تاریخ مدینة دمشق المجلد 1

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاریخ مدینة دمشق -حماها الله- و ذکر فضلها، و تسمیة من حلٌَها من الأماثل، أو اجتاز بنواحیها من واردیها و أهلها

تصنیف: الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعی

المعروف بابن عساکر

499ه- 571ه

دراسة و تحقیق: محب الدین أبي سعید عمر بن غزاوی الهمروي

تصحيح و تنظيم: شیری، علی

تعداد جلد: 80

زبان: عربی

ناشر: دار الفکر - بیروت - لبنان

سال نشر:1415 هجری قمری

کد کنگره:DS 99 /د 8 الف 243

موضوع: تاریخ اسلام | تاریخ و جغرافیای محلی | تراجم جمعی | رجال

ص: 2

اهداء

إلی مهد الحضارات الإنسانیة وملتقی الدیانات السماویة إلی أبناء العروبة والإسلام إلی أقدم مدینة في التاریخ إلی دمشق أم الشام نهدي انتاجنا

ص: 3

ص: 4

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

تصدير

تصدير (1)

أهمية التاريخ:

إذا كان التاريخ سردا لماضي الإنسانية، و سجلا لمجرى الحوادث الذي يصنعه الأبطال و الشعوب فإن التاريخ الكبير تاريخ دمشق لمحدث الشام و مؤرخها الحافظ ابن عساكر هو النور الساطع و اللؤلؤة المضيئة بين كتب التاريخ. الذي يؤرخ لأعرق مدينة في التاريخ بل إنها جنة الأرض و مدينة العلم و الفضل و الحضارة أم الشام، يشدّ إليها الرحال بما زخرت به من المدارس و حلقات العلم في كل فن و علم، و بما أنجبت من علماء و فرسان أعلام في كل حلبة من حلباتها.

لقد دأبت دار الفكر و ديدنها منذ تأسيسها بعث أسفار التراث من شتى العلوم و الفنون و إخراجها و بسطها للناس للاستفادة من كنوز الأجداد و استخلاص العبر منها.

و منذ عشرين عاما و عند اطلاعنا على المجلد الذي حققه الاستاذ الدكتور شكري فيصل من تاريخ دمشق أثار لدينا حلما دفينا و أمنية من أعظم أمانينا، فقد كنا نحلم بتحقيق و إخراج هذا الكتاب وفاء منا لهذه المدينة العظيمة الذي كان لها دور مميز في كل عصر من عصور التاريخ. فعرضنا على الدكتور رحمه اللّه أن نكمل الطريق معا بإحياء هذا الأثر التاريخي النفيس و ذلك بتحقيق بقية أجزاء الكتاب الثمانين، و لكن الدكتور رحمه اللّه أشفق علينا و قال: و أنى لنا ذلك؟! و الكتاب بحر زخّار عميق الغور تقصر عن جمعه و إنجازه و تحقيقه همم الرجال لعدم اكتمال مخطوطاته في مكان واحد من جهة، و لحاجته إلى سيل فياض لتغطية أعبائه المادية و نفقات إخراجه من جهة ثانية، و هو بهذا يحتاج لرعاية دولة و ليس لدار نشر؟

و لكن كما قال الشاعر العربي:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

ص: 5


1- كلمة الناشر هذه هي تعريف بالكتاب و مؤلفه و ليست دراسة لهما و لا مقدمة تحقيق.

و كان مما أثار حماسنا أنه أثناء المؤتمر الذي عقد في دمشق بمناسبة مرور 900 سنة على وفاة مصنفه الحافظ المحدث الثقة ابن عساكر و من المناقشات التي دارت في المؤتمر لمسنا أنه لا أحد مهيأ لإنجاز هذا المشروع الكبير الذي بدأه المجمع العلمي العربي بدمشق منذ أربعين عاما، و لم ينجزه لأسباب شتى.

و مصنف الكتاب الحافظ ابن عساكر سليل أسرة عربية اشتهرت بالعلم و الفقه و الحديث و القضاء و الفتيا.

ولد هذا العالم الجليل في دمشق سنة(499) ه و شبّ و نما في مناخها الصافي و ترعرع في أحضان مدارسها و حلقات الإقراء و الحديث الحافلة التي كانت تعقد في مسجد بني أمية، و في منارات أخرى للعلم و الحديث و الفقه كالمدرسة الغزالية (1) التي كان يتردد عليها و يأخذ عن أرباب العلم الذين كانوا يدرسون فيها فكان لكل ذلك أثر كبير في توجهه نحو العلم و نبوغه فيه.

و لكن و بعد وفاة أبيه و في سنة(520) عقد العزم على الرحلة إلى طلب العلم و شأنه في ذلك شأن كل العلماء الذين نبغوا و ارتقوا مدارج العلم و المعرفة. فاتجه نحو العراق أولا، ففيها من العلماء من يرحل إليه. و عاد إلى دمشق بعد سنة قاصدا الحج، و في مكة و المدينة و منى، سمع ممن لقي من العلماء، و حدّث بمكة.

ثم عاد من مكة ميمّما شطر العراق ثانية فأقام في العراق خمس سنين، في بغداد و سائر مدن العراق، و كانت حافلة بشيوخ العلم، كالموصل و الرحبة و الجزيرة و ماردين و الكوفة متنقلا بينها شمالا و جنوبا. و قد استمع إلى كبار المحدثين (ذكرهم في معجم شيوخه). و ينهى رحلته العلمية هذه و يعود إلى بغداد و منها إلى دمشق بعد أن استنفد ما عند علماء بغداد و شيوخها و ضمّنه صدره و صحائفه.

و في دمشق أخذ يستعد لرحلة جديدة في طلب الحديث و لكن هذه المرة إلى ما وراء بغداد، إلى خراسان ففيها من مراكز الحديث و المحدثين ما يشد إليه الرحال أيضا، و كان ذلك سنة(529 ه).

يقول السمعاني الذي التقاه: دخل نيسابور قبلي بشهر، سمعت منه معجمه و المجالسة للدينوري، و قد شرع في تصنيف تاريخه، تاريخ دمشق.

ثم قفل راجعا إلى بغداد و منها إلى دمشق و كان ذلك سنة(533) ثلاث و ثلاثين و خمسمائة.

و ها هو ذا قد بلغ قمة العلم و تبوأ مرتبة الحفاظ و المحدثين، يقول: متى أروي ما سمعت؟! لكنه لا يجرؤ على ذلك قبل أن يأذن له شيوخه، فقال له جدّه، يحيى بن علي القرشي: اجلس إلى سارية من هذه السواري حتى نجلس إليك! أما أعيان شيوخه و رؤساء البلد فكلهم قالوا له: من أحق بهذا منك؟! قال الحافظ: فجلست في ذلك منذ ثلاث و ثلاثين و خمسمائة.

و هنا تبدأ حقبة جديدة من حياة الحافظ تمتد أربعين عاما ينصرف فيها إلى الجمع و التصنيف و الرواية و التأليف و المطالعة و التسميع، و يشتهر أمره و يطير ذكره في الآفاق، فيرحل إليه الطلبة كما رحل هو من قبل إلى شيوخه، و تنتهي إليه الرئاسة في الحفظ و الإتقان و المعرفة التامة بالحديث متونا و أسانيد، و يصبح إمام الحديث في عصره، و فارسا في ميدانه.

ثم كان دخول نور الدين زنكي إلى دمشق عام(549) و هو قائد الجهاد ضد الصليبيين. و هذه الحقبة من التاريخ نشط فيها العلم و الجهاد في آن، و رقي خبر ابن عساكر إلى نور الدين، يقول الحافظ في خطبة كتابه: و رقي خبر جمعي له (أي لتاريخ دمشق) إلى الملك العادل... و بلغني تشوقه إلى استنجازه و الاستتمام فراجعت العمل به راجيا الظفر بالتمام.

ص: 6


1- و هي راوية الشيخ نصر المقدسي أصلا، و صارت تعرف فيما بعد بالغزالية نسبة إلى الإمام الغزالي. (طبقات السبكي 112 ج 3).

و قد بنى له نور الدين دارا لتعليم الحديث سميت فيما بعد دار الحديث النورية و هي أول مدرسة أنشئت في الإسلام لتعليم الحديث و تولى التدريس فيها الحافظ ابن عساكر نفسه و ابنه ثم بنو عساكر من بعدهما، و كان نور الدين يحضر حلقات التدريس له فيها، كما كان السلطان صلاح الدين يحضر مجلسه و دروسه أيضا.

و قد تخرج من المدرسة النورية هذه و أخذ عن شيوخها كبار العلماء و المؤرخين و المحدثين في القرنين السادس و السابع للهجرة، كابن الأثير الجزري و المقدسي و المزي و ابن كثير و النووي و الذهبي و الحسيني و ابن تيمية و ابن قيم الجوزية و غيرهم.

و للحافظ مؤلفات كثيرة في الحديث و مؤلفات و فيرة في الفضائل، فضائل الأشخاص و فضائل المدن و فضائل الأعمال و فضائل الشهور و الأيام و فضل الجهاد و فضل كتابة القرآن و غيرها من الفضائل. كما له المعجم لمن سمع منه، أو أجاز له، و معجم الشيوخ من النبلاء.

و من مؤلفاته و وفرتها و تنوعها نجد أن ابن عساكر محدث، حافظ، ثبت، ثقة أولا، و مؤرخ ثانيا، شأنه في ذلك شأن سائر المؤرخين المسلمين.

و لا جرم أن أكبر تآليفه و أكثرها ذيوعا و شمولا كتابه تاريخ دمشق.

و أهمية هذا التاريخ لا تكمن في أنه تاريخ لمدينة دمشق أحد أكبر معاقل الحضارة الإنسانية و العلوم الإسلامية عبر مختلف العصور فحسب، بل إنه موسوعة حديثية و هو من أوسع المصادر في سير الرجال فمنه يمكن استخلاص كتب و أسفار عدة في موضوعات و علوم و فنون شتى.

فالكتاب مرجع لعلماء الحديث لاحتوائه على الآلاف من الأحاديث النبوية و الآثار.

و الكتاب موسوعة في علم الرجال و الجرح و التعديل، فهو عند ما يترجم للرجال و يذكر سيرهم و يذكر مروياتهم فإنه يبين حالهم و على ما هم عليه من ضعف أو توثيق، و يصحح أسماءهم إذا اقتضى الحال.

و يذكر سنة الوفاة للرجال، و هو بهذا يحدّد طبقة الاسم المترجم له، و في هذا من الفائدة ما يدركه العاملون في حقل الرجال.

و هو عند ما يسرد الخبر خصوصا في الفضائل يسرد جميع الروايات بأسانيدها المتعلقة بالخبر، يذكر ذلك و هو أعلم الناس بالأحاديث الضعيفة و الموضوعة، فكأنه بإيراده السند يخلي مسئوليته و يدع العهدة في نقل الأخبار على من نقلها، و كأنه يريد أن يقول أيضا: إن كتابه لجميع طبقات الناس، و إنه يريد أن يكون تاريخه مرآة تعكس حياة الناس و معتقداتهم و مذاهبهم و نحلهم و آراءهم السياسية و الاجتماعية، فله النقل و العرض و السرد و للعقل التدقيق و التمحيص. و كأنه هنا يلتقي مع نظرية معاصرة في تدوين التاريخ لأرنولد توينبي التي تزعم «أن المؤرخين أميل إلى توضيح آراء الجماعات التي يعيشون في محيطها منهم إلى تصحيح الآراء».

ص: 7

و الكتاب جمع أكبر عدد من رجال الثقافة الإسلامية و أعلام الحضارة العربية خصوصا ذوي الشأن منهم و حتى ترجم لمن كان قبل الإسلام أيضا.

و الكتاب موسوعة في الأدب شعرا و نثرا، فضلا عن كون الحافظ ابن عساكر نفسه شاعرا و أديبا و له قصيدة في مدح نور الدين بعد أن رفع عن أهل دمشق المطالبة بالخشب، فيها:

لمّا سمحت لأهل الشام بالخشب *** عوّضت مصر بما فيها من النّشب

و إن بذلت لفتح القدس محتسبا *** للأجر جوزيت خيرا غير محتسب

و لست تعذر في ترك الجهاد و قد *** أصبحت تملك من مصر إلى حلب

و كان يختم مجالسه بقطعة من شعره.

و الحافظ ينقل من مصادر لم تصلنا، فتاريخه وسيط بين عصرنا و عصر أسلافه و كثيرا ما ينقل علماء القرنين السادس و السابع عنه كابن الأثير في تاريخه الكامل، و المزي في تهذيبه تهذيب الكمال، و الذهبي في تاريخه تاريخ الإسلام و سير أعلام النبلاء، و ابن كثير في تاريخه البداية و النهاية.

و هو عند ما يؤرخ لمدينة دمشق تخصيصا لا يقتصر على الجانب التاريخي بل يتعدّاه إلى جغرافية المدينة لأنه أدرك بحس العالم و حس المؤرخ أنه لا انفصام بين التاريخ و الجغرافيا، فالجغرافيا هي المسرح التي تحدث عليه وقائع التاريخ و هي من أهم المؤثرات التي تؤثر في الإنسان و بالتالي في الحياة الاجتماعية و السياسية و الثقافية.

كما أن الموقع الجغرافي للمدينة الذي حباها اللّه به كان له أثر في دورها الحضاري عبر مختلف العصور.

و إذا كان تاريخ الطبري يعد أغنى المصادر عن تاريخ الفرس، فإن تاريخ ابن عساكر أغنى المصادر عن تاريخ العرب المسلمين من نقطة الانطلاق الأولى و على امتداد الرقعة الجغرافية التي وصل إليها الإسلام خصوصا في الحقبات التاريخية التي كانت دمشق عاصمة الحياة العربية، و مصدر القرار، و محجة و فود الجماعات و الرجالات من الجزيرة و العراق و فارس و ما وراء النهرين و أقصى الشرق، و مصر و إفريقية و أطراف المحيط، كما كانت مركز تجمع و منطقة حشد و قاعدة عمليات للجيوش التي وصلت شرقا حتى حدود الصين و غربا حتى اجتازت المحيط و عبرت إلى إسبانيا و جنوب أوربة كما العمليات البحرية أيضا جنبا إلى جنب حتى أصبح حوض البحر الأبيض المتوسط بسواحله شرقا و غربا بحيرة عربية.

أ ليس من دمشق كانت تنطلق قوات الصوائف و الشواتي لسد الثغور و الدروب و رد غارات بيزنطة عن حدود الشام؟! و من دمشق أيضا انطلقت جحافل صلاح الدين لطرد الصليبين و تحرير القدس.

كما لم تكن دمشق بمعزل عن الحياة و المشاركة فيها في كل العهود.

و تاريخ دمشق يقدم مادة غنية للذين يدرسون التاريخ الأندلسي.

ص: 8

أ لم تنتقل الخلافة الأموية إلى الأندلس؟! كل ذلك يؤكد أن تاريخ دمشق هو تاريخ حضاري للعالم العربي و الإسلامي منذ ما قبل البعثة النبوية و حتى عصر المؤلف الذي يقف عند سنة 571 (1).و كأن الحافظ ابن عساكر أراد أن يؤرخ للعالم العربي و الإسلامي على امتداد رقعته الجغرافية شرقا و غربا من خلال تلك المشكاة المشعة دمشق الشام فكان بتاريخه الكبير الموسوعي الفذ شيخ المؤرخين و مؤرخ الحفاظ و المحدثين.

ختاما من عصر الحافظ ابن عساكر و هو عصر الجهاد و عصر النهضة العلمية و من خلال موسوعته تاريخ دمشق ندرك كيف استطاعت هذه الأمة تخطي محنتها بالصمود و بالقوة الحيوية الكامنة فيها و طرد الصليبيين و تحرير القدس ثالث الحرمين الشريفين و محرك الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.

و مع كل ما بذلناه من جهد و صبر و تحمل لإخراج هذه الموسوعة التاريخية العربية إلى الضوء نشعر بالتقصير، و فرحتنا الكبرى تكتمل يوم يكتمل عقد هذا السفر العظيم بأجزائه الثمانين.

و جدير بنا أن نردد هنا، و بعد تسعة قرون، ما قاله الحافظ في خطبة كتابه يوم ألف تاريخه: فمن وقف فيه على تقصير أو خلل، أو عثر فيه على تغيير أو زلل، فليعذر أخاه متطولا، و ليصلح ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا.

و نحن نردد وراءه:

و إن تجد عيبا فسدّ الخللا *** فجلّ من لا عيب فيه و علا

اللهم زدنا علما و لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. و اجعلنا ربنا خيرا مما يظنون و اغفر لنا ما لا يعلمون و لا تؤاخذنا بما يقولون و آخر دعواهم أن الحمد للّه رب العالمين.

بيروت 10 ذو القعدة 1415 10 نيسان ابريل 1995.

دار الفكر

ص: 9


1- بينما يقف تاريخ بغداد عند سنة 463.

ص: 10

مقدمة التحقيق

اشارة

قال اللّه تعالى: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ .

الحمد للّه نحمده و نستعينه، و نستغفره و نتوب إليه، و نؤمن به و نتوكل عليه، و الصلاة و السلام على أشرف الخلق محمّد رسوله و نبيّه أرسله بالهدى، و على آله و صحبه الذين ازداد بهم الحق إشراقا، و الخير انتظاما و اتساقا. أما بعد.

ترجمة ابن عساكر

اسمه و مولده و حياته:

هو علي بن الحسن بن هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسين، أبو القاسم الدمشقي الشافعي، المعروف بابن عساكر.

ولد في المحرم، في أول الشهر، سنة تسع و تسعين و أربعمائة، في مدينة دمشق.

أخذ العلم و الفقه منذ الحداثة بدمشق حيث عاش في بيت جليل، و قد كان أبوه الحسن بن هبة اللّه شيخا صالحا (1) عدلا، محبّا للعلم، مقدّرا للعلماء، مهتما بأمور الدين و الفقه.

ص: 11


1- طبقات الشافعية للسبكي:70/7.

يقول د. صلاح الدين المنجد في مقدمة المجلدة الأولى من تاريخ ابن عساكر (1):

«كان للبيئة التي نشأ فيها الحافظ ابن عساكر أثر كبير في اتجاهه نحو العلم و نبوغه فيه، فقد نبت في بيت قضاء و حديث و فقه، و كان ألاّف هذا البيت من كبار علماء دمشق و قضاتها (2)،فما رأى ابن عساكر منذ نشأته غير العلماء، و ما وعى غير العلم.

و كان أخوه الأكبر صائن الدين هبة اللّه (3) بن الحسن، فقيها مفتيا محدثا، قرأ القرآن بالروايات، و تفقّه و برع و رحل فسمع، و قرأ الأصول و النحو، و تقدّم، و سمع الكثير، و أعاد بالأمينية لشيخه أبي الحسن السلمي، و درّس، و أفتى و كتب الكثير، و كان إماما ثقة ثبتا ديّنا ورعا (4).

سمع أبا القاسم النسيب، و أبا طاهر الحنائي، و أبا الحسن بن الموازيني، و أبا علي بن نبهان، و أبا علي بن مهدي، و أبا الغنائم المهتدي باللّه، و أبا طالب الزينبي.

ولد سنة 488 و مات في شعبان سنة 563.

و أما أخوه محمّد بن الحسن بن هبة، أبو عبد اللّه، كان قاضيا (5)،و قد نشر أولاده الستة العلم و الحديث (6).

و كانت أمه من بيت القرشي، أبوها يحيى بن علي بن عبد العزيز، القاضي الفقيه الكبير، و كان عالما بالعربية، ثقة، حلو المحاضرة فصيحا (7).

سمع عبد العزيز الكتّاني، و الحسن بن علي بن البري، و حيدرة بن علي، و عبد الرزّاق بن الفضيل، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و ارتحل إلى بغداد فسمع بها و تفقه على أبي بكر الشاشي، و بدمشق على القاضي المروزي و الفقيه نصر (8).و قد سمع منه و روى عنه نافلته أبو القاسم بن عساكر.

ص: 12


1- تاريخ ابن عساكر المجلدة الأولى: ص 11.
2- أبوه الحسن كان قد صحب نصرا المقدسي و سمع منه، انظر طبقات الشافعية للسبكي 70/7.
3- انظر ترجمته في طبقات السبكي 324/7 سير الأعلام 496/20 وفيات الأعيان 473/2 فوات الوفيات 235/4 النجوم الزاهرة 380/5 شذرات الذهب 210/4.
4- طبقات الشافعية للسبكي 325/7 و سير الأعلام 496/20.
5- طبقات الشافعية للسبكي 70/7.
6- طبقات الشافعية للسبكي 70/7.
7- سير الأعلام 64/20.
8- سير الأعلام 63/20-64 طبقات الشافعية للسبكي 334/7-335.

و أما خاله أبو المعالي محمّد بن يحيى، فقد سمع أبا القاسم بن أبي العلاء، و الحسن بن أبي الحديد، و الفقيه نصر المقدسي، و أبا محمّد بن البري، و القاضي الخلعي بمصر، و علي بن عبد الملك الدبيقي بعكا، و حضر درس الفقيه نصر، و تفقه به. ناب عن أبيه في القضاء، ثم استقل به، و كان نزيها عفيفا صليبا في الحكم (1).

قال عنه السمعاني أنه كان محمودا، حسن السيرة شفوقا وقورا، حسن المنظر، متوددا (2).

روى عنه ابن أخته أبو القاسم بن عساكر.

و أمّا خاله الآخر سلطان بن يحيى، زين القضاة، أبو المكارم القرشي الدمشقي، فقد روى عن أبي القاسم بن أبي العلاء، ناب في القضاء عن أبيه، و وعظ و أفتى (3).

بدأ بتلقي علومه و دروسه باكرا، و هو في سن صغيرة، فقد سمعه أخوه الصائن سنة خمس و خمسمائة (4)،فقد كان في السادسة من عمره يومذاك، فأخذ يسمع باعتناء أبيه و أخيه الصائن، فسمع أبا القاسم النسيب، و قوام بن زيد، و سبيع بن قيراط، و أبا طاهر الحنائي، و أبا الحسن بن الموازيني (5).

و راح يتردد إلى مجالسهم و يحضر حلقات تدريسهم.

يقول د. المنجد في مقدمة المجلدة الأولى (6):

فبيئة هذا شأنها.. فقد وجد فيها الحافظ ما ساعده على تفتّح ذكائه و إقباله على ما رغب فيه، حتى غدا مؤرّخ الشام و حافظ العصر.

تفقه في حداثته بدمشق على الفقيه أبي الحسن علي بن المسلّم بن محمّد بن علي

ص: 13


1- سير الأعلام 138/20.
2- التحبير 250/2.
3- شذرات الذهب 95/4.
4- تذكرة الحفاظ 1328/4 سير الأعلام 554/20.
5- تذكرة الحفاظ 1328/4.
6- تاريخ ابن عساكر المجلدة الأولى ص 14.

السلمي (1) عمدة أهل الشام و مفتيهم، و كان قد لازم الغزالي مدة مقامه بدمشق، و قد نقل ابن عساكر عن الغزالي قوله في أبي الحسن السلمي: خلّفت بالشام شابا إن عاش كان له شأن، فكان كما تفرّس فيه، و درّس بحلقة الغزالي مدة، ثم ولي التدريس في المدرسة الأمينية (2) في سنة أربع عشرة و خمسمائة، و هي أول مدرسة للشافعية بنيت في دمشق.

و كان السلمي ثقة ثبتا عالما بالمذاهب و الفرائض، و كان ابن عساكر يتردد عليه و يحضر دروسه في المدرسة الأمينية و يستمع عليه.

رحلته الأولى: إلى بغداد:

و في سنة 520 ه و كان قد بلغ الحادية و العشرين من عمره، و كان قد استوفى قسطا مهما من العلم على شيوخه بدمشق، و تنوعت معارفه، و اتجه نحو رواية الحديث حيث جمع من معرفة المتون و الأسانيد و حفظ فأتقن، و قرأ فتثبّت، و تعب في ملاحقة المحدّثين و العلماء، و لم يعد يقنعه ما حصل عليه في حلقات دمشق و مساجدها و مدارسها و علمائها (3)،عزم على طلب المزيد و الوقوف على آراء مشاهير العلماء و الفقهاء فقرر أن يرحل عن دمشق رغبة في طلب الحديث.

يقول د. المنجد في مقدمة المجلدة الأولى (4):و كانت الرحلة في طلب الحديث و الاستماع إلى الشيوخ أمرا ذا شأن، و لم يتخلف محدّث كبير عن الرحلة ليتم علمه، و يتلقى الأسانيد العالية.

و كانت مراكز العلم منتشرة في طول العالم الإسلامي و عرضه، و العلماء و الفقهاء منتشرون في كافة الأصقاع، و لكن الإشعاع كان ينتشر من مراكز استطاعت أن تستقطب أهل العلم و الحديث و الرواية، و اشتهرت فيها حلقات التدريس و النقاش في مراكزها العامة كالمدارس و المساجد، و في مراكزها الخاصة كمقرات إقامة الفقهاء و العلماء و المحدثين.

ص: 14


1- انظر سير الأعلام 30/20.
2- الدارس للنعيمي 134/1.
3- تاريخ دمشق السيرة النبوية قسم 1 المقدمة ص: ه.
4- المجلدة الأولى من تاريخ دمشق: ص 16.

و كانت بغداد جنّة الأرض، و مدينة السلام، و قبة الإسلام، و مجمع الرافدين، و غرة البلاد، و عين العراق، و دار الخلافة، و مجمع المحاسن و الطيبات، و معدن الظرائف و اللطائف، و بها أرباب الغايات في كل فن و آحاد الدهر في كل نوع (1).

و رغم تدني نفوذها السياسي إلى مستوى كبير، فقد حافظت على دورها الاستقطابي و المحوري، حيث بقيت المركز الأساس الذي يجذب طلبة الحديث، و الفقه، و العلوم، و لم تستطع أي من المراكز الأخرى في مصر، و مكة، و المدينة، و خراسان، و نيسابور، و أصبهان، و مرو، و هراة، و سرخس، و طوس، أن تنال من أهمية بغداد و دورها.

و قد عرف عن أهل بغداد أنهم أرغب الناس في طلب الحديث، و أشدهم حرصا عليه، و أكثرهم كتبا له.

و يقول الخطيب (2):و أهل بغداد موصوفون بحسن المعرفة، و التثبّت في أخذ الحديث و آدابه و شدة الورع في روايته، اشتهر ذلك عنهم و عرفوا به.

و رحل أبو القاسم بن عساكر إلى بغداد سنة 520 ه (3)،و ذهب من بغداد إلى الحج سنة 521 ه (4) فسمع بمكة و منى و المدينة، و ممن سمع بمكة: عبد اللّه بن محمّد المصري الملقّب بالغزّال بمكة، و عبد الخلاّق بن عبد الواسع الهروي بمكة، و حدّث بمكة و منها قفل عائدا إلى بغداد.

و لما دخل بغداد أعجب به العراقيون، و قالوا: ما رأينا مثله، و قال شيخه أبو الفتح المختار بن عبد الحميد: قدم علينا هذا فلم نر مثله (5).

و أقام ببغداد خمسة أعوام يحصّل العلم، فسمع من هبة اللّه بن الحصين، و علي بن عبد الواحد الدينوري، و قراتكين بن أسعد، و أبي غالب بن البناء،

ص: 15


1- معجم البلدان: بغداد 461/1.
2- تاريخ بغداد 43/1.
3- اتفقت مصادر ترجمته على أن رحلته الأولى إلى بغداد كانت سنة 520.
4- يقول د. المنجد في مقدمة المجلدة الأولى ص 17: و أقام الحافظ في بغداد سنة واحدة، ثم عاد إلى دمشق و لم يلبث أن عاد إليها يريد الحج عن طريقها، لكنه لم يدعم قوله بأي حجة و بيّنة.
5- طبقات الشافعية للسبكي:217/7.

و هبة اللّه بن أحمد بن الطبر، و أبي الحسن البارع، و أحمد بن ملوك الورّاق، و القاضي أبي بكر (1).

و سمع بالكوفة الشريف أبا البركات عمر بن إبراهيم الزيدي، و طوّف و جاب العراق و لقي المشايخ، ثم عاد إلى بغداد فأقام بها يسمع الحديث (2)،و لزم به التفقّه و سماع الدرس بالنظامية، و قرأ الخلاف و النحو (3).

و كان ببغداد يسمى شعلة نار من توقده و ذكائه و حسن إدراكه، لم يجتمع في شيوخه ما اجتمع فيه (4).

و على هذا النحو لازم ابن عساكر بغداد، متتبعا العلماء و الفقهاء و كبار المحدّثين، مستمعا إليهم، قارئا عليهم، مكثرا في ملازمتهم، حتى سنة خمس و عشرين و خمسمائة و قد استنفذ ما عند الشيوخ من أحاديث، بالغ في طلبها منهم فأتقن حفظها، و تلقى متونها و أسانيدها، فقرر العودة إلى دمشق، و فعلا عاد إلى دمشق سنة 525 ه ليسمع على شيوخها.

رحلته الثانية: إلى بلاد العجم:

و بقي أبو القاسم بن عساكر في دمشق مدة ملازما علمائها و فقهائها و كبار محدّثيها مكثفا الطلب منهم، متعشقا لرواية الحديث عليهم، حتى غدا حافظا فهما متقنا بصيرا بهذا الشأن، لا يلحق شأوه و لا يشق غباره، و لا كان له نظير في زمانه و هو بعد شاب في مقتبل العمر، و بقي إلى سنة تسع و عشرين و خمسمائة حيث عزم على التوجّه إلى مراكز ازدهر فيها علم الحديث، و انتشر فيها الفقهاء و العلماء و المحدّثون فكانت رحلته نحو الشرق، نحو بلاد العجم، فارتحل إليها و طاف في مراكزها و مدنها، و بالغ في طلب الحديث فيها على كبار شيوخها و محدّثيها، فسمع بأصبهان، و نيسابور، و مرو، و تبريز، و ميهنة، و بيهق، و خسروجرد، و بسطام، و دامغان، و الري، و زنجان، و همذان،

ص: 16


1- سير الأعلام 555/20، و المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ص 187.
2- المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ص 187.
3- مفتاح السعادة لبطاش كبرى زاده 318/2، و ابن الدمياطي: ص 187، و طبقات الشافعية للسبكي: 217/7.
4- طبقات الشافعية للسبكي:218/7.

و أسدآباذ، و جيّ، و هراة، و بون، و بغ، و بوشنج، و سرخس، و نوقان، و سمنان، و أبهر، و مرند، و خويّ، و جرباذقان، و مشكان، و روذراور، و حلوان، و أرجيش (1).

و كان توجهه إلى بلاد خراسان على طريق أذربيجان، و التقى بنيسابور بالسمعاني، و فيه يقول: أبو القاسم كثير العلم غزير الفضل حافظ متقن، ديّن، خير، حسن السمت، جمع بين معرفة المتون و الأسانيد، صحيح القراءة، متثبت محتاط... إلى أن قال:

جمع ما لم يجمعه غيره، و أربى على أقرانه، دخل نيسابور قبلي بشهر، سمعت منه، و سمع مني،.. و كان قد شرع في التاريخ الكبير لدمشق، ثم كانت كتبه تصل إليّ و أنفد جوابها (2).

و سمع بنيسابور أبا عبد اللّه الفراوي و لازمه فترة، و في ذلك يقول الفراوي: قدم ابن عساكر فقرأ عليّ ثلاثة أيّام فأكثر و أضجرني، و آليت على نفسي أن أغلق بابي، فلما أصبحنا قدم عليّ شخص فقال: أنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قلت: مرحبا بك، فقال، قال لي في النوم: امض إلى الفراوي و قل له: قدم بلدكم رجل شامي أسمر اللون يطلب حديثي فلا تملّ منه (3).

قال القزويني: فو اللّه ما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ.

و لم تقتصر رحلته و طوافه في بلاد خراسان على الدرس و التلقّي و السماع؛ إنما حدّث في أصبهان و نيسابور، و سمع منه جماعة من الحفّاظ ممن هو أسن منه (4).

و دامت رحلته في بلاد العجم أربع سنوات (5) قضاها في ملازمة العلماء و الفقهاء، و المحدّثين، متتبعا الحديث معتنيا بطرقه و رواته و رواياته و أسانيده، فتعب في جمعه، و بالغ في طلبه حتى أنه جمع ما لم يجمعه أحد.

و عاد إلى بغداد و منها قفل إلى دمشق، و يلخص أبو القاسم مشواره مع طلبه الحثيث للحديث بقوله:

ص: 17


1- طبقات الشافعية للسبكي 216/7.
2- سير الأعلام:567/20، تذكرة الحفّاظ:1330/4.
3- تذكرة الحفّاظ:1330/4، و تذكرة الحفّاظ للسبكي:219/7.
4- معجم الأدباء:76/13.
5- المجلدة الأولى من تاريخ دمشق، المقدمة للدكتور المنجد: ص 22.

و أنا الذي سافرت في طلب الهدى *** سفرين بين فدافد و تنائف

و أنا الذي طوفت غير مدينة *** من أصبهان إلى حدود الطائف

و الشرق قد عاينت أكثر مدنه *** بعد العراق و شامنا المتعارف

و جمعت في الأسفار كل نفيسة *** و لقيت كل مخالف و مؤالف (1)

هاتان الرحلتان إلى بلاد العجم و خراسان و مراكزها العلمية الكبيرة، و إلى العراق و بلاد الحجاز، سمحتا له بلقاء كبار الشيوخ و أعيان العلماء و الفقهاء و المحدثين حيث سعى في التحصيل عليهم و الإفادة منهم فحفظ و كتب الكثير، و قد التقى بأكثر من ألف و ثلاثمائة شيخ، و من النساء بضع و ثمانين امرأة (2).

يقول الذهبي في سير الأعلام (3):و عدد شيوخه في معجمه ألف و ثلاثمائة شيخ بالسماع، و ستة و أربعون شيخا أنشدوه، و عن مائتين و تسعين شيخا بالإجازة، الكل في معجمه، و بضع و ثمانون امرأة لهن معجم صغير سمعناه.

عودته إلى دمشق: مرحلة جديدة:

كان ابن أربع و ثلاثين سنة لما عاد إلى دمشق، و قرر الاستقرار فيها و ذلك بعد أن حقّق قدرا عاليا من بناء شخصيته العلمية و الفقهية، و بعد أن ذاع صيته، و انتشرت أخباره، و تناقل العلماء أخبار فطنته و سعة حفظه و إتقانه، و تردد اسمه في مختلف الآفاق.

قال أبو المواهب (4):لم أر مثله و لا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة، من لزوم الصلوات في الصفّ الأول إلاّ من عذر، و الاعتكاف في شهر رمضان، و عشر ذي الحجة، و عدم التطلع إلى تحصيل الأملاك، و بناء الدور، قد أسقط ذلك عن نفسه، و أعرض عن طلب المناصب من الإمامة و الخطابة و أباها بعد

ص: 18


1- الأبيات في كتابه تبيين كذب المفتري: ص 431.
2- معجم الأدباء:76/13، و تذكرة الحفّاظ:1328/4.
3- سير الأعلام:556/20.
4- تذكرة الحفّاظ:1332/4.

أن عرضت عليه، و أخذ نفسه بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، لا تأخذه في اللّه لومة لائم.

قال لي: لما عزمت على التحديث و اللّه المطّلع أني ما حملني على ذلك حبّ الرئاسة و التقدّم؛ بل قلت: متى أروي كل ما سمعت؟ و أي فائدة من كوني أخلفه صحائف؟ فاستخرت اللّه و استأذنت أعيان شيوخي و رؤساء البلد و طفت عليهم فكلهم قالوا: من أحقّ بهذا منك؟ فشرعت في ذلك منذ ثلاث و ثلاثين و خمسمائة.

هذه المرحلة في حياة ابن عساكر، هي الأكثر سعة و رحابة، و قد امتدت على مدى عمره و فيها انتهت إليه رئاسة المذهب، و بات - كما يقول عنه ابن النجّار: إمام المحدثين في وقته، و من انتهت إليه الرئاسة في الحفظ و الإتقان، و المعرفة التامة بعلم الحديث، و الثقة و النبل، و حسن التصنيف و التجويد (1)،و أخذ بعد ما ملأته الثقة و الاعتزاز بما حمله و حفظه، أخذ يملي و يحدّث و يصنّف، حيث كان بارعا في معرفة الحديث و معرفة رجاله، و هذا ما جعله ينصرف بكلّيته إلى الالتزام بما قرره من التحديث و الرواية.

فانتهت إليه الرئاسة كما أشرنا إلى ذلك قريبا.

يقول ولده بهاء الدين الحافظ أبو محمّد القاسم (2):قال لي أبي: لمّا حملت بي أمي رأت في منامها قائلا يقول لها: تلدين غلاما يكون له شأن... فإن اللّه تعالى يبارك لك و للمسلمين فيه.

و صدّقت اليقظة منامها، و نبهه السعد فأسهره الليالي في طلب العلم، و غيره سهرها في الشهوات أو نامها، و كان له الشأن العظيم و الشأو الذي يجل عن التعظيم.

ثم انصرف إلى جمع و التصنيف، و الرواية و التأليف، و هذا يتطلب إلى جانب التزامه بالقيام بواجباته العبادية، تخلّيا عن العمل لتحصيل الأملاك و المنافع و بناء الدور، إلى المواظبة على طاعة اللّه، و عدم التطلّع إلى أسباب الدنيا، و إعراضه عن المناصب الدينية كالإمامة و الخطابة بعد أن عرضتا عليه (3) و انكبّ على التصنيف،

ص: 19


1- الطبقات الكبرى للشافعية للسبكي:218/7، و المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ص 186.
2- طبقات الشافعية للسبكي:218/7، و سير الأعلام:562/20.
3- طبقات الشافعية للسبكي:218/7، تذكرة الحفّاظ:1332/4.

فصنّف التصانيف المفيدة، و خرّج التخاريج، و كان حسن الكلام على الأحاديث، محظوظا في الجمع و التأليف (1).

آثاره و مؤلفاته:

1 - إتحاف الزائر.

2 - الاجتهاد في إقامة فرض الجهاد، و هو أربعون حديثا.

3 - أربعون البلدان.

4 - أربعون حديثا من أربعين شيخا من أربعين مدينة.

5 - الأربعون الطوال في ثلاثة أجزاء.

6 - أربعون المساواة.

7 - أربعون المصافحات.

8 - الأحاديث الخماسيات و أخبار ابن أبي الدنيا.

9 - الأحاديث المتخيرة في فضائل العشرة في جزءين.

10 - أخبار أبي عمرو الأوزاعي (و فضائله، عن معجم الأدباء).

11 - الاشراف على معرفة الأطراف في الحديث، أربعة مجلدات.

12 - أمالي في الحديث.

13 - التاريخ الكبير لدمشق، مشهور، في مجلدات (و هو كتابنا).

14 - تاريخ المزّة.

15 - التالي لحديث مالك العالي(19 جزءا).

16 - تبيان الوهم و التخليط الواقع في حديث الأطيط.

17 - تبيين الامتان بالأمر بالختان.

18 - تبيين كذب المفتري، فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري.

19 - ثواب الصبر على المصاب بالولد.

20 - جزء حديث الهبوط.

21 - جزء كفرسوسية (أحاديث جماعة من كفرسوسية).

ص: 20


1- وفيات الأعيان:310/3.

22 - الزهادة في بذل الشهادة في مجلد.

23 - سباعيات في الحديث.

24 - عوالي شعبة، في مجلد (إجابة السؤال في أحاديث شعبة).

25 - عوالي الثوري، في مجلد.

26 - عوالي مالك، في الحديث خمسين جزءا.

27 - غرائب مالك عشرة أجزاء.

28 - فضل أصحاب الحديث.

29 - فضل الجمرتين.

30 - فضل الربوة.

31 - فضل عسقلان.

32 - فضل مقام إبراهيم.

33 - القول في جملة الأسانيد في حديث المؤيد.

34 - كتاب الاعتزاز بالهجرة (إعزاز الهجرة عند إعواز النصرة. سير الأعلام).

35 - كتاب السداسيات.

36 - كتاب طرق حديث عبد اللّه بن عمر.

37 - كتاب فضل مكّة.

38 - كتاب فضل المدينة.

39 - كتاب فضل بيت المقدس.

40 - كتاب فضل قريش و الأنصار و الأشعريين و ذم الرافضة.

41 - كتاب ذم قرناء السوء.

42 - كتاب ذم من لا يعمل بعلمه.

43 - كتاب أحاديث أهل صنعاء الشام.

44 - كتاب أحاديث أبي الأشعث الصنعاني.

45 - كتاب حنش و المطعم و حفص الصنعانيين.

46 - كتاب يوم المزيد.

47 - كتاب الخضاب.

48 - كتاب المسلسلات.

ص: 21

49 - كتاب المعجم لمن سمع منه و أجاز له.

50 - فضل الكرام على أهل الحرم.

51 - كتاب أخبار أبي محمّد سعيد بن عبد العزيز و عواليه.

52 - كتاب في الصفات.

53 - كتاب طرق قبض العلم.

54 - كتاب فضائل الصّدّيق.

55 - كتاب ما وقع للأوزاعي في العوالي جزء.

56 - كتاب الأبدال لم يتم.

57 - كتاب العزلة.

58 - كتاب كشف المغطى في فضل الموطّأ.

59 - كتاب حديث أهل قرية الحميريين و قبيبات.

60 - كتاب حديث أهل فذايا و بيت أرانس و بيت قوفا.

61 - حديث أهل قرية البلاط.

62 - كتاب حديث سلمة بن علي الحسني البلاطي.

63 - كتاب حديث يسرة بن صفوان و ابنه و ابن ابنه.

64 - كتاب حديث سعد بن عبادة.

65 - كتاب حديث أهل رندين و جبرين.

66 - كتاب حديث أهل بيت سواي.

67 - كتاب حديث رومة و مسرابا و القصر.

68 - كتاب حديث جماعة من أهل حرستا.

69 - كتاب حديث أهل كفر بطنا.

70 - كتاب حديث أهل دقانيا و حجراء و عين توما و جديا و طرميس.

71 - كتاب حديث جماعة من أهل جوبر.

72 - كتاب حديث يحيى بن حمزة البتلهي و عواليه.

73 - كتاب مجموع حديث محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي البتلهي.

74 - كتاب حديث أبي بكر بن محمّد بن رزق اللّه المنيني.

ص: 22

75 - كتاب مجموع أحاديث جماعة من أهل بعلبك.

76 - كتاب تكميل الإنصاف و العدل بتعجيل الإسعاف بالعزل.

77 - كتاب الملتمس من عوالي مالك بن أنس 31 جزءا.

78 - كتاب رفع التخليط عن حديث الأطيط.

79 - كتاب ذكر البيان في فضائل كتابة القرآن.

80 - كتاب دفع التثريب على من فسّر معنى التثريب.

81 - كتاب حلول المحنة بحصول الأبنة.

82 - كتاب الجواهر و اللآلئ في الأبدال العوالي.

83 - كتاب الجواهر المبسوط لما ذكر حديث الهبوط.

84 - كتاب مسلسل العيدين.

85 - كتاب الإنذار بحدوث الزلازل.

86 - كتاب ترتيب الصحابة في مسند أبي يعلى.

87 - مسند أبي حنيفة.

88 - مسند أهل داريا.

89 - مسند مكحول.

90 - معجم الصحابة.

91 - ترتيب الصحابة في مسند أحمد.

92 - معجم النسوان (كتاب من سمع منه من النسوان).

93 - مناقب الشبان خمسة عشر جزءا.

94 - من وافقت كنيته كنية زوجته في مجلد.

95 - الموافقات على الأئمة الثلاثة الثقات في الحديث في ستة مجلدات (كتاب الموافقات على شيوخ الأئمة الثقات 72 جزء).

96 - تشريف يوم الجمعة 7 أجزاء.

97 - تقوية السنّة على إنشاء دور السنة.

98 - الاقتداء بالصادق في حفر الخندق.

99 - المستفيد في الأحاديث السباعية الأسانيد.

100 - مجموع الرغائب مما وقع من حديث مالك الغرائب(10 أجزاء).

101 - معجم أسماء القرى و الأمصار.

ص: 23

102 - معجم الشيوخ النبلاء (النبل).

103 - معنى قول عثمان: ما تعنيت و لا تمنيت.

104 - المقالة الفاضحة للرسالة الواضحة.

105 - من لا يكون مؤتمنا لا يكون مؤذنا (1).

هذا الجهد أمضى أبو القاسم طيلة حياته في بذله، حيث اشتهر اسمه في الأرض، و لم يكن له نظير في زمانه، من حيث سعة علمه و دأبه على العمل.

و لم يزل طول عمره مواظبا على صلاة الجماعة ملازما لقراءة القرآن مكثرا من النوافل و الأذكار، و التسبيح آناء الليل و أطراف النهار، و كان يختم كل جمعة و لم ير إلاّ في اشتغال يحاسب نفسه على ساعة تذهب في غير طاعة (2).

و بقي منكبّا على التأليف و التصنيف و التدريس، و كان الملك العادل محمود بن زنكي نور الدين قد بنى له دار الحديث النورية، فدرّس بها إلى حين وفاته، غير ملتفت إلى غيرها، و لا متطلع إلى زخرف الدنيا، و لا ناظر إلى محاسن دمشق و نزهها، بل لم يزل مواظبا على خدمة السّنّة و التعبّد باختلاف أنواعه: صلاة و صياما و اعتكافا و صدقة، و نشر علم و تشييع جنائز، و صلات رحم إلى حين قبض (3).

توفي في رجب سنة إحدى و سبعين و خمسمائة ليلة الاثنين حادي عشر الشهر، و صلى عليه القطب النيسابوري، و حضره صلاح الدين، و دفن عند أبيه بمقبرة باب الصغير (4).

قال العماد (5):و كان الغيث قد احتبس في هذه السنة، فدرّ و سح عند ارتفاع نعشه، فكأن السماء بكت عليه بدمع وبله و طشّه.

و قال الحسين بن عبد اللّه بن رواحة يرثي أبا القاسم بن عساكر (6):

ص: 24


1- انظر معجم الأدباء:76/13، تذكرة الحفّاظ:1335/4، و سير الأعلام:558/20، شذرات الذهب: 239/4.
2- طبقات الشافعية للسبكي:217/7، و سير الأعلام:562/20.
3- طبقات الشافعية للسبكي:223/7.
4- سير الأعلام:570/20، طبقات السبكي:223/7، وفيات الأعيان 311/3، معجم الأدباء:75/13.
5- معجم الأدباء:75/13.
6- القصيدة في معجم الأدباء:48/10-55. في ترجمة الحسين بن عبد اللّه بن رواحة، و بعضها في سير الأعلام:568/20.

ذرا السعي في نيل العلى و الفضائل *** مضى من إليه كان شد الرواحل

و قولا لساري البرق إني نعيته *** بنار أسى أو دمع سحب هواطل

و ما كان إلا البحر غار و من يرد *** سواحله لم يلق غير جداول

و هبكم رويتم علمه عن رواته *** و ليس عوالي صحبه بنوازل

فقد فاتكم نور الهدى بوفاته *** و عز التقى منه و نجح الوسائل

خلت سنة المختار من ذب ناصر *** فأقرب ما نخشاه بدعة خاذل

نحا للإمام الشافعي مقالة *** فأصبح شافي عيّ كل مجادل

و سدّ من التجسيم باب ضلالة *** و رد من التشبيه شبهة باطل

مكانة أبي القاسم بن عساكر، و ما قيل فيه:

يقول السبكي (1):هو الشيخ الإمام، ناصر السّنّة و خادمها و قامع جند الشيطان بعساكر اجتهاده و هادمها، إمام أهل الحديث في زمانه، و ختام الجهابذة الحفّاظ، و لا ينكر أحد منه مكانة مكانه، محط رحال الطالبين، و موئل ذوي الهمم من الراغبين، الواحد الذي أجمعت عليه الأمّة، و البحر الذي لا ساحل له.

و يقول ابن خلكان (2):كان محدث الشام في وقته، و من أعيان الفقهاء الشافعية، غلب عليه الحديث فاشتهر به و بالغ في طلبه إلى أن جمع منه ما لم يتفق لغيره.

قال سعد الخير: ما رأيت في سنّ ابن عساكر مثله (3).

قال القاسم بن عساكر: سمعت التاج المسعودي يقول: سمعت أبا العلاء الهمذاني يقول لرجل استأذنه في الرحلة قال: إن عرفت أحدا أفضل مني حينئذ آذن لك أن تسافر إليه إلاّ أن تسافر إلى ابن عساكر فإنه حافظ كما يجب (4).

و قال شيخه الخطيب أبو الفضل الطوسي: ما نعرف من يستحق هذا اللقب سواه - يعني لفظة الحافظ.

ص: 25


1- طبقات الشافعية:216/7.
2- وفيات الأعيان:309/3.
3- تذكرة الحفّاظ:1331/4.
4- تذكرة الحفّاظ:1331/4، طبقات السبكي:218/7.

و من ألقابه: ثقة الدولة، و صدر الحفّاظ، و ناصر السّنّة، و جمال السّنّة، و الثقة.

و جميعها تؤكد مكانته و علمه و ثقة العلماء و الناس بحديثه و روايته.

أما لقبه:«ابن عساكر» فيقول السبكي (1):و لا نعلم أحدا من جدوده يسمى عساكر، و إنما هو اشتهر بذلك يقول الذهبي في السير (2):فعساكر لا أدري لقب من هو من أجداده، أو لعله اسم لأحدهم.

و أوّل من أثبت هذا اللقب ابن الجوزي (3) قال: علي بن الحسن بن هبة اللّه أبو القاسم الدمشقي، المعروف بابن عساكر.

و قال فيه الشيخ النووي: هو حافظ الشام، بل هو حافظ الدنيا، الإمام مطلقا، الثقة الثبت (4).

و قال ابن الدبيثي (5):أحد من اشتهر ذكره و شاع علمه و عرف حفظه و إتقانه.

و قال: أبو القاسم ختم به هذا الشأن و لم يخلف بعده في الحديث مثله و لا أرى مثل نفسه في معرفة الحديث و معرفة رجاله.

و قال الذهبي في السير (6):و بلغنا أن الحافظ عبد الغني المقدسي بعد موت ابن عساكر نفّذ من استعار له شيئا من تاريخ دمشق، فلما طالعه، انبهر لسعة حفظ ابن عساكر، و يقال: ندم على تفويت السماع منه، فقد كان بين ابن عساكر و بين المقادسة واقع، رحم اللّه الجميع.

شعره:

و للحافظ أبي القاسم بن عساكر شعر كثير، قلما أملى مجلسا إلاّ ختمه بشيء من شعره.

ص: 26


1- طبقات السبكي:215/7.
2- سير الأعلام:555/20.
3- المنتظم ط بيروت:224/18.
4- طبقات السبكي:219/7.
5- ذيل تاريخ بغداد:301/15.
6- سير الأعلام:568/20.

و من أبيات بعثها إلى أبي سعد بن السمعاني يعاتبه على كتاب كان أبو سعد قد بعثه إليه:

ما كنت أحسب أن حاجاتي إلي *** ك و إن نأت داري مضاعه

أنسيت ثدي مودتي *** بيني و بينك و ارتضاعه

و لقد عهدتك في الوفا *** ء أخا تميم لا قضاعة (1)

و من شعره (2):

ألا إن الحديث أجلّ علم *** و أشرفه الأحاديث العوالي

و أنفع كل نوع منه عندي *** و أحسنه الفوائد و الأمالي

فإنك لن ترى للعلم شيئا *** تحققه كأفواه الرجال

فكن يا صاح ذا حرص عليه *** و خذه عن الشيوخ بلا ملال

و لا تأخذه من صحف فترمى *** من التصحيف بالداء العضال

و من شعر الحافظ أبي القاسم بن عساكر أيضا (3):

أيا نفس ويحك جاء المشيب *** فما ذا التصابي و ما ذا الغزل

تولى شبابي كأن لم يكن *** و جاء مشيبي كأن لم يزل

كأني بنفسي على غرّة *** و خطب المنون بها قد نزل

فيا ليت شعري ممن أكون *** و ما قدر اللّه لي بالأزل

قال السمعاني: و أنشدني لنفسه ببغداد (4):

و صاحب خان ما استودعته و أتى *** ما لا يليق بأرباب الديانات

و أظهر السرّ مختارا بلا سبب *** و ذاك و اللّه من أوفى الجنايات

أما أتاه عن المختار في خبر *** أن المجالس تغشى بالأمانات

قال السمعاني: و أنشدني لنفسه بنيسابور (5):

ص: 27


1- طبقات السبكي:222/7.
2- وفيات الأعيان:310/3، و سير الأعلام:569/20، شذرات الذهب:239/4.
3- سير الأعلام:569/20-570، وفيات الأعيان:310/3، و معجم الأدباء:86/13.
4- معجم الأدباء:86/13-87.
5- معجم الأدباء:87/13.

لا قدّس اللّه نيسابور من بلد *** ما فيه من صاحب يسلي و لا سكن

لو لا الجحيم الذي في القلب من حرق *** لفرقة الأهل و الأحباب و الوطن

يا قوم دوموا على عهد الهوى وثقوا *** أني على العهد لم أغدر و لم أخن

و لا تدبرت عيشي بعد بعدكم *** إلاّ تمثلت بيتا قيل من زمن

فإن أعش فلعلّ اللّه يجمعنا *** و إن أمت فقتيل الهم و الحزن

تاريخ مدينة دمشق:

اشارة

سمى أبو القاسم الحافظ ابن عساكر تاريخه: تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلّها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها.

يفهم من تسميته أنه أرّخ لمدينة دمشق في مرحلة ما، أو في عصره، و الذي يعرض للكتاب يرى أن ابن عساكر لم يخص دمشق أو نواحيها فقط، بل تعداها في الكلام فكتب لبلاد الشام كلها، و يصبح التخصيص في التسمية قاصرا عن الإحاطة بمضمون شمولية الكتابة و المواضيع و التراجم التي تطرأ إليها.

يقول د. شكري فيصل في مقدمة المطبوعة عاصم - عائذ (1):إن المؤلّف لا يقدّم لنا تاريخا دمشقيا، و لا تاريخا شاميا فحسب، و إنما يقدم تاريخا حضاريا لهذه البلاد كلها التي انتشر فيها الإسلام و سادت فيها العربية، و انساحت فيها مهاجرة العرب المسلمين بين أقصى الشرق فيما وراء النهر، و بين أطراف المحيط.

و لقد خصّ الحافظ المجلدة الأولى بفضائل الشام و فتوح الشام عامة، و بعض المجلدة بخطط دمشق، و ذكر مساجدها، و كنائسها، و أبوابها، و دورها، و أنهارها، و قنواتها، ثم بدأ بالترجمة لكل من دخلها، أو اجتاز بنواحيها من أنبيائها و هداتها و خلفائها و ولاتها و فقهائها و قضاتها و علمائها و رواتها و قرّائها و نحاتها، و شعرائها و رواتها.

و لم يكن تاريخه أول تاريخ لدمشق و الشام، و لم يكن تاريخ دمشق الأول من نوعه بين كتب تاريخ المدن.

ص: 28


1- تاريخ دمشق المجلد عاصم - عائذ: ص 7.

فقبله ألّف «تاريخ الرقة» للقشيري، و تاريخ أصبهان لأبي نعيم، و تاريخ نيسابور للحاكم، و تاريخ بغداد للخطيب و هو أهم ما أنتج قبله.

و يمتاز تاريخ دمشق عن التواريخ التي سبقته، أنه أوسعها مادة و أشملها توجها و في قيمته و مكانته يقول: د. المنجد (1):لم تشهد دمشق في تاريخها محدّثا فاق الحافظ في الحديث، و لم تعرف في تاريخها ثمانين مجلدة غيره، فيكفيها فخرا أنها أوتيت أوسع تاريخ كتب عن مدينة إسلامية، كتبه مؤلف من أعظم العلماء في صدر الإسلام.

و في قيمته صدّر الأستاذ محمد كردعلي المجلدة الأولى بقوله (2):ما حظيت مدينة في الإسلام بتاريخ لها يضاهي تاريخ دمشق هذا.

و يقول: و قد يكون تاريخ دمشق أوسع تواريخ المدن، و هو أيضا من أوسع المصادر في تراجم الرجال. حتى ليجرد منه كتب على حدة في موضوعات مختلفة كولاة دمشق مثلا و قضاتها و شعرائها. و منه يستخرج أحسن تاريخ لبني أمية سكتت معظم التواريخ عنه. و هو إلى ذلك حوى عدة كتب مستقلة، فكل طالب يظفر فيه بطلبته، و يجد فيه ما لا يجده في كتاب غيره، لأن ابن عساكر يمتاز بالتحري و البسط و الاستقصاء و تتبع النوادر في سير المترجم لهم، و أخبارهم.

و من المؤكد أن الحافظ كان قد وضع تصوره العام لموضوع كتابه في وقت مبكر، و لعله وضع النهج و المخطط التفصيلي لمضمون الموضوعات التي سيتناولها بالبحث، و لعل هذا التصوّر المبدئي هو الذي دفع به إلى رحلتيه الأولى و الثانية إلى بغداد و منها إلى مكّة و بلاد الحجاز، ثم توجهه إلى بلاد العجم.

فقد تأكّد بشهادة رفيقه و صديقه أبي سعد السمعاني أنه بدأ بكتابه قبل رحلته إلى بلاد العجم، يقول السمعاني (3):«دخل نيسابور قبلي بشهر، سمعت منه و سمع منّي، و سمعت منه معجمه، و حصل لي بدمشق نسخة منه، و كان قد شرع في التاريخ الكبير لدمشق».

ص: 29


1- تاريخ دمشق المجلد الأول المقدمة، ص 31.
2- تاريخ مدينة دمشق، المجلد الأول تصدير: ص د.
3- تذكرة الحفّاظ 4/سير الأعلام 567/20.

و قد مضى فيما كتبناه أن رحلته إلى بلاد العجم كانت في سنة تسع و عشرين و خمسمائة.

و ذكرنا أن عودته إلى دمشق كانت في سنة ثلاث و ثلاثين و خمسمائة و أنه استقر فيها منصرفا إلى التدريس و التصنيف و التأليف، و كان نتاج رحلاته تحصيله علما كثيرا، و حفظه و إتقانه حديثا واسعا و معرفة طرقه و أسانيده و متونه و هو ما ظهر في كتاب تاريخ دمشق. و يتحدّث الحافظ في مقدمته عن كتابه و عمله و نهجه فيه فقال:

أمّا بعد، فإني كنت بدأت قديما بالاعتزام، لسؤال من قابلت سؤاله بالامتثال و الالتزام على جمع تاريخ لمدينة دمشق، أمّ الشام، حمى اللّه ربوعها من الدثور و الانفصام، و سلّم جرعها من كيد قاصد يهمّ بالاختصام، فيه ذكر من حلّها من الأماثل و الأعلام، فبدأت به عازما على الإنجاز له و الاتمام، فعاقت إنجازه و إتمامه عوائق الأيام من شدة الخاطر و كلال الناظر و تعاقب الآلام.

فصدفت عن العمل به برهة من الأعوام، حتى كثر عليّ في إهماله و تركته لوم اللوّام، و تحشيم من تحشيمه سبب لوجود الاحتشام، و ظهر ذكر شروعي فيه حتى خرج عن حد الاكتتام، و انتشر الحديث فيه بين الخواص و العوام، و تطلع إلى مطالعته أولو النهى و ذوو الأحكام، و رقى خبر جمعي له إلى حضرة الملك القمقام (1)،الكامل العادل الزاهد المجاهد المرابط الهمام، أبي القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ناصر الإمام، أدام اللّه ظل دولته على كافة الأنام، و أبقاه مسلّما من الأسواء منصور الأعلام، منتقما من عداة المسلمين الكفرة الطغام، معظما لحملة الدين بإظهار الإكرام لهم و الاحترام، منعما عليهم بإدرار الإحسان إليهم و الإنعام، عافيا عن ذنوب ذوي الإساءات و الاجترام، بانيا للمساجد و المدارس و الأسوار و مكاتب الأيتام، راضيا بأخذ الحلال رافضا لاكتساب الحطام، آمرا بالمعروف زاجرا على ارتكاب الحرام، ناصرا للملهوف و قاهرا للظالم العسوف بالانتقام، قامعا لأرباب البدع بالإبعاد لهم و الإرغام، خالعا لقلوب الكفرة بالجرأة عليهم و الإقدام، و بلغني تشوقه إلى الاستنجاز له و الاستتمام، ليلم بمطالعة ما تيسّر منه بعض الإلمام، فراجعت العمل فيه راجيا الظفر بالتمام، شاكرا لما

ص: 30


1- القمقام من الرجال السيّد الكثير الخير الواسع الفضل (اللسان).

ظهر منه من حسن الاهتمام، مبادرا ما يحول دون المراد من حلول الحمام، مع كون الكبر مظنة العجز و مطية الأسقام، و ضعف البصر حائلا دون الاتقان له و الاحكام، و اللّه المعين فيه بلطفه على بلوغ المرام.

و انتهى من تصنيفه في مرحلته الأولى سنة 549 ه و بلغ خمسمائة و سبعين جزءا ثم أخذ يزيد فيه، و يضم إليه ما يستجد عنده حتى تمت نسخته الجديدة و المؤلّفة من ثمانين مجلدا سنة 559 ه.

و قدّر د. المنجد (1) أن الحافظ سلخ في تأليف تاريخه ثلاثين سنة أو أقل قليلا.

و يقول ياقوت الحموي (2):و جمع و صنّف، فمن ذلك: كتاب تاريخ مدينة دمشق و أخبارها و أخبار من حلّها أوردها في خمسمائة و سبعين جزءا من تجزئة الأصل، و النسخة الجديدة ثمانمائة جزء.

و يقول الذهبي (3):و صنّف و جمع فأحسن فمن ذلك تاريخه في ثمان مائة جزء، قلت: الجزء عشرون ورقة، فيكون ستة عشر ألف ورقة.

و في تقديمه د. شكري فيصل (4) تاريخ مدينة دمشق مظهرا مكانته بين كتب التراث بعامة و مكانته من كتب التاريخ بخاصة، و مكانته من التاريخ لبلاد الشام بوجه أخص يقول:

إنه يؤرخ لجوانب من الجاهلية من حيث يترجم لرجال من الجاهليين و المخضرمين، عرفوا دمشق و أعمالها، أو حلّوا بها أو اجتازوا بنواحيها من وارديها و أهلها، كما يقول في عنوان كتابه.

ثم هو يؤرّخ للسيرة النبوية بجوانبها و للذي اتّصل بها و نتج عنها و ما كان فيها من أحداث، و ذلك حين يبدأ كتابه بسيرة النبي صلى اللّه عليه و سلم و يخصّص لذلك نصف المجلدة الثانية، ثم هو يترجم للخلفاء الراشدين رضي اللّه عنهم، و لمن كان حولهم و معهم تراجم طويلة مستوفاة فتأتي هذه التراجم و كأنها تاريخ للعصر كله بالكثير من دقائقه التي لا نجد بعض

ص: 31


1- تاريخ دمشق المجلد الأول، المقدمة ص 33.
2- معجم الأدباء:76/13.
3- سير الأعلام:558/20.
4- تاريخ دمشق، المطبوعة عاصم - عائذ، المقدمة ص 7-8.

مادتها عند غيره، و التي لا تمتد في بلاد الشام وحدها بل في أقطار الإسلام كلها حيث انتشر هؤلاء العرب في العصر الأموي، من أقطار الدنيا هداة أو دعاة، قوادا أو علماء.

و من الطبيعي أن يكون كتاب ابن عساكر أغنى المصادر عن تاريخ الأمويين. و لكن تاريخ الأمويين ليس تاريخهم هم فحسب و إنما هو تاريخ العرب و المسلمين في الفترة التي كانت فيها دمشق عاصمة الحياة العربية.

و ما أكثر ما تواشجت الصلاة في القرن الأول في مقر الخلافة. و هل كانت الجماعات العربية، بكبار رجالاتها أو أرهاط قبائلها، في غنى عن زيارة الشام و الوفود على الخلفاء و الاستجابة لندبهم في هذه البعوث أو تلك، أو في الفتوحات البرية أو في الفتوحات البحرية؟ أ لم تكن الشام في السلم و الحرب، في معارك صفّين أو في حركات العراق و الحجاز، في البعوث نحو إفريقيا أو نحو القسطنطينية هي مهاد هذا الملتقى الكبير، الذي انصهرت فيه القبائل و امتدت أمة واحدة هنا نحو أقصى الشرق، و هناك نحو أقصى الغرب.

ألا يؤكّد ذلك كلّه عندنا أن هذا التاريخ هو تاريخ للعالم الإسلامي كله من خلال هذه العدسة الضوئية الصغيرة المكبّرة: دمشق.

و هل كانت الشام بمعزل عن الحياة و المشاركة فيها في القرون التي تلت قيام الدولة العباسية؟ أ لم يدخلها علماء و خلفاء و قوّاد؟ أ لم يرتحل منها فقهاء و شعراء، و ولاة و قضاة، و رواه كان لهم في صياغة تاريخ العرب و المسلمين جميعا نصيب؟.

إن تاريخ دمشق لابن عساكر يقدم للذين يدرسون التاريخ الأندلسي: فتوحاته و سياسته، و إمارته و خلافته، و إدارته و قيادته، و علومه و ثقافته، و أدبه و فكره، مادة طيّبة و خاصة في بداياته الأولى مما هو جدير بالتتبّع له و الإفادة منه.

و كان تاريخ ابن عساكر: يمتد في المكان امتداد بلاد الشام من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، ثم يجاوز ذلك ليكون على امتداد الوطن الإسلامي و الثقافة الإسلامية.

و يمتد في الزمان ليسجل أطرافا من تاريخ الجاهلية، ثم يكون تاريخا للسيرة النبوية و العصر الراشدي و الخلافة الأموية ثم ما بعدها من الخلافة العباسية و الدويلات حتى وفاة ابن عساكر في أواخر القرن السادس الهجري«571».

و يمتد عمقا في فهم التاريخ فلا تستوقفه الأحداث و الوقائع وحدها و إنما يتناول

ص: 32

روح التاريخ حين يقدّم لنا المادة الأولية الغنية لرصد الحركة الحضارية: دينا و شريعة و ثقافة و فكرا. كذلك كان، و كذلك يجب أن نفهمه و أن ننظر إليه.

و مع أهمية هذا الكتاب، فإن مؤلفه الحافظ أبا القاسم كان محدّثا قبل أن يكون مؤرّخا، و قد غلب عليه الحديث، حيث تعمّق فيه معرفة متنا و سندا و طرقا، حتى غدا إمام أهل الحديث في زمانه (1)،لذلك فقد سلك في تاريخه هذا نهج المحدّثين فهو يبدأ بذكر السند ثم يورد الخبر (2).

و هذا يعني أن بعض القضايا التي تشغل بال المؤرخين و يهتمون بها قد يمرّ بها عرضا، و قد لا يذكرها مطلقا، لأنها لا تدخل في دائرة اهتمامه هذا من جهة، و من جهة أخرى فإنه يختلف عن غيره من المؤرخين، فهو يبحث عن مادة معينة يريد أن يقرّها في ذهن قارئه، و هناك قضايا أساسية يفتش عنها (3).

و هذا النهج هو الذي تبعه جميع المحدّثين الذين سبقوه و ألّفوا في تاريخ المدن.

و أما التراجم فقد رتّبت على حروف الهجاء، و بدأ بمن اسمه أحمد قبل من كان اسمه إبراهيم، و اعتبر الحروف في أسماء آبائهم و أجدادهم، و أردف ذلك بمن عرف بكنيته و لم يقف على حقيقة تسميته، ثم بمن ذكر بنسبته و بمن لم يسم في روايته، و أتبعهم بذكر النسوة، و الإماء و الشواعر.

و ابن عساكر حين يترجم لمن يترجم لهم من الشاميين أو غيرهم لا يسوق الترجمة على أنها نتيجة مطالعاته و قراءاته، و لا يصوغها على أنها خلاصة أفكاره و اطلاعاته...

و إنما يقدّم لك مادتها الأولى مسندة في كل جزئية من جزئياتها، حتى في الاسم أو الكنية أو يوم الوفاة. و تتعدد صور الخبر بتعدد الأسانيد التي انتهت إليه و الروايات التي جاء عليها، و قد تتكاثر الأسانيد على خبر واحد في صورة واحدة، أو صور متقاربة... إنه يتابع أصحاب الحديث في طريقتهم في الإسناد. و كانت تلك هي الطريقة السائدة في كل فروع الثقافة الإسلامية: تثبتا من الخبر و توخيا للحق فيه و نشدانا للصواب، حتى إذا تتابعت القرون تحلل أصحاب الأخبار الأدبية من ذلك، ثم لحق بهم مؤرخون من

ص: 33


1- طبقات السبكي:215/7.
2- تاريخ دمشق المجلد الأول، المقدمة: ص 33.
3- تاريخ دمشق: عثمان بن عفّان المقدمة - أوب.

المؤرخين و أصحاب التراجم. و بقي ابن عساكر و من في طبقته يمثلون ذروة هذا الأسلوب في القرن السادس الهجري.

و لهذا فإن كل ما عند ابن عساكر في تاريخه ينشعب في هذين القسمين الكبيرين:

الأسانيد، و الأخبار (1). و كان ابن عساكر صاحب منهج، فما كان من الأحاديث متفقا مع منهجه جال فيه وصال و أسهب و أطنب، و هذا لا يعني أنه لم يكن موضوعيا، فلا يظن أنه التزم المنهجية التزاما دقيقا، إذ لم يكن بإمكانه أن يفعل ذلك، فهو ينقل أخبارا و أحاديث متعددة الجوانب، و كثيرا ما يكون مضطرا إلى روايتها بتمامها حرصا على سلامة الرواية، و تمام الحديث أو الخبر.

أذياله:

و لهذا التاريخ أذيال منها (2):

- ذيّل ولد المصنف القاسم و لم يكمله.

- ذيّل صدر الدين البكري.

- ذيّل عمر بن الحاجب.

- و ذيّل علم الدين البرزالي.

- ذيّل أبو يعلى ابن القلانسي (3).

ص: 34


1- تاريخ دمشق، المطبوعة عاصم - عائذ، المقدمة: ص 16، و انظر مجلة المجمع العلمي بدمشق المجلد: 49.
2- انظر كشف الظنون:294/1، الوافي بالوفيات:48/1.
3- عقب د. المنجد في مقدمة المجلدة الأولى ص 37 ص 37:«و لم أجد وجها لذلك». أ - فمن حيث النهج يخالف تاريخ القلانسي نهج تاريخ الحافظ، لأن القلانسي جعل تاريخه للحوادث لا للتراجم. ب - و من حيث الزمن تقف حوادث القلانسي عند سنة. ه - فهو متقدم على مؤلف تاريخ دمشق. ج - يترجم الحافظ القلانسي فيقول عن تاريخه: و قد صنّف تاريخا للحوادث من بعد سنة أربعين و أربعمائة إلى حين وفاته، و لا يذكر أنه ذيل لتاريخه، فلو كان ذيلا لتاريخه لكان ذكر ذلك.

مختصراته

مختصراته (1):

و له مختصرات منها:

- ما اختصره الإمام أبو شامة عبد الرّحمن بن إسماعيل الدمشقي، المتوفى سنة

665، و هو نسختان كبرى في خمسة عشر مجلدا و صغرى.

- مختصر للقاضي جمال الدين محمّد بن مكرم الأنصاري، صاحب لسان العرب نزّله في نحو ربعه.

- مختصر للشيخ بدر الدين محمود بن أحمد العيني.

- انتقى منه جلال الدين عبد الرّحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 و سمّاه «تحفة المذكر المنتقى من تاريخ ابن عساكر».

- الذيل على ذيل البرزالي للقاضي تقي الدين أبي بكر بن شهبة.

- منتخب للقاسم بن علي بن عساكر.

- منتخب للصفار.

- انتقى منه أحمد بن عبد الدائم المقدسي كتابا سمّاه: فاكهة المجالس و فكاهة المجالس.

- تعليق من تاريخ مدينة دمشق لأحمد بن حجر.

- مختصر لإسماعيل بن محمّد الجراح اسمه: العقد الفاخر بتاريخ ابن عساكر.

- مختصر لأبي الفتح الخطيب.

- تهذيب ابن عساكر لعبد القادر بدران. و قد صدر منه خمسة أجزاء ثم تابع العمل فيه الأستاذ أحمد عبيد فطبع منه جزءين: السادس و السابع ينتهي السابع بترجمة عبد اللّه بن سيار.

ص: 35


1- كشف الظنون:294/1، و الوافي بالوفيات،48/1، و المجلد الأول مقدمة الدكتور المنجد: ص 37-38.

النسخ المخطوطة:

1 - نسخة مصورة عن نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق تتألّف من 19 مجلدا، فيها نواقص و ثغرات كثيرة و صدّر ناشرها: و كمّل نقصها من النسخ الأخرى بالقاهرة، و مراكش، و استانبول.

و على الصفحة الأولى من كل مجلد: وقف حضرة الوزير الأكرم و الدستور الأفخم الحاج سليمان باشا محافظ الشام (المعروفة بالنسخة السليمانية).

2 - نسخة مصورة من الخزانة العامة بالرباط، جزء منها يتناول بداية التاريخ إلى نهاية القسم الأول من السيرة النبوية «ذكر عروجه صلى اللّه عليه و سلم إلى السماء و قد أشرنا إليها-«خع».

3 - نسخة مصورة من دار الكتب الوطنية بتونس تتناول أجزاء من حرف العين إلى حرف الميم.

4 - نسخة مصورة من خزانة مكتبة ابن يوسف بمراكش، و المعروفة بالنسخة المغربية (و النسخة اليوسفية) و قد أشرنا إليها ب:«م».

5 - نسخة مصورة من مكتبة الأزهر.

6 - جزء من نسخة مصورة عن مكتبة أحمد الثالث تتضمن القسم الأخير من أخبار دمشق، و السيرة النبوية.

عملنا في الكتاب:

أ - الغاية التي نتوخاها:

يهمنا أن نؤكد أن غايتنا من تحقيق كتاب تاريخ مدينة دمشق هو:

- الوصول إلى نص صحيح، منزّه عن التصحيف و التحريف و النقص.

هذا النص السليم يضع القارئ و الباحث و الدارس أمام كتاب تاريخ دمشق وجها لوجه فيدرك بوضوح قيمته و مكانته و الدور الخطير الذي يضطلع به.

- وضع الكتاب، تاريخ مدينة دمشق، كله بين أيدي الناس، لما يمثّله من ثروة

ص: 36

فكرية و تاريخية و حضارية، و في نظرنا أن ظهور هذا الكتاب إلى النور يساهم إلى حدّ بعيد في إعادة تجديد كتابة التاريخ العربي و الإسلامي على أساس علمي واضح.

ب - نهجنا في التحقيق:

1 - كلمة عن النسخ المخطوطة:

اعتمدنا النسخة المصورة عن المكتبة الظاهرية كنسخة أم فيها نواقص كثيرة و ثغرات هامة و تصحيفات و أخطاء كثيرة و بياض بين الكلمات و الأسطر. و لكن الضرورة اقتضت اعتمادها لأن النسخ الأخرى الموجودة بين أيدينا أجزاء متناثرة تطال بابا أو أكثر قليلا أو أقل قليلا. باستثناء النسخة المصوّرة عن مكتبة أحمد الثالث، فقد اعتمدنا القسم الثاني منها - و الذي يتناول الجزء الثاني من السيرة النبويّة - أصلا لعملنا في تحقيق السيرة النبوية «القسم الثاني» و هو الجزء الرابع من كتابنا هذا.

أما النسخة السليمانية (النسخة الأم) فهي تتكوّن من تسعة عشر مجلدا تناوب عليها عدد من النساخ مختلفي الخطوط حسب التفصيل الآتي:

- الجزء الأول: و به يبتدئ الكتاب و يحوي 393 ورقة بقياس 20*29 سم و 33 سطرا في الصفحة. كتب بخط نسخي قويم مع ألفاظ و إشارات بالحمرة كتب أوائل القرن الثاني عشر أي حوالي سنة 1118 كما أشير إليه في الجزء الثالث.

- الجزء الثاني: بينه و بين الجزء الأوّل خرم كبير يبتدئ بترجمة أحمد بن عتبة بن مكين و ينتهي بترجمة إسماعيل بن عيّاش بن سليم يحوي 439 ورقة فيها ثلاثة أنواع من الخط أولهما حتى الورقة 214 خط رقعي جميل و ثانيها من الورقة 215 إلى 225 خط نصف نسخي و ثالثهما من الورقة 226 إلى آخر الجزء خط تعليق غير قويم و بقية الوصف مشتركة مع الجزء الأول.

- الجزء الثالث: قد يكون بينه و بين سابقه سقط يسير و هو يبتدئ بإسماعيل الأسدي و ينتهي بجابر بن عمرو بن أبي صعصعة و في الأوراق الأخيرة منه بياض يشير إلى خرم في النسخة المنقول منها، يحوي 323 ورقة مكتوب بخط تعليق مستعجل و هو خط أحمد بن سليمان الأجهوري و بقية الوصف كما تقدّم.

- الجزء الرابع: قد يكون بينه و بين سابقة سقط يسير و هو يبتدئ بجعونة بن

ص: 37

الحارث بن خالد و ينتهي بالحسين بن عبد اللّه بن شاكر، يحوي 342 ورقة، كتب بثلاثة أقلام مختلفة أولها حتى الورقة 163 نصف نسخي عليه بعض التشكيل، و ثانيهما حتى الورقة 238 نسخي و ثالثهما حتى آخر الكتاب رقعي جميل هو خط أوّل نسخة الجزء الثاني، أمّا تاريخ كتابة هذا الجزء فهو سنة 1118 و بقية الوصف كما تقدم.

- الجزء الخامس: يبتدئ بالحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل و ينتهي بداود النبي يحوي 359 ورقة، كتب بخط نسخي هو خط الجزء السابق اعتبارا من الورقة 164 و بقية الوصف كما تقدّم في الجزء الأوّل.

-الجزء السادس: يبتدئ بداود بن الأسود و ينتهي بزيرك بن عبد اللّه يحوي 344 ورقة خطه تعليق مستعجل و هو خط أواخر الجزء الثاني، و باقي الوصف كما تقدم.

- الجزء السابع: يبتدئ بسابق بن عبد اللّه أبي سعيد و ينتهي بسليمان بن يزيد الأزدي يحوي 327 ورقة، فيه نوعان من الخط أولهما حتى الورقة 102 خط أواخر الجزء الثاني، ثانيها حتى الورقة 190 نصف نسخي، أما القسم الأخير فكتب بخط القسم الأول و بقية الوصف كما تقدم.

- الجزء الثامن: بينه و بين سابقه سقط يبتدئ ببقية ترجمة شداد بن أوس أبي يعلى و ينتهي بعبد اللّه بن بسر بن أبي صفوان، يحوي 531 ورقة، كتب بخط نسخي حسن كأنّه خط الجزء الأوّل، بقية وصفه كما تقدّم.

- الجزء التاسع: يبتدئ ببقية ترجمة عبد اللّه بن بسر بن أبي صفوان و ينتهي بترجمة عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحارث و فيه سقط من الورقة 389 من ترجمة عبد اللّه بن عروة بن الزبير إلى عبد الجبّار بن مسلم و سقط كبير في ترجمة عبد اللّه بن عبّاس، يحوي 500 ورقة، فيه خطان أولهما حتى الورقة 239 خط نصف نسخي و هو خط الجزء السابع من الورقة 102 حتى 190 و ثانيهما رقعي حتى الورقة 309 و ما بقي فمن الخط الأول، بقية الوصف كما تقدم.

- الجزء العاشر: يبتدئ بتتمة ترجمة عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحارث و ينتهي بترجمة عبيدة بن أشعب المدني، يحوي 383 ورقة خطّه خط الجزء الخامس أمّا بقية الوصف فكما تقدّم.

- الجزء الحادي عشر: يبتدئ بترجمة عبيدة بن عبد الرّحمن بن حكيم و ينتهي

ص: 38

بعلي بن حوسن به 445 ورقة، كتب بأقلام مختلفة لعلها لناسخ واحد و كأنّها من خطّ الجزء الثالث، أما بقية الوصف فكما تقدّم.

- الجزء الثاني عشر: يبتدئ بعلي بن حجر بن إياس السعدي و ينتهي بعمر بن الخطاب يحوي 364 ورقة، خطه خط الجزء الثالث كتب سنة 1118 ه، و بقية الوصف مشترك مع سابقيه.

- الجزء الثالث عشر: يبتدئ ببقية ترجمة عمر بن الخطاب و ينتهي بترجمة عياض بن غنم يحوي 412 ورقة، من خط الجزء الثاني اعتبارا من الورقة 226 حتى آخر ذلك الجزء. و بقية الوصف كما تقدّم.

- الجزء الرابع عشر: يبتدئ بترجمة عياض بن مسلم الكاتب و ينتهي بمحمّد بن إدريس الشافعي، يحوي 417 ورقة كتب بخطّ الجزء الخامس حتى الورقة 190 و بقية الوصف كما تقدّم.

- الجزء الخامس عشر: يبتدئ ببقية ترجمة محمّد بن إدريس الشافعي بعد سقط قليل و ينتهي بترجمة محمّد بن مطرف و من الورقة 293 إلى 295 بياض. يحوي 524 ورقة كتب بخطين أوّلهما حتى الورقة 261 خط الجزء الخامس حتى الورقة 190، و ثانيهما من الورقة 263 حتى آخر الجزء خط أول الجزء الرابع و بقيّة الوصف كما تقدّم.

- الجزء السادس عشر: يبتدئ ببقية ترجمة محمّد بن مطرف و ينتهي بترجمة معبد بن وهب و فيه سقط بالأوراق التالية 398،380،341،54 يحوي 403 ورقات و خطه خط أواخر الجزء الثاني إلاّ ما دخله من خط آخر و هو قليل، و بقية الوصف كما تقدّم.

- الجزء السابع عشر: يبتدئ بترجمة معبد مولى الوليد بن معاوية و ينتهي بهارون بن عمر بن يزيد يحوي 493 ورقة، خطه خط أواخر الجزء الثاني و بقية الوصف كما في الأوّل.

- الجزء الثامن عشر: يبتدئ بترجمة لاحق بن الحسين بن عمران و ينتهي بترجمة يزيد بن معاوية و لا بدّ أن سقطا حدث بينه و بين سابقه فذهب بحرف الهاء يحوي 200 ورقة خطه خط أواخر الجزء الثاني. و بقيّة الوصف كما تقدّم.

- الجزء التاسع عشر: يبتدئ بترجمة أبي ثابت الدمشقي من قسم الكنى و ينتهي

ص: 39

و السنين، إلى الورقة 190 حيث يذكر من النساء من لهنّ رواية أو شعر من الحرائر و الإماء مرتبا ذكر أسمائهنّ على الحروف. أما من الورقة 293 فذكر من ذكرت من النساء بكنيتها دون التعريف لها بتسميتها. ثم من الورقة 311 يذكر المجهولات غير المسميات و المكنيّات. في حين أنّ آخر ورقة(319) ففيها ترجمة امرأة شاعرة من نصارى بصرى.

و يحتوي 319 ورقة كتب بخط أواخر الجزء الثاني، و بقية الوصف كما تقدم (1).

ب - نسخة مصورة من خزانة مكتبة ابن يوسف بمراكش و المعروفة بالنسخة المغربية (و النسخة اليوسفيّة) رمزنا إليها ب «م»، تبدأ بترجمة أحمد بن عتبة بن مكين إلى ترجمة يزيد بن معاوية هي مقسمة على واحد و ثلاثين جزءا ينتهي الجزء الأخير بقوله:

«يتلوه: أنا أبو السعود المجلي، نا أبو الحسين بن النّقّور. و هو ما يشير إلى أنّ ترجمة يزيد بن معاوية لم تنته. اعتمدنا منه الجزء 15 و 16 أصلا للسقط الموجود بالجزء التاسع من النسخة السليمانية ما بين ترجمة عبد اللّه بن عروة بن الزبير و ترجمة عبد الجبّار بن مسلم، و اعتمدناها كنسخة مساعدة للنسخة الأم، كتبها أكثر من ناسخ كما يتبدّى من اختلاف الخطوط، و خطّها في مجمله نسخي، و كتبت عناوين التراجم و بعض الألفاظ بحبر أحمر تحوي 31 سطرا في الورقة في معظم الأجزاء. كتبت أوائل القرن الثاني عشر أي حوالي سنة 1112 ه - كما أشير إليه في أواخر الجزء 15 و الجزء 31.

ج - جزء من نسخة مصورة عن مكتبة أحمد الثالث و قد اعتمدناها أصلا وحيدا في تتمة السيرة النبوية الظاهر أنّها كتبت في القرن العاشر الهجري كتبت بخط نسخي

ص: 40


1- اعتمدنا في وصف النسخة السليمانية على فهرس مخطوطات الظاهرية ج 6 من 109 إلى 130.

و عناوينها واضحة مكتوبة بخط الثلث إلاّ أنّ فيها سقطا و تصحيفا عدد أسطرها 39 سطرا في الورقة.

أما مختصر ابن منظور فيعتبر نسخة قيّمة، و رغم أنه لا يمثّل عمل ابن عساكر، و ابتعد في نهجه و روحه عن أسلوب و منهج ابن عساكر في بناء و إقامة تاريخه فقد قام ابن منظور باختصار كتاب تاريخ دمشق بعمل - رغم أهميته و قيمته - خاص به حكمه نهجه و أسلوبه و ذوقه الخاص، و نظرته و ميوله و اتجاهاته الفكرية فكان يحذف أو يثبت ما يراه، و يختصر و يهمل ما يرغب. و كان رجوعنا إليه ضروريا عند ما يتعذر علينا ملاحقة خبر أو رواية في مصدر ما. و كان - رغم محدودية الاستعانة به - من الأصول المعينة لنا في عملنا للوصول إلى إثبات نص واضح و سليم.

و أما تهذيب ابن عساكر، فهو قسمان: قسم أصدره الشيخ عبد القادر بدران و يمتد على أجزاء خمسة، يقول الشيخ بدران في مقدمته:... الإمام المتقن الحافظ الكبير ثقة الدّين أبو القاسم علي ابن عساكر الدمشقي رحمه اللّه فجمع تاريخه الملقّب بالتاريخ الكبير في ثمانين مجلدا و جعله تاريخا لمدينة دمشق الزاهرة ضارع به تاريخ بغداد للبغدادي فجاء روضة زاهرة يجتني منها المحدّث ثمرات المقاصد، و الأديب ورد الخمائل و السياسي حكمة تبهر العقول، و اللغوي اكماء و عساقلا، و الفقيه نوادر الأصول، و الواعظ نكتا و لطائف، و الخطيب فقرا تصاغ من العسجد، و البليغ المطابقة لمقتضى الأحوال، و المستفيد نوادرا و أمثالا لا يجدها مجموعة في كتاب إلاّ أنه طوّل شرحه بطول السند، و كرّر فيه الحوادث تكرارا كان مألوفا في زمنه و قد يمل منه أبناء هذا الزمان، فلذلك هجر حتى عزّ وجوده، فصار كعنقاء فعرب و حديث مغرب، و أصبح لا يسمح لعشاقه بالوصال و لا يتدانى لقاصده حتى ينال مع احتياج أبناء زمننا إليه و تشوّقهم لرؤية طلعته، فأحببت أن أتحفهم به محذوف التكرار و الأسانيد، فشمرت ساعد الجد لذلك و أخذت عبارته خالية عن التكرار و أبقيت أسانيد في محلها من صحفه... ثم إني نقحت الحوادث حسب الإمكان... و أعملت الفكر في تصحيح ألفاظه التي تناولتها أنامل الكتبة بالتحريف.

و في مقدمته للجزء الثالث يقول:... و ضممت إليه فرائد سنحت للفكر أثناء التهذيب، و نوادر أملتها القريحة أبان الترتيب.

ص: 41

يقول د. المنجد (1):

و هذّبه عبد القادر بدران، فحذف منه الأسانيد، و حذف كثيرا من الأخبار فيه، و أثبت ما وافق نزعته الدينية و مذهبه الحنبلي. و قد لاحظنا أثناء مقايستنا هذا المهذب بالأصل أن الشيخ بدران كان كثيرا ما يحذف كلمات لم يفهمها و يثبت بدلا منها كلمات أخرى. و لا يمكن الاعتماد على هذا المهذب في الدراسات العلمية لأنه بعيد عن الأصل في أشياء كثيرة.

أما الأستاذ محمّد أحمد دهمان فيقول (2):

و في سنة 1329 ه قصد أستاذنا المرحوم الشيخ عبد القادر بدران طبع هذا التاريخ فاصطدم بعقبات جمّة، أعظمها كثرة الخطأ في النسختين المخطوطتين بالمكتبة الظاهرية بدمشق، فعمد إلى اختصاره و تهذيبه ليبتعد عن الخطأ الذي فيهما و ليحذف ما لم يظهر له معناه و لم يهتد إلى صوابه.

و مع ذلك فلم يسلم ما طبعه منه من الخطأ الكثير و التحريف... أما الدكتور شكري فيصل (3) فاعتبر أنه: أيا كان الرأي في عمل الشيخ بدران رحمه اللّه، فقد كان خطوة رائدة إذا ما تمثلنا الظروف الثقافية التي وجد فيها، و الأوضاع الاجتماعية التي كانت من حوله، و بخاصة حين تقرأ المقدمات التي كتبها للأجزاء الخمسة و الخواتيم، و التي تصور معاناته و خصوماته، و تجسد إصراره و عزمه.

و لقد كان عمل الأستاذ أحمد عبيد في الجزءين السادس و السابع تداركا واضحا للكثير من مثل الذي وقع للمرحوم الشيخ بدران و تجاوزا للثغرات التي عثر بها.

و مهما يكن من أمر، فقد كانت استعانتنا به و رجوعنا إليه محدودا جدا رغم اعترافنا بفضل و قيمة هذا المهذب، و عمل هذا الرجل حيث كان له السبق في أن عرّف الناس بكتاب تاريخ دمشق، و أدرك الباحثون منهم قيمته في إغناء بحوثهم.

2 - عملنا في التحقيق:

نقل الدكتور صلاح الدين المنجد في مقدمته القيّمة - و التي اعتبرناها نهجا لنا

ص: 42


1- مجلة معهد المخطوطات العربية مج 2، ج 84/1.
2- مجلة المجمع العلمي ج 143/28.
3- تاريخ دمشق المطبوعة عاصم - عائذ - المقدمة ص 10.

أضاء لنا الولوج إلى عالم تاريخ ابن عساكر - للمجلدة الأولى قال:

وضعت اللجنة التي ألّفها المجمع العلمي لوضع قواعد عامة تتبع في تحقيق مجلدات التاريخ أسسا ينبغي اتباعها فرأت أن الغاية من تحقيق الكتاب هو تقديم نص صحيح، و لذلك يجب:

1 - أن يعني باختلاف روايات النسخ و أن يثبت ما صح منها.

2 - و أن يوجز في التعليق كيلا يثقل النص بتعليقات طوال.

3 - و أن تضبط الأعلام.

4 - و أن تفسر الألفاظ الغامضة.

5 - و أن يصرف النظر عن تخريج الأحاديث.

6 - و أن يسمح بوضع النقطة و النقطتين، و الفاصلة، و إشارات الاستفهام و التعجب، لتوضيح النص.

7 - و أن تثبت الآيات القرآنية بين قوسين مزهرين.

8 - و أن ترقم سطور النص.

و قد رأينا في هذه القواعد نهجا علميا يقترن بالتاريخ - إذا ما استوعبت هذه القواعد الأسس و طبقت - إلى المستوى الذي أراده مصنفه، من خلال تقديمه خاليا من التشويه و التصحيف و التحريف، إلى الوصول جديّا إلى نص صحيح واضح.

فحرصنا إلى احترام هذه القواعد العامة غير أننا كنا نضطر إلى تجاوزها أحيانا لضرورة.

و لما كان هدفنا في تحقيق الكتاب هو إلى تقديم نص صحيح واضح و سليم، خال من التحريف فقد قمت بما يلي:

1 - مقابلة الأصول و معارضتها و إثبات ما أراه صوابا و كنت أشير إلى مختلف الفروق في الهامش.

2 - ضبط النص و خاصة أسماء الأعلام، و ألفاظا تحتاج إلى ضبط للإيضاح.

3 - في حال اختلاف الروايات كنت أستعين بالمصادر، و الموارد التي أخذ منها

ص: 43

ابن عساكر و أثبت ما ورد فيها، أو أعارضها بمصادر أخرى وردت فيها رواية ما، و أثبت ما أراه صوابا محاولا تقديم الرواية الصحيحة من حيث الضبط، و الخالية من التشويه و التصحيف و التحريف.

4 - كنت أضبط الأسماء و أترجم أحيانا لبعض الأعلام و أشير أحيانا إلى موضع ترجمته تأكيدا على صحة الاسم و نسبته و نسبه.

5 - كنت ألجأ أحيانا إلى تخريج الأحاديث - و اختصرت في ذلك كثيرا - و كان القصد التوضيح خاصة إذا كانت الحاجة إلى استكمال نص أو رواية.

6 - قمت بإدخال التعليقات على هوامش النسخ الخطية في المتن و ذلك ضمن معكوفتين[].

7 - أثبتّ الآيات بين قوسين مزهرين بعد ضبطها و تخريجها.

8 - قمت بتنسيب الشعر و ضبطه ما استطعت.

9 - الاستعانة بمعاجم اللغة (اللسان - القاموس المحيط - تاج العروس) و كتب غريب الحديث (النهاية لابن الأثير - و الفائق للزمخشري - و غريب الحديث لأبي عبيد الهروي) في شرح و ضبط ما عارضني من ألفاظ غريبة و ضبط ما ورد من شعر.

10 - أثبتّ الرسم المألوف للناس في الأعلام، و تركنا الرسم القديم: كسليمن، كتبت سليمان، و إسماعيل كتبت إسماعيل إلى آخره.

11 - قمت باستدراك عناوين فرعية، و وضعت بين معكوفتين، للإيضاح.

12 - خلال معارضة الأصول مع بعضها البعض، و خلال معارضة الأصول مع مصادر التي أخذ عنها ابن عساكر كنت أحيانا ألجأ إلى زيادة في المتن فأضعها بين معكوفتين، و أحيانا ألجأ إلى حذف عبارة في الأصل قد تكون مضطربة و المعنى مشوّش و أثبت مكانها نص العبارة الصواب، في هذه الحال كنت أثبت نص العبارة المضطربة في الحاشية.

13 - لم أجنح في تعليقاتي إلى التطويل، إلاّ عند الضرورة حتى أني تركت الإشارة كثيرا إلى بعض التصحيف حتى لا أثقل النص، و الكتاب كما نرى واسع بما فيه الكفاية.

ص: 44

14 - قمت بوضع النقطة و النقطتين، و الفاصلة، و إشارات الاستفهام و التعجّب لتوضيح النص.

15 - في تعليقاتي في الحاشية كنت أدعم ما أحشّيه بالمصدر الذي أخذت عنه و الذي رجعت إليه.

كانت هذه الخطوات، القواعد، التي رسمناها و قررناها للبدء بتحقيق كتاب تاريخ مدينة دمشق مسترشدين بالملاحظات القيّمة التي سطّرها الأستاذان الدكتور صلاح الدين المنجد في مقدمته للمجلدة الأولى، و الدكتور شكري فيصل في مقدمته للجزء - عاصم - عائذ.

و استكملنا إعداد العدة حيث وفّرنا القسم الكبير من المصادر التي نحتاج إليها، و ليس هذا بالأمر البسيط فالكتاب يمتد في الزمان في قرون ما قبل التاريخ إلى أيام مؤلفه، إلى أواسط القرن السادس الهجري.

و تتشعب مواضيعه و تتفرع لتشمل فروعا كثيرة و متنوعة في عالم المعرفة من دين و شريعة و ثقافة و فكر و أدب و شعر و غير ذلك.

و انطلقنا بالمشروع ننتقل به من مرحلة التخطيط و الإعداد - بعد توفير كل متطلباته - إلى مرحلة التنفيذ و العمل، و كنا ندرك أهمية العمل الذي نقدم عليه و خطورته، و ندرك المصاعب و العقبات التي تواجهنا لسعة الكتاب و غزارة مادته من جهة و من جهة أخرى لم يستطع الحافظ أن ينقح كتابه و ينظر فيه، و كان ينقل بعض الأخبار و يدع العهدة على من نقلها عنه، و قد عبّر الحافظ أبو القاسم بن عساكر بوضوح عن قلقه فيما يكون قد علق في مؤلّفه من شوائب يقول (1):«هذا مبلغ علمي و غاية جهدي على ما وقع إليّ أو ثبت عندي، فمن وقف فيه على تقصير أو خلل، أو عثر فيه على تغيير أو زلل، فليعذر أخاه في ذلك متطوّلا، و ليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا، فالتقصير من أوصاف البشرية، و ليست الإحاطة بالعلم إلاّ لبارئ البريّة، فهو الذي وسع كل شيء علما، و أحصى مخلوقاته عينا و اسما، و مع ذلك فمن ذكرت أقلّ ممن أهملت، و ما أصبت في ذكره أكثر مما أغفلت».

ص: 45


1- تاريخ ابن عساكر، الجزء الأول - المقدمة.

و لم نفاجأ بالمتاعب، و كنا قد عقدنا العزم، و اتكلنا على اللّه و بدأ مشوارنا مع تاريخ مدينة دمشق، و هو كما يقول الذهبي في سير الأعلام (1):في ثمان مائة جزء، قلت: و الجزء عشرون ورقة، فيكون ستة عشر ألف ورقة».

و مع بداية العمل و انطلاقته، كنا كلما نتجاوز عقبة تظهر عقبات، و كلما نحلّ مشكلة تبرز مشكلات، فصدمنا لضخامة الثغرات و الأخطاء و تبين لنا كم هي الأصول التي بين أيدينا سقيمة، و أنها لا تصلح علميا للتحقيق، و هذا ما زاد علينا العبء، و أثقل علينا الحمل خاصة و أن هدفنا الكبير، و غايتنا و أملنا أن نصل إلى نص سليم صحيح واضح بعيد عن التصحيف و التحريف و التشويه.

إن بروز هذه المشاكل لم يفتّ عضدنا بل أعطانا التصميم على متابعة العمل و المثابرة عليه حيث وضعنا نصب عينينا أن نخرج كتاب تاريخ دمشق إلى النور، و أكّدنا على التزامنا أن يكون تاريخ دمشق بين أيدي الناس، لما يمثله من ثروة فكرية و ثقافية و حضارية، و يزيد من أهيمته أن الحافظ و خلال عملية جمعه مواد تاريخه أخذ كثيرا من النصوص من مصادر كانت مكتوبة و موجودة في عصره، و قد أتلف أو ضاع قسم كبير من هذه النصوص المكتوبة و تآليفها، و بقيت لنا محفوظة في تاريخ مدينة دمشق.

و سأضع أمام القارئ الكريم نموذجا لما أعانيه من عقبات على سبيل المثال لا الحصر.

ص: 46


1- سير الأعلام:56/20.

السطر الثالث: يتحدث الصواب سجدت.

السطر السادس: نقس أخلّ بالمعنى: إذا رأى ما يفرح به أو [بشّر بما] يسّره.

السطر الثامن: أبو الحسن بن قيس الصواب: بن قبيس.

السطر العاشر: محمّد بن يحيى الصراف، الصواب: الصولي.

أبو يعقوب، الصواب: أبو الغوث.

السطر الثاني عشر: المرزقي، الصواب المزرفي.

السطر الرابع عشر: ابن دار، الصواب: يزداد.

ص: 47

السطر الخامس عشر: ضرب، الصواب: صرت.

السطر الثاني و العشرون: فقالا، الصواب: فقال.

قال أحب فهو مبارك، الصواب: أنا أخف نهوضا منك.

السطر الرابع و العشرون: بجهتين الصواب: بخمسين.

السطر السابع و العشرون: أحمد بن محمّد بن روق، و الصواب: محمّد بن أحمد بن رزق.

السطر الحادي و الثلاثون: الهمداني، و الصواب: الهمذاني.

السطر الثالث و الثلاثون: لعل، و الصواب: نعلي.

فأتيت به، و الصواب: فأتيت بابه يا شيخ بعلبك، و الصواب: نعليك.

و بعد، فإن خطانا الآن قد ثبتت، و أقدامنا قد ترسخت، و تآلفنا مع المشاكل، و تحاببنا مع العقبات، و أحببنا الكتاب فتعلقنا به إلى حدود العشق. فلم يعد بإمكاننا أن نبتعد عنه. فإننا نمضي معا يوميا ما لا يقل عن أربع عشرة ساعة نتسامر و نتهامس نسهر نحن و القمر، و نرقب سويا انبلاج الفجر. يحكي لي همومه و مشاكله و مصاعبه و تلاعب أيدي الزمن به، و تعبه من أخطاء النساخ و سهوهم و أهوائهم و ميولهم، استأنس لي، و استأنست به، مسكين هذا التاريخ، إني أبذل قصارى جهدي لمساعدته، و لست متعبا؛ بالعكس فإني أجد لذة بالتعامل معه.

لقد بذلنا جهدا صادقا، نرجو أن يكون مفيدا. فكتاب كتاريخ مدينة دمشق، هذه الثروة الواسعة تتضاءل دونه الجهود، و تصغر دونه الهمم - و قد صغرت - كتاب واسع و غزير المادة، شامل، كثير الاستدراك و الاستطراد في الرواية.

هذا كله لن يثنيني، فإني استمد العزيمة من رحم المشاكل و المصاعب، و أحتفظ بالتصميم على متابعة بذل الجهد المعتصم بالصبر، و المثابرة، و الأمل.

دعوة و رجاء:

مهما بلغت الجهود و تكثّفت، و مهما استقام العمل، و مهما كان التصدي عميقا، و هذا كله كان دأبنا و هاجسنا، و مع ذلك فإن الحمل ثقيل، و قد ناء بحمله الكبار الكبار، و فيما قدمناه كنا صادقين، و لكنّ ما صادفنا كان هائلا و ما استعسر علينا كثير، و هذا التاريخ الثروة جدير بتمام الرعاية و شمولية الاهتمام، لذلك ندعو - بل نرجو - من الباحثين و الدارسين في شتّى حقول الثقافة أن يتفضلوا مشكورين بإبداء ملاحظاتهم، و إصلاح ما يرد من خلل أو خطأ، و إلى إعطائنا النصح و المشورة لتدارك ما وقعنا به من تقصير أو خطأ لاستدراكه، و كم نحن بحاجة إلى نصح مثل هؤلاء العاملين في خدمة

ص: 48

تراثنا، و المساهمين في إحياء أمّهات كتب التراث و التي لا زالت مخزونة في مكتبات العالم كله و التي تتناول مختلف فروع المعرفة و الثقافة، و مختلف الفنون و العلوم.

و منها - بل من أهمها - كتاب تاريخ دمشق، حيث نقوم باستكمال تحضيره لتقديمه و وضعه بين أيدي القراء الكرام في مختلف الأقطار العربية و الإسلامية.

و نحن في سباق مع الوقت، و اختصار الزمن، و نأمل أن يتتابع ظهور الكتاب حيث ستتسارع مسيرة تقديم الأجزاء لأن المراحل المهمة في تحقيقه قد أنجزت، و وضعت في مسارها، و طريقها للتنفيذ.

و نقوم بإعداد فهارس شاملة تفصيلية تتناول:

1 - فهرس الآيات.

2 - فهرس الأحاديث النبوية مرتبة حسب أوائلها و تتضمن:

أ - الأحاديث القولية.

ب - الأحاديث الفعلية.

ج - النواهي و الأوامر.

3 - فهرس الأعلام.

4 - فهرس شيوخ ابن عساكر و تتضمن:

أ - شيوخ ابن عساكر الذين تلقى عنهم.

ب - الشيوخ الذين قرأ خطوطهم.

ج - الشيوخ الذين كتبوا إليه.

5 - فهرس رجال السند.

6 - فهرس الأحاديث القدسية.

7 - فهرس الكتب الواردة و الوثائق و الرسائل.

8 - فهرس الشعر و الرجز.

9 - فهرس الأماكن و البقاع و المواقع و الجبال و الأنهار و الوديان.

10 - فهرس الأقوام و الأمم و القبائل.

11 - فهرس الأديان و الفرق.

12 - فهرس الأشياء.

ص: 49

13 - فهرس الآثار.

14 - فهرس الأمثال.

15 - فهرس الوقائع و الغزوات و أيام العرب.

16 - فهرس الحيوانات.

17 - فهرس الموضوعات (التراجم).

شكر:

لم يكن بالإمكان المتابعة في تحقيق هذا الكتاب لو لم ينعم العمل بالرعاية الدائمة و المستمرة، و الاهتمام الكبير للسادة مسئولي مؤسسة دار الفكر - بيروت و الذين اعتبروا هذا العمل في أولويات اهتماماتهم، بل في رأس اهتماماتهم و هذا كان له الفضل الأكبر في دفع العمل، حيث أنهم لم يهدءوا في توفير ما من شأنه أن يسهم في نمو العمل و تطوره، و لم يبخلوا في توفير كل الإمكانيات، و قد كانوا يدركون تمام الإدراك أهمية هذا الكتاب و الذي يعتبر أضخم مؤلّف من حيث حجمه و مضمونه و تنوع موضوعاته و انتشاره على مدى زمني طويل و على مساحة جغرافية واسعة تطال العالم العربي و الإسلامي.

و بعد.

لقد بذلت جهدي و طاقتي صادقا في خدمة هذا الكتاب الجليل، الخطير الشأن و لا زلت.

رجائي إلى اللّه أن يلهمني الصبر، و يمنحني القوة على المثابرة و مزيدا منها.

و أسأل اللّه تعالى راجيا أن يعصمني من الكبر و الزهو، و أن يأخذ بيدي لمزيد من طاعته، و أن يباعد ما بيني و بين الأهواء، و أن يمدّني بالعون على تحقيق ما أتطلع إليه، و ما أطمح إلى الوصول بتاريخ دمشق إلى شاطئ الأمان، و وضعه بين أيدي القرّاء الكرام، نصا صحيحا خاليا من الشوائب.

أسأل اللّه أن يجعل عملي متقبّلا و أن ينفع، رب قد أنعمت عليّ فأسألك مزيدا من نعمك.

رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ و على والديّ.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.

و هو الهادي إلى سواء السبيل.

و له الحمد أولا و آخرا.

ربنا عليك توكلنا و إليك أنبنا و إليك المصير.

علي شيري بيروت 20 ذو القعدة 1414 ه أول أيار 1994

ص: 50

الرموز المعتمدة في تحقيق الكتاب

- النسخة الأم و هي النسخة السليمانية أشرنا إليها بكلمة «الأصل» في الغالب.

- النسخة اليوسفية «م» - نسخة الخزانة العامّة بالرّباط «خع» - نسخة أحمد الثالث «د» - النسخة التونسيّة «ت» - النسخة الأزهريّة «ز» - مختصر تاريخ دمشق أشرنا إليه أحيانا بالمختصر.

