طبقات المحدثين باصبهان و الواردين عليها المجلد 1

هوية الکتاب

بطاقة تعريف: الحباني، عبدالله بن محمد،، 274 - 369ق.

عنوان المؤلف واسمه: طبقات المحدثين باصبهان و الواردين عليها/ لابي محمد عبدالله بن محمد بن جعفربن حيان المعروف بابي الشيخ الانصاري؛ دراسه و تحقيق عبدالغفور عبدالحق حسين البلوشي.

مواصفات النشر: بيروت : موسسة الرسالة ، 1412ق. = 1992م. = 1371.

خصائص المظهر: 3ج.

لسان : العربية.

ملحوظة: الطبعة الثانية.

ملحوظة: ج.1(چاپ اول: 1407ق.=1987م.=1366).

ملحوظة: ج. 2 (چاپ اول: 1408ق. = 1988م. = 1367).

ملحوظة: ج. 3 و 4 (چاپ اول: 1412ق. = 1992م. = 1371).

ملحوظة: كتابنامه.

موضوع : محدثان -- ايران -- اصفهان -- سرگذشتنامه

موضوع : احاديث شيعه -- مجموعه ها

معرف المضافة: بلوشي، عبدالغفور عبدالحق حسين

تصنيف الكونغرس: BP115/ح2ط2 1371

تصنيف ديوي: 297/292

رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 81-31211

جمعیَّةٌ خیریة رقمیة : مرکز خدمة مدرسة إصفهان

محرر:محمد رضا دهقانزاد

ص: 1

[المجلّد الأوّل]

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 2

طبقات المحدثين باصبهان

و الواردين عليها

ص: 3

ص: 4

شكر و تقدير

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد الأمين، و على آله و صحبه أجمعين.

و بعد ...

فإنني أشكر اللّه تعالى قبل كل شي ء الذي بفضله و عونه تتم الصالحات، و تحل المشكلات، و تزول العقبات، و الذي امتن عليّ بإنجاز هذه الرسالة، و هي تحقيق و دراسة الجزء الأول و الثاني من «طبقات المحدثين بأصبهان»، و الواردين عليها، لأبي الشيخ الأنصاري، على أحسن وجه و أتمه، الذي أرجو أن يقبله مني، و يجعله خالصا لوجهه الكريم.

ثم أتوجه بخالص شكري لأولئك الذين ساهموا معي في إنجاز هذه الرسالة، و ذلك لما ثبت عن رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فيما رواه أبو هريرة، و أبو سعيد، و غيرهما- رضي اللّه عنهم- عنه- صلى اللّه عليه و سلم- أنه قال: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله». و في رواية بلفظ: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله» (1).

ص: 5


1- أخرجه أبو داود في سننه 304/4 الأدب ، والترمذي في سننه 228/3 البر والصلة كلاهما عن أبي هريرة مرفوعاً ، وقال الترمذي : « حديث صحيح » ، وكذا أخرجه الترمذي عن أبي سعيد وقال : حسن ، وفي الباب عن الأشعث بن قيس ، والنعمان بن بشير ، وكذا أخرجه أحمد في مسنده 2 / 258 و 295 و 303 و 388 و 461 و492 من حديث أبي هريرة

فمن هنا أرى من الواجب علي أن أخص بخالص شكري، و غاية تقديري فضيلة المشرف على الرسالة/ الدكتور محمود أحمد ميره- حفظه اللّه تعالى- الذي فتح لي مجال الاستفادة ليلا و نهارا في بيته و خارجه بدون تحديد بزمن، و لا يدخر جهدا، فكان يرافقني بإرشاداته القيمة، و دلالاته السديدة على المصادر، و توجيهاته الرشيدة في إصلاح العبارات و تحسينها، و كان يجهد نفسه معي في تصحيح النصوص، و حل المشاكل التي كانت تواجهني، و وجدته مخلصا في هذا كله.

فجزاه اللّه تعالى مني أحسن الجزاء، و شكر له سعيه، كما أتقدم بخالص شكري لأستاذي الدكتور أكرم ضياء العمري، حفظه اللّه تعالى، حيث يعود إليه الفضل في اختياري هذا الموضوع، و سأوضح ذلك فيما سيأتي في سبب اختيار هذا الموضوع.

و لأستاذي فضيلة الشيخ حماد الأنصاري، حيث أفادني فيما كنت أسأله، و لجميع أصدقائي و زملائي الذين شاركوني، أو قدموا لي أية مساعدة في إنجاز هذه الرسالة، و أخص منهم الصديق الفاضل رضا زنكنه الأصفهاني، الذي وفر لي بعض المراجع من أصفهان، و أرسلها لي بالبريد و استزارني في أصفهان، فزرته في العام الذي مضى (1400 ه)، فاستقبلني أحسن استقبال، و أكرم و أحسن ضيافتي، و قدم لي كل ما أحتاجه من مساعدة و عون، و كان يتجول معي بسيارته إلى جميع الأماكن التاريخية و الآثار القديمة، فجزاه اللّه خير الجزاء، و عظم له أجره.

كما أنني لا أنسى جهود القائمين على الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، و على رأسهم الدكتور عبد اللّه بن عبد اللّه بن زايد، حفظه الله تعالى.

و إنني إذ أسجّل شكري الجزيل لهؤلاء، فإنني أسأل اللّه تعالى أن يكتب لهم المثوبة من عنده، و يجزل لهم الأجر، و أن يجعل هذه الخدمة المتواضعة خالصة له، و نافعة لعامة المسلمين، و هو ولي ذلك و القادر عليه.

ص: 6

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

تقديم بقلم: الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على النبي الأمين، و على آله و صحبه أجمعين.

و بعد ...

فان كتاب (طبقات المحدثين بأصبهان و الواردين عليها) لأبي الشيخ الأنصاري المتوفى عام 369 ه، هو أقدم ما وصل إلينا من تواريخ أصبهان و قد سلك فيه مؤلفه مسلك المحدثين فسرد الروايات و الأحاديث بالاسانيد، و رتب التراجم على الطبقات، و قد استعمل الطبقة للدلالة على الجيل، و هو يلتقي في هذا الاستعمال مع معاصره ابن حبان البستي (ت 354 ه) في كتابيه «الثقات» و «مشاهير علماء الامصار» و لو قسمنا الفترة الزمنية التي تناول أبو الشيخ الانصاري تراجم علمائها على عدد الطبقات في كتابه و هي إحدى عشرة طبقة لتبين أن الطبقة عنده تساوي ثلاثين عاما تقريبا، و لكن الطبقات تتداخل في العادة لأنها تقوم على اللقيا بين المحدثين، و هؤلاء فيهم أصحاب الاسانيد العالية، و هم يحوزونها إما بسبب طول أعمارهم أو مبادرتهم الطلب المبكر، بحيث يلحق المتأخر بالمتقدم في الأخذ عن نفس الشيوخ. و الحق أن أخذ المؤلف بهذا النظام هو أقوى مبرر لنشر كتابه بعد أن استوعبه أبو نعيم الاصبهاني- أو كاد- في مؤلفه (ذكر أخبار أصبهان)- و هو مطبوع- إضافة إلى خدمة الدكتور عبد الغفور

ص: 7

البلوشي لكتاب أبي الشيخ من حيث التعريف برجال الاسانيد و تخريج الاحاديث و الحكم عليها، و هو جهد لازم لنيل مرتبة الماجستير في تخصص «السنة النبوية» و إن كان ليس بلازم لتحقيق الكتاب تحقيقا علميا في نظر عامة المحققين الذين يرون في ذلك إثقالا للحواشي و لا مفر من قيام طلبة الدراسات العليا من تحويل رسائلهم من تحقيق الكتب إلى دراسة أحاديث كتاب مخصوص دفعا للاعتراض المذكور.

و إضافة لذلك فقد قدم الشيخ عبد الغفور دراسة مستفيضة للمؤلف و بيئته العلمية، حيث لم يسبق إلى دراسته من قبل الباحثين المحدثين. و قد تمكن من تجلية جوانب ثقافته و التعريف بمؤلفاته و مصادر معلوماته، و إن كانت دراسة موارد كتابه لا زالت بحاجة إلى تجلية و تفصيل.

و تجدر الاشارة هنا إلى أن أبا الشيخ استفاد من مؤلفات مفقودة و أحيانا تعتبر اقتباساته عنها هي كل ما بقي منها في مكتبتنا التراثية الهائلة، و لعل هذا الوصف ينطبق خاصة على كتاب (تاريخ أصبهان) لمحمد بن يحيى بن منده (ت 310 ه) و هو أقدم مؤلف في تاريخ أصبهان و قد فقد- للأسف-، و توضح اقتباسات أبي الشيخ الكثيرة من هذا التاريخ أنه من تواريخ المحدثين.

إن تجلية مثل هذه المعلومات الدقيقة الغامضة تخدم دراساتنا التراثية و تضيف جديدا إلى «علمنا».

لقد هيأ أبو الشيخ الأنصاري ببناء كتابه على نظام الطبقات الفرصة أمامنا للتعرف على تطور الحركة الفكرية في مدينة أصبهان خلال القرون الأربعة الاولى من تاريخ الاسلام حيث يمكن معرفة أعداد العلماء في كل قرن من هذه القرون، مما يوضح ازدهار الحركة الفكرية و نشاط الرواية في أصبهان في القرن الثالث الهجري ثم تعاظم الازدهار و النشاط في القرن الرابع الهجري حيث يسجل أبو الشيخ الانصاري تضاعف أعداد المحدثين خلاله. و هذا يتفق مع وقت ازدهار الحركة الفكرية في العالم الاسلامي عامّة.

ص: 8

و قد خالفني المحقق في اعتبار تقسيم الكتاب إلى احدى عشرة طبقة، و لا زلت أعتقد بأن أبا الشيخ لم يقم بالتقسيم إلى احدى عشرة طبقة ما دام قد خلط تراجم الطبقتين العاشرة و الحادية عشر و لم يفصلهما- كما صرح-، و ربما وقفت أمامه عقبات فنية في عصر شيوخه و شيوخهم أو أصابه الارهاق فأبقاهم طبقة واحدة.

كذلك يجدر التنبيه إلى أن نسخة الظاهرية التي اعتمد عليها المحقق الفاضل يرجع تاريخها إلى النصف الأول من القرن السابع الهجري و كان الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي (ت 648 ه) قد تملك حق روايتها بالسماع و أثبت تاريخ سماعه عليها سنة 635 ه، و هذه النسخة نقلت من نسخة أقدم عليها تملك و سماع يوسف بن خليل نفسه بتاريخ 592 ه.

و قد اشتهر الحافظ يوسف بن خليل بكثرة سماعاته للكتب و احتفاظه بنسخها الدقيقة كما تدل سماعاته و تملكاته المدونة على العديد من نسخ المخطوطات في دار الكتب الظاهرية. و يبدو أن الدراسات المتعلقة بالمخطوطات لا زالت لا تحظى بالعناية الكافية من المحققين رغم أهمية ذلك في توثيق النسخ، و لا شك أن التقدم العلمي للعالم العربي الاسلامي كفيل في المستقبل بمعالجة هذه الثغرة بإيجاد المعامل و المتخصصين اللازمين لمعالجة أنواع الورق و الحبر و الخطوط و تحديد تواريخها.

إن حركة النشر لكتب التراث نشيطة هذه الايام و لكن تقف أمامها عقبات أبرزها عدم الالتزام بقواعد النشر العلمية، و ضعف الارشاد الاكاديمي في الاعم الاغلب، و تراجع الذوق اللغوي بتراجع تعليم اللغة العربية من حيث المستوى و النوع رغم اتساعه أفقيا. و أخيرا عدم الانتقاء للنصوص الاكثر أهمية و إعطائها الأولوية في النشر.

إن النشر العلمي الجيد وحده هو الذي يخدم واقعنا الثقافي عندما تبنى دراساتنا التراثية على نصوص موثقة توثيقا علميا ينأى عن خطأ الفهم و انحراف

ص: 9

المعنى، و إن دراسة التراث و الاستقاء منه لتصور الماضي و دفع عجلة الحاضر تتوقف على سلامة حركة التحقيق و من هنا لا بد أن تسعى جامعاتنا و مؤسساتنا الاكاديمية الأخرى إلى معالجة النقص و القصور في هذا الجانب الهام.

و في الختام أدعو اللّه تعالى للدكتور الفاضل عبد الغفور البلوشي بالتوفيق لمزيد من الاعمال الصالحة في نشر النصوص النافعة من تراث الاسلام بعد أن قوي عوده و أفاد من تجاربه الاولى في الدراسات العليا و اللّه يقول الحق و هو يهدي إلى سواء السبيل.

المدينة المنورة في 13/ 7/ 1405 ه_.

ص: 10

المقدمة

اشارة

الحمد لله نحمده، و نستعينه، و نستهديه، و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و سيئات أعمالنا، من يهده اللّه فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله، و صلى اللّه عليه و سلم، و على آله و صحبه أجمعين و بعد:

فأود أن ألمّح إلى دوافع اختياري للتخصص في السنة. لما كانت السنة و علومها من أجل العلوم و أشرفها بعد كتاب اللّه تعالى، و بما أن رحى الشريعة الإسلامية تدور على قاعدتين أساسيتين، هما: كتاب الله، و سنة رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم- و لم يستغن الكتاب عن السنة فهي لازمة له، و مفسرة لمجمله، و مبينة لمشكله و معانيه، و مقيدة لمطلقه.

فمن هنا دفعني الشوق و الرغبة لاختيار شعبة السنة، و إن كانت صلتي و دراستي في الفقه أكثر.

و ثانيا: رغبة شديدة مني للإسهام في إحياء تراث علماء السلف من أهل السنة بإيران، الذين لم يدخروا جهدا في خدمة السنة المشرفة رجالها و متونها، و قد امّحت معظم آثارهم، و لم تجد لهم خلفا يعتنون بآثارهم، فيا حبذا لو قام رجال اعتنوا بإحياء خدمة السلف للعناية بالسنة مرة أخرى، فأسأل اللّه تعالى أن يهي ء رجالا لهذا، و هو عليه هين، فرغبتي في هذا الشأن كانت تتطلب مني الخوض في هذا الموضوع بعد التمكن منه ليسهل السير عليه.

ص: 11

و ثالثا: رجاء أن أحظى حينما أختار هذا القسم، بما ورد من الفضل و الشرف لأصحاب الحديث؛ و ذلك لأنهم محظوظون بتكثير الصلاة و السلام على صاحب الرسالة و السنة، محمد- صلى اللّه عليه و سلم- القائل: «من صلى عليّ واحدة صلى اللّه عليه عشرا» (1).

فيجري ذلك على لسانهم و يكرره قلمهم.

أما سبب اختيار تحقيق هذا الكتاب- «طبقات المحدثين بأصبهان» لأبي الشيخ الأصفهاني الأنصاري- بالذات فلأمور:

أولا: يعود الفضل في ذلك إلى فضيلة أستاذي الدكتور أكرم ضياء العمري- حفظه اللّه تعالى- الذي أرشدني إلى هذا الكتاب، و دلّني على أهميته، و ذلك في خلال محاضرة من محاضراته التي كان يلقيها علينا في الفصل حينما كان يذكر لنا أهمية الطبقات، إذا به يتحدث عن أهمية هذا الكتاب- أعني: «طبقات المحدثين» لأبي الشيخ- و يشجعنا بأن مثل هذا الكتاب يجب أن يحقق و ينشر، كي لا تضيع جهود علمائنا السلف.

فسرعان ما وقع توجيهه هذا في قلبي، فقررت أن أقوم بهذا العمل و لم يثن عزمي هذا كبر حجم الكتاب، و صفوته الخوض فيه، مع أنه تراجع عليه قسم من زملائي الذين تشوقوا لتحقيقه.

و كان لتشجيع فضيلة أستاذنا الدكتور أكرم ضياء العمري- حفظه الله- أثر كبير في إقدامي، و متابعة سيري، فجزاه اللّه عني كل خير.

و إخراج هذا الكتاب المهم لأحد علماء السلف بأصفهان، هو إحياء لتراث

ص: 12


1- رواه مسلم في صحيحه 306/1 الصلاة باب فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث 408 ، وأبو داود في سننه 2 / 184 الوتر ، والنسائي في الافتتاح باب فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث 1297 ، والترمذي في سننه أيضاً ، في الصلاة باب فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث 485 ، وقال : حسن صحيح ، واللفظ لمسلم .

هؤلاء العلماء العظماء، و كون المؤلف من إيران، جعل لي الأفضلية في هذا المقام، لأنه من بلدي، و قديما قالوا: أهل مكة أدرى بشعابها.

فمن هنا، عزمت على تحقيق هذا الكتاب العظيم المهم، على ضوء ما أشار إليه فضيلة الأستاذ الدكتور أكرم، حفظه الله.

و كان هذا كله قبل تعيين مشرف على الرسالة، ثم أسند الإشراف إلى فضيلة الأستاذ الدكتور محمود أحمد ميره- حفظه اللّه تعالى- فاتصلت به، و عرضت عليه خطتي السابقة، فلم يقتنع بها- لأني لم أضع في الخطة تخريج الأحاديث و الآثار- قائلا: كيف يصلح لطالب متخصص في الحديث أن يمر على الأحاديث و أسانيدها بدون دراسة و بحث، فكنت أعرض عليه كبر حجم الكتاب و ضيق المجال، و أن مثل هذا العمل لكتاب كبير نحو هذا يتطلب سنوات عديدة، فلم يزل يشجعني حتى اقتنعت و غيرت خطة العمل إلى ما هو أحسن و أتم كما ستقرؤه في منهج التحقيق فيما بعد، فاستمريت على هذا المنهج حتى قضيت سنتين و لم أنجز منه إلا ثلثه تقريبا فقط، فبدا لي أن العمل على هذه الطريقة لتحقيق جميع هذا الكتاب يستغرق ست سنوات تقريبا، فاستشرت فضيلة المشرف- حفظه اللّه تعالى- في ذلك، و عرضت عليه حذف الجزء الثالث منه، فوافقني على ذلك بل قال لي: لو حذفت أكثر لكان أحسن- جزاه الله خيرا، فتقدمت إلى رئاسة القسم بحذف الجزء الثالث من الرسالة فقط، فتمت الموافقة على ذلك، و صار بذلك القسم المحقق من الكتاب لرسالة الماجستير هو الجزء الأول و الثاني من «طبقات المحدثين بأصبهان و الواردين عليها»، لأبي الشيخ الأنصاري الأصفهاني، فما في تحقيقه من حسن و جمال، فيعود الفضل في ذلك إلى اللّه تعالى أوّلا بحسن توفيقه، ثم إلى المشرف على الرسالة الدكتور محمود ميره حفظه اللّه تعالى ثانيا، و ما فيه من الهفوات و الأخطاء فمني و من الشيطان.

فكان هذا هو السبب الأول لاختياري هذا الكتاب.

و أما السبب الثاني: فلما ذكرت من حرصي و رغبتي في إحياء تراث علماء السلف في إيران.

ص: 13

و السبب الثالث: تقديم دراسة وافية مستقلة عن محدث و مفسر و مؤرخ، مثل أبي الشيخ عبد اللّه بن محمد بن جعفر، المتوفى سنة 369 ه، الذي لم يحظ بترجمة عنه وافية، و دراسة شافية، فترجمت له ترجمة متسعة حسب الإمكان، و أظهرت في ذلك جوانب شخصيته، و أبرزت معالم نبوغه.

و أرجو أن أكون قد وفقت فيما تناولته، و أظن أني قد قدمت جوانب لم أسبق إليها، و الفضل لله أوّلا و آخرا.

و رابعا: كنت راغبا في تحقيق كتاب يتضمن كمية من الأحاديث تتنوع في موضوعها لأستفيد أكثر، و قد حقق اللّه رغبتي في الكتاب المذكور.

و خامسا: لما وجدت من أهمية هذا الكتاب، و مكانة مؤلفه، و اتساع جوانب ثقافته، و تخصصه، فقوله في النقد حجة، و كتابه مرجع لمن بعده (1).

و الهدف من هذا كله هو إخراج هذا الكتاب محققا بصورة صحيحة ليتيسر نشره، و الانتفاع به بسهولة.

و قسمت عملي في خدمة هذا الكتاب إلى قسمين:

قسم يتعلق بخدمة نصوص متن الكتاب من تصحيح، و تخريج، و شرح لمشكلاته، و تثبيت لفروقه، و استدراك لفواته، فيما أمكن و مطموسه كما نبهت في مواضع على كثير من الأوهام التي وقع فيها بعض المحدثين، مما يتعلق بتصحيح حديث أو توثيق راو ضعيف مكان ثقة، أو عكسه في أثناء تخريجي الأحاديث، كما ستراه في أثناء التحقيق.

و قسم آخر يتعلق بمقدمة وافية للكتاب.

و كانت رغبتي في البداية أن أتناول فيها موضوعين: أحدهما: دراسة عن حياة المؤلف، و ثانيهما: دراسة عن كتب الطبقات، و كتب الرجال المحلية،

ص: 14


1- انظر ما سيأتي من مبحث اقتباس العلماء ، وبيان أهمية الكتاب في الباب الثاني من مقدمتي

باعتبار تاريخ تدوينها، و أسس تنظيمها، و فوائدها، ولكني لما قرأت ما كتبه أستاذي الدكتور أكرم ضياء العمري- حفظه الله تعالى- في هذا الموضوع و توسعه فيه، فرأيت أنه قد خدم هذا البحث خدمة جيدة، و وفّى الموضوع حقّه. و لا أرى بعدئذ كبير فائدة في إعادة ما سبقني إليه مع ضيق الوقت.

فاكتفيت بما كتبه فضيلة الدكتور، و أود أن أحيل القارى ء الكريم إلى ما كتبه في هذا الموضوع في كتبه الآتية:

«مقدمته على طبقات خليفة بن خياط»(1) ، و «موارد الخطيب في تاريخ بغداد»(2) ، و «بحوث في تاريخ السنة المشرفة»(3) .

و اخترت مكان هذا الموضوع دراسة مفصلة عن أصبهان تبين موقعها جغرافيا، و حدودها، و مساحتها، و أهميتها، و مكانتها الثقافية، و مميزاتها، و نشاطات أهلها، و الفتح الإسلامي لها، مع محاولة جمع المؤلفات التي تتعلق بأصبهان و أهلها عبر القرون الإسلامية قديما و حديثا و مذهب أهلها عبر القرون.

و قد أثبت أن أصفهان كانت من القرون الأولى الإسلامية مهاجر العلماء لطلب الحديث، و محط رحالهم، حتى كانت تضاهي بغداد في العلو و الكثرة، كما قال السخاوي (4).

و لكن الآن مع الأسف عدم علم الأثر و الحديث و خدامه، فلم تعد تجد فيها أثرا لهم، بل عمّ هذا كل المدن المشتهرة بخدمة السنة المطهرة في إيران، و ذلك من مطلع القرن التاسع.

فقد قال السخاوي: «و أمّا اليوم، فقد كاد يعدم علم الأثر من العراق و فارس و أذربيجان، بل لا يوجد بأرّان و جيلان و أرمينية و الجبال و خراسان التي كانت دار

ص: 15


1- انظرص 41 وما بعدها من المقدمة .
2- انظرص 259 - 305 - 385 - 395 عن الطبقات والرجال المحلية .
3- انظر ص 72 - 81 .
4- انظر « الإعلان بالتوبيخ » ص 143

الآثار، بل و أصفهان التي كانت تضاهي بغداد في العلو و الكثرة ... »(1).

فهذا هو الذي دفعني، و لفت نظري إلى هذا الموضوع؛ لأثبت للقارى ء الكريم مكانة هذه المدينة، و نشاط أهلها في خدمة السنة في القرون الأولى، و ما هي عليه الآن.

و قد اشتملت المقدمة على موضوعين رئيسيين تخللها بعض الإشارات الهامة، أحدهما: دراسة عن أصبهان:- مكانتها، و أهميتها، و مميزاتها، و بعض نشاطات أهلها، و مذهب أهلها، و جعلته الباب الأول، و فيه فصلان، و في الفصل الأول مبحثان.

و ثانيهما: دراسة عن حياة المؤلف و كتابه «الطبقات»، و جعلته الباب الثاني، و فيه فصول، و في الفصول مباحث.

بعض المشاكل التي واجهتني أثناء التحقيق

قد واجهتني بعض المشاكل منها:

أن نسخة الكتاب كانت فريدة في أصلها، و مهملة من النقط في غالب الحروف، و زاد الصعوبة بأن النسخة الفرعية المنقولة عنها قد تصرف فيها ناسخها، و بدا لي أنه لا صلة له بالعلم، فنقط الحروف باجتهاده، و حرف النصوص و صحفها، و قد كلّفني هذا جهدا و مشقة في مراجعة الكتب المعنية لكل ما يتطلب ذلك، لتصحيح النصوص و أسماء رواة الأسانيد و ضبطها، و كلّ ذلك لأقدم نصّا صحيحا بقدر الإمكان.

و منها: فقد لقيت عناء شديدا في تراجم بعض رجال الأسانيد، و ذلك لأنّ كثيرا من رجال أسانيد المؤلف لم أجد لهم تراجم في رجال الستة، و قد تعبت كثيرا في معرفة من كان يختصر المؤلف أسماءهم، فيذكر اسم الراوي فقط، أو كنيته، و كان هذا يتطلب مني البحث عن اسمه أولا، ثم عن ترجمته ثانيا؛

ص: 16


1- انظر نفس المصدر السابق

لأتأكد منه و أجزم أنه المذكور الذي عناه المؤلف و ترجمت له، و قد لا يتبين لي تعيينه حتى أجزم به، ففي مثل هذا الحال أترجم له بالاحتمال، فأقول: لعلّه فلان أو فلان، و قد لا أقف على ترجمته أحيانا بعد البحث و الفحص.

ثالثا: و هو أهم مما مضى- ما لقيته و تحملته في تخريج الأحاديث، و تتبع طرقها، و البحث عن مظانها، و ذلك لأن المؤلف قد اهتم بإخراج حديث غريب أو أكثر من أحاديث المترجم له مما تفرد به، و مثل هذه الأحاديث قلما توجد في الكتب المشهورة المعروفة المتداولة حتى يكون الوصول إليها سهلا باستعمال المعجم و غيره.

و رابعا: بما أن الأحاديث الواردة في الكتاب متنوعة الموضوع، فقد وجدت صعوبة في تحديد موضوع بعضها، فلم أصل إليها إلّا بعد جهد كبير و يأس أحيانا، و بعضها لم يتيسر لي الوقوف عليها أصلا، و مثل هذا قليل جدّا.

و خامسا: كثرة الأحاديث المسندة في الكتاب، حيث بلغ عدد الأحاديث المخرجة اثنين و أربعين و أربع مئة حديث في القسم المحقق لرسالة الماجستير، و إلّا عدد الأحاديث في كل الكتاب أكبر من هذا بكثير حيث يتجاوز الألف.

هذه بعض العقبات التي واجهتني خلال أعداد البحث، و قد تغلبت على كثير منها بفضل الله تعالى ثم بمساعدة المشرف، حفظه الله تعالى.

ص: 17

ص: 18

الباب الأوّل

اشارة

ص: 19

ص: 20

الفصل الأوّل و فيه مبحثان
المبحث الأول في أسماء أصفهان قديما و حديثا و ضبطها
اشارة

كانت هذه البقعة التي سميت أصبهان فيما بعد- تسمى إيرانشهر (1)، و بعد أن عمرت سميت «جيّ» و هي بالفتح ثم التشديد- فكانت المدينة تعرف بها (2).

و جيّ معناه الطاهر، و كانت تسمى بالعجمية في القديم كابا أو كي (3).

و قيل: إن جيّ نسبة إلى ملوك الجيان ... و هي جي أفرام بن آزاد، و كانوا يعتقدونه رسولا، و جي معناه الطاهر- كما تقدم- (4).

ثم تغير بمرور الزمان- فصار الفرس يطلقون عليها «أسپهان» و أسپاهان، و بعد أن فتحها المسلمون العرب و استولوا عليها و غلب التعريب على ألسنة الناس فعربوها، فقالوا: أصبهان، أصفاهان، أصفهان (5)، كما جاء في كتب

ص: 21


1- انظر « أخبار أصبهان » 35/1
2- انظر تقويم البلدان لأبي الفداء 1 / 11 ، « ونصف جهان في تعريف أصفهان » لمحمد مهدي ص 144 ، والضبط من معجم البلدان 202/2
3- انظر كتاب « أصفهان » ص 60 للدكتور لطف الله ، «وتاريخ أصفهان » ص 3 لميرزا حسن جابري
4- انظر المصدر السابق لميرزا حسن جابري ، و « اقتصاد شهر أصفهان » ص 34 لعلي كلباسي
5- انظر « بلدان الخلافة الشرقية » ص 238 ، و « نصف جهان » ص 162 لمحمد مهدي .

التاريخ، و قالوا: لاسمها القديم- كي أو كابا-، جيّ، و قيل: أول ما بني في البقعة المذكورة سارويه (1).

ضبطها:

و أصفهان: بكسر الهمزة- قلت: و بهاء و بالفاء ينطقها أهلها اليوم- و فتحها و سكون الصاد المهملة و فتح الباء الموحدة، و يقال: بالفاء و فتح الهاء و بعد الالف نون (2).

أما وجه تسميتها بهذا الاسم ففيه أقوال:

ذكر المؤلف في مقدمة «الطبقات» (3)، و أبو نعيم في مقدمة كتابه.

أ- أخبار أصبهان (4)سبب تسميتها بهذا الاسم فقالا:

«عن وهب بن منبه أنه قال: لما تأبى نمرود و جحد قدرة الرب تعالى بعث إلى أهل النواحي يحشرهم لمحاربة رب العزة، فتفرقوا و صاروا في جبال أصبهان، و قالوا: كلا لا نجحد قدرة الرب رب السماء فأنبت الله في تربتها الزعفران و في جبالها الشهد، فبها سمي أصبهان (5).

ب- قيل: إن أصبهان مأخوذ من أصت بهان، أي: سمنت المليحة سميت بها لحسن هوائها و عذوبة مائها و كثرة فواكهها فخففت، و قال صاحب «القاموس»: و الصواب أنها أعجمية .

ج- قيل: إنما سمّي بهذا الاسم لأنها تسمى بالعجمية «سپاهان» و سپاه: العسكر، و هان: الجمع، و كانت جموع عساكر الأكاسرة تجتمع إذا

ص: 22


1- انظر المصدر السابق لمحمد مهدي / 139 ، 144 وقد ذكر أن طهورث هو الذي بناها
2- السمعاني : في « الأنساب » 274/1 ، وياقوت بن عبد الله الحموي في معجم البلدان 206/1 ، وابن خلكان في ( وفيات الأعيان ) 92/1 ، والقمي في الكنى والألقاب 1 / 133 .
3- انظر ق 2 من « الطبقات »
4- انظر 39/1 وكذا ذكر هذا الوجه فيروز آبادي في « القاموس » 2 / 294 .
5- انظر المصدر السابق للفيروز آبادي

وقعت لهم واقعة في هذا الموضع، مثل عسكر فارس و كرمان ... فعرب فقيل:

أصبهان (1).

قال ياقوت الحموي:

لهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف.

قال أصحاب السير:

د- سميت بأصبهان بن فلوج بن لنطي بن يونان بن يافث.

ه- و قال ابن الكلبي: سميت بأصبهان بن فوج بن سام بن نوح عليه السلام.

و- قال ابن دريد: أصبهان اسم مركب لأنّ الأصب «البلد» بلسان الفرس، و هان اسم الفارس، فكأنه يقال: بلاد الفرسان.

قال عبد الله المستجير بعفوه: «المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو الفرس، و هان كأنه دليل الجمع»، فمعناه الفرسان فيعنون بكلمة الأصبهاني:

«الفارس» (2).

ز- قال حمزة بن الحسن الأصبهاني: أصبهان اسم مشتق من الجندية، و ذلك أن لفظ أصبهان إذا رد إلى اسمه بالفارسية كان أسپاهان، و هي جمع أسپاه، و أسپاه اسم للجند و الكلب، و كذلك سك اسم للجند و الكلب لأن أفعالهما الحراسة، فالكلب يسمى في لغة سك و في لغة أسپاه و تخفف و يقال:

أسپه، فعلى هذا جمعوا هذين الاسمين و سموا بهما بلدين كانا معدن الجند الأساورة فقالوا: لأصبهان (أسپاهان) و لسجستان، سكان أو سكستان (3).

ص: 23


1- السمعاني : في « الأنساب » 284/1 ، وابن خلكان ، ( وفيات الأعيان ) 92/1 ، وعباس القمي في الكنى والألقاب : 133/1
2- انظره البلدان » 207/1 معجم
3- انظر المصدر السابق

ط- و ذكر ابن حمزة في اشتقاق أصبهان حديثا يلهج به عوام الناس و هوامهم، قال: أصله «أسپاه آن»، أي: هم جند الله (1).

ي- و الأقرب في وجه تسميتها ما ذكر محمد مهدي و غيره- فقال:

إن ملك فريدون بعد أن غلب على خصمه الضحاك بمساعدة كاوه الحداد و أهل أصبهان، أعجب الملك شجاعتهم و جرأتهم، فأخذ في مدحهم و بالغ و أطنب في تعريفهم بخصوص كاوه الحداد و أهل أصبهان حتى قال في أثناء كلامه: هذا البلد «أسپاهان» (2)، أي: محل السپاه و يقصد به أن أهله كلهم من أهل الحرب الشجعان الأبطال، فلما جرى هذا الكلام على لسان الملك في مقام المدح و الإطراء، كرّروه على ألسنتهم و افتخروا به حتى انتشر و اشتهر و استقر، فأصبح علما عليها و نسي اسمها القديم «جيّ» أو «إيرانشهر» أو «سارويه»- و حل محله هذا الاسم (3).

ص: 24


1- انظر « معجم البلدان » 207/1
2- يزاد الألف والنون في اللغة الفارسية في آخر الكلمة لمعنى المكان والزمان ، نحو « كيلان » ، أي : مكان طائفة كيل . «بهاران » وقت الربيع ولإفادة معنى النسبة ، ولكن كان هذا الاستعمال في القديم - انظر « نصف جهان في تعريف أصبهان » ص 161 .
3- انظر المصدر السابق
المبحث الثاني في موقع أصبهان و مساحتها و إنشائها و تاريخ فتحها و مكانتها
أما موقع أصبهان:

فلا تسأل عن حسن موقعها جغرافيا و طبيعيّا، فإنها تقع في وسط إيران، و تميل إلى غربها أكثر، و هي في جنوب العاصمة- طهران- و تبعد عنها 414 كيلا أو 420، فما ذكره فريد وجدي(1) أنها تبعد بنحو (335) كيلا ليس بصحيح، و الدقيق ما ذكرته (2).

و مما يزيد في حسنها، أن عرضها شمالي، و طولها شرقي، و درجتها من خط الاستواء 32 و 38 دقيقة (3).

و قد فاقت بجودة تربتها و استعدادها للزراعة و عذوبة مائها و طيب هوائها على أكثر المدن الإيرانية، و مما زاد في حسن موقعها و جمالها أنها تقع على ضفة النهر المشهور بزاينده رود- يقال له: زرندرود و زرين زود(4) أيضا، و هو يجري اليوم داخلها، و من هنا كان كثير من الملوك و الأمراء يؤثرون أصبهان على غيرها من المدن عاصمة للبلاد.

فقد سجل المؤلف هذا في مقدمة «الطبقات»، فقال: «و كانت ملوك الفرس لا تؤثر على أصبهان شيئا من بلدان مملكتها، لطيب هوائها، و نمير

ص: 25


1- انظر « دائرة معارف القرن العشرين » 1 / 384
2- انظر كتاب « أصفهان » آخره حيث ذكر مسافة أصفهان مع أهم المدن الإيرانية ، و اقتصاد شهر «أصفهان » ص 7 .
3- محمد مهدي في نصف جهان في تعريف أصفهان » ص 6
4- انظر « بلدان الخلافة الشرقية » ص 241

مائها، و نسيم تربتها» (1).

و ذكر في كتاب «جغرافيا إيران»(2) : «أن أصبهان كانت عاصمة إيران في عهد آل بويه و السلاجقة و الصفويين »(3).

و ذكر فريد وجدي «أنها كانت- أي: هذه المدينة قديما- عاصمة البلاد الفارسية»(4) و يقول لسترنج: «إن في الطرف الجنوبي الشرقي من أقليم الجبال ليس ببعيد عن شفير المفازة الكبرى مدينة أصفهان ... و كانت منذ أقدم الأزمنة موضعا جليل القدر لعظم خيراتها و وفرة مياهها الآتية من زاينده رود، و تقوم اليوم أصبهان و أرباضها على ضفاف هذا النهر» (5).

و كانت أصبهان و ما زالت يضرب المثل بطيب مائها و صفاء هوائها، و تبارى الكتاب و الشعراء في إبراز ذلك (6).

[أما حدود أصبهان و مساحتها مع توابعها قديما و حديثا]

أما حدود أصبهان و مساحتها مع توابعها قديما و حديثا، فيقول أبو القاسم ابن خرداذبه: «و كور أصفهان ثمانون فرسخا في ثمانين فرسخا، و هي سبعة عشر رستاقا، في كل رستاق ثلاث مئة و خمس و ستون قرية قديمة سوى المحدثة، و خراجها سبعة آلاف ألف درهم ...» (7).

و كذا ذكر المؤلف و أبو نعيم في مقدمتي كتابيهما مساحتها القديمة، و كانت رقعتها وسيعة جدا.

قال ميرزا حسن الأنصاري: إن أصبهان كانت رقعتها وسيعة، حتى كان

ص: 26


1- انظر « الطبقات » 1/11
2- هذا الكتاب كان مقرراً في السنة الثانية من الثانوية الحكومية في إيران
3- انظر ص 85 من المصدر السابق
4- انظر دائرة المعارف للقرن العشرين 1 / 384
5- انظر بلدان الخلافة الشرقية ، ص 238
6- انظر الفصل الثاني ، « أهمية أصفهان ومميزاتها »
7- انظر المسالك والممالك 20 - 21 لابن حرداد به عبيد الله بن عبد الله ، وذكر اليعقوبي خراجها عشرة آلاف ألف درهم. أنظر « البلدان » لليعقوبي ص 275

جوشقان و نطنز و كاسان و كمره و محلات و دليجان إلى حدود قم من جهة الشمال، و كان من الجنوب إلى ايزدخواست بفارس، و شرقا إلى يزد و ابرقو، و غربا إلى قرب سيلا خور و خوانسار و كلبايكان (1).

أما حدود أصفهان و مساحتها اليوم، فهو كالتالي:

يحيط بها من الشمال أردستان و نواحي كاشان و كلبايكان، و من الجنوب شهرضا و مدينة آبازه و بهبهان، و من الشرق مدينة يزد و نائين، و من الغرب نواحي بختياري و حدود منطقة خوزستان (2).

و قد تقدم قول ابن خرداذبه في مساحتها: بأنها ثمانون فرسخا في مثلها و هكذا ذكر ياقوت الحموي. غير أنه قال: و هي ستة عشر رستاقا، و كل رستاق ثلاث مئة و ستون قرية قديمة سوى المحدثة (3)...

و ذكر الدكتور لطف الله أن طولها من زرد كوه- الجبل الأصفر- في أرض بختياري التي فيها مفيض نهر زاينده رود إلى بحيرة كاوخواني حوالي 300 كيلا، و عرضها من جبال قهرود التي في حدها الشمالي إلى قرية أمين آباد التي هي حدها الجنوبي الواقعة في أرض فارس أربعون و مئتا كيل، فتكون مساحتها مع جهار محل و بختياري 3، 40، 197 كيلا مربعا (4).

فلا شك أن أصفهان ثالثة مدن إيران بعد العاصمة و تبريز.

و إليك الخرائط التالية: إحداها توضح حدود أصفهان، و الثانية تبين المدن و القرى التابعة لها، و الثالثة تبين المسافة بينها و بين أهم المدن الإيرانية (5).

ص: 27


1- انظر « تاريخ أصفهان » - ورى - ص 20 .
2- انظر « كتاب أصفهان » ص 1-3 للدكتور لطف الله هنرفر ، « وجغرافيا إيران » / 86 المقرر للسنة الثانية في الثانوية الحكومية .
3- انظر « معجم البلدان » 207/1
4- انظر المصدر السابق للدكتور لطف الله
5- الأولى مأخوذة من كتاب « جغرافيا إيران » ، والثانية والثالثة من كتاب « أصفهان » للدكتور لطف الله

هذه الخريطة تبين حدود اصفهان الحديثة

ص: 28

هذه القائمة تبين مساحة إصفهان مع أهم المدن الإيرانية بالكيلومتر

ص: 29

أصفهان- بندر عباس/ 1149 كيلومتر

أصفهان- شيراز/ 295 كيلومتر

أصفهان- بوشهر/ 785 كيلومتر

أصفهان- اهواز/ 831 كيلومتر

أصفهان- يزد/ 329 كيلومتر

أصفهان- كرمان/ 714 كيلومتر

أصفهان- زاهدان/ 1275 كيلومتر

أصفهان- قم/ 240 كيلومتر

أصفهان- تهران (از راه قم)/ 222 كيلومتر

أصفهان- نهران (از راه ساوه)/ 239 كيلومتر

أصفهان- خرم آباد/ 217 كيلومتر

أصفهان- كرمانشاه/ 588 كيلومتر

أصفهان- كوهرنك/ 212 كيلومتر

أصفهان- سد شاه عباس كبير/ 110 كيلومتر

أصفهان- سد شاه اسمعيل/ 114 كيلومتر

أصفهان- كارخانه ذوب آهن/ 23 كيلومتر

طول راههاي آسفالته/ 1000 كيلومتر

طول راههاي شنى/ 1200 كيلومتر

طول راههاي خاكي/ 750 كيلومتر

هذه القائمة تبين مساحة اصفهان مع أهم المدن الإيرانية بالكيلومتر

ص: 30

[أما تاريخ إنشاء أصبهان]

أما تاريخ إنشاء أصبهان، فقد ذكر المؤلف في مقدمة «الطبقات» (1)، و كذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (2)و غيرهما، أن أول من بنى مدينة أصبهان الإسكندر الرومي (3)، و استتمّها كسرى أنوشروان، و ذلك بعد أن طلب الخبراء و الحكماء من دولة الروم العارفين بطبيعة الأرض و خصائصها، ليختاروا له أرضا معتدلة في هوائها، و صالحة في تربتها، و جيدة في عذوبة مائها، فجالوا البلاد و نفضوا أرضها و تربتها و فحصوها، فما وجدوا أرضا جامعة لهذه الأوصاف إلا أرض أصبهان، فهي من المدن القديمة المهمة، و قد أطال المؤلف في تعريفها، و ذكر خصائصها، و سيأتي ذلك، كما تناول تاريخ فتحها الإسلامي و من اشترك فيه من الصحابة، مع بيان القول: هل كان فتحها صلحا أو عنوة، و ذكر الراجح منهما في نظره.

و الذي يهمني ذكره، هو ما قيل في تاريخ فتحها في الإسلام من الأقوال، و المعتمد منها عند أهل التاريخ، و ذكر من تولى قيادة فتح أصبهان، هل هم أهل الكوفة كما يدعون أم أهل البصرة حسب دعواهم؟ و من القائد للجيش من الصحابة لفتحها؟.

فإنه قيل: عبد الله بن عبد الله الأنصاري، و قيل: أبو موسى الأشعري، و قيل: النعمان بن مقرن، و قيل: غير ذلك، و سنذكر الراجح منها، فأقول و بالله التوفيق:

لا خلاف في أن أصفهان فتحت بعد وقعة نهاوند، و لكن اختلفت الأقوال في تحديد السنة التي فتحت فيها نهاوند (4)، و أرجح الأقوال:

ص: 31


1- انظر ق 6 من الاصل
2- 15/1
3- قد اختلفت التواريخ في أول بانيها ، وذكرت الراجح منها ، وانظر التفصيل إن شئت في المصدر السابق لأبي نعيم ، « ومحاسن أصفهان » ص 16 المترجم إلى الفارسية ، و« تاريخ أصفهان » ص 3 . لميرزا حسن ، و «نصف جهان في تعريف أصبهان » ص 139 وما بعدها ، و« أصفهان » ص 59 وما بعدها للدكتور لطف الله هنرفر
4- انظر للتفصيل واستعراض الأقوال ما ذكره البلاذري في فتوح البلدان » ص 300 فما بعدها ،وخليفة في «تاريخه » / 147 ، 161 ، وابن جرير في تاريخه 247/4 ، وابن الأثير في « الكامل » 2/3 ، وابن كثير في « البداية » 12/7 وأبعد الأقوال ما ذكره خليفة من أن فتح نهاوند كان في سنة 21ه- وأصبهان في سنة تسع وعشرين وهذا مغاير لكل من ذكر تاريخ فتح أصفهان ، ويمكن حمل كلامه على فتح أصفهان ثانية بعد أن نقض أهلها العهد - والله أعلم - وانظر « دائرة المعارف » لوجدي 258/2

أنها فتحت سنة إحدى و عشرين للهجرة، و تلاها في نفس السنة على الراجح فتح أصبهان، و ذلك لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشار الهرمزان لفتح أصبهان و فارس و أذربيجان قبل أن يسير الجيش إلى نهاوند فقال لهرمزان: ما ترى؟ أبدأ بفارس أم بأذربيجان أم بأصبهان، فقال، إن فارس و أذربيجان الجناحان و أصبهان الرأس، فإن قطعت أحد الجناحين قام الجناح الآخر: فإن قطعت الرأس وقع الجناحان، فابدأ بالرأس، فدخل عمر المسجد و النعمان بن مقرن يصلي، فقعد إلى جنبه، فلما قضى صلاته قال: إني أريد أن أستعملك، قال: أما جابيا فلا، و لكن غازيا، قال: فأنت غاز ... الخ (1).

فيبدو أن عمر ولاه أولا قيادة جيش نهاوند و بعدها قيادة جيش أصبهان أيضا، ولكن قدر الله أن يستشهد النعمان في وقعة نهاوند، فلما بلغ عمر الخبر بشهادته، كتب إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري- و كان بطلا شجاعا من وجوه الأنصار-: أن سر إلى أصبهان، فخرج من نهاوند فيمن كان معه، و من انصرف معه من جند النعمان نحو جند قد اجتمع له من أهل أصبهان (2)...

فما قيل: إن النعمان تولى قيادة جيش أصبهان و قتل بها، ليس بصحيح، فقد رده البلاذري و ابن كثير(3) ، بل قد ذكر معظم كتب التاريخ استشهاده في نهاوند و هو الصحيح.

ص: 32


1- انظر تمام القصة في تاريخ الطبري ( 4 / 248 « وتاريخ خليفة » ص 147 وصرح الطبري أنه وجهه إلى أصبهان .
2- كذا ذكر المؤلف في مقدمة « الطبقات » ، والطبري في المصدر السابق ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » 24/1
3- انظر «فتوح البلدان » ص 310 « والبداية والنهاية » 112/7
من الذي فتح أصبهان:

لما لفتح أصبهان من أهمية، ادّعى فتحها كل من البصريين و الكوفيين، و ذهب كل منهم إلى تأييد دعواه بنقول (1).

و يمكن الجمع بين الأقوال إجمالا بأن البصريين و الكوفيين كانوا يشكلون مادة الجيش الأساسية وعدته، لذلك ادّعى الفتح كل منهم.

و الثابت من الروايات، أن الذي باشر فتح أصبهان: عبد الله بن عبد الله ابن عتبان الأنصاري، و قد كان أمير الجيش، و عبد الله بن ورقاء الرياحي الذي كان على مقدمة الجيش، و عبد الله بن ورقاء الأسدي الذي كان على مجنبة الجيش كما هو مصرح في كتاب عمر- رضي الله عنه- إلى عبد الله بن عبد الله الأنصاري(2) .

و كان عمر- رضي الله عنه- قد أمدّ عبد الله بن عبد الله بأبي موسى الأشعري من البصرة، فقدم عليه أبو موسى من الأهواز، و كان قد فتح قم و قاشان، و قد صالح الفاذوسفان- الحاكم- عبد الله، فدخل أبو موسى و عبد الله المدينة- جيّ-(3) . و تولى بعد ذلك بعض السرايا فتح بعض المدن و القرى التابعة لأصبهان. فمن هنا نستطيع أن نقول:

إن الذين تولوا فتح أصبهان و شاركوا فيها هم عدد من الصحابة من جيش البصرة و الكوفة، فكانوا إمّا أمراء لجيش أو لمقدمته أو لمجنبته، أو أمراء سراياه. و أحب أن أسوق ما ذكره المؤلف في مقدمة «الطبقات»(4) ، و أبو نعيم

ص: 33


1- ذكر هذا الخلاف والنقول أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 27/1 ، فقال : و أهل الكوفة وأهل البصرة مختلفون في فتحها ، فادّعى الكوفيون فتحها بجند الكوفة ، وادّعى البصريون فتحها بجند البصرة ، وروى كل واحد رواية يصحح بها دعواه ، ثم ساق أدلة الطرفين ، فراجعه إن شئت وانظر « دائرة المعارف الإسلامية » 2 / 258
2- انظر « تاريخ الطبري » 4 / 248 ، « وأخبار أصبهان » 1 / 24 - 25
3- انظر المصدرين السابقين وانظر « فتوح البلدان » ص 309
4- اترك فراغ

في «أخبار أصبهان»(1) ، و هو يوضح ما ذكرناه، فقالا، نقلا عن المدائني:

«إنه ذكر أن أبا مسلم(2) قال لأبي بكر الهذلي: خبرني عن الذي فتح بلدنا أصبهان، فقد اختلف علينا في ذلك، فقال أبو بكر الهذلي:

تولى فتح بلدكم العبادلة: عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري، و عبد الله بن ورقاء بن الحارث الأسدي، و عبد الله بن ورقاء الرياحي، و عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، و عبد الله بن عامر بن كريز القرشي، و عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي (3)، و كل هؤلاء قد حضروا فتحها و فتح أطرافها، و منهم من كان أمير الجيش، و منهم من كان رئيس سرية أو صاحب مقدمة».

ص: 34


1- أنظر 24/1 .
2- هو الخراساني
3- وقد وضحت الراجح في قيادة عبد الله بن بدیل بن ورقاء الخزاعي جيش أصبهان في تعليقي على ترجمة رقم 8 ، راجعه هناك إن شئت
الفصل الثّاني في أهمّيّة أصفهان و مميّزاتها و بعض نشاطات أهلها و مذهبهم
مميزّاتها

تقدم معنا الكلام في وصف موقعها، و تاريخ فتحها و تبيين بعض أهميتها، و أحب الآن أن أستعرض بعض مميزاتها، فهي تمتاز من الناحية الطبيعية في عذوبة مائها و نقاء هوائها و اعتداله، يقول محمد مهدي: «أما هواء أصفهان فمعتدل في الصيف و الشتاء، و كامل في الرقة و الصفاء» (1).

و كذا وصفها الدكتور لطف الله و الدكتور علي كلباسي (2).

و هي تمتاز باحتوائها على آثار عادية قديمة و فريدة، قلّ أن تساويها أو تدانيها بلد من بلدان العالم.

يقول الباحث أندره مالرو الكاتب الفرنسي، و كذا هنرشناس الفرنسي أيضا: «إن أصفهان لا يدانيها بلد في العالم إلا فلورانسا و پكن» (3).

ص: 35


1- انظر «نصف جهان في تعريف أصفهان » ص 88 باللغة الفارسية ، والمأخوذ مترجم عنه .
2- انظر كتاب أصفهان ص 181 للدكتور لطف الله ، و «اقتصاد شهر أصفهان » ص 8 للدكتور كلباسي .
3- انظر المصدر السابق للدكتور لطف الله . وفلورنسا مدينة في إيطاليا . أنظر « الموسوعة العربية الميسرة» 2 / 1313 . ويكن : معروفة وهي عاصمة الصين الشعبية الآن . راجع لمعرفة الآثار التاريخية القديمة بأصبهان كتابي الدكتور لطف الله هنرفر كنجييه « آثار : تاريخي أصفهان » ، وهو أكبر وأوسع كتاب في هذا الموضوع في أكثر من ألف صفحة ، « وكتاب أصفهان » ص 158 - 170 ، وقد صور معظم الآثار في كتابه الأول

و يختص أهلها بالإبداع لبعض الصناعات اليدوية المحلية الدقيقة، منها تطعيم الأواني المعدنية بالنقوش الفنية المذهبة الجميلة (1)، و النسيج الممتاز، و صنع الأكواز في غاية الدقة و الرقة، و غير ذلك من الصناعات اليدوية، و شهد لهم بذلك كثيرون، و منهم القزويني، حيث قال: «و لصناعها يد باسطة في تدقيق الصناعات، لا ترى خطوطا كخطوط أهل أصفهان، و لا تزويقا كتزويقهم، و هكذا صنّاعهم في كل فن، فاقوا جميع الصنّاع، حتى إن نساجها ينسج خمارا من القطن أربعة أذرع وزنها أربعة مثاقيل، و الفخاري يعمل كوزا وزنه أربعة مثاقيل يسع ثمانية أرطال ماء، و قس على هذا جميع صناعاتهم» .

و كذا يقول القزويني: «كل شي ء استقصى صناع أصفهان في تحسينه، فأعجزوا عنها صناع جميع البلدان» (2).

و أهميتها من حيث موقعها، أنها تقع على الطريق التجارية الممتدة إلى أهم المدن الإيرانية، و بالأخص العاصمة طهران، مشهد و أهواز و خرمشهر و عبادان و شيراز، و كرمان، و بهذا أصبحت مركزا تجاريا في إقليم الجبال هامّا (3).

يقول لسترنج: «و كانت أصفهان مركزا تجاريّا في إقليم الجبال، يرتفع منها العتابي- نوع من الثياب- و سائر ثياب القطن و يجود، تجلب منها إلى سائر النواحي ... و هي أخصب مدن الجبال و أوسعها عرضة و أكثرها ماء و تجارة» (4).

ص: 36


1- وقد رأيتها في سفري إلى أصفهان في بيت صديق لي تعرفت عليه بالمدينة وهو يعرف هذا الصنع وأراني بعض ما صنعه
2- انظر « آثار البلاد » ص 296 وانظر لمعرفة الصناعات مفصلاً كتاب « اقتصاد شهر أصفهان » ص 98 - 130 و أصفهان ص 182 - 195 ، ونصف جهان في تعريف أصفهان » ص 123 وما بعدها
3- انظر کتاب «اقتصاد شهر اصفهان » ص 182 ذكر الأشياء الواردة بأصفهان والصادرة عنها عن طريق العاصمة إلى الخارج
4- انظر « بلدان الخلافة الشرقية » ص 238 ، وذكر جميع هذه المميزات الدكتور لطف الله في كتابه أصفهان ص 181 ، وانظر « نصف جهان » أيضاً / 124 - 126 .
أهميّة أصفهان

إليكم بعض النقول المبينة أهمية أصفهان على وجه عام:

قال ياقوت الحموي: «أصبهان مدينة عظيمة مشهورة، من أعلام المدن و أعيانها، و يسرفون في وصف عظمها، حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد إلى غاية الإسراف» (1).

و قال القزويني: «أصبهان مدينة عظيمة، من أعلى المدن و مشاهيرها، جامعة لأشتات الأوصاف الحميدة، من طيب التربة، و صحة الهواء، و عذوبة الماء، و صفاء الجو، و صحة الأبدان، و حسن صورة أهلها، و حذقهم في العلوم و الصناعات، قال الشاعر:

لست آسى من أصفهان على شي ءسوى مائها الرحيق الزلال

و نسيم الصبا و منخرق الريح و جو صاف على كل حال (2)

و قد أطال المافروخي في وصف أصبهان في كتابه «محاسن أصفهان»(3) و ذكر ابن بطوطة في رحلاته حين سافر إلى أصفهان سنة 726 ه فقال:

«أصبهان من كبار المدن و حسانها، إلّا أنّها الآن قد خرب أكثرها بسبب الفتنة التي بين أهل السنة و الروافض ... إلى أن وصف أهل أصفهان فقال:

و أهلها حسان الصور، و ألوانهم بيض ظاهرة مشوبة بالحمرة، و الغالب عليهم الشجاعة و النجدة، و فيهم كرم و تنافس عظيم فيما بينهم» (4).

قال شواليه شاردن: «أحسب أن عظمة أصفهان في آسيا كعظمة لندن في أوربا»، و قال أيضا: «إن عدد سكان أصبهان في عهد الشاه عباس الكبير كعدد

ص: 37


1- انظر « معجم البلدان » 206/1
2- انظر « آثار البلاد وأخبار العباد » ص 296
3- كما ذكر محمد مهدي في «نصف جهان » ص : 4
4- انظر « رحلة ابن بطوطة » 2 / 199 - 200

سكان لندن» (1).

و قد بالغ بعض، فقالوا: «أصفهان نصف جهان» (2)، أي: أصفهان نصف الدنيا، و سمى بعض المؤلفين تأليفاتهم بهذا الاسم «نصف جهان» (3).

أما عموم أهل أصفهان، فهكذا يعتقدون و يزعمون أن بلدهم أحسن بلدان العالم من جميع النواحي (4).

و يقول أوزن فلاند (5): «إن أصبهان من إحدى أكبر بلدان العالم بدون أي مبالغة، و مساحتها تزيد على أربعين كيلا».

رغبة النّاس بالهجرة إلى أصفهان

نظرا لما تقدم من أهميتها، و تبيين مميزاتها، أصبحت أصفهان محطّ أنظار الناس و مثار إعجابهم، فكثرت الرغبة في الانتقال إليها و استيطانها، و قد شجع على هذا، استتباب الأمن فيها بعد أن أخضعها المسلمون لسلطانهم، فعلت بهذا منزلتها، و زادت أهميتها، و احتلت مكانا عليّا بين بقية المدن المجاورة لها، و ظهر هذا الأثر بكثرة فيمن خرّجت من العلماء الأئمة، و الصناع المهرة، و التجار الحاذقين. قال ميرزا حسن الأنصاري: «نظرا لأهمية أصفهان، هاجرت قبائل من العرب إليها من بني ثقيف و بني تميم و خزاعة و عبد القيس و بني ضبة» (6).

ص: 38


1- انظر دانشمندان و برزگان « أصفهان » ص 39 و « كتاب أصفهان » ص 3 .
2- انظر نفس المصدر السابق .
3- انظر قائمة المؤلفات في أصفهان .
4- انظر « اقتصاد شهر أصفهان » ص 39 علي كلباسي ، وقد لاحظت ذلك منهم عند سفري إليها
5- هو السائح الفرنسي الذي زار أصفهان في سنة 1255 ه- - 1840م . انظر « كتاب أصفهان » ص 4 .
6- انظر ( تاريخ أصفهان ) ص 13 ويعلل المؤلف ميرزا حسن وجود النواصب فيها ، للجوء بني ضبة بعد موقعة الجمل ، وكانوا قد اجتمعوا حول هودج عائشة - رضي الله عنها - إليها واستقرارهم فيها ، وانظر « البلدان » لليعقوبي ص 474 المترجم إلى الفارسية

بل كان بعض التابعين يتمنى أن يكون من أهل أصفهان، فهذا سعيد ابن المسيب التابعي الجليل يقول: «لو لم أكن رجلا من قريش لأحببت أن أكون من أهل فارس أو أصبهان» و في رواية أخرى لأبي نعيم يقول: «لو تمنيت أن أكون من أهل بلد لتمنيت أن أكون من أهل أصبهان» (1).

ما ورد من الفضل لأهل هذه البلاد

فكيف لا يتمنى هو و لا يقبل أهل أصفهان على الدين و العلوم الإسلامية، و قد صح عن الرسول- صلى الله عليه و سلم- فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: «لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس، أو قال: من أبناء فارس».

و في رواية ثانية قال أبو هريرة: «كنا جلوسا عند النبي- صلى الله عليه و سلم- إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ (2). قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي- صلى الله عليه و سلم- حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثا قال: و فينا سلمان الفارسي- رضي الله عنه- قال: فوضع النبي- صلى الله عليه و سلم- يده على سلمان، ثم قال: «لو كان الإيمان بالثّريا لناله رجال من هؤلاء(3) هذا لفظ مسلم. و لفظ الترمذي: «و الذي نفسي بيده، لو كان الإيمان بالثريا، لتناوله رجال من هؤلاء»(4) .

و في رواية لأحمد بلفظ: «لو كان العلم بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس» (5).

ص: 39


1- انظر مقدمة « الطبقات » لأبي الشيخ ص 3 « وأخبار أصفهان » 1/ 39 ، وإسناده حسن
2- سورة الجمعة الآية : 3
3- انظر « صحیح مسلم » 16 / 100 - 101 «مع شرح النووي »
4- انظر ( سنن الترمذي )، 5 / 6، 86 ، 382 ، وقد حسنه في موضع ، وضعفه في موضع آخر، ورواية الترمذي وأحمد - مع ضعف أسانيدهما - تتقوى بمجموع الطرة وتتأيد برواية مسلم .
5- وانظر ( مسند أحمد ) 1397/22 ، 309 ، 420 ، 422 ، 469 ، وفي سنده شهر بن حوشب ، وهو صدوق كثير الأوهام ، ويحسن بمجموع الطرق كما قلت سابقاً
بدء التحديث بأصفهان

و بالإضافة إلى ذلك فقد حل بأصبهان عدد من الصحابة عند فتحها، و منهم الصحابي الجليل المحدث الكبير الذي طبقت شهرته الآفاق، و هو يقف محدّثا بأصبهان (1)، و يصلي بهم هناك صلاة الخوف، و ليس بهم كبير خوف، و لكن ليعلمهم دينهم (2)، و ليريهم كيف كان يصلي بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف يخلف بعده بأصبهان السائب بن الأقرع (3)، و له صحبة، و قيل: إنه توفي بها. و من عقبه بأصبهان: المغيرة و عصام و محمد بنو الفيض .. و تناسلوا بأصبهان (4)، فكان السائب يتولى أمور المسلمين بها و يؤمهم و يعلمهم أحكام دينهم، و هكذا كان الصحابة يتولون الأمور بها واحدا بعد الآخر، و يعلمون أهلها السنن و الفرائض.

ذكر أبو نعيم: «أنه كان رجل بأصفهان من بني سليم من أصحاب النبي- صلى الله عليه و سلم- و كان في جملة الدهاقين يعلم أهلها الفرائض و السنن» (5).

و هكذا كان خالد بن غلاب عاملا على أصبهان من قبل الخليفة عثمان رضي الله عنه (6).

و استعمل علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- على أصبهان «مخنف بن سليم، ثم عمرو بن سلمة، ثم الحارث بن عبد الله بن عوف بن أصرم، و كذا سيره معاوية إلى أصبهان» (7).

ص: 40


1- انظرت 4 وقد عنون المؤلف بقوله « ذكر ما حدث بأصبهان بعد افتتاحه » .
2- انظر « أخبار أصبهان » 1/ 58 - 59
3- انظر « أخبار أصبهان » 1 / 25 ، 26 ، 75
4- نفس المصدر 75/1
5- نفس المصدر 75/1
6- المصدر السابق 72/1 ، 73
7- المصدر السابق 72/1 ، 3
نشاط العلماء بأصبهان

فلا عجب إذا أن تصبح أصبهان دار السنة فيما بعد و مهاجر العلماء و محطّ رحلهم، و كان المساجد و المدارس محل نشاط العلماء، و قد بنى نظام الملك في القرن الخامس عدة مدارس في عدة مدن، منها: أصفهان، و بغداد، و بصرة، و هراة، و نيسابور (1).

يقول السيد مصلح الدين مهدوي: «إنّ أصبهان كانت من القرون الأولية الإسلامية مركز العلم و العرفان، و نبغ فيها جماعة من العلماء و العرفاء و الحكماء و الشعراء و المحدثين و الخطباء و الوعاظ، و كانوا يرحلون لأخذ العلم و طلب الحديث من بلد إلى بلد، و يحضرون مجلس العلماء و المحدثين» (2).

و قد نبغ منها العلماء في كل فن، فكم من مهاجر إليها، و كم من قادم عليها لطلب العلم و أخذ الحديث بالأخص.

عناية العلماء بتاريخ أصفهان

و اهتمام العلماء بتاريخ أصبهان و رجالها العلماء و المحدثين و الشعراء دليل على ذلك نحو «التاريخ الكبير» لحمزة بن الحسين الأصبهاني (ت 360 ه)، و «الطبقات» للمؤلف، الذي تضمن التعريف المطول لنحو ستمائة و ستين علما، و «ذكر أخبار أصبهان» الذي تضمن التعريف لنحو ألفي شخص من محدثي أصبهان و القادمين عليها، و غير ذلك من المؤلفات خير شاهد على نشاط الحركة الفكرية فيها.

يقول السمعاني: «خرج منها جماعة من العلماء في كل فن قديما و حديثا، و صنف في تاريخها كتب عدة قديما و حديثا» (3).

ص: 41


1- انظر «گنجینه آثار تاريخي أصفهان » 59 ، 62 وتاريخ أصفهان ص 216 و تاریخچه أوقاف أصفهان ، ص 33 .
2- انظر ( تذكرة القبور أو دانشمندان وبرزكان أصفهان ) / المقدمة ، والمأخوذ مترجم عن الفارسية
3- انظر الأنساب 1 / 284 ، وانظر قائمة المؤلفات في أصبهان

يقول ياقوت الحموي: «خرج من أصبهان من العلماء و الأئمة في كل فنّ ما لم يخرج من مدينة من المدن، و على الخصوص علو الإسناد، فإن أعمار أهلها تطول، و لهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث، و بها من الحفاظ خلق لا يحصون، و لها عدة تواريخ .. و من نسب إلى أصبهان من العلماء لا يحصون» (1).

قال القزويني: «أما أرباب العلوم كالفقهاء و الأدباء و المنجمين و الأطباء، فأكثر من أهل كل مدينة، سيّما فحول الشعراء و أصحاب الدواوين فاقوا غيرهم بلطافة الكلام و حسن المعاني و عجيب التشبيه و بديع الاقتراح» (2).

بلغ نشاط العلماء بأصبهان إلى حد يتفاخر به أهلها و ينكر وجود العلماء في غيرها.

و لنستمع إلى أبي عبد الله المقرى ء محمد بن عيسى (ت 241 ه) هو أصله من أصبهان و نشأ في الريّ، و مع ذلك يخاطب أهل الري فيقول: «يا أهل الري من الذي أفلح منكم؟.

إن كان ابن الأصبهاني فمنّا، و إن كان إبراهيم بن موسى فمنّا، و إن كان جرير فمنّا، و إن كان الخط فجدي علمكم، ما أفلح منكم إلا رجل واحد، و لن أقول لكم حتى تموتوا كمدا» (3).

نشاط التحديث في قرى أصفهان

لا شكّ أن الحركة العلمية في أصبهان أثرت على المدن و القرى المجاورة التابعة لها، حيث لم تجد قرية من قرى أصبهان في القرن الثالث و ما بعدها إلا

ص: 42


1- انظر « معجم البلدان » 209/1 ، 210
2- انظر « آثار البلاد وأخبار العباد » ص 297 ، وعد أسماء عدد من أصحاب الدواوين ، ثم قال : فهؤلاء أصحاب الدواوين الكبار لا نظير لهم في غير أصبهان
3- انظر طبقات المحدثين 2/105 لأبي الشيخ ابن حيان

و خرج منها جماعة من العلماء و المحدثين، يقول ياقوت الحموي: «و كذلك الأمر في رساتيقها و قراها التي كل واحدة منها كالمدينة» (1).

و إليك ذكر بعض المدن و القرى التابعة لها، و قس الباقية عليها مما ذكرها السمعاني و الحموي و القزويني، فقال السمعاني في قرية الأسواري: إنها قرية من قرى أصبهان، خرج منها جماعة من العلماء و المحدثين، منهم أبو علي الحسين بن زيد الأسواري، ثم ذكر أسماء عدة منهم (2)، و هكذا ذكر ياقوت الحموي أسماء عدد من المحدثين، ثم قال: «فهؤلاء منسوبون إلى قرية بأصبهان كما ذكرنا» (3).

و ذكر السمعاني تحت كلمة جورجير- بضم الجيم و الراء الساكنة بعد الواو- أنها محلة كبيرة معروفة بأصبهان، بها الجامع الحسن و يعرف بها، و كان بها جماعة من المحدثين قديما و حديثا، و قال السمعاني: و سمعت من جماعة منهم، ثم ذكر مترجما أسماء عدد من المحدثين(4) من أهلها.

و كذا ذكر ياقوت الحموي أنه كان بها جماعة من الأئمة قديما و حديثا (5).

و هكذا ذكر الحموي في محلة جوباره: أنها محلة بأصبهان، قال أبو الفضل المقدسي: «حدثنا من أهلها جماعة، و نسب بعضهم إلى المحلة، ثم ترجم لعدد كبير منهم» (6).

و ذكر السمعاني في نسبة الجوزداني- بضم الجيم- نسبة إلى جوزدان و يقال لها كوزدان، و هي قرية على باب أصبهان كبيرة و كثيرة الخير، بتّ بها ليلة و سمعت بها الحديث، ثم ذكر أسماء عدد من المحدثين المنسوبين إليها، و ذكر

ص: 43


1- انظر « معجم البلدان » 1 / 110 .
2- انظر « الأنساب » 247/1
3- انظر معجم البلدان / 190 - 191 .
4- انظر « الأنساب » 2 / 393
5- انظر « معجم البلدان » 2/ 180
6- نفس المصدر السابق 2 / 175 - 176 .

من جملتهم أبا عبد الله محمد بن هارون بن عبد الله الجوزداني، و قال: «و ذكر أبو الشيخ(1) أنه كان يختلف معه إلى البزار» (2).

و كذا قال ياقوت: «إنه ينسب إليها جماعة من الرواة» (3).

و أيضا ذكر السمعاني و الحموي في نسبة الجيراني- بفتح الجيم-: هي نسبة إلى جيران، و هي من قرى أصبهان على فرسخين منها فيما أظن، ثم ذكر أسماء المشهورين منها (4).

فكيف لا تبقى أصبهان خلال التاريخ الإسلامي مورد عناية العلماء، و هي مركز أهل الحديث و مبعث نشاط الرواة، حيث بلغ إلى حد كان العلماء يرحلون إليها و يستوطنونها، و كتاب المؤلف- «طبقات المحدثين بأصبهان و الواردين عليها»- و كذا «ذكر أخبار أصبهان» أكبر شاهد على ما تقدم.

فمن مشاهير المحدثين الحفاظ الذين قدموا إلى أصبهان و استوطنوها: أبو مسعود الرازي الذي أقام بأصبهان 45 سنة، ثم ارتحل إلى العراق، و رجع منها إلى أصفهان و استوطنها، و قد صنف المسند و الكتب (5).

و أحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر المديني، توفي 272 ه و لم يحدث في وقته من الأصبهانيين أوثق منه و أكثر حديثا، صنف المسند، كتب بالشام و مصر و العراق .(6)

و قد أقام الطبراني بأصبهان ستين سنة يحدث بها و استوطنها أخيرا، و توفي

ص: 44


1- أبو الشيخ هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان صاحب الطبقات هذا . والنص موجود فيه . 216 /2
2- انظر « الأنساب » 402/2 .
3- انظر معجم البلدان 183/2
4- نفس المصدر 197/2 - 198
5- انظر ترجمة رقم 168 من « الطبقات » للمؤلف « وأخبار أصبهان » 82/1 .
6- انظر ترجمة رقم 253 من « الطبقات» للمؤلف و «أخبار أصبهان» 85/1

بها، و دفن سنة 360 عند قبر حممة بن أبي حممة الصحابي عند باب مدينة جيّ (1).

و كذا الحافظ أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، قدم أصبهان فقال: «حدثت من حفظي بأصبهان ستة و ثلاثين ألفا ألزموني الوهم فيها في سبعة أحاديث، فلما انصرفت، وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به»(2) . و توفي سنة 316 ه. فهذا يدل على اهتمام الأصفهانيين بالحديث.

و كذا أبو داود الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود مولى قريش قدم أصبهان، و حدث بها مرات(3) و هو صاحب المسند و غيرهم كثير.

الحركة الفكرية في مدن المشرق

و مما يدل على نشاط الحركة الفكرية في مدن المشرق، و خاصة أصبهان: عناية العلماء و اهتمامهم الفائق بالتصنيف لتعريف رجالها، حيث صنفوا كتبا كثيرة لم يصنف لبلد مّا بهذا المقدار، فهذا أبو أحمد الحاكم يقول: «اعلم بأن خراسان و ما وراء النهر لكل بلد تاريخ صنفه عالم منها» (4).

و يقول الأستاذ الدكتور أكرم العمري: «و قد أحصيت لمدن المشرق 28 مؤلفا من مجموع 48 مؤلفا ألّفها علماء المسلمين في تاريخ الرجال المحلية حتى نهاية عصر الخطيب البغدادي- أي القرن الخامس- و يأتي نصيب العراق بالمرتبة الثانية، حيث يبلغ عدد المؤلفات الخاصة برجال مدنه 7 مؤلفات ..» (5).

و المؤلفات المذكورة في مدن المشرق تناولت عشر مدن فقط، و فاقت

ص: 45


1- انظر « أخبار أصبهان » ١ / ٣٣٥ وأنظر « تذكرة الحفاظ » ٣/ ٩١٥
2- انظر « تذكرة الحفاظ » ٣ / ٩١٥
3- انظر ترجمة رقم 93 من « الطبقات » للمؤلف و « أخبار أصبهان » 332/1
4- الذهبي في « تذكرة الحفاظ» ١٠٤١/٣
5- انظر « موارد الخطيب » / ٢٦١ له

أصبهان في حظها على جميع المدن كما يذكر لنا الأستاذ أكرم ضياء العمري بعد أن ذكر خمسة مؤلفات لتاريخ أصبهان في الموارد، و زاد مؤلفا آخر في البحوث، فقال: «هكذا فإن حظ أصبهان من التواريخ كبير، مما يوضح نشاط الحركة الفكرية فيها في القرنين الرابع و الخامس الهجريين» (1).

قلت لقد عني علماء المسلمين بأصبهان و اهتموا اهتماما تامّا في التصنيف و التأليف في جوانب شتى في خلال التاريخ الإسلامي، فمنهم من اهتم بتاريخ أصبهان كمدينة، و منهم من اهتم بتاريخها باعتبار سكانها أكثر، و منهم من خصها باعتبار محدثيها و الواردين عليها، و منهم من أفرد تأليفه لشعراء أصفهان، و منهم من قصره على الناحية الجغرافية، و عرج على بقية النواحي و خص بعضهم الناحية الاقتصادية بالإضافة إلى اختصاص بعض تصانيفهم بمحاسن أصفهان، و أغمضوا بقية النواحي، و هكذا.

و لا نغفل أن هناك عددا من الباحثين الأجانب، و السائحين و السياسيين الأوروبيين ممن اهتموا، فجمعوا معلومات عن مدن إيران، و ألفوا فيها، و خصوا أصبهان بمزيد من العناية (2).

[الكتب المؤلفة في أصبهان قديما و حديثا]

إليكم الكتب المؤلفة في أصبهان قديما و حديثا عبر القرون الإسلامية، حسبما وقفت عليه، أو ذكرته المصادر.

لقد أرخ لأصفهان عدد كبير من علمائها و غيرها، فأول من وقفت عليه أنه أرخ لها: هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني (ت 310 ه)، باسم:

1- «تاريخ أصبهان» (3).

ثم أبو بكر محمد بن علي بن الجارود الأصبهاني (ت 325 ه)، باسم:

ص: 46


1- انظر « موارد الخطيب » ص 279 و بحوث في تاريخ السنة المشرفة ، ١٤٠ – ١٤٢
2- كما سيأتي في مبحث الكتب المؤلفة في أصبهان
3- ذكره ابن خلكان في « وفيات الأعيان » ٤/ 289 وأكثر عنه الرواية أبو الشيخ في « الطبقات » ، و لم يذكر اسم كتابه ، ويبدو أنه مفقود ، والله أعلم

2- «فوائد الأصبهانيين» (1).

ثم أبو عبد الله حمزة بن الحسين المؤدب الأصبهاني المعروف بحمزة الأصبهاني (ت قبل 360 ه)، قال السمعاني: كان صاحب.

3- «التاريخ الكبير لأصفهان»(2) ، و كذا ذكر له المافروخي كتابا باسم:

4- «رسالة أصفهان» في مصادر كتابه «محاسن أصفهان» (3)، فلعله اختصرها من كتابه السابق، و الله أعلم.

و خص حمزة تأليفا مستقلا باسم:

5- «شعراء أصفهان» (4)، مفقود، أفاد منه الحموي.

ثم أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري (ت 369 ه) ألّف:

6- كتابه «طبقات المحدثين بأصبهان و الواردين عليها» (5)و هو كتابنا هذا،

7- و كتابه «فوائد الأصبهانيين»، يوجد منه 4 أوراق بالظاهرية (6).

ص: 47


1- ذكره أبو الشيخ في « طبقات المحدثين » ٣/٢٢١ . لم يصل إلينا
2- انظر « الأنساب » ١/ ٢٨٤ وكذا ذكره أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 300/10 ، وابن النديم في « الفهرست » ص 199 ، وياقوت في « إرشاد الأريب» ، وأفاد منه في 129/1 ، 131 ومواضع ، وذكره السخاوي في « الإعلان » ص 122 وذكر بعض الاقتباسات بروكلمان في تاريخ الأدب » العربي ) ٣ / ٦١ - ٦٢ ، وروزنتال في « علم التاريخ عند المسلمين » ص ٦١٦ ، وفؤاد سركين في «تاريخ التراث » ص ٥٤١
3- انظر « نصف جهان في تعريف أصفهان » ص 5 لمحمد مهدي
4- ياقوت الحموي في إرشاد الأريب ٦/ 289 - 292 ، وفؤاد سزكين في تاريخ التراث» / ٥٤١
5- سيأتي الكلام عليه في الباب الثاني ، إن شاء الله تعالى
6- وذكره أبو الشيخ نفسه في « الطبقات » ( انظرت رقم 102 ) ، وتلميذه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٦/١ ١ / ٦ يوجد ٤ أوراق في مجموعة ٣٨ من ٥٥ - ٥٩ برقم ٥٤٦ بالمكتبة الظاهرية وتصويرها موجود بقسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية ، وكذا ذكره ابن حجر بسنده في معجم المفهرس ٢/٥٦ أن أبا الشيخ أخبره الجزء الثالث من « فوائد الأصم » . . . وكذا الجزء الثاني بنفس السند ، وقال : أخبرنا الأصم بالفوائد له في اثني عشر مجلداً

يبدو مما ذكره ابن حجر أنه جمع فيه بعض مرويات محدثي أصفهان، فإنّه قال: «أول الجزء الثالث: حديث تميم الداري في النهي عن خمس و آخره: أغروا النساء يلزمن الحجاب» (1). و قال أبو الشيخ نفسه بعد أن ذكر في الطبقات أحاديث خرجتها في فوائد الأصبهانيين(2) .

ثم أبو الفتح عثمان بن جني النحوي المشهور بابن جني (ت 392 ه) ألف كتابه المسمى:

8- «بالتذكرة الأصبهانية». «لم أقف عليه، فلعله في النحو (3)، و الله أعلم».

ثم أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الحافظ (ت 396 ه)، ألف كتابا باسم:

9- «تاريخ أصفهان» (4).

ثم أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه (ت 410 ه)، ألّف:

10- كتابه «تاريخ أصفهان» (5).

ثم أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني (ت 430 ه) ألّف كتابه:

ص: 48


1- انظر المصدر الأخير السابق لابن حجر
2- انظرت 102 من « الطبقات »
3- ابن خلكان في « وفيات الأعيان » ٢٤٧/٣
4- السخاوي في « الإعلان » ص / 122 ، والكتاني في « الرسالة المستطرفة » ص ١٣١ ، وهو مفقود ، نسب « تاريخ أصبهان » لعدد من آل مندة ، ورجحت أن كل من ذكرته ألف في تاريخها ، وإلى هذا مال الكتاني
5- اقتبس منه السمعاني في « الأنساب » ١ / ٦٨ ، ١٦٠ ، ١٦٤ ، ٢٥٩ ، ومواضع . وذكره ياقوت في « معجم البلدان » ٢ / ١٥٥ . وابن الأثير في « اللباب » ٢٨٧/١ ، ٣٥٩/٢. واقتبس منه الذهبي في «تذكرة الحفاظ » ٢ / ٨٨٦ ، ٨٨٧ ، ٩٤٦ ، ٩٧٤ وذكره الداودي في » طبقات المفسرين » ٩٣/١ . وكذا السخاوي في «الإعلان» / 122 ، وابن حجر في » اللسان » 117/1 والكتاني في «الرسالة المستطرفة » / ١٣١

11- «ذكر أخبار أصفهان»، و هو كتاب جامع، استدرك ما فات المؤلفين السابقين، حتى بلغ عدد المترجمين فيه حوالي ألفي علم(1) .

ثم أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة (ت 470 ه) ألّف:

12- كتابه «تاريخ أصبهان» (2).

13- ثم علي بن حمزة بن عمارة في كتابه «قلائد الشرف» ألفه في محاسن أصفهان (3).

ثم مفضل بن سعد بن الحسين المافروخي الأصبهاني (ت في آخر القرن الخامس) ألف:

14- كتابه «محاسن أصفهان» (4).

و قد ترجمه إلى الفارسية حسين بن محمد الأصفهاني العلوي في القرن الثامن الهجري مع إضافات كثيرة بذيله (5).

ثم أبو بكر محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحيم المعدل (ت)، ألّف كتابه:

ص: 49


1- طبع في ليدن في مجلدين طبعة جيدة استدركت بعض الأخطاء في قائمة آخر الجزء الثاني ، وقد اعتمدت عليه كثيراً في مقابلة النصوص وتخريجها
2- الكتاني في « الرسالة المستطرفة » / 131 ، مفقود ولم يصل إلينا الكتاني في « الرسالة المستطرفة » / 131 ، مفقود ولم يصل إلينا
3- ذكره محمد مهدي في« نصف جهان » ص ٤ من جملة مصادر ما فروخي في كتابه « محاسن أصفهان » لم أقف عليه
4- طبع في إيران - طهران _ سنة ١٣٥٢ه_
5- انظر کتاب «گنجینه آثار تاريخي أصفهان» ص ٤٣ للدكتور لطف الله هنرفر « ونصف جهان » ص ٥ ، وذكر مؤلفه محمد مهدي أن الأصل والمترجم عنه كلاهما عنده وطبعا في طهران ، وقد بحثت عن هذا الكتاب في سفري إلى إيران في هذا العام ( ١٤٠٠ه_ ) وبقيت أسبوعاً في طهران وأربعة أيام في أصفهان ، ولكن لم أوفق في الحصول عليهما

15- «تاريخ أصبهان» (1).

ثم أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده (ت 511 ه) ألف.

16- كتابه «تاريخ أصفهان» (2). يوجد منه قطعة من (ق 228- 235) بالظاهرية (3).

و أبو طاهر السلفي أحمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني الجرواني (ت 576 ه)، له كتاب ألفه في مشيخته الأصفهانية في مجلد سماه:

17- «مشيخة أصبهان» أو «السفينة الأصبهانية» (4).

و قد أضاف حسين بن محمد أبي الرضا العلوي الذي ترجم «محاسن أصفهان» للمافروخي سنة 729 ه إلى ذيل الكتاب المذكور- و هو أصفهاني- معلومات كثيرة و من جملة ما ذكره:

18- وصف مدرسة نظام الملك بأصبهان(5) فيعد هذا تأليفا مستقلا.

ثم في مطلع القرن التاسع، ألف محمد مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت 817 ه) صاحب «القاموس المحيط» كتابا في تاريخ أصفهان، و سماه:

ص: 50


1- السخاوي في « الإعلان بالتوبيخ » ص 122 مفقود
2- السمعاني في « الأنساب » ق / ٦٠٣ ، وياقوت الحموي في « معجم البلدان » ٥٤٥/٢ ، وابن خلكان في « وفيات الأعيان » ٤٤٥/٤ ، والسخاوي في « الإعلان بالتوبيخ » / ١٢٢ ، والكتاني في « الرسالة المستطرفة » ص 131
3- انظر « فهرس المخطوطات الظاهرية » 1 / 119 وهو برقم ٢٣٦ حديث
4- السخاوي في «الإعلان بالتوبيخ » ص 119 باسم « معجم اصفهان » - والكتاني في « الرسالة المستطرفة ، ص 137 باسم «مشيخة اصفهان » - في مجلد ، والزركلي في «الأعلام » 209/1 ، وانظر مقدمة » سؤالات السلفي » ص ١٤ - لم أقف عليه
5- انظر «گنجینه آثار تاريخي أصفهان» ، ص ٦٢

19- «نزهة الأذهان في تاريخ أصفهان» (1).

و قد اهتم عدد كبير بعد الألف من الهجرة في القرون الثلاثة بالتأليف في أصفهان، فألّف حاكم أصفهان ميرزا حسين خان بن محمد إبراهيم خان في سنة 1294 ه:

20- كتابه «جغرافيا أصفهان» (2).

21- و محمد مهدي أرباب، ألف كتابه «نصف جهان في تعريف أصفهان»، في سنة 1303 ه (3).

و كذا ألف المفكر الفريد السيد جلال الدين طهراني كتابه:

22- «أصفهان نصف جهان» يقصد أن أصفهان نصف العالم (4).

23- ألّف ملا عبد الكريم آخوند جزي كتابه «رجال أصفهان»، و لكنّه لم يذكر من علماء أهل السنة إلا عددا ضئيلا جدا، و ترجم للمتأخرين من علماء الشيعة، ثم زاد عليه و استدرك السيد المفكر مصلح الدين المهدوي، فألف عليه

24- و سماه: «تذكرة القبور أو دانشمندان و برزكان أصفهان»، تضمن أكثر من ألفي شخص كلهم من رجال الشيعة، اللهم إلا رجلا من أهل السنة، حسبه شيعيا أو نادرا (5).

25- «تاريخ أصفهان و ريّ» ألفه الحاج ميرزا حسن خان الأنصاري، و جعله في

ص: 51


1- كذا ذكره حاجي خليفة في « كشف الظنون » 2/ 1939 ، وروزنتال في علم التاريخ عند المسلمين ص ٥١٦ ، والزركلي في « الأعلام » 19/8 ، وميرزا حسن الأنصاري في تاريخ أصفهان ص 9 . لم أقف عليه ، يبدو أنه مفقود
2- انظر « گنجینه آثار تاريخي أصفهان » ص ٤٣ ، لم يتيسر لي الحصول عليه
3- وهو موجود عندي ، واستفدت منه في المقدمة . طبع في طهران بتحقيق الدكتور منوجهر ستوده سنة ١٣٤٠ش ه_
4- انظر « گنجینه آثار تاريخي أصفهان » ص ٤٤
5- هذا الكتاب موجود عندي ، استفدت منه في المقدمة

قسمين: قسم لتاريخ أصبهان، و هو في ثلاثة أجزاء، و طبع الجزء الأول من قسم أصفهان فقط (1). و لم يطبع بقية الكتاب.

26- «تاريخ أصفهان» المعروف «بالأصفهان» تأليف الحاج مير سيد علي جناب ابن مير محمد باقر، و هو كتاب كبير في عشرة مجلدات، لم يطبع إلا الجزء الأول سنة 1349 ه (2).

27- «تذكرة شعراء أصفهان»، تأليف الشيخ الفاضل السيد مصلح الدين المهدوي (3).

28- «تاريخ مقابر أصفهان»، تأليف المفكر السيد عبد الحجة بلاغي (4).

29- «أصفهان» تأليف الشيخ حسين نور صادقي، و هو يتضمن على ذكر تاريخ أصفهان و موقعها و آثارها و كتّابها و شعرائها (5).

30- «آثار تاريخي أصفهان» في مجلدين، تأليف آندره كذار، ألفه المؤلف بالفرنسية، ثم ترجمه السيد محمد تقي مصطفوي مدير الآثار التاريخية بأصفهان، و نشرته الإدارة العلمية لمعرفة الآثار(6) .

31- «رهبر مسافر أصفهان»، ألفه السيد محمد تقي مصطفوي مدير الآثار التاريخية بأصفهان.

32- «تاريخچة أبنية تاريخي أصفهان»، تأليف كريم نيكزاد أمير حسني.

33- «آثار تاريخي أصفهان» في ضمن كتاب آخر بمديريت محمد باقر نجفي.

ص: 52


1- وهذا الجزء موجود عندي ، واستفدت منه
2- انظر « گنجینه آثار تاريخي أصفهان » ص ٤٥
3- طبع بأصبهان سنة ١٣٣٤ ش ه_
4- انظر «گنجینه آثار تاريخي أصفهان » ص ٤٥
5- نفس المصدر السابق
6- انظر «گنجینه آثار تاريخي أصفهان » ص ٤٥

34- «راهنما مختصر آثار تاريخي أصفهان» تأليف جواد مجد زاده بالإنجليزية.

35- «راهنما أصفهان» تأليف- رضا عطاء پور-.

36- «از أصفهان ديدن كنيد» أي: «زوروا أصفهان»- تأليف الدكتور لطف الله هنرفر، نشرته إدارة بلدية مدينة أصفهان.

37- «أبنية تاريخي أصفهان» للمؤلف المذكور بالفارسية.

38- «آثار تاريخي أصفهان» للمؤلف المذكور بالإنجليزية.

39- «تاريخ أصفهان الكبير»، في سبع مجلدات، صنفه الأستاذ المفكر المحقق جلال الدين همائي، الأستاذ بجامعة طهران، و ترجم فيه لأكثر من عشرة آلاف شخص، و لم يطبع حتى الآن (1).

40- «كنجينه آثار تاريخي أصفهان»، تأليف الدكتور لطف الله هنرفر. كتاب في غاية الدقة في معلوماته، و هو أوسع و أكبر كتاب في موضوعه، و نال به شهادة الدكتوراه مع حيازه بجائزة من سلطنة إيران (2).

41- «أصفهان»، للمؤلف المذكور. اختصره من كتابه السابق.

42- «اقتصاد شهر أصفهان» (3)، رسالة دكتوراه قدمها علي كلباسي لكلية الاقتصاد بجامعة طهران(4) .

43- «تاريخية مسجد جمعة أصفهان» (5).

ص: 53


1- كذا وصفه الدكتور لطف الله هنرفر في گنجینه آثار تاريخي أصفهان ص ٤٥
2- هذا الكتاب نادر جداً ، وقد هيَّاه لي أحد الإخوان الأصبهانيين ، وقد تعارفت معه بالمدينة المنورة ، وهو موجود عندي واستفدت منه كثيراً
3- وهو موجود عندي وهيأه لي الشخص المذكور ، وأرسله لي بالبريد
4- وهو موجود عندي أهدانيه شخص آخر بأصفهان عند سفري إليها
5- ذکره ميرزا حسن خان الأنصاري صاحب كتاب «تاريخ أصفهان وَريّ» ص ١٤

44- «معماري مسجد جامع أصفهان»، رسالة ماجستير قدمها الطالب حسن صدر الدّين حاج سيد جوادي بجامعة الملك عبد العزيز بمكة في العام الماضي (1400 ه).

