك ؟ قال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني، فشقا بطني ثم استخرجا منه شيئا، فطرحاه ثم رداه كما كان[568]. فرجعنا به معنا. فقال أبوه: يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني قد أصيب، فانطلقي بنا فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر ما نتخوف به.

قالت: فاحتملناه (9) فلم ترع أمه إلاّ أنه قد قدمنا به عليها فقالت: ما ردّكما و قد كنتما عليه حريصين ؟ فقلنا: لا و اللّه يا ظئر إلاّ أن اللّه قد أدى عنا و قضينا الذي علينا و قلنا نخشى [الاتلاف] (10) و الأحداث نرده على أهله فقالت: ما ذاك بكما، فاصدقاني شأنكما، فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره. فقالت: أ خشيتما عليه الشيطان ؟ كلا و اللّه ما للشيطان عليه سبيل. و إنه لكائن لابني هذا شأن، أ لا أخبركما خبره ؟ قلنا: بلى ؟ قالت:

ص: 93


1- زيادة عن ابن إسحاق و البيهقي.
2- عن ابن إسحاق و الدلائل، و بالأصل: سنيه.
3- عن ابن إسحاق و الدلائل و بالأصل: السنين.
4- عن ابن إسحاق و الدلائل.
5- بعدها في ابن إسحاق:«نخشى عليه أوباء مكة» و قد بقي مكان العبارة بياضا بالأصل.
6- بعدها في ابن إسحاق و الدلائل: ثياب بياض.
7- الدلائل و ابن إسحاق: فأضجعاه.
8- بالأصل «يشتد» و المثبت عن الدلائل و ابن إسحاق.
9- بالأصل:«فاحتملنا» و المثبت عن ابن إسحاق.
10- زيادة عن الدلائل و ابن إسحاق.

حملت به فما حملت حملا قط أخف. و أريت في النوم حين حملت به كأنه خرج مني نور أضاءت له قصور الشام. ثم وقع حين ولدته وقوعا (1) ما يقعه المولود معتمدا عليه على يديه رافعا رأسه إلى السّماء فدعاه عنكما.

و رواه بكر بن سليمان أبو يحيى الاسواري البصري عن ابن إسحاق فقال عن ابن جعفر أو عمّن حدثه عنه بالشك و قد ذكرته في الأربعين الطوال من روايته إلا أنه قال:

أخبرت عن حليمة و اللّه أعلم (2).

ص: 94


1- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن ابن إسحاق و الدلائل.
2- العبارة بالأصل و خع مضطربة و نصها: و رواه بكر بن سليمان في الأربعين الطوال إلاّ أنه قال: أخبرت عن حليمة عن أبي إسحاق فقال: عن ابن جعفر عن من حدثه عنه بالشك، و قد ذكرته في الأربعين الطوال إلاّ أنه قال: أخبرت عن حليمة، و اللّه أعلم. و قد صوبنا العبارة و أثبتنا ما ورد في المطبوعة: السيرة النبوية قسم 80/1.
باب معرفة أمّه و جدّاته و عمومته و عماته

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن عمر بن سليمان النصيبي (1) بها قيل له:

حدثكم أبو بكر أحمد (2) بن يوسف بن خلاّد، و أنبأنا الحارث بن محمّد، أنبأنا محمّد بن كناسة، أنبأنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى:

لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مٰا عَنِتُّمْ ، حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ، بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (3) .

قال: ليس في العرب قبيلة إلا و قد ولدت النبي صلى اللّه عليه و سلّم: مضريّها و ربعيّها و يمانيّها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفاء (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو منصور بن عبد العزيز العكبري، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو الحسين عمر بن الحسن (5) بن علي الأشناني (6).

ص: 95


1- النصيبي هذه النسبة إلى نصيبين، و ينسب إليها نصيبيني، و هي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام.
2- بالأصل و خع «محمد» و الصواب «أحمد» عن تاريخ بغداد 220/5.
3- سورة التوبة، الآية:128.
4- رسمها بالأصل «الريا» و في خع «الرما» بدون نقط و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة للذي يرفو الثياب و قد تقدم هذا السند قريبا.
5- بالأصل و خع «الحسين» خطأ، و الصواب عن الأنساب (الأشناني) و قد تقدم قريبا.
6- في خع:«الأنشابي» تحريف.

قالا (1):حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا - و قال الأشناني: حدثني - الحسن بن الصباح، أنبأنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، أنبأنا عبد الرحمن بن ميمون (2) عن أبيه قال:

قلت لزيد بن أرقم: ما كان اسم أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال (3):آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة.

قالا (4):و أنبأنا ابن أبي الدنيا، أنبأنا عبيد اللّه (5)-و قال الأشناني:

عبد اللّه (6)-بن سعد عن عمه يعقوب - زاد الأشناني: ابن إبراهيم بن سعد - قال:

أمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، و أمها برّة بنت عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدّار بن قصي، و أمّها أمّ حبيب بنت عبد العزّى بن قصي.

قالا (7):و أنبأنا ابن أبي الدنيا، أنبأنا - و قال الأشناني قال:- أخبرني الحسين بن عثمان:

أنّ أمّ عبد اللّه بن عبد المطلب فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، أنبأنا الحجاج بن أبي منيع، أنبأنا جدي عن الزهري قال (8):

أمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم التي ولدته آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، بن كلاب، و أمّها برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة [و أمّها أم

ص: 96


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة.
2- قوله:«عن عبد الرحمن عن أبيه» موجود بالأصل و خع و سقطت العبارة من المطبوعة.
3- سقطت من الأصل.
4- بالأصل «قال» و انظر ما تقدم في أول السند.
5- بالأصل «أبي عبيد اللّه» تحريف.
6- انظر ترجمة عبيد اللّه في الكاشف 198/2 و تقريب التهذيب و ترجمة عبد اللّه أخيه في تقريب التهذيب. و هما ابنا سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. و المراد هنا عبيد اللّه، فقد ورد في ترجمته في تهذيب التهذيب أن ابن أبي الدنيا ممن روى عنه.
7- بالأصل و خع:«قال» انظر ما تقدم.
8- انظر الدلائل للبيهقي 183/1.

سفيان بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة] (1)،و أمّها برة بنت عوف بن (2) عبيد بن عويج (3) بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، و أمّها قلابة بنت الحارث بن صعصعة من بني عائذة (4) بن لحيان (5) بن هذيل، و أمّها بنت مالك بن غنم من بني لحيان (6).

و أمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم التي (7) أرضعته حتى شبّ : حليمة بنت الحارث بن شجنة (8)السعدية من بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان (9) بن مضر، و زوج حليمة الحارث بن عبد العزى ففي هؤلاء شب (10)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قد أرضعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أيضا ثويبة مولاة أبي لهب، و اسم أبي لهب عبد العزى (11).

ص: 97


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الدلائل.
2- بالأصل «بنت» و المثبت عن البيهقي.
3- بالأصل و خع:«عولج» و المثبت عن البيهقي و الروض الأنف 179/1.
4- في البيهقي: عائذ.
5- بالأصل و خع: الجيار و المثبت عن البيهقي.
6- بالأصل و خع:«بن أبي الحنان» و في خع «لحيان» و المثبت عن البيهقي.
7- بالأصل «الذي».
8- كذا بالأصلين و البيهقي و ابن هشام، و في السيرة الشامية 461/1 سجنة بسين مهملة و جيم ساكنة و نون مفتوحة.
9- بالأصل «غيلان» و في خع:«كلاب».
10- الأصل و خع، و في البيهقي «نسب».
11- فيمن أرضعنه صلى اللّه عليه و سلّم و عددهن و أسمائهن أقوال، قيل هن عشر نسوة و قيل غير ذلك، و أما اللواتي ذكر أنهن أرضعنه صلى اللّه عليه و سلّم فهن: 1 - أمه آمنة رضي اللّه عنها أرضعته سبعة أيام. 2 - ثويبة مولاة أبي لهب، بلبن ابن لها يقال له مسروح (انظر ابن سعد 109/1) أرضعته أياما قبل قدوم حليمة. 3 - أم حمزة أرضعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوما و هو عند أمه حليمة في بني سعد، و كان حمزة مسترضعا له عند قوم من بني سعد (انظر ابن سعد 109/1). 4 - خولة بنت المنذر، أم بردة الأنصارية، و قيل أنها أرضعت ابنه إبراهيم صلى اللّه عليه و سلّم. 5 - أم أيمن بركة، المشهور أنها حاضنة له و ليس بمرضع. 6 - قال القرطبي أنه مرّ به على ثلاث نسوة من بني سليم فرضع منهن.(دلائل البيهقي 131/1 الحاشية). 7 - أم فروة، امرأة ذكرها المستغفري أنها أرضعته صلى اللّه عليه و سلّم. 8 - الأخيرة حليمة السعدية.

و جدة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أم أبيه عبد اللّه بن عبد المطلب فاطمة بنت عمرو (1) بن [عائذ بن عمران] (2) بن مخزوم، و أمها صخرة بنت عبد (3) بن عمران بن مخزوم، و أمّها تخمر بنت عبد بن قصي بن كلاب بن مرة، و أمها سلمى بنت عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر، و أمّها أخت بني واثلة بن عدوان بن قيس.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا (4) البناء قالوا: أنبأنا أبو (5) جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار قال:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، و أمّها برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، و أمّها أم حبيب (6) بنت أسد بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، و أمّها برة بنت عوف بن عبيد بن عويج (7) بن عدي بن كعب، و أمها أميمة بنت مالك بن غنم (8) بن حنش (9) بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة من بني لحيان بن هذيل، و أمّها قلابة بنت الحارث، و هو أبو قلابة الشاعر و هو أقدم من قال الشعر في هذيل، و هو الذي يقول (10):

إنّ الرّشاد و إنّ الغيّ في قرن *** بكلّ ذلك يأتيك الجديدان (11)

ص: 98


1- بالأصل و خع «عمر» و الصواب عن دلائل البيهقي.
2- عن الدلائل، سقطت من الأصل و خع.
3- في البيهقي: عبدة.
4- الأصل و خع:«أنبأنا» تحريف، و الصواب مما تقدم من أسانيد مماثلة.
5- بالأصل و خع «بن» و الصواب ما أثبت.
6- بالأصل و خع «ابنة حبيبة» و الصواب ما أثبت، و يقال: أم حبيب و يقال أم سفيان. انظر الدلائل للبيهقي 183/1 و 184.
7- بالأصل و خع:«عولج» و الصواب مما سبق.
8- بالأصل «عثمان» و الصواب عن نسب قريش.
9- عن نسب قريش و بالأصل و خع: حبش.
10- البيتان في شرح أشعار الهذليين، شعر أبي قلابة 713/2.
11- القرن الحبل الذي يقرن به ما بين الجمل الصعب و الجمل الذلول حتى يذل، و الجديدان: الليل و النهار. يقول: يبينان لك الخير و الشر.

لا تأمننّ و إن أصبحت في حرم *** إنّ المنايا بجنبي (1) كلّ إنسان

و اسم أبي قلابة الحارث بن صعصعة بن كعب [بن طابخة] (2) بن لحيان بن هذيل، و أمّها دبّة (3) بنت الحارث بن (4) تميم بن سعد بن هذيل أخت عمرو و كاهل (5) ابني الحارث بن تميم، و أمّها لبنى بنت الحارث بن النّمر (6) بن جرأة (7) بن أسيّد بن عمرو بن تميم بن مرّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود (8)،أنبأنا أبو بكر المقرئ (9)،حدّثنا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزراد (10)، حدثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري عن عمه يعقوب بن إبراهيم قال:

أمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، و أمها برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، و أمها أم حبيب (11) بنت عبد العزى (12) بن قصيب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي، أخبرنا أبو محمّد الجوهري،

ص: 99


1- غير مقروءة بالأصل و خع، و المثبت عن شرح أشعار الهذليين. و في الديوان:«و لو أصبحت» قال السكري: و يروى: و إن أصبحت. و قوله: حرم: أي منعة، أي لو كنت في حرم.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
3- في مختصر ابن منظور 18/2 «دبّ ».
4- بالأصل و خع «بنت».
5- غير مقروءة بالأصل و خع و فيهما: و كا؟؟؟ يل» كذا بياض، بن الحارث، و الصواب «و كاهل ابني الحارث» يوافق ما جاء في المطبوعة.
6- غير مقروءة بالأصلين، و المثبت عن نسب قريش 21.
7- بالأصل «حرده» و في خع «جروة» و المثبت عن نسب قريش.
8- كذا بالأصل و خع، و سقطت من المطبوعة.
9- في المطبوعة: أبو بكرى المقرئ.
10- بدون نقط بالأصل و خع، و المثبت «الزراد» عن الأنساب، و قد تقدم هذا السند تكرارا.
11- كذا بالأصل و خع، و قد سقطت لفظة «برة» من المطبوعة. و في مختصر ابن منظور: أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى.
12- قوله «بن عثمان بن عبد الدار» سقط من المطبوعة.

أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أخرنا أبو الحسن أحمد بن معروف أنبأنا أبو محمّد حارث بن أبي أسامة حدثنا محمّد بن سعد (1)،أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي عن أبيه قال:

أمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، و أمها برة بنت عبد العزى [بن عثمان (2) بن عبد الدار] بن قصي بن كلاب،[و أمّها أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب] (3)،و أمّها برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب بن لؤي، و أمها قلابة بنت الحارث بن مالك بن حباشة بن غنم بن لحيان بن عادية (4) بن صعصعة بن كعب بن هند (5) بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة [بن إلياس بن مضر، و أمها أميمة بنت مالك بن غنم بن لحيان بن عادية بن صعصعة، و أمّها دبّ بنت ثعلبة بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة] (6) و أمّها عاتكة بنت غاضرة بن (7) حطيط بن جشم بن ثقيف و هو قسيّ بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان (8) و اسمه إلياس بن مضر، و أمها ليلى بنت عوف بن قسيّ و هو ثقيف، و أمّ وهب بن عبد مناف بن زهرة - جد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - قيلة و يقال: هند بنت أبي قيلة، و هو وجز (9) بن غالب بن الحارث بن عمرو بن ملكان بن أفصى (10) بن حارثة من (11) خزاعة، و أمّها سلمى بنت لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، و أمّها ماويّة (12) بنت كعب بن القين

ص: 100


1- انظر طبقات ابن سعد 59/1.
2- الزيادة عن ابن سعد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ابن سعد.
4- بالأصل و خع:«عاد» و المثبت عن ابن سعد.
5- عن ابن سعد. سقطت من الأصل و خع.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن ابن سعد.
7- بالأصل «بنت» تحريف.
8- بالأصل و خع «غيلان» و المثبت عن ابن سعد.
9- بالأصل «دخر» و في خع:«دجر» و المثبت عن ابن سعد.
10- في الأصل «أقصى» و في خع:«قصى» و المثبت عن ابن سعد.
11- عن ابن سعد، بالأصل «بن».
12- الأصل «ثاوية» و المثبت عن ابن سعد و خع.

من (1) قضاعة، و أمّ وجز (2) بن غالب (3):السّلافة بنت واهب (4) بن البكير بن مجدعة بن عمرو (5)،من بني عمرو بن عوف من الأوس، و أمّها ابنة قيس بن ربيعة من بني مازن بن بوي (6) بن ملكان (7) بن أفصى أخي أسلم بن أفصى (8)،و أمها النجعة (9) بنت عبيد بن الحارث من بني الحارث بن الخزرج، و أمّ عبد مناف بن زهرة جمل بنت مالك بن فصية بن سعد (10) بن مليح بن عمرو من (11) خزاعة، و أم زهرة بن كلاب أمّ قصيّ و هي فاطمة بنت سعد بن سيل و هو خير بن حمالة بن عوف بن عامر بن الجادر (12) من الأزد، و أمّ عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي.

و قد ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم هضيبة (13) بنت عمرو بن عتوارة بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر، و أمّها ليلى بنت هلال بن وهيب (14) بن ضبة/بن الحارث بن فهر، و أمها سلمى بنت محارب بن فهر، و أمها عاتكة بنت يخلد (15) بن النضر بن كنانة، و أمّ عمرو بن عتوارة بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر: عاتكة بنت عمرو (16) بن سعد بن عوف بن قسيّ (17)،و أمها فاطمة بنت بلال بن عمرو بن ثمالة (18) من الأزد،

ص: 101


1- الأصل و خع «بن» و المثبت عن ابن سعد.
2- الأصل «زجر» و المثبت عن خع.
3- بعدها بالأصل و خع «بن» تحريف و الصواب ما أثبت عن ابن سعد.
4- بالأصل «وهب» و المثبت عن ابن سعد.
5- عن ابن سعد، و بالأصل «عمر».
6- بالأصل «ثوى» و في خع: ثومى» و المثبت عن ابن سعد.
7- الأصل و خع «ملك» و المثبت عن ابن سعد.
8- بالأصل و خع:«أقصى... أقصى» و الصواب عن ابن سعد.
9- الأصل و خع «النخعة» و المثبت عن ابن سعد.
10- بالأصل و خع:«قصية بن أسعد» و المثبت عن ابن سعد.
11- بالأصل و خع:«بن» و المثبت عن ابن سعد.
12- بالأصل «الحازر» و في خع:«الحارث» و المثبت عن ابن سعد.
13- عن خع و بالأصل هضبيت.
14- عن ابن سعد 61/1 و بالأصل «وهب».
15- بالأصل «مخلد» و المثبت عن خع و ابن سعد.
16- بالأصل و خع «عمر» و المثبت عن ابن سعد 61/1.
17- عن ابن سعد، و بالأصل و خع «قصي».
18- بالأصل:«عمر بن تمامة» و المثبت عن ابن سعد.

و أمّ أسد بن عبد العزى بن قصي.

و قد ولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم الحظيّا و هي ريطة بنت [كعب] (1) بن سعد بن تيم بن مرة، و أمّ كعب بن سعد بن تيم: نعم بنت ثعلبة بن وائلة بن عمرو (2) بن شيبان بن محارب (3) بن فهر، و أمّها ناهية بنت الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص (4) بن عامر بن لؤي،[و أمها سلمى بنت ربيعة بن وهيب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي] (5)،و أمّها خديجة بنت سعد بن سهم، و أمّها عاتكة [بنت عبدة بن ذكوان بن غاضرة بن صعصعة، و أمّ ضباب بن حجير بن عبد بن معيص: فاطمة بنت عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة و أم عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و قد ولد الرسول صلى اللّه عليه و سلّم مخشيّة] (6) بنت عمرو بن سلول بن كعب بن عمرو من (7) خزاعة، و أمّها الرّبعة (8) بنت حبشيّة بن كعب بن عمرو، و أمّها عاتكة (9) بنت مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة، فهؤلاء من قبل أمه.

و أمّ عبد اللّه بن [عبد] (10) المطلب بن هاشم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، و هي أقرب الفواطم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أمّها صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم، و أمّها تخمر بنت عبد بن قصي، و أمّها سلمى بنت عامرة (11) بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر، و أمّها (12) عاتكة بنت عبد اللّه بن وائلة بن ظرب [بن عياذة بن عمرو بن بكر بن يشكر بن الحارث و هو عدوان بن عمرو بن قيس،

ص: 102


1- سقطت من الأصل و استدركت عن خع و ابن سعد، و في خع: ربطة بدل ريطة.
2- بالأصل و خع:«عمر» و المثبت عن ابن سعد 62/1.
3- بالأصل و خع:«محاده» و المثبت عن ابن سعد 62/1.
4- بالأصل و خع «مقبض» و المثبت عن ابن سعد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ابن سعد، و العبارة في الأصل: و أمها خديجة بنت سعد بن وهيب بن ضيان بن حجير بن معيص بن عامر بن لؤي.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ابن سعد 62/1.
7- بالأصل «بن» و المثبت عن ابن سعد.
8- بالأصل:«الرتعة» و المثبت عن ابن سعد.
9- بالأصل «عاثلة» و المثبت عن ابن سعد.
10- سقطت من الأصل و خع، و المثبت عن ابن سعد.
11- بالأصل و خع:«عامر» و المثبت عن ابن سعد.
12- بالأصل «فهر بن عاثلة» و في خع:«عاتكة» و المثبت «و أمها» عن ابن سعد.

و يقال: عبد اللّه بن حرب بن وائلة، و أمّ عبد اللّه بن وائلة بن ظرب]: فاطمة بنت عامر بن ظرب بن عياذة (1)،و أم عمران بن مخزوم: سعدى بنت وهب بن تيم بن غالب، و أمّها عاتكة (2) بنت هلال بن وهيب بن ضبّة، و أمّ هاشم بن عبد مناف بن قصي: عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة (3) بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان (4)،و هي أقرب العواتك إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

و أمّ هلال بن فالج بن ذكوان: فاطمة بنت بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة،[و أمّ كلاب بن ربيعة (5):مجد (6) بنت تيم الأدرم بن غالب، و أمّها فاطمة بنت معاوية بن بكر بن هوازن، و أمّ مرة بنت هلال بن فالج: عاتكة بنت عدي بن سهم (7) من (8) أسلم و هم إخوة خزاعة، و أمّ وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر: عاتكة بنت غالب بن فهر، و أمّ عمرو (9) بن عائذ (10) بن عمران بن مخزوم: فاطمة بنت ربيعة بن عبد العزى بن رزام (11) بن جحوش (12) بن معاوية بن بكر بن هوازن. و أمّ معاوية بن بكر بن هوازن:

عاتكة بنت سعد بن هذيل بن مدركة. و أمّ قصي بن كلاب: فاطمة بنت سعد بن سيل، من (13) الجدرة من (14) الأزد. و أمّ عبد مناف بن قصي: حبّى (15) بنت حليل (16) بن

ص: 103


1- بالأصل و خع:«عباد» و المثبت عن ابن سعد.
2- الأصل:«عاثلة» و المثبت عن خع و ابن سعد.
3- في الأصل و خع:«بهتة» و المثبت عن ابن سعد.
4- بالأصل و خع «غيلان» و المثبت عن ابن سعد و مختصر ابن منظور 20/2.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و الزيادة عن ابن سعد.
6- الأصل و خع:«نجد» و المثبت عن ابن سعد.
7- الأصل و خع:«سهر» و المثبت عن ابن سعد.
8- الأصل و خع:«بن» المثبت عن ابن سعد.
9- عن ابن سعد، و بالأصل و خع: عمر.
10- في خع: عابد.
11- الأصل «ردام»، خع:«زرام» المثبت عن ابن سعد 63/1.
12- عن خع و ابن سعد، الأصل: مجوش.
13- الأصل:«بن الحدرة» خع:«من الحدرة» المثبت عن ابن سعد.
14- الأصل و خع «بن» المثبت عن ابن سعد.
15- غير مقروءة بالأصل، و في خع:«حير» و المثبت عن ابن سعد.
16- الأصل و خع:«خليد» المثبت عن ابن سعد.

حبشيّة الخزاعي. و أمّها فاطمة بنت نصر بن عوف بن عمرو بن لحي من (1) خزاعة، و أمّ كعب بن لؤي: ماويّة بنت كعب بن القين، و هو النعمان بن جسر بن شيع اللّه بن أسد بن وبرة بن تغلب (2) بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. و أمّها عاتكة بنت كاهل بن عذرة. و أمّ لؤي بن غالب: عاتكة بنت (3) يخلد بن النضر بن كنانة، و أمّ غالب بن فهر بن مالك: ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، و أمّها سلمى بنت طابخة (4) بن إلياس بن مضر، و أمّها عاتكة بنت الأسد بن الغوث.

قال: و أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي عن غير أبيه (5):

أن عاتكة بنت عامر بن الظرب من أمهات النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

قال:

أمّ برة بنت عوف بن عبيد بن عويج (6) بن عدي بن كعب: أميمة بنت مالك بن غنم (7) بن سويد بن حبشي بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان. و أمّها قلابة بنت الحارث بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان، و أمّها دبّ (8) بنت الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل. و أمّها لبني بنت الحارث بن نمير (9) بن أسيّد بن عمرو بن تميم. و أمّها فاطمة بنت عبد اللّه بن حرب (10) بن وائلة (11).و أمّها زينب بنت مالك بن ناضرة بن غاضرة (12) بن حطيط بن جشم بن ثقيف، و أمّها عاتكة بنت عامر بن (13)

ص: 104


1- عن ابن سعد و بالأصل «بن».
2- بالأصل «ثعلب» و المثبت عن ابن سعد.
3- سقطت من الأصل و خع.
4- بالأصل و خع طلحة، و المثبت عن ابن سعد.
5- انظر طبقات ابن سعد 63/1-64.
6- الأصل و خع: عولج و المثبت عن ابن سعد.
7- الأصل و خع: عثمان، المثبت عن ابن سعد.
8- كذا بالأصول و ابن سعد هنا، و تقدم: دبّة.
9- في نسب قريش ص 21 النمر.
10- عن خع و ابن سعد، و بالأصل «حريب».
11- بالأصل:«دايلة» و في خع:«وائلة» و المثبت عن ابن سعد.
12- بالأصل «عاصرة» و في خع:«عامرة» المثبت عن ابن سعد.
13- الأصل و خع «بنت» المثبت عن ابن سعد.

ظرب. و أمّها شقيقة بنت معن (1) بن مالك من (2) باهلة، و أمّها سودة بنت أسيد بن عمرو بن تميم.

فهؤلاء العواتك و هن ثلاث عشرة، و الفواطم و هن عشر.

قال ابن سعد:

و العاتكة في كلام العرب: الطاهرة (3).

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه الآبنوسي، و أخبرنا أبو (4) الفضل محمّد/بن ناصر الحافظ عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي (5)قال:

و جدّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمّ أبيه - فيما حدثني ابن هشام (6)-: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران (7) بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر.

و أمّها: صخرة بنت عبد (8) بن عمران بن مخزوم (9) بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب [و أمّ صخرة: تخمر بنت عبد بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب] (10)،و أمّ عبد المطلب بن هاشم جد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: سلمى

ص: 105


1- الأصل و خع: معمر، المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل «بن» و في خع «بن ماهلة» و المثبت عن ابن سعد.
3- العاتكة: المرأة المحمرة من الطيب (القاموس، و فيه: و العواتك في جدات النبي صلى اللّه عليه و سلّم تسع) و ذكرهن. و في اللسان سميت المرأة عاتكة لصفائها و حرمتها (عتك).
4- بالأصل و خع «ابن» تحريف.
5- بالأصل و خع «الرقي» و الصواب «البرقي» عن أسانيد مماثلة متقدمة.
6- انظر سيرة ابن هشام 112/1 و 113-114 الروض 130/1-131.
7- عن خع و ابن هشام و الروض، و بالأصل «مروان».
8- الأصل و خع:«عبد مناف» و المثبت عن ابن هشام و الروض.
9- عن خع و ابن هشام و الروض، بالأصل: مخرم.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن ابن هشام و الروض.

بنت عمرو (1) بن زيد بن لبيد (2) بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، و اسم النجار: تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو (3) بن الخزرج بن حارثة بن عمرو بن عامر.

و أمّها: عميرة بنت صخر (4) بن الحارث بن ثعلبة بن مازن (5) بن النجار.

و أم عميرة: سلمى بنت عبد الأشهل النجارية.

و أم هاشم: عاتكة بنت مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة (6) بن سليم بن منصور بن عكرمة. حدثنا بذلك كله ابن هشام.

قال ابن هشام (7):

و أمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة (8) بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.

و أمّها: برّة بنت عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصيّ .

و أمّ برّة أمّ حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي.

و أمّ أمّ حبيب: برّة بنت عوف بن عبيد (9) بن عويج بن عديّ بن كعب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا عبد (10) اللّه بن محمّد بن منيع، نا ليث بن حمّاد الصفّار، أنبأنا أبو عوانة عن قتادة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال في بعض مغازيه:

ص: 106


1- و يقال هي سلمي بن زيد بن عمرو.
2- في الطبري: بن لبيد بن حرام بن خداش.
3- الأصل و خع «عمر» و المثبت عن ابن هشام و الروض.
4- بالأصل و خع:«صخرة» و المثبت عن ابن هشام و الروض.
5- عن ابن هشام و بالأصل و خع: مالك.
6- عن مختصر ابن منظور 20/2 بالأصل و خع: سلمة.
7- سيرة ابن هشام 115/1 و الروض 133/1.
8- قال السهيلي في الروض 133/1 معقبا: و في المعارف لابن قتيبة: أن زهرة اسم امرأة عرف بها بنو زهرة، و هذا منكر غير معروف، و إنما هو اسم جدهم، كما قال ابن إسحاق.
9- عن ابن هشام و الروض، و بالأصل «حبيب».
10- بالأصل و خع:«أبو عبد اللّه» تحريف.

أنا النّبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطّلب، أنا ابن العواتك[569].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، أنبأنا أحمد بن مروان [أنبأنا] (1) إبراهيم الحربي و عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة قالا:

قول النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا ابن العواتك من سليم»[570].

العواتك: ثلاث نسوة من سليم، تسمى كلّ واحدة منهن عاتكة، إحداهن: عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان، و هي أم [عبد مناف بن قصي، و الثانية: عاتكة بنت مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان و هي أم هاشم بن عبد مناف، و الثانية: عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان، و هي: أم] (2) وهب أبي (3) آمنة أمّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

فالأولى من العواتك عمة الوسطى، و الوسطى عمة الأخرى.

و بنو سليم تفخر بأشياء منها: أنّ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيهم هذه الولادات، و منها: أنها ألّفت (4) معه يوم فتح مكة، و أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قدّم (5) لواءهم على الألوية يومئذ و كان أحمر، و منها: أنّ عمر بن الخطاب كتب إلى أهل الكوفة و أهل البصرة [و أهل مصر] (6)و أهل الشام [و أهل العراق و أهل اليمن] (7) أن ابعثوا إليّ من كل بلد بأفضله رجلا، فبعث أهل الكوفة عتبة بن فرقد (8) السّلمي، و بعث أهل البصرة مجاشع (9) بن مسعود السلمي،

ص: 107


1- بالأصل و خع:«بن» تحريف و الصواب ما اثبت.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن مختصر ابن منظور 20/2.
3- بالأصل «بن» تحريف و الصواب عن مختصر ابن منظور.
4- ألّفت أي اشترك بالقتال منهم ألف.
5- عن ابن منظور و بالأصل و خع: قدما.
6- الزيادة عن مختصر ابن منظور 20/2 و سيرد بعد أسطر رد أهل مصر على طلب عمر بن الخطاب بإرسالهم رجلا إليه.
7- ما بين معكوفتين سقط من مختصر ابن منظور و المطبوعة.
8- بالأصل «زيد» و في خع «دريد» و الصواب عن مختصر ابن منظور 20/2 و انظر ترجمته في أسد الغابة و تقريب التهذيب.
9- بالأصل و خع:«ابن مجاشع» حذفنا «ابن».

و بعث أهل مصر معن بن يزيد بن الأخنس (1) السّلمي، و بعث أهل الشام أبا الأعور السّلمي فصار الفضل في هذه الأمصار (2)[كلّها لسليم] (3).

أنبأنا أبو محمّد (4) عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن الآبنوسي.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه،[أنبأنا (5)] (6) أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي المدائني،[أخبرنا] (7) أبو بكر بن البرقي قال:

حدثني بعض الطالبيين قال:

روي (8) عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال يوم أحد:

«أنا ابن الفواطم»[571].

فأولاهن: فاطمة بنت عمرو بن عائذ (9) بن عمران بن مخزوم - قال أبو بكر:

و هي أمّ عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم فيما أخبرنا ابن هشام (10).

قال الطالبي: و الثانية: فاطمة (11) بنت عبد اللّه بن (12) رزام بن جحوش من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، و هي أمّ عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم (13).

و الثالثة: فاطمة بنت عبد اللّه بن الحارث بن وائلة بن عمرو بن عائذ بن يشكر بن

ص: 108


1- بالأصل و خع:«الأحبش» و الصواب عن تقريب التهذيب. له و لأبيه و لجده صحبة، قتل بمرج راهط سنة 64.
2- عن خع و بالأصل «الأنصار» و لم يرد في هذه الرواية من أرسل أهل العراق و أهل اليمن.
3- الزيادة عن مختصر ابن منظور 20/2.
4- بالأصل و خع:«أبو محمد بن عبد اللّه» تحريف.
5- الزيادة اقتضاها السياق.
6- بالأصل «هو» و المثبت عن خع.
7- الزيادة اقتضاها السياق.
8- عن مختصر ابن منظور 21/2 و بالأصل «تدنوا» تحريف.
9- في خع: عابد.
10- سيرة ابن هشام 115/1.
11- بالأصل: و فاطمة.
12- العبارة في الأصل و خع:«بن الحارث بن واثلة بن عمر بن عائذ بن يشكر بن عبد اللّه بن رزام بن جحوش من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن و هي عمر بن عائذ بن مخزوم».
13- أثبتنا ما وافق عبارة مختصر ابن منظور 21/2 و ابن سعد 61/1-62 و المطبوعة، و المثبت عنها.

عبد القيس بن عدوان و هي أمّ سلمى [بنت عامر] (1) بن عميرة بن وديعة (2) بن الحارث بن فهر، و سلمى: أمّ عمر (3) بن عبد بن قصي، و تخمر: أمّ صخرة بنت عائذ بن عمران بن مخزوم،- قال أحمد (4) بن عبد اللّه: بن عبد المطلب (5) فيما أخبرنا ابن هشام-.

قال: الرابعة: فاطمة بنت عوف بن عدي بن حارثة البارقي، بارق الأزد، و هي أم مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب.

و الخامسة: فاطمة بنت سعد بن سيل أحد [بني] (6) الجدرة من جعثمة (7) الأسد حلفاء في بني الدّئل (8) بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.- قال أحمد بن عبد اللّه: و هي أم قصيّ (9) بن كلاب و زهرة بن كلاب فيما أخبرنا ابن هشام (10)-.

قال الطالبي: و السادسة/:فاطمة بنت عامر بن نصر بن عوف بن عمرو بن ربيعة بن حارثة الخزاعي و هي أم حبّى بنت حليل (11) بن سلول الخزاعي. قال أحمد:

قال ابن هشام: حبى بنت حليل أمّ عبد مناف، و عبد الدار، و عبد العزّى و عبد [قصي] (12)[و تخمر بنت قصي و برّة بنت قصي بن كلاب] (13).

ص: 109


1- الزيادة عن خع.
2- بالأصل و خع:«زريعة» و المثبت عن مختصر ابن منظور 21/2.
3- الأصل و خع و في المطبوعة:«عمرو».
4- بالأصل و خع:«عمر» و الصواب ما أثبت، و هو أبو بكر بن البرقي، أحمد بن عبد اللّه، انظر بداية الخبر.
5- عن خع و بالأصل «عبد الملك».
6- الزيادة عن ابن هشام 109/1.
7- بالأصول «خثعمة» تحريف و الصواب عن الطبري و الاشتقاق لابن دريد.
8- بالأصل و خع: الديل بغير همز، و الجمهور على همزها، بضم الدال و كسر الهمزة.
9- اسمه زيد، و قد سمي قصيا لأن أمه - و بعد موت أبيه - تزوجت برجل آخر و رحلت معه بعيدا عن قومها و أخذت معها زيدا، فسمي قصيا لبعده عن ديار أهله و قومه (راجع الطبري).
10- انظر سيرة ابن هشام 109/1.
11- بالأصل و خع:«و هي أم دجى خليل بن سلول» كذا، و الصواب الذي أثبتناه عن سيرة ابن هشام 110/1 و مختصر ابن منظور 21/2 و فيه:«جليل».
12- زيادة عن ابن هشام 110/1.
13- ما بين معكوفتين عن سيرة ابن هشام 110/1 و مكانه بالأصل:«و برة بن قصي بن كلاب» و في خع: «و برة بني قصي...» و في مختصر ابن منظور: و تخم و برة بني قصي بن كلاب.

قال أحمد:

و الذي ثبت لنا خمس من الفواطم.

و روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال يوم حنين:

«أنا ابن العواتك»[572].

و قد ذكر [بعض] (1) أهل العلم أنه قال:«العواتك من (2) سليم» فأولاهن عاتكة بنت مرة بن هلال (3) بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة (4) بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان (5)،و هي أمّ هاشم (6) بن عبد مناف، و عبد شمس بن عبد مناف و المطلب بن عبد مناف فيما حدثنا ابن هشام (7).

قال الطالبي: و الثانية: عاتكة بنت جابر بن قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، و هي أم هلال بن فالج بن ذكوان.

و الثالثة: عاتكة بنت الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور و هي أم فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور (8).

و الرابعة: عاتكة بنت الأوقص (9) بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة، و هي أم (10) وهب بن عبد مناف بن زهرة جد النبي صلى اللّه عليه و سلّم أبي أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة.

قال الطالبي: قال أبو عبد اللّه (11) العدوي:

ص: 110


1- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن المطبوعة.
2- بالأصل و خع:«ابن».
3- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن ابن سعد 62/1.
4- عن ابن سعد و بالأصل «بهت» و في خع:«نهت».
5- بالأصل و خع:«غيلان» و المثبت عن ابن سعد.
6- الأصل و خع:«هشام» المثبت عن ابن سعد. و ابن هشام 111/1.
7- انظر سيرة ابن هشام 111/1.
8- بالأصل و خع «ذكوان» و المثبت عن ابن سعد.
9- بالأصل و خع:«الأقوص» تحريف.
10- بالأصل و خع «من».
11- بالأصل و خع أقحم بعدها «الطالبي» و المثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 21/2.

العواتك أربع عشرة: ثلاث قرشيات و أربع سلميات و عدوانيتان (1) و هذلية (2)و قحطانية و قضاعية و ثقفية و أسدية، أسد خزيمة.

فالقرشيات من قبل أمه آمنة بنت وهب، و أمّها: ريطة (3) بنت عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، و أمّها: أم حبيب، و هي عاتكة بنت أسد بن عبد العزّى بن قصي، و أمّها: ريطة (4) بنت كعب [بن سعد] (5) بن تيم (6) بن مرة [بن كعب] (7)،[و كانت ريطة] (8) أول امرأة من قريش ضربت قباب الأدم بذي المجاز (9)، و أمها قلابة (10) بنت حذافة بن جمح (11) الخطيا و يقال الحظيّا. و كان داود بن مسور (12)المخزومي يقول: الخطباء من طريق الكلام و غيره يقول: الحظيا من طريق الحظوة (13)، و أمها آمنة بنت عامر الجان (14) بن ملكان بن أفصى (15) بن حارثة من (16) خزاعة، و يقال لعامر الجان هو عامر بن غبشان من خزاعة، و أمه: عاتكة بنت هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، و أم أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر: مخشية بنت الحارث بن فهر، و أمّها: عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة، و هي: الثالثة.

و أما السلميات فولدته من قبل هاشم بن عبد مناف بن قصي، و من قبل وهب بن

ص: 111


1- بالأصل و خع:«وعدوا اثنان» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- بالأصل و خع: هذلية، بسقوط الواو.
3- في ابن هشام 165/1 و ابن سعد 59/1 برّة. و الأصل و خع مثل مختصر ابن منظور 21/2.
4- الأصل و خع و مختصر ابن منظور، و في ابن هشام و ابن سعد: برّة و فيهما: برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي... و في ابن سعد في موضع آخر كالأصل.
5- زيادة عن ابن سعد.
6- في خع: تميم.
7- الزيادة عن المطبوعة.
8- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
9- ذو المجاز موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب على يمين الإمام على فرسخ من عرفة.
10- الأصل و خع و مختصر ابن منظور، و في ابن سعد: ناهية، و في المحبر: قيلة.
11- بالأصل و خع:«بنت حجمة حمج الخطاب» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
12- بالأصل و خع:«سابور» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
13- في مختصر ابن منظور: الحظيا من طريق الكلام... و الخطيا من طريق الخطوة.
14- في الأصل و خع: الجوازي، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
15- بالأصل و خع «قصي» و المثبت عن ابن سعد 60/1.
16- بالأصل و خع «بن» و المثبت عن ابن سعد 60/1.

عبد مناف بن زهرة، أمّ هاشم بن عبد مناف: عاتكة (1) بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان (2)،و أمّ مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان:[عاتكة بنت مرة بن عدي بن أسلم] (3) بن أفصى (4).من خزاعة. و يقال: إن أم (5) مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان هي: عاتكة بنت جابر بن قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس من سليم و هي الثانية (6)،و أم هلال بن فالج بن ذكوان (7):عاتكة بنت الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور، و أمّ وهب بن عبد مناف بن زهرة: عاتكة بنت الأوقص بن هلال بن فالج بن ذكوان. فهؤلاء العواتك السلميات.

و أمّا العدوانيتان (8) فولدتاه من قبل أبيه و من قبل مالك بن النضر، فأما التي ولدته من قبل أبيه عبد اللّه بن عبد المطلب و هي السابعة من أمهاته و يقال: إنها الخامسة: فهي عاتكة بنت عبد اللّه بن ظرب بن الحارث بن وائلة العدواني. و من قال:

إنها السابعة فهي عاتكة بنت عامر (9) بن ظرب بن عمرو (10) بن عائذ (11) بن يشكر (12)العدواني، و هي أمّ هند بنت مالك بن كنانة الفهمي من قيس عيلان (13)،و هند بنت مالك هي أمّ فاطمة بن عبد اللّه بن ظرب بن الحارث بن وائلة العدواني، و فاطمة أم سلمى بنت عامرة بن عميرة، و سلمى أمّ تخمر بنت عبد بن قصي، و تخمر أمّ صخرة بنت عبد اللّه (14) بن عمران، و صخرة أمّ فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم،

ص: 112


1- بالأصل: و عاتكة، بزيادة واو.
2- انظر سيرة ابن هشام 111/1 و مختصر ابن منظور 22/2.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 22/2 و ابن سعد 63/1 و فيه: عدي بن سهم من أسلم.
4- الأصل «قصي» و سقطت من خع و ابن سعد، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- عن ابن منظور، سقطت من الأصلين.
6- الأصل و خع: الثالثة، و الصواب عن مختصر ابن منظور.
7- في ابن سعد 62/1 فاطمة بنت بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة.
8- بالأصل و خع:«و أما العدوا اثنتان» و الصواب عن مختصر ابن منظور.
9- عن خع و بالأصل «عاير».
10- الأصل و خع «عمر» و المثبت عن مختصر ابن منظور 22/2 و ابن سعد 62/1.
11- بالأصل و خع «عبد» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و في ابن سعد: عباذة.
12- بالأصل و خع «شكر» و المثبت عن ابن سعد.
13- بالأصل و خع:«غيلان».
14- في ابن سعد 62/1 «عبد».

و فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم: أمّ عبد اللّه بن عبد المطلب، و من قبل مالك بن النضر بن كنانة و أم (1) مالك بن النضر: عاتكة بنت عمرو بن عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان (2).

و أما الهذلية فولدته من قبل هاشم بن عبد مناف، أم هاشم عاتكة بنت مرّة بن هلال بن فالج، و أمها ماويّة بنت حوزة (3) بن عمرو (4) بن صعصعة [بن معاوية] (5) بن بكر بن هوازن، و أمّ معاوية بن بكر بن هوازن (6):عاتكة بنت سعد بن هذيل بن فهر الهذلية.

و أمّا الأسدية فولدته من قبل كلاب بن مرة و هي الثالثة (7) من أمهاته، و هي عاتكة بنت دودان (8) بن أسد بن خزيمة.

و أمّا الثقفية و هي عاتكة بنت عمرو بن سعد بن أسلم بن عوف الثقفي، و هي أمّ عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي.

و أما القحطانية فولدته من قبل غالب بن فهر، و أمّ غالب بن فهر: ليلى بنت سعد بن هذيل، و أمّها (9) سلمى بنت طابخة (10)،و أمّ سلمى عاتكة بنت الأزد بن الغوث، و عاتكة أيضا هي الثالثة من أمهات النضر (11).

و أمّا القضاعية فولدته من قبل كعب بن لؤي و هي الثالثة من أمهاته، و هي عاتكة

ص: 113


1- بالأصل «فأما» و في مختصر ابن منظور: فأمّ .
2- بالأصل و خع:«غيلان» و الصواب عن مختصر ابن منظور.
3- عن ابن سعد و بالأصل و خع: موزة» و في مختصر ابن منظور:«حوره».
4- عن ابن سعد و المختصر، و بالأصل و خع «عمر».
5- سقطت من الأصلين و المختصر، و استدركت عن ابن سعد.
6- بالأصل و خع: هوازن بن عاتكة، تحريف و الصواب حذف «بن» و هو يوافق عبارة المختصر.
7- في المطبوعة: الثانية.
8- بالأصل و خع:«داود» و الصواب عن ابن سعد 65/1 و المختصر.
9- عن خع و المختصر، و بالأصل «و أما».
10- الأصل و خع:«طلحة» و المثبت عن المختصر.
11- بالأصل و خع و المطبوعة:«البصرة» و المثبت عن المختصر.

بنت راشد (1) بن قيس بن جهينة بن زيد بن [سود] (2) بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة.

قال أحمد:

أخبرني بذلك كله بعض الصالحين، بعض الطالبيين (3) و رواه لي عن أبي عبد اللّه العدوي.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزرّاد المنبجي، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي يعقوب بن إبراهيم، نا أبي قال: قال ابن إسحاق:

و كان بنو عبد المطلب يوم مات عشرة، و كان الحارث قد مات قبل أبيه، فثلاثة منهم لأم: أبو طالب و عبد اللّه و الزبير (4) لفاطمة بنت [عمرو بن عائذ بن عمران] (5) بن مخزوم و حمزة و حجل (6) و المقوّم: لهالة بنت أهيب (7) بن عبد مناف بن زهرة، و عباس و ضرار لنتيلة (8) بنت جناب بن كليب، و أبو لهب و اسمه عبد العزى (9)[للبنى بنت] (10) هاجر (11) الخزاعية، و الغيداق (12) لامرأة من خزاعة، و هو أخو

ص: 114


1- الأصل و خع، و في المختصر: رشدان.
2- الزيادة عن المختصر.
3- بالأصل و خع:«الطالبين» تحريف.
4- عن ابن هشام 114/1 و بالأصل «ابن الزبير» و في خع:«بن الزبير» و كلاهما تحريف.
5- بالأصل و خع:«بنت عمر بن عائد بن عمرو بن عابر بن عابد» و المثبت عن ابن هشام 114/1 و ابن سعد 64/1.
6- في الروض 131/1 جحل بتقديم الجيم على الحاء، و قال الدار قطني حجل بتقديم الحاء. و لقب بالغيداق، لكثرة خيره. و نقل السهيلي عن القتبي أن أمه اسمها ممنّعة بنت عمرو الخزاعية و هذا خلاف قول ابن إسحاق. و انظر ابن سعد 93/1.
7- في ابن هشام 114/1 «وهيب».
8- بالأصل و خع:«لعبلة أثيب بن كليب» و المثبت عن ابن هشام 114/1 و الروض 131/1 و المختصر. و في المعارف: نتيلة بن كليب بن مالك بن جناب.
9- عن خع و بالأصل «عبد العزى».
10- «للبني بنت» مكانها بياض بالأصل و خع و استدركت الزيادة عن ابن هشام 115/1 و الروض 133/1.
11- عن ابن هشام و بالأصل و خع «مهاجر».
12- كذا بالأصل و خع، و قد فرّق ابن سعد بين الغيداق و اسمه مصعب، و حجل و اسمه المغيرة و جعلهما اثنين و كل منهما من أمّ فأم حجل من بني زهرة بن كلاب، و أم الغيداق خزاعية. و في ابن هشام أن حجل لقبه الغيداق. و هو ما ذهب إليه السهيلي في الروض.

عوف (1) لأمه، قتل الغيداق يوم الفجار (2).

قال ابن إسحاق: و حدثني محمّد بن سعيد بن المسيب بن عبد المطلب:

كنّ بناته ست نسوة: صفية و برة و عاتكة و أم حكيم (3) و أميمة (4) و أروى.

كذا قال ابن إسحاق، و فيه مواضع ليست بصحيحة.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (5) بن حيوية، أنبأنا أبو الحسن بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمّد بن سعد (6)،أنبأنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي عن أبيه قال:

ولد عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف اثني (7) عشر رجلا و ست نسوة:

الحارث، و هو أكبر ولده و به كان يكنى، مات في حياة أبيه، و أمّه صفية (8) بنت جندب (9) بن حجير (10) بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، و عبد اللّه أبا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و الزبير و كان شاعرا شريفا، و إليه أفضى (11) عبد المطلب، و أبا طالب و اسمه عبد مناف، و عبد الكعبة (12) مات و لم يعقب، و أمّ حكيم (13) و هي البيضاء، و عاتكة و برة و أميمة و أروى. و أمّهم فاطمة بنت عمرو (14) بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤي، و حمزة و هو أسد اللّه، و أسد رسوله، شهد

ص: 115


1- يعني عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة، أبو عبد الرحمن بن عوف (ابن سعد 93/1).
2- بالأصل و خع:«قبل الغيداق يوم الفخار» و الصواب عن المطبوعة.
3- في خع:«حليم» تحريف.
4- في الأصل و خع «و آمنه» تحريف و الصواب عن ابن هشام 113/1.
5- بالأصل و خع «أبو عيسى» و الصواب مما تقدم من أسانيد مماثلة.
6- انظر طبقات ابن سعد 92/1.
7- الأصل و ابن سعد، و في ابن هشام 113/1 عشرة نفر.
8- الأصل و خع و ابن سعد، و في ابن هشام 114/1 سمراء.
9- ابن سعد: جنيدب، الأصل و خع و ابن هشام: جندب.
10- ابن سعد:«حجير بن رياب بن حبيب» ابن هشام: حجير بن رئاب بن حبيب.
11- ابن سعد:«أوصى».
12- لم يذكره ابن هشام.
13- بالأصل و خع:«أم حليمة» و الصواب عن ابن سعد و ابن هشام.
14- بالأصل و خع «عمر» و المثبت عن ابن سعد.

بدرا و استشهد يوم أحد، و المقوّم، و حجلا و اسمه المغيرة، و صفية و أمّهم هالة بنت وهب (1) بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، و أمّها العيّلة (2) بنت المطّلب بن عبد مناف بن قصي، و العباس و كان شريفا عاقلا مهيبا، و ضرارا، و كان من فتيان قريش جمالا و سخاء، و مات أيام أوحي (3) إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم و لا عقب له، و قثم بن عبد المطلب لا عقب له، و أمهم نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر و هو الضّحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم اللّه (4) بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى (5) بن دعميّ بن جديلة (6) بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، و أبا لهب بن عبد المطلب و اسمه عبد العزّى و يكنى أبا عتبة كناه عبد المطلب أبا لهب لحسنه و ماله (7) و كان جوادا، و أمّه لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر (8) بن حبشيّة بن سلول بن كعب بن عمرو (9) بن (10) خزاعة، و أمّها هند بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، و أمّها السوداء بنت زهرة بن كلاب، و الغيداق (11) بن عبد المطلب و اسمه مصعب، و أمّه ممنّعة (12) بنت عمرو بن مالك بن مؤمل (13) بن سويد بن أسعد (14) بن عبد بن حبتر (15) بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو بن خزاعة، و أخوه لأمه عوف بن عبد عوف بن عبد (16) بن الحارث بن زهرة أبو (17) عبد الرحمن بن عوف.

ص: 116


1- ابن سعد و ابن هشام: وهيب.
2- ضبطت عن ابن سعد.
3- في ابن سعد: أوحى اللّه.
4- الأصل و خع و ابن سعد، و في ابن هشام: تيم اللات. و قتم لم يذكره ابن هشام.
5- بالأصل:«أقصى بن وعمر» و الصواب عن ابن هشام و ابن سعد.
6- بالأصل «حديلة» و المثبت عن ابن هشام و ابن سعد.
7- في ابن سعد: و جماله.
8- بالأصل: طاهر بن ميمشيه.
9- عن ابن سعد، بالأصل و خع «عمر».
10- في ابن سعد «من».
11- انظر ما لاحظناه قريبا حول الغيداق و حجل.
12- عن ابن سعد و بالأصل «منعمة» و خع:«مسعدة».
13- عن ابن سعد و بالأصل «سوسل» و خع:«شومل».
14- في ابن سعد: أسعد بن مشنوء بن عبد.
15- بالأصل و خع:«جبير» و المثبت عن ابن سعد.
16- ابن سعد: عبد الحارث.
17- بالأصل و خع:«ابن» تحريف و المثبت عن ابن سعد.

قال الكلبي: فلم يكن في العرب بنو أب مثل بني عبد المطلب أشرف منهم و لا أجسم، شمّ العرانين، تشرب أنوفهم قبل شفاههم. و قال فيهم قرّة بن حجل بن عبد المطلب:

اعدد ضرارا (1) إن عددت فتى ندى *** و الليث حمزة و اعدد العبّاسا (2)

و اعدد زبيرا و المقوّم بعده *** و الصّنم حجلا و الفتى الرءّاسا

و أبا عتيبة فاعددنه ثامنا *** و القرم عبد مناف و الجسّاسا (3)

و القرم غيداقا (4) تعدّ جحاجحا *** سادوا على رغم العدوّ النّاسا

و الحارث الفيّاض ولّى ماجدا *** أيام نازعه الهمام الكاسا

ما في الأنام عمومة كعمومتي *** خيرا و لا كأناسنا أنّاسا (5)

قال: و العقب من [بني] (6) عبد المطلب للعباس و أبي طالب و الحارث (7) و أبي لهب و قد كان، لحمزة، و المقوم، و الزبير، و حجل بني (8) عبد المطلب أولاد لأصلابهم فهلكوا و الباقون لم يعقبوا، و كان العدد من بني هاشم في بني الحارث، ثم تحول إلى بني أبي طالب ثم صار في بني العباس.

أخبرنا أبو الحسين (9) محمّد بن محمّد بن الفراء (10)،و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا (11) الحسن بن البناء قالوا: أخبرنا أبو (12) جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار قال:

ص: 117


1- قوله: اعدد ضرارا» عن ابن سعد 94/1 و هو غير مقروء بالأصل و خع.
2- عن ابن سعد، و في الأصل و خع «العناسا».
3- بالأصل و خع:«الخساسا» و المثبت «و الجساسا» عن ابن سعد.
4- الأصل و خع:«عبدافا» و المثبت عن ابن سعد.
5- الأصل و خع:«ناسا» و المثبت عن ابن سعد.
6- الزيادة عن ابن سعد.
7- بالأصل و خع «الحارث» بدون واو، و الصواب عن ابن سعد.
8- عن ابن سعد و بالأصل و خع «بن».
9- الأصل و خع «أبو الحسن» تحريف، و قد تقدم مرارا.
10- عن خع و بالأصل «العز».
11- بالأصل و خع «أنبأنا» تحريف.
12- بالأصل و خع «ابن» تحريف.

فولد عبد المطلب بن هاشم (1):عبد اللّه أبا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أبا طالب و اسمه عبد مناف، و في حجره كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد جده عبد المطلب، و كان عليه رفيقا شفيقا يمنعه من مرد (2) قريش، و إلى أبي طالب أوصى عبد المطلب برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و الزبير [بن] (3) عبد المطلب و كان من أشراف قريش و وجوهها، و عبد الكعبة، و أمّ حكيم (4) أيضا و هي توأمة أبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و عاتكة، و هي صاحبة الرؤيا في بدر، و برّة و أميمة، و أروى (5) بنات عبد المطلب، و أمّهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم (6) و أمّها صخرة بنت عبد (7) بن عمران بن مخزوم، و أمّها تخمر بنت عبد بن قصي، و أمّها سلمى بنت عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر، و أمّها فاطمة (8) بنت عبد اللّه بن الحارث بن مالك بن عدوان و هم حلفاء هذيل، و حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه و أسد رسوله من المهاجرين الأولين شهد بدرا، و كان أسنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بأربع سنين و استشهد يوم أحد، و المقوّم و حجلا و اسمه المغيرة، وصفية هؤلاء الأربعة لأم، وصفية أسلمت و هاجرت و أمّها هاجرت، و أمّها هالة بنت أهيب (9) بن عبد مناف بن زهرة، و العباس بن عبد المطلب و كان أسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بثلاث سنين، و ضرار بن عبد المطلب و أمّ العباس و ضرار ابني عبد المطلب نتيلة (10) بنت جناب (11) بن كليب بن مالك بن عمرو (12) بن عامر بن زيد مناة و هو الضّحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم اللّه بن النمر (13) بن قاسط بن ربيعة بن نزار

ص: 118


1- بعدها بالأصل و خع «بن» و الصواب حذفها.
2- بالأصل «نرد» و في خع «ترد» و كلاهما تحريف و الصواب ما اثبت و المرد: التطاول بالكبر و المعاصي (تاج العروس: مرد) و في مختصر ابن منظور 23/2 «من مشركي قريش».
3- الزيادة عن المختصر.
4- بالأصل و خع:«حليمة» تحريف، و المثبت عن المختصر، و ما سبق من رواية.
5- بالأصل و خع: و أومى» و الصواب عن المختصر.
6- الأصل و خع:«هارون» و الصواب عن المختصر.
7- بالأصل و خع: عبدي.
8- انظر اسمها و عامود نسبها في ابن سعد 63/1.
9- تقدم: وهيب. و انظر نسب قريش ص 17.
10- بالأصل «بله» و في خع «بله» و الصواب ما أثبت و قد تقدمت.
11- بالأصل «خباب» و في خع:«حباب» و الصواب ما أثبت و قد تقدم.
12- بالأصل و خع «عمر» و الصواب عن المختصر، و قد تقدم.
13- بالأصل و خع «النمير» و الصواب عن ابن هشام ص 114/1.

من بني القرّيّة، و القرّيّة: أم بني عمرو بن عامر (1).و الحارث بن عبد المطلب و هو أكبر ولده و به كان يكنى و حفر مع أبيه بئر زمزم (2)،و قثم هلك صغيرا و به اسمى العباس ابنه قثم. و أمّهما: صفية بنت جندب بن حجير (3) بن رئاب بن حبيب (4) بن سواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. و أبا لهب كناه عبد المطلب أبا لهب من حسنه و اسمه (5) عبد العزى، و أمّه لبنى (6) بنت هاجر بنت عبد مناف بن ضاطر (7) بن حبشية بن سلول من خزاعة، و الغيداق بن (8) عبد المطلب.- قال عمي مصعب بن عبد اللّه (9):اسمه مصعب، و قال غيره اسمه نوفل - و إنما سمي الغيداق أنه كان أجود قريش و أكثرهم طعاما و مالا، و أمّه ممنّعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل من (10) خزاعة، و أخوه لأمه: عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب.

ثم ذكر الزّبير أزواج عمّاته و أولادهن و ذكر لكل أحد من أعمامه و عمّاته أخبارا اختصرتها لئلا يطول بها الكتاب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (11)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ .

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن

ص: 119


1- زيد في المختصر بعدها: و كان ضرار من فتيان قريش جمالا و سخاء، و مات أيام أوحي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم و لا عقب له.
2- بالأصل و خع:«بن مريم» و الصواب عن المختصر و ابن هشام.
3- بالأصل و خع و المختصر «جحش» و ما أثبت عما سبق من رواية و في ابن هشام: سمراء بنت جندب بن حجير.
4- الأصل:«جندب» و الصواب عن خع و ابن هشام.
5- بالأصل و خع:«و أبيه» تحريف. عن ابن هشام.
6- الأصل و خع:«ليلى» و الصواب عن نسب قريش ص 18.
7- الأصل:«ماطر» و خع «ناظر» الصواب عن ابن هشام.
8- انظر نسب قريش ص 18.
9- بالأصل: بن عبد الملك بن عبد المطلب.
10- بالأصل و خع «بن» و المثبت عن ابن سعد 93/1.
11- دلائل النبوة 185/1.

عبد الواحد الحسناباذي (1)،أنبأنا إبراهيم (2) بن جعفر.

قالا: أنبأنا محمد بن يعقوب قال: سمعت محمّد بن الحسين بن أبي الحسن (3)يقول: سمعت أبا غسّان (4) يقول: سمعت ابن عيينة يقول:

عمات النبي صلى اللّه عليه و سلّم بنات عبد المطلب: عاتكة و أمّ حكيم (5) و هي البيضاء و هي توأم (6) عبد اللّه، وصفية و هي أم لزبير، و برّة، و أميمة - زاد ابن طاوس: و أم محمد و أم حمزة أختان-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (7)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العباس (8)،أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن بكير عن (9)ابن إسحاق قال:

لما حضرت عبد المطلب الوفاة قال لبناته: ابكين عليّ حتى أسمع (10)،و كنّ ست نسوة و هنّ : أميمة و أمّ حكيم و برة و عاتكة وصفية و أروى عمات النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي غالب بن البناء، عن أبي محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، حدثنا محمّد بن سعد (11) قال:

ذكر عمات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

ص: 120


1- هذه النسبة إلى حسن آباد و هي قرية من قرى أصبهان (الأنساب) و في خع:«الحساداري» تحريف.
2- كذا بالأصل و خع، و الذي في الأنساب (الحسن آبادي) أن أبا الفتح المتقدم يروي عن محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، يعني «ابن» إبراهيم المذكور.
3- الأصل و خع:«الحيلي» و الصواب عن دلائل البيهقي.
4- عن خع و الدلائل، و بالأصل «أبا حسان».
5- بالأصل و خع:«حليم» الصواب عن الدلائل.
6- عن خع و الدلائل و بالأصل «أم».
7- دلائل النبوة 186/1.
8- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا محمد» و ليست في الدلائل.
9- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن الدلائل.
10- بعدها في ابن هشام 179/1 «ما تقلن قبل أن أموت» و لم ترد العبارة عند البيهقي.
11- ابن سعد: الطبقات 41/8.

صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أمّها هالة بنت وهيب (1) بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب و هي أخت حمزة بن عبد المطلب لأمه، كان تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ فولدت له صفيّا رجلا (2)،ثم خلف عليها العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي فولدت له: الزبير و السائب و عبد الكعبة، و أسلمت صفية و بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و هاجرت إلى المدينة و أطعمها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أربعين وسقا بخيبر. و قبر صفية بنت عبد المطلب بالبقيع بفناء دار المغيرة بن شعبة (3) عند الوضوء (4)،و توفيت صفية في خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه و قد روت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

و أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ (5)،و أمّها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية عمير بن وهب بن عبد مناف بن قصي (6) فولدت له طليبا، ثم خلف عليها أرطأة بن (7) عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فولدت له فاطمة، ثم أسلمت أروى بنت عبد المطلب بمكة و هاجرت إلى المدينة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أبو عبد اللّه القاضي النهاوندي، حدثنا أحمد بن عمران (8)،أخبرنا موسى بن زكريا التستري، حدثنا خليفة بن خياط قال:

و فيها يعني سنة عشرين ماتت صفية بنت عبد المطلب (9).

ص: 121


1- عن خع و ابن سعد و بالأصل «وهب».
2- بالأصل و خع «رجل» و المثبت عن ابن سعد.
3- بالأصل و خع و المختصر 25/2 «سعيد» و في المطبوعة:«شعية» و المثبت عن ابن سعد 42/8.
4- كذا، و يقصد - و اللّه أعلم - مكان الوضوء.
5- انظر خبرها في طبقات ابن سعد 42/8 و المختصر لابن منظور نقلا عن ابن سعد 25/2.
6- بالأصل «عبد قصي» و في المطبوعة «عبد بن قصي» و المثبت عن خع و ابن سعد 42/8.
7- الأصل و خع، و في ابن سعد: بن شرحبيل.
8- بعدها بالأصل و خع:«بن موسى» حذفنا الزيادة بما يوافق أسانيد مماثلة متقدمة.
9- تاريخ خليفة ص 147.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد (1) الخطيب، أخبرنا أبو منصور (2)محمّد بن الحسن القاضي، حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين، حدثنا (3) عبد اللّه بن محمّد المعروف بابن الأسفراييني، حدثنا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدثنا محمد بن حرب (4)،حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني عن هشام بن عروة قال:

و كان للنبي صلى اللّه عليه و سلّم ستّ عمات لم يسلم منهن غير صفية.

قال محمّد:

و توفيت في إمارة عثمان.

كذا قال. و قد ذكر محمّد بن سعد (5) أن عاتكة أسلمت أيضا و ذلك فيما:

قرأت على أبي غالب بن البناء، عن أبي (6) محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (7) بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن بن معروف الخشاب، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمّد بن سعد (8) قال:

عاتكة بنت عبد المطلب [بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ ، و أمّها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. تزوجها في الجاهلية أبو أميّة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، فولدت له عبد اللّه و زهيرا (9) و قريبة. ثم أسلمت عاتكة بنت عبد المطلب] (10) بمكة و هاجرت إلى المدينة، و كانت قد رأت رؤيا

ص: 122


1- بعدها في الأصل و خع:«بن عبد الخطيب» كذا، حذفنا «بن عبد».
2- بالأصل و خع:«أبو منصور بن محمد» كذا، تحريف.
3- بالأصل و خع:«أبو عبد اللّه» تحريف.
4- بالأصل و خع:«الحارث» و الصواب ما أثبت و هو محمد بن حرب الواسطي النشائي، يروي عنه البخاري (ترجمته في الكاشف و تهذيب التهذيب).
5- طبقات ابن سعد 43/8.
6- بالأصل و خع: أبو.
7- بالأصل و خع: أبو عمرو.
8- طبقات ابن سعد 43/8.
9- في خع: و زهير و قرنية.
10- ما بين معكوفتين سقطت من الأصل و استدركت عن خع و ابن سعد 43/8.

فذكروا (1) رؤياها في مصاب أهل بدر.

قال (2):و كانت من عمات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ممن لم تدرك (3) الإسلام:

أم حكيم (4) و هي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ ، و أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، كان تزوجها في الجاهلية كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ ، فولدت له عامرا و أروى و طلحة، و أم طلحة، فتزوج أروى بنت كريز عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس فولدت له عثمان بن عفان ثم خلف عليها عقبة بن أبي معيط فولدت له الوليد و خالدا و أمّ كلثوم بني عقبة.

و برّة (5) بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ ، و أمّها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم [تزوجها في الجاهلية عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم] (6) فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد، شهد بدرا و هو زوج أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ثم خلف على برّة بعد عبد الأسد بن هلال، أبو رهم بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولدت له أبا سبرة بن أبي رهم، شهد بدرا.

و أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ (7)،و أمّها فاطمة بنت عمرو (8) بن عائذ بن عمران بن مخزوم، تزوجها في الجاهلية جحش بن رئاب (9) بن يعمر بن صبرة (10) بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن

ص: 123


1- بالأصل:«فذكروها» و في خع:«فذكر».
2- طبقات ابن سعد 44/8.
3- عن ابن سعد و بالأصل «يدرك».
4- طبقات ابن سعد 45/8.
5- بالأصل و خع:«و بسرة» و الصواب عن ابن سعد 45/8.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ابن سعد.
7- خبرها في طبقات ابن سعد 45/8-46.
8- عن ابن سعد و بالأصل «عمر».
9- سقطت من الأصل و استدركت خع و ابن سعد.
10- بالأصل و خع: حبيرة و المثبت عن ابن سعد.

أميّة بن عبد شمس، فولدت له عبد اللّه، شهد بدرا، و عبيد اللّه (1) و عبدا و هو أبو أحمد، و زينب بنت جحش زوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و حمنة (2) بنت جحش، و أطعم رسول] اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أميمة (3) بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر [خيبر] (4)..

إن صح هذا (5) فقد أسلمت أميمة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن يعقوب الواسطي، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري (6)،أخبرنا الأحوص بن المفضّل بن غسان،[حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن حنبل] (7)،أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن أبي عدي (8) عن عطاء و عمرو بن دينار قالا:

ما علمنا ولدت للنبي صلى اللّه عليه و سلّم من أزواجه إلاّ خديجة.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن مكي (9) بن عثمان الأزدي، أنبأنا أبو علي،[أحمد بن عمر بن خرشيد] (10)،أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق [الحامض] (11)،نا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن بكير عن إبراهيم بن عثمان بن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس (12) قال:

ولدت خديجة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [غلامين] (13) و أربع نسوة: القاسم، و عبد اللّه، و فاطمة، و أم كلثوم، و رقية، و زينب (14).

ص: 124


1- بعدها بالأصل «و عبد اللّه» و قد تقدم فحذفناها.
2- بالأصل و خع «و حمية» و المثبت عن ابن سعد.
3- في خع: أمية، تحريف و المثبت يوافق ابن سعد.
4- بياض بالأصل و خع، و استدركت عن ابن سعد 46/8 و مختصر ابن منظور 26/2.
5- كذا بالأصل و خع و في المختصر: قال: الصحيح هذا. قد أسلمت أميمة.
6- بالأصل و خع:«أنبأنا حسرى» كذا و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب للسمعاني، و هذه النسبة إلى قرية من كور الأهواز، و قيل من قرى واسط و هي بابسير و المنتسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري حدث عن أبي أمية الأحوص بن المفضل...
7- ما بين معكوفتين عن المطبوعة، و مكانها بالأصل و خع: بن أحمد.
8- بالأصل و خع:«أبو عدي عن عطاء بن دينار» و أثبتنا عبارة المطبوعة.
9- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المطبوعة.
10- غير واضحة بالأصل و الصواب عن المطبوعة نقلا عن سير أعلام النبلاء.
11- بياض بالأصل، و الزيادة عن المطبوعة.
12- عن دلائل البيهقي 70/2 و بالأصل «ابن عامر» تحريف.
13- الزيادة عن دلائل البيهقي 70/2.
14- في الدلائل: و زينب و رقية.
باب ذكر بنيه و بناته عليه الصلاة و السلام و أزواجه
اشارة

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن أحمد (1) بن معروف، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا محمّد بن سعد (2)،أنبأنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال:

كان أول من ولد لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم (3) بمكة قبل النبوة: القاسم، و به (4) كان يكنى، ثم ولد له زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم (5) كلثوم، ثم ولد له في الإسلام: عبد اللّه فسمي الطيب، و الطاهر، و أمهم جميعا خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ، و أمّها فاطمة بنت زائدة بن الأصم (6) بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص (7) بن عامر بن لؤي، فكان أول من مات من ولده: القاسم، ثم مات عبد اللّه بمكة فقال العاص بن وائل السهمي: قد انقطع ولده فهو أبتر، فأنزل اللّه عزّ و جلّ : إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (8).

ص: 125


1- بالأصل و خع:«أنبأنا الحسن بن محمد بن معروف» و الصواب ما أثبتناه عن أسانيد مماثلة متقدمة.
2- انظر طبقات ابن سعد 133/1.
3- بعدها بالأصل: خديجة، و لم ترد اللفظة في خع و لا في ابن سعد 133/1 فحذفناها انسجاما مع سياق عبارتهما.
4- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن ابن سعد.
5- سقطت اللفظة من الأصل و خع، و استدركت عن ابن سعد.
6- بعدها في ابن سعد: بن هرم.
7- عن ابن سعد و بالأصل و خع: مقيض.
8- سورة الكوثر، الآية:3.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر بن محمّد اللفتواني، أنبأنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق بن منده، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف،[أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمر اللّنباني] (1)،أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنبأنا محمّد بن سعد، أنبأنا هشام بن الكلبي، أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:

كان أكبر ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: القاسم، ثم زينب، ثم عبد اللّه، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، فمات القاسم و هو أول ميت من ولده بمكة، ثم مات عبد اللّه فقال العاص بن وائل السهمي: قد انقطع نسله فهو أبتر، فأنزل اللّه عز و جلّ : إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ .

ثم ولدت له مارية بالمدينة إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة فمات ابن ثمانية عشر شهرا.

قال هشام بن الكلبي:

فتزوج (2) زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له عليا و أمامة، و كان يقال لأبي العاص جرو البطحاء يعني أنه كان متلدا (3) بها. و خرج أبو العاص بن الربيع [في بعض أسفاره] (4) إلى الشام فقال فيما أنشدنا هشام بن (5) الكلبي عن معروف بن الخرّبوذ (6) المكّي (7):

ذكرت زينب لما ورّكت (8) إرما *** فقلت: سقيا لشخص يسكن الحرما

ص: 126


1- الزيادة عن المطبوعة.
2- عن خع و بالأصل «قد تزوج».
3- بالأصل و خع:«متلد» و بهامش المطبوعة:«و ربما كانت اللفظة مصحفة عن مبلد من قولهم: أبلد: أي لصق بالأرض.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.
5- لفظة «بن» سقطت من الأصل و خع.
6- بالأصل و خع «الحربود» و المثبت عن ابن سعد 32/8.
7- بالأصل «الملى» و في خع:«الملحي» و المثبت عن ابن سعد 32/8 و البيتان في طبقات ابن سعد 32/8 ترجمة زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
8- الأصل و خع:«أدركت» و المثبت عن ابن سعد.

بنت الأمين - جزاها اللّه - صالحة *** و كل بعل سيثني (1) بالذي علما

و توفيت زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيما أخبرني به محمّد بن عمر عن يحيى بن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن (2) حزم سنة ثمان من الهجرة.

و تزوج رقية (3) بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عتيبة (4) بن أبي لهب.

و تزوج أم كلثوم بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عتيبة بن أبي لهب فلم ينأيا بهما حتى بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلما نزل اللّه تبارك و تعالى تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ (5) قال لهما أبوهما رأسي من رأسكما حرام أن تطلقا ابنتيه ففارقهما و لم يكونا دخلا بهما فتزوج عثمان بن عفان رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فولدت له عبد اللّه بن عثمان الذي تكنا به. و بلغ ست (6) سنين فنقره ديك على عينه (7) فمات. و توفيت رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ببدر، فقدم زيد بن حارثة المدينة بشيرا بما فتح اللّه تعالى على نبيه صلى اللّه عليه و سلّم ببدر فجاء حين سوي التراب على رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

و كانت بدر صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة فيما أخبرني به محمد بن عمر عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد (8) عن أبيه.

و زوّج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عثمان أيضا ابنته (9) أم كلثوم فماتت عنده في شعبان سنة تسع من الهجرة و لم تلد له شيئا. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو كانت عندي ثالثة لزوجتها عثمان»[573].

ص: 127


1- الأصل و خع «سيبني» و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل و خع:«عن» تحريف.
3- بالأصل و خع: برقية.
4- عن ابن سعد 36/8 و بالأصل و خع «عتيبة».
5- سورة المسد، الآية الأولى.
6- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد 36/8 و بلغ سنة سنتين.
7- في المطبوعة:«عينيه» و في ابن سعد: فنقره ديك في وجهه فطمر وجهه فمات.
8- بالأصل و خع «الزياد» تحريف.
9- بالأصل و خع «بنته».

و تزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لثلاث بقين من شهر صفر في السنة الثانية من الهجرة فيما أخبرني به محمد بن عمر عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة. فولدت له الحسن و الحسين و أم كلثوم و زينب بني علي، و توفيت فاطمة فيما أخبرني به محمد بن عمر، أنبأنا معمر عن الزّهري عن عروة عن عائشة (1):أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم بستة أشهر.

قال محمد بن عمر (2):هذا أثبت الأقاويل عندنا و صلى عليها العباس بن عبد المطلب و نزل في حفرتها هو و علي و الفضل بن العبّاس.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش فيما ناولني إياه، و قال: اروه عني، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (3)،أنبأنا أبو الفرج المعافا بن زكريا، نا عبد الباقي بن قانع، أنبأنا محمد بن زكريا، أنبأنا العباس بن بكار، حدثني محمد بن زياد و الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: ولدت خديجة من النبي صلى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن محمد ثم أبطأ عليهما (4) الولد من بعده فبينما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يكلم رجلا و العاص بن وائل ينظر إليه إذ قال له رجل: من هذا؟ قال هذا الأبتر، يعني النبي صلى اللّه عليه و سلّم و كانت قريش إذا ولد للرجل ولد (5) ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا: هذا الأبتر، فأنزل اللّه تبارك و تعالى: إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (6) أي: مبغضك هو الأبتر، الذي بتر من كل خير، ثم ولدت له زينب، ثم ولدت له رقية، ثم ولدت له القاسم ثم ولدت الطاهر ثم ولدت المطهر ثم ولدت الطيّب، ثم ولدت المطيب، ثم ولدت أم كلثوم، ثم ولدت فاطمة و كانت أصغرهم، و كانت خديجة إذا ولدت ولدا دفعته لمن يرضعه فلما ولدت فاطمة لم ترضعها أحد غيرها.

أخبرنا أبو العز بن كادش قراءة عليه، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا علي بن

ص: 128


1- بعدها بالأصل و خع:«عن فاطمة» حذفناها لتوافق عبارة ابن سعد 28/8.
2- بالأصل و خع:«عروة» تحريف، و الصواب عن ابن سعد 28/8.
3- بالأصل «المحادري» و في خع:«الحارزي» و الصواب ما أثبتناه و قد تقدم هذا السند مرارا، و انظر الأنساب (الجازري).
4- في خع:«عليها» و في المطبوعة: عليه.
5- بالأصل و خع:«ولدا».
6- سورة الكوثر، الآية:3.

محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة، أنبأنا يعقوب بن إسحاق بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبد اللّه بن سلمة الكوفي البزار، أنبأنا إسحاق العلاّف، أنبأنا الهيثم بن عدي، أنبأنا هشام بن عروة، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه قال: للنبي (1) صلى اللّه عليه و سلّم ابنان:

طاهر و الطّيّب، و كان يسمي أحدهما عبد شمس و الآخر عبد العزّى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، أنبأنا أبو عمرو عبد اللّه بن محمد (2) الفارسي، أنبأنا ابن عدي الحافظ ، أنبأنا معاوية بن العبّاس الحمصي، أنبأنا إسماعيل بن عبد اللّه بن يعقوب الكندي، أنبأنا أبو أسلم شيخ من بني التطيز بحمص، نا سليم بن نعيم بن سالم [بن قنبر] (3)،عن أنس قال كان للنبي (4) صلى اللّه عليه و سلّم من ذكورة الولد: طاهر، و مطهر، و القاسم، و إبراهيم.

[أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل] (5)،أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب، أنبأنا محمد بن الحسن النهاوندي، أنبأنا ابن زنبيل (6)،أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري، أنبأنا إسماعيل يعني ابن أبي أويس، حدثني أبي عن سليمان هو ابن بلال، عن هشام بن عروة قال: ولد لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من خديجة بمكة عبد اللّه و القاسم [فماتا قبل الإسلام] (7).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن [أبي] (8) العلاء، أنبأنا أبو محمد بن الفرح (9).

ص: 129


1- عن خع و بالأصل: النبي.
2- كذا بالأصل و خع: عبد اللّه بن محمد، و في المطبوعة: عبد الرحمن بن عمرو.
3- مكانها بياض بالأصل و خع، و الزيادة عن المطبوعة (السيرة النبوية قسم 106/1).
4- بالأصل و خع:«النبي» تحريف.
5- ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة. و موجود بالأصل و خع.
6- بالأصل «زنبيل» و مثلها في خع، غير مقروءة، و الصواب ما أثبت، و في المطبوعة: أحمد بن الحسين بن زنبيل.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن خع.
8- سقطت من الأصل و خع.
9- كذا بالأصل و خع، و صوبها في المطبوعة: نصر.

و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحصين بن عبدان، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا ابن أبي نصر الجندي (1)،قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري (2)،أنبأنا ابن (3) عائذ.

أخبرنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز (4):أنها ولدت له - يعني خديجة - القاسم، و الطّيّب و الطاهر و المطهر و زينب و رقية و فاطمة و أم كلثوم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء (5) و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى [ابنا الحسن بن البنا] (6) قالوا أنبأنا [أبو] (7) جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار، أخبرني عمي مصعب بن (8)عبد اللّه (9) قال: ولدت خديجة بنت خويلد للنبي صلى اللّه عليه و سلّم: الطاهر و القاسم و كان يقال له الطّيّب (10)،ولد الطاهر بعد النبوة و مات صغيرا و اسمه عبد اللّه، و فاطمة و زينب و رقية و أم كلثوم.

قال: و حدثني إبراهيم بن حمزة قال: ولدت خديجة بنت خويلد لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القاسم، و الطاهر (11).

قال: و يقولون: عبد اللّه و الطّيّب و فاطمة (12) و زينب و فاطمة و أم كلثوم.

قال: و حدثني إبراهيم بن المنذر عن عبد اللّه بن وهب المصري عن ابن لهيعة عن

ص: 130


1- كذا بالأصل و خع، و صوبها في المطبوعة: أنبأنا ابن أبي نصر و أبو نصر ابن الجندي.
2- بالأصل و خع:«السيري» تحريف، و الصواب «البسري» انظر الأنساب.
3- عن خع و بالأصل:«أبو» تحريف.
4- بالأصل و خع:«عبد العزى» تحريف.
5- بالأصل و خع:«أبو الحسن بن الفراوي» و المثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
6- سقطت من الأصل و استدركناها للإيضاح.
7- سقطت من الأصل و خع.
8- بالأصل «أبو» تحريف، و الصواب عن خع.
9- نسب قريش ص 231.
10- كذا، و في المطبوعة قدم «القاسم على الطاهر» و في ابن سعد 133/1 ولد له في الإسلام عبد اللّه فسمي الطيب، و الطاهر، كذا جعلهما اثنين.
11- في خع: القائم و الظاهر.
12- الأصل و خع، و على هامش الأصل:«لعل» رقية.» و الصواب: رقية.

أبي الأسود محمد بن عبد اللّه (1) بن عبد الرّحمن: أن خديجة ولدت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القاسم، و الطاهر، و الطيب، و عبد اللّه، و زينب، و رقية، و فاطمة، و أم كلثوم.

قال: و حدثني محمد بن فضالة قال: سمعت أن خديجة بنت خويلد ولدت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاثة (2) رجال و أربع نسوة: عبد اللّه، و القاسم، و الطاهر، و زينب، و فاطمة، و أم كلثوم، و رقية.

قال: و حدثني محمد بن فضالة عن بعض (3) من أدرك من المشيخة قال: ولدت خديجة بنت خويلد لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القاسم و عبد اللّه، فأما القاسم فعاش حتى مشي، و أمّا عبد اللّه فمات و هو صغير.

قال و أنبأنا الزبير بن بكار قال: فولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: القاسم و هو أكبر ولده، ثم زينب ثم عبد اللّه، يقال له الطيب، و يقال له الطاهر، و ولد بعد النبوة و مات صغيرا. ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، هم هكذا الأول فالأول. ثم مات القاسم بمكة و هو أول ميت من ولده مات بمكة، ثم مات عبد اللّه، ثم ولدت له مارية بنت شمعون إبراهيم، و هي القبطية التي أهداها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المقوقس صاحب الإسكندرية، و أهدي معها أختها سيرين (4) و خصيا يقال له مأبور. فوهب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سيرين لحسان بن ثابت الشاعر، ولدت له (5) عبد الرّحمن بن حسان و قد انقرض ولد حسّان بن ثابت.

و أم بني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غير إبراهيم خديجة - و كانت تدعى في الجاهلية:

الطاهرة - بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ و أمها فاطمة بنت زائدة بن جندب، و هو الأصم بن هروة (6) بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي.

ص: 131


1- كذا، و الصواب: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي يتيم عروة، أبو الأسود المدني (انظر تقريب التهذيب).
2- بالأصل و خع: ثلاث.
3- بالأصل و خع «يعقوب» و المثبت عن المطبوعة.
4- بالأصل «سرمز» و في خع: سرمر» و الصواب ما أثبت، و سترد صوابا.
5- سقطت من الأصلين و استدركت عن مختصر ابن منظور 264/2.
6- الأصل و خع، و في مختصر ابن منظور 264/2:«هرم».

كتب (1) إليّ أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنبأنا أبو بكر بن البرقي قال: و يقال (2):إن الطاهر هو الطيب و هو عبد اللّه و اللّه تعالى أعلم. و يقال: إن الطيب و المطيب ولدا في بطن، و الطاهر و المطهر في بطن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو المعالي البقّال، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر [البابسيري] (3)،و أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلاّبي (4)،أنا أبي، أنبأنا أحمد بن حنبل، نا عبد الرّزّاق (5)،أنبأنا ابن جريج، عن مجاهد قال: كان مكث القاسم بن النبي صلى اللّه عليه و سلّم سبع ليال ثم مات.

قال المفضل و هذا خطأ و الصواب: أنه عاش سبعة عشر (6) شهرا ثم توفي.

قال و أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: القاسم بن (7) رسول اللّه بكر ولده، و به [كان] (8) يكنى أبا القاسم. و هو أوّل ميت من ولده بمكة.

قال مجاهد: مات و له سبعة أيام.

قال الزّهري و هو ابن سنتين قال قتادة عاش حتى مشى.

أخبرنا جعفر بن محمد بن عبد العزى و العباس المكي بالمدينة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن.

ص: 132


1- عن خع و بالأصل «أخبرنا».
2- بالأصل و خع:«و قال» و الصواب ما أثبت.
3- سقطت من الأصلين و استدركت للإيضاح،(انظر الأنساب: البابسيري).
4- بالأصل و خع:«العلاني» تحريف، و الصواب عن الأنساب: الغلابي، و هذه النسبة إلى غلاّب، والد خالد بن غلاب البصري.
5- بالأصل و خع:«عبد الوراق» انظر تهذيب التهذيب ترجمة أحمد بن حنبل فعبد الرزاق ممن روى عنهم ابن حنبل.
6- الأصل و خع:«سبع عشرة» خطأ.
7- بالأصل:«يا» تحريف.
8- زيادة اقتضاها السياق.

أنبأنا أحمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو جعفر الديبلي كذا قال لنا أبو جعفر، و رواه لغيرنا فقال: أنبأنا العباس بن محمد بن الحسين بن قتيبة، أنبأنا عمرو بن عاصم و الصواب أنبأنا ابن لهيعة، عن عقيل عن إبراهيم عن الزّهري، عن أنس بن مالك قال:

ولد للنبي صلى اللّه عليه و سلّم ابنه إبراهيم قال: وقع في نفسه منه شيء، فأتاه جبريل عليه السلام و قال:

السلام عليك يا [أبا] (1) إبراهيم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي المصقلي (2)قال: و أنبأنا أبو عمر و أحمد بن محمد، أنبأنا أبو معين الحسين بن الحسن، أنبأنا عمرو بن خالد قالا: نا عبد اللّه بن لهيعة، نا يزيد بن أبي بكر و عقيل عن ابن سطرب (3) عن أنس بن مالك قال: لما ولد إبراهيم ابن النبي صلى اللّه عليه و سلّم من مارية جاريته كان يقع في نفس النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأتاه جبريل فقال له: السلام عليك يا [أبا] (4) إبراهيم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز (5)،أنبأنا أبو الحسين (6) علي بن محمد بن أحمد المصري (7)،أنبأنا أحمد بن مطير الخرامي (8) المحمراوي، أنبأنا أبي زكير (9) بن يحيى بن عبد اللّه، حدثني خالد بن نجيح عن ابن لهيعة و رشدين، عن عبد الرّحمن بن زياد قال: لما حبل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بإبراهيم عليه السلام أتى جبريل فقال السلام عليك يا [أبا] (10) إبراهيم إن اللّه تعالى وهب لك غلاما من أم ولدك مارية،

ص: 133


1- الزيادة عن خع.
2- بالأصل و خع:«المصعبي» تحريف، و الصواب عن الأنساب (المصقلي) و هذه النسبة إلى مصقلة بن هبيرة.
3- كذا، و لم أصل إليه.
4- الزيادة عن خع، و في مختصر ابن منظور: أبا إبراهيم.
5- بالأصل و خع:«البراز» و الصواب عن تاريخ بغداد 76/12 و الإكمال 90/4.
6- الأصل و خع و في تاريخ بغداد 75/12 «أبو الحسن» و مثله في الإكمال 90/4.
7- هو بغدادي، أقام بمصر مدة طويلة ثم رجع إلى بغداد فعرف بالمصري.(تاريخ بغداد). و في خع: «المقري» تحريف.
8- كذا بالأصل و خع، و في الإكمال:«أحمد بن زكير الحمراوي» و لم يرد اسمه فيمن روى عنهم المصري المتقدم.
9- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو بكر بن يحيى» و الصواب عن الإكمال 90/4.
10- الزيادة عن الإكمال 90/4 و مختصر ابن منظور 265/2.

و أمرك أن تسميه إبراهيم، فبارك [اللّه] (1) لك في إبراهيم، و جعله قرة عين لك في الدنيا و الآخرة و أشبههم به.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية (2)،أنبأنا أبو الحسن الخشاب، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد (3) قال: قال محمد بن عمر الواقدي: و ولدته - يعني إبراهيم - في ذي الحجة من سنة ثمان من الهجرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان و أحمد بن محمد بن إبراهيم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد القصّاري، أنبأنا أبي.

قالا: أنا إسماعيل بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن محمد (4) بن أحمد بن عبد الجبّار بن توبة الأسدي و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا (5):أنبأنا [أبو الحسين] (6) بن النّقّور، أنبأنا أبو الحسن (7) بن عبد العزى بن عبد العزيز بن مدرك البزار (8) قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، حدثنا عمرو - زاد [ابن مردك:] (9) بن محمد - و قالا: العنقزي [حدثنا أسباط ] (10)-يعني - ابن نصر عن السّدّي قال: سألت أنس بن مالك قال:

قلت: كم [كان] (11) بلغ إبراهيم ابن النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: كان ملأ مهده، و لو بقي لكان

ص: 134


1- الزيادة عن الإكمال و مختصر ابن منظور.
2- بعدها في الأصل و خع أقحمت عبارة:«أنبأنا أبو الحسن بن حيوية» فحذفناها بما يوافق أسانيد مماثلة متقدمة.
3- انظر طبقات ابن سعد 135/1.
4- بالأصل كررت لفظة «محمد» حذفناها بما وافق عبارة خع.
5- بالأصل و خع:«قال» تحريف.
6- بالأصل و خع: الحسن.
7- الأصل و خع، و في المطبوعة: أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك البزاز.
8- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المطبوعة.
9- مكانها بالأصل و خع «باسباط » و المعنى مضطرب، فالزيادة و المثبت عن المطبوعة.
10- الزيادة عن مختصر ابن منظور 265/2، سقطت اللفظة من الأصل و خع.
11- عن خع و بالأصل «كان».

نبيا، و لكن لم يكن (1) ليبقى لأن نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم آخر الأنبياء.

قال الدارقطني: لم يحدث به إلاّ السّدّي و اسمه اسماعيل بن عبد الرّحمن.

أخبرنا يوسف، أخبرنا شجاع، أنبأنا ابن مندة، أنبأنا محمد بن سعد (2)و محمد بن إبراهيم قالا: أنبأنا محمد بن عثمان القاسم، أنبأنا منجاب، أنبأنا أبو عامر الأسدي، أنبأنا سعد (3) عن السّدّي عن أنس بن مالك قال: توفي إبراهيم بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ستة عشر شهرا. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«ادفنوه بالبقيع، فإن له مرضعا يتم رضاعه في الجنة»[574].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ (4) على إبراهيم بن منصور السّلمي و أنا حاضرة، و أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، أنبأنا زكريا بن يحيى الواسطي، أنبأنا هشيم عن إسماعيل قال: سألت ابن أبي [أوفى] (5) أو سمعته يسأل عن إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: مات و هو صغيرا و لو قضي أن يكون بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم نبيّ لعاش.

أخبرنا يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو عمرو أحمد بن محمد، أنبأنا الحسن بن الخليل (6) الأنطاكي، أنبأنا عبيدة بن (7) جنادة، أنبأنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سألت ابن أبي أوفى (8) هل رأيت إبراهيم بن النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، كان أشبه الناس به، مات و هو صغير (9) و لو قضي [أن يكون] (10) نبي لعاش إبراهيم.

ص: 135


1- زيادة عن مختصر ابن منظور 265/2، سقطت من الأصل و خع.
2- انظر طبقات في ابن سعد 141/1.
3- في ابن سعد: سفيان.
4- بالأصل و خع: قرأ.
5- الزيادة عن مختصر ابن منظور 265/2.
6- في خع: الخليد.
7- في المطبوعة: عبيد بن جناد.
8- بالأصل و خع:«الوفا» تحريف.
9- بالأصل و خع: صغيرا.
10- الزيادة عن المطبوعة اقتضاها المعنى.

أنبأنا أبو عبد اللّه، أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد و محمد بن يعقوب قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن مالك (1) عن إبراهيم بن عثمان عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس قال: لما ولدت مارية القبطية لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إبراهيم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن له مرضعا (2) في الجنة و لو بقي لكان صدّيقا»[575].

أخبرنا أبو المظفر ابن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

أخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور و أنا حاضرة قالت: و أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال (4):أنبأنا أبو يعلى الموصلي، أنبأنا أبو خيثمة، أنبأنا إسماعيل - زاد ابن المقرئ: بن إبراهيم - عن أيوب عن عمرو (5) بن سعيد، عن أنس بن مالك قال: ما رأيت أحدا [كان] (6) أرحم بالعيال من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، كان إبراهيم مسترضعا [له] (7) في عوالي (8) المدينة فكان ينطلق و نحن (9) معه فيدخل إلى البيت و إنه ليدخر و كان ظئره قينا (10) فيأخذه و يقبله ثم يرجع.

قال عمرو (11):و توفي إبراهيم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن إبراهيم ابني، و إنه مات في الثدي، و إن له ظئرين - و قال ابن حمدان: لظئرين - تكملان رضاعه في الجنة»[576].

أخبرنا أبو سهل (12) بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن

ص: 136


1- الأصل و خع، و في المطبوعة: بكير.
2- عن خع و بالأصل «موضعا».
3- بالأصل و خع:«الجيرودي» تحريف، و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
4- في المطبوعة:«قالا».
5- عن ابن سعد 136/1 و بالأصل و خع:«عمر» تحريف.
6- زيادة عن ابن سعد 136/1.
7- زيادة عن ابن سعد 136/1.
8- هي قرى بظاهر المدينة (قاموس) و في اللسان: أماكن بأعلى أراضي المدينة.
9- في ابن سعد: فكان يأتيه و نجيء معه.
10- عن ابن سعد، و بالأصل و خع: و كان طبرقينا.
11- كذا بالأصل و في خع «توفي» و الخبر في ابن سعد 139/1 و فيه «فما توفي» و هو الصواب، باعتبار ما سيأتي.
12- عن خع و بالأصل «أبو إسماعيل».

عبد اللّه بن يعقوب فتذاكرنا (1)،محمد بن هارون الروياني، أنبأنا محمد بن بشار، أنبأنا يحيى بن حمّاد، أنبأنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن مسلم، عن البراء قال:

توفي إبراهيم بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لستة أشهر فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«ادفنوه في البقيع فإن له مرضعا (2) في الجنة»[577].

قال و كان من جارية قبطية، كذا قال. و الصواب ستة عشر شهرا.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن و أبو عمر (3) عبد الوهاب، أنبأنا محمد بن إسحاق و أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه (4)،و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار، و أمّ العلاء بنت أحمد بن محمد بن الحسن بن حيوية قالوا: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي (5)،أنبأنا يوسف بن موسى، [نا] (6) جرير، عن الأعمش عن أبي الصخر عن أبي البراء قال: توفي إبراهيم بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ستة عشر شهرا فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«ادفنوه في البقيع فإن له مرضعا في الجنة»[578].

أخبرنا أبو المظفر، أنبأنا أبو سعد الحسني، و أنبأنا أبو عمرو أحمد السّلمي.

و أخبرتنا فاطمة قالت أنبأنا أبو طاهر (7) إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو عزيز (8)المقرئ.

قالا: و أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة، أنبأنا معاوية بن هشام، أنبأنا سفيان عن فراس، عن الشعبي، عن البراء قال: توفي إبراهيم ابن النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن

ص: 137


1- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: حدثنا.
2- بالأصل و خع:«موضعا» و الصواب «مرضعا» عما سبق من روايات.
3- بالأصل و خع:«أبو عمرو» خطأ.
4- بالأصل و خع:«أبو منصور محمد بن محمد بن علي بن سرومة» و الصواب عن المطبوعة.
5- بالأصل و خع «المكاملي» و الصواب عن الأنساب (المحاملي).
6- سقط من الأصل و خع، و استدركت لاستقامة السند.
7- قوله:«أبو طاهر» سقطت من المطبوعة.
8- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة: أبو بكر.

ستة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا فدفنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالبقيع و قال:«إن له في (1)الجنة مرضعا تتم بقية رضاعه»[579].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنبأنا أبو الحسن (2) محمد بن النّرسي (3)،أنبأنا موسى بن عيسى بن البراء (4) بن عبد اللّه السراج، أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان، أنبأنا عبد اللّه بن عمرو (5)،أنبأنا معاوية بن هشام، أنبأنا سفيان، عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: توفي إبراهيم بن النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ستة عشر شهرا.

قال: و أنبأنا عبد اللّه بن عمر بن حيّوية (6) بن هشام، أنبأنا سفيان عن فراس عن الشعبي، عن البراء بن عازب قال: توفي إبراهيم بن النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ستة عشر شهرا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ادفنوه في البقيع فإن له مرضعا تتم رضاعه في الجنة»[580].

أخبرنا أبي محمد هبة اللّه بن عمر السيدي الفقيه (7)،أنبأنا أبو عثمان البحيري (8)، أنبأنا أبو عمرو (9) بن حمدان، أنبأنا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ بالكوفة، أنبأنا عبيد بن إبراهيم النّخعي، أنبأنا الحسن بن أبي عبد اللّه الفراء، أنبأنا مصعب بن سلام، عن أبي حمزة الثماني (10)،عن أبي جعفر محمد بن علي، عن جابر بن عبد اللّه قال:

ص: 138


1- نص الحديث في المطبوعة:«إن له مرضعا تتم رضاعه في الجنة» و في خع كالأصل، و فيه:«موضعا» بدل «مرضعا».
2- بالأصل و خع:«أبو الحسن بن محمد».
3- بفتح النون و سكون الراء، هذه النسبة إلى النرس، و هو نهر من أنهار الكوفة، عليه عدة قرى ينتسب إليها جماعة من مشاهير المحدثين بالكوفة.
4- قوله «بن البراء» سقط من المطبوعة.
5- الأصل و خع، و في المطبوعة «عمر».
6- كذا ورد بالأصل و خع هنا، و تقدم السند، و الصواب:«عبد اللّه بن عمر، ثنا معاوية بن هشام» و هو المثبت في المطبوعة أيضا.
7- بعدها في المطبوعة - و قد سقطت من الأصلين - و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا.
8- بالأصل و خع: البختري تحريف، و الصواب عن الأنساب: و هو أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري. سمع أبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري.
9- بالأصل و خع «عمر» تحريف، انظر ما تقدم.
10- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة «اليماني» و كله تحريف و الصواب «الثمالي» و هو ثابت بن أبي صفية الأزدي الكوفي و هو ممن يروي عن أبي جعفر الباقر (ترجمته في تهذيب التهذيب 330/1).

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو عاش إبراهيم لكان نبيا»[581].

أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين [أخبرنا] (1) أبو علي أحمد، و أبو الحسين محمد، ابنا (2) عبد الرّحمن بن عثمان (3)،أنبأنا يوسف بن القاسم الميانجي (4)،أنبأنا أبو عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد الكوفي بالكوفة، أنبأنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، أنبأنا محمد بن الحسن الأسدي، أنبأنا أبو شيبة، عن أنس بن مالك قال: لما مات إبراهيم بن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال لهم النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«لا تدرجوه في أكفانه حتى انظر إليه» فجاء و انكب عليه و بكى حتى اضطرب[582].

و أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (5) بن البنا، أنبأنا أبو محمد بن علي الجوهري، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن البنا (6)،عن أسماء بنت يزيد أنها حدثت: أنه لما توفي إبراهيم بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بكا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال أبو بكر و عمر:

أنت أحقّ من علّم اللّه حقّه فقال:«تدمع العين و يحزن (7) القلب و لا [نقول ما] (8) يسخط الرب، و لو لا أنه وعد (9) صادق، و موعود جامع (10) لوجدنا (11) عليك يا إبراهيم وجدا أشد مما وجدنا، و إنّا بك يا إبراهيم لمحزونون»[583].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت قرئ على إبراهيم بن منصور،

ص: 139


1- الزيادة لاستقامة السند.
2- بالأصل و خع: أنبأنا.
3- بالأصل و خع «عبدان» و الصواب من أسانيد مماثلة متقدمة.
4- بالأصل و خع:«المنائحي» تحريف و الصواب ما أثبت عن الأنساب و هذه النسبة بفتح الميم و الياء و النون - إلى ميانج موضع بالشام. و منها: أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي.
5- بالأصل و خع «الحسين» تحريف، و تقدم مرارا.
6- كذا ورد اسمه بالأصل و خع، و في الأنساب (الزيات): أبو حفص عمر بن محمد بن علي الناقد الصيرفي، يعرف بابن الزيات. و بعده ترك بالأصل أكثر من سطر بياضا، لكن لا يبدو أن في الكلام سقطا فالمعنى تام، و انظر خع فالكلام فيها متصل بدون فراغ أو بياض.
7- بالأصل «و لا يحزن» و المثبت عن مختصر ابن منظور 266/2 و سياق ابن سعد 138/1 و 139.
8- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن مختصر ابن منظور، و في ابن سعد: و لن نقول ما يسخط ...
9- بالأصل و خع:«بوعد» و المثبت عن المصدرين السابقين.
10- بعدها في مختصر ابن منظور: و أن الآخر منا يتبع الأول.
11- في ابن سعد:«لاشتد وجدنا عليك» و في رواية أخرى فيه: لحزنّا عليك حزنا.

أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى (1)،أنبأنا عبيد (2) بن القاسم، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: لما توفي ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم صلى عليه أبوه (3) و صليت خلفه و كبّر عليه أربعا.

حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي (4)،أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين (5) بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد، قالا: أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس (6) بن بكير، عن إبراهيم بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: ولدت خديجة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غلامين و أربع نسوة: القاسم و عبد اللّه - زاد الحاكم: و فاطمة و أمّ كلثوم و رقية و زينب-.

أخبرنا أبو عبيد اللّه الخلاّل، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيّار (7)، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن الأسترآباذي الهمذاني بأستراباذ (8)،أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي ببغداد، حدثنا محمد بن يونس [نا] أبو زيد، أنبأنا شعبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: ولدت خديجة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غلامين، و أربع نسوة: فاطمة و زينب، و رقية، و أم كلثوم، و القاسم و عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف الماهاني، أنبأنا شجاع بن علي المصقلي، أنبأنا أبو

ص: 140


1- بعدها فراغ بالأصل مقدار كلمة.
2- بالأصل و خع عبد، و الصواب «عبيد» راجع تهذيب التهذيب.
3- في خع:«على أبيه» بدل «صلى عليه أبوه».
4- في خع:«السبتي» تحريف.
5- بالأصل و خع: أبو الحسن.
6- بالأصل و خع:«أنبأنا يوسف بن يونس...» حذفنا «يوسف» كونها مقحمة بما يوافق أسانيد مماثلة متقدمة. و انظر دلائل البيهقي 70/2.
7- بالأصل و خع:«العبار» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.
8- ضبطها السمعاني في الأنساب بكسر الهمزة، و ياقوت بفتحها، و هي بلدة كبيرة مشهورة من أعمال طبرستان بين سارية و جرجان.

عبد اللّه بن مندة، أنبأنا محمد بن أحمد بن أحمد (1) بن إسحاق المدائني، أنبأنا ابن رستة، أنبأنا موسى بن مساور، أنبأنا عبد اللّه بن معاذ الصّنعاني (2)،أنبأنا معمر عن الزّهري، قال: و لبث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مع خديجة حتى ولدت له بعض بناته و كان له منها القاسم. و قد زعم بعض العلماء أنها ولدت غلاما يسمى الطاهر [و غلاما يسمى الطيب] (3)،و قال بعضهم ما نعلمها ولدت غلاما إلاّ القاسم و ولدت له بناته الأربع:

زينب و فاطمة و رقية و أم كلثوم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت البغدادي، قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا عبيد اللّه، أنبأنا حسين بن محمد، أنبأنا شيبان قال: قال قتادة: ولد لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ذكور: القاسم و إبراهيم و الطاهر و الطيب.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، حدثنا أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي.

قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، أنبأنا الحجاج (4)،أنبأنا جدي عن الزّهري قال: تزوجها (5) في الجاهلية، و أنكحه إيّاها أبوها خويلد بن أسد، و ولدت (6) لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القاسم، به كان يكنى، و الطاهر، و زينب، و رقية، و أمّ كلثوم، و فاطمة رضوان اللّه تعالى عليهم أجمعين.

فأمّا زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فتزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد قيس (7) بن

ص: 141


1- كذا بالأصل و خع، و لم تتكرر اللفظة في المطبوعة.
2- بالأصل و خع:«الصغاني» و المثبت عن تقريب التهذيب.
3- لم ترد في المطبوعة، وردت كالأصل في خع.
4- الحجاج بن أبي منيع. و الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 69/2.
5- قبلها في دلائل البيهقي 69/2: قال: أول امرأة تزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. تزوجها...
6- في البيهقي: فولدت.
7- في ابن سعد 31/8 عبد شمس.

عبد مناف في الجاهلية فولدت لأبي العاص جارية اسمها أمامة فتزوجها علي بن أبي طالب بعد ما توفيت بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقتل (1) علي و عنده أمامة فخلف على أمامة بعد عليّ المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم فتوفيت عنده، و أم [أبي] (2)العاص بن (3) الربيع هالة بنت خويلد بن أسد و خديجة خالته أخت أمه.

و أمّا رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فتزوجها عثمان بن عفان في الجاهلية فولدت له عبد اللّه بن عثمان و [به] (4) كان يكنى عثمان أول مرة، حتى كني بعد ذلك بعمرو بن عثمان، و بكلّ قد كان يكنى. ثم توفيت رقية زمن بدر فتخلف عثمان على دفنها فذلك منعه أن يشهد بدرا، و قد كان عثمان هاجر إلى أرض الحبشة و هاجر معه برقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و توفيت رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم [قدم زيد بن] (5) حارثة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بشيرا بفتح بدر.

أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا محمد (6) بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد الزّهري، نا عمي، أنبأنا أبي عن ابن إسحاق قال: ولدت خديجة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زينب و رقية و فاطمة و أم كلثوم و القاسم و عبد اللّه، قال: و كان يكنى أبا الطاهر، و الطيب. فأما القاسم و الطيب فهلكوا في الجاهلية، أما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمهن و هاجرن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [إلى المدينة حين هاجر، و هلك أبو طالب و خديجة بنت خويلد في عام واحد قبل مهاجر] (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى المدينة بثلاث سنين.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن رضوان و أبو علي الحسن (8) بن المظفّر بن السبط ، و أبو غالب بن البنا قالوا: أنبأنا [أبو] (9) محمد بن الجوهري، أنبأنا

ص: 142


1- عن خع و بالأصل «قتل».
2- الزيادة عن ابن سعد 31/8.
3- بالأصل و خع «أبو» و الصواب عن ابن سعد.
4- الزيادة عن ابن سعد 36/8.
5- بالأصل و خع:«يوم بدر ثم حارثة» و الزيادة مقتبسة عن ابن سعد 36/8 و المطبوعة.
6- بالأصل و خع:«أبو محمد» تحريف، انظر الأنساب (الزراد).
7- ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
8- بالأصل و خع «أبو الحسين» خطأ.
9- سقطت من الأصل و خع.

أبو بكر بن مالك، حدثنا إبراهيم بن عبد اللّه النصري، أنبأنا عمرو بن مرزوق، أنبأنا شعبة، عن جابر الجعفي، عن الشعبي، عن البراء قال: لما مات ابنه إبراهيم قال:

«[إن] (1) له مرضعا في الجنة»[584].

أخبرنا أبو بكر وجيه (2) بن طاهر الشحّامي (3)،أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمد، أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمد، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن مسلم، أنبأنا عبد اللّه بن عيشون (4)،أنبأنا محمد بن سليمان بن أبي داود، و حدثنا أبي عن الحكم بن عتيبة، عن عامر الشعبي، عن البراء (5) بن عازب قال: قبض إبراهيم بن النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو مرضع قبل أن يكمل رضاعه فصلّى عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن لإبراهيم ظئرا في الجنة تتم رضاعه»[585].

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن عمر الفقيه، أنبأنا أبو عثمان البحيري (6).

و أخبرنا أبو محمد و أبو القاسم الشحّامي، قالا: أنبأنا أبو سعد الأديب.

قالا: أنبأنا أبو عمرو بن حمدان (7)،أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن يوسف الدويري (8)،أنبأنا يحيى بن موسى ختّ (9) البلخي، أنبأنا عتاب بن محمد بن شوذب، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال: مات إبراهيم بن النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«يرضع بقية رضاعه في الجنة»[586].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن

ص: 143


1- زيادة اقتضاها السياق باعتبار ما سيأتي، و انظر المطبوعة.
2- عن خع و بالأصل دحية.
3- بالأصل «الشجاني» و في خع:«الشجامي» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبتناه، و قد تقدم مرارا.
4- عن خع، بالأصل: عيثور.
5- بالأصل و خع:«البزار» تحريف، الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب.
6- بالأصل و خع: البختري، و الصواب ما أثبت و قد تقدم قريبا.
7- بالأصل «أبو عمر بن حمدون» و في خع «أبو عمر بن حمدان» و الصواب ما أثبتناه، و قد تقدم مرارا هذا السند، و انظر الأنساب (البحيري).
8- هذه النسبة - بفتح الدال و كسر الواو و سكون الياء - إلى دويرة قرية على فرسخين من نيسابور.
9- بالأصل:«ابن أخت» تحريف، و الصواب «ختّ » و هو لقب يحيى بن موسى، انظر تقريب التهذيب.

مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد [حدثني أبي] (1)،أنبأنا أسود بن عامر قال: أنبأنا إسرائيل، عن جابر [عن عامر عن البراء] (2) بن عازب قال: صلّى (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على ابنه إبراهيم، و مات و هو ابن ستة عشر شهرا و قال:«إن له في الجنة من يتم رضاعه و هو صدّيق»[587].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (4)،أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد الصفّار، أنبأنا محمد بن يونس، أنبأنا سعد بن أوس أبو زيد الأنصاري، أنبأنا شعبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس [قال] (5) لما مات إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن له مرضعا في الجنّة يتم (6) رضاعه، و لو عاش لكان صدّيقا نبيا، و لو عاش لأعتقت أخواله من القبط »[588].

أخبرنا أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه (7)،أنبأنا طاهر بن محمد الشحّامي و أبو الفتوح عبد الوهاب بن الشاه بن أحمد الشاذيالي (8)،قالوا: أخبرنا أبو حامد (9)أحمد بن الحسن بن محمد، أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد، أنبأنا أبو محمد الحسين بن محمد بن جابر وكيل (10) أبي عمرو (11) الخفاف، أنبأنا إبراهيم بن الحسين الهمذاني، أنبأنا إسحاق بن محمد الفروي، أنبأنا عيسى بن عبد اللّه، عن أبيه عن جده، عن أبي جده، عن علي بن أبي طالب قال: لما توفي إبراهيم بن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم علي بن أبي طالب إلى أمه مارية القبطية و هي بالمشربة فحمله علي

ص: 144


1- الزيادة عن مسند أحمد 283/4 و انظر الحديث فيه.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدركت عن مسند أحمد.
3- بالأصل و خع و المطبوعة:«قال» تحريف و الصواب عن المسند.
4- دلائل النبوة 289/7.
5- الزيادة عن الدلائل.
6- عن الدلائل و بالأصل «تتم».
7- بالأصل و خع:«دحية» و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة. تقدمت.
8- كذا، و في خع:«الشاذياكي» و فيهما تحريف، و الصواب: الشاذياخي كما في الأنساب للسمعاني، و هذه النسبة إلى شاذياخ قرية على باب نيسابور متصلة بالبلد، بها دار السلطان، و ذكره من المنتسبين إليها، راجع ما ذكره عنه.
9- بالأصل و خع أبو أحمد، و الصواب عن الأنساب (الشاذياخي).
10- عن خع و بالأصل «و قيل».
11- بالأصل و خع:«أبي عمر» تحريف، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء.

في سفط و جعله بين يديه على الفرس قال: ثم جاء به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فغسله و كفّنه و خرج به، و خرج الناس معه فدفنه في الزقاق الذي يلي دار محمد بن زيد؛ فدخل علي بن أبي طالب في قبره حتى سوّى عليه التراب و دفنه، ثم خرج و رشّ على قبره، و أدخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يده في قبره، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أما و اللّه إنه لنبي ابن نبي» و بكى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و اشتد البكاء، و بكى المسلمون حتى ارتفع الصوت، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«تدمع العين و يحزن القلب، و لا نقول ما يغضب الرب، و إنّا عليك يا إبراهيم لمحزونون»[589].

عيسى هو ابن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ليس بالقوي.

أخبرتنا فاطمة بنت محمد البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر أحمد (1) بن محمد بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا محمد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، أنبأنا عمي، أنبأنا أبي عن ابن إسحاق، حدثني عبد اللّه بن أبي بكر عن عمرة، عن عائشة قالت: توفي ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثمانية (2) عشر شهرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة قال: مات إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثمانية عشر شهرا فلم يصلّ عليه.

قال: و حدثني عبد اللّه بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة [مثله] (3).

أخبرنا أبو القاسم الشحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الأصم، أنبأنا الحسين بن فهم، أنبأنا محمد بن سعد (4)،حدثني الواقدي: أن إبراهيم بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر [ربيع] (5) الأول سنة عشر، و دفن بالبقيع. و كانت وفاته في

ص: 145


1- كذا ورد هنا بالأصل و خع، و قد تقدم كثيرا بإسقاط لفظة «محمد».
2- الأصل و خع، و في المطبوعة «ستة».
3- عن خع، سقطت من الأصل.
4- طبقات ابن سعد 143/1-144.
5- الزيادة عن خع و ابن سعد.

بني مازن عند أم برزة (1) بنت المنذر من بني النجار و مات و هو ابن ثمانية عشر شهرا.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران، أنبأنا موسى بن زكريا، أنبأنا خليفة بن خياط قال: و قال المدائني ولد إبراهيم بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ذي الحجة سنة ثمان.

قال خليفة: و فيها يعني سنة عشر مات إبراهيم بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (2)الحسن بن البنا، قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار، قال: حدثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال (3):كان مولد إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، و مات و هو ابن ثمانية عشر شهرا.

أخبرنا أبو الحسن (4)[علي بن] (5) محمد الخطيب بمشكان، أنبأنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي، أنبأنا القاضي أبو العباس أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري (6)،و حدثني ابن أبي مريم، أنبأنا يحيى بن أيوب، حدثني يزيد بن الهاد، حدثني عمر بن عبد اللّه بن عروة بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم لما قدم المدينة خرجت ابنته مع كنانة أو ابن كنانة، فلما خرجوا في إثرها أدركها هبّار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها، و ألقت ما في بطنها و أهريقت دما. فاشتجر (7) فيها بنو هاشم و بنو أمية. فقالت بنو أمية: نحن أحق

ص: 146


1- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد: أم بردة.
2- بالأصل و خع:«أنبأنا» تحريف، و الصواب ما أثبتنا عن أسانيد مماثلة.
3- نسب قريش ص 22.
4- بالأصل و خع «أبو الحسين» تحريف و الصواب عن الأنساب (المشكاني).
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع و الأنساب للسمعاني (المشكاني).
6- بالأصل و خع:«النجار» تحريف، انظر التاريخ الصغير للبخاري 7/1.
7- عن البخاري 7/1 و مختصر ابن منظور 267/2 و بالأصل و خع: فاستحر.

بها (1)[و قالت بنو هاشم] (2) و كانت (3) تحت ابن (4) عمهم أبي العاص، و كانت عند محمد بن ربيعة، و كانت تقول لها هند: هذا في سبب أبيك فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم لزيد بن حارثة: أ لا تجيئني بزينب ؟ قال: بلى قال: فخذ خاتمي فأعطها، فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا، قال: لمن ترعى ؟ فقال لأبي العاص، قال فلمن هذا الغنم ؟ قال له:

لزينب (5) بنت محمد فأعطاه الخاتم حتى كان الليل خرجت (6) إليه فركب و ركبت وراءه حتى أتت، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول لها:«هي أفضل (7) بناتي أصبت فيّ »[590].

كذا قال محمد بن ربيعة و هو خطأ، و إنما الصواب (8) عن عتبة بن ربيعة.

حدثنيه على الصواب، أنبأنا أبو القاسم محمود بن عبد (9) الرّحمن البستي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عمر بن علي بن عمر بن خلف الشيرازي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو الحسين (10) عبيد اللّه بن محمد بن البلخي ببغداد من أصل كتابه، أنبأنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السّلمي، أنبأنا سعيد بن أبي مريم، أنبأنا يحيى بن أيوب، أنبأنا ابن الهاد حدثني عمر بن عبد اللّه بن عروة بن الزبير، عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم:[أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم] (11) لما قدم المدينة خرجت ابنته زينب من مكة معهم كنانة أو ابن كنانة فراحوا (12) في إثرها، فأدركها هبّار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها، و ألقت ما في بطنها و أهريقت

ص: 147


1- بالأصل «اخوتها» و في خع:«أخربها» و الصواب عن مختصر ابن منظور.
2- كذا بالأصل و خع، و ما بين معكوفتين سقط من المختصر و المطبوعة.
3- بالأصل:«و تحت» و كتبت: كانت فوق السطر، و هي مثبتة في خع.
4- بالأصل «بني» و في خع:«بنو».
5- عن المختصر و بالأصل و خع: بنت زيد.
6- عن خع و بالأصل «خرجنا».
7- عن خع و بالأصل:«أ فيضل».
8- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة: على هند بنت عتبة بن ربيعة.
9- بالأصل و خع:«عبيد» تحريف.
10- بالأصل و خع:«أبو الحسين بن عبيد اللّه محمد».
11- الزيادة عن دلائل البيهقي 156/3.
12- غير واضحة بالأصل و خع، و في الدلائل و المختصر: فخرجوا.

دما. فحملت فاشتجر (1) فيها بنو هاشم و بنو أمية. فقالت بنو أمية نحن أحق بها (2)و كانت تحت ابن عمهم أبي العاص، فكانت عند هند (3) بنت ربيعة و كانت تقول (4) لها هند: هذا في سبب أبيك. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لزيد بن حارثة:«أ لا تنطلق فتجيء بزينب ؟» قال: بلى يا رسول اللّه قال:«خذ خاتمي فأعطها إياه» فانطلق مرة، فبرك بعيره فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا يرعى غنما. فقال: لمن ترعى ؟ قال لأبي العاص، قال:

فلمن هذا الغنم ؟ قال لزينب بنت محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فسار معه شيئا، ثم قال له: هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه و لا تذكره لأحد؟ قال: نعم فأعطاه الخاتم، فانطلق الراعي و أدخل غنمه و أعطاها الخاتم فعرفته فقالت (5) من أعطاك هذا؟ قال رجل.