- تهذيب تاريخ دمشق الكبير أشرنا إليه بتهذيب ابن عساكر.

- الأجزاء المطبوعة من تاريخ دمشق التي نشرها المجمع العلمي بدمشق أشرنا إليها بكلمة المطبوعة.

//آية قرآنية «»حديث نبوي شريف []زيادات على الأصل - الأرقام الصغيرة بين معقوفتين تشير إلى تسلسل أرقام الأحاديث.

- الأرقام التي تسبق أسماء التراجم تشير إلى تسلسل أرقام المترجم لهم.

ص: 51

الصورة

ص: 52

الصورة

ص: 53

الصورة

ص: 54

الصورة

ص: 55

الصورة

ص: 56

الصورة

ص: 57

الصورة

ص: 58

الصورة

ص: 59

الصورة

ص: 60

الصورة

ص: 61

الصورة

ص: 62

الصورة

ص: 63

الصورة

ص: 64

تاریخ مدینة دمشق -حماها الله- و ذکر فضلها، و تسمیة من حلٌَها من الأماثل، أو اجتاز بنواحیها من واردیها و أهلها

ص: 1

ص: 2

المقدمة

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ ربّنا أتمم لنا نورنا و اغفر لنا إنك على كل شيء قدير (1).

الحمد للّه خالق الأرواح، و بارئ الأجسام، و فالق الأصباح، بالضياء بعد غسق الظلام، و رازق الطيور و الإنس و الجن و الوحوش و الأنعام، و فاتق السّماء و الأرض عن قطر الغمام، و الحبّ ذو العصف و النخل ذات الأكمام، تبصرة لذوي العقول و تذكرة لأولي الأفهام.

أحمده على تواتر أنعامه بنعمه العظام، و أستزيده من مزيد مننه الجسام.

و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه محيي العظام، ذو الطّول و العزة و البقاء و الجلال و الإكرام.

و أشهد أن محمّدا عبده الصّادق الكلام، الداعي بإذنه إلى اتّباع شريعة الإسلام، الماحي بنبوّته عبّاد (2) الأوثان و الأصنام، الماحق برسالته معالم الأنصاب و الأزلام، صلى اللّه عليه صلاة مقرونة بالمزيد و الدّوام، و على آله و أصحابه و أنصاره البررة الكرام، و أحلّه و إيّاهم بفضله و رحمته دار السّلام، كما طهّرهم من دنس العيوب و وضر الآثام.

أمّا بعد فإني كنت قد بدأت قديما [بالاعتزام] (3)،لسؤال من قابلت سؤاله بالامتثال و الالتزام، على جمع (4) تاريخ لمدينة دمشق أمّ الشام، حمى اللّه ربوعها من

ص: 3


1- العبارة بأكملها سقطت من مخطوط الخزانة العامة - الرباط. و في المطبوعة عن إحدى نسخه:«رب أعن و يسّر و سهّل و وفّق».
2- في المطبوعة: عبادة الأوثان.
3- زيادة عن المطبوعة.
4- بالأصل: جمع جمع تاريخ.

الدثور و الانقصام، و سلّم جرعها من كيد قاصد يهمّ بالاختصام، فيه ذكر من حلها من الأماثل و الأعلام. فبدأت به عازما على الإنجاز له و الإتمام. فعاقت عن إنجازه و إتمامه عوائق الأيام. من شدوة (1) الخاطر، و كلال الناظر و تعاقب الآلام، فصدفت عن العمل فيه برهة من الأعوام. حتى كثر عليّ في إهماله لوم اللوام. و تحشيم من تحشيمه سبب لوجود الاحتشام. و ظهر ذكر شروعي فيه حتى خرج عن حدّ الاكتتام، و انتشر الحديث فيه بين الخواصّ و العوام. و تطلّع إلى مطالعته أولو النهى و ذووا الأحكام، و رقى خبر جمعي له إلى حضرة الملك القمقام (2)،الكامل العادل الزاهد المجاهد المرابط الهمام، أبي القاسم محمود بن زنكي بن أبي (3) سنقر ناصر الإمام. أدام اللّه ظلّ دولته على كافة الأنام، و أبقاه مسلّما من الأسوأ منصور الأعلام، منتقما من عداة [المسلمين] (4) الكفرة الطغام، معظّما لحملة الدين بإظهار الإكرام لهم و الاحترام. منعما عليهم بإدرار الإحسان إليهم و الإنعام. عافيا عن ذنوب ذوي الإساءات و الإجرام (5).بانيا للمساجد و المدارس و الأسوار و مكاتب الأيتام، راضيا بأخذ الحلال و رافضا لاكتساب الحطام.

آمرا بالمعروف زاجرا عن ارتكاب الحرام، ناصرا للملهوف و قاهرا للظالم العسوف بالانتقام، قامعا لأرباب البدع بالإبعاد لهم و الإرغام، خالعا لقلوب الكفرة بالجرأة عليهم و الإقدام.

و بلغني تشوقه إلى الاستنجاز له و الاستتمام، ليلمّ بمطالعة ما تيسّر منه بعض الإلمام. فراجعت العمل فيه راجيا للظفر بالتمام، شاكرا لما ظهر منه من حسن الاهتمام، مبادرا ما يحول دون المراد من حلول الحمام، مع كون الكبر مطية (6) العجز و مظنة الأسقام، و ضعف البصر حائلا دون الإتقان له و الإحكام. و اللّه سبحانه و تعالى المعين فيه بلطفه عن بلوغ المرام.

و هو كتاب مشتمل على ذكر من حلّها من أماثل البرية أو اجتاز بها أو بأعمالها من

ص: 4


1- كذا بالأصل، و الصواب: شده و هو الشغل كما في اللسان.
2- القمقام: القمقام و القماقم من الرجال: السيد الكثير الخير، الواسع الفضل: اللسان: قمم).
3- كذا و في المطبوعة: آق.
4- استدركت عن مخطوط الخزانة العامة بالرباط.
5- في المطبوعة: و الاجترام.
6- في المطبوعة: مظنة العجز و مطية الأسقام.

ذوي الفضل و المزيد من أنبيائها، و هداتها، و خلفائها، و ولاتها، و فقهائها، و قضاتها، و علمائها، و درّاتها، و قرائها، و نحاتها، و شعرائها، و رواتها من أمنائها، و أبنائها، و ضعفائها، و ثقاتها. و ذكر ما لهم من ثناء و مدح. و إثبات ما فيهم من هجاء و قدح.

و إيراد ما ذكروه (1) من تعديل و جرح، و حكاية ما نقل عنهم من جدّ و مزح، و بعض ما وقع إليّ من رواياتهم. و تعريف ما عرفت من مواليدهم (2) و وفاتهم.

و بدأت بذكر من اسمه منهم أحمد لأن الابتداء بمن وافق اسمه اسم المصطفى، ثم ذكرتهم بعد ذلك على ترتيب الحروف مع اعتبار الحرف الثاني و الثالث تسهيلا للوقوف، و كذلك أيضا اعتبرت الحروف في أسماء آبائهم و أجدادهم، و لم أرتبهم على طبقات أزمانهم أو كثرة أعدادهم و على قدر علوهم في الدرجات و الرتب، و لا لشرفهم في الأفعال و النّسب، و أردفتهم بمن (3) عرف بكنيته و لم أقف على حقيقة تسميته. ثم ذكر تنسيبه (4)،و بمن لم يسم في روايته، و أتبعتهم بذكر النسوة المذكورات، و الإماء الشواعر المشهورات. و قدمت قبل جميع ذلك جملة من الأخبار في شرف الشام و فضله. و بعض ما حفظ من مناقب سكانه و أهله، و ما خصّوا به دون أهل الأقطار، و امتازوا به على سائر سكان الأمصار، ما خلا سكان الحرمين، و جيران المسجدين المعظّمين، و بوّبت ذلك جميعه تبويبا و رتبته في مواضعه ترتيبا، و ذلك مبلغ علمي، و غاية جهدي، على ما وقع إليّ أو ثبت عندي (5).

فمن وقف فيه على تقصير أو خلل، أو غير (6) ذلك منه على تغيير أو زلل فليعذر أخاه في ذلك متطولا و ليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا، فالتقصير من الأوصاف البشريّة، و ليست الإحاطة بالعلم إلاّ لبارئ البرية فهو الذي وسع كل شيء علما، و أحصى مخلوقاته عينا و اسما، و مع ذلك فمن ذكرت [أقل] (7) ممّن أهملت و ما أصبت

ص: 5


1- كذا، و في المجلدة الأولى «ذكروه».
2- كذا بالأصل و في المجلدة الأولى «موالدهم و وفياتهم».
3- بالأصل «و أزد فيهم من» و المثبت عن المجلدة الأولى المطبوعة.
4- كذا بالأصل و على هامشه كتب مصححه:«لعل: نسبته» و في المجلدة الأولى المطبوعة: ثم بمن ذكر بنسبته.
5- بالأصل «عند».
6- كذا بالأصل، و العبارة في المطبوعة المجلدة الأولى: أو عثر فيه على تغيير.
7- سقط من الأصل، زيدت عن المجلدة الأولى.

في ذكره أكثر مما أغفلت. و ليس يخلو من فائدة من الفوائد المستفادة، و ذكر حكاية من الحكايات (1) المستحسنة المستجادة، لما جمعه من الأخبار الجامعة و انطوى عليه من الآثار اللامعة، و حواه من الأذكار النافعة، و تضمّنه من الأشعار الرائعة مما يرغب في حسنه الراغب، و يستفيد لعزته و جودته الطالب، و اللّه سبحانه و تعالى ييسّر جمعه على من جمعه، و ينفع به من رواه و من سمعه إنه جدير بإجابتي، قدير على تحقيق رجائي، و هو وليّ كل خير، و دافع كل سوء و ضير. و الهادي في القول لصوابه، و لا حول و لا قوة إلا به.

ص: 6


1- عن المجلدة الأولى و تهذيب ابن عساكر، و بالأصل «الحكاية».

باب في ذكر أصل اشتقاق تسمية الشام عن العالمين بالنقل و العارفين بأصول الكلام

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد اللّه الأنصاري السّلمي - بقراءتي عليه ببغداد - قال:

أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن عبد اللّه الجوهري أنا أبو عمر بن العباس بن حيوية، أنا أبو الحسين أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب، أنا أبو محمد بن حارث بن أبي أسامة، أنا أبو عبد اللّه محمد بن سعد، أنبأنا هشام بن محمد عن أبيه قال: كان الذي عقد لهم - يعني ولد نوح عليه السّلام - الألوية ببابل لوناطن (1) بن نوح فنزل بنو سام المجدل سرّة الأرض، فيما بين ساتيدما (2) إلى البحر و ما بين اليمن إلى الشام و جعل اللّه النبوة و الكتّاب و الجمال و الأدمة و البياض فيهم.

و نزل بنو حام مجرى الجنوب، و الدبور، و يقال لتلك الناحية الداروم، و جعل اللّه [تعالى] (3) فيهم أدمة و بياضا قليلا، و أعمر بلادهم و سماءهم، و رفع عنهم الطاعون، و جعل في أرضهم الأثل و الأراك و العشر و الغاف (4) و النخل، و حرت الشمس و القمر في

ص: 7


1- في الطبري: يوناظر.
2- ساتيدما: قال العمراني: هو جبل بالهند لا يعدم ثلجه أبدا. و قال غيره: جبل بين ميافارقين و سعرت. و قيل: هو الجبل المحيط بالأرض، و استبعد ياقوت قول العمراني.
3- عن هامش الأصل، و سقطت من المطبوعة المجلدة الأولى أيضا.
4- الأثل: شجر يشبه الطرفاء إلاّ أنه أعظم منه و أكرم و أجود عودا، تسوّى به الأقداح الصفر الجياد. و الأراك: شجر معروف، و هو شجر السواك يستاك بفروعه. و العشر: شجر له صمغ و فيه حراق مثل القطن يقتدح به، صمغه حلو. و الغاف: شجر عظام تنبت في الرمل مع الأراك و تعظم، و ورقه أصغر من ورق التفاح.(انظر اللسان: أثل - أرك - عشر - غوف).

سمائهم، و نزل بنو يافث الصّفون تجري الشام و الصبا، و فيهم الشقرة و الحمرة و أخلا اللّه تعالى أرضهم فاشتد بردها، و أجلا سماءها فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجارية لأنهم صاروا تحت بنات نعش و الجدي و الفرقد و ابتلوا بالطاعون. ثم لحقت عاد بالشحر فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث، فلحقت بعدهم مهرة بالشحر، و لحقت عبيل بموضع يثرب، و لحقت العماليق بصنعاء قبل أن تسمى صنعاء. ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبيلا فنزلوا موضع الجحفة (1) فأقبل سيل فاجتحفهم فذهب بهم فسميت الجحفة، و لحقت ثمود بالحجر و ما يليه فهلكوا، ثم لحقت طسم و جديس باليمامة، و إنما سميت اليمامة بامرأة منهم، فهلكوا و لحقت أميم بأرض أبار فهلكوا بها، و هي يمين اليمامة و الشحر لا يصل إليها اليوم أحد، غلبت عليها الجن.

و إنما سمّيت أبار بأبار بن أميم. و لحقت بنو يقطن بن عابر باليمن فسميت اليمن حيث تناهوا إليها و لحق قوم من بني كنعان بن حام (2) بالشام فسميت بالشام حيث تشاءموا إليها.

و كانت الشام يقال لها أرض بني كنعان. ثم جاءت بنو إسرائيل فقتلوهم بها [و نفوهم عنها، فكانت الشام لبني إسرائيل. و وثبت الروم على بني إسرائيل فقتلوهم] (3)و أجلوهم إلى العراق إلاّ قليلا منهم. و جاءت العرب فغلبوا على الشام.

و كان فالغ، و كان فالغ (4) بن عابر بن شالح بن ارفخشد بن سام بن نوح، هو الذي قسم الأرض بين بني نوح كما (5) سمينا في الكتاب.

قال: و يقطن هو قحطان بن عابر بن شالخ. و طسم و أميم و عمليق، و هو غريب، بنو لوذ بن سام بن نوح، و ثمود و جديس ابنا حاثر بن أرم بن سام بن نوح، و عاد و عبيل ابنا عوص بن ارم بن سام بن نوح و الروم بنو السقطان بن ثوبان بن يافث بن نوح عليه السّلام.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي

ص: 8


1- الجحفة بالضم ثم السكون، كانت قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل، و سميت الجحفة لأن السيل اجتحفها و حمل أهلها في بعض الأعوام.
2- بالأصل «حازم».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن الطبري 209/1.
4- بالأصل «فانح» و المثبت موافق لما في المطبوعة. و كان فالغ، كذا مكرر بالأصل.
5- عن الطبري 209/1 و مخطوط الخزانة العامة بالرباط، و بالأصل «فما».

الحافظ - بقراءتي عليه، ببغداد - قال: أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن الحسن بن منصور بن اللالكائي، أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن منصور بن الفضل المتوتي القطان، أنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن درستويه النحوي، أنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي (1) قال: حدّثت عن الأصمعي، عن النّمر بن هلاك، عن قتادة، عن أبي الخلد (2) قال: الأرض أربعة و عشرون ألف فرسخا (3) منها ألف فرسخ للعرب، و لسائر الناس البقية.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن البنا - ببغداد - أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفرا، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدّل قراءة عليه قال: قال أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري: و الشام فيه وجهان يجوز أن يكون مأخوذا من اليد الشؤمى و هي اليسرى، و قال الشاعر:

و انحى على شؤمى يديه فرادها *** بأظمإ من فرع الذّوابة أسحما (4)

و يجوز أن يكون فعلى من الشؤم.

قال: و يقال: أنجد أتى نجدا، و أعرق دخل العراق، و أعمن أتى عمان، و قد أشأم أتى إلى الشام، و بصّر و كوّف، و أمّن و يامن إذا أتى اليمن.

دفع إليّ أبو الفضل محمّد بن ناصر بن محمد بن علي بن محمّد بن عمر الحافظ الأديب البغدادي ببغداد كتاب «اشتقاق أسماء البلدان» لأبي الحسين محمد بن فارس بن زكريا اللغوي - و عليه خطه - فوجدت فيه: قال أبو الحسين بن فارس: أما الشام فهو فعل من اليد الشؤمى، و هي اليسرى، و يقال أخذ شآمة أي على يساره، و شأمت القوم ذهبت على شمالهم. و قال قوم: هو من شوم الإبل و هو سودها، و حضارها هي البيض قال أبو ذؤيب:

ص: 9


1- الفسوي: بفتح الفاء، و السين نسبة إلى فسا و هي بلدة من بلاد فارس يقال لها: بسا.
2- في المختصر 41/1 «أبو الجلد».
3- كذا بالأصل، و الصواب: فرسخ.
4- البيت للأعشى ديوانه ط بيروت ص 188، من قصيدة مطلعها: أ لم خيال من قتيلة بعد ما و هي حبلها من حبلنا فتصرما و في الديوان: فذادها بدل فرادها. و البيت في اللسان «شأم» منسوبا للقطامي.

فما تشتري إلاّ بربح سباؤها *** بنات المخاض شومها و حصارها (1)

و في كتاب اللّه جل ثناؤه في المعنى الأول وَ أَصْحٰابُ الْمَشْئَمَةِ (2).ثم قال الأعشى:

و أنحى على شؤمى يديها فرادها *** بأظمإ من فرع الذوابة أسحما

و يقال شام و شآم.

قال النابغة: قال:

على أثر الأدلة و البغايا *** و خفق الناعجات من الشآم (3)

و رجل شأم من أهل الشام. قال ابن فارس: و سميت اليمن لأنها على يمين الكعبة.

قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر الشرخي الصّوري المعروف بابن الأرمنازي الخطيب قال: نقلت من كتاب فيه (4) أخبار الكعبة و فضائلها و أسماء المدن و البلدان عن الواقدي و المدائني و ابن المقفع.

قال ابن المقفع: سميت الشام بسام بن نوح. و سام اسمه بالسريانية شام، و بالعبرانية شيم و قال الكلبي: سميت بشامات لها حمر و سود و بيض. و لم ينزلها سام قط. و قال غيره: سميت الشام لأنها عن شمال الأرض كما أن اليمن أيمن الأرض.

فقالوا: تشامّ الذين نزلوا الشام، و تيمّن الذين نزلوا اليمن، كما تقول أخذت يمنة أي ذات اليمين، و شآمة أي ذات الشمال. و قال بعض الرواة: إن اسم الشام الأول سورية و كانت أرض بني إسرائيل قسمت على اثني عشر سهما فصار لكل قسم تسعة أسباط و نصف، في مدينة يقال له سامر (5) و هي من أرض فلسطين، فسار إليها متجر العرب في ذلك الدهر، و منها كانت ميرتهم، فسموا الشام بسام بن نمر (6) حذفوا فقالوا: الشام.

ص: 10


1- شرح أشعار الهذليين 74/1 برواية: شيمها و حضارها. قال أبو عمرو: شيمها: سودها.
2- سورة الواقعة الآية 9.
3- ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص 114 برواية:«و خفف الناجيات» يعني سير الإبل المسرعات. و الناعجات من الإبل: البيض الكريمة (قاله في اللسان).
4- بالأصل «اللّه» و ما أثبت يوافق.
5- كذا بالأصل و مخطوط الخزانة العامة بالرباط، و في المطبوعة المجلدة الأولى ابن عساكر: شاموش.
6- كذا بالأصل و مخطوط الخزانة العامة بالرباط، و في المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع: نوح.

باب تاريخ بناء مدينة دمشق و معرفة من بناها و حكاية الأقوال في ذلك تسليما لمن حكاها:

اشارة

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس السليم الحداد المعروف بأخي سلمان بدمشق، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمّد التميمي، أنبأنا تمام بن محمد الرّازي أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج الدمشقي، أنا أبو بكر محمد بن أيّوب بن إسحاق الرافقي، نا محمد بن خضر - يعني - ابن علي الرافقي (1) نا أبو وهب - يعني - الوليد بن عبد الملك بن مسرج نا سليمان بن عطاء، عن سلمة بن عبد اللّه الجهني، عن كعب قال :أول حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط حرّان (2) و دمشق ثم بابل (3).

- قرأت على أبي سعيد خلف بن إسماعيل بن أحمد الدمشقي بدمشق، عن عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا [أبو] (4)سليمان بن زبر أنا أبي قال: و ذكر أبو الحسن - يعني - المدائني، عن إسحاق بن أيوب القرشي :أن جيرون (5) من بناء سليمان بن داود بنته الشياطين، و كان الشيطان الذي بناه يدعى جيرون (6)،و بنى سقيفة مستطيلة على عمد، و سقائف على عمد و حوله مدينة

ص: 11


1- عن مخطوط الخزانة العامة، و بالأصل «الرائقي».
2- حران: قرية بالجزيرة على طريق الموصل و الشام و الروم، بينها و بين الرها يوم و بينها و بين الرقة يومان.
3- بالأصل و مخطوط الخزانة العامة «ابل» و المثبت عن المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر.
4- سقطت من الأصل، و استدركت عن هامش الأصل و مخطوطة الخزانة العامة.
5- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة «خيرون بن سليمان» و المثبت عن مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 43/1.
6- عن مختصر ابن منظور و المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر، و بالأصل «خيروز» و في مخطوط الخزانة العامة «خيرون».

لطيفة [تطيف] (1) بجيرون.

- قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن عمر بن صابر شيخنا فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني (2) نا مخلد بن مالك الحرّاني (3)،نا (4) عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي (5)،عن يونس بن راشد، عن خصيف قال :لما هبط نوح من السفينة و أشرف من جبل حسمى (6) رأى تلّ (7) حران بين نهرين:[جلاب و ديصان] (8) فأتى حران فخطها [ثم أتى] (9) دمشق فخطها فكانت حرّان أول مدينة خطت بعد الطوفان ثم دمشق.

- قال الرازي: و قال أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن خرداذبه في كتاب التاريخ، و حكاه عن غيره :أن أصحاب الرسّ كانوا (10) بحضور، فبعث [اللّه] (11) إليهم نبيّا يقال له حنظلة بن صفوان فكذّبوه و قتلوه، فسار عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح بولده بالرس (12) فنزل الأحقاف، و أهلك اللّه تعالى أصحاب الرسّ و انتسبوا (13) ولد عاد في

ص: 12


1- زيادة استدركت عن مختصر ابن منظور، و بالأصل «بجيرن» و التصويب عن مختصر ابن منظور.
2- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة «الهيجاني»، و المثبت و الضبط عن الأنساب الهسنجاني، و هذه النسبة إلى قرية من قرى الري هسنكان، فعرب إلى هسنجان. و اللفظة سقطت من المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر.
3- عن المجلدة الأولى، و بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة «احرانى».
4- عن مخطوطة الخزانة العامة، و بالأصل «بن».
5- عن مخطوطة الخزانة العامة، و بالأصل «الطرافقي» تحريف.
6- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة «حسما» و المثبت عن معجم البلدان. و فيه: حسمى أرض ببادية الشام قرب تبوك.
7- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «أبي بكر».
8- الزيادة عن مختصر ابن منظور، و في المجلدة الأولى من ابن عساكر: حلان و ديصان و في الأصل و المخطوطة الخزانة العامة «حيران» بدل «حران».
9- زيادة عن مختصر ابن منظور.
10- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة «كان» و حضور: بلدة باليمن من أعمال زبيد.
11- سقطت من الأصل و استدركت عن مخطوطة الخزانة العامة بالرباط.
12- كذا بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و في مختصر ابن منظور «من الرسّ» و هو الصواب.
13- كذا بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و في مختصر ابن منظور:«و انتشر» و في المجلدة الأولى من ابن عساكر «و ظهر».

اليمن كله، و فشوا مع ذلك في الأرض حتى نزل جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بدمشق و هي مدينتها، و سمّاها جيرون و هي إرم ذات العماد، و ليس أعمدة الحجارة في موضع أكثر منها بدمشق. فبعث اللّه تعالى هود بن عبد اللّه بن رباح بن خالد بن الخلود (1) بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح نبيّا إلى عاد يعني إلى أولاد عاد بالأحقاف فكذبوه فأهلكهم اللّه تعالى.

- قال أبو الحسن: و قرأت في بعض الكتب أن جيرون و يدبل (2) كانا أخوين و هما ابنا سعد بن لقمان بن عاد، و هما اللذان يعرف جيرون و باب البريد بدمشق بهما.

- قال: نا أبو الحسين أخبرني أحمد بن حميد بن أبي العجائز قال: قال منصور بن يحيى بن سعيد الموصلي :المدن القديمة: الكعبة و مصر و دمشق و الجزيرة و الأبلّة و نينوى و حرّان و السوس الأقصى (3).

- قال: و أخبرني أبو القاسم أيوب بن سليمان بن ابنة الرازي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا - بسامرة - حدثنا محمد بن يحيى، نا أحمد بن هارون، نا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد اللّه القشيري الدمشقي، نا سعيد بن الحرث بن ميمون الصّنعاني:

عن وهب بن منبّه قال :و دمشق بناها العادر (4) غلام إبراهيم الخليل و كان حبشيّا وهبه له نمرود (5) بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار، و كان اسم الغلام دمشق، فسمّاها على اسمه، و ذلك بعد الغرق. و كان إبراهيم صلّى اللّه عليه و سلم جعله على كل شيء، و سكنها الروم بعد ذلك بزمان.

- قال أبو الحسين الرازي: و حدث في الكتاب الذي سمّاه أبو عبيدة محمّد بن

ص: 13


1- في مختصر ابن منظور: الجلود.
2- كذا بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و في مختصر ابن منظور، و المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع «بريد».
3- بالأصل «و السوس و الأقصى» و السوس: بلدة بالمغرب، و الأبلّة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة. و نينوى: قرية بالموصل.
4- في مختصر ابن منظور: العازر.
5- في مخطوطة الخزانة العامة الرباط بإعجام الذال.

المثنّى كتاب «فضائل الرس» (1) و حكاه عن عمر المعروف بعمر كسرى أن بيواراسب الملك الكيرواني (2) بنى مدينة بابل، و مدينة صور و مدينة دمشق.

- قال أبو الحسين و حكى الدمشقيّون - و لم يقع إليّ إسناده-.

قالوا :كان في زمان معاوية بن أبي سفيان رجل صالح بدمشق من المعوزين (3)و كان يقصده الخضر عليه السّلام في أوقات يأتيه فيها فبلغ معاوية بن أبي سفيان ذلك.

فجاء إليه راجلا فقال له: بلغني أن الخضر ينقطع إليك، فأحبّ أن تجمع بيني و بينه عندك فقال له: نعم فجاءه الخضر على الرسم، فسأله الرجل ذلك فأبى عليه و قال: ليس إلى ذلك سبيل. فعرّف الرجل ذلك إلى معاوية فقال: قل له: قد قعدنا مع من هو خير منك و حدّثناه و خاطبناه و هو محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لكن اسأله عن ابتداء [بناء] (4) دمشق كيف كان فقال: نعم صرت إليها رأيت موضعها بحرا مستجمعا فيه المياه ثم غبت عنها خمسمائة سنة، ثم صرت إليها فرأيتها غيضة، ثمّ غبت عنها خمسمائة سنة، ثم صرت إليها فرأيتها بحرا كعادتها الأولى، ثم غبت عنها خمسمائة عام و صرت إليها فرأيتها قد ابتدأ فيها البناء و نفر يسير فيها.

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي الحافظ، نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن سيف السّجستاني، أنا أبو عبيد السري بن يحيى التميمي [أنا] (5) شعيب بن إبراهيم التميمي [نا سيف بن عمر التميمي] (6) الأسدي.

قال :و أما فارس و الروم فإنهم لم يزالوا في ملك منظور مذ بادئ الدهر حتى بعث اللّه رسوله عليه الصلاة و السّلام فجمع له ملك الأشدّين إلى ملك العرب، و ملك من

ص: 14


1- كذا بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و في المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع: الفرس.
2- كذا بالأصل، و في مخطوط الخزانة العامة «الكرواني» و في مختصر ابن منظور 44/1 و المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع:«الكيوناني».
3- في مخطوطة الخزانة العامة:«المستورين».
4- سقطت من الأصل، و استدركت فوق السطر فوق لفظة دمشق، و اللفظة مثبتة في مخطوطة الخزانة العامة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و مخطوطة الخزانة العامة و استدركت عن المجلدة الأولى من ابن عساكر 12/1 و فيها «الأسيدي» بدل الأسدي.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و مخطوطة الخزانة العامة و استدركت عن المجلدة الأولى من ابن عساكر 12/1 و فيها «الأسيدي» بدل الأسدي.

الروم عشرة أهل أبيات فأوّل بيوتاتهم (1) ملك بالغ و بنوه، في زمان بالغ صنع ماء الذهب، ثم خرج منهم الملك إلى تمنع فمكث فيهم يسيرا ثم خرج منهم إلى علوي، فمكث فيهم قليلا ثم خرج منهم إلى تبيت ثم خرج منهم إلى اهليما ثم صار بعده إلى إيليا و به سميت إيلياء ثم تحول الملك إلى يمين فملك من ولده فترك ثم مبصر ثم جيرون و هو الذي نزل بدمشق و به سمي باب جيرون. ثم ملك بعدهم مهاطيل و تحول (2) الملك إليه و تزوج إلى النوبة (3) فولد له الأصفر و كان الملك فيهم، ثم انقرضوا فتحول إلى صيفون و منهم القياصر فملك بعد قيصر هرقل و كان آخر بني هرقل الأخرم.

- قرأت بخط شيخنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري فيما ذكر أن نقله من كتاب فيه أخبار الكعبة و فضائلها و أسماء المدن و البلدان و أخبارها. قال أبو البختري :ولد إبراهيم عليه السّلام على رأس ثلاثة آلاف و مائة و خمسين (4) سنة من جملة الدهر الذي هو سبعة آلاف سنة. قال: و ذلك بعد بنيان دمشق بخمس سنين. و هي جيرون عند باب مدينة دمشق من بناء سليمان بنته الشياطين، و كان الشيطان الذي بناه يقال له جيرون فسمي به، و هي سقيفة مستطيلة على عمد، و حوله مدينة تطيف بجيرون.

- و قيل :إن دمشق بناها دمشقيين (5) غلام كان مع الإسكندرية.

- و بلغني من وجه آخر أنه لما رجع ذو القرنين من المشرق و عمل السّدّ بين أهل خراسان و بين يأجوج و مأجوج و سار يريد المغرب، فلما أن بلغ الشام و صعد على عقبة دمّر (6) ابصر هذا الموضع الذي فيه اليوم مدينة دمشق. و كان هذا الوادي الذي يجري فيه نهر دمشق غيضة أرز. و الأرزة التي وقعت في سنة ثلاثمائة و ثلاث عشرة من بقايا تلك الغيضة. فلما نظر ذو القرنين إلى تلك الغيظة و كان هذا الماء - الذي في هذه الأنهار اليوم مفترق - مجتمعا في واد (7) واحد. فأخذ الاسكندر و هو ذو القرنين يتفكر كيف يبني

ص: 15


1- في مخطوطة الخزانة العامة: بنيانهم.
2- عن المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر، و بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة «و نحو».
3- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة «النبوة» و المثبت عن المجلدة الأولى.
4- في ياقوت: و مائة و خمس و أربعين سنة.
5- كذا بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة. و في مختصر ابن منظور: دمسقس.
6- دمّر: عقبة دمر مشرفة على غوطة دمشق، و هي من جهة الشمال في طريق بعلبك.
7- بالأصل «وادي».

فيه مدينة. و كان أكثر فكره و تعجبه أنه نظر إلى جبل يدور بذلك الموضع و بالغيظة كلها.

فكان له غلام يقال له دمشقيين (1) على جميع ملكه. و لما نزل ذو القرنين من عقبة دمّر سار حتى نزل في موضع القرية المعروفة بيلدا (2) من دمشق على ثلاثة أميال فلما نزل ذو القرنين أمر أن يحفر له في ذلك الموضع حفرة، فلما فعلوا ذلك أمر أن يردّ التراب الذي خرج (3) منها إليها، فلما ردّ التراب إليها لم تمتلئ الحفيرة فقال لغلامه دمشقيين (4):ارحل فإني كنت قد نويت أني أؤسس في هذا الموضع مدينة. فأمّا إذ بان لي منه هذا فلا يصلح أن يكون هاهنا مدينة. فقال له غلامه: و لم يا مولاي؟ قال ذو القرنين: إن بني هاهنا مدينة في هذا الموضع فإنها ما تكون تكفي أهلها زرعها.

قال المصنف للكتاب: و علامة ذلك أن أهل غوطة دمشق لا تكفيهم غلاّتهم حتى يشتروا لهم من المدينة. و أن ذو القرنين رحل من هناك سائرا حتى صار إلى البثنيّة (5)و حوران و أشرف على تلك البقعة (6) و نظر إلى تلك التربة الحمراء، فأمر أن يناول من ذلك (7) التراب فلما صار في يده أعجبه لأنه نظر إلى تربة حمراء كأنها الزعفران، فأمر أن ينزل هناك. فلما نزل، أمر أن يحفر في ذلك الموضع حفيرة، فلما حفر أمر أن يردّ ذلك التراب الذي حفر إلى المكان الذي أخرج منه، فردّوه ففضل منه تراب كثير. فقال ذو القرنين لغلامه دمشقيين (8):ارجع إلى الموضع الذي فيه الأرز، إلى ذلك الوادي، فاقطع ذلك الشجر و ابن على حافة الوادي مدينة و سمّها «دمشق» على اسمك، فهناك يصلح أن يكون مدينة، و هذا الموضع بحرها (9) و منه ميرتها يعني البثنية و حوران، فرجع

ص: 16


1- كذا، و في مخطوطة الخزانة العامة «دمشقين» و في مختصر ابن منظور:«دمسقس» و في المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع: دمشقش.
2- يلدا: في ياقوت: يلدان، من قرى دمشق. ثم ذكر حديث ابن أبي العجائز و فيه يلدا - كالأصل - ثم قال: كذا هي في الحديث بغير نون، لا أدري أ هما واحد أم اثنان.
3- الأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و في مختصر ابن منظور 45/1 أخرج.
4- كذا، و في مخطوطة الخزانة العامة «دمشقين» و في مختصر ابن منظور:«دمسقس» و في المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع: دمشقش.
5- البثنية: بالتحريك و ياء مشددة، يقال: بثنة و بثنية، اسم ناحية من نواحي دمشق، و قيل قرية بين دمشق و أذرعات. و حوران: كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة، ذات قرى كثيرة و مزارع و حرار.
6- في مخطوطة الخزانة العامة:«البيعة» و في مختصر ابن منظور 45/1 و المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع ص 14 «السّعة».
7- كذا، و في مخطوطة الخزانة العامة «دمشقين» و في مختصر ابن منظور:«دمسقس» و في المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع: دمشقش.
8- بالأصل «تلك» و المثبت عن مخطوطة الخزانة العامة.
9- البحر: الريف، و العرب تسمي المدن و القرى بحارا (اللسان: بحر).

دمشقيين (1) و رسم المدينة و بناها و عمل لها حصنا. و المدينة التي كانت رسم دمشقيين هي المدينة الداخلة، و عمل لها ثلاثة أبواب:[جيرون مع ثلاثة أبواب] (2) البريد مع باب الحديد الذي في سوق الأساكفة، مع باب الفراديس الداخلة. هذه كانت المدينة. إذا أغلقت هذه الأبواب فقد أغلقت المدينة. و خارج هذه الأبواب كان مرعى. فبناها دمشق (3) و سكنها و مات فيها و كان قد بنى هذا الموضع الذي هو المسجد الجامع اليوم كنيسة يعبد اللّه تعالى فيها إلى أن مات.

- و بلغني من وجه آخر، عن بعضهم :أن الذي بنى دمشق بناها على الكواكب السبعة، و أن المشتري بيته دمشق، و جعل لها سبعة أبواب و صوّر على كل باب أحد الكواكب السبعة و صوّر (4) على الباب الذي يقال له اليوم باب كيسان زحل، فخربت الصور كلها التي كانت على الأبواب إلاّ باب كيسان، فإن صورة زحل عليه باقية إلى السّاعة.

- أنبأنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب المعروف بالنسيب، و أبو محمّد هبة اللّه بن محمّد بن أحمد الأكفاني الأنصاري المزكّي قالا:

حدثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمد التميمي، أخبرني أبو القاسم تمّام بن محمد الرازي قال: قرأت في كتاب عتيق :بباب كيسان لزحل، باب شرقي الشمس، باب توما للزهرة، باب الصغير للمشتري، باب الجابية للمرّيخ، باب الفراديس لعطارد، باب الفراديس الآخر المسدد (5) للقمر.

- قرأت بخط أبي الحسين الرازي: حدثني أبو الفضل أحمد بن منده بن محمد بن يحيى حدثني أبي نا أبي عبد اللّه يحيى بن حمزة قال :قدم عبد اللّه بن علي دمشق و حاصر أهلها، فلما دخلها هدم سورها فوقع منها حجر كان عليه مكتوب باليونانية، فأرسلوا خلف راهب فقالوا: تقرأ ما عليه؟ فقال: جيئوني بقير فطبعه على الحجر، فإذا

ص: 17


1- كذا، و في مخطوطة الخزانة العامة «دمشقين» و في مختصر ابن منظور:«دمسقس» و في المجلدة الأولى من ابن عساكر المطبوع: دمشقش.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مخطوطة الخزانة العامة، و العبارة في مختصر ابن منظور.
3- كذا بالأصل هنا، و قد تقدم ما فيه.
4- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن مخطوطة الخزانة العامة.
5- الأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و في مختصر ابن منظور و المجلدة الأولى من ابن عساكر: المسدود.

عليه مكتوب: ويك إرم الجبابرة، من رامك بسوء قصمه اللّه. إذا و هى منك جيرون الغربي من باب البريد، ويلك من الخمسة أعين، نقض سورك (1) على يديه بعد أربعة آلاف سنة تعيشين رغدا، فإذا وحى منك جيرون الشرقي أديل لك (2) ممن يعرض لك.

قال فوجدنا الخمسة أعين: عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب (3)،عين بن عين بن عين بن عين (4).

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا تمّام بن محمد الرازي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفرج عبد اللّه بن الفرج بن البراي (5) حدثني محمد بن سعيد بن فطيس، نا إبراهيم بن عتيق، سمعت أبا مسهر يقول إن ملك دمشق بنى حصن دمشق الذي حول المسجد داخل المدينة على مسحة مسجد بيت المقدس. و حمل أبواب بيت المقدس فوضعها على أبوابه. فهذه الأبواب التي على الحصن هي أبواب مسجد بيت المقدس.

ص: 18


1- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة:«نقص سويك على بيديه» و المثبت عن مختصر ابن منظور 47/1.
2- بالأصل:«أن يراك» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- عن مخطوطة الخزانة العامة، و بالأصل «عبد الملك».
4- كذا ورد بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة أربعة أعين، و وقعت في المجلدة الأولى من ابن عساكر «خمسة أعين» و هو الصواب.
5- كذا، و في مخطوط الخزانة العامة «البراني» و لعل الصواب «البرامي» انظر الإكمال 538/1 الحاشية، و الأنساب حاشية 305/1.

فصل في اشتقاق تسمية دمشق و أماكن من نواحيها و ذكر ما بلغني من الأقوال التي قيلت

و دفع إليّ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي ببغداد كتاب:«اشتقاق اسماء البلدان» لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي، و عليه خطه، فوجدت فيه: و أما دمشق فيقال إنها من دمشق، و ناقة دمشق أي سريعة.

قال:

و صاحبي ذات هباب دمشق *** كأنها بعد الكلال زورق (1)

و يقال: دمشق الضرب دمشقة إذا ضرب ضربا سريعا خفيفا.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد البنا، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين بن الفرا، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدّل قال: قال أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري: أنبأنا: دمشق فعل من قول العرب: ناقة دمشق الخطو إذا كانت خفيفة الخطو (2).

و ذكر أبو عبد اللّه الحسين بن خالويه النحوي، فيما قرأته بخط أبي محمد عبد اللّه بن محمد الخطابي الشاعر: كتب إليّ سيف (3) الدولة - لا شكت عشرة و لا

ص: 19


1- الأول في معجم البلدان «دمشق» منسوبا للزّفيان.
2- في مخطوطة الخزانة العامة:«ناقة دمشق اللحم إذا كانت خفيفة» و في معجم البلدان: ناقة دمشقة اللحم. و ذكر بيت الزفيان السابق.
3- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة:«السيف و الدولة» و التصويب عن مختصر ابن منظور 48/1 و المجلدة الأولى من ابن عساكر ص 17.

أشلت يده (1)-يسأل عن دمشق هل يقال فيها دمشقة أم لا. فقلت: دمشق اسم هذه المدينة ليست عربية فيما ذكر ابن دريد (2) بل هي معرّبة، و لا يقال إلاّ بغيرها.

فأما الدّمشقة: السرعة [في المشي] (3) دمشق يدمشق دمشقة و دمشاقا (4) إذا أسرع. و كل سريع دمشق. أطال بقاء سيّدنا، بك المسند، و زيّن أم خنّور (5) بكونه فيها، فأعاد الرقعة، و قد وقع عليها: مرّ بنا في كتاب. قال عبد الرحمن بن حنبل الحجيمي (6) و هو بعسكر يزيد بن أبي سفيان عند حصارهم دمشق:

أبلغ أبا سفيان عنا بأننا *** على خير حال كان جيش يكونها

و إنا على بابي دمشقة نرتمي *** و قد حان من بابي دمشقة حينها (7)

و في الرقعة أيضا: أن الناقة السريعة يقال لها دمشق، و المرأة السريعة اليد في العمل. فكتبت تحته: هذا جائز للشاعر، يحتمل له و لا سيما إذا قصد بدمشق إلى مدينة فزاد هاء تأكيدا للتأنيث كما أن عقربا مؤنثا بغير علامة التأنيث، و العقربان ذكرها، فقالوا عقربة تأكيدا، فكذلك دمشق و دمشقة. و ذكر يونس و غيره أتانة و عجوزة و فرسة، كل ذلك تأكيدا. و قرأ ابن مسعود تسع و تسعون نعجة أنثى (8) فبعث يستحضرني. فلما مثلت بين يديه قلت: أيها الأمير رب علم كنت سببه. و قد استنقذته دمشقة إلاّ أنه في النحو كما ذكرت، و العرب تزيد المذكر بيانا كما قال النبيّ صلى اللّه عليه و سلم:«ابن لبون ذكر» (9) و تزيد المؤنث تأكيدا مثل نعجة أنثى، و ذكر كلاما غيره.

سمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي - ببغداد - و كان أسر و بقي ببلاد الروم مدة، ثم أن رجلا من حكماء الروم قال له: إنما سميت دمشق بالرومية، و إن

ص: 20


1- الأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و صوبت العبارة في المجلدة الأولى ص 17: لا شلّت عشره و لا ثلّ عرشه.
2- بالأصل «ابن أبي دريد».
3- زيادة عن مخطوطة الخزانة العامة.
4- في مخطوط الخزانة العامة:«و دمشاقة».
5- أم خنّور: الداهية، و قيل من كنى الضبع، و يقال: وقعوا في أم خنور إذا وقعوا في خصب و لين من العيش، و لذلك سميت الدنيا أم خنّور. و هذا المعنى المطلوب هنا.
6- كذا بالأصل و في الإصابة 395/2 «بن حسل الجمحي».
7- البيتان في الإصابة 395/2.
8- سورة ص الآية33.
9- الأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و صوبت العبارة في المجلدة الأولى ص 17: لا شلّت عشره و لا ثلّ عرشه.

أصل اسمها ذوو (1) مسكنين أي مسك مضاعف لطيبها، لأن ذوا التصغير (2) و مسكس هو المسك، ثم عرّبت فقيل دمشق و اللّه تعالى أعلم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عبد الباقي الأنصاري أنا أبو محمد بن الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو عمر (3) محمد بن العباس بن حيّوية أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد (4) أنا هشام بن محمد (5)الكلبي، عن أبيه. قال ابن سعد: و أخبرنا رؤيم بن يزيد المقري نا هارون بن أبي عيسى الشامي، عن محمد بن إسحاق بن يسار قالا: ولد لإسماعيل بن إبراهيم اثنا عشر رجلا، و سمّاهم. و قالا (6):و دما و هو ديما (7) و به سميت دومة الجندل.

قرأت بخط أبي محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر فيما نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي أخبرني أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الرافقي، نا محمّد بن موسى العمي، نا أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال: ولد للوط أربعة بنين و ابنتان. فأمّا البنون فاسمهم ماث (8) و خلان و عمّان و ملكان، و أما البنات فاسمهم: زغر و الرّية. فعمّان مدينة البلقاء سميت بعمّان بن لوط و مآب من سائر البلقاء سميت بمآب بن لوط (9).قال أبو المنذر: قال الشرقي بن قطامي: سميت صيداء التي بالشام بصيدون بن صدقاء (10) بن كنعان بن حام بن نوح، و سميت اريحا التي بالشام بأريحا بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح، و سمي البلقاء ببالق بن عمّان بن لوط لأنه بناها و سكنها.

و قال الرازي: أخبرني محمد بن حميد، نبّأنا محمد بن الحسن بن السّمط قال:

ص: 21


1- كذا بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و في مختصر ابن منظور:«دوو مسكس».
2- الأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و في مختصر ابن منظور: دوو للتضعيف.
3- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة «أبو علي» و التصويب عن تبصير المنتبه 243/1.
4- بالأصل و مخطوط الخزانة العامة «أحمد بن سعيد» تحريف.
5- بالأصل «سعيد» خطأ، و التصويب عن ابن سعد 51/1 و الخبر فيه.
6- أي محمّد بن إسحاق و الكلبي، انظر ابن سعد 51/1.
7- في طبقات ابن سعد: و دوما.
8- في مختصر ابن منظور:«مآب» و في معجم البلدان «مآب» بوزن «معاب».
9- زيد في مختصر ابن منظور 48/1 و عين زغر سميت بزغر بنت لوط، و الرّيّة سميت بالريّة بنت لوط.
10- عن ياقوت «صيداء» نقلا عن هشام عن أبيه، و بالأصل «صيدنا».

قرأت على خالي محمد بن سهل بن عبد الكريم قال: و قالوا البلقاء من عمل دمشق سميت ببلقاء بن سويرة (1) من بني عمّان بن لوط و هو بناها.

و يقال ولد للوط أربعة: رجلان مآب و عمان، و ابنتان: زغر و الرّية، فعمّان مدينة البلقاء سميت بعمّان بن لوط، و مآب من مدائن البلقاء سميت بمآب بن لوط، و زغر سميت بزغر بنت لوط، و الرّية بريّة بنت لوط، و قال صيداء إنما سميت بصيدون بن صيدقا بن (2) كنعان بن حام و هو أول من ولده آدم.

و بلغني أن الكسوة (3) إنما سميت بذلك لأن غسّان قتلت بها رسل ملك الروم إليهم لأخذ الجزية منهم و اقتسمت كسوتهم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر شجاع بن أبي بكر الحاقة اللفتواني ببغداد، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الأصبهاني، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر محمد بن زنجويه العدل الأصبهاني أنا أبو أحمد الحسين بن عبد اللّه بن سعيد العسكري قال: و أما مؤتة مهموزة و الهمزة ساكنة فهي الأرض التي قتل فيها جعفر بن أبي طالب.

و فيما دفع إليّ أبو الفضل [بن] ناصر من كتاب أبي الحسين بن فارس و قرأته : و جيرون من قولك: جرن الشيء إذا املاسّ، و الجارن: الأملس من كل شيء؛ و جلّق من قولك جلق رأسه إذا حلقه. و الجابية: الخابية من الجائب و الجمع جواب، و قال اللّه جل ثناؤه وَ جِفٰانٍ كَالْجَوٰابِ (4)ثم قال الأعشى:

تروح على آل المحلّق جفنة *** كجابية الشيخ العراقي تفهق (5)

و قال ابن فارس: و أذرح من قولك هو ذريحيّ أي شديد الحمرة. و ذرحت الزعفران في الماء.

ص: 22


1- في معجم البلدان «البلقاء»: بن سويدة من بني عسل بن لوط.
2- بالأصل «أو». و التصحيح عن ياقوت.
3- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «السنوة» تحريف. و الخبر في معجم البلدان «الكسوة» نقلا عن ابن عساكر. قال ياقوت: قرية هي أول منزل تنزل القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر.
4- سورة إبراهيم الآية 13.
5- ديوانه ط بيروت ص 121 و صدره فيه: نفى الذم عن آل المحلّق جفنة

قال ابن فارس: و البلقاء من البلق، و تدمر من قلك دمر، أي دخل قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من اطّلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد دمر»[2] أي دخل (1).

قال: و بيروت فيعول من البرت، و هو الرجل الدليل.

و جبلة من الجبل، و كل شيء اجتمع و عظم فهو جبل.

و صور جمع، من جمع صورة فقال صورة و صور كما قال سورة البناء و الجمع سور، و يقال هو من صاره يصوره أي أماله.

و عكا من قولك عككته أي حبسته، و العكة شدة الحرّ و كذلك العكيك، قال:

تطرد القرّ بحرّ ساخن *** و عكيك القيظ إن جاء بقرّ (2)

ص: 23


1- يعني دخل بغير إذن.
2- البيت لطرفة بن العبد، ديوانه ط بيروت ص 53 برواية: بحرّ صادق.

باب اشتقاق اسم التاريخ و أصله و سببه و ذكر الفائدة الداعية إلى الاعتناء به

قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الصوري قال: قرأت في كتاب الخراج تأليف أبي الفرج قدامة بن جعفر الكاتب قال: تاريخ كل شيء آخره، و هو في الوقت غايته و الموضع الذي انتهى إليه. يقال: فلان تاريخ قومه أي إليه ينتهي شرفهم. و يقال ورّخت الكتاب توريخا و أرخته تأريخا، اللغة الأولى لتميم و الثاني لقيس. و لكلّ مملكة و أهل ملّة تاريخ. و جماع القول في تواريخهم أنهم يؤرخون بالوقت الذي تحدث فيه حوادث مشهورة عامة.

قال اللّه تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوٰاقِيتُ لِلنّٰاسِ وَ الْحَجِّ (1)[بالأهلة يدرك عدد الأعوام، و تعرف أوقات الحج] (2)و الصيام. و يعتبر بعض شرائع الإسلام كانقضاء عدد النساء من بعولتهن، و مدة حملهن و وضع أجنّتهن، و وقت محل الديون اللازمات، و تصرّم مدد عقود التجارات و الإجارات، و اختلاف الفصول و الأوقات، و بها تحد حوادث الأمم الخاليات.

- أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي بن ذروان البصري العنبري الماوردي بقراءتي عليه ببغداد أنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي أنا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق بن حران النهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى الأشناني، نا موسى بن زكريا التستري، نا أبو عمرو خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط العصفري الشيباني المعروف بشباب (3)نا يزيد بن زريع، أنبأنا سعيد، عن قتادة في قوله

ص: 24


1- سورة البقرة الآية 189.
2- زيادة عن مختصر ابن منظور 25/1.
3- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة «بشيبان» خطأ.

سبحانه و تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوٰاقِيتُ لِلنّٰاسِ وَ الْحَجِّ فجعلها اللّه سبحانه و تعالى لصوم المسلمين و إفطارهم و حجّهم و مناسكهم و عدد سيئاتهم و محل ذنوبهم في أشياء و اللّه تعالى أعلم بما يصلح خلقه قال: وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ آيَتَيْنِ، فَمَحَوْنٰا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنٰا آيَةَ النَّهٰارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسٰابَ (1)و قال في آية أخرى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيٰاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ قَدَّرَهُ مَنٰازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسٰابَ مٰا خَلَقَ اللّٰهُ ذٰلِكَ إِلاّٰ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيٰاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (2).

- أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهانيّان قالا: أنا أبو نعيم (3)أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق نا إبراهيم بن أحمد المقرئ، نا أحمد بن فرج نا أبو عمر الضرير، أنبأنا محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي (4)صالح، عن ابن (5)عباس في قوله تعالى : يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قال: نزلت في معاذ بن جبل، و ثعلبة بن عنمة و هما رجلان من الأنصار، قالا:

يا رسول اللّه ما بال الهلال يبدو و يطلع دقيقا (6) مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم و يستوي [و يستدير] (7) ثم لا يزال ينقص و يدق حتى يعود كما كان، لا يكون على حال واحد؟ فنزلت: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوٰاقِيتُ لِلنّٰاسِ في حل دينهم، و لصومهم، و لفطرهم، و عدة نسائهم. و الشروط التي تنتهي إلى أجل معلوم.

- أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد الحصيني الشيباني ببغداد أنا أبو علي الحسين بن علي بن محمد التميمي المعروف بابن [المذهب] (8) الواعظ، أنا أبو

ص: 25


1- سورة الإسراء الآية 12.
2- سورة يونس الآية 5.
3- بالأصل «أبو أسعد نعيم».
4- عن مخطوط الخزانة العامة، و بالأصل «ابن» خطأ.
5- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه. و بالأصل «عياش» تحريف. و المثبت يوافق ما جاء في مخطوط الخزانة العامة.
6- بالأصل «رقيقا» بالراء، و المثبت عن مخطوط الخزانة العامة، و مختصر ابن منظور 25/1.
7- سقطت من الأصل و استدركت من مخطوط الخزانة العامة.
8- سقطت من الأصل و استدركت من مخطوط الخزانة العامة.

بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، أنبأنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إن اللّه تبارك و تعالى جعل هذه الأهلّة مواقيت للناس. صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته»[3] قال عمر: و أفطروا على عذارى عليكم فأتموا العدة (1).

- أخبرناه عاليا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد الملك بن رضوان، و أبو علي الحسين بن المظفر بن الحسن بن السّبط، و أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البنّا قالوا: أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى الأسدي، أنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني (2)،نا محمد بن جابر، عن قيس بن طلق (3)،عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إن اللّه تبارك و تعالى جعل هذه الأهلّة مواقيت للناس فإذا رأيتموا فصوموا و إذا رأيتموا فأفطروا، فإن غمّ عليكم فأتموا العدة»[4].

- و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم علي بن أحمد بن التّستري.

و أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن سعيد بن أحمد بن عمرو بن المأمون بن عمرو الجزري (4) بالرحبة أنبأنا أبو القاسم ابن التّستري قالا: نا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمد، نا لوين، نا محمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«جعل اللّه تبارك و تعالى الأهلّة مواقيت فإذا رأيتموه فصوموا و إذا رأيتموه فأفطروا، فإن غمّ عليكم فأتمّوا العدة ثلاثين»[5].

قال ابن جابر سمعت هذا منه و حدثني آخرين انتهى.

ص: 26


1- كذا وردت العبارة نقلا عن عمر بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و جاء مكانها في المجلدة الأولى من ابن عساكر، و من أصل الحديث: فإن غمّ عليكم فأتمّوا العدة.
2- السيلحيني نسبة إلى قرية سيلحين، قرية معروفة من قرى سواد بغداد قديمة، الضبط عن الأنساب.
3- بالأصل «طالق» و قد تقدم.
4- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة:«الجردوى أناجبه» و المثبت عن المجلدة الأولى الأولى من ابن عساكر.

- و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد الصّريفيني، نا عمر بن أحمد الكتاني، نا عبد اللّه بن محمد البغوي، و أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن يزيد النّيسابوري قالا: نا محمد بن سليمان لوين فذكر نحوه، و زاد للناس الفرائضي.

ص: 27

باب في مبتدأ التاريخ و اصطلاح الأمم على التواريخ

- أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني - بأصبهان - نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن هارون المعروف بزرا إمام الجامع العتيق، و أبو مسعود سليمان (1) بن محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن سليمان الحافظ قالا: أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض، أنبأنا المصانعي بن الجارود، عن عبد العزيز بن زياد مولى عبد اللّه بن عامر، عن أنس، عن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم :أن جبريل حدثه قال: مضى من الدنيا ستة آلاف سنة و سبعمائة سنة قال:

و كل قطرة مطر تنزل من السماء موكل بها ملك من الملائكة يضعها موضعها قال: و نبأ في الأرض من الأنبياء مائة ألف و أربعة و عشرين (2) و أربعين ألفا و ثلاثمائة من المرسلين حتى جاء محمد صلى اللّه عليه و سلم خاتم الأنبياء لا نبي بعده قال: و ما بقي من الدنيا إلاّ كما بقي من النهار إذا غابت الشمس و بقي حمرة الشمس على الحيطان[6].

- أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي الحافظ - ببغداد - نا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون، أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب - يعني - ابن الحارث، نا أبو عامر الأسدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن

ص: 28


1- بالأصل «و سليمان» مع الواو، تحريف، و ذكره السمعاني باسم:«أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد بن سليمان الملنجي الحافظ» و مثله في تذكرة الحفّاظ 1197/4.
2- كذا بالأصل و مخطوط الخزانة العامة. و في مختصر ابن منظور 27/1 مائة ألف و أربعون ألفا و ثلاثمائة.

أبي صالح، عن كعب قال :[الدنيا] (1) ستة آلاف سنة.

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنا محمد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب، نا قبيصة، نا سفيان، عن الأعمش، عن كعب قال :الدنيا ستة آلاف سنة.

قال: قال: و إنما يرويه الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب.

- أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة [بن] خضر السلمي، أنبأنا أبو الحسين طاهر بن أحمد بن علي بن محمود، نا محمود بن الفضل بدمشق، نا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرّحمن بن بشر بن المنعم، أنبأنا عمر (2) الحسن بن عمر بن علي بن الحسن العطار، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن عمر بن بكير العسقلاني، و جميع بن الجراح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب قال :إن اللّه تعالى خلق السّماوات و الأرض يوم الأحد و الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس و الجمعة ثم جعل مع كل يوم ألف سنة.

- أخبرنا أبو الحسن بركات (3)،و عبد العزيز بن الحسين النّمّار بدمشق قالا: نا أبو بكر (4) أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد، أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق بن بشر قال: أنا مقاتل و جرير بن علي الضّحّاك، عن ابن عباس قال :كانت فترتان: فترة بين إدريس و نوح، و فترة بين عيسى و محمد، فكان أول نبي بعث إدريس بعد آدم، و كان بين موت آدم و بين بعثة إدريس مائتا سنة، لأن آدم عاش ألف سنة إلاّ أربعين عاما، و ولد إدريس و ادفر (5)،فمات آدم و إدريس [ابن] (6)مائة سنة فجاءته النبوة بعد موت آدم بمائتي سنة، و كان في نبوته مائة سنة و خمس سنين،

ص: 29


1- سقطت من الأصل و استدركت عن مخطوطة الخزانة العامة، و فيها:«سبعة» بدل «ستة».
2- كذا بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة، و في المجلدة الأولى ص 25: أنا أبو علي الحسن.
3- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة: بركات بن عبد العزيز. و المثبت عن المجلدة الأولى ابن عساكر.
4- بالأصل:«أحمد بن بكر» تحريف.
5- كذا بالأصل، و في مخطوطة الخزانة العامة:«و آدم» و في مختصر ابن منظور 27/1 و آدم حي.
6- زيادة عن مختصر ابن منظور 27/1.

فرفعه اللّه تعالى و هو ابن أربعمائة سنة و خمس سنين. و كان الناس من آدم إلى إدريس أهل ملّة واحدة متمسكين بالإسلام، و تصافحهم الملائكة. فلما رفع إدريس اختلفوا و فتر الوحي إلى أن بعث اللّه تعالى نوحا، فكان نوح (1) يعني يوم بعث أربعمائة سنة و ثمانين سنة.

فتر الوحي فيما بين إدريس و نوح مائة سنة و كانت نبوة نوح ألف سنة إلاّ خمسين عاما و عمّر بعد الغرق خمسين عاما، و يقال [مائتي] (2) و اللّه تعالى أعلم، و كان سام بن نوح بعد ما مات نوح [ابن] (3) مائة سنة، و عاش بعده مائتي سنة. و كان بين نوح و هود ثمانمائة سنة و عاش هود أربعمائة و أربع و ستين سنة. و كان بين هود و صالح مائة سنة.

و عاش صالح [ثلاثمائة سنة إلاّ عشرين عاما، و كان بين صالح و إبراهيم ستمائة سنة و ثلاثون سنة و عاش إبراهيم] (4) مائة سنة و خمسة و سبعين سنة. و قال بعض هؤلاء المسمين: مائتي سنة. و عاش إسماعيل مائة سنة و تسعة و ثلاثين، و عاش إسحاق مائة سنة و ثمانين سنة، و عاش يعقوب بن إسحاق مائة سنة و تسعة و أربعين سنة. و كان بين موسى و إبراهيم سبعمائة سنة. و كانت الأنبياء بين موسى و عيسى متواترة و كذلك بين نوح إلى موسى متواترة. يقول اللّه تعالى في كتابه العزيز في سورة المؤمنين من بعد قصة نوح: ثُمَّ أَرْسَلْنٰا رُسُلَنٰا تَتْرٰا بعضها على إثر بعض كُلَّ مٰا جٰاءَ أُمَّةً رَسُولُهٰا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنٰا بَعْضَهُمْ بَعْضاً إلى قوله: ثُمَّ أَرْسَلْنٰا من بعدهم مُوسىٰ وَ أَخٰاهُ هٰارُونَ (5) فمن زعم أنه يعلم عدتهم و أسمائهم فقد كذب لأن اللّه تعالى يقول لنبيّه عليه الصلاة و السلام:

مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنٰا عَلَيْكَ وَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ (6) و كان بين موسى و عيسى [و عن] (7) إسحاق قال ابن سمعان، عن مكحول، عن كعب: ستمائة قال إسحاق:

- و كذلك قاله إدريس، عن ضمرة عن وهب قالا: أنا إسحاق و أنبأنا جويبر و مقاتل، عن الضّحّاك عن ابن عباس :خمسمائة سنة و اللّه تعالى أعلم أي ذلك كان.

ص: 30


1- بالأصل «نوحا».
2- عن مختصر ابن منظور 27/1.
3- بياض بالأصل و ما أثبت عن مختصر ابن منظور 27/1.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن المخطوطة الخزانة العامة.
5- سورة «المؤمنون»44-45.
6- سورة المؤمن الآية 78.
7- عن هامش الأصل، و مكانها في مخطوطة الخزانة العامة بياض.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن العباس المخلّص، أنا أبو الحسين بن رضوان بن أحمد بن جالينوس الصّيدلاني أنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، نا يونس بن بكير الشيباني عن (1) محمد بن إسحاق بن يسار قال :كان من آدم إلى نوح ألف و مائتا سنة. و من نوح إلى إبراهيم ألف و مائة و اثنتان و أربعون سنة.

و بين إبراهيم إلى موسى خمسمائة و خمس و ستون سنة. و من موسى إلى داود خمسمائة سنة و تسعة و ستون سنة. و من داود إلى عيسى ألف و ثلاثمائة و سنة و [ست] (2)و خمسون سنة. و من عيسى إلى محمّد عليه الصلاة و السلام ستمائة سنة. فذلك خمسة آلاف و أربعمائة (3) و اثنان و ثلاثون سنة. هذا الإجمال صحيح (4).

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا محمد بن الحسين، أنبأنا محمد بن الحسين (5) أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدثنا أصحاب، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال :فذكر، يعني هذا، ثم قال:

فذلك خمسة آلاف و أربعمائة و ستة و عشرون سنة. و هذا الإجمال غير صحيح.

- أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن أحمد بن البنا. قالا: نا أبو الحسين محمد (6) بن أحمد بن الآبنوسي. أنا أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه بن الفضل إجازة، أنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد، عن الزعفراني نا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب، نا علي بن محمد بن بندي و يعقوب بن بكر بن كعب الأنطاكي قالا: نا عيسى بن يونس، نا الأوزاعي، نا يحيى بن [أبي] كثير، عن أبي سلمة قال:

كان بين آدم و نوح عشرة قرون [كلهم على الإسلام] (7).

ص: 31


1- بالأصل و مخطوطة الخزانة العامة «على» تحريف.
2- عن مخطوطة الخزانة العامة.
3- عن مخطوطة الخزانة العامة و مختصر ابن منظور 28/1 و بالأصل: خمس ألف و أربعة.
4- بالأصل «غير صحيح» و المثبت يوافق مخطوطة الخزانة العامة و مختصر ابن منظور.
5- كذا ورد مرتين بالأصل و نسخة الخزانة العامة.
6- بالأصل:«أبو بكر الحسن بن محمّد» تحريف، و التصحيح عن الأنساب «الآبنوسي».
7- كذا وردت العبارة بالأصل و مخطوط الخزانة العامة، و سقطت من مطبوعة المجلدة الأولى من ابن عساكر و ورد فيها مكانها: القرن مائة عام، و كان بين نوح و إبراهيم عشرة قرون.

قال (1):و أنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، عن غير واحد من أهل العلم قالوا:

كان بين آدم و نوح عشرة قرون، القرن مائة سنة [و بين نوح و إبراهيم عشرة قرون، و القرن مائة سنة] (2) و بين إبراهيم و موسى بن عمران عشرة قرون، القرن مائة سنة.

- قال: و أنبأنا هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس (3) قال :كان بين موسى بن عمران و عيسى بن مريم ألف سنة و تسعمائة سنة و لم يكن بينهما فترة، و أنه أرسل بينهما (4) ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم، و كان بين ميلاد عيسى و النبي صلى اللّه عليه و سلم خمسمائة سنة و تسع و ستون سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء و هو قوله تعالى: إِذْ أَرْسَلْنٰا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمٰا فَعَزَّزْنٰا بِثٰالِثٍ (5) و الذي عزّز به شمعون، و كان من الحواريّين، و كانت الفترة التي لم يبعث اللّه تعالى فيها رسولا أربعمائة سنة و أربعة و ثلاثين سنة، و أن حوارييّ عيسى بن مريم كانوا اثني عشر رجلا و كان قد تبعه بشر كثير و لكنه لم يكن فيهم حواريّ إلاّ اثني عشر رجلا و كان من الحواريين القصّار و الصيّاد و كانوا عمالا يعملون بأيديهم، و إن الحواريّين من الأصفياء، و أن عيسى حين رفع كان ابن اثنين و ثلاثين سنة و ستة أشهر، و كانت نبوته ثلاثون شهرا، و أن اللّه تعالى رفعه بجسده، و أنه حي الآن، و سيرجع إلى الدنيا فيكون فيها ملكا، ثم يموت كما يموت الناس، و كانت قربة عيسى تسمى ناصرة (6) و كان أصحابه يسمون الناصريّين، و كان يقال لعيسى الناصري فلذلك سميت النصارى.

ص: 32


1- كذا، و القائل ابن سعد، و الخبر التالي في الطبقات 53/1، و وقع قبله هنا نقص نستدركه من المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر ص 27: و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي قال: أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب، أنا أبو محمّد حارث بن أبي أسامة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد، أنا قبيصة بن عقبة، نا سفيان بن سعيد عن أبيه عن عكرمة قال: كان بين آدم و نوح عشرة قرون كلهم على الإسلام. و الخبر في طبقات ابن سعد 53/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد 53/1.
3- عن ابن سعد، و بالأصل «ابن عياش» و الخبر في طبقات ابن سعد 53/1.
4- عن ابن سعد و بالأصل «بينهم».
5- سورة يس الآية 14.
6- ناصرة: قرية بينها و بين طبرية ثلاثة عشر ميلا، فيها كان مولد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، و منها اشتق اسم النصارى (معجم البلدان).

- أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد نا ابن أبي خيثمة، نا فضيل بن عبد الوهّاب، نا جعفر بن سليمان عن عوف قال :كان بين عيسى و محمّد صلى اللّه عليهما ستمائة سنة.

- أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا: أنبأ [أبو] جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العياش المخلّص، أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان الطوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه الزّبير بن بكّار الزّبيري، حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي (1) عن زكريا بن عيسى، عن ابن عيسى، عن ابن شهاب :أن قريشا كانت تعد قبل عد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من زمن الفيل (2) كانوا يعدّون بين الفيل و بين الفجار أربعين سنة، و كانوا يعدون بين الفجار و بين وفاة هشام بن المغيرة ستة سنين، و كان يعدّون بين وفاة هشام و بين بنيان الكعبة تسع سنين، و كانوا يعدون بين بنيان الكعبة و بين أن خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة خمس (3) عشرة سنة منها خمس سنين قبل أن ينزّل عليه، ثم كان العدد بعد.

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن الحسن أنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن نمير، نا وكيع، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب قال :بدأ اللّه تعالى خلق السموات و الأرض يوم الأحد و الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس و الجمعة ثم جعل مع كل يوم ألف سنة.

- قال: و نبّأنا ابن نمير، نا وكيع، نا الأعمش، عن أبي صالح نا إسحاق بن عيسى، بن (4) بنت داود بن أبي هند، حدثني عامر بن يساف اليماني، عن أيوب بن عتبة قال :كان بين آدم و نوح عشرة آباء، و ذلك ألف سنة و كان بين نوح و إبراهيم عشرة آباء

ص: 33


1- عن مخطوط الخزانة العامة و بالأصل «الموملي».
2- رسمت بالأصل و فيما يلي من الخبر «النيل» بالنون، و قد صححت في كل مواقع الخبر.
3- بالأصل:«خمسة عشر».
4- في المجلدة الأولى المطبوعة:«عن» تحريف، انظر ترجمة إسحاق في تقريب التهذيب 60/1 و قد ورد الخبر التالي في المطبوعة 29/1 مبتورا شوّه المعنى.

و ذلك ألف سنة، و كان بين إبراهيم و موسى سبعة آباء و لم يسمّ السنين، و كان بين موسى و عيسى ألف و خمسمائة سنة، و كان بين عيسى و محمد عليهما الصلاة و السلام ستمائة سنة و هي الفترة.

- قال: و أنبأ حرملة [أخبرني] (1) بن وهب حدثني مالك قال :سمعت أن الفترة بين عيسى و بين النبيّ صلى اللّه عليه و سلم سبعمائة سنة، قال: و لم أسمع ذلك من أهل العلم.

- أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا (2) الحسن بن البنا قالا (3):أنا أبو بكر [أحمد] (4) بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري إجازة، أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني، أنا أبو بكر بن خيثمة قال: قال علي بن محمد، عن علي بن مجاهد، عن محمد بن إسحاق، عن الزّهري، عن محمد بن صالح، عن الشعبي قالا :لما هبط آدم من الجنة، و انتشر ولده أرّخ بنوه من هبوط آدم، فكان ذلك التاريخ حتى بعث اللّه تعالى نوحا، فأرّخوا حتّى مبعث نوح حتى كان الغرق، فهلك من هلك ممن كان على وجه الأرض، فلما هبط نوح و ذرّيته الأرض بين (5) من كان من السفينة إلى الأرض قسّم الأرض بين أولاده أثلاثا، فجعل لسام وسطا من الأرض، ففيها: بيت المقدس، و النيل، و الفرات، و دجلة، و سيحان، و جيحان، و قيسون (6)؛ و ذلك ما بين قيسون إلى شرقي النيل، و ما بين منخر الريح و الجنوب (7) إلى منخر الشمال، و جعل لحام قسمه غربيّ النيل فما وراءه إلى منخر ريح الدّبور، و جعل قسم يافث في قيسون فما وراءه إلى منخر ريح الصبا، فكان التاريخ من الطوفان إلى نار إبراهيم. فلما كثر ولد إسماعيل افترقوا. فأرّخ بنو إسحاق من نار إبراهيم إلى مبعث يوسف، و من مبعث يوسف إلى مبعث موسى، و من مبعث موسى إلى ملك سليمان،

ص: 34


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه.
2- بالأصل «أنبأنا» تحريف.
3- بالأصل «قال» و المثبت عن مخطوط الخزانة العامة.
4- زيادة عن مخطوط الخزانة العامة.
5- في الطبري 193/1 و كل.
6- في الطبري:«و فيشون» و ما في الأصل يوافق مخطوط الخزانة العامة و مختصر ابن منظور.
7- في الطبري:«ريح الجنوب» و منخر ريح الجنوب أي موضع هبوبها.

و من ملك سليمان إلى مبعث عيسى بن مريم و من مبعث عيسى بن مريم إلى مبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و على جميع أنبيائه و رسله. و أرّخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلى بناء البيت حتى بناه إبراهيم و إسماعيل، ثم أرخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتى تفرقت معدّ. فكان كلما خرج قوم من تهامة أرخوا مخرجهم، و من بقي من تهامة من بني إسماعيل يؤرخون خروج معدّ و نهد و جهينة من بني زيد من تهامة حتى مات كعب بن لؤي إلى الفيل، فكان التاريخ من الفيل حتى أرّخ عمر بن الخطاب من الهجرة و ذلك سنة سبع عشرة (1) أو ثمان عشرة.

- قال ابن أبي خيثمة قال: قال يحيى بن معين غير مرة: أكتب عن المدائني كتبه.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي أنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن عمران قال (2):لم يزل للناس تاريخ، كانوا يؤرخون في الدهر الأول من هبوط آدم من الجنة، لم يزل ذلك حتى بعث اللّه تعالى نوحا فأرخوا من دعاء نوح على قومه، ثم أرّخوا من الطوفان، ثم لم يزل ذلك حتى حرّق إبراهيم عليه السّلام [فأرّخوا من تحريق إبراهيم] (3) و أرّخوا بني إسماعيل من بنيان الكعبة، ثمّ لم يزل كذلك حتى مات كعب بن لؤي فأرّخوا من موته، فلم يزل كذلك حتى كان عام الفيل، فأرّخوا من عام الفيل، ثم أرّخ المسلمون بعد من مهاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد كان للعرب أيضا تاريخ (4).

- قال خليفة (5):حدثني محمّد بن معاوية، عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى قال: لم يزل لفارس تاريخ يعرفون أمورهم به، و تاريخ حسابهم إلى هذا اليوم منذ هلك

ص: 35


1- بالأصل:«عشر».
2- الخبر في تاريخ خليفة ص 50:«نقلا عن يحيى بن محمّد الكعبي عن عبد العزيز بن عمران» و قد اضطرب السند بالأصل، و في المجلدة الأولى من مطبوعة ابن عساكر ص 30: نا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا، نا أبو عمرو خليفة بن خيّاط العصفري حدثني يحيى بن محمّد عن عبد العزيز بن عمران قال.
3- زيادة عن تاريخ خليفة. و في المجلدة الأولى:«غرق إبراهيم» بدل «حرق إبراهيم».
4- عن تاريخ خليفة و بالأصل «تاريخا».
5- تاريخ خليفة ص 50.

يزدجرد بن شهريار و ذلك في سنة ست (1) عشرة من هجرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و [هو] (2) تاريخ الناس اليوم.

قال: و لبني إسرائيل تاريخ (3) آخر بسني ذي القرنين. و هو اليوم في ذي الحجة سنة سبع و ثلاثين و مائتين، ألف و مائتان و اثنان و سبعون. و كلما دخل تشرين الأول من حساب الروم فرد سنة، و ذلك أن حساب سني ذي القرنين كانت حين هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم تسعمائة سنة و خمسا و عشرين سنة (4).

ص: 36


1- بالأصل «ستة».
2- زيادة اقتضاها السياق.
3- بالأصل «تاريخا» و التصحيح عن تاريخ خليفة.
4- بالأصل: و خمس و عشرون سنة.

باب ذكر اختلاف الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم في التّاريخ

و ما نقل فيه من الاتفاق منهم انتهى.

- أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد بن المذكور الأزجي ببغداد، أنبأنا أبو محمد الحسن (1) بن علي الجوهري، أنبأنا علي بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا محمد بن الحسين بن شهريار أبو بكر، نبأنا عمرو بن علي بن يحيى بن كثير، نبأنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبي سلمة عن الزّهري أن :رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أرخ التاريخ حين قدم المدينة في شهر ربيع الأول انتهى[7].

- قال أبو حفص :و قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة يوم الاثنين عند ارتفاع النهار لثنتي عشرة ليلة من ربيع الأوّل، و هو ابن ثلاث و خمسين سنة.

كذا في هذه الرواية، و هي مرسلة.

- و رواه الصاعاني، عن أبي عاصم فقال، عن ابن أبي سلمة و هو الصحيح، و هو عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة الماجشوني.

- أخبرناه أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري و جماعة - إجازة - قالوا: أنبأنا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة أنبأ أبو القاسم الحسين بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي، أنبأنا إسماعيل محمد الصّفّار، نا محمد بن إسحاق، نبّأنا أبو عاصم النبيل، عن ابن جريج، عن ابن أبي سلمة، عن ابن شهاب أن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة في شهر ربيع انتهى[8].

ص: 37


1- بالأصل «الحسين» خطأ و التصحيح عن الأنساب «الجوهري».

رواه غيره عن ابن جريج عن ابن شهاب انتهى.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة اللّه أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبّأنا يعقوب، أنبأنا أبو الطاهر و يونس قالا: نبأنا ابن وهب عن ابن جريج عن ابن شهاب أنه قال :التاريخ من يوم قدم النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم المدينة مهاجرا.

- قال ابن وهب: سألت مالكا عن التاريخ من متى؟ قال :من مقدم النبي صلّى اللّه عليه و سلم المدينة.

كذا في حديث أبي عاصم. و جزم ابن وهب، عن ابن جريج أصوب لأنه ذكر ابتداء التاريخ لم يبيّن من أمر به (1) و المحفوظ أن الآمر بالتاريخ عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين ببغداد قالا: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور، أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، نبأنا محمد بن هارون الحضرمي نبأنا محمد بن سهل بن عساكر.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني علي بن أبي سليمان قالا: نبأنا سعيد بن أبي مريم، أخبرني يعقوب بن إسحاق نبأنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو (2) بن دينار، عن ابن عباس قال :كان التاريخ في السنة التي قدم فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المدينة.

- قال محمد: نبأنا ابن أبي مريم، عن محمد بن إسحاق، و في حديث علي:

أخبرني يعقوب بن إسحاق.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه خطيب مشكان (3)-بها - أنبأ

ص: 38


1- بالأصل «و لم سمي من تنويه» العبارة غير واضحة و أثبتنا ما ورد هنا من مختصر ابن منظور 32/1 و في المجلدة الأولى ص 32 و لم يبين مدته.
2- بالأصل «عمر» و التصحيح عن الكاشف للذهبي، انظر ترجمته فيه 284/2.
3- بالأصل «مكان» و التصحيح عن ياقوت، و هي قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان.

القاضي أبو منصور محمد بن الحسين بن أبي محمد بن مؤنس النهاوندي، أنبأنا أبو العياش أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن المعروف بابن الأشقر، نبّأنا أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل، نبّأنا سعيد بن أبي مريم، نبّأنا يعقوب بن إسحاق حدثني محمد بن مسلم، فذكره أبو محمّد بن سهل و البخاري.

و فيها ولد عبد اللّه بن الزبير انتهى.

يعقوب بن إسحاق هذا هو يعقوب بن أبي عباد العكرمي.

- و رواه إسحاق المنصوب (1) السّلولي، عن محمد بن مسلم، فأسقط منه ابن عباس.

أخبرناه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا إسحاق بن منصور السّلولي، عن محمد بن مسلم فأسقط منه ابن عباس (2).

أخبرناه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنا أبي، نا إسحاق بن منصور، عن محمد بن مسلم فذكره عن عمرو (3) بن دينار قال :كان التاريخ في عشر سنين من سني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و في تلك السنة ولد ابن الزبير.

- أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي الفقيه بنيسابور، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد بن الحسن الخبازي، و أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد اللّه (4) الحفصي المروزي قالا: أنا أبو الهيثم محمّد بن المكيّ بن محمّد الكشميهني.

ص: 39


1- كذا ورد اسمه محرفا هنا و سيرد صحيحا في الحديث التالي: إسحاق بن منصور السّلولي.
2- بالأصل «ابن عياش».
3- بالأصل «عمر» تحريف، تقدمت الإشارة إليه قريبا.
4- في المجلدة الأولى من ابن عساكر ص 33 «عبد اللّه» تحريف.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد العيّار الصوفي، أنا أبو علي محمّد بن عمر بن محمد بن شبّويه (1) المروزي قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن مطر الفربري (2) قالا: حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري نا عبد اللّه بن سلمة قال حنبل القعنبي، نا عبد العزيز - زاد حنبل: بن أبي حازم - عن أبيه عن سهل بن سعد قال :ما عدّوا من مبعث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و لا من وفاته، ما عدّوا إلاّ من مقدمه المدينة.

- و أخبرنا أبو المظفّر القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد اللّه الحافظ أنا محمد بن المؤمل نا الفضل بن محمد نا أحمد بن حنبل.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبد اللّه بن عمر، نا أبو الحسين بن بشران نا عثمان بن أحمد، نا أحمد بن حنبل حدثني أبو عبد اللّه، حدثنا روح، ثنا زكريا بن إسحاق، أنبأنا عمرو (3) بن دينار [قال:] إن أوّل من أرخ الكتب يعلى بن أمية و هو باليمن، و أن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم قدم المدينة في ربيع الأوّل، و أن الناس أرّخوا لأول السنة، و إنما أرخ الناس لمقدم النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم المدينة.

- و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنبأنا بشران، أنبأنا عثمان قال: و نبّأنا حنبل، و نبّأنا أبو عبد اللّه، نا خالد بن حيّان، نا فرات بن سلمان، عن ميمون بن مهران قال :وقع (4) إلى عمر رضي اللّه تعالى عنه صك محلّه (5)في شعبان فقال عمر: أي شعبان هذا؟ الذي مضى أو الذي هو آت أو الذي نحن فيه؟ ثم جمع أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم فقال لهم: ضعوا للناس شيئا يعرفونه.

فقال قائل: اكتبوا على تاريخ الروم، فقيل: إنه يطول، و إنهم يكتبون من عدد ذي

ص: 40


1- ضبطت عن تبصير المنتبه.
2- نسبة إلى بلدة «فربر» و هي بليدة على طرف جيحون مما يلي بخارى، كما في معجم البلدان، و نص السمعاني على فتح الفاء و الراء و سكون الباء نسبة إلى فربر.
3- بالأصل «عمر» خطأ، و قد تقدمت الإشارة إليه قريبا.
4- في المطبوعة 34/1 «رفع».
5- حلّ الدّين يحلّ: وجب، و حان محلّ الدين (الأساس).

القرنين. و قال قائل: اكتبوا [على] (1) تاريخ فارس، فقيل إن الفرس كلما قام ملك طرح ما كان قبله. فاجتمع رأيهم أن ينظروا كم أقام (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة. فوجدوه أقام بها عشر سنين. فكتب أو يكتب التاريخ على هجرة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

- أخبرناه عاليا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد اللّه الكبريتي - بأصبهان - أنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد النحوي، أنا أبو بكر محمد بن عاصم بن المقري أنا أبو عروبة، أنا سفيان (3) الصّيدلاني نا أبو خالد، عن فرات بن سلمان، عن ميمون بن مهران قال :رفع إلى عمر صك محلّه شعبان قال: أي شعبان؟ الذي نحن فيه، أو الذي مضى، أو الذي هو آت. ثم قال لأصحاب النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم: ضعوا للناس شيئا يعرفونه، عن التاريخ فقال بعضهم: اكتبوا على تاريخ الروم. فقالوا: إن الروم يطول تاريخهم، يكتبون من ذي القرنين. فقال: اكتبوا على تاريخ فارس. فقال: إن فارس كلّما قام ملك طرح ما (4) كان قبله، فأجمع رأيهم أن الهجرة كانت عشر سنين. فكتبوا التاريخ من هجرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.

- أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي بأصبهان قالت: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن محمود. أنبأنا أبو بكر (5) محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، أنبأنا محمد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد الجوهري الزهري، نا كثير بن هشام، نا جعفر - و هو - ابن برقان، نا ميمون بن مهران قال :

ائتمروا (6) أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم متى يكتبون التاريخ. فقال بعضهم:

نكتبه من الشهر الذي ولد فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم. و قال بعضهم: من حين أوحي إليه و قال بعضهم: نكتبه من هجرته التي هاجر فيها من دار الشرك إلى دار

ص: 41


1- زيادة عن مختصر ابن منظور 33/1.
2- عن مخطوط الخزانة العامة، و بالأصل «قام».
3- في المطبوعة 34/1: نا أبو سفيان الصيدلاني، نا خالد بن حيان، عن فرات بن سلمان.
4- بالأصل «من».
5- بالأصل «أنبأنا بكر بن محمّد» و التصحيح عن الأنساب «الزراد» فيمن يروي عن الزراد، و المجلدة الأولى من ابن عساكر 34/1.
6- كذا.

الإسلام (1).فاجتمع رأيهم على أن يكتبوا التاريخ من هجرة النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم إلى المدينة، و ذلك لعشر سنين منذ هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه من مكة إلى المدينة [إلى] (2) يوم توفي في هذا التاريخ عشر سنين من حياته صلّى اللّه عليه و سلم.

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا داود بن عمرو، حدثنا حبان بن علي العنزي (3) عن مجالد، عن الشعبي قال: كتب أبو موسى إلى عمر :إنه يأتينا من قبلك كتب ليس لها تاريخ، فأرّخ. فاستشار عمر في ذلك، فقال بعضهم: أرّخ لمبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و قال بعضهم: لوفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. فقال عمر: لا بل نؤرخ لمهاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فإن مهاجره فرق بين الحق و الباطل.

قال: فأرّخ لمهاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر (4) بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين (5) بن بشران أنا (6) عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا حنبل، حدثني عثمان نا يحيى بن سعيد، عن قرّة بن (7) خالد السّدوسي، نا محمد - يعني - ابن سيرين (8) قال :

قدم رجل من أهل اليمن على عمر فقال: لم لا تؤرخون؟ قال: كيف؟[قال:] تكتبون من شهر كذا في سنة كذا. فنظر القوم في ذلك؛ فأرادوا أن يؤرخوا من مبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم قالوا من وفاته، ثم أرادوا من الهجرة. فقالوا من أي شيء (9) فهمّوا من رمضان ثم بدا لهم أن يجعلوه من المحرّم.

رواه علي (10) محمد المدائني، عن قرّة بن أمية.

ص: 42


1- في المجلدة الأولى المطبوعة: الإيمان.
2- زيادة اقتضاها السياق عن المجلدة الأولى المطبوعة.
3- ضبطت عن تقريب التهذيب، و اللفظة غير واضحة بالأصل.
4- بالأصل:«أبو عمر» خطأ، و سيرد صوابا في الخبر التالي، و انظر ترجمته في الكاشف 273/2.
5- بالأصل:«بن عمر بن الحسن بن بشران» و التصويب عن المجلدة الأولى المطبوعة من ابن عساكر.
6- بالأصل:«بن».
7- بالأصل:«عن» و التصويب عن تقريب التهذيب.
8- عن مخطوطة الخزانة العامة، و بالأصل:«بشران».
9- كذا، و لعله «من أي شهر» و سيأتي صوابا في الخبر التالي.
10- كذا بالأصل و مخطوط الخزانة العامة، و في المطبوعة:«أبو علي بن محمد المدائني».

- أخبرناه أبو غالب و أبو عبد اللّه نكتب من ظهر.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبد اللّه بن عمر عمر نا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه نا حنبل حدثني عبد اللّه، نا يحيى بن سعيد، عن قرّة بن خالد السّدوسي، نا محمد - يعني - ابن سيرين قال :قدم رجل من أهل اليمن على عمر فقال: لم لا تؤرخوا؟ قال: كيف؟ قال: يكتبون من شهر كذا في يوم كذا في سنة كذا. فنظر القوم في ذلك فأرادوا أن يؤرخوا من مبعث النبيّ صلى اللّه عليه و سلم ثم قالوا: من وفاته، ثم أرادوا من الهجرة، فأرخوا من الهجرة، فقالوا: من أي شهر؟ فهمّوا من رمضان، ثم بدا لهم أن يجعلوه من المحرّم.

- أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران، أنا أبو علي محمد بن [أحمد بن] (1) الحسن بن الصّوّاف، نا [أبو] (2) جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري [نا] ابن أبي حازم عن أبيه، عن سهل بن سعد قال :

أخطأ (3) الناس العدد. لم يعدوا من مبعث النبي صلّى اللّه عليه و سلم و لم يعدّوا من متوفاه، إنما عدّوا من مقدمه المدينة.

قال مصعب: و كان تاريخ قريش في الجاهلية من مكة من متوفى هشام بن المغيرة.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا حنبل، نا هارون بن معروف، حدثنا عبد العزيز بن محمد، أخبرني عثمان بن عبد اللّه قال: سمعت سعيد بن المسيّب قال :جمع عمر بن الخطاب من المهاجرين و الأنصار فقال: متى نكتب التاريخ؟ فقال له علي بن أبي طالب: منذ خرج النبيّ صلى اللّه عليه و سلم من أرض الشرك يعني يوم هاجر، قال: فكتب ذلك عمر بن الخطاب.

ص: 43


1- زيادة عن مخطوطة الخزانة العامة.
2- زيادة عن المطبوعة 36/1.
3- بالأصل:«أخطئوا» و المثبت عن م الخزانة العامة.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد نا محمد بن إسماعيل البخاري، نا عبد اللّه بن عبد الوهاب الحجبي نا عبد العزيز بن محمد بن عثمان بن رافع سمعت ابن المسيّب :يقول عمر: متى نكتب التاريخ؟ فجمع المهاجرين فقال له علي: من يوم هاجر النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم. فكتب التاريخ لسنتين. في هذه الرواية إلى مدة (1).

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبد اللّه، نا أبو [الحسين بن] (2)بشران، أنا أحمد بن عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل، و حدثني أبي إسحاق، حدثنا محمد بن عمر حدثني ابن أبي سبرة عن عثمان بن عبد اللّه، عن رافع، عن ابن المسيّب قال :فأول من كتب التاريخ [عمر] (3) لسنتين و نصف من خلافته، فكتبه لست (4) عشرة من المحرم بمشورة علي بن أبي طالب.

- و أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي أنبأنا عمر بن عبد اللّه بن عمر أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل حدّثني أبي نا محمد بن عمر نا ابن أبي الزياد (5) عن أبيه قال :استشار عمر في التاريخ فأجمعوا على الهجرة.

رواه أبو الحسن المدائني، عن عبد الرحمن بن أبي الزياد .

- أخبرناه أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا أبو عبد اللّه الزّعفراني أنا ابن أبي خيثمة أنا علي بن محمد المدائني، عن ابن أبي الزياد، عن أبيه :أن عمر شاور في التاريخ فقائل يقول من النبوة، و قائل يقول من الهجرة، و قائل يقول من الوفاة فأجمعوا على الهجرة انتهى.

- أخبرنا أبو غالب بن أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن قالا: نا محمد بن

ص: 44


1- كذا، و لم تثبت لدينا.
2- زيادة اقتضاها السياق، اقتبست مما سبق.
3- زيادة عن خع، و قد سقطت من الأصل.
4- بالأصل: لستة.
5- في المطبوعة، المجلدة الأولى ص 37 «الزناد».

أحمد بن محمد (1) الآبنوسي أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنا أبو عبد اللّه الزّعفراني أنا ابن أبي خيثمة أنا علي بن محمد، عن قرّة بن خالد، عن ابن سيرين :أن رجلا من المسلمين قدم من أرض اليمن فقال لعمر: رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ، يكتبون من عام كذا و شهر كذا. فقال عمر: إن هذا لحسن فأرّخوا. فلما أجمع على أن يؤرّخ شاور فقال قائل: مولد النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم، و قال قوم: من المبعث. و قال قائل: حين خرج مهاجرا من مكة. و قال قائل: الوفاة حين توفي. فقال: أرّخوا خروجه من مكة إلى المدينة. ثم قال: بأي شهر نبدأ فنصيره أول السنة؟ فقالوا: رجب. فإن أهل الجاهلية كانوا يعظمونه. و قال آخرون: شهر رمضان. و قال بعضهم: ذو الحجة [فيه الحج] (2) و قال آخرون: الشهر الذي خرج فيه من مكة إلى المدينة. و قال آخرون:

الشهر الذي قدم فيه. فقال عثمان: أرّخوا المحرّم أول السنة، و هو شهر حرام و هو أول الشهور في العدة، و هو منصرف الناس عن الحج. فصيّروا أول السنة المحرّم. فكان أول ما أرخ في الإسلام من مهاجر النبي صلّى اللّه عليه و سلم. فقال الناس:[سنة] (3)إحدى و سنة اثنتين إلى يومنا هذا. أو كان التاريخ في سبع عشرة، و يقال في سنة ست عشرة في ربيع الأول.

- أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: أنبأنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا مكي بن (4) محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر، نا محمد بن يوسف بن بشر، نا محمد بن عبد اللّه بن سليمان بن أيوب، نا محمد بن عبد اللّه بن نمير، نا يونس قال:

حدثنا من سمع جابرا، عن أبي جعفر قال: نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المدينة مهاجرا ففيه أوقع أصحابه تسمية السنين من مهاجر النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم و قد أقام بمكة اثنتي عشرة سنة[9].

- أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو (5) عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنا قالا: أنبأنا أبو

ص: 45


1- بالأصل: و خع «محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد» و الذي أثبتناه يوافق ترجمته في الأنساب «الآبنوسي».
2- زيادة عن خع.
3- زيادة عن المجلدة المطبوعة 38/1.
4- بالأصل:«و أبو».
5- بالأصل:«بن» و أحمد و يحيى ابنا الحسن بن البنا، و قد وقع بالأصل «الحسين» خطأ.

جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة نا أبو طاهر المخلّص نا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدثني عبد الرّحمن بن المغيرة قال :

كتب عمر التاريخ في شهر ربيع الأوّل سنة ست (1) عشرة من الهجرة بمشورة علي بن أبي طالب. و كان عمر بن الخطاب استشار في التاريخ. فقال قائل [من النبوّة] (2) و قال قائل: من الهجرة. و قال قائل: من الوفاة.

- أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني. أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد الكلاني (3)،أنا تمام، أخبرني أبي [أخبرني أبو] (4) الحسن علي بن محمد بن العباس بن عيسى المصري بمصر، نا أحمد بن يحيى بن الوزير التجيبي المصري، سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول :إنما أرّخ التاريخ من مقدم النبيّ صلى اللّه عليه و سلم المدينة ليس من مبعثه.

- أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا عمر بن عبد اللّه بن عمر، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، أنبأنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبي، حدثنا محمّد بن عمر قال :حج عمر في سنة ست (5) عشرة و خلف على المدينة زيد بن ثابت، و فيها كتب التاريخ في شهر ربيع الأول يعني أن في ربيع الأوّل كتب التاريخ، لا أنه جعل ابتداء التاريخ من ربيع الأول و إنما جعل من المحرّم.

- أخبرنا أبو بكر محمّد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون نا أبو زرعة قال: أملا علينا عبد الأعلى بن مسهر ما صح من التاريخ و ما العمل عليه، و حدثنا أن التاريخ منذ نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم [المدينة.] (6) و توفي سنة عشر لتمامها من التاريخ.

ص: 46


1- بالأصل:«ستة».
2- زيادة عن خع.
3- في المطبوعة 38/1 الكلاعي.
4- زيادة عن خع.
5- بالأصل: ستة.
6- زيادة عن خع.

باب ذكر تاريخ الهجرة و الاقتصاد في ذكره للشهرة

ذكر تاريخ الهجرة و الاقتصاد (1) في ذكره للشهرة

- أخبرتنا فاطمة بنت محمّد بن البغدادي - بأصبهان - قالت: أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي (2)،نا عبد اللّه بن سعيد، نا عمي يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن [ابن] إسحاق قال :قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المدينة في شهر ربيع الأول لثنتي عشرة ليلة خلت منه[10].

- أخبرنا أبو الأعز فراتكين بن الأسعد الأزجي، أنا محمّد (3) نا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن لؤلؤ، نا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار قال: قال أبو حفص الفلاّس :قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم المدينة يوم الاثنين ارتفاع النهار لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول[11].

- أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن عبد اللّه المقرئ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس الدنا (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنا أبو محمّد بن أحمد بن عبد العزيز أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين بن عمر بن الحسين بن علي بن مالك بن الأشناني قالا: حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني الأسناني (5) أبو زيد النميري حدثني

ص: 47


1- كذا بالأصل، و في خع:«و الاقتصار» و في المطبوعة 40/1 و الاختصار.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى منبج إحدى بلاد الشام، و الزراد نسبة إلى صنعة الدروع و السلاح.
3- كذا، و ليست في المطبوعة.
4- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: الرفاعي.
5- كذا بالأصل و خع، و العبارة في المجلدة الأولى ص 40: حدثني، و قال ابن الأكفاني نا أبو زيد النميري.

محمّد بن يحيى الكتاني نا عبد العزيز [بن] عمران عن صالح بن سعيد، عن مجمع بن عبد اللّه - زاد الأشناني: بن نبيل - عن فضالة بن عبيد قال :كان مقدم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة يوم الاثنين للنصف من ربيع الأول[19].

- أخبرنا أبو علي الحسن (1) بن أحمد بن الحسن الحداد المقرئ [و] جماعة - إجازة - قالوا: أنبأنا أبو بكر أحمد (2) بن عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن زيدة التاجر، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي نا محمد بن عائذ، أنبأنا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن يزيد، عن أبي البدّاح (3) بن عاصم بن عدي، عن أبيه قال :قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، فأقام بالمدينة عشر سنين[13].

- و حدّثنا أبو الحسين علي بن المسلمة بن الفتح الفقيه الفرضي، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن (4) أبي العلاء المصّيصي نا أبو بكر محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي البسري، أنا ابن (5) عائذ، حدثنا الواقدي: نا عبد اللّه بن يزيد الهذلي، عن أبي البدّاح (6) بن عاصم، عن أبيه قال: قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول فأقام بالمدينة عشر سنين.

هذا أولى بالصواب.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي نا أبو محمد (7) الحسن بن علي

ص: 48


1- في المطبوعة:«الحسين» خطأ.
2- كذا بالأصل و خع خطأ و الصواب:«محمد» و في التبصير 617/2 محمد بن عبد اللّه بن ريذة صاحب الطبراني.
3- بالأصل بدون نقط، و في خع «القداح» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب، يقال: اسمه عدي و يقال كنيته أبو عمرو، و أبو البداح لقب.
4- بالأصل:«أبي».
5- بالأصل:«أبي» و هو محمد بن عائذ يروي عنه أبو عبد الملك البسري، انظر ترجمة أبي عبد الملك في تهذيب التهذيب 10/1.
6- بالأصل و خع «أبي القداح» انظر ما تقدم فيه قريبا.
7- بالأصل:«نا أبو بكر محمد بن الحسن» و ما أثبتناه يوافق ما جاء عنه في الأنساب «الجوهري».

الجوهري، أنا أبو [عمر بن] حيّوية أنبأنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد (1)،أنا موسى بن داود، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب :أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أقام بمكة عشرا، و خرج منها في صفر، و قدم المدينة في شهر ربيع الأول[14].

- ذكر أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الورّاق المعروف بابن القوّاس :أن عمر بن الخطاب جعل التاريخ من أول سني الهجرة للنصف من شهر ربيع الأول سنة عشرة.

قال: و كان أول المحرّم سنة الهجرة، يوم الخميس اليوم السّابع عشر من أفروردين (2) ماه سنة ثلاثة و ثلاثين لكسرى أبرواز، و اليوم الثامن من أيار سنة ثلاث و ثلاثين و تسعمائة لذي القرنين.

ص: 49


1- بالأصل و خع:«أنا أبو محمد بن سعيد أنا أبو موسى بن داود» و المثبت عن طبقات ابن سعد 224/1 و الخبر فيها.
2- عن مختصر ابن منظور 35/1 و في الأصل «فرودد بن».

باب ذكر القول المشهور في اشتقاق تسمية الأيّام و الشهور

- أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد اللّه الكبريتي - بأصبهان - أنا أبو مسلم محمد بن علي بن الحسين بن مهرابزد (1) أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو زرعة نا أبو عروبة، نا سلمة بن شبيب، نا يزيد بن هارون.

أخبرنا شريك، عن غالب بن غيلان، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: إن اللّه تعالى خلق يوما فسمّاه الأحد، ثم خلق ثانيا فسمّاه الاثنين، ثم خلق ثالثا فسمّاه الثلاثاء ثم خلق رابعا فسماه الأربعاء ثم خلق خامسا فسماه الخميس. فخلق الأرض يوم الأحد و الاثنين، و خلق الجبال يوم الثلثاء فلذلك يقول الناس يوم ثقيل.

و خلق موضع القرى و الأشجار يوم الأربعاء و خلق الطير و الوحش و السباع و الهوام و الآفة يوم الخميس، و خلق الإنسان يوم الجمعة و فرغ من الخلق يوم السبت.

- أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون نا أبو القاسم عبد الملك بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد و إسماعيل بن موسى قالا: حدثنا شريك، عن غالب بن غيلان، عن ابن عباس قال :أول ما خلق اللّه تعالى و تبارك الأحد فسمّاه الأحد، ثم خلق الاثنين فسماه الاثنين فخلق فيهما السّماوات و الأرض، ثم خلق الثلاثاء فسمّاه ثالثا (2) فخلق فيه الجبال فمن ثمّ يقول الناس يوم ثقيل.

ثم خلق الأربعاء فسماه رابعا فخلق فيه مواقع الأشجار و الأنهار. ثم خلق الخميس فسماه

ص: 50


1- بالأصل:«مهرام وا» و في المطبوعة:«مهرراد» و المثبت عن بغية الوعاة 80 و في الوافي 131/4 مهربزد.
2- بالأصل:«ثالث».

خامسا فخلق فيه البهائم و الوحش، ثم خلق الجمعة فخلق فيه آدم و الأمهات و فرغ تبارك و تعالى يوم السبت. ثمّ قرأ ابن عباس أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ (1) الآية كلها.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و عبد الباقي محمد بن غالب أبو منصور، و أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص، نا عمرو - و هو - ابن (2) العلاء المقرئ :كانت العرب في الجاهلية يسمون الأحد أول، و الاثنين أهون، و الثلاثاء دبار (3)،و الأربعاء كبار (4)،و الخميس مؤنس، و الجمعة عروبة و السبت سيار.

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص أنبأنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري، أنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري (5) الأصمعي قال: كان أبو عمرو بن العلاء يقول :إنما سمي المحرّم لأن القتال حرم فيه، و صفر لأن العرب كانت تنزل فيه بلادا يقال لها صفر، و شهرا ربيع كانوا يربعون [فيهما] (6) و جماديان (7) كان يجمد فيهما الماء و رجب كانوا يرجبون فيه النخل، و شعبان شعب فيه القبائل، و رمضان رمضت فيه الفصال من الحرّ، و شوّال شالت الإبل بأذنابها للضرب (8) و ذو القعدة قعدوا فيه عن القتال، و ذو الحجّة كانوا يحجون فيه. فأما أول السنة فالمحرّم.

ص: 51


1- سورة السجدة، الآية:9.
2- عن خع و بالأصل:«أبو».
3- بالأصل و خع:«بار» و المثبت عن مختصر ابن منظور 36/1.
4- في خع و مختصر ابن منظور 36/1 «جبار»، و قد ورد الأربعاء مرتين بالأصل و لم يذكر الخميس، و هو سبق قلم من الناسخ.
5- بالأصل «أبو يعلى بن زكريا» و في المطبوعة: البصري بدل المنقري.
6- زيادة عن خع.
7- بالأصل:«و جمادتا» و في خع:«و جماتا» و المثبت عن مختصر ابن منظور 36/1.
8- كذا بالأصل و خع، و في مختصر ابن منظور و المطبوعة: للضراب.

- أخبرنا أبو غالب أحمد (1) و أبو عبد اللّه يحيى أي ابنا الحسن بن البنا قالا: أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين الزّعفراني نا ابن أبي خيثمة قال: و أنا علي بن محمد، عن ابن المبارك، عن يونس الأيلي (2) عن الزّهري: أن عثمان قال :أول السنة المحرّم.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم الفرضي - ببغداد - حدثنا القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن عبد الصمد بن المهتدي باللّه، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين - إملاء - نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا أبو الربيع الزّهري (3)،نبأنا نوح بن قيس، نا عثمان بن محصن أن ابن عباس قال في هذه الآية: وَ الْفَجْرِ وَ لَيٰالٍ عَشْرٍ (4) قال: هو المحرّم فجر السنة.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه المشكاني - بها - أنبأنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس النهاوندي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن بن الحائل (5)المعروف بابن الأشقر.

ح و أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النّرسي الكوفي المعروف بأبيّ في كتابه - و اللفظ له - ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي ببغداد قال، أنا أبو الحسين بن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن الطيوري و أبو الغنائم بن النّرسي قالا، أنا [أبو] أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني (6) الواسطي، أنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الشيرازي الحافظ، نا أبو الحسن محمد بن سهل المقرئ قالا: أنا أبو عبد اللّه البخاري، نا أبو نعيم حدثنا أبو يوسف بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبيد بن عمير قال:

ص: 52


1- بالأصل:«أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن» و مثله في خع و صححت العبارة عن المطبوعة.
2- الأيلي: بفتح الألف و سكون الياء، هذه بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مضر.(الأنساب).
3- كذا بالأصل و في الأنساب «الزّهراني» و اسمه: سليمان بن داود الزهراني العتكي من أهل البصرة.
4- سورة الفجر، الآية الأولى.
5- في خع و المطبوعة «الحامل».
6- الغندجاني بفتح الغين المعجمة و سكون النون و فتح الدال هذه النسبة إلى غندجان بلدة من كور الأهواز.

إن المحرم شهر اللّه. و هو رأس السنة فيه يكسى البيت و يؤرخ التاريخ - زاد ابن سهل: و تضرب فيه الورق - و فيه يوم كان تاب فيه قوم فتاب اللّه تعالى عليهم.

- أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن نا محمّد بن الحسين بن الفضل نا عبد اللّه بن جعفر نا يعقوب، نا أبو جعفر أحمد بن يحيى الأزدي الصوفي، نا أبو نعيم، نا يونس، عن أبي إسحاق [عن] (1) الأسود، عن عبيد بن عمير قال :

المحرم شهر اللّه، و هو رأس السنة، فيه يكسى البيت، و يؤرخ التاريخ، و تضرب فيه الورق، و فيه يوم تاب فيه قوم فتاب اللّه تعالى عليهم.

ص: 53


1- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المطبوعة.