45-Isfahan Real Of Persia «أصفهان درة إيران» تأليف ديل فريد بلانت بالإنجليزية.

46- «جغرافيا تاريخي أصفهان» تأليف سرلشكر علي رزم آراء (1).

47- «أصفهان برزك» أي: أصفهان عظيم، في 11 مجلد من مركز آمار إيران (2).

48- «أصفهان از لحاظ اقتصادي و اجتماعي» أي الأصفهان من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية، تأليف السيد مهندس حسن عابدي.

49- «تاريخچه أوقاف أصفهان» تأليف عبد الحسين سپنتا (3).

بالإضافة إلى ذلك، فقد حصل في القرن الحادي عشر و الثاني عشر و الثالث عشر و الرابع عشر رحلات عديدة من السائحين الأجانب الأوربيين و السياسيين، حتى أقام بعض منهم بأصبهان سنين، نحو شاردن الفرنسي و تاورنيه الفرنسي و غيرهما، فسجلوا في رحلاتهم دواوين، و ترجم هذه الدواوين إلى الفارسية.

و إليكم بيان هذه الرحلات:

50- «رحلة تاورينه» السياح الفرنسي سنة (1041- 1078 ه) (4).

ص: 54


1- ذكره الدكتور لطف الله هنرفر في مصادر كتابه ( أصفهان )
2- ذكره علي كلباسي في مصادر كتابه « اقتصاد شهر اصفهان»
3- وهو موجود عندي ، واستفدت منه . نشرته إدارة أوقاف أصفهان سنة ١٣٤٦ ش ه_
4- انظر «گنجینه آثار تاريخي أصفهان » ص ٨٤٣ - ٨٤٤ ، وترجمه إلى الفارسية أبو تراب نوري ، وطبع مرتين والثاني بأصفهان سنة ١٣٣٦ ش ه_

51- «رحلة شاردن» سنة 1074 ه. المترجم إلى الفارسية (1).

52- «رحلة أوزن فلاند» السياح الفرنسي الرسام سنة 1255 ه، و ترجمت إلى الفارسية، و عاش مدة بأصبهان (2).

53- «رحلة مارسل و مادام ديولافوا» سنة 1298 ه، و مكث مدة بأصبهان (3).

54- «رحلة هانري رنه دالماني» سنة 1324 ه، المترجم إلى الفارسية باسم «أز خراسان تا بختياري»(4) .

55- «رحلة يبير لوتي» سنة 1321 ه، باسم «بسوي أصفهان» المترجم إلى الفارسية (5).

مذهب أهل أصبهان قديما و حديثا

ذكر مؤرخو المذاهب و الأديان أن أهل أصفهان في القديم انقسموا إلى ثلاث فرق:

فرقة اتبعت الزرتشتية المجوسية، و فرقة اتبعت الديانة النصرانية المسيحية، كما هو مصرح في قصة إسلام سلمان الفارسي (6).

و فرقة اتبعت الديانة اليهودية، و هم بقايا اليهود الذين أتى بهم بختنصر بعد استيلائه على بيت المقدس، فاختاروا أصبهان لمشابهتها لبلادهم في المناخ و الهواء و الماء، فاستقروا بها، و سميت المحلة التي استوطنوها في أصبهان

ص: 55


1- ترجمه السيد حسين عريضي ، وطبع ، وشاردن السياح الفرنسي زار أصفهان في رحلته سنة ١٠٧٤ - ١٠٨٠ ه_ ، ثم عاد مرة أخرى سنة 1081ه_ ، وبقي في أصفهان أكثر من ٢٦ سنة ، كما ذكره الدكتور لطف الله هنرفر في كتابه گنجینه آثار تاريخي أصفهان » ص ٨٤٣
2- انظر المصدر السابق ص ٨٤٤ وطبع في فرنسا
3- انظر نفس المصدر ، وترجمت إلى الفارسية
4- انظر نفس المصدر ، وترجمه إلى الفارسية همايون
5- نفس المصدر السابق ٨٤٠ وترجمه إلى الفارسية السيد بدر الدين كتابي . طبع أكثر من مرة
6- انظر حديث رقم 9 و 10 ، وذكرت مصادر هذه القصة هناك

باليهودية (1)، و انتشروا في جهات أخرى، منها: محلة جوبارة، و دردشت، الواقعتان في طرفي المدينة الشرقي و الغربي (2).

و المجوسية كانت المذهب الرسمي للأصبهانيين، فعبدوا النار، و قدموها، و بنوا لها البيوت في أماكن بارزة و متعددة، و يعد أبو الشيخ و أبو نعيم سلمان الفارسي الأصبهاني من مفاخر أصبهان و يذكران أن والديه كانا من عباد النار(3) ، و لم تزل بعض آثار بيوت النار باقية حتى اليوم (4).

و فتح المسلمون أصبهان، و حولوا بعض بيوت النار إلى مساجد فيما بعد (5)، و ما بقي منها غيّرها الإسماعيليون إلى قلاع في فترة استيلائهم على أصبهان (6).

و انتشر الدين الإسلامي بأصبهان و ما حولها، و سارع المسلمون فأسّسوا المساجد بها. و أول مسجد أسّس بها: هو مسجد خشينان (7).

ص: 56


1- انظر « أخبار أصبهان » ١٦/١ ، و « معجم البلدان » 1 / 208 ، و «آثار البلاد وأخبار العباد » ص ٢٩٦ ، و« تاريخ أصبهان » ص 12 لميرزا حسن الأنصاري ، و« اقتصاد شهر أصفهان » ص 199 ، و نصف جهان » ص ١٢٦
2- انظر « أخبار أصبهان » ١٦/١ ، و « معجم البلدان » 1 / 208 ، و «آثار البلاد وأخبار العباد » ص ٢٩٦ ، و« تاريخ أصبهان » ص 12 لميرزا حسن الأنصاري ، و« اقتصاد شهر أصفهان » ص 199 ، و نصف جهان » ص ١٢٦
3- انظر ترجمة ٣ من « طبقات أبي الشيخ » ، و « أخبار أصبهان » ٤٩/١ ، وفيهما يقول سلمان في قصة إسلامه وكنت قد اجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار ، أوقدها ولا أتركها تخبو ساعة ، اجتهاداً في ديني « وذكر حمزة الأصفهاني أن كي أردشير ، وهو يهمن اسفندیار کشتاسب » بنی بأصفهان في يوم واحد ثلاث بيوت النار انظر «گنجینه آثار تاريخي أصفهان » ص ٧ للدكتور لطف الله هنرفر
4- انظر « اقتصاد شهر أصفهان » ص 200 ، و «گنجینه آثار تاريخي أصفهان » ص ٦، وصور في المصدر الأخير واحدة منها ، والمأخوذ مترجم عن الفارسية في الجميع
5- انظر « اقتصاد شهر أصفهان » ص 200 ،« وتاريخ أصفهان ورَيّ » ص ١٤
6- انظر نفس المصادر
7- هناك خلاف حول أول مسجد أسس بأصبهان ، فمنهم من يقول : مسجد محلة باذانة بيهودية أصبهان ، الذي ينسب إلى الوليد بن ثمامة الذي كان أميراً على أصبهان أول مسجد أُسِّسَ بها ، والصحيح ما ذكرته ، وقد أسسه أبو خناس مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، في خلافة علي ابن أبي طالب ، وهذا ما رجحه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 17/1 ، وانظر « مجمل التواريخ »

و استمر الحال على هذا إلى أن استقام أمر أهل السنة فيها، و قوي أمرهم و اشتد، إلى أن لجأ إليها الخوارج في عهد بني أمية، و لكن عتّاب بن ورقاء و اليها من قبل مصعب بن الزبير أخرجهم منها، فلجأوا إلى الأهواز، و عادت القوة فيها لأهل السنة، و يغلب عليهم المذهب الشافعي و الحنفي، و يتولى زعامة الشافعية فيها أسرة الخجنديين، و زعامة الأحناف أسرة الصاعديين، و استمر الأمر على هذا، سوى ما كان من ظهور الشيعة و الزيدية بين الفينة و الفينة (1)، لكن الصبغة العامة كانت غلبة أهل السنة و الجماعة. طبقات المحدثين باصبهان و الواردين عليها ؛ ج 1 ؛ ص57

و حاول الإسماعيليون إثارة الفتن عدة مرات لتنغيص هدوء المدينة و استقرارها، و كاد يستفحل أمرهم، لكن فتوى قتلهم التي أصدرها الفقيه الشافعي أبو القاسم الخجندي، ساعدت على القضاء عليهم و إخراجهم منها، و عادت الغلبة إلى أهل السنة، إلى أن جاءت فتنة المغول، فاستغلوا الخلاف بين الشافعية و الحنفية الذي أضعف أهلها، و جعلهم لقمة سائغة لخصومهم، سهلت احتلالهم و اختلال أحوالهم (2).

و في سنة 908 ه، استولى الشاه إسماعيل الصفوي، أول داع متعصب و مروج لمذهب التشيع على أصبهان و غيرها من المدن الإيرانية، فأجبر أهل السنة على اتباع مذهب الشيعة، مستعملا أسلوب الرغبة و الرهبة، و حل محل الشافعية و الحنفية، اختلاف الشيعة الحيدرية و النعمتية (3).

يقول الدكتور علي كلباسي: «ففي عهد الصفوية، صار مذهب الشيعة المذهب الرسمي لأهم المدن الإيرانية، و منها أصفهان، و هذا البلد الذي كان

ص: 57


1- انظر « اقتصاد شهر أصفهان » ص 200 ، ومنها ظهور البويهيين في القرن الرابع الهجري
2- علي كلباسي في : «اقتصاد شهر أصفهان » ص 201
3- انظر كتاب « أصفهان » ص 98 للدكتور لطف الله ، والمصدر السابق لعلي كلباسي ، « وتاريخ ص 38 لميرزا حسن الأنصاري . والحيدرية والنعمتية : فرقتان من سلسلة التصوف عند الشيعة ، إحداهما تنسب إلى الشيخ الكبير - عندهم - السيد حيدر . والثانية تنسب إلى الشاه نعمة الله ولي ماهاني . كذا في المصدر السابق الأخير

مركزا مهما لأهل السنة و الجماعة، صار الآن مركزا مهما للتشيع، و من أواسط دور الصفوية إلى الآن لا يوجد من أهل السنة بأصفهان و توابعها حتى الآن و لا شخص واحد(1) .

و أترك للقارى ء الكريم حرية المقارنة، ليرى موقف الشيعة من بلد انتشر فيه مذهب أهل السنة و الجماعة، و عم و استقر، كيف عاشوه و ما هو موقفهم منه.

بلد أنجب عددا كبيرا من الأئمة الفقهاء و المحدثين و اللغويين و غيرهم، و ارتفعت فيه راية أهل السنة، و كان في يوم من الأيام قاعدة من قواعد أهل السنة ليرى كيف أحالوه بالقهر و الغلبة و التسلط إلى بلد شيعي، و نسخوا وجود أي مسلم سني، و قضوا على حضارتهم و آثارهم.

و قد اعترف بهذا الدكتور علي كلباسي، كما تقدم، و كاتبهم و مؤرخهم ميرزا حسن الأنصاري(2) فقال:

«إن مذهب أهل السنة و الجماعة كان هو المذهب الرسمي السائد في أصفهان إلى بداية القرن العاشر الهجري سنة 910 ه، و إن كان البويهيون قد ادّعوا مذهب التشيع، فإن بعضهم كانوا من الزيدية، فقد حكموا باسم الخلفاء العباسيين و الإسماعيليون في زمن السلاجقة نفّروا الناس عن مذهب التشيع، و هاتان الفترتان لم تؤثرا على الكلمة التي كانت لأهل السنة، فسيطرة أهل السنة على أصبهان كانت هي الغالبة في جميع هذه الفترة.

ثم قال: «في سنة 906 ه، فتح الشاه إسماعيل الصفوي العراق، و جعل أهل السنة شيعة علنا، و ارتفع اختلاف الشافعية و الحنفية منذ ذلك التاريخ، و لكن حل محله اختلاف الفرقة الحيدرية و النعمتية، كما تقدم»(3) .

ص: 58


1- انظر «اقتصاد شهر أصفهان » ص 201
2- في كتابه « تاريخ أصفهان » 38/1
3- من المصدر السابق ، وأصل عبارته بالفارسية ، وما ذكرته مترجم عنها

فأهل أصفهان اليوم كلهم شيعة اثنا عشرية، و قليل من اليهود و النصارى، و يسكن النصارى على بعد نصف فرسخ من المدينة، و يقال لهم: جماعة الحاكة (1).

و ذكر الدكتور لطف الله هنرفر أن أصفهان اليوم تضم 95% من الشيعة الاثنا عشرية، و 2% من اليهود، و 2% من النصارى(2) .

ص: 59


1- انظر « نصف جهان في تعريف أصفهان » ص ١٢٦
2- انظر كتاب «أصفهان» ص ٦ ، وفيه أن المسيحيين أتوا أصفهان في سنة ١٠١٣ه_ ، بأمر من الشاه عباس الأول من جلفاي أذربيجان ، وعددهم لا يزيد عن خمسة آلاف شخص ، وعدد اليهود بأصفهان نحو ٣٥٠٠ شخص

ص: 60

الباب الثّاني

اشارة

ص: 61

ص: 62

الفصل الأوّل
الفصل الأوّل:

في ترجمة المؤلف 274- 369 ه- 887- 979 م

اسمه و نسبه

اسمه و نسبه (1)

هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري الحياني أبو محمد

ص: 63


1- ترجم له المصادر الآتية : أبو نعيم : في « أخبار أصبهان » 2/ 90 ، والخطيب البغدادي في « الكفاية » ص 313 ، السمعاني في « الأنساب » ٣٢٢/٤ ، وابن الأثير في « اللباب » 331/1 ، وياقوت الحموي في البلدان » ٥٤٧/١ ، طبع أوربا ، وشمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي في« مختصر طبقات علماء الحديث » ٣٢٥ - 2/32٤ ، والذهبي في « تذكرة الحفاظ » ٣/ ٩٤٥ - ٩٤٧ ، وفي «سير أعلام النبلاء » ٢١٦ - ٢١٥ / ١٠ ، وفي « العبر » ٣٥١/٢ - ٣٥٢ ، وفي کتاب « دول الإسلام » 228/1 بإيجاز ، وفي « المشتبه » 129/1 أيضاً بإيجاز ، وابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ ٢ / ١٨٦ ، والجزري في «غاية النهاية » ٤٤٧/١ ، وابن حجر في «تبصير المنتبه » 1 / 290 ، وابن تغري بردي في « النجوم الزاهرة » ٤ / 137 ، والزبيدي شارح « القاموس » في « تاج العروس » 188/9 ، في مادة حسين ، والعراقي في «شرح ألفيته » 120/3 ، والسيوطي في « طبقات الحفاظ » ص 329 ، وبهامش « شرح ألفية العراقي » التبصرة والتذكرة 3/ 120 ، والداودي في «طبقات المفسرين » ١ / ٢٤٠ - ٢٤١ ، حاجي خليفة في كشف الظنون » ٢ / ١٤٠٦ و ١٤٠٧ ، وابن العماد في « شذرات الذهب » ٩٦/٣ ، والكتاني في « «الرسالة المستطرفة» ، ص 38 ، وعمر رضا كحاله في « معجم المؤلفين » ١١٤/٦ ، والبغدادي في « هدية العارفين » ٤٤٧/١ ، والزركلي في « الأعلام » ٢٦٤/٤ ، ويوسف العش فهرس المخطوطات الظاهرية » ٢٠٧/٦ و ٢٠٨ ، وكذا الشيخ الألباني في فهرس المخطوطات الظاهرية ص ١٦٥ ، وسيد في «فهرس المخطوطات المصورة » ٦٧/٢ و ١٠١ ، وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي ٣٤٧/١ ، وفؤاد سزكين في «تاريخ التراث العربي » 897/1

الوزان، المعروف بأبي الشيخ الحافظ (1).

الحيّاني نسبة إلى جده (2).

و أبو الشيخ لقب له، فقال ابن الصلاح في النوع الثالث الذين لقبوا بالكنى، و لهم غير ذلك كنى و أسماء: مثاله أبو الشيخ الأصبهاني، كنيته أبو محمد، و أبو الشيخ لقب (3).

و قال العراقي في ألفيته:

ثم كنى الألقاب و التعدد *** نحو أبي الشيخ أبي محمد

فقال السخاوي: فهو لقب للحافظ الشهير عبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهاني (4).

أما وجه تلقيبه بهذا اللقب، فلم تذكره المصادر، فلعله لشهرته أو لكبر سنه فإنه عاش 95، و قيل: 96 سنة، و الله أعلم.

ص: 64


1- انظر « أخبار أصبهان » لأبي نعيم 2/ 90 ، و» الأنسبا » للسمعاني 2 / 322 ، و« تذكرة الحفاظ » ٩٤٥/٣ ، «وسير النبلاء » ١٦ / ٢٧٦ ، و «تاج العروس » 188/9 ، وفي « هدية العارفين » ٤٤٧/١ زيادة الوزان بعد كنيته
2- الحياني : بفتح الحاء المهملة ، وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وفي آخرها النون ، نسبة إلى جده حيان المذكور. السمعاني المصدر السابق ، والذهبي : « المشتبه » 1 / 129 ، و « تبصير المنتبه » ٢٩٠/١ لابن حجر
3- انظر : « مقدمة ابن الصلاح مع محاسن الاصطلاح » ص ٥١٢
4- انظر : « ألفية العراقي مع التبصرة والتذكرة » ١١٥/٣. انظر« فتح المغيث » ٢٠٣/٣
ولادته و نشأته:

ولد أبو الشيخ الحافظ قبل بداية الربع الأخير من القرن الثالث الهجري سنة 274 ه (1) في أزهى عصور السنة و أسعدها، و فيه ازدهر الحديث و علومه، و بلغ الذروة، و بدأت الحركة العلمية الواسعة في تدوين الحديث و علومه حفظا له و دفاعا عنه، حتى تميز الصحيح منه عن غيره، و بذلك حق هذا القرن بأن يسمى القرن الذهبي لخدمة السّنّة و تدوينها، ففتح أبو الشيخ عينيه في الجزء الأخير من هذا القرن في بيئة علمية مليئة بالمحدثين و آثارهم، ألا و هي مدينة أصفهان، و ليست هي وحدها، بل كانت- مدن المشرق خاصة- معظمها من المراكز الرئيسية لرواية الحديث، و لا سيما منطقة خراسان الواسعة التي كانت تشمل على: بست، و هرات، و نسا، و بلخ، و بخارى، و سمرقند، و مرو، و جرجان، و نيسابور، و أضف إلى ذلك: الرّيّ، و طوس، و غيرها، فكانت هذه المدن دار الآثار، و كان لأهلها اليد الطولى في تدوين الحديث و علومه، بل فاقوا و سبقوا غيرهم في جميع العالم الإسلامي بلا استثناء في القرن المذكور.

فلو استعرضنا المدونات في الحديث و علومه، لرأينا أن معظم كتب السنة و كتب الرجال يعود الفضل في تأليفها إلى علماء هذه المناطق.

فصحيحا البخاري و مسلم- و هما أصح الكتب بعد كتاب الله- و السنن الأربعة، و صحيحا ابن خزيمة و ابن حبان، و معاجم الطبراني و غير ذلك من الكتب من آثار أولئك الجهابذة العلماء، و في هذا دليل واضح على سعة ثقافتهم العلمية التي انتشرت و عمّت في تلك البلاد، و لم يتوقف نشاطها العلمي، بل اقتفى الخلف آثار السلف في القرن الذي يليه، و ذلك لأنّ الجو كان معدّا و مهيّئا لتلقي العلوم، و بالأخصّ سماع الحديث. فمنهم أبو الشيخ الذي سيتبع هذه الآثار، و في هذا الجو العلمي يولد أبو الشيخ، فيولد و يستقبل عصر العلم و قرن تدوين الحديث الذهبي، الذي يسهل له طلب العلم، و يشوقه و يساعده فيما

ص: 65


1- انظر « مختصر طبقات علماء الحديث » لابن عبد الهادي 32٤/ 2 ، و تذكرة الحفاظ » ٩٤٥/٣ ، «وسير النبلاء » 215 / 10 ، و «طبقات المفسرين « للداودي ٢٤٠/١

بعد، و بالإضافة إلى ذلك، هناك بواعث أخرى لإقباله على طلب العلوم و الحديث بالأخص، و هو أنه يتربى في بيت علم و بيئة علمية عريقة، فوالده عالم محدث، و كان عنده كتب الحسين بن حفص، و «مسند يونس بن حبيب»، و عنده الحديث- عن أحمد بن يونس، و أحمد بن عاصم، و عامة الأصبهانيين (1)، فهذا كله يدفعه لعنايته بالحديث.

و كذا جده من قبل أمه، محمود بن الفرج، و خاله أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن الفرج، من العلماء المحدثين، و أبو عبد الرحمن من المكثرين رويا عن الأصبهانيين و غيرهم (2).

فمن الطبيعي إذا- بعد أن ينشأ في أسرة علمية- أن يعتنقه الشوق و الرغبة، و يرافقه الجد في طلب العلم، و هو صغير جدا، فيذكر لنا الذهبي أنه «طلب الحديث من الصغر، و اعتنى به الجد، فسمع من جده محمود بن الفرج الزاهد»(3) .

و سمع إسحاق بن إسماعيل الرملي في سنة 284 ه، أي حين لم يتجاوز سنه عشر سنوات(4) .

و ليس هذا أول سماعه في هذه السنة، بل سمع قبله من إبراهيم بن سعدان، و أبي بكر بن أبي عاصم و آخرين في طبقتهما (5).

فلا شك أن الفضل في نبوغه هذا يعود إلى والده أيضا، حيث كان يعتني به كثيرا، و يهتم في إحضاره مجالس العلماء المحدثين، فكان كثيرا يختلف مع والده في مجالسهم حرصا منهم على حصول الحديث، كما يذكر لنا هو بنفسه في ترجمة حاتم بن عبد الله النمري، أنه لم يسمع منه، و لكن لقي شيخا يقال

ص: 66


1- انظر « طبقات المحدثين » 3/299 للمؤلف ، « وأخبار أصبهان » ٢ / ٢٧١ لأبي نعيم
2- انظر نفس المصدرين السابقين ٣/٢١١ ، ٧٤/٢
3- انظر « سير النبلاء » ٢١٥ / ١٠ ، و « النجوم الزاهرة » ١٣٦/٤ لابن تغري بردي
4- انظر « سير النبلاء » ٢١٥ / ١٠
5- انظر« العبر في خبر من غبر » ٣٥١/٢ للذهبي ، و « شذرات الذهب » ٦٩/٣ لابن العماد

له موسى بن خازم، و كان عنده جزء عنه، فصرت إليه غير مرة مع والدي، فلم يخرج إلينا كتابه (1).

فهذه القصة تعطينا نموذجا عن شدة حرصهما في طلب الحديث.

و هكذا ذكر في ترجمة الحسن بن محمد بن بوية: سمعته يحدث، و كان صديق والدي، و كنا نختلف إليه الكثير (2).

و كذا قال في ترجمة محمد بن يوسف بن معدان الثقفي الذي توفي سنة 286 ه: زرته مع والدي مرارا كثيرة (3).

و مثل هذا كثير في كتابه «الطبقات»، و ما ذكرته للنموذج فقط.

و كذا كان ممن شجع أبا الشيخ لأخذ الحديث، هو أن رئيس أصفهان محمد بن عبد الله بن الحسن الهمداني في وقته، كان من المحدثين، يعتني بالحديث، فيثق به أبو الشيخ، و يحدث عنه (4).

و كذا كان لعامل أصفهان أبي علي أحمد بن محمد بن رستم سهم في تشجيع المحدثين، فيكرمهم و يحسن إليهم، كما فعل مع الطبراني عند قدمته الثانية 310 ه بأصفهان، فسهل له البقاء بها، بتعيين معونة معلومة من دار الخراج، فكان يقبضه إلى حين وفاته بها (5).

رحلاته:

كان أبو الشيخ يتلقى العلوم- و بالأخص الحديث- من مشايخ بلده و القادمين إليه- و هم كثيرون- لما كان لأصبهان من مكانة علمية مرموقة، بحيث

ص: 67


1- انظر « طبقات المحدثين » للمؤلف ت رقم ١٤٣
2- انظر نفس المصدر للمؤلف ت 220
3- انظر نفس المصدر السابق ٣/٢٢٠ من أه_
4- انظر « سیر النبلاء » ٢١٥ / ١٠
5- المصدر السابق ١٠/٣٤٧

صارت مقصد القاصي و الداني، و لا سيما بعد ما استوطنها عدد من كبار الحفاظ المحدثين(1) .

حتى أثرت رحلة بعض الحفاظ إليها، و صيرتها دار هجرة، كما ذكر لنا أبو النعمان عارم، بعد ما أخبر بعودة أبي حفص الفلاسي من أصبهان، فقال:

«و قدم أبو حفص من أصبهان، و حمل خمسة آلاف درهم، فقال: هاجر أبو داود- الطيالسي- إلى أصبهان، و صيرها دار هجرة» (2).

و قال السخاوي: «كانت أصفهان تضاهي بغداد في العلو و الكثرة»(3) .

فصارت حقا دار هجرة للعلماء، و محط نشاطهم، حتى أقبل بعض الرؤساء و العمال يتنشطون، إما في تلقي الحديث أو إكرام المحدثين.

فهذا رئيس أصفهان، محمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمداني من المحدثين الذين اطمأنّ إليهم أبو الشيخ، فتلقى منهم الحديث، و روى عنهم (4).

و هذا عامل أصفهان، أبو علي أحمد بن محمد بن رستم، شغفه حب العلماء، فيستقبل الطبراني عند قدومه المرة الثانية سنة 310 ه و يسهل له البقاء بأصبهان، فيكرمه بتعيين معونة معلومة يقبضها من دار الخراج، و تستمر حتى حين وفاته بها (5).

و هذا الذي ذكرناه من نشاط التحديث و الرواية بأصبهان، قرب له الحصول، فهو يبذل جهده في طلب الحديث من علماء بلده أولا، و هذا هو

ص: 68


1- مثل أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ، والطبراني ، وغيرهما . انظر ما تقدم من تفصيل في مبحث مكانة أصفهان العلمية
2- انظر «طبقات المؤلف أبي الشيخ » 110 ، 2/119
3- انظر « الإعلان بالتوبيخ » ص ١٤٣
4- انظر « سير النبلاء » ٢١٥ / ١٠ للذهبي
5- الذهبي : « سير النبلاء » ١٠/٣٤٧

دأب المحدثين السلف، فيرون من الضروري أن يتلقى الطالب أولا من علماء بلده، لقربهم و معرفته بهم(1) .

و لذا، اعتبر صالح بن أحمد التميمي الحافظ- صاحب «طبقات الهمذانيين»- التعرف على شيوخ البلدة و مروياتهم، من أول ما تجب معرفته على طالب الحديث في ذلك البلد(2) .

فاستجاب محدثنا لهذا، فأكب على سماع الحديث و التلقي من مشايخ بلده و عمره لم يتجاوز عشر سنوات، و استمر على هذا إلى أن قضى عمره ستا و عشرين سنة في بلده، و هو يتجول مع والده و يختلف معه في طلب الحديث، حتى رأى أنه حصّل أكثر ما في بلده، و قد حان وقت رحلته، فيبدأ رحلته في ازدياد العلم، و التعرف على علماء غير بلده، و ذلك في حدود الثلاث مئة عندما يكون عمره 26 سنة، فيرحل إلى البلاد المشهورة بالعلماء المعنية بهذا الشأن:قريبها و بعيدها، نحو: الريّ، و الأهواز، و العراق، و البصرة، و الموصل، و واسط، و بغداد، و حران، و بلاد الحجاز (3).

قال الذهبي: «و رحل في حدود الثلاث مئة، و روى عن أبي خليفة الجمحيّ و أمثاله بالموصل و حران و الحجاز و العراق» (4).

و قال الذهبي أيضا، و هو يعد جملة من شيوخه الذين سمع منهم في جولاته و رحلاته: «و سمع في ارتحاله من خلق كثير ... إلى أن قال في الآخر: و أمم سواهم(5) ».

و هذا العدد الكبير من مشايخه مما يكبر شأنه، و قد ذكر المؤلف نفسه ما

ص: 69


1- انظر « تاریخ بغداد » ٢١٤/١
2- اكرم ضياء العمري : « موارد الخطيب » ص ٢٦٠ ، نقلاً عن المصدر السابق للخطيب
3- انظر مبحث شیوخه
4- انظر : « العبر في خبر من غبر » ٣٥١/٢ ، و «شذرات الذهب » ٦٩/٣ ، لابن العماد الحنبلي
5- انظر « سير النبلاء » ٢١٥ / ١٠ ، وسيأتي ذكرهم بالتفصيل في مبحث شيوخه

استفاد في بعض رحلاته، فقال: «رأيت هذا الحديث في فوائد أبي بكر البرديجي ببغداد» (1).

و قد كان بعض علماء بغداد يستفيدون منه، فيسألونه عن أشخاص من المحدثين لا علم لهم بهم، كما ذكر أبو الشيخ نفسه، و أبو نعيم نقلا عنه، فقال: سألني عنه- أي عن محمد بن العباس بن أيوب الاخرم- ببغداد هشيم الدوري، و قاسم المطرز، و البرديجي (2).

و ذكر أبو نعيم أيضا في ترجمة محمد بن الحسن بن علي بن معاذ، أنه كان جارنا، صحب أبا محمد بن حيان أبا الشيخ، و خرج معه إلى الريّ (3).

و ذكر الذهبي عن أبي بكر بن علي أنه قال: «كان ابن المقرى ء- أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني- يقول: كنت أنا و الطبراني و أبو الشيخ بالمدينة المنورة، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء، حضرت القبر، و شكوت إلى الله الجوع، فقال لي الطبراني:اجلس. إما أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا و أبو الشيخ، فحضر الباب علوي، ففتحنا له، فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شي ء كثير، و قال:شكوتموني إلى النبي- صلى الله عليه و سلم- رأيته في النوم، فأمرني بحمل شي ء إليكم» (4).

فهذه القصة تخبرنا عن رحلته إلى الحجاز، و يمكننا أيضا أن نستنبط منها أن أبا الشيخ كان يرافق في رحلاته كبار الحفاظ المحدثين مما يساعدوه في مذاكرة الحديث (5).

ص: 70


1- انظر : « طبقات المحدثين » للمؤلف 3/182 من أ . ه_
2- انظر «طبقات المحدثين» للمؤلف 3/222 ، و «أخبار أصفهان » لأبي نعيم ص ٢ / ٢٢٤
3- انظر المصدر السابق لأبي نعيم ٢٩٣/٢
4- « تذكرة الحفاظ » ٩٧٣/٣ ببعض التصرف
5- كالطبراني الذي سمع منه أربعين ألف حديث ، وابن المقري الذي سمع من نحو خمسين مدينة ، وكان من أقرانه . أنظر مبحث ثقافته الآتي بعد قليل
ثقافته و نبوغه:

كان أبو الشيخ عالما، حافظا، وسيع العلم، غزير الحفظ، ذا ثقافة واسعة، و شهد على ذلك كبار العلماء الحفاظ، و هو صاحب المصنفات الكثيرة السائرة، فقال ابن عبد الهادي: «حافظ أصبهان، و مسند زمانه الإمام صاحب المصنفات ... كتب العالي و النازل، و كان واسع العلم» (1).

و قال الذهبي: «كان مع سعة علمه و غزارة حفظه، أحد الأعلام، لقي الكبار» (2). و كذا وصفه السيوطي (3).

فقد ساعده في نبوغه و ثقافته: أولا: اعتناء والده به كما ذكرت، و ثانيا:كثرة العلماء في بلده، و استمرار العلماء القادمين إليه، و ثالثا: رحلته إلى البلدان المشهورة العلمية، فلو نظرنا إلى كثرة شيوخه الذين أحصاهم في معجمه و طبقاته، لرأينا فيهم المحدثين، و القراء، و المفسرين، و الفقهاء، و المؤرخين، و إن كان معظمهم من المحدثين، و منهم المشاهير و الحفاظ(4) .

فكان يتثقف على أيدي هؤلاء المشاهير و غيرهم من المفسرين و المؤرخين من مشايخه، مع عناية و اهتمام كامل من والده، حتى نبغ هذا النبوغ في التفسير و الحديث و التاريخ، و مصنفاته السائرة في مختلف الفنون تحدد لنا مدى ثقافته و علومه، و ما نبغ فيه، كما تبيّن تقدّمه و تمكّنه في التفسير و الحديث و التاريخ.

و إليكم مجملا عن ثقافته في العلوم المختلفة، فأبدأ بثقافته في التفسير ثم الحديث و علومه، و الفقه، ثم التاريخ.

فأقول:

أبو الشيخ و التفسير:

و قد نبغ أبو الشيخ و برز في خدمة القرآن، كخدمته للسنة و التاريخ، فها

ص: 71


1- انظر « مختصر طبقات علماء الحديث » ٣٢٤ / ٢
2- انظر « تذكرة الحفاظ » ٩٤٥/٣
3- انظر « طبقات الحفاظ » ص 329
4- انظر مبحث شيوخه

هو لم ينس قسم التفسير في كتابه «الطبقات» المختصة بالرجال، حيث أدخل فيه قسما من الآيات و تفسيرها (1).

و أكبر شاهد على ذلك: اهتمامه البالغ في التفسير، حتى بلغ إلى حد استطاع أن يقوم بتفسير القرآن في مصنف خاص، فبذلك استحق أن يترجم له الداودي في «طبقات المفسرين» (2).

و كتابه «التفسير» دليل واضح على سعة علمه في التفسير، فهذا الكتاب و إن كان مفقودا إلّا أن النقول عنه في متون الكتب موجودة (3)، و بالأخص «الدر المنثور»، حيث لا تخلو صفحة منه في الغالب من النقول عن أبي الشيخ، و هو ينهج نهج المحدثين في عزو الأقوال و الآثار، و يسوقها بالسند.

أبو الشيخ و علم القراءات:

فقد عني أبو الشيخ بعلم القراءات و التجويد، حتى صار عالما فيه و راويا له، فمن هنا أدخله الجزري في «طبقات القراء»، فقال:

«إنه روى القراءة عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الصباح الخزاعي، و روى القراءة عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد الأصبهاني» (4).

قلت: و بالإضافة إلى ذلك، فقد تتلمذ على شيوخ آخرين من القراء الكبار، فمنهم محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب، وصفه المؤلف بقوله: «كان من القراء الكبار، يؤم في مسجد الجامع- أي بأصبهان، حسن الصوت بالقرآن»(5) . و هو من شيوخه.

كما تتلمذ عليه عدد من كبار العلماء القراء (6).

ص: 72


1- انظر فهرس الآيات المفسرة
2- انظر ١ / ٢٤٠
3- ونقل عن تفسيره ابن حجر في « الإصابة » أيضاً ١/ ١٣٩
4- انظر « غاية النهاية في طبقات القراء » ٤٤٧/١
5- انظر « طبقات المحدثين » للمؤلف 3/218
6- انظر مبحث شيوخه وتلاميذه
أبو الشيخ و الحديث:

تقدم أن عرفنا في نشأة أبي الشيخ أنه أخذه الشوق و الجد لسماع الحديث و هو صغير لم يتجاوز عمره عشر سنوات، و بدأ رحلته مبكرا في طلب الحديث، و كان عمره إذ ذاك 26 سنة، و كتب العالي و النازل، و صنف المصنفات العديدة في الحديث و الرجال، و برز و نبغ و لقي الكبار من المحدثين و غيرهم من العلماء.

فكتابه «السنن»، من أكبر مؤلفاته في الحديث، قال الذهبي عنه: و كتابه «السنن» في عدة مجلدات. و كتاب «الثواب للأعمال الزكية» في خمس مجلدات (1)، و كذا كتاب «خطب النبي»- صلى الله عليه و سلم-، و كتاب «الأدب»، «و كتاب أخلاق النبي- صلى الله عليه و سلم- و آدابه». و غير ذلك من مؤلفاته في الرجال، نحو كتابنا هذا، و «معجم الشيوخ و روايات الأقران بعضهم عن بعض»(2) ، و بالإضافة إلى ذلك، فقد سمع عن بعض مشايخه و أكثر في الأخذ، كما ذكر الذهبي قول سليمان بن إبراهيم الحافظ أنه قال:

قال أبو أحمد العسال- محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي-: «إذا سمعت من الطبراني عشرين ألف حديث، و سمع منه أبو إسحاق بن حمزة ثلاثين ألفا و سمع منه أبو الشيخ أربعين ألفا كملنا»(3) ، قال الذهبي: «هؤلاء كانوا شيوخ أصبهان مع الطبراني».

و مما يدل على سعة علم أبي الشيخ في الحديث، هو أنه يحكم كثيرا على الحديث بأنه لا يروى إلا بهذا الإسناد، أو يذكر الراوي، و يقول: له حديث لم يحدث به غيره(4) ، فمثل هذا الحكم لا يمكن أن يصدر إلا من عالم محدث حافظ، وسيع العلم بطرق الأحاديث و رواتها.

ص: 73


1- انظر « سير النبلاء » ١٢٥ / ١٠
2- انظر مبحث آثار المؤلف
3- انظر « سير النبلاء » ٣٤٧ / 10
4- انظرت ١٩ ح ٣٤ و ت ٢٤ ح 37 ، ت 23 ، ت 12 ح 27 من «طبقات المؤلف » ، وغير ذلك كثير ، وسيأتي بتفصيل أكثر عند مبحث منهج المؤلف في كتابه « الطبقات »
أبو الشيخ و المصطلح:

و كان أبو الشيخ ممن له رأي في المصطلح، و يعتمد عليه فيها، و ينقل في كتب القواعد الحديثية رأيه، بل كتابه «الأقران و رواية بعضهم عن بعض» الأكابر عن الأصاغر و بالعكس، و كتاب «العوالي»، و كتابه «الناسخ و المنسوخ من الحديث»، و كتابه «الإجازة»(1) من باب المصطلح أيضا. كل هذه الكتب خير دليل على كونه عالما بالقواعد و حافظا لها.

فمن هنا نرى الخطيب ينقل مسلكه في الإجازة نقلا عن شيخه أبي نعيم الحافظ، و تلميذ أبي الشيخ، فقال: «قال أبو نعيم: ما أدركت أحدا من شيوخنا إلا و هو يرى الإجازة و يستعملها، سوى أبي الشيخ، فإنه لا يعدها شيئا»(2) .

و كذا نقل عنه ابن الصلاح مسلكه في الإجازة، فقال: «قال بإبطالها جماعة من الشافعية و من الحنفية ..، و ممن أبطلها من أهل الحديث الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي، و أبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني الملقب بأبي الشيخ، و السجزي» (3).

و كذا قال العراقي في ألفيته (4):

مذهب القاضي الحسين منعا *** و صاحب الحاوي به قد قطعا

و عن أبي الشيخ مع الحربي *** إبطالها كذاك للسجزي

هكذا نقلت عنه المصادر رأيه في الإجازة، و قد روى في طبقاته بالإجازة(5) ، و لعل ذلك كان في بدء طلبه. و الله أعلم.

ص: 74


1- انظر قائمة مؤلفاته وآثاره
2- انظر « الكفاية في علم الرواية » : ص 313 للخطيب
3- انظر « مقدمة ابن الصلاح مع محاسن الاصطلاح» ، ص ٢٦٣
4- انظر « ألفيته مع شرحه التبصرة والتذكرة » ٦٠/٢
5- انظرت 13 ح 30 ، فقال : فيما كتب إلي محمد بن عبدان إجازة . وكذا ذكر في ت ١٦ ح ٣٢ ومواضع
أبو الشيخ و علو الإسناد:

لا شك أن لعلو السند أهمية كبيرة، حتى كان أحد أسباب رحلة المحدثين سماع الحديث عاليا.

يذكر أستاذنا الدكتور أكرم ضياء العمري أن «في جيل التابعين يبرز عامل جديد يحفز طلاب الحديث إلى الرحلة، ذلك هو طلب الإسناد العالي، فهو أخصر طرق الحديث المتصلة» (1)، و قد ضرب أمثلة لرحلات عدد من المحدثين في هذا الشأن (2).

و الذي نحن بصدده هو علو إسناد المؤلف، و ليس هذا من خصائص المؤلف فقط، بل هو ميزة معظم محدثي ذاك الزمان، و بالأخص أهل أصبهان، لأن أعمار أهلها تطول. و لنستمع إلى ما ذكره ياقوت، فقال: «قد خرج من أصبهان العلماء و الأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن، و على الخصوص علو الإسناد، فإنّ أعمار أهلها تطول»(3) .

بل و قد اشتهر و بلغ أبو نعيم التلميذ البارز للمؤلف و المكثر عنه إلى حد في علو الإسناد، وصفه المحدثون- فيما ذكره حمزة بن العباس العلوي- بأن أصحاب الحديث كانوا يقولون: «بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقا و لا غربا أعلى إسنادا منه، و لا أحفظ منه» (4).

فأبو الشيخ كذلك، يحظى بعلو الإسناد، ذلك لأنه بكّر في سماع الحديث، فلقي الكبار، و عاش 96 سنة، فتهيأ له من ذلك كتابة العالي و النازل، و اللقيا، كما ذكر ابن عبد الهادي و الذهبي أنه «كتب العالي و النازل، و لقي الكبار» (5).

ص: 75


1- انظر « بحوث في تاريخ السنة المشرفة » ص ٢١٠
2- انظر نفس المصدر 211 - 212
3- انظر « معجم البلدان » ٢٠٦/١ - ٢١٠
4- انظر « طبقات الشافعية الكبرى » ٢١/٤ ، و «تذكرة الحفاظ » ٣ / ١٠٩٤
5- انظر « مختصر طبقات علماء الحديث » ٢/٣٢٤ ، و «تذكرة الحفاظ » ٩٤٥/٣

فبذلك يوجد في كتابه «الطبقات»(1) الرباعيات، مما يدل على غاية العلو بالنسبة إليه.

هذا بالإضافة إلى تأليف خاصّ باسم «عوالي أبي الشيخ» الذي يدل على علو إسناده، و هو دليل واضح على ما ذكرناه (2).

أبو الشيخ و النقد

أبو الشيخ و النقد (3):

لم يكن أبو الشيخ راويا بحتا و محدثا يسند الحديث و يطلقه، بل كان ناقدا بصيرا في الرجال. و علل الحديث، و لا يتمكن في هذا الفن إلا الأذكياء الحفاظ المهرة بطرق الحديث و أحوال الرجال، و كان أبو الشيخ منهم، و استطاع أن يدخل في هذا الميدان بجدارة، و يحكم على الحديث، و يبين العلل فيه، و ينقد الرجال. و كتابه «الطبقات» المختص بالرجال، برزت فيه هذه الجوانب بوضوح تام، و أذكر نموذجا لبعض أقواله في نقد الرّجال و علل الحديث من كتابه «الطبقات».

حسب ما ذكرت أن أبا الشيخ واحد من النقاد الذين يؤخذ بقولهم، و يوثق بهم، فلقد انتشرت أقواله في كتب نقد الرجال (4).

و ها أنا أذكر نموذجا من أقواله من كتابه «الطبقات»(5) في التوثيق و التضعيف أولا، و نقد الحديث ثانيا.

ص: 76


1- انظرت 11 ح ٢٥ ، ح ٢٦ ، ت ٣٢ ح ٤٥ وكذا ح ٤٨ ، ٤٩ حيث رواها بأربع وسائط
2- انظر قائمة مؤلفاته
3- أحب أن أذكر طبقته في النقد حسب ما ذكره السخاوي ، وقد جعل النقاد ست طبقات ، وذكر أبا الشيخ في الطبقة السادسه ، وبدأ هذه الطبقة بعبد الرحمن بن أبي حاتم ، وختمها بالدار قطني وقال : وبه ختم معرفة العلل ، وأبو الشيخ هو الشخص العاشر من النقاد في هذه الطبقة . أنظر « الإعلان بالتوبيخ » ص ١٦٥ ، وكذا ذكره السبكي في «طبقات الشافعية الكبرى » ٣١٧/١
4- انظر مبحث استفادة العلماء من كتابه « الطبقات »
5- وسيأتي التفصيل عند بيان منهج المؤلف إن شاء الله
أقواله في التوثيق و التجريح:

ألفاظه في التوثيق:

«كان ثبتا متقنا صدوقا». قاله في العباس بن حمدان الحنفي 245/ 3.

«كان ثبتا متقنا». قاله في علي بن رستم بن علي 243/ 2.

«شيخ ثقة صدوق». قاله في عامر بن عقبة بن خالد 242/ 3.

«كان ثقة صدوقا». قاله في عبد الله بن سندة بن الوليد 238/ 2.

«شيخ ثقة». قاله في القاسم بن فورك 245/ 3 و في آخرين كثيرين.

«ثقة مأمون صاحب أصول». قاله في الفضل بن العباس بن مهران 241/ 3.

«كان شيخا ثقة صاحب كتاب». قاله في مسلم بن عصام بن مسلم 234/ 3.

«كان صحيح الحديث، صاحب معرفة» «كان حسن الحديث كثير الحديث» قاله في علي بن الحسن بن مسلم 241/ 3.

«صحيح الكتب و السماع». قاله في عبد الرحمن بن الحسن بن موسى 240/ 3.

«كان مقبول القول». قاله في عبد الرحمن بن محمد بن سالم 239/ 2.

«شيخ جليل، كثير الحديث» قاله في عبد الله بن أحمد بن أسيد 237/ 3.

«كان مقبول القول، له محل كبير»- قاله في عبد الله بن محمد بن الحسن 236/ 3.

«من عباد الله الصالحين». قاله في عبد الله بن عبد السلام أبي أحمد 235/ 3.

ص: 77

«من الحفاظ الكبار متقدما في الحفظ» قاله في محمد بن العباس الأخرم 222/ 3.

و كذا يقول: «كان خيرا فاضلا أو كان إمام أهل زمانه، أو صدوق، أحد الواعين» (1).

ألفاظه في الجرح:

«ضعيف، كانوا يضعفونه، منكر الحديث، كان يرمى بالإرجاء، و لم يكن بالقوي في حديثه» قاله في محمد بن أحمد بن يزيد الزهري 241/ 3.

«ليس بالقوي، و غرائب حديثه تكثر، و له مناكير عن الثقات، متروك الحديث، و كان يحدث بالبواطل متروك الحديث» (2).

أما نموذج النقد في الحديث فهو كالآتي:

فقد ذكر في ت 83 حديث «لا يغرنكم من سحوركم ...» بسنده: عن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر .. فقال:

هكذا رواه، و هو عند الناس، عن عبيد الله، عن نافع (بدل ابن دينار)، عن ابن عمرو، عن القاسم، عن عائشة(3) .

و قد يصرح بالخطأ و يعقبه بالصواب، كما فعل في حديث رواه عبد الوهاب بن المندلث، أن هذا خطأ، و الصواب ما حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته، فساقه به(4) .

و كذا صرح في حديث رواه عبيد الله عن عطاء، فقال: و الصواب عبد الملك، عن عطاء(5) .

ص: 78


1- انظر ترجمة محمد بن يعلى زنبور ، وترجمة رقم ١٣٦ ، وترجمة رقم ١٤٥ ، وترجمة رقم ٨١، وترجمة أحمد بن الخليل ٣/٣٠٣
2- انظرت ٣٥ ، ت ٢٠٤ من « الطبقات »
3- انظرت 83 عبد الرحمن بن عمر رسته
4- انظرت ٢٣٥ ومن المخطوط ٢/١٥٣
5- انظرت ٢/١٥٣

و كذا بين علة حديث رواه محمد بن أبان، عن سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، فقال: «هكذا رواه، و هو عند الناس عن سفيان عن أبي هارون، عن أبي سعيد، يعني بدون واسطة أبي نضرة»(1) .

و قد يبين غرابة الحديث من الراوي، كما قال في حديث رواه حمزة الزيات: «هذا حديث غريب من حديث حمزة الزيات» (2).

و قد يبين تفرد الراوي و مخالفته الناس عما رووه، فذكر حديث «و لكن لحوقا بي»، عن المترجم له من طريق إسماعيل، عن الشعبي، و قال: «و هو تفرد في روايته عن إسماعيل، عن الشعبي»، و رواه الناس عن مجالد عن الشعبي (3).

و قد يبين تفرد الراوي برفع الحديث، كما ذكر في حديث رواه محمد بن معاوية، عن وبرة، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه و سلم، فقال:

«هكذا رواه و رفعه، و رواه الناس عن عبد الله بن مسعود من قوله- يعني موقوفا» (4).

و قد يسوق للحديث طريقين، و يذكر بأن الطريق الأول خطأ، و الصواب ما حدثنا فلان، فيسوقه بطريق الثاني الصحيح.

كما فعل في حديث 328، 329، فقال في الأول: هو خطأ، و الصحيح ما حدثنا ... (5) .

و كذا صرح ببيان الخطأ و الصواب بعد ما ساق حديثا من طريقين، فقال: «هذا هو الصحيح، و حديث عامر عن يعقوب القمي خطأ»(6) .

و مثل هذا كثير (7)، و فيما ذكرته كفاية للنموذج في نقده.

ص: 79


1- انظرت ٨٥ ح ١٠٤ من « الطبقات » ، وكذا انظرت 102 حيث ذكر علة نحو المذكور
2- انظرت 100 ح 135
3- انظرت ١٤٠ ح ١٨٤
4- انظرت ١٤١
5- انظرت 235
6- انظرت ٣٦
7- انظر حدیث ٥٢ ، ٥٣ وغير ذلك
أبو الشيخ و الفقه:

فلا غرو أن يكون أبو الشيخ عالما بالأحكام، و هو محدث كبير حافظ، و كان يصنف في الأحكام كما قال تلميذه ابن مردويه:

«صنف ... الكتب الكثيرة في الأحكام» (1). قلت: فكتابه «الأموال»، و كتابه «السبق و الرمي»، و كتاب «الضحايا و العقيقة»، و كتاب «الفرائض و الوصايا»، و كتاب «القطع و السرقة»، و كتاب «السواك»، و كتاب «النكاح»، و غيرها من مصنفاته، تشهد على عنايته بالأحكام الفقهية، و تبين مقدار نصيبه في الفقه» (2).

و قال تلميذه البارز المكثر عنه أبو نعيم الحافظ: «أحد الثقات و الأعلام، صنف الأحكام ...» (3).

أبو الشيخ و التاريخ:

لم يكن أبو الشيخ محدثا و مفسرا فقط، بل أخذ حظه و نصيبه الوافر من علم التاريخ أيضا، و ليس ذلك إلا لغزارة حفظه و اهتمامه بالعلوم المفيدة، فكان يحفظ الوقائع و الحوادث، و يحفظ أحوال الرجال، فأخذ يدونها، و استمر في ذلك فترة طويلة، يصنف و يؤلف، كما قال ابن المديني: «مع ما ذكر من عبادته، كان ما يكتبه كل يوم و ينتخبه كاغدا، لأنه كان يورق و يصنف»(4) .

و كان يبذل جهدا كبيرا في الإفادة عن الشيوخ و أحوالهم، و التصنيف فيهم، فقد عني بهذا الشأن عناية فائقة، فقضى في ذلك ستين سنة، كما يقول تلميذه البارز أبو نعيم عنه:

«كان أحد الأعلام، صنف الأحكام، و التفسير، و كان يفيد عن الشيوخ

ص: 80


1- انظر « مختصر طبقات علماء الحديث » ٢/٣٢٤ ، وسير النبلاء ٢٧٨/١٦
2- انظر الآثار العلمية للمؤلف
3- انظر « أخبار أصبهان » 2 / 90
4- انظر « سير النبلاء » 1٦/ 278 للذهبي ، وفيه كان يكتب كل يوم ...

و يصنف لهم ستين سنة» (1).

و بالإضافة إلى عنايته بالشيوخ، فقد اعتنى أيضا بالتاريخ العام، و ألّف في ذلك مؤلفات كما ذكرت لنا المصادر. من آثاره: كتابه «التاريخ على السنين» و كتاب «البلدان أو الأمصار» و كتاب «معجم شيوخه» و كتابه «الطبقات» هذا الذي بين أيدينا (2).

و لم يصل إلينا منها فيما علمت سوى كتابه «الطبقات».

و من خلال احتواء كتابه «الطبقات» على معلومات كبيرة تاريخية من:

أحوال الرواة و القضاة و الولاة، و تاريخ قدوم القادمين و ترحالهم و وفياتهم، بالإضافة إلى بيان تاريخ أصفهان و إنشائها، و تاريخ فتحها الإسلامي، كمقدمة للكتاب، نستطيع أن نحكم بأن أبا الشيخ كان مؤرخا خبيرا في التاريخ (3).

شيوخه:

قد تتلمذ أبو الشيخ على معظم محدثي بلده، و استفاد منهم، و على علماء من القادمين إلى بلده، و من غيرهم في رحلاته التي قام بها، و بذلك كثر عدد شيوخه، حيث ألف فيهم معجما خاصا (4).

و قد ترجم لأكثر من خمسين و مائتي شيخ في كتابه «الطبقات» في الطبقة العاشرة و الحادية عشرة، فلا أرى حاجة لتكرارها. و أنا أذكر عددا من مشايخه الذين لم يترجم لهم في «الطبقات»، و قد روى عن بعضهم فيها أيضا، و رتبهم على حروف المعجم.

ص: 81


1- انظر « أخبار أصبَهان » ٩٠/٢
2- انظر قائمة مؤلفاته
3- انظر لاطلاع أكثر : منهج المؤلف ومبحث محتويات كتابه
4- لم يصل إلينا - انظر قائمة مؤلفاته
أسماء شيوخه:

1- إبراهيم بن شريك بن الفضل أبو إسحاق الأسدي الكوفي. ثقة، مات سنة إحدى أو اثنتين و ثلاثمائة (1).

2- إبراهيم بن علي العمري (2).

3- إبراهيم بن نائلة (3).

4- أحمد بن الحسن الصوفي المتوفى سنة 306 ه، وثّقه الدارقطني(4) .

5- أحمد بن سعيد بن عبد الله أبو الحسن الدمشقي، نزل بغداد. المتوفى سنة 306 ه، و كان صدوقا(5) .

6- أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى، الحافظ الثقة، صاحب «المسند الكبير». ترجمت له كما سيأتي (في ت 3 ح 5) (6).

7- أحمد بن محمد بن علي المافروخي أبو العباس الأصبهاني الجرواءاني (7).

8- أحمد بن المساور بن سهل أبو جعفر الضبي، شيخ ثقة (8).

9- أحمد بن مكرم بن خالد البرتي- بكسر الموحدة و سكون الراء- أبو الحسن. حدث عنه أبو الشيخ في معجمه (9).

ص: 82


1- انظر : « تاریخ بغداد » ١٠٢/٦ للخطيب ، لترجمته كاملاً
2- ذكره الذهبي في« سير النبلاء » ٢٧٧/١٦
3- روى عنه المؤلف في « الطبقات » ت 11٥ وترجم له أبو نعيم في أخبار أصبهان ( 188/1 )
4- انظر « الميزان » 1 / 91 ، و «اللسان » ١٥١/١
5- انظر «تاریخ بغداد » ١٧١/٤ – ١٧٢
6- انظر « تذكرة الحفاظ » 2 / 707 – 708
7- انظر ترجمته في « أخبار أصبهان » ١٣٤/١
8- روى عنه في« الطبقات » وترجمت له في ت 133
9- انظر « معجم البلدان » ٥٤٧/١

10- أحمد بن يحيى بن زهير(1) .

11- إسحاق بن أحمد الفارسي(2) .

12- إسحاق بن أحمد بن علي بن إبراهيم أبو يعقوب، التاجر المتوفى 368 ه (3).

13- إسحاق بن إسماعيل بن عبد الله بن زكريا أبو يعقوب، قدم أصفهان سنة 288 ه (4).

14- إسحاق بن حكيم (5).

15- أبو بكر بن مكرم (6). و أبو بكر بن أحمد المؤدب(7) .

16- جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي- بكسر الفاء و سكون الراء- أبو بكر العلامة الحافظ شيخ الوقت، و كان في مجلسه نحو عشرة آلاف شخص، و كان ثقة مأمونا. مات سنة 301 ه (8).

17- حامد بن محمد بن شعيب. ثقة (9).

18- الحسن بن إبراهيم بن بشار القرشي (10).

19- الحسن بن أحمد المالكي (11).

ص: 83


1- انظر « سير أعلام النبلاء » ٢٧٧/١٦
2- روى عنه في بداية كتابه « الطبقات »
3- انظر « أخبار أصبهان » ٢٢١/١
4- انظر « أخبار أصبهان» 217/1 لأبي نعيم
5- روى عنه في « الطبقات » انظرت ٣
6- روى عنه في « الطبقات » في ت ٢٥
7- روى عنه المؤلف في « الطبقات » ت ٣ ح ١٤
8- انظر « تذكرة الحفاظ » ٢ / ٦٩٣ ، وح ١٤ من « الطبقات » للمؤلف
9- روى عنه في « الطبقات » ت 12 ح 28 ، وترجمت له هناك
10- روى عنه في «الطبقات » ت ٤٩ وترجمت له هناك
11- روى عنه في « الطبقات » ت 129 وترجمت له هناك

20- حسين بن عمر بن أبي الأحوص (1).

21- عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي أبو محمد صاحب «التفسير المسند»، و «الجرح و التعديل»، و غير ذلك(2) .

22- عبدان الأهوازي عبد الله بن أحمد بن موسى، ثقة حافظ (3).

23- عبد الرحمن بن زيد أبو بكر. ثقة (4).

24- عبد الرحمن بن محمد بن حماد(5) .

25- عبد الله بن بندار بن إبراهيم الضبي(6) .

26- علي بن سعيد الرازي (7).

27- عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي (8).

28- عمر بن عبد الرحمن السلمي أبو حفص (9).

29- الفضل بن حباب أبو خليفة الجمحي، الامام المحدث الثقة (10).

30- قاسم بن زكريا بن يحيى البغدادي المطرز أبو بكر، المقرى ء الحافظ الثقة. توفي سنة 305 ه (11).

ص: 84


1- روى عنه في « الطبقات » ت 2 ح 3 وترجمت له هناك
2- روى عنه في « الطبقات » ت 38 وترجمت له هناك وانظر « طبقات الشافعية » ٣٢٤/٣ للسبكي ، و «طبقات المفسرين » 279/1 للداودي
3- روى عنه المؤلف في الطبقات ت ٩ وترجمت له هناك
4- روى عنه المؤلف في « الطبقات » ت 128 ، وترجمت له هناك
5- روى عنه في « الطبقات » ت ٤٥ ح ٥٧
6- روى عنه المؤلف في « الطبقات » ت ٩٥
7- ذكره الذهبي في «سير النبلاء » ٢٧٧/١٦
8- روى عنه المؤلف في « الطبقات » ت ٤
9- روى عنه المؤلف في « الطبقات » ت ٤ ح ١٩
10- روى عنه المؤلف في « الطبقات » ت ٦٢ ، وترجمت له هناك
11- انظر « تذكرة الحفاظ » 717/2

31- محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني أبو بكر بن المقرى ء، محدث أصفهان من أقرانه، الإمام الرحال الحافظ الثقة، صاحب «المعجم الكبير»، «و الأربعين حديثا»، و سمع في نحو من خمسين مدينة، و عاش 96 سنة. مات سنة 381 ه (1).

32- محمد بن الحسن بن علي بن بحر (2).

33- محمد بن خالد بن خداش، المتوفى سنة 293 ه (3).

34- محمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأسدي الكوفي. ثقة (4).

35- محمد بن نصر بن عبد الله بن أبان الأصبهاني، المتوفى سنة 305 ه . (5)

36- محمد بن يحيى المروزي(6) .

37- محمود بن محمد الواسطي(7) .

38- المفضل بن محمد الجندي(8) .

39- أبو عروبة الحراني الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود السلمي، صاحب «التاريخ»، كان من نبلاء الثقات. مات سنة 318 ه(9) .

40- أبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، الحافظ الثقة الكبير، مسند العالم توفي سنة 317 ه (10).

ص: 85


1- انظر المصدر السابق 973/3
2- ذكره الذهبي في «سير النبلاء » ٢٧٧/١٦
3- انظر « معجم البلدان » 703/2
4- روى عنه المؤلف في « الطبقات » ت 128 ، وترجمت له هناك
5- ذكره الذهبي في « المشتبه » ١ / ٢٦٥
6- ذكره الذهبي في « سير النبلاء » ٢٧٧/١٦
7- ذكره الذهبي في « سير النبلاء » ٢٧٧/١٦
8- ذكره الذهبي في « سير النبلاء » ٢٧٧/١٦
9- انظر « تذكرة الحفاظ » ٧٧٤/٣
10- روى عنه المؤلف في « الطبقات » في ت 1 ح 2 ، وترجمت له هناك
ثناء العلماء عليه و توثيقه:

استحق أبو الشيخ أن ينال من العلماء الثناء المجيد، و التوثيق الجدير، فقد أثنى عليه تلميذه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، بقوله: «ثقة مأمون ...» (1) .

و قال تلميذه البارز أبو نعيم عنه: «أحد الثقات و الأعلام، صنف الأحكام و التفسير و الشيوخ ... كان يفيد عن الشيوخ، و يصنف لهم ستين سنة»(2) .

و قال أبو بكر الخطيب: «كان أبو الشيخ حافظا ثبتا متقنا».(3) .

و قال أبو القاسم السّوذرجاني: «هو أحد عباد الله الصالحين، ثقة مأمون» (4).

و قال السمعاني: «حافظ كبير ثقة، صنف التصانيف الكثيرة» (5).

و قال ابن عبد الهادي: «أبو الشيخ الأصبهاني، حافظ أصفهان، و مسند زمانه ... الإمام صاحب المصنفات .. كتب العالي و النازل ... و كان واسع العلم، صدوقا قانتا لله» (6).

و قال الذهبي: «الإمام الحافظ الصادق، محدث أصفهان، صاحب التصانيف ...».

و قال أيضا: «فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين، صاحب سنة

ص: 86


1- انظر « مختصر طبقات علماء الحديث » ٢/٣٢٤ لابن عبد الهادي ، و «العبر » للذهبي ٣٥٢/٢ ، و «سير النبلاء » ٢١٥ / ١٠ ، و « طبقات المفسرين » للداودي ٢٤٠/١
2- انظر « أخبار أصفهان» ٩٠/٢
3- انظر المصدر السابق لابن عبد الهادي ، و «تذكرة الحفاظ » ٩٤٥/٣ ، و «السير في نفس الموضع المذكور » و « طبقات المفسرين » نفس الصفحة المذكورة
4- انظر «سير النبلاء » ٢٧٨/١٦
5- انظر « الأنساب » ٣٢٢/٤
6- انظر « مختصر طبقات علماء الحديث » ٢/٣٢٤

و اتباع ... (1)».

و قال أيضا: «حافظ أصفهان و مسند زمانه، الإمام ... صاحب المصنفات السائرة ...، كتب العالي و النازل، و لقي الكبار ...، و كان مع سعة علمه و غزارة حفظه، صالحا خيّرا قانتا لله صدوقا» (2).

و كذا وصفه السيوطي بما وصفه الذهبي، و زاد عليه: كان أحد الأعلام ... مأمونا ثقة متقنا (3).

و قال الداودي: «الإمام الحافظ، مسند زمانه ...» (4).

و ذكره ابن العماد فقال: «الإمام الحافظ، الثبت الثقة ..، صاحب التصانيف» (5).

و ذكره الزركلي فقال: «من حفاظ الحديث العلماء برجاله»(6) .

تلاميذه:

قد ذاع صيته و اشتهر في الآفاق بالحفظ و النبوغ، حتى صار يقصده القاصي و الداني، فترى في تلاميذه الأندلسي، و الهروي، و الأهوازي و الشيرازي، و البغدادي، و غيرهم، و أيضا ترى آثار نبوغ المؤلف و ثقافته أثرت على تلاميذه، فتجد فيهم المحدثين، و المفسرين، و القراء، و المؤرخين.

إليكم أسماء من وقفت عليه من تلاميذه مرتبا على الحروف:

ص: 87


1- انظر «سیر النبلاء » ٢١٥ - ٢١٦ / ١٠
2- انظر « تذكرة الحفاظ » ٩٤٥/٣
3- انظر « طبقات الحفاظ » 329
4- انظر « طبقات المفسرين » ١ / ٢٤٠
5- انظر « شذرات الذهب » ٦٩/٣
6- انظر « الأعلام » ٢٦٤/٤

1- أحمد بن عبد الرحمن أبو بكر الشيرازي. كان صدوقا حافظا، يحسن هذا الشأن جيدا. مات سنة 407 ه، و قيل: 411 ه (1).

2- أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني أبو نعيم، الحافظ الثقة، المتميّز بعلو الأسانيد، و المكثر عن المؤلف. مات سنة 430 ه (2).

3- أحمد بن علي الساماني (3)- أبو العباس الصحّاف (4).

4- أحمد بن علي بن عبدوس أبو نصر الجصاص. المعدل الأهوازي. كان ثقة ثبتا. مات سنة 423 ه (5).

5- أحمد بن علي بن يزداد أبو بكر القارى ء الأعور البغدادي. سمع أبا الشيخ بن حيان بأصبهان، و كان ثقة فاضلا ديّنا عالما بحروف القرآن. مات سنة 410 ه (6).

6- أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي (7).

7- أحمد بن محمد بن الحارث (8).

8- أحمد بن محمد بن الحسين بن البزده- بالباء الموحدة و الزاي- أبو عبد الله المقرى ء، و كان من المعمرين، توفي سنة 437 ه (9).

ص: 88


1- انظر « تذكرة الحفاظ » ٣/ ١٠٦٥ للذهبي
2- انظر المصدر السابق 1092/3 للذهبي ، و «طبقات الشافعية الكبرى » ١٨/٤ للسبكي
3- نسبة إلى سامان : محلة بأصبهان - أنظر « معجم البلدان » ١٧٢/٣ لياقوت الحموي
4- انظر المصدر السابق للحموي ، و « المشتبه » للذهبي ٢ / ٣٨٥
5- انظر «تاریخ بغداد » ٣٢٣/٤ للخطيب البغدادي
6- انظر « تاريخ بغداد » ٣٢١/٤ - ٣٢٢ للخطيب
7- ذكره « الذهبي » في المصدر السابق
8- ذكره البيهقي في« السنن الكبرى » 2/ 30 ، والجوزقاني في « الأباطيل » ق ٨ و٢٨
9- انظر « معجم البلدان » ٥ / 19٥ ، و« المشتبه » ٦١٢/٢ للذهبي ، و «غاية النهاية » ١١٠/١ للجزري

9- أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك أبو بكر، الحافظ الثبت العلامة الأصبهاني، صاحب «التفسير»، و «التاريخ»، و كان قيّما بمعرفة هذا الشأن، بصيرا بالرجال، طويل الباع، مليح التصانيف، توفي في رمضان سنة 410 ه(1) .

10- الأصبغ عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر الأندلسي، الحافظ الأموي مولاهم ... سمع الحديث ببلاد المغرب و المشرق، و سمع بأصبهان أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحافظ(2) .

11- سليمان بن حسنكويه(3) .

12- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن زنجويه الأبهري أبو منصور الأديب (4).

13- عبد الرزاق بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ابن المؤلف، و سمع منه أبوه أيضا. توفي في منصرفه من الحج سنة نيف و خمسين و ثلاث مئة(5) .

14- عبد الله بن محمد بن أحمد أبو القاسم العطار، المقرى ء، شيخ أصبهان. صدوق ضابط (6).

15- عبد الكريم بن عبد الواحد الصوفي(7) .

16- عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يحيى الأسواري أبو القاسم الأصبهاني.حدث عن أبي الشيخ الحافظ، و عنه قتيبة بن سعيد البغلاني قاله يحيى بن منده(8) .

ص: 89


1- انظر « المنتظم » ٧ / ٢٩٤ لابن الجوزي ، و «تذكرة الحفاظ » ٣ / ١٠٥٠ للذهبي بالتصرف منه ٢٩٤/٧
2- انظر « الأنساب » للسمعاني ورق ٥١
3- ذكره الذهبي في « سير النبلاء » ٢١٦ / ١0
4- ذكره ياقوت الحموي في « معجم البلدان » ٨٤/١
5- انظر « أخبار أصبهان » ٢ / ١٣٦ لأبي نعيم
6- انظر « غاية النهاية » ٤٤٧/١ للجزري
7- ذكره الذهبي في المصدر السابق
8- انظر المصدر السابق لياقوت ١ / ١٩٠

17- الفضل بن أحمد القصار(1) .

18- الفضل بن محمد القاساني(2) .

19- محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني أبو بكر بن المقرى ء، محدث أصبهان، الإمام الرحال الحافظ الثقة، و هو من أقرانه.تقدم (3).

20- محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحاني أبو ذر، الواعظ. توفي سنة 440 ه(4) .

21- محمد بن أحمد بن إبراهيم الصالحاني أبو العلاء (5).

22- محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو بكر الصفار (6).

23- محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، الكاتب بأصفهان، و هو آخر من روى عنه، و هو أحد رواة مؤلفات أبي الشيخ(7) ، مات سنة 445 ه.

24- محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسحاق المقرى ء البيضاوي، أحد قراء فارس، ثقة. مات سنة 393 ه (8).

25- محمد بن أحمد أبو الحسين الكناني (9).

26- محمد بن أحمد بن محمد أبو طاهر الأصبهاني (10).

ص: 90


1- ذكره الذهبي في المصدر السابق
2- ذكره الداودي في « طبقات المفسرين » ١ / ٢٤٠
3- انظر قائمة شيوخه
4- انظر « اللباب » 2/ 230 لابن الأثير الجزري
5- ذكره الذهبي في« سير النبلاء » ٢١٦ / ١٠
6- ذكره الذهبي في نفس المصدر السابق
7- انظر « الأنساب » ٣٢٢/٤ ، و «تاج العروس » 188/9 للزبيدي ، و «العبر » للذهبي ٢٠٩/٣
8- انظر « معجم البلدان » ١ / ٥٢٩ للحموي
9- المصدر السابق لياقوت ٣٤١/٢
10- ذكره الجزري في « غاية النهاية » ٤٤٧/١

27- محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين أبو الحسن الأصبهاني، سمع من أبي الشيخ سنة 369 ه، أي سنة وفاته (1).

28- محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمدان، المعروف بالعجلي أبو عبد الله الخاني- نسبة إلى خان لبخان محلة بأصبهان- مات سنة 423 ه (2).

29- محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة، الإمام الحافظ الجوّال، أبو عبد الله، محدث العصر، و هو من أقرانه، قال الذهبي: «عدة شيوخه الذين سمع و أخذ عنهم ألف و سبع مئة شيخ. و لما رجع من الرحلة الطويلة، كانت كتبه عدة أحمال، حتى قيل: إنها كانت أربعين حملا، و ما بلغنا أن أحدا من هذه الأمة سمع ما سمع، و لا جمع ما جمع، و كان ختام الرحالين، و فرد المكثرين مع الحفظ و المعرفة و الصدق و كثرة التصانيف». مات ابن منده في ذي القعدة سنة 395 ه (3).

30- حفيده محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله أبو الفتح الحياني (4).

31- محمد بن عبد الله بن أحمد التبان(5) .

32- محمد بن عبد الله بن الحسين أبو بكر الصالحاني (6).

33- محمد بن علي بن بهروزمرد(7) .

34- محمد بن علي بن محمد السيويه المؤدب أبو أحمد(8) .

ص: 91


1- الحموي في المصدر السابق ٢٤٢/٥
2- المصدر السابق لياقوت ٣٤١/٢
3- انظر : « تذكرة الحفاظ » 1032/3
4- ذكره الذهبي في « المشتبه » 129/1 وابن حجر في «تبصير المنتبه » ١ / ١٢٩
5- ذكره الذهبي في «سير النبلاء » ٢١٦ / ١٠
6- ذكره الذهبي في نفس المصدر السابق
7- ذكره الذهبي في «سير النبلاء » ٢٧٧/١٦
8- ذكره الذهبي في « المشتبه» 2/ 390 ، والسمعاني في « التحبير » 1 / 190 و « الأنساب »

35- أبو جعفر بن زيرك البزي (1).

36- أبو سعد الماليني أحمد بن محمد بن أحمد الأنصاري الهروي، الحافظ الإمام الزاهد، يعرف بطاووس الفقراء، و جمع و حصل من المسانيد الكبار شيئا كثيرا، و كان ثقة متقنا صاحب حديث، و رحل رحلات كثيرة إلى أصبهان. (توفي سنة 409 ه) (2).

37- أبو سعيد النقاش محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الأصبهاني الحنبلي، جمع و صنف و أملى و روى الكثير مع الصدق و الديانة و الجلالة. توفي سنة 414 ه عن نيف و ثمانين عاما (3).

عقيدته و مذهبه:

لم أجد تصريحا عنه في مذهبه و عقيدته، و لا عن غيره، و الذي يظهر لي من خلال دراسة كتابه: «الطبقات» و النظر في بقية مصنفاته، أنّ عقيدته عقيدة السلف، و مذهبه هو مذهب المحدثين، فكان يسلك مسلكهم، و لم يتبع مذهبا خاصا من المذاهب الفقهية المعروفة، و قد كان المذهب السائد بأصبهان في ذاك الوقت بل في إيران، مذهب الشافعية و الأحناف من أهل السنة، و قد شغلهم التعصب الشديد فيما بينهم (4).

و لم أجد له ترجمة في الكتب المعنية بتراجم رجال المذاهب، فمن هنا أستطيع أن أقول:

إن أبا الشيخ كان يتبع السنة و يعمل بها، قال الذهبي: «فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين، صاحب سنة و اتباع» (5). و مما يرشدنا أن عقيدته

ص: 92


1- البيهقي في « الأسماء والصفات » 282
2- انظر « تذكرة الحفاظ » 1070/3
3- انظر نفس المصدر ١٠٥٩/٣
4- انظر « معجم البلدان » 09/1 لياقوت ، وكتاب « اقتصاد شهر أصفهان » ص 210 للدكتور علي كلباسي
5- انظر « سير النبلاء » ٢١٦ / ١٠

عقيدة السلف الصالح، كتابه في العقيدة، و هو كتاب السّنّة. كما ألف عدد من علماء السلف مؤلفات بهذا الاسم، كأحمد، و أبي داود، و الطبراني، و ابن أبي عاصم، و اللالكائي، و المروزي، و غيرهم(1) .

صلاحه و عبادته:

ذكر ابن عبد الهادي: «أنه كان واسع العلم، صدوقا، قانتا لله».

و قال بعض العلماء: «ما دخلت على الطبراني إلّا و هو يمزح أو يضحك، و ما دخلنا على أبي الشيخ إلّا و هو يصلي» (2).

و قال الحافظ يوسف بن خليل: «رأيت في النوم كأني دخلت مسجد الكوفة، فرأيت شيخا طوالا لم أر شيخا أحسن منه، فقيل لي: هذا أبو محمد ابن حيان، فتبعته، و قلت له: أنت أبو محمد بن حيان. قال: نعم. قلت:

أ ليس قد متّ؟ قال: بلى، قلت: فبالله ما فعل الله بك؟ قال: «الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين»(3) . فقلت: أنا يوسف بن خليل جئت لأسمع حديثك و أحصّل كتبك، فقال: سلمك الله، وفقك الله، ثمّ صافحته، فلم أر شيئا قط ألين من كفه، فقبلتها و وضعتها على عيني»(4) .

و قال أبو القاسم السوذرجاني: «هو أحد عباد الله الصالحين، ثقة مأمون» (5).

قال أبو موسى المديني: «مع ما ذكر من عبادته، كان ما يكتبه كل يوم

ص: 93


1- انظر « الرسالة المستطرفة » ص 38 - 37
2- انظر « مختصر طبقات علماء الحديث » ٢٣٥ / ٢ ، و «طبقات المفسرين » للداودي ٢٤١/١
3- سورة الزمر آية ٧٤
4- « مختصر طبقات علماء الحديث » 2/235 ، و«طبقات المفسرين » ٢٤١/١ للداودي
5- انظر « سير النبلاء » ٢١٦ / ١٠ للذهبي

و ينتخبه كاغدا، لأنّه كان يورق و يصنف». و يروى عنه أنه قال: ما عملت فيه- في «كتاب الثواب»- حديثا إلا بعد أن استعملته(1) .

و فيه أيضا: و عن بعض الطلبة قال: «ما دخلت على أبي القاسم الطبراني إلّا و هو يمزح أو يضحك، و ما دخلت على أبي الشيخ إلّا و هو يصلي» (2).

و قال الذهبي أيضا: «فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين».

و قال: «و كان مع سعة علمه و غزارة حفظه، صالحا خيّرا قانتا لله صدوقا»(3) .

وفاته و ما قيل بعد وفاته:

قال أبو نعيم: «توفي سلخ المحرم سنة تسع و ستين و ثلاثمائة و له ست و تسعون سنة»(4) .

و ذكر ابن العماد (5)و ابن تغري بردي(6) أن وفاته كانت عن 95 سنة؛ و ذلك لأنهما قالا: ولد سنة 274 ه، فلا يزيد إذا عمره عما ذكرنا.

و يمكن التوفيق بين القولين، بأن أبا نعيم أضاف المحرم من سنة تسع و ستين، فحسبه سنة، و هما لم يضيفا هذه السنة باعتبار أنه توفي في أولها.

ذكر الذهبي(7) في ترجمة محمد بن أحمد القاضي العسال أن أبا جعفر

ص: 94


1- كذا في المصدر السابق
2- كذا في «تذكرة الحفاظ » ٩٤٥/٣
3- كذا في المصدر السابق
4- انظر « أخبار أصفهان » 90/2
5- « شذرات الذهب » ٦٩/٣
6- انظر « النجوم الزاهرة » ١٣٧/٤
7- في «سير النبلاء » 10/282

معمر بن أحمد الزاهد، قال أبياتا، منها:

لقد مات من يرعى الأنام بعلمه *** و كان له ذكر وصيت فينفع

و قد مات حفاظ الحديث و أهله *** و ممن رأينا، و هو في الناس منبع

أبو أحمد القاضي (1)، و قد كان حافظ_ *** _اً و لم يك من أهل الضلالة يتبع

و كان أبو إسحاق(2) ممن شهرته *** يدرس أخبار الرسول (ص) و يوسع

و ثالثهم: قطب الزمان و عصره *** أبو القاسم (3)اللخمي قد كان يبدع

و رابعهم: كان ابن حيان(4) آخرا *** و مات، فكيف الآن بالعلم يطمع؟

آثاره العلمية:

لقد خلف أبو الشيخ آثارا تحيي ذكره، و تنفع من بعده، و إن كانت مع الأسف معظم آثاره لم تصل إلينا، فيما علمت بعد البحث و التتبع إلا أنه كان معظم هذه الكتب موجودة إلى القرن الثامن الهجري عند بعض العلماء.

قال الذهبي: «و وقع لنا الكثير من كتب أبي الشيخ» (5).

و كذا روى السمعاني عددا كبيرا بالإجازة بسند شيوخه (6).

و كذا ذكر ابن حجر بسنده في كتابه: «المعجم المفهرس» عددا كبيرا من

ص: 95


1- أبو أحمد القاضي ، هو محمد بن أحمد العسال القاضي الأصبهاني - انظر المصدر السابق ١٠/٢٨٢
2- وأبو إسحاق : هو إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني الحافظ ، توفي سنة ٣٥٣ه_ . نفس المصدر
3- هو الطبراني سليمان بن أحمد بن أيوب الحافظ ، مات سنة ٣٦٠ه_ . عن مائة سنة . نفس المصدر ، وانظر ترجمته كاملاً في ق 172 - 10/177
4- وابن حيان : هو أبو الشيخ الحافظ صاحب الترجمة
5- انظر : « تذكرة الحفاظ » ٩٤٥/٣
6- انظر : « « التحبير في المعجم الكبير » ( ١ / ١٦١ ، 1٦٤ ، 190 ، ٣٥1، ٣٥٦ ) و ( ٢ /١٤ ، 71، 82، 141، 186)

مصنفات أبي الشيخ (1)، و سأذكر في قائمة مصنفاته جميع ما نسب إليه من الكتب، سواء كان مفقودا أم موجودا، مع ذكر مكان وجوده إن عرف- إن شاء الله- و أرتبها على حروف المعجم، و هي كالآتي:

1- كتاب «الإجازة» (2)، لم يصل إلينا.

2- «أحاديث أبي الزبير، عن غير جابر بن عبد الله» موجود منها من ق 9- 24 في الظاهرية (3).

3- «أحاديث اختارها أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه»- تلميذه.

(ت 410 ه). موجود منها بعض الأوراق بالظاهرية (4). مجموع 8 (61 أ- 68 أ، 784 ه)، 82/ 1 (ا أ- 23 أ من القرن الهجري السابع، 93 (21 أ- 37، 592 ه).

4- «أحاديث أبي عمير و بكر بن بكار»، الموجود جزء منها بالظاهرية من ق 65- 72 (5).

5- «أحاديثه»، موجودة بالظاهرية من ق 1- 23، و فيه أحاديث مما في «العوالي»، فلعلها جزء من كتابه «العوالي» الذي سيأتي التعريف به (6).

6- أحاديث طلحة بن مصرف و زبيد اليامي (7). طبقات المحدثين باصبهان و الواردين عليها ؛ ج 1 ؛ ص96

ص: 96


1- سيأتي تحديد موضعها في المعجم عند ذكر الكتاب الذي رواه بسنده عنه
2- ابن حجر في « المعجم المفهرس » ١/٤٥٨
3- انظر : « فهرس مخطوطات الظاهرية » ص ١٦٥ كتاب رقم ٥٩٩ ، وانظر : تاريخ التراث العربي » 328/1 ، ٢٩ - ٢٦ ب في القرن السابع الهجري. وذكره ابن حجر في « المعجم المفهرس » بسنده 2/283 ، وكذا السمعاني في « التحبير » ( 182/2)
4- انظر : « تاريخ التراث » 1 / 328 ، وكذا ذكره السمعاني في المصدر السابق ( ١٦٤/١ )
5- انظر : « فهرس مخطوطات الظاهرية » ١٦٦ ، وهو في مجموع
6- انظر : نفس المصدر السابق ، مجموع 27
7- انظر : « التحبير » ( ١ / ١٦١ ) للسمعاني

7- كتاب «أخلاق النبي- صلى الله عليه و سلم- و آدابه». طبع مرتين: بمطبعة السعادة بالقاهرة، باهتمام من مكتبة النهضة المصرية 1378 ه، و الثانية في 1392 ه طبعت محققة، و كتب عليها حواش أحمد محمد مرسي، و لم يخرّج الأحاديث، و لم يترجم الأعلام و رجال السند إلا نادرا، و لكن له فضل في إخراج الكتاب مصححا إلى حيز النفع.

8- «الأدب»، هو الأخذ بمكارم الأخلاق و استعمال ما يحمد قولا و فعلا(1) .

9- «كتاب الأذان» (2) و هو مفقود، و لعله جزء من «كتاب السنن».

10- «كتاب الأمثال الخاصة بالنبي- صلى الله عليه و سلم»- مخطوط في 83 ورقة، موجود في امبروزيانا كوداتشي 29، و منه نقول في «الإصابة» 1/ 305، (2/ 1259) (3) .

11- كتاب «الأمصار» (4). مفقود، و سماه الديلمي باسم: «كتاب البلدان» (5). و يبدو لي أنه هو، و الله أعلم.

12- كتاب «الأموال»(6) . هو مفقود.

13- كتاب «البر و الصلة»(7) - ذكره السمعاني بسنده.

14- كتاب «بر الوالدين» (8)- كذا ذكره السمعاني.

ص: 97


1- الكتاني : في « الرسالة المستطرفة » ص ٥٣ ، لم يصل إلينا
2- انظر : « سير النبلاء » ١٦ / ٢٧٨ النبلاء » ١٦ / 278 ، « ونصب الراية » ٣٢/٢ للزيلعي ، « والمعجم المفهرس» ص ١٣٦ ، وتلخيص الحبير » ١ / ٢١٦ ، ٢٢٣ كلاهما لابن حجر ، والسخاوي في « المقاصد » ص ٣٤٨ ، والسيوطي في « الجامع الصغير » ١ / ١٥٩ ، ولكنه ذكره باسم «كتاب الأذان والإقامة » والكتاني في المصدر السابق ص ٤٦
3- انظر : « تاريخ الأدب العربي» ٣٤٧/١ الملحق رقم ٥ ، و «تاريخ التراث العربي » ٢٣٦/١
4- ابن عراق في « تنزيه الشريعة » ٣٢/2
5- انظر : «زهر الفردوس » ١٧ / ١ / ج 2
6- « الكتاني في « الرسالة المستطرفة » ص ٤٧
7- انظر : « التحبير » للسمعاني ( ٣٥١/١)
8- المصدر السابق ( ٤٥٦/١ ) ، (١٤/٢ )

15- كتاب «التاريخ على السنين»- و ذكره بعض باسم «التاريخ» (1).

16- كتاب «الترهيب»(2) - لم أقف عليه.

17- كتاب «التفسير»(3) - لم يصل إلينا.

18- كتاب «التوبيخ»(4) - لم يصل إلينا.

19- «ثواب الأعمال الزكية»(5) - ذكره الذهبي، فقال: «هو في خمس مجلدات (6). و ذكر أيضا أن أبا الشيخ عرض كتابه «ثواب الأعمال» على

ص: 98


1- انظر : « الإصابة » 817/2 لابن حجر ، « والمعجم المفهرس » ١/٥٣٤ ، و «النجوم الزاهرة » ٤ / ١٣٦ ، قال : هو صاحب تاريخ بلده - يبدو أنه هو « الطبقات » - « والتاريخ على السنين » لابن تغري بردي ، و « معجم المؤلفين » ١١٤/٦ ، وذكره باسم « التاريخ على السنين » لعمر رضا كحالة ، «والزركلي » في الأعلام 2٦٤/٤ ، وذكر البغدادي في « هدية العارفين » ٤٤٧/١ له «تاريخ أصفهان أو طبقات أهله » ، فهذا هو « الطبقات » ذكره بعض باسم « التاريخ » وبعض «بالطبقات » ومما يثبت له كتاب «التاريخ على السنين » ما نقله عنه الخطيب في «تاريخ بغداد » (373/9 ) قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ابن حيان يقول : سنة خمس وثمانين ومائتين فيها مات أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة البغدادي بطرسوس »
2- أنظر : « تلخيص التحبير » 3/ 188 لابن حجر
3- أبو نعيم : « أخبار أصبهان » 2/ 90 ، ابن حجر : « الإصابة » 172/1 ، و «المعجم المفهرس » 1/332 ابن مردويه ، كما في «طبقات المفسرين » ١ / ٢٤٠ للداودي ، وابن العماد في «شذرات الذهب » ٦٩/٣ ، عمر رضا كحالة : « معجم المؤلفين » ٢ / ١١٤ ، والكتاني : الرسالة المستطرفة ، ٧٦ ، والسمعاني في « التحبير » ( ٥١٢/١ ) بسنده
4- ابن حجر في « الفتح »٥3/13 ، المنذري في « الترغيب » ٥٠٩/٣ ، ٥١٧ ، والسيوطي في «الجامع الصغير » ٣٠٦/٣ ، ٣٠٨ ، ٣٢٩ ، وحاجي خليفة في «كشف الظنون » ٢ / ١٤٠٦ ، والكتاني « الرسالة المستطرفة » ص ١٥
5- الذهبي في «سير النبلاء » 215 / 10 ، والعراقي في« تخريج أحاديث الإحياء» 3/3 ، والمنذري في « الترغيب » ١ / ٥٣٩ ، ٦٣/٢ ، ٢٦٧/٤ ، والسخاوي في «المقاصد » ص ٩٥ ، ٣٩٥ ، ٤١١ ، وحاجي خليفة « كشف الظنون » ١٤٠٦/٢ ، وعمر رضا كحالة في « معجم المؤلفين » ١١٤/٢ ، والكتاني في « الرسالة المستطرفة » ص ٥٧ ، والسيوطي في الجامع الصغير /393/3 ، وكذا السمعاني في التحبير ( 1 / 190 ، 179 )
6- انظر : « سير النبلاء » ٢١٦ - ١٠/٢١٥

الطبراني فاستحسنه».

و نقل أيضا أنه يروى عنه- أي عن أبي الشيخ- أنه قال: «ما عملت فيه حديثا إلا بعد أن استعملته» (1).

20- جزء فيه اثنان و عشرون مجلسا من أمالي أبي الشيخ(2) .

21- حديث أيوب السختياني جمع أبي الشيخ(3) .

22- «خطب النبي»- صلى الله عليه و سلم- لم يصل إلينا(4) .

23- «دلائل النبوة»(5) - و هو مفقود.

24- «ذكر الأقران و رواياتهم عن بعضهم بعضا، و الأكابر عن الأصاغر و الأصاغر عن الأكابر»- موجودة منها 27 ورقة(6) بدار الكتب بالقاهرة، مصطلح 221، و بالظاهرية نسخة ناقصة من أولها، مجموع 53 (ق 1- 5) أول حديث فيه ذكر موت أبي طالب و مواراته في الأرض.

25- «ذكر المسكر»(7) .

26- «كتاب السبق و الرمي» (8)- لم يصل إلينا، فلعله جزء من كتابه السنن.

ص: 99


1- «سير النبلاء » ٢٧٨/١٦
2- انظر : « التحبير » ( ٢ / ١٠ ) وذكره بسنده
3- نفس المصدر ( ١٤/٢ ) رواه بسنده
4- السخاوي : في « الإعلان بالتوبيخ » ص 91
5- السخاوي : في الإعلان بالتوبيخ » ص 91 ، فقال : جمع دلائل النبوة كثيرون ، منهم : أبوالشيخ بن حيان ، وكذا ذكره أحمد صقر في مقدمة تحقيق « دلائل النبوة » للبيهقي ص ٩)
6- انظر : «فهرست المصطلح » 222/1 ، « وفهرست معهد المخطوطات » ص ٢ رقم ٦٦٩ ، « وفهرس مخطوطات الظاهرية » ص ١٦٦ مجموع ٥٣ ( ١ - ٦ ) ب القرن السابع الهجري ، والسمعاني في « التحبير » ( ١٦١/١)
7- رواه السمعاني بسنده في « التحبير » ( ١ / ١٩٠ ) ولم يصل إلينا
8- ابن حجر في المعجم المفهرس 1/212 ، والسخاوي في «المقاصد الحسنة » ص ١٦٣ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة » ص ٤٨ ، والسمعاني في المصدر السابق

27- «كتاب السنن» في عدة مجلدات، قاله الذهبي، و قال أيضا: وقع لنا منه كتاب الأذان و كتاب الفرائض (1)- و هو مفقود.