قالت: و أين تركته ؟ قال: بمكان كذا و كذا، قال: فسكت حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته قال لها اركبي بين يديه على بعيره، قالت: لا و لكن اركب أنت بين يدي فركب و ركبت وراءه حتى أتت، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«هي أفضل بناتي أصيبت فيّ »[591] فبلغ ذلك علي بن الحسين، فانطلق إلى عروة فقال ما حديث بلغني عنك تحدث به تنتقض فيه حق فاطمة ؟ و قال مرة: تنتقص فيه فاطمة. قال: فقال عروة: و اللّه إني لأحب أن لي ما بين المشرق و المغرب و أني انتقص فاطمة حقا لها، و أمّا بعد ذلك فلك أن لا أحدث به أبدا.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه و جماعة، قالوا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة (6)،أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني، أنبأنا محمد بن معاذ الحلبي، أنبأنا موسى بن إسماعيل، أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن رجلا أقبل بزينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلحقاه رجلان من قريش فقاتلاه حتى غلباه عليها، فدفعاها فوقعت على صخرة فأسقطت و أهريقت دما، فذهبوا بها إلى أبي سفيان، فجاءته نساء بني هاشم فدفعها إليهم، ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة، فلم تزل وجعة حتى

ص: 148


1- بالأصل و خع:«فاستحر» و الصواب عن دلائل البيهقي.
2- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن الدلائل.
3- الدلائل: هند بنت عتبة بن ربيعة.
4- بالأصل و خع:«و كان يقول» و الصواب عن الدلائل.
5- بالأصل و خع:«فقال» و الصواب عن الدلائل.
6- بالأصل و خع:«زيدة» و الصواب ما أثبت، و قد تقدمت، انظر التبصير.

ماتت من ذلك الوجع فكانوا يرون أنها شهيدة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا خيثمة بن سليمان، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزّاق، عن ابن جريج قال: قال لي غير واحد: كانت زينب أكبر بنات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كانت فاطمة أصغرهن و أحبهن إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن بن معروف، أنبأنا الحسين (1) بن الفهم، أنبأنا ابن سعد (2)،أنبأنا أبو محمد بن عمر، حدثني يحيى بن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: توفيت زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أول سنة ثمان من الهجرة (3).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد (4) بن عمران، أنبأنا موسى بن زكريا، أنبأنا خليفة بن خياط قال: و فيها يعني سنة ثمان توفيت زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم (5).

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (6) الحسن بن البنا، قالا: أنبأنا أبو الحسين (7) بن الآبنوسي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري، إجازة، أنبأنا محمد بن الحسين الزعفراني، أنبأنا ابن أبي خيثمة قال: في هذه السنة يعني سنة ثمان توفيت زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيما بلغني.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن ماهان، أنبأنا شجاع، أنبأنا أبو

ص: 149


1- بالأصل:«أبو الحسين» و الصواب عن خع.
2- بالأصل و خع:«أبو سعيد» تحريف، و الصواب عن أسانيد مماثلة تقدمت.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 34/8.
4- كذا ورد الإسناد هنا و فيه نقص، و قد تقدم قريبا سند مثله أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران...
5- تاريخ خليفة ص 92.
6- بالأصل و خع «أنبأنا» تحريف، و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
7- بالأصل و خع «أبو الحسن» تحريف، و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.

عبد اللّه محمد بن إسحاق بن مندة، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا عبد اللّه بن الحسين المصّيصي (1)،أنبأنا عبد اللّه بن عمر الخطّابي، أنبأنا إسماعيل بن يعلى، أنبأنا عبد اللّه بن عمرو - و هو أخو الوليد بن أبي هشام - عن هشام بن عروة عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كنت أحمل الطعام إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [و أبي] (2) و هما في الغار. قالت: فجاء عثمان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، إني أسمع من المشركين من الأذى فيك ما لا صبر لي عليه، فوجّهني وجها أتوجهه و لأهجرنّهم في ذات اللّه. فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أزمعت بذاك يا عثمان»؟ قال: نعم، قال:«فليكن وجهك إلى هذا الرجل بالحبشة - يعني النجاشي - فإنه ذو وفاء، و احمل معك رقية، فلا تخلّفها، و من رأى معك من المسلمين مثل رأيك فليتوجّهوا هناك، و ليحملوا معهم نساءهم و لا تخلّفوهم» (3) قال: فودع عثمان النبي صلى اللّه عليه و سلّم و قبّل يديه. قال: فبلّغ عثمان المسلمين رسالة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قال لهم: إني خارج من تحت ليلتي بجدة لكم بجدة ليلة أو ليلتين، فإن أبطأتم فوجهي إلى باخع (4) جزيرة في البحر، قالت: فحملت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال لي:«ما فعل عثمان و رقية»؟ فقلت: قد سارا (5) فذهبا، قالت:

فقال لي:«قد سارا فذهبا»؟ قلت نعم، فالتفت إلى أبي بكر فقال:«زعمت أسماء أن عثمان و رقية قد سارا فذهبا و الذي نفسي بيده إنه لأول من هاجر بعد إبراهيم و لوط عليهما الصّلاة و السّلام»[592].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن ذكوان الدمشقي بدمشق، أنبأنا أبو عبد اللّه بن ذكوان، حدثني عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما عزّي (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بابنته رقية

ص: 150


1- بالأصل و خع:«المصيطي» و أثبتنا عبارة المطبوعة.
2- الزيادة عن مختصر ابن منظور.
3- بالأصل «تخالفوهم» و المثبت عن خع.
4- كذا بالأصل و خع و هو تحريف، و الصواب: باضع، بالضاد المعجمة، و هي جزيرة في بحر اليمن (ياقوت).
5- في خع: ساروا.
6- عن مختصر ابن منظور 268/2 و بالأصل و خع: غزا.

امرأة عثمان قال:«الحمد للّه دفن البنات من المكرمات»[593].

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا ابن سعد (1) قال: رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ . كان تزوّجها [عتبة بن] (2) أبي لهب ابن عبد المطلب قبل النبوة، فلما بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنزل اللّه تعالى: تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ (3) قال له أبوه [أبو] (4) لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها، و لم يكن دخل بها. و أسلمت حين أسلمت أمها خديجة بنت خويلد و بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، هي و أخواتها حين بايعت (5) النساء، و تزوّجها عثمان بن عفان و هاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إنهما لأول من هاجر إلى اللّه تعالى بعد لوط »[593]. و كانت في الهجرة الأولى قد أسقطت من عثمان سقطا، ثم ولدت له بعد ذلك ابنا فسمّاه عبد اللّه، و كان عثمان يكنى به (6) في الإسلام و بلغ ستة (7) سنين فنقره ديك في وجهه فطمّ وجهه فمات، و لم تلد له بعد ذلك شيئا، و هاجرت إلى المدينة بعد زوجها عثمان حين هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و مرضت و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يتجهز إلى بدر فخلّف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عليها عثمان بن عفان فتوفيت و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ببدر في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهرا من مهاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قدم زيد بن حارثة من بدر بشيرا فدخل المدينة حين سوّي التراب على رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا محمد بن إسحاق بن مندة، أنبأنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا أحمد بن سليمان بن أيوب، أنبأنا عبد اللّه بن أبي أسامة الحلبي، أنبأنا الحجاج بن أبي منيع، أنبأنا جدي، عن الزّهري،

ص: 151


1- انظر ابن سعد 36/8.
2- بالأصل و خع «عند أبي لهب» و المثبت و الزيادة عن ابن سعد.
3- سورة المسد، الآية:1.
4- الزيادة عن ابن سعد.
5- في ابن سعد: بايعه.
6- بالأصل و خع:«بها» و الصواب عن ابن سعد.
7- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد: و بلغ سنّه سنتين.

قال: توفيت رقية يوم جاء زيد بن حارثة ببشرى بدر، و كان عثمان تخلّف عن بدر لمرض رقية.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن (1) السيرافي، أنبأنا أحمد (2) بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران بن موسى (3)،أنبأنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال: و فيها يعني سنة اثنين ماتت رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم (4).

و فيها (5) يعني سنة أربع مات عبد اللّه بن عثمان بن عفان، و أمه رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور (6)عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو محمد (7) عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أنبأنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، أنبأنا الأصمعي، أنا ابن أبي الزناد (8)،عن أبيه، عن عمرو (9) بن عثمان قال: مات عبد اللّه بن عثمان الذي من رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في سنة أربع من الهجرة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة. أنبأنا (10) عبد الرّحمن بن يحيى بن مندة، أنبأنا إبراهيم بن فهد، أنبأنا محمد بن عثمان بن خالد بن عمر (11) بن عبد اللّه بن الوليد بن عثمان بن عفان،

ص: 152


1- بالأصل و خع:«أبو الحسين» تحريف، و قد تقدم صوابا قريبا.
2- بالأصل و خع:«أنبأ الحسن، نا الحسن بن إسحاق» و الصواب ما أثبت، وفقا لأسانيد مماثلة متقدمة.
3- قوله:«بن موسى» سقطت من المطبوعة.
4- تاريخ خليفة ص 65.
5- هذه العبارة ليست في تاريخ خليفة.
6- بالأصل:«و أبو الحسين منصور» خطأ، و الصواب عن خع.
7- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن عثمان بن عفان أنبأنا أبو عبيد اللّه بن عبد الرحمن...» و الصواب ما أثبتنا يوافق ما جاء في المطبوعة، و قد نبّه محققها إلى هذا الاضطراب في هذه النسخة و انظر تذكرة الحفاظ 804/3.
8- بالأصل و خع:«الزياد» تحريف. انظر الكاشف 290/2 ترجمة عمرو بن عثمان: و عنه... أبو الزناد.
9- بالأصل و خع «عمر» تحريف. انظر تهذيب التهذيب 203/5 و الكاشف 290/2.
10- قبلها بالأصل و خع:«أنبأنا عبد اللّه» و هي مقحمة لا لزوم لها، فحذفناها.
11- بالأصل و خع:«عمرو» خطأ و الصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب 336/9.

أنبأنا أبي عن [ابن] أبي الزناد (1)،عن أبيه عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أتاني جبريل فقال:«إن اللّه تعالى يأمرك أن تزوّج عثمان أمّ كلثوم على مثل صداق رقية و على مثل صحبتها»[594].

قال و أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا سهل بن السري، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك (2)،عن يحيى بن أيوب، عن عبيد اللّه بن زحر (3)،عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: لما وضعت أم كلثوم بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في القبر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:« مِنْهٰا خَلَقْنٰاكُمْ وَ فِيهٰا نُعِيدُكُمْ ، وَ مِنْهٰا نُخْرِجُكُمْ تٰارَةً أُخْرىٰ (4)»ثم قال:«بسم اللّه و في سبيل اللّه، و على ملة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم» فطفق (5) يطرح إليم (6) الجيوب و يقول:«سدوا خلال اللبن»[ثم] (7) قال:«ألا إن هذا ليس بشيء و لكن يطيب بنفس الحي»[595].

أخبرنا أبو غالب بن البنا فيما قرأته عليه عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد (8) قال: أم كلثوم بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ تزوّجها عتيبة (9) بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة، فلما بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنزل تَبَّتْ يَدٰا أَبِي لَهَبٍ (10) قال له أبوه [أبو] (11) لهب رأسي من

ص: 153


1- بالأصل و خع: أبي الزياد، و الصواب ما أثبت. و الزيادة اقتضاها السياق، فالذي يروي عن الأعرج أبو الزناد (انظر الكاشف 75/2 ترجمة عبد اللّه بن ذكوان، أبو عبد الرحمن، أبو الزناد).
2- العبارة بالأصل و خع:«أنبأنا أبو عبد اللّه بن عبيد اللّه بن شريح، أنبأنا أبي عن عبدان بن عثمان عن أبي المبارك عن يحيى بن أيوب...». و صوبنا العبارة و السند بما يوافق عبارة المطبوعة. و انظر الحديث في مسند أحمد 254/5.
3- بالأصل و خع:«زجر» و الصواب عن مسند أحمد 254/5.
4- سورة طه، الآية:55.
5- في مسند أحمد: فلما بنى عليها لحدها طفق.
6- في المسند: لهم.
7- الزيادة عن المسند.
8- طبقات ابن سعد 37/8.
9- عن خع و بالأصل: عيينة.
10- سورة المسد، الآية الأولى.
11- الزيادة عن ابن سعد.

رأسك حرام إن لم تطلق ابنته. ففارقها و لم يكن دخل بها. فلم تزل بمكة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أسلمت حين أسلمت أمّها و بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مع أخواتها حين بايعه النساء و هاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و خرجت مع عيال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [إلى المدينة فلم تزل بها. فلما توفيت رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم] (1) خلف عثمان بن عفان على أم كلثوم بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و كانت بكرا، و ذلك في [شهر] (2) ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة، و أدخلت عليه في هذه السنة في جمادى الآخرة (3) فلم تزل عنده إلى أن ماتت و لم تلد شيئا، و ماتت في شعبان سنة تسع من الهجرة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو كنّ عشرا لزوجتهنّ عثمان»[596].

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (4) الحسين بن البنا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه بن بيري، إجازة، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد (5) بن الحسين الزعفراني، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: و في هذه السنة يعني سنة ثلاث تزوج عثمان بن عفان أمّ كلثوم ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيما بلغني.

و قيل، قال: و في هذه السنة يعني سنة تسع ماتت أم كلثوم ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران بن موسى، أنبأنا موسى بن زكريا، أنبأنا خليفة بن خياط (6) قال: و فيها يعني سنة تسع ماتت أم كلثوم بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن رضوان، و أبو غالب أحمد بن الحسن (7) بن البنا، و أبو (8) محمد عبد اللّه بن محمد بن نجا (9) بن شاتيل الدّباس

ص: 154


1- الزيادة عن ابن سعد و خع.
2- الزيادة عن ابن سعد. و في خع: و ذلك في الأول.
3- عن ابن سعد، و بالأصل و خع: جماد الآخر.
4- بالأصل و خع:«أنبأنا» تحريف، و الصواب عن أسانيد مماثلة متقدمة.
5- بالأصل:«أبو عبد اللّه أحمد بن محمد...» و الصواب عن خع و الأنساب (الزعفراني».
6- تاريخ خليفة ص 93.
7- عن خع و بالأصل «الحسين».
8- بالأصل «و ابن» تحريف. و انظر المشيخة 188/1.
9- عن المشيخة 188/1 و بالأصل و خع:«نخاس».

قالوا: أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري (1)،أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، أنبأنا سهل بن بكار، أنبأنا أبو معاوية (2) عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت: اجتمع نساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلم يغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية أبيها صلوات اللّه و سلامه عليه، فقال:

«مرحبا بابنتي» فأقعدها عن يمينه أو عن (3) شماله فسارّها بشيء، فبكت، فسارها بشيء فضحكت، فقلت لها: خصّك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من بيننا بالسرار فتبكين، فلما قام فقلت لها: أخبريني بما سارّك فقالت: ما كنت لأفشي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سرّه.

فلما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قلت لها: أسألك بما لي عليك من حق (4) لما أخبرتيني [بما سارّك] (5) فقالت: أما الآن فنعم. فقالت: سارّني:«أن جبريل عليه الصلاة و السلام كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، و إنه عارضني العام مرتين، و لا أرى ذلك إلاّ عند اقتراب الأجل، فاتقي اللّه و اصبري، فنعم السلف أبا (6) لك» فبكيت، ثم سارّني فقال:

«أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ؟ أو قال: سيدة هذه الأمة»[597] انتهى.

رواه مسلم عن أبي كامل فضيل بن حسين الجعدري (7) عن أبي عوانة (8).

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسين [نا أبو الحسين] (9) محمد بن علي بن محمد بن عبيد اللّه بن المهتدي، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، أنبأنا عبد اللّه بن محمد (10) البغوي (11)،أنبأنا أبو معمر الهذلي، أنبأنا ابن

ص: 155


1- بعدها في المطبوعة: أنبأنا أبو بكر بن مالك.
2- في دلائل البيهقي 164/7، و انظر الحديث فيها.
3- بالأصل و خع:«و عن» و المثبت:«أو عن» عن الدلائل.
4- في البيهقي: من الحق.
5- زيادة للإيضاح عن البيهقي.
6- في البيهقي: أنا لك.
7- صحيح مسلم 44 كتاب فضائل الصحابة(15) باب فضائل فاطمة، حديث 99 ص 1905. و انظر مسند أحمد 282/6 و ابن سعد 247/2.
8- بالأصل و خع «المجدري» و الصواب عن صحيح مسلم، انظر ما سيأتي.
9- زيادة اقتضاها السياق، عن المطبوعة.
10- بالأصل و خع:«أحمد» و الصواب عن الأنساب. و البغوي هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان بين مرو و هراة يقال لها بغ و يغشور.(انظر تذكرة الحفاظ 737/2).
11- بعدها:«أنبأنا عمر».

عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة (1) عن المسور بن مخرمة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما أذاها و يغضبني ما أغضبها»[598] انتهى.

رواه مسلم في صحيحه عن أبي معمر (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد اللّه بن إبراهيم الحسيني، أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنبأنا القاضي أبو بكر يوسف بن (3) القاسم الميانجي (4).

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر الفقيه، أنبأنا أبو عثمان (5) سعيد بن محمد العدل، أنبأنا أبو عمرو محمد (6) بن أحمد الحيري.

قالا: أنبأنا أبو يعلى الموصلي، أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن سالم - زاد الحيري:

المفلوج كوفي - نا حسين بن زيد، عن علي بن عمر بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي، عن علي أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال لفاطمة:«يا فاطمة إن اللّه تبارك و تعالى ليغضب - و قال الحيري: يغضب - لغضبك و يرضى لرضاك»[599].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود الشروطي عنه قال: أنبأنا أبو نعيم الحافظ : أنبأنا (7) أحمد بن محمد بن سليمان الهروي في كتاب الدلائل حدثنا إبراهيم بن أحمد الخطّابي، حدثنا عبد اللّه بن شبيب، عن إبراهيم بن المنذر، حدثني عبد العزيز بن عمران، حدثني عبد اللّه بن المؤمّل عن أبيه قال: ولدت فاطمة قبل النبوة بأربع سنين.

ص: 156


1- كذا بالأصل، و شطبت و على هامشه: بليلة و كتب بجانبها علامة صح و في خع:«بليلة».
2- صحيح مسلم 44 كتاب فضائل الصحابة،(15) باب فضائل فاطمة، ص 1903.
3- بالأصل «أبو» تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر ما سيأتي.
4- بالأصل و خع:«المنائحي» و الصواب «الميانجي» انظر الأنساب، و قد تقدم تحقيقه قريبا.
5- بالأصل و خع «أبو عمر» تحريف، انظر الأنساب (البحيري).
6- بالأصل «أحمد» تحريف، الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (البحيري - في ترجمة أبي عثمان البحيري يروي عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري).
7- كذا العبارة بالأصل و خع، و في المطبوعة نقلا عن إحدى النسخ: حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان...

قرأت على أبي غالب ابن البنا عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (1) بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد (2)،أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن يحيى بن شبل (3)،عن أبي جعفر قال: دخل العبّاس [على علي] (4) بن أبي طالب و فاطمة و هي تقول: أنا أسن منك. فقال العبّاس: أما أنت يا فاطمة فولدت (5) و قريش تبني الكعبة و النبي صلى اللّه عليه و سلّم ابن خمس و ثلاثين سنة، و أمّا أنت يا علي فولدت قبل ذلك بسنوات.

قال (6):و أخبرنا محمد بن عمر: حدثني عبد اللّه بن محمد بن عمر (7) بن علي، عن أبيه قال: تزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في رجب بعد مقدم النبي صلى اللّه عليه و سلّم المدينة بخمسة أشهر، و بنا بها مرجعه من بدر، و فاطمة يوم بنا بها علي بنت ثمان عشرة (8) سنة.

حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن بن خلف، أنبأنا أبو بكر أحمد بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو (9) عبد اللّه الحافظ قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكّي (10) يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق يقول: سمعت عبد اللّه بن محمد بن (11) سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي يقول: سمعت أبي يقول: ولدت فاطمة سنة إحدى و أربعين من مولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم و ماتت فاطمة و هي ابنة إحدى و عشرين سنة.

ص: 157


1- بالأصل و خع:«عمرو» تحريف و الصواب ما أثبت، و قد تقدم مرارا.
2- طبقات ابن سعد 26/8.
3- عن ابن سعد و بالأصل و خع «سيل».
4- الزيادة عن خع، و اللفظتان سقطتا من الأصل.
5- بالأصل و خع:«ولدت» و المثبت عن ابن سعد.
6- انظر ابن سعد 22/8.
7- عن ابن سعد و بالأصل «عمرو».
8- بالأصل و خع:«ثمان عشر» و الصواب عن ابن سعد.
9- بالأصل و خع «بن» تحريف. انظر ما سيأتي.
10- بالأصل «المرجي» و في خع «المرجعي» و فيهما تحريف، و الصواب المزكي عن الأنساب، ذكره: شيخ نيسابور، ذكره الحافظ أبو عبد اللّه الحاكم.
11- بالأصل و خع:«يقول» و المثبت يوافق.

أخبرنا أبو الفضل بن (1) ناصر، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، أنبأنا القاضي أبو الحسين (2) علي بن الحسين بن علي الجرّاحي.

أخبرنا (3) أبو الفضل ناصر، أنبأنا أبو الفضل خيرون، أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما النّعالي، أنبأنا جدي لأبي (4) إسحاق بن محمد النّعالي، قالا: أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن إسحاق المدائني، أنبأنا أبو عمرو قعنب (5) بن المحرّر، أبو عمرو (6) الباهلي، أنبأنا أبو نعيم عن حسين بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كانت كنية فاطمة عليها السّلام أم أبيها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا عمرو (7) بن عبد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا حنبل، حدثني أبو عبد اللّه، أنبأنا موسى بن داود، أنبأنا عبد اللّه بن المؤمّل عن أبي الزبير أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال لفاطمة:«أنت أول أهلي تلحق بي» فلم تمكث بعده إلاّ شهرين[600].

قال: و حدثني أبو عبد اللّه، أنا موسى (8)،أنبأنا عبد اللّه بن المؤمّل، عن أبي أيوب، عن [ابن] (9) أبي مليكة، عن عائشة قالت: كان بين النبي صلى اللّه عليه و سلّم و بين فاطمة شهران.

ص: 158


1- الأصل و خع:«أبو» تحريف، و قد تقدم هذا السند كثيرا.
2- كذا بالأصل و خع، و صححت في المطبوعة: أبو الحسن.
3- كذا وردت العبارة بالأصل، و في خع: قال: و أنبأنا ابن خيرون أنبأنا أبو علي...
4- كذا بالأصل و خع، و يفهم من عبارة الأنساب (النعالي) أنه جده لأمه و ليس لأبيه.
5- بالأصل و خع:«قعيب بن المحريز» و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه 1262/4.
6- بالأصل:«بن عمر» تحريف.
7- كذا بالأصل و خع و صوّب الاسم في المطبوعة: عمر بن عبيد اللّه بن عمر انظر مطبوعة ابن عساكر (عاصم عائذ 794).
8- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا عبد اللّه أنبأنا موسى» مكررة فحذفناها.
9- سقطت من الأصل و خع، و فيهما:«مليلة» و الصواب ما أثبت، فابن أبي مليكة من الرواة عن عائشة (انظر الكاشف 430/3).

قال أبو عبد اللّه، أنبأنا سفيان قال: قال عمرو عن الزّهري: ماتت بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم بثلاثة أشهر يعني فاطمة.

قال: و حدثني أبو عبد اللّه، أنبأنا سفيان، عن أبي جعفر قال: ماتت بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم بستة أشهر.

قيل لسفيان: عمرو عن أبي جعفر؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران بن موسى، أنبأنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خياط ، أنبأنا أبو وهب السّهمي، أنبأنا حاتم بن أبي صغيرة، عن عمرو (1) بن دينار قال: توفيت - يعني - فاطمة بعد أبيها بثمانية أشهر، قال: و حدثنا خليفة [حدثنا] (2) أبو عاصم: عن كهمس بن الحسن عن ابن بريدة (3)،قال: عاشت سبعين [من] (4) يوم و ليلة بعد أبيها صلى اللّه عليه و سلّم.

قال: و حدثنا خليفة، أنبأنا محمد بن معاوية، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن (5) علي قال: لبثت بعد أبيها ستة أشهر. و قال ابن شهاب: لبثت بعده ثلاثة أشهر. و لبثت بعده ستة أشهر (6).

قال: و حدثنا خليفة، أنبأنا أحمد بن علي، عن جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث قال: توفيت بعد أبيها بثمانية [أشهر] (7).

قال: و حدثنا خليفة: و قال المدائني ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون (8) من شهر

ص: 159


1- بالأصل و خع:«عمر» تحريف. انظر الكاشف و تاريخ خليفة ص 96.
2- زيادة عن تاريخ خليفة ص 96.
3- عن خليفة و بالأصل و خع:«أبي بريدة.» و بعدها بالأصل:«عن محمد بن علي» و قد أقحمت هنا و هي في السند التالي فحذفناها بما يوافق عبارة خليفة.
4- الزيادة عن تاريخ خليفة.
5- بالأصل و خع:«محمد بن عمرو بن علي» و المثبت عن تاريخ خليفة ص 96.
6- كذا وردت العبارة بالأصل و خع، و لم ترد في تاريخ خليفة ص 96.
7- الزيادة عن تاريخ خليفة ص 96، و الخبر كله سقط من خع.
8- بالأصل و خع:«لثلاثين خلت» و المثبت عن مختصر ابن منظور 270/2.

رمضان سنة إحدى عشرة و هي ابنة تسع و عشرين سنة، ولدت قبل النبوة بخمس سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور (1)عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري (2)،أنبأنا زكريا بن يحيى المنقري، أنبأنا الأصمعي، أنبأنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن شهاب قال: ماتت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي المزرفي (3)،أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا ابن رزقويه، أخبرنا عثمان بن أحمد، أنبأنا حنبل بن إسحاق، أنبأنا سعيد بن سليمان، أنبأنا محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار قال: بقيت فاطمة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري (4)،أنبأنا أبو الحسين (5) بن الفضل،[أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان] (6) أنبأنا عبد اللّه بن عثمان، أنبأنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد اللّه بن الحارث قال:

عاشت فاطمة بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلّم ثمانية أشهر.

قال يعقوب، أنبأنا أبو بكر (7) الحميدي، أنبأنا سفيان، أنبأنا عمرو [عن] (8) ابن شهاب قال: مكثت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم] (9) ثلاثة أشهر.

قال: و حدثنا عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال: مكثت بعده ستة أشهر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو

ص: 160


1- بالأصل و خع:«أبو منصور بن عبد الباقي».
2- بالأصل و خع:«السدي» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم هذا الإسناد قريبا.
3- غير مقروءة بالأصل، و في خع: المرزقي» و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى المزرفة، بلدة، و قد تقدم تحقيقه، انظر الأنساب (المزرفي).
4- بالأصل و خع:«الخطيري» تحريف، و المثبت الصواب من إسناد مماثل.
5- بالأصل و خع «الحسن» تحريف. و الصواب ما أثبت من إسناد مماثل.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة.
7- بالأصل و خع:«ابن أبي بكير» تحريف، و الصواب عن المطبوعة.
8- سقطت من الأصل و خع، و الزيادة للإيضاح و استقامة السند.
9- سقطت من الأصل و خع، و الزيادة للإيضاح و استقامة السند.

عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن سليمان بن أيوب و إبراهيم بن صالح قالا: أنبأنا أبو زرعة الدمشقي، أنبأنا أبو اليمان (1)،أنبأنا شعيب، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت: توفيت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لستة أشهر (2)،و دفنت ليلا.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن عبيد اللّه (3) بن عبد الرّحمن البستي، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، أنبأنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، حدثني أبي، أنبأنا عبد اللّه بن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب قال: توفيت فاطمة بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بستة أشهر، و هي بنت ثمان و عشرين سنة، و كان مولدها و قريش تبني الكعبة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابن خمس و ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني،، أنبأنا عبد العزيز الكتاني (4)،أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، أنبأنا أبو زرعة، حدثني الحكم بن نافع (5)، أنبأنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهري قال: توفيت - يعني - فاطمة بعد (6)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بستة أشهر، فدفنها علي بن أبي طالب ليلا.

قرأت على أبي غالب (7) بن البنا عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية (8)،أنبأنا أبو الحسن بن معروف، أنبأنا الحسين (9) بن فهم، أنبأنا

ص: 161


1- بالأصل و خع:«أبو التمار» تحريف و الصواب «أبو اليمان» و اسمه الحكم بن نافع البهراني الحمصي. (انظر الكاشف - تقريب التهذيب.
2- الأصل و خع، و في المطبوعة: توفيت فاطمة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، بستة أشهر.
3- كذا بالأصل و خع، و قد سقط «بن عبيد اللّه» في المشيخة 227/2 و البستي هذه النسبة إلى بست بلد كبير من بلاد الغور بطرف خراسان.
4- في خع:«الكتابي» تحريف.
5- في الأصل:«الحاكم بن ما وقع» و في خع «الحاكم بن نافع» و كله تحريف و الصواب: الحكم بن نافع (أبو اليمان) و قد تقدم السند قريبا انظر ما حققناه.
6- بالأصل و خع:«بنت» و الصواب ما أثبت باعتبار سياق المعنى، و يوافق ما أثبتناه عبارة المطبوعة أيضا.
7- بالأصل و خع:«علي» و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
8- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا أبو معمر» و بالمقارنة مع إسناد مماثل رأيناها مقحمة فحذفناها.
9- بالأصل و خع:«الحسن» تحريف، و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.

محمد بن (1) سعد قال: حدثنا محمد بن عمر، أنبأنا معمر، عن الزّهري،[عن عروة] (2) عن عائشة:

قال: و أنبأنا ابن جريج عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة: أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم بستة أشهر (3).

قال محمد بن عمر: و هو أثبت (4) عندنا. و توفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، و هي بنت تسع و عشرين سنة أو نحوها.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنبأنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد، أنبأنا أبو الطاهر الذّهلي، أنبأنا محمد بن عبدوس، أنبأنا ابن أبي عمر، أنبأنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قبض عن تسع و كان يقسم لثمان.

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنبأنا [أبو] (5) الحسين أحمد بن محمد [بن] النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، حدثنا السري بن يحيى (6)،أنبأنا شعيب بن إبراهيم، أنبأنا سيف بن عمر (7)التميمي، عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك و ابن عباس قالا (8):تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عدة من نساء فوافق ذلك تخيير النبي صلى اللّه عليه و سلّم نساءه، و قصره اللّه تعالى على أزواجه اللاتي خيّرهن و آتاهن أجورهن، و كان اللاتي حرم منهن حراما بيّنا و دخل بهن

ص: 162


1- انظر طبقات ابن سعد 28/8.
2- زيادة عن ابن سعد.
3- كذا ورد الخبران في الأصل و خع نقلا عن ابن سعد، و ثمة اضطراب و اختلاف بين النصين و للأهمية نثبت النص في ابن سعد 28/8: أخبرنا محمد بن عمر حدثني ابن جريج عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال: توفيت فاطمة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم بثلاثة أشهر. أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا معمر عن الزهري عن عروة أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم بستة أشهر.
4- في ابن سعد: و هو الثبت عندنا.
5- سقطت من الأصل و خع.
6- بالأصل و خع:«أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن يوسف التستري بن يحيى» و الصواب عن المطبوعة.
7- بالأصل و خع:«عمرو» و الصواب «عمر» انظر الكاشف للذهبي 333/1.
8- بالأصل:«قال».

دخولا بائنا خمس عشرة. دخل بثلاث عشرة و اجتمع عنده إحدى عشرة و توفي عن تسع.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ابن مندة، أنبأنا محمد بن علي الواسطي، أنبأنا أبو بكر (1)،أنبأنا الأحوص بن المفضل (2)،أنبأنا أبي عمر، عن عثمان بن مقسم (3)،عن قتادة قال: تزوج نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خمس عشرة (4) فدخل بثلاث عشرة، و جمع بين إحدى عشرة، و مات عن تسع.

هذا موقوف (5).

أخبرنا [أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أحمد بن التستري] (6)،أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمر (7) بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي، و أبو نصر عبد الرّحمن بن (8) علي بن محمد البنا قالا: أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان، أنبأنا محمد بن الحسين، أنبأنا عمر بن سهل، أنبأنا يحيى بن كثير (9) عن قتادة عن أنس بن مالك: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم تزوج خمس عشرة امرأة و دخل منهن بإحدى عشرة، و مات عن تسع الأول أصح.

أخبرنا سيف عن سعيد بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عائشة مثل ذلك.

فأما اللتان كملتا النسوة خمس عشرة فهما عمرة و الشّنباء.

ص: 163


1- بعدها بياض بالأصل و خع مقدار كلمة.
2- بالأصل و خع:«الفضل» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب الغلابي.
3- كذا ورد بالأصل و خع و الاضطراب واضح فيه، و لم أحله.
4- بالأصل و خع «خمسة عشر» خطأ.
5- الخبر بتمامه سقط من المطبوعة.
6- ما بين المعقوفتين سقط من المطبوعة.
7- كذا بالأصل و خع، و سقطت من عامود نسبه في سير أعلام النبلاء.
8- سقطت من الأصل و خع.
9- بالأصل:«ابن أبي الحرير».

فأما عمرة بنت يزيد الغفارية فإن النبي صلى اللّه عليه و سلّم لما (1) أدخلت عليه و جرّدها للباه رأى بها وضحا فردّها، و قد أوجب لها المهر، و حرمت على من بعده و صارت سنّة (2) فيمن أدخلت عليه امرأة فأغلق بابا، أو أرخى سترا أو جرد ثوبا، أو خلا للباه، أفضى أو لم يفض، فأوجب الصّداق عليه.

و أمّا الشنباء فإنها لما أدخلت عليه لم يكن بالمسيرة (3) لما أدخلت فانتظر بها اليسير، و مات إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على فتنة (4) ذلك قالت: لو كان نبيا ما مات أحبّ الناس إليه، و أعزها عليه فطلقها و وجب لها المهر و حرمت على الأزواج.

و أما الثلاث عشرة التي بنى بهن:

فخديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى، و كانت قبله عند أبي هالة [بن] (5)زرارة بن النباش (6) بن زرارة بن حبيب، أحد بني (7) أسيد بن عمرو بن تميم، و قبله عند عتيق بن عائد.

و سودة (8) بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل (9) بن عامر بن لؤي، و كانت قبله تحت السكران بن عمرو بن عبد شمس ابن عمها.

و عائشة بنت أبي بكر الصدّيق بن أبي قحافة بن عامر بن عمر بن كعب بن أسد بن تميم بن (10) مرة، لم يتزوج بكرا غيرها.

ص: 164


1- بالأصل و خع «ليزيد» و المثبت عن مختصر ابن منظور 270/2.
2- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المختصر.
3- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: باليسيرة، و في المختصر: بالمسيرة و بهامشه: لعله أراد الصواب:«لم تكن باليسرة» أي لم تكن لينة الانقياد.
4- في خع و المختصر:«تفئة» يعني على إثر ذلك.
5- سقطت من الأصل، و اسم أبي هالة هند بن زرارة.
6- بالأصل و خع:«البنا» تحريف.
7- بالأصل و خع:«حدثني» و المثبت «أحد بني» عن المختصر.
8- بالأصل و خع «و سويدة» تحريف، و الصواب عن ابن سعد 52/8 و دلائل البيهقي 284/7.
9- عن البيهقي و بالأصل و خع: حنبل.
10- انظر عامود نسبها: ابن سعد 58/8 و دلائل البيهقي 284/7.

و حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رباح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب. و كانت قبله تحت حنيش (1) بن حداية بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم.

و أم سلمة و اسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم و كانت قبله (2) عند أبي سلمة عبد اللّه بن عبد (3) الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن (4) مخزوم.

و أم حبيبة و اسمها رملة (5) بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف و كانت قبله تحت عبيد اللّه بن جحش بن رئاب بن معمر (6) بن ضمرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسيد (7) بن خزيمة.

و جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن الحارث بن مالك بن المصطلق بن سعد بن عمرو الخزاعي و كانت قبله تحت مالك بن نصر بن صفوان بن أبي سرح بن مالك بن المصطلق.

و زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة كانت قبله تحت زيد بن حارثة بن شراحيل.

زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد اللّه بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، و هي أم المساكين، و كانت قبله تحت الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف (8).

ص: 165


1- كذا بالأصل و خع، و في جمهرة الأنساب ص 165 «خنيس بن حذافة» و في دلائل البيهقي 284/7 ابن حزاقة.
2- بالأصل و خع:«قتيلة» تحريف. و المثبت عن دلائل البيهقي 284/7.
3- بالأصل:«عبد الأسود بن عبد هلال» و المثبت عن البيهقي.
4- الأصل و خع:«أم» تحريف، و المثبت عن البيهقي.
5- بالأصل «أرملة» تحريف، و الصواب عن خع و البيهقي 285/1 و ابن سعد 96/8.
6- الأصل و خع، و في ابن سعد: يعمر بن صبرة.
7- في ابن سعد:«أسد» و الأصل و خع و البيهقي: أسيد.
8- في البيهقي: كانت قبله تحت عبد اللّه بن جحش بن رئاب، قتل يوم أحد.

وصفية بنت حيي بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النّضير و كانت قبله عند سلام (1) بن الحكم بن حارثة بن الخزرج (2) بن أبي حبيب (3).

ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير (4) بن الهزم بن عبد اللّه (5) بن رؤيبة بن هلال بن عامر بن صعصعة و كانت قبله تحت (6) عمير بن عمرو (7) أحد بني عقدة من ثقيف.

و أم شريك بنت جابر بن حكيم أحد بني عويض (8) بن عمر (9) بن عامر بن لؤي و كانت قبله تحت أبي العكبر (10) الأزدي، و كان بنو (11) عليم حلفاء في الأزد، ثم انقرضوا فلم يبق منهم أحد. و الشاعة (12) بنت رفاعة و بنو رفاعة هؤلاء من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، و كانوا حلفاء في (13) بني قريظة، في بني رفيعة (14) من بني قريظة.

ص: 166


1- في ابن سعد 120/8 و المختصر 272/2 سلام بن مشكم بن الحكم.
2- بعدها في مختصر ابن منظور: بن كعب بن الخزرج.
3- بالأصل و خع:«حيف» و الصواب عن المختصر. و في ابن سعد 120/8 ثم فارقها فتزوجها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري فقتل عنها يوم خيبر. و في دلائل البيهقي أنها سبيت يوم خيبر و هي عروس بكنانة.
4- كذا بالأصل و خع و البيهقي، و في ابن سعد «بجير».
5- كذا بالأصل و خع و المختصر، و في الدلائل و ابن سعد: رويبة بن عبد اللّه.
6- بالأصل و خع:«و كانت تحته قبل» تحريف و الصواب ما أثبت.
7- عن المختصر و بالأصل و خع «عمر» و في ابن سعد 132/8 مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي. و في البيهقي 286/7: تزوجت قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رجلين: الأول منهما: ابن عبد ياليل بن عمرو الثقفي مات عنها، ثم خلف أبو دهم (رهم) بن عبد العزي بن أبي قيس.
8- الأصل و خع، و في المختصر:«عويص» و في ابن سعد 154/8:«معيص».
9- كذا بالأصل و خع، و سقط من عامود نسبها من ابن سعد و المختصر.
10- كذا بالأصل و خع، و في المختصر «العكير» و في ابن سعد 155/8 العكر.
11- بالأصل و خع «أبو» تحريف.
12- كذا بالأصل و خع، و في المختصر:«الشاه» و في الطبري 166/3:«نشاة» و في ابن سعد 149/8:«سبا»، و يقال «سنا» و نسبها فقال: بنت الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف السلمي. و في دلائل البيهقي 288/7 أسماء بنت الصلت من بني حرام، ثم من بني سليم.
13- الأصل و خع «من» و الصواب عن المختصر.
14- في الطبري 166/3 و المختصر: رفاعة.

فأصيبوا معهم يوم أصيبوا فانقرضوا.

فأمّا خديجة بنت خويلد فماتت قبل أن تجامع أحدا من نساء النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

و أمّا الشاة (1) حين خيّر نساءه بين الدنيا و الآخرة فاختارت أن تزوج بعده فطلّقها.

و أمّا المجتمعات عنده فسودة و عائشة و حفصة و أم سلمة و أم حبيبة و جويرية وصفية و زينب بنت جحش، و زينب بنت خزيمة و ميمونة، و أم شريك.

أمّا اللواتي توفي عنهن:

فعائشة و حفصة و أم سلمة و أم حبيبة و جويرية وصفية و زينب - الصواب: سودة - و ميمونة.

و كانت له صلى اللّه عليه و سلّم سرّيتان يقسم لهما مع أزواجه: مارية القبطية (2) أم إبراهيم، و الحارثة (3) بنت شمعون الخنافية إحدى بني النضير (4).

قال ابن أبي مليكة: فسألت (5) عائشة عن قسمة النبي صلى اللّه عليه و سلّم لأمّي ولده. فقالت:

كان يقسم لهما مرة. و يدعهما مرة فإذا قسم أضعف قسمنا فلإحداهن يوما و لنا يومان، و على ذلك قسم للمرأة المملوكة النصف مما (6) قسم للحرة. و أجمع عمر و المسلمون أن أم الولد كالمدبّرة (7) إنها مملوكة حياة مواليها ثم هي حرة بعد مولاها حفظا للفروج.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط و أبو (8) عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهّاب البارع، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين (9) قالوا

ص: 167


1- كذا ورد اسمها هنا، انظر الحاشية رقم 3.
2- بالأصل و خع:«مارية و قبطية» و الصواب ما أثبت. انظر المختصر.
3- كذا بالأصل و خع، و في المختصر و المطبوعة: ريحانة.
4- بالأصل و خع:«النضر» و المثبت عن المختصر و المطبوعة.
5- كذا بالأصل و خع و المختصر.. و ابن أبي مليكة من الرواة عن عائشة، و في المطبوعة:«فسئلت».
6- عن خع و بالأصل «بما».
7- في اللسان: دبر، يقال: دبّرت العبد إذا علقت عتقه بموتك، و هو التدبير.
8- بالأصل و خع «و ابن» تحريف و الصواب عن معجم الأدباء 147/10.
9- بياض بالأصل و خع مقدار كلمة. و في المطبوعة «بن جدا».

أنبأنا (1) محمد بن علي بن علي بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي، أنبأنا قاسم (2) بن زكريا المطرّز، أنبأنا محمد بن الصباح، أنبأنا علي بن ثابت عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن (3) جابر بن عبد اللّه قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من قريش خديجة سيّدة نسائه ابنة خويلد، و عائشة بنت أبي بكر، و حفصة ابنة عمر، و أم سلمة، و أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، و سودة بنت زمعة و هي أخت حكيم (4) بن حزام. هؤلاء قريش.

و من القبائل (5):

ميمونة الهلالية، وصفية بنت حييّ بن أخطب، و زينب بنت جحش الأسدية الخثعمية من غنم بن دودان، و جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية، و زينب الأخرى رضي اللّه تعالى عنهن أجمعين.

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة إجازة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (6)،أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد (7) بن الطّبراني، أنبأنا القاسم بن عبد اللّه بن مهدي الإخميمي المصري، حدثني عمي محمد بن مهدي، أنبأنا عنبسة (8)،أنبأنا يونس، عن الزّهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بمكة خديجة بنت خويلد و كانت قبله تحت عتيق بن عابد المخزومي.

ثم تزوج بمكة عائشة لم يتزوج بكرا غيرها.

ص: 168


1- بالأصل و خع:«لنا».
2- عن خع و بالأصل «قائم».
3- عن خع و بالأصل «بن» تحريف.
4- بالأصل و خع:«حليم» تحريف، انظر تهذيب التهذيب.
5- بالأصل و خع:«وام الهنايل» كذا، غير واضحة فيهما، و الصواب عن المطبوعة.
6- بالأصل و خع:«زيدة» تحريف و الصواب ما أثبت، و قد تقدم تحقيقه.
7- بالأصل «الطبراني» و الصواب المثبت معجم البلدان «طبرية» و فيه: سليمان بن أحمد بن أيوب بن سطير، أبو القاسم الطبراني أحد الأئمة المعروفين.
8- تقرأ بالأصل و خع:«عنسة» و الصواب ما أثبت، و هو عنبسة بن خالد بن يزيد الأيلي، الأموي مولاهم. و بعده «أنبأنا يوسف» مقحمة حذفناها، ففي ترجمته في الكاشف يروي عن عمه يونس. و انظر تقريب التهذيب و تهذيب التهذيب.

ثم تزوج بالمدينة حفصة بنت عمر و كانت قبله تحت خنيس (1) بن حذافة السّهمي.

ثم تزوج سودة بنت زمعة و كانت قبله تحت السكران بن عمرو أخو بني عامر بن لؤي.

ثم تزوج أم حبيب بنت أبي سفيان و كانت قبله تحت عبيد اللّه بن جحش (2)الأسدي أسد خزيمة.

ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية و كان اسمها هند و كانت قبله تحت أبي سلمة بن عبد الأسد بن عبد العزّى.

ثم تزوج زينب بنت جحش و كانت قبله تحت زيد بن حارثة.

ثم تزوج ميمونة بنت الحارث.

و سبى جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق من (3) خزاعة في غزوته التي هدم (4) فيها مناة: غزوة المريسيع [و سبى] (5) صفية بنت حيي بن أخطب من بني النّصير و كانتا (6) مما أفاء اللّه عليه فقسم (7) لهما.

و استسر ريحانة من بني قريظة ثم أعتقها، فلحقت بأهلها، و احتجبت و هي عند أهلها. و طلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم العالية بنت ظبيان، و فارق [أخت] (8) بني عمرو بن كلاب، و فارق [أخت] (9) بني الحون الكندية من أجل بياض كان (10) بها. و توفيت زينب بنت

ص: 169


1- بالأصل و خع «حبيش» و قد تقدم.
2- بالأصل و خع «حجيش» و الصواب ما أثبتناه، و قد تقدم.
3- بالأصل و خع «بن» و المثبت عن دلائل البيهقي 286/7.
4- عن خع و بالأصل «هزم».
5- سقطت من الأصل و خع، و استدركت للإيضاح عن دلائل البيهقي 286/7.
6- بالأصل و خع: و كانت.
7- بالأصل و خع:«عليها» تحريف.
8- عن خع و بالأصل: قسم.
9- الزيادة عن خع.
10- كذا بالأصل و في دلائل البيهقي أن التي طلقها من أجل بياض بها هي أخت بني عمرو بن كلاب، طلقها و لم يدخل بها، و أما أخت بني الجون، فقد طلقها لأنها استعاذت منه. فقال لها: لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك فطلقها (الدلائل 286/7-287).

خزيمة الهلالية و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حيّ .

و بلغنا أن العالية بنت ظبيان تزوجت قبل أن يحرم اللّه تعالى نساءه فنكحت ابن عمّ لها من قومها و ولدت فيهم (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون (2)،أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا المنجاب بن الحارث، أنبأنا أبو عامر العقدي (3)،أنبأنا زمعة بن أبي صالح، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بمكة خديجة و هي أمّ ولده.

و عائشة بنت أبي بكر.

و تزوج بالمدينة حفصة بنت عمر.

و سودة (4) بنت زمعة بن قيس بن عامر بن لؤي.

و أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حارث.

و أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية.

و زينب بنت جحش.

و زينب بنت خزيمة الهلالية.

و ميمونة بنت الحارث بن [حزن الهلالية.

و العالية بنت ظبيان من بني أبي بكر بن كلاب. و امرأة من بني عمرو بن كلاب.

و امرأة من بني الجون من كندة. و سبى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جويرية بنت الحارث بن] (5) أبي

ص: 170


1- بالأصل و خع:«فيهما».
2- بالأصل و خع:«الجيرون» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
3- بالأصل و خع: الأسدي، و المثبت «العقدي» عن تهذيب التهذيب و الكاشف للذهبي و قبله بالأصل و خع: «أنبأنا أبو العالي بن الحسن» عبارة مقحمة حذفناها، ففي ترجمة أبي عامر العقدي في التهذيب: حدث عنه المنجاب بن الحارث. و في ترجمة المنجاب في التهذيب أنه روى عن أبي عامر العقدي.
4- بالأصل و خع:«و سويد» تحريف.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة و ما سبق من روايات.

ضرار من خزاعة من بني المصطلق.

و سبى صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير فكانتا مما أفاء اللّه على رسوله، فحجبهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قسم لهما و هما من أزواجه.

و استسر جاريته القبطية و هي أم إبراهيم.

قال و أنبأنا ابن أبي شيبة، نبأنا المنجاب بن الحارث، أنبأنا سعيد بن سالم بن أبي الهيفاء الأسدي، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي و عبد اللّه بن عبيدة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم تزوج ثلاث عشرة (1) امرأة: خديجة بنت خويلد، و سودة بنت زمعة، و عائشة بنت أبي بكر، و حفصة بنت عمر، و أم (2) سلمة بنت أبي أمية، و أم حبيبة بنت أبي سفيان، و زينب بنت جحش، و زينب بنت خزيمة أحد بني عبد مناة، و ميمونة بنت الحارث أحد بني زرعة بن هلال، وصفية بنت حيي، و جويرية بنت الحارث، وصفية و جويرية مما أفاء اللّه على النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و امرأة من بني الجون و هي التي استعاذت منه فردّها إلى أهلها.

أخبرنا أبو القاسم و هو ابن طاهر الشّحّامي، أنا الشريف أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عمر العمري (3) الهروي.

أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المضري الواعظ ، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم بن أبي الفضل الصوفيان (4)،و أنبأنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا الفامي (5)،و أبو علي عبد الحميد بن إسماعيل المكبر، و أنبأ أبو القاسم منصور بن ثابت البالكي (6)،و أبو معصوم (7) مسعود بن صاعد بن

ص: 171


1- عن خع و بالأصل:«عشر».
2- بالأصل و خع:«أم» بدون «واو».
3- بالأصل «عمرو العدوي» و خع:«عمرو العروي» و الصواب المثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى: عمر بن الخطاب.
4- بالأصل و خع:«الصيرفاني» و المثبت عن المشيخة 192/1.
5- عن خع و بالأصل «العاني».
6- عن خع و بالأصل «المالكي» و هذه النسبة إلى بالك: من قرى هراة كما ظن السمعاني (انظر معجم البلدان - الأنساب).
7- بعدها في الأصل و خع:«و أبو مسعود» بإقحام «و أبو» حذفناها انظر المشيخة 241/2.

محمد بن عبد اللّه بن سعيد الأنصاري، و أبو المظفّر عبد الوهاب بن عبد الملك بن محمّد الفارسي بهراة (1) و أبو محمد خالد بن محمد بن عبد الرّحمن المدني قالوا:

أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن مسعود [بن] عبد العزيز بن محمد الفارسي الفقيه قالا:

أنبأنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن يحيى الأنصاري، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا العلاء بن محمد بن موسى، أنبأنا الهيثم بن عدي أبو عبد الرّحمن الطائي، أنبأنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال: و حدثنا ببعضه محمد بن إسحاق عن الزّهري قال: و حدثنا ببعضه عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن حنظلة الغسيل، و مجالد بن سعيد، عن الشعبي، وصلت الحديث عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ و كانت قبله عند عتيق بن عابد بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم (2) ثم خلف عليها أبو هالة من بني تميم حليف بني نوفل ثم تزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

فحدّثني هشام بن عروة عن أبيه قال: فولدت له عبد العزّى و عبد مناف و القاسم قال: قلت لهشام: فأين الطّيّب و الطاهر؟ فقال: هذا ما وضعتم أنتم يا أهل العراق، فأما أشياخنا فقالوا: عبد العزّى و عبد مناف و القاسم. و ولدت له من النساء: رقية و أم كلثوم و فاطمة، فهلكت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين. فأتت خولة بنت حكيم بن الأوقص السّلمية امرأة عثمان بن مظعون (3) إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقالت: يا رسول اللّه، إني أراك قد دخلتك (4) خلّة (5) لفقد خديجة، فقال:«أجل أمّ العيال، و ربّة البيت» فقالت أ لا أخطب عليك ؟ قال:«بلى، أما إنكن يا معشر النساء أرفق بذلك»[601] فخطبت عليه سودة بنت زمعة من بني عامر بن لؤي. و خطبت عليه عائشة ابنة أبي بكر رضي اللّه عنهما فبنى

ص: 172


1- بالأصل و خع:«بن هراة» تحريف.
2- بالأصل:«عبد اللّه بن عمر بن عائد بن عمر بن مخزوم» كذا و مثلها في خع، و المثبت عن دلائل البيهقي 283/7 و ابن سعد 15/8.
3- بالأصل و خع: مطعوم، تحريف. و الصواب عن ابن سعد 158/8 ترجمة خولة.
4- بالأصل «دخلت» و في خع:«رحلت» و المثبت عن ابن سعد 57/8.
5- خلّة: ذكر صاحب اللسان (خلل): يقال للرجل إذا مات له ميت: اللّهم اخلف على أهله بخير و اسدد خلّته: يريد الفرجة التي ترك بعده من الخلل الذي أبقاه في أموره.

سودة، و عائشة يومئذ بنت ست سنين، حتى بنى بها حيث قدم المدينة.

و تزوج أم سلمة بنت (1) هشام بن المغيرة و كانت من أجمل الناس، و هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و كانت عند أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم.

و تزوج أم حبيبة و هي رملة بنت أبي سفيان، و كانت قبله عند عبيد اللّه بن جحش (2) بن رئاب الأسدي، فهاجرت معه إلى الحبشة (3) فتنصّر هناك و أقامت على إسلامها، فزوّجها (4) النجاشي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أصدق عنه أربعمائة دينار، فقدمت على النبي صلى اللّه عليه و سلّم مسيره (5) إلى خيبر.

و تزوج (6) حفصة بنت عمر بن الخطاب بعد الهجرة بثلاث سنين، و كانت عند خنيس (7) بن حذافة السهمي فبعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى كسرى فمات بالمدائن.

و تزوج صفية بنت حيي بن أخطب حيث افتتح خيبر، و كانت قبله عند كنانة بن أبي الحقيق.

و تزوج جويرية بنت الحارث بن [أبي] (8) ضرار المصطلقي يوم المريسيع و كانت قبله عند ابن عمها صفوان بن أبي الصفر (9) و كانوا حلفاء لأبي سفيان على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كانت خزاعة حلفاء النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فذلك قول حسّان بن ثابت:

ص: 173


1- بالأصل و خع «بن» تحريف.
2- بالأصل و خع:«جحش بن الأرياب الأسد بها حرب معه إلى الحبشية» كذا، و الصواب ما أثبتناه انظر طبقات ابن سعد 97/8 و دلائل البيهقي 285/7.
3- و قد توفي زوجها عبيد اللّه مرتدا بالحبشة، و ثبتت هي على إسلامها انظر خبرها في ابن سعد.
4- بالأصل و خع: فتزوجها، و الصواب عن ابن سعد 98/8.
5- عن خع، و بالأصل: مسير.
6- بالأصل و خع:«و زوج».
7- بالأصل و خع:«حنيش» تحريف، و قد تقدم.
8- سقطت من الأصل و خع، زيادة عن دلائل البيهقي 284/7 و ابن سعد 116/8.
9- كذا بالأصل و في خع:«ابن أبي الصقر» و في ابن سعد 116/8:«مسافع بن صفوان ذي الشفر بن سرح بن مالك بن جذيمة» و في المطبوعة: صفوان بن أبي الشفر.

و حلف الحارث بن أبي ضرار *** و حلف قريظة فيكم سواء (1)

فتزوّجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و جعل صداقها عتق جماعة من قومها.

و تزوج زينب بنت جحش بن رئاب الأسدي بعد الهجرة بثلاث سنين، و كانت عند زيد بن حارثة الذي أنعم اللّه عليه و رسوله فيها، و فيها نزلت هذه الآية لأنها وقعت في نفسه. فقالت عائشة و قال لها ناس من أهل العراق إنه يقال إن عندكم شيئا من كتاب اللّه تبارك و تعالى لم تظهروه فقالت: لو كتم محمدا صلى اللّه عليه و سلّم شيئا ممّا أنزل اللّه تبارك و تعالى عليه لكتم هذه الآية وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ (2) إلى آخر الآية.

و تزوج ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير (3) الهلالي حيث قدم مكة في العمرة الوسطى، خطبها عليه العباس بن عبد المطلب و بنى بها بسرف (4) يعني منزل عورض (5).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنبأنا شجاع بن علي بن شجاع المصقلي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا الحسن بن محمد بن حليم المروزي، أنبأنا أبو الموجّه محمد بن عمرو بن الموجّه المقرئ الفزاري، أنبأنا عبد اللّه بن عثمان، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزّهري قال:

تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خديجة بنت خويلد بن أسد بمكة و كانت قبله تحت عتيق بن عابد المخزومي، ثم تزوج بمكة عائشة بنت أبي بكر، ثم تزوج بالمدينة حفصة بنت عمر و كانت قبله تحت أبي سلمة خنيس (6) بن حذافة السهمي، ثم تزوج سودة بنت زمعة و كانت قبله تحت السكران بن عمرو أخي بني عامر بن لؤي، ثم تزوج أم حبيبة بنت أبي

ص: 174


1- ديوانه ط بيروت ص 9 برواية: و حلف قريظة منا براء و البيت من قصيدة يمدح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قبل فتح مكة و يهجو أبا سفيان، و مطلعها: عفت ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلها خلاء
2- سورة الأحزاب، الآية:36.
3- بالأصل و خع:«حرب بن يحيى» و الصواب ما أثبت، مما سبق من روايات.
4- سرف: موضع على ستة أميال من مكة (ياقوت).
5- كذا بالأصل و خع.
6- بالأصل و خع:«حنش» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.

سفيان و كانت قبله تحت عبيد اللّه بن جحش الأسدي [أسد] (1) خزيمة. ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية و كانت اسمها هند، و كانت قبله تحت أبي سلمة، و كان اسمه عبد اللّه بن عبد الأسد بن عبد العزّى. ثم تزوج زينب بنت جحش و كانت قبله تحت زيد بن حارثة (2) و تزوج ميمونة بنت الحارث ثم تزوج زينب بنت خزيمة (3) الهلالية.

و تزوج العالية ابنة ظبيان من بني بكر بن عمرو (4) بن كلاب، و تزوج امرأة من [بني] (5)الجون من كندة، و سبى جويرية في الغزوة التي هدم فيها مناة - غزوة المريسيع - ابنة الحارث بن أبي ضرار بن بني المصطلق من خزاعة. و سبا صفية بنت حييّ بن أخطب من بني النضير (6) و كانتا مما (7) أفاء اللّه عليه فقسم لهما. و استسر جاريته القبطية فولدت له إبراهيم. و استسر ريحانة من بني قريظة (8) ثم أعتقها فلحقت بأهلها و احتجبت و هي عند أهلها. و طلّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم العالية بنت ظبيان، و فارق أخت بني عمرو بن كلاب، و فارق أخت بني الجون الكندية من أجل بياض (9) كان بها، و توفيت زينب بنت خزيمة الهلالية و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حي. و بلغنا أن العالية بنت ظبيان التي طلّقت تزوجت قبل أن يحرم اللّه النساء، فنكحت ابن عم لها من قومها و ولدت فيهم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي قالت: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا عبيد اللّه بن سعد، حدثنا حسين بن محمد، أنبأنا شيبان عن قتادة:[قال] كان (10) تحته يومئذ يعني يوم مات تسع نسوة: خمس من قريش: عائشة (11)،و حفصة، و أم حبيبة بنت أبي سفيان، و سودة

ص: 175


1- زيادة اقتضاها السياق مقتبسة عن ابن سعد و البيهقي.
2- عن خع، و بالأصل «حارث».
3- بالأصل و خع:«الخزمية» و الصواب ما أثبت مما سبق.
4- بالأصل و خع:«عمر» تحريف، و الصواب عن البيهقي 286/8.
5- زيادة عن البيهقي و ابن سعد، و قد تقدمت.
6- بالأصل و خع:«النضر» تحريف، و قد تقدمت.
7- عن خع، و بالأصل:«بما».
8- في دلائل البيهقي 287/7 ريحانة بنت شمعون... من بني خناقة، و هم بطن من بني قريظة.
9- تقدم في رواية أنه فارقها لسبب آخر، أنها استعاذت منه، انظر ما تقدم.
10- عن خع، و بالأصل «كانت» و الزيادة اقتضاها السياق للإيضاح.
11- بالأصل و خع:«و عائشة» مع الواو، و الواو مقحمة، حذفناها.

بنت زمعة، و أم سلمة بنت أبي أمية. و كانت تحته صفية بنت حييّ الخيبرية، و ميمونة بنت الحارث الهلالية، و زينب بنت جحش الأسديّة، و جويريّة بنت الحارث الخزاعية من بني المصطلق.

قال و حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، أنبأنا عمي، نبأنا أبي عن ابن (1) إسحاق قال:

اسم أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة.

كتب إليّ أبو بكر عبد (2) الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي، حدثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق [بن] محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو بكر الحيري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (3)،أنبأنا أبو محمد (4)عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي القشيري، قالا: أنبأنا أبو العباس بن (5) الأصم، أنبأنا يحيى بن أبي طالب، أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا سعيد بن (6) قتادة: أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تزوج خمس عشرة [امرأة، و دخل بثلاث عشرة] (7) و اجتمع عنده منهن إحدى عشرة، و قبض عن تسع، فأمّا اثنتان (8) منهما فأفسدهما النساء فطلّقهما، و ذلك لأن النساء قالت لإحداهن: إذا دنا منك فتمنّعي فتمنعت فطلّقها، و أمّا الأخرى فلما مات ابنه إبراهيم قالت: لو كان نبيّا ما مات ابنه فطلقها، منهن خمس من قريش: عائشة بنت أبي بكر الصدّيق، و حفصة بنت عمر بن الخطاب، و أم سلمة بنت أبي أمية، و سودة بنت زمعة، و أم حبيبة بنت أبي سفيان، و ميمونة بنت الحارث الهلالية، و جويرية بنت الحارث الخزاعية، و زينب بنت جحش الأسدية، وصفية بنت حيي بن أخطب الخيبرية.

قبض عن هؤلاء.

ص: 176


1- بالأصل و خع «أبي» تحريف.
2- بالأصل و خع:«أبو عبد اللّه الغفار» و الصواب ما أثبت عن المشيخة 131/1.
3- دلائل النبوة للبيهقي 288/7-289.
4- بالأصل و خع:«أبو محمد بن عبيد» و الصواب عن البيهقي.
5- كذا و في خع:«أبو العباس الأصم» و في الدلائل: أبو العباس محمد بن يعقوب.
6- بالأصل و خع «عن» و الصواب عن البيهقي.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن دلائل البيهقي.
8- عن خع و البيهقي و بالأصل «اثنان».

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني الحجاج بن أبي منيع، أنبأنا جدي و هو عبيد اللّه بن أبي زياد الرصافي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي (1) الشحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (2)، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا أبو أسامة الحلبي، أنبأنا حجاج، أنبأ حجاج بن أبي منيع الرّصافي.

أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أبو محمد بن أيوب بن حبيب الرّقّي، أنبأنا هلال بن العلاء، أنبأنا حجاج بن أبي منيع، أنبأنا جدي عبيد اللّه بن أبي زياد، عن الزّهري.

قال: أول امرأة تزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ، تزوجها في الجاهلية و أنكحه إياها - و قال ابن مندة: و أنكحها إيّاه - أبوها خويلد بن أسد فولدت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القاسم به - و قال (3) ابن مندة: و به - كان يكنى، و الطاهر (4)،- زاد ابن مندة و الطّيّب و قالا:- و زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة.

فأمّا زينب (5) بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فتزوجها أبو العاص بن الربيع بن (6)عبد العزّى بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية، فولدت لأبي العاص جارية اسمها أمامة فتزوّجها علي بن أبي طالب بعد ما توفيت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقتل - و قال (7)

ص: 177


1- كذا بالأصل و خع.
2- دلائل البيهقي 282/7 و 68/2-69.
3- عن خع و بالأصل «فقال».
4- بعدها بالأصل و خع:«و الطيب»، و هو خطأ حذفناها بما يتفق مع عبارة الدلائل 69/2 و إسقاط يبرر استدراك ابن منده التالي.
5- دلائل البيهقي 282/7.
6- بالأصل «و عبد العزى» تحريف، و الصواب «بن عبد العزى» انظر البيهقي 282/7.
7- عن خع و بالأصل: فقال.

الشحّامي: فتوفي - علي بن أبي طالب [و عنده] (1) أمامة فخلف على أمامة بعده (2)المغيرة - و قال ابن مندة: و خلف على أمامة [بعد] (3) علي بن أبي طالب المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هشام فتوفيت - و قال ابن مندة و توفيت - عنده.

و أم أبي العاص بن الربيع هالة بنت خويلد بن أسد، و خديجة خالته أخت أمه.

و أمّا رقية (4) بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فتزوّجها عثمان بن عفان في الجاهلية (5)فولدت له عبد اللّه - زاد [يعقوب:] ابن عثمان و قالا - به كان يكنى عثمان - و قال ابن منده و به كان يكنى عثمان - أول مرّة حتى كني بعد ذلك بعمرو بن عثمان و بكلّ قد يكنى - و قال ابن منده و به كان يكنى عثمان - أول مرّة حتى كني بعد ذلك بعمرو بن عثمان و بكلّ قد يكنى - و قال ابن منده و به كان يكنى و قالا:- ثم توفيت رقية زمن بدر (6) فتخلف عثمان على دفنها فذلك منعه أن يشهد بدرا و قد كان - و قال ابن منده و كان عثمان - و زاد يعقوب: ابن عفان - هاجر إلى الأرض الحبشة و هاجر معه برقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و توفيت رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم قدم زيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بشيرا بفتح بدر.

و أمّا أم كلثوم بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم (7) فتزوّجها[-زاد] يعقوب: أيضا و قالا - عثمان بن عفان بعد أختها رقية بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - زاد يعقوب: ثم توفيت عنده (8)و لم تلد شيئا و قالا:- و أمّا فاطمة - زاد يعقوب: بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قالا (9)-فتزوّجها علي بن أبي طالب فولدت له حسنا (10)-و قال ابن منده: الحسن و قالا - ابن علي الأكبر، و حسين بن علي - و قال ابن منده: و الحسين بن علي، و قالا - و هو المقتول بالعراق

ص: 178


1- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن الدلائل.
2- عن الدلائل، و بالأصل و خع «بعد».
3- زيادة عن الدلائل.
4- الدلائل للبيهقي 282/8-283.
5- من هنا يبدأ نقص في خع.
6- بالأصل:«و من ندر» و الصواب عن الدلائل.
7- بعدها أقحم بالأصل-«فتزوج يعقوب» حذفناها، انظر الدلائل.
8- عن الدلائل و بالأصل «عبدة».
9- بالأصل:«قالا» بدون واو، زدناها للإيضاح.
10- بالأصل «حسين» تحريف، و الصواب ما أثبت.

بالطفّ ، و زينب و أم كلثوم. فهذا ما ولدت فاطمة من علي (1).

و أما زينب فتزوجها عبد اللّه بن جعفر فماتت - و قال ابن منده: و ماتت - عنده، و قد ولدت له علي بن عبد (2) اللّه - زاد ابن منده: و جعفر و قالا - و أخا له آخر يقال له عون (3).

و أمّا أم كلثوم فتزوّجها عمر بن الخطاب فولدت له زيد بن عمر ضرب ليالي قتال بن مطيع ضربا لم يزل ينهمّ منه - و قال الشحامي: له - حتى توفي، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر، فلم تلد له شيئا حتى مات، ثم خلف على أم كلثوم بعد عون بن جعفر محمد فولدت له جارية يقال لها [بثنية] (4) و قال هؤلاء: نعشت (5) من مكة إلى المدينة على سرير فلما قدمت - و قال ابن منده: أن قدمت - المدينة توفيت ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر بن الخطاب و عون بن جعفر و محمد (6) بن جعفر (7)عبد اللّه بن جعفر فلم تلد له شيئا حتى ماتت عنده.

و تزوجت خديجة - زاد يعقوب: بنت خويلد - قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رجلين: الأول منهما عتيق بن عابد (8) ابن مخزوم فولدت له جارية فهي أم محمد [بن] (9)صيفي ثم خلف على خديجة - زاد يعقوب: بنت (10) خويلد و قالا - بعد عتيق بن عائد أبو هالة التميمي - و قال يعقوب من ابني أسيد بن عمرو بن تميم - فولدت له هند بن هند - و قال الشحامي هندا - و توفيت خديجة بمكة قبل خروج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى المدينة، و قبل أن تفرض الصّلاة و كانت أول من آمن برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من النساء. فزعموا - و اللّه

ص: 179


1- بالأصل:«بن علي» و الصواب «من علي» عن الدلائل.
2- بالأصل:«ولدت عنده علي بن أبي عبد اللّه» و الصواب عن الدلائل.
3- في الدلائل:«عوف».
4- عن الدلائل، و في المطبوعة: بثنة... و بعدها: و قال هلال: بثينة.
5- في الدلائل: بعثت.
6- بالأصل «محمد» بدون واو، و الصواب عن الدلائل.
7- بعدها بالأصل أقحمت:«فولدت له» مما حرف المعنى و شوه العبارة، حذفناها انسجاما مع سياق الدلائل للبيهقي.
8- بالأصل:«عبيد، و قالا» و في الدلائل:«عائد» و المثبت عن ابن سعد.
9- الزيادة عن الدلائل.
10- بالأصل: بن.

تعالى أعلم - أنه سئل عنها؟ فقال:«لها بيت (1) من قصب اللؤلؤ - و قال الشحامي: من قصب قصب اللؤلؤ [لا صخب فيه و لا نصب] (2)»[602].

ثم تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عائشة بعد خديجة - و قال ابن منده: بعد خديجة عائشة - و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد أرى في النوم مرتين يقال له (3) هي امرأتك، و عائشة يومئذ ابنة ست سنين. فنكحها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بمكة و هي بنت ست سنين - و قال ابن منده: بنت سبع سنين - زاد [يعقوب: أن] (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بنى بعائشة بعد ما قدم المدينة، و عائشة يوم بنى بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابنة تسع سنين و قالا - و هي عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة بن [عامر بن] (5) عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب (6) بن لؤي بن غالب بن فهر، فتزوّجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بكرا و قال ابن [منده: و هي بكر] (7)[و اسم أبي بكر: عتيق. و اسم أبي] (8) قحافة عثمان.

و تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رباح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن [لؤي بن] (9) غالب بن فهر.

و كانت قبله تحت ابن حذافة (10)-و في حديث هلال (11):عن طس (12)-كذا قال حجاج و إنما هو خنيس (13) ابن قيس بن عدي بن حذافة بن سهم - زاد هلال: بن سعد

ص: 180


1- بالأصل:«بنت» و المثبت عن الدلائل.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الدلائل. و مكانها بياض بالأصل.
3- بالأصل:«فقال» و المثبت «يقال له» عن الدلائل.
4- الزيادة عن المطبوعة.
5- بالأصل «بن عمرو» و في الدلائل «بن عامر» و سقط منها «بن عمرو» و الزيادة و ضبط النسب عن ابن سعد 58/8 و الدلائل 284/7.
6- سقطت من الدلائل، و أثبتت وفقا لرواية ابن سعد.
7- ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة للإيضاح.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن دلائل البيهقي.
9- ما بين معكوفتين زيادة عن الدلائل و ابن سعد 81/8.
10- في الدلائل:«ابن حزاقة» تحريف، و قد تقدم.
11- بالأصل:«ابن هلال» تحريف، و هو هلال بن العلاء، انظر الإسناد في بداية الحديث.
12- كذا بالأصل، و في المطبوعة:«عند كليس»!؟.
13- بالأصل:«حبيش بن كذا قال» و الاضطراب واضح، و المثبت مما سبق من روايات.

قالا - بن فهم بن سهم بن عمرو بن هصيص (1) بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر مات عنها مؤمنا (2).

و تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أم سلمة و اسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم و كانت - قال (3) ابن مندة: كانت قبله - تحت أبي سلمة بن عبد الأسد بن عبد اللّه - قال يعقوب: و اسمه عبد اللّه بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم - فولدت لأبي سلمة [سلمة] (4) بن أبي سلمة - زاد يعقوب ولد و قالا - بأرض الحبشة. و زينب بنت أبي سلمة، و كان أبو سلمة و أم سلمة ممن هاجر إلى أرض الحبشة، و كانت أم سلمة - و قال يعقوب هي - آخر أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلّم [وفاة بعده] (5) و درة (6) بن أبي سلمة.

و تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل (7) بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر [و كانت قبله تحت السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وائل بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر] (8).

و تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر كانت قبل - و قال ابن منده و كانت قبله - تحت عبيد اللّه بن جحش بن رياب [من بني أسيد] (9) بن خزيمة مات بأرض الحبشة نصرانيا، و كانت معه بأرض الحبشة، فولدت أم حبيبة

ص: 181


1- عن الدلائل و بالأصل:«هضهض».
2- بالأصل:«مات عنها ابن عدي بن حذافة موتا و قالا» و المثبت عن الدلائل، و انظر ابن سعد 81/8 و فيه: أنه مات بعد الهجرة مقدم النبي صلى اللّه عليه و سلّم من بدر.
3- بالأصل:«قبل» تحريف.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن الدلائل.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن الدلائل، و مكانها بياض بالأصل مقدار كلمة.
6- بالأصل:«زرة» و المثبت عن الدلائل للبيهقي.
7- بالأصل «حنبل» و الصواب عن الدلائل.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن الدلائل 284/7-285.
9- مكانها بالأصل «بن أبي أسد» و ما بين معكوفتين عن الدلائل.

لعبيد اللّه - و قال ابن منده: من عبيد اللّه - زاد يعقوب: بن جحش - جارية يقال لها حبيبة و اسم أم حبيبة رملة، أنكح - و قال ابن منده و أنكح - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أم حبيبة (1)عثمان بن عفان من أجل [أن] (2) أم حبيبة أمها صفية بنت أبي العاص، وصفية عمة عثمان بن عفان - و لم يقل ابن منده: ابن عفان و قالا - أخت عفان لأبيه و أمه - و قال ابن منده: و لأمه، و قالا - و قدم بأم حبيبة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شرحبيل بن حسنة.

و تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زينب بنت جحش بن رئاب من بني أسد بن خزيمة و أمها أميمة (3) بنت عبد المطلب بن هاشم - و قال الشحامي - اسماء و هو وهم - عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كانت قبله تحت زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الذي ذكر اللّه عز و جلّ في القرآن اسمه، و شأنه و شأن زوجه - و قال ابن منده: الذي ذكر في القرآن في شأنه و شأن زوجته و قالا- (4) و هي أول نساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم وفاة بعده، و هي أول امرأة جعل عليه النعش، جعلته لها أسماء بنت (5) عميس الخثعمية و هي أم عبد اللّه بن جعفر كانت - و قال ابن منده: و كانت - بأرض الحبشة فرأتهم يصنعون النعش، فصنعته لزينب يوم توفيت.

و تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زينب بنت خزيمة، و هي أم المساكين، و هي من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة. كانت قبله تحت عبيد اللّه (6) بن جحش بن رئاب قتل يوم أحد (7)،فتوفيت - و قال ابن مندة توفيت - و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حي، لم تلبث معه - قال ابن منده لم يلبث بعدها و قالا - إلاّ يسيرا.

و تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ميمونة بنت الحارث بن حزن بن [بحير بن] (8) الهرم بن

ص: 182


1- بالأصل «بن حيينة» و الصواب عن الدلائل.
2- الزيادة عن الدلائل.
3- بالأصل:«أمية» و الصواب «أميمة» عن الدلائل 285/7.
4- إلى هنا ينتهي النقص في خع.
5- بالأصل و خع:«بن» و الصواب عن الدلائل.
6- في الدلائل: عبد اللّه.
7- بالأصل:«قيل بواحد توفيت» و المثبت عن الدلائل.
8- زيادة عن الدلائل، و تقدم: بجير.

ربيعة (1) بن عبد اللّه - و قال ابن منده بنت الحارث (2) بن حزن من بني عبد اللّه قالا - ابن هلال بن عامر (3) بن صعصعة، و هي التي وهبت نفسها للنبي صلى اللّه عليه و سلّم تزوجت قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رجلين: الأول منهما ابن عبد ياليل بن عمرو الثقفي مات عنها ثم خلف عليها أبو رهم (4)-و قال ابن منده أبو زيد (5)-بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل (6) بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر.

و سبى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار (7) بن عائذ بن مالك بن المصطلق من (8) خزاعة. و المصطلق اسمه خزيمة (9) يوم واقع بني المصطلق و قال ابن منده اسمه خزيمة و قال اسمه خزيم، و كان واقع بني المصطلق و قالا - بالمريسيع.

و سبى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم صفية بنت حييّ بن أخطب من بني النضير - زاد يعقوب:

يوم خيبر - قال: و هي عروس بكنانة من أبي الحقيق.

فهذه إحدى عشرة (10) امرأة دخل (11) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بهن. و قسم عمر بن الخطاب في خلافته لنساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم اثني عشر ألف درهم، لكل امرأة و قسم لجويرية وصفية ستة آلاف لأنهما كانتا سبيا. و قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و قال ابن منده: النبي عليه الصلاة و السلام - قسم لهما و حجبهما - و قال ابن منده: و حجّ بهما-.

و قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم العالية بنت ظبيان بن عمرو بن أبي كلاب - و قال يعقوب: من بني أبي بكر بن كلاب - فدخل بها و طلقها - و في رواية الحلبي: و لم يدخل

ص: 183


1- في الدلائل: رويبة.
2- بالأصل:«بنت الحرن بن حرر» و في خع:«الحرز بن حرر».
3- في خع:«عمر» تحريف.
4- الأصل و خع، و في الدلائل:«دهم» تحريف.
5- في خع: رهين.
6- الأصل و خع:«حنبل» و المثبت عن الدلائل.
7- الأصل و خع:«نصر» و المثبت عن الدلائل.
8- بالأصل و خع:«بن» و المثبت عن الدلائل.
9- الأصل و خع، و في ابن سعد 116/8 جذيمة.
10- بالأصل و خع:«عشر» و الصواب عن الدلائل.
11- بالأصل و خع:«رحل» و الصواب عن الدلائل.

بها فطلقها - و ينتهي حديث يعقوب و الحلبي - و قد زاد الحلبي كلما زاده يعقوب زاد ابن منده: في حديثه.

و قال الزّهري: تزوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم بخديجة و هو ابن إحدى و عشرين سنة، و قيل:

و هو ابن خمس و عشرين سنة زمان بناء الكعبة.

و قال ابن جريج تزوّجها و هو ابن سبع و ثلاثين سنة و هي أول من آمنت بالنبي صلى اللّه عليه و سلّم و لم يتزوج عليها حتى ماتت و ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين.

و قال: في حديث البيهقي كذا في كتابي و في رواية غيره: و لم يدخل بها فطلقها.

قال: قال يعقوب قال [حجاج:] (1) حدثني جدي، أنبأنا محمد بن مسلم [يعني الزهري] (2) أن عروة بن الزبير أخبره: أن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم قالت (3):

فدلّ (4) الضحاك بن سفيان من بني أبي بكر بن كلاب (5) عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: و بيني و بينهم الحجاب يا رسول اللّه هل لك في أخت أم شبيب ؟ امرأة الضحاك.

و تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم امرأة من بني عمرو بن كلاب أخي أبي بكر بن كلاب و هم [رهط ] (6) زفر بن الحارث، فأنبئ بها أن بها بياضا فطلقها، و لم يدخل بها.

قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أخت بني (7) الجون الكندي و هم حلفاء في بني فزارة فاستعاذت منه، فقال: لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك فطلقها، و لم يدخل بها.

و كانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سرية يقال لها مارية، فولدت له غلاما اسمه إبراهيم فتوفي و قد ملأ المهد.

و كانت له وليدة يقال لها ريحانة بنت شمعون من أهل الكتاب من بني خنافة و هم

ص: 184


1- الزيادة عن الدلائل 286/7.
2- زيادة عن الدلائل.
3- الأصل و خع:«قال» و الصواب عن الدلائل.
4- الأصل و خع «قال» و الصواب «فدل» عن الدلائل.
5- بالأصل «بن فلان» و المثبت عن خع و الدلائل.
6- مكانها بالأصل بياض، و الزيادة المستدركة عن دلائل البيهقي.
7- الأصل و خع:«أبي» و الصواب عن الدلائل.

بطن من بني قريظة أعتقها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و يزعمون أنها قد احتجبت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، أنبأنا يونس بن بكير، أنبأنا محمد بن إسحاق (1) قال: فماتت خديجة بنت خويلد قبل أن يهاجر النبي صلى اللّه عليه و سلّم بثلاث سنين، لم يتزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عليها امرأة حتى ماتت هي و أبو طالب في سنة. ثم تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد خديجة سودة ابنة زمعة، و كانت قبله عند السكران بن عمرو أخي سهل (2) بن عمرو، و كان ابن عمها، تزوّجها و هي بكر. فهاجر إلى أرض الحبشة. ثم قدما مكة فمات عنها مسلما بمكة. فتزوّجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لم يصب منها ولدا حتى مات.

قال (3):ثم تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد سودة بنت زمعة عائشة ابنة أبي بكر [و هي بكر] (4) لم يتزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بكرا غيرها، فلم يصب منها ولدا حتى مات.

قال (5) ثم تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد عائشة حفصة بنت عمر، و كانت قبله تحت خنيس (6) بن حذافة أحد بني سهم، فمات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لم يصب منها ولدا.

قال (7):ثم تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد حفصة زينب ابنة خزيمة الهلالية أم المساكين [و كانت] (8) قبله عند الحصين بن الحارث (9) بن المطلب بن عبد مناف فماتت بالمدينة أول نسائه موتا. لم يصب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم منها ولدا.

قال (10) ثم تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد زينب أم حبيبة بنت أبي سفيان، و كانت قبله

ص: 185


1- سيرة ابن إسحاق ص 238 برقم 359.
2- الأصل و خع، و في سيرة ابن إسحاق: سهيل.
3- سيرة ابن إسحاق ص 239 رقم 362.
4- زيادة عن سيرة ابن إسحاق.
5- سيرة ابن إسحاق ص 240 رقم 368.
6- بالأصل و خع:«حنش» و الصواب عن سيرة ابن إسحاق.
7- سيرة ابن إسحاق ص 241 رقم 371.
8- الزيادة عن خع و سيرة ابن إسحاق.
9- بعدها في سيرة ابن إسحاق: أو عند أخيه الطفيل.
10- سيرة ابن إسحاق ص 241 برقم 372.

عند عبيد اللّه بن جحش بن رئاب أخي عبد اللّه بن جحش أحد بني أسد (1) كان تزوّجها و هي بكرا، و كانت له منها (2) حبيبة ابنة عبيد اللّه فمات عنها بأرض الحبشة، و قد تنصّر بعد إسلامه. و كانت مهاجرة معه بأرض الحبشة. فلم يصب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم منها ولدا.

قال ابن إسحاق: حدثني أبو جعفر قال: بعث النبي صلى اللّه عليه و سلّم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي فزوّجه أم حبيبة ابنة أبي سفيان و ساق عنه أربعمائة دينار.

قال (3) ثم تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد أم حبيبة أم سلمة هند بنت أبي أمية، و كانت قبله عند أبي سلمة عبد اللّه بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن مخزوم (4).هاجرا جميعا إلى أرض الحبشة، ثم قدما (5) المدينة فأصابته جراحة بأحد، فمات من جراحته. تزوجها و هي بكر. فولدت له سلمة، و عمر، و زينب، و درّة؛ و لم يصب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم منها ولدا.

قال (6) ثم تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد أم سلمة زينب بنت جحش أخت عبد اللّه بن جحش أحد نساء بني أسد بن خزيمة، و كانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، زوّجه اللّه تبارك و تعالى إياها. فمات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لم يصب منها ولدا و هي أم الحكم.

قال [تزوج] (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد زينب بنت جحش جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار (8) و كانت قبله عند ابن عمّ لها، يقال له: ابن أبي الشقر (9) فمات

ص: 186


1- بالأصل و خع:«عبيد» و في سيرة ابن إسحاق «عبد اللّه» و المثبت عن ابن سعد 96/8 و بالأصل: جحش بن رئاب أخي أبي عبد اللّه بن أحمد بن جحش أخي بني أسد. و صواب العبارة عن سيرة ابن إسحاق، و انظر ابن سعد.
2- بالأصل و خع:«انها» و الصواب «له منها» عن سيرة ابن إسحاق.
3- سيرة ابن إسحاق ص 242 برقم 374.
4- بالأصل و خع:«عند أبي أمية سلمة بن عبد اللّه..... مخزوم بن» و الصواب عن ابن إسحاق.
5- عن خع و ابن إسحاق و بالأصل «قدم».
6- سيرة ابن إسحاق ص 244 برقم 381.
7- الزيادة خع و الخبر في ابن إسحاق ص 245 رقم 382.
8- في سيرة ابن إسحاق:«صفوان» و الأصل و خع مثل ابن سعد 116/8.
9- كذا بالأصل و خع، و في سيرة ابن إسحاق:«ابن ذي الشفر» و في ابن سعد 116/8 تزوجها مسافع بن صفوان ذي الشفر بن سرح.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لم يصب منها ولدا.

قال (1):ثم تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد جويرية صفية ابنة حيي و كانت قبله عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، فمات عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لم يصب منها ولدا.

قال (2):ثم تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد صفية ميمونة ابنة الحارث الهلالية، و كانت قبله عند أبي رهم (3) بن أبي قيس (4) أحد بني مالك بن حسل (5) من بني عامر بن لؤي.

فمات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لم يصب منها ولدا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي، و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنبأنا الحسين بن جعفر بن محمد السلماني (6)،قالا: أنبأنا الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد الغمري (7)،أنبأنا أبو الحسين علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب الهاشمي، أنبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح العجلي، حدثني أبي أحمد قال:

مات النبي صلى اللّه عليه و سلّم عن تسع نسوة: عائشة بنت أبي بكر الصّدّيق، و حفصة بنت عمر بن الخطاب، و زينب بنت جحش، و أم سلمة بنت أبي أمية، و أم حبيبة بنت أبي سفيان، و سودة بنت زمعة، و ميمونة بنت الحارث - و هي خالة ابن عباس - وصفية بنت حييّ ، و جويرية، و تزوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم ثلاثة عشر (8) نسوة و أول من تزوج و هي خديجة، و هي أول من آمن به.

ص: 187


1- سيرة ابن إسحاق ص 246 برقم 386.
2- سيرة ابن إسحاق ص 247 برقم 391.
3- بالأصل:«دهم» و في خع:«و هم» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
4- بالأصل و خع:«قبيس» و الصواب عن ابن إسحاق.
5- عن ابن إسحاق و بالأصل و خع «حنبل».
6- كذا بالأصل و خع، و الصواب «السّلماسي» كما في الأنساب، و هذه النسبة إلى سلماس و هي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوي.
7- عن الأنساب و بالأصل و خع «العمري» و الغمري نسبة إلى غمر بطن من غافق، و ذكره باسم: أبي العباس الوليد بن بكر بن محمد بن أبي زياد الأندلسي الغمري.
8- كذا بالأصل و خع: و الصواب: ثلاث عشرة امرأة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي (1)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين (2)،أنبأنا أبو بكر [بن] اللالكائي (3)،قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي (4)،حدثني عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه، عن مقسم (5) أبي القاسم مولى عبد اللّه بن الحارث بن نوفل (6) أن عبد اللّه بن الحارث حدثه: أن عمّار بن ياسر كان إذا سمع ما يتحدث به الناس عن تزويج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خديجة، و ما يكثرون فيه، يقول: أنا أعلم الناس بتزويجه إياها، أنا كنت له إلفا (7) و إني خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ذات يوم حتى إذا كنا بالحزورة (8) أجزنا على أخت خديجة، و هي جالسة على أدم تبيعها، فنادتني فانصرفت إليها، و وقف لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقالت: أ ما لصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة ؟ قال عمّار: فرجعت إليه فأخبرته، فقال: بلى، لعمري، فذكرت لها قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقالت: اغدو علينا إذا أصبحنا، فغدونا عليهم. قال: فوجدناهم قد ذبحوا بقرة، و ألبسوا أبا خديجة حلة، و صفّرت (9) لحيته، و كلمت أخاها [فكلّم أباه] (10) و قد سقي خمرا، فذكر له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [و مكانه] (11) و سأله أن يزوّجه، فزوّجه خديجة، و صنعوا من البقرة طعاما

ص: 188


1- الأصل و خع:«الهراوي» و الصواب ما أثبت و هو الرواة عن البيهقي.
2- بعدها في الأصل و خع:«أبو الهيثم بن السمرقندي» تحريف، و بعدها في المطبوعة:«و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي» و هو من الرواة عن اللالكائي (انظر الأنساب: اللالكائي).
3- هذه النسبة إلى اللوالك، و هي التي تلبس في الأرجل، و المشهور بهذه النسبة... و أبو بكر محمد بن هبة اللّه اللالكائي.
4- الأصل و خع، و في الدلائل للبيهقي 71/2 «الموصلي».
5- بعدها بالأصل و خع «عن» خطأ، و المثبت يوافق عبارة البيهقي.
6- عن خع و دلائل البيهقي، و بالأصل:«مؤمل» تحريف.
7- في الدلائل: إني كنت له تربا، و كنت له إلفا و خذنا.
8- بالأصل و خع:«بالحرورة» و المثبت عن الدلائل. و الحزورة: كانت سوق مكة، و دخلت في المسجد لما زيد، و العامة تقول: باب عزورة بالعين، و هو باب الحزورة، أحد أبواب المسجد الحرام.
9- رسمت بالأصل و خع و في المطبوعة: و صغرت، بالغين المعجمة، و هو تحريف، و الصواب ما أثبت عن الدلائل.
10- بياض بالأصل و خع مقدار كلمتين، و الزيادة عن الدلائل.
11- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن الدلائل.

فأكلنا منه، و نام أبوها ثم استيقظ صاحيا، فقال: ما هذه الحلة، و هذه النقيعة (1) و هذا الطعام ؟ فقالت له ابنته التي كانت كلمت عمّارا: هذه حلة كساكها محمد بن عبد اللّه [ختنك] (2) و بقرة أهداها لك - زاد البيهقي فذبحناها (3)-و قالوا: حين زوجه خديجة فأنكر أن يكون زوّجه و خرج يصيح حتى جاءوه - و قال البيهقي فجاءوه - فكلموه، فقال:

أين صاحبكم الذي تزعمون أني زوّجته فبرز له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلما نظر إليه قال: إن كنت زوّجته فسبيل ذلك، و إن لم أكن فعلت فقد زوّجته - قال الموصلي (4):و المجتمع أن عمها عمرو عمرو بن أسد الذي زوّجها.

قال البيهقي و فيما أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ : أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم تزوج بها و هو ابن خمس و عشرين سنة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن الحسين بن علي الفرخان، و أبو عمر (5) محمد بن محمد بن القاسم القرشي، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر (6) البوسنجي (7)،و أبو المحاسن أسد بن علي بن المؤمن بن زياد - بهراة - و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي، و أبو بكر [مجاهد بن أحمد] بن محمد المجاهدي (8) الطيب ببوشنج قالوا: أنبأنا أبو الحسن (9) عبد الرّحمن بن محمد المظفّر الداودي، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حمويه (10) السرخسي، أنبأنا أبو

ص: 189


1- بالأصل و خع:«المقنعة» و المثبت عن الدلائل، و النقيعة هي الجزور الذي جزرتها للضيافة (اللسان - نقع).
2- عن الدلائل، و سقطت من الأصل و خع.
3- بالأصل و خع:«قد كناها» كذا، و الصواب عن البيهقي.
4- كذا بالأصل و خع و البيهقي، و في المطبوعة:«المؤملي» و قد تقدم في بداية السند «المؤملي» بالأصل و خع. و في الميزان 184/3 «الموصلي».
5- بالأصل و خع:«أبو عمر بن محمد» تحريف.
6- في معجم البلدان «بوشنج»: المنتضى.
7- كذا بالأصل و خع بالسين المهملة، و الصواب بالشين المعجمة، و هذه النسبة إلى بوشنج بليدة نزهة من نواحي هراة، بينهما عشرة فراسخ (معجم البلدان - الأنساب).
8- بالأصل و خع «أبو الحسين» و الصواب عن معجم البلدان «بوشنج» و المشيخة 240/2.
9- بالأصل «المحامدي» و المثبت عن خع، و الزيادة السابقة عن المطبوعة.
10- عن خع و بالأصل «حيوية».

إسحاق إبراهيم بن خزيم (1)،أنبأنا أبو محمد عبد بن أبي حميد، (2) أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمر، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قال: لم يتزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على خديجة حتى ماتت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، أنبأنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (3) قال: كان أوّل امرأة تزوّجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خديجة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ . و تزوج خديجة قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي بكر، عتيق بن عائذ بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، فولدت [له] (4) امرأة، ثم هلك عنها. فتزوجها بعده أبو هالة النباش بن زرارة أحد بني عمرو بن تميم، حليف بني عبد الدار. فولدت له رجلا و امرأة. ثم هلك عنها فتزوّجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فولدت له بناته الأربع [زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة] (5) و ولدت له بعد البنات: القاسم و الطاهر و الطيب، فذهب الغلمة جميعا و هم يرضعون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي [أنبأنا] (6) الثابت بن بندار، أنبأنا أحمد بن علي الواسطي، أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضل الغلاّبي، أنبأنا أبي، أنبأنا محمد بن عمر الواقدي قال: أجمع أصحابنا أن أول امرأة تزوجت النبي صلى اللّه عليه و سلّم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يومئذ ابن خمس و عشرين سنة، و هي يومئذ بنت أربع و أربعين سنة، و كانت قبل تحت عتيق بن عائد المخزومي، و كان له منها ابنة. تزوجها (7) مالك بن زرارة أبو هالة (8) الأسدي، و كان حليف لبني عبد مناف (9) فولدت له هند بن أبي هالة.

ص: 190


1- عن خع و بالأصل: حرب.
2- كذا بالأصل و خع:«ابن أبي حميد» خطأ، و في تقريب التهذيب:«بن حميد» و قيل اسمه عبد الحميد. و بذلك جزم ابن حبان و غير واحد.
3- انظر سيرة ابن إسحاق ص 228 رقم 336 و الذي بالأصل و خع «أبي إسحاق» تحريف.
4- الزيادة عن سيرة ابن إسحاق ص 229.
5- الزيادة عن سيرة ابن إسحاق ص 229.
6- بالأصل و خع:«الثابت البنا» كذا و الزيادة ضرورية للإيضاح، و حذفنا «البنا» لأنها مقحمة.
7- بالأصل و خع:«زوجها» تحريف.
8- بالأصل و خع:«أبوها» تحريف.
9- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد 14/8: حالف بني عبد الدار بن قصي.

و كان الواقدي يزعم أن عمها عمرو بن أسد زوّجها، و أن أباها مات قبل الفجار.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد الفراوي و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (1) الحسن بن البنا، قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن حسن، عن محمد بن فليح، عن يزيد بن عياض، عن ابن شهاب قال: كانت خديجة بنت خويلد عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم قبل أن ينزل عليه القرآن، ثم نزل عليه القرآن و هي عنده، و هي أول من صدق النبي صلى اللّه عليه و سلّم و آمن به، ثم توفيت بمكة قبل أن يخرج النبي صلى اللّه عليه و سلّم بثلاث سنين.

قال: و أنبأنا الزبير بن بكار قال: و حدثني (2) محمد بن الحسن عن أبي ضمرة عن أبي بكر بن عثمان و غيره من أهل العلم: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ و هي أول امرأة تزوّجها و هي (3) يومئذ ابنة ثلاثين سنة. و كانت قبله عند عتيق بن عابد بن (4) عمر بن مخزوم فولدت له جارية يقال لها: أم محمد، تزوجها ابن عمّ لها يقال له صيفي بن أبي رفاعة بن عائد بن عبد اللّه، و هلك عتيق عن خديجة فتزوّجها أبو هالة بن مالك أحد بني عمرو بن تميم، ثم أحد بني أسيد (5) و بعض الناس يقول: أبو هالة قبل عتيق، فولدت لأبي هالة:

هالة و هندا (6).و ولدت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: القاسم و الطاهر و الطّيّب و زينب و رقيّة و أم كلثوم و فاطمة. و أمّا الذكور فماتوا بمكة، و أمّا البنات فتزوجهن كلهن و ولدن، فكانت زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عند أبي العاص [بن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس فولدت له عليا و أمامة رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين. و أوصى أبو العاص بن الربيع] (7)

ص: 191


1- بالأصل و خع «بنت» و الصواب عن ابن سعد 15/8.
2- بالأصل و خع:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت، عن أسانيد مماثلة متقدمة.
3- كذا بالأصل و خع، و تقدم في رواية أنها ابنة خمس و أربعين، و في رواية انها ابنة أربع و أربعين، و قيل ابنة أربعين، و روي عن ابن عباس أنها ابنة ثمان و عشرين. و العبارة في المطبوعة:«و هو يومئذ ابن ثلاثين سنة».
4- بالأصل «عمر» و الصواب عن خع، و انظر ابن سعد 16/8.
5- بالأصل و خع:«السيد» و المثبت عن ابن سعد.
6- بالأصل و خع:«و هند» خطأ.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.

إلى (1) أبي الزبير بن العوام فتزوج علي بن أبي طالب أمامة بنت أبي العاص بعد فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زوّجه إياها الزبير بن العوام.

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو (2) عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن فهم، أنا محمد بن سعد (3)،أنبأنا هشام بن محمد السائب الكلبي عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك [بن النّضر بن كنانة، و أمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن هرم (4) بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص (5) بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، و أمها هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص (6) بن عامر بن لؤي، و أمها العرقة و هي قلابة بنت سعيد بن سهم بن عمر بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب، و أمها عاتكة ابنة عبد العزى بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي، و أمها الحظية و هي ريطة بنت (7) كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي، و أمها نائلة (8) بنت حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن [غالب بن] (9) فهر بن مالك] (10).

قال: و كانت خديجة بنت أسد (11) قبل أن يتزوّجها أحد قد ذكرت (12) لورقة بن نفيل (13) بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ فلم يقض بينهما نكاح فتزوّجها أبو

ص: 192


1- بالأصل و خع «أبي» تحريف.
2- بالأصل و خع:«ابن» تحريف، و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
3- طبقات ابن سعد 14/8.
4- عن ابن سعد: الهرم.
5- عن ابن سعد، و بالأصل «قبيص».
6- عن ابن سعد و بالأصل: هضيم.
7- بالأصل «بن» و الصواب عن ابن سعد.
8- عن ابن سعد و بالأصل «قائلة».
9- زيادة عن ابن سعد.
10- ما بين معكوفتين من: بن النضر بن كنانة إلى هنا سقط من خع، و المثبت يوافق رواية ابن سعد 14/8.
11- كذا وردت بالأصل هنا منسوبة إلى جدها، و في خع: بنت خويلد بن أسد، و في ابن سعد: بنت خويلد.
12- بالأصل «فذكرت» و المثبت عن خع و ابن سعد.
13- كذا بالأصل و خع بزيادة «بن نفيل» و سقطت اللفظة من ابن سعد.

هالة، و اسمه هند بن النبّاش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غوي بن جروة (1) بن أسيد بن عمرو (2) بن تميم و كان (3) أبو هالة ذا شرف (4) في قومه، و نزل مكة فحالف بها بني عبد الدار بن قصيّ . و كانت قريش تزوج (5) حليفهم، فولدت (6) خديجة لأبي هالة رجلا يقال له هند و هالة رجلا أيضا. ثم خلف عليها أبي هالة عتيق بن عابد بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم فولدت له جارية يقال لها هند فتزوجها صيفي بن أمية بن عابد بن عبد اللّه بن [عمر بن] (7) مخزوم [و هو ابن عمها] فولدت له محمدا (8) و يقال لبني محمد هذا بنو الطاهرة لمكان خديجة. و كانت له بقية (9)بالمدينة و عقب فانقرضوا، و كانت خديجة تدعا أم هند.

قال: و أنبأنا محمد بن عمر [حدثنا] (10) عبد الرّحمن بن أبي الزناد (11)،عن أبيه، عن عروة، عن عائشة أن خديجة كانت تكنى أم هند.

قال: و أنبأنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح، عن ابن عباس قال (12):كانت خديجة يوم تزوّجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابنة ثمان (13) و عشرين سنة و مهرها ثنتي عشرة أوقية و كذلك كانت مهور نسائه.

قال و أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا المنذر بن عبد اللّه الخزامي (14)،عن

ص: 193


1- بالأصل و خع:«جيرويه» و المثبت عن ابن سعد.
2- عن ابن سعد، و بالأصل و خع «عمر».
3- بالأصل و خع:«و قال» تحريف و الصواب عن ابن سعد. و في ابن سعد:«أبوها» بدل «أبو هالة».
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن خع و ابن سعد.
5- عن ابن سعد و بالأصل و خع: تتزوج.
6- بعدها بالأصل و خع «له» و لا ضرورة لها، فحذفناها بما يوافق عبارة ابن سعد.
7- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن ابن سعد في الموضعين.
8- بالأصل و خع «محمد» خطأ.
9- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن ابن سعد.
10- بالأصل و خع «بن» تحريف، و الصواب عن ابن سعد.
11- بالأصل و خع:«الزياد» و الصواب «الزناد» عن ابن سعد.
12- انظر الخبر في طبقات ابن سعد 17/8.
13- بالأصل و خع «ثمانية» خطأ، و الصواب ما أثبت.
14- بالأصل و خع:«الخزامي» تحريف و الصواب ما أثبت. انظر ابن سعد 17/8.

موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير. قال: سمعت حكيم بن حزام يقول:

تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خديجة و هي ابنة أربعين سنة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ابن خمس و عشرين سنة، و كانت (1) أسن مني بسنتين ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة و ولدت أنا قبل الفيل بثلاث عشرة (2) سنة.

و توفيت خديجة بنت خويلد في شهر رمضان سنة عشر من النبوة و هي يومئذ ابنة خمس و ستين سنة فخرجنا بها من منزلها حتى دفناها بالحجون، و نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في حفرتها، و لم تكن يومئذ سنّة الجنازة الصّلاة عليها (3) قيل و متى ذلك يا أبا خالد؟ قال:

قبل الهجرة بسنوات ثلاث أو نحوها و بعد خروج بني هاشم من الشعب بسنتين (4).

قال: و كانت أول امرأة تزوّجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أولاده كلهم منها غير إبراهيم بن مارية، و كانت تكنى أم هند بولدها من زوجها أبي هالة التميمي.

قال: و أنبأنا محمد بن عمر [عن محمّد] (5) بن صالح و عبد الرّحمن بن عبد العزيز (6) قال: و توفيت خديجة لعشر خلون من شهر رمضان و ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، و هي يومئذ بنت خمس و ستين سنة.

أخبرنا أبو الحسن [علي] (7) بن المسلّم الفقيه الفرضي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد السّلمي، أنبأنا جدي أبي بكر، أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي، أنبأنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي من قرية جوبر، أنبأنا مروان بن معاوية الفزاري عن وائل بن داود، عن عبد اللّه البهيّ (8) قال:

ص: 194


1- بالأصل و خع «و كان» تحريف و الصواب عن ابن سعد.
2- بالأصل و خع:«عشر» خطأ.
3- عن خع و سقطت من الأصل.
4- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد 18/8 و مختصر ابن منظور 275/2 بيسير.
5- سقطت من الأصل و خع و استدركت الزيادة عن ابن سعد 18/8.
6- بالأصل و خع «عبد العزى» تحريف و الصواب ما أثبت عن ابن سعد، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن خع، و وردت كنيته فيها «أبو الحسين» تحريف.
8- في خع «عبد اللّه النهي» و الصواب «البهي» عن تقريب التهذيب مولى مصعب بن الزبير، و يقال اسم أبيه يسار. و في الأصل:«عبد اللّه بن الهني».

قالت عائشة: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من الثناء عليها و استغفار، فذكرها ذات يوم فاحتملتني الغيرة فقلت: لقد عوضك اللّه من كبيرة السن قالت (1):فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غضب غضبا أسقطت في خلدي و قلت في نفسي:

اللّهم إنك إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء ما بقيت. فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما لقيت قال:«كيف قلت ؟ و اللّه لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، و آوتني إذ رفضني الناس، و صدقتني إذ كذبني الناس، و رزقت مني الولد إذ حرمتموه مني».

قالت: فغدا و راح علي بها شهرا[603].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي (2)،[ثنا محمد بن بشر] (3)أنبأنا محمد بن عمرو، أنبأنا أبو سلمة و يحيى بن (4) عبد الرّحمن بن حاطب قالا (5):

لما هلكت خديجة جاءت خولة ابنة حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت: يا رسول اللّه أ لا تزوّج (6) قال:«من»؟ قالت: إن شئت بكرا و إن شئت ثيّبا؟ قال:«فمن البكر»؟ قالت: ابنة أحب خلق اللّه إليك عائشة ابنة أبي بكر. قال:«و من الثيّب»؟ قالت: سودة ابنة زمعة قد آمنت بك و اتبعتك على ما تقول. قال:«فاذهبي فاذكريهما علي». فدخلت بيت أبي بكر، فقالت يا أم رومان ما ذا أدخل اللّه عليكما من الخير و البركة ؟ قالت: و ما ذاك ؟ قالت: أرسلني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أخطب عليه عائشة. قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر قالت: يا أبا بكر، ما ذا أدخل اللّه تعالى عليكما من الخير و البركة ؟ قال: و ما ذا؟ قالت: أرسلني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أخطب عائشة. و قال: هل تصلح له إنما هي بنت أخيه ؟ فرجعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فذكرت ذلك له، فقال:«ارجعي إليه فقولي له:

أنا أخوك و أنت أخي في الإسلام و ابنتك تصلح لي» فرجعت فذكرت ذلك لأبي بكر قال: انتظري و خرج. قالت أم رومان: إن مطعم بن عدي قد كان ذكرها [على] (7) ابنه

ص: 195


1- بالأصل «قال» تحريف.
2- الحديث في مسند أحمد 210/6.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و الزيادة عن المسند.
4- بالأصل و خع بعدها:«بن معين بن عبد الرحمن» تحريف، و في المسند: أبو سلمة و يحيى.
5- بالأصل و خع:«قال» و الصواب عن المسند.
6- بالأصل و خع:«أتزوج» و الصواب عن المسند.
7- الزيادة عن المسند و خع.

فو اللّه ما وعد وعدا قط فأخلفه لأبي بكر. فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي و عنده امرأته أمّ الفتى فقالت: يا ابن أبي قحافة لعلك مصبئ صاحبنا فمدخله في دينك الذي أنت عليه إن تزوج إليك ؟ قال أبو بكر للمطعم بن عدي: أقول هذه تقول [قال: إنها تقول] (1) ذلك. فخرج من عنده و قد أذهب اللّه تعالى ما كان في نفسه من عدته التي وعده (2) فرجع فقال لخولة: ادعي لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فدعته، فزوّجها إياه و عائشة يومئذ بنت ست سنين، ثم خرجت فدخلت على سودة ابنة زمعة فقالت: ما ذا أدخل اللّه عليك من الخير و البركة ؟ قالت: و ما ذاك ؟ قالت: أرسلني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أخطبك عليه، قالت: وددت ادخلي (3) إلى أبي فاذكري ذلك (4) له، و كان شيخا كبيرا قد أدركته السنّ ، قد تخلف عن الحج. فدخلت عليه فحييته تحية الجاهلية، فقال من هذه ؟ قالت: خولة ابنة حكيم، قال: فما شأنك ؟ قالت: أرسلني محمد بن عبد اللّه أخطب عليه سودة، قال: كفي كريم، ما (5) تقول صاحبتك ؟ قالت: تحب ذاك، قال: ادعيها لي، فدعتها.

قال: أي بنيّة إن هذه تزعم أن محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك، قالت (6):و هو كفي كريم أ تحبين أن أزوّجك (7)؟قالت: نعم، قال: ادعيه لي فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إليه فزوّجها إياه، فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج، فجعل يحثي في رأسه التراب فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سودة ابنة زمعة.

قالت عائشة: فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج في السّنح (8)قالت: فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فدخل بيتنا، و اجتمع إليه رجال من الأنصار و نساء فجاءت إليّ أمي و إني لفي أرجوحة بين عذقين يرجّح بي، فأنزلتني من الأرجوحة و لي

ص: 196


1- الزيادة عن المسند و خع.
2- عن خع و بالأصل «وعد».
3- عن المسند، و بالأصل و خع «ادخل».
4- عن المسند و بالأصل و خع «ذلك».
5- في خع: ما ذا تقول.
6- كذا بالأصل و خع، و هذه اللقطة سقطت من المسند، و القول التالي من كلام والدها و ليس من كلام سودة.
7- في المسند: أزوجك به.
8- السنح: من محال المدينة، كان فيها منزل أبي بكر (ياقوت).

جميمة (1) فرفتها و مسحت وجهي بشيء من ماء، ثم و جعلت تقربني (2) حتى وقفت بي عند الباب، و إني لأنهج حتى سكن من نفسي ثم دخلت بي فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جالس على سرير في بيتنا و عنده رجال و نساء من الأنصار فأجلستني في حجره، ثم قالت:

هؤلاء أهلك فبارك اللّه لك فيهم و بارك لهم فيك، فوثبت الرجال و النساء فخرجوا و بنى بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في بيتنا، ما نحرت عليّ صدور و لا ذبحت عليّ شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسلها لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا دار إلى نسائه، و أنا يومئذ ابنة تسع سنين.

قال: أبو داود أخرج بعض هذا الحديث عن عبيدة (3) بن معاذ، عن أبيه عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن وحده عن عائشة، و كذلك رواه سعد بن يحيى بن سعيد الأموي عن أبيه عن محمد بن عمرو بطوله.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى حدثنا زهير عن جرير (4)،عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقسم لعائشة يومين يومين يومها و يوم سودة (5).

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن فهم، أنبأنا محمد بن سعد (6)،أنبأنا محمد بن عمر، حدثني مخرمة بن بكير، عن أبيه قال: قدم السكران بن عمرو مكة من

ص: 197


1- بالأصل:«حشمة» و في خع «حمشة» و المثبت عن المسند الجميمة تصغير الجمّة و هي مجتمع شعر الرأس و هي أكثر من الوفرة (اللسان).
2- في المسند: ثم أقبلت تقودني.
3- بالأصل و خع «عبيدة» و في سنن أبي داود:«عبيد اللّه» و انظر الكاشف للذهبي 204/2.
4- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو يعلى حدثنا جرير بن زهير بن جرير» و الصواب ما أثبت انظر الكاشف ترجمة زهير بن حرب و فيه يروي عن جرير.... و عنه أبو يعلى.
5- كذا ورد الخبر بالأصل و خع، و ذكر في المختصر 277/2 عن عائشة قالت: ما رأيت امرأة أحب إليّ أن أكون في مسلاخها، من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة. قال: فلما كبرت جعلت يومها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لعائشة... و بقية الحديث كالأصل.
6- طبقات ابن سعد 53/8.

أرض الحبشة، و معه امرأته سودة بنت زمعة فتوفي عنها بمكة فلما حلّت أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إليها فخطبها، فقالت: أمري إليك يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«مري (1) رجلا من قومك يزوّجك»، فأمرت حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود فزوّجها، و كانت (2) أول امرأة تزوّجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد خديجة[605].

قال و أنبأنا ابن عمر (3)[حدثنا] (4) محمد بن عبد اللّه بن مسلم، قال:

سمعت أبي يقول: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سودة في رمضان سنة عشر من النبوة، بعد وفاة خديجة و قبل تزويج عائشة، و دخل بها مكة، و هاجر بها إلى المدينة.

و عن أبيه (5) أن سودة توفيت في شوال سنة أربع و خمسين بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان. قال محمد بن عمر: و هو الثبت عندنا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب بمشكان، أنبأنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسين النهاوندي، أنبأنا القاضي (6) أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن بن الأشقر، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد (7) بن إسماعيل البخاري، أنبأنا يحيى بن سليمان، أنبأنا ابن وهب عن عمرو، عن سعيد بن أبي هلال، قال: توفيت سودة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم في زمن عمر.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا [أبو] (8) عمرو بن حمدان، أنبأنا الحسن (9) بن سفيان، أنبأنا [هشام بن عمّار، نا ابن

ص: 198


1- بالأصل و خع:«امري» و المثبت عن ابن سعد 53/8.
2- بالأصل و خع:«و كان» و المثبت عن ابن سعد.
3- عن ابن سعد 53/8 و هو محمد بن عمر الواقدي.
4- سقطت من الأصل و خع و استدركت عنا بن سعد.
5- يعني عن عبد اللّه بن مسلم، والد محمد، انظر ابن سعد 57/8.
6- بالأصل و خع:«القاضي أبو العلاء أبو العباس» و كنيته:«أبو العباس» و لقطة أبو العلاء مقحمة، انظر التبصير 593/2 و ضبطت زنبيل بفتح الزاي عنه.
7- بالأصل و خع:«محمد» تحريف، انظر الكاشف 226/3 و تهذيب التهذيب ترجمة يحيى بن سليمان فيهما.
8- سقطت من الأصل و خع و استدركت من إسناد مماثل متقدم و انظر الأنساب (البحيري).
9- بالأصل و خع:«الحسين» تحريف، و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.

عياش عن] (1) هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: تزوجني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد خديجة بثلاث سنين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد (2) الأزجيّ ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن أبان السراج، أنبأنا بشار بن موسى الخفّاف، أنبأنا خالد بن عبد اللّه، أنبأنا خالد الحذّاء.

قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: كان عمرو بن العاص جالسا يحدث الناس عن جيش السلاسل.

قال: قلت يا رسول اللّه، أي الناس أحب إليك ؟ قال:«عائشة» قلت من الرجال ؟ قال:«أبوها أبو بكر». قلت: ثم من ؟ قال:«ثم عمر بن الخطاب» قلت: ثم من ؟ قال:

فعدّ لي رجالا[606].

رواه البخاري عن إسحاق بن شاهين الواسطي. رواه مسلم عن يحيى بن يحيى النيسابوري جميعا عن خالد بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا محمد بن علي السيرافي، أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران بن موسى، أنبأنا موسى بن زكريا، أنبأنا (3) أبو عمرو خليفة بن خياط ، أنبأنا علي بن محمد (4)، عن أبي زكريا العجلاني، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: ابتنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعائشة بعد رجوعه من بدر.

قال خليفة: فيها يعني سنة اثنتين (5) ابتنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعائشة.

ص: 199


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة.
2- بالأصل و خع «الأسد» و المثبت عن تذكرة الحفاظ 1275/4. و الأزجي هذه النسبة إلى باب الأزج محلة كبيرة ببغداد.
3- بالأصل و خع:«أنبأنا عمرو بن حيوية و خليفة بن خياط » و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
4- بالأصل و خع:«أحمد» تحريف و الصواب عن تاريخ خليفة ص 65.
5- بالأصل و خع:«اثنين» تحريف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي الصّوّاف، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا هاشم بن محمد، أنبأنا الهيثم بن عدي، أخبرنا أبو الحسين (1)محمد بن محمد الفرّاء، أنبأنا أبي أبو يعلى.

و أخبرنا أبو السعود أحمد بن المجلي (2)،أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، قالا:

أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني المقرئ، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن (3) مخلد بن حفص العطار قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي قال: توفيت عائشة سنة ست و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه أحمد قال: بلغني: ماتت عائشة سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أنبأنا عبد العزيز الكتاني حدثنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون قال: أنبأنا أبو زرعة، أخبرني محمد بن أبي عمر، عن ابن عيينة (4)،عن هشام بن عروة قال: توفيت عائشة سنة سبع و خمسين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن (5) السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمر الأشناني، أنبأنا موسى بن زكريا التستري، أنبأنا خليفة بن خياط (6) العصفري شباب قال: و فيها - يعني: سنة سبع و خمسين - ماتت عائشة (7)[أم المؤمنين، و أبو هريرة.

ص: 200


1- بالأصل و خع «أبو الحسن» تحريف و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
2- بالأصل و خع:«أبو السعود بن أحمد المحلي» و الصواب عن تبصير المنتبه 1344/4 و فيه: أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي من شيوخ ابن الجوزي.
3- بالأصل و خع:«محمد بن مخلد المخلص بن مخلد بن حفص العطار» و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة تقدمت، و انظر مطبوعة ابن عساكر (عاصم - عائذ ص 70-71).
4- بالأصول و خع «ابن عتيبة» تحريف، و الصواب ما أثبت عن المطبوعة.
5- بالأصل و خع «أبو الحسين» تحريف و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
6- انظر تاريخ خليفة ص 225 حوادث سنة 57.
7- سقط بالأصل و خع من هنا، يستمر عدة صفحات، نستدركه في المتن ضمن معكوفتين عن المطبوعة.

قال خليفة: روى ذلك ابن عيينة عن هشام بن عروة قال:

توفيت عائشة سنة سبع و خمسين.

ح أخبرنا أبو الفضل بن ناصر البغدادي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب الواسطي أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجرّاحي.

ح قال و أخبرنا ابن خيرون، أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما النّعالي (1)،أخبرنا جدي لأمي إسحاق بن محمد النعالي.

قالا: أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق المدائني، حدثنا أبو عمرو قعنب بن المحرّر (2) بن قعنب الباهلي، حدثنا أبو عاصم أو غيره قال:

ماتت عائشة سنة ثمان و خمسين.

أخبرنا ح أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون أخبرنا عبد الملك بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

قال أبي و عمي أبو بكر:

و ماتت عائشة سنة ثمان و خمسين. انتهى.

أخبرنا ح أبو البركات الأنماطي، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا أبو العلاء، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا الأحوص بن المفضل، حدثنا أبي قال:

و ماتت عائشة سنة ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري (3)،أنبأنا أبو طاهر المخلص - إجازة - أن أبا محمّد عبيد اللّه بن

ص: 201


1- النعالي: بكسر النون و فتح العين المهملة. هذه النسبة إلى عمل النعال و بيعها كما في الأنساب للسمعاني و من المنتسبين إليها أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة بن دوما النعالي.
2- ضبطت اللفظتان عن التبصير 1262/4.
3- هذه النسبة - بالضم ثم سكون السين المهملة - إلى بسر بن أرطأة، و قيل: ابن أبي أرطأة.

عبد الرحمن بن محمّد بن عيسى بن خلف السّكري، حدثهم قال: رفع إليّ أبو الحسن عبد الرحمن بن محمّد بن المغيرة الصيرفي كتابة، و أخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي عبيد القاسم بن سلاّم الثقة، و أنه سمعه من أبيه محمد بن المغيرة، و أن أباه قرأه على أبي عبيد قال أبو محمّد: فنسخته و قرأته عليه قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو عبيد قال:

سنة ثمان و خمسين فيها توفيت عائشة أمّ المؤمنين في شهر رمضان، و صلى عليها أبو هريرة بالمدينة، و كان استخلفه الوليد بن عتبة، و مروان بن الحكم عليها.

أخبرنا ج أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدثنا يعقوب قال:

و فيها - يعني سنة ثمان و خمسين - ماتت عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

و قد قال أبو نعيم:

توفيت في سنة ثمان و خمسين هي و الحسن بن علي و سعد بن أبي وقاص.

قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدثنا ابن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن سالم (2)سبلان قال:

ماتت عائشة ليلة سبع عشرة من شهر رمضان بعد الوتر، و أمرت (3) أن تدفن في

ص: 202


1- طبقات ابن سعد 86/8 ترجمة عائشة.
2- هو سالم بن عبد اللّه النصري، أبو عبد اللّه المدني، و سبلان بفتح المهملة و الموحدة، مات سنة عشر و مائة، انظر تقريب التهذيب.
3- في ابن سعد:«فأمرت أن تدفن من ليلتها» و انظر مختصر ابن منظور 278/2.

ليلتها، فاجتمع الناس و حضروا فلم نر ليلة أكثر ناسا منها، نزل أهل العوالي (1)و دفنت (2) بالبقيع (3).

قال و حدثنا محمّد بن سعد (4) حدثنا محمّد بن عمر عن عبد اللّه بن عروة (5) عن عثمان بن عروة عن أبيه قال:

توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من شهر رمضان، سنة ثمان و خمسين، و صلى عليها أبو هريرة.

قال محمد بن عمر (6):

توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان و خمسين و دفنت من ليلتها بعد الوتر و هي يومئذ ابنة ست و ستين سنة.

أخبرنا ج أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أخبرنا أبو عبد اللّه النهاوندي، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خياط قال:

و فيها - يعني سنة ثلاث - تزوج النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم حفصة بنت عمر في شعبان.

قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمّد بن سعد (7)،أخبرنا محمّد بن عمر، حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر قال:

ص: 203


1- العوالي: أماكن بأعلى أراضي المدينة و أدناها من المدينة على أربعة أميال، و أبعدها من جهة نجد ثمانية. (اللسان: علا).
2- ابن سعد و مختصر ابن منظور: فدفنت.
3- البقيع: مقبرة أهل المدينة (اللسان).
4- طبقات ابن سعد 80/8.
5- في ابن سعد:«عبيد اللّه» و في تقريب التهذيب: عبد اللّه بن عروة بن الزبير بن العوام، أبو بكر الأسدي، بقي إلى أواخر دولة بني أمية. و انظر الكاشف 98/2.
6- ابن سعد 78/8.
7- ابن سعد 81/8 و مختصر ابن منظور 278/2.

ولدت حفصة و قريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى اللّه عليه و سلّم بخمس سنين.

قال: و حدثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سرة عن حسين بن أبي حسين قال (1):

تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرا قبل أحد.

أخبرنا ج أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن بن البناء قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - حدثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنبأنا المدائني: أنه تزوجها - يعني حفصة - سنة ثلاث من الهجرة و أما الأثرم فزعم عن أبي عبيدة: أنه تزوجها سنة اثنتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني الحافظ ، حدثنا محمّد بن موسى الحلواني، حدثنا المنذر بن الوليد الجارودي، حدثنا أبي، حدثنا الحسين بن أبي جعفر عن عاصم عن زر عن عمار بن ياسر.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أراد أن يطلّق حفصة فجاءه جبريل فقال: لا تطلقها فإنّها صوّامة قوّامة و هي زوجتك في الجنة (2).

أخبرنا أبو البركات، أخبرنا ثابت بن بندار، و أخبرنا أبو العلاء أخبرنا أبو بكر أخبرنا الأحوص بن المفضل، حدثنا أبي قال:

ماتت حفصة سنة ثمان و عشرين. لا أدري هذا محفوظ أم لا؟ أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفر، أخبرنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب بن زياد المدائني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه [بن] البرقي قال:

و توفيت حفصة عام فتحت إفريقية فيما ذكر ابن وهب عن مالك، و زعم يزيد بن أبي حبيب أنّ فتح إفريقية سنة سبع و عشرين، و فتحت إفريقية أيضا سنة خمس و ثلاثين،

ص: 204


1- الخبر في ابن سعد 83/8 و مختصر ابن منظور 278/2.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 84/8 و 85 برواية مختلفة و بأسانيد مختلفة، و عن عمار في مختصر ابن منظور 279/2.

و فتحت إفريقية أيضا سنة ثلاث و خمسين، و يقال: إنها توفيت سنة خمس و أربعين.

قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا ابن سعد (1) قال: قال محمد بن عمر:

توفيت حفصة في شعبان سنة خمس و أربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و هي يومئذ ابنة ستين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن البسري (2)،أخبرنا أبو طاهر المخلص - إجازة - حدثنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن السكري قال: رفع إلي أبو الحسن عبد الرحمن بن محمّد الصيرفي كتابه، و أخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي عبيد القاسم بن سلام، و أنه سمعه من أبيه، و أن أباه قرأه بخط أبي عبيد و قرأته عليه، و قال:

حدثني أبي، حدثني أبو عبيد قال:

سنة خمس و أربعين: فيها توفيت حفصة بنت عمر زوج النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم، و يقال: سنة سبع.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حدثنا أبو زرعة قال: حدثني الحارث بن مسكين عن ابن وهب، عن مالك بن أنس قال:

توفيت حفصة عام فتحت إفريقية.

قال أبو زرعة:

فنرى - و اللّه أعلم - أنّ وجه قول مالك بن أنس: توفيت حفصة عام فتحت إفريقية، أنّه سنة خمسين في إمارة مروان على المدينة (3).

ص: 205


1- ابن سعد 86/8.
2- هذه النسبة - بالضم ثم سكون السين المهملة - إلى بيع البسر و شرائه كما ظن السمعاني و منهم أبو القاسم و اسمه: علي بن أحمد بن محمد بن البسري البندار، يروي عن أبي طاهر المخلص.
3- قال خليفة أن معاوية عزل مروان عن المدينة سنة 48 ثم وليها سنة 54 (انظر تاريخ خليفة ص 208 و 228) و انظر أسد الغابة 369/4 و فيه: أن معاوية عزل مروان عن المدينة سنة 48 و استعمل عليها سعيد بن أبي العاص، و بقي عليها أميرا إلى سنة أربع و خمسين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا أبو عمرو خليفة بن خياط (1)قال:

و في هذه السنة - يعني سنة ثلاث - تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زينب بنت خزيمة من بني عامر بن صعصعة، و هي أم المساكين في رمضان فعاشت عنده شهرين أو ثلاثة.

قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمّد بن سعد (2)، أخبرنا محمّد بن عمر و حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب قال:

و حدثنا محمّد بن قدامة عن أبيه قالا:

خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زينب بنت خزيمة الهلالية أمّ المساكين (3)،فجعلت أمرها إليه، فتزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أشهد، و أصدقها اثنتي عشرة أوقية و نشّا (4)،و كان تزويجه إياها في شهر رمضان على رأس أحد و ثلاثين شهرا من الهجرة، فمكثت عنده ثمانية أشهر و توفيت في آخر شهر ربيع الآخر على رأس تسعة و ثلاثين شهرا، و صلى عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و دفنها بالبقيع.

قال و أخبرنا محمّد بن عمر قال (5):

سألت عبد اللّه بن جعفر: من نزل في حفرتها؟ فقال: إخوة لها ثلاثة. قلت: كم كان سنّها يوم ماتت ؟ قال: ثلاثين سنة أو نحوها.

ص: 206


1- انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 66.
2- انظر ابن سعد 115/8.
3- سميت بأم المساكين لكثرة إطعامها المساكين و صدقتها عليهم،(انظر أسد الغابة 129/6).
4- النشّ : النصف من كل شيء، عن ابن الأعرابي، و في الحديث أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم لم يصدق امرأة من نسائه أكثر من ثنتي عشرة أوقية و نشّا. قال أبو عبيد قال مجاهد:- الأوقية أربعون، و النش عشرون (يعني درهما) و قالت عائشة: و النش: نصف أوقية.(تهذيب اللغة للأزهري).
5- طبقات ابن سعد 116/8.

أخبرنا (1) أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أبي الحديد (2) و أبو نصر الحسين بن محمّد بن طلاّب الخطيب قالا: أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد المصري، حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا عبد اللّه بن سنان الخراساني (3)حدثنا عبد اللّه بن المبارك عن معمر الزهري عن عروة عن أم حبيبة:

أنها كانت تحت عبد (4) اللّه بن جحش، و كان دخل (5) إلى النجاشي فمات. و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تزوج أمّ حبيبة، و إنها لبأرض (6) الحبشة، زوجها إياه النجاشي، و مهرها أربعة آلاف، ثم جهّزها من عنده، و بعث بها مع شرحبيل بن حسنة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و جهازها كلّه من عند النجاشي، و لم يرسل إليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شيئا (7)،و كان مهر أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلّم أربعمائة درهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي، أخبرنا عبد اللّه بن عدي (8) الجرجاني، حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا شبابة، حدثنا خارجة بن مصعب عن ابن السائب و هو الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية:

عَسَى اللّٰهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ الَّذِينَ عٰادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً (9) .

قال: و كانت المودة التي جعل اللّه بينهم تزويج النبي صلى اللّه عليه و سلّم بأم حبيبة بنت أبي

ص: 207


1- الخبر في تاريخ ابن عساكر: مطبوعة تراجم النساء ص 79.
2- في مطبوعة تراجم النساء 79 أبو الحسن محمد بن عثمان بن أبي الحديد المصري.
3- في مطبوعة تراجم النساء «الخراساني» تحريف.
4- في المطبوعة/السيرة النبوية قسم 171/1 «عبد اللّه» تحريف و الصواب «عبيد اللّه» كما أثبتناه عن تراجم النساء لابن عساكر، و أسد الغابة 115/6 و نسب قريش 123 و ابن سعد 68/8 أما عبد اللّه بن جحش فهو زوج زينب بنت خزيمة، قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قد توفي عنها يوم أحد.
5- في مطبوعة السيرة «دخل» و المثبت يوافق مطبوعة ابن عساكر تراجم النساء 79.
6- في مسند أحمد 427/6 و إنها بأرض.
7- في مطبوعة تراجم النساء: بشيء.
8- انظر الكامل في الضعفاء لابن عدي 116/6 ترجمة محمد بن السائب الكلبي.
9- سورة الممتحنة، الآية:7.

سفيان، فصارت أمّ المؤمنين و صار معاوية خال المؤمنين.

[اسم أبي صالح باذام المكي، و اسم الكلبي محمّد بن السائب] (1).

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، حدثنا محمّد بن سعد (2)، قال: و حدثني محمّد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة.

قال: و حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم قالا:

كان الذي زوّجها و خطب إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، و ذلك سنة سبع من الهجرة، و كان لها يوم قدم بها المدينة بضع و ثلاثون سنة.

قال محمّد بن عمر (3):

و توفيت سنة أربع و أربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزعفراني، أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: و قال غير ابن إسحاق:

في هذه السنة - يعني سنة أربع - في شوال تزوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم أمّ سلمة بنت أبي أمية.

قال ابن أبي خيثمة و خالفه أبو عبيدة معمر بن المثنى أخبرنا الأثرم عنه.

أنه تزوجها بعد وقعة بدر من سنة اثنتين.

أخبرنا ج أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خياط (4) قال:

ص: 208


1- هذه العبارة سقطت من نهاية الخبر في مطبوعة تراجم النساء.
2- طبقات ابن سعد 99/8.
3- طبقات ابن سعد 100/8.
4- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور 280/2 و لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة، و لا أي خبر يختص بأم سلمة.

و في هذه السنة، و هي سنة أربع تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمّ سلمة بنت أبي أمية في شوال.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلال، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد الصوفي، أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصيرفي، أخبرنا أبو العباس محمّد بن إسحاق البيهقي (1)،حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب:

أنّه دخل على زينب بنت أبي سلمة فحدثته أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان عند أم سلمة، فجعل الحسن من شق،[و] الحسين من شق، و فاطمة في حجره فقال: رَحْمَتُ اللّٰهِ وَ بَرَكٰاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (2).و أنا و أم سلمة جالستان، فبكت أمّ سلمة، فنظر إليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«ما يبكيك»؟ فقالت: خصصتهم و تركتني و ابنتي فقال:«أنت و ابنتك من أهل البيت».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا ثابت بن بندار أخبرنا محمّد بن علي، أخبرنا محمّد بن أحمد، أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان، حدثنا أبي قال:

حدثني الواقدي عن ابن نافع عن أبيه، قال:

دخل عليها - يعني أمّ سلمة - أبو هريرة و مروان يومئذ، فماتت، و ابن عمر لا ينكر ذلك و الصلاة في البقيع و هو مع الناس.

قال أبي: و قال مصعب:

صلى عليها ابن أختها عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي أمية الذي يحدث عنه سعيد بن المسيب.

قرأت على أبي غالب بن البناء، عن أبي محمّد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية، حدثنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، حدثنا محمّد بن سعد (3)،

ص: 209


1- كذا بالأصل، و بهامش المطبوعة:«و المعروف محمد بن إسحاق أبو العباس السراج روى عن قتيبة بن سعيد و عنه أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الصيرفي، و لم يعرف في نسب السراج أنه بيهقي».
2- سورة هود، الآية:73.
3- طبقات ابن سعد 96/8.

أخبرنا محمّد بن عمر عن الزبير بن موسى عن مصعب بن عبد اللّه عن عمر بن أبي سلمة قال:

نزلت في قبر أم سلمة أنا و أخي سلمة و عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي أمية، و عبد اللّه بن وهب بن زمعة الأسدي، و كان لها يوم ماتت أربع و ثمانون سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - إجازة - و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن المظفر، أخبرنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي قال:

و يقال: إنها - يعني أم سلمة - توفيت في شوال سنة تسع و خمسين (1)،و في الحديث ما يدل على أنها توفيت بعد الستين (2).

أخبرنا ج أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدثنا أبو بكر الخطيب.

ص: 210


1- و هو قول الواقدي، نقله في الإصابة 459/4.
2- الحديث أخرجه مسلم في كتاب الفتن و أشراط الساعة(52)، (2) باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت، ح 2882، ص 2208/4 و نصه: «حدثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر بن أبي شيبة و إسحاق بن إبراهيم - و اللفظ لقتيبة، قال إسحاق: أخبرنا. و قال الآخران: حدثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد اللّه بن القبطية قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة و عبد اللّه بن صفوان، و أنا معهما، على أم سلمة، أم المؤمنين فسألاها عن الجيش الذي يخسف به. و كان ذلك في أيام ابن الزبير. فقالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم. فقلت يا رسول اللّه: فكيف بمن كان كارها؟ قال: يخسف به معهم. و لكنه يبعث يوم القيامة على نيته». قال القاضي عياض: قال أبو ليد الكتاني؛ هذا ليس بصحيح، لأن أم سلمة توفيت في خلافة معاوية قبل موته بسنين، سنة تسع و خمسين. و لم تدرك ابن الزبير. قال القاضي: قد قيل إنها توفيت أيام يزيد في أولها. فعلى هذا يستقيم ذكرها، لأن ابن الزبير نازع يزيد أول ما بلغته بيعته عند وفاة معاوية. و ممن ذكر وفاة أم سلمة أيام يزيد، أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب (الذي في الاستيعاب 422/4 هامش الإصابة أنها توفيت أول خلافة يزيد سنة ستين). قال الدارقطني: هي عائشة (يعني التي روت الحديث)، و قال: و الحديث محفوظ عن أم سلمة و هو أيضا محفوظ عن حفصة. و ممن ذكر أن أم سلمة توفيت أيام يزيد أيضا، أبو بكر بن أبي خيثمة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، حدثنا أبو بكر بن اللالكائي.

قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سنة تسع و خمسين يقال: فيها ماتت أم سلمة و أبو هريرة.

أخبرنا ج أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو طاهر المخلص - إجازة - أن أبا محمّد عبيد اللّه بن عبد الرحمن السكري حدثهم قال:

رفع إليّ أبو الحسن عبد الرحمن بن محمّد الصيرفي كتابه و أخبرني عن أبيه أنه قرأ بخط أبي عبيد القاسم بن سلام، و أنه سمعه من أبيه، و أن أباه قرأه على أبي عبيد قال أبو محمّد: فنسخته و قرأته عليه قال: حدثني أبو عبيد قال:

سنة تسع و خمسين فيها توفيت أمّ سلمة زوج النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم و يقال: توفيت سنة إحدى و ستين.

أخبرتنا ج أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، حدثنا محمّد بن جعفر، حدثنا عبيد اللّه بن سعد، حدثنا عمي و قرأته أنا بخطه:

ماتت أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم سنة إحدى و ستين حين جاء نعي الحسين.

و هذا هو الصحيح.

أخبرنا ج أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا، أنبأنا خليفة بن خياط (1) قال:

و فيها - يعني سنة ثلاث - تزوج - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلّم - زينب بنت جحش[607].

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البناء، أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أحمد بن عبيد بن الفضل، حدثنا محمّد بن الحسين حدثنا ابن

ص: 211


1- كذا بالأصل، و لم أعثر عليه في تاريخ خليفة، و الذي فيه في حوادث سنة ثلاث ص 66 ذكر زواجه صلى اللّه عليه و سلّم بزينب بن خزيمة و حفصة بنت عمر.

أبي خيثمة، أنبأنا الأثرم عن أبي عبيدة (1):

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم تزوجها - يعني زينب بنت جحش - في ثلاث من الهجرة.

قرأت على أبي غالب بن البناء، عن أبي محمّد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أخبرنا أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، حدثنا محمّد بن سعد (2)أخبرنا محمّد بن عمر، حدثني عمر بن عثمان بن عبد اللّه الجحشي عن أبيه قال:

تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم زينب بنت جحش، لهلال ذي القعدة سنة خمس من الهجرة، و هي يومئذ بنت خمس و ثلاثين سنة[608].

قال: و حدثنا محمّد بن سعد (3)،أخبرنا محمّد بن عمر، حدثني عمر بن عثمان بن عبد اللّه بن جحش [عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة قالت: سمعت أمي أم سلمة تقول:

و ذكرت زينب بنت جحش] فرحّمت عليها و ذكرت بعض ما كان يكون بينها و بين عائشة، فقالت زينب: إني و اللّه ما أنا كأحد من نساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، إنهن زوّجن بالمهور، و زوّجهن الأولياء، و زوّجني اللّه رسوله، و أنزل فيّ الكتاب يقرأ به المسلمون، لا يبدّل و لا يغيّر وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ (4) الآية.

قالت أم سلمة: و كانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم معجبة، و كان يستكثر منها، و كانت امرأة صالحة صوامة قوامة، صناعا (5) تصدّق (6) بذلك كلّه على المساكين.

ص: 212


1- قول أبي عبيدة نقله ابن عبد البر في الاستيعاب 314/4 هامش الإصابة. و ابن الأثير في أسد الغابة 125/6.
2- طبقات ابن سعد 114/8.
3- طبقات ابن سعد 103/8.
4- سورة الأحزاب، الآية:37.
5- كذا بالأصل و ابن سعد و مختصر ابن منظور 281/2 «صنعا» و هو خطأ، يقال للمرأة الحاذقة الماهرة بعمل اليدين:«صناع»، و في الإصابة 314/4 و كانت زينب امرأة صناع اليدين فكانت تدبغ و تخرز... و انظر اللسان «صنع».
6- في ابن سعد و الإصابة: تتصدق.

قال: و حدثنا محمّد بن سعد، أخبرنا محمّد بن عمر (1)،حدثنا موسى بن محمّد بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن حارثة بن النعمان عن أبيه، عن أمه عمرة عن عائشة قالت:

يرحم اللّه زينب بنت جحش، لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف، إن اللّه زوّجها نبيّه في الدنيا و نطق به القرآن، و إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لنا و نحن حوله:«أسرعكن بي لحوقا أطولكن باعا» (2) فبشّرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بسرعة لحوقها به، و هي زوجته في الجنة[609].

قال: و حدثنا محمّد بن سعد، حدثنا محمّد بن عمر (3)،حدثنا عمر بن عثمان الجحشي (4) عن إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد عن أبيه قال:

سئلت أم عكاشة بن محصن: كم بلغت زينب بنت جحش يوم توفيت ؟ فقالت:

قدمنا المدينة للهجرة و هي ابنة بضع و ثلاثين سنة و توفيت سنة عشرين.

قال عمر بن عثمان: كان أبي يقول:

توفيت زينب بنت جحش و هي ابنة ثلاث و خمسين سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أخبرنا أبو محمّد عبد العزيز الكتاني أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال:

سمعت أبا نعيم يحدث عن سفيان عن محمّد بن المنكدر:

أنّ زينب بنت جحش يوم توفيت - قالت قدمنا المدينة للهجرة - في خلافة عمر رضي اللّه عنه.

أخبرنا ج أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي البقال، أخبرنا محمّد بن علي

ص: 213


1- طبقات ابن سعد 108/8.
2- الحديث أخرجه البخاري في كتاب الزكاة (فتح الباري 286/3-288 و مسلم في فضائل الصحابة(44) (17) باب من فضائل زينب ح(101) ص 1907 و البيهقي في الدلائل 371/6 و 374 و مسند أحمد 121/6.
3- انظر طبقات ابن سعد 114/8 و مختصر ابن منظور 281/2.
4- في الإصابة 314/4 «الحجبي».

الواسطي، أخبرنا محمّد بن أحمد البابسيري (1)،أخبرنا الأحوص بن المفضل، حدثنا أبي، حدثنا أبو داود قال: حدثنا المسعودي، حدثنا القاسم قال:

لما توفيت زينب بنت جحش، و كانت أول نساء النبي صلى اللّه عليه و سلّم لحاقا به. و قال أبي:

و ماتت زينب سنة عشرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن البسري، أخبرنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أن أبا محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن حدثهم قال: دفع إلي أبو الحسن عبد الرحمن بن محمّد بن المغيرة الصيرفي كتابه، و أخبرني عن أبيه، أنه [قرأ] بخط أبي عبيد و أنه سمعه من أبيه ابن المغيرة، و أن أباه قرأه على أبي عبيد. قال أبو محمّد: فنسخته و قرأته عليه، حدثني أبي، حدثني أبو عبيد قال:

سنة عشرين: فيها ماتت زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة، و هي زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر اللالكائي.

قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: و فيها:- يعني سنة عشرين - ماتت زينب بنت جحش.

أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن المظفر، أخبرنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسين بن شعيب، حدثنا أبو بكر بن البرقي قال:

توفيت - يعني زينب بنت جحش - في خلافة عمر بن الخطاب سنة عشرين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، حدثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط (2) قال:

ص: 214


1- هذه النسبة إلى بابسير، قرية من قرى واسط و قيل من قرى الأهواز.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 149 حوادث سنة21.

و فيها:- يعني سنة إحدى و عشرين - ماتت زينب بنت جحش زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش العكبري، أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أخبرنا علي بن عمر بن محمّد السكري أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار.

ح و أخبرنا أبو المظفر بن أبي القاسم، أخبرنا أبو سعد محمّد بن عبد الرحمن الجنزروذي، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا] (1) أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ (2) على إبراهيم بن منصور السّلمي و أنا حاضرة، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ. قالا: حدثنا أبو يعلى الموصلي: حدثنا عبد اللّه بن عمر - زاد أبو يعلى: ابن أبان - زاد ابن المقرئ: بن صالح - أنبأنا ابن أبي زائدة و سماه أبو يعلى: يحيى بن زكريا - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة - زاد أبو يعلى: ابن الزبير (3) عن عائشة قالت:

جاءت جويرية إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم - و قال ابن حمدان: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - فقالت: إني وقعت في السهم لثابت بن قيس - زاد أبو يعلى: بن الشماس - أو لابن عمّ له، فكاتبته على نفسي، فجئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أستعينه على كتابتي فقال: هل [لك] (4) في خير من ذلك أقضي كتابتك - و في حديث ابن كادش: عنك كتابتك و أتزوجك ؟ قالت: نعم. قال (5):قد فعلت.

كذا رواه ابن أبي زائدة مختصرا و قد رواه يونس بن بكير بتمامه (6).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا محمد بن العباس بن

ص: 215


1- إلى هنا ينتهي السقط من الأصل و خع.
2- عن خع و بالأصل قرأ.
3- العبارة بالأصل و خع:«أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بن صالح، أنبأنا ابن أبي زائدة و سماه أبو يعلى يحيى بن زكريا عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة زاد أبو يعلى ابن أبان زاد أبو يعلى ابن الزبير.. و الصواب ما أثبت و يوافق ضبط السند في المطبوعة.
4- زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
5- كذا بالأصل و خع، و سقطت اللفظة من المطبوعة، و تغير المعنى تماما، و الصواب إثباتها فقوله:«قد فعلت» من كلام النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
6- انظر سيرة ابن إسحاق ص 245 برقم 384.

حيّوية، أنبأنا أبو القاسم عبد الوهاب ابن أبي حية، أنبأنا محمد بن شجاع الثلجي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن عمر الواقدي (1) قال: غزوة المريسيع (2) في سنة خمس خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان، و قدم المدينة لهلال رمضان و غاب شهرا إلاّ ليلتين.

فحدثني (3) عبد اللّه بن يزيد بن قسيط ، عن أبيه عن ابن ثوبان (4) عن عائشة قال: كانت جويرية جارية حلوة، لا يكاد يراها أحد إلاّ ذهبت بنفسه، فبينا النبي صلى اللّه عليه و سلّم عندي و نحن على الماء إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها. قالت عائشة: فو اللّه ما هو إلاّ أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى اللّه عليه و سلّم و عرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت، فقالت: يا رسول اللّه، إني امرأة مسلمة أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه. و أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، بنت سيد قومه، أصابنا من الأمر ما قد علمت، و وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس و ابن عم له، فخلّصني (5) من ابن عمه بنخلات له بالمدينة، فكاتبني ثابت على ما لا طاقة لي به عليه و لا يدان، و ما أكرهني على ذلك إلاّ أني رجوتك صلّى اللّه عليك، فأعنّي في مكاتبتي. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«أو خير من ذلك»؟ قالت: و ما هو يا رسول اللّه ؟ قال:«أؤدي عنك كتابتك و أتزوّجك» قالت: نعم يا رسول اللّه قد فعلت، فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى ثابت فطلبها منه، فقال ثابت: هي لك يا رسول اللّه بأبي و أمي. فأدى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما كان عليها من كتابتها و أعتقها و تزوّجها[610].

و خرج الخبر إلى الناس و رجال بمصطلق (6) قد اقتسموا و ملكوا و وطئ نساؤهم فقالوا: أصهار النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي. قالت عائشة: فأعتق مائة أهل بيت بتزويج (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إيّاها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها.

ص: 216


1- مغازي الواقدي 404/1.
2- المريسيع: ماء لخزاعة بينه و بين الفرع نحو يوم.
3- القائل هو الواقدي، انظر مغازيه 411/1 تتمة خبر غزوة المريسيع.
4- بالأصل و خع:«شربان» و الصواب عن الواقدي، و فيه: عن «ثوبان» بحذف «ابن».
5- في مغازي الواقدي: فتخلّصني.
6- في مغازي الواقدي: بني المصطلق.
7- في المطبوعة: بتزوج.

قال (1):و حدّثني عبد اللّه بن أبي الأبيض عن جدته و هي مولاة جويرية و كان عالما بحديثهم قالت (2):سمعت جويرية تقول افتداني أبي من ثابت (3) ابن قيس بن شماس بما افتدي به امرأة من السبي، ثم خطبني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [إلى أبي] (4) فأنكحني.

قال ابن واقد: و أثبت [من] (5) هذا عندنا بحديث عائشة رضي اللّه تعالى عنهما:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قضى عنها كتابتها و أعتقها و تزوجها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بقراءتي عليه.

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي الفقيه، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، حدثنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك (6) أحمد بن إبراهيم، أنبأنا ابن عائذ قال: و أخبرني محمد بن شعيب، عن عبد اللّه بن زياد قال: و أفاء اللّه على رسوله صلى اللّه عليه و سلّم عام (7) المريسيع في غزوة بني المصطلق، جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار، و هي كعيبة (8) من بني المصطلق، فسباها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيما أفاء اللّه عليه عامئذ، فلما كانت بذي الحشر (9)- و الحشير (10) من المدينة على بريد (11)-أمر رجلا من الأنصار بحفظها كالوديعة عنده حتى يسأله عنها (12).فقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المدينة، و أقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار

ص: 217


1- مغازي الواقدي 412/1.
2- عن الواقدي، و بالأصل و خع و المطبوعة:«قال».
3- عن الواقدي، و في الأصل و خع «ثلاث» تحريف.
4- الزيادة عن الواقدي، سقطت من الأصل و خع.
5- زيادة عن الواقدي.
6- بالأصل و خع:«أبو القاسم بن عبد الملك» تحريف و الصواب ما أثبت، ففي الكاشف للذهبي: أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الملك البسري، عن.. و محمد بن عائذ... و عنه: ابن أبي العقب.. و قد تقدم هذا الإسناد كثيرا.
7- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن مختصر ابن منظور 282/2.
8- بالأصل و خع «كعبة» و المثبت عن المختصر.
9- في ياقوت: حشر بالفتح ثم السكون و الراء، جبيل من ديار بني سليم عند الظربين اللذين يقال لهما الإشفيان.
10- كذا ورد هنا بالأصل و خع، انظر الحاشية السابقة. و في المختصر في الموضعين:«الجشير».
11- البريد: فرسخان أو اثنا عشر ميلا، أو ما بين المنزلين (قاموس).
12- بالأصل و خع: عنده، و الصواب عن المختصر.

و كان من أشراف قومه يفدي ابنته، فلما قدم فكان بالعقيق (1) نظر إلى إبله التي تفدى بها ابنته، فرغب في بعيرين منها، كانا (2) من أفضلها فغيبهما (3) في شعب من أشعاب العقيق ثم أقبل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بسائر الإبل فقال: يا محمد أصبتم ابنتي فهذا فداؤها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق بشعب كذا و كذا؟ فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنك رسول اللّه. و لقد كان ذلك مني في البعيرين، و ما اطّلع على ذلك إلاّ اللّه تعالى. فأسلم الحارث بن أبي ضرار (4) إلى البعيرين فأتي بهما فدفع الإبل كلها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و دفع إليه ابنته، فأسلمت جويرية مع أبيها و أخويها (5) و حسن إسلامها و خطبها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كما بلغنا فنكحها، و كانت جويرية قبل عند ابن عمّ لها يقال له: عبد اللّه ذو الشقرة (6).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو المعالي البقّال، أنبأنا محمد (7) بن علي، أنا محمد بن أحمد، أنبأنا الأحوص بن الفضل بن غسّان الغلاّبي، أنبأنا أبي، حدثنا الواقدي، قال: حدثني عبد اللّه بن [أبي] الأبيض، عن أبيه قال: لما سباهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم افتدوا و سبيت جويرية فافتداها أبوها يومئذ ثم (8) خطبها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى أبيها فنكحها.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن (9) بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا

ص: 218


1- انظر معجم البلدان 138/4.
2- عن خع و بالأصل «كانت».
3- عن خع و بالأصل «فبينما».
4- كذا العبارة بالأصل و خع و الاضطراب واضح و ثمة سقط نستدركه عن المختصر 283/2 حتى يكتمل المعنى: مكانه، و أسلم معه ابنان له و أناس من قومه. و أرسل الحارث بن أبي ضرار إلى البعيرين...
5- الأصل و خع، و في المختصر 283/2 و المطبوعة: و اخوتها.
6- كذا ورد اسمه هنا، و قد تقدم، انظر ما لاحظنا بشأنه: في اسمه و اسم أبيه.
7- بالأصل و خع:«أبو محمد» تحريف و الصواب ما أثبت: و هو أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب الواسطي المقرئ.(انظر الأنساب: البابسيري».
8- بالأصل و خع:«في» تحريف.
9- بالأصل و خع «الحسين» تحريف، و الصواب عن سند مماثل متقدم.

محمد بن سعد (1)،أنبأنا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، أنبأنا عبيد اللّه بن عمرو، عن أيوب، عن أبي قلابة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم سبى جويرية بنت الحارث فجاء أبوها إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: إن ابنتي لا يسبى مثلها، فأنا أكرم من ذلك فخلّ سبيلها قال:«أ رأيت إن خيّرناها أ ليس قد أحسنّا»؟ قال: نعم، و أديت ما عليك [قال:] (2) فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيّرك فلا تفضحينا قالت: فإني قد اخترت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: قد و اللّه فضحتنا.

قال (3) محمد بن عمر، حدثنا عبد اللّه بن أبي الأبيض، عن أبيه قال: توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم في شهر ربيع الأول سنة ست (4) و خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان و صلى عليها مروان بن الحكم و هو يومئذ و الي المدينة.

قال: و أنبأنا محمد بن عمر أخبرني (5) محمد بن يزيد، عن جدته و كانت مولاة جويرية بنت الحارث، عن جويرية قالت: تزوّجني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنا بنت عشرين سنة.

قالت: و توفيت جويرية سنة ستين (6) و هي يومئذ ابنة خمس و ستين سنة، و صلى عليها مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (7) الحسين بن البنا، قالوا:

أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي بكر بن عبيد بن بيري، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين الزعفراني، أنبأنا ابن [أبي] (8) خيثمة قال: و في هذه السنة يعني سنة ستّ (9) تزوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم جويرية بنت الحارث.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي،

ص: 219


1- انظر طبقات ابن سعد 118/8.
2- زيادة عن خع و ابن سعد، و اللفظة سقطت من الأصل.
3- طبقات ابن سعد 120/8.
4- بالأصل و خع: ستة.
5- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن ابن سعد 120/8، و انظر الخبر فيه.
6- كذا بالأصل و خع و مختصر ابن منظور 284/2 و عند ابن سعد: خمسين.
7- بالأصل و خع:«أنبأنا» تحريف و الصواب ما أثبتنا وفقا لأسانيد مماثلة.
8- سقطت من الأصل و خع.
9- بالأصل و خع:«ستة» خطأ.

أنبأنا أحمد بن عمران (1)،أنبأنا موسى بن زكريا، حدثنا خليفة بن خياط (2) قال: و فيها يعني سنة ستّ (3) و خمسين ماتت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري (4)،أنبأنا أبو طاهر المخلّص إجازة، أنبأنا عبيد اللّه بن عبيد الرّحمن السكري، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو عبيد (5) القاسم بن سلاّم قال:

سنة خمس و ستين (6) فيها توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم و صلّى عليها مروان.

أخبرنا أبو محمد السّلمي قال (7):أنبأنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا عبد (8) اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان قال:

و فيها يعني سنة ست و خمسين ماتت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فصلّى عليها مروان، و أمير المدينة [عامئذ] (9) مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو محمد الأنصاري ابن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين محمد بن المظفر، أنبأنا أحمد بن علي المدائني، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي قال: و يقال

ص: 220


1- بالأصل و خع:«إسحاق» تحريف و الصواب ما أثبتنا عن سند مماثل.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 224.
3- بالأصل و خع «ستة» تحريف.
4- بالأصل «التستري» و في خع:«السمرقندي» و في كلّ تحريف، و الصواب ما أثبتنا عن الأنساب (البسري - قال السمعاني: و جماعة من أهل العراق نسبوا إلى بيع البسر و شرائه، و منهم أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد البسري البندار سمع أبا طاهر المخلص..». و أنكر ابن نقطة نسبته و قال: عندي... أنها إلى البسرية على فرسخين من بغداد (راجع التعليق على الإكمال 486/1-487).
5- بالأصل و خع:«عبد» و الصواب ما أثبتنا، انظر ترجمة أبي عبيد في الكاشف للذهبي، و التهذيب.
6- كذا ورد بالأصل و خع، و في المطبوعة: ست و خمسين.
7- بالأصل و خع:«قالا».
8- بالأصل و خع:«عبيد اللّه» تحريف و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
9- بالأصل و خع بياض، و اللفظة مستدركة عن المطبوعة.

إنها - يعني - جويرية توفيت في شهر ربيع الأول سنة ستّ (1) و خمسين.

قرأت على أبي غالب أحمد و أبي عبد اللّه يحيى ابني (2) الحسن بن البنا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، عن أبي بكر أحمد بن عبيد، أنبأنا أبو (3) عبد اللّه محمد بن الحسين الزعفراني، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: و في هذه السنة - يعني - سنة سبع تزوج صفية بنت حيي (4) في شوال. أخبرنا ذاك الأثرم عن أبي عبيدة.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا محمد (5) بن العبّاس الخزاز، أنبأنا عبد الوهّاب (6) بن أبي حية، أنبأنا محمد بن شجاع البلخي (7)،أنبأنا محمد بن عمر الواقدي (8)،قال: و حدثني ابن أبي سبرة عن أبي حرملة، عن أخته أم عبد اللّه، عن ابنة أبي القين (9) قالت: كنت آلف صفية من بين أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و كانت تحدثني عن قومها و ما كانت تسمع منهن (10) قالت: أخرجنا من المدينة حيث أجلانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأقمنا بخيبر فتزوجني كنانة بن أبي الحقيق فأعرس بي قبل قدوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بأيّام، و ذبح جزرا و دعا يهود، و حولني في حصنه بسلالم، فرأيت في النوم كأن قمرا قد أقبل من يثرب يسير حتى وقع في حجري، فذكرت ذلك لكنانة زوجي فلطم عيني فاخضرّت فنظر إليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين دخلت عليه فسألني فأخبرته.

قالت (11):فجعلت يهود ذراريها في الكتيبة و جرّدوا حصون النّطاة للمقاتلة، فلمّا نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خيبر و افتح حصون النّطاة دخل عليّ كنانة فقال: قد فرغ محمد من أهل

ص: 221


1- بالأصل و خع: ستة.
2- بالأصل «بن» و الصواب «ابني» عن خع.
3- عن خع، سقطت من الأصل.
4- بالأصل و خع:«وصفية حي» كذا، و المثبت عن الاستيعاب و الإصابة.
5- بالأصل و خع مكانها «أبو أحمد» و الصواب ما أثبتنا عن سند مماثل.
6- بالأصل و خع:«عبد اللّه» تحريف و الصواب عن سند مماثل. و انظر الأنساب (الثلجي).
7- كذا بالأصل و خع، و في الأنساب (الثلجي): المعروف بهذه النسبة أبو عبد اللّه محمد بن شجاع يعرف بابن الثلجي، و هو بغدادي (انظر تقريب التهذيب).
8- مغازي الواقدي 674/2.
9- بالأصل و خع:«عن أبيه أبي العين» و الصواب عن مغازي الواقدي.
10- في الواقدي: منهم.
11- بالأصل و خع:«قال» الصواب عن الواقدي.

النّطاة و ليس هاهنا (1) أحد يقاتل، قد قتلت يهود حيث قتل أهل نطاة و كذبتنا الأعراب (2)،فحوّلني إلى حصن النزار بالشقّ (3)-قالت: و هو أحصن ما عندنا - فخرج حتى أدخلني و ابنة عمي و نسيّات معنا فسار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلينا (4) قبل الكتيبة فسبيت في النزار قبل أن ينتهي النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى الكتيبة. فأرسل بي إلى رحله، ثم جاءنا حين أمسى فدعاني. فجئت و أنا متقنعة (5) حييّة فجلست بين يديه فقال:«إن أقمت على دينك لم أكرهك و إن اخترت الإسلام و اخترت اللّه و رسوله فهو خير لك» قالت: اختار اللّه و رسوله و الإسلام، فأعتقني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و تزوجني و جعل عتقي مهري. فلمّا أراد أن يخرج إلى المدينة قال أصحابه: اليوم نعلم أ زوجة أم سرية. فإن كانت امرأته فسيحجبها و إلاّ فسريّة فلما خرج أمر يستر فسترت به فعرفوا أني زوجته، ثم قدّم إليّ البعير و قدّم فخذه لأضع رجلي عليها، فأعظمت ذلك و وضعت فخذي على فخذه، ثم ركبت فكنت ألقى من أزواجه يفخرن عليّ بقولهن: يا بنت اليهودي، و كنت أرى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يتلطف بي و يكرمني، فدخل علي يوما و أنا أبكي فقلت: أزواجك يفخرن عليّ و يقلن: بنت اليهودي قالت: فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غضب ثم قال:«إذا قالوا لك أو فاخروك فقولي:

أبي هارون و عمي موسى»[613].

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي و أبو القاسم الحسين بن علي (6) بن الحسين الزّهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد البوشنجي (7)،و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد قالوا (8):أخبرنا عبد الرّحمن بن محمد

ص: 222


1- بالأصل و خع:«أحدا» و الصواب عن الواقدي.
2- في الواقدي: العرب.
3- اللفظتان غير مقروءتين بالأصل و خع، و المثبت عن الواقدي، و في المطبوعة:«النزاز» و في ياقوت: الشّق بالكسر من حصون خيبر.
4- عن خع و الواقدي، و في الأصل: إليها.
5- في الواقدي: مقنعة.
6- بالأصل:«و أبو الحسين علي» و في خع «و أبو الحسين بن علي» و المثبت و الزيادة عن سند مماثل، و انظر المطبوعة.
7- الأصل و خع: البوسنجي، بالسين المهملة، و الصواب المثبت، انظر معجم البلدان «بوشنج» و الأنساب «البوشنجي».
8- بالأصل و خع: قال.

الداودي قالوا: أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأنا إبراهيم بن خزيم الشاشي، أنبأنا عبد بن حميد الكشّي، أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمر، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: بلغ صفية عن حفصة قالت: قالت يا بنت يهودي، فبكت فدخل عليها النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هي تبكي فقال:«ما يبكيك»؟ فقالت: قالت لي حفصة يا بنت يهودي.

قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«إنك لبنت نبي، و إن عمك لنبي، و إنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك ؟ ثم قال: اتق اللّه يا حفصة»[614].

رواه الترمذي عن عبد (1).

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية [أخبرنا أحمد] (2) بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن (3) سعد قال:

قال محمد بن عمر: و ماتت صفية بنت حيي سنة خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

قال (4):و أنبأنا محمد بن عمر [حدثنا محمّد] (5) بن موسى، عن عمارة بنت المهاجر (6)،عن أمية بنت أبي قيس الغفارية قالت: أنا أحد النساء اللاتي زففن صفية (7) إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فسمعتها تقول ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قال: و توفيت صفية سنة اثنتين (8) و خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان و قبرت بالبقيع.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري (9)،أنبأنا أبو

ص: 223


1- انظر سنن الترمذي 398/9 و بالأصل و خع «عبدة».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع.
3- طبقات ابن سعد 128/8.
4- انظر طبقات ابن سعد 129/8.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدركت عن ابن سعد.
6- بالأصل و خع:«المهاجرة» و المثبت عن ابن سعد.
7- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن ابن سعد.
8- بالأصل و خع:«اثنين».
9- بالأصل «التستري» و في خع «السمرقندي» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم قريبا.

طاهر المخلّص إجازة، حدثنا عبيد اللّه بن [عبد الرحمن السكري، حدثنا] (1)عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أنبأنا أبي، حدثنا أبو عبيد (2) قال: سنة خمسين توفيت فيها صفية بنت حيي زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا [أبو] (3)محمد الجوهري، أنبأنا محمد (4) ابن المظفر، أنبأنا علي (5) بن أحمد المدائني، أنبأنا أبو بكر بن البرقي، قال: توفيت صفية سنة خمسين فيما يقال، و يقال: توفيت في خلافة عمر و صلّى عليها عمر.

قال ابن البرقي: و حدثني عمرو بن أبي سلمة، عن زهير، عن ابن جريج، عن عطاء قال: كانت صفية آخر من مات بالمدينة.

أخبرنا أبو الحسين (6) محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (7) الحسين بن البنا، قالوا: أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد المعدّل، أنبأنا أبو (8) طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص، أنبأنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، أنبأنا الزبير بن بكار، حدثني إبراهيم بن حمزة الزّبيري، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن إبراهيم بن عقبة أخي موسى بن عقبة، عن كريب مولى عبد اللّه بن العباس [عن عبد اللّه بن العباس] (9) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«الأخوات الأربع: ميمونة، و أمّ الفضل، و سلمى، و أسماء بنت عميس، أختهن لأمهن، مؤمنات»[615].

قال: و يستثني بعض أصحابنا من الحديث: مؤمنات.

ص: 224


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و الصواب و الزيادة عن سند مماثل تقدم قريبا.
2- بالأصل و خع:«أبي عبيد اللّه» تحريف، و الصواب ما أثبت و قد تقدم هذا السند قبل صفحات.
3- سقطت من الأصل و خع، و هو الحسن بن علي الجوهري (انظر الأنساب: الجوهري).
4- بالأصل و خع «أبو محمد» تحريف.
5- كذا بالأصل و خع، و هو خطأ و الصواب: أحمد بن علي المدائني.
6- بالأصل و خع:«أبو الحسن» و الصواب ما أثبت. تقدم هذا السند كثيرا.
7- بالأصل و خع «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، عن إسناد مماثل.
8- سقطت من الأصل و خع.(انظر الأنساب: البابسيري).
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن ابن سعد 138/8 و الحديث فيه باختلاف عباراته.

رواه النسائي عن عمرو (1) بن منصور النسائي، عن عبد اللّه بن عبد الوهّاب الحجبي (2) عن الدراوردي.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن (3) السيرافي، أنبأنا القاضي أبو عبد اللّه النهاوندي،[حدثنا] (4) أحمد بن عمران الأشناني، أنبأنا موسى بن زكريا، أنبأنا خليفة بن خياط (5) العصفري، قال: و فيها - يعني سنة إحدى و خمسين - ماتت ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلّص إجازة، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أنبأنا عبد الرّحمن بن عبد الرّحمن [بن محمّد] (6) المغيرة،[حدثنا أبي] (7) أنبأنا أبو عبيد قال: سنة اثنتين (8) و ستين فيها توفيت ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء، أنبأنا أنبأنا أبو بكر البابسيري (9)،أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسّان الغلابي (10)،نا أبي قال:

و ماتت ميمونة سنة ثلاث و ستين.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا محمد بن العبّاس الخزاز، أنبأنا أحمد بن (11) المعروف الخشاب، أنبأنا الحسين بن محمد بن الفهم، أنبأنا محمد بن (12) سعد، أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا محمد بن المحرّر، عن يزيد بن

ص: 225


1- بالأصل و خع:«عمر» و الصواب عن التهذيب (ترجمة عبد اللّه بن عبد الوهاب).
2- عن تهذيب التهذيب و الكاشف و بالأصل وضع «الحجاب» و هذه النسبة إلى حجابة الكعبة المشرفة.
3- بالأصل و خع و الصواب أبو الحسن كما أثبتناه عن سند مماثل.
4- سقطت من الأصل و خع.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 218.
6- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن سند مماثل متقدم.
7- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن سند مماثل.
8- بالأصل و خع:«سنة اثنين و خمسين و ستين» أثبتنا ما وافق عبارة المختصر286/2 و المطبوعة.
9- بالأصل و خع «البابسيري» و المثبت عن سند مماثل و الأنساب (البابسيري).
10- بالأصل و خع:«الأحوص و الفضيل بن غسان العالي» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب الغلابي.
11- بالأصل و خع:«أبو محمد» و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة متقدمة.
12- انظر طبقات ابن سعد 140/8.

الأصم، قال: حضرت قبر ميمونة فنزل فيه ابن عباس و عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد، و أنا (1) و أبو عبد اللّه الخولاني، و صلّى عليها ابن عباس قال: و أنبأنا محمد بن عمر قال: توفيت سنة إحدى و ستين في خلافة يزيد بن معاوية و هي آخر من مات من أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و كان له يوم توفيت ثمانون أو إحدى (2) و ثمانون سنة و كانت [جلدة] (3).

و في هذه التواريخ نظر.

فإن في الحديث الصحيح الذي يرويه كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم الذي يأتي في ذكر يزيد بن الأصم أن عائشة قالت له: ذهبت (4) و اللّه ميمونة و رمي برسنك على غاربك. و ذلك يدل على أن ميمونة توفيت قبل عائشة، و كانت وفاة عائشة سنة سبع و خمسين.

و قوله في حديث الواقدي: إن عبد الرّحمن بن خالد نزل في قبرها فيه نظر أيضا، فإن عبد الرّحمن بن خالد مات سنة ستّ (5) و أربعين في خلافة معاوية. إلاّ أن يكون [لخالد ابن] (6) آخر يسمى عبد الرّحمن.

فهذه أسماء أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلّم اللاتي دخل بهن، و قد تزوج بغيرهن و لم يبن عليهن. منهن:

قتيلة (7) بنت قيس أخت الأشعث.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو طاهر بن خزيمة، أنبأنا جدي، نا نصر (8) بن علي، أنبأنا عبد الأعلى، حدثنا داود بن أبي هند.

ص: 226


1- عن ابن سعد و بالأصل و خع:«و أنبأنا».
2- عن ابن سعد، و بالأصل و خع:«أحد».
3- زيادة عن ابن سعد، بياض بالأصل مقدار أربع كلمات.
4- عن مختصر ابن منظور 286/2 و خع، و بالأصل: زينب.
5- بالأصل و خع: ستة.
6- ما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 286/2 و بالأصل و خع:«في المدائن» محرفة.
7- بالأصل و خع: قبيلة، و الصواب:«قتيلة» عن ابن سعد 140/8 و الاستيعاب 388/4 هامش الإصابة.
8- عن تقريب التهذيب و الكاشف للذهبي، و بالأصل «ناصر».

أخبرنا أبو العز بن كادش العكبري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنبأنا إسحاق بن عبد اللّه بن إبراهيم الكوفي، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، نا عبد الأعلى، عن داود (1) بن أبي هند.

و أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد الوهّاب (2) بن عبد القاهر بن أسد بن مسلم الأسدي، أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي (3)،أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، أنبأنا محمد بن المثنّى، أنبأنا عبد الأعلى، أنبأنا داود، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم تزوج قتيلة أخت (4) الأشعث بن قيس فمات قبل أن يخيرها فبرأها اللّه تعالى منه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء الواسطي، أنبأنا أبو بكر (5) البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضل (6)،أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هند (7)،عن الشعبي، أن (8) عكرمة بن أبي جهل تزوج قتيلة بنت قيس، فأراد أبو بكر الصدّيق أن يضرب عنقه. فقال له عمر بن الخطاب إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يعرض لها، و لم يدخل بها و ارتدت مع أخيها، فبرئت من اللّه و رسوله فلم يزل به حتى كف عنه.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن

ص: 227


1- بالأصل و خع:«عن ابن داود» تحريف و الصواب ما أثبت، انظر ما تقدم.
2- قوله:«عبد الوهاب» كذا بالأصل و خع، و سقطت من المطبوعة.
3- المخبزي: هذه النسبة إلى محلة ببغداد يقال لها «المخبز» يخبز فيها الرغفان.
4- بالأصل و خع:«قبيلة بنت الأشعث» و الصواب مما تقدم، و انظر الاستيعاب و ابن سعد، و أسد الغابة 240/6.
5- بالأصل و خع:«أبو بشر الباستري» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم هذا السند قريبا، و انظر الأنساب (البابسيري).
6- بالأصل و خع:«الفضل» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي) و قد تقدم. و بعدها في المطبوعة: حدثنا إبراهيم بن المفضل.
7- بالأصل و خع:«هارون» تحريف، انظر ما تقدم.
8- بالأصل و خع:«عن» تحريف و الصواب عن مختصر ابن منظور 287/2.

حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن فهم، أنبأنا محمد بن سعد (1)، أنبأنا محمد بن عمر، حدثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد (2)،عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن الوليد بن عبد الملك كتب إليه يسأله هل تزوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم أخت الأشعث بن قيس قتيلة ؟ قال: ما تزوّجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قطّ ، و لا تزوج كندية إلاّ أخت بني الجون فملكها، فلما أتى بها و قدمت المدينة نظر إليها فطلقها و لم يبن بها.

و يقال: إنها فاطمة بنت الضحاك.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد (3)، [أخبرنا محمّد بن عمر] (4) أنبأنا محمد بن عبد اللّه، عن الزّهري قال: هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان فاستعاذت منه فطلّقها، فكانت تلقط البعر و تقول: أنا الشقية، و تزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ذي القعدة سنة ثمان من الهجرة و توفيت سنة ستين.

و منهن أسماء بنت كعب الجونية، و عمرة بنت يزيد الكلابية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، أنبأنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال (5):كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تزوج أسماء بنت كعب الجونية فلم يدخل بها حتى طلّقها. و تزوّج عمرة ابنة يزيد.

إحدى (6) نساء بني كلاب، ثم من بين الوحيد، و كانت قبله عند الفضل بن العباس (7) بن عبد المطلب. فطلّقها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قبل أن يدخل بها [و يقال: إنها أسماء بنت النعمان] (8).

ص: 228


1- طبقات ابن سعد 145/8.
2- بالأصل و خع «الزياد» تحريف و الصواب «زناد» عن ابن سعد 145/8 و تقريب التهذيب و الكاشف.
3- طبقات ابن سعد 141/8.
4- سقطت من الأصل و خع و المطبوعة، و الزيادة بين معكوفتين عن ابن سعد.
5- سيرة ابن إسحاق ص 248 برقم 397.
6- بالأصل و خع:«احد» و الصواب عن ابن إسحاق.
7- بالأصل و خع:«عياش» و الصواب عن ابن إسحاق.
8- ما بين معكوفتين لم يرد في سيرة ابن إسحاق. و بالأصل و خع:«بنت النعيم» و المثبت عن المختصر 287/2 و انظر ابن سعد 143/8 و المطبوعة.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (1) البنا، أنبأنا أبو الحسن بن الآبنوسي، عن أبي بكر أحمد بن عبيد بن بيري، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين الزعفراني، أنبأنا أحمد بن المقدام، أنبأنا زهير بن العلاء، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من أهل اليمن أسماء ابنة النعمان من بني الجون، فلما دخل بها دعاها فقالت: تعال أنت، فطلقها[616].

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد بن الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد (2)، أنبأنا محمد بن عمر، حدثني عبد اللّه بن جعفر، عن عمرو بن صالح، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن أبزى قال: الجونيّة استعاذت (3) من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قيل لها (4) هو أحظى لك عنده، و لم تستعذ منه امرأة غيرها، و إنما خدعت لما رئي (5) من جمالها و هيئتها، و قد ذكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من حملها على ما قالت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنهن صواحب يوسف و كيدهن [عظيم] (6)»قال: و هي أسماء بنت النعمان بن أبي الجون[617].

[قال: و حدثني عبد اللّه بن جعفر قال: هي أمية بنت النعمان بن أبي الجون] (7).

قال: و حدثني عبد اللّه بن جعفر، عن [ابن] (8) أبي عون قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الكندية في شهر ربيع الأول سنة تسع من الهجرة.

قال (9):و أنبأنا هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن

ص: 229


1- بالأصل و خع «أنبأنا» تحريف، و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
2- طبقات ابن سعد 144/8.
3- في خع:«استعارت» تحريف، و الصواب المثبت يوافق رواية ابن سعد.
4- زيادة عن ابن سعد، سقطت من الأصل و خع.
5- بالأصل و خع:«رأى» ما أثبت عن ابن سعد.
6- زيادة عن ابن سعد، سقطت من الأصل و خع.
7- ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة، و الخبر في ابن سعد 145/8.
8- الزيادة عن ابن سعد، سقطت من الأصل و خع.
9- الخبر في ابن سعد 147/8 في ترجمة قتيلة بنت قيس.

عباس قال: لما استعاذت أسماء بنت النعمان من النبي صلى اللّه عليه و سلّم خرج و الغضب يعرف في وجهه، فقال له الأشعث بن قيس: لا يسوؤك اللّه يا رسول اللّه، أ لا أزوّجك من ليس دونها في الجمال و الحسن (1)؟فقال: من ؟ فقال: أختي قتيلة قال:«قد تزوجتها» قال:

فانصرف الأشعث إلى حضرموت، ثم حملها حتى إذا فصل من اليمن بلغه وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلّم فردّها إلى بلاده، و ارتد و ارتدت معه فيمن ارتدّ، فلذلك تزوّجت لفساد النكاح [بالارتداد و] (2) كان تزوّجها قيس بن مكشوح المرادي[618].

و منهن سبا (3) بنت أسماء بنت الصّلت.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنبأنا شجاع بن عمر بن علي بن شجاع، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا سهل بن السري، أنبأنا سهل بن شاذويه أبو هارون، أنبأنا مسلم الباهلي، عن سليمان بن صالح، عن عبد الأحد بن عبد اللّه المحاربي عن حفص بن النضر، عن قتادة قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سبا بنت أسماء بنت الصلت بن السّلمية، هي عمة عبد اللّه بن خازم بن أسماء بنت الصلت، و أخواتها: عروة و أسماء لها (4) صحبة. قاله هشام.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا محمد بن العباس بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمّد بن سعد (5)،أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي،[قال] حدثني رجل من رهط عبد اللّه بن خازم (6) السّلمي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تزوج سبا (7) بنت الصلت بن حبيب

ص: 230


1- في ابن سعد:«و الحسب» و مثلها في خع، و هي مناسبة أكثر.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و استدرك عن ابن سعد.
3- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد 149/8 سبا و يقال سنا، و في الاستيعاب 324/4 هامش الإصابة: «سناء» و ذكرها ابن حجر في الباء:«سبا» و لم يترجم لها: تأتي في النون، و ذكرها: سنا بفتح أوله و تخفيف النون، و في أسد الغابة 153/6 سناء.
4- كذا بالأصل و خع، و الثابت أن عروة أخوها (جمهرة ابن حزم ص 262) و ذكر ابن حبيب: أن أسماء أخوها لا أبوها. فإن كان هذا محفوظا تصح عبارة المختصر 288/2: و أخواها عروة و أسماء لهما صحبة. و في المطبوعة: و أخوها عروة، و أسماء لها صحبة.
5- بالأصل و خع:«الحسين بن سعد» خطأ، و الصواب ما أثبت، و انظر طبقاته 149/8.
6- بالأصل و خع:«حازم» خطأ و الصواب ما أثبت عن ابن سعد و ابن حزم 262.
7- بالأصل «ذكرت بنقطتين: نقطة من فوق و نقطة من تحت:«سنا» تحتمل القراءتين، و في خع:«سنا» و في ابن سعد «سنا».

السّلمي فماتت قبل أن يصل إليها[619].

قال ابن سعد (1):سبا، و يقال سنا بنت الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام (2) بن سماك بن عوف السّلمي.

قال: و أنبأنا محمد بن (3) سعد، أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، حدثنا العزرمي، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان في نساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سنا (4) بنت سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب.

و قال ابن عمر: إن النبي صلى اللّه عليه و سلّم بعث أبا أسيد الساعدى يخطب عليه امرأة من بني عامر، يقال لها عمرة بنت يزيد بن عبيد بن [رواس بن] (5) كلاب، فتزوجها، فبلغه أن بها بياضا فطلّقها.

و منهن مليكة بنت كعب الليثي.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا [أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم] (6)،أنبأنا محمد بن سعد (7)،أنبأنا محمد (8) بن عمر، حدثنا معشر قال: تزوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم مليكة (9) بنت كعب، و كانت تذكر بجمال بارع فدخلت عليها عائشة فقالت: أ ما تستحيين أن تنكحي قاتل أبيك ؟ فاستعاذت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فطلّقها فجاء قومها إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقالوا: يا رسول اللّه إنها صغيرة و إنها لا رأي لها، و إنها خدعت فارتجعها، فأبى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم

ص: 231


1- طبقات ابن سعد 149/8 «ترجمة: سبا يقال سنا».
2- بالأصل و خع «حزام» و الصواب عن ابن سعد و المحبر لابن حبيب ص 93.
3- كذا وردت العبارة بالأصل و خع، و الصواب حذف:«و أنبأنا» فهي مقحمة و لا ضرورة لها. و الخبر في الطبقات 149/8.
4- وردت هنا في ابن سعد:«سبا».
5- الزيادة عن ابن سعد 143/8.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن أسانيد مماثلة و المطبوعة، و مكانها بالأصل و خع: «أنبأنا محمد».
7- انظر طبقات ابن سعد 148/8.
8- بالأصل و خع «أحمد» و الصواب عن ابن سعد.
9- عن ابن سعد، و بالأصل و خع: مليلة.

[فاستأذنوه أن يتزوجها قريب لها من بني عذرة] (1) فأذن لهم فتزوجها (2) العذري، و كان أبوها قتل يوم فتح مكة، قتله خالد بن الوليد [بالخندمة] (3).

قال (4):أنبأنا محمد بن عمر [قال] (5) مما يضعف هذا الحديث ذكره عائشة أنها قالت: أ لا تستحيين، و عائشة لم تكن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ذلك السفر.

قال (6):و أنبأنا محمد بن عمر: حدثني عبد العزيز الجندعي (7)،عن أبيه، عن عطاء بن يزيد الجندعي (8) قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مليكة بنت كعب الليثي في شهر رمضان سنة ثمان و دخل بها فماتت عنده.

قال محمد بن عمر: و أصحابنا ينكرون ذلك و يقولون لم يتزوج كنانية قطّ .

قال: و حدثني محمد بن عبيد اللّه (9) عن الزّهري مثل ذلك.

و منهن العالية بنت ظبيان.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (10) البنا قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن بري إجازة، أنبأنا محمد بن الحسين الزعفراني، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنبأنا الوليد بن شجاع، حدثني شعيب بن الليث، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: تزوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم العالية امرأة من بني أبي بكر بن كلاب فجمعها ثم فارقها.

قال أبو بكر بن أبي خيثمة: و هي العالية ابنة ظبيان بن عمرو بن عوف بن

ص: 232


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و استدرك عن ابن سعد 148/8 و في مختصر ابن منظور 289/2: أن يزوجوها قريبا لها.
2- محرفة بالأصل:«فتزجوها» و في خع:«فتزوجوها» و الصواب عن ابن سعد.
3- زيادة عن ابن سعد.
4- انظر طبقات ابن سعد 148/8.
5- زيادة اقتضاها السياق.
6- طبقات ابن سعد 148/8.
7- في خع: الخندعي، بالخاء المعجمة.
8- بالأصل «كتابية» و الصواب عن خع و ابن سعد.
9- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد: عبد اللّه.
10- بالأصل و خع «أنبأنا» و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة تقدمت.

كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب فيما بلغني.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمرو بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف الخشاب، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد (1)،أنبأنا هشام بن محمد بن السائب،[قال:] (2) حدثني رجل من [بني] (3)أبي بكر بن كلاب: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تزوج العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن كعب (4) بن عبد بن أبي بكر بن كلاب، فمكثت عنده دهرا ثم طلّقها (5).

و منهن خولة بنت الهذيل الثعلبية (6) أو بنت فضالة الكلابية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ابن بندار، أنبأنا محمد بن علي، أنبأنا [محمد] بن أحمد، أنبأنا الأحوص بن المفضل (7)،أنبأنا أبي، أنبأنا علي بن صالح، عن علي بن مجاهد قال: نكح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خولة ابنة الهذيل بن هبة بن (8) مرة الثعلبي و أمها خرنق (9) بنت خليفة أخت دحية بنت كعب فحملت إليه من الشام فماتت في الطريق، فنكح خالتها شراقة (10) بنت فضالة (11) بن خليفة فحملت إليه من الشام فماتت بالطريق.

ص: 233


1- طبقات ابن سعد 143/8.
2- الزيادة عن ابن سعد.
3- عن ابن سعد و خع، و بالأصل «بن».
4- بعدها بالأصل و خع:«بن أبي بكر» و المثبت موافق لعبارة ابن سعد.
5- كذا ورد بهذه الرواية أنها بقيت عنده دهرا ثم طلقها، و هي رواية أبي عمر أيضا في الاستيعاب و تابع قائلا: و قلّ من ذكرها. قال ابن حجر في الإصابة: فمقتضاه أن تكون ممن دخل بهن. و أنكر أبو نعيم فيما نقله عنه ابن منده أن يكون دخل بها. و قال يحيى بن أبي كثير أنه طلقها حين أدخلت عليه صلى اللّه عليه و سلّم.
6- كذا بالأصل و خع، و في الاستيعاب 293/4 و أسد الغابة 98/6 التغلبية.
7- بالأصل و خع:«الحصين» تحريف، و هو الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي و قد تقدم بهذا السند كثيرا، و انظر الإصابة 293/4.
8- كذا ورد عامود نسبها هنا بالأصل و خع، و انظر بخلاف هذا: الاستيعاب 289/4 هامش الإصابة، الإصابة 293/4 طبقات ابن سعد 160/8 أسد الغابة 98/6.
9- بالأصل و خع:«حرين» و المثبت عن ابن سعد، و فيه أنها خالتها و ليست أمها. و في الإصابة «أمها».
10- في خع و ابن سعد 160/8 «شراف» و في الإصابة في ترجمة خرنق:«سراق».
11- في ابن سعد 160/8: شراف بنت خليفة بن فروة.

و منهن امرأة من بني غفار.

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن منصور بن النّقّور، أنبأنا أبو الطاهر [المخلّص]، أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، أنبأنا يونس بن بكير (1)،عن أبي يحيى، عن حميل (2) بن زيد الطائي، عن سعد (3) بن زيد الأنصاري قال: تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم امرأة من غفار فدخل بها فأمرها فترعت ثوبها فرأى (4) بها بياضا من برص عند ثديها، فانماز (5) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قال:«خذي ثوبك»، و أصبح فقال:«الحقي بأهلك» فأكمل لها صداقها (6)[620].

و أمّا سراريه:

فمنهن: مارية أم إبراهيم ابنه عليه السّلام.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم و هو ابن طاهر الشّحّامي - بنيسابور - قالا (7):أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خالد القيرواني، أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل (8) بن محمّد بن إسحاق [بن خزيمة].

قال: أنبأنا جدي [محمّد بن إسحاق]، أنبأنا محمد بن زياد بن عبيد اللّه (9)،أنبأنا سفيان بن عيينة، عن بشير (10) بن المهاجر عن عبد اللّه بن بريدة بن الخصيب، عن أبيه قال: أهدى أمير القبط إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جاريتين (11) أختين و بغلة فكان يركب

ص: 234


1- انظر سيرة ابن إسحاق ص 248 برقم 398.
2- بالأصل «حمل» و الصواب عن خع و سيرة ابن إسحاق، و في المطبوعة: جميل.
3- عن سيرة ابن إسحاق. و بالأصل و خع:«سهل» و بالأصل: الأنصار.
4- عن سيرة ابن إسحاق و بالأصل و خع:«فأرى».
5- في القاموس: مازه يميزه ميزا: عزله و فرزه، كامازه و ميزه فامتاز و انماز. و استماز: تنحّى.
6- العبارة في سيرة ابن إسحاق:«خذي ثوبك، و الحقي بأهلك». و أكمل لها الصداق.
7- بالأصل و خع:«قال».
8- بالأصل و خع:«الفضل بن إسحاق بن محمد» و الصواب ما أثبت، و الزيادة عن مطبوعة ابن عساكر (قسم عاصم - عائذ/834).
9- بالأصل و خع «زياد» و الصواب عن التهذيب و الكاشف (ترجمته).
10- بالأصل و خع:«يسير» و الصواب عن الكاشف للذهبي.
11- غير واضحة بالأصل و خع، و الصواب عن مختصر ابن منظور 290/2 و الإصابة 405/4.

البغلة (1) بالمدينة. و أخذ إحدى الجاريتين، فولدت له إبراهيم ابنه و ذهبت (2) الأخرى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن (3) السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران الأشناني، أنبأنا موسى بن زكريا،[حدثنا خليفة بن خياط ] (4).

و أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (5) البنا قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي [أنبأنا] (6) أحمد بن عبيد إجازة، أنبأنا محمد بن الحسين، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: و فيها يعني سنة سبع قدم حاطب بن أبي بلتعة من عند المقوقس (7) بمارية أم إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و بغلته دلدل (8) و حماره [يعفور] (9).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد (10)،أنبأنا محمد بن عمر،[أخبرني أبو سعيد رجل من أهل العلم قال:] (11) كانت مارية من حفن (12) من كورة أنصنا (13).

ص: 235


1- بالأصل و خع: مكان اللفظة الأولى بياض فيهما، و اللفظة الثانية محرفة، و الصواب ما أثبتناه عن المختصر و الإصابة 405/4.
2- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: و وهب.
3- بالأصل و خع «أبو الحسين» تحريف و الصواب ما أثبت عن أسانيد مماثلة.
4- بالأصل و خع:«بعدها:» الأنصاري، قال تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم امرأة من غفار، أنبأنا موسى بن زكريا لنفير بن خياط » كذا، و الاضطراب في العبارة و السند واضح، و الصواب ما أثبتناه بين معكوفتين بالقياس على أسانيد مماثلة تقدمت، خاصة أن الرواية فيما سبق عن خليفة كثيرة.
5- بالأصل و خع:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت مما سبق.
6- زيادة اقتضاها السياق.
7- بالأصل و خع:«بن عبد الغورس» و الصواب عن خليفة (تاريخ خليفة ص 86).
8- بالأصل و خع «دلول» و على هامش الأصل «دلدل» و هو ما أثبتناه يوافق عبارة خليفة.
9- زيادة عن خع و خليفة ص 86.
10- طبقات ابن سعد 214/8.
11- ما بين معكوفتين ليس في ابن سعد.
12- بالأصل و خع:«حفص» و الصواب عن ابن سعد و معجم البلدان و فيه: حفن بلا ألف من قرى الصعيد، و قيل: ناحية من نواحي مصر.
13- عن ابن سعد و معجم البلدان، و بالأصل «أيضا».

قال: و أنبأنا (1) محمد بن عمر، أنبأنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة [عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة] (2) قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يعجب بمارية القبطية و كانت بيضاء جعدة جميلة فأنزلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أختها على أم سليم بنت ملحان فدخل عليهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فعرض عليهما الإسلام فأسلمتا هناك فوطئ مارية بالملك و حولها إلى مال له بالعالية من أموال بني النضير، فكانت فيه في الصيف و في طرفة النخل فكان يأتيها هناك، و كانت حسنة الدين، و وهب أختها سيرين لحسان بن ثابت الشاعر فولدت له عبد الرّحمن، و ولدت مارية لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم غلاما فسماه إبراهيم، وعق (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بشاة يوم سابعه، و حلق رأسه فتصدق بزنة شعره فضّة على المساكين، و أمر بشعره فدفن في الأرض، و سماه إبراهيم، و كانت قابلتها سلمى مولاة النبي صلى اللّه عليه و سلّم فخرجت إلى (4) زوجها أبى رافع، فأخبرته بأنها قد ولدت غلاما فجاء أبو رافع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فبشره فوهب له عبدا، و غار نساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و اشتد عليهن حين رزق منها الولد.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب بن فنّاكي (5)،أنبأنا محمد بن هارون الروياني، أنبأنا أبو كريب، أنبأنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق (6)،عن إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب قال:

أكثر (7) على مارية أم إبراهيم في قبطي ابن عمّ لها يزورها و يختلف إليها. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«فخذ (8) هذا السيف فانطلق، فإن وجدته عندها فاقتله» قال: قلت: يا رسول اللّه أكون في أمرك إن أرسلتني كالسكة (9) المحمّاة لا يثنيني شيء حتى امضي لما

ص: 236


1- عن ابن سعد 212/8 و بالأصل «أبو محمد» و المثبت عن الطبقات.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن ابن سعد.
3- عق عن المولود: ذبح عنه، و العقيقة: الشاة التي تذبح عند حلق شعر المولود (القاموس).
4- سقطت من الأصل و خع.
5- بالأصل:«فتالى» و في خع «فنالى» و الصواب ما أثبت بالقياس على سند مماثل.
6- سيرة ابن إسحاق ص 252 رقم 412.
7- كذا بالأصل و خع، و في سيرة ابن إسحاق: دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و قد كان كبر على مارية.
8- ابن إسحاق: خذ.
9- في ابن إسحاق: كالشكة.

أمرتني به. أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الشاهد يرى ما لا يرى الغائب» فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها، فاخترطت (1) السيف فلما رآني عرف أني أريده، فأتى نخلا فرقي فيها، ثم رمى بنفسه على قفاه، ثم سال برجليه فإذا به أجب أمسح (2) ما له [مما للرجال] (3) قليل و لا كثير. فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأخبرته فقال:«الحمد للّه الذي صرف عنا أهل البيت»[621].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدثني أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، أنبأنا محمد بن عمرو الحرشي، أنبأنا العقيقي (4)،أنبأنا أبو بكر بن أبي سبرة القرشي، عن حسين بن عبد اللّه بن [عبيد اللّه بن] (5) عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لأمّ إبراهيم حين ولدت:«أعتقها ولدها»[622].

قال و أنبأنا أبو بكر بن حرب الأصبهاني [أنبأنا] (6) ابن عمر الحافظ ، أنبأنا أبو عبيد (7) القاسم بن إسماعيل، أنبأنا زياد بن أيوب، أنبأنا سعيد [بن زكريا المدائني عن] (8) ابن أبي سارة، عن ابن أبي حسين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما ولدت مارية قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أعتقها ولدها»[623].

قال [علي] تفرد بحديث بن أبي الحسين: زياد بن أيوب، و زياد ثقة (9).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء الواسطي،

ص: 237


1- اخترط السيف: سلّه من غمده (اللسان).
2- بالأصل و خع:«مسح» و الصواب عن سيرة ابن إسحاق.
3- بالأصل و خع «مسّا» و المثبت عن سيرة ابن إسحاق.
4- في سنن البيهقي 346/10 «القعنبي» و في خع: العتيقي.
5- الزيادة عن السنن الكبرى للبيهقي 346/10 سقطت من الأصل و خع.
6- الزيادة عن خع.
7- بالأصل و خع:«أبو عبيد بن القاسم» تحريف، و الصواب عن الأنساب (المحاملي) و هو أخو القاضي أبي عبد اللّه المحاملي. سمع عمرو بن علي.
8- الزيادة عن سنن البيهقي الكبرى 346/10.
9- العبارة بالأصل و خع غير مقروءة و المثبت:«زياد بن أيوب، و زياد ثقة» عن سنن البيهقي الكبرى. و بعد لفظة:«ثقة» بياض بالأصل و خع مقدار عدة كلمات ثم عبارة:«عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة.» كذا، و حذفناها لأنها مقحمة و لا معنى لوجودها.

أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنبأنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي قال: ماتت مارية سنة خمس عشرة.

قرأت على أبي غالب البنا، عن [أبي] (1) محمد بن الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن فهم، أنبأنا محمد بن سعد (2) قال:

قال محمد بن عمر: فتوفيت مارية أمّ إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في المحرّم سنة ست عشرة من الهجرة فرئي (3) عمر بن الخطاب يحشر الناس لشهودها و صلّى عليها و قبرها بالبقيع.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأنا أبو الحسن (4) السيرافي، أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنبأنا أحمد بن عمران الأشناني، أنبأنا موسى بن زكريا، أنبأنا خليفة بن خياط قال: و في هذه السنة يعني سنة ست (5) عشرة ماتت مارية أمّ إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري (7)،أنبأنا [أبو] (8) طاهر المخلّص إجازة، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أنبأنا أبو الحسن (9) عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، أنبأنا أبي، أنبأنا [أبو] عبيد قال: سنة ست (10) عشرة فيها توفيت مارية القبطية أم إبراهيم بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو محمد (11) عبد الكريم، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو بكر

ص: 238


1- سقطت من الأصل و خع.
2- طبقات ابن سعد 216/8.
3- عن ابن سعد و بالأصل و خع: فرأى.
4- بالأصل و خع «أبو الحسين» تحريف، و الصواب ما أثبت عن إسناد مماثل.
5- بالأصل و خع:«ستة عشر» خطأ.
6- تاريخ خليفة ص 135.
7- بالأصل و خع:«بن الآبنوسي بن التستري» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
8- سقطت من الأصل.
9- بعدها بالأصل «عن» و في خع:«أبو الحسين عن عبد الرحمن» و في كلّ تحريف.
10- بالأصل و خع: ستة.
11- بعدها بالأصل و خع «بن» خطأ.

القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان قال: و ماتت مارية أم ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سنة ست (1) عشرة.

و منهن: ريحانة بنت زيد.

أخبرنا أبو بكر محمد بن (2) عبد الباقي الفرضي، أنبأنا أبو محمد بن الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا محمد بن العباس بن حيوية، أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنبأنا محمد بن شجاع، أنبأنا محمد بن عمر الواقدي (3) قالوا: و كانت ريحانة بنت زيد من بني النضير (4) متزوجة في بني قريظة، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد أخذها لنفسه صفيا، و كانت جميلة، فعرض عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن تسلم فأبت إلاّ اليهودية. فعزلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و وجد في نفسه، فأرسل إلى ابن سعيّة فذكر له ذلك، فقال ابن سعية فداك أبي و أمي، هي تسلم، فخرج حتى جاءها فجعل يقول لها: لا تتبعي قومك فقد رأيت ما أدخل عليهم حيي بن أخطب، فأسلمي يصطفيك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لنفسه. فبينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أصحابه إذ سمع وقع نعلين فقال: إن هاتين لنعلا ابن سعية يبشرني بإسلام ريحانة. فجاءه فقال: يا رسول اللّه قد أسلمت ريحانة، فبشر (5) بذلك.

قال (6):فحدثني عبد الملك بن سليمان، عن أيّوب بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة عن أيوب بن بشر المعاوي (7) قال: أرسل بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى بيت سلمى بنت (8) قيس بنت المنذر، و كانت عندها حتى حاضت حيضة، ثم طهرت من حيضها،

ص: 239


1- بالأصل و خع: ستة.
2- بالأصل و خع:«بن عبد اللّه بن عبد الباقي» تحريف و الصواب ما أثبت قياسا إلى إسناد مماثل.
3- انظر الخبر في مغازي الواقدي 520/2 و انظر إسناده 518/2.
4- بالأصل و خع:«بن أبي النضر» و المثبت عن الواقدي و ابن سعد 129/8 و في الاستيعاب 310/4 من بني قريظة و قيل من بني النضير، و الأكثر أنها من بني قريظة.
5- كذا بالأصل و خع، و في المغازي: فسرّ بذلك.
6- مغازي الواقدي 520/2.
7- بالأصل و خع:«المادي» و المثبت عن المغازي. و هذه النسبة إلى بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، بطن من الأوس (الأنساب: المعافري).
8- عن الواقدي و بالأصل و خع:«سلمة أم».

فجاءت أمّ المنذر فأخبرت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فجاءها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في منزل أم المنذر فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن أحببت أن أعتقك و أتزوجك فعلت، و إن أحببت أن تكوني في ملكي أطأك بالملك فعلت ؟» [624] فقالت: يا رسول اللّه إنه أخف (1) عليك و عليّ أن أكون في ملكك فكانت في ملك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يطأها حتى ماتت عنده.

قال (2) و حدثني ابن أبي ذئب قال: سألت الزّهري عن ريحانة فقال: كانت أمة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأعتقها و تزوّجها، فكانت تحتجب في أهلها فتقول: لا يراني أحد (3) بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قال الواقدي: فهذا أثبت الحديثين عندنا. و كان زوج ريحانة قبل النبي صلى اللّه عليه و سلّم الحكم.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد (4)،أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا عاصم بن عبد اللّه بن الحكم، عن عمر قال: أعتق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ريحانة بنت زيد بن عمرو (5) بن خنافة و كانت عند زوج لها محبا لها مكرما. فقالت: لا استخلف بعده أبدا، و كانت ذات جمال، فلما سبيت بنو قريظة عرض [السبي على] (6)النبي صلى اللّه عليه و سلّم فكنت فيمن عرض عليه، فأمرني فعزلت، و كان [يكون له صفي] (7) في كلّ غنيمة، فلما عزلت خار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأرسل بي إلى منزل أم المنذر بنت قيس أياما حتى قتل الأسرى و فرق السبي، ثم دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فتنحيت منه حياء، فدعاني فأجلسني بين يديه فقال:«إن اخترت اللّه و رسوله اختارك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لنفسه»[625] فقلت: إني اختار اللّه و رسوله. فلما أسلمت أعتقني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و تزوجني و أصدقني

ص: 240


1- بالأصل و خع:«إن أحق» و المثبت عن الواقدي.
2- مغازي الواقدي 521/2.
3- بالأصل و خع «أحدا» خطأ.
4- انظر طبقات ابن سعد 129/8.
5- عن ابن سعد و بالأصل و خع:«عمر» و في أسد الغابة120/6عن ابن إسحاق: عمرو.
6- الزيادة عن ابن سعد، سقطت من الأصل و خع.
7- بالأصل و خع:«يقول لي صيفي» و العبارة بين معكوفتين أثبتت مكان عبارة الأصل عن ابن سعد.

اثنتي (1) عشرة أوقية و نشا كما كان يصدق نساءه و أعرس بي في بيت أم المنذر. و كان يقسم لي كما كان يقسم لنسائه، و ضرب عليّ الحجاب. و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم معجبا بها، و كانت لا تسأله إلاّ أعطاها ذلك، و قد قيل لها: لو كنت سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بني قريظة لأعتقهم، و كانت تقول: لم (2) يخل بي حتى فرّق السبي. و لقد كان يخلو بها و يستكثر (3) منها، فلم تزل عنده حتى ماتت مرجعه من حجة الوداع، فدفنها بالبقيع.

و كان تزويجه إياها في المحرم سنة ست (4) من الهجرة.

قال (5):و أنبأنا محمد بن عمر: حدثنا عبد اللّه بن جعفر، عن يزيد بن الهاد، عن ثعلبة بن أبي مالك قال: كانت ريحانة بنت زيد بن عمرو (6) بن خنافة من بني النضير متزوجة رجلا منهم (7)-يعني من بني قريظة - يقال له الحكم فلما وقع السبي على بني قريظة سباها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأعتقها و تزوّجها و ماتت عنده.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (8) البنا قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري إجازة، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين الزعفراني، أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنبأنا الوليد بن شجاع، حدثني ابن وهب: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: و استسر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ريحانة من بني قريظة، ثم أعتقها فلحقت بأهلها.

قال: و أنبأنا [ابن] (9) أبي خيثمة، أنبأنا علي بن المغيرة الأثرم قال: قال أبو عبيدة: و كانت له ريحانة ابنة زيد بن شمعون من بني النضير، و قال بعضهم من بني قريظة، فكانت تكون في نخل تحت نخل الصدقة، و كان يقيل عندها صلى اللّه عليه و سلّم

ص: 241


1- بالأصل و خع:«اثني».
2- عن ابن سعد و بالأصل و خع: لمن.
3- عن ابن سعد و بالأصل و خع: و ليكثر.
4- بالأصل و خع:«ستة».
5- الخبر في طبقات ابن سعد 129/8.
6- عن ابن سعد و بالأصل و خع:«عمر» و في أسد الغابة 120/6 عن ابن إسحاق: عمرو.
7- بالأصل و خع «منهن» تحريف و الصواب عن ابن سعد.
8- بالأصل و خع:«أنبأنا» تحريف، و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
9- سقطت من الأصل و خع، و الصواب ما أثبت، انظر ما سبق.

أحيانا و كان صلى اللّه عليه و سلّم سباها في شوال سنة أربع من التاريخ.

قال ابن أبي خيثمة، أنبأنا أحمد بن المقدام، أنبأنا زهير بن العلاء، أنبأنا سعيد، عن قتادة قال: و كانت ربيحة (1) القبطية (2)،و قال بعضهم ريحانة و كانت تكون في نخل بالعالية، و كان يقيل عندها أحيانا إذا أتى النخل. و زعم بعضهم أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم ابتدأه أول وجعه الذي توفي عندهم.

قال ابن أبي خيثمة أنبأنا أحمد بن المقدام، أنبأنا زهير، أنبأنا سعيد، عن قتادة قال: و كانت له صلى اللّه عليه و سلّم وليدتان مارية القبطية و ربيحة أو ريحانة، و هي ريحانة ابنة شمعون ابن زيد بن خنافة (3) من بني قريظة. كانت عند ابن عمّ لها يقال له عبد الحكم فيما بلغني. ماتت قبل وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

فأمّا أبو عبيدة فذكر أنه كان له صلى اللّه عليه و سلّم أربع ولائد: مارية القبطية، و ريحانة من بني قريظة، و كانت له جارية أخرى جميلة أصابها في السبي فكادها نساؤه و خفن أن تغلبهن عليه، و كانت له جارية نفيسة وهبتها له زينب بنت جحش، و كان هجرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في شأن صفية بنت حيي ذا الحجة و المحرّم و صفر، فلما كان شهر ربيع الأول الذي قبض فيه النبي صلى اللّه عليه و سلّم رضي عن زينب و دخل عليها فقالت: ما أدري ما أحزنك (4)؟ فوهبتها له صلى اللّه عليه و سلّم.

فأمّا اللاّتي خطبهنّ عليه الصّلاة و السّلام و لم يتزوجهن

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل (5) الفقيه السيّدي، أنبأنا أبو عثمان البحيري (6)،أنبأنا أبو عمرو (7) بن حمدان، أنبأنا أبو العباس حامد بن محمد بن شعيب

ص: 242


1- نص في الإصابة على ضبطها بالتصغير.
2- كذا بالأصل، و في خع «القريظية» و لعل الصواب:«القرظية».
3- كذا و في الاستيعاب: قسامة، و في أسد الغابة: قشامة، و في الإصابة قنافة بالقاف أو خنافة بالخاء المعجمة، كلّه قيل و ذكر.
4- كذا بالأصل و خع، و في مختصر ابن منظور 293/2،«ما ذا أجزيك» و هي مناسبة أكثر.
5- بالأصل و خع:«علي» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
6- بالأصل و خع:«البختري» و الصواب ما أثبت عن الأنساب (البحيري) و اسمه: سعيد بن محمد بن أحمد البحيري.
7- بالأصل و خع «عمر» و الصواب «أبو عمرو» عن الأنساب (البحيري).

البلخي، أنبأنا محمد بن البكار بن الريان، أنبأنا إبراهيم بن سليمان المؤدب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: خطبني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه ما بي رغبة عنك، و ما أحبّ أن أتزوج و بنيّ صغار.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على طفل صغير، و أرعاه على بعل في ذات يده»[626].

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا محمد بن العباس بن حيّوية، أنبأنا أحمد (1) بن معروف بن بشر، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد (2)،أنبأنا هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى أبي طالب (3) ابنته أم هانئ في الجاهلية، و خطبها هبيرة بن أبي وهب بن عمرو (4) بن عائذ بن عمران بن مخزوم، فتزوجها هبيرة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«يا عم زوّجت هبيرة و تركتني ؟» فقال: يا ابن (5) أخي، إنا قد صاهرنا إليهم و الكريم يكافئ الكريم، ثم أسلمت ففرّق الإسلام بينها و بين هبيرة، فخطبها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى نفسها فقالت: و اللّه لكنت (6) أحبّك في الجاهلية فكيف في الإسلام ؟ و لكني امرأة مصبية و أكره أن يؤذوك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خير [نساء] (7) ركبن المطايا [نساء] (8) قريش، أحناه على ولد في صغره، و أرعاه على زوج في ذات يده»[].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد بن عبد القوي الفقيه الأصولي، أنبأنا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد قراءة عليه، أنبأنا أبو الفتح سليمان (9) بن أيوب الرازي، أنبأنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان بن يوسف الموصلي - بالموصل - أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن أحمد الجوزي، أنبأنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن

ص: 243


1- بالأصل:«محمد بن حروف بن بشر» و في خع:«محمد بن هارون بن بشر» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
2- انظر طبقات ابن سعد 151/8.
3- العبارة في الأصل و خع فيها تقديم و تأخير بالألفاظ ، أثبتنا عبارة ابن سعد.
4- بالأصل و خع:«عمر» و الصواب «عمرو» عن ابن سعد.
5- بالأصل:«ابن».
6- في ابن سعد: إن كنت لأحبك.
7- الزيادة عن ابن سعد و خع. سقطت اللفظة في الموضعين من الأصل.
8- الزيادة عن ابن سعد و خع. سقطت اللفظة في الموضعين من الأصل.
9- كذا بالأصل و خع، صوّب في المطبوعة:«سليم».

إياس قال: سمعت القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدّمي قال: أم هانئ بنت أبي طالب اسمها فاختة.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء، عن أبي محمد الجوهري، أنبأنا محمد بن العبّاس بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن الفهم، أنبأنا محمد بن سعد (1)،أنبأنا هشام (2) بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:[أقبلت] (3) ليلى بنت الخطيم (4) إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو مولّ ظهره الشمس، فضربت على منكبيه (5) فقال:«من هذا أكله (6) الأسود»؟ و كان كثيرا ما يقولها فقالت: أنا بنت مطعم الطير و مباري الريح، أنا ليلى بنت الخطيم جئتك لأعرض عليك نفسي تزوّجني. قال:«قد فعلت». فرجعت إلى قومها فقالت: قد تزوّجني النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقالوا: بئس ما صنعت أنت امرأة غيرى و النبي صلى اللّه عليه و سلّم صاحب نساء تغارين فيدعو اللّه عليك فاستقيليه نفسك. فرجعت، فقالت: يا رسول اللّه، أقلني قال:«قد أقلتك» قال فتزوجها مسعود بن أوس بن سواد بن ظفر فولدت له. فبينما هي في حائط من حيطان المدينة تغتسل إذ وثب عليها ذئب لقول النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأكل بعضها، و أدركت فماتت[627].

و به (7) عن ابن عباس قال: كانت ضباعة (8) بنت عامر يعني ابن قرط بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة عند هوذة (9) بن علي الحنفي فهلك عنها فورثته مالا كثيرا فتزوجها عبد اللّه (10) بن جدعان التيمي و كان لا يولد له فسألته الطلاق فطلّقها فتزوجها هشام بن المغيرة فولدت له سلمة، فكان من خيار المسلمين فتوفي عنها هشام، و كانت من أجمل نساء العرب و أعظمه خلقا، و كانت إذا جلست أخذت من

ص: 244


1- بالأصل و خع:«أحمد بن سعد» خطأ، و الخبر في طبقات ابن سعد 150/8.
2- بالأصل و خع:«هاشم» و الصواب عن ابن سعد.
3- الزيادة عن ابن سعد 150/8 سقطت اللفظة من الأصل و خع.
4- بالأصل و خع:«الخطيب» و الصواب عن ابن سعد.
5- في خع و ابن سعد: منكبه.
6- ابن سعد:«أكله الأسد» و في خع كالأصل.
7- طبقات ابن سعد 153/8.
8- في خع:«صناعة» و المثبت يوافق عبارة ابن سعد و أسد الغابة 178/6.
9- بالأصل «هودة» و في خع:«هورة».
10- بالأصل و خع:«عبيد اللّه» و الصواب عن ابن سعد و الإصابة 353/4.

الأرض شيئا كثيرا، و كانت تغطي جسدها بشعرها. فذكر جمالها عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم فخطبها إلى ابنها (1) سلمة بن هشام بن المغيرة فقال: حتى أستأمرها [و قيل للنبي صلى اللّه عليه و سلّم: إنها قد كبرت. فأتاها ابنها فقال لها: إن النبي صلى اللّه عليه و سلّم خطبك إليّ ، فقالت: ما قلت له ؟ قال: قلت حتى أستأمرها] (2) فقالت و في النبي صلى اللّه عليه و سلّم يستأمر؟ ارجع فزوّجني، فرجع إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فسكت عنه.

و له (3) عن ابن عباس قال: خطب النبي صلى اللّه عليه و سلّم صفية بنت بشّامة بن نضلة العنبري و كان أصابها سباء، فخيّرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«إن شئت أنا و إن شئت زوجك».

فقالت: بل زوجي، فأرسلها، فلعنتها بنو تميم[628].

قال: و أنبأنا محمد بن سعد (4)،أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: كانت أم شريك امرأة من بني عامر بن لؤي معيصية (5)و إنها وهبت نفسها للنبي (6) فلم يقبلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلم تتزوج حتى ماتت.

قال و أنبأنا محمد بن سعد (7)،أنبأنا محمد بن عمر، أنبأنا وكيع بن الجرّاح، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر في قوله تُرْجِي مَنْ تَشٰاءُ مِنْهُنَّ وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشٰاءُ (8) قال: كان نساء وهبن أنفسهن للنبي صلى اللّه عليه و سلّم، فدخل ببعضهن و أرجأ بعضا فلم ينكحن بعده، منهن أم شريك.

قال (9) و أنبأنا محمد، أنبأنا وكيع بن الجرّاح، عن شريك، عن جابر، عن الحكم، عن علي بن الحسين (10):أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم تزوج أم شريك الدّوسية.

ص: 245


1- بالأصل و خع:«أبيها» و في الاستيعاب على هامش الإصابة 353/4:«أبيها» و الصواب ما أثبت، و هو يوافق عبارة ابن سعد.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و استدرك عن ابن سعد.
3- طبقات ابن سعد 154/8.
4- طبقات ابن سعد154/8.
5- بالأصل «معيفة» و المثبت عن ابن سعد.
6- في ابن سعد: لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
7- طبقات ابن سعد 154/8.
8- سورة الأحزاب، الآية:51.
9- الخبر في طبقات ابن سعد 155/8.
10- بالأصل و خع:«الحسن» و الصواب ما أثبت عن ابن سعد.

قال محمد بن عمر (1):الثبت عندنا أنها امرأة من دوس من الأزد إلاّ في رواية موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه (2).

قال محمد بن سعد اسمها غزيّة بنت جابر بن الحكم (3) بن حكيم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، أنبأنا أبو بكر [محمد بن] أحمد بن محمد [البابسيري] (4)- بواسط - أنبأنا أمية [الأحوص] (5) بن المفضل (6) بن غسّان الغلاّبي قال أبي:

سمعت الواقدي يقول: المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى اللّه عليه و سلّم غزية (7) بنت جابر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه الخياط ، قالا: أنبأنا أبو محمد الصريفيني (8).

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا الشريف أبو النصر محمد بن محمّد بن محمّد بن علي الزينبي قالا: أنبأنا محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور، أنبأنا عبد اللّه بن أبي داود، أنبأنا عيسى بن حمّاد، أنبأنا الليث، عن هشام، عن أبيه أنه قال:

كنا نتحدث أن أم شريك كانت وهبت نفسها للنبي صلى اللّه عليه و سلّم، و كانت امرأة صالحة.

ص: 246


1- انظر طبقات ابن سعد 156/8.
2- تقدمت روايته: أنها من بني عامر بن لؤي معيصية.
3- كذا بالأصل و خع، و سقطت اللفظة من الطبقات 154/8.
4- بياض بالأصل و خع، و الزيادة هنا عن الأنساب (البابسيري)، و الزيادة الأولى اقتضاها السياق عن الأنساب أيضا (البابسيري).
5- الزيادة عن خع، سقطت من الأصل.
6- بالأصل و خع «الفضل» تحريف و الصواب ما أثبت عن سند مماثل، و انظر الأنساب (البابسيري - و الغلابي).
7- بالأصل و خع هنا:«عبة» تحريف، و الصواب «غزية» عن الاستيعاب 464/4 و الإصابة 466/4 و ابن سعد 154/8.
8- بالأصل و خع:«الصيرفيني» تحريف و الصواب: الصيرفيني، و هذه النسبة إلى صريفين، إحدى قرى بغداد، و هناك صريفين قرية من أعمال واسط .
باب صفة خلقه و معرفة خلقه
اشارة

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر الفقيه السيدي، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد (1) الجرجاني، قالا: أنبأنا [أبو] سعد محمد بن عبد الرّحمن الأديب، أنبأنا أبو أحمد الحاكم، أنبأنا محمد (2) بن مروان بدمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي قالا: أنبأنا عبد الدائم بن الحسن القطان، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن قالا: أنبأنا محمد (3) بن خريم (4)،قالا: أنبأنا هشام، أنبأنا سعيد، أنبأنا حمّاد - و هو - ابن سلمة، عن عبيد اللّه بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي، عن علي بن أبي طالب قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ضخم الرأس عظيم العنق (5) مشرب العينين من حمرة، هدب الأشفار (6) كثّ اللحية، شثن الكفّين و القدمين (7)،أزهر (8) اللون إذا مشى (9) تكفّأ كأنّما يمشي في صعد، و إذا (10) التفت التفت جميعا[629].

ص: 247


1- بالأصل و خع «سعد» و الصواب «سعيد» عن سند مماثل، و انظر المطبوعة (السيرة 213/1).
2- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن سند مماثل.
3- بالأصل و خع:«أبو محمد» تحريف.
4- في خع:«خزيم» تحريف.(انظر ترجمته في تهذيب التهذيب).
5- كذا بالأصل و خع، و مختصر ابن منظور 65/2، و في دلائل البيهقي 212/1 عظيم العينين.
6- حدب الأشفار يعني طويلهما.
7- يعني أنهما إلى الغلظ (دلائل البيهقي 271/1).
8- الأزهر: الأبيض النيّر البياض، الذي لا يخالط بياضه حمرة (البيهقي الدلائل 272/1).
9- تكفّأ يعني تمايل إلى قدام (اللسان).
10- بالأصل و خع:«زاد» خطأ، و المثبت عن دلائل البيهقي و مختصر ابن منظور.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي المذهب (1).

و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنبأنا أبو محمد الجوهري، قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي (2)،أنبأنا عفان و حسن (3) بن موسى قالا: أنبأنا حمّاد عن عبد اللّه - يعني - ابن محمد بن عقيل [عن محمّد] (4) بن علي، عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ضخم الرأس عظيم العينين هدب الأشفار. قال: حسن الشفار، مشرب العينين بحمرة، كثّ اللحية، أزهر اللون شثن الكفين و القدمين، إذا مشى كأنما يمشي في صعد. قال حسن: تكفيا، فإذا التفت التفت جميعا[630].

رواه سالم المكي عن ابن الحنفية.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزروذي (5)،أنبأنا أبو عمرو (6) بن حمدان، و أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية، أنبأنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا زكريا بن يحيى الواسطي، أنبأنا عبّاد بن العوّام، أنبأنا الحجاج، عن سالم المكي عن ابن الحنفية، عن علي: أنه سئل عن صفة النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:

كان لا قصيرا و لا طويلا، حسن الشعر رجله (7) مشربا - زاد ابن حمدان: وجهه - حمرة، و قالا: ضخم الكراديس (8)،شثن الكفين - زاد ابن حمدان: و القدمين - عظيم الرأس، طويل المسربة (9) لم أر قبله و لا بعده مثله، إذا مشى تكفّأ كأنما - و قال ابن

ص: 248


1- بالأصل و خع:«الحصين» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
2- الحديث في مسند أحمد 101/1.
3- عن مسند أحمد و بالأصل و خع:«و خنيس».
4- الزيادة عن مسند أحمد، سقطت اللفظتان من الأصل و خع.
5- بالأصل:«أبو يزيد الجيروردي» و في خع: أبو سعيد الجيروردي» و الصواب المثبت قياسا لسند مماثل.
6- بالأصل و خع:«عمر» تحريف و الصواب ما أثبت قياسا لسند مماثل.
7- رجل الشعر: لا شديد الجعودة و لا شديد السبوطة، بل بينهما.
8- الكراديس: رءوس العظام كالمنكبين و الركبتين و الوركين.
9- المسربة: الشعر الرقيق المستدق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة و قيل من اللبّة إلى السرة (دلائل البيهقي 272/1 و 273).

حمدان: كما - ينزل من صبب (1).

و رواه عمر بن علي عن أبيه.

أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد (2)،أنبأنا محمد بن عمر الأسلمي، حدثني عبد اللّه بن محمد بن [عمر بن] (3) علي بن أبي طالب عن أبيه، عن جده، عن علي قال: قال بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن، فإني لأخطب يوما على الناس، و حبر من أحبار اليهود واقف في يده سفر ينظر (4) فيه [فنادى إلي] (5) فقال: صف لنا أبا القاسم فقال [عليّ :] (6)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليس بالقصير و لا بالطويل البائن، و ليس بالجعد القطط و لا بالسّبط (7)هو رجل الشعر أسوده (8) ضخم الرأس، مشرب لونه حمرة، عظيم العينين، شثن الكفين و القدمين، طويل المسربة - و هو الشعر الذي يكون في النحر إلى السرة - أهدب الأشفار، مقرون الحاجبين، صلت الجبين (9) بعيد ما بين المنكبين، إذا مشى يتكفّأ كأنما (10) ينزل من صبب، لم أر قبله مثله و لم أر بعده مثله. قال علي: ثم سكت، فقال لي الحبر: و ما ذا؟ قال عليّ : هذا ما يحضرني. قال الحبر: في عينيه حمرة، حسن اللحية، حسن الفم، تام الأذنين، يقبل جميعا و يدبر جميعا. فقال علي: هذه و اللّه صفته. قال الحبر: و شيء آخر، قال علي: و ما هو؟ قال الحبر: و فيه جنأ (11).قال علي:

هو الذي قلت لك كأنما ينزل من صبب، قال الحبر: فإني أجد هذه الصفة في سفر

ص: 249


1- الصبب: الحدور، تقول: انحدرنا في صبوب و صبب.
2- انظر طبقات ابن سعد 412/1.
3- زيادة عن ابن سعد.
4- عن خع و ابن سعد و بالأصل «فنظر».
5- بياض بالأصل و خع، و استدركناه عن ابن سعد 412/1.
6- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن ابن سعد.
7- القطط : الشديد الجعودة مثل أشعار الحبش، و السبط : الذي ليس فيه تكسر. يقول: فهو جعد رجل. و الرجل: الذي في شعره حجونة أي تثن قليلا.
8- بالأصل و خع:«أسود» و المثبت عن ابن سعد.
9- صلت الجبين: واضحه (اللسان)، و المثبت عن ابن سعد، و بالأصل «ملت اللحيين».
10- بالأصل و خع:«كأن» و المثبت عن ابن سعد.
11- الجنأ: ميل في الظهر، و قيل في العنق (اللسان).

آبائي، و نجده يبعث من حرم اللّه و أمنه و موضع بيته ثم يهاجر إلى حرم يحرمه هو و يكون له حرمة كحرمة (1) الحرم الذي حرّم اللّه، و نجد أنصاره الذين هاجروا إليهم قوما من ولد عمرو بن عامر أهل نجد (2)،و أهل الأرض قبلهم يهود[632].

قال: قال علي: هو هو (3)،و هو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال الحبر: فإني أشهد أنه نبي، و أنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أنه أرسل إلى الناس كافة، فعلى ذلك أحيا، و عليه أموت، و عليه أبعث إن شاء اللّه. فقال: كان يأتي عليا فيعلمه القرآن و يخبره بشرائع الإسلام. ثم خرج علي و الحبر هناك (4) حتى مات في خلافة أبي بكر و هو مؤمن برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مصدّق به.

و روي عن عبد اللّه بن عمر بعضه.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد، أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن سرويه (5)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه (6)،أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه (7) الشافعي و معاذ بن المثنى (8)(9)،أنبأنا خالد بن عبد اللّه، أنبأنا عبيد اللّه بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده قال: قالوا: أنبأنا أبو الحسن (10) أنعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: أبيض مشرب بياضه حمرة، أهدب الأشفار، أسود الحدقة، لا قصير و لا طويل، و هو إلى الطويل أقرب، من رآه جهره (11) لا جعد و لا قطط (12) في

ص: 250


1- بالأصل:«حرملة» و الصواب ما أثبت عن ابن سعد.
2- في ابن سعد: نخل.
3- بالأصل و خع:«هود» و الصواب عن ابن سعد.
4- في ابن سعد: هنالك.
5- انظر الحاشية التالية.
6- عن تذكرة الحفاظ 1050/4 و بالأصل و خع:«مروان» تحريف، و في التذكرة يروي عنه أبو منصور محمد بن شكرويه (انظر فيما تقدم: سرويه، كذا بالأصل و خع و المطبوعة ؟!).
7- بالأصل و خع:«عبد» و الصواب ما أثبت.
8- بالأصل و خع:«المتقي» و المثبت عن المطبوعة (السيرة 215/1).
9- بياض بالأصل و خع، و في المطبوعة: حدثنا مسدد بن مسرهد.
10- كذا وردت العبارة بالأصل و خع. و في المطبوعة (السيرة 216/1) قالوا: يا أبا الحسن انعت لنا رسول اللّه. و لعل الصواب.«نعت».
11- عن خع و بالأصل «حمرة» و جهره بمعنى عظم في عينه، لحسن منظره و وضاءة وجهه (انظر اللسان: جهر).
12- بياض بالأصل و خع، و في المطبوعة: عظيم المناكب.

صدره مسربة شثن الكفين و القدمين، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفّأ كأنه يمشي في صعد لم أر قبله و لا بعده مثله عليه الصّلاة و السلام.

و روي عن عمر بن علي مختصرا في ذكر العين[633].

أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرستمي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن الفضل، أنبأنا أبو بكر أحمد (1) بن الحسين البيهقي.

و أخبرنا أبو محمد السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب، أنبأنا سعيد يعني ابن منصور،[قال:

حدثنا] (2) خالد بن عبد اللّه، عن عبيد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده قال: قيل لعلي: انعت لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: كان أسود الحدقة[634].

و رواه نافع بن جبير عن علي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني و أبو الحسين السّلمي الفقيه قالا: و أنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، أنبأنا أبو زرعة.

و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا أبو منصور شجاع بن علي بن شجاع، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن سليمان و إبراهيم بن محمد بن ناصر بن صالح، قالا: حدثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا المسعودي عن عثمان بن مسلم بن هرمز، عن نافع بن جبير، عن علي قال: لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالطويل (3) و لا بالقصير، شثن الكفين و القدمين، ضخم الرأس و اللحية، مشرب حمرة، ضخم الكراديس، طويل المسربة، إذا مشى تكفّأ تكفّيا كأنما ينحطّ من صبب، لم أر قبله و لا بعده مثله[634]. و لم يقل الأكفاني: تكفئا.

ص: 251


1- بالأصل و خع:«محمد» خطأ، و الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 212/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن دلائل البيهقي، سقطت من الأصل و خع.
3- بالأصل:«لا بالطويل» و المثبت عن خع.

كذا قال أبو نعيم الفضل بن دكين (1)،عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي:

عثمان بن مسلم بن هرمز و خالفه غيره، فقال: عثمان بن عبد اللّه بن هرمز و هو الصواب.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب.

و أخبرنا أبو علي الحسين بن المظفّر بن السّبط ، أنبأنا أبو محمد الجوهري، قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، و أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (2)،حدثني أبي (3)،و أنبأنا أبو بكر، أنبأنا وكيع، أنبأنا المسعودي.

و أخبرنا أبو الأعزّ [قراتكين] (4) بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار، أنبأنا الفلاس (5)،أنبأنا [محمد بن أبي عدي] (6)،عن المسعودي.

و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد الحلواني، أنبأنا أبو بكر بن خلف، أنبأنا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمد بن [محمّد الرمادي، أخبرنا أبو بكر] (7)محمد بن الحسين القطان (8)،أنبأنا علي بن الحسن الهلالي، أنبأنا [عمار بن] (9)عبد الجبّار، أنبأنا المسعودي، عن عثمان بن عبد اللّه بن هرمز عن - و في حديث قراتكين: حدثني نافع بن جبير - زاد أحمد: بن مطعم - عن علي بن أبي طالب قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليس بالطويل و لا بالقصير، ضخم الرأس و اللحية، شثن الكفين و القدمين، ضخم الكراديس (10) مشربا[-زاد أحمد بن عبد اللّه:] وجهه - حمرة،

ص: 252


1- بالأصل و خع «زكين» تحريف.
2- انظر مسند أحمد 96/1.
3- بعدها بالأصل:«و أنبأنا أبو بكر» و لا مكان لها هنا و المثبت يوافق السند كما ورد في مسند أحمد.
4- بياض بالأصل، و ما أثبت عن سند مماثل، و انظر تذكرة الحفاظ 1275/4.
5- الفلاس اسمه عمرو بن علي بن بحر، أبو حفص الفلاس.
6- مكانها بالأصل «أنبأنا علي» كذا، و المثبت عن المطبوعة (السيرة 218/1).
7- الزيادة عن المطبوعة كذا، و لعله الزيادي كما في الأنساب (الزيادي - القطان) روى عن أبي بكر القطان، روى عنه أحمد بن خلف و فيه:.
8- بالأصل «القطاني» تحريف. و الصواب عن الأنساب (القطان).
9- سقطت من الأصل، استدركت عن المطبوعة.
10- عن مسند أحمد 96/1.

طويل المسربة إذا مشى تكفأ كأنما يتحدر من صبب، و لم أر قبله و لا بعده مثله[636] و لم يذكر الحلواني و عبد الكريم: بن هرمز، و ليس في حديث عبد الكريم:

و القدمين، و قال: مستثن: كذا رواه مسعر بن كدام الهلالي، عن عثمان.

أخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدّينوري (1)، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد [بن] (2) الحسن القزويني الزاهد - إملاء - أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات، أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن ناجية (3)،أنبأنا عبد اللّه بن عمر أبو عبد الرّحمن، أنبأنا وكيع بن الجرّاح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن النّرسي، أنبأنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه السرّاج، أنبأنا عبد اللّه بن سليمان، أنبأنا الأحمسي يعني محمد (4) بن إسماعيل، أنبأنا وكيع، عن مسعود، عن عثمان بن عبد اللّه بن هرمز - و قال الدينوري: موهب - عن نافع بن جبير، عن علي قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شثن الكفين، ضخم الكراديس[637].

قوله: ابن موهب وهم، و إنما هو ابن هرمز.

و رواه حجاج بن أرطأة النّخعي القاضي عن عثمان فلم ينسبه و أدخل عليه بينه و بين نافع، أنبأنا عبد اللّه المكي.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب.

و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنبأنا أبو محمد الجوهري.

قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (5)،حدثنا أبو

ص: 253


1- سقط الحديث كله من بدايته إلى هنا من خع.
2- سقطت من الأصل و خع.
3- بالأصل «الأعمى» و في خع:«الأخمس» و الصواب ما أثبت.«الأحمسي» انظر الحاشية التالية.
4- بالأصل و خع «أحمد» تحريف، و الصواب ما أثبت «انظر ترجمته في تهذيب التهذيب و الكاشف، و الأحمسي: هذه النسبة إلى أحمس طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة.
5- انظر مسند أحمد 117/1.

الشعثاء علي بن الحسين (1) بن سليمان، أنبأنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيّان عن حجاج، عن عثمان، عن أبي عبد اللّه المكي، عن نافع بن جبير بن مطعم قال: سئل علي عن صفة النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: لا قصير و لا طويل مشربا لونه حمرة، حسن الشعر رجله، ضخم الكراديس، شثن الكفين، ضخم الهامة، طويل المسربة، إذا مشى تكفّأ كأنما ينحدر (2) من (3) صبب لم أر مثله و لا قبله مثله صلى اللّه عليه و سلّم[638].

و رواه عن عبد الملك بن عمير قاضي الكوفة عن نافع.

و أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (4)،أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر، أنبأنا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير، عن علي أنه كان إذا وصف النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: كان عظيم الهامة أبيض مشربا حمرة، عظيم اللحية، طويل المسربة، شثن الكفين، إذا مشى كأنما يمشي في صبب، لم أر مثله قبله و لا بعده صلى اللّه عليه و سلّم[639].

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنبأنا أبو عمرو (6) بن حمدان حينئذ، و أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم [أخبرنا] (7) ابن سعدوية، أنبأنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة، أنا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن علي أنه وصف النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: كان عظيم الهامة أبيض مشربا حمرة، عظيم اللحية، ضخم الكراديس، شثن الكفين و القدمين، طويل المسربة، كثير

ص: 254


1- كذا بالأصل و خع و مسند أحمد، و في الكاشف 245/2 و تهذيب التهذيب «الحسن».
2- بالأصل و خع:«يتحدر» و المثبت عن مسند أحمد.
3- بالأصل و خع «في» و المثبت عن مسند أحمد.
4- بالأصل و خع:«المنائحي» و المثبت هو الصواب «الميانجي» انظر الأنساب، و هذه النسبة إلى ميانج موضع بالشام.
5- بالأصل و خع:«الجيروردي» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
6- بالأصل و خع «عمر» تحريف و الصواب:«عمرو» عن سند مماثل.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و الصواب ما أثبت عن سند مماثل (انظر مطبوعة تاريخ دمشق عاصم - عائد/254.

شعر الرأس - زاد ابن حمدان رجلا، و قالا - يتكفّأ في مشيه - و قال ابن المقرئ:

مشيته، كأنما ينحدر (1) من صبب لا طويل و لا قصير، لم أر مثله و لا قبله، و لا بعده عليه الصّلاة و السّلام[640].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب.

و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري، قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني علي بن حكيم و أبو بكر بن أبي شيبة و إسماعيل بن موسى (3) الأسدي، قالوا: أنا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن علي بن أبي طالب أنه وصف النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:[كان] (4)عظيم الهامة أبيض مشربا (5) حمرة، عظيم اللحية، ضخم الكراديس، شثن الكفين و القدمين، طويل المسربة، كثير شعر الرأس رجله (6)،يتكفّأ في مشيته، كأنما يتحدر (7) في صبب، لا طويل و لا قصير (8) لم أر مثله قبله و لا بعده[641].

رواه غيرهم عن شريك، فقال: عن نافع عن أبيه.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي المذهب.

و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنبأنا أبو محمد الجوهري.

قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (9)،حدثني أبي، أنبأنا الأسود (10) بن عامر، أنبأنا شريك، عن ابن عمير قال شريك: قلت له: عن من يا أبا

ص: 255


1- بالأصل و خع:«يتحدر» و الصواب ما أثبت عن رواية سابقة.
2- الخبر في مسند أحمد 116/1.
3- كذا بالأصل و خع، و في مسند أحمد: ابن بنت السّدّي.
4- عن المسند، سقطت من الأصل و خع.
5- بالأصل و خع:«مشرب» و الصواب: مشربا عن المسند.
6- بالأصل و خع:«رجل» و في المسند:«راجله» و الصواب ما أثبتناه.
7- في المسند «ينحدر».
8- عن المسند و بالأصل و خع: القصير.
9- انظر الخبر في مسند أحمد 134/1.
10- في المسند: أسود، بالأصل و خع: الأسود.

عمير عن من حدّثه ؟ قال عن نافع بن جبير عن أبيه عن علي - قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم ضخم الهامة، مشربا (1) حمرة، شثن الكفين و القدمين، ضخم اللحية، طويل المسربة، ضخم الكراديس، يمشي في صبب يتكفّأ (2) في المشية، لا طويل و لا قصير (3)،لم أر قبله مثله و لا بعده[642].

رواه قيس بن الربيع الأسدي عن عبد الملك و زاد فيه: جبيرا.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز [بن جعفر بن محمد الخرقي، حدثنا محمّد بن محمّد الباغندي، حدثنا] (4) أحمد بن مرزوق حينئذ.

و أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعد، أنبأنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنبأنا أبو بكر (5) محمد بن هارون الروياني، أنبأنا أبو معمر قالا: أنبأنا [أبو داود] (6)،أنبأنا قيس، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه (7) قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليس بالطويل و لا بالقصير، ضخم الرأس و اللحية، ضخم الكراديس، مشربا حمرة، إذا مشى تكفّأ كأنما يمشي في صعد، حسن الشعر - و قال الرّوياني:

الثغر - لم أر قبله مثله - و قال ابن مرزوق: لم أر [قبله و لا] بعده مثله صلى اللّه عليه و سلّم[643].

و ليس ذكر جبير فيه محفوظا، فقد رواه إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي عن عبد الملك بن عمير فلم يذكره. و كذلك رواه صالح بن سعيد (8)،عن نافع.

و أمّا حديث إسماعيل:

ص: 256


1- بالأصل و خع:«مشرب» و الصواب: مشربا عن المسند.
2- بالأصل:«متكفيا» و المثبت عن خع و المسند.
3- في المسند: لا قصير و لا طويل.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.
5- بالأصل و خع:«أبو بكر بن» خطأ.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
7- الملاحظ أنه لم يقل «عن عليّ » و السند مماثل في خع.
8- سعيد، في التقريب بفتح السين، و يقال بضمها، و هو أرجح.

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمّد (1) الجوهري، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي، أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، أنبأنا محمد (2) بن هارون الختّلي، أنبأنا مسروق بن المرزبان (3)،أنبأنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدثني إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير بن مطعم قال: و أنبأنا يحيى بن أبي زائدة حدثني إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير، عن مطعم قال: و أنبأنا يحيى بن أبي زائدة قال: أخبرني داود بن عبد الرّحمن العطار، عن ابن جريج، عن صالح بن سعيد، عن نافع [بن جبير بن مطعم] (4) مطعم، عن عليّ (5) يزيد أحدهما على الآخر في صفة النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم لا قصيرا (6) و لا طويلا، عظيم الرأس رجله، عظيم اللحية، مشربا لونه - أو قال الوجه - حمرة، طويل المسربة، عظيم الكراديس، شثن الكفين و القدمين، يتكفأ إذا مشى تكفّيا (7) كأنما يهبط من صبب (8) لم أر قبله و لا بعده مثله[644].

و أمّا حديث صالح:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنبأنا أبو محمد بن الجوهري،.

قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (9)،حدثني شريح (10) بن يونس، أنبأنا يحيى بن سعد الأموي، عن ابن جريج، عن صالح بن سعيد أو سعيد (11) حينئذ.

ص: 257


1- عن خع و بالأصل «أبو بكر» تحريف، و هو أبو محمد الحسن بن علي الجوهري.
2- بالأصل و خع:«أبو محمد» تحريف.
3- عن خع و بالأصل «المرزباني».
4- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
5- بالأصل و خع:«علي بن يزيد» تحريف، و المثبت لاستقامة المعنى و العبارة.
6- بالأصل و خع: لا قصير و لا طويل.
7- بالأصل:«إن» و المثبت إذا عن خع.
8- بالأصل و خع: حديث، و الصواب عما سبق من رواية.
9- مسند أحمد 116/1.
10- الأصل و خع، و في المسند:«سريج» و هو سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي (انظر تقريب التهذيب).
11- انظر ما لاحظناه قريبا بشأنه.

و أخبرناه أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم بن محمد الخفّاف، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات، قالا: أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد، أنبأنا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، حدثني ابن جريج (1)،عن صالح بن سعيد، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن علي رضي اللّه تعالى عنه قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا قصير و لا طويل، عظيم الرأس رجله، عظيم اللحية، مشرب حمرة - و في حديث سعيد: مشرب في وجهه حمرة - طويل المسربة، عظيم الكراديس، شثن الكفين و القدمين، إذا مشى تكفأ كأنما يهبط من (2) صبب، لم أر قبله و لا بعده مثله[645].

انتهى حديث شريح (3).

قال ابن جريج عن عبد اللّه بن خالد، عن ابن عمر قال: تضرب أشفاره و جناته.

هذا حديث تميم.

و في حديث الفرضي قال عبد الملك يعني ابن جريج: و قال أبو هريرة: كان منشرح الصّدر، و زاد: قال: قال عمر: قال أبو محمد يعني ابن صاعد: هذا غريب من حديث ابن جريج عن عبد اللّه بن خالد عن ابن عمر.

و روي عن عبد الملك عن ربعي عن علي.

أخبرناه أبو علي الحسن علي بن المسلمة السّلمي، أنبأنا عبد العزيز [بن] (4)أحمد، أنبأنا تمام بن محمد، أنبأنا أبو زرعة محمد و أبو بكر أحمد، ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، أنبأنا أبو العلاء أحمد بن صالح التميمي، أنبأنا محمد بن حميد، أنبأنا إبراهيم بن المختار، أنبأنا عنبسة بن الأزهر، عن عبد الملك بن عمير عن ربعي، عن علي قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم ضخم الرأس، حسن الشعر رجله، أبيض الوجه، مشرب

ص: 258


1- بالأصل:«حدثني ابن أبي جريج» و الصواب ما أثبت. انظر ترجمة يحيى بن سعيد بن أبان الأموي في تهذيب التهذيب.
2- في المسند:«في».
3- بالأصل و خع، و في المسند:«سريج» و هو سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي (انظر تقريب التهذيب).
4- بالأصل و خع:«أنبأنا» و الصواب «ابنا».