باب ذكر السبب الذي حمل الأئمة و الشيوخ على أن قيدوا المواليد و أرّخوا التواريخ

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني، نا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم، نا إبراهيم بن الجنيد، نا موسى بن حميد نا عمر (1) الخراساني، قال: قال سفيان الثوري :لما استعمل الرواة الكذب، استعملنا لهم التاريخ. أو كما

- قال أبو عمر.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن الأسفرايني بدمشق ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق الحافظ، أنا إسحاق بن أحمد [نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد] (2) بن أبي الحواري، سمعت حفص بن غياث يقول :إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين، يعني احسبوا سنّه و سنّ من كتب عنه.

- أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون - ببغداد - و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد قال علي، و قال محمّد: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا أبو عبد اللّه بن عبد الواحد، نا محمّد بن العباس الخزاز، نا أبو محمّد سليمان بن داود بن كثير الطوسي، سمعت أبا حسان الزيادي يقول: سمعت حسان بن زيد يقول :لم نستعن على الكذابين بمثل التاريخ. نقول للشيخ (3):

ص: 54


1- كذا، و الصواب «أبو عمر» كما ورد في مختصر ابن منظور، و سيأتي صحيحا في آخر الخبر.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المطبوعة.
3- بالأصل «الشيخ» و التصحيح عن مختصر ابن منظور.

سنة كم ولدت؟ فإذا أقر بمولده عرفنا صدقه من كذبه.

قال أبو حسان: فأخذت في التاريخ فأنا أعمل من ستين سنة.

كذا في الشيخين من تاريخ بغداد: حسان بن زيد، و أظنه حماد بن زيد، و اللّه تعالى أعلم.

- أخبرنا أبو منصور محمّد بن خيرون، و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب.

و أخبرنا أبو المظفر عبد الكريم بن عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ، قالا: أنا محمّد بن نعيم الضبي، أخبرني أبو محمّد بن زياد، أنا أبو نعيم - يعني بن عدي - نا أحمد بن يوسف التجيبي بجرجان سمعت الحسن بن الربيع يقول :قدمت بغداد، فلما خرجت شيعني أصحاب الحديث، فلما برزت إلى خارج قال لي أصحاب الحديث: توقف فإن أحمد بن حنبل يجيء، فتوقفت، فجاء أحمد بن حنبل فقعد، فأخرج ألواحه فقال: يا أبا علي، امل علي وفاة عبد اللّه بن المبارك في أي سنة مات؟ فقلت: سنة إحدى و ثمانين، فقيل له: ما تريد بهذا؟ قال: أريد الكذابين.

- أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني الفقيه بدمشق. قالا: نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون ببغداد، قال: أنبأنا أبو بكر الحافظ، نا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان، قال: سمعت أبا الفضل صالح بن أحمد بن محمد التميمي الحافظ يقول: ينبغي لطالب الحديث و من عني به، أن يبدأ بكتب حديث بلده و معرفة أهله، و بفهمه و ضبطه حتى يعلم صحيحه و سقيمه، و يعرف أهل التحديث به و أحوالهم معرفة تامة إذا كان في بلده علم و علماء قديما و حديثا ثم يشتغل بعد الحديث (1) بالبلدان و الرحلة فيه.

ص: 55


1- كذا بالأصل و خع و في مختصر ابن منظور: بعد بحديث البلدان.

باب ذكر أصل اشتقاق تسمية الشّام و حثّ المصطفى - عليه السّلام - أمته على سكنى الشام

و إخباره بتكفل اللّه - تبارك و تعالى - بمن سكنه من أهل الإسلام

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن محمد بن هبة اللّه الأكفاني نا عبد العزيز [بن] (1) أحمد بن محمد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن مروان، أنا أحمد بن المعلى نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، حدثني سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي حوالة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ستجندون أجنادا، جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» قال: فقمت فقلت: خر لي يا رسول اللّه قال:«عليك بالشام، فمن أبى فليحلق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تبارك و تعالى قد تكفل لي بالشام و أهله»[15].

رواه الوليد بن مزيد (2) العذري و عقبة بن علقمة البيروتيان، و أبو (3) حيوة شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي، و سعيد بن المسلمة بن هشام الأموي، و مروان بن محمد الطّاطري (4)،و أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقيان عن سعيد مثله.

و رواه أبو مسهر أيضا عن سعيد عن ربيعة بن يزيد .

و رواه أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن المبارك المروزي عن سعيد، عن ربيعة فأرسله.

ص: 56


1- سقطت، و استدركت عن خع.
2- بالأصل «يزيد» و التصحيح عن خع.
3- بالأصل و خع «و أخو» تحريف.
4- هذه النسبة إلى يبيع الكرابيس و الثياب البيض،(الأنساب و عنه ضبطت). و في خع: الطاهري، تحريف.

- و رواه أبو سفيان وكيع بن الجرّاح عن سعيد، عن ربيعة فصحف في إسناده و أسقط منه أبا إدريس.

- فأمّا حديث الوليد بن مزيد و عقبة (1):

و أخبرناه (2) أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمد بن رافع الفارسي البزاز الدمشقي ببغداد و دمشق، أنبأنا أبي أبو الفضل ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ببغداد أنبأنا أبو محمد عبيد اللّه بن إبراهيم بن كستة النجار.

و أخبرناه أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر (3)،أنا أبو القاسم حسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنّائي قالوا: قال، أنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد اللّه بن يحيى القطان - قراءة عليه و نحن لنسمع - نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة (4)،أنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي، و عقبة بن علقمة قالا:

نا سعيد بن عبد العزيز، حدثني مكحول، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد اللّه بن حولة (5) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إنكم ستجندون أجنادا: جندا في الشام، و جندا في العراق و جندا باليمن» قال: قلت: يا رسول اللّه خر لي، قال:«عليكم بالشام فمن أبى فليحلق بيمنه و ليستق من غدره، فإن اللّه تعالى قد تكفل لي بالشام و أهله».

قال سعيد: و كان ابن حوالة رجلا من الأزد و كان مسكنه الأردن، و كان إذا حدّث بهذا الحديث قال: و ما تكفل اللّه تعالى به فلا ضيعة عليه.

- أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو سعيد بن أبي عمر قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ح.

ص: 57


1- بالأصل:«الوليد بن يزيد بن عقبة» خطأ و الصواب ما أثبتنا، و قد تقدما قريبا أنهما من رواة الحديث.
2- كذا، و الصواب: فأخبرناه.
3- عن خع و بالأصل «بشير».
4- بالأصل «حندر» خطأ.
5- كذا وردت بالأصل هنا، و في التبصير 542/2 «حوليّ، و هو ابن حوالة» و كنيته أبو حوالة.

أخبرنا أبو الفرج علي بن الفضل بن الحضر بن أبي يعلى الجهني أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا أبو العباس، أنا العباس بن الوليد البيروتي، أنا عقبة بن علقمة، نا سعيد بن عبد العزيز، حدثني مكحول، عن أبي إدريس، عن الخولاني (1) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إنكم ستجندون أجنادا: جندا في الشام، و جندا في العراق، و جندا في اليمن» قال: قلت: يا رسول اللّه خر لي قال:«عليك بالشام فمن أبي فليحلق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفل لي بالشام و أهله»[17].

- و أمّا حديث أبي حيوة فأخبرناه أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، أنا أبو محمد عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد، أنا أبو بكر بن أبي دجانة، نا الحارث بن محمد العابد، و محمد بن العباس بن الدّرفس، و أحمد بن هشام بن عبد اللّه بن كثير القاري. قالوا: نا يحيى بن عثمان نا أبو حيوة نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي إدريس عائذ اللّه، عن عبد اللّه بن حوالة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» قال: قلت: يا رسول اللّه خير لي قال:«عليكم بالشام فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[18].

- أخبرناه عاليا:

أنبأنا أبو بكر بن طاهر بن محمد السحامي - بنيسابور - أنا أحمد بن الحسن بن محمد، أنا الحسن بن أحمد بن محمد، أنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد، نا أبو عتبة نا شريح بن يزيد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول بن إدريس عائذ اللّه الخولاني، عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «إنكم ستجندون أجنادا: جندا بالشام، و جندا بالعراق و جندا باليمن» قلت: يا رسول اللّه استخر لي قال:«عليكم بالشام فمن أبى فليحلق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[19].

- و أمّا حديث سعيد بن مسلمة: فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمام بن محمد، حدثني أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة

ص: 58


1- كذا، و في خع «الحوالي» و قد مرّ: عبد اللّه بن حوالة أو حولي أبو حوالة.

النصري، نا أبو الحسن محمد بن علي بن حارث الرّقّي، نا أيوب بن محمد الوزان، نا سعيد بن مسلمة، نا سعيد بن عبد العزيز التّنوخي، عن مكحول، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد اللّه بن حوالة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام و جندا بالعراق و جندا باليمن» فقلت: يا رسول اللّه خر لي قال:«عليكم بالشام فمن أبى، فليلحق بيمنه و ليستق من غدره (1) فإن اللّه تعالى قد تكفل لي بالشام و أهله»[20].

- و أما حديث أبو مروان و أبو مسهر:

فأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنا شجاع بن شجاع الصقلي، أنبأنا [أبو] (2) عبد اللّه محمد بن إسحاق بن مندة، أنبأنا إسماعيل بن محمد.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمد بن إبراهيم القصّاري (3) ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم القصّاري أنبأنا ببغداد قال: أنبأنا أبي، أنبأنا أبو القاسم (4) إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، أنبأنا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد اللّه الأنماطي. قالا: أنبأنا العبّاس بن عبد اللّه أنبأنا مروان بن محمد، و أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر قال: أنبأنا سعيد، عن مكحول، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«إنكم ستجندون أجنادا: جندا بالشام و جندا بالعراق، و جندا باليمن» قال: قلت:

يا رسول اللّه خر لي قال:«عليكم بالشام فمن أبى فليلحق (5) بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تبارك و تعالى قد تكفل لي بالشام و أهله»[21].

ص: 59


1- بالأصل:«أتى إليه فليحلق» صححنا العبارة مما سبق.
2- سقطت من الأصل، و استدركت عن هامشه و خع.
3- بالأصل و خع «الغفاري» و المثبت عن الأنساب «القصاري» و هذه النسبة إلى القصار، و هو الذي يقصر الثياب.
4- بين أبي القاسم و أحمد بن محمد بالأصل عبارة:«أنبأنا أبو بكر» و لا قيمة لها فحذفناها لأن أبا القاسم من شيوخ القصاري (انظر الأنساب: القصاري).
5- عن هامش الأصل، و بالأصل «فيلحلق».

قال سعيد: و كان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث يقول: و من تكفّل اللّه به فلا ضيعة عليه.

- و أما الحديث الذي قال فيه، عن سعيد (1)،عن ربيعة:

فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا تمام بن محمّد الرازي، و أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، و أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد اللّه، و أبو نصر محمد بن أحمد بن الجندي و أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن ح.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني الفقيه بدمشق، أنبأنا أبو العباس، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا: أنبأنا أبو القاسم علي بن يعقوب ح.

و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد، أنبأنا شجاع بن علي بن شجاع أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن مندة، أنبأنا محمد بن سليمان بن حذلم و أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب قالا: أنبأنا أبو زرعة أنبأنا أبو مسهر، أنبأنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«ستجندون أجنادا مجندة: جندا بالشام و جندا بالعراق» فقال الحوالي: خر لي يا رسول اللّه قال:«عليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[22].

- و أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد - في كتابه - ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن محمد الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق الحافظ، أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني، أنبأنا أبو زرعة و أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، أنبأنا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام و جندا بالعراق و جندا باليمن» قال: قلت: يا رسول اللّه خر لي قال:«عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره إن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[23].

ص: 60


1- بالأصل و خع «سعد» و قد مرّ قريبا. و هو سعيد بن عبد العزيز.

- أخبرنا عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن يحيى بن سلوان، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن، أنا عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي، أنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني (1)، أنبأنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني (2)،عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم :«إنكم ستجندون أجنادا: جندا بالشام و جندا بالعراق، و جندا باليمن» فقال الحوالي: خر لي يا رسول اللّه قال:«عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[24].

فكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث التفت (3) إلى ابن عامر فقال:

من تكفّل اللّه تعالى به فلا ضيعة عليه.

- و أما حديث الوليد بن مسلم الذي قرأ فيه بين مكحول و ربيعة:

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد، أنا محمد بن إبراهيم بن مروان، أنبأنا أبو بكر أحمد بن المعالي، نا سليمان بن عبد الرحمن، و عبد الرحيم بن إبراهيم قالا: نا الوليد نا (4) سعيد عن مكحول و ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد اللّه بن حوالة الحوالي - و هو من الأزد - قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«ستجندون أجنادا جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» فقال: فقمت فقلت: يا رسول اللّه خر لي قال:«عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[25].

فقال ربيعة: فكان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث يقول: من تكفّل اللّه به فلا ضيعة عليه.

قال ربيعة: و كان ابن حوالة ممن نزل الأردن.

- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد - إجازة - و حدثني أبو مسعود

ص: 61


1- بالأصل و خع:«القاني» تحريف، و التصويب عن تقريب التهذيب.
2- عن خع و بالأصل «الخولاني».
3- قبلها بالأصل:«يقول» و لا معنى لها، فحذفناها.
4- بالأصل و خع «بن» و المثبت عن المطبوعة الأولى 51/1.

عبد الرحيم بن علي بن حمد قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي علي - قراءة عليه - أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان أبو الشيخ، أنا ابن أبي عاصم - و هو أحمد بن عمرو - نا عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم، حدثنا الوليد [بن] مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، و ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس (1) عن عبد اللّه بن حوالة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إنكم ستجندون أجنادا:

جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» قلت: يا رسول اللّه خر لي قال:«عليكم بالشام إن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله» (2)[26].

- و أمّا حديث وكيع الذي صحّف في إسناده و أسقط منه أبا إدريس.

فأخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الشّروطي الواسطي - ببغداد - أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ البرقاني نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ح.

أخبرتناه به عاليا بنت أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن بن علي الحسينية - بأصبهان - قالت: أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى - بالموصل - حدثنا زهير، نا وكيع، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد (3) عن رجل يقال له حوليّ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إنكم ستجندون أجنادا: جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» قال: فقال لي: خر لي يا

ص: 62


1- بالأصل:«عن مكحول عن ربيعة بن يزيد عن ربيعة عن أبي إدريس».
2- بعده و قد سقط من الأصل و خع، نستدرك النقص عن المطبوعة 52/1: قال أبو إدريس، و من تكفل اللّه به فلا ضيعة عليه. و أخبرناه أبو علي الحداد - إجازة - و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، نا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، نا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ح. قال سليمان و ثنا جعفر الفريابي، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قالا: نا الوليد بن مسلم نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول و ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: ستجندون أجنادا: جندا بالشام و جندا بالعراق، و جندا باليمن. قلت: خر لي يا رسول اللّه: قال: عليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، و ليستق من غدره، فإن اللّه تكفل لي بالشام و أهله.
3- بالأصل و خع «زيد» و التصويب عن تقريب التهذيب. و قد مرّ.

رسول اللّه، قال:«عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[27].

- و أمّا حديث ابن المبارك الذي أرسله فأخبرناه عاليا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلّي أنبأنا أبو يوسف محمد بن سفيان (1) بن موسى المصّيصي الصفار، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة [بن] نعيم الأصبهاني، سمعت ابن المبارك، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد بن أبي ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إنكم ستجندون أجنادا مجندة: جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» فقال ابن الحوالي: خر لي يا رسول اللّه. قال:«عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[28].

قال: قال ابن رحمة: سمعت ابن المبارك، عن موسى بن يسار عن ربيعة بن يزيد عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

و رواه سويد عبد العزيز الواسطي قاضي بعلبك عن سعيد بن عبد العزيز فجاء فيه بإسناد آخر.

- أنبأناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا علي و إبراهيم ابنا محمد الحنّائي (2) أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي أنا أبو الحسن بن جوصا، أنبأنا محمد بن هاشم نا سويد بن عبد العزيز عن سعيد بن عبد العزيز، عن أبي حسن عن عبد اللّه بن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«إنكم ستجندون أجنادا: جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» فقال له رجل يقال له الخولاني (3) خر لي يا رسول اللّه خر لي قال:

«عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[29].

كذا قال، و هو وهم، و المحفوظ بهذا الإسناد: رأيت عمود الكتاب انتزع من

ص: 63


1- بالأصل «سيف» و المثبت عن خع.
2- بالأصل:«أنبأنا علي بن إبراهيم أنبأنا محمد الجنائي» و التصحيح عن المطبوعة 53/1.
3- كذا ورد هنا، و قد مرّ تكرارا:«ابن حوالة» أو «الحوالي».

تحت وسادتي، و هو في الباب الآخر. و سويد سيّئ الحفظ.

- رواه محمد بن راشد الخزاعي المكحولي، و محمد بن عبد اللّه بن المهاجر الشّعيثي، و عبد الرحمن بن يزيد، عن مكحول، عن ابن حوالة و اسقطا أبا إدريس من إسناده. و كذا روي عن الوليد بن مسلم، عن سعيد، عن مكحول.

فأمّا حديث المكحولي: فأخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (1)،حدثني أبو سعيد مولى بني هاشم و هاشم بن القاسم قالا: نا محمد بن راشد، أنبأنا مكحول، عن عبد اللّه بن حوالة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«سيكون جند (2) بالشام، و جند بالعراق، و جند باليمن» فقال رجل:

فخر لي يا رسول اللّه إذا كان ذلك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليك بالشام، عليك بالشام ثلاثا فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله» قال أبو النضر (3) مرتين فليلحق بيمنه انتهى.

أبو النصر (4) هو هاشم بن القاسم.

- و أمّا حديث الشّعيثي (5) فحدثنيه أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي الهمداني الفقيه - ببغداد - و أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي منصور بن أبي علي البزازي بالريّ.

أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي بن محمد البلخي الحافظ - بالري - أنبأنا أبو بكر محمد بن رزق اللّه المقرئ - قراءة عليه بمنين (6)-أنبأنا (7) أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن

ص: 64


1- بعدها بالأصل «أنبأ عبد اللّه بن أحمد» و المثبت موافق لمسند أحمد 33/5.
2- بالأصل «جندا» في المواضع الثلاثة، و التصحيح عن مسند أحمد.
3- بالأصل:«فمن أتى فليلحق بيمنه و لينشق عذره» و تصويب الحديث عن مسند أحمد.
4- بالأصل و خع و المطبوعة 54/1 «أبو النصر» بالصاد المهملة، و المثبت عن تقريب التهذيب.
5- بالأصل «الشعبي» و المثبت عن خع، و قد تقدّم قريبا.
6- منين بالفتح ثم الكسر، قرية في جبل سنير من أعمال الشام.(ياقوت).
7- قبلها ورد بالأصل «أنبأنا أبو بكر» فحذفناها لأنها مقحمة لا قيمة لها.

عمرو القرشي، نا أبي، نا الوليد بن مسلم، نا محمد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن مكحول، عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي و أمّره معاوية و أبو الدرداء أن يجمع بالناس ففعل فقال في كلامه: ما أنبأنا أبو الخطيب (1) و لا أحسن الخطبة، و لكني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :

«إنكم ستجندون أجنادا: جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» يعني فقلت: خر لي يا رسول اللّه إن أدركني ذلك قال:«عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره (2) فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[30].

- و أمّا حديث عبد الرحمن بن يزيد.

فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد - إجازة - و حدثني أبو (3) مسعود عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن علي بن أحمد قال: أنبأنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الواعظ الطّبراني نا أبو مسلم الكشّي، نا سليمان بن الفرج الهاشمي نا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن ابن حوالة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«ستكون جنود مجندة: جند بالشام، و جند باليمن، و جند (4) بالعراق» قال ابن حوالة: فما تأمرني يا رسول اللّه قال:«عليك بالشام عليك بالشام فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله (5) فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره»[31].

عبد الرحمن بن يزيد هذا ليس هو ابن جابر بل إنما هو عبد الرحمن بن يزيد بن خيثم (6)،كذا كان ينسبه أبو أسامة.

- و أمّا ما روي، عن الوليد فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي الفقيه حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو النصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن الجبان (7) أنا جمح بن القاسم، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، نا الوليد بن عتبة، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن

ص: 65


1- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة 55/1:«ما أنا بخطب» و هذا مناسب أكثر.
2- بالأصل:«فمن أتى فليلحق بيمنه و لينشق من عذره» و ما أثبتناه مما سبق.
3- عن المطبوعة.
4- بالأصل «جندا» في المواضع الثلاثة.
5- بالأصل «فمن أتى فليلحق بيمنه و لينشق من عذره» صوّبناه مما سبق.
6- الأصل و خع، و في المطبوعة «تميم» و هو الصواب انظر ترجمته في تهذيب التهذيب، و الكاشف للذهبي.
7- بالأصل و خع «الجبئي» و في المطبوعة «حبان» و كلاهما خطأ، و المثبت عن تذكرة الحفاظ 1076/4.

مكحول، عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال و هو يسمع:«ستجندون أجنادا: جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» قال عبد اللّه بن حوالة الأزدي:

فقلت: يا رسول اللّه خر لي قال:«عليكم بالشام فمن أبي فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[32].

المحفوظ عن الوليد ما تقدّم.

و رواه المغيرة بن زياد الموصلي، و العلاء بن كثير، و بكار بن تميم الدمشقيان، عن مكحول فقالوا: عن واثلة .

- و أمّا حديث المغيرة فأخبرناه أبو علي الحسن الحداد في كتابه، و حدثني عنه عبد الرحيم بن علي بن أحمد الأصبهاني، أنبأنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي، أنبأنا أبو الشيخ عبد اللّه بن محمد بن جعفر، نا حامد بن شعيب، نا محمد بن بكار، أنبأنا عنبسة بن عبد اللّه بن عبد الواحد، أنبأنا المغيرة بن زياد الموصلي، عن مكحول الدمشقي، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«يجند الناس أجنادا: فجندا بالشام، و جندا باليمن، و جندا بالعراق، و جندا بالمشرق، و جندا بالمغرب» فقلت: يا رسول اللّه إني رجل حدث السن فإن أدركت ذلك الزمان فأيها تأمرني يا رسول اللّه؟ قال:

«عليكم بالشام فإنها صفوة اللّه تعالى في أرضه، يسوق إليها صفوته من خلقه، فإن أبيتم فعليكم باليمن فاستقوا بغدره و قد تكفل اللّه تعالى لي بالشام و أهله»[33].

و روى أبو شهاب عبد ربه بن نافع (1) الحنّاط عن المغيرة البجلي (2) عن عبد اللّه بن الأسقع بدلا من واثلة.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي الوزير، أنبأنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نبأنا محمد بن علي الجوزجاني، نا سعيد بن سليمان، نا أبو شهاب، أنبأنا المغيرة بن زياد عن مكحول عن عبد اللّه بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم :«يجند الناس أجنادا: جندا بالشام، و جندا باليمن،

ص: 66


1- بالأصل:«ابن شهاب عبد ربه بن قانع» و التصويب عن تقريب التهذيب.
2- عن تقريب التهذيب، و هو المغيرة بن زياد البجلي، أبو هشام، أو هاشم، الموصلي. و بالأصل «ثقيفي» كذا.

و جندا بالمشرق، و جندا بالمغرب» فقال: فقال رجل: يا رسول اللّه لعلي أدرك ذلك، فأي ذلك تأمرني فقال:«عليك بالشام فإنها صفوة اللّه في أرضه يسوق اللّه إليها صفوته من عباده، عليكم بالشّام فإن اللّه تعالى قد توكّل لي بالشام و أهله و من أباها فليلحق بيمنه»[34] - يعني اليمن-.

قال البغوي عبد اللّه بن الأسقع يقال أنه أخو واثلة، و يشك في سماعه من النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قلت: و لا يصح قوله عن عبد اللّه، و هو و هم من الجوزجاني (1) فقد رواه عثمان بن جرير زاد الحافظ، عن سعيد بن سليمان، و رواه خالد بن يزيد القشيري عن أبي شهاب فقالا عن واثلة.

- و أمّا حديث العلاء بن كثير: فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ و جماعة - إجازة - قالوا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن ريذة (2) التاجر أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني نا الحسن بن إسحاق التّستري، أنبأنا محمد بن الصباح الجرجرائي (3) نا علي بن ثابت، أنا الحارث بن يزيد الشيباني، عن العلاء بن كثير، عن مكحول قالا: دخلنا على واثلة بن الأسقع فقلنا حدثنا بحديث سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال :سمعت معاذا أو حذيفة يستشيران النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنزل فأومأ إليهما بالشام، ثم استشاراه فأومأ إليهما بالشام، ثم استشاراه فأومأ إليهما بالشام قال في الثالثة:«عليكم بالشام فإنها صفوة اللّه ثلاثا تبارك اللّه و تعالى ليسكنها خيرته من عباده و من (4) أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[35].

- و أمّا حديث بكار: فأخبرناه أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن نصر بن

ص: 67


1- بالأصل هنا «الجرجاني» خطأ، و قد مرّ ذكره في إسناده الحديث.
2- بالأصل «زيدة» و التصحيح عن التبصير. و قد وقع في الأصل:«أبو بكر أحمد بن عبادة محمد بن عبد اللّه».
3- بالأصل و خع «الجرجاني» و التصحيح عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جرجرايا بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد و واسط.
4- بالأصل:«و من أتى فليلحق بيمنه و لينشق عذره» صوبنا العبارة مما سبق و من المطبوعة 57/1.

الزاغوني (1) أنبا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى [بن] محمد بن أحمد بن صاعد [نا محمّد] (2) بن إسماعيل السلمي، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن، نبأنا بشر بن عون القرشي أبو عون، نا بكار بن تميم، عن مكحول، عن واثلة قال: غدونا إليه نسأله أنا و عبد اللّه بن حزام بن سعد فقلنا له: حدثنا حديثا، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا زيادة فيه و لا نقصان كأنا حضرناه. فأغضب الشيخ فاستوفز لنا فجلس فقال: أ فيكم أحد يقرأ القرآن؟ قالوا: كلنا. قال: أ فيكم أحد يقرأ في هذه الليلة شيئا؟ قالوا: نعم، قال: فهل تخافون أنكم قد متم أو أخّرتم أو نسيتم أو سهوتم؟ ثم قالوا: ما نأمن من ذاك. قال: فالكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تخافون أن تكونوا قد فعلتم، و حديث قد سمعناه مذ حقب من الدّهر تسألونا، عنه على مثل ذلك إذا وضعناه على وجه حلاله و حرامه بمعناه (3) الذي عني به، فإنّا لا نأمن أن نقدّم أو نؤخر فيما سوى ذلك. ثم فتح لهم الحديث فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لحذيفة بن اليمان، و معاذ بن جبل و هما يستشيرانه في المنزل فأومأ إلى الشام، ثم سألاه فأومأ إلى الشام، ثم سألاه فأومأ إلى الشام، ثم قال:«عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد اللّه تبارك و تعالى ليسكنها خيرته من عباده، فمن (4) أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه عز و جل قد تكفّل لي بالشام و أهله»[36].

أخبرناه والدي الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه تعالى - بقراءتي عليه - قال: و هذه الأحاديث غير محفوظة و المحفوظ حديث حوالة بن عبد اللّه. و قد رواه، عن عبد اللّه بن حوالة بسر (5) بن عبد اللّه الحضرمي و أبو عبد السلام صالح بن رستم، و يونس بن ميسرة بن حلبس الحلاني (6) الدمشقيين

ص: 68


1- بالأصل «الزاوي» و التصحيح عن اللباب لابن الأثير، و هذه النسبة إلى قرية زاغوني من أعمال بغداد. و في اللباب «عبيد اللّه» بدل «عبد اللّه».
2- زيادة استدركت عن المطبوعة.
3- عن المطبوعة، و بالأصل «نفعناه».
4- بالأصل:«فمن أتى فليلحق بيمنه و لينشق عذره».
5- بالأصل و خع «بشر» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب، و في المطبوع «بن عبيد اللّه» خطأ.
6- كذا بالأصل و خع، و سقطت من المطبوع، و لم ترد في ترجمته في تهذيب التهذيب، و في التاريخ الكبير للبخاري 402/8 «الجبلاني» هذه النسبة إلى جبلان قبيلة بحمص في حمير. و في الأنساب وقعت الحبلاني بالحاء المهملة خطأ.

و جبير بن نفير الحضرمي و أبو قتيلة مرثد بن وداعة العمي (1)،و سلمان بن سمير (2)و عبد اللّه بن عبد الثماني و الحارث بن الحارث الأزدي، و كثير بن ترة الحضرمي الحمصيون، و عبد اللّه بن شقيق العقيلي البصري.

- فأمّا حديث بسر (3) فأخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني بدمشق أنا أبو الحسين بن أبي نصر قال: أنبأنا أبو يوسف بن القاسم الميانجي (4) حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللّخمي، نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد، نا زيد بن واقد، عن بسر (5) بن عبيد اللّه، عن ابن حوالة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إنها ستكون أجنادا مجندة يمن و شام و عراق» قلت: يا رسول اللّه خر لي قال:«عليك بالشام فمن (6)أبى فليلحق بيمنه و ليستق بغدره فإن اللّه عز و جل قد تكفّل لي بالشام و أهله»[37].

- و أمّا حديث صالح: فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن - إجازة - و حدثني أبو مسعود عبد الرحمن بن علي بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني نا أحمد بن المعلّى، و أحمد بن أنس بن مالك، أنبأنا هشام بن عمّار، نا عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه قال: نبأنا أبو عبد السلام (7) صالح بن رستم مولى بني هاشم، عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي أنه قال :يا رسول اللّه خر لي بلدا أكون فيه، فلو علمت [أنك تبقى] (8) لم اختر على قربك قال:«عليك بالشام ثلاثا» فلما رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم كراهته لها قال:«هل تدري ما يقول اللّه تعالى في الشام؟ إنه يقول: يا شام يدي عليك، يا شام أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرة عبادي، أنت سوط نقمتي و سوط عذابي، أنت الأنذر (9) و عليك المحشر، و رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة قلت: ما

ص: 69


1- عن تهذيب التهذيب 399/6، و الضبط عن تقريب التهذيب، و قيل في نسبه: الجعفي، و قيل الشرعبي، و قيل الحمصي. و بالأصل «الفتى».
2- ضبطت عن تقريب التهذيب، و في المطبوعة «سليمان» تحريف.
3- كذا ورد هنا «بشر» و قد مرّ قريبا، و تقدم «عبد اللّه» بدل «عبيد اللّه».
4- بالأصل «المنائحي» و المثبت الميانجي عن الأنساب و عنه ضبطت، و هذه النسبة إلى ميانج.
5- كذا ورد هنا «بشر» و قد مرّ قريبا، و تقدم «عبد اللّه» بدل «عبيد اللّه».
6- بالأصل «فمن أتى فليلحق بيمنه و لينشق بعذره».
7- بالأصل «أبو عبد الله السلام» و التصويب عن تقريب التهذيب.
8- زيادة عن خع.
9- كذا، و في اللسان: الأندر: البيدر، شامية.(بالدال المهملة).

تحملون قالوا: عمود الإسلام أمرنا أن نضعه بالشام و بينا أنا نائم إذ رأيت الكتاب اختلس من تحت وسادتي فظننت أن اللّه تعالى قد تخلا من أهل الأرض فأتبعته بصري فإذا هو بين يديّ حتى وضع بالشام فمن (1) أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد توكّل لي بالشام و أهله»[38].

كذا في هذه الرواية

- و رواه غيره عن هشام عن عبد اللّه بن عبد الرحمن، عن أبي عبد السلام ،و لم يذكر عبد الرحمن.

- أخبرناه أبو الفتح نصر اللّه بن محمد بن عبد القوي المصّيصي الفقيه بدمشق، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي إجازة إن لم أكن سمعته منه، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن علي الأبروقي، أخبرني أبي عبد اللّه - إجازة - أنا أبو حفص عمر بن زريق المقرئ، نا أبو صالح القاسم بن الليث، نا هشام بن عمر بن عمار، نا عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، نا صالح أبو عبد السلام، عن عبد اللّه بن حوالة الأسدي فذكر معناه.

- و هكذا رواه أبو عبد الرحمن النسائي و أبو الحسن خفيف بن عبد اللّه الغازي، عن هشام و لم يذكرا عبد الرحمن و في حديث النسائي عنه :حدثني صالح بن رستم.

- و أمّا حديث يونس فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد - إجازة - و حدثني (2)أبو عبد الرحيم - إجازة - أنبأنا أبو نعيم الحافظ، نبأنا سليمان بن أحمد نا أحمد بن المعلّى نا هشام بن عمّار، عن صدقة بن خالد، ثنا محمد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن مكحول، و يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد اللّه بن حوالة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«إن الناس سيجندون ثلاثة أجناد: جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» قلت: خر لي يا رسول اللّه إن أدركني ذلك قال:«عليك بالشام مرتين أو ثلاثا فإن أبيتم فالحقوا بيمنكم و سقوا بغدركم فإن اللّه تعالى قال تكفّل لي بالشام و أهله»[39].

كذا رواه الشّعيثي، عن يونس. و رواه إبراهيم بن أبي شيبان الدمشقي عن يونس

ص: 70


1- بالأصل: فمن أتى فليلحق بيمنه و لينشق بعذره.
2- عن خع و بالأصل «و حديث» و في المطبوعة: أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه.

فأدخل بينه و بين أبي حوالة أبا إدريس الخولاني.

أخبرناه أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النّرسي في كتابه، و حدثناه أبو الفضل محمد بن ناصر عنه قال: نا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطّيوري، و أبو الغنائم بن النرسي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن موسى .

- و أخبرنا أبو الفضل [بن] ناصر، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان الشيرازي قالا: أنا أبو الحسين محمد بن سهل المقرئ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: سمع محمد بن المبارك - هو الصوري - سمع إبراهيم - يعني - ابن أبي شيبان، سمع يونس بن حلبس، عن أبي إدريس، عن ابن حوالة قال النبي صلى اللّه عليه و سلم :

«عليك بالشام»[40].

- رواه أبو الربيع سليمان بن عتبة الغسّاني، عن يونس، عن أبي إدريس أيضا إلاّ أنه قال، عن أبي الدّرداء بدلا عن أبي حوالة.

أخبرناه أبو علي الحسن بن علي بن المسلمة الفقيه أنبأنا أبو الفتح نصر بن زيد بن علي بن إبراهيم الفقيه و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل.

- و أخبرناه أبو الحسن علي بن زيد بن علي السلمي أنا الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم قالا: أنا أبو الحسن محمد بن عوف، أنبأنا الحسن بن منير، أنبأنا محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا سليمان بن عتبة نا (1) يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«ستجندون أجنادا مجندة: جندا بالشام، و جندا باليمن، و جندا بالعراق، و جندا بمصر» قالوا: فخر لنا يا رسول اللّه قال:«عليكم بالشام» قالوا: إنا أصحاب ماشية و عمود و لا نطيق الشام قال:«فمن لم يطق الشام» قال:

«فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق بغدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[41].

- و أخبرناه أبو علي الحداد - إجازة - و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد أنا أحمد بن المعلّى، نا هشام بن عمّار، نا

ص: 71


1- بالأصل «بن» تحريف.

سليمان بن عتبة، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «إنكم ستجندون أجنادا مجندة: جندا بالشام، و مصر، و العراق و اليمن» قال: فخر لنا يا رسول اللّه قال:«عليكم بالشام» قالوا: إنا أصحاب ماشية و عمود و إنّا لا نطيق الشام قال:«فمن أبي فليلحق بيمنه و ليستق (1) من غدره، فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[42].

و أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه و حدثني أبو مسعود عنه، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا الأصبهاني أنبأنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي، نا أبو الشيخ بن أبي عاصم، و حدثنا هشام بن عمّار نا سليمان بن عتبة سمعت يونس بن حلبس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال مثله.

- و أمّا حديث جبير بن نفير: فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه: و حدّثني أبو مسعود عنه، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، أنبأنا أبو بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن أبي (2) صالح، حدثني معاوية، عن أبي يحيى - و هو سليم بن عامر - أن جبير بن نفير حدثه عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«إنكم ستكونوا (3) أجنادا مجندة: جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن، فعليكم بالشام فإنها صفوة اللّه في الأرض و فيها خيرته من عباده فمن (4) أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه قد تكفّل لي بالشام و أهله»[43].

- و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أنا أبو بكر هبة اللّه بن الحسين، أنبأنا أبو الحسين محمد بن الفضل، نا (5) عبد اللّه بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن سفيان نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي يحيى: أن جبير بن نفير حدثه عن عبد اللّه بن حوالة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال :

«إنكم ستجندون أجنادا: جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن. فعليكم بالشام

ص: 72


1- بالأصل «و لينشق».
2- كذا بالأصل و خع «بن أبي صالح» و في الكاشف:«بن صالح» يروي عن معاوية بن صالح، و يروي عنه «بكر بن سهل» و قد ورد هنا بالأصل «أبو بكر بن سهل» خطأ.
3- كذا بالأصل و خع، و الصواب: ستكونون.
4- بالأصل «فمن أتى... و لينشق بعذره» صوّبنا العبارة مما تقدم.
5- بالأصل «بن» تحريف.

فإنها صفوة اللّه في أرضه و فيها خيرة (1) اللّه تعالى من عباده فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق (2) من غدره فإن اللّه تعالى قد توكّل لي بالشام و أهله»[44].

- و أخبرنا أبو علي الحدّاد - إجازة، و حدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، أنبأنا أبو الشيخ الأصبهاني، نبأنا ابن أبي عاصم، نبأنا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا نصر بن علقمة، عن جبير بن نفير، عن عبد اللّه بن حوالة قال: كنا، عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه خر لي. قال :

«أختار لك الشام، يا أهل الشام، فعليكم بالشام فإن صفوة اللّه تعالى من أرضه الشام»[45].

هذا مختصر من حديث أخبرناه بتمامه أبو الفتح نصر اللّه بن محمد بن عبد القوي الفقيه، حدثنا نصر بن إبراهيم بن نصر الزاهد، أنبأنا أبو الفتح ابن محمد النحوي، حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن موسى، أنبأنا [أبو] محمد عبد اللّه بن محمد بن سالم (3)،حدثنا أبو الوليد هشام بن عمّار.

- و أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد، أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الواسطي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن موسى، أنا عبد اللّه بن محمد بن سالم - ببيت المقدس - نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، حدثنا نصر بن علقمة، عن جبير بن نفير، عن عبد اللّه بن حوالة قال: كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فشكوا إليه الفقر و العري و قلة الشيء، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«بل أبشروا، فو اللّه لأنا و كثرة أخوفني عليكم»- و قال الواسطي: لأنا و كثرة الشيء أخوف عليكم - من قلته، و اللّه لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح لكم أرض فارس و أرض الروم، و أرض حمير، و حتى تكونوا أجنادا ثلاثة: جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن، و حتى يعطى الرجل مائة دينار فيتسخطها» (4).

ص: 73


1- بالأصل و خع «خيفة» و التصويب عن المطبوعة 65/1.
2- بالأصل:«فمن أتى... و لينشق».
3- بالأصل «سلام» و التصويب عن تقريب التهذيب و الكاشف، و كنيته أبو محمد، و الزيادة عن تقريب التهذيب.
4- عن مختصر ابن منظور 51/1 و خع، و بالأصل:«فيستخطها».

قال ابن حوالة: فقلت: يا رسول اللّه، و من يستطيع الشام و بها الروم ذات القرون؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سيخلفنكم اللّه فيها حتى تظل العصابة فيهم البيض قمصهم [المحلّقة] (1) أقفاؤهم قياما على الرجل الأسود منكم - و قال الواسطي: المحلوق - و ما أمرهم فعلوا. و أن بها اليوم رجالا لأنتم اليوم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل».

قال ابن حوالة: فقلت: فاختر لي يا رسول اللّه إذا أدركني ذلك قال:«اخترت لك الشام، فإنها صفوة اللّه تعالى من بلاده يسكنها صفوته من عباده، يا أهل الإسلام، فعليكم بالشام فإن صفوة اللّه تعالى من الأرض الشام. فمن أبى فليلحق بيمنه و ليستق (2) من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[46].

قال فسمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول: فعرف أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل (3) و كان قد ولي الأعاجم و كان أويدما قصيرا، فكانوا يمرّون، و تلك الأعاجم حوله قيام، لا يأمرهم بشيء إلاّ فعلوه فيتعجبون من هذا الحديث.

- رواه عبد اللّه بن يوسف عن يحيى بن حمزة فخالفه في بعض ألفاظه.

- أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي (4)-بنيسابور - قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي قالا: أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب، نا عبد اللّه بن يوسف، نا يحيى بن حمزة، حدثني أبو علقمة [نصر] (5) بن علقمة فرد الحديث إلى جبير بن نفير قال: قال عبد اللّه بن حوالة (6):كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 74


1- زيادة عن خع.
2- بالأصل:«فمن أتى... و لينشق».
3- عن مختصر ابن منظور 51/1 و بالأصل «سهل» و في المطبوعة: جبر بدل جزء.
4- بالأصل «السجابي» و في خع:«النجامي» و المثبت:«الشحامي» عن المطبوعة.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن خع.
6- بالأصل و خع:«حوار» تحريف.

فشكونا إليه العري و الفقر و قلة الشيء فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«أبشروا، فو اللّه لأنا من كثرة الشيء أخوفني عليكم من قلته، و اللّه لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح اللّه تعالى (1) أرض الشام و فارس و أرض الروم و أرض حمير، حتى تكونوا ثلاثة أجناد: جندا بالشام، و جندا باليمن، و جندا بالعراق، حتى يعطى الرجل المائة فيتسخّطها» (2) قال ابن حوالة: قلت:

يا رسول اللّه و من يستطع الشام و به الروم ذات القرون؟ قال:«و اللّه ليفتحنها اللّه تعالى عليكم، و ليستخلفكم فيها حتى تظل العصابة البيض منهم قمصهم المحلقة أقفاهم قياما على الرّويجل الأسود منكم المحلوق و ما أمرهم من شيء فعلوه، و إنّ بها اليوم رجالا (3)أنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل» قال ابن حوالة: فقلت: يا رسول اللّه اختر لي إن أدركني ذلك الزمان قال:«إني أختار لك الشام فإنه صفوة اللّه تعالى من بلاده و إليه يجتبي صفوته من عباده. يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن صفوة اللّه من أرضه الشام.

ألا فمن (4) أبى فليستق من غدره اليمن، فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[47].

قال أبو علقمة: فسمعت عبد اللّه بن جبير يقول: فعرف أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نعت الحديث في جزء بن سهيل (5) السّلمي و كان على الأعاجم في ذلك الزمان فكان إذا راحوا إلى مسجد نظروا إليه و إليهم قياما حوله فعجبوا لنعت رسول اللّه فيهم.

قال أبو علقمة: أقسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في هذا الحديث ثلاث مرات، لا نعلم أنه أقسم في حديث مثله.

- و أمّا حديث أبي قتيلة: فأخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الواحد ابن حصين أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حيوية بن شريح و يزيد بن عبد ربه قال: أنبأنا بقية، حدثني بحير بن سعد (6)،عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة (7)[عن] ابن حوالة أنه قال: قال

ص: 75


1- زيادة عن هامش الأصل.
2- بالأصل «فيسخطها» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- عن خع و المطبوعة 67/1 و بالأصل:«كلالا».
4- بالأصل:«فمن أتى فلينشق...».
5- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «حر بن سهل».
6- في تقريب التهذيب:«سعيد» و بحير بكسر الحاء.
7- بالأصل «أبي قبيلة» خطأ، و هو أبو قتيلة مرثد بن عبد اللّه، و الزيادة عن خع.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: «سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجنّدة: جند بالشام، و جندا باليمن، و جندا بالعراق» فقال ابن حوالة: خر لي يا رسول اللّه قال:«إذا أدركت ذلك» قال عليه الصلاة و السلام:«عليك بالشام فإنه خيرة اللّه من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، فإن أبيتم فعليكم بيمنكم و أسقوا من غدركم فإن اللّه تبارك تعالى قد توكّل لي بالشام و أهله»[48].

- و أنبأناه أبو علي الحداد، و حدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثنا حيوة بن شريح، نا بقية، عن بحير بن سعيد (1)،عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة (2)،عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ستصير الأمور إلى أن تصيروا جنودا مجندة: جندا بالشام، و جندا باليمن، و جندا بالعراق» فقال ابن حوالة: خر لي يا رسول اللّه قال:«عليك بالشام فإنه خيرة اللّه من أرضه يجتبي إليه خيرته من عباده فإن أبيتم فعليكم بيمنكم و اسقوا من غدركم فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[49].

و أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم المعروف بابن الخطاب و أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي إجازة.

- و أخبرناه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدارقي (3) أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفرائيني (4) قالوا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطاهر الطبّال (5)،أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر الذّهلي، نا موسى بن هارون، نا أبو طالب، نا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة (6)،عن أبي حوالة أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«سيصير الأمر إلى أن تكونوا أجنادا مجندة: جندا بالشام، و جندا

ص: 76


1- بالأصل و خع «يحيى بن سعد» و التصحيح عن تقريب التهذيب.
2- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: الداراني.
3- عن المطبوعة، و بالأصل «الفرايني».
4- كذا ورد اسمه و نسبته بالأصل، و في الأنساب: الطّفّال، و لم يرد في عامود نسبه «الظاهر» و هذه النسبة إلى بيع الطّفل و هو الطين الذي يؤكل.
5- بالأصل «بن» خطأ.
6- بالأصل:«أبي قبيلة» خطأ.

بالعراق. و جندا باليمن» فقال أبو حوالة: خر لي يا رسول اللّه إن أدركت ذلك قال:

«فعليكم بالشام فإنها خيرة اللّه تعالى من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فإن أبيتم (1)فعليكم بيمنكم و أسقوا من غدركم فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[50].

قال و حدثنا موسى بن هارون أنبأنا همّام بن أبي بدر، عن بقية بإسناده نحوه.

- و أخبرناه مختصرا أبو القاسم بن السمرقندي: أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمد البغوي أنبأنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم الشامي، نا بقية، عن بحير (2) بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة (3)،عن ابن حوالة قال :قلت: يا رسول اللّه خر لي قال:«عليك بالشام فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[51].

كذا رواه ثور بن يزيد، عن جابر [عن] (4) خالد بن معدان .

- أخبرناه أبو علي الحداد كتابة، و حدثني أبو مسعود، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا محمد بن علي بن شعيب السمسار، نا إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني، نا داود (5) بن الجرّاح، عن صدقة، عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان حدثني أبو قتيلة (6) قال: شهدت معاوية بن أبي سفيان في بيت المقدس على منبر يخطب قال :إذ قام إليه رجل فكان أول ما استفتح به قال: بينا أنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ قال:

«إن اللّه فاتح لكم و ممكّن لكم» فقال رجل: خر لي قال:«عليك بالشام فإنها خيرة اللّه من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده»[52].

و خالفهما فضالة بن شريك الحمصي عن خالد، فقال:، عن العرباض بن سارية لم يذكر أبا قتيلة (7) و لا ابن حوالة.

- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه، و حدثني أبو مسعود

ص: 77


1- بالأصل: أتيتم.
2- بالأصل:«يحيى» و قد تقدم.
3- بالأصل:«أبي قبيلة» خطأ.
4- عن خع.
5- كذا بالأصل، و في تقريب التهذيب: روّاد.
6- بالأصل:«أبي قبيلة» خطأ.
7- بالأصل:«أبي قبيلة» خطأ.

الأصبهاني عنه، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد [بن] أحمد الذّكواني (1)،نا عبد اللّه بن محمد بن جعفر الوراق [نا] (2) بن أبي عاصم، أنبأنا عمرو بن عثمان، نا محمد بن حمير، نا فضالة بن شريك عن (3) خالد بن معدان، عن عرباض بن سارية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«قد تكفّل اللّه تبارك تعالى بالشام و أهله»[53] هذا مختصر.

- و أخبرناه بتمامه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد و جماعة إجازة قالوا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن ريذة (4) التاجر، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني، نا إبراهيم بن محمد بن عرق (5) الحمصي، نا عمرو بن عثمان، نا محمد بن حمير، نا فضالة بن شريك، عن خالد بن معدان، عن العرباض، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قام يوما من الأيام في الناس فقال:«أيها الناس توشكوا (6) أن تكونوا أجنادا مجندة: جندا بالشام، و جندا بالعراق، و جندا باليمن» فقال ابن حوالة: يا رسول اللّه إن أدركني ذلك الزمان فاختر لي فقال:«إني اخترت لك الشام فإنه خيرة المسلمين و صفوته من بلاده يجتبي إليها صفوته من خلقه، فمن (7) أتى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[54].

و هذان القولان صحيحان فقد جاءت الرواية عنهما في حديث واحد.

- و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي فيما قرأته عليه، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصفر، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد الغسّاني بقراءتي عليه، أنبأنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة - بصيدا - أخبرني محمد بن المعافا بن أحمد بن عمرو بن عثمان الحمصي، نا محمد بن حمير، حدثني فضالة بن شريك، حدثني خالد بن معدان، عن العرباض بن سارية السليمي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قام

ص: 78


1- سقطت من الأصل.
2- عن الأنساب و بالأصل «الدولابي» هذه النسبة إلى ذكوان اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، و الزيادة عن الأنساب (الذكواني).
3- بالأصل:«بن» تحريف.
4- بالأصل و خع و المطبوعة:«زيده» خطأ، و الصواب عن التبصير.
5- عن خع و بالأصل: غزف.
6- كذا بالأصل و خع، و الصواب: توشكون.
7- بالأصل: فمن أتى... و لينشق من عذره.

في الناس يوما فوعظهم موعظة بليغة و جلت منها القلوب، و ذرفت منها الأعين العيون فقال:«أيها الناس يوشك أن تكونوا أجنادا مجندة: جند بالشام، و جند بالعراق، و جندا باليمن» فقام عبد اللّه بن حوالة فقال: يا رسول اللّه إن أدركني ذلك فاختر لي قال:«إني اختار لكم الشام فإنه عقر (1) دار المسلمين، و صفوة اللّه من بلاده يجتبي إليها صفوته من خلقه، و أمّا أنتم فكلتكم (2) يمنكم اسقوا من غدركم فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[55].

- و أمّا حديث سلمان: فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين: أنبأنا أبو أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا عصام بن خالد و علي بن عياش قال: أنبأنا حريز (3)،عن سلمان بن سمير، عن ابن حوالة الأزدي - و كان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،- عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«ستكون أجناد مجندة: شام، و يمن، و عراق - و اللّه تعالى أعلم بأيها بدأ - و عليكم بالشام، ألا و عليكم بالشام، ألا و عليكم بالشام، فمن كره فعليه يمنه و ليستق من غدره، فإن اللّه قد تكفل لي بالشام و أهله»[56].

- أخبرناه أبو علي الحداد إجازة، و حدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، نا أبو نعيم الحافظ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، نا علي بن عياش الحمصي، نا حريز (4) بن عثمان، نا سلمان بن سمير، عن عبد اللّه بن حوالة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«تكون أجنادا: جند بالشام، و جند بالعراق، و جند باليمن - و اللّه أعلم بأيها بدأ - فعليكم بالشام - ثلاث مرات - فمن كره فعليه بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[57].

و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنبأنا أبو منصور شجاع الصقلي أنا أبو عبد اللّه إسحاق بن يحيى بن محمد بن مندة، حدثنا إسماعيل - يعني - ابن محمد الصفار، نا عبد الكريم بن الهيثم، أنا ابن الشمار أنبأنا حريز (5) بن عثمان،

ص: 79


1- عن مختصر ابن منظور 52/1 و بالأصل و خع «مقر».
2- في مختصر ابن منظور:«فعليكم» و في المطبوعة:«و إما أبيتم فعليكم».
3- بالأصل و خع و المطبوعة «جرير» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة حريز بن عثمان في تهذيب التهذيب 465/1.
4- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: أبو اليمان.
5- بالأصل و خع و المطبوعة «جرير» تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر ما تقدم بشأنه قريبا.

عن سلمان بن سمير يرده إلى عبد اللّه بن حوالة :نحوه.

- و أنبأنا أبو علي الحداد و حدثني أبو مسعود، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، نبّأنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر، نبأنا ابن أبي عاصم، نا عمرو (1) بن عثمان، نا أبي، عن حريز (2) بن عثمان عن سلمان بن بشير (3) عن ابن حوالة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«إن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[58].

- و أمّا حديث عبد اللّه، و الحارث، و كثير.

فأخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن منصور الفقيه، أنبأ أبي [أبو] العباس، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب الحنابصري (4)،نا عبد اللّه بن عبيد بن يحيى بن أبي حرب، أنبأنا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة، أخبرني أبي، عن نصر بن علقمة عن أخيه يعني محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ و هو ابن عبد الرحمن، نا عبد اللّه بن عبد الثماني و جبير بن نفير، و الحارث بن الحارث، و كثير بن مرّة و نفر من الفقهاء أن ابن حوالة (5) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«لتكونن أجناد ثلاثة: جند بالشام، و جند بالعراق، و جند باليمن، فعليكم بالشام فإنها صفوة اللّه من بلاده، و إليها يجتبي صفوته من عباده، فمن أبى فليستق (6) بغدر اليمن، فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[59].

- و أمّا حديث ابن شقيق: فأخبرناه أبو زكريّا يحيى بن عبد الوهاب بن منده في كتابه، و حدثني عنه أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف بن أحمد الموصلي ببغداد، عنه، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن زياد الضّبّي المعروف بابن ريذة (7) في شهور ستة سبع و ثلاثين و أربعمائة، أنبأنا أبو القاسم

ص: 80


1- بالأصل:«عمر» و المثبت عن تذكرة الحفاظ 509/1.
2- بالأصل و خع و المطبوعة «جرير» تحريف، و الصواب ما أثبت انظر ما تقدم بشأنه قريبا.
3- كذا ورد بالأصل هنا، و الصواب «سمير» و قد تقدم.
4- في المطبوعة: الحصائري.
5- بالأصل و خع:«ابن أبي حوالة».
6- بالأصل: فمن أتى فلينشق.
7- بالأصل «زيده» و مثله في المطبوعة، كلاهما خطأ و الصواب ما أثبتناه راجع تبصير المنتبه.

سليمان بن أحمد بن أيوب، نا إدريس بن [جعفر، نا يزيد بن] (1) هارون، نا كهمس بن الحسن، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن حوالة قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر فقال :«يا ابن حوالة كيف أنت إذا أدركتك فتنة تفور في أقطار الأرض كأنها صياصي (2) بقر»؟ قلت: ما تأمرني يا رسول اللّه؟ قال:«عليك بالشام»[60].

- رواه خالد بن الحارث، عن كهمس، عن ابن شقيق، فأدخل بينه و بين أبي حوالة رجلا.

- أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النّرسي الكوفي في كتاب.

و حدّثنا أبو الفضل محمد بن علي بن ناصر، أنبأ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد بن الطّيّوري و أبو الغنائم النّرسي - و اللفظ له - قالا: أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني الواسطي.

فأخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون، أنبأنا أبو الحسين بن محمد بن الحسن بن أحمد الأصبهاني، و أبو أحمد الغندجاني قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الشيرازي الحافظ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن سهل المقرئ، نا أبو محمد بن عبد اللّه بن محمد بن إسماعيل البخاري قال: و قال عارم: حدثنا خالد بن الحارث، سمع كهمس، عن ابن شقيق عن رجل يقال له زائدة أو مزيدة، عن أبي حوالة قال :كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر فذكر فتنة تثور في أقطار الأرض قال:«عليك بالشام»[61].

- أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد بن محمد التميمي، أنبأنا أبو بكر محمد بن رزق اللّه بن أبي عمرو - بمنين - و أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن شماس (3)،قالا:، نا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، أنبأنا أبو عقيل أنس بن عبد السّلام، أنبأنا عمرو بن هشام.

حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن العوام،

ص: 81


1- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المطبوعة 72/1.
2- صياصي جمع صيصة و هي قرن البقر (قاموس) شبه الفتنة بها لشدتها و صعوبة الأمر فيها (اللسان).
3- في خع:«مشماش» و في المطبوعة:«مشماس».

عن عبد اللّه بن مساحق قال: سمعت ابن عمر يقول: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«تجندون أجنادا» قال رجل: يا رسول اللّه خر لي قال:«عليك بالشام فإنها صفوة اللّه في الأرض و فيها خيرته من عباده فمن رغب عن ذلك فليلحق بيمنه و ليستق (1) بغدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[62].

- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد، أنبأنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي عبد الرحمن، نا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيّان أبو الشيخ (2)،أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، أنا أبو أمية الحرّاني، نا عثمان بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن العوام عن عبد اللّه بن مساحق قال: سمعت [ابن] عمر يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[63].

هو الصواب، نا أبو العوام. كذا روي عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي الحرّاني .

و رواه محمد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني المعروف بالبومة، عن ابن ثوبان، فقال: عن أبي العوام .

- أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، حدثنا الحسين بن إسحاق التّستري، نا مخلد بن مالك، نا محمد بن سليمان بن أبي داود، نا ثوبان، نا أبو العوام: أنه سمع عبد اللّه بن مساحق يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«تجندون أجنادا» قال رجل: يا رسول اللّه خر لي قال:«عليك بالشام فإنها صفوة اللّه من بلاده بها خيرته من عباده فمن رغب عن ذلك فليلحق بيمنه و ليستق من غدره (3) فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[64].

- أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد و جماعة، قالوا: أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن

ص: 82


1- بالأصل:«و لينشق».
2- بالأصل و خع:«بن الشيخ» و في المطبوعة: حبان، بالباء الموحدة خطأ، و هو صاحب كتاب طبقات المحدثين بأصبهان.
3- بالأصل «و لينشق من عذره».

أحمد بن ريذة (1)،أنا أبو القاسم الطّبراني، أنا أحمد بن زهير التّستري، نا حمّاد بن اشكاب، نا إسحاق بن إدريس، نا أبان بن يزيد، نا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، عن عبد اللّه بن يزيد: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«يكون بالشام جند، و بالعراق جند، و باليمن جند» فقام رجل فقال: يا رسول اللّه خر لي فقال:«عليك بالشام فإن اللّه تعالى قد توكّل لي بالشام و أهله»[65].

كذا رواه الطّبراني في مسنده عن عبد اللّه بن يزيد الخثعمي و لا يثبت له صحبة.

و قد رواه أبو بكر بن أبي عاصم، عن ابن اشكاب مختصرا.

- أخبرنا أبو علي الحداد - إجازة - و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدّل، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر الحافظ، أنبأنا ابن أبي عاصم [أنبأنا] (2)محمد بن اشكاب، أنبأنا إسحاق بن إدريس، أنبأنا أبان، حدثنا يحيى بن أبي كثير أنبأنا أبو قلابة، عن عبد اللّه بن يزيد: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«إن اللّه تعالى قد توكّل لي بالشام و أهله»[66].

المحفوظ عن أبي قلابة عبد اللّه بن زيد الحرسي (3)،حديثه، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه بلفظ آخر.

- أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا الوليد، حدثنا الأوزاعي أن يحيى بن أبي كثير حدثه أن أبا قلابة حدثه، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تخرج، نار من حضر موت أو (4)نحو من حضر موت فتسوق الناس» قلنا: يا رسول اللّه ما تأمرنا قال:«عليكم بالشام»[67].

ص: 83


1- بالأصل «زيده» تحريف.
2- زيادة عن خع.
3- كذا بالأصل و خع، و في تقريب التهذيب: الجرمي.
4- في مسند أحمد 8/2 «تخرج نار من حضر موت أو بحضر موت..» و في مختصر ابن منظور 52/1 «أو من بحر حضر موت».

- و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري - بنيسابور - قالا: أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي (1)،أنبأنا أبو عمرو (2) محمد بن أحمد بن حمدان، و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلاّل الأديب - بأصبهان - أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنبأنا أبو بكر محمد (3) بن علي بن إبراهيم [و علي] (4) بن عاصم قالا: أنبأنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، حدثنا الوليد بن مسلم، أنا الأوزاعي، و قال ابن حمدان: حدثني يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة حدثه عن سالم بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن عمر قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حمدان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يقول :«تخرج، نار من نحو حضر موت أو من حضر موت تسوق الناس» فقلت:- و قال ابن حمدان: فقلنا:- يا رسول اللّه فما تأمرنا؟ قال:«عليكم بالشام»[68].

- و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي و أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر بن محمد السندي الفقيه - بنيسابور - قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي، أنبأنا أبو أحمد بن محمد، أنبأنا أبو محمد الباغندي، أنبأنا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: سمعته يقول :«ستخرج، نار من [نحو] (5) حضر موت» أو قال:«من حضر موت» قلت: يا رسول اللّه فما تأمرنا؟ قال:

«عليك بالشام»[69].

- و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه، أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر، أنا الحسن بن علي الإمام، نا سعيد بن عبدوس، نا محمد بن يوسف الفريابي، أنبأنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة الجرمي، حدثني سالم بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :

ص: 84


1- هذه النسبة إلى جنزروذ، قرية من قرى نيسابور (ياقوت) و عنه الضبط.
2- في المطبوعة 75/1: أنا أبو عمر، نا محمد بن أحمد...
3- عن تذكرة الحفاظ 1076/3 و بالأصل «أحمد.»
4- زيادة عن المطبوعة 75/1.
5- زيادة عن خع.

«تخرج في آخر الزمان، نار من حضر موت» أو قال (1):«من نحو حضر موت تحشر الناس» قال: قلت: يا رسول اللّه ما تأمرنا؟ قال:«عليكم بالشام»[70].

- و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو محمد بن أبي إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القاري، قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد، أنا أبو سهل بشر بن أحمد الأسفرايني، أنبأنا بهلول بن إسحاق الأنباري، نا سويد بن سعيد، نا راشد (2) بن أبي سعد المصري، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي بشر (3)،عن أبي قلابة عن سالم بن عبدويه (4)،عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«ستخرج نار في آخر الزمان من حضر موت أو نحو حضر موت تحشر الناس» فقلنا: يا رسول اللّه فما تأمرنا؟ قال:

«عليكم بالشام»[71].

- و أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن حسنون إجازة لم (5) يكن سماعا، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي - بدمشق - أنبأنا عبد اللّه بن عتّاب بن الزفتي، نا محمود بن خالد، نا عبد اللّه بن كثير، عن الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، أنبأنا أبو قلابة الجرمي، أنبأنا سالم بن عبد اللّه بن عمر، نا عبد اللّه بن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ستخرج نار في آخر الزمان من حضر موت أو من نحو حضر موت تسوق الناس» فقلنا: يا رسول اللّه فما تأمرنا؟ قال:«عليكم بالشام»[72].

- و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الشامي الفقيه، و أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الفحّام، نبأنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن خالد بن جابر الفرائضي - إملاء - نا محمد بن صالح البهراني و هو أحمد بن تمام بن صالح، نبأنا المسيّب بن واضح، نا الحارث بن عطية عن الأوزاعي، عن

ص: 85


1- بالأصل:«و قال»، و المثبت عن خع.
2- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة: رشدين بن سعد.
3- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة:«كثير» و قد تقدم.
4- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة «عبد اللّه» و قد تقدم.
5- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: إن لم يكن سماعا.

يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :

«تخرج، نار من حضر موت أو من نهر حضر موت تسوق الناس» قلنا: يا رسول اللّه فما تأمرنا إذا كان كذلك؟ قال:«عليكم بالشام»[73].

و رواه عن يحيى بن أبي كثير: عن (1) المبارك التمامي، و حسين (2) بن ذكوان المعلم، و الحجاج بن الحجّاج البصريون، و أبان بن زياد بن يزيد العطار، و أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن الكوفي النحوي كما رواه الأوزاعي عنه .

- فأمّا حديث علي: فأخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنا أبو علي المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا عبد الملك (3) بن عمرو، نا علي - يعني - ابن مبارك عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، حدثني سالم بن عبد اللّه، حدثني عبد اللّه بن عمر قال: قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«ستخرج نار قبل يوم القيامة من نحو (4) حضر موت أو من حضر موت تحشر الناس» قالوا: فما تأمرنا يا رسول اللّه؟ قال:«عليكم بالشام»[74].

- و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا الشريف أبو الحسن هبة اللّه بن عبد الرزاق الأنصاري، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري، نا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي، أنبأنا أبو عامر العقدي، أنبأنا عبد (5) المبارك، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر (6)،حدثني عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«يوشك أن تخرج قبل يوم القيامة، نار من قبل حضر موت أو من حضر موت تحشر الناس» فقالوا: يا رسول اللّه فما تأمرنا؟ قال:«عليكم بالشام»[75].

ص: 86


1- كذا، و في المطبوعة:«علي بن المبارك» و سيرد حديثه. ترجم له في تقريب التهذيب: علي بن المبارك الهنائي.. كان له عن يحيى بن أبي كثير كتابان. و انظر مسند أحمد بن حنبل 2/.
2- بالأصل و خع:«نا الحسين و حسين بن ذكوان» و لفظتا «نا الحسين» مقحمتان فحذفناهما. و سيرد حديث حسين.
3- بالأصل «مالك» و المثبت عن مسند أحمد 53/2.
4- في مسند أحمد:«من بحر».
5- كذا ورد هنا، و قد تقدم أنه «علي بن المبارك».
6- بالأصل «عمير» تحريف.

- و أمّا حديث حسين، فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا [أبو] علي المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا عبد الصّمد، أنبأنا أبي أنبأنا الحسين - يعني - المعلم قال: قال لي يحيى: حدثني أبو قلابة حدثني سالم بن عبد اللّه بن عمر (1)،حدثني عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ستخرج نار قبل يوم القيامة من [بحر] حضر موت تحشر الناس» قالوا: فما تأمرنا يا رسول اللّه؟ قال:«عليكم بالشام»[76].

- و أمّا حديث الحجاج فأخبرناه أبو القاسم بن زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، أنبأنا أبو نصر عبد اللّه بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى، أنبأنا أبو العبّاس محمد بن أحمد بن محمد السّليطي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد الشرقي، أنبأنا أحمد بن حفص، و عبد اللّه بن محمد الفرا و قطن - يعني - ابن إبراهيم قالوا: أنبأنا حفص، حدثنا إبراهيم عن (2) الحجاج قال حفص: عن قتادة، و قال الفرا و قطن: عن الحجاج، عن يحيى بن أبي كثير - و لم يذكر قتادة - عن أبي قلابة، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«تخرج نار من حضر موت تحشر الناس» فقالوا: أين تأمرنا يا رسول اللّه؟ قال:«عليكم الشام»[77].

قال أحمد: مرة: قال الشام، قال أبو حامد: لم يقل الفرا و قطن قتادة في هذا الإسناد.

- و أمّا حديث أبان فأخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن جعفر بن حمدان، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي (3)،نا يحيى بن إسحاق، نا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن سالم، عن أبيه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«تخرج نار من قبل حضر موت تحشر الناس» قال: قلنا: فما تأمرنا يا رسول اللّه؟ قال:«عليكم بالشام»[78].

- و أمّا حديث شيبان: و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد في كتابه، و حدثني أبو مسعود

ص: 87


1- بالأصل «عمير» و المثبت عن مسند أحمد 119/2 و الحديث فيه، و الزيادة التالية عنه.
2- عن خع و بالأصل «بن» تحريف.
3- الحديث في مسند أحمد 99/2.

الأصبهاني، عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو عمر محمد بن أحمد بن الحسين الهيساني (1)،نا عبد اللّه بن محمد بن النعمان، أنبأنا سعيد بن حفص، نا شيبان.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو بكر بن علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (2)،نا الحسن بن موسى و الحسين بن محمد، قالا:[ثنا] شيبان، عن يحيى عن (3) أبي قلابة، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن عبد اللّه بن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«ستخرج، نار من حضر موت» - زاد أحمد:«أو من نحو (4) حضر موت - قبل القيامة تحشر الناس»[قال:] قلنا: يا رسول اللّه فما تأمرنا؟ قال:«عليكم بالشام»[79].

و أخبرناه أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن [محمد بن] (5) أحمد الزبيدي (6) الجبيني بمسجد أبي إسحاق بالكوفة، أنا أبي، أنا أبو علي إبراهيم بن محمد، أنا أبو القاسم زيد بن جعفر العلوي .

- و أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أبي البركات عمر بن إبراهيم بن إسحاق بالكوفة، و أبو الفضل كتائب بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البجلي المعروف بابن أبي دفشالة المعدّل الكوفي بالمسجد الأعظم بالكوفة، قالا: أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن سلمان [أنا] (7) الشريف أبو القاسم بن جعفر، و أبو الحسن محمد بن يعلى، قالا: أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، نا أحمد [بن] حازم بن أبي عزرة، أنبأنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأنا شيبان بن أبي يحيى، عن أبي قلابة، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«ستخرج نار من حضر موت أو من نحو حضر موت، نار قبل يوم القيامة تحشر الناس» قالوا: قلنا: يا رسول اللّه فما تأمرنا؟ قال:

«عليكم بالشام»[80].

ص: 88


1- الهيساني بفتح فسكون، هذه النسبة إلى هيسان، قرية من قرى أصبهان (الأنساب) و فيه:«الحسن» بدل «الحسين».
2- مسند أحمد 69/2 و الزيادة التالية عنه.
3- عن مسند أحمد و بالأصل «بن» تحريف.
4- في مسند أحمد:«بحر».
5- زيادة عن خع.
6- في المطبوعة 79/1: الزيدي الحسيني.
7- زيادة عن المطبوعة.

و قد رواه عبد اللّه بن عمر بن حفص بن عامر بن عاصم العمري، عن سالم .

- أخبرناه أبو القاسم الخضر (1) الحسين بن عبد اللّه بن عبدان الأزدي - بدمشق - أنبأنا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار، أنبأنا محمد بن إبراهيم بن مروان، أنبأنا عبد الملك أحمد بن إبراهيم التّستري، نا محمد بن أبي السري، نا فضالة بن حصين، نا عبد اللّه بن عمر، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«ستخرج نار من حضر موت فتسوق الناس إلى المحشر تقيل إن قالوا و تسير إذا ساروا» قالوا: يا رسول اللّه فما تأمرنا يا رسول اللّه إن أدرك ذلك منا؟ قال:«عليكم بالشام»[81].

- أنبأنا أبو المظفّر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، عن أبي الوليد الحسن بن محمد بن علي البلخي المعروف بالدربندي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن محمد بن غسّان بالبصرة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن القاسم بن سوار، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الوهّاب الأبزاري، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن هاني الطائي الأثرم قال: قال أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل: روى سالم، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«تخرج نار»[82].

- رواه، نافع، عن ابن عمر، عن كعب قال :«تخرج، نار».

- أخبرني أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبد اللّه بن عمر بن البقّال، قال: أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم، قال: أنبأنا القاضي أبو علي الحسن بن محمد بن إسحاق الأنصاري، أنبأنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: أنبأنا علي بن عبد اللّه المديني قال و أما الثالث - يعني - ممّا خلف سالما فيه نافع مولى ابن عمر، فحدثني به الوليد بن مسلم، عن مروان، عن الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير (2)،حدثني أبو (3) قلابة، عن

ص: 89


1- بالأصل «الحضرمي» و التصحيح عن تذكرة الحفاظ 1297/4.
2- بالأصل:«يحيى بن أبي إسماعيل بن أبي كثير.» كذا، و المثبت عن تقريب التهذيب.
3- بالأصل «أبي».

سالم بن عبد اللّه، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في قصة النار: أنها تخرج من حضر موت فتحشر الناس.

قال: و لست أحفظ لفظه، بل حدثنا علي قال: حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، قال: حدثني سالم بن عبد اللّه، حدثني ابن عمر قال: قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«تخرج نار»[83].

أخبرنا (1) الأوزاعي في قصة النار.

- و أمّا حديث نافع حدثناه علي، نبأنا محمد بن عبيد الطّنافسي، نبأنا عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عبيد، عن كعب قال: خرج نار، من لفظ سالم. إلاّ أنه صيره، عن كعب خلاف ما روى سالم.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنبأنا أبو الحسين (2) محمد بن أحمد بن محمد الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدار قطني الحافظ، أنبأنا محمد بن علي بن إسماعيل الأيلي، نا محمد بن سنان الشيرازي، أنبا المسيّب بن واضح، نا المعتمر (3) بن سليمان، عن أبيه، عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال:

قلت: يا رسول اللّه خر لي، قال :«عليك بالشام»[84].

قال الدار قطني: تفرد به المسيّب عن معتمر (4)،عن أبيه عن بهز، عن سليمان بن طرخان التيمي (5).

قلت: هذا من رواية الأكابر عن الأصاغر، لقي أنس بن مالك.

- و أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن البنا البغدادي الجريري - بقراءتي عليه - قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن عبد اللّه الجوهري المقنّعي (6) المعدّل، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن

ص: 90


1- في المطبوعة:«كما أخبرناه الأوزاعي» مناسب للسياق.
2- بالأصل:«أبو الحسن بن محمد» تحريف، ما أثبتناه موافقا لما جاء في الأنساب.
3- بالأصل و خع:«معمر» و ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب.
4- بالأصل و خع:«معمر» و ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب.
5- بالأصل و خع:«عن بهز أكبر نهر قد سليمان بن خالد التيمي» كذا، و ما أثبتناه عن المجلدة الأولى ص 81.
6- ضبطت عن الأنساب، و فيه في عامود نسبه اختلاف.

أحمد بن لؤلؤ، أنبأنا الحسن بن أحمد.

و أخبرنا أبو [الأعزّ] قراتكين بن الأسعد [بن] المذكور التركي الأزجي بقراءتي عليه ببغداد، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري.

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الخرقي (1)،أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مالك الشّطوي (2)،قال: أنبأنا حميد بن زنجويه، نا روح بن أسلم، نا حمّاد بن سلمة، عن بهز بن الحكيم، عن أبيه عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي ذر :

«يا أبا ذر»- و لم يقل ابن البنا:«يا أبا ذر»- و قال:«إذا رأيت البناء بلغ سلعا فعليك بالشام.

قلت: فإن حيل - قال قراتكين: قال: فإن حيل - بين ذاك أ فأضرب بسيفي من حال بيني و بين ذلك؟ قال: لا، و لكن اسمع و أطمع و لو لعبد حبشي - زاد ابن البنا:

مجدّع[85].

- و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك (3) الكرماني - ببغداد - أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي - بمرو - أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حكيم العامري، نبأنا أبو الموجّه محمد بن عمرو بن الموجّه بن إبراهيم بن غزوان الفزاري، أنبأنا سعيد - يعني ابن هبيرة العامري-، نبأنا حمّاد بن سلمة، أنبأنا بهز بن حكيم، عن أبيه عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«عليكم بالشام»[86].

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، نبأنا أبو جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي (4) بمكة، نا عبد الحميد بن صبيح، نا حمّاد بن زيد، عن بهز بن حكيم، عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول اللّه

ص: 91


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بيع الثياب و الخرق.
2- كذا و هذه النسبة إلى جنس من الثياب يقال لها الشطوية و بيعها، و هي منسوبة إلى شطا من أرض مصر. (الأنساب) و فيه: بن هلال الشطوي. و في المطبوعة 81/1 «النيبطوني» تحريف.
3- مجدّع: المقطوع الأذنين.
4- عن الأنساب، و هذه النسبة إلى ديبل بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند. و بالأصل و المطبوعة 82/1 «الدبيلي» تحريف.

تأمرني؟ قال :فنحا بيده الشام.

أخبرنا عاليا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية ببغداد، أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن خراش، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي (1)،أنبأنا عبد الحميد، نا حمّاد فذكر بإسناده مثله سواء.

- أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد بن عبد الباقي القوي المصّيصي الفقيه، أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن الزاهد، أنبأنا عمر بن حماد بن أحمد بن محمد الخطيب، أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي (2)،أنبأنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن فروخ - في منزله بربض الرافقة (3)-نا إسماعيل بن أبي الحارث، نا معاوية، عن أبي إسحاق، عن بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده قال: قلت :يا رسول اللّه تأمرنا [فقال: هاهنا] و نحا بيده نحو الشام[87].

- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي المذهب، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا يحيى، عن بهز، حدثني أبي، عن جدي قال: قلت :يا رسول اللّه أين (4) تأمرني خر لي فقال بيده نحو الشام و قال:«إنكم محشورون رجالا و ركبانا و تجرّون على وجوهكم»[88].

- أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن الحسن بن السبط و أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهّاب البارع، و أبو غالب محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن قريش الفرار (5)،قالوا: أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون.

ص: 92


1- عن الأنساب و هذه النسبة إلى ديبل بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند. و بالأصل و المطبوعة 82/1 «الدبيلي» تحريف.
2- في خع «السلطي».
3- ربض الرافقة: و هو الذي يسمى الرقة (ياقوت) و الرافقة بلد متصل البناء بالرقة و هما على ضفة الفرات و بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع.
4- عن خع و مسند أحمد 5/5 و بالأصل «من».
5- في المطبوعة: القزاز.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المرزقي (1)،و أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (2)،قالا: حدثنا محمد بن علي بن المهتدي، قالا: أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي، أنبأنا أبو الفضل محمد بن علي بن الحسن بن حرب القاضي، قال ابن المأمون قاضي الرقة - و قال ابن المهتدي: سنة خمس و ثلاثمائة - أنبأنا أيوب بن محمد الورّاق (3)،نا مروان بن معاوية، نا بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده قال :قلت: يا رسول اللّه أين تأمرني خر لي قال: فنحا بيده نحو الشام و قال:«إنكم محشورون» و قال ابن المهتدي:«تحشرون رجالا و ركبانا و تجرون على وجوهكم»[89].

- و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن التّستري،[أخبرنا أبو علي الحسن بن سعد بن أحمد بن عمرو بن المأمون الجزري الفقيه بالرحبة، أنا أبو القاسم التستري] (4) قالا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنبأنا أبو القاسم بن منيع، نا سويد بن سعيد، نا مروان، عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة، عن أبيه عن جده، قال: قلت: يا رسول اللّه خر لي، قال :فنحا بيده نحو الشام ثم قال:

«إنكم محشورون رجالا و ركبانا و تجرون على وجوهكم» في حديث[90].

- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني الفقيه بدمشق، أنبأنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن بحير (5) الشّعراني الطّبراني، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن يزيد البغدادي المعروف بالصيني (6)،نا روح، و عبد اللّه بن حبيب، أبو وهب (7) السّهمي قالا: نا بهز بن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه، عن جده قال :قلت: يا رسول اللّه

ص: 93


1- كذا، و تقدم «المزرفي» و هو الصواب.
2- بالأصل «المحلا» تحريف، و المثبت و الضبط عن تبصير المنتبه 1344/4.
3- في خع «الوزان».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و من خع.
5- في المطبوعة: يحيى.
6- بالأصل و خع «الضبي» و المثبت عن الأنساب، و هو بغدادي، و لم يذكر لما ذا قيل له ذلك، له ترجمة في تاريخ بغداد 238/1.
7- بالأصل:«و أبو وهب» و المثبت عن الأنساب «السهمي» و ذكره: عبد اللّه بن بكر بن حبيب.

خر لي فأومى بيده نحو الشام. هذا هو عبد اللّه بن بكر بن حبيب نسبه إلى جده.

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن علي بن طاوس - بدمشق - أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق، نا يحيى بن أبي طالب، نا عبد اللّه بن بكر، حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول اللّه بأبي و أمي ما تأمرني خر لي؟ قال :« هاهنا - و نحا بيده نحو الشام - إنكم محشورون رجالا و ركبانا و تجرّون (1) على وجوهكم»[91].

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن محمد بن هبة اللّه بن علي الأكفاني - بدمشق - و أبو المعالي تغلب بن جعفر بن أحمد بن الحسين السّرّاج - ببغداد - قالا:

أنبأنا أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن القطان، قال: أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد، أنبأنا أبو العباس أحمد بن عتّاب بن الزّفتي، نا بكّار بن قتيبة، نا عبد اللّه بن بكر، نا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال :قلت: يا رسول اللّه خر لي أين تأمرني قال: فأومأ بيده نحو الشام و قال:«ثم تحشرون رجالا و ركبانا و تجرون على وجوهكم»[92].

- أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية الأصبهاني - ببغداد - أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر بن هارون الرّوياني، أنا محمد بن إسحاق [نا] (2) السهمي، نا بهز بن حكيم بن معاوية القشيري، عن جده قال: قلت: يا نبي اللّه أين تأمرني خر لي قال: « هاهنا - و نحا بيده نحو الشام - إنكم تحشرون رجالا و ركبانا و [تجرون] (3) على وجوهكم»[93].

- أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، أنبأنا أبو القاسم، نا

ص: 94


1- بالأصل «و تخرون» و المثبت عن خع.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن خع، و هو عبد اللّه بن بكر بن حبيب السهمي.
3- زيادة عن المطبوعة.

يعقوب بن سفيان، نا أبو عاصم، عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال: قلت: يا رسول اللّه خر لي قال :فأومأ بيده نحو الشام «إنكم تحشرون رجالا و ركبانا»[94].

- و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر المسعفي أنبأنا أبو الحسين بن القطان ببغداد، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سعيد، نا المكي بن إبراهيم، قال: بهز أنبأنا عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول اللّه أين تأمرني خر لي قال :« هاهنا - و نحا بيده نحو الشام - إنكم تحشرون رجالا و ركبانا تجرون على وجوهكم»[95].

و قد رواه أبو قزعة (1) سويد بن حجر الباهلي البصري، عن حكيم بن معاوية، كما رواه عن (2) أبيه بهز .

- أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن المقرئ، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب الرازي، أنا أبو بكر محمد بن هارون (3)الروياني، نا ابن إسحاق يعني أبا بكر بن الصغاني، نا أبو نصر التّمّار عبد الملك، نا حمّاد بن سلمة، نا أبو قزعة (4) الباهلي، عن حكيم بن معاوية عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«تحشرون هاهنا - و أومى بيده نحو الشام - مشاة و ركبانا على وجوهكم تعرضون على اللّه تعالى على أفواهكم الفدام (5) و أول ما تعرب، عن أحدكم فخذه»[96]:

«و رواه عروة بن رويم اللّخمي، عن معاوية بن حيدة جدّ بهز .

- أخبرناه أبو القاسم الخضر بن حسين بن عبدان، أنبأنا محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، أنبأنا عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو الجهم، نا هشام بن عمّار، نا عاصم، نا عثمان بن عملاق، عن عروة بن رويم (6)،عن معاوية (7) بن حيدة القشيري :أنه قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 95


1- بالأصل «فرعة» و المثبت عن خع، و في تقريب التهذيب: سويد بن حجير مصغرا. و قزعة بسكون الزاي إن كان من قزع إذا أسرع، و بفتحها إن كان واحد القزع، و هي السحاب المتفرقة، و السكون أكثر (المغني).
2- عن المطبوعة و بالأصل و خع «عنه».
3- عن المطبوعة، و بالأصل و خع «هواز».
4- بالأصل «فرعة» و المثبت عن خع، و في تقريب التهذيب: سويد بن حجير مصغرا. و قزعة بسكون الزاي إن كان من قزع إذا أسرع، و بفتحها إن كان واحد القزع، و هي السحاب المتفرقة، و السكون أكثر (المغني).
5- الفدام: ما يشد على فم الإبريق و الكوز من خرقة لتصفية الشراب، يقال: فدم فاه: وضع عليه الفدام. و تعرب أي تفصح و تبيّن و توضح الفعل الذي فعله (اللسان: فدم - عرب).
6- بالأصل و خع:«رزتم» و ما أثبت عن تقريب التهذيب.
7- بالأصل و خع:«معاوية بن حكيم بن حيدة» و الصواب ما أثبتناه، انظر تقريب التهذيب، و الإكمال 576/2.

فقال: و الذي بعثك بالحق نبيّا ما خلصت إليك حتى حلفت لقومي عددها - يعني أنامل كفيه - اللّه لا أتبعك و لا آمن بك، و لا أصدقك. و إني أسألك باللّه بم بعثك ربك؟ قال:

«بالإسلام» قال: و ما الإسلام؟ قال:«تسلم وجهك للّه تعالى و تخلي له نفسك» قال: فما حق أزواجنا علينا؟ قال:«أطعم إذا طعمت، و اكس إذا اكتسيت، و لا تضرب الوجه، و لا تقبح و لا تهجر إلاّ في السبّ، و كيف وَ قَدْ أَفْضىٰ بَعْضُكُمْ إِلىٰ بَعْضٍ، وَ أَخَذْنَ مِنْكُمْ (1)مِيثٰاقاً غَلِيظاً »ثم أشار قبل الشام فقال:« هاهنا تحشرون هاهنا تحشرون ركبانا و مشاة (2) و على وجوهكم و أفواهكم الفدام و أول شيء يعرب، عن أحدكم فخذه»[97].

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا آدم بن أبي إياس، أنبأنا أبو عمر الصّنعاني (3)،عن أبي سليمان، عن محمد بن إسحاق المديني، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رجل :يا رسول اللّه إني أريد الغزو فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليك بالشام و أهله، ثم الزم من الشام عسقلان، فإنه إذا دارت الرحا في أمتي كان أهل عسقلان في راحة و عافية»[98].

- قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا، عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري.

و أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي الآبنوسي - إجازة - و حدّثني أبو المعمّر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، عنه، أنبأنا الجوهري، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي، نا القاسم بن زكريا بن يحيى أبو بكر المطرّز المقرئ، نا سويد بن سعيد، نا حفص بن ميسرة، عن أبي سليمان، عن محمد بن إسحاق [عن] بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس :أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إني أريد أن أغزو فقال له:«عليك بالشام فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله. ثم الزم من الشام عسقلان فإنه إذا دارت الرحا في أمتي كان أهلها في راحة و عافية»[99].

ص: 96


1- سورة النساء، الآية:20.
2- في مختصر ابن منظور 53/1 «ركبانا و رجالا».
3- بالأصل «الصغاني» تحريف، و هو حفص بن ميسرة أبو عمر الصنعاني انظر الكاشف للذهبي 181/1 و تقريب التهذيب.

أبو سليمان هذا يحيى بن سليمان سماه محمد بن أبي السري، عن حفص بن ميسرة في هذا الحديث.

- قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي، عن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع، أنبأنا [أبو] يعلى عبد اللّه بن محمد بن حمزة، أخبرني محمد بن الحسن - هو ابن قتيبة - نا أبو محمد بن أبي السري، نا أبو عمر حفص بن ميسرة الصّنعاني (1)،حدثني أبو سليمان يحيى بن سليمان المدني، حدثني محمد بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي نجيح، عن مجالد، عن عبد اللّه بن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال :يا رسول اللّه إني أريد أن أغزو في سبيل اللّه قال:«عليك بالشام فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله، الزم من الشام عسقلان فإنها إذا دارت الرحا في أمتي كانت فيهم راحة و عافية»[100].

- أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدثني عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا عبد اللّه، نا عبد الصمد، نا حماد عن الجريري يعني سعيد بن إياس، عن أبي بشا قال عبد اللّه: بن المشا، يقال: لقيط. يقولون: ابن المشا، و أبو المشا. و هو لقيط بن المشا، عن أبي أمامة قال: قال :لا تقوم الساعة حتى يتحوّل خيار أهل العراق إلى الشام و يتحول شرار أهل الشام إلى العراق. و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليكم بالشام»[101].

رواه الخطيب المذهب هو رواه غيره حماد (2) فقال، عن أبي هريرة بدل أبي أمامة .

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم [بن] حمزة بن الخضر السلمي، عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أنبأنا الحسن بن أبي بكر، أنبأنا أبو محمد، أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه القطان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا حجاج بن هلال، نا حمّاد بن سلمة، عن الجريري، عن ابن المشا (3)،عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :

ص: 97


1- راجع المصدر السابق.
2- كذا وردت العبارة بالأصل و خع، و ثمة نقص في الكلام شوش المعنى، و في المطبوعة 87/1: رواه الخطيب عن ابن المذهب. و رواه غيره عن حماد.
3- اختلف إسناد الحديث في المطبوعة 87/1 عن الأصل و خع.

«عليكم بالشام»[102].

- أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن يوسف بن ماهان، أنبأنا أبو منصور بن شجاع بن علي بن شجاع، أنبأ أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن محمد بن مندة، نا أحمد بن محمد بن إبراهيم [نا] أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس، نا عمر بن حفص بن شليلة الدمشقي، نا سهل بن هاشم الواسطي، نا بسطام بن مسلم، عن الحسن، عن أبي أسيد الأنصاري قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم :«إذا رأيت البناء قد بلغ السلع فاغز بالشام، فإن لم تستطع فاسمع و أطع»[103].

كذا في سماعي: و اغز، يعني أقم بالشام.

- و رواه أبو الجهم عمرو بن حازم، عن عمرو بن حفص أو قال: فالحق بالشام.

- أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد المطرّز قال: نا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد، نا عبدان بن أحمد، نا جعفر بن محمد الوراق، أنبأنا أبو عمر الضرير، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي شيبان (1) عيسى، عن أبي طلحة الخولاني و اسمه درع (2) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«تكونوا جنود أربعة. فعليكم بالشام، فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[104] قال الطبراني في حرف الذال المعجمة: فيما أجازه لي أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنبأنا أبو القاسم الطّبراني قال:

ذرع أبو طلحة الخولاني، و قد اختلف في صحبته.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المعروف بأبيّ.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الحسن بن المبارك بن عبد الجبار و أبو الغنائم قالا: أنبأنا أبو أحمد عبد الوهّاب بن محمد.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن أحمد الأصبهاني، و أبو أحمد الغندجاني، قالا:

ص: 98


1- كذا بالأصل، و في تقريب التهذيب: عيسى بن سنان الحنفي، أبو سنان.
2- في تقريب التهذيب: اسمه ذرع، بالمعجمة أو المهملة.
3- بالأصل و خع:«زيد» و في المطبوعة:«زيده» و التصويب «ريذة» و الضبط عن التبصير.

أنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج، أنبأنا أبو الحسن [محمد] (1) بن سهل، نبأنا أبو عبد اللّه البخاري و اللفظ له أي لأبي الغنائم قال في حرف الدال المهملة: درع الخولاني و هو أشبه بالصواب و لا يثبت له صحبة.

- أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الصوري و نقلته من خطه، أنبأنا أبو الحسين بن الرذاذ - بتنّيس - أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن أحمد الرّقّي، نا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن الحداد، حدثنا الحسين بن الطّيّب البلخي، ثنا عون بن موسى، عن إياس بن معاوية قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله، و أن إبليس أتى العراق فباض فيها و فرّخ، و إلى مصر فبسط، عبقرية (2) و اتكأ.

و قال: جبل الشام، جبل الأنبياء»[105] هذا مرسل و مع إرساله منقطع بين البلخي و عون بن موسى.

- أخبرنا الحداد في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود المعدّل، عنه قال: أنبأنا أبو نصر الحافظ سليمان بن أحمد عن واثلة بن الحسن العرقي (3)،نا كثير بن عبيد، نا أبو حيوة شريح بن يزيد، عن أرطأة بن المنذر، حدثني أبو الضحاك قال: أتيت ابن عمر فسألته:

أين نزل؟ قال :إلى الناصية الأولى من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ساروا [بأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (4).حتى نزلوا الشام ثم انزلوا حمص خاصة، فانظر ما كانوا عليه و ائته.

- أخبرنا أبو غالب (5) أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن بن البنا، قالا: أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد الآبنوسي، أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن تيري إجازة، نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني، أنبأنا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن إبراهيم بن أدهم، عن عطاء الخراساني، قال :لما هممت بالنقلة من خراسان شاورت من بها من أهل العلم أين يرون لي أن أنزل بعيالي و كلهم يقولون لي: عليك بالشام. عليك بالشام (6).

ص: 99


1- زيادة عن خع، و في المطبوعة: أبو الحسين.
2- ضرب من البسط كالعباقرى (قاموس).
3- بياض في خع، و نقص في الأصل و ثمة عبارة غير واضحة على هامشه و تنبه على النقص، و ما استدرك عن مختصر ابن منظور 54/1 و في المطبوعة: بلواء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
4- بياض في خع، و نقص في الأصل و ثمة عبارة غير واضحة على هامشه و تنبه على النقص، و ما استدرك عن مختصر ابن منظور 54/1 و في المطبوعة: بلواء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
5- بالأصل و خع: أبو غالبا.
6- سقطت بقية الحديث من الأصل و خع، انظر تتمته في مختصر ابن منظور 54/1-55.

- قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر فيما ذكر أنه وجد بخط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، أخبرني أبو العباس محمد بن جعفر بن يحيى بن حمزة الحضرمي الدّمشقي، نا جدي أحمد، أنبأنا أبي، عن أبيه يحيى، قال:

حدثني سفيان الثوري، عن طعمة بن عمرو الجعفري عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي (1)،قال: قلت لعبد اللّه بن عمرو بن العاص :إن لي رحما و قرابة و إن منزلي قد نبا بي بالعراق و الحجاز، فخر لي فقال:«ارضى لك ما أرضى لنفسي و لولدي (2)عليك بدمشق ثم عليك بمدينة الأسباط [بانياس] (3) فإنها مباركة الأرض: السّهل و الجبل، نقل اللّه تعالى عنها أنملها حتى بدّلوا تطهيرا لها.

ص: 100


1- بالأصل و خع:«عبيد الرحمن بن سابط الحجبي» و المثبت عن تقريب التهذيب و يقال فيه: عبد الرحمن بن عبد اللّه بن سابط.
2- بالأصل و خع «و لوالدي» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- زيادة عن خع.

باب بيان أن الإيمان يكون بالشام عند وقوع الفتن و كون الملاحم العظام

- أخبرنا بو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، أنبأنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة، نا أبي، نا جمع بن القاسم بن عبد الوهّاب بن أبان بن خلف المؤذن - بدمشق - أنبأنا أحمد بن بشر بن حبيب الصوري، نا عبد الحميد بن بكّار، نا عقبة بن علقمة، نا الأوزاعي، عن عطية بن قيس عن عبد اللّه بن عمر (1) قال: قال النبي عليه الصلاة و السلام :«رأيت (2) عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فذهب به إلى الشام فأوّلته الملك»[106].

هذا حديث حسن غريب و المحفوظ عن عقبة حديثه عن سعيد بن عبد العزيز.

أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، حدثنا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنبأنا تمّام بن محمد الرازي و عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، قالا: أنبأنا خيثمة بن سليمان .

و أخبرناه أبو الحسين محمد بن محمد بن محمد بن محمد (3) بن أحمد بن محمد بن باذوية، أنبأنا أبو الفضل محمد بن علي بن أحمد.

و أخبرناه أبو الفرج مجليّ بن الفضل بن حصن بن أبي يعلى الموصلي، أنبأنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي (4)،قالا: أنبأنا أحمد بن الحسين الحيري القاضي.

ص: 101


1- في مختصر ابن منظور 56/1 «عمرو».
2- في مختصر ابن منظور: أريت.
3- في خع ثلاث مرات «محمد».
4- عن خع و بالأصل «الحشامي».

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو طاهر الفقيه، قالا: أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قالا: أنبأنا أبو العباس بن الوليد بن مزيد.

أخبرناه أبو الحسن علي بن مسلم الفقيه السلمي [أنا] أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصّيصي.

- و أخبرناه أبو القاسم السمرقندي، أنبأنا عبيد بن إبراهيم بن عتيبة النّجّار - بدمشق - أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن عبيد اللّه القطان الشيخ الصالح، أنبأنا خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، قال: أنبأنا العباس بن الوليد البيروتي (1)،أنا عقبة بن علقمة، حدثني سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن عبد اللّه بن عمرو (2) بن العاصي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إني رأيت عمودا»- و قال أبو العباس الأصم: أن عمود - الكتاب انتزع من تحت وسادتي - و قال الفراوي: وسادتي (3)-فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد بن إلى الشام. ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام[107]

- -و في حديث السهلكي :ألا إن الإيمان قد وقع بالشام-.

و هذا غريب أيضا [من] حديث سعيد، عن عطية. و المحفوظ حديث سعيد عن يونس بن ميسرة بن حلبس الجبلاني (4) كذلك رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، و محمد بن معاذ بن عبد بن عبد الحميد الدمشقيون، و يحيى بن صالح الوحاظي (5)، و سعيد بن مسلمة الأموي، عن سعيد .

- فأمّا حديث أبي إسحاق: فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه، و حدثني عنه عبد الرحيم بن علي بن أحمد الأصبهاني، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا سليمان الطّبراني، أنبأنا محمد بن النّضر الأزدي، أنبأنا معاوية بن عمر، عن أبي

ص: 102


1- بالأصل و خع:«السروني» و المثبت عن تقريب التهذيب.
2- بالأصل «عمر» و المثبت عن خع.
3- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة:«و سادي» و هو الأقرب.
4- عن التاريخ الكبير 402/8 و بالأصل «الحبلاني» و جبلان قبيلة بحمص في حمير. و في المطبوعة: «الجيلاني».
5- الوحاظي نسبة إلى وحاظة - مخلاف باليمن (قاموس).

إسحاق، عن سعيد بن عبد العزيز، أنبأنا ابن حلبس عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إني رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[108].

- و أمّا حديث الوليد فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نبأنا يعقوب بن سفيان، حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم، و صفوان بن صالح.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا تمّام بن محمد الرازي، أنبأنا محمد بن إبراهيم بن مروان، نا زكريا بن يحيى، نا دحيم قالا: نا الوليد بن مسلم، قال ابن مروان: حدثنا أحمد بن المعلّى، نبأنا سليمان بن عبد الرحمن، و صفوان بن صالح، و عبد الرحمن بن إبراهيم، قالوا:

أنبأنا الوليد بن مسلم، نبأنا سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة، عن عبد [اللّه] (1) بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه مذهوب به فعمد به إلى الشام، و إني أوّلت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان بالشام»[109].

- و أخبرنا أبو علي الحداد - إجازة - و حدثني أبو مسعود الأصبهاني، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنبأنا أحمد بن المعلّى الدمشقي، أنبأنا هشام بن عمّار قال: قال: و حدثنا إبراهيم بن دحيم، نا أبي قال: و أنبأنا وارد بن أحمد بن أسد البيروتي، نا صفوان بن صالح، قالوا: أنبأنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه مذهوب به إلى الشام، و إني أوّلت أن الفتن إذ وقعت أن الإيمان بالشام»[110].

- و أمّا حديث مروان: فقرأته على أبي الحسين أحمد بن كامل بن رستم بن مجاهد النصري، عن أبي الفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسدآبادي الصوفي نزيل صور،

ص: 103


1- عن هامش الأصل و خع.

أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة، أنبأنا محمد بن عوف، أنبأنا مروان بن محمد، أنبأنا سعيد بن عبد العزيز، عن ابن حلبس، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فنظرت، فإذا به نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[111].

- و أمّا حديث محمد بن معاذ: فأنبأناه أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا أبو الحسن علي، و أبو إسحاق إبراهيم، أنبأنا محمد بن إبراهيم الحنّائي (1) قالا: أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين الكلابي، أنبأنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، حدثنا يزيد بن محمد، نا يحيى بن صالح و محمد بن معاذ، قالا: نا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي حلبس (2)،عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام. ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[112].

- و أمّا حديث يحيى بن صالح: فأخبرناه أبو علي الحداد: حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا أبو القاسم الطبراني، أنبأنا أبو زرعة [و] أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقيان، قالا: نا يحيى بن صالح الوحاظي، أنبأنا سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[113] و هو مختصر.

- أخبرناه (3) بتمامه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه الطبري، أنبأنا أبو الحسين (4) محمد بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن

ص: 104


1- الحنائي بكسر الحاء و فتح النون المشددة، هذه النسبة إلى بيع الحناء، و هو نبت يخضبون به الأطراف (الأنساب).
2- بالأصل و خع «أبي حبيش» تحريف.
3- بالأصل:«و هو مختصرا، فأخبرناه» و المثبت عن خع.
4- بالأصل «أبو الحسن» و التصحيح عن خع.

جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، نا يحيى بن صالح، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ابن حلبس، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[114].

- و أمّا حديث سعيد بن مسلمة (1):فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني، حدثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا تمّام الرازي، حدثني أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة النصري، أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن حرب الرّقّي، أنبأنا أيوب بن محمد الوراق، أنبأنا سعيد بن مسلمة، نا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن حلبس، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فعمد به إلى الشام، ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[115].

رواه مدرك بن عبد اللّه الأزدي و أبو إدريس الخولاني عن عبد اللّه بن عمرو أيضا.

- فأما حديث [مدرك] فأخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثني تمام بن محمد الرازي و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الدوري و عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، قالوا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان، أنبأنا أبو عبد الملك اليسري (2)،نا عمر بن عثمان، نا أبي، نا محمد بن مهاجر، عن العباس بن سالم، عن مدرك بن عبد اللّه الأزدي قال :غزونا مع معاوية بمصر فنزلنا تنّيس (3)،فقال عبد اللّه بن عمرو لمعاوية: يا أمير المؤمنين، أ تأذن أن أقوم على فرسي في الناس؟ فأذن. فأقام على فرسه فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه، ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رأيت في المنام أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فتبعته بصري، فإذا هو كالعمود من النور فعمد به إلى الشام، ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[116] ثلاث مرات.

ص: 105


1- بالأصل:«بن أبي سلمة» و الصواب عن خع.
2- في المطبوعة: أبو عبد الملك التستري عن عمرو بن عثمان.
3- تنيس: بكسرتين و تشديد النون، جزيرة في مجر مصر قريبة من البر بين الفرما و دمياط. و في مختصر ابن منظور:«بلبيس».

رواه غيره فقال: عن مدرك أو أبي مدرك، و الصواب: مدرك.

- أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه الطبري، أنبأنا أبو الحسين (1) بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، أنبأنا محمد بن مهاجر، عن العباس بن سالم، عن مدرك بن عبد اللّه - أو أبي مدرك - قال :غزونا مع معاوية رضي اللّه تعالى، عنه مصر فنزلنا منزلا، فقال عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمعاوية: يا أمير المؤمنين، أ تأذن لي أن أقوم فوق فرسي في الناس، فأذن له فقام على فرسه فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رأيت في المنام أن عمود الكتاب حمل من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو كالعمود من النار (2) يعمد به الشام ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[117] ثلاث مرات يقولها ثلاثا، الصواب: على فرسه.

- و أمّا حديث أبي إدريس: فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة (3)،أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد، نا أحمد بن رشدين المصري و أبو الزّنباع روح بن الفرج، قالا: نا عمرو بن خالد الحرّاني، نا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة عن (4) ربيعة بن يزيد، عن [أبي] (5) إدريس الخولاني، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: سمعت نبي اللّه عليه الصلاة و السلام يقول :«بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت وسادتي رأسي فأتبعته بصري فإذا هو قد عمد به إلى الشام ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام»[]ثلاث مرات، و رواه بسر بن عبيد اللّه الحضرمي، عن أبي إدريس فقال:، عن أبي الدرداء بدلا من عبد اللّه .

- أخبرناه أبو إبراهيم بن طاهر بن البركات بن إبراهيم الخشوعي، و أبو القاسم تمّام بن عبد اللّه بن المظفّر الظبي بدمشق قالا: أنا أبو الحسن علي بن طاوس.

ص: 106


1- بالأصل «أبو الحسن» و التصحيح عن خع.
2- كذا بالأصل و خع هنا، و قد تقدم:«كالعمود من النور» و هو الوارد أيضا في مختصر ابن منظور 56/1.
3- بالأصل و خع و المطبوعة «زيدة» خطأ.
4- بالأصل «بن» تحريف.
5- سقطت من الأصل و خع.

و أخبرناه أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، أنبأنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفّر الشامي، قالا: أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا ابن (1) بشران.

و أخبرناه أبو محمد بن هبة اللّه بن طاوس، أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي [بن] الحسن بن أبي عثمان، أنبأ أبو عبد اللّه الحسن بن محمد المظفّر الغفاري (2)،قالا: أنا أبو بكر أحمد بن سليمان (3) النّجّاد، نا أبو الليث يزيد بن جهور - بطرسوس (4)-نا أبو توبة الربيع بن نافع، عن يحيى بن حمزة، عن ثور بن يزيد عن بسر بن عبيد اللّه عن [أبي] إدريس الخولاني عائذ اللّه عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«بينا أنا نائم رأيت عمود الإسلام احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام»[118] و لم يكن الغضائري قاله الليث.

- و أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفزاري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي.

و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه اللالكائي قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، نا عبد اللّه بن يوسف.

و أخبرناه أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا إسحاق بن عيسى.

و أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد - إجازة - و حدّثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن المعلّى، نا هشام بن عمّار.

ص: 107


1- بالأصل «أبو» و الصواب عن خع.
2- كذا بالأصل و خع، و الصواب «الغضائري» و هذه النسبة إلى الغضارة و هو إناء يؤكل فيه الطعام.(الأنساب) و ذكر باسم: أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم... المعروف بالغضائري.
3- عن التبصير 1409/4 و الأنساب «الغضائري» و بالأصل و خع و المطبوعة 96/1 «سلمان» تحريف.
4- طرسوس: بفتح أوله و ثانيه، مدينة بثغور الشام بين أنطاكية و حلب و بلاد الروم.

و أخبرناه أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن السّمسار، نا يوسف بن القاسم، أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللّخمي - بعسقلان، سنة ثمان و ثلاثمائة - نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا زيد بن واقد، حدّثني بسر بن عبيد اللّه. حدثني أبو إدريس الخولاني عن أبي الدرداء:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت وسادتي رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام. ألا و إن الإيمان حين تقع الفتن بالشام»[119]

- -زاد الطبراني :يعني فتن الملاحم - و اللفظ لحديث الأكفاني.

- أخبرناه عاليا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنّائي، و أبو الحسن بن الحسين الموازيني - إجازة - قالا: أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السّلام بن عبد الرحمن بن عبيد بن سعد - قراءة عليه سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة - أنبأنا أبو محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي البندار سنة أربع و ستين و ثلاثمائة، نا أبو العبّاس أحمد بن عامر بن المعمّر الأزدي من أصل كتابه، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة فذكر بإسناده مثله و قال :«بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب حمل من تحت رأسي»[120] و لم يقل: أن، و الباقي مثله.