28- «كتاب السنة» قال الذهبي: في مجلد(2) ، و سماه ابن حجر: «السنة الواضحة»- و هو مفقود.

29- كتاب «السواك» (3)- و هو مفقود.

30- «كتاب السيرة» (4)- و هو مفقود.

31- «شروط الذمة» (5).

32- «كتاب الضحايا و العقيقة»- لم يصل إلينا (6).

33- «طبقات المحدثين بأصبهان»- و هو كتابنا هذا، و سيأتي الكلام عنه عند توثيق نسبة الكتاب مفصلا، و ذكره بعض باسم «تاريخ أصبهان» أو «تاريخ بلده».

34- كتاب «الطهارة»- رواه السمعاني بسنده (7).

ص: 100


1- انظر : « سير النبلاء » ٢١٥ / ١٠ ، وذكره البغدادي في « هدية العارفين » ٤٤٧/١ باسم كتاب السنن المعظمة والأخلاق النبوية » ، فلعله هو كتاب آخر ، والله أعلم
2- الذهبي : « سير النبلاء » ٢١٥ / ١٠ ، وابن حجر في « المعجم المفهرس » 1/113 ، والسخاوي في « المقاصد » ص 97 ، ٤١١ ، وابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة » ٤ / ١٣٦ - ١٣٧ ، وابن عراق في «تنزيه الشريعة» 97/1 ، والكتاني في « الرسالة المستطرفة» ص 38 ، والزركلي في » الأعلام » ٢٦٤/٤ ، وكذا السمعاني في « التحبير » ( ١٦١/١ ، ١٩٠ ، ٣٥١ )
3- السيوطي : في « جمع الجوامع » ٥٨٩/١
4- السخاوي في« الإعلان » ص 89
5- السمعاني في « التحبير » ( ١ / ١٦١ ) بسنده
6- ابن حجر : « الفتح » ٤/١٢ ط - ح ، ولكن بدون ذكر الضحايا ، وفي المعجم المفهرس 1/211 کاملاً ، والكتاني في الرسالة المستطرفة ص ٤٨ ، والسمعاني في « التحبير » ( ١٦١/١)
7- انظر : « التحبير للسمعاني » ( ١٨٦/٢ )

35- كتاب «العتق و المدبر و المكاتب»- رواه السمعاني بسنده(1) .

36- كتاب «العظمة» في مجلد، ذكر فؤاد سزكين: «أنه كتاب صوفي»، يعتمد على الصحابي عبد الله بن سلام، زاعما أن كتب النبي- دانيال قد وصلت إليه (2).

قلت: سأذكر بعض ما احتواه الجزء الحادي عشر، و الثاني عشر فيما بعد، حتى يتبين لنا محتواه.

و عرّفه غيره:

فقد قال حاجي خليفة: «و هو على طريقة المحدثين بالتحديث و الإسناد، ذكر فيه عظمة الله تعالى، و عجائب الملكوت العلوية، و الأخبار النوادر،- و هو كما قال:- أوله «الحمد لله العظيم الوكيل ...» في مجلد (3)، و ذكره عمر رضا كحالة باسم «كتاب عظمة الله و مخلوقاته» و قال: ذكر فيه عظمة الله، و عجائب الملكوت العلوية (4).

يوجد منها مصور الجزء الحادي عشر، و الثاني عشر، عن الأصل الموجود «بمخطوطات الظاهرية» مجموع 42 علم التاريخ رقم 315- 316- بمخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الجزء الحادي عشر في 14، و الثاني عشر في 16 ورقة(5) ، و عليه سماع من سبطه أبي الفتح محمد بن عبد الرزاق.

ص: 101


1- المصدر السابق ( ١٦١/١ ، ٧١/٢)
2- انظر : « تاريخ التراث » ٣٢٦/١
3- انظر : « كشف الظنون » 2 / ١٤٣٩
4- انظر : « معجم المؤلفين » ص ١١٤
5- يوجد هذا الكتاب في أماكن مختلفة ناقصة وكاملة ، في برلين / ٦١٥٩ ٣٧ ورقة تاريخ نسخها ١١٤٩ وفي بلدية الإسكندرية ٢٠٥٤ - ٦٢ ورقة من القرن الحادي عشر الهجري » . وفي الفاتيكان فيدا ١٤٨٠ ( الأوراق ٣٦ - ٨٥ - ٩٧٢ ه_ ) _ وباريس ٤٦٠٥ ( ٣٥ ورقة ، ١٠٥٢ ه_ ) كوبريلي 2 : 2/138 ( من ١٤ - ١٨ أ - القرن التاسع الهجري ) ، والزيتونية بتونس ٣٤٣/٣ رقم ١١ ( ١٢٥٥ ه_ وسراي مدينة - تركيه - 329 ، ٢٥٥ ورقة ، ١١٤٨ ه_ ». انظر «تاريخ التراث العربي » ١ / ٣٢٦ ، و«فهرس معهد المخطوطات » بالقاهرة ١٣٥/١ ، و فهرس مخطوطات الظاهرية » ص ١٦٦ ، وأنظر العش «فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية « علم التاريخ ٣١٥ - ٣١٦ ، وفي الظاهرية نسخة أخرى من ق 1 - 83 ، ولكنها محذوفة الأسانيد ، فهي إذن مختصر كتاب « العظمة » الرقم العام ٦٤٠٢ . وكذا ذكر الكتاب الذهبي في سير النبلاء » ٢٧٨/١٦ وابن حجر في « معجم المفهرس » 1/118 ، وابن تغري في « النجوم » ٤ / ١٣٦ وابن عراق في « التنزيه » ٣٠٥/٢ ، والبغدادي في «هدية العارفين » ٤٤٧/١ ، والزركلي في « الأعلام » ٢٦٤/٤ ، « والكتاني في الرسالة » ص 53

فذكر من أول الجزء الحادي عشر قصة ذي القرنين، ثم عنون بقوله:

«ذكر جبل قاف المحيطة بالأرضين، فذكر ما ورد في ذلك من الروايات، ثم عنون بقوله: (ذكر نمروذ، و عظم سلطانه، و عتوه، و تمرده، و تسليط الله عز و جل ضعف خلقه عليه، احتقارا له، و تهاونا بشأنه)، «ثم ذكر قصة أصحاب موسى الذين حرم عليهم أن يدخلوا الأرض المقدسة، و ما حظوا به من عظيم قدرة الله و عجيب شأنه». ق 4.

و عنون في ق 20 بقوله: «ذكر لطف حكمة الله تعالى، و حسن تقديره، و عجيب صنعه، و حسن تركيب خلقه»، ثم ساق فيه روايات، و في 23 عنون بقوله: (ذكر الجن و خلقهن)، فساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك، و هكذا.

ثم عنون بقوله: (قصة عوج و عظم خلقه و بيان سنه)، ثم عنون بقوله:

«صفة العماليق و الجبارين و عظم أجسامهم و ثمارهم» ثم عنون بقوله: «ذكر المائدة و صفتها»، و قس على هذا المنوال.

فيستنبط مما ذكرت محتوى الكتاب، و أن الجانب التاريخي غالب عليه.

28- «عوالي أبي الشيخ». يوجد الجزء الأول و الثاني بدار الكتب الظاهرية مجموع 93 (ق 21- 36)، و منه نسخة ثانية بخط الضياء المقدسي.

الجزء الأول رقم عام 3637 (ق 57- 65) (1).

ص: 102


1- انظر : «فهرس مخطوطات الظاهرية » ١٦٧

و في دار الكتب بالقاهرة 2، (1/ 107) حديث 1559 من 10 أ- 14 من القرن الثامن الهجري (9 ورقات) (1). و ذكر ابن حجر أيضا جزءين من عواليه فقال: «أوله حديث أبي هريرة في ذم من أخذ من الطريق بغير حقه، و آخره: عن عمر بن الخطاب» (2).

38- «كتاب العيدين»، رواه السمعاني بسنده إجازة (3).

39- كتاب «الفتن»- لم يصل إلينا (4).

40- كتاب «الفرائض و الوصايا»- لم يصل إلينا (5).

41- كتاب «فضائل القرآن»- لم يصل إلينا(6) .

42- «الفوائد أو فوائد الأصبهانيين»- يوجد منه 4 أوراق في مجموعة رقم 38 من 55- 59 في قسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، و هي مصورة عن الأصل المحفوظ بدار الكتب الظاهرية، رقم 546، مجموعة 38، و حديث 357 (ق 57- 65) (7).

و قال ابن حجر: «و أول الجزء الثالث: حديث تميم الداري في النهي عن خمس، و آخره ... أغروا النساء يلزمن الحجاب»، و ساق بسنده،

ص: 103


1- انظر : «فهرست المخطوطات بدار الكتب بالقاهرة » 1 / 213 ، 2020 ، وأنظر « تاريخ التراث العربي » ٣٢٧/١
2- انظر « المعجم المفهرس » ٢/٣٤٨
3- انظر « التحبير في المعجم الكبير» ٨٢/٢
4- ابن عراق في «تنزيه الشريعة » 32/2 ، والسيوطي في « الجامع الصغير » ٥٣٥/٢ مع « الفيض » والشوكاني في « الفوائد » المجموعة ٤١٦ ، والكتاني في « الرسالة » ص ٤٩
5- ابن حجر بسنده في «المعجم المفهرس» 2/173 ، والكتاني في « الرسالة المستطرفة » ص ٤٩ ، وذكره الذهبي في «السير » ٢١٥ / ١٠ - بقوله : ووقع لنا منه . أي من السنن » كتاب الفرائض ، فلعله هذا الكتاب جزء من السنن ، والله أعلم
6- ابن حجر في « تلخيص التحبير » ٢ / ١١٠
7- ذكره المؤلف نفسه في « الطبقات » له ، أنظر : ترجمة 102 ، و« أخبار أصبهان » ٦/١

فقال: أخبرنا الأصم بالفوائد له في اثني عشر مجلدا (1).

43- «فوائد العراقيين»- رواه السمعاني بسنده (2).

44- كتاب «القطع و السرقة»- لم يصل إلينا(3) .

45- «مجلسان من أمالي أبي الشيخ»- ذكرهما ابن حجر، فقال: في آخره من رواية السلفي، عن الحداد، و آخره من بني اسرائيل (4).

«و مجلس آخر من حديثه»- قال ابن حجر: «أكثره في ذم اللواط»(5) . و يوجد مجلس من حديثه بدار الكتب الظاهرية، مجموع 75 (ق 61- 67) (6)، فلعله هو المذكور عند ابن حجر.

46- «المسند المنتخب على الأبواب المستخرج من كتاب مسلم بن الحجاج» (7).

47- «المعجم»- لم يصل إلينا(8) . و هو كتاب في معجم شيوخه.

48- كتاب «المواقيت»- لم يصل إلينا(9) .

ص: 104


1- انظر : « المعجم المفهرس » ٢/٥٦
2- انظر : « التحبير في المعجم الكبير » ( ١ / ١١٦ ، ١٩٠ )
3- الكتاني : في الرسالة المستطرفة ( ص ٤٩ ، والسمعاني في ( التحبير ) ( ١٦١/١ ) ، رواه بسنده
4- انظر : « المعجم المفهرس » ٢/٣٥٠
5- نفس المصدر
6- انظر : فهرس مخطوطات الظاهرية » ص ١٦٧
7- رواه السمعاني بسنده إجازة . انظر : « التحبير » ( ١٤١/٢ )
8- أبو نعيم في « أخبار أصفهان » 1 / 280 ، 330 ، ٢٥٥/2 ، وياقوت الحموي في «معجم البلدان » ٥٤٧/١ ، والسخاوي في « الإعلان بالتوبيخ » ، ص 119
9- الكتاني في « الرسالة » ص ٤٦ ، فلعل هذا الكتاب جزء من كتابه « السنن » ، والله أعلم ، والسمعاني في « التحبير » ( ١ / ١٦٠ )

49- كتاب «الناسخ و المنسوخ من الحديث»- لم يصل إلينا (1).

50- كتاب «النكاح». قال ابن حجر: «في تسعة أجزاء»، روي بعضها سماعا و بعضها إجازة (2).

51- كتاب «النوادر و النتف». قال فؤاد سزكين: «يضم أقوال الصحابة(3) و التابعين. قال ابن حجر: «قرأت منه جزءا على أبي الفضل بن الحسين و أبي الحسين بن أبي بكر الهيثمي، و آخر الجزء: أثر طاووس «خير العبادة آخرها» (4).

يوجد منه نسخة مصورة في مكتبة خاصة بالمغرب، 51 ورقة، تاريخ نسخها: 878 ه (5).

ص: 105


1- السخاوي في «المقاصد الحسنة » 173 ، ٤73 ، والعجلوني في« كشف الخفاء » ٣٧٩/٢ ، والكتاني في « الرسالة المستطرفة » ص ٨٠
2- ابن حجر في المعجم المفهرس 1/17٦ ، وفي « الإصابة » ٤٧/٤ ، والكتاني في المصدر السابق ص ٤٨
3- انظر : « تاريخ التراث » 327/1 ، وكذا ذكره السمعاني في « التحبير » ١ / ١٦١
4- انظر : « المعجم المفهرس » ٣٥١ / ١
5- في ميونيخ ( ١٥٨) القرن الحادي عشر الهجري ، وأنظر « فهرست المخطوطات بدار الكتب بالقاهرة » 181/3 - 182 رقم 30٥٠ خ . قد يكون « في حكايات في الظاهرية مجموع 20 ، 187 4 - 193 ب في القرن السادس الهجري

ص: 106

الفصل الثاني في توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف، و بيان محتواه، و موارده، و منهجه:
المبحث الأول اسم الكتاب كما جاء عند المؤلف، أو ذكره غيره:
اشارة

فقد ذكره المؤلف نفسه في بداية مقدمة كتابه، فيما رواه عنه بسنده أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي، فقال: «ثنا الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، المعروف بأبي الشيخ- رحمه الله- قال:هذا كتاب «طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان من الصحابة و التابعين و من كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا».

و على وجه الورقة الأولى من المخطوطتين، ذكر باسم: «طبقات المحدثين بأصبهان و الواردين عليها».

و جاء في السماعات الموجودة في أواخر الأجزاء الثلاثة مختصرا باسم: «طبقات المحدثين»، و قد جاء عند بعض من نقل عنه، أو اهتم بذكر المؤلفات هكذا مختصرا(1) ، أو مسمى باسم «التاريخ»(2) ، أو «طبقات أهله»- أي:

ص: 107


1- انظر : «الأعلام» للزركلي 2٦٤/٤ ، « ومعجم المؤلفين » ١١٤/٦ لعمر رضا كحالة
2- ابن تغري بردي في « النجوم الزاهرة » ٤/ 137 ، ذكره بقوله : هو صاحب تاريخ بلده » . والبغدادي : ذكره بقوله هو صاحب تاريخ أصفهان ، أو طبقات أهله » في « هدية العارفين » ٠٤٤٧/١

أهل بلده (1)، أو «طبقات الأصبهانيين»(2) ، أو «كتاب أصبهان»، أو «طبقات أصبهان»، أو كتاب «الطبقات» (3).

توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف:

نستطيع أن نجزم في صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف للأمور الآتية:

أولا: وجود سند رواية الكتاب في بدء النسختين إلى المؤلف(4) ، و وجود السماعات عليه.

ثانيا: من خلال دراسة الكتاب و طبيعة الأسانيد(5) .

ثالثا: من تصريح المحدثين باسم الكتاب و نسبته إليه.

رابعا: من النقول الموجودة في متون الكتب الأخرى، و هي مطابقة تماما لما في الكتاب.

إليكم من صرح باسمه عند نقله منه:

أمّا تصريح المقتبسين من الكتاب باسمه، فقد صرح به عدد منهم عند النقل منه.

فمنهم: تلميذه البارز المكثر عنه، أبو نعيم الحافظ، فقد ذكر حكايتين عن المؤلف في ترجمة أحمد بن عبيد الخزاعي، و ختمهما بقوله: «ذكرهما عنه

ص: 108


1- انظر المصدر السابق الأ
2- انظر : « الإصابة » ( ٦٢/٢ ) ، « والتهذيب » ( ١٦٥/١ و ٣٢١/٣) ، و« اللسان » ( ٢ / ٣٠٧ ) الجميع لابن حجر ، و « المقاصد الحسنة » ص 121 للسخاوي ، و«الرسالة المستطرفة » ص ١٤٠ للكتاني
3- انظر : « أخبار أصبهان » ( 77/1 ) ، « واللسان » ( ١ / ٤٢٦ و ٤٤٤ ) ، وسيأتي مفصلا في توثيق نسبة الكتاب ، ومن صرح باسمه
4- انظر مبحث دراسة رواية الكتاب
5- انظر دراسة منهج المؤلف ، وكذا ما ذكرناه في نشأته ، من النقول في تجواله مع والده

أبو محمد بن حيان في كتاب «الطبقات» في الطبقة الخامسة من كتاب أصفهان، و لم يذكر إسنادهما» (1). و هما موجودتان فيه حرفيا (2).

و كذا نقل عنه بقوله: «و ذكر شيخنا أبو محمد بن حيان في «كتابه» عن علي ابن مجاهد قال: افتتحت أصفهان في خلافة عمر سنة إحدى و عشرين ... (3)». و هو موجود في كتابه «الطبقات»(4) بنصها، مما يدل على أنه يقصد كتابه المذكور، و كذا نقل في 1/ 311 بعد أن ساق حديثا عن المؤلف، فقال: «و حدثناه في كتابه في الطبقة السادسة» (5)، و هو موجود فيه في الطبقة الثانية في ترجمة سليمان الأصبهاني، فلعل السادسة محرف عنها. و الله أعلم.

و قد صرح ابن حجر في أكثر من موضع عند اقتباسه منه في كتبه الآتية، مرة بقوله: «ذكر»، أو قال أبو الشيخ في «طبقات الأصبهانيين».

انظر: «الإصابة» (2/ 62) (6) ، و «التهذيب» (1/ 321 و 3/ 165) (7) ، و «اللسان» 2/ 307 (8).

و هكذا به صرح السخاوي في «المقاصد الحسنة» ص 121 (9):

و مرة ذكره بقوله: «قال أبو الشيخ في «الطبقات»، أو في «طبقات أصبهان». انظر «اللسان» (1/ 426 و 44) (10)، و مرة بقوله: ذكر أبو الشيخ في

ص: 109


1- انظر : « أخبار أصفهان » 77/1
2- انظر : « طبقات المحدثين » 110
3- المصدر السابق لأبي نعيم ٦٢/١
4- انظرت ٨ من« الطبقات » ١/٢٥
5- انظرت رقم ٤٤ من « الطبقات »
6- في ترجمة سلمان الفارسي رقم ٣ ، وقارن بينهم
7- في ترجمة إسماعيل بن عمرو البجلي رقم 98 ، والخليل بن أحمد
8- في ت ١٥٠ من « الطبقات » ، الحسين بن الفرج الخياط
9- في حديث عزاه إليه رواه أبو هريرة أن الكذب ينقص الرزق »
10- في ترجمة إسماعيل بن عمرو البجلي ، وإسماعيل بن يزيد بن حريث ، أنظر : ترجمة 98 ت 170 من « الطبقات » للمؤلف ، وقارن بينهما

«تاريخه»، فقال: «قال أهل التاريخ: كان عبد الله بن عتبان من أصحاب النبي- صلى الله عليه و سلم»-. و هو موجود فيه، فلعله يقصد كتابه «الطبقات» (1).

و لا يجزم به، فإنّ له تآليفا في التاريخ على السنين، انظر «الإصابة» 2/ 377. و ذكره مرة بقوله: في كتاب أبي الشيخ و المنقول(2) موجود فيه.

مما يبدو أنه يقصد كتابه «الطبقات»، و الله أعلم. انظر «اللسان» 1/ 18. هذا، و قد تقدم ذكر بعض المؤلفين الذين ذكروا نسبة الكتاب إلى المؤلف في بداية هذا الفصل، و بالإضافة إلى ذلك، فقد وجدت نقولا كثيرة معزوة إلى المؤلف، و هي موجودة في كتابه «الطبقات»، مما تؤيد صحة نسبة الكتاب إليه (3).

ص: 110


1- قارن بين «الطبقات » ت ١٥ وبين « الإصابة »
2- في ترجمة إبراهيم بن عيسى الزاهد برقم 207 . قارن بينهما
3- كما سيأتي تفصيل ذلك في مبحث اقتباس المحدثين عنه
المبحث الثاني أهمية الكتاب و ثقة العلماء فيه و الاستفادة منه
اشارة

مما يدل على أهمية كتابنا هذا، كونه المرجع الوحيد الذي وصل إلينا في موضوعه، فهو أول مرجع لمحدثي أصبهان و القادمين إليها، بعد فقد تاريخ أبي عبد الله ابن منده، و حمزة بن الحسين الأصبهاني.

و يأتي بعده مما وصل إلينا: «أخبار أصبهان» لأبي نعيم، و لا شك أن له مزية الاستدراك و التفضيل، إلا أنّه قد اعتمد على كتاب «الطبقات» لأبي الشيخ اعتمادا تاما، بحيث اتخذه مصدرا أساسيا لمادة كتابه، فقد أكثر النقل عنه (1)، و الفضل للمتقدم.

و مما يزيد أيضا في أهمية الكتاب: سوق النصوص و الأقوال مسندة، و هو مهم غاية الأهمية للمحدث، فقلما تجد فيه النقول من الكتب، و إنما يروي بالسند، و أيضا فقد انفرد كتابنا المذكور بتراجم لم أعثر عليها في كتاب آخر، سوى كتاب أبي نعيم، و هو قد اعتمد عليه في ذلك، و بأحاديث ساقها بسنده، و لم أستطع الحصول عليهما عند غيره من طريقه و سنده فيها قد اعتمده كل من جاء بعده، و قد لا تجد لها سندا صحيحا إلا بسند المؤلف (2).

و لا ريب أيضا أن أهمية الكتاب مرتبطة بشخصية المؤلف و شهرته، و قد عرفنا شخصية أبي الشيخ سابقا، و مكانته العلمية، و ثناء العلماء عليه، و ثقتهم فيه، و وزن قوله عندهم، و قيمته، فبذلك حظي كتابه بالأهمية، بحيث استحق أن ينقل عنه، و يوثق به، و إليك عددا من المحدثين الحفاظ و غيرهم الذين

ص: 111


1- انظر : مبحث نقول العلماء عنه
2- انظر : حديث رقم 199 في ت ١٥٢ صحيح بسند المؤلف

اعتمدوا على كتابه «الطبقات»، و استفادوا منه، و نقلوا كلامه، و اقتبسوا من نصوصه.

فقد أكثر أبو نعيم عنه النقل من كتابه «الطبقات» في «أخبار أصبهان»، و نقل عنه في «الحلية»، و لكنه أقل (1).

و ذكر الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري أن الخطيب اقتبس في «تاريخ بغداد» 55 نصا، بواسطة شيخه أبي نعيم الحافظ عن أبي الشيخ(2) ، و تجد منها في «الطبقات»، و أشرت إليها في التحقيق في أماكنها.

و ابن الأثير في «أسد الغابة» 3/ 199، بواسطة أبي موسى الحافظ، عن أبي الشيخ في ترجمة عبد الله بن عبد الله الأنصاري، و ما نقله موجود في «الطبقات» بنصه(3) .

و كذا نقل المزي عنه في ترجمة عائذ بن عمرو المزني، و كذا في ترجمة سهل بن عثمان بن فارس. و النصان موجودان في «الطبقات» (4).

و قد استفاد الذهبي في عشرة مواضع في كتبه من «الطبقات» لأبي الشيخ، حسب ما وقفت عليه: في «سير النبلاء» ق 137/ 10 في موضع(5) ، و في «تجريد أسماء الصحابة» 1/ 328 ، و في «المغني» في موضع 2/ 643(6) ، و في «ديوان الضعفاء» في موضع/ 219 (7)، و في «تذكرة

ص: 112


1- تجد كثيراً من هذه النقول في تحقيق نص الكتاب ، وقلما تجد ترجمة عند المؤلف ، إلا وتج_د النقول عنه عند أبي نعيم ، وقد تتبعت « أخبار اصبهان » لأبي نعيم من أولها إلى آخرها ، وأحصيت ما صرح بالنقل عنه بسنده ، فبلغ مجموع النصوص المنقولة أو المعزوة إليه ( ٤٥٥ ) نصاً
2- انظر « موارد الخطيب » ص ٥٢٧
3- قارن بين « الطبقات » ت ١٥ ، وبين « أسد الغابة »
4- قارن بترجمة ١٠ و ١٢٤ من « طبقات » المؤلف ، و«تهذيب الكمال » ق ٢٢٤/ ٤ و ٣/٢٨٠
5- قارن « بالطبقات » ٣/٣٠٣ ، وت ١٥ منه
6- قارن « بالطبقات » ٣/٣٠٣ ، وت ١٥ منه
7- قارن« بالطبقات » ت 231 ، وت 129

الحفاظ» في موضعين 2/ 452 و 566: في ترجمة سهل بن عثمان بن فارس العسكري، و في ترجمة سمويه إسماعيل بن عبد الله بن مسعود (1)، و في «الميزان» في أربعة مواضع 1/ 26 و 80 و 3/ 116 و 4/ 64 (2).

و كذا ابن الجوزي في «المنتظم» 6/ 225 في ترجمة أحمد بن مهدي بن رستم (3).

و السيوطي في «طبقات الحفاظ» 313 في ترجمة أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مندة(4) .

و الخزرجي في «الخلاصة» 95 و 409 في ترجمة هريم بن عبد الأعلى الأسدي، و ترجمة حميد بن مسعدة، و ما نقله موجود في «الطبقات» كاملا (5).

و كذا ابن العماد في «شذرات الذهب» 2/ 152 في ترجمة سمويه إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، و النص موجود في «الطبقات» كاملا(6) .

و قد استفاد ابن حجر من «طبقات» المؤلف في 42 موضعا في كتبه الآتية: في «التهذيب»: سبعة و عشرين موضعا (7).

ص: 113


1- قارن« بالطبقات » ت ١٢٤ ، وت ٢٥٤
2- قارن « بالطبقات » 2011 / 1 ، وبترجمة 129 و ت 231
3- قارن « بالطبقات » ت ٢٥٣ ، و «بالمنتظم » ٢٢٥/٦ ، والذي ذكرته للنموذج فقط
4- قارن « بالطبقات » ٣/٢٢١
5- قارن «بالطبقات » ت ١٤٩ ، و ١٣٤
6- قارن « بالطبقات » ت ٢٥٤
7- قارن بين« الطبقات » وبين « التهذيب » . ت ١٦٨ ، ت ٩٨ ت ٥٢ ، ت ١٩ ، ت ٣٦ ٦٦/١ ، ٣٢٠ ، 321 ، 380 ، ٦٢/٢ ، 108 ، ٣ / ١٦٥ نقله في ترجمة الخليل بن أحمد . لم أقف عليه ، ولم يترجم له ، فلعله ، فلعله من كتاب آخر ، أو في ضمن ترجمة أخرى . ت 22 ، ت ١٢٤ ، ت ٨٩ و ٤ / 13 ، 138 ، ٢٥٦ ، ٣٧٥ ت 10 43/5 ، 89 ت ٦٨ ، ت 221 ، ت 12٤ ، 39/6، 235 ت ١٤٨ ، 81/8 ، 225 في ترجمة عيسى بن أبي الحناط ، لم أجد فيه ترجمة بهذا الاسم ت 91 201/9 ، 533، في ترجمة محمد بن يعلى السلمي أبو علي ت 81 454/10 ت ١٣٤ ١١/ 30 ، 387 في ترجمة يعقوب بن سفيان جوان الفارسي ، قال أبو الشيخ : ( قال لي أبي : ما فاتك من المشايخ ) ت 38 ٢٩٥/١١

في «اللسان»: في أحد عشر موضعا (1).

و في «الإصابة»: في ثلاثة مواضع 2/ 62، 262، 336، و النصوص المنقولة موجودة في «الطبقات» بتمامها (قارن بترجمة رقم 3، 10، 15).

و في «التقريب» في موضع ص 162، و النص موجود في «الطبقات» (قارن بترجمة رقم 10).

ص: 114


1- قارن بين« الطبقات » وبين « اللسان » . ت 175 وت 207 78/1 و 88 . ت 293 وت 98 ٩٢/١ و ٤٢٦ ت ١٥٠ ٣٠٧/٢ ت 125 وت ٢٩٤ 87/3 و 336
محتوى كتاب «الطبقات»

ذكر المؤلف إجمالا في المقدمة محتوى كتابه فقال:

«هذا كتاب طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان من الصحابة و التابعين، و من كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا، مع ذكر كل من تفرد به واحد منهم بذلك الحديث، و لم يروه غيره بذلك الإسناد، أو حديث من حديثه، و ذكر أنسابهم و أساميهم و موتهم على ما روي لنا، و ذكر- و الله الموفق، و هو حسبنا و نعم الوكيل-. و قال أيضا:

و أول ما نذكر في كتابنا هذا: ما روي في فضل بلدنا، من دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام، و ما قيل في ذلك (1).

و ذكر أيضا بعد انتهاء المقدمة، فقال:

«ثم نذكر أسامي من قدم بلدنا من الصحابة- رضي الله عنهم- و التابعين طبقة طبقة- نسأل الله السداد و الرشاد، و حسن التوفيق برحمته» (2).

فهذا مجمل منهج المؤلف و محتوى «الطبقات»، كما صرح به المؤلف نفسه، و لمساعدة القارى ء أحب أن أوضح له الصورة باختصار، ليكون على بصيرة من أمره، فأقول:

إن الكتاب يحتوي على مقدمة و إحدى عشرة طبقة، من الصحابة إلى عصر المؤلف من المحدثين.

ص: 115


1- المقدمة ق ١
2- انظر ق 9

أما المقدمة فقد استغرقت 16 ورقة ذات وجه واحد، تحدث فيها أولا عما ورد أو قيل في فضل أصبهان، و عن وجه تسميتها، و كثرة خيراتها، و كيفية إنشائها، و انتقاء أرضها، مع ذكر بانيها، كما تناول خصائصها و عجائبها، و أطال في ذلك، بالإضافة إلى ذكر مساحتها، و طولها، و عرضها، و قصباتها، و مساحة مسجد الجامع بيهودية أصبهان، ثم ختمها بالحديث عن فتح أصبهان، و لم يكتف بذلك، بل ساق اختلاف الروايات في فتح أصبهان، أكان عنوة أم صلحا، ثم رجح أنه كان صلحا، و لكن ساق من الروايات في طبقة الصحابة.

أما في بقية الكتاب، فقد ذكر إحدى عشرة طبقة، استغرقت- بقية الصفحات من الكتاب، و قد رتبها حسب اللقيا، فذكر أولا طبقة الصحابة و عددهم خمسة عشر صحابيا الذين ترجم لهم، و سرد أسماء ثلاثة آخرين، بلغ معهم عددهم ثمانية عشر شخصا، ابتدأهم بذكر الحسن بن علي، و ختمهم بعبد الله بن عبد الله الأنصاري، و تميزت ترجمة سلمان الفارسي بطولها، حتى استغرقت نصف ما خصصه لهذه الطبقة(1) .

ثم طبقة التابعين، و عددهم ستة و عشرون شخصا، ابتدأهم بالأحنف بن قيس، و ختمهم بيزيد الأودي. ثم طبقة صغار التابعين و كبار الأتباع في الثالثة، و عددهم ثلاثة عشر شخصا، ابتدأهم بعبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني، و ختمهم بإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، و هكذا في الطبقة الرابعة و عددهم سبعة و عشرون شخصا: أولهم مبارك بن فضالة، و آخرهم الزحاف بن أبي الزحاف.

ثم ذكر الطبقة الخامسة، و عددهم 64 علما، و ابتدأ هذه الطبقة بالنعمان ابن عبد السلام، و ختمها بعبيد الله بن يزيد القطان.

ثم السادسة و عددها 14، أولها محمد بن النعمان بن عبد السلام، و آخرها العباس بن يزيد البحراني.

ص: 116


1- فقد استغرقت ترجمته 9 صفحات من 18 - 27 عندما استغرقت بقية تراجم جميع هذه الطبقة ٩ صفحات

ثم السابعة، و عددها 23 شخصا، ابتدأهم بأبي مسعود أحمد بن الفرات، و ختمهم بإبراهيم بن الحجاج الأبهري.

ثم الطبقة الثامنة، و عددها 51 شخصا، و أولها محمد بن عامر، و آخرها علي بن عاصم.

ثم الطبقة التاسعة، و عددها 159 مترجما، ذكر أحمد بن عاصم على رأس هذه الطبقة، و ختمها بمحمد بن نوح أبي عبد الله الجرواءاني.

ثم خلط الطبقة العاشرة و الحادية عشرة و أهلهما من معاصريه و شيوخه، و عددهما 288، و ابتدأهما بترجمة أحمد بن إبراهيم بن كيسان، و ختمهما بموسى بن إبراهيم الأعرج، و به ختم الكتاب. و قد طول في تراجم هاتين الطبقتين و وثقهم في الغالب، لأنهم من مشايخه و من عاصرهم.

فبذلك بلغ عدد المترجمين ستمائة و تسعين شخصا، في ضمنهم عدد لم يترجم لهم سوى المؤلف، و نقل تراجمهم أبو نعيم عنه مع بعض الإضافات عليه أحيانا، و لم تجد بيان مرتبتهم إلا عنده، و اعتمد المتأخرون عليه في نقل قوله فيهم.

موارده

قد استفاد المؤلف في كتابه هذا من بعض الكتب المؤلفة قبله، نحو:

كتابي خليفة بن خياط من «تاريخه»، و «طبقاته»، و كذا من «التاريخ الكبير» للبخاري و «فوائد البرديجي»، و من أقوال الأئمة المشاهير، نحو: أبي حاتم، و أحمد بن حنبل، و ابن أبي خيثمة و البخاري، و مالك و غيرهم.

فقد استفاد في ترجمة نافع بن أبي نعيم، رقم 47 من كتاب «الطبقات» ص 273 لخليفة، و في ترجمة إسماعيل السدي في تاريخ وفاته عن كتابه المذكور ص 163، «و تاريخه» ص 378. قارن «بالطبقات» لأبي الشيخ ترجمة 27.

ص: 117

كما استفاد بواسطة إسحاق بن أحمد الفارسي عن البخاري من «التاريخ الكبير» له في ترجمة إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى. قارن بين «التاريخ الكبير» 1/ 323، و ترجمة رقم 53 من «الطبقات» لأبي الشيخ.

و كذا في ت 78، حميد بن أبي غنية، عن «التاريخ الكبير» 2/ 356، بقوله: قال البخاري: «هو أصبهاني، لما فتحها أبو موسى انتسبوا إليها».

و من ابن أبي خيثمة، حيث قال أبو الشيخ في ترجمة عبد العزيز بن الماجشون رقم 59:- حكى ابن أبي خيثمة، قال: «كان الماجشون من أصبهان، فنزل المدينة ...» الخ.

و كذا استفاد في ترجمة خطاب بن جعفر، عن أبي حاتم، انظر ت 67.

و كذا استفاد عن محمد بن عاصم كثيرا، حيث يقول كثيرا: روى محمد ابن عاصم، أو ذكر محمد بن عاصم .. انظر ت 67.

و عن أحمد بن حنبل، في ترجمة أبي داود الطيالسي رقم 93.

و أيضا استفاد من فوائد البرديجي، حيث قال: «رأيت هذا الحديث في فوائد أبي بكر البرديجي ببغداد».

و قد استفاد عن أبي بكر بن أبي شيبة بالواسطة في ترجمة حماد بن أبي سليمان في تاريخ وفاته. انظر ت 25.

منهج المؤلف في كتابه «الطبقات»

أوجز المؤلف بيان منهجه في مقدمة كتابه المذكور، فقد قال: «هذا «كتاب طبقات أسماء المحدثين»، من قدم أصبهان من الصحابة و التابعين، و من كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا، مع ذكر الحديث الذي يتفرد به واحد منهم، و لا يرويه غيره بذلك الإسناد، أو حديث من حديثه، و ذكر أنسابهم، و أساميهم، و موتهم، على ما روي لنا و ذكر».

ص: 118

و قد أوفى المؤلف بما ذكره و وعده في بداية كتابه في الغالب، فقد اهتم بذكر اسم المترجم له و اسم والده، ثم أتبعه بذكر نسبه و كنيته، ثم تعيين قبيلته، مع ذكر بلده.

ثم يذكر بعض شيوخه و تلاميذه، و قد يذكر تاريخ ولادته، و يهتم بذكر وفاته كثيرا، و قد يذكر مكان موته، و دفنه، و من صلى عليه، أما إذا كان من القادمين، فيذكر تاريخ قدومه، و عدد المرات التي قدم فيها إلى أصفهان، و تاريخ خروجه، و البلد الذي توجه إليه، و قد يتابع سيره في عودته إلى أن يحدد مكان موته أيضا في بعض الأحيان(1) .

و يذكر في الغالب وظيفته بأنه كان واليا لبلد كذا، أو كان قاضيا بأصبهان أو إمام مسجد كذا، أو مؤذنه في زمن كذا، و قد يطول في أخباره أحيانا، و قد يذكر بعض الوقائع التي حدثت في حياته، و يهتم بسوق حديث أو أكثر في الغالب مما يتفرد به، و يقتضب حدثنا ب «ثنا»، و هو الذي يستعمله كثيرا، و أخبرنا ب «أنا»، على عادة المحدثين، و حدثني ب «ثني» و هكذا.

و يشير في بداية ترجمته إلى ما تفرد به بقوله: «كثير الغرائب»، أو له حديث غريب، لم يروه غيره، أو هذا الحديث من غرائب حديثه، أو له أحاديث مناكير، و غير ذلك (2).

و قلما تخلو التراجم من حديث أو قصة من قصصه، و قد يذكر للمترجم له بعض النصائح و الأقوال الحكيمة، أو تفسير آيات، و قد يحدد مكان سماع المترجم له من مشايخه و تاريخه(3) .

و قد يطوّل في نسب المترجم له، حتى يبلغ إلى 13 جدا أو أكثر، و مثل

ص: 119


1- انظر للنموذج ت ١٢٤ و ٣٠٥
2- انظرت ١٠٢ و ١٢٤ و ١٣٦ وت ٢٣ وت 12 ح 27 وح ٨٥ و ١٠٤ و ١٣٥ و ١٨٤ وت ٢٣٩ ومواضع كثيرة
3- انظرت ٣٥ وت ١٤٥

هذا يكثر في طبقة الصحابة و التابعين.

و قد يذكر اختلاف الأقوال في كنية الراوي المترجم له، أو في تاريخ وفاته، و يذكر كثيرا أولاد المترجم له، أو إخوانه و بعض أقاربه أحيانا، و قد يذكر المترجم له، لمجرد أن أصله كان من أصفهان، و إن كان ولد و عاش و نشأ خارج أصفهان(1) .

و قد يتوسع في جمع المعلومات و تسجيلها عن المترجم القادم إلى أصفهان، حتى يسجل ما خفى من أمره في البداية، و ما كشف من أمره فيما بعد، و ذلك بالاستفسار عنه من أهل بلده أو بإدراك كذبه (2).

و قد يحدد أحيانا تاريخ وفاة المحدث أو قدومه، بقوله: «مات في ولاية فلان، أو وسط ولايته» (3)، و قد يذكر أن عداده في البصريين (4)، و قد يسوق الحديث أحيانا عن أكثر من شيخ، حتى يصل إلى خمسة شيوخ(5) .

و أعلى سند له في كتابه رباعي، كما تقدم(6) ، و قد ينزل إلى تسعة، و قد يسوق حديثا أو أكثر من غير طريق المترجم له، و هو يتعلق به(7) ، و قد يثني على المترجم له بقوله: «هو أرفع من روى عن فلان من الأصبهانيين» (8)، و قد يتعرض لبيان عقيدة المترجم له أو ما رمي به (9).

و قد يحكم على الأحاديث التي يذكرها عن المترجم له بالغرابة أو النكارة أو التحسين، بقوله: «و من غرائب حديثه: ما حدثنا ...، أو له مناكير، منها:

ص: 120


1- كترجمته لمحمد بن عيسى أبي عبد الله المقرىء انظرت 138
2- انظرت ٣/٢٢ من أ _ ه_ وانظر / ٢٠٥ و ٢٩٤
3- انظرت ٢٢ و ٤١
4- انظرت ٢٣
5- انظر ح 159 و 291
6- في مبحث أبي الشيخ وعلو الإسناد
7- كما ساق ح 2 في ترجمة الحسن بن علي من طريق البراء ، وكذا في ت 2 وت 3
8- انظرت 81
9- انظرت 71 وت ٨٥ وت 127

ما حدثنا، أو من حسان حديثه: ما حدثنا ...»، فيسوق حديثا أو أكثر من هذا القبيل(1) .

و قد يسوق بإسناد واحد أكثر من حديث (2).

و قد يجمع المتون المختلفة من الأحاديث إذا كان سندها واحدا، و يسوقها مرة واحدة (3).

و قد يذكر أحيانا متن الحديث قبل سوق إسناده، و قد يعيده مع السند، و قد لا يعيده (4).

و قد يسوق الإسناد بدون ذكر المتن، إذا كان متن الحديث مثل أو نحو الحديث الذي سبق ذكره.

و قد يذكر أول الحديث فقط، و قد يلخص و يقتضب الحديث بعد سوق إسناده، بقوله: قصة المسح، أو قصة الخوارج، أو: عن فلان في القنوت، و هكذا(5) .

و قد يبين المطلق في السند نادرا، كما ذكر في ت 239 في حديث رواه من طريق شقيق، فقال: «شقيق هذا: هو البلخي الزاهد، لا نعلم له غير هذا الحديث».

و قد يبين العلل في الحديث، و يذكر الخطأ و الصواب، كما أنه يبين اختلاف الرواة في رفع الحديث أو وقفه، مع ذكر الراجح، و بيان تفرد الراوي الذي تفرد برفعه، أو وقفه منبها أنه خالف الناس (6).

ص: 121


1- انظرت ١٠٢ و ١٢٤ و ١٣٦ وت 129 و ٢٣1 وت ١٢٦ و ١٣٥
2- انظرح 31 و 32
3- انظر ح ٢٩٢ و ٢٩٣ و ٢٩٤
4- انظرح في ت ٣
5- انظرح 38 و 179 وح في ت ٣٥ وت ١٦٤
6- انظر ح 37 و 52 و 53 و ٨٥ و ١٠٤ و ١٨٤ ، وأنظر ٦٣ وت ٢٣٥ ومواضع ، وقد تقدم في مبحث أبي الشيخ والنقد أمثلة كثيرة لهذا النوع من التفصيل

و غالبا ما يذكر مرتبة المترجم له جرحا و تعديلا، و قد ينقل أقوال الأئمة النقاد في المترجم له جرحا و تعديلا (1)، و أولى الطبقة العاشرة و الحادية عشرة عناية فائقة، فذكر مراتبهم بالتفصيل، و ذلك لأنه عاش معهم و عرفهم عن قرب، و لذا توسع في تراجمهم و استقصى(2) .

و ثبت لي من خلال دراستي لهذا الكتاب أن المؤلف محتاط في استعمال الألفاظ جرحا و تعديلا في الرواة، فترى راويا قد حكم عليه جملة من النقاد، فقالوا: هو متروك، فيقول: كان يضعف، أو تكلموا فيه، أو متروك الحديث (3).

بعض الملاحظات على المؤلف و كتابه

لا ينكر سعة علم المؤلف و فضله و غزارة حفظه، و لكنه مع ذلك يلاحظ عليه أنه يسوق في سائر مؤلفاته الغث و السمين، و الرطب و اليابس، و الصحيح و السقيم، و الواهيات، و قد فعل هذا في كتابه «الطبقات»، و لم ينبه على ذلك(4) .

و إلى هذا أشار الذهبي، فقال: «فلقد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين صاحب سنة و اتباع، لو لا ما يملأ تصانيفه بالواهيات» (5).

و قد ذكر قصصا لا ينبغي أن يذكرها، كما ذكر في وصف خلقة فرعون (6)، و أخبارا عن الخنفساء في ترجمة الكسائي.

ص: 122


1- كما ذكر في ترجمة بكر بن بكار رقم ٩٤ قول أبي عاصم النبيل وأشهل ابن أبي حاتم في توثيقه ، وهو ضعيف متكلم فيه ، وكذا نقل في ت 125 الشاذكوني ، وانظرت 93 - وت 129 و 131
2- انظر مبحث أبو الشيخ والنقد ، لمعرفة ألفاظ التوثيق والجرح عنده
3- انظرت 35 و 125 و 129 و 131 وت ١٣٦
4- انظرح ٩٩ وح ١٦٠ و ١٧٠ وغيرها
5- انظر « سير النبلاء » ٢١٦ / ١٠
6- انظر ترجمة ٩٩ و ١٠٦

كما أنه يؤخذ عليه تركه عددا من مشاهير العلماء و الأدباء، مثل سلمان أبي عبد الله الأغر، مولى جهينة، أصله من أصبهان، تابعي(1) ، و داود بن علي الظاهري، صاحب مذهب أهل الظاهر المتوفى سنة 270 ه و ابنه أبو بكر محمد ابن داود بن علي المتوفى 297 ه انظر ترجمته في «تاريخ بغداد» (5/ 256- 263). و أبي مسلم الخراساني عبد الرحمن بن مسلم المتوفى سنة 137 ه، و كان من أدباء أصبهان(2) . و عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، المتوفى سنة 327 ه، و قد قدم أصبهان مرات، و أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصفهاني، المتوفى سنة 356 ه. و سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني، صاحب المعاجم، و قد مكث في أصفهان ستين سنة يحدث بها إلى أن مات بها سنة 360 ه.

و كذا محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو عبد الله الأصبهاني، المتوفى سنة 360 ه. كان من الثقات (3).

و كذا مما يؤخذ عليه: إدخال بعض الصحابة في طبقة التابعين (4).

و ثانيا: لم يذكر كل الصحابة الذين دخلوا أصبهان، كعتبة بن فرقد(5) و أهبان بن أوس الأسلمي مكلم الذئب، و أبي إبراهيم مولى أم سلمة و عتيقها، و المرأة الصحابية التي ذكر سلمان الفارسي أنها سبقته إلى الإسلام، و هي أصبهانية، و قيل: اسمها أمة الله- رضي الله عنهم- (6).

ص: 123


1- انظر « التهذيب » ١٣٩/٤
2- میرزا حسن الأنصاري في « تاريخ أصفهان » ص 19
3- انظر « المنتظم » لابن الجوزي ٥٤/٧ ، ولعل له العذر في ترك تراجم أمثال هؤلاء المشاهير الأعلام لانتشار أخبارهم ، ووضوح أمرهم ، أو اكتفى بذكر نماذج منهم ، واستغنى بهم عن غيرهم ؛ لأنه _ والله أعلم - كان عازماً على كتاب مستقل يفردهم فيه بالذكر
4- انظرت ١٧
5- ذكره أبو نعيم في « أخبار أصفهان » ٤٤/١ ، ولكنه لعله لم يثبت عند المؤلف أبي الشيخ قدومه ، إلى أصفهان ، والله أعلم
6- ذكر الجميع أبو نعيم في المصدر السابق

و كذا عدّ بعضا من الصحابة الذين لم يشتركوا في فتح أصبهان منهم، و الصواب عدم اشتراكهم، بل عدم دخولهم أصفهان(1) . و الله أعلم.

و قد وهم في حديث أخرجه في ترجمة عبيد الله بن أبي بكرة، زاعما أنه من حديثه، لأنّه جاء في سند الحديث عن ابن أبي بكرة، فوهم فيه، و ظنّ أن ابن أبي بكرة هو عبيد الله بن أبي بكرة، و الصحيح أنّ راوي الحديث هو مسلم ابن أبي بكرة (2).

و أهمل أمورا استدركت بعضها، منها: قول المؤلف في ترجمة حبيب بن الزبير إن أبا حاتم قال: «لا أعلم أحدا حدث عنه غير شعبة»، و لم يزد عليه شيئا، مع أنه قد سمع منه أيضا عمر بن فروخ بياع الأقتاب(3) ، و عمارة (4)، و شريك (5).

و كذا استدركت عليه في قوله في شقيق البلخي بعد أن روى من طريقه حديثا «لا نعلم له غير هذا الحديث»، و له أكثر من حديث(6) .

وصف النسختين الخطيتين اللتين اعتمدت عليهما في الإخراج

استطعت الحصول على نسختين مصورتين: الأولى مصورة عن نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق، و الأخرى من المكتبة الآصفية بحيدر آباد الهند، و كلتاهما موجودتان بالمكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الأولى: برقم عام 476، و الثانية: برقم عام 873.

ص: 124


1- انظرت 8 بديل بن ورقاء ، وكذا في قيادة ابنه عبد الله بن بديل ن_ظ_ر كما أشرت في محله
2- انظرت ٢٩ ح ٤٢
3- انظر « التهذيب » ١٨٣/٢
4- انظر « أخبار أصبهان » ٢٩٤/١
5- انظر « الجرح والتعديل » ١٠٠/٣
6- انظر ترجمة 239 ، وتعليقي على قوله المذكور

نسخة الظاهرية التي اعتمدت عليها في النسخ، هي بخط واضح، نسخي قديم، قليل الأخطاء، و قلما تجد فيه طمسا أو بياضا، و لكنها مهملة النقط في غالب الحروف، و هي ثلاثة أجزاء في 164 ورقة، و في كل صفحة 21 سطرا و في كل سطر 13 أو 14 كلمة تقريبا، و مقاسها 25* 22 سم.

و النسخة كاملة، فقد صرح الناسخ في ختامها بقوله: آخر الكتاب، الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على نبيه محمد و آله، و بعد.

و ابتدأت النسخة بالسماع للجزء الأول و الثاني، و ختمت بالسماع للجزء الثالث، ثم السماعات لجميع أجزاء الكتاب.

و يوجد بهامشها تصحيحات و لحق، و كلاهما يثبت أن النسخة قرئت، و قوبلت، و اعتني بتصحيحها، و استدرك ما سقط منها، و قد أثبت كل ذلك في هوامشها من بدئها إلى نهايتها، و قد وجد التصريح في مواضع بالهامش بلفظ، بلغ معارضتها و في آخر الكتاب، بقوله: «بلغ معارضتها بالأصل».

فهذا يعطي الدليل على العناية بمقابلتها و معارضتها على الأصل المنقول منه.

و ما ذكره فؤاد سزكين و بروكلمان أن هذا «قد يكون النصف الأول فقط» 179 ورقة(1) .

و ما ذكره الزركلي من أنها في جزئين(2) ، و كذا ما ذكر أستاذنا الدكتور أكرم ضياء العمري أن أبا الشيخ جعل كتابه «طبقات المحدثين» إحدى عشرة طبقة، و لكنه لم يذكر سوى عشر طبقات (3).

ص: 125


1- انظر « تاريخ التراث » 327/1 ، و «تاريخ الأدب العربي » ٣٤٧/١
2- انظر « الأعلام » ٢٦٤/٤ ، ولعله استنبط ما ذكره من السماعات على وجه الورقة الأولى ، فإنه ذكر «سمع علی جمیع هذا الجزء من الأول والثاني من طبقات المحدثين » . فظن الكتاب في جزئين ، وإنما هو في ثلاثة أجزاء
3- انظر « بحوث في تاريخ السنة المشرفة » ص ١٤٥

أثبت التحقيق أن كل هذه الأقوال متأثرة ببعضها، و قلد فيها المتأخر من سبقه، فالنسخة كاملة كما ذكرت في ثلاثة أجزاء، مستوفية إحدى عشرة طبقة، و لعلّ الوهم جاء من أن المؤلف قد خلط الطبقة العاشرة و الحادية عشرة، و قد صرح بذلك المؤلف بقوله: «الطبقة العاشرة و الحادية عشرة مختلطتان لم أفصلهما» (1)، و لكن كل من تقدم فيما يظهر لي أنهم لم يطلعوا على تصريح المؤلف هذا، أو اكتفوا بقراءة العنوان على غلاف النسختين، و ما على الظاهرية من السماعات.

أما النسخة الثانية: فهي نسخة الآصفية من الهند، و هي نسخة كاملة أيضا، و تقع في 159 ورقة، و قد رقّمت صفحاتها، فبلغت 318 صفحة، و في كل صفحة 22 سطرا، و في كل سطر بين 14 أو 15 كلمة، و مقاسها 5، 27* 25 سم، و رسم خطها فارسي، و الناسخ خطاط جيد، و لكنه يبدو أنه لا صلة له بالعلم، حيث حرّف و صحّف معظم النصوص، و لا تخلو صفحة من أغلاط و تحريفات صريحة، و قد بين في آخر الجزء الأول سبب ذلك، فقال:

«انتهى هذا الجزء من نسخة قديمة، فمن رأى خللا فليحرره، و يعذر الناسخ، لكون النسخة مهملة قديمة الكتابة، كما هي عليها أكثر الخطوط الصعبة» (2).

و أثبت بالمقارنة أن هذه النسخة فرع عن النسخة الظاهرية، فهي توافقها موافقة تامة إلا ما يقع فيه الناسخ عادة من تحريف لبعض الكلمات، و سببها ضعفه، أو عدم وضوحها بالأصل، فلذا لم أعتمد عليها كثيرا في تصحيح النصوص، و إنما اعتمدت على «أخبار أصبهان» لأبي نعيم، «و الحلية» في ترجيح تصحيح النصوص و بيان الفروق، و من مظان تخريج النصوص أيضا.

و قد أهمل الناسخ نقل السماعات في هذه النسخة، مع أنها موجودة و مثبتة في نسخة الظاهرية، و قد وضع الشيخ أبو الوفا الأفغاني لهذه النسخة فهرسا

ص: 126


1- انظر « طبقات المحدثين » للمؤلف ٣/٢٠١
2- انظر « طبقات المحدثين » للمؤلف 1/93

لأسماء المترجمين مرتبا على الحروف، و كذا آخر على «الطبقات»، جزاه الله خيرا.

و لا شك أن اهتمام العلماء بسماع الكتاب، يعطي الدارس صورة مطمئنة، تدل على العناية بالكتاب، و سلامة النقل، و كذا يستوثق بها في صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف، كما أنها قد تحدد تاريخ نسخ المخطوط عند إهمال الناسخ التاريخ، فتوصلت من السماعات الموجودة على نسخة الظاهرية، أن هذه النسخة قد نسخت في أوائل القرن السادس.

رواة طبقات المحدثين بأصبهان

1- رواية أبي القاسم(1) بن أبي بكر بن أبي علي الذكواني(2) عنه.

2- رواية أبي طاهر (3)اسحاق بن أحمد بن جعفر الراشتيناني(4) ، و أبي الفضل(5) جعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي عنه.

ص: 127


1- أبو القاسم : هو عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن أبي علي أحمد الذكواني ، أفاد أباه أبا بكر بن عبد الرحمن الذكواني عن جماعة من الثقات ، وكذا ذكره السمعاني في «التحبير » ١ / ١٥٩ ، وروى من طريقه عدة كتب لأبي الشيخ ومن جملتها « الطبقات ». انظر : « الأنساب » للسمعاني ٧/٦
2- الذكواني - بفتح الذال المعجمة ، وسكون الكاف ، وفتح الواو - هذه النسبة منسوب لبعض أجداد المنتسب إليه ، وذكوان : اسم لأحد أجداده ، والمعروف بها أبو بكر بن أبي علي الأصبهاني . انظر : المصدر السابق
3- جاء في « معجم البلدان » بزيادة محمد بين أحمد وجعفر . انظر : ١٤/٣
4- الراشتيناني - بالشين المعجمة ، ثم التاء المثناة من فوقها وياء ، وآخر الحروف ساكنة، ونونين بينهما ألف - : قرية من قرى أصبهان ، ينسب إليها أبو طاهر المذكور . انظر: المصدر السابق ، «والأنساب » ٣٩/٦ . تعليق رقم ٤
5- ترجم له السمعاني فقال : « كان شيخاً صالحاً سديداً معروفاً من بيت الحديث وأهله . عمر العمر الطويل ، ولد سنة ٤٣٤ بأصبهان ، وتوفي بها سنة ٥٢٣ ه_ » . انظر : « التحبير » ( ١٥٩/١ ). وكذا ذكر روايته « الطبقات »، عن الذكواني المذكور هنا ، عن المؤلف وترجم له الذهبي في «العبر » ( ٥٤/٤ ) أيضاً

و رواية أبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد(1) الكراني (2)، عن أبي طاهر الراشتيناني.

و رواية أبي المحاسن (3)محمد بن الحسن بن الحسين بن الأصفهبد (4)، عن جعفر الثقفي.

رواية شيخنا أبي الحجاج يوسف(5) بن خليل بن عبد الله الدمشقي، عنهما سماع الفقير الى الله تعالى، عبيد الله بن عمر بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن العجمي.

ص: 128


1- في _ ه_ - ( أحمد ) ، والصحيح ما أثبته كما في الأصل
2- ترجم له الذهبي ، فقال : « المسند الكبير ... الأصبهاني الخباز ، وله مائة سنة كاملة ، توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة » ، والكراني - بفتح أولها والراء المشددة - هذه النسبة إلى كران ، وهي محلة بأصبهان ، ينسب إليها جماعة من العلماء . انظر : « تذكرة الحفاظ » ١٣٤٧/٤
3- ذكره الذهبي بقوله ( المسند . . . . الأصبهاني التاجر المعروف بالأصفهيد ، توفي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، وقد قارب الثمانين ) . انظر : « تذكرة الحفاظ » ١٣٧٢/٤
4- ذكره ياقوت الحموي والبلاذري بالبائين الموحدتني - وبينهما هاء - الأصبهبد ، والصحيح ما ذكره الذهبي وما أثبته ، لأن أصبهبد : لقب لحافظ الجيوش عند الفرس ، وهم ينطقونها بالباء المنقوطة بثلاث نقط من تحت - بسبهبد - فما ذكر معرب عنه . انظر : « معجم البلدان » ٤ / ١٥ ، و فتوح البلدان » ص 332
5- ترجم له الذهبي ، فقال : « الحافظ المفيد ، الامام الرّحال الامام الرّحال ، مسند الشام ...، محدث حلب .... طيب الأخلاق ، مَرْضِيّ الطريقة ، متقن ثقة حافظ». وقال أيضاً : « إنه يدخل في شرط الصحيح ، توفي سنة ثمان وأربعين وستمائة عن ثلاث وتسعين سنة» . انظر : « تذكرة الحفاظ » ٤ / ١٤١٠
السماعات الموجودة للجزء الأول و الثاني

السماعات الموجودة للجزء الأول و الثاني(1) على وجه الورقة الأولى من نسخة الظاهرية

سمع علي جميع هذا الجزء فيه الأول و الثاني من «طبقات المحدثين» تأليف «أبي محمد بن حيان» بسماعي المنقول فيه، بقراءة الإمام كمال الدين أبي الفضل عباس بن بزوان(2) بن طرخان الموصلي، صاحبه الإمام العالم شهاب الدين أبو صالح عبيد الله بن الفقيه، الإمام العالم الأوحد، كمال الدين أبي القاسم عمر بن عبد الرحيم بن العجمي.

و أبو الحسن علي بن فائد بن ماجد، و ابن أخته، عمر بن مكي بن محلي الجردجان، و أبو العباس أحمد بن محمد بن أمية العدوي، و أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد أيدغدي، عرف بابن المؤيد الموصلي.

و أبو الحسن علي بن محمد بن العقاب الأسدي.

و أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سلمان البغدادي، و العفيف أبو الفضل جعفر بن أبي حامد بن سلمان الخازن، و أبو بكر طرخان بن بزوان الموصلي، و أبو بكر بن معمر بن عمر الحظيري، و محمد بن فلك سبردق بن عبد الله الطاهري، و علي و محمد ابنا عبد الواحد بن علي بن غنام الجرانيان، و إبراهيم بن عمر بن رضوان الموصلي، و آخرون، بفوات

ص: 129


1- مكتوب فوق الورقة الأولى : « وقف الشيخ علي الموصلي ( عمريه ) وكذا يوجد بعض العبارات الأخرى لم يتضح لي قراءتها ، ومنها علق منه محمد بن أبي بكر عبد الله عفا الله عنهما
2- قال الذهبي : « بموحدة وزاي ساكنة ، محدث معروف . انظر « المشتبه » 122/1 ، وفي «كتاب ابن نقطة » عباس بن بزوان الموصلي : شاب حسن، رأيته بالموصل في سنة أربع عشرة يطلب الحديث : انظر : تعليق المعلمي على « الإكمال » ٢٦١/١

أسمائهم على الأصل، فالجزء الأول في مجلسين: آخرهما، يوم السبت سابع عشر من ذي الحجة و الثاني في مجلسين آخرهما يوم الاثنين تاسع عشر ذي الحجة من سنة خمس و ثلاثين و ستمائة(1) ، و كتب يوسف بن خليل.

ص: 130


1- وكذا تكرر هذا السماع في آخر الجزء الثالث ، وهو آخر الكتاب
تكرر السماع التالي في آخر جميع الأجزاء الثلاثة

تكرر السماع التالي في آخر جميع الأجزاء الثلاثة (1)

سمع جميع هذا الجزء على أبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني، بسماعه من أبي طاهر الراشتيناني، عن أبي القاسم بن أبي بكر الذكواني، عن المصنف، بقراءة صاحبه أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي و جماعة، منهم: أبو رشيد محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم ابن محمد الغزال، و هذا خطه(2) .

و ذلك في شهر جمادى الآخرة، سنة اثنتين و تسعين و خمسمائة.

نقله مختصرا عبيد الله بن عمر بن عبد الرحيم بن العجمي.

ص: 131


1- انظر : ق ٤٨ ص ٩٥ من « الطبقات » آخر الجزء الأول من الأصل . وانظرق 90 ص 180 من« الطبقات » آخر الجزء الثاني ، وزاد فيه وصحح لهم ذلك . وانظرق ١٦٤ ص ٣٢٧ من « الطبقات » آخر الجزء الثالث ، وزاد فيه وص لهم ذلك ...
2- تقدم تراجمهم في تراجم رواة الكتاب

راموز غلاف النسخة من الأصل و فيها اسم الكتاب و المؤلف و سنده و السماعات للجزء الأول و الثاني

ص: 132

رموز الصفحة الأولى من الأصل و فيها سند الكتاب و بدايته

ص: 133

راموز الصفحة الأخيرة من نسخة الأصل و فيها السماعات على النسخة

ص: 134

راموز غلاف النسخة أ- ه و فيها اسم المؤلف و اسم الكتاب و سنده

ص: 135

راموز الصفحة الأخيرة من نسخة آ- ه و فيها ختام النسخة

ص: 136

منهج التحقيق

أ- اعتمدتّ في النسخ على نسخة الظاهرية، و عبرت عنها بالأصل في بيان الفروق، و رمزت للنسخة الآصفية الهندية ب: أ- ه_.

و قابلت النسختين الخطيتين اللتين حصلت عليهما مقابلة دقيقة، و أثبتّ المغايرة في الحاشية، و رجحت ما تعارض، و أشرت إلى ذلك في الحاشية، و استعملت الحروف الأبجدية في بيان الفروق، و جعلتها بعد انتهاء المتن مباشرة، و وضعت بينهما خطا فاصلا.

ب- وثّقت نصوص الكتاب بما جاء من النصوص المنقولة عن المؤلف، و وجدت كثيرا منها عند أبي نعيم، التلميذ البارز للمؤلف في «أخبار أصبهان»، و في «الحلية».

و أثبتّ الفرق في موضعه في الحواشي، كما قارنتها بالنصوص المنقولة عند غير أبي نعيم، و ثبّتّ الاختلاف في الحاشية إن وجد.

ج- قارنت تراجم الرجال المترجمين عند المؤلف بالكتب المعنية بتراجم الرجال، و ذكرت أكثر المصادر التي ترجمت لهم عند بدء الترجمة في الحاشية بعد بيان الفروق.

و بذلت الجهد في ضبط الأسماء، و تصحيح ما حرّف و صحّف منها.

د- وضعت رموز «التقريب»، و «التهذيب» قبل اسم المترجم له إذا كان

ص: 137

روى عنه أصحاب الستة في كتبهم، و اعتمدت فيها على «التهذيب»، و «التقريب»، و قابلت الرموز عند الاختلاف على «الميزان»، و «الكاشف»، و «الخلاصة».

ه- رقّمت للتراجم رقما تسلسليا، و جعلته على اليمين، و رقما داخل الطبقة فجعلته فوق، و رقم الطبقة تحت، هكذا: (240/ 3)، فرقم (أربعون) للتسلسل، و رقم (اثنان) هو الثاني ممن ترجم لهم داخل الطبقة، و رقم (3) هو للطبقة، فيكون المترجم بهذا الرقم هو الأربعون من تسلسل التراجم في الكتاب، و هو الثاني من الطبقة الثالثة.

و- خرجت الأحاديث و رقمتها، و طريقتي في تخريجها: هي أني أخرّج طريق المؤلف، و أدرس سنده، و أبين العلل إن وجدت فيه، و أثبت من وافقه في التخريج بنفس طريقه، ثم التزمت الترتيب في الستة، هكذا: البخاري، ثم مسلما، ثم أبا داود، ثم الترمذي، ثم النّسائي، ثم ابن ماجه، و اعتبرت ترتيب غيرهم على الوفيات عند عدم الموافقة مع المؤلف، و تقديم المتابعات على الشواهد، إلا إذا دعت ضرورة الاختصار، أو مصلحة أخرى يقتضيها النص أو سياق الكلام.

ز- بيّنت موضع الآيات في القرآن بذكر اسم السورة و رقم الآية فيها.

ح- خرجت الآثار، مع دراسة أسانيدها، و الأشعار، و النصوص أيضا.

ط- عرّفت بالأماكن التي وردت في نصوص الكتاب.

ي- شرحت المفردات اللغوية و الجمل التي تحتاج إلى شرح و إيضاح.

ك- استدركت مواضع السقط أو البياض أو المطموس مع قلته من المصادر الأخرى، كما أنّي أضفت بعض ما يقتضيه السياق، و زدت بعض العناوين، مع الإشارة إلى ذلك في الحاشية، و جعلت ذلك كله بين معقوفتين، هكذا:

[]. ل- حذفت ما وجدته مكررا بدون فائدة من الكلمات، أو التراجم مع

ص: 138

الإشارة إلى موضعه الأول في الحاشية (1).

م- تعقبت المؤلف فيما رأيت أنه خالف فيه الصواب، و أشرت إلى ذلك.

ن- استخدمت علامات الترقيم مقدار جهدي، و حصرت الآيات بين قوسين، هكذا: ().

س- استعملت- للإحالة على ترجمة الراوي حرف «ت» و للإحالة على الأحاديث حرف «ح» اختصارا، فكثيرا ما أقول تقدم في ت كذا و ح كذا.

أعني أنه تقدم في ترجمة كذا و حديث كذا.

و قد أنشأت للكتاب عدة فهارس تسهيلا لاستفادة القاري ء.

ص: 139


1- وقد حصل هذا في بعض النصوص ، وفي ترجمة واحدة . انظر ترجمة رقم ٢١٢ حيث كررها بعد ترجمة 302 بدون أي تغيير ، فحذفتها وأشرت إلى موضعها السابق
شرح الرموز و المصطلحات

وضعت على الجهة اليمنى من اسم صاحب الترجمة- عند المؤلف- رموز «التقريب» لابن حجر، إذا كان قد وردت له ترجمة فيه.

إليك شرح الرموز التي فيه (1).

خ- لمن أخرج له البخاري في «الصحيح».

خت- لمن أخرج له البخاري في «الصحيح» معلّقا.

بخ- لمن أخرج له البخاري في «الأدب المفرد».

عخ- لمن أخرج له البخاري في «خلق أفعال العباد».

ز- لمن أخرج له البخاري في «جزء القراءة».

ي- لمن أخرج له البخاري في «رفع اليدين».

م- لمن أخرج له مسلم في «صحيحه».

د- لمن أخرج له أبو داود في «سننه».

مد- لمن أخرج له أبو داود في «المراسيل».

ص: 140


1- ملاحظة : لم أستعمل بعض هذه الرموز المذكورة

صد- لمن أخرج له أبو داود في «فضائل الأنصار».

خد- لمن أخرج له أبو داود في «الناسخ».

قد- لمن أخرج له أبو داود في «القدر».

ف- لمن أخرج له أبو داود في «التفرد».

ل- لمن أخرج له أبو داود في «المسائل».

كد- لمن أخرج له أبو داود في «مسند مالك».

ت- لمن أخرج له الترمذي في «السنن».

تم- لمن أخرج له الترمذي في «الشمائل».

س- لمن أخرج له النسائي في «السنن».

عس- لمن أخرج له النسائي في «مسند علي».

كن- لمن أخرج له النسائي في «مسند مالك».

ق- لمن أخرج له ابن ماجه القزويني في «السنن».

فق- لمن أخرج له ابن ماجه القزويني في «التفسير».

ع- لمن أخرج له الجماعة- أصحاب الستة.

4- لمن أخرج له الأربعة سوى الشيخين.

و قد استعملت في خلال التحقيق بعض الرموز و المصطلحات، و هي كالتالي:

«الأصل» أعني نسخة الظاهرية التي اعتمدت عليها في النسخ.

«ن- أ- ه» أعني بها الآصفية الهندية.

و اختصرت «فتح الباري» لابن حجر «بالفتح»، و قد تجد أحيانا بعده

ص: 141

حرف «ط- ح- أو ط- س»، أعني بالأول طبع الحلبي، و بالثاني السلفي، و «تقريب التهذيب» «بالتقريب»، «و تهذيب التهذيب» «بالتهذيب»، و «شرح النووي» بالنووي أحيانا، فأقول: «صحيح مسلم مع النووي»، «و مجمع الزوائد» للهيثمي «بالمجمع»، و «ميزان الاعتدال» «بالميزان»، و هكذا، و تجد في تراجم الرواة قولي: لم أعرفه، أقصد جهالة حاله.

و لتمييز المخطوطات من المطبوعات، جعلت رقم الجزء في المخطوطات على اليسار، و رقم الصفحة على اليمين، عكس ما فعلته في المطبوعات.

و هذا ما أحببت أن أنبه عليه، و الله الموفق ...

و كذا في المترجمين، استعملت اصطلاح ابن حجر في طبقات الرّواة في «التقريب».

ص: 142

طبقات المحدثین باصبهان

و الواردین علیها

لأّبي محمد عبدالله بن محمد جعفر بن حیّان

المعروف بأبي الشیخ الأنصاري

274- 269 ه_

رواية أبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني، عن أبي طاهر الراشتيناني.

و رواية أبي المحاسن محمد بن الحسن بن الحسين بن الأصفهبد عن جعفر الثقفي.

رواية شيخنا أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي عنهما سماع الفقير إلى الله تعالى عبيد الله بن عمر بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن ابن العجمي.

ص: 143

ص: 144

الجزء الأوّل

اشارة

ص: 145

ص: 146

[مقدمة المؤلف]

اشارة

الحمد لله حق حمده، و صلّى الله على محمّد النّبيّ، و على آله و سلّم كثيرا.

أخبرنا شيخنا أبو الحجاج يوسف(1) بن خليل بن عبد الله الدمشقي، قال: أبنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكراني، قال: أبنا أبو طاهر إسحاق(2) ابن أحمد بن جعفر الراشتيناتي، قال شيخنا: و أبنا أبو المحاسن محمد بن الحسن بن الحسين بن الأصفهبد (3)، و قال: أبنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي، قالا: أبنا أبو القاسم بن أبي بكر ابن أبي علي الذكواني قال: أبنا الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ- رحمه الله- قال: هذا كتاب «طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان»(4) ،

ص: 147


1- انظر المقدمة ص 128 لرواة سند الكتاب
2- إسحاق غير واضحة في الأصل ، واستدركتها من السند الموجود على الغلاف ، ومن ن _ أ _ ه_
3- هو لقب حافظ الجيوش عند الفرس ، وذكر ياقوت عند كلامه علی طبرستان ، فقال : « وكانت ملوك الفرس يولونها - أي طبرستان - رجلاً ، ويسمونه الأصبهبد ، فإذا عقدوا له عليها : لم يعزلوه عنها حتى يموت ، فإذا مات أقاموا مكانه ولده إن كان له ولد ، وإلا وجهوا أصبهبداً آخر » . انظر «معجم البلدان » ٤ / ١٥ . ويستعمل هذا اللقب حتى اليوم ، المحقق
4- انظر مقدمتي لتعريف أصبهان وتحديدها ، وسيذكر المؤلف بعد قليل مَنْ أَسْسَها ومن فتحها في الإسلام ومتى فتحت . وهي بفتح الهمزة وهو الأكثر وبكسرها - قلت : وبالكسر ينطقها أهل إيران اليوم - وبالفاء بدل الباء - « انظر « معجم البلدان » ٢٠٦/١

من الصحابة و التابعين، و من كان بها وقت فتحها إلى زماننا هذا، مع ذكر كل من تفرّد به واحد منهم بذلك الحديث و لم يروه غيره بذلك الإسناد، أو حديث من حديثه، و ذكر أنسابهم(1) و أساميهم و موتهم على ما روي لنا و ذكر. و الله الموفق، و هو حسبنا و نعم الوكيل.

و أول ما نذكر في كتابنا هذا: ما روي لنا في فضل بلدنا من دعوة إبراهيم(2) الخليل عليه السلام، و ما قيل في ذلك.

(بيان ما ورد في فضل أصبهان)

(بيان ما ورد في فضل أصبهان) (3) :

سمعت (4)من حكى عن إبراهيم بن محمد النحوي قال: خرج قوم من أهل أصبهان إلى ذي الرياستين(5) في حوائج لهم، فقال ذو الرياستين: من أين أنتم؟ قالوا: من أهل أصبهان، قال: أنتم من الذين لا يزال فيهم ثلاثون رجلا مستجابي الدعاء، قالوا: و كيف ذلك؟ قال:

ص: 148


1- في أ _ ه_ _ : ( أنبائهم )
2- هو أبو الانبياء ، وخليل الله ، وأحد أولو العزم« من الرسل عليهم السلام ، وقد عَرّفه القرآن لنا تعريفاً وافياً ، وهو في غنى عن التعريف ». انظر « الكامل لابن الأثير » ٥٣/١ إن شئت
3- العنوان غير موجود في نُسْخَتَي المخطوطة ، وقد اخترت ذكره بين الحاجزين ، مع التنبيه عليه وعلى ما يأتي من العناوين ، تسهيلاً للقارىء والتزاماً بأصول التحقيق
4- لا صحة لهذا الخبر من ناحية الصناعة الحديثية ، لأنَّ فيه راوياً مبهماً ، ولم أعرف النحوي ، وهو يرويه بالقول المحتمل للسماع وغيره ، فمثله لا يُقْبَل فمثله لا يُقْبَل عند المُحَدِّثين
5- هذا لقب وزير المأمون ، سمّاه به المأمون لأنه دبّر له أمر السيف والقلم ، وولي رياسة الجيوش والدواوين ، واسمه الفضل بن سهل ، وكان نصرانياً أسلم على يده ، وذكر السمعاني « أن اسمه الحسن بن سهل ، فنقم عليه المأمون وقتله بسرخس في توجهه إلى العراق . « قلت : الصواب أن اسمه الفضل ، وهو الذي قتله المأمون ، وأما الحسن بن سهل ، فإنه عاش بعد المأمون كثيراً ، ويؤيد ما ذكرته : ما ذكره ابن الأثير الجرزي في« اللباب » ٥٣٣/١ ، والبيهقي في تاريخه » ص ١٤٩ ، واليعقوبي في « تاريخه » والثعالبي في « ثمار القلوب » ص 292 ، وقال : « إن ذا الرياستين وزير المأمون اسمه الفضل بن سهل ، وهو الذي قتله المأمون ، والله أعلم »

إن نمروذ (1)بن كنعان لما أراد أن يصعد إلى السماء، كتب في البلدان يدعوهم إلى محاربة رب العالمين، فأجابوه كلهم إلّا أهل أصبهان، فحمل منهم ثلاثين رجلا مقيدين، فلما أن نظروا في وجه إبراهيم- صلى الله عليه و سلم- آمنوا به، فقال إبراهيم:

اللهم اجعل أبدا بأصبهان ثلاثين رجلا تستجيب دعاءهم، فلا يزال أبدا بأصبهان ثلاثون(2) رجلا يستجاب دعاؤهم (3).

و حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، ثني أبو صالح محمد بن إسماعيل، قال: ثنا محمد بن أيوب الضراب الأصبهاني، قال: ثنا نعيم بن حماد، عن رجل ذكره، عن خصيب بن جحدر، عن وهب بن منبه(4) ، قال:

لما تأبى(5) نمروذ، و جحد قدرة الرب عزّ و جلّ، بعث إلى أهل النواحي

ص: 149


1- هو الملك الجبار الذي حاج إبراهيم الخليل - عليه السلام - في ربه ، وهو الذي ألقاه في النار . وقيل : إنه هو أول من ملك من الملوك الذين ملكوا الدنيا شرقاً وغرباً ، والله أعلم . انظر : « الكامل » ١ / ٦٥ و ٦٦ لابن الأثير . و «أخبار أصبهان » ٤٠/١
2- في الأصل ( ثلاثين ) ، والصواب ما أَثْبته من أ _ ه_ ، « وأخبار أصبهان » ١ / ٤٠
3- كذا ذكره أبو نعيم في المصدر السابق من طريقه مثله ، وقد تقدم في بداية السند الكلام عليه
4- تراجم الرواة : إسحاق بن أحمد الفارسي : لم أقف عليه . وأبو صالح محمد بن إسماعيل : لم أهتد إليه ومحمد بن أيوب الضراب : ترجم له أبو نعيم في ( أخبار أصبهان » 2/ 198 ، وقال : روی عن نعيم بن حماد . .. وسكت عنه . ونعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي أبو عبد الله المروزي ، نزيل مصر ، صدوق ، يخطىء كثيراً . مات سنة ثمان وعشرين ومائتين . انظر « التهذيب » ٤٥٨/١٠ ، و التقريب » ص ٣٥٩ . وخصيب بن جحدر كذبه شعبة والقطان وابن معين والبخاري. انظر الميزان» ٦٥٣/١ . ووهب بن منبه : هو أبو عبد الله أخو همام بن منبه الأبنادي - بفتح الهمزة وسكون الموحدة بعدها نون - التابعي الجليل ، المشهور بمعرفة الكتب الماضية ، ثقة بالاتفاق ، توفي سنة ١١٤ ه_. انظر « التقريب » ص 372، « وتهذيب الأسماء » ١٤٩/٢ للنووي
5- في الأصل غير واضحة ، وما أَثْبَتْهُ من « أخبار أصبهان » 39/1 ، وفي أ _ ه_ ( تاه ) ، والأول أنسب بالمقام ، لأن معناه استعصى عليه وامتنع وأنكر ، انظر ( لسان العرب » ٤/١٤ ، « ومختار الصحاح » ص 3 ، « ومعجم الوسيط » ٤/١

يحشرهم لمحاربة رب العزة، فتفرقوا و صاروا في جبال أصبهان، و قالوا: كلا، لا نجحد قدرة الربّ، ربّ السماء، فأنبت الله في تربتها الزعفران و ألقى في جبالها الشهد(1) ، فبها سمّي «أصبهان»(2) أي: و أصبه آن نه كه (3) كافربند(4) . طبقات المحدثين باصبهان و الواردين عليها ؛ ج 1 ؛ ص150

قال إسحاق (5): و حدثنا ما ربين يوشع بن نون، و ذلك أنه يقال: كان يجول في الدنيا، فدخل أصبهان، فنزل الموضع الذي يدعي ماربين، و إنما سمّي «ماربين»، لأنهم بصروا بحية ارتفعت من الأرض، فقيل ليوشع:ماربين، أي: انظر إلى الحية، فسمّي ماربين بها (6).

حدثنا محمد بن محمد بن فورك، قال: ثنا علي بن عاصم، قال: ثنا شاذة بن المسور، قال: ثنا نصير بن الأزهر، قال: ثنا أبو عبيد محمد بن أحمد، قال: ثنا محمد بن يحيى الناجي (7)، قال: وجدت في بعض الكتب عن وهب بن منبه: «زعم بأن نمروذ بن كنعان كتب في البلاد يستمدهم لمحاربة ربه تبارك و تعالى، فأجابوه كلهم إلّا أهل أصبهان، فإنّهم قالوا: نحن لا طاقة لنا

ص: 150


1- الشهد : العسل . انظر : « القاموس » ٣٠٦/١
2- اختلف العلماء في وجه تسمية أصبهان بأصبهان . ذكر ياقوت الحموي في « معجم البلدان » ٢٠٦/١ أن هناك خلافاً في وجه تسميتها ، وذكر عدة أقوال في وجه تسميتها ، منها : أن أصبهان اسم رجل سُمِّي البلد باسمه ، ومنها أنه اسم مركب « الأصب» : بمعنى البلد بلغة الفرس ، و هان » اسم الفارس ، فإذاً ، معناه بلد الفرسان ، قلت : المعروف أن الأصب بلغة الفرس : « الفرس » ، وهان دليل الجمع ، ومعناه : « مجمع الفرسان » ، وقيل غير ذلك . انظر التفصيل في مقدمة المحقق
3- في الأصل : « أي أصبه » . العبارة فيها نقص ، والصحيح ما أثبته واستدركته من «القاموس» ٢٩٤/١٢ ، حيث ذكر هذا الوجه في تسميتها ، ومعناه أن هذا الجند ليس ممن يحارب الله . انظر عبارة « القاموس » الفارسية في القاموس
4- في إسناده رجل لم يسم ، ونعيم بن حماد صدوق يخطيء كثيراً . وخصيب بن جحدر متروك كَذَّبه جمع من العلماء . وأيضاً فيه انقطاع ، حيث لم يذكر وهب من روى له هذه القصة ، وهي من الإسرائيليات ، فلا يعتمد عليه ، وكذا هو في « أخبار أصبهان » 39/1 به مثله
5- هو إسحاق بن أحمد الفارسي المتقدم سابقاً
6- كذا في « أخبار أصبهان » 39/1 ، ومار بين قرية في شرق أصبهان ، ولم تزل بهذا الاسم. انظر خريطة أصبهان في كتاب « أصبهان » ص ٨ للدكتور لطف الله هنرفر
7- في الأصل غير واضح ، وما أثبته من أ _ ه_

بمحاربة رب العالمين، أو قال: رب السماء، قال: فشكر الله ذلك لهم، فطيب ماءهم و طيب فواكههم و طيب هواءهم» (1).

حدثنا علي بن رستم، قال: ثنا محمد بن برعورسته (2)، قال: ثنا أبو علي بن أخت خالد بن الحارث الهجيمي (3)، قال: ثنا إسحاق بن حميد بن أخي عروة، فذكر نحوه.

سمعت بعض أهل العلم يقول: سار ذو القرنين(4) في طلب ماء الحيوان، فطاف الدنيا بشرقها و غربها، فأخذ على البر، ثم رجع على البحر، فبلغنا- و الله أعلم- أنه لم يدع مدينة إلا دخلها عنوة أو صلحا، حتى انتهى إلى أصبهان، و دخل مدينتها، فلم ينزل فيها، و خرج عنها حتى بلغ بابها الشرقي ثم دعا الفعلة (5)، فقال: احفروا في هذا الموضع حفرة، حتى تبلغوا (إلى) (6) الماء. فحفروا خارج الباب حفرة حتى بلغوا الماء في ساعة، و هو واقف على دابته، فقالوا: قد بلغنا الماء. فقال: اكبسوها، و ردّوا ما أخرجتم منها في موضعه حتى تعيدوها كما كان، ففعلوا ذلك فلم يرم(7) ما أخرج، و احتاج إلى

ص: 151


1- كذا في « أخبار أصبهان » ٤٠/١ لأبي نعيم
2- هكذا في النسختين لعلّ الصواب محمد بن عمر رُسته ، وهو سيأتي
3- الهجيمي ، بضم الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة وفي آخرها الميم ، هذه النسبة إلى محلة بالبصرة نزلها بنو هجيم ، فنسب المحلة إليهم ، انظر « الأنساب » ٥٨٨/١ للسمعاني
4- هذا لقب الإسكندر الرومي ، وقيل : اليوناني ، لقب به لأنه بلغ الشرق والغرب ، وقيل : لأنه كان له في رأسه شبه القرنين ، وقال وهب بن منبه : كان له قرنان من نحاس في رأسه - وهذا ضعيف - وقيل : لأنه ملك فارس والروم ، وقيل غير ذلك . اختلف في اسمه ، قيل : عبد الله بن الضحاك . ابن معد ، وقيل : مصعب بن عبد الله ، قيل : كان نبياً ، وقيل : كان رسولاً ، قال ابن كثير : الصحيح أنه كان ملكاً من الملوك العادلين ، انظر « البداية » ١٠٣/٢ و ١٠٤ لابن كثير ، و «اللباب » للجزري ٥٣٣/١
5- الفعلة : صفة غالبة على عملة الطين والحفرة ونحوهما ، انظر « لسان العرب » ٥٢٨/١١ لابن منظور الإفريقي المصري
6- بين الحاجزين من أ _ ه_
7- في الأصل ( يرمي ) . الصحيح بدون الياء حسب مقتضى القواعد . وجاء في « أخبار أصبهان » ٤2/1 ( فلم يبق ) ، وهو صحيح أيضاً

زيادة، فقالوا: أيها الملك، قد رددنا ما حفرنا منه إلى الموضع، فلم تستو(1) الحفرة، و لا رجعت إلى ما كانت عليه، فقال:

هذه مدينة قحطية لا تخلو من قحط المطر و السعر (الغالي) (2) ، ثم ارتحل عنها من ساعته و مضى(3) .

و سمعت الطحان(4) يحكي (مرارا كثيرة) (5)، قال: «قال لي ابن زغبه(6) (بمصر) (7) ، بلغني يا أهل أصبهان أن سهلكم(8) زعفران، و جبلكم عسل، و لكم في كل دار(9) ، عين ماء عذب. فقلت: كذلك بلدنا، فقال: لا أصدّق هذا. هذه الجنة بعينها» (10).

و ذكر أن الحجاج(11) بن يوسف ولّى على أصبَهان و هزاذ بن يزداد

ص: 152


1- اثبتت الياء في الأصل ، وهو خطأ ، والتصحيح من المصدر السابق
2- بين الحاجزين من المصدر السابق لأبي نعيم
3- كذا في المصدر السابق
4- الطحان : هو محمد بن عبدوس الفقيه ترجم له أبو الشيخ في ( الطبقات » ٢٢٧/٣ من أ _ ه_ ، وقال : « كان يتفقه ، دخل مصر ، وجالس المزني ، وسمع ابن زغبة»
5- بين الحاجزين ليس في أ - ه_
6- هو عيسى بن حماد بن مسلم أبو موسى المصري ، ثقة ، مات سنة ٢٤٨ه_ . انظر « التهذيب» ٢٠٩/٨
7- بين الحاجزين من « أخبار أصبهان »
8- في أ _ ه_ ( سمطكم ) ، والصواب ما في الأصل ، والسهل من الأرض نقيض الحزن ، ويقال أرض سهلة ، انظر « لسان العرب » ٣٤٩/١١
9- في « أخبار أصبهان » 38/1 في كل ذراعين كلاهما لا يخلو من المبالغة
10- كذا ذكر أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 38/1
11- هو الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي، الأمير الشهير ، الظالم المبير ، ولي إمرة العراق عشرين سنة ، وقال ابن حجر : ليس بأهل أن يروى عنه . مات سنة خمس وتسعين ، انظر «الكامل » ٤ / ١٣٢ لابن الأثير ، « والتهذيب » 2/ 210 ، « والتقريب » ص ٦٥ كلاهما لابن حجر

الأنباري و كان ابن عم لكاتبه (1)، فكتب في بعض أوقات مقامه بأصبهان إلى الحجاج كتابا وصف فيه اختلال حال أصبهان، و يسأله ... نظرا لهم(2) ببعض خراجهم. فكتب إليه الحجاج: «بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإنّي استعملتك يا و هزاذ على أصبهان، أوسع المملكة رقعة(3) و عملا، و أكثرها خراجا بعد فارس(4) و الأهواز، و أزكاها أرضا، حشيشها الزعفران و الورد (5)، و جبالها الإثمد و الفضة، و أشجارها الجوز و اللوز و الكروم الكريمة و الفواكه العذبة، طيرها عوامل العسل، و ماؤها فرات، و خيلها الماذيانات الجياد، أنظف بلاد الله طعاما، و ألطفها شرابا، و أصحّها ترابا، و أوفقها هواء و أرخصها لحما، و أطوعها أهلا، و أكثرها صيدا. فأنخت يا وهزاذ عليها بكلكل (6)اضطر أهلها إلى مسألتك ما سألت لهم لتفوز بما يوضع عنهم، فإن كان ذلك باطلا- و لا أبعدك عن ظن السوء- فسترد فتعلم، و إن صدقت في بعضه، فقد أخربت البلد. أتظن يا و هزاذ أنا ننفذ لك ما موهت و سحرت من القول، و قعدت تشير علينا(7) به. فعض يا و هزاذ، على (غرلة) (8) أير أبيك، و مص بظر أمك، فأيم الله، لتبعثن إليّ بخراج أصبهان كله، أو لأجعلنك طوابيق على أبواب مدينتها. فاختر لنفسك أوفق الأمرين لها، أو ذر (و السلام) (9) (10) .

ص: 153


1- هو زاذان فروخ المجوسي ، كذا في « أخبار أصبهان » ٣٧/١
2- كذا في الأصل ، وفي « أخبار أصبهان » ٣٧/١ وفي ن _ أ _ ه_ تغيرا
3- في الأصل ( وقعة ) والتصحيح من المصدر السابق
4- سيأتي بيانهما فيما بعد إن شاء الله تعالى ، وتقدم في مقدمتي في الباب الأول مقدار خراج أصفهان . راجعه إن شئت
5- في ن _ أ _ ه_ : الأترج بدل الورد
6- الكلكل : الصدر من كل شيء ، وقيل : هو ما بين الترقوتين . راجع لسان العرب » ٥٩٦/١١
7- كذا في الأصل ، وفي « أخبار أصبَهان » 1 / 37 وفي أ _ ه_ : عليها بدل علينا ، والصواب ما أثبَتّه
8- الزيادة بين الحاجزين من المصدر السابق ، ومنأ- ه_
9- هكذا عند أبي نعيم « أخبار أصبهان » ٣٧/١
10- ذكره أبو نعيم بقوله : روى صاحب كتاب « أصبهان » : وحدثينه أبو محمد بن حيان ، ولم يذكر إسناده عن بعض أهل السير . راجع ٣٦/١-٣٧

و وجد في كتاب الأوائل، قال: فانتفضوا بلاد المملكة و بقاعها، فلم يجدوا تحت أديم السماء بلدا أجمع لما طلبوا من الفنون التي يختارونها من الأشياء من بقاع الأرض و بلدان الإقليم، أصحها تربة، و أقلها عفونة و أبعدها من الزلازل و الخسوف، و أعلكها طينا، و أبقاها على الدهر بناء، فلم يجدوا تحت أديم السماء بلدا أجمع لهذه الأوصاف من أصبهان، ثم فتشوا عن بقاع هذا البلد، فلم يجدوا فيها أفضل من رستاق (1) جَي(2) ، و لا وجدوا في رستاق جي أجمع لما راموه من مدينة جيّ (3).