وجهه، ضخم الكردوس، طويل المسربة، شثن القدمين و الكفين، يتكفّأ في مشيته كأنما يهبط من صبب، لا قصير و لا طويل، لم أر قبله و لا بعده مثله صلى اللّه عليه و سلّم[646].

و رواه عبد اللّه بن عمران الأنصاري عن علي (1) حينئذ.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب.

و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنبأنا أبو محمد الجوهري.

قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي (3)،أنبأنا وكيع، حدثني مجمع بن يحيى، عن عبد اللّه بن عمران الأنصاري، عن علي، و المسعودي عن عثمان بن عبد اللّه بن هرمز، عن نافع بن جبير، عن علي قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليس بالقصير و لا بالطويل، ضخم الرأس و اللحية، شثن الكف و القدمين، ضخم الكراديس، مشربا (4) وجهه حمرة، طويل المسربة إذا مشى تكفّأ تكفيا كأنما ينقلع من صخر، و لم أر قبله و لا بعده مثله[647].

و رواه عبد اللّه بن داود الخريبي (5) عن مجمع و أدخل بين ابن (6) عمران و بين علي رجلا غير مسمّى.

أخبرناه أبو الأعز قراتكين بن الأسعد الأزجي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (7)،أنبأنا عمرو (8) بن علي الفلاّس، أنبأنا عبد اللّه بن داود، أنبأنا مجمع بن يحيى الأنصاري، عن

ص: 259


1- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
2- انظر مسند أحمد 127/1.
3- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المسند.
4- عن المسند و بالأصل و خع: مشرب.
5- بالأصل:«الحريني» و في خع:«الحريني» بدون نقط ، و الصواب «الخريبي» كما في الأنساب و هذه النسبة إلى الخريبة و هي محلة مشهورة بالبصرة، و المشهور بالانتساب إليها أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن داود الخريبي، و هو كوفي نزلها فنسب إليها.
6- في خع:«أبي».
7- عن خع و بالأصل: شهرباز.
8- بالأصل و خع «عمر» تحريف. انظر تذكرة الحفاظ 487/2 و الأنساب (الفلاس) و هذه النسبة إلى بيع الفلوس، و رسمها بالأصل: الغلاس بالغين المعجمة تحريف.

عبد اللّه بن عمران، عن رجل من الأنصار قال: سألت علي بن أبي طالب و هو محتب (1) بحمالة سيفه في مسجد الكوفة عن نعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبيض اللون، مشربا حمرة، أدعج (2) العينين، سبط (3) الشعر، رقيق المسربة، سهل (4) الخدّ، كثّ اللحية، ذا وفرة (5)،كأن عنقه إبريق فضة، له شعر يجري من لبّته إلى سرّته كالقضيب، ليس في بطنه و لا صدره شعر غيره، شثن الكفين و القدمين، إذا مشى كأنما يتحدر (6) من صبب، و إذا مشى كأنما ينقلع (7) من صخر، و إذا التفت التفت جميعا ليس بالطويل و لا بالقصير، و لا الفاجر و لا اللئيم (8)،كأن عرقه في وجهه اللؤلؤ، و لريح عرقه أطيب من المسك الأذفر (9) لم أر مثله قبله و لا بعده[648].

رواه مسدد (10) بن مسرهد عن الخريبي فقال (11) عن عبد اللّه بن عمر أو عمران بالشك و رواه يوسف بن مازن البصري، عن علي أو عن رجل عنه.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب.

و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنبأنا أبو محمد الجوهري.

قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد اللّه بن أحمد (12)،حدثني نصر بن علي، أنبأنا نوح بن قيس، أنبأنا خالد بن خالد، عن يوسف بن مازن: أن رجلا سأل عليا فقال: يا أمير المؤمنين انعت لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أي صفه لنا فقال: كان ليس بالذاهب طولا و فوق الرّبعة إذا جاء مع القوم غمرهم، أبيض شديد الوضح، ضخم الهامة، أغرّ

ص: 260


1- بالأصل و خع:«محتبي»، يقال احتبى الرجل إذا جمع ظهره و ساقيه بعمامته (اللسان: حبا).
2- أدعج العينين: أي شديد سواد العين.
3- السبط الذي ليس فيه تكسر.
4- أي سائل الخد، غير مرتفع الوجنتين (اللسان: سهل).
5- الوفرة: شعر الرأس إلى وصل إلى شحمة الأذن.(اللسان: وفر).
6- في مختصر ابن منظور 66/2 ينحدر.
7- التقلع الذي يمشي بقوة (دلائل البيهقي 272/1).
8- كذا بالأصل و خع و مختصر ابن منظور، و في المطبوعة:«و لا العاجز و لا اللسم».
9- المسك الأذفر: الذكي الريح.
10- بالأصل:«مسد عن» كذا، و الصواب ما أثبت.
11- بالأصل:«فقال: عن أبي عبد اللّه بن عمرو و عمران» و الصواب ما أثبت عما سبق، و انظر المطبوعة.
12- مسند أحمد 342/2.

أبلج. هدب الأشفار، شثن الكفين و القدمين، إذا مشى يتقلع كأنما يتحدر (1) في صبب، كأن العرق في وجهه اللؤلؤ[649]. لم أر قبله و لا بعده مثله بأبي و أمي.

قال: و حدثنا عبد اللّه، حدثني محمد بن أبي بكر المقدّمي، أنبأنا نوح بن قيس، أنبأنا خالد بن خالد، عن يوسف بن مازن، عن رجل، عن علي: أنه قيل له: انعت لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. فقال: كان ليس بالذاهب طولا فذكر مثله سواء[650] و رواه إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر، حدثني أبو الأزهر عبد الوهاب بن عبد الرّحمن بن محمد بن يزداد كاتب أبي، حدثني أبي، حدثنا علي بن عبد اللّه بن المدائني (2)،حدثني عيسى بن يونس.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو محمد عبد الكريم السّلمي، قالا: أنبأنا عبد الدائم بن الحسن، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنبأنا أبو بكر محمد بن خريم البزار، حدثنا هشام بن عمّار، عن عيسى بن يونس، عن عمر و في حديث هشام، أنبأنا عمر بن عبد اللّه و قالا: مولى غفرة - عن إبراهيم بن محمد (3).قال: كان علي عليه السلام إذا نعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [قال:] (4) لم يكن بالطويل القطط (5)،و لا القصير المتردد (6)،و كان ربعة و لم يكن بالجعد - زاد هشام: من ولد علي أنه حدثه و قالا - و لا السّبط . كان جعدا [رجلا] (7) و لم يكن بالمطهّم (8)،و لا المكلثم (9).كان في الوجه

ص: 261


1- تقدم في رواية: ينقلع... ينحدر».
2- في تذكرة الحفاظ 427/2 المديني. و انظر تهذيب التهذيب ترجمة عيسى بن يونس.
3- زيد في دلائل البيهقي 269/1: من ولد علي.
4- عن خع، سقطت من الأصل.
5- كذا بالأصل و خع، و في دلائل البيهقي 269/1:«الممغط » و هو الطويل ليس بالبائن الطول، و قيل هو الطويل مطلقا كأنه مدّ مدّا في طوله (اللسان - دلائل البيهقي).
6- في الأصل و خع:«المترد» و الصواب ما أثبت عن البيهقي. و هو الذي تردد خلقه بعضه على بعض فهو مجتمع. ليس بسبط الخلق.
7- زيادة عن البيهقي.
8- المطهم: البادن الكثير اللحم. و قال الأصمعي: التام كل شيء منه على حدته، فهو بارع الجمال.(271/1 البيهقي، اللسان).
9- المكلثم: المدور الوجه، يقول: فليس كذلك، و لكنه مسنون.(دلائل البيهقي 271/1).

تدوير أبيض مشربا حمرة، أدعج العينين - و قال هشام: العين - أهدب الأشفار جليل المشاس (1) و الكتد (2)[ذا] (3) مسربة - زاد هشام: أجرد (4)-أجود الناس كفا، شثن الكفين و القدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب، و إذا التفت التفت (5) جميعا.

بين كتفيه خاتم النبوة، و هو خاتم النبيّين، أرحب (6) الناس صدرا، و أصدق الناس لهجة، و أوفاهم (7) بذمة و ألينهم عريكة (8).من رآه بديهة هابه، و من خالطه معرفة أحبّه. يقول ناعته: لم أر قبله و لا بعده مثله (9)[651].

و رواه زيد بن علي بن الحسين بن علي جد أبيه علي بن أبي طالب، و هو منقطع و إن زيدا: لم يدرك عليا.

أخبرناه أبو محمد عبد الكريم السّلمي،[أنبأنا أبو الحسين بن مكي] (10) أنبأنا أبو الحسين (11) عبد الكريم بن أحمد بن علي بن أبي جدار الصّوّاف، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن داود مأمون، أنبأنا محمد بن هشام بن أبي خيرة السّدوسي (12)،أنبأنا الحسن (13) بن حبيب، أنبأنا عمرو (14) بن خالد، عن زيد بن علي قال: لما كان عليّ (15) بين أظهركم بالكوفة و كان جالسا في صحن (16) المسجد حوله ناس

ص: 262


1- الجليل المشاش: العظيم رءوس العظام مثل الركبتين و المرفقين و المنكبين.(دلائل البيهقي 271/1).
2- الكتد: هو الكاهل و ما يليه من الجسد.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن البيهقي.
4- عن البيهقي و العبارة بالأصل غير واضحة.
5- عن البيهقي و خع، سقطت من الأصل.
6- في دلائل البيهقي و المختصر 67/2: أجرأ.
7- في البيهقي: و أوفى الناس بذمّة.
8- بعدها في البيهقي: و أكرمهم عشرة.
9- رواه البيهقي في الدلائل 269/1-270 و الترمذي في صحيحه 599/5.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.
11- في خع: أبو الحسن.
12- في خع:«السدرمي» تحريف.
13- عن خع، و بالأصل «الحسين».
14- بالأصل و خع:«عمر» تحريف، انظر الكاشف للذهبي 283/2 و تقريب التهذيب.
15- بالأصل و خع:«عليا» تحريف.
16- بالأصل و خع «صحة» تحريف، و الصواب ما أثبت.

من [أصحاب] (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقالوا (2):صف لنا صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كأنما ننظر إليها، فإنك أحفظنا لذلك، و إنّا إلى ذلك مشتاقون. فرق لذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و غرغرت (3) عيناه، و نكس رأسه طويلا، ثم رفع رأسه فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبيض اللون مشربا حمرة، أدعج العينين، سبط الشعر، سهل الخدّين، دقيق (4) العرنين رقيق المسربة، كثّ (5) اللحية كأنما شعره مع شحمة اذنيه إذا طال. كأنما عنقه إبريق فضة، شعرات من لبّته إلى سرته يجري كالقضيب، شثن الكفين و القدمين، إذا مشى كأنما يتقلع من صخر، إذا مشى كأنما يتحدر من صبب، و إذا التفت التفت جميعا، لم يكن بالطويل و لا بالقصير، و لا بالفاجر و لا باللئيم (6).كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ، لريح عرقه أطيب من ريح المسك. فلم أر قبله و لا بعده مثله[652].

أخبرنا أبو عبيد صخر بن عبيد بن صخر و أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن أحمد [بورمرد] (7) و أبو الموفق محمد بن أبي بكر بن عبد الرحيم القاضي (8) و أبو سعد ناصر بن سهل بن (9) أحمد البغدادي، أنبأنا البرقاني (10) قالوا: حدثنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد الفرخزادي (11)،أنبأنا أبو عمر [محمد] بن الحسين

ص: 263


1- سقطت من الأصل و خع. استدركت عن المطبوعة (السيرة 227/1).
2- بالأصل و خع: قال.
3- بالأصل و خع: و غرغرتا عيناه.
4- بالأصل و خع: رقيق، و اللفظة الثانية غير واضحة فيهما: و العرنين أول الأنف حيث يكون فيه الشمم، اللسان و فيه: و في صفته صلى اللّه عليه و سلّم: أقنى العرنين أي الأنف، و قيل: رأس الأنف.
5- بالأصل و خع:«أكث».
6- و في رواية:«اللسم» و اللسم هو السكوت حياء لا عقلا (اللسان).
7- مكانها بياض بالأصل و خع و ما بين معكوفتين زيادة عن المطبوعة (السيرة 227/1) و في المطبوعة أيضا: «محمد» بدل «أحمد» كما بالأصل و خع.
8- بياض بالأصل و خع، و في المطبوعة:«بطابران».
9- عن المطبوعة (السيرة 227/1) و بالأصل و خع «أنبأنا».
10- كذا بالأصل و خع «أنبأنا البرقاني» و المعنى مضطرب، و في المطبوعة (السيرة227/1) بالنوقان. و طابران و نوقان: هما بلدتا طوس. أو مدينتاها.
11- بالأصل و خع:«أبو سعيد بن محمد بن سعد بن محمد الفرحزادي» و المثبت عن المطبوعة (السيرة 227/1 عن مشيخة المصنف 318/2).

البسطامي (1)،أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني، أنبأنا المقدام بن داود (2)الرعيني، أنبأنا حبيب كاتب مالك، أنبأنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة عن أبي بكر الصّدّيق قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم واضح الخدّ[653].

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر - أنبأنا عنه - أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنبأنا أبو بكر بن البرقي، أنبأنا أبو محمد بن [أبي] السري، أنبأنا يحيى بن سعيد (3) الحمصي، أنبأنا ابن بشير العبدي عن أبيه: أن ناسا أتوا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فقالوا: يا أمير المؤمنين صف لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كأنّا نراه فإنا إليه مشتاقون. قال: كان نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبيض اللون، مشربا حمرة، أدعج العينين، كث اللحية، ذو وفرة، رقيق المسربة، كأن عنقه إبريق فضّة، كأنما يجري له شعر من لبّته إلى سرّته يجري كالقضيب، لم يكن في بطنه و لا في جسده شعر غيره، شثن الأصابع، شثن الكفين و القدمين، إذا التفت التفت جميعا، و إذا مشى كأنما يتقلع عن صخر، و إذا مشى كأنما ينحطّ (4) في صبب إذا جاء مع القوم غمرهم، كأن ريح عرقه ريح المسك[654]، بأبي و أمي لم أر قبله و لا بعده مثله.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (5) بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث، أنبأنا محمد بن سعد (6)،أنبأنا

ص: 264


1- ضبطت بالقلم بالأصل و خع بالضم، و بالنص في الأنساب: بفتح الباء المنقوطة بواحدة. و هذه النسبة إلى بسطام: بلدة بقومس. و في ياقوت و اللباب ضبطت بالكسر. و جزم في اللباب بأن الصواب في البسطامي بالكسر مطلقا سواء كان بالنسبة إلى البلد أو إلى الجد، و الزيادة السابقة عن الأنساب.
2- بالأصل و خع:«ادد» تحريف.
3- بالأصل:«أبو يحيى بن أبي سعيد» خطأ و الصواب ما أثبتناه انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، كنيته «أبو زكريا» روى عنه محمد بن أبي السري، و الزيادة في الاسم السابق عن تهذيب التهذيب ترجمة يحيى المذكور. و في خع: محمد بن السري، أنبأنا يحيى بن أبي سعيد.
4- عن خع و بالأصل يتخط .
5- بالأصل و خع:«أبو الحسن» تحريف و الصواب ما أثبت قياسا لسند مماثل.
6- طبقات ابن سعد 418/1.

محمد بن عمر الأسلمي، حدثني بكير بن مسمار (1) عن زياد مولى سعد قال: سألت سعد بن أبي وقاص هل خضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال: لا، و لا همّ به. قال: كان شيبه في عنفقته و ناصيته، لو شاء أعدها لعددتها (2) قلت: فما صفته ؟ قال: كان رجلا ليس بالطويل و لا بالقصير، و لا بالأبيض الأمهق (3) و لا بالآدم، و لا بالسبط و لا بالقطط ، و كانت لحيته حسنة و جبينه صلتا مشربا بحمرة، شثن الأصابع، شديد سواد الرأس و اللحية[655].

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه، ثم حدثني أبو أحمد عبد الملك بن محمد بن عبد الملك المستملي قال:

أنبأنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي قال: أنبأنا جدي لأمي أبو القاسم غانم بن محمد، و أبو علي الحداد. قالا: أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنبأنا يحيى بن حاتم العسكري، أنبأنا بشر بن مهران، أنبأنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، عن عبد اللّه بن مسعود قال: أول شيء علمته من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قدمت مكة في عمومة لي، فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه، و هو جالس إلى زمزم (4)، فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا، أبيض تعلوه حمرة، له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه، أقنى الأنف، برّاق الثنايا، أدعج العينين، و كث اللحية، رقيق المسربة، شثن الكفين و القدمين، عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام أبيض (5)،حسن الوجه مراهق، أو محتلم تقوده (6) امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه، ثم استلم الغلام، ثم استلمت المرأة، ثم طاف بالبيت سبعا، و الغلام و المرأة يطوفان معه. قلنا: يا أبا الفضل إن هذا الدين لم

ص: 265


1- بالأصل:«شمشار» و في خع:«سمسار» و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل «لأعدها أعدها لعدتها» و الصواب عن ابن سعد.
3- الأمهق: الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة، و ليس بنير و لكن كلون الجص أو نحوه، يقول فليس هو كذلك (دلائل البيهقي 272/1).
4- غير واضحة بالأصل و خع، و الصواب عن مختصر ابن منظور 67/2.
5- في خع و المختصر:«أمرد» و في المطبوعة (السيرة 229/1): أجرد.
6- في خع و المختصر: تقفوه.

نكن نعرفه فيكم أو شيء حدث ؟ قال: هذا [ابن] (1) أخي محمد بن عبد اللّه، و الغلام علي بن أبي طالب، و المرأة امرأته خديجة، ما على وجه الأرض أحد يعبد اللّه بهذا الدين إلاّ هؤلاء الثلاثة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (2)،أنبأنا النضر بن طاهر، أنبأنا حفص عن (3) الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه قال: كنت إذا رأيت وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قلت كأنه دينار هرقلي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدثني [أبي]، (5) أنبأنا محمد (6) بن جعفر، أنبأنا عوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في النوم زمن ابن عباس قال: و كان يزيد يكتب المصاحف قال: فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في النوم، قال ابن عباس: فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان يقول:«إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي، فمن رآني في النوم فقد رآني»[656]. فهل تستطيع أن تنعت لنا هذا الرجل الذي رأيت قال: قلت: نعم رأيت رجلا بين الرجلين: جسمه و لحمه أسمر إلى البياض، حسن المضحك، أكحل العينين، جميل دوائر الوجه، قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره.

قال عوف: لا أدري ما كان مع هذا من النعت. قال: فقال ابن عباس لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد، أنبأنا الحسين بن الحسن بن حرب (7)،أنبأنا

ص: 266


1- سقطت من الأصل و خع، و الزيادة عن المختصر 68/2.
2- بالأصل و خع:«شهرباز» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
3- بالأصل و خع:«بن» تحريف.
4- مسند أحمد 361/1.
5- الزيادة عن خع و المسند.
6- بالأصل و خع «أحمد» و المثبت عن المسند.
7- بالأصل و خع:«الحارث» تحريف و الصواب عن تهذيب التهذيب، ترجمته، و انظر الكاشف ترجمته و لم يذكر في نسبه:«حرب».

عبد اللّه [بن المبارك]، أنبأنا راشد بن سعد، حدثني عمرو بن الحارث، عن أبي يونس مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول: ما رأيت شيئا أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، كأن الشمس تجري في وجهه، و ما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، كأن الأرض تطوى له، و إنا لنجتهد، و إنه لغير مكترث (1).

أخبرناه أعلى من هذا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الشرابي (2)،أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا ابن قتيبة، أنا حرملة (3)، أنبأنا ابن وهب، أخبرني عمران، أنبأنا [أبو] (4) يونس مولى أبي هريرة حدثه أنه سمعه يقول: ما رأيت شيئا أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، كأنما الشمس تجري في وجهه، و ما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد (5)أنفسنا و إنه غير مكترث (6).

أخبرتنا عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيار، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن محمد الرومي، أنبأنا أبو العباس السراج، أنبأنا قتيبة بن سعيد، أنبأنا ابن لهيعة (7)،عن أبي يونس، عن أبي هريرة قال: ما رأيت شيئا أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، كأن الشمس تجري في وجهه، و ما رأيت أحدا أسرع [في مشيته] (8) من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد (9)أنفسنا و إنه لغير مكترث.

ص: 267


1- بدون نقط بالأصل، و في خع:«مكرد» و المثبت عن المختصر 68/2.
2- في الأصل و خع:«أخبرنا أبو علي بن أحمد الوفا عبد الواحد بن أحمد الشيرازي» و المثبت عن المطبوعة السيرة 230/1.
3- هو حرملة بن يحيى بن عبد اللّه بن حرملة بن عمران التجيبي راوية ابن وهب، يروي عنه ابن قتيبة، و ورد بالأصل و خع:«ابن أبي قتيبة» حذفنا «أبي» لتوافق عبارة الكاشف و التهذيب (ترجمة حرملة فيهما).
4- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن الرواية السابقة.
5- بالأصل و خع:«بالتجهد» و الصواب عن المختصر.
6- عن المختصر، و بالأصل و خع:«مكرب».
7- بالأصل:«ابن أبي لهيعة» و الصواب عن خع.
8- سقطت من الأصل و خع، و الزيادة عما سبق من روايات.
9- بالأصل و خع:«بالتجهد» و الصواب عما سبق أيضا.

أخبرنا أبو سعد [أحمد بن] (1) محمد بن أحمد البغدادي، أنبأنا محمود (2) بن جعفر، و محمد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنبأنا الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن بلبل الهمذاني (3)،أنبأنا العباس الدوري، أنبأنا الحسين بن محمد المروزي، أنبأنا ابن أبي ذئب.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السّلمي الفقيه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، و أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاّب.

قالا: أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي علي بن أبي الحديد المصري، أنبأنا إبراهيم بن مرزوق، أنبأنا عثمان بن عمر، أنبأنا ابن ذئب (4)،عن صالح مولى التوأمة قال: كان أبو هريرة ينعت لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

فيقول: كان شبح (5) الذراعين، بعيد ما بين المنكبين، أهدب أشفار العينين، يقبل جميعا و يدبر جميعا بأبي و أمي، لم يكن فاحشا و لا متفحشا و لا سخّابا بالأسواق - و قال ابن البغدادي: في الأسواق-[657].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (6)،حدثني أبي، ثنا أبو النّضر (7)،أنبأنا ابن أبي ذئب، عن صالح مولى [التوأمة] (8)،عن أبي هريرة أنه كان ينعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شبح (9) الذراعين، أهدب أشفار العينين، بعيد ما بين المنكبين يقبل جميعا و يدبر

ص: 268


1- الزيادة عن المطبوعة السيرة 231/1 سقطت من الأصل و خع.
2- عن المطبوعة و بالأصل «أحمد».
3- بالأصل و خع:«أبو عبد اللّه بن أبي ليلى بن أبي بلبل الهمذاني» و الصواب ما أثبت، راجع سير أعلام النبلاء ترجمته 234/15(91).
4- بالأصل و خع:«حبيب» و الصواب ما أثبت.
5- أي طويلهما و قيل عريضهما (اللسان).
6- مسند أحمد 328/2.
7- بالأصل و خع:«حدثني أبي بن أبي ناصر أبو النصر، أنبأنا أبي، أنبأنا ابن أبي ذئب» و الصواب عن مسند أحمد.
8- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المسند.
9- بالأصل و خع:«أشح» و المثبت عن المسند.

جميعا بأبي و أمي لم يكن فاحشا و لا متفحشا و لا صخابا (1) في الأسواق[658].

أخبرنا أبو بكر (2) وجيه بن طاهر الشّحّامي، أنبأنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنبأنا أحمد بن الحسن المخلدي، أنبأنا المؤمل بن الحسن بن عيسى.

أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدون، أنبأنا أبو حامد، قالا: أنبأنا محمد بن يحيى الذّهلي [حدثنا] إسحاق بن إبراهيم يعني الزبيدي [حدثني] عمرو بن الحارث، عن عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي - زاد أبو حامد[:محمد بن الوليد بن عامر - أخبرني، و قال المؤمل: عن محمّد بن مسلم] (3) حينئذ.

و أخبرنا في كتابه ثم حدثني أبو مسعود عبد الرّحيم بن حمد، أنبأنا أبو علي الحداد قال: أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنبأنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبي، نا عمرو بن الحارث (4)،أنبأنا عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي (5)،أخبرني محمد بن مسلم (6) الزهري، عن سعيد بن المسيّب أنه سمع أبا هريرة رضي اللّه تعالى عنه يصف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: كان رجلا ربعة و هو إلى الطول أقرب، شديد البياض - زاد الذهلي: أسود اللحية - حسن الشعر، أهدب أشفار العينين بعيد ما بين المنكبين، مفاض الجبين (7)،يطأ بقدميه جميعا، ليس لها أخمص. و قال الذّهلي: يقبل جميعا و يدبر جميعا لم أر مثله قبل و لا بعد[659].

رواه معمر، عن الزّهري و لم يذكر سعيدا.

أخبرناه أبو بكر الشّحّامي، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو سعيد بن

ص: 269


1- عن المسند، و بالأصل و خع:«صخبا» و في اللسان: رجل صخاب و صخب: شديد الصخب.
2- بالأصل و خع: دحية، تحريف و الصواب ما أثبت.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة السيرة 232/1.
4- العبارة بالأصل و خع:«أنبأنا عبد، أنبأنا عمرو أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن عمرو بن الحارث» و الصواب عن المعجم الصغير للطبراني 259/1 و الدلائل للبيهقي 217/1.
5- بالأصل و خع:«الزبيري» خطأ و الصواب الزبيدي، يعني إسحاق بن إبراهيم زبريق. عن دلائل البيهقي 217/1.
6- بالأصل و خع:«سالم» و الصواب ما أثبت (البيهقي 217/1).
7- أي واسع الجبين.

حمدون، أنبأنا [أبو] (1) حامد أحمد بن محمد، أنبأنا محمد بن يحيى الذّهلي، أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمر عن الزّهري قال: سئل أبو (2) هريرة عن صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال (3):أحسن الصفة و أجملها (4) كان ربعة إلى الطول أقرب (5) ما هو، بعيد ما بين المنكبين، أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ليس لها أخمص، إذا وضع رداءه على منكبيه كأنه سبيكة فضة، و إذا ضحك كان يتلألأ في الجدر، لم أر قبله و لا بعده [مثله صلى اللّه عليه و سلّم] (6)[660].

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشّاب، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد (7)،أنبأنا محمد بن عمر، حدثني عبد الملك، عن سعيد بن عبيد السبّاق، عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شثن الكفين (8) و القدمين، ضخم السّاقين، عظيم السّاعد (9)،ضخم العضدين، ضخم المنكبين، بعيد ما بين المنكبين، رحب الصّدر، رجل الرأس، أهدب العينين، حسن الفم، حسن اللحية، تامّ الأذنين، ربعة من القوم، لا طويلا و لا قصيرا (10) أحسن الناس لونا يقبل معا و يدبر معا، لم أر مثله و لم أسمع بمثله[661].

أخبرنا سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو منصور محمد (11) بن أحمد بن شكرويه، و أبو المظفّر محمود بن جعفر الكوسج، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمد القفال قراءة، و أبو

ص: 270


1- سقطت من الأصل و خع.
2- بالأصل و خع:«أبي» خطأ.
3- الخبر في دلائل البيهقي 275/1.
4- بالأصل و أجمله: و الصواب عن خع و البيهقي.
5- لفظة «أقرب» سقطت من البيهقي.
6- الزيادة عن البيهقي، و «مثله» موجودة في خع.
7- طبقات ابن سعد 415/1.
8- في ابن سعد: القدمين و الكفين.
9- في ابن سعد: الساعدين.
10- بالأصل و خع: لا طويل و لا قصير.
11- بالأصل و خع:«أخبرنا سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو النصر، أنبأنا أبو منصور أنبأنا محمد» و الصواب ما أثبت.

بكر محمود و أبو القاسم علي ابنا (1) أحمد بن علي السمسار حضورا قالوا: أخبرنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد قوله، أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن زياد، أنبأنا أحمد بن (2) سعيد بن صخر، أنبأنا النصر (3) بن شميل، أنبأنا صالح بن أبي الأخضر عن الزّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كأنما صيغ من فضة، رجل الشعر، مفاض البطن، عظيم مشاش المنكبين، يطأ بقدميه جميعا إذا أقبل أقبل جميعا و إذا أدبر أدبر جميعا.

رواه محمد بن يحيى الذّهلي عن إسحاق بن راهوية عن النضر[662].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو محمد هبة اللّه بن سهل، و إسماعيل بن عبد اللّه بن محمد بن أبي القاسم القاري و فاطمة بنت علي بن الحسن.

قالوا: أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد [الباقر، أخبرنا أبو العباس بن إسماعيل بن عبد اللّه بن محمّد] (4) بن ميكال، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن موسى قال: أنبأنا زاهر بن نوح، أنبأنا عيسى (5) بن الوليد قال: سمعت صالحا يقول عن الزّهري عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبيض كأنما صيغ من فضة عظيم ما بين المنكبين مفاض البطن، رجل الشعر، إذا ولّى ولى جميعا و إذا أقبل أقبل جميعا.

أخبرنا أبو محمد الآبنوسي إجازة، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر [أخبرنا] (6) أحمد بن علي بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، أنبأنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا عبد اللّه [فروخ] (7)،أخبرني أسامة بن زيد، أخبرني موسى بن مسلم (8) مولى لبني

ص: 271


1- بالأصل و خع «أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل و خع «أنبأنا» و الصواب «بن» و هو من الرواة عن النضر بن شميل، انظر الحاشية التالية.
3- بالأصل و خع:«نصر» و الصواب:«النضر بن شميل» انظر ترجمته في تهذيب التهذيب و الكاشف للذهبي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و الزيادة عن المطبوعة السيرة 234/1 نقلا عن سير أعلام النبلاء.
5- كذا بالأصل و خع، و صححه في المطبوعة: عمرو.
6- سقطت من الأصل و خع.
7- مكانها بياض بالأصل و خع و استدركت عن تهذيب التهذيب (ترجمته و فيه: عبد اللّه بن فروخ الخراساني.. روى عن أسامة بن زيد... و عنه سعيد بن أبي مريم).
8- بالأصل و خع:«أسلم» تحريف، و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب، و فيه أنه مولى بنت قارظ .

قارظ قال: كان أبو هريرة إذا حدثنا يقول: أبيض الكشحين (1)،أهدب الشفر، إذا أقبل أقبل جميعا، و إذا أدبر أدبر جميعا، لم تر عيني قبله مثله و لا بعده.

رواه [ابن] (2) المبارك عن أسامة فقال: أخبرني أبو موسى بن مسلم (3) مولى ابنة قارظ [663].

أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، و أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرّستمي، قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، أنبأنا عبد اللّه بن عثمان، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا أسامة بن زيد، أخبرني موسى بن مسلم مولى بنت قارظ ، عن أبي هريرة: أنه ربما كان حدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم فيقول: أحدثني أهدب الشفرين، أبيض الكشحين، إذا أقبل أقبل جميعا و إذا أدبر أدبر جميعا، لم تر عيني مثله و لن تراه[664].

[أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود الشروطي عنه قال] أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا سليمان بن أحمد اللخمي، أنبأنا أبو زرعة، أنبأنا يحيى بن صالح الوحاظي قال: و أنبأنا عبد اللّه بن الحصين المصيصي، أنبأنا محمد بن بكار، و قالا: أنبأنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن عبد اللّه بن أبي عتبة، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان ضخم الكفين ضخم القدمين، حمرة الوجه، حسن الوجه، لم أر مثله قبله و لا بعده ما مشى مع أحد إلاّ طاله[665].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا أبو المظفّر، محمود بن جعفر بن محمد (4)، و عبد الرّحمن بن مندة، و أبو منصور بن شكرويه، و أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن إبراهيم سلة (5).

ص: 272


1- الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، و هو من لدن السرة إلى المتن (اللسان: كشح).
2- سقطت من الأصل و خع.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المطبوعة السيرة 235/1.
4- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو بكر المظفر أنبأنا محمود بن جعفر بن محمود» و الصواب عن سير أعلام النبلاء 449/18(233).
5- كذا بالأصل و خع.

ح و أخبرتنا أمّ الفتوح رابعة بنت معمر بن أحمد اللنبانية بأصبهان قالت: أخبرنا أبو الطّيّب سلمة. قالوا: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، أنبأنا أبي (1)،أنبأنا أبو حاتم الرازي، أنبأنا رجاء ابن السّدّي، حدثني حمزة بن الحارث بن عمير، حدثني أبي عن عبيد اللّه بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مع أصحابه متّكئا، فجاء رجل من أهل البادية فقال: أيكم ابن عبد المطلب فقالوا: هذا الأمعز (2) المرتفق (3) قال: فدنا منه و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مشربا حمرة[666].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، و منصور بن الحسين، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد النيسابوري الأعرج على باب أبي يعلى الموصلي، أنبأنا إسحاق بن عبد اللّه النيسابوري الخشك.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد، و أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الإسماعيلي.

قالا: أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان، أنبأنا إسحاق بن عبد اللّه بن محمد بن رزين قالوا: أنبأنا أبو حفص بن عبد اللّه، عن مسعر بن كدام، عن ربيعة، عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ربعة من القوم، ليس بالطويل البائن و لا بالقصير، و كان أزهر، ليس بالأبيض الأمهق و لا بالآدم، و كان رجل الشعر، ليس بالجعد القطط و لا بالسبط ، بعث و هو ابن أربعين فأقام بمكة عشرا، و بالمدينة عشرا، و مات و هو ابن ستين و ليس في رأسه و لا لحيته عشرون شعرة بيضاء.

و تقاربا في اللفظ [667].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا أبو

ص: 273


1- بالأصل:«أنبأنا أبي، أنبأنا أبو طاهر أنبأنا أبو حاتم» و العبارة المثبتة توافق عبارة خع.
2- في اللسان «معز» الرجل المعز: الجاد في أمره. قال الأزهري: و الرجل الماعز: الرجل الشهم.
3- المرتفق: أي المتكئ على المرفقة و هي الوسادة.

محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو الميمون بن راشد، أنبأنا أبو زرعة (1)،أنبأنا يحيى بن صالح، أنبأنا سليمان بن بلال، أنبأنا ربيعة بن أبي عبد الرّحمن (2) أنه سمع أنس بن مالك ينعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فنعته ما شاء اللّه تعالى أن ينعته ثم قال أنس: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليس بالقصير و لا بالطويل، أزهر ليس بالآدم، و لا أبيض أمهق، رجل الشعر ليس بالسبط و لا الجعد القطط ، ليس بالسبط و لا بالجعد و لا القطط مكرر (3)انتهى[668].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر بن الطبراني (4)،أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري (5)،أنبأنا محمد بن أحمد بن شمعون، أنبأنا محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد أبو بكر، أنبأنا حمّاد بن الحسن بن عنبسة، أنبأنا أبو عامر (6)، أنبأنا إبراهيم بن طهمان، عن ربيعة، عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ربعة من القوم ليس بالبائن الطويل و لا بالقصير و لا بالسبط ، نزل عليه و هو ابن أربعين، فأقام بمكة عشرا، و بالمدينة عشرا و توفي و هو ابن ستين سنة ليس في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء[669].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه و أبو القاسم بن السمرقندي، قالوا:

أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن جميع، أنبأنا محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال الصّلحي (7)،أنبأنا إبراهيم بن أحمد

ص: 274


1- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو صالح، أنبأنا سليمان، أنبأنا ابن أبي بلالا، نبأنا ابن أبي ربيعة...». و الصواب ما أثبتنا انظر التهذيب ترجمة أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو، يروى عن يحيى بن صالح. و ترجمة يحيى بن صالح و فيه: يروي عن سليمان بن بلال. و يروي عنه أبو زرعة الدمشقي. و ترجمة سليمان بن بلال: و فيه يروي عن ربيعة.
2- كذا ورد بالأصل و خع، العبارة مكررة.
3- الحديث كله مكرر بالأصل و خع و السند فيهما مضطرب مشوش، و الصواب ما أثبتناه انظر الحاشية قبل السابقة.
4- كذا، و في سير أعلام النبلاء 593/19(343) ابن الطّبر، أبو القاسم البغدادي الحريري.
5- العشاري بضم العين، هذه النسبة لأبي طالب...، هذا لقب جده، لأنه كان طويلا فقيل له العشاري لذلك.(الأنساب).
6- هو أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو.
7- الصلحي بكسر الصاد و الحاء المهملتين بينهما اللام ساكنة، هذه النسبة إلى فم الصلح، و هي بلدة على دجلة بأعلى واسط ، بينهما خمسة فراسخ.

الحرّاني، أنبأنا محمد بن سليمان بن أبي داود القرشي، أنبأنا سابق البربري عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن أنس بن مالك: أن النبي عليه الصلاة و السلام كان ربعة من القوم ليس بالطويل البائن و لا بالقصير، كان رجل الشعر، ليس بالسبط و لا بالجعد القطط ، كان أزهر ليس بالأحمر و لا بالأبيض الأمهق بعث على رأس أربعين فأقام بمكة عشرا و بالمدينة عشرا و توفي و هو ابن ثلاث و ستين سنة، ليس في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء[670].

هذا حديث غريب من حديث سابق الرقي الشاعر المعروف بالبربري (1) عن ربيعة، و هو صحيح من حديث ربيعة، رواه عن مالك و إسماعيل بن جعفر، و وقع إليّ عاليا من حديثهما.

فأمّا حديث مالك:

فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قالا:

أنبأنا عبد الدائم القطان.

أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أبو بكر بن خريم، أنبأنا هشام بن عمّار قال:

قالا: و قال لي مالك بن أنس: و حدثني ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليس بالطويل البائن و لا بالقصير، و ليس بالأبيض الأمهق، و لا بالآدم، و ليس بالجعد القطط و لا بالسّبط . بعثه اللّه تبارك و تعالى على رأس أربعين سنة، و ليس في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء.

و هذا مما لم يسمعه هشام بن عمّار من (2) مالك و إنما هو له إجازة منه[671].

قال بعثه اللّه تبارك و تعالى على رأس أربعين سنة و ليس في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء و هذا مما لم يسمعه هشام بن عمّار بن مالك و إنما هو له إجازة منه مكرر (3).

ص: 275


1- غير مقروءة بالأصل و خع، و الصواب عن السند السابق، في الخبر.
2- بالأصل و خع «بن» تحريف.
3- كذا بالأصل و خع مكرر.

و أخبرناه أبو محمد السيدي الفقيه، أنبأنا أبو عثمان البحيري (1)،أنبأنا زاهر بن أحمد السّرخسي، أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد، أنبأنا أبو مصعب، أنبأنا مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليس بالطويل البائن، و لا بالقصير، و ليس بالأبيض الأمهق، و لا بالآدم، و ليس بالجعد القطط و لا بالسبط . بعثه اللّه تعالى على رأسه أربعين سنة. فأقام بمكة عشر سنين و بالمدينة عشر سنين. و توفاه اللّه صلوات اللّه و رضوانه و رحمته عليه، على رأس ستين سنة و ليس في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء[672].

و أمّا حديث إسماعيل:

فأخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، أخبرنا [أبو] (3) الأعز قراتكين بن الأسعد البغدادي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو حفص بن شاهين قراءة عليه، قالا: حدثنا علي بن عبد اللّه بن مبشر الواسطي، أنبأنا عبد الحميد بن بيان السكري.

قال: و أنبأنا عمرو أبو جعفر بن حمدان الموصلي، نا ما شاء اللّه بن دينار قالا (4):أنبأنا خالد بن عبد اللّه، عن حميد، عن أنس: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان أسمر اللون - لم يقل ابن مبشر في حديثه: اللون-.

قال ابن شاهين تفرد بهذا الحديث خالد الطحان.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري (5)،أنبأنا أبو سعد (6) الجنزرودي (7)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 276


1- بالأصل و خع:«البختري» و الصواب ما أثبتناه عن الأنساب (البحيري) و هو أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري.
2- بالأصل و خع «الحيززودي» و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى جنزروذ، بذال معجمة، قرية من قرى نيسابور، منها محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي الأديب (أبو سعد)(ياقوت: معجم البلدان).
3- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن تذكرة الحفاظ .
4- بالأصل و خع:«قال».
5- عن خع و بالأصل: اليشيري.
6- بالأصل و خع:«سعيد» تحريف، انظر ما سبق.
7- بالأصل و خع:«الجيرزوردي» تحريف، و الصواب عما سبق.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت ناصر قالت: أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو موسى محمد بن المثنى.

و أخبرنا أبو [نصر] منصور بن أحمد بن منصور الطوسي الخطيبي، و أنبأنا أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنبأنا أبو الحسن [علي] (1) بن محمد بن جعفر الطوسي (2)، أنبأنا (3) أبو معاذ [شاه] (4) بن عبد الرّحمن و محمد بن ما هو الهرمي (5)،أنبأنا أبو الحسين علي بن عبد اللّه بن دينار بن مبشر الواسطي، أنبأنا أبو موسى، أنبأنا عبد الوهاب، أنبأنا حميد، عن أنس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ربعة حسن الجسم - و قال الشّحّامي: الوجه - ليس بالطويل البائن و لا بالقصير، و كان شعره عليه الصّلاة و السّلام ليس بجعد و لا سبط ، أسمر اللون إذا مشى يتوكأ[674].

أخبرنا أبو المظفّر، أنبأنا أبو سعد، أنبأنا عمرو.

و أخبرتنا فاطمة قالت: أنبأنا إبراهيم، أنبأنا أبو بكر.

قالا: و أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو وهب (6) بن بقية، أنبأنا خالد، عن حميد، عن أنس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا بالطويل و لا بالقصير، شعره إلى شحمة أذنيه، ليس بالجعد و لا بالسبط ، إذا مشى كأنه يتوكأ، كان لون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أسمر إنما كانت السمرة تعتري وجهه صلى اللّه عليه و سلّم لكثرة مقابلته للشمس[675].

و في حديث ربيعة الصحيح الذي تقدم ذكره: أنه كان أبيض.

و في حديث آخر: كان أنور المتجرّد، أي أبيض الجسم. هنا موضع حديثين الاسقامي (7).

ص: 277


1- الزيادة عن سير أعلام النبلاء 238/18(114) و فيها أبو الحسن بدل «أبو الحسين» كما في الأصل و خع.
2- في سير أعلام النبلاء «الطريثيثي» و في خع: الطوسي، كالأصل.
3- قبلها بالأصل و خع، و بعد لفظة الطوسي:«أنبأنا الحسين» كذا حذفناها بما يوافق عبارة سير أعلام النبلاء في ترجمة الطريثيثي السابق و فيها: حدث عن أبي معاذ الشاه.
4- الزيادة عن سير أعلام النبلاء 238/18 ترجمة الطريثيثي المتقدم. و مكانها بالأصل و خع بياض مقدار كلمة.
5- كذا بالأصل و خع، و لم أحلّه.
6- بالأصل و خع:«أبو وهبة» تحريف، و الصواب عن الكاشف و تهذيب التهذيب و مطبوعة تاريخ ابن عساكر (عاصم - عائذ/864).
7- كذا وردت هذه العبارة هنا بالأصل و خع، و سقطت من المطبوعة و المختصر.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، و أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن علي بن أبي صابر الناقد، أنبأنا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمد البرقي، أنبأنا عبد الأعلى، أنبأنا معتمر، عن حميد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم (1) قال كان رسول اللّه عليه الصلاة و السلام أحسن الناس قواما، و أحسن الناس وجها، و أحسن الناس لونا، و أطيب الناس ريحا، و ألين الناس كفا، ما شممت رائحة قط مسكة و لا عنبرة أطيب رائحة منه، و لا مسست خزّة و لا حريرة ألين من كفّه عليه الصّلاة و السّلام، و كان ربعة ليس بالطويل و لا بالقصير، و لا الجعد و لا السبط [و لا الجعد و لا السبط ] (2) إذا مشى - أظنه قال - تكفأ[676].

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد في كتابه، و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد الحلواني عنه، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن بن جرير الدّشتي (3)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن هشام بن حميد الحصري بالبصرة، أنبأنا أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب، أنبأنا علي بن عاصم، أنبأنا حميد الطويل، سمعت أنس بن مالك يقول: ما شممت ريحة مسكة و لا عنبرة أطيب قط منه من ريح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كان له جمّة إلى شحمة أذنيه، و كانت لحيته قد ملأت من هاهنا إلى هاهنا - و أرانا علي بن عاصم، و أمرّ بيديه على عارضيه - كان إذا مشى كأنه يتكئ أو قال كأنه يتكفّأ، و كان ربعة لا بالطويل و لا بالقصير، و كان أبيض بياضه إلى السمرة أو قال: بياضا إلى السمرة[677].

أخبرنا أبو القاسم الحسيني الخطيب، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن يحيى بن سلوان، و أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر، أنبأنا محمد بن عبد اللّه الجوهري، أنبأنا محمد بن هشام بن ملاّس، أنبأنا مروان بن معاوية، أنبأنا حميد

ص: 278


1- هنا بياض بالأصل مقدار نصف سطر - عدة كلمات. و نفس العبارة في خع و لم يترك بياضا، و لعل قوله: «قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم» مزيدة و الأفضل حذفها فالعبارة التالية بعد تابعة لقوله: عن أنس قال، انظر المختصر 70/2 و المطبوعة السيرة 239/1.
2- كذا وردت العبارة بين معكوفتين مكررة بالأصل و خع.
3- الدشتي بفتح الدال المهملة و سكون الشين، هذه النسبة إلى قرية يقال لها دشتى من قرى أصبهان. (الأنساب) و في ياقوت: الدشت بفتح أوله و سكون ثانيه.

الطويل، عن أنس بن مالك قال: ما شممت رائحة قط مسك و لا عنبر أطيب من رائحة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لا مسست شيئا قط خزّة و لا حريرة ألين و لا أحسن من كفّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل و أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين البوشنجيان (1)،و أبو القاسم عبد الجبار بن محمد بن أبي القاسم القاسمي بهراة قالوا: أنبأنا أبو المظفر (2) موسى بن عمران بن محمد الأنصاري (3)، أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي العلوي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز (4)،أنبأنا أحمد بن حفص بن عبد اللّه (5)،[حدثني أبي] (6) حدثني إبراهيم بن طهمان عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: لم يكن النبي صلى اللّه عليه و سلّم بالآدم و لا الأبيض شديد البياض، فوق الربعة و دون الطويل، كان من أحسن من (7) رأيت من خلق اللّه تبارك و تعالى و أطيبه ريحا و ألينه كفا، ليس بالجعد الشديد - أو قال: بالجعد شديد الجعودة - و كان عليه الصلاة و السلام يرسل شعره إلى أنصاف أذنيه و كان يتوكأ إذا مشى[678].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنبأنا جدي لأمي أبو الفتح عبد الصّمد بن محمد بن تميم، و أبو القاسم عبد الرّزّاق بن عبد اللّه بن الفضل.

و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم السّلمي، أنبأنا الحسين بن محمد الحنّائي (8)،

ص: 279


1- بالأصل و خع «أبو سيحنان» و الصواب ما أثبت، و في المطبوعة:«البوسنجيان» بالسين المهملة.
2- بالأصل و خع:«أبو المظفر بن موسى» تحريف، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 530/18(270) و هو موسى بن عمران بن محمد بن إسحاق بن يزيد، أبو المظفر الأنصاري النيسابوري.
3- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا أبو الحسين» كذا و لا محل للعبارة، حذفناها ففي ترجمة أبي المظفر السابق في سير أعلام النبلاء يروي عن أبي الحسن محمد بن داود العلوي.
4- في خع: البزار.
5- بالأصل و خع:«حفص بن أحمد بن عبد اللّه» خطأ و الصواب عن تهذيب التهذيب انظر فيه ترجمة أبي حامد البزار، و أحمد بن حفص بن عبد اللّه.
6- ما بين معكوفتين سقطت من الأصل و السياق اقتضى استدراكها، فإبراهيم بن طهمان يروي عن حفص بن عبد اللّه، والد أحمد، و أحمد يروي عن أبيه انظر ترجمة حفص بن عبد اللّه في تهذيب التهذيب 560/1، و ترجمة إبراهيم بن طهمان بن شعبة الخراساني تهذيب التهذيب85/1.
7- عن خع و بالأصل «ما» تحريف.
8- الحنائي بالكسر، هذه النسبة إلى الحنّاء: تصنيعه و شراؤه و بيعه.

قالوا: أنبأنا أبو بكر الحنّائي، أنبأنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد (1) الجصّاص، أنبأنا يعقوب بن عبيد اللّه (2)،أنبأنا يزيد، أنبأنا [حميد] (3) عن أنس قال: ما شممت ريحا قط مسكا و لا عنبرا أطيب من ريح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لا مسست حرة و لا حريرة ألين من كف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

و أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنبأنا جدي لأمي أبو الفتح عبد الصمد بن محمد، و أبو القاسم عبد الرّزّاق بن عبد اللّه، قالا: أنبأنا أبو بكر الحنّائي،، أنبأنا يعقوب بن حمدان (4) بن أحمد، أنبأنا إسحاق بن عبدوس، أنبأنا الحارث، أنبأنا عبد اللّه بن بكير، أنبأنا حميد، عن أنس بن مالك، قال: أخذت أم سليم بيدي مقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المدينة فقالت: يا رسول اللّه: هذا أنس غلام كاتب (5) يخدمك. قال:

فخدمته تسع سنين، فما قال لشيء صنعت: أسأت، و لا بئس ما صنعت، و لا مسست شيئا قطّ خزّا و لا حريرا ألين من كفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لا شممت رائحة قط مسكا و لا عنبرا أطيب من رائحة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبي (6)،الأستاذ أبو القاسم، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد الخفّاف.

و أخبرنا أبو العباس السراج، أنبأنا عبد الجبّار بن العلاء و زياد بن أيوب - و اللفظ لعبد الجبّار بن العلاء - قالا: أنبأنا سفيان عن الزهري، عن أنس قال: آخر نظرة نظرها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين، كشف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الستارة، و الناس صفوف خلف أبي بكر، فأشار إليهم أن امكثوا، و ألقى السّجف، و هلك من آخر يومه فرأيت وجهه كأنه ورقة مصحف.

ص: 280


1- بالأصل و خع:«يوسف بن يعقوب بن أحمد» و الصواب عن ميزان الاعتدال 453/4 و سير أعلام النبلاء 296/15 و فيه أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد و الجصاص: هذه النسبة إلى العمل بالجص و تبييض الجدران.
2- كذا بالأصل و خع و في الأنساب (النهرتيري): عبيد، حدث عنه يزيد بن هارون.
3- عن خع، سقطت من الأصل.
4- كذا بالأصل و خع، و هو يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد كما في سير أعلام النبلاء و قد تقدم.
5- بالأصل:«كانت تخدمك» و الصواب عن مختصر ابن منظور 70/2.
6- بالأصل و خع:«أبو» و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، أنبأنا عبد العزيز الكتاني (1)، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه الرازي (2) الداراني قراءة، قالا: أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة إملاء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة قراءة عليه، أنبأنا هلال بن العلاء (3)،أنبأنا حسين بن عياش، أنبأنا فرات، عن (4) الفروي - يعني إسحاق بن عبد اللّه - عن يزيد بن (5) عبد اللّه بن أسامة، عن أنس بن مالك عن صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: الوجه أبيض، كث اللحية، ضخم الهامة، أحمر المآقي (6)،هدب الأشفار، شثن الكفين و القدمين، ضخم الساقين، لطيف المسربة، ليس بالقصير و لا بالطويل، و هو إلى الطول أقرب منه إلى القصر، كثير العرق، إذا مشى يتقلع كأنه يمشي في صعد، لم أر قبله و لا بعده مثله، فداء له أبي و أمي، و ذكر أنه مات النبي عليه الصلاة و السلام و ما في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء[679].

و في حديث ابن أبي العلاء بعد قوله في صعد: لم أر مثله قبله و لا بعده صلى اللّه عليه و سلّم، و ما في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر [بن] (7)مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي.

و أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا علي بن

ص: 281


1- بعدها بالأصل و خع:«أبو القاسم القطان» عبارة مقحمة حذفناها، كنية عبد العزيز «أبو محمد».
2- كذا بالأصل و خع ورد «الرازي» في عامود نسبه، و سقطت من نسبه في تاريخ داريا للخولاني ص 118 و فيه: أبو الحسين عبيد اللّه بن هشام بن سوار العنسي الداراني ابناه: أبو القاسم عبيد اللّه و أبو الفضل،... كتب عنهما عن أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر.
3- بالأصل و خع:«هلال أنبأنا ابن أبي العلاء» و الصواب ما أثبتناه عن سير أعلام النبلاء ترجمة هلال 309/13(143).
4- بالأصل و خع:«قرأت على» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل و خع:«أبو» تحريف.
6- بالأصل و خع:«الاماقي» تحريف.
7- عن خع، سقطت من الأصل.

محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (1)،نا عمرو بن علي، أنبأنا أحمد.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنبأنا عبد الرحمن (2) بن أحمد الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنبأنا [محمد بن] هارون الرّوياني، أنبأنا محمد بن بشار و قالوا، أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق قال: سمعت البراء بن أبي إسحاق - و في حديث الروياني: بن عازب قال: كان - و في حديث البراء:

يقول كان - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رجلا مربوعا بعيد ما بين منكبيه، عظيم الجمّة إلى شحمته - و في حديث الروياني: و جمّته إلى شحمة - أذنيه، عليه حلة حمراء، ما رأيت شيئا قط أحسن منه (3).

رواه مسلم عن أبي زاهر، عن بندار (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو محمد (5) الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان، أنبأنا علي بن الحسين الدرهمي، أنبأنا أمية بن خالد، أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم رجلا مربوعا، عظيم عريض ما بين المنكبين، كث اللحية تعلوه حمرة، جمّته إلى شحمة أذنيه، في حلة ما رأيت قبله و لا بعده أحسن منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر بن خلف المغربي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الجوزقي، قال: أنبأنا.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر و أبو بكر وجيه، ابنا (6) طاهر بن محمد، قالا: أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن

ص: 282


1- اللفظة محرفة بالأصل و خع، و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
2- بالأصل و خع: عبد الرحيم.
3- دلائل البيهقي 222/1.
4- مسلم 43 كتاب الفضائل باب صفة النبي صفحة(1818) عن أبي موسى، و بندار كلاهما عن غندر، ثلاثتهم عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء.
5- بالأصل «أبو محمد» تحريف، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
6- بالأصل و خع «دحية» تحريف.

إسماعيل بن يحيى الحربي (1)،ح قال: حدثنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن، أنبأنا عبد اللّه بن هاشم، أنبأنا وكيع، أنبأنا سفيان، عن أبي إسحاق ح، قال: سمعت البراء يقول: انتهى حينئذ.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (2)،أنبأنا وكيع قال: أنبأنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء قال: ما رأيت من ذي لمّة في حلة حمراء أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، له شعر يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالقصير و ليس (3)بالطويل، و قال أحمد بن حنبل و الجوزقي: و لا بالطويل[680].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا وكيع.

أخبرنا أبو الحسن بختيار بن عبد اللّه عبد الرحمن الهندي (4) مولى القاضي (5)أبي منصور محمد بن إسماعيل اليعقوبي ببوشنج (6)،أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شعبة الحافظ بالبصرة، أنبأنا القاضي أبو القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حمّاد الأثرم المقرئ، أنبأنا علي (7) بن حرب الطائي، أنبأنا وكيع، أنبأنا سفيان، أنبأنا وكيع، أنبأنا سفيان.

و أخبرنا أبو سعد [بن] البغدادي، أنبأنا أبو عمرو (8) بن مندة، و إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، قالا: أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر النيسابوري، أنبأنا

ص: 283


1- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو زكريا، أنبأنا يحيى بن محمد بن إسماعيل بن يحيى الحرقي» تحريف و الصواب ما أثبتناه انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 543/16(397).
2- مسند أحمد 290/4.
3- عن خع و بالأصل:«و لا»، ما سيأتي عن ابن حنبل يؤكد صحة ما أثبتناه عن خع.
4- بالأصل و خع:«أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي الحسين بختيار بن عبد اللّه بن عبد الرحمن السهمي عبد الرحمن الهندي» و الصواب أثبتناه عن الأنساب (الهندي).
5- بالأصل و خع:«مولى القاضي أنبأنا أبي» و الصواب عن الأنساب أيضا، و فيه عتيق بدل مولى.
6- بالأصل و خع:«ببوسنج» و الصواب عن ياقوت معجم البلدان.
7- بالأصل و خع:«عمرو» تحريف و الصواب ما أثبتناه، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
8- عن خع و بالأصل «عمر».

حاجب بن سليمان، أنبأنا وكيع، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: ما رأيت من ذي لمّة أحسن في حلة حمراء من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، له شعر يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، لم يكن (1) بالقصير و لا بالطويل انتهى (2).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد العيّار، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر الخفّاف، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن، أنبأنا ابن الأزهر، أنبأنا إسحاق بن منصور الذي يقال له: السلولي، أنبأنا إبراهيم بن (3) يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحسن الناس وجها (4)،و أحسنهم خلقا ليس بالطويل و لا بالقصير صلى اللّه عليه و سلّم[681].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر [بن] المقرئ، أنبأنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي، أنبأنا أبو الأزهر، أنبأنا إسحاق بن منصور الذي يقال له السلولي، أنبأنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحسن الناس وجها و أحسنهم خلقا (5)،ليس بالطويل و لا بالقصير صلى اللّه عليه و سلّم[682].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ (6) على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى [نا] (7) محمد يعني أبا كريب، أنبأنا إسحاق بن منصور قال (8):قرئ على إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أحسن الناس وجها و أحسنهم خلقا (9) أو

ص: 284


1- كذا بالأصل و خع. و الصواب «لم يك».
2- راجع مسند أحمد 290/4.
3- بالأصل و خع:«إبراهيم بن يونس بن يوسف بن أبي إسحاق» و الصواب عن الكاشف للذهبي، و انظر تهذيب التهذيب (ترجمته فيهما).
4- في خع:«رحما» تحريف.
5- في خع:«خلقا و خلقا» و في المطبوعة السيرة 245/1 «خلقا أو خلقا».
6- بالأصل و خع:«قرأ» تحريف.
7- سقطت من الأصل و خع.
8- بالأصل و خع:«قالت: قرأ» و الصواب ما أثبت.
9- في خع: خلقا و خلقا.

خلقا ليس بالطويل الذاهب، و لا بالقصير. ليس بالطويل الذاهب و لا بالقصير مكرر (1)[683].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي، أنبأنا أسود (3) بن عامر، أنبأنا إسرائيل، أنبأنا [أبو] (4) إسحاق.

قال و أنبأنا يحيى بن أبي بكير (5)،أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال:

سمعت البراء يقول: ما رأيت أحدا من خلق اللّه تبارك و تعالى أحسن من حلة حمراء من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أن جمّته لتقرب إلى منكبيه.

قال ابن أبي بكير (6) لتضرب قريبا من منكبيه، و قد سمعته يحدث به مرارا، ما حدّث به قط إلاّ ضحك.

قال: أنبأنا أحمد (7):و أنبأنا يعلى، أنبأنا الأحلج، عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: ما رأيت رجلا قط أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في حلة حمراء.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل بن أحمد الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنبأنا محمد بن هارون الروياني، أنبأنا محمد بن إسحاق، أنبأنا يحيى بن أبي بكير (8)،أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال:

سمعته يقول: ما رأيت أحدا من خلق اللّه تبارك و تعالى أحسن في حلّة حمراء من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و إن شعره ليضرب قريبا من منكبيه قال: و سمعته يحدث به مرارا، ما حدّث به قطّ إلاّ ضحك.

ص: 285


1- كذا بالأصل و خع مكرر.
2- مسند أحمد 295/4.
3- الأصل و خع:«سويد» و المثبت عن المسند.
4- الزيادة عن المسند.
5- عن المسند، بالأصل و خع:«بكسر» تحريف، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
6- بالأصل و خع:«قال: أنبأنا ابن أبي بكر» تحريف، و المثبت عن المسند.
7- يعني أحمد بن حنبل، انظر المسند 303/4.
8- الأصل و خع:«بكر» و الصواب ما أثبت عما سبق من رواية.

أخبرنا أبو بكر الفرضي و أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، قالا: أنبأنا أبو محمد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التنوخي.

قالا: أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن حمدي (1) الخرقي (2)، أنبأنا قاسم بن زكريا المطرز، أنبأنا معاذ بن شعبة، أنبأنا الجرّاح بن مليح أبو وكيع.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا [أبو القاسم] (3) التنوخي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد الأبهري الفقيه، أنبأنا يوسف بن يعقوب، أنبأنا زكريا بن يحيى، أنبأنا وكيع (4) عن أبي إسحاق عن البراء قال: ما رأيت ذا لمّة في حلة حمراء أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. إلاّ أن في حديث قراتكين: معاذ بن سعيد، و هو وهم.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت (6):قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي و أنا حاضرة (7) قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا زكريا بن (8) يحيى، أنبأنا وكيع (9)،عن أبي إسحاق، عن البراء قال: ما رأيت ذا لمّة في حلة أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو سعد [بن] (10) البغدادي، أنبأنا محمود بن جعفر، و محمد بن

ص: 286


1- بالأصل و خع:«أحمد» تحريف، انظر الحاشية التالية.
2- بالأصل «الحرقي» و في خع:«الخرفي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب (الخرقي) و هذه النسبة بكسر الخاء و فتح الراء، إلى بيع الثياب و الخرق منهم جماعة ببغداد و بأصبهان، منهم أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد الخرقي المعروف بابن حمدي، من أهل بغداد.
3- سقطت من الأصل و خع.
4- كذا بالأصل و خع و الصواب «أبو وكيع» راجع ترجمته (الجراح بن مليح) في تهذيب التهذيب.
5- بالأصل و خع:«أبو سعيد الجيروردي» تحريف و الصواب ما أثبت، و قد تقدم مرارا.
6- بالأصل و خع:«قال: قرأ» و الصواب ما أثبت.
7- بالأصل و خع:«إجازة» و لعل الصواب ما أثبتنا.
8- بالأصل و خع:«أنبأنا» تحريف و الصواب ما أثبتنا.
9- كذا بالأصل و خع و الصواب «أبو وكيع» راجع ترجمته (الجراح بن مليح) في تهذيب التهذيب.
10- الزيادة عن خع، و بالأصل «سعيد» تحريف و الصواب عن خع.

أحمد بن إبراهيم سلمة قالا: أنبأنا أبو علي الحسين (1) بن علي بن البغدادي، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو حاتم الرازي، أنبأنا عمرو بن نافع (2) بن رافع بن الفرات، أنبأنا عبد الوهاب بن معاوية، عن زيد العمّي، عن أبي، عن إسحاق الهمذاني، عن البراء بن عازب قال: خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في حلّة حمراء أحسن الناس وجها، أشد (3)بياضا [له لمة] (4) من حلة تضرب منكبيه، ليس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالطويل الذاهب، و لا بالقصير، معتدل الخلق عريض ما بين المنكبين[684].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو محمد الصريفيني (5)،أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، أنبأنا أبو القاسم البغوي.

و أخبرنا ابن المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو عثمان البحيري، أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد (6)،أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا محرز و أبو بكر بن أبي شيبة، قالا:

أنبأنا شريك.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ابن المزرفي (7)،أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا داود بن عمرو، أنبأنا شريك بن عبد اللّه النّخعي، عن أبي إسحاق، حينئذ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن البسري (8) و أبو نصر محمد بن محمد الزينبي.

ص: 287


1- بالأصل و خع «الحسن» صححت عن سير أعلام النبلاء ترجمة محمود بن جعفر 449/18(233).
2- في خع:«رافع».
3- بالأصل «شديد» و الصواب عن هامش خع.
4- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المطبوعة السيرة 247/1.
5- بالأصل و خع:«الصيرفيني» تحريف و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى صريفين (انظر معجم البلدان - الأنساب).
6- بالأصل و خع:«أبو علي بن زاهر أحمد».
7- الأصل و خع:«المرزقي» تحريف، و الصواب ما أثبتنا و هذه النسبة إلى المزرفة (انظر معجم البلدان - الأنساب).
8- بالأصل و خع:«التستري» تحريف و الصواب ما أثبتناه عما سبق قياسا لسند مماثل.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن بنت الشكري حينئذ.

و أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الملك بن رضوان، أنبأنا أبو القاسم البسري (1)، قالوا (2):أنبأنا أبو طاهر المخلّص.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو المعالي أحمد بن علي بن محمد بن الرّويح (3) قالا: أنبأنا [أبو] (4) الحسين بن النّقّور، أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن أخي ميمي قالا: أنبأنا أبو القاسم البغوي.

و أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي و أنا حاضرة، أنبأنا أبو بكر المقرئ قالا: أنبأنا أبو يعلى قال:[حدثنا] (5) محرز (6) بن عون أنبأنا شريك، عن [أبي] (7) إسحاق، عن البراء قال: ما رأيت - زاد ابن أخي ميمي: أحدا و قالوا:- أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مترجلا في حرة حمراء - و في حديث أبي يعلى: ما رأيت أحدا في حلة حمراء من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مترجلا - و كان له شعر قريب من أذنيه - أو قال: منكبيه، الشك من أبي الفضل محرز.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (8)،أنبأنا [أبو] (9) القاسم التنوخي، أنبأنا

ص: 288


1- بالأصل و خع:«التستري» و الصواب ما أثبتناه عما سبق.
2- بالأصل و خع:«قال».
3- بالأصل و خع:«أبو المعالي أنبأنا أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن أخي ميمي» و المثبت عن المطبوعة.
4- سقطت من الأصل و خع.
5- سقطت من الأصل و خع، انظر الحاشية التالية.
6- بالأصل و خع:«عمرو» خطأ. و الصواب عن تهذيب التهذيب (ترجمة محرز)، و في المطبوعة السيرة 248/1 «عوف» تحريف و الصواب ما أثبت راجع التهذيب.
7- سقطت من الأصل و خع، و الزيادة عما سبق.
8- بالأصل و خع «الحسين» تحريف و الصواب ما أثبتناه عن سند مماثل سابق.
9- سقطت من الأصل و خع.

محمد بن عبد اللّه بن محمد الأبهري الفقيه، أنبأنا يوسف بن يعقوب بواسط ، أنبأنا زكريا بن يحيى ابن (1) حموية.

و أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الأديب، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت (2) قرئ على إبراهيم، أنبأنا ابن (3)المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا زكريا - و في حديث ابن المقرئ: أنبأنا ابن حموية - أنبأنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال: ما رأيت أحدا في حلة حمراء مترجلا أجمل من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كان له شعر قريب من منكبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التنوخي، أنبأناه أبو الحسن علي بن عمرو (4) بن سهل بن حبيب بن كلاب بن حمّاد بن إبراهيم نزار بن حاتم السّلمي المعروف بالحريري (5) قراءة عليه (6) و أنا أسمع، أنبأنا محمد (7) بن رياح الكوفي، أنبأنا أبو جعفر، أنبأنا عباد بن يعقوب، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في حلّة حمراء مترجلا فما رأيت أحدا كان أجمل منه[685].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور أبو القاسم بن البسري (8) و أبو نصر محمد بن محمد الهاشمي الزينبي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين الأنماطي.

ص: 289


1- بالأصل و خع:«بن» بدون واو، تحريف، انظر ما يأتي في السند التالي.
2- بالأصل و خع:«قالت: قرأت، قالت: قرئ» كذا، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل و خع «أبو» تحريف، و المثبت عن إسناد مماثل.
4- بالأصل و خع:«عمر» تحريف و الصواب عن تاريخ بغداد 21/12 ترجمة علي أبي الحسن.
5- بالأصل و خع:«المعروف أنبأنا الجريري» و الصواب ما أثبت، عن ترجمته بتاريخ بغداد.
6- بعدها بالأصل و خع:«و أنبأنا إسماعيل» تحريف، أثبتنا ما وافق عبارة المطبوعة السيرة 248/1.
7- بالأصل و خع «أحمد» و الصواب «محمد» عن المطبوعة.
8- بالأصل و خع «البستري» و الصواب ما أثبت و قد تقدم، قياسا لسند مماثل.

و أخبرنا أبو المظفر محمد بن محمد بن زريق، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد (1) بن علي بن العبّاسي قالوا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، حدثنا عبد اللّه بن محمد، أنبأنا أبو منصور بن أبي مسافر التركي، أنبأنا روح بن مسافر عن أبي إسحاق عن البراء قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شديد البياض، كثير الشعر يضرب شعره (2)منكبيه[686].

أخبرنا أبو الأعز قراتكين الأزجي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار (3)،أنبأنا عمرو بن علي الفلاّس، أنبأنا أبو داود، حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال: قال رجل للبراء: كان وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حديدا مثل السيف، فقال البراء: لا بل كان مثل القمر[687].

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه (4) بن عبد الرحمن بن محمد الزّهري، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك الكوفي سنة ثلاثمائة، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس (5) اليربوعي (6)،أنبأنا زهير بن معاوية، أنبأنا أبو إسحاق قال قال رجل للبراء كان وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حديدا مثل السيف. فقال: لا، و لكنه كان مثل القمر.

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه و أبو الحسن علي، ابنا (7) حمزة بن إسماعيل بن حمزة بن حمزة الموسويان، و أبو النصر (8) عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان

ص: 290


1- بالأصل و خع «أحمد» و الصواب عن الأنساب (الزينبي) و تاريخ بغداد 238/3.
2- بالأصل و خع:«شعر» و المثبت عن المطبوعة السيرة 249/1.
3- بالأصل و خع:«شهرباز» تحريف، و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
4- بالأصل و خع:«عبد اللّه» تحريف و الصواب عن الأنساب (الزهري).
5- عن خع و بالأصل «مونس» تحريف، انظر ترجمته في الأنساب (اليربوعي).
6- اليربوعي بفتح الياء و سكون الراء و ضم الباء هذه النسبة إلى بني يربوع، و هو بطن من بني ميم (الأنساب: اليربوعي).
7- بالأصل و خع «أنبأنا» تحريف و الصواب ما أثبتناه انظر ترجمة علي سير الأعلام 394/20(268).
8- بالأصل و خع:«و أبو النصر عبد اللّه عبد الرحمن» و الصواب عن سير أعلام النبلاء298/20(202) و فيها أبو النضر بالضاد المعجمة.

القاضي (1)،و أنبأنا أبو الفتح محمد بن الموفق بن محمّد الجرجاني المعدلان (2)،و أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي العباس الاشكيدباني، و أبو جعفر محمد بن علي بن الطبري المشاط الفقيهان، و أنبأنا أبو المظفر عبد الناظر (3) بن عبد الرحيم بن عبد اللّه بن أبي بكر السقطي المقرئ، و أبو عبد اللّه عبد الرفيع بن عبد اللّه بن أبي اليسر الضراب الصيرفي بهراة قالوا: أخبرنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل (4)الواسطي، أنبأنا أبو علي (5) منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي الهروي، أنبأنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن مكرم بن حسان البغدادي، أنبأنا أحمد بن محمد بن داود السكري، أنبأنا محمد بن خالد بن خليد الحنفي، أنبأنا خلف بن ياسين الزيات، عن أبيه عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: ما رأيت أحسن شعرا، و لا أحسن بشرا في ثوبين أحمرين من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدثني شجاع بن مخلد (7)،أنبأنا أبو الفضل، أنبأنا عباد بن العوّام، عن الحجاج عن سماك[-هو ابن حرب-] (8).

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم بن البسري (9) و أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد القصاري، أنبأنا أبي.

قالوا: أنبأنا إسماعيل بن الحسن الصرصري حينئذ.

ص: 291


1- في سير الأعلام»؛ «الفامي» و لم يرد في ترجمته فيها أنه كان قاضيا (و انظر الأنساب الفامي أيضا) فلعله تحرفت من الفامي إلى القاضي.
2- بالأصل و خع: المعدل المعدلان.
3- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة السيرة 250/1 «الفاطر».
4- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة نقلا عن المشيخة: سهل.
5- بالأصل:«أبو بكر علي بن منصور» و الصواب عن خع.
6- مسند أحمد 97/5.
7- بالأصل:«مخلد أنبأنا أبو الفضل» و الصواب ما أثبت بحذف «أنبأنا» موافقة لعبارة مسند أحمد.
8- زيادة عن المسند.
9- بالأصل و خع:«التستري» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن أحمد بن الحسن، أنبأنا أبو [عمر بن] (1) مهدي قالوا: أنبأنا [أبو عبد اللّه] المحاملي، أنبأنا علي بن مسلم، أنبأنا عباد بن العوّام، أنبأنا حجاج بن أرطأة عن سماك بن حرب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا فاطمة (3) أم المجتبى بن ناصر العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي (4) و أنا حاضرة، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة، أنبأنا عبّاد بن العوّام عن حجاج عن سماك عن جابر بن سمرة قال: كان في ساقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حموشة (5)،و كان لا يضحك إلاّ متبسما و كنت - و قال ابن حمدان: و كان - إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين، و ليس بأكحل[688].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنبأنا أبو سعد الجنزوردي (6)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت: أنبأنا إبراهيم بن منصور قراءة و أنا حاضرة، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، أنبأنا عبد الرحيم - زاد [ابن] (7) المقرئ: بن سليمان - أنبأنا حجاج بن أرطأة، عن سماك - زاد ابن حمدان: بن حرب - عن جابر بن سمرة قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم حمش الساقين إذا رأيته قلت

ص: 292


1- سقطت من الأصل و خع.
2- بالأصل و خع:«الجيرودي» تحريف، و الصواب ما أثبتناه عن سند مماثل.
3- بالأصل و خع:«فاطمة أم البهاء المجتبى» و الصواب ما أثبت، و قد مرّت كثيرا.
4- بالأصل و خع:«الكيمي» تحريف. و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 73/18.
5- حموشة: الدقة. و حمش الساقين أي دقيقهما (اللسان).
6- بالأصل و خع:«أبو سعيد الجيروردي» تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
7- سقطت من الأصل و خع.

أكحل و ليس بأكحل لا يضحك إلاّ متبسما (1)(2)[689].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا محمد بن علي بن محمد الخشاب، أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، أنبأنا أبو بكر [بن] حمدون، أنبأنا إسماعيل بن حمدوية البيكندي (3)،أنبأنا عبد اللّه بن عثمان بن جبلة (4)،أنبأنا أبي (5) عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ضليع الفم، أشكل العين، منهوش العقب. قلت لسماك ما أشكل العين قال: النادام حتيم (6).

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدثني أبو عمرو العنبري (8) عبيد اللّه بن معاذ، أنبأنا أبي، أنا شعبة عن سماك قال: سألت جابر بن سمرة عن صفة النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: كان أشكل العين، ضليع الفم، منهوش (9) العقب (10).

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (11)،حدثني أبي، أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة، عن سماك، عن جابر بن سمرة.

و أخبرنا أبو الأعز الأزجي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن

ص: 293


1- في المطبوعة: تبسما.
2- الحديث في دلائل البيهقي 212/1 و أخرجه الترمذي في المناقب (ح:3645).
3- البيكندي بفتح فسكون ففتح نسبة إلى بيكند بلدة بين بخارى و جيحون على مرحلة من بخارى (الأنساب).
4- بالأصل و خع:«حنبلة» و الصواب ما أثبت. انظر الكاشف للذهبي.
5- بالأصل و خع:«أنبأنا أبي عمرو».
6- كذا بالأصل و خع، و في دلائل البيهقي 211/1:«بادأم جثم» و في المستدرك 602/2 «باد حيثم» قال في مجمع الزوائد: معناه: في عينه شيء من حمرة.
7- مسند أحمد 97/5.
8- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا عبيد اللّه» و الصواب عن المسند.
9- كذا بالأصل و خع، و في المسند:«منهوس».
10- بعدها بياض بالأصل مقدار سطرين، و مقدار خمسة أسطر في خع. و لم يظهر ذلك في المطبوعة و لم يشر محققها إلى نقص ما بالأصول التي اعتمدها، فالكلام متصل فيها.
11- مسند أحمد 103/5.

محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر بن شهريار (1)،أنبأنا عمرو بن علي الفلاّس، أنبأنا محمد يعني ابن جعفر، أنبأنا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ضليع الفم، أشكل العين - و في حديث الجوهري: العينين - منهوش العقبين - و في حديث الجوهري: العقب-.

قلت لسماك ما ضليع الفم ؟ قال: عظيم الفم، قلت: ما أشكل العين ؟ قال: طويل شفر (2)-و قال الجوهري:[شق العين-] (3) قلت: ما منهوش العقب ؟ قال: قليل لحم العقب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين و أبو منصور، و أبو نصر أحمد بن رضوان، و أبو علي الحسين (4) بن المظفّر بن السبط ، و أبو غالب بن البنا، قالوا: أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو بكر المالكي، أنبأنا أبو علي (5) بشر بن موسى الأسدي، أنبأنا خلف بن الوليد البصري بمكة عن إسرائيل، عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد شمط مقدم رأسه و لحيته، فإذا ادّهن (6) و امتشط و إذا شعث رأيته مبينا و كان كثير شعر الرأس و اللحية. فقال رجل: وجهه مثل السيف ؟ قال:

لا وجهه مثل القمر؟ قال: لا وجهه مثل الشمس - زاد ابن السبط و ابن البنا: و القمر - مستديرا، و رأيت [خاتمه] (7) عند غضروف (8) كتفه (9) مثل بيض (10) الحمامة

ص: 294


1- بالأصل و خع:«شهرباز» و الصواب ما أثبت و قد مرّ كثيرا.
2- بالأصل «شقر» و في خع:«شعر» و المثبت عن المسند.
3- زيادة عن المطبوعة، و في خع: شق العينين. قال القاضي: هذا وهم من سماك باتفاق العلماء، و غلط ظاهر، و صوابه ما اتفق عليه العلماء، و نقله أبو عبيد و جميع أصحاب الغريب: الشكلة في العين حمرة في بياض العينين و هو محمود.
4- بالأصل و خع:«الحسين» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل:«أنبأنا أبو عالم علي بن بشر» و الصواب عن تذكرة الحفاظ 611/2.
6- بالأصل و خع:«ازهر و اسقط » كذا، و الصواب المثبت عن المسند 104/5 و دلائل البيهقي 235/1 و فيهما «و مشطه»، و «امتشط » عن المطبوعة. و زيد في الدلائل:«لم يستبن».
7- زيادة عن دلائل البيهقي 235/1.
8- غير واضحة بالأصل و خع، و الصواب عن المطبوعة.
9- في الدلائل: كتفيه.
10- في الدلائل: بيضة.

يشبه (1) جسده صلى اللّه عليه و سلّم[692].

و أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين الحنّائي، أنبأنا أبو علي و أبو الحسين، ابنا أبي نصر (2)،أنبأنا يوسف بن القاسم الميانجي (3)،أنبأنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن أحمد بن عمران الشيباني.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي [أخبرنا] (4) أبو بكر البيهقي و أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني.

و أخبرنا أبو حفص (5) عمر بن محمد الفرغولي (6) و أبو سعيد عبد اللّه بن مسعود بن محمد بن منصور بن عميد (7) خراسان ح.

قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، قالوا: أنبأنا أبو طاهر محمد بن محمد بن [محمش] (8) الفقيه، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأنا محمود (9) بن جعفر الكوسج و محمد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنبأنا أبو علي (10) الحسن بن علي أحمد، أنبأنا أبو أسيد و هو

ص: 295


1- عن الدلائل و بالأصل و خع: يثب.
2- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو علي و الحسين أنبأنا أبي نصر» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة السيرة 253/1.
3- بالأصل و خع:«المنائحي» و الصواب عن الأنساب (الميانجي) هذه النسبة إلى ميانج موضع بالشام.
4- سقطت من الأصل.
5- بالأصل و خع:«جعفر» تحريف و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية.
6- بالأصل و خع «الفروعي» تحريف، و الصواب:«الفرغولي» كما في الأنساب، و هذه النسبة إلى فرغول قال السمعاني: و ظني أنها قرية من قرى دهستان و المشهور بهذه النسبة أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم الفرغولي.
7- بالأصل و خع «عبد» و الصواب عن المطبوعة نقلا عن المشيخة.
8- سقطت من الأصل و استدركت عن سير أعلام النبلاء 276/17 و ضبطت اللفظة عن التبصير 1265/4.
9- بالأصل و خع «أبو محمد بن جعفر» تحريف و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 449/18.
10- بالأصل و خع:«أبو بكر بن علي بن الحسن بن علي..» و الصواب ما أثبت، انظر تذكرة الحفاظ 1029/3 و تاريخ أصبهان 274/1.

أحمد بن محمد بن أسيد المديني قالوا: أنبأنا محمد بن إسماعيل بن سمرة - و في حديث ابن أسيد: الأحمسي-.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن الزّهري، أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن سابور (1) الدقاق، أنبأنا سفيان، أنبأنا وكيع قالا: أنبأنا المحاربي، أنبأنا - و في حديث ابن الحنّائي: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد - عن (2) أشعث، عن أبي إسحاق عن جابر بن سمرة قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن الحنّائي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - في ليلة إضحيان (3) و عليه حلة حمراء - و في حديث سفيان بن وكيع: رأيت على النبي صلى اللّه عليه و سلّم حلة حمراء [في] (4) ليلة إضحيان - فجعلت انظر إليه و إلى القمر، فهو كان في عيني أحسن من القمر (5).

و لم يقل سفيان و الصابوني: كان [قالا:] (6) فلهو أحسن.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري قالا: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (7)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا الحسن بن حمّاد - زاد ابن المقرئ: الكوفي - حدثنا المحاربي قال: سمعت - و في حديث ابن حمدان: حدثنا - أشعث بن سوار يذكر عن أبي إسحاق عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ليلة إضحيان و عليه حلة حمراء، فكنت انظر إليه و إلى القمر، فهو كان في عيني أحسن من القمر - و قال ابن حمدان: أزين [من القمر] (8).

ص: 296


1- بالأصل و خع:«سيار» و الصواب ما أثبت راجع تاريخ بغداد 225/4 و شذرات الذهب 266/2.
2- بالأصل و خع «بن» تحريف و الصواب عن دلائل البيهقي 196/1.
3- يعني مقمرة، و يوم إضحيان يعني مضيء لا غيم فيه (اللسان: ضحا).
4- بالأصل:«في حلة حمراء ليلة إضحيان» حذفنا «في» من أول العبارة و أضفناها هنا ليستقيم المعنى.
5- الحديث في دلائل البيهقي 196/1 و أخرجه الترمذي في كتاب الأدب ح 2811 ج 118/5.
6- زيادة اقتضاها السياق.
7- بالأصل و خع:«الجيروردي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
8- الزيادة عن خع.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب قال سعيد (1):حدثني محمد بن عبد العزيز الرملي (2)،أنبأنا القاسم بن غصن عن الأشعث عن أبي إسحاق، عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ليلة إضحيان و عليه حلّة حمراء، فجعلت أماثل بينه و بين القمر، فكان في عيني أحسن من القمر (3).

تفرد به أشعث بن سوار الكندي الكوفي المعروف بالأثرم و بالأفرق عن أبي إسحاق عمرو بن إسحاق السبيعي، عن جابر بن سمرة و المحفوظ حديث أبي إسحاق عن البراء، و قد تقدم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين و أبو نصر بن رضوان و أبو علي [بن] (4) السبط ، و أبو غالب بن البنا قالوا: أخبرنا الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن عاصم - و قال بعضهم: عاصم بن قيس بن عاصم المقرئ (5) البصري - أنبأنا عثمان بن الهيثم بن جهم المؤذن، أنبأنا عوف الأعرابي (6)، عن الحسن، عن جابر بن سمرة، قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ليلة إضحيان و عليه حلّة حمراء، فكنت انظر إليه و إلى القمر فكان في عيني أزين من القمر.

كذا قال، و رواه غيره عن عثمان بن الهيثم، فقال: عن سمرة بن جندب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم عبد (7) الرحمن بن

ص: 297


1- كذا بالأصل و خع و المطبوعة، و في الدلائل: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني محمد بن عبد العزيز بإسقاط سعيد بين يعقوب و محمد.
2- غير مقروءة بالأصل و خع، و المثبت عن دلائل البيهقي 196/1.
3- قوله: فكان... إلى هنا سقط من دلائل البيهقي.
4- سقطت من الأصل و خع.
5- الأصل و خع، و في المطبوعة: المنقري.
6- بالأصل و خع:«عوف بن الأعرابي» و هو عوف بن أبي جميلة العبدي، المعروف بالأعرابي،(تهذيب التهذيب).
7- بالأصل و خع:«و عبد» خطأ و الصواب عن الأنساب (الزجاجي).

أحمد (1) بن علي بن عبد اللّه بن منصور الزجاجي الطبري، أنبأنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن خلف بن أيوب البزار المعروف بالسابح (2)،أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه المنقري القيسي (3)البصري، أنبأنا عثمان بن الهيثم المؤذن، عن عوف، عن الحسن، عن سمرة بن (4)جندب قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم ليلة إضحيان و عليه حلّة حمراء، فكنت انظر إليه و إلى القمر، فلهو في عيني أزين (5) من القمر.

و هو وهم و إنما المحفوظ حديث ابن سمرة.

أخبرنا أبو الأعز الأزجي، أنبأنا أبو محمّد الجوهري.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد و أبو منصور أحمد، ابنا (6) محمد بن أحمد السلال.

قالا: أنبأنا محمد بن وشاح.

قالا: أنبأنا عمر بن محمد بن عثمان، أنبأنا عبد اللّه بن سليمان، أنبأنا أبو عمير عيسى بن محمد بن النحاس، أنبأنا أيوب بن سويد، أنبأنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: ما رأيت أحسن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في حلّة حمراء.

قال ابن شاهين: تفرد به أيوب بن سويد.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمرو بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد (7)،أنبأنا محمد بن عمر، حدثني فروة بن زبيد (8)،عن بشير مولى المازنيين (9)،عن جابر بن

ص: 298


1- بالأصل و خع:«حمدان» و الصواب ما أثبت، انظر ما سبق.
2- بالأصل و خع:«السائح» و الصواب ما أثبت عن الأنساب (السابح) و هذه النسبة إلى السباحة في الماء.
3- بالأصل «العيني» و المثبت عن خع.
4- بالأصل و خع:«عن» خطأ.
5- بالأصل «أزهي» و المثبت عن خع.
6- بالأصل «أنبأنا» و مثله في خع، و الصواب ما أثبتنا، و بالأصل:«أحمد بن محمد» و الصواب محمد بن أحمد، انظر سير أعلام النبلاء 75/20(46).
7- طبقات ابن سعد 418/1.
8- بالأصل و خع:«زيد» و المثبت عن ابن سعد.
9- في ابن سعد: المأربيين.

عبد اللّه قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم أبيض مشربا بحمرة، شثن الكفين و القدمين (1)،ليس بالطويل و لا بالقصير، و لا بالسبط و لا بالجعد. إذا مشى هرول الناس وراءه لا يرى مثله أبدا.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي، أنبأنا علي بن أحمد بن محمد الواحدي، أنبأنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان العدل، أنبأنا أحمد بن سلمان الحربي (2)،أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، أنبأنا هشام بن عمّار، أنبأنا وكيع، عن شعبة، عن محارب بن دثار (3)،عن جابر (4)،عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: هبط علي جبريل فقال: يا محمد اللّه يقرئك (5) السلام، و يقول لك: حبيبي إني كسوت [حسن] (6) يوسف من نور الكرسي، و كسوت حسن وجهك من نور عرشي.

محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم مجهول و الحديث منكر[693].

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (7)،أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه، قال: أنبأنا أبو عمرو (8) محمد بن أحمد بن حمدان قال: عن ابن شيرويه (9)،أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأنا وهب بن جرير قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، عن أنس بن مالك قال (10):كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ضخم الكفين و القدمين، كثير العرق و لم أر بعده مثله.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا: أنبأنا

ص: 299


1- في ابن سعد: شثن الأصابع.
2- عن خع و بالأصل: الحراني.
3- بالأصل و خع:«دينار» تحريف، و الصواب ما أثبت، محارب بضم الميم، و دثار بكسر الدال، يروي عن جابر، يروي عنه شعبة (الكاشف - تهذيب التهذيب).
4- بالأصل و خع:«خالد» تحريف انظر الحاشية السابقة.
5- في مختصر ابن منظور 71/2: إن اللّه يقرأ عليك السلام.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
7- بالأصل و خع:«الجيرودي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
8- بالأصل و خع:«أبو عمرو بن محمد» تحريف، و الصواب ما أثبت.
9- كذا بالأصل و خع و سقط منها لفظة «عن»، و اسمه: عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه، كما في الأنساب و انظر ترجمته أيضا في سير أعلام النبلاء 166/14(69).
10- بعدها بالأصل و خع:«سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال».

[أبو الحسن] عبد الدائم بن الحسن، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن، حدثنا (1) أبو بكر محمد بن خريم، أنبأنا هشام بن عمّار، أنبأنا محمد بن شعيب، أخبرني عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد الهلالي أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحيم (2)،عن أبي أمامة الباهلي قال: جاءني أعرابي فقال: حلّ (3) لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و انعته لي. قلت: إنه رجل أبيض يخالطه حمرة، جعد أدعج، سائل (4) الأطراف، ذو مناكب، إذا التفت التفت جميعا، كثير شعر الذراعين و المنكبين، على منكبه الأيمن خاتم النبوة، و إن من الرجال لمن هو أطول منه، و إن من الرجال لمن هو أقصر منه، إذا مشى تكفّأ شديدا، تشمر الإزار، إزاره أسفل من ركبته بثلاث أو أربع أصابع، عليه برد من هذه اليمانية (5)الغلاظ يقال له السحولي (6) متأبطه من صغره.

قال: و أنبأنا هشام، أنبأنا عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، عن أبيه، عن رجل من الأنصار أن رجلا من بني عامر بن صعصعة قال لأبي أمامة الباهلي:

صف لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبيض تعلوه حمرة (7)،أدعج العينين، أهدب الأشفار، شثن الأطراف، ذا مسربة، عظيم الهامة، كثير الشعر، كأن شعره اللؤلؤ، أعنق (8) الناس، أديم وجه، و لم أر مثله قبله و لا بعده، في الرجال من هو أطول منه، و في الرجال من هو أقصر منه، إذا مشى تكفّأ كأنما يمشي في صعد، و إذا التفت التفت جميعا، منفتق (9) الخاصرة، لا أخمص له، يطأ على قدميه (10) جميعا،

ص: 300


1- بالأصل و خع:«بن أبي بكر بن محمد بن حزام بن هشام» و الصواب المثبت عن المطبوعة السيرة 257/1.
2- كذا بالأصل و خع و في تهذيب التهذيب: عبد الرحمن.
3- يعني صفه لي، وصف حليته، و الحلية: الصفة.
4- بالأصل و خع:«ساير» تحريف و الصواب ما أثبت (عن اللسان سيل).
5- بالأصل و خع:«الثمانية العلانية» كذا. و المثبت يوافق المطبوعة.
6- السحولي هذه النسبة إلى سحول و هي قرية - قال السمعاني: فيما أظن باليمن. و إليها تنسب الثياب السحولية، يعني البيض.(انظر الأنساب - و معجم البلدان: سحول).
7- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
8- أي طويل العنق، أو طويل العنق غليظه (اللسان).
9- أي متسع الخاصرة، و هذا محمود في الرجال، مذموم في النساء (اللسان).
10- في مختصر ابن منظور 72/2 يطأ على قدمه كلها.

عليه سحوليتان (1)،إزاره تحت ركبتيه بأربع أصابع (2) و رداءه إذا تعطف به، لم يحط به فهو واضعه تحت إبطه، بين كتفيه خاتم النبوة و هو أقرب إلى كتفه الأيمن.

قال (3):قال: فبينا أنا استقرئ الرجال إذا أنا بموكب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و إذا هو قائم، و في يده سوط طويل، فأخذت بخطام راحلته فاستيقظ (4)،فضربني بالسوط ضربة و نزل العباس، فقلت: و الذي بعثك بالحق ما جئت أبغيك سوءا، قال:«آللّه ؟» فقلت: آللّه، فقرع راحلته، فبركت، ثم نزل. فوضع رداءه بين شعبي (5) الرحل، ثم أعطاني السوط و قال:«اقتد» قلت: منك ؟ لا و الذي بعثك بالحق، ما جئت إلاّ أسألك، أي عمل يدخل اللّه تعالى به العبد الجنة ؟ قال:«تقول العدل و تعطي الفضل» قلت: لا أطيق ذلك، قال:«فأفش (6) السلام و أطب (7) الكلام» قلت: لا، هذا أطيق فقال:«هل لك من ذود؟» قلت: نعم، قلت: لي ثلاثة ذود (8) قال:«فخذ بعيرا منها، فاسق عليه أهل بيت لا يشربون الماء إلاّ غبّا» (9) قال:«فلعلك لا تنضي بعيرك، و لا يتخرّق سقاؤك (10) حتى يدخلك اللّه تعالى الجنة»[694] انتهى.

و قد روي ذلك عن أبي أمامة من وجه آخر.

أخبرناه أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمرو بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشّاب، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن

ص: 301


1- انظر ما لاحظناه قريبا، و قد تكون هذه النسبة إلى السّحول بالفتح و هو القصار لأنه يسحلها و يغسلها - يعني الثياب-.
2- بالأصل و خع:«صعد» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- في المختصر: قال: فقدمت عرفات، قال: فبينما.
4- كذا بالأصل و خع و المختصر، لعله عنى: فانتبه، أو أنه كان نائما (و قد تقدم: و إذا هو قائم، لعل الصواب: نائم بدل قائم) فيزول التساؤل.
5- في المختصر: شعبتي الرحل.
6- بالأصل و خع:«فأفشي» تحريف و الصواب ما أثبت.
7- عن خع، و بالأصل «و أطيب» خطأ.
8- بالأصل و خع:«دود» بالدال المهملة في الموضعين، و الصواب ما أثبت. و الذود: القطيع من الإبل الثلاث إلى التسع، و قيل ما بين الثلاث إلى العشر.(اللسان).
9- الغبّ : ورد يوم و ظمء يوم آخر، و قيل هو ليوم و ليلتين (اللسان: غبب).
10- بالأصل و خع «شقاؤك» خطأ، و السقاء: القربة.

سعد (1)،أنبأنا قدامة بن محمد المدني، حدثتني أم فاطمة بنت مضرح.

و أخبرنا عاليا أبو سهل بن سعدويه، أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي (2)،أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن [يعقوب، حدثنا محمّد بن هارون الروياني حدثنا سعد بن عبد اللّه بن] (3) عبد الحكم، أنبأنا قدامة قال: و حدثتنى فاطمة عن جدّها خشرم بن يسار (4):أن رجلا من بني عامر أتى أبا أمامة (5) الباهلي فقال: يا أبا أمامة إنك رجل عربي، إذا وصفت شيئا شفيت منه، فصف لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى كأني أراه، فقال أبو أمامة: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبيض تعلوه حمرة، أدعج العينين، أهدب الأشفار، ضخم المناكب، أشعر الذراعين و الصّدر، شثن الأطراف، ذا مسربة، في الرجال أطول منه، و في الرجال أقصر منه، عليه سحوليتان، إزاره تحت ركبتيه بثلاث أصابع أو أربع أصابع، إذا تعطف بردائه لم يحط به، فهو متأبطه تحت إبطيه، إذا مشى تكفّأ يمشي في صعود، و إذا التفت التفت جميعا، بين كتفيه خاتم النبوة.

قال العامري قد وصفت صفة لو كان في جميع الناس لعرفته (6).

فانطلق الرجل يستقرئ المواكب حتى طلع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فعرفه و هو نائم، و في يد بلال حريرة معقود فيها ثوب يستره من الشمس، فلما رآه الرجل دخل في موكبه، فسأل رجلا من أصحابه فقال: يا عبد اللّه، من هذا الرجل ؟ فابتهره و نهره فقال: هل تعرفه ؟ فقال: لا و اللّه إنما أنا رجل بدوي ما قدمت هذه البلاد قط . فقال: هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فعجل (7) الرجل، فأقبل يعدو حتى أخذ بزمام ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

ففزع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ضربه بسوطه فقال: يا رسول اللّه و الذي بعثك بالحق ما جئت لأبغيك بشؤم، فقرع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم راحلته فبركت، ثم نزل عنها - قال قدامة حدثني من

ص: 302


1- طبقات ابن سعد 415/1.
2- بالأصل:«أنبأنا جعفر بن الفضل عبد الرحمن و أحمد الرازي» و سقط الاسم من خع، و الصواب عن المطبوعة السيرة 258/1.
3- الزيادة عن المطبوعة السيرة 259/1.
4- في ابن سعد 415/1 «بشّار».
5- بالأصل و خع:«بن أبي أمامة» تحريف و المثبت عن ابن سعد.
6- إلى هنا انتهت عبارة ابن سعد.
7- بالأصل:«فعجل فقال الرجل» و المثبت عن خع.

هاهنا غير واحد غير (1) أمي عن حشرم [عن] (2) العامري عن أبي أمامة، و البقية سمعته من أمي - و وضع رداءه، و أعطاه السوط فقال:«استقد» فقال أعوذ باللّه من ذلك يا رسول اللّه ما كنت لأفعل، و لو فعلت أكثر من ذلك، إنما جئت لأسألك عن عمل أدخل به الجنة قال:«قل العدل و أعط الفضل» قال: لا أستطيع يا رسول اللّه، قال:«فأطب الكلام و أفش السلام» قال: لا أستطيع يا رسول اللّه فقال:«هل لك من إبل ؟» قال: نعم، ثلاث ركائب أظعن عليهن أهلي و أنقلب عليهن. قال:«فاعمد إلى إبل من بعيرك - أو قال: فاعمد إلى بعير من إبلك، ثم اعمد إلى أهل بيت يشربون الماء غبا، فأروهم، فإن بعيرك لا ينفق و سقاؤك لا ينشق، حتى يوجب اللّه تعالى لك الجنة». فانطلق الرجل يقول: و الذي بعثك بالحق لأفعلن، فبلغني أن الرجل فعل ذلك ثم قتل شهيدا في سبيل اللّه عزّ و جلّ [695].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا عيسى، أنبأنا عبد اللّه بن محمد، أنبأنا محرز بن عون، أنبأنا خالد بن عبد اللّه، عن الجريري، عن أبي الطفيل، قال: قلت له: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، كان أبيض مليحا[696].

قال و أنبأنا عبيد اللّه بن عمر القواريري (3) و نصر بن علي، قالا: أنبأنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى الجريري، أنبأنا أبو الطفيل، قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لم يبق على الأرض أحد رآه غيري قال: قلت كيف رأيته ؟ قال: رأيته أبيض مليحا مقصدا (4) إذا مشى كأنه يهوي في صبب[697].

قال و أنبأنا زيد بن أخزم (5) الطائي، أنبأنا عبد اللّه بن داود، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي الطفيل قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، في الرجال من هو أطول منه، و في الرجال من هو أقصر منه.

ص: 303


1- بالأصل و خع «عن» و المثبت عن المطبوعة (السيرة 259/1).
2- سقطت من الأصل و خع، استدركت لتقويم المعنى و ضبط السند.
3- بالأصل و خع:«النواريزي» و الصواب ما أثبت «القواريري» عن الأنساب، و هذه النسبة إلى القوارير، و هي عمل القارورة و بيعها.
4- أراد أنه ربعة (انظر اللسان: قصد).
5- بالأصل و خع:«أخرم» بالراء. و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 260/12.

أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن محمد، أنبأنا محمد بن سعد (1)،أنبأنا محمد بن عمر، حدثنا شيبان، عن جابر، عن أبي الطفيل، قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم فتح مكة، فما أنسى شدة [بياض] (2) وجهه، و شدة سواد شعره، إن من الرجال لأطول (3) منه، و منهم من هو أقصر منه، و يمشي و يمشون خلفه. قلت: لأني من هذا؟ قالت: هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قلت: ما كانت ثيابه ؟ قالت: ما أحفظ ذلك الآن.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن شابور (4)،أبو العباس الدقاق، أنبأنا سفيان عن وكيع، أنبأنا بن فضيل عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة قال:

أتينا (5) النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأمر لنا باثنتي (6) عشرة قلوصا فذهبنا لنأخذها فأتتنا وفاته.

قلت لأبي جحيفة صفه لي قال: كان أبيض أشمط .

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأنا [أبو] (7) محمد الجوهري، أنبأنا أبو [الحسن] (8) علي بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو بكر [محمد] (9) بن الحسين بن شهريار، أنبأنا عمرو بن علي الفلاّس، أنبأنا محمد بن الفضيل بن غزوان، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت أبا جحيفة يقول: سمعت أبا جحيفة يقول: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كان الحسن بن علي يشبهه. قال: و أمر لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بثلاث عشرة (10) قلوصا و قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قبل أن نقبضها (11)،فأبوا أن يعطونا شيئا، فأتينا أبا بكر، فأعطاناها.

ص: 304


1- طبقات ابن سعد 419/1.
2- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن ابن سعد.
3- في ابن سعد: إن من الرجال لمن هو أطول منه.
4- كذا بالأصل و خع، و في سير أعلام النبلاء 462/14 «سابور»، و بعدها بالأصل:«أنبأنا أبو العباس» تحريف و الصواب ما أثبتنا، راجع ترجمته في سير الأعلام.
5- بالأصل و خع:«بينا» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة السيرة 261/1.
6- بالأصل و خع:«بإنني» خطأ.
7- سقطت من الأصل و خع، و استدركت الألفاظ الثلاث عن سند مماثل.
8- سقطت من الأصل و خع، و استدركت الألفاظ الثلاث عن سند مماثل.
9- سقطت من الأصل و خع، و استدركت الألفاظ الثلاث عن سند مماثل.
10- بالأصل و خع:«بثلاثة عشر» و الصواب ما أثبت.
11- بالأصل و خع:«يقبضها» و المثبت عن مختصر ابن منظور 73/2.

قال إسماعيل: قلت لأبي جحيفة صفه لي - يريد النبي صلى اللّه عليه و سلّم - قال: كان أبيض قد شمط [698].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد و محمد بن يعقوب، قالا: أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن بكير، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، عن طارق قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مرتين فذكر الحديث إلى أن قال:

«فقالت الظعينة: لا تتلاوموا (1)»[699] فلقد رأيت وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا يغدر بكم ما رأيت شيئا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه و ذكره.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب، أنبأنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد اللّه بن محمود بن مسكين الفقيه سنة أربعين و أربعمائة، أنبأنا أبو بكر (2) أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج المهندس، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عثمان بن شبيب الرازي، أنبأنا أبو زرعة الرازي، أنبأنا محمد بن أمية، أنبأنا عيسى بن موسى (3) البخاري عن الريان بن جعد (4) من أهل فلسطين عن علي بن أبي أمية مولى أبي قرصافة [عن أبي قرصافة] (5) أنه ذكر من نعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: كان حسن الجسم و لم يكن بالفارع الجسيم، و كان جعد الشعر، مفروش القدم - يعني مستويه - صلى اللّه عليه و سلّم[700].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد (6)،حدثني أبي، أنبأنا أبو النّضر (7)،أنبأنا شيبان، عن أشعث قال: حدثني شيخ من بني مالك بن كنانة قال:

ص: 305


1- عن خع، و بالأصل:«لا نتلاوتوا».
2- بالأصل و خع:«أبو بكر بن أحمد» و الصواب ما أثبتناه انظر ترجمته سير أعلام النبلاء 462/16(334).
3- عن خع و بالأصل «ثوى».
4- بالأصل و خع:«الزياد بن جعيد» و الصواب عن تبصير المنتبه 614/2.
5- الزيادة عن خع، سقطت من الأصل، و في التبصير أن ريّان بن الجعد يروي عن أبي قرصافة.
6- مسند أحمد 63/4.
7- بالأصل و خع:«أبو النصر» و المثبت عن المسند.

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بسوق ذي المجاز (1) يتخلّلها (2) يقول:«يا أيّها الناس قولوا لا إله إلاّ اللّه تفلحوا»[701]. قال: و أبو جهل يحثو عليه التراب، و يقول: يا أيّها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم فإنما يريد لتتركوا آلهتكم، و لتتركوا اللات و العزّى قال: و ما يلتفت إليه النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال: قلنا: انعت لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: بين بردين أحمرين مربوع كثر اللحم حسن الوجه، شديد سواد الشعر، أبيض شديد البياض سابغ الشعر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنبأنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا خيثمة، أنبأنا السري بن يحيى، حدثني عبيد اللّه بن موسى، أنبأنا شيبان، عن أشعث، حدثني شيخ من بني مالك بن كنانة قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بسوق ذي المجاز يتخللها و هو يقول:«يا أيّها الناس، قولوا لا إله إلاّ اللّه تفلحوا»[702] قال: و أبو جهل خلفه يحثي (3) عليه التراب و هو يقول: يا أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم فإنما يريد أن تتركوا آلهتكم و تتركوا اللات و العزّى قال: فلما نعت (4) إذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [بين] (5) بردين أحمرين مربوع، كثير اللحم، حسن الوجه، شديد سواد الشعر، أبيض سابغ الشعر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن المقرئ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل المصري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدّينوري، أنبأنا أحمد بن عمّار بن خالد التمار الواسطي، أنبأنا قيس بن حفص، أنبأنا سليمان (6) بن الحارث قال: سمعت جهضم يقول: مررنا بالرجيج (7) فرأيت شيخا. فقيل لي: هذا العداء (8) بن خالد فقلت: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال: نعم، قلت: صفه لي، فقال:

ص: 306


1- ذو المجاز: موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب على يمين الامام على فرسخ من عرفة كانت تقوم في الجاهلية ثمانية أيام (ياقوت) و بالأصل: لسوق ذي المجاز.
2- بالأصل و خع:«يتحللها» و المثبت عن المسند.
3- كذا، و تقدمت في الرواية السابقة:«يحثو» ففي اللسان: حثا في وجهه التراب يحثو و يحثي حثوا و حثيا: رماه.
4- بالأصل و خع «بعث» و الصواب عن المطبوعة السيرة 263/1.
5- سقطت من الأصل و خع، و الزيادة لاستقامة المعنى.
6- بالأصل و خع «سليم».
7- الرجيج بدون ألف و لام، موضع في بلاد العرب (ياقوت).
8- بالأصل و خع:«العد» و المثبت عن الكاشف للذهبي 226/2 و الإصابة لابن حجر.

كان حسن السّبلة، و كانت العرب أهل الجاهلية يسمون اللحية السبلة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه (1) بن محمود بن عبد القوي الفقيه، أنبأنا أبو نصر أحمد (2) بن علي، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا إبراهيم بن أحمد الهمذاني، أنبأنا أوس بن أحمد بن أوس [نا] (3) داود بن سليمان بن خزيمة، أنبأنا أبو عبيدة معمر بن المثنى من تيم قريش، أنبأنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يخصف نعله و كنت أغزل فنظرت (4) إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فجعل جبينه يعرق، و جعل عرقه يتولد نورا قالت: فبهت فيه فنظرت إلى (5) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:

«ما لك بهت»؟ فقلت: يا رسول اللّه نظرت إليك فجعل جبينك يعرق، و جعل عرقك يتولد نورا فلو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره، قال:«و ما يقول يا عائشة أبو كبير (6) الهذلي»؟ فقالت: يقول (7):

و ميزا من كل عير حيضة (8) *** و فساد مرضعة و داء مغيل (9)

فإذا (10) نظرت إلى أسرّة وجهه *** برقت كبرق العارض المتهلّل

ص: 307


1- بالأصل و خع:«نصر» و الصواب عن سير أعلام النبلاء 118/20.
2- كذا بالأصل و خع، و هو خطأ، و الصواب: أبو منصور محمد بن علي بن شكرويه يروي عنه نصر اللّه المتقدم كما في ترجمة نصر اللّه في سير أعلام النبلاء.
3- بالأصل و خع «بن» تحريف و الصواب عن المطبوعة السيرة 263/1.
4- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المطبوعة السيرة 264/1.
5- كذا بالأصل و خع و في المختصر 73/2 فنظر إليّ .
6- بالأصل و خع:«أبو كثير» تحريف، و الصواب ما أثبت.
7- البيتان في شرح ديوان الهذليين 1073/3 من قصيدة لأبي كبير الهذلي - و اسمه عامر بن الحليس، أحد بني سعد بن الهذليين، مطلعها: أ زهير هل عن شيبة من معدل أم لا سبيل إلى الشباب الأول
8- صدره في شرح ديوان الهذليين: و مبرأ من كل غبّر حيضة و في خع كالأصل.
9- بالأصل و خع: و ذا مغيل و المثبت عن شرح أشعار الهذليين. قال السكري: الغبّر: البقية. و قوله فساد مرضعة: يقول لم تحمل عليه فتسقيه الغيل، و ليس به داء شديد قد أعضل.
10- في شرح أشعار الهذليين: و إذا.

[كذا (1) قال و قد أسقط البخاري و شيخه من إسناده.

أخبرناه أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون (2) و أبو الحسن علي بن الحسن، قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور، أخبرني أحمد بن علي بن عبد العزيز الجرجاني، حدثني داود بن سليمان بن خزيمة البخاري، أنبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري، أنبأنا عمرو بن محمّد، أنبأنا [أبو] (4) عبيدة معمر بن المثنّى التيمي (5) أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كنت قاعدة أغزل، و النبي صلى اللّه عليه و سلّم يخصف نعله، فجعل جبينه يعرق، و جعل عرقه يتولد نورا، فبهتّ ، فنظر إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«ما لك يا عائشة بهتّ ؟» قلت: جعل جبينك يعرق، و جعل عرقك يتولد نورا و لو رآك أبو كبير (6) الهذلي لعلم أنك أحق بشعره، قال:«و ما يقول أبو كبير الهذلي ؟» قالت: قلت: يقول:

و مبرّأ من كل غبّر حيضة *** و فساد مرضعة و داء مغيل (7)

فإذا نظرت (8) إلى أسرة وجهه *** برقت كبرق العارض [المتهلل]

قالت: فقام النبي صلى اللّه عليه و سلّم و قبّل بين عيني و قال:«جزاك اللّه يا عائشة عني خيرا ما سررت مني كسروري منك» الصواب: لشيء[703].

و قد روي عن البخاري من وجه آخر.

أخبرناه أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن مسرور الزاهد.

ص: 308


1- من هنا إلى نهاية الحديث سقط من الأصل و استدرك عن خع.
2- في خع: جيرون و الصواب عما سبق من أسانيد.
3- الخبر في تاريخ بغداد 252/13-253 في ترجمة أبي عبيدة معمر بن المثنى.
4- سقطت من خع و استدركت عن تاريخ بغداد.
5- عن تاريخ بغداد و في خع: التميمي.
6- في خع:«أبو كثير» تحريف.
7- في خع:«و ميزا من كل عير حيضة... و ذا مغيل» و ما أثبت عن شرح أشعار الهذليين و تاريخ بغداد، و قد مرّ البيت.
8- في خع:«نظرة» و الصواب عن شرح أشعار الهذليين.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن أحمد البيهقي، قالا: أنبأنا أبو يعلى الصابوني.

قالا: أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البالوي، أنبأنا أبو ذر محمد بن يوسف القاضي، حدثنا أبي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل، أنبأنا عمرو (1) بن محمد بن جعفر، أنبأنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، حدثني هشام بن عروة (2)،حدثني أبي، حدثتني عائشة قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوما، فقعد يخصف نعلا، و أنا قاعدة أغزل، فرفعت بصري إليه فإذا سالفته ذات عرق (3)،و هو يتولد في عيني نورا فبهتّ . فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رأسه فقال:«إلى ما تنظرين يا عائشة ؟ قد بهتّ » فقلت: و اللّه ما انظر إلى شيء من وجهك إلاّ تولد في عيني نورا، و قالت: أما و اللّه لو رآك أبو كبير (4)الهذلي لعلم أنك أحقّ بشعره من غيرك، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«و ما قال أبو كبير؟» (5) فقلت قال:

و مبرّأ من كل غبّر حيضة *** و فساد مرضعة و داء مغيل (6)

و إذا نظرت إلى أسرّة وجهه *** برقت (7) كبرق العارض المتهلل

قالت فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما كان في يده، و قام إليّ و قبّل ما بين عيني و قال:

«جزاك اللّه خيرا يا عائشة فما أعلم أني سررت بشيء كسروري بكلامك»[704].

قال أبو العباس: قال أبو ذرّ (8):سألني أبو علي صالح بن محمد البغدادي عن حديث أبي عبيدة معمر بن المثنى هذا فحدثته (9)-و قال الصابوني: الذي مضى أن

ص: 309


1- بالأصل «أبو حفص عن أحمد» و الصواب عن سير أعلام النبلاء 10/18.
2- بالأصل و خع:«أبو عمر بن محمد» و الصواب ما أثبت، انظر تاريخ بغداد 253/13.
3- بالأصل و خع:«عرفة» تحريف، و الصواب ما أثبت.
4- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة السيرة 265/1: قد عرقت.
5- بالأصل «أبو كثير» تحريف، و الصواب عن خع.
6- بالأصل و خع: و ميزا من كل غير حيضة.... و ذا مغيل و المثبت مما سبق و من شرح أشعار الهذليين.
7- بالأصل و خع:«برق» و المثبت عن شرح أشعار الهذليين.
8- عن تاريخ بغداد 253/13 و بالأصل و خع «قال ثور».
9- بالأصل و خع:«فحدثه».

أحدثه به. و قالا: فحدثته به. فقال: لو سمعت هذا - و قال الصابوني: بهذا - عن غير أبيك، عن محمد - زاد ابن مسرور: بن إسماعيل البخاري و قالا:- لأنكرنه أشد الإنكار لأني لم أعلم قط أن أبا عبيدة حدّث عن هشام بن عروة شيئا، لكنه حسن (1)عندي خيرا صار مخرجه عن محمد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو حفص عمر (2) بن علي بن أحمد الفاضل النوقاني - بها - أنبأنا أبو محمد (3) الحسن بن أحمد السمرقندي،[أنبأنا الحسن الحافظ قراءة، أنبأنا أبو إبراهيم بن إسماعيل بن عيسى بن عبد اللّه التاجر السمرقندي] (4)-بها - أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن يحيى بن الفضل بن عبد اللّه الفارسي، أنبأنا أبو الحسن بن علي بن الحسين الجرجاني الحافظ السمرقندي، أنبأنا مسعدة بن بكر الفرغاني بمرو، و أنا سألته فأملى علي بعد جهد، أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي عون، أنبأنا عمّار بن الحسن، أنبأنا سلمة بن الفضل بن عبد اللّه (5)،عن محمد بن إسحاق بن يسار، عن يزيد بن رومان و صالح بن كيسان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها (6) ثوب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فسقطت مني الإبرة، فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فتبينت الإبرة من شعاع نور وجهه فضحكت فقال:«يا حميراء لم ضحكت ؟» قلت: كان كيت و كيت، فنادى بأعلى صوته:«يا عائشة الويل ثم الويل - ثلاثا - لمن حرم النظر إلى هذا الوجه، ما من مؤمن و لا كافر إلاّ و يشتهي أن ينظر إلى وجهي»[705].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبد اللّه بن سلمة الكوفي، أنبأنا أحمد بن مطهّر المصّيصي، أنبأنا شبابة بن سوار، أنبأنا شعبة،

ص: 310


1- بالأصل و خع:«مسدد» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في بداية السند.
2- بالأصل و خع:«أحسن» و المثبت عن تاريخ بغداد 253/13.
3- بالأصل و خع:«عمرو عن بن» و الصواب ما أثبت عن المشيخة 312/2.
4- بالأصل و خع:«أبو محمد بن الحسن» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 205/19(125).
5- بعدها بالأصل:«عن محمد بن الفضل بن عبد اللّه».
6- بالأصل و خع:«لها» تحريف و الصواب ما أثبت باعتبار المعنى بعدها.

عن قتادة، عن مطرف، عن عائشة قالت: أهدي للنبي صلى اللّه عليه و سلّم سمكة (1) سوداء فلبسها، و قال:«كيف ترينها عليّ يا عائشة ؟» قلت: ما أحسنها عليك يا رسول اللّه، يشوب سوادها بياضك، و بياضك سوادها قال: فخرج فيها إلى الناس (2)[706].

أخبرناه أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنبأنا الفضيل بن يحيى، أنبأنا ابن أبي شريح، أنبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدثنا الصوفي - يعني - أحمد بن يحيى (3)،أنبأنا زيد - هو - ابن حباب، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال العدوي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لبس بردة من صوف ائتزر بها فقال:«يا عائشة كيف ترينها؟» فقالت: ما أحسنها عليك (4) بياضك سوادها و سوادها بياضك[707].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن.

عبد اللّه بن فناكي (5)،أنبأنا محمد بن هارون الروياني، أنبأنا أبو كريب، أنبأنا معاوية بن هشام، عن شيبان بن عبد الرّحمن، عن جابر، عن أبي صالح، عن أم (6)هانئ، قالت (7):ما رأيت بطن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلاّ ذكرت القراطيس المثنّى بعضها على بعض.

أخبرناه أبو محمد طاهر، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا ابن مهدي، أنا محمد بن مخلد، أنبأنا حمّاد بن الحسن بن عنبسة (8)،أنبأنا أبو داود، أنبأنا شيبان، عن جابر، عن أبي صالح، عن أم هاني، قالت: ما رأيت بطن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [إلاّ

ص: 311


1- كذا بالأصل و خع و هو تحريف، و الصواب «شملة» باعتبار ما سيأتي بعدها.
2- بعدها في خع: و قد جاء هذا من وجه آخر مرسلا.
3- سقط بالأصل و خع:«أنبأنا ابن شريح» يعني عبد الرحمن، و هي مثبتة في المطبوعة السيرة 267/1.
4- بياض بالأصل قدر كلمة، و في المطبوعة:«يشفّ » و سقطت من خع أيضا.
5- بالأصل و خع:«قتالى» و الصواب ما أثبت.
6- بالأصل «أبي» و المثبت عن خع و مختصر ابن منظور 74/2.
7- بالأصل و خع:«قال» و المثبت عن المختصر.
8- بالأصل و خع «عتيبة» تحريف، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تقريب التهذيب و الكاشف و تهذيب التهذيب.

ذكرت القراطيس] (1) يثنى بعضها على (2) بعض.

أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي (3)،أنبأنا الهيثم بن كليب، أنا أحمد بن يونس البصري، أنبأنا سليمان بن داود، أنبأنا شيبان أبو معاوية (4)،عن جابر، عن أبي صالح، عن أم هاني قالت: كنت إذا نظرت إلى بطن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نظرت إليه كأنه القراطيس المدرجة.

أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المضري بحويان (5)،أنبأنا عثمان بن محمد بن عبيد اللّه المحمي (6)،أنبأنا عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، أنبأنا محمّد بن إسماعيل البخاري، أنبأنا إبراهيم بن المنذر [حدثني] (7) عبد اللّه بن موسى، عن أسامة بن زيد مولى الليثيين (8) عن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر، قال: قلت للرّبيع بنت معوذ بن عفراء (9):صفي لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قالت: يا بني لو رأيته لرأيت الشمس طالعة.