- و رواه عمرو بن العاص نحوا (1) من رواية ابنه عبد اللّه.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عبد الواحد بن الحصين، أنبأنا أبو علي المذهب، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني [أبي] (2) أنا أبو اليمان.

و أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو القاسم الطبراني، أنبأنا أبو موسى بن عيسى بن المنذر، نا محمد بن المبارك الزبيري، قالا: نا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد اللّه عن عبد اللّه بن الحارث، قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«بينا أنا في (3) منامي أتتني الملائكة فحملت عمود الكتاب من تحت رأسي

ص: 108


1- بالأصل و خع:«و رواه عمر بن العاص نحو».
2- سقطت من الأصل و خع، و استدركت عن مسند أحمد 198/4 و الحديث التالي فيه.
3- بالأصل:«بينما أنا نائم في منامي» و المثبت عبارة مسند أحمد.

فعمدت به إلى الشام. ألا فالإيمان حيث تقع الفتن بالشام»[121].

و قال الطبراني: أي: بينا أنا نائم. و قال: لا و أن الإيمان.

- أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (1).

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أنبأ أبو بكر الطبري، قالا:

أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، حدثني نصر بن محمد بن سليمان (2) الحمصي، نا أبي أبو ضمرة محمد بن سليمان (3)السّلمي.

و أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن عن ابن الحسن الرّبعي، نا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين، نا أبو سعيد محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض، نا أبو القاسم نصر بن محمد بن سليمان أبي ضمرة، حدثني أبي أبو ضمرة، حدثني عبد اللّه (4) بن أبي قيس، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :

«رأيت عمودا من نور خرج من تحت رأسي ساطعا حتى استقر بالشام»[122].

- أخبرنا عاليا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد - إجازة - و حدثني أبو مسعود الأصبهاني الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا خطاب بن سعد الدمشقي، نا نصر بن محمد بن أبي ضمرة (5) السّلمي، نا أبي، نا عبد اللّه (6) بن أبي قيس فذكر نحوه، و قال: خرج من تحت وسادتي حتى.

و روى عن عبد اللّه بن عمرو في هذا الباب.

- أخبرناه أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي الدمشقي، نا أبو الحسن علي بن

ص: 109


1- بالأصل: أحمد بن الحسين بن الفضل القطان البيهقي.
2- بالأصل و خع:«سلمان» و الصواب عن تقريب التهذيب. و وردت كنيته بالأصل «أبي حمزة» و الصواب عن خع و تقريب التهذيب.
3- بالأصل و خع:«سلمان» و الصواب عن تقريب التهذيب. و وردت كنيته بالأصل «أبي حمزة» و الصواب عن خع و تقريب التهذيب.
4- بالأصل:«حدثني أبي عبيد اللّه بن قيس» و الصواب: عبد اللّه بن أبي قيس، عن تقريب التهذيب و الكاشف للذهبي 107/2 و يقال: عبد اللّه بن قيس، أبو الأسود النصري الحمصي، مخضرم.
5- بالأصل:«نصر بن محمد، نا نصر بن أبي حمزة» كذا و الصواب مما سبق.
6- بالأصل «عبيد اللّه» انظر ما تقدم فيه.

أحمد بن زهير، حدثنا علي بن محمد بن شجاع، أنا أبو الحسن عبد الوهّاب بن جعفر، نا الحسن بن علي بن عمرو العنسي أبو محمد، قال: قرأت على أبي بكر بن جعفر، حدثنا يحيى بن محمد بن السكن، نا ربحان بن سعيد، نا عبّاد بن منصور عن أيوب، عن أبي قلابة عن بشير عن عبد اللّه بن عمر قال: قال لنا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما :إني رأيت الملائكة في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام[123].

كذا قال في الإمام، و قد وقع عاليا و فيه: الإيمان، إلاّ أنه أسقط منه أبو قلابة.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد النّقّور، نا أبو طاهر المخلّص، نا محمد بن هارون بن عبد اللّه الحضرمي، نا محمد بن حسان الأزرق، أنبأنا أبو عصمة (1) ريحان بن سعيد، نا عبّاد بن منصور، عن أيوب، عن بشير (2)،عن عبد اللّه بن عمر قال: قال لنا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إني رأيت الملائكة في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام، فإذا وقعت الفتن فإن الإيمان بالشام»[124] بشير هو ابن كعب.

- و روي من وجه آخر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عبد اللّه بن عمرو من غير ذكر بشير.

أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (3)،أنبأنا أبو القاسم الطّبراني، نا إبراهيم بن أحمد بن عمر بن وكيع بن أحمد بن عمر الوكيعي، نا أبي، نا مؤمّل بن إسماعيل، نا محمد بن ثور، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عبد اللّه بن عمر (4) أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :

«إني رأيت في المنام أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام فإذا وقعت الفتنة فالأمن بالشام»[125].

ص: 110


1- بالأصل:«غصة» و الصواب عن تقريب التهذيب.
2- عن خع و بالأصل: بشر.
3- بالأصل و خع و المطبوعة:«زيدة» تحريف.
4- بالأصل و خع:«عمرو».

- أخبرنا أبو عبد اللّه بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر اللالكائي قالا: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا صفوان، نا الوليد، حدثنا عفير بن معدان أنه سمع سليمان بن عامر يحدث، عن أبي أمامة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا، عن أبي محمد بن الحسن بن علي الجوهري بن علي الجوهري (1) قراءة.

و أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي إجازة، و حدثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، عنه، أنبأنا الجوهري، حدثنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد، حدثني أحمد بن ملاعب أبو الفضل، حدثني سليمان بن أحمد الواسطي، أنبأنا الوليد بن مسلم، نا عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«رأيت كأن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، فرأيت أن الفتن إذا وقعت فإن الإيمان بالشام»[126] و اللفظ لحديث سليمان.

- أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد و جماعة - إجازة - قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة (2)،أنا سليمان بن أحمد الطبراني، أنبأنا يحيى بن عبد الباقي المصّيصي، نا عمرو بن عثمان، نا الوليد بن مسلم، عن عفير بن معدان أنه سمع سليمان بن عامر يحدث، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه قد هوى يعمد به إلى الشام، و إني أوّلت أن الفتن إذا وقعت أن الإيمان بالشام»[127].

- و أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر الحريري (3)-ببغداد - نا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر - المعروف بابن زوج الحرة سنة

ص: 111


1- كذا كررت بالأصل و خع.
2- بالأصل و خع و المطبوعة:«زيدة» تحريف.
3- عن خع و بالأصل: الجريزي.

أربعين و أربعمائة - أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، نا أبو علي الحسين بن خير بن حوثرة بن يعيش بن الموفق بن أزر بن النعمان الطائي الحمصي - بحمص - نا أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن أبي النعاس، نا عبد اللّه بن عبد الجبار الخبائري (1)،نا الحكم بن عبد اللّه بن خطّاف (2)،نا الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن عائشة قالت: هب النبي صلى اللّه عليه و سلم من نومه مرعوبا و هو يرجّع فقلت: ما لك يا رسول اللّه فقال :«سلّ عمود الإسلام من تحت رأسي فأوحشني، ثم رميت ببصري فإذا هو قد غرز في الشام. فقيل لي: يا محمد، إنّ اللّه تعالى قد اختار لك الشام و لعباده، فجعلها لكم عزّا و محشرا و منعة و ذكرا (3) من أراد اللّه به خيرا أسكنه (4)الشام و أعطاه نصيبا منها. و من أراد به شرا أخرج سهما من كنانته، و هي معلقة في وسط الشام، فلم يسلم في الدنيا و الآخرة»[128] تابعه يحيى بن سعيد العطار الحمصي على روايته، عن ابن خطّاف إلا أنه خالفه فيه سعيد بن المسيّب فقال: عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة و كأنه الصواب.

- و قرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق البخاري، حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا الحاكم بن عبد اللّه بن سعيد، نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، أنبأنا القاسم بن هاشم البزّاز، نا خالد بن خلى، نا يحيى بن عبد الأزدي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت :هبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من نومه مذعورا و هو يرجّع قلت: ما لك أنت بأبي و أمي قال:«سلّ عمود الإسلام من تحت رأسي ثم رميت ببصري فإذا هو قد غرز في وسط الشام. فقيل لي: يا محمد إن اللّه تبارك تعالى اختار لك الشام و جعلها لك عزا و محشرا و ذكرا من أراد به خيرا أسكنه (5) الشام و أعطاه نصيبه منها و من أراد به شرا أخرج سهما من كنانته و هي معلقة وسط الشام فرماه بها فلم يسلم دنيا و لا آخرة»[129].

- أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ و جماعة، قالوا: أنبأنا أبو بكر محمد بن

ص: 112


1- بالأصل و خع: الجنائزي، و المثبت و الضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى خبائر، و هو بطن من الكلاع (الأنساب).
2- عن تقريب التهذيب، و بالأصل و خع هنا:«خطاب» و سيأتي صحيحا في آخر الحديث.
3- بالأصل:«و ذكر».
4- عن مختصر ابن منظور 57/1 و بالأصل «سكنه».
5- عن مختصر ابن منظور 57/1 و بالأصل «سكنه».

عبد اللّه بن ريذة (1)،أنبأنا سليمان بن أحمد بن المثنى، حدثنا أحمد بن المعلّى الدمشقي، أنبأنا هشام بن عمّار، نا عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أنبأنا صالح بن رستم، عن عبد اللّه بن حوالة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة (2) فقلت: ما تحملون؟ فقالوا: عمود الإسلام، أمرنا أن نضعه بالشام، و بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت رأسي فظننت أن اللّه تعالى قد تخلّى من أهل الأرض، فأتبعته بصري و إذا هو نور ساطع بين يدي حتى وضع بالشام» فقال ابن حوالة: يا رسول اللّه خر [لي] (3) فقال:«عليك بالشام»[130].

- قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسين بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيوية، أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر، أنبأنا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، نا ثور عن عبد اللّه بن حوالة قال :فخرتم يا أهل الشام أن اللّه تعالى إذ قذف بالفتن، عن أيمانكم و عن شمائلكم، و الذي نفس بن حوالة بيده ليقذفنكم اللّه تعالى بفتنة يخرج منها زيّافكم (4).

- و أنبأنا ضمرة، عن ابن شوذب قال: تذاكرنا الشام قال: فقلت لأبي سهل :أ ما بلغك أنه يكون بها كذا؟ قال: بلى، و لكن ما كان بها يكون أيسر مما يكون بغيرها.

- أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجا بن أبي منصور - شفاها - أنبأنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن داود (5) الكاتب، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا:

أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى - بالموصل - نا أبو الوكيع نا أبو الربيع الزهراني (6) سليمان بن داود، أنبأنا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: قال كعب :لن (7) تزال الفتنة مراما بها لم تبد من قبل الشام.

ص: 113


1- بالأصل و خع و المطبوعة:«زيدة» تحريف.
2- عن مختصر ابن منظور 57/1 و بالأصل «يحملها ملكا».
3- زيادة عن خع و ابن منظور.
4- زيافكم جمع زائف، يقال: درهم زيف و زائف أي رديء (اللسان: زيف).
5- في المطبوعة: روّاد.
6- عن خع و بالأصل:«الزهري أبي» كذا.
7- عن خع و بالأصل «إن».

باب ما جاء في نبيّنا المصطفى خاتم النبيّين عليه الصّلاة و السّلام عن وقوع الفتن عقر دار المؤمنين

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور و أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري [و الشريف أبو] (1)نصر محمد بن أحمد بن محمد الزينبي قالوا: أنبأنا أبو طاهر المخلّص قالوا (2):

الزبيني: و أنا حاضر.

و أخبرنا أبو الفضل محمد بن نصر بن محمد بن علي [و] (3) أبو القاسم الخضر بن الحسين بن علي بن محمد بن المعلم ببغداد، قالا: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي، قال: نا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا عبد الجبار يعني ابن عاصم.

و حدّثني هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة بالرملة و سكنه ببيت المقدس، عن إبراهيم بن أبي عبلة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي الوزير، أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد البغوي، أنبأنا أبو طالب عبد الجبّار بن عاصم نا هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة العقيلي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل الكندي و كان قومه بعثوه وافدا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :بينا أنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تمس ركبته ركبتي، مستقبل الشام بوجهه، مولي إلى اليمن ظهره - و في حديث عيسى: موليا ظهره إلى اليمن - إذ أتانا (4) رجل

ص: 114


1- زيادة عن المطبوعة 103/1.
2- كذا بالأصل و خع، و الصواب:«قال».
3- زيادة عن المطبوعة 103/1.
4- في خع:«أتاه» و مثلها في مختصر ابن منظور 58/1.

فقال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أذال (1) الناس الخيل و وضعوا السلاح و زعموا أن الحرب قد وضعت أوزارها. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كذبوا بل الآن جاء القتال، لا تزال فرقة» الحديث - و في حديث عيسى «لا يزال قوم - من أمتي يقاتلون على أمر اللّه عزّ و جلّ يزيغ اللّه تعالى بهم قلوب أقوام و ينصرهم عليهم، حتى تقوم السّاعة أو حتى يأتي أمر اللّه تعالى. الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، و هو يوحي إليّ أني مقبوض غير ملبث، و إنكم متبعي أفنادا و عقر دار المؤمنين بالشام»[131].

- رواه العبّاس بن إسماعيل عن هانئ فزاد في إسناده: الوليد بن عبد الرحمن بن إبراهيم، و جبير .

- أخبرنا أبو علي الحداد إجازة و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، و أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي، نا العباس بن إسماعيل، أنبأنا هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة، أنبأنا عمي إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي (2)،عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل قال :كنت جالسا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يوحى إليّ أني مقبوض غير ملبث، و أنكم متبعي أفنادا (3) يضرب بعضكم رقاب بعض، و لا يزال من أمتي أناس يقاتلون على الحق و يزيغ اللّه تعالى بهم قلوب أقوام، و يرزقهم منهم حتى تقوم السّاعة، و الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، و عقر دار المؤمنين بالشام»[132].

- و رواه محمد بن المهاجر بن دينار، و إبراهيم بن سليمان الدمشقيان، عن الوليد بن عبد الرحمن.

فأمّا حديث محمد بن المهاجر فأخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي و أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر السندي الفقيهان قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي (4)،أنبأنا أبو أحمد الحاكم، أنبأنا محمد بن محمد الباغندي،

ص: 115


1- أذال الناس الخيل: أراد أنهم وضعوا أداة الحرب عنها و أرسلوها (نهاية: ذيل).
2- الجرشي بضم الشين و فتح الراء، هذه النسبة إلى بني جرش بطن من حمير (الأنساب).
3- أفنادا أي جماعات متفرقين قوما بعد قوم واحدهم فند (نهاية).
4- عن ياقوت «جنزروذ» و اسمه محمد بن عبد الرحمن و كنيته أبو سعد. و جنزروذ: قرية من قرى نيسابور.

نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا محمد بن المهاجر أن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي حدثه عن جبير بن نفير، عن سلمة بن نفيل أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«و عقر دار المسلمين بالشام»[133] و رواه غير هشام، عن الوليد أتم من هذا.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي الوزير، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، أنبأنا أبو الوليد القرشي أحمد بن عبد الرحمن، أنا الوليد بن مسلم، حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري أن الوليد عبد الرحمن الجرشي حدثه، عن جبير بن نفير (1)،عن سلمة بن نفيل (2)الحضرمي قال :فتح اللّه تبارك و تعالى علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتحا فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدنوت منه حتى كانت ثيابي تمس ثيابه، فقلت: يا رسول اللّه سيّبت الخيل و عطل السلاح و قالوا: وضعت الحرب أوزارها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كذبوا، الآن جاء القتال الآخر و القتال الأول، لا تزال (3) الفتن تزيغ قلوب أقوام تقاتلونهم (4) و يرزقكم اللّه تعالى منهم، حتى يأتي أمر اللّه على ذلك، و عقر دار المسلمين يومئذ بالشام»[134] خالفهما داود بن رشيد، فرواه عن الوليد بن مسلم، فجعله من مسند نواس بن سمعان.

- أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن قالت: أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، نبأنا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير، عن النواس قال :فتح اللّه تعالى على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتيته فقلت: يا رسول اللّه سيّبت (5) الخيل و وضعت السلاح و قد وضعت الحرب أوزارها و قالوا: لا قتال، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الآن جاء القتال، لا يزال اللّه تعالى يزيغ قلوب أقوام تقاتلونهم فيرزقكم اللّه تعالى منهم، حتى يأتي أمر اللّه تعالى على ذلك، و عقر دار المسلمين (6) بالشام»[135] و هكذا رواه البغوي، عن داود .

ص: 116


1- عن تقريب التهذيب و بالأصل «نفير».
2- عن تقريب التهذيب، و بالأصل: نفير.
3- العبارة في المطبوعة 105/1: لا يزال اللّه يزيغ قلوب أقوام، فقاتلوا بهم.
4- العبارة في المطبوعة 105/1: لا يزال اللّه يزيغ قلوب أقوام، فقاتلوا بهم.
5- في المطبوعة: سيّبت.
6- في المطبوعة: المؤمنين.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن هارون، أنبأنا أبو القاسم البغوي، أنبأنا داود بن رشيد، أنبأنا الوليد، عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال :فتح على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتح، فقالوا: يا رسول اللّه سيّبت الخيل و وضعت السلاح و وضعت الحرب أوزارها قالوا: لا قتال، قال:«كذبوا، الآن جاء القتال لا يزال اللّه تبارك و تعالى يزيغ قلوب قوم يقاتلون فيرزقهم (1) اللّه منهم، حتى يأتي أمر اللّه على ذلك و عقر دار المسلمين بالشام»[136].

- و أمّا حديث إبراهيم أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، أنبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا الحكم بن نافع، نا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن (2)سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير أن سلمة بن نفيل أخبرهم أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال :إني سئمت الخيل و ألقيت السلاح و وضعت الحرب أوزارها قلت: لا [قتال] (3) فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الآن جاء القتال، لا تزال طائفة من أمتي ظاهر [ين] على الناس يزيغ (4) اللّه قلوب أقوام فيقاتلونهم و يرزقهم اللّه تعالى منهم حتى يأتي أمر اللّه و هم على ذلك ألا أن عقر دار المسلمين للشام و الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة»[137] ،الصواب: يزيغ اللّه تعالى قلوب أقوام كما تقدم.

- قرأت على أبي القاسم خضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا أبو الحسين علي بن الحسن بن أبي ذروان (5)،أنا أبو عبد الوهّاب الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو عامر المرّي، نا الوليد بن مسلم قالوا:

و حدثني كلثوم بن زياد أنه سمع سليمان بن حبيب يخبر :أن أبا الدرداء كما ممن تقدم

ص: 117


1- في خع:«ثم يرزقهم» و في المطبوعة 105/1 فيرزقكم.
2- بالأصل:«إبراهيم بن إسماعيل بن سليمان» و المثبت عن مسند أحمد 104/4.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن خع و مسند أحمد 104/4.
4- في مسند أحمد:«يرفع» و بالأصل و خع:«يزيغ» فلا معنى إذن لتعقيب ابن عساكر في آخر الحديث إلاّ إذا كانت الرواية «يرفع» كما جاء في مسند أحمد، و اللفظة مثبتة في المطبوعة 106/1.
5- عن خع، و بالأصل «وردان» و في المطبوعة: زروان.

إلى حمص، فبلغ عمر أنه أحدث (1) بها بناء. فكتب يردّه إلى دمشق، فردّه فكان بها.

فلما قتل عمر أتاه جلساؤه من أهل حمص يسألونه الرجعة (2) إلى حمص، فأبى عليهم فاستشفعوا عليه بمعاوية فقال أبو الدرداء: يا معاوية أ تأمرني بالخروج من عقر دار الإسلام.

ص: 118


1- بالأصل و خع:«حدث» و المثبت عن مختصر ابن منظور 58/1 و لفظة «بناء» سقطت من المطبوعة 106/1 فاختلف المعنى.
2- عن خع و مختصر ابن منظور، و بالأصل «الرخصة».

باب فيما جاء أنّ الشّام صفوة اللّه من بلاده و إليها يحشر خيرته من عباده

باب فيما جاء أنّ الشّام صفوة اللّه من بلاده و إليها يحشر (1) خيرته من عباده

- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ إجازة، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا الحسين بن إسحاق، أنبأنا مخلد بن مالك، أنبأنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد اللّه عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم :«صفوة اللّه تعالى من أرضه الشام، و فيها صفوته من خلقه و عباده و ليدخلنّ الجنة من أمتي ثلّة لا حساب عليهم و لا عقاب (2)»[138].

- كتب إليّ أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد بن محمد الصوفي بأصبهان، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه، حدثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمود بن محمد المروزي، نا علي بن حجر، نا الوليد بن مسلم، نا عفير بن معدان أنه سمع سليم بن عامر يحدث عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :الشام صفوة اللّه من أرضه، و فيها صفوته من خلقه (3) فمن خرج من الشام إلى غيرها فيسخطه، و من دخل إليها من غيرها فيرحمه»[139].

- أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، أنبأنا أبو محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (4) نا سليمان الطبراني، أنبأنا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا هشام بن عمّار.

قال: حدثنا أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل، أنبأنا الهيثم بن خارجة، قالا: نا

ص: 119


1- في مختصر ابن منظور 59/1 يجتبي.
2- كذا بالأصل و خع، و في مختصر ابن منظور 59/1 «عذاب».
3- في مختصر ابن منظور: من بلاده، يجتبي إليها صفوته من عباده.
4- بالأصل و خع و المطبوعة المجلدة الأولى:«زيدة» تحريف.

عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني صالح بن رستم مولى بني هاشم، عن عبد اللّه بن حوالة الأزدي أنه قال :يا رسول اللّه خر لي بلدا أكون فيه فلو علمت أنك تبقى ما اخترت على قربك شيئا قال:«عليك بالشام» فلما رأى كراهتي للشام قال:

«أ تدرون ما يقول اللّه تعالى في الشام؟ يقول: يا شام أنتي صفوتي من بلادي، أدخل فيك خيرتي من عبادي، إن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله»[140].

- كتبت إلى أبي زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، أنبأنا محمد بن عبد اللّه التاجر، أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا الوليد بن حمّاد الرّملي، أنبأنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، نا بشر بن عون، أنبأنا بكّار بن تميم، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول لحذيفة بن اليمان و معاذ بن جبل و هما يستشيرونه في المنزل فأومأ إلى الشام، ثم سألاه فأومى إلى الشام، ثم سألاه فأومى إلى الشام، و قال:«عليكم [بالشام] (1) فإنها صفوة اللّه تعالى من بلاده يسكنها خيرته من عباده، فمن (2) أبى فليلحق بيمنه و ليستق من غدره فإن اللّه تعالى قد تكفّل لي بالشام و أهله».

- أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا سليمان بن أحمد، أنبأنا خير بن عرفة المصري، أنبأنا إبراهيم بن حارث العسقلاني حين (3) أدم، أنبأنا حفص بن ميسرة عن مقاتل بن حيان عن الضّحّاك بن مزاحم، عن عطاء الخراساني، عن أنس بن مالك قال:[قلت للنبي صلّى اللّه عليه و سلم] (4) يا رسول اللّه أين الناس يوم القيامة؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«في خير أرض اللّه و أحبها إليه: الشام؛ و هي أرض فلسطين - و الإسكندرية من خير الأرضين - المقتولون فيها لا يبعثهم اللّه إلى غيرها، فيها قتلوا و فيها يبعثون، و منها يحشرون، و منها يدخلون الجنة»[141].

- أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد بن عبيد القوي الفقيه، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، نا سليمان بن أيوب الرازي، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن

ص: 120


1- زيادة عن خع.
2- بالأصل:«فمن أتى... و لينشق من عذره» و المثبت عن المطبوعة المجلدة الأولى و قد تقدم الحديث.
3- كذا.
4- زيادة عن مختصر ابن منظور 59/1.

أحمد بن القاسم بن المحاملي، و أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسين بن الشهرزوري المقرئ و أبو الفضل محمّد بن محمّد بن عطاف، و أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري، و أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي (1)،قالوا: أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي، أنبأنا علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران، قالا: أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، أنبا أحمد بن منصور، أنبأنا عبد الرازق، أنبأنا معمر، عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال لكعب :أ لا (2) تتحول إلى المدينة فيها مهاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قبره؟ فقال كعب: إني وجدت في كتاب اللّه تعالى المنزل، يا أمير المؤمنين، أن الشام كنز اللّه من أرضه و بها كنزه من عباده.

- و أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي [نا] أبو الحسن علي بن الحسين العاقولي (3)،نا مشرف بن مرة بن إبراهيم المقدسي، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الغساني، أنبأنا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن بن الصباغ، أنبأنا الحسن بن جرير الصوري، أنبأنا عثمان بن سعيد أبو بكر الصيداوي، نا سليمان بن صالح، عن ثوبان، عن منصور بن الغتم، عن علقمة قال :قدم كعب على عمر المدينة فقال له عمر: يا كعب، ما يمنعك من النزول بالمدينة فإنها مهاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بها مدفنه؟ قال: يا أمير المؤمنين، إني وجدت في كتاب اللّه تعالى المنزل في التوراة أن الشام كنز اللّه في أرضه، و بها كنز اللّه تعالى من عباده. و أراد عمر العراق فقال له كعب: أعيذك باللّه يا أمير المؤمنين من العراق، فإنها أرض المكر و أرض السّحر، و بها تسعة أعشار الشرّ، و بها كل داء عضال، و بها كل شيطان مارد (4).

- أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنّائي الدمشقي،

ص: 121


1- الجواليقي بفتح الجيم و الواو، و هذه النسبة إلى الجواليق و هي جمع جوالق، و لعل بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها. و ورد اسمه بالأصل و خع:«مهوت الخضر أحمد بن الخضر الجواليقي» و التصحيح عن الأنساب.
2- بالأصل:«لا» و الصواب عن خع.
3- العاقولي بفتح العين المهملة و ضم القاف، هذه النسبة إلى دير العاقول و هي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد. و في المطبوعة «الحسن» بدل «الحسين».
4- بعده في المطبوعة المجلدة الأولى ص 109: كذا قال: عن ثوبان، و الصواب ابن ثوبان، و هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.

و حدثني أبو البركات ابن أبي طاهر الفقيه قال: أنبأنا أبو القاسم الحنّائي، نا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف نا عمرو (1) بن عثمان الحمصي، أنبأنا ابن لهيعة، عن جابر بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن موسى بن طريف :أن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه قال لكعب: ما يمنعك أن تسكن المدينة و هي هجرة رسول اللّه عليه الصّلاة و السّلام و موضع قبره؟ قال: إني أجد في كتاب اللّه المنزل أن الشام كنز اللّه في الأرض و بها كنزه من عباده.

- أخبرنا أبو طاهر إسماعيل بن نصر بن أبي نصر الطوسي - إجازة - شافهني بها لفظا، ثم حدّثني أبو القاسم وهب بن سلمان السلمي الفقيه عنه، أنبأنا أبو المعالي الشرفي المشرف بن المرجّا بن إبراهيم المقدسي بصور سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة، أنبأنا الحسن بن محمد بن أحمد الغسّاني بصيدا، نا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن، ثنا الحسين بن السميدع، نا محمد بن المبارك الصوري، نا إسماعيل ابن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم (2) بن عبد اللّه بن مريم [عن] (3)حسين بن عبيد، عن كعب قال :أحب - يعني - البلاد إلى اللّه تعالى الشام، و أحب الشام إلى اللّه تعالى القدس [و أحب القدس] (4) إلى اللّه تعالى جبل نابلس ليأتين على الناس زمان يتماسحونه بالحبال بينهم صوابه حبيب بن عبيد.

- أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عبد الصمد بن تميم، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي، قالوا: أنبأنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جرير بن أحمد بن خميس السّلماسي، أنبأنا أبو الحسن المظفر بن الحسن، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، أنبأنا أبو حفص عمرو بن عثمان بن كثير، أنبأنا أبو المغيرة، حدثني الغاز بن جبلة، حدثني الوليد بن عامر اليزني [عن كعب] (5) أنه كان يقول :يا أهل الشام إن الناس يريدون أن يضعوكم و اللّه يرفعكم و اللّه تعالى يتعاهدكم كما

ص: 122


1- بالأصل:«يوسف بن عمر» و التصحيح عن المجلدة الأولى.
2- كذا ورد بالأصل و خع، و هو أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم (تقريب).
3- سقطت من الأصل و خع.
4- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور 60/1.
5- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن مختصر ابن منظور 60/1.

يتعاهد الرجل نبله في كنانته، لأنها أحبّ أرضه إليه، يسكنها أحب خلقه إليه، من دخلها مرحوم و من خرج منها فهو مغبون.

- أنبأنا أبو الوحش سبيع (1) بن المسلّم، و أبو تراب حمدان بن أحمد المقرءان قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد [بن] علي الحافظ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أحمد بن رزقويه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد، نا الحسن بن علي القطان [نا] إسماعيل بن عيسى، أنبأنا سعيد بن يعلى بن [أبي] عروبة، قال: بلغني، عن كعب أنه قال :مكتوب في التوراة: إن الشام كنز اللّه عز و جل يسكنها كنزه من عباده.

يعني بها قبور الأنبياء عليهم الصلاة و السلام إبراهيم و إسحاق و يعقوب.

- أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري - و نقلته من خطه - أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أنا علي بن إبراهيم الحافظ البزاز بالبصرة، نا أبو بكر يزيد بن إسماعيل بن عمر الخلاّل، نا العباس بن عبد اللّه بن أبي عيسى التّرقفي (2)،نا أحمد بن كثير المصّيصي، نا إسماعيل بن [أبي] (3) خالد، عن محمد بن عمرو أو عمر شك أبو محمد يعني العباس. قال ابن كثير: و أراني سمعته منه، عن وهب بن منبّه قال :

إني لأجد ترداد الشام في الكتب حتى كأنه ليس للّه تعالى حاجة إلاّ بالشام.

- أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن علي بن أبي العلاء، أنبأنا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، قال: قرئ على أبي بكر محمد بن أحمد بن النّضر بن بنت معاوية بن عمر، نا معاوية بن عمرو بن المهلّب الأزدي عن إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة الفزاري عن الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال: قال اللّه تعالى :يا شام أنت خيرتي من أرضي أسكنك خيرتي من عبادي.

- قرأناه على أبي عبد اللّه بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيّوية،

ص: 123


1- بالأصل و خع:«أبو الحوش سميع» و الصواب عن معرفة القراء للذهبي 405/1.
2- هذه النسبة إلى ترقف، قال السمعاني: و ظني أنها من أعمال واسط (الأنساب) و سقط عيسى من المطبوعة 110/1.
3- عن الكاشف للذهبي.

أنبأنا محمد بن القاسم [الكوكبي] (1) أبو الطيب [نا] أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، أنبأنا صحيح بن عبد اللّه الفرغاني، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن ثابت بن معبد قال: قال اللّه تعالى :يا شام أنت خيرتي من بلادي أسكنك خيرتي من عبادي.

ص: 124


1- بياض بالأصل، و الزيادة عن المطبوعة.

باب اختصاص الشام عن غيره من البلدان بما يبسط عليه من أجنحة ملائكة الرحمن

- أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري و أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الغازي، قال: أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، أنبأنا جدي محمد بن إسحاق.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد [بن] سعدوية، حدثنا أبو الفضل أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي، أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون الروياني، قالا: نا محمد (1) بن بشار، نا وهب.

أخبرتنا فاطمة بنت ناصر بن الحسن العلوية، قالت: قرئ على أبي (2) القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم و أنا حاضرة، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا عبد الأعلى - هو - ابن حماد، أنبأنا وهب بن جرير، حدثني أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة (3) عن زيد بن ثابت، قال :كنا عند - أبي يعلى: كنا مع - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نؤلف القرآن من - و قال أبو يعلى في - الرقاع، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«طوبى للشام» فقلنا: و لم ذاك؟[فقال: لأن] و قال أبو يعلى: إن - ملائكة الرحمن، و في حديث ابن خزيمة: ملائكة الرحمة (4) باسطة أجنحتها عليها[142].

ص: 125


1- و بالأصل «أحمد».
2- «أبو».
3- عن التقريب بكسر المعجمة و تخفيف الميم بعدها.
4- و بالأصل «الرحمن» و هي الرواية المتقدمة.

- أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، نا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب، نا إبراهيم بن عبد اللّه السعدي، أنبأنا وهب بن جرير، حدّثنا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال :كنا، عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نؤلف القرآن من الرقاع فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طوبى للشام» قلنا: لأي شيء ذاك؟ قال:

«لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم»[143].

و رواه أبو زكريا يحيى بن إسحاق السالحيني عن يحيى بن أيوب . كما رواه يحيى بن خريم بن جرير بن حازم. و رواه عمرو بن الحارث و عبد اللّه بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب .

- فأمّا حديث يحيى بن إسحاق فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين (1)،أنبأنا أبو علي المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد حدثني أبي حينئذ.

و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي قال: أنبأنا أبو خيثمة قال: نا يحيى بن إسحاق، نا يحيى بن أيوب، أنبأنا - و قال أحمد: حدثنا (2)-يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة أخبره أن زيد بن ثابت قال :بينا نحن، عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال:«طوبى للشام» قيل: و لم - و في حديث أحمد: و بم (3)-ذاك يا رسول اللّه قال:«إن ملائكة الرحمن باسطوا (4) أجنحتها عليها»[144].

- و أخبرناه أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسيّ، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ أنا أبو النصر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه، أنبأنا عثمان بن سعيد الدارمي و بشر بن موسى الأسدي، و الحارث بن أبي أسامة التيمي

ص: 126


1- في المجلدة الأولى المطبوعة:«المحصل» تحريف.
2- بالأصل و خع:«حدثنا يحيى بن أبي زيد بن أبي حبيب أن أحمد بن شماسة أخبره زيد بن ثابت» كذا ورد مشوشا، و الصواب عن مسند أحمد 185/5.
3- كذا، و الذي في مسند أحمد «و لم».
4- في مسند أحمد:«باسطة أجنحتها عليه».

قالوا: أنبأنا يحيى بن إسحاق، نا يحيى بن أيوب، حدثني يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه عن زيد بن ثابت قال :كنا حول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نؤلف القرآن إذ قال:«طوبى» فقيل له: و لم؟ قال:«إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها»[145].

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، أنبأنا أبو أحمد إسماعيل بن عمرو بن راشد المقرئ الحداد، و أبو الحسن علي بن عيسى بن معروف بن سليمان الهمداني بقراءتي عليهما، قالا: أنبأنا أبو الخطيب بن أحمد بن محمد الشافعي - قراءة عليه - أنبأنا أبو العباس عبد اللّه بن أحمد بن عديس الدمشقي - إملاء - قال: أنبأنا إبراهيم بن يعقوب، أنبأنا يحيى فذكره.

- و أمّا حديث عمرو: فأخبرناه أبو علي الحداد و جماعة - إجازة - قالوا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة (1)،نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن رشدين المصري، نا حرملة بن يحيى [نا] ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن (2) شماسة أنه سمع زيد بن ثابت يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن عنده :

«طوبى للشام» قلنا: ما باله يا رسول اللّه؟ قال:«إن الرحمن (3) لباسط رحمته عليه»[146] و رواه عن ابن لهيعة الوليد بن مسلم و الحسن بن موسى الأشيب .

- فأمّا حديث الوليد: فأخبرتنا به فاطمة بنت ناصر العلوية، قالت: قرئ على أبي قاسم سبط بحرويه، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو عبلة بن يحيى يعلى، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن زيد بن ثابت، قال: كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فقال :

«طوبى للشام» فقلنا: ما ذاك يا رسول اللّه؟ قال:«تيك ملائكة [الرحمن] (4) عز و جل باسطوا أجنحتها على الشام»[147].

ص: 127


1- بالأصل و خع:«يزيد» و في المطبوعة:«زيدة» تحريف.
2- بالأصل و خع:«أبي» تحريف.
3- كذا وردت العبارة بالأصل و خع، و في المطبوعة 114/1 بهذا الإسناد: إن ملائكة الرحمن لباسطة أجنحتها عليه.
4- زيادة عن خع، و في المجلدة الأولى المطبوعة: ملائكة اللّه.

- و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أبي الصقر، نا أبو محمد إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد اللّه العسقلاني - بمصر - أنبأ أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن سعد الأنصاري المقدسي، نا عبد اللّه بن محمد بن سالم، أنبأنا هشام بن عمّار، نا الوليد (1)،نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«طوبى للشام» قلنا: فقلنا: و ما ذاك يا رسول اللّه؟ قال:«فإن ملائكة الرحمن (2)عز و جل باسطوا أجنحتها على الشام»[148] تابعهما هشام بن خالد الأزرق، عن الوليد.

- و أمّا حديث الأشيب: فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه، حدثني أبي، نا حسن، نا ابن لهيعة، نا يزيد بن أبي حبيب، عن ابن (3) شماسة عن (4) زيد بن ثابت قال: بينا نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما حتى قال :«طوبى للشام طوبى للشام» قلت: ما بال الشام؟ قال:

«الملائكة باسطوا أجنحتها على الشام»[149].

و رواه عمرو (5) بن خالد الحرّاني، عن ابن لهيعة ،.

- أخبرناه أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع روح بن الفرج، نا عمرو بن خالد الحرّاني، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب أنه سمع ابن شماسة يخبر عن زيد بن ثابت قال:

كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم نكتب الوحي فقال :«طوبى للشام» ثلاث مرات فقلنا: و ما ذاك يا رسول اللّه؟ فقال:«إن الملائكة ناشرة أجنحتها على الشام»[150].

- قرأت بخط أبي إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن حصن الأندلسي كان بدمشق قال: حدثني عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأنا أحمد بن عمير، نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرحمن، أنبأنا معروف: سمعت واثلة بن الأسقع

ص: 128


1- بالأصل:«الوليد بن أبي لهيعة» تحريف.
2- في المطبوعة: اللّه.
3- بالأصل و خع «أبي» تحريف، و الصواب عن مسند أحمد 184/5.
4- عن مسند أحمد و بالأصل «قال».
5- بالأصل و خع و المجلدة الأولى المطبوعة:«عمر» و الصواب عن تقريب التهذيب، و سيرد صوابا.

يقول :إن الملائكة تغشى (1) مدينتكم هذه، يعني دمشق، ليلة الجمعة فإذا كان بكرة افترقوا على أبواب دمشق براياتهم و بقيودهم (2) فيكونون سبعين رجلا ثم ارتفعوا و يدعون اللّه لهم: اللّهم اشف مريضهم و ردّ غائبهم (3).

ص: 129


1- عن مختصر ابن منظور 61/1 و بالأصل و خع «تغشوا».
2- في ابن منظور: و بنودهم.
3- في المطبوعة: آخر الجزء الثاني يتلوه في الجزء الثالث إن شاء اللّه باب دعاء النبي صلى اللّه عليه و سلم للشام بالبركة.

باب دعاء النبي صلى اللّه عليه و سلم للشام بالبركة

باب دعاء النبي صلى اللّه عليه و سلم للشام بالبركة (1)

و ما يرجى بيمن دعائه صلى اللّه عليه و سلم من رفع السوء عن أهلها

- أخبرنا أبو الفرج جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسيّ المكي بمدينة الرسول في مسجده، بين قبره و منبره، أنبأنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، حدثنا أبو عمير (2) عيسى بن محمد بن النحاس، نا ضمرة، عن ابن شوذب، عن توبة العنبري، عن سالم - أراه عن أبيه - قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم :«اللّهمّ بارك لنا في مدّنا و صاعنا و شامنا و يمننا» فقال رجل: يا رسول اللّه و عراقنا فقال النبيّ صلى اللّه عليه و سلم:«بها الزلازل و الفتن و منها يطلع قرنا الشيطان».

كذا أخبرنا أبو جعفر و كان أول كتابه قد ذهب، فكتب إسناده من لا يعرف فقال فيه: أخبرنا الدّيبلي و إنما يرويه ابن فراس عن العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة عن أبي عمير، و رواه غير أبي عمير، عن ضمرة بغير شك.

- أخبرناه أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر بن الزّاغوني ببغداد، أنا محمد بن أحمد بن مسلمة، نا أبو طاهر المخلّص.

و أخبرناه أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن شريح، قالا: أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد [نا] العبّاس بن الوليد بن مزيد العذري (3) ببيروت، حدثني أبي، نا عبد اللّه بن شوذب، نا

ص: 130


1- عن خع و مختصر ابن منظور 62/1 و بالأصل: للشام و أهلها.
2- بالأصل و خع:«أبو عمر» و الصواب عن تقريب التهذيب.
3- عن تقريب التهذيب، و بالأصل و خع:«العلوي» تحريف.

عبد اللّه بن القاسم و مطر و كثير بن سهل، عن توبة العنبري عن سالم أبو عبد اللّه، عن أبيه :أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا...

- و أخبرنا أبو محمد بن طاوس [نا سليمان بن] (1) إبراهيم بن محمد الحافظ، أنبأنا محمد بن إبراهيم الجرجاني،- إملاء - أبو العباس الأصم، نا العباس بن الوليد البيروتي، أخبرني أبي، حدثني عبد اللّه بن شوذب [حدثني عبد اللّه بن القاسم و مطر و كثير أبو سهل] (2) عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا قال :

«اللّهمّ بارك لنا في مكتنا، و بارك لنا في مدينتنا، و بارك لنا في شامنا، و بارك لنا في يمننا، و بارك لنا في صاعنا، و بارك لنا في مدّنا» فقال رجل: يا رسول اللّه و في عراقنا؟ فأعرض عنه فردّدها ثلاثا كل ذلك يقول الرّجل: و في عراقنا فيعرض عنه فقال:«بها الزلازل و الفتن و منها»- و قال ابن صاعد:[فيها-] (3) يطلع قرن الشيطان[151]- و في حديث البيهقي: قرنا الشيطان - قال ابن شوذب: إلا أن كثيرا (4) لم يذكر مكة. و قال: مكة يمانية - زاد ابن صاعد أي قد دخلت في اليمن. قال ابن صاعد: و زاده ضمرة، عن عبد اللّه بن شوذب، عن توبة لم يذكر بينهما آخر.

- أخبرنا هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، نا الحسن بن أبي بكر ثابت، نا عبد اللّه بن جعفر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب في كتابه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر النّشائي، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر (5) الأسفرايني، قالا: أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري، أنا أبو الطاهر أحمد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، نا محمد بن عبدوس، نا حمّاد بن إسماعيل بن عليّة، قال: أنا أبي، نا زياد بن بيان، نا سالم، عن عبد اللّه بن عمر قال :صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاة الفجر ثم انتقل (6) فأقبل على القوم فقال:«اللّهم

ص: 131


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المجلدة الأولى المطبوعة 120/1.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المجلدة الأولى المطبوعة 120/1.
3- زيادة عن المطبوعة.
4- بالأصل: كثير.
5- بالأصل:«سهل».
6- في مختصر ابن منظور 62/1 انفتل.

بارك لنا في شامنا و يمننا» قال رجل: و العراق يا رسول اللّه فسكت ثم أعاد فقال:«اللّهم بارك لنا في مدينتنا و بارك لنا في مدّنا و صاعنا اللّهم بارك لنا في حرمنا و بارك لنا في شامنا و يمننا» قال: قال رجل: يا رسول اللّه و العراق قال: فسكت ثم أعاد كما قال أولا فقال رجل: و العراق يا رسول اللّه قال:«من ثمّ يطلع الشيطان و تهيج الفتن»[152] اللفظ للذّهلي و الآخر نحوه.

- أخبرناه عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي الأصبهاني، أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي و منصور بن الحسين الكاتب، قالا: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن علي بن الحسن بن حرب قاضي الطبرية - بطبرية (1)-أنبأنا سليمان بن عمر بن خالد الأقطع، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، نا زياد بن بيان، نا سالم عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاة الفجر، ثم انتقل فأقبل على القوم فقال:

«اللّهم بارك لنا في مدينتنا، و بارك لنا في مكتنا و بارك لنا في صاعنا و مدنا. اللّهم بارك لنا في حرمنا و شامنا و يمننا» فقال [رجل: يا] (2) رسول اللّه و العراق فسكت ثم قال:

«اللّهم بارك لنا في مدينتنا، اللّهم بارك لنا في حرمنا و شامنا و يمننا» فقال رجل: و العراق يا رسول اللّه قال:«ثمّ يطلع قرن الشيطان يهيج الفتن»[153].

قال ابن المقرئ: نا محمد، ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، نبأنا أزهر بن سعد، عن ابن عون عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و أخبرناه أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد اللّه الكبريتي - بأصبهان - أنبأنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن مهرابزد (3) الأصبهاني، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، نبأ محمد بن علي بن حسن بن حرب الرّقّي قاضي طبرية فذكره انتهى.

و رواه نافع، و بشر بن حارث المدني الأزدي، عن ابن عمر .

- فأما حديث نافع:

ص: 132


1- طبرية؛ بليدة مطلة على بحيرة طبرية، و هي من أعمال الأردن في طرف الغور.
2- عن هامش الأصل و خع.
3- بالأصل:«مهرا».

فأخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأ أبو بكر بن مالك، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نبأنا أزهر بن سعد أبو بكر السمان، أنبأنا ابن عون عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«اللّهم بارك لنا في شامنا، اللّهم بارك لنا في يمننا» قالوا: و في نجدنا؟ قال:«اللّهم بارك لنا في شامنا، اللّهم بارك لنا في يمننا» قالوا: و في نجد؟ قال:«هناك (1) الزلازل و الفتن و منها - أو قال: بها - يطلع قرن الشيطان»[154].

- و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه و أبو القاسم بن السمرقندي الحافظ، قالا: أنبأ أبو جعفر نصر بن الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع، نبأ علي بن محمد بن عبيد أبو الحسن الحافظ ببغداد، نبأنا عباس (2) بن محمد الدوري.

و أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل، أنبأنا أحمد بن محمد بن محمد، أنبأ علي بن أحمد بن محمد بن الحسين، نا الهيثم بن كليب، نبأنا العباس بن محمد، نبأنا أزهر السمان، عن ابن عون عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال الفضل: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال: «اللّهم بارك لنا في شامنا و يمننا» قال:

و في نجد؟ قال:«هناك الزلازل و الفتن و بها - أو قال: منها - يطلع قرن الشيطان»[155] انتهى.

- و أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، نبأنا أبو الحسين محمد بن علي المهتدي، أنبأنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ الصيدلاني، نبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن زياد، نبأنا محمد بن يحيى، نبأنا أزهر عن ابن عون، عن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«اللّهم بارك لنا في شامنا و يمننا» قالوا: و في نجدنا ثلاث مرات قال:- أظنه قال في الثالثة:- «هناك الزلازل و الفتن و بها يطلع قرن الشيطان (3)»[156].

- و أخبرنا أبو الشيخ محمد بن علي بن نصر الحماد، أنا الأزرقاني و محمد بن

ص: 133


1- في مسند أحمد 118/2 و في نجدنا؟ قال: هنالك...
2- بالأصل و خع:«عياش» تحريف.
3- الخبر موجود بإسناده في المجلدة الأولى 123/1 مع اختلاف في نص الحديث.

الموفق بمصر و محمد الجرجاني و أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي المصريون و أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد (1) و أبو جعفر محمد بن علي بن محمد الشاط الطبري، و أبو المظفر عبد الفاطر بن الدمشقي بن عبد اللّه، و أبو بكر العيني بهراة قال: أنا أبو سهل حبيب بن ميمون بن علي الواسطي بن خالة الدهلي، نا أبو سعد أحمد بن محمد، الحسن بن الحسن البصري المروزي، قالا: أنبأنا العباس بن محمد بن حاتم، نا أزهر بن سعد عن عبد اللّه بن عون (2).

و أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال: قرأت على سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، أنبأنا أبو الحسن بن يحيى بن المزكي، أنبأنا أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال، نبأنا العباس بن محمد الدوري، نبأنا أزهر السمان عن ابن عون عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«اللّهم بارك لنا في شامنا، اللّهم بارك لنا في يمننا» قال: قالوا: و في نجدنا، قال:«هناك الزلازل و الفتن و بها - أو قال: و منها - يخرج قرن الشيطان»[157].

- و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي، أنبأنا علي بن عبد الملك، و أنبأنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، نا أحمد بن إبراهيم الدوري، نبأنا أزهر، عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:[قال:] (3)«اللّهم بارك لنا في شامنا، اللّهم بارك لنا في يمننا» قال: فقالوا: و في نجد (4).قال: فقال:«اللّهم بارك لنا في شامنا، اللّهم بارك لنا في يمننا» قال: و قالوا: و في نجد (5).قال:- فأظنه قال في الثالثة:- «هنالك الزلازل و الفتن، و منها يطلع قرن الشيطان»[158] انتهى.

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن العلاء الفقيه حينئذ.

ص: 134


1- بالأصل و خع بياض مقدار كلمة.
2- من نهاية الحديث السابق إلى هنا ساقط من المطبوعة، و فيها خبر آخر بإسناده و نص حديثه سقط من الأصل و خع.
3- زيادة عن خع.
4- في المجلدة الأولى المطبوعة: نجدنا.
5- في المجلدة الأولى المطبوعة: نجدنا.

و أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، نا الحسن بن جندب (1)،نا أمية، أنا محمد بن يزيد بن سنان، نا يزيد يعني أباه، نبأنا أبو رزين، عن أبي عبيد حاجب سليمان، عن نافع، عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال :«اللّهم بارك لنا في مكتنا، و بارك لنا في مدينتنا، و بارك لنا في شامنا، و بارك لنا في يمننا، و بارك لنا في صاعنا، و بارك في مدّنا» فقال رجل: يا رسول اللّه العراق و مصر؟ فقال:«هناك ينبت قرن [الشيطان] (2) و ثمّ الزلازل و الفتن»[159] انتهى.

- رواه الحاكم أبو أحمد عن إبراهيم بن محمد العمري عن أبي فروة (3) يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن جده.

و أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ - إجازة - و نبأنا عبد الرحيم بن علي بن حمد الأصبهاني عنه، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن محمد بن صدقة، نا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرّهاوي (4)، حدثني أبي، عن أبيه، حدثني أبو رزين الفلسطيني عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :فذكر نحوه، و قال:«هناك يطلع قرن الشيطان»[160].

- أخبرنا أبو سهل محمد بن أبي نصر إبراهيم بن محمد بن أحمد بن سعدوية المزكّي - ببغداد - أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار الرازي المقرئ، أنبأنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب بن فناكى، نبأنا أبو بكر محمد بن هارون الرّوياني، نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن منقذ، حدثني المقرئ أبو عبد الرحمن، عن سعيد بن أبي أيوب، حدثني عثمان بن عطاء، عن نافع عن ابن عمر

ص: 135


1- في المطبوعة: الحسن بن حبيب، نا أبو أمية.
2- زيادة عن خع.
3- العبارة بالأصل غير واضحة، و المثبت عن المطبوعة «عن أبي فروة يزيد» و سيرد اسمه صحيحا في الحديث التالي. و انظر تقريب التهذيب.
4- الرهاوي بضم الراء و فتح الهاء هذه النسبة إلى الرّها، بلدة من بلاد الجزيرة بينها و بين حران ستة فراسخ.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«اللّهم بارك لنا في شامنا و يمننا» فقال رجل: و في مشرقنا يا رسول اللّه؟ قال:«من هناك يطلع قرن الشيطان و بها تسعة أعشار الشر»[161] كذا قال عثمان بن عطاء و إنما هو عبد الرحمن بن عطاء بن كعب مصري .

- أخبرناه على الصواب أبو القاسم هبة اللّه محمد بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، نبأنا أبو بكر بن مالك، نبأنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، أنبأنا [أبو] (1)عبد الرحمن، نبأنا سعيد - يعني ابن أبي أيوب - نبأنا عبد الرحمن بن عطاء، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«اللّهم بارك لنا في شامنا و في يمننا» مرتين فقال رجل: و في مشرقنا يا رسول اللّه؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من هنالك يطلع قرن الشيطان و بها تسعة أعشار الشر»[162] انتهى.

- و أمّا حديث بشر فأخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي، أنبأنا أبو الفضل المطهر (2)،قال: سمعت عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، عند حجرة عائشة يقول :«اللّهم بارك لنا في مدينتنا و صاعنا و مدّنا و شامنا و يمننا» ثم استقبل مطلع الشمس فقال:«من هاهنا يطلع قرن الشيطان من هاهنا الزلازل و الفتن (3)و الفدّادون»[163].

كذا قال، و الصواب ابن عمر.

- أنبأناه أبو الحسن علي بن محمد بن العلاّف، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمر بن حفص المديني الحمّامي.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت،[أنا] (4) الحمّامي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الفضل الحافظ بأصبهان، أنبأنا أبو منصور

ص: 136


1- زيادة عن مسند أحمد 90/2.
2- ثمة نقص في الإسناد بالأصل و في خع، و أثبت في المطبوعة عن نسخة أخرى.(انظر المجلدة الأولى ص 126).
3- الفدادون: الجمّالون و الرعيان و البقّارون و الحمّارون و الفلاّحون و أصحاب الوبر الذين تعلو أصواتهم (نهاية - اللسان).
4- زيادة اقتضاها السياق.

محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه [أنا أبو بكر أحمد بن موسى] (1) بن مردويه، قالا: نا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد بن مسرهد، نا حمّاد - يعني - ابن زيد، عن بشر بن حرب قال:[سمعت ابن عمر يقول:] (2) سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«اللّهم بارك لنا في مدينتنا، و بارك لنا في شامنا، و بارك لنا في يمننا، و بارك لنا في صاعنا، و بارك لنا في مدّنا»[164].

- و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، أنبأنا يونس، نا حمّاد - يعني - ابن زيد (3)،أنبأنا بشر قال: سمعت [ابن] (4) عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :

«اللّهم بارك لنا في مدينتنا، و بارك لنا في شامنا، و بارك لنا في يمننا (5)،و بارك لنا في مدّنا»[165].

- قال: و حدثني أبي، نا يونس، نا حمّاد يعني ابن سلمة، عن بشر بن حارث قال:

سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«اللهم بارك لنا في مدينتنا، و في صاعنا، و مدّنا، و يمننا، و شامنا» ثم استقبل مطلع الشمس فقال:«من هاهنا يطلع قرن الشيطان. من هاهنا الزلازل و الفتن»[166].

و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك النيسابوري، أنبأنا أحمد بن [أبي] (6) جعفر الطّبسي، أنا أحمد بن محمد الصدفي، أنا الحسن بن محمد بن حكيم المروزي، أنبأنا أبو الموجه، نا خلف بن هشام، نا حمّاد بن زيد، عن بشر بن حرب [فذكره] (7).

- فأخبرنا أبو منصور بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ،

ص: 137


1- زيادة عن المطبوعة.
2- زيادة عن المطبوعة.
3- عن مسند أحمد 124/3 و بالأصل و خع «يزيد».
4- زيادة عن مسند أحمد 124/2.
5- بعدها في مسند أحمد: و بارك لنا في صاعنا..
6- زيادة عن الأنساب، و الطبسي بفتح الطاء، و الباء، هذه النسبة إلى طبس، بلدة في برية بين نيسابور و أصبهان و كرمان (الأنساب).
7- زيادة عن المطبوعة.

حدثني أحمد بن محمد بن إبراهيم الأنباري، نا أبو عمر محمد بن أحمد المحلي (1)،نا آدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذئب، عن معن بن الوليد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«اللّهم بارك لنا في صاعنا و مدّنا و في شامنا و في يمننا و في حجازنا» قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول اللّه و في عراقنا؟ فأمسك النبي صلى اللّه عليه و سلم، عنه. فلما كان في اليوم الثاني قال مثل ذلك، فقام إليه الرجل فقال: يا رسول اللّه و في عراقنا؟ فأمسك النبي صلى اللّه عليه و سلم. فلما كان في اليوم الثالث قام إليه الرجل و قال: يا رسول اللّه و في عراقنا؟ فأمسك النبي صلى اللّه عليه و سلم. فولّى الرجل و هو يبكي فدعاه النبي صلى اللّه عليه و سلم «أ من العراق أنت»؟ قال: نعم قال:«إن أبي إبراهيم عليه السلام [همّ] (2) أن يدعو عليهم فأوحى اللّه تعالى إليه لا تفعل، فإني جعلت خزائن علمي فيهم، و أسكنت الرحمة قلوبهم»[167].

- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد - إجازة - و جماعة قالوا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة (3)،أنبأنا أبو القاسم الطّبراني، أنبأنا محمد بن علي المرثدي، أنبأنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، أنبأ إسحاق بن عبد اللّه بن كيسان، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: دعا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال :«اللّهم بارك لنا في صاعنا و في مدّنا، و بارك لنا في مكّتنا، و مدينتنا، و بارك لنا في شامنا» فقال رجل من القوم: يا نبي اللّه و عراقنا؟ فقال:«إن هنا يطلع قرن الشيطان و تهيج الفتن و إنّ الخنا (4)بالمشرق»[168].

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزّاز بالبصرة، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، نا قبيصة، نا سفيان عن محمد بن جحادة سمعت الحسن يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«اللّهم بارك لنا في

ص: 138


1- في تاريخ بغداد 24/1 «الحليمي» و الحليمي هذا هو من ولد حليمة السعدية التي أرضعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو صغير.(انظر المطبوعة المجلدة الأولى ص 128).
2- زيادة عن مختصر ابن منظور 63/1 و تاريخ بغداد 25/1.
3- بالأصل و خع و المطبوعة:«زيدة» تحريف.
4- في مختصر ابن منظور: و إن الجفاء بالمشرق.

مدينتنا» (1) فقال له رجل: يا رسول اللّه قال: فالعراق؟ قال: فيها ميرتنا و فيها حاجاتنا قال: فسكت، ثم أعاد عليه فسكت فقال:«بها يطلع قرن الشيطان، و هنالك الزلازل و الفتن»[169].

ص: 139


1- كذا بالأصل و خع، اقتصر على هذه العبارة، و في مختصر ابن منظور 64/1 زيد في رواية الحسن: «... اللّهم بارك لنا في شامنا، اللّهم بارك لنا في يمننا».

باب بيان أنّ الشّام أرض مباركة و أن ألطاف اللّه بأهلها متداركة

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني - فيما شافهني - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمد الأنطاكي، أنبأنا الخضر بن علي بن منصور الضرير - إجازة - قالا: نا سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن أحمد (1) بن فطيس، أنبأنا أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن برهان (2) المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن دحيم، نا هشام بن عمّار، نا الوليد، نا زهير بن محمد، قال: حدّثت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«إن اللّه تبارك و تعالى بارك [ما بين] (3) العريش و الفرات و خصّ فلسطين بالتقديس»[170] يعني بالتطهير. هذا منقطع.

- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحداد في كتابه، و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد بن الشاهد - بأصبهان - أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني، أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر الحيّاني، نا إبراهيم بن محمد بن الحسن، نا أبو عمّار، حدثنا أبو الفضل بن موسى، أنبأنا الحسين بن واقد، عن الربيع عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب : وَ نَجَّيْنٰاهُ وَ لُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا لِلْعٰالَمِينَ (4)[قال: الشام] (5) و ما من ماء عذب إلاّ يخرج من تلك الصخرة التي ببيت المقدس.

ص: 140


1- كذا كررت في الأصل و خع.
2- عن المطبوعة و رسمت بالأصل و خع يزيدان.
3- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن مختصر ابن منظور 65/1.
4- سورة الأنبياء، الآية:71.
5- زيادة عن مختصر ابن منظور 65/1 و خع.

- أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسين بن أبي الحداد، أجازنا جدي أبو عبد اللّه.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قالا: أنبأ أبو الحسين علي بن حسن بن علي الرّبعي الحافظ، أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن سعيد الكندي الحمصي - ببعلبك - أنبأنا أبو الخليل العباس بن الخليل الحضرمي - بحمص - نا أبو علقمة يعني نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة، أخبرني أبي، عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ قال: و قال الحارث بن الحارث: قال معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه تعالى عنهما: إن ربك قال لإبراهيم: أعمر من العريش إلى الفرات الأرض المباركة، و كان أول من اختتن و قرى الضيف، و اختتن و هو ابن ثمانين سنة.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد [بن] محمد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنبأنا أبو محمد بن يوسف بن بشر الهروي قال: قرأ علي أحمد بن محمد بن حمّاد الطهراني، أنا عبد الرّزّاق، أنا إسرائيل عن فرات القزّاز (1) قال: سمعت الحسن يقول في قوله تعالى :

مَشٰارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغٰارِبَهَا الَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا (2) يقول: مشارق الشام و مغاربها.

- أخبرناه أبو سعد محمد بن يحيى بن منصور الجنزي (3) الفقيه - بمرو - أنبأنا أبو حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان النصروي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا وكيع، عن الحسن قال :الأرض التي باركنا فيها قال: الشام.

- رواه سفيان بن سعيد الثوري: قرأته على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع الصيداوي، أنبأنا أبو

ص: 141


1- ضبطت عن تقريب التهذيب بزاءين، و بالأصل و خع «القرار».
2- سورة الأعراف، الآية:137.
3- الجنزي بفتح الجيم و سكون النون هذه النسبة إلى جنزة و هي بلدة من بلاد أذربيجان (الأنساب).

يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة - بصيدا - أخبرني محمد بن أحمد بن القاسم بن الضحاك الطيالسي بمصر، نا محمد بن العباس، أنبأنا إبراهيم بن أبي الليث [نا] الأشجعي، عن سفيان، عن فرات القزّاز (1)،عن الحسن قال : مَشٰارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغٰارِبَهَا الَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا قال: هي الشام.

- رواه قبيصة عن الثوري و أسقط منه الحسن.

أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، و حدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، نا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر، نا جعفر بن عبد الله بن الصبّاح، نا الحسن بن الصبّاح، نا قبيصة، عن سفيان عن فرات القزّاز في قوله عز و جل: «مَشٰارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغٰارِبَهَا قال: الشام.

- و رواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن الثوري من قوله لم يذكر فيه فراتا (2).

- أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، نا إسحاق بن الحسن، نا أبو حذيفة، نا سفيان في قول اللّه عز و جل: وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كٰانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشٰارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغٰارِبَهَا قال: الشام.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السّلمي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر محمد، أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي، قال: قرئ على محمد بن حماد الظهراني، أنا عبد الرزاق، أنا معمر عن قتادة في قوله تبارك و تعالى : مَشٰارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغٰارِبَهَا الَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا قال: التي بارك اللّه فيها الشام.

رواه أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة مثله.

- و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنا أبو الحسن أحمد بن

ص: 142


1- ضبطت عن تقريب التهذيب بزاءين، و بالأصل و خع «القرار».
2- عن خع و بالأصل «جوابا».

عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا محمد بن يوسف الهروي، أنا محمد بن حمّاد الظهراني، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر عن قتادة في قوله: وَ لَقَدْ بَوَّأْنٰا بَنِي إِسْرٰائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ (1)قال: بوّأهم اللّه تبارك و تعالى الشام و بيت المقدس.

- أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي المعروف بابن البن بدمشق، نا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلا المصّيصي السلمي الشافعي، أنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن محمد بن داود الرّزّاز البغدادي، أنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء بن سبرة الحماني (2)،حدثني أحمد بن محمد بن إسماعيل بن هانئ الفرار (3)أبو العباس، نا محمد بن عبدة القزويني، نا خالد بن عبد الرحمن المخزومي، نا مالك عن زيد هو ابن أسلم:

اَلَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا قال: قال: قرى بالشام.

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الحسن عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو عبد الله، نا عمرو بن محمد، نا أسباط عن السّدّي في قوله :

وَ لِسُلَيْمٰانَ الرِّيحَ عٰاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ (4) قال الريح الشديدة إلى الأرض التي باركنا فيها قال: أرض الشام.

- أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن المظفر بن أحمد بن يزيد، أنا أبي أبو سعد، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس، نا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال: قال سفيان في قوله تعالى: وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كٰانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشٰارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغٰارِبَهَا قال: مشارق الأرض الشام و مغاربها.

- أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو بكر محمد بن عوف بن أحمد المزني، أنا أبو العباس محمد بن موسى بن

ص: 143


1- في خع:«الجعابي» و في المطبوعة:«المعافري».
2- كذا رسمت في الأصل، و خع، و في المطبوعة: البزاز.
3- في خع «عبد الفروي» و في المطبوعة:«عبدك».
4- سورة الأنبياء، الآية:81.

الحسين بن السّمسار الحافظ، أنا محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا معاوية بن يحيى، نا سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن يزيد بن شريح، عن كعب الأحبار قال: إن اللّه تعالى بارك في الشام من الفرات إلى العريش.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا أبو علي بن الحسن بن حبيب، نا أبو قرصافة (1)،نا أبو عمر الضرير، نا محمد بن عياض، نا إسماعيل بن عياش، عن من حدثه عن كعب قال :

بارك اللّه في الشام من الفرات إلى العريش و خص بالقدس من أرض فحص إلى رفح (2).

- أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني، أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد الواسطي الخطيب، أنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن يونس (3)،نا عبد اللّه بن محمد بن سلم ببيت المقدس، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد نا ابن جابر، حدثني عقبة بن وشاح حديثا أسنده قال :ما ينقص من الأرضين يزاد في الشام، و ما ينقص من الشام يزاد في فلسطين.

- أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن علي بن محمود، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمد بن شجاع، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر، نا أبو الفضل العباس بن بيهس - بمصر - نا أحمد بن ثابت بن زيد، نا أبو حميد أحمد بن محمد بن المغيرة، نا يحيى بن سعيد القطان (4)،نا علي بن همّام، عن كعب قال :جاء إليه رجل فقال: إني أريد الخروج ابتغى فضل اللّه قال: عليك بالشام فإنه ما نقص من بركة الأرضين يزاد بالشام.

ص: 144


1- هو حبذرة بن خيشنة، صحابي، نزل الشام مشهور بكنيته (تقريب التهذيب).
2- العريش: بفتح أوله، مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم. و فحص: بفتح أوله و سكون ثانيه و هو كل موضع يسكن سهلا كان أو جبلا، بشرط أن يزرع (ياقوت) و لم أجد فيما لدي ما يفيد، فلعل الاسم:«فحص» عام لكل موضع يزرع. و رفح: بفتح أوله و ثانيه منزل في طريق مصر بعد الداروم بينه و بين عسقلان يومان للقاصد مصر.
3- الأصل و خع، و في المطبوعة: مؤنس.
4- في خع: العطار.

- أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي أنا إبراهيم بن يونس بن محمد بدمشق أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد النصيبي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي، نا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الوراق، أخبرني أبو الحسن علي بن جعفر الرازي، نا محمد بن إبراهيم، نا محمد بن النعمان، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا أبو عبد الملك الجزري أنه قال :إذا كانت الدنيا في بلاء و قحط كان الشام في رخاء و عافية. و إذا كان الشام في بلاء و قحط كانت فلسطين في رخاء و عافية و إذا كانت فلسطين في بلاء و قحط كانت بيت المقدس في رخاء و عافية. و قال: الشام مباركة و فلسطين مقدسة و بيت المقدس قدس القدس.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل، قالا: أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف، أنا أبو علي الحسن بن منير، أنا أبو بكر محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا غالب بن غزوان الثقفي، نا صدقة بن يزيد الخراساني، عن من حدثه قال :لما أتى ذو القرنين العراق استنكر قلبه، فبعث إلى تراب الشام فأتي به، فجلس عليه فرجع إليه ما كان يعرف من نفسه.

ص: 145

باب ما جاء من الإيضاح و البيان أن الشام الأرض المقدسة المذكورة في القرآن

- أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد، نا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمد البرقي، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا معتمر (1) بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّئلي، عن عمه أبي ذرّ قال :أتاني نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا نائم في مسجد المدينة، فضربني برجله و قال: أ لا أراك نائما فيه. قال:

قلت: يا نبي اللّه غلبتني عيني قال:«كيف تصنع إذا أخرجت منه» قال: قلت: آتي الشام الأرض المقدسة. قال: فكيف تصنع إذا أخرجت من الشام؟ قال: أعوذ باللّه قال: فكيف تصنع إذا أخرجت؟ قال: ما أصنع يا نبي اللّه؟ أضرب بسيفي؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا أدلك على ما هو خير لك من ذلك و أقرب رشدا: تسمع و تطيع و تنساق لهم كيف ساقوك»[171] كذا قال، و الصواب عن عمه عن أبي ذرّ.

- أخبرتناه أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد الأعلى بن (2)حماد، نا معتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي، عن عمه، عن أبي ذرّ قال :أتاني نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله قال:«قال أراك نائما فيه» قال: فقلت: يا نبي اللّه غلبتني عيني، قال:

«فكيف تصنع إذا خرجت منه» قال: قلت: آتي الشام الأرض المقدسة قال:«فكيف

ص: 146


1- بالأصل و خع:«معمر» تحريف.
2- عن خع و بالأصل «نا».

تصنع إذا أخرجت منه» قال: ما أصنع يا نبي اللّه، أضرب بسيفي؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا أدلّك على ما هو خير لك من ذلك و أقرب رشدا: تسمع و تطيع و تنساق لهم حيث ساقوك»[172].

- قال أبو يعلى، و نا سويد، نا معتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن عمه، عن أبي ذرّ قال: أتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا نائم في المسجد فقال :«أراك أراك نائما فيه» قال: فقلت: يا نبي اللّه غلبتني عيني، قال:«فكيف تصنع إذا أخرجت منها» قال: قلت: أخرج إلى الأرض المقدسة المباركة قال:«فكيف تصنع إذا أخرجت منها» قال أعود إليه قال:«فكيف تصنع إذا أخرجت منه» قال: ما أصنع؟ أضرب بسيفي؟ قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا أدلّك على خير من ذلك و أقرب رشدا قال:

تسمع و تطيع و تنساق لهم حيث ساقوك»[173] قال: فو اللّه لألقين اللّه و أنا مطيع لعثمان.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو القاسم بن السري (1)،و الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي ح.

- و أخبرناه أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي، أنا أبو القاسم بن البسري (2)، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا محمد بن أبي سمينة، نا معتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن عمه، عن أبي ذرّ، قال :كنت نائما في المسجد فركضني برجله و قال:«أ تنام فيه»؟ قلت:

غلبتني عيني يا رسول اللّه قال:«فكيف بك إذا خرجت منه» قال: قلت: آتي الشام الأرض المقدسة المباركة قال:«فكيف بك إذا أخرجت»- زاد ابن النقور و الزينبي:

منها - قال قلت: أعوذ باللّه قال:«فكيف بك إذا أخرجت منه» قال: قلت: أصنع ما تأمرني آخذ سيفي؟ قال:«لا و لكن تسمع و تطيع و تنساق لهم حيث ساقوك»[174].

- أخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور - و أنا حاضرة:- أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا وهب بن بقية، أنا خالد، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب، عن عمه، عن أبي ذرّ، قال :بينا أنا نائم في المسجد خرج عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ضربني برجله فقال:«أ لا أراك نائما فيه»

ص: 147


1- في المطبوعة، في الموضعين، التستري.
2- في المطبوعة، في الموضعين، التستري.

قلت: يا رسول اللّه غلبتني عيني. قال:«فكيف تصنع إذا أخرجوك منها؟» قال: قلت:

ألحق بأرض الشام فإنها أرض محشر و الأرض المقدسة قال:«فكيف تصنع إذا أخرجوك منها؟» قلت: أرجع إلى مهاجري قال:«فكيف تصنع إذا أخرجوك منه؟» قلت: آخذ سيفي فأضرب به قال:«فلا تصنع خيرا من ذلك و أقرب: تسمع و تطيع و تنساق معهم حيث ساقوك»[175] قال أبو ذرّ: و اللّه لألقين اللّه و أنا سامع مطيع.

- و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري و أبو القاسم الشّحامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس التميمي، أنا أبو لبيد محمد بن إدريس السامي السرخسي، نا سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي، عن عمه، قال :لقيت أبا ذرّ بالرّبذة (1)فقال: كنت نائما في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمرّ بي فضربني برجله ثم قال:«أ لا أراك نائما فيه» فقلت: بأبي و أمي غلبتني عيني فنمت قال:«كيف تصنع إذا أخرجت منه؟» قال: ألحق بالأرض المقدسة أرض الشام. قال:«فكيف تصنع إذا أخرجت منها؟» قال:

قلت: أرجع إليه قال:«فكيف تصنع إذا أخرجت منه؟» قال: قلت: آخذ سيفي ثم أضرب به. قال:«أ و تصنع خيرا من ذلك و أقرب رشدا؟ قال: تسمع لهم و تطيع و تنساق حيث ساقوك»[176] قال: و اللّه لألقين اللّه و أنا مطيع لعثمان رضي اللّه عنه.

- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا يزيد، نا كهمس بن الحسن، نا أبو السليل، عن أبي ذرّ قال :جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتلو عليّ هذه الآية وَ مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)حتى فرغ من الآية، ثم قال:«يا أبا ذرّ لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم» قال: فجعل يتلوها و يردّدها عليّ حتى نعست ثم قال:«يا أبا ذرّ كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟» قال: قلت: إلى السعة و الدعة أنطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة.

قال:«فكيف تصنع إن أخرجت من مكة؟» قال: قلت: إلى السعة و الدعة إلى الشام و الأرض المقدسة. قال:«فكيف تصنع إن أخرجت من الشام؟» قال: قلت: إذا و الذي

ص: 148


1- الرّبذة: بفتح أوله و ثانيه، من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق، و بهذا الموقع قبر أبي ذر الغفاري (ياقوت).
2- سورة الطلاق، الآية:2.

بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي قال:«أ و خير من ذلك؟» قال: أو قلت: أو خير من ذلك قال:«تسمع و تطيع و إن كان عبدا حبشيا»[177].

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجندي و عبد الرحمن بن الحسن بن الحسن قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو عبد الملك، نا ابن عائذ، قال الوليد:

و أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود القرشي عن عروة: أنه كان في كتاب أبي بكر إلى خالد بن الوليد :أن أعجل إلى إخوانكم بالشام، فو اللّه لقرية من قرى الأرض المقدسة يفتحها اللّه علينا أحبّ إليّ من رستاق من رساتيق العراق.

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه بن علي، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (1)،أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، عن سليمان، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن سكن، قال: سمعت عليا و نحن بمسكن (2)يقول :يا معشر المسلمين المهاجرين اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّٰهُ لَكُمْ، وَ لاٰ تَرْتَدُّوا عَلىٰ أَدْبٰارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خٰاسِرِينَ قال: فتلكّئوا قال: فلما رأى ذلك، قال: أف لكم (3) إنها سنة جرت عليكم.

- أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين النّجّاد، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه، أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن أحمد (4) بن الحداد، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي، أنا خارجة - يعني - ابن مصعب السّرخسي، عن ثور - هو - ابن يزيد الكلاعي الحمصي، عن خالد بن

ص: 149


1- بالأصل «محمد» و في خع:«حمد» و الصواب عن تبصير المنتبه 462/1 و فيه: عبد الرحمن بن عمر بن حمّة الخلال عن المحاملي و أبي بكر بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، و انظر تاريخ بغداد 301/10.
2- مسكن: بالفتح ثم السكون، موضع قريب من أوانا على دجبل عند دير الجاثليق (معجم البلدان).
3- عن خع و بالأصل «أمللم».
4- في خع: الحسن.

معدان، عن معاذ رضي اللّه عنه قال :أرض المقدسة ما بين العريش إلى الفرات.

- أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس الحسيني الخطيب، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد بن الضرّاب، أنا أبو بكر أحمد بن مروان الدّينوري المالكي، نا أبو قلابة نا سعيد - يعني - ابن سليمان، نا عبّاد - يعني - ابن العوّام. عن يحيى بن سعيد، عن عبد اللّه بن هبيرة، قال :كتب أبو الدّرداء إلى سلمان (1) أن هلمّ إلى الأرض المقدسة و أرض الجهاد. فكتب إليه سلمان: أن الأرض لا تقدس أحدا، و إنّما يقدّس المرء عمله.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنا عيسى بن علي الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا أبو شهاب الحنّاط، عن يحيى بن سعيد، عن عبد اللّه بن هبيرة، أن أبا الدرداء كان قاضيا بالشام فكتب إلى سلمان :هلمّ إلى أرض الجهاد و أرض المقدسة فأجابه سلمان: كتبت تدعوني إلى أرض الجهاد و أرض المقدسة و لعمري ما الأرض تقدّس المرء و لكن المرء يقدسه عمله، و قد بلغني أنك جلست كئيبا تداوي، فإن كنت طبيبا مبرئا فطوباك و إن كنت متطببا فاتّق لا تقتل [إنسانا] (2) فتدخل النار.

قال: فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم شك في قضائه قال: ردّوهما ثم يقول:

متطبب و اللّه.

- أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا محمد بن يوسف بن بشر، قال [قرئ] (3) على محمد بن حمّاد الظهراني بعسقلان (4)،أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر عن قتادة في قوله: اَلْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ (5)قال: هي الشام.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه ح.

ص: 150


1- عن خع و بالأصل: سليمان تحريف.
2- زيادة عن خع.
3- زيادة عن خع.
4- عسقلان: مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة و بيت جبرين (معجم البلدان).
5- سورة المائدة من الآية:23.

- و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، نا أبو الشيخ عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان، نا محمد بن جعفر بن الهيثم، نا سلمة يعني ابن شبيب، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله عز و جل: وَ لَقَدْ بَوَّأْنٰا بَنِي إِسْرٰائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ (1)قال:

بوّأهم اللّه الشام و بيت المقدس.

- و أخبرنا أبو علي - إجازة - و حدثنا عنه عبد الرحيم الأصبهاني، أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد، نا أبو الشيخ، نا أبو يحيى، نا سهل - يعني - ابن عثمان، نا مروان، عن جويبر، عن الضحاك : مُبَوَّأَ صِدْقٍ قال مبارك: مصر و الشام.

- أخبرنا أبو محمد عبد الجبّار بن محمد بن أحمد الحواري الفقيه - بنيسابور - أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي المفسر قال :قوله: يٰا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ [و قال قتادة: هي الشام كلها، و قال عكرمة و السّدّي: هي أريحا.

و قال الكلبي: دمشق و فلسطين. و معنى المقدسة:] (2) المطهرة. و تلك الأرض طهّرت من الشرك، و جعلت مسكنا و قرارا للأنبياء.

- أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد الطوسي النوفالي (3) المعروف بالبغدادي بطوس، أنا الإمام أبو عبد اللّه عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الخلوقي (4)- قراءة عليه، بتوزن شاه، قرية بمرو - أنا أبو إبراهيم إسماعيل بن بقال المحبوبي، نا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر، نا أبو عثمان سعيد بن مسعود، نا يزيد بن هارون، نا الجريري (5)،عن أبي السليل، عن غنيم، عن أبي العوّام (6) قال :كان

ص: 151


1- سورة يونس، الآية:93.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن خع. و أريحا: مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام (ياقوت).
3- في خع:«النوقاني».
4- الخلوقي بفتح الخاء و ضم اللام هذه النسبة إلى خلوق أو خلوقة و هو بطن من العرب هكذا سمعتهم يقولون (الأنساب).
5- اسمه سعيد بن إياس الجريري، نسبة إلى جرير بن عباد بن ضبيعة.
6- هو ضريب بن نفير و يقال نقير و يقال نفيل.

مؤذن بيت المقدس يقول: ما على وجه الأرض شهيد (1) لا يسمع أذاني لصلاة الغداة قال: و إن كان بسمرقند أو غيرها.

- قال: و قال كعب: ما شرب ماء عذب قط إلاّ ما يخرج من تحت هذه الصخرة حتى أن العين التي بدارين (2) ليخرج ماؤها من تحت هذه الصخرة، و إن في (3) الأرض التي يتكلم بها يوم القيامة لحوت (4) الأذى لقدست ميسرة الشام مرتين، و قدست سائر الشام مرة واحدة.

- أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السوسي، أنا إبراهيم بن يونس، أنا عبد العزيز بن أحمد النصيبي - إجازة - أنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب ببيت المقدس، نا أبو حفص عمر بن الفضل بن مهاجر اللّخمي، نا أبي أبو العباس الفضل بن المهاجر، نا الوليد بن حمّاد الرّملي، نا إبراهيم بن محمد، نا الوليد بن مسلم، نا ثور بن يزيد قال :قدس الأرض الشام، و قدس الشام فلسطين، و قدس فلسطين بيت المقدس، و قدس بيت المقدس الجبل، و قدس الجبل المسجد، و قدس المسجد القبّة.

- قرأت على أبي محمد عبد اللّه بن أسد بن عمار بن الخضر الدمشقي، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ بداريّا (5)،أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا أبي، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا ابن عياش، عن الأسود بن أحمر العنسي، عن وهب الذّماري، أنه كان يقول :إن اللّه كتب للشام: إني قدّستك و باركتك، جعلت فيك مقامي، و أنت صفوتي من بلادي، و أنا سائق إليك صفوتي من عبادي، فاتسعي لهم برزقك و مساكنك كما يتسع الرحم إن وضع فيه اثنان وسعه، و إن ثلاثة مثل ذلك. و عيني عليك بالظلّ و المطر من أول السنين إلى آخر الدّهر، فلن أنساك حتى أنسى يميني (6) و حتى تنسى ذات

ص: 152


1- بالأصل:«شهيدا».
2- دارين: هي الداروم، و هي بليدة بينها و بين غزة أربعة فراسخ، نقله ياقوت عن محمد بن حبيب.
3- في خع «فم».
4- كذا بالأصل و خع.
5- داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة و النسبة إليها داراني على غير قياس (ياقوت).
6- كذا بالأصل و خع و مختصر ابن منظور و في المطبوعة:«عيني».

الرحم ما في رحمها.

- أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي، أنا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمد بن شجاع، أنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن (1) خيثمة، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة بن ربيعة، عن الوليد بن صالح الأزدي قال: في الكتاب الأول :إن اللّه عز و جل يقول: يا شام أنت الأندر، و منك المحشر (2)،و إليك المحشر، فيك ناري و نوري، من دخلك رغبة فيك فبرحمتي، و من خرج عنك رغبة منك فبسخطي، تتسع لأهلها كما يتسع الرحم للولد.

الصواب: الأردني.

ص: 153


1- بالأصل و خع «نا».
2- في مختصر ابن منظور 68/1: و منك المنشر و إليك المحشر.

باب إعلام النبي صلى اللّه عليه و سلم أمته و إخباره أن بالشام من الخير تسعة أعشاره

- أخبرنا أبو القاسم الخضر بن [الحسن بن عبد اللّه بن عبدان] (1)،أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدّربندي، أنا أبو نصر أحمد بن المظفر بن محمد الموصلي - بها - نا عبد اللّه بن حيان بن عبد العزيز بن حيان، نا الحسن بن علوية القطان، نا إبراهيم بن يزيد بن مصعب الشامي، نا أبو خليد الدمشقي عن الوضين بن عطاء، عن مكحول، عن عبد اللّه بن عمرو (2) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«الخير عشرة أعشار: تسعة بالشام و واحد في سائر البلدان، و الشر عشرة أعشار: واحد بالشام و تسعة في سائر البلدان. و إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم»[178].

أخبرناه عاليا أبو غالب بركة بن منصور بن ملاعب البستنبان ببغداد، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر الحدادي، نا الحسن بن علوية، نا إبراهيم بن يزيد بن مصعب الشامي، نا أبو خليد الدمشقي، عن ابن عطاء، عن مكحول، عن عبد اللّه بن عمرو :فذكر مثله.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمد و أبو محمد بن أبي نصر، و أبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان، و أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي، و أبو القاسم

ص: 154


1- بالأصل:«الحسن بن عبد ربه» و المثبت بين معكوفتين عن خع.
2- في مختصر ابن منظور 69/1 «ابن عمر».

عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب ح.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمد بن أبي نصر، قالوا: أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا أبو نعيم ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قالا: نا أبو [نعيم] (1) الفضل بن دكين.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الوراق بالمصيصة، نا أحمد بن خليد بن يزيد الكندي، نا أبو نعيم، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن ضرار الأسدي، عن أبيه، عن عبد اللّه قال :قسم اللّه الخير فجعله عشرة أعشر، فجعل تسعة أعشاره بالشام و بقيته في سائر الأرضين. و قسم الشرّ فجعله [عشرة أعشر] (2) فجعل جزءا منه في الشام و بقيته في سائر الأرضين. و في رواية ابن خليد أعشار في الموضعين بدل أعشر. و فيها فجعل بغيرها. تابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، عن الأعمش، و خالفهما عبد الواحد بن زياد.

قرأناه (3) علي أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي (4)،أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ح، و عن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد الواسطي، أنا علي بن محمد بن خزفة (5)،قالا: نا محمد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا عبد الواحد بن زياد، نا الأعمش، عن سعيد بن عبد اللّه بن ضرار، عن أبيه، و عن خيثمة قالا: قال عبد اللّه فذكر نحوه.

ص: 155


1- عن هامش الأصل، و خع.
2- عن خع و بالأصل: تسعة.
3- عن خع و بالأصل: قرناه.
4- هذه النسبة إلى آبنوس و هو نوع من الخشب يعمل منه أشياء. و انتسب جماعة إلى تجارتها و نجارتها.
5- بالأصل «حزفه» و في خع «خرفه» و المثبت و الضبط عن التبصير 429/1.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ - لفظا - أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز المعروف بابن الشيخ بالبصرة، نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي خ.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، قالا: نا يعقوب بن سفيان، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن زياد بن علاقة، عن ثابت بن قطبة، قال: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول :

إنكم بحيث تبلبلت الألسن بين بابل و الحيرة (1).و إن تسعة أعشار الخير بالشام و عشرا (2) بغيرها، و إن تسعة أعشار الشر بغيرها و عشرا (3) بها.

- و في حديث عبد اللّه بن جعفر :و عشر من الشر بها. و زاد: و سيأتي عليكم زمان يكون أحب مال الرجل فيه أحمرة ينتقل عليها إلى الشام.

خالفه زائدة بن قدامة فروه عن زياد، عن قطبة بن مالك.

- قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن عبد اللّه بن البنا، عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل قراءة ح.

قال: و أنا أبو نعيم محمد [بن عبد الواحد الواسطي - إجازة - أنا علي بن محمد بن خزفة (4) الصّيدلاني قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمّد] (5)الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، نا زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن ابن مسعود قال :تعلمنّ أنكم من حيث اختلف الألسن من بين بابل و الحيرة. تعلمنّ أن تسعة أعشار الخير و عشرا واحدا من الشر بالشام، تعلمنّ أن تسعة أعشار الشر و عشرا واحدا من الخير بما سواها.

تابعه يحيى بن أبي بكير الكرماني عن زائدة.

ص: 156


1- الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة، على موضع يقال له النجف (ياقوت).
2- بالأصل و خع «و عشر» خطأ.
3- بالأصل و خع «و عشر» خطأ.
4- بالأصل «حزفه» و في خع «خرفه» و المثبت و الضبط عن التبصير 429/1.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن خع. و الصيدلاني: هذه النسبة لمن يبيع الأدوية و العقاقير (الأنساب).

- أخبرنا أبو سعد محمد [بن] يحيى بن منصور الجنزي الفقيه الشافعي بمرو، أنا أبو حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس، أنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النصري (1)،أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا محمد بن عبيد، نا الأعمش، عن عبد اللّه بن سراقة، عن أبيه، قال: قال عبد اللّه :إن الخير قسم عشرة أعشار، فتسعة بالشام و عشر بهذه، و إن الشر قسم عشرة (2) أعشار فتسعة بهذه و عشر بالشام.

- أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل الصّيدلاني، نا أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي، نا محمد بن إسماعيل يعني الصائغ، نا الحسن بن علي يعني الحلواني (3)،نا حيوة بن شريح، نا بقية، عن الصّبّاح بن مجالد، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إذا كان سنة خمس و ثلاثين و مائة، خرج مردة الشياطين كان حبسهم سليمان بن داود عليهما السلام في جزيرة العرب، فذهب تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم، و عشر بالشام»[179].

قال أبو جعفر العقيلي: و لا أصل لهذا الحديث.

- أخبرنا أبو الحسن محمد بن كامل المقدسي بدمشق، أنا أبي أبو الحسن، أنا الشيخ الفقيه أبو نصر محمد بن إبراهيم الهاروني الجرجاني في المسجد الأقصى، نا الشيخ أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي، نا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد، نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، نا محمد بن وهب السلمي، نا بقية، نا الصّبّاح بن مجالد، عن عطية العوفي (4)،عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إذا كان سنة خمس و ثلاثين و مائة، خرج مردة الشياطين الذين

ص: 157


1- في خع: النصروي.
2- عن خع و بالأصل: عشر.
3- الحلواني: بضم الحاء و سكون اللام هذه النسبة إلى حلوان: بلدة آخر حدّ عرض سواد العراق مما يلي الجبال.
4- بفتح العين و سكون الواو هذه النسبة إلى «عوف» و هم جماعة... (الأنساب).

حبسهم سليمان بن داود عليهما السّلام في جزائر البحور. يذهب منهم تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم و عشر بالشام»[180].

- في كتابي (1) عن أبي نصر محمد بن حمد الكبريتي لم أر عليه علامة السماع، نا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني،- إملاء - أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين الأردستاني (2) الفقيه، نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف، أنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، نا بقية بن الوليد ح.

و أنبأنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن محمد بن الوراق الزعفراني، نا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا القاضي أبو بكر الحيري و أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه السراج، قالا: نا محمد بن يعقوب الأصم، نا أبو عتبة، نا بقية، نا الصّبّاح بن المجالد، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إذا كان سنة خمس و ثلاثين و مائة خرج مردة الشياطين كان حبسهم سليمان بن داود عليهما السلام في جزائر البحور، فذهب منهم تسعة أعشار إلى العراق يجادلونهم، و عشر بالشام»[181] و في حديث ابن مرزوق: أعشارهم.

- و رواه غيرهم عن بقية فزاد في إسناده عبد الواحد بن زياد.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي، أنا ابن عدي، نا ابن قتيبة و الحارث بن محمد بن الحارث الهروي، قالا: نا كثير بن عبيد ح.

قال: و نا معاوية بن العباس الحمصي، نا سعيد [بن عمرو، قالا: أنا بقية عن عبد الواحد بن زياد عن الصّبّاح بن مجالد، حدثني عطية العوفي عن أبي سعيد] (3)الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إذا كان سنة خمس و ثلاثين و مائة خرجت شياطين كان حبسهم سليمان بن داود في جزائر البحر، فذهب منهم تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بالعراق و عشر بالشام»[182].

ص: 158


1- عن خع و بالأصل «في كتاب».
2- هذه النسبة إلى أردستان و هي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرية، و هي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان (الضبط و المثبت عن الأنساب).
3- ما بين معكوفتين زيادة عن خع.

قال ابن عدي الصّبّاح بن مجالد هذا يروي عنه بقية غير هذا الحديث، و ليس بالمعروف و هو من مشايخ بقية الذين (1) لا يروي عنهم غيره.

- قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (2)،نا إسماعيل بن عياش، نا عقيل بن مدرك السلمي، عن الوليد بن عامر اليزني (3)،عن يزيد بن حمير، عن كعب قال :الخير عشرة أجزاء عشرة فتسعة أجزاء الخير في الشام، و جزء في سائر الأرضين.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن شعيب، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان و أبي حارثة، و الربيع يعني ابن النعمان البصري، بإسنادهم قالوا: قال كعب حين استشار يعني عمر الناس: بأيها تريد أن تبدأ يا أمير المؤمنين قال: بالعراق، قال: فلا تفعل فإن الشر عشرة أجزاء، و الخير عشرة أجزاء، فجزء من الخير بالمشرق و تسعة بالمغرب، و إن جزءا من الشر بالمغرب و تسعة بالمشرق و بها قرن الشيطان، و كل داء عضال، فعزم على الشام.

- قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، أنا محمد بن مروان، نا هشام بن عمّار، نا عمر و هو ابن واقد، نا يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس قال :قدم علينا عمر بن الخطاب الشام فقال: إني أريد آتي العراق. فقال له كعب الأحبار: أعيذك باللّه يا أمير المؤمنين من ذلك. قال: و ما تكره من ذلك؟ قال: بها تسعة أعشار الشر، و كل داء عضال، و عصاة الجن، و هاروت [و ماروت] (4) و بها باض إبليس و فرّخ.

ص: 159


1- عن خع و بالأصل: الذي.
2- الحوطي: بفتح الحاء، نسبة إلى حوط، و ظني أنها من قرى حمص أو جبلة مدينتان بالشام. و بالأصل «بحره» و المثبت عن الأنساب.
3- اليزني بفتح الياء و الزاي، هذه النسبة إلى يزن، و هو بطن من حمير أظنه من الكلاع (الأنساب).
4- زيادة عن المطبوعة 148/1.

باب ما جاء في أنّ الشّام مهاجر إبراهيم الخليل و أنه من المواضع المختارة لإنزال التنزيل

- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب لفظا، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، قال :لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية قدمت الشام فأخبرت بمقام يقومه نوف فجئته. إذ جاء رجل فانتبذ (1) الناس، عليه خميصة، فإذا هو عبد اللّه بن عمرو بن العاص. فلما رآه نوف أمسك عن الحديث، فقال عبد اللّه: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنها ستكون هجرة بعد هجرة ينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم، لا يبقى في الأرض إلاّ شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس اللّه. تحشرهم النار مع القردة و الخنازير تبيت معهم إذا [ناموا و تقيل معهم إذا] (2) قالوا و تأكل من تخلف».

- قال: و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع كلما خرج منهم قرن قطع - حتى عدّها زيادة على عشر مرات، كلما خرج منهم قرن قطع - حتى يخرج الدجال في بقيتهم»[183].

- أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم أنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمد، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا هشام، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، قال :أتى عبد اللّه بن

ص: 160


1- في مسند أحمد 199/2 «فاشتد الناس» و انتبذ الناس يعني ابتعد عنهم ناحية. و الخميصة: كساء أسود مربع، أطرافه مطرزة يكون من خزّ أو صوف (النهاية).
2- زيادة عن مسند أحمد 199/2.

عمرو نوفا البكائي (1) فقال: حدّث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال: ما كنت لأحدث و عندي رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من قريش. فقال عبد اللّه بن عمرو: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ستكون هجرة بعد هجرة يخرج خيار الأرض إلى مهاجر إبراهيم صلى اللّه عليه و سلم و يبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم، و تقذرهم نفس اللّه عز و جل، و تحشرهم النار مع القردة، و الخنازير» و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يخرج ناس من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما قطع قرن نشأ قرن، كلما قطع قرن نشأ قرن، كلما قطع قرن نشأ قرن ثم يخرج في بقيتهم الدجال»[184].

- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا أبو داود و عبد الصمد المعني قالا: نا هشام، عن قتادة، عن شهر قال: أتى عبد اللّه بن عمرو على نوف يعني البكائي (2) و هو يحدث فقال: حدث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال: ما كنت لأحدّث و عندي رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم من قريش. فقال عبد اللّه بن عمرو: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :

«ستكون هجرة بعد هجرة بخيار الأرض»- قال عبد الصمد:«لخيار الأرض - إلى مهاجر إبراهيم فيبقى في الأرض شرار أهلها، تلفظهم الأرضون و تقذرهم نفس اللّه عز و جل، و تحشرهم النار مع القردة و الخنازير» ثم قال: حدّث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال: ما كنت لأحدث و عندي رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم من قريش فقال عبد اللّه بن عمرو: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يخرج قوم من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما قطع قرن نشأ قرن، كلما قطع قرن نشأ قرن، حتى يخرج في بقيتهم الدجّال»[185].

خالفه أبو جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي فرواه عن شهر عن ابن عمر.

- أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا يزيد، أنا أبو جناب يحيى بن أبي حيّة، عن شهر بن حوشب، قال :سمعت عبد اللّه بن عمر [يقول:] لقد رأيتنا و ما صاحب (3)

ص: 161


1- كذا بالأصل و خع، و في تقريب التهذيب: البكالي، و هو نوف بن فضالة ابن امرأة كعب، شامي.
2- عن مسند أحمد 84/2 و بالأصل:«و ما صاب».
3- عن مسند أحمد 84/2 و بالأصل:«و ما صاب».

الدينار و الدّرهم بأحق من أخيه المسلم، ثم لقد رأيتنا بآخرة الآن و للدّينار (1) و الدرهم أحبّ إلى أحدنا من أخيه المسلم، و لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لئن أنتم اتبعتم أذناب البقر و تبايعتم بالعينة (2) و تركتم الجهاد في سبيل اللّه تبارك و تعالى ليلزمنكم اللّه عز و جل مذلّة في أعناقكم لا تقرع منكم حتى ترجعوا إلى ما كنتم عليه و تتوبون إلى اللّه عز و جل» و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لتكونن هجرة بعد هجرة إلى مهاجر أبيكم إبراهيم صلى اللّه عليه و سلم حتى لا يبقى في الأرضين إلاّ شرار أهلها و تلفظهم أرضوهم، و تقذرهم روح الرحمن و تحشرهم النار مع القردة و الخنازير تقيل حيث يقيلون و تبيت حيث يبيتون و ما سقط منهم فلها».

و لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يخرج من أمتي قوم يسيئون الأعمال يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم»- قال يزيد: لا أعلمه إلاّ قال: يحقر أحدكم عمله مع عملهم - يقتلون أهل الإسلام، فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم فطوبى لمن قتلهم، و طوبى لمن قتلوه، كلما طلع منهم قرن قطعه اللّه تبارك و تعالى»[186] فردّد ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عشرين مرة و أنا أسمع.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي الفقيه و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي، قالا: أنا أحمد بن الحسين البيهقي ح.

- و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري اللالكلائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو النّضر (3) إسحاق بن إبراهيم بن يزيد و هشام بن عمّار الدمشقيان، قالا:

نا يحيى بن حمزة، نا الأوزاعي، عن نافع - و قال أبو النّضر (4)،عن من حدثه، عن نافع - عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«سيهاجر أهل الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام حتى لا يبقى إلاّ شرار أهلها، تلفظهم الأرضون و تقذرهم روح الرحمن، و تحشرهم النار مع القردة و الخنازير، تبيت معه حيث باتوا، و تقيل معهم حيث قالوا، و لها ما سقط منهم»[187].

ص: 162


1- عن مسند أحمد و بالأصل: و الدينار.
2- أي أن يبيع التاجر سلعة بثمن إلى أجل ثم يشتريها بأقل من ذلك الثمن (انظر النهاية).
3- عن تقريب التهذيب، و بالأصل «أبو النصر».
4- عن تقريب التهذيب، و بالأصل «أبو النصر».

- أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني - بهراة - أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عمر العمري الهروي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الهروي، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا سعد بن محمد، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا الأوزاعي، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«سيهاجر خيار أهل الأرض هجرة بعد هجرة إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى في الأرض إلاّ شرار أهلها تدفعهم و تحشرهم النار مع القردة و الخنازير تبيت معهم حيث باتوا و تقيل معهم حيث قالوا، و لها ما سقط فيموت. و ينشأ نشء يقرءون القرآن لا يجاوز ألسنتهم، كلما خرج قرن قطع»[188]

- و قال ابن عمر: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«كلما خرج قرن قطع» أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في أخراهم الدجال.

- كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، ثم أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني، أنا سهل (1) بن بشر بن أحمد الاسفرائيني، قالا: أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطّفّال، أنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، نا جعفر بن محمد بن الحسن، نا أبو جعفر النفيلي، نا خليد بن دعلج عن قتادة في قوله: إِنِّي مُهٰاجِرٌ إِلىٰ رَبِّي (2) قال :

إلى الشام [كان مهاجره] (3).

- أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنّائي في كتابه، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو الدحداح، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن كعب الأحبار قال :يوشك بالرعد و البرق أن يهاجر إلى الشام، حتى لا تكون رعدة (4) و لا برقة إلاّ ما بين العريش و الفرات.

- و أنبأناه أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أبي العلاء، نا الحافظ أبو بكر أحمد بن

ص: 163


1- عن خع و بالأصل «إسماعيل».
2- سورة العنكبوت، الآية:26.
3- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور 71/1.
4- عن خع و مختصر ابن منظور.

علي بن ثابت، أنا أبو الحسين (1) بن بشران، نا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق قال: قرئ على أبي بكر محمد بن أحمد بن النضر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن الأوزاعي، عن يحيى قال: قال كعب :يهاجر الرعد و البرق إلى الشام حتى لا يبقى رعدة و لا برقة إلاّ فيما بين العريش و الفرات. رواه محمد بن كثير عن الأوزاعي فقصر به.

- أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو الدحداح، نا أحمد بن عبد الواحد، نا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، قال :يهاجر الرعد و البرق إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى قطرة إلاّ فيما بين العريش و الفرات (2).

- أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي الحافظ، أنا الحاكم أبو عبد اللّه النيسابوري، أخبرني علي بن عيسى بن إبراهيم الحيري، نا أبو يحيى زكريا بن داود [الخفاف] (3)،نا أحمد بن عمرو الحرشي (4)،نا شريح بن سراج الحنفي، عن عباد بن منصور، قال:

كنا عنده فنشأت سحابة برعد و برق و ظلمة فقال: نا أبو قلابة: أن الرعد و البرق سيهاجر من أرض العراق إلى أرض الشام حتى لا يبقى بها رعد و لا برق.

- قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر ممّا ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين (5) الرازي، أخبرني أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو عبيد اللّه معاوية بن صالح الأشعري، نا أحمد بن عبد العزيز الرملي، نا ضمرة بن ربيعة، قال :

سمعت أنه لم يبعث نبي إلاّ من الشام فإن لم يكن منها أسري به إليها.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن الطبري، أنا

ص: 164


1- في المطبوعة:«أبو الحسن» تحريف.
2- سقط الخبر بتمامه من المطبوعة.
3- زيادة عن خع.
4- هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس (الأنساب، بفتح الحاء، و الراء).
5- عن خع و بالأصل: أبي الحسن.

أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، نا عفير (1) بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«أنزلت عليّ النبوة في ثلاثة أمكنة بمكة و بالمدينة و بالشام»[189].

- قرأته عاليا على أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي (2)،عن أبي سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمد بن محمد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا الوليد، نا عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة:

مكة و المدينة و الشام»[190].

قال الوليد: يعني بيت المقدس.

ص: 165


1- عن خع و بالأصل:«عيسى» و في التقريب: عفير بالتصغير، حمصي مؤذن.
2- عن خع و بالأصل: الشماسي.

باب ما جاء في اختصاص الشام و قصوره بالإضاءة عند مولد النبي صلى اللّه عليه و سلم و ظهوره

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الفرضي، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (1)، نا أحمد بن إسحاق بن البهلول، حدثني أبي، حدثني أبي و يزيد بن هارون، عن فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول اللّه ما كان بدء أمركم؟ قال: قال :«دعوة أبي إبراهيم صلى اللّه عليه و سلم، و بشرى أخي عيسى، عليه السلام، و رأت أمي كأنما خرج منها شيء أضاءت له قصور الشام»[191].

- أخبرناه أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو القاسم بن بنت منيع، نا علي بن الجعد بن عبيد الجوهري، أنا فرج بن فضالة ح.

و أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد الزهري ناح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا و أبو القاسم بن السمرقندي، و عبيد اللّه بن أحمد بن محمد بن البخاري و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه التاجر ببغداد قالوا: أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الصّريفيني ح.

و أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين الوراق، قالا: و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي القاضي

ص: 166


1- بكسر الخاء و فتح الراء، هذه النسبة إلى بيع الثياب و الخرق (الأنساب).

-ببيهق (1)-أنا الإمام أبو علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي - بطوس (2)- قالوا: نا أبو طاهر المخلّص - إملاء - ح.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي الوزير ح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه المقرئ المعروف بابن العالمة و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه المعروف بابن سكينة ببغداد، قالوا: أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الصريفي (3)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حباية، قالوا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي، نا علي بن الجعد، أنا - و قال الزهري أخبرني - الفرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة - زاد المخلّص: الباهلي - قال:

قيل: يا رسول اللّه ما كان بدء أمرك؟ قال :«دعوة أبي إبراهيم و بشرى عيسى عليهما السلام و رأت أمي أنه خرج - و قال المخلّص - رأت أمي خرج - منها نور أضاءت له - و قال: و قال البيهقي: منه - قصور الشام»[192].

تابعهما آدم بن أبي إياس، عن أبي فضالة الفرج بن فضالة.

- و أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن محمد بن عبيد اللّه بن محمد بن عبيد اللّه بن كادش العكبري (4)،أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنا علي بن عمر بن محمد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا منصور بن أبي مزاحم، نا الفرج، عن لقمان، عن أبي أمامة قال: قيل للنبي صلى اللّه عليه و سلم: ما كان أول بدو أمرك؟ قال :«دعوة أبي إبراهيم و بشرى عيسى عليهما السلام و رأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت [له] (5) قصور الشام»[193].

ص: 167


1- بيهق: بالفتح ناحية كبيرة و كورة واسعة كثيرة البلدان و العمارة من نواحي نيسابور.
2- طوس: مدينة بخراسان بينها و بين نيسابور نحو عشرة فراسخ.
3- كذا بالأصل و خع، و الصواب «الصريفيني» و هذه النسبة إلى صريفين من قرى بغداد (الأنساب).
4- بضم العين و فتح الباء، و قيل بضم الباء أيضا، هذه النسبة إلى عكبرا بلدة على الدجلة فوق بغداد من الجانب الشرقي (الأنساب).
5- زيادة عن المطبوعة.

- أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، و أخبرني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، نا أبو المغيرة، نا أبو بكر بن أبي مريم، حدثني سعيد بن سويد ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا أبو بكر، عن سعيد بن سويد، عن العرباض بن سارية السّلمي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«إني عبد اللّه في أم الكتاب خاتم»- و قال الحكم: لخاتم - النبيين فإن آدم لمجندل - و قال الحكم: منجدل - في طينته و سوف أنبئكم (1) بتأويل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، و بشارة عيسى قومه، و رؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، و كذلك أمّهات النبيين يرين - و قال الحكم: و كذلك يرى أمهات النبيين - صلى اللّه عليهم»[194].

- و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الواسطي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت لفظا، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني، أنا أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، نا أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي، قال: قلت لأبي اليمان: حدثك أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني، عن سعيد بن سويد، عن عرباض بن سارية السّلمي، قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول :«إني عبد اللّه في أم الكتاب لخاتم النبيين و إن آدم لمنجدل في طينته و سأنبئكم بتأويل ذلك: دعوة إبراهيم، و بشارة ابن مريم قومه، و رؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام و كذلك ترى أمهات النبيين»[195].

فأقرّ أنه سمعه من أبي بكر.

- كذا رواه أبو بكر بن أبي مريم و قد أسقط من إسناده رجلا و هو عبد الأعلى بن هلال.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي ح.

ص: 168


1- عن خع، و بالأصل «أبليكم» و في مسند أحمد 128/4:«و سأنبئكم».

و أنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو صالح ح.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه خطيب مشكان، أنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس النهاوندي، أنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل القاضي المعروف بابن الأشقر، نا أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري، نا عبد اللّه بن صالح ح.

و أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه.

و حدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، نا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السّلمي، عن العرباض بن سارية - و قال البخاري: عرباض بن سارية - قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«أنا» - و قال يعقوب:«إني عبد اللّه، و خاتم النبيين و أن آدم لمنجدل في طينته، و سأخبركم عن ذلك دعوة أبي إبراهيم، و بشارة عيسى»- و زاد الحداد و ابن الفضل: و رؤيا أمي التي رأت، و كذلك أمهات النبيين (1) يرين»، ثم اتفقوا و قالوا - و أن أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأت حين وضعته نورا أضاءت لها (2) قصور الشام[196].

و هكذا رواه ابن (3) وهب عن معاوية بن صالح .

- أخبرنا أبو علي الحداد - إجازة - و حدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا محمد بن هارون بن محمد بن بكّار الدّمشقي، نا الوليد بن عتبة، نا بقية، حدثني صفوان بن عمرو، عن حجر بن مالك الكندي، عن أبي مريم الكندي، قال :أقبل أعرابي من بهز حتى أتى

ص: 169


1- في المطبوعة: المؤمنين.
2- في خع «لنا» و في المطبوعة:«له».
3- عن خع، و بالأصل «أبو» تحريف.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو قاعد عند حلقة من الناس فقال: أ لا تعلمني شيئا تعلمه و أجهله و ينفعني لا يضرك؟ فقال الناس: مه مه اجلس. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«دعوه فإنما سأل الرجل ليعلم» فأفرجوا له حتى جلس فقال: أي شيء كان أول من أمر نبوتك؟ قال:

«أخذ اللّه عزّ و جل منّي الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم و تلى: وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ أَخَذْنٰا مِنْهُمْ مِيثٰاقاً غَلِيظاً (1).و بشّر بي المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، و رأت أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت لها منه قصور الشام». فقال أعرابي: هاه، و أدنا رأسه منه و كان في سمعه شيء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و وراء ذلك و وراء ذلك»[197] مرتين أو ثلاثا.

- أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد الماهاني (2)-بأصبهان - أنا أبو منصور شجاع بن علي بن شجاع، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن محمد بن مندة، أنا أحمد بن محمد بن زياد، و محمد بن يعقوب، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن محمد بن إسحاق، حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنهم قالوا: يا رسول اللّه أخبرنا عن نفسك. قال :

«دعوة أبي إبراهيم و بشرى عيسى بن مريم، عليهم السّلام، و رأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى (3) من أرض الشام، و استرضعت في بني سعد بن بكر فبينا أنا مع أخ لي في بهم (4) لنا أتاني رجلان بثياب بياض معهما طست من ذهب مملوء ثلجا فأضجعاني، فشقّا بطني، ثم استخرجا قلبي فغسلاه، ثم جعلا فيه حكمة و إيمانا»[198].

أسنده بحير بن سعد عن خالد.

- أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسني أنا رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد، نا أحمد بن مروان المالكي، نا عباس بن محمد الدوري، نا يحيى بن معين، نا بقية بن الوليد، عن يحيى بن

ص: 170


1- سورة الأحزاب، الآية:7.
2- الماهاني بفتح الميم و الهاء، هذه النسبة إلى ماهان و هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه (الأنساب).
3- بصري بالضم و القصر، بالشام من أعمال دمشق و هي قصبة كورة حوران (ياقوت).
4- بهم: جمع بهمة، أولاد الضأن و المعز و البقر (قاموس).

سعيد، عن خالد بن معدان، عن ابن عمرو السلمي، عن عتبة بن عبد أنه حدثهم أن رجلا سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: كيف كان أول بدو شأنك يا نبي اللّه؟ فقال :«كانت حاضنتي من بني بكر بن سعد فانطلقت أنا و ابن لها في بهم لنا و لم نأخذ معنا زادا.

فقلت لأخي: يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا. فذهب أخي و مكثت أنا عند البهم فأقبل إليّ طيران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه: هو هو، فقال الآخر:

نعم. قال: فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا، فشقّا بطني فاستخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين. فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج. فغسلا به جوفي. ثم قال: ايتني بماء برد. فغسلا به جوفي - و الصواب: قلبي - ثم قال ايتني بالسكينة. فذرّها في قلبي، ثم أطبقه. قال أحدهما لصاحبه: خطه (1) فخاطه، و ختم عليه بخاتم النبوة فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة و اجعل ألفا من أمته في كفة.

فإذا أنا انظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخرّ عليّ بعضهم. فقال أحدهما لصاحبه: لو أن أمته و زنت به لمال (2) بهم. ثم انطلقا و تركاني. و فرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي و أخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت أن يكون قد التبس بي. فقالت: أعيذك باللّه فرحّلت بعيرا لها فحملتني على الرحل و ركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي. فقالت: قد أدّيت أمانتي و ذمّتي و حدّثتها بالحديث التي لقيت. فلم يرعها ذلك و قالت: إني رأيت خرج مني نور أضاء له قصور الشام»[199] كذا قال و الصواب بحير بن سعد، و سعد بن بكر.

- أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا حيوة و يزيد بن عبد ربه قالا: نا بقية، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن عمرو السلمي، عن عتبة بن عبد (3) السّلمي أنه حدثهم ح.

و أنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه، ثم حدثني أبو محمود مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا إبراهيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، نا أبي ح قال: و نا سليمان، نا واثلة بن الحسن

ص: 171


1- في خع:«حصه فحاصه.» و هما بمعنى، حاص الثوب يحوصه: خاطه (النهاية: حوص).
2- عن خع و بالأصل «لما».
3- عن مسند أحمد 184/4 و قد تقدم، و بالأصل «عمرو».

العرقي، نا كثير بن عبيد الجراج قال: و نا سليمان، قال: و نا إبراهيم بن محمد بن عرق، نا محمد بن المصفّى و عمرو بن عثمان، قالوا: أنا بقية عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن عتبة بن عبد أن رجلا سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول اللّه؟ قال :«كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا و ابن لها في بهم لنا و لم نأخذ معنا زادا فقلت: يا أخي اذهب فائتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي و مكثت أنا عند البهم، فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه: أ هو هو؟ قال: نعم فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا - قال ابن الحصين: إلى القفا - فشقّا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه - زاد ابن الحصين: قال يزيد في حديثه - ايتني بماء ثلج فغسلا به جوفي (1) ثم قال: ايتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال: ايتني بالسكينة فذراها في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه: زاد ابن الحصين خطه فخطه و ختم عليه بخاتم النبوة و قال حيوة في حديثه: خصه فخصه (2) و اختم عليه بخاتم النبوة، ثم اتفقا فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة، و اجعل ألفا من أمته في كفة فإذا أنا انظر - و قال ابن الحصين: لأنظر - إلى الألف فوقي أشفق أن يخرّ عليّ بعضهم فقال: لو أن أمته وزنت به لرجحها - و قال ابن الحصين: لمال بهم - ثم انطلقا و تركاني ففرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها - زاد ابن الحصين: بالذي لقيته - فأشفقت - زاد ابن الحصين: علي - و قالا - أن يكون التبس بي قالت: أعيذك باللّه، فرحّلت بعيرها - و قال أن ابن الحصين فرحّلت بعيرا لها - فحملتني - و قال يزيد فحملتني - على الرحل و ركبت خلفي حتى بلغتني - و قال ابن الحصين: بلغنا - إلى أمي فقالت:

وديت (3) أمانتي و ذمتي و حدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك و قالت: إني رأيت - زاد أبو علي: حين ولدته و قالا:- خرج مني نور أضاءت له قصور الشام»[200].

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر ح.

ص: 172


1- في مسند أحمد: قلبي.
2- كذا بالأصل، و في مسند أحمد:«حصه فحصه» بمعنى خاطه،.
3- في مسند أحمد:«أو أدّيت» و في مختصر ابن منظور: قد أدّيت.

- و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا الفقيه أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، و أبو نصر محمد بن أحمد بن الجندي، قالا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أحمد بن إبراهيم البسري، نا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم قال: قال عثمان بن أبي العاتكة و غيره :أن آمنة بنت وهب أنها حين وضعته كفأت عليه برمة (1) حتى تتفرغ له. قالوا: فوجدت البرمة قد انشقت عن نور أضاءت منه لها عن قصور كثيرة من قصور الشام.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب، نا أبو محمد حارث بن أبي أسامة، أنا أبو عبد اللّه محمد بن سعد، أنا عبد الوهّاب بن عطاء العجلي، أنا جويبر، عن الضّحّاك أن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم قال :«أنا دعوة إبراهيم. قال: و هو يرفع القواعد من البيت: رَبَّنٰا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ »[201] حتى أتم الآية (2).

الضحاك هو ابن مزاحم الهلالي (3)،و جويبر بن سعيد البلخي ضعيف، و الحديث مرسل.

- أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين البيهقي :إنما أراد - و اللّه أعلم - أنه كذلك في قضاء اللّه و تقديره قبل أن يكون آدم عليه الصلاة و السلام، و إنما دعوة إبراهيم عليه السلام لما أخذ في بناء البيت دعا اللّه تعالى فقال: رَبَّنٰا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِكَ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فاستجاب اللّه دعاءه في نبيّنا محمد صلى اللّه عليه و سلم. و أمّا بشارة عيسى عليه السلام به فهو أن اللّه تعالى أمر عيسى فبشّر به قومه فعرفه بنو إسرائيل قبل أن يخلق.

ص: 173


1- برمة بالضم قدر من الحجر.
2- سورة البقرة، الآية:129.
3- في المطبوعة:«الكلابي»؟.

باب ما جاء عن سيد البشر عليه السلام أن الشام أرض المحشر و المنشر

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد بن البنّ، قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن الضحاك بن محمد الطّيبي (1)-ببغداد - نا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الشافعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن خزيمة الباوردي أبو محمد، نا علي بن حجر، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن بشير، نا قتادة عن عبد اللّه بن الصامت، عن أبي ذرّ قال :قيل: يا رسول اللّه صلاة في بيت المقدس أفضل أم صلاة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال:«صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، و لنعم المصلى، هو أرض المحشر و المنشر. و ليأتين على الناس زمان و لبسطة قوسه من حيث يرى منه بيت المقدس أفضل من الدنيا و ما فيها جميعا (2)»[202].

- أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر [بن] (3) المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا الشاذكوني و هو سليمان بن أيوب، نا معاذ، حدثني أبي، عن قتادة قال: حدّث سعيد بن أبي الحسن، عن عبد اللّه بن الصّامت، عن أبي ذرّ قال: ذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم الشام فقال :«أرض المحشر و المنشر»[203] معاذ هو ابن هشام الدّستوائي (4).

- أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية - ببغداد - أنا أبو

ص: 174


1- هذه النسبة بالطاء المكسورة إلى طيب و هي بلدة بين واسط و كور الأهواز.
2- في خع: أفضل و خير من الدنيا جميعا.
3- زيادة عن خع.
4- هذه النسبة إلى دستوى بالقصر، بلدة بالأهواز.

الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا أبو جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب بن فناكى (1)،نا أبو بكر [محمد] (2) بن هارون الروياني، نا محمد بن إسحاق، أنا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن عبد اللّه بن الصامت، عن أبي ذرّ قال: قلت: يا رسول اللّه، الصلاة في مسجدك هذا أفضل من صلاة في بيت المقدس؟ فقال :«صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات [فيه] (3)،و لنعم المصلّى هو أرض المحشر و المنشر»[204].

- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة، و حدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن مسعود المقدسي، نا عمرو بن أبي سلمة، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن عبد اللّه بن الصّامت، عن أبي ذرّ قال: قلت: يا رسول اللّه الصلاة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أفضل من صلاة في بيت المقدس؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«صلاة في مسجدي أفضل من أربع في بيت المقدس، و لنعم المصلى هو، هي أرض المحشر و المنشر. و ليأتين على الناس زمان و لبسطة قوس من حيث يرى [بيت المقدس] (4) أفضل من الدنيا جميعا»[205].

كذا نقلته من خط أبي بكر بن مردويه الحافظ و الصواب قوس بالواو (5).

- و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني [أبي] (6)،نا هشام (7)،عن عبد الحميد، نا شهر، حدثتني أسماء أن أبا ذرّ الغفاري كان يخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم فإذا فرغ من خدمته أوى إلى المسجد و كان هو بيته فجلس إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له:«كيف أنت إذا أخرجوك

ص: 175


1- عن خع و بالأصل «قباطي».
2- زيادة عن خع.
3- زيادة عن خع.
4- زيادة عن خع.
5- كذا بالأصل، و قد وردت «و لبسطة قوس» بالواو بالأصل و خع، و لعل رواية نسخه وردت قرس بالراء و هي عبارة المطبوعة 164/1.
6- زيادة عن خع و مسند أحمد.
7- في خع هاشم.

منه؟» [206] قال: إذا ألحق بالشام، فإن الشام أرض الهجرة و أرض المحشر و أرض الأنبياء فذكر الحديث.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو المعالي أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الرونج المعروف بابن الحاجب ببغداد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن هارون، نا أبو الطّيّب محمد بن عبد الصمد بن الحسن الدقاق، نا أبو يحيى عيسى بن موسى بن أبي حرب الصفّار، نا يحيى بن أبي بكير، نا شبل بن عبّاد، قال: سمعت أبا قزعة يحدث عن عمرو بن دينار، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه أنه جاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال :يا محمد إني حلفت بعدد أصابعي أن لا أتبعك و لا أتبع دينك، فأنشدك ما الذي بعثك اللّه عز و جل به؟ قال:«الإسلام، شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا رسول اللّه، و تقيم الصّلاة، و تؤتي الزكاة، أخوان بصيران لا يقبل اللّه عز و جل من أحد توبة، يعني من أشرك به بعد إسلامه» قال: فما حق زوجته؟ قال:«تطعمها إذا أكلت و تكسوها إذا اكتسيت و لا تضرب الوجه و لا تهجر إلاّ في البيت - و أشار بيده إلى الشام، فقال:- هاهنا إلى هاهنا تحشرون ركبانا و مشاة على وجوهكم يوم القيامة، على أفواهكم الفدام، توافون سبعين أمة أنتم خيرهم و أكرمهم على اللّه عز و جلّ، و أوّل ما يعرب عن أحدكم فخذه»[207].

- أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي التميمي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (1)،نا عبد اللّه بن الحارث، حدثني شبل بن عبّاد و ابن أبي بكير يعني يحيى بن أبي بكير، نا شبل بن عباد المعني قال: سمعت أبا قزعة و قال ابن أبي بكير يحدث عن عمرو بن دينار يحدث عن حكيم بن معاوية البهزي، عن أبيه أنه قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم إني حلفت هكذا - و نشر أصابع يديه - حتى تخبرني ما الذي بعثك اللّه به؟ قال:«بعثني اللّه بالإسلام» قال: و ما الإسلام؟ قال:«شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا عبده و رسوله، و تقيم الصّلاة، و تؤتي الزكاة، أخوان نصيران لا يقبل اللّه من أحد توبة أشرك بعد إسلامه» قال: قلت: يا رسول اللّه ما حقّ زوج أحدنا عليه؟ قال:«تطعمها إذا أكلت و تكسوها

ص: 176


1- مسند أحمد بن حنبل 446/4.

إذا اكتسيت، و لا تضرب الوجه و لا تقبح، و لا تهجر إلاّ في البيت» ثم قال:« هاهنا تحشرون هاهنا تحشرون هاهنا تحشرون - ثلاثا - ركبانا و مشاة و على وجوهكم توفون يوم القيامة سبعين (1) أمة أنتم آخر الأمم و أكرمها على اللّه عز و جل و علا تأتون يوم القيامة، و على أفواهكم الفدام أول ما يعرب عن أحدكم فخذه» قال ابن أبي بكير:

و أشار بيده إلى الشام فقال:«إلى هاهنا تحشرون»[208].

- و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا عفان، نا حمّاد بن سلمة، أنا أبو قزعة الباهلي، نا حكيم بن معاوية، عن أبيه قال :أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: ما أتيتك حتى حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك - أرانا عفان، و طبق كفيه - فبالذي بعثك بالحق ما الذي بعثك به؟ قال:«الإسلام» قال: و ما الإسلام؟ قال:«أن يسلم قلبك للّه عز و جل و أن توجه وجهك إلى اللّه، و تصلي الصّلاة المكتوبة، و تؤدي الزكاة المفروضة، أخوان نصيران لا يقبل اللّه جل و عز من أحد توبة أشرك بعد إسلامه» قلت: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال:«تطعمها إذا طعمت و تكسوها إذا اكتسيت و لا تضرب الوجه و لا تقبح و لا تهجر إلاّ في البيت» قال:«تحشرون هاهنا - و أومى بيده نحو الشام - مشاة و ركبانا و على وجوهكم، و تعرضون على اللّه تعالى و على أفواهكم الفدام فأول ما يعرب عن أحدكم فخذه» و قال:«ما من مولى يأتي مولى له فيسأله من فضل عنده فيمنعه إلاّ جعله اللّه [عليه] (2) شجاعا ينهشه قبل القضاء»[209].

قال عفان: يعنى بالمولى ابن عمه.

قال: و قال: إن رجلا ممن كان قبلكم رغسه (3) اللّه مالا و ولدا حتى ذهب حتى ذهب عصر و جاء آخر، فلما احتضر قال لولده: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب فقال: هل أنتم مطيعي و إلاّ أخذت مالي منكم انظروا إذا أنا مت أن تحرقوني حتى تدعوني حمما ثم اهرسوني بالمهراس و أدار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده حذاء ركبتيه فقال

ص: 177


1- زيادة عن المطبوعة 166/1.
2- رغس: أرغسه اللّه مالا: أكثر له و بارك فيه كرغسه (قاموس).
3- في مسند أحمد 447/4 «فحما» و هما بنفس المعنى.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ففعلوا و اللّه» و قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيده هكذا - ثم اذروني في يوم راح (1)لعلي أضل اللّه - كذا قال عفان قال: أبي. و قال مهنى أبو شبل، عن حمّاد: أصل اللّه - ففعلوا و اللّه ذاك فإذا هو قائم في قبضة اللّه تعالى فقال: يا ابن آدم ما حملك على ما فعلت (2)؟قال: من مخافتك. قال: فتلافاه اللّه عز و جل بها.

- أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر بن أحمد بن باكويه، نا بشر بن موسى، نا الحسن بن موسى الأشيب، نا حمّاد بن سلمة، نا أبو قزعة الباهلي، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «تحشرون هاهنا - و أومأ بيده نحو الشام - مشاة و ركبانا و على وجوهكم، و تعرضون على اللّه و على وجوهكم الفدام و أول ما يعرب عن أحدكم فخذه» و تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وَ مٰا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لاٰ أَبْصٰارُكُمْ وَ لاٰ جُلُودُكُمْ (3)[210].

- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا يزيد، أنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت :يا رسول اللّه أين تأمرني؟ قال:« هاهنا» و نحا بيده نحو الشام قال:«إنكم تحشرون رجالا و ركبانا و تجرون على وجوهكم»[211].

- أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد - إجازة - قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم :أن اليهود أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فقالوا: يا أبا القاسم، إن كنت صادقا أنك نبيّ فالحق بالشام، فإن الشام أرض المحشر و أرض الأنبياء. فصدّق - زاد ابن السمرقندي:

رسول اللّه، ثم اتفقا فقالا:- قالوا فغزا غزوة تبوك لا يريد إلاّ الشام، فلما بلغ تبوك

ص: 178


1- في مسند أحمد:«في يوم ريح»، و يوم راح: شديد الريح.
2- في مسند أحمد: ما صنعت.
3- سورة السجدة، الآية:22.

أنزل اللّه عليه آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة: وَ إِنْ كٰادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهٰا وَ إِذاً لاٰ يَلْبَثُونَ خِلاٰفَكَ إِلاّٰ قَلِيلاً إلى قوله:

تَحْوِيلاً (1) فأمره اللّه. و لم يذكر ابن السمرقندي اسم اللّه تعالى بالرجوع إلى المدينة و قال: فيها محياك و مماتك، و منها تبعث.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أحمد بن كامل القاضي، نا محمد بن سعد العوفي، حدثني أبي، عن عمي، حدثني أبي عن جدي، عن ابن عباس قال :كان النبي صلى اللّه عليه و سلم قد حاصرهم - يعني بني النّضير - حتى بلغ منهم كل مبلغ، فأعطوه ما أراد منهم، فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم و أن يخرجهم من أرضهم و من ديارهم و أوطانهم، و أن يسيّرهم إلى أذرعات (2) الشام و جعل لكل ثلاثة منهم بعيرا و سقاء و الجلاء إخراجهم من أرضيهم إلى أرض أخرى.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي، نا عبيد اللّه بن صالح البخاري، و ابن ناجية، قالا: نا ابن أبي عمر ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن الطفال ح ثم أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر النشابي، أنا سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد بن منير، قالا: أنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس، نا ابن [أبي] (3) عمر ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصّفّار، نا ابن ناجية، نا محمد بن يحيى بن أبي عمر، نا سليمان، عن أبي سعد عن عكرمة، عن ابن عباس قال :من شك أن المحشر هاهنا يعني الشام فليقرأ هذه الآية: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ مِنْ دِيٰارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ (4) قال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ:«اخرجوا» قالوا: إلى أين؟ قال:«إلى

ص: 179


1- سورة الإسراء، الآية:76.
2- أذرعات: بالفتح ثم سكون و كسر الراء. بلد في أطراف الشام.
3- زيادة عن خع.
4- سورة الحشر، الآية:2.

أرض المحشر»[212].

ألفاظهم سواء.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: قرئ على إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي و أنا حاضر، أنا أبو محمد عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، نا أبو مسلم الكجّي (1)،نا الأنصاري، عن ابن عون، عن محمد - و هو - ابن سيرين :أن الجارود لما قدم على عمر فذكر القصة بطولها، و فيها: فقال الجارود - يعني لعمر - أما أن تسيرني إلى الشام فأرض المحشر و المنشر.

- كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا محمد بن الحسين بن محمد بن الطّفّال، أنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا معتمر، نا عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر :أن مولاة له أتته فقالت: إني قد اشتدّ عليّ الزمان و أنا أريد أن أخرج إلى العراق قال: فهلاّ إلى الشام أرض المحشر، اصبري لكاع فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من صبر على شدّتها و لأوائها كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة»[213].

- أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم هاجر التاجر، و أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن أبي سعد الثعالبي، قال: أنا محمود بن جعفر.

و أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني، أنبأ محمد بن أحمد بن علي السّمسار.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس و أبو بكر محمد بن شجاع اللّفتواني (2)،قالا: أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه، قالوا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن خرشيد قوله، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن سليم المخرمي (3)،نبأ الزّبير بن بكّار بن عبد اللّه، حدثني أبو ضمرة عن عبيد اللّه بن عمر عن قطن بن وهب عن مولاة لعبد اللّه بن عمر أنها أرادت الجلاء في

ص: 180


1- الكجي نسبة إلى قرية يقال لها زيركجّ بخوزستان.
2- بضم اللام و سكون الفاء و ضم التاء، هذه النسبة إلى لفتوان، و هي إحدى قرى أصبهان.(الأنساب).
3- هذه النسبة إلى المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف القرشي.

الفتنة، و أشتد عليها الزمان. فاستأمرت عبد اللّه بن عمر فقال: أين؟ فقالت: العراق.

قال: فهلاّ إلى الشام. إلى المحشر. اصبري لكاع فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا يصبر على لأوائها و شدّتها أحد إلاّ كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة»[214].

- أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن الأكفاني (1)،أنا الحسين بن علي بن محمد الأنطاكي، و الخضر بن منصور الضرير، قالا: أنا سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن فطيس، أنا أبو الفتح المظفّر بن أحمد بن برهان، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن قطيش، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم، نا هشام بن عمّار، نا الوليد، نا خليد و سعيد، عن قتادة، قال :أنجاهما اللّه إلى الشام (2) أو بالمحشر و المنشر و بها تجتمع الناس رأسا واحدا و بها ينزل عيسى بن مريم و بها يهلك اللّه المسيح الكذاب.

- أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد الأصبهاني عنه، أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، نا أبو الشيخ، قال:

و فيما أجازني جدي أبو عثمان، نا الحسن بن علي العسقلاني، نا بشر بن بكر، نا أبو المهدي، عن أبي الزّاهرية، عن الصّنابحي يرفعه قال :شكت الشام إلى الرحمن عزّ و جلّ فقالت: أي ربّ، جعلتني أضيق الأرض و أوعرها، و جعلتني لا أشرب الماء إلاّ عاما إلى عام. فأوحى اللّه تعالى إليها: إنك داري و قراري، و أنت الأندر، و أنت منبت أنبيائي، و أنت موضع قدسي، و أنت موطئي (3)،و إليك أسوق خيرتي من خلقي، و إليك محشر عبادي، و أنزل (4) عليك من أول يوم من الدهر إلى آخر يوم من الدهر بالظّل و المطر، و إذا يعجز أهلك المال لم يعجزهم الخبز و الماء.

- و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النّقّور، أنا أبو طاهر محمد بن العباس المخلّص، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد بن جالينوس، أنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير

ص: 181


1- هذه النسبة إلى بيع الأكفان (الأنساب).
2- كذا بالأصل و خع و في مختصر ابن منظور 77/1 الشام أرض المحشر.
3- الأصل و خع، و في مختصر ابن منظور: موضع موطئي.
4- في مختصر ابن منظور: و لم تزل عيني عليك.

الشّيباني، عن سنان بن شبيب الحنفي، عن الحسن قال :نزلت قريظة على حكم سعد بن معاذ، فقتل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منهم ثلاثمائة و قال: لبقيتهم:«انطلقوا إلى أرض المحشر، فأنا في آثاركم» يعني أرض الشام فسيّرهم إليها[215].

- قرأت بخط شيخنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب، قال: قرأت بخط عبد اللّه بن علي بن أبي العجائز الأزدي (1)،نا علي بن محمد بن أبي سليمان الصوري، نا يزيد بن عبد الصمد الدمشقي، عن سلمة بن أحمد، نا إسحاق بن عبد الواحد القرشي الموصلي، نا عمرو بن زريق - و هو موصلي - عن ثور بن يزيد، عن حفص بن بلال بن سعدى، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«إذا وقعت العين (2)فهاجروا إلى الشام، فإنها من اللّه بمنظر، و هي أرض المحشر»[216].

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ - بأصبهان - أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدد، نا يحيى عن أشعث عن الحسن، قال :الشام أرض المحشر و المنشر.

ص: 182


1- في خع: الأودي.
2- الأصل و خع، و في مختصر ابن منظور:«الفتن».

باب ما جاء من أنّ الشّام يكون ملك أهل الإسلام

- أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه الآبنوسي، ثم حدثني أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، نا [أبي] (1) أبو البركات، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشي (2)،نا محمد بن محمد يعني الباغندي، نا وهبان بن بقية الواسطي، أنا محمد بن الحسن، عن العوّام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان،[عن أبيه] (3) عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الخلافة بالمدينة و الملك بالشام»[217].

- و أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أبو بكر بن محمويه العسكري، نا أحمد بن علي، نا يحيى بن معين، نا هشيم.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا البيهقي، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ، حدثني محمد بن صالح بن هانئ و كتبه لي بخطه، أنا السري بن خزيمة، نا عمرو بن عون، نا هشيم، عن العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«الخلافة بالمدينة و الملك بالشّام»[218].

- و أخبرناه أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الأكفاني، أنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاّب، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، نا

ص: 183


1- زيادة عن خع.
2- العطشي بفتح العين و الطاء المهملتين، هذه النسبة إلى سوق العطش، و هو موضع ببغداد بالجانب الشرقي.
3- زيادة استدركت عن خع.

عبد اللّه بن أحمد بن زبر، نا الهيثم بن سهل، نا هشيم بن بشير، عن العوّام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«الخلافة بالمدينة و الملك بالشام»[219].

- أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثني أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد، أنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي - بمصر - حدثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي، حدثني أبي إسماعيل، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب :أن يهوديا كان يقال له حريحرة (1) كان له على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دنانير. فتقاضى النبي صلى اللّه عليه و سلم. فقال له:«يا يهودي ما عندي ما أعطيك» قال: فإني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني ما لي فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا احبس (2) معك» فحبس معه فصلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الظهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة و الغداة، و كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتهددونه و يتوعّدونه ففطن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فقال:] «ما الذي تصنعون به»؟ [220] قالوا: يا رسول اللّه يهودي يحبسك؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«منعني ربي أن أظلم معاهدا و لا غيره» فلما ترحّل النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنك رسول اللّه. و شطر مالي في سبيل اللّه، أما و اللّه ما فعلت الذي فعلت بك إلاّ لأنظر إلى نعتك في التوراة: محمد بن عبد اللّه مولده بمكة و مهاجره بطيبة (3) و ملكه بالشام، ليس بفظّ و لا غليظ و لا سخّاب في الأسواق، و لا متزين بالفحش و لا قوله الخنا، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه. و هذا مالي فاحكم فيه بما أراك اللّه. و كان اليهودي كثير المال.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي، ثنا عبد العزيز أحمد الكتّاني، و أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن الطيب (4)،أنا جدي أبو

ص: 184


1- كذا بالأصل و خع، و في مختصر ابن منظور 79/1 «جيريجرة» و في الإصابة 231/1:«جريج الإسرائيلي، قال: و وجدته في موضع آخر: جريجرة» و في دلائل النبوة للبيهقي 280/6:«حبر».
2- في دلائل البيهقي: أجلس... فجلس.
3- طيبة من أسماء مدينة النبي صلى اللّه عليه و سلم.
4- الأصل و خع، و في المطبوعة: الخطيب.

عبد اللّه قالا: أنا محمد بن عوف بن أحمد، أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين، أنا أبو بكر محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، حدثنا شهاب بن خراش (1)، نا عبد الملك بن عمير عمن حدثه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«خلافتي بالمدينة و ملكي بالشام»[221].

- قرأت بخط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، نا مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«هذا الأمر كائن بعدي بالمدينة، ثم بالشام [ثم] (2) بالجزيرة، ثم بالعراق، ثم بالمدينة، ثم ببيت المقدس، فإذا كان ببيت المقدس فثمّ عقر دارها و لن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا»[222].

يعني بقوله بالجزيرة أمر مروان بن محمد الحمار. و بقوله: بالمدينة بعد العراق يعني به المهدي يخرج في آخر الزمان، ثم ينتقل إلى بيت المقدس و بها يحاصره الدجال و اللّه أعلم.

- أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيلي و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأذربيجاني (3)،و أبو الوقت عيد الأول بن عيسى بن شعيب السّري (4) الهرويون، قالوا: أنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حموية السرخسي، أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي، أنا مجاهد بن موسى، نا معن (5) هو ابن عيسى، نا معاوية بن صالح، عن أبي فروة، عن ابن عباس أنه سأل كعب الأحبار كيف تجد نعت النبي صلى اللّه عليه و سلم في التوراة؟ فقال كعب :نجده محمد بن عبد اللّه يولد بمكة و يهاجر إلى طابة (6) و يكون ملكه بالشام. و ليس بفحّاش و لا صخّاب في الأسواق و لا يكافئ

ص: 185


1- في الأصل و خع «حراس» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب.
2- زيادة عن خع.
3- كذا.
4- في المطبوعة: السجزي.
5- بالأصل و خع:«معين» و المثبت عن تقريب التهذيب.
6- قال ابن خالويه: سمى النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة بعدة أسماء و ذكرها و منها طابة (اللسان: طيب). و هي من الطّيب لأن المدينة كان اسمها يثرب، و الثّرب: الفساد.

بالسيّئة السيئة، و لكن يعفو و يغفر، أمته الحمّادون الذين يحمدون اللّه في كل سرّاء، يكبرون اللّه على كل نجد، يوضئون أطرافهم و يأتزرون في أوساطهم، يصفّون في صلاتهم كما يصفون في قتالهم، دويّهم في مساجدهم كدويّ النحل، يسمع مناديهم في جوّ السماء.

- أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمد الوراق، نا معاوية بن عمرو، نا أبو إسحاق، عن العلاء بن المسيّب، عن أبيه، عن أبي صالح، عن كعب قال :أجد في التوراة: أحمد عبدي المختار، لا فظّ و لا غليظ و لا صخّاب في الأسواق، و لا يجزئ بالسيئة السيئة، و لكن يعفو و يغفر. مولده بكّا و هجرته طابا، و ملكه بالشام. أمته الحمّادون يحمدون اللّه على كل حال و يسبحونه في كل منزلة، و يوضئون أطرافهم و يأتزرون على أنصافهم، و هم رعاة الشمس، و صفّهم في الصلاة و صفّهم في القتال سواء. رهبان بالليل أسد بالنهار لهم دويّ كدويّ النحل. يصلّون الصلاة حيث ما أدركتهم.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي الفقيه و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن - بنيسابور - قالا: أنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد الجوزقي (1)،أنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدّعول (2)،نا محمد بن الحسين بن طرخان، نا حجاج، نا حمّاد، عن عبد الملك بن عمير، عن كعب قال :أجد في التوراة: عبدي أحمد المختار لا فظّ، و لا غليظ و لا صخّاب في الأسواق، و لا يجزئ بالسيئة السيئة، لكن يعفو و يصفح.

مولده مكة، و مهاجره المدينة، و ملكه بالشام و أجده أحمد، و أمته الحمّادون يحمدون

ص: 186


1- بالأصل و خع:«الحورمى» و المثبت عن الأنساب و فيه: الجوزقي بفتح الجيم و سكون الواو و فتح الزاي نسبة إلى جوزق: نيسابور و منها أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن زكريا الجوزقي صاحب كتاب المتفق.
2- كذا بالأصل، و في خع:«الدعولى» و في الأنساب «الجوزقي» و في كلامه عن الجوزقي المتقدم: سمع أبا العباس الدغولي. ثم ذكره في «الدّغولي» و هذه النسبة إلى دغول اسم رجل ثم قال: و يقال للخبز الذي لا يكون رقيقا بسرخس شبه الجرادق الغلاظ: دغول، و لعل بعض أجداده كان يخبز ذلك.(الأنساب: الجوزقي - الدغولي).

اللّه عز و جل على كل حال، و يوضئون أطرافهم، و يأتزرون على أنصافهم. قلوبهم أناجيلهم، يصلّون الصلاة لوقتها و لو كانوا على ظهر كناسة (1) رهبان بالليل ليوث بالنهار.

و رواه أبو عوانة الوضاح عن عبد الملك .

- و أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهرويون، قالوا: أخبرنا أبو الحسن الداودي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن حموية السرخسي، أنبأ عيسى بن عمر السمرقندي، أنا عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي، أنا زيد بن عوف، نا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير، عن ذكوان أبي صالح عن كعب :في السطر الأول: محمد رسول اللّه عبدي المختار، لا فظّ و لا غليظ، و لا صخّاب في الأسواق، و لا يجزئ بالسيئة السيئة و لكن يعفو و يغفر. مولده بمكة، و هجرته بطيبة، و ملكه بالشام.

و في السطر الثاني: محمد رسول اللّه، أمته الحمّادون، يحمدون اللّه في السرّاء و الضراء، يحمدون اللّه في كل منزلة، و يكبّرونه على كل شرف. رعاة الشمس، يصلّون الصلاة إذا جاء وقتها، و لو كانوا على رأس كناسة و يأتزرون على أوساطهم، و يوضئون أطرافهم، و أصواتهم بالليل في جو السّماء، كأصوات النحل.

رواه أبو الربيع السمتي عن أبي عوانة فقال: عن عاصم بدلا من عبد الملك.

- أخبرناه أبو محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية المزكي، أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب بن فنا، أنا أبو بكر محمد بن هارون الرّوياني، نا خالد بن يوسف بن خالد أبو الربيع السّمتي (2)،نا أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن كعب قال :مكتوب في التوراة: محمد عبدي المختار لا فظّ و لا غليظ و لا سخّاب في الأسواق، و لا يجزئ بالسيئة السيئة و لكن يعفو و يغفر مولده بمكة، و مهاجره بطيبة، و ملكه بالشام.

ص: 187


1- كناسة بالضم القمامة.
2- السّمتي بفتح السين و سكون الميم، هذه النسبة إلى السمت و الهيئة.(الأنساب) و في المطبوعة: السمني تحريف.

و رواه أبو الزناد عن أبي صالح.

- أخبرناه أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو الحسين (1) بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة.

قالا: و أخبرنا أبو تمام علي بن محمد الواسطي في كتابه، أنا أبو بكر بن بيري قراءة، أنا محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه، حدثني الضّحّاك بن عثمان، عن ابن أبي الزناد، عن أبي الزناد، عن أبي صالح السمان أن كعبا قال :إنّا نجد في كتاب اللّه محمّدا سلطانه بالشام.

و رواه الأعمش عن أبي صالح.

- أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهرويون، قالوا (2):أخبرنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن حموية السّرخسي، نا عيسى بن عمر السمرقندي، نا عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي، نا الحسن بن الربيع، نا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: قال كعب :نجد مكتوبا: محمد رسول اللّه، لا فظّ، و لا غليظ، و لا صخّاب في الأسواق، و لا يجزئ بالسيئة السيئة، و لكن يعفو و يغفر، أمته الحمّادون يكبّرون اللّه على كل نجد، يحمدونه في كل منزلة يتأزرون على أنصافهم، و يتوضئون على أطرافهم، مناديهم ينادي في جو السماء، صفّهم في القتال، و صفّهم في الصلاة سواء، لهم بالليل دويّ كدويّ النحل. مولده بمكة و مهاجرة بطابة و ملكه بالشام.

و رواه عبد اللّه بن دينار الحمصي عن كعب.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، قالا: أنا عبد الدائم (3) بن الحسن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عياش العنسي (4)،عن

ص: 188


1- في المطبوعة: أبو الحسن تحريف.
2- بالأصل و خع:«قالا».
3- في المطبوعة: عبد الكريم.
4- بالأصل و خع: العبسي، و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب، و في المغني: العنسي: بفتح العين و سكون النون ينسب إلى عنس بن مالك، حي من مذحج.

عبد اللّه بن دينار و غيره، عن كعب الأحبار قال :مكتوب في التوراة: محمد رسول اللّه مولده بمكة، و هجرته بطابة، و ملكه بالشام، لا فظّ و لا غليظ و لا سخّاب بالأسواق، و لا يجزئ بالسيئة السيئة، و لكن يعفو و يصفح، أمته الحامدون يكبّرون اللّه على كل نجد، و يحمدون اللّه في كل موطن، يوضئون أطرافهم، و يتزرون على أنصافهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، يسمع مؤذنهم في جو السماء، و أصواتهم في مساجدهم كدويّ النحل في غارها، صفّهم في الصّلاة كصفّهم في القتال.

ص: 189

باب ما حفظ عن الطبقة العليا من أنّ الشام سرّة الدّنيا

- أخبرنا أبو محمد عبد الجبّار بن محمد بن أحمد الحواري الفقيه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو بكر الحيري (1) و أبو زكريا بن إسحاق، و أبو سعيد محمد بن موسى.

و أخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسين العالمة ببغداد قالت: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الحيري، قالوا: ثنا أبو العباس الأصم، أنا الربيع، أنا الشافعي، أنا من لا اتّهم، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن الأسود، عن ابن مسعود: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«المدينة بين عيني السماء، عين بالشام، و عين باليمن، و هي أقلّ الأرض مطرا»[223].

- و أخبرنا أبو محمد الفقيه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر و أبو زكريا و أبو سعيد، قالوا: ثنا أبو العباس أنا الربيع نا الشافعي، أنبأ من لا أتهم قال: أخبرني يزيد و نوفل بن عبد اللّه الهاشمي أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال :«أسكنت أقلّ الأرض مطرا و هي بين عيني السماء - يعني المدينة - عين الشام و عين اليمن»[224].

- أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الشروطي ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا هناد بن إبراهيم النسفي، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري، نا أحمد بن محمد بن محفوظ الكرميني (2)،نا جعفر بن نذير بن يوسف أبو محمد الأديب الكرميني، نا أحمد بن الضوء بن المنذر، نا

ص: 190


1- الحيري بكسر الحاء و سكون الياء، هذه النسبة إلى الحيرة، و هي بالعراق عند الكوفة (الأنساب) و اسمه: أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص الحيري الحرشي.
2- هذه النسبة إلى كرمينية و هي إحدى بلاد ما وراء النهر، على ثمانية عشر فرسخا من بخارى (الأنساب).

مزاحم بن سعيد، نا جناب بن إبراهيم، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل عن عبد اللّه بن عمرو قال:

صوّرت الدنيا على خمسة أجزاء، على أجزاء الطير: الرأس، و الصدر، و الجناحين، و الذنب. رأس الدنيا الصين، و الجناح الأيمن الهند، و الجناح الأيسر الخزز، و خلف الهند أمة يقال لها: واق واق، و خلف واق واق منسك، و خلف منسك ناسك، و خلف ناسك يأجوج و مأجوج من الأمة ما لا يعلمه إلاّ اللّه. و جانب الآخر من الخزر ليس خلفه إلاّ البحر، و وسط الدنيا العراق و الشام و الحجاز و مصر، و ذنب الدنيا من ذات الحمّام (1) إلى المغرب، و شرّ شيء في الطير الذنب.

- قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا على أبي محمد الجوهري.

و أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي إجازة، و حدثني أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن جعفر بن محمد، نا العباس بن محمد، ثنا إبراهيم بن أبي العباس السامري، نا أبو أويس، عن عم أبيه أبي سهيل، عن أبيه مالك بن أبي عامر، و أبو النصر سالم مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر التميمي (2) أيضا، عن مالك بن أبي عامر أنه سمع كعب الأحبار يقول:

نجد صفة الأرض في كتاب اللّه - يعني التوراة - على صفة النسر: فالرأس الشام، و الجناحان المشرق و المغرب، و الذنب اليمن، و لا يزال الناس بخير ما تفلّى الرأس و نزع الرأس من الجسد (3) ما لم ينزع الرأس، فإذا نزع الرأس هلك الناس و أيم الذي نفس كعب بيده ليأتين على الناس زمان لا تبقى جزيرة من جزائر العرب أو قال مصر من أمصار العرب، إلاّ و فيهم مقنب (4) خيل من الشام يقاتلونهم عن الإسلام لولاهم لكفروا.

ص: 191


1- ذات الحمام: بلد بين الإسكندرية و إفريقيا (ياقوت).
2- في خع: التيمي.
3- كذا العبارة في الأصل و خع، و الذي في مختصر ابن منظور 81/1 «فلا يزال الناس بخير ما لم يفدغ الرأس، فإذا فدغ الرأس هلك الناس.» و هذا أقرب.
4- في اللسان: و المقنب من الخيل: ما بين الثلاثين إلى الأربعين، و قيل: زهاء ثلاثمائة. و قيل: دون المائة. (اللسان: قنب).

- قرأت بخط شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر فيما نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، أخبرني أبو علي بكر بن عبد اللّه بن حبيب الأهوازي، نا إبراهيم بن ناصح، ثنا نعيم بن حمّاد، نا عبد القدوس بن الحجاج و عمرو بن الحارث قالا: نا عبد اللّه بن سالم الحمصي، عن علي بن [أبي] (1) طلحة، عن كعب قال :

إنّ اللّه خلق الدنيا بمنزلة الطائر فجعل الجناحين المشرق و المغرب، و جعل الرأس الشام، و جعل رأس الرأس حمص، و فيها المنقار. فإذا نقف المنقار يتأفف الناس، و جعل الجؤجؤ دمشق و فيها القلب. فإذ تحرك القلب تحرك الجسد. و الرأس ضربتان ضربة من الجناح الشرقي و هي على دمشق. و ضربة من الجناح الغربي و هي على حمص و هي أثقلهما، ثم يقبل الرأس على الجناحين فينتفهما ريشة ريشة.

- أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، نا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني، نا أبو الشيخ عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيّان (2)،نا إبراهيم بن محمد بن الحسن، نا أبو بكر بن زنجويه، نا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد يعني ابن معقل عن وهب بن منبّه قال :الشام رأس الأرض.

- أنبأنا أبو القاسم بن إبراهيم الحسيني، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي.

و أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمد بن علي الصائغ، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمد بن شجاع، قالا: أنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم، نا أبو علي الحسن بن حبيب، نا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو حاتم، نا سعيد هو ابن بشير، عن قتادة قال :إن الرأس الشام، و إن مصر الذنب، و إن العراق الجناح - زاد عبد العزيز:

و كان يقال ويل للجناحين من الرأس-.

- أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني - قراءة - أنبأ رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد، نا أحمد بن مروان المالكي، نا الحارث بن أبي أمامة، ثنا شاذان، نا محمد بن سلمة، عن إياس بن معاوية، قال:

ص: 192


1- زيادة عن خع.
2- في المطبوعة: حبان تحريف.

مثّلت الدنيا على طائر: فمصر و البصرة الجناحان، و الجزيرة الجؤجؤ، و الشام الرأس، و اليمن الذنب.

- قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أنبأ علاّن المصري، ثنا عمرو بن سوّاد، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، أن أبا قبيل حدثه قال: قال كعب :ويل للجناحين من الرأس، و ويل للرأس من الجناحين يردّدها ثلاثا. فالرأس الشام و الجناحين (1) المشرق و المغرب.

- أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي و أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق قالوا:

قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ (2):ذكر علماء الأوائل أن أقاليم الأرض سبعة، و أن الهند رسمتها فجعلت صفة الأقاليم كأنها حلقة مستديرة تكتنفها ست دوائر على هذه الصفة.

فالدائرة الوسطى هي إقليم بابل، و الدوائر الست المحدقة بالدائرة الوسطى كل دائرة منها إقليم من الأقاليم الستة. و الإقليم الأول منها إقليم بلاد الهند، و الإقليم الثاني إقليم الحجاز. و الإقليم الثالث إقليم مصر، و الإقليم الرابع إقليم بابل و هو الممثل بالدائرة الوسطى التي اكتنفتها سائر الدوائر، و هو أوسط الأقاليم و أعمرها و فيه جزيرة العرب، و فيه العراق الذي هو سرّة الدنيا. و حد هذا الإقليم ممّا يلي أرض الحجاز، و أرض نجد، الثعلبية (3) من طريق مكة و حدّه مما يلي الشام، وراء مدينة نصيبين من ديار ربيعة بثلاثة عشر فرسخا. و حدّه مما يلي أرض خراسان وراء نهر بلخ و حدّه مما يلي الهند خلف الدّيبل (4) بستة فراسخ، و بغداد في وسط هذا الإقليم. و الإقليم الخامس بلاد الروم و الشام. و الإقليم السّادس بلاد الترك. و الإقليم السابع بلاد الصّين (5).

ص: 193


1- الأصل و خع، و الصواب «و الجناحان».
2- تاريخ بغداد 1«22-23.
3- الثعلبية: من منازل طريق مكة - الكوفة (ياقوت).
4- في تاريخ بغداد: الدبيل، تحريف، و الديبل بضم الباء و سكون الياء المثناة: قصبة بلاد السند.
5- بعده في المطبوعة: آخر الجزء الثالث يتلوه إن شاء اللّه في الرابع...

باب ما جاء من الأخبار و الآثار أنّ الشّام يبقى عامرا بعد خراب الأمصار

- قرأت بخط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه البجلي الحافظ، أخبرني أبو دفاقة أسلم بن محمد بن سلامة، نا محمد بن هارون بن بكّار بن بلال، نا أبي، عن أبيه محمد بن بكار، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن عوف بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «تخرب الأرض قبل الشام بأربعين سنة»[225].

- أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي الصائغ، أنا علي بن أحمد بن زهير، أنا علي بن محمد بن شجاع، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان، نا الحسن بن حبيب، نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، نا عبد اللّه بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه: أن كعب الأحبار قال :تخرب الدنيا - أو قال: الأرض - قبل الشام بأربعين عاما.

أنبأناه أبو القاسم علي من إبراهيم الحسني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر نا الحسن بن حبيب نا أبو زرعة نا عبد اللّه بن صالح عن عبد الرحمن بن حصين عن أبيه فذكر مثله.

هذا وهم، و الصواب الإسناد الأول.

- قرأت [بخط] (1) أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، أخبرني الوليد بن محمد بن العباس، نا أبي، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عياش، نا أبو الأزهر عقيل بن مدرك، عن الوليد بن عامر اليزني، عن يزيد بن حمير، عن كعب قال :إني لأجد في كتاب اللّه المنزّل أن خراب الأرض قبل الشام بأربعين عاما.

ص: 194


1- زيادة عن خع.

- قال الرازي: و أنا أحمد بن عمير، نا أبو عامر، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر قال: سمعت أبا عبد رب قال :سمعت تبيعا أكثر من ثلاثين مرة يقول ح.

قال: و أخبرني محمد بن أحمد بن غزوان (1)،نا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو الجماهر محمد بن عثمان، نا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: سمعت ابن عبد رب يقول: سمعت تبيعا أكثر من ثلاثين مرة يقول: تخرب الأرض و يعمر الشام حتى يكون من العمران كالرمانة و لا يبقى فيها خربة في سهل و لا جبل إلاّ عمرت. و ليغرسنّ فيها من الشجر ما لم يغرس في زمان نوح، و تبنى فيها القصور اللائحة في السّماء. فإذا رأيت ذلك فقد نزل بك الأمر.

قال ابن عبد رب: فإن كنت صدقت بالحديث حين سمعته و لم أصدّق الأمر حين رأيته، فما أنا بمؤمن.

و اللفظ لحديث إسماعيل و هو أتمهما حديثا.

- قال الرازي: و أخبرنا علاّن بن أحمد بن سليمان المصري، نا هارون بن سعيد الأيلي (2)،نا بشر بن بكر، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن بحير (3) بن سعد قال :يقيم الشام بعد خراب الأرض أربعين عاما.

و هذا هو المحفوظ و قد روي عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص ضد هذه الأقوال.

- أخبرناه أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الأنماطي - ببغداد - أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد بن بشران، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، أنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا معاوية بن هشام، نا سفيان، عن حصين، عن أبي ظبيان، عن عبد اللّه بن عمرو قال :أول الأرض خرابا الشام.

- قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي،

ص: 195


1- في المطبوعة: عرفان.
2- الأيلي: بفتح الألف و سكون الياء. هذه النسبة إلى أيلة: بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مضر (الأنساب - ياقوت).
3- بالأصل:«بحير» خطأ. انظر تقريب التهذيب و فيه: سعيد بدل سعد.

نا ابن أبي خيثمة، نا أبو سلمة يعني المنقري، نا عيسى بن المختار، عن عبد اللّه الدانا (1) قال: سمعت بشر بن غنم يقول :لتهدمنّ مدينة دمشق حجرا حجرا.

لعله أراد بذلك ما وجد من هدم عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه (2) بن عباس سورها حين افتتحها.

- أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي، قالت:

أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو بكر أحمد بن مسعود الزّبيري، نا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا الشافعي محمد بن إدريس، أخبرني عمي محمد بن عباس، عن حسن بن القاسم الأزرقي، قال: وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ثنيّة تبوك فقال :«ما هاهنا يمن و أشار إلى جهة المدينة، و ما هنا شام و أشار بيده إلى جهة الشام»[226].

- قرأت بخط أبي الحسن محمد بن عبد اللّه الرازي، أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن زياد المعروف بابن أبي سفيان الموصلي، نا هارون بن يزيد (3) بن أبي الزرقاء، نا أبي، نا سالم بن عبد الأعلى، نا أبو الأعيس القرشي و كان قد أدرك أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :

سئل عن البركة التي بورك في الشام أين مبلغ حدّه؟ قال: أول حدوده عريش مصر، و الحد الآخر طرف الثنية، و الحد الآخر الفرات، و الحد الآخر جبل فيه قبر هود النبي صلى اللّه عليه و سلم.

- أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي البجاني (4)،أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزني (5)،أنا أبو حاتم محمد بن حبّان بن محمد بن حبّان بن أحمد البستي (6) قال:

أول الشام بالس (7) و آخره عريش مصر.

ص: 196


1- هو عبد اللّه بن فيروز الدّانا، بنون خفيفة، و هو العالم بالفارسية، تقريب التهذيب.
2- سقطت من المطبوعة.
3- عن خع، و بالأصل «زيد».
4- كذا بالأصل و خع و هو خطأ، و الصواب «البحاثي» في تبصير المنتبه 126/1 راوي الأنواع لابن حبّان عن أبي الحسن الزوزني عنه، و عنه زاهر.
5- بسكون الواو بين الزايين، هذه النسبة إلى زوزن بلدة كبيرة حسنة بين هراة و نيسابور.(الأنساب).
6- هذه النسبة إلى بست بضم الباء و سكون السين، و هي بلدة بين هراة و غزنة (الأنساب).
7- بالس: بلدة بالشام بين حلب و الرقة (ياقوت).

باب تمصير الأمصار في قديم الأعصار

- أخبرتنا الشريفة أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على أبي القاسم سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد اللّه بن معاوية الأموي، نا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد، عن أبي نضرة قال: أتينا عثمان بن أبي العاص يوم جمعة لنعرض على مصحفه مصحفا فلما حضرت الجمعة أمر لنا بماء فاغتسلنا و طيّبنا ثم رحنا إلى الجمعة فجلست إلى رجل يحدّث، ثم جاء عثمان بن أبي العاص فتحولنا إليه فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«يكون للمسلمين ثلاثة أمصار:

مصر بملتقى البحرين، و مصر بالجزيرة (1)،و مصر بالشام. فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيخرج الدجال»[]و ذكر الحديث.

كذا قال الأموي و إنما هو الجمحي بصري ثقة.

- أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الحاسب عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الحلاّب، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد كاتب الواقدي، أنا محمد بن عمر الواقدي، نا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة، عن جابر قال: سمعت عمر بن الخطاب سنة عشرين يقول :الأمصار سبعة: فالمدينة مصر، و الشام مصر، و مصر، و الجزيرة، و البحرين، و البصرة، و الكوفة.

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر،

ص: 197


1- في خع و مختصر ابن منظور 86/1:«بالحيرة».

أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا حنبل بن إسحاق، نا معلى بن أسد، نا يزيد بن زريع، نا يونس، عن الحسن قال :مصّر عمر الأمصار:

المدينة، و البحرين، و البصرة، و الكوفة، و الجزيرة، و الشام، و مصر.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي أنا [أبو] (1) محمد بن الحسن بن [علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيويه، أنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب، أنا أبو محمّد الحسين بن] (2) محمد بن عبد الرحمن بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري، حدثني الأشعث، عن الحسن :أن عمر بن الخطاب مصّر الأمصار: المدينة، و البصرة، و الكوفة، و البحرين، و مصر، و الشام، و الجزيرة.

- أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن أحمد بن سليمان المقرئ الواسطي، نا أبو القاسم هبة اللّه بن الحسن بن منصور بن محمد الطبري، نا عبيد اللّه بن أحمد هو الصّيدلاني، أنا أحمد بن علي بن العلاء، نا أحمد بن المقدام، نا المعتمر، عن هشام، عن محمد بن سيرين، عن عمر قال :الأمصار: مكة، و المدينة، و البصرة، و الكوفة، و مصر، و الشام، و الجزيرة، و البحرين.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الآدمي، نا أبو بكر بن أبي داود، قال: سمعت أبا حاتم السجستاني قال :لما كتب عثمان رضي اللّه عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف: فبعث واحدا إلى مكة، و آخر إلى الشام، و آخر إلى اليمن، و آخر إلى البحرين، و آخر إلى البصرة، و آخر إلى الكوفة، و حبس بالمدينة (3) واحدا.

- قال (4):و نا أبو بكر، نا زياد بن أيوب، نا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال:

قال رجل من أهل الشام :مصحفنا و مصحف أهل البصرة أحفظ من مصحف أهل الكوفة. قال: قلت: لم؟ قال: إن عثمان رضي اللّه عنه لما كتب المصاحف بلغه قراءة أهل الكوفة على حرف عبد اللّه، فبعث به إليهم قبل أن يعرض و عرض مصحفنا

ص: 198


1- ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
3- انظر كتاب المصاحف ص 34.
4- القائل أبو حاتم السجستاني، و الخبر في كتاب المصاحف ص 35.

و مصحف أهل البصرة قبل أن يبعث به.

- أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السّلمي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه الهروي، نا الحسين بن إدريس الهروي، أنا محمد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي، نا المعافا بن عمران، عن الربيع، عن الحسن أنه قال :لا جمعة إلاّ في الأمصار فقلت له: يا أبا سعيد ما الأمصار؟ قال: المدينة، و البصرة، و الكوفة، و البحرين، و الجزيرة، و الشام، و مصر.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي الفقيه، أنا أبو العباس، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة، نا أبو يعقوب إسحاق بن سيار النصيبي قال :سألت أبا عاصم يعني الضّحّاك بن مخلد النبيل عن الأمصار التي مصّرها عمر فقال: المدينة، و البحرين، و البصرة، و الكوفة، و الشام، و الجزيرة، و مصر.

ص: 199

ص: 200

أبواب ما جاء من النّصوص في فضل دمشق على الخصوص

اشارة

ما جاء من النّصوص في فضل دمشق على الخصوص

ص: 201

ص: 202

باب ذكر الإيضاح و البيان عمّا ورد في فضلها من القرآن

- أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الواسطي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، حدثني عبد العزيز بن أحمد الدمشقي ح.

ثم أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا عبد العزيز، أنا تمام أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن المفرج القرشي المعروف بابن البرامي، و أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حيّة البزّاز، قالا: نا أبو نصر إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا مسلمة بن علي، نا أبو سعيد الأسدي، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه تلا هذه الآية:

وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ (1) قال:«هل تدرون أين هي؟» قالوا: اللّه و رسوله أعلم قال:«هي بالشام بأرض يقال لها الغوطة، مدينة يقال لها دمشق، هي خير مدائن الشام»[227].

- أخبرنا أبو الفرج سعيد بن [أبي] (2)الرجاء الأصبهاني - بها - أنا منصور بن الحصين و أبو طاهر أحمد بن محمد، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عمر بن أحمد بن عبيد اللّه العنبري، نا محمد بن عيسى، نا الحارث بن منصور، عن إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: هي دمشق.

عبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي (3) الكوفي.

ص: 203


1- سورة المؤمنون، الآية:50.
2- زيادة عن خع.
3- بالمثلثة و المهملة (تقريب التهذيب).

و رواه وكيع بن الجرّاح و يحيى بن آدم الكوفيان عن إسرائيل فقالا: عن سماك بدلا من عبد الأعلى عن عكرمة .

- فأمّا رواية وكيع:

فأخبرنا بها أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكردي، أنا أبو القاسم علي بن محمد المصّيصي الفقيه، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان، أنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري، نا جعفر، يعني ابن محمد الفريابي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا وكيع بن الجرّاح ح.

و أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد الأصبهاني عنه، أنا أبو بكر عبد الرحمن بن أبي علي الذكواني، أنا أبو الشيخ، نا عبد الرحمن بن الحسن، نا هارون بن إسحاق، نا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: هي أنهار دمشق.

- و أمّا رواية يحيى بن آدم، فأنبأنا بها [أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد] (1) أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، نا يحيى بن آدم، نا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: دمشق.

تابعهما محمد بن كثير الكوفي عن إسرائيل.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سالم، نا أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم الأبّار، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا عبد الوهّاب بن عبد المجيد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن عبد اللّه بن سلاّم وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ (2) قال: هي دمشق.

ص: 204


1- ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
2- سورة المؤمنون، الآية:50 و في الآية: إلى ربوة.

- كذا قال عن عبد اللّه بن سلاّم، و رواه غيره عن عبد الوهاب الثقفي، و لم يذكر فيه ابن سلاّم.

- أنبأناه أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا أبو بكر جعفر بن محمد، نا محمد بن المثنى (1) و محمد بن بشار، قالا: نا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن المسيّب :فذكر مثله لم يذكر ابن سلاّم.

و كذا رواه عن يحيى بن سعيد مالك ابن أنس، و سفيان بن سعيد الثوري، و سفيان بن عيينة، و شعبة (2) بن الحجاج، و معمر بن راشد و عبد اللّه بن نمير الهمداني الكوفي، و عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري، و يزيد بن هارون الواسطي لم يذكروا فيه عبد اللّه بن سلاّم.

- فأما رواية مالك و الثوري: فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنا شعيب بن عبد اللّه بن أحمد بن المنهال - بمصر - أنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، نا روح بن الفرج أبو الزّنباع، نا أبو الحسن أحمد بن زيد القزّاز الرّملي، نا أيوب بن سويد، عن سفيان و مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيّب في قوله تعالى: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: دمشق.

- و أمّا رواية ابن عيينة: فأخبرنا بها أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط، أنا أبي أبو سعد المظفّر بن الحسن بن المظفّر، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرحمن، نا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب في قوله تعالى: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: يقال إنها دمشق.

- و أما رواية شعبة (3):و أنبأنا بها أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب، نا أبو بكر جعفر بن محمد

ص: 205


1- قوله:«محمد بن المثنى» سقط من المطبوعة.
2- في المطبوعة: سعيد.
3- في المطبوعة: سعيد.

الفريابي، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا خالد بن الحارث، نا شعبة (1)،أخبرني يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول في هذه الآية وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: هي دمشق.

- و أمّا رواية معمر: فأخبرنا بها أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني، و أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني - إجازة - قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف بن بشر، أنا محمد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، قال :هي دمشق ذات قرار، و معين: الغوطة.

- و أما رواية ابن نمير: فأخبرنا بها أبو عبد اللّه الحسن (2) بن عبد الملك الخلاّل الأديب - بأصبهان - أنا أبو طاهر بن محمد، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا ابن نمير، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: هي دمشق.

- و أمّا رواية ابن لهيعة فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعود بن إسماعيل الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السّهمي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني، نا عبد الملك بن محمد، نا أبو الأحوص بن بكير، حدثني الليث، حدثني ابن لهيعة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب أنه سئل عن ربوة ذات قرار و معين قال: هي دمشق.

- و أخبرناه أعلى من هذا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي قاضي دمشق - بها - أنا أبو الحسن محمد بن عبد اللّه بن علي بن محمد بن أبي داود الفارسي بمصر، أنا أبو عبد اللّه شعيب بن عبد اللّه بن أحمد بن المنهال بن حبيب، أنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق الرازي (3)،نا أبو الزّنباع روح بن الفرج القطان، نا ابن بكير، حدثني الليث بن سعد، عن ابن لهيعة، عن يحيى بن سعيد، عن

ص: 206


1- عن خع و بالأصل: الطرازي.
2- في المطبوعة: الحسين.
3- في المطبوعة: الداراني.

سعيد بن المسيّب في قول اللّه عز و جل: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال:

هي دمشق.

- و أمّا رواية يزيد: فأخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي قال: قرأت على أبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي، أخبركم أبو الفتح أحمد بن علي بن محمد الحلبي النحاس - بحلب - نا أبو القاسم الحسن بن علي بن عبيد اللّه بن محمد بن أبي أسامة الأسامي، نا يعقوب بن أحمد بن ثوابة، نا أحمد بن محمد بن يزيد بن المسلم ابن أبي الحناجر، نا يزيد بن هارون، أنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب في قول اللّه تعالى: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: هي دمشق.

- و أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمد الرّبعي، أنا تمام، أنا خالد بن محمد الحضرمي، نا أبي، عن أبيه، عن ابن حمزة، نا عبد اللّه بن لهيعة، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن يزيد بن شجرة، قال :دمشق هي الرّبوة المباركة.

- قرأت بخط شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن صابر مما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، حدّثني أبو الحسن أحمد بن عيسى بن حمدون نا مساور بن شهاب قال: قال محمد بن خالد بن أمية الهاشمي :ثم إن اللّه تبارك و تعالى أمر عيسى بن مريم عليهما السلام و أمه أن يسكنا دمشق، و هي إرم ذات العماد.

- حدّثني بذلك أبو يوسف الصّنعاني، حدّثني سعيد بن راشد، حدثني تبيع عن كعب قال محمد بن خالد، و حدثنا علي بن ثابت و الفضيل بن فضالة التنوخي، عن سعيد بن [أبي] (1) عروبة، عن قتادة، عن الحسن في قوله: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: هي أرض ذات أشجار و أنهار، يعني أرض دمشق.

- قال محمد بن خالد، و حدثني الوليد بن المسلم عن بعض مشيخته أن بني إسرائيل همّت بعيسى (2) فأمره اللّه عز و جل أن ينطلق إلى دمشق هو و أمّه، فقلت للوليد: فذلك

ص: 207


1- زيادة عن خع.
2- بالأصل:«لعيسى» و المثبت عن خع.

قول اللّه عز و جل: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: نعم.

- كتب إليّ أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن خسروا البلخي و أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي، قالا: أنا علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، نا أبو أحمد الحسين بن محمد المروذي، نا شيبان بن عبد الرحمن التميمي، عن قتادة بن دعامة السّدوسي، قال: قال الحسن في قوله: ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ ذات عيشة تقوتهم و تحملهم و ماء جار. قال هي الربوة هي دمشق.

- أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمد بن شجاع، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر، نا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد اللّه بن راشد البجلي، نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، نا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي، نا سعيد بن بشير، نا قتادة أن الحسن قال في قوله عز و جل: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: هي الغوطة.

- قال: و نا أبو الميمون بن راشد، نا عبيد بن محمد، نا أبو الجماهر، نا سعيد بن بشير، عن قتادة: أن الحسن البصري قال في قوله عز و جل: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: ذات ثمار و كثرة ماء، قال هي دمشق.

- و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ح.

و أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، أنا أبو الحسن بن عبد الواحد بن أبي الحديد.

قالا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا أبو علي الحسن بن حبيب، نا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي (1)،نا عثمان بن أبي شيبة، نا ابن فضيل، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عمرو، عن الحسن في قوله تبارك و تعالى: وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: إنها دمشق.

ص: 208


1- الفريابي: بكسر الفاء و سكون الراء، هذه النسبة إلى فارياب، بليدة بنواحي بلخ. و ينسب إليها بالفريابي و الفاريابي و الفيريابي (الأنساب).

- أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن المهتدي، أنا عيسى بن علي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد الصريفيني، أنا عبيد اللّه بن محمد بن حبابة، قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد، نا خلف - زاد عيسى: بن هشام، و منصور - زاد عيسى: بن أبي مزاحم، قالا: نا شريك، عن سالم - هو - ابن عجلان الأفطس، عن سعيد - و هو - ابن جبير رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ قال :الربوة النّشز من الأرض، و القرار: المستوي.

- و أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن محمد المزرفي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، نا خلف و منصور، قالا: نا شريك، عن سالم، عن سعيد قال :المعين: الطاهر و يعني: خلف بن هشام و منصور بن أبي مزاحم.

و هذا التفسير موجود في صفة ربوة دمشق فلا يمتنع أن يكون هو الحق.

و قيل: إن الربوة: الرّملة.

- أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو هاشم المؤدب، نا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثني أبو عبد اللّه محمد بن المتوكل بن السري العسقلاني، نا روّاد بن الجرّاح، نا عباد بن عبّاد، عن يحيى بن أبي عمرو (2) الشّيباني، عن أبي وعلة عن كريب السحولي (3)،عن مرّة البهزي (4)،قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«الرملة: الربوة»[228].

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو يحيى زكريا ابن

ص: 209


1- المزرفي: بفتح الميم و سكون الزاي و في آخرها فاء، هذه النسبة إلى المزرفة و هي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها.
2- عن خع و بالأصل:«عمر»، و في خع: السّيباني.
3- في خع:«السحوتي» تحريف، و السحولي: بفتح السين و ضم الحاء هذه النسبة إلى سحول و هي قرية فيما أظن باليمن (الأنساب).
4- قوله:«عن مرة البهزي» سقط من مطبوعة المجلدة الأولى.

نافع الأرسوفي (1) و محمد بن عبد العزيز الرّملي، قالا: نا عبّاد بن عبّاد أبو عتبة، عن أبي زرعة، عن أبي وعلة - شيخ من عك - قال: قدم علينا كريب من مصر يريد معاوية فزرناه فقال:

ما أدري عدد ما حدثني مرّة البهزي في خلاء و جماعة: أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم و هم كالأناس (2) الآكلة حتى يأتي أمر اللّه و هم كذلك» قال: فقلنا: يا رسول اللّه من هم؟ و أين هم؟ قال:

«بأكناف بيت المقدس»[229].

- قال: و حدّثني أن الرملة: هي الربوة، و ذلك أنها تسيل مغربة و مشرّقة.

- أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المغربي (3) و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة (4)،أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، نا حصين بن وهب الأرسوفي، نا زكريا بن نافع الأرسوفي، نا عبّاد بن عبّاد الرّملي، عن أبي زرعة السيباني، عن أبي زرعة الوعلاني، عن كريب السحولي، حدثني مرّة البهزي أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم و هم كالأناس (5) الآكلة حتى يأتي أمر اللّه و هم كذلك» قلنا: يا رسول اللّه و أين هم؟ قال:

«بأكناف بيت المقدس»[230].

- قال: و حدّثني أن الرملة هي الرّبوة، و ذلك أنها مغرّبة و مشرّقة (6).

كذلك قال أبو زرعة الوعلاني، و الصّواب ما تقدم.

- أخبرنا أبو الحسن (7) علي بن المسلم السلمي الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ح.

ص: 210


1- الأرسوفي بضم الألف و سكون الراء، هذه النسبة إلى أرسوف، مدينة على ساحل بحر الشام.
2- في خع: كالإناء بين الأكلة.
3- في المطبوعة: المقرئ.
4- في خع و المطبوعة:«زيدة» تحريف، و قد مرّ كثيرا.
5- كذا وردت بالأصل و خع هنا، و في الحديث السابق: كالإناء بين الأكلة.
6- بالأصل:«مشرقة» و المثبت عن خع.
7- عن خع و بالأصل: أبو الحسين.

و أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه قالا: أنا محمد بن عوف بن أحمد النوبي (1)،أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين الحافظ، أنا محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا المغيرة بن المغيرة قال: نا - و قال ابن أبي الحديد: حدّثني - يحيى بن عمرو قال :

مرض رجل من عك يقال له الأقرع على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتاه يعوده قال: لا أحسبني إلاّ مقبوضا. قال:«كلا إنك لن»- و قال ابن أبي الحديد: لا - تموت و لا تدفن إلاّ بالربوة»[231]. فمات و دفن بالرملة.

فكانت عك إذا مات الرجل منهم بالأردن له صدق (2) حمل فدفن بالرملة، لمكان الأقرع. هذا حديث منقطع و قد روي مسندا بإسناد غريب غريب.

- أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد الأصبهاني - بها - أنا أبو منصور شجاع بن علي بن شجاع الصّقلي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن مندة، نا محمد بن إسحاق بن نافع الخزاعي - بمكة - نا مخلد بن خالد البردعي، نا موسى بن سهل الرّملي.

قال: و أنا ابن مندة قال: و أنا جمح بن أبان المؤذن - بدمشق - نا عبد اللّه بن إسحاق الرّملي، نا يحيى بن السكن الرملي، قالا: نا محمد بن فهر بن جميل بن أبي كريم بن لفاف بن كدن، نا أمية و لفاف ابنا مفضّل بن أبي كريم، عن المفضّل بن أبي كريم، عن أبيه، عن جده لفاف، عن الأقرع بن شفي العكّي، قال :دخل عليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم في مرض (3) فقلت: لا أحسب إلاّ أني ميت من مرضي قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كلا لتبقين (4)و لتهاجرنّ إلى أرض الشام و تموت و تدفن بالربوة من أرض فلسطين»[232].

قال ابن مندة: رواه إسماعيل بن رشيد المؤملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن قادم بن ميسور القرشي، عن رجال من عكّ، عن الأقرع العكّي، قال :مرضت فذكر الحديث نحوه.

ص: 211


1- في المطبوعة: المري.
2- في خع و مختصر ابن منظور 88/1:«طرق».
3- في خع: في مرضي.
4- الأصل و خع و مختصر ابن منظور، و في المطبوعة: لتشفينّ.

جمح (1) هو ابن القاسم بن عبد الوهاب بن أبان نسبه إلى جد أبيه.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني الفقيه، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن حمّاد، أنا عبد الرزاق، أنا بشر بن رافع الحارثي، حدّثني أبو عبد اللّه بن عم أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول في قول اللّه تبارك و تعالى:

وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: هي الرّملة من فلسطين، و قيل: إنها بيت المقدس.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل الأديب، أنا أبو طاهر بن محمد، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا محمد بن سعيد الأنصاري، نا مسكين بن بكير، حدثني جرير بن حازم، قال: سمعت قتادة في هذه الآية وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: بيت المقدس و قيل: إنها الإسكندرية.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو بشر الدّولابي، نا يونس، نا ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال :هي الإسكندرية يعني وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ و قيل: إنها مصر.

- أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني [عنه، أنا عبد الرحمن بن محمّد بن أحمد المعدل، نا أبو الشيخ عبد اللّه بن محمّد الأصبهاني] (2)،نا محمد بن يحيى نا (3) هارون بن إسحاق، نا إسماعيل بن عبد الكريم الصّنعاني، نا عبد الصمد بن معقل، حدّثني عمي وهب بن منبّه في قوله :

وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ قال: هي مصر، و قيل: إنها الكوفة.

- أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسن العلوي، نا محمد بن زيد بن أحمد التميمي، نا إسحاق بن محمد المقرئ، نا

ص: 212


1- في المطبوعة: جمع تحريف.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة.
3- عن خع و بالأصل «بن» تحريف.

عبيد بن كثير، نا عبّاد بن يعقوب، أنا موسى بن عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر في قوله : وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ قال: هي الكوفة. و المعين: الفرات.

تابعه عبد الرحمن بن صالح الأزدي، و إبراهيم بن محمد بن ميمون الكوفيان، عن موسى بن عثمان الحضرمي ، و قد روي مسندا عن جعفر الصادق بن أبي جعفر الباقر.

- أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنا [أبو] (1) عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن الحسن الحسني - قراءة عليه - أنا محمّد بن عبد اللّه الجعفي، نا الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري، نا جعفر بن عبد اللّه المحمدي، قال:

سمعت محمد بن أبي عمير يذكر عن محمد بن المسلم قال: سألت الصادق عن قول اللّه عز و جل: وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً وَ آوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال:

الربوة: النّجف، و القرار: المسجد، و المعين: الفرات.

ثم قال: إن نفقة بالكوفة الدرهم الواحد يعدل بمائة درهم في غيرها، و الركعة بمائة ركعة. و من أحب أن يتوضأ من ماء الجنة، و يشرب من ماء الجنة، و يغتسل بماء الجنة، فعليه بماء الفرات، فإن فيه شعبتين (2) من الجنة، و ينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك في الفرات. و كان أمير المؤمنين علي يأتي النّجف و يقول: وادي السلام، و مجمع أرواح المؤمنين، و نعم المضجع للمؤمن هذا المكان. و كان يقول:

اللّهم اجعل قبري بها.

قال أبو الغنائم في النجف ماء طيب تنزله العرب (3)،يقال له السلام.

- أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري الفقيه، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي، أنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد السّعدي، أنا محمد بن عبيد اللّه بن محمد بن الفتح بن الشخير، نا محمد بن بيان بن مسلم، نا الحسن بن عرفة، نا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن الزّهري، عن أنس قال :

ص: 213


1- زيادة عن خع.
2- في خع و مختصر ابن منظور 89/1 «مثعبين» و في المطبوعة: منبعين.
3- عن خع، و بالأصل:«كبيت يقوله العربي» كذا.

لما نزلت سورة التين على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرح بها فرحا شديدا حتى تبين لنا شدة فرحه. فسألنا ابن عباس عن تفسيرها فقال: اَلتِّينِ بلاد الشام، وَ الزَّيْتُونِ بلاد فلسطين وَ طُورِ سِينِينَ الذي كلم اللّه موسى عليه، وَ هٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ مكة. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ محمد صلى اللّه عليه و سلم. ثُمَّ رَدَدْنٰاهُ أَسْفَلَ سٰافِلِينَ عبدة الأوثان اللات و العزّى. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي. فَمٰا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ، أَ لَيْسَ اللّٰهُ بِأَحْكَمِ الْحٰاكِمِينَ (1)إذ بعثك فيهم نبيا و جمعك على التقوى يا محمد.

- أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه قالا: ناح.

و أخبرناه أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أخبرني أبو [القاسم] (2)الأزهري، نا محمد بن عبيد اللّه بن الشخير، نا أبو العباس محمد بن بيان بن مسلم (3)الثقفي المعروف بابن البختري في مجلس ابن أبي داود سنة ست عشرة. قال ابن الشخير: و كان ثقة - إملاء علينا من أصله - نا الحسن بن عرفة، نا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس، عن الزّهري، عن أنس قال :لما نزلت سورة التين على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرح لها فرحا شديدا حتى بان لنا شدة فرحه. فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال: أما قول اللّه تعالى: وَ التِّينِ فبلاد الشام وَ الزَّيْتُونِ فبلاد فلسطين، وَ طُورِ سِينِينَ فطور سيناء الذي كلّم اللّه عليه موسى، وَ هٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ مكة، لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ محمد صلى اللّه عليه و سلم ثُمَّ رَدَدْنٰاهُ أَسْفَلَ سٰافِلِينَ عبادة اللات و العزّى إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ أبو بكر و عمر، فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ عثمان بن عفان فَمٰا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ علي بن أبي طالب، أَ لَيْسَ اللّٰهُ بِأَحْكَمِ الْحٰاكِمِينَ أن بعثك فيهم نبيّا، و جمعك على التقوى يا محمد.

قال أبو بكر الخطيب: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل لا أصل له يصح، فيما

ص: 214


1- سورة التين، الآيات من 1-8.
2- زيادة عن خع.
3- «ابن مسلم» عن هامش الأصل و خع.

نعلم، و الرجال المذكورون في إسناده كلهم أئمة مشهورون غير محمد بن بيان. نرى العلة من جهته. و توثيق ابن الشخير له ليس بشيء، لأن من أورد مثل هذا الحديث بهذا الإسناد قد أغنى أهل العلم عن أن ينظروا في حاله، و يبحثوا عن أمره، و لعله كان يتظاهر بالصلاح فأحسن ابن الشخير به الظن، و أثنى عليه كذلك. و قد قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث.

- قرأنا علي أبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي البغدادي - بها - عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، نا محمد بن بشار (1)،نا روح بن عبادة، نا عوف، عن يزيد أبي (2) عبد اللّه، عن كعب في قوله: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ قال: التين:

مسجد دمشق، و الزيتون، بيت المقدس وَ طُورِ سِينِينَ جبل موسى.

رواه أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب الكنى عن محمد بن بشار .

- أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد اللّه بن علي الكرماني، أنا القاضي الإمام أبو سعد عبد الكريم بن أحمد الفقيه الوزّان الطبري - بنيسابور - أنا الشيخ الإمام أبو بكر عبد اللّه بن أحمد القفّال المروزي، أنا أبو نعيم محمد بن عبد الرحمن الغفاري، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عيسى، نا أبو الوليد هشام بن عمّار الدمشقي، نا صدقة بن خالد، نا الشّعيثي (3) عن عبد الرحمن بن أبي عمّار، عن كعب، قال : اَلتِّينِ دمشق وَ الزَّيْتُونِ بيت المقدس وَ طُورِ سِينِينَ حيث كلم اللّه موسى. وَ هٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ مكة.

رواه بشر بن حجر و محمد بن أبي بكر المقدّمي، عن عمر بن علي المقدّمي.

عن الشّعيثي بإسناده نحوه. و رواه غيره عن هشام، عن صدقة و إسماعيل بن عياش عن الشّعيثي.

ص: 215


1- قوله:«نا محمد بن بشار» سقط من المطبوعة.
2- عن خع و بالأصل «بن».
3- الشعيثي بضم الشين و فتح العين المهملة، هذه النسبة إلى شعيث بطن من بلعنبر بن عمرو بن تميم، و اسمه: محمد بن عبد اللّه بن المهاجر النصري الشعيثي العقيلي (الأنساب).

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم، أنا محمد بن يعقوب الأصم، نا بحر بن نصر، نا بشر بن بكر، حدثني أم عبد اللّه عن أبيها و هو خالد بن معدان في قول اللّه تعالى: رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَ مَعِينٍ قال: هي دمشق و قوله: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ و قوله: لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهٰا فِي الْبِلاٰدِ (1)قال: يعني دمشق.

- أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد السّمرقندي، نا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى التغلبي - بدمشق - أنا تمام بن محمد، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، نا زكريا بن يحيى، نا شيبان بن فرّوخ، نا أبو حمزة العطار (2)إسحاق بن الربيع عن الحسن في قوله: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ قال: جبال و مساجد بالشام.

- أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، و أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنّائي، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف بن بشر، أنا محمد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن قتادة في قوله تبارك و تعالى: وَ التِّينِ قال: الجبل الذي عليه دمشق وَ الزَّيْتُونِ الذي عليه بيت المقدس وَ طُورِ سِينِينَ جبل بالشام مبارك حسن.

- قال معمر: و قال الكلبي :هو التين و الزيتون الذي تأكلون. و أما طور سينين فهو الجبل ذو الشجر.

و هكذا رواه شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة.

- قرأت علي أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمام الرازي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، نا

ص: 216


1- سورة الفجر، الآية:8.
2- في المطبوعة:«أبو حمزة العطار، نا إسحاق بن الربيع» تحريف، فأبو حمزة اسمه إسحاق، انظر تقريب التهذيب.

إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، نا أبو هبيرة محمد بن الوليد، نا أبو الجماهر، نا سعيد بن بشير، عن قتادة في قوله: وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ قال: التين: دمشق، و الزيتون: بيت المقدس. وَ طُورِ سِينِينَ حيث كلّم اللّه موسى عليه السلام. وَ هٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ مكة.

- أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمد بن شجاع، أنا تمام الرازي، أخبرني أبي، حدثني الفضل بن مهاجر، نا الوليد بن حمّاد الرّملي، عن هشام بن عمّار قال: نا الوليد بن مسلم قال: سألت خليد بن دعلج، فحدثني عن قتادة ،قال: اَلتِّينِ جبل عليه دمشق وَ الزَّيْتُونِ جبل عليه بيت المقدس.

- أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني و أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، قالا: نا أبو الحسن علي بن الحسن العاقولي (1)،نا الشرف بن رجاء بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد الغسّاني، نا أبي، نا أبو بكر بن أبي شيبة المعافري، نا أبو بدر عبّاد بن الوليد، نا حبّان، نا أبو محصن بن نمير، عن سعيد بن جبير، عن الحكم قال : وَ التِّينِ دمشق وَ الزَّيْتُونِ فلسطين وَ هٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ مكة.

- أنبأنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه، أنا أبو عمرو (2) عثمان بن أحمد الدقاق، و أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد، قالا:

نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال: قال محمد بن إسحاق، عن من يخبره أن سعيد بن المسيّب كان يقول في قول اللّه عزّ و جل: إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ اَلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهٰا فِي الْبِلاٰدِ يعني دمشق.

- أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن عمر السّمرقندي و أبو تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري، قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري، أنا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي، أنا أبو الميمون بن راشد، نا موسى بن محمد بن أبي

ص: 217


1- هذه النسبة إلى دير العاقول»، و قد ينسب إليها ب «الدير عاقولي» أيضا. و هي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد.(الأنساب - ياقوت).
2- في المطبوعة:«أبو عمر» تحريف، انظر تذكرة الحفاظ 865/3.

عوف، نا عبد الرحيم بن مطرب، نا عيسى بن يونس، عن ابن أبي ذيب، عن المقبري : إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ (1)قال: دمشق.

و رواه المسيّب بن واضح عن عيسى بن يونس.

- قرأته على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام الرازي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، نا محمد بن تمام، نا المسيّب بن واضح، نا عيسى بن يونس، عن ابن أبي ذيب، عن المقبري في قوله: إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ قال: هي دمشق.

- أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم بن علي بن قيراط المقرئ، عن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا أبو الفتح إبراهيم [بن علي بن إبراهيم البغدادي] (2)،نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار، نا محمد بن يونس، نا أبو علي الحنفي، نا ابن أبي ذيب، عن سعيد المقبري في قوله تعالى: إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ قال: هي دمشق.

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، عن عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه، عن عبد الوهاب الكلابي، نا إبراهيم بن مروان، نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، أخبرني أشهب بن عبد العزيز، عن مالك - يعني - ابن أنس قال: و يقال: إن إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ دمشق.

- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه، و حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد المعدّل عنه، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، نا أبو الشيخ عبد اللّه بن محمد بن جعفر الأصبهاني، نا أحمد بن الحسن بن عبد الملك (3)،نا محمّد بن المثنّى، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول : إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ اَلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهٰا فِي الْبِلاٰدِ هي دمشق.

ص: 218


1- سورة الفجر، الآية-8.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن خع و مكانها بالأصل:«البغداد».
3- في خع:«أحمد بن الحسن بن عبد اللّه.» و في المطبوعة: الحسين.

باب ما ورد من السنة من أنها من أبواب الجنة

باب ما ورد من السنة من أنها من أبواب الجنة (1)

- أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البارع - ببغداد - و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جد (2) العكبرية - بدمشق - قالوا: أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن علي بن الدجاجي، أنا علي بن عمر بن محمد الحربي (3)،نا أبو السري سهل بن يحيى - و قال ابن السبط: بن بحر بن سبأ الحداد - نا سعيد بن عثمان الرازي، نا عبد الواحد بن يزيد، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن محمد بن مسلم الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أربع مدائن من مدائن الجنة، و أربع مدائن من مدائن النار. فأمّا مدائن الجنة:

فمكة، و المدينة، و بيت المقدس، و دمشق. و أما مدائن النار: فالقسطنطينية (4)، و طبرية، و أنطاكية المحترقة و صنعاء»[233].

هذا حديث غريب من حديث محمد بن مسلم الطائفي، عن الزّهري و المحفوظ حديث الوليد بن محمد الموقّري (5)،عن الزّهري.

- أخبرناه أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنا

ص: 219


1- في خع:«ما ورد من السّنّة في أنها من مدن الجنة». و في مختصر ابن منظور: ما ورد في أن دمشق من مدن الجنة.
2- في المطبوعة:«حدا» و الأصل كخع.
3- في المطبوعة: الخرقي.
4- بالأصل و خع:«قسطنطينة» و المثبت في الموضعين عن مختصر ابن منظور 91/1.
5- الموقّرى هذه النسبة إلى موقر بضم الميم و فتح الواو و قاف مشددة (اللباب) قال: حصن بالبلقاء.

جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن أبي السحيس الحمصي قدم علينا، نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي، نا إدريس بن سليمان بالرّملة، نا عبد الرحمن بن خالد بن حازم، نا الوليد بن محمد، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

««أربع مدائن في الدنيا من الجنة: مكة، و المدينة، و بيت المقدس، و دمشق.

و أربع مدائن من النار: رومية، و قسطنطينية (1)،و أنطاكية، و صنعاء»[234] قال ابن إدريس: يعني أنطاكية المحترقة.

- و رواه محمّد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي عن الموقّري، فقرن بسعيد (2) بن المسيّب سليمان بن يسار.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ، نا يحيى بن علي بن هاشم الخفّاف - بحلب - نا جدي محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، نا الوليد بن محمّد، نا الزّهري، أخبرني سعيد بن المسيّب و سليمان بن يسار، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال (3):«أربع مدائن من مدائن الجنة في الدنيا: مكة، و المدينة، و بيت المقدس، و دمشق. و أربع مدائن من مدائن النار في الدنيا: القسطنطينية، و الطوانة، و أنطاكية المحترقة و صنعاء»[235].

- و قال: «إن المياه العذبة و الرياح اللواقح من تحت صخرة بيت المقدس».

قال ابن عدي: و هذا منكر، لا يرويه عن الزّهري غير الموقّري.

رواه أبو عبد اللّه محمد بن النعمان بن بشير السّقطي، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن الوليد بن محمد بإسناده نحوه.

ص: 220


1- بالأصل و خع:«قسطنطينة»، و المثبت في الموضعين عن مختصر ابن منظور 91/1.
2- بالأصل و خع: لسعيد.
3- الحديث بالأصل فيه تقديم و تأخير، و مشوش العبارة، فأثبتنا نصه عن خع.

و قال أبو عبد اللّه السّقطي ليس هي صنعاء اليمن، إنما هي صنعاء بأرض الروم.

و ذكر البلاذري: أن أنطاكية المحترقة ببلاد الروم، أحرقها العباس بن الوليد بن عبد الملك.

- قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب، ذكر القاضي أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري فيما قرئ عليه بصور في ذي القعدة سنة سبع عشرة و أربعمائة، أن أبا محمد الحسن بن رشيق أخبرهم، نا أبو الفضل العباس بن ميمون أمنجور مولى أمير المؤمنين، نا أبو محمد المراغي (1)،نا قتيبة، نا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إن اللّه اختار من الملائكة أربعة: جبريل، و ميكائيل، و إسرافيل، و عزرائيل، و اختار من النبيين أربعة: إبراهيم، و موسى، و عيسى، و محمد صلوات اللّه عليهم و اختار من المهاجرين أربعة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و اختار من الموالي أربعة:

سلمان الفارسي، و بلال الأسود، و صهيب الرومي، و زيد (2) بن حارثة، و اختار من النساء أربعة (3):خديجة ابنة خويلد، و مريم ابنة عمران، و فاطمة بنت محمد، و آسية بنت مزاحم، و اختار من الأهلة أربعة: ذو القعدة، و ذو الحجة، و المحرّم، و رجب.

و اختار من الأيام أربعة: يوم الجمعة، و يوم الفطر، و يوم النحر، و يوم عاشوراء.

و اختار من الليالي أربعة (4):ليلة القدر، و ليلة النحر، و ليلة الجمعة، و ليلة نصف شعبان. و اختار من الشجر أربعة: السّدرة، و النخلة، و التينة، و الزيتونة. و اختار من المدائن أربعة (5):مكة و هي البلدة، و المدينة و هي النخلة، و بيت المقدس و هي الزيتونة، و دمشق و هي التينة. و اختار من الثغور أربعة: إسكندرية و مصر، و قزوين خراسان، و عبّادان العراق، و عسقلان الشام. و اختار من العيون أربعة (6):يقول في محكم كتابه: فِيهِمٰا عَيْنٰانِ تَجْرِيٰانِ (7) و قال فِيهِمٰا عَيْنٰانِ نَضّٰاخَتٰانِ (8) فأما التي

ص: 221


1- المراغي: بفتح الميم و الراء نسبة إلى قبيلة و بلد.
2- في المطبوعة:«يزيد» تحريف.
3- كذا، و الصواب:«أربعا».
4- كذا، و الصواب:«أربعا».
5- كذا، و الصواب:«أربعا».
6- كذا، و الصواب:«أربعا».
7- سورة الرحمن، الآية:50.
8- سورة الرحمن، الآية:66.

تجريان فعين بيسان و عين سلوان (1).و أما النضّاختان فعين زمزم و عين عكّا (2).

و اختار من الأنهار أربعة: سيحان و جيحان و النيل و الفرات. و اختار من الكلام أربعة:

سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه»[].

هذا حديث منكر بمرة. و أبو الفضل و المراغي مجهولان.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه الطبري، أن أبو الحسين (3) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني أبو عتبة علي بن الحسن بن مسلم السّكوني، حدثني بقية بن الوليد، عن يزيد بن عبد اللّه الخولاني، عن كعب الأحبار أنه قال :خمس مدائن من مدائن الجنّة: بيت المقدس، و حمص، و دمشق، و بيت جبرين (4)،و ظفار اليمن. و خمس مدائن من مدائن النار:

القسطنطينية (5) و الطّوانة (6)،و أنطاكية، و تدمر، و صنعاء صنعاء اليمن.

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس المقرئ، أنا أبي أبو البركات، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه الزّهري، أنا أبو محمد عبد اللّه بن إبراهيم بن ماسي، نا أبو برزة الحاسب، أنا أبو أنس، نا إسماعيل بن عياش ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، نا عبد العزيز بن محمد بن محمد النّخشبي (7) لفظا، أنا الحسين بن الحسن بن علي بن بندار الصيرفي، نا أبو محمد عبد اللّه بن إبراهيم بن ماسي، نا أبو برزة هو الفضل بن محمد الحاسب، نا أبو أنس مالك بن سليمان الألهاني، نا إسماعيل بن عياش، نا محمد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن يزيد بن عبد اللّه الخولاني، عن كعب - يعني - الأحبار أنه كان يقول :خمس مدائن من مدائن الجنة و خمس مدائن

ص: 222


1- عين سلوان: عين نضاخة يتبرك بها و يستشفى منها بالبيت المقدس. قال ابن البناء البشاري: و يزعمون أن ماء زمزم يزور ماء سلوان كل ليلة عرفة.
2- في المطبوعة: عكار.
3- عن خع.
4- بليد بين بيت المقدس و غزة (ياقوت).
5- عن مختصر ابن منظور و بالأصل: القسطنطينة.
6- الطوانة: بلد بثغور المصيصة بين أنطاكية و بلاد الروم (معجم البلدان).
7- هذه النسبة إلى نخشب، بلدة من بلاد ما وراء النهر (الأنساب).

من مدائن النار. فمدائن الجنة: حمص، و دمشق، و بيت المقدس، و بيت جبرين، و ظفار - زاد الفقيه: ظفار. و قالا:- اليمن، و مدائن النار: قسطنطينية (1) و عمّورية و أنطاكية، و تدمر، و صنعاء صنعاء اليمن.

- أخبرنا أبو المعالي تغلب بن جعفر بن أحمد بن الحسين السّرّاج ببغداد، أنبأ أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنّائي بدمشق، أنبأ أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن هلال، أنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرحمن الجصاص الدّعاء، ثنا أبو البختري، نا سفيان بن عقبة أخو قبيصة، نا سفيان، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد اللّه بن عمرو، قال :الجنة مطويّة في قرون الشام بدمشق في كل عام.

ص: 223


1- بالأصل و خع: قسطنطينة.

باب ما جاء عن صاحب [الحوض و] الشفاعة

باب ما جاء عن صاحب [الحوض و] (1) الشفاعة

أنها مهبط عيسى بن مريم قبل قيام السّاعة

- أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمد بن علي بن رافع البزار، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسين عبد الواحد بن الحسن بن علي الخطيب البرقعيدي، نا أبي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد المروروذي، نا أبو بكر محمد بن سهل بن عسكر، نا أبو مالك حمّاد بن مالك الأشجعي الدّمشقي، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن يحيى بن جابر الطائي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس بن سمعان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ينزل عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق»[236].

- أخبرناه عاليا أبو نصر خلف بن عبد الكريم بن خلف بن طاهر، و ابنا عمّي أبيه أبو الفتح الفضل بن زاهر بن طاهر، و أبو طاهر محمد بن وجيه (2) بن طاهر بن محمد بن محمد الشحاميون، قالوا: أنا أبو نصر عبد الجبّار بن سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، نا محمد بن إسحاق الصغاني، نا حمّاد بن مالك أبو مالك من أهل حرستان (3) قال ابن جابر: حدثنا يعني عبد اللّه (4) بن يزيد بن جابر، عن يحيى بن جابر الطائي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن نواس بن سمعان، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «ينزل عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق»[237].

ص: 224


1- عن هامش الأصل و خع.
2- عن خع و بالأصل: وحيد.
3- كذا، و هي حرستا قرية كبيرة عامرة وسط دمشق على طريق حمص (ياقوت - الأنساب).
4- كذا، و في خع: عبد الرحمن.

- و أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش العكبري فيما ناولني و قرأ على إسناده (1) و قال: اروه عني، أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (2)،أنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا، نا محمد بن القاسم الأنباري، نا أحمد بن الهيثم بن خارجة، نا عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه، عن يحيى بن جابر الطائي، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس بن سمعان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«يهبط عيسى بن مريم شرقي دمشق عند المنارة البيضاء بين مهروذتين (3)»[238] قال أبو بكر: حفظناه عن أحمد بن الهيثم بالذال و تفسيره بين ممصرتين (4).

- قال: و ثنا جعفر بن محمد الفريابي، نا أبو مروان هشام بن خالد الأزرق، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن يحيى بن جابر، قال أبو مروان - و كان قاضيا على حمص:- عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس بن سمعان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«يهبط عيسى بن مريم عليه السلام بين مهروذتين»[239].

قال أبو بكر حفظناه عن جعفر بن محمد بالدال في هذا الحديث، يعني بين ممصرتين (5).

قال أبو بكر: و هذا مما فسر في الحديث بما لا يعرف إلاّ فيه، كالحروف التي جاءت مفسرة في الحديث.

- و هذا مختصر من حديث رواه عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، عن جبير بن نفير بطوله:

أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه، و حدّثني أبو مسعود (6)

ص: 225


1- كذا بالأصل و خع، و المثبت عن المطبوعة.
2- هذه النسبة إلى جازرة قرية من أعمال نهروان بالعراق (الأنساب).
3- الهرد: عروق يصبغ بها، و المهرود، بالدال و الذال: المصبوغ بهذه العروق.
4- الممصرة من الثياب التي فيها صفرة قليلة. و الذي في الأصل و خع «محصرتين» و المثبت عن مختصر ابن منظور 93/1.
5- عن خع و بالأصل الغريابي بالغين المعجمة تحريف.
6- بالأصل و خع:«أبو معوذ» تحريف، و قد تقدم مرارا.

عبد الرحيم بن علي المعدل عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عمرو بن إسحاق، نا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن ابن عائذ، نا جبير بن نفير أن النواس بن سمعان حدّثه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«أريت أنّ ابن مريم عليه السلام يخرج من يمنة المغارة البيضاء شرقي دمشق، واضع يده على أجنحة الملكين بين ريطتين ممشّقتين (1) إذا أدنا رأسه قطر، و إذا رفع رأسه تحادر منه جمان كاللؤلؤ تمشي عليه السكينة، و الأرض تقبض له ما أدرك نفسه من كافر مات، و يدرك نفسه حيث ما أدرك بصره حتى يدرك بصره في حصونهم و قرياتهم، حتى يدرك الدجّال عند باب لدّ فيموت. ثم يعمد إلى عصابة من المسلمين عصمهم اللّه بالإسلام، و يترك الكفار ينتفون لحاهم و جلودهم. فتقول النصارى: هذا الدجال الذي أنذرناه و هذه الآخرة، و من مسّ ابن مريم كان من أرفع الناس قدرا، و يعظم مبيته، و يمسح على وجوههم و يحدثهم بدرجاتهم من الجنة. فبينا هم فرحون بما هم فيه خرجت يأجوج و مأجوج. فيوحى إلى المسيح عليه السلام: أني قد أخرجت عبادا لي لا يستطيع قتلهم إلاّ أنا. فاحرز عبادي إلى الطور، فيمر صدر يأجوج و مأجوج على بحيرة الطبرية فيشربونها، ثم يقبل آخرهم فيركزون رماحهم فيقولون: لقد كان هاهنا مرة ماء، حتى إذا كانوا حيال بيت المقدس قالوا: قد قتلنا من في الأرض فهلموا نقتل من في السّماء، فيرمون نبلهم إلى السماء، فيردّها اللّه مخضوبة بالدم فيقولون: قد قتلنا من في السماء و يتحصن ابن مريم و أصحابه حتى يكون رأس الثور و رأس الجمل خيرا من مائة دينار اليوم»[240]. كذا قال: المغازة و هو تصحيف [و إنما هو:] (2) المنارة.

أخبرناه أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأ تمام بن محمد الرازي، و أبو محمد بن أبي نصر، و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان ح.

و أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنبأ أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا أبو محمد بن أبي نصر ح.

- أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام

ص: 226


1- ثوب ممشّق أي مصبوغ بالمشق و هو المغرة (الأساس).
2- زيادة عن المطبوعة.

قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف بن أبي نصر بن حبيب بن أبان بن إسماعيل، نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثني محمد بن زرعة الرّعيني، نا محمد بن شعيب، نا يزيد بن عبيدة، حدثني أبو الأشعث، عن أوس بن أوس الثقفي، أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق» لفظهما سواء[241].

- أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد اللّه العبدي، نا عبد الرحمن بن إبراهيم، نا محمد بن شعيب، عن يزيد بن عبيدة، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، قال :ينزل المسيح عند المنارة البيضاء شرقي دمشق.

- قال محمد بن شعيب: و لا أعلم إلاّ محمد ثنا به عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو عن كعب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السّلمي الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام الرازي، أخبرني أبو زرعة محمد، و أبو بكر أحمد، أنبأ عبد اللّه بن أبي دجانة النصري، قالا: نا أبو إسحاق إبراهيم بن دحيم، نا أبو مروان هشام بن خالد، نا محمد بن شعيب، نا يزيد بن عبيدة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «ينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق»[242].

- قرأته عاليا على عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السّلمي، عن أبي الحسن عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه، أنا عبد الوهاب الكلابي (1)،نا ابن خريم، نا هشام بن خالد، نا محمد بن شعيب، أخبرني يزيد بن عبيدة بن أبي المهاجر، حدثني أبو الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «ينزل عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دمشق عليه ممصّرتان كأنما رأسه يقطر ماء»[243].

و رواه كيسان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

- أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السّلمي فيما قرأته عليه عن

ص: 227


1- عن المطبوعة و بالأصل و خع: الدلاني.

عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأ تمّام، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج الدمشقي يعرف بابن البرامي، نا محمد بن الفيض بن محمد بن الفياض، نا هشام بن خالد، حدثني الوليد بن مسلم (1)،حدثني ربيعة هو ابن ربيعة، عن ابن كيسان - يعني - نافعا عن أبيه كيسان قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق»[244].

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر، عن عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد الرازي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج الدمشقي، أنا أبو محمد عبد الصمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد، أنا العباس بن الوليد بن مزيد (2)،أخبرني أبي، نا سعيد بن عبد العزيز، عن شيخ له أنه سمع ابن عباس (3) الحضرمي قال :يخرج عيسى بن مريم عند المنارة عند باب الشرقي، ثم يأتي مسجد دمشق حتى يقعد على المنبر، و يدخل المسلمون المسجد و النصارى و اليهود كلهم يرجوه، حتى لو ألقيت شيئا لم تصب إلاّ رأس إنسان من كثرتهم. و يأتي مؤذن المسلمين فيقوم، و يأتي صاحب بوق اليهود و يأتي صاحب ناقوس النصارى، فيقول صاحب اليهود: اقرع، فيكتب سهم المسلمين، و سهم النصارى، و سهم اليهود، ثم يقرع عيسى فيخرج سهم المسلمين.

فيقول صاحب اليهود: إن القرعة ثلاث. فيقرع. فيخرج سهم المسلمين، ثم يقرع الثالثة فيخرج سهم المسلمين. فيؤذن المؤذن و يخرج اليهود و النصارى من المسجد. ثم يخرج يتبع الدّجّال بمن معه من أهل دمشق، ثم يأتي بيت المقدس و هي مغلقة، قد حصرها الدّجّال، فيأمر بفتح الأبواب. و يتبعه حتى يدركه بباب لدّ، و يذوب كما يذوب الشمع.

و يقول عيسى: إن لي فيك ضربة. فيضربه فيقتله اللّه عز و جل على يديه، فيمكث في المسلمين ثلاثين سنة أو أربعين سنة، اللّه أعلم، أي العددين فيخرج على أثره يأجوج و مأجوج فيهلك اللّه يأجوج و مأجوج على يديه و لا يبقى منهم عين تطرف، و تردّ إلى الأرض بركتها، حتى إن العصابة ليجتمعون في العنقود على الرمانة، و ينزع من كلّ - و ذكر كلاما انقطع من الكتاب معناه - من كل ذات حمة حمتها - يعني سمّها، حتى إن

ص: 228


1- قوله:«حدثني الوليد بن مسلم» سقط من المطبوعة.
2- بالأصل و خع:«يزيد» تحريف و المثبت عن تقريب التهذيب.
3- في خع: ابن عايش.

الحية تكون مع الصبيّ، و الأسد و البقرة، لا يضره شيئا، ثم يبعث اللّه عز و جل ريحا طيبة تقبض روح كل مؤمن و يبقى شرار الناس يقوم عليهم الساعة.

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام، أنا الحسن بن أحمد بن يعقوب، نا يحيى بن محمد بن سهل - يعني - نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، نا أبو المغيرة، حدثني صفوان - يعني - ابن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن كعب قال :يهبط المسيح عليه السلام عند القنطرة البيضاء على باب دمشق الشرقي، تحمله غمامة، واضع يديه على منكبي ملكين، عليه ريطتان مؤتزر إحداهما مرتد الأخرى، إذا أكبّ رأسه يقطر منه الجمان.