أخبرنا أبو خليفة(4) ، قال: حدثنا أبو الوليد(5) ، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن أسامة بن زيد، عن سعيد بن المسيب- رحمه الله- قال:

لو لم أكن رجلا من قريش، لأحببت أن أكون من أهل فارس، أو من أصبهان(6) . سمعت عبد الله بن عمر المذكر(7) قال: سمعت أبا العباس الدقاق(8) قال: سمعت بعض المحدثين يقول: دخل أيوب(9) بن زياد

ص: 154


1- يجمع على رساتيق . فارسي معرب ، أصله ( رسته ) ، ويعني السطر من النخيل ، والصف من الناس ، ويقال : رزداق ورسداق : وتعني ، القرية أو السواد، أو البيوت المجتمعة . انظر «لسان العرب » ١١٦/١٠
2- جي بالفتح ثم التشديد : وهي كانت محلة أصبهان القديمة بإيران، وهي بلد سلمان الفارسي ، وسيأتي بعض الكلام هناك إن شاء الله . انظر « معجم البلدان » 202/2
3- كذا في « أخبار أصبهان » ٣٧/١ و ٣٩
4- أبو خليفة : هو الفضل بن الحباب الجمحي ، وأبو الوليد : هو الطيالسي هشام بن عبد الملك الباهلي ، كلاهما ثقتان ، تأخر الاول إلى ٣٠٥ه_ ، والثاني توفي سنة ٢٢٧ه_ ، وله ٩٤ سنة . انظر « الميزان » ٣٥٠/٣ ، « والتهذيب » ٤٥/١١
5- أبو خليفة : هو الفضل بن الحباب الجمحي ، وأبو الوليد : هو الطيالسي هشام بن عبد الملك الباهلي ، كلاهما ثقتان ، تأخر الاول إلى ٣٠٥ه_ ، والثاني توفي سنة ٢٢٧ه_ ، وله ٩٤ سنة . انظر « الميزان » ٣٥٠/٣ ، « والتهذيب » ٤٥/١١
6- كذا في « أخبار أصبهان» : 1/ 37 و 39 ، من طريق أبي الشيخ وأبي معشر وغيره ، وسنده جيد
7- بضم الميم وفتح الذال وكسر الكاف المشددة ، يقال هذا للواعظ الذي يذكر الناس . انظر «اللباب » 187/3 ، « ولب اللباب » للأسيوطي ١ / ٢٤٠
8- الدقاق : بفتح الدال المهملة ، وتشديد القاف، وبعدها ألف ، ثم قاف أخرى ، نسبة إلى الدقيق وعمله ، واشتهر بهذه النسبة جماعة . انظر » اللباب » ٥٠٤/١
9- وكان والياً على أصبهان من قبل أبي جعفر المنصور سنة ١٥١ه_ ، وهو الذي بني المسجد والسوق ، ويعرف المسجد بمسجد أيوب بن زياد انظر « أخبار أصبهان » ٣٨/١

الأصبهاني على المأمون، أمير المؤمنين(1) ، فقال: يا أيوب صف لي أصبهان و أوجز، فقال: يا أمير المؤمنين: هواؤها طيب، و ماؤها عذب، و حشيشها الزعفران، و جبالها العسل، غير أنها لا تخلو (2)من خلال أربع: جور سلطان(3) ، و غلاء السعر(4) ، و قلة المطر(5) ، و فقد مياه، فأطرق المأمون ساعة و بيده قضيب ينكت(6) به الأرض، فرفع رأسه، فقال: يا أيوب: لعل قراءها منافقون ثنّاءها (7)شربة خمور، و تجارها مربون، و في أطرافها لا يصلون (8).

ذكر الأشياء التي خصت بها أصبهان

ذكر الأشياء التي خصت بها أصبهان(9) :

ذكروا أن بوادي أصبهان زرنروذ(10) مفيض، يسمى هنام، ليس في الأرض

ص: 155


1- هو عبد الله المأمون بن هارون الرشيد ، بويع سنة 198 ، وقيل قبله في ١٩٦ه_ . بايع عامة أهل البلد ، وتولى الخلافة ٢٢ سنة ، وتوفي في رجب سنة 21٨ ه_ ، وله ثمان وأربعون سنة وبضعة أشهر . انظر « تاريخ بغداد » 10 / 183 ، « وتاريخ اليعقوبي » ٢ / ٤٧٠
2- أُثبتت الألف في الأصل ، والصواب بدونها ، وكذا عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان »: 38/1
3- في « أخبار أصبهان » 1 / 38 : ( السلطان )
4- في المصدر السابق : وغلاء الاسعار
5- في المصدر السابق : الأمطار
6- في المصدر السابق : بزيادة ( في )
7- تُناؤها : أي مقيموها ، يقال : تَناً فهو تانيء ، إذا أقام في البلد وغيره ، ومنه حديث ( ليس للتانثة شيء ) انظر « النهاية »، 198/1 ، لابن الأثير ، « ولسان العرب » ٤٠/١ . لابن منظور الأفريقي
8- كذا هو عند أبي نعيم بطريق المؤلف ، ولكن وهم فيه عبد الله بن عمر المذكر ، أو بعض المحدثين الذين رواه عنهم الدقاق في هذا الخبر ، وذلك لأن أيوب بن زياد الذي كان عاملاً على أصبهان ، إنما كان والياً على أصبهان من قبل أبي جعفر المنصور سنة ١٥١ ه_ كما تقدم قريباً ولم يدرك خلافة المأمون على أن في السند من لم يُسَمَّ ، وقد نبه عليه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ٣٨
9- في أ - ه_ (هيام)، والصواب ما أثبته كما في الأصل ، و« أخبار أصبهان » ١ / ٣٠
10- بفتح أوله وثانيه ، ونون ساكنة ، ثم راء مهملة، وآخره ذال المعجمة ، قلت : ويسمى الآن زائنده رود ، وهكذا ينطقونها أهل البلد - وهو اسم لنهر أصبهان الموصوف بعذوبة الماء والصحة ولطافته ، مخرجه من قرية يقال لها : بناكان ، انظر « معجم البلدان » 139/3 لیاقوت ، و«آثار البلاد » ص 299 للقزويني

مفيض أعجب منه.

و ذلك أن الأودية الكبار مصبها إلى البحار، و وادي زرنروذ ينصب في هذا المفيض، و هو ثمانية عشر فرسخا في فرسخين، لا يرتفع الماء في حافاته عن المقدار المعهود، و لا ينقص، أسرف المدّ أم قصد، و يفرخ فيه طير الماء، فأما غير الطير فلا يقدر أن يقربه؛ لأنه يغوص فيه حتى لا يرى منه شي ء، و بين يدي هذا المفيض ميدان ممتد إلى كرمان(1) ، كسطر(2) ممدود لا يزيد عرضه على عرض الميدان، ينبت(3) القلام(4) و الطّرفاء، في جانب منه جبل من طين ممدود، فزيادة مياه كرمان في أيام الربيع يكون من وادي زرنروذ، و بقرية(5) دزيه (6)من رستاق رويدشت(7) رمال كأنها جبال لا تتحرك أصلا، و لو دام هبوب الرياح العاصفة عليها أياما، و لا يدخل الزروع منها شي ء، و بقاشان(8) في شق دارم قرية يقال لها: هذا سكان من آبرون، على نصف فرسخ، فيها حصن،

ص: 156


1- كرمان : بفتح أوله وسكون ثانيه كما ذكر ياقوت ، وقال : وربما كسرت ، والفتح أشهر بالصحة. قلت : أهل البلد ينطقونها بكسر أوله وهو المعروف الآن ، وهي مدينة كبيرة مشهورة في جنوب إيران ، تبعد عن العاصمة تهران 1117كم . شرقها مكران ، وغربها فارس ، وشمالها خراسان تنسب إلى كرمان بن فارس بن طهمورث . انظر «معجم البلدان » ٤٥٤/٤ ، « وآثار البلاد » ص ٢٤٧
2- في « أخبار أصبهان » ١ / ٣٠ : ( كخط )
3- في المصدر السابق : لا يزيد نباته الطرفاء والقلام
4- القلام : بالتشديد ، ضرب من الحمض ، يذكر ويؤنث ، وقيل : هي القاقلي ، والطرفاء : من الحمض ، والحمض كل نبات مالح أو حامض تقوم على سوق ولا أصل له . انظر « لسان العرب» 220/9 و / 138 و ٤٩1/12
5- في أ _ ه_ : ( تفرد ربه ) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته كما في الأصل والمصدر السابق
6- دزيه : اسم قرية برستاق رويدشت بأصبهان كما ذكر أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٣١/١
7- رويدشت : بضم أوله وفتح ثانيه ، ثم ياء مثناة ، قلت : هي روددشت ، يعني وادي الفلاة ، قرية من قرى أصبهان ، وتغير هذا الاسم . انظر « نصف جهان في تعريف أصبهان » ص 21 ، و « معجم البلدان » ١٠٥/٣
8- قاشان - بالشين المعجمة وآخره نون . قلت : هي مدينة كبيرة في شمال أصبهان تبعد ثلاث مراحل . ينطق بالكاف ( كاشان ) عند أهل البلد ومعروف به ، انظر « معجم البلدان » ٢٩٦/٤ ، و كتاب أصفهان » ص ٨ للدكتور لطف الله

عليها خندق (1)، و يطيف بهذا الخندق رمال كالجبال سائلة تنتقل حوالي الخندق من بقعة إلى بقعة، و لا يدخل الخندق منها شي ء و لا حبة واحدة، فإن ذهب إنسان فأخذ من هذا الرمل قبضة، فرمى بها في هذا الخندق، هبت من وقتها ريح فرفعت ذلك الرمل في الهواء إلى فوق، حتى تكسح(2) أرض الخندق منه، و على هذه القرية صحراء يقال له: (فأس) (3)، مسافتها فرسخ في فرسخ، هي بين هذه الرمال، و مزدرع(4) هذه القرية فيها سبيل هذا الصحراء في نتو(5) الرمل (و) فيها سبيل الخندق، و في هذا الصحراء أعجوبة أخرى، و هي أن مواشي هذه القرية تخرج إليها للرعي، فتختلط السباع بها مقبلة من البر، و لا تتعرض لشي ء منها، و يدعي أهل هذه القرية- و يشهد لهم بصدق دعواهم أهل القرى المجاورة لهم- أن ديكا في قريتهم استوحش منذ سنيات، فعدل إلى هذا الصحراء فبقي بها أربع سنين لا يتعرض له ثعلب و لا غيره، فيدّعي أهل هذه القرية أنها مطلسمة(6) و بقاشان(7) من جانب أردها(8) على عشرة (9) فراسخ من آبرون، قرية يقال لها: قالهر (10)، و فيها جبل جانب منه عين يرشح الماء رشحا

ص: 157


1- عند أبي نعيم في المصدر السابق : ( يحوط )
2- الكسح : الكنس : كسح البيت ، كنسه ، انظر « لسان العرب » ٥٧١/٢
3- في أ - ه_ ( أفاس ( بالهمزة ، والصحيح بدونها كما في الأصل ، وفي « أخبار أصبهان » ص ٣١
4- في أ _ ه_ : ( من درع ) بدل مزدرع
5- في ن _ أ _ ه_ : متو بدل نتو، وما في الأصل هو المناسب ، لأن معنى النتو الورم ، فالرمل على ظهر الأرض كالورم في العضو ، وأما المتو: فمعناه : المطو : وهي الجد والنجاء في السير ، وكذلك يأتي بمعنى مَدَّ ، يقال : متوت في ارض ، أي : مطوت . انظر « لسان العرب » ٢٨٤ ، 271 ،3٠٣/١٥
6- الطلسم : هي الرموز التي يستعملها السحرة ، ويقال : طلسم الرجل ، أي كره وجهه وقطبه ، انظر « لسان العرب » ١٢/ ٣٦٩ وفرهنك فارسي كاوه
7- قاشان : تقدم تحديده قريباً
8- في ن _ أ _ ه_ : أزركان ، والصواب ما في الأصل ، وهكذا ذكره أبو نعيم في « أخبار أصبهان» 31/1 . قلت : تغير هذا الاسم الآن
9- في الأصل : بدون الهاء المربوطة ، وما أثبته بين الحاجزين من أ _ ه_ ، ومن «أخبار أصبهان» 31/1
10- في أ _ ه_ : قالهم ، والصواب ما في الأصل كما أثْبَته ، وكذا في المصدر السابق لأبي نعيم . لم تبق بهذا الاسم الآن

كرشح الأبدان للعرق، من غير أن يسيل ذلك الندى أو يسقط إلى القرار، فإذا كان ماه(1) تير روز تير منه من كل سنة، اجتمع هناك أهل الرستاق و سائر الرساتيق المصافية(2) له، و مع كل انسان آنية، فيدنو الواحد بعد الواحد من ذلك الجبل الندي، و يقرعه بفهر(3) في يده، و يقول بالفارسية كلاما معناه(4) : بيدخت(5) أسقني من مائك، فإني أريده لكذا و كذا، و يذكر في خطابه العلة التي يريد مداواتها، فيجتمع ذلك الرشح من تلك الأماكن المتفرقة إلى مكان واحد، فيسيل قطرا في آنية (6)المستشفى، و كذلك من إلى جنبه و من هو بالبعد منه، فتمتلي ء تلك الأواني فيستشفون بذلك الماء طول سنتهم، فيشفون.

و بقاشان(7) ثمّ قرية آبرون قناتها التي تسمى أسفذاب. منها شرب أهل آبرون، و صحاريها و القرى التي حولها و مفيضها بقرية فين(8) .

ص: 158


1- هذه جملة فارسية ، ماه بمعنى الشهر ، وتيراسم للشهر الرابع ، وروز : هو اليوم ، فمعناه : إذا كان يوم تير من شهر تير . . . اجتمع اجتمع هناك
2- في أ _ ه_ : صافية
3- الفهر : الحجر ملء الكف ، وقيل : الحجر مطلقاً ، انظر « النهاية » ٤٨١/٣ لابن الأثير
4- بين الحاجزين من أ _ ه_ : والمصدر السابق لأبي نعيم
5- بیدخت ، معناه بالفارسية : من لا بنت له ، وأيضاً اسم للكوكب المعروف ( بزهرة ) ، والمراد هنا المكان الذي يجتمع فيه الماء ، ولم تزل قرية بهذا الاسم حتى الآن في إيران ، وانظر « فرهنك فارسي كاوه » ص 70
6- عند أبي نعيم في « ذكر أخبار أصبهان » 31/1 المستسقى ، وما أثبته هو المناسب بدليل آخر القصة . والله أعلم
7- في أ _ ه_ : بالشين المعجمة ، وهكذا ينطق الآن ، وعند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » بالسين المهملة 1 / 31 ، والصحيح أنه بالشين كما ذكر ياقوت الحموي في « معجم البلدان » ٤ / 29٦ ، 31/1 أن «قاشان» : بالشين المعجمة ، وآخره نون ، مدينة قرب أصبهان
8- في أ - ه_ : قين بالقاف ، والصواب ما أثبته كما في الأصل ، وفي « أخبار أصبهان » ٣١/١ ، وهكذا ذكره الحموي في «معجم البلدان» ٢٨٦/٤ ، فقال : فين بالكسر وآخره نون ، من قرى قاشان قلت : تقع في غرب قاشان ، قريب منها جداً ، وهي من نواحي أصفهان ، تقع في شمالها ، وما زالت حتى الآن بهذا الاسم . انظر كتاب « أصفهان » / د. لطف الله

فمن الخواص التي في هذه القناة، أن من يلقى(1) فيها الماء أمكنه السير إلى أن ينتهي إلى موضع فيها محدود معروف عند أهل الناحية، فإن رام تجاوز ذلك الموضع لم يمكنه لانبهار(2) يقع عليه، و انتظام نفس يعتريه، فإن لم يرجع القهقري، وقع صريعا.

و من خواصها أيضا: أنه لم ينفق عليها (في عمارتها) (3) قط درهم، و لا دخل إليها مذ كانت قنّاء (4)، فإن انهار فيها من جوانبها شي ء قل أم كثر، زاد ماؤها.

و لما ورد عمرو(5) بن الليث أصبهان رام أن يطمّها(6) ، فجمع عليها أهل الرستاق، و كانوا يطرحون الكبس (7)فيها أياما، و كان الماء كل يوم يزيد و يصير إلى الزيادة، حتى رجعوا عنها عجزا منهم بها.

و من الخواص التي بأصبهان: خرزات في قرى بعينها(8) برستاقي قاشان(9) و رويدشت، فإذا غشيت تلك القرى سحابة فيها برد، أبرزوا تلك

ص: 159


1- في « أخبار أصبهان » ٣٢/١ « أن المتلقي»
2- والبهر : انقطاع النفس من الإعياء - لانبهار ، أي لغلبة تقع عليه . راجع « لسان العرب » ٨٢/٤
3- الزيادة بين الحاجزين من « أخبار أصبهان » ٣٢/١
4- قناء : هو الخبير بحفر آبار القناة التي تحفر في الأرض متتابعة لِيُسْتَخْرَجَ ماؤها . راجع «لسان العرب » ٢٠٤/١٥
5- هو عمرو بن الليث الصفار الذي تولى الحكم في خراسان، وفارس وكرمان ، وخوزستان ، وبعض العراق ، بعد أخيه يعقوب . فوقعت بينه وبين إسماعيل الساماني حرب أُسِرَ فيها عمرو ، فلم يفلح بعد ذلك ، وحمل إلى بغداد ، وطيف به على فالج ، ومات . راجع « معجم البلدان » ٣٣٣/٤ - ٣٣٤
6- الطم : هو طم البئر بالتراب ، وهو الكبس . طم البئر : أي كبسها . راجع ص 181 وغيره . المرجع المذكور ٦ / ١٩٠
7- الكبس : طمسك حفرة بتراب ، كبس الحفرة كبساً : طواها بالتراب وغيره . المرجع المذكور ٦/ 190
8- في المصدر السابق ( معنية )
9- تقدم تحديد قاشان ورود دشت قریباً

الخرز، و علقوها من شرف(1) الحصن، فتنقشع (2) السحابة عن القرية و عن صحرائها من ساعتها، و تسمى هذه الخرزة بالفارسية: «مهره بزرك »(3).

و من خواص أصبهان: أن قرية من قرى أصبهان من رستاق قاشان(4) يقال لها قهروزذ(5) ، (بها) (6) نبات يبسط على وجه الأرض، فيصير زجاجا أبيض صافيا براقا، و قد حمل(7) ذلك الزجاج إلى كثير من الناس أقطاع مشكلة على هيئات ضروب من النبات، و أهل(8) تلك الناحية يستعملون ذلك الزجاج في ألوان من الأدوية (9).

و من خواص أصبهان: مرج(10) بقريتي جكاذه (11)، و جورجرد(12) من رستاق قهستان(13) ، فيها حيات تنتشر في حافات ذلك المرج و على الطريق الشارع، طول الواحد منها ما بين الذراع إلى خمس_(14) (_ة) أذرع، فيتلاعب الصبيان بها، و يلوونها على أيديهم و أبدانهم، فلا تلسع(15) .

ص: 160


1- شُرَف : جمع شُرْفَة ، وهي أعلى الشيء ، وما يوضع على أعالي القصور والمدن ، انظر « لسان العرب » 9/ 170 ، 171
2- أي تنكشف القشع ، والقشع : السحاب الذاهب المتقشع عن وجه السماء . انظر « لسان العرب » ٢٧٤/٨
3- في الأصل : ( أندزك ) ، والتصحيح من المصدر السابق ، ومن أ _ ه_
4- في النسختين : بزيادة ( قرية ) ، أسقطته لما فيه من التكرار
5- هي قرية بين أصبهان وطهران ، تقع في شمالي أصبهان وجنوب طهران ( من خريطة إيران )
6- في أ _ ه_ ( يحمل )
7- بين الحاجزين : زدته لإتمام النص
8- في الأصل : ( أهلك ) ، والتصحيح من أ __ ه_ «وأخبار أصبهان » ٣٢/١
9- في الأصل : ( الأودية ) ، والتصحيح من المصدرين السابقين
10- المرج : مرعى الدواب . انظر مختار الصحاح » ص ٦٢٠
11- لم أقف على اسم هذه القرية ، فيبدو أنها تغير اسمها . والله أعلم ر
12- فلعلها محرفة عن جور كبير ، وهي محلة لم تزل بهذا الاسم في أصبهان ، والله أعلم
13- هي مدينة كبيرة في شرق إيران وجنوب خراسان
14- في الأصل : ( خمس ) ، والتصحيح من مقتضى القواعد ، وكذا في أخبار أصبهان » ٣٢/١
15- أي لا تلدغهم ، كذا في « أخبار أصبهان» 32/1 ، وهو الأنسب لأن اللدغ بالفم واللسع لذوات الإبر ، فتناسب الحية اللدغ . انظر « القاموس » 81/3

و من خواص أصبهان برستاق قهستان: معدن فضة، و معدن صفر، و الفضة تخرج(1) منها ثمانية مثاقيل(2) ، و برستاق التيمرة(3) الكبرى معدن فضة، و بالتيمرة الصغرى معدن ذهب، و آثار هذه المعادن و آبارها (باقية) (4)بادية للعيون، و برستاق الدار(5) طسوج (6)جانان في قرية يقال لها: ماثة دويبة(7) في خلقتها(8) الخنفساء، صغيرة في جرم ذباب، تدب في الليلة المظلمة، فيتقد من ظهرها (مثل) السراج (9)، و من أخذ واحدة منها ليلا فأبصرها نهارا، رأى(10) لون ظهرها الذي يضي ء شبيها بلون الطاووس، خضرة في حمرة في صفرة، و تسمى هذه الدويبة براة(11) .

و في هذه الناحية، حجارة شبه السكر(12) ، محبب الوجه، يؤخذ منها قطعتان، و يضرب بعضها ببعض، فتخرج النار من بينهما، كما تخرج مما بين الحجر و الحديد. و من خواص أصبهان: رستاق قاشان في قرية يقال لها:

ص: 161


1- في النسختين: (خرج ) ، وما أَثْبَتُه من « أخبار أصبهان » 1 / 32
2- المثقال : وزن مقداره درهم وثلاثة أسباع درهم . انظر « المعجم الوسيط » ٩٨/١
3- جعل أبو نعيم معدن الذهب بالتيمرة الكبرى ، ومعدن الفضة بالصغرى ، والتيمرة بضم الميم قرية برساتيق أصبهان . انظر « معجم البلدان» ٦٧/٢
4- بين الحاجزين من المصدر السابق . قلت : تغيرت هذه الأسماء ، ولم تذكرها الكتب الحديثة : المعنية بهذا ، والله أعلم
5- عند أبي نعيم : ( الراء بطسوج جانان في جبال قرية 32/1 )
6- الطسوج : الناحية ، ومقدار من الوزن معرب . انظر « لسان العرب » ٣١٧/٢
7- في ن _ أ _ ه_ مائية ، وما أثبته من الأصل ، ومن « أخبار أصبهان » 32/1 . قلت : ولا ذكر لأحد منهما في أسماء المدن والقرى الموجودة في خرائط إيران والكتب المعنية بها
8- في الأصل : ( خلقته ) ، والتصحيح من المصدر السابق
9- ما بين الحاجزين من المصدر السابق
10- في المصدر السابق : ( يرى )
11- في أ _ ه_ ( براعة ) ، وما أثبته من الأصل ، وكذا في « أخبار أصبهان » ٣٢/١
12- في المصدر السابق : ٣٣/١ بالسكر

كرمند(1) (فيها) (2) معين يخرج منه ماء غزير، و يسقى منه زروع القرية و يشربه الناس و البهائم، و ما يفضل منه، ينصب إلى جدول(3) فيتحول حجارة.

و من خواصها: كهف في جبل من رستاق قهستان بقرية يقال لها: فازة(4) ، يقطر من قلته (5)ماء فإذا استقر في الأرض تحول حجرا.

و من خواصها: عين برستاق قهستان، في موضع تسمى: بوذم، ينبع منها ماء صاف مري ء لا يشربه(6) من الناس و الدواب شي ء قد علق العلق(7) بحلقه، إلا سقط من حلقه، و مات مكانه.

و من خواصها: الخشاية (8)، و هي شجرة تأخذ أغصانها من الهواء أكثر من مقدار جريب(9) أرض، مستديرة، ملتفة الأغصان، مكتثرة(10) الأوراق، ظلها أثخن من ظل الجبل، و تحمل كل سنة خرائط(11) (مدورة) مملوءة بقا (12).

ص: 162


1- لم أقف على قرية بهذا الاسم
2- بين الحاجزين : من « أخبار أصبهان » ٣٢/١
3- من الأصل : ( جدور)، وما أثبته من أ _ ه_ ، ومن« أخبار أصبهان » ٣٣/١ هو الصواب والجدول بالفتح ، وأجاز بعض الكسر ، وهي النهر الصغير . انظر « لسان العرب » ١٠٦/١١
4- الفازة : بناء من خرق وغيرها ، تبنى في العساكر ، فلعل القرية سميت بها بهذه المناسبة ، والله أعلم. انظر « لسان العرب » ٣٩٣/٥
5- قلة الشيء : رأسه
6- عند أبي نعيم في المصدر السابق بزيادة : ( أحد )
7- العلق : دود أسود في الماء معروف ، الواحدة علقة ، يقال : علق الدابة علقاً ، انظر « لسان العرب » ٢٦٧/١٠
8- في الأصل : ( الخشاة ) وبدا لي أن الصحيح ما أثبته ، ومعناه طيب الظل ، وفي « أخبار أصبهان » ١١ / ٣٣ : ( الترسايه ) ، ومعنى هذا : الشجرة التي كالمظلة
9- جريب : مقياس معلوم لمساحة الأرض بقدر أربعة أقفزة ، نحو ثلاثة آلاف وستمائة ذراع ، انظر «تاج العروس » 179/1
10- في أ _ ه_ : مكترة ، وهو تصحيف ، وفي «أخبار أصبهان » ٣٣/١ كثيرة
11- جمع خريطة - بالفتح - : وعاء من أدم وغيره ، انظر « لسان العرب » ٢٨٦/٧
12- البقة : البعوضة ، ودويبة مفرطحة حمراء منتنة انظر القاموس المحيط ٢١٤/٣

و مما لا يوجد منه إلا بأصبهان: الجاوشير(1) ، و السكنبيج(2) .

و من خواص أصبهان: عين بقرية قزائن (3)من رستاق القامزاذ، في صحرائها يكون مستدراتها ثلاثة أرماح، تبرز بالماء كل سنة في أيام الربيع سبعين يوما محصاة، فيخرج منها في مدة هذه الأيام السمك الذي بظهره عقر(4) ، فإذا تمت مدة هذه السبعين(5) اليوم، خرج من نقرة العين حية سوداء عظيمة، فكما تخرج تعود في مكانها، و ينقطع ذلك الماء، فلا تراه العيون إلى السنة القابلة.

و برستاق القامزاذ، ثم بطسوج الفيشو(6) ، كان قرية يقال لها: هناء(7) بين قرية سميرم(8) و قلعة ابن بهانزاذ، إلى جانبها تل كبير(9) كأنه صبيب دراهم (10)، يقال له: تل جم (11)، و ذلك الصبيب هو دراهم من حجارة بيض

ص: 163


1- جاوه شیر : نبات فارسي معرب عن كاوه شير ، ومعناه : حليب البقر لبياضه ، وهو شجر يطول فوق ذراع ، خشن مزغب ، وورقه كورق الزيتون ، وله أكاليل كالشبت يخلف ظهراً أصفر ويذرا يقارب الأنيسون . انظر « تذكرة داود » ١ / ٩٠
2- السكنبيج : بالمهملة ، يليها الكاف ، فالنون ، فالباء الموحدة ، فالياء المثناة من تحت ، فالجيم ، وقد تجعل الباء التحتية بعد الكاف والنون مكانها ، صمغ شجرة بفارس ، لا نفع فيها سوى هذا الصمغ ، ويخرج منها في حزيران عند الورق ، وقيل بالشرط ، وأجوده الأبيض الظاهر ، والأحمر الباطن ، فالأصفر ظاهراً ، والأبيض باطناً . المصدر السابق 172/1
3- في أ _ ه_ ، ( قزائز ) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن « أخبار أصبهان » ٣٣/١
4- في أ _ ه_ : ( عقد ) ، وما أثبته من الأصل ، ومن المصدر السابق لأبي نعيم
5- في المصدر السابق لأبي نعيم : ( هذه الأيام ) ، بدون ذكر السبعين
6- في أ _ ه_ : ( الفيسو كان ) ، بالسين المهملة
7- هنا قرية قرب سميرم ، تقع في جنوبها ، وما زالت بهذا الاسم كما في خريطة أصبهان الحديثة
8- في أ _ ه_ : ( سميرة ) . هذا خطأ ، والصواب ما في الأصل ، وكذا في « أخبار أصبهان » 33/1 ، وفي « معجم البلدان » ٢٥٧/٣ ، وفيه : بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون الياء المثناة من تحت ، وهي بلدة في جنوب أصبهان ، ولم تزل بهذا الاسم كما في خريطة أصبهان
9- في أ _ ه_ ( كله ) ، وهو خطأ ، والصواب ما في الأصل ، وفي « أخبار أصبهان » ٣٣/١
10- في المصدر السابق : ( صبيب الدراهم )
11- جم : اختصار جمشد ، وهو أحد ملوك الفرس . انظر « فرهنك فارسي كاوه » ص 120

براقة، إذا صبت في كيس، وجد لها صليل(1) ، كصليل الدراهم، على وجهي كل حجر دائرتان متجاورتان، و يبلغ من كثرته، أنه لو رام سلطان نقلها من مكان إلى مكان يقرب منه(2) بمائة جمل، يوقر في كل يوم مرات، لبقوا في نقلها شهورا، و هذا شي ء لا خفاء به.

و أعجوبة أخرى هناك و هو أن من سكن قلعة ابن بهانزاذ في أيام الربيع يرى طول ليلته نيرانا تشتعل من ذروة حيطان القلعة، و إذا قرب منها، لم يجدها شيئا، و كذلك يرون إذا نظر بعضهم إلى رؤوس بعض، فكلما كان الربيع أكثر أمطارا، كانت تلك النار أكثر اشتعالا.

و كانت ملوك الفرس لا تؤثر على أصبهان شيئا من بلدان مملكتها، لطيب هوائها، و نمير مائها، و نسيم تربتها. و الشاهد على ذلك ما هو موجود في رواياتهم المودعة بطون الكتب. فمن ذلك ما يأثره(3) أهل بيت النوشجان(4) و إسحاق(5) ابني عبد المسيح، من أخبار جدهم المنتقل من أرض الروم إلى أصبهان، حتى استوطنها و تناسل بها.

حدثني النوشجان عن عمه يعقوب (6)النصراني أن فيروز بن يزد(7) جرد

ص: 164


1- الصلصلة : صوت الحديد إذا حرك ، والصلصلة أشد من الصليل . انظر « لسان العرب » ٣٨٢/١١
2- في أ _ ه_ : سنة ، وهو تصحيف ، والصواب ما في الأصل
3- في أ _ ه_ يؤثره ، والصحيح ما في الأصل ، لأنَّ الأثر ( بمعنى الخبر ) من أثر يأثر ويأثر أثراً . ( لا من الإيثار ) . انظر « لسان العرب » ٦/٤
4- لم أقف عليه
5- لم أقف عليه
6- لم أقف عليه
7- هو أحد ملوك الفرس ، وهو الذي بنى قرية فيروز آباد المنسوب إليه ( بإيران ) ، وقرية نسا وغيرها . انظر » آثار البلاد وأخبار العباد » ص ٣٢٧ ، ٤٦٥ للقزويني . وذكر البلاذري أنه وقع فيما يزعمون إلى الترك ( بعد مقتل أبيه يزد جرد ) ، فزوجوه وأقام عندهم. انظر «فتوح البلدان » ص 313 ، وذكر ابن الأثير في « الكامل » 1 / 238 قصته ، وذكر

(الملك) (1) كتب إلى ملك من ملوك الروم قد نسيت اسمه، يستهديه رجلا من كبار حكمائه و حذاق أطبائه، فأنفذ إليه رجلا اختاره من بلدان مملكته، فلّما وفد عليه، قال له: أيها الحكيم، إنما أنهضناك من أرضك إلى أرضنا؛ لتختار لنا من بلدان مملكتنا بلدا يصح فيه هذه الأركان (الأربعة) (2) الكبار، التي بسلامتها يطول بقاء الحيوان، و باعتدالها تصحب أجسام الحيوان الصحة، و تفارقها العلة. يعني(3) : الأرض و الماء و الهواء، و النار، فقال: أيها الملك و كيف لي بإدراك ذلك؟ فقال: استقرى ء بلدان مملكتنا، و أي موضع وقع اختيارك عليه فأقم به، و اكتب إلي منه، لأتقدم(4) في الزيادة في عمارته، و أتحول إليه، فأجعله دار المملكة، فانتدب الرومي لما أمره، و طاف في بلدان المملكة، فوقع اختياره على أصبهان، فأقام بها، و كتب إلى الملك فيروز أني جلت في مملكتك، حتى انتهيت إلى بلد لا يشوب شيئا من أركانه فساد، و قد نزلت أنا منه فيما بين حصني قرية يوان(5) ، فإن رأى الملك أن يقطعني ما بين الحصنين من أرض يوان، و يطلق لي بأن أبني فيها كنيسة و دارا، فلما ورد كتابه إلى فيروز، أطلق له ما سأل، فبنى بإزاء الحصنين من أرضي(6) يوان داره، و رفع (7) رقعتها في الموضع الذي فيه دار النوشجان و إسحاق من يوان إلى الساعة، و بنى بإزاء الحصن الآخر البيعة، و بنى بالحصن الآخر موضع رقعة

ص: 165


1- بين الحاجزين : ساقط من ن _ أ _ ه_
2- بين الحاجزين : من «أخبار أصبهان » ٣٤/١ لأبي نعيم
3- في المصدر السابق بزيادة : بالأركان بعد يعني
4- في المصدر السابق ( بالزيادة )
5- في الأصل : ( بوان ) ، والصواب ما أثبته من أ _ ه_ ، ومن « أخبار أصبهان » ٣٤/١ . وكذا ذكره ياقوت في « معجم البلدان » ٤٥٢/٥ تحت باب الياء والواو ، بقوله : ( يوان ) آخره نون ، وأوله مفتوح : قرية على باب مدينة أصبهان
6- جمع أرض ، كما قال ابن مالك : وأرضون شذ ، وحذفت النون للإضافة
7- في المصدر السابق لأبي نعيم : « ووقعت »

المسجد الجامع (اليوم) (1)؛ لأنه كان في الأصل حصنان من حصون قرية يوان، و وقع_(2) (ت) رقعة موضع البيعة عند المسجد الذي على طرف ميدان سليمان، و بناؤه باق إلى الساعة (3).

و تقدم فيروز من فوره ذلك إلى آذر شابور(4) بن آذرمانان الأصفهاني، و كان مقيما بالحضرة(5) بالمبارزة إلى أصبهان، لإتمام بناء سور مدينة جيّ(6) و تغليق أبوابها(7) ، فلما استقر قباذ(8) في المملكة، أمر الرومي أن يختار له بلدا معتدل الهواء في الأزمنة(9) الأربعة، المتوسط في حال اللدونة و الرطوبة و اليبوسة، الذي نسيمه خفيف رقيق مضي ء، تستروح إليه القلوب، و تنفسح له الأبصار، و يختار له من الأحطاب أطنها صوتا و أطيبها رائحة، الذي يلهب نيرانها صاف، و حرها متوسط، و دخانها مع قلته عذي(10) ، و يختار لهم من المياه، الفرات(11)

ص: 166


1- بين الحاجزين من المصدر السابق
2- كذا من نفس المصدر
3- قلت : وإلى اليوم باق ضمن الآثار التاريخية ، وقد رأيته
4- في ن _ أ _ ه_ : أرد سابور ، وهكذا عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » ٣٤/١
5- في أ _ ه_ : ( المبادرة )
6- كانت مركز أصبهان في القديم، وهي الآن كالخراب ، واليهودية هي التي يقال لها « الأصبهان » ، والمسافة بين جي والأصبهان الحالي نحو ميلين . انظر « معجم البلدان » 2 / 203 . قلت : توسع العمران . قد خلت جي واليهوية كجزء من المدينة ، وإن تغيرت الأسماء ، ولكن ما زالت معروفة بين الناس بأسمائها القديمة ، ولم يزل شارع كبير باسم جي إلى اليوم
7- عند أبي نعيم بعد الكلمة المذكورة : « فعزم فيروز على التحول من العراق إلى أصبهان ، ثم انتقض عزمه بخروجه إلى أرض الهياطلة وهلاكه هناك ، ثم ولي الأمر قباذ . انظر « أخبار أصبهان » ١/ ٣٤ – ٣٥
8- قباذ : هو ابن فیروز بن يزد جرد ، تولى الملك بعد أخيه بلاش ابن فيروز ، وكان ملك قباذ سبعاً وثلاثين سنة ، وهو الذي فتح مدينة آمد، وبني مدينة أرجان وحلوان ، ثم مات وملك ابنه أنو شیروان کسری . انظر « الكامل في التاريخ » ١ / ٢٤١ - ٢٤٣ لابن الأثير
9- أعني : الشتاء والصيف والربيع والخريف
10- في أ _ ه_ : (غذي) ، والصحيح : ما أثبته من الأصل ، وكذا في أخبار أصبهان ٣٥/١، والعذي : الأرض الطيبة الكريمة والعذي اسم للموضع الذي ينبت في الشتاء والصيف من غير نبع ماء. انظر « لسان العرب» ٤٤/١٥ ، و «مقاييس اللغة » ٢٥٨/٤
11- الفرات : أشد الما عذوبة وحَلوا . انظر « لسان العرب » ٢ / ٦٥

الزلال، الصافي العذب، الخفيف الوزن، السريع الامتزاج بالحر و البرد، البعيد عن الينبوع، المنحرف من الغرب، إلى الشرق، الشديد الجرية، الدائم الإقبال(1) للمطالع، فلا يشوبه طعم كريه، و لا رائحة منكرة، و لا غالب البياض، و لا ناصع الخضرة، و لا أورق القتمة(2) ، الطيب(3) التربة. و أن يختار لهم من البلدان أطيبها تربة، و أسطعها(4) رائحة، و أصفاها هواء، و أنقاها جوا، و أزهرها (5)كواكبا و أوضحها ضياء، التي لا عيون الكبريت بقربها، و إذا احتفر فيها آبار لم يحتج إلى طمها(6) ، القريبة اللينة المعتدلة الحر و البرد في الأزمنة الأربعة، لا قريبة من الفلك و لا بعيدة منه، لا مرتفعة صعودا و لا منخفضة هبوطا، و لا متدانية و لا متباينة من البحار، موازية لوسط الأرض، و حيث يقل فيها هبوب الرياح العواصف، جازها (7) نهر عظيم. فوجدت أيها الملك أكثر هذه الأوصاف التي يفوتها القليل منها في «إيرانشهر» و هو أصبهان.

و وجدنا أخصب بقاع المملكة (المملك) (8) عشرة مواضع:

ص: 167


1- عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ٣٥ : « الاقتبال »
2- في ن - أ - ه_ : ( القيمة ) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وكذا في المصدر السابق . والقتمة : «السواد». قال ابن الفارس : القتم ، أصل صحيح يدل على غبرة وسواد ، وكل لون يعلوه سواد فهو أقتم انظر « معجم مقاييس اللغة » ٥٨/٥ . والأورق : الأسمر ، والورقة : السمرة « النهاية » لابن الأثير ٥/ ١٧٥
3- في « أخبار أصبهان » لأبي نعيم : الطيبة ، هذا أنسب ٣٥/١
4- يقال : سطع الغبار وسطعت الرائحة ، إذا ارتفعت . والسطع ارتفاع صوت الشيء إذا ضرب عليه شيئاً « معجم مقاييس اللغة » 3 / 70 لابن فارس 70/3
5- أي أحسنها وأصفاها . قال ابن الفارس في المصدر السابق 31/3 : الزاء والهاء والراء ، أصل واحد يدل على حسن وضياء وصفاء
6- أي إلى الكبس والتطوية ، وقد تقدمت هذه الكلمة وشرحها قريباً
7- في أ _ ه_ جارها بالراء بدل الزاي المعجمة ، وفي الأصل مهمل ، وما أثبته من « أخبار أصبهان » ٣٥/١
8- هذه الكلمة بين الحاجزين غير موجودة في أ _ ه_

أصبهان (1)، (و) (2) أرمينية(3) ، و آذربيجان(4) و دسنين(5) ، و ماه دينار (6)، و ماه نهاوند (7) (و) (8) ماه كران(9) ، و كرمان (10)، و قومس (11)،

ص: 168


1- تقدم تعريفها في مقدمة المحقق مفصلاً
2- زيادة الواو هنا وفيما بعد من « أخبار أصبهان » ٣٥/١
3- أرمينية بكسر أوله ، وبفتح وكسر الميم والنون ، وياء مفتوحة - : ناحية بين أذربيجان والروم ، وهي بلاد متسعة الأكناف مقتسمة بين الروسيا والعجم ،وتركيا، في غرب آسيا _ تحدها غرباً آسيا الصغرى ، وشرقاً هضبة أذربيجان والشاطيء الجنوبي من بحر الخزر ، ومن الشمال البلاد الواقعة على شواطيء بحر بنطش . تسمى الآن : ( جانيق ولازستان ) . انظر « معجم البلدان » ١٥٩/١ ، « وآثار البلاد» للقزويني ص ٤٩٥ ، « ودائرة المعارف » القرن العشرين » 1 / 209 لفريد وجدي ، « ودائرة المعارف الإسلامية » ٦٣٧/١
4- بالفتح ، ثم السكون ، وفتح الراء ، وكسر الباء الموحدة ، وياء ساكنة ، وجيم وهي إقليم من بلاد الفرس ، قلت : المعروف اليوم بآذربيجان : هي الإقليم الواقع في الشمال الغربي من إيران ، يتاخم بلاد الترك والقوقاز الروسية ، وتسمى الآن أذربيجان . انظر « معجم البلدان » 1 / 128 ، « ودائرة المعارف الإسلامية » ٥٦٣/١ ، وخريطة إيران»، وجغرافيا المقررة للسنة الثانية المتوسطة » ص ٤٤
5- لم أقف على هذا الاسم
6- ماه دينار : أهل البصرة يسمون القصبة بماه ، حيث يقولون : ماه البصرة ، وماه الكوفة ، وهي مدينة نهاوند ، سميت به بعد صلح المسلمين الفاتحين مع دينار بأدائه الجزية ، فنسب البلد إليه ، ونهاوند مدينة عظيمة في منطقة همذان الواقعة غربي العاصمة طهران. انظر « معجم البلدان » ٤٩/٥ ، ٣١٣ « وخريطة إيران »
7- ماه دينار : أهل البصرة يسمون القصبة بماه ، حيث يقولون : ماه البصرة ، وماه الكوفة ، وهي مدينة نهاوند ، سميت به بعد صلح المسلمين الفاتحين مع دينار بأدائه الجزية ، فنسب البلد إليه ، ونهاوند مدينة عظيمة في منطقة همذان الواقعة غربي العاصمة طهران. انظر « معجم البلدان » ٤٩/٥ ، ٣١٣ « وخريطة إيران »
8- الواو : من « أخبار أصبهان » ٣٥/١، هنا وما بعدها
9- ماه کران : قيل هو الذي اختصروه ، فقالوا : مکران - وهي منطقة كبيرة في جنوب إيران _ وقال حمزة الأصبهاني : قد أضيفت نواح إلى القمر ، لأنَّ القمر هو المؤثر في الخصب ، فكل مدينة ذات خصب أضيفت إليه - أي إلى ماه ومعناه القمر - انظر « معجم البلدان » ٥ / ٤٩ ، 179
10- كرمان - بالفتح ثم السكون ، وآخره نون ، وربما يكسر الكاف ، قلت : وهو المستعمل الآن - وهي ولاية مشهورة ، وناحية كبيرة معمورة ، ذات بلاد وقرى ومدن واسعة ، قلت : هي ما زالت بهذا الاسم ، وهي منطقة بين بلوجستان وفارس ، تقع جنوبي إيران ، انظر المصدر السابق ٤١٤/٤ ، وجغرافيا المقرر في الصف الثانى من المتوسطة ص ٩٢، «وخريطة إيران »
11- قومس : بالضم ، ثم السكون وكسر الميم ، وسين مهملة ، وهي تعريب كومس : وهي كورة كبيرة واسعة في ذيل جبال طبرستان . انظر « معجم البلدان » ٤١٤/٤

و طبرستان (1).

و وجدنا أخف بقاع مملكته ماء عشرة مواضع: زرنرو(2)د أصبهان، و دجلة (3) و الفرات(4) ، و ماه سوران(5) ، و عين(6) بقرميسين (7)، و ماه ذات المطامير(8) .

ص: 169


1- بفتح أوله وثانيه ، وكسر الراء - ومعنى الطبر بالفارسية : الفأس وأستان : الموضع - يعني : ناحية الطبر وتسمى الآن - بمازندران - وهي في شمالي إيران ، قرب العاصمة طهران ، وذكر القزويني أن العجم يقولون لبلاد طبرستان مازندران، وهي بين الري وقومس وبحر خزر ، انظر المصدر السابق ١٣/٤، « وآثار البلاد » ص ٤٠٣ للقزويني ، « وجغرافيا المذكور » ص ٣٥ ، « ودائرة المعارف الإسلامية » ١٤٨/١٥
2- زرندروذ ، ويقال أيضاً : زرين روذ - ويسمى الآن زايندرود - وهو النهر الوحيد في جنوب غربي أصبهان ، ومفيضه من جبال البختياري معروف بعذوبة الماء . انظر «كتاب جغرافيا المذكور» ص 79 و معجم البلدان ، ١٣٩/٣
3- دجلة : هي نهر معروف في العراق . قال ياقوت : نهر بغداد ، وله اسمان آخران : أحدهما : آرنك روز ، وثانيهما : كودك دريا ، أي البحر الصغير ، انظر « معجم البلدان » ٢ / ٤٤٠ . معروف في البابلية باسم دكنت أو دكلت ، ويبلغ طول المجرى الجوفي لدجلة نحو ميل تقريباً انظر التفصيل في دائرة المعارف الإسلامية » ١٥٨/٩
4- الفرات : بالضم ثم التخفيف ، وآخره تاء مثناة من فوق : نهر معروف في العراق بجانب دجلة ، وله اسم آخر وهو فالاذروذ ، والفرات في كلام العرب أعذب المياه . انظر « معجم البلدان » ٢٤١/٤
5- الماه : إنه إما بمعنى القصبة ، أو بمعنى القمر . لم أجد ذكر ماه سوران في الكتب المعنية بها
6- في أ _ ه_ ( قرسينسين ) ، والصواب ما أثبته ، كما في الأصل ، وانظر حاشية ٦
7- قرمیسين : بالفتح ثم السكون ، وكسر الميم ، وياء مثناة من تحت ، وسين مهملة مكسورة ، وياء أخرى ساكنة ونون ، وسيأتي قريباً عند المؤلف بلفظ : « قرماسين » ، وهما تعريب كرمان همذان شاهان ، وسيذكر المؤلف قريباً وجه تسميته بكرمان شاهان، وهي بلد معروف ، بينه وبين ثلاثون فرسخاً ، وهي بين همذان وحلوان . قلت : هي ما زالت بهذا الاسم ، وهي منطقة كبيرة في إيران ، تقع في الغرب منها. انظر « معجم البلدان » ٣٣٠/٤ ، و »خريطة إيران »
8- ماه ذات المطامير : قال ياقوت الحموي : المطامير جمع مطمورة، وهي حفرة أو مكان تحت الأرض وقد هيء خفياً ، يطمر فيه الطعام أو المال ، واسم قرية بحلوان العراق ، وذات المطامير بلد بالثغور الشامية ، انظر المصدر السابق ١٤٨/٥

و ماه سبذان(1) ، و ماه جند يسابور(2) ، و ماه(3) بلخ(4) ، و ماه سمرقند (5)، و من الدليل على ما ذكره الفرس، أن أخف المياه ماء رزنروذ أن الموفق(6) بعد وروده أصبهان، لم يشرب غير ماء رزنروذ (و كان) (7) ينقل إليه مطبوخا إلى أن مات.

و وجدنا أسرى(8) بقاع مملكته فواكه سبع مواضع، أصبهان و المدائن (9)

ص: 170


1- بفتح السين والباء الموحدة والذال المعجمة وآخره نون وأصله ماه سبدان ، وهي مدينة مشهورة بقرب السيروان ، ومنها إلى الري عشرة فراسخ - وري تابعة لعاصمة إيران طهران. انظر «معجم البلدان » ٤١/٥ ، و «آثار البلاد » للقزويني ص ٢٦٠ ، و «دائرة معارف القرن العشرين » 412/8 لفريد وجدي
2- بضم أوله ، وتسكين ثانيه ، وفتح الدال ، وياء ساكنة ، وسين مهملة . قلت : وأهل البلد ينطقون بالشين المعجمة - وهي مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير ، فنسبت إليه وأسكنها سبي الروم وطائفة من جنده ، انظر « معجم البلدان » 2/ 170 ، وقال الحموي : قد اجتزت منه مرات ، ولم يبق منها عين ولا أثر
3- زيادة الواو من « أخبار أصبهان » ٣٥/١
4- بلخ مدينة مشهورة ، كانت من أعمال خراسان ، في بلاد فارس ، وكانت من أجل مدن خراسان ، وأذكرها وأكثرها خيراً وغلة ، وبينها وبين نهر جيحون نحو عشرة فراسخ . قلت: مع الأسف ، قد اغتصبتها الروسيا ، وهي الآن تحت سيطرتهم . والله المستعان. انظر «معجم البلدان » ١ / ٤٧٩ ، « ودائرة معارف القرن العشرين » ٢ / ٣٣٠
5- وهي مدينة مشهورة معروفة ، ويقال لها بالعربية : - سمران - في بلاد ما وراء النهر - وهي أيضاً تحت سيطرة الروسيا الآن - قيل : إنه من أبنية ذي القرنين بما وراء النهر ، انظر التفصيل في ) معجم البلدان ) ٢٤٦/٣ ، وما بعدها
6- الموفق هو أبو أحمد طلحة بن جعفر المتوكل ، وكان للمتوكل ثلاثة أبناء ، وهو أصغرهم ، جعله المعتمد أخوه ولي عهده بعده ، فمات من علة صعبة به قبل المعتمد سنة ٢٧٨ه_ . انظر «الثقات» لابن حبان 2/ 332 ، «والكامل في التاريخ » لابن الأثير ٦٧/٦
7- بين الحاجزين : من المصدر السابق
8- السري : الرفيع ... والمختار ، انظر « لسان العرب » ٣٧٨/١٤
9- المدائن : بفتح الميم - جمع المدينة - كانت سبع مدن من بناء الأكاسرة على طرف دجلة ، ولكن المسمى الآن بالمدائن بليدة شبيهة بقرية في الجانب الغربي من دجلة بالعراق . انظر « معجم البلدان» ، ٧٤/٥ ، « وآثار البلاد وأخبار العباد» ، ص ٤٥٣ للقزويني

و حلوان(1) ، ماه سبدان(2) ، نهاوند(3) ، و الري(4) ، نيسابور (5).

و وجدنا أقحط بقاع مملكته ميسان(6) ، دشت ميسان (7)، كلبانية (8)، بادرايا (9)، باكسايا(10) ، ماه سبذان.

و وجدنا أوبأ بقاع مملكته، النوبندجان(11) ، سابورخواست(12) ،

ص: 171


1- حلوان : بالضم ثم السكون ، مدينة بين همذان وبغداد ، وأيضاً بليدة بقوهستان نيسابور ، وهي آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان - لم يتبين لي يقصد أي واحد منهما ، ولكن المشهور الأول انظر المصدرين السابقين ٢ / ٢٩٠ ، ٢٩٤ ، و ٣٥٧
2- تقدم قريباً تحديده
3- نهاوند : تقدم تحديده أيضاً
4- الري : بفتح أوله وتشديد ثانيه ، وهي مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن ، كثير الفواكه والخيرات . قلت : هي التي تعرف بتهران عاصمة ايران، ولم تزل محلة باسم الري جنوب غربي تهران . انظر «معجم البلدان» ١١٦/٣ ، « وآثار البلاد » للقزويني ص ٣٧٥
5- نيسابور : بفتح أوله ، مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة ، معدن الفضلاء ومنبع العلماء ، تبعد عن الري مائة وستين فرسخاً . انظر المصدر السابق 331/٥ للحموي . قلت : وأهلها اليوم ينطقونها بالشين « نيسابور »
6- منطقة كثيرة القرى والنخيل بين البصرة وواسط ، أهلها شيعة طغاة ، بها مشهد عزير النبي عليه السلام . انظر المصدر السابق ٢٤٢/٥ ، و آثار البلاد » ص ٤٦٤
7- دشت : لغة فارسية معناها الصحراء ، يعني صحراء ميسان . انظر «فرهنك فارسي كاوه » ص ١٥٧
8- كلبانيه : لم أقف على تحديده
9- بادرايا : بليدة بقرب باكسايا ، بين البندنيجين ونواحي واسط . وباكسايا بضم الكاف ، وبين الألفين ياء ، بلدة قرب البندنيجين وبادرايا ، بين بغداد وواسط ، من الجانب الشرقي في أقصى النهروان . انظر « معجم البلدان » ٣١٦/١ ، ٣٢٧
10- بادرايا : بليدة بقرب باكسايا ، بين البندنيجين ونواحي واسط . وباكسايا بضم الكاف ، وبين الألفين ياء ، بلدة قرب البندنيجين وبادرايا ، بين بغداد وواسط ، من الجانب الشرقي في أقصى النهروان . انظر « معجم البلدان » ٣١٦/١ ، ٣٢٧
11- بضم النون ، ثم السكون ، وباء موحدة مفتوحة ، ونون ساكنة ودال مفتوحة وجيم وآخره نون ، مدينة من أرض فارس من كورة سابور . انظر « معجم البلدان » 307/٥ ، وآثار البلاد » ص 209
12- مدينة بأرض فارس بناها سابور بن ،أردشير وخواست كلمة فارسية معناها الطلب . انظر معجم البلدان ٣/ ١٦٧ ، « وآثار البلاد » ص 200

جرجان (1)، حلوان، برذعة (2)، إصطخر(3) زنجان(4) .

و وجدنا أعقل أهل مملكته أصبهان، فارس(5) ، الري، جرجان، همذان(6) ، نهاوند، ماه دينار، الحيرة(7) .

و وجدنا أجهل أهل مملكته أصبهان: الحيرة، المدائن، ماه دينار، نيسابور، اصطخر، الري، طبرستان، و نشوي (8).

و وجدنا أمكن أهل مملكته ماسبذان، مهرجان (9)، خوزستان (10)،

ص: 172


1- بالضم وآخره نون ، - وينطقها أهل البلد كركان - مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان ، بناها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة . انظر المصدرين السابقين ١١٩/٢ ، ص ٣٤٨
2- بلد في أقصى أذربيجان ، أنشأه الملك قباد . انظر نفس المصدرين السابقين ٣٧٩/١، وص ٥١٢
3- بالكسر وسكون الخاء المعجمة : مدينة بأرض فارس، قديمة لا يُدرى من بناها . انظر نفس المصدرين / ٢١١ ، وص ١٤٧
4- بفتح أوله وسكون ثانيه ، ثم جيم ، وآخره نون : بلد كبير مشهور من نواحي الجبال ، قريبة من أبهر وقزوين ، وهي عاصمة محافظة زنجان ، تقع في شمال غربي إيران . انظر « معجم البلدان » ١٥٢/٣ ، « وآثار البلاد » ص 383
5- هي الناحية المشهورة التي يحيط من شرقها كرمان ، ومن غربها خوزستان ، ومن شمالها مفازة خراسان ، ومن جنوبها البحر . سميت بفارس ابن الأسود ، تقع في جنوب غربي إيران . انظر نفس المصدرين ٢٢٦/٤ ، وص ٢٣٢
6- همذان : بالتحريك والذال المعجمة - أهلها ينطقون اليوم بالدال - وآخره نون ، منسوب إلى همذان ابن فلوج بن سام بن نوح الذي بناها ، وهي مدينة مشهورة من مدن الجبال ، تقع في غرب إيران . نفس المصدرين ٤١٠/٥ ص ٤٨٣
7- بالكسر ثم السكون وراء ، بلدة قديمة ، كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على الموضع المعروف الذي يقال له نجف . المصادر المذكورة ٣٢٨/٢ ، وص١٨٦
8- نشوي : بفتح أوله وثانيه وثالثه : مدينة بأذربيجان ويقال : هي من مدن أران ، تلاصق أرمينية ، وهي المعروفة بين العامة بنخجوان في شمال غربي إيران . انظر « معجم البلدان » ٢٨٦/٥
9- بكسر أوله وسكون ثانيه ثم راء : - قرية بأسفرايين ، لَقَبَها بها كسرى قباذ ، والد أنوشيروان ؛ لحسنها وخضرتها : لأنَّ مهر كلمة فارسية بمعنى المحبة ، وجان الروح أو النفس ، أي محبوب النفس. انظر المصدر السابق ٢٣٣/٥ ، «وفرهنك فارسي كاوه » ص 115 ، ص ٥٨٨
10- خوزستان بضم أوله ، وبعد الواو الساكنة زاي وسين مهملة وتاء مثناة من فوق ، وآخره نون ، وهو اسم لجميع بلاد الخوز، وهي منطقة كبيرة تقع في غرب إيران . انظر نفس المصدر السابق ٤٠٤/٢

الري، الرويان (1)، أذربيجان، أرمينية، الموصل (2)، شهرزور(3) ، و الصامغان (4).

و وجدنا أنصر أهل مملكته بالخراج أصبهان، كسكر (5)، عبرتا(6) ، حلوان، ماسبذان، و هرمشير(7) .

و وجدنا أعلم أهل مملكته بالسلاح: أصبهان، همذان، الري، و سجستان(8) .

و وجدنا أبخل أهل مملكته: مرو (9)، اصطخر، دارابجرد(10) ،

ص: 173


1- الرويان : بضم أوله ، وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت ، وآخره نون : مدينة كبيرة من جبال طبرستان - تقع بين طبرستان و بحر الخزر من بلاد مازندران - الواقعة في شمالي إيران . انظر نفس المصدرين ١٠٤/٣ ، « وآثار البلاد » ص ٣٧٤
2- الموصل : بفتح أوله وكسر الصاد : المدينة المشهورة العظيمة ، إحدى قواعد بلاد الإسلام وهي مدينة قديمة الأسس على طرف دجلة ، ومقابلها من الجانب الغربي - شمالي عراق - انظر «معجم البلدان » 223/٥ ، «وآثار البلاد » ص ٤٦١
3- بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة بعدها زاء ، وهي اسم مركب من الشهر ، وهي المدينة ، وزور وهو اسم مَنْ أحدثها، وهو زور بن الضحاك معناه مدينة زور ، وهي كورة واسعة في الجبال بين أربك وهمذان ، وأهلها أكراد ، انظر نفس المصدرين ٣٧٥/٣، وص ٣٩٧
4- بفتح الميم والغين المعجمة وآخره نون : كورة من كور الجبل في حدود طبرستان ، واسمها بالفارسية بميان ، انظر « معجم البلدان » ٣٩٠/٣
5- بالفتح ، ثم السكون وكاف أخرى وراء : معناه عامل الزراع ، ناحية بين واسط والبصرة . انظر «معجم البلدان » ٤٦١/٤
6- بفتح أوله وثانيه ، وسكون الراء ، وتاء مثناة من فوق ، وهو اسم عجمي ، وهي قرية كبيرة من أعمال بغداد من نواحي نهروان بين بغداد وواسط . المصدر السابق ٧٧/٤
7- هو تعريب هرمز أردشير ، وهو اسم سوق الاهواز الواقعة في منطقة خوزستان بغرب إيران . نفس المصدر السابق ٤٠٣/٥
8- سجستان بكسر أوله وثانيه وسين أخرى مهملة ، وهي ناحية كبيرة وولاية واسعة ، بينها وبين هراة . . . ثمانون فرسخاً ، تقع جنوب شرقي إيران . نفس المصدر 1903 ، « وآثار البلاد » ص 201
9- مرو : من أشهر مدن خراسان وأقدمها ، وأكثرها خيراً ، وأحسنها منظراً ، بينها وبين نيسابور سبعون فرسخاً . انظر المصدرين السابقين ١١٢/٥، وص ٤٥٦
10- دارا بجرد : بعد الألف الثانية باء موحدة ، ثم جيم ، ثم راء ودال مهملة : ولاية بفارس ، وقرية بإصطخر ، وبها معدن زيبق ، أيضاً موضع بنيسابور ، والأول عمرها داراب بن فارس. نفس المصدرين ٤١٩/٢ ، وص ١٨٨

خوزستان، ماسبذان، دبيل (1)، ماه دينار، و حلوان.

و وجدنا أسفل أهل مملكته: البنديجان، بادرايا، باكسايا، بهندف(2) ، و فهور، خوزستان.

و وجدنا أقل أهل مملكته نظرا في العواقب: طبرستان، أرمينية، قومسن، كوشان(3) ، هراة (4)، كرمان، ماه كران، شهرزور.

فلما نظر قباذ فيما تقدم من ذكر ما قاله من البلدان، ميز ما بين المدائن إلى نهر بلخ، و من النواحي كلها، و عرف البقاع، و مسح البلاد، فلم يجد تراباً(5) أنزه و لا أعذب ماء و لا ألذّ نسيما مما بين قرماسين إلى عقبة همذان، فأنشأ قرماسين، و بنى فيها بناء لنفسه، بناء معمدا على ألف كرم، فلما فرغ له من البناء قال: «كردم مان شاهان»، فسمي «كردمانشاهان»، ثم عرّب، فقيل:

قرماسين، و معناه قد بنيت مسكن الملوك.

فلما ميز قباذ مملكته، و عرف البقاع، و مسح البلاد، وعد الفراسخ، نقل

ص: 174


1- دبيل بفتح أوله وكسر ثانيه بوزن زبيل ، ومعناه كثيب الرمل ، اسم مدينة بأرمينية تتاخم أران ، كان ثغراً فتحه حبيب بن مسلمة ، وأيضاً اسم لقرية من قرى الرملة بفلسطين . انظر «معجم البلدان » ٦٩/٣
2- بفتحتين ونون ساكنة ، وبفتح الدال المهملة ، وتكسر ، وفاء : بليدة من نواحي بغداد في آخر أعمال النهروان ، بين بادرايا وواسط. انظر « معجم البلدان » ١ / ٥١٦ ٤
3- کوشان : مدينة في أقصى بلاد الترك ، وأهلها كانوا أشد الناس شوكة ، وملكهم أعظم ملوك الترك المصدر السابق ٤٨٩/4
4- بالفتح ، مدينة عظيمة مشهورة ، من أمهات مدن خراسان ، وهي الآن تابعة لدولة أفغانستان المظلومة ، محشوة بالعلماء وأهل الفضل . وذكر القزويني أنه ما كان بخراسان مدينة أجَلّ ولا أعمر ولا أحصن ولا أكثر خيراً منها . انظر نفس المصدر السابق ٣٩٦/٥ ، و آثار البلاد » / ٤٨١
5- في الأصل : « شراكا » ، وما أثبته من أ _ ه_ ، وفي « أخبار أصبهان » ١ / ٣٦ « بقعة » ، وهي أنسب

الأشراف من فارس و خراسان و أصبهان و الري و همذان و ماء نهاوند و ماء دينار، فأسكنهم حافتي دجلة، ثم أنزل من كان دون هؤلاء على النهروانات(1) ، ثم أنزل أهل الصناعات بطن جوخي(2) ، و أنزل التجار هرمشير، و الأطباء جند يسابور(3) ، و الحاكة السوس(4) و تستر (5)، و الحجامين بادرايا و باكسايا.

ذكر بناء مدينة أصبهان و بانيها و مساحتها و قدرها:

ذكر العلماء بذلك أنه بناها الإسكندر(6) الرومي، و استتمها كسرى أنوشيروان (7)

ص: 175


1- جمع نهروان، وهي التي تقع في شرقي دجلة . كورة واسعة بين بغداد وواسط ، كما في «آثار البلاد» ص ٤٧٢
2- في ن أ _ ه_ : جوضي ، بالضاد بدل الخاء المعجمة ، والصحيح بالخاء كما في الأصل ، وهكذا عند أبي نعيم في « أخبار أصبَهان» ٣٦/١٠ ، وذكر ياقوت الحموي : أنها بالضم ، والقصر وقد يفتح اسم نهر ، عليه كورة واسعة في سواد بغداد. راجع « معجم البلدان » ص 179/2
3- بضم أوله وتسكين ثانيه ، وفتح الدال وباء ساكنة ، وسين مهملة ، وألف ، وياء موحدة مضمومة ، وواو ساكنة وراء : مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير ... وأسكنها سبي الروم وطائفة من جنده ، فنسبت إليه بذلك ، وتقع في غرب إيران. راجع « معجم البلدان » 2/ 170
4- بضم أوله ، وسكون ثانيه ، وسين مهملة أخرى : بلدة بخوزستان ، فيها قبر النبي دانيال علي_ه السلام . ( وهي معرب الشوش بالشين المنقوطة ، ومعناه الحسن والنزه والطيب ، تقع في شمال غربي خوزستان . راجع «معجم البلدان» ٣ / 280
5- بالضم ثم السكون ، وفتح التاء الأخرى ، وراء : أعظم مدينة ( بشمال ) خوزستان ، وهو تعريب شوشتر ، نسب إلى الشخص الذي فتحها وهو تستر بن نون . راجع «معجم البلدان » 29/2 ، و«آثار البلاد وأخبار العباد » ص 170
6- هو الإسكندر بن فيلبس ، وقيل : فيلبوس بن مطريوس ، وهو الذي هزم ملك الفرس دارا وقتله ، وهو الذي ملك الشرق والغرب والشمال والجنوب . . . ، وهو الذي بنى اثنتي عشرة مدينة منها أصبَهان، وهي التي يقال لها : جي . انظر : « الكامل » ١/ ١٥٩ - ١٦٢ لابن الأثير
7- هو أنوشيروان بن قباذ بن فیروز بن یزد جرد بن بهرام جور ، وهو الذي قتل المزدك ومائة ألف زنديق وصلبهم ، وسمي يومئذ أنوشيروان ، وكان مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم _ في آخر ملكه ، حيث قيل : ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة اثنتين وأربعين من ملكه ، وكان ملكه ثمانياً وأربعين سنة ، وقيل : ٧٤ سنة . انظر نفس المصدر ١/ ٢٥٥ - 258 ، «وتاريخ الملوك والأمم » للطبري 91/1

(على) يدي آذرشابور، و مساحتها ألفا جريب(1) ، و يحيط بالمدينة ألف قصبة تكون ستة آلاف (2)ذراع، و هو نصف فرسخ، لأنّ الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع، و قطرها ثلاثمائة و عشرون قصبة، و إذا ضربت نصف قطرها في نصف استدارتها، كان ثمانين ألف قصبة هو ألفا جريب.

و في سور المدينة مائة(3) قصر، و قد حجب عن السور الغار بطلسم، و من باب خور إلى باب يهودية الصغرى ألف و مائة ذراع، و بينهما ثمانية و عشرون(4) برجا، و منه إلى باب طيره(5) ألف و مائة ذراع، و بينهما ثلاثة و عشرون(6) برجا، من هذا الباب إلى باب اسبنج (7)ألف و ثلاثمائة ذراع، و بينهما أربعة و عشرون برجا، و منه، إلى باب خور ألف و أربعمائة ذراع، و بينهما خمسة و ثلاثون برجا.

ص: 176


1- الجريب من الطعام والأرض : مقدار معلوم ، وفي الأرض مكيال قدر أربعة أقفزة، نحو ثلاثة آلاف ذراع ، وقال بعض : يختلف باختلاف البلدان ، كالرطل والمد والذراع . انظر « تاج العروس من جواهر القاموس » 179/1 للزبيدي ، و«مختار الصحاح » لمحمد ، الرازي ص 98. وفي « فرهنك عميد الفارسي » ص ٤٤٩ : جريب مساحة من الأرض بقدر عشرة آلاف متر مربع
2- في الأصل ألف ، والتصويب من أ _ ه_ ، ومن مقتضى القواعد
3- فى « أخبار أصبهان » ١٦/١ : مائة وأربعة قصور
4- عند أبي نعيم ١٦/١ : ثمانية عشر برجاً ، بدل عشرون ، وبالتاء عنده ، بدل الطاء وعنده : ثلاثة وثلاثون ، وعنده اسفيبس، وذكر أبو نعيم : أن آذر سابور هو الذي أتم بناء سور مدينة جي ( أصبهان ) ، وركب فيه الشرف ، وهي مواقف المقاتلة على أعلاه، وعلق أربعة أبواب في أربعة مواضع من السور ، في أربعة أيام في كل يوم باباً ، علق الباب الذي وجهه إلى ميدان السوق في روز ،خور، فسماه «باب خور » ، وروز خور الذي يقع عليه الشمس ، وعلق من غده «ماه بر » ، وماه عندهم : القمر ، وهو الذي يسمى « باب اسفيبس » ، ثم علق من غده الباب الثالث ، وسماه «تيربر» ومعناه : «باب عطارد» وهو المسمى «بباب تيره» وعلق من غده الباب الرابع، وسماه «کوش بر » ، وهو المسمى «بباب اليهودية » راجع « أخبار أصبهان » ١ / ١٥
5- عند أبي نعيم ١٦/١ : ثمانية عشر برجاً ، بدل عشرون ، وبالتاء عنده ، بدل الطاء وعنده : ثلاثة وثلاثون ، وعنده اسفيبس، وذكر أبو نعيم : أن آذر سابور هو الذي أتم بناء سور مدينة جي ( أصبهان ) ، وركب فيه الشرف ، وهي مواقف المقاتلة على أعلاه، وعلق أربعة أبواب في أربعة مواضع من السور ، في أربعة أيام في كل يوم باباً ، علق الباب الذي وجهه إلى ميدان السوق في روز ،خور، فسماه «باب خور » ، وروز خور الذي يقع عليه الشمس ، وعلق من غده «ماه بر » ، وماه عندهم : القمر ، وهو الذي يسمى « باب اسفيبس » ، ثم علق من غده الباب الثالث ، وسماه «تيربر» ومعناه : «باب عطارد» وهو المسمى «بباب تيره» وعلق من غده الباب الرابع، وسماه «کوش بر » ، وهو المسمى «بباب اليهودية » راجع « أخبار أصبهان » ١ / ١٥
6- عند أبي نعيم ١٦/١ : ثمانية عشر برجاً ، بدل عشرون ، وبالتاء عنده ، بدل الطاء وعنده : ثلاثة وثلاثون ، وعنده اسفيبس، وذكر أبو نعيم : أن آذر سابور هو الذي أتم بناء سور مدينة جي ( أصبهان ) ، وركب فيه الشرف ، وهي مواقف المقاتلة على أعلاه، وعلق أربعة أبواب في أربعة مواضع من السور ، في أربعة أيام في كل يوم باباً ، علق الباب الذي وجهه إلى ميدان السوق في روز ،خور، فسماه «باب خور » ، وروز خور الذي يقع عليه الشمس ، وعلق من غده «ماه بر » ، وماه عندهم : القمر ، وهو الذي يسمى « باب اسفيبس » ، ثم علق من غده الباب الثالث ، وسماه «تيربر» ومعناه : «باب عطارد» وهو المسمى «بباب تيره» وعلق من غده الباب الرابع، وسماه «کوش بر » ، وهو المسمى «بباب اليهودية » راجع « أخبار أصبهان » ١ / ١٥
7- عند أبي نعيم ١٦/١ : ثمانية عشر برجاً ، بدل عشرون ، وبالتاء عنده ، بدل الطاء وعنده : ثلاثة وثلاثون ، وعنده اسفيبس، وذكر أبو نعيم : أن آذر سابور هو الذي أتم بناء سور مدينة جي ( أصبهان ) ، وركب فيه الشرف ، وهي مواقف المقاتلة على أعلاه، وعلق أربعة أبواب في أربعة مواضع من السور ، في أربعة أيام في كل يوم باباً ، علق الباب الذي وجهه إلى ميدان السوق في روز ،خور، فسماه «باب خور » ، وروز خور الذي يقع عليه الشمس ، وعلق من غده «ماه بر » ، وماه عندهم : القمر ، وهو الذي يسمى « باب اسفيبس » ، ثم علق من غده الباب الثالث ، وسماه «تيربر» ومعناه : «باب عطارد» وهو المسمى «بباب تيره» وعلق من غده الباب الرابع، وسماه «کوش بر » ، وهو المسمى «بباب اليهودية » راجع « أخبار أصبهان » ١ / ١٥
ذكر طول مدينتها:

حُكِيَ عن أبي عمرو بن حكيم، قال: يقال إن طول(1) مدينة أصبهان ألف و سبعمائة(2) و اثنتين و خمسين ذراعا، في عرض ألف و خمسمائة ذراع، يكون ألفي ألف و ستمائة و ثمانية و عشرين ألف ذراع، يكون بالدهقان (3)ألف و ثمان مائة و خمسة و عشرون جريبا.

و دوران المدينة سبعون(4) ألف و مائة ذراع، يكون ألفا و مئة و ثلاثا و ثمانين قصبة(5) و ثلثا.

مساحة مسجد الجامع بيهودية

مساحة مسجد الجامع بيهودية(6) أصبَهان:

ص: 177


1- جعل أبو نعيم في ذكر « أخبار أصبَهان » ١٦/١ ، مساحة الطول المذكورة هنا للعرض ، ومساحة العرض للطول ، والصواب الأول ؛ لأنَّ الطول في الغالب يكون أكثر مساحة من العرض ، وهنا على العكس ، ويؤيد ما قلت ما في «معجم البلدان » ١ / ٢٠٦ ، حيث ذكر أن طولها ست وثمانون ( درجة ، وعرضها ست وثلاثون درجة . فجعل الطول أكثر من العرض
2- الصحيح : اثنان وخمسون ، وهكذا في ن _ أ _ ه_ ، « وأخبار أصبهان » ١ / ١٦
3- الدهقان : بالكسر والضم : القوي على التعرف مع حدة ، والتاجر ، وزعيم فلاحي العجم ، ورئيس الإقليم : معرب ، والمراد هنا زعيم الفلاحين؛ لأن الجريب كما تقدم شرحه سابقاً اصطلاح خاص لهم . انظر « القاموس المحيط » للفيروزآبادي ٢٢٤/٤ ، «ومختار الصحاح » لمحمد الرازي ص 213
4- عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ١٦ سبعة آلاف ومائة ذراع ، وبذراع اليد ( عشرة ) آلاف وستمائة وخمسون ذراعاً ، وذكر أبو نعيم أخيراً أن هذه المساحة على ما ذكر تولاها محمد بن كره الحاسب . ذكر ياقوت الحموي : أنه كانت مساحة أصبهان ثمانين فرسخاً في مثلها ، وستة عشر رستاقاً... «معجم البلدان » 207/10 . قلت : كانت هذه مساحة أصبَهان في القديم ، أما مساحة أصفهان الحالي وتفصيل ذلك : أنظر مقدمتي الباب الأول
5- القصبة ، نصف فرسخ بقدر ستة آلاف ذراع ، كما مر قريباً ، والقصبة أيضاً : البئر الحديثة الحفر والقصر أو جوفه ، والمدينة أو معظم المدن ، القرية .. راجع « القاموس المحيط » للفيروزآبادي ١١٧/١
6- إنما سميت المحلة : بيهودية أصبهان؛ لأنّ بخت نصر لما أخذ بيت المقدس وسبى أهلها ، فأخذ يهودها وأنزلهم أصبهان ، فبنوا لهم في طرف مدينة « جي » - الأصبهان _ محلة ونزلوها ، فسميت اليهودية ، وكانت تسمى في أيام مملكة الفرس « کوچه يهودان » يعني سكة اليهود ، وبعد أن مضت » » على ذلك الأعوام ، فخربت جي - المكان المعروف بأصبهان - وعمرت اليهودية ، فمدينة أصبهان هي اليهودية. قلت : كان هذا في القديم ، وأما الآن ، فقد دخلت جي واليهودية كلتاهما في العمران ، ولم تزل ثار مسجد الجامع موجودة إلى الآن تزار . انظر « معجم البلدان » 1 / 208 ، « وآثار البلاد » ص ٢٩٦ ، « وأخبار أصبهان » ١٦/١ ، «وأصبهان » ص 171 للدكتور لطف الله ، و نصف جهان في تعريف أصبهان » ص ٦

اثنا(1) عشر جريبا، و له سبعة و عشرون بابا، و فيه تسعة و خمسون طاقا، و فيه من الاسطوانات مائتان و ست و ثمانون اسطوانة، و طوله خمس مائة آجرة، و عرضه ثلاثمائة آجرة يكون مائة و خمسين ألف آجرة يسع كل أربع آجرات رجل، يكون تسعة و ثلاثين ألفا و خمس مائة رجل.

ذكر فتوح أصبهان و مشاورة عمر

ذكر فتوح أصبهان و مشاورة عمر(2) بن الخطاب- رضي الله عنه- أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم- على رسوله فيها و أجوبتهم له و ذكر المبعوثين إليها:

حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو، قال: ثنا (3) رسته، عن عبد الرحمن بن

ص: 178


1- في أ _ ه_ « اثني ، » والصواب ما في الأصل
2- هو ثاني الخلفاء الراشدة ، وأفضل الأمة بعد نبيها وأبي بكر . تولى الخلافة بعد أبي بكر عشر سنين وستة أشهر وبضعة أيام ، قتل يوم الاربعاء سنة ٢٣ ه_ ، عن ٦٣ سنة . انظر « تاريخ خليفة بن خياط » ص ١٥٢ ، « والإصابة » ٢ / ٥١٨
3- في أ _ ه_ « بفارسته ) ، بدل ثنا رسته ، والصواب : ما أثبته من الأصل ؛ لأن محمد بن أحمد يروي عن رسته ، وهو عبد الرحمن بن عمر ، وأيضاً يؤيد ما قلت : ما جاء في ( أخبار أصبَهان» . انظر ٣٠/١ . تراجم الرواة : محمد بن أحمد : هو أبو عبد الله الأبهري الأصبهاني ، ترجم له أبو الشيخ في « الطبقات » 3/281 من أ - ه_ ، وقال : « شيخ ثقة ، كتب بأصبهان عن رسته والأصبهانيين » ، وكذا ترجم له أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢٥٧/٢ ، وقال : توفي سنة ٣١٥ه_ ورسته - بضم الراء ، وسكون المهملة ، وفتح المثناة - لقبه ، واسمه عبد الرحمن بن عمر بن يزيد . ثقة ، له غرائب ، ترجم له أبو الشيخ . انظرت رقم ٢٢١ . عبد الرحمن بن مهدي بن حسان الغبري مولاهم أبو سعيد البصري ثقة ، ثبت ، حافظ ، عارف بالرجال والحديث ، قال ابن المديني : ما رأيت أعلم منه ، مات سنة ١٩٨ ه_ وهو ابن ٧٣ سنة . انظر «التقريب » ص 210 ، « والتهذيب » ٢٧٩/٦. (*) هو حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ، ثقة عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بأخرة . مات سنة ١٦٧ه_ . انظر المصدرين السابقين ص 82 و 11/3. (*) وأبو عمران الجوني - وهو بفتح الجيم ، وسكون الواو ، وكسر النون - هذه النسبة إلى جون بطن الأزد . . . واسم أبي عمران : عبد الملك بن حبيب البصري ، مشهور بكنيته . ثقة ، مات 128ه_ . انظر « الأنساب » ٤٢٠/٣ للسمعاني ، « والتقريب » ص 218 . علقمة بن عبد الله المزني ، بضم الميم ، وفتح الزاي ، وفي آخرها نون ، نسبة إلى قبيلة مزينة - (ابن سنان البصري ) وقيل : اسم جده عمرو ، ثقة . مات سنة مائة ، انظر « التقريب » ص ٢٤٣ ، «والتهذيب » ٢٧٥/٧ . معقل بن يسار أبو علي المزني : صحابي ممن بايع تحت الشجرة. توفي بعد الستين . انظر «التقريب » ص ٣٤٣ ، « وتهذيب الأسماء » ١ / ١٠٦ ، للنووي - عمر رضي الله عنه _ تقدم قريباً والهرمزان - بضم الهاء والميم - وهو اسم لبعض أكابر الفرس ، وهو دهقانهم الأصغر الذي قاتل المسلمين برامهرمز ثم تستر ، فهزم ، وأسره أبو موسى الأشعري ، وبعثه إلى عمر، ثم ترك سراحه فأسلم . انظر « الكامل » 2 / 383 ، « وتهذيب الأسماء » ٢ / ١٣٥

مهدي، قال: حدثني حماد بن سلمة ، عن أبي عمران الجوني ، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يسار، أن عمر بن الخطاب شاور الهرمزان (في أصبهان(1) ، و فارس(2) ، و آذربيجان(3) بأيهن يبدأ، فقال له الهرمزان: يا أمير المؤمنين «أصبهان الرأس، (و فارس) (4)، و آذربيجان الجناحان، فإن قطعت إحدى الجناحين، مال الرأس بالجناح، و إن قطعت الرأس، وقع الجناحان، فدخل عمر المسجد، فإذا هو بالنعمان(5) بن مقرن قائم يصلي(6) ، فانتظره حتى قضى صلاته، ثم قال:

ص: 179


1- بين الحاجزين من الأصل غير موجود في أ _ ه_ ، يبدو أنه سقط من الناسخ والله أعلم
2- تقدمتا قريباً قبل صفحات
3- تقدمتا قريباً قبل صفحات
4- بين الحاجزين من « أخبار أصبهان » ١٦/١ ، وتاريخ خليفة » ص ١٤٨
5- النعمان بن مقرن أبو عمرو ، أو أبو الحكيم المزني : صحابي مشهور ، استشهد بنهاوند سنة ٢١ ه_ . انظر ( الإصابة ( ٥٦٥/٣ ، قال ابن حجر : « وهو الذي فتح أصبهان واستشهد بنهاوند » . انظر« التهذيب » ٤٥٦/١٠ . قلت : الصحيح أنه لم يشترك في فتحها كما أَثْبَتُ ذلك في مقدمتي الباب الاول
6- في أ _ ه_ ، ( قائماً ) ، والصواب ما أثبته كما في الأصل

إني مستعملك، فقال: أما جابيا(1) فلا، و لكن غازيا. فقال عمر: فإنك غاز، و سرحه، و بعث إلى (أهل) (2) الكوفة أن يمدوه، فذهبوا و معه حذيفة بن اليمان(3) ، و الزبير بن العوام(4) ، و المغيرة بن شعبة (5)، و الأشعث بن قيس(6) ، و عمرو بن معد يكرب(7) ، و ابن عمر(8) ، حتى أتوا نهاوند، فأتاهم النعمان بن مقرن، و بينهم و بينه نهر، فبعث إليهم المغيرة بن شعبة (رسولا) (9)، فذكر القصة (10) .

ص: 180


1- جبي الخراج : أي جمعه ، فالجابي هو الذي يجمع الخراج وغيره . انظر « لسان العرب » ١٢٨/١٤
2- بين الحاجزين من «تاريخ خليفة بن خياط » ص ١٤٨ ، ومن « أخبار أصبهان » 21/1
3- حذيفة بن اليمان ، واسم اليمان : حسيل - مصغرا - ويقال : حسل بكسر ، ثم سكون ، العبسي -بالموحدة - : صحابي جليل من السابقين. مات في أول خلافة علي سنة ٣٦ه_ . انظر « التقريب » ص ٦٦ ، والإصابة ٣١٧/١
4- والزبير بن العوام بن خويلد أبو عبد الله القرشي الأسدي : أحد العشرة المشهود لهم بالجنة . قتل سنة ٣٦ ه_ بعد منصرفه من وقعة الجمل ، انظر المصدر السابق ص ١٠٦ ، وانظر « الإصابة » ٥٤٥/١
5- والمغيرة بن شعبة : هو أبو عيسى وقيل : أبو محمد الثقفي : صحابي مشهور ، أسلم قبل الحديبية ، وولي إمرة البصرة ثم الكوفة ، مات سنة خمسين على الصحيح ، انظر « التقريب » ص ٣٤٥ ، «والتهذيب » ٢٦٢/١٠
6- والأشعث بن قيس : هو أبو محمد الكندي الصحابي ، نزل الكوفة . مات سنة ٤٠ أو ٤١ ه_ ، وقيل ٤٦ ه_ . نظر «تاريخ خليفة» ص 199 ، والمصدرين السابقين ص 38 و ٣٥٩/١
7- هو أبو ثور الزبيدي الشاعر الفارس ، له صحبة . مات بالقادسية ، وهو ابن مائة وست ، وقيل : مائة وخمسين . انظر « الإصابة » 18/3 ، « والاستيعاب » ٢ / ٥٢٠ بهامش « الإصابة »
8- هو عبد الله بن عمر العدوي أبو عبد الرحمن ... وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة ، مات سنة ثلاث وسبعين عن سبع وثمانين سنة . انظر « الإصابة » ٣٤٧/٢ ، « والتهذيب » ٣٢٨/٥، «والتقريب » ص 182
9- بين الحاجزين من « أخبار أصبهان » ٢١/١
10- مرتبة الإسناد المذكور : رجاله كلهم ثقات، وأسنده خليفة بن خياط في « تاريخه » ص ١٤٨ ، والبلاذري في «فتوح البلدان ص 301 ، وابن جرير في تاريخه » ٢٤٨/٤ ، وابن حبان في «الثقات » ٢٢٤/٢ ، ساقه بدون السند ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢١/١ ، كلهم من طريق حماد بن سلمة به ، وكذا ذكره ابن كثير في « البداية ١٠٦/٧ وابن الأثير في « الكامل » ٣/ ٥ ذكر القصة بطولها

حدثنا محمد بن عمر بن حفص، قال: ثنا اسحاق بن إبراهيم شاذان، قال: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: ثني النهاس بن قهم القيسي، عن القاسم بن عوف، عن أبيه (1)، أو عن رجل، عن السائب (2) بن الأقرع، قال: نبّى ء عمر بن الخطاب(3) بزحف لم يزحف بمثله قط، زحف لهم أهل أصبهان، و أهل ماه، و أهل همذان، و أهل الري، و أهل قومس، و أهل آذربيجان، و أهل نهاوند، قال: فجاء الخبر إلى عمر بن الخطاب، فجمع الناس، و حمد الله، و أثنى عليه، و قال: إنه قد زحف للمسلمين زحف لم يزحف لهم بمثله قط، فقوموا فتكلموا و أوجزوا و لا تطنبوا، فتفشغ(4) بنا الأمور، فلا ندري بأيها نأخذ.