ص: 312


1- ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
2- في خع:«بعضها بعضا» بدل «بعضها على بعض».
3- كذا وردت العبارة بالأصل و خع، و الذي في ترجمة أبو القاسم الخزاعي في سير أعلام النبلاء 200/17 آخر أصحابه موتا أحمد بن محمد الخليلي، و نبه محقق المطبوعة السيرة 267/1 إلى ما جاء هنا و صوّب عبارته نقلا عن مطبوعة ابن عساكر (عاصم - عائذ): أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي.
4- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو شيبان أنبأنا معاوية» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة شيبان بن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية التميمي البصري في سير أعلام النبلاء 406/7.
5- لم أعثر عليها.
6- في الأصل «الحمحي» و في خع:«الحمحم» و المثبت عن سير أعلام النبلاء (ترجمته 579/18).
7- الزيادة عن خع، سقطت اللفظة من الأصل.
8- بالأصل و خع: اللتين. و الصواب ما أثبت.
9- بالأصل و خع:«لربيع بن مسعود بن عفر» و الصواب عن تقريب التهذيب و فيه: الربيع بالتصغير و التثقيل بنت معوّذ بن عفراء الأنصارية النجارية من صغار الصحابة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني إملاء، أنبأنا أبو بكر أحمد بن طلحة (1) بن هارون الواعظ ، أنبأنا محمد بن عبد اللّه الشافعي، أنبأنا محمد بن يونس بن موسى، أنبأنا يعقوب بن محمد الزّهري، أنبأنا عبد اللّه بن موسى، أنبأنا أسامة بن زيد، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر قال: قلت للرّبيع بنت معوّذ: صفي لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قالت: يا بني، كنت إذا رأيته رأيت الشمس طالعة (2).

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (3).

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر اللالكائي و أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرستمي قالوا: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان، أنبأنا (4) عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، أنبأنا سعيد - هو - ابن منصور، أنبأنا يونس بن أبي يعفور (5) العبدي، عن أبي إسحاق الهمداني (6) عن امرأة من همدان سمّاها قالت: حججت مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم فرأيته (7) على بعير له يطوف بالكعبة بيده محجن (8) عليه بردان أحمران، يكاد يمس منكبيه (9) إذا مرّ بالحجر استمله بالمحجن ثم يرفعه إليه فيقبله. فقال أبو إسحاق: فقلت لها: شبهية قالت: كالقمر ليلة البدر. لم أر قبله و لا بعده مثله صلى اللّه عليه و سلّم

ص: 313


1- بالأصل و خع «صالح» تحريف و الصواب عن ترجمته في سير أعلام النبلاء 477/17.
2- دلائل البيهقي 200/1 و مجمع الزوائد 280/8 و عزاه للطبراني في الكبير و الأوسط .
3- دلائل البيهقي 199/1.
4- بالأصل و خع:«أبو عبد اللّه». و الصواب عن البيهقي.
5- بالأصل و خع «يعقوب» و المثبت عن البيهقي، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
6- كذا بالأصل و خع و دلائل البيهقي، و في المطبوعة: الهمذاني، عن امرأة من همذان.
7- الأصل و خع، و في البيهقي: مرات.
8- عن البيهقي و بالأصل و خع:«محجب» و المحجن و المحجنة: العصا المعوجة.
9- في البيهقي:«منكبه» و الأصل و خع «منكبيه».
و قد جاء في صفة النبي عليه الصّلاة و السّلام
اشارة

من الأحاديث الطوال ما يشتمل على أكثر من هذه الأحاديث القصار

و في بعضها زيادات على ما في هذه الروايات

و منها حديث [أبي] (1) سليط .

و منها حديث أبي معبد الخزاعي.

و منها حديث حبيش بن خالد الخزاعي.

[و حديث هند بن أبي هالة.

و حديث عائشة] (2).

و أمّا حديث [أبي] (3) سليط :

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، أنبأنا محمد بن يونس القرشي، أنبأنا عبد العزيز بن يحيى مولى العباس بن عبد المطلب، أنبأنا محمد بن سليمان بن سليط [حدثني أبي عن أبيه عن جده أبي سليط ] (4) و كان بدريا قال (5):لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في الهجرة، و معه أبو بكر الصدّيق و عامر بن فهيرة مولى أبي بكر، و ابن أريقط يدلهم على الطريق، مروا بأم معبد الخزاعية و هي لا تعرفه، فقال لها: يا أم معبد هل عندك من لبن ؟ قالت: لا و اللّه، و إن الغنم لعازبة (6).

ص: 314


1- سقطت من الأصل و خع.
2- سقطت من الأصل و خع.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن خع، سقط من الأصل، و موجودة على هامشه و بجانبها كلمة صح.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة السيرة 269/1.
5- بالأصل و خع:«و كان» و الصواب ما أثبت.
6- العازبة: أي أن الغنم بعيدة المرعى، و لا تأوي إلى المنزل إلاّ ليلا (اللسان: عزب).

قال: فما هذه الشاة التي أراها في فناء البيت ؟ قالت: شاة خلّفها الجهد عن الغنم، فقال:

أ تأذنين في حلابها؟ قالت: لا و اللّه ما ضربها فحل قط . فشأنك بها، فدعا بها، فمسح ظهرها و ضرعها ثم دعا بإناء يربض (1) الرهط ، فحلب فيه، فملأه فسقى أصحابه، عللا بعد نهل، ثم حلب فيه آخر فغادره عندها و ارتحل. فلما جاءها زوجها عند المساء قال:

يا أم معبد ما هذا اللبن و لا حلوبة في البيت، و الغنم عازبة قلت: لا و اللّه إلاّ أنه مرّ بنا رجل ظاهر الوضاءة (2)،متبلّج الوجه، في أشفاره وطف (3)،و في عينيه دعج، و في صوته صهل (4) غصن بين غصنين لا يشان (5) من طول، و لا يقتحم (6) من قصر، لم تعله (7) نخلة و لم تزر به صعلة (8) كأن عنقه إبريق فضة، إذا صمت فعليه البهاء، و إذا نطق فعليه وقار، له كلام كخرزات النّظم، أزين أصحابه منظرا، و أحسنهم وجها صلى اللّه عليه و سلّم، أصحابه يحفون به، إذا أمر ابتدروا أمره، و إذا نهى انتهوا عند نهايته، قال: هذه و اللّه صفة صاحب قريش، و لا رأيته لأنعته و لا جهول إذا فعل (9) قال: فلم يعلموا بمكة أين توجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أبو بكر حتى سمعوا هاتفا على رأس أبي قبيس و هو يقول:

جزى اللّه خيرا و الجزاء يكفه (10) *** رفيقين قالا خيمتي أم معبد

هما رحلا بالحق و انتزلا به *** قد أفلح من أمسى رفيق محمّد

فما حملت من ناقة فوق رحلها *** أبرّ و أوفى ذمة من محمّد

ص: 315


1- أي يرويهم حتى يثقلوا فيربضوا، و الرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة (دلائل البيهقي 282/1).
2- الوطف كثرة شعر الحاجبين و العينين و الأشفار مع استرخاء و طول.(اللسان) و في رواية غطف و قيل عطف، و هو أن تطول الأشفار ثم تنعطف.
3- يعني ظاهر الجمال، و أبلج الوجه يعني مشرق الوجه مضيئة.
4- في صوته صهل، و يروى صحل، أي كالبحة، و هو أن لا يكون حادا (دلائل البيهقي 283/1).
5- كذا بالأصل و خع، و في دلائل البيهقي:«تعبه نخلة» و النحل: الدقة و الضمر.
6- يحتمل أن يكون معناه إنه ليس بالطويل الذي يؤيس مباريه عن مطاولته (دلائل البيهقي).
7- و في رواية: لا تقتحمه عين من قصر، أي لا تحتقره و لا تزدريه (دلائل البيهقي).
8- الصعلة: صغر الرأس.(البيهقي)، و يقال هي الدقة و النحول في البدن (اللسان) و تروى: الصقلة بالقاف، قال أبو ذر في شرح السيرة: الصقلة جلد الخاصرة، يعني أنه ناعم الجسم ضامر الخاصرة.
9- كذا بالأصل و خع و المعنى مضطرب، و في المطبوعة (السيرة 270/1): و لو رأيته لاتّبعته و لأجهدنّ أن أفعل ذلك.
10- في دلائل البيهقي: جزى اللّه رب الناس خير جزائه قالا: من القيلولة منتصف النهار.

واكسا لبرد الحال (1) قبل ابتذاله *** و أعطى لرأس السابح المتجرّد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم *** مقعدها للمؤمنين بمرصد

و أمّا حديث أبي معبد:

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن ماهان، أنبأنا أبو منصور بن شجاع بن علي الصوفي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن مندة، أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد، و محمد بن يعقوب، قالا: أنبأنا عباس بن محمد الدوري، أنبأنا بشر بن محمد أبو أحمد السكري (2)،أنبأنا عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحرّ بن الصّيّاح النّخعي (3)،عن أبي معبد الخزاعي:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خرج ليلة هاجر من مكة إلى المدينة: هو، و أبو بكر، و عامر بن فهيرة مولى أبي بكر، و دليلهم عبد اللّه بن أريقط الليثي، فمروا بخيمتي أم معبد الخزاعيّة، و كانت امرأة برزة جلدة تحتبي و تجلس بفناء الخيمة و تطعم و تسقي. فسألوها لحما أو تمرا فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، و إنّ (4) القوم مرملون (5) فقالت: لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى. فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى شاة في كسر خيمتها فقال:

«ما هذه الشاة يا أم معبد؟» قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم، فقال:«هل لها من لبن ؟» قالت: هي أجهد من ذلك، فقال:«أ تأذنين أن أحلبها؟» قالت: نعم بأبي أنت و أمي، إن رأيت لها حلبا احلبها، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالشاة فجاءت فمسح على ظهرها و ضرعها و ذكر اسم اللّه تعالى فقال:«اللّهم بارك في شاتها» فتفاجّت (6) و درّت (7) و اجترت، فدعا بإناء لها يربض الرهط ، فحلب فيها ثجّا (8) حتى علاه البهاء (9) فسقاها فشربت حتى

ص: 316


1- كذا بالأصل و خع بالحاء المهملة، و في المطبوعة بالخاء المعجمة.
2- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا عبد اللّه الحافظ .» و الصواب ما أثبتنا، انظر ترجمة بشر في لسان الميزان 32/2 و فيه أنه يروي عن عبد الملك بن وهب المذحجي.
3- بالأصل و خع: الحرير المصبحي بن الصباح النخعي، و المثبت عن الكاشف للذهبي و التاريخ الكبير للبخاري 81/3 و في التهذيب: الصباح بالباء.
4- في خع: و إذا.
5- مرملون أي نفد زادهم.
6- التفاجّ المبالغة في تفريج ما بين الرجلين، و هو من الفج: الطريق.
7- عن خع، و بالأصل و زادت.
8- الثج: السيلان. و في النهاية: فحلب فيه ثجا أي لبنا سائلا كثيرا.
9- البهاء: يريد علا الإناء بهاء اللبن، و هو و بيص رغوته. يريد أنه ملأها.

رويت، ثم حلب و أسقى أصحابه فشربوا حتى رووا، و شرب آخرهم [و قال:«ساقي القوم آخرهم»] (1) فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى أراضوا (2) ثم حلب فيها ثانيا عودا على بدء فغادره عندها ثم ارتحلوا عنها، فقلّ ما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق غنمه (3) أعنزا عجافا، هزلا، مخّهنّ قليل لا نقي بهن، فلما رأى اللبن قال: من أين لكم اللبن هذا و الشاء عازبة ؟ قالت: لا و اللّه إلاّ أنه مرّ بنا رجل مبارك. كان من حديثه كيت و كيت. قال: و اللّه إني لأراه صاحب قريش الذي يطلب، صفيه لي يا أم معبد. قالت (4):

رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلّج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، و لم تزر به صقلة (5)،و سيم قسيم، في عينيه دعج، و في أشفاره وطف، و في صوته ضحكة (6)، أحور أكحل، أزج أقرن، رجل في عنقه سطع (7)،و في لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار، و إذا تكلم سما (8) و علاه البهاء كأن منطقه خرزات نظم (9) ينحدرن، فصل لا نزر (10) و لا هذر، أزهر اللون، يعني أجهر الناس، و أجمل الناس من بعيد، و أحلاه و أحسنه من قريب، ربعة لا تشنؤه من طول، و لا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا، و أحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به. إن قال استمعوا لقوله و إن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود (11)،لا عابس (12) و لا قابح (13) و لا متنح[709].

ص: 317


1- يريد شربوا حتى رووا فنقعوا بالري.
2- الزيادة عن مختصر ابن منظور 75/2 سقطت من الأصل و خع.
3- كذا بالأصل «غنمه أعنزا» و في خع:«عنزا» و في المختصر:«أعنزا» و في الدلائل للبيهقي:«أعنزا».
4- بالأصل و خع: قال.
5- تقدمت في الرواية السابقة: صعلة، و صقلة بالقاف إحدى الروايات، و قد تقدم شرحها، و الثجلة: عظم البطن و استرخاء أسفله.
6- كذا بالأصل و خع.
7- سطع: أي طول.
8- تريد علا برأسه أو بيده.
9- بالأصل و خع:«عظم» و المثبت عن الدلائل و المختصر.
10- تريد أنه وسط ليس بكثير و لا بقليل.
11- محفود أي مخدوم. محشود هو من قولك حشدت لفلان في كذا إذا أردت أنك أعددت له و جمعت. و قال غيره: المحشود: المحفوف. و حشده أصحابه: أطافوا به.
12- تريد لا عابس الوجه.
13- كذا بالأصل، و في المختصر: و لا «مقبح» و في خع:«لا قابح و لا مقبح» و في الدلائل:«لا عابس و لا مفند» و بهامشه عن نسخة:«معتد» و في المطبوعة لا متيح و لا نفيح.

قال: هذا و اللّه صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر، و لو كنت وافقته لالتمست أن أصحبه و لأفعلنه إن وجدت إلى ذلك سبيلا.

و أصبح صوت بمكة بين السّماء و الأرض يسمعونه و لا يدرون من يقوله (1) و هو يقول:

جزى اللّه رب الناس خير جزائه *** رفيقين حلاّ خيمتي أم معبد

هما نزلا بالبر و ارتحلا به *** فأفلح (2) من أمسى رفيق محمّد

فيال قصي ما زوى اللّه عنكم *** به من فعال لا يجارى و سودد

سلوا أختكم عن شاتها و إنائها *** فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلّبت *** له بصريح (3) ضرّة الشاة مزبد

فغادرها رهنا لديها لحالب *** بدرّتها في مصدر ثم مورد (4)

فأصبح الناس قد فقدوا نبيّهم صلى اللّه عليه و سلّم [فأخذوا] (5) على خيمتي (6) أم معبد حتى لحق (7) النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأجابه حسّان فقال (8):

لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم *** و قدّس من يسري إليهم و يغتدي

ترحّل عن قوم فزالت (9) عقولهم *** و حلّ على قوم بنور مجدّد

و هل يستوي ضلاّل قوم تسفّهوا *** عمى و هداة يهتدون بمهتدي

نبيّ يرى ما لا يرى الناس حوله *** و يتلو كتاب اللّه في كلّ مشهد

ص: 318


1- بالأصل و خع:«ما يقول» و المثبت عن المختصر، و في الدلائل: من صاحبه.
2- في المطبوعة: قد أفلح، و خع و المختصر كالأصل.
3- عن المختصر، و بالأصل و خع غير مقروءتين. و الضرة أصل الضرع الذي لا يخلو من اللبن، و قيل هو الضرع كله.
4- في خع: بجرتها في صدر ثم مورد.
5- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المختصر.
6- عن خع و بالأصل: جبهتي.
7- في المختصر:«لحقوا» خع كالأصل.
8- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 52.
9- الأصل و خع و المختصر و المطبوع، و في الديوان: فضلّت.

و إن قال في يوم مقالة غائب *** فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد (1)

ليهن أبا بكر سعادة جدّه *** بصحبته من يسعد اللّه يسعد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم *** و مقعدها للمؤمنين بمرصد (2)

و قال غيره مثله أيضا:

قال عبد الملك بلغني أنّ أم معبد أسلمت و هاجرت.

فأخبرناه أبو البركات عبد اللّه بن محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي الشروطي - بنيسابور - أنبأنا أبو القاسم (3) الفضل بن أبي حرب الجرجاني قراءة عليه.

أخبرتنا أمّ المؤيد نازتين المعروفة بجمعة بنت (4) أبي حرب محمد بن أبي القاسم بن أبي حرب النّيسابورية بنيسابور، قالت: أنبأنا جدي (5) أبو القاسم الفضل، أنبأنا القاضي الجليل أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، أنبأنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب الأصم، أنبأنا الحسن بن مكرم بن (6) حسّان البزار أبو علي ببغداد، حدثني أبو أحمد بشر بن محمد السكري، حدثني عبد الملك بن وهب المذحجي، حدثني الحرّ (7) بن الصّيّاح عن [أبي] (8) معبد الخزاعي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خرج ليلة هاجر هو و أبو بكر و عامر بن فهيرة مولى أبي بكر، و دليلهم عبد اللّه بن الأريقط اللّيثي، فمروا بخيمتي أم معبد الخزاعية، و كانت أم معبد امرأة برزة جلدة تحتبي، و تجلس بفناء الخيمة، فتطعم و تسقي، و سألوها هل معها لحم أو لبن يشتروه منها فلم يجدوا عندها شيئا من ذلك. و قالت: لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم القرى، و إذا القوم مرملون، فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى شاة في كسر خيمتها فقال:«ما هذه الشاة يا أم معبد؟» فقالت:

ص: 319


1- عجزه في ديوانه: فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
2- البيت في الديوان في الأبيات التي ذكر أنها للهاتف الذي لم يعلم من هو. ص 52.
3- بالأصل و خع:«أبو القاسم بن الفضل» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 40/19.
4- بالأصل و خع:«بن» تحريف.
5- بالأصل و خع:«أحمد» و المثبت عن المطبوعة السيرة 273/1.
6- بالأصل و خع:«أنبأنا حسان...» و الصواب «بن» انظر تاريخ بغداد 432/7.
7- بالأصل و خع:«الجرير» و الصواب ما أثبت.
8- سقطت من الأصل و خع.

شاة خلفها الجهد عن الغنم قال:«فهل لها من لبن ؟» قالت: بأبي و أمي هي أجهد من ذاك، قال:«تأذنين لي أن أحلبها؟» قالت: إن كان بها حلب فاحلب. قال: فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالشاة فمسحها، و ذكر اسم اللّه تعالى، و مسح ضرعها، فذكر اسم اللّه تعالى و دعا بإناء لها يربض الرهط فتفاجّت و درّت و اجترت، فحلب فيه ثجا حتى علته الثمال (1) فسقاها - أي النهل - فسقاها و سقى أصحابه فشربوا حتى رووا عللا بعد نهل حتى أراضوا، و شرب آخرهم. و قال:«ساقي القوم آخرهم»[710] ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء، فغادره عندها ثم ارتحلوا، قال: فقلّ ما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنز حيّلا عجافا يتساوكن (2) هزلا لا نقي بهن مخّهنّ قليل.

قال أبو علي: قلت لأبي [الحسن] الأثرم: و ما لا نقي بهن ؟ قال: الشحم و اللحم و هو النقي.

فلما رأى اللبن عجب و قال: من هذا اللبن يا أم معبد و لا حلوبة في البيت و الشاء عازبة ؟ فقالت: لا و اللّه إلاّ أنه مرّ بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت و كيت. فقال:

صفيه لي يا أم معبد فو اللّه إني أراه صاحب قريش الذي تطلب، فقالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة حسن الخلق، متبلّج الوجه، لم تعله (3) نخلة، و لم تزر به صعلة.

قال أبو علي: فسر لنا أبو عبيد اللّه (4) بن بكر البيهقي: كأني برجل من الحبشة أصعل أصمع، حمش السّاقين. قال: فقال أصعل: صغير الرأس، أصمع: صغير الأذنين.

قال أبو الحسن الأثرم: ثجلة ؟ قال: الرأس الكبير الذي يجاوز (5) الحدّ. و سيم

ص: 320


1- الثمال جمع ثمالة: الرغوة. و في رواية: البهاء، و قد تقدمت.
2- بالأصل و خع:«فأما أساوك» و المثبت عن الدلائل للبيهقي 278/1، و في المطبوعة: ما تساوك هزالا. و التساوك: السير الضعيف، قيل رداءة المشي من إبطاء أو عجف. يريد هنا عمهن الهزال فليس فيهن منقية و لا ذات طرق،(انظر دلائل البيهقي 282/1).
3- كذا وردت هنا بالأصل و خع، و تقدمت برواية:«تعبه نحلة» و برواية:«تعبه ثجلة» و مرّ شرح اللفظتين.
4- في خع: عبد اللّه. و في المطبوعة: عبد اللّه بن بكر السهمي.
5- بالأصل و خع:«تحادر الحدق» كذا، و المثبت عن المطبوعة السيرة 275/1، و قد تقدم أن الثجلة: عظم البطن و استرخاء أسفله (انظر الدلائل للبيهقي 283/1).

قسيم، في عينيه دعج و في أشفاره وطف، و في صوته [ضحك] (1) أحور، أكحل، أزج، أقرن، في عنقه سطع، و في لحيته كثافة، إذا صمت علاه الوقار، و إذا تكلم و سما علاه البهاء، حلو المنطق،[فصل] (2) لا هذر و لا نزر و لا هذر. كان منطقه خرزات نظم يتحدرن (3) فأجهر الناس، و أجمله من بعيد، و أحلاه و أحسنه من قريب، ربعة لا يشنؤه من طول، و لا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين (4) فهو أبيض (5) الثلاثة منظرا، و أحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال سمعوا لقوله، و إن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس و لا معتد (6) قال: هذا و اللّه صاحب قريش الذي تطلب، و لو صادفته لالتمست أن أصحبه و لأجهدنّ إنّ وجدت إلى ذلك سبيلا.

قال: و أصبح صوت بمكة عاليا بين السّماء و الأرض يسمعونه و لا يدرون ما يقول (7)،و هو يقول:

جزى اللّه رب الناس خير جزائه *** رفيقين حلاّ خيمتي أم معبد

هما نزلا بالبر و ارتحلا به *** فأفلح من أمسى رفيق محمّد

فيال قصي ما زوى اللّه عنكم *** به من فعال لا يجازى و سودد

سلوا أختكم عن شاتها و إنائها *** فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلّبت *** له بصريح ضرّة الشاة مزبد

فغادرها رهنا لديها لحالب *** بدرّتها في مصدر ثم مورد

قال فأصبح الناس قد فقدوا نبيهم فأخذوا على خيمتي أم معبد حتى لحقوا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

ص: 321


1- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن هامش الأصل. و قد تقدمت رواية:«في صوته صهل» و في رواية:«في صوته صحل».
2- عن خع، سقطت من الأصل.
3- بالأصل و خع:«يتحدر» و الصواب عما سبق من رواية.
4- عن خع و بالأصل «غصن».
5- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي: أنضر.
6- كذا هنا بهذه الرواية، من العداء و هو الظلم (دلائل البيهقي 284/1).
7- كذا، و في خع:«من يقول» و الصواب:«من يقوله» أو «من صاحبه».

قال: و أجابه (1) حسان بن ثابت (2):

لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم *** و قدّس من يسري إليهم و يغتدي

ترحّل عن قوم فزالت عقولهم *** و حلّ على قوم بنور مجددي

و هل يستوي ضلاّل قوم تسفّهوا *** عمّى و هداة يهتدون بمهتدي

نبيّ يرى ما لا يرى الناس حوله *** و يتلو كتاب اللّه في كل مشهد

و إن قال في يوم مقالة غائب *** فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد

ليهن أبا بكر سعادة جدّه *** بصحبته من يسعد اللّه يسعد

و يهن بني كعب مكان فتاتهم *** و مقعدها للمؤمنين بمرصدي

قال: فبلغني أن أبا معبد أسلم و هاجر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

هكذا رواه الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، و زهير بن محمد بن قمير المروزي عن بشر بن محمد بن أبان السكري الواسطي و قالا فيه: إن أم معبد أسلمت و هاجرت.

كما قال عباس (3) الدوري، و رواه أبو محمد الحارث بن أبي أسامة التميمي عن محمد بن المثنى (4) البزار (5) و غيره عن محمد بن بشير - قلب اسمه و اسم أبيه، و أخطأ في ذلك، أو من رواه عنه، فإن الصواب بشر بن محمد-.

أخبرنا بحديث الزعفراني أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس، أنبأنا [أبو] (6) محمد بن صاعد، أنبأنا محمد بن الحسن بن محمد، أنبأنا بشر بن محمد بن أبان، حدثنا

ص: 322


1- عن خع، و هي غير مقروءة بالأصل - مطموسة-.
2- تقدمت الأبيات، و انظر ديوانه ط بيروت ص 42.
3- بالأصل و خع «عياش» خطأ، و الصواب ما أثبت ترجمته في الكاشف للذهبي، و تهذيب التهذيب.
4- بالأصل و خع:«المفتي» تحريف و الصواب ما أثبت، انظر ابن سعد 230/1.
5- في طبقات ابن سعد:230/1 «البزاز».
6- سقطت من الأصل و خع، و اسمه يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب، أبو محمد الهاشمي البغدادي انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 501/14.

عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحرّ بن الصياح (1) النّخعي، عن أبي معبد الخزاعي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ذكر الحديث بطوله.

قال: و أنبأنا أبو عمر محمّد (2) بن العباس قال: و أنبأنا أبو بكر بن غيلان، أنبأنا عبد الرّحمن بن عيسى السوسي، أنبأنا أبو (3) أحمد السكري بشر، حدثنا عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحرّ بن الصياح (4) النّخعي، عن أبي معبد الخزاعي:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ذكر الحديث بطوله.

اختصرهما أبو عمر بن حيّوية الخزّاز (5) و لم يسقهما بطولهما.

و أمّا حديث حبيش:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، أنبأنا بشر بن أنس أبو الخير (6)،أنبأنا أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن زيد بن ثابت بن يسار (7) الكعبي الرّبعي الخزاعي، حدثني عمي أيوب بن الحكم.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر (8)الشافعي، و حدثني أحمد بن يوسف بن تميم النضري (9)،أنبأنا أبو هشام محمد بن سليمان بقديد (10)،حدثني عمي أيوب بن الحكم عن (11) حزام (12) بن هشام، عن أبيه

ص: 323


1- بالأصل و خع:«الحربي عن الصياح» و الصواب ما أثبت و قد مرّ في الروايات السابقة.
2- بالأصل و خع:«و أنبأنا محمد بن عبد اللّه أبو عمر بن العباس» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل، و انظر المطبوعة السيرة 276/1 و مطبوعة ابن عساكر أيضا (عاصم - عائذ).
3- بالأصل و خع:«أنبأنا أحمد السكري بن بشر» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في ما سبق من روايات.
4- عن خع و بالأصل: الحارث بن الصباح.
5- عن خع و بالأصل «الخزار».
6- كذا رسمها في الأصل و خع، و في المطبوعة السيرة 277/1 «أبو الحسين».
7- بالأصل و خع:«سيار» و المثبت عن دلائل البيهقي 277/1.
8- بالأصل و خع:«أبو بكر بن بشر الشافعي» و المثبت عما سبق من رواية.
9- كذا بالأصل، و في خع:«النصري» و في المطبوعة السيرة 277/1 البصري.
10- موضع قرب مكة (معجم البلدان).
11- بالأصل و خع «بن» و الصواب عن دلائل البيهقي 277/1.
12- بالأصل و خع:«خزام» و الصواب عن البيهقي.

هشام، عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

و أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد بن المذكور التركي الأزجي ببغداد، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شاهين (1)[أنبأنا] (2) محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر و يحيى بن محمد بن صاعد إملاء سنة عشر و ثلاثمائة في الدلائل، و حدثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي و اللفظ لمحمد بن هارون قالوا:

حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار (3) الخزاعي بقديد إمام مسجد أهل قديد إملاء من حفظه قال: حدثنا أخي أيوب بن الحكم، عن حزام (4) بن هشام صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

[أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم] (5) حين خرج - و في حديث قراتكين [أخرج - من مكة، خرج منها مهاجرا إلى المدينة، هو و أبو بكر] (6) و مولى أبي بكر، و قالا: عامر بن فهيرة و دليلهما الليثي عبد اللّه بن الأريقط ، مرّوا على خيمتي أم معبد الخزاعية و كانت برزة (7) جلدة تحتبي بفناء القبة، ثم تسقي و تطعم فسألوها لحما، و تمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها من ذلك شيئا، و كان القوم مرملين مسنتين (8).[فقالت: و اللّه لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم نحرها] (9) فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى شاة في كسر الخيمة فقال:«ما هذه الشاة يا أم معبد؟» قالت: شاة خلّفها الجهد عن الغنم، قال:«هل بها من لبن ؟» قالت: هي أجهد من ذلك قال:«أ تأذنين - زاد قراتكين:«لي» و قالا:«أن أحلبها؟» قالت:- زاد

ص: 324


1- بالأصل و خع:«المعروف أنبأنا ابن شاهين» و الصواب ما أثبت.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
3- بالأصل و خع «سيار» و الصواب عن البيهقي الدلائل 277/1.
4- بالأصل و خع «خزام» تحريف و الصواب ما أثبت عن الدلائل للبيهقي 277/1.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و خع، و استدرك عن دلائل البيهقي 278/1.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع استدرك عن دلائل البيهقي 277/1 و المطبوعة السيرة 277/1.
7- عن دلائل البيهقي 278/1 و خع، و بالأصل «بردة».
8- عن دلائل البيهقي و خع، و بالأصل «مشتين» فعلى هذه الرواية يعني أنهم دخلوا في الشتاء، و قد نفد زادهم. و مسنتين يعني أنهم دخلوا في السنة، في الجدب و المجاعة، و قد نفد زادهم.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و المطبوعة السيرة 277/1 و استدركت الزيادة عن دلائل البيهقي 278/1.

ابن الحصين: نعم و قالا:- بأبي أنت و أمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها، فدعا بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فمسح بيديه ضرعها، و سمّى اللّه تبارك و تعالى، و دعا لها في شاتها فتفاجّت عليه فدرّت و دعا - و في حديث ابن الحصين: و درّت و اجترت و دعا - بإناء يربض الرهط فحلب - زاد قراتكين [فيه] (1) و قالا (2) ثجّا حتى علاه البهاء، فسقاها حتى رويت، و سقى - و قال ابن الحصين: ثم سقى - أصحابه حتى رووا و شرب - و قال ابن الحصين: ثم شرب - آخرهم - و زاد قراتكين: ثم أراضوا و قالا - ثم حلب ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها و بايعها - و قال قراتكين: ثم بايعها - و ارتحلوا عنها، فقلّ ما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن - و قال ابن الحصين تساوكن - هزلا مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب و قال: من أين لك هذا يا أم معبد و الشاء عازب حيال، و لا حلوب في البيت لبن. قالت: لا و اللّه إلاّ أنه مرّ بنا رجل مبارك من حاله كذا و كذا. قال: صفيه لي يا أم معبد، قالت: رجل ظاهر الوضاءة - و قال قراتكين قالت: رأيت رجلا ظاهرا الوضاءة - أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، و لم تزر به صعلة - و قال قراتكين صقلة - و سيم قسيم في عينيه دعج، و في أشفاره وطف - و قال قراتكين غطف - و في صوته ضحك، و في عنقه سطع، و في لحيته كثافة، أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار، و إن تكلم سما و علاه البهاء، أجمل الناس، و أبهاه من بعيد، و أحسنه و أحلاه - و قال قراتكين: و أجمله - من قريب، حلو المنطق، فصل لا نزر و لا هذر، كأن - و قال قرتكين كأنما - منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا يأس (3) من طول، و لا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا، و أحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، و إن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود لا عابس و لا معتد.

قال أبو معبد: فهذا - و قال قراتكين: هذا - و اللّه صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، و لقد هممت أن أصحبه و لأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، فأصبح

ص: 325


1- الزيادة عن خع.
2- بالأصل و خع:«و قال» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل و خع:«يأمن» و المثبت عن البيهقي، و فيه في موضع تفسير ألفاظ الحديث 284/1 يحتمل أن يكون معناه: إنه ليس بالطويل الذي يؤيس مباريه عن مطاولته، و يحتمل أن يكون تصحيفا، و أحسبه: لا بائن من طول.

صوت بمكة عال - و قال قراتكين: عاليا - يسمعون الصوت و لا يدرون من صاحبه و هو يقول:

جزى اللّه ربّ الناس خير جزائه *** رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد

هما نزلاها بالهدى و اهتدت به *** فقد فاز من أمسى رفيق محمد

فيال قصي ما زوى اللّه عنكم *** به من فعال لا يجازى (1) و سؤدد

ليهن بني كعب مكان (2) فتاتهم *** و مقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها و إنائها *** فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلّبت *** عليه (3) صريحا ضرّة الشاة مزبد

فغادرها رهنا لديها لحالب (4) *** بدرّتها في مصدر ثم مورد

فلما سمع ذلك حسّان بن ثابت - و قالا: الأنصاري - أخذ (5) يجاوب الهاتف فقال:

لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم *** و قدّس من يسري إليهم و يغتدي

ترحّل عن قوم فزالت (6) عقولهم *** و حلّ على قوم بنور مجدد

هداهم به بعد الضلالة ربّهم *** و أرشدهم من يتبع الحقّ يرشد

و هل يستوي ضلاّل قوم تسفّهوا *** عمى و هداة يهتدون بمهتدي (7)

و قد نزلت منه على آل يثرب *** ركاب هدى حلّت عليهم بأسعد

نبيّ يرى ما لا يرى الناس حوله *** و يتلو كتاب اللّه في كل مسجد

و إن قال في يوم مقالة غائب *** فتصديقها في اليوم أو ضحوة الغد (8)

ليهن أبا بكر سعادة جده *** بصحبته من يسعد اللّه يسعد

ص: 326


1- الأصل و خع، و في دلائل البيهقي: تجارى.
2- الأصل و خع، و عند البيهقي: مقام.
3- الأصل و خع، و عند البيهقي: له بصريح.
4- الأصل و خع، و عند البيهقي: بحالب.
5- في البيهقي: شبّب.
6- البيهقي: فضّلت.
7- في خع: عمى يهم هادية كل مهتدي.
8- في خع و البيهقي: أو في ضحوة الغد.

ليهن بني كعب مقام فتاتهم *** و مقعدها للمؤمنين بمرصد

و أخبرنا (1) أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو حفص بن شاهين، حدثنا محمد بن هارون بن حميد (2) بن المجدّر و يحيى بن محمد بن محمد بن صاعد، قالا: أنبأنا مكرم بن محرز بن المهدي (3)،[قال: حدثني أبي: محرز بن المهدي] (4) عن حزام (5) بن هشام عن حبيش (6) بن خالد، عن أبيه، عن جده: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين خرج من مكة خرج منها مهاجرا إلى المدينة هو و أبو بكر و مولى أبو بكر عامر بن فهيرة و دليلهما الليثي عبد اللّه بن الأريقط مرّوا على خيمتي أم معبد الخزاعية و ذكر الحديث المتقدم بطوله.

و قال لنا ابن محمد بن صاعد: رأيت عبد الوهّاب الورّاق يحدث بهذا الحديث عن مكرم بن محرز و ذكره بتمامه.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ (7) على إبراهيم بن منصور و أنا حاضرة قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو هشام محمد بن سليمان بن أيوب بن ثابت بن يسار (8) الكعبي الرّبعي، حدثني عمي أيوب بن الحكم بن أيوب، عن حزام (9) بن هشام، عن أبيه، عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين خرج من مكة خرج منها مهاجرا إلى المدينة هو و أبو بكر و مولى (10) أبي (11) بكر عامر بن فهيرة و دليلهما عبد اللّه بن الأريقط ، مرّوا على

ص: 327


1- في خع: فأخبرنا.
2- بالأصل و خع:«حميد بن هارون المحدود» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 436/14.
3- بالأصل:«أبو مكرم بن محرز بن الهدي» و المثبت عن دلائل البيهقي 281/1.
4- الزيادة عن الدلائل.
5- بالأصل و خع «خزام» تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
6- بالأصل:«بن بشر» و المثبت عن الدلائل، و في خع:«بن حبيش».
7- بالأصل و خع:«قرأ» و الصواب ما أثبت.
8- الأصل و خع «سيار» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
9- بالأصل و خع «خزام» تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
10- في خع: موالي.
11- عن خع و بالأصل «أبو».

خيمتي أم معبد الخزاعية، و كانت امرأة برزة (1) جلدة، تحتبي [بفناء القبة] (2) ثم تسقي و تطعم، فسألوها تمرا أو لحما ليشتروا منها، فلم يصيبوا من ذلك شيئا، و كان القوم مرملين [مسنتين] (3) فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى شاة في كسر الخيمة فقال:«ما هذه الشاة يا أم معبد؟» قالت: شاة خلّفها الجهد عن الغنم. قال:«هل بها لبن ؟» قالت: هي أجهد من ذلك، قال:«أ تأذنين لي أن أحلبها؟» قالت: بأبي و أمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فجاءت، فمسح بيده ضرعها و سمّى اللّه تبارك و تعالى، و دعا لها في شاتها فتفاجّت عليه و درّت و اجترت، فدعا بإناء يربض الرهط ، فحلب فيه، ثم حلب ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت. و سقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم أراضوا، ثم حلب فيه ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها فبايعها و ارتحلوا عنها، فقلّما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تساوكن هزلا [مخهن] (4)قليل فلما رأى أبو معبد اللبن أعجب و قال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد؟! و الشاء عازب حيال، و لا حلوب في البيت ؟ قالت: لا و اللّه، إلا أنه مرّ بنا رجل مبارك من حاله كذا و كذا، قال: صفيه لي يا أم معبد، قالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه نخلة، و لم تزر به صعلة (5)،و سيم قسيم، في عينيه دعج، و في أشفاره غطف (6)،- و في صوته صحل (7)،و في عنقه سطع، و في لحيته كثاثة (8)،أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار، و إن تكلم سما و علاه البهاء، أجمل الناس و أبهاه من بعيد، و أحسنه (9) و أحلاه من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر (10) و لا هذر، كأن

ص: 328


1- في خع:«بزرة جدرة».
2- بياض بالأصل مقدار كلمتين، و المثبت بين معكوفتين عن الروايات السابقة.
3- بياض بالأصل قدر كلمة، و المثبت عما سبق من رواية. و في رواية: مشتين.
4- سقطت من الأصل و استدركت عما سبق من روايات، و في خع: شحمهما.
5- في خع: صقلة.
6- في خع:«عطف». قال القتيبي: سألت عنه الرياشي، فقال: لا أعرف العطف، و أحسبه غطف بالغين المعجمة، و هو أن تطول الأشفار ثم تنعطف.
7- الأصل و خع، و في المطبوعة: صحل.
8- الأصل و خع و في المطبوعة:«كثاثة» و قد مرّ في رواية: كث اللحية.
9- عن المطبوعة، و بالأصل و خع: و أحسنهم.
10- الأصل و خع:«لا نذر» و الصواب ما أثبت عما سبق من رواية.

منطقه خرزات نظم (1) يتحدرن، ربعة، لا يأس (2) من طول، و لا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، و هو أنضر (3) الثلاثة منظرا و أحسنهم قدرا، له رفقاء (4) يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، و إن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس و لا معتد.

قال أبو معبد: هو و اللّه صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، و لقد هممت أن أصحبه و لأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، و أصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت و لا يدرون من صاحبه و هو يقول:

جزى اللّه ربّ الناس خير جزائه *** رفيقين حلا (5) خيمتي أمّ معبد

هما نزلاها بالهدى و اهتدت به *** فقد فاز من أمسى رفيق محمد

فيا لقصيّ ما زوى اللّه عنكم *** به من فعال لا يجارى (6) و سؤدد

ليهن بني كعب مقام فتاتهم *** و مقعدها (7) للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها و إنائها *** فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حبائل فتحلّبت *** عليه صريحا، ضرة الشاة مزبد (8)

فغادرها رهنا لديها لحالب *** يردّدها (9) في مصدر ثم مورد

فلما سمع بذلك حسان بن ثابت الأنصاري شاعر (10) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شبّب (11)يجاوب الهاتف و هو يقول:

لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم *** و قدّس من يسري إليه و يغتدي (12)

ص: 329


1- في الأصل و خع:«نظيم» و الصواب مما سبق من رواية.
2- عن خع، و بالأصل «بائن» مرّ تحقيق اللفظتين.
3- الأصل و خع، و في المطبوعة:«أنضر».
4- عن خع، و بالأصل: رفقة.
5- في خع:«خلا» تحريف.
6- الأصل و خع و في المطبوعة: يجازى.
7- في خع:«و مقعد».
8- في خع: مزيد.
9- في خع:«يرد رها» تحريف.
10- في الأصل و خع: الشاعر، شاعر.
11- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عما سبق من روايات، و انظر المطبوعة (السيرة 282/1).
12- في خع: و يعتدي.

ترحّل عن قوم فضلّت عقولهم *** و حلّ على قوم بنور مجدد

هداهم به بعد الضّلالة ربّهم *** و أرشدهم، من يتبع (1) الحقّ يرشد

و هل يستوي ضلال قوم تسفّهوا *** عمايتهم (2)،هاد به كلّ مهتد

و قد نزلت منه على أهل يثرب *** ركاب هدى حلّت عليهم بأسعد

نبيّ يرى ما لا يرى الناس حوله *** و يتلو كتاب اللّه في كلّ مسجد

و إن قال في يوم مقالة غائب *** فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد

ليهن بني كعب مقام فتاتهم *** و مقعدها للمؤمنين بمرصد

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن سعدويه، أنبأنا أبو الفضل (3)عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنبأنا محمّد بن هارون إملاء، حدثنا مكرم بن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن خليف بن منقذ (4) بن ربيعة (5) بن حزام (6) بن حبيش بن كعب الخزاعي بقديد و كان يسكن قرب خيمتي أم معبد قال: أخبرني أبي (7) أنه سمع من حزام (8) بن هشام (9) بن حبيش و حبيش أخو أم معبد قتيل البطحاء يوم الفتح ببطن مكة أنه سمع من أبيه هشام بن حبيش:

أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم لما خرج مهاجرا من مكة، خرج هو و أبو بكر، و مولى (10) أبي بكر

ص: 330


1- في الأصل:«تبع» و في خع «بيع» و المثبت عما سبق من رواية و ديوان حسان.
2- بالأصل: عمى بهم هادى به كل مهتدى و في خع: عمايتهم هادية كل مهتد و أثبتنا عبارة المطبوعة.
3- بالأصل و خع:«أبو الفضل بن عبد الرحمن» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 135/18.
4- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن الاستيعاب.
5- عن الاستيعاب و بالأصل و خع «زمعة».
6- بالأصل و خع:«خزام» و الصواب ما أثبت.
7- زيادة اقتضاها السياق عن المطبوعة.
8- زيادة اقتضاها السياق.
9- بالأصل و خع تقديم و تأخير، و الصواب ما أثبت عما سبق من رواية.
10- عن خع و بالأصل و موالي.

عامر بن فهيرة، و دليلهما الليثي عبد (1) اللّه بن أريقط ، مرّوا على خيمتي أمّ معبد، و كانت برزة جلدة، تحتبي بفناء القبة. ثم تسقي و تطعم، فسألوها لحما و تمرا ليشتروه منها، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، و كان القوم أو الحي - شك مكرم - مرملين [مسنتين] (2)،فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى شاة في كسر الخيمة فقال:«ما هذه الشاة يا أم معبد»؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم، فقال:«هل لها من لبن ؟» قالت: هي أجهد من ذلك. قال لها:«أ تأذنين أن أحلبها؟» [713] قالت: بأبي و أمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها، قال: فدعاها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فمسح بيده ضرعها، و سمّى اللّه، و دعا لها في شاتها فتفاجت عليه و درّت و اجترت، و دعاء بإناء يربض (3) الرهط ، فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، و سقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم أراضوا، ثم حلب ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء، فغادره عندها و ارتحلوا عنها فبايعها فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تشاركن (4) هزلا ضحا، مخهن قليل، فلما رأى اللبن عجب (5) و قال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد و الشاء عازب حيال و لا حلوب في البيت ؟ قالت: لا و اللّه إلا أنه مرّ بنا رجل من حاله كذا و كذا، قال:

صفيه لي يا أمّ معبد قالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، متبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، و لم تزر به صقلعة، و سيما قسيما، في عينيه دعج، و في أشفاره غطف (6)و في صوته صحل و في عنقه سطع، و في لحيته كثاثة (7)،أزج، أقرن، إن صمت فعليه الوقار و إن تكلم سماه و علاه البهاء، أجمل الناس و أبهاه من بعيد، و أحلاه و أحسنه من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر و لا هذر، كأنّ منطقه خرزات نظم يتحدرن (8)، ربعة، لا يأس (9) من طول، و لا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنضر

ص: 331


1- بالأصل و خع:«و عبد اللّه» بإثبات واو العطف.
2- بياض بالأصل، و سقطت اللفظة من خع، و المثبت «مسنتين» عما سبق من رواية.
3- غير واضحة بالأصل، و في خع «يرض» و المثبت عن رواية سابقة.
4- في الأصل:«فإن شاوكن» و في خع:«فإن تشاركن» و تشاركن إحدى الروايات، معناها عمهن الهزال، فليس فيهن منقية و لا ذات طرف، و هو من الاشتراك (دلائل البيهقي 282/1).
5- في خع:«عطف».
6- الأصل و خع «ضحك» و المثبت عن رواية سابقة.
7- في خع: كثافة.
8- بالأصل و خع:«يتحدر» و المثبت عن رواية سابقة.
9- عن خع، و بالأصل «بائن».

الثلاثة منظرا، و أحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به. إن قال أنصتوا لقوله، و إن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس و لا معتد.

قال أبو معبد: هو و اللّه صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر و لقد هممت أن أصحبه و لأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، فأصبح صوت بمكة عاليا، يسمعون الصوت و لا يدرون من صاحبه و هو يقول:

جزى اللّه ربّ الناس خير جزائه *** رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد

هما نزلاها بالهدى و اهتدت به *** فقد فاز من أمسى (1) رفيق محمد

فيا لقصيّ ما زوى اللّه عنكم *** به من فعال لا يجازى (2) و سؤدد

ليهن بني كعب مقام فتاتهم *** و مقعدها للمؤمنين بمرصد

سلو أختكم عن شاتها و إنائها *** فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلّبت *** له (3) بصريح، ضرّة الشاة مزبد

فغادرها رهنا لديها (4) بحالب (5) *** يردّدها في مصدر ثم مورد

ليهن أبا بكر سعادة جدّه *** بصحبته، من يسعد اللّه يسعد

قال مكرم إملاء علينا:

إن أم معبد اسمها (6) عاتكة بنت خالد بن خليف أخو خويلد (7).

و حدثنا بذلك سليمان بن الحكم العلاف بقديد (8) قال: حدثني أخي أيوب بن الحكم، عن حزام بن هشام عن أبيه هشام بن حبيش بن خالد بمثله.

ص: 332


1- عن خع، و في الأصل: أضحى.
2- الأصل و خع:«يجارى» و المثبت عن رواية سابقة.
3- في خع: له فصريح صرة الشاة مزيد.
4- في الأصل و في خع:«يديها» و المثبت عن رواية سابقة.
5- في الأصل «حالب» و في خع:«تحلب» و المثبت عن رواية سابقة.
6- بالأصل و خع:«ابنة» و الصواب ما أثبت.
7- انظر في نسبها أسد الغابة 182/6 و جمهرة ابن حزم ص 238.
8- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المطبوعة.

و حدثنا أبو هشام محمّد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار (1) الكعبي الخزاعي قال: حدثني عمي أيوب بن الحكم عن حزام عن أبيه هشام عن جده حبيش بن خالد بمثل حديث مكرم و أبيه.

ثم قال: فلما سمع حسان (2) بن ثابت الأنصاري شبّب يجاوب (3) الهاتف و هو يقول:

لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم *** و قدّس من يسري إليهم و يغتدي

ترحّل عن قوم فضلّت عقولهم *** و حلّ على قوم بنور مجدد

هداهم به بعد الضلالة ربّهم *** و أرشدهم، من يتبع الحقّ يرشد

و هل يستوي ضلاّل قوم تسفّهوا *** عمايتهم، هاد به (4) كل مهتد

و قد نزلت منه على أهل يثرب *** ركاب هدى (5) حلّت عليهم بأسعد

نبيّ يرى ما لا يرى الناس حوله *** و يتلو كتاب اللّه في كلّ مشهد

و إن قال في يوم مقالة غائب *** فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد

ليهن أبا بكر سعادة جدّه *** بصحبته من يسعد اللّه يسعد

ليهن بني كعب مقام فتاتهم *** و مقعدها للمؤمنين بمرصد

و قال غير مكرم أيضا هذه الأبيات:

لقد خاب قوم زال عنهم نبيّهم *** و قدّس من يسري إليهم و يعبد

ترحّل عن قوم فضلّت عقولهم *** و حلّ على قوم بنور مجدد

هداهم به بعد الضلالة ربّهم *** و أرشدهم، من يتبع الحقّ يرشد

و هل يستوي ضلال قوم تسفّهوا *** عمايتهم، هاد به (6) كلّ مهتد

و قد نزلت منه على أهل يثرب *** ركاب هدى حلّت عليهم بأسعد

ص: 333


1- بالأصل و خع «سيار» تحريف و الصواب عما سبق من رواية.
2- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عما سبق من رواية، و انظر ديوانه ص 52.
3- بالأصل و خع:«فجاوب» و المثبت عن رواية سابقة و المطبوعة.
4- في خع:«هاديه».
5- في خع:«هلب».
6- في خع:«هادية».

نبيّ يرى ما لا يرى الناس حوله *** و يتلو كتاب اللّه في كل مسجد

و إن قال في يوم مقالة غائب *** فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد

ليهن (1) أبا بكر سعادة جدّه *** بصحبته، من يسعد اللّه يسعد

ليهن (2) بني كعب مقام فتاتهم *** و مقعدها للمؤمنين بمرصد

قال: و سمعت جعفرا يقول:

سألت (3) أبا بكر محمّد بن هارون عن بعض تفسير ما وقع في هذا الحديث من الغريب فأخبرني عن عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة أنه أخبره بهذا الحديث بإسناده و ذكره و فسّره فقال:

قوله:

مرملين: يريد قد نفد زادهم.

مشتين (4):داخلين في الشتاء.

كسر الخيمة: جانب منها.

قوله:

فتفاجت: يريد فتحت ما بين رجليها (5).

يربض الرهط : أي يرويهم حتى يثقلوا فيربضوا (6).

فحلبت فيه ثجا: و الثج: السيلان، قال اللّه تعالى: وَ أَنْزَلْنٰا مِنَ الْمُعْصِرٰاتِ مٰاءً ثَجّٰاجاً (7) أي سيّالا.

علاه البهاء: يريد علا الإناء بهاء اللبن و هو وبيص (8) رغوته، يريد أنه أملأه.

ص: 334


1- في خع:«ليهنا».
2- في خع:«ليهنا».
3- بالأصل و خع:«سمعت» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة السيرة 285/1.
4- و في رواية: مسنتين أي داخلين في السنة، و هي الجدب و المجاعة، دلائل البيهقي 282/1 نقلا عن أبي محمد القتيبي.
5- زيد في البيهقي: للحلب.
6- بالأصل و خع: فربضوا، و المثبت عن البيهقي، و زيد بعدها فيه: و الرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة.
7- سورة النبأ، الآية:14.
8- بالأصل و خع «بيض» و الصواب عن الدلائل للبيهقي.

ثم أراضوا: أي رووا و انتقعوا بالري.

قوله: تشاوكن (1) هزلا: أي عمهن الهزال، فليس فيهن منقية (2).

شاة (3) عازب: أي تبعد في المرعى، يقال عزب إذا بعد.

أبلج الوجه: مشرق الوجه مضيئة.

و الحيال: التي لم تحمل.

لم تعبه نحلة: الرقة (4) و الضمر.

و لم تزر به صقلة: و الصقل الكشح، يعني الخاصرة (5).

[الوسيم: الحسن الوضيء] (6) و القسيم: مثله.

و الدعج: السواد في العين.

قولها: في أشفاره عطف أو غطف بالغين هو أن تطول الأشفار ثم تنعطف، و كذلك العطف (7):انعطاف الأشفار.

في صوته ضحك (8):يريد في صوته كالبحة (9).

و في عنقه [سطع] (10) أي طول.

ص: 335


1- كذا بالأصل و خع، و قد مرت برواية «تساوكن» و مرت برواية: تشاركن و هي الموجودة هنا في الدلائل. و الشرح الموجود بالأصل و خع للفظة «تشاركن».
2- في المطبوعة:«مثغية» و بعدها في الدلائل:«و لا ذات طرق، و هو من الاشتراك» أما تساوكن، فهي من التساوك، و قد تقدم شرحها.
3- بالأصل و خع: أي شاة، و كأنها تفسير لما قبلها.
4- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل: الدقة.
5- بعدها في الدلائل: تريد أنه ضرب ليس بمنتفخ و لا ناحل.
6- الزيادة عن الدلائل، سقط ما بين معكوفتين من الأصل و خع.
7- انظر ما حققناه بشأنها عن الرياشي قريبا.
8- كذا بالأصل و خع، و الذي في الدلائل هنا:«في صوته صهل و يروى صحل».
9- بعدها في الدلائل: و هو أن لا يكون حادا.
10- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.

و قولها: إن تكلم [سما] (1) تريد علا برأسه أو يده.

و قولها: فصل لا نزر (2) و لا هذر: يريد أنه وسط ليس بالطويل و لا بالقصير، و لا قليل و لا كثير.

و قولها: لا يأس من طول أي ليس بالقصير و لا بالطويل البائن.

و لا تقتحمه عين من قصر: أي لا تحتقره و لا تزدريه.

محفود: أي مخدوم.

محشود: يقال عند فلان حشد من الناس أي جماعة من الناس (3).

و قولها: لا عابس: تريد لا عابس الوجه، و لا معتد من العداوة (4) و الظلم.

و قوله: فأصبح صوت ببكة عاليا و الثلاثة (5) اسم لبطن مكة، لأنهم شاكون (6) فيه و يزدحمون. و يقال مكة هو موضع المسجد و ما حوله بكة.

و قول (7) الهاتف: فتحلبت له بصريح: و الصريح: الخالص، و الضرّة: لحم الضرع.

و قوله: فغادرها رهنا لديها.

[يريد:] (8) أنه خلّف الشاة عندها مرتهنة بأن تدرّ.

و أمّا حديث هند:

فأخبرناه عاليا أبو محمد عبد الكريم السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو

ص: 336


1- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن الدلائل.
2- بالأصل «لا تذر» و في خع «لا تزر» و المثبت عن البيهقي.
3- في الدلائل: هو من قولك حشدت لفلان في كذا إذا أردت أنك أعددت له و جمعت.
4- في الدلائل: من العداء و هو الظلم.
5- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: و البكة.
6- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة: يتباكون.
7- عن خع و بالأصل «و قوله».
8- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن الدلائل.

بكر الخطيب حينئذ مكرر (1).

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي، و أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن جعفر السّلمي (2)،قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب، نبأنا يونس، أنبأنا أبو بشر بن قعنب، حدثني إسحاق بن صالح المخزومي، عن يعقوب التميمي، عن عبد اللّه بن عباس أنه قال لهند بن أبي هالة التميمي (3) و كان صادقا و كان وصّافا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: صف لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلعلك أن تكون نسابا (4) معرفة قال: كان بأبي هو و أمي طويل الصمت، دائم الفكر، متواتر الأحزان، إذا تكلم تكلم بجوامع الكلم، لا فصل و لا قصير، إذا تحدث أعاد، و إذا وعظ جدّ و ماد (5)،و إذا خولف أعرض فأشاح، يتروح إلى حديث أصحابه، يعظّم النعمة و إن دقّت، و لا يذمّ ذواقا (6)،و يبسم عن مثل حب الغمام.

هذا حديث غريب من حديث ابن عباس عن هند و هو مختصر، و قد روي من وجه آخر غريب أيضا عن هند.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (7)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ لفظا و قراءة حينئذ.

و أخبرناه أبو طاهر محمد بن محمد السّنجي (8) و أبو محمد بختيار (9) بن عبد اللّه الهندي و اللفظ لحديثهما قالا: أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قالا:

ص: 337


1- كذا وردت العبارة بالأصل و خع مكررة.
2- الأصل و خع و في المطبوعة:«الرستمي».
3- كذا بالأصل و خع و دلائل البيهقي 286/1 و في المطبوعة السيرة 287/1 التيمي.
4- الأصل و خع، و في المطبوعة (السيرة 286/1): تكون أثبتنا به معرفة.
5- أي زاد.
6- بالأصل و خع:«ذووقا» و الصواب ما أثبت.
7- دلائل النبوة للبيهقي 285/1 و ما بعدها.
8- بالأصل و خع: الشيحي خطأ، و الصواب عن الأنساب (السنجي) و هذه النسبة بكسر السين، و سكون النون إلى سنج قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها.
9- سقطت من الأصل، و مكانها بياض في خع. و استدركت اللفظة عن الأنساب (الهندي) و قد مرّ.

أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - قال أبو عبد اللّه: الثقفي (1)، صاحب كتاب النسب، و قال ابن شاذان: المعروف بابن أخي طاهر العلوي، أنبأنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين [بن علي بن أبي طالب - زاد أبو عبد اللّه: أبو محمّد - بالمدينة سنة ثلاث و ستين و مائتين، حدثني علي بن جعفر بن محمّد - زاد ابن شاذان: بن علي بن الحسين - عن أخيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن علي بن الحسين] (2) قال: قال الحسن بن علي عليه السلام: قال: سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و كان وصّافا و أنا أرجو أن يصف لي منه شيئا أتعلق به.

قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فخما مفخّما، يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، و أقصر من المشذّب (3) عظيم (4) الهامة، رجل الشعر، إن افترقت (5)عنفقته (6) و إلاّ فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفّره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب، سوابغ في غير فرق (7) بينهما عرق تدره الغضب (8)[أقنى العرنين] (9) له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشمّ ، كث اللحية، أدعج، سهل الخدين، ضليع الفم أشنب، مفلج الأسنان، رقيق المسربة، كأن عنقه جيّد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن متماسك، سراء البطن و الصدر، فسيح الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرّد، موصول ما بين اللبة و السرة بشعر يجري (10) كالخط ،

ص: 338


1- كذا بالأصل و خع و في دلائل البيهقي: العقيقي، انظر تاريخ بغداد421/7 و أعيان الشيعة257/23 و إيضاح المكنون317/2.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن خع و الدلائل للبيهقي.
3- بالأصل و خع:«المشرب» و المثبت عن دلائل البيهقي.
4- عن خع و بالأصل «عظم».
5- الأصل و خع، و في دلائل البيهقي:«إن انفرقت عقيقته».
6- بالأصل و خع تقديم و تأخير، صوّبنا العبارة عن دلائل البيهقي.
7- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي: قرن.
8- بدون نقط بالأصل و خع، و المثبت عن البيهقي.
9- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدركت عن البيهقي.
10- الأصل:«شعر تجري» و في خع:«شعره عجزي» و المثبت عن دلائل البيهقي.

عاري الثديين (1) مما سوى ذلك. أشعر الذراعين و المنكبين و أعالي (2) الصّدر، طويل الزندين رحب الراحة، شثن الكفين و القدمين، سائل (3) الأطراف، سبط القصب، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال تقلّعا، و يخطو تكفّأ، و يمشي هونا (4)،ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط (5) من صبب، و إذا التفت التفت جميعا، و إذا أقبل أقبل جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جلّ (6) نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، و يبدأ من لقي بالسّلام.

قلت: صف لي منطقه.

قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم متواصل الأحزان، دائم الفكرة (7)،ليست له راحة، و لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت (8)،يفتتح الكلام، و يختمه بأشداقه، و يتكلم بجوامع الكلم (9) فصلا لا فضول فيه [و لا تقصير، دمثا] (10) و ليس بالجافي و لا المهين، يعظّم النعمة و إذا (11) دقّت، لا يذم منها شيئا. لم يكن يذم ذواقا (12) و لا يمدحه، و لا يقوم و لا يقام لغضبه (13) إذا تعرض للحق (14) بشيء حتى ينتصر له، لا يغضب لنفسه و لا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، و إذا تعجب قلبها، و إذا تحدث أفضل (15) لها

ص: 339


1- غير مقروءة بالأصل و خع، و المثبت عن الدلائل، و زيد فيها: و البطن.
2- بالأصل:«و عالي» و المثبت عن الدلائل.
3- بالأصل و خع:«سليل» و المثبت عن الدلائل.
4- بالأصل:«هوا زرع» و الصواب عن البيهقي.
5- بالأصل و خع:«يتخصى» و المثبت عن البيهقي.
6- عن البيهقي، و بالأصل و خع:«حلّ ».
7- كذا بالأصل و البيهقي، و في خع: الفكر.
8- و في رواية: السكتة،(انظر البيهقي287/1).
9- و في رواية: الكلام (انظر البيهقي).
10- بياض بالأصل و خع، و الزيادة المثبتة عن البيهقي، و فيه دمث، و ما أثبتناه دمثا، باعتبار السياق السابق.
11- في الدلائل:«و إن دقت» و في خع:«و إذا رقت».
12- بالأصل و خع:«دوفا» و المثبت عن الدلائل.
13- في البيهقي: لا يقوم لغضبه.
14- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي:«الحق شيء» و في الدلائل رواية أخرى: فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، و لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له.
15- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل: اتصل بها.

فضرب بإبهامه اليمنى باطن راحته اليسرى، و إذا غضب أعرض و أشاح، و إذا فرح غض طرفه، جلّ ضحكه التبسم، و يفترّ عن مثل حب الغمام.

[قال:] فكتمتها الحسين بن علي زمانا، ثم حدثته بها فوجدته قد سبقني إليه، و سأل (1) أباه عن مدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و مخرجه و مجلسه و شكله فلم يدع منه شيئا.

قال الحسين: سألت أبي - عليه السلام - عن (2) دخول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال (3):

كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزأ للّه تبارك و تعالى، و جزأ لنفسه، و جزأ لأهله. ثم جزّأ جزأه بينه و بين الناس، فيردّ ذلك على العامة بالخاصّة لا يدّخر (4) عنهم شيئا.

فكان من سيرته من جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه، و قسمه على قدر فضلهم في الدين: منهم ذو الحاجة، و منهم ذو الحاجتين، و منهم ذو الحوائج؛ يتشاغل بهم و يشغلهم فيما أصلحهم (5) و الأمة من مسألته عنهم، و يقول:«ليبلّغ الشاهد الغائب» (6)و أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، ممن فاته من أبلغ سلطانا (7) حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبّت اللّه تعالى قدميه يوم القيامة. لا يذكر عنده إلاّ ذلك، و لا يقبل من أحد غيره. يدخلون روّادا و لا يتفرقون إلاّ عن ذواق، و يخرجون (8) أدلة يعني فقهاء.

قلت أخبرني عن مخرجه كيف كان يصنع فيه ؟ قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يخزن لسانه إلاّ ممّا يعنيهم (9) و يؤلّفهم و لا يفرّقهم، يكرم

ص: 340


1- بالأصل و خع:«و أسأل».
2- بالأصل و خع «على» و الصواب عن الدلائل 288/1.
3- بالأصل و خع:«قال» و المثبت عن الدلائل.
4- كذا بالأصل و خع، و في رواية:«لا يذخر عنهم» و في رواية: و لا يذخره.
5- في الأصل:«أضلهم» و في خع:«أضعهم» و المثبت عن الدلائل و المختصر.
6- من حديث أخرجه البخاري في كتاب العلم فتح الباري 159/1 و مسلم في كتاب الحج (ح:446).
7- بالأصل «سلطان» و الصواب عن خع.
8- بالأصل و خع:«و لا يخرجون أنالة» و الصواب عن البيهقي.
9- بالأصل:«يعيهم» و في خع:«يغنيهم» و المثبت عن الدلائل.

كريم كلّ قوم و يولّيه عليهم، و يحذر الناس و يحترس منهم [من] (1) غير أن يطوي عن أحد بشره و لا خلقه. و يتفقد أصحابه و يسأل الناس عما في الناس، و يحسّن الحسن و يقويه، و يقبّح القبيح و يوهنه (2)،معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملّوا. لكل حال عنده (3) عتاد، لا يقصر عن الحقّ و لا يجاوز إلى غيره، الذين يلونه من الناس خيارهم، و أفضلهم [عنده] (4) أعمهم لنصحه (5) و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة و مؤازرة.

فسألته عن مجلسه عما كان يصنع فيه ؟ قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا يجلس (6) و لا يقوم إلاّ على ذكر، و لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها، و إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي المجلس، و يأمر بذلك. و يعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه. من جالسه أو قاومه لحاجة صاوبه (7) حتى يكون هو المنصرف عنه. من سأله حاجة لم يردّه إلاّ بها، أو بميسور من القول. قد وسع الناس بسطه (8) و خلقه، فصار لهم أبا، و صاروا له عنده في الحق متقاربين يتفاصلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون الكبير، و يرحمون الصغير، و يرفدون ذا (9) الحاجة، و يرحمون الغريب.

فسألته عن سيرته في جلسائه ؟ فقال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظّ و لا غليظ و لا سخّاب، و لا فحّاش، و لا عيّاب، و لا مداح (10).و لا يتغافل عما لا يشتهي، و لا

ص: 341


1- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن الدلائل.
2- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل:«و يوهيه» و بهامشها عن نسخة: و يوهنه.
3- زيادة عن الدلائل، و في خع: عندهم.
4- زيادة عن الدلائل، و في خع: عندهم.
5- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل: نصيحة.
6- بالأصل و خع «لا يلبس» تحريف، و المثبت عن الدلائل.
7- الأصل و خع، و في الدلائل: صابره.
8- عن خع و الدلائل، و بالأصل «سبطه».
9- بالأصل و خع:«ذو» و المثبت عن الدلائل.
10- الأصل و خع، و في الدلائل: بمزاح.

يؤيس (1) منه. قد ترك نفسه من ثلاث (2):كان لا يذم (3) أحدا، و لا يعيره، و لا يطلب عورته، و لا يتكلم إلاّ فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير، و إذا تكلم سكتوا و إذا سكت تكلموا، لا يسارعون عنده الحديث. من تكلم نصتوا له حتى يفرغ. حديثهم عنده حديث إليهم يضحك مما يضحكون منه، و يتعجب مما يتعجبون (4) منه، و يصبر الغريب على الجفوة في المنطق. و يقول: إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه، و لا يقبل الثناء إلاّ من يكافئ، و لا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه (5) فيقطعه بانتهاء أو قيام.

قلت فكيف كان سكوته عليه الصّلاة و السّلام ؟ قال:

كان سكوته عليه الصلاة و السلام على أربع: على الحكم (6)،و الحذر، و التقدير (7)،و التفكّر (8).

فأما التقدير (9) ففي تسوية النظر و الاستماع بين الناس.

و أمّا تفكره ففيما يفنى و يبقى و جمع له [صلى اللّه عليه و سلّم الحلم و الصبر] (10)،فكان لا يغصبه شيء و لا يستفزه. و جمع له في الحذر أربع: أخذ بالحسن ليقتدى به، و تركه القبيح لينتهي عنه، و اجتهاد الرأي فيما أصلح أمته، و القيام لهم فيما جمع لهم أمر الدنيا و الآخرة[714].

قال: أنبأنا إسماعيل بن محمد حين فرغنا من سماع هذا الحديث منه: حدثنا به

ص: 342


1- بالأصل و خع:«يونس» و المثبت في الدلائل، و بعدها في البيهقي: و لا يحبب فيه.
2- كذا بالأصل و خع و في دلائل البيهقي 291/1 بعدها: المراء، و الإكثار، و ما لا يعنيه؛ و ترك الناس من ثلاث: كان لا يذم...
3- بالأصل و خع:«أحد».
4- الأصل و خع:«يعجبون» و المثبت عن الدلائل.
5- بالأصل و خع: يحوزه.
6- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل البيهقي:«الحلم».
7- عن الدلائل، و بالأصل و خع «التقرير».
8- عن الدلائل، و بالأصل و خع:«و التلقن» و في رواية أخرى في الدلائل:«و التفكير» و في المطبوعة السيرة 291/1 «و الفكر».
9- عن الدلائل، و بالأصل و خع «التقرير».
10- ما بين معكوفتين عن دلائل البيهقي، و مكانها بالأصل: الحكم الصلاة و السلام.

علي بن جعفر سنة تسع و مائتين، قيل: من حفظه ؟ قال: نعم، قيل له: متى مات علي بن جعفر؟ قال: سنة عشر و مائتين بعد ما حدثنا بسنه.

و هذا الحديث إنما يحفظ بإسناد غير هذين.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر النيسابوري - بها - و أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه البصري (1)،و أبو القاسم منصور بن أبي أحمد بن حبيب الحسيني (2) و أبو عبدان (3) عبيد اللّه بن محمد بن الحارث قالوا: أخبرنا أبو عطاء عبد الرّحمن بن محمد بن عبد (4) الرّحمن الأزدي الجوهري الهروي - بها - أنبأنا أبو عبيد اللّه محمد بن محمد بن جعفر بن محمود بن حسان الماليني، بقراءة أبي ذرّ عبد الرّحمن بن أحمد الماليني الهروي عليه من أصله بمالين في ذي القعدة سنة ست (5) و تسعين و ثلاثمائة، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباساني، أنبأنا سفيان بن وكيع، أنبأنا جميع بن عمر بن عبد الرّحمن أبو جعفر العجلي أملاه علينا من كتابه، أنبأنا رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد اللّه، عن ابن لأبي هالة عن الحسن بن علي قال:

سألت خالي هند بن أبي هالة - و كان وصّافا - عن حلية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و إنما أشتهي أن يصف لي شيئا أتعلق به فقال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فخما مفخما يتلألأ تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، و أقصر من المشذّب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إذا تفرقت عقيصته (6) فرق. و إلاّ فلا يجاوز (7) شعره أذنيه إذا هو وفّره. أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب، سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدرّه الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله

ص: 343


1- الأصل و خع، و في المطبوعة: المضري.
2- الأصل و خع، و في المطبوعة: الحببي.
3- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة:«و أبو عدنان»، و انظر المشيخة 97/1.
4- بالأصل و خع «عبيد» تحريف و الصواب ما أثبت عن المشيخة 97/1.
5- بالأصل «ستة».
6- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
7- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عما سبق من رواية.

أشمّ ، أكثّ اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، رقيق (1)المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضّة، معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن و الصدر، عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرّد موصول (2) ما بين اللبّة و السرّة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين و البطن (3) مما سوى ذلك، أشعر الذراعين و المنكبين و أعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شثن الكفين و القدمين، شائل أو سائل (4) الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو (5) عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفئا و يمشي كأنما ينحط من صبب، و إذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السّماء جلّ (6) نظره الملاحظة يسوق أصحابه و يبدأ من لقي بالسلام.

قال: قلت: صف لي منطقه قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم متواصل الأحزان، دائم الفكرة ليست له راحة، طويل السكات لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام بأشداقه و يختمه بأشداقه، و يتكلم بجوامع الكلم.

فصل: لا فضول و لا تقصير، دمث ليس بالجافي و لا بالمهين، يعظّم النعمة و إن دقّت (7)،لا يذم شيئا، غير أنه لم يكن يذم ذواقا و لا يمدحه، لا تغضبه الدنيا و ما كان لها، فإذا (8) و لم يكن يقم لغضب (9) له شيء حتى ينتصر له، و لا يغضب لنفسه و لا ينتصر لها. إذا أشار أشار بكفه كلها، و إذا تعجّب قلبها و إذا تحدث اتصل بها فضرب (10)

ص: 344


1- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة «دقيق».
2- في خع:«موسول».
3- في خع:«و النظر» خطأ.
4- في خع:«سائل و سائن» و في المطبوعة: سائل أو سائن، سائل الأطراف: ممتدها، و رواه بعضهم بالنون (اللسان).
5- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عما سبق من رواية.
6- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن رواية سابقة.
7- في خع: رقّت.
8- بعدها بياض بالأصل و خع قدر كلمة، و يبدو أن في العبارة سقطا، و العبارة في دلائل البيهقي288/1: فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد.
9- في دلائل البيهقي:«لغضبه شيء» و في خع كالأصل.
10- في خع:«فضربها» و في دلائل البيهقي:«يضرب» و في رواية:«فيضرب» بدون «بها».

بها براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، و إذا غضب أعرض و أشاح، و إذا فرح غض طرفه، جلّ ضحكه التبسّم، يفترّ عن مثل حب الغمام.

قال الحسن: فكتمتها الحسين (1) زمانا، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه. فسأله عما سالف (2) عنه و وجدته قد سأل أباه عن مدخله و مخرجه و شكله فلم يدع منه شيئا.

قال الحسين: فسألت أبي عن دخول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:

كان دخوله لنفسه مأذون له فيه، فكان إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء:

جزء للّه تبارك و تعالى، و جزأ لنفسه، و جزأ لأهله. ثم جزّأ جزءه بينه و بين الناس فيردّ ذلك بالخاصة على العامة، و لا يدّخر (3) عنهم شيئا، فكان من سيرته عليه الصلاة و السلام في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه، و قسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، و منهم ذو الحاجتين، و منهم ذو الحوائج. فيتشاغل بهم، و يشغلهم فيما أصلحهم و الأمة من مسألتهم (4) عنهم، و إخبارهم بالذي ينبغي لهم و يقول: ليبلّغ الشاهد الغائب، و أبلغوا (5) حاجة من لا يستطيع إبلاغها، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبّت اللّه تعالى قدميه يوم القيامة. لا يذكر عنده (6) إلاّ ذلك، و لا يقبل من أحد غيره. يدخلون روّادا (7) و لا يفترقون (8) إلاّ عن ذواق، و يخرجون أدلة يعني على الخير (9).

قال: و سألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه ؟ قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يخزن لسانه إلاّ مما يعنيه (10) و يؤلفهم و لا ينفرهم، و يكرم

ص: 345


1- يعني الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهما، أخاه.
2- كذا بالأصل و خع، و في دلائل البيهقي:«سألته» و في المطبوعة: سلف.
3- كذا بالأصل و خع بالدال المهملة، و في رواية:«يذخر» بالذال المعجمة انظر الدلائل للبيهقي 288/1.
4- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي: مسألته.
5- كذا وردت بهذه الرواية هنا بالأصل و خع، و مرّت برواية: و أبلغوني.
6- عن خع و بالأصل: هذه.
7- بالأصل و خع:«زواد» و المثبت عن رواية سابقة.
8- في خع: يفترون.
9- بعدها بالأصل و خع: و سألته.
10- في خع: يغنيه.

كريم كل قوم و يولّيه عليهم، و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره و لا خلقه، و يتفقد أصحابه، و يسأل الناس عما في الناس، و يحسّن الحسن [و يقويه] (1) و يقبح (2) القبيح و يوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل (3) مخافة أن يغفلوا و يملّوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق و لا يجاوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة و أعظمهم عنده أحسنهم مواساة و موازرة.

قال: و سألته عن مجلسه كيف كان يصنع فيه ؟ فقال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا يقوم و لا يجلس إلاّ على ذكر، و لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها (4) و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي المجلس، و يأمر بذلك، يعطي كل جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسه أن أحدا (5) أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف (6)،و من سأله حاجة لم يردّه إلاّ بها، أو بميسور من القول. قد وسع الناس منه بسطه (7) و خلقه فصار لهم أبا، فصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حكم (8) و حياء و صبر و أمانة لا ترفع فيه الأصوات، و لا توبن فيه الحرم، و لا تنثى فلتاته، متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى. متواضعين و يوقرون فيه الكبير، و يرحمون الصغير، و يرفدون ذا الحاجة، و يحفظون (9) الغريب.

قال: و سألته عن سيرته في جلسائه ؟ فقال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دائم البشر. سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظّ و لا غليظ و لا سخّاب و لا فحّاش و لا عيّاب و لا مدّاح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه، و لا يحب (10) فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، و الإكثار، و ما لا يعنيه. و ترك الناس من

ص: 346


1- الزيادة عن البيهقي.
2- في خع: و يفتح.
3- بالأصل:«يقيل» و في خع:«يعقل» و المثبت عن البيهقي.
4- بالأصل و خع:«إطانها» و المثبت عن البيهقي.
5- بالأصل و خع:«أحد».
6- في خع: المتصرف.
7- بالأصل و خع: بسطة و خلقة.
8- كذا بالأصل و خع، و في رواية:«حلم»(البيهقي).
9- كذا بالأصل و خع و البيهقي و المختصر، و في رواية:«يحيطون» و في أخرى:«و يرحمون».
10- كذا بالأصل و خع و في البيهقي: يحبب.

ثلاث: كان لا يذم (1) أحدا و لا يعيره، و لا يطلب عورته، و لا يتكلم إلاّ فيما رجا ثوابه. و إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رءوسهم الطير، و إذا سكت تكلموا، و لا يتنازعون عنده الحديث من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوليتهم (2) يضحك مما يضحكون، و يتعجب مما يتعجبون منه، و يصبر للغريب على الجفوة في منطقه و مسألته، حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم و يقولون: إذا رأيتم صاحب حاجة يطلبها فأرفدوه، و لا يقبل الثناء إلاّ عن مكافئ، و لا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز [فيقطعه] (3) بنهي (4) أو قيام.

قال: و سألته كيف كان سكوته عليه الصّلاة و السّلام فقال:

كان سكوت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على أربع: على الحلم (5) و الحذر و التقدير و التفكر.

فأمّا تقديره: ففي تسوية النظر و الاستماع بين (6) الناس.

و أمّا تفكره (7) ففيما يبقى و يفنى.

و جمع له الحلم (8) و الصبر، و كان لا يغضبه شيء و لا يستفزّه أحد، و جمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن (9) ليقتدى به، و تركه القبيح لينهى (10) عنه، و اجتهاده الرأي فيما أصلح أمته، و القيام فيما جمع لهم الدنيا و الآخرة[715].

و أخبرناه أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنبأنا محمد بن هارون الروياني (11)،أنبأنا سفيان بن وكيع،

ص: 347


1- بالأصل و خع كلمة غير واضحة بين «لا» و «يذم» حذفناها لاقتضاء السياق و يوافق ما أثبتناه عبارة البيهقي.
2- بالأصل و خع:«حديث أوايتهم» و المثبت عن البيهقي، و في رواية: أولهم.
3- بياض بالأصل و خع، و اللفظة استدركت عن البيهقي.
4- كذا بالأصول و المصادر، و في رواية: بانتهاء، انظر دلائل البيهقي.
5- بالأصل و خع: الحكم، و المثبت عن البيهقي.
6- عن خع، و بالأصل «لين».
7- كذا بالأصل و خع و البيهقي، و في رواية:«تذكره» و في رواية:«تفكيره».
8- بالأصل و خع: الحكم، و المثبت عن البيهقي.
9- بالأصل و خع:«بالحسين» و المثبت عن البيهقي، و في رواية: الحسنى.
10- الأصل و خع، و في البيهقي: لينتهي.
11- بالأصل و خع: أنبأنا أبو جعفر أبو يعقوب، أنبأنا أبو محمد أبو هارون الروياني، و الصواب المثبت عن سند مماثل متقدم.

أنبأنا جميع بن علي بن عمر العجلي عن رجل من بني تميم من ولد أبي هالة [سماه، عن عمرو بن يزيد بن عمر عن أبيه عن الحسن بن علي بن أبي طالب قال: سألت هند بن أبي هند] (1) و كان وصّافا - يعني - للنبي صلى اللّه عليه و سلّم، يعني عن حلية النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و أنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا لعليّ أن أتعلق به، قال: كان عليه الصلاة و السلام فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، و أقصر من المشذّب، عظيم الهامة، رجل الشعر إذا (2) تفرقت عنفقته تفرّق و إلاّ فلا. يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفّره، أزهر العين (3)،واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره (4)[الغضب] (5)،أقنا العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشمّ ، كث اللحية سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب مفلج الأسنان، دقيق (6) المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن يتماسك (7)،سواء البطن و الصّدر، عريض الصّدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرّد، موصول ما بين السرّة و اللبة بشعر يجري كالخط ، عاري البطن و الثديين مما سوى ذلك. أشعر الذراعين و المنكبين، و أعالي الصّدر، طويل الزندين، رحب الراحة شثن الكفين و القدمين، سائل (8) الأطراف أو سبط القصب، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفيا، و يمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط (9) في صبب، إذا التفت التفت جميعا، و إذا أقبل أقبل جميعا، و إذا أدبر أدبر جميعا، خافض الطرف، ناظر نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جلّ نظره الملاحظة، يسوق أصحابه و يبدأ من لقيه من السّلام.

ص: 348


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة السيرة 295/1 و الذي في دلائل البيهقي 286/1 جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي، قال: حدثني رجل بمكة، عن ابن لأبي هالة التميمي، عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي.
2- في خع: إن انفرقت.
3- في خع: اللون.
4- بالأصل و خع «بدرة» تحريف و الصواب عن البيهقي 287/1.
5- بياض بالأصل و خع، و اللفظة مستدركة عن البيهقي 287/1.
6- في خع: رقيق.
7- في خع:«بادن متماسك» و في المطبوعة: بادنا متماسكا.
8- بالأصل و خع:«سائر» و المثبت عن البيهقي 287/1.
9- عن خع و بالأصل «يتخطى».

قال: قلت: صف لي منطق رسول اللّه عليه الصّلاة و السلام قال:

كان متواصل الأحزان، دائم الفكر، ليست له راحة طويل السكت لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه، و يتكلم بجوامع الكلم، لا فضول و لا يقصر، ليس بالجافي (1) و لا المهين، يعظّم النعمة، و إن دقّت لا يذم فيها شيئا غير أنه لم يكن ذواقا، و لا تغضبه الدنيا و ما كان منها (2) فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد و لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفه كلها، و إذا تعجب قلبها، و إذا تحدث اتصل بها يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى فإذا غضب أعرض و أشاح، فإذا فرح غض طرفه، جلّ ضحكه التبسم و يفترّ عن حبّ مثل الغمام.

قال الحسن: فحدّثت به الحسين فوجدته قد سبقني إليه فسألته عما سألته فوجدته قد سأل أباه رضي اللّه تعالى عنهما عن مدخل النبي صلى اللّه عليه و سلّم و مخرجه و شكله و مجلسه - أو قال: و سكته - و لم يدع منها شيئا.

قال الحسين: فسألته عن دخول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:

كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك، و كان إذا أوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزأ للّه تعالى، و جزأ لنفسه، و جزأ لأهله، ثم جزّأ جزءه بينه و بين الناس فردّ ذلك عن العامة بالخاصة، و لا يدخر عنهم (3) شيئا فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار [أهل] (4) الفضل بإذنه، و قسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة [و منهم ذو الحاجتين] (5)،و منهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم، و يشغلهم فيما أصلحهم و الأمة من مسألتهم و إجرائهم بالذي ينبغي لهم، و يقول: ليبلّغ الشاهد الغائب، أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر إبلاغها أثبت اللّه قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلاّ ذلك و لا يقبل من أحد قبله غيره، يدخلون روّادا (6)

ص: 349


1- عن خع و بالأصل «الخافض».
2- في خع: لها.
3- عن البيهقي، و بالأصل «منهن» و في خع:«عنهن».
4- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن البيهقي. و بالأصل و خع:«اثنان» و المثبت «إيثار» عن البيهقي أيضا.
5- الزيادة عن البيهقي، سقطت من الأصل و خع.
6- بالأصل و خع:«رواد» و الصواب عن البيهقي.

و لا يفترقون إلاّ عن ذواق و يخرجون أدلة (1).

قال: و سألته [عن مخرجه] كيف كان يصنع عليه الصّلاة و السّلام ؟ قال:

كان يخزن لسانه إلاّ مما يعنيه، و كان يؤلفهم و لا ينفرهم، يكرم كريم كل قوم، و يوليه عليهم، و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره و لا خلقه، يتفقد أصحابه، و يسأل الناس عما في الناس، و يحسن الحسن [و يقويه] (2) و يقبّح القبيح و يوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملّوا، لا يقصر عن الحق و لا يجوزه (3)،الذين يلونه (4) من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة (5)،و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة و مؤازرة.

فسألته عن مجلسه فقال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا يجلس و لا يقوم إلاّ على ذكر اللّه تبارك و تعالى، لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها (6) فإذا انتهى إلى قوم جلس به حيث انتهى به إلى المجلس، و يأمر بذلك يعطي كل جلسائه نصيبه، لا يحسب أحد جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه، جالسه أو قادمه في حاجة، صابره حتى يكون هو المنصرف، و من سأله حاجته لم يرجع إلاّ بها أو بميسور (7) من القول قد وسع الناس منه خلقهم (8)،فصار لهم أبا، و صاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حكم و صبر و أمانة لا يرفع فيه الأصوات، و لا تؤبن فيه الحرم، و لا تنثى فلتاته، متعادلين يتواصون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير، و يرحمون الصغير، و يحفظون القريب، و يؤثرون ذا (9) الحاجة.

ص: 350


1- عن خع، و بالأصل «أذلة» تحريف، و بعدها فيه: فسألته.
2- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عما سبق من روايات.
3- بالأصل و خع «يحوزه» و المثبت عما سبق، و في رواية: يجاوزه.
4- بالأصل و خع:«يكون» و المثبت عن البيهقي.
5- بالأصل و خع:«بصحبته» و المثبت عن البيهقي.
6- بالأصل و خع:«إطانها» و المثبت عن البيهقي.
7- بالأصل و خع «بميسر» و المثبت عن البيهقي.
8- الأصل و خع، و في البيهقي: بسطه و خلقه.
9- بالأصل و خع «ذو» خطأ، و الصواب «ذا» انظر دلائل البيهقي.

قال: قلت كيف كانت سيرته عليه الصّلاة و السّلام ؟ قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظّ و لا غليظ ، و لا سخّاب، و لا فحّاش، و لا فخما (1) و لا مفخما، و لا عيّاب، لا مدّاح، يتغافل عما [لا] (2) يشتهي و لا يؤيس منه، و لا يحب (3) فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، و الإكثار، و مما لا يعنيه. و ترك الناس: كان لا يذم أحدا قط ، و لا يعير، و لا يطلب عثراته و عوراته و لا عورته و لا يتكلم إلاّ فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، و إذا تكلم سكتوا، و لا يتنازعون الحديث عنده، من تكلم أنصتوا حتى يفرغ من حديثه [حديثهم] (4) عنده، حديث أوليتهم، يضحك مما يضحكون، و يتعجّب ممّا يتعجبون منه، و يصبر للغريب على الجفوة في منطقه، و مسألته (5)،حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم (6)،و يقول: إذا رأيتم طالب حاجة فارفدوه، و لا يقبل الثناء إلاّ من مكافئ، و لا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.

قال: فكيف كان سكوته عليه الصّلاة و السلام ؟ قال:

كان سكوت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على أربع: على الحلم (7)،و الحذر، و التقدير، و التفكر (8).

فأمّا تقديره: ففي تسوية النظر و الاستماع بين (9) الناس.

ص: 351


1- قوله «لا قحما و لا مقحما» كذا بالأصل و خع و لم ترد في دلائل البيهقي 291/1 و المطبوعة السيرة 298/1.
2- عن خع، سقطت من الأصل.
3- كذا بالأصل و خع، و في دلائل البيهقي: و لا يحبب.
4- زيادة عن البيهقي، سقطت من الأصل و خع.
5- عن خع و بالأصل «فسألته».
6- عن خع و بالأصل «ليتجلبونهم».
7- بالأصل و خع «الحكم» و المثبت عن البيهقي.
8- كذا بالأصل و خع و البيهقي. و في رواية:«و التذكر» و في رواية:«و التفكير».
9- عن البيهقي، و بالأصل و خع «من».

و أمّا تفكره ففيما يفنى و يبقى، و جمع له الحكم (1) في الصّدر، فكان لا يغضبه شيء و لا يستفزه.

و جمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به، و تركه القبيح لينهى عنه، و اجتهاده الرأي في إصلاح أمّته، و القيام فيما جمع لهم الدنيا و الآخرة.

تفسير غريبه:

فخما مفخما: عظيما معظما.

المشذّب: الطويل [البائن] (2) يريد أنه ليس بمفرط الطول و لكنه (3) بين الربعة (4) و بين المشذب.

أصل العقيقة شعر الصبي قبل أن يحلق، فإذا حلق (5) و نبت ثانيا زال عنه اسم العقيقة. يريد أنه (6) كان لا يفرق شعره إلاّ أن يتفرق (7) هو، و كان هذا في صدر الإسلام ثم فرق (8).

أزهر: يريد أبيض اللون مشرقه.

أزج الحواجب و الزجج طول الحاجبين و دقتهما و سبوغهما إلى مؤخر العينين.

و القرن: أن يطول الحاجبان حتى يلتقي طرفاهما.

و البلج: أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقيّا.

ص: 352


1- كذا بالأصل و خع هنا، و في الدلائل: جمع له صلى اللّه عليه و سلّم الحلم و الصبر.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن خع و دلائل البيهقي 292/1.
3- غير مقروءة بالأصل و خع، و المثبت عن دلائل البيهقي 292/1.
4- بالأصل و خع:«الربيعة» المثبت عن البيهقي.
5- بالأصل و خع:«يخلق.. خلق» و المثبت عن البيهقي.
6- الأصل و خع:«له» و المثبت عن البيهقي.
7- عند البيهقي:«يفترق».
8- قال البيهقي: و قال غير القتيبي (مفسر غريب الحديث) في رواية من روى:«عقيصته» قال: العقيصة الشعر المعقوص. و هو: نحو من المضفور.

العرنين: المعطس (1)،و القنى فيه: طول و دقة أرنبته، و حدب في وسطه.

و الشمم (2):ارتفاع القصبة و حسنها.

ضليع الفم: أي عظيمه. كانت العرب تحمد ذلك، و تذم صغير الفم (3).

و قوله: يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه: و ذلك لرحب شدقيه.

أشنب: من الشنب في الأسنان، و هو (4) تحدر في أطرافها.

المسربة: الشعر المستدق ما بين اللبّة إلى السرّة.

و الجيد: العنق. و الدمية: الصورة.

البادن: الضخم المتماسك اللحم أي ليس بمسترخيه.

سواء الصدر و البطن: يريد أن بطنه ليس مستفيضا (5) فهو مساو لصدره، و إن صدره عريض فهو مساو لبطنه. الكراديس: الأعضاء.

المتجرّد: ما جرّد عنه الثوب من بدنه. و أنور: من النور، يريد شدة بياضه.

و الزند من الذراع: ما انحسر عنه اللحم (6).

رحب الراحة يريد واسع الراحة، و كانت [العرب] (7) تحمد ذاك و تمدحه (8) به، و تذم صغر الكف و ضيق الراحة.

ص: 353


1- غير مقروءة بالأصل و خع، و المثبت عن البيهقي، و زيد فيه: و هو المرسن.
2- كذا بالأصل و خع و الدلائل، و في المطبوعة السيرة 299/1:«الشحم». و في الدلائل: و قوله: يحسبه من لم يتأمله أشم: فالشمم: ارتفاع القصبة و حسنها، و استواء أعلاها، و إشراف الأرنبة قليلا. يقول: هو لحسن قناء أنفه و اعتدال ذلك بحسب التأمل أشم.
3- و قال بعضهم: الضليع: المهزول الذابل، و هو في صفة فم النبي صلى اللّه عليه و سلّم ذبول شفتيه و رقتهما و حسنهما.
4- بالأصل و خع «و في» و الصواب عن الدلائل البيهقي.
5- بالأصل:«مستفيض» و في الدلائل: غير مستفيض.
6- بعدها في البيهقي: و للزند رأسان: الكوع و الكرسوع، فالكوع رأس الزند الذي يلي الإبهام، و الكرسوع: رأس الزند الذي يلي الخنصر.
7- الزيادة عن الدلائل، سقطت من الأصل و خع.
8- بالأصل و خع: و تمدحه، و المثبت عن الدلائل.

شثن الكفين و القدمين، تريد أنهما إلى الغلظ و القصر.

سائل الأطراف: يريد الأصابع، أنها طوال ليست بمتعقده (1).

خمصان الأخمصين و الأخمص في القدم من تحتها، و هو ما ارتفع عن الأرض في وسطها (2) يريد أنه ليس بالذي يستوي باطن قدميه حتى يمس (3) جميعه الأرض (4).

مسيح القدمين: يعني أنه ممسوح ظاهر القدمين، فالماء إذا صبّ عليهما مرّ عليهما مرا سريعا، لاستوائهما و املاسهما.

إذا زال زال قلعا: هو بمنزلة قول علي رضي اللّه عنه في وصفه عليه الصلاة و السلام إذا مشى تقلع.

قوله يخطي تكفيا و يمشي هونا: يريد أنه يميد إذا مشى و خطا، و يمشي في رفق (5)غير مختال لا يضرب غطفا. و الهون بفتح الهاء: الرفق، فإذا ضمّت الهاء: الرفق، فإذا ضمّت الهاء: فهو من الهوان.

ذريع المشية: يريد أنه مع هذا الرفق سريع المشية.

و الصبب: الانحدار.

يسوق أصحابه: أي إذا مشى مع أصحابه قدّمهم بين يديه.

و الدمث من الرجال: السهل اللين ليس بالجافي، لا يجفو الناس، و لا المهين:

يريد لا يجفو الناس و لا يهينهم.

و لا يذم ذواقا و لا يمدحه: يريد أنه كان لا يصف الطعام بطيب و لا بفساد و إن كان فيه (6).

ص: 354


1- زيد في الدلال: و لا متغصنة.
2- عن الدلائل، و بالأصل و خع:«فبسطها» تحريف.
3- بالأصل و خع:«يمشي» و المثبت عن الدلائل.
4- قال البيهقي: و هذا بخلاف ما روينا عن أبي هريرة و في وصف النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه كان يطأ بقدميه جميعا ليس له أخمص. و انظر الدلائل 245/1.
5- عن الدلائل و بالأصل و خع:«رقيق».
6- بالأصل و خع:«و لا يفسدان كانا فيه» و المثبت عن دلائل البيهقي.

أشاح: إذا عدل بوجهه.

يفتر: يتبسم (1) و حب الغمام: البرد شبه ثغره به، و الغمام السحاب.

في دخوله جزء جزؤه بينه و بين الناس: يريد أن العامّة كانت لا تصل إليه في منزله في هذا الوقت، و لكنه كان يوصّل إليها حظها من ذلك الجزء بالخاصة التي تصل إليه، فتوصله إلى العامة.

و قوله يدخلون روادا جمع رائد، و هو الذي يبعث به القوم يطلب الكلأ لهم، فضرب لهم مثلا لما يلتمسون عنده من العلم و النفع في دينهم و دنياهم.

و لا يتفرقون إلاّ عن ذواق: أصله الطعم، ضربه مثلا لما ينالون عنده (2) من الخير.

أدلّة أي يخرجون من عنده بما قد علموه فيدلّون الناس عليه، و ينبئونهم به و هو جمع دليل.

لا تؤبن: أي لا تقترف (3) فيه. و لا تنثى فلتاته: أي لا يتحدث بهفوة أو زلة إن كانت في مجلسه. يقول: نثوت الحديث إذا أذعته. و الفلتات: جمع فلتة و هي الزلة.

على رءوسهم الطير: يريدون أنهم يسكنون فلا يتحركون، و يغضون أبصارهم فالطير لا يسقط إلاّ على ساكن.

و لا يقبل الثناء إلاّ عن مكافئ: أي إذا ابتدئ بمدح كره ذلك، فإذا اصطنع معروفا فأثنى عليه مثن و شكره قبل ثناءه.

و هذا الإسناد على جهالة بعض نقلته - هو المحفوظ لهذا الحديث - أخرج الترمذي منه مواضع مقطعة في كتاب الشمائل عن سفيان بن وكيع، و قد رواه أبو غسّان مالك بن إسماعيل، عن جميع فقال: حدثني رجل بمكة عن ابن أبي هالة[716].

و أمّا حديث عائشة:

ص: 355


1- في المطبوعة: أشاح: عدل بوجهه بغير تبسم. تحريف، و المثبت يوافق عبارة الدلائل.
2- بالأصل و خع:«عنه» و المثبت عن الدلائل.
3- بالأصل و خع: لا تؤبن و لا تفرق فيه.

رضي اللّه تعالى عنهما آمين فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (1)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف المؤذن، أنبأنا محمد بن عمران النّسوي (2)،أنبأنا أحمد بن زهير، أنبأنا صبيح بن عبد اللّه الفرغاني، أنبأنا عبد العزيز بن عبد الصّمد، أنبأنا جعفر بن محمد، عن أبيه و هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة أنها قالت: كانت من صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في قامته أنه لم يكن بالطويل البائن، و لا بالقصير المتردد [و لا] (3) المشذّب الذاهب و المشذّب. الطول نفسه إلاّ أنه المخفف. و لم يكن صلى اللّه عليه و سلّم بالقصير المتردد، و كان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده، و لم يكن على حال يماشيه أحد (4) من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول اللّه عليه الصلاة و السلام، و لربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى الربعة، و يقول:«نسب الخير كله إلى الربعة» (5)[717].

و كان لونه ليس بالأبيض الأمهق:[و الأمهق:] (6) الشديد [البياض] (7) الذي يضرب بياضه الشهبة.

و لم يكن بالآدم و كان أزهر [اللون، و الأزهر] (8) الأبيض الناصح البياض، الذي لا يشوبه حمرة و لا صفرة و لا شيء من الألوان. و كان ابن عمر كثيرا ما ينشد في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، نعت (9) عمه أبي طالب [إياه في لونه] (10) حيث يقول:

و أبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل

و يقول كلّ من سمعه: هكذا كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

ص: 356


1- انظر دلائل البيهقي 298/1 و ما بعدها.
2- عن الدلائل و بالأصل و خع: التونسي.
3- عن الدلائل، سقطت من الأصل و خع.
4- بالأصل و خع:«أحدا».
5- زيادة اقتضاها السياق.
6- زيادة عن الدلائل و خع. سقطت من الأصل.
7- أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه، و نقله السيوطي في الخصائص الكبرى 68/1.
8- سقطت من الأصل، و استدركت عن خع و دلائل البيهقي.
9- عن الدلائل و بالأصل و خع: نعمت.
10- الزيادة عن الدلائل.

و قد نعته بعض من نعته بأنه كان مشربا بحمرة، و قد صدق من نعته بذلك. و لكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس (1) و الرياح. فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة، و ما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك (2) فيه أحد ممن (3) وصفه بأنه أبيض أزهر فعنى ما تحت الثياب فقد أصاب.

و من نعت ما ضحى الشمس و الرياح بأنه أزهر مشرب بحمرة فقد أصاب. و لونه الذي لا يشك فيه أحد: الأبيض الأزهر، و إنما الحمرة من قبل الشمس و الرياح.

و كان عرقه في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر و كان رجل الشعر حسنا ليس بالسبط و لا بالجعد القطط ، كان إذا مشطه بالمشط كأنه حبك (4) الرمل، أو كأنه المتون التي تكون (5) في الغدران (6) إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ (7)بعضه بعضا، و تحلق حتى يكون متحلقا كالخواتيم، كان أول أمره قد سدل ناصيته (8)بين عينيه، كما تسدل نواصي الخيل، ثم جاءه جبريل عليه الصلاة و السلام بالفرق ففرق.

فكان شعره عليه الصلاة و السلام فوق حاجبيه. و منهم من قال: كان يضرب شعره منكبيه، و أكثر من ذلك إذا كان إلى شحمة أذنه (9).

و كان عليه الصلاة و السلام ربما جعله غدائر أربع تخرج الأذن اليمنى من بين غديرتين يكتنفانها، و تخرج الأذن اليسرى من بين غديرتين يكتنفانها و تخرج الأذنان ببياضها من بين تلك الغدائر كأنهما توقد الكواكب الدرّيّة بين سواد [شعره] (10)،و كان

ص: 357


1- بالأصل:«ما ضحر الشمس» و في خع:«ما ضحى الشمس» و المثبت عن الدلائل.
2- عن الدلائل و بالأصل «لا يشاب».
3- بالأصل «فمن» و المثبت عن الدلائل.
4- حبك الرمل: حروفه و أسناده، واحدها حباك.
5- عن الدلائل، و بالأصل «كان».
6- بالأصل و خع «العدوان» و في الدلائل:«الغدر» و الذي أثبتناه عن المطبوعة السيرة 302/1.
7- بالأصل و خع:«فإذا نلته بالمرحيل أحد» و المثبت عن الدلائل.
8- بالأصل و خع:«قد سال ناصية... كما تستدل» و المثبت عن الدلائل.
9- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل: أذنيه.
10- الزيادة عن خع، سقطت من الأصل.

أكثر شيبه في الرأس في فودي رأسه.

و الفودان: حرفا الفرق، و كان أكثر شيبه في لحيته فوق الذقن. و كان شيبه كأنه خيوط الفضة يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه. فإذا مس ذلك الشيب الصفرة - و كان كثيرا ما يفعل - صار كأنه خيوط الذهب يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه.

و كان أحسن الناس وجها. و أنورهم لونا. لم يصفه واصف قط بلغتنا صفته. إلاّ شبه وجهه كالقمر ليلة البدر. و لقد كان يقول من كان منهم يقول: لربما (1) نظرنا إلى القمر ليلة البدر فيقول: هو أحسن في أعيننا من القمر. أزهر اللون: نير الوجه، يتلألأ تلألؤ القمر ليلة البدر.

يعرف رضاه و غضبه في سروره بوجهه، كان إذا رضي أو سرّ فكأن وجهه المرآة، كأنما الجدر (2) تلاحك وجهه و إذا غضب يكون (3) وجهه ذا حمرة، و احمرّت عيناه.

و قالوا: و كانوا يقولون: هو صلى اللّه عليه و سلّم كما وصفه صاحبه أبو بكر الصّدّيق رضي اللّه تعالى عنه:

[أمين مصطفى للخير يدعو *** كضوء البدر زايله الظلام

يقولون كذلك [كان] (4).

و كان عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه] (5) يقول كثيرا ما ينشد قول زهير بن أبي سلمى حيث يقول لهرم بن سنان:

لو كنت من شيء سوى بشر *** كنت المضيء لليلة البدر (6)

فيقول عمر و من سمع ذلك: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم كذلك، و لم يكن كذلك غيره.

ص: 358


1- عن الدلائل 300/1 و بالأصل «له ما».
2- عن الدلائل 301/1 و بالأصل و خع «الدر» و الملاحكة: شدة الملاءمة.(اللسان). و في النهاية: أي يرى شخص الجدر في وجهه.
3- الأصل و خع، و في الدلائل: تلوّن.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن دلائل البيهقي 301/1.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع و دلائل البيهقي 301/1.
6- ديوان زهير ص 95، و بالأصل و خع: ليلة البدر، و الصواب عن الديوان و دلائل البيهقي.

و كذلك قالت عمته عاتكة بنت عبد المطلب بعد ما سار من مكة مهاجرا فجزعت عليه بنو هاشم فانبعثت تقول:

عينيّ جودا بالدموع السواجم *** على المرتضى كالبدر من آل هاشم

على المرتضى و البر (1) و العدل و التقى *** و الدين (2) و الدنيا بهيم المعالم

على الصادق الميمون ذو (3) الحلم و البهى (4) و ذو (5) الفضل و الداعي بخير (6) التراحم و أنشدت ثانيا تقول حين هاجر من مكة:

عيني جودا بالدموع السواجم *** على المرتضى كالبدر من آل هاشم

على المرتضى البر و العدل و التقى *** و الدين و الدنيا بهيم المعالم

على الصّادق الميمون ذو الحلم و النهى *** و ذو الفضل و الداعي بخير التراحم (7)

شبّهته بالبدر، و نعتته بهذا النعت، و وقعت في النفوس كما ألقى اللّه تبارك و تعالى منه في الصّدور.

و لقد [نعتته] (8) و انها لعلى دين قومها.

و كان صلى اللّه عليه و سلّم أجلى الجبين، إذا طلع جبينه من بين الشعر، إذا طلع في فلق الصبح أو عند طفل الليل، أو طلع بوجهه على الناس، تراءوا جبينه كأنه ضوء السّراج [المتوقد] قد يتلألأ.

و كانوا يقولون هو صلى اللّه عليه و سلّم، كما (9) قال شاعره حسّان بن ثابت:

ص: 359


1- الأصل و خع و في البيهقي:«للبر».
2- الأصل و خع، و في البيهقي: و للدين.
3- الأصل و خع، و في البيهقي:«و النهى» و في هامشه عن نسخة:«و البها».
4- الأصل و خع، و في الدلائل:«ذي» في الموضعين، أصح. و في خع: الحكم بدل الحلم.
5- في دلائل البيهقي:«لخير».
6- كذا وردت الأبيات الثلاثة مكررة بالأصل و خع.
7- زيادة عن الدلائل و خع، سقطت من الأصل.
8- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن الدلائل.
9- عن الدلائل، و بالأصل و خع «لما».

[متى يبد في الداجي البهيم جبينه *** يلح مثل مصباح الدجى المتوقّد] (1)(2)

فمن كان أو من قد يكون كأحمد *** نظام لحقّ أو نكال لملحد

و كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم واسع الجبهة أزج الحاجبين سابغهما (3).

و الأزج الحاجبين: هما الحاجبان المتوسطان اللذان لا تعدو الشعرة منهما شعرة في النبات و الاستواء من بين (4) فرق بينهما. و كان أبلج ما بين الحاجبين حتى كأن ما بينهما الفضة المخلصة (5).

بينهما عرق يدره الغضب، لا يرى ذلك العرق إلاّ أن يدره الغضب.

و الأبلج: النقي ما بين الحاجبين من الشعر.

و كانت عيناه صلى اللّه عليه و سلّم نجلاوان أدعجهما. و العين النجلاء: الواسعة الحسنة.

و الدعج: شدة سواد الحدقة (6).و كان في عينيه تمزج من حمرة، و كان أهدب الأشفار حتى تكاد تبين (7) من كثرتهما.

أقنى العرنين. و العرنين: المستوي الأنف من أوله إلى آخره، و هو الأشمّ .

و كان أفلج (8) الأسنان أشنبها. و الشنب: أن تكون الأسنان متفرقة، فيها طرائق مثل تقرص (9) المشط ، إلاّ أنها حديدة (10) الأطراف، و هو الأشر (11) الذي يكون أسفل الأسنان كأنه ماء يقطر في تفتحه ذلك و طرائقه. و كان يتبسم عن مثل البرد المنحدر (12)من متون الغمام. فإذا افترّ ضاحكا افترّ عن مثل سناء البرق إذا تلألأ. و كان أحسن

ص: 360


1- انظر ديوان حسان ط بيروت ص 60.
2- سقط من الأصل و استدرك عن خع و الدلائل 302/1 و الديوان ص 60.
3- عن خع و الدلائل و بالأصل «سابقهما».
4- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل: من غير قرن.
5- عن الدلائل، و بالأصل و خع: المخلطة.
6- بعدها في الدلائل: لا يكون الدعج في شيء إلاّ في سواد الحدق.
7- الأصل و خع، و في البيهقي: تلتبس من كثرتها.
8- عن خع و الدلائل، و بالأصل: أبلج.
9- كذا، و في خع:«تفرّض» و في الدلائل: تعرض.
10- في خع: جدية.
11- الأشر: حدة ورقة في أطراف الأسنان (اللسان).
12- في الأصل:«المتحدر» و في خع:«البر بالمتحدر» و المثبت عن الدلائل.

عباد اللّه تعالى شفتين و ألطفه ختم فم، سهل الخدين صلتهما. قال: و الصلت الخدّ:

الأسيل (1)،و السّهل الخد: المستوي الذي لا يقرب بعض لحمه بعضا.

ليس بالطويل الوجه و لا بالمكلثم، كث اللحية. و الكثّ : الكثير منابت الشعر الملتفها، فكانت عنفقته بارزة.

فنيكاه حول العنفقة كأنها بياض اللؤلؤ، و في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها. و الفنيكان هما موضع الطعام حول العنفقة من جانبيها (2) جميعا.

و كان أحسن عباد اللّه عنقا، لا ينسب إلى الطول و لا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس و الرياح فكأنه إبريق فضة يشوب (3) ذهبا يتلألأ في بياض الفضة و حمرة الذهب، و ما غيبت الثياب من عنقه ما تحتها فكأنه (4) البدر.

و كان عريض الصدر ممسوحة كأنه المرايا في شدتها و استوائها، و لا يعدو بعض لحمه بعضا، على بياض القمر ليلة البدر، موصول ما بين لبّته إلى سرته، شعر منقاد كالقضيب. لم يكن في صدره و لا بطنه شعرة (5) غيره.

و كانت له عليه الصلاة و السلام نكتة (6) يغطي الإزار منها واحدة و تظهر اثنتان، و منهم من قال: يغطي الإزار منها اثنتين و تظهر واحدة، كل تلك العكن أبيض من القباطيّ المطواة و ألين مسا.

و كان عظيم المنكبين أشعرهما، ضخم الكراديس. و الكراديس: عظام المنكبين و المرفقين و الركبتين و الوركين.

ص: 361


1- بالأصل و خع: الأسفل، و الصواب عن الدلائل.
2- عن الدلائل و بالأصل و خع «جانبها».
3- في خع:«يشرب» تحريف. و المثبت كالدلائل.
4- الأصل و خع، و في البيهقي: فكأنه القمر ليلة البدر.
5- الأصل و خع، و في البيهقي: شعر.
6- كذا بالأصل و خع و هو خطأ و الصواب:«عكن» كما في الدلائل و فيها:«عكن ثلاث» و ما يأتي يؤكد خطأ ما ورد بالأصل و خع. و العكن الأطواء في البطن من السمن.

و كان جليل الكتد، قال: و الكتد: مجتمع (1) الكتفين و الظهر، واسع الظهر بين كتفيه خاتم النبوة، و هو [مما يلي] (2) منكبه الأيمن، فيه شامة سوداء تضرب إلى الصفرة، حولها شعرات متواليات كأنها من عرف فرس، و منهم من قال: كانت شامة النبوة بأسفل كتفه، خضراء منحفرة في اللحم قليلا.

و كان طويل مسربة الظهر. و المسربة: الفقار الذي في الظهر من أعلاه إلى أسفله.

و كان عبل (3) العضدين و الذراعين: طويل الزندين. الزندان: العظمان اللذان في ظاهر السّاعدين.

و كان فعم (4) الأوصال، ضبط القصب، شثن الكف، رحب الراحة، سائل الأطراف، كأن أصابعه قضبان الفضة. كفه اللين من الحرير (5) و كان كفه عطار طيبا، مستها بطيب أو لم تمسها، فصافحه المصافح فيظل يومه يجد ريحها، و يضعها على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان من ريحها على رأسه.

و كان عبل (6) ما تحت الإزار من الفخذين و السّاق، شثن الكفين و القدمين غليظهما، ليس لهما (7) خمص، منهم من قال: كان في قدمه شيء من خمص.

يطأ الأرض بجميع قدميه، معتدل الخلق، بدّن (8) في آخر زمانه، و كان بذلك البدن متماسكا، و كاد (9) يكون على الخلق الأول لم تضره السّنّ . و كان فخما مفخّما في جسده كلّه، إذا التفت التفت جميعا، و إذا أدبر أدبر جميعا، و إذا أقبل أقبل جميعا.

ص: 362


1- عن الدلائل و بالأصل و خع: مجمع.
2- سقطت من الأصل و خع و استدركت الزيادة عن الدلائل.
3- الأصل و خع:«عيل» تحريف و الصواب ما أثبت عن البيهقي.
4- بالأصل و خع:«نغم» و الصواب ما أثبت عن الدلائل و اللسان و فيه: الفعم و الأفعم الممتلئ. و في صفته صلى اللّه عليه و سلّم: كان فعم الأوصال أي ممتلئ الأعضاء.
5- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل: الخزّ.
6- بالأصل «عيك» و في خع «عنك» و الصواب ما أثبت عن الدلائل.
7- عن خع و الدلائل، و بالأصل «لها» تحريف.
8- بالأصل و خع:«يزن» و الصواب عن البيهقي.
9- بالأصل و خع:«و كان» و المثبت عن البيهقي.

و كان فيه صلى اللّه عليه و سلّم شيء من صور، و الصّور: الرجل الذي كأنه يلمح (1)[الشيء] (2)ببعض وجهه.

و إذا مشى مشيا فكأنما يتقلع في صخر و يتحدر في صبب، يخطو تكفّيا و يمشي الهوينا بغير عشر، و الهوينا: تقارب الخطى، و المشي على الهينة. يبدر القوم إذا سارع إلى خير أو مشى إليه، و يسوقهم إذا لم يسارع إلى [شيء] (3) مشية الهوينا و ترفعه (4)فيها.

و كان يقول عليه الصلاة و السّلام: أنا أشبه الناس بأبي آدم عليه السّلام، و كان أبي (5) إبراهيم - خليل الرحمن - أشبه الناس بي خلقا و خلقا صلى اللّه عليه و سلّم و على جميع أنبياء اللّه و المرسلين[718].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (6)،أنبأناه عاليا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين بن محمد البسطامي، أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أنبأنا محمد بن عبدة المصّيصي من كتابه، أنبأنا صبيح بن عبد اللّه القرشي أبو محمد، أنبأنا عبد العزيز بن عبد الصّمد العمّي عن جعفر بن محمد، عن أبيه و هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان من صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه لم يكن بالطويل البائن، و لا بالقصير الجعد (7) و لا المشذّب الذاهب. قال: و ساق الحديث في صفته [صلى اللّه عليه و سلّم، بهذا] (8).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنبأنا جدي لأمي أبو الفتح عبد الصّمد بن محمد بن تميم، و أبو القاسم عبد الرزاق بن عبد اللّه بن فضيل، قالا: أنبأنا أبو بكر الحنّائي، أنبأنا الحسين بن يحيى بن عياش، حدثنا الحسن الزعفراني، أنبأنا

ص: 363


1- بالأصل و خع:«يطمح» خطأ و الصواب عن الدلائل.
2- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن الدلائل.
3- عن خع، سقطت من الأصل.
4- بالأصل و خع:«و يرفعه» و الصواب عن الدلائل.
5- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن الدلائل.
6- دلائل البيهقي 306/1.
7- قوله «و لا بالقصير الجعد» كذا بالأصل و خع، و سقطت العبارة من البيهقي.
8- عن دلائل البيهقي، ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع.

إسماعيل بن عليّة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم] (1) فقال: يا رسول اللّه أنس غلام كيس فليخدمك قال: فخدمته في السفر و الحضر فو اللّه ما قال لي لشيء قط أصنعه أ لا صنعته هذا كذا، و لا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا كذا (2)[719].

قال و حدثنا الحسن، نبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا حميد أن أنسا قال: أخذت أم سليم بيدي مقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المدينة فأتت بي للنبي صلى اللّه عليه و سلّم فقالت: يا رسول اللّه، هذا أنس و هو غلام كاتب. قال أنس: فخدمته تسع سنين، فما قال لي لشيء (3) قط صنعته:

أسأت أو بئس ما صنعت.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو الحسن جابر بن ياسين بن محمويه (4)،أنبأنا أبو الفضل بن المأمون.(5) [و أخبرنا أبو المظفر بن القشيري و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أخبرنا أبو عثمان البحيري (6) أنبأنا أبو أحمد محمّد (بن عبد اللّه بن أحمد بن حامد الأنباري ببغداد.

و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد) (7) المصيصي، و أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة قالا: أخبرنا أبو منصور بن شكرويه أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيد قوله، قالوا: أخبرنا الحسين (8) بن إسماعيل المحاملي.

ص: 364


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.
2- الحديث في دلائل البيهقي 312/1 باختلاف الرواية، و أخرجه مسلم في(43) كتاب الفضائل(13) باب كان صلى اللّه عليه و سلّم أحسن الناس خلقا ح(51) ج 1804/4 من حديث سعيد بن منصور و الربيع كلاهما عن حماد بن زيد.
3- بالأصل و خع «شيء» و الصواب عن الرواية السابقة.
4- بالأصل و خع «محمود» و المثبت «محمويه» عن الأنساب (انظر الحنائي - المحموبي) و ورد اسمه فيه: جابر بن ياسين بن الحسن بن محمويه.
5- من هنا سقط من الأصل و استدرك عن خع.
6- في خع البختري تحريف و الصواب «البحيري» و قد تقدم كثيرا (انظر الأنساب - البحيري).
7- ما بين هلالين - قوسين - سقط من خع و استدرك عن المطبوعة السيرة 308/1.
8- في خع «أبو الحسين» خطأ، انظر الأنساب (المحاملي).

و أخبرنا أبو البركات إسماعيل بن أحمد بن محمّد الصوفي، أنبأنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، أخبرنا محمّد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن محمّد بن صالح.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد الخواري الفقيه، و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أخبرنا أبو بكر البيهقي (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن السري و أبو علي بن المسلمة و عمر بن عبيد اللّه البقّال و طاهر بن الحسين القواس و عاصم بن الحسن و هبة اللّه بن عبد الرزاق، و طراد بن محمّد الزينبي.

و أخبرنا أبو غالب بن البنا، أخبرنا والدي (2) أبو علي الحسن بن أحمد الحنبلي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس و أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد و أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى و شهدة بنت أحمد بن الفرج و حدثني أبو محمّد هبة اللّه بن محمّد بن الحسن الكاتب قالوا: أخبرنا طراد بن محمّد الزينبي حينئذ.

أخبرنا أبو علي الحسين بن سلمان بن عبد اللّه الفقيه و أبو الفتح إسماعيل بن محمّد بن أبي الفتح الطرطوسي و أبو نصر زاهر بن محمّد بن أبي القاسم المغازلي و أبو عمرو عبد الرزاق بن أبي طاهر الأبهري المؤذن و أبو إبراهيم عبد الكريم بن عمر بن أحمد الحميد (3) و أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى بن أحمد بن محمّد بن أبي العباس اللباد، و أبو سعيد عبد الجبار بن محمّد بن علي الصالحاني، و أم البهاء جمعة بنت بشار بن أحمد بن محمّد قالوا: أخبرنا القاسم بن الفضل بن أحمد.

قالوا: أنبأنا هلال بن محمّد] (4).

ص: 365


1- دلائل النبوة 362/1.
2- قوله «أخبرنا والدي» مكانها في خع:«أنبأنا أحمد الفروي» أبو علي، كذا و المثبت عن المطبوعة السيرة 308/1.
3- في المطبوعة: الجهبذ.
4- إلى هنا ينتهي السقط من الأصل.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن (1)،أنبأنا أبو عمر بن مهيل (2) بن مهدي قال: أنبأنا أبو الحسين بن يحيى بن عيّاش القطان قالوا: أنبأنا أحمد (3) بن المقدام العجلي - قال القطان: أبو الأشعث:- أنبأنا حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: لقد خدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عشر سنين فو اللّه ما قال لي أفّ قطّ ، و لا قال - و في حديث ابن صاعد و لم يقل - لشيء فعلته لم فعلت كذا؟ و لا لشيء لم أفعله:

أ لا فعلت كذا؟ أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين محمد بن المظفر، أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، أنبأنا شيبان، أنبأنا عمارة بن زاذان، أنبأنا ثابت، عن أنس قال: ما مسكت بكفي ألين من كف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حريرة و لا غيرها - و أشياء ذكرها لا أحفظها - و لا وجدت رائحة أطيب من رائحة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و صحبته عشر سنين فما قال لي لشيء فعلته لم صنعت كذا و كذا، و لا لشيء لم أصنعه لم صنعت كذا و كذا.