ص: 229

باب ما جاء عن المبعوث بالمرحمة أنها فسطاط المسلمين يوم الملحمة

- أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السّلمي الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمد الرازي، حدثني أبو زرعة محمد و أبو بكر أحمد، أنبأ عبد اللّه بن أبي دجانة قالا: حدثنا إبراهيم بن دحيم حدثنا هشام ثنا صدقة ح.

و أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أبي (1) الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي ح.

و أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني و أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحماني (2) قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد السّلام المعروف بابن سعدان قالا: أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا أحمد بن عامر بن المعمر الأزدي ح.

و قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، عن أبي سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ، نا محمد بن محمد بن سليمان، قالا: نا هشام بن عمّار، نا صدقة - زاد الربعي: بن خالد، نا خالد بن دهقان، قال: سمعت يزيد بن أرطأة - زاد زاهر: الفزاري يقول: سمعت جبير بن نفير الحضرمي يقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل

ص: 230


1- ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
2- في خع: الحنائي.

المسلمين يومئذ»[245].

و في حديث ابن دحيم: بن (1) خير.

- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المغربي (2) في كتابه ثم حدثني أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو زرعة الدمشقي، نا أبو مسهر، ح.

قال: و نا سليمان، قال: و نا أحمد بن المعلّى، نا هشام بن عمّار، قالا: نا صدقة بن خالد، حدثني خالد بن دهقان، عن زيد بن أرطأة، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق فهي خير مساكن الناس يومئذ»[246].

- قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه الأصولي، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن الطّيّوري، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيّوية - إجازة - أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين - و قد ذكروا عنده أحاديث من ملاحم الروم - فقال يحيى: ليس من حديث الشاميين شيء (3) أصح من حديث صدقة بن خالد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: «معقل المسلمين أيام الملاحم دمشق»[247].

و رواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن زيد بن أرطأة الفزاري فاختلف عليه فيه، فرواه هكذا عنه يحيى بن حمزة .

- أخبرنا به أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه، و حدثني أبو سعد الأصبهاني عنه، أنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي، أنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، أنا حامد بن شعيب، نا منصور بن أبي مزاحم، نا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن زيد بن أرطأة، قال: سمعت جبير بن نفير يحدث عن أبي الدرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحو حديث قبله :يوم الملحمة الكبرى فسطاط المؤمنين

ص: 231


1- في خع: من خير.
2- في خع: المقرئ.
3- في المطبوعة: حديث.

بالغوطة مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام.

و هكذا رواه محمد بن المبارك الصوري، و عبد اللّه بن يوسف الدمشقي نزيل تنّيس، و هشام بن عمّار .

- و أما حديث محمد فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، نا تمام بن محمد الرازي و أبو محمد بن أبي نصر، و أبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان، و أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن أبي العقب ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني، أنا أبي الفقيه أبو العبّاس، أنا أبو محمد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا محمد بن المبارك الصوري، نا يحيى بن حمزة، عن ابن جابر، عن زيد بن أرطأة، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، إلى جانب مدينة يقال لها دمشق، من خير مدائن الشام»[248].

- و أمّا حديث عبد اللّه بن يوسف: فأخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن أبي القاسم، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان - ببغداد - أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا عبد اللّه بن يوسف، نا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني زيد بن أرطأة، قال: سمعت جبير بن نفير الحضرمي يحدثنا عن أبي الدّرداء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام»[249].

- و أمّا حديث هشام: فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، و حدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، نا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا هشام بن عمّار ح.

قال: و نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف، قالا: نا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن زيد بن أرطأة، قال: سمعت جبير بن نفير

ص: 232

الحضرمي يحدث عن أبي الدرداء أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«فسطاط المسلمين يوم الملحمة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام»[250].

و كذا رواه أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، عن صدقة بن خالد، عن ابن جابر، و رواه هشام بن عمّار عن صدقة فأرسله.

- فأما حديث أبي مسهر:

فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي - بنيسابور - أنا أحمد بن الحسن بن محمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن حمدون، نا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر، نا صدقة، نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن زيد بن أرطأة، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«يوم الملحمة العظمى فسطاط المسلمين يومئذ بأرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ»[251].

- و أمّا حديث هشام المرسل فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه - بدمشق - و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي - ببغداد - قالا: نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أحمد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر، حدثني زيد بن أرطأة، عن جبير بن نفير الحضرمي، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة عند مدينة يقال لها دمشق هي خير منازل المسلمين يومئذ»[252] و لم يقل الفقيه: هي.

- و رواه عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه أتم من هذا إلاّ أنه جعله من مسند عوف بن مالك لا من مسند أبي الدرداء.

- أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني و علي بن المسلم السلمي الفقيهان، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسن (1) بن محمد بن علي بن أبي الرضا القاضي، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبي، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا ابن عياش، حدثني صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال :أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو في بناء له

ص: 233


1- في خع: الحسين.

فسلمت عليه فقال:«أ عوف؟» قلت: نعم يا رسول اللّه قال:«ادخل» قال: أدخل كلي أم بعضي؟ قال:«بل كلك» قال: فقال (1)«عدد ستا بين يدي الساعة أوّلهن موتي» قال:

فاستبكيت حتى جعل رسول اللّه يسكتني (2) قال:«قل إحدى و الثانية فتح بيت المقدس، قل اثنين. و الثالثة: يكون فتنة في أمتي و عظمها، قل ثلاث. و الرابعة موتان (3) يقع في أمتي يأخذهم كقعاص (4) الغنم، قل أربع. و الخامسة يفيض المال فيكم على أن الرجل ليعطي المائة دينار فيظل يسخطها. قل خمسا. و السّادسة هدنة تكون بينكم و بين بني الأصفر (5)،يسيرون (6) إليكم على ثمانين غاية، تحت كل غاية اثني عشر ألفا، فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق»[253].

- و أخبرناه أبو المعالي صالح بن شافع بن صالح بن حاتم الجيلي الحنبلي، أنا أبو الفضل محمد بن محمد بن الطّيّب الصّبّاغ - قراءة عليه - أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد اللّه بن بشران المعدّل - قراءة عليه - أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن زياد القطان، نا عبد الكريم بن الهيثم العاقولي، نا أبو اليمان ح.

و أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه، و حدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدّمشقي، نا أبو اليمان الحكم بن نافع.

قال: و نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، نا أبو المغيرة، قالا: نا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال :أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو في بناء له فسلمت عليه فقال لي:«عوف» فقلت: نعم فقال لي:

«ادخل» فقلت: كلي أو بعضي قال:«بل كلك» فقال لي:«يا عوف اعدد ستا بين يدي السّاعة أوّلهن موتي» فاستبكيت حتى جعل يسكتني (7) ثم قال لي:«قل إحدى» قلت:

إحدى قال:«و الثانية فتح بيت المقدس قل ثنتان» فقلت: ثنتان قال:«و الثالثة موتان

ص: 234


1- في مختصر ابن منظور 95/1: فقال لي: يا عوف، اعدد ستّا...
2- في مختصر ابن منظور: يسكنني.
3- الموتان: الموت الكثير الوقوع.
4- القعاص: داء في الغنم لا يلبثها أن تموت (القاموس).
5- بنو الأصفر: الروم.
6- في مختصر ابن منظور 95/1 فيسيرون.
7- الموتان: الموت الكثير الوقوع.

يكون في أمتي يأخذهم مثل قعاص الغنم، قل ثلاث» فقلت: ثلاث قال:«و الرابعة فتنة تكون في أمتي - و عظّمها» ثم قال:«قل أربع» فقلت: أربع قال:«و الخامسة يقبض فيكم المال حتى إن الرجل ليعطى المائة الدينار فيتسخطها، قل خمس» فقلت: خمس قال:

«و السادسة هدنة تكون بينكم و بين بني الأصفر يسيرون إليكم على ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر ألفا، ففسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة في مدينة يقال لها دمشق»[254] و لفظ الحديث للطبراني.

- و في حديث عبد الكريم :راية في الموضعين.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني ببغداد، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الأصبهاني، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر محمد بن زنجويه العذل (1) الأصبهاني، أن أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، قال :مما روي على ثلاثة أوجه قوله صلى اللّه عليه و سلم عند ذكر الروم: فيغدرون فيوافونكم على ثمانين غياية و روي ثمانين غاية بياء، و أكثرهم يرويه ثمانين غاية بياء واحدة تحتها نقطتان. فمن رواه هكذا قال: الغاية: الراية. و من رواه غياية بياءين قال: أراد السّحابة.

و روى بعضهم قال: غياية ترهيا (2) يعني سحابة (3) و من رواه غابة بباء تحتها نقطة واحدة قال: أراد الأجمة (4).

- قال العسكري: و حدثنا أحمد بن إسحاق بن بهلول، نا أبي، نا يعلى بن عبيد، عن أبيه، عن نصر بن أبي بكر، عن زيد بن رفيع، عن عوف بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في حديث ذكرناه أنه قال :«في هدنة تكون بينكم و بين بني الأصفر ثم يأتون على ثمانين غياية (5)تحت كل غياية ثمانون ألفا»[255].

- و كلا القولين في إسناده صحيح فقد رواه أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم الغسّاني

ص: 235


1- كذا بالأصل و خع: العذل بالذال المعجمة.
2- كذا بالأصل و خع.
3- عن خع و بالأصل هي سمي به.
4- في مختصر ابن منظور:«و الغابة - بنقطة واحدة-: السحابة» كذا فيه و لم أعثر على هذا المعنى. و في خع و المطبوعة كالأصل.
5- عن خع و بالأصل في اللفظين «عياية» بالعين المهملة.

الحمصي، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه [قال:] حدثني أصحاب محمد.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا أبو اليمان، نا أبو بكر يعني ابن أبي مريم عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال:

حدثنا أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: (1) «سيفتح عليكم الشام، فإذا خيرتم المنازل منها (2)،فعليكم بمدينة يقال دمشق، فإنها معقل المسلمين من الملاحم و فسطاطهم (3) منها بأرض يقال لها الغوطة»[256] و كذا رواه بشر بن بكر الدمشقي نزيل تنّيس (4)،عن أبي بكر .

- أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد بن أبي منصور الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أحمد (5) بن الحسن الخزاعي، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج (6) الشاشي - ببخارى - نا عيسى بن أحمد - يعني - البلخي، نا بشر بن بكر، حدثني أبو بكر، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، قال: حدثني أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم قال :إنه سيفتح عليكم الشام، فإذا خيرتم المنازل منها فعليكم بمدينة يقال لها دمشق فإنها معقل المسلمين من الملاحم، و فسطاطهم منها بأرض يقال لها الغوطة[257].

- و رواه أبو الحسن بن محمد بن مصعب القرقساني (7)،عن أبي بكر خالفهما، فقال: عن رجل من أصحاب محمد.

- أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا محمد بن مصعب، نا أبو بكر، عن

ص: 236


1- مسند أحمد 160/4 و فيه: ستفتح.
2- مسند أحمد: فيها.
3- مسند أحمد: و فسطاطها.
4- تنيس بكسرتين، جزيرة في بحر مصر قريبة من البر بين الفرما و دمياط (ياقوت).
5- في خع: علي بن أحمد بن محمد.
6- في خع: شريح.
7- بفتح القافين بينهما راء ساكنة (اللباب) هذه النسبة إلى قرقيسيا و هي بلدة بالجزيرة (الأنساب) و ضبطت بالقلم في تقريب التهذيب بالضم.

عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن رجل من أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ستفتح عليكم الشام و أن بها مكانا يقال له الغوطة - يعني - دمشق من خير منازل المسلمين في الملاحم»[258] و خالفهم الوليد بن مسلم فرواه عن أبي بكر مرسلا.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري ح.

- و أخبرناه القاضي أبو علي الحسن بن سعيد بن أحمد بن عمرو بن المأمون بن عمرو بن المأمون الجزري بالرّحبة، أنا أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري، نا أبو عبد اللّه أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي (1)،نا صفوان - يعني - ابن صالح، نا الوليد، حدثني أبو بكر بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«ألا إنها ستفتح عليكم بالشام، فعليكم بمدينة يقال لها دمشق، فإنها خير مدائن الشام. و فسطاط المؤمنين بأرض منها يقال لها الغوطة و هي معقلهم»[259].

و كذا أرسله مكحول الفقيه الدمشقي عن جبير .

- قرأناه على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر ابن حيّوية، أنا محمد بن القاسم الكوفي (2)،نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، أنا محمد بن راشد، قال: حدّث مكحول أن جبير بن نفير حدث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«فسطاط المسلمين [في الملحمة] (3) الغوطة مدينة يقال لها دمشق خير مدائن الشام»[260].

و رواه أبو العلاء برد بن سنان و سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول و لم يذكرا جبيرا في إسناده و أرسلاه.

- فأمّا حديث برد بن سنان.

ص: 237


1- عن الأنساب و بالأصل «الثعلبي».
2- في خع:«الكوكبي».
3- زيادة عن خع.

فأخبرناه أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود المغربي الحمزي (1) الفقيه، و أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي البصري - ببغداد - قالا: أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي التّستري بالبصرة، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، نا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني، نا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد، أنا برد أبو العلاء، عن مكحول أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«موضع فسطاط المسلمين في الملاحم أرض يقال لها دمشق الغوطة»[261].

- و أمّا حديث سعيد: فأنبأناه أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الجيلي (2)،و حدثنا عنه أبو البركات الخضر بن شبل بن عبد الواحد الحارثي الفقيه، أنا أبو [علي] (3) الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ، نا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، أنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصمد السّلمي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة بن خريم المرّي، نا الوليد بن مسلم، حدثني سعيد بن عبد العزيز أن من أدرك من علمائنا كانوا يقولون يخرصون (4) أهل مصر من مصرهم إلى ما يلي المدينة، و يخرج أهل فلسطين و الأردن إلى مشارق (5) البلقاء و إلى دمشق، و يخرج أهل الجزيرة و قنّسرين و حمص إلى دمشق، و ذلك لما كان حدثنا به سعيد، عن مكحول، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«فسطاط المؤمنين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة مدينة يقال لها دمشق»[262].

- و رواه أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار، عن سعيد فأسنده بذكر معاذ بن جبل في إسناده ،إلاّ أنه منقطع، فإن مكحولا لم يدرك معاذا رضي اللّه عنه.

- أخبرنا بحديثه أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي، أنا أبو الغنائم

ص: 238


1- هذه النسبة إلى حمزة، مدينة بالمغرب (ياقوت و قد ذكره فيمن نسب إليها و قال عنه: روى عنه أبو القاسم الدمشقي.
2- في خع:«الحماني» و في المطبوعة:«الحنائي» و هو الصواب انظر الأنساب (الحنائي) فقد ذكره فيمن نسب إلى بيع الحناء.
3- زيادة عن خع.
4- في خع:«يخرجون.» و في مختصر ابن منظور 96/1: يخرج أهل مصر.
5- الأصل و خع، و في مختصر ابن منظور: مشارف.

عبد الصمد بن علي بن المأمون، أنا عبيد اللّه بن محمد بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو نصر التّمّار، نا سعيد - يعني - ابن عبد العزيز، عن مكحول، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«يوم الملحمة الكبرى فسطاط المؤمنين بالغوطة بمدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام»[263].

تابعه الحسن بن علوية القطان، عن أبي نصر.

- و كذا رواه الوليد بن مسلم و يحيى بن حمزة و محمد بن بكار بن بلال، عن سعيد. و قد روي عن أبي مالك الأشعري عن معاذ.

قرأته على أبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحامي عن أبي سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ، أنا محمد بن مروان، عن هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا عروة بن رويم، عن أبي مالك الأشعري، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «يوم الملحمة العظمى فسطاط المسلمين بالغوطة من خير مدائن الشام يومئذ»[264].

و قد روي هذا الحديث من وجه آخر:

- قرأته على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الصّيداوي (1)،أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة، أنا القاسم بن عبيد المكتب، نا عبد اللّه بن سليمان (2) العبدي، نا أبي، حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إنها ستفتح الشام، فعليكم بمدينة يقال لها دمشق، فإنها خير مدائن الشام. و هي معقل المسلمين من الملاحم، و فسطاط المسلمين بأرض منها يقال لها الغوطة، و معقلهم من الدّجّال بيت المقدس، و معقلهم من يأجوج و مأجوج [الطور] (3)»[265].

- أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ، نا حبيب بن

ص: 239


1- هذه النسبة إلى صيداء و هي مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال دمشق بينها و بين صور ستة فراسخ.
2- عن خع و بالأصل «سلمان».
3- زيادة عن خع.

الحسن و عبد اللّه بن محمد، قالا: نا عمر بن الحسن أبو حفص القاضي الحلبي، نا محمد بن كامل بن ميمون الزيات، نا محمد بن إسحاق العكاشي، نا الأوزاعي، قال:

قدمت المدينة في خلافة هشام فقلت: من هاهنا من العلماء قال: هاهنا محمد بن المنكدر و محمد بن كعب القرظي و محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. فقلت: و اللّه لأبد أنّ بهذا قبلهم. قال:

فدخلت المسجد فسلمت، فأخذ بيدي فأدناني. فقال: من أي إخواننا أنت؟ فقلت له:

رجل من أهل الشام، فقال: من أي أهل الشام؟ قلت: رجل من أهل دمشق. قال: نعم، أخبرني أبي عن جدي أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«للناس ثلاث معاقل، فمعقلهم من الملحمة الكبرى التي تكون لعمق (1) أنطاكية دمشق، و معقلهم من الدّجّال بيت المقدس، و معقلهم من يأجوج و مأجوج: طور سيناء»[266].

- قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الحافظ، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، نا حفص بن غيلان الهمداني، عن حسّان بن عطية، قال :ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كيف يجوز الأعداء أمته من بلد إلى بلد. فقال: يا رسول اللّه فهل من شيء؟ قال:«نعم الغوطة، مدينة يقال لها دمشق هي فسطاطهم، و معقلهم من الملاحم لا ينالها عدو إلاّ منها»[267].

قال حفص: يقول:- لا ينالهم عدو لهم إلاّ منها، من الأمة، و هو يوم دخلها عبد اللّه بن علي بجنوده.

- أنبأناه أبو طاهر محمد بن الحسين بن إبراهيم الحنّائي (2)،و حدثنا عنه أبو البركات الخضر بن شبل الحارثي الفقيه، أنا أبو علي الأهوازي، نا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة، نا الوليد بن

ص: 240


1- في مختصر ابن منظور 97/1 «بعمق».
2- في خع:«الحماني» تحريف.

مسلم، قال: و نا أبو معيد (1) حفص بن غيلان عن حسّان بن عطية أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكر كيف يجوز الأعداء أمته من بلد إلى بلد فقالوا: يا رسول اللّه هل من شيء؟ فقال:«نعم الغوطة، مدينة يقال لها دمشق، معقلهم و فسطاطهم لا ينالهم عدو إلاّ منها»[268].

قال حفص بن غيلان: يريد بقوله:«لا ينالها عدو إلاّ منها» يقول من أمته، و هو يوم دخلها عبد اللّه بن علي بجنوده.

- قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا عبد الجبّار بن عاصم، نا ابن عياش، عن سليمان (2) بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«للمسلمين ثلاثة معاقل: فمعقلهم من الملاحم دمشق، و معقلهم من الدّجّال بيت المقدس، و معقلهم من يأجوج و مأجوج الطور»[269].

- قرأت بخط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، أخبرني أبو العباس محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، نا أبي عن أبيه يحيى بن حمزة، نا عبد اللّه بن لهيعة، نا عبد اللّه بن شريح المعافري، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي سالم الجيشاني (3)،قال :انطلقت إلى المدينة أسأل عن علم الأحداث، فقيل لي: أين أنت عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص؟ فإنه كان صعلوكا فرّغه (4) أبوه لذلك. قال: فقدمت فأخبرت عبد اللّه بن عمرو بذلك فقال: نعم فسلوني عما شئتم أخبركم به. فو اللّه لو شئت لأخبرتكم بالسّنة التي يخرجون فيها من مصر. قلت: يا أبا محمد، أخبرني و خر لي. قال: نعم، إنك لن تبرح مؤامّا (5) بك ما لم يأت أهل المشرق أهل المغرب، فإذا كان

ص: 241


1- عن خع و بالأصل «معبد».
2- عن خع، و بالأصل «سليم».
3- بالأصل و خع و المطبوعة:«الحبشاني» تحريف و المثبت عن تقريب التهذيب، و اسمه: سفيان بن هانئ المصري، تابعي مخضرم شهد فتح مصر.
4- عن مختصر ابن منظور 97/1 و بالأصل:«فوغد».
5- عن مختصر ابن منظور و بالأصل: بواما.

ذلك خفق (1) الدين و خفقت السّنّة، و وقعت بين العرب البغضاء، فأقلّ المؤمنين من يحجزه إيمانه، و أقلّ المعاهدين من يكفه ساعيه (2)،فإن استطعت أن تسكن السروات (3)فكن بها، و إن عجزت فالإسكندرية فإن عجزت فالطور أو سرق (4) مارن، فإذا أقشعت شيئا، أبيت اللعن، و أصاب المأمومة و ذات الأصابع ذناباتها (5) فعليك بالفحص.

- قال عبد الرحمن بن شريح: سمعت أبا قبيل يزعم أن المأمومة أبيات الأشاغر بدمشق يوما (6) بها، و ذات الأصابع حرلان (7) ثم رجع الحديث إلى يزيد بن أبي حبيب في الفحص قال: و هي الغوطة قال: فإنها فسطاط للمسلمين، فإذا امتنعت الحمراء و البيضاء، و ظن الأولياء عن الأولياء فعليك بمدينة الأسباط، فإن العافية تجوزها كما يجوز السيل الدمن، لو أرى (8) أني أدرك ذلك لسبق رحيلي خبري و لا أنت تدركه.

يعني بمدينة الأسباط: بانياس.

- و قال أبو الحسين: و أخبرني محمد، أنا جدي،[نا أبي] (9) عن أبيه يحيى بن حمزة، نا ابن أبي ذيب، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن عبد اللّه بن حكيم، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال :ما أودّ أن لي مصر و كورها بعد الخمسين و المائة أسكنها. و لدمشق خير لو كنتم تعلمون.

- و قال أبو الحسين: أخبرني محمد، أنا جدي،[نا أبي] (10) عن أبيه يحيى بن حمزة، حدثني ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، أخبرني نافع بن كيسان الدمشقي، قال :لقيت يزيد بن شجرة الرّهاوي فقلت: إني أردت أن آتي فلسطين.

ص: 242


1- خفق الدين أي ضعف.
2- الساعي: الذي يقوم بأمر أصحابه عند السلطان.
3- السروات ثلاث: سراة بين تهامة و نجد، و السراة الثانية معدن البرم و هو في بلاد عدوان، و السراة الثالثة أرض عالية و جبال مشرفة على البحر من المغرب و على نجد من المشرق.(ياقوت).
4- في مختصر ابن منظور: سوق مازن.
5- عن خع و بالأصل «ذنباتنا».
6- عن خع و بالأصل «يرنا».
7- حرلان: ناحية بدمشق بالغوطة.
8- في المطبوعة:«أرى أبي» تحريف.
9- زيادة عن خع.
10- زيادة عن خع.

قال: لا تفعل، فإني أحدثك في دمشق أحاديث ليست في غيرها. إنّ حبل الناس إذا اضطرب كانت عصمتهم، و إنّ أهلها مدفوع عنهم، و أنه لا ينزل بأرض جوع و لا بلاء و لا فتنة إلاّ خفف ذلك عنهم.

- و قال أبو الحسين: أخبرني محمد بن جعفر بن أحمد، نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، نا أبي (1)،عن أبيه يحيى بن حمزة، نا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عمرو بن جعفر الحضرمي، قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول :من سكن دمشق نجا فقلت: أ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟ قال: فعن رأيي أحدثك.

- قال: و نا يحيى بن حمزة، نا عاصم بن رجاء بن حيوة، عن أبيه، عن ابن محيريز قال: قال لي رويفع بن ثابت الأنصاري ،و كان من أصحاب الشجرة: اسكن فلسطين ما استقامت العرب، فإذا نادوا (2) بشعار الجاهلية فاسكن دمشق، و شرقها خير من غربها.

- قال: و نا يحيى بن حمزة، نا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عمّار بن سعد التجيبي، أن عقبة بن رافع بن عبد الحارث أوصى بنيه حين حضرته الوفاة، فقال :يا بني احفظوا ما أوصيكم به تنتفعوا أن لا تدّانوا و إن لبستم العباء و لا يدخل أحد منكم في بيعة الرايات السود طائعا إن أدركتموها و لا تدعنّ حظكم من دمشق و إن لم تصيبوا البيت إلاّ بدية.

- أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن المبارك، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو العباس عبد اللّه بن عتاب بن أحمد، نا أبو علي محمود بن خالد السّلمي، نا عبد اللّه بن كثير القارئ، عن الأوزاعي، قال :بلغنا أن بالشام واديا يقال له الغوطة، فيه مدينة يقال لها دمشق هي خير مدائن الناس يوم الملاحم (3).

ص: 243


1- قوله:«نا أبي» ساقطة من المطبوعة.
2- عن مختصر ابن منظور، و بالأصل «بادوا» و في خع:«باروا».
3- قوله:«يوم الملاحم» سقط من المطبوعة.

- قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا عبد الجبّار بن عاصم، نا إسماعيل ح.

و قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا، عن أبي محمد الجوهري ح.

و أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي إجازة.

و حدّثني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيّوية، أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي، حدثني هارون بن علي بن الحكم المزوّق، نا حمّاد بن مالك الضرير، نا خالد بن مرداس، نا إسماعيل بن عيّاش (1)،عن صفوان بن عمرو، عن أبي الزاهرية، عن كعب الأحبار أنه قال:- و في حديث عبد الجبار: عن كعب قال :- معقل المسلمين من الملاحم دمشق، و معقلهم من الدّجّال نهر أبي فطرس (2) و معقلهم من يأجوج و مأجوج الطور.

- أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو العباس أحمد بن منصور بن قبيس، أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد، أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين، نا أحمد بن عمير، نا سليمان بن عبد الحميد، نا يزيد بن عبد ربه، حدثني بقية، حدثني الزّبيدي، عن الفضيل بن فضالة الهوزني، عن كعب، أنه قال :معاقل المسلمين ثلاثة:

فمعقلهم من الروم دمشق، و معقلهم من الدّجّال الأردن، و معقلهم من يأجوج و مأجوج الطور.

- أخبرنا أبو القاسم عبد الملك (3) بن عبد اللّه بن داود المغربي الحمزي الفقيه، و أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي البصري، قالا (4):أنا أبو علي علي بن

ص: 244


1- عن خع و بالأصل «عباس».
2- نهر أبي فطرس: موضع قرب الرملة من أرض فلسطين، و هو مصب نهر بالاسم ذاته ينبع من جبال نابلس و يصب في البحر بين أرسوف و يافا (معجم البلدان).
3- عن خع و معجم البلدان (حمزة) و بالأصل: عبد اللّه.
4- عن خع و بالأصل:«قالوا» خطأ.

أحمد بن علي التّستري بالبصرة، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا علي بن سهل الرّملي، نا الوليد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: لتمخرنّ الروم الشام أربعين صباحا لا يمتنع منها إلاّ دمشق و عمان.

- و أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه الفقيه، و أبو غالب الماوردي، قالا:

أنا أبو علي التّستري، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر، أنا أبو علي اللؤلؤي، نا أبو داود السجستاني، نا موسى بن عامر المرّي، نا الوليد، نا عبد اللّه بن العلاء أنه سمع أبا الأعيس عبد الرحمن بن سلمان يقول :سيأتي ملك من ملوك العجم يظهر على المدائن كلها (1) إلاّ دمشق. أبو الأعيس عبد الرحمن بن سلمان الخولاني. دمشقي.

- أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، نا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان، نا إبراهيم بن محمد بن الحسن، نا عيسى بن خالد، نا أبو اليمان، نا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد الألهاني، عن يزيد بن شريح التيمي، عن كعب قال :يهلك ما بين حمص و ثنية العقاب (2) سبعون ألفا من الوغا. قلت: ما الوغا؟ قال: العطش (3).

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا محمد بن عوف، نا أبو المغيرة، نا صفوان بن عمرو، نا أبو الزاهرية حدير بن كريب، عن كعب أنه قال ح.

و أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني عنه أبو مسعود، أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، نا أبو الشيخ، نا إبراهيم بن محمد بن الحسن، نا عيسى بن خالد، نا

ص: 245


1- عن خع و بالأصل «كلمة» تحريف.
2- عن خع و مختصر ابن منظور و بالأصل:«العذاب» تحريف.
3- كذا، و لم أصل إليه.

أبو اليمان، عن صفوان بن عمرو، عن أبي الزاهرية، عن كعب قال :لن تزالوا بخير ما لم يركب أهل الجزيرة أهل قنّسرين (1) و أهل قنّسرين أهل حمص فيومئذ (2) يكون الجفلة، و يفزع (3) الناس إلى دمشق.

ص: 246


1- قنسرين: بكسر أوله و فتح ثانيه و تشديده بلدة عند حلب (الأنساب - ياقوت).
2- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «يومئذ».
3- عن خع و مختصر ابن منظور و بالأصل «و هرع».

باب ما نقل عن أهل المعرفة أنّ البركة فيها مضعّفة

- أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البنا، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح [الجلي] (1) المصّيصي، نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصّيصي الصفار، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت ابن المبارك، عن يحيى بن أبي عمرو الغساني (2)،عن عبد اللّه بن ناشر الكلابي، عن سعد بن سفيان القارئ، قال: قال عثمان رضي اللّه عنه :النفقة في أرض الهجرة مضاعفة بسبع مائة ضعف، و أنتم المهاجرون أهل الشام لو أن رجلا اشترى بدرهم لحما من السوق فأكله و أطعم أهله كان له بسبع مائة.

الصواب ابن ناشر الكناني.

- و هذا مختصر من حديث طويل: أخبرناه بسماعه بتمامه أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن محمد بن كادش السّلمي العكبري، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات الصيرفي، أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي، نا صفوان بن صالح، نا محمد بن شعيب، أخبرني أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد اللّه بن ناشرة (3) أنه أخبره عن سعيد بن سفيان القارئ، قال :توفي أخي و أوصى بمائة دينار في سبيل اللّه، فوافق ذلك صالح بن فرعون فلم يكن عامئذ غازية. فقدمت المدينة في حج أو عمرة، فدخلت على

ص: 247


1- زيادة عن هامش الأصل و خع، و قوله «الفتح» عن المطبوعة و رسمت بالأصل «العتج» و قد سقطت من خع.
2- في خع:«السيباني و في المطبوعة: الشيباني.
3- كذا بالأصل و خع هنا.

عثمان بن عفان و عنده رجل قاعد، و عليّ قباء من بزن. و الصواب بزيون (1)-و كان أصابه من الغنيمة بأرض الروم. و كان جيبه و فروجه مكفوف (2) بحرير. فلما رأى ذلك الرجل أقبل عليّ يجاذبني قبائي ليخرقه. فلما رأى ذلك عثمان قال: دع الرجل. فتركني ثم قال: لقد عجلتم. فسألت عثمان فقلت: يا أمير المؤمنين توفي أخي و أوصى بمائة دينار في سبيل اللّه فوافق (3) ذلك صالح بن فرعون فلم يجئنا غازية فما تأمرني؟ قال: هل سألت أحدا قبلي؟ قلت: لا، قال: لئن استفتيت أحدا قبلي، فأفتاك غير الذي أفتيتك به ضربت عنقه. إن اللّه عز و جل أمرنا بالإسلام فأسلمنا كلنا فنحن المسلمون، و أمرنا بالهجرة فهاجرنا فنحن المهاجرون أهل المدينة، ثم أمرنا بالجهاد فجاهدتم فأنتم المجاهدون أهل الشام. أنفقها على نفسك أو على أهلك، و على ذوي الحاجة ممن حولك، فإنك لو خرجت بدرهم ثم اشتريت به لحما و أكلت أنت و أهلك كتب لك بسبع مائة درهم. فخرجت من عنده فسألت عن الرجل الذي حادثني فقيل: هو علي بن أبي طالب. فأتيته في منزله فقلت: ما رأيت مني؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«أوشك أن تستحلّ أمتي فروج النساء و الحرير»[270] و هذا أول حرير رأيته على أحد من المسلمين، فخرجت من عنده فبعته من الخياط.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أن عمر بن عبيد اللّه بن عمر و أحمد و محمد ابنا الحسن بن أبي عثمان.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن طاوس، أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا المحاملي، نا محمد بن عمرو بن حمّان (4)،نا ضمرة، حدثني يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن الوليد بن سفيان، عن عوف قال :أوصى رجل بمائة دينار في سبيل اللّه عز و جل و إن ذلك وافى في صالح بن فرعون صاحب الروم قال: فحجّ الوصيّ فمرّ بالمدينة، فدخل على عثمان بن عفان فقال: إنّ رجلا أوصى بمائة دينار في سبيل اللّه عز و جل، و إن ذلك وافى صالح بن

ص: 248


1- البزيون و البزيون: السندس (قاموس).
2- في مختصر ابن منظور: مكفوفة.
3- في المطبوعة: فوافق.
4- كذا بالأصل و خع، و في تقريب التهذيب: حنان بفتح المهملة و خفة النون، الكلبي، الحمصي.

فرعون صاحب الروم فقال: أين تسكن؟ قال: الشام، قال: أنفقها عليك و على أهلك و جيرتك (1) فإن الرجل من أهل الشام يشتري بدرهم لحما لأهله فيكون له سبع مائة درهم. و ذكر الحديث.

- وجدت بخط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، أخبرني أبو العباس محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى، نا أبي عن أبيه يحيى بن حمزة، حدثني سفيان الثوري عن طعمة بن عمرو الجعفري، عن عبد الرحمن بن سابط الجمحي قال: قلت لعبد اللّه بن عمرو بن العاص :إن لي رحما و قرابة و إن منزلي قد نبا بي بالعراق و الحجاز. قال [أرضى] (2) له ما أرضى لنفسي و لولدي. عليك دمشق، عليك دمشق، ثم عليك بمدينة الأسباط بانياس فإنها مباركة السهل و الجبل، يعيش أهلها بغير الحجرين الذهب و الفضة. نقل (3)اللّه عنها أهلها حين بدلوا تطهيرا لها و إن البركة عشر بركات خص اللّه بانياس من ذلك ببركتين، لا يعيل ساكنها يعيش من برها و بحرها، و إذا وقعت الفتن كانت بها أخف منها في غيرها. فاتخذها و ارتدّ بها فو اللّه لفدّان بها أحب إليّ من عشرين بالوهط. و الوهط بالطائف.

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمد - إجازة، إن لم يكن قراءة - أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يعقوب المعدّل، نا يحيى بن محمد بن سهل، نا محمد بن يعقوب، نا أبو اليمان، نا أبو المغيرة، نا صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد :أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار: أحمص أعجب إليك أم دمشق؟ فقال كعب:

لمربض ثور بدمشق خير من دار عظيمة بحمص.

- كذا قال، حدثنا أبو اليمان، نا أبو المغيرة و ذكر أبي المغيرة مزيد في الإسناد.

فإن أبا اليمان صاحب صفوان ابن عمرو.

ص: 249


1- عن خع و بالأصل «و خيرتك».
2- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور 101/1 و فيه:«لك» بدل «له».
3- بدون نقط في الأصل و خع، و المثبت عن مختصر ابن منظور.

و قد رواه إسماعيل بن عياش، عن صفوان.

- قرأناه على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن (1) بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم (2) بن جعفر الكوكبي (3)،نا ابن أبي خيثمة، نا عبد الجبار بن عاصم، نا ابن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد الحضرمي، أن معاوية بن أبي سفيان سأل كعب الأحبار فقال :حمص أعجب إليك أم دمشق؟ قال: بل دمشق. قال معاوية: و لم؟ فقال كعب: مربض ثور في دمشق خير من دار عظيمة في حمص.

- و نا ابن أبي خيثمة، حدثني عبد الوهاب بن نجدة الحوطي قال: أتيت صدقة بن حبيب شيخا كان عندنا فسمعته يقول: سمعت أبا الكوثر يقول :كنت بدار يوحنا بحمص و قد بسط فيها لمعاوية بن أبي سفيان، فإذا رجل قد جاء من نحو زقاق اللقانق (4) فسلّم على معاوية فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال له: ادن يا أبا إسحاق، ما ترى في حمص و طيبها؟ فقال: بلى يا أمير المؤمنين، لموضع من دمشق صغير (5) أحب [إليّ] (6)من دار بحمص قال: و لم ذاك يا أبا إسحاق؟ قال: لأنها معقل الناس في الملاحم. قال معاوية: لا جرم، لا تركت بها حرمة.

- أخبرنا أبو الفضائل (7) ناصر بن محمود بن علي القرشي، أنا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمد بن شجاع، أنا عبد الرحمن بن عمر الإمام، نا خالد بن محمد بن ولد يحيى بن حمزة الحضرمي، نا جدي أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، نا أبي عن أبيه، نا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن ربيعة بن عبد اللّه بن الهدير قال :منزل في دمشق خير من عشر منازل في غيرها من أرض حمص، و منزل داخل دمشق خير من عشر منازل بالفراديس (8) و إياك و أرباضها فإن في سكناها الهلاك.

ص: 250


1- عن خع و بالأصل:«الحسين».
2- بالأصل:«محمد بن القاسم، نا أبو اليمان و أبو المغيرة بن جعفر الكوكبي» و الصواب عن خع.
3- بالأصل:«محمد بن القاسم، نا أبو اليمان و أبو المغيرة بن جعفر الكوكبي» و الصواب عن خع.
4- كذا بالأصل و خع و مختصر ابن منظور.
5- عن مختصر ابن منظور و بالأصل و خع: صغرة.
6- زيادة عن خع.
7- عن خع و بالأصل:«أبو الفائل».
8- الفراديس موضع بقرب دمشق (ياقوت).

- أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني (1)،أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن كلاب المشغرائي (2)،نا هشام بن خالد، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس :أن رجلا سكن طبرية بعياله شهرا فكفاهم بها عشرة أمداء من قمح ثم تحول إلى دمشق فكفاهم خمسة أمداء قمح.

- و أخبرنا أبو محمد، أنا أبو الفرج، نا أبو بكر، أنا عبد الوهاب، نا أحمد بن الحسين، نا هشام، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قلت لأبي سلام الأسود: ما نقلك من حمص إلى دمشق؟ قال: ما سألني عن هذا عربي قبلك، قال: لأن البركة فيها مضاعفة.

- أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، أنا أبو عبد الملك - و هو - البسري، نا جدي و هو محمد بن عبد اللّه بن بكّار، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال :قلت لأبي سلام الحبشي: ما نقلك من حمص إلى دمشق؟ قال: ما سألني عنها عربي قبلك، بلغني أن البركة فيها مضعفة.

- أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ابن جابر قال: قلت لأبي سلام :ما حملك على النقلة من حمص إلى دمشق؟ فقال: بلغني أن البركة تضعف بها ضعفين.

- قرأت بخط أبي الحسين البجلي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم [نا] (3) عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن مكحول

ص: 251


1- كذا بالأصل و هذه النسبة إلى أسفرايين بليدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان. و الصواب: الأسفراييني بياء مكسورة و ياء ساكنة (انظر الأنساب - ياقوت).
2- هذه النسبة إلى مشغرى قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع، و ذكره ياقوت باسم: أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاّب و بالأصل و خع:«بن كلاب الشعراني» تحريف.
3- زيادة عن خع.

أنه سأل رجلا أين يسكن؟ قال: الغوطة. قال له مكحول: ما يمنعك أن تسكن دمشق فإن البركة فيها مضعّفة.

- قال: و أنا محمد بن جعفر بن (1) محمد بن أحمد بن يحيى بن حمزة، نا جدي أحمد بن محمد، نا أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة، نا عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، حدثني يحيى بن يحيى قال: قال لي عبيد بن يعلى و هو رجل من أهل بيت المقدس كان بعسقلان و كان عالما: ارحل من فلسطين و الحق بدمشق فإن بركات الشام كلها مسوقات إلى دمشق.

- قال: و أنا أحمد بن عمير بن يوسف، نا أحمد بن عبد الواحد، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا صفوان بن عمرو، عن أمه أم الهجرتين ابنة عوسجة بن أبي ثوبان ،أن عمرو بن هرم السّكسكي أراد أن ينقلها إلى دمشق فاستعانت عليه بذي قرابتها جابر بن آزاد المقرائي (2) فلم يزل به حتى أعفاها من النقلة فقال عمرو بن هرم: فإني أبيع داري بدمشق و ما أصنع بها و أنا عنها غائب. فقال جابر بن آزاد: لا تفعل فو اللّه لقد حدّثنا أنه سيأتي على الناس زمان لمربض ثور في دمشق خير من دار عظيمة بحمص، و إنها لمعقل المسلمين.

كذا قال. ازاد بإثبات الألف في الموضعين، و إنما هو جابر بن أزد بغير ألف، و هو ذو قرنات الحمصي.

- قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن أبي محمد عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي، أنا أبو عمر بن فضالة، نا أحمد بن أنس و إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم (3) قالا: نا عمران بن أبي جميل (4)،نا سليمان بن عتبة، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن كعب الأحبار قال :كل بناء بناه العبد يحاسب عليه إلاّ بناء دمشق.

ص: 252


1- في خع: بن أحمد بن محمد بن يحيى.
2- المقرائي بضم الميم و قيل بفتحها، هذه النسبة إلى مقرى، قرية بدمشق (الأنساب، و ذكر ممن انتسب إليها جابر بن آزاد).
3- في المطبوعة: رحيم بالراء، تحريف.
4- عن خع و بالأصل: حميل.

- أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو بكر محمد بن أبي عمرو - بمنين (1)-أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، نا أحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، نا عمران بن أبي جميل، نا سليمان بن عتبة، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني عن كعب الأحبار قال:

كل بناء يبنيه العبد في الدنيا يحاسب به يوم القيامة إلاّ بناء في دمشق.

- أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم بن قيراط المقرئ، عن رشأ بن نظيف و نقلته من خطه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، حدثني أبو عبد اللّه محمد بن عبدوس الجهشياري (2)،قال :وجدت عملا لما كان يحمل إلى بيت المال بمدينة السّلام من جميع النواحي فمن ذلك من دمشق أربعمائة ألف و عشرون ألف دينار.

و ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، عن المدائني: أن وظيفة [دمشق] (3) التي وصفها معاوية أربعمائة ألف دينار.

و هذا بعد صرف ما لا بد من صرفه في ديوان الجند و الولاة و أرزاق الفقهاء و المؤذنين و القضاة (4).و هذا يدل على كثرة دخلها و عظم البركة في مستغلها (5).

ص: 253


1- منين بالفتح ثم الكسر قرية في جبل سنير من أعمال دمشق.
2- كتاب الوزراء و الكتاب ص 287.
3- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور ص 102 و انظر فتوح البلدان.
4- بالأصل «و القضاء» صححت عن المصادر السابقة.
5- بالأصل: شغلها صححت عن المصادر السابقة.

باب ما جاء عن سيد المرسلين في أن أهل دمشق لا يزالون على الحق ظاهرين

- أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمد الرازي، نا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني، و علي بن المسلم بن الفتح السّلمي الفقيهان، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن علي الأنطاكي القاضي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، أنا أحمد بن سليمان، نا أبي، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا ابن عياش، حدثني الوليد بن عمّار (1)،عن عامر الأحول، عن أبي صالح الخولاني، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :

««لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق و ما حولها، و على أبواب بيت المقدس و ما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة»[271].

رواه أبو علي عبد الجبّار محمّد بن مهنا الدّاراني في تاريخ داريّا عن أحمد بن سليمان إلاّ أنه صحّف (2) في إسناده في موضعين قال عاصم الأحول و إنما هو عامر بن عبد الواحد الأحول البصري و ليس بعاصم بن سليمان الأحول، و هو بصري نزل المدائن. و قال: عن أبي مسلم الخولاني و إنما هو أبو صالح.

و كذلك رواه هشام بن عمّار الدمشقي، و ورد بن عبد اللّه التميمي الطبري ثم

ص: 254


1- في خع:«الوليد بن عباد».
2- عن خع و بالأصل «صحب».

البغدادي، و عبد الجبار بن عاصم النسائي (1)،عن إسماعيل بن عياش.

- فأمّا حديث هشام: فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، نا إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ، نا جعفر بن أحمد بن عاصم، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عياش، نا الوليد بن عباد، عن عامر الأحول، عن أبي صالح الخولاني، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق و ما حوله، و على أبواب بيت المقدس و ما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم السّاعة»[272].

قال ابن عدي: و هذا الحديث بهذا اللفظ ليس يرويه غير ابن عياش عن الوليد بن عباد.

- و أمّا حديث ورد: فأخبرناه أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن مهران المقرئ، نا أبو الفضل يعقوب بن يوسف بن عاصم البخاري، نا أبو الفضل أحمد بن ملاعب بن حبان المخرمي، نا ورد بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن عياش، عن الوليد بن عبّاد، عن عامر الأحول، عن أبي صالح الخولاني، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال :«لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق و ما حولها، و على أبواب بيت المقدس و ما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة»[273].

- و أمّا حديث عبد الجبّار: فأخبرناه عاليا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان [ح] (2).

و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الأديب بأصبهان، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو طالب عبد الجبّار بن عاصم، نا إسماعيل بن عياش - زاد بن المقرئ: أبو عتبة، و قالا:-

ص: 255


1- في المطبوعة: الغسّاني.
2- عن هامش الأصل و خع.

الحمصي، عن الوليد بن عبّاد، عن عامر الأحول، عن أبي صالح الخولاني، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق و ما حوله، و على أبواب بيت المقدس و ما حوله، لا يضرهم من خذلهم»- و قال ابن حمدان: خذلان من خذلهم-«ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة»[274].

تابعهم أبو الهيثم خالد بن مرداس السراج، عن إسماعيل بن عياش.

و قد رواه حيان بن وبرة المرّي، عن أبي هريرة.

- أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلم بن الفتح الفقيهان، قالا: أنا أبو العباس أحمد بن منصور الغسّاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان القرشي، أنا العباس بن الوليد، أنا محمد بن شعيب، أخبرني أبو المغيرة عمرو بن شراحيل العنسي، قال :أتينا بيروت أنا و عمير بن هاني العنسي فإذا نحن برجل يتغاثا (1) عليه الناس فإذا عليه قميص كرابيس (2) إلى نصف ساقيه و قلنسوة صغيرة يقال له حيان بن وبرة المرّي فقلت لعمير بن هانئ: أ من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [هذا؟] (3) قال: لا و لكنه صاحب لأبي بكر الصّدّيق قال عمرو: فسمعته يحدث عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لا تزال بدمشق عصابة يقاتلون على الحق حتى يأتي أمر اللّه و هم ظاهرون»[275].

- قال عباس بن الوليد: قد كان أخبرني به أبي عن ابن (4) شعيب، ثم قرأته أنا على ابن (5) شعيب أيضا.

- أخبرناه أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمد بن مهنى الخولاني، نا أبو الحسن (6)محمد بن بكار - ببيت لهيا (7)-نا العباس بن الوليد، نا [محمد بن] (8) شعيب فذكره

ص: 256


1- في تاريخ داريا ص 94 يتعايا.
2- كرابيس: قطن.
3- زيادة عن خع.
4- بالأصل «أبي» في الموضعين و الصواب عن خع.
5- بالأصل «أبي» في الموضعين و الصواب عن خع.
6- كذا بالأصل و تاريخ داريا للخولاني ص 90 و بالمطبوعة:«أبو الحسين».
7- بيت لهيا، هي قرية السكون و السكاسك، و كانت من أعمر القرى في الغوطة.
8- عن هامش الأصل و خع.

بإسناده نحوه، و زاد:«و ثياب رثة» و لم يذكر قول العباس أنه سمعه من أبيه.

- و روي عن الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، عن أبي هريرة و زيّد فيه زيادة.

- أخبرناه أبو الفضائل ناصر بن محمد بن علي القرشي، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمد بن شجاع، أنا أبو الحسن فاتك بن عبد اللّه المزاحمي - بصور - نا أبو القاسم علي بن محمد بن طاهر - بصور - نا أبو عبد الملك محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير بن عبدوس، نا موسى بن أيوب، نا عبد اللّه بن قسيم،[عن السّريّ بن بزيع] (1) عن السّري بن يحيى، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس و ما حولها، و على أبواب انطاكية و ما حولها، و على باب دمشق و ما حولها، و على أبواب الطالقان (2) و ما حولها، ظاهرين على الحق لا يبالون من خذلهم و لا من نصرهم، حتى يخرج اللّه كنزه من الطالقان فيحيي به دينه كما أميت من قبل»[276] و هذا إسناد غريب و ألفاظ غريبة جدا.

و قد روي من وجه آخر عن أبي هريرة و ليس فيه هذه الزيادة.

- قرأته بخط أبي الحسين البجلي، أخبرني أبو علي محمد بن محمد بن عبد الغني، نا يزيد بن عبد الصمد، نا محمد بن عائذ، نا الهيثم بن حميد نا يزيد الحميري رفعه إلى أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق و ما حولها، و على أبواب بيت المقدس و ما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة»[277].

- و روي عن أبي هريرة من وجوه أخر في أهل الشام على العموم من غير تخصيص أهل دمشق.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا أبو عبد الرحمن، نا سعيد - يعني - ابن أبي أيوب، حدثني محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن

ص: 257


1- ما بين معكوفتين زيادة عن خع.
2- الطالقان موضعان الأول بين مرو و بلخ و الثاني بين قزوين و أبهر (معجم البلدان).

أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«لا يزال لهذا الأمر - أو على هذا الأمر - عصابة على الحق لا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر اللّه»[278].

- و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عبد اللّه بن يوسف، نا يحيى بن حمزة، حدثني أبو علقمة نصر بن علقمة الحضرمي من أهل حمص أن عمير بن الأسود و كثير بن الحضرمي قالا: إن أبا هريرة و ابن السمط كانا يقولان: لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم السّاعة. و ذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا تزال من أمتي عصابة قوّامة على أمر اللّه لا يضرها من خالفها تقاتل أعداء اللّه، كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرون، يزيغ اللّه قلوب قوم لرزقهم منه حتى تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم فيفزعون ذلك حتى يلبسوا له أبدان الدروع» و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«هم أهل الشام»[279] و نكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم باصبعه يومئ بها إلى الشام حتى أوجعها.

رواه البخاري في التاريخ عن عبد اللّه بن يوسف.

- و أخبرناه أبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين الذّهلي في آثاره (1)،أنا أبو محمد الجوهري بقراءة أبي بكر الخطيب، أنا محمد بن المظفّر، نا محمد بن محمد بن سليمان، نا شيبان، نا الصعق، نا سنان، عن جبير، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «هذه الأمة منصورة بعدي، منصورون أينما توجهوا، لا يضرهم من خالفهم من الناس حتى يأتيها أمر اللّه أكثرهم أهل الشام»[280].

- و أخبرنا أبو الحسن سعد الخير (2) بن محمد بن سهل الأنصاري، أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، نا محمد بن أيوب، أنا شيبان الأيلي، نا الصعق بن حزن (3)،نا سيار الكوفي، عن جبير (4) بن عبيد، عن أبي هريرة قال: قال

ص: 258


1- في المطبوعة: في كتابه.
2- عن المطبوعة و بالأصل و خع: سعد الحسين.
3- بالأصل و خع «حرب» و المثبت عن تقريب التهذيب و فيه: حزن بفتح المهملة و سكون الزاي، بن قيس البكري البصري، أبو عبد اللّه.
4- في خع:«جبر» و في تقريب التهذيب: جبر بن عبيدة، و يقال جبير بن عبدة.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«لن تبرح هذه الأمة منصورة تقذف كل مقدف، منصورين أينما توجهوا، لا يضرهم من خذلهم من الناس هم أهل الشام»[281].

- أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي الدمشقي، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن حمد بن شجاع، أنبأ تمام بن محمد، نا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أحمد بن عمرو بن إسماعيل الفارسي الورّاق المقعد، نا شيبان بن أبي شيبة، نا الصعق بن حزن (1) البكري، نا سنان (2) الكوفي، عن جبير بن عبيدة (3) الحمصي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«لن تبرح هذه الأمة منصورين أينما توجهوا لا يضرهم من خذلهم من الناس حتى يأتي أمر اللّه أكثرهم أهل الشام»[282].

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان [حدثني] (4)صفوان بن صالح، نا الوليد، نا أبو عمرو، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي هريرة يرويه قال :لا تزال عصابة من أمتي على الحق ظاهرين على الناس لا يبالون (5) من خالفهم حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام.

قال أبو عمرو: فحدثت هذا الحديث قتادة فقال: لا أعلم أولئك إلاّ أهل الشام.

- و رواه عقبة بن علقمة البيروتي عن الأوزاعي فزاد في إسناده أبا سلمة. قرأته بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن عمير، أنبأ محمد بن عقبة بن علقمة البيروتي، نا أبي، نا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقول :«لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين حتى ينزل عليهم عيسى بن مريم»[283].

قال الأوزاعي: فحدثت به قتادة فقال: لا أعلم أولئك إلاّ أهل الشام.

ص: 259


1- بالأصل و خع «حرب» و المثبت عن تقريب التهذيب و فيه: حزن بفتح المهملة و سكون الزاي، بن قيس البكري البصري، أبو عبد اللّه.
2- كذا، و الصواب:«سياد» و قد تقدم.
3- كذا، و قد تقدم عبيد، و انظر ما لاحظناه.
4- زيادة عن خع.
5- عن مختصر ابن منظور 104/1 و بالأصل و خع «لا ينالون».

و رواه يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي فلم يذكر أبا سلمة إلاّ أنه قال :عن جابر بدلا من أبي هريرة.

- قرأته بخط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، أخبرني أسلم بن محمد، نا محمد بن هارون بن محمد بن بكّار بن بلال، نا أبي، نا يحيى بن حمزة [نا] (1)الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة»[284].

قال الأوزاعي: و حدثني قتادة هذا الحديث و زعم أنهم أهل الشام (2).

- و رواه محمد بن كثير المصّيصي، عن الأوزاعي فوهم فيه، و قال: عن قتادة، عن أنس.

أخبرناه (3) أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، أنا أبو بكر بن أبي علي بن عبد الرحمن، أنا أبو أحمد محمد بن أحمد العسّال (4)،نا أحمد بن الحسن بن زيد الجدلي، نا أحمد بن نصر النيسابوري، نا محمد بن كثير الصنعاني، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة» و أومئ بيده إلى الشام[285].

- أخبرناه عاليا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي ح.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، أنا أبي الفقيه أبو العبّاس، قالا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأ الحسن بن حبيب، نا العباس بن السندي، ثنا محمد بن كثير ح.

و أخبرناه أبو بكر وجيه ابن طاهر بن محمد الشحامي، أنبأ أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، أنا أبو بكر الأسفرايني و هو عبد اللّه بن

ص: 260


1- زيادة عن خع.
2- بعده في المطبوعة: آخر الجزء الرابع.
3- عن خع و بالأصل: أخبرنا.
4- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة: الغساني.

محمد بن مسلم، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، نا ابن كثير ح.

و أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا محمد بن عامر المصّيصي، نا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لا تزال طائفة من أمتي» - و زاد أبو الحسن و المكي:«يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة» و أومئ بيده إلى الشام[286].

- و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى الغسّاني إمام جامع دمشق، أنا أبو عمر محمد بن العباس بن الوليد بن صالح بن عمر بن كودل، أنا محمد بن العباس بن الوليد بن الدّرفس، نا عمرو بن عثمان و محمود، قالا: نا الوليد، نا ابن جابر، عن عمير بن هانئ: أن معاوية بن أبي سفيان خطبهم فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر اللّه عز و جل لا يضرّهم من خالفهم و لا من خذلهم حتى يأتي أمر اللّه عز و جل و هم على ذلك»[287].

قال عمير بن هانئ: فقام مالك بن يخامر فقال: سمعت معاذ بن جبل يقول: و هم بالشام. فقال معاوية: هذا مالك بن يخامر و به القسمة، زعم أنه سمع معاذا يقول: و هم بالشام.

- أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن موسى بن السمسار، نا أبو علي محمد بن محمد بن آدم الفزاري - إملاء - نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم، نا هشام بن عمّار، نا الوليد، نا ابن جابر، عن عمير بن هانئ، عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطبهم فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر اللّه تبارك و تعالى لا يضرّهم من خذلهم و من خالفهم حتى يأتي أمر اللّه عز و جل و هم على ذلك» يعني. فقام مالك بن يخامر السّكسكي فقال: يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول: و هم بالشام. فقال معاوية: هذا مالك بن يخامر، و به القسمة، يقول: إنه سمع معاذا يقول: و هم بالشام.

- أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا

ص: 261

عيسى بن علي الوزير، أنا أبو القاسم البغوي نا داود بن عمرو، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر [قال:] سمعت عمير بن هانئ القعنبي (1) يقول:

سمعت معاوية على منبره يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر اللّه لا يضرّها من خذلها و لا من خالفها حتى يأتي أمر اللّه عز و جل و هم على ذلك»[289].

قال عمرو (2):فقال مالك بن يخامر السّكسكي: فقال: يا أمير المؤمنين سمعت معاذا يقول: و هم، أو هو بالشام فقال معاوية: هذا مالك بن يخامر يزعم أنه سمع معاذ بن جبل و هم بالشام - و في حديث ابن حمدان: أنه سمع معاذا يقول: هم أهل الشام-.

- و كذا رواه يحيى بن حمزة، و الوليد بن مزيد (3) البيروتي، و بشر (4) بن بكر التّنّيسي، عن ابن جابر، فأما حديث يحيى.

فأخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب الواعظ، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا إسحاق بن عيسى، حدثني يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمير بن هانئ حدثه قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر اللّه لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر اللّه و هم ظاهرون على الناس»[290]. فقام مالك بن يخامر السكسكي فقال: يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول: و هم أهل الشام، فقال معاوية و رفع صوته: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول: و هم أهل الشام.

- و أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين

ص: 262


1- كذا بالأصل و خع، و في تقريب التهذيب: العنسي، بسكون النون و مهملتين، أبو الوليد الدمشقي الداراني.
2- كذا بالأصل و خع، و هو عمير، المتقدم.
3- عن تقريب التهذيب و بالأصل «يزيد».
4- عن تقريب التهذيب، و بالأصل «بسر» دمشقي الأصل، و لعله من ساكني تنيس.

البيهقي ح، و أخبرناه (1) أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عبد اللّه بن يوسف، نا يحيى بن حمزة، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمير بن هانئ حدث قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر اللّه لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر اللّه و هم ظاهرون على الناس»[291].

انتهى حديث البيهقي. و زادا: فقام مالك بن يخامر فقال: يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول: و هم أهل الشام. فرفع معاوية صوته فقال: هذا مالك بن يخامر و به النسبة (2) يزعم أنه سمع ابن جبل يقول: و هم أهل الشام.

- و أمّا حديث ابن مزيد (3) فأخبرناه أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ح.

و أخبرناه أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل، و أبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن بشر الطوسيان بنوقان (4) طوس قالا: أنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد بن فروخ (5)،زاد الفرخزادي ح.

و أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قالا: أنا أبو العباس الأصم، و قال الخطيب: محمد بن يعقوب: أنا العباس بن الوليد - و قال الخطيب:

البيروتي - أخبرني أبي قال: سمعت ابن جابر يقول: حدثني عمير بن هانئ - زاد الخطيب: العنسي - قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان و لم يقل الخطيب: ابن أبي سفيان - يقول على هذا المنبر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«لا يزال من أمتي أمة قائمة

ص: 263


1- قبله زيد في خع في إسناده: و أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الواسطي أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ح.
2- في خع:«النسمة» و في المطبوعة: القسمة.
3- في خع: يزيد، تحريف.
4- في خع:«بنوقان» و هو الصواب، و بالأصل «بقوقان» و في المطبوعة «بتوقان» و كلاهما تحريف. و نوقان إحدى قصبتي طوس (ياقوت).
5- في خع:«فرج».

بأمر اللّه لا يضرّهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتي أمر اللّه و هم ظاهرون على الناس»[292] انتهى حديث الفارسي. و قالوا قال: فقام مالك بن يخامر السّكسكي فقال:

يا أمير المؤمنين سمعت معاذ بن جبل يقول: و هم بالشام فقال معاوية: هذا مالك بن يخامر (1) حدثني، و هم بالشام.

- و أما حديث بشر:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد الشيباني، أنا محمد بن إسحاق الثقفي، نا الحسن بن عبد العزيز، نا بشر بن بكر أبو عبد اللّه التّنّيسي، حدثني ابن جابر، أخبرني عمير بن هانئ قال: سمعت معاوية على هذا المنبر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر اللّه لا يضرّهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتي أمر اللّه و هم ظاهرون على الناس»[293].

- و أخبرناه أبو الفضل محمد و أبو عاصم الفضيل، ابنا إسماعيل بن الفضيل الفضيليّان، قالا: أنا أحمد بن محمد بن أبي منصور أبو القاسم الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي - ببخارا - نا عيسى بن أحمد العسقلاني، نا بشر، نا ابن جابر، حدثني عمير بن هانئ قال: سمعت معاوية على هذا المنبر يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر اللّه لا يضرّهم من خذلهم، و لا من خالفهم حتى يأتي أمر اللّه و هم ظاهرون على الناس»[294] فقال مالك بن يخامر السكسكي: يا أمير المؤمنين سمعت معاذا يقول: و هم بالشام. فقال معاوية: هذا مالك بن يخامر، و به القسمة، يزعم أنه سمع معاذا يقول: و هم بالشام (2).

و كذا رواه عن معاوية يونس بن ميسرة بن حلبس، و مسلم بن هرمز، و مكحول الفقيه.

- فأمّا حديث يونس: فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، قال: قرئ

ص: 264


1- بالأصل هنا:«جابر» و أثبتنا ما في خع.
2- خبر بكامله ناقص من الأصل و خع و مثبت في المطبوعة 253/1 عن إحدى نسخ ابن عساكر، انظره فيها.

على سعيد بن محمد بن أحمد البحيري و أنا حاضر، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري، أنا أبو بكر محمد بن إسحاق، نا علي بن حجر السّعدي، نا الوليد بن مسلم، نا مروان بن جناح، عن يونس بن حلبس الجندي: أن معاوية بن أبي سفيان كان يقول على المنبر: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «إنها لن تبرح عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على الناس حتى يأتي أمر اللّه و هم على ذلك»[295] ثم نزع بهذه الآية: يٰا عِيسىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رٰافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ جٰاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلىٰ يَوْمِ الْقِيٰامَةِ (1) كذا قال و الصواب الجبلاني (2).

- و أمّا حديث مسلم: فأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد، نا أبو خبيب العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي (3)،نا محمد بن منصور، نا يحيى بن أبي الحجاج، نا عبد اللّه بن مسلم، عن أبيه (4) مسلم بن هرمز قال: سمعت معاوية يقول في خطبته: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول :«لا يزال في هذه الأمة عصابة يقاتلون على أمر اللّه لا يضرّهم خذلان من خذلهم، و لا عداوة من عاداهم، حتى يأتي أمر اللّه عز و جل و هم على ذلك. و أنا أرجو أن تكونوا أنتم يا أهل الشام»[296].

- و أمّا حديث مكحول: فأخبرناه أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن الحسين الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر القاضي، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب.

فأخبرناه أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمد، نا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر،- إملاء - نا محمد بن يعقوب بن يوسف، أنا العباس بن الوليد، أخبرني محمد بن شعيب بن شابور، عن عتبة بن أبي حكيم، عن مكحول أنه حدثه عن معاوية بن أبي سفيان قال و هو يخطب على المنبر:

ص: 265


1- سورة آل عمران، الآية:55.
2- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة:«الجيلاني» تحريف، و الجبلاني نسبة إلى جبلان بطن من حمير (الأنساب).
3- البرتي بكسر الباء و سكون الراء، هذه النسبة إلى برت، و هي مدينة بنواحي بغداد (الأنساب).
4- لفظة:«أبيه» سقطت من المطبوعة.

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«يا أيّها الناس إنما العلم بالتعلّم و الفقه بالتفقّه، و من يرد اللّه به خيرا يفقّهه في الدين و إنما يخشى اللّه من عباده العلماء، و لن تزال أمة من أمتي على الحق ظاهرين على الناس، لا يبالون (1) من خالفهم، و لا من ناوأهم حتى يأتي أمر اللّه و هم ظاهرون»[297].

مكحول لم يدرك معاوية.

- و رواه أبو عبد اللّه الشامي، و لا (2) أعلم أحدا سماه عن معاوية عن (3) زيد بن أرقم.

أخبرناه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر الأديب، و أبو عبد اللّه محمد بن العمركي بن نصر المشوني (4) البوشنجيون و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد الحنفي الهروي، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوشنجي (5)،أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حموية السرخسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خريم الشاشي، أنا أبو محمد عبد بن حميد الكشي، أنا سليمان بن داود، عن شعبة، عن أبي عبد اللّه الشامي قال: سمعت معاوية يخطب و هو يقول: يا أهل الشام حدثنا الأنصاري - قال شعبة: يعني زيد بن أرقم - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمر اللّه و إني أراكموه يا أهل الشام»[298].

- و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا سليمان بن داود، نا شعبة، عن أبي عبد اللّه الشامي، قال: سمعت معاوية يخطب يقول: يا أهل الشام حدثني الأنصاري - قال شعبة: يعني زيد بن أرقم - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«لا تزال طائفة من أمّتي على

ص: 266


1- عن خع و بالأصل «ينالون».
2- عن خع و بالأصل «و لم».
3- الأصل و خع، و بالمطبوعة: غير.
4- كذا بالأصل، و في خع «المتوثي» و في المطبوعة:«المتّوثي» و بالأصل «البوسنجيون» و المثبت عن الأنساب، هذه النسبة إلى بوشنج على سبعة فراسخ من هراة.
5- بالأصل «بالسين» انظر ما تقدم.

الحق ظاهرين و إني لأرجو أن تكونوهم يا أهل الشام»[299].

- و أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، أنا عبد اللّه (1)[بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، أنا أبو داود، نا شعبة، عن أبي عبد اللّه الشامي: سمعت معاوية يخطب و هو يقول: يا أهل الشام، حدثني الأنصاري - يعني زيد بن أرقم - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحق حتى يأتي أمر اللّه، و إني أراكموهم يا أهل الشام»[300].

- أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل الأديب، أنا أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقري، أنا محمّد بن عبد اللّه الطائي، نا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، أنا سعيد بن عبد الجبار، عن أرطأة بن المنذر، حدثني معاوية بن فروة، عن عبد اللّه بن عمر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمّتي. و لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين، لا يبالون خلاف من خالفهم أو خذلان من خذلهم حتى يأتي أمر اللّه و هم على ذلك. و هو يشير إلى الشام[301].

- أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل بن سعد الخير الأنصاري، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن مردويه، أنا أبو بكر بن أبي علي بن عبد الرحمن، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الغساني، نا أحمد بن سيار، نا سليمان بن سلمة الخبائري، نا بقية بن الوليد، نا حشرج بن نباتة، حدثني سيار أبو الحكم عن شهر بن حوشب، عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، يقذف اللّه بهم كل مقذف، يقاتلون فضول الضلالة، لا يضرهم من خالفهم حتى يقاتلوا الأعور الدجال و أكثرهم أهل الشام[302].

- أخبرنا أبو سهل محمّد بن أبي نصر إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن سعدويه، أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب بن فناكى، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا محمّد بن إسحاق، نا عبيد اللّه، نا حماد بن زيد.

ص: 267


1- من هنا سقط من الأصل و خع، و استدرك عن المطبوعة 255/1 و ما بعدها.

حدثنا سعيد الجريري، أن مطرفا قال: قال لي عمران بن جبير إني أحدثك الحديث أرجو أن ينفعك اللّه به، قال: فإني أراك تحب الجماعة. قال: قلت: إني و اللّه لأنا أحرص على الجماعة من الأرملة. إني إذا كانت الجماعة عرفت وجهي. قال: فقال عمران: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :لن تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق - أو على الحق ظاهرين - لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر اللّه - أو قال حتى تقوم الساعة - قال:

و قال: نظرت في هذه العصابة فوجدتهم أهل الشام[303].

- أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسين بن علي العلوية، أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا زهير، نا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي (1) عن ثوبان أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«إن اللّه زوى (2) لي الأرض حتى رأيت مشارقها و مغاربها. و أعطاني الكثير (3) من الأحمر و الأبيض. و إن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها. و إني سألت ربي لأمتي لا يهلكهم بسيئة (4) و لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيسبيهم (5) و لو اجتمع عليهم من بين أقطارها. حتى يكون بعضهم يهلك بعضا و بعضهم يفني بعضا و بعضهم يسبي بعضا.

و إنه سترجع قبائل من أمتي إلى الشرك و عبادة الأوثان. و إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلّين، و إنهم إذا وضعوا السيف فيهم لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة. و إنه سيخرج من أمتي دجالون كذّابون قريب من ثلاثين. و إني خاتم النبيين لا نبي بعدي. و لا يزال طائفة من أمّتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر اللّه»[304].

- قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن جعفر بن المنادى، قال: رواه المؤمل بن إسماعيل و سليمان بن حرب و غيرهما، عن حماد بن زيد، يعني عن أيوب، عن أبي قلابة كذلك، إلاّ أن في رواية المؤمل: و لتعبدن قبائل من أمتي الأصنام.

ص: 268


1- هو عمرو بن مرثد، أبو أسماء الرّحبي، الدمشقي، و يقال اسمه عبد اللّه (تقريب التهذيب).
2- زوى: جمع.
3- في مختصر ابن منظور 105/1: الكنزين الأحمر و الأبيض.
4- في مختصر ابن منظور: بسنة.
5- في مختصر ابن منظور: فيستبيحهم.

قال حماد بن زيد: قال مطرف: نظرنا في قول النبي صلى اللّه عليه و سلم: لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على من ناوأهم على الحق لا يضرّهم من ناوأهم و خالفهم. فإذا هم أهل الشام[305].

- أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا أحمد و هو ابن المعلى، نا محمّد بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، نا بقية، حدثني سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن مالك بن يخامر السّكسكي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :لا تزال طائفة من أمتي قائمة على أمر اللّه لا يبالون من خالفهم و لا من خذلهم، حتى يأتي أمر اللّه، و هم ظاهرون على الناس، فقال مالك بن يخامر: سمعت معاذا يقول: هم أهل الشام[306].

ص: 269

باب غناء أهل دمشق عن الإسلام في الملاحم و تقديمهم في الحروب و المواقف العظائم

- أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنبأ أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان - إملاء - حدثني الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا الوليد بن مسلم، نا أبو حفص القاضي عثمان بن أبي العاتكة، عن سليمان بن حبيب. عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :إذا كانت الملاحم خرج من دمشق بعث من الموالي هم خيار عباد اللّه، أبعثهم فرسا و أجودهم سلاحا[307].

رواه عن الوليد بن مسلم عبد اللّه بن يوسف و دحيم بن اليتيم و هشام بن عمّار، و علي بن بحر بن بري، و الهيثم بن أيوب الطالقاني .

- فأمّا حديث ابن يوسف و دحيم: فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الفضل بن الفضيل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، نا عبد اللّه بن يوسف، نا الوليد بن مسلم، نا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة، نا سليمان بن حبيب المحاربي ح.

و أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، نا أبو المعمر مسدد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن أبي السحيس الحمصي - قدم علينا - نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي (1)،أنا أبو الأزهر جماعة بن محمد (2)،نا أبو سعيد دحيم، نا الوليد بن مسلم، نا عثمان بن

ص: 270


1- هذه النسبة - بفتح الراء و الباء - إلى ربيعة بن نزار (الأنساب).
2- إلى هنا ينتهي ما استدرك عن المطبوعة من ابن عساكر 258/1.

أبي العاتكة، أنه سمع سليمان بن حبيب يحدث عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال دحيم: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: -«إذا وقعت الملاحم يخرج بعث من دمشق من الموالي هم أكثر»- و قال يعقوب:«أكرم - العرب فرسا و أجوده سلاحا يؤيد اللّه بهم الدين»[308].

- و أمّا حديث هشام: فكتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي المعروف بابن الخطاب من مصر، يذكر أن أبا عبد اللّه الحسين بن محمد بن بكار المقرئ، و محمد بن أحمد بن علي القزويني المقرئين أخبراه بمصر قراءة عليهما ح.

و أخبرناه أبو طاهر محمد بن الحسين الحنّائي - إجازة - أنا أبو علي الحسن بن إبراهيم الأهوازي، قالوا: أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا طاهر بن محمد بن الحكم التميمي، نا هشام بن عمّار، نا الوليد، نا عثمان بن أبي العاتكة، عن سليمان بن حبيب قال: حدث أبو هريرة معاوية و الناس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إذا وقعت الملاحم يخرج من دمشق بعث أكرم العرب فرسا، و أجوده سلاحا يؤيد اللّه بهم الدين»[309].

- و أخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن السّلمي و أبو طاهر الحنّائي - إجازة - و أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد السلام بن سعدان، أنا أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة، نا أبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا عثمان بن أبي العاتكة، عن سليمان بن حبيب، أن أبا هريرة حدث معاوية و الناس أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «إذا وقعت الملاحم بعث اللّه من دمشق بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسا و أجوده سلاحا يؤيد اللّه بهم الدين»[310].

- و أمّا حديث ابن بحر و الهيثم: فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ في كتابه، و حدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي، نا علي بن بحر ح.

ص: 271

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المعدّل، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما (1) النّعالي - قراءة عليه و أنا أسمع - أنا أبو الحسن علي بن هارون بن محمد الحريني (2)،نا موسى بن هارون الحمّال (3)،نا الهيثم بن أيوب، قالا: نا الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق من الموالي أكرم العرب فرسا و أجودهم سلاحا يؤيد اللّه بهم الدين»[311].

و في حديث الهيثم: أجوده.

- قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي زروان، أنا عبد الوهاب بن الحسن، نا أحمد (4) بن عمير بن يوسف، نا موسى بن عامر المرّي، نا الوليد بن مسلم، أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، عن عطية بن قيس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق هم خيار عباد اللّه الأولين و الآخرين»[312].

- رواه إسماعيل بن عياش أيضا عن أبي بكر بن أبي مريم:

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، حدثني علي بن الحسن بن علي، أنا الكلابي، نا ابن جوصا، عن عبد الحميد بن محمود، نا عبد الرحمن بن إبراهيم، نا محمد بن شعيب، أخبرني رجل من خثعم، حدثني يحيى بن أبي عمرو الشّيباني، عن ابن محيريز أنه أخبره قال :خير فوارس تظلّ السماء فوارس من قيس، يخرجون من غوطة دمشق يقاتلون الدّجّال.

ص: 272


1- في خع:«داوما.» تحريف. و النعالي: بكسر النون، هذه النسبة إلى عمل النعال و بيعها (الأنساب)، و ذكره باسم: أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة بن دوما النعالي.
2- في خع:«الحربي».
3- في خع: الجمال، بالجيم.
4- عن خع و بالأصل «محمد» تحريف.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا يزيد بن هارون و عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، و هشام أبو الوليد الطيالسي قالوا: نا شعبة بن الحجاج، عن أبي حمزة (1) قال: سمعت رجلا من بني تميم يقال له جويرية بن قدامة قال: حججت عام توفي عمر، فأتى المدينة فخطب فقال: رأيت كأنّ ديكا نقرني. فما عاش إلاّ تلك الجمعة حتى طعن. قال فدخل عليه أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم أهل المدينة، ثم أهل الشام، ثم أهل العراق قال: فكنا آخر من دخل عليه.

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك البصري (2)،نا محمد بن عائذ (3)،قال: قال الوليد: أخبرني إسماعيل و غيره أنه كان في كتاب معاوية إلى عبد اللّه بن قرط: بلغني كتابك في مواضع رايات الأجناد المعلومة، فهي على مواضعها الأولى، فإذا حضر أهل الشام جميعا فأهل دمشق و حمص ميمنة الإمام.

- قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أحمد بن عمير، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم قال: و حدثني شيخ من قدماء الجند ممن كان يلزم الجهاد في الزمان الأول أن أهّل الشام كانوا إذا غزوا الصوائف (4)كانوا ينزلون أجنادا (5) كما كان ينزل (6) أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مسيرهم إذ ساروا إلى الشام ينزلون أرباعا. قال الشيخ و كما كانت بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام. ثم

ص: 273


1- في الأصل و خع،«أبي جمرة» و المثبت عن ابن سعد 336/3 و ذكر الخبر في ترجمة عمر بن الخطاب.
2- في خع:«البشري» و في المطبوعة: البسري.
3- بالأصل و خع:«عائد».
4- في المطبوعة: الطوائف.
5- عن خع و مختصر ابن منظور و بالأصل «آحادا».
6- ليست في خع و ابن منظور و المطبوعة.

بعده ينزل في عساكرها أسباطا. و كان بين كل جندين فرجة، و طريق للعامة، و مجال للخيل. و مركز لها، إن كانت فزعة من ليل أو نهار. قلت: فأين كان ينزل والي (1)الصّائفة؟ و فيمن؟ قال كان ينزل بخاصته و رهطه في القلب في أهل دمشق، ثم ينزل أجناد الشام يمنة و يسرة.

- قال: و حدثني شيخ من قدماء المشيخة ممن كان يلزم الجهاد أنهم كانوا إذا كان اللقاء تقدم ربع قريش من أهل دمشق حتى يكونوا عند راية الأمير و الجماعة. ثم ربع كندة من جند دمشق عن يمنتهم (2).

- قال الوليد: و قالوا -يريد المشيخة - لأن دمشق كانت عند سير أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الشام و وجه (3) الشام، إليها ساروا، و بها بدءوا، فلما فتحوا كان غيرها من مدائن الشام لها تبعا. قال: فاتّخذها أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دارا و فسطاطا و مجتمعا، و فيها منزل و اليهم الأعظم و بيت مالهم.

- أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري، أنا أحمد بن مروان الدّينوري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا [حدّثنا] (4)سليمان بن أبي شيخ قال: سألت أبا سفيان الحميري (5):كم كان جند بني أمية؟ قال:

ثلاثمائة ألف، و خمسون ألفا من أهل الشام، و مائة و خمسون ألفا من أهل العراق.

ص: 274


1- عن خع و مختصر ابن منظور و بالأصل: قال.
2- في المطبوعة: يمينهم.
3- كذا بالأصل و خع:«و وجه».
4- زيادة عن المطبوعة.
5- عن خع و بالأصل: الخميري.

باب ما جاء عن كعب الحبر أن أهل دمشق يعرفون في الجنة بالثياب الخضر

باب ما جاء عن كعب (1) الحبر أن أهل دمشق يعرفون في الجنة بالثياب الخضر

- أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، أنا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف، أنا أبو علي الحسن بن منير، أنا أبو بكر محمد بن خريم ح.

و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن عبد اللّه (2)،أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن الحسين الصّفّار، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين المشغراني، قالا: نا هشام، نا عثمان بن علاق، عن عروة بن رويم:

أن رجلا لقي كعب الأحبار فسلّم عليه و دعا له، فسأله كعب ممن هو؟ قال: من أهل الشام. قال: لعلك من الجند الذين يدخل الجنّة منهم سبعون ألفا بغير حساب و لا عذاب؟ قال: و من هم؟ قال: أهل حمص (3).قال: لست منهم. قال: فلعلك من الجند الذين [يعرفون في الجنة بالثياب الخضر؟ قال: و من هم؟ قال: أهل دمشق، قال: لست منهم. قال: فلعلك من الجند الذين] (4) هم تحت ظل عرش الرحمن؟ قال: و من هم؟ قال: أهل أردن. قال: لست منهم. قال: فلعلك من الجند الذين ينظر [اللّه] (5) إليهم في

ص: 275


1- في خع: كعب الأحبار.
2- بالأصل «عبد» و المثبت عن خع.
3- بالأصل:«دمشق» و المثبت عن خع و مختصر ابن منظور.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع و مختصر ابن منظور 108/1.
5- زيادة اقتضاها السياق.

كل يوم مرتين؟ قال: و من هم؟ قال: أهل فلسطين. قال: نعم أنا منهم.

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن البرامي، نا أبو الحسين حامد بن أحمد بن الهيثم البلدي، نا أبو العباس أحمد بن حمزة بن محمد بن هارون البصري، نا محمد بن سنجر، نا عبد اللّه يعني ابن عبد القدوس، نا سعيد بن عبد العزيز، عن عروة بن رويم قال: أبصر كعب رجلا فقال :من أنت؟ قال: من أهل الشام. قال: لعلك من الجند الذين يشفع شهيدهم لسبعين؟ قال: و من هم؟ قال: أهل حمص. قال: لا، قال: فلعلك من الذين يعرفون في الجنة بلباس الخضر؟ قال: من هم؟ قال: أهل دمشق. قال: لا. قال: فلعلك من الجند الذين في ظل عرش اللّه عز و جل يوم القيامة؟ قال: من هم؟ قال: أهل الأردن. قال: لا. قال: فلعلك من الجند الذين يلحظ ربك إليهم في كل يوم مرتين؟ قال: من هم؟ قال: أهل فلسطين. قال: نعم.

- أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس الخطيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم بن قيراط المقرئ، و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، و عبد اللّه بن أحمد بن السمرقندي، و أبو تراب حيدرة بن علي الأنصاري، قالوا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي الخلاّل (1) البغدادي - بدمشق - أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكّي، أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمّار بن جش بن محمد بن حبش بالمصّيصة، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي المصّيصي، أنا عبد اللّه بن محمد بن ربيعة القدامي، حدثني عروة بن رويم، عن كعب :أنه لقي رجلا فقال له: من أين أنت؟ قال: من أهل الشام. فقال له كعب: فلعلك من الجند الذين يشفع شهيدهم في سبعين؟ قال: و من هم؟ قال: أهل حمص. قال: لا. قال: فلعلك من الجند الذين يعرفون في الجنة بثياب الخضر؟ قال:

و من هم؟ قال: أهل دمشق. قال: لا. قال: فلعلك من الجند الذين في ظل العرش؟ قال: و من هم؟ قال: أهل الأردن. قال:[لا] (2).قال: فلعلك من الجند الذين ينظر اللّه

ص: 276


1- بالأصل و خع «الحلال».
2- عن هامش الأصل.

عز و جلّ إليهم كل يوم مرتين؟ قال: و من هم؟ قال: أهل فلسطين. قال: نعم.

- أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الجهم بن طلاّب، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا سعيد بن عبد العزيز ،أن الذي لقي كعبا مالك بن عبد اللّه الخثعمي.

ص: 277

باب دعاء النبي صلى اللّه عليه و سلم لأهل [الشام] بأن يهديهم اللّه و يقبل بقلوبهم إلى الإسلام

باب دعاء النبي صلى اللّه عليه و سلم لأهل [الشام] (1) بأن يهديهم اللّه و يقبل بقلوبهم إلى الإسلام

- أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم بن الفتح الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد اللّه، نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، نا محمد بن بكّار، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نظر نحو الشام فقال: اللّهم [أقبل بقلوبهم، ثم نظر نحو اليمن فقال:

اللّهم أقبل بقلوبهم، ثم نظر نحو العراق فقال: اللّهم أقبل بقلوبهم، ثم قال: اللّهم] (2)بارك لنا في ثمرة أرضنا، و بارك لنا في صاعنا و مدّنا[313].

و كذا رواه أبو محمد ثابت بن أسلم البناني (3)،و أبو المعتمر سليمان بن طرخان التيمي عن أنس .

- أخبرنا به أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن يعقوب العلاّف - إجازة - و حدثني عنه أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن خسروا البلخي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمّامي (4) المقرئ سنة سبع عشرة و أربعمائة، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران القرميسيني (5) بالموصل، نا إسحاق بن خالويه، نا علي بن بحر، نا هشام بن يوسف، أنا معمر، أنا ثابت و سليمان التيمي ح.

ص: 278


1- عن هامش الأصل و خع.
2- ما بين معكوفتين ساقط من الأصل و استدرك عن خع.
3- البناني بضم الباء هذه النسبة إلى بنانة بن سعد بن لؤي بن غالب. قال الزبير بن بكار: بنانة قبيلة منهم ثابت البناني (الأنساب).
4- هذه النسبة إلى الحمّام الذي يغتسل فيه الناس و يتنظفون (الأنساب).
5- القرميسيني: بكسر القاف و سكون الراء و كسر الميم و السين المهملة المكسورة هذه النسبة إلى قرميسين، بلدة بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان عند دينور.(الأنساب).

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر القاضي و أبو سعيد بن أبي عمرو ح.

و أخبرناه أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الطوسي - بطابران (1)-نا أبي أبو الفتح، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف، نا العباس بن محمد، نا علي بن بحر القطان، نا هشام بن يوسف، نا معمر، أخبرني ثابت و سليمان التيمي، عن أنس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ح.

- و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم حمزة السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمد الرازي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر القاضي، نا إسحاق بن خالويه البابسيري (2)،نا علي بن بحر بن بريّ، نا هشام بن يوسف، نا معمر نا (3) ثابت و سليمان التيمي عن أنس بن مالك :أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نظر قبل العراق و الشام و اليمن - قال لا أدري بأيهم بدأ - ثم قال:«اللّهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك، و حط من ورائهم»[314] و في حديث الأصم: بأيتهن بدأ.

- أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن إسحاق الصنعاني، نا علي بن بحر بن بريّ، نا هشام بن يوسف، نا معمر، نا ثابت و سليمان التيمي، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نظر قبل العراق و الشام و اليمن قال :لا أدري بأيتهن بدأ ثم قال:«اللّهم أقبل بقلوبهم إلى طاعتك و أحط من ورائهم»[315].

و خالفهم الحجاج بن الحجاج، و أبو العوام عمران بن داود القطان البصريان، فروياه عن قتادة فزاد في إسناده زيد بن ثابت.

- فأمّا حديث الحجاج: فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى المعدّل، أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشّرقي،

ص: 279


1- طابران: إحدى مدينتي طوس (قاموس).
2- هذه النسبة إلى بابسير، بلدة من نواحي الأهواز.
3- عن خع و بالأصل «بن» تحريف.

نا السلمي و أحمد بن حفص، قالا: نا حفص، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج هو ابن الحجاج، عن قتادة، عن أنس هو ابن مالك، عن زيد بن ثابت قال: نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل الشام فقال :«اللّهم أقبل بقلوبهم» و نظر قبل اليمن فقال:«اللّهم أقبل بقلوبهم» و نظر قبل العراق فقال:«اللّهم أقبل بقلوبهم و بارك لنا في صاعنا و مدّنا»[316].

- و أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي، أنا أحمد بن الحسن بن محمد، أنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، أنا مكي بن عبدان، نا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، حدثني أبي، حدثني إبراهيم، عن الحجاج، عن قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت أنه قال: نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو على منبره قبل العراق فقال :«اللّهم أقبل بقلوبهم» ثم نظر قبل الشام فقال:«اللّهم أقبل بقلوبهم» ثم نظر قبل اليمن فقال:

«اللّهم أقبل بقلوبهم» ثم قال:«اللّهم بارك لنا في مدّنا و صاعنا»[317].

و أمّا حديث عمران: فأنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم، قال: حدثنا ح.

- و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن فورك، أنا عبد اللّه بن جعفر الأصبهاني، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن زيد بن ثابت قال: نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل اليمن و قال :

«اللّهم أقبل بقلوبهم» ثم نظر قبل الشام فقال:«اللّهم أقبل بقلوبهم» ثم نظر قبل العراق فقال:«اللّهم أقبل بقلوبهم و بارك لنا في صاعنا و مدّنا»[318].

- و أخبرناه أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرّز إجازة، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو القاسم الطّبراني، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا عبد الرحمن بن مهدي، نا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت، قال: نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل اليمن فقال :«اللّهم أقبل بقلوبهم» و نظر قبل العراق فقال:

«اللّهم أقبل بقلوبهم» و نظر قبل الشام فقال:«اللّهم أقبل بقلوبهم و بارك لنا في صاعنا و مدّنا»[319].

هذا حديث غريب، و لم أجده في مسند أحمد (1).

ص: 280


1- ورد في مسند أحمد بإسنادين مختلفين، و ثمة اختلاف بين ما ورد بالأصل هنا و الروايتين الواردتين في مسند أحمد،(راجع مسند أحمد 342/3 و 185/5).

- و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، نا مسدّد بن قطن بن إبراهيم القشيري، نا يعقوب بن إبراهيم، نا عبد الرحمن بن مهدي، نا عمران، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن زيد بن ثابت، قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنظر قبل اليمن فقال :«اللّهمّ أقبل بقلوبهم» ثم نظر قبل العراق فقال:«اللّهم أقبل بقلوبهم» ثم نظر قبل الشام فقال:«اللّهم أقبل بقلوبهم و بارك لنا في صاعنا و مدّنا»[320].

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن توبة الكشميهني (1) و أبو أحمد محمود بن محمد بن أبي أحمد السوسقاني (2) و أبو القاسم يحيى بن محمد بن محمد الأرسابندي (3) الخطباء المراوزة بمرو، قالوا: أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف ح.

- و أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي (4) المؤذن بمرو، أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي - بنيسابور - قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا بحر بن نصر بن سابق، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة أن أبا الزبير أخبره عن جابر بن عبد اللّه: أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يوما و هو على المنبر نظر قبل الشام فقال :«اللّهم أقبل بقلوبهم، اللّهم أقبل بقلوبهم» و نظر قبل العراق فقال نحو ذلك و قبل كل أفق فقال مثل ذلك، و قال:«اللّهم ارزقنا من ثمرات الأرض، و بارك لنا في مدّنا و صاعنا» و قال:«مثل المؤمن كمثل السنبلة تخرّ مرة، و مثل الكافر كمثل الأرزة لا تزال تستقيم حتى تخرّ (5) و لا تشعر»[321].

ص: 281


1- بالضم ثم السكون، هذه النسبة إلى كشميهن، قرية من قرى مرو (ياقوت).
2- هذه النسبة إلى سوسقان، قرية من قرى مرو (ياقوت).
3- بالفتح ثم سكون، هذه النسبة إلى أرسابند، قرية من قرى مرو (ياقوت).
4- بكسر أوله و سكون ثانيه، نسبة إلى سنج: من قرى مرو (ياقوت).
5- عن خع و بالأصل: تخره.

باب ما روي في أنّ أهل الشّام مرابطون و أنّهم جند اللّه الغالبون

- أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو بكر محمد بن عوف بن أحمد المزني (1)،أنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السّمسار، أنا محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا معاوية بن يحيى، نا أرطأة، عن من حدثه، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«أهل الشام و أزواجهم و ذراريهم و عبيدهم و إماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل اللّه. فمن احتل منها مدينة فهو في رباط، و من احتل منها ثغرا من الثغور فهو في جهاد»[322].

- أنبأناه أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا محمد بن عبد اللّه بن ريذة (2)،أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا أبو مطيع معاوية بن يحيى، عن أرطأة بن المنذر، عن من حدثه، عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«أهل الشام و أزواجهم و ذراريهم و عبيدهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون، فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط أو ثغر من الثغور فهو في جهاد»[323].

و قد روي عن أبي الدّرداء بإسناد آخر أمثل من هذا [إلاّ] (3) أنه غريب.

- أنبأناه أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أبي العلاء المصّيصي، و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني و أبو القاسم الحسين بن أحمد التميمي، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر الخشوعي، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا أبو

ص: 282


1- الأصل و خع، و في المطبوعة: المزكي.
2- بالأصل زيد، و في خع: زيدة و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبتناه و قد تقدم مرارا.(راجع التبصير).
3- زيادة عن المطبوعة.

بكر أحمد بن جرير بن أحمد بن خميس السلماسي (1)،نا أبو الحسن المظفر بن الحسن، نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا (2)،نا عمرو بن عثمان، نا ابن حمير، عن سعيد البجلي، عن شهر بن حوشب، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«سيفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا، فإذا فتحها فاحتلها بأهل الشام مرابطون إلى منتهى الجزيرة رجالهم و نساؤهم و صبيانهم و عبيدهم فمن احتل ساحلا من تلك السواحل فهو في جهاد، و من احتل بيت المقدس و ما حوله فهو في رباط»[324].

- أخبرنا أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن سهل الشرابي المقرئ بقراءتي عليه بأصبهان، أنا أبو طاهر جعفر بن محمد بن الفضل القرشي العبّاداني بالبصرة، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، نا أبو العبّاس محمد بن أحمد بن أحمد المقرئ الأثرم، نا العباس بن عبد اللّه التّرقفي، نا محمد بن كثير المصّيصي، عن أرطأة بن المنذر :أن عمر قال لجلسائه: أي الناس أعظم أجرا؟ قال:

فجعلوا يذكرون له الصوم و الصلاة. قال: و يقولون: فلان و فلان بعد أمير المؤمنين.

فقال: أ لا أخبركم بأعظم الناس أجرا ممن ذكرتم، و من أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى.

قال: رويجل بالشام أخذ بلجام فرسه. يكلأ من وراء، بيضة المسلمين، لا يدري أسبع يفترسه، أم هامة تلدغه، أو عدو يغشاه؟ فذلك أعظم أجرا ممن ذكرتم، و من أمير المؤمنين.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب بمشكان، أنا أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد النهاوندي، أنا أبو العبّاس أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن بن الأشقر، نا أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري، نا عبد اللّه بن صالح، نا معاوية و هو ابن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدّمشقي، عن عبد اللّه بن عامر، عن النعمان بن بشير الأنصاري قال :كتب معي معاوية إلى عائشة بعد قتل عثمان فقالت: يا ابن عمرة، أين ضربت برأسك بسوأتك هذه، قلت: أتيت الشام أرض الجهاد.

ص: 283


1- بفتح السين و اللام و الميم، هذه النسبة إلى سلماس، و هي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى. و بالأصل «حريز» و المثبت «جرير» عن خع و المطبوعة.
2- بالأصل «حوصا» و المثبت عن خع.

- أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن الأكفاني، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر بن السمرقندي، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك، نا أنس بن السلم، نا الحسن بن يحيى القرشي، نا إبراهيم اليماني، قال :قدمت من اليمن فأتيت سفيان الثوري فقلت: يا أبا عبد اللّه إني جعلت في نفسي أن أنزل جدّة فأرابط بها كل سنة و أعتمر في كل شهر عمرة، و أحج في كل سنة حجة، و أقرب من أهلي، أحبّ إليك أم آتي الشام؟ فقال لي: يا أخا أهل اليمن عليك بسواحل الشام، عليك بسواحل الشام. فإن هذا البيت يحجه في كل عام مائة ألف، و مائة ألف و ثلاثمائة ألف، و ما شاء اللّه من التضعيف، لك (1) مثل حجهم و عمرهم و مناسكهم.

- أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزوّر، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن بكر، نا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي الرّقّي، نا هلال بن العلاء الباهلي، حدثني أبو يوسف محمد بن أحمد، نا أبو خليد (2) عتبة بن حمّاد الدمشقي، عن مالك بن أنس قال :قال لي أبو جعفر المنصور يوما: ما على ظهرها أحد أعلم منك؟ قلت: بلى. قال: فسمّهم لي. قلت: لا أحفظ أسماءهم قال: قد طلبت هذا الشأن في زمان بني أمية فقد عرفته. أما أهل العراق فأهل إفك و باطل و زور، و أما أهل الشام فأهل جهاد و ليس فيهم كبير (3) علم، و أما أهل الحجاز ففيهم بقية العلم، و أنت عالم الحجاز.

- أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطّة العكبري قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، نا أبو همّام الوليد بن شجاع، نا الوليد بن مسلم، عن محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس، عن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«أهل الشام سوط اللّه تبارك و تعالى

ص: 284


1- عن خع و بالأصل «له».
2- تقريب التهذيب: خليد بالتصغير.
3- الأصل و خع، و في مختصر ابن منظور 111/1 «كثير علم».

في أرضه، ينتقم بهم ممن يشاء من عباده، و حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم و لا يموتوا (1) إلاّ غمّا و هما»[325]

- و كذا رواه سلمة بن داود، عن الوليد.

أخبرناه أبو الفرج غيث بن علي الأرمنازي إجازة و نقلته من خطه، أنا أحمد بن محمد بن الوزّان بتنّيس، نا محمد بن علي بن يحيى بن السري، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن سليم، نا محمد بن إبراهيم الصوري نا سلمة بن داود، عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن أيوب بن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن خريم بن فاتك صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«أهل الشام سوط اللّه في أرضه، ينتقم بهم ممن يشاء من عباده. حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم و لا يموتوا (2) إلاّ غما و هما»[326].

و رواه صفوان بن صالح و داود بن رشيد، عن الوليد فوقفاه على خريم.

و كذلك رواه هشام بن عمّار و الهيثم بن خارجة، عن محمد بن أيوب موقوفا.

فأمّا حديث صفوان: فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني صفوان، نا الوليد، نا محمد بن أيوب، عن أبيه أيوب بن ميسرة بن حلبس، عن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمعه يقول ذلك.

- و أمّا حديث داود بن رشيد عن الوليد فأخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر الحسنية، قالت: قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور السّلمي و أنا حاضرة، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي التميمي، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن محمد بن أيوب بن ميسرة (3) بن حلبس، عن أبيه، قال: سمعت خريم بن فاتك الأسدي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول :«إن أهل الشام سوط اللّه في أرضه، ينتقم بهم ممن يشاء من عباده و حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم و لا يموتوا (4) إلاّ غما و هما»[327].

و أمّا حديث هشام: فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي الفقيه، أنا أبو

ص: 285


1- كذا بالأصل و خع، و الصواب:«يموتون».
2- كذا بالأصل و خع، و الصواب:«يموتون».
3- بالأصل:«ميسرة في حلبس بن حلبس» و المثبت عن خع.
4- كذا بالأصل و خع، و الصواب:«يموتون».

الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل ح.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن زيد بن علي السّلمي، أنا نصر بن إبراهيم، قالا:

أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف، أنا أبو علي الحسن بن منير، أنا أبو بكر محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا محمد بن أيوب ح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني هشام بن عمّار، نا محمد بن أيوب و هو ابن ميسرة بن حلبس، عن أبيه - زاد ابن السمرقندي: حدثه، و قالا:- عن خريم بن فاتك (1)-زاد ابن السمرقندي: الأسدي و قال: ابن خريم صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :أهل الشام سوط اللّه تبارك و تعالى في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده، حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم و لا يموتوا (2)-و قال ابن السمرقندي: و لن يميتهم اللّه إلاّ غما و هما.

و قد رواه أحمد بن المعلّى، عن هشام كما تقدم.

- و أمّا حديث الهيثم (3) فأخبرناه بو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا هيثم بن خارجة، نا محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس، قال: سمعت أبي سمع خريم بن فاتك الأسدي يقول :أهل الشام سوط اللّه في الأرض ينتقم بهم ممن يشاء كيف يشاء، و حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، و لن يموتوا إلاّ همّا أو غيظا أو حزنا. موقوف.

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه الشافعي، أنا معاذ بن المثنّى العنبري، نا مسدّد (4) بن مسرهد، نا خالد - هو - ابن عبد اللّه الطحان، نا عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن الحضرمي أيام ابن الأشعث يخطب و هو يقول :يا أهل الشام أبشروا فإن فلانا أخبرني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يكون قوم من آخر

ص: 286


1- بالأصل:«و قالا: ابن فاتك عن خريم» و الصواب عن خع، و قد نبه بهامش الأصل إلى الصواب.
2- كذا، و الصواب: يموتون.
3- عن خع و بالأصل «القاسم» تحريف.
4- مسدد لقبه، و يقال: اسمه عبد الملك بن عبد العزيز (تقريب التهذيب).

أمتي يعطون من الأجر مثل ما يعطى أولهم و يقاتلون أهل الفتن، و ينكرون المنكر و أنتم منهم»[328].

- أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، أنا إدريس بن سليمان بن أبي الرباب (1)،نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة في قوله: وَ إِنَّ جُنْدَنٰا لَهُمُ الْغٰالِبُونَ (2)قال: هم أهل الشام.

كذا قال لنا أبو جعفر، و إنما يرويه أبو الحسن بن فراس عن العباس بن محمد بن قتيبة، عن إدريس .

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، نا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا صفوان بن صالح، نا الوليد، نا خليد، عن قتادة قال :قال اللّه عز و جل: وَ إِنَّ جُنْدَنٰا لَهُمُ الْغٰالِبُونَ .قال قتادة: و لا أعلم أولئك إلاّ أهل الشام (3).

أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنّائي، أنا أبو القاسم قراءة عليه، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه إجازة ح.

- و أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمد بن شجاع، نا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه، نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمّارة العطار، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا عبد اللّه بن نمير، عن عبد اللّه بن مسلم بن هرمز، عن مجاهد، عن تبيع، عن كعب قال :أهل الشام سيف من سيوف اللّه، ينتقم اللّه بهم ممن عصاه (4) في أرضه.

- أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي، نا علي بن أحمد بن زهير، نا

ص: 287


1- عن خع و بالأصل «الرياب».
2- سورة الصافات، الآية:173.
3- كرر الخبر و اختلط سنده بالأصل فحذفنا و أثبتنا ما يوافق خع.
4- كذا بالأصل و خع و مختصر ابن منظور 111/1، و بالمطبوعة:«عصى».

علي بن محمد بن شجاع، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر، نا أبو الفضل العباس بن بيهس - بمصر - نا علي بن الحسن بن عبد المؤمن، نا محمد بن إسحاق الصيني (1)،نا عمرو بن عبد الغفار، نا المسعودي، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة قال :

قرأت فيما أنزل اللّه عزّ و جلّ على الأنبياء أن اللّه يقول: الشام كنانتي فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم.

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو بكر بن محمد بن يونس الإسكاف المقرئ، نا أبو بكر محمد بن سليمان الرّبعي، نا محمد بن عبد اللّه مكحول نا داود بن سليمان بن حفص (2) بن أبي داود، نا عبد اللّه بن راشد الكسائي، عن أبي بكر النهشلي، قال :كنت في الجمع يعني جمع الكوفة يوم جاء أهل الشام يقاتلون أهل الكوفة، فإذا شيخ حسن الخضاب، حسن الهيئة على دابّة له و هو يقول: اللّهم لا تنصرنا عليهم، اللّهمّ فرق بيننا و بينهم، اللّهم اللّهم. قال: قلت: يا عبد اللّه أ لا تتّقي اللّه، أ لا تخرج ترى قوما قد جاءوا يريدون يقاتلون مقاتلتنا، و يسبون ذرارينا و أنت تقول: اللّهم لا تنصرنا عليهم، اللّهم اللّهم قال:

ويحك إني سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: لا يغلب أهل الشام إلاّ شرار الخلق.

- أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - شفاها - أنا أبو القاسم الخضر بن عبيد اللّه بن كامل المرّي، أنا أبو طالب عقيل بن عبيد اللّه، أنا أبو الميمون بن راشد البجلي، نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر، نا سعيد بن خالد بن معدان، كان يقول :الحمد للّه الذي أطعمنا الطعام و جعلنا من أهل الشام.

- أنبأنا أبو القاسم الحسيني، عن أبي محمد التميمي، نا تمام بن محمد، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا أبو عبد الملك المكفوف [نا] (3) مرون، نا زيد بن واقد، قال:

سمعت مكحولا يقول :الحمد للّه الذي أطعمنا الطعام، و أسقانا الشراب، و جعلنا من أهل الشام، و يا ربّ لا تبقي بعد هشام.

ص: 288


1- بغدادي، لعله سكن: صينية الحوانيت «و هي مدينة بين واسط و الصليف، فنسب إليها»(انظر الأنساب: الصيني).
2- في المطبوعة «جعفر» تحريف انظر:«داود» في تقريب التهذيب.
3- زيادة عن المطبوعة.

باب ما جاء أنّ بالشام يكون الأبدال الذين يصرف بهم عن الأمة الأهوال

- أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن الحسن بن السبط، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ح.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي التميمي، قالا: أنا أبو بكر بن مالك القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا أبو المغيرة، نا صفوان، حدثني [شريح] (1) بن عبيد، قال :ذكر الشام عند علي بن أبي طالب و هو بالعراق فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين قال: لا. إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الأبدال يكونون بالشام، و هم أربعون رجلا. كلما مات رجل أبدل اللّه مكانه رجلا، فيسقى بهم الغيث، و ينتصر بهم على الأعداء، و يصرف عن أهل الشام بهم العذاب»[329].

- أنبأناه أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا الحسن بن حبيب، نا زكريا بن يحيى، نا الحسن بن عرفة، نا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو السكسكي، عن شريح بن عبيد الحضرمي، قال :ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب فقالوا: يا أمير المؤمنين العنهم فقال: لا، إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن الأبدال بالشام يكونون، و هم أربعون رجلا بهم تسقون الغيث، و بهم تنصرون على أعدائكم، و يصرف عن أهل الأرض البلاء و الغرق»[330].

هذا منقطع بين شريح و علي فإنه لم يلقه.

ص: 289


1- زيادة عن خع.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السّلمي الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الزاهد، و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل ح.

و أنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، قالا: أنا محمد بن عوف بن أحمد بن عوف أنا [أبو] (1) علي الحسن بن منير ح.

و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا أبو محمد عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب (2)،قالا:

أنا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا يزيد بن أبي مالك، عن شهر بن حوشب، قال :

لما فتح معاوية بن أبي سفيان، جعل أهل مصر يسبون أهل الشام. فقال عوف:- و أخرج وجهه من برنسه - يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«فيهم الأبدال و بهم ترزقون و بهم تنصرون»[331].

- أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه و جماعة قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن ريذة (3)،أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، نا محمد بن المبارك الصوري، نا عمرو بن واقد، عن يزيد بن [أبي] (4) مالك، عن شهر بن حوشب، قال :لما فتحت مصر سبوا أهل الشام. فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنسه ثم قال: يا أهل مصر أنا عوف بن مالك، لا تسبّوا أهل الشام فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«فيهم الأبدال و بهم تنصرون و بهم ترزقون»[332].

- أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن [أبي] (5) صالح أحمد بن عبد الملك الفقيه، حدثني أبي أبو صالح المؤذن، أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السّلمي، نا محمد بن جعفر بن مطر، نا أحمد بن عيسى بن هارون، نا عمرو بن يحيى، نا

ص: 290


1- بهذا الخبر يبدأ الباب في المطبوعة و قد أخّر الخبران السابقان فيها.
2- عن هامش الأصل.
3- بالأصل و خع «كلاب» و المثبت عن الأنساب (المشغراني) و معجم البلدان (مشغري).
4- بالأصل «ربذة» و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب.
5- زيادة عن خع.

العلاء بن زيد (1)،عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«بدلاء أمتي أربعون رجلا. اثنان و عشرون بالشام، و ثمانية عشر بالعراق، كلما مات منهم واحد أبدل مكانه آخر، فإذا جاء الأمر قبضوا»[333].

كذا قال عمرو بن يحيى، و إنما هو عمر بن يحيى بن ناقع.

أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، نا حمزة بن يوسف السّهمي، أنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني، نا محمد بن زهير بن الفضل الأيلي ح.

و قرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، عن أبي الفتح عبد الجبار بن عبد اللّه بن برزة (2) الرازي، نا أبو القاسم الحسين بن عبد اللّه بن حامد بن الحسن بن يوسف الخطيب القرقوبي (3)-إملاء - بقرقوب.

- و أنبأناه أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا محمد بن علي بن الفتح العشاري (4)،قالا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، نا محمد بن زهير، نا عمر بن يحيى بن نافع، نا العلاء بن زيدل، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :

«البدلاء أربعون اثنان و عشرون بالشام، و ثمانية عشر بالعراق. كلما مات منهم واحد أبدل اللّه تبارك و تعالى مكانه آخر، فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم. فعند ذلك تقوم الساعة»[334].

- أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي و أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي، و أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري، قالوا: أنا أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي، أنا أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي البصري - بمكة - نا علي [بن] (5)

ص: 291


1- كذا بالأصل، و في خع «زيدل» و في تقريب التهذيب: العلاء بن زيد، و يقال: زيدل بزيادة لام، الثقفي، أبو محمد البصري.
2- برزة بضم الباء، المشتبه للذهبي ص 33.
3- عن خع و بالأصل:«القرقري». هذه النسبة بضم القافين، إلى قرقوب، و هي بلدة قريبة من الطيب، بين واسط و كور الأهواز.
4- هذه النسبة لقب جد المذكور، لأنه كان طويلا فقيل له العشاري لذلك.
5- زيادة عن خع.

أحمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، نا محمد بن الحسين بن مكرم، و بكر بن محمد بن سعيد ح.

قال: و أنا ابن (1) صخر قال: و نا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن - و اللفظ له - نا بكر بن محمد بن سعيد، قالا: نا نصر بن علي، نا نوح بن قيس، عن عبد الملك بن معقل، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«دعائم أمتي عصائب اليمن، و أربعون رجلا من الأبدال بالشام. كلما مات رجل أبدل اللّه مكانه.

أما إنهم لم يبلغوا ذلك بكثرة صلاة و لا صيام [و لكن بسخاء] (2) الأنفس و سلامة الصّدور و النصيحة للمسلمين»[335].

- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الوهاب بن عطاء، أنا الحسن بن ذكوان، عن عبد الواحد [بن] (3) قيس، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال :«الأبدال في هذه الأمة ثلاثون، مثل إبراهيم خليل الرحمن [عز و جل] (4) كلما مات رجل أبدل اللّه مكانه رجلا»[336] قال أبي: فيه - يعني حديث عبد الوهّاب - كلام غير هذا، و هو منكر، يعني حديث الحسن بن ذكوان.

- أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه، و أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي - ببغداد - قالا: أنا أبو علي علي بن أحمد التّستري، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، أنا أبو علي اللؤلؤي، نا أبو داود ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي - و اللفظ له - أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (5) البيهقي، أنا أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر بن داسة، نا أبو داود، نا محمد بن المثنّى، نا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال :«يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و هو

ص: 292


1- عن خع و بالأصل «أبو».
2- ما بين معكوفتين عن خع، و مكانها بالأصل: بفناء.
3- زيادة عن مسند أحمد 322/5.
4- زيادة عن مسند أحمد 322/5.
5- في المطبوعة:«الحسن» تصحيف.

كاره فيبايعونه بين الركن و المقام، و يبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة و المدينة. فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام و عصائب أهل العراق فيبايعونه.

ثم ينشأ رجلا من قريش أخواله كلب، فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم، و ذلك بعث كلب و الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال و يعمل فيهم بسنّة نبيّهم صلى اللّه عليه و سلم و يلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى و يصلي عليه المسلمون»[337].

قال أبو داود: و قال بعضهم عن هشام: تسع سنين. قالا: و نا أبو داود، نا هارون بن عبد اللّه، نا عبد الصمد، عن همّام، عن قتادة بهذا الحديث قال: تسع سنين.

- أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي (1)،نا عبد الصمد و حرمي المعنى قالا: نا هشام، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن صاحب له، عن أم سلمة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :

«يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و هو كاره، فيبايعونه بين الركن و المقام. فيبعث إليهم جيش من الشام فيخسف بهم بالبيداء، فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدال الشام و عصائب العراق فيبايعونه. ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب، فيبعث إليه المكي بعثا، فيظهرون عليهم، و ذلك بعث كلب و الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب. فيقسم المال و يعمل في الناس بسنة نبيهم صلى اللّه عليه و سلم و يلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث [تسع سنين»] (2)[338] قال حرمي: أو سبع.

رواه غيرهم عن هشام و سمّى الرجل مجاهدا.

- أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية، قالت: أنا إبراهيم بن منصور

ص: 293


1- مسند أحمد 316/6.
2- زيادة عن مسند أحمد.

السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو هشام الرفاعي، نا وهب بن جرير، أنا هشام بن أبي عبد اللّه، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له - و ربما قال صالح عن مجاهد - عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قلت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«يكون في أمتي اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من قريش من أهل المدينة» زاد ابن حمدان «إلى مكة» و قالا:«فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و هو كاره فيبايعهم بين الركن و المقام، فيبعثون إليه جيشا من الشام فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم.

فإذا بلغ الناس ذلك أتاه أبدال الشام و عصائب أهل العراق فيبايعونه. و ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا»- أو قال: جيشا - فيهزمونهم و يظهرون عليهم.

فيقسم بين الناس فيهم و يعمل فيهم بسنّة نبيّهم صلى اللّه عليه و سلم، و يلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث سبع سنين»[339].

و رواه أبو العوّام، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أم سلمة.

أخبرناه أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه و أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي، قالا: أنا علي علي بن أحمد التّستري، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، أنا أبو علي اللؤلؤي.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي (1)،أنا أبو بكر البيهقي - و اللفظ له - أنا أبو علي الرّوذباري، أنا أبو بكر بن داسة، قالا: نا أبو داود، نا ابن المثنّى، نا عمرو بن عاصم، نا أبو العوام، نا قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أم سلمة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بهذا. و حديث [معاذ] (2) أتم.

- و يذكر عن معمر، عن قتادة، عن مجاهد، عن أم سلمة بهذا إلاّ أنه قال:

فيخرج رجل من بني هاشم من المدينة حتى يأتي مكة.

- أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي، نا علي بن أحمد بن زهير، أنا علي بن محمد بن شجاع، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن القاسم

ص: 294


1- بضم الفاء و فتح الراء، هذه النسبة إلى فراوة، بليدة على الثغر مما يلي خوارزم.(الأنساب).
2- زيادة عن خع.

الطّرسوسي، نا أبو علي الحسن بن عبد اللّه بن محمد الأزهري، نا محمد بن عبد الملك الدّقيقي. قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت عبد اللّه بن طاوس يقول: سمعت أبي يقول: قال ابن عباس يرفعه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (1):«مكة آية الشرف، و المدينة معدن الدين، و الكوفة فسطاط الإسلام، و البصرة فجر العابدين، و الشام معدن الأبرار، و مصر عش إبليس و كهفه و مستقره، و السند مداد إبليس، و الزنى في الزنج، و الصدق في النوبة، و البحرين منزل مبارك، و الجزيرة معدن القتل، و أهل اليمن أفئدتهم رقيقة و لا يعدمهم الرزق، و الأئمة من قريش، و سادة الناس بنوا هاشم»[340].

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمد و طلحة و سهل بإسنادهم قالوا :ثم رجع عمر إلى صرار (2) يعني من تشييع أهل القادسية. ثم دخل منه إلى المدينة و مضى سعد إلى زرود (3) و قد كتب عمر إلى أبي عبيدة قبل ذلك: إذا فرغت من دمشق إن شاء اللّه فاصرف أهل العراق إلى العراق، فإنه قد ألقي في روعي أنكم ستفتحونها، ثم تدركون إخوانكم فتنصرونهم على عدوهم.

و أقام عمر بالمدينة لمرور الناس به، و ذلك أنهم ضربوا إليه من بلدانهم فجعل إذا سرح قوما إلى الشام (4) قال: ليت عن الأبدال هل مرت بهم الركاب أم لا؟ و إذا سرح قوما إلى العراق قال: ليت شعري كم في هذا الخير من الأبدال.

- و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن عبد اللّه، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عمر، و عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال :كان الشام قد أمكن، فإذا أقبل جند من اليمن و ممن بين المدينة و اليمن، فاختار أحد منهم الشام قال:- يعني عمر:- يا

ص: 295


1- بالأصل:«قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول».
2- صرار موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق.(ياقوت).
3- زرود: رمال بين الثعلبية و الخزيمية بطريق الحاج من الكوفة (ياقوت).
4- عن خع و بالأصل:«العراق» خطأ.

ليت شعري عن الأبدال هل مرت بهم الركاب.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، نا علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني، نا علي بن عمرو بن سهل الحريري، نا علي بن محمد بن كاش القاضي ح.

و أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الجرجاني - بالثّعلبية - أنا المظفّر بن حمزة - بجرجان - أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه (1)،أنا أبو سعيد بن الأعرابي قالا: نا الحسن بن علي بن عفان، نا زيد بن الحباب، حدثني - و في حديث القزويني، نا - ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد السكسكي، عن سعيد بن أبي هلال، عن علي رضي اللّه عنه قال :قبة الإسلام بالكوفة، و الهجرة بالمدينة، و النجباء بمصر، و الأبدال بالشام. و هم قليل.

قال كعب: الأبدال ثلاثون.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا ببغداد، أنا محمد بن علي المقرئ، أنا حمد (2) بن عبد اللّه المقرئ، أنا أحمد بن علي بن محمد، أنا أبي، أنا أبو عمرو محمد بن مروان القرشي السعيدي، نا الحسن بن عبد الرحمن، أنا وكيع، عن فطر، عن أبي الطّفيل، عن علي عليه السلام قال :الأبدال بالشام، و النجباء بالكوفة.

- أنبأنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد، قالا: أنا أبو المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمد (3)،أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي، نا عثمان بن محمد، نا جرير، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطّفيل، قال:

خطبنا علي فذكر الخوارج، فقام رجل فلعن أهل الشام. فقال له: ويحك لا تعمّم (4)

ص: 296


1- عن خع و بالاصل «بابويه».
2- في المطبوعة: أحمد بن عبد المقرئ.
3- كذا بالأصل و خع تحريف و الصواب «حمّة» كما في التبصير 462/1.
4- عن خع و بالأصل «لا تعم».

إن كنت لاعنا ففلانا و أشياعه فإن منهم الأبدال و منكم العصب.

- قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، عن أبي الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو علي الحسين بن حميد الكعبي (1)،نا زهير بن عبّاد، نا الوليد بن مسلم، عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس القتباني (2) أن علي بن أبي طالب قال :الأبدال من الشام، و النجباء من أهل مصر، و الأخيار من أهل العراق.

- أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المعروف بأبيّ - في كتابه - عن محمد بن علي بن الحسن الحسني، نا محمد بن عبد اللّه الجعفي، نا محمد بن عمّار العطار، نا علي بن محمد بن خبيّة (3)،نا عمرو بن حمّاد بن طلحة، نا إسحاق يعني ابن إبراهيم الأزدي، عن فطر، عن أبي الطّفيل، عن علي قال: سمعت عليا يقول :

إذا قام قائم آل محمد جمع اللّه له أهل المشرق و أهل المغرب، فيجتمعون كما يجتمع قزع (4) الخريف. فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة، و أما الأبدال فمن أهل الشام.

- أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون، أنا محمد بن علي بن الحسن الحسني، أنا محمد بن الحسين بن غزال، أنا محمد بن عمّار العطار، نا جعفر بن علي بن نجيح، نا حسن بن حسين، عن علي بن القاسم، عن صباح بن يحيى المري (5)،عن سعيد بن الوليد الهجري، عن أبيه قال: قال علي و هو بالكوفة :ما أشد بلايا الكوفة، لا تسبوا أهل الكوفة فو اللّه إنّ فيهم لمصابيح الهدى، و أوتاد ذكر، و متاع إلى حين و اللّه ليدقنّ اللّه بهم جناح كفر لا ينجبر أبدا. إن مكة حرم إبراهيم، و المدينة حرم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و الكوفة حرمي. ما من مؤمن إلاّ و هو من أهل الكوفة، أو هواه لينزع إليها. ألا إن الأوتاد من أبناء الكوفة، و في مصر من الأمصار، و في أهل الشام أبدال.

ص: 297


1- في خع:«العكبي» و في المطبوعة:«العكي».
2- بالأصل و خع و المطبوعة:«الفتياني» تحريف، و ما أثبت عن تقريب التهذيب. قال ابن يونس مات سنة ثلاث و ثلاثين (و مائة).
3- في التبصير 406/1 خبيئة.
4- القزع بالتحريك، قطع من السحاب المتفرقة (اللسان: قزع).
5- في المطبوعة: المزني.

- أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا العميري - بهراة - أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، نا علي بن خشرم، نا عيسى، عن هشام، عن من سمع الحسن البصري يقول :لن تخلو الأرض من سبعين (1) صدّيقا، و هم الأبدال لا يهلك منهم رجل إلا أخلف مكانه مثله. أربعون بالشام، و ثلاثون في سائر الأرضين.

- أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد، نا أحمد بن مروان المالكي، نا الحسن بن عبد المجيب، نا عمران بن محمد أبو حفص الخيزراني، نا عبد الوهّاب بن عطاء، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال :لن تخلو الأرض من أربعين بهم يغاث الناس و بهم تنصرون، و بهم ترزقون كلما مات منهم أحد أبدل مكانه رجلا.

قال قتادة: و اللّه إني لأرجو أن يكون الحسن منهم.

- أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو علي الأهوازي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، نا عبد الغافر بن أحمد بن سلامة الحضرمي الحمصي، نا أبو ثوبان مزداد بن جميل، نا المعافى بن عمران، نا إسماعيل بن عياش، حدثتني أم عبد اللّه ابنة خالد بن معدان، عن أبيها قال :قالت الأرض للربّ تبارك و تعالى: كيف تدعني و ليس عليّ نبيّ؟ قال: سوف ادع عليك أربعين صدّيقا بالشام.

- أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني، نا المظفّر بن حمزة بجرجان، أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه (2)،أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن علي بن عفان، نا زيد بن الحباب، نا معاوية، أراه عن أبي الزاهرية قال :الأبدال ثلاثون رجلا بالشام، بهم تجارون و بهم ترزقون، إذا مات منهم رجل أبدل اللّه عز و جل مكانه.

أبو الزاهرية حدير بن كريب، حمصي ثقة.

ص: 298


1- بالأصل و خع «سفيان» و المثبت عن مختصر ابن منظور 115/1.
2- بالأصل «بابويه» و المثبت عن خع.

- أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمد القرشي، نا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمد بن شجاع، أنا تمام بن محمد، نا أبي، نا أبو الخليل العباس بن الخليل، نا كثير بن عبيد، نا بقية، عن الوليد بن كامل البجلي، قال: سمعت الفضيل بن فضالة يقول :إن الأبدال بالشام في حمص خمسة و عشرون رجلا، و في دمشق ثلاثة عشر، و ببيسان (1) اثنان.

- و أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود، نا علي بن أحمد، نا علي بن محمد بن شجاع، أنا تمام بن محمد، أنا أبي، أخبرني أسلم بن محمد، نا محمد بن هارون بن بكار، نا سليمان بن عبد الرحمن قال: سمعت الحسن بن يحيى الخشني يقول :

بدمشق من الأبدال سبعة عشر نفسا، و ببيسان أربعة.

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمد الرازي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي، نا أبو القاسم محمد بن سعد (2) بن دانق، نا محمد بن هارون بن بكّار بن بلال، نا سليمان بن عبد الرحمن، قال الحسن: و في نسخة سمعت الحسن بن يحيى يقول :بدمشق من الأبدال خمسة، و أربعة ببيسان.

- قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال :

الأبدال سبعون فستون بالشام و عشرة بسائر الأرضين.

- قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا هارون، نا ضمرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه قال :الأبدال أربعون إنسانا. قال: قلت له: أربعون رجلا؟ قال: لا تقل أربعين رجلا، و لكن قل أربعين إنسانا، لعل (3) أن يكون فيهم نساء.

ص: 299


1- بيسان بالفتح ثم السكون، مدينة بالأردن، بالغور الشامي، و هي بين حوران و فلسطين (ياقوت: معجم البلدان).
2- الأصل و خع، و في المطبوعة: نصر.
3- في خع و مختصر ابن منظور: لعل فيهم نساء.

- أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين الغزّال، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطّيّوري، أنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن العلاّف الواعظ، أنا أبي أبو الحسين (1)،أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطي، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان يقول :الأبدال بالشام، و النجباء بمصر و العصب باليمن، و الأخيار بالعراق.

- أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن الحسن بن جهضم، قال: سمعت إبراهيم بن أحمد بن علي العطار يقول: سمعت أبا بكر الصوفي المعروف بالزقاق (2) يقول في مجلس أبي قريش: قال أبو سليمان :المجتهدون بالبصرة، و الفقهاء بالعراق، و الزّهّاد بخراسان، و البدلاء بالشام.

- أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني، و أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، قال محمد: أنا و قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، نا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، نا علي بن عبد اللّه بن جهضم الهمداني بمكة، نا عبيد اللّه بن محمد العبسي قال: سمعت الكتاني يقول :النقباء ثلاثمائة، و النجباء سبعون، و البدلاء أربعون، و الأخيار سبعة، و العمد أربعة، و الغوث واحد. فمسكن النقباء المغرب، و مسكن النجباء مصر، و مسكن الأبدال الشام، و الأخيار سيّاحون في الأرض، و العمد في زوايا الأرض، و مسكن الغوث مكة. فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء، ثم النجباء، ثم الأبدال، ثم الأخيار، ثم العمد فإن اجيبوا و إلاّ ابتهل الغوث، فلا تم مسألته حتى تجاب دعوته.

ص: 300


1- الأصل و خع، و في المطبوعة: أبو الحسن.
2- كذا بالأصل و خع و في المطبوعة:«الدقاق» بالدال تحريف. و الزقاق نسبة إلى الزق و بيعه و عمله و إصلاحه، و اشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد اللّه الزقاق أحد شيوخ الصوفية الكبار (الأنساب).

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس المقرئ، أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان، نا أبو الحسين علي بن محمّد بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا هارون بن عبد اللّه، نا سيّار، نا جعفر، نا شيخ من أهل صنعاء من جلساء وهب بن منبّه قال :رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام فقلت: يا رسول اللّه أين بدلاء أمتك؟ فأومأ بيده نحو الشام. قال: قلت: يا رسول اللّه أ ما بالعراق منهم أحد؟ قال: بلى، محمد بن واسع، و حسّان بن أبي سنان، و مالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذرّ في زمانه (1).

- أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، نا أبو نعيم الحافظ (2)،نا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، نا إبراهيم بن نائلة، نا سليمان بن داود الشّاذكوني (3)،نا جعفر بن سليمان، قال: سمعت جليسا لوهب بن منبّه يقول :رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فيما يرى النائم فقلت: يا رسول اللّه أين الأبدال من أمتك؟ فأومأ بيده قبل الشام فقلت: يا رسول اللّه أ ما بالعراق منهم أحد؟ قال: بلى، محمد بن واسع، و حسّان بن أبي سنان، و مالك بن دينار.

- كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ، قال: أنبأني أبو العبّاس محمد بن يعقوب، و كتبته من خطه فيما أجازه له محمد بن عبد الوهّاب، أخبرني علي بن عثّام (4)،عن عمرو بن عاصم، عن جعفر بن سليمان، عن رجل من أهل صنعاء قد ذكره قال :رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم فقلت: يا رسول اللّه أين أبدال أمتك؟ فأشار نحو الشام فقلت: يا رسول اللّه أ فبالعراق منهم أحد؟ قال: نعم، محمد بن واسع، و حسّان بن أبي سنان، و مالك بن دينار الذي يمشي في الأرض بمثل زهد أبي ذرّ.

ص: 301


1- الخبر في حلية الأولياء 114/3 في ترجمة حسان بن أبي سنان عن جعفر بن سليمان. انظر ترجمة محمد بن واسع في تقريب التهذيب و الكاشف للذهبي 92/3 و ترجمة مالك بن دينار في الكاشف 100/3 و تقريب التهذيب.
2- حلية الأولياء 114/3.
3- هذه النسبة إلى شاذكونة، و هي المضرّبات الكبار، و تسمى الشاذكونة، و كان أباه يتجر إلى اليمن لبيعها.
4- بالأصل و خع:«غنام» و المثبت عن تقريب التهذيب بمهملة مفتوحة و مثلثة مشددة، و انظر الكاشف 253/2.

- أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا الحسن بن محمد الخلاّل، نا محمد بن إسماعيل الوراق، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، نا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، نا سيّار، نا جعفر بن سليمان، قال:

سمعت جليسا لوهب بن منبّه يقول :رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام فقلت: يا رسول اللّه أين الأبدال؟ فأومأ بيده إلى الشام قلت: و ما بالعراق منهم أحد؟ قال: بلى، محمد بن واسع، و حسّان بن أبي سنان، و مالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذرّ.

- و قد جاء في نعت الأبدال من كرم الأخلاق، و حسن الخلاّل ما أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا الإمام أبو الحسن محمّد بن علي بن سهل الماسرجسي، أنا علي بن الصقر بن حمدان البالسي ببالس (1)،نا أحمد بن عبد اللّه الخولاني بمصر، نا سعيد بن عبدوس، نا عبد اللّه بن هارون الكوفي، نا الأوزاعي، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«خيار أمتي خمس مائة، و الأبدال أربعون، فلا الخمس مائة ينقصون و لا الأربعون ينقصون [كلما مات منهم أحد بدل اللّه من الخمس مائة مكانه، و أدخل في الخمس مائة مكانه، فلا الخمس مائة ينقصون و لا الأربعون ينقصون] (2)»قالوا: يا رسول اللّه دلنا على أعمال هؤلاء؟ قال: هؤلاء يعفون عن من ظلمهم و يحسنون إلى من أساء إليهم[341].

- أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السّلمي الفقيه، نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و أخبرنا أبو علي الحسين بن عقيل بن ربش قالا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب، حدثني أبو جعفر محمد بن الخزر - بطبرية - نا سعيد بن أبي زيدون، نا عبد اللّه بن هارون، نا الأوزاعي، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«خيار أمتي خمس مائة و الأبدال أربعون كلما مات بديل أدخل اللّه مكانه من الخمس مائة و أدخل في الأربعين مكانهم. فلا

ص: 302


1- بالس بلدة بالشام بين حلب و الرقة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.

الخمس مائة ينقصون و لا الأربعون ينقصون» قالوا: يا رسول اللّه دلنا على أعمال هؤلاء قال:«يعفون عن من ظلمهم، و يحسنون إلى من أساء إليهم، و يواسون فيما أتاهم اللّه.

و تصديق ذلك في كتاب اللّه عز و جل: وَ الْكٰاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعٰافِينَ عَنِ النّٰاسِ، وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (1)»[342].

- أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد.

و أخبرنا عنه خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا محمد الخزر الطبراني، نا سعيد بن أبي زيدون، نا عبد اللّه بن هارون الصوري، نا الأوزاعي، عن الزهري، عن نافع، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«خيار أمتي في كل قرن خمس مائة، و الأبدال أربعون. فلا الخمس مائة ينقصون و لا الأربعون. كلما مات رجل أبدل اللّه عز و جل من الخمس مائة مكانه و أدخل من الأربعين مكانهم» قالوا: يا رسول اللّه دلنا على أعمالهم قال:«يعفون عن من ظلمهم و يحسنون إلى من أساء إليهم و يتواسون فيما أتاهم اللّه عز و جل»[343].

- قال: و أنا أبو نعيم، نا محمد بن أحمد بن الحسن، نا محمد بن السّري القنطري، نا قيس بن إبراهيم بن قيس السّامري، نا عبد الرحمن بن يحيى الأرمني قال: قال عثمان بن عمارة: نا المعافا بن عمران، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إن للّه عز و جل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السّلام. و للّه تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام. و للّه في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السّلام. و للّه تعالى في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السّلام. و للّه تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل. و للّه في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السّلام. فإذا مات واحد أبدل اللّه مكانه من الثلاثة و إذا مات من الثلاثة أبدل اللّه مكانه من الخمسة. و إذا مات من الخمسة أبدل اللّه مكانه من السّبعة. و إذا مات من السبعة أبدل اللّه مكانه من الأربعين. و إذا مات من الأربعين أبدل اللّه مكانه من الثلاثمائة. فإذا مات من الثلاثمائة أبدل اللّه مكانه من العامة. فبهم يحيي و يميت

ص: 303


1- سورة آل عمران، الآية:134.

و يمطر و يقيت (1) و يدفع البلاء.

قيل لعبد اللّه بن مسعود كيف بهم يحيي و يميت؟ قال: لأنهم يسألون اللّه عز و جل إكثار الأمم فيكثرون، و يدعون على الجبابرة فيقصمون، و يستسقون فيسقون، و يسألون فينبت لهم الأرض، و يدعون فيدفع بهم أنواع البلاء.

- أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الظهراني، و أبو عمرو بن مندة، قالا: أنا الحسن بن محمد بن يوسف بن يوة، أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان القتباني (2)،نا ابن أبي الدنيا، نا محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي، نا عثمان بن مطيع، نا سفيان بن عيينة قال: قال أبو الزناد :لما ذهبت النبوة و كانوا أوتاد الأرض أخلف اللّه مكانهم أربعين رجلا من أمة محمد صلى اللّه عليه و سلم يقال لهم الأبدال. لا يموت الرجل منهم حتى ينشئ اللّه مكانه آخر يخلفه، و هم أوتاد الأرض، قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم، لم يفضلوا الناس بكثرة الصّلاة، و لا بكثرة الصيام، و لا بحسن التخشع، و لا بحسن الحلية، و لكن بصدق الورع، و حسن النية و سلامة القلوب، و النصيحة لجميع المسلمين، ابتغاء مرضاة اللّه بصبر دجير (3) و لب حليم، و تواضع في غير مذلة. و اعلم أنهم لا يلعنون شيئا، و لا يؤذون أحدا و لا يتطاولون على أحد تحتهم، و لا يحقرونه أحد و لا يحسدون أحدا فوقهم، ليسوا بمتخشعين و لا متماوتين (4) و لا معجبين، لا يحبّون الدنيا، و لا يحبون الدنيا، ليسوا اليوم في وحشة و غدا في غفلة.

ص: 304


1- الأصل و خع و مختصر ابن منظور، و في المطبوعة: و ينبت.
2- هذه النسبة إلى قتبان، موضع بعدن، من بلاد اليمن. و في المطبوعة: الفتياني.
3- الأصل و مختصر ابن منظور، و في خع:«دخير» و في المطبوعة: ذخير.
4- المتماوت: الناسك المرائي (قاموس).

باب نفي الخبر عن أهل الإسلام عند وجود فساد أهل الشام

- أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمّد بن سعدوية، أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنا أبو بكر محمد بن هارون الرّوياني، نا محمد بن بشار، نا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم»[344].

- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن شعبة (1)،حدّثني معاوية بن قرة، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم ح.

و محمد بن جعفر، نا شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :

«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم. و لن تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم السّاعة»[345].

- أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن العلاّف، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمّامي ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى بن معاذ بن معاذ، نا مسدّد بن مسرهد، نا يحيى،

ص: 305


1- في المطبوعة:«سعيد» تحريف، انظر مسند أحمد 34/5.

عن شعبة، حدثني أبو إياس، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، و لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الناس لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة»[346].

- أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر الحسنية (1) قالت: قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي و أنا حاضرة، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى التميمي، نا أبو عبد اللّه محمد بن أبي بكر المقدّمي، نا يحيى، عن شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :

«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورة على الناس لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم السّاعة»[347].

- أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو يوسف بن الحسن بن محمد، قالا: نا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا شعبة، أخبرني معاوية بن قرّة، عن أبيه، قال: قال (2)النبي صلى اللّه عليه و سلم :«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم السّاعة»[348].

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش (3) العكبري، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السّقطي، نا إبراهيم بن سعيد، نا يزيد بن هارون، عن شعبة ح.

- و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا يزيد، أنا شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم. و لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يبالون من خذلهم حتى تقوم السّاعة»[349].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه الطبري، أنا

ص: 306


1- في المطبوعة: الحسينية.
2- في خع:«قال قال صلى اللّه عليه و سلم» و في المطبوعة: قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
3- في خع «كارش» تحريف.

أبو الحسين محمد بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان نا الربيع بن يحيى، نا شعبة قال: سمعت معاوية بن قرّة يحدث عن أبيه و قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم و مسح النبي صلى اللّه عليه و سلم برأسه فقال ح.

- و أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه،[نا أبو الحسن بن سعيد،] (1) نا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن الحسين النّعالي من أصل كتابه، أنا أبو العبّاس عبد اللّه بن موسى الهاشمي، نا عبد اللّه بن محمد بن سعيد الجمال، نا أبو حاتم الرازي، نا الربيع بن يحيى بن مقسم المدائني، نا شعبة بن الحجاج، قال: سمعت معاوية بن قرّة يروي عن أبيه و كان قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم و مسح برأسه قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم :«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم»[350].

كذا قال المدائني: و إنما هو المرائي و هو الأشناني (2) بصري يكنى أبا الفضل.

و هذا حديث انفرد به شعبة بن الحجاج، عن أبي إياس معاوية بن قرّة.

و قد رواه أبو عتبة إسماعيل بن عياش العنسي (3) الحمصي و هو من أقران شعبة، عن رجل، عن شعبة .

- أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي - بنيسابور - و أبو بكر الفتح محمد بن الموفق بن نيازك بن أبي مطيع الوكيل، و عبد الجبار بن أبي سعد بن أبي القاسم الدّهان - بهراة - و أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشّعيبي الماليني (4)- بمرغاب، قرية من قرى مالين، من نواحي هراة - قالوا: أخبرتنا أم الفضل بيبي بنت عبد الصمد بن علي بن محمد الهرثمية الغشتية - بهراة - قالت: أنا أبو محمد (5)عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح، نا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن

ص: 307


1- عن هامش الأصل و خع، و في المطبوعة: أنا سعيد، و أبو الحسن بن شعبة.
2- هذه النسبة إلى بيع الأشنان و شرائه.
3- هذه النسبة إلى عنس، و هو عنس بن مالك بن أدد بن زيد، و هو من مذحج في اليمن، و جماعة منهم نزلوا الشام.(الأنساب).
4- هذه النسبة إلى مالين، قرية على شط جيحون. قال أبو سعد: مالين: في موضعين أحدهما كورة ذات قرى على فرسخين من هراة، و مالين أيضا من قرى باخرز.
5- عن خع و بالأصل «أبو بكر».

عبد الصمد بن علي الهاشمي، نا بكر بن سهل الدمياطي، نا أبي سهل بن إسماعيل، نا بشر بن بكر، نا إسماعيل بن عياش، حدثني عمران بن إسحاق أبو هارون البصري، عن شعبة بن الحجاج، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي. و لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدّجّال»[351].

- و أخبرناه أعلى من هذا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البالوي، نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ، نا علي بن سعيد بن شهريار بمكة، نا عامر بن سيار، نا إسماعيل بن عياش، عن عمران بن إسحاق بن هارون البصري، نا شعبة بن الحجاج، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي. و لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدّجّال»[352].

- أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدّربندي، أنا أبو نصر أحمد بن المظفّر بن محمد الموصلي - بها - نا عبد اللّه بن حيان بن عبد العزيز بن حيان، نا الحسن بن علوية القطان، نا إبراهيم بن يزيد بن مصعب الشامي، نا أبو خليد الدمشقي عن الوضين بن عطاء، عن مكحول، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :

«إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم»[353].

- أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا الحسين بن علي بن محمد الأنطاكي، و الخضر بن منصور الضرير - إجازة - قالا: أنا سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن فطيس (1)،أنا المظفّر بن أحمد بن برهان، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس (2)،نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم، نا محمد بن وزير، أنا خالد، نا جسر، عن الحسن أنه قال :خيار أهل الشام خير من خياركم، و شرار أهل الشام خير من شراركم. قالوا: لم تقول هذا يا أبا سعيد؟ قال: لأن اللّه تعالى قال:

ص: 308


1- ما بين الرقمين سقط من المطبوعة.
2- ما بين الرقمين سقط من المطبوعة.

وَ نَجَّيْنٰاهُ وَ لُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بٰارَكْنٰا فِيهٰا لِلْعٰالَمِينَ (1) .

جسر هو ابن الحسن، و خالد هو ابن عبد الرحمن الخراساني.

- أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، و حدثنا عنه أبو البركات الخضر بن شبل الحارثي الفقيه، أنا رشأ بن نظيف إجازة، أنا عبد الوهّاب بن (2) جعفر بن علي الميداني و نقلته أنا من خطه، أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا عبد الصمد بن سعيد القاضي، نا سليمان بن عبد الحميد البهراني، قال سمعت يحيى بن صالح يقول: سمعت إسماعيل بن عيّاش يقول :لما أن خرجت من عند المهدي لقيني هشيم بن بشير (3) فقال لي: يا أبا عتبة جزاك اللّه عن الإسلام خيرا، سمعت أشياخنا يقولون (4):صالحوكم خير من صالحينا، و طالحوكم خير من طالحينا.

ص: 309


1- سورة الأنبياء، الآية:71.
2- بالأصل «نا ابن» و المثبت عن خع.
3- في المطبوعة:«بشر» تحريف، و انظر تقريب التهذيب.
4- من المطبوعة، و بالأصل و خع:«يقول».

باب ما جاء أنّ بالشام يكون بقايا العرب عند حلول البلايا و الأمر المرتقب

- أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل الأديب، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ، نا أبو عبيد علي بن الحسن بن حرب - قاضي مصر سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة - نا الحسن بن عبد العزيز الجروي (1)،نا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة، حدثني إدريس الأودي (2)،عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلاّ بقايا هاهنا يعني الشام»[354].

كذا قال و قد أسقط من إسناده سعيد بن بشير.

- أخبرناه على الصواب أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمّل الصيرفي، نا الحسن (3) عبد العزيز الجروي، نا أبو حفص التّنّيسي، عن سعيد بن بشير، عن أبي إدريس الأودي، عن أبيه، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلاّ بقايا هاهنا يعني الشام»[355].

كذا قال عن أبي إدريس، و هو وهم، و الصواب عن إدريس، و هو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي والد عبد اللّه بن إدريس .

أخبرناه على الصواب (4) أبو القاسم بن السمرقندي، أنا علي بن أحمد بن

ص: 310


1- الجروي بفتح الجيم و الراء، نسبة إلى جري بن عوف، بطن من جذام.
2- بفتح الألف و سكون الواو، هذه النسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج.
3- بالأصل:«الحسن، نا عبد العزيز» و المثبت بحذف «نا» عن خع.
4- قوله:«على الصواب» ليس في المطبوعة.

محمد بن البسري و أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد، أنا أبي أبو طاهر، قالوا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري ح.

و أخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمد، أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي، نا أبو حفص، عن سعيد، حدثني إدريس الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«أول الناس هلاكا فارس ثم العرب إلاّ بقايا هاهنا»[356] يعني الشام. و قال الصرصري: بالشام.

و قد رواه [الوليد] (1) ابن مسلم عن سعيد بن بشير .

أخبرناه أبو محمد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن الآبنوسي إجازة، و حدثني عنه أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية الخزاز، أنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد، حدثني أحمد بن الحسين بن مدرك القصري، نا سليمان بن أحمد الواسطي، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن بشير، عن إدريس الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أول الناس هلكة فارس ثم العرب، إلاّ بقايا هاهنا» يعني بالشام[357].

- أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السّمسار، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، نا أبو بكر بن رزقان، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون المصّيصي، حدثني أبي، نا أبو سعد عن أبي حفص الأنصاري، نا يونس بن أبي إسحاق، حدثني إدريس بن يزيد و داود بن يزيد الأوديان، قالا:

حدثنا والدنا. أن أبا هريرة حدثه قال :بينما نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ أقبل معاذ بن جبل - أو سعد بن معاذ - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين رآه:«إني لأرى في وجهه

ص: 311


1- عن خع.

لأحسن (1) طالع» قال: فجاء حتى سلّم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: أبشر يا رسول اللّه فقد قتل اللّه كسرى. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لعن اللّه كسرى» ثلاثا ثم قال:«إن أوّل الناس فناء - أو هلاكا - فارس،[ثم] (2) العرب من ورائها» ثم أشار بيده قبل الشام «إلاّ بقية (3) هاهنا»[358] كذا قال و لعله لاوا.

ص: 312


1- في مختصر ابن منظور 119/1 «لأحيا» و في خع:«لأحين».
2- زيادة عن خع.
3- في المطبوعة: بقايا.

باب ما روي عن الأفاضل و الأعلام من انحياز بقية المؤمنين في آخر الزمان إلى الشام

- أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد البزاني (1)،أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمد بن (2) أحمد بن عبد الوهاب السلمي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن يزيد الزهري، نا عيسى بن عبد الرحمن بن عمر بن يزيد أبو الحسن الزهري يعرف برسته، نا أبو داود، نا المسعودي عن القاسم قال :مد الفرات على عهد عبد اللّه، فكره الناس ذلك. فقال عبد اللّه: يا أيّها الناس لا تكرهوا مدّه يوشك أن يلتمس فيه ملء طست من ماء، فلا يوجد ذلك، و ذلك حين يرجع كلّ ماء إلى عنصره. فيكون بقية الماء (3)و المؤمنون بالشام.

كذا رواه يزيد بن هارون الواسطي، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه المسعودي.

أخبرناه أبو محمد بن علي بن الآبنوسي في كتابه و حدثني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري ح.

- و قرأت على أبي غالب بن البنا (4)،عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي، نا جدي و هو محمد بن عبيد اللّه بن أبي داود، نا يزيد بن هارون، أنا المسعودي و هو عبد الرحمن بن عبد اللّه، عن

ص: 313


1- بضم الباء و فتح الزاي هذه النسبة إلى بزان، و هي قرية من أصبهان.
2- عن خع و بالأصل: و أحمد.
3- مختصر ابن منظور 120/1: و يكون الماء و بقية المؤمنين بالشام.
4- بالأصل:«بن البنا، عن أبي، عن أبي محمد الجوهري» و المثبت عن خع.

القاسم بن عبد الرحمن قال :مدّ الفرات على عهد عبد اللّه بن مسعود فكره الناس ذلك. فقال عبد اللّه: يا أيّها الناس لا تكرهوا مدّه، فإنه يوشك أن يلتمس فيه ملء طست من ماء فلا يوجد، و ذلك حين يرجع كلّ ماء إلى عنصره، و يكون الماء و بقية المؤمنين بالشام. قال أحمد بن جعفر: هكذا هو في رواية المسعودي منقطع. ليس بين القاسم و بين ابن مسعود أحد.

و أمّا الأعمش فإنه رواه عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود متصلا.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا قبيصة، نا سفيان، عن الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد اللّه قال :شكونا إليه الفرات و قلة الماء فقال: يأتي عليكم زمان لا تجدون فيه ملء طست من ماء، و يرجع كلّ ماء إلى عنصره و يبقى الماء و المؤمنون بالشام.

- و أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا (1) المطهّر بن عبد الواحد بن محمد (2)،نا عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن عبد الوهّاب السّلمي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن يزيد الزهري، نا عمي عبد الرحمن بن عمر بن يزيد الزهري، نا الحسين بن حفص، نا سفيان، عن الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد اللّه قال :شكونا إليه قلة الماء بالفرات قال: يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يجدون فيه طستا من ماء، و يرجع كلّ ماء إلى عنصره، و يبقى الماء و المؤمنون بالشام.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا المطهّر بن عبد الواحد، نا عبد اللّه بن محمد السلمي، نا عبد اللّه بن محمد بن يزيد الزهري، نا عمي أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر الزهري، نا ابن عبد المؤمن، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد اللّه الحديث.

أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه، و حدّثني عنه أبو المعمر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري ح.

ص: 314


1- كرر بالأصل، و الصواب عن خع.
2- كرر بالأصل، و الصواب عن خع.

- و قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن (1) بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، قال: قال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي .ففي رواية الأعمش هذه: ذكر قلة الماء في الفرات. و في رواية المسعودي: ذكر كثرته فيه. ثم إن الروايتين على الاتفاق: أن الفرات يقلّ ماؤه قلة ضارّة بالناس. و اللّه أعلم.

- أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلّيّ، نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصّيصي الصّفّار، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت ابن المبارك، عن سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد اللّه بن عمرو قال :ليأتينّ على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلاّ لحق بالشام.

- أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا المطهّر بن عبد الواحد بن محمد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمد بن أحمد السّلمي، نا عبد اللّه بن محمد بن يزيد الزهري، نا عمي، نا عبد الرحمن بن مهدي، نا سفيان، نا الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن عمرو قال :يأتي على الناس زمان لا يبقى على الأرض مؤمن إلاّ لحق بالشام.

تابعه الحسين بن حفص، عن سفيان، و لم ينسب عبد اللّه.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن منصور، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا قبيصة بن عقبة (2) و موسى بن مسعود قالا: نا سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد اللّه بن عمرو قال :يأتي زمان عليكم زمان لا يبقى مؤمن إلاّ لحق بالشام.

- رواه أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي الجوالقي الحافظ، عن العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، عن بشير (3) بن المنذر، عن

ص: 315


1- بالأصل و خع «الحسين» تحريف.
2- في المطبوعة:«عيينة» تحريف.
3- في المطبوعة:«بشر».

شهاب بن خراش الحوشبي (1)،عن سفيان الثوري، عن الأعمش فرفعه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و ليس بالمحفوظ. و المحفوظ الموقوف.

- أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا المطهّر بن عبد الواحد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمد بن أحمد السلمي، نا عبد اللّه بن محمد بن يزيد الزهري، نا عمي أبو الحسن عبد الرحمن، نا حاتم بن عبيد اللّه، نا سعيد بن راشد القيسي، عن عطاء، عن ابن عمر قال :يأتي على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلاّ لحق بالشام (2).

- أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا المطهّر بن عبد الواحد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمد بن أحمد السلمي، نا عبد اللّه بن محمد بن يزيد الزهري، نا عمي، نا معاذ بن هانئ، نا حمّاد بن سلمة، عن سعيد بن إياس، عن أبي المشاء، عن أبي أمامة قال :لا تقوم السّاعة حتى تتحول أشرار الناس إلى العراق، و خيار أهل العراق إلى الشام. حتى تكون الشام شاما و العراق عراقا.

- قرأت على أبي محمد عبد اللّه بن أسد بن عمّار بن الخضر الدمشقي، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة، نا خطاب بن عثمان، نا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبيه قال :بلغنا أنه لن تقوم السّاعة حتى يخرج خيار أهل العراق إلى الشام، و يخرج شرار أهل الشام من الشام إلى العراق. فأكره أن يدركني أجلي و أنا بالعراق.

ص: 316


1- هذه النسبة إلى حوشب و هو جد أبي الصلت شهاب بن خراش (الأنساب).
2- سقط من الأصل و خع خبرا عن كعب بروايتين، و الروايتان موجودتان في المطبوعة ابن عساكر 302/1.

باب ما ذكر من تمسّك أهل الشّام بالطاعة و اعتصامهم بلزوم السنّة و الجماعة

- أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا ابن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، حدثني ابن لهيعة و يحيى بن أيوب، عن عقيل بن خالد، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«دخل إبليس العراق فقضى حاجته منها، ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ بساق (1)،ثم دخل مصر فباض فيها و فرّخ و بسط عبقريّة (2)»[359].

قال ابن وهب: أرى ذلك في فتنة عثمان، لأن الناس افتتنوا فيه، و سلم أهل الشام.

كذا قال و قد أسقط منه الزهري.

- أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب - بدمشق - أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل المعروف بابن الشيخ بالبصرة، نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي (3).

و أنا أبو القاسم أنا أيضا، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن الطبري و أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرّستمي قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا

ص: 317


1- بساق: عقبة بين التيه و أيلة (ياقوت) و في القاموس: بلد بالحجاز.
2- العبقرى: البسط الموشية (اللسان).
3- في المطبوعة: القسري.

عبد اللّه بن جعفر قالا: نا يعقوب بن سفيان، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، و ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن يعقوب بن عتبة (1) بن المغيرة بن الأخنس، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال :«دخل إبليس العراق فقضى منها حاجته، ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ جبل بساق - و في حديث ابن جعفر: حتى دخل بساق - ثم دخل مصر فباض فيها و فرّخ و بسط عبقريّة»[360].

- قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة، أنا أبو العبّاس محمد بن الحسن بن قتيبة قراءة عليه، نا إبراهيم بن محمد بن يوسف، نا الفريابي، نا خطاب بن أيوب، نا عبّاد بن كثير، عن سعيد، عن قتادة، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إن الشيطان أتى العراق فباض فيهم و فرّخ (2) ثم أتى مصر فبسط عبقريّة و جلس ثم أتى الشام فطردوه»[361].

- كذا قال: حدّثنا الفريابي وهم، فإبراهيم بن محمد هو الفريابي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا إبراهيم بن المنذر، حدثني عباس بن أبي شملة، عن موسى بن يعقوب عن زيد بن أبي عتاب، عن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن ابن عمر قال :نزل الشيطان بالمشرق فقضى قضاءه ثم خرج يريد الأرض المقدسة الشام فمنع، فخرج على بساق حتى جاء المغرب فباض بيضة و بسط بها عبقريّة.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف ابن عمر، عن محرز (3) أبي حارثة القيني، و أبو عثمان الغسّاني يعني

ص: 318


1- بالأصل و خع هنا «عبد اللّه» خطأ.
2- في خع: و أفرخ.
3- عن خع مختصر ابن منظور 121/1 و بالأصل «عرز» و في المطبوعة: محرز بن أبي حارثة. و القيني هذه النسبة إلى القين، و اسمه النعمان بن جسر بن شيع اللّه بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.

يزيد بن أسيد قالا :لما قدم كتاب عثمان إلى أهل الشام في القراءة قالوا: سمعنا و أطعنا. و ما اختلف في ذلك اثنان. انتهوا إلى ما اجتمعت عليه الأمة و عرفوا فضله.

- قال: و نا سيف عن أبي حارثة و أبي عثمان أن معاوية قال لابن الكوّاء :أخبرني عن أهل الأحداث من أهل الأمصار. فذكره إلى أن قال: و أما أهل الأحداث من أهل الشام فأطوع الناس لمرشدهم و أعصاهم (1) لمغويهم.

- قال: و نا سيف عن أبي (2) حارثة، عن أم الدّرداء قالت :قدم أبو الدّرداء على عثمان حاجا. فقال له عثمان: يا أبا الدّرداء إني قد استنكرت من يليني، و لم أسأل أحدا من أهل الآفاق عن من يليه إلاّ و قد وجدته استنكر من يليه. فما أعرف شيئا، فكيف بكم؟ فما أعرف شيئا فكيف بكم (3) فقال: ما يعصينا أهل بلادنا و لا يستبدّون علينا. قال: فالزمها فو اللّه لينقلنّ [اللّه] (4) الأمر إليكم. فقد استنكرت الأشياء فما تعرف إلاّ الصّلاة، يا أبا الدّرداء أو إنها من آخر ما ينكر من هذا الأمر.

- أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد بشران، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف (5)،نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي (6)،نا جرير، عن عبد الملك بن عمير قال :كان عامة خطبة يزيد بن أبي سفيان و هو على الشام: عليكم بالطاعة و الجماعة. فمن ثمّ لا يعرف أهل الشام إلاّ الطاعة.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي الموصلي القاضي، أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى، نا بندار، نا أبو داود، نا شعبة، عن عمرو بن مرّة قال: سمعت عبد اللّه بن الحارث يحدث عن زهير بن الأقمر قال: خطبنا علي بن أبي طالب فقال :

ص: 319


1- في المطبوعة: و أعصاه.
2- في المطبوعة:«ابن» تحريف.
3- كذا كررت العبارة بالأصل.
4- زيادة عن خع.
5- هذه الحرفة لبيع الصوف و الأشياء المتخذة من الصوف (الأنساب).
6- قوله:«نا أبي» سقط من المطبوعة.

ألا إن بسرا (1) قد طلع عليه من قبل معاوية، و لا أرى هؤلاء القوم إلاّ سيظهرون عليكم باجتماعهم على باطلهم و تفرقكم عن حقكم، و بطاعتهم (2) أميرهم و معصيتكم أميركم و بأدائهم (3) الأمانة و بخيانتكم. استعملت فلانا فغلّ و غدر، و حمل المال إلى معاوية، و استعملت فلانا فخان و غدر و حمل المال إلى معاوية حتى لو ائتمنت أحدهم على قدح خشيت على علاقته. اللّهم إني أبغضتهم و أبغضوني فأرحهم مني و أرحني (4)منهم.

- أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صرصري التغلبي بدمشق، أنا أبو القاسم نضر بن أحمد الهمذاني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الدحداح نا (5) إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (6)،نا يحيى بن بكير، نا الليث قال:

بلغني أن عليّا قال :يا أهل العراق وددت أني أبيع عشرة منكم برجل من أهل الشام، يصرف الدّراهم عشرة بدينار. فقيل له: نحن و أنت كما قال الأعشى:

علّقتها رجلا علّقت رجلا *** غيري، و علّق أخرى غيرها الرجل (7)

علقناك، و علقت أهل الشام، و علق أهل الشام معاوية.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن خسروا البلخي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، نا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، حدثني أبو داود، نا أبو معاوية، عن عمر بن حسان البرجمي، عن خبّاب بن عبد اللّه أن معاوية بعث خيلا فأغارت على هيت (8)

ص: 320


1- عن خع و مختصر ابن منظور 122/1 و بالأصل «بسيرا» و هو بسر بن أرطأة.
2- بالأصل:«و بطاعتكم... و بأدائكم» و المثبت عن خع و مختصر ابن منظور 122/1.
3- بالأصل:«و بطاعتكم... و بأدائكم» و المثبت عن خع و مختصر ابن منظور 122/1.
4- بالأصل و خع:«فارحمهم... و ارحمني» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- بالأصل:«بن إبراهيم، نا يعقوب» و الصواب عن خع.
6- هذه النسبة إلى الجوزجان مدينة بخراسان مما يلي بلخ.
7- ديوان الأعشى ط بيروت ص 145 برواية:«علقتها عرضا» و هي رواية خع.
8- هيت: بالكسر، بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار.

و الأنبار. فاستنفر عليّ الناس، فابطئوا و تثاقلوا فخطبهم فقال: أيها الناس المجتمعة أبدانهم، المتفرقة أهواؤهم، ما عزّت دعوة من دعاكم، و لا استراح قلب من قاساكم.

كلامكم يوهي الصمّ الصّلاب، و فعلكم يطمع فيكم عدوكم، فإذا دعوتكم إلى المسير أبطأتم و تثاقلتم، و قلتم: كيت و كيت، أعاليل أباطيل. سألتموني التأخير دفاع ذي الدين المطول، حيدي (1) حياد لا يمنع الضيم الذليل. و لا يدرك الحق إلاّ بالجد و الصدق. فأيّ دار بعد داركم تمنعون و مع أي إمام بعدي تقاتلون؟ المغرور و اللّه من غررتموه (2)،و من قاربكم (3) فاز بالسهم الأخيب. أصبحتم و اللّه لا أصدّق قولكم، و لا أطمع في نصركم. فرق اللّه بيني و بينكم. و أعقبني بكم من هو خير لي منكم.

و أعقبكم مني من هو شرّ لكم مني. أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا: ذلا شاملا، و سيفا قاطعا، و أثرة قبيحة. يتخذها فيكم الظالمون سنّة. فتبكي لذلك أعينكم، و يدخل الفقر بيوتكم، و ستذكرون عند تلك المواطن، فتودّون أنكم رأيتموني، و هرقتم دماءكم دوني، و لا يبعد اللّه إلاّ من ظلم، و اللّه لوددت أني أقدر أن أصرّفكم صرف الدينار بالدراهم، عشرة منكم برجل من أهل الشام. فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إنّا و إيّاك كما قال الأعشى:

علّقتها عرضا و علّقت رجلا *** غيري و علّق أخرى غيرها الرجل

علقتا بحبك و علقت أنت بأهل الشام و علق أهل الشام معاوية.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن محمد الصّوّاف، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، حدثني يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني إبراهيم بن أبي الحسين أبو إسحاق - كاتب هارون بن عبد اللّه الزهري - حدثني سعيد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن دغفل قال: قال المال: أنا أسكن العراق، فقال القدر (4):أنا أسكن معك، و قالت الطاعة:

ص: 321


1- عن اللسان «حيد»، و بالأصل:«جيدي جياد».
2- عن مختصر ابن منظور 122/1 و بالأصل «عززتموه».
3- في مختصر ابن منظور: فاز بكم.
4- كذا بالأصل و خع، و في مختصر ابن منظور 123/1 و المطبوعة:«الغدر».

أنا أسكن معك الشام. قال الجفاء: أنا أسكن معك. قال العيش: أنا أسكن مصر. قال الموت: أنا أسكن معك. و قالت المروءة: أنا أسكن الحجاز فقال الفقر: و أنا أسكن معك.

قال أبو زكريا: و سمعت أنه كان مكتوب على صخرة بباب العريش يقرأه من دخل مصر: ادخل إلى بلد و فيّ، و عيش رخيّ، و موت و حيّ (1).

أبو زكريا: يعني يحيى بن عثمان بن صالح.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا زيد بن بشر، أنا ابن وهب: سمعت الليث بن سعد يقول: حدثني يحيى بن سعيد أن (2) سليمان بن يسار قال له :لو أنزل أخوان من حصن فسكن أحدهما الشام و سكن الآخر العراق ثم لقيت الشامي فوجدته يذكر الطاعة و أمر الطاعة و الجهاد، و لو لقيت الآخر لوجدته يسأل عن السّنّة يقول:

كيف سنة كذا و كذا، و كيف الأمر في كذا و كذا.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن (3) عبد اللّه بن محمد بن هارون المعروف بدرا (4) إمام الجامع العتيق. و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان الحافظ قالا: أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي (5)،أنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري (6)،نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض، نا القاسم بن الحكم، نا شيخ يكنى أبا هانئ المكتب قال: سئل عامر عن قتال أهل العراق و أهل الشام. فقال عامر :لا يزالون يظهرون علينا - أهل الشام - لأنهم جهلوا [الحق] (7) و اجتمعوا و علمتم و تفرقتم. فلم يكن اللّه ليظهر أهل فرقة على جماعة أبدا.

ص: 322


1- أي عجل (قاموس).
2- عن المطبوعة و بالأصل «بن» و الخبر في مختصر ابن منظور 123/1 عن إسماعيل (كذا) بن يسار.
3- بالأصل:«محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه» و المثبت عن خع.
4- في المطبوعة: بزرا.
5- هذه النسبة إلى برج و هي من قرى أصبهان (الأنساب).
6- هذه النسبة إلى جورجير، و هي محلة معروفة كبيرة بأصبهان.
7- زيادة عن خع.

- أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن شيبان العطار ببغداد، أنا أبو بكر بن الجعابي الحافظ، نا محمد بن عبد اللّه بن عبد السلام، نا محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال :إذا كان علم الرجل حجازيا، و خلقه عراقيا، و طاعته شامية، فناهيك به قصر به أبو بكر بن الأشعث الدمشقي عن أبي مسهر.

- و رواه أبو زرعة الدمشقي الحافظ فزاد فيه سليمان بن موسى الأشدق.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا زرعة، نا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال :إذا كان علم الرجل حجازيا، و خلقه عراقيا، و طاعته شامية فقد كمل.

و كذا رواه الوليد بن مسلم، عن سعيد .

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدثني أبو سعيد يعني دحيما، نا الوليد، نا سعيد عن سليمان بن موسى قال :إذا وجدت الرجل علمه علم حجازي، و سخاؤه سخاء عراقي، و استقامته استقامة شامي، فهو رجل.

- أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي (1)،أنا أبو علي الأهوازي، أنا علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد السلام مكحول، نا أخطل يعني ابن الحكم، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال :كان يقال: إذا [كان] (2) سخاء الرجل سخاء كوفيا، و علمه حجازيا، و طاعته شامية فقد كمل.

- أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، و أحمد بن إسحاق، قالا: نا أحمد بن عمرو الضحاك، نا عبد الرحمن بن إبراهيم

ص: 323


1- قوله:«أنا جدي» سقط من المطبوعة.
2- زيادة عن خع.

دحيم، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد، عن سليمان قال :إذا وجدت علم الرجل حجازيا، و سخاءه عراقيا، و استقامته استقامة شامية فهو رجل.

- قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنبأ أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير (1) قال: قال إسحاق - أظنه الموصلي - حدّثت (2)عن عبد اللّه بن الربيع قال: قال أبو جعفر لإسماعيل بن عبد اللّه :صف لي الناس فقال: أهل الحجاز مبتدأ الإسلام و بقية العرب، و أهل العراق ركن الإسلام و مقاتلة عن الدين، و أهل الشام حصن الأمة و أبنية (3) الأمة، و أهل خراسان فرسان الهيجاء أو أعنّة الرجل (4)،و الترك منابت الحصون (5) و أبناء المغازي، و أهل الهند حكماء استغنوا ببلادهم فاكتفوا بها عما سواها (6)،و الروم أهل كتاب و تدين نجاهم (7) من القرب إلى البعد، و الأنباط كان ملكهم قديما فظهر (8) لكلّ قوم عبيد. قال: فأي الولاة أفضل؟ قال: الباذل للعطاء، و المعرض عن السيئة. قال: فأيهم أخرق؟ [قال:] (9) أنهكهم للرعية، و أتعبهم لها بالخرق و العقوبة. قال: فالطاعة على الخوف أبلغ في حاجة الملك له الطاعة على المحبة؟ قال: يا أمير المؤمنين الطاعة على الخوف تسرّ العدو (10) و تبالغ (11) عند المعاينة، و الطاعة على المحبة تضم (12)الاجتهاد، و تبالغ (13) عند الغفلة. قال: فأي الناس أولاهم بالطاعة؟ قال: أولاهم

ص: 324


1- بعدها بالأصل:«قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم...» و العبارة مقحمة و أثبتنا الصواب عن خع. و انظر تاريخ الطبري 70/8 حوادث سنة 158.
2- عن الطبري، و بالأصل و خع: حديث.
3- الأصل و خع و مختصر ابن منظور 124/1 و في الطبري: و أسنّة.
4- في خع:«أو أعنة الرجال» و في الطبري:«و أعنّة الرجال» و في مختصر ابن منظور: و أعنّة الرجاء.
5- في الطبري:«الصخور» و في المصادر كالأصل.
6- الطبري: عما يليهم.
7- الأصل و خع، و في المصادر الباقية: نحاهم.
8- في المصادر: فهم.
9- زيادة عن الطبري.
10- الأصل و خع و في الطبري و مختصر ابن منظور: الغدر.
11- في مختصر ابن منظور: و تتابع.
12- في الطبري: تضمر.
13- في مختصر ابن منظور: و تتابع.

بالمضرّة و المنفعة. قال: ما علامة؟ ذلك قال: سرعة الإجابة و بذل النفس. قال: فمن ينبغي للملك أن يتّخذه وزيرا؟ قال: أسلمهم قلبا و أبعدهم من الهوى.

- قرأت في سماع أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر (1) الأنباري، و أنبأني عنه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو الطّيّب عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون المقرئ، أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان، أنا أبو الحسن الميموني قال :و ذكر أبو عبد اللّه - يعني أحمد - كورة من نحو الشام فقال: قدرية و يتكلمون به في مساجدهم و يتعرضون للناس و لكن أهل دمشق، و أهل حمص خاصة أصحاب سنّة. و هم إن رأوا الرجل يخالف السنة أخرجوه من بينهم.

كانت حمص مسكن ثور بن يزيد، فلما عرفوه بالقدر أخرجوه من بينهم فسكن بيت المقدس (2).

ص: 325


1- بالأصل:«الصفرا».
2- في المطبوعة: آخر الجزء الخامس، و يتلوه إن شاء اللّه في السادس: باب توثيق....

باب توثيق أهل الشام في الرّواية و وصفهم بصرف الهمّة إلى العلم و العناية

- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد الأصبهاني عنه، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، نا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير قال :دخلنا على عبد اللّه بن عمر نسأله و نسمع منه فقال لنا: إن اللّه بعث محمدا صلى اللّه عليه و سلم بشيرا و نذيرا فاتّبعته ناصية (1) من الناس. كان الرجل يخرج من بين أبويه فيبايعه. فقاتلوا على الدين حتى أمّن اللّه الناس، و حتى لزموا كلمة الحق. فلما مات النبي صلى اللّه عليه و سلم تشايع الناس و تحزبوا فقامت تلك الناصية، فقاتلوا الناس حتى ردّوا الناس إلى كلمة الإسلام، و حتى قالوا: لا إله إلاّ اللّه و إن نبيكم صلى اللّه عليه و سلم حق. فلما اجتمعوا انطلق تلك الناصية براية محمد صلى اللّه عليه و سلم و معهم الشرائع التي جاء بها النبي صلى اللّه عليه و سلم و الهجرة، مهاجرين حتى نزلوا الشام، و تركوا الناس أعوانا (2) فمن رآهم فلم يتعلّم من هديهم و ينتهي إليه، و عمي عنه ثم ابتغاه من الأعراب فهم أقل علما و أشدهم غمّا (3).

- أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن أحمد السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو بكر الحميدي، نا يحيى بن سليم سمعت محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان

ص: 326


1- أي من أشرافهم (راجع القاموس: نصى).
2- في مختصر ابن منظور 125/1 أعرابا.
3- في مختصر ابن منظور و المطبوعة: عمى.

يحدث عن الزهري قال: قالت عائشة :يا أهل العراق، أهل الشام خير منكم. خرج إليهم نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كثير، فحدّثونا ما نعرف. و خرج إليكم نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قليل، فحدثتمونا بما نعرف و ما لا [نعرف] (1) قال و قال الزهري: إذا سمعت بالحديث العراقي فاردد به، ثم أردده.

و قال البيهقي: فأردد به ثم اردد به (2) و هو الصواب.

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن عمر السمرقندي و هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد، نا عبد الرحمن بن عمر بن نصر، نا علي بن هاشم البغدادي الوراق، نا أبو بكر بن أبي داود، نا أحمد بن أبي الحواري قال ح.

- و أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن سلفة الأصبهاني الحافظ، قال:

سمعت المبارك بن عبد الجبّار الصيرفي يقول: سمعت أبا الحسن العتيقي يقول:

سمعت عمر بن أحمد الواعظ يقول: سمعت عبد اللّه بن سليمان يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت الوليد بن مسلم يقول: دخلت الشام عشرة آلاف عين (3) رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن أحمد الحافظ، أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف، نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: لقيني شامي فقال :إنّ مصحفنا و مصحف أهل البصرة أثبت من مصحف أهل الكوفة قال: قلنا: لم؟ قال: لأن أهل الكوفة عوجلوا، و يقرءون على قراءة عبد اللّه. فعوجل مصحفهم قبل أن يعرض.

و مصحفنا و مصحف أهل البصرة لم يبعث به حتى عرض.

- قرأت بخط أبي علي أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني نزيل دمشق، و أنبأنا به

ص: 327


1- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور 125/1.
2- كذا بالأصل و خع و المطبوعة، و في مختصر ابن منظور 125/1 «فأرود به ثم أرود به».
3- عن مختصر ابن منظور و بالأصل «عينا».

أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، عن أبي القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، أنا أبو علي، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا بكر بن سهل الدمياطي و أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، و أبو علاثة الحرّاني، قالوا: ثنا صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم (1) قال:

قال لي أبو الدّرداء :اعدد من يقرأ عندنا، يعني في مجلسنا هذا. قال: قال أبو عبيد اللّه: فعددت ألفا و ستمائة و نيفا. فكانوا يقرءون و يتسابقون عشرة عشرة لكلّ عشرة منهم مقرئ، و كان أبو الدّرداء قائما يستفتونه في حروف القرآن، يعني المقرئين، فإذا أحكم الرجل من العشرة القراءة تحول إلى أبي الدّرداء. و كان أبو الدّرداء يبتدئ في كلّ غداة إذا انفتل من الصّلاة فيقرأ جزءا من القرآن، و أصحابه محدقون به يسمعون (2) ألفاظه. فإذا فرغ من قراءته جلس كلّ رجل منهم في موضعه و أخذ على العشرة الذين أضيفوا إليه و كان ابن عامر مقدما فيهم.

قال: و حدّثنا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي، نا هشام، نا يزيد (3) بن مالك، عن أبيه قال: كان أبو الدّرداء يأتي المسجد ثم يصلّي الغداة، ثم يقرأ في الحلقة و يقرئ، حتى إذا أراد القيام قال لأصحابه: هل من وليمة نشهدها أو عقيقة أو فطرة؟ فإن قالوا نعم قام إليها، و إن قالوا لا قال: اللّهم إني أشهدك أني صائم، و أن أبا الدّرداء هو الذي سنّ هذه الحلق يقرأ فيها.

- قرأت بخط أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام السّكسكي الفقيه، قال: قال الشيخ يعني أبا عمر (4) الكلبي [عهدت المسجد الجامع] (5) يعني بدمشق و إنّ عند كلّ عمود شيخا، و عليه الناس يكتبون العلم.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة، نا أبو

ص: 328


1- ضبطت عن تقريب التهذيب، و فيه:«أبو عبد اللّه» بدل «أبو عبيد اللّه»، و هو كاتب أبي الدرداء.
2- في المطبوعة: يستمعون.
3- الأصل و خع، و في مختصر ابن منظور:«يزيد بن أبي مالك» و عقب في المطبوعة عن هامش الأصل المعتمد: كذا قال: و الصواب ابن أبي مالك.
4- في مختصر ابن منظور: أبو عمرو.
5- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور.

علي الحسن بن محمد بن عثمان النسوي ح.

- و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، قالا: نا يعقوب بن سفيان، نا هشام بن عمّار، نا عبد الملك بن محمد، قال: سمعت الأوزاعي يقول :كانت الخلفاء بالشام فإذا كانت ثلاثة (1) سألوا عنها علماء أهل الشام و أهل المدينة، و كانت أحاديث العراق لا تجاوز جدر بيوتهم.

زاد ابن درستويه: فمتى كان علماء أهل الشام يحملون عن خوارج أهل العراق؟.

- أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزوّر، قراءة عليه، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السّمسار، أنا أبو يعلى عبد العزيز بن عبد العزيز، أنا ابن عمي إسحاق بن عبد الخالق، نا أحمد بن مروان، نا أبو بكر أخو خطاب، نا خالد بن خداش، سمعت سفيان بن عيينة يقول :من أراد المناسك فعليه بأهل مكة، و من أراد مواقيت الصلاة فعليه بأهل المدينة، و من أراد السير فعليه بأهل الشام، و من أراد شيئا لا يعرف حقه من باطله فعليه بأهل العراق.

- أنبأنا علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني، و أبو تراب حيدرة (2) بن أحمد بن الحسين الأنصاري، و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، قالوا: ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو علي الحسن بن علي الأشناني، نا أبو محمد معاذ بن محمد بن عبد الغالب بن ثوابة، نا أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب بن إسحاق، نا أبو يحيى البلخي، حدثني أبو نصر بن علي الجهضمي، عن الأصمعي، عن سفيان بن عيينة، قال :إذا أردت الحديث الصحيح، و الإسناد الجيد فعليك بأهل المدينة، و إذا أردت النسك فعليك بأهل مكة، و إذا أردت المغازي فعليك بأهل الشام.

- أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، عن أبيه، نا محمد بن الحسين السّلمي، نا محمد بن أبي حامد، نا عيسى بن عبد اللّه العثماني،

ص: 329


1- الأصل و خع و في مختصر ابن منظور و المطبوعة: بلية.
2- عن خع و بالأصل: حيدة.

نا هلال بن العلاء، نا الأصمعي، عن سفيان بن عيينة، قال :من أراد الإسناد و الحديث الذي يسكن إليه فعليه بأهل المدينة، و من أراد المناسك و العلم بها و المواقيت فعليه بأهل مكة، و من أراد المقاسم و أمر الغزو فعليه بأهل الشام، و من أراد شيئا لا يعرف حقه من باطله فعليه بأهل العراق.

- كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن الفضل العراقي (1) الفقيه، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، و حدثني عنهما أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان المرادي الفقيه، عنهما قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي، أنا محمد بن علي بن طلحة المرورودي، نا أحمد بن علي الأصبهاني، نا زكريا بن يحيى السّاجي قال: سمعت ابن بنت الشافعي يقول :إن أردت الصّلاة - يعني - فعليك بأهل المدينة، و إن أردت المناسك فعليك بأهل مكة، و إن أردت الملاحم فعليك بأهل الشام، و الرأي عن أهل الكوفة.

و أخبرنا [أبو القاسم] (2) ابن السمرقندي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب - لفظا - نا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل المعروف بأبي (3)الشيخ، نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ح.

- و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري ح.

و أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، قالا: نا يعقوب بن سفيان، قال:

سمعت الحسن بن الربيع يقول: سمعت ابن المبارك يقول :ما دخلت الشام إلاّ لأستغني عن حديث أهل الكوفة. و في حديث ابن درستويه: ما رحلت (4) إلى الشام.

- أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن محمد بن أبي العلاء المعدّل، و أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفرايني، قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ،

ص: 330


1- الأصل و خع و في المطبوعة: الفراوي.
2- زيادة عن خع.
3- عن المطبوعة و بالأصل و خع: ابن الشيخ.
4- عن خع و بالأصل: دخلت.

أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب، نا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاّد الرامهرمزي (1)،حدثني محمد بن عبيد اللّه قال: سمعت أبا طالب بن نصر يقول: سمعت موسى بن هارون يقول :أهل البصرة يكتبون لعشر سنين، و أهل الكوفة لعشرين، و أهل الشام لثلاثين.

قال ابن خلاّد: و قال أبو عبد اللّه الزبيري: نسخت كتب الحديث في العشرين لأنها مجتمع العقل، قال: و أحب أن يشتغل دونها بحفظ القرآن و الفرائض.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسن بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا سعيد يعني ابن أسد ح.

- و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أنا حمزة بن يوسف السّهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن علي المدائني، نا الليث بن عبدة، نا الحسن بن واقع (2)،قالا: نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عطاء الخراساني، قال :ما رأيت فقيها أفقه، إذا وجدته، من شامي.

- أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا أبو علي عبد الجبّار بن عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحيم الخولاني، نا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك، نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر يعني عبد الأعلى بن مسهر، نا صدقة بن خالد، قال: سمعت عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر يقول :كان يقال: من أراد العلم فلينزل بداريّا بين عنس و خولان (3).

زاد غيره عن يزيد بن محمّد قال يزيد: عنس و خولان قريتان بدمشق فيهما مسجدان، فتجتمع في واحد عنس، و في واحد خولان.

فإذا كان هذا في أهل داريّا و هي قرية من قرى دمشق، فما ظنك بأهل البلد الكبير الذي يحوي الخلق.

ص: 331


1- هذه النسبة إلى رامهرمز و هي إحدى كور الأهواز من بلاد خوزستان (الأنساب).
2- في خع: رافع.
3- الخبر في تاريخ داريا للخولاني ص 52.

باب وصف أهل الشّام بالدّيانة و ما ذكر عنهم من الثّقة و الأمانة

- قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني، و قرأته بخطه، نا أبو القاسم تمام بن محمد الرازي، نا إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، نا أحمد بن المعلّى، نا محمود بن خالد، نا عمر بن عبد الواحد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال :باعت امرأة طستا في سوق الصّفر بدمشق فوجده المشتري ذهبا. فقال لها: أما إني لم أشتره إلاّ على أنه صفر و هو ذهب، فهو لك.

فقالت: ما ورثناه إلاّ على أنه صفر فإن كان ذهبا فهو لك قال: فاختصما إلى [الوليد بن] (1) عبد الملك فأحضر رجاء بن حيّوة فقال: انظر فيما بينهما. فعرضه رجاء على المرأة فأبت أن تقبله، و عرضه على الرجل فأبى أن يقبله. فقال: يا أمير المؤمنين اعطها ثمنه و اطرحه في بيت مال المسلمين.

- قرأت على أبي القاسم الخضر بن عبدان، عن عبد العزيز و نقلته من خطه، أنا تمام الرازي، نا إبراهيم بن محمد بن صالح، نا أحمد بن المعلّى، نا محمود بن خالد، نا عمر بن عبد الواحد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه، قال :رأيت سوارا من ذهب وزنه ثلاثون مثقالا معلّقا (2) في قنديل من قناديل مسجد دمشق أكثر من شهر لا يأتيه أحد فيأخذه.

- أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدوية، أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد اللّه بن

ص: 332


1- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور 128/1 و هامش الأصل.
2- بالأصل و خع «معلق» و المثبت الصواب عن مختصر ابن منظور 128/1.

يعقوب، نا أبو بكر محمد بن هارون الرّوياني، نا أبو يونس محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد اللّه بن يزيد الجمحي المكي بالمدينة، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر، حدثني حمزة بن عتبة اللّهبي، عن محمد بن عمران الحجبي، عن جعفر بن محمد، قال :كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التروية بيوم أو يومين، و إني قائم في الحجر و أنا جالس وراءه. فجاءه رجل أبيض الرأس و اللحية، جليل، بعيد ما بين المنكبين، عريض الصدر، عليه ثوبان غليظان في هيبة المحرم، فجلس (1) إلى جنبه فظن أبي أنه يريده، فخفف الصلاة، ثم سلّم فأقبل عليه. فقال له الرجل: يا أبا جعفر أخبرني عن بدء هذا البيت كيف كان؟ فقال أبو جعفر محمد بن علي: ممن أنت؟ قال:

رجل من أهل الشام. فقال محمد بن علي: إن أحاديثنا إذا سقطت إلى الشام جاءتنا صحاحا و إذا سقطت إلى العراق جاءتنا و قد زيد فيها و نقص.

- أخبرناه أعلى من هذا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنا، قالوا: أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان الطوسي، نا أبو عبد اللّه الزّبير بن بكّار الزّبيري، حدثني حمزة بن عتبة اللّهبي (2)،حدّثني محمد بن عمران، عن جعفر بن محمد، قال :كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التروية بيوم أو يومين، و أبي قائم يصلي في الحجر، و أنا جالس وراءه فجاءه رجل أبيض الرأس و اللحية، جليل [العظام] (3) بعيد ما بين المنكبين، عريض الصدر، عليه ثوبان غليظان في هيئة المحرم. فجلس إلى جنبه فعلم أبي أنه يريد أن يخفف الصلاة، فسلّم ثم أقبل عليه، فقال له الرجل: يا أبا جعفر، أخبرني عن بدء خلق هذا البيت كيف كان؟ فقال له أبو جعفر محمد بن علي: ممن أنت؟ قال: رجل من أهل الشام. فقال له محمد بن علي: إن أحاديثنا إذا سقطت إلى الشام جاءتنا صحاحا، و إذا سقطت إلى العراق جاءتنا و قد زيد فيها و نقص. ثم قال له: بدء خلق هذا البيت، فذكر الحديث.

ص: 333


1- عن خع و بالأصل: يجلس.
2- اللّهبي بفتح اللام و الهاء، هذه النسبة إلى أبي لهب عم النبي صلى اللّه عليه و سلم (الأنساب).
3- زيادة عن خع.

باب النهي عن سبّ أهل الشام و ما روي في ذلك عن أعلام الإسلام

- أنبأنا أبو طالب (1) محمد بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي. و أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين بن محمد الموازيني، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد السّلام بن سعدان، أنا محمد بن سليمان الرّبعي، نا علي بن الحسين بن ثابت الزّرّائي (2)،نا هشام بن خالد، عن الوليد بن مسلم، نا ابن لهيعة، حدثني عياش بن عباس، عن عبد اللّه بن زرير، قال: قال علي بن أبي طالب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :

«تكون في آخر الزمان فتنة تخلّص الناس فيها كما تخلص الذهب في المعدن»[362] قال علي: و ما أدري يومئذ ما المعدن. فلا تسبوا أهل الشام لكن سبوا شرارهم، فإن منهم الأبدال. و ذكر الحديث.

أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه الهمداني ح.

- و أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو علي نعيم الحافظ، قالا: نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا علي بن سعيد الرازي، نا علي بن الحسين الخوّاص الموصلي، نا زيد بن أبي الزرقاء، نا ابن لهيعة، نا عياش بن عباس القتباني (3)،عن عبد اللّه بن زرير الغافقي، عن علي بن أبي طالب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«تكون في آخر الزمان فتنة يحصّل فيها الناس كما يحصّل الذهب في المعدن. فلا تسبوا أهل الشام. و لكن سبّوا

ص: 334


1- الأصل و خع و في المطبوعة: أبو طاهر.
2- كذا، و في معجم البلدان «الزري» و اسمه - نقلا عن ابن عساكر: علي بن الحسين بن ثابت بن جميل أبو الحسن الجهني الزري من أهل زرّا التي تدعى اليوم زرع من حوران (معجم البلدان: زرّا).
3- الأصل و خع:«الفتياني» و الصواب: القتباني عن تقريب التهذيب.

شرارهم. فإن فيهم الأبدال. يوشك أن يرسل على أهل الشام سيب من السماء فيغرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم الثعالب لغلبتهم، فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات، المكثر يقول: هم خمسة عشر ألفا، و المقلّ يقول هم اثنا عشر ألفا، إمارتهم: أمت أمت. يلقون سبع رايات تحت كل راية منها رجل يطلب الملك، فيقتلهم اللّه جميعا، و رد اللّه إلى المسلمين الفيتهم و نعمتهم و قاصيهم و براربهم»[363].

الصواب: و ادانتهم (1).

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث إلاّ زيد بن أبي الزرقاء.

هذا وهم من الطبراني، فقد رواه الوليد بن مسلم أيضا، عن ابن لهيعة كما تقدم، و رواه الحارث بن يزيد المصري، عن عبد اللّه بن زرير الغافقي المصري، فوقفه على علي و لم يرفعه.

- أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمد بن علي المقرئ، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر السوسنجردي (2)،أنا أحمد بن علي بن محمد، أنا أبي، أنا أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر السعيدي، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد اللّه بن صالح، حدثني أبو شريح أنه سمع الحارث بن يزيد يقول: حدثني عبد اللّه بن زرير الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب يقول :لا تسبّوا أهل الشام، فإن فيهم الأبدال و سبّوا ظلمتهم.

- أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن العافية النابلسي، أنا أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر السّلمي النحوي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد، و أبو الحسن علي بن الخضر السّلمي، قالا: أنا أبو عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا أبو علي الحسين بن حميد العكّي - بمصر - نا زهير بن عبّاد، نا عبد الحميد بن علي أبو سعيد، عن أبي فضالة، عن رجاء بن حيوة، عن علي أنه قال :يا أهل العراق لا تسبّوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال، لا يموت منهم رجل إلاّ أثبت اللّه مكانه آخر ثم قال: يا رجاء اذكر لي رجلين صالحين

ص: 335


1- كذا بالأصل و خع، و في مختصر ابن منظور: و دانيهم.
2- هذه النسبة إلى سوسنجرد، قرية بنواحي بغداد (الأنساب).

ببيسان، فإن اللّه تبارك و تعالى اختص بيسان برجلين من الأبدال.

لا يذكر منّان و لا طعّان على الأئمة، فإنه لا يكون منهم الأبدال.

أبو فضالة هو الفرج بن فضالة الحمصي، و قد أسقط من هذا الحديث عروة بن رويم اللّخمي بين الفرج و رجاء و أسقط منه أيضا الحارث بن حرمل بين رجاء و علي.

- أخبرناه أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا، أنا محمد بن علي المقرئ، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر السّوسنجردي (1)،أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد، أنا أبي أبو طالب علي بن محمد، أنا أبو عمرو محمد بن مروان القرشي، نا زياد بن يحيى أبو الخطّاب، نا أبو داود الطيالسي، عن الفرج بن فضالة، نا عروة بن رويم اللخمي، عن رجاء بن حيوة، عن الحارث بن حرمل، عن علي بن أبي طالب، قال :لا تسبّوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال.

و قال لي الحارث: يا رجاء اذكر لي رجلين صالحين من أهل بيسان فإنه بلغني أن اللّه تعالى اختص أهل بيسان برجلين من الأبدال لا يموت واحد إلاّ جعل مكانه واحد، و لا تذكر لي منهما متماوتا و لا طعّانا على الأئمة فإنه لا يكون منهما (2) الأبدال.

- و أخبرناه أعلى من هذا أبو القاسم بن السمرقندي، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد الرازي، و أبو محمد بن أبي نصر، و أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي و أبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطّان، و أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي العقب، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة الدمشقي، نا يسرة (3)،نا فرج بن فضالة، عن عروة بن رويم، عن رجاء بن حيوة، عن الحارث بن حرمل، عن علي بن أبي طالب قال :يا أهل العراق لا تسبّوا أهل الشام فإن فيهم الأبدال. قال رجاء بن حيوة:

اذكر لي رجلين من أهل بيسان فإنه بلغني أنه اختص بيسان برجلين من الأبدال لا يقبض اللّه رجلا منهم إلاّ بعث اللّه مكانه رجلا. و لا تذكر لي متماوتا و لا طعّانا على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال.

ص: 336


1- بالأصل و خع: البوسنجردي، تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
2- الأصل و خع و في مختصر ابن منظور 129/1: منهم.
3- ضبطت عن تقريب التهذيب، و انظر الخلاصة و التبصير 1493/4.

- أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد الخطيب، أنا جدي أبو (1) عبد اللّه، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه [بن العباس ابن أبي السّجيس، نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي، نا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد اللّه بن] (2) عبد السّلام مكحول، أنا ابن المقرئ، نا سفيان، عن زياد، عن الزّهري، عن عثمان بن شيبة قال :سبّ رجل أهل الشام عند علي فقال: لا تسبّوا أهل الشام جمّا (3) غفيرا، فإن منهم - أو فيهم - الأبدال كذا فيه عثمان بن شيبة، و إنما هو أبو عثمان بن سنّة (4).

- أخبرنا بصوابه أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشّحامي، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، أنا محمد بن يحيى الذّهلي، نا نعيم بن حماد ح.

و أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني سعيد - يعني - ابن منصور، قالا: نا سفيان عن زياد بن سعيد، عن الزّهري، عن أبي عثمان بن سنّة (5)قال :قام رجل فسبّ أهل الشام فقال علي: لا تسبّوهم [جمّا غفيرا، فإن فيهم الأبدال.

و في حديث يعقوب: سبّ رجل أهل الشام عند علي، فقال علي: لا تسبّوا أهل الشام] (6) جمّا غفيرا، فإن فيهم - أو منهم - الأبدال.

- أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن البغدادي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الطهراني (7) و أبو عمرو بن مندة، قالا: أنا الحسن بن

ص: 337


1- عن خع و بالأصل «بن» خطأ.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.
3- يقال: جاء القوم جما غفيرا، و الجماء الغفير، و جماء غفيرا: أي مجتمعين كثيرين... و أصل الكلمة من الجموم و الجمة، و هو الاجتماع و الكثرة، و الغفير من الغفر، و هو التغطية و الستر، فجعلت الكلمتان في موضع الشمول و الإحاطة، و لم تقل العرب الجماء إلاّ موصوفا، و هو منصوب على المصدر: كطرّا و قاطبة، فإنها أسماء وضعت موضع المصدر.
4- ضبطت عن التبصير 771/2.
5- عن خع و بالأصل «شيبة».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.
7- في المطبوعة: الظهراني.

محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر النسائي (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الحسن بن أبي الربيع، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزّهري، عن عبد اللّه بن صفوان، قال: قال رجل يوم صفّين :اللّهم العن أهل الشام. فقال علي: لا تسبّ أهل الشام جمّا غفيرا، فإنّ بها الأبدال فإنّ بها الأبدال، فإنّ بها الأبدال.

- أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي الفقيه، أنا أبو بكر البيهقي الحافظ، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزّهري، عن عبد اللّه بن صفوان، قال: قال رجل يوم صفّين :اللّهم العن أهل الشام قال: فقال له علي: لا تسبّ أهل الشام جمّا غفيرا، فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال.

خالف عبد اللّه بن المبارك المروزي، و محمد بن كثير المصّيصي عبد الرّزّاق بن همّام، عن معمر، و صالح بن كيسان في عبد اللّه بن صفوان، فقالا:

صفوان بن عبد اللّه.

- فأما رواية ابن المبارك:

فأخبرناها أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمد بن الفتح، نا محمد بن سفيان بن موسى، نا سعيد بن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك، عن معمر، عن الزّهري، أخبرني صفوان بن عبد اللّه بن صفوان أن رجلا قال يوم صفّين: اللّهم العن أهل الشام. فقال علي :لا تسبّوا أهل الشام جمّا غفيرا فإن فيهم الأبدال كارهين لما ترون، و إن فيهم يكون الأبدال.

- و أمّا رواية ابن كثير: فأخبرنا بها أبو بكر وجيه ابن طاهر الشحامي و أبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي (2)،قالا: أنا أحمد بن الحسن بن محمد، أنا

ص: 338


1- كذا بالأصل و خع. و الصواب في نسبته اللّنباني بضم اللام و سكون النون هذه النسبة إلى محلة كبيرة بأصبهان، و لها باب يعرف بهذه المحلة يقال له: باب لنبان و المشهور بالنسبة إليها: أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني، محدث مشهور مكثر رحل إلى العراق و سمع كتب أبي بكر عبد اللّه محمد بن أبي الدنيا (الأنساب: اللنباني).
2- هذه النسبة إلى أبيورد، مدينة بخراسان بين سرخس و نسا (معجم البلدان).

محمد بن عبد اللّه بن حمدون التاجر، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمد بن يحيى الذّهلي، نا محمد بن كثير الصّنعاني، عن معمر، عن الزّهري، عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان، قال: قام رجل يوم صفّين: فقال اللّهم العن أهل الشام فقال علي :

مه لا تسبّ أهل الشام جمّا غفيرا، فإن فيهم الأبدال.

و أمّا (1) حديث صالح فأخبرناه أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن محمد الفرغولي (2)،نا عثمان بن محمد بن عبيد اللّه المحمي (3)،أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود بن علي العلوي ح.

- و أخبرنا أبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي، و أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي، قالا: أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون، قالا: أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمد بن يحيى الذّهلي، نا يعقوب (4) بن إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أخبرني صفوان بن عبد اللّه بن صفوان أنّ عليا قال بصفّين و أهل العراق يسبّون أهل الشام فقال: يا أهل العراق لا تسبّوا أهل الشام جمّا غفيرا فإن فيهم رجالا كارهين لما ترون و إنه بالشام يكون الأبدال.

و رواه الأوزاعي، عن الزّهري فقصر به، لم يذكر ابن صفوان و لا أبا عثمان بن سنّة .

- أنبأناه أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن عمر بن السمرقندي، و هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد (5) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدّحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل، أنا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد، نا أبو عمرو، عن الزّهري: أنه حدثهم أن ناسا من أهل العراق سبّوا أهل الشام

ص: 339


1- قدم هذا الحديث في المطبوعة، و وضع بعد حديث الزهري عن عبد اللّه بن صفوان.
2- بالأصل و خع:«الفرعوني» خطأ، و الصواب عن الأنساب، و هذه النسبة «الفرغولي»- بفتح الفاء و سكون الراء و ضم الغين - إلى فرغول و ظني أنها قرية من قرى دهستان.
3- هذه النسبة إلى محم، و هو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية (الأنساب: المحمي)، و ذكر اسمه في الأنساب (الفرغولي): عثمان بن محمد بن عبد اللّه المحمي.
4- كررت بالأصل مرتين، و الصواب عن خع.
5- الأصل و خع و في المطبوعة: عبد الوهاب.

بصفين فقال علي :لا تسبّوا أهل الشام جمّا غفيرا، فإن فيهم قوما يكرهون ما ترون، بالشام يكون الأبدال، بالشام يكون الأبدال.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدّارقطني، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبيد اللّه بن بكير التميمي، أنا أبو علي سهل بن علي الدوري، أنا أبو الحسن الأثرم، قال: قال أبو عبيدة :- و في حديث: يا أهل العراق - لا تسبّوا أهل الشام جمّا غفيرا فإن فيهم الأبدال يعني جماعتهم كلهم، و الغفير. يقول: هم في جماعتهم و استوائهم إذا اجتمعوا كالبيضة في اجتماعها و استوائها. قال: البيضة هي جمّاء ليس لها حيود، و الواحد حيد، أي ما شرف منها، و هي غفير تغفر الرأس أي تغطيه (1).

قال الرّاعي:

صغيرهم و كلّهم سواء *** هم الجمّاء في اللؤم الغفير (2)

و قال العبسي:

و إنّ وراء الأثل غزلان أيكة *** مضمّخة آذانها و الغفائر

و الغفائر ما غطين به رءوسهن.

قال ذو الرمة:

سقى دارها مستمطر ذو غفارة (3)

[أي] سحابة. و غفارتها: سحابة رقيقة تكون فوق أخرى كثيفة، و قالوا: هو الغفر.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 340


1- في اللسان (جمم): الجماء: الغفير الجماعة. و الجماء: بيضة الرأس، سميت بذلك لأنها جماء أي ملساء، و وصفت بالغفير لأنها تغفر أي تغطي الرأس. قال ابن الأعرابي: و لا أعرف الجماء في بيضة السلاح عن غيره.
2- ملحق ديوان الراعي ط بيروت ص 304 فيما نسب له.
3- تمامه: ديوانه ص 97: سقى دارها مستمطر ذو غفارة أجشّ تحرّى منشأ العين رانح

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا يحيى بن عبد الحميد، نا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي صادق، قال: سمع علي رجلا و هو يلعن أهل الشام فقال علي :لا تعمّ، فإن فيهم الأبدال.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه السّوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب، حدثني أبي أبو طالب علي بن محمد، حدثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي السّعيدي، نا صالح بن الهيثم المخرمي، نا عمرو بن مرزوق، أنا عمران القطان، عن يزيد بن سفيان، عن أبي هريرة قال :لا تسبّوا أهل الشام، فإنهم جند اللّه المقدم.

و قد تقدم في باب ذكر الأبدال نهي عوف بن مالك عن سبّ أهل الشام فأغنى عن الإعادة.

ص: 341

باب ما ورد من أقوال المنصفين فيمن قتل من أهل الشّام بصفّين

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن النّرسي المحتسب، قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الخلاّل، أنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن علي بن العباس النّوبختي (1)،نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشّر، نا أحمد بن النضر بن مهران، نا سورة (2)،نا أبو معشر، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :

و نا فرج بن فضالة، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أربعة (3) ملاحم في الجنّة: الجمل في الجنّة، و صفّين في الجنّة، و حرّة (4) في الجنّة»[364] و كان يكتم الرابعة.

أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن المسلم الفقيه، نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني - لفظا-[ح] (6).

و أنا أبو الفتح نصر بن القاسم بن الحسن الدمشقي (7)-بدمشق - أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البرّي (8)ح، و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد

ص: 342


1- بضم النون أو فتحها، و فتح الباء و سكون الخاء، هذه النسبة إلى نوبخت، جدّ (الأنساب).
2- ضبطت عن التبصير 700/2.
3- كذا، و الصواب: أربع.
4- إخباره عن يوم الحرة، يعني استباحة المدينة أيام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
5- عن خع و هامش الأصل، و بالأصل «الحسين».
6- زيادة عن خع.
7- كذا بالأصل و خع، و على هامش الأصل «المقدسي» و فوقها علامة صح.
8- ضبطت بالنص في التبصير 139/1 بالضم (و تشديد الراء المكسورة).

السّوسي، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن البرّي، و أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن ظاهر بن الفرات ح.

- و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى الأبّار و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم الأنصاري، قالا: أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات قالوا: أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد، نا أبو زرعة [عبد الرحمن بن عمرو النصري، نا أبو نعيم، نا سفيان،] (1) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال :سمع علي يوم الجمل - أو يوم صفين - رجلا يغلو في القول بقول الكفرة (2) قال: لا تقولوا، فإنهم زعموا أنّا بغينا عليهم، و زعمنا أنهم بغوا علينا.

- أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحّامي، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن المخلدي، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا سعد بن سعيد، نا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: ذكر عند علي يوم صفّين أو - يوم الجمل - فذكرنا الكفر قال :لا تقولوا ذلك، و زعموا أنّا بغينا عليهم، و زعمنا أنهم بغوا علينا فقاتلناهم على ذلك.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن خسرو البلخي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن [أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن] (3) علي الكسائي الهمذاني، نا يحيى بن سليمان أو سعيد الجعفي، نا عبد اللّه بن إدريس قال: سمعت أبا مالك الأشجعي ذكر عن رجل من أشجع يقال له: سالم بن عبيد الأشجعي قال :رأيت عليا بعد صفّين و هو آخذ بيدي و نحن نمشي في القتلى فجعل علي يستغفر لهم حتى بلغ قتلى أهل الشام فقلت له: يا أمير المؤمنين إنّا في أصحاب معاوية فقال علي: إنما الحساب عليّ و على معاوية.

- و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسن بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا

ص: 343


1- ما بين معكوفتين سقط من المجلدة الأولى المطبوعة.
2- عن مختصر ابن منظور و خع، و بالأصل و المطبوعة:«يقول الكفر» تحريف.
3- ما بين معكوفتين سقط من المجلدة الأولى المطبوعة.

أبو الحسن الطيبي، نا إبراهيم الكسائي، نا يحيى بن سليمان، حدثني زيد بن الحباب، أخبرني إسحاق بن أبي بكر مولى حويطب المدني، حدّثني عبد الرحمن بن نافع القاري، عن أبيه قال :قدمت العراق فدخلت دار علي بن أبي طالب التي كان يسكن (1)، فإذا الموالي حلقتان يتحدثون، فجلست معهم، فخرج علي و هم يذكرون قتلى علي و معاوية، فقالوا: قبلتنا واحدة و إلهنا واحد و نبينا واحد. فأين قتلانا و قتلاهم؟ فأقبل علي، فلما رآهم قصد إليهم فسكتوا، فقال علي: ما كنتم تقولون؟ فسكتوا. فقال علي:

عزمت عليكم لتخبرنّي فقالوا: ذكرنا قتلانا و قتلى معاوية، و إن قبلتنا واحدة و إلهنا واحد و ديننا واحد، فقال علي: فإني أخبركم عن ذلك، إن الحساب عليّ و على معاوية.

- أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد الزّهري، نا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، [نا محمد بن عثمان] (2)،نا أبو بلال الأشعري، نا أبو معاوية محمد بن خازم، عن محمد بن قيس، عن سعد بن إبراهيم، قال :خرج علي - و هم (3) يذكرون قتلى علي بن أبي طالب - ذات يوم و معه عدي بن حاتم الطائي، فإذا رجل من طيّئ قتيل قد قتله أصحاب علي. فقال عدي: يا ويح هذا، كان أمس مسلما و اليوم كافرا. فقال علي:

مهلا، كان أمس مؤمنا و هو اليوم مؤمن.

- أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الرّبعي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن، أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد السلام، نا محمد (4) بن عمرو، نا بقية، نا محمد بن راشد، عن مكحول أن أصحاب علي سألوه عن من قتلوا من أصحاب معاوية قال: هم المؤمنون.

- أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه، أنا القاضي أبو الفضل

ص: 344


1- عن مختصر ابن منظور و بالأصل و خع: سكن.
2- ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.
3- هذه العبارة لم ترد في خع و مختصر ابن منظور 130/1 و المطبوعة 330/1.
4- قوله «نا محمد» كررت بالأصل، و لا معنى لها.

محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي (1)،أنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي (2) المروزي، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي الحليمي، أنا أبو الموجّه محمد بن عمرو بن الموجّه الفزاري المروزي، أنا الحكم (3) بن موسى، نا شعيب بن إسحاق، عن محمد بن راشد، عن مكحول، قال :

سئل علي بن أبي طالب عن من قتل بصفّين ما هم؟ قال: هم المؤمنون.

- أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي الحافظ، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن المناطقي قالا: أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الخلاّل، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا عبد اللّه بن محمد، نا يحيى بن آدم، نا أبو بكر بن عياش، نا صلهب أبو أسد الفقعسي، عن عمّه قال: قال رجل يوم صفّين :من دعا إلى البغلة يوم كفر أهل الشام؟ قال: فقال علي: من الكفر فرّوا.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو البركات الأنماطي قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا محمد بن هارون الحضرمي، نا أبو هشام الرفاعي، نا النضر بن منصور العبدي، نا أبو الجنوب عقبة بن علقمة اليشكري، قال :شهدت مع علي صفّين فأتي بخمسة عشر أسيرا من أصحاب معاوية، فكان من مات منهم غسّله و كفّنه و صلى عليه.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الصريفيني (4)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا فضيل بن مرزوق، عن عطيّة، عن عبد الرحمن بن جندب، قال :سئل علي عن قتلاه و قتلى معاوية؟ قال: يؤتى بي و بمعاوية يوم القيامة

ص: 345


1- الطبسي: بفتح الطاء و الباء، هذه النسبة إلى طبس و هي بلدة في برية بين نيسابور و أصبهان و كرمان (الأنساب).
2- بالقاف، هذه النسبة إلى سكة صدقة، سكة بمرو (الأنساب).
3- في المطبوعة:«الحكيم».
4- بالأصل و خع:«الصريفي» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى صريفين.

فنجتمع عند ذي العرش، فأيّنا فلج، أصحابه.

- أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي العبّاسي النقيب ببغداد، أنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد الشّافعي المكي - بها - أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس العنسي، أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل الدّيبلي (1)،نا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر المعروف بابن زنبور، نا أبو بكر بن عياش، عن أبي سعد، عن رجل، عن علي قال :من كان يريد وجه اللّه منا و منهم نجا - يعني [يوم] صفين-.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد أحمد و أبو الغنائم محمد، ابنا علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري، و أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصّاري، و أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد الأنباري الخطيب، قالوا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا عثمان بن محمد، نا أبو أسامة، نا هشام بن عروة، أخبرني عبد اللّه بن عروة، حدثني رجل شهد صفّين قال:

رأيت عليّا خرج في بعض تلك الليالي فنظر إلى أهل الشام فقال :اللّهم اغفر لي و لهم.

قال: فأتى عمّار فأخبر فقال: جروا له الحصير فأجرّه لكم.

- قال: و نا جدي، نا عثمان بن محمد، نا وكيع، عن حنش بن الحارث، عن رياح بن الحارث، قال: قال عمّار بن ياسر :لا تقولوا كفر أهل الشام قولوا ظلموا فسقوا.

- قال: و نا جدي، نا يعلى بن عبيد، نا مسعر (2)،عن عبيد اللّه (3) بن رياح بن الحارث قال: قال عمّار :لا تقولوا كفر أهل الشام، قولوا: ظلموا، قولوا: فسقوا.

- أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق، أنا أبو عبد اللّه بن يعقوب، نا محمد بن عبد الوهّاب، أنا جعفر بن عون،

ص: 346


1- عن خع و بالأصل:«الديلي» تحريف.
2- ضبطت عن تقريب التهذيب، و هو مسعر بن كدام الهلالي، أبو سلمة الكوفي.
3- في مختصر ابن منظور: عبد اللّه.

أنا مسعر، عن عبد اللّه بن رياح، أنّ (1) عمارا قال :لا تقولوا كفر أهل الشام، و لكن قولوا فسقوا و ظلموا.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن خسرو البلخي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا يعلى، عن مسعر بن كدام، عن عبد اللّه بن رياح بن الحارث النّخعي، عن أبيه قال: قال عمّار بن ياسر :لا تقولوا كفر أهل الشام و لكن قولوا: ظلموا، قولوا: فسقوا.

- و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسن بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن الطيبي، نا إبراهيم الكسائي، نا يحيى الجعفي، نا وكيع، حدثني حنش (2):أنه سمع رياح بن الحارث النخعي يقول: قال عمار بن ياسر :لا تقولوا كفر أهل الشام و لكن قولوا ظلموا (3).

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد أحمد و أبو الغنائم محمّد، ابنا (4) علي بن الحسن بن أبي عثمان و أبو القاسم بن البسري (5) و أبو طاهر أحمد بن محمد القصّاري، و أبو الحسن علي بن محمد الأنباري قالوا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا ابن الأصبهاني و هو محمد بن سعيد، أنا شريك، عن حنش، عن رياح بن الحارث، قال: سمع عمّار رجلا يقول :كفر أهل الشام قال: لم يكفروا، إن حجتنا و حجتهم واحدة، و قبلتنا و قبلتهم واحدة، و لكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق، فحقّ علينا أن نردّهم إلى الحق.

- و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد و أبو الغنائم، ابنا (6) أبي

ص: 347


1- عن خع و بالأصل «أنا».
2- عن المطبوعة و بالأصل «حسن».
3- هذا الخبر سقط من خع.
4- بالأصل و المطبوعة «أنبا» و الصواب عن خع.
5- في خع «السمرقندي» تحريف.
6- بالأصل و المطبوعة «أنبا» و الصواب عن خع.

عثمان، و أبو القاسم بن البسري و أبو طاهر القصّاري و أبو الحسن الأنباري، قالوا: أنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا حنش - يعني - ابن الحارث، نا الحسن بن الحكم النّخعي، عن رياح بن الحارث. قال حنش: و أراني قد سمعته من رياح بن الحارث قال رجل من أهل الكوفة :كفر أهل الشام و ربّ الكعبة فقال عمّار: لا تقل كفروا و لكنهم قوم مفتونون بغوا علينا فحقّ علينا قتالهم.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد و أبو الغنائم، ابنا أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصّاري و أبو الحسن الأنباري، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا يزيد بن هارون، أنا الحسن بن الحكم أبو الحكم، عن رياح بن الحارث قال: كنت إلى جنب عمّار بن ياسر بصفّين، و ركبتي تمس ركبته. فقال رجل: كفر أهل الشام.

فقال عمّار: لا تقل. ذلك نبينا و نبيّهم واحد، و قبلتنا و قبلتهم واحدة، و لكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحقّ، فحقّ علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه.

ص: 348

باب ذكر ما ورد في ذمّ أهل الشام و بيان بطلانه عند ذوي الأفهام

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السّهمي، أنا أبو محمد أحمد بن عدي، نا عبد الرحمن بن أبي قرصافة، نا عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، حدثني أبي، نا الفضل بن المختار عن أبان - يعني - ابن أبي عياش، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«الجفاء و البغي في الشام»[365].

هذا حديث لا يمكن الاعتماد عليه لضعف إسناده، فإن أبان بن أبي عياش البصري مجمع على ضعفه، و الفضل بن المختار صاحب غرائب، و عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير لا يحتج بحديثه.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا حمدان بن أحمد البلدي، نا صالح بن العلاء بن وضاح بن بكير أبو شعيب العبدي، نا عمرو بن زياد بن عبد الرحمن بن ثوبان مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، نا حمّاد بن زيد، و عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول :«إذا ركب الناس الخيل، و لبسوا القباطيّ (1)،و نزلوا (2) الشام، و اكتفى الرجال بالرجال، و النساء بالنساء عمّهم اللّه بعقوبة من عنده»[366].

ص: 349


1- القباطي جمع قبطية و هي ثياب بيض كتان رقاق تعمل بمصر، و هي منسوبة إلى القبط على غير قياس. (اللسان: قبط).
2- في الكامل لا بن عدي 152/5 ترجمة عمرو بن زياد الثوباني: و تركوا الشام.

قال ابن عدي: و هذا بهذا الإسناد منكر موضوع على حمّاد بن زيد (1)و عبد الوهّاب الثقفي.

عمرو بن زياد الثوباني، ذكر ابن عدي (2) أنه كان منكر الحديث، يسرق الحديث و يحدث بالبواطيل. و ذكر أبو حاتم الرازي: أنه كان يضع الحديث فلا يحتج بروايته.

و قد تقدم باب حث النبي صلى اللّه عليه و سلم أمته على سكنى الشام فكيف يكون نزولهم إياه مذموما، و لعله إن صح أراد به قرب السّاعة كما في حديث ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الشام الذي تقدم (3).

- حدثني أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي بن الحسين القيسي الأنماطي بدمشق، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الخضر بن سعيد، أنا والدي أبو الحسن علي بن الخضر السّلمي، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، نا علي بن الحسن بن رجاء، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي، نا إبراهيم بن يعقوب، نا هشام بن إسماعيل العطار، نا مروان، عن عصام عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة قال :سينعق الشيطان بالشام نعقة يكذب ثلثاهم بالقدر.