(قال) (5): فقام طلحة(6) بن عبيد الله، فحمد الله، و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فهذا يوم له ما بعده من الأيام، و أنت يا أمير المؤمنين أفضلنا رأيا، و أعلمنا، ثم سكت. ثم قام الزبير(7) بن العوام، فحمد الله، و أثنى عليه، و تكلم بنحو من كلام صاحبه، ثم جلس. ثم قام عثمان(8) بن عفان،

ص: 181


1- جاء عند خليفة بن خياط العصفري بدون - أو - الشك : يعني : عن أبيه ، عن رجل ، وجاء عند البلاذري بدون عن رجل ، ولكن أتى بالشك في السائب بن الأقرع ، أو عمر بن السائب ، فقال : «عن القاسم بن عوف ، عن أبيه عن السائب بن الأقرع ، أو عن عمر بن السائب ، عن أبيه » . فورد الشك من محمد بن الأنصاري في السائب أو عمر بن السائب عن أبيه . انظر « تاريخ خليفة بن خياط » ص ١٤٧ ، « وفتوح البلدان » ص 302
2- السائب بن الأقرع بن عوف الثقفي : مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه . ترجم له المؤلف . انظر ( ت ١٧ )
3- في الأصل ( زحف ) بدون الباء الموحدة ، والتصويب من أ _ ه_
4- ذكر ابن فارس بأن الفاء والشين والغين : أصل . يدل على الانتشار . يقال : انفشغ الشيء وتفشغ إذا انتشر ، انظر ن معجم مقاييس اللغة » ٤ / ٥٠٥
5- بين الحاجزين من «أخبار أصبهان » 19/1
6- هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن معد يكرب ... التيمي أبو محمد المدني ، أحد العشرة ، مشهور ، واستشهد يوم الجمل سنة ست وثلاثين وهو ابن ثلاث وستين . انظر « الإصابة » ٢٢٩/٢ ، «والتهذيب » ٢٠/٥ ، « والتقريب » ص ١٥٧
7- تقدم قريباً
8- هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ... الأموي أمير المؤمنين ، ذو النورين ، أحد السابقين

فحمد الله، و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن هذا يوم له ما بعده من الأيام، و إني أرى من الرأي يا أمير المؤمنين أن تسير بنفسك. و بأهل الحجاز، و بأهل الشام، و أهل العراق، حتى تلقاهم بنفسك، فإنك أبعد العرب صوتا، و أعظمهم منزلة. ثم قام علي(1) بن أبي طالب، فحمد الله، و أثنى عليه، و قال: أما بعد، فهذا يوم له ما بعده من الأيام، و إني لا أرى يا أمير المؤمنين ما رأى هؤلاء أن تسير بنفسك، و لا بأهل الحجاز، و لا بأهل الشام، و لا بأهل العراق، فإن القوم إنما جاءوا بعبادة الشيطان، و الله أشد تغييرا لما أنكر، و لكن أرى أن تبعث إلى أهل الكوفة، فتسير ثلثيهم (2)، و تدع في حفظ ذراريهم، و جمع جزيتهم، و تبعث إلى أهل البصرة فيوروا ببعث، فإن القوم إنما جاءوا بعبادة الشيطان، و الله أشد تغييرا لما أنكر. فقال: أشيروا علي من أستعمل عليهم؟

قالوا: يا أمير المؤمنين، أنت أفضلنا رأيا و أعلمنا بأهلك. قال: لأستعملن عليهم رجلا يكون أول(3) أسنة يلقاها، اذهب بكتابي هذا يا سائب بن الأقرع إلى النعمان(4) بن مقرن، فليسر(5) بثلثي أهل الكوفة و يدع ثلثا في حفظ ذراريهم

ص: 182


1- هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ، ابن عم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم - وزوج ابنته ، ( وهو رابع الخلفاء الراشدين ) . من السابقين الأولين ، أحد العشرة المبشرة ، وأول من أسلم من الصبيان ، مات في رمضان سنة أربعين وله ثلاث وستون سنة على الراجح
2- في الأصل : ثلثاهم ، والصواب ما أثبته. انظر : « الإصابة » ٥٠٧/٢ ، لابن حجر ، «الكاشف» للذهبي 287/2 ، «وتقريب التهذيب » ص ٢٤٦
3- عند خليفة بن خياط لأول أسنة وعند البلاذري هكذا ( لأستعملن رجلاً يكون لأول ما يلقاه من الأسنة). انظر « تاريخ خليفة » ص ١٤٨ « وفتوح البلدان» ص 300
4- عند البلاذري أنه كتب إلى النعمان بن عمرو بن مقرن ، والصحيح أنه كتب إلى النعمان بن مقرن ، وهو الذي استشهد بنهاوند ، وهو صحابي مشهور ، لا نعمان بن عمرو ، فإنه تابعي وهو ابن أخيه كما في التقريب » ص 359 ، « والتهذيب » ٤٥٦/١٠ . انظر المصدر السابق للبلاذري ، وقال ابن عبد
5- في الاصل : أُثْبِتَت الياء ، والصواب بدونها كما أثبته . البر : السائب بن الأقرع : هو الذي شهد فتح نهاوند مع النعمان بن مقرن ، وكان بعثه عمر بكتابه إلى النعمان بن مقرن ، ثم استعمله عمر على المدائن ، وقال ابن حجر : أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح في قصته . انظر « الاستيعاب » ١٠٤/٢ بهامش « الإصابة » . والإصابة » 8/2

و جمع جزيتهم، و ليبعث إلى أهل البصرة فليوروا ببعث، فإن قتل النعمان فحذيفة، فإن قتل حذيفة فجرير(1) ، فإن قتل ذلك الجيش فلا أزيد (2)، و أنت على ما أصابوا من الغنيمة، فلا يرفعن إلي باطلا و لا يحبسن حقا عن أحد هو له قال: فأقبلت بكتاب عمر إلى النعمان بن مقرن، فسار بثلثي أهل الكوفة و ترك ثلثا في حفظ ذراريهم و جمع جزيتهم، و بعث إلى أهل البصرة(3) ، فوروا ببعثهم، ثم سار حتى التقوا بنهاوند، فالتقوا يوم الأربعاء، فكان في المجنبة اليمنى انكشاف، و ثبتت المجنبة اليسرى، و ثبت الصف، ثم التقوا يوم الخميس، فكان في المجنبة اليسرى انكشاف، و ثبتت المجنبة اليمنى، و ثبت الصف، ثم التقوا يوم الجمعة، فأقبل النعمان بن مقرن على بريذين(4) له، أحوى(5) قريب من الأرض، يقف على(6) كل أهل راية فيخطبهم و يحضهم(7) ، و يقول: إن هؤلاء القوم قد أخطروا لكم خطرا، و أخطرتم لهم خطرا عظيما:

ص: 183


1- عدَّدَ النعمان بن مقرن سبعة أنفار آخرهم المغيرة بن شعبة عند خطبته التحريضية لجيشه ، كما في «الكامل» ٥/٣ لابن الأثير . وجرير : هو ابن عبد الله بن جابر البجلي ، صحابي مشهور ، مات سنة إحدى وخمسين ، وقيل بعدها . انظر « التقريب » ص ٥٤ ، و«الإصابة » ٣٣٢/١
2- زاد ابن جرير الطبري ( إنّ هذا الجيش أصيب ، فاذهب في سواد الأرض ، فبطن الأرض خير من ظهرها ) . انظر « الكامل في التاريخ » ١١٦/٤
3- ورى تورية : أي أخفاه وستره . انظر « مختار الصحاح » ص ١٤٨
4- في أ _ ه_ ( برذون ) ، وما في الأصل تصغيره، وكذا في « تاريخ خليفة » ص ١٤٨ ، و « الكامل » ٥/٣ لابن الأثير على فرس له
5- أي : أسود . يقال للبعير الذي خالط خضرته سواد وصفرة : بعير أحوى ، وهكذا الفرس ، « مختار الصحاح » ص ١٦٤
6- عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » 1 / 20 : عند ، وما أثبته من الأصل أنسب ، وهكذا ذكره خليفة ابن خياط في «تاريخه» ص ١٤٨
7- في الأصل : يحضضهم ، وفي أ _ ه_ يخفضهم ، وهو تصحيف والصواب ما أثبته ، وكذا في المصدر السابق ص ١٤٨

أخطروا لكم(1) جواليق(2) ورثة، و أخطرتم(3) لهم الإسلام و ذراريكم، فلا أعرفن رجلا (منكم) (4) و كل قرنه(5) إلى قرن صاحبه، فإن ذلك لؤم، و لكن شغل كل رجل منكم قرنه، ثم إني هاز الدابة، فيرم (كل) (6)رجل من ضيعته و تيسر، ثم هاز الثانية، فليقف كل رجل منكم موقفه، ثم هازها الثالثة، فأحمل(7) ، فاحملوا على بركة الله، و لا يلتفتن منكم أحد، قال: فحملوا، فكان النعمان أول مقتول، قال: و أخذ حذيفة الراية، ففتح الله(8) لهم، قال: (9)و جمعت تلك المغانم، فقسمتها بين المسلمين، فلم أرفع باطلا، و لم أحبس عن أحد حقا هو له(10) . قال: ثم أتاني ذو العينين (11)، فقال: إن كنز

ص: 184


1- الجوالق بكسر الجيم واللام ، وبضم الجيم ، وفتح اللام وكسرها : وعاء . انظر « القاموس » 218/3
2- في « أخبار أصبَهان » 1 / 20 بدون الواو ( جوالق رثة ) أي بالية . الرث : البالي ، والسقط من المتاع . انظر « القاموس » ١ / ١٦٧
3- الخطر والخاطر ، الهاجس، وتخاطروا ، تراهنوا ، وأخطر جعل نفسه خطراً لقرنه فبارزه . المقصود : أنهم أعدوا لكم وأعددتم لهم الإسلام انظر المصدر السابق ٢٢/٢
4- بين الحاجزين من « أخبار أصبهان » ١ / ٢٠
5- القرن : بكسر القاف والتخفيف ، الكفؤ ، والنظير في الحرب ، والشجاعة . انظر المصدر السابق ٢٥٨/٤
6- بين الحاجزين من «تاريخ خليفة بن خياط » ص ١٤٨
7- عند أبي نعيم / محامل ، وكذا عند خليفة ص ١٤٩ ، وانظر « أخبار أصبهان » ٢٠/١
8- في « أخبار أصبهان » 1 / 20 ، ( عليه )
9- أي السائب بن الأقرع
10- ذكره أبو نعيم في « أخبار أصبهان» 19/1 من أوله إلى هنا ، وكذا خليفة في «تاريخه » ص ١٤٧ ، ولكن إلى قوله : ( ففتح الله عليهم ) ، ولم يذكر الجزء الأخير ، كما أن أبا نعيم ذكره عن القاسم ، عن أبيه ، عن السائب ، يعني : بدون عن رجل ، كما عند خليفة ، وبدون ( أو ) الموجود في الأصل المخطوط ، حيث قال : عن القاسم عن أبيه أو عن رجل ، وذكره ابن الأثير في « الكامل » ٢/٣ - ٦ بالتفصيل مع اختلاف في اللفظ ولكن بدون ذكر السند
11- في « الكامل » : فأتاهم الهربذ صاحب بيت النار على أمان ، فأبلغ حذيفة، فقال : أتؤمنني ومن ئت ، على أن أخرج لك ذخيرة لكسرى تركت عندي لنوائب الزمان ؟ قال : نعم ، فأحضر جوهراً نفيساً في سفطين . . قال السائب : فلما فتح الله على المسلمين ، وأحضر الفارس السفطين اللذين أودعهما عنده النخيرجان ، فإذا فيهما اللؤلؤ والزبرجد والياقوت ، فلما فرغت من القسمة احتملتهما معي وقدمت على عمر - الخ . وانظر التفصيل في « الكامل » لابن الأثير ٣ / ٢ - ٧

النخيرجان(1) في القلعة، قال: فصعدت، فإذا بسفطين (2)من جوهر لم أر مثلهما قط، فلم أرهما فيئا فأقسمهما بينهم، و لم أجدهما بجزية، قال: ثم أقبلت إلى عمر بن الخطاب و قد راث(3) عليه الخبر، و هو يتطوف المدينة(4) يسأل، قال: فأقبلت على راحلتي، فلما رآني، قال لي: ويلك يا ابن مليكة، ما وراءك؟ ويلك يا ابن مليكة، ما عندك؟ ويلك يا ابن مليكة، ماذا جئتني به؟ قلت: يا أمير المؤمنين، الذي تحب، قال: فلله الحمد (قال: (5)و الله ما أتت علي ليلة منذ اندفعت من عندي أطول علي من هذه الليلة، و ما جعلت النوم فيها إلا تقديرا) قال: قلت: يا أمير المؤمنين انطلقت بكتابك(6) إلى النعمان بن مقرن، فسار بثلثي أهل الكوفة، و ترك ثلثا في حفظ ذراريهم و جمع جزيتهم، و بعث إلى أهل البصرة فورّوا ببعث، ثم سار حتى التقوا بنهاوند، فالتقوا يوم الأربعاء، فكان في المجنبة اليمنى انكشاف، و ثبتت المجنبة اليسرى، و ثبت الصف، ثم التقوا يوم الخميس، فكان في المجنبة اليسرى انكشاف، و ثبتت المجنبة اليمنى، و ثبت الصف، ثم التقوا يوم الجمعة، فسار النعمان بن مقرن على برذون له أحوى قريب من الأرض يخطبهم و يحضهم (7)و يقول لهم ما فعل، و قصصته فكان النعمان أول مقتول، فقال:

ص: 185


1- في أ _ ه_ : الجرجان ، الصواب : ما في الأصل ، وهكذا في « الكامل » ٦/٣ لابن الأثير
2- السفط محركة : كالجوالق ، أو كالقفة ، جمع كالقفة ، جمع أسفاط ، انظر « القاموس » ٢ / ٣٦٤
3- في « فتوح البلدان » ص ٣٠٢ : عنه بدل عليه ، يصح كلاهما ومعنى راث : أبطأ ، انظر « مختار الصحاح ، ص ٢٦٥
4- في أ _ ه_ : بسك ، والصواب ما في الأصل
5- العبارة بين القوسين مكررة ، تأتي بعد ثلاث صفحات ، وأرى أن وقوعها هنا في غير محلها أيضاً ؛ لأن هذا الكلام حصل عند عودته مرة ثانية بإرسال عمر البريد وراءه ، فبعدما وصل جرى بينهما هذا الكلام ، لا في البداية وهو يسأله عما جرى ، فقص السائب ما جرى من الأول إلى الآخر. أنظر للتأكد - « البداية والنهاية » لابن كثير ٧ / 111 - 112 ، و « الكامل » لابن الأثير ٤/٣ - ٥ ، « وفتوح البلدان » للبلاذري 301 – 302
6- في أ _ ه_ : بكتاب عمر ، والأولى ما في الأصل كما أثبته
7- في أ _ ه_ : يحفضهم ، وفي الأصل : يحضضهم ، والصواب : يحضهم بمعنى يحرضهم

- رحمه الله- هي له الشهادة التي ساقه الله إليها و أكرمه بها، قال: ثم مه؟

قلت: ثم أخذ حذيفة الراية، ففتح الله لهم، ثم لم(1) يقتل أحد من المسلمين (أحد) (2) تعرفه. قال: لا أم لك! ما تصنعون بمعرفة ابن أم عمر؟ لكن يعرفهم من هو خير لهم منه، معرفة من ساق إليهم الشهادة و أكرمهم بها. قال: و جعل يبكي و يكررها، و يحادر الدموع على خديه و لحيته حتى وددت أن الأرض انشقت عني فسخت(3) فيها، ثم أقلع و لم يكد، فقلت: يا أمير المؤمنين: قد قسمت الفي ء بينهم، فلم أرفع باطلا و لم أحبس حقا عن أحد هو له. قال:فقام، فقلت: يا أمير المؤمنين رويدك. إن لي إليك حاجة. قال: و ما هي؟ أليس قد قسمت كما زعمت؟ قلت: بلى و لكن حاجة لا بد من أن تنظر فيها. قال: فقعد، فقلت: إنه أتاني ذو العينين فأخبرني أن كنز النخيرجان(4) في القلعة،(5) فصعدت فوجدت هذين السفطين، فلم أجدهما فيئا فأقسمهما بينهم، و لم أجدهما بجزية. قال: فبعث(6) إلى علي بن أبي طالب و عثمان

ص: 186


1- وجاء في « البداية والنهاية » لابن كثير ٧/ 111 : أن عمر لما أخبر بمقتل النعمان بكى ، وسأل السائب عمن قتل من المسلمين ، فقال : فلان وفلان وفلان ، لأعيان الناس وأشرافهم ، ثم قال : وآخرون من أفناد الناس ممن لا يعرفهم أمير المؤمنين ، فجعل يبكي ويقول : ما ضرهم أن لا يعرفهم أمير المؤمنين ؟ ولكن الله يعرفهم ، وقد أكرمهم بالشهادة ، وما يصنعون بمعرفة عمر ..؟
2- ما بين الحاجزين غير موجود في أ _ ه_ ، وهو أولى لما فيه من التكرار
3- ساخ سيخاً وسيخاناً : وسخ الأرض بهم سيوخاً وسؤوخاً وسوخاناً : انخسفت ، انظر « القاموس » ٢٦٢/١
4- في أ _ ه_ : الجرجان ، والصواب ما في الأصل ، وهكذا ذكره الآخرون من أهل التاريخ كما تقدم قريباً
5- في أ - ه_ : بدون هذه الكلمة ، وفي « البداية » 11/7 أن الرجل المخبر بالسفطين « جاء بسفطين مملوءتين جوهراً ثميناً » يجوز أن يذهبا معه
6- في «البداية » بدون ذكر الأسماء والختم ، بل فيها : أنه حملت ذانك السفطان إلى منزل عمر ( يجوز أن يوضعا في بيته ، ثم ختم عليهما وأدخلا في بيت الخزانة ) ، ولكن هنا ملاحظة أخرى ، وهي أنه جاء في فتوح البلدان ص 302 ، ونسبه المعلق على « الكامل » لابن الأثير إلى الطبري أيضاً ، فوجدته مخالفاً كما نسبه إليه : أن عمر رد السفطين من أول الأمر بعد أن أخبره السائب بشأنهما ، فقال : اذهب بهما فبعهما ثم اقسم ثمنهما بين المسلمين ، فباعهما بالكوفة بألفي ألف ، ثم بيعا بأربعة آلاف ألف ، والذي معنا في المخطوطة وكذا ما ورد في « الكامل » ٥/٣ ، وفي « البداية » ١١٣/٧ ، وفي «تاريخ الطبري » ٤ / ١١٦ ، أنه أمره ببيعهما في المرة الثانية بعد أن طلبه من الكوفة ، وجرى بينهما الكلام ، ثم قال له : فخذهما عني .. فبعهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم . ويمكن أن البلاذري لخصه وأوجز الكلام وذكر ما تم في شأنهما ، والله أعلم

و زيد، فختموا عليه ثم وضعه في بيت الخزانة، ثم ردني إلى الكوفة، فلما قدمتها إذا راكب قد أقبل يصوت(1) : كتاب من عمر. إن كنت قاعدا، فقم و لا(2) تقعد حتى تشد الراحلة بكورها (3)، ثم تقبل، و إن كنت قائما فلا تقعد حتى تشد الراحلة بكورها، ثم تقبل. قال: ففعلت، ثم أقبلت إليه، فلما رآني، قال لي: ويلك يا ابن مليكة: ماذا جئتني به؟ يا ابن مليكة ما صنعت بي؟ ويلك يا ابن مليكة ماذا أوقعتني فيه؟ قال: قلت يا أمير المؤمنين: إن مثلك لا يقتل مثلي غما(4) ، فما هو؟ قال: أخبرني خبر هذين السفطين.

قلت: و الله ما أنا بزائدك على ما قلت(5) لك شيئا، و لا منقصك منه شيئا، و إن الحديث لكما حدثتك، قال: فويلك، فو الله ما هو إلا أن اندفعت من عندي فأوقد عليهما(6) حتى صارا نارا، فأخذت لأكوى بهما حتى عاهدتهم أن أردهما من حيث جي ء بهما، فاذهب بهما إلى الكوفة فبعهما، إن جاءنا بدرهم أو أقل من ذلك أو أكثر، و اقسمه بينهم. قال: فأقبلت بهما إلى الكوفة فأتاني شاب من قريش يقال له: عمرو(7) بن حريث، فاشتراهما مني، فأعطيته (8) الذرية

ص: 187


1- في أ _ ه_ أ _ ه_ : يصوب ، وكذا في الأصل غير واضح ، لعله يصوت ، والله أعلم
2- في أ _ ه_ : بدون لا ، والصواب معها ، كما أثبته من الأصل
3- الكور بالضم الرحل أو بأداته ، جمعه ( أكوار وأكور وكيران . . .) انظر « القاموس » 2 / 129
4- هكذا في أ _ ه_
5- في أ - ه_ : ( تلك ) . والصواب ما أثبته من الأصل
6- في أ _ ه_ : ( فاقد عليهما ) ، والصواب ما في الأصل كما أثبته
7- في أ _ ه_ . خربث بالخاء المعجمة ، والباء الموحدة ، وهو تصحيف ، والصواب بالحاء المهملة والياء المثناة من تحت ، هكذا ذكره البلاذري في «فتوح البلدان » ص 302 ، وابن كثير في «البداية » ١١٢/٧ ، وهو عمرو بن حريث المخزومي ، صحابي صغير ، مات سنة خمس وثمانين ، هذا ما ذكره الحافظ في « التقريب » ص ٢٥٨ ، وذكر الخليفة أنه توفي سنة ثمان وسبعين . انظر « تاريخ خليفة » ص 277 . وولاه عبد الملك الكوفة والبصرة مدة ، المراجع المذكورة
8- في ن _ أ _ ه_ : فأعقبه ، الذرية والمقابلة . وهذا تصحيف ، والصواب ما في الأصل ، وفي الثقات » 2 / 233 « بعطية » ، وفي « فتوح البلدان » ص 302 ، ( بأعطية الذرية والمقاتلة ) ، وكلها صحيحة

و المقاتلة، ثم انطلق بأحديهما إلى الحيرة، فباعه بما اشتراها مني، و كانت أول لهوة(1) مال أصابها(2) .

ذكر أحمد بن الحسن الأنصاري، عن أحمد بن سعيد، قال: ثنا أبي، قال: ثنا غياث بن إبراهيم، قال: ثنا مجالد(3) ، عن الشعبي(4) ، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن بُدَيْل(5) بن ورقاء الخزاعي، أن يسر إلى فارس بأهل البصرة إلى أصبهان، و فيها يومئذ ملك من ملوك العجم، يقال له: فاذوسبان(6) . (الشيخ) (7) ، فسار، فحاصره حصارا شديدا، و خذل أهل أصبهان ملكهم، فلما رأى تخاذلهم، قال الملك: إني خارج، و لا حق بكرمان، و بكرمان يومئذ خورد بن شيرويه، فخرج إلى كرمان في ثلاثين فارسا طبقات المحدثين باصبهان و الواردين عليها ؛ ج 1 ؛ ص188

ص: 188


1- في ن _ أ _ ه_ : بهوة : هو تصحيف ، والصواب ما في الأصل . واللهوة بالضم : العطية دراهم كانت أو غيرها ، والجمع : اللها . انظر «مختار الصحاح » ص ٦٠٧
2- انظر المصادر السابقة ، « والكامل» لابن الأثير ٢/٣ - ٦ ، « وتاريخ الطبري » ١١٤/٤ ، وكتاب «الثقات » لابن حبان ٢ /٢٢٤ - ٢٣٣ ، وانظر « الأموال » لأبي عبيد ص ٢٥٢ ، إنما أتى المؤلف وقعة نهاوند ، لما حصل المشورة لفتح أصبهان بعد نهاوند
3- مجالد : هو ابن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو ، ويقال : أبو سعيد الكوفي . انظر ترجمته في «التهذيب » ١٠ / ٣٩
4- هو عامر بن شراحيل الحميري، تابعي جليل . انظر ترجمته في « التهذيب » ٥ / ٦٥ ٦٥/٥
5- في النسختين : عبد الله بن يزيد بن ورقاء . لم أجد أحداً بهذا الاسم ، فتبين لي بعد البحث ، أن هذا تصحيف من عبد الله بن بديل بن ورقاء كما سيأتي بعد السطور ، وترجم له أبو نعيم في ٦٢/١ من « أخبار أصبهان». قد جعل المؤلف بديل بن ورقاء ممن اشترك في فتح أصبهان ، كما سيأتي في طبقة الصحابة عندما جعل أبو نعيم عبد الله بن بُدَيْل بن ورقاء - كما في هذه الرواية عند المؤلف - بدل بديل بن ورقاء ، وبينت الراجح ، هناك في ت ٨
6- في أ _ ه_ : فادوسفان ، وهكذا في « أخبار أصبهان » ٢٥/١
7- جاء في النسختين هكذا ، والصواب عدمه ؛ لأن الشيخ كان لقب شهر برازجاذويه الذي قتله المسلمون ، وسموا الرستاق باسمه بعد فتحه واشتهر برستاق الشيخ ، راجع « أخبار أصبهان » ٢٥/١

من أهل المدينة، فأخبر عبد الله بن بُدَيل(1) ، فخرج في طلبهم، فلحق (2) شيخا كبيرا، فلما رآهم الفادوسبان قال: يا هذا لا تقتل أصحابي، فإن أصحابي لا يقع لهم سهم، و لكن ابرز إلي، فقال عبد الله بن بديل: قد أنصفت، فبرز له الشيخ فحمل، فقال له الملك: هل لك في المعاودة؟ فقال عبد الله: نعم فقال له الملك: ما أحب أن أقاتلك. إني أراك رجلا كاملا، و لكن هل لك في خير. أن أرجع معك فأصالحك و أفتح لك المدينة على أن أعطيك الخراج و تحل عني. فقال: نعم. ففتح له المدينة على صلح، فلم يزل عبد الله بن بديل أميرا عليها، عاملا لعمر حتى قتل، و استخلف عثمان بن عفان، و عزله عثمان لأنه ضرب أخوين من بني حنيفة في الخمر فماتا، فبلغ ذلك خبرهما، فكبر عليه خبرهم، فكتب إليه عثمان: إن أصحاب رسول الله كانوا أعلم بالحدود منك. لا تلي لي عملا أبدا، ثم عزله و أسلم إلى عبد الله(3) بن علي بن يزيد.

ص: 189


1- والذي في المراجع ، وهكذا عند أبي نعيم ٢٥/١ - ٢٦ أن الذي أخبروا برز إلى الشيخ فقتله هو عبد الله بن ورقاء الرياحي، وسأبينه في محله - إن شاء الله - وإن هذا هو الصحيح
2- في « أخبار أصبَهان » ١ / ٢٤ - ٢٥ » وخرج عبد الله من نهاوند فيمن كان معه ومن انصرف معه من جند النعمان نحو جند قد اجتمع له من أهل أصبهان عليهم الاستندار ، وعلى مقدمته شهر برازجاذویه شيخ كبير في جمع ، فالتقى المسلمون ومقدمة المشركين برستاق من رساتيق أصبهان ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، فدعا الشيخ إلى البراز ، فبرز له عبد الله بن ورقاء فقتله وانهزم أهل أصبهان ، وسمى المسلمون ذلك الرستاق ، رستاق الشيخ ، فهو اسمه إلى اليوم ، ودعا عبد الله بن عبد الله من يليه فسارع الاستندار إلى الصلح ، فصالحهم . فهذا أول رستاق أخذ وصالح ، ثم سار عبد الله من رستاق الشيخ نحو جَيّ لا يجد فيها أحداً ، حتى انتهى إلى جَيّ ، والملك بأصبهان يومئذ الفادوسبان ، وقد أخذ بها ، فنزل بالناس على جَيّ ، فحاصرهم فخرجوا إليه . . ، فلما التقوا قال الفادوسفان لعبد الله : لا تقتل أصحابي ، ولا أقتل أصحابك ، ولكن ابرز ، فإن قتلتك رجع أصحابك ... الخ . فتبين أن أول لقائهم كان مع شهر براز الشيخ ، وبعد قتله ، فقدم إلى جي ، وبرز عبد الله بن عبد الله بفادوسبان ، وحصل ما حصل. راجع « أخبار أصبهان » ١/ ٢٥ ، والكامل في التاريخ » لابن الأثير ٨/٣ - ٩
3- لعله عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة ، وربما نسب إلى جده. روى عن أبيه ، عن جده ، وعنه الزبير بن سعيد الهاشمي . ذكره ابن حبان في « ثقات التابعين » ، ولم أجد في الصحابة أحداً بهذا الاسم. انظر « التهذيب » ٣٢٥/٥ ، « والتاريخ الكبير » للبخاري ١٤٧/٥

ثم نذكر أسامي من قدم بلدنا من الصحابة- رضي الله عنهم- و (من) التابعين(1) طبقة طبقة. نسأل الله السداد و الرشاد، و حسن التوفيق برحمته.

ص: 190


1- في النسختين : بالواو ، والصواب : التابعين

الطبقة الأولى ذكر أسامي الصحابة رضوان الله عليهم الذين قدموا أصبهان

الطبقة الأولى ذكر أسامي الصحابة رضوان الله عليهم الذين قدموا أصبهان

الطبقة الأولى ذكر أسامي الصحابة رضوان الله عليهم الذين قدموا أصبهان (1)

(1 1/ 1 خت 4 الحسن بن علي بن أبي طالب)

(1 1/ 1 خت 4 الحسن بن علي بن أبي طالب) (2) :

فممّن دخله(3) فيما ثنا أبو بشر (4) عن بعض مشايخه(5) أن الحسن بن علي (ابن أبي طالب، و ابن الزبير (6)قدما غازيين إلى جرجان، و يكنى الحسن(7) بن علي) أبا محمد. ولد في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث(8) من الهجرة،

ص: 191


1- العنوان الأول من هامش أ _ ه_ _ لعله - من الناسخ - والثاني من عندي مع الأقام والرموز وقد بينتها في المقدمة
2- له ترجمة في « تاريخ اليعقوبي » 21٤/٢ ، وفي الثقات لابن حبان ٦٧/٣ وفي « أخبار أصبهان » ، ١ / ٤٤ وفي « الحلية » 2/ 35 ، وفي « الاستيعاب » ١ / ٣٦٩ وفي «تاريخ بغداد » 1/ 138 وفي « صفة الصفوة » ٧٥٨/١ وفي « أسد الغابة » 9/2 وفي «تهذيب الاسماء واللغات » ١٥٨/١ للنووي وفي « النبلاء » ٣ / ١٦٤ للذهبي وفي « الإصابة » ٣٢٨/١١ وفي « التهذيب » /295/2 وفي « الأعلام » ٢ / ٢١٤ للزركلي
3- في أ _ ه_ ( فمن ) والصواب ما أثبته من الأصل
4- أبو البشر هو أحمد بن محمد المروزي . ترجم له المؤلف في « الطبقات » 3/280 من أ _ ه_ وقال أبو الشيخ : ثم بعد ذلك رأينا من رآه بخراسان ينكر أمره ويقع فيه. في سنده انقطاع مع من لم يسم
5- في أ _ ه_ ( أصحابه )
6- هو عبد الله بن الزبير . سيأتي قريباً في ت 2 بعد الحسن بن علي
7- ما بين الحاجزين من الأصل سقط من أ _ ه_
8- وقال أبو نعيم الأصبهاني ، مولده سنة خمس ، وقيل : . . ثلاث من الهجرة ، وتوفي وهو ابن ثمانٍ وخمسين بالمدينة . انظر « أخبار أصبهان » ٤٤/١

و توفي سنة تسع و أربعين، و دفن بالبقيع(1) ، و صلى عليه سعيد(2) بن العاص.

قال أبو نعيم(3) : مات الحسن سنة ثمان و خمسين.

ص: 192


1- البقيع : مقبرة أهل المدينة
2- هو سعيد بن العاص بن أمية الأموي ، قتل أبوه ببدر وكان لسعيد عند موت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسع سنين . . مات سنة ثمان وخمسين ، وقيل : غير ذلك . انظر « التقريب »: 123
3- أبو نعيم هو الفضل بن دكين الملائي ، كما ذكره الذهبي في سير النبلاء » ١٨٦/٣ وقال : وغلط أبو نعيم الملائي - حيث _ قال : مات الحسن سنة ثمان وخمسين ، إنّما مات سنة تسع وأربعين كما ذكر المؤلف ، وذكر الحافظ بن حجر « أنه توفي على الأصح في حدود الخمسين . أما قول من قال : توفي سنة تسع وخمسين ، فليس بجيد ، لأن أبا هريرة حضر موت الحسن . وأبو هريرة توفي قبل السنة المذكورة ، وأما قول بعض الحفاظ إن قول ثمان وخمسين غلط فغير جيد لأن له مخرجاً حيث ورد أنه مات وله ثمان وخمسون سنة . انظر « التهذيب » ٢ / ٣٠١. تراجم الرواة ؛ هو محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم ، لم أقف عليه. وأبوه إبراهيم بن عامر بن إبراهيم أبو إسحاق المؤذن الأشعري كان خيراً فاضلاً ترجم له المؤلف ، انظر ( ت 172 ) وعمه هو محمد بن عامر بن إبراهيم ترجم له المؤلف ، انظر ( ت ١٩٦ ) ، وكان عنده فنون العلم. وأبوهما هو عامر بن إبراهيم بن واقد ترجم له المؤلف كما سيأتي في رقم ت 103 ، وهو ثقة وأبو غالب الأصبهاني كذا ترجم له المؤلف انظرت ٣٤ وهو مجهول. ومحمد بن عبد الوهاب لم يتبين لي وترجم ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل » ١٢/٨ - 13 ، لعدة أشخاص بهذا الاسم ، وليس فيهم ما يجزم به أنه هو . والله أعلم. تخریجه : فيه من لم أعرفه وكذا أبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي نزيل أصبهان . قال الذهبي : هذا شيخ ليس بعمدة . وقال ابن حجر مجهول ، انظر « الميزان » ٢٦١/٤ « والتقريب » ص ٣٥٧ والحديث صحيح من غير هذا الطريق فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٤٤/١ و ٤٥ من طريق المؤلف به مثله وبسنده عن يزيد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي مرفوعاً ، ورجاله ثقات ، ومن هذا الطريق الترمذي في « سننه » ٤ / ٦٦٨ بطريقين ح ٢٥١٨ مع زيادة في آخره ، وهي : « فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة » وقال عقب كل : هذا حديث حسن صحيح « والدارمي في سننه » ٢ / ٢٤٥ - قلت : ورجاله ثقات . والحاكم في «المستدرك» 13/2 بطريقين ، وصححه ووافقه الذهبي ، وبطريق آخر في ٩٩/٤ وقال الذهبي : سنده قوي. قلت : وقع عند الدارمي والحاكم يزيد بن أبي مريم عن أبي الجوزاء الأول بالياء المثناة والثاني بالجيم والزاي المعجمتين ، وإنما الصواب : بريد ، بباء موحدة ، عن أبي الحوراء ، بالحاء والراء المهملتين ، كما تقدم، وهكذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال » 227/1 و ٣ / ١٦٦. شواهده : وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه البخاري في «صحيحه » ٥ / ١٩٦ مع « الفتح » ط - ح تعليقاً بصيغة الجزم عن حسان بن أبى حسان ، وقال الحافظ بن حجر : وصله أحمد في الزهد ) وهو عنده في ص 192 ورجاله ثقات ، والطبراني في « الصغير » كما في « المجمع » ٢٩٤/١٠ وقال الهيثمي : فيه عبد الله بن أبي رومان وهو ضعيف. وأبو نعيم في « الحلية » ١٤٥/١ و ٢٢٣ و ١٣٥٢/٦ و ٨ / ٢٨٤ ، بطرق مع تفاوت في اللفظ في بعض الطرق. ومن حديث ابن مسعود أخرجه النسائي في «سننه » 230/8 في القضاء في حديث طويل قال : « هذا الحديث جيد جيد » . ومن حديث أنس عند أحمد في «مسنده » ١٥٣/٣ ومن حديث وابصة بن معبد عند الطبراني في «الكبير » كما في « المجمع » 29٤/١٠ وقال الهيثمي : « رجال أحد إسنادي الطبراني ثقات وقد أورد الذهبي في سير النبلاء » ٣ / ١٦٥ بعدة طرق

(1) و حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر قال: ثنا أبي و عمي قالا: ثنا أبي قال: ثنا أبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي- كوفي قدم أصبهان- قال: ثنا محمد بن عبد الوهاب، عن الحسن بن علي بن أبي طالب قال: قال النبي- صلى الله عليه و سلم-: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».

و أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: ثنا زياد بن أيوب قال: ثنا محمد بن ربيعة، عن المغيرة بن زياد، عن ابن (أبي) (1) نجيح، أن الحسن بن علي- رضي الله عنه- حجّ خمسا و عشرين حجّة ماشيا، و قد قاسم الله ماله مرتين (2).

ص: 193


1- في النسختين « ابن نجيح» والتصويب من « الحلية » 37/2 لأبي نعيم وهو عبد الله بن أبي نجيح يسار المكي أبو يسار الثقفي مولاهم ، ثقة رمي بالقدر وربما دلس ، مات سنة ١٣١ه_ . انظر «التقريب » ص 191
2- كذا ذكره أبو نعيم في « الحلية » 37/2 من طريق شيخه به وفي «أخبار أصبهان » ٤٤/١ بطريق آخر وأيضاً من طريق خليفة بن خياط ، والذهبي في «سير النبلاء » ١٧٦/٣ - ١٧٧ قريباً منه وابن كثير أيضاً في « البداية » ٣٤/٨ - ٣٥ ولكن عندهم جميعاً : حج عشرين حجة . تراجم الرواة : أبو القاسم البغوي هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وكان محدث العراق في عصره . ولد سنة ٢١٣ ه_ ، وتوفي سنة ٣١٧ه_ وكان ثقة ، وقال الذهبي : الحافظ الثقة مسند العالم ، سمع علي بن جعد . انظر « اللباب » ١ / ١٦٤ لابن الأثير ، « وتذكرة الحفاظ » للذهبي 737/2. - علي بن الجعد هو ابن عبيد الجوهري أبو الحسن البغدادي ثقة مات سنة ٢٣٠ه_ . وقال الذهبي : الحافظ الثبت المسند شيخ بغداد . انظر ( تذكرة الحفاظ » 399/1 « والتهذيب » 289/7. - فضيل بن مرزوق هو الأغر الرقاشي ، وثقه الثوري وابن عيينة وابن معين ، وقال الذهبي : ثقة ، وقال ابن حجر : صدوق رمي بالتشيع مات في حدود مئة وستين ه_ ، انظر « الكاشف » ٢ / ٣٨٦ « والتهذيب » 299/8 « والتقريب » ص 277. عدي بن ثابت هو الأنصاري الكوفي ثقة رمي بالتشيع ، مات سنة ١١٦ ه_ ، انظر « التهذيب » ١٦٥/٧ « والتقريب » ص 237. والبراء هو ابن عازب بن الحارث الأنصاري الأوسي صحابي بن صحابي ، مات سنة ٧٢ ه_ ، انظر المصدرين السابقين ٤٢٥/١ و ٤٢ . تخریجه : رجاله كلهم ثقات إلا فضيل ، ورجح الذهبي توثيقه كما تقدم أقوال العلماء فيه. والحديث صحيح ، بل متفق عليه من غير هذا الطريق. فقد أخرجه البخاري في «صحيحه » ٩٥/٨ مع « الفتح » - ط - ح ، ومسلم في « صحيحه » ١٩٢/١٥ - 19٣ مع شرح النووي كلاهما من طريق عدي بن ثابت به ، ومسلم بسنده عن أبي هريرة أيضاً ، والترمذي في «سننه » ١٠ / ٢٨٥ - 28٦ ، المناقب مع « تحفة الأحوذي » بطريقين أحدهما من طريق فضيل بن مرزوق به ، والثاني من طريق شعبة عن عدي به ، ولكن دون الجزء الأخير « وأحبّ من يُحِبُّه » وقال الترمذي : في الموضعين « هذا حديث حسن صحيح ». وأبو نعيم في « الحلية » ٢/ ٣٥ قلت : ورجاله ثقات ، والخطيب في «تاريخ بغداد » 139/1 و 12 / 9 كلاهما من طريق عدي به مع تفاوت يسير. وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم كما تقدم وابن ماجه في « سننه » ٥١/١ المقدمة ، والحميدي في «مسنده » ٤٥1/2 ، وأبو نعيم في المصدر السابق في نفس الموضع. وأورده الذهبي بطرق عن البراء وأبي هريرة ، وأسامة بن زيد في «سير النبلاء » ١٦٧/٣ و ١٦٨ وابن كثير في « البداية » ٣٤/٨ - ٣٥ بطرق عن البراء وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم

(2) حدثنا أبو القاسم البغوي قال: ثنا علي بن الجعد قال: ثنا فضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن البراء، أن رسول الله- صلى الله عليه و سلم- قال للحسن بن علي: «اللهم إني أحبّه فأحبّه و أحبّ من يحبّه».

ص: 194

(2 2/ 1 ع عبد الله بن الزبير بن العوام

(2 2/ 1 ع عبد الله بن الزبير بن العوام (1) (2) ):

و عبد الله بن الزبير يكنى أبا خبيب، و يقال: أبو بكر (3)، و أمه أسماء بنت أبي بكر، قتل بمكة سنة ثلاث و سبعين.

و حدثنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، قال: ثنا أحمد بن عبد الله

ص: 195


1- العنوان من عندي لذا جعلته بين الحاجزين
2- له ترجمة في «تاريخ الطبري » 252/7 ، وفي الثقات » 312/3 لابن حبان ، وفي « أخبار أصبهان » ١٢ / ٤٦ - ٤٧ ، وفي « الحلية » 329/1 لأبي نعيم ، وفي ( جمهرة أنساب العرب » ص 113 ، وفي («الاستيعاب » 2/ 300 بهامش « الإصابة » وفي « أسد الغابة » ١٦١/٣ ، وفي «الجمع بين رجال الصحيحين » ص ٢٤٠ ، « وتهذيب تاريخ ابن عساكر » ٣٩٦/٧، وفي « صفة الصفوة ( ٧٦٤/١ - ٧٧٢ ، وفي تهذيب الأسماء واللغات » ٢٦٦/١ للنووي ، وفي «سير النبلاء » ٣ / ٢٤٤ - ٢٥٦ ، وفي «فوات الوفيات » 171/2 - 175 للكتبي ، وفي « البداية » 332/8 لابن كثير ، وفي « الإصابة » 2/ 309 وفي التهذيب » ٢١٣/٥ وفي «الاعلام » للزركلي ٤ / ٢١٨
3- رجح ابن عبد البر في المصدر السابق هذا فقال : الجمهور من أهل السير وأهل الأثر على أن كنيته أبو بكر. تراجم الرواة : الحسين بن عمر بن أبي الأحوص ، واسم أبي الأحوص إبراهيم مولى عروة بن مسعود الثقفي أبو عبد الله الكوفي ، نزيل بغداد ، وكان ثقة مات في رمضان سنة ثلاثمائة . انظر « تاريخ بغداد » 81/8 ، وأحمد بن عبد الله بن يونس ثقة حافظ مات سنة ٢٢٧ه_ عن أربع وتسعين سنة . انظر « التهذيب » ١ / ٥٠ « والتقريب » ص ١٤. ومندل : مثلث الميم ساكن الثاني هو ابن علي العنزي أبو عبد الله الكوفي ، ويقال : اسمه عمرو ، ومندل لقبه ، ضعيف من السابعة . انظر « التهذيب » 10/ 298 « والتقريب » ص ٣٤٧ وسيف أبو الهذيل روى عن ابن عمر وأبي وائل ، وقال البخاري : « رأى عمر توضأ ومسح أصبعيه» انظر « التاريخ الكبير » ٤ / 170 ، « والجرح والتعديل » ٢٧٤/٤

ابن يونس، قال: ثنا مندل(1) ، عن سيف أبي(2) الهذيل، قال: أقبلت مع عبد الله بن عمر(3) حتى إذ دنوت من جذع ابن الزبير حدث(4) (به) عنه فقال لي: ما هذا؟ قلت: جذع ابن الزبير قال: فأدنني منه قال: فأدنيته فقال: رحِمَك الله- فو الله ما علمت إن كنت لصواما قواما و إن أمّة أنت أشرهم لأمة (5) صدق(6) .

(3) و حدثنا الحسين، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا أبو المحياة(7) ، عن أبيه، قال: دخلت مكة بعد ما قُتِل ابن الزبير بثلاثة أيام و هو

ص: 196


1- في الأصل « مبدل » بالباء الموحدة من تحت والتصويب من أ _ ه_ ومن مصادر ترجمته
2- في الأصل « أبو » التصويب من أ – ه_
3- تقدم في مقدمة المؤلف عند فتوح أصبهان
4- بين الحاجزين من الأصل ليس في أ- ه_
5- في «صحيح مسلم » ٩٨/١٦ ( الأمة خير )
6- في إسناده مندل وهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات ، والأثر صحيح بغير هذا الإسناد بمعناه فقد أخرجه مسلم في «صحيحه » ٩٨/١٦ بسنده عن أبي نوفل، والطبراني كما في «المجتمع » ٢٥٦/٧ فذكر فيه قصة مرور بن عمرو ما قاله في ابن الزبير ، وقصة مجيء أسماء أمه ، وما قالت في ابنها ، وفي حقِّ الحجاج - وذكره المؤلف في الرواية الثانية - وقال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح ، وكذا أورده ابن كثير في « البداية » ٣٣٢/٨ و٣٤١
7- في الأصل ( المحناة ) بالنون والتصويب من أ _ ه_ ، ومن مصادر ترجمته كما سيأتي. تراجم الرواة : الحسين : هو ابن عمر بن أبي الأحوص. وأحمد بن يونس ، هو أحمد ، هو أحمد بن عبد الله بن يونس ، تقدما في السند قبله ، وهما ثقتان. وأبو المُحَياة : بضم الميم وفتح المهملة وتشديد التحتانية وآخرها هاء _ هو يحيى بن يعلى بن الحرملة ثقة مات سنة ثمانين ومئة وهو ابن ست وتسعين سنة . انظر « التاريخ الكبير » ٣١١/٨ للبخاري، «والتهذيب» 303/11 «والتقريب» ص 380 ، «والجرح والتعديل» ١٩٦/٩، وأبوه هو يعلى بن حرملة التيمي ، وترجم له البخاري في المصدر السابق ٤١٦/٤ ، وسكت عنه كعادته

مصلوب، فجاءت أمّه(1) عوراء(2) طويلة مكفوفة فقالت للحجاج(3) : أما آن(4) (ل_) (5) هذا الراكب أن يبرك(6) ؟ فقال الحجاج: المنافق. فقالت: لا، و الله ما كان منافقا، إن كان لصواما قواما برا، فقال: انصرفي فقد خرفت.

فقالت: لا، و الله ما خرفت مذ سمعت رسول الله- صلى الله عليه و سلم- يقول:

«إنّ في ثقيف(7) كذابًا(8) و مُبِيرًا(9) » فأمّا الكذاب فقد رأيته- يعني المختار-(10) و أما المُبير فأنت.

ص: 197


1- في أ _ ه_ ، والصواب ما أثبته من الأصل
2- في « الاستيعاب » ٣٠٥/٢ لابن عبد البر فجاءت أمه امرأة عجوز طويلة مكفوفة ، ( أمه هي أسماء بنت أبي بكر ) . انظر ترجمتها في الإصابة ، ٤/ 229 عاشت إلى أوائل سنة ٧٤ه_ ، وقيل عاشت بعد ابنها عشرين يوما ، وقيل غير ذلك
3- حجاج هو ابن يوسف بن أبي عقيل الثقفي الأمير الشهير الظالم المُبير - تقدم في صفحة ١٥٢
4- في الأصل ( بال ) ، والتصويب من أ _ ه_ ، وزيادة اللام بين الحاجزين من أ _ ه_ ، ومن مصادر التخريج
5- في الأصل ( بال ) ، والتصويب من أ _ ه_ ، وزيادة اللام بين الحاجزين من أ _ ه_ ، ومن مصادر التخريج
6- في « الاستيعاب » ٣٠٥/٢ لابن عبد البر بهامش « الإصابة » « والمجمع » ٢٥٦/٧ للهيثمي « أن ينزل »
7- ثقيف : كأمير وهو أبو قبيلة من هوازن ، واسمه قَسي بن مُنبه بن بكر نزلوا الطائف ، وانتشروا في البلاد في الإسلام، انظر « اللبُاب » ١ / ٢٤٠ لابن الأثير
8- في الأصل « كذاب » والتصويب من أ _ ه_
9- مُبير : أي مُهلك يسرف في إهلاك الناس يقال : بار الرجل يبور بوراً فهو بائر، وأبار غيره فهو مبير. انظر « النهاية » ١ / ١٦١ لابن الأثير
10- والمختار هو ابن أبي عبيد الثقفي الكذاب، قال الذهبي : لا ينبغي أن يروى عنه شيء لأنه ضال مضلّ ، كان يزعم أن جبريل ينزل عليه وهو شر من الحجاج، أو مثله . انظر « الميزان » ٤ / ٨٠ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : رجاله ثقات سوى يعلى بن حرملة ، وترجم له البخاري، وسكت عنه كما تقدم ، والحديث صحيح رواه الطبراني بسند آخر ، ورجاله رجال الصحيح كما سيأتي تخريجه. تخریجه : أخرجه الحميدي في «مسنده » ، ١٥٦/١ - ١٥٧ والبخاري في « التاريخ الكبير » ٤١٦/٤ ، تحت ترجمة يعلى بن حرملة ، والطبراني بطريقين كما في « المجمع » للهيثمي ٢٥٦/٧ ، كلهم من طريق أبي المحياة يحيى بن يعلى ، عن أبيه به ، سوى طريق الطبراني . غير أنه وقع عند الحميدي عن أبي المحياة ، عن أمه - وقد نبه المحقق على أنه خطأ - ولفظهم متقارب ولفظ الحميدي ( قال : لما قتل الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير دخل الحجاج على أسماء بنت أبي بكر فقال لها : يا أمه ، إن أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة ؟ قالت : ما لي من حاجة ولست لك بأم ، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية ، ولكن انتظر أحدثك ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « يخرج من ثقيف . . . » الحديث. وقال الهيثمي في إحدى إسنادي الطبراني : رجاله رجال الصحيحي، وقال في الثاني : فيه أبو المُحياة وأبوه لم أعرفهما ، قلت : العجب منه ، وقد ذكرهما البخاري كما تقدما وابن أبي حاتم ، وأبو المُحَياة ترجم له ابن حجر في التقريب » ص 380 وقال : ثقة وذكر القصة ابن عبد « البر تعليقاً بقوله قال : يعلى بن حرملة ... إلخ . . انظر « الاستيعاب » ٣٠٥/٢ ، وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه الترمذي في سننه » ٢٧٤/٦ ، وفي ٤٤٣/٨ بطرق قال في الموضع الأول : ( هذا حديث حسن غريب ) من حديث ابن عمر لا نعرفه إلا من حديث شريك ، وقال في الثاني : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك . وقال : وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر. وذكر بسنده في ٤٦٨ عن هشام بن حسان أنه قال : « أحصوا ما قتل الحجاج صبراً فبلغ مئة ألف وعشرين ألف قتيل . والله أعلم

و حدثنا ابن أبي الأحوص، قال: ثنا أحمد بن يونس، قال: ثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، قال: كان أهل الشام يعيرون(1) ابن الزبير، يقولون له: يا ابن ذات النطاقين، فقالت له أسماء: يا بني إنهم ليعيرونك بالنطاقين، و إنما كانت نطاقي شققته بنصفين فجعلته في سفرة رسول الله- صلى الله عليه و سلم- أحدهما، و أوكيت قربته بالأخرى. قال:

و كانوا بعد إذا عيّروه بالنطاقين قال: إنّها و ربّ الكعبة.

تلك شكاة ظاهر عنك عارُها (2)

ص: 198


1- في أ _ ه_ ، ويعبرون ، وهو تصحيف ، والصواب ما في الأصل . وانظر مصادر تخريجه
2- في أ_ ه_ ، شقاة ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر تخريجه ، وصدره . «عيرني الواشون أني أحبها - وتلك شكاة . وانطر «البداية» ٣٤٥/٨ و «الكامل » ٢٤/٤. تراجم الرواة : ابن أبي الأحوص هو الحسين بن عمر بن أبي الأحوص ، تقدم هو وأحمد بن يونس قبل ح 3 قريباً في هذه الترجمة ، وأبو معاوية هو محمد بن خازم - بالمعجمتين _ الضرير الكوفي ، عمي وهو صغير ، ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ، وقد يهم في حديث غيره ، مات سنة ١٩٥ه_، انظر « التهذيب » 137/9 ، « والتقريب» ص ٢٩٥ هشام بن عروة هو ابن الزبير بن العوام الأسدي ، ثقة فقيه ، ربما دلّس ، مات سنة ١٢٥ه_ ، أو ١٢٦ه_ . انظر المصدرين السابقين ١١/ ٤٨ ، و «التقريب » ص ٣٦٤. وهبّ بن كيسان هو القرشي مولاهم أبو نعيم المدني المعلم ، ثقة ، مات سنة سبع وعشرين ومئة . نفس المصدرين ١٦٦/١١ و ٣٧٢. مرتبة الإسناد وحكم الحديث وتخريجه : رجال الإسناد كلهم ثقات ، والحديث صحيح ، فقد أخرجه أبو نعيم في « الحلية » من طريق أحمد بن یونس به ، مثله ، والبخاري في «صحيحه» ٧٨/٥ في هجرة النبي ، وفي 11/7 مع «الفتح» عن وهب بن كيسان به ، نحوه ، ومسلم في «صحيحه » ١٦ / ٩٨ – 100مع النووي، مع تفاوت ، في ضمن حديث طويل، والطبراني كما في « المجمع » ٢٥٦/٧ ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات ، وأبو نعيم في « الحلية » ٥٥/2 قصة النطاقين ، وانظر « الكامل » ٢٤/٤ ، «والبداية » ٣٤٥/٨ ، و الإصابة » ٢٢٩/٤ ، مع تفاوت في ألفاظهم

(4) (1) أنبأنا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا علي بن الجعد، قال: أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عمّن حدّثه، عن أبي بكر الصدّيق: أنّه طاف بعبد الله بن الزبير في خرقة، و هو أول مولود ولد في الإسلام.

ص: 199


1- إنما رقمت له في المرفوع ، لأنه جاء في بعض طرقه : أنه أتي به النبي - صلى الله عليه وسلم ، فحنكه ، وبرك عليه ، انظر مصادر تخریجه. تراجم الرواة : أبو القاسم البغوي : هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز تقدم في رجال « ح» 2 تحت ت 1 ، وهو الحافظ الثقة. وعلي بن الجعد هو أبو الحسن الهاشمي تقدم في ح 2 تحت ت 1 وهو ثقة حافظ ، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق الهمداني ، أبو يوسف الكوفي ، ثقة ، تكلم فيه بلا حجة ، مات سنة ١٦٠ ه_ ، وقيل بعدها ، انظر « التهذيب » ١ / ٢٦١ ، « والتقريب » ص 31 . أبو إسحاق : هو عمرو بن عبد الله السبيعي - بفتح المهملة ، وكسر الموحدة _ ترجم ل_ه المؤلف كما سيأتي في ت 28 ، وهو ثقة عابد ولكنه اختلط بآخره ، وسمع إسرائيل عنه بآخرة ، وفي حديثه عنه لين ، انظر ( الجرح والتعديل » ٢ / ٣٣١. وأبو بكر الصديق : هو عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي ، أفضل الأمة بعد نبيها ، خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مات سنة ١٣ ه_ ، وله ٦٣ سنة ، انظر « التقريب » ص 181. مرتبة الإسناد : في إسناده من لم يُسمّ وبقية رجاله ثقات ، إلا أنّ إسرائيل في حديثه عن أبي إسحاق لين ، إنما سمع منه بآخرة . فالحديث ضعيف بهذا السند واللفظ ، وصحيح بغير هذا الإسناد واللفظ ، فقد أورده ابن حجر في « الإصابة » 2/ 309 ، وقال : رواه البغوي في « الجعديات » - وهي ما جمعه أبو القاسم البغوي في اثني عشر جزءاً لشيخ بغداد علي بن الجعد - وتقدم ترجمتهم_ا _ عن شيوخ_ه مع تراجمهم وتراجم شيوخهم، وهو المعروف بالجعديات ، من طريق إسرائيل من طريق إسرائیل به ، وظاهر لفظه أيضاً يدل على عدم صحته. ولذا أنكره الواقدي، وجعل ابن حجر إنكاره وجيهاً ، كما سأذكر بعد قليل : والحديث بغير هذا الإسناد ، واللفظ أخرجه البخاري في صحيحه » ٩٧/٥ مع « الفتح » في هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وفي العقيقة 108/7 عن أسماء بنت أبي بكر ، أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت : فخرجت وأنا متم ، فأتيت المدينة فنزلت بقباء ، فولدته ثم أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قولها : ثم حنكه بالتمرة ، ثم دعا له وبرك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام ففرحوا به فرحاً شديداً ، لأنهم قيل لهم : إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم. وأيضاً أخرجه عن عائشة بدون ذكر أول القصة في ٧٩/٥ مع « الفتح » في هجرة النبي - ، - صلى الله عليه وسلم - ، ومسلم في صحيحه » ١٢٦/١٤ مع النووي ، بلفظ : أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير ، أتوا به النبي - صلى الله عليه وسلم . الحديث . قلت : المقصود منه بعد الهجرة بالمدينة ، كما روى ابن عبد البر بسنده في « الاستيعاب » 108/2 بهامش ( الإصابة » عن أسماء نحو ما تقدم وزاد بعد قوله : أول مولود ولد في الاسلام للمهاجرين بالمدينة ) ، ولأنه قد ثبت أن عبد الله بن عمر أول مولود في الإسلام قبل الهجرة ، كما ذكر العسكري في « الأوائل » ص 177 - 178 ، وعبد الله بن الزبير أول مولود ولد بعد الهجرة بالمدينة . أما الرواية التي ذكرها المؤلف مع ضعف سنده فإن طرفه الأول يعني « طاف به أبو بكر » لا يستقيم مع ما ذكرنا ، ولذلك نقل ابن حجر في « الإصابة » 2/ 310 قول ابن سعد عن الواقدي أنه أنكره وقال : هذا غلط بين فلا اختلاف بين المسلمين أنه أول مولود ولد بعد الهجرة ، ومكة يومئذ حرب لم يدخلها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أحد من المسلمين . انتهى . اللهم إلا أن يقال : إنه طاف به ، مشى به من مكان إلى مكان ، وكذا علّق ابن حجر على كلام الواقدي بعد أن سلم أن قوله متجه : إلا أن يحمل قوله طاف به : مشی به .. لأن أبا بكر لم يدخل مكة من حين هاجر إلا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمرة القضية ، ولم يكن ابن الزبير معه . وكذا قال ابن كثير : إن من قال : إن الصديق طاف به حول الكعبة وهو في خرقة فهو واهم، وإنما طاف الصديق به في المدينة ليشتهر أمر ميلاده على خلاف ما زعمت اليهود . انظر « البداية » 333/8 قلت : هذا التأويل موقوف على صحة هذه الرواية . تراجم الرواة : هو حاجب بن أبي بكر مالك بن أركين الفرغاني ، كان ثقة مات سنة ست وثلاثمائة . انظر «أخبار اصبهان » ٢/١ . وتاريخ بغداد 271/8 ، والطبقات » ٣/٢٣٣ ، من أ_ ه_ ، للمؤلف. وأحمد الدورقي : هو ابن إبراهيم بن كثير النكري - بضم النون - البغدادي ، ثقة ، حافظ ، مات ٢٤٦ وانظر «تاريخ بغداد » ٦/٤ و « التقريب » ص ١١. وذكر الخطيب أنه إنما نسب إلى الدورقي لأنهم كانوا في ذلك الزمان يسمّون المتنسك دورقياً وكان أبوه ناسكاً ، وقيل إنما نسب إليه للبسهم القلانس الطوال الدورقية مع التصرف. بهز بن أسد أبو الأسود العمي ، الحافظ المتقن الامام الحجة ، ثقة ثبت ، مات بعد المائتين . انظر « تذكرة الحفاظ » ١ / ٣٤١ ، و « الكاشف » ١ / ١٦٤ « والتقريب » ص ٤٨. ويزيد بن إبراهيم التستري أبو سعيد ثقة ثبت ، توفي سنة ١٦٢ه_ انظر المصادر السابقة ١ / ٢٠٠ و «الكاشف » ٣ / ٢٧٤ و ٣٨١ وعمرو بن دينار هو أبو محمد المكي الأثرم ثقة ثبت من رجال الجماعة مات سنة ١٢٦ه_ انظر « التهذيب » ٢٩/٨. مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : رجاله كلهم ثقات ، والخبر صحيح فقد رواه أبو نعيم في « الحلية » ٣٣٥/١ ، وأورد ابن كثير أيضاً آخر القصة أن المنجنيق ، يقع ها هنا . وها هنا ، قال سفيان : - وهو الراوي كأنه لا يبالي به ولا يعده شيئاً . انظر « البداية » ٣٣٤/٨ وكذا ذكر الذهبي من طريق عمرو بن دينار وابن المنكدر . انظر « سير سير النبلاء » ٣/ ٢٤٨ تراجم الرواة : حاجب وأحمد تقدما في السند قبله. وجرير هو ابن عبد الحميد القاضي الضبي ، ترجم له المؤلف كما سيأتي برقم ت ٦١ وهو ثقة صحيح الكتاب. ومنصور هو ابن المعتمر بن عبد الله السلمي أبو عثاب - بمثلثة ثقيلة _ ثم ال_م_وح_دة، الكوفي ، ثقة ثبت من رجال الجماعة ، مات سنة ١٣٢ ه_ ، انظر « التقريب » ص ٣٤٨ ، و «التهذيب » ٣١٢/١٠. ومجاهد : هو ابن جبر - بفتح الجيم وسكون الموحدة - أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي ، ثقة إمام في التفسير وفي العلم ، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومئة . انظر المصدرين السابقين ٤٢/١٠ و «التقريب » ٣٢٨. مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : رجاله كلهم ثقات ، والخبر صحيح فقد أخرجه أبو نعيم في « الحلية » ٣٣٥/١ ، وأورده الذهبي في «سير النبلاء » ٢٤٧/٣ ، وابن كثير في « البداية » 333/8 بمعناه ، وذكره الحافظ ابن حجر في « الإصابة »، وقال : أخرجه أبو نعيم بسند صحيح . انظر 310/2

حدثنا حاجب بن أبي بكر، قال: ثنا أحمد الدورقي، قال: ثنا بهز بن أسد، عن يزيد بن إبراهيم عن عمرو بن دينار، قال:

ص: 200

كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة أرخى يديه، فلقد جاء حجر منجنيق فذهب طائفة من ثوبه فلم ينفتل.

حدثنا حاجب، قال: ثنا أحمد الدورقي، قال: ثنا جرير عن منصور، عن مجاهد، قال:

كان ابن الزبير إذا صلى كأنه عمود منصوب، يعني من الخشوع، قال:

و حدث أن أبا بكر كان كذلك.

ص: 201

و حدثنا أبو العباس الجمال، قال: ثنا أبو صالح الطائي، قال: ثنا هشيم قال: أنا مغيرة، عن قطن بن عبد الله، قال: رأيت ابن الزبير و هو يواصل من الجمعة إلى الجمعة، فلما كان عند إفطاره من الليلة المقبلة من ليلة الجمعة يدعو بقدح يقال له: الغمر(1) ، ثم يدعو بكعب (2)من سمن، ثم يأمر بلبن فيحلب عليه، و يدعو بشي ء من صبر فيذره عليه ثم يشربه، فأما اللبن فيقيمه(3) ، و أما السمن فيقطع عنه العطش، و أما الصبر فيفتق أمعاءه.

ص: 202


1- في أ _ ه_ ( القمر وبكعب ) وهو الصواب ، وفي الأصل هكذا ( بلعب ) مهمل . انظر شرح الكلمة
2- في أ _ ه_ ( القمر وبكعب ) وهو الصواب ، وفي الأصل هكذا ( بلعب ) مهمل . انظر شرح الكلمة
3- في « البداية » ٣٣٤/٨ : فيعصمه. تراجم الرواة : أبو العباس الجمال - بفتح الجيم والميم المشددة - هذه النسبة إلى حفظ الجمال وإكرائها للناس في الطرق - هو أحمد بن محمد بن عبد الله توفي في طريق الحج سنة ٣٠١ه_، أحد العلماء والفقهاء مفت يرجع إلى العلم بالشروط. انظر « أخبار أصبهان » ١ / ١٢٥ « والطبقات » ٣/٣٠ للمؤلف من أ _ ه_ و «اللباب» 290/1. أبو صالح الطائي لم أعرفه. هشیم: هو ابن بشير بن القاسم أبو معاوية بن أبي حازم الواسطي ، ثقة ثبت من رجال الجماعة ، إلا أنه كثير التدليس والإرسال الخفي ، - وزالت شبهة التدليس بتصريحه _ انظر «التهذيب » ١١/ ٥٩ ، و« التقريب » ص ٣٦٥ . والمغيرة : هو ابن مقسم - بكسر الميم - الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي الأعمى ، ثقة متقن إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم ، مات سنة ١٣٦ ه_ على الصحيح . انظر المصدرين السابقين ١٠ / ٢٦٩ و «التقريب » ص ٣٤٥ . قطن بن عبد الله ترجم له البخاري في «التاريخ الكبير » 189/7 ، وابن أبي حاتم في« الجرح والتعديل» 137/7 فقالا : روى عن ابن الزبير وروى عنه مغيرة بن مقسم وسكتا عنه. مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : في إسناده من لم أعرفه ، وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في «المصنف » ٨٤/٣ ، والبخاري في « التاريخ » 189/7 ، وأورده ابن كثير في «البداية » ٣٣٤/٨ ، بإسناد زبير بن بكار نحوه ، وأبو نعيم في « الحلية » 1 / 335 ، والذهبي في «سير النبلاء » ٢٤٧/٣ فقط طرفه الأول. قوله الغمر : وهو القدح الصغير ... لعله تسمى به لصغره. والله أعلم . انظر « لسان العرب » ٣١/٥. والكعب : الكتلة من السمن ، الصبة منه ، انظر المصدر السابق 719/1. والصبر : بفتح الصاد وكسر الموحدة ككتف : عصارة شجر ،مر، الدواء المر . انظر «القاموس
(3 3/ 1 ع سلمان الفارسي)

(3 3/ 1 ع(1) سلمان الفارسي(2) ):

و مما زين الله به أصبهان و أهلها، أن جعل سلمان الفارسي منها، و رزقه صحبة نبينا- صلى الله عليه و سلم- حتى قال فيه:- صلى الله عليه و سلم- «سلمان منّا أهل البيت(3) ».

ص: 203


1- العنوان مع الرموز والأرقام من عندي ، لذا جعلته بين الحاجزين
2- له ترجمة في المصادر الآتية ، وانظر مصادر قصة إسلامه وستأتي قريباً ، في « سيرة ابن إسحاق »، ٦٦/١ ، وسيرة ابن هشام » ، 198/1 ، وفي « الطبقات » لابن سعد ٧٥/٤ - ٩٣، و مروج الذهب » 32٠/١ للمسعودي ، «والثقات » ٢٤٩/١ - ٢٥٧ لابن حبان ، وفي « أخبار أصبهان » ١ / ٤٩ - ٥٠ ، وفي « الحلية » ١ / ١٨٥ - 208 ، وفي « دلائل النبوة » 87/1 ، الثلاثة لأبي نعيم ، وفي «الاستيعاب » ٥٦/٢ - ٦١ بهامش « الإصابة » ، وفي « تاریخ بغداد » ١٦٣/١ للخطيب ، « محاسن أصبهان » للمافروخي ، و تهذيب تاريخ ابن عساكر ١٨٨/٦ ، وفي «أسد الغابة » 328/22 لابن الأثير ، وفي « صفة الصفوة » 1 / 210 ، وفي « تهذيب الأسماء واللغات » 22٦/١ للنووي ، والذهبي في «سير النبلاء » ٣٦٢/١ - ٤٠٥ ، وفي « فوات الوفيات » 1 / 21 للكتبي ، وفي « الإصابة » ٦٢/٢ - ٦٣ ، وفي « التهذيب » ٤ / ١٣٨ . المحيط » ٣٣٤/٢
3- سيأتي تخريجه في السند التالي. تراجم الرواة : أبو يعلى هو أحمد بن علي بن المثنى الموصلي الحافظ الثقة محدث الجزيرة التميمي صاحب « المسند الكبير» ، ولد سنة 210 ، وتوفي سنة 30٥ انظر «تذكرة الحفا») 707/2 ، والحسن بن عمر بن شقيق الجرمي التاجر بالري ، وثق توفي سنة 232 ، وقال ابن حجر : صدوق . انظر التهذيب : 308/2 ، و« التقريب » ص 71 ، «وتاريخ بغداد » ٣٥٥/٧. جعفر بن سليمان هو الضبعي - بضم الضاد المعجمة ، وفتح الموحدة _ أبو سليمان البصري ، صدوق زاهد ، لكنه كان يتشيع ، مات سنة ثمان وسبعين ومئة . انظر « الميزان » ١ / ٤٠٨ ، « والتقريب » ص ٥٦. والنضر بن حميد هو أبو الجارود الكندي ، قال أبو حاتم : متروك الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث . انظر « الجرح والتعديل » ٤70/8 ، « والميزان » ٢٥٦/٤ وسعد الإسكاف هو ابن طريف الحنظلي الكوفي ، قال ابن معين : « لا يحل لأحد أن يروي عنه قلت : هو مجمع على ضعفه واتهمه ابن حبان انظر «الميزان» 122/2 «والمغني في الضعفاء » ١ / ٢٥٥ ، ومحمد بن علي هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر ، ثقة ،فاضل، مات سنة بضع عشرة ومئة . انظر «التقريب» ص 311 وأبوه هو علي بن الحسين، وكان ثقة مأمونا عاليا رفيعا من تابعي أهل المدينة . انظر « التهذيب » ٣٠٤/٧ . وجده هو الحسين بن علي صحابي جليل ، سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم _ وه_و سيد شباب أهل الجنة ، قتل - رضي الله عنه _ يوم عاشوراء سنة ٦١ ه_ . انظر « الإصابة » ٣٣٢/١. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده متروك وهو النضر ومجمع على ضعفه بل اتهمه بعضهم وهو الإسكاف ، فهو ضعيف جداً بهذا السند ، أخرجه أبو يعلى والبزار في مسنديهما كما في « إتحاف المهرة » ٣/٥٤ - وضعف البوصيري إسناده لضعف سعد الإسكاف ، وهو في« المطالب العالية » ٨٣/٤ وضعف المحقق سنده أيضاً بالإسكاف وغيره - وهو كما قال ، وعزاه إلى أبي يعلى فقط . وله شاهد من حديث عمرو بن عوف ، أخرجه ابن سعد في « الطبقات » ٨٣/٤ والحاكم في «المستدرك » 598/3 وأبو نعيم في «أخبار أصبهان » ٥٤/١ وابن الجوزي في صفة الصفوة » ٥٣٥/١ كلهم من طريق كثير بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده بلفظ - وهو لابن سعد - أن رسول الله - صلی الله عليه وسلم - خط الخندق - إلى قوله - فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلاً قوياً ، فقال المهاجرون : سلمان منا ، وقالت الأنصار : لا بل سلمان منا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « سلمان منا أهل البيت » ومن الطريق المذكور أخرجه المؤلف بعد هذا الحديث. قلت : سنده أيضاً ضعيف ، فيه كثير بن عبد الله ، وسيأتي الكلام عليه بعد هذا الحديث في رجال ح ٦ ، وسكت عليه الحاكم بعد إخراجه الحديث ، وقال الذهبي : سنده ضعيف . قلت : معهذا التصريح بضعفه قال محقق « صفة الصفوة » رواس قلعة جي: أنه صحيح أخرجه الطبراني والحاكم، عن عمرو بن عوف فهو تساهل منه. وقد جاء من قول علي ، أخرجه ابن سعد في « الطبقات » ٨٦/٤ ، وأبو نعيم في « الحلية » 187/1 ، وابن عبد البر في « الاستيعاب » 2/ ٥9 بهامش « الإصابة » كلهم من طريق ابن جريج عن زاذان الكندي ، عن علي من قوله ، ورجال ابن سعد ثقات سوى زاذان ، وهو صدوق يرسل وفيه شيعية : وكذا ابن جريج مدلس وقد عنعن

(5) حدثنا بذلك أبو يعلى، قال: ثنا الحسن بن عمر بن شقيق قال: ثنا جعفر بن سليمان، عن النضر بن حميد، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، أنّ النبي- صلى الله عليه و سلم- قال:

«سلمان منّا أهل البيت».

ص: 204

(6) و هو ما حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال: ثنا الفضل بن موسى، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم- «سلمان منّا أهل البيت و إنّ الجنة تشتاق إلى أربعة»(1) .

ص: 205


1- زاد أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ( علي وسلمان وعمار والمقداد ) . انظر ٤٩/١. تراجم الرواة : محمد بن العباس ، وترجم له المؤلف في « الطبقات » 3/222 وأبو نعيم في « أخبار أصبهان» ٢٦ / ٢٢٤ وهو أبو جعفر الأخرم مولى لقريش ، كان من الحفاظ مقدماً فيهم شديداً على أهل الزيغ والبدعة ، وقطع عن التحديث بعد اختلاطه ٢٩٦ه_ وتوفي سنة ٣٠١ه_. الفضل بن موسى لعله البصري أو السيناني إذا كان هو فهو ثقة كما في «الجرح » ٦٨/٧ ، «والتقريب » ص ٢٧٦ ، ولكنه بعيد أن يكون هو أي السيناني لأنه توفي سنة ١٩٢ ه_ ، ومحمد الذي روى عنه توفي 301 ه_ وترجم للبصري الخطيب في تاريخ بغداد » ١٢ / ٣٦٦ . ومحمد بن خالد بن عثمة - بمثلثة ساكنة قبلها فتحة - وعثمة اسم أمه _ وهو صدوق يخطىء من العاشرة . انظر « التهذيب » ١٤٢/٩ « والتقريب » ص ٢٩٥ وكثير بن عبد الله هو المزني المدني : ضعيف ، منهم من اتهمه من السابعة . انظر المصدرين السابقين ٤٢٢/٨ و ٢٨٥. وعبدالله بن عمرو أبوه ذكره ابن حبان في « الثقات » وقال ابن حجر : مقبول من الثالثة . انظر المصدرين السابقين 339/٥ و 183. وعمرو بن عوف بن زيد أبو عبد الله المزني صحابي مات في ولاية معاوية . انظر « التقريب » ص ١٦١ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده كثير ، وهو ضعيف وعبد الله بن عمرو مقبول كما تقدم، فهو ضعيف بهذا السياق والسند ، وقد أخرجه أبو يعلى كما تقدم في حديث ٥ وسنده ضعيف جداً ، ولكن عنده أنّ الجنة تشتاق إلى ثلاثة ، لم يذكر المقداد، ولطرفي الحديث شواهد وتقدم طرفه الأول في ح 5 قريباً ، وقد خرجته وأما الطرف الثاني ، فقد أخرجه الترمذي في «سننه » ٣٣٢/٥ ، مناقب سلمان ، وابن حبان في « المجروحين » 121/1 ، والطبراني كما في « المجمع » ٣٤٤/٩ ، والمؤلف أيضاً في الحديث بعده ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٤٩/١ ، وابن الجوزي في « العلل » 283/1 ، والذهبي في « النبلاء » 1 / 255 ، وفي « الميزان » ١ / ٢٥٠ ، كلهم من طريق أبي ربيعة الإيادي ، عن الحسن بن صالح ، عن أنس مرفوعاً بلفظ : «إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة : علي وسلمان وعمار » . وعند البعض «ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين » ولم يذكر الذهبي في «النبلاء » سلمان بل ذكر المقداد بدله. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح ، وأبو ربيعة اسمه زيد بن عوف ، ولقبه فهد ، قال ابن المديني : ذاهب الحديث ، وقال الفلاس : ومسلم بن الحجاج : متروك . انتهى . قلت : قد وهم ابن الجوزي في الإيادي ليس هو ذاك المتروك إنما هو أبو ربيعة عمر بن ربيعة ، وقد وثقه ابن معين ، وحسن الترمذي حديثه ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث. انظر « التهذيب » 9٤/12 ، والجرح » 3 / 109 . فقوله : هذا حديث لا يصح ، لا يصح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة وقد حسن الترمذي حديثه. وأخرجه أبو نعيم في المصدر السابق بطريق آخر ، عن سلمة الأبرش ، عن عمران الطائي عن أنس مرفوعاً مثله ، وكذا في « الحلية » 1 / 190 به ، وأخرجه المؤلف بطريق آخر عن قنبر عن علي مرفوعاً ، وجعل الرابع أبا ذر بدل عمار كما سيأتي في ت ٧٢ ح ٨٤ ، ومن هذا الطريق أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 328/2 ولكن سنده ضعيف جداً فيه نهشل وهو ساقط . انظر رجال ح ٨٤. الخلاصة : إن الطرف الأول ضعيف وطرفه الثاني يحسن بطرقه . والله أعلم ... تراجم الرواة : أبو القاسم الرازي : هو عبد الله بن محمد بن عبد الكريم من أهل الري ، كان ثقة كثير الحديث صاحب أصول ، وأكثر عنه أهل أصبهان. وتوفي بها سنة ٣٢٠ ه_ . انظر «الأنساب» للسمعاني ٣٦/٦. وأبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد الرازي الإمام حافظ العصر من جهابذة النقاد ، وكان من أفراد الدهر حفظاً وذكاءً وديناً وإخلاصاً وعلماً وعملاً توفي سنة ٢٦٤ه_ . انظر «مقدمة الجرح والتعديل » 1 / 328 وبعدها ، و «تذكرة الحفاظ » ٥٥٧/٢. وأبو نعيم : هو الفضل بن دكين الملائي تقدم في ت 1 ، وهو ثقة. والحسن بن صالح بن حي الثوري ثقة فقيه عابد رمي بالتشيع مات سنة ١٩٩ه_ ، وكان مولده سنة مئة ، انظر « التهذيب » ٢ / ٢٨٥ ، و التقريب » ص 20. وأبو ربيعة البصري : هو عمر بن ربيعة الإيادي، وثقه ابن معين وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، وقال ابن حجر : مقبول من السادسة ، انظر « الجرح والتعديل » ١٠٩/٣ ، والمصدرين السابقين ٩٤/١٢ ، « والتقريب » ص ٤٠٥ . والحسن : هو ابن أبي الحسن يسار البصري، ثقة فقيه فاضل مشهور ، ولكنه كان يرسل كثيراً ويدلس ، وقال الذهبي : الإمام شيخ الإسلام وهو مدلس فلا يحتج بقوله عن من لم يدركه ولكنه حافظ علامة من بحور العلم فقيه النفس كبير الشأن. انظر «تذكرة الحفاظ » 71/1 ، « والتهذيب » ٢ / ٢٦٣ . وأنس بن مالك : هو ابن النضر الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين صحابي مشهور مات سنة ٩٢ ه_ ، وقيل : ٩٣ه_ ، وقد جاوز المئة . انظر «التقريب » ص 39. مرتبة الإسناد : رجاله ثقات غير أن الحسن البصري مدلس ، وقد عنعن وأبو ربيع_ة وثقه ابن معين وحسن الترمذي حديثه ، وقال ابن حجر : مقبول كما تقدم

(7) حدثنا بذلك أبو القاسم الرازي، قال: ثنا أبو زرعة، قال: ثنا أبو نعيم، ثنا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة البصري، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن رسول الله- صلى الله عليه و سلم-.

ص: 206

و سئل علي عن سلمان فقال: أوتي العلم الأول و الآخر(1) .

أخبرناه إسحاق بن جميل، قال: أنا أحمد بن منيع، قال: ثنا أبو أحمد، عن مسعر، عن عمرو بن مسرة، عن أبي البختري، قال: سئل علي عن سلمان.

ص: 207


1- سيأتي تخريجه قريباً. تراجم الرواة : إسحاق بن جميل ترجم له أبو الشيخ في ( الطبقات » فقال : هو إسحاق بن إبراهيم بن جميل أبو يعقوب ، شيخ صدوق صاحب أصول من المعمرين ، كان قد قارب المئة ، عنده ، «المسند» عن أحمد بن منيع ، كثير الغرائب ، مات سنة ٣١٠ه_ انظر ٣/٢٥٧ من أ _ ه_. أحمد بن منيع : هو ابن عبد الرحمن أبو جعفر البغوي نزيل بغداد ، ثقة حافظ مات سنة ٢٤٤ه_ وله أربع وثمانون سنة ، انظر « التهذيب » ١ / ٨٤ ، و «التقريب» ١١٧. أبو أحمد : هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي ، مولاهم أبو أحمد الزبيري الكوفي روى عن مسعر وعنه أحمد بن منيع ، ثقة ثبت إلا أنه قد يخطىء في حديث الثوري ، مات سنة ثلاث ومئتين . انظر المصدرين السابقين ٢٥٤/٩ و ٣٠٤. مسعر : هو ابن كدام بكسر أوله وتخفيف ثانيه ابن ظهير الهلالي العامري الرواسبي أبو سلمة الكوفي ، ثقة ثبت فاضل مات سنة ١٥٥ه_ ، انظر المصدرين السابقين ١١٣/١٠ و ٣٣٤. عمرو بن مرة بن عبد الله الجملي المرادي أبو عبد الله الكوفي الأعمى ثقة عابد ، كان لا يدلس ورمي بالإرجاء ، مات 118ه_ . المصدرين السابقين ١٠٢/٨ و٢٦٢. أبو البختري - بفتح الموحدة والمثناة بينهما معجمة ساكنة - : وهو سعيد بن فيروز الطائي - مولاهم الكوفي ، ثقة ثبت ، فيه تشيع قليل ، كثير الإرسال ، مات سنة ٨٣ه_ انظر «التقريب» ص ١٢٥. علي بن أبي طالب تقدم في المقدمة عند فتوح أصبهان. مرتبة الإسناد : رجاله ثقات سوى إسحاق ، وهو شيخ صدوق صاحب أصول. حكم الأثر وتخريجه : حسن بهذا الإسناد وقد أخرجه ابن سعد في الطبقات » ٨٥/٤ بسندين أحدهما من طريق أبي البختري به، وزاد في آخره: لا يدرك ما عنده ، والثاني من طريق زاذان قال : سئل علي عن سلمان ... وفيه « من لكم بمثل لقمان الحكيم ... وقرأ الكتاب الأول وقرأ الكتاب الآخر وكان بحراً لا ينزف » وأخرجه أبو نعيم في « الحلية » 1 / 187 عن زاذان كما تقدم ومن طريق مسعر ، عن عمرو بن مرة به ، وكذا في «أخبار أصبهان» ٥٤/١ بلفظ تابع العلم الأول والعلم الآخر لا يدري ما عنده . وقد أخرج الترمذي في «سننه » ٣٣٦/٥ ، المناقب وابن سعد في « الطبقات » ٤ / ٨٥ ، وأحمد في «مسنده » ، ٢٤٣/٥ بأسانيد هم عن يزيد بن عميرة - وكان تلميذاً لمعاذ بن جبل _ عن معاذ _ ما يدل على تبحره في العلم - وفيه أن معاذاً أمر تلميذه - المذكور _ أن يطلب العلم من أربعة : أحدهم سلمان الفارسي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب. تراجم الرواة : محمد بن عبد الله بن رستة بن الحسن ، ترجم له المؤلف فقال : أبو عبد الله الضبي المديني آمن الناس توفي سنة ٣٠١ ه_ انظر « الطبقات » - للمؤلف 3/22٥ ، « وأخبار أصبهان » ٢٢٥/٢

(8) حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته، قال: ثنا أبو أيوب سليمان،

ص: 208

قال: ثنا ابن وهب، قال: ثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة الكلبي، عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه و سلم- يقول: «سلمان عاشر عشرة في الجنّة».

(9) حدثنا محمد بن العباس، قال: ثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس، قال: حدثني سلمان الفارسي قال: كنت رجلا من أهل فارس، من أهل أصبهان، من قرية يقال لها: جي، و كان أبي دهقان أرضه، و كان يحبني حبا شديدا لم يحبه شيئا(1) من ماله و لا ولده، فما زال به حبه إيايّ حتى أجلسني في البيت، كما تجلس الجارية، فاجتهدت في المجوسية حتى كنت(2) قطن النار الذي يوقدها، لا يتركها ساعة، فكنت كذلك لا أعلم من أمر الناس شيئا، إلا ما أنا فيه حتى بنى أبي بنيانا له، و كانت له ضيعة فيها بعض العمل، فدعاني أبي فقال: أي بني إنه قد شغلني ما نرى من بنياني عن ضيعتي هذه، و لا بدّ لي من إطلاعها فانطلق إليها فمرهم بكذا و كذا، و لا تحبس عليّ(3) ، فإنك إن احتسبت علي شغلتني عن كل شي ء، فخرجت أريد

ص: 209


1- في الأصل ( شيء ) والتصويب من أ _ ه_
2- هكذا في النسختين ، وجاء عند ابن سعد ، وجاء عند ابن سعد في « الطبقات » ٧٥/٤ ، قاطن النار التي نوقدها لا نتركها تخبو ، وورد الإثنان في المراجع ، ومعناه كنت خادمها الذي يخدمها ويمنعها من أن تخبو لتعظيمهم إياها
3- في أ . أ _ ه_ : لا تحتبس ، والصواب ما في الأصل ، وهكذا عند ابن سعد في «الطبقات » ٧٦/٤ أبو أيوب : هو سليمان بن داود بن بشر المنقري الشاذكوني البصري الحافظ ، فيه نظر وسيأتي بترجمة رقم ١٢٥. وابن وهب : هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه ثقة حافظ مات سنة سبع وتسعين ومئة ، انظر « التهذيب » ٧١/٦ ، « والتقريب » ص 193. معاوية بن صالح : هو ابن حدير - بالمهملة مصغراً - الحضرمي أبو عمرو وقيل أبو عبد الرحمن ، صدوق له أوهام، مات سنة ١٥٨ه_ ، وقيل بعد السبعين والمئة . انظر « التهذيب » 209/10 « والتقريب » ٣٤١ وربيعة بن يزيد : هو أبو شعيب الإيادي القصير الدمشقي ، ثقة عابد مات سنة إحدى أو ثلاث وعشرين ومئة . انظر المصدرين السابقين ٣ / ٢٦٤ وص ١٠٢ . أبو إدريس الخولاني : هو عائذ بن عبد الله العوذي - وعائذ بتحتانية ومعجمة _ ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ، تابعي مخضرم ثقة ، مات سنة ثمانين . انظر « التاريخ الكبير » ٨٧/٩ - للبخاري ، و «التهذيب » ٨٥/٥ ، « والتقريب » ص ١٦٢. ويزيد بن عميرة - بفتح العين - الحمصي الزبيدي أو الكندي ، وقيل غير ذلك ، ثقة من الثانية نزل الكوفة ، « التهذيب » ٣٥١/١١ ، « والتقريب » ص ٣٨٤. ومعاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري الخزرجي : أبو عبد الرحمن من أعيان الصحابة ، وشهد بدراً وما بعدها ، مات بالشام سنة ١٨ه_ ، انظر « التقريب » ص ٣٤٠ . مرتبة الإسناد : في إسناده ضعيف ، بل متهم عند البعض ، ومعاوية صدوق له أوهام ، فهو ضعيف جداً إن لم يكن موضوعاً ، ولم أجده بهذا اللفظ في المصادر التي وقفت عليها ، والذي وجدته أخرجه أحمد في «مسنده » ٢٤٣/٥ والترمذي في «سننه » ٣٣٦/٥ بسندهما ، عن يزيد بن عميرة ، عن معاذ ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « إنه - أي عبد الله بن السلام - عاشر عشرة في الجنة » . وقال الترمذي : حسن غريب ، وفي الباب عن سعد فجعل ابن سلام عاشر عشرة . والله أعلم ... تراجم الرواة: محمد بن العباس الأصبهاني ، تقدم في ح ٦ وكان فقيهاً حافظاً. وأحمد بن عبد الجبار : هو أبو عمر التميمي الكوفي ، روى عن يونس بن بكير وغي_ره ضعيف ، مات سنة ٢٥٢ ه_ ، وله ٩٥ سنة انظر « التهذيب » ١ / ٥١ ، « والتقريب » ١٤ ويونس بن بكير بن واصل الشيباني : أبو بكر الكوفي الحافظ ، صدوق يخطىء ، مات سنة 199 ه_ ، انظر المصدرين السابقين ٤٣٤/١١ . محمد بن إسحاق بن يسار : أبو بكر المطلبي ويقال أبو بكر مولاهم المدني ، نزيل العراق إمام المغازي ، صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر ، مات سنة ١٥٠ ه_ ، انظر « التهذيب » ٩ / ٣٨ ، « والتقريب » ص 290. عاصم بن عمر بن قتادة الأوسي الأنصاري : أبو عمرو المدني، ثقة عالم بالمغازي ، مات بعد العشرين ومئة ، انظر « التقريب » ص ١٥٩. محمود بن لبيد بن عقبة الأوسي الأنصاري : الأشهلي أبو نعيم المدني صحابي صغير وجل روايته عن الصحابة مات سنة ٩٧ه_ وله 99 سنة ، انظر المصدر السابق ص 330 ، و« التهذيب » ١٠ / ٦٥ ، سيأتي في آخر القصة . حكم الحديث وتخريجه

ص: 210

ضيعته فمررت بكنيسة(1) النصارى، فسمعت أصواتهم فيها فقلت ما هذا؟ فقالوا: هؤلاء النصارى يصلون، فدخلت أنظر فأعجبني ما رأيت من حالهم(2) ، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس، فبعث أبي في طلبي من كل وجه، حتى جئته حين أمسيت، و لم أذهب إلى ضيعته، فقال لي أبي: يا بني، أين كنت؟ ألم أكن قلت لك؟ فقلت: يا أبتاه مررت بأناس يقال لهم النصارى فأعجبني كلامهم و دعاؤهم، فجلست أنظر إليهم كيف يفعلون فقال: أي بنيّ دينك و دين آبائك خير من دينهم. فقلت: لا و الله ما هو بخير من دينهم، هؤلاء قوم يعبدون الله و يدعونه و يصلون له، و نحن إنما نعبد نارا نوقدها بأيدينا، إذا تركناها ماتت، فخافني فجعل في رجليّ حديدا و حبسني في بيت عنده، فبعثت إلى النصارى فقلت لهم: أين أصل هذا الدين الذي أراكم عليه؟ قالوا: بالشام.