أخبرنا أبو المظفّر [بن] (4) القشيري، أنبأنا أبو الفضل جعفر بن الحسن بن محمد الماوردي المقرئ، و أبو سعد [عبد الرحمن بن منصور بن راش قالا: أخبرنا عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن بامويه، أخبرنا أبو سعيد] (5) بن الأعرابي، أنبأنا أبو بكر حفص بن عمر السياري، أنبأنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدثني أبي عن (6)علي بن زيد عن سعيد بن المسيّب، قال: قال أنس: قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المدينة و أنا يومئذ ابن ثمان سنين، فذهبت بي أمي إليه، قالت: يا رسول اللّه إن رجال الأنصار و نساءهم قد أتحفوك غيري، و إني لم أجد ما أتحفك به إلاّ ابني هذا، فتقبل مني يخدمك. قال: فخدمت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عشر سنين لم يضربني مرة قط ، و لم يسبني، و لم يعبس في وجهي.

ص: 366


1- في خع: الحسين.
2- كذا بالأصل و خع.
3- بالأصل و خع:«محمد» تحريف و الصواب عن تقريب التهذيب.
4- سقطت من الأصل و خع.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و استدرك عن المطبوعة السيرة 309/1.
6- بالأصل:«عن رجل علي» كذا، و الذي أثبتناه يوافق عبارة خع.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (1)،أنبأنا أبو عامر، أنبأنا فليح، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك قال: لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سبّابا و لا لعّانا، و لا فحاشا كان يقول لأحدنا عند المعاتبة:«ما له ترب (2) جبينه!؟» [720].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن الخزرجي (3)،أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو عمر محمد بن العبّاس الخزار، و أبو بكر محمد بن إسماعيل الورّاق، قالا: أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد، أنبأنا الحسين (4) بن الحسن بن حرب، أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك قال:

لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم سبّابا و لا لعّانا و لا فحّاشا - و قال ابن حيوية: فاحشا - كان يقول لأحدنا عند المعاتبة:«ما له ترب جبينه ؟» [721].

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشير الخشاب، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد (5)،أنبأنا خلف بن الوليد، أنبأنا [أبو] جعفر الرازي، عن أبي درهم، عن يونس بن عبيد، عن مولى لأنس بن مالك - قد سماه لي فنسيته - عن أنس بن مالك قال:

صحبت (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عشر سنين و شممت العطر كله، فلم أشمّ نكهة أطيب من نكهته عليه الصلاة و السّلام (7)،و كان رسول اللّه عليه الصلاة و السلام إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه، فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، و إذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إياه، فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه، و إذا لقي رجلا أحدا من أصحابه فتناول أذنه ناولها إياه، ثم لم ينزعها عنه [حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه] (8) انتهى.

ص: 367


1- مسند أحمد 126/3 و دلائل البيهقي 314/1 و البخاري في كتاب الأدب، فتح الباري 464/10.
2- بالأصل «ترتيب» و في خع:«يترتب» و الصواب عن مسند أحمد. و في دلائل البيهقي:«تربت».
3- كذا بالأصل، و في خع:«الحزري» و في المطبوعة السيرة 310/1 عن المشيخة: الحريري.
4- بالأصل و خع:«أبو الحسين» و الصواب عن سند مماثل و انظر مطبوعة ابن عساكر (عاصم - عائذ/718).
5- بالأصل و خع «سعيد» تحريف، انظر طبقات ابن سعد 378/1.
6- بالأصل و خع:«صحبة» و الصواب عن ابن سعد.
7- في ابن سعد: أطيب من نكهة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع و ابن سعد.

أبو (1) درهم شعيب بن درهم، و يقال: أبو زياد، مولى لقريش بصري.

أخبرنا أبو بكر الفرضي و أبو غالب [بن] البنا قالوا: أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد الوضاح السّمسار، أنبأنا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحرّاني، حدثني يحيى بن عبد اللّه البابلتي (2)، أنبأنا (3) عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي [حدثنا إسحاق] (4) بن عبد اللّه بن أبي طلحة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المسجد و عليه ثوب نجرانيّ غليظ الصنفة (5)،فأتاه أعرابي من خلفه و أخذ بجانب ردائه فاجتبذه (6)حتى أثرت الصنفة في صفح عنق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا محمد أعطنا من مال اللّه تبارك و تعالى الذي عندك، فالتفت إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يعني فتبسّم. و أمر له.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الخلعي (7)،أنبأنا أبو محمد (8) عبد الرحمن بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي،[حدثنا الزعفراني] (9)،أنبأنا أبو قطن عمرو (10) بن الهيثم، أنبأنا مبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس قال: ما رأيت رجلا قط التقم أذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فينحّي رأسه حتى يكون هو الذي ينحّي رأسه - يعني

ص: 368


1- بالأصل و خع:«أنبأنا» تحريف و الصواب ما أثبت، انظر ما سبق، و المطبوعة السيرة 310/1.
2- عن خع و سير أعلام النبلاء 318/10 و بالأصل «البابلي» و انظر سير أعلام النبلاء 108/7 ترجمة الأوزاعي.
3- بالأصل و خع:«أنبأنا عمرو بن أحمد بن عبد الرحمن» و الصواب ما أثبت، فالبابلتي المتقدم يروي عن زوج أمه أبي عمرو الأوزاعي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و الزيادة مقتبسة عن سير أعلام النبلاء 108/7 ترجمة الأوزاعي.
5- عن خع و بالأصل: المضغة.
6- في الأصل:«فاجترت» و في خع:«فامرت» و الصواب عن المطبوعة السيرة 311/1.
7- ضبطت عن تبصير المنتبه 550/2 و ضبطت بضم الخاء و فتح اللام في المطبوعة خطأ.
8- بالأصل و خع:«أبو محمد بن عبد الرحمن» تحريف و الصواب عن سير أعلام النبلاء 313/17 و انظر فيها بقية عامود نسبه.
9- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن تهذيب التهذيب ترجمة عمرو بن الهيثم أبي قطن و فيه أنه يروي عنه الحسن بن محمد الزعفراني، و عن سير أعلام النبلاء 408/15 ترجمة ابن الأعرابي و فيها أنها سمع الحسن بن محمد الصباح الزعفراني. و انظر دلائل النبوة للبيهقي 320/1.
10- بالأصل و خع «عمر» تحريف و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.

الرجل - و ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أخذ بيد رجل، فيترك يده، حتى يكون هو الذي (1)يدع يده (2).

أخبرتنا فاطمة - أم البهاء - بنت محمد قالت: أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه بن فناكي، أنبأنا محمد بن هارون الروياني، أنبأنا أبو كريب، أنبأنا ابن (3) المبارك، عن عمران بن زيد (4) العمّي، عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا صافح الرجل لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزعها، و لم يعرض بوجهه عنه، و لم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليسه[722]. (5)

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ (6) على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أحمد بن الدّورقي، أنبأنا أبو عبد الرحمن، نا ليث بن سعد، حدثني أبو (7) عثمان الوليد بن أبي الوليد، أن (8) سليمان بن خارجة بن زيد حدّثه، عن خارجة بن زيد قال: دخل نفر (9) على زيد بن ثابت فقالوا: حدثنا أحاديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: ما ذا أحدثكم ؟ كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي أرسل إليّ فكتبت (10) له، و كان إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، و إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، و إذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، و كلّ هذا أحدثكم عنه ؟ قال: أنبأنا أبو يعلى، نا زهير، أنبأنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، أنبأنا ليث بن سعد، حدثني أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد، أن سليمان بن خارجة بن زيد بن ثابت

ص: 369


1- بالأصل و خع:«الذي ينزعها يدع يده» و الذي أثبتناه يوافق عبارة البيهقي.
2- دلائل البيهقي 320/1-321 من طريقين. و أخرجه أبو داود في الأدب باب في حسن العشرة 251/2 - 252 (ح:4794).
3- بالأصل و خع:«أبو» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
4- بالأصل و خع:«يزيد» و المثبت عن دلائل البيهقي 320/1.
5- انظر روايته في دلائل البيهقي 320/1 و أخرجه الترمذي في الزهد، و ابن ماجة في الأدب.
6- بالأصل و خع:«قرأ».
7- بالأصل و خع «بن عثمان» و الصواب ما أثبت، انظر السند التالي.
8- بالأصل و خع «أنبأنا» و الصواب ما أثبت، انظر السند التالي.
9- سقطت من الأصل و خع و الزيادة عن مختصر ابن منظور 80/2.
10- بالأصل «فكتمت» و الصواب عن خع و المختصر.

حدثه عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: وفد نفر علي أبي فقالوا (1):حدثنا بعض حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال أبي زيد بن ثابت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا نزل الوحي أرسل إليّ (2)فأكتب الوحي فقال: إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، و إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، و إذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، و كلّ هذا أحدثكم عنه ؟ أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (3)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: أنبأنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنبأنا أبو الفضل الرازي، أنبأنا جعفر بن عبد اللّه، أنبأنا محمد بن هارون.

قالوا: أنبأنا محمد بن إسحاق، أنبأنا أبو عبد الرحمن المقرئ، أنبأنا الليث بن سعد، عن الوليد بن أبي الوليد: أن سليمان بن خارجة أخبره عن خارجة بن زيد:

أن نفرا (4) أدخلوا على أبيه زيد بن ثابت فقالوا (5):حدثنا عن بعض أخلاق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فأكتب الوحي، فآتيه فأكتب الوحي، و كنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، و إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، و إذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، فكلّ هذا يحدثكم عنه.

و في حديث البيهقي، أنبأنا الوليد و هو وهم (6).زاد البيهقي: و إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا (7).

أخبرنا أبو القاسم بن (8) الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر

ص: 370


1- بالأصل و خع:«فقال».
2- زيادة عن خع، سقطت اللفظة من الأصل.
3- دلائل البيهقي 324/1.
4- عن خع و البيهقي و بالأصل «يقرأ» و في الدلائل:«دخلوا» بدل «أدخلوا».
5- عن البيهقي و بالأصل و خع «فقال».
6- كذا، و الذي في الدلائل: الوليد بن أبي الوليد.
7- كذا، و قد وردت العبارة في متن الحديث بالأصل و خع.
8- بالأصل و خع «أنبأنا» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.

الشافعي، أنبأنا محمد بن الأزهر، أنبأنا أبو الوليد، أنبأنا حمّاد، عن ثابت، عن أنس:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مرّ بغلمان و أنا غلام فسلّم علينا.

و لهذا الحديث طرق كثيرة اختصرنا على هذا الطريق لعلوه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر (1)،أنبأنا أبو جعفر المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا يحيى بن محمد بن [صاعد، حدثنا محمّد] (2) زياد، أنبأنا عبد الوارث، أنبأنا أبو التّيّاح، عن أنس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أحسن الناس خلقا[723].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو محمد عبد الجبّار بن محمد بن البيهقي، قالا:

أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن، و أبو سعد محمد بن موسى قالا:

أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا العباس بن محمد الدوري أنبأنا خالد بن مخلد القطواني، أنبأنا محمد بن هلال، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كنا نقعد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في المسجد بالغدوات فإذا قام إلى بيته لم يزل قياما حتى يدخل بيته، فقام يوما، فلما دخل وسط المسجد أدركه أعرابيّ فقال: يا محمد احمل لي على بعيريّ هذين، فإنك لا تحمل من مالك و لا من مال أبيك، و جبذه بردائه حتى أدركه فحمّر رقبته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«[لا،] (3) و أستغفر [اللّه] (4) لا أحملك (5) حتى تقيدني» قالها ثلاث مرات ثم دعا رجلا فقال:«أحمل له على بعيريه: على بعير شعير، و على بعير تمر»[724].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو محمد الصريفيني (6)،أنبأنا أبو

ص: 371


1- بياض بالأصل و خع قدر كلمة، و لعلها:«ابن الزاغواني» أو «البغدادي» فاسمه: علي بن عبيد اللّه بن نصر بن عبيد اللّه بن سهل بن الزاغوني، أبو الحسن البغدادي انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 605/19.
2- الزيادة عن المطبوعة السيرة 312/1.
3- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن مختصر ابن منظور 80/2.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن خع و المختصر.
5- كذا بالأصل و خع و في المختصر و المطبوعة (السيرة 313/1): لا أحمل لك.
6- بالأصل و خع: الصيرفيني، و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى صريفين قرية من قرى بغداد (الأنساب).

القاسم بن حباية، أنبأنا عبد (1) اللّه بن محمد البغوي، نبأنا جدي، حدثنا حسين: قال ابن أبي ذئب عن [أبي] (2) صالح عن أبي هريرة (3) قال: لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فاحشا و لا متفحّشا و لا سبّابا و لا لعّانا و لا سخّابا في الأسواق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد العيار، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن زكريا الشيباني، أنبأنا عمر بن الحسن (4) بن علي بن مالك القاضي الشيباني، أنبأنا أحمد بن الحسين الخزاز، أنبأنا أبي، أنبأنا حصين بن مخارق، [أنبأنا علي، أنا جدي] (5) عن جده عن حبيش بن جنادة قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أفكه الناس خلقا[725].

أخبرنا أبو عمر محمد بن أحمد (6) بن القاسم و الحسين بن علي بن الحسين القرشيان، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو بكر المجاهد [بن] محمد بن محمد و أبو المحاسن (7) أسعد بن علي بن زياد الهروي قالوا: أنبأنا عبد الرّحمن [بن محمّد الداودي] (8)،أنبأنا عبد اللّه بن أحمد الحموي، أنبأنا إبراهيم بن خزيم الشاشي، أنبأنا عبد بن حميد الكشّي، أنبأنا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خادما قطّ ، و لا امرأة، و لا شيئا، إلاّ أن جاهد في سبيل اللّه، و لا انتقم لنفسه من شيء (9) حتى تنتهك محارم اللّه تبارك و تعالى، فيكون هو ينتقم (10) للّه عز و جلّ ، و لا خيّر بين أمرين إلاّ اختار أيسرهما حتى

ص: 372


1- بالأصل و خع:«أبو عبد اللّه» و الصواب ما أثبت عن الأنساب.
2- سقطت من الأصل و خع.
3- عن خع و بالأصل «أبي مريم».
4- بالأصل و خع «الحسين» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 406/15.
5- كذا وردت العبارة بالأصل و خع، و لم ترد في المطبوعة و مكانها:«حدثنا أبي».
6- كذا بالأصل و خع، و في المشيخة: محمد.
7- بالأصل:«و المحاسبي سعد» خطأ و المثبت عن الأنساب (الداودي) فيمن روى عن عبد الرحمن بن محمد الداودي، انظر الحاشية التالية.
8- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو عبد الرحمن» خطأ و الصواب المثبت عن الأنساب (الداودي) يروي عن أبي محمد الحموي، روى عنه أبو المحاسن أسعد بن علي الحنفي...
9- بياض بالأصل و خع، و استدركت في المطبوعة السيرة 314/1 يؤتى إليه.
10- بالأصل و خع:«ينقم اللّه» و المثبت عن دلائل البيهقي 312/1.

يكون إثما [فإذا كان إثما] (1) كان أبعد الناس من الأمر.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري و أبو القاسم الشّحّامي، قال: أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، أنبأنا عبد الأعلى - يعني - ابن حمّاد النّرسي قال: قرأت على مالك بن أنس.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل الفقيه، و أبو المظفّر بن القشيري و أبو القاسم الشّحّامي قالوا: أنبأنا عثمان بن (3) سعد بن محمد، أنبأنا زاهر (4) بن أحمد السرخسي، أنبأنا أبو محمد بن عبد الصّمد الهاشمي، أنبأنا مصعب، أنبأنا مالك بن أنس.

و أخبرنا أبو القاسم (5) إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد البسري و أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور، و أبو محمد أحمد بن علي بن أبي عثمان قالوا: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى الهاشمي قراءة عليه، أنبأنا [أبو] (6) مصعب، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة - زاد أبو مصعب: بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم - و في حديث السرخسي: أم المؤمنين - أنها قالت: ما خيّر - زاد أبو مصعب: رسول اللّه عليه الصلاة و السلام و قالا:- بين أمرين إلاّ اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه - و في حديث عبد الأعلى: عنه - و ما انتقم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لنفسه، إلاّ أن تنتهك حرمة اللّه تعالى، و قال ابن الصلت:[حرمة اللّه تعالى] (7) فينتقم للّه (8) تعالى بها.

ص: 373


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن دلائل البيهقي 310/1.
2- بالأصل و خع:«الجيزوردي» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل، و قد مرّ كثيرا.
3- كذا بالأصل و خع و هو خطأ، و الصواب:«أبو عثمان سعيد...» و هو البحيري انظر الأنساب (البحيري، و قد مرّ السند كثيرا).
4- بالأصل و خع:«زهير» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
5- بالأصل و خع:«أبو القاسم محمد» خطأ، و الصواب ما أثبت.
6- سقطت من الأصل و خع، و استدركت لتقويم السند، انظر ما يلي.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
8- بالأصل و خع:«اللّه» و الصواب ما أثبت عن دلائل البيهقي 310/1-311.

أخرجه البخاري (1) عن ابن يوسف و عن القعنبي، و أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، و قتيبة بن سعيد. و أخرجه أبو داود عن القعنبي و أخرجه النسائي في حديث مالك عن قتيبة، و عن إسحاق بن منصور عن ابن مهدي، و عن هارون و عن معن سهم (2)عن مالك.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العبّاس بن محمد التميمي، أنبأنا أبو لبيد (3) محمد بن إدريس السامي، أنبأنا سويد، أنبأنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما خيّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بين أمرين إلاّ اختار أيسرهما[726].

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو محمد السيدي و أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس قالوا: أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد السّلمي، أنبأنا محمد بن أيوب بن يحيى بن حريس الرازي، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، أنبأنا إسرائيل عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما خيّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بين أمرين قطّ إلاّ اختار أيسرهما[727].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الجوزقي، أنبأنا مكي بن عبد اللّه بن عبدان، و عبد اللّه بن محمد بن الحسن، قالا: حدثنا عبد اللّه بن هاشم، أنبأنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، حدثني أبي عن عائشة.

ص: 374


1- الحديث أخرجه البخاري في كتاب المناقب فتح الباري 566/6 و في كتاب الأدب فتح الباري 524/10 و في كتاب الحدود فتح الباري 86/12. و أخرجه مسلم في كتاب الفضائل حديث 77 (ج 1813/4). و أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، و الترمذي في المناقب و مالك في الموطّأ كتاب حسن الخلق(1 - باب - ح 2) ص 902. و أخرجه أحمد في مسنده 85/6 و 113 و في مواضع أخرى من هذا الجزء.
2- كذا بالأصل، و في خع «شهم» و لم أحلّها. و في المطبوعة السيرة 315/1:«بشبهه» و قال محققه بالحاشية:«و لعل الصواب ما أثبت».
3- بالأصل و خع:«أبو سعد محمد بن إدريس الشامي» و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 464/14.

قال: و أنبأنا مكي بن عبدان (1)،أنبأنا أبو الأزهر، أنبأنا عبد اللّه بن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما خيّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بين أمرين قطّ ، أحدهما أيسر من الآخر إلاّ أخذ الأيسر منهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد المقرئ قالا: أخبرنا أبو محمّد الصريفيني] (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي، قالا: أنبأنا محمد بن عمر بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن أبي داود، أنبأنا عيسى بن حمّاد، أنبأنا الليث، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها أنها قالت: ما ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم امرأة من نسائه قطّ ، و ما ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خادما له قطّ و لا ضرب يتيما قطّ إلاّ أن يجاهد في سبيل اللّه، و ما خيّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بين أمرين قطّ إلاّ أخذ أيسرهما - فقال الزينبي: أحب.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال: أنبأنا أبو سعيد الجنزرودي (3)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا العباس بن [الوليد] (4) النّرسي، أنبأنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن محمد بن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم انتصر على ظلامة ظلمها قطّ إلاّ أن ينتهك من محارم اللّه تعالى شيء فإذا انتهك من محارم اللّه شيء كان أشدّهم في ذلك، ما خيّر بين أمرين قطّ إلاّ اختار أيسرهما[728].

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنبأنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا محمد بن زيّان (5) و إسماعيل بن داود بن وردان، قالا: أنبأنا زكريا بن يحيى كاتب العمري قال ابن زيّان حدثني مفضّل - و قال

ص: 375


1- بعدها بالأصل و خع:«و عبد اللّه».
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة السيرة 316/1.
3- بالأصل و خع:«أبو سعيد الجيروردي» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل. و قد مرّ كثيرا.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
5- بالأصل «ريان» و الصواب عن خع، و ستأتي صوابا. و بالأصل و خع:«أبو محمد» خطأ و الصواب عن المشيخة 320/1.

إسماعيل: أنبأنا المفضل - عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما خيّر بين أمرين إلاّ اختار أيسرهما[729].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو محمد الجوهري حينئذ.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد البارع (1)،أنبأنا الحسن بن غالب بن علي الحربي، قالا: أنبأنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد الجوهري (2)،أنبأنا جعفر بن محمد الفريابي (3)،أنبأنا مزاحم بن سعيد، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا هشام بن عروة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمد، و أبو الدر ياقوت (4) بن عبد اللّه مولى بن البخاري قالوا: أنبأنا أبو محمد الصّريفيني.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنبأنا أبو علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي (5)،قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص إملاء، أنبأنا أبو محمد (6) يحيى بن محمد بن صاعد، أنبأنا الحسين بن الحسن المروزي، أنبأنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - زاد المروزي: بيده، و قالا: أحدا (7) من نسائه قطّ ، و لا ضرب خادما - زاد المروزي بيده قطّ - قال المروزي بيده شيئا قطّ - إلاّ أن يجاهد في سبيل اللّه عز و جلّ ، و ما نيل منه شيء قطّ فانتقم لنفسه إلاّ أن تنتهك محارم اللّه تبارك و تعالى فينتقم

ص: 376


1- عن خع و بالأصل: السباع.
2- كذا بالأصل و خع و هو خطأ، و الصواب «الزهري» كما في الأنساب، و هذه النسبة إلى زهرة بن كلاب.. و ذكره من المنتسبين إليها، سمع جعفر بن محمد الفريابي.
3- بالأصل و خع:«الفرباوي» تحريف و الصواب ما أثبت انظر الحاشية السابقة.
4- بالأصل و خع: أبو الزبير أقور» و الصواب ما أثبت «أبو الدر ياقوت» انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 179/20(145).
5- بالأصل و خع «القرافي» و الصواب عن المشيخة 49/1.
6- بالأصل و خع:«أبو محمد بن يحيى» تحريف و الصواب ما أثبت انظر تذكرة الحفاظ 776/2.
7- بالأصل و خع:«و قال: أحد» و الصواب ما أثبت، حسب مقتضى السياق و انظر المطبوعة السيرة 318/1.

لها، و ما خيّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بين أمرين قطّ إلاّ اختار أيسرهما إلاّ أن يكون إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه[730].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، أنبأنا أحمد بن عبد الواحد بن محمّد، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، أنبأنا علي بن حرب (1)،أنبأنا هشام (2) بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما رأيت النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم ضرب بيده خادما قطّ ، و لا امرأة من نسائه قطّ ، و لا ضرب بيده شيئا إلاّ أن يجاهد في سبيل اللّه، و لا سل منه شيء قطّ فانتقم منه إلاّ أن يكون للّه - تبارك و تعالى - فإذا كان للّه انتقم منه[731].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني و أبو المعالي ثعلب بن جعفر قالا: أنبأنا عبد الدائم بن الحسن الهلالي، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي، أنبأنا أبو العباس عبد اللّه بن عتّاب بن الزّفتي (3)،أنبأنا أحمد بن أبي الحواري، أنبأنا أبو معاوية، أنبأنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ضرب خادما له، و لا امرأة له قطّ ، و لا ضرب بيده شيئا قطّ ، إلاّ أن يجاهد في سبيل اللّه تبارك و تعالى، و لا نيل منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه، إلاّ أن يكون للّه تبارك و تعالى، فإن كان له (4) انتقم، و لا عرض عليه أمران إلاّ أخذ الذي هو أيسر حتى يكون إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه (5)[732].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (6) حدثني أبي حدثنا محمّد بن عبد الرحمن الطفاوي أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:

ما ضرب رسول اللّه خادما له قطّ ، و لا امرأة له قطّ ، و لا ضرب بيده، إلاّ أن يجاهد

ص: 377


1- بالأصل و خع:«الحارث» تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة السيرة 318/1.
2- بالأصل و خع «أبو هشام» تحريف، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل و خع «الرقي» تحريف. و الصواب عن الأنساب (الزفتي) و قد مرّ هذا السند كثيرا.
4- في الدلائل للبيهقي 313/1 «لله».
5- أخرجه مسلم في كتاب الفضائل ج 1814/4 و البيهقي في الدلائل 312/1.
6- مسند أحمد 32/6.

في سبيل اللّه، و ما نيل منه شيء فانتقمه (1) من صاحبه إلاّ أن تنتهك (2) محارم اللّه تعالى فينتقم للّه و ما عرض عليه أمران أحدهما أيسر من الآخر إلاّ أخذ بأيسرهما إلاّ أن يكون مأثما، فإن كان مأثما كان أبعد الناس منه.

أخبرنا أبو محمّد السيدي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنبأنا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد أنبأنا محمّد بن خريم (4) أنبأنا هشام، أنبأنا سعيد، أنبأنا هشام بن (5) عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بيده شيئا قطّ ، و لا ضرب خادما له قطّ ، و لا ضرب بيده شيئا قطّ إلاّ أن يجاهد في سبيل اللّه تبارك و تعالى، و لا نيل منه شيء قطّ فانتقم من صاحبه إلاّ أن تنتهك محارم اللّه عز و جلّ فينتقم للّه عز و جلّ و لا عرض عليه أمران قطّ أحدهما أيسر من الآخر إلاّ أخذ الذي هو أيسر حتى يكون إثما فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه[733].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري و أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الجوزقي (6)،أنبأنا أبو العباس الدّغولي، أنبأنا عبد اللّه بن هاشم قراءة أن وكيعا حدثهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر المغربي، أنبأنا محمد (7) بن عبد اللّه بن محمد الجوزقي، أنبأنا أبو العباس الدّغولي، أنبأنا عبد اللّه بن هاشم، أنبأنا وكيع، حدثنا الأعمش عن أبي وائل.

قال و أنبأنا مكي بن عبدان، أنبأنا عبد اللّه (8) بن هاشم، أنبأنا أبو معاوية

ص: 378


1- بالأصل «فانتقم» و المثبت عن خع و مسند أحمد.
2- بالأصل و خع: ينتهك من محارم اللّه.
3- بالأصل و خع:«الجيروردي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
4- بالأصل و خع:«خزيم» و الصواب ما أثبت، انظر تبصير المنتبه. و قد مرّ.
5- بالأصل و خع:«أنبأنا» تحريف و الصواب ما أثبت. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
6- بالأصل و خع:«الخرقي» و الصواب عن الأنساب (الجوزقي» و ترجم له السمعاني: و فيه أنه صاحب كتاب المتفق، الإمام الزاهد الورع العالم أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن زكريا الجوزقي. و هذه النسبة إلى جوزق نيسابور.
7- بالأصل و خع:«محمد بن محمد بن عبد اللّه..» و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
8- بالأصل و خع:«أنبأنا عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر بن هاشم» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.

و عبد اللّه بن نمير، عن الأعمش عن شقيق.

و أخبرنا أبو القاسم [زاهر و أبو بكر وجيه ابنا] (1) طاهر بن محمد الشّحّامي، قالا: أنبأنا أبو نصر (2) عبد الرّحمن بن علي بن موسى، أنبأنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنبأنا عبد اللّه بن محمد التستري، أنبأنا عبد اللّه بن هاشم، أنبأنا وكيع، أنبأنا الأعمش عن أبي وائل عن مسروق.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، أنبأنا أبو معاوية، أنبأنا الأعمش.

أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن [أبي] (4) القاسم بن أبي بكر القارئ، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن الحسن بن المهلّب إملاء سنة إحدى و ثلاثمائة، أنبأنا محمد بن سليمان بن هشام ابن [بنت] مطر (5)،أنبأنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد اللّه بن عمرو قال: لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فاحشا لا متفشحا و كان يقول:«من خياركم أحاسنكم أخلاقا»[و في حديث الخشاب: أحسنكم أخلاقا] (6) و في حديث أحمد: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يك (7)[734].

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو (8) عبد اللّه يحيى، ابنا (9) البنا، قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا الخطيب، أنبأنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمد بن

ص: 379


1- بالأصل و خع:«أبو القاسم دحية، أنبأنا طاهر بن محمد...» و الصواب ما أثبت مع زيادة عن المطبوعة السيرة 319/1.
2- بالأصل و خع:«أبو عبد اللّه أبو عبد الرحمن..» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 355/18.
3- انظر مسند أحمد 161/2.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
6- بالأصل «بن تطير» و في خع «بن مطير» و الصواب فيما أثبت و الزيادة عن تهذيب التهذيب، و هو ابن بنت سعيدة بنت مطر الوراق.
7- بالأصل و خع:«لم يكن» و الصواب عن مسند أحمد.
8- بالأصل و خع:«أبو» بدون واو العطف.
9- بالأصل و خع «أنبأنا» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.

المنتاب، أنبأنا (1) يحيى بن صاعد، أنبأنا الحسين بن الحسين المروزي، أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا المبارك بن فضالة، أنبأنا الحسن (2) عن سعد بن هشام قال: قلت لعائشة ما كان خلق النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقالت: قال اللّه تعالى: إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (3)فخلقه القرآن[735].

قال: و أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا إسماعيل بن مسلم العبدي عن أبي المتوكل الناجي (4):أن عائشة سئلت عن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقالت: كان خلق نبي اللّه القرآن.

قال: و أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي في قول اللّه تبارك و تعالى: وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ قال: أدب القرآن (5).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم التنوخي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبيد (6) الدقاق، أنبأنا أحمد بن محمد بن مسروق، أنبأنا محمد بن الحسين البرجلاني، أنبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا زكريا (7) بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد اللّه الجدلي قال: قلت لعائشة: كيف كان خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أهله ؟ قالت: كان أحسن الناس خلقا، لم يكن فاحشا و لا متفحّشا و لا سخّابا في الأسواق، و لا يجزي بالسيئة السيئة، و لكن يعفو و يصفح[736].

رواه شعبة عن أبي إسحاق.

ص: 380


1- بالأصل و خع «أبو يحيى» خطأ، و الصواب ما أثبت و هو أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد.
2- بالأصل و خع:«أنبأنا الحسين بن محمد بن هشام» و الصواب ما أثبت، انظر دلائل البيهقي 308/1 و تهذيب التهذيب ترجمة المبارك بن فضالة، و ترجمة سعد بن هشام.
3- سورة القلم، الآية:4.
4- بالأصل و خع:«الباقي» و الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب، و اسمه علي بن داود، و يقال: ابن دؤاد.
5- دلائل النبوة للبيهقي 310/1.
6- بالأصل و خع «عبد الدقيق» تحريف و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (العسكري) و فيه ترجمته، و يعرف الدقاق بابن العسكري.
7- بالأصل و خع:«أبو بكر» و الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب، و الكاشف للذهبي.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري قالا: أنبأنا سعيد (1)محمّد بن علي بن محمد، أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن محمد، أنبأنا محمد بن عبد الرّحمن بن محمد الدّغولي (2)،أنبأنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل، أنبأنا روح، أنبأنا شعبة، أنبأنا أبو إسحاق سمعت أبا عبد اللّه الجدلي يقول: رأيت سألت أم المؤمنين عن خلق النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: لم يكن فاحشا و لا متفحّشا و لا سخّابا في الأسواق، و لا يجزي بالسيئة السيئة، و لكن يعفو و يصفح[737].

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي (4)،أنبأنا محمد بن جعفر، أنبأنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد اللّه الجدلي، عن عائشة أنها قالت: لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فاحشا و لا متفحّشا و لا سخّابا و لا صخّابا في الأسواق، و لا يجزي بالسيئة السيئة (5) مثلها و لكن يعفو و يصفح[738].

قال: و حدثني أبي (6)،أنبأنا يزيد، أنبأنا زكريا، أنبأنا أبو إسحاق (7)،حدثني أبو (8) عبد اللّه الجدلي، قال: قلت لعائشة: كيف كان خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في أهله ؟ قالت: كان أحسن الناس خلقا، لم يكن فاحشا و لا متفحّشا و لا سخّابا في (9) الأسواق، و لا يجزي بالسيئة مثلها و لكنه يعفو و يصفح[739].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم يوسف بن الحسن الركابي (10) الزّنجاني، أنبأنا أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد اللّه

ص: 381


1- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو إسماعيل، نا روح، أنبأنا شعبة، أنبأنا أبو إسحاق بن علي بن محمد» و صححنا السند عن سند مماثل، و المطبوعة السيرة 321/1 و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (الجوزقي).
2- بالأصل و خع «الدعولي» بالعين المهملة، و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الدغولي: و الجوزقي).
3- مسند أحمد 174/6 و بالأصل «أبو عبد اللّه».
4- بالأصل و خع «أبو أحمد» و الصواب عن المسند.
5- سقطت من المسند و خع، و موجودة على هامشها بخط مغاير.
6- مسند أحمد 236/6.
7- كذا بالأصل و خع، و في المسند: أنبأنا زكريا عن أبي إسحاق.
8- بالأصل و خع «أبي».
9- في المسند: بالأسواق.
10- كذا بالأصل و خع، و سقطت اللفظة من المطبوعة (السيرة 322/1) و في سير أعلام النبلاء 551/18 التفكري، و صحفت في البداية و النهاية122/12 إلى العسكري. و الزنجاني نسبة إلى زنجان: بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل.

الحافظ ، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يونس بن حبيب، أنبأنا أبو داود، أنبأنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه الجدلي يقول: سألت عائشة عن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقالت: لم يكن فاحشا و لا متفحّشا و لا صخّابا في الأسواق، و لا يجزي بالسيئة السيئة و لكنه يعفو و يصفح[740]- أو قالت يعفو [و يغفر] (1) شك أبو داود.

أخبرنا أبو بكر وجيه (2) بن طاهر الشّحّامي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري، أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن المخلدي، أنبأنا أبو بكر بن محمود بن حمدون، أنبأنا يزيد بن عبد الصمد، أنبأنا سليمان بن (3)عبد الرّحمن، أنبأنا الحسن (4) بن يحيى، أنبأنا يزيد بن واقد، عن بسر (5) بن عبيد اللّه، عن عائذ اللّه، عن أبي الدّرداء قال: سألت عائشة عن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقالت: خلقه القرآن يرضى لرضاه و يسخطه السّخط [741].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القاسم، قالا: أنبأنا أبو سعد محمد بن علي الصوفي، أنبأنا أبو بكر [محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أخبرنا أبو العباس محمّد بن عبد الرحمن الدغولي قال: سمعت محمّد بن يحيى يحكي] (6) عن عبد اللّه بن عثمان، عن عبد اللّه يعني ابن المقرئ، قال: أنبأنا الفضيل (7) بن مرزوق، عن عطية في قوله تعالى: وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ قال: أدب القرآن.

ص: 382


1- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن المطبوعة (السيرة 322/1).
2- في خع: دحية.
3- بالأصل و خع «أنبأنا» تحريف، و الصواب «بن» انظر ترجمة سليمان في تهذيب التهذيب.
4- بالأصل و خع «الحسين» تحريف، انظر ترجمة زيد بن واقد في تهذيب التهذيب. و ذكر فيمن روى عنه: الحسن بن يحيى الخشني.
5- بالأصل و خع:«بشر بن عبد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبتناه:«بسر بن عبيد اللّه» انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، و قد ورد في تهذيب التهذيب في ترجمة زيد بن واقد:«بشر بن عبيد اللّه».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و استدرك عن سند مماثل سابق مرّ قريبا، و المطبوعة السيرة 322/1.
7- بالأصل و خع:«أبو الفضيل» و الصواب عن دلائل البيهقي 310/1.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني و أبو الحسن علي (1) بن المسلم، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة السلميون، قالوا:

أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن [أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان أخبرنا أبو بكر محمّد بن] (2) جعفر بن محمد بن سهل السّامريّ ، أنبأنا محمد بن خليل المخرّمي، أنبأنا أبو بدر حارثة بن محمد، عن عمرة قالت: سألت عائشة كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا خلا بنسائه قالت (3):

كان كرجل من رجالكم إلاّ أنه كان أكرم الناس [و أحسن الناس] (4) خلقا، كان ضحاكا بسّاما.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنبأنا الحسين بن إسماعيل بن محمد أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا يحيى بن أبي بكير، أنبأنا موسى بن أبو عمر (5) الأنصاري، عن حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة - عن عائشة - قالت: سألناها كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا خلا مع نسائه ؟ قالت: كان كرجل من رجالكم كان أحسن الناس خلقا، و أكرمهم خلقا، ضحاكا بسّاما[742].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الحركردي (6)-بهراة - أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف بنيسابور، أنبأنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، أنبأنا أبو طاهر، أنبأنا أبو الأزهر، أنبأنا أسامة، عن حارثة بن محمد الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرّحمن (7) قالت: قلت لعائشة: كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [في أهله ؟] قالت: كان ألين

ص: 383


1- و بالأصل و خع:«و أبو المسلم علي بن الحسين» خطأ و الصواب عن المشيخة 305/2.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة (السيرة 323/1).
3- بالأصل و خع:«قال».
4- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
5- كذا ورد اسمه بالأصل، و في المطبوعة السيرة 323/1 موسى أبو عمرو الأنصاري و في خع: موسى أبو عمر الأنصاري.
6- كذا بالأصل و خع، و الصواب:«الخرجردي» كما في الأنساب، و هذه النسبة إلى خرجرد و هي بلدة من بلاد فوشنج هراة، و ذكره السمعاني فيمن نسب إلى هذه البلدة.
7- عن تقريب التهذيب، و بالأصل و خع:«عمرة كتب عبد الرحمن».

الناس، و أكرم الناس، و كان ضحاكا بساما[743].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري، قالا (1):أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد، أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن محمد، أنبأنا محمد بن عبد الرّحمن بن محمد الدغولي، أنبأنا محمد بن الليث، أنبأنا عثمان بن (2) عبدان، [أنبأنا عبد اللّه] (3) أنبأنا معمر، عن الزّهري، عن بعض آل عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه: أن عمر بن الخطاب لما (4) كان يوم الفتح و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية بن خلف، و إلى أبي سفيان بن حرب، و إلى الحارث بن هشام قال عمر (5):قد أمكن اللّه منهم، أعرفهم بما صنعوا، حتى [قال] (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«مثلي و مثلكم كما قال يوسف لأخوته: لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّٰهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ (7)»قال عمر: فانتضحت حياء من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كراهية أن يكون بدر مني، و لقد قال لهم رسول اللّه ما قال[744].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن (8) مسعدة، أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف (9)،أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن (10) عدي، أنبأنا علي بن العباس، ثنا (11) عبّاد بن يعقوب، أنبأنا موسى بن عمير، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده قال: كان (12) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أحسن (13) من خلق اللّه خلقا.

ص: 384


1- بالأصل و خع:«قال».
2- كذا بالأصل و خع و هو تحريف، و الصواب: عبدان بن عثمان انظر تهذيب التهذيب.
3- الزيادة عن خع، سقطت من الأصل، و هو عبد اللّه بن معاذ بن نشيط .
4- زيادة عن مختصر ابن منظور 82/2.
5- عن خع و المختصر، و بالأصل «عثمان».
6- زيادة عن خع و المختصر.
7- سورة يوسف، الآية:92.
8- عن خع، سقطت من الأصل.
9- بالأصل و خع:«أبو القاسم بن أبي سعد بن يوسف» و الصواب ما أثبت عن إسناد مماثل.
10- بالأصل و خع:«أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عثمان بن علي الجوهري» و الصواب ما أثبت انظر الكامل لابن عدي 341/6.
11- بالأصل و خع «بن» و الصواب عن ابن عدي 341/6.
12- بالأصل و خع:«قال» و الصواب عن ابن عدي.
13- بالأصل و خع «الحسن» و الصواب «أحسن» عن ابن عدي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن القشيري قالا [أنبأنا] (1) أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو (2) بن حمدان.

أخبرتنا (3) أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ (4) على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر (5) بن المقرئ.

قالا: أنبأنا أبو يعلى الموصلي، أنبأنا إبراهيم، أنبأنا أبو هشام (6) محمد بن يزيد بن رفاعة، أنبأنا يونس بن بكير، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، حدثني عثمان بن كعب عن رجل يقال له ربيع، عن صفية بنت حيي قالت: أردفني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على عجز ناقته ليلا قالت: فجعلت أنفس (7) فيمسسني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بيده و يقول:«يا هذه يا بنت حيي» و جعل يقول:«يا صفية إني أعتذر إليك مما صنعت بقومك، إنهم قالوا لي كذا»[745].

و أخبرنا أبو يعلى، أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن نمير، أنبأنا يونس بن بكير، أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل، حدثني عثمان بن كعب، حدثني ربيع (8)،حدثني رجل من بني النضير و كان في حجر صفية، عن صفية بنت حيي قالت: ما رأيت قطّ أحسن خلقا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، لقد رأيته ركب بي من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس، فيضرب رأسي مؤخرة الرحل و يمسكني - و قال ابن المقرئ: فيمسسني بيده و يقول:«يا هذه، مهلا يا صفية بنت حيي، حتى إذا جاء (9) الصهباء (10) قال:«أما إني أعتذر إليك يا صفية مما صنعت بقومك، إنهم قالوا لي كذا و كذا»[746].

ص: 385


1- بالأصل و خع،«له» و الصواب «أنبأنا».
2- بالأصل و خع:«عمر» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
3- عن خع و بالأصل «أخبرنا».
4- بالأصل و خع:«قرأ» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
5- بالأصل و خع:«أبو يزيد» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
6- بالأصل و خع «أبو هاشم» و الصواب ما أثبت انظر الكاشف للذهبي.
7- في المطبوعة السيرة 325/1 «أنعس».
8- كذا بالأصل، و في خع: سقط «حدثني ربيع» و في المطبوعة السيرة 325/1 «حدثني ربيع رجل من بني النضير».
9- بالأصل و خع غير مقروءة رسمت:«كما» و الصواب «جاء» يوافق عبارة المطبوعة (السيرة 325/1).
10- الصهباء: موضع بينه و بين خيبر روحة (معجم البلدان).

أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت أبي الفرج [سهل] (1) بن بشر بن أحمد بن الأسفراييني (2) بدمشق قالت: أنبأنا أبو الفرج، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر الحكيمي (3) بمصر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، أنبأنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي إملاء، أنبأنا أحمد بن محمد، أنبأنا عبد العزيز، أنبأنا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال: قرأت في واحد و سبعين كتابا فوجدت في جميعها أن محمدا (4) صلى اللّه عليه و سلّم أرجح الناس عقلا و أفضلهم رأيا.

ص: 386


1- زيادة للإيضاح، انظر سير أعلام النبلاء ترجمة سهل بن بشر 162/19.
2- بالأصل و خع:«الاسكرامي» تحريف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 162/19.
3- بالأصل و خع «الحكيم» و الصواب عن الأنساب للسمعاني.
4- عن خع و بالأصل «محمد».
باب ما جاء في الكتب من نعته و صفته

و ما بشّرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة و السلام

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو محمد عبد الكريم السّلمي، قالا (1):أنبأنا عبد الكريم بن الحسن بن عبد اللّه القطّان (2)،أنبأنا عبد الوهاب الكلابي، أنبأنا محمد بن خريم (3)،نا هشام بن عمّار، أنبأنا ابن الوليد بن مسلم، أنبأنا محمد بن حمزة بن عبد اللّه بن سلام عن جده عبد اللّه بن سلام أنه سمع بمخرج النبي صلى اللّه عليه و سلّم فلقيه فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

«أنت ابن سلام عالم أهل يثرب ؟» قال: نعم، قال:«باللّه الذي أنزل التوراة على موسى بطور سيناء، هل تجد صفتي في كتاب اللّه تعالى الذي أنزل على موسى ؟» قال عبد اللّه بن سلام: انسب ربك يا محمد فارتج النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال له جبريل: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ، اَللّٰهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) فقال ابن سلام: أشهد لك أنك رسول اللّه، و أن اللّه مظهرك و مظهر دينك على الأديان، و إني لأجد صفتك في كتاب اللّه تعالى يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّٰا أَرْسَلْنٰاكَ شٰاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً (5) أنت عبدي و رسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظّ و لا غليظ و لا سخّاب في الأسواق، و لا تجزي بالسيئة مثلها، و لكن تعفو و تصفح، و لن يقبضه اللّه تعالى حتى تستقيم به الملة المعوجة حتى يقولوا: لا إله إلاّ اللّه، و يفتحوا أعينا عميا، و آذانا صمّا، و قلوبا غلفا[747]. (6)

ص: 387


1- بالأصل و خع: قال.
2- كذا ورد اسمه بالأصل و خع، و في سير أعلام النبلاء185/10 عبد الدائم بن الحسن الهلالي يروي عن عبد الوهاب الكلابي، و في المطبوعة: عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه القطان.
3- عن خع، و الضبط عن تبصير المنتبه، و بالأصل «حريم».
4- سورة الإخلاص.
5- سورة الأحزاب، الآية:45.
6- دلائل البيهقي 374/1-375 و بحاشيته ثبت بمصادر تخريجه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي [أخبرنا أبو القاسم] (1) بن البسري، و أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أحمد بن محمد بن إبراهيم القصّاري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن [محمد بن] (2) القصّاري [أخبرني أبي] (3) أبو طاهر قالوا: أنبأنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، و عاصم بن الحسن (4)،أنبأنا أبو عمر بن المهدي، أنبأنا الحسين (5) بن إسماعيل المحاملي، أنبأنا علي بن أحمد الجواربي (6)، أنبأنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللّه بن سلاّم قال: صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في التوراة: إنا أرسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا (7)،ليس بفظّ و لا غليظ و لا سخّاب بالأسواق، و لا يجزي بالسيئة السيئة لكن يعفو و يصفح (8)، و لن (9) توفاه حتى أقيم (10) به الملة المعوجة، فأفتح به آذانا صمّا و أعينا عميا و قلوبا غلفا أن يقولوا: لا إله إلاّ اللّه[748].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسن بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد بن (11) جالينوس، أنبأنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، أنبأنا يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو، عن [العيزار بن حريث] (12)عائشة قالت: إن (13) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: مكتوب في الإنجيل لا فظّ ، و لا غليظ و لا سخّاب

ص: 388


1- سقطت من الأصل و خع و الزيادة عن المطبوعة السيرة قسم 326/1.
2- مكانها بالأصل و خع:«علي بن الحسن بن أبي عثمان» تحريف. و الصواب ما أثبت.
3- الزيادة عن المطبوعة السيرة 326/1.
4- بالأصل و خع «الحسين» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 598/18.
5- بالأصل «أبو الحسين» و المثبت عن خع.
6- بالأصل و خع «الحوراني» و المثبت «الجواربي» عن الأنساب، و هذه النسبة إلى الجوراب و عملها.
7- بعدها في دلائل البيهقي 376/1 و حرزا للأمّيّين.
8- في البيهقي: و يغفر.
9- بالأصل و خع:«و لو» و المثبت عن البيهقي.
10- عن خع و بالأصل «تقيم».
11- بالأصل و خع:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
12- بالأصل و خع:«الجزاز بن حديث» و الصواب ما بين معكوفتين عن دلائل البيهقي 377/1.
13- بالأصل «قال» و الصواب عن خع و البيهقي.

بالأسواق و لا يجزي بالسيئة مثلها، و لكن يعفو و يصفح (1)[749].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي ثنا روح و عفان المعني (3)،قالا:

أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن [عطاء بن السائب عن أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود قال عفان: عن أبيه] (4) ابن مسعود قال: إن اللّه تبارك و تعالى ابتعث (5) نبيه عليه الصلاة و السلام لإدخال رجل الجنة. فدخل الكنيسة [فإذا] (6) هو بيهود فيها فإذا هو بيهودي يقرأ التوراة فلما أتوا على صفة النبي صلى اللّه عليه و سلّم أمسكوا و في جانبها (7) رجل مريض فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«ما لكم أمسكتم ؟» قال المريض: أتوا على صفة نبي و أمسكوا، ثم جاء المريض يحبو [حتى أخذ التوراة فقرأ] (8) حتى أتى على صفة النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أمته، فقال:

هذه صفتك و صفة أمتك. أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّك رسول اللّه صلى اللّه عليك و سلّم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم لأصحابه:«لوا أخاكم»[750].

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشّاب، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد (9)،أنبأنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المديني، عن موسى بن يعقوب الزمعي، عن سهل مولى غنيمة (10):أنه كان نصرانيا من أهل مريس و أنه كان يتيما في حجر أمه و عمه، و أنه [كان يقرأ التوراة و الإنجيل] (11)،و أنه كان يقرأ الإنجيل قال:

فأخذت مصحفا لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة، أنكرت كتابتها حين مرت بي و مسستها

ص: 389


1- الحديث في دلائل البيهقي 377/1-378 و نقله ابن كثير في البداية و النهاية 61/6.
2- مسند أحمد 416/1.
3- بالأصل و خع «حدثني ابن أبي رباح و عثمان المفتي» و الصواب عن مسند أحمد.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن مسند أحمد.
5- عن مسند أحمد و بالأصل و خع: بعث.
6- عن مسند أحمد سقطت من الأصل و خع و فيهما:«فهو».
7- في المسند: و في ناحيتها.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المسند.
9- طبقات ابن سعد 363/1.
10- في ابن سعد:«عتيبة». و في المختصر 41/2 عثمة.
11- ما بين المعقوفتين بالأصل و خع، و لم ترد العبارة في ابن سعد.

بيدي، قال: فنظرت فإذا أصول الورقة ملصوقة (1) بغراء قال: ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد عليه الصّلاة و السلام، أنه لا قصير و لا طويل، أبيض ذو صفرة من بين كتفيه خاتم، يكثر الاحتباء و لا يقبل الصدقة، و يركب الحمار و البعير، و يحتلب الشاة، و يلبس قميصا مرقوعا، من فعل ذلك فقد برئ من الكبر، و هو يفعل ذلك، و هو من ذرية إسماعيل اسمه أحمد[751].

قال سهل: فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد صلى اللّه عليه و سلّم جاء عمي، فلما رأى الورقة ضربني و قال: ما لك و فتح هذه الورقة و قراءتها؟ فقلت: فيها نعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحمد، فقال: إنه لم يأت بعد.

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا ابن أبي نصر حينئذ.

أخبرنا أبو القاسم حصين بن عبدان، أنبأنا أبو القاسم أبو العلاء، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر و أبو نصر بن الجندي (2)،قالا: أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا [أبو] (3) عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، أنبأنا محمد بن عائذ (4)،أنبأنا الوليد بن مسلم، أنبأنا حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر (5) أنه سمع (6) بحديث قال: بينا رجلان يحدث أحدهما صاحبه، و كعب خلفهما يسمع، لا يعلمان بمكانه إذ قال أحدهما لصاحبه: رأيت الليلة - أو قال: رأيت البارحة - كلّ نبي في الأرض، مع كلّ نبي منهم أربعة مصابيح: مصباح من بين يديه، و مصباح من خلفه، و مصباح عن يمينه، و مصباح عن يساره، و مع كل رجل ممن معه مصباح مصباح، إذ (7)قام رجل منهم فأضاءت [الأرض] (8) في كلّ شعرة في رأسه مصباح. قلت: من هذا؟

ص: 390


1- الأصل و خع، و في ابن سعد: ملصق.
2- عن خع، و بالأصل «الحيدي».
3- سقطت من الأصل و خع، و الزيادة عن تذكرة الحفاظ 650/2.
4- في الأصل و خع:«عائد» و الصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب (ترجمته).
5- بالأصل و خع:«عمرو» و الصواب عن مختصر ابن منظور 42/2.
6- كذا بالأصل و خع، و المعنى مشوش، و في المطبوعة السيرة 328/1 أنه سمعه يحدث قال.
7- عن مختصر ابن منظور 42/2 و بالأصل و خع:«إذا».
8- الزيادة عن خع، و زيد في المختصر بعد:«الأرض» له.

قالوا: محمد رسول اللّه، فقال كعب للمحدث: يا عبد اللّه عمن تحدث ؟ قال: عن رؤيا رأيتها البارحة. فقال كعب: و اللّه لكنك (1) نشرت التوراة فقرأت هذا فيها.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم إملاء، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمد بن بكران من ديار القدس قراءة بالقدس، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري.

أنبأنا الحسن بن رشيق العسكري، أنبأنا [أبو] العباس أحمد المدني، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن عمير، أنبأنا عبيد اللّه بن محمد بن عمر (2)،أنبأنا حمّاد، عن مقاتل، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، و قد استكمل (3) عشر سنين من هجرته. قال: فلما كان صبيحة الخميس فإذا نحن بشيخ أبيض الرأس و اللحية، متلثّم بعمامة على قعود له حتى جاء فنزل فعقل بعيره بباب (4) المسجد، و أنشأ يقول و ينادي:

السلام عليكم و رحمة اللّه، *** هل فيكم محمد رسول اللّه ؟

قال عليّ : أيها السائل عن محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما تريد من محمد؟[قال:] (5) أنا حبر من أحبار بيت المقدس (6) قال: قرأت التوراة ثمانين سنة، و تدبّرتها أربعين صباحا، فوجدت فيها ذكر محمد صلى اللّه عليه و سلّم، و إن اللّه تبارك و تعالى يقول في التوراة: ليس بكذاب و لا بقوال (7) للكذب، و قد جئت أطلب الإسلام بيده (8)،فقال عليّ : أيها السائل عن أبي القاسم عليه الصلاة و السلام، قد أصبح أبو القاسم عليه الصلاة و السلام

ص: 391


1- الأصل و خع، و في المختصر: لكأنك.
2- بالأصل و خع «عمرو» و الصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب و فيه: عبيد اللّه بن محمد بن حفص بن عمر.
3- عن خع و بالأصل: استعمل.
4- بالأصل و خع:«و بباب» و المثبت عن مختصر ابن منظور 42/2.
5- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن المختصر.
6- مطموسة بالأصل و المثبت عن خع.
7- بالمختصر و خع: قوال.
8- الأصل و خع، و في المختصر: على يديه.

بين أطباق الثرى، فوضع الحبر يديه على رأسه [و نادى:] (1) وا انقطاع (2) ظهراه بأبي و أمي لم أشهده، و لم أره، يا محمد المصطفى، يا خير من ولدت النساء. ثم قال: يا اللّه هل فيكم قرابة محمد صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال عليّ : يا بلال انطلق بهذا الرجل إلى منزل فاطمة عليها السلام، فانطلق به، فقال لها الحبر: يا ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنا حبر من أحبار بيت المقدس (3)،إن والدي قد (4) مات. فنادى الحبر وا انقطاع (5) ظهراه، بأبي و أمي من لم أره و لم أشاهده، باللّه هل يا ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أ ما عندك ثوب من ثياب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قالت فاطمة للحسين: هات الثوب الذي نشف (6) فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فجاء به. فأخذه الحبر و ألقاه على وجهه، و جعل ينشق ريحه و يقول: بأبي و أمي من جسد نشّف فيه هذا الثوب ثم رفع رأسه فقال: يا علي صف لي صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كأني انظر إليه، فبكى عليّ بكاء شديدا و قال: و اللّه لأن كنت مشتاقا إلى محمد صلى اللّه عليه و سلّم فأنا أشوق إلى حبيبي منك ثم قال:

بأبي و أمي لم يكن بالطويل الذاهب، و لا بالقصير، كان ربعة من الرجال، أبيض مشربا (7) بحمرة، جعد المفرق، شعره إلى شحمة أذنيه، صلت الجبين [واضح الخدين] (8) مقرون الحاجبين، أدعج العينين، سبط الأشفار، أقنى الأنف، دقيق المسربة، مبلج الثنايا، كثّ اللحية، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه، كان عرقه في وجهه كاللؤلؤ، شثن الكفين و القدمين، له شعرات ما بين لبته و صدره تجري كالقضيب، لم يكن على بطنه و لا على ظهره شعرات غيرها، يفوح منه ريح المسك، إذا قام غمر الناس، و إذا مشى فكأنما (9) يتقلع من صخرة، إذا التفت التفت

ص: 392


1- الزيادة عن المختصر، سقطت اللفظة من الأصل و خع.
2- بالأصل و خع:«و انقطاع» و المثبت عن المختصر.
3- بعدها في المختصر: إني جئت أطلب الإسلام على يدي والدك صلى اللّه عليه و سلّم، قالت فاطمة: يا حبر بيت المقدس.
4- بالأصل و خع:«الذي قد مات».
5- بالأصل و خع:«و انقطاع» و المثبت عن المختصر.
6- عن خع و المختصر و بالأصل: نشرف.
7- بالأصل و خع:«مشرب» و الصواب ما أثبت.
8- الزيادة مستدركة عن خع، سقطت من الأصل.
9- الأصل و خع:«كان» و المثبت عن المختصر 43/2.

جميعا، و إذا يتحدر (1) كأنما يتحدر في صبب، أطهر الناس خلقا، و أشجع الناس قلبا، و أسخى الناس كفّا لم يكن قبله مثله و لا يكون بعده مثله أبدا.

قال الحبر: يا علي إني أصبت في التوراة هذه الصفة، أيقنت أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا رسول اللّه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن حبان (2) بن بيان الرّزّاز، أنبأنا أبو القاسم بن بشران.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي الصّوّاف، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة (3)،أنبأنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، أنبأنا بشر بن عمارة، عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان (4)،عن عبد الرّحمن بن غنم، عن عبادة بن الصامت قال: قيل (5):يا رسول اللّه أخبرنا عن نفسك قال:«نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، و كان آخر من بشّر بي عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام»[752].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن (6) المؤمّل بن أبان بن تمام قراءة عليه و هو ينظر في أصله، أنبأنا أبو بكر محمد بن خلف الحرّاني، أنبأنا هارون بن معروف، أنبأنا ابن المبارك، عن عيسى بن عمر، عن عمرو (7) بن مرة، عن مرة قال: و أنبأنا أبو عبيد قال: و أنبأنا محمد بن خلف، و أنبأنا نصر بن حميد، أنبأنا هشيم، عن العوّام، عن عمرو بن مرة، عن مرة، عن عبد اللّه قال: صاحبكم صلى اللّه عليه و سلّم خامس خمسة مبشر بهم قبل أن

ص: 393


1- كذا بالأصل و خع، و في المختصر:«و إذا انحدر» أقرب.
2- كذا بالأصل و خع، و في سير أعلام النبلاء 257/19 «محمد».
3- بالأصل و خع:«أبو جعفر عثمان بن محمد بن عثمان...» و المثبت عن تذكرة الحفاظ 661/2.
4- بالأصل و خع:«سعد» و الصواب ما أثبت، انظر الكاشف للذهبي ترجمة أحوص بن حكيم و فيه: سمع خالد بن معدان.
5- بالأصل و خع:«قيل قال» و الصواب ما أثبت.
6- عن خع، سقطت اللفظة من الأصل.
7- بالأصل و خع:«عمر» و الصواب ما أثبت و ستأتي صوابا.

يكونوا: إسحاق و يعقوب قول اللّه تعالى: فَبَشَّرْنٰاهٰا بِإِسْحٰاقَ وَ مِنْ وَرٰاءِ إِسْحٰاقَ يَعْقُوبَ (1).

و يحيى قوله تعالى: أَنَّ اللّٰهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيىٰ مُصَدِّقاً (2).

و عيسى بن مريم: إِنَّ اللّٰهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ (3).

و محمد صلى اللّه عليه و سلّم: قول عيسى عليه السلام يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (4) فهؤلاء أخبر بهم من قبل أن يكونوا.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (5)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا رضوان (6) بن أحمد بن جالينوس.

قالا: أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (7)، حدثني محمد بن ثابت بن شرحبيل، عن أم الدّرداء قالت: قلت لكعب الحبر: كيف تجدون صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في التوراة ؟ قال: نجده، محمد رسول اللّه، اسمه:

المتوكل، ليس بفظّ و لا غليظ (8) و لا سخّاب في (9) الأسواق، و أعطي المفاتيح ليبصر (10)اللّه به أعينا عورا، و يسمع به آذانا وقرا، و يقيم به ألسنا معوجّة حتى يشهدوا (11) أن لا إله

ص: 394


1- سورة هود، الآية:71.
2- سورة آل عمران، الآية:39.
3- سورة آل عمران، الآية:45.
4- سورة الصف، الآية:6.
5- دلائل البيهقي 376/1-377.
6- بالأصل «أبو رضوان» و المثبت عن خع.
7- سيرة ابن إسحاق ص 123 برقم 182.
8- الأصل و خع و البيهقي، و في ابن إسحاق: غليظ القلب.
9- الأصل و خع و ابن إسحاق، و في البيهقي: بالأسواق.
10- في ابن إسحاق:«فيبصر» و خع و البيهقي كالأصل.
11- في ابن إسحاق:«تشهد» و في البيهقي:«يشهد».

إلاّ اللّه، و أن محمدا رسول اللّه - أو قال: حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له يعين المظلوم و يمنعه-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (1)،أنبأنا أبو ذر بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكور (2) و أبو الحسن علي بن محمد المقرئ قالا: أنبأنا الحسن (3) بن محمد بن إسحاق الأسفرايني، أنبأنا محمد بن أحمد بن البراء، أنبأنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه، قال: ذكر وهب بن منبّه: أن اللّه تبارك و تعالى لما قرّب موسى نجيا.

قال: ربّ إني أجد في التوراة أمة خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر (4) فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة محمد.

قال: ربّ إني أجد في التوراة أمة هم الآخرون من الأمم، السّابقون يوم القيامة فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة محمد.

قال: يا ربّ إني أجد في التوراة أمّة أناجيلهم في صدورهم يقرءونها و كان من قبلهم يقرءون كتبهم نظرا و لا يحفظونها، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد.

قال: ربّ إني أجد في التوراة أمة يؤمنون بالكتاب الأول و الآخر، و يقاتلون رءوس الضّلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذّاب فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد.

قال:[ربّ ] (5) إني أجد في التوراة أمة يأكلون صدقاتهم في بطونهم، و كان من قبلهم إذا أخرج صدقة بعث اللّه تعالى عليها نارا فأكلتها، فإن لم تقبل لم تقربها [النار] (6) فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد.

قال: ربّ إني أجد في التوراة أمّة إذا هم أحدهم بسيئة لم تكتب عليه، فإذا (7)

ص: 395


1- دلائل البيهقي 379/1 و نقله ابن كثير في البداية و النهاية 61/6.
2- في البيهقي: المذكر.
3- بالأصل و خع «أبو الحسن» و الصواب ما أثبت عن البيهقي و فيه: الحسن بن إسحاق الأسفرايني.
4- بعدها في البيهقي: و يؤمنون باللّه.
5- الزيادة عن البيهقي، لم ترد بالأصل و خع.
6- الزيادة عن البيهقي، لم ترد بالأصل و خع.
7- في البيهقي «فإن».

عملها كتبت عليه سيئة واحدة، و إذا همّ أحدهم بحسنة و لم يعملها كتبت له حسنة واحدة (1)،فإذا (2) عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فاجعلهم أمتي.

قال: تلك أمة محمد صلى اللّه عليه و سلّم.

قال: ربّ إني أجد في التوراة أمة هم المستجيبون و المستجاب لهم، فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد.

قال (3):ذكر وهب بن منبّه في قصة داود النبي صلى اللّه عليه و سلّم و ما أوحي إليه في الزبور:

يا داود إنه سيأتي من بعدك نبيّ اسمه: أحمد و محمد، صادقا سيدا، لا أغضب عليه أبدا، و لا يغضبني (4) أبدا، و قد غفرت له قبل أن يعصيني (5) ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و أمته مرحومة. أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء، و افترضت عليهم الفرائض الذي افترضت (6) على الأنبياء و الرسل، حتى يأتوني يوم القيامة و نورهم مثل نور (7) الأنبياء، و ذلك أني افترضت عليهم أن يتطهروا لي لكل صلاة، كما افترضت على الأنبياء قبلهم، و أمرتهم بالغسل من الجنابة كما أمرت الأنبياء قبلهم، و أمرتهم بالجهاد كما أمرت الأنبياء قبلهم، و أمرتهم بالحج كما أمرت الأنبياء قبلهم، و أمرتهم بالجهاد (8) كما أمرت الرسل قبلهم.

يا داود، إني فضّلت محمدا و أمّته على الأمم كلها: أعطيتهم ستة خصال لم أعطها غيرهم [من الأمم] (9) لا آخذهم بالخطإ و النسيان، و كلّ ذنب ركبوه على غير عمد أن (10) يستغفروني منه غفرت لهم، و ما قدموا لآخرتهم من شيء طيّبة به أنفسهم عجّلته

ص: 396


1- سقطت من البيهقي.
2- في البيهقي: فإن عملها كتبت له عشر حسنات إلى مائة ضعف.
3- انظر البيهقي 380/1-381 و البداية و النهاية 62/6.
4- في المطبوعة السيرة 333/1 «يعصيني» و المثبت بالأصل و خع يوافق عبارة البيهقي.
5- عن البيهقي و خع، و بالأصل «يغضبني».
6- عن البيهقي، و بالأصل «افرضت» و في خع:«امرصت» كذا.
7- سقطت من الأصل و خع و زيدت عن البيهقي.
8- كذا كررت العبارة بالأصل و خع.
9- زيادة عن خع و البيهقي. سقطت من الأصل.
10- في البيهقي: إذا استغفروني منه غفرته لهم.

لهم أضعافا مضاعفة، و لهم في المدخور عندي (1) أضعافا مضاعفة، و أفضل من ذلك، و أعطيتهم على المصائب في البلايا إن صبروا و قالوا: إنّا للّه و إنا إليه راجعون. و الصلاة و الرحمة و الهدى إلى جنّات النعيم. فإن دعوني استجبت لهم، فإمّا أن يروه عاجلا، و إما أن أصرف عنهم سوءا، و إمّا أن أؤخر (2) لهم في الآخرة.

يا داود من لقيني من أمة محمد صلى اللّه عليه و سلّم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي لا شريك لي صادقا بها فهو معي في جنتي و كرامتي، و من لقيني و قد كذّب محمدا، و كذّب بما جاء به، و استهزأ بكتابي صببت عليه في قبره العذاب صبا، و ضربت الملائكة وجهه و دبره عند نشره (3) من قبره، ثم أدخله النار - أو قال في الدرك الأسفل من النار-.

أخبرنا أبو محمد (4) عبد الكريم السّلمي، أنبأنا أبو بكر الخطيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر اللاّلكائي و أبو سعد الرّستمي، قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب، أنبأنا فيض البجلي، أنبأنا سلاّم بن (5) مسكين، عن مقاتل بن حيّان (6)قال (7):أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام: جدّ في أمري و لا تهزل، و اسمع و أطع يا ابن الطاهر البكر البتول (8) إني خلقتك من غير فحل فجعلتك آية للعالمين، فإياي فاعبد، و عليّ فتوكل، فسر لأهل سوران (9) بالسريانية، بلّغ من بين يديك: إني أنا اللّه الحيّ القيوم الذي لا أزول. صدقوا النبي الأمّيّ العربيّ صاحب الجمل و المدرعة و العمامة، و هي التاج، و النعلين، و الهراوة و هي القضيب، الجعد

ص: 397


1- في الأصل «عني» و في خع «حتى» و الصواب عن البيهقي.
2- في البيهقي: أدّخره.
3- في البيهقي: منشره.
4- بالأصل و خع:«أبو محمد الحسن بن عبد الكريم» و المثبت عن سند مماثل.
5- بالأصل و خع:«سلام بن سلام بن سكين» و المثبت عن دلائل البيهقي 378/1 و انظر الكاشف للذهبي.
6- بالأصل و خع «حبان» تحريف و الصواب ما أثبت، انظر الكاشف للذهبي - تقريب التهذيب.
7- دلائل النبوة للبيهقي 378/1 مختصر ابن منظور 45/2.
8- بالأصل و خع:«البتور» و الصواب عن البيهقي.
9- كذا بالأصل و خع و البيهقي و المختصر، و عند ياقوت: سورانية بالضم: جزيرة كبيرة في بحر الروم.

الرأس، الصلت الجبين، المقرون (1) الحاجبين، الأنجل العينين، الأهدب الأشفار، الأدعج العينين، الأقنى الأنف، الواضح الخدين (2)،الكث اللحية، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، و ريح المسك ينفح منه، كأن عنقه إبريق فضة، و كأن الذهب يجري في تراقيه، له شعرات من لبته إلى سرّته تجرى كالقضيب، ليس على صدره و لا على بطنه شعر غيره (3)،شثن الكفين (4) و القدم، إذا جامع الناس غمرهم، و إذا مشى كأنما يتقلع من صخر، و يتحدر (5) في صبب، ذو السيل (6) القليل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد (7)،أنبأنا هشام بن محمد، حدثني عمرو بن مهاجر الكندي قال: كانت امرأة من حضرموت ثم من تنعة (8) يقال لها تهناة (9) بنت كليب صنعت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كسوة، ثم دعت ابنها كليب بن أسد بن كليب فقالت: انطلق بهذه الكسوة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فأتاه بها، و أسلم، فدعا له، فقال (10) رجل من ولده يعرّض بأناس من قومه:

لقد مسح الرّسول أبا أبينا *** و لم يمسح وجوه بني بحير (11)

شبابهم و شيبهم سواء *** فهم في اللؤم أسنان الحمير

و قال كليب (12) جئت إلى النبي عليه الصّلاة و السلام:

ص: 398


1- في البيهقي:«المفروق».
2- البيهقي: الواضح الجبين.
3- بالأصل و خع:«غير انه» و المثبت عن البيهقي و المختصر.
4- الأصل و خع، و في البيهقي: الكف و القدم.
5- البيهقي: ينحدر.
6- كذا، و في خع:«السبل» و في المختصر و البيهقي:«النسل» و هذا مناسب.
7- طبقات ابن سعد 350/1.
8- ضبطت عن ياقوت، قرية بحضر موت عند وادي برهوت الذي تسمع منه أصوات أهل النار.
9- عن ابن سعد، و بالأصل «نهتاة» و في خع:«يهناه».
10- عن خع و بالأصل «و قال».
11- بالأصل و خع «جبير» و المثبت عن ابن سعد.
12- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد: حين أتى.

من وشز برهوت (1) تهوي في (2) عذافرة *** إليك يا خير من يحفى و ينتعل (3)

تجوب بي صفصفا غبرا مناهله *** يزداد عفوا إذا ما كلّت الإبل

شهرين أعملها نصّا (4) على وجل *** أرجو بذاك ثواب اللّه يا رجل

أنت النبيّ الذي كنا نخبّره *** و بشّرتنا بك التوراة و الرسل

ص: 399


1- برهوت واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار، و قيل بئر بحضرموت ماؤها أسود منتن (معجم البلدان) و ضبطت اللفظة عن ياقوت.
2- بالأصل و خع:«تهدى بي» و المثبت عن ابن سعد. و العذافرة: الناقة الشديدة (لسان).
3- بالأصل و خع:«و يشتغل» و المثبت عن ابن سعد.
4- النص و النصيص: السير الشديد و الحث. يريد أنه عمل على استخراج أقصى سرعة لدى الناقة في سيرها (اللسان).
باب ذكر طهارة مولده و طيب أصله و كرم محتده

أخبرنا أبو [بكر محمّد بن] (1) عبد الباقي الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب، أنبأنا أبو محمد حارث بن أبي أسامة، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن سعد (2)،أنبأنا محمد (3) بن عمر السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل (4)،عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح»[753].

أخبرنا أبو القاسم بن الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو نصر بن قتادة، أنبأنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء، أنبأنا علي بن عبد العزيز، أنبأنا محمد بن أبي نعيم، أنبأنا هشيم، حدثنا المديني عن أبي الحويرث، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية ما ولدني إلاّ نكاح كنكاح الإسلام»[754].

أخبرنا أبو الفتح سالم بن عبد اللّه بن عمر العدوي العمري و أبو النّضر (5)عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن أبي سعيد القاضي المعدّل، و أبو المعالي فضل اللّه بن

ص: 400


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و استدرك عن سند مماثل، مرّ قبل أسطر.
2- بالأصل و خع:«أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن سعد» و انظر طبقات ابن سعد 61/1.
3- بالأصل و خع:«أنبأنا أبو محمد» تحريف، و الصواب ما أثبت.
4- عن ابن سعد و بالأصل و خع «سهل».
5- بالأصل و خع «النصر» و المثبت عن سير أعلام النبلاء 297/20.

محمد بن أبي (1) سعد الجنيد الحنفي الفقيه الشافعي، و فتاة (2) شارتكين بن عبد اللّه الهندي - بهراة - قالوا: أنبأنا قاضي القضاة أبو العلاء صاعد بن سيار بن يحيى بن محمد بن إدريس الكناني، أنبأنا أبو سعيد (3) محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن شعيب، أنبأنا سهل بن عمّار العتكي، أنبأنا أبو معاوية، أنبأنا سعد بن محمد بن وله بن عبد الرّحمن بن عوف، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما ولدتني بغيّ قطّ مذ خرجت من صلب أبي آدم، و لم تزل تنازعني الأمم كابرا عن كابر حتى خرجت من أفضل حيّين من العرب: هاشم و زهرة»[755].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، أنبأنا أبي أبو العبّاس الفقيه، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة، أنبأنا إسحاق بن سيار النّصيبي، أنبأنا أبو عامر، أنبأنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس: وَ تَقَلُّبَكَ فِي السّٰاجِدِينَ (4) قال: من نبيّ إلى نبيّ حتى أخرجت نبيّا.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا ابن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث، أنبأنا محمد بن سعد (5)،أنبأنا محمد بن عمر، حدثني محمد بن عبد اللّه بن مسلم، عن عمه الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خرجت من نكاح غير سفاح»[756].

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، أنبأنا محمد بن إسحاق الصغاني، أنبأنا يحيى بن أبي بكير (6)،أنبأنا عبد الغفار، أنبأنا أبو القاسم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه عز و جلّ أخرجني من النكاح و لم يخرجني من السفاح»[757].

ص: 401


1- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة السيرة 202/1 نقلا عن المشيخة «سعيد».
2- بالأصل و خع:«و قناة» و الصواب عن مطبوعة السيرة 202/1.
3- بالأصل و خع:«أبو سعد» و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 350/17.
4- سورة الشعراء، الآية:219.
5- طبقات ابن سعد 61/1.
6- بالأصل و خع:«بكر» و الصواب «بكير».

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو بكر بن الإسماعيلي، أنبأنا أحمد بن محمد، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن عبدة العمري المصّيصي، أنبأنا عبد بن يحيى بن عمر العدني، أنبأنا محمد بن جعفر العلوي، قال: أشهد على أبي يحدثني عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني (1) أبي و أمي [ما أصابني] (2) من سفاح الجاهلية»[758] العدني الكحي.

أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ (3) أنبأنا أحمد بن حفص أنبأنا محمّد بن أبي عمر العدني الكجي أنبأنا محمّد بن جعفر بن علي بن الحسين قال: أشهد على أبي حدثني عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«خرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدتني أمي و أبي (4)»[759].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأنا ابن مهدي، أنبأنا الحسن بن يحيى بن عياش القطان، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن أيوب المخزومي (5)،أنبأنا الحسن بن بشر أنبأنا سعدان (6) بن الوليد تباع السامري عن عطاء بن أبي رباح في قوله تعالى: وَ تَقَلُّبَكَ فِي السّٰاجِدِينَ قال: ما زال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، أنبأنا محمّد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا ابن عيينة عن جعفر بن محمّد عن أبيه في قوله تعالى و تبارك: لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ (7) قال: لم يصبه شيء من ولادة (8) الجاهلية.

ص: 402


1- بياض بالأصل قدر كلمة، و في خع قدر كلمتين. و المستدرك عن مختصر ابن منظور 27/2.
2- عن مختصر ابن منظور 27/2 و بالأصل و خع: إلى الوالدين.
3- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا حفص» خطأ.
4- الأحاديث الثلاثة الأخيرة سقطت من مطبوعة السيرة 303/1.
5- كذا بالأصل و خع و في سير أعلام النبلاء 359/12 عبد اللّه بن محمد بن أيوب».
6- بالأصل و خع «سعيد» و المثبت عن مطبوعة السيرة 203/1.
7- سورة التوبة، الآية:129.
8- بالأصل و خع:«أولاد» و المثبت عن المختصر.

قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إني خرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح»[760].

هذا موقوف و قد رجع ابن أحمد حفظه، هذا موضع المخرج عن الشّحّامي و الذي يليه.

أخبرنا أبو بكر الفرضي أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث، أنبأنا محمد بن سعد (1)،أنبأنا هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه قال: كتبت للنبي صلى اللّه عليه و سلّم خمسمائة أمّ فما وجدت فيهن سفاحا و لا شيئا مما كان من أمر الجاهلية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي،[أنبأنا أبو بكر البيهقي] (2)(3) أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا عبد الباقي بن قانع، أنبأنا عبد الوارث بن إبراهيم بن العسكري (4)، [حدثنا مسدد] (5) أنبأنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كانت امرأة من خثعم تعرض (6) نفسها في مواسم الحج، و كانت ذات جمال، و كان معها أدم تطوف بها كأنها تبيعها فأتت بها على عبد اللّه بن عبد المطلب فأظن أنه أعجبها، فقالت: إني و اللّه ما أطوف بهذا الأدم و ما لي بها و إلى ثمنها حاجة، و إنما أتوسم الرجل هل أجد كفؤا فإن كانت لك إلي حاجة فقم. فقال لها: مكانك [حتى] (7) أرجع إليك. فانطلق إلى رحله فبدأ فواقع أهله، فحملت بالنبي صلى اللّه عليه و سلّم فلما رجع إليها قال: أ لا أراك هاهنا قالت: و من أنت ؟ قال: الذي واعدتك، قالت: لا ما أنت هو، و إن كنت هو لقد رأيت بين عينيك نورا ما أراه الآن (8).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر (9) بن حيّوية،

ص: 403


1- الطبقات لابن سعد 60/1.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.
3- الخبر في دلائل البيهقي 107/1-108.
4- بالأصل و خع:«العدي» و المثبت عن دلائل البيهقي.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن خع و البيهقي.
6- عن خع و البيهقي و بالأصل: بعض.
7- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن البيهقي.
8- الخبر نقله السيوطي في خصائص الكبرى 41/1 و دلائل أبي نعيم ص 90.
9- بالأصل و خع:«عمرو» تحريف و الصواب ما أثبت عن سند مماثل، و قد مرّ كثيرا.

أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث، أنبأنا محمد بن سعد (1)،أنبأنا وهب بن جرير بن حازم، أنبأنا أبي (2) سمعت أبا يزيد المديني (3) قال: نبّئت (4) أن عبد اللّه أبا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أتى على امرأة من خثعم فرأت النور بين عينيه نورا ساطعا إلى السّماء فقالت: هل لك فيّ ؟ قال: نعم حتى أرمي الجمرة، فانطلق فرمى (5) الجمرة، ثم أتى امرأته آمنة بنت وهب، ثم ذكر يعني الخثعمية فأتاها، فقالت: هل أتيت امرأة بعدي ؟ قال: نعم، امرأتي آمنة بنت وهب، قالت (6):فلا حاجة لي فيك، إنك مررت و بين عينيك نور ساطع إلى السماء، فلمّا وقعت عليها ذهب، فأخبرها أنها قد حملت بخير أهل الأرض.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني و علي (7) بن المسلم الفقيهان، و أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام التنوخي الصوري الخطيب، قدم علينا و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، قالوا: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي، أنبأنا علي بن حرب، أنبأنا محمد بن علي عمارة القرشي، حدثنا - و قال الغسّاني: حدثني - مسلم بن خالد الزنجي، نبأنا ابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس قال: لما انطلق عبد المطلب بابنه عبد اللّه ليزوجه مرّ به على كاهنة من أهل تبالة (8) متهودة قد قرأت الكتب يقال لها: فاطمة ابنة مرّ الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبد اللّه فقالت: يا فتى هل لك أن تقع عليّ الآن، و أعطيك مائة من الإبل، فقال عبد اللّه:

أمّا الحرام فالممات دونه

ص: 404


1- طبقات ابن سعد 97/1.
2- بعدها في الأصل و خع:«أنبأنا سعد» و المثبت يوافق عبارة ابن سعد.
3- في ابن سعد: المدني.
4- بالأصل و خع «ثبت» و الصواب عن ابن سعد.
5- عن ابن سعد و بالأصل و خع «فأتى».
6- بالأصل و خع:«قال» و الصواب عن ابن سعد.
7- بالأصل و خع «عن» و الصواب عن مطبوعة السيرة 204/1.
8- عن مختصر ابن منظور 28/2 و بالأصل و خع:«بعاله» و في المطبوعة:«من أهل له».

و الحلّ لا حلّ فأستبنيه

فكيف بالأمر الذي تبغينه (1)

ثم مضى مع أبيه فزوجه آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة (2)،فأقام عندها ثلاثا (3) ثم إن نفسه دعته إلى ما دعته إليه الكاهنة فأتاها، فقالت: يا فتى ما صنعت بعدي ؟ فأخبرها، فقالت (4):و اللّه ما أنا بصاحبة ريبة، و لكني رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون فيّ و أبى اللّه أن يصيره إلاّ حيث أراد. و قال ابن المسلم (5) و التنوخي:

إلاّ أن يجعله - ثم أنشأت فاطمة تقول:

إنّي رأيت مخيلة لمعت *** ثم تلألأت بحناتم القطري

فأصابها نورا يضيء به *** ما حوله فأضاءت البدري (6)

فرجوتها فخرا أبوء به *** ما كلّ قادح زنده يوري

للّه ما زهرية سلبت *** ثوبيك (7) ما سلبت (8) و ما تدري

و قالت فاطمة أيضا:

بني هاشم قد غادرت من أخيكم *** أمينة إذ للباه يعتلجان (9)

كما غادر المصباح عند خموده (10) *** فتائل قد ميثت بغير دهان (11)

و ما كلّ ما يحوي الفتى من تلاده *** بحرص (12) و لا ما فاته لتوان

ص: 405


1- في ابن سعد 96/1 تنوينه.
2- بالأصل و خع:«زهير» تحريف و الصواب ما أثبت عن ابن سعد 95/1.
3- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن مختصر ابن منظور 28/2.
4- بالأصل و خع: فقال، و الصواب ما أثبتناه عن مختصر ابن منظور 29/2 و ابن سعد 97/1.
5- بالأصل و خع:«و قال المسلمة» و الصواب ما أثبت، و هو علي ابن المسلم، انظر أول الحديث.
6- البيت في ابن سعد 97/1: فلمائها نور يضيء له ما حوله كإضاءة الفجر
7- بدون نقط بالأصل و خع، و المثبت عن ابن سعد.
8- في ابن سعد: استلبت.
9- بالأصل و خع:«بغير كان» و المثبت عن ابن سعد 97/1 و في المطبوعة السيرة 205/1 يعتركان.
10- كذا بالأصل و خع و المطبوعة، و في ابن سعد: بعد خبوه.
11- الأصل و خع، و في ابن سعد: له بدهان.
12- الأصل و خع، و في ابن سعد: بحزم.

فأجمل إذا طالبت أمرا فإنه *** سيكفيكه جدّان (1) يعتلجان (2)

ستكفيكه إمّا يد مقفعلّة *** و إمّا يد مبسوطة ببيان (3)

و لما حوت منه أمينة ما حوت *** حوت منه فخرا ما له من ثان (4)

و رواه هشام بن محمد الكلبي عن أبي الفيّاض الخثعمي نحوه (5).

و قيل إنّها امرأة من بني أسد بن عبد العزّى من قريش.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة،[حدثنا ابن سعد] (6) أنبأنا هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أن المرأة التي عرضت على عبد اللّه بن عبد المطلب ما عرضت: امرأة من بني أسد بن عبد العزّى و هي أخت ورقة بن نوفل.

قال: و أنبأنا محمد بن سعد (7)،أنبأنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، حدثني محمد بن عبد اللّه بن أخي الزهري، عن الزهري، عن عروة.

قال: و أنبأنا عبيد اللّه بن محمد بن صفوان، عن أبيه قال: و أنبأنا إسحاق بن عبد اللّه (8)،عن سعيد بن محمد بن (9) جبير بن مطعم قالوا جميعا: هي قتيلة ابنة نوفل أخت ورقة و كانت تنظر و تعتاذ (10)،فمرّ بها عبد اللّه بن عبد المطلب فدعته يستمتع (11)

ص: 406


1- عن ابن سعد، و بالأصل و خع: حدان.
2- في ابن سعد:«يصطرعان» و خع كالأصل.
3- في خع:«ببنيان» و في ابن سعد: ببنان.
4- البيت في ابن سعد: و لما قضت منه أمينة ما قضت نبا بصري عنه و كلّ لساني و بعده بالأصل و خع كررت الأبيات الأربعة:«إني رأيت مخيلة...» حذفناها.
5- انظر طبقات ابن سعد 96/1-97.
6- زيادة اقتضاها السياق، سقطت من الأصل و خع، انظر طبقات ابن سعد 96/1.
7- طبقات ابن سعد 95/1.
8- في ابن سعد: عبيد اللّه.
9- عن ابن سعد و بالأصل «عن» تحريف.
10- الأصل و خع، و في ابن سعد: و تعتاف.
11- الأصل و خع، و في ابن سعد: يستبضع منها.

منها و لزمت طرف ثوبه. فأبى و قال: حتى آتيك، و خرج سريعا حتى دخل على آمنة بنت وهب فوقع عليها، فحملت برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم رجع عبد اللّه بن عبد المطلب إلى المرأة فيجدها (1) تنتظره. فقال: هل لك في الذي عرضت عليّ ؟ فقالت: لا، مررت و في وجهك نور ساطع، ثم رجعت و ليس [فيه ذلك النور. و قال بعضهم: قالت مررت و بين عينيك غرّة مثل غرّة الفرس و رجعت و ليست] (2) هي في وجهك و قد ورد (3) أن التي عرضت عليه نفسها لم تك بغيا و إنما كانت زوجه (4) كذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أنبأنا أبو طاهر بن المخلّص، أنبأنا رضوان بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار، أنبأنا يونس بن بكير، أنبأنا أحمد بن إسحاق (5)،حدثني والدي إسحاق بن يسار قال:

حدّثت: أنه كان لعبد اللّه بن عبد المطلب امرأة مع آمنة ابنة وهب بن عبد مناف. فمرّ بامرأته تلك و قد أصابه أثر من طين عمل به، فدعاها إلى نفسه، فأبطئت عليه لما رأت به من أثر الطين. فدخل فغسل عنه أثر الطين ثم دخل عامدا إلى آمنة ثم دعته صاحبته التي كان أراد إلى نفسها، فأبى للذي صنعت به أول مرة فدخل على آمنة فأصابها ثم خرج فدعاها إلى نفسه فقالت: لا حاجة لي بك، مررت بي و بين عينيك نور ساطع فدعوت أن أجيبها منك فلما دخلت على آمنة ذهبت بها منك.

قال (6) و نبأنا يونس، عن ابن (7) إسحاق، قال: فحدثت امرأته تلك كانت تقول: مرّ بي و أن بين عينيه لنورا مثل الغرّة، فدعوته رجاء أن يكون بي، فدخل على آمنة فأصابها فحملت برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد الخطيب، أنبأنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأنا

ص: 407


1- الأصل و خع، و في ابن سعد: فوجدها تنظره.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن ابن سعد 96/1.
3- في خع: روي.
4- في خع: زوجته.
5- سيرة ابن إسحاق ص 21 برقم 26.
6- سيرة ابن إسحاق ص 21 برقم 27.
7- بالأصل و خع:«أبي» و الصواب عن سيرة ابن إسحاق ص 21.

أبي، و أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، و أبو محمد هبة اللّه بن الألهاني (1)،و أبو عبد اللّه بن أحمد السمرقندي.

قالوا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا أبو محمد بن [أبي] (2) نصر، أنبأنا عبد السلام بن أحمد بن محمد القرشي، أنبأنا أبو حصين محمد بن إسماعيل بن محمد التميمي، أنبأنا محمد بن عبد اللّه الزاهد الخراساني، حدثني إسحاق بن إبراهيم بن بنان، أنبأنا سلاّم بن سليمان أبو العباس المكفوف المدائني، أنبأنا ورقاء ابن عمر عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، و مجاهد (3)،عن ابن عباس قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قلت: فداك أبي و أمي، أين كنت و آدم في الجنة ؟ قال: فتبسم حتى بدت ثناياه (4) ثم قال:«كنت في صلبه و ركب بي السفينة في صلب أبي: نوح، و قذف [بي] في صلب إبراهيم، لم يلتق أبواي قط على سفاح، لم يزل اللّه تعالى ينقلني من الأصلاب الحسنة إلى الأرحام الطاهرة. صفتي مهدي لا يتشعب شعبان إلاّ كنت في خيرهما قد أخذ اللّه تبارك و تعالى بالنبوة ميثاقي، و بالإسلام عهدي، و بشّر في التوراة و الإنجيل ذكري، و بيّن كلّ نبي صفتي، تشرق الأرض بنوري، و الغمام لوجهي، و علّمني كتابه [و روى] (5)بي سحابه، و شق لي اسما من أسمائه: فذو العرش محمود و أنا محمد، و وعدني يحبوني بالحوض و الكوثر، و أن يجعلني أول شافع، و أول مشفع، ثم أخرجني من خير قرن لأمتي، و هم الحمّادون يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر».

قال ابن عباس: فقال لي حسّان بن ثابت (6) في النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

من (7) قبلها طبت في الظلال و في *** مستودع يوم يخصف الورق

ثم سكنت (8) البلاد لا بشر *** أنت و لا نطفة و لا علق

ص: 408


1- في خع:«الأهاني» و في مطبوعة ابن عساكر السيرة 207/1 الأكفاني.
2- عن خع، سقطت من الأصل.
3- بالأصل و خع:«عن عطاء عن أبي مجاهد» و المثبت يوافق عبارة مطبوعة ابن عساكر السيرة 207/1.
4- الأصل و خع، و في مختصر ابن منظور 29/2 نواجذه.
5- بالأصل:«في سحابة» و المثبت و الزيادة عن مختصر ابن منظور.
6- الأبيات في مجمع الزوائد 217/8 و مختصر ابن منظور 30/2 و سقطت من ديوانه ط بيروت.
7- زيادة عن اللسان لاستقامة الوزن، و سقطت اللفظة من الأصل و خع و مجمع الزوائد. و نسب البيت صاحب اللسان إلى العباس يمدح النبي صلى اللّه عليه و سلّم.
8- في مجمع الزوائد: ثم هبطت.

مطهّر تركب السفين و قد *** ألجم أهل الضلالة الغرق

تنقّل من أصلب (1) إلى رحم *** إذا مضى عالم بدا طبق

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«يرحم اللّه حسان».

فقال علي بن أبي طالب - رضي اللّه تعالى عنه - وجبت الجنة لحسان و ربّ الكعبة.

هذا حديث غريب جدا المحفوظ أن هذه الأبيات للعباس رضي اللّه تعالى عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثني أبو شيخ محمد بن الحصين (2) الأصبهاني و عبد اللّه بن محمد قالا:

أنبأنا زكريا بن يحيى بن عمر بن حصين (3) بن حميد بن منهب بن حارث (4) بن خريم بن أوس بن حارثة.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو يعلى بن الفرّاء.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور (5).

قالوا: أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح، أنبأنا القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب بن عيسى، أنبأنا ابن (6) السكن و هو زكريا بن يحيى، حدثني عمّ أبي زحر بن حصن، عن جده حميد بن منهب قال: قال خريم بن زاد [أوس-] (7) أبو عبيد جدي قال: هاجرت إلى رسول اللّه عليه الصلاة

ص: 409


1- في خع:«صلب» و في مجمع الزوائد 217/8: صالب.
2- كذا بالأصل و خع و في تاريخ بغداد 227/2 «الحسين».
3- كذا بالأصل و خع، و في ترجمته في تهذيب التهذيب:«حصن».
4- كذا بالأصل و خع و في تهذيب التهذيب: حارثة.
5- بعدها في مطبوعة ابن عساكر السيرة 209/1: و أبو علي محمد بن و شاح ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النقور.
6- كذا بالأصل:«ابن السكن» و في خع «أبو السكن» و في كلّ تحريف، و الصواب «أبو السكين» انظر الكاشف للذهبي و فيه: زكريا بن يحيى أبو السكين الطائي حدث عن عم أبيه زحر بن حصن.
7- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.

و السلام، فقدمت عليه منصرفه (1) من تبوك فأسلمت. فسمعت العباس - زاد أبو عبيد: بن عبد المطلب - يقول: يا رسول اللّه إني أريد أن أمتدحك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«قل لا يفضض اللّه فاك»[761] قال: فأنشأ يقول (2):

[من] (3) قبلها طبت في الظلال و في *** مستودع حيث يخصف الورق

ثم هبطت البلاد لا بشر *** أنت و لا مضغة و لا علق

بل نطفة تركب السفين و قد *** ألجم نسرا و أهله الغرق

تنقّل من أصلب (4) إلى رحم *** إذا مضى عالم بدا طبق

حتى احتوى بيتك المهيمن من *** خندف (5) عليا (6) يحسّها النطق

و أنت لما ولدت أشرقت الأرض و ضاءت بنورك الأفق فنحن في ذلك الضياء و في النور و سبل الرشاد تخترق أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي، أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير (7) الخلدي، أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان، حدثنا (8) عبد الرّحمن بن عتيبة البصري، أنبأنا علي بن محمد المديني السلمي، أنبأنا سلمة (9) بن محارب بن سلم بن زياد، عن أبيه، عن أبي بكرة: أن جبريل عليه السلام ختن النبي عليه الصّلاة و السلام حين طهر قلبه.

كذا في هذه الرواية، و قد جاء من وجه آخر:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم ولد مختونا.

ص: 410


1- بالأصل و خع «مصرفه» و الصواب عن مختصر ابن منظور 30/2.
2- الأبيات في مختصر ابن منظور و مجمع الزوائد 217/8-218.
3- سقطت من الأصل و خع و مجمع الزوائد و استدركت عن مختصر ابن منظور.
4- الأصل، و في خع:«أصلاب» و في مجمع الزوائد و المختصر: صالب.
5- في خع: صدف.
6- كذا بالأصل و خع، و في المختصر:«علياء تحتها» و في مجمع الزوائد:«علياء لحتها».
7- بالأصل و خع «نصر» و الصواب عن سير أعلام النبلاء 558/15.
8- بالأصل و خع «بن» تحريف و الصواب ما أثبت.
9- كذا بالأصل و خع، و في مطبوعة ابن عساكر السيرة 209/1 «مسلمة».

أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن علي بن المسلم الفقيه، و أبو القاسم بن السمرقندي، قال: أنبأنا أبو نصر الحسين [بن] (1) محمد بن طلاّب، أنبأنا أبو الحسين (2) بن جميع، أنبأنا أبو حفص عمر (3)،عن ابن موسى بن هارون بن المقتفدر (4)بالمصّيصة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف السّهمي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني (5)،أنبأنا عبد اللّه بن يحيى بن موسى السرخسي، قالا: أنبأنا جعفر بن عبد الواحد قال: قال لنا صفوان بن هبيرة و محمد بن بكر البرساني عن ابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس قال:«ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مسرورا مختونا».

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا موسى بن عطاء المكي، أنبأنا الحكم بن أبان العبدي، نبأنا عكرمة عن ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: ولد النبي عليه الصّلاة و السّلام مختونا مسرورا قال:

و أعجب ذلك عبد المطلب و حظي عنده و قال ليكونن لا بني هذا شأن، فكان له شأن.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا (6).

قالوا:[أنبأنا محمد بن علي بن محمد الفارسي - و قال ابن السبط : الفارسي:

أنبأنا محمد بن كثير الكوفي، أنبأنا إسماعيل بن مسلم قالوا: أنبأنا محمد بن علي بن الدجاجي] (7).

ص: 411


1- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن سير أعلام النبلاء 423/18.
2- عن مطبوعة السيرة، و بالأصل و خع «عن».
3- بالأصل و خع:«أبو الحسن» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 152/17.
4- كذا بالأصل، و في خع:«القندر» و في المطبوعة:«القنفدر».
5- الكامل لابن عدي 155/2.
6- بالأصل و خع:«خدا» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
7- كذا وردت العبارة بالأصل و خع - بين المعقوفتين - و سيرد السند نفسه فيما سيلي.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد بن عبد اللّه بن الوكيل الصابوني، و أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى المرّي و أبو القاسم بن السمرقندي، قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنبأنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي، أنبأنا علي بن محمد الفارسي - قال ابن السبط الفارسي - أنبأنا محمد بن كثير الكوفي، أنبأنا إسماعيل بن المسلم، عن الحسن، عن أبي هريرة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم ولد مختونا انتهى.

و روي عن الحسن عن أنس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأنا محمد بن يوسف بن يعقوب الكوفي الرّقّي، أنبأنا الحسين بن عبد اللّه العوفي بالبصرة، أنبأنا محمد [بن أحمد] (1) الكرخي، أنبأنا سفيان بن محمد المصّيصي، أنبأنا هشام، عن يونس، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«من كرامتي على اللّه تبارك و تعالى أني ولدت مختونا و لم ير سوأتي أحد»[762].

و روي عن سفيان بن محمد من وجه آخر (2).

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسين بن علي القاضي الحداد (3)أنبأنا الأديب أبو (4) الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي السوذرجاني (5)بأصبهان (6)،أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن، أنبأنا محمد بن عمر بن مسلم، أنبأنا محمد بن الفرج البغدادي.

ص: 412


1- سقطت من الأصل و خع و الزيادة عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 211/1.
2- سقطت اللفظة من الأصل و استدركت عن خع.
3- بياض بالأصل قدر كلمة، و سقطت اللفظة أيضا من خع، و في المطبوعة السيرة 211/1 «بتبريز» و فيها: «الحسن... الحدادي» بدل «الحسين... الحدّاد» نقلا عن المشيخة.
4- بالأصل و خع:«الأديب ابن أبي الفتح» و الصواب:«أبو» عن سير أعلام النبلاء 193/19.
5- هذه النسبة - بضم السين و فتح الذال المعجمة - إلى سوذرجان من قرى أصبهان.
6- عن خع و بالأصل: بأصبهاني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور.

قالوا: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون (1)،أنبأنا أبو بكر الخطيب (2)،أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد اللّه حسنويه الكاتب بأصبهان، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سالم الحافظ ، حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج البغدادي بالأبلّة (3)،أنبأنا سفيان بن محمد المصّيصي، أنبأنا هشيم (4)،عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من كرامتي على اللّه تبارك و تعالى أني ولدت مختونا و لم ير سوأتي أحد»[763].

قال الخطيب: لم يروه فيما يقال (5) عن يونس غير (6) هشيم، و تفرد به سفيان بن محمد.

و روي عن هشيم من وجه آخر.

أخبرناه أبو النّضر (7) عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان الفامي المعدّل، و أبو عبد اللّه محمد بن [علي بن محمّد] (8) الطبيب حفيد العميري (9) بهراة، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد العميري، أنبأنا أبو منصور محمد بن جبريل بن ماج الفقيه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد الأنماطي (10) إملاء من حفظه، أنبأنا أبو الفضل محمد بن (11) عبد اللّه المرجاني (12) و نوح بن محمد بن نوح قالا: أنبأنا

ص: 413


1- بالأصل و خع:«جيرون» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
2- انظر تاريخ بغداد 329/1 في ترجمة محمد بن أحمد بن الفرج.
3- بالأصل و خع:«بالأيلة» و المثبت «بالأبلّة» عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل و خع «هشام» و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل و خع:«قيما و قال» تحريف، و الصواب:«فيما يقال» عن تاريخ بغداد 329/1.
6- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و خع «عن» تحريف.
7- بالأصل و خع «أبو النصر» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 297/20.
8- الزيادة عن سير أعلام النبلاء 69/19.
9- عن سير أعلام النبلاء، و بالأصل و خع «العميري».
10- في خع: الأسفاطي.
11- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
12- في خع: البرجاني، و في المطبوعة:«البرهاني» والر.

[الحسن] (1) بن عرفة العبدي (2)،أنبأنا هشيم (3)،عن يونس، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من كرامتي على ربي تبارك و تعالى أني ولدت مختونا لم ير أحد سوأتي»[764].

و هذا إسناد فيه بعض من يجهل حاله، و قد سرقه ابن الجارود - و هو كذّاب - فرواه عن الحسن بن عرفة.

أخبرناه أبو سعد عبد اللّه بن إسماعيل (4) بن أحمد بن محمد بن حيان النّسوي، أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبيد اللّه بن محمد الصرّام، أنبأنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي، أنبأنا الحسن بن عرفة، أنبأنا هشيم بن بشير (5)،عن (6) الحسن، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من كرامتي على ربي تبارك و تعالى أني ولدت مختونا لم ير سوأتي أحد»[765].

أخبرنا أبو مسعود المعدّل في كتابه قال: أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن خالد الخطيب الملحمي، أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان، أنبأنا عبد الرّحمن بن أيوب الحمصي، أنبأنا موسى بن أبي موسى المقدسي، حدثني خالد بن سلمة، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ولدت مختونا مسرورا»[766].

ص: 414


1- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
2- بالأصل «الجندي» و الصواب «العبدي» عن خع. انظر الكاشف للذهبي.
3- بالأصل و خع «هشام» خطأ. و الصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب ترجمة الحسن بن عرفة العبدي و فيه و ممن روى عنه الحسن: هشيم.
4- كذا بالأصل و خع، و في المشيخة: أسعد. و قد صوّب في المطبوعة «أسعد».
5- بالأصل و خع و المطبوعة «كثير» و المثبت عن تهذيب التهذيب و الكاشف للذهبي (ترجمته).
6- قبلها في المطبوعة:«عن يونس» بين «بشير» و «عن الحسن».
باب إخبار الأحبار بنبوته و الرهبان

و ما يذكر من أمره عن العلماء و الكهان

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي الوزير، أنبأنا عبد اللّه بن محمد، أنبأنا عبد الواحد بن غياث أبو بحر، أنبأنا عبد العزيز بن مسلم، أنبأنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن الفلتان (1) بن عاصم و ذكر أنه خاله قال (2):كنت جالسا عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم إذ شخص بصره إلى رجل [فدعاه] (3) فإذا يهودي عليه قميص و سراويل و نعلان، قال: فجعل النبي صلى اللّه عليه و سلّم يكلمه و هو يقول: يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أتشهد أني رسول اللّه ؟» قال: لا، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«أ تقرأ التوراة ؟» قال: نعم، قال:«أ تقرأ الإنجيل ؟» قال: نعم، قال: و القرآن و لو تشاء قرأته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«فيم تقرأ التوراة و الإنجيل أ تجدني نبيّا؟» قال: إنا نجد نعتك و مخرجك، فلما خرجت رجونا أن تكون فينا، فلما رأيناك عرفنا أنك لست به. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«و لم يا يهودي ؟» قال: إنا نجده مكتوبا أنه يدخل من أمته سبعون ألفا بغير حساب و لا نرى معك إلاّ نفرا يسيرا. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن أمتي لأكثر من سبعين ألفا و سبعين (4) ألفا»[767].

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران.

ص: 415


1- كذا بالأصل و خع و دلائل البيهقي 273/6 و في البداية و النهاية من تحقيقنا (الغليان) و قد نبهنا إلى عبارة البيهقي هناك 201/6.
2- الحديث في دلائل البيهقي 273/6 و نقله عنه ابن كثير في البداية و النهاية 201/6 و مختصر ابن منظور 46/2 باختلاف بعض الألفاظ في هذه المصادر.
3- الزيادة عن البيهقي و ابن كثير.
4- بالأصل و خع:«سبعين ألفا ألفا سبعين ألفا» و المثبت عن البيهقي و ابن كثير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون (1)، أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي محمّد بن أحمد (2) بن الحسن الصّوّاف، أنبأنا محمد بن (3) عثمان بن محمد بن أبي شيبة، نبأنا المنجاب بن الحارث، أنبأنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة [قال:] (4) بلغني أن بني إسرائيل لما أصابهم من ظهور بخت نصر عليهم و فرقتهم و ذلّتهم تفرقوا، و كانوا يجدون محمدا صلى اللّه عليه و سلّم منعوتا في كتابهم، و أنه يظهر في بعض هذه القرى العربية في تربة ذات نخل، فلما خرجوا من أرض الشام جعلوا يقترون (5) كل قرية من تلك القرى العربية بين الشام و اليمن، يجدون نعتها نعت يثرب، فنزل (6) بها طائفة منهم و يرجون أن يلقوا محمدا فيتبعوه حتى نزل من بني هارون ممن حمل التوراة بيثرب منهم طائفة فمات أولئك الآباء و هم يؤمنون بمحمد صلى اللّه عليه و سلّم أنه جاء و يحثّون أبناءهم على اتّباعه إذا جاء فأدركه من أدركه من أبنائهم فكفروا به و هم يعرفونه.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو (7) محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا أبو محمد (8) حارث بن أبي أسامة، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن سعد (9)،أنبأنا محمد بن عمر، حدثني محمد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة (10)،عن نملة بن أبي نملة، عن أبيه قال: كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في كتبهم، و يعلمونه للولدان (11) بصفته و اسمه

ص: 416


1- بالأصل و خع:«جيرون» و الصواب ما أثبت عن سد مماثل، و قد مرّ كثيرا.
2- بالأصل و خع:«أبو علي أحمد بن محمد بن الحسن» و المثبت عن الأنساب (الصواف).
3- بالأصل:«محمد بن أحمد بن عثمان» و في خع:«محمد بن محمد بن عثمان» و المثبت عن الأنساب (الصواف).
4- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن مختصر ابن منظور 47/2 و الخصائص الكبرى للسيوطي 44/1.
5- كذا بالأصل و خع و المختصر، و اقترى الأمر: تتبعه، و في الخصائص الكبرى: يتعرضون.
6- الأصل، و في خع و السيوطي:«فينزل» و في المختصر: فتنزل.
7- بالأصل و خع:«أبو بكر محمد» خطأ.
8- بالأصل و خع:«أبو محمد بن حارث» و الصواب حذف «بن».
9- طبقات ابن سعد 160/1 و الخصائص الكبرى للسيوطي 46/1.
10- عن ابن سعد و بالأصل و خع: دينار.
11- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد و الخصائص الكبرى: الولدان.

و مهاجرته (1) إلينا فلما ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حسدوه و بغوا عليه و قالوا: ليس هو (2)قال: أنبأنا علي بن محمد بن عبد اللّه بن أبي سيف القرشي، عن أبي عبيدة بن عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر و غيره، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت (3):سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات، فلما كانت ليلة ولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال في مجلس من مجالس قريش: هل كان فيكم من مولود هذه الليلة ؟ قالوا: لا نعلمه، قال: أخطأت و اللّه حيث كنت أكره، انظروا يا معشر قريش و احصوا ما أقول لكم: ولد الليلة نبي هذه الأمة (4) أحمد الآخر، فإن أخطأكم فبفلسطين، به شامة بين كتفيه سوداء صفراء فيها شعرات متواترات، فتصدّع القوم من مجالسهم و هم يتعجبون (5) من حديثه، فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم، فقيل لبعضهم: ولد لعبد اللّه بن عبد المطلب الليلة غلام و سماه محمدا، فالتقوا بعضهم (6) بعد من يومهم فأتوا اليهودي في منزله فقالوا: أعلمت أنه ولد فينا مولود؟ قال: أبعد خبري (7) أم قبله ؟ قالوا: قبله و اسمه أحمد، قال: فاذهبوا بنا إليه، فخرجوا معه حتى دخلوا على أمّه، فأخرجته (8) إليهم فرأى الشامة في ظهره، فغشي على اليهودي ثم أفاق فقالوا: ويلك! ما لك ؟ قال: ذهبت النبوة من بني إسرائيل و خرج الكتاب من أيديهم، و هذا مكتوب بقتلهم (9) و سوء أخبارهم، فازت العرب بالنبوة، أ فرحتم يا معشر قريش ؟ أما و اللّه ليسطون بكم سطوة يخرج بناؤها (10) من المشرب إلى المغرب.

قال (11):و أنبأنا علي بن محمد بن علي بن مجاهد، عن محمد بن إسحاق،

ص: 417


1- في ابن سعد و الخصائص: و مهاجره.
2- في الخصائص الكبرى: و بغوا و أنكروا.
3- الخبر في ابن سعد 162/1 و مختصر ابن منظور 47/2.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن خع و ابن سعد.
5- كذا بالأصل و خع، و في ابن سعد: يعجبون.
6- سقطت اللفظة من ابن سعد.
7- بالأصل و خع:«خبره» و المثبت عن ابن سعد.
8- بالأصل «فأخرجت» و الصواب عن خع و ابن سعد.
9- في ابن سعد: يقتلهم و يبزّ أخبارهم.
10- في ابن سعد: نبؤها.
11- انظر ابن سعد 164/1 و مختصر ابن منظور 48/2.

عن سالم مولى عبد اللّه بن مطيع، عن أبي هريرة قال: أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بيت المدراس (1) فقال:«أخرجوا (2) إليّ أعلمكم». فقالوا عبد اللّه بن صوريا، فخلا به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فناشده بدينه، و ما أنعم اللّه تعالى به عليهم، و أطعمهم من المنّ و السلوى، و ظلّلهم به من الغمام:«أ تعلمني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟» قال: اللّهم، نعم. قال:

فإن القوم ليعرفون ما أعرف، و أن صفتك و نعتك لمبيّن في التوراة، و لكنهم حسدوك.

قال:«فما يمنعك أنت ؟» قال: أكره خلاف قومي و عسى أن يتّبعوك و يسلموا فأسلم (3)[768].

أخبرنا أبو طالب عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن.

أخبرنا (4) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا القاضي أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار، أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، أنبأنا الحسين (5) بن إسماعيل المحاملي - إملاء - أنبأنا عبد اللّه بن شبيب، حدثني أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف قال: وجدت في كتاب أبي عن أبيه عن عبد الرّحمن بن حميد بن [عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه حميد بن عبد الرحمن بن] (6) عوف أن عبد المطلب حين خرج إلى اليمن فلقيه رجل من اليهود، له علم، فنظر إلى عبد المطلب فقال: أرني منك شيئين، فقال عبد المطلب: و إني أريك ما لم يكن عورة معي [فقال:] (7) لا أريد العورة، أريد أن انظر إلى أنفك و إلى كفيك. فقال: انظر، فقال له: ابسط كفيك، فبسطهما. فقال: أ ما في أحد كفيك ملك (8)؟و أما أنفك فإن فيه

ص: 418


1- بالأصل و خع «المدارس» و الصواب عن ابن سعد و مختصر ابن منظور، و انظر اللسان «درس».
2- بالأصل و خع:«إني» و الصواب عن ابن سعد و المختصر.
3- بالأصل و خع:«أسلم» و الصواب عن ابن سعد و المختصر.
4- أقحم قبلها بالأصل و خع:«أخبرنا أبو طالب عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن» و ستأتي العبارة في أول سند الحديث التالي، فحذفناها.
5- بالأصل و خع «الحسن» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب «المحاملي».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 338/1.
7- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المطبوعة.
8- بالأصل و خع: فملك.

النبوة، و لا يتم ذلك إلاّ في بني (1) زهرة هل لك في شاعة قال: لا، قال: فتزوج في بني زهرة. قال: فلما رجع عبد المطلب تزوج هالة [بنت وهيب] (2) و تزوج (3) عبد اللّه آمنة بنت وهب، فقالت قريش فلج (4) عبد اللّه على أبيه.

هذا حديث غريب و المحفوظ حديث المسور بن مخرمة الذي أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي (5)، أنبأنا أبو محمد عبد الرّحمن بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد (6) أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، أنبأنا حفص بن عمر بن سيار (7)،نبأنا يعقوب بن محمد بن عيسى، أنبأنا عبد العزيز بن عمران، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر الزّهري، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن المسور بن مخرمة (8)،عن ابن عباس، عن العباس بن عبد المطلب، عن عبد المطلب بن هاشم قال: خرجت إلى اليمن (9) في رحلة الشتاء فنزلت على حبر ممن يقرأ الزبور، فقال لي: يا عبد المطلب أ تأذن لي أن انظر إلى بعضك ؟ قال: قلت نعم، ما لم يكن عورة. قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه، ثم نظر في الآخر فقال: إنّي أجد في إحدى يديك ملكا، و في الأخرى نبوة. و إنّا نجد ذلك في بني زهرة فأنّى (10) هذا؟ ثم قال: هل لك من شاعة ؟ قال: قلت: و ما الشّاعة (11)؟ قال: زوجة، قلت: لا،[قال:] (12) فإذا قدمت فتزوج فيهم. قال: فقدم عبد المطلب

ص: 419


1- بالأصل و خع:«بشيء» و الصواب عن ابن سعد 86/1.
2- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و خع، و الزيادة المستدركة عن طبقات ابن سعد 86/1.
3- بالأصل و خع:«و خرج» تحريف، و الصواب ما أثبت انظر ابن سعد 86/1.
4- بالأصل و خع «فلح» و الصواب ما أثبت، و فلج: فاز «اللسان».
5- بالأصل و خع:«أنبأنا الحسين بن علي بن الحسين الخلعي» و الصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه.
6- بالأصل و خع:«أبو سعد» تحريف و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 407/15.
7- كذا بالأصل، و في خع:«يسار» و في كلّ منهما تحريف، و الصواب: السّيّاري كما في الأنساب، و هذه النسبة إلى «سيّار» جدّ.
8- بالأصل و خع:«المسرور بن أبي مخرمة» و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 48/2.
9- بالأصل و خع:«الشام» و الصواب ما أثبت انظر ابن سعد 86/1 و المختصر 48/2.
10- بالأصل و خع رسمت:«فاما» و في المختصر:«فكيف ذلك ؟» و المثبت عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 339/1.
11- بالأصل و خع - في الموضعين - بالسين المهملة، و المثبت عن المختصر، و في اللسان: و شاعة الرجل: امرأته، و إن حملتها على معنى المشايعة و اللزوم فألفها ياء (اللسان: شوع).
12- زيادة اقتضاها السياق عن المختصر.

فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت حمزة وصفية و زوج عبد اللّه آمنة بنت وهب فقال الناس: فلج (1) عبد اللّه على أبيه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (2)،أنبأنا أبو الحسن محمد (3) بن الحسين بن داود العلوي، أنبأنا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل (4)الأزدي، أنبأنا محمد بن يونس القرشي، أنبأنا يعقوب بن محمد الزّهري.

قال: و حدثنا أبو عبد اللّه الحافظ إملاء، أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد اللّه البغدادي، أنبأنا هاشم بن مرثد (5) الطبراني، أنبأنا يعقوب بن محمد الزّهري، أنبأنا عبد العزيز بن عمران، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، عن أبي عون، عن المسور بن مخرمة، عن ابن عباس، عن أبيه قال: قال عبد المطلب (6):قدمت اليمن في رحلة الشتاء فنزلت على حبر من اليهود، فقال لي رجل من أهل الزبور: يا عبد المطلب، أ تأذن لي أن انظر إلى يديك (7) يعني، فقلت: انظر ما لم يكن عورة قال:

ففتح إحدى منخري فنظر فيه، ثم نظر [في الآخر] (8) فقال: أشهد أن في إحدى يديك ملكا و في الأخرى نبوة، و أرى ذلك في بني زهرة، فكيف ذلك ؟ فقلت: لا أدري، قال: هل لك من شاعة ؟ قال: قلت: و ما الشّاعة (9)؟قال (10):زوجة. قلت: أما اليوم فلا، قال: فإذا قدمت فتزوج فيهم. و رجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهيب (11) بن عبد مناف، فولدت له حمزة و صفية، و تزوج عبد اللّه بن عبد المطلب

ص: 420


1- بالأصل و خع:«فلح» و الصواب ما أثبت، و في المختصر:«ولج».
2- دلائل البيهقي 106/1.
3- بالأصل و خع:«علي» و الصواب عن دلائل البيهقي، و انظر سير أعلام النبلاء 98/17.
4- بالأصل و خع: حميل و الصواب «جميل» عن دلائل البيهقي 106/1.
5- عن البيهقي و بالأصل و خع: يزيد.
6- الخبر في دلائل البيهقي 106/1-107 و الخصائص الكبرى 68/1، و مختصر ابن منظور 48/2.
7- كذا بالأصل و خع، و في المختصر:«بدنك بعيني» و في البيهقي:«بدنك» بدون اللفظة التالية، و في الخصائص:«إلى بعضك».
8- الزيادة عن البيهقي، و في خع: ثم نظر في أخرى.
9- بالأصل الشاغة بالغين المعجمة في الموضعين، تصحيف و الصواب ما أثبت، و قد مرت قريبا.
10- بالأصل قلت، خطأ.
11- في البيهقي «وهب» و في إحدى نسخه:«وهيب» و صوب محققها «وهب».

آمنة ابنة وهب فولدت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقالت قريش حين تزوج عبد اللّه آمنة: أفلح (1)عبد اللّه على أبيه.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين عن (2) أبي طالب محمد بن محمد بن غيلان، أنبأنا أبو بكر [محمّد بن عبد اللّه بن] (3) إبراهيم الشافعي، أنبأنا محمد بن يونس، أنبأنا يعقوب بن محمد الزّهري، أنبأنا عبد العزيز بن عمران، أنبأنا أبو جعفر (4)،عن أبي عون، عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: قال أبي عبد المطلب بن هاشم: خرجت إلى اليمن في رحلة الشتاء و الصيف فنزلت على رجل من اليهود يقرأ الزبور، فقال: يا عبد المطلب بن هاشم، أ تأذن لي أن انظر إلى شيء من جسدك ؟ قال: نعم ما لم تكن عورة، قال فنظر في منخري، فقال: إني أجد في إحدى منخريك ملكا، و في الأخرى نبوة. فهل لك في شاعة (5)؟قال: قلت: و ما الشاعة ؟ قال: زوجة، قال: قلت: أما اليوم فلا، قال: فإذا قدمت مكة فتزوج قال: فقدم عبد المطلب مكة فتزوج هالة بنت وهيب بن زهرة، فولدت له حمزة و صفية، و تزوج عبد اللّه آمنة بنت وهب فولدت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فكانت قريش تقول: فلج عبد اللّه على أبيه انتهى.

و روي من وجه آخر عن المسور من غير ذكر ابن عباس و عبّاس.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة (6)،أنبأنا محمد بن سعد (7)،أنبأنا هشام بن محمد بن السائب، حدثني محمد بن عبد الرّحمن الأنصاري، عن جعفر بن

ص: 421


1- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي و الخصائص و المختصر:«فلج» بمعنى فاز و ظفر.
2- بالأصل و خع «بن» و الصواب ما أثبت انظر ترجمة أبي طالب في سير أعلام النبلاء 598/17.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و الزيادة عن سير أعلام النبلاء 598/17 ترجمة أبي طالب، و 39/16 ترجمة أبي بكر الشافعي.
4- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة السيرة 340/1 عبد اللّه بن جعفر.
5- في خع - في الموضعين - ساعة، بالسين المهملة، و الثانية وردت بالأصل بالغين المعجمة، و الصواب ما أثبت عما سبق من رواية.
6- بعدها بالأصل «بن محمد» و المثبت يوافق عبارة خع.
7- طبقات ابن سعد 86/1.