مروان هو ابن معاوية، و عصام هو ابن راشد. لم يرو عنه فيما أعلم غير مروان، و ليس هو بالمشهور. و الحديث موقوف على أبي هريرة، و قد روي من وجه آخر مرفوعا و هو ضعيف.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، نا أحمد بن العباس، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :

ص: 350


1- بالأصل و خع:«سلمة»، خطأ، و الصواب ما أثبت من الكامل لابن عدي 152/5 ترجمة عمرو بن زياد بن عبد الرحمن.
2- الكامل 151/5.
3- كذا، و تقدم في رواية ابن عدي للحديث:«و تركوا الشام» فإن صحت هذه الرواية، فلا يعد لتعقيب ابن عساكر على الحديث أية قيمة، و لعله وقعت بيد ابن عساكر نسخة مصحفة لكامل ابن عدي.

«ينعق الشيطان بالشام نعقة يكذب ثلثاهم بالقدر»[367].

ابن لهيعة غير محتج به.

- أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي، أنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد السيرافي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق بن خربان (1) النهاوندي، نا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي (2)،نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن يونس، نا يعقوب يعني القمي، عن جعفر :قال ابن أبزى (3):بلغ عمر أن أناسا تكلموا في القدر فقام خطيبا فقال: يا أيها الناس، إنّما هلك من كان قبلكم في القدر، و الذي نفسي بيده لا أسمع برجلين تكلما فيه إلاّ ضربت أعناقهما. قال:

فأمسك الناس عنه حتى نبغت نابغة، أو نبغة بالشام.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه (4) بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا سعيد يعني ابن أسد، نا ضمرة، عن السيباني قال: قال لي الأوزاعي :يا أبا زرعة، هلك عبّادنا و خيارنا في هذا الرأي يعني القدر.

كان المتكلم في القدر بالشام غيلان القدري، و تبعه على ذلك أتباع، فأخذه هشام بن عبد الملك فصلبه، و كفى أهل الشام أمره، و قد كانت القدرية بالبصرة أكثر، و ضررهم على أهل السّنّة أكبر، فإنهم صنّفوا في نفيه (5) التصانيف، و ألفوا لأهل الاعتزال فيه التآليف، فأفناهم اللّه و أبادهم، و لم يبلغوا فيما (6) حاولوا مرادهم.

- أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنا جدي أبو محمد، نا أبو علي الحسن بن علي الأهوازي، نا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن

ص: 351


1- عن خع و بالأصل «خرمان».
2- بفتح الميم و ضم التاء المشددة هذه النسبة إلى متوث و هي بليدة بين قرقوب و كور الأهواز.
3- ضبطت عن التبصير 31/1.
4- في المطبوعة: هبة اللّه.
5- عن خع و مختصر ابن منظور.
6- بالأصل «مما» و في خع «هما» تحريف.

معروف، نا [عمي أبو] (1) علي محمد بن القاسم بن معروف، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البغدادي، نا صالح، نا موسى بن عثمان المدني (2)،نا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إن اللّه عز و جل خلق أربعة أشياء، و أردفها أربعة أشياء: خلق الجدب و أردفه (3) الزهد، و أسكنه الحجاز. و خلق العفة و أردفها الغفلة و أسكنها اليمن. و خلق الزّيف و أردفه الطاعون و أسكنه الشام. و خلق الفجور و أردفه الدرهم و أسكنه العراق» [368]، و هذا إسناد فيه مجاهيل فلا يحتج به.

- أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب، و أبو المعالي الفضل بن سهل بن بشر الكاتب، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني، أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النّيسابوري بمصر، أنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري، نا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين المصعبي الإمام، نا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات، حدثني الحسن بن إبراهيم، عن أحمد بن إسحاق، عن محمد بن زياد، نا يزيد بن هارون، عن سفيان الثوري عن زيد بن أسلم، عن سليمان بن يسار، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار :أن اختر لي المنازل، فكتب إليه كعب: يا أمير المؤمنين، إن الأشياء اجتمعت، فقال السخاء:

أريد اليمن، فقال حسن الخلق: و أنا معك. و قال الجفاء: أريد الحجاز، فقال الفقر:

و أنا معك. و قال البأس: أريد الشام فقال السيف: و أنا معك. و قال العلم: أريد العراق فقال العقل: و أنا معك.

فلما ورد الكتاب على عمر قال: فالعراق إذا فالعراق إذا.

- أخبرنا [أبو الغنائم] (4) محمد بن علي بن ميمون الكوفي في كتابه، أنا محمد بن علي بن حسن العلوي، نا الحسين بن أحمد القطان المقرئ، نا أحمد بن محمد بن السري، حدثني محمد بن الحسن بن محمد بن الصّبّاح البصري، نا أبو

ص: 352


1- عن خع و بالأصل «عيسى بن».
2- عن خع و بالأصل «الرقي».
3- عن خع و مختصر ابن منظور 133/1 و بالأصل «أردفها».
4- عن هامش الأصل، سقطت من الأصل.

علي الحسن بن.... (1) الهمداني، نا محمد بن عبد الرحيم أبو بكر البزّار، نا محمد بن أبي يعقوب الحزاز (2)،عن يزيد بن هارون، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن سليمان بن يسار قال: كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار :أن اختر لي المنازل، فكتب إليه: يا أمير المؤمنين إنه بلغنا أن الأشياء اجتمعت، فقال السخاء: أريد اليمن فقال حسن الخلق: و أنا معك. و قال الجفاء: أريد الحجاز، فقال الفقر: و أنا معك. و قال البأس: أريد الشام فقال السيف: و أنا معك. و قال العلم:

أريد العراق فقال العقل: و أنا معك. و قال الغنى: أريد مصر فقال الذلّ: و أنا معك.

فاختر لنفسك يا أمير المؤمنين.

قال: فلما ورد الكتاب على عمر بن الخطاب قال: فالعراق إذا، فالعراق إذا.

- أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني، قالا: نا و أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا الحسن بن علي المقرئ، أنا محمد بن جعفر التميمي، أنا الجلودي (3) يعني أبا أحمد البصري، نا محمد بن زكويه، عن ابن عائشة قال :كتب عمر بن الخطاب إلى كعب الأحبار اختر لي المنازل قال: فكتب: يا أمير المؤمنين، إنه بلغنا أن الأشياء اجتمعت. فقال السخاء: أريد اليمن فقال حسن الخلق: أنا معك و قال الجفاء: أريد الحجاز فقال الفقر: و أنا معك. و قال البأس:

أريد الشام فقال السيف: و أنا معك. و قال العلم: أريد العراق فقال العقل: و أنا معك. و قال الغنى: أريد مصر فقال الذل: أنا معك. فاختر لنفسك. قال: فلما ورد الكتاب على عمر قال: فالعراق إذا فالعراق إذا.

المحفوظ عن كعب سوء القول في العراق، و قد تقدم ذلك عنه. و في إسنادي حكاية يزيد بن هارون، عن سفيان و في التي تليهما أيضا. غير واحد من المجاهيل، و حكاية ابن عائشة منقطعة فلا يحتج بشيء من ذلك.

- أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف

ص: 353


1- بياض بالأصل مقدار كلمة، و في خع: مقدار كلمتين.
2- في خع:«الحرار» و في المطبوعة:«الحوار».
3- بضم الجيم و اللام، هذه النسبة إلى جلود، قرية بأفريقيا.

المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد، نا أحمد بن مروان المالكي، نا إسماعيل بن يونس و محمد بن مهران قالا: نا عمرو بن ناجية، نا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب، عن أنس بن مالك قال :لما حشر اللّه الخلائق إلى بابل بعث إليهم ريحا شرقية و غربية و قبلية و بحرية، فجمعتهم إلى بابل، فاجتمعوا يومئذ ينظرون، لما حشروا له إذا نادى مناد: من جعل المغرب عن يمينه و المشرق عن يساره، و اقتصد إلى البيت الحرام بوجهه، فله كلام أهل السّماء. فقام يعرب بن قحطان [فقيل له: يا يعرب بن قحطان] (1) بن هود: أنت هو (2).فكان أول من تكلم بالعربية و لم يزل المنادي ينادي: من فعل (3) كذا و كذا فله كذا و كذا حتى افترقوا على اثنتين و سبعين لسانا، و انقطع الصوت و تبلبلت الألسن، فسميت بابل، و كان اللسان يومئذ بابليا (4) و هبطت ملائكة الخير و الشر، و ملائكة الحياء و الإيمان، و ملائكة الصحة و الشقاء، و ملائكة الغنى، و ملائكة الشرف و ملائكة المروءة، و ملائكة الجفاء، و ملائكة الجهل، و ملائكة السيف، و ملائكة البأس، حتى انتهوا إلى العراق فقال بعضهم لبعض: افترقوا. فقال ملك الإيمان: أنا أسكن المدينة و مكة. فقال ملك الحياء: أنا معك فاجتمعت (5) الأمة على أن الإيمان و الحياء ببلد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و قال ملك الشقاء: أنا أسكن البادية فقال ملك الصحة: و أنا معك فاجتمعت (6) الأمة على أن الصحة و الشقاء في الأعراب. و قال ملك الجفاء: أنا أسكن المغرب فقال ملك الجهل: أنا معك فأجمعت الأمة على أن الجفاء و الجهل في البربر. و قال ملك السيف: أنا أسكن الشام فقال له ملك البأس: أنا معك. و قال ملك الغنى: أنا أقيم هاهنا فقال له ملك المروءة: أنا معك. فقال ملك الشرف: و أنا معكما. فاجتمع ملك الغنى و المروة و الشرف بالعراق.

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، حدثني أبي أبو البركات أحمد بن عبد اللّه - و نقلته أنا من خطه - أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن علي بن الكوفي

ص: 354


1- ما بين معكوفتين زيادة عن خع و مختصر ابن منظور.
2- في المطبوعة:«قحطان، هو ذا أنت.» و في خع و مختصر ابن منظور 133/1 كالأصل.
3- عن خع و مختصر ابن منظور و بالأصل «جعل».
4- بالأصل «بابلي».
5- في مختصر ابن منظور: فأجمعت.
6- في مختصر ابن منظور: فأجمعت.

الصّيرفي، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أبان الهيتي (1)،نا أبو الطّيّب أحمد بن إبراهيم البغدادي، نا يحيى بن أبي طالب، أنا عاصم، نا بيان بن بشر، عن حكيم بن جابر، قال :أخبرت أن الإسلام قال: أنا لا حق بأرض الشام، قال الموت: و أنا معك.

قال الملك: و أنا لا حق بأرض العراق قال القتل: و أنا معك. قال الجوع: و أنا لا حق بأرض المغرب قالت الصحة: و أنا معك.

كذا قال. و الصواب علي بن عاصم و إنما أراد بذلك كثرة ما كان بها من الطاعون، أو القتل في الجهاد، و كلاهما شهادة. و ذلك مدح ليس بذمّ. و قد جاء من وجه آخر في هذه الحكاية ذكر القتل بدل الموت.

- قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عنه [أنا] (2) أبو أحمد عبد السّلام بن الحسين البصري اللغوي، أنا [أبو] (3) محمد علي بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري البغدادي، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الأسدي، نا الرياشي - يعني - العبّاس بن الفرج، نا مسدّد، نا خالد بن عبد اللّه الواسطي، عن بيان، عن حكيم بن جابر، قال :بلغني أن الإسلام قال: أنا لا حق بالشام، قال القتل: أنا معك، و قال الجوع: أنا لا حق بالحجاز فقالت الصحة: أنا معك و أنشد لحسّان رضي اللّه عنه:

يغدا علينا بناجود و مسمعة *** إن الحجاز رضيع الجوع و البؤس (4)

قال الرياشي: فقال رجل من بني مخزوم: كذب حسان، فقلت له: حسّان أولى بالحجاز منك.

- كتب إليّ أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن العلوي، أنا أبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم الخزاعي قال: سمعت أبا العباس الحسن بن سعيد

ص: 355


1- بالكسر، نسبة إلى هيت (انظر معجم البلدان).
2- زيادة عن خع.
3- زيادة عن المطبوعة.
4- ليس في ديوانه، و الناجود: الخمر و قيل: الخمر الجيد.

يقول: سمعت يموت بن المزرع بن أخت الجاحظ يقول: سمعت خالي الجاحظ يقول :أشياء اتفقت ثمانية أزواج ستة عشر صنفا، ثم اتفقت أزواجا فصارت ثمانية أزواج. فقال الدين: أسكن الحرمين مكة و المدينة قالت الأمانة: أنا معك. قال الغنى و اليسار: أسكن مصر، قال الذل: أنا معك. قال السخاء: أسكن الشام، قالت الشجاعة: أنا معك. قال العقل: أسكن العراق قالت المروءة: و أنا معك. قال العلم:

أسكن خراسان، قال الورع: و أنا معك. قالت التجارة: أسكن الخوزستان و أصبهان قالت النذالة: و أنا معك. قال الجفاء: أسكن المغرب قال الجهل: و أنا معك. قال الفقر: أسكن اليمن قالت القناعة: و أنا معك.

و هذا مدح ليس بذمّ.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام الكاتب قالا: أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حبابة، أنا أبو (1) القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي سنان و هو ضرار بن مرّة قال: سمعت عبد اللّه بن أبي الهذيل :أن عمر رضي اللّه عنه أتى برجل قد أفطر في رمضان. فلما رفع (2) إليه عثر فقال: على وجهك - أو بوجهك [تفطر] (3)-و صبياننا صيام فضربه الحد. و كان إذا غضب على إنسان سيّره إلى الشام، فسيّره إلى الشام.

لم يكن عمر رضي اللّه عنه ينفي إلى الشام لدناءة حال أهله عنده، و إنما كان ينفي إليها لكثرة ما كان بها من الطاعون رجاء أن يكفيه الطاعون أمر من يغضب عليه، فينفيه إليها ليكون الطاعون شهادة له، و مكفرا عنه ما فرط منه.

و هذا المعنى فيما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، حدثني عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا يزيد ح.

- و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ علي إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا

ص: 356


1- عن خع و بالأصل «ابن» تحريف.
2- عن خع و مختصر ابن منظور 135/1 و بالأصل «رجع».
3- سقطت من الأصل و خع و استدركت عن المطبوعة 341/1.

أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا يزيد بن هارون، نا - و قال أبو يعلى: أنا - مسلم بن عبيد أبو نصيرة قال: سمعت أبا عسيب مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: قال (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أتاني جبريل عليه السلام بالحمّى و الطاعون، فأمسكت الحمّى بالمدينة و أرسلت الطاعون إلى الشام، فالطاعون شهادة» -زاد أحمد :لأمتي، و قالا :- «رحمة لهم و رجس على الكافر»[369].

و لهذا الحديث عندي طرق غير هاتين و على هذا المعنى يحمل جميع الأحاديث التي وردت في طاعون الشام، و اللّه أعلم.

- أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ريذة، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد، نا محمد بن حيان المازني، نا وهب بن جرير، نا أبو أمية بن يعلى، عن علي بن زيد، قال: قيل لعمرو بن العاص: صف لنا أهل الأمصار قال :

أهل الحجاز أحرص الناس على فتنة و أعجزه عنها، و أهل العراق أحرص الناس على علم و أبعده منها، و أهل الشام أطوع الناس للمخلوق و أعصاه للخالق، و أهل مصر أكيس الناس صغيرا و أحمقه كبيرا.

رواه كادح بن رحمة الزاهد الكوفي، عن أبي أمية يعني وهيبا، عن علي بن زيد نحوه (2)، و لا أدري من قال - يعني - وهيبا.

- أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنا منصور بن الحسين، و أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي، أنا أبو بكر إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي النّيسابوري سنة اثنتين و تسعين، نا عبيد اللّه بن عمر، نا أبو أميّة بن يعلى و كان قد أدرك نافعا (3) عن علي بن زيد بن جدعان قال: قال رجل لعمرو بن العاص :صف لي الأمصار. قال: أهل الشام أطوع الناس للمخلوق و أعصاهم للخالق، و أهل مصر أكيسهم صغارا و أحمقهم كبارا، و أهل الحجاز أسرع الناس إلى الفتنة و أعجزهم عنها (4)،و أهل العراق أطلب الناس للعلم و أبعدهم منه.

ص: 357


1- كررت اللفظة بالأصل، و المثبت عن خع.
2- عن خع و بالأصل «نحره».
3- بالأصل:«ناسخا» و المثبت عن خع.
4- كذا بالأصول، و في مختصر ابن منظور 135/1 «فيها».

علي بن زيد بن جدعان يضعف فيما رواه عن من أدركه، فكيف بما رواه عن من لم يدركه. و هو لم يدرك عمرو بن العاص، و لم يره.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا نعيم بن حمّاد، نا رشدين، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشج قال: سئل عمرو بن العاص عن أهل الشام؟ فقال :هم أطوع الناس لمخلوق و أعصاه لخالق. قال: فأهل المدينة؟ قال: أطلب الناس لفتنة و أعجزهم عنها قال: فأهل العراق؟ قال: أخصب الناس ألسنة و أجدبه قلوبا. قالوا: فأهل مصر؟ قال: أكيس الناس صغارا و أحمقهم كبارا. فذكرت هذا الحديث لشيخ من ولد عمرو بن العاص، فزادني: قال: و سئل عن أهل مكة؟ فقال: أعظم الناس في أنفسهم و أحقرهم عند الناس.

بكير لم يدرك عمرو بن العاص، و رشدين بن سعد ضعيف، و نعيم بن حمّاد مختلف في عدالته و له غرائب.

و قد روي معنى (1) هذا عن ابنه عبد اللّه بن عمرو.

- أخبرناه أبو نصر عبد الرحيم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري في كتابه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ أخبرني الحسين بن محمد الماسرجسي (2)،نا عبد اللّه بن محمد بن مسلم، نا يونس بن عبد الأعلى، نا أشهب بن عبد العزيز، حدثني مالك قال: قال عبد اللّه بن عمرو بن العاص :لأهل العراق أطلب الناس للعلم و أتركهم له. و لأهل المدينة أسرع الناس إلى الفتنة و أضعفهم عنها. و لأهل الشام أطوع الناس لمخلوق و أعصاهم للخالق. و لأهل مصر أكيسهم صغارا و أحمقهم كبارا.

و هذا منقطع، فإذا مالكا لم يدرك عبد اللّه بن عمرو.

ص: 358


1- عن خع و بالأصل «يعني».
2- بالأصل و خع «الساسرجسي» تحريف و المثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى «ما سرجس» اسم جدّ. و إليه ينتسب و ذكر أسماء عدة و منها أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الحافظ الماسرجسي، سمع منه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ.

- أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص: نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري، نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا هشام بن سعد، عن شيخ حدثه قال :قدم عبد اللّه بن الكواء على معاوية فقال له معاوية: أخبرني عن أهل البصرة قال: يقاتلون معا و يدبرون شتى. قال: فأخبرني عن أهل الكوفة. قال: انظر الناس في صغيرة و أوقعه في كبيرة. قال: فأخبرني عن أهل المدينة. قال: أحرص الناس على الفتنة و أعجزه فيها. قال: فأخبرني عن أهل مصر. قال: لقمة آكل. قال: فأخبرني عن أهل الجزيرة. قال: كناسة بين مدينتين. قال: فأخبرني عن أهل الموصل قال: قلادة وليدة، فيها من كل خرزة. قال: فأخبرني عن أهل الشام. قال: جند أمير المؤمنين، و لا أقول فيهم شيئا. قال: لتقولنّ قال: أطوع الناس لمخلوق و أعصاهم لخالق، و لا يحسبون للسّماء ساكنا.

- أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم المقرئ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، نا أبي، نا أبو حاتم، عن أبي عبيدة قال: سأل معاوية ابن الكواء فقال له: يا ابن الكواء أخبرني عن أهل الكوفة. قال: انظر الناس في صغير و أضيعهم لكبير قال: فأهل البصرة؟ قال: نعم ترد جميعا و تصدر شتى. قال: فأهل الموصل؟ قال: قلادة أمة فيها كل الخرز. قال:

فأهل الجزيرة؟ قال: كناسة المصرين. قال: فأهل مصر؟ قال: أحدا أحبا (1) أكلة من غلب. قال: ثم سكت. قال: سلني يا معاوية فسكت. قال: سلني. قال: أخبرني عن أهل الشام. قال: أطوع الناس لمخلوق في معصية الخالق، و أجرأهم على الموت لا يدري ما بعده، دمشقيّهم يشتمل و لا يدري، و حمصيّهم يسمع و لا يعي.

- أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي، أنا محمد بن علي (2) بن الحسن الحسني، قال: قرأت في كتاب علي بن حامد، الشيخ الصالح، بخطه، نا

ص: 359


1- كذا بالأصل و خع.
2- سقطت من المطبوعة.

أحمد بن عيسى بن أبي موسى العطار، نا سليمان بن الربيع، نا يحيى بن المغيرة، عن جرير، عن أشياخه قال :سئل لسان (1) الحمّرة عن أهل الكوفة فقال: أنظره لصغيرة، و أركبه لكبيرة. و سئل عن أهل البصرة فقال: إبل وردت معا و صدرت أشتاتا. و سئل عن أهل الشام فقال: أطوعه لمخلوق و أعصاه لخالق. و سئل عن أهل مصر فقال: عبيد من غلب. و سئل عن أهل الجزيرة فقال: كأسد بين أجمتين. و سئل عن أهل الموصل فقال: قلادة اصمد جمعت.

و المراد بما (2) في هذه الحكايات ما كان عليه أهل الشام من طاعة أئمتهم و أمرائهم، و اقتدائهم في الفتن (3) و الحروب بآرائهم، من غير نظر في عواقب الفتن، كما فعلوا في سالف الزمن من قتالهم علي بن أبي طالب، و هو الإمام المرتضى، و فعلهم في يوم الحرّة، و حصار ابن الزبير ما لا يرتضى. و تلك أمور قد خلت، و اللّه يعفو عنها، و فتن قد مضت و اللّه يعصم منها.

و عبد اللّه بن الكوّاء لا يعتمد على ما يرويه فكيف يعتمد على ما يقوله عن نفسه و لا عن غيره و يحكيه، و الاحتجاج بما قاله ابن لسان الحمّرة من الاحتجاجات الباطلة المنكرة.

- أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا الحسن بن [محمد بن] (4) كيسان النحوي، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا هدبة بن خالد، نا أبو الأشهب، عن عمر بن ظبيان، عن أبي المخيّس قال :كنت جالسا عند الأحنف فأتاه كتاب من عبد الملك بن مروان يدعوه إلى نفسه. فقال يدعوني ابن الزرقاء إلى طاعة أهل الشام؟ و لوددت أن بيننا و بينهم جبلا من نار، من أتانا منهم احترق، و من أتاهم منا احترق و هذا لما كان يجري بين أهل الشام و العراق من الحروب. فأما الآن فقد ألّف اللّه بين المسلمين و أزال ما كان في القلوب (5).

ص: 360


1- في المطبوعة: ابن لسان الحمّرة، و سيأتي صوابا في آخر الحديث.
2- عن خع و بالأصل:«ما».
3- كذا بالأصل و خع.
4- استدركت عن هامش الأصل و خع.
5- العبارة في مختصر ابن منظور 136/1: فقد ألّف اللّه بين القلوب.

- قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون [بن معروف] (1)،نا ضمرة، نا ابن شوذب، عن أبي المنهال، عن أبي زياد، قال: قال لي كعب :أ ترى هذه الأهواء التي هي فيكم اليوم - يعني بالعراق - فإنها ستنقل إلى الشام.

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو القاسم تمام الرازي، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو الأصبغ عبد العزيز بن سعيد الهاشمي الدمشقي، نا محمد بن سماعة، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزّهري، قال :ينبغي للناس أن يدعوا من حديث أهل المدينة حديثين، و من حديث أهل مكة حديثين، و من حديث أهل العراق حديثين، و من حديث أهل الشام حديثين.

فأمّا حديثا (2) أهل المدينة فالسّماع و القيان (3).و أمّا حديثا (4) أهل مكة فالصرف و المتعة، و أما حديثا (5) أهل العراق فالنبيذ و السحور، و أما حديثا (6) أهل الشام فالطلاء و الطاعة.

- أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو عبد اللّه إسحاق بن محمد السّوسي، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا أحمد بن عيسى التّنّيسي، نا عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت الأوزاعي يقول :يترك من قول أهل مكة المتعة و الصرف، و من قول أهل المدينة السماع و إتيان النساء في أدبارهن، و من قول أهل الشام الجبر و الطاعة، و من قول الكوفة النبيذ و السحور.

- أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود السّوسي (7)،أنا جدي أبو

ص: 361


1- زيادة عن المطبوعة 346/1.
2- بالأصل «حديث» و المثبت عن خع.
3- في المطبوعة: و الغناء.
4- بالأصل «حديث» و المثبت عن خع.
5- بالأصل «حديث» و المثبت عن خع.
6- بالأصل «حديث» و المثبت عن خع.
7- السوسي بالواو بين السينين المهملتين، الأولى مضمومة، و الأخرى مكسورة. هذه النسبة إلى سوس، وسوسة. قال السمعان: و ظني أن أبا القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مظكود السوسي من سوس المغرب (سوسة بلدة بالمغرب). و في اللباب: مطكوذ، و في المطبوعة: مطلود.

محمد المقرئ، أنا أبو علي الأهوازي، أنا تمام بن محمد الحافظ، نا أبو بكر محمد بن إدريس بن الحجاج الأنطاكي،[نا] (1) محمد بن علي العسقلاني، قال: سمعت روّاد بن الجرّاح يقول: سمعت أبا عمرو الأوزاعي يقول :لا نأخذ من قول أهل العراق خصلتين، و من قول أهل مكة خصلتين، و لا من قول أهل المدينة خصلتين، و لا من قول أهل الشام خصلتين. فأمّا أهل العراق: فتأخير السحور و شرب النبيذ، و أما أهل مكة فالمتعة و الصرف (2).و أما أهل المدينة فإتيان النساء في أدبارهن و السماع. و أما أهل الشام فبيع العصير و أخذ الديوان.

و هذان الأمران قد ذهبا. أما بيع العصير فليس في الشام اليوم عالم يبيحه. و إنما يفعل ذلك أهل الفسوق. و أما الديوان فقد منعهموه (3) السلطان.

- أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغراني، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان بن محمد، نا الهيثم بن حميد، حدثني النعمان بن المنذر الغسّاني، قال :كنت مع مكحول بالصّائفة قال: فأتاه فتيان من أهل العراق قال: فجعلوا يسألونه قال: فجعل يخبرهم، قال: فقالوا له: عن من و من حدثك؟ قال: فنشط لهم مكحول، فجعل يسند لهم. قال: فلما تهيأ قيامه ضحك، ثم قال: هكذا ينبغي لكم يا أهل العراق، فلا يصلحكم إلاّ هذا. و أما أصحابنا هؤلاء أهل الشام فيأخذون كما تيسّر.

قال: ثم قام.

- بلغني عن أبي الحسين محمد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي فيما قرأته بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن صابر، و ذكر أنه نقله من خطه، نا أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن بشر الهروي، أنا محمد بن سليمان الواسطي أبو بكر، قال: سمعت أحمد بن داود الحداد يقول: سمعت ابن فضيل يقول: سمعت الأعمش يقول :كنا إذا جاءنا الحديث فأنكرناه قلنا: شامي.

ص: 362


1- زيادة عن خع.
2- الصرف: بيع الذهب و الفضة بذهب أو فضة، و بيع النقد بالنقد (القاموس الفقهي).
3- كذا بالأصل و خع و مختصر ابن منظور 136/1 و في المطبوعة أثبت محققها: منعه.

- قال: و نا أبو عبد اللّه الهروي، نا صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب أبو علي الحافظ، حدثني أحمد بن إبراهيم الدّورقي قال: سمعت أبا داود الطيالسي يقول:

سمعت شعبة يقول :لا تكتب عن الشامي كثيرا.

- أنبأنا أبو الحسن محمد بن مروان بن عبد الرّزّاق الزّعفراني، و أبو محمد عبد اللّه بن أحمد السمرقندي، و هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، قالوا: نا أبو بكر الخطيب، نا محمد بن جعفر بن علاّن، أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، نا أبو سعيد العدوي، نا أحمد بن عبيد اللّه الغدّاني (1)،قال :قيل لعبد الرحمن بن مهدي: أي الحديث أصح؟ قال: حديث أهل الحجاز، قيل: ثم من؟ قال: حديث أهل البصرة؟ قال: قيل: ثم من؟ قال: حديث أهل الكوفة. قال: فالشام؟ قال: فنفض يده.

في ثبوت هذه الحكاية نظر، لأن العدوي كذّاب، و إن صحّ فيحتمل أنه إنما قال ذلك لأن الغالب على أحاديث أهل الشام أحاديث الفتن و الملاحم، أو لأنهم لا يسألون عن الإسناد و يأخذون الأحاديث كما تيسر، كما في الحكاية التي قبلها، عن مكحول و اللّه أعلم. فأما إذا جاء الحديث مسندا من رواية ثقاتهم بعضهم عن بعض فهو صحيح تلزم به الحجة، كما يلزم بأحاديث غيرهم من أهل الأمصار.

- أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي الحافظ، أنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل الصّيدلاني، نا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن محمد بن حمّاد العقيلي، نا معاذ بن المثنّى، نا محمد بن المنهال، نا حميد بن إبراهيم، قال: قال عمرو بن عبيد عن هذه الآية : وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْفٰاسِقُونَ (2)قال: قلت: هم أهل الشام؟ قال: نعم.

عمرو هو القدري، لا يحتج بما يرويه عن غيره لزيغه عن المحجة، فكيف بما يقوله برأيه في كتاب اللّه مما لا يعضده بالحجة؟.

ص: 363


1- بضم الغين و فتح الدال المهملة الخفيفة، هذه النسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
2- سورة المائدة، الآية:50.

- قرأت على أبي القاسم الشحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم (1)أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت جعفر بن محمد المراغي يقول: قرأت على أبي الأزهر جماهر بن محمد الغسّاني بدمشق، نا محمود بن خالد، نا الوليد بن مسلم سمعت الأوزاعي يقول :

كانوا يستحبّون (2)أن يحدثوا أهل الشام بفضائل أهل البيت ليرجعوا عما كانوا عليه.

- أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، عن أبي القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا (3)،نا عبد اللّه بن خبيق (4)،قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: سمعت الثوري يقول :إذا كنت بالشام فحدّث بفضائل علي. و إذا كنت بالعراق فحدّث بفضائل عثمان.

و هذا لما كان في أهل الشام من الانحراف عن أهل بيت الرسول، فأما الآن فقد أمن ذلك، لما وقفوا عليه من فضلهم المنقول.

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمد الرازي، أنا الحسن بن أحمد بن يعقوب، نا يحيى بن محمد بن سهل، نا محمد بن يعقوب - يعني - الغسّاني، نا أبو اليمان، نا صفوان، عن الفرج بن محمد أنه سمع أبا ضمرة يقول: قال كعب :ليزولنّ سنير (5)عن موضعه، فينطلق به فلا يدرى أين يسلك به، و أنه لوتد من أوتاد جهنم.

قال محمد بن يعقوب: قال أبو اليمان: يذهب به إلى النار.

يعني لكثرة من يسكن به من النصارى.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، و أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفرايني، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمد بن الحسن بن زياد النقاش، قال: سمعت يوسف بن الحسين يقول: سمعت أحمد بن أبي

ص: 364


1- عن خع و بالأصل «الحافظ».
2- عن خع و مختصر ابن منظور 137/1 و بالأصل «يسحبون» خطأ.
3- عن خع و بالأصل «حوصا».
4- بالأصل و خع:«حبيق»، و المثبت و الضبط عن التبصير 524/2.
5- سنير بفتح أوله و كسر ثانيه، جبل بين حمص و بعلبك على الطريق و على رأسه قلعة سنير، و يمتد مغربا إلى بعلبك و يمتد مشرقا إلى القريتين و سلمية (معجم البلدان).

الحواري قال :قدمت الكوفة فلقيت أبا بكر بن عياش، فقلت: حدثني، فإني رجل غريب. فقال: أهل بلدي أحق منك. قلت: إني رجل من أهل الشام. قال: ذاك أبعد لك.

و هذا لما كان بين أهل الشام و أهل الكوفة من الإحن، فأما الآن فقد صار المسلمون إخوانا و برءوا من المحن.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجليّ (1)قالا: أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد الصريفيني، أنا أبو القاسم الصّيدلاني، نا علي بن محمد الكاتب، نا أبو الحسن علي بن الحسين الطويل، حدثني أحمد بن محمد السكري، حدثني ابن عمي أبو يحيى السّكري قال :دخلت مسجد دمشق، فرأيت في مسجدها خلقا (2).فقلت: هذا بلد قد دخله جماعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عليهم، و ملت إلى حلقة في المسجد في صدرها شيخ جالس فجلست إليه. فسأله رجل ممن بين يديه، فقال: يا أبا المهلّب، من علي بن أبي طالب؟ قال: خنّاق كان بالعراق. اجتمعت إليه جميعة (3)فقصد أمير المؤمنين يحاربه، فينصره اللّه عليه. قال: فاستعظمت ذلك و قمت فرأيت في جانب المسجد شيخا يصلي إلى سارية، حسن السمت و الصلاة و الهيئة فقعدت إليه، فقلت له: يا شيخ أنا رجل من أهل العراق جلست إلى تلك الحلقة، و قصصت عليه القصة فقال لي: في هذا المسجد عجائب. بلغني أن بعضهم يطعن على أبي محمد حجّاج بن يوسف، فعليّ بن أبي طالب من هو.

في إسناد هذه الحكاية غير واحد من المجاهيل، و قد رويت بإسناد أمثل من هذا عن أهل حمص، و هي بهم أشبه.

- أخبرنا بها أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسني، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد، نا أحمد بن مروان الدّينوري، نا محمد بن سعيد

ص: 365


1- بالأصل و خع:«المحلى» و المثبت و الضبط عن التبصير 1344/4.
2- كذا بالأصل و خع، و في مختصر ابن منظور 138/1 «حلقا».
3- في مختصر ابن منظور: جمعية.

البزار، نا أحمد بن محمد بن يونس اليمامي، نا عبد الرّزّاق، قال: سمعت معمرا يقول :دخلت مسجد حمص فإذا أنا بقوم لهم رواء، فظننت بهم الخير فجلست إليهم.

فإذا هم ينتقصون عليّ بن أبي طالب، و يقعون فيه. فقمت من عندهم، فإذا شيخ يصلّي، ظننت به خيرا فجلست إليه، فلما حسّ بي جلس و سلّم. فقلت له: يا عبد اللّه، ما ترى هؤلاء القوم يشتمون عليّ بن أبي طالب و ينتقصونه، و جعلت أحدّثه بمناقب علي بن أبي طالب، و أنه زوج فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو الحسن و الحسين، و ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا عبد اللّه ما لقي الناس من الناس؟ لو أن أحدا نجا من الناس لنجا منهم أبو محمد رحمة اللّه، هو ذا يشتم و ينتقص قلت: و من أبو محمد؟ قال: الحجاج بن يوسف رحمه اللّه و جعل يبكي فقمت عنه، و قلت: لا استحل أن أبيت بها (1)فخرجت من يومي.

و هذا اليمامي ضعيف.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، أخبرني إسحاق بن إبراهيم، قال: ذكرت اليمامي هذا لعبيد الكشوري فقال :هو فينا كالواقدي فيكم و سيأتي ذكره في هذا الكتاب و ذكر من ضعّفه.

و أما ما يحكيه العامة من تأخير معاوية صلاة الجمعة إلى يوم السبت، و رضا أهل الشام بذلك فأمر مختلق لا أصل له، و معاوية و من كان معه في عصره بالشام من الصحابة و التابعين أتقى للّه و أشد محافظة على أداء فريضة (2)،و أفقه في دينه من أن يخفى عنهم أن ذلك لا يجوز.

و لم أجد لذلك أصلا في شيء من الروايات، و إنما يحكى بإسناد منقطع: أن بعض مغفلي أهل الشام امتحن بذكر ذلك في العراق في زمن الحجاج، فلعل بعض الناس بلغه ذلك فعزاه إلى أهل الشام و انتشر عنه.

- و ذلك فيما قرأته على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، عن أبي بكر

ص: 366


1- في المطبوعة: هنا.
2- في المطبوعة:«فرائضه» و في خع و مختصر ابن منظور كالأصل.

أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أخبرني أبو الفتح عبد الرّزّاق بن محمد بن أبي شيخ عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني بها، نا جدي، حدثني أحمد بن إبراهيم المضاجعي (1)،نا محمد بن النّضر بن سلمة، حدثني محمد بن عبد الوهاب أبو أحمد النيسابوري، أنا علي بن خشنام قال :كان للحجاج قاض بالكوفة من أهل الشام يقال له أبو حمير. فحضرت الجمعة فمضى يريدها فلقيه رجل من أهل العراق فقال: أبا حمير:

أين تذهب؟ قال: إلى الجمعة. قال: أ ما بلغك أن الأمير قد أخّر الجمعة اليوم؟ فانصرف راجعا إلى بيته، فلما كان من الغد قال له الحجاج: أين كنت يا أبا حمير لم تحضر معنا الجمعة؟ قال: لقيني بعض أهل العراق فأخبرني أن الأمير أخّر الجمعة فانصرفت. قال:

فضحك الحجاج. و قال: أبا حمير، أ ما علمت أن الجمعة لا تؤخر.

و هذه الحكاية إن صحت تدل على بطلان ما يدّعى على معاوية من ذلك، لأنه لو كان قد تقدم ذلك من معاوية لما خفي على أبي حمير حتى كان يقول للحجاج فقد فعل مثل هذا معاوية، و لا على الحجاج حتى يقول لأبي حمير هذا كما قال معاوية لأهل الشام. و اللّه يعيذنا من إشاعة الكذب في سلف الأمة، و يمنّ علينا بالثبات على الحق فيما يحكيه، و هو ولي العصمة.

و إنما يتم من الأمر ما هذا سبيله على من اشتهر منه تغفيله.

- كما أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المزرفي، نا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي باللّه، أنا أبو أحمد محمد بن عبد اللّه بن القاسم بن جامع الدهّان، نا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري قال: سألت أبا عمر (2)هلالا يعني ابن العلاء عن أبي بكر بن بدر قال :ذكروا أنه خرج يوم خميس قد لبس ثيابه يريد الجمعة، فمرّ بميمون بن مهران فقال له: أين تريد؟ قال الجمعة فقال له ميمون: قد أخّروها إلى غد فرجع إلى أهله. فقال لهم: قال لي ميمون بن مهران أنهم قد أخّروا الجمعة إلى غد.

فأما من كان (3)في عصر معاوية من الصحابة و التابعين فلا يجوز أن يلحق بهم ما

ص: 367


1- كذا بالأصل، و في خع «الصائفي» و في المطبوعة:«المصاحفي».
2- في مختصر ابن منظور 139/1 «أبا عمرو» تحريف، و انظر تقريب التهذيب.
3- عن خع، و بالأصل «من كلف» و في مختصر ابن منظور:«ما كان».

لا يليق من اختراعات المخترعين. و قد كان معاوية يأمر بحضور الجمعة أهل القرى القاصية، من ساكني قين (1)و قردا (2)و زاكية (3)فكيف يظنّ به أنه أخّرها عن حاضرتها من مرتقبي تأديتها و منتظريها؟ و هذا ما لا يظنه به إلاّ أهل الغباوة و لا يكلفه في حق ذلك القرن إلاّ أهل الشقاوة.

و قد أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي الفقيه، و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرّزّاق بن الفضيل الكلاعي ح.

- و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد السّلمي المؤدب، نا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن محمد بن عوف المزني، أنا أبو علي الحسن بن منير التنوخي، أنا أبو بكر محمد بن خريم العقيلي، نا هشام بن عمّار، نا عمرو بن واقد، نا يونس بن حلبس، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر، منبر دمشق يقول :يا أهل قردا، يا أهل زاكية، يا أداني البثنيّة (4)الجمعة الجمعة. و ربّما قال: يا أهل قين، يا قاضي (5)الغوطة الجمعة الجمعة لا تدعوها.

ص: 368


1- كذا بالأصل، و في خع «بين» و قين ماء لفزارة! و لعلها قينية قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق (معجم البلدان).
2- قردا: بالتحريك، كذا ورد في معجم البلدان.
3- زاكية: قرية من قرى حوران (انظر المطبوعة 353/1).
4- البثنيّة قرية بين دمشق و أذرعات (ياقوت).
5- في مختصر ابن منظور: يا أقاصي الغوطة.

باب ذكر بعض ما بلغنا من أخبار ملوك الشّام قبل أن يدخل الناس في دين الإسلام

- أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن إسماعيل بن عمر السيّدي الفقيه، أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا شباب، نا المعتمر التيمي قال: سمعت أبي، عن سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد، قال :لما كان يوم ظهرت الروم على فارس فأعجب بذلك المؤمنون فنزلت: الم.

غُلِبَتِ الرُّومُ إلى قوله عز و جل: وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (1)بظهور الروم على فارس.

- أخبرناه أبو القاسم الشحّامي، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزرودي، أنا أبو سعيد محمد بن الحسين بن موسى بن محمويه بن ثور بن عبد اللّه السّمسار، نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ القهستاني (2)،نا نصر بن علي الجهضمي، نا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال :لما كان يوم بدر و ظهرت الروم على فارس، فأعجب بذلك المؤمنون، ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس.

- أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أحمد بن القاسم بن نصر، نا محمد بن سليمان لوين، نا عبد الرحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، عن عروة، عن نيار بن مكرم (3)و كانت

ص: 369


1- سورة الروم، الآيات:1-2-3.
2- بضم القاف و الهاء و سكون السين، هذه النسبة إلى قهستان ناحية بخراسان بين هراة و نيسابور (الأنساب).
3- ضبط اللفظتين عن تقريب التهذيب، بالنص.

له صحبة قال: لما نزلت: الم. غُلِبَتِ الرُّومُ [خرج بها أبو بكر إلى المشركين، فقالوا: هذا كلام صاحبك. قال: اللّه تعالى أنزل هذا. و كانت فارس قد غلبت الروم] (1)و اتّخذوهم شبه العبيد. و كان المشركون يحبون ألاّ تغلب الروم فارس، لأنهم أهل كتاب و تصديق بالبعث. فقالوا لأبي بكر: نبايعك على أن الروم لا تغلب فارس. فقال أبو بكر: البضع ما بين الثلاث إلى التسع.[قالوا:] (2)تنتظر من ذلك ست سنين لا أقل و لا أكثر. قال: فوضعوا الرّهان، و ذلك قبل أن يحرم الرهان فرجع (3)أبو بكر بها إلى أصحابه فأخبرهم الخبر. فقالوا: بئس ما صنعت، الا أقربها كما قال اللّه تعالى لو شاء اللّه أن يقول (4)شيئا لقال. فلما كانت سنة ست لم تظهر الروم على فارس، فأخذوا الرهان فلما كانت سنة سبع ظهرت الروم على فارس فذلك قوله: يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّٰهِ .

قال الدار قطني: هذا حديث غريب من حديث عروة بن الزبير، عن نيار بن مكرم الأسلمي، عن أبي بكر الصّدّيق. تفرد به أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان عنه، و لم يروه عنه غير ابنه عبد الرحمن.

- أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الأزهري، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن، نا محمد بن يحيى الذهلي، نا علي بن عبد اللّه،[نا معن بن عيسى] (5)،نا عبد اللّه بن عبد الرحمن الجمحي، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال :لما نزلت: الم. غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ، وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ناحب أبو بكر قريشا، ثم أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إني قد ناحبتهم، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«فهلا احتطت، فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع»[370].

قال الجمحي: المناحبة: المراهنة، و ذلك قبل أن يكون تحريم ذلك.

ص: 370


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن خع.
2- زيادة عن خع.
3- بالأصل:«فوضع» و الصواب ما أثبت عن خع.
4- كذا و العبارة في خع أوضح: أن يقول ستا لقال.
5- ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.

- قال: و نا محمد بن يحيى، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه (1) أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة أن أبا بكر الصديق حين أنزل اللّه هاتين الآيتين قال: و نا يعقوب أيضا، نا أبي عن صالح، قال: قال ابن شهاب: أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أنه بلغه أن أبا بكر الصديق حين أنزل اللّه هاتين الآيتين لقي رجالا من المشركين فقال لهم: إن أهل الكتاب سيغلبون فارسا. قالوا: في كم؟ قال: في بضع سنين قالوا: فنحن نناجيك (2) على ذلك، فسمّ سنين نناجيك (3)عليها. فسمّى أبو بكر سبع سنين، فعقدوا المناحبة على ذلك قبل أن يحرم القمار. فلما رجع أبو بكر أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لم فعلت، فكل ما دون العشر بضع»[371] و كان ظهور فارس على الروم لسبع سنين، فعجب (4) أبو بكر ثم أظهر اللّه الروم على فارس زمان الحديبية - و قال في حديث ابن أخي ابن شهاب بعد الحديبية - ففرح المؤمنون بظهور أهل الكتاب. و كان ظهور المؤمنين على المشركين بعد مدّة الحديبية.

- أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا محمد بن كامل القاضي، أنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن العوفي، حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية، حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد، عن ابن عباس في قوله: الم. غُلِبَتِ الرُّومُ قال: قد مضى، كان ذلك في أهل فارس و الروم. و كانت فارس قد غلبتهم، ثم غلبت الروم بعد ذلك. و لقي نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم مشركي العرب، و التقت الروم و فارس، و نصر اللّه النبي صلى اللّه عليه و سلم و من معه من المسلّمين على مشركي العرب. و نصر أهل الكتاب على مشركي العجم. ففرح المؤمنون بنصر اللّه تعالى إيّاهم، و نصر أهل الكتاب على العجم.

- قال عطية: و سألت أبا سعيد الخدري عن ذلك فقال :التقينا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و مشركو العرب، و التقت الروم و فارس فنصرنا اللّه تعالى على مشركي العرب، و نصر اللّه تعالى أهل الكتاب على المجوس. ففرحنا بنصر اللّه إيّانا على المشركين، و فرحنا بنصر

ص: 371


1- بالأصل:«عن عبد» و الصواب عن خع، و العبارة:«عن عمه» ساقط من المطبوعة.
2- الأصل و خع، و في المطبوعة: نناحبك.
3- الأصل و خع، و في المطبوعة: نناحبك.
4- عن المطبوعة و بالأصل و خع «منحب».

اللّه أهل الكتاب على المجوس فذلك قوله: وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّٰهِ .

- و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا محمد بن صالح بن هانئ، نا الحسين بن الفضل البجلي، نا معاوية بن عمرو الأزدي، نا أبو إسحاق الفزاري (1)،عن سفيان (2)الثوري، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال :كان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب. و كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان. فذكر ذلك المسلمون لأبي بكر. فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أما إنهم سيظهرون» فذكر أبو بكر لهم ذلك فقالوا: اجعل بيننا و بينكم أجلا، إن ظهروا كان لك كذا و كذا، و إن ظهرنا كان لنا كذا و كذا. فجعل بينهم أجل خمس سنين فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أ لا جعلته - أراه قال: دون العشرة-» [372] قال فظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله: الم. غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ .قال فغلبت الروم ثم غلبت (3)بعد لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّٰهِ .

- قال سفيان :و سمعت أنهم ظهروا يوم بدر.

- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا معاوية بن عمرو، نا إسحاق، عن سفيان، عن حبيب بن أبي حمزة (4)،عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في قوله عز و جل: الم. غُلِبَتِ الرُّومُ قال: غلبت و غلبت قال: كان المشركون يحبون أن يظهر فارس (5) لأنهم أهل أوثان و كان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب، فذكروه لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما إنهم سيظهرون». قال فذكره أبو بكر لهم فقالوا: اجعل بيننا و بينك أجلا، فإن ظهرنا كان لنا

ص: 372


1- بالأصل «الفراوي» و المثبت عن خع.
2- بالأصل «سليمان» و المثبت عن خع.
3- كذا بالأصل و خع و مختصر ابن منظور 140/1 و في المطبوعة: نزلت.
4- في خع:«عمرة» و قد مرّ ذكره في الحديث السابق.
5- عن خع و بالأصل «الروم» خطأ.

كذا و كذا، و إن ظهرتم كان لكم كذا و كذا، فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أ لا جعلتها إلى دون - قال: أراه قال: العشر»[372]. قال:

قال سعيد بن جبير: البضع ما دون العشر، ثم ظهرت الرّوم بعد. قال: فذلك قوله:

الم. غُلِبَتِ الرُّومُ إلى قوله: يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ قال: يفرحون بنصر اللّه.

- أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي و أنا حاضرة، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، نا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، نا المؤمّل، نا إسرائيل، نا أبو إسحاق عن البراء قال: قال :لما نزلت الم. غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ قال: لقي ناس أبا بكر فقالوا: أ لا ترى إلى صاحبك يزعم أن الروم ستغلب فارس؟ قال: صدق. قال: فهل لك أن نبايعك على ذلك؟ قال: نعم. قال أبو بكر: فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما أردت إلى هذه»؟ فقال: يا رسول اللّه ما فعلته إلاّ تصديقا للّه و رسوله قال: فتعرّض لهم، و أعظم لهم الخطر، و اجعله إلى بضع سنين، فإنه لن تمضي السنون حتى يظهر الروم على فارس قال: فمر بهم أبو بكر فقال: هل لكم في العود، فإن العود أحمد قالوا: نعم، فبايعوه و أعظموا الخطر، فلم تمض السنون حتى ظهرت الروم على فارس. فأخذ الخطر و أن فيه النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا التحليب»[373] صوابه التنحيب.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ح، و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه بن الحسن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، قال: فحدثنا أبو اليمان:

أخبرني شعيب ح.

- قال: و نا الحجاج بن أبي منيع، نا جدي، جميعا عن الزّهري: أنا.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المعدّل، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون التاجر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون التاجر، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن، نا محمد بن يحيى الذّهلي، و محمد بن حيّوية

ص: 373

الأسفرايني، قالا: نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزّهري، أخبرني عبيد اللّه (1) بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود: أن عبد اللّه بن عباس (2) أخبره: أنه سمع عمر بن الخطاب يسأل الهرمزان عظيم الأهواز، و كان نزل على حكم عمر فأسلم فعفا عنه. فسأله عمر عن شأن جيوش - و قال يعقوب: عن جيوش - فارس التي بعث كسرى مع شهربراز - قال حجاج: مع شهيار - و عن حديث - و قال يعقوب :حرب - الروم و ما الذي سبب من كشف فارس عنهم. فقال (3) الهرمزان: كان كسرى بعث شهربراز، و بعث معه جنود فارس فملك الشام و مصر و خرب عامة حصون الروم، و طال (4) زمانه بالشام و مصر و تلك الأرض. فطفق كسرى يستبطئه - قال يعقوب: و قال غير الزّهري: كان عامل كسرى إذا انتهى إلى حصن من حصونهم ابتنى حصنا بجنب حصنهم، فنزل هو و جنده ثم حاصرهم بجنده و عسكره و قاتلهم، فكانوا يخلون له الحصن إذا طال (5) حصارهم و انضموا إلى من وراءهم من الحصون - عاد الحديث إلى حديث الزّهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس:

فطفق كسرى يستبطئه و يكتب إليه: إنك لو أردت أن تفتح - و قال يعقوب: بفتح - مدينة الروم افتتحتها - و قال يعقوب: فتحتها - و لكنك رضيت بمكانك فأردت طول السلطان. فأكثر إليه كسرى من الكتب في ذلك، و أكثر شهريزار مراجعته و اعتذارا إليه فلما طال ذلك على كسرى كتب إلى عظيم من عظماء فارس مع شهربراز، يأمره بقتل - و في حديث وجيه. أن يقتل شهربراز و يلي أمر الجنود. فكتب إليه ذلك العظيم يذكر أن شهربراز جاهد ناصح، و أنه هو أنبل - و قال يعقوب: و هو أمثل - الجنود - و قال يعقوب: بالحرب منه. فكتب إليه كسرى يعزم عليه ليقتلنّه (6).فكتب أيضا يراجعه و يقول: إنه ليس لك عبد مثل شهربراز، و إنك لو تعلم ما يوازي من مكايدة - و قال حجاج: مكيدة - الروم عذرته. فكتب إليه كسرى يعزم عليه ليقتلنّه (7) و ليلينّ أمر الجنود

ص: 374


1- بالأصل و خع:«أبي عبيد اللّه»، لفظة «أبي» مقحمة، فحذفناها.
2- بالأصل:«عباس بن عبد اللّه» خطأ.
3- عن خع و بالأصل «فقالوا» خطأ.
4- عن خع و مختصر ابن منظور 141/1 و بالأصل «و كان».
5- عن خع و بالأصل «كان».
6- بالأصل «ليقتله» و المثبت عن خع و مختصر ابن منظور.
7- بالأصل «ليقتله» و المثبت عن خع و مختصر ابن منظور.

-فقال يعقوب: الجيوش - فكتب إليه يراجعه أيضا. فغضب كسرى فكتب إلى شهربراز يعزم عليه لتقتلن ذلك العظيم. فأرسل شهربراز إلى ذلك العظيم من فارس فأقرأه كتاب كسرى فقال له: راجع فيّ، فقال له: قد علمت - و قال يعقوب: فقال لقد علمت - أن كسرى لا يراجع و قد علمت محبتي إيّاك، و لكنه قد جاءني ما لا أستطيع تركه. فقال له ذلك الرجل: أ فلا تدعني أرجع إلى أهلي فآمر فيهم - و قال يعقوب: فآمرهم بأمري - و أعهد إليهم عهدي؟ فقال: بلى، و ذلك الذي أملك لك، فانطلق إلى أهله، فأخذ صحائف كسرى الثلاث التي كتب إليه. فجعلهن في كمه، ثم جاء حتى دخل على شهربراز فدفع (1) إليه الصحيفة [الأولى، فاقترأها شهربراز - زاد وجيه: فقال له شهربراز: أنت خير مني فدفع - و قال يعقوب: ثم دفع إليه الصحيفة] (2) الثانية فاقترأها، فنزل عن مجلسه - و قال يعقوب: سريره - و قال احبس عليه فأبى أن يفعل، و دفع إليه الصحيفة الثالثة - زاد يعقوب فقال: أنت خير مني و قالا:- فاقترأها فلما فرغ منها - و في حديث وجيه فلما فرغ شهربراز من قراءته - قال: أقسم باللّه لأسوأنّ كسرى. فأجمع شهربراز المكر بكسرى، و كاتب هرقل، و ذكر له أن كسرى قد أفسد فارس و جهز بعوثها و ابتليت بملكه و سأله أن يلقاه بمكان [نصف] (3) يحكمان فيه الأمر و يتعاهدان - زاد يعقوب فيه - ثم يكشف عنه شهربراز جنود فارس و يخلي بينه و بين السير إلى كسرى.

فلما جاء كتاب شهربراز دعا رهطا من عظماء الروم فقال لهم حين جلسوا: أنا اليوم أحزم الناس أو أعجز الناس، و قد أتاني [أمر] (4) لا تحسبونه. و سأعرض عليكم، فأشيروا عليّ فيه، ثم قرأ عليهم كتاب شهربراز (5) فاختلفوا عليه في الرأي، فقال بعضهم: هذا مكر من كسرى - و قال حجاج: من قبل كسرى - و قال بعضهم: أراد هذا العبد أن يلقاك خاف كسرى تسميت (6) بك ثم لا يبالي ما لقي. فقال هرقل: إن الرأي

ص: 375


1- عن مختصر ابن منظور و بالأصل و خع رسمت: فرفع.
2- ما بين معكوفتين ساقط من الأصل و استدرك عن خع، و مختصر ابن منظور.
3- زيادة عن مختصر ابن منظور.
4- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور.
5- عن مختصر ابن منظور و بالأصل و خع «شهريار».
6- كذا وردت العبارة في الأصل و خع، لا معنى لها، و هي أوضح: أن يلقاك كسرى فيشمت بك.

ليس حيث ذهبتم إنه مكاتب ما كاتب (1)-و قال يعقوب: ذهبتم إليه - إنه لعمري ما كاتب (2)-نفس كسرى بأن يشتم هذا الشتم الذي أجد في كتاب شهربراز - و قال يعقوب في الكتاب لشهربراز. و ما كان شهربراز ليكتب بهذا الكتاب و هو ظاهر على عامة ملكي إلاّ من أمر - و قال يعقوب لأمر - حدث بينه و بين كسرى و إني و اللّه لألقينّه. فكتب إليه هرقل: إنه قد بلغني كتابك و فهمت ما ذكرت فيه، و إني لاقيك لموعدك (3) مكان - و قال يعقوب: فموعدك - كذا و كذا فاخرج بأربعة آلاف من أصحابك، فإني خارج في مثلهم، فإذا بلغت مكان كذا - زاد يعقوب و كذا - فضع ممن معك خمسمائة، فإني سأضع بمكان كذا - زاد يعقوب و كذا - مثلهم - زاد وجيه: ثم ضع بمكان كذا خمسمائة، فإني سأضع بمكان كذا مثلهم - حتى نلتقي أنا و أنت في خمسمائة. و بعث هرقل الرسل من عنده إلى شهربراز فأمرهم أن يقوموا على ذلك فإن فعل شهربراز لم يرسلوا إليه و إن [أبى] (4) ذلك عجلوا إليه بكتاب فرأى رأيه. ففعل شهربراز و سار هرقل في أربعة آلاف التي خرج بهؤلاء - و قال يعقوب: لم يضع منهم أحدا حتى التقيا للموعد و مع هرقل أربعة آلاف و مع شهربراز خمسمائة. فلما رآهم شهربراز أرسل إلى هرقل: أ غدرت؟ فأرسل إليه هرقل: لم أغدر، و لكن خفت الغدر من قبلك. و أمر هرقل بقبة ديباج فضربت لهما بين الصفين. فنزل هرقل فدخلها (5) و دخل - و قال يعقوب: و أدخل - بترجمانه و أقبل شهربراز حتى دخل عليه فانتحيا و بينهما - و قال يعقوب: و معهما ترجمان - حتى أحكما أمرهما، و استوثق كل واحد منهما بالعهود - و قال يعقوب: بالعهد - و المواثيق حتى إذا فرغا من أمرهما خرج هرقل فأشار إلى شهربراز أن يقتل الترجمان لكي يخفي أمرهما و سرّهما، فقتله شهربراز. ثم انكشف [شهربراز] (6) فجيّش الجنود، و سار جيش هرقل إلى كسرى حتى أغار - و قال وجيه: أغاروا - على كسرى و من بقي معه. فكان ذلك أول هلكة كسرى. و وفا هرقل لشهربراز بما أعطاه من ترك أرض فارس و سبيها. فانكشف

ص: 376


1- كذا بالأصل، و في خع: ذهبتم إنه طابت... ما طابت.
2- كذا بالأصل، و في خع: ذهبتم إنه طابت... ما طابت.
3- في خع:«بموعدك» و في مختصر ابن منظور: فموعدك.
4- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور.
5- بالأصل:«يدخلها» و المثبت عن خع و مختصر ابن منظور.
6- زيادة عن خع.

حين ولّى - و قال حجاج: فسدت (1) فارس، و قال [وجيه:] (2) و انكشف حين (3)فسدت على كسرى، فقتلت فارس كسرى و لحق شهربراز بفارس و الجنود التي معه (4).

و أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ح.

- و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدثني أبو تقيّ هشام بن عبد الملك بن عمران اليحصبي اليزني، نا الوليد بن مسلم، حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري - و ذكر له مسير هرقل إلى بيت المقدس - فقال :إن كسرى و فارس ظهرت على الروم بالشام و ما دون خليج القسطنطينية (5) و سار بجنوده حتى نزل بخليجها، و أخذ في كبسه (6) بالحجارة و الكليس (7) ليتخذوا طريقا يبسا.

فبينا هو على ذلك إذ بلغه أن ملك الهند و ملك الخزر قد خلفاه في بلاده من العراق، فانصرف عن القسطنطينية و خلف على ما ظهر عليه من مدائن الشام عاملا (8)في جماعة من أساورته و خيولهم، فنزل ذلك العامل حمص و ضبط له ما خلفه عليه.

و مضى كسرى إلى عراقه. فإذا الحرب قد نشبت بين ملك الهند و ملك خزر، فكتبا إليه كلاهما يسألانه النصرة على كل واحد منهما على أن يردّ من والاه على صاحبه جميع ما استباح و شيئا من بلاده و يزيده كذا و كذا. فرأى كسرى و أساورته أن يظاهر ملك خزر على ملك الهند لجواره ملك خزر و مقارعته إياه في كل يوم، و لخرة (9) ملك الهند عليه و تناوله الفرصة منه إذا أمكنته من بعد. فوالى كسرى ملك خزر على ملك

ص: 377


1- عن خع و بالأصل: فصدر.
2- زيادة عن خع.
3- عن خع و بالأصل «جيش».
4- راجع الحديث بتمامه في المعرفة و التاريخ 301/3-304 ببعض اختلاف.
5- بالأصل:«القسطنطينة» و قد صححت في كل الخبر.
6- كبسه: يقال كبست النهر و البئر كبسا طممتها بالتراب (اللسان - كبس).
7- عن مختصر ابن منظور و بالأصل و خع «و الكليس».
8- بالأصل و خع:«عاملان» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و العبارة التالية تثبت صحة ما قررناه.
9- في المطبوعة «لحزة» و في مختصر ابن منظور:«لجرأة».

الهند فقهراه و استنقذا ما كان أصاب من بلاده و استباحا عسكره، فخرج مغلوبا مدحورا. و ردّ ملك خزر إلى كسرى ما كان أصاب من بلاده من سبي أو غير ذلك، و زاده هدية ثلاثين ألف مملوك. و انصرف عنه جنوده. فملّك كسرى على الثلاثين ألف مملوك الذين خلفهم ملك خزر عنده، رجلا و سيّرهم إلى ما خلف القسطنطينية و أسكنهم تلك البلاد، و هي يومئذ خراب (1).

قال أبو تقي: فحدثنا الوليد قال: قال محمد بن مهاجر الأنصاري: فهم اليوم برجّان (2).

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى الغساني القاضي، و أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب بن أبي العقب، قالا:

أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب قال: قرئ على أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي، نا أبو عبد اللّه محمد بن عائذ القرشي قال: قال الوليد: فأخبرني أبو بشر الوليد بن محمد، عن ابن شهاب الزّهري :أن المشركين جادلوا المسلمين بمكة قبل أن يخرجوا منها إلى المدينة، و قالوا لهم:

تقولون إنكم ستغلبونا بالكتاب الذي أنزل على نبيكم، فكيف و قد غلبت فارس المجوس الروم أهل الكتاب، فسنغلبهم نحن كم غلبت فارس الروم. فأنزل اللّه عز و جل: الم. غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ، وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ الآية.

- قال الزّهري: فأخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أن أبا بكر حين أنزل اللّه عز و جل الكتاب لقي رجلا من المشركين فقال: إن أهل الكتاب سيغلبون فارس. قالوا: في كم؟ قال: في بضع سنين. قالوا: فنحن نناجيك (3) على ذلك، فناحب (4) فسمى أبو بكر سبع سنين، و عقد النجاية (5) و ذلك قبل تحريم القمار، فلما

ص: 378


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 304/3-305 باختلاف بعض الألفاظ، و مختصر ابن منظور 142/1-143.
2- كذا، انظر أرجان و رخان في معجم البلدان، و ما أورده فيهما و عنهما بعيد، و كتب محقق مختصر ابن منظور: البرجال من ولد يونان من يافث و هي مملكة واسعة.
3- في المطبوعة؛ نناحبك.
4- عن المطبوعة، و رسمها بالأصل و خع:«نجابا».
5- كذا بالأصل، و في المطبوعة:«النحابة».

رجع أبو بكر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره الخبر. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لم فعلت؟ فكل ما دون العشرة (1) فهو من البضع»[374].

قال مجاهد: قد مضت غلبة الروم فارس كما قال في بضع سنين، و ظهرت عليها على رأس تسع سنين.

قال عطاء الخراساني، عن عكرمة: في بضع سنين، و البضع ما بين ثلاث إلى العشر في العدد. ففرح المؤمنون بظهور الروم و تصديق القرآن.

- قال الزّهري: أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة أن الروم ظهرت على فارس على رأس تسع سنين. و ذلك في زمن الحديبية فنحب أبو بكر، و فرح بذلك المؤمنون.

قال مجاهد قوله: يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّٰهِ و رسوله صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه.

- أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن البغدادي الحافظ، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه القاضي، و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السّمسار، قالوا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله: نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني محمد بن خالد بن عثمة (2)،نا عبد اللّه بن عبد الرحمن الجمحي، عن الزّهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي بكر في مناحبة قريش:

«أ لا احتطت؟ فإن البضع ما بين الثلاث إلى التسع»[375].

- قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين، قالا: أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، قال الوليد: فأخبرني أسيد الكلابي عن العلاء بن الزبير الكلابي، عن أبيه قال :رأيت غلبة فارس الروم، ثم رأيت غلبة الروم فارس، ثم رأيت غلبة المسلمين فارس و الروم و ظهورهم بالشام و العراق، و كل ذلك في خمس عشرة سنة.

ص: 379


1- عن خع و بالأصل «العشر».
2- ضبطت عن تقريب التهذيب و فيه: بمثلثة ساكنة قبلها فتحة، و يقال إنها أمه.

باب تبشير المصطفى عليه الصّلاة و السّلام أمته المنصورة بافتتاح الشام

- أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن عمر بن سهل الفقيه، و أبو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ أبي القاسم القشيري، قالا: أنا أو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، أنا زاهر بن أحمد السّرخسي، أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، نا أبو مصعب، نا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«يفتح اليمن فيأتي قوم يبسّون (1) فيتحملون بأهاليهم و من أطاعهم، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، و يفتح العراق فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهاليهم و من أطاعهم و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»[376] و سقط من كتاب القشيري ذكر الشام.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا المفضل بن محمد بن إبراهيم، أنا أبو مصعب، نا مالك، عن هشام، عن أبيه، عن ابن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بمثل معناه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين و أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا محمد بن زنبور أبو صالح المكي، حدّثني (2) ابن أبي حازم.

قال: و نا أبو موسى الفروي، نا أبو ضمرة ح.

ص: 380


1- بسست الدابة و أبسستها إذا سقتها و زجرتها، و هو من كلام أهل اليمن (اللسان - النهاية).
2- في المطبوعة:«حدثني أبو حازم» و في خع: كالأصل.

- قال: و قرأ على سويد بن سعيد مالك بن أنس كلّهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«يفتح اليمن، فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهاليهم و من أطاعهم، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. و يفتح الشام فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهاليهم و من أطاعهم و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» و لم يذكر عيسى العراق. و زاد محمد بن عبد اللّه بن أخي ميمي: و يفتح العراق فيأتي قوم يبسّون فيتحمّلون بأهليهم، و من أطاعهم و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون[377].

و في حديث ابن أخي ميمي: بأهليهم في المواضع كلها.

رواه عن هشام بن عروة سفيان بن عيينة، و عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، و أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، و مالك بن سعير (1) بن الخمس، و أبو ضمرة أنس بن عياض، و عبد العزيز بن أبي حازم [و] (2) سلمة بن دينار، و جرير بن عبد الحميد، و حمّاد بن زيد .

- فأما حديث سفيان:

فأخبرناه أبو الفتح نصر اللّه بن محمد بن عبد القوي الفقيه، و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس المقرئ، قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة السّتيتي (3)،أنا خيثمة بن سليمان، أنا عبد اللّه بن أحمد بن أبي ميسرة (4)،نا الحميدي، نا سفيان، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«يفتح الشام فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهاليهم و من أطاعهم، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهاليهم

ص: 381


1- ضبط الاسم سعير بالتصغير و آخره راء، و ابن الخمس بكسر المعجمة و سكون الميم بعدها مهملة عن تقريب التهذيب.
2- زيادة اقتضاها السياق.
3- بالأصل و خع «السنتني» خطأ و المثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى ستيت مولاة يزيد بن معاوية، و ذكره فيمن نسب إليها و قال: من أهل دمشق يروي عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و مات سنة 417 في صفر (الأنساب).
4- عن تذكرة الحافظ 635/2 و بالأصل «مشرة» و في خع «مسرة» و في المطبوعة:«بن ميسرة».

و من أطاعهم، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»[378].

- أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك الأديب، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي، نا محمد بن يحيى و سعيد بن عبد الرحمن، قالا: أنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير النهري (1)،أنه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«يفتح اليمن فيأتي قوم فيبسّون فيتحمّلون بأهليهم و من أطاعهم، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»[379].

و قال في الشام و في العراق مثل ذلك».

- و أمّا حديث ابن جريج: فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، نا عبد الرّزّاق، أنا ابن جريج، أخبرني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير النهري (2)،قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«يفتح اليمن فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهاليهم و من أطاعهم، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون (3)»[380].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضل بن محمد، نا أبو حمة، نا أبو قرّة، قال: ذكر ابن جريج، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بمثله.

- و أمّا حديث أبي معاوية: فأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر بن أحمد السراج، قالا: أنا عبد الدائم [بن الحسن بن عبيد اللّه، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو العباس عبد اللّه بن عتّاب بن الزّفتي، نا أحمد بن أبي

ص: 382


1- كذا بالأصل و خع، و في تقريب التهذيب: الأزدي، من أزد شنوءة، صحابي يعد في أهل المدينة. و في أسد الغابة: و قيل إنه نميري، و قيل نمري، و الأول أكثر، و لا يختلفون أنه من أزد شنوءة.
2- كذا بالأصل و خع، و في تقريب التهذيب: الأزدي، من أزد شنوءة، صحابي يعد في أهل المدينة. و في أسد الغابة: و قيل إنه نميري، و قيل نمري، و الأول أكثر، و لا يختلفون أنه من أزد شنوءة.
3- زيد في خع: ثم يفتخ الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهاليهم و من أطاعهم، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون.

الحواري، نا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن ابن الزبير عن سفيان بن عبد اللّه الثقفي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«يفتح الشام فيخرج ناس من أهل المدينة إليها يبسّون، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون] (1) و يفتح العراق فيخرج ناس من المدينة إليها يبسّون و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، و يفتح اليمن فيخرج إليها ناس من المدينة إليها يبسّون و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»[381].

- و أمّا حديث مالك بن سعير: فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور المغربي، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد الجوزفي (2)،أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا أبو علي سختويه بن مازيار مولى بني هاشم، نا مالك بن سعير، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«يفتح اليمن، فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهليهم و من أطاعهم و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح العراق فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهاليهم و من أطاعهم و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهاليهم و من أطاعهم و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»[382].

و أمّا حديث أبي ضمرة: فأخبرناه أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين بن علي الشيروي في كتابه، و أخبرنا عنه أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب العامري و أبو منصور برغش (3) بن عبد اللّه عتيق محمد بن نصر القاضي،[أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصّيرفي ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي،] (4) أنا أبو طاهر الفقيه، و أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو زكريا بن أبي إسحاق و أبو سعيد بن أبي عمرو.

و أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن أبي القاسم بن أبي سعيد الحصيري الفقيه الشافعي بالريّ، أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي - بأصبهان - أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ح.

ص: 383


1- ما بين معكوفتين سقط من خع. و في المطبوعة سقطت العبارة المتعلقة بفتح العراق.
2- بفتح الجيم و سكون الواو و فتح الزاي، هذه النسبة إلى جوزق من نواحي نيسابور (الأنساب - ياقوت).
3- في المطبوعة: بزغش.
4- ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة 367/1 و في خع كالأصل.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور المغربي، أنا أبو بكر الجوزمي قالوا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا أبو ضمرة أنس بن عياض، عن هشام بن عروة.

قال الجوزقي: و أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن إبراهيم بن بالوية، نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهّاب بن حبيب بن مهران الفراء العبدي، أخبرني أبي، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير، قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول بهذا نحوه.

- و أمّا حديث ابن أبي حازم: فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن الجرّاح بن الجندي، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا محمد - يعني - ابن زنبور، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير المزني (1) أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول :«يفتح اليمن، فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهليهم من أطاعهم و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»[383] لم يزد.

- و أمّا حديث جرير بن عبد الحميد: فأخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن (2) العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي و أنا حاضرة، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا جرير بن عبد الحميد، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، حدثني سفيان بن أبي فلان، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«يفتح اليمن، فيأتي قوم يبسّون فيتحملون بأهليهم و من أطاعهم، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»[384].

- و أمّا حديث حمّاد بن زيد: فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا يونس، نا حمّاد - يعني - ابن زيد عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير، قال ابن الزبير: أخبرت أنه بالموسم فأتيته فسألته فأخبرني فقال:

ص: 384


1- كذا ورد هنا بالأصلين، و تقدم فيه «الأزدي» تقريب التهذيب.
2- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: الحسين.

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«يفتحون الشام، فيجيء أقوام يبسّون»[385].

قالها كلها فيجيئوا، و قال: يبسّون.

- أخبرنا [أبو القاسم] (1) بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه الطبري، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السّماك، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني [في حديث] (2) سفيان بن أبي زهير، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم :«يفتح الشام فيأتي قوم يبسّون»[386].

رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير النمري (3) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم .

و رواه ابن عينية فلم يقم إسناده قال عن أبي زهير .

و رواه جرير أيضا عنه فلم يقمه قال: عن سفيان بن أبي العوجاء .

و رواه أبو معاوية، عن هشام بن عروة فقال: عن سفيان بن عبد اللّه الثقفي.

و رواه وهيب فجوّده فقال عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير النمري، و هو الصواب.

و رواه مالك و أقام إسناده كما رواه وهيب عن هشام بن عروة و اسم أبي زهير العرر (4) كذا قال، و إنما هو القرد.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن علي بن محمد بن البقال المقرئ، أنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن إبراهيم، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق القاضي الأنصاري، أنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد قال:

ص: 385


1- الزيادة عن خع.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و خع و استدرك عن المطبوعة.
3- كذا، انظر ما تقدم فيه، و ربما كان في أجداده من اسمه نمر أو نمير فنسب إليه، و لا خلاف بينهم أنه من أزد شنوءة.
4- كذا رسمها بالأصل، و في خع:«الغور».

سمعت علي بن المديني - في حديث بن أبي زهير يفتح اليمن - قال: اسم أبي زهير هذا القرد من أزد شنوءة.

- أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر اللفتواني، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الأصبهاني، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر محمد بن زنجويه العدل، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، قال :و مما يشكل قوله صلى اللّه عليه و سلم في ذكر أهل المدينة: ثم يجيء قوم يبسّون (1) بأهل المدينة ليذهبوا معهم، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. و قد خلطوا فيه. و رواه ينشئون ذهبوا إلى النشىء، و الصواب يبسّون بالضم أو يبسّون بفتح الياء و السين غير معجمة. يقال:

أبسست بالرجل إذا دعوته إلى طعام أو غيره. و أصله من أبسست بالناقة إذا دعوتها للحلب، و يقال بسست و أبسست لغتان و أنشدنا نفطويه:

و لم يك فيها للمبسّين محلب

و هو من أبس، و في مثل للعرب: لا أفعل ذلك ما أبسّ عبد بناقة (2).و في مثل آخر: الإيناس قبل الإبساس.

و قال أبو سعيد المكفوف: إنما هو يبسون أو يبسّون يعني (3) يسيحون في الأرض و أنشد:

و انبسّ حيّات الكثيب الأهيل (4)

و قد جاء حديث سفيان بن أبي زهير من وجه آخر بلفظ أخر.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي الوزير، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا عبد اللّه بن مطيع، نا إسماعيل بن جعفر، عن يزيد بن خصيفة، أن بسر (5) بن سعيد أخبرهم أنه سمع في مجلس

ص: 386


1- في خع: فيبسّون.
2- هو من طوافه حولها ليحلبها (اللسان: بسس).
3- اللسان: أبو سعيد: يبسون أي يسيحون في الأرض، و لم يذكر الشعر.
4- اللسان (بسس): ذكره شاهدا على قوله: و انبسّت الحية: انسابت على وجه الأرض. انظر الحاشية السابقة.
5- بالأصل و خع «بشر» و الصواب:«بسر» عن مختصر ابن منظور 144/1 و هو بسر بن سعيد المدني العابد، مولى ابن الحضرمي، ثقة (تقريب التهذيب) و سيرد صوابا في الحديث التالي.

الشنئيين (1) يذكرون أن سفيان بن أبي زهير أخبرهم أن فرسه أعيت عليه بالعقيق، و هم في بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرجع إليه يستحمله. فزعم سفيان كما ذكروا [أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (2) خرج يبتغي له بعيرا فلم يجده إلاّ عند أبي جهم بن حذيفة العدوي فسامه فقال أبو جهم لا أبيعكه يا رسول اللّه، و لكن خذه فاحمل عليه من شئت. فزعم أنه أخذه منه. ثم خرج حتى إذا بلغ بئر الإهاب (3) زعم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يوشك البنيان أن يبلغ هذا المكان، و يوشك الشام أن يفتح، فيأتيه رجال من أهل هذا البلد، و يعجبهم ريفه و رخاؤه فيسيرون، و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. إن إبراهيم عليه السلام دعا لأهل مكة، و إني أسأل اللّه أن يبارك لنا في صاعنا و مدّنا و أن يبارك لنا في مدينتنا بما بارك لأهل مكة»[387].

- أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي، أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن خزيمة، أنا جدي، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، نا يزيد بن خصيفة أن (4) بسر بن سعيد أخبره أنه سمع في مجلس الشنائيين (5) يذكرون أن سفيان - قال إسماعيل: أراه ابن أبي القرد - أخبره أن فرسه أعيت عليه و هو بالعقيق، و هو في بعث بعثهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرجع إليه يستحمله فزعم سفيان كما ذكروا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج معه يبتغي له بعيرا فلم يجده إلاّ عند أبي جهم بن حذيفة العدوي فسامه به، فقال له أبو جهم: لا أبيعك يا رسول اللّه، و لكن خذه فاحمل عليه من شئت فزعم أنه أخذه منه ثم خرج معه حتى إذا بلغ بئر الإهاب زعم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يوشك البنيان أن يبلغ هذا المكان، و يوشك الشام أن يفتتح، فيأتيه رجال من أهل هذا البلد فيعجبهم ريفه و رخاؤه فيسيرون حواميهم و المدينة خير لو كانوا يعلمون. إن إبراهيم دعا لأهل مكة. و إني أسأل اللّه أن يبارك لنا في صاعنا. و أن يبارك لنا في مدّنا كما بارك لأهل مكة»[388].

ص: 387


1- بالأصل: السنيين، نسبة إلى شنوءة: شنئي، انظر اللسان و القاموس (شنأ).
2- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور.
3- موضع قرب المدينة (ياقوت).
4- عن خع و بالأصل «بن» تحريف. و في خع:«بشر» بدل «بسر». تحريف.
5- بالأصل «الشتاينين» و الصواب ما أثبت، جمع شنائي نسبة إلى شنوءة (انظر اللسان و القاموس: شنأ) و قد تقدم: شنئي نسبة إلى شنوءة على القياس. و النسبتان صحيحتان.

رواه أحمد بن حنبل، عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إسماعيل بن جعفر (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصّاري.

- و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن القصّاري (2)،أنا أبي أبو طاهر قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه بن الهيثم بن هشام الصرصري، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي،- إملاء - نا فضل الأعرج، نا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه، عن صالح قال: قال سعيد بن أبي هلال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي الرياب أن أبا ذر قال :استعيذوا باللّه من زمن التباغي و زمن التلاعن. قالوا:

و ما ذاك؟ قال: لا تقوم السّاعة حتى يكون قتال [قوم] (3) دعوتهم دعوة جاهلية، فيقتل بعضهم بعضا، و لا تقوم السّاعة حتى توقف العربية التي تنتسب إلى سبعة آباء، بالأسواق، لا يمنع الرجل أن يبتاعها إلاّ حموشة (4) ساقيها. و كان يقال المحروم من حرم غنيمة كلب.

قال: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أول الناس هلاكا قريش و أول قريش هلاكا أهل بيتي»[389].

- قال و يقال :اشتكي إليه و باء المدينة فقال: اللّهم انقل و باءها إلى مهيعة (5) اللّهم حببها إلينا ضعف ما حبّبت إلينا مكة.

- قال: و يقال: استقبل الشام فقال:[يفتح] (6) ما هاهنا فيبسّ الناس إليه بسّا، و يفتح المشرق فيبسّ الناس إليه بسّا و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. و بورك لهم في صاعهم و مدهم»[390].

ص: 388


1- انظر مسند أحمد 219/5-220.
2- بفتح القاف و الصاد المهملة، هذه النسبة إلى القصّار، و هو الذي يقصر الثياب، و هو اسم جد، كان يستعمل هذا الشغل (الأنساب).
3- عن المطبوعة.
4- الحموشة: الدقة.
5- مهيعة: الحجفة أو قريب منها، تقع على طريق المدينة من مكة و هي ميقات أهل مصر و الشام.
6- زيادة عن خع.

- و قال :«من صبر على لأوائها و شدتها كنت له شهيدا يوم القيامة (1)»[391].

- أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد الصريفيني، أنا محمد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن صالح، نا أسد بن موسى، نا معاوية، حدثني ضمرة أن ابن زغب الإيادي حدثه قال :نزل عليّ عبد اللّه بن حوالة الأزدي فقال: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لنغنم على أقدامنا. فرجعنا فلم نغنم شيئا. و عرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال:» اللّهم لا تكلهم إليّ فأضعف عنهم، و لا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا (2)عنها. و لا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم ثم قال: لتفتحن الشام و الروم و فارس - أو الروم و فارس - حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا و كذا، و من البقر كذا و كذا و حتى يعطى أحدكم مائة دينار فيسخطها. ثم وضع يده على رأسي و على هامتي ثم قال: يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل و البلاء و الأمور العظام، و الساعة يومئذ أقرب إلى الناس من هذه من رأسك»[392].

- أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد الأصبهاني، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن العلوية، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا ابن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، حدثني معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن ابن زغب الإيادي، قال ابن حوالة الأزدي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعني عليّ قال :بعثنا حول المدينة لنغنم، فقدمنا و لم نغنم شيئا. فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي بنا من الجهد قال:«اللّهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم، و لم تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم، و لا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، و لكن توحّد بأرزاقهم» ثم قال:«لتفتحنّ عليكم الشام و لتقتسمنّ كنوز فارس و الروم، و ليكوننّ لأحدكم من المال كذا و كذا، و حتى أن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها» قال ثم وضع يده على رأسي فقال:«يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل و الفتن و السّاعة أقرب من يدي هذه من رأسك»[393].

ص: 389


1- بعده في المطبوعة: آخر الجزء السادس.
2- عن خع و مختصر ابن منظور 145/1 و بالأصل: فيعجز.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو القاسم الشحّامي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي ح.

- و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الإيادي قال :

[نزل] (1) بي عبد اللّه بن حوالة صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد بلغنا أنه فرض له في المائتين فأبى إلاّ مائة قال: قلت: أحقّ ما بلغنا أنه فرض لك في مائتين فأبيت إلاّ مائة؟ فو اللّه ما منعه و هو نازل عليّ أن يقول: لا أمّ لك، أو لا يكفي ابن حوالة مائة في كل عام؟ ثم أنشأ يحدثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثنا على أقدامنا حول المدينة لنغنم، فقدمنا و لم نغنم شيئا. فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي بنا من الجهد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم لا تكلهم إليّ فأضعف عنهم، و لا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم و يستأثروا عليهم، و لا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، و لكن توحّد بأرزاقهم» ثم قال:«لتفتحنّ لكم الشام، ثم لتقتسمنّ لكم كنوز فارس و الروم، و ليكوننّ لأحدكم من المال كذا و كذا، و حتى إن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها» ثم وضع يده علي فقال:«يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل و البلابل و الأمور العظام و السّاعة أقرب إلى الناس من يدي هذه إلى رأسك»[394].

- أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، و حدثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى ح.

قال: و نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، قالا: نا معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الإيادي قال: نزل بي عبد اللّه بن حوالة الأزدي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأنشأ يحدثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بعثنا على أقدامنا حول المدينة لنغنم، فقدمنا و لم نغنم شيئا. فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي بنا من الجهد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم لا تكلهم إليّ فأضعف عنهم، و لا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم، و لا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها و لكن توحّد بأرزاقهم» ثم

ص: 390


1- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور 145/1.

قال:«ليفتحنّ لكم الشام ثم لتقتسمنّ كنوز فارس و الروم، و ليكوننّ لأحدكم من المال كذا و كذا حتى إن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها» ثم وضع يده على رأسي فقال:«يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت بالأرض المقدسة فقد أتت الزلازل و البلايا و الأمور العظام و السّاعة أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك»[395].

- أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط و أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا، قالوا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك القطيعي، نا بشر بن موسى الأسدي، نا هوذة (1) بن خليفة، نا عوف، عن ميمون يعني ابن أستاذ (2)،حدثني البراء بن عازب قال :لما كان حيث أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ فيها المعاول فاشتكينا ذلك إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما رآها ألقى ثوبه و أخذ المعول فقال:«بسم اللّه» ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها، و قال:«اللّه أكبر أعطيت مفاتيح الشام، و اللّه إني لأبصر قصورها الحمر السّاعة» ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال:«اللّه أكبر أعطيت [مفاتيح] (3) فارس، و اللّه إني لأبصر قصر المدائن الأبيض» ثم ضرب الثالثة و قال:«بسم اللّه» فقطع بقية الحجر، و قال:«اللّه أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، و اللّه إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذه السّاعة»[396].

رواه أحمد بن حنبل، عن غندر، عن عوف.

و رواه أبو زرعة الدمشقي عن هوذة .

- أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي قاضي دمشق، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي (4)-بمصر - أنا أبو العبّاس الإشبيلي

ص: 391


1- ضبطت عن تقريب التهذيب. ترجمته.
2- تقريب التهذيب في ترجمة: قيل هو ميمون أبو عبد اللّه. و في ترجمة: ميمون أبو عبد اللّه البصري، مولى ابن سمرة، و قيل اسم أبيه أستاذ.. من الرابعة. و لم يجده محقق المطبوعة و جاء في حاشيته: لم أجد ميمون بن أستاذ، و لعله ابن سياه.(كذا قال).
3- عن هامش الأصل.
4- ضبطت عن التبصير.

و هو أحمد بن محمد بن الحاج، نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عثمان الإمام، - إملاء - نا أبو عبد اللّه عبد الكريم بن إبراهيم بن حيّان (1)،نا الحسين بن الفضل بن أبي حديدة، قال: سمعت ضمرة بن ربيعة القرشي الرّملي يقول: سمعت يحيى بن أبي عمرو الشيباني يقول: سمعت عمرو بن عبد اللّه الحضرمي يقول: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«إن اللّه استقبل بي الشام، و ولّى ظهري اليمن، فقال لي: يا محمد إني جعلت ما وراءك مددا [لك] (2) و جعلت ما تجاهك عصمة لك و رزقا» ثم قال:«و الذي نفسي بيده لا يزال اللّه يزيد الإسلام، و أهله و ينقص الشرك و أهله حتى يسير الراكب بين النّطفتين لا يخشى إلاّ جورا يعني جور السلطان» قيل: يا رسول اللّه و ما النّطفتان؟ فقال:«بحر المشرق و المغرب» قال: و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي نفسي بيده، و الذي نفسي بيده، ليبلغنّ هذا الدّين ما بلغ الليل»[397].

- أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه، ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد المعدّل عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني، نا سلامة بن ناهض المقدسي، نا عبد اللّه بن هانئ (3)،عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«إنّ اللّه استقبل بي الشام، و ولّى ظهري اليمن، و قال لي يا محمد: جعلت ما تجاهك غنيمة و رزقا، و ما خلف ظهرك مددا. و لا يزال الإسلام يزيد، و ينقص الشرك و أهله حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلاّ جورا» ثم قال:«و الذي نفسي بيده لا تذهب الأيام و الليالي حتى يبلغ هذا الدّين مبلغ هذا النجم»[398].

- أخبرناه عاليا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي، أن الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أنا محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل الديبلي، نا أبو عمير، نا ضمرة، عن السيباني، عن عمرو بن

ص: 392


1- عن خع و بالأصل «حبان».
2- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور 146/1.
3- بعده في خع: بن عبد الرحمن بن أبي عباة نا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبد اللّه الحضرمي عن أبي أمامة الباهلي.

عبد اللّه الحضرمي، عن أبي أمامة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم :«إن اللّه استقبل بي الشام و استدبر بي اليمن، فقال لي: يا محمد، إن جعلت لك ما تجاهك غنيمة و رزقا، و ما خلف ظهرك مددا. و لا يزال اللّه يزيد الإسلام و أهله، و ينقص الشرك و أهله حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى إلاّ جورا و ليبلغنّ هذا الدين ما بلغ الليل»[399].

و في الحاشية يعني به القبلتين و هذا وهم، إنما يريد به ما بين البحر و الفرات.

كذا قال لنا أبو جعفر، و إنما يرويه ابن فراس عن عباس بن محمد العسقلاني، عن أبي عمير.

و روي هذا الحديث من وجه آخر عن عمرو بن عبد اللّه، عن جبير بن نفير، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسلا.

- أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه، أنا عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، نا أبو بكر محمد بن خريم، نا هشام، نا إسماعيل بن عيّاش، حدثني يحيى بن أبي عمرو السيباني (1)،عن عمرو (2) بن عبد اللّه السّيباني، عن جبير بن نفير الحضرمي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«إن اللّه تعالى استقبل بي الشام و ولّى ظهري اليمن، و قال لي: يا محمد إني جعلت ما تجاهك غنيمة و رزقا، و جعلت لك ما وراءك مددا، و الذي نفسي بيده لا يزال اللّه يزيد الإسلام و أهله، و ينقص الكفر و أهله، حتى يسير الراكب ما بين النطفتين لا يخشى إلاّ جورا و الذي نفسي بيده ليبلغنّ هذا الدّين ما بلغ الليل»[400].

- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الشافعي، نا محمد بن عبد اللّه الأسدي، نا عمرو بن عثمان، نا أبي، نا محمد بن عبد الرّحمن بن عرق، نا عبد اللّه بن بسر قال :

ص: 393


1- هذه النسبة - بفتح السين المهملة و سكون الياء - إلى سيبان بطن من حمير. قال محمد بن حبيب: كل شيء في العرب شيبان إلاّ في حمير فإن فيها سيبان (الأنساب). و في المطبوعة الشيباني.
2- كذا بالأصل و خع، و في الأنساب (السيباني في ترجمة الذي قبله) يروى عن عمر بن عبد اللّه الحضرمي. و في المطبوعة: عمرو بن عبد اللّه الشيباني.

أهديت للنبي صلى اللّه عليه و سلم شاة و الطعام يومئذ قليل، فقال لأهله:«اطبخوا هذه الشاة و انظروا إلى هذا الدقيق فاخبزوه و اطبخوا و أثردوا (1) عليه» قال: و كانت للنبي صلى اللّه عليه و سلم قصعة يقال لها:

الغرّاء يحملها أربعة رجال، فلما أصبح و سبّح الضحى أتى بتلك القصعة و التقوا عليها فإذا كثر الناس جثا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال الأعرابي: ما هذه الجلسة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه جعلني عبدا كريما لم يجعلني جبارا عنيدا» ثم قال:«كلوا من جوانبها و دعوا ذروتها يبارك اللّه فيها» ثم قال:«خذوا فكلوا فو الذي نفس محمد بيده لتفتحنّ عليكم أرض فارس و الروم حتى يكثر [الطعام] (2) و لا يذكر اسم اللّه عليه»[401].

- أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا منصور بن أبي مزاحم، نا يحيى بن حمرة، عن عروة بن رويم، حدثني شيخ من جرش (3)،حدثني سليمان قال :كنت جالسا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في عصابة من أصحابه فجاءت عصابة فقالوا: يا رسول اللّه إنّا كنا قريب عهد بالجاهلية، كنا نصيب من الزنا فائذن لنا في الخصاء، فكره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسألتهم حتى عرف ذلك في وجهه، ثم جاءت عصابة أخرى فقالوا: يا رسول اللّه إنّا كنا قريب عهد بالجاهلية كنا نصيب من الآثام، فائذن لنا في الجلوس نصوم و نقوم حتى يدركنا الموت، فسرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمسألتهم حتى عرف البشر في وجهه و قال:«إنكم ستجندون أجنادا و ستكون لكم ذمة و خراج و أرض يفتحها اللّه لكم، منها ما يكون على شفير البحر، مدائن و قصور. فمن أدرك ذلك منكم، فاستطاع منكم أن يحبس نفسه في مدينة من تلك المدائن أو قصر من تلك القصور حتى يدركه الموت فليفعل»[402].

- أخبرنا أبو علي الحداد إجازة، و حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا عمرو بن إسحاق بن العلاء بن زبريق (4)الحمصي، نا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة، أن أباه حدّثه، عن نصر بن علقمة،

ص: 394


1- عن خع و مختصر ابن منظور 146/1 و بالأصل: و أبردوا.
2- زيادة عن خع و مختصر ابن منظور.
3- من مخاليف اليمن من جهة مكة، و جرش بالتحريك اسم مدينة عظيمة كانت و هي الآن خراب، و هي في شرقي جبل السواد من أرض البلقاء و حوران من عمل دمشق (معجم البلدان).
4- ضبطت عن تقريب التهذيب بكسر الزاي و سكون الموحدة.

عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ قال: قال جبير بن نفير، عن عوف بن مالك: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لأصحابه :«الفقر تخافون أو العوز أو تهمكم الدّنيا؟ إن اللّه عز و جل فاتح (1) لكم أرض فارس و الروم، و يصب عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغكم إلاّ هي»[403].

أنبأنا أبو علي و حدثني عنه أبو مسعود، أنا أبو نعيم، نا سليمان الطبراني، نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، نا أبي ح.

- قال: و نا الطبراني، نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، نا حيوة بن شريح، قالا: نا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عوف بن مالك: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قام في أصحابه فقال :«الفقر تخافون أم العوز أم تهمكم الدنيا فإن اللّه فاتح لكم أرض فارس و الروم و يصب عليكم الدنيا صبا»[404].

- أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الطّفّال، أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، نا محمد بن عبدوس، نا أبو همّام السّكوني، حدثني سعيد بن أبي سعيد الزبيدي، حمصي، حدثني أيوب بن سليمان بن أيوب السّكوني، نا عمرو بن قيس بن ثور السّكوني، قال: سمعت المشهل (2) بن عبد اللّه السكوني يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :«إنها ستفتح عليكم الشام (3) و تجدون فيها بيوتا يقال لها الحمّامات هي حرام على رجال أمتي إلاّ بأزر و على نساء أمتي إلاّ نفساء أو سقيمة»[405].

- أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا أبو أحمد الزبيري، نا مسرّة (4) بن معبد، عن إسماعيل بن عبيد اللّه قال: قال معاذ بن جبل: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول :

ص: 395


1- في المطبوعة:«فاء لكم».
2- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة: المشمعل.
3- الأصل مطموش، و ما أثبت عن خع.
4- ضبطت نصا في تقريب التهذيب بفتح أوله و ثانيه و تشديد الراء.

«ستهاجرون إلى الشام فتفتح لكم و يكون فيكم داء كالدّمّل أو كالحرّة يأخذ بمراق (1)الرجل يستشهد اللّه به أنفسهم، و يزكي به أعمالهم»[406].

هذا منقطع بين إسماعيل و معاذ.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا محمد (2) بن النّضر الأزدي، نا علي بن حرب بن برّي ح.

قال: و نا سليمان، نا موسى بن هارون، نا سليمان بن راهوية.

قال سليمان: و حدثنا أحمد بن حمّاد بن زغبة، نا موسى بن هارون ح.

- و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (3)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، نا أحمد بن حمّاد بن زغبة، نا موسى بن هارون البردي (4)،قالوا: أنا محمد بن حرب، نا أبو سلمة سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، حدثني ابن أخي أبي أيوب أن أبا أيوب كتب إليه يخبره أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال :«ستفتح عليكم الشام و سيضرب عليكم بعوث يكره الرجل فيها البعث، ثم يتخلف عن قومه، ثم يتبع القبائل فيقول من أكفيه من أكفيه (5)،ألا و ذاك الأجير إلى آخر قطرة من دمه»[407].

- أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد، نا أبو القاسم تمام بن محمد، أنا أبو زرعة و أبو بكر محمد و أحمد ابنا عبد اللّه، قالا: نا أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي، نا هشام بن خالد، نا الحسن بن يحيى الخشني (6)،نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرّة، عن معاذ بن

ص: 396


1- المراق: ما رقّ من أسفل البطن (اللسان و النهاية).
2- كذا بالأصل و خع، و في المطبوعة «أحمد».
3- ضبطت عن التبصير.
4- بضم الباء و سكون الراء، هذه النسبة إلى البرد و هو نوع من الثياب. و المشهور بهذه النسبة موسى بن هارون البردي، و إنما قيل له البردي لبردة لبسها (الأنساب).
5- عن مختصر ابن منظور 147/1 و بالأصل: من أكفه، من أكفه.
6- بضم الخاء و فتح الشين، هذه النسبة إلى قبيلة و قرية. و الحسن ينتسب إلى خشين القبيلة فهي بطن من قضاعة، و هو خشين بن النمر بن وبرة (الأنساب).

جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم :«تنزلون منزلا يقال له الجابية (1) أو الجويبية يصيبكم فيه داء مثل غدة الجمل، يستشهد اللّه به أنفسكم و ذراريكم و يزكّي به أموالكم»[408].

- أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية المزكي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب بن فناكى، نا محمد بن هارون الرّوياني، نا محمد بن إسحاق، نا علي بن بحر، نا عبد المهيمن يعني ابن عباس بن سهل بن سعد قال: سمعت أبي يذكر عن سهل بن سعد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقول :«اتّقوا اللّه يا عباد للّه، فإنكم إن اتّقيتم اللّه أشبعكم من خبز الشام و زيت الشام»[409].

- أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى بن شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عطية، عن أصحاب علي، عن علي، و عن الضحاك عن ابن عباس في قول اللّه عز و جل: وَعَدَكُمُ اللّٰهُ مَغٰانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهٰا الآية إلى قوله عز و جل:

عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيراً (2) المغانم فتوح من لدن خيبر تَأْخُذُونَهٰا و تغنمون ما فيها عجل لكم من ذلك خيبر وَ كَفَّ أَيْدِيَ النّٰاسِ قريش عَنْكُمْ بالصلح يوم الحديبية وَ لِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ شاهدا على ما بعدها و دليلا على إنجازها وَ أُخْرىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهٰا على علم وقتها أفيئها عليكم، فارس و الروم قَدْ أَحٰاطَ اللّٰهُ بِهٰا قضى اللّه بها لكم منها الأيام و القوادس (3) و الواقوصة (4) و المدائن و الحمر (5) بالشام و مصر و الضواحي. فاجتمعت هذه الصفات فيمن قاتل فارس و الروم و سائر الأعاجم ذلك الزمان.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفان، نا يحيى بن آدم، حدثني

ص: 397


1- الجابية: قرية كانت من أعمال دمشق قرب مرج الصّفّر (ياقوت).
2- سورة الفتح، الآية:20.
3- القوادس جمع القادسية، التي عند الكوفة (ياقوت).
4- الواقوصة: واد بالشام بأرض حوران، نزله المسلمون أيام أبي بكر الصدّيق على اليرموك لغزو الروم (ياقوت).
5- الحمر، جمع الحمراء و هي في سبعة مواضع (انظر معجم البلدان: حمراء).

عبد السّلام بن حرب، عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى في قوله تعالى: وَ أَثٰابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً قال: خيبر، قال وَ أُخْرىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهٰا (1)قال:

فارس و الروم.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف الخشاب، أنا حارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (2)،نا عفان بن مسلم و هاشم بن القاسم قالا: نا شعبة قال: قال الحكم:

أخبرني عبد الرّحمن بن أبي ليلى في قوله: وَ أَثٰابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً قال: خيبر، وَ أُخْرىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهٰا قَدْ أَحٰاطَ اللّٰهُ بِهٰا قال: فارس و الروم.

- أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و علي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ، و أبو العبّاس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر بن الباحمشي (3)،و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (4)،قالوا: أنا أبو محمد الصريفيني، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سماك - يعني - الحنفي قال: سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية وَ أُخْرىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهٰا قال: ما فتح اللّه من هذه الفتوح.

- أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر محمد بن العبّاس بن حيّوية، أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا أبو عبد اللّه محمد بن شجاع الثلجي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عمر الواقدي (5)في قوله:

وَ أُخْرىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهٰا قال: فارس و الروم، و يقال مكّة.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، نا إبراهيم بن الحسين، نا آدم بن أبي إياس، نا ورقاء،

ص: 398


1- سورة الفتح، الآية:18.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 115/2 في غزوة خيبر.
3- الباحمشي نسبة إلى باحمشا قرية بين أوانا و الحظيرة (معجم البلدان).
4- الشيحي بكسر الشين و سكون الياء هذه النسبة إلى شيحة و هي قرية من قرى حلب.
5- مغازي الواقدي 622/2.

عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال :قوله: أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ (1) قال: هم فارس و الروم.

- أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة، أنا أبو منصور النضروي، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا هشيم، نا منصور، عن الحسن قال :هم فارس و الروم.

ص: 399


1- سورة الفتح، الآية:16.

الفهرس

مقدمة 3

باب في ذكر أصل اشتقاق تسمية الشام عن العالمين بالنقل و العارفين بأصول الكلام 7

باب تاريخ بناء مدينة دمشق و معرفة من بناها و حكاية الأقوال في ذلك تسليما لمن حكاها 11

فصل في اشتقاق تسمية دمشق و أماكن من نواحيها و ذكر ما بلغني من الأقوال التي قيلت 19

باب اشتقاق اسم التاريخ و أصله و سببه و ذكر الفائدة الداعية إلى الاعتناء به 24

باب في مبتدأ التاريخ و اصطلاح الأمم على التواريخ 28

باب ذكر اختلاف الصحابة رضي اللّه تعالى عنهم في التّاريخ 37

باب ذكر تاريخ الهجرة و الاقتصاد في ذكره للشهرة 47

باب ذكر القول المشهور في اشتقاق تسمية الأيّام و الشهور 50

باب ذكر السبب الذي حمل الأئمة و الشيوخ على أن قيدوا المواليد و أرّخوا التواريخ 54

باب ذكر أصل اشتقاق تسمية الشّام و حثّ المصطفى - عليه السلام - أمته على سكنى الشام و إخباره بتكفل اللّه - تبارك و تعالى - بمن سكنه من أهل الإسلام 56

باب بيان أن الإيمان يكون بالشام عند وقوع الفتن و كون الملاحم العظام 101

باب ما جاء في نبينا المصطفى خاتم النبيين عليه الصلاة و السلام عن وقوع الفتن عقر دار المؤمنين 114

باب فيما جاء أن الشام صفوة اللّه من بلاده و إليه يحشر خيرته من عباده 119

ص: 400

باب اختصاص الشام عن غيره من البلدان بما يبسط عليه من أجنحة ملائكة الرحمن 125

باب دعاء النبي صلى اللّه عليه و سلم للشام بالبركة و ما يرجى بيمن دعائه صلى اللّه عليه و سلم من رفع السوء عن أهلها 130

باب بيان أن الشام أرض مباركة و أن ألطاف اللّه بأهلها متداركة 140

باب ما جاء من الإيضاح و البيان أن الشام الأرض المقدسة المذكورة في القرآن 146

باب إعلام النبي صلى اللّه عليه و سلم أمته و إخباره أن بالشام من الخير تسعة أعشاره 154

باب ما جاء في أن الشام مهاجر إبراهيم الخليل و أنه من المواضع المختارة لإنزال التنزل 160

باب ما جاء في اختصاص الشام و قصوره بالإضاءة عند مولد النبي صلى اللّه عليه و سلم و ظهوره 166

باب ما جاء عن سيد البشر عليه السلام إن الشام أرض المحشر و المنشر 174

باب ما جاء من أن الشام يكون ملك أهل الإسلام 183

باب ما حفظ عن الطبقة العليا من أن الشام سرة الدّنيا 190

باب ما جاء من الأخبار و الآثار أن الشام يبقى عامرا بعد خراب الأمصار 194

باب تمصير الأمصار في قديم الأعصار 197

أبواب ما جاء من النصوص في فضل دمشق على الخصوص باب ذكر الإيضاح و البيان عما ورد في فضلها من القرآن 203

باب ما ورد من السنة من أنها من أبواب الجنة 219

باب ما جاء عن صاحب [الحوض و] الشافعة أنها مهبط عيسى بن مريم قبل قيام الساعة 224

باب ما جاء عن المبعوث بالمرحمة أنها فسطاط المسلمين يوم الملحمة 230

باب ما نقل عن أهل المعرفة أن البركة فيها مضعّفة 247

باب ما جاء عن سيد المرسلين في أن أهل دمشق لا يزالون على الحق ظاهرين 254

باب غناء أهل دمشق عن الإسلام في الملاحم و تقديمهم في الحروب و المواقف العظائم 270

باب ما جاء عن كعب الحبر أن أهل دمشق يعرفون في الجنة بالثياب الخضر 275

ص: 401

باب دعاء النبي صلى اللّه عليه و سلم لأهل [الشام] بأن يهديهم اللّه و يقبل بقلوبهم إلى الإسلام 278

باب ما روي في أن أهل الشام مرابطون و أنهم جند اللّه الغالبون 282

باب ما جاء أن بالشام يكون الأبدال الذين يصرف بهم عن الأمة الأهوال 289

باب نفي الخبر عن أهل الإسلام عند وجود فساد أهل الشام 305

باب ما جاء أن بالشام يكون بقايا العرب عند حلول البلايا و الأمر المرتقب 310

باب ما روي عن الأفاضل و الأعلام من انحياز بقية المؤمنين في آخر الزمان إلى الشام 313

باب ما ذكر من تمسك أهل الشام بالطاعة و اعتصامهم بلزوم السنة و الجماعة 317

باب توثيق أهل الشام في الرواية و وصفهم بصرف الهمة إلى العلم و العناية 326

باب وصف أهل الشام بالديانة و ما ذكر عنهم من الثقة و الأمانة 332

باب النهي عن سبب أهل الشام و ما روي في ذلك عن أعلام الإسلام 334

باب ما ورد من أقوال المنصفين فيمن قتل من أهل الشام بصفين 342

باب ذكر ما ورد في ذم أهل الشام و بيان بطلانه عند ذوي الأفهام 349

باب ذكر بعض ما بلغنا من أخبار ملوك الشام قبل أن يدخل الناس في دين الإسلام 369

باب تبشير المصطفى عليه الصلاة و السلام أمته المنصورة بافتتاح الشام 380

ص: 402

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.