قلت: فإذا قدم عليكم من هناك ناس، فآذوني به قالوا: نفعل فقدم عليهم ناس من تجارهم، فبعثوا إلي أنه قدم علينا تجار من تجارنا، فبعثت إليهم إذا قضوا حوائجهم و أرادوا الخروج، فآذنوني به قالوا: نفعل. فلما قضوا حوائجهم و أرادوا الرحيل، بعثوا إلي بذلك، فطرحت الحديد الذي في رجليّ، و لحقت بهم، فانطلقت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: مَن أفضل مِن(3) هذا الدين؟، قالوا: الأسقف(4) صاحب الكنيسة. فجئته فقلت: إني قد أحببت أن أكون معك في كنيستك، و أعبد الله معك فيها، و أتعلم منك الخير، قال:

فكن معي، فكنت معه، و كان رجل سوء (5)، كان يأمرهم بالصدقة و يرغبهم فيها، فإذا جمعوها إليه اكتنزها، و لم يعطها المساكين، فأبغضته بغضا شديدا لما رأيت من حاله، فلم ينشب أن مات، فلما جاؤوا ليدفنوه قلت لهم: إن هذا

ص: 211


1- هي متعبد النصارى ( كالمسجد للمسلمين ) كما في القاموس ٢٤٧/٢ ، والكنيسة متعبد اليهود أو النصارى أو الكفار ، وفي مختار الصحاح ص ٥٨٠ ، الكنيسة للنصارى
2- في أ - ه_ : من أحوالهم وعند ابن سعد في نفس المصدر من صلاتهم
3- في أ _ ه_ بزيادة (أهل) ولكنه زاده بين القوسين مما يدل على أنه ليس في الأصل . والأنسب «في»
4- الأسقف وجمعه أساقفة وأساقف : وهو رئيس للنصارى في الدين أو الملك المتخاشع في مشيته أو العالم . . . انظر « القاموس » ١٥٣/٣ أو « مختار الصحاح » ص ٣٠٥
5- وزاد ابن سعد في «الطبقات » ٧٦/٤ ( في دينه )

رجل سوء، كان يأمركم بالصدقة و يرغبكم فيها حتى إذا جمعتموها إليه اكتنزها و لم يعطها المساكين، قالوا: و ما علامة ذلك؟ قلت: أنا أخرج لكم كنزه قالوا: فهاته، فأخرجت لهم سبع قلال(1) مملوءة ذهبا و ورقا، فلما رأوا ذلك، قالوا: و الله لا يدفن أبدا، فصلبوه على خشبة، و رموه بالحجارة، و جاؤا برجل آخر فجعلوه مكانه، فلا و الله يا ابن عباس: ما رأيت رجلا قط يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه، أشد اجتهادا و لا أزهد في الدنيا و لا أدأب ليلا و لا نهارا منه، ما أعلمني أحببت شيئا قط قبله حبّه، فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة فقلت: يا فلان قد حضرك ما ترى من أمر الله، و إني و الله ما أحببت شيئا قطّ حبّك فإلى من تأمرني، إلى من توصيني قال: إني و الله ما أعلمه إلا رجل(2) بالموصل(3) ، فأته فإنك تجده على مثل حالي، فلما مات و غيب لحقت بالموصل، فأتيت صاحبها فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد و الزهادة في الدنيا، فقلت له: يا فلان إن فلانا أوصاني أن آتيك فأكون معك قال: فأقم أي بني، فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه، حتى حضرته الوفاة فقلت له: إن فلانا قد أوصاني إليك، و قد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من؟ قال: و الله ما أعلمه أي بني إلا رجلا بنصيبين(4) ، هو على مثل ما نحن عليه فالحق به، فلما دفناه لحقت بالآخر، فقلت له: إن فلانا أوصاني إليك قال: فأقم يا بني فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضرته الوفاة، فقلت له: يا فلان إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى، و قد كان فلان أوصاني إلى فلان، و أوصى فلان إلى فلان، و أوصاني فلان إليك، فإلى من؟ قال: و الله أي بني ما أعلم أحدا على مثل ما نحن عليه إلا رجلا

ص: 212


1- جمع وهي القلة إناء للعرب كالجرة الكبيرة ، وقد يجمع على قلل . انظر « مختار الصحاح » ص ٥٤٩
2- هكذا في النسختين ، الظاهر : رجلاً كما سيأتي في الصفحة التي تليها
3- مر تحديده في مقدمة الكتاب وهو بفتح الميم وكسر الصاد
4- بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح ، وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام ( بينها وبين الموصل ستة أيام ) بقرب سبخار ، كثيرة المياه والأشجار والبساتين. انظر « معجم البلدان » 288/5 ، « وآثار البلاد » للقزويني ص ٤٦٧

بعمورية(1) من أرض الروم، فإنه ستجده على ما كنا عليه فلما واريته خرجت، حتى قدمت على صاحب عمورية فوجدته على مثل حالهم، فأقمت عنده و اكتسبت حتى كانت لي غنيمة و بقرا ثم حضرته الوفاة فقلت: يا فلان إن فلانا كان أوصاني إلى فلان فإلى من توصيني قال: يا بني و الله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، و لكنه قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم، مهاجرته بين حرتين(2) ، إلى أرض سبخة(3) ، ذات نخل و إن فيه علامات لا تخفى، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة، فلو استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل، فإنه قد أظلك زمانه فلما و اريناه أقمت حتى مرّ بي رجال من تجار العرب من كلب(4) ، فقلت لهم تحملوني معكم حتى تقدموا بي أرض العرب و أعطيكم غنمي هذه و بقراتي هذه، فأعطيتهم إياها و حملوني، حتى إذا جاوزوا بي وادي القرى(5) ظلموني فباعوني من رجل يهودي بوادي القرى، فو الله لقد رأيت النخل و طمعت أن يكون البلد الذي نعت لي صاحبي، و ما حقت مني (6) حتى قدم رجل(7) من بني قريظة من يهود وادي القرى فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده، فخرج بي حتى قدم المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفت نعتها، فأقمت في رقي مع صاحبي، فبعث الله رسوله بمكة لا يذكر لي من أمره شي ء مع ما أنا فيه من الرق، (حتى) (8) قدم رسول الله

ص: 213


1- بفتح أوله ، وتشديد ثانيه ، بلد من بلاد الروم، وهي التي فتحها المعتصم في سنة ٢٢٣ه_ . انظر « معجم البلدان » ٤ / 1٥ وسميت باسم امرأة اسمها عمورية بنت الروم بن اليغز بن سام بن نوح . المرجع المذكور
2- الحرة : أرض ذات حجارة سود، نخرات كأنها أحرقت بالنار ، والجمع : حرات وحرر . انظر «لسان العرب » ٤ / ١٧٩ لابن منظور الأفريقي
3- السبخة : أرض ذات ملح ونزو وجمعها سباخ . انظر المرجع المذكور ٢٤/٣ ، قلت : المراد منها المدينة المنورة حيث وقعت هجرة الرسول إليها وهي المتصفة بما نعتها الراهب
4- أي قبيلة كلب ، وينسب إلى كلب قبائل ، منها كلب اليمن وغير ذلك . انظر « اللباب » ١٠٤/٣
5- وهو واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى ، فتحها النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة سبع عنوة ، ثم صولحوا على الجزية ، انظر « معجم البلدان » ٣٤٥/٥
6- عند ابن سعد في « الطبقات » ٧٨/٤ ( لي بدل مني )
7- هو عثمان بن الأشهل اليهودي القرضي ، سيأتي ذكره في رجال ح 13
8- الزيادة من أ _ ه_

- صلى الله عليه و سلم- قباء(1) و أنا أعمل لصاحبي في نخل له، فو الله إني لفيها إذ جاءني عم له(2) ، فقال فلان: قاتل الله بني قيلة (3) و الله إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي، فوالله ما هو إلا أن سمعتها و أخذتنى العرواء(4) : يقول(5) : الرعدة، حتى ظننت لأسقطن على صاحبي، فنزلت(6) أقول ما هذا الخبر؟ ما هو؟ فرفع مولاي يده فلطمني لطمة شديدة فيقول: (فقال) (7) : ما لك و لهذا؟ أقبل قِبَل(8) عملك فقلت: لا شي ء إنما سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه، فلما أمسيت و كان عندي شي ء من طعام فحملته فذهبت إلى رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و هو بقباء فقلت: إنه بلغني أنك رجل صالح، و أن معك أصحابك(9) غرباء و قد كان عندي شي ء(10) من الصدقة،

ص: 214


1- قباء : بالضم أصله اسم بئر عرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار ( وتقع جنوب المدينة على بعد ٣ كم يعني ميلين من المدينة المنورة على يسار القاصد لمكة ). انظر « معجم البلدان » ٣٠١/
2- أي عم لصاحبه وسيده
3- قيلة : هي بنت كاهل بن عذرة بن سعد . . انظر « سيرة ابن هشام » 201/1
4- العرواء ، الرعدة ، مثل الغلواء ، وهي قرة الحمى ومسها في أول ما تأخذه بالرعدة . انظر « لسان العرب » ٢٥ / ٤٥
5- عند ابن سعد في « الطبقات » ٧٨/٤ : فرجعت النخلة حتى ... الخ
6- في المصدر السابق : فنزلت سريعاً
7- بين القوسين من الأصل غير موجود في أ _ ه_
8- عند ابن سعد : ( على ) وهكذا في ن _ أ _ ه_
9- في ن _ أ _ ه_ ، أصحاباً
10- وهكذا عند أحمد ولكن عند الترمذي في الشمائل ص ٣٧ جاء سلمان إلى النبي بمائدة عليها رطب ... الخ . ولا يعارضه ما ورد أن عليها تمر لأن رواية التمر ضعيفة ، هكذا ذكر الباجوري في شرحه على الشمائل ، ثم قال أيضاً لا يعارضه ما رواه أحمد والبزار بسند جيد عن سلمان ، قال : فاحتطبت حطباً فبعته . . . الخ . وما رواه الطبراني بسند جيد فاشتريت لحم جزور بدرهم ثم طبخته .. الخ لاحتمال تعدد الواقعة - أو أن المائدة كانت تشتمل على الرطب والتمر - واللحم وخص الرطب لكونه أعظم. انظر « شرح الباجوري » على الشمائل ص ٣٥

فرأيتكم أحقّ مني بهذه فكل منه فأمسك يده فقال لأصحابه: كلوا (1)كلوا و لم يأكله فقلت في نفسي: هذه خلة مما وصف صاحبي، ثم رجعت فتحول رسول الله- صلى الله عليه و سلم- إلى المدينة فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته فقلت: إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، و هذه هدية و كرامة ليست بصدقة، فأكل رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و هو يتتبع خياره (2)، و على شملتان(3) لي و هو في أصحابه، فاستدرت أنظر إلى الخاتم في ظهره، فلما رآني أستدبرته(4) عرف أني قد استثبت شيئا قد وصف لي فرفع رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي صاحبي، فأكببت عليه أقبله و أبكي فقال: تحول يا سلمان هكذا، فتحولت فجلست بين يديه(5) ، و أحب أن يسمع أصحابه حديثي عنه فحدثته يا ابن عباس كما حدثتك فلما فرغت(6) ، قلت: يا رسول الله قد كاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة(7) أحييها له و أربعين أوقية فأعانني أصحاب رسول

ص: 215


1- هكذا في الأصل وفي ن - أ - ه_ : كلوا مرة واحدة
2- هكذا في النسختين ( يتتبع خياره ) وجاء عند ابن سعد ، فأكل وأكل أصحابه ، قال : قلت في نفسي : هذه أخرى ، قال : ثم رجعت فمكثت ما شاء الله ثم أتيته ، فوجدته في بقيع الغرقد وقد تبع جنازة وحوله أصحابه وعليه شملتان . مؤتزراً بواحدة مرتدياً بالأخرى . انظر « الطبقات » ٧٩/٤ وكذا ورد عند أحمد في مسنده ٤٤٣/٥ وهكذا ذكره ابن الجوزي في « صفة الصفوة » ٥31/1 : أن عليه شملتان أي على النبي - صلى الله عليه وسلم - لا على سلمان وورد في سيرة «ابن هشام » 202/1 ، « وتاريخ بغداد » ١ / ١٦٩ كما هو هنا : أي على شملتان لي وهو في أصحابه ، وليس بينهما تعارض لأنه يمكن أن يكون على كل منهما شملتان أو يرجح ما ورد عند أحمد لأنه أصح ما ورد _ والله أعلم
3- الشملة : بفتح الشين المعجمة : كساء دون القطيفة يشتمل به كالمشملة . انظر « القاموس » ٤١٤/٣
4- في أ _ ه_ : « فاستدرت وورد أيضاً أستدير به»
5- عند ابن سعد : بعد هذه الجملة فحدثته حديثي كما حدثتك يا ابن عباس ، فأعجبه ذلك ، فأحب أن يُسمعه أصحابه ، ثم أسلمت وشغلني الرِّق ، وما كنت فيه حتى فاتني بدر وأحد ، ثم قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كاتب ، فسألت صاحبي ذلك فلم أزل حتى كاتبني . انظر «الطبقات » لابن سعد ٧٩/٤
6- في « صحيح البخاري » 31٥/٥ مع الفتح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لسلمان : كاتب - فأخبره بأنه قد كاتبت »
7- في الأصل نخل والتصحيح من «سيرة ابن هشام » 202/1

الله- صلى الله عليه و سلم- بالنخل ثلاثين ودية(1) ، و عشرين ودية، و عشر، كل رجل منهم على قدر ما عنده، فقال لي رسول الله- صلى الله عليه و سلم:

فقر(2) لها، فإذا فرغت فآذني حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي، فقرها فأعانني أصحابي يقول: ففقرت لها حيث توضع حتى فرغنا منها، ثم جئت إلى رسول الله- صلى الله عليه و سلم-: فقلت: يا رسول الله قد فرغنا (منها) (3) ، فخرج معي حتى جاءها فكنّا نحمل إليه الودي فيضعه بيده و يسوي عليه، فوالله الذي بعثه بالحق، ما ماتت منه ودية(4) واحدة و بقيت على الدراهم، فأتاه رجل من بعض المعادن بمثل البيضة من الذهب، فقال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-: أين الفارسي المسلم المكاتب؟ فدعيت له فقال: خذ هذه يا سلمان فأدّها عنك(5) ، فقلت: يا رسول الله و أين تقع هذه مما علي؟.

ص: 216


1- الودية واحدة الودي وهي صغار الفسيل والفسيل النخلة الصغيرة . انظر « القاموس » ٢٩/٤ و 399
2- في المصدر السابق 202/1 ، فقر ففقرت لها والفقر : الحفر انظر « القاموس » ٢ / ١١٥
3- ما بين القوسين من الأصل
4- جاء عند الترمذي في الشمائل ، وسيأتي في مصادر تخريجه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غرس الكل إلا نخلة واحدة غرسها عمر ، فجملت جميع النخلة إلا هذه فنزعها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وغرسها فحملت ... الخ ولم يذكر غرس النخلة إلا في رواية الترمذي حسب اطلاعي- والله أعلم
5- في الأصل ( عليك ) والتصويب من أ - ه_ ومن ( الطبقات » ٤ / ٨٠ لابن سعد. مرتبة الإسناد : سنده ضعيف ، فيه أحمد بن عبد الجبار التميمي الكوفي وهو ضعيف كما تقدم في التراجم فالحديث ضعيف بهذا السند ، ويكون حسناً بأسانيد أخرى كما سيأتي قريباً. تخريجه : فقد أخرجه ابن إسحاق في «سيرته » ٦٦/١ ، عن عاصم بن عمر به ومن طريقة ابن هشام في « سيرته » 1 / 198 - 20٤ ، وابن سعد في « الطبقات » ٧٥/٤ - ٩٣ ، وأحمد في ٤٣٨/٥ والبخاري جزءاً معلقاً في «صحيحه » ٥ / ٣١٥ ، والترمذي في « الشمائل » ص ٣٤ - 37 مع «شرح الباجوري » جزءاً منها والبزار كما في « المجمع » ٣٣٤/٩ و ٣٣٧، وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح . وابن حبان في «الثقات » ٢٤٩/١ والطبراني كما في « المجمع » ٣٣٧/9 – ٣٤٠. وقال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني في الكبير بأسانيد واسناد الرواية الأولى عند أحمد والطبراني رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع - فزالت عنه شبهة التدليس ، ورجال الرواية الثانية أنفرد بها أحمد ورجالها رجال الصحيح غير عمرو بن أبي قرة الكندي وهو ثقة. وأخرجه الحاكم في « المستدرك » ٥٩٩/٣ - ٦٠٢ بطريقين من غير طريق محمد بن إسحاق قال في الأول : هذا حديث صحيح عال في ذكر إسلام سلمان ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله مجمع على ضعفه . وقال في الثاني : صحيح الإسناد ، وتعقبه الذهبي بأن فيه ابن عبد القدوس وهو ساقط. وأبو نعيم في « الحلية » ١ / ١٨٥ - ٢٠٨ ، وفي « أخبار أصبهان » ٤٩/١ - ٥١ باختصار ، وفي دلائل النبوة » 87/1. والخطيب في «تاريخ بغداد » ١ / ١٦٥ ، وما بعدها مطولاً ومختصراً بأسانيد كلاهما من طريق ابن إسحاق بعضها ضعيفة فيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، وهو ضعيف وبعضها حسنة . وأورده ابن سيد الناس بسند ابن إسحاق في «عيون الأثر » ١ / ٦٠ ، وبعدها والذهبي بسنده بطرق عن محمد بن إسحاق بإسناده مثله في «سير النبلاء » ٣٦٢/١. قلت : إسناد ابن إسحاق وابن سعد وأحمد والبزار والطبراني وطريق للخطيب حسن . وقال ابن حجر : « ورويت قصة سلمان من طرق كثيرة من أصحها ما أخرجه أحمد من حديث نفسه وأخرجها الحاكم من وجه آخر عنه أيضاً - قلت : وهو ضعيف كما تقدم - . وأخرجه من حديث بريدة وعلّق البخاري طرفاً منها - قلت : في ( 31٥/٥ ) باب شراء المملوك من الحربي - وفي سياق قصته في إسلامه إختلاف يتعسر الجمع فيه » . انظر « الإصابة » ٦٢/٢ . قلت : يرجح سياق محمد بن إسحاق في إسلامه الذي رواه من طريقه ابن سعد وأحمد وغيرهما ، وهو أصح ما ورد في قصة إسلامه . والله أعلم. تراجم الرواة : القاسم بن فورك : هو ابن سليمان أبو محمد الكنيزكي، شيخ ثقة. توفي سنة ٣٠١ ه_، انظر «الطبقات » ٣/٢٤٥ من أ _ ه_ ، « وأخبار أصبَهان » ٢ / ١٦١ ». عبد الله : هو ابن الحكم بن أبي زياد سليمان القطواني - بفتح القاف والطاء المهملة - أبو عبد الرحمن الكوفي الدهقان ، ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال ابن حجر : صدوق . مات سنة خمس وخمسين ومائتين . انظر « التهذيب » ٥ / 190 ، و«التقريب » ص 171. وسيار بن حاتم العنزي بفتح المهملة والنون - أبو سلمة البصري ، صدوق له أوهام . مات سنة مائتين أو قبلها ، انظر المصدرين السابقين ٤ / ٢٩٠ وص ١٤٢. موسى بن سعيد الراسبي - بفتح الراء ، وسكون الألف ، وكسر السين المهملة ، وفي باء موحدة - نسبة إلى بني راسب ، وهي قبيلة نزلت البصرة كما في « اللباب » ٦/٢ ، لم أعرفه وأبو معاذ . لم يتبين لي . أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني : قيل : اسمه عبد الله ، وقيل : إسماعيل . قال ابن سعد : كان ثقة فقيهاً كثير الحديث . قال الحافظ ابن حجر : ثقة مكثر ، مات سنة ٩٤ه_ ، بالمدينة في خلافة الوليد . انظر « الطبقات » لابن سعد ١٥٧/٥ ، «والتقريب » ص ٤٠٩

فقال: «إنّ الله سيؤديها عنك» فو الذي نفس سلمان بيده لقد وزنت لهم منها أربعين أوقية، فأديت إليهم و عتق سلمان، و كان الرق قد حبسني حتى فاتني مع رسول الله- صلى الله عليه و سلم- بدر و أحد ثم عتقت فشهدت الخندق ثم لم يفتني معه مشهد- صلى الله عليه و سلم-.

ص: 217

(10) حدثنا القاسم بن فورك، قال: ثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: ثنا سيار بن حاتم العنزي(1) ، قال: ثنا موسى بن سعيد الراسبي، قال: ثنا أبو معاذ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن سلمان الفارسي، قال: إني كنت ممن ولد برامهرمز(2) و بها نشأت، و أما أبي فمن أهل أصبهان، و كانت أمي لها غنى و عيش، فأسلمتني أمي إلى الكتّاب، فكنت أنطلق مع غلمان من قريتنا إلى أن دنا مني فراغ من كتّاب الفارسية، و لم يكن في الغلمان أكبر مني، و لا

ص: 218


1- في أ - ه_ ، ( العيري ) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن «أخبار أصبهان » ٥٠/١ ، والعنزي بفتح وسكون النون ، وفي آخرها زاي. هذه النسبة إلى عنز بن وائل . انظر «اللباب » ٣٦٢/٢
2- بفتح الراء والميم وضم الهاء والميم الثانية ، وهي مدينة في مقاطعة خوزستان ، تقع غربي أصبهان بإيران ، وهذه الرواية تجمع بين الروايات التي روت أنه قال : كنت رجلاً من أهل جَيّ ، أو كنت فارسياً من أهل أصبهان من قرية جيّ وبين قوله أنا من رامهرمز وهذه الرواية في «صحيح البخاري » ١٧/٥ ، وفي «تاريخ بغداد » ١/ ١٦٤ ، وكما هنا عند المؤلف جاء عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان » 50/1 ، فهي تجمع بين الأقوال ، والذي جاء عند ابن عبد البر في «الاستيعاب » ٥٦/٢ بهامش « الإصابة » أن سلمان كان أصله من فارس من رامهرمز من قرية يقال لها : جَيّ ، ويقال : بل كان أصله من أصبهان ، « فيحمل على هذا ، ولكن في كلامه إيهام حيث يدل على المغايرة بين جَيّ وأصبهان ، مع أن جَيّاً كانت في القديم - هي أصبهان » ، فالتعبير الأولى فيه أن يقال : إن أصله من فارس من رامهرمز ، ويقال : من أصبهان من قرية جيّ . والله أعلم

أطول، و كان ثم جبل فيه كهف في طريقنا، فمررت ذات يوم وحدي، فإذا أنا فيه برجل طويل عليه ثياب شعر، نعلاه(1) من شعر، فأشار إلي فدنوت منه، فقال: يا غلام؛ تعرف عيسى بن مريم؟ فقلت: لا، و لا سمعت به، فقال: أتدري من عيسى بن مريم؟ هو رسول الله- صلى الله عليه و سلم- آمن بعيسى. إنه رسول الله، و برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، أخرجه الله من غم الدنيا إلى روح الآخرة و نعيمها. قلت: ما نعيم الآخرة؟ قال: نعيمها لا يفنى، و هوانها لا يفنى، فرأيت الحلاوة و النور يخرج من شفتيه، فعلقه فؤادي (2)و فارقت أصحابي، و جعلت لا أذهب و لا أجي ء إلا وحدي و كانت أمي ترسلني إلى الكتّاب فأنقطع دونه، و كان أول ما علمني شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن عيسى بن مريم رسول الله، و محمد- صلى الله عليه و سلم- بعده رسول الله، و الإيمان بالبعث بعد الموت فأعطيته ذلك، و علمني القيام في الصلاة، و كان يقول: إذا قمت(3) في الصلاة فاستقبلت القبلة فإن احتوشتك النار فلا تلتفت(4) ، و إن دعتك أمك و أبوك في الصلاة الفريضة لا تلتفت، إلا أن يدعوك رسول من رسل الله، فإن دعاك و أنت في فريضة فاقطعها، فإنه لا يدعوك إلا بوحي من الله، و أمرني بطول القنوت، و زعم أنّ عيسى بن مريم قال: طول القنوت الأمان على الصراط، و أمرني بطول السجود، و زعم أن ثواب طول السجود الأمان من عذاب القبر، و قال: لا تكونن مازحا و لا حادا(5) تسلم عليك ملائكة الله أجمعين، و قال: لا تعصين في

ص: 219


1- في النسختين : نعليه ، والصواب نعلاه كما أثبته
2- في أ _ ه_ : ( فرادي ) ، والصواب ما أثبته من الأصل
3- في النسختين ( قمتم ) ، والتصحيح من سياق العبارة
4- أي أحاطت بك النار وأفزعتك ونفرتك ، انظر « القاموس » 2 / 271
5- أي شديد الغضب . قال في « لسان العرب » : والحدة ما يعتري الإنسان بالنزق والغضب . انظر ٠٥٨٤/١

طبع(1) و لا عبث (حتى) (2) لا تحجب عن الجنة طرفة عين، ثم قال: إذا أدركت(3) محمد بن عبد الله- صلى الله عليه و سلم- الذي يخرج من جبال تهامة(4) ، فآمن به و اقرأ عليه السلام(5) مني، فإنه بلغني أن عيسى قال: من سلم على محمد بن عبد الله- صلى الله عليه و سلم- رآه أو لم يره كان له محمد- صلى الله عليه و سلم- شافعا و مصافحا، فدخل حلاوة الإنجيل في صدري و جعلت أزداد قوة فأقام في مكانه(6) حولها، ثمّ قال: أي بني إنك قد أحببتني(7) و أحببتك؟ و إنما قدمت بلادكم هذه أنه كان لي بها قريب فمات، فأحببت أن أكون قريبا من قبره أصلي عليه (و أسلم(8) عليه) بما عظم الله علينا في الإنجيل من حق القرابة، قلت: فما حق القرابة في الإنجيل؟ قال: يقول الله: من وصل قرابته فقد وصلني، و من قطع قرابته فقد قطعني، و إنه قد بدا (9) لي الشخوص(10) من هذا المكان، فإن كنت تريد أن تصحبني فأنا طوع يديك، قال: قلت: عظمت حق القرابة، و ها هنا والدتي و قرابتي، قال: إن كنت تريد أن تهاجر مهاجرة إبراهيم(11) ، فذكر الحديث بطوله ...

ص: 220


1- هكذا في النسختين ، وعند أبي نعيم ، وعند أبي نعيم 51/1 : طمع وعبث
2- ما بين الحاجزين من «أخبار أصبهان » ٥١/١
3- في أ _ ه_ : إن ، والصواب ما في الأصل
4- والتهامة : بالكسر ، وهي ما بين نجد والحجاز ، وبه سمي الحجاز حجازاً لأنه حجز بينهما ، وإنما سميت لشدة حرّها وركود ريحها ، يقال : تهم الحر ، إذا اشتد . انظر « معجم البلدان » ٦٣/٢
5- إلى هنا ذكره أبو نعيم ، وقال في الباقي ... وذكر إسلامه بطوله . انظر «أخبار أصبهان » ٥١/١
6- في ن _ أ _ ه_ : مقامه
7- في أ _ ه_ : أجبتني وأجبتك
8- بين القوسين من الأصل ليس في أ - ه_
9- في الأصل ( إلى ) وما أثبته من أ _ ه_ ، وهو أنسب
10- الشخوص : هو الذهاب من بلد إلى بلد . انظر «مختار الصحاح» ص 332 ، و لسان العرب ٤٦/٧
11- هو خليل الله إبراهيم النبي عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. مرتبة الإسناد : في إسناده من لم أعرفه ، وسيار العنزي صدوق له أوهام، وأخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ٥١ من طريق المؤلف ، ومن طريق شيخه عبد الله بن يعقوب به ، ولكن ذكر لفظه إلى قوله : وأقرئه مني السلام ، ثم قال وذكر إسلامه بطوله. تراجم الرواة : أبو بكر البزار هو أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري الحافظ ، قدم أصبهان مرتين ، القدمة الثانية سنة ٢٨٦ه_ ، وقال الذهبي : الحافظ العلامة . . . صاحب « المسند الكبير المعلل » . روى عنه ابن القانع وأبو الشيخ وخلق كثير ، توفي بالرملة سنة ٢٩٢ه_ . انظر « الطبقات » للمؤلف 209/ 3 ، و « أخبار أصبهان » ١٠٤/١ ، « وتذكرة الحفاظ » ٦٥٣/٢ وعباس هو ابن عبد الله بن الزبرقان البغدادي أبو محمد ، أصله واسطي ، صدوق . مات سنة ٢٨٥ ه_ انظر « التهذيب » ٥ / ١١٥ ، « والتقريب » ص ١٦٥. يحيى بن إسحاق : هو الحافظ الثقة الرحال أبو زكريا البجلي . قال ابن سعد : « كان ثقة حافظاً لحديثه ». قال أحمد : «شيخ صالح ثقة » مات سنة ٢١٠ ه_ . انظر «تذكرة الحفاظ » ٢١ / ٣٧٦ ، « والتهذيب» ١٧٦/١١ وشريك : هو ابن عبد الله القاضي الكوفي أبو عبد الله ، صدوق ، يخطيء كثيراً . تغير حفظه منذ ولي القضاء . مات سنة سبع أو ثمان ومائة . انظر « التقريب » ص ١٤٥. و عبيد : هو ابن مهران الكوفي المكتب ، ثقة ، روى عن أبي الطفيل ، وعنه جرير وشريك من الخامسة . انظر « التهذيب » ٧ / ٧٤ ، « والتقريب » ص 229. أبو الطفيل : وعامر بن واثلة بن عبد الله الليثي ، وربما سُمِّيَ عمراً . ولد عام أحد وعمر إلى أن مات ١١٠ه_ ، على الصحيح . وهو آخر من مات من الصحابة قاله مسلم. انظر « التهذيب » ٥ / 82 ، « والتقريب ص ١٦٢. مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه : ضعيف ، فيه شريك القاضي ، وهو يخطىء كثيراً . تغير حفظه منذ ولي القضاء ، وأصل الحديث حسن بغير هذا الإسناد. أخرجه البزار وأحمد في «مسنده » ٤٤٤/٥ ، والطبراني كما في « المجمع » ٣٣٦/٩ ، من طريق محمد بن إسحاق نحوه ، وقال الهيثمي : إسناد الرواية الأولى عند أحمد والطبراني رجالها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق ، وقد صرح بالسماع ، ورجال الرواية الثانية انفرد بها أحمد ، ورجالها رجال الصحيح ، غير عمرو بن أبي قرة الكندي وهو ثقة ، وكذا هو عند ابن هشام في « سي__رت_ه » 1 / 203 ، ولكن فيه راو لم يسم 203/1 انظر حديث ٩ . وفي آخره معنى الحديث وإسناده حسن ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٥٤/١ ، عن شيخه أبي محمد بن حيان المؤلف ، وبطريق آخر نحوه ، وفي الأول عبد الله بن عبد القدوس ، وهو ضعيف ، وفي الثاني شريك القاضي. تراجم الرواة : إبراهيم بن محمد بن مالك القطان أبو اسحاق ، يعرف بابن ماهويه . ثقة ، مات ٣٠٤ ه_ . انظر «الطبقات » للمؤلف ٣/٢٦٨ ، و « أخبار أصبهان » ١٩١/١. وابن حميد هو محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ ، أبو عبد الله الرازي ، حافظ ضعيف ، وكان ابن معين حسن الرأي فيه . مات سنة ٢٤٨ ه_ . انظر « التهذيب » 127/9 ، « و التقريب » ص ٢٩٥. عبد الله بن عبد القدوس هو التميمي السعدي الكوفي ، صدوق، رمي بالرفض ، وكان يخطيء ، وقال الذهبي : ضعفوه ، انظر « المغني في الضعفاء » ٣٤٦/١ ، « والتقريب » ص 180 . وقال في « التلخيص على المستدرك » ٣٠٤/٣ ساقط . وعبيد وأبو الطفيل تقدما في السند قبله

(11) حدثنا أبو بكر البزار، قال: ثنا عباس بن جعفر البغدادي، قال: ثنا يحيى بن إسحاق، قال: ثنا شريك، عن عبيد المكتب، عن أبي الطفيل، عن سلمان قال:

أعطاني رسول الله- صلى الله عليه و سلم- مثل هذه- يصغرها بيده-

ص: 221

ليؤدي مكاتبتي، فصارت في يدي مثل هذه يعني فأضعفت فأديت مكاتبتي.

(12) حدثنا إبراهيم بن محمد بن مالك القطان، قال: ثنا ابن حميد قال: ثنا عبد الله بن عبد القدوس، قال: ثنا عبيد المكتب، عن أبي الطفيل، عن سلمان، قال: كنت رجلا من أهل جي و كانوا يعبدون الخيل البُلق(1) ، و كنت أعلم أنهم ليسوا على شي ء فكنت أطلب الدين فذكر القصة بطولها (2)، قال: فأتيت النبي- صلى الله عليه و سلم- و حملت معي تمرًا(3) أزديا فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ قلت: هدية فأكل منها و قال: كلوا. ثم سألته و أخبرته خبري فقال: اذهب فاشتر نفسك، فأتيت صاحبي، فقلت: بعني نفسي، فقال: أبيعك نفسك بأن تغرس مئة(4) نخلة، فإذا نبتت أعطيتني وزن نواة ذهب، فأتيت النبي- صلى الله عليه و سلم- فأخبرته فقال النبي- صلى الله عليه و سلم-: أعطه ما شاء لك و انظر الشن(5) الذي يسقي منه ذلك النخل،

ص: 222


1- البلق : محركة سواد وبياض كالبلقة بالضم ، انظر « القاموس » ٢١٤/٣
2- في النسختين : ( بطوله ) ، والصواب ما أثبته
3- في أ _ ه_ ، ردياً ، وعند الحاكم في « المستدرك» جيداً ٣ / ٦٠٤ ، وهكذا في« المجمع » ٣٣٨/٩
4- والصحيح أنه كاتبه على ثلاثمائة نخلة ، وسند هذه الرواية المذكورة هنا ضعيف كما سيأتي
5- الشن والشنة : القربة الخلق ، ويقال للسقاء : شن ، وللقربة شن . انظر « لسان العرب » ١٣ / ٢٤١ ، « ومختار الصحاح» ، ص ٣٤٨

فجئني منه بدلو من ماء فابتعت منه لنفسي، ثم جئت بدلو من ماء من الشن الذي يسقي به النخل، فقال النبي- صلى الله عليه و سلم-: صبّه فيها، فلما(1) نبت و حسن نباته أتيت النبيّ- صلى الله عليه و سلم- فأمر لي بقطعة من ذهب، فأتيت بها إلى الرجل، فوضعتها في كفة الميزان، ثم وضع النواة في الجانب الآخر، فما استقلت من الأرض.

حدثنا محمد بن الفضل بن الخطاب قال: ثنا محمد بن الوليد العسكري(2) قال: ثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا عباد بن العوام، عن هارون

ص: 223


1- في أ - ه_ : « ثبت وحسن مائة »، والصواب ما أثبته من الأصل. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في اسناده عبد الله بن عبد القدوس ، وهو ضعيف كما تقدم. وأخرجه الطبراني كما في « المجمع » 339/9 والحاكم في «المستدرك» ٦٠٤/٣ . وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » 1 / 50 ، وفي « الحلية » 1 / 190 - 193 - 195 . مختصراً ومطولاً ، كلهم من طريق ابن عبد القدوس ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، وتعقبه الذهبي ، فقال : فيه ابن عبد القدوس ، وهو ساقط ، وقال الهيثمي في المصدر السابق : « المجمع » - رواه الطبراني ، وفيه ابن عبد القدوس ، ضعفه أحمد والجمهور ، ووثقه ابن حبان ، وقال : ربما أغرب ، وبقية رجاله ثقات . قلت : قد تابع ابن عبد القدوس عن عبيد شوري كما قال أبو نعيم في « الحلية » ، رواه الثوري عن عبيد المكتب مختصراً ، ورواه السلم بن الصلت العبدي عن أبي الطفيل مطولاً ، ثم ساقه مطولاً من طريق السلم به ، وانظرح 9
2- في « أخبار أصبهان » ٥٤/١ ( العنزي ) لم يتبين لي لا هذا ولا ذاك. تراجم الرواة : محمد بن الفضل بن الخطاب : هو أبو عبد الله الغبري، شيخ ثقة من أهل مازيانان ، صاحب أصول جياد ، كثير الحديث ، ترجم له المؤلف في « الطبقات » ٣/٢٨٧ من أ _ ه_. محمد بن الوليد العسكري : لم أعرفه. وموسى بن إسماعيل يبدو أنه هو التبوذكي المنقري، أبو سلمة البصري الحافظ الحجة ، أحد الأعلام ، ثقة تكلموا فيه . مات سنة ٢٢٣ه_ . انظر « الميزان » ٤ / ٢٠٠ وانظر « التهذيب » ٣٣٣/١٠. عباد بن العوام هو ابن عمر الكلابي ، مولاهم أبو سهل الواسطي، ثقة . مات سنة ١٨٥ه_ ، أو بعدها . انظر « التهذيب » ٩٩/٥ ، « والتقريب» ص ١٦٣. هارون : هو ابن موسى الأزدي العتكي ، مولاهم أبو عبد الله الأعور صاحب القراءات . ثقة مقرىء ، إلا أنه رُمي بالقدر من السابعة . انظر « التهذيب » ٣٦٢/١١ ، « والتقريب » ص ٣٦٢ . وقتادة هو ابن دعامة السدوسي ، وكان يكنى أبا الخطاب ، ثقة ، مأمون ، حجة في الحديث ، رمي بشيء من القدر ، توفي سنة 118 أو 117 ه_ . انظر «الطبقات » 229/7 لابن سعد ، « والتقريب » ص 288

الأعور، عن قتادة في قوله تعالى «وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ»(1) قال: سلمان.

حدثنا محمد بن العباس، قال: ثنا يعقوب الدورقي قال: ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: كنا(2) لا نفقه كلامه من شدة عجمته، و كان يُسمّي الخشب خشبان.

(13) حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج، قال: ثنا عبد الرحمن بن

ص: 224


1- سورة الرعد - الآية : ٤٣. مرتبة الإسناد والأثر وتخريجه : في إسناده محمد بن الوليد : لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٥٤/١ مثله ، وأخرج ابن جرير في تفسير الآية : ومن عنده علم الكتاب بسنده عن قتادة قال : كان منهم عبد الله بن سلام ، وسلمان الفارسي ، وتميم الداري وعزاه السيوطي في « الدر » ٦٩/٤ أيضاً إلى عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة ، قال : كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه ، منهم سلمان الفارسي ، قرأ الآية بعض بكسر الميم ، أي «من عنده علم الكتاب» أي من عند الله . انظر التفصيل في تفسير ابن جرير » آخر سورة الرعد ( ١٣ / ١٧٦ ) ،« وتفسير ابن كثير » ٥٢١/٢
2- هكذا في النسختين ، وفي « أخبار أصبهان » ٥٥/١ وكان لا يفقه كلامه » . هذا واضح . لعلّ الصواب في المخطوطة هكذا : « عن أبي عثمان قال عن سلمان : كنا لا نفقه ». تراجم الرواة : محمد بن العباس : تقدم في ت ٣ - ٦ ، وكان من الحفاظ شديداً على أهل البدع. يعقوب : هو ابن إبراهيم أبو يوسف الدروقي الحافظ الثقة . مات سنة ٢٥٢ه_ . انظر «التهذيب » 11 / 381 ، « والتقريب » ص ٣٨٦. معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي أبو محمد البصري، روى عن أبيه . ثقة ، مات سنة ١٨٧ ه_ ، وقد جاوز الثمانين ، انظر « التهذيب » 10/ 227 ، « والتقريب » ص ٣٤٢ . وأبوه هو سليمان بن طرخان أبو المعتمر البصري : ثقة عابد ، مات سنة ١٤٣ه_ ، وهو ابن سبع وتسعين ، انظر المصدرين السابقين 201/٤ وص ١٣٤ . وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل - بلام ثقيلة ، والميم مثلثة - النهدي ، مشهور بكنيته ، مخضرم ثقة ثبت عابد ، مات سنة ٩٥ه_ ، وقيل : بعدها ، وعاش مائة وثلاثين سنة ، وقيل : أكثر . انظر المصادر السابقة ٢٧٧/٦ ، ٢١٠ ، و «الإصابة » ٩٩/٣. مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : رجاله ثقات سوى محمد بن العباس ، وهو كان حافظاً شديداً على أهل البدع ، وأخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 55/1 به مثله ، وأورده ابن قتيبة في «غريب الحديث » ٢ /٢٦٨ ، وقال : أنا أنكر هذا الحديث؛ لأنه وصف شدّة عُجْمَة سلمان ، وأنه لم يكن يفقهُ كلامه ، وقد قدّمنا من كلامه ما يُضارع كلام فُصحاء العرب ، وذلك في ٢٦٢ وما بعدها- ، فإن كان إنّما استدلّ على عَجَميّته بقوله للخشب خشبان ، فهذا في اللغة صحيح جيد ، وله مخرجان ، أحدهما : أن تجعله جمعاً للخشب، فيكون جمع الجمع ، حمل وحملان . . . وبطن وبطنان. والثاني : أن تجمع خشبة فنقول : خُشْبُ ساكنة الشين ، ثم تزيد الألف والنون فتقول : خشبان ، كما تقول : سود وسودان وحُمْر . . وحُمران ... وكذا. أورده ابن الأثير في «النهاية» 32/2 ، والزمخشري في « الفائق » 372/1 ، وقالا : قد أنكر هذا الحديث . تراجم الرواة : عبد الله بن محمد بن الحجّاج بن يوسف ، فقيه مقبول القول ، ثقة ، كتب عن المصريين والشاميين ، انظر « أخبار أصبهان » 81/2 ، وترجم له المؤلف في « الطبقات » 3/237 من أ – ه_. وعبد الرحمن بن أحمد عَبدوس الثقفي الحافظ المُجَوِّد أبو محمد . روى عنه عامة أهل الحديث ببلده ، وكان يُحسن هذا الشأن . ثقة متقن ، مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة وثلاثمائة انظر « تذكرة الحفاظ » 773/2. قطن بن إبراهيم النيسابوري القشيري . قال الذهبي : شيخ صدوق ، أعرض مسلم عن إخراج حديثه في الصحيح ، وخرّج عنه النّسائي ، وقال : فيه نظر. وقال ابن حبّان : يُعتبر بحديثه إذا حدث من كتابه ، مات سنة إحدى وستين ومائتين انظر « الميزان » ٣٩٠/٣. وهب بن كثير بن عبد الرحمن لم أعرفه. وكذا أمه لم أعرفها. وأبوه كثير بن عبد الرحمن لم أعرفه

أحمد بن عباد عبدوس، قال: ثنا قطن بن إبراهيم النيسابوري قال: ثنا وهب بن كثير بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي، قال: حدثتني أمي عن

ص: 225

أبي كثير بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي، عن أبيه، عن جده أن النبي- صلى الله عليه و سلم- أملى هذا الكتاب على علي(1) بن أبي طالب: هذا ما فادى محمد بن عبد الله رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فدى سلمان الفارسي من عثمان بن الأشهل اليهودي ثم القرظي بغرس ثلاثمائة نخلة و أربعين أوقية ذهبا، فقد برى ء محمد بن عبد الله رسول الله- صلى الله عليه و سلم- لثمن سلمان الفارسي، و ولاؤه لمحمد بن عبد الله رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و أهل بيته، فليس لأحد على سلمان سبيل.

شهد على ذلك أبو بكر الصديق(2) ، و عمر بن الخطاب(3) ، و علي بن أبي طالب، و حذيفة بن اليمان، و أبو ذرّ الغفاري(4) ، و المقداد بن الأسود (5)،

ص: 226


1- تقدم في المقدمة في بداية « فتوح أصبهان»
2- أبو بكر الصديق : تقدم في ت ٢ ح 3
3- في النسختين : ( حذيفة بن سعد بن اليمان ) ، وهو خطأ ، ولم أجد أحداً بهذا الاسم والنسب والصواب ما أثبته من « أخبار أصبهان » ٥٢/١ ، ومن « الإصابة » 317/1 و 331، وفيه : حذيفة ابن اليمان حُسَيْل مصغراً ، ويقال : حسل بن جابر بن ربيعة بن فروة ، المعروف بابن اليمان العبسي. وعمر بن الخطاب : تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان ، وكذا علي بن أبي طالب
4- أبو ذر الغفاري : هو جُندب بن جنادة على الأصح ، تقدم إسلامه ، وتأخرت هجرته ، فلم يشهد بدراً . مات سنة ٣٢ في خلافة عثمان . انظر « الإصابة » ٦٢/٤ ، « والتقريب » ص ٤٠٥
5- المقداد : هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك ، المعروف : بالمقداد بن الأسود ، وإنما نُسب إلى الأسود؛ لأنّ المقداد حالفه ، فتبناه الأسود ، فُنُسب إليه ، وهو قديم الإسلام ، من السابقين ، مات في خلافة عثمان بالجرف ، وعمره سبعون سنة. انظر « أسد الغابة » ٤٠٩/٤

و بلال مولى(1) أبي بكر، و عبد الرحمن بن عوف(2) ، و كتب علي بن أبي طالب يوم الاثنين في جمادى الأولى مهاجر محمد- صلى الله عليه و سلم-.

(14) حدثني أبو بكر بن أحمد(3) المؤدب- و كان ممن يختلف و يجالسني قال: ثنا عبدوس(4) بهذا الحديث سواء.

قال عبد الله (5): ذكر هذا الحديث لأبي بكر(6) بن أبي داود، فقال:

ص: 227


1- وبلال مولي أبي بكر : هو ابن رباح الحبشي ، مؤذن رسول الله ، اشتراه أبو بكر من المشركين وأعتقه . مناقبه كثيرة مشهورة ، مات سنة ٢٠ه_ . انظر « الإصابة » ١ / ١٦٥
2- عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف أبو محمد : من السابقين إلى الإسلام ، والمهاجرين الأولين ، وشهد بدراً واحداً والمشاهد كلها . أحد المشهود له بالجنة ، توفي سنة ٣١ بالمدينة. المصدر السابق 313/3. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده من لم أعرفه ، وراو لم يُسَمَّ ، وأخرجه أبو نُعَيم في « أخبار أصبهان » ٦٦/١ من طريق المؤلف به ، والخطيب في تاريخ بغداد » 170/1 من طريق أبي نعيم به مثله . وقال الخطيب : « في هذا الحديث نظر ؛ وذلك لأن أول مشاهد سلمان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة الخندق ، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة ، ولو كان يخلص سلمان من الرق السنة الأولى من الهجرة ، لم يفته شيء من المغازي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضاً فإن التاريخ بالهجرة لم يكن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وأول من أرّخ بها عمر بن الخطاب في خلافته ، والله أعلم»
3- هكذا في النسختين ، وفي « أخبار أصبهان » ٥٢/١ ، «وتاريخ بغداد » 1 / 170 ، أبو بكر محمد ابن عبد الله المؤدب ، وترجم أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢ / ٢٤٤ لشخصين باسم محمد بن أحمد أبو بكر المؤدب ، وليس فيه ما يجزم أنه هو المذكور عند المؤلف ، والله أعلم . وترجم المؤلف نفسه في « الطبقات » 3/305 أيضاً لشخصين بالاسم المذكور ، وكنيتهما أبوبكر ، ولم يذكر معهما المؤدّب ، ولا يُجزم به أنه هو ، والله أعلم
4- هو عبد الرحمن بن أحمد بن عباد . تقدم في السند قبله
5- وعبد الله : هو ابن محمد بن الحجاج . صرح به أبو نعيم في المصدر السابق ، وتقدم في السند قبله عند المؤلف
6- أبو بكر : هو عبد الله بن أبي سليمان بن الأشعث السجستاني ، صاحب التصانيف ، وكان مقبولاً عند أصحاب الحديث من الحفاظ ، وقال بعضُ : كان أحفظ من والده . مات سنة ٣١٦ه_ . انظر «التذكرة » ٦٧/٢ وبعده

لسلمان ثلاث بنات: بنت بأصبهان، و زعم جماعة أنهم من ولدها، و ابنتان بمصر (1).

و حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال: ثنا سعيد بن أبي زيدون قال: ثنا الفريابي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الحجّاج الأزدي، قال: لقيت سلمان بأصبهان، و روى فطر(2) بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن

ص: 228


1- كذا في « أخبار أصبهان » ٥2/1 ، « وتاريخ بغداد » ١ / ١٧٠ وفي الأصل « وثنتين »
2- في أ - ه_ : ( قطر ) بالقاف ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وانظر ترجمته ). تراجم الرواة : إبراهيم بن محمد ، أبو إسحاق الإمام ، يُعرف بابن متويه . كان من العبّاد الفضلاء ، ويصوم الدهر . مات سنة ٣٠٢ ه_ . انظر « أخبار أصبهان » 1 / 189 ، « والطبقات » ٣/٢٢٤ للمؤلف . وسعيد بن أبي زيدون ، لم أعرفه . والفريابي : بكسر الفاء ، وسكون الراء بعدها تحتانية ، هو محمد بن يوسف بن واقد الضبّي ، مولاهم ثقة فاضل ، يقال : أخطأ في حديث سفيان ، وهو مقدم فيه : مع ذلك على عبد الرزاق . مات ٢١٢ ه_ . انظر « التذكرة » ٣٧٦/١ ، « والتهذيب » ٥٣٥/٩ ، « والتقريب » ص ٣٢٥ . وسفيان : هو ابن سعيد بن مسروق الثوري - ثور مضر لا ثور همدان - أبو عبد الله الإمام الكوفي ، ثقة ، حافظ ، فقيه ، عابد ، إمام ، حجة . مات سنة ١٦١ه_ وله أربع وستون سنة . انظر « التذكرة » ٢٠٣/١ ، « والتقريب » 128 . أبو إسحاق : هو عمرو بن عبد الله السبيعي ، تقدم في ت 2 ح 3 ، وهو ثقة ، اختلط بآخره. وأبو الحجاج الازدي ، ذكره ابن سعد في « الطبقات » ٢١٦/٦ ، وقال : روى عن سلمان ، وروى عنه أبو إسحاق ، وكذا ترجم له أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢ / ٣٦٥ ، وسكت عنه. وفطر بن خليفة المخزومي : مولاهم أبو بكر الحناط - بالمهملة والنون - صدوق ، رُمِيَ بالتشيع . مات بعد سنة خمسين ومائة . انظر ( التهذيب » 300/8 ، و التقريب » ص 277 . السند وتخريج الحديث : في إسناده سعيد بن أبي زيدون ، لم أعرفه ، وكذا أبو الحجاج الازدي، لم أعرف حاله ، وأبو إسحاق السبيعي اختلط بأخرة . فقد أخرأه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٥٥/١ بسنده عن أبي الحجاج ، قال : فقلت له : يا أبا عبد الله ، ألا تخبرني عن الإيمان بالقدر ؟ كيف هو ؟ قال : أن تعلم الحديث ، وزاد في آخره: ولا تقل : لولا كذا لكان كذا . روى هذا الحديث عدد من الصحابة موقوفاً ومرفوعاً . أخرجه أبو داود في «سننه » ٧٥/٥ السنة ، والترمذي في «سننه » ٤٥١/٤ ، وابن ماجه في «سننه » 29/1 المقدمة ، وأحمد في مسنده » 183/5 و 185 و 189 ، كلهم سوى الترمذي من طريق ابن الديملي ، عن أبي ، وابن مسعود ، وحذيفة موقوفاً ، وعن زيد بن ثابت مرفوعاً ، والترمذي عن جابر ، وقال : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن ميمون ، وهو منكر الحديث ، وأحمد أيضاً عن عبادة موقوفاً في 317/٥ ، وعن أبي الدرداء مرفوعاً نحوه في ٤٤١/٦ ، وورد أيضاً في ضمن حديث ابن عباس ، رواه مرفوعاً ( احفظ الله يحفظك . احفظ اللهَ تَجدُهُ تُجاهَك ) الحديث في بعض طرقه هذه الزيادة غير رواية الترمذي. وقال ابن رجب : « كلها ضعيفة إلا طريق الترمذي ، فإنّه حسن جيدٌ ، وليس فيه هذه الزيادة » . انظر « جامع العلوم والحكم» ص ١٧٤ لابن رجب الحنبلي. واخرجه ابن أبي عاصم في «كتاب السنة» ( 1 / 110 ) من حديث أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ : « إن العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه يكن ليصيبه » ، وبطريق آخر من حديث أنس مرفوعاً ، وقال المحقق الألباني : حديث صحيح ، وفي الثاني : إسناده حسن . تراجم الرواة : إسحاق بن حكيم : لعله إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم ، إذا كان هو ، فترجم له المؤلف في « الطبقات » ٣/٢٦٠ ، وإذا كان غيره فلم أعرفه . وإسحاق بن إبراهيم بن عباد لم أعرفه . وعبد الرزاق : هو ابن همام بن نافع الحِميري . أبو بكر الصنعاني . ثقة ، حافظ ، مصنف شهير ، عمر وتغير في آخر عمره ، توفي سنة ٢١١ه_ ، انظر « التهذيب » ٦ / ٣١٠ ، « والتقريب » ص 213. ابن التيمي : هو المعتمر بن سليمان بن طرخان . تقدم هو وأبوه في ت ٣ بعد ح ١٢ . تخریجه : في إسناده من لم أعرفه ، ولكن الخبر صحيح . فقد أخرجه البخاري في «صحيحه » 277/7 المناقب مع الفتح من طريق المعتمر به ، ومن طريق أبي عثمان النهدي ، عن سلمان مثله . وأخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ٥٥ ، وفي « الحلية » ١ / ١٩٥ ، والخطيب في «تاريخ بغداد » ١ / ١٦٤ ، كلهم من طريق أبي عثمان النهدي مثله

أبي الحجاج الأزدي قال: لقيت سلمان بأصبهان و كان في قريته و سألته عن القدر فقال: أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، و ما أصابك لم يكن ليخطئك.

و في هذا الخبر دليل على أن سلمان قدم أصبهان في أيام عمر بن الخطاب.

حدثنا إسحاق بن حكيم، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، عن

ص: 229

عبد الرزاق، عن ابن التيمي، عن أبيه، قال: سمعت سلمان يذكر أنه تداوله بضعة عشر (1)ربّا من رب إلى رب.

و ذكروا أنه مات بالمدائن سنة ثلاث و ثلاثين(2) .

سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول: سمعت العباس يقول لمحمد بن النعمان: يقول أهل العلم: عاش سلمان ثلاثمائة و خمسين سنة .

و ذكر بعض من عني بهذا الشّأن، أن لسلمان رهطاً(3) من ولد أخيه ماها

ص: 230


1- البضع بالكسر ، هو ما بين الثلاث إلى التسع ، وهو المشهور ، وقيل : ما بين الواحد إلى العشرة . والربّ : السيد ، المالك ، والمدبر ، حصل هذا كله بعدما هرب من دينه المجوسية ، وإلا فهو كان ابن أمير بلده ، كما تقدم في قصة إسلامه في رواية الحاكم وابن حيان ح ١٠ وهكذا قال الحافظ ابن حجر . انظر « النهاية» 1 / 133 و 2 / 179 لابن الأثير ، « والفتح » 277/7
2- كذا ذكره ابن سعد في « الطبقات » 9٣/٤ ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٤٩/١ ، وكذا الخطيب في « تاريخ بغداد » 171/1 ، حسب رواية يعقوب بن شيبة ، وابن حجر في « الإصابة » ٦٣/٢ : أنه توفي في آخر خلافة عثمان سنة ٣٣ه_ ، بالمدائن ، وقبره هناك . أما على حسب ما ذكر خليفة في تاريخه» ص 191 ، والخطيب عن ابن قانع ، أنه توفي بالمدائن سنة ٣٦ ه_ ، فتكون وفاته في خلافة علي رضي الله عنه ، ولكنّ الصحيح القول الأول : أنه مات في آخر خلافة عثمان ، وذلك لأن ابن مسعود دخل على سلمان عند موته ، كما روى عبد الرزاق . وابن مسعود توفي قبل سنة ٣٤ه_ ، باتفاق ، فكان سلمان مات في ٣٣ه_ ، أو أقل، وهو ما رجّحه ابن حجر بناء على رواية عبد الرزاق بسنده . انظر « الإصابة » ٢ / ٦٣ ، « والتهذيب » ١٣٨/٤. تراجم الرواة : جعفر بن أحمد بن فارس أبو الفضل ، كتب الكثير بالبصرة ومكة ، وله مصنفات ، توفي بالكرج سنة ٢٨٩ه_ . انظر « أخبار أصبهان » ٢٤٥/١ ، وترجم له المؤلف في « الطبقات » ٣/٢٠٢ من أ _ ه_. والعباس : هو ابن يزيد البحراني. سيأتي برقم ت ٦٧ ، وهو محله الصدق. ومحمد بن النعمان : هو ابن عبد السلام. سيأتي برقم ت ١٥٤ . لم أعرف حاله
3- في الأصل : ( رهط )، والتصويب من أ _ ه_ ، ومن مقتضى القواعد . في أ _ ه_ ، « وأخبار أصبهان » ٥٢/١ : ماه بندار

ذر(1) فروخ قد تفرقوا في البلدان، فبمدينة شيراز(2) من كور فارس جماعة منهم، زعيمهم رجل يقال له: غسان بن زاذان بن شاذويه بن ماه بنداد بن ماها ذو فروخ أخي سلمان بن بدخشان، و معهم كتاب النبي- صلى الله عليه و سلم- بخط علي بن أبي طالب، هو في يد غسان هذا مكتوب في أديم أبيض مختوم بخاتم النبي- صلى الله عليه و سلم- و خاتم أبي بكر و علي- رضي الله عنهما-، و هذه (3) نسخة العهد:

(15) بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله- صلى الله عليه و سلم- سأله سلمان وصية بأخيه ماها ذر فروخ، و أهل بيته، و عقبه من بعده، ما تناسلوا من أسلم منهم، و أقام على دينه، سلام الله. أحمد إليك الذي أمرني أن أقول: لا إله إلّا الله وحده لا

ص: 231


1- في أ _ ه_ ، « وأخبار أصبهان » ٥٢/١ : ماه بندار
2- وهي مدينة كبيرة ، عاصمة منطقة فارس الآن ، تقع جنوبي إيران ، تبعد عن طهران العاصمة ٨٩٥كم
3- في الأصل : ( وهذا ) ، والصواب ما أثبته. مرتبة السند وتخريج الخبر : في إسناده انقطاع ، ومن لم أعرفه ، وهو عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » ٤٨/١ من طريق المؤلف ، وعند الخطيب في «تاريخ بغداد » ١ / ١٦٤ عن شيخه أبي نعيم به ، وأورده الذهبي في «النبلاء » ٤٠٣/١ ، وابن حجر في « الإصابة » ٦٢/٢ فقال : روى أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين ، فذكره كما هنا ، إلا أنهم زادوا جميعاً في طريقه، أما مائتين وخمسين فلا يشكون فيه . قلت : فيبدو أنه سقط من نسختنا هذه الجملة ، وقد صرّح ابن حجر أنه رواه في «الطبقات » والله أعلم. قال الذهبي في المصدر السابق ص ٤٠٤ : قد فتشت فما ظفرت في سنه بشيء ، سوى قول البحراني - العباس بن يزيد - ، وذلك منقطع لا إسناد له ، وقال بعد أسطر : ما أراه بلغ المائة. وقال أيضاً : قد ذكرت في « تاريخي الكبير » أنه عاش ٢٥٠ سنة ، وأنا الساعة لا أرتضيه ، ولا أصححه ، ونقل عنه ابن حجر أنه قال : وجدت الأقوال في سنه كلها دالة على أنه جاوز المائتين وخمسين ، والاختلاف إنما هو في الزائد . قال : ثم رجعت عن ذلك ، وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين . وتعقبه ابن حجر بقوله : إن ثبت ما ذكروه ، يكون من خوارق العادات في حقه ، وما المانع من ذلك ؟ فقد روى أبو الشيخ ، فذكر الرواية المذكورة ، قلت : سندها منقطع كما تقدم ، فلا يُجْزَم به إذاً ، وليس على تحديد سنه رواية صحيحة يُعتَمد عليها

شريك له، أقولها و آمر(1) الناس بها، إنّ الخلق خلق الله، و الأمر كله لله، خلقهم و أماتهم، و هو ينشئهم، و إليه المصير، و إن كل أمر يزول، و كل شي ء يبيد و يفنى، و كل نفس ذائقة الموت. من آمن بالله و برسله كان له في الآخرة تُرعة(2) الفائزين، و من أقام على دينه تركناه، و لا إكراه في الدين. هذا كتاب لأهل بيت سلمان، أن لهم ذمة الله و ذمتي، على دمائهم و أموالهم في الأرض التي يقيمون فيها: سهلها و جبلها، و مراعيها و عيونها، غير مظلومين، و لا مضيق عليهم، فمن قرى ء عليه كتابي هذا من المؤمنين و المؤمنات، فعليه أن يحفظهم و يكرمهم و يبرهم، و لا يتعرض لهم بالأذى و المكروه، و قد دفعت عنهم جز الناصية(3) و الجزية (4) و الحشر(5) و العشر(6) ، و سائر المؤن و الكلف، ثم إن سألوكم فأعطوهم، و إن استغاثوكم فأغيثوهم، و إن استجاروا بكم فأجيروهم، و إن أساؤوا فاغفروا لهم، و إن أسي ء إليهم فامنعوا عنهم، و لهم أن يعطوا من بيت مال المسلمين في كل سنة مائتي حلة(7) في شهر رجب، و مائة في الأضحية، فقد استحق سلمان ذلك منا، لأنّ الله تبارك و تعالى قد فضل سلمان على كثير من المؤمنين، و أنزل عليّ في الوحي: أن الجنة إلى سلمان أشوق من سلمان إلى الجنة، و هو ثقتي و أميني، و تقي و نقي، ناصح لرسول الله- صلى الله عليه و سلم- و المؤمنين، و سلمان منا أهل البيت، فلا يخالفنّ أحد هذه الوصية فيما أمرت به من الحفظ و البر لأهل بيت سلمان

ص: 232


1- في ن _ أ _ ه_: آخر الناس ، وهو تصحيف
2- الترعة : في الأصل : الروضة ، وقيل : الدرجة ، وقيل : الباب ، والمناسب بالمقام الثاني ، انظر « النهاية » لابن الأثير ١ / ١٨٧
3- الجز ، قطع الشعر والصوف ، ويستعمل لقطع الثمار والحصاد أيضاً . « لسان العرب » ٣٢١/٥، النهاية » لابن الأثير ١/ ٢٦٨
4- الجزية : خراج الأرض ، والجزية ما يؤخذ من أهل الذمة، وهي عبارة عن المال الذي يعقد للكتابي عليه الذمة ، وهي فعلة من الجزاء ، كأنها جزت عن قتله. انظر « النهاية » لابن الأثير 271/1 ، «ولسان العرب » لابن منظور ١٤٦/١٤
5- الحشر : هو الجلاء عن الأوطان . « النهاية » لابن الأثير ٣٨٨/١
6- هو زكاة ما سقته السماء ، وعُشر أموال أهل الذمة في التجارات . انظر « النهاية » ٢٣٩/٣
7- الحلة : إزار ورداء ، ولا يُسمّى حلة حتى تكون ثوبين . انظر مختار الصحاح » ص ١٥١

و ذراريهم، من أسلم منهم، أو أقام على دينه، و من خالف هذه الوصية فقد خالف الله و رسوله، و عليه اللّعنة إلى يوم الدين، و من أكرمهم فقد أكرمني، و له من الله الثواب، و من آذاهم فقد آذاني، و أنا خصيمه يوم القيامة، جزاؤه جهنم (1)، و برئت منه ذمتي و السلام عليكم.

و كتب علي بن أبي طالب بأمر رسول الله- صلى الله عليه و سلم- في رجب سنة تسع من الهجرة، و حضر أبو بكر و عمر(2) و عثمان(3) و طلحة(4) و الزبير(5) و عبد الرحمن و سعد و سعيد و سلمان و أبو ذر و عمار و صهيب و بلال

ص: 233


1- في « أخبار أصبهان » ٥٣/١ بزيادة ( نار )
2- علي وأبو بكر وعمر تقدموا جميعاً في ح ١٣ في ترجمة سلمان
3- عثمان : هو ابن عفان أحد السابقين الأولين ، ذو النورين ، ثالث الخلفاء الراشدين ، أحد العشرة المبشرة ، استشهد في ذي الحجة سنة ٣٥ه_ ، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة. انظر « الإصابة » ٤٦٢/٢ ، « والتقريب » ص ٢٣٥
4- وطلحة : هو ابن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب التيمي ، أبو محمد المدني ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، استشهد يوم الجمل سنة ٣٦ ه_ ، وهو ابن ثلاث وستين . انظر « الإصابة » 2 / 229 ، « والتقريب » ص ١٥٧
5- والزبير : هو ابن العوام تقدم في المقدمة عند فتوح أصبهان تراجم الأعلام : عبد الرحمن : هو ابن عوف تقدم في ت 3 ح 13. وسعد : هو ابن مالك بن أهيب القرشي الزهري، أبو إسحاق بن أبي وقاص ، أحد العشرة وآخرهم موتاً ، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله . مات سنة ٥٥ه_ ، وقيل ثمان وخمسين انظر « الإصابة » ٣٣/٢. وسعيد : هو ابن زيد بن عمرو بن نفيل ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، أسلم قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم ، وهاجر وشهد أحداً والمشاهد بعدها . مات سنة ٥٠ ه_ ، وقيل : ٥١ه_ . عاش بضعاً وسبعين سنة . انظر المصدر السابق ٤٦/٢ . سلمان هو المترجم له. أبو ذر : تقدم في ح ١٣ قريباً. وعمار : هو ابن ياسر بن عامر بن مالك العنسي ، أبو اليقظان ، كان من السابقين الأولين، هو أبوه وكانوا ممن يُعَذِّب في الله . هاجر إلى المدينة ، وشهد المشاهد كله_ا ، قتل مع علي بصفين باتفاق سنة سبع وثلاثين عن ثلاث وتسعين . المصدر السابق ٥١٢/٢ . وصهيب : هو ابن سنان بن مالك الرومي ، وكان من المستضعفين ممن يُعذب في الله ، وهاجر إلى المدينة مع علي ، وشهد بدراً والمشاهد بعدها . مات سنة ٣٨ه_ ، عن سبعين سنة . انظر المصدر السابق ٢ / ١٩٥ . بلال : هو مولى أبي بكر ، والمقداد : هو ابن الأسود تقدما في ح ١٣. مرتبة السند والحديث وتخريجه : سنده منقطع ، وثانياً ركاكة لفظه ، وأنّ التاريخ بالهجرة لم يكن مستعملاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأول من أرّخ بها عمر رضي الله عنه _ مما يدل على عدم صحته ، وأخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٥٢/١ - ٥٣ بسنده عن أبي علي الحسين بن محمد بن عمرو الوثابي ، يقول : رأيت هذا السجل - يعني عهد النبي صلى الله عليه وسلم - لسلمان الفارسي بشيراز عند سبط لغسان الحديث. تراجم الرواة : محمد بن حمزة : هو ابن عمارة ، أبو عبيد الله . كان من أهل الفقه والحديث ، وقال أبو الشيخ : « كتب وصنف ، وسمعنا منه حديثاً كثيراً ، توفي سنة ٣٢١ه_ . انظر « الطبقات » 3/20 ، « وأخبار أصبهان » ٢٦٩/٢ . أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ الحجة ، الإمام أبو بكر . ثقة مأمون . مات في جمادى سنة ٢٧٩ ه_ . انظر « تذكرة الحفاظ » ٥٩٦/٢ . ومصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الأسدي ، أبو عبد الله الزبيري المدني . ثقة ثبت توفي سنة ست وثلاثين ومائتين ، وهو ابن ثمانين سنة . انظر « التهذيب » ١٦٢/١٠ . سنده منقطع. وأخرج الحاكم في المستدرك ٥٩٨/٣ بسنده عن مصعب بن عبد الله ، فذكر كنيته ، وقال : كان ولاؤه لرسول الله صلى الله عليه وسلم . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « سلمان منّا أهلَ البيت » ، سنده أيضاً منقطع

و المقداد و جماعة أخر من المؤمنين.

حدثنا محمد بن حمزة، قال: ثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال: أنا مصعب ابن عبد الله، قال: سلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله، و هو من أهل رامهرمز من أهل أصبهان(1) ، من قرية يقال لها: جيّ، و كان أبوه دهقان أرضه، و كان على المجوسية، ثم لحق بالنّصارى، رغب عن المجوس، ثم صار إلى المدينة، و كان عبدا لرجل من اليهود، فلما قدم النبي- صلى الله عليه و سلم- مهاجرا إلى المدينة، أتاه فأسلم، و كاتب مولاه اليهودي، فأعانه النبي- صلى

ص: 234


1- يعني باعتبارين: ولادة ونشأة ، وأصلاً كما تقدم

الله عليه و سلم- و المسلمون حتى عُتِقَ، و توفي في ولاية عثمان بن عفان بالمدائن(1) .

حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس قال: ثنا سهل بن عثمان قال: ثنا ابن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري قال(2) : غزا سلمان فقال: دعوني أدعوهم، كما سمعت رسول الله- صلى الله عليه و سلم- دعا أهل الشرك، فقال لهم: إنما كنت رجلا منكم، فهداني الله، فإن أنتم أسلمتم، كان لكم ما لنا، و عليكم ما علينا، و إن أبيتم، تركتكم على دينكم، طبقات المحدثين باصبهان و الواردين عليها ؛ ج 1 ؛ ص235

ص: 235


1- سنة ثلاث وثلاثين ، وقُبر هناك كما ذكر قريباً قبل صفحات
2- في « أخبار أصبهان » ٥٦/١ بزيادة ( لما ) غزا. تراجم الرواة : عبد الله بن محمد : هو أبو محمد السلمي . توفي سنة ٢٩٦ه_ . . صاحب أصول . انظر «أخبار أصبهان » ٦٢/٢ ، ترجم له المؤلف في « الطبقات » ٢/٢٠٦ وسهل بن عثمان سيأتي بترجمة رقم ١٢٤ . وقال الذهبي : ثقة . وقال أبو حاتم : «صدوق ». وابن أبي زائدة هو : يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني - بسكون الميم _ أبو سعيد الكوفي . ثقة ، متقن . مات سنة بضع وثمانين ومائة ، وله ٩٣ سنة. انظر « التهذيب » 11 / 208 ، « والتقريب » ص ٣٧٥ . إسرائيل هو ابن يونس السبيعي . تقدم في ت 2 ح 3 ، وهو ثقة. وعطاء بن السائب بن مالك الثقفي الكوفي صدوق ، سيأتي بترجمة رقم ٤٢ . وأبو البختري : هو سعيد بن فيروز . تقدم في ت ٣ بعد ح 7 ، وهو ثقة ثبت. مرتبة السند والحديث وتخريجه : في سنده عبد الله بن محمد ، لم أعرفه ، وعطاء صدوق ، تغير بأخرة ، وبقية رجاله ثقات أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٥٥/١ به مثله ، وقال : رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وساقه بسنده عن عطاء به ، وفي « الحلية » 1 / 189 به نحوه ، وقال في آخره : ورواه حماد ، وجرير ، وإسرائيل ، وعلي بن عاصم عن عطاء نحوه ، وأحمد في مسنده ٤٤٠/٥ و ٤٤١ و ٤٤٥ بطرق ثلاثة ، عن عطاء به ، وزاد في الطريقين: أنه كان يفعل بهم ذلك ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها ، وفي الطريق الثالث أتم منه ومما عند المؤلف

و أعطيتم الجزية عن يد و أنتم صاغرون، و إن أبيتم نابذتكم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين.

رواه زائدة عن عطاء، فقال فيه: قالوا: ما الجزية؟ قال: «درم(1) و خاكت بسر».

ص: 236


1- في أ - ه_ ، جلب ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن المصدر السابق لأبي نعيم ، ومعنى الجملة « أن الجزية درهم يؤخذ مع ذِلَّتِك ، وعلى رأسك التراب »
(4 1/ 4 ع ذکر أبی موسی الأشعري)
(4 1/ 4 ع ذکر أبی موسی الأشعري)

(4 1/ 4 ع ذكر أبي (1) موسى الأشعري(2) ):

اشارة

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب(3) بن عامر بن عنز(4) بن بكر بن عامر بن عذر(5) بن وائل بن (ناجية) (6) بن الجماهر(7) بن الأشعر (8).

ص: 237


1- في الأصل : ( أبو ) ، والتصويب من أ _ ه_ ، ومن مقتضى القواعد
2- له ترجمة في «الطبقات » ٢ / ٣٤٤ و ٤ / ١٠٥ و ٦ / ١٦ لابن سعد ، وفي « طبقات خليفة » ٦٨ ، 182 ، وفي «الثقات » 223/3 لابن حبان ، وفي « أخبار أصبهان » ٥٧/١ ، وفي « الحلية » ٢٥٦/١ ، وابن حزم في « الجمهرة » ص 397 ، وابن عبد البر في «الاستيعاب » ٢ / ٣٧١ ، وابن الجوزي في «صفة الصفوة » 225/1 ، والذهبي في تاريخ الإسلام ، ٢٥٥/٢ ، وفي «سير النبلاء » ٢ / ٣٨٠ ، وفي « تذكرة الحفاظ » 23/1 ، وفي « غاية النهاية » ٤٤٢/١ للجزري ، وفي « الإصابة » 371/2 ، وفي التهذيب » ٣٦٢/٥ ، وفي « الأعلام » ٢٥٤/٤ للزركلي
3- في المستدرك ٤٦٤/٣ : ( حريث ) ، والصواب ما أثبته . انظر مصادر ترجمته
4- هكذا في النسختين : ( عنز ) ، وكذا عند ابن سعد في « الطبقات » ٤ / ١٠٥، وعند ابن حجر في التهذيب » ٣٦٢/٥ ، وجاء عند خليفة في « الطبقات » ص ٦٨ و 182 : ( غنم ) ، وهكذا عند ابن حزم في « الجمهرة » ص 397 ، وعند ابن حجر في « الإصابة » ٣٥٩/٢ ، وجاء في المستدرك » : ( عدب ) ، وعند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » ٥٧/١ ( عتر ) ؛ وهو تصحيف ؛ لأنه عزاه إلى خليفة ، وهو مخالف لما عنده
5- وجاء في الطبقات 182 لخليفة ( غزي ) ، وفي الجمهرة ص 397 ( عدي ) ، والصواب ما أثبته من النسختين ، وهكذا جاء في « طبقات خليفة » ص ٦٨ ، « وطبقات » ابن سعد ٤ / ١٠٥ ، « وأخبار أصبهان » ، و «التهذيب » ٣٦٢/٥ ، « والمستدرك » ٤٦٤/٣ . والله أعلم
6- بين الحاجزين من المصادر السابقة
7- في المستدرك : ( المهاجر ) ، والصواب ما أثبته من المصادر السابقة
8- في الأصل : الأشعري ، والتصويب من أ _ ه_ ، ومن المصادر السابقة. تراجم الرواة : عمر بن أحمد بن إسحاق ، أبو حفص الأهوازي : أحد رواة الطبقات عن خليفة بن خياط ، وذكر المحقق للطبقات - أكرم ضياء العمري، أنه لم يعثر على ترجمة له ، وكذا بحثت عنه ، فلم أقف على ترجمته . وشباب هو خليفة بن خياط العصفري ، أبو عمرو البصري الملقب بالشباب ، صاحب کتاب « الطبقات والتاريخ » ، وكان متقناً عالماً بأيام الناس وأنسابهم ، صدوقاً ربما أخطأ . انظر « التهذيب » ٣ / ١٦٠ ، « والتقريب » ص ٩٤

حدثنا بنسبه عمر بن أحمد بن إسحاق قال: ثنا شباب. توفي(1) سنة أربع و أربعين.

قدم على النبي- صلى الله عليه و سلم- بخيبر(2) مع سفينة(3) جعفر بن أبي طالب(4) .

و قيل: له ابن بأصبهان، يقال: إن اسمه موسى(5) ، قتل بفتح جاورسان(6) .

ص: 238


1- زاد أبو نعيم بعد شباب ، ( قال ) : توفي مما يدل أن الجملة بعده من قوله ، ولكن ليس في المخطوطة ) قال :( : وترك بعد شباب خلاء بقدر كلمة - كفاصلة - ، مما يدل أنه مستقل ، ومما يؤيد ذلك أن الشباب ذكر تاريخ وفاته في « الطبقات » ص ٦٨ ، وفي « التاريخ » ص ٢١١ ، خلاف المذكور هنا ، فقال : توفي سنة خمسين ، ويقال : إحدى وخمسين . وفي التهذيب » ٣٦٣/٥ : قال أبو عبيدة وغيره : مات سنة ٤٢ ، وقال ابن أبي خيثمة عن المدائني : سنة ٦٣ه_
2- في أ- ه_ : ( بخبر ) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وهي مدينة على طريق الشام ، تبعد عن المدينة المنورة حوالي ١٧٠ كم
3- في ه_ ، ( شقيقه ) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وكذا في « الطبقات » ١٥/٤ و ١٠٦ لابن سعد ، و «الإصابة » ٢٥٩/٢ يعني أنه كان مرافقاً معه في السفينة ، كما في المصدرين السابقين
4- جعفر : هو ابن أبي طالب الهاشمي ، ذو الجناحين ، الصحابي الجليل ، ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، استشهد في غزوة موتة سنة ثمان من الهجرة . انظر « التقريب » ص ٥٦
5- ترجم له أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٦٠/١ . فقال : المستشهد بأصبهان
6- هي قرية كبيرة قديمة كان بها حصن فتحه أبو موسى الأشعري ، وذكر ياقوت الحموي أنه كان به والد أبي موسى الأشعري ، فقُتِلَ هناك شهيداً ، وقبره بهذه القرية . انظر « معجم البلدان » ٤١٨/٤ ، قلت : لعل هذا خطأ من الناسخ ، إنما الشهيد هناك ولده ، لا والده ، كما ذكر أب__و الشيخ وأبو نعيم. تراجم الرواة : محمد بن عاصم : هو أبو عبد الله ، كاتب القاضي ، صنف كتباً كثيرة ، توفي سنة تسع وتسعين ومائتين ، ترجم له المؤلف في « الطبقات » 3/231 ، وانظر « أخبار أصبهان » ٢٣٣/٢. ويسار بن سمير بن يسار العجلي ، سيأتي بترجمة رقم ٢٢٦ ، وكان من العبّاد الزهّاد . عتاب بن زهير بن ثعلبة ، لم أعثر على ترجمة له مرداس بن نمير ، لم أعثر على ترجمة له. ونمير بالتصغير : - هو ابن أوس الأشعري ، قاضي دمشق ، روى عن أبي موسى ، وعنه ابنه الوليد . ثقة . قال ابن حجر : ولا يصح له صحبة عندي . مات سنة ١٢٢ه_ ، وقيل قبلها انظر «التهذيب » ١٠ / ٤٧٥ « والتقريب » ص ٣٦٠ . في سنده من لم أعرفه ، وأيضاً لم يُصَرّح أبو الشيخ سماعه عن محمد بن عاصم ، إنما قال : رواه محمد بن عاصم ، فلعله رآه في كتابه أو منقطع . والله أعلم . ومن طريقه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦١ مثله ، قلت : أورده المؤلف بقوله : ( قيل له ابن ...) ، ثم عقبه بقوله : رواه محمد بن عاصم ، مما يدل على أنه لم يثبت عنده هذا الخبر . والله أعلم

رواه محمد بن عاصم بن يحيى عن يسار بن سمير قال: حدثني عتاب(1) ابن زهير بن ثعلبة، قال: حدثني مرداس بن نمير عن أبيه، قال:

كنت من حرس عبد الله بن قيس حين قدم أصبهان، فقام على شرف الحصن علج(2) ، فرمى ابنه بسهم، فغرز السهم في عجزه(3) ، فاستشهد و هو ساجد، و جزع عليه أبوه جزعا شديدا، حتى أغمي عليه، فأفاق و ظفرنا بالعلج فقتلناه، ثم نزع عن ابنه الخف، و صلى عليه، و دفنه بكلمه(4) و ثيابه، و سوى قبره، و وكّل به جماعة يحفظون قبره حتى يأتيهم أمره.

قال مرداس بن نمير(5) عن أبيه، قال: كنت ممن حرس أبا موسى حين قدم أصبهان في موضع فيه ماء و أشجار على شط وادي(6) ، فكنا نحرس العسكر

ص: 239


1- في الأصل هكذا : ( عاب ) مهمل ، وما أثبته من أ _ ه_ ، ومن «أخبار أصبهان » ٦١/١
2- العجز : مثلثة العين ، مؤخر الشيء ويؤنث ، انظر « القاموس » ٣ / 180
3- والعِلْج : بوزن العجل : الرجل من كفار العجم ، والجمع علوج وأعلاج . المصدر السابق ١ / ٢٠٠
4- الكلم : يجمع على كلوم وكلام : وهو الجرح . المصدر السابق ١٧٢/٤
5- في النسختين ( زهير ) ، والصواب ما أثبته كما تقدم ، وكذا عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » 71/1
6- في النسختين هكذا ، وعند أبي نعيم في المصدر السابق : ( واد ) ، ويصح الاثنان

في كل ليلة مائة نفس فرسان و رجالة(1) .

(16) حدثنا أحمد بن علي بن الجارود، قال: ثنا أبو سعيد الأشجّ، قال: ثنا حفص بن غياث، عن بريد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، قال: قدمنا على النبي- صلى الله عليه و سلم- زمن خيبر، و نفر من الأشعريين بعدما افتتحها بثلاث، فأسهم لهم مع الذين فتحوها.

ص: 240


1- في أ_ ه_ ( رجال ) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن المصدر السابق لأبي نعيم ، ورجالة جمع راجل الذي ما عنده ظهر يركبه . انظر « القاموس » 381/3. تراجم الرواة : أحمد بن علي بن الجارود . قال الذهبي : « الإمام الحافظ أبو جعفر الأصبهاني ، الرحال : المصنف ، روى عنه أبو الشيخ ، توفي سنة تسع وتسعين ومائتين وقال أبو الشيخ : من كبار مشايخنا ممن صنف المسند والشيوخ ، وعني به من الحفاظ ومن أهل المعرفة ، وممن عني بالحديث . انظر « التذكرة » ٧٥١/٢ ، « والطبقات » ٢ / ٢٤٧ للمؤلف ، وقال أبو نعيم : علامة بالحديث ، متقن ، صحيح الكتابة . انظر « أخبار أصبهان » 117/1. أبو سعيد الأشج : هو عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الكوفي . ثقة ، مات سنة سبع وخمسين ومائتين . انظر « التهذيب » ٥ / ٢٣٦ ، « والتقريب » ص ١٧٥. حفص بن غياث : هو ابن طلق النخعي ، أبو عمرو الكوفي . قال ابن سعد : كان ثقة مأموناً ، كثير الحديث ، وقال ابن حجر : ثقة ، فقيه ، تغير حفظه قليلاً في الآخر . مات سنة ١٩٦ه_ . قارب الثمانين . انظر المصدرين السابقين ٢ / ٤١٥ و ٧٨. برید - بموحدة وراء مصغراً - : هو ابن عبد الله بن أبي بردة الأشعري الكوفي . ثقة ، يخطىء قليلاً من السادسة . انظر المصدرين السابقين ٤٣٢/١ . وص ٤٣ . وأبو بردة : هو عامر ، وقيل : الحارث بن أبي موسى . ثقة ، مات سنة ١٠٤ه_ ، وقيل : غير ذلك ، وقد جاوز الثمانين ، انظر « التقريب » ص ٣٩٤. مرتبة السند والحديث وتخريجه : رجاله ثقات ، والحديث صحيح ؛ فقد أخرجه ابن سعد في « الطبقات » ٤ / ١٠٦ ، عن أبي موسى ، أتم منه نحوه ، ولكن سنده منقطع ، حيث قال : أخبرت عن أبي أسامة - حماد بن أسامة ابن زيد القرشي - وروى بسند متصل عن الواقدي - وهو متروك في الحديث ، وعمدة في الأخبار - أبي بكر بن أبي الجهم - وفيه أنه أسلم بمكة قديماً ، ثم رجع إلى بلاد قومه ، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين : جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ، ووافقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر
ذكر صلاة أبي موسى بأصبهان:

حدثنا أحمد بن جعفر الجمال الرازي(1) ، قال: ثنا محمد بن مقاتل(2) ، قال: ثنا حكام(3) ، عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن أبي العالية، قال: صلى بنا أبو موسى الأشعري بأصبهان صلاة الخوف، و ما كان كثير خوف؛ ليرينا صلاة رسول الله- صلى الله عليه و سلم-، فقام و كبر، (و كبر) (4)معه طائفة من القوم، و طائفة بإزاء العدو، و عليهم السلاح(5) ، فصلى بهم ركعة و انصرفوا،

ص: 241


1- في النسختين : ( الدارمي ) والتصويب من «اللّباب » 1 / 291
2- زاد أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٦٩/١ : ( الرازي )
3- في « أخبار أصبهان » ٥٩/١ : ( ابن سلم )
4- بين الحاجزين من المصدر السابق
5- في أ _ ه_ : السلام ، وهو تحريف ، والتصويب من الأصل ، ومن المصدر السابق. تراجم الرواة : أحمد بن جعفر بن نصر الجمال الرازي ، أبو العباس كذا ذكره في اللباب » 291/1 ، وكذا السمعاني في « الأنساب » ق ١٣٤. محمد بن مقاتل الرازي ، تُكلَّمَ فيه ولم يترك ، وقال ابن حجر : ضعيف من الحادية عشرة . انظر « الميزان » ٤٧/٤ ، « والتهذيب » ٤٦٩/٩ ، « والتقريب » ص 319 حكام - بفتح أوله والتشديد ، ابن سلم - بسكون اللام - : أبو عبد الرحمن الرازي الكناني - بنونين - ثقة ، له غرائب . مات سنة تسعين ومائة . انظر « التهذيب » ٤٢٢/٢ ، « والتقريب » ص 79. أبو جعفر الرازي : هو عيسى بن أبي عيسى ، عبد الله بن ماهان ، مشهور بكنيته ، وثِّقَه أبو حاتم ، وابن المديني ، وابن معين مرة ، وقال مرة أخرى صالح يكتب حديثه . قال النسائي والعجلي : ليس بالقوي ، قال ابن حجر : صدوق ، سيء الحفظ خصوصاً عن مغيرة ، المصدرين السابقين ٥٦/١٢ و ٣٨١. قتادة : هو ابن دعامة السدوسي . تقدم في ت 3 بعيد ح 12 ، وهو ثقة . وأبو العالية : ه_و رفيع بن مهران. سيأتي بترجمة رقم 21 ، حيث ترجم له المؤلف ، وهو ثقة كثير الإرسال. مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه : في إسناده أحمد بن جعفر الجمال . لم أعرفه ، ومحمد بن مقاتل ، ضعيف ، فهو ضعيف به ، فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٥٩/١ من طريق المؤلف به ، وبسنده عن محمد ابن مقاتل مثله ، ولكن الحديث يكون حسناً بأسانيده الأخرى ، وأخرجه المؤلف بسند آخر سيأتي تخريجه قريباً بعد هذا الحديث - إن شاء الله تعالى . وأخرجه البيهقي أيضاً في « سننه » ٢٥٢/٣ ، عن شيخه أبي بكر بن الحارث الفقيه، عن المؤلف - أبي الشيخ - به مثله

فقاموا مقام إخوانهم، فجاءت الطائفة الأخرى، فصلى بهم الركعة الأخرى، ثمّ سلم، فصلى كل قوم الركعة الباقية عليهم وحدانا.

حدثنا الفتح بن إدريس(1) ، قال: ثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا يزيد بن زريع عن سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية الريّاحي، أن أبا موسى الأشعري، و هو بالدار(2) من أصبهان صلى بهم صلاة الخوف، و ما بهم يومئذ من كبير خوف، و لكن أحب أن يعلمهم(3) سنته و صلاته، فصفهم صفين، فتمت للإمام ركعتان في جماعة، و للناس ركعة ركعة.

ص: 242


1- في أ - ه_ : ( البرنسي ) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته
2- جاء في «تاريخ خليفة » ص 139 : ( دارا ) ، فقال خليفة : ودارا من أرض الجزيرة بينها وبين نصيبين فراسخ ، « وعند أبي نعيم في أخبار أصبهان » ٥9/1 كما هنا في موضع ، وفي آخر ( دارك ) ، ودارك - بعد الراء كاف - من قرى أصبهان»، كما في («معجم البلدان » ٤٢٣/٢ ، فلعله يحذف الكاف أحياناً ، ويقال : الدار ، ويحتمل أن أبا موسى صلى الخوف في دارا ، وفي الدار . والله أعلم
3- في « أخبار أصبهان » ، وفي « المجمع » 197/2 : يعلمهم ( دينهم و) سنة ( نبيهم ). تراجم الرواة : الفتح بن إدريس : ترجم له المؤلف في « الطبقات » ٣/٢٤٦ . هذا ، وقال : يَروي عن الرُّمانِي ، محمد بن يحيى ، وحميد بن مسعدة، وأخرج إلينا أصوله العتيق ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١٥٧/٢ ، وقال : توفي في محرم سنة ٣١٥ه_ ، وسكت عنه. وحميد بن مسعدة ، سيأتي بترجمة رقم ١٤٩ ، حيث ترجم له المؤلف ، وهو صدوق. يزيد بن زريع - بتقديم الزاي مصغراً - : هو أبو معاوية التميمي ، البصري ، الحافظ ، ثقة ثبت . مات سنة ١٨٢ه_ . انظر « التهذيب » 325/11 ، « والتقريب » ص 382 . وسعيد : هو ابن أبي عروبة ، مهران ، أبو النصر ، الإمام الحافظ ، أحد الأعلام ، ثقة ، له تصانيف ، لكنه كثير التدليس ، وكان من أثبت الناس في قتادة . مات سنة ٦ أو ١٥٧ه_ . انظر «التذكرة » 177/1 للذهبي ، « والتهذيب » ٦٣/٤. قتادة وأبو العالية ، تقدما في السند قبله. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده الفتح بن إدريس ، ولم أعرف حاله ، وبقية رجاله ثقات ، سوى حميد ، وهو صدوق ، وسعيد ثقة مدلس ، وقد عنعن ، ولا يضر ذلك ، وهو من أثبت الناس في قتادة ، وقد تابعه عنه أبو عوانة ، وسليمان التيمي ، وأبو جعفر الرازي، وهم ثقات عند أبي نعيم وغيره ، فلا يقل الحديث عن درجة الحسن بطرقه ، وقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٥٨/١ و ٥٩ بطريقين: أحدهما عن أبي محمد بن حيان ، ولكن بغير الإسناد الذي عندنا ، وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في «مسنده» ، كما في « المطالب » 182/1 ، وقال ابن حجر : «فيه انقطاع » ، وفي مصنفه » ٢ / ٤٦٢ ، وقال البوصيري : كما نقل محقق « المطالب » رجاله ثقات إلا أنه منقطع وأخرجه خليفه في تاريخه » ص 139 باختصار عن معاذ بن هشام، عن أبيه ، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، أن أبا موسى صلى بداراً صلاة الخوف ، وأخرجه الطبراني في «الكبير » و «الأوسط » كما في «المجمع » 197/2 ، وقال الهيثمي : ورجال الكبير رجال الصحيح
ذكر ما حدث بأصبهان بعد افتتاحه

(17) حدثنا الحسن بن علي بن يونس، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا أبو حرة و ابن فضالة، عن الحسن، عن أسيد- أحسبه(1) -

ص: 243


1- في أ - ه_ أمية ، وهو تصحيف. تراجم الرواة : الحسن بن علي بن يونس بن أبان التميمي ، أبو علي ، قال أبو الشيخ : كان شيخاً فاضلاً، يحدث عن أبيه ، وعن رستة ، قال أبو نعيم : توفي سنة ثمان وثلاثمائة . انظر « الطبقات » ٢٥٥ / ٣ ، و »أخبار أصبهان » ١ / ٢٦٥ . وأبوه : علي بن يونس التميمي ، سيأتي بترجمة ٢٢٣ ، ثقة . وأبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة ٩٣ ، وهو ثقة حافظ. أبو حُرَّة - بضم المهملة وتشديد الراء - هو واصل بن عبد الرحمن البصري ، صدوق عابد وكان يدلس عن الحسن ، مات سنة ١٥٢ه_ . انظر « التهذيب » ١٠٤/١١ ، « والتقريب » ص ٣٦٨. وابن فضالة - بفتح الفاء وتخفيف المعجمة _ هو مبارك بن فضالة ، أبو فضالة البصري، سيأتي - حيث ترجم له المؤلف - بترجمة ٥٤ ، صدوق ، يدلس ويسوي. والحسن : هو ابن أبي الحسن البصري . تقدم في ح 7 ، وهو ثقة. وأسيد - بفتح الهمزة - ابن المُتَشَمس - بضم الميم ، وفتح المثناة والمعجمة ، وتشديد الميم المكسورة بعدها مهملة - ترجم له المؤلف ، وسيأتي برقم ت 18 ، وهو ثقة

ابن المتشمّس قال: أفلنا مع أبي موسى الأشعري من أصبهان حين افتتحناها، فنزلنا منزلا، فإذا بعقيلة جارية أم ولد أبي موسى، فقال: ألا رجل يقوم فينزل كنته(1) ، فقمت فأنزلتها، و رجعت إلى مجلسي، فقال الأشعري:

أ لا أحدثكم(2) حديثا حدثنا محمد- صلى الله عليه و سلم-؟ قلنا(3) : بلى- يرحمك الله- فقال: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-: إن بين يدي الساعة الهرج، قلنا: و ما الهرج؟ قال: القتل، قلنا للأشعري: أكثر مما نقتل. فوالله إنّا لنقتل(4) في السنة أكثر من مائة ألف من المشركين. [فقال: إنه ليس بقتلكم المشركين] (5) ، و لكنه قتل يكون بينكم معشر الإسلام، حتى يقتل الرجل جاره و ابن عمه، و يقتل أخاه، قال: فأبلسنا (6)، حتى ما منا أحد يبدي عن واضحة (7). قال: و جعل بعضنا ينظر في وجوه بعض من المودة التي بيننا يومئذ، إن الرجل ليفارق أخاه فيطول عليه ليلة حتى يلقاه، لو لا أنه يستحي من الناس للثمه (8). قال: و علمنا أن صاحبنا لم يكذبنا قلنا: و فينا كتاب الله؟

قال: نعم، و فيكم كتاب الله، قلنا: واحدة نسألك عنها؟ أخبرنا عن عقولنا

ص: 244


1- الكنة : بالفتح - امرأة الابن أو الأخ ، والجمع كنائن . انظر « لسان العرب » ٣٦٢/١٣
2- في الأصل : ( أحدكم ) ، والتصويب من أ _ ه_
3- في أ _ ه_ : ( فقلنا )
4- في أ - ه_ : ( بالتقتيل ) ، والصواب : ما أثبته من الأصل
5- بين القوسين من الأصل
6- الإبلاس : الحَيْرة ، والمبلس : الساكت من الحزن أو الخوف . انظر « النهاية » ١٥٢/١ لابن الأثير
7- الوضح : البياض من كل شيء . وورد في الحديث ، عن ابن عمر : «صوموا من الوضح إلى الوضح - يعني من الضوء إلى الضوء - منه أمره بصوم الأواضح ، أي الأيام البيض ، جمع واضحة ، والمقصود هنا أنهم امتنعوا عن الكلام بإطباق شفاههم واجمين. انظر المصدر السابق ١٩٥/٥
8- واللثم : القبلة ، لثمها ولَثَمها لثماً ، قبلها . انظر « لسان العرب » ٥٣٤/١٢

اليوم، أهي معنا يومئذ؟ قال: لا. إنه تنزع عقول عامة أهل الأرض ذلكم الزمان، و يخلف(1) له هباء (2) من الناس، يرى أكثرهم أنهم على شي ء، و ايم الله، لقد خشيت أن يدركني و إياكم. فإن أدركني و إياكم، ما لنا مخرج فيها، عهد إلينا نبينا- صلى الله عليه و سلم- إلا أن نخرج منها كما ولجنا فيها.