عبد الرّحمن بن (1) المسور بن مخرمة الزّهري، عن أبيه، عن جده قال: كان عبد المطلب إذا ورد اليمن نزل على عظيم من عظماء حمير، فنزل عليه مرة من المرار فوجد عنده رجلا من أهل اليمن قد أمهل له في العمر، و قد قرأ الكتب، فقال له: يا عبد المطلب، أ تأذن لي أن أفتش (2) مكانا منك قال: ليس كل مكان مني آذن لك فيه في تفتيشه، قال: إنما هو منخراك، قال: فدونك. فنظر إلى [حار - و هو] (3) الشعر في منخريه فقال: أرى نبوة و أرى ملكا، و أرى أحدهما في بني زهرة، فرجع عبد المطلب فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، و زوج ابنه عبد اللّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فولدت محمدا صلى اللّه عليه و سلّم، فجعل اللّه تعالى في بني عبد المطلب النبوة و الخلافة، و اللّه تعالى أعلم حيث وضع ذلك.

أخبرنا أبو طالب علي بن (4) عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنبأنا الحسن بن علي بن عفان، أنبأنا الحسن بن عطية بن يحيى القرشي، أنبأنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن قيس بن زمانة، عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام و كان قيس يكرم ولد يوسف إذا نزلوا فقال له يوسف: إني محدّثك (5) حديثا: أن رجلا من أهل الشام نزل بيهودي من أهل يثرب، فأنزله و أكرمه فقال الشامي: إني لا أرى (6) ما أجازيك بما صنعت إليّ إلاّ أني أكرمك بحديث أحدثك به فاحفظه مني: إنه (7) خارج - بأرض العرب، بأرض تيماء - يعني نبي، فإن أدركته فاتبعه، فإن أنت لم تفعل، فليكن بينك و بينه ولث (8) و عهد، قال: فلما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جاء اليهودي إلى

ص: 422


1- سقطت اللفظة من الأصل و خع، استدركت عن ابن سعد.
2- عن ابن سعد و بالأصل و خع: أقيس.
3- غير واضحة بالأصل و خع، و في المختصر «نار» و في ابن سعد:«يار» و لعل الصواب ما أثبت عن تاج العروس و فيه «حرر: الحار: شعر المنخرين لما فيه من الشدة و الحرارة».
4- بالأصل و خع:«أبو طالب علي بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن عقيل» و المثبت عما سبق من سند مماثل، و قد مرّ قريبا.
5- بالأصل:«أبي يحدثك» و الصواب عن خع.
6- في خع: لا أدري.
7- بالأصل و خع:«إني» و لعل الصواب ما أثبت.
8- الولث: عقد العهد بين القوم، و يقال: ولث من عهد أي شيء قليل (اللسان: ولث).

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: إنك رسول اللّه، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«فاتبعني»[769] فقال له اليهودي: لا أدع ديني، و لكن لي ألف نخلة فلك منها مائة وسق أؤديه كل عام إليك، و أنا آمن على أهلي و مالي فاكتب لي بذلك. فكتب له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. فقال يوسف: فهو ذا، ما يؤخذ منه غيره حتى الساعة مائة وسق ما يزاد عليه.

و ذكر حديثا في قتل عثمان رضي اللّه تعالى عنه.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم [بن حمزة] (1) و أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، و أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب، قالوا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي، أنبأنا عبد اللّه بن محمد البلوي بمصر، أنبأنا عمارة بن زيد، حدثني عبيد اللّه بن العلاء، حدثني يحيى بن عروة عن أبيه: أن نفرا من قريش منهم ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و زيد بن عمرو بن نفيل، و عبد اللّه (2)و عبيد اللّه بن جحش بن رئاب (3) و عثمان بن الحويرث كانوا عند صنم لهم يجتمعون (4)إليه، قد اتخذوا ذلك اليوم كل سنة عيدا، و كانوا يعظمونه و ينحرون له الجزر، ثم يأكلون و يشربون الخمر، و يعكفون عليه فدخلوا عليه في الليل فرأوه مكبوبا على وجهه، فأنكروا ذلك فأخذوه فردّوه إلى حاله، فلم يلبث أن انقلب انقلابا عنيفا، فأخذوه فردّوه إلى حاله و انقلب الثالثة، فلما رأوا ذلك منه اغتمّوا له و أعظموا ذلك، فقال عثمان بن الحويرث: ما له قد أكثر التنكس، إنّ هذا الأمر (5) قد حدث، و ذلك في الليلة التي ولد فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فجعل عثمان يقول (6):

أيا صنم العيد الذي صفّ حوله *** صناديد وفد من بعيد و من قرب

تكوّست (7) مغلوبا فما ذاك قل لنا *** أذاك سفيه لم تكوّست للعتب (8)

ص: 423


1- الزيادة للإيضاح، عن سند مماثل سابق.
2- كذا بالأصل و خع، و لم ترد اللفظة في مختصر ابن منظور49/2 و لا في الخصائص الكبرى 88/1.
3- بالأصل و خع:«وثاب» و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل «لم يجتمعوا» و المثبت عن المختصر و الخصائص الكبرى.
5- في المختصر و الخصائص الكبرى: إن هذا لأمر.
6- الأبيات في مختصر ابن منظور 49/2 و الخصائص الكبرى 88/1.
7- تكوّس: انقلب، و في الخصائص الكبرى: تنكّس مقلوبا.
8- عجزه في الخصائص الكبرى: أ أذاك شيء أم تنكس للعب.

فإن كان من ذنب أتينا فإننا *** [نبوء] بإقرار و نلوي عن الرتب (1)

و إن كنت مغلوبا تكوّست (2) صاغرا *** فما أنت في الأوثان بالسيد الرب

قال: فأخذوا الصنم فردوه إلى حاله [التي كان عليها] (3)،فلما استوى هتف هاتف بهم من الصنم بصوت جهير و هو يقول (4):

تردى لمولود أضاءت لنوره (5) *** جميع فجاج الأرض بالشرق و الغرب

و خرّت له الأوثان طرّا و أرعدت *** قلوب ملوك الأرض طرّا من الرّعب

و نار جميع الفرس باخت و أظلمت *** و قد بات شاه الفرس في أعظم الكرب

و صدّت عن الكهّان بالغيب جنّها *** فلا مخبر منهم بحقّ و لا كذب

فيا آل قصي ارجعوا عن ضلالكم *** و هبّوا إلى الإسلام و المنزل الرّحب

فلما سمعوا ذلك [خلصوا] (6) نجيّا (7) فقال بعضهم لبعض: تصادقوا و ليكتم بعضكم على بعض فقالوا: أجل، فقال لهم ورقة بن نوفل: أ تعلمون و اللّه ما قومكم على دين، و لقد أخطئوا الحجة، و تركوا دين إبراهيم، ما حجر تطيفون به لا يسمع و لا يبصر و لا ينفع و لا يضرّ، يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين، قال: فخرجوا عند ذلك يضربون على (8) الأرض و يسألون عن الحنيفية دين إبراهيم عليه الصّلاة و السلام.

فأما ورقة فتنصر و قرأ الكتب حتى علم علما.

و أما عثمان بن الحويرث فصار إلى قيصر فتنصّر و حسنت منزلته عنده.

و أما زيد بن عمرو بن نفيل فأراد الخروج فحبس ثم إنه خرج بعد ذلك، فضرب في الأرض حتى بلغ الرقة من أرض الجزيرة فلقي بها راهبا عالما فأخبره بالذي يطلب

ص: 424


1- الزيادة عن مختصر ابن منظور و فيه و في خع:«الذنب».
2- في الخصائص الكبرى: تنكست.
3- ما بين معكوفتين بالأصل و خع، و سقطت من المختصر و الخصائص الكبرى.
4- الأبيات في مختصر ابن منظور 49/2 و الخصائص الكبرى 89/1.
5- في خع و المختصر و الخصائص: بنوره.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن خع و المختصر.
7- إشارة إلى قوله تعالى فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا يعني أنهم اعتزلوا متناجين،(انظر اللسان: نجا).
8- في المختصر «في الأرض».

فقال له الراهب: إنّك لتطلب دينا ما تجد من يحملك عليه، و لكن قد أحلك (1) زمان نبيّ يخرج من بلدك، يبعث بدين الحنيفية فلما قال له ذلك، رجع يريد مكة، فعادت عليه لخم فقتلوه.

و أما (2) عبيد اللّه بن جحش فأقام بمكة حتى بعث النبي صلى اللّه عليه و سلّم ثم خرج مع من خرج إلى أرض الحبشة فلما صار بها تنصّر و فارق الإسلام، فكان بها حتى هلك هنالك نصرانيا.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن بن معروف أنبأنا (3) الحارث، أنبأنا محمد بن سعد (4)،أنبأنا عبد اللّه بن جعفر الرقي، أنبأنا أبو المليح، عن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل قال: أراد أبو طالب المسير إلى الشام فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أي عمّ إلى من تخلّفني هاهنا؟ فما لي أمّ تكفلني و لا أحد يؤويني» قال: فرق له ثم أردفه خلفه، فخرج به فنزلوا على صاحب دير. فقال صاحب الدير: ما هذا الغلام منك ؟ قال: ابني، قال: ما هو بابنك، و لا ينبغي أن يكون له أب حي. قال: و لم ؟ قال: لأن وجهه وجه نبي، و عينه عين نبي. قال: و ما النبي ؟ قال: الذي يوحى إليه من السماء فينبئ به أهل الأرض.

قال: اللّه (5) أجلّ مما تقول. قال: فاتّق عليه اليهود. قال: ثم خرج حتى نزل براهب أيضا صاحب دير فقال: ما هذا الغلام منك ؟ قال: ابني، قال: ما هو ابنك (6) و ما ينبغي أن يكون له أب حي، قال: و لم ذاك ؟ قال: لأن وجهه وجه نبي، و عينه عين نبي، قال:

سبحان اللّه، اللّه أجلّ مما تقول و قال: يا ابن أخي أ لا تسمع ما يقول ؟ قال:«أيّ عمّ لا تنكر للّه قدره»[770].

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز.

ص: 425


1- في المختصر: قد أظلك.
2- لم يرد هنا ذكر «عبد اللّه» فقد ورد في بداية الخبر أنه من النفر من قريش.
3- بالأصل و خع «بن» و الصواب ما أثبت، عن سند مماثل و قد مرّ كثيرا.
4- طبقات ابن سعد 153/1 و مختصر ابن منظور 50/2.
5- زيادة عن ابن سعد و خع، و لم ترد بالأصل.
6- في ابن سعد: بابنك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون (1).

أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا [محمد بن] (2)عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا عقبة بن مكرم، أنبأنا المسيّب بن شريك،[أنبأنا محمد بن شريك] (3)،عن شعيب بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال (4):

كان بمر الظهران راهب من الرهبان يدعى عيضا (5) من أهل الشام و كان متحفرا بالعاص بن وائل، و كان اللّه تعالى قد أتاه علما كثيرا، و جعل فيه منافع كثيرة لأهل مكة من طبّ و رفق و علم.

و كان يكرم (6) صومعة له، و يدخل مكة في كل سنة فيلقى الناس، و يقول: إنه يوشك أن يولد فيكم مولود، يا أهل مكة يدين له العرب و يملك العجم، هذا زمانه، و من أدركه و تبعه أصاب خيرا كثيرا أو قال أصاب حاجته، و من أدركه و خالفه (7) فقد أخطأ حاجته، و تاللّه ما نزلت أرض الخمير و الخمير و الأمن، و لا حللت أرض البؤس و الجوع و الخوف إلاّ في طلبه.

و كان لا يولد بمكة مولود إلاّ سئل عنه، فيقول: ما جاء بعد فيقال (8):صفه، فيقول (9):لا، و يكتم ذلك الذي قد علم أنه لاقي من قومه مخافة على نفسه أن يكون ذلك داعية إلى أدنى ما يفضي (10) إليه من الأذى يوما.

فلما كان صبيحة اليوم الذي ولد فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خرج (11) عبد اللّه بن

ص: 426


1- بالأصل و خع «جيرون» خطأ، و الصواب:«خيرون» و قد سبق سند مماثل.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و الزيادة ضرورية عن سند مماثل سابق، و قد مرّ قريبا.
3- ما بين معكوفتين موجود بالأصل و خع و الخصائص الكبرى 85/1، و سقطت العبارة من المطبوعة السيرة 244/1.
4- الخبر في مختصر ابن منظور 51/2 و الخصائص الكبرى 85/1.
5- في الخصائص: عيصى.
6- في الخصائص و مختصر ابن منظور: يلزم.
7- عن المختصر و الخصائص، و بالأصل و خع: و خلافه.
8- عن المختصر و الخصائص و خع:«فقال».
9- عن المختصر، بالأصل و خع «فقال».
10- بالأصل و خع:«إلى أذن ما يعطي» و المثبت:«أدنى ما يفضي» عن المختصر.
11- في الخصائص: خرج عبد المطلب.

عبد المطلب حتى أتى غيضا فوقف في أصل صومعته ثم نادى: يا غيضا، فناداه:

من هذا؟ فقال: أنا عبد (1) اللّه فأشرف عليه فقال: كن أباه (2)،فقد ولد ذلك المولود الذي كنت أحدثكم (3) به يوم الاثنين، و يبعث يوم الاثنين.

قال: فإنه قد ولد لي مع الصبح مولود، قال: فما سميته ؟ قال: محمدا، قال:

و اللّه لقد كنت أشتهي أن يكون هذا المولود فيكم أهل البيت لثلاث خصال بها نعرفه، فقد أتى عليهن منها: أن نجمه طلع البارحة، و أنه ولد اليوم، و أن اسمه محمد انطلق إليه (4) فإنه الذي كنت أحدثكم عنه ابنك، قال: فما يدريك أنه ابني ؟ و لعله أن يولد يومنا هذا مولودون عدة قال: قد وافق ابنك الاسم، و لم يكن للّه عز و جلّ ليشبّه علمه على العلماء لأنه حجة، و آية ذلك أنه (5) الآن وجع (6) فيشتكي أياما ثلاثة، ثم يعافى فاحفظ لسانك فإنه لم يحسد حسده أحد قطّ ، و لم يبغ على أحد كما يبغى عليه، و أن يعين عليه حتى يبدو معالمه ثم يدعو، يظهر لك من قومك ما لا يحتمله إلاّ على صبر على ذلك، فاحفظ لسانك (7) قال: فما عمره ؟ قال: إن طال عمره أو قصر لم يبلغ السبعين، يموت في وتر دونها من الستين أو في إحدى و ستين، أو ثلاث [و ستين، الستون] (8) أعمار جلّ (9) أمته.

قال: و حمل برسول اللّه في عاشوراء المحرم، و ولد يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت من رمضان سنة ثلاث و عشرين من غزوة أصحاب الفيل.

ص: 427


1- في الخصائص: عبد المطلب.
2- بالأصل و خع:«أبوه» خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر الخصائص.
3- الأصل و خع و الخصائص، و في المختصر: عنه.
4- هذه اللفظة سقطت من الأصل و خع، و زيدت عن المختصر.
5- زيادة عن المختصر.
6- زيادة عن المختصر.
7- كذا بالأصل و خع، و في المختصر: و إن تعش.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن المختصر، و مكانها بالأصل «و بين الستين» و في خع «و بين الستون» و في الخصائص:«ثلاث و ستين» و سقطت «الستون» منها.
9- عن المختصر و الخصائص، و في الأصل و خع: أجل.

أخبرنا أبو عبد اللّه (1) محمد بن الفضل الفراوي الفقيه، أنبأنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أحمد الصابوني و أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (2).

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح الحافظ ، أنبأنا والدي أبو (3) صالح أحمد بن عبد الملك بن علي النيسابوري المؤذن.

قالوا: أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمد بن الحسين بن الحسن (4) السّلمي، أنبأنا أبو العباس الوليد بن سعيد بن الخالد بن حاتم بن عيسى البسطامي (5) بمكة - زاد البيهقي و أبو صالح: من حفظه. قالوا:- و زعم (6) أن له خمسا (7) و تسعين سنة في ذي الحجة سنة ستّ (8) و ستين و ثلاثمائة على باب إبراهيم عليه الصلاة و السلام، قال: أنبأنا محمد [بن عيسى بن محمّد] (9) الأخباري، أنبأنا أبي: عيسى بن محمد بن سعيد القرشي، أنبأنا علي بن سليمان، عن سليمان بن علي، عن علي بن عبد اللّه - و سقط من حديث الصابوني: عن علي بن عبد اللّه-[عن عبد اللّه] (10) بن عباس قال: قدم الجارود بن عبد اللّه - و كان سيدا في قومه، مطاعا عظيما في عشيرته مطاع الأمر رفيع القدر، عظيم الخطر، ظاهر الأدب، شامخ الحسب، بديع الجمال، حسن الفعال، ذا منعة و مال - في وفد عبد القيس من ذوي الاخطار و الأقدار، و الفضل و الإحسان و الفصاحة و الرهبان كان رجل منهم (11) كالنخلة السحوق (12) على ناقة (13) كالفحل العتيق

ص: 428


1- بالأصل و خع:«أبو عبد اللّه بن محمد» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 615/29.
2- دلائل النبوة 104/2 و ما بعدها.
3- بالأصل و خع «أبي» خطأ.
4- في البيهقي:«أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى السلمي.» و هو الصواب انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 247/17(152).
5- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي: الفسطاطي.
6- بالأصل و خع بعدها:«أبو عمر» و المثبت يوافق عبارة البيهقي.
7- بالأصل و خع:«خمسمائة» و المثبت عن البيهقي.
8- بالأصل و خع «ستة» و الصواب ما أثبت.
9- الزيادة عن البيهقي.
10- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن البيهقي و مختصر ابن منظور 52/2.
11- بعدها بالأصل و خع:«كل الرحلة منهم»، كذا، و المثبت يوافق عبارة البيهقي و مختصر ابن منظور.
12- السحوق: الطويلة.
13- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي: الفنيق.

قد جنبوا الجياد و أعدّوا للجلاد، مجدين في مسيرهم، حازمين في أمرهم، يسيرون ذميلا، يقطعون ميلا فميلا، حتى أناخوا عند مسجد النبي صلى اللّه عليه و سلّم. فأقبل الجارود على قومه و المشايخ من بني عمه فقال: يا قوم هذا محمّد الأغرّ سيد العرب، و خير ولد عبد المطلب، فإذا دخلتم عليه، و وقفتم بين يديه، فأحسنوا عنده السلام، و أقلوا عنده الكلام. فقالوا بأجمعهم: أيها الملك الهمام و الأسد الضرغام، لن نتكلم إذا حضرت و لن نجاوز ما (1) أمرت، فقل ما شئت، فإنّا سامعون، اعمل ما شئت فإنا تابعون (2)- و قال الصابوني: مبايعون - فنظر الجارود في كل كميّ صنديد، قد دوّموا العمائم، و تزوا (3) بالصوارم (4)،يجرون (5) أسيافهم و يستحبون أذيالهم، يتناشدون الأشعار، و يتذاكرون مناقب الأخيار لا يتكلمون طويلا، و لا يسكتون عيّا: إن أمرهم ائتمروا، و إن زجرهم ازدجروا - و قال الصابوني: انزجروا - كأنهم أسد (6) يقدمها ذو لبدة مهول حتى مثلوا بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فلما دخل القوم المسجد و أبصرهم أهل المشهد دلف الجارود أمام النبي صلى اللّه عليه و سلّم و حسر لثامه (7) و أحسن سلامه ثم أنشأ يقول:

يا نبي الهدى أتتك رجال *** قطعت فدفدا و آلا فآلا

و قال البيهقي مهمها (8):

و طوت (9) نحوك الصحاصح طرّا *** لا تخال الكلال قبل (10) كلالا

كلّ دهماء يقصر الطرف عنها *** أرقلتها قلاصنا إرقالا

و طوتها الجياد تحمحم (11) فيها *** بكمأة كأنجم تتلالا

ص: 429


1- في البيهقي:«إذا» و مثله في المختصر، و في خع كالأصل.
2- الأصل و خع:«بائعون» و المثبت عن البيهقي و المختصر.
3- كذا بالأصل و خع، و في المختصر و البيهقي:«و تردوا» يعني جعلوها أردية.
4- الأصل و خع و المختصر، و في البيهقي:«بالصمائم» و على هامشه عن نسخة: بالصوارم.
5- اللفظتان غير واضحتين بالأصل و خع، و رسمت الثانية:«أسنانهم» و المثبت عن المختصر و البيهقي.
6- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي و المختصر: أسد غيل.
7- عن خع و البيهقي، و بالأصل «و حوله أمه».
8- كذا و الذي في الدلائل: فدفدا كالأصل.
9- قبلها بالأصل و خع و بعد قوله: و قال البيهقي - كرر البيت الأول، فحذفناه.
10- الأصل و خع، و في البيهقي و المختصر: فيك.
11- الأصل و خع، و في البيهقي و المختصر: تجمح.

تبتغي [دفع] (1) بأس يوم عبوس *** أوجل القلب ذكره ثم هالا

فلما سمع النبي عليه الصّلاة و السلام فرح فرحا شديدا و قرّبه و أدناه، و رفع مجلسه و حيّاه و أكرمه و قال:«يا جارود لقد تأخر بك و بقومك الموعد، و طال بكم الأمد» قال:

و اللّه يا رسول اللّه، لقد أخطأ من أخطأك قصده، و عدم رشده، و تلك أيم اللّه أكبر خيبة و أعظم حوية، و الرائد لا يكذب أهله، و لا يغش نفسه، لقد جئت بالحق، و نطقت بالصدق، و الذي بعثك بالحق نبيّا و اختارك للمؤمنين وليّا، لقد وجدت وصفك في الإنجيل، و لقد بشّر بك ابن البتول، فطول التحية لك، و الشكر لمن أكرمك و أرسلك.

لا أثر (2) بعد عين، و لا شك بعد يقين (3)،مدّ يدك فأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أنك محمد رسول اللّه.

قال فآمن الجارود و آمن من قومه كلّ سيّد. فسر النبي صلى اللّه عليه و سلّم سرورا، و ابتهج حبورا، و قال:«يا جارود، هل في جماعة وفد عبد القيس من يعرف لنا قسّا؟» قال: كلنا نعرفه يا رسول اللّه، و أنا من بين قومي كنت أقفو أثره، و أطلب خبره. كان قسّ (4) سبطا من أسباط العرب، صحيح النسب، فصيحا إذا خطب، ذا شيبة حسنة، عمّر سبعمائة سنة، يتقفر القفار، لا تكنه دار، و لا يقره قرار، يتحسى في تقفره بيض النعام، و يأنس بالوحش و الهوام، يلبس المسوح و يتبع السياح على منهاج المسيح، لا يفتر من الرهبانية، يقر للّه تعالى بالواحدانية يضرب بحكمته الأمثال، و يكشف به الأهوال، و تتبعه الأبدال، أدرك رأس الحواريين سمعان، فهو أول من تأله من العرب، و أعبد من تعبد في الحقب (5)،و أيقن بالبعث و الحساب و حذر سوء المنقلب و المآب (6) و وعظ بذكر الموت، و أمر بالعمل قبل الفوت. الحسن الألفاظ ، الخاطب بسوق عكاظ ، العالم بشرق و غرب، و يابس و رطب، أجاج و عذب، كأني انظر إليه، و العرب بين يديه، يقسم بالرب الذي هو له ليبلغنّ الكتاب أجله، و ليوفّينّ كل عامل عمله. و أنشأ يقول:

ص: 430


1- عن خع و البيهقي و المختصر، سقطت من الأصل.
2- عن البيهقي، و بالأصل و خع:«لا أرى».
3- عن البيهقي و خع، و بالأصل: بين.
4- بالأصل و خع:«قال قس» و المثبت عن البيهقي.
5- عن البيهقي و المختصر، و بالأصل و خع: العقب.
6- عن البيهقي و المختصر، و بالأصل و خع: و الممات.

هاج (1) للقلب من جواه ادّكار *** و ليال خلا لهن نهار

و نجوم يحثّها قمر الليل *** و شمس في كل يوم تدار

ضوأها يطمس العيون و ارعاد *** شديد في الخافقين مطار

و غلام و أشمط و رضيع *** كلهم في التراب يوما يزار

و قصور مشيدة حوت الخير *** و أخرى خلت لهن (2) قفار

و كثير (3) مما يقصّر عنه *** جوسة الناظر الذي لا يحار

و الذي قد ذكرت دلّ على اللّه *** نفوسا لها هدا و اعتبار

فقال النّبيّ عليه الصّلاة و السّلام:«على رسلك يا جارود، فلست أنساه بسوق عكاظ على جمل له أورق، و هو يتكلم بكلام موثق، ما أظن أني أحفظه، فهل فيكم يا معشر المهاجرين و الأنصار من يحفظ لنا منه شيئا»- و قال الصابوني: يحفظه. فوثب أبو بكر الصّدّيق - رضي اللّه تعالى عنه - قائما فقال: يا رسول اللّه إنّي أحفظه، و كنت حاضرا ذلك اليوم بسوق عكاظ حين خطب فأطنب و رغّب و رهّب و حذّر و أنذر، و قال في خطبته:

أيّها الناس، اسمعوا و عوا، و إذا وعيتم (4) فانتفعوا. إنه من عاش مات، و من مات فات، و كلما هو آت آت، نبات و مطر (5)،و أرزاق و أقوات، و آباء و أمهات، و أحياء و أموات، جميع و أشتات، و آيات بعد آيات، إن في السماء لخبرا (6)،و إن في الأرض لعبرا، ليل داج، و سماء ذات أبراج، و أرض ذات ارتياج (7)،و بحار ذات أمواج، ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ؟ أرضوا بالمقام فأقاموا؟ أم تركوا هناك فناموا؟ أقسم

ص: 431


1- صدره بالأصل و خع:: هاج القلب من حواه ان كان و المثبت عن البيهقي و المختصر.
2- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي:«فهن» و في المختصر:«فهي».
3- عن البيهقي و المختصر، و بالأصل و خع «و كبير».
4- بالأصل و خع: دعيتم، و المثبت عن البيهقي و المختصر.
5- كذا بالأصل و خع: و في المصدرين السابقين: مطر و نبات.
6- بالأصل و خع:«لخيرا» و المثبت عن البيهقي و المختصر.
7- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي: رتاج.

قسما حقّا (1) لا حانثا فيه، و لا آثما إن للّه دينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، و نبيّا قد حان حينه، و أظلكم زمانه (2)،و أدرككم إبانه، فطوبى لمن آمن به فهداه، فويل لمن خالفه و عصاه.

ثم قال: تبا لأرباب الغفلة من الأمم الخالية، و القرون الماضية. يا معشر إياد من (3) الأب و الأجداد؟ من (4) المريض و العواد؟ و أين الفراعنة الشداد؟ أين من بنا و شيّد؟ و زخرف (5) و جدّد؟ و غرّه المال و الولد؟ أين من طغى و بغى ؟ و جمع فأوعى ؟ و قال: أنا ربكم الأعلى ؟ أ لم يكونوا أكثر منكم أموالا؟ و أبعد منكم آمالا؟ و أطول منكم آجالا؟ طحنهم الثرى بكلكله و مزقهم بتطاوله، فبلت (6) عظامهم بالية، و بيوتهم خالية (7)،و عمرتها الذياب العادية (8)-و قال أبو صالح: العاوية - كلاّ، بل هو اللّه الواحد المعبود، ليس بوالد و لا مولود، ثم أنشأ يقول:

في الذاهبين الأولين *** من القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردا *** للموت ليس لها مصادر

و رأيت قومي نحوها *** تمضي الأصاغر الأكابر

لا يرجع الماضي إليّ *** و لا من الباقين غابر

أيقنت أني لا محالة *** حيث يصير (9) القوم صائر

قال: فجلس (10)،ثم قام (11) رجل - زاد أبو عبد اللّه: من الأنصار - بعده كأنه

ص: 432


1- بالأصل و خع:«قيسا جعا» و الصواب عن البيهقي و المختصر.
2- في البيهقي و المختصر: أوانه.
3- كذا بالأصل و خع و في البيهقي و المختصر: أين الآباء.
4- في البيهقي و المختصر:«و أين».
5- الأصل و خع، و في البيهقي و المختصر: و نجّد.
6- في البيهقي و المختصر: فتلك.
7- الأصل و خع و البيهقي، و في المختصر: خاوية.
8- بالأصل:«العالية» و على هامشه: العادية و جانبها كلمة صح، و في خع «العادية» و هو ما أثبتناه، و في البيهقي و المختصر: العاوية.
9- في خع: حيث يصبر القوم صابر. و في البيهقي و المختصر:«صار».
10- في البيهقي و المختصر:«ثم جلس» و في خع كالأصل.
11- في البيهقي و المختصر:«فقام» و في خع كالأصل.

قطعة جبل ثم اتفقا فقالا:- ذو هامة عظيمة، و قامة جسيمة، قد دوّم عمامته، و أرخى ذؤابته، منيف أنوف (1) أشدق (2) حسن (3) الصوت فقال: يا سيد المرسلين و صفوة ربّ العالمين، لقد رأيت من قسّ (4) عجبا و شهدت منه مرغبا فقال:«و ما الذي رأيته منه و حفظته عنه ؟» فقال: خرجت في الجاهلية أطلب بعيرا لي شرد مني أقفو أثره و أطلب خبره في تنائف (5)-و قال الصّابوني و إسماعيل: في فيافي و قالا:- حقائف ذات دعادع و زعازع (6) و ليس بها الركب - و قال إسماعيل: ليس للركب فيها - مقيل، و لا لغير الجن سبيل، و إذا بموئل مهول (7) في طود عظيم، ليس به إلاّ البوم، و أدركني الليل فولجته مذعورا لا آمن فيه حتفي، و لا أركن إلى غير سيفي، فبتّ بليل طويل كأنه بليل موصول أرقب الكوكب، و أرمق الغيهب، حتى إذا عسعس الليل، و كاد (8) الصبح أن يتنفس هتف بي هاتف يقول:

يا أيّها الراقد في اللّيل الأحمّ (9)

قد بعث اللّه نبيا في الحرم

من هاشم أهل الوفاء و الكرم

يجلو دجنات الدّياجي و البهم

قال فأدرت طرفي فما [رأيت له] (10) شخصا و لا سمعت له فحصا فأنشأت أقول:

يا أيّها الهاتف في داجي الظلم

أهلا و سهلا بك من طيف ألم

ص: 433


1- عن البيهقي و بالأصل «منوف».
2- الأصل و خع و المختصر، و في البيهقي: أحدق.
3- الأصل و خع و المختصر، و في البيهقي: أجش.
4- بالأصل و خع:«قيس» و الصواب عن الدلائل و المختصر.
5- عن المختصر 55/2 و بالأصل «نفائف» و في خع:«تفائف» و في الدلائل:«نتائف».
6- عن البيهقي و بالأصل و خع: و دعادع.
7- بالأصل و خع:«هول» و المثبت «مهول» عن البيهقي و المختصر.
8- بالأصل و خع:«و كان» و الصواب عن البيهقي و المختصر.
9- بالأصل و خع:«الأجم» و المثبت عن البيهقي و المختصر.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن البيهقي و المختصر.

بيّن هداك اللّه في لحن الكلم

ما ذا الذي تدعوا إليه يغتنم

قال: فإذا أنا بنحنحة، و قائل يقول:

ظهر النور، و بطل الزور، و بعث اللّه تبارك و تعالى محمدا صلى اللّه عليه و سلّم بالخير (1)،صاحب النجيب الأحمر، و التاج و المغفر، و الوجه (2) الأزهر، و الحاجب الأقمر، و الطرف الأحور، صاحب قول شهادة: أن لا إله إلاّ اللّه، فذلك محمد المبعوث إلى الأسود و الأبيض، أهل المدر و الوبر ثم أنشأ يقول:

الحمد للّه الذي لم يخلق الخلق عبث

لم يخلنا [حينا] (3) سدى من بعد عيسى و اكترث (4)

أرسل فينا محمدا (5) خير نبيّ قد بعث

صلى عليه اللّه ما حجّ له ركب و حث

قال: فذهلت عن البعير و ألبسني (6) السّرور، و لاح الصّباح و اتسع الإيضاح، فتركت المور (7) و أخذت الجبل، فإذا أنا بالعتيق (8) يشقشق (9) إلى النوق، فأخذت (10) بخطامه، و علوت سنامه، فمرح (11) طاعة و هززته ساعة حتى إذا لغب (12)

ص: 434


1- كذا بالأصل و خع و في البيهقي و المختصر: بالحبور.
2- في البيهقي:«ذو الوجه» و خع و المختصر كالأصل.
3- سقطت من الأصل و خع و المختصر، و استدركت عن البيهقي 110/2 و في المطبوعة السيرة 351/1 «يوما».
4- كذا بالأصل و خع و في البيهقي و المختصر: أحمدا.
5- عن البيهقي و بالأصل و خع: و المرث.
6- كذا بالأصل:«و ألبسني السروح» و في خع:«و ألبسني السرور» و في البيهقي و المختصر: و اكتنفني السرور.
7- في البيهقي:«الموراء» و في بقية المصادر: المور كالأصل.
8- كذا بالأصل و خع، و في المختصر:«بالغسق» و في البيهقي: بالفنيق.
9- في البيهقي: يستنشق النوق.
10- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي: فملكت خطامه.
11- و في رواية: فمرج، و في أخرى: فخرج (دلائل البيهقي).
12- بالأصل و خع:«لعب» و المثبت عن البيهقي.

و ذلّ منه ما صعب، و حميت الوسادة، و بردت المزادة، فإذا الزاد قد هشّ له الفؤاد.

بركته (1) فبرك و أذنت له فترك (2)،في روضة خضرة نضرة عطرة، ذات حوذان و قربان و عنقران و عبيثران - زاد إسماعيل: نعنع و شيح و قالا - و حليّ و أقاح و جثجاث و برار، و شقائق و بهار (3) كأنما قد مات الجو بها مطيرا، أو باكرها المزن بكورا، فخلا لها شجر، و قرارها نهر، فجعل يرتع أبا، و أصيد ضبّا، حتى إذا أكل و أكلت، و نهلت و نهل، و عللت و عل (4)،و حللت عقاله و علوت (5) جلاله و أوسعت مجاله (6) فاغتنم الحملة و مرّ كالنبلة يسبق الريح و يقطع عرض الفسيح، حتى أشرف بي على واد و شجر، من شجر عاد مورقة مونقة، قد تهدّل أغصانها كأنها بريرها حبّ فلفل، فدنوت فإذا أنا بقس بن ساعدة في ظل شجرة بيده قضيب من أراك ينكت به الأرض و هو يترنم و يشعر - زاد البيهقي و أبو صالح: و هو يقول (7):

يا ناعي الموت و الملحود في جدث *** علمهم من بقايا بزّهم خرق

دعهم فإن لهم يوما يصاح لهم (8) *** فهم إذا انتبهوا من يومهم فرق (9)

حتى يعودوا بحال (10) غير حالهم *** خلقا جديدا كما من قبله خلق

ص: 435


1- في البيهقي: تركته فترك.
2- في البيهقي: فبرك.
3- بالأصل و خع و البيهقي: و نهار، و المثبت عن المختصر 56/2. و البهار: نبت طيب الريح ينبت أيام الربيع (اللسان - بهر). و حوذان: نبت له ورق و قصب و نور أبيض. و قربان مجرى الماء في الروض. عبيثران: نبت طيب الرائحة من نبات البادية. الشيح: نبات له رائحة طيبة و طعم مرّ. الجثجاث شجر أصفر مرّ طيب الرائحة.
4- عن البيهقي و بالأصل و خع: و علل.
5- بالأصل و خع:«و غلوت خلاله» و الصواب عن البيهقي.
6- غير واضحة بالأصل و خع و المثبت عن البيهقي و المختصر.
7- عبارة البيهقي في الدلائل:«و هو يترنم بشعر و هو».
8- كذا بالأصل و خع و في البيهقي و المختصر: بهم.
9- عجزه في البيهقي: فهم إذا أنبهوا من نومهم فرقوا.
10- في البيهقي و المختصر:«لحال».

منهم عراة و منهم في ثيابهم *** منها الجديد و منها المنهج الخلق

قال: فدنوت منه فسلمت عليه فردّ علي السّلام و إذا أنا بعين خرّارة، في الأرض خوّارة، و مسجد بين قبرين، و أسدين عظيمين يلوذان به، و يتمسّحان بأبوابه (1)،و إذا أحدهما سبق الآخر إلى الماء فتبعه الآخر يطلب الماء، فضربه بالقضيب الذي في يده، و قال: ارجع ثكلتك أمك، حتى يشرب الذي ورد قبلك على الماء (2)،قال: فرجع ثم ورد بعده. فقلت له: ما هذان القبران ؟ فقال: هذان قبرا أخوين لي كانا يعبدان اللّه تبارك و تعالى في هذا المكان، لا يشركان باللّه تبارك و تعالى شيئا، فأدركهما الموت فقبرتهما، و ها أنا بين قبريهما (3) حق ألحق بهما، ثم نظر إليهما، فتغرغرت عيناه بالدموع، و انكب عليهما و جعل يقول:

أ لم تريا أنّي بسمعان (4) مفرد *** و ما لي فيها من خليل سواكما (5)

خليلي هبّا طال ما قد رقدتما *** أجدّكما لا تقضيان كراكما

أ لم تريا أني بشمعان (6) مفرد *** و ما لي فيها من خليل سواكما (7)

مقيم على قبريكما لست بارحا *** طوال الليالي أو يجيب صداكما

أبكيكما طول الحياة و ما الذي *** يردّ على ذي (8) عولة إن بكاكما

كأنكما و الموت أقرب غائب (9) *** بروحي في قبريكما قد أتاكما

أ من طول نوم (10) لا تجيبان داعيا *** كأن الذي يسقي العقار سقاكما

فلو جعلت نفس لنفس وقاية *** لجدت بنفسي أن تكون فداكما

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«رحم اللّه قسا، إني أرجو أن يبعثه اللّه عز و جلّ أمة وحده» (11)[771].

ص: 436


1- في البيهقي: بأثوابه.
2- قوله:«على الماء» سقطت من البيهقي و المختصر.
3- عن البيهقي و بالأصل و خع: قبرهما.
4- كذا بالأصل و خع و في البيهقي و المختصر: بسمعان.
5- كذا ورد البيت و سيتكرر بعد البيت الثاني، بالأصل و خع.
6- كذا بالأصل و خع و في البيهقي و المختصر: بسمعان.
7- بالأصل و خع:«ذو».
8- كذا ورد البيت و سيتكرر بعد البيت الثاني، بالأصل و خع.
9- في البيهقي:«غاية» و في باقي المظان كالأصل.
10- عن البيهقي و بالأصلين:«يوم».
11- عن البيهقي و بالأصل:«واحدة» و في خع و المختصر «وحده» أيضا.

هذا حديث غريب لم أكتبه بطوله هكذا [إلاّ] (1) من حديث الفسطاسي بإسناده هذا.

و قوله: السحوق: الطويلة.

و العتيق (2):هو الفحل من الإبل.

و الذميل: ضرب من السير و هو أعلى من العنق.

و الضرغام: من أسماء الأسد.

و دوموا من تدوير العمامة و هو من الدوّامة التي تستدم (3).

و تردوا بالصوارم: أي جعلوا السيوف بمنزلة الأردية فتقلدوها.

و الغيل: الشجر الملتف.

و ذو لبدة: التي تكاتف وبره على منكبيه.

و مهول: من الهول.

و مثلوا: انتصفوا (4).

و دلف: مشى بسرعة مع تقارب الخطا.

و حسر: كشف.

و الفدفد: الأرض الغليظة المرتفعة ذات الحصا.

و الآل: السراب.

و الضحاضح: جمع ضحضح، و هو الفضاء الواسع.

و يخال يظن.

و الكلال: التعب.

ص: 437


1- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
2- كذا عبارة الأصل و خع، و في رواية: الفنيق.
3- في المطبوعة: تدوم.
4- كذا بالأصل و خع و هو خطأ، ففي اللسان: يقال: مثل الرجل يمثل مثولا إذا انتصب قائما.(اللسان: مثل).

و دهماء: برية سوداء.

و أرقلتها: من الإرقال، و هو ضرب من السير.

و قلاصنا: جمع قلوص، و هي الناقة؛ و الجياد: الخيل.

و تجمح: من جمح الفرس إذا اعتن فارسه على رأسه حين عثر به.

و الكماة: جمع كمّي و هو الفارس الذي عليه آلة الحرب.

و الحوبة: واحدة الحوب و هو الإثم.

و الرائد: الذي يرسله القوم ليكشف لهم مواضع العشب و الماء.

و البتول التي قطعت عن الأزواج.

و أقفو: اتبع و أطلب.

و السبط : هاهنا، الأمة و في غير هذا الموضع ولد الولد.

و تقفر تقفرا و القفار: الأرض الخالية من الأنيس.

و يكنّه: يغطّيه. و يتحسى: يحسو.

و بيض النعام: كانوا يدفنون الماء في بيض النعام في الأرض لا التي لا ماء فيها، فإذا احتيج إلى الماء استخرج بيض النعام و حسي ما فيه.

و تأله: تعبد.

و الحقب: جمع حقبة و هي السنة.

و جواه: طول مرضه؛ و الخافقان: قطرا هواء الجو.

و مطار: أي قد استطار و علا، و أشمط : شائب الشعر.

و جوسة: من جست أو طلبت الشيء باستقصاء في طلبه (1).

و يحار: يرجع.

و الأورق: البعير الذي في لونه رمدة.

و المونق: المعجب.

ص: 438


1- العبارة بالأصل و خع غير واضحة و مضطربة المعنى:«من خشي أي طوائب الشيء بأشنعها في ظله» و المثبت عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 355/1.

و الأشتات: المتفرقون.

الداجى: الأسود.

و رتاج: باب.

و إبّانه: وقته.

و كلكله: صدره. و غابر ماضي.

منيف: مشرف لطوله.

و أشدق: واسع الشدقين.

و شرد: هرب.

و الفيافي: البراري و كذلك النفائف (1) سميت بذلك لكثرة الهواء بها و التنائف:

جمع تنوفة و هي القفر من الأرض و كذلك الفيافي أيضا.

و حقائفا جمع حقف و هو ما انعطف من الأرض الرمل.

و الدعادع: من دعدعت الريح الشجر إذا حركته تحريكا شديدا.

و زعازع: شدائد.

و موئل: المكان الذي يلجأ إليه.

و مهول: مخوف. و طود: جبل. و الغيهب: الظلمة.

و عسعس: اشتدت (2) ظلمته، و قيل إدبار الليل. و الأحم: الأسود. و دجنات:

جمع دجنة و هي الظلمة و كذلك الدياجي و البهم. و اكترث: أي كانت له بنا عناية و اهتمام.

و المور: الطريق السهلة المستوية (3).

و يشقشق: يهدر. و لغب: تعب.

و هشّ أي أعجب به.

ص: 439


1- كذا وردت بالأصل هنا و في الحديث، و قد مرّ أنها: التنائف.
2- بالأصل:«شدت» و المثبت عن خع.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن خع، و فيها «المستوي».

و خوذان و ما بعده أنواع من النبت.

و الأبّ : المرعى.

و نهلت: شربت، و عللت: شربت أيضا، شربة ثانية بعد أوله.

و تهدل: تدلّى و استرخى.

و البرير: ثمر الأراك.

و الملحود: الذي في اللحد.

و الجدث: القبر.

و فرقوا: خافوا.

و المنهج: البالي.

و خوارة: رخوة.

و تغرغرت: تردد فيها الدمع.

وهبا: انتبها.

و أجدّكما: أي من جدّكما و هو ضد الهزل. و كراكما: نومكما.

و صداكما: ما يسمع عند كلام من جبل أو غيره، و لا يكون الصدا إلاّ للحي المصوت أو للصوت.

و عولة: من العويل، و هو البكاء و لوعة المرار لوجد.

و العقار: الخمر. و الوقاية: ما توقي به الشيء.

و الفداء ممدود، و لكنه قصره لضرورة الشعر. و القصر لغة.

و الأمة: الجماعة. و الأمة: المعلم للخير. و الأمة: الواحد في الخير و اللّه تعالى أعلم.

أخبرنا أبو الفرج عيث بن علي بن عبد السّلام بن الأرمنازي (1)،و أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، قالوا: أخبرنا

ص: 440


1- هذه النسبة إلى أرمناز: قرية من قرى بلدة صورة (الأنساب) و في ياقوت أنها بليدة قديمة من نواحي حلب.

أبو الحسن علي بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي، حدثنا علي بن حرب، نبأنا ابن عثمان بن حكيم، أنبأنا عمر بن بكر، عن أحمد بن القاسم، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن عبد اللّه بن عباس قال: لما ظهر [سيف بن ذي يزن] (1) قال ابن المنذر: اسمه النعمان بن قيس - على الحبشة، و ذلك بعد مولد النبي صلى اللّه عليه و سلّم بسنتين أتته و فود العرب و شعراؤها تهنئه و تمتدحه و تذكر (2) ما كان من حسن بلائه (3).و أتاه فيمن أتاه وفد قريش فيهم (4):

عبد المطلب بن هاشم، و أمية بن عبد شمس، و عبد اللّه بن جدعان، و خويلد (5) بن أسد في ناس من وجوه قريش فقدموا عليه صنعاء فإذا هو في رأس غمدان الذي ذكره أمية بن أبي الصلت:

اشرب هنيا عليك التاج مرتفعا (6) *** في رأس غمدان دارا منك مخلالا (7)

فدخل عليه الآذن فأخبره بمكانهم، فأذن لهم فدنا عبد المطلب و استأذنه في الكلام فقال له: إن كنت ممن تتكلم بين يدي الملوك فقد أذنا لك، فقال عبد المطلب:

إنّ اللّه أجلّك (8) أيها الملك محلا رفيعا صعبا منيعا شامخا [باذخا] (9) و أنبتك منبتا

ص: 441


1- سقطت من الأصل و استدركت عن المختصر لابن منظور 57/2 و دلائل البيهقي 9/2.
2- عن دلائل البيهقي و بالأصل و خع:«و قد كن».
3- غير واضحة بالأصل و خع، و الصواب عن البيهقي، و بعدها فيه: و طلبه بثأر قومه.
4- في البيهقي: منهم.
5- كذا بالأصل و خع، و لم يرد خويلد في الدلائل البيهقي و لا في المختصر لابن منظور، و مكانه فيهما: و أسد بن عبد العزى، و وهب بن عبد مناف، و قصي بن عبد الدار.
6- في البيهقي 10/2 و المختصر 58/2 مرتفقا.
7- في البيهقي و المختصر:«اشرب هنيئا... محلالا» و البيت من قصيدة في سيرة ابن هشام 67/1 نسبها ابن إسحاق لأبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي، و قال ابن هشام و تروي لأمية بن أبي الصلت. و مطلعها: ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن ريّم في البحر للأعداء أحوالا و البيت فيها برواية: فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... محلالا و غمدان بضم أوله و سكون ثانيه: قصر بناه يشرح بن يحصب على أربعة أوجه: وجه أبيض و وجه أحمر و وجه أصفر و وجه أخضر و بنى في داخله قصرا على سبعة سقوف بين كل سقفين منها أربعون ذراعا. و قيل إن الذي بناه سليمان، و قيل بناه يعرب. و قد هدم في عهد عثمان (رضي اللّه عنه). و قوله مرتفقا يعني متكئا.
8- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي و المختصر:«أحلك».
9- الزيادة عن خع، سقطت اللفظة من الأصل.

طابت أرومته و عزّت جرثومته و ثبت أصله و بسق فرعه في (1) أكرم موطن و أطيب معدن، فأنت - أبيت اللعن - ملك العرب،[و ربيعها الذي تخصب به البلاد] (2) و رأس العرب الذي له تنقاد، و عمودها الذي عليه العماد، و معقلها الذي يلجأ إليه العباد، سلفك خير سلف، و أنت لنا منهم خير خلف، فلن يخمل (3)[من أنت] (4) سلفه، و لن يهلك من أنت خلفه. نحن أيّها الملك أهل حرم اللّه تعالى، و سدنة بيته، أشخصنا إليك الذي أبهجنا (5) من كشفك الكرب الذي فدحنا، فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة.

قال: و أيهم أنت أيها المتكلم ؟ قال: أنا عبد المطلب بن هاشم، قال: ابن أختنا؟ قال: نعم، قال: أدن، فأدناه ثم أقبل عليه و على القوم، فقال: مرحبا و أهلا (6) و ناقة و رحلا، و مستناخا سهلا، و ملكا ربحلا (7):يعطي عطاء جزلا، قد سمع الملك مقالتكم، و عرف قرابتكم، و قبل وسيلتكم، فأنتم أهل الليل و النهار، و لكم الكرامة ما أقمتم، و الحباء إذا ظعنتم.

ثم أنهضوا إلى دار الضيافة و الوفود و الإقامة فأقاموا شهرا لا يصلون إليه، و لا يأذن لهم بالانصراف ثم انتبه لهم انتباهة، فأرسل إلى عبد المطلب فأدنى مجلسه و أخلاه ثم قال: يا عبد المطلب إني مفض (8) إليك من سرّ علمي ما أن لم يكن غيرك لم أبح به إليه، و لكني رأيتك معدنه، فأطلعتك طلعه (9)،فلتكن عندك مطويا حتى يأذن اللّه تعالى، فإن اللّه تعالى بالغ أمره: إني أجد في الكتاب المكنون و العلم المخزون، الذي اختزناه لأنفسنا، و احتجبناه دون غيرنا، خيرا عظيما و خطرا جسيما، فيه شرف الحياة، و فضيلة الوفاة، للناس عامة، و لرهطك كافة، و لك خاصة.

ص: 442


1- في البيهقي: في أطيب موضع و أكرم معدن.
2- ما بين معكوفتين سقط من البيهقي و المختصر.
3- بالأصل و خع «يحمل» و المثبت عن البيهقي.
4- في الأصل و خع: منهم، و و المثبت عن البيهقي.
5- عن البيهقي و المختصر، و بالأصل و خع: انتهجنا.
6- زيد في البيهقي: و أرسلها مثلا، و كان أول من تكلم بها.
7- الرّتجل - بكسر الراء - و فتح الباء - الكثير العطاء.
8- بالأصل و خع «مفوض» و المثبت عن البيهقي و المختصر.
9- بالأصل:«طليعة» و المثبت عن البيهقي.

قال عبد المطلب: أيها الملك مثلك سرّ و برّ فما هو فداك أهل الوبر زمرا بعد زمر؟ قال: إذا ولد مولود بتهامة، غلام بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، و لكم به الرّعاية (1)، إلى يوم القيامة.

قال عبد المطلب: أبيت اللعن لقد أبت بخير ما آب به وفد، و لو لا هيبة الملك و إجلاله و إعظامه لسألته من سارّه (2) إياي ما أزداد به سرورا.

قال ابن ذي يزن: هذا حينه الذي يولد فيه، أو قد ولد، و اسمه محمد: يموت أبوه و أمه و يكفله جده و عمه، ولدناه مرارا، و اللّه باعثه جهارا، إذ (3) جاعل له منا أنصارا، يعزّ بهم أولياءه، و يذل بهم (4) أعداءه، يضرب بهم الناس عن عرض، و يستفتح بهم كرائم الأرض، يكسر الأوثان، و يخمد النيران، و يعبد الرّحمن و يزجر (5) الشيطان.

قوله فصل، و حكمة، و عدل، يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، و يأمر بالمعروف و يفعله، و ينهى عن المنكر و يبطله.

قال عبد المطلب: أيها الملك عز جدّك، و علا كعبك (6)،و دام ملكك، و طال عمرك (7)،فهل الملك سارّني بإفصاح، و قد وضح لي بعض الإيضاح ؟ فقال ابن ذي يزن: و البيت ذو الحجب، و العلامات على النقب (8)،إنك يا عبد المطلب لجده غير كذب.

فخرّ عبد المطلب ساجدا. فقال: ارفع رأسك ثلج صدرك، و علا أمرك (9)،فهل أحسنت شيئا مما ذكرت لك ؟

ص: 443


1- كذا بالأصل، و في خع و البيهقي و المختصر: الزعامة.
2- في البيهقي: سراره.
3- في البيهقي:«و جاعل».
4- عن البيهقي و المختصر، و بالأصل و خع: لهم.
5- في البيهقي و المختصر: و يدحر.
6- عن البيهقي و المختصر، و بالأصل «كنفك» و في خع:«كفنك».
7- قوله «و طال عمرك» لم يرد في البيهقي و المختصر.
8- في المختصر: النصب.
9- في البيهقي و المختصر: كعبك.

قال: أيها الملك، كان لي ابن، كنت به معجبا، و عليه رفيقا، و زوّجته كريمة من كرائم قومه آمنة بنت وهب، فجاءت بغلام سميته محمدا فمات أبوه و أمه، فكفلته أنا و عمه.

قال ابن ذي يزن: إن الذي قلت لك كما قلت، فاحتفظ بابنك، و احذر عليه اليهود، فإنهم له أعداء، و لن يجعل اللّه لهم عليه سبيلا، و اطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك، فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة من أن تكون لكم الرئاسة فيطلبون (1) له الغوائل و ينصبون له الحبائل، و هم فاعلون [ذلك أو أبناؤهم غير شك] (2) و لو لا أني أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه لسرت بخيلي و رجلي حتى أصيّر يثرب دار ملكي، فإني أجد [في] (3) الكتاب الناطق، و العلم السابق: أن [يثرب] (4)استحكام (5) أمره، و أهل نصرته، و بموضع قبره، و لو لا أني أقيه الآفات، و أحذر عليه العاهات، لأعلنت على حداثة سنه أمره، و لأوطأت أسنان العرب عقبه، و لكني صارف ذلك إليك عن غير تقصير بمن معك.

ثم أمر لكلّ رجل منهم بعشرة أعبد، و عشرة إماء، و مائة من الإبل، و حلّتين من البرود، و بخمسة أرطال ذهب، و عشرة أرطال فضة، و كرش مملوء عنبرا و أمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك، و قال: إذا جاءك الحول فأتني [بخبره، و ما يكون من أمره] (6).

فمات ابن ذي يزن قبل أن يحول الحول. فكان عبد المطلب كثيرا مما يقول: لا يغبطني (7) رجل منكم بجزيل عطاء الملك فإنه إلى نفاذ لكنه ليغبطني (8) بما يبقى لي

ص: 444


1- في البيهقي: و يبغون.
2- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و خع، و استدركت العبارة عن البيهقي 13/2.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن البيهقي.
4- بياض بالأصل و خع، و المستدرك عن البيهقي، و في المختصر «بيثرب».
5- بالأصل و خع: استخدام و المثبت عن البيهقي و المختصر.
6- زيادة عن البيهقي و المختصر.
7- بالأصل و خع:«يعطيني» و المثبت عن البيهقي و المختصر.
8- بالأصل و خع:«ليعطيني» و المثبت عن البيهقي و المختصر.

و لعقبي (1) من بعدي ذكره و فخره و شرفه، فإذا قيل له و متى ذلك ؟ قال: سيعلم و لو بعد حين.

و في ذلك يقول أمية بن عبد شمس:

جلبنا النصح نحقبه المطايا *** على ألوان أجمال و نوق (2)

معلقة (3) مراتعها تعالى *** إلى صنعاء من فجّ عميق

يؤم بنا ابن ذي يزن و يفري *** ذوات بطونها ذمّ الطريق

و ترعى من مخالبه (4) عروقا *** مواصلة الوميض (5) إلى بروق

فلما واقعت صنعاء حلّت *** بدار الملك و الحسب العتيق

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (6)،أنبأنا أبو سهل محمد بن نصرويه (7) بن أحمد المروزي بنيسابور، حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن صالح المعافري، أنبأنا أبو يزن (8) الحميري (9)،إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز بن عفير (10) بن زرعة بن سيف بن ذي يزن قال: حدثني عمي أحمد بن حنيس (11) بن عبد العزيز، حدثني أبي، حدثني أبي عبد العزيز، حدثني أبي عفير، حدثني أبي زرعة بن سيف بن ذي يزن قال:

لما ظهر سيف (12) بن ذي يزن على الحبشة و ذلك بعد مولد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بسنتين

ص: 445


1- بالأصل و خع: و تعقبني.
2- عن خع و بالأصل:«أحمال و موق».
3- في اللسان (غلل): مغلغلة.
4- الأصل و خع، و في المطبوعة السيرة 360/1: مخايله بروقا.
5- بالأصل و خع:«الرميض» و المثبت عن المطبوعة.
6- دلائل البيهقي 9/2 و ما بعدها.
7- في المطبوعة:«نضرويه» و المثبت يوافق عبارة البيهقي.
8- بالأصل «مرن» و في خع «مروان» و المثبت عن البيهقي.
9- بعدها بالأصل و خع «أنبأنا» و هو خطأ و المثبت عن البيهقي.
10- بعدها في البيهقي: عن عبد العزيز بن عفير...
11- في البيهقي و خع:«حبيش».
12- بالأصل و خع: ابن سيف.

أتوه (1) وفود العرب، و أشرافها و شعراؤها، لتهنئه و تذكر ما كان من بلائه و طلبه بثأر قومه و أتاه وفد قريش منهم: عبد المطلب بن هاشم، و أمية بن عبد شمس، و عبد اللّه بن جدعان، و أسد بن عبد العزّى، و وهب بن عبد مناف، و قصيّ بن عبد الدار. فدخل عليه آذنه و هو في رأس قصر يقال له غمدان (2) و هو الذي يقول فيه أمية بن أبي الصلت الثقفي:

اشرب هنيا (3) عليك التاج مرتفقا (4) *** في رأس غمدان (5) دار منك محلالا

و اشرب هنيا (6) فقد شالت (7) نعامتهم *** و أسبل اليوم في برديك إسبالا (8)

تلك المكارم لا قعبان من لبن *** شيبا بماء فعادا - بعد - أبوالا (9)(10)

قال: و الملك متضمخ بالعبير (11) يلصف (12) وبيص المسك في مفرق رأسه، و عليه بردان أخضران مرتديا بأحدهما متّزرا بالآخر، سيفه بين يديه، و عن يمينه و شماله الملوك و المقاول (13) فأخبر بمكانهم فأذن لهم، فدخلوا عليه و دنا منه عبد المطلب فاستأذنه في الكلام فقال: إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد أذنّا لك.

ص: 446


1- كذا بالأصل و البيهقي، و في دلائل أبي نعيم: أتته.
2- بالأصل و خع «عمدان» و الصواب عن البيهقي.
3- في ابن هشام: هنيئا.
4- بالأصل و خع:«من يقفا» و المثبت عن البيهقي، و قد سبقت الرواية.
5- بالأصل و خع «عمدان» و الصواب عن البيهقي.
6- في ابن هشام: هنيئا.
7- في البيهقي و ابن هشام و خع «شالت» و بالأصل «شاكت». شالت نعامتهم أي أهلكوا، و النعامة; باطن القدم، يقال: شالت نعامة الرجل إذا مات. و شالت: ارتفعت، فالذي يهلك ترتفع رجلاه و ينتكس رأسه، فتظهر نعامة قدمه.
8- الإسبال: إرخاء الثوب، و هو فعل المختال المعجب بنفسه.
9- القعبان تثنية قعب، و هو قدح يحلب فيه. و شيبا: خلطا و مزجا.
10- قال ابن هشام السيرة68/1-69بعد ذكره الأبيات:«هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منها إلاّ آخرها بيتا قوله: تلك المكارم... فإنه للنابغة الجعدي و اسمه حبان بن عبد اللّه بن قيس، أحد بني جعدة». و من جعله للنابغة فقد رواه في قصيدته يهجو بها رجلا من قشير يقال له (ابن الحيا) و مطلعها: أما ترى ظلل الأيام قد حسرت عني و شمرت ذيالا كان ذيالا انظر الأغاني ط دار الكتب 13/5-15.
11- بالأصل و خع:«متضخم العنبر» و المثبت عن الدلائل.
12- عن البيهقي، و بالأصل و خع: يلصك يلوح.
13- المقاول جمع مقول، المقول و يقال القيل: الملك من ملوك حمير (اللسان: قول).

فقال: إن اللّه عز و جلّ أحلّك أيها الملك محلا رفيعا شامخا باذخا منيعا و أنبتك نباتا حسنا (1) طابت أرومته و عظمته جرثومته. و ثبت أصله و بسق فرعه، في أطيب موضع، و أكرم معدن، و أنت - أبيت اللعن - ملك العرب الذي له تنقاد، و عمودها الذي عليه العماد، و معقلها الذي يلجأ إليه العباد، سلفك خير سلف، و أنت لنا منهم خير خلف، فلن يهلك ذكر من أنت خلفه، و لن تخمد (2) ذكر من أنت سلفه. نحن أهل حرم اللّه تعالى، و سدنة بيته، أشخصنا إليك الذي ابتهجنا (3) من كشفك الكرب الذي فدحنا.

نحن وفد التهنئة لا وفد التعزية (4).

قال الملك: من أنت أيها المتكلم ؟ قال: أنا عبد المطلب بن هاشم، قال: ابن أختنا؟ قال: نعم، قال: ادنه، ثم أقبل عليه و على القوم فقال: مرحبا و أهلا، فأرسلها (5)مثلا، و كان أول من تكلم بها - و ناقة و رحلا (6)،و مستناخا سهلا، و ملكا ربحلا (7)، يعطي عطاء جزلا، قد سمع الملك مقالتكم، و عرف قرابتكم، و قبل وسيلتكم، فإنكم أهل الليل و النهار، و لكم الكرامة ما أقمتم، و الحباء (8) إذا ظعنتم.

ثم أنهضوا إلى دار الضيافة و الوفود، و أجري عليهم الأنزال و أقاموا بذلك شهرا لا يصلون إليه، و لا يؤذن لهم في الانصراف، ثم انتبه لهم انتباهة، فأرسل إلى عبد المطلب فأدناه ثم قال له: يا عبد المطلب إني مفض إليك من سرّ علمي أمرا لو غيرك يكون لم أبح له به، و لكن رأيتك معدنه فأطلعتك طلعه، فليكن عندك مخبيا حتى يأذن اللّه تعالى فيه إني أجد في الكتاب المكنون، و العلم المخزون الذي ادّخرناه لأنفسنا، و احتجبناه من دون غيرنا (9) خبرا عظيما، و خطرا جسيما، فيه شرف الحياة، و فضيلة العلم (10)

ص: 447


1- سقطت من البيهقي.
2- كذا بالأصل، و في خع و البيهقي: يخمل.
3- في البيهقي: أبهجنا.
4- في البيهقي: المرزئة.
5- بالأصل و خع:«فإن مثلها» و المثبت عن البيهقي.
6- بالأصل:«دوحلا» و المثبت عن خع و البيهقي.
7- بالأصل: ربحا» و المثبت عن البيهقي، و في خع:«و نجلا».
8- بالأصل «و الحب» و المثبت «و الحباء» عن خع و البيهقي.
9- «دون غيرنا» أثبتت عن البيهقي، و اللفظتان غير مقروءتين بالأصل و خع.
10- كذا بالأصل و خع، و سقطت اللفظة من البيهقي و المختصر.

و الوفاة، للناس عامة، و لرهطك كافة، و لك خاصة.

فقال له عبد المطلب: مثلك أيها الملك من سرّ و برّ فما هو فداك أهل الوبر زمرا بعد زمر؟ قال: إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، و لكم [به] (1)الزعامة، إلى يوم القيامة.

قال عبد المطلب: أيها الملك لقد (2) أبت بخير ما أب بمثله وفد قوم، و لو لا هيبة الملك و إجلاله و إعظامه، لسألته من سارّه (3) إياي ما (4) زادني إلاّ سرورا شديدا.

قال له الملك هذا حينة الذي يولد فيه، أو قد ولد (5)،اسمه محمد (6):يموت أبوه و أمه و يكفله جدّه و عمّه، قد ولدناه مرارا، و اللّه باعثه جهارا، و جاعل له منا أنصارا، يعزّ بهم أولياءه، و يذل بهم أعداءه، و يضرب بهم الناس عن عرض، و يستبيح (7) بهم كرائم الأرض (8).يعبد الرّحمن و يدحض (9) الشيطان، و يخمد النيران، و يكسر الأوثان. قوله فصل و حكمه عدل، و يأمر بالمعروف و يفعله، و ينهى عن المنكر و يتركه (10).

قال له عبد المطلب: عزّ جدّك، و دام ملكك، و علا كعبك، فهل الملك سارّني بإفصاح، فقد وضح لي بعض الإيضاح.

قال له سيف بن ذي يزن: و البيت ذي الحجب، و العلامات على النصب (11) إنك

ص: 448


1- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن البيهقي.
2- بالأصل:«لم آت بخير ما آت بمثله» و الصواب عن خع و البيهقي.
3- في البيهقي:«سراره» و بهامشه عن نسخ: سارّه.
4- في البيهقي: و ما ازداد سرورا.
5- بالأصل و خع:«أو قال ولدا» و المثبت عن «أو قد ولد» عن البيهقي.
6- بالأصل و خع:«محمدا» و الصواب عن البيهقي.
7- في البيهقي:«و يستفتح.» و خع و المختصر و المطبوعة كالأصل.
8- في البيهقي:«أهل الأرض» و خع و المطبوعة و المختصر كالأصل.
9- في البيهقي: و يدحض أو يدحر الشيطان.
10- في البيهقي: و يبطله.
11- في البيهقي: النقب.

لجدّه يا عبد المطلب، غير كذب.

قال: فخرّ عبد المطلب ساجدا، فقال له ابن ذي يزن: ارفع رأسك (1)،ثلج صدرك، و علا كعبك فهل أحسست بشيء مما ذكرت لك ؟ قال: نعم، أيها الملك إنه كان لي ابن، و كنت به معجبا، و به رفيقا، و إني زوّجته كريمة من كرائم قومي: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فجاءت بغلام فسمّيته محمدا، مات أبوه و أمه، و كفلته أنا و عمه.

فقال له ابن ذي يزن: الذي قلت لك كما قلت، فاحتفظ (2) على ابنك من اليهود، فإنهم له أعداء، و لن يجعل اللّه لهم عليه سبيلا، و اطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك، فإني لست آمن أن تتداخلهم (3) النفاسة من أن تكون لكم الرئاسة فينصبون له الحبائل و يبغون له الغوائل، و هم فاعلون ذلك أو أتباعهم (4) غير شك، و لو لا أني أعلم أن (5) الموت مجتاحي قبل مبعثه لصرت بخيلي و رجلي حتى (6) أصير إلى يثرب دار ملكي، فإني أجد في الكتاب الناطق، و العلم السابق: أن يثرب استحكام أمره، و أهل نصرته، و موضع قبره، و لو لا أني أقيه الآفات، و أحذر عليه العاهات، لأعلنت على حداثة سنه أمره، و لأوطأت على أسنان العرب كعبه، و لكني سأصرف ذلك إليك عن غير تقصير بمن معك.

ثم دعا بالقوم، فأمر لكلّ واحد (7) منهم بعشرة أعبد سود، و عشرة إماء سود، و حلّتين من حلل البرود، و خمسة أرطال ذهب، و عشرة أرطال فضة، و مائة من الإبل، و كرش مملوء (8) عنبرا. و أمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك و قال له: إذا جاءك (9)

ص: 449


1- بالأصل «و رفع رأسه» و في خع «و رفع رأسك» و المثبت عن البيهقي.
2- كذا وردت العبارة بالأصل و خع، و في البيهقي: فاحفظه، و احذر عليه من اليهود.
3- بالأصل و خع:«أ تتداخلهم» و المثبت عن البيهقي.
4- في البيهقي:«أو أبناؤهم» و في المختصر:«أو أبناء عمهم».
5- بالأصل و خع:«أنت» و الصواب عن البيهقي 13/2.
6- في البيهقي: حتى أصيّر يثرب دار ملكي.
7- في البيهقي: رجل.
8- سقطت اللفظة من الأصل و خع و استدركت عن دلائل البيهقي.
9- في الدلائل: حال.

الحول فائتني بخبره، و ما يكون من أمره.

قال: فمات سيف بن ذي يزن قبل أن يحول عليه الحول، قال: و كان كثيرا ما يقول عبد المطلب: يا معشر قريش، لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك و إن كثر، فإنه إلى نفاذ، و لكن يغبطني ما يبقى لي و لعقبي ذكره و فخره. فإذا قيل: و ما هو؟ قال: سيعلم ما يقول - أو قال: ستعلم ما أقول - و لو بعد حين.

و قال أمية بن عبد شمس في مسيرهم إلى سيف بن ذي يزن أبياتا ذكرها.

قال البيهقي: و قد روي هذا الحديث أيضا عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس (1)،و هو في «تاريخ اليمن» من طريقه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي الفقيه الفرضي، و أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر الوكيل قالوا: أنبأنا أبو الحسن (2) بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنبأنا محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد البلوي (3)،حدثنا عمارة بن زيد، حدثنا إسحاق بن بشر، و سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني شيخ من الأنصار يقال له عبد اللّه بن محمود من آل محمد بن مسلمة قال:

بلغني أن رجالا (4) من خثعم كانوا يقولون إنّ مما دعانا إلى الإسلام أنّا كنا قوما نعبد الأوثان، فبينا نحن ذات يوم عند وثن لنا، إذ (5) أقبل نفر يتقاضون إليه يرجون الفرج من عنده لشيء شجر بينهم، إذ هتف بهم هاتف من الصنم فجعل يقول:

يا أيها الناس ذوي الأجسام *** من بين أشياخ إلى غلام

ما أنتم و طائش الأحكام *** و مسند الحكم إلى الأصنام

ص: 450


1- انظر دلائل النبوة لأبي نعيم ص 52 و ما بعدها، و البداية و النهاية 330/2 و ما بعدها.
2- بالأصل و خع: الحسين، و الصواب ما أثبت عن سند مماثل، و قد مرّ كثيرا.
3- بالأصل و خع - هنا - أنبأنا أبو محمد عبد اللّه الجلوي» تحريف و الصواب ما أثبت و سيرد صوابا في الحديث التالي و انظر البداية و النهاية لابن كثير من تحقيقنا 418/2 و سيرة ابن كثير 360/1.
4- بالأصل و خع:«رجلا» و الصواب عن ابن كثير.
5- عن خع و ابن كثير: البداية و النهاية و السيرة و بالأصل «إذا».

أكلكم في حيرة النيام (1) *** أم لا ترون ما (2) أرى أمام

من ساطع يجلو دجى الظلام *** قد لاح للناظر من تهام

ذاك نبيّ سيد الأنام *** قد جاء بعد الكفر بالإسلام

أكرمه الرّحمن من إمام *** و من رسول صادق الكلام

أعدل ذي حكم من الأحكام (3) *** يأمر بالصّلاة و الصيام

و البر و الصّلاة للأرحام *** و يزجر الناس عن الآثام

و الرجس و الأوثان و الحرام *** من هاشم في ذروة السنام

مستعلنا في البلد الحرام *** أزكى الصلاة عليه و السلام (4)

قال: فلما سمعنا ذلك تفرقنا عنه، و أتينا النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأسلمنا (5).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي و أبو الفرج الخطيب و أبو محمد الوكيل قالوا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر.

قال: و أنبأنا الخرائطي، أنبأنا عبد اللّه بن محمد البلوي بمصر، حدثنا عمارة بن زيد، حدثنا عيسى بن يزيد، عن صالح بن كيسان، عن من حدثه، عن مرداس بن قيس الدّوسي (6) قال: حضرت النبي صلى اللّه عليه و سلّم - و قد ذكرت عنده الكهانة و ما كان من تغييرها (7) عند مخرجه - فقلت: يا رسول اللّه قد كان عندنا من ذلك شيء، أخبرك أن

ص: 451


1- في ابن كثير: البداية و السيرة: حيرة نيام.
2- في ابن كثير: البداية و السيرة: ما الذي ما أمامي.
3- كذا بالأصل و البداية و خع و سيرة ابن كثير، و في الاكتفاء: أعدل في الحكم من الحكام
4- الشطر الأخير سقط من البداية و النهاية و السيرة لابن كثير، و مطبوعة ابن عساكر السيرة364/1 و روايته في خع: عليه من ربه الصلاة و السلام
5- الخبر نقله أبو نعيم أيضا في الدلائل ص 33 عن رجل من خثعم مختصرا. و بعضه نقله السيوطي في الخصائص الكبرى 178/1.
6- كذا بالأصل و خع و خصائص السيوطي 185/1 و في البداية و النهاية من تحقيقنا 413/2 و سيرة ابن كثير 353/1 «السدوسي».
7- بالأصل:«بعيرها» و المثبت عن سيرة ابن كثير، و البداية و النهاية و خصائص السيوطي.

جارية منا يقال لها خلصة (1) لم نعلم عليها إلاّ خيرا إذ جاءتنا فقالت: يا معشر قريش (2)العجب العجب لما أصابني، هل علمتم إلاّ خيرا؟ قلنا: و ما ذاك ؟ قالت: إني لفي غنمي إذ غشيتني ظلمة و وجدت كحسّ الرجل مع المرأة، و قد خشيت أن أكون قد حبلت حتى إذا دنت ولادتها وضعت غلاما أغضف (3) له أذنان كأذني الكلب. فمكث فينا حتى إنه ليلعب مع الغلمان إذ وثب وثبة (4) و ألقى إزاره و صاح بأعلا صوته و جعل يقول: يا ويلة يا ويلة، يا عولة يا عولة، يا غنم، يا ويل غنم، يا ويل فهم، من قابس النار (5) الخيل و اللّه وراء العقبة. فيهن فتيان حسان نجبة. قال: فركبنا فأخذنا الأداة (6) و قلنا: يا ويلك ما ترى ؟ قال: هل من جارية طامث ؟ قلنا: من لنا بها؟ فقال شيخ: ما هي و اللّه عندي عفيفة الأم، فقلنا: فعجّلها، فأتى بالجارية و طلع الجبل و قال للجارية: اطرحي ثوبك، و اخرجي في وجوههم، و قال للقوم: اتبعوا أثرها، ثم صاح، و قال: العقبة و صاح برجل منا يقال له أحمر بن حابس (7) فقال: يا أحمر بن حابس عليك أول فارس، فحمل أحمر، فطعن أول فارس، فصرعه، و انهزموا و غنمناهم. قالوا: فابتنينا عليه بيتا و سميناه ذا الخلصة، و كان لا يقول لنا شيئا إلاّ كان كما يقول. حتى إذا كان مبعثك يا رسول اللّه، قال لنا يوما: يا معشر دوس نزلت بنو الحارث بن كعب فاركبوا، فركبنا، فقال لنا:

أكدسوا (8) الخيل كدسا، و اخشوا القوم رميتنا (9)،القوهم غدية، و اشربوا الخمر عشية. قال: فلقيناهم فهزمونا و فضحونا فرجعنا إليه، فقلنا: ما بالك (10) و ما الذي صنعت بنا؟ فنظرنا (11) إليه و قد احمرّت عيناه، و ابيضّت (12) أذناه، و اضرم (13) غيضا

ص: 452


1- في ابن كثير: البداية و النهاية، و السيرة: الخلصة.
2- كذا بالأصل و خع، و في المصادر السابقة: دوس.
3- الأغضف: المتثني و المسترخي الأذنين.
4- سقطت اللفظة من الأصل و خع و استدركت عن ابن كثير: البداية و السيرة.
5- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
6- كذا بالأصل و خع، و في ابن كثير: البداية و السيرة:«للأداة» و هي المناسبة.
7- في الأصل:«خانس» و المثبت عن ابن كثير، و في كتابيه: أحمد بن حابس.
8- بالأصل:«كدسوا» و في خع:«كرشوا» و المثبت عن ابن كثير: السيرة و البداية و النهاية.
9- في ابن كثير: البداية و السيرة: و احشوا القوم رمسا.
10- الأصل و خع و في ابن كثير: سيرة و بداية و نهاية: ما حالك.
11- بالأصل «فنظر» عن خع.
12- في ابن كثير: السيرة و البداية: و انتصبت.
13- في ابن كثير: و انبرم.

حتى كاد (1) أن ينفطر و أقمنا فقام فركبنا و اغتفرنا هذه له، و مكثنا بعد ذلك حينا ثم دعانا، فقال: هل لكم في غزوة تهب لكم عزّا و تجعل لكم حرزا يكون في أيديكم كنزا.

قلنا: ما أحوجنا إلى ذلك. فقال: فاركبوا، فركبنا و قلنا: ما تقول ؟ قال: بنو الحارث بنو مسلمة ثم قال: قفوا، فوقفنا، ثم قال: عليكم بفهم، ثم قال: ليس لكم فيهم دم، عليكم بمضر: هم أرباب خيل و نعم، ثم قال: لا، رهط دريد بن الصّمّة قليل العدد و فيّ الذمة، ثم قال: لا، و لكن عليكم بكعب بن ربيعة. و اشكروها (2) صنيعة عامر بن صعصعة فليكن بهم الوقيعة. قال: فلقيناهم فهزمونا و فضحونا. فرجعنا، و قلنا: ويلك ما ذا تصنع بنا؟ قال: ما أدري، كذبني الذي كان يصدقني. اسجنوني في بيتي ثلاثا ثم ائتوني ففعلنا به ذلك، ثم أتيناه بعد ثالثة ففتحنا عنه، فإذا هو كأنه جمرة (3)نار. فقال: يا معشر دوس حرست السماء و خرج خير الأنبياء قلنا: أين ؟ قال: بمكة، و أنا ميت فادفنوني في رأس جبل، فإني سوف اضطرم نارا. و إن تركتموني كنت عليكم عارا، فإذا رأيتم اضطرامي و تلهّبي فاقذفوني بثلاثة أحجار ثم قولوا مع كل حجر:

باسمك اللّهم، فإني اهدأ و أطفأ. قال: و إنه مات و اشتعل نارا، ففعلنا به ما أمر، و قد فناه بثلاثة أحجار نقول مع كل حجر: باسمك اللّهم، فخمد و طفئ، و أقمنا حتى قدم علينا الحاجّ فأخبرونا بمبعثك يا رسول اللّه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون (4)،أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي الصّوّاف، أنبأنا محمد (5) بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة، أنبأنا المنجاب بن الحارث، أنبأنا عبد الرحيم بن سليمان، أنبأنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن قريشا أتوا امرأة كاهنة فقالوا لها: أخبرينا يا

ص: 453


1- عن خع و المصادر، و في الأصل «كان».
2- في ابن كثير: سيرة و البداية و النهاية: و اسكنوها ضيعة.
3- في ابن كثير: حجرة نار.
4- بالأصل و خع:«جيرون» و الصواب ما أثبت، عن سند مماثل، و قد مرّ كثيرا.
5- بالأصل و خع:«أبو محمد بن عثمان أبو محمد بن أبي شيبة» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل، انظر سير أعلام النبلاء21/14.

شهنا بصاحب المقام - يعنون إبراهيم - فقالت: إن أنتم جزرتم (1) كبيشا على هذه السهلة ثم مشيتم عليها (2) أنبأتكم. قال: فجزروا. ثم مشى الناس عليها فأبصرت أثر محمد صلى اللّه عليه و سلّم فقالت: هذه أقربكم إليه شبها قال: فمكثوا بعد ذلك عشرين سنة أو ما شاء اللّه ثم بعث اللّه محمدا صلى اللّه عليه و سلّم.

قال: و أنبأنا المنجاب بن الحارث، أنبأنا أبو العامر الأسدي، عن ابن خرّبوذ (3)المكي، عن رجل من خثعم قال (4):كانت العرب لا تحرّم حلالا و لا تحلل (5) حراما، و كانوا يعبدون الأوثان و يتحاكمون إليها قال: فبينا نحن ذات ليلة عند وثن لنا جلوس و قد تقاضينا إليه في شيء وقع بيننا أن يفرق بيننا إذ هتف هاتف يقول:

يا أيها الناس ذوو (6) الأجسام *** ما أنتم و طائش الأحكام (7)

و مسند الحكم إلى الحكام (8) *** هذا نبيّ سيّد الأنام

أعدل ذي حكم من الأحكام *** يصدع بالنور و بالإسلام

و يزجر (9) الناس عن الآثام *** مستعلن في البلد الحرام

قال: ففرعنا و تفرّقنا من عنده و صار ذلك الشعر حديثا، حتى بلغنا أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم خرج بمكة، ثم قدم المدينة فجئت فأسلمت.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عثمان النيسابوري، أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمّل، أنبأنا

ص: 454


1- كذا بالأصل و خع، و في المختصر:«جزرتم كبشا» و في مطبوعة ابن عساكر السيرة 366/1 «حررتم كثيبا».
2- سقطت اللفظة من الأصل و استدركت عن خع و المختصر.
3- عن الخصائص الكبرى 178/1.
4- الخبر في الخصائص الكبرى للسيوطي 178/1.
5- في الخصائص: لا تحلّ .
6- عن الخصائص الكبرى و بالأصل و خع: ذو.
7- في الخصائص: الأحلام.
8- في الخصائص: و مسند و الحكم إلى الأصنام
9- في الخصائص:«و يردع» و في المطبوعة: و يزع.

جعفر بن محمد بن سوار، أخبرنا أحمد (1) بن يعقوب الأنطاكي عن عبد اللّه بن محمد البلوي، أنبأنا البراء بن سعيد بن سماعة بن محمد بن عبد اللّه بن البراء بن مالك الأنصاري، عن أبيه أن قدامة بن عقيل الغطفاني أخبره عن جمعة - أو (2) قال:

جميعة - بنت زائل بن طفيل بن عمرو بن عمرو عن أبيها نائل بن طفيل بن عمرو الدوسي: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قعد في مسجده منصرفه من الأباطل، فقدم عليه خفاف بن نضلة بن عمر بن بهدلة الثقفي فأنشد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

كم قد تحطّمت القلوص في الدجى *** في (3) مهمة قفر من الفلوات

قلّ من التوديس (4) ليس بقاعه *** نبت من الإسنات و الأزمات

إنّي أتاني في المنام مساعد *** من جنّ و جرة (5) كان لي و موات

يدعو إليكم لياليا و لياليا *** ثم (6) احزألّ ، و قال: لست بآت

فركبت ناجية أضرّ بنيّها (7) *** جمر (8) تحثّ به على الأكمات

حتى وردت إلى المدينة جاهدا *** كيما ليال فتفرج اللذات (9)

قال: فاستحسنها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قال:«إن من البيان لسحرا (10)،و إن من الشعر كالحكم»[772].

أنبأنا أبو القاسم بن بيان الرزاز، حدثنا أبو الفضل بن خيرون (11)،قالا: أنبأنا

ص: 455


1- بالأصل «أبو أحمد» و الصواب عن خع.
2- بالأصل و خع:«و قال» و لعل الصواب ما أثبت.
3- الزيادة عن المطبوعة لاستقامة الوزن.
4- تودست الأرض تغطت بالنبات و كثر نباتها، و الوادس من النبات: ما قد غطى وجه الأرض (اللسان: و د س).
5- بالأصل:«من جز و جزه» و الصواب عن خع.
6- بالأصل و خع:«ثم قال احزأل» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة السيرة 378/1. و قوله: احزأل يعني ارتفع و اجتمع و انضم بعضه إلى بعض (اللسان: حزل).
7- الني: الشحم، يقال: نوت الناقة إذا سمنت (اللسان: نوى).
8- عن الإصابة ترجمة خفاف/و بالأصل و خع: جمرة.
9- عجزه في مطبوعة ابن عساكر السيرة 368/1 و الإصابة 453/1: كيما أراك فتفرج الكربات
10- بياض بالأصل و خع و استدركت اللفظة عن الإصابة 453/1.
11- بالأصل و خع:«أبو البركات الفضل بن جيرون» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل، و قد مرّ كثيرا. و بعده بالأصل و خع: أنبأنا أبو القاسم السمرقندي، و العبارة مقحمة حذفناها قياسا لأسانيد مماثلة أيضا.

أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنبأنا عبد اللّه بن براد أبو عامر الأشعري، أنبأنا عبد اللّه بن إدريس، عن حريش بن أبي حريش، عن طلحة قال: وجد في البيت كتاب في حجر، منقور في الهدمة الأولى، فدعي رجل فقرأه فإذا فيه: عبدي المنتخب المتمكن المنيب المختار، مولده بمكة، و مهاجره طيبة، لا يذهب حتى يقيم (1) السنة العوجاء، و يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، أمته الحمادون (2) يحمدون اللّه تبارك و تعالى بكل أكمة، يأتزرون على أوساطهم و يطهّرون أطرافهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، و أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالوا: أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان، أنبأنا محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي (3)،أنبأنا عبد اللّه بن أبي سعد (4)،أنبأنا حازم بن عقال (5) بن حبيب بن المنذر بن [أبي] (6) الحصين بن السموأل بن عاديا قال: حدثنا جامع بن (7) حيران بن جميع بن عثمان بن سماك (8) بن أبي الحصين بن السموأل بن عاديا قال: لما حضرت الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر الوفاة اجتمع إليه قومه من غسّان فقالوا: إنه قد حضر من أمر اللّه تعالى ما ترى، و قد كنا نأمرك بالتزويج في شبابك فتأبى، و هذا أخوك الخزرج له خمسة (9) بنين و ليس لك ولد غير مالك، قال: لن يهلك هالك ترك مثل مالك، إن الذي يخرج النار من الوثيمة (10)قادر أن يجعل لمالك نسلا و رجالا بسلا، و كلّ إلى الموت (11) ثم أقبل على مالك فقال:

ص: 456


1- بالأصل و خع:«يقوم» و المثبت عن مختصر ابن منظور 63/2.
2- عن المختصر، و بالأصل و خع: الحامدون.
3- الخبر في البداية و النهاية - من تحقيقنا-404/2-405 و سيرة ابن كثير 339/1-340.
4- بالأصل و خع «جعفر» و المثبت عن المصدرين السابقين.
5- في البداية و النهاية و سيرة ابن كثير: عقال بن الزهر بن حبيب.
6- عن خع و المصادر، و سقطت من الأصل.
7- كذا بالأصل و خع، و في البداية و النهاية و سيرة ابن كثير:«جابر بن جدان».
8- بالأصل و خع:«شمال» و المثبت عن كتابي ابن كثير المتقدمين.
9- بالأصل و خع: خمس.
10- الوثيمة: الحجارة.
11- بالأصل و خع:«إلى موت» و المثبت عن كتابي ابن كثير.

أي بني المنية و لا الدنية، و العقاب و لا العتاب، التجلد و لا التلدد، القبر خير من الفقر، إنه من قلّ ذلّ ، و من كرم الكريم الدفع [عن الحريم] (1) و الدهر يومان: فيوم لك و يوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، و إذا كان عليك فاصطبر، و كلاهما سينحسر، ليس ينفلت منهما (2) فيها الملك المتوّج و لا اللئيم المعلهج (3)،سلم ليومك حيال ربك، ثم أنشأ يقول:

شهدت السبايا يوم آل محرّق *** و أدرك عمري (4) صيحة اللّه في الحجر

فلم أر ذا ملك من الناس واحدا *** و لا سوقة إلاّ إلى الموت و القبر

فعلّ الذي أردى ثمودا و جرهما *** سيعقب ربي نسلا آخر الدهر (5)

تقرّبهم من آل عمرو بن عامر *** عيون لذي (6) الداعي إلى طلب الوتر

فإن تكن الأيام أبلين جسدي (7) *** و شيبن رأسي و المشيب مع العمر

فإن لنا ربّا علا فوق عرشه *** عليما بما يأتي من الخير و الشرّ

أ لم يأت قومي أن للّه دعوة *** يفوز بها أهل السّعادة و البر

إذا بعث المبعوث من آل غالب *** بمكة فيما بين زمزم (8) و الحجر

هناك فابغوا نصره ببلادكم *** بني عامر إنّ السعادة في النصر

[قال:] ثم قضى من ساعته.

ص: 457


1- بياض بالأصل و خع، و ما بين معكوفتين استدرك عن كتابي ابن كثير و مختصر ابن منظور 64/2.
2- بالأصل و خع:«ينقلب فيها» و المثبت عن مختصر ابن منظور و فيه «منها» و في كتابي ابن كثير:«ليس يثبت منهما» و في المطبوعة:«يتفلت منهما».
3- بالأصل و خع:«المعلج» و المثبت عن مختصر ابن منظور و كتابي ابن كثير. و في المطبوعة: العلج. و المعلهج: اللئيم، و قيل: الرجل الأحمق الهذر اللئيم (اللسان).
4- في كتابي ابن كثير: أمري.
5- في البداية و النهاية و سيرة ابن كثير: سيعقب لي نسلا على آخر الدهر
6- في ابن كثير: البداية و السيرة: لدى الداعي.
7- صدره في ابن كثير: فإن لم تك الأيام أبلين جدّتي
8- في كتابي ابن كثير: مكة.
باب تطهير قلبه من الغل و إنقاء جوفه بالشّقّ و الغسل

باب تطهير قلبه من الغل و إنقاء (1) جوفه بالشّقّ و الغسل

أخبرنا أبو بكر وجيه (2) بن طاهر الشّحّامي،[أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمّد] (3) أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي (4)،أنبأنا أبو العباس السراج أنبأنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، أنبأنا عثمان بن عمر، أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك: أن جبريل أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو يلعب مع الصبيان فصرعه فشق بطنه ثم استخرج قلبه فشقه فاستخرج منه علقة، قال: هذا حظ الشيطان منه، ثم غسله في طشت من ذهب بماء زمزم ثم أعاده مكانه و لأمه. ثم خاطه، فقال أنس: فكنت أرى أثر المخيط على بطنه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا:

أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالوا: أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي.

أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر؟؟؟، و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، قالا:

ص: 458


1- بالأصل و خع: و انقاح» و المثبت عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 370/1.
2- في خع:«دحية» تحريف.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة. و إسناد مماثل و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 252/18 و فيها: سمع من أبي محمد المخلدي... حدث عنه زاهر و وجيه ابنا طاهر.
4- بالأصل و خع:«الخلدي» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 10/18.

أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسماعيل (1) بن إسحاق بن خزيمة، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، قال: أنبأنا شيبان (2) بن فروخ، أنبأنا حمّاد يعني ابن سلمة، أنبأنا ثابت بن سنان عن أنس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أتاه جبريل و هو يلعب مع الصبيان، فأخذه فصرعه، فشق قلبه - قال الماسرجسي: عن قلبه - فاستخرج منه علقة قال: هذا حظ الشيطان منك - و في حديث الماسرجسي:

فاستخرج القلب منه فاستخرج (3) علقة قال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب من ماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده (4) في مكانه، و جاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه و هو منتقع اللون.

أخبرنا أبو الربيع، أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن الفرج، و أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي (5)،قالوا: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأنا أبو يعلي الفرّاء، و أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور في جماعة قالوا: أنبأنا الفقيه بن حبابة، أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا عبيد اللّه بن محمد بن حفص العيشي، أنبأنا حمّاد، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أتاه جبريل صلوات اللّه و سلامه عليه و هو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه و شقّ عن قلبه، فاستخرج القلب. فشقّ القلب، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طشت من ذهب من (6) ماء زمزم، ثم لأمه فأعاده في مكانه، و جاء الغلمان يسعون إلى أمه - قال العيشي: يعني ظئره (7)-قالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه فرأوه منتقع اللون.

قال أنس: فقد كنت أرى أثر المخيط في صدره عليه الصّلاة و السّلام.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا محمد بن أحمد بن حسنون، أنبأنا موسى بن

ص: 459


1- انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 490/16.
2- عن سير أعلام النبلاء 101/11 و بالأصل و خع: سنان.
3- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن المطبوعة السيرة قسم 371/1.
4- بالأصل و خع:«عاده» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل و خع «المرزوقي» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا لسند مماثل، و انظر الأنساب (المزرفي).
6- كذا بالأصل و خع، و في مختصر ابن منظور 83/2 «بماء» بدل «من ماء».
7- بالأصل و خع:«الطيرة» و المثبت عن مختصر ابن منظور.

عيسى بن عبد اللّه السراج، أنبأنا أبو عبد اللّه بن أبي داود، أنبأنا أبو الربيع سليمان بن داود، أنبأنا ابن وهب، و أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد (1) الأصبهاني، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا [ابن] قتيبة، أنبأنا حرملة، أنبأنا ابن وهب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن عبد اللّه بن مهدي الأنباري، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن عمرو المديني، أنبأنا يونس بن عبد الأعلى (2)،أنبأنا ابن وهب، أنبأنا عمرو - زاد ابن البنا و ابن السمرقندي: ابن (3) الحارث - أن (4) عبد ربه بن سعيد حدثه أن البناني حدّثه عن أنس بن مالك (5):أن الصّلاة فرضت بمكة، و أن ملكين أتيا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فذهبا به إلى زمزم فشقّا بطنه، فأخرجا حشوته في طشت من ذهب، فغسلاه بماء زمزم ثم كبسا (6) جوفه حكمة و علما.

في حديث أبي الربيع عن أنس بن مالك: إن الصّلاة فرضت، و فيه: ثم حشا جوفه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا عبد اللّه بن الحسن (7) بن محمد بن الخلاّل، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه و أبو محمد بن أبي عثمان قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن القاسم بن الحسن بن العلاء الخلاّل، أنبأنا أبو بكر [أحمد] (8) بن عبد اللّه بن محمّد صاحب أبي (9) صخرة قال: قال علي بن مسلم الطوسي، أنبأنا أبو

ص: 460


1- بالأصل و خع:«أحمد» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
2- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا أبو طاهر» حذفناها، فابن وهب من الذين يروي عنهم يونس بن عبد الأعلى، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، و هو يروي عن عمرو بن الحارث.
3- بالأصل و خع:«إن» خطأ، و الصواب «ابن» انظر الحاشية السابقة.
4- عن خع، و بالأصل «ابن» خطأ.
5- الحديث في البداية و النهاية 337/2 من تحقيقنا، و سيرة ابن كثير 233/1.
6- الأصل و خع و مختصر ابن منظور 83/2 و في البداية و النهاية و سيرة ابن كثير: لبّسا.
7- في خع:«الحسن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 368/18.
8- بالأصل و خع:«أبو بكر بن عبد اللّه» و الزيادة عن تاريخ بغداد 405/7.
9- بالأصل و خع:«بن صاحب ابن صخرة» و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد 405/7.

داود الطيالسي أنبأنا جعفر بن عبد اللّه بن عثمان القرشي، أخبرني عمر بن عروة بن الزبير قال: سمعت عروة بن الزبير يحدث عن أبي ذرّ الغفاري قال: قلت: يا رسول اللّه كيف علمت أنك نبي حين علمت ذلك، و استيقنت أنك نبي ؟ قال:«يا أبا ذرّ أتاني ملكان، و أنا ببعض بطحاء مكة فوقع أحدهما على الأرض و كان الآخر بين السماء و الأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أ هو هو قال: هو هو، قال: فزنه برجل، قال فوزنت برجل فرجحته، ثم قال: زنه بعشرة فوزناني بعشرة فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف، فوزناني فرجحتهم، فجعلوا ينتشرون (1) علي من كفة الميزان.

قال: فقال أحدهما للآخر لو وزنته بأمّته رجحها، ثم قال أحدهما لصاحبه: أخرج قلبه - أو قال: شق قلبه - فشقّ قلبي فأخرج منه مغمز الشيطان، و علق الدم فطرحهما ثم قال أحدهما لصاحبه: اغسل بطنه غسل الإناء، و اغسل قلبه غسل الملاء (2) و دعا بالسكينة كأنها درهرهة (3) بيضاء فأدخلت قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: خط بطنه، فخاطا بطني و جعلا الخاتم بين كتفي، فما هو إلاّ أن وليا عني فكأنما أعاين الأمر معاينة»[773].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد القفال، أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه الورّاق، أنبأنا أبو بكر بن زياد، أنبأنا يونس (4)- هو ابن عبد الأعلى - أنبأنا ابن وهب، حدثني يعقوب و هو ابن عبد الرّحمن الزّهري، عن أبيه عنه أيضا يعني عبد الرّحمن بن هاشم بن (5) عتبة بن أبي وقاص، عن أنس بن مالك قال (6):أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاث ليال، قال: خذوا خيرهم و سيدهم،

ص: 461


1- رسمها بالأصل و خع:«ينتشرون» و لعل الصواب ما أثبت، و انظر مطبوعة ابن عساكر السيرة 373/1.
2- الملاء: جمع ملاءة و هي الإزار و الريطة (اللسان).
3- بالأصل:«دره هره» و في خع:«درهرهره» و لعل الصواب ما أثبت، ففي القاموس: الدرهرهة: الكوكبة الوقادة (قاموس: دره).
4- بالأصل:«أبو يونس» و الصواب عن خع.
5- بالأصل «عن» و المثبت عن خع.
6- انظر الخبر في سيرة ابن كثير 231/1 و البداية و النهاية 337/2.

فأخذوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. فعمد به إلى زمزم فشقّ جوفه ثم أتى بتور (1) من ذهب فغسل جوفه ثم مليء حكما (2) و إيمانا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نبأنا عبد اللّه بن أحمد [ثنا محمّد] (3) بن عباد المكي، أنبأنا أبو ضمرة، عن يونس، عن الزّهري، عن أنس قال: كان أبيّ يحدث: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«فرج سقف بيتي و أنا بمكة، فنزل جبريل صلوات اللّه و سلامه عليه، ففرج صدري، فغسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة و إيمانا فأفرغها في صدري و أطبقه (4)»[774] انتهى.

رواه غيره عن يونس فلم يذكر أبيّا في إسناده.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي (5)،أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي (6) السكري، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، أنبأنا محمد بن عباد، أنبأنا أبو صفوان، يعني الأموي، و اسمه عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، عن يونس، عن الزّهري أن أنسا كان يحدث: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«فرج سقف بيتي و أنا بمكة فنزل جبريل عليه السّلام ففرج صدري، ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة و علما فأفرغها في صدري ثم أطبقه»[775].

رواه أبو ضمرة عن يونس فزاد في الإسناد أبيّ بن كعب.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن (7) بن أبي عثمان، أنبأنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى [حدثنا

ص: 462


1- من الأواني.
2- الأصل و خع، و في سيرة ابن كثير: حكمة.
3- سقطت من الأصل و خع، و الزيادة عن مسند أحمد 122/5.
4- في مسند أحمد:«ثم أطبقه» و في خع كالأصل.
5- في خع «المرزقي» و الصواب ما أثبت انظر الأنساب.
6- بالأصل و خع:«الحرقي» و الصواب ما أثبت، انظر تاريخ بغداد 40/12 و سير أعلام النبلاء 609/17.
7- بالأصل و خع:«الحسين» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 589/18.

الحسين بن] (1) إسماعيل المحاملي، أنبأنا محمد بن إدريس الرازي، أنبأنا محمد بن عيسى بن الطّبّاع، أنبأنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبيّ بن كعب، حدثني أبي عن جدي عن أبي قال: سئل النبي صلى اللّه عليه و سلّم: ما أول ما أبكرت من أمر النبوة ؟ قال: لقد سألت قال:«إني لفي صحراء و كلام فوقي يهوي إليّ أسمعه، فإذا رجل يقول للآخر: أ هو هو؟ قال: نعم، فاستقبلاني بوجوه لم أر على بياضها قطّ ، و عليهما ثياب لم أر مثل حسنها قطّ ، و لهما أرواح لم أجد ريحا من أحد قطّ مثله قال: فأخذ أحدهما بضبعي (2)،و أخذ الآخر بضبعي الآخر لا أحد يمسّهما مسّا، فقال أحدهما للآخر: اضجعه، قال:

فأضجعاني بلا هصر و لا قصر. فقال لصاحبه: افلق صدره، ففلق صدري فيما أرى بلا وجع و لا ألم و لا دم. فقال: أخرج منه الغلّ و الحسد و أدخل فيه الرأفة و الرحمة. قال:

فأخرج علقة، فرمى بها، ثم استخرج شيئا مثل الفضّة فأدخله فيه و قال: هذه الرأفة و الرحمة، ثم قال بإبهامه اليمنى على صدري ثم قال: ثم عدّ، و أسلم، قال: ثم قمت ثم جئت - يعني - ما غدوت به من رحمتي الصغير و رأفتي على الكبير»[776].

أخبرناه أبو القاسم [بن السمرقندي النيسابوري] (3)(4) أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (5)،حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز، أنبأنا يونس بن محمد، أنبأنا معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبيّ بن كعب، حدثني أبي محمد بن معاذ، عن معاذ، عن محمد، عن أبيّ بن كعب أن أبا هريرة كان [جريئا] (6) على أن [يسأل] (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن أشياء لا يسأله (8) عنها غيره فقال:

ص: 463


1- بالأصل و خع:«عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن عثمان بن إسماعيل المحاملي» و الصواب ما أثبت انظر الأنساب (المحاملي) و ترجمة عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى في سير أعلام النبلاء 221/17 و فيها: حدث عن القاضي أبي عبد اللّه المحاملي.
2- الضبع: وسط العضد، و قيل: العضد كله.(اللسان).
3- في المطبوعة السيرة 375/1 «أخبرنا أبو القاسم الشيباني، أخبرنا أبو علي التميمي» مكان المثبت بالأصل و خع بين المعقوفتين.
4- بياض بالأصل، انظر الحاشية السابقة، و مكان البياض استدرك فيها:«أخبرنا أبو علي التميمي».
5- مسند أحمد بن حنبل 139/5.
6- بياض بالأصل، و اللفظة المستدركة عن مسند أحمد 139/5.
7- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن مسند أحمد.
8- عن المسند و بالأصل و خع: يسأل.

يا رسول اللّه [ما] (1) أول ما رأيت من أمر النبوة ؟ فاستوى (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [جالسا] (3)و قال:«لقد سألت أبا هريرة: إني لفي صحراء ابن عشر سنين و شهرا، إذا أنا بكلام فوق رأسي، و إذا رجل يقول لرجل: هو هو؟ قالا: نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها لأحد (4)قطّ ، و أرواح لم أجدها من خلق قطّ ، و ثياب لم أرها على أحد قطّ ، فأقبلا إليّ يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسّا، فقال أحدهما لصاحبه اضجعه فأضجعاني [بلا قصر و لا هصر] (5) فقال (6) أحدهما لصاحبه: افلق صدره فهوى (7)أحدهما إلى صدري ففلقها (8) فيما أرى بلا دم و لا وجع، فقال له: أخرج الغلّ و الحسد (9)،فأخرج شيئا كهيئة العلقة فطرحها، فقال له: أدخل الرأفة و الرحمة فإذا مثل (10) الزجّ يشبه الفضة ثم [هزّ إبهام] (11) رجلي اليمنى فقال: أعد (12) و أسلم، فرجعت بها أغدو به رقة إلى الصغير، و رحمة للكبير»[777].

هذا الإسناد أوفى بالإيصال من الذي قبله.

أخبرتنا الشريفة أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ (13) على إبراهيم بن منصور السّلمي و أنا حاضرة قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، أنبأنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم، أنبأنا أبو محمد بقية بن الوليد الحمصي، عن

ص: 464


1- زيادة عن المسند، سقطت اللفظة من الأصل و خع.
2- بالأصل و خع:«ثم استوى» و المثبت عن المسند.
3- عن خع و المسند، سقطت من الأصل.
4- في المسند:«لخلق» و في خع كالأصل.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن المسند، و مكان العبارة بياض بالأصل و خع.
6- في المسند: و قال.
7- بالأصل و خع:«فحقرا» كذا، و المثبت عن المسند.
8- بالأصل و خع:«صدر قفلها» و المثبت عن المسند.
9- بالأصل و خع: فأخرج الغل و الحسد فأخرج شيئا...
10- كذا بالأصل و خع، و في المسند: فإذا مثل الذي أخرج.
11- ما بين معكوفتين من المسند، و مكان العبارة بالأصل و خع:«ثم هوى بها من».
12- في المسند و خع: أغد.
13- بالأصل و خع:«قرأ» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

بحير (1) بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن عمرو السّلمي، عن عتبة بن عبد (2)حدثهم (3):أن رجلا سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كيف كان أول شأنك يا رسول اللّه ؟ قال:

«كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا و ابن لها في بهم لنا، و لم نأخذ معنا زادا. فقلت: يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمّنا، فانطلق أخي و مكثت عند البهم، فأقبل إليّ طيران أبيضان، كأنهما نسران (4) فقال أحدهما لصاحبه: أ هو هو؟ قال (5):نعم، فأقبلا يبتدراني، فأخرجاني (6) فبطحاني للقفا، فشقا بطني، فاستخرجا (7) قلبي فشقّاه، فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء (8) و ثلج فغسلا به جوفي ثم قال: ائتني بماء برد فغسلا به قلبي. ثم قال: ائتني بالسّكينة فذرّها في قلبي. ثم قال أحدهما لصاحبه: حصه (9) فحاصه و ختم عليه بخاتم النبوة.

و قال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة و اجعل ألفا من أمته [في كفّة] (10) فإذا أنا لأنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يحزّ عليّ بعضهم. فقال: لو أن أمّته وزنت به لمال بهم.

ثم انطلقا و تركاني و فرقت فرقا شديدا، ثم انطلقت إلى أمي، فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت أن يكون قد التبس بي. فقالت: أعيذك (11) باللّه، فرحّلت بعيرا لها، و جعلتني على الرحل و ركبت خلفي، حتى بلغتني إلى أمي، فقالت: أديت أمانتي و ذمّتي (12)

ص: 465


1- بالأصل و خع «بحري» تحريف و الصواب ما أثبت عن الكاشف للهذلي، و ورد في التهذيب و الخلاصة: «ابن سعيد».
2- بالأصل «عن عبده» و في خع «عن عبده بن عبده» و في كلّ تحريف، و الصواب ما أثبت عن عتبة بن عبد. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، و الكاشف للذهبي، و أسد الغابة.
3- الحديث في دلائل النبوة للبيهقي 7/2-8 و أخرجه الحاكم في مستدركه 616/2-617 و قال:«هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه» و أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 184/4.
4- عن المصادر السابقة، و بالأصل و خع:«بشران».
5- عن البيهقي و بالأصل و خع: قالا.
6- في البيهقي: فأخذناني.
7- في البيهقي: ثم استخرجا.
8- في المصادر: بماء ثلج.
9- بالأصل و خع:«خصه فخصه» و المثبت عن البيهقي، و زيد فيه: يحصه: يخيطه. و في اللسان: حاص الثوب يحوصه حوصا و حياصة: خاطه.
10- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن البيهقي.
11- بالأصل و خع:«أ عندك» و الصواب عن المصادر.
12- عن خع و مصادر الحديث، و بالأصل: و ذريتي.

و حدّثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك. قالت: إني رأيت خرج مني نور (1) أضاءت منه قصور الشام[778].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان قراءة، قالا (2):أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، أنبأنا محمد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم قال: حدثنا صاحب لنا عن عبد اللّه بن مسلم أنه حدّثه قال: حدثني عبادة بن نسيّ قال: سمعت أبا العجفاء يقول: حدثني شداد بن أوس قال: أقبل رجل من بني عامر، شيخ كبير يتوكأ على عصاه (3) حتى مثل بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا محمد، إنك تفوه بأمر عظيم، تزعم أنك رسول اللّه أرسلت إلى الناس كما أرسل موسى بن عمران، و عيسى بن مريم، و النبيون من قبلهم، و إنما أنت رجل من العرب (4) ممن يعبد هذه الحجارة و التماثيل، فما لك و النبوة ؟ و إنما النبوة من بيتين: من بيت خلافة، و بيت نبوة. و لست من هذا و لا هذا.

و لكن لكلّ قول حقيقة، و لكل بدوّ شأن، فحدّثني بحقيقة قولك، و بدو شأنك - قال:

و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حليما لا يجهل - فقال له:«يا أخا بني عامر إنّ الأمر (5) الذي سألتني عنه قصصا و نبأ، فاجلس حتى أنبئك (6) بحقيقة قولي، و بدو شأني، قال: فجلس العامري، و تهافت العرب حذوا (7) بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ والدي لما بنى بأمي حملت، رأت فيما يرى النائم (8) أن (9) نورا خرج من جوفها فجعلت تتبعه بصرها حتى ملأ ما بين السموات و الأرض نورا، فقصت ذلك على

ص: 466


1- بالأصل و خع:«نورا».
2- بالأصل و خع: قالوا.
3- عن خع و بالأصل «حصاة».
4- كذا بالأصل و خع، و في مختصر ابن منظور: العريب.
5- في مختصر ابن منظور 83/2 «إن للأمر»، و في الطبري 161/2 «إن لهذا الحديث».
6- بالأصل و خع:«حتى أنبئك عنه فحقيقة» و المثبت عن المختصر.
7- الحذو: الإزاء و المقابل (اللسان).
8- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المختصر.
9- بالأصل و خع: نور.

حكيمة (1) من أهلها فقالت لها: و اللّه لئن صدقت رؤياك ليخرجن من بطنك غلام يعلو ذكره بين السّماء و الأرض، و كان هذا الحي من بني سعد بن هوازن ينتابون نساء أهل مكة فيحضنون أولادهم، و ينتفعون بخيرهم، و إن أمّي ولدتني في العام الذي قدموا فيه، و هلك (2) والدي فكنت يتيما في حجر عمي أبي طالب، فأقبل النسوان يتدافعنني و يقلن:

ضرع صغير، لا أب له، فما عسينا أن ننتفع به من خيره ؟ و كانت فيهن امرأة يقال لها أم كبشة ابنة الحارث فقالت: و اللّه لا أنصرف عامي هذا خائبة، فأخذتني و ألقتني على صدرها، فدرّ لبنها فحضنتني، فلما بلغ ذلك عمي أبا طالب أقطعها إبلا و مقطعات من الثياب، و لم يبق عمّ من عمومتي إلاّ أقطعها و كساها، فلما بلغ ذلك النسوان أقبلن إليها فقلن: و اللّه يا أم كبشة لو علمنا بركة تكون هكذا ما سبقتنا إليه.

قال: ثم ترعرعت و كبرت، و قد بغضت إليّ أصنام قريش و العرب فلا أقربها و لا آتيها، حتى إذا كان بعد زمين حتى خرجت بين أتراب لي من العرب نتقاذف بالأجلّة - قال أبو عبد الملك: يعني البعر (3)-فإذا بثلاثة نفر مقبلين معهم طشت من ذهب مملوءا ثلجا، فقبضوا عليّ من بين الغلمان فلما رأى ذلك الغلمان انطلقوا هرابا، ثم رجعوا فقالوا: يا معشر النفر إن هذا الغلام ليس منا، و لا من العرب و إنه لابن سيد القريش و بيضة المجد، و ما من حيّ من أحياء العرب إلاّ لا يلته (4) في رقابهم نعمة مجلّلة، و لا يصنعوا بقتل هذا الغلام شيئا، فإن كنتم لا بدّ قاتليه فخذوا أحدنا فاقتلوه مكانه. قال:

فأبوا أن يأخذوا مني [فدية] (5) فانطلقوا و أسلموني في أيديهم، فأخذني أحدهم فأضجعني إضجاعا رفيقا فشقّ ما بين صدري (6) فصدعه فاستخرج منه مضغة سوداء منتنة فقذفها، ثم غسله في تلك الطشت بذلك الثلج ثم ردّه، ثم أقبل الثاني فوضع يده على صدري إلى عانتي فالتأم ذلك كله، ثم أقبل الثالث و في يده خاتم له شعاع فوضعه بين كتفي و ثديي

ص: 467


1- بالأصل و خع:«حليمة» و المثبت عن المختصر.
2- عن المختصر و بالأصل و خع: أهلك.
3- كذا بالأصل و خع و المختصر «الأجلة» و في اللسان (جلل): الجلّة و الجلّة: البعر.
4- في المختصر: لآبائه.
5- بياض بالأصل و خع قدر كلمة، و استدركت اللفظة عن المختصر.
6- ثمة سقط في الكلام بالأصل و خع، و العبارة في المختصر: ما بين صدري إلى عانتي (في الطبري: إلى منتهى عانتي). ثم استخرج قلبي فصدعه.

فلبث (1) زمانا من دهري و أنا أجد برد ذلك الخاتم، ثم انطلقوا و أقبل الحي بحذافيرهم و أقبلت معهم أمي التي أرضعتني، فلما رأت ما بي أكرمتني و قالت: يا محمد قتلت لوحدتك (2) و ليتمك، و أقبل الحي يقبلون ما بين عيني إلى مفرق رأسي و يقولون: يا محمد، قتلت لوحدتك (3) و ليتمك، احملوه إلى أهله لا يموت [عندنا، فحملت إلى أهلي، فلما رآني عمي أبو طالب، قال: و الذي نفسى بيده لا يموت] (4) ابن أخي حتى تسود به قريش جميع العرب، احملوه إلى الكاهن، فلما حملت إليه فلما رآني قال: يا محمد حدثني ما رأيت، و ما صنع بك ؟ فأنشأت أقص عليه القصص، فلما سمعه وثب (5) علي فالتزمني (6) و قال يا للعرب (7) اقتلوه فو الذي نفسي بيده لئن بقي حتى يبلغ (8) مبالغ الرجال ليشتمن موتاكم، و ليسفهن رأيكم، و ليأتينكم بدين ما سمعتم بمثله قطّ . قال: فوثبت عليه أمي التي أرضعتني فقالت: إن كانت نفسك قد عمتك (9) فالتمس لها من يقتلها، فإنّا غير قاتلي هذا الغلام، فهذا بدوّ شأني و حقيقة قولي.

قال: فقال العامري: فما تأمرني يا محمد؟ قال: آمرك أن تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا عبده و رسوله، و تصلّي الخمس لوقتهن، و تصوم شهر رمضان، و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. و تؤدي زكاة مالك. قال: فما لي إن فعلت ذلك ؟ قال: جَنّٰاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا وَ ذٰلِكَ جَزٰاءُ مَنْ تَزَكّٰى (10).

فقال: يا محمد، فأي المسمعات أسمع ؟ قال: جوف الليل الدامس، إذا هدأت العيون فإن اللّه تعالى حي قيوم، يقول: هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له ذنبه، هل من سائل فأعطيه سؤله.

ص: 468


1- كذا بالأصل و خع، و في المختصر:«فقد لبثت».
2- بالأصل و خع:«لوجدتك» و المثبت عن المختصر.
3- بالأصل و خع:«لوجدتك» و المثبت عن المختصر.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع و المختصر.
5- بالأصل و خع «ثبت» و المثبت عن المختصر، و في الطبري:«وثب إليّ ».
6- بياض بالأصل و خع و اللفظة استدركت عن المختصر، و في الطبري: فضمني إلى صدره.
7- عن خع، و بالأصل «للعرب» بدون «يا».
8- بالأصل و خع «بلغ» و المثبت عن المختصر.
9- بالأصل و خع:«تمهلت» و المثبت عن المختصر.
10- طه الآية:76 و فيها: مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا، وَ ذٰلِكَ جَزٰاءُ مَنْ تَزَكّٰى .

قال: فوثب العامري فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا رسول اللّه انتهى.

هذا حديث غريب و فيه من يجهل. و قد روي عن شداد من وجه آخر فيه انقطاع[779].

أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين (1) بن عبد الملك الأديب الخلاّل و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالا (2):أنبأنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، أنبأنا يحيى بن حجّي بن النعمان الشامي، أنبأنا محمد بن يعلى الكوفي، أنبأ - و قالت فاطمة: حدثنا - عمر بن صبح (3) عن ثور بن يزيد عن مكحول، عن شداد بن أوس قال (4):بينما نحن جلوس عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذ أتاه رجل من بني عامر هو سيد قومه و كبيرهم و مدرهم يتوكّأ على عصاه، فقام (5) بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال و نسب النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى جدّه فقال: يا ابن عبد المطلب إني نبئت [أنّك تزعم] (6) أنك رسول اللّه إلى الناس، أرسلك بما أرسل به إبراهيم و موسى و عيسى (7)و غيرهم من الأنبياء [ألا و إنك] (8) فلقد تفوّهت بعظيم، إنما كانت الأنبياء و الملوك من بيتين: بيت من بني إسرائيل بيت نبوة و بيت ملك، فلا أنت من هؤلاء و لا من هؤلاء، إنما أنت رجل من العرب ممن يعبد الحجارة و الأوثان، فما لك و النبوة ؟ و لكن لكلّ - و قالت فاطمة: و لكلّ - أمر حقيقة، فائتني بحقيقة قولك و بدو شأنك.

قال: فأعجب النبي صلى اللّه عليه و سلّم مسألته - و قالت فاطمة: بمسألته - ثم قال:«يا أخا بني عامر إنّ للحديث الذي تسأل عنه نبأ و مجلسا، فاجلس» فثنى رجله و برك كما يبرك البعير، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

«يا أخا بني عامر إنّ حقيقة قولي و بدو شأني دعوة أبي إبراهيم، و بشرى أخي

ص: 469


1- بالأصل و خع:«الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 620/19(364).
2- بالأصل و خع:«قال».
3- في الطبري:«صبيح» تحريف، و في تهذيب التهذيب:«الصبح» و في ميزان الاعتدال: صبح بضم أوله.
4- الحديث في الطبري 160/2 و ما بعدها.
5- في الطبري: فمثل.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدركت عن الطبري.
7- عن خع، سقطت من الأصل.
8- رسمت بالأصل و خع:«الأوائل» و المثبت عن الطبري.

عيسى بن مريم، و إني (1) كنت بكر أمي و إنها حملتني كأثقل ما يحمل الناس - و قالت فاطمة: النساء - حتى جعلت تشكو إلى صواحبها ثقل ما تجد ثم إن أمي رأت في المنام:

أن الذي في بطنها نور قالت: فجعلت أتبع بصري النور،[و النور] (2) يسبق بصري حتى أضاء لي مشارق الأرض و مغاربها، ثم إنها ولدتني فلما نشأت بغضت إليّ الأصنام (3)و بغّض إليّ الشعر، و استرضع إليّ في بني جشم بن بكر. فبينما أنا ذات يوم في بطن واد (4) مع أتراب لي من الصبيان، إذ أنا برهط ثلاثة معهم طشت من ذهب ملآن من ثلج، فأخذوني من بين أصحابي، و انطلق أصحابي هرابا حتى انتهوا - و قالت فاطمة: إذا انتهوا - إلى شفير الوادي، ثم أقبلوا على الرهط فقالوا: ما لكم و لهذا الغلام ؟ إنه غلام ليس منا، و هو ابن سيد قريش، و هو مسترضع فينا؛ من غلام يتيم ليس له أب، فما ذا يرد عليكم قتله ؟ و لكن إن كنتم لا بد فاعلين فاختاروا منا أينا شئتم، فليأتكم فاقتلوه مكانه و دعوا هذا الغلام. فلم يجيبوهم، فلما رأوا الصّبيان أن القوم لا يجيبوهم، انطلقوا هرابا مسرعين إلى الحي يؤذونهم بهمّ . و يستصرخوهم (5) على القوم، فعمدوا إلي آخرهم فأضجعني إلى الأرض إضجاعا لطيفا، ثم شقّ ما بين صدري إلى منتهى عانتي، و أنا انظر فلم أجد لذلك مسّا، ثم أخرج أحشاء بطني فغسله بذلك الثلج فأنعم غسله، ثم أعادها مكانها - و قالت فاطمة: في مكانها-.

ثم قام الثاني فقال لصاحبه: تنحّ ثم أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي، و أنا انظر فصدعه فأخرج منه مضغة سوداء، فرمى بها ثم قال بيده يمنة منها منه، كأنه يتناول شيئا فإذا أنا بالخاتم - و قالت فاطمة: بخاتم - في يده من نور يخطف (6) أبصار الناظرين دونه، فختم قلبي فامتلأ نورا، و حكمة - و قال الخلاّل: نور النبوة و الحكمة - ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهرا.