قال الحسن: يعني سالمين.

(18) حدثنا أبو يعلى، قال: ثنا عبد الواحد بن غياث، قال: ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن الحسن، قال: حدث أبو موسى، و هو بالدار (3)

ص: 245


1- في أ - ه_ : ويحلف له ههنا الناس ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأصل ، ومن « سنن ابن ماجة » و « مسند أحمد». انظر تخريجه
2- زاد ابن ماجه : ( لا عقول لهم ) . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده عدد من المدلسين ، وقد عنعنوا .. وأخرجه ابن ماجه في «سننه» 1309/2 ح ٣٩٥٩ ، من طريق محمد بن بشار . قال : ثنا محمد بن جعفر ، ثنا عوف ، عن الحسن ، ثنا أسيد بن المتشمس ، قال : ثنا أبو موسى ، قال : ثنا رسول الله ، فذكر الحديث ، وليس فيه أول القصة ، وليس فيه تحديد مائة ألف ، بل عنده : أنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا ، وزاد في آخره : ( ذا قرابته ) ، فزالت شبهة التدليس عن أسيد ، حيث صرح بالتحديث ، ورجاله ثقات ، وكذا أحمد في «مسنده » ٣٩١/٤ ، بلفظ قريب من لفظ المؤلف. قلت : أصل الحديث المرفوع بدون الزيادة في أوله وآخره متفق عليه ، من غير هذا الإسناد من حديث أبي موسى ، وابن مسعود وأبي هريرة أيضاً ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه » ٤٥٦/١٠ و ١٣ / ١٣ في كتابي العلم والفتن ، باب ظهور الفتن ، ومسلم في «صحيحه » ٢٢١/١٦ - 223 مع النووي العلم ، وأبو داود في «سننه » ٤٥٤/٤ الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه، والترمذي في «سننه » الفتن ، باب في الهرج ح 2200 ، عن أبي موسى ، وقال : صحيح ، وابن ماجه بحديث ٤٠٥٠ و ٤٠٥١ ، عن أبي موسى ، وابن مسعود ، وأحمد في «مسنده » 389/10 و ٤٥0 ، عن أبي موسى وعبد الله بن مسعود في ٢٥٧/٢ ، ومواضع عن أبي هريرة ، وفي ٤ / 391 و 392 و ٤٠٥ و ٤٠٦ و ٤١٤ ، عن أبي موسى ، ولفظ البخاري : ( إن بين يدي الساعة لأياماً ، ينزل فيها الجهل ، ويرفع فيها العلم ، ويكثر فيها الهرج . والهرج : القتل )
3- في النسختين : ( بالري ) ، والتصويب مما سبق ، ومما يوضح تصحيفه أن الري ليست بأصبهان ، وهي قرب العاصمة طهران ، وتابعة لها ببعد ثلاثة أميال تقريباً منها ، والمسافة بين العاصمة وأصبهان ٤١٤كم ، والذي يبدو لي أن الدار أو الدارك ، مكان واحد على بعد فرسخ من أصبهان ، كما سيأتي في ترجمة ٨. تراجم الرواة : أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، تقدم في ح ه ت ٣ ، وهو حافظ ثقة . وعبد الواحد بن غياث بمعجمة ومثلثة - البصري ، أبو بحر الصيرفي ، صدوق . مات سنة ٢٤٠ه_ . انظر « التهذيب » ٤٣٨/٦ ، « والتقريب » ص ٣٦٩. أبو عوانة - بفتح أوله وثانيه - : هو الوضاح - بتشديد المعجمة ، ثم مهملة - ابن عبد الله اليشكري - بالمعجمة - الواسطي البزار ، مشهور بكنيته ، ثقة ، ثبت . مات سنة خمس أو ست وسبعين ومائة ، انظر المصدرين السابقين ١١٦/١١ و ٣٦٩. قتادة : هو ابن دعامة السدوسي . تقدم في ت 3 بعد ح 12. والحسن : هو البصري ، تقدم في السند قبله. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : منقطع ، حيث قال الحسن : حدث أبو موسى ، والحسن معروف بالإرسال ، وقد صرح ابن المديني أن الحسن لم يسمع من أبي موسى ، بل قال أبو حاتم وأبو زرعة : لم يره - كما في «التهذيب» ٢٦٧/٢ ، وقد جاء في الرواية قبله ذكر الواسطة الذي سمعه منه ، وهو أسيد . كذا جاء عند ابن ماجه. تراجم الرواة : إبراهيم بن محمد بن الحسن . تقدم في ت ٣ بعد ح ١٤ ، وكان فاضلاً خيِّراً. وسعيد بن أبي زيدون ، تقدم في نفس الموضع ، ولم أعثر على ترجمة له. وآدم : لعله ابن أبي إياس ، عبد الرحمن بن محمد ، إذا كان هو ، فهو ثقة . مات سنة 220 ، أو آدم بن سليمان القرشي الكوفي ، وهو أيضاً ثقة . روى عنه مسلم حديثاً واحداً متابعة وليس فيهما ما يجزم أنه هو ، والله أعلم . انظر « التهذيب » ١٩٦/١. ومبارك والحسن ، تقدما في السند قبله. هذا السند أيضاً منقطع حسب قول أبي حاتم وأبي زرعة ، وأيضاً في سنده من لم أعرفه ، ومبارك مدلس ، وقد عنعن. تراجم رواة ح 19 : أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السلمي - لم أعثر له على ترجمة. أبو الربيع الزهراني : هو سليمان بن داود العتكي البصري، نزيل بغداد . ثقة لم يتكلم أحد فيه بحجة ، مات سنة ٢٣٤ ه_ . انظر « التهذيب » ٤ / ١٩٠ ، و «التقريب » ص 133. الحارث بن عبيد : هو أبو قدامة الإيادي البصري، كان شيخاً صالحاً ، ممن كثر وهمه ، حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا ، وورد عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال : كان من شيوخنا ، وما رأيت إلا خيراً ، وسئل ابن معين ، فقال : ضعيف. انظر « المجروحين » ١٢ / ٢٢٤ ، و الميزان » ٤٣٨/١ أبو عمران الجوني : تقدم في المقدمة في بداية فتح أصبهان - واسمه عبد الملك بن حبيب . ثقة

بأصبهان، عن رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فذكر نحوه.

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال: ثنا سعيد بن أبي زيدون، قال: ثنا آدم، قال: ثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: غزونا مع أبي موسى إلى أصبهان.

ص: 246

(19) و حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السلمي، قال: ثنا أبو الربيع الزهراني، قال: ثنا الحارث بن عبيد الإيادي(1) ، عن أبي عمران الجوني قال: بينما أبو موسى مصافّ العدو بأصبهان، فقال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه و سلم يقول:

«إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف».

فقام إليه شاب قد خرق(2) الظهور كميّ مباه، فقال: كيف قلت؟ فأعاد عليه الحديث، فالتفت إلى أصحابه، فسلم عليهم، ثم دخل تحتها.

ص: 247


1- في أ - ه_ : ( الإيامي ) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته
2- في أ _ ه_ : ( قد حذف الطهور كمن ماه ) وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في السند انقطاع ، حيث لم يسمعه الجوني عن أبي موسى ، إنما سمعه عن ابنه أبي بكر بن أبي موسى ، كما رواه مسلم والترمذي ، وسيأتي . وأيضاً في إسناده من لم أعرفه ، والحارث بن عبيد ضعيف ، فلا يصح بهذا السند. ولكن الجزء المرفوع من الحديث صحيح ، أخرجه الشيخان البخاري في «صحيحه » ٣٧٤/٦ و ٤٦٠ و ٤٩٥ ( مع الفتح ) الجهاد بسنده عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، أن عبد الله بن أبي أوفى كتب إليه _ أي إلى عمر بن عبيد الله _ فقرأته _ وهو حديث طويل ، وفي آخره هذا الحديث - فقال : « واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف » ، وكذا مسلم في «صحيحه » النووي عن أبي النضر به ، وعن أبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري به ، وكذا الترمذي في « سننه » ٤ / ١٨٦ به ، وقال : هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان الضبعي ، وه_و عند أبي داود في « سننه » ٩٥/٣ الجهاد ، من طريق أبي النضر كما تقدم هذا الحديث من الأحاديث التي تتبعها الدارقطني على الشيخين ، وصرح بصحته ، حيث قال في « التتبعات » ص ٤٢٦ بتحقيق مقبل بن هادي : وأخرجا جميعاً حديث موسى بن عقبة ، عن أبي النضر مولى عمر . قال : كتب إليه ابن أبي أوفى ... الخ . ثم قال : « هو صحيح حجة في جواز الإجازة والمكاتبة ، لأن أبا النضر لم يسمع من ابن أبي أوفى ، وإنما رواه في كتابه ». وقال النووي : وبه قال جماهير العلماء من أهل الحديث والأصول والفقه ، ومنعت طائفة الرواية بها، وهذا غلط . انظر شرح النووي على « صحيح مسلم » ٤٧/١٢ ، « والإلماع » ٨٣ للقاضي عياض ، « والكفاية » للخطيب ٣١١ / ٣٣٤ ، « ومقدمة الفتح » ص ٣٦١
ذكر أبناء أبي موسى الأشعري

ذكر أبناء أبي موسى الأشعري(1) :

و كان لأبي موسى الأشعري خمسة من البنين:

إبراهيم (2)، و أبو بردة(3) ، و أبو بكر (4)، و موسى (5)، و محمد(6) ، بنو أبي موسى. و أبو بردة أكثرهم (7)رواية عن أبي موسى، و روى أبو بردة عن علي بن أبي طالب، و ابن عمر، و عائشة، و معاوية.

فأما إبراهيم بن أبي موسى، فروى عنه الشعبي و عمارة بن عمير.

ص: 248


1- العنوان من عندي
2- هو إبراهيم بن أبي موسى الأشعري ، له رؤية - وهو الذي حنكه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسماه إبراهيم - لم يثبت ل_ه سماع إلا من بعض الصحابة ، ووثقه العجلي ، مات في حدود السبعين . انظر « التهذيب » ١ / ١٣٥ ، و التقريب » ص 21
3- أبو بردة : هو عامر ، وقيل : الحارث . تقدم في ح ١٦ من ت ٤
4- أبو بكر بن أبي موسى الأشعري : اسمه عمرو ، أو عامر ، ثقة . مات سنة ست ومائة . كان أسن : من أخيه أبي بردة ، وقال ابن سعد : كان قليل الحديث يستضعف ... انظر « الطبقات » ٦ / ٢٦٩ ، « والتقريب » ص ٣٩٦
5- موسى : تقدم في بداية ت ٤ ، وانظر المصدر السابق لابن سعد
6- محمد بن أبي موسى : ذكره ابن حبان في الثقات»، وذكر البخاري ثلاثة أشخاص بهذا الاسم، وقال الحافظ ابن حجر : مستور من الرابعة. انظر « التاريخ الكبير » ١ / ٢٣٦ ، « والتهذيب » ٤٨٣/٩ ، « والتقريب » ص ٣٢١
7- في الأصل : ( أكبرهم ) ، والتصويب من أ _ ه_ ، ومن « أخبار أصبهان » ٦١/١. تراجم الرواة : إسحاق بن أحمد : هو الفارسي، تقدم في بداية المقدمة ، ولم أعرفه. وأبو كريب - مصغراً _ هو محمد بن العلاء الهمداني الكوفى الحافظ الثقة ، مشهور بكنيته ، توفي سنة ٢٤٨ه_ ، عن سبع وثمانين سنة. انظر « التهذيب » ٩ / ٣٨٦ ، « والتقريب » ص ٣١٤. أبو أسامة : هو حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم الكوفي ، ثقة ، توفي سنة ٢٠١ه_ وهو ابن ثمانين سنة فيما قيل ، وقال ابن حجر : مشهور بكنيته ، ثقة ثبت ، ربما دلس. انظر «التهذيب » 2/3 ، « والتقريب » ص 8. بُرَيد - بالتصغير - بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو بردة الكوفي ، ثقة ، يخطىء قليلا من السادسة . انظر المصدرين السابقين ٤٣١/١ و ٤٣. أبو بردة : هو عامر بن أبي موسى . تقدم في ح ١٦ ، وهو ثقة. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : رجاله ثقات ، سوى إسحاق بن أحمد ، لم أعثر على ترجمة له. والحديث متفق عليه من غير طريق إسحاق، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه » ٤/١٢ العقيقة وفي الأدب 13 / 200 (مع الفتح ) ، ومسلم في «صحيحه » ١٢٥/١٤ الآداب مع النووي ، وابن سعد في «الطبقات » ٤/ 107 لم يذكر له سنداً مستقلاً ، وإذا كان ساقه بالسند المتقدم قبله ، فهو منقطع ، فإنّه قال : أخبرت عن أبي أسامة ... الخ ، وأحمد في في «مسنده» ٣٩٩/٤ في حديث طويل ، أوله هذا الحديث بلفظه ، كلهم من طريق أبي أسامة به مثله

(20) حدثنا إسحاق بن أحمد قال: ثنا أبو كريب قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا بريد(1) بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:

ولد لي غلام، فأتيت به النبي- صلى الله عليه و سلم- فسماه إبراهيم، و حنكه بتمرة، و دعا له بالبركة، و دفعه إلي.

أخبرنا عبد الغفار الحمصي، قال: ثنا المسيب بن واضح، قال: ثنا

ص: 249


1- في الأصل : ( يزيد ) بالياء المثناة من تحت ، وبالزاي المعجمة ، وهو تصحيف ، والصواب من أ _ ه_ ، ومن مصادر ترجمته ، وسيأتي قريباً . تراجم الرواة : عبد الغفار الحمصي - بكسر الحاء وسكون الميم وبالصاد المهملة - نسبة إلى حمص ، بلد بالشام . هو ابن أحمد أبو الفوارس . ترجم له المؤلف في « الطبقات » ٣/٢٤٣ ، وأبو نعيم فقال : « قدم علينا سنة خمس وتسعين ومائتين ، ورجع إلى حمص ، ومات بها». انظر « أخب__ار أصبهان» ١٣٢/٢. المسيب بن واضح : هو السلمي التلمنسي الحمصي . قال أبو حاتم : صدوق ، يخطيء كثيراً فإذا قيل له لم يقبل ، قال ابن عدي : كان النسائي حسن الرأي فيه ، ويقول : « الناس يؤذننا فيه » ، وقال أيضاً : « هو ممن يكتب حديثه » ، وضعفه الدارقطني في أماكن من « سننه » ، مات سنة ٢٤٠ه_ ، انظر «الميزان » ١١٦/٤. محمد الثقفي لم يتبين لي . وأبو العلاء : هكذا في النسختين ، ولم أجد أحداً بهذه الكنيسة يروي عن ابن حلبس ، ب_ل الذي وجدته يروي عنه هو ابن العلا، كما جاء في ( التهذيب » ١١/ ٤٤٨ ، فلعله صحف ، والله أعلم. وابن العلاء : هو عبد الله بن العلاء بن زبر - بفتح الزاي المعجمة وسكون الموحدة - الدمشقي . ثقة . مات سنة ١٦٤ه_. انظر « التقريب » ص ١٨٤ ، « والتهذيب » ٣٥٠/٥. وابن حَلْبَس - بمهملتين في طرفيه وموحدة - وزن جعفر - ه_و يونس بن ميسرة بن حلبس الدمشقي الأعمى ، وقد ينسب بجده . ثقة ، عابد ، معمر ، مات سنة ١٣٢ ه_ ، انظر «التهذيب » ١١/ ٤٤٨ ، « والتقريب » ص 390. وأبو إدريس : هو عائذ بن عبد الله الخولاني . تقدم في ح 8 ت 3 ، وهو ثقة

محمد الثقفي(1) ، عن أبي العلاء، عن ابن حلبس، عن أبي إدريس، عن أبي موسى الأشعري، أنه صام حتى صار كأنه خلال(2) ، فقيل له: يا أبا موسى، لو أجممت(3) نفسك قال: إجمامها أريد، أ رأيتم السوابق من الخيل ليس تضمر؟(4) قال: و كان إذا خرج من بيته، يلتفت إلى أم موسى فيقول: يا أم موسى، شدّي رحلك، فإنه ليس على جسر جهنم معبرة.

ص: 250


1- في أ _ ه_ : ( ابن المثقفي ) ، وهو تصحيف ، ولم أعثر على ترجمة له
2- أي صار مهزولاً كالخلال انظر « لسان العرب » ٢١٤/١١
3- الإجمام : الراحة ، وأخذ النشاط والصلاح . انظر « النهاية » ٣٠١/١
4- الضمر - بالضم وبضمتين - : الهزال ، ولحاق البطن ، وضمر الخيل تضميراً : أعلفها القوت بعد السمن . انظر « القاموس » ٧٦/٢
5 1/ 5 ع رافع بن خديج الأنصاري

5 1/ 5 ع رافع بن خديج الأنصاري (1) (2) :

قدم أصبهان في خلافة عمر، فأصاب بها عشرة أعبد.

و حدثناه محمد بن عبد الله بن رستة، قال: ثنا عبد الله بن عمران، قال: ثنا أبو داود(3) ، قال: ثنا صيفي بن سالم، عن عبد الحميد الأنصاري،

ص: 251


1- له ترجمة في التاريخ الكبير ٢٩٩/٣ للبخاري وفي الثقات لابن حبان 121/3 ، وفي « أخبار أصبهان » ٦٧/١ ، وفي « الاستيعاب » ٤٩٥/١ ، وفي « أسد الغابة » ٢ / ١٥١ ، وفي « تجريد أسماء الصحابة » 173/1 ، وفي تاريخ الإسلام ، ١٥٣/٣ ، وفي«سیر النبلاء » 181/3 - وفيه : استصغر يوم بدر ، وشهد أحداً والمشاهد كلها، وفي «الإصابة » ٤٩٥/١ ، وفي« التهذيب » 229/3 ، والخزرجي في « الخلاصة » ص 98 . وخديج - بمعجمة مفتوحة - كما في تبصير المنتبه ٤١٨/١) يُكنى أبا عبد الله، أو أبا خديج
2- على هامش الأصل، بجوار اسم رافع هذه العبارة : ( من هنا سمع عمرو صاحباه )
3- في : أ - ه_ : ( داود ) ، والتصويب من الأصل ، ومن « أخبار أصبهان » ١ / ٦٧ ، وهو الطيالسي تراجم الرواة : محمد بن عبد الله بن رسته ، تقدم في ح 8 ت ٣ . لم يوثق ، ولم يجرح . وعبد الله بن عمران - سيأتي بترجمة رقم ٣٥ – صدوق. أبو داود : وهو الطيالسي ، صاحب « المسند » ترجم له المؤلف . سيأتي برقم ٩٣. صيفي بن سالم : لم أعثر له على ترجمة . عبد الحميد : هو ابن رافع بن خديج الأنصاري الحارثي ، روى عن جدته. قال ابن إدريس : وعن شعبة : كذا في « التاريخ الكبير » ٤٤/٦ ، وجَدَّتُه لم أعرفها . وعثمان : هو ابن عفان الخليفة الثالث ، تقدم في ح ١٤ ت ١٣

عن جدته، قالت: لما حصر عثمان عطش، فقال: واعطشاه، فقام رافع بن خديج، هو و ابناه عبد الله(1) و عبيد الله(2) و غلمان أصابهم بأصبهان حين فتحوها، فتسلح و تسلحوا، فقال: و الله لا أرجع حتى أصل إليه(3) .

حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، قال: ثنا عمرو بن علي، قال: مات رافع بن خديج سنة أربع و سبعين، و مات قبل ابن عمر، شهده ابن عمر (4).

ص: 252


1- عبد الله بن رافع : قال ابن سعد : روى عن أبيه ، وكان ثقة قليل الحديث . انظر « الطبقات » ٢٥٦/٥
2- عبيد الله بن رافع كذا ، روى عن أبيه ، وكان قليل الحديث . تُوفي بالمدينة سنة ١١١ه_ ، وهو ابن خمس وثمانين سنة . انظر نفس المصدر السابق
3- في إسناده من لم أعرفه ، وراو لم يُسمِّ ، وهو جَدّ عبد الحميد الأنصاري ، وبه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٦٧/١ - ٦٨ مثله وأتم منه. تراجم الرواة : محمد بن الحسن بن علي بن بحر . لم أقف عليه. عمرو بن علي : هو أبو حفص الفلاس ، سيأتي بترجمة رقم ١٤٨ ، وهو ثقة
4- في « أخبار أصبهان » ٦٧/١ : فصلى عليه ، وكذا ذكر ابن حجر في « الإصابة » ٤٩٦/١ : أنه قد ثبت أن ابن عمر صلى عليه . وقال الذهبي : « توفي سنة أربع أو ثلاث وسبعين ، وله ست وثمانون سنة » ، وذكر البخاري أنه مات قبل ابن عمر ، وقال الواقدي : مات في أول سنة ٧٤ه_ انظر « سير النبلاء » 3/ 183 ، « والتاريخ الكبير » 3 / 299 ، « والاستيعاب » ٤٩٥/١. وابن عمر : هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي ، أبو عبد الرحمن ، هو أحد المكثرين من الصحابة والعباد ، وأشد الناس اتباعاً للأثر ، مات سنة ٧٣ه_ . انظر « التقريب » ص 182
6 1/ 6 ع عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري

6 1/ 6 ع عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري (1) (2) :

من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه و سلم- قدم أصبهان(3) .

رواه جرير بن عبد الحميد، عن منصور عن أبي إسحاق، قال: خرج الناس منهم عبد الله بن أبي أرقم، و زيد بن أرقم، و أميرهم عبد الله بن يزيد(4) ،

ص: 253


1- الخطمي - بفتح المعجمة وسكون المهملة ، وفي آخرها ميم - هذه النسبة لبطن من الأنصار ، وهم خطمة بن جشم ، واسمه عبد الله وسمي به ، لأنه خطم رجلاً بسيفه على خطمه . انظر «اللباب » ٤٥٣/١ ، « وأخبار أصبهان » ٦٦/١. له ترجمة في « الطبقات » ٦ / ١٠ لابن سعد ، وفي « الثقات » ٣ / ٢٢٥ ، وفي المصدر السابق لأبي نعيم ، وفي « الاستيعاب » 391/2 ، وفي « أسد الغابة » ٢٧٤/٣ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة » ٣٤١/١ ، وفي « التاريخ » ٤٠/٣ ، وفي «سير النبلاء » ٣/ ١٩٧ ، كلها للذهبي وفي «الإصابة » 2 / 382 ، وفي «التهذيب » ٧٨/٦ ، وفي « الخلاصة » ١٨٥ ، وهو أبو موسى الأمير » العالم الأكمل ، أحد من بايع بيعة الرضوان ، وكان عمره يومئذ سبع عشرة سنة ، ومات قبل السبعين ، وله نحو من ثمانين سنة _ رضي الله عنه -
2- على هامش الأصل ، بجوار اسم عبد الله بن يزيد : « بلغ علي بن مسعود في الأول »
3- زاد أبو نعيم - قدم أصبهان - على غير ولاية قدمها لاحتياز تركة مولى له ، توفي فيها . انظر « أخبار أصبهان » ٦٦/١ . تراجم الرواة : جرير بن عبد الحميد : ترجم له المؤلف . انظرت ٦١ . ثقة . ومنصور : هو ابن المعتمر ، تقدم في ت 2 ، وهو ثقة ثبت . وأبو إسحاق : هو عمر و بن عبد الله السبيعي . تقدم في ح 3 ت ٢ . ثقة تغير بأخرة
4- رجاله ثقات ، غير أنه رواه المؤلف تعليقاً ، وقد وصله الفسوي في « المعرفة والتاريخ » ٦٣٠/٢ بسنده عن أبي إسحاق ، وفيه : « أن عبد الله بن الزبير بعث إلى عبد الله بن يزيد الخطمي ، أن استسق بالناس ، فخرج ، وخرج الناس معه ، وفيهم زيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وأبو نعيم ، وسيأتي قريباً. عبد الله بن أبي أرقم : هو عبد الله بن الأرقم بن أبي الأرقم ، صحابي أسلم يوم الفتح ، انظر « الإصابة » ٢٧٣/٢ . وزيد بن أرقم : صحابي مشهور ، توفي سنة ست أو ثمان وستين . انظر « التقريب » ص 111

و رواه سفيان، عن منصور و الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، قال: خرج مملوك لنا إلى أصبهان، و معه أربعة آلاف (درهم) (1)، (فمات و خلف عشرين(2) ألفا)، فخرج أبي ليحمله، فقيل: إنه كان يقارف(3) الربا، فأخذ أبي الأربعة الآلاف و ترك الباقي.

ص: 254


1- بين الحاجزين من « أخبار أصبهان » ٦٦/١
2- في المصدر السابق : ( أربعين ألفاً ) ، في رواية المحاربي ، عن الأعمش ، عن موسى بن عبد الله
3- في أ _ ه_ ، ( مصارف ) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن أخبار أصبهان » لأبي نعيم . تراجم الرواة : سفيان : هو الثوري ، صرح به أبو نعيم في المصدر السابق ، وقد تقدم في ترجمة ٣. والأعمش: هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي ، أبو محمد الكوفي، ثقة حافظ، عارف بالقراءة، ورع ، ولكنه يدلس ، توفي سنة ١٤٨ ه_ انظر « الطبقات » ٣١٣/٦ لابن سعد ، « والتقريب » ص ١٣٦ . وموسى بن عبد الله بن يزيد الأوسي الأنصاري الخطمي ، ثقة من الرابعة . انظر « التاريخ الكبير » 287/7 ، « والتهذيب » ٣٥٣/١٠ ، « والتقريب » ص ٣٥١ . رجاله ثقات ، إلا أنه معلّق . ورواه أبو نعيم بسنده موصولاً إلى الأعمش ، عن موسى به نحوه ، وفيه : أنه دفع إلى غلام له أربعة آلاف درهم ، يتجر بها بأصبهان ، قال : فلبث ما شاء الله ( أن يلبث ) ، ثم كتب إليه : إن غلامك قد مات ، وترك أربعين ألفاً ، قال : فركب إليهم ، فسألهم عن تجارته ، فأخبروه أنه ( كان ) يقارف الربا ... الخ . وأشار أبو نعيم إلى ما رواه الثوري عن منصور والأعمش ، وقال : عشرين ألفاً . وقال أبو نعيم أيضاً : رواه أبو نعيم - الملائي - عن عمر بن موسى الأنصاري ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد نحوه . انظر « أخبار أصبهان » ٦٦/١
7 1/ 7 عبد الله بن عامر

7 1/ 7 عبد الله بن عامر (1):

ابن كريز(2) بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب، يكنى بأبي عبد الرحمن، و ابنه عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز(3) .

و كان عثمان ولّى عبد الله بن عامر البصرة، و سار منها إلى أصبهان غازيا، و على مقدمته عبد الله بن بديل، فأتى أصبهان، و خلف على البصرة زيادا(4) ، فصالحه أهل أصبهان أن يؤدوا إليه كما يؤدي أهل فارس (5).

و توفي النبي- صلى الله عليه و سلم-(6) و عبد الله بن عامر ابن ثلاث عشرة(7) سنة(8) .

ص: 255


1- له ترجمة في «الطبقات » ٤٤/٥ - ٤٩ لابن سعد ، وفي « أخبار أصبهان » ، ٦٢/١ ، وفي «الاستيعاب » ٢/ 3٥٩ ، وفي « أسد الغابة » 1913 ، وفي « الكامل » ٢٠٦/٣ لابن الأثير ، 2/ وفي «سير النبلاء » ١٨/٣ ، «وتاريخ الإسلام » ٢ / ٢٦٦ ، وفي « البداية » 88/8 لابن كثير ، وفي « الإصابة » ٢ / ٦٠ - ٦١ ، وفي «التهذيب » 272٥ ، وتوفي عبد الله بن عامر سنة ٦٠ه_ ، ٦٠/٢ وقيل ٥٩ ه_ ، وكان جواداً سمحاً
2- في أ - ه_ : ( زكريا ) ، وهو خطأ . والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر ترجمته
3- قال الحافظ بن حجر : عبد الأعلى - الكريزي - البصري، مقبول من الخامسة . انظر «التقريب» ص 195
4- في الأصل : بدون الألف ، ( زياد ) ، والتصويب من أ – ه_
5- كذا في « أخبار أصبهان » ، وذكره الذهبي مَعْرُواً الى ابن منده في «سير النبلاء» ١٩/٣ - ٢٠ وانظر «تاريخ خليفة » ص ١٦١
6- في « أخبار أصبهان » ٦٢/١ : بزيادة ( كان )
7- في النسختين : بدون التاء المربوطة والتصويب من المصدر السابق ، ومن مقتضى القواعد. تراجم الرواة : شباب العُصْفُري - بضم العين ، وسكون الصاد ، وضم الفاء ، وفي آخرها راء - : هذه النسبة إلى العُصْفُر ، وبيعه وشرائه ، وهو ما تصبغ به الثياب حُمراً - ينسب إليه جماعة منهم خليفة بن خياط البصري المعروف بالشباب - تقدم في ترجمة ٣ . وانظر « اللباب » ٢ / ٣٤٤ . وليد بن هشام القحذمي بصري قال الذهبي : ثقة ، انظر « التاريخ الكبير » ١٥٧/٨ ، «والميزان » ٣٤٩/٤. وأبوه هشام بن قحذم بن سليمان بن ذكوان . قال البخاري : سمع الوليد بن سريع ويزيد بن أبي كبشة ، روى عنه يعقوب وابنه الوليد . انظر « التاريخ الكبير » ٢٠٠/٨ . وجده هو قحذم بن سليمان ، مولى أبي بكرة ، سُبِيَ من أصبهان ، كان كاتباً في أيام يوسف بن عمر الثقفي ، انظر « أخبار أصبهان » ٢ / ١٦٥ ، وانظر نسبه في المصدر السابق للبخاري . والحسن : هو البصري تقدم قريباً أنه لم يسمع من أبي موسى . السند منقطع ، وكذا أخرجه خليفة في « تاريخه » ١٦١ ، ولكن عنده في السند بواسطة الحسن ، عن أبي موسى ، وأيضاً بزيادة : ( أو خمس ) ، وذكره أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٦١/١ بسند العُصْفُري ، كما هنا عند المؤلف ، وذكره الذهبي في « سير النبلاء » 18/3 بمعناه من رواية الزبير بن بكار ، وفيه كريم الأمهات والعمات والخالات، أما كونه كريم الخالات؛ لأنه ابن خال عثمان ، وكريم الأمهات والجدات؛ لأنَّ أباه عامر ابن عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي البيضاء بنت عبد المطلب . المصدر السابق
8- في النسختين : بدون التاء المربوطة والتصويب من المصدر السابق ، ومن مقتضى القواعد. تراجم الرواة : شباب العُصْفُري - بضم العين ، وسكون الصاد ، وضم الفاء ، وفي آخرها راء - : هذه النسبة إلى العُصْفُر ، وبيعه وشرائه ، وهو ما تصبغ به الثياب حُمراً - ينسب إليه جماعة منهم خليفة بن خياط البصري المعروف بالشباب - تقدم في ترجمة ٣ . وانظر « اللباب » ٢ / ٣٤٤ . وليد بن هشام القحذمي بصري قال الذهبي : ثقة ، انظر « التاريخ الكبير » ١٥٧/٨ ، «والميزان » ٣٤٩/٤. وأبوه هشام بن قحذم بن سليمان بن ذكوان . قال البخاري : سمع الوليد بن سريع ويزيد بن أبي كبشة ، روى عنه يعقوب وابنه الوليد . انظر « التاريخ الكبير » ٢٠٠/٨ . وجده هو قحذم بن سليمان ، مولى أبي بكرة ، سُبِيَ من أصبهان ، كان كاتباً في أيام يوسف بن عمر الثقفي ، انظر « أخبار أصبهان » ٢ / ١٦٥ ، وانظر نسبه في المصدر السابق للبخاري . والحسن : هو البصري تقدم قريباً أنه لم يسمع من أبي موسى . السند منقطع ، وكذا أخرجه خليفة في « تاريخه » ١٦١ ، ولكن عنده في السند بواسطة الحسن ، عن أبي موسى ، وأيضاً بزيادة : ( أو خمس ) ، وذكره أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٦١/١ بسند العُصْفُري ، كما هنا عند المؤلف ، وذكره الذهبي في « سير النبلاء » 18/3 بمعناه من رواية الزبير بن بكار ، وفيه كريم الأمهات والعمات والخالات، أما كونه كريم الخالات؛ لأنه ابن خال عثمان ، وكريم الأمهات والجدات؛ لأنَّ أباه عامر ابن عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي البيضاء بنت عبد المطلب . المصدر السابق

روى شباب العصفري قال: ثنا الوليد بن هشام، بن قحذم، عن أبيه، عن جده، (عن الحسن) (1) ، قال: قال أبو موسى الأشعري:

يقدم عليكم غلام كريم الجدات و العمات، قال: فقدم علينا عبد الله بن عامر، و هو(2) ابن أربع و عشرين سنة، قال:

فغزا(3) أصبهان، و على مقدمته عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي(4) .

و قد روى عبد الله بن عامر عن النبي- صلى الله عليه و سلم- أحاديث.

ص: 256


1- بين الحاجزين من «تاريخ خليفة » ص ١٦١
2- في أ _ ه_ : ( هي ) ، وهو تصحيف واضح
3- في أ _ ه_ : فقرأ وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن تاريخ خليفة » ص ١٦١
4- الخزاعي : تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان

(21) أخبرنا(1) أبو يعلى الموصلي قال: ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: ثنا أبي، عن مصعب بن ثابت، عن حنظلة بن قيس الزرقي، عن عبد الله بن الزبير و عبد الله بن (عامر بن) (2) كريز، أن رسول الله- صلى الله عليه و سلم-: قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد».

ص: 257


1- في أ - ه_ : ( أنبأنا ) ، والمعروف في المصطلح أن ( أنا ) اختصار أخبرنا ، وأنبا اختصار أنبأنا ، كما في كتب المصطلح
2- بين الحاجزين ، من « أخبار أصبهان » ٦٢/١ . تراجم الرواة : أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى . تقدم في ح 5 ت ٣ ، وهو ثقة . مصعب : هو أبو عبد الله ، من أهل المدينة ، وثقه جمع من الأئمة ، وقال الذهبي : ثقة ، غمز للوقف - أي في خلق القرآن - مات سنة ٢٣٦ه_ عن ثمانين سنة . انظر « الكاشف » ٣ / ١٤٨ ، « والتهذيب » ١٦٣/١٠ . وأبوه : هو عبد الله بن مصعب بن ثابت القرشي الأسدي ، أبو بكر ، ولي المدينة لهارون الرشيد ، وقال أبو حاتم : شيخ ، وضَعَّفَه ابن معين . مات بالرّقة ١٨٤ ه_ ، وهو ابن تسع وستين سنة . انظر « المطبقات : ٤٣٤/٥ لابن سعد ، « والجرح والتعديل » 178/5 ، « والميزان » 505/2. ومصعب بن ثابت : هو ابن عبد الله بن الزبير الأسدي، ضعف، وكان عابداً. وقال الذهبي : لين لغلطه ، وقال ابن حجر : لين الحديث . توفي سنة ١٥٧ه_ ، عن ٧١ سنة . انظر « الكاشف » 3/١٤٧ ، « والتهذيب » ١٠ / ١٨٥ ، « والتقريب » ص 338 . وحنظلة بن قيس الزرقي - بضم الزاي ، وفتح الراء ، وفي آخرها القاف _ هذه النسبة إلى بني زريق ، بطن من الأنصار ، وكان ثقة قليل الحديث ، وقيل : له رؤية ، انظر « الطبقات » ٧٣/٥ لابن سعد ، « والتقريب » ص ٨٦ . وعبد الله بن الزبير : تقدم برقم ترجمة ٢ . مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه : ضعيف بهذا الإسناد ، فيه عبد الله بن مصعب ، وهو لين الحديث ، وبه مثله أبو نعيم في «أخبار أصبهان » ٦٢/١ ، وينحوه في سند آخر. والحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه » ٤٨/٦ مع الفتح ، ومسلم في «صحيحه » ١ / ١٦٣ - ١٦٤ ، مع النووي کلاهما عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً بلفظه ، وفيه قصة ، ومسلم عن أبي هريرة أيضاً نحوه ، وأبو داود في سننه » ٤ / ٢٤٦ في السنة ، والترمذي في « سننه » ٤ / ٢٨ - ٣٠ ، والنسائي في « سننه » ١٠٥/٧ و ١٠٦ و ١٠٧ وابن ماجه في «سننه » ٢ / ٨٦١ كلهم عن سعيد بن زيد الثلاثة ، سوى ابن ماجه ، وهو عن عبد الله بن عمرو والنسائي ، عن بريدة أيضاً ، وابن ماجه ، عن ابن عمر . وقال الترمذي : وفي الباب عن علي ، وسعيد ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وابن عباس ، وجابر . وأحمد في «مسنده » 79/1 ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، وعن عبد الله بن عمرو في ١٦٣/٢ - ٢٠٦ ، وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده في ص 217 . وعن سعيد بن زيد في 187/1 مع زيادة : « من ظلم من زيادة : « من ظلم من الأرض شبراً طوقه من سبع أرضين » ، وفي 188 و 189 و 190 عنه ، وفيه زيادة : « دون أهله . . ، ودون دينه . . . . ، ودون دمه . ، وفي ٣٠٥/١ عن ابن عباس ، وانظر 2 / 193 و 19٤ و 210 و 215 ، وعن قابوس بن الخارق ، عن أبيه عائشة في 29٤/٥ بمعناه ، والبزار في «مسنده » كما في « مختصر زوائد البزار » ص ٢٥٥ ، عن بنت سعد، عن أبيها، وعن عبد الله كلاهما مرفوعاً مثله، وعن أنس مرفوعاً أيضاً بلفظ : «المقتول دونَ مالِه شهيد » . قال : ضعيف ، وعن عبد الله بن الزبير مرفوعاً مثله ، وقال البزار : لا نعلمه عنه مرفوعاً إلا بهذا الإسناد ، والطبراني في « الكبير » ١ / ١١٥ ح ٣٥٢ و ٣٥٣ و ٣٥٤ ، عن سعيد ابن زيد ، وأبو نعيم في « الحلية » ٣٥٣/٣ و ٥ /٢٣ ، عن ابن عمر ، وقال أبو نعيم : صوابه عبد الله بن عمرو ، عن ابن مسعود مرفوعاً مثله ، والخطيب في « ت_اريخ_ه » ٣٢٩/٢ ، عن أبي هريرة ، وفي ١٤١/٦ عن ابن عمر وفي 81/10 ، عن سعيد بن زيد، وفي ٢١٧/١١ عن جابر ، وفي ٢٦/١٤ و ٢٧٣ ، عن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، وعن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، والقضاعي في مسند الشهاب » ق ١/٤٦ عن أبي هريرة ، وسعيد ، وانظر « مجمع الزوائد » ٢٤٤/٦ - ٢٤٥ ، والحديث من الأحاديث المتواترة ، ذكره السيوطي عن ثلاثة عشر نفساً من الصحابة ، وزاد الكتاني على ذلك ثلاثة أشخاص ، وهم : بريدة ، وابن عمر ، وسعيد بن زيد ، وصرح المناوي بتواتره أيضاً . انظر « نظم المتناثر » ص ٩٦ ، إنما ذكره أبو الشيخ بهذا الطريق - الضعيف - لأنه لم يُرْوَ من طريق صحيح إلى عبد الله بن عامر

و من ولده(1) سعيد بن عثمان بن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر الكريزي(2) .

قدم أصبهان، و حدّث بها، و حدّثنا عنه يوسف بن محمد المؤذن، يروي عن حفص بن غياث، و ابن إدريس، و أبي معاوية، و يحيى القطان.

نخرج حديثه في موضعه.

ص: 258


1- في الأصل : بدون الضمير ، أضفته من أه_ ، ومن مقتضى العبارة
2- له ترجمة في « أخبار أصبهان » ٣٢٦/١ ، وفيه روى عن حفص ، ويحيى القطان . . القطان . . . وغندر بمناكير ، وسيأتي ترجمته برقم 233 ، وخرج حديثه في المكان المذكور
8 1/ 8 بديل بن (عامر بن) ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزي بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن الخزاعي:

8 1/ 8 بديل(1) بن (عامر بن) (2) ورقاء بن عمرو بن(3) ربيعة بن عبد العزي بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن الخزاعي(4) :

ذكر علي بن مجاهد (5) قال: افتتحت أصبهان في خلافة عمر، سنة إحدى و عشرين، لما قُتِل النعمان (6) بنهاوند ، و ولي حذيفة(7) ، و فتح الله على يده (بعد(8) حذيفة) الجبل، فبعث(9) بديل بن ورقاء، و مجاشع بن مسعود،

ص: 259


1- عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » ٦2/1 : ( عبد الله بن بدیل بن ورقاء ) ، وسيأتي الكلام قريباً
2- ما بين الحاجزين: من الأصل
3- بضم الخاء المعجمة ، وفتح الزّاي ، وبعد الألف عين مهملة ، هذه نسبة إلى جد المنتسب إليه . انظر « اللباب » ١ / ٤٣٩
4- علي بن مجاهد : لم يتبين لي بالجزم من هو ؟ والذي وجدته بهذا الا ، هو علي بن مجاهد الكابلي ، يروي عن ابن إسحاق ، كذبه يحيى بن ضريس ومشاه غيره ، وَوُثق ، وقال ابن معين : كان يضع الحديث ، انظر « الميزان » ١٥٢/٣ ، تقدم تفصيل فتح أصبهان وتاريخ فتحها في المقدمة عند فتوح أصبهان
5- النعمان : هو ابن مقرن ، تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان
6- تقدم في المقدمة ، عند بيان خصائص أصبهان
7- حذيفة : تقدم في ت 3 ح ١٣ ، وهو ابن اليمان
8- في أ _ ه_ : ( خليفته ) ، وهو تصحيف ، وما أثبته من الأصل، وعند أبي نعيم ، بغير هاتين الكلمتين لم يتبين لي معنى هذه الكلمة
9- قلت : بَعْثُ عمر بديلاً نحو فتح أصبهان ، واشتراكه في فتحها محل نظر ، وذلك : لأنه مخالف لما ساقه المؤلف في المقدمة ، عند بيان فتوح أصبهان ، حيث ذكر هناك أنه بعث عبد الله بن بدیل بن ورقاء ، وهذا هو الذي ذكره أبو نعيم وغيره كما سيأتي - ولنا فيه مقال أيضاً _ وباستطاعتي أن أقول . وبالله التوفيق - : إنه لم تذكر الكتب التاريخية المعتبرة التي اطلعت عليها ، أن بديل بن ورقاء كان ممن انتدب نحو فتح أصفهان ، أو اشترك فيه ، وكذلك لم تذكر المصادر المعتبرة ، أنه قتل بصفين ، غير « الطبقات » لأبي الشيخ ، وأبي نعيم نقلا عنه ، بل الذي جزم به الحافظ في «الإصابة » ١ / ١٤١ ، بعد ذكره هذا القول بصيغة التمريض بقوله : ويقال : إنه قتل بصفين ... «قلت : المقتول بصفين : ابنه عبد الله » وهو الذي تذكره المراجع ، وسأذكره فيما بعد . وهكذا ذكر أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٦٣/١ أن المقتول بصفين ابنه ، وعقبه بقوله : وقيل إن بديلا توفي قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحافظ بن حجر في «الإصابة » ١٤١/١ رواية رواها ابن مندة ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن الحكم ، عن سئل عن بديل بن ورقاء ، فقال : مات قبل النبي - صلى الله عليه وسلم _ وذكر الحافظ رواية أخرى تؤيد هذه الرواية ، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل ، عن أبيه ، قال : سمعت بدیل بن ورقاء ، قال : لما كان يوم الفتح - وكان إسلام بديل يوم الفتح ، وقيل : قبله - قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ورأى بمعارضي سواداً كم سنوك » ؟ قلت : وتسعون فقال : « زادك الله جمالاً وسواداً»، الحديث ، وفي رواية أخرى عن عبد الله بن بديل عن أبيه قال : سمعت بديل بن ورقاء يقول : إن العباس أقامه بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : هذا بديل بن ورقاء ، فقال له : « كم سنوك » .. الخ . « الإصابة » ١٤١/١ و ١٤٢ ، فهذه الرواية تدل على عجز بديل من القيام ، من كبر سنه ، حيث أقامه العباس بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم ، فكيف اشترك في فتح أصبهان ، أو في وقعة الصفين التي وقعت في سنة سبع وثلاثين من الهجرة ، وبلغ من العمر عند موقعة الصفّين (١٢٦ سنة ) ، فالقول بوفاته قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - : هو الذي أَرَجُحُهُ ، وكذا ذكر وفاته ابن الأثير في «أسد الغابة » ، وثانياً : لأنَّ القول المذكور غير مسند ، وإذا كان من جملة ما ذكره علي بن مجاهد ، أنه افتتحت أصبهان ... . الخ ، فعلي بن مجاهد لم يذكر سنده أولاً ، ثم لم يعرف من هو بالضبط ؟ وإذا كان علي بن مجاهد الكابلي ، الذي يروي عن ابن إسحاق ، فكذبه يحيى بن الضريس، ومشاه غيره ، وَوُثْقَ ، وقال ابن معين : كان يضع الحديث ، كما تقدم في ترجمته ، فاتضح إذا رجحان القول الأول ، ونتج عنه ، أن بديل بن ورقاء لم يكن من غزاة أصبهان ، وثالثا : لم تذكر المراجع التي قرأتها بديلاً في قتلى الصفين ، وإنما ذكرت ابنيه بأنهما قتلا بصفين . والله أعلم . والذي ثبت لديّ ، أن الذي اشترك في فتح أصبهان ، ليس بديل بن ورقاء الخزاعي ، كما ذكرت وأما ابنه عبد الله بن بديل الخزاعي ، الذي ذكره بعض المصادر ، مثل « تاريخ خليفة بن خياط » ص ١٦١ ، حيث ذكر أن ابن عامر غزا وعلى مقدمته عبد الله بن بديل الخزاعي ، فأتى أصبهان ، وهكذا ذكر البلاذري في «فتوح البلدان» ص 308 أن عمر بن الخطاب وجه عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى أصبهان سنة ثلاث وعشرين ثم قال : ففتح عبد الله بن بديل جي صلحاً ، وسار ابن بُدَيْل في نواحي أصبهان ، فغلب عليها ، وعاملهم في الخراج ، وقال البلاذري أيضاً : وكان فتح أصبهان بعض سنة ثلاث وعشرين ، أو أربع وعشرين ، وفي «تهذيب التهذيب » 1٥٥/٥ : هو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد الله بن عامر ، فَتَذَكر هذه المصادر أن _ عبد الله بن بديل كان ممن غزا أصبهان وفتحها - ، ففيه أيضاً ، إشكال وذلك : أولاً : لأنَّ عبد الله بن بديل قُتِل بصفين ، وذكر هذا ابن سعد في « الطبقات الكبرى » ٢٩٤/٤ ، وخليفة في «تاريخه » ص ١٩٤ ، والطبري في «تاريخ الأمم والملوك » ٢٤٦/٣ ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ٢٤ و ٦٣ ، والخطيب في تاريخ بغداد » ١ / ٢٠٤ ، وابن الأثير في « الكامل » ١٥٣/٣ ، وابن كثير في «البداية » ٢٦٥/٧ ، والحموي في «معجم البلدان » 209/1 ، والحافظ ابن حجر في « الإصابة » ١٤١/١ ، وفي تهذيب التهذيب » ٥ / ١٥٥ «والتقريب » ص ١٦٨ ، فليس فيه خلاف أن عبد الله بن بُدَيْل قُتِلَ بصِفِّين ، كما ذكرت المصادر المذكورة . وثانياً : - لأن هذه المصادر المذكورة ، لم تذكر جميعها عبد الله بن بُدَيْل الخزاعي في غَزاة أصبهان ، إلا القليل منها ، وإنما ذكرت عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وصرح بعضها بسن عبد الله بن بديل الخزاعي يوم قتله بصفين ، أنه كان ابن أربع وعشرين سنة ، مع الرد على أولئك الذين زعموا أن عبد الله الخزاعي كان أحد من غزا أصبهان ، فمن ذلك ما ذكره الطبري في «تاريخه » ٢٤٦/٣ ، أن عمر كتب إلى عبد الله بن عبد الله : أن سر من الكوفة حتى تنزل المدائن ، فَانْدُبْهُمْ ولا تنتخبهم ، واكتب إليَّ بذلك ، وعمر يريد توجيهه إلى أصبهان ، فانتدب له فيمن انتدب : عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي. وقال بعد ذلك : والذين لا يعلمون ، الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، يرون أن أحدهما عبد لذكر ورقاء ، وظنوا أنه نُسِبَ إلى جده ، وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء يوم قتل بصفين ابن أربع وعشرين سنة ، وهو أيام عمر رضي الله عنه صبي. وهكذا ذكر ياقوت الحموي في «معجم البلدان » 209/1 أن عمر بن الخطاب ، في سنة تسع عشرة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري ، وعلى مقدمته عبد الله ابن ورقاء الرياحي ، وعلى مجنبته عبد الله بن ورقاء الأسدي ، ثم ذكر الحموي عن سيف ( هو ابن عمر الإخباري ) قوله : ( والذين لا يعلمون ، يرون أن أحدهما ...) إلى آخره بمثل ما عند الطبري ، وهكذا ذكر أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ٢٤ و ٦٣ هذا الكلام ، فتبين إذا أن الذي اشترك في فتح أصبهان عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي كما ذكر الطبري وأبو نعيم ٢٤/١ و ٦٣ وابن الأثير في « الكامل » 8/3 و 9 ، حيث قال : وبعث عمر إلى أصبهان عبد الله بن عبد الله ، وكان شجاعاً ، وأمده بأبي موسى ، وجعل على مجنبته عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعصمة بن عبد الله ، وسار عبد الله فيمن كان معه ومن تبعه من جند النعمان بنهاوند نحو أصبهان ، فالتقى المسلمون ومقدمة المشركين برستاق لأصبهان ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، ودعا الشيخ إلى البراز ، فبرز له عبد الله بن ورقاء الرياحي ، فقتله ، وانهزم أهل أصبهان ، ثم سار عبد الله بن ورقاء الرياحي إلى جيّ ، فحاصرها وقاتلها ... الخ. هذا ما ظهر لي ، والله أعلم بالصواب

ص: 260

ص: 261

فتوجها نحو أصبهان، فعدلا عن مدينتها، فأخذ بديل إلى الطبسين(1) ، و فتحهما(2) ، ثم خرج يريد قهستان من أرض خراسان(3) ، و أقبل مجاشع إلى قاشان، ففتح القاشانين(4) ، و أتى حصن أبروذ(5) ، فحاصر من فيه، فقتل المقاتلة، و سبى الذّرّية، و كان أبو موسى أمير البصرة، فخرج أبو موسى يريد ما يليه من الأرض، فوافى أبو موسى من قبل الأهواز(6) يريد أصبهان، و سار مجاشع، فنزل الرّاوند جرم قاشان(7) ، فصالحهم، و مضى حتى نزل شق التيمرة، فصالحهم، و سار أبو موسى حتى نزل بجبال جي مدينة أصبهان، فنزل على فرسخ منها بمكان يقال له: «دارك»(8) ، فحصر أهلها، و قتل، و بلغ ذلك أهل جيّ فصالحوا على نصف جيّ، و فتح أبو موسى نصفها عنوة، و صلّى أبو موسى بأصبهان صلاة الخوف. و قتل بديل بن ورقاء يوم الصّفّين سنة سبع و ثلاثين(9) .

ص: 262


1- الطبسان : بفتح أوله وثانيه : هو تثنية طبس ، وهي عجمية فارسية ، وفي العربية الطبس : الأسود من كل شيء ، وهي قصبة بين نيسابور وأصبهان ، تسمى قهستان قاین، وهما بلدتان كل واحدة منهما يقال لها : طبس ، أحدهما طبس العناب ، والأخرى طبس التمر - تقعان في شمال شرقي أصبهان - انظر « معجم البلدان » ٢٠/٤
2- في الأصل : ( فتح ) ، والتصويب : من أ – ه_
3- قهستان : تقدم في المقدمة عند بيان خصائص أصبهان ، وخراسان : بلاد واسعة ، أول حدودها مما يلي العراق . . ، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان ، وغزنة ، وسجستان ، وكرمان ، وتشمل أمهات من البلاد ، نحو: نيسابور وهرات وهي في أفغانستان الآن ، ومرو : وهي کانت قصبتها ، وبلخ ، وطالقان ، ونسا ، وغير ذلك - وخراسان الحديث تقع في شمال شرقي إيران - انظر « معجم البلدان » ٢ / ٣٥٠
4- تقدم في المقدمة عند بيان خصائص أصبهان
5- هو أبرويز بن هرمز بن أنوشروان ، انظر « فتوح البلدان » ص 311
6- هي مدينة كبيرة تابعة لمنطقة خوزستان ، تقع في غربي إيران ، مأخوذ من خريطة إيران 1
7- الراوند : بفتح الراء المهملة والواو بينهما ألف وسكون النون ، وثم دال مهملة : من القرى المشهورة بنواحي أصبهان ، قرب قاشان ، انظر « معجم البلدان » 19/3، « وتقويم البلدان » ٤١٠/١
8- وقد تقدمت الإشارة إليه سابقاً في ح 18 ، أن أبا موسى صلى صلاة الخوف بالدار أو دارك ، كما جاء عند أبي نعيم ، وذكرت في ترجمة أبي موسى ٤ _ أن دارك محلة بأصبهان
9- قد ذكرت قريباً ، أن الراجح في وفاته ما ذكره ابن الأثير في « أسد الغابة » ، وابن حجر في «الإصابة » ، وأبو نعيم ، وغيرهم وأبو نعيم ، وغيرهم ، انظر بداية ترجمته ، حاشية ٦

و بُدَيل: هو الذي بعثه النبي- صلى الله عليه و سلم- ينادي أيام منى(1) ، أنها أيام أكل و شرب.

(22) حدثنا أبو جعفر، محمد بن العباس بن أيوب، قال: ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: ثنا مفضل بن صالح، قال: ثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، أنّ النبيّ- صلّى اللّه عليه و سلّم- أمر بديل بن ورقاء- يعني أيّام التشريق- أن لا تصوموا في هذه الأيّام، فإنّها أيّام أكل و شرب.

ص: 263


1- أي : أيام التشريق ، ومنى بكسر الميم ، ويصرف ولا يصرف _ وكثير من الناس ينطقونها بضم الميم ، وهو وهو خطأ - وهي على بعد ثلاثة أميال وهي على بعد ثلاثة أميال من مكة ، انظر «تهذيب الأسماء واللغات » ١٥٧/٢ للنووي . تراجم الرواة : أبو جعفر محمد بن العباس : تقدم في ت 3 ح 2 ، وهو إمام ، حافظ ، محدث ، فقيه. محمد بن إسماعيل : هو ابن سمرة الأحْمَسي - بفتح الألف وسكون الحاء المهملة وفتح الميم - نسبة إلى أحمس ، طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة - قال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي ، وهو صدوق ثقة وقال أبوه أبو حاتم : « صدوق » مات سنة ٢٦٠ه_ . انظر « الجرح والتعديل » ١٩٠/٧ ، « والتهذيب » ٥٨/٩ ، « واللباب » ٣٢/١. مفضل بن صالح : هو الأسدي النخاس - بالخاء المعجمة - الكوفي ، ضعيف ، قال البخاري وغيره : منكر الحديث ، وساق له في «الميزان » ١٦٧/٤ الحديث المذكور هنا من طريق محمد ابن الوليد ، وسكت عنه الذهبي ، انظر « التقريب » ص ٣٤٦ ، والمصدر السابق . عمرو بن دينار : - تقدم في ت 2 ، وهو ثقة. ابن عباس : هو عبد الله ، الصحابي المشهور ، تقدم في ت 3 ح 9 . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : ضعيف بهذا الإسناد ، فيه مفضل بن صالح الأسدي ، وهو ضعيف ، منكر الحديث ، ومن طريق مفضل ، أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٦٣/١ به مثله ، وأخرجه الطبراني في الكبير » و « الأوسط » كما في « المجمع » 202/3 عن ابن عباس مرفوعاً في رواية بلفظ « أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل صائحاً يصيح .. الحديث». وقال الهيثمي : إسناده حسن، وليس فيه تصريح باسم بُدَيْل ، وفي الثاني : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بديل بن ورقاء ، فذكر الحديث وأورده الذهبي في « الميزان » ١٦٧/٤ بسند محمد بن عمر بن الوليد ، عن المفضل به مثلة ، وسكت عنه ، وقال ابن عدي : - في المفضل - وأنكر ما رأيت له : حديث الحسن بن علي ، وسائره أرجو أن يكون مستقيماً ، وتعقبه الذهبي بقوله : قلت : وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر ، وهو : « إنّما مثل أهل بيتي ، مثل سفينة نوح » . وأورده ابن حجر في «الإصابة» ١٤١/١ ، وقال رواه ابن السكن من طريق مفضل بن صالح ، عن عمرو ، عن ابن عباس - مثله . قلت : مفضل ضعيف ، كما تقدم. وأخرجه ابن سعد في « الطبقات » 187/2 بسنده ، عن محمد بن علي ، عن بديل ، قال : أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيام التشريق . . الحديث. وأخرجه المؤلف بسند آخر بعد هذا من طريق ابن جريج ، ورجاله بين ثقة وصدوق ، غير أنّ ابن جريج مدلس ، وقد عنعن ، وأخرجه الطبراني في « الكبير » كما في « المجمع » 202/3 ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » 2 / 327 ، وأخرجه ابن الأثير في « أسد الغابة » ٥٧١/٥ ، بسنده من طريق هشام بن عمار به مثله ، وأورده ابن حجر ، وعزاه إلى أبي نعيم والبغوي من طريق ضرار ابن صرد ، وهو ضعيف . ولكن أصل الحديث بغير هذا الإسناد ، وقصة بعث بديل صحيح . أخرجه الشيخان : البخاري في «صحيحه » ١٤٦/٥ مع « الفتح ، عن عائشة وابن عباس بمعناه ، ومسلم في صحيحه » 17/8 مع النووي عن نُبَيِّشَة الهذلي ، قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم - : «أيام التشريق أيام أكل وشرب» ، وعن كعب بن مالك مرفوعاً مثله ، مع زيادة في أوله. وأخرجه أبو داود في «سننه » 804/2 ، عن أبي مرة مولى أم هانىء ، أنه دخل مع عبد الله ابن عمرو ، إلى قوله : عن عمرو بن العاص فذكر مثله ، والترمذي في «سننه » ١٤٣/٣ الصوم عن عقبة بن عامر نحوه ، وقال : وفي الباب عن عَلِيّ ، وسعد ، وأبي هريرة ، ، وسعد ، وأبي هريرة ، وجابر ونُبَبيشة ، وبشر ابن سحيم ، وعبد ، وعبد الله بن حذافة ، وأنس ، وحمزة بن عمر و الأسلمي ، وكعب بن مالك وعائشة ، وعمرو بن العاص ، وبعد الله بن عمرو ، ثم قال : وحديث عقبة حديث حسن صحيح. وابن ماجه في «سننه» ٥٤8/1 ، في النهي عن صيام أيام التشريق عن أبي هريرة ، وبشر بن ٥٤٨/١ سحيم نحوه ، وإسناده أيضاً صحيح ، وأخرجه مالك في الموطأ ص ٢٤٦ عن عمرو بن العاص ، وعن عقبة بن عامر ، وابن سعد في «الطبقات» 187/12 ، عن الزهري مرسلا ، ومن حديث علي ، وعن عبد الله بن حذافة في ٤٦٠/٣ ، أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يُنادي ... الحديث ، وأحمد أيضاً في « مسنده » ٧٦/١ و 92 من حديث عليّ في ١٧٤/١ ، وعن سعد بن أبي وقاص ، قال : أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم _ أن أنادي الحديث ، قال الهيثمي في المجمع 202/3 : رواه أحمد . والبزار ورجال الجميع رجال الصَّحيح . وأحمد في 2/ 229 و 513 و 535 عن أبي هريرة ، وعن حمزة الأسلمي في ٤٩٤/٣ ، وعن يونس بن شداد في ٧٧/٤ ، وقال الهيثمي في المجمع 202/3 : رواه عبد الله بن أحمد، والبزار وقال : لا نعلم أسند يونس إلا هذا الحديث، وفيه سعيد بن بشير، وهو ثقة، ولكنه اختلط . ورواه أحمد في ٧٥/٥ عن نُبَيِّشَة أيضاً ، وأخرجه الدارمي في « سننه » 23/2 ، عن بشر بن سحيم وعمرو بن العاص نحوه ، وأخرج الطبراني في « الكبير » كما في « المجمع » ٢٠٣/٣ ، عن معمر بن عبد الله العدوي ، قال : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيام التشريق ، أنادي ... الحديث ، وقال الهيثمي الحديث ، وقال الهيثمي : إسناده حسن ، وفي « الأوسط » أيضاً ، عن عمر بن الخطاب مثله. والحديث من الأحاديث المتواترة : أورده السيوطي من ستة عشر نفساً من الصحابة ، وزاد عليه الكتاني حمزة الأسلمي . انظر « نظم المتناثر » ص 90

ص: 264

(23) حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قال: ثنا هشام بن عمّار، قال:

ثنا شعيب بن إسحاق، قال: ثنا ابن جريج، عن محمد بن يحيى، عن أم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة، أنّها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل أورق بمنى، يقول: إنّ رسول الله- صلى الله عليه و سلم- ينهي عن صوم هذه الأيّام، و يقول: «إنّها أيام أكل و شرب»(1) .

ص: 265


1- بعد الحديث مباشرة في صلب النسختين ، ( آخر الجزء الأول من نسخة الإمام أبي موسى ) . تراجم الرواة : أحمد بن سعيد : هو ابن عبد الله أبو الحسن الدمشقي . نزل بغداد ، وحدث بها عن هشام ابن عمار وطبقته ، وكان صدوقاً . توفي سنة ست وثلاثمائة . انظر « تاريخ بغداد » ١٧١/٤ . هشام بن عمار : هو الإمام أبو الوليد السلمي ، خطيب دمشق . ومقرؤها ، ومحدثها ، وعالمها . صدوق ، مكثر ، له ما يُنكر ، وقال ابن معين : ثقة . وقال أيضاً : كيس كيس ، وقال الدارقطني : صدوق . كبير المحل. كبر فصار يتلقى ، فحديثه القديم أصح . توفي سنة ٢٤٥ه_ . انظر « الميزان » ٣٠٤/٤ ، «والتقريب » ص ٣٦٤ شعيب بن إسحاق : هو ابن عبد الرحمن الدمشقي الأموي ، أصله من البصرة . ثقة . توفي سنة ١٨٩ه_ ، وقال ابن حجر : ثقة . رُمِيَ بالإرجاء . انظر ( التهذيب » ٣٤٧/٤ ، « والتقريب » ص ١٤٦ . ابن جريج : هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج . ثقة ، فقيه ، فاضل . مات سنة خمسين ومائة ، وكان يدلس ويرسل ، انظر المصدرين السابقين ، ٤٠٢/٦ و ٢١٩ . محمد بن يحيى : هو ابن حبان - بفتح المهملة ، وتشديد الموحدة - الأنصاري المدني . ثقة ، فقيه . مات سنة ١٢١ه_ عن أربع وسبعين سنة . انظر المصدرين السابقين ٥٠٨/٩ ، ص 323 . وأم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة : هي المخزومية ، ولها رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وساق ابن الأثير من طريقها الحديث المذكور هنا ، وابن حجر أيضاً بسند ابن أبي عاصم في كتابه « الوحدان » من طريق ابن جريج . انظر « أسد الغابة » ٥ / ٥٧١ ، « والإصابة » ٤٣٩/٤ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : إسناده حسن ، إلا أن ابن جريج مدلس ، وقد عنعن ، وقد تقدم تخريجه في ح 22 قريباً
9 1/ 9 خ- م- د- ق مجاشع بن مسعود السلمي

9 1/ 9 خ- م- د- ق مجاشع بن مسعود السلمي (1) :

من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه و سلم.

و له أخ يقال له: مجالد بن مسعود(2) .

و قتل مجاشع يوم الجمل سنة ست و ثلاثين، و دفن في داره في بني سدوس بالبصرة، و هو من المهاجرين، و له روايات.

حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته، قال: ثنا أبو كامل الفضيل(3) بن

ص: 266


1- لمجاشع - وهو بضم الميم ، وتخفيف الجيم ، وبشين معجمة مكسورة - ترجمة في : « الطبقات » ٣٠/٧ لابن سعد ، وفي « العقد الفريد » ٦٦/٢ لابن عبد ربه ، وفي « الثقات » لابن حبان ٤٠٠/٣ ، وفي « أخبار أصبهان » 70/1 ، وفي («الاستيعاب » ٥٢٠/٣ ، وفي « الجمع بين رجال الصحيحين » ص 515 للقيسراني ، وفي « أسد الغابة » ٤/ ٣٠٠ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة » ٥١/٢ ، وفي « الإصابة » ٣٦٢/٣ ، وفي «التهذيب » ١٠ / ٣٨ ، وفي « التقريب » ص 328 ، وفي « الأعلام » للزركلي ٦ / ١٦٠
2- مُجالد بن مسعود السُلمي ، يكنى أبا معبد . سكن البصرة ، وكان إسلامه بعد إسلام أخيه مجاشع بعد الفتح ، انظر « أسد الغابة » ٣٠١/٤
3- في النسختين : ( الفضل ) ، والتصويب من « التهذيب » 8/ 290 و 117/11 . وفضيل : هو الذي يروي عن أبي عوانة . تراجم الرواة : محمد بن عبد الله بن رُستة : تقدم في ت 3 ح 8 . أبو كامل : هو الفضيل بن الحسين بن طلحة البصري الجحدري ، ثقة متقن حافظ ، توفي سنة سبع وثلاثين ومئتين . انظر « التهذيب » ٨ / ٢٩٠ ، « والتقريب » ص ٢٧٦ أبو عوانة : هو الوضاح بن عبد الله اليشكري البزار ، تقدم في ت ٤ ح ١٨ . عبد الملك بن عمير : هو ابن سويد اللخمي الكوفي ، ثقة فقيه ، تغير حفظه قبل موته ، وربما دَلَّسَ ، توفي سنة ١٣٦ ه_ ، وله مائة وثلاث سنين . انظر المصدرين السابقين ٤٠٩/٦ و 219

الحسين، قال: ثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، قال: قيل لمجاشع ابن مسعود: ألا تختط(1) ؟ قال: ليس بهذا أمرنا، و لا لهذا بعثنا، أمرنا أن نقاتل أهل الحرب، ثم يكونوا لنا قوة.

حدثنا الحسن بن علي بن يونس، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا قرة، عن الحسن، قال: قيل لمجاشع بن مسعود السلمي لمّا قدم البصرة: ألا تختط؟ قال: ما لهذا هاجرنا.

ص: 267


1- في النسختين : ( ألا تحدث ) ، وهو خطأ ، والتصويب من الروايتين الآتيتين بعدها ، ومعناه : ألا تبني ، يقال : خط الأرض لنفسه خطاً واختطها ، بأن يُعلم عليها علامة ويخط عليها خطا ، ليعلم أنه قد احتازها، ليبني عليها داراً . والجمع الخطط ، انظر « القاموس » ٣٥٨/٢ ، «ولسان العرب » ٢٢٨/٧ . مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : رجاله ثقات ، سوى محمد بن عبد الله بن رستة ، لم أعرف حاله ، وعبد الملك ثقة ، ولكن تغَيَّر حفظه ، وأخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 70/1 من طريق المؤلف ، والبخاري في التاريخ ) 27/8 بسنده عن قرة ، عن الحسن بلفظه وسكت عنه ، وأخرجه المؤلف بطريقين آخرين ، ولكن سند الجميع منقطع سوى طريق عبد الملك ، كما سيأتي بيانه في السند التالي . تراجم الرواة : الحسن بن علي بن يونس وأبوه : تقدما في ت ٤ ح 17 ، والأول كان شيخاً فاضلاً ، والثاني ثقة . أبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة رقم ٩٣ ، وهو ثقة حافظ. قرة : هو ابن خالد السدوسي . ثقة ثبت ضابط . توفي سنة ١٥٤ه_ . انظر « التهذيب » 371/8 ، « والتقريب » ص 282 والحسن : هو البصري . تقدم في ت 3 ، ح 7 . مرتبة الإسناد : رجاله ثقات ، سوى الحسن بن علي ، وهو كان شيخاً فاضلاً ، ولكن السند منقطع ، حيث لم يسمع الحسن من مجاشع كما ذكر الفسوي في « المعرفة والتاريخ » ، نقلا عن علي بن المديني ، انظر ٥٢/٢ . ومما يُؤيد هذا : ما في السند الآتي ، فإن الحسن قال : ( قال الناس لمجاشع ) مما يدل على أنه لم يسمعه منه

حدثنا عبدان، قال: ثنا إسحاق بن الضيف(1) ، قال: ثنا روح، عن قرة(2) ، عن الحسن، قال: قال الناس لمجاشع بن مسعود: أ لا تختط؟

فقال: و الله ما لهذا هاجرنا.

(24) حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، قال: ثنا المخرّمي، قال:

ثنا أبو عامر، قال: ثنا قرة بن خالد، عن مجاشع بن عبد الملك بن مجاشع،

ص: 268


1- في أ - ه_ : ( الصيف ) ، والصواب بالضاد المعجمة ، والتصويب من مصادر ترجمته
2- في أ _ ه_ : ( مرة ) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر ترجمته . تراجم الرواة : عبدان : هو عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي ، كان أحد الحفاظ الأثبات ، جمع المشايخ والأبواب ، صاحب التصانيف . قال أبو علي : كان يحفظ مائة ألف حديث . مات سنة ٣٠٦ه_ عن تسعين سنة . انظر « تاریخ بغداد » 378/9 . إسحاق بن الضيف - بالضاد المعجمة - ويقال : إسحاق بن إبراهيم بن الضيف الباهلي أبو يعقوب العسكري البصري، نزل مصر ، صدوق ، يخطىء ، من الحادية عشرة . انظر « التهذيب » 1 / 238 ، « والتقريب » ص 28 . وروح : هو ابن عبادة بن العلاء القيسي أبو محمد البصري، كان ثقة مأموناً فاضلاً ، له تصانيف . مات سنة خمس أو سبع ومائتين ، انظر « التهذيب » ٢٩٣/٣ ، « والتقريب » ص 104. قرة : هو ابن خالد . والحسن : هو البصري . تقدما في السند قبله . تراجم رواة حديث ٢٤ : أحمد بن الحسن بن عبد الملك : هو أبو العباس المعدل ، مقبول الحديث ، كثير الحديث ، وحسن الحديث . توفي سنة أربع وثلاثمائة . ترجم له المؤلف في 3/272 من «الطبقات » ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١١٦/١ . المَخرمي - بالخاء المعجمة الساكنة والراء المفتوحة - : هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري البصري ، وَثَقَهُ النسائي والدارقطني وابن حبان . قال ابن حجر: صدوق . مات سنة ٢٥٦ ه_ ، انظر « التهذيب » ١١/٦ ، « والتقريب » ص 188 و« الكاشف» ٢ / ١٢٦ . أبو عامر : هو عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي - بفتح المهملة والقاف - ثقة ، مات سنة أربع أو خمس ومئتين . انظر « التهذيب » ٤١١/٦ ، « والتقريب » ص ٢١٩ . قرة بن خالد : تقدم في السند قبله ، وهو ثقة . مجاشع بن عبد الملك : روى عن جده مجاشع بن مسعود ، روى عنه قرة بن خالد ، كذا ذكره البخاري في « التاريخ الكبير » 27/8 وابن أبي حاتم في « الجرح والتعديل » 389/8 . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : رجاله بين ثقة وصدوق ، سوى مجاشع بن عبد الملك ، وقد ترجم له البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه ، وقد جاء الحديث من غير طريق مجاشع بن عبد الملك ، عن مجاشع بن مسعود فقد أخرجه الشيخان وغيرهما : البخاري في «صحيحه » ٥٣٠/٦ مع الفتح ، باب لا هجرة بعد الفتح ، وفي ٥٤١٨/٤ و ٣٤٤/٦ و ٣٧٨ و ٥٣٠ مع الفتح ، ومسلم في «صحيحه » ٦/١٣ مع النووي ، كلاهما عن مجاشع بن مسعود نحوه : وأيضاً بمعناه عن عائشة وابن عباس ، وأحمد في « مسنده » ٣ / ٤٦٨ و ٤٦٩ و ٥ / 271 ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » 1 / 70 و 71 ، كلاهما بطرق عن مجاشع نحوه ، وقد حصل نحو قصة مجاشع لغيره أيضاً ، انظر « سنن النسائي » 127/7 ، 129 ، « ومسند أحمد » ٢٢٣/٤ ، ولمعناه شاهد من حديث ابن عباس ، أخرجه أبو داود في «سننه » ، والترمذي في «سننه » ١٤٨/٤ بتحقيق أحمد شاكر ، وقال : حسن صحيح ، والنسائي في المكان المذكور من « سننه » ، وأحمد في «مسنده » ١ / ٢٦٦ و ٣٥٥ ، والدارمي في «سننه » 2/ 239

قال: جاء مجاشع بأخيه مجالد زمن الفتح إلى النبيّ- صلّى الله عليه و سلّم- فقال: يا رسول الله: هذا مجالد يبايع على الهجرة. فأعرض عنه، ثم قال:

أين الذي جاء يبايع على الهجرة؟.

قال مجالد: أنا يا رسول الله. قال: أما الهجرة فقد مضت، و لكن الجهاد و العمل الصالح، و كان مجالد يشهد على نفسه بهذا بالبصرة.

ص: 269

10 1/ 10 خ- م- س، و عائذ بن عمرو المزني

10 1/ 10 خ- م- س، و عائذ بن عمرو المزني (1) :

و هو ابن عمرو بن هلال بن عبيد بن يزيد بن رواحة بن زبيد بن عدي بن عامر، و أخوه رافع بن عمرو، و هم من مزينة.

ذكر محمد بن عاصم عن يسار بن سمير، قال: ثنا عتّاب بن زهير بن ثعلبة، قال: ثني مرداس، عن أبيه، قال: خرج أبو موسى الأشعري من أصبهان، و ولّى عائذ بن عمرو المزني في جماعة من أهل الكوفة و أهل البصرة، و عائذ بن عمرو: أخو رافع بن عمرو، و كان من أصحاب رسول الله- صلى الله

ص: 270


1- له ترجمة في « الطبقات » 31/7 لابن سعد وفي « الثقات » 3/ 313 لابن حبان ، وفيه : من أصحاب الشجرة ، وفي « أخبار أصبهان » ٦٥/١ ، وفي « الاستيعاب » ١٥٢/٣ ، وفي « الجمع بين رجال الصحيحين » ص ٤٠٤ ، وفي « أسد الغابة » 3/ 98 ، وفي « تهذيب الكمال » ق ٢٢٤ / ٤ ، وفي « تجريد أسماء الصحابة » 1 / 390 ، وفي « الإصابة » ٢٦٢/٢ ، وفيه : أنه كان ممّن بايع تحت الشجرة ، وثبت ذلك في « البخاري » ، وفي « التهذيب » ٨٩/٥ . تراجم الرواة : تقدّم جميعُ رجال السند في ترجمة رقم ٤ . وفيه عتاب بن زهير : لم أعرفه ، ذكره أبو نعيم في « أخبار أصبهان » بسند شيخه أبي محمد ابن حيان، عن محمد بن عاصم بلفظه ، وأيضاً ذكر ابن حجر في « التهذيب » ٨٩/٥ طرفاً منه وعزاه إلى أبي الشيخ ، ولكن جاء عنده : أنه مات في ولاية عبد الملك بن زياد ، فلعل هذا من تصرف الناسخ ، وهو خطأ ؛ لأن الموجود في أصل المرجع عبيد الله ، وهكذا نقله عن أبي الشيخ تلميذه أبو نعيم بلفظه ، والمزي ، وصرح ابن حجر في « التقريب » ص ١٦٢ أيضاً أنه توفي في ولاية عبيد الله ، وكذا ابن عبد البر في « الاستيعاب » ١٥2/3 ، وابن الأثير وغيرهم . ولم أعرف لزياد ابنا بهذا الاسم ، والنص الذي يلي هذا يؤيد ما ذهبت إليه

عليه و سلم- مات بالبصرة و قبره في شارع المِربد(1) عند المنارة، و مات عائذ في ولاية عبيد الله بن زياد(2) . يكنى أبا هُبَيرة.

أخبرنا أبو يعلى، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا جرير بن حازم، قال: ثنا الحسن أنّ عائذ بن عمرو دخل على عبيد الله بن زياد.

و حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا بندار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا قرة بن خالد، قال: سمعت الحسن، قال: قال عائذ بن عمرو لابن زياد: أيها الأمير، إن شر الرعاء الحطمة، فانظر أن لا تكون منهم. فقال: اسكت. إنما

ص: 271


1- المربد : بكسر الميم ، وسكون الراء ، وفتح الموحدة ، موضع بالبصرة . انظر « اللباب » ١٩٢/٣
2- وعبيد الله بن زياد بن أبي سفيان أبو أحمد : ولد سنة ٣٣ه_ ، وكان أميراً بالكوفة والبصرة وخراسان لمعاوية ولابنه يزيد . مات سنة ٦٦ ه_ . انظر « تعجيل المنفعة » ص 180 . تراجم الرواة : أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى . تقدم ( في ت 3 ح 5 ) ، وهو حافظ ثقة. وشيبان : هو ابن فروخ أبي شيبة الحَبَطي - بمهملة وموحدة مفتوحتين _ أبو محمد . صدوق يهم ، ورُمِي بالقدر . وقال أحمد : ثقة ، وقال أبو الشيخ : « شيبان أثبت عندهم من هدب » . توفي سنة ست أو خمس وثلاثين ومائتين . انظر « التهذيب » ٣٧٥/٤ ، « والتقريب » ص ١٤٨ جرير بن حازم : هو ابن زيد الأزدي أبو النضر ، وثقه الجمهور ، وقال ابن حجر : ثقة ، لكن في حديثه عن قتادة ضعف ، وله أوهام إذا حدث من حفظه ، مات سنة ١٧٥ه_ ، انظر المصدرين السابقين ٣ / 70 ، « والتقريب » ص ٥٤ . والحسن : هو البصري . تقدم قريبا . محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله الأصبهاني : حافظ حديث الثوري ، وقال أبو حاتم : صدوق ، ثقة ، من الحفاظ ، وقال أبو نعيم : مات سنة إحدى وثلاثمائة . انظر «الجرح والتعديل» 8 / 12٥ ، و « أخبار أصبهان » 2 / 222 ، « والطبقات » للمؤلف ٣/٢٢١ . بندار : هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري أبو بكر ، ثقة ، كثير الحديث ، مات سنة ٢٥٢ه_ . انظر « التهذيب » ٩ / ٧٠ ، « والتقريب » ص 291 . عبد الرحمن : هو ابن مهدي، تقدم في المقدمة ، في بداية فتح أصبهان . قرة بن خالد : تقدم قريبا . والحسن : هو البصري. مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : رجال السند الأوّل رجال الحسن ، ورجال الثاني رجال الصحيح ، سوى محمد بن يحيى ، وهو ثقة حافظ كما تقدم، إلا أن الحسن لم يسمع من عائد كما في « المراسيل » لابن أبي حاتم ص ٤٣ ، فالسند منقطع ، والله أعلم ، والخبر صحيح بسند مسلم وغيره . فقد أخرجه مسلم في «صحيحه » ١٢ / 21٥ باب الإمارة مع النووي من طريق شيبان به نحوه ، وفيه أن عائذاً دخل على عبيد الله بن زياد ، فقال : « أي بني ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إنَّ شرّ . فإياك أن تكون منهم » ، فقال له : اجلس ، فإنما أنت . . . إلى قوله : « إنما كانت النخالة بعدهم في غيرهم ». وكذا أخرجه أحمد في «مسنده » ٦٤/٥ من طريق الحسن أيضاً ، وأورده الحافظ في «الإصابة » ٢٦٢/٢ من رواية مسلم . الحُطَمة : هو العنيف برعاية الإبل في السوق والإيراد والإصدار ، لا يرفق بها في سوقها ومرعاها ، بل يحطمها ، ومنه سميت النار : « الحُطمة » ، لأنها تحطم كل شيء. انظر « النهاية » ٤٠٢/١ لابن الأثير ، « وشرح صحيح مسلم» للنووي ، ١٢ / ٢١٦ . والنُخَالة : في الأصل قشور الدقيق ، وكذا الحثالة ، والحقالة ، بمعنى واحد ، وهنا استعارة لهذا المعنى ، يعني : أنت من سقطهم ، ولست من فضلائهم وعلمائهم وأهل المراتب منهم ، فرد عليه عائذ كلامه ، وقال : « إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم » ، قلت : وقد صدق ، وهذا الذي ينقاد له كل مسلم ، فإن الصحابة رضي الله عنهم كلهم هم صفوة الناس ، وسادات الأمة ، وأفضل ممن بعدهم ، وكلهم عدول قدوة لا نخالة فيهم ، وإنما جاء التخليط ممن بعدهم ، وفيمن بعدهم . من شرح صحيح مسلم » السابق بالتصرف

أنت من نخالة أصحاب محمد- صلى الله عليه و سلم- فقال: و كانت لهم نخالة؟!

ص: 272

11 1/ 11 النابغة الجعدي

11 1/ 11 النابغة الجعدي (1) (2) :

و اسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة (3) بن كعب بن عامر ابن صعصعة، و هو الشاعر، يكنى أبا ليلى.

و قدم أصبهان مع الحارث بن عبد الله بن عبد عوف بن أصرم(4) ، و كان سيّره معاوية إلى أصبهان، و كان الحارث واليا عليها من قبل عليّ، ثم من قبل معاوية، و مات النابغة بأصبهان (5)، و له غير حديث.

ص: 273


1- النابغة الجعدي : - بفتح الجيم وسكون العين المهملة ، نسبة إلى جده جعدة بن كعب - وإنما قيل له النابغة ، لأنه قال الشعر ، ثم بقي ثلاثين سنة لا يقوله ، ثم نبغ فيه ، فسُمي النابغة ، كما في مصادر تراجمه . وقد ترجم له ابن قتيبة في « الشعر والشعراء » ص 158 ، وابن جرير في «ذيل المذيل ١٢ / ٥٠ ، وفي « الأغاني » ٤ / ١٢٦ لأبي الفرج ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » 73/1 ، وفي « الاستيعاب » ٥81/3 بهامش « الإصابة » ، وفي «مختار الأغاني » ٤٢٢/٢ ، و«تجريد الأغاني » ٦١٣/2 ، وفي «أسد الغابة » 2/5 ، وفي «اللباب» 282/1 ، وفي «تهذيب الأسماء » 2/ 120 للنووي ، وفي تاريخ الإسلام 87/3 ، و«سير النبلاء» 3 / 119 - 120 ، « وتجريد أسماء الصحابة » 2/ 100 ، وفي « الإصابة » ٥٣٧/٣ ، وفي « المطالب العالية » ٤ / 100 ، وفي « الأعلام » ٥٨/٦ للزركلي
2- على هامش الأصل بجوار اسم النابغة : ( بلغ )
3- في أ _ ه_ : ( جعد ) ، بدون الهاء المربوطة والتصويب من الأصل ، ومن « أخبار أصبهان » 73/1
4- في أ _ ه_ ، ( أحزم ) ، وهو خطأ ، والتصويب من الأصل ، ومن المصدر السابق ، ومن «الإصابة » ٥٤٠/٣ . وفي المصادر المذكورة ، أنه طال عمره ، فقيل : عاش مائة وثمانين سنة ، وقيل : مائتين وأربعين سنة
5- كذا هو في « أخبار أصبهان » ، « والإصابة »

(25) و حدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري(1) ، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، قال: ثنا يعلى بن الأشدق العقيليّ، قال: سمعت نابغة بن جعدة يقول: أتيت النبي- صلّى الله عليه و سلم- فأنشدته:

بلغنا السماء مجدنا و ثراؤنا(2) *** و إنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال: «إلى أين المظهر يا أبا ليلى؟».

فقلت: إلى الجنة، فقال: «أجل إن شاء الله» (3).

و لا خير في جهل(4) إذا لم يكن له *** حليمُ إذا ما أورد الأمرَ أصدرا

ص: 274


1- في الأصل : ( الجوهر ) ، والتصويب من « أخبار أصبهان » ١١٥/١، وكذا في أ ه_ ، هذه النسبة إلى بيع الجوهر ، كما في « اللباب » ٣١٣/١
2- في أ _ ه_ : ( بشرانا ) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن « أخبار أصبَهان ». وجاء عند ابن عبد البر في « الاستيعاب » ٥٨٣/٣ ( سناؤنا ) ، وفي رواية عبد الله بن جراد : « علونا على طُرّ العباد تكرماً » . وجاء في « ديوان النابغة » ص ٥١ « مجدنا وجدودنا » ، وكذا في «الشعر والشعراء » ، « ومختار الأغاني » ، و « تجريد الأغاني » إلا أن فيهما سُمِّيَ النابغة حبان بن قيس ، وجاء في « جمهرة أشعار العرب » 275 و 281 لأبي زيد القرشي ، وفيه « بلغنا السما مجداً وجوداً وسؤدداً » ، والمعتمد ما في أصل ديوانه
3- زاد عبد الله بن جراد في روايته بعد قوله أجل : . . أنشدني من قولك ، فأنشدته ، « ولا خير في جهل . . . ولا خير في حلم » . البيتين
4- في النسختين : ( في حلم ) ، وهو خطأ ، والتصويب من شعر النابغة ص ٦٩ ، وكذا من « أخبار أصبهان » 1 / 73 ، « والاستيعاب » 583/3 و ( في حلم ) ، هذا في شطر بيت آخر هكذا نظمه : ولا خير في حلم إذا لم *** يكن له بوادِرُ تُحمي صَفْوَه أن يُكدّرا تراجم الرواة : أحمد بن إسحاق الجوهري أبو العباس ، يُعرف بحمويه الثقفي ، توفي سنة ثلاثمائة ، نزل المدينة ، ترجم له المؤلف في ( الطبقات » ٣/٢٦٣ ، وانظر « أخبار أصبَهان » ١ / ١١٥ . إسماعيل بن عبد الله بن زرارة أبو الحسن الرقي : صدوق ، تكلم فيه الأزدي بلا حجة . مات سنة ٢٢٩ه_ . انظر « التهذيب » 308/1 « والتقريب » ص ٣٤ . يعلى بن الأشدق العُقيلي : شيخ كان بالرقة . قال ابن عدي : روى عن عمه عبد الله بن جراد ، وزعم أن لعمه صحبة ، فذكر له أحاديث كثيرة منكرة ، وهو وعمه غير معروفين . قال البخاري : لا يكتب حديثه . وقال أبو زرعة ليس بشيء ، لا يصدق . وكان ابن ١٢٠ سنة . انظر «المجر وحين » ٣ / ١٤١ ، « والميزان » ٤٥٦/٤ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : ضعیف به ، فيه يعلى بن الأشمدق ، وقد تقدم الكلام عليه ، وسيأتي تخريجه قريباً ، أما الأبيات ، فانظر « شعر النابغة الجعدي ص ٥١ وص ٦٨ وص ٦٩ في قصيدة طويلة وانظر «الشعر والشعراء » ص 1٥8 لابن قتيبة الدينوري ، و «جمهرة أشعار العرب » 281 و 285 لابن أبي الخطاب القرشي ، « والعقد الفريد » ٢٥٦/١ لابن عبد ربه ، وانظر « مختار الأغاني » ٢ / ١٥٨ ، « وتجريد الأغاني » ٤٢٢/٢ . تخريج الحديث : فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٧٣/١ و ٧٤ من طريق يعلى بن الأشدق مثله ، وأورده ابن حجر في « الإصابة » ٥٣٩/٣ ، فقال : أخرجه البزار والحسن بن سفيان في « مسنديهما » ، وأبو نعيم ... والشيرازي في «الألقاب » ، كلهم من رواية يعلى بن الأشدق ، قال : وهو ساقط . قال أبو نعيم : رواه عن يعلى جماعة ، منهم : هاشم بن القاسم الحراني ، وأبو بكر الباهلي ، وعروة العرقي ، وداود بن رشيد ، وزاد : « ولا خير في حلم. . البيت» . ومن طريقة أخرجه المؤلف أيضاً بعد هذا الطريق ، ولكن في طريقهم جميعاً يعلى ، وهو مُتكلّم فيه ، وقد أخرجه بسند آخر الحارث في مسنده» . كما في « المطالب العالية » ١٠٠/٤ ، وابن عبد البر في «الاستيعاب » ٥83/3 و ٥٨٤ بسنديهما من طريق الحسن بن عبيد الله العنبري ، قال : حدثني من سمع النابغة ... الخ . ففي سنديهما من لم يُسَمٌ ، وقال ابن عبد البر : قد روينا هذا الخبر من وجوه كثيرة عن النابغة الجعدي من طريق يعلى بن الأشدق وغيره ، وذكر له ابن حجر في المصدر السابق أن يعلى توبع ، فقال : فقد وقعت لنا قصيدته في « غريب الحديث» للخطابي ، وفي «كتاب العلم » للمرحبي » وغيرهما ، من طريق مهاجر بن سليم عن عبد الله بن جراد ، وقال سمعت نابغة بني جعدة يقول : أنشدت النبي - صلّى الله عليه وسلّم - قولي علونا السماء . . . البيت فغضب فقال : «أين المظهر يا أبا ليلى» ؟ قلت : الجنة . قال : «أجل إن شاء الله » ، ثم قال : « أنشدني من قولك » . فأنشدته : ولا خير في حلم ولا خير في جهل . البيتين . قلت : أما قول ابن حجر في يعلى أنه توبع مع أنه قال عنه ساقط : ففيه نوع من التساهل والساقط لا ينفعه المتابعة، وثانياً أن في السند المتابع الذي ساقه عبد الله بن جراد . قال الذهبي : مجهول ، لا يصح خبره ؛ لأنه من رواية يعلى بن الأشدق الكذاب عنه ، وقال أبو حاتم : لا يعرف ولا يصح خبره : انظر « الميزان » ٢ / ٤٠٠ . وذكر أيضاً أنه رويناها مسلسلة بالشعراء من رواية دعبل بن علي الشاعر ، عن أبي نواس ، عن والبة بن الحباب ، عن الفرزدق ، عن الطرماح ، عن النابغة ، قلت : هذا السند أيضاً لا يحتج به . فيه دعبل وغيره . قال الخطيب : وكان خبيث اللسان، قبيح الهجاء ، وقد روى عنه أحاديث مسندة عن مالك وعن غيره ، وكلها باطلة ، نراها من وضع ابن أخيه إسماعيل بن علي الدعبلي ، فإنها لا تعرف إلا من جهته. انظر « تاریخ بغداد » 382/8 . وكذا والبة بن الحباب ، قال الخطيب : وكان من الفتيان الخلعاء المجان . انظر المصدر السابق ٤٤٨/١٣ . والخلاصة : أنه لا يصح ، والله أعلم . تراجم الرواة : أبو العباس البزار : هو أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله . ثقة ، روى عن داود بن رشيد ، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين . انظر « الطبقات » ٢١٤ / ٣ ، و « أخبار أصبهان » ١ / ١٠٥ . داود بن رشيد - بالتصغير - هو أبو الفضل الهاشمي مولاهم الخوارزمي - نزيل بغداد - ثقة . مات سنة ٢٣٩ه_ . انظر «تاریخ بغداد » ٣٦٧/٨ « والتهذيب » ٣ / ١٨٤ يعلى بن الأشدق : تقدم في السند قبله ، وهو ساقط متهم ، وذكره الذهبي في « النبلاء » ٣ / ١١٩ ، وفي «تاريخ الإسلام » 87/3 وقال : لا يصح . مرتبة الإسناد : ضعيف جدا . تقدم تخريجه في الحديث ٢٥ . وقوله : لا يفضض الله فاك : أي لا يسقط الله أسنانك ، فعاش مائة وعشرين سنة لم تسقط له سن حسب قول الرّاوي ، وفضّه : كسره . انظر « النهاية » ٤٥٣/٣ لابن الأثير

فقال صلّى الله عليه و سلّم-:

«لا يفضض الله فاك». قال: فلقد رأيته و قد أتى عليه مائة سنة و نيف و ما سقط له سن.

ص: 275

(26) حدثنا أبو العباس البزّار، قال: ثنا داود بن رشيد، قال: سمعت يعلى بن الأشدق؛ قال: سمعت النابغة يقول: أنشدت رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فذكر مثله، فقال النبي- صلّى اللّه عليه و سلم-: «أجدت. لا يفضض اللّه فاك».

ص: 276

12 1/ 12 4 و مخنف بن سليم بن الحارث

12 1/ 12 4 و مخنف بن سليم بن الحارث (1) :

ابن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدول ابن سعد.

ولاه عليّ بن أبي طالب(2) - رضي الله عنه- أصبهان بعدما هلك يزيد بن قيس .

حدثنا الحسن (بن) (3)محمد، قال: ثنا أبو زرعة، قال: ثنا محمد بن العلاء أبو كريب، قال: ثنا عمرو بن يحيى (بن عمرو) (4) بن سلمة، قال:

ص: 277


1- مخنف - بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وبنون مفتوحة - ابن سليم بالتصغير له ترجمة : في «الطبقات» ٣٥/٦ لابن سعد وفي «ذيل المذيل» لابن جرير الطبري ٣٦/٦ ، وفي «الثقات» ٤٠٥/٣ لابن حبان ، وفي «أخبار أصبهان» 72/1 - 73 ، وفي « الاستيعاب» ٥٠٣/٣ بهامش « الإصابة » وفي « أسد الغابة » ٣٣٩/٤ ، وفي « تجريد أسماء الصحابة » ١٩١/١ ، وفي «الإصابة » 392/3 ، وفي « التهذيب » 78/10 ، وفي « الخلاصة » للخزرجي ص ٣٩٥ ، وفي «الأعلام » ٧٥/٨ للزركلي
2- تقدم في المقدمة عند فتوح أصبهان
3- يزيد بن قيس : ترجم له المؤلف كما سيأتي بترجمة رقم 20 ، وكذا هو في « أخبار أصبَهان » ٧٢/١ ، وفيه سكن الكوفة ، وله بِها دارُ
4- بين الحاجزين سقط من الأصل في الموضعين ، واستدركته من أ _ ه_ ومن « أخبار أصبهان » 72/1 و ٢ / ٣٤٣ ، ومن آخر الكلام ، حيث قال عمرو : سمعت أبي يحدث عن أبيه عمرو. تراجم الرواة : الحسن بن محمد بن الحسن الداركي : يروي عن الرازيين ، ثقة صدوق ، صاحب أصول . مات سنة ٣١٧ه_ . انظر « الطبقات » 3/28٥ للمؤلف « وأخبار أصبهان » ٢٦٨/١ أبو زرعة : هو الرازي كما صرح به في « أخبار أصبهان » 72/1 ، وهو عبيد الله بن عبد الكريم . تقدم في ت 3 ح 7 . ثقة ، من النقاد . محمد بن العلاء : تقدم أيضاً في ت ٤ ح ٢٠ ، ثقة حافظ. عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني الكوفي ، روى عن أبيه ، ثقة . انظر «التاريخ الكبير » ٣٨٢/٦ « والجرح والتعديل » ٢٦٩/٦ . أبوه : هو يحيى بن عمرو بن سلمة الكندي ، روى عن أبيه ، وعنه الثوري وشعبة وعاصم الأحول . انظر « التاريخ الكبير » 292/8 ، « والجرح والتعديل » ١٦٧/٩ . وعمرو : هو ابن سلمة بن الحارث الهمداني ، ويقال : الكندي ، ثقة. قال ابن سعد : كان ثقة قليل الحديث . مات سنة ٨٥ه_ . انظر « الطبقات » ١٧١/٦ لابن سعد ، « والتهذيب » ٤٢/٨ ، « والتقريب » ص ٢٦٠

سمعت أبي يحدث عن أبيه عمرو، قال: كان عليّ بن أبي طالب استعمل يزيد ابن قيس على الريّ، ثم استعمل مخنف بن سليم على أصبهان.

و استعمل على أصبهان عمرو بن سلمة، فلما انفتل(1) عمرو بن سلمة، عرض له الخوارج(2) ، فتحصن في حلوان(3) و معه الخراج و الهدية، فلما انصرف عنه الخوارج، أقبل بالهدية و خلف الخراج(4) بحلوان، فلما قدم عمرو ابن سلمة على عليّ رضي الله عنه أمره فليضعها في الرحبة(5) ، و يضع عليها أمناءه حتى يقسمها بين المسلمين، فبعثت(6) إليه أم كلثوم بنت عليّ: أرسل

ص: 278


1- في أ _ ه_ ( أقبل )
2- والخوارج : هم طائفة من أهل الأهواء ، يعتقدون إكفار علي وعثمان والحكمين وأصحاب الجمل وكل من رضي بتحكيم الحكمين ، والخروج على الإمام الجائر ، ولزمهم هذا الاسم لخروجهم عن الناس . انظر « الفرق بين الفِرَق » ص ٥٥ لعبد القادر البغدادي ، « ولسان العرب » ٢ / ٢٥١
3- تقدم تحديده في المقدمة عند خصائص أصبهان
4- والخراج : مقدار معلوم يخرجه القوم في السنة مما تُنتجه الأراضي المفتوحة صلحاً ، وهم موظفون بها ، انظر «لسان العرب » ٢٥٢/٢
5- الرحب - بالضم - : السعة ، وبالفتح الواسع ، والرحبة ، الساحة . يقال : رحبة المسجد أي ساحته . الجمع رُحَب ورَحَبات ، انظر « مختار الصحاح » ص 237
6- في الأصل : ( فبعث ) ، وهو خطأ ، والتصحيح من « أخبار أصبهان » 72/1 ، ومن مقتضى القواعد

إلينا (1)من هذا العسل الذي معك، فبعث إليها بزقين(2) من عسل و زقين من سمن، فلما أن خرج عليّ إلى الصلاة عدها، فوجدها تنقص زقين، فدعاه فسأله عنهما، فقال: يا أمير المؤمنين، لا تسألني عنهما (3)، ثم تأتي بزقين مكانهما. قال: عزمت عليك لتخبرني ما قضيتهما(4) ؟.

قال: بعثت إليّ أم كلثوم فأرسلت بهما إليها، قال أمرتك أن تقسم في ء(5) المسلمين بينهم، ثم بعث إلى أم كلثوم أن ردّي الزقين، فأتي بهما (مع) (6) ما نقص منهما، فبعث إلى التجّار قوموهما مملوءتين و ناقصتين، فوجدوا فيهما نقص ثلاثة دراهم و شيئا، فأرسل إليها أن أرسلي إلينا بالدراهم، ثم أمر بالزقاق فقسمت بين المسلمين.

و قد روي عن النبي- صلى الله عليه و سلم- حديثا لم يروه غيره.

(27) حدثنا أبو يعلى، قال: ثنا غسّان بن الربيع، عن ثابت بن يزيد، طبقات المحدثين باصبهان و الواردين عليها ؛ ج 1 ؛ ص280

ص: 279


1- في أ - ه_ : ( علينا ) ، والصواب ما أثبته من الأصل
2- الزق بالكسر : السقاء ، أو جلد يُجَزّ ولا ينتف للشراب وغيره ، نحو السمن والعسل ، يجمع على أزقاق وزقاق . انظر « القاموس » ٢٤١/٣
3- في « أخبار أصبهان » 72/1 ( فإنا )
4- في المصدر السابق ما قصتهما
5- في أ - ه_ : ( في ) ، وهكذا عند أبي نعيم في المصدر السابق ، وفي الأصل غير واضح ، فلعل الصواب ما أثبته ، والله أعلم
6- بين الحاجزين من المصدر السابق لأبي نعيم . مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : رجاله ثقات ، سوى يحيى بن عمرو بن سلمة ، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم ، وقد ترجما له كما تقدم، وروى عنه الأئمة : الثوري ، وشعبة ، وعاصم الأحول ، وغيرهم. فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 72/1 من طريق المؤلف وغيره مثله ، وقال في آخره : ورواه أحمد بن علي بن الجارود ، قال : ثنا أبو كريب ، سمعت عمرو بن يحيى بن سلمة الأرحبي ، فذكر نحوه. تراجم الرواة : أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى . تقدم في ت ٣ - ٥ ، وهو ثقة حافظ . غسان بن الربيع : هو الأزدي المَوصِلي ، قال الذهبي : « وكان صالحاً ورعاً ، ليس بحجة في الحديث » ، قال الدارقطني : ضعيف . وقال مرة : صالح . مات سنة ست وعشرين ومئتين. انظر « الميزان » ٣٣٤/٣ وثابت بن يزيد : لم يتبين لي ، هل هو الأودي ، أو الأحول البصري . أبو زيد ؟ إذا كان الأول : فضعيف ، وإذا كان الثاني : فهو ثقة . توفي سنة ١٦٩ه_ . الأول أيضاً من الثامنة ، انظر «الميزان » ١ / ٣٦٨ ، « والتهذيب » ٢ / ١٨ . ابن عون : هو عبد الله بن عون بن أرطبان المزني ، مولاهم أبو عون البصري . كان ثقة ثبتاً فاضلاً ورعاً ، كثير الحديث . مات سنة ١٥١ه_ . انظر « التهذيب » ٥ / ٣٤٦ ، « والتقريب » ص ١٨٤ . أبو رملة : هو عامر : وقال ابن حجر : شيخ لابن عون ، لا يعرف . وقال الخطابي : مجهول ، والحديث ضعيف المخرج ، انظر « التهذيب » ٨٤/٥ ، « والتقريب » ص ١٦٢ ، «ومعالم السنن على سنن أبي داود » ٢٢٦/٣ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : ضعيف ، فيه أبو رملة عامر ، وهو مجهول . فالحديث ضعيف ، فقد أخرجه أصحاب السنن الأربعة : أبو داود في 22٦/٣ في الضحايا ، والترمذي في ٥ / 110 مع « التحفة » ، وقال : حسن غريب . والنسائي في «سننه » ٧ / ١٦٧ ، وابن ماجه في ١٠٤٥/٢ . كلهم من طريق أبي رملة ، وزاد بعضهم « هل تدرون ما العتيرة ؟ هي التي تسمونها الرجبية » ومن طريقه أحمد في «مسنده » ٥ / ٧٦ ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » 73/1 ، وقال : رواه يزيد بن زريع ، ومعاذ بن معاذ ، وابن علية ، وأبو أسامة ، وثابت بن يزيد في آخرين - عن أبي رملة - ورواه ابن جريج ، عن حبيب بن مخنف ، عن أبيه ، وأخرجه أحمد في« مسنده » ٧٦/٥ ، من هذا الوجه ومن طريق عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عبد الكريم ، عن حبيب بن مخنف ، قال : انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم ... وذكر الزيليعي في « نصب الراية » ٢١٠/٤ أنه رواه أحمد ، وابن أبي شيبة ، والبزار ، وأبو يعلى الموصلي في «مسانيدهم » ، والبيهقي في «سننه » ٩ / ٢٦٠ ، والطبراني في « معجمه » من طريق عبد الرزاق ، وقال ابن عبد البر في « الاستيعاب » ٥٠٤/١ : « لا أحفظ لمخنف بن سليم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا حديث الأضحى والعتيرة » ، وقال أيضاً تحت ترجمة حبيب بن مخنف : حديثه عند عبد الكريم بن أبي المخارق لا يصح ، وذكر أيضاً عن عبد الرزاق أنه قال : لا أدري أعن أبيه أم لا ؟ قلت : رجح ابن حجر في « الإصابة » 309/1 عن أبيه بقوله : « والصواب ما رواه عبد الرزاق وغيره عن حبيب بن مخنف عن أبيه» ، وهكذا ذكره في « أخبار أصبهان » 73/1 ، وحديث مخنف هذا ذكره ابن حجر في «الفتح » ١٥/١٢ ط ح وقال : ضعفه الخطابي ، ولكنه حسنه الترمذي ، وجاء من وجه آخر عن عبد الكريم عن حبيب بن مخنف عن أبيه نحوه . « قلت : طريق حبيب عن أبيه أيضاً ضعيف ، فيه عبد الكريم بن أبي المخارق ، وهو ضعيف كما في « التقريب » ص 217. فالخلاصة : أنّ الحديث ضعيف . ضعفه الخطابي ، كما تقدم قوله ، وقول ابن عبد البر أنه لا يصح . وذكر الزيلعي أيضاً في « نصب الراية » ٢٠٨/٤ قول عبد الحق فيه أنه قال : إسناده ضعيف ، وقال : علته الجهل بحال أبي رملة ، وقال ابن الجوزي: «وهذا متروك الظاهر ، إذ لا يسن العتيرة أصلا » انتهى . وذكر الشوكاني في «نيل الأوطار » ١٥٧/٥ قول أبي بكر المعافري أن حديث مخنف بن سليم لايحتج به « وله شاهد عند البيهقي في «سننه » ٩ / ٣٦٠ عن وفد قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه ، ولكن في «مسنده » مبهمان » والله أعلم . تراجم الرواة : حامد بن شعيب : هو حامد بن محمد بن شعيب بن زهير أبو العباس البلخي ، ثقة ، روى عن سريج بن يونس ، مات سنة تسع وثلاثمائة. انظر «تاریخ بغداد » ١٦٩/٨ . سريج بن يونس : هو ابن إبراهيم البغدادي أبو الحارث العابد . ثقة ، مات سنة ٢٣٥ه_ . انظر « التهذيب » ٤٥٧/٣ ، « والتقريب » ص 117 . ابن علية : هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي ، مولاهم أبو بشر البصري المعروف بابن علية ، ريحانة الفقهاء ، وسيد المحدثين ، ثقة حافظ . توفي سنة ١٩٤ه_ . انظر المصدرين السابقين ٢٧٩/١ و ٣٢ . بقية الرواة تقدموا في السند قبله . تقدم تخريجه . تراجم الرواة : محمد بن عبد الله بن رستة : تقدم في ت 3 ح 8 . سعيد بن عنبسة : ترجم في ( الميزان » لثلاثة أشخاص ، وزاد في « اللسان » شخصاً آخر بهذا الاسم ، ولم يتبين لي من هو منهم. ولكن اثنان منهم من المجاهيل ، والثالث ضعيف جداً ، والرابع لم يطعن فيه بشيء . انظر «الميزان » ٢ / ١٥٤ ، « واللسان » ٣ / ٣٩ . معاذ بن معاذ : هو ابن نصر العنبري أبو المثنى البصري القاضي . ثقة متقن . مات سنة ست وتسعين ومائة . انظر « التهذيب » 10 / 193 ، «والتقريب » ص ٣٤٠ . بقية الرواة تقدموا . مرتبة الإسنادين : كلاهما ضعيفان في الإسنادين . أبو رملة عامر وهو مجهول ، تقدم تخريجه في ح رقم ٢٧

عن ابن عون، عن أبي رملة، عن مخنف بن سليم، قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم:

«على كل أهل بيت في كل عام أضحية و عتيرة». و أبو رملة: اسمه عامر.

ص: 280

(28) و أخبرنا حامد بن شعيب، قال: ثنا سريج بن يونس، قال: ثنا ابن عليه، عن ابن عون عن أبي رملة، عن مخنف بن سليم أنّ النبيّ- صلّى اللّه عليه و سلّم- قال بعرفة:

«يا أيّها النّاس، إن على كل أهل بيت أضحية و عتيرة».

ص: 281

(29) حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة، قال: ثنا سعيد بن عنبسه، قال: ثنا ابن علية و معاذ بن معاذ، عن ابن عون، قال: ثنا أبو رملة، عن مخنف بن سليم، قال: سمعت النبي- صلى الله عليه و سلم- يقول: إنّ على كلّ مسلم في كل عام أضحية و عتيرة.

ص: 282

13 1/ 13 و خالد بن غلاب الطائفي القرشي

13 1/ 13 و خالد بن غلاب الطائفي القرشي (1) :

من عمّال عثمان(2) على أصبهان، و هو جد الغلابيين الذين هم بالبصرة. و فيما كتب إليّ محمد بن عبدان إجازة(3) ، قال: ثنا الأحوص بن المفضل بن غسان، بن خالد بن معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب، قال: ثني محمد بن غسان، قال: ثني خالد بن عمرو، عن أبيه عمرو بن معاوية، عن أبيه معاوية

ص: 283


1- خالد بن غلاب - بفتح الغين المعجمة ، وتخفيف اللام ، وآخره موحدة ، كذا في «الإصابة » ٤١١/١ ، وزاد في «تبصير المنتبه » 3/ ١٠٤8 أن غلاب اسم أمه ، وضبطه ابن الأثير في «اللباب » ٣٩٥/٢ أنه بفتح المعجمة ، وتشديد اللام ، وأنه اسم والد خالد ، ثم قال : قد ذكر في هذه الترجمة غلاب بالتشديد اسم امرأة ، ولا يعرف إلا بالتخفيف والبناء على الكسر ، مثل قطام» . قلت : فلا منافاة بين ضبطيهما ، فضبطه ابن الأثير على أنه اسم والده ، والحافظ ابن حجر على أنه اسم أمه ، أو اسم امرأة ، كذا ذكره أبو نعيم أنه اسم امرأة يقال أنه اسم امرأة يقال : إنها أمه ، وأبوه الحارث . وقال المؤلف - كما سيأتي - : إن غلاب اسم امرأة . وترجم له في « أخبار أصبهان » ٦٩/١ ، وفي « أسد الغابة » 2/ 90 - 91 ، وفي « اللباب » ٣٩٥/٢ ، وفي « الإصابة » ٤١١/١
2- عثمان : هو ابن عفان الخليفة الثالث . تقدم في ت ٣ ح ١٤
3- الإجازة : هي أن يأذن الشيخ لغيره أن يروي عنه مروياته أو مؤلفاته ، وفيها خلاف ، والمؤلف ممن يبطل العمل بها كما هو منقول عنه في كتب المصطلح ، ولا أدري كيف سوغه هنا ، وقد بينت ذلك في المقدمة ص ٧٤ من هذا الجزء في مبحث « أبو الشيخ والمصطلح ». انظر « الكفاية » ٣١١ - ٣٢٥ للخطيب ، « واختصار علوم الحديث » ١١٩ - ١٢٦ لابن كثير ، « وتوضيح الأفكار » ٣١٠/٢ للصنعاني . تراجم الرواة : محمد بن عبدان بن أحمد . الأحوص بن المفضل : هو أبو أمية ، يروي عن أبيه «كتاب التاريخ » ، ولي قضاء البصرة ، وكان تاجراً ، ومات محبوساً في سجن البصرة سنة ثلاثمائة ، انظر « اللباب » ٢٩٦/٢. محمد بن غسان : ذكره الحافظ ابن حجر في « تبصيره المنتبه » ١٠٣٦/٣ ، ولم يزد على قوله : روى عنه أخوه المفضل . خالد بن عمرو : لم أعثر له على ترجمة . عمرو بن معاوية : لم أعثر له على ترجمة . معاوية بن عمرو : وقد ينسب إلى جد أبيه ، يعني غلاب ، وهكذا نسبه في «التبصير » ١٠٤٨/٣ ثقة . انظر « التهذيب » ١٠ / ٢١٥ ، « والتقريب » ص ٣٤٢ . عمرو بن خالد بن غلاب : لم أعثر له على ترجمة

ابن عمرو، عن أبيه عمرو بن خالد، قال:

لما حصر الناس عثمان بن عفان، خرج أبي يريد نصره، و كان يتولى أصبهان، فخرج من أصبهان، فاتصل به قتله، فانصرف إلى منزله بالطائف، و قدمت في ثقل(1) أبي، فصادفت وقعة الجمل(2) ، فسمعت قوما من أهل الكوفة يقولون: إن أمير المؤمنين يقسم فينا نساءهم، فأتيت الأحنف(3) ، فقلت:

يا أعرابي سمعت كذا و كذا، فقال: امض بنا إلى أمير المؤمنين، فدخلنا على علي بن أبي طالب، فقال: إن ابن أخي أخبرني كذا و كذا، فقال: معاذ الله يا أحنف! ثم قال: من هذا؟ قال: عمرو بن خالد. قال: ابن غلاب؟

قال: نعم، قال: أشهد، لرأيت أباه بين يدي رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و ذكر الفتن، فقال: يا رسول الله .. أدع الله أن يكفيني الفتن، فقال:

«اللهم اكفه الفتن، ما ظهر منها و ما بطن».

و قيل في ذلك:

كفي فتن الدنيا بدعوة أحمد *** ففاز بها في الناس ما ناله خسر

ص: 284


1- ثقل بفتحتين ، متاع المسافر وحشمه . انظر «مختار الصحاح » ص ٨٥
2- وقعة الجمل : معركة وقعت بين علي وعائشة سنة ٣٦ ه_ ، بالبصرة . انظر التفصيل - إن شئت في تاريخ خليفة 181 - 183 ، و« تاريخ الطبري » ٥ / 1٩٩ - 222
3- الأحنف : هو ابن قيس ، سيأتي بترجمة رقم ١٦ ، وهو ثقة مخضرم

ظواهرها جمعاً و طانها معاً *** فصح له في أمره السر و الجهر

رواه علي المرتضى عن محمد *** ففي مثل هذا ما يطيب(1) به النشر

و من ولده معاوية بن عمرو بن غلاب- و غلاب امرأة- و محمد بن غسان، و غسان بن الفضل، و المفضل بن غسان الغلابي(2) (3) .

ص: 285


1- في « أخبار أصبهان » ١/ ٦٩ : ( له )
2- في المصدر السابق : ( الغلابيون ). مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : أخرجه أبو نعيم في («أخبار أصبهان « ٦٩/١ من طريق المؤلف مثله ، وأورده ابن الأثير في «أسد الغابة » 2/ 90 من طريق أولاد خالد بن غلاب بلفظه ، وقال : هذا الحديث غريب تفرد به أولاده ، وكذا أورده ابن حجر في « الإصابة » ٤١١/١ بإسناد ابن منده بمثل لفظ المذكور هنا ، ونقل عنه أنه قال : « غریب تفرد به أولاده »
3- والخبر عند أبي نعيم في المصدر السابق
14 1/ 14 و حممة الدوسي

14 1/ 14 و حممة الدوسي (1) :

من أصحاب النبي- صلى الله عليه و سلم- مات بأصبهان مبطونا.

(31) حدثنا أبو بكر الجارودي و أبو عبد الرحمن المقرى ء، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا أبو عوانة، عن داود الأودي،

ص: 286


1- حممة : هو ابن أبي حممة الدوسي - بفتح المهملة ، وسكون الواو . نسبة إلى دوس بن عدنان ، بطن من الأزد - - مات بأصبهان مبطوناً وقبره بباب المدينة باب تيره ، فشهد له أبو موسى أنه سمع النبي _ صلى الله عليه وسلم - أن حممة يموت شهيداً ، وذكر له الإمام أحمد في «الزهد » ص 231 قصة مع تلميذه هرم بن حيان من طريق مطر الوراق ، قال : « بات هرم بن حيان العبدي عند حممة صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فبات حممة يبكي ليلة كلها ، حتى أصبح ، فلما أصبح ، قال له هرم: يا حممة ما أبكاك ؟ قال : ذكرت ليلة صبيحتها تبعثر القبور ، فيخرج من فيها . قال : وبات حممة عند هرم، فبات ليلته يبكى حتى أصبح ، فسأله حين أصبح : ما الذي أبكاك ؟ قال : ذكرت ليلة صبيحتها تناثر نجوم السماء ، فأبكاني ذلك . قال : وكانا يصطحبان أحياناً بالنهار، فيأتيان سوق الريحان ، فيسألان الله الجنة ويدعوان ، ثم يأتيان الحدادين ، فيعوذان من النار ، ثم يتفرقان إلى منازلهما. وترجم له في « أخبار أصبهان » وفي « الاستيعاب » 392/1 ، وفي « أسد الغابة» ٥٣/٢ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة » 97/3 ، وفي « المجمع » 2 / 317 و ٩ / ٤٠٠ ، وفي « الإصابة » ٣٥٥/١ . تراجم الرواة : أبو بكر الجارودي : هو محمد بن علي بن الجارود ، ثقة . توفي سنة ٣٢٥ ه_ . ترجم ترجم له المؤلف في « الطبقات » ٣/٢٤٧ ، وانظر « أخبار أصبهان » ٢٤٩/٢ . أبو عبد الرحمن المقري : هو عبد الله بن محمد بن عيسى ، كثير الحديث ، حسن المعرفة ، توفي سنة ست وثلاثمائة ، انظر « أخبار أصبَهان » ٦٧/٢ . يونس بن حبيب : سيأتي بترجمة رقم ٢٤٩ ، وهو ثقة . وأبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة رقم ٩٣ ، وهو حافظ ثقة . أبو عوانة : هو الوضاح بن عبد الله اليشكري ، تقدم في ت ٤ ح ١٨ ، وهو ثقة ثبت . داود الأودي : هو داود بن عبد الله أبو العلاء الكوفي . قال أحمد : شيخ ثقة قديم ، وهو غير عم ابن إدريس ، وعن يحيى ، ثقة ، وروى عباس الدوري عن يحيى : ليس بشيء . قال : فيحرر هذا لأن هذا في - داود بن يزيد - وهو ضعيف - هذا ما ذكره الذهبي في «الميزان » ٢ / ١٠ ، ووافقه ابن حجر ، حيث قال : ( إن قول ابن معين «ليس بشيء » في حق ابن يزيد لا في حق داود الأودي ) . وقال : إن أبا العلاء الأودي ثقة ، انظر « التهذيب » 191/3 ، «والتقريب » ص ٩٦ . حميد بن عبد الرحمن الحميري - بكسر حاء ، وسكون ميم، وفتح الياء المثناة من تحتها - هذه النسبة إلى حمير ، وهو من أصول القبائل التي باليمن . ثقة ، فقيه ، انظر « التهذيب » ٣ / ٤٦ ، « والتقريب » ص ٨٤ ، «واللباب » ٣٩٣/١

عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن حممة رجل من أصحاب النبي- صلى الله عليه و سلم- غزا أصبهان مع الأشعري، و فتحت أصبهان في زمن عمر، فقال: أللهم إن حممة يزعم أنه يحب لقاءك، أللهم إن كان صادقا فاعزم له بصدقه، و إن كان كاذبا فاحمل عليه، و إن كره، أللّهم لا ترجع حممة من سفره هذا(1) . فمات بأصبهان، فقام الأشعري، فقال: يا أيها الناس، إنّا و الله ما

ص: 287


1- في « أخبار أصبهان » 71/1 : ( فأخذه الموت ) ، وفي كتاب الجهاد » ص ١١٤ : ( فأخذه بطنه ) ، وعند أحمد والطبراني فأخذه البطن ، فمات بأصبَهان. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : فقد أخرجه ابن المبارك في كتاب الجهاد ( ص ١١٤ ، وأبو داود الطيالسي في «مسنده» ١٤٢/٢ ، بترتيب الساعاتي ، وأحمد في «مسنده » ٤ / ٤٠٨ ، والطبراني في «الكبير » ( ٦١/٤ ) حديث ٣٦١٠ ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » 71/1 ، وابن عبد البر في «الاستيعاب » 1392/1 ، وابن الأثير في «أسد الغاية » ٥٣/٢ ، وابن حجر في « الإصابة » ١ / ٣٥٥ ، وقال : رواه أبو داود ومسدد والحارث في «مسانيدهم » قلت : كلهم من طريق أبي عوانة ، عن داود الأودي ، عن حميد بن عبد الرحمن به . وقال الهيثمي في « المجمع » ٩ / ٤٠٠ بعد أن عزاه إلى أحمد : رجاله رجال الصحيح ، غير داود بن عبد الله الأودي ، وهو ثقة ، فيه خلاف ، وقال 317/2 بعد أن عزاه إلى « الكبير » : رجاله رجال الصحيح ، وفيه داود الأودي ، وثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى قلت : قد أشرت في ترجمة الأودي أن الذهبي وابن حجر قد صرحا أن قول ابن معين في تضعيف داود - بأنه ليس بشيء - ليس في حق داود الأودي، إنما هو في داود بن يزيد ، فالأودي ثقة بلا خلاف كما تقدم ، فالحديث صحيح . فائدة : جاء في رواية ابن المبارك : داود بن عبد الرحمن ، وهو خطأ ، إنما هو عبد الله كما تقدم ، وثانياً : لأنه هو الذي روى عنه أبو عوانة ، ويروي عنه حميد بن عبد الرحمن . وجاء عند ابن عبد البر : داود بن عبد الله الأزدي ، وهو خطأ ، وإنما هو الأودي كما تقدم في مصادر ترجمته ، والله أعلم ...

سمعنا، فما سمعنا من نبيكم- صلى الله عليه و سلم- و لا مبلغ علمنا، إلّا أن حممة شهيد.

ص: 288

15 1/ 15 عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري
اشارة

15 1/ 15 عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري (1) :

من عمال عمر(2) .

و ذكر محمد بن عاصم عن أبي الحسن بن حمويه قال: حدثني أبي، قال: ثنا عبد الله بن مصعب بن الزبير، قال: لما قدم عمار(3) الكوفة، كتب عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبان أن سر إلى أصبهان، فخرج حتى لحق بأصبهان، و كان أول من لقي الاستندار(4) فقتله و سمي ذلك الرستاق: رستاق الشيخ.

ص: 289


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » ٦٤/١ ، وفي « أسد الغابة » ١٩٩/٣ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة » 1 / 321 ، وفي « الإصابة » ٢ / ٣٣٦ - ٣٣٧
2- هو ابن الخطاب الخليفة الثاني ، تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان
3- في « أخبار أصبهان » : بزيادة ( أميرا )
4- والاستندار : وهو أمير المحافظة والمنطقة ، ولم يزل يستعمل إلى الآن في إيران بهذا المعنى . والرستاق : يطلق على كل موضع ذات قرى دون المدن . انظر « معجم البلدان » 38/1 . قلت : متروك استعماله الآن . تراجم الرواة : محمد بن عاصم : سيأتي بترجمة رقم ١٦٩ ، وهو صاحب الجزء العالي . أبو الحسن بن حمويه : لم أعثر عليه ، وكذا أبوه . عبد الله بن مصعب : هو ابن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، تقدم في ت ٣ ح ١٤ . عمار : هو ابن ياسر ، تقدم أيضاً في ترجمة ٣ ح ١٤ . مرتبة الإسناد وتخريجه : في إسناده من لم أعرفه . وانظر « تاريخ الأمم والملوك » ٢٤٧/٤ ، « وأخبار أصبهان » ٢٤/١ ، و 64 « والكامل » لابن الأثير ٨/٣ ، « ومعجم البلدان » 209/10 ، و«البداية » ١٠٦/٧

قال أهل التاريخ: عبد الله بن عبد الله بن عتبان: أنصاري من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و هو الذي كتب الصلح بينه و بين أهل مدينة جيّ(1) .

قال محمد بن عاصم: حدثني ابن أخي هناد، عن شعيب بن إبراهيم، عن سيف، عن محمد(2) و المهلب و طلحة و عمر و سعد(3) ، قال: لما رأى عمر ابن الخطاب(4) يبعث عليه في كل عام حربا (5)، وجه الأمراء من أهل البصرة بعد فتح نهاوند.

و كان بين عمل عمار بن ياسر أميران، أحدهما عبد الله بن عبد الله بن

ص: 290


1- النص في « أسد الغابة » 199/3 نقلاً عن المؤلف ، وكذا في « الإصابة » ٣٣٦/٢، وانظر «البداية » ١١٢/٧ ، وفيه : والصحيح أنه هو الذي فتح أصبهان وصالح أهلها ، وقيل : النعمان ابن مقرن » . قلت : هو مرجوح ؛ لأنه استشهد على الصحيح بنهاوند
2- في النسختين : بزيادة (بن) بين محمد والمهلب ، وهو خطأ ، والتصويب : من تاريخ الطبري » ٤ / ٢٤٨ ، « وأخبار أصبهان » ٦٤/١ ، ومحمد : هو ابن عبد الله بن سوادة ، والمهلب : هو ابن عقبة ، كما في المصدر السابق لأبي نعيم
3- في النسختين هكذا - سعد - وجاء عند الطبري وأبي نعيم في المصدرين السابقين ( سعيد ) . لم يتبين لي الصواب
4- زاد أبو نعيم في المصدر السابق ( أن يزدجرد ) يبعث . انظر 23/1
5- وزاد أبو نعيم بعد «حرباً» . « وقيل له : لا يزال هذا الدأب حتى يخرج من مملكته إذن للناس في الانسياح في أرض العجم حتى يغلبوا يزدجرد على ما كان في يد كسرى ، فوجه الأمراء . . » . تراجم الرواة : ابن أخي هناد : لم أعرفه . شعيب بن إبراهيم : هو راوية كتب سيف عنه ، وهو كوفي فيه جهالة . انظر « الميزان » ٢٧٥/٢ سيف : هو ابن عمر التميمي الكوفي ، صاحب كتاب « الردة والفتوح »، ضعيف في الحديث ، عمدة في التاريخ . انظر « التقريب » ص ١٤٢ . ومحمد : هو ابن إسحاق بن يسار . تقدم في ت 3 ح 9 . محمد والمهلب : تقدما . وطلحة : هو ابن الأعلم . وعمر : هو ابن محمد بن تمام ، كما في « أخبار أصبهان » 64/1

عتبان، و في زمانه كانت وقعة نهاوند، و زياد بن حنظلة، و كان من المهاجرين، فعمل قليلا و استعفى فأعفي، و ولي عمار بن ياسر بعد زياد، و كان مكانه، و أمدّ أهل البصرة بعبد (1) الله بن عبد الله، و أمدّ أهل الكوفة بأبي موسى، و بعث إلى عبد الله بلواء، و أمره أن يسير إلى أصبهان، و كان شجاعا بطلا من وجوه الصحابة من وجوه الأنصار (2)، فخرج و معه من جند النعمان(3) نحو جند قد اجتمع له من أصبهان، فاقتتلوا قتالا شديدا، و دعا الشيخ (4)إلى البراز، فبرز له عبد الله بن ورقاء، فقتله و انهزم أهل أصبهان، فسار الاستندار إلى الصلح (5)، و دخل أبو موسى و عبد الله مدينة جيّ، و كتب بذلك إلى عمر و اغتبط، و قدم كتاب عمر إلى عبد الله، أن سر حتى تقدم على سهل بن عدي، فتجامعه على قتال من بكرمان، فخرج و استخلف على أصبهان السائب بن الأقرع(6) ، و هذا كتاب الصلح:

«بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من عبد الله للفاذوسفان و أهل(7) أصبَهان و حواليها:

أنكم آمنون ما أديتم الجزية، و عليكم الجزية على قدر طاقتكم، في كل سنة تؤدونها إلى الذي(8) يلي بلادكم على كل حالم، و دلالة المسلم، و إصلاح

ص: 291


1- في أ - ه_ : ( بعد عبد الله . . ) ، وهو خطأ ، والتصويب من الأصل
2- كذا في « أخبار أصبهان » ٦٤/١ ، مع تفاوت ، وفي ٢٤ و ١٥ أيضاً ، « وتاريخ الطبري » ٢٤٦/٤ و ٢٤٧ ، وجاء عندهم مفصلاً
3- هو النعمان بن مقرن ، تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان
4- وهو شهر براز جاذويه ، شيخ كبير لهم ، كما في « أخبار أصبهان » ٢٥/١
5- في أ _ ه_ : ( في ) بدل (إلى) ، وما أثبته من الأصل هو الصواب
6- انظر « أخبار أصبهان » ٢٥/١ ، « وتاريخ الطبري » ٤ / ٢٤٦ - ٢٤٨ ، و « الكامل » لابن الأثير 9-8/3- بإيجاز . ولكن إسنادهم ضعيف من حيث الصناعة الحديثية ؛ لأنه من طريق شعيب بن إبراهيم ، وهو راويه . كتب سيف بن عمر عنه ، قال الذهبي : فيه جهالة ، انظر « الميزان » ٢ / ٢٧٥ ، وكذلك شيخه سيف بن عمر الضبي التميمي . ضعيف في الحديث إلا أنه عمدة في التاريخ ، كما قال الحافظ في « التقريب » ص ١٤٢
7- في النسختين ( من ) ، والتصحيح من « تاريخ الطبري » ٤ / ٢٤٨ ، و « أخبار أصبهان » ٢٦/١
8- في النسختين : ( في ) ، وما أثبته من المصدرين السابقين

طريقه، و قراه يومه و ليلته، و حملان الراجل إلى مرحلة. لا تستطيلوا (1) على مسلم للمسلمين نصحكم و أداء ما عليكم، و لكم الأمان ما فعلتم. فإن غيرتم(2) شيئا، أو غيره مغير منكم لم تسلموه، فلا أمان لكم، و من سب مسلما بلغ منه، و من ضربه(3) قتلناه. و كتب شهد عبد الله(4) بن قيس، و عصمة بن عبد الله، و عبد الله بن ورقاء(5) .

عدد من دخل من الصحابة أصبهان.

عدد من دخل أصبهان من أصحاب النبي- صلى الله عليه و سلم- ثمانية عشر رجلاً(6) : 1- الحسن بن علي، 2- و ابن الزبير- 3- و سلمان، 4- و أبو موسى، 5- و ابنه موسى، 6- و عبد الله بن عامر، 7- و عبد الله بن بديل بن ورقاء(7)، 8- و بديل بن ورقاء ، 9- و عبد الله بن عبد الله بن عتبان، 10- و خالد بن غلاب، 11- و مخنف بن سليم، 12- و النابغة، 13- و عايذ بن عمرو، 14- و حممة 15- و مجاشع بن مسعود، 16- و رجل من بني سلم،

ص: 292


1- هكذا في النسختين ، وجاء في المصدرين السابقين ، « ومعجم البلدان » ١ / ٢١٠ ( لا تسلطوا )
2- في «تاريخ الطبري » ٤ / ٢٤٨ ، ( فإذا غيرتم ) وفيه ( فإن ضربه ) بدل ( من ضربه )
3- في «تاريخ الطبري » ٤ / ٢٤٨ ، ( فإذا غيرتم ) وفيه ( فإن ضربه ) بدل ( من ضربه )
4- عبد الله بن قيس : هو أبو موسى الأشعري ، وعصمة هو ابن عبد الله بن عبيدة بن سيف بن الحارث . من « أخبار أصبهان » ٢٤/١ . وعبد الله بن ورقاء : هو الرياحي
5- ذكره الطبري في «تاريخ الأمم » ٢٤٨/٤ ، عن شعيب ، عن سيف ، عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو وسعيد ، قالوا : كتاب صلح أصبهان بسم الله .. الخ ، وبه مثله أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢٦/١ وذكره الحموي في « معجم البلدان » 1 / 209 و 210 مثله ، وذكر ابن كثير في « البداية » 112/7 أن عبد الله بن عبد الله كتب لهم كتاب أمان وصلح ، ولم يذكر نص الصلح وساقه الجميع من طريق شعيب بن إبراهيم ، وهو فيه جهالة كما تقدم
6- في أ _ ه_ بزيادة : حدثنيه موسى ، وهكذا في هامش الأصل
7- الراجح كما ذكرت سابقاً أنه توفي قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهكذا ذكره ابن الأثير ( قولاً واحداً ) في « أسد الغابة » 1 / 170 أنه توفي قبل النبي صلى الله عليه وسلم

17- و عبد الله بن يزيد الخطمي، 18- و رافع بن خديج(1) .

ما ذكر من أمر أصبهان الصلح منها.

حدثنا أبو علي بن إبراهيم، قال: ثنا أسيد، قال: سمعت أبا سفيان، يقول: سمعت عصام بن يزيد، قال: سمعت سفيان، يقول: أصبهان صلح.

قال أبو الحسين: حدثني ابن ممكان، و قال لي: أحمل إليك حط جدي يعني أبا سفيان، فحمله إلي و إذا فيه مكتوب سمعت جبرا يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: أصبهان صلح. أخذ صلحها عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب(2) .

حدثنا محمد بن محمد بن فورك، قال: ثنا علي بن عاصم أخو محمد بن عاصم، قال: سألنا الأنصاري عن أصبهان صلحا أو عنوة؟ فقال: ما أراها إلا عنوة. قال أبو الحسين: و سئل أبو عمرو الضرير عنه، فقال: عنوة إلا قلاعا منها.

و ثنا محمد، قال: ثنا علي، قال: ثنا أبو سفيان في إسناد له، قال: إذا

ص: 293


1- وفاته أسماء بعض الصحابة الذين دخلوا أصبهان . انظر مبحث المؤاخذات على المؤلف في مقدمة المحقق ص 122
2- قلت : الثابت أن الذي أخذ الصلح ، هو عبد الله بن عبد الله الأنصاري كما تقدم ، ويمكن أن يقال : نسب إليهم لموافقتهم إياه بعد أن كتب الصلح وأخبرهم به ، والله أعلم. تراجم الرواة : أبو علي : هو أحمد بن محمد بن إبراهيم. ترجم له المؤلف في « الطبقات » 3/312 ، وقال : شيخ ثقة . وأسيد : هو ابن عاصم بن عبد الله ، سيأتي بترجمة رقم ٢٤٣ ، وهو ثقة . أبو سفيان : هو صالح بن مهران ، سيأتي بترجمة رقم ١٥٥ ، وهو ثقة . عصام بن يزيد : هو ابن عجلان ، سيأتي بترجمة رقم 120 . سفيان : هو الثوري ، تقدم في ترجمة ٣ . أبو الحسين وابن ممكان : لم أعرفهما . وجبر : هو عصام بن يزيد المذكور ، يعرف بجبر . تراجم الرواة : محمد بن محمد بن فورك بن عطاء بن سمرة أبو عبد الله راوية عن الأصبهانيين عن محمد بن جبر وغيره . وقد تقدّمت ترجمته . علي بن عاصم : ترجم له المؤلف وسيأتي بترجمة رقم ٢٤٧ . الأنصاري يبدو أنه محمد بن عبد الله بن المثنى أبو عبد الله البصري القاضي ثقة روى عنه سمويه الأصبهاني وغيره . مات سنة ٢١٥ه_ . انظر التهذيب ٢٧٤/٩. أبو الحسن : لم يتبين لي. أبو عمر الضرير هو حفص بن عمر الأكبر البصري صدوق عالم بالحساب وأيام الناس ، قيل ولد أعمى . مات سنة ٢٢٠ ه_ ، وقد جاوز السبعين وذكر آخرون بهذا اللقب والكنية . انظر «التقريب» 78 . محمد بن يحيى هو ابن مندة. تقدم في ت ١٠ ، وهو ثقة حافظ . محمد بن عصام هو ابن يزيد ، سيأتي بترجمة ١٢٢ . وبقية الرواة تقدموا في السند قبله . والنعمان هو ابن عبد السلام ، سيأتي بترجمة رقم ٨١ وهو ثقة فقيه زاهد

اختلط الصلح بالعنوة كان صلحا كله.

حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن عصام بن يزيد، قال: ثنا أبي، عن سفيان الثوري، قال: أصبهان صلح.

حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن عصام(1) ، قال: ثنا أبو سفيان، ثنا النعمان، عن سفيان الثوري، قال: أصبهان صلح (2).

و حدثنا أبو صالح بن المهلب، قال: سمعت أحمد بن مهدي يقول: مما يدل على أن أصبهان صلح، أن بيوت النيران حين تركت على حالتها، فلم تؤخذ، و لم تهدم دليل على أنها صلح، و لو كانت عنوة لاختاروا لأنفسهم، و لم

ص: 294


1- في النسختين « بن عاصم » وهو خطأ والتصويب مما تقدم وهو الذي يروى عن أبي سفيان لا ابن عاصم
2- وذكر أبو نعيم بسنده من طريق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الفايزاني العقيلي ( قال ) : سمعت عمي إسحاق بن إبراهيم يقول : سألت أحمد بن حنبل عن أصبهان ، فقال : هي صلح

يتركوها ليعصوا الله فيها و يعبدون من دون الله ما قد روينا مع ساير الآثار صلح(1) .

ص: 295


1- قلت : الراجح أن بعضها فتح عنوة ، وبعضها صلحاً ، ومما فتح صلحاً مدينة جَيّ ( أصبَهان ) وشقها ، ومما فتح عنوة : شق التيمرة من أصبهان ورستاق الشيخ ورستاق بزخوار ورستاق جرم قاشان ، وسيأتي في بداية الطبقة الثانية رواية تؤيد ما قلت . وذكرها أبو نعيم أيضاً من طريق سعيد بن عبيد وعبد الله بن الوليد المري عن أشياخهم... إلخ . انظر ( أخبار أصبهان ( 29/1 . اللهم إلا أن يقال : - حسب ما روى أبو سفيان صالح بن » مهران - إذا اختلط الصلح بالعنوة كان صلحاً كله ، وهذا الذي رجحه أبو الشيخ ، فاعتبره صلحاً . والله أعلم . تراجم الرواة : أبو صالح بن مهلب : هو محمد بن الحسن بن المهلب ، سيأتي في ت ١٦٨ . أحمد بن مهدي : هو أبو جعفر ، سيأتي بترجمة رقم ٢٥٣ ، وهو ثقة

الطبقة الثانية

16 2/ 1 ع الأحنف بن قيس

16 2/ 1 ع الأحنف بن قيس (1) :

من بني تميم، ثم من مضر.

روى عن عمر، و عثمان، و علي، و العباس بن عبد المطلب. يقال:

صخر بن قيس أبو بحر، و يقال: الضحاك بن قيس، أدرك زمان رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و لم يلقه.

حكى أبو عبد الله محمد بن يحيى، عن محمد بن نصر بن عبدة، عن يحيى بن أبي بكير (2)، عن سعيد بن عبيد، قال: ثنا أشياخنا أن التيمرة و جرم قاشان افتتحهما الأحنف بن قيس عنوة، و منه سبى و ثاب مولى ابن عباس.

ص: 296


1- الأحنف بن قيس : هو ابن معاوية بن حصين بن عباد بن النزال السعدي التميمي ، الأحنف لقبه ، واختلف في اسمه . فقال البخاري في « التاريخ الكبير » ٢ / ٥٠ : اسمه « الضَّحَّاك » ، وفي «أخبار أصبهان » 22٤/١ مختلف في اسمه ، فقيل : صخر ، وقيل : الضحاك ، وهو مخضرم ، ولذا ذكره ابن حجر في القسم الثالث . له ترجمة في « الطبقات » 93/7 - 97 لابن سعد ، وفي « طبقات خليفة » ص ١٩٥ ، وفي «الزهد » ٢٣٤ - ٢٣٥ لأحمد ، وفي « التاريخ الكبير » ٢/ ٥٠ ، وفي « أخبار أصبهان » ١ / ٢٢٤ ، وفي « المستدرك » ٦١٤/٣ ، وفي « الاستيعاب » ١ / ١٢٦ ، وفي « أسد الغابة » ١ / ٥٥ ، وفي « المجمع » 2/10 ، وفي « البداية » 127/7 ، لابن كثير ، وفي « الإصابة » ١ / ١0٠ ، وفي « التهذيب » ١ / ١٩١
2- في النسختين : ( بكر ) ، والتصويب : من « أخبار أصبَهان » ١ / ٢٢٥. تراجم الرواة : أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة تقدم في ت ١٠ ، وهو ثقة حافظ. محمد بن نصر بن عبده : سيأتي بترجمة رقم 273 ، وهو ثقة. ويحيى بن أبي بكير ، واسمه نسر - بفتح النون وسكون المهملة -. الكرماني : كوفي الأصل ، نزل بغداد ، ثقة ، مات سنة ثمان أو تسع ومائتين . انظر «التهذيب » ١٩٠/١١ . سعيد بن عبيد : يبدو أنه أبو الهذيل الكوفي - والله أعلم – ثقة. روى عنه الثوري وابن المبارك وغيرهما . انظر « التهذيب » ٦٢/٤. مرتبة الإسناد وتخريج الخبر : في إسناده من لم يُسَمَّ . كذا أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 29/1 بسنده من طريق سعيد بن عبيد ، وعبد الله بن الوليد المري ، ومن طريق المؤلف في ٢٢٥/١ ، وزاد بعد قوله : مولی ابن عباس « والد يحيى » ، وفي الجميع راو لم يُسم. وثاب وابنه يحيى سيأتيان بترجمة رقم ٣٧ ، ٣٨

(32) دعا له النبي- صلى الله عليه و سلم- فيما كتب إلينا محمد بن عبدان، و أجازه لنا، قال: ثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: ثنا حجاج، عن حماد بإسناد له(1) أن كتاب النبي- صلى الله عليه و سلم- جاء إلى بني تميم، فقال الأحنف: إلى ما يدعو؟ فقيل: إلى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فقال: قول حسن، قال: فأخبر النبي- صلى الله عليه و سلم- فدعا له.

ص: 297


1- في أ _ ه_ : ( بإسناده » وسيأتي ذكر إسناده عند تخريج الحديث . تراجم الرواة : محمد بن عبدان : تقدم في ت 13 ح 30 . إسماعيل بن إسحاق : ترجم في « الميزان » لشخصين بهذا الاسم: أحدهما : كوفي ، والثاني : جرجاني . الكوفي منكر الحديث ، الكوفي منكر الحديث ، والجرجاني كان يضع الحديث . قاله أبو زرعة : انظر « الميزان » ٢٢١/١. حجاج : هو ابن المنهال الأنماطي أبو محمد السلمي ، مولاهم البصري . ثقة ، مات سنة ٢١٦ أو ٢١٧ ه_ . انظر «التقريب » ص ٦٥. حماد : هو ابن سلمة بن دينار ، تقدم في بداية المقدمة ، وهو ثقة . ورواه حماد عن علي ابن زيد ، عن الحسن ، عن الأحنف ، وعلي بن زيد ضعيف ، وسيأتي التفصيل في موضعه إن شاء الله. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده محمد بن عبدان : لم أعرفه ، وإسماعيل بن إسحاق ، وعلي بن زيد : فيه ضعف ، وقد حسنَ بعض العلماء حديثه ، وله شاهد عند أحمد في « الزهد » كما سيأتي ورجاله ثقات سوى ، جبیر بن حبيب ، لم أعثر له على ترجمة. فقد أخرجه ابن سعد في « الطبقات » 93/7 ، والبخاري في «التاريخ الكبير » ١ / ٥٠ ، وأحمد في «مسنده » 372/5 ، والطبراني ، كما في « المجمع » 2/10 ، وعزاه إلى أحمد أيضاً ، وقال الهيثمي : « ورجال أحمد رجال الصحيح غير علي بن زيد ، وهو حسن الحديث » . والحاكم في المستدرك ، ٣ / ٦١٤ ، وسكت عنه الذهبي ، وابن عبد البر في « الاستيعاب » 127/1 ، وقال : « كان قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره ، ودعا له ، فمن هناك ذكرناه في الصحابة » ، ثم ساق الحديث بسنده عن حماد. وأخرجه ابن الأثير في « أسد الغابة » ٥٥/١ ، وأورده الحافظ ابن حجر في « الإصابة » 1 / 100 ، وابن كثير في « البداية » ٣٢٦/٨. كلهم من طريق حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن الحسن ، عن الأحنف ، ولفظهم متقارب ، وهي : « قال الأحنف : بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان ، إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي ، فقال : ألا أبشرك ؟ قلت : بلى . قال : أتذكر إذ بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومك ، فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعو إليه ، وقلت أنت : إنك لتدعونا إلى خير ، وتأمر به ، وإنه ليدعو إلى الخير ، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول : فما شيء من عملي أرجى عندي من ذلك. قال ابن حجر في المصدر السابق : تفرد به علي بن زيد، وفيه ضعف ، وكذا أورده في «التهذيب » 1 / 191 ، فقال : ويروى بسند لين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا له. قلت : له شاهد ، وذكره ابن حجر أيضاً ، أخرجه أحمد في « الزهد » ص ٢٣٤ قال : ثنا أبو عبيدة الحداد ، ثنا عبد الملك بن معن ، عن جبير بن حبيب أن الأحنف بلغه رجلان دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فسجد . رجاله ثقات سوى جبير لم أعرفه . تراجم الرواة : تقدموا في ت ٥

حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، قال: ثنا عمرو بن علي، قال: الأحنف بن قيس أبو بحر: اسمه صخر بن قيس(1) .

حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، قال: ثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا معتمر، قال: حدثني بعض أصحابي (عن أبي) (2) ، عن

ص: 298


1- وقد ذكرت الاختلاف في اسمه في بداية ذكر مصادر ترجمته
2- بين الحاجزين من الأصل سقط من أ _ ه_

الأحنف بن قيس، قال: فيّ خلال ثلاث، ما أذكرها(1) إلّا أن يعتبر رجل بخلق صالح:

ما أتيت باب سلطان قطّ إلا أن دعا، و لا دخلت بين اثنين قطّ إلا أن يأمرانّي، و لا خلفت(2) أحدا بعده بسوء قطّ.

حدثنا أبو العبّاس الجمّال، قال: ثنا الهيثم بن خالد، قال: ثنا أبو السكيّن، سمعته من أبي الحسن المدائني بفم (3) الصلح في عسكر الحسن بن سهل سنة اثنتين و مئتين، قال: قال الأحنف بن قيس: ثمانية إن أهينوا، فلا يلوموا إلّا أنفسهم:

الآتي طعاما لم يدع(4) إليه، و المتآمر على ربّ البيت في بيته، و طالب الفضل من أعدائه، و راجي الخير من اللئام، و المقبل بحديثه على من لا

ص: 299


1- في أ - ه_ : ( ذكرها ) ، وهو خطأ
2- في أ _ ه_ : ( خلقت ) ، والصواب ما أثبته من الأصل. تراجم الرواة : محمد بن عبد الأعلى : لم أعثر له على ترجمة . معتمر : هو ابن سليمان بن طرخان ، تقدم في ترجمة ٣ ، ثقة. وأبوه سليمان أيضاً . تقدم في ترجمة ٣ ، ثقة . في إسناده راءٍ لم يُسَمٌ ومن لم أعرفه ، وذكر ابن كثير في « البداية » ٣٢٧/٨ الخلتين الأوليين بتفاوت يسير في اللفظ. تراجم الرواة : أبو العباس الجمال : هو أحمد بن محمد بن عبد الله ، تقدم في ت ٢ والهيثم بن خالد. أبو السُكّين : - بضم المهملة - مصغراً - : هو زكريا بن يحيى بن عمر الطائي الكوفي، صدوق ، له أوهام، وبها لَيَّنَه الدارقطني . مات سنة ٢٥١ه_ . انظر « التهذيب » 337/3 ، «والتقريب » ص 108. أبو الحسن المدائني
3- فم الصلح : هو اسم لنهر كبير فوق واسط ، بينها وبين جبل عليه عدة قرى ، وفيه كانت دار الحسن ابن سهل وزير المأمون . انظر « معجم البلدان » ٤ / ٢٧٦ ، « ومراصد الاطلاع» ١٠٤٤/٣
4- في الأصل : «لم يدعى» والتصويب من أ _ ه_ : ومن مقتضى القواعد

يسمعه، و الجالس في المجلس الذي لا يستأهله، و الداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه، و المتقدم بالدّالة(1) على السلطان(2) .

حدثنا أبو العباس الجمال، قال: ثنا أبو صالح الطائي، قال: ثنا إسماعيل بن عليّة، عن أيوب، عن محمد، قال: نبّئت أن عمر ذكر بني تميم، فذمّهم، فقام الأحنف، فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي فلأتكلم، قال: إنك ذكرت بني تميم بالذّم، و إنما هم من الناس، فيهم(3) الصالح و الطالح. فقال: صدقت، فقفا بقول حسن، فقام(4) رجل كان يناوى ء الأحنف، فقال: يا أمير المؤمنين: ائذن لي فلأتكلم، فقال: اجلس، فقد كفاكم سيدكم الأحنف.

حدثنا أبو العباس، قال ثنا أبو غسان، قال: ثنا الأصمعي، قال: فاخر

ص: 300


1- أي المتقدم بالوسطاء ، والدلّ عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار ، وحسن السيرة والطريقة ، واستقامة المنظر والهيئة ، انظر « النهاية » ١٣١/٢ لابن الأثير
2- ذكر ابن عبد البر وابن الأثير أن الأحنف : كان أحد الجِلَّة الحلماء الدهاة الحكماء العقلاء . انظر «الاستيعاب » 1 / 128 ، « وأسد الغابة » ٥٥/١
3- في « طبقات ابن سعد » 9٤/٧ : فمنهم .. فعفا بقول حسن
4- في المصدر السابق : فقام الحتات ، وكان يناوئه. تراجم الرواة : أبو العباس : تقدم قريباً . أبو صالح الطائي : تقدم في ترجمة رقم 2. إسماعيل : هو ابن إبراهيم بن مقسم ، المعروف بابن عليّة : تقدم في ت 12 ح 28 . وأيوب : هو ابن أبي تميمة السختياني - بفتح المهملة - ثقة ثبت . مات سنة ١٣١ ه_ ، انظر «التقريب » ص ٤١. محمد : لعله ابن إسحاق بن يسار . تقدم في ت 3 ح 9 ، وهو صدوق ، إلا أنه مدلس ، أو ابن سيرين ، وهو ثقة يروي عنه أيوب ، والله أعلم. في إسناده انقطاع . أخرجه ابن سعد في « الطبقات » ٩٤/٧ من طريق أيوب ، عن محمد ، قال : نبئت فذكره مثله ، فهو منقطع أيضاً . تراجم الرواة : أبو غسان : لم يتبين لي. الأصمعي : هو عبد الملك بن قُريب بن عبد الملك أبو سعيد الباهلي الأصمعي البصري، صدوق ، سُنّي . مات سنة ٢١٦ه_ وقد قارب التسعين . انظر « التهذيب » ٤١٥/٦ ، «والتقريب » ص 220 . سنده منقطع

رجل من بني تميم رجلا من قريش، فقال: فينا أحلم العرب: الأحنف بن قيس(1) .

حدثنا أبو علي بن إبراهيم، قال: ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، قال: ثنا ابن عفير، قال: ثنا عبد الرحمن بن القاسم، صاحب مالك، عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط، قال:

كنت فيمن حضر الأحنف بن قيس، و مات بالكوفة، فلما وضعناه في قبره، و سوّينا عليه، سقط قلنسوتي فأهويت لآخذها، و إذا هو في فسح في قبره مد بصره(2) .

ص: 301


1- ذكر الحاكم في « المستدرك » ٦١٤/٣ أنه كان أحلم العرب ، وقال ابن كثير : وكان يُضْرَبُ بحلمه المثل ، وله أخبار في حلمه سارت به الركبان. قال الأحنف : وجدت الحلم أنصر لي من الرجال ، وقد انتهى إليه الحلم والسؤدد .انظر «البداية » ٣٢٧/٨ . تراجم الرواة : أبو علي بن إبراهيم : تقدم في بداية المقدمة أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي : روى عن سعيد بن عفير ، وكان من الثقات الحفاظ . مات سنة تسع وسبعين ومائتين . انظر تاريخ بغداد » ٣٦٢/٣ ، و٣٦٣ . ابن عفير : هو سعيد بن كثير بن عفير - بالمهملة والفاء مصغراً - الأنصاري ، وقد ينسب إلى جده - كما هنا - صدوق، عالم بالأنساب وغيرها . مات سنة ٢٢٦ه_ . انظر « التهذيب » ٧٤/٤ ، « والتقريب » ص ١٢٥. عبد الرحمن بن القاسم : هو ابن جنادة أبو عبد الله البصري الفقيه ، صاحب مالك ، ثقة . مات سنة ١٩١ه_ . انظر « التقريب » ص 208. عبد الرحمن بن عمارة : - لم أعثر له على ترجمة -
2- قال ابن كثير : توفي الأحنف بالكوفة ، وصلى عليه مصعب بن الزبير ، ومشى في جنازته . انظر « البداية» 328/8 ، وكذا ذكر ابن الأثير في « أسد الغابة » ٥٥/١ ، وقال : توفي سنة سبع وستين
17 2/ 2 السائب بن الأقرع

17 2/ 2 السائب بن الأقرع (1) :

(ابن عوف) (2) بن جابر بن سفيان بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم ابن ثقيف.

استخلفه عبد الله بن بديل على أصبهان، و هو ابن عم عثمان بن أبي العاص الثقفي، و كان ولّاه عمر بن الخطاب قسمة الغنائم بنهاوند، و ينسب إلى السائب من أهل أصبهان: الفضيل بن السائب، و ولده مصعب بن الفضيل، و ولده فيض بن مصعب. و كان للفيض سبعة عشر ابنا، فمن ولده: المغيرة بن فيض، و عصام بن الفيض، و ولده المكنّى: بأبي(3) عمر بن عصام. و كانوا وجوه بلدنا و رؤسائها (4).

ص: 302


1- السائب : من الصحابة ، فكان من حقه أن يذكره المؤلف في الطبقة الأولى - الصحابة - لعله لم يثبت عنده صحته ، والله أعلم ولكن الراجح أنه صحابي ، ممن صرح بصحبته : البخاري في «التاريخ الكبير » ١٥١/٤ ، فقال : « له صحبة . أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح برأسه » ، وكذا صرح به ابن أبي حاتم في « الجرح والتعديل » ٢٤٠/٤ ، وابن الأثير ، وابن حجر ، وذكره في القسم الأول ، وله ترجمة في «الطبقات » 102/7 لابن سعد ، والبخاري ا في المصدر السابق ، وابن أبي حاتم أيضاً في المصدر السابق ، وابن حبان في « الثقات » 173/3 ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١/ ٧٥ ، و ٣٤٢ ، والخطيب في «تاريخ بغداد » 302/1 ، وفي « الاستيعاب » 2 / 10٤ ، وفي « أسد الغابة » ٢٤9/2 ، وفي «تجريد أسماء » ٢٤٩/٢ الصحابة » ١ / ٢٠٤ ، وفي « الإصابة » 8/2
2- بين الحاجزين سقط من النسختين ، استدركته من مصادر ترجمته
3- في « أخبار أصبهان » 75/1 : بأبي عمران عصام ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من النسختين ، وهكذا جاء في المصدر السابق ٣٤٢/١. فقال : وولده المكنى بأبي عمر بن عصام
4- كذا في « أخبار أصبهان » وغيره ، من المصادر السابقة إجمالاً وتفصيلاً

و حكي أنّ عبد الله بن معاوية(1) سأل الفضيل حاجة، فلم يقضها، فأنشأ يقول:

رأيت فضيلا كان شيئا ملففا *** فكشفه(2) التمحيص لما بدا ليا

أأنت أخي ما لم تكن لي حاجة *** فإن عرضت أيقنت أن لا أخا ليا

كلانا غني عن أخيه حياته *** و نحن إذا متنا أشد تغانيا (3)

يقال: إن أبا عمر الجرمي(4) قدم على الفيض بن محمد، فأدّب أولاده، فأعطاه عشرة آلاف، و كان المحدثون (5)يقدمون عليهم، فيرجعون عنهم راضين (6).

و حدثنا أحمد بن علي بن الجارود، قال: ثنا أبو سعيد الأشج، قال: ثنا

ص: 303


1- هو عبد الله بن معاوية بن جعفر ، هكذا في « أخبار أصبهان » ٧٦/١
2- في « أخبار أصبهان » ٧٦/١ : فأبرزه
3- كذا ذكرها أبو نعيم في المصدر السابق ٧٦/١ ، وابن عبد البر في « بهجة المجالس » ٧٠٩/١ ، وهي ستة أبيات . انظر « عيون الأخبار » ٧٥/٣ ، لابن قتيبة ، « والكامل » ١/ ١٢٥ للمبرد ، «وزهر الآداب » ١ / ١٢٥
4- أبو عمر الجرمي : هو صالح بن إسحاق النحوي ، سيأتي بترجمة رقم ١٥١
5- في الأصل : ( المحدثين ) ، والتصويب من أ _ ه_ ، ومن مقتضى القواعد
6- كذا ذكره أبو نعيم ، فقال : فأعطاه عشرة آلاف درهم، وكان من يقدم من المحدثين بأصبَهان يصدرون عنه شاكرين راضين ، هذا ما ذكره في ٧٦/١ ، وأعاده في ٣٤٢/١ بلفظ المؤلف بعينه . تراجم الرواة : أحمد بن علي : تقدم في ت ٤ ح ١٦ . ثقة من الحفاظ. أبو سعيد الأشجّ : هو عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي . تقدم في نفس الترجمة والحديث السابق ١٦ ، وهو _ ثقة. وكذا حفص بن غياث ، في نفس المكان ، وهو ثقة مأمون. الشيباني : هو سليمان بن أبي سليمان فيروز ، ثقة حجة، مات سنة ١٤٢ه_ . انظر «التهذيب » ١٩٧/٤ ، « والتقريب » ص ١٣٤. أبو عون الثقفي : هو محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الثقفي الكوفي الأعور . ثقة من الرابعة . انظر « التقريب » ص 309. مرتبة الإسناد وتخريجه والخبر : رجاله ثقات. أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٣٤٢/١ من طريق المؤلف بلفظه ، والخطيب في «تاریخ بغداد » 203/1 من طريق حفص به ، وابن حجر في « الإصابة » 8/2 ، وفيه عن الشعبي أن السائب شهد فتح مهرجان، ودخل دار الهرمزان، فرأى فيها ظبياً من حصن ، ماداً ماداً يده ، فقال السائب: «أقسم بالله إنه يشير إلى شيء، فنظر فإذا فيه خبيئة للهرمزان فيها سفط من جوهر» وقال ابن حجر : وروى ابن أبي شيبة من طريق الشيباني عن السائب نحوه

حفص بن غياث، عن الشيباني، عن أبي عون الثقفي، عن السائب بن الأقرع، أنه كان جالسا في إيوان كسرى، فنظر إلى تمثال(1) يشير بأصبعه إلى موضع، فوقع في روعي أنه يشير إلى كنز، قال: فحفر ذلك المكان، فاستخرج منه كنزا عظيما، فكتبت إلى عمر(2) ، فقال: اقسمه بين المسلمين.

ص: 304


1- في « تاریخ بغداد » 203/1 ، « فنظرت إلى إنسان »
2- في المصدر السابق : « فكتبت إلى عمر أخبره أن هذا شيء أفاء الله علي دون المسلمين ، فكتب إليَّ عمر أن اقسمه » القصة...
18 2/ 3 أسيد بن المتشمس بن معاوية

18 2/ 3 أسيد بن المتشمس بن معاوية (1):

(ابن) (2) عم الأحنف بن قيس، قدم أصبهان غازيا مع أبي موسى الأشعري.

(33) و روي عنه حديثا حدثناه أبو عبد الله محمد بن يحيى، قال:

ص: 305


1- أسيد بفتح الهمزة - وكسر المهملة - بن المُتَشَمِّس - بضم الميم ، وفتح المثناة والمعجمة ، وتشديد الميم المكسورة، وبعدها مهملة - ثقة ، له ترجمة في « طبقات خليفة » ص ١٩٥ ، وجاء عنده ابن الملتمس ، وهو خطأ ، وفي «التاريخ الكبير ) ١٢/٢ للبخاري ، « وأخبار أصبهان» ١ / ٢٢٦ ، وفي « الميزان » 258/1 ، وفي« التهذيب » ٣٤٧/١ ، وفي « التقريب » ص ٣٦ ، و «الخلاصة » ص 38
2- بين الحاجزين سقط من النسختين ، استدركته من مصادر ترجمته. تراجم الرواة : أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ترجمة ١٠ ، وهو ثقة . مؤمل بن هشام : هو اليشكري بتحتانية أبو هشام البصري ، روى عن إسماعيل بن علية ، ثقة ، مات سنة ٢٥٣ه_ . انظر « التهذيب » ٣٨٣/١١ « والتقريب » ص 353. إسماعيل بن علية : تقدم في ت 12 ح 28 ، وهو ثقة ثبت يونس : هو ابن عبيد بن دينار العبدي أبو عبيد البصري ، ثقة ثبت فاضل . مات سنة تسع وثلاثين ومائة . انظر المصدرين السابقين ٤٤٢/١١ وص ٣٩٠ . الحسن : هو البصري ، تقدم في ت 3 ح 7 ، وهو ثقة مدلس ، إلا أنه جاء منه التصريح عند ابن ماجه ، وتقدم في ح 17. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : رجاله ثقات ، والحديث صحيح ، تقدم تخريجه في ح 17 و 18 ، وأخرجه البخاري في « التاريخ » 2 / 12 ، وكذا أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١/ ٢٢٦ ، كلاهما بطرق عن الحسن ، عن أسيد به

ثنا مؤمل بن هشام، قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن يونس، عن الحسن، عن أسيد بن المتشمس، قال: أقبلنا مع أبي موسى الأشعري من أصبهان، فقال أبو موسى: ألا أحدثكم حديثا كان النبي- صلى الله عليه و سلم- يحدثنا؟ قلنا:

بلى- يرحمك الله- قال: فإن النبي- صلى الله عليه و سلم- كان يحدثنا أن بين يدي الساعة الهرج. قلنا: و ما الهرج؟ قال: القتل ..، فذكر الحديث.

ص: 306

19 2/ 3 خ 4 جبير بن حية بن مسعود

19 2/ 3 خ 4 جبير بن حية بن مسعود (1) :

ابن معتب(2) بن مالك (بن كعب) (3) بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، و كان يسكن الطائف(4) ، و كان معلم كتاب، ثم قدم العراق، فصار من كتبة الديوان، فلما ولي زياد أكرمه و عظمه و قربه، فعظم شأنه، و ولاه أصبهان.

و له بالبصرة أولاد، منهم عاصم بن جبير بن حية، و زياد بن جبير بن حية، و لزياد بن جبير أحاديث مسندة.

(34) حدثنا أبو أمية سلم بن عصام، قال: ثنا بشر بن آدم، قال: ثنا

ص: 307


1- جبير بن حية - بمهملة - وتحتانية ثقيلة - له ترجمة في «التاريخ الكبير » ٢٢٤/٢ ، وفي « أخبار أصبهان » ٢٥٢/١ - ٢٥٣ ، وفيه يكنى أبا فراس الثقفي ، وفي «التهذيب » ٦٢/٢ ، وفي «التقريب» ص ٥٤ ، وفيه : ثقة جليل ، مات في خلافة عبد الملك بن مروان
2- في « أخبار أصبهان » ٢٥٢/١ : قعنب ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من النسختين ، ومن مصادر ترجمته
3- بين الحاجزين : سقط من النسختين ، استدركته من مصادر ترجمته
4- الطائف - بعد الألف همزة في صورة الياء - هو وادي وج ، وهو بلاد ثقيف ، بينها وبين مكة اثنا عشر فرسخاً . انظر « معجم البلدان » ٩/٤ . تراجم الرواة : أبو أمية سلم بن عصام بن سالم : كان شيخاً صدوقاً صاحب كتاب ، توفي سنة ثمان وثلاثمائة . كذا ذكره المؤلف في «الطبقات » ٣/٢٣٤. بشر بن آدم - بكسر أوله وسكون المعجمة - يبدو أنه ابن يزيد البصري الأصغر أبو عبد الرحمن ، صدوق ، فيه لين. مات سنة ٢٥٤ ه_ . انظر « التهذيب » ٤٤٢/١ ، « والتقريب » ص ٤٤

إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله(1) الجبري(2) ، قال: سمعت أبي يحدث عن زياد بن جبير بن حية، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي- صلى الله عليه و سلم- قال:

«الراكب خلف الجنازة، و الماشي حيث شاء منها، و الطفل يصلّى عليه».

لا يروى هذا المتن إلا بهذا الإسناد.

(35) حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد الثقفي، قال: ثنا عباس بن يزيد

ص: 308


1- في ه_ : ( عبد الله ) ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر ترجمته
2- في أ - ه_ : ( الجبيري ) ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن التقريب » . ص ١٢٤ ، وفيه : الجبري بضم الجيم والموحدة . إسماعيل بن سعيد : قال أبو حاتم : شيخ أدركته ولم أكتب عنه ، وذكره ابن حبان في «الثقات » . قال ابن حجر : صدوق ، وصحح الترمذي حديثه ، انظر « التهذيب » ٣٠٣/١ ، «والتقريب » ص 33. سعيد بن عبيد الله الجبري : بصري صدوق، ربما وهم ، وقال أحمد وابن معين وأبو زرعة : ثقة . وقال النسائي : لا بأس به ، انظر المصدرين السابقين ٦١/٤ ، وص ١٢٤ . زیاد بن جبير بن حية : قال أحمد : من الثقات، وقال مرة : رجل معروف . قال ابن معين وأبو زرعة والنسائي : ثقة ، وكان يرسل . انظر « التهذيب » ٣٥٨/٣. وأبوه جبير بن حية : هو المترجم له ، ثقة. المغيرة بن شعبة تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : إسناده حسن ، فهو حسن به ، فقد أخرجه الترمذي في «سننه » ٢٤٨/٢ به مثله ، وقال : «حسن صحيح » - وروى إسرائيل وغير واحد ، عن سعيد بن عبيد الله ، وكذا النسائي في « سننه » ٥٦/٤ من طريق بشر به وبطريق آخر في ٥٥/٤ ، وابن ماجه في «سننه » ٤٧٥/١ أيضاً من طريق سعيد بن عبيد الله به ، ولكن بدون زيادة : ( والطفل يصلى عليه ) ، إلا أنه أخرج هذا الجزء بسند مستقل في ٤٨٣/١. وأخرجه أحمد في مسنده ٢٤٧/٤ و ٢٥٢ بسنده عن سعيد ومنه به

البحراني، قال: ثنا إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله الجبري، قال: سمعت أبي سعيد بن عبيد الله يحدث عن زياد بن جبير، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي- صلى الله عليه و سلم- (قال) (1) : «الخيل معقود في

ص: 309


1- بين الحاجزين سقط من الأصل ، واستدركته من أ _ ه_ . تراجم الرواة : محمد بن أحمد الثقفي : ترجم له المؤلف ، فقال : « من أهل المدينة ، كان من أولاد الملوك ، وكان أحد الثقات ، وكتبنا عنه » انظر 3/232 ، وقال أبو نعيم : « ثقة أمين » . انظر « أخبار أصبَهان » 2 / 2٤٤ . عباس بن يزيد البحراني : - بالموحدة والمهملة - منسوب إلى البحرين ، سيأتي بترجمة ١٦٧ ، وهو ثقة ، ومحله الصدق عند أبي حاتم - كما قاله عنه _ بقية الرواة . تقدموا في السند قبله. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : حسن بهذا الإسناد ، ومتفق عليه بغيره وبدون الزيادة الأخيرة : ( وأهلها معانون عليها ). فقد أخرجه البخاري في « التاريخ الكبير » ٢ / ٢٢٤ ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢٥٣/١ ، كلاهما من طريق إسماعيل بن سعيد به مثلة ، ولكن بدون الزيادة الأخيرة. وأخرجه أبو يعلى في مسنده » كما في « المطالب العالية » ١٥٩/٢ ، عن المغيرة بلفظ المؤلف مثله . وأخرجه الشيخان البخاري في صحيحه» . ٣٩٤/٦ - ٣٩٥ مع « الفتح » ، ومسلم في « صحيح_ه » ١٦/١٣ و ١٧ و ١٨ مع النووي ، اتفقا عن عروة بن أبي الجعد ، وابن عمر ، وأنس ، ومسلم ، عن جرير بن عبد الله أيضاً . وأخرجه أبو داود في «سننه » ٤٦/٣ بسنده عن عتبة بن عبد السلمي في حديث طويل في آخره هذا الجزء ، ولكن في سنده راو مبهم . وأخرجه الترمذي في «سننه » ٢٦٣/٥ مع تحفة الأحوذي، عن أبي هريرة نحوه ، وفي الجهاد ٣٤٤/٥ عن عروة البارقي ، وقال في الاثنين : «حسن صحيح » ، وقال : وفي الباب عن ( ابن عمرو أبي سعيد ، وجرير وأبي هريرة ، وأسماء بنت يزيد ، والمغيرة بن شعبة ، وجابر بن عبد الله. والنسائي في «سننه » ( ١٨٣/٦ و ١٨٤ ) ، عن أنس ، وابن عمر ، وجرير، وعروة البارقي . وابن ماجه في «سننه » 932/2 أيضاً عن عروة ، وابن عمر ، وأبي هريرة . وأخرجه مالك في «الموطأ» ص 289 وأبو داود الطيالسي في «مسنده» ١٧٢/١ و ٢٤١ و ٢٤٢ كلاهما عن ابن عمر ، والطيالسي عن عروة البارقي ، وعن أبي هريرة . وأحمد في مسنده 2/ 13 و 28 و 57 و 101 و 112 عن ابن عمر ، وفي ٣٩/٣ عن أبي سعيد ، ولكن في سنده عطية العوفي ، وهو ضعيف ، وفي 11٤/٣ و 127 و 171 عن أنس ، وفي ٣٥٢/٣ عن جابر بن عبد الله ، وقال الهيثمي في « المجمع » ٢٥٩/٥ : رجاله ثقات ، وفي ٤٥٥/٦ عن أسماء بنت يزيد مرفوعاً نحوه . وقال الهيثمي ٢٦١/٥ : فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف ، وأخرجه أحمد أيضاً عن أبي ذر في 181/٥ ، وقال الهيثمي في سنده أبو الأسود ، وهو ضعيف ، وأخرجه في ١٠٤/٤ و٣٦١ و 5 37 عن سلمة بن فضيل ، وعتبة بن عبد السلمي ، وجرير بن عبد الله . وأخرجه الدارمي في «سننه » 2 / 212 عن عروة ، وقال الهيثمي : في المجمع ٢٥٩/٥ ورواه أبو يعلى والطبراني في « الأوسط » ، ورجاله رجال الصحيح ، ورواه البزار عن حذيفة في ضمن حديث ، وفي سنده الحسن بن عمارة ، وهو ضعيف ، ورواه أيضاً عن سوادة بن الربيع في ضمن حديث آخر ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات . وأخرجه الطبراني كما في « المجمع » 209/٥ عن أبي كبشة بلفظ المؤلف مثله مع زيادة في آخره ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات. قلت : هذا الحديث من الأحاديث التي عُدَّ في المتواتر ، فقد أورده السيوطي عن ثمانية عشر نفساً ، وزاد عليه الكتاني شخصاً آخر ، فصار مروياً عن19 نفساً ، وقد جمع الدمياطي طرقه في كتاب الخيل » ، ، ولخصه ابن حجر في جزء لطيف ، وزاد عليه ، انظر نظم المتناثر من الحديث المتواتر » ص 93

نواصيها الخير إلى يوم القيامة، و أهلها معانون عليها».

ص: 310

20 2/ 5 يزيد بن قيس

20 2/ 5 يزيد بن قيس (1) :

ولّاه علي بن أبي طالب أصبهان و الري و همذان(2) ، فلمّا مات يزيد فرّقه(3) على ثلاثة نفر، فجعل أصبهان إلى مخنف بن سليم، و عمرو بن سلمة (4)إلى همذان، و آخر إلى الري(5) .

حدثنا الحسن بن محمد الداركي، قال: ثنا أبو زرعة، قال: ثنا محمد ابن العلاء، قال: ثنا عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة، (قال: سمعت أبي

ص: 311


1- له ترجمة في «وقعة صفين » ص ١١ و ١٩٨ و ٢٤٧ للمنقري ، وفي « الطبقات الكبرى » ٢٣٥/٦ لابن سعد ، وفي « الجرح والتعديل » ٢٨٤/٩ . وفي « أخبار أصبهان » ٢ / ٣٤٣ ، و «الإصابة » ٦٧٥/٣ ، ذكره في القسم الثالث ، وقال : كان له «إدراك » ، وفي « الأعلام » ٢٤١/٩ للزركلي
2- كذا في « وقعة الصفين » ص 11 ، ولكنه لم يذكر الري ، « وأخبار أصبهان » ، و«الإصابة » و« الأعلام»
3- في « أخبار أصبهان » ٣٤٣/٢ : ( فرق عمله )
4- في أ - ه_ : ( سالم ) ، والصواب ما أثبته من الأصل، ومن المصدر السابق ، وقد تقدم في ترجمة مخنف برقم 12 ، أنه عمرو بن سلمة ، وأنه وَلِيَ أصبهان
5- كذا هو في « أخبار أصبهان» ، ولم يُسَمَّ النفر الثالث ، ولم أقف على اسمه ، ومخلف بن سليم ، ترجمته برقم 12 ، وعمرو بن سلمة في ت ١٢. تراجم الرواة : الحسن بن محمد بن الحسن الداركي : تقدم في ترجمة 12 ، وهو ثقة ، صاحب أصول. أبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، تقدم في ت 3 ح 7 ، ثقة ، من النقاد. محمد بن العلاء أبوكريب : تقدم في ت ٤ ح ٢٠ ، وهو ثقة حافظ. عمرو بن يحيى : تقدم هو - وهو ثقة - وأبوه وجده في ت 12 ، وأبوه لم أعرف حاله

يحدث عن أبيه عمرو بن سلمة) (1) ، عن علي بن أبي طالب، أنه استعمل يزيد ابن قيس على الري و همذان و أصبهان، فلما هلك، فرّق عمله بين ثلاثة نفر، فاستعمل عمرو بن سلمة على همذان، و مخنف بن سليم على أصبهان.

ص: 312


1- العبارة بين الحاجزين سقطت من النسختين ، استدركتها من المصدر السابق لأبي نعيم. مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : في إسناده يحيى بن عمرو ، لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات. كذا أسنده أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢ / ٣٤٣ ، بسند المؤلف بلفظه
21 2/ 6 أبو العالية رفيع الرياحي

21 2/ 6 أبو العالية رفيع الرياحي (1) :

روي عن أبي موسى، أنه خطبهم بأصبهان، و كان ممن شهدها، و قرأ القرآن بعد وفاة النبي- صلى الله عليه و سلم- بعشر سنين(2) .

و روى عن أبي بكر، و عمر، و أبيّ بن كعب، و غيرهم، و أدرك الجاهلية و الإسلام، و روى عن أبي بكر حديثا لم يروه غيره.

(36) أخبرنا إسحاق بن أحمد، قال: ثنا ابن (3) حميد، قال: ثنا حكام

ص: 313


1- رُفَيع - بضم الراء مصغراً - ابن مهران الرِّياحي - بكسر الراء - مولاهم البصري ، أسلم بعد وفاة النبي بسنتين - وله :ترجمة في «الطبقات الكبرى » 113/7 لابن سعد ، وفي « التاريخ الكبير » ٣ / ٣٢٦ ، وابن أبي حاتم في « الجرح والتعديل » ٥10/3 قال أبو زرعة : «بصري ثقة » . وفي «« أخبار أصبهان » 31٤/١ ، وفي « الحلية » ٢١٧/٢ - ٢٢٤ ، وفي «أسد الغابة » ١٨٦/٢ ، وفي « تذكرة الحفاظ » ١ / ٦١ ، وتجريد أسماء الصحابة ، ١ / ١٨٥ ، وفيه أدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي « الإصابة » ١ / ٥٢٨ ، « والتهذيب » ٣ / ٢٨٤ ، « والتقريب » ص ١٠٤
2- كذا ذكر ابن سعد في المصدر السابق ، والفسوي في « المعرفة والتاريخ» 237/1 ، والذهبي في «التذكرة » ٦١/١
3- في النسختين : « أبو » ، والتصويب من مصادر ترجمته ، ومن « الحلية » 222/2 . تراجم الرواة : إسحاق بن أحمد : هو الفارسي ، تقدم في بداية المقدمة. ابن حميد : هو محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ أبو عبد الله ، روى عن حكام بن سلم ، حافظ ضعیف ، تقدم في ت 3 ح 12. حَكّام - بفتح أوله والتشديد - ابن سلم بسكون اللام - أبو عبد الرحمن الرازي ، تقدم في ت ٤ ح ١٦ وهو ثقة ، وله غرائب

ابن سلم، قال: ثنا عنبسة بن سعيد، عن عثمان، عن أبي العالية، قال:

خطبنا أبو بكر، فقال: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-: «للمقيم أربع، و للظاعن ركعتان(1) حتى يرجع، مهاجري بالمدينة، و مولدي بمكة، فإذا خرجت(2) من ذي الحليفة، صليت ركعتين حتى أرجع إليها».

ص: 314


1- في النسختين : « ركعتين » ، والتصويب من مقتضى القواعد
2- في « أخبار أصبهان » 222/2 ، بزيادة مصعداً. بقية الرواة : عنبسة بن سعيد : هو ابن الضريس الأسدي الكوفي ، تقدم في ت 12 ح 29 وهو ثقة. عثمان : هو الطويل ، روى عن أبي العالية ، فقال أبو حاتم : شیخ. انظر « الجرح والتعديل » ١٧٣/٦. أبو العالية : هو رفيع المترجم له. أبو بكر : هو الصِّدِّيق ، خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقدم في ت 2 ح 3 . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : ضعيف ، فيه ابن حميد الحافظ ، وهو ضعيف . فقد أخرجه أبو نعيم في « الحلية » ٢٢٢/٢ من طريق محمد بن حمید به مثله ، إلا أنه قدم « مولدي بمكة » - على «مهاجري بالمدينة » - ولم يذكر قوله « حتى أرجع إليها » . وقال أبو نعيم : هذا حديث غريب ، تفرد به عنبسة بن سعيد من حديث رفيع ، قلت : فقد أخرجه أحمد بن علي المروزي في مسند أبي بكر » ص ١٦٩ ح 135 ، بسنده إلى حكام ، ومنه به ، ورجاله بين ثقة وصدوق ، سوى عثمان الطويل ، وهو شيخ كما قال أبو حاتم : يصلح للاعتبار . وللظاعن : أي المسافر ، يقال عن ظَعْناً وطَعَناً بالتحريك ظعوناً ذهب وسار ، ويقال : أظاعن أنت أم مقيم ؟ انظر « لسان العرب » 13 / 270 وبعده
22 2/ 7 أبو محمد سعيد بن جبير

22 2/ 7 أبو محمد سعيد بن جبير (1) :

قدم(2) أصبهان أيام الحجاج(3) ، و روى عنه من الأصبهانيين جماعة، منهم: جعفر بن أبي المغيرة، و حجر الأصبهاني، و يزيد بن هزاري، و القاسم ابن أبي أيوب.

و مات سنة خمس و تسعين، قتله الحجاج صبرا، و له ثلاث بنين: عبد الله، و محمد، و عبد الملك، و كان فيما ذكر نازلا سنبلان(4) ، و مصلاه في المسجد المعروف بجلجلة بن بديل التميمي.

أخبرنا إسحاق بن أحمد الفارسي، قال: ثنا سهل بن زياد، قال: ثنا

ص: 315


1- له ترجمة في الطبقات ٢٥٦/٦ - ٢٦٧ لابن سعد ، وفي « التاريخ الكبير » ٤٦١/٣ ، وفي «المعرفة والتاريخ» 712/11 للفسوي ، والطبري في «تاريخه » ٩٤/٨ _ ٩٥ ، وفي « أخبار أصبهان » ٣٢٤/١ - ٣٢٥ ، وفي « الحلية » ٤/ 272 ، و 309 ، وفي « الكامل » ١٣٠/٤ لابن » الأثير ، وفي «تذكرة الحفاظ » ١ / ٧٦ ، « والبداية » 9/ 98 - 99 ، « والتهذيب » ٤ / ١١ - ١٤ ، سعيد بن جبير ثقة ثبت فقيه ، وروايته عن أبي موسى وعائشة ونحوهما مرسلة ، كما في «التقريب » ص 120
2- في أ _ ه_ : ( فقدم )
3- هو الحجاج بن يوسف الأمير الشهير ، الظالم المبير ، تقدم في ت 2 ح 