ثم قام الثالث فنحّى صاحبيه، فأمرّ يده بين ثديي - و قال الخلاّل: صدري - و منتهى

ص: 470


1- بالأصل و خع:«و إن» و المثبت عن الطبري.
2- زيادة اقتضاها السياق، سقطت من الأصل و خع، عن الطبري.
3- كذا بالأصل و خع، و في الطبري: أوثان قريش.
4- بالأصل و خع:«وادي».
5- الطبري: و يستصرخونهم.
6- الطبري: يحار الناظرون دونه.

عانتي، فالتأم ذلك الشق بإذن اللّه تعالى [ثم أخذ يدي] (1) فأنهضني من مكاني إنهاضا لطيفا، فقال الأول للذي شقّ بطني: زنوه بعشرة من أمته فوزنوني فرجحتهم، ثم قال:

زنوه بمائة من أمته فوزنوني فرجحتهم، ثم قال: زنوه بألف من أمته فوزنوني فرجحتهم قال: دعوه - و قالت فاطمة: زنوه - فلو وزنتموه بأمته جميعا لرجح بهم ثم قاموا - زادت فاطمة: إليّ ، و قالا:- فضموني إلى صدورهم و قبلوا رأسي و ما بين عيني، ثم قال:

- و قال الخلاّل قالوا:- يا حبيب لم ترع ؟ إنك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرّت عينك، قال: فبينما [نحن] (2) كذلك، إذ أقبل الحي بحذافيرهم [و إذا أمي، و هي ظئري] (3) أمام الحي تهتف بأعلا صوتها، و هي تقول: يا ضعيفاه! قال: فأقبلوا عليّ يقبلوني و يقولون يا حبذا أنت (4) من وحيد، ما أنت بوحيد إن اللّه معك و ملائكته و المؤمنون من أهل الأرض ثم قالت: يا يتيماه، استضعفت من بين أصحابك فقتلت لضعفك، فأكبوا عليّ و ضموني إلى صدورهم، و قبّلوا رأسي و قالوا: يا حبذا أنت من يتيم، ما أكرمك (5) على اللّه، لو تعلم ما ذا يراد بك من الخير. قال: فوصلوا إلى شفير الوادي، فلما بصرت فيّ ظئري قالت: يا بني أ لا (6) أراك حيا بعد. فجاءت حتى أكبت عليّ فضمّتني إلى صدرها، فو الذي نفسي بيده، إني لفي حجرها فضمتني إليها، و إن يدي لفي يد بعضهم، و ظننت أن القوم يبصرونهم فإذا هم لا يبصرونهم. فجاء بعض الحي (7)فقال: هذا غلام أصابه لمم، أو طائف من الجن، فانطلقوا بنا - و قالت فاطمة:[به-] (8)إلى الكاهن ينظر إليه، و يداويه فقلت لهم:- و قالت فاطمة[-له-:] (9) يا هذا ليس في شيء مما تذكرون أرى نفسي - و قال الخلاّل: إن لي (10) نفس سليمة و فؤادي صحيحا،

ص: 471


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و استدرك عن الطبري.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدركت اللفظة عن الطبري.
3- ما بين معكوفتين عن الطبري و مكان العبارة بالأصل و خع:«زاد الطبري».
4- بعدها في خع: من ضعيف، ثم قالت: يا وحيداه، قال: فأكبوا عليّ و ضموني إلى صدورهم و قالوا: يا حبذا أنت.
5- بالأصل و خع:«كرمك» و المثبت عن الطبري.
6- بالأصل و خع:«لا» و المثبت عن الطبري.
7- في الطبري: بعض القوم.
8- سقطت من الأصل و خع و الزيادة عن الطبري.
9- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
10- عن خع و بالأصل: في.

و ليس بي قلبة (1) فقال أبي - و هو زوج ظئري أ لا (2) ترون كلامه صحيحا؟- و قالت فاطمة: أ لا ترون بنيّ كلامه كلام صحيح - إني لأرجو أن لا يكون بابني بأس (3)،فاتفق القوم على أن يذهبوا بي إلى الكاهن، فاحتملوني حتى ذهبوا إليه فقصوا عليه قصتي، فقال: اسكتوا حتى أسمع من الغلام فإنه أعلم بأمره، فقصصت عليه أمري أوله و آخره - و قالت فاطمة: من أوله إلى آخره - فلما سمع مقالتي ضمّني إلى صدره و نادى بأعلا صوته قال [يا آل] (4) العرب اقتلوا هذا الغلام و اقتلوني معه فو اللاّت و العزّى لئن تركتموه (5) ليبدلن دينكم، و ليسفهنّ أحلامكم، و أحلام آبائكم، و ليخالفن أمركم، و ليأتين بدين لم تسمعوا بمثله، قال فانتزعني ظئري من يده. قالت:- و قال الخلاّل:

قال (6)-لأنت أعته منه و أجن، و لو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به، ثم احتملوني و ردّوني إلى أهلي، فأصبحت مغموما - و قالت فاطمة: مغمرا (7)-بما فعل بي و أصبح أثر الشق ما بين صدري إلى منتهى عانتي، كأنه شراك (8)،فذلك - و قالت فاطمة: ذاك - حقيقة قولي و بدو شأني».

فقال العامري: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن أمرك حقّ ، فائتني (9) بأشياء أسألك عنها، قال:«سل عنك»- و كان يقول للسّائلين قبل ذلك مثل: عما بدا لك، فقال يومئذ للعامري:«سل عنك»- فإنها لغة بني عامر، فكلمه بما يعرف. فقال العامري: أخبرني يا ابن عبد المطلب، ما ذا يزيد (10) في الشر؟ قال:«التمادي» قال: فهل ينفع البر بعد الفجور؟ قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«نعم، إن التوبة تغسل الحوبة، و الحسنات - و قالت فاطمة: و إن

ص: 472


1- أي ليس به شيء، و أصله من القلاب، و هو داء يأخذ الإبل في رءوسها فيقلبها إلى فوق، و في اللسان:«و لا يستعمل إلا في النفي».
2- بالأصل و خع:«لا» و الصواب ما أثبت عن الطبري.
3- بالأصل:«يا بني ما تين» و في خع: بابني مائتين» و المثبت عن الطبري.
4- زيادة اقتضاها السياق. و في خع كالأصل، و في الطبري: يا للعرب.
5- بعدها بالأصل:«بي» و المثبت يوافق عبارة خع.
6- عن خع، سقطت اللفظة من الأصل.
7- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة «معرا» يعني متغيرا وجهه و عليه صفرة (قاموس).
8- عن الطبري و بالأصل و خع: بيراك.
9- في الطبري: فأنبئني.
10- بالأصل و خع:«ما ذا تريد في الشيء» و الصواب عن الطبري.

الحسنات - يذهبن السيئات، و إذا ذكر العبد ربه - زادت فاطمة: في الرّجاء، و قالا - أغاثه عند البلاء».

قال العامري: و كيف ذلك يا ابن عبد المطلب ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«ذلك بأن اللّه تعالى يقول: لا أجمع لعبدي أبدا أمنين، و لا أجمع له خوفين. إن هو أمنني (1) في الدنيا خوف (2) يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس (3)،فيدوم له أمنه، و لا أمحقه فيمن أمحق». فقال:- و قالت فاطمة: قال العامري:- يا ابن عبد المطلب إلى ما تدعوا؟ قال:«ادعوا إلى عبادة اللّه تعالى وحده، لا شريك له، و أن تخلع الأنداد، و تكفر باللّات و العزّى، و تقر (4) بما جاء من (5) اللّه من كتاب و رسول و تصلي الصلوات الخمس بحقائقهم، و تصوم شهرا من السنة، و تؤدي زكاة مالك فيطهرك اللّه تعالى به، و يطيّب لك مالك، و تحج البيت إذا وجدت إليه سبيلا، و تغسل من الجنابة، و تقرّ بالبعث بعد الموت و بالجنة و النار».

قال: يا ابن عبد المطلب: إن فعلت هذا، فما لي ؟ قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:« جَنّٰاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا وَ ذٰلِكَ جَزٰاءُ مَنْ تَزَكّٰى (6)».

قال: يا ابن عبد المطلب، هل مع هذا من الدنيا شيء؟ فإنه تعجبنا الوطاءة من العيش، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«نعم النصر و التمكين في البلاد».

قال: فأجاب العامري و أناب (7)[780].

مكحول لم يدرك شداد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (8)،أنبأنا أبو عبد اللّه

ص: 473


1- عن خع و بالأصل «فائتني».
2- في الطبري: إن هو خافني في الدنيا أمنني يوم أجمع.
3- الطبري: الفردوس.
4- بالأصل و خع:«و تقرأ» و المثبت عن الطبري.
5- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن الطبري.
6- سورة طه، الآية:76.
7- بالأصل:«و أبا» و المثبت عن خع.
8- الحديث في دلائل البيهقي 139/1 و ما بعدها.

الحافظ (1) محمد (2) بن عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن يوسف العماني، أنبأنا محمد بن زكريا الغلابي، أنبأنا يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس،[قال: حدثني أبي، عن أبيه سليمان بن علي، عن أبيه علي بن عبد اللّه بن عباس، عن عبد اللّه بن عباس] (3) قال: كانت حليمة بنت أبي ذؤيب التي وضعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم تحدث أنها لما فطمت رسول اللّه تكلم قالت: سمعته يقول كلاما عجيبا سمعته يقول:«اللّه أكبر كبيرا و الحمد للّه كثيرا، و سبحان اللّه بكرة و أصيلا» فلما ترعرع كان يخرج فينظر إلى الصبيان يلعبون فيتجنبهم، فقال لي يوما من الأيام:«يا أمّاه ما لي لا أرى اخوتي بالنهار؟» قلت: فدتك نفسي يرعون غنما لنا. فيروحون من ليل إلى ليل، فأسبل عينيه و بكى، و قال:«يا أماه فما أصنع هاهنا وحدي ؟ ابعثيني معهم».

قلت: و تحب (4) ذلك ؟ قال:«نعم» قالت: فلما أصبح دهنته و كحّلته و قمّصته و عمدت إلى خرزة جزع (5) يمانية فعلّقته في عنقه من العين، و أخذ عصا و خرج مع إخوته، فكان يخرج مسرورا [و يرجع مسرورا] (6) فلما كان يوما من ذلك خرجوا يرعون بهما لنا حول بيوتنا، فلما انتصف النهار إذا أنا بابني ضمرة يعدو فزعا، و جبينه يرشح قد علاه البهر باكيا، ينادي: يا أبة يا أمة الحقا أخي محمدا فما تلحقاه إلاّ ميتا قلت: و ما قصته قالا:

بينا نحن قيام (7) نترامى و نلعب، إذ أتاه رجل فاختطفه من أوساطنا، و علا به ذروة الجبل، و نحن ننظر إليه حتى شقّ من صدره إلى عانته، و لا أرى ما فعل به و لا أظنكما تلحقاه أبدا إلاّ ميتا. قالت: فأقبلت أنا و أبوه - يعني زوجها - نسعى سعيا، فإذا نحن به قاعدا على ذروة الجبل شاخصا ببصره إلى السّماء، يتبسّم و يضحك، و أكببت عليه و قبّلت ما بين عينيه، و قلت: فدتك نفسي ما الذي دهاك ؟ قال:«خيرا يا أماه، بينا أنا السّاعة قائم (8) على إخوتي إذ أتاني رهط ثلاثة، بيد أحدهم إبريق فضة، و بيد الثاني

ص: 474


1- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا أبو بكر» و هي مقحمة، حذفناها ليوافق السند في دلائل البيهقي.
2- بالأصل و خع «أنبأنا» تحريف و الصواب عن البيهقي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن البيهقي.
4- في البيهقي:«أو تحب» و في خع كالأصل.
5- ضرب من الخرز، فيه بياض و سواد تشبه بن الأعين (اللسان).
6- الزيادة عن البيهقي، سقطت من الأصل و خع.
7- بالأصل و خع:«قياما».
8- بالأصل و خع:«قائما» و المثبت عن البيهقي.

طشت من زمردة خضراء (1) ملأها ثلجا، فأخذوني فانطلقوني إلى ذروة الجبل، فأضجعوني على الجبل إضجاعا لطيفا ثم شقّ من صدري إلى عانتي و أنا انظر إليه، فلم أجد لذلك حسّا و لا ألما، ثم أدخل يده في جوفي فأخرج أحشاء بطني فغسلها بذلك الثلج، فأنعم غسلها ثم أعادها. و قام الثاني فقال للأول: تنحّ فقد أنجزت ما أمرك اللّه تعالى به، فدنا مني فأدخل يده في جوفي فانتزع قلبي و شقّه فأخرج منه نكتة سوداء مملوءة بالدم فرمى بها، فقال: هذا حظ الشيطان منك يا حبيب اللّه، ثم حشاه بشيء كان معه و ذره مكانه ثم ختمه بخاتم من نور، فأنا السّاعة أجد برد الخاتم في عروقي و مفاصلي. و قام (2)الثالث فقال للثاني: تنحّ فقد أنجزنا ما أمرنا اللّه تعالى فيه، ثم دنا الثالث مني فمرّ يده في مفرق صدري إلى منتهى عانتي، قال الملك: زنه بعشرة من أمته فوزنوني فرجحتهم، فقال: دعوه فلو وزنتموه بأمته كلها لرجح بهم، ثم أخذ بيدي فأنهضني إنهاضا لطيفا، فأكبوا عليّ و قبّلوا رأسي و ما بين عينيّ ، و قالوا (3):يا حبيب اللّه إنك لن تراع (4) و لو تدري ما يراد بك من الخير لقرّت عيناك و تركوني قاعدا في مكاني هذا، ثم جعلوا يطيرون حتى دخلوا حيال السماء و أنا انظر إليهم، و لو شئت لأريتك موضع مكانهم (5)محولهما».

قالت: فاحتملته فأتيت به منازل بني سعد بن بكر، فقال الناس: اذهبوا به إلى الكاهن حتى ينظر إليه و يداويه. فقال:«ما بي شيء مما تذكرون، إني أرى نفسي سليمة، و فؤادي صحيح بحمد اللّه». فقال: قال لي الناس: أصابه لمم أو طائف من الجن، فقال: فغلبوني على رأيي. فانطلقت به إلى الكاهن فقصصت عليه القصة قال: دعيني أنا أسمع منه، فإن الغلام أبصر بأمره منكم. تكلم يا غلام، قالت حليمة: فقص ابني محمد قصته من (6) أولها إلى آخرها. فوثب الكاهن قائما على قدميه فضمّه إلى صدره و نادى بأعلا صوته: يا آل العرب، يا آل العرب. من شرّ قد اقترب، اقتلوا هذا الغلام

ص: 475


1- عن خع و البيهقي، و بالأصل «صفراء».
2- عن البيهقي و بالأصل و خع: فأقام.
3- عن البيهقي، بالأصل و خع: و قال.
4- بالأصل و خع:«ترع» و المثبت عن البيهقي.
5- كذا بالأصل و خع، و في البيهقي: موضع دخولهما.
6- في الدلائل: ما بين أولها.

و اقتلوني معه، فإنكم إن تركتموه و أدرك مدرك الرجال ليسفهنّ أحلامكم، و لينكدنّ أديانكم، و ليدعونّكم إلى رب لا تعرفونه، و إلى (1) دين تنكرونه[781].

قالت: فلما سمعت مقالته انتزعته من يده، و قلت: لانت أعته منه و أجنّ ، و لو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به، أطلب لنفسك من يقتلك، فإنّا لا نقتل محمدا، فاحتملته فأتيت به منزلي، فما أتيت - يعلم اللّه - منزلا من منازل بني سعد بن بكر إلاّ و قد شممنا منه ريح المسك الأذفر، و كان في كل يوم ينزل عليه رجلان أبيضان، فيغيبان في ثيابه و لا يظهران. فقال الناس: ردّيه يا حليمة إلى (2) جده عبد المطلب، و أخرجيه من أمانتك. قالت: فعزمت على ذلك، فسمعت مناديا ينادي: هنيئا لك يا بطحاء مكة، اليوم يرد عليك النور (3)،و الدين، و البهاء، و الكمال، فقد أمنت [أن تخذلين أو تحزنين] (4) أبد الآبدين و دهر الداهرين. قالت: فركبت أتاني، و حملت النبي صلى اللّه عليه و سلّم بين يدي، أسير حتى أتيت الباب الأعظم من أبواب مكة و عليه جماعة، فوضعته لأقضي حاجة، و أصلح شأني، سمعت هدّة (5) شديدة، فالتفتّ فلم أره (6)، فقلت: معاشر الناس أين الصبي ؟ قالوا: أي الصّبيان ؟ قلت: محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب،[الذي] (7) نضر اللّه تعالى به وجهي، و أغنى عيلتي، و أشبع جوعتي، ربيته حتى إذا أدركت به سروري، و أملي أتيت به أرده و أخرج من أمانتي، فاختلس من يدي من غير أن يمس قدميه الأرض، و اللاّت و العزّى لئن لم أره لأرمينّ بنفسي من شاهق الجبل، و لأتقطعن إربا إربا. فقال الناس: إنا لنراك غائبة عن الركبان، ما معك محمد (8).قالت: قلت: السّاعة كان بين أيديكم، قالوا: ما رأينا شيئا. فلما آيسوني وضعت يدي على رأسي، فقلت: وا محمداه، وا ولداه، أبكيت الجواري الأبكار

ص: 476


1- البيهقي: و دين.
2- البيهقي: على.
3- عن خع و البيهقي غير واضحة بالأصل.
4- ما بين معكوفتين عن دلائل البيهقي، و مكان العبارة بياض بالأصل، و سقطت العبارة من خع.
5- بالأصل و خع:«جدة» و المثبت عن البيهقي.
6- بالأصل «فلم أر» و بعدها بياض قدر كلمة، و في خع:«فلم أر شيئا» و المثبت «فلم أره» عن الدلائل.
7- بياض بالأصل، و المستدرك عن خع و الدلائل.
8- بالأصل و خع:«محمدا» و المثبت عن الدلائل.

لبكائي، و صاح (1) الناس معي بالبكاء حرقة لي، فإذا أنا بشيخ كبير (2) كالفاني متوكئا على عكازة له. قالت: فقال لي: ما لي أراك (3) تبكين و تصيحين (4) قالت: فقلت:

فقدت ابني محمدا. قال: لا تبكي، أنا أدلك على من يعلم علمه، و إن شاء أن يردّه عليك فعل، قالت (5):قلت: دلني عليه، قال: الصنم الأعظم. قالت: ثكلتك أمك، كأنك لم تر ما نزل باللّات و العزّى في الليلة التي ولد فيها محمدا صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: إنك لتهذين (6) و لا تدرين ما تقولين، أنا أدخل عليه فأسأله أن يردّه عليك. قالت حليمة:

فدخل و أنا انظر، فطاف بهبل سبوعا و قبّل رأسه، و نادى يا سيدي، لم تزل منعما على قريش، و هذه السعدية تزعم أن محمدا قد ضلّ . قال: فانكب هبل على وجهه فتساقطت الأصنام بعضها على بعض، و نطقت - أو نطق منها - فقالت: إليك عنا أيها الشيخ، إنما هلاكنا على يدي محمدا. قالت: فأقبل الشيخ لأسنانه اصتكاك (7)،و لركبتيه ارتعادا، و قد ألقى عكازته من بين (8) يديه و هو يبكي، و يقول: يا حليمة لا تبكي، فإن لابنك ربّا (9) لا يضيّعه، فاطلبيه على مهل. فقالت: فخفت أن يبلغ الخبر عبد المطلب قبلي (10)فقصدت قصده، فلما نظر إليّ قال: أسعد نزل بك أم نحوس ؟ قالت: قلت: بل نحس الأكبر، ففهمها مني، و قال: لعل ابنك قد ضلّ منك. قالت: قلت: نعم، بعض قريش اغتاله فقتله، فسأل عبد المطلب سيفه و غضب - و كان إذا غضب لم يلتفت (11) له أحد من شدة غضبه. فنادى بأعلا صوته: يا سبيل (12) و كانت دعوتهم في الجاهلية - فأجابته قريش بأجمعهم فقالت: ما قصتك يا أبا الحارث ؟ فقال: فقد ابني محمد، فقالت

ص: 477


1- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل: و ضجّ .
2- سقطت اللفظة من الدلائل.
3- بعدها في الدلائل: أيها السعدية.
4- في الدلائل: و تضجين.
5- عن الدلائل و بالأصل «قال».
6- الأصل و خع:«لا تهدين» و المثبت عن الدلائل.
7- بالأصل و خع:«إسكاكا» و المثبت عن الدلائل.
8- في الدلائل: من يده.
9- بالأصل و خع:«دينا» و المثبت عن البيهقي.
10- بالأصل و خع:«فبكى» تحريف، و المثبت عن الدلائل.
11- في البيهقي: لم يثبت.
12- في البيهقي: يا يسيل.

قريش: اركب نركب معك، فإن شققت (1) جبلا شققنا معك، و إن خضت بحرا خضنا معك. قال: فركب فركبت معه قريش جميعا فأخذ على أعلى مكة، و انحدر على أسفلها، فلما أن لم ير شيئا ترك الناس و اتّشح بثوب، و ارتدى بآخر، و أقبل إلى البيت الحرام فطاف أسبوعا، ثم أنشأ يقول:

يا ربّ إن محمدا لم يوجد *** فجميع قومي كلها (2) متردد

فسمعت مناديا ينادي من جو الهواء (3):معاشر القوم، لا تضجّوا (4)،فإن لمحمد ربّا لا يخذله و لا يضيّعه. فقال عبد المطلب: يا أيّها الهاتف من لنا به ؟ قالوا:

بوادي تهامة عند شجرة اليمنى، فأقبل عبد المطلب راكبا فلما صار في بعض الطريق تلقاه ورقة بن نوفل، فصارا جميعا يسيران فبينما هم كذلك إذا النبي صلى اللّه عليه و سلّم قائم تحت شجرة يجذب أغصانها و يعبث بالورق. فقال عبد المطلب: من أنت يا غلام ؟ فقال: أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب. قال عبد المطلب: فدتك نفسي، و أنا جدك عبد المطلب، ثم احتمله على عاتقه (5) و لثمه و ضمّه إلى صدره، و جعل يبكي. ثم حمله على قربوس (6) سرجه، و ردّه إلى مكة، فاطمأنت قريش، فلما اطمأن الناس نحر عبد المطلب عشرين (7) بعيرا و ذبح أكبشا (8) و البقر، و حمل طعاما و أطعم أهل مكة.

قالت حليمة: ثم جهّزني عبد المطلب بأحسن الجهاز و صرفني، و انصرفت إلى منزلي، و إذا بكلّ خير دنيا، لا أحسن وصف كنه خيري و صار محمد عند جده.

قالت حليمة: و حدثت عبد المطلب بحديثه كله، فضمّه إلى صدره و بكى، و قال:

يا حليمة إنّ لابني شأنا، وددت أني أدرك ذلك الزمان.

ص: 478


1- في الدلائل: فإن سبقت خيلا سبّقنا معك.
2- في البيهقي: كلهم.
3- بالأصل و خع:«من حواليهم» و المثبت عن البيهقي.
4- في البيهقي: لا تصيحوا.
5- بعدها في البيهقي: و عانقه.
6- القربوس: حنو السرج (اللسان).
7- في الدلائل: جزورا.
8- في الدلائل: الشاء.

هذا حديث غريب جدا و فيه (1) ألفاظ [ركيكة لا تشبه الصواب،] (2) و يعقوب بن جعفر غير مشهور في الرواية. و المحفوظ من حديث حليمة ما تقدم قبل من رواية عبد اللّه بن جعفر.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي (3)،و أبو المحاسن سعد بن علي بن الموفق بن زياد، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأرزنجاني (4)،و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الهرويون قالوا: أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوسنجي، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام الدارمي، أنبأنا عبد اللّه بن صالح، حدثني معاوية، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن ابن غنم، قال: نزل جبريل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فشقّ بطنه ثم قال جبريل: قلب وكيع، فيه أذنان سميعتان (5) و عينان يبصران (6) محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم المقفّي الحاشر، قلبك قيم، و لسانك صادق، و نفسك مطمئنة (7).

ص: 479


1- بالأصل و خع: و فيها.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و الزيادة عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 388/1.
3- عن خع و بالأصل: الفضيل.
4- هذه النسبة إلى أرزنجان، من بلاد أرمينيا. و في خع:«الأذرنجاني».
5- عن مطبوعة ابن عساكر السيرة 389/1 و بالأصل و خع: سمعيان.
6- الأصل و خع، و في المطبوعة: بصيرتان.
7- إلى هنا تنتهي المطبوعة ابن عساكر السيرة.
باب ذكر عروجه إلى السّماء و اجتماعه بجماعة من الأنبياء

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي القاضي البيهقي، و أبو القاسم بن طاهر الشّحّامي، قالا: أنبأنا أبو بكر بن خلف المقرئ.

و أخبرنا أبو بكر وجيه (1) بن طاهر الشّحّامي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري، أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي، أنبأنا أبو العبّاس السراج، أنبأنا عبد الرحمن، أنبأنا عبد اللّه بن سعيد أبو قدامة، أنبأنا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، أنبأنا أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة (2):أن نبيّ اللّه عليه الصلاة و السلام قال:«بينا أنا عند البيت بين النائم و اليقظان أتيت بطشت من ذهب ممتلئ (3) إيمانا و حكمة فشق (4) من النحر إلى مراق (5) البطن، و أخرج القلب فغسل بماء زمزم ثم مليء إيمانا و حكمة و أتيت - و قال المغربي: فأوتيت - بدابة أبيض دون البغل و فوق الحمار يقال له البراق فانطلقت أنا و جبريل حتى أتينا السّماء الدنيا قيل من هذا؟ قال: جبريل قيل: و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم قيل: و قد أرسل إليه ؟ قال:

نعم، قالوا: مرحبا به و نعم المجيء جاء، فأتيت على آدم فسلّمت عليه فقال: مرحبا بك من ابن (6) و نبيّ .

ص: 480


1- بالأصل و خع:«دحية» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
2- انظر دلائل البيهقي 377/2 و مسلم في الصحيح كتاب الأيمان ح(265) ج 151/1.
3- بالأصل و خع «ملأ» و المثبت عن البيهقي.
4- عن البيهقي و بالأصل و خع: يشق.
5- مراق البطن: ما سفل من البطن ورق من جلده.
6- في البيهقي 374/2 و المختصر 114/2 مرحبا بالابن الصالح و النبي الصالح.

فأتينا السّماء الثانية قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: و من معك ؟ قيل:- و قال المغربي:- قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم قيل:- و قال المغربي: فقال:- و قد أرسل إليه ؟[قال:

نعم] (1) قالوا: مرحبا به و نعم المجيء جاء، فأتيت على يحيى و عيسى عليهما السلام فسلّمت عليهما، فقالا: مرحبا بك من أخ و نبي.

فأتينا السماء الثالثة: قيل من هذا؟ قال: جبريل، قيل: و من معك ؟ قال:

محمد صلى اللّه عليه و سلّم قيل: و قد أرسل إليه ؟ قال:[نعم، قالوا] (2) مرحبا به نعم المجيء جاء - زاد المغربي فأتيت على يوسف فسلّمت عليه فقال: مرحبا بك من أخ و نبي-.

فأتينا السماء الرابعة: قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: و من معك ؟ قيل:

محمدا. قيل: أوقد أرسل إليه ؟[قال: نعم، قالوا] (3) مرحبا به و نعم المجيء جاء.

فأتيت على إدريس عليه السلام فسلّمت عليه فقال: مرحبا [بك] (4) من أخ و نبي.

فأتينا السماء الخامسة: قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: و من معك ؟ قال:

محمد. قيل: أ و قد أرسل إليه ؟[قال: نعم، قالوا] (5) مرحبا به و نعم المجيء جاء.

فأتيت على هارون فسلّمت عليه فقال: مرحبا [بك] (6) من أخ و نبي.

فأتينا السّماء السّادسة قيل: من هذا؟ قيل: جبريل. قيل: و من معك ؟ قال:

محمد. قيل: أوقد أرسل إليه ؟[قال: نعم، قالوا:] (7) مرحبا به نعم المجيء جاء، فأتيت على موسى فسلّمت عليه فقال: مرحبا بك من أخ و نبيّ ، فلما جاوزت (8) بكى، قيل: و ما أبكاك قال: رأيت هذا الغلام الذي بعثته بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي.

ص: 481


1- زيادة عن الدلائل و المختصر سقط من الأصل و خع.
2- زيادة عن الدلائل، سقط من الأصل و خع.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع.
4- زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
5- سقطت العبارة من الأصل و خع و استدركت عن الدلائل 475/2.
6- زيادة اقتضاها السياق. و في الدلائل و المختصر: مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح.
7- زيادة عن الدلائل.
8- في الدلائل:«جازوته» و في المختصر: جاوز به».

فأتيت - و قال المغربي فأتينا - السّماء السّابعة قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل:

و من معك ؟ قيل: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه ؟[قال: نعم، قالوا:] (1) مرحبا به و نعم المجيء جاء، فأتيت على إبراهيم - عليه السلام - فسلّمت عليه فقال: مرحبا بك من ابن و نبيّ . فرفع إليّ (2) البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه آخر ما عليهم، و رفعت لي (3) سدرة المنتهى، فرأيت نبقها (4) كأنه قلال (5) هجر، و ورقها كأنه آذان الفيلة، و رأيت في أصلها أربعة أنهار نهران ظاهران و نهران باطنان، فسألت جبريل فقال: أما هذان الباطنان فمن الجنة، و أما هذان الظاهران فالنيل و الفرات. و فرضت عليّ خمسون صلاة، فأقبلت حتى أتيت على موسى فقال: ما صنعت قلت: فرضت عليّ خمسون صلاة، قال: إني أعلم بالناس منك و قد عالجت بني إسرائيل أشدّ (6) المعالجة، و إنّ أمتك لن يطيقوا ذلك. فارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف عنك. فرجعت إلى ربي فسألته التخفيف - و قال المغربي: تخففها - عني فجعلتها أربعين صلاة، فأقبلت حتى أتيت على موسى فقال: ما صنعت ؟ قلت: جعلها أربعين صلاة، قال: إني أعلم بالناس منك، و قد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، و إن أمتك لن يطيقوا ذلك فارجع إلى ربّك فكلّمه أن يخفف عنك فرجعت عليه فسألته أن يخفف عني، فيجعلها ثلاثين صلاة. فأقبلت حتى أتيت على موسى قال: ما صنعت ؟ قلت: جعلها ثلاثين صلاة، قال: إني أعلم بالناس منك، قد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة و إن أمتك لن يطيقوا ذلك، فارجع إلى ربّك فاسأله أن يخفف عنك، فرجعت إلى ربي فسألته التخفيف عني فجعلها عشرين صلاة - إلى هاهنا حدثنا معاذ بن هشام إملاء من حفظه و قطع الحديث من - و لم يقل المغربي: من، و قالا:- هاهنا حدثنا عبيد اللّه بن سعيد قال: فحدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن أبي (7) عبد اللّه، أنبأنا قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نحو من هذا، غير

ص: 482


1- زيادة عن الدلائل.
2- في البيهقي «لنا».
3- في البيهقي «لنا».
4- النبق جمع نبقة و هو حمل السدر.
5- القلال: الجرار، يريد أنها كبيرة. و هجر: بلد قرب المدينة.
6- عن الدلائل، و بالأصل: أشر.
7- في خع: هشام بن عبد اللّه.

أن يحيى لم يقل أبيض و ربما اختصر بعض الكلام من هاهنا ما زاد يحيى و لم أسمعه من معاذ قال: و سألته أن يخفف عني: ثم عشرين، ثم عشرا، ثم خمسا، فأتيت على موسى فأخبرته فقال لي مثل مقالته الأولى فقلت: إني أستحيي من ربي من كم أرجع، فنودي أن قد أمضيت فريضتي، و خففت عن عبادي، و أجزئ بالحسنة عشر أمثالها. سقط من رواية المخلدي: ذكر يوسف - و ذكره المغربي في السّماء الثالثة - و كذلك سقط من رواية المخلدي ذكر السّماء الرابعة، و فيه مواضع ملحوقة ذكرناها على ما في رواية المغربي[782].

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن الوزير، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، أنبأنا العباس بن الوليد النرسي، أنبأنا يزيد بن زريع، أنبأنا سعيد بن أبي عروبة، قال: و حدثنا زياد بن أيوب الطوسي، أنبأنا عبدة بن سليمان بن سعيد بن أبي عروبة [قال] قال البغوي: حدثني عبيد اللّه بن عمر القواريري، أنبأنا معاذ بن هشام، حدثني أبي جميعا عن قتادة، و هذا لفظ حديث عباس الزينبي عن يزيد بن رزيع، أنبأنا سعيد، عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم عن مالك بن صعصعة و كان من قومه عن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«أتيت و أنا عند البيت و أنا بين النائم و اليقظان فسمعت يقال: أحد الثلاثة بين الرجلين، فانطلق بي فانشرخ (1) ما بين صدري إلى كذا و كذا [قال] (2) قتادة فقلت للذي معي: ما يعني يقول ؟ قال: يقول إلى أسفل بطنه - أشار أنس بيده إلى أسفل بطنه - فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطشت من ذهب فيها من ماء زمزم فغسل ثم أعيد مكانه [قال:] (3) وحشي، و كنز (4) إيمانا و حكمة، ثم أتيت بدابة أبيض فوق الحمار و دون البغل، يقال له البراق يقع خطوه عند أقصا طرفه، فحملت عليه، ثم انطلقت و معي (5) جبريل عليه السلام حتى أتيت إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: و من معك ؟ قال: محمد. قال: أوقد أرسل إليه ؟ قال: نعم، ففتح لنا، و قالوا مرحبا به و لنعم المجيء جاء. قال: فأتيت على آدم عليه

ص: 483


1- في المختصر:«فشرح»، و خع كالأصل.
2- زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
3- زيادة عن البيهقي 374/2.
4- في المختصر: أو كنز.
5- عن المختصر، و بالأصل و خع: و مع.

السلام، فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك آدم، فسلّمت عليه، فقال: مرحبا بالابن الصالح و النبي الصالح.

ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية، فاستفتح جبريل، فقيل (1):من هذا؟ قال:

جبريل، قيل: و من معك ؟ قال: محمد، قالوا: أوقد بعث إليه ؟ قال: نعم، ففتح لنا، و قالوا: مرحبا و لنعم المجيء جاء، قالت: فأتيت على عيسى و يحيى ابني الخالة عليهما السلام، فقلت: يا جبريل، من هذان ؟ قال: عيسى و يحيى، فسلّمت عليهما، فقالوا:

مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح.

قال: ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل، فقالوا: من هذا؟ قال:

هذا جبريل، قالوا (2):و من معك ؟ قال: محمد. قالوا: و قد بعث إليه ؟ قال: نعم، ففتحوا لنا و قالوا: مرحبا و لنعم المجيء جاء. قال: فأتيت على يوسف عليه السلام، فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: أخوك يوسف - أو هذا يوسف - قال: فسلّمت عليه، فقال: مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح.

قال: ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال:

جبريل، قيل: و من معك ؟ قال: محمد، قالوا: و قد بعث إليه ؟ قال: نعم، ففتحوا و قالوا: مرحبا به و لنعم المجيء جاء. قال: فأتيت على إدريس عليه السلام، فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا إدريس، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح.

قال: ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة فاستفتح جبريل، فقالوا (3):من هذا؟ قال: جبريل، قالوا (4):و من معك ؟ قال: محمد قالوا (5):و قد بعث إليه ؟ قال: نعم، قالوا: مرحبا به، و لنعم المجيء جاء. فأتيت على هارون عليه السلام فقلت: يا جبريل

ص: 484


1- في المختصر و البيهقي: فقيل.
2- في المختصر و البيهقي: قيل.
3- في الدلائل: فقيل. و المختصر كالأصل.
4- في الدلائل:«قيل» و المختصر و خع كالأصل.
5- في الدلائل:«قيل» و المختصر و خع كالأصل.

من هذا؟ قال: هذا هارون (1) فسلّمت عليه، فقال: مرحبا بالأخ الصّالح و النبي الصّالح.

قال: ثم انطلقنا حتى أتينا السّماء السّادسة فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال:

جبريل. قيل: و من معك ؟ قال: محمد قالوا (2):أوقد بعث إليه ؟ قال: نعم. قال: ففتح لنا و قالوا: مرحبا به و لنعم المجيء جاء، فأتيت على موسى عليه السلام فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا موسى - أو أخوك موسى - فسلّمت عليه، فقال: مرحبا بالأخ الصالح، قال: فلما جاوزته بكى، قال: فنودي ما يبكيك ؟ قال: ربّ هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي.

قال: ثم انطلقنا حتى أتينا السّماء السابعة فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال:

جبريل، قيل: و من معك ؟ قال: محمد. قالوا (3):أوقد بعث إليه ؟ قال: نعم، ففتح (4)لنا، و قالوا: مرحبا به و لنعم المجيء جاء، قال: فأتيت على إبراهيم - عليه السلام - فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: أبوك (5) إبراهيم أو قال إبراهيم فسلّمت عليه، فقال:

مرحبا بالابن الصالح و النبي الصالح.

قال: ثم رفعت لنا السّدرة المنتهى فحدّث نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: أن نبقها مثل قلال هجر، و ورقها مثل آذان الفيلة، و حدّث نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أو قال: رأيت أربعة أنهار يخرجن من أصلها قلت: يا جبريل ما هذه الأنهار (6)؟قال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة، و أمّا النهران الظاهران فالنيل و الفرات. قال: و أتيت بإناءين أحدهما خمر، و الآخر لبن، فعرضا عليّ فاخترت اللبن. فقال: أصبت أصاب اللّه بك أمتك على الفطرة، و أمرت بخمسين صلاة كل يوم - أو فرضت عليّ خمسون صلاة كل يوم - فأقبلت حتى أتيت موسى فقال: بما أمرت ؟ قال: أمرت بخمسين صلاة. قال: فقال: إني قد بلوت الناس

ص: 485


1- الأصل و خع و المختصر، و في الدلائل: هذا أخوك هارون.
2- الدلائل: قيل.
3- الدلائل: قيل.
4- عبارة:«ففتح لنا» سقطت من الدلائل.
5- بالأصل و خع:«أخيك» و الصواب عن الدلائل و المختصر.
6- عن الدلائل و المختصر، و بالأصل و خع: النهرات.

قبلك (1) و عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، و إن أمتك لا تطيق (2) ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. قال: فرجعت إلى ربي عز و جلّ فحط عني خمسا، فأقبلت حتى أتيت على موسى قال: بم أمرت قلت: بخمس و أربعين صلاة كل يوم، قال: فقال:

إني قد بلوت الناس قبلك و عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة و إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فما زلت اختلف بين ربّي و بين موسى يحط عني خمسا خمسا حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم، فأتيت على موسى قال: بم أمرت قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم فقال: إني قد بلوت الناس قبلك، و عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة و إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف لأمتك قال: فقلت: لقد رجعت إلى ربي تبارك و تعالى حتى لقد استحييت (3) منه و لكن أرضى و أسلم، قال: فنوديت أن قد أمضيت فريضتي، و خفّفت عن عبادي، و جعلت كل حسنة عشر (4) أمثالها[783].

قال: فانتهى حديث أنس بن مالك إلى هذا.

أخبرناه مختصرا (5) أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أنبأنا [أبو] (6) عثمان سعيد بن محمد البحيري (7)،أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أحمد بن أبي الحسين البزار، أنبأنا عيسى بن علي، قالا: أنبأنا عبد اللّه بن محمد البغوي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل و فاطمة بنت ناصر العلوية قالا: أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي،

ص: 486


1- عن خع و الدلائل و المختصر، سقطت اللفظة من الأصل.
2- في الدلائل: لا يطيقون.
3- عن الدلائل و المختصر، و بالأصل:«استحيت».
4- بالأصل و خع و المختصر:«عشرة» و المثبت عن الدلائل.
5- بالأصل و خع: بعدها: يعلى، انظر سير أعلام النبلاء 639/19.
6- سقطت من الأصل و خع و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 103/18.
7- بالأصل و خع:«البختري» تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 103/18 و الأنساب (البحيري).

قالا: حدثنا هدبة (1) بن خالد، أنبأنا همام - زاد زاهر: بن يحيى، حدثنا و قالا: عيسى، عن قتادة، عن أنس بن مالك - و لم يقل عيسى: بن مالك-[عن مالك] (2) بن صعصعة عن النبي عليه الصّلاة و السّلام و قال: ذكر حديث الإسراء بطوله - قال عيسى: قال البغوي: قال هدبة لم يزدنا على هذا - و في حديث زاهر و ابن المقرئ - أن نبي اللّه عليه الصلاة و السلام حدّثهم عن ليلة الإسراء قال: بينما أنا في الحطيم (3) و ربما قال في الحجر مضطجعا إذ أتاني آت قال: فأتاني و سمعته يقول فشق ما بين هذه إلى هذه، و ذكر الحديث بطوله كتبته في حديث هدبة هذا قول ابن المقرئ[784].

و أخبرنا من هذين و هو مختصر أيضا أبو القاسم بن الحصين و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان و أبو علي الحسن بن أبي سعد السبط ، و أبو غالب بن أبي علي البنا، قالوا: أخبرنا الحسن أبو علي الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك القطيعي، أنبأنا أحمد بن علي الأبّار (4)،أنبأنا علي بن عثمان اللاحقي، أنبأنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، قال: و أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا أحمد بن علي الأبّار (5)،أنبأنا هدبة بن خالد، أنبأنا همّام، عن قتادة، عن أنس، عن مالك بن صعصعة: و الحديث حديث علي بن عثمان: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«بينما أنا عند البيت بين النائم و اليقظان إذ سمعت قائلا يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين، فانطلق بي فشرح صدري إلى كذا و كذا و قال قتادة: قلت لرجل ما يعني ؟ قال: إلى أسفل بطنه، قال:

و أتيت بماء زمزم في طشت من ذهب فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه، وحشي إيمانا و حكمة، ثم أوتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار و دون البغل، يقع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا، فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: و من معك ؟ قال: محمد عليه الصلاة و السلام قيل:

أوقد بعث إليه ؟ قال: نعم، ففتح لنا، فقالوا مرحبا به و لنعم المجيء جاء، فأتينا على آدم

ص: 487


1- بالأصل و خع:«هدية» و الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب.
2- عن خع، سقطت من الأصل، و انظر ما سبق من إسناد في الرواية السابقة للحديث.
3- انظر معجم البلدان 273/2.
4- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا أبو علي بن الآبار» و الصواب ما أثبت انظر ترجمة أحمد في سير أعلام النبلاء 443/13 و فيها: حدث عن علي بن عثمان اللاحقي.. حدّث عنه أبو بكر القطيعي.
5- بالأصل و خع:«الأحمى» و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.

عليه السلام فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك آدم فسلّمت عليه، فقال: مرحبا بالابن الصالح و النبي الصّالح.

قال: ثم انطلقنا حتى أتينا السّماء الثانية فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال:

جبريل، قيل: و من معك ؟ قال: محمد عليه الصلاة و السلام، قال: و قد بعث إليه ؟ قال:

نعم. ففتح لنا، و قالوا: مرحبا به و لنعم المجيء جاء، فأتينا على يحيى و عيسى عليهما السلام فسلّمنا عليهما فردّا علينا، فقالا: مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح.

ثمّ انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: و من معك ؟ قال: محمد، قال: أوقد بعث إليه ؟ قال: نعم، قال: ففتح لنا فقالوا:

مرحبا و لنعم المجيء جاء، فأتينا على يوسف فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا يوسف فسلّمت عليه فردّ علي و قال مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح.

قال: فانطلقنا ثم أتينا السماء الخامسة (1) فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال:

جبريل قيل: و من معك ؟ قال: محمد قال: أوقد بعث إليه ؟ قال: نعم قالوا: مرحبا به و لنعم المجيء جاء.

و ذكر الحديث بطوله كذا في كتاب ابن مالك.

هذا حديث متفق على صحته. أخرجه البخاري عن هدبة هذا (2)،و قد اختلف فيه على أنس بن مالك على وجوه فرواه عنه قتادة هكذا، و رواه محمد بن مسلم الزهري، عن أنس بن مالك فاختلف عنه فيه فروي عنه عن أنس، عن أبي ذرّ و روي عنه عن أنس، عن أبيّ بن كعب. و رواه ثابت بن مسلم و شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر و عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص و عبد العزيز بن صهيب، و أبو عمران عبد الملك بن حبيب بن جون، عن أنس بن مالك، عن النبي عليه الصّلاة و السّلام نفسه لم يذكروا بينهما أحدا إلاّ أن حديث الجوني مختصرا.

فأما حديث الزهري الذي قال فيه عن أبي ذرّ[785].

ص: 488


1- كذا بالأصل و خع. و لعل الصواب: الرابعة.
2- البخاري في 63 كتاب مناقب الأنصار 42 باب المعراج حديث 3887 فتح الباري 301/7.

فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمدون بن عبد الواحد الشيرازي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا محمد بن الحسن (1) بن قتيبة، أنبأنا حرملة و يزيد بن موهب (2) جميعا قالا: أنبأنا ابن وهب حديث المعراج قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال (3):كان أبو ذرّ يحدّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«فرج [عن] (4) سقف بيتي، و أنا بمكة، فنزل جبريل، ففرج صدري، ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطشت من ذهب ممتلئ حكمة و إيمانا فأفرغها (5) في صدري، ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا. قال جبريل لخازن سماء الدنيا افتح. قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل، قال: هل معك من أحد؟ قال: نعم، معي محمد. قال: أ فأرسل إليه ؟ قال: نعم، ففتح لنا قال: فلما علونا السّماء الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة و عن يساره أسودة، فإذا نظر عن يمينه ضحك، و إذا نظر عن يساره بكا، قال: فقال: مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح، قال: قلت:

يا جبريل من هذا؟ قال: هذا آدم و هذه الأسودة عن يمينه و عن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين (6) منهم أهل الجنة، و أهل الأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قبل (7)يمينه ضحك، و إذا نظر قبل (8) شماله بكا قال: ثم عرج بي جبريل عليه السلام حتى أتى بي السّماء الثانية فقال لخازنها: افتح، فقال: قال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ففتح.

قال أنس بن مالك: فذكر أنه وجد في السّماوات آدم، و إدريس، و عيسى، و موسى، و إبراهيم - عليهم السلام - و لم يثبت كيف منازلهم غير أنه قد ذكر أنه وجد آدم (9) في السماء الدنيا، و إبراهيم في السماء السادسة، قال: فلما مرّ جبريل

ص: 489


1- بالأصل و خع:«الحيس» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته سير أعلام النبلاء 292/14.
2- في خع «وهب» تحريف، انظر سير أعلام النبلاء 96/11.
3- دلائل البيهقي 379/2.
4- سقطت اللفظة من الأصل، عن البيهقي. يعني فتح فيه فتح.
5- في الدلائل: ثم أفرغها.
6- في خع:«اليمن» تحريف.
7- بالأصل و خع:«قبل عن يمينه» و المثبت عن دلائل البيهقي.
8- بالأصل و خع:«قبل عن شماله» و المثبت عن دلائل البيهقي.
9- سقطت اللفظة من الأصل و خع، و استدركت عن البيهقي.

برسول (1) اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بإدريس (2) عليه السلام قال: مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح، ثم مرّ فقلت: بمن هذا؟ قال: هذا إدريس، قال: ثم مررت بموسى فقال: مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح قال: فقلت: من هذا؟ قال: هذا موسى.

قال: ثم مررت بعيسى فقال: مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح فقلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى.

قال: ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح، قال: ثم قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم.

قال ابن شهاب: و أخبرني ابن حزم: أن ابن عباس و أبا حبة الأنصاري يقولان:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ثم عرج بي حتى ظهرت مستوى (3) سمعت (4) فيه صريف (5)الأقلام.

قال ابن حزم و أنس: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: ففرض اللّه تعالى على أمتي خمسين صلاة. قال: فرجعت بذلك حتى أمرّ بموسى، فقال موسى: ما ذا فرض اللّه تعالى على أمتك ؟ قال: فقلت: فرض عليهم خمسين صلاة، قال موسى: فراجع ربك فإنّ أمتك لا تطيق ذلك. قال: فراجعت ربي فوضع شطرها، قال: فرجعت إلى موسى فأخبرته، فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، قال: فراجعت ربي فقال: هي خمس، و هي خمسون صلاة لا يبدل القول لدي [و ما أنا بظلام للعبيد] (6) قال: فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال: ارجع (7) إلى ربك فقلت: قد استحييت (8) من ربي. قال: ثم انطلق بي

ص: 490


1- بالأصل و خع:«و رسول اللّه» و المثبت عن البيهقي.
2- بالأصل و خع:«و إدريس» و المثبت عن البيهقي.
3- في الدلائل: لمستوى.
4- في الدلائل: أسمع.
5- عن خع و الدلائل، و بالأصل: صرير. و صريف الأقلام: تصويتها حال الكتابة. قال الخطابي: هو صوت ما تكتبه الملائكة من أقضية اللّه تعالى و وحيه و ما ينسخونه من اللوح المحفوظ ، أو ما شاء اللّه تعالى أن يكتب.
6- ما بين معكوفتين سقط من خع و من الدلائل.
7- في الدلائل: راجع ربك.
8- في خع: استحيت.

حتى أتى بي سدرة المنتهى. قال فغشيها (1) ألوان لا أدري ما هي. قال: ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ (2) اللؤلؤ و إذا ترابها المسك.

و هذا أيضا متفق على صحته أخرجه مسلم عن حرملة (3) و أخرجه البخاري (4)عن المسند، سقطت من الأصل.(5)عن أحمد بن صالح عن عنبسة بن سعيد، عن يونس[786].

و أمّا حديثه الذي قيل فيه عن أبيّ بن كعب.

فاخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (6)،حدثني محمد بن إسحاق المثنى (7)،أنبأنا أنس بن عياض، عن يونس بن يزيد (8) قال: قال ابن شهاب قال:

أنس بن مالك: كان أبيّ بن كعب يحدّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«فرج سقف بيتي و أنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطشت من ذهب ممتلئ حكمة و إيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى (8)السّماء فلما جاء السّماء الدنيا فافتتح فقيل (9):من هذا؟ قال: قال: جبريل عليه الصلاة و السلام، قال: هل معك من أحد؟ قال: محمد. قال: أرسل إليه ؟ قال: نعم، فافتح.

فلما علونا السّماء الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة (10) و عن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه

ص: 491


1- عن خع و البيهقي و المختصر، و بالأصل «فغشي».
2- الجنابذ جمع جنبذة و هي القبة أو مثلها شيء ارتفع و استدار.
3- صحيح مسلم(1) كتاب الايمان(74) باب الإسراء برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى السموات و فرض الصلوات (ح 263) ص 148/1.
4- في: كتاب الصلاة
5- كيف فرضت الصلاة(1) الحديث 349 فتح الباري 458/1. و أخرجه البخاري في الحج مختصرا، و في أحاديث الأنبياء.
6- الحديث في مسند أحمد 143/5 و سقط الحديث من خع.
7- في المسند:«المسيبي» و انظر سير أعلام النبلاء 36/11.
8- في المسند «زيد» و انظر سير مسند أعلام النبلاء 297/6 و فيها يونس بن يزيد حدث عن ابن شهاب..
9- في المسند: فقال.
10- بالأصل:«أسودا» و المثبت عن المسند. و الأسودة جمع سواد، و السواد: الشخص، و سواد الناس عوامهم، قال أبو عبيد: هو شخص كل شيء من متاع أو غيره، و الجمع أسودة. و جمع الجمع أساودة (اللسان و النهاية: سود).

تبسّم، و إذا نظر قبل يساره بكا. قال: مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح. قال: قلت من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا أبوك آدم، و هذه الأسودة عن يمينه و عن يساره نسم (1) بنيه فأهل اليمين هم أهل الجنة. و الأسودة التي عن شماله هم أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك و إذا نظر قبل شماله بكا.

قال: ثم عرج بي جبريل حتى جاء السّماء الثانية فقال لخازنها: افتح، فقال له خازنها: افتح. فقال له خازنها مثل ما قال خازن السّماء الدنيا ففتح له.

قال أنس بن مالك فذكر أنه وجد في السموات: آدم، و إدريس، و موسى، و عيسى، و إبراهيم [عليهم الصلاة و السلام] (2) و لم يثبت لي كيف منازلهم. غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السّماء الدنيا، و إبراهيم في السّماء السادسة.

قال أنس: فلما مرّ جبريل و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بإدريس عليه الصلاة و السلام قال:

مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح. قال: قلت: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا إدريس.

قال ثم مررت بموسى فقال: مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح، قال: قلت: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا موسى، ثم مررت بعيسى صلى اللّه عليه و سلّم فقال: مرحبا بالأخ الصالح و [النبي الصالح] (3)،قلت: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا عيسى بن مريم، قال: ثم مررت بإبراهيم عليه الصلاة و السلام فقال: مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح. قلت: من هذا يا جبريل ؟ قال: أبوك إبراهيم (4).

قال ابن شهاب: و أخبرني ابن حزم أن ابن عباس و أبا حبة الأنصاري يقولان: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع صريف الأقلام.

قال ابن حزم و أنس بن مالك: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: فرض اللّه تبارك و تعالى على أمتي خمسين صلاة. قال فرجعت بذلك حتى أمرّ على موسى صلاة اللّه و سلامه عليه. فقال موسى: ما ذا فرض ربك على أمتك ؟ قال (5):فرض عليهم خمسين صلاة فقال

ص: 492


1- النسمة هي الروح، و الجمع: نسم.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن المسند.
3- زيادة عن المسند.
4- في المسند: هذا إبراهيم عليه السلام.
5- في المسند: قلت.

لي موسى: ارجع (1) إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك. قال: فراجعت ربي تبارك و تعالى فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى فأخبرته، فقال: راجع ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك. قال: فراجعت ربي تبارك و تعالى، فقال هي خمس و هي خمسون لا يبدل القول لدي. قال: فرجعت إلى موسى عليه السلام فأخبرته، فقال راجع ربك فقلت: قد استحييت من ربي تبارك و تعالى، قال، قال: ثم انطلق بي حتى أتى بي سدرة المنتهى.

قال: فغشيها ألوان ما أدري ما هي، قال: ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ و إذا ترابها المسك.

و أما حديث ثابت.

فأخبرناه أبو القاسم الشحامي (2)،أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المقرئ.

و أخبرنا أبو بكر وجيه (3) بن طاهر الشحامي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، قالا أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، أنبأنا أبو العباس السراج، أنبأنا يعقوب بن إبراهيم أنبأنا هشام بن القاسم أنبأنا سليمان عن (4) ثابت عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أتيت و أنا في بيتي و انطلق بي إلى زمزم فشرح صدري - قال ثابت:

قال أنس: إنه ليرينا أثره - قال: ثم غسل بماء زمزم - زاد الأزهري: فشرح صدري - فقال فقال و قالا:- قال: ثم أنزلت بطست من ذهب ممتلئة إيمانا و حكمة حشي بها صدري، ثم عرج بي الملك إلى السماء الدنيا فاستفتح الملك، فقال: من ذا؟ قال: جبريل. قال:

و من معك. قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم قال: و بعث إليه ؟ قال: نعم، قال: ففتح، فإذا آدم قال (5):

مرحبا بك من ولد، و مرحبا بك من رسول.

قال: ثم عرج بي الملك إلى السماء الثانية ثم استفتح فقال: من ذا؟ قال: جبريل،

ص: 493


1- في المسند: راجع ربك.
2- في خع:«السجامي» خطأ.
3- بالأصل و خع:«دحية» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
4- بالأصل «بن» خطأ و المثبت عن خع و فيها: أنبأنا سليمان بن المغيرة (و في الدلائل للبيهقي: سليمان التيمي) عن ثابت.
5- خع: فقال.

قال: و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم- (1) و قالا: قال و قد بعث [إليه] (2) قال: نعم، قال: ففتح فإذا عيسى و يحيى عليهما الصلاة و السلام فقالا: مرحبا [بك] (3) من أخ و مرحبا [بك] (4) من رسول.

قال: ثم عرج بي الملك إلى السماء الثالثة قال: ثم استفتح جبريل، فقال: من ذا (5)؟ قال: جبريل. قال: و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم، قالوا: و بعث إليه ؟ قال: نعم. قال:

ففتح فإذا يوسف عليه السلام، فقال: مرحبا بالأخ الصالح و الرسول الصالح.

قال: ثم عرج بي الملك إلى السماء الرابعة ثم استفتح جبريل، فقالوا: من ذا؟ قال: جبريل، قال: و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم، قال: و قد بعث إليه ؟ قال: نعم. قال:

فإذا إدريس عليه السلام في الرابعة فقال: مرحبا بك من أخ و مرحبا بك من رسول.

قال: ثم عرج بي الملك إلى السماء الخامسة ثم استفتح، فقالوا: من ذا؟ قال:

جبريل. قال: و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم قال: و قد بعث إليه ؟ قال: نعم، قال: ففتح فإذا هارون عليه السلام، فقال: مرحبا من أخ و مرحبا من نبيّ .

قال: ثم عرج بي الملك إلى السماء السادسة ثم استفتح فقال من ذا؟ قال: جبريل، قال: و من معك ؟ قال: محمّد صلى اللّه عليه و سلّم، قالوا: و قد بعث [إليه] (6) قال: نعم، قال: ففتح فإذا موسى عليه السلام فقال: مرحبا من أخ و مرحبا من رسول.

ثم عرج بي الملك إلى السماء السابعة: فاستفتح فقالوا: من ذا؟ قال: جبريل.

قال: و من معك ؟ قال: محمّد صلى اللّه عليه و سلّم قالوا: و قد بعث إليه ؟ قال: نعم ففتح فإذا إبراهيم عليه السلام، فقال: مرحبا [بك] (7) من ولد و مرحبا [بك] (8) من رسول فانتهيت إلى بناء فقلت للملك: ما هذا؟[قال: هذا] (9) بناء بناه اللّه تبارك و تعالى للملائكة يدخل فيه كل يوم

ص: 494


1- بياض بالأصل و خع.
2- زيادة اقتضاها السياق.
3- زيادة عما سبق من رواية.
4- زيادة عما سبق من رواية.
5- بالأصل و خع:«ما ذا» و الصواب ما أثبت عن رواية سابقة.
6- زيادة اقتضاها السياق.
7- زيادة اقتضاها السياق.
8- زيادة اقتضاها السياق.
9- ما بين معكوفتين عن خع، سقط من الأصل.

سبعون ألف ملك يقدسون اللّه تعالى و يسبّحونه و لا يعودون فيه.

قال: ثم انتهيت إلى سدرة المنتهى و أنا أعرف أنها سدرة، أعرف ورقها و ثمرها فلما غشيها من أمر اللّه تبارك و تعالى ما غشيها تحولت حتى ما يستطيع أحد أن يعيّنها.

قال و فرض عليّ خمسون صلاة فأتيت على موسى فقال: بكم أمرت ؟ قال: أمرت - و قال المغربي قال أمرت - بخمسين صلاة، قال: إن أمتك لا تطيق هذا فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف. فرجعت إلى ربي فوضع عني عشرا، قال: فما زلت بين ربي عز و جلّ و بين موسى حتى جعلها خمس صلوات، فأتيت على موسى، فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فقال: لا بل أسلم على ربي - و قال المغربي: أستحيي من ربي - تبارك و تعالى فنوديت أني قد أكملت فريضتي، و خففت عن عبادي بكل صلاة عشر صلوات.

أخبرناه عاليا (1) أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعيد الجنزرودي (2)،أنبأنا أبو عمرو (3) بن حمدان حينئذ.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمد قالتا:

أخبرنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالوا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا (4)هدبة - زاد ابن المقرئ: بن خالد - أنبأنا حمّاد بن سلمة، أنبأنا ثابت، عن أنس - زاد ابن المقرئ: ابن مالك - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أتى بالبراق و هي دابة فوق البغل دون الحمار يضع حافره حين ينتهي طرفه قال فركبته حتى سار بي - و قال ابن المقرئ: فسار بي - حتى أتيت على بيت [المقدس] (5) فربطت الدابة بالحلقة التي تربطه به الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فأتاني جبريل عليه السلام بإناء من خمر و إناء من لبن، فأخذت اللبن، فقال لي:- و لم يقل ابن المقرئ: لي - و قال جبريل:

اخترت الفطرة قال: ثم عرج بنا إلى السّماء الدنيا فاستفتح جبريل قيل - و قال ابن

ص: 495


1- بالأصل و خع:«أبو غالبا» مكان «عاليا» و بهامش الأصل «لعله: عاليا» و هو ما صححناه.
2- بالأصل و خع:«الجيروردي» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
3- بالأصل و خع:«أبو عمر» تحريف و الصواب ما أثبت و قد مرّ هذا السند كثيرا.
4- بالأصل:«هدية» و الصواب ما أثبت عن تقريب التهذيب. و في خع:«أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بن خالد» تحريف.
5- زيادة عن دلائل البيهقي382/2.

المقرئ: فقيل - من أنت ؟ قال: جبريل. فقيل: من معك ؟ قال: محمد. قيل: و قد أرسل إليه ؟[قال: نعم] (1) قال: ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحّب [بي] (2) و دعا لي بخير.

ثم عرّج بنا إلى السّماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: من أنت ؟ قال: جبريل.

فقيل: و من معك ؟ قال: محمد، قيل: و قد أرسل إليه [قال: نعم] (3) و قالا: ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة يحيى و عيسى عليهما الصّلاة و السّلام، فرحبا بي ودعوا (4) لي بخير.

ثم عرج بنا إلى السّماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت ؟ قال: جبريل.

قيل: و من معك ؟ قال: محمد قيل: أوقد أرسل إليه - و قال ابن المقرئ: أوقد أرسل إليه ؟ ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف فأنا - و قال ابن المقرئ: و إذا هو قد أعطي شطر الحسن فرجعت و دعا لي بخير.

قال: ثم عرج بنا إلى السّماء الرابعة فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت ؟ قال:

جبريل، فقيل: و من ؟ قال:- قال ابن المقرئ: فاستفتح جبريل، فقيل: من ؟ و قالا - معك ؟ قال: محمد. قيل: و قد بعث إليه ؟ قال: نعم، قال: ففتح لنا، فإذا إنا بإدريس فرحّب و دعا لي بخير، قال يقول اللّه تعالى وَ رَفَعْنٰاهُ مَكٰاناً عَلِيًّا .

ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت ؟ فقال: جبريل.

قيل: و من معك ؟ قال: محمد. قال: أوقد أرسل إليه ؟ قال: نعم، ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحّب و دعا لي بخير.

ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت ؟ قال: جبريل قيل: و من معك ؟ قال: محمد. قيل: أوقد أرسل إليه ؟ قال: قد أرسل إليه. ففتح لنا فإذا أنا بموسى عليه السلام - و سقط من رواية ابن حمدان: من قوله: فإذا أنا بموسى فرحّب بنا، و دعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السّابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت ؟ قيل: جبريل، قيل: و من معك ؟ قال: محمد. قال: أوقد أرسل إليه ؟ قيل: قد أرسل

ص: 496


1- زيادة اقتضاها السياق عما سبق من رواية.
2- زيادة اقتضاها السياق.
3- زيادة اقتضاها السياق.
4- بالأصل:«ودعيا» و في خع:«و دعا» و الصواب عن البيهقي.

إليه. إلى هاهنا سقط من رواية ابن حمدان و قالا - فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام و إذا هو مسند ظهره إلى البيت - زاد ابن المقرئ: المعمور - يدخله و قال ابن حمدان: فيدخله - كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى السدرة و قال ابن المقرئ:

سدرة المنتهى - فإذا ورقها كآذان الفيلة، و إذا ثمرها كالقلال، فلما غشيها من أمر اللّه تعالى (1) ما غشيها تحوّلت - أو قال: تغيرت - فما أحد من خلق اللّه تعالى - و قال ابن المقرئ: من خلق اللّه - يحسن (2) يصفها من حسنها - قال: فأوحى إليّ ما يوحى، و فرضت عليّ في كل يوم خمسون صلاة قال: فنزلت إلى موسى قال: ما فرض على أمتك ؟ قال: قلت: خمسين - و في رواية ابن المقرئ قال: قلت: خمسون صلاة و قالا:- في كل يوم و ليلة قال: إن أمتك لا تطيق ذلك - و قال ابن حمدان: ذاك - فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف (3) قال: فرجعت إلى ربي فقلت: أي ربّ خفف عن أمتي، فحطّ عني خمسا، فرجعت إلى موسى فقال: ما فعلت ؟ قال: قلت: حطّ عني خمسا، قال: إن أمتك لا تطيق ذاك - و قال ابن المقرئ: ذلك - ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فلم أزل أراجع ربي فاسأله التخفيف فلم أزل أرجع إلى ربي فاسأله التخفيف (4)،فيما بيني و بين موسى و بين ربي - و قال ابن المقرئ: فيما بيني و بين موسى - حتى قال: يا محمد هي خمس صلوات في كل يوم و ليلة، بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة. و من همّ بحسنة و لم يعملها كتبت - زاد ابن المقرئ: له - قالا: حسنة و إن عملها كتبت عشرا. و من هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء، و إن عملها كتبت سيئة واحدة. فرجعت إلى موسى فأخبرته - زاد ابن المقرئ فأخبرته (5) قال:

ارجع إلى ربك فاسأله - و قال ابن المقرئ: و اسأله - التخفيف قال:[قلت] (6) قد رجعت إلى ربي حتى استحييت (7)[788].

ص: 497


1- في دلائل البيهقي: يستطيع أن ينعتها من حسنها.
2- بعدها في البيهقي: فإن أمتك لا تطيق ذلك، و إني قد بلوت بني إسرائيل و خبرتهم.
3- كذا كررت العبارة بالأصل و خع. و ذكرت مرة واحدة في دلائل البيهقي.
4- كذا بالأصل و خع.
5- زيادة عن الدلائل اقتضاها السياق.
6- زيادة عن الدلائل اقتضاها السياق.
7- الحديث أخرجه مسلم في كتاب الايمان - باب الإسراء برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى السموات (ح:259) (ج 145/1-147) و البيهقي في الدلائل382/2-384.

و أمّا حديث شريك:

فأخبرناه عاليا أبو غانم محمد بن علي بن عبد الصّمد بن علي بن محمد بن المأمون الهاشمي، و أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، قالا: أنبأنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن محمد بن المأمون، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن محمود بن محمد الواسطي، أنبأنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السّلمي، أنبأنا عبد العزيز بن بلال، عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر أنه قال: سمعت أنس بن مالك يقول ليلة أسري برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه و هو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم: هو هو فقال أوسطهم: هو خيرهم، فقال أحدهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك الليلة، فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه و تنام عيناه و لا ينام قلبه - و كذلك الأنبياء عليهم [الصلاة و السلام] (1) تنام أعينهم و لا تنام قلوبهم - فلم يكلّموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولاه منهم جبريل، فشقّ جبريل عليه السلام ما بين نحره إلى لبّته حتى فرغ من صدره و جوفه فغسله بماء زمزم بيده، حتى أنقى جوفه ثم أتى بطشت من ذهب فيه نور من ذهب محشوا إيمانا و حكمة فحشا به صدره و أساريره، و عرج به إلى السّماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل السّماء: من هذا؟ قال:

جبريل. قال: من معك ؟ قال: معي محمد. قالوا: أوقد بعث. قال: نعم قالوا: مرحبا به و سهلا سيبشر به أهل السماء، لا يعلم أهل السّماء ما يريد اللّه تعالى به في الأرض حتى يعلمهم، فوجد في السّماء الدنيا آدم فقال له جبريل: هذا أبوك آدم فسلّم عليه، فسلّم عليه فردّ عليه آدم و قال: مرحبا بابني نعم الابن أنت. فإذا هو في السّماء بنهرين يطردان فقال: ما هذان النهران يا جبريل ؟ قال: النيل و الفرات ثم مضى به إلى السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ و زبرجد فضرب بيده فإذا هو مسك أذفر قال: ما هذا يا جبريل ؟ قال: هذا الكوثر الذي حيا لك ربك.

ثم عرج به إلى السّماء الثانية فقالت الملائكة مثل ما قالت له الأولى و الثانية، ثم عرج به إلى الثالثة فقالت الملائكة مثل ما قالت الأولى و الثانية، ثم عرج به إلى السّماء

ص: 498


1- زيادة عن خع، سقطت من الأصل.

الرابعة فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السّماء الخامسة، فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السّماء السّادسة فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السابعة. فقالوا له مثل ذلك و كلّ سماء فيها أنبياء قد سمّاهم، فوعيت منهم إدريس في الثانية، و هارون و عيسى في الرابعة، و آخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، و إبراهيم في السّادسة، و موسى في السابعة عليهم الصّلاة و السلام بتفصيل كلام اللّه تعالى. فقال موسى: رب لم أظن أن ترفع عليّ أحدا.

ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلاّ اللّه تعالى حتى جاء سدرة المنتهى، فأوحى اللّه إليه فيما أوحى خمسين صلاة على أمتك في كل يوم و ليلة، ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال: ما ذا عهد إليك ربك ؟ قال: عهد إليّ خمسين صلاة كل يوم و ليلة قال: إن أمتك لا تستطيع ذلك فارجع فليخفف عنك ربك و عنهم. فالتفت النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى جبريل عليه السلام كأنه يستشير في ذلك، فأشار جبريل له أن نعم إن شئت [قال] (1) فعلا به إلى الجبار تبارك و تعالى قال: و هو مكانه يا ربّ خفّف عنا فإن أمتي لا تستطيع ذلك، فوضع عنه عشر صلوات، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه فلم يزل يردده موسى إلى ربه عز و جلّ حتى صارت إلى خمس صلوات، ثم احتبسه موسى عند الخمس قال: يا محمد و اللّه لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذه الخمس فضعفوا و تركوه، و إن أمتك أضعف أجسادا و قلوبا و آذانا و أسماعا و أبصارا، فارجع فليخفّف عنك ربّك كل ذلك يلتفت النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى جبريل عليه السلام فيشير عليه فلا يكره ذاك جبريل فرجع عند الخامسة فقال: يا رب إنّ أمتي ضعفاء أجسادهم و قلوبهم و آذانهم و أبصارهم و أسماعهم فخفّف عنا. قال الجبار: يا محمد، قال: لبيك و سعديك قال: إنّه لا يبدل القول لديّ كما فرضت عليك في أم الكتاب. قال: كل حسنة بعشر (2) أمثالها فهي خمسون في أم الكتاب، و هي خمس عليك فرجع إلى موسى فقال: كيف فعلت ؟ قال: خفّف عنا، أعطانا بكل حسنة عشرا أمثالها، قال موسى: قد و اللّه أردت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه، ارجع إلى ربك فليخفف أيضا عنك. قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم: قد و اللّه استحييت من ربي فيما أختلف إليه، قال فأهبط باسم اللّه، فاستيقظ و هو في المسجد الحرام انتهى[789].

ص: 499


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامش الأصل، و بجانبها علامة صح.
2- بالأصل و خع:«بعشرة» و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو بكر وجيه (1) بن طاهر الشّحّامي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن الأزهري، أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي، أنبأنا أبو العباس السراج، أنبأنا محمد بن يحيى، أنبأنا أبو إسماعيل بن أبيّ ، حدثني أخي عن سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، قال: سمعت أنس بن مالك قال: تحدثنا عن ليلة أسري بالنبي صلى اللّه عليه و سلّم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه و هو نائم في المسجد الحرام فقال: فقال أولهم أيهم هو فقال أوسطهم: هو خيرهم، فقال آخرهم: خذوا خيرهم فكانت تلك فلم يرهم حتى جاءوا الليلة الأخرى فيما يرى قلبه، و النبي صلى اللّه عليه و سلّم نائمة عيناه و لا ينام قلبه - و كذلك الأنبياء تنام أعينهم و لا تنام قلوبهم - فلم يكلّموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم، فتولى منهم جبريل عليه السلام فشقّ جبريل عليه السلام ما بين نحره إلى سرته - لبته - حتى فرج عن صدره و جوفه فغسله من زمزم حتى أنقي و جوفه، ثم أتى بطشت من ذهب فيه نور من ذهب محشوا إيمانا و حكمة فحشا به صدره و لغاديده ثم أطبقه، ثم عرّج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل السماء: من هذا؟ فقال: جبريل. قال: و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم قال:

أوقد بعث إليه ؟ قال: نعم، قالوا: فمرحبا به، و استبشر به أهل السماء، لا يعلم أهل سماء ما يريد اللّه تعالى بأهل الأرض بعلم (2) فوجد في السّماء الدنيا آدم عليه السّلام فقال له جبريل: هذا أبوك آدم فسلّم عليه (3) فرد عليه فقال: مرحبا بك و أهلا يا بنيّ ، فنعم الابن أنت، فإذا هو في السّماء الدنيا نهرين يطردان قال: ما هذان النهران يا جبريل ؟ قال: هو النيل و الفرات، ثم مضى به في السّماء فإذا بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ و زبرجد (4) فإذا هو مسك أذفر فقال: يا جبريل ما هذا النهر؟ قال: هذا الكوثر الذي سمى لك ربّك، ثم عرّج بي إلى السّماء الثانية فقالت له مثل ما قالت له الأولى، من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم. قالوا: و قد بعث إليه ؟ قال:

نعم، بعث إليه. قالوا: مرحبا به و أهلا.

ثم عرّج به إلى السّماء الثالثة، فقالوا له مثل ما قالت له الأولى و الثانية، ثم عرج

ص: 500


1- بالأصل و خع:«دحية» تحريف، و الصواب ما أثبت عن سند مماثل و قد مرّ كثيرا.
2- في خع: بعلمه.
3- في خع:«عليك».
4- بياض بالأصل و خع قدر كلمة.

به إلى السماء الرابعة، فقالوا له مثل ذلك. ثم عرج به إلى السّماء الخامسة فقالوا مثل ذلك في كل سماء فيها أنبياء قد سمّاهم أنس. فرأيت منهم: إدريس في الثانية، و هارون في الرابعة، و آخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، و إبراهيم في السّادسة، و موسى في السّماء السّابعة، لفضل كلامه اللّه. فقال موسى: رصب إني لم أظن أن ترفع عليّ أحدا.

ثم علا به فوق ذلك بما لا (1) يعلمه إلاّ اللّه حتى جاء سدرة المنتهى، فأوحى إليه ما شاء اللّه، و أوحى إليه فيما يوحى إليه: خمسين صلاة على أمته في كل يوم و ليلة، حتى هبط ، حتى بلغ موسى. فانقضى الحديث. و لا أدري ساقه ابن أبي أويس و لم استزده على هذا.

و أما حديث عبد الرّحمن بن هاشم بن عتبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسين بن أبي عثمان، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن عبد اللّه الأنباري، أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عمر المديني المصري حينئذ.

و أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن القفّال، أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن خرشيد، أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن زياد الفقيه، قال: أنبأنا يونس (2) بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي، أنبأنا وهب - و قال ابن السمرقندي أنبأنا عبد اللّه بن وهب - حدثني يعقوب بن عبد الرّحمن - زاد ابن المقرئ: زاد ابن البغدادي: الزّهري - عن أبيه، عن عبد الرّحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن أنس بن مالك قال: لما جاء جبريل عليه السلام بالبراق إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: فكأنها - و قال ابن البغدادي: فكأنما - ضربت (3) أذنيها فقال لها جبريل: مه يا براق، فو اللّه - و قال ابن البغدادي: و اللّه - إن ركبك مثله، فبينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فإذا هو بعجوزتان (4)-و قال ابن السمرقندي:

تاني - على جانب الطريق فقال: ما هذا؟ و قال ابن البغدادي: ما هذه يا جبريل ؟ قال:

ص: 501


1- عن خع، سقطت من الأصل.
2- بالأصل و خع:«يونس بن عبد اللّه بن عبد الأعلى» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 348/12.
3- كذا بالأصل و خع، و في المختصر لابن منظور 117/2 صرّت الأصل و خع، و في المختصر: فسار.
4- أي مقيمة، من تنأ بالمكان: أقام، و قالوا تنأ في المكان على التخفيف (اللسان).

سر يا محمد - زاد البغدادي: قال: و قالا:- فسار ما شاء اللّه أن يسير فإذا بشيء - و قال ابن البغدادي: ثمّ شيء - يدعوه، تنحى (1) عن الطريق، هلم يا محمد. قال: و قال و قال ابن السمرقندي: فقال له جبريل: سر يا محمد فسار ما شاء اللّه أن يسير قال: ثم لقي خلقا من الخلق فقالوا - و قال ابن البغدادي: ثم لقيه خلق من الخلق فقال: و قالا:- السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر و السلام عليك يا حاشر. فقال له جبريل: عليك السلام، اردد السلام يا محمد - زاد ابن البغدادي قال:- فردّ السلام ثم لقيه الثاني، فقال له - و لم يقل ابن البغدادي: له، و قالا - مثل مقالة الأول، ثم لقيه الثالث فقال له مثل مقالة الأولين، حتى انتهى إلى بيت المقدس، فعرض عليه الماء و اللبن و الخمر، فتناول اللبن فقال له جبريل عليه السلام: أصبت (2) الفطرة لو شربت الماء لغرقت و لغرقت أمتك، و لو شربت الخمر لغويت و غويت أمتك - و قال ابن البغدادي: و غوت أمتك-.

ثم بعث له آدم عليه السلام فمن - و قال ابن السمرقندي: و من - دونه من الأنبياء فأمّهم رسول اللّه عليه الصلاة و السلام تلك الليلة. ثم قال له جبريل: أما العجوز التي رأيت تاني - و قال ابن البغدادي تانئ - على جنب الطريق فلم يبق من الدنيا إلاّ ما بقي من تلك العجوز، و أما الذي أراد أن تميل إليه فذلك - و قال ابن البغدادي: فذاك - عدو اللّه تعالى إبليس، أراد أن تميل (3) إليه و أمّا - و قال ابن السمرقندي فأمّا - الذين سلّموا عليك فذلك إبراهيم و موسى و عيسى صلى اللّه عليهم و سلّم.

فأخبرناه أبو بكر وجيه (4) بن طاهر، أنبأنا أبو حامد الأزهري، أنبأنا أبو محمد المخلدي، أنبأنا أبو العباس السراج، أنبأنا أحمد بن إسحاق الوزان (5)،أنبأنا هرثم بن (6)عثمان المازني، أنبأنا سلام بن مسكين أبو (7) روح، عن عبد العزيز بن صهيب، عن

ص: 502


1- الأصل و خع، و في المختصر: فتنحى.
2- و في رواية: اخترت الفطرة. انظر مسلم كتاب الايمان ح 263، ج 148/1.
3- بالأصل «يميل» و في خع:«يمثل» و المثبت عن المختصر.
4- بالأصل و خع:«دحية» خطأ و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
5- انظر سير أعلام النبلاء 191/13.
6- بالأصل و خع:«سكين» تحريف انظر سير أعلام النبلاء 414/7 و تهذيب التهذيب. قال أبو داود «سلاّم لقبه و إنما اسمه سليمان».
7- بالأصل و خع:«أنبأنا زوج» و الصواب ما أثبت «أبو روح» كنيته سلاّم بن مسكين.

أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم فعرّج به فاستفتح سماء الدنيا فقال له صاحب الباب: من أنت ؟ قال: جبريل، قال: و من معك ؟ قال:

محمد صلى اللّه عليه و سلّم، قال: و قد بعث إليه ؟ قال: نعم، ففتح له، فإذا هو بآدم عليه السلام فقال:

مرحبا بالنبي الصالح و الولد الصالح.

ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح فقال له الخازن: من أنت ؟ قال: جبريل، قال: و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم، قال: أوقد بعث إليه ؟ قال: نعم [بعث إليه] (1)، ففتح له فإذا هو بابني الخالة عيسى و يحيى فقالا: مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح.

قال: ثم صعد به إلى السماء الثالثة فقال له الخازن: من أنت ؟ قال: جبريل، قال:

و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم، قال: قد بعث محمد عليه السلام قال: ففتح، فإذا هو بيوسف عليه السلام، فقال له مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح.

ثم صعد بن إلى السّماء الرابعة فاستفتح فقيل له من أنت ؟ قال: جبريل، قيل: و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم، قال: أوقد بعث إليه ؟ قال: نعم، ففتح له فإذا هو بإدريس، فقال: مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح.

ثم صعد به إلى السّماء الخامسة فاستفتح، فقال له الخازن من أنت ؟ قال: جبريل قال: و من معك ؟ قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم، قال: أو قد بعث إليه ؟ قال: نعم، قال: ففتح له، فإذا هو بهارون، فقال: مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح.

ثم عرج به إلى السماء السادسة، فاستفتح، فقال الخازن: من أنت ؟ قال: جبريل، قيل: و من معك ؟ قال: محمد عليه الصلاة و السلام، قال: أوقد بعث إليه ؟ قال: نعم، ففتح لنا فإذا هو بإبراهيم عليه الصلاة و السلام، فقال: مرحبا بالنبي الصالح و الولد الصالح، قال: فأوحى إلي أن اختر (2) إن شئت ملكا و إن شئت نبيا عبدا. قال: فأمرني بالذي أمرني، و افترض عليّ خمسين صلاة، قال فمرّ موسى فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإني قد جرّبت من الأمم ما لم تجرّب، فلم أزل أردد و يضع عني خمسا خمسا حتى بقيت خمس صلوات، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال:

ص: 503


1- زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
2- بالأصل و خع:«خير» و المثبت عن المختصر لابن منظور 118/2.

رضيت فنودي أن لك بكل صلاة عشرا.

و أما حديث أبي (1) عمران الجوني.

فأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الأزهري (2)الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأنا محمد بن سعد (3)،أنبأنا مسلم (4) بن إبراهيم، أنبأنا الحارث بن عبيد، حدثنا أبو عمران، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: بينا أنا قاعد ذات يوم إذ دخل جبريل فوكز بين كتفيّ فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري الطائر فقعد (5) في واحدة (6)و قعدت (7) في أخرى، فسمت فارتفعت حتى سدّت الخافقين، فلو (8) شئت أن أمسّ السّماء لمسست و أنا أقلب طرفي، فالتفتّ إلى جبريل فإذا هو كأنه حلس لا طيء فعرفت فضل علمه باللّه تعالى، و فتح لي (9) باب السّماء و رأيت النور الأعظم [و لطّ دوني الحجاب] (10) رفرفة الدرّ و الياقوت، ثم أوحى اللّه تعالى إليّ ما شاء أن يوحي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (11)،أنبأنا أبو عمرو (12) بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل و فاطمة بنت محمد بن البغدادي.

قالا: أنبأنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى

ص: 504


1- بالأصل و خع «ابن عمران» و الصواب ما أثبت انظر دلائل البيهقي 368/2 و سيرد في سند الحديث صوابا.
2- كذا بالأصل و خع «الأزهري» و لم يرد في عامود نسبه في مصادر ترجمته انظر سير أعلام النبلاء 68/18.
3- بالأصل و خع «عمرو» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- بعدها بالأصل و خع:«بن مسلم» خطأ، انظر ابن سعد 171/1.
5- عن ابن سعد 171/1 و بالأصل و خع «فقد».
6- بالأصل و خع:«واحد» و الصواب عن ابن سعد.
7- عن ابن سعد و بالأصل و خع:«وقعت».
8- في ابن سعد:«و لو».
9- عن ابن سعد و خع، و بالأصل «له».
10- بياض بالأصل و خع، و ما بين معكوفتين استدرك عن ابن سعد.
11- بالأصل و خع:«الجيروردي» تحريف، و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
12- بالأصل و خع:«عمر» تحريف و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.

الموصلي، أنبأنا هدبة (1) بن خالد - زاد ابن حمدان: و شيبان بن فروخ.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا أبو الحسين بن محمد بن المظفّر الحافظ ، أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، أنبأنا شيبان.

قالا: حدثنا حمّاد - زاد أبو يعلى: بن سلمة - عن أبي ضمرة - و في حديث الباغندي: أنبأنا شيبان أنبأنا أبو ضمرة عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه - زاد ابن المقرئ: ابن مسعود - و في حديث الباغندي: عن ابن مسعود: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: أتيت بالبراق فركبته - و قال الباغندي: فركبت خلف جبريل عليه السلام - فسار بنا فكان إذا أتى - و قالوا: على جبل ارتفعت رجلاه، و إذا هبط ارتفعت قدماه - فسار بنا في أرض غمّة منتنة و أفضيا - و قال الباغندي: فسار بنا في الأرض (2) غمة منتنة حتى انتهينا - إلى أرض - أو قالوا أرض فتحاطنبه (3)-فقلت: يا جبريل إنا كنا نسير في أرض غمة و أفضيت - أو قال الباغندي: ثم انتهيت، أو قال ابن حمدان: و إنا أفضينا، زاد ابن المقرئ منها و قالوا - إلى أرض فتحاطبنه (4).فقال: و قال الباغندي: قال: تلك أرض النار و هذه أرض الجنة. فأتينا - و قال الباغندي: فأتيت - على رجل قائم - و قال أبو يعلى: و هو قائم - يصلي، قال: فقال من هذا معك ؟ زاد ابن حمدان: أنا جبريل و قال الباغندي: فقال: من هذا يا جبريل ؟ و قالوا: قال: هذا أخوك محمد فرحّب و دعا لي بالبركة. قال: سل لأمتك اليسر، قال: قلت - و قال الباغندي: فقلت:- من هذا يا جبريل ؟ و قالوا: قال: هذا أخوك عيسى - و لم يقل ابن المقرئ: عيسى - قال: ثم سار فأتينا على رجل - و قال الباغندي قال: أتيت على رجل - فقال: من هذا معك ؟ و قال أبو يعلى فقال: من معك يا جبريل ؟ قال: هذا أخوك محمدا فرحّب - زاد الباغندي: بي، و قالا - و دعا لي بالبركة، فقال: سل لأمتك اليسر. قلت: من هذا يا جبريل ؟ قال:

أخوك - و في حديث أبي يعلى: هذا أخوك - موسى و اتفقوا، قال: قال ثم سرنا فرأيت - و قال أبو يعلى: فرأينا - مصابيح و ضوء فقلت: ما هذا يا جبريل ؟ قال: هذه شجرة

ص: 505


1- بالأصل و خع:«هدية» خطأ، الصواب و الضبط عن تقريب التهذيب.
2- في خع: أرض.
3- كذا رسمها بالأصل و خع.
4- كذا رسمها بالأصل و خع.

أبيك إبراهيم عليه السلام أ تدنو - قال الباغندي: تحب أن تدنو منها - و قال الباغندي:

منه. قال: قلت: نعم فدنونا منه، فرحب - زاد الباغندي، بي، و قالوا - و دعا لي بالبركة - زاد ابن المقرئ: ثم مضينا، و قال الباغندي: ثم مشينا، حتى انتهينا - و قال أبو يعلى: حتى أتينا بيت المقدس و نشرت - و قال ابن حمدان: و يشر - لي الأنبياء من سمّى اللّه و من لم يسمّ ، فصلّيت بهم، إلاّ هؤلاء النفر الثلاثة موسى و عيسى و إبراهيم [و في] (1) حديث الباغندي: فربطت الدابة بالحلقة التي تربط به الأنبياء ثم دخلت المسجد فقربت لي الأنبياء من سمى اللّه تعالى منهم، و منهم من لم يسم منهم فصلّيت بهم غير أولئك الثلاثة عيسى و موسى و إبراهيم صلى اللّه عليهم و سلّم أجمعين[790].

كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، و أخبرني خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي، و أبو سليمان داود بن محمد بن الحسن بن خالد قاضي حصن كيفا (2) و غيرهما عنه، قال: أنبأنا أبو الحسن محمد بن (3)محمد بن إبراهيم بن مخلد، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصّفار، أنبأنا الحسن بن عرفة، أنبأنا مروان بن معاوية الفزاري (4) عن [فتان بن عبد اللّه البهمي] (5)،أنبأنا أبو ظبيان قال: كنا جلوسا عند أبي عبيدة بن عبد اللّه، و محمد بن سعد بن أبي وقاص و هما جالسان، فقال محمد بن سعد لأبي عبيدة (6) حدثنا أنت عن أبيك ليلة أسري بمحمد صلى اللّه عليه و سلّم فقال أبو عبيدة: لا بل حدثنا أنت عن أبيك فقال ابن محمد بن سعد: لو سألتني قبل أن أسألك لفعلت قال: فأنشأ أبو عبيدة يحدّث قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

أتاني جبريل بدابة فوق الحمار و دون البغل، فحملني عليه ثم انطلق يهوي بنا كلما صعد عقبة استوت رجلاه كذلك مع يديه، و إذا هبط استوت يداه مع رجليه حتى إذا مررنا برجل طوال سبط آدم كأنه من رجال أزد شنوءة و هو يقول و يرفع و يقول: أكرمته و فضلته، قال:

ص: 506


1- زيادة اقتضاها السياق.
2- بالأصل:«حمص» خطأ، و اللفظة الثانية غير معجمة بالأصل و خع، و المثبت عن ياقوت. و يقال: كيبا. و هي بلدة و قلعة عظيمة مشرفة على دجلة بين آمد و جزيرة ابن عمر من ديار بكر.
3- انظر في عامود نسبه سير أعلام النبلاء 370/17.
4- بالأصل و خع «الفضالي» و الصواب ما أثبت انظر سير أعلام النبلاء 51/19.
5- كذا بالأصل، و في خع:«قتاف».
6- بالأصل و خع:«لأبي عبيد».

فدفعنا إليه، فسلمنا عليه فردّ السلام فقال: من هذا معك يا جبريل ؟ قال: هذا أحمد.

فقال: مرحبا بالنبي الأمي العربي الذي بلّغ رسالة ربه و نصح لأمته. قال: ثم اندفعنا فقلت: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا موسى بن عمران - قال: قلت: و من يعاتب ؟ قال:

يعاتب ربه فيك قال: قلت: و يرفع صوته على ربه ؟ قال إن اللّه تبارك و تعالى قد عرف [له] (1) حدّته، قال: ثم اندفعنا حتى مررنا بشجرة كأن (2) ثمرها السرح تحتها شيخ و عياله قال: فقال لي: يا جبريل اغد (3) إلى أبيك (4) إبراهيم. قال: فاندفعنا إليه فسلّمنا عليه فردّ السلام فقال إبراهيم: يا جبريل من هذا معك ؟ قال: هذا ابنك أحمد. قال:

فقال: مرحبا بالنبي الأمي الذي بلّغ رسالة ربه، و نصح لأمته، يا بني إنك لاق ربك الليلة، و إن أمتك آخر الأمم، و أضعفهم فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جلّها في أمتك فافعل. قال: ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الأقصى فنزلت و ربطت الدابّة بالحلقة التي بباب المسجد التي كانت الأنبياء تربط بها، ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين قائم و راكع و ساجد، ثم أتيت بكأسين من عسل و لبن، فأخذت اللبن فشربت اللبن فضرب جبريل منكبي و قال: أصبت الفطرة و ربّ محمد قال: ثم أقيمت الصّلاة، فأممتهم ثم انصرفنا فأقبلنا[791].

أخبرنا أبو بكر وجيه (5) بن طاهر، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن [الأزهري، أنبأنا أبو محمد الحسن] (6) بن أحمد المخلدي، أنبأنا أبو العباس السراج، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا سفيان، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف عن مرة عن عبد اللّه بن مسعود في قوله تبارك و تعالى: إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مٰا يَغْشىٰ (7)قال:

فراش من ذهب، أعطي نبيّكم صلى اللّه عليه و سلّم عندها ثلاثا: فرضت عليه الصلاة، و أعطي خواتيم

ص: 507


1- زيادة عن خع سقطت من الأصل.
2- بالأصل و خع:«كأنها» و الصواب عن المختصر.
3- في الأصل «اعهد» و في خع:«اعمد» و المثبت عن المختصر.
4- عن خع و المختصر و بالأصل «ابنك».
5- في خع:«دحية» خطأ.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع، و استدرك عن سند مماثل سابق، و انظر سير أعلام النبلاء 254/18 ترجمة أبي حامد الأزهري، و 539/16 ترجمة الحسن بن أحمد المخلدي.
7- سورة النجم، الآية:16.

سورة البقرة، و غفر لأمته المقحمات (1)ما لم يشرك به شيئا. و لم يذكر الزبير.

قال: و أنبأنا السرّاج، أنبأنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي، أنبأنا عبد اللّه بن نمير.

قال: و أنبأنا أبو يحيى السراج، أنبأنا أبو المنذر إسماعيل بن عروة جميعا قال:

أنبأنا مالك بن مغول قال: سمعت الزّبير بن عدي يذكر عن طلحة بن مصرف اليامي عن مرّة عن عبد اللّه قال (2):لما أسري برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم انتهى به إلى سدرة المنتهى و هي في السّماء السابعة أو السادسة، إليها ينتهي ما يخرج من تحتها فيقبض منها، و إليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مٰا يَغْشىٰ قال: فراش من ذهب، فأعطي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاثا: أعطي الصّلوات الخمس، و أعطي خواتيم سورة البقرة، و غفر لمن لا يشرك باللّه شيئا، المقحمات.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر القشيري و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا:

أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنبأنا أبو عمرو (4) بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك الخلاّل و أبو منصور الحسن بن طلحة الصالحاني، قالا: أنبأنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنبأنا أبو يعلى، أنبأنا أبو خيثمة، أنبأنا عبد اللّه بن نمير، أنبأنا مالك بن مغول، عن الزّبير بن عدي، عن طلحة بن مصرّف، عن مرّة عن عبد اللّه قال: لما أسري برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم انتهى إلى سدرة المنتهى، و هي في السّماء السّادسة (5)،و إليها ينتهي ما تصعد به من الأرض فبقبض منها، و إليها ينتهي ما يهبط من فوقها منها إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مٰا يَغْشىٰ قال فراش من ذهب. قال: فأعطي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاث خلال: الصلوات، و خواتيم سورة البقرة، و غفر لمن لا يشرك باللّه من أمته، المقحمات.

ص: 508


1- المقحمات أي الذنوب العظام التي تقحم أصحابها في النار، أي تلقيهم فيها (النهاية).
2- دلائل البيهقي 372/2-373 و أخرجه مسلم في صحيحه عن محمد بن عبد اللّه بن نمير، و زهير بن حرب عن عبد اللّه بن نمير. صحيح مسلم 157/1 كتاب الايمان(32).
3- بالأصل و خع:«الجيروردي» تحريف و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
4- بالأصل و خع «عمر» و الصواب ما أثبت عن سند مماثل.
5- كذا في هذه الرواية، السماء السادسة.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، و أبو القاسم غانم بن عبد اللّه في كتابهما (1).

ثم حدثني عبد الملك بن محمد بن عبد الملك المستملي، أنبأنا أبو علي الحداد.

أخبرني أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء.

قالا: أنبأنا أبو علي الحداد و غانم بن عبيد اللّه، قالا:

أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن (2) فارس، أنبأنا أحمد بن عصام، أنبأنا أبو أحمد الزّبيري، أنبأنا مالك بن مغول، عن الزّبير بن عدي، عن طلحة بن مصرّف عن مرّة (3)،عن عبد اللّه بن مسعود قال: لما أسري برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى سدرة المنتهى، و هي في السماء السابعة، و إليها ينتهي ما يعرج به من الأرواح فيقبض منها، و إليها ينتهي ما هبط به من فوقها فيقبض إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مٰا يَغْشىٰ قال: فراش من ذهب، قال: فأعطي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثلاثا: الصلوات الخمس، و خواتيم سورة البقرة، و غفر لمن مات من أمته لا يشرك به شيئا، المقحمات.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي (4)،أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأنا أبو العباس (5) محمد بن يعقوب، أنبأنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب (6)،أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا أبو محمد (7) راشد الحمّاني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد (8) الخدري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال له أصحابه: يا

ص: 509


1- كذا بالأصل و خع.
2- بالأصل و خع:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 553/15.
3- بالأصل «بن عزيزة» و في خع «بن مرة» و الصواب ما أثبت، عن رواية سابقة.
4- دلائل البيهقي 390/2 و ما بعدها.
5- بالأصل و خع:«أبو العباس بن محمد» خطأ، و المثبت عن البيهقي.
6- بعدها بالأصل و خع:«أنبأنا أبو عبد اللّه» و المثبت عن دلائل البيهقي.
7- الأصل و خع، و في البيهقي:«أبو محمد بن أسد الحماني» و انظر الأنساب:«الحماني» فقد ترجم له، و هذه النسبة إلى بني حمان قبيلة نزلت الكوفة.
8- بالأصل و خع:«سعد» خطأ، و الصواب ما أثبت عن دلائل البيهقي.

رسول اللّه، أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها. قال:«قال اللّه تبارك و تعالى سُبْحٰانَ الَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بٰارَكْنٰا حَوْلَهُ (1) الآية قال: فأخبرهم قال: بينما أنا نائم (2) عشاء في المسجد الحرام إذا أتاني آت فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم، فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم ثم أيقظني (3) فاستيقظت فلم أر شيئا فإذا أنا بكهيئة خيال فاتبعته ببصري حتى خرجت من المسجد فإذا أنا بدابة أدنى، شبيهة (4) بدوابكم هذه، بغالكم هذه، مضطرب الأذنين يقال له البراق، و كانت الأنبياء صلوات اللّه و سلامه (5) عليهم تركبه قبلي، يقع حافره مدّ بصره، فركبته فبينا أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني: يا محمد انظر إلي أسألك فلم أجبه، و لم أقم عليه. فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يساري يا محمّد انظر إليّ أسألك فلم أجبه و لم أقم عليه فبينا أنا أسير عليه إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها و عليها من كل زينة خلقها اللّه فقالت: يا محمد انظر لي أسألك فلم التفت إليها و لم أقم عليها حتى أتيت بيت المقدس، فأوقفت (6) دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء توقفها (7) به، فأتاني جبريل عليه السلام بإناءين أحدهما خمر و الآخر لبن. فشربت اللبن و تركت الخمر، فقال جبريل: أصبت الفطرة فقلت: اللّه أكبر اللّه أكبر فقال (8)جبريل: ما رأيت في وجهك هذا؟ فقلت: بينما أنا أسير إذ دعاني داع عن يميني يا محمد انظر (9) لي أسألك فلم أجبه، و لم أقم عليه. قال: ذاك داعي اليهود أما أنك لو أجبته لتهودت أمتك. قال: و بينما أسير إذ دعاني داعي (10) عن يساري فقال: يا محمد انظر (11)لي أسألك فلم ألتفت إليه، و لم أقم عليه قال: ذاك داعي النصارى، أما أنك لو أجبته

ص: 510


1- أول سورة الإسراء.
2- الأصل و خع و في دلائل البيهقي: قائم.
3- بالأصل:«استيقظني» و في خع:«ثم استيقظني» و المثبت عن الدلائل و المختصر.
4- بالأصل:«أشبهته» و المثبت عن خع و الدلائل و المختصر.
5- سقطت من الدلائل.
6- الأصل و خع، و في الدلائل و المختصر: فأوثقت.
7- الأصل و خع، و في الدلائل و المختصر: توثقها.
8- عن خع و الدلائل، و بالأصل «قال».
9- في الدلائل: انظرني.
10- كذا بالأصل و خع هنا بإثبات الياء.
11- في الدلائل: انظرني.

لتنصرت أمتك [قال] (1) فبينما أنا أسير إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها اللّه تعالى تقول: يا محمد انظرني أسألك فلم أجبها و لم أقم عليها. قال: تلك الدنيا أما أنك لو أجبتها أو أقمت عليها (2) لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة.

قال: ثم دخلت أنا و جبريل عليه السلام بيت المقدس فصلّى كلّ واحد منا ركعتين ثم أتيت بالمعراج الذي (3) تعرج عليه أرواح [بني آدم] (4) فلم تر الخلائق أحسن من المعراج ما رأيتم الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء فإنما يشق بصره طامحا إلى السّماء عجبة (5) بالمعراج قال: فصعدت أنا و جبريل عليه السلام فإذا بملك يقال له إسماعيل و هو صاحب سماء الدنيا و بين يديه سبعون ألف ملك مع كلّ جنده مائة ألف ملك قال: و قال اللّه تبارك و تعالى وَ مٰا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّٰ هُوَ (6) فاستفتح جبريل باب السّماء. قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل (7):و من معك ؟ قال: محمد، قيل:

أوقد (8) بعث إليه ؟ قال: نعم، فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلقه اللّه تعالى و تبارك على صورته تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول: روح طيبة و نفس طيبة اجعلوها في عليين، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار، فيقول روح خبيثة و نفس خبيثة اجعلوها في سجين، ثم مضيت هنية فإذا أنا بأخونه (9)-يعني الخوان المائدة الذي يؤكل عليها [عليها] (10) لحم مشرّح، ليس يقربها أحد، و إذا أنا بأخوته عليها لحم قد أروح و نتن عندها ناس يأكلون منها، قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء من أمتك يتركون الحلال و يأتون الحرام، قال: ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت كلما

ص: 511


1- سقطت من الأصل و خع و الدلائل و استدركت عن المختصر.
2- قوله:«أو أقمت عليها» سقط من الدلائل.
3- عن الدلائل و بالأصل و خع: التي.
4- الزيادة عن خع و الدلائل، سقطت من الأصل.
5- الدلائل: عجب.
6- سورة المدثر، الآية:31.
7- بالأصل و خع:«قال: و المثبت عن الدلائل.
8- في الدلائل: و قد.
9- بالأصل:«بأخوة يعني أنبأنا نحوان البلدية» و مثلها في خع، و الاضطراب باد على المعنى، و المثبت عن دلائل البيهقي.
10- سقطت من الأصلين و الدلائل و استدركت عن المختصر.

نهض أحدهم خرّ يقول اللّهم لا تقم السّاعة، قال: و هم على سابلة (1) آل فرعون قال:

فتجي السابلة (2) فتطؤهم قال: فسمعتهم يضجون إلى اللّه تبارك و تعالى، قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الرّبا لاٰ يَقُومُونَ إِلاّٰ كَمٰا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطٰانُ مِنَ الْمَسِّ (3) قال: مضت (4) هنية فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل، قال: فيفتح على أفواههم و يلقون ذلك الخمر (5)،ثم يخرج من أسافلهم، فسمعتهم يضجّون إلى اللّه عز و جلّ فقلت (6):يا جبريل من هؤلاء؟ قال:

هؤلاء أمتك اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰالَ الْيَتٰامىٰ ظُلْماً إِنَّمٰا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نٰاراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (7) قال: ثم مضت (8) هنية فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن فسمعتهن يضجون إلى اللّه عز و جلّ قلت: يا جبريل من هؤلاء النساء؟ قال: هؤلاء الزناة من أمتك. قال: ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام يقطع من جنوبهم اللحم، فيلقمون فيقال له: كل كما (9) كنت تأكل من لحم أخيك. قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الهمّازون من أمتك اللمّازون.

ثم صعدنا إلى السّماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق اللّه تعالى قد فضّل على الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أخوك يوسف و معه نفر من قومه فسلّمت عليه و سلّم عليّ .

ثم صعدت إلى السماء الثالثة فإذا أنا بيحيى و عيسى عليهما السلام و معهما نفر من قومهما فسلّمت عليهما و سلّما علي. ثم صعدت إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس قد رفعه اللّه مكانا عليا، فسلّمت عليه و سلّم علي.

قال: ثم صعدت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون عليه السلام، و نصف لحيته

ص: 512


1- بالأصل و خع:«سائلة... السائلة» و المثبت عن الدلائل و المختصر.
2- بالأصل و خع:«سائلة... السائلة» و المثبت عن الدلائل و المختصر.
3- سورة البقرة، الآية:275.
4- بالأصل و خع: مضيت.
5- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل و المختصر: الحجر.
6- بالأصل و خع:«قلت» و المثبت عن الدلائل.
7- بالأصل و خع: مضيت.
8- سورة النساء، الآية:10.
9- عن الدلائل و بالأصل و خع: ما.

بيضاء و نصفها سوداء (1) تكاد (2) لحيته تصيب (3) سرته من طولها قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا المحبب في قومه، هارون بن عمران و معه نفر من قومه فسلّمت عليه و سلّم علي.

ثم صعدت إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى بن عمران - رجل آدم كثير الشعر لو كان عليه قميصان لنفذ شعره دون القميص - و إذا هو يقول: يزعم الناس أني أكرم على اللّه من هذا، بل هو (4) أكرم على اللّه مني، قال: قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران، قال: و معه نفر من قومه. قال: فسلّمت عليه فرد علي السلام.

ثم صعدت إلى السّماء السابعة فإذا أنا بأبينا إبراهيم خليل الرّحمن ساند (5) ظهره إلى البيت المعمور كأحسن الرجال. قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم خليل الرّحمن، و معه نفر من قومه قال: فسلّمت عليه و سلّم علي. و إذا أنا بأمتي شطرين: شطر عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس، و شطر عليهم ثياب رمد.

قال: فدخلت البيت المعمور و دخل معي الذين عليهم الثياب البيض و حجب الآخرون الذين عليهم ثياب رمد و هم على خير (6)،فصلّيت أنا و من معي في البيت المعمور، ثم خرجت أنا و من معي، قال: و البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة.

قال: ثم رفعت إلى السدرة المنتهى فإذا كل ورقة منها تكاد [أن تغطي] (7) هذه الأمة، فإذا فيها عين تجري يقال لها سلسبيل، فينشق (8) منها نهران أحدهما الكوثر

ص: 513


1- عن خع سقطت من الأصل. و في الدلائل: سوداء أيضا.
2- عن خع و الدلائل، و في الأصل: فكان.
3- بالأصل «نصف» و المثبت عن خع و الدلائل.
4- كذا بالأصل و خع، و في الدلائل: هذا.
5- في الدلائل: ساندا.
6- الأصل و المختصر، و في الدلائل و خع:«على حرّ».
7- بياض بالأصل و خع، و المثبت عن دلائل البيهقي.
8- عن الدلائل، و في الأصل:«فشق» و في خع: فيشق.

[و الآخر] (1) يقال له نهر حمة. فاغتسلت فيه، فغفر لي ما تقدم من ذنبي و ما تأخر.

ثم إني رفعت (2) إلى الجنة فاستقبلتني جارية فقلت: لمن أنت [يا جارية] (3)؟ قالت لزيد بن حارثة، و إذا أنا بأنهار من ماء غير آسن، و أنهار من لبن لم يتغير طعمه، و أنهار من خمر لذة للشاربين، و أنهار من عسل مصفّى، و إذا رمانها كأنه الدلاء عظما، و إذا أنا بطيرها كأنها بختكم (4) هذه. فقال عندها صلى اللّه عليه و سلّم إن اللّه تعالى قد أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأته (5) و لا أذن سمعته و لا خطر على قلب بشر. قال [و عرضت] (6) على النار فإذا فيها غضب اللّه تعالى و زجره (7) و نقمته لو طرح فيها الحجارة و الحديد] (8) لأكلتها ثم أغلقت دوني، ثم إني رفعت (9) إلى السدرة المنتهى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مٰا يَغْشىٰ و كان بيني و بينه قاب قوسين أو أدنى، قال: و نزل على كل ورقة (10) ملك من الملائكة. قال: و قال: فرضت عليّ خمسون [صلاة] (11)و قال لك بكل حسنة عشرا، إذا هممت بالحسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة، و إذا عملتها كتبت لك عشرا، و إذا هممت بالسيئة فلم تعملها فلم يكتب عليك شيء، فإن عملتها كتبت عليك سيئة واحدة.

ثم رفعت إلى موسى عليه السلام فقال (12):ما أمرك ربك ؟ قلت: بخمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فإن أمتك لا تطيق ذلك و متى لا

ص: 514


1- عن خع و الدلائل، سقطت من الأصل.
2- الأصل و خع، و في الدلائل: دفعت.
3- زيادة عن الدلائل.
4- البخت: الإبل الخراسانية و هي جمال طوال الأعناق. و العبارة في الدلائل: فإذا أنا بطير كالبخاتي، و البخت و البخاتي واحد: نوع من الإبل الخراسانية، الواحد: بختي، و الأنثى بختية و الجمع بخت و بخاتي.
5- في الدلائل: رأت... سمعت.
6- مطموسة في الأصل و استدركت عن خع، و في الدلائل: ثم عرضته.
7- في الدلائل: و رجزه.
8- اللفظة مطموسة بالأصل، و استدركت عن الدلائل و خع.
9- الأصل و خع، و في الدلائل: دفعت.
10- مطموسة بالأصل، و استدركت عن خع و الدلائل.
11- سقطت من الأصل من الأصل و خع، و استدركت عن الدلائل.
12- في الدلائل: بما.

تطيقه تكفر، فرجعت إلى ربي، فقلت: يا ربّ خفف عن أمتي، فإنها أضعف الأمم فوضع عني عشرا و جعلها أربعين، فما زلت اختلف بين موسى و ربي كلما أتيت عليه، قال لي مثل ذلك. حتى رجعت إليه فقال لي: بم أمرت] فقلت: أمرت بعشر صلوات:

قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف عن (1) أمتك فرجعت إلى ربي فقلت (2):أي ربّ خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم، فوضع عني خمسا، و جعلها خمسا، فناداني ملك عندها: تمت فريضتي، و خففت عن عبادي، و أعطيتهم بكل حسنة عشر أمثالها، ثم رجعت إلى موسى عليه السلام فقال: بم أتيت (3)؟قلت: بخمس صلوات، قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإنه لا يوده شيء، فسله التخفيف لأمتك، فقلت: رجعت إلى ربي حتى استحييته.

ثم أصبح بمكة يخبرهم بالعجائب: إني أتيت البارحة بيت المقدس و عرّج بي إلى السماء، و رأيت كذا و رأيت كذا، فقال أبو جهل بن هشام: أ لا (4) تعجبون مما يقول محمد، يزعمون (5) أنه أتى البارحة بيت المقدس ثم أصبح فينا، و أخذنا بضرب مطيته (6) مصعدة شهرا، و منقلبة شهرا فهذا مسيرة شهرين في ليلة واحدة. قال: فأخبرهم بعير لقريش لما كان [في] (7) مصعدي رأيتها في مكان كذا و كذا، و إنها نفرت فلما رجعت رأيتها عند العقبة. فأخبرهم (8) بكل رجل و بعيره كذا و كذا، و متاعه كذا و كذا.

فقال أبو جهل: يخبرنا بأشياء، فقال رجل من المشركين: أنا أعلم الناس (9) ببيت المقدس، و كيف ماؤه (10) و كيف هيئته، و كيف قربه من الجبل ؟ فإن يكن محمد صادقا فسأخبركم، و إن يك كاذبا فسأخبركم. فجاءه ذلك المشرك فقال: يا محمد أنا أعلم

ص: 515


1- عن الدلائل، و بالأصل و خع:«إلى».
2- عن الدلائل، و بالأصل و خع: قلت.
3- في الدلائل: بما أمرت.
4- عن الدلائل، و بالأصل و خع:«لا».
5- في الدلائل: يزعم.
6- عن الدلائل و خع، و بالأصل: مطية.
7- زيادة عن الدلائل.
8- في الدلائل: و أخبرهم.
9- عن خع و الدلائل، و بالأصل «بالناس».
10- الأصل و خع، و في الدلائل: بناؤه.

الناس ببيت المقدس، فأخبرني كيف بناؤه ؟ و كيف هيئته ؟ و كيف قربه من الجبل ؟ قال:

فرفع لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بيت المقدس من مقعده فنظر إليه كنظر أحدنا إلى بيته: بناؤه كذا و كذا، و قربه من الجبل كذا و كذا، فقال الآخر: صدقت. فرجع إلى أصحابه فقال:

صدق محمد فيما قال (1) و نحو من هذا الكلام[799].(2) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا:

ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ .

ح و أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر اللفتواني، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي الشيخ بن محمّد بن علي المعروف بويزج القطان قالا: أنا أبو محمّد رزق اللّه بن عبد اللّه التميمي، قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز بن عبد اللّه - زاد أبو محمّد التميمي: بن عبيد اللّه بن العباس بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب - إملاء-.

حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد.... (3)،نا أبو علي أحمد بن علي الأنصاري من ولد أنس بن مالك، نا محمّد بن عبد اللّه - صاحب الشامة - نا هشيم، عن حميد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لما أسري بي إلى السماء قرّبني ربّي عزّ و جلّ حتى كان بيني و بينه كقاب قوسين أو أدنى، لا بل أدنى، و علّمني السمات، قال: يا حبيبي، يا محمّد، قلت: لبّيك يا رب، قال: هل غمّك أن جعلتك آخر النبيين، قلت: يا رب لا، قال: يا حبيبي فهل غمّ أمّتك أن جعلتهم آخر الأمم، قلت: يا رب لا، قال: أبلغ أمّتك عنّي السلام و أخبرهم إن جعلتهم آخر الأمم لأفضح الأمم عندهم و لا أفضحهم عند الأمم»[800].

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسن بن محمّد الأسدآباذي - بصور - أنبأ أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أحمد المعروف ح نا أبو عبد اللّه أحمد بن عطاء الرّوذباري - إملاء - بصور، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد الحافظ ، نا جعفر بن أبي عثمان، نا يحيى بن معين، نا أبو عبيدة، نا سليمان بن عبيد السليمي، نا

ص: 516


1- في الدلائل:«أو نحو».
2- من هنا اعتمدنا أصل، صورة عن المخطوط في دار الكتب الوطنية بمصر. من مكتبة أحمد الثالث
3- غير واضحة بالأصل تركنا مكانها بياضا.

الضحاك بن مزاحم، عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«قال لي ربّي عزّ و جلّ : نحلت إبراهيم خلّتي، و كلّمت موسى تكليما، و أعطيتك يا محمّد كفاحا»[801].

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسين بن وهرة (1)الهمذاني (2)-بمرو - نا السيّد أبو المعالي محمّد بن محمّد بن زيد الحسيني (3)-إملاء بأصبهان-.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا:، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه السّمسار، أنا حمزة بن محمّد الدهقان، نا محمّد بن عيسى بن حبّان المدائني، نا محمّد بن الصباح، أنا علي بن الحسين الكوفي، عن إبراهيم بن اليسع، عن أبي العبّاس الضرير، عن الخليل بن مرّة، عن يحيى .... (4)،عن زاذان (5)،عن سلمان قال:

حضرت النبي صلى اللّه عليه و سلّم ذات يوم، فإذا أعرابي جاء في راحل بدوي قد وقف علينا، فسلّم، فرددنا عليه، فقال: يا قوم، أيّكم محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا محمّد رسول اللّه» فقال الأعرابي: إني و اللّه قد آمنت بك قبل أن أراك، و أحببتك قبل أن ألقاك، و صدّقتك قبل أن أرى وجهك، و لكن - و قال يوسف: و لكني - أريد أن أسألك عن خصال، فقال:«سل عمّا بدا لك» فقال: فداك أبي و أمّي، أ ليس اللّه جلّ و عزّ كلّم موسى ؟ قال:«بلى»، قال: و خلق عيسى من روح القدس ؟ قال:«بلى»، قال: و اتّخذ إبراهيم خليلا، و اصطفى آدم ؟ قال:«بلى»، قال: بأبي أنت و أمّي، أيش أعطيت من الفضل ؟ فأطرق النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هبط - و قال يوسف: فهبط - عليه جبريل، فقال:«اللّه يقرئك السّلام و هو يسألك عمّا هو أعلم به منك، اللّه يقول: يا حبيبي لم أطرقت رأسك ردّ علي، و قال ابن طاوس: ارفع رأسك و ردّ على الأعرابي - زاد ابن طاوس: جوابه قالا:- و قال:«أقول ما ذا يا جبريل ؟» قال: اللّه يقول: إن كنت اتّخذت - و قال يوسف: قد اتّخذت - إبراهيم خليلا فقد اتخذتك من قبل حبيبا، و إن كنت كلّمت - و قال يوسف: قد

ص: 517


1- بالأصل غير واضحة، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 66/20.
3- ترجمته في سير الأعلام 520/18.
4- لفظة غير واضحة بالأصل.
5- أبو عبد اللّه الكندي مولاهم الكوفي (تهذيب التهذيب 179/12).

كلّمت - موسى في الأرض فقد كلّمتك - زاد ابن طاوس: و أنت و قالا:- معي في السّماء، و السّماء أفضل من الأرض، و إن كنت خلقت عيسى من روح القدس فقد خلقت اسمك من قبل أن أخلق الخلق بألفي سنة، و لقد وطئت في السماء موطأ لم يطأه أحد قبلك، و لا يطأه أحد بعدك، و إن كنت اصطفيت آدم، فبك ختمت الأنبياء، و لقد خلقت مائة ألف نبي و أربعة و عشرين ألف نبي ما خلقت خلقا أكرم عليّ منك، و من يكون أكرم علي - و قال ابن طاوس: عندي - منك، و قد أعطيتك الحوض، و الشفاعة، و الناقة، و القضيب، و الميزان، و الوجه الأقمر، و الجمل الأحمر، و التاج، و الهراوة، و الحجّة، و العمرة، و القرآن، و فضل شهر رمضان، و الشّفاعة كلها لك حتى ظل عن شيء في القيامة على رأسك ممدود و تاج الحمد على رأسك معقود، و لقد قرنت اسمك مع اسمي، فلا أذكر في موضع حتى تذكر معي، و لقد خلقت الدنيا و أهلها لأعرّفهم كرامتك - و زاد يوسف: علي، و قال:- و منزلتك عندي، و لولاك يا محمّد ما خلقت الدنيا»[802].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا أحمد بن محمّد البغدادي، ثنا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب قال:

قرأت في زبور داود عليه السّلام ذكر نبيّنا صلى اللّه عليه و سلّم أنه يجوز من البحر إلى البحر، و من لدن الأنهار إلى منقطع الأرض، و أن يخرّ أهل الجزائر بين يديه على ركبهم، و يلحس أعداءه التراب من تحت قدميه، و تدين له الأمم بالطاعة و الانقياد، لأنه يخلّص المضطهد ممن هو أقوى منه، و يرأف بالضعفاء و المساكين، و يصلّي في كل وقت، و يبارك عليه في كل يوم، و يدوم ذكره مع ذكر اللّه إلى الأبد.

ص: 518

الفهرس

حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3

باب ذكر قدوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بصرى و معرفة وصوله إليها مرة أولى و عوده إليها كرة أخرى 4

باب معرفة أسمائه و أنه خاتم رسل اللّه و أنبيائه 17

باب ذكر معرفة كنيته و نهيه أن يجمع بينها و بين اسمه أحد من أمّته 35

باب ذكر معرفة نسبه و إبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47

باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة و السلام و معرفة من كفله و ما كان من أمره قبل أن يوحي اللّه إليه و يرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66

باب معرفة أمه و جدّاته و عمومته و عمّاته 95

باب ذكر بينه و بناته عليه الصّلاة و السلام و أزواجه 125

باب صفة خلقه و معرفة خلقه 147

باب ما جاء في الكتب من نعته و صفته و ما بشّرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة و السلام 387

باب ذكر طهارة مولده و طيب أصله و كرم محتده 400

باب إخبار الأحبار بنبوته و الرهبان و ما يذكر من أمره عن العلماء و الكهان 415

باب تطهير قلبه من الغل و إنقاء جوفه بالشق و الغسل 458

باب ذكر عروجه إلى السماء و اجتماعه بجماعة من الأنبياء 517

فهرس 517

ص: 519

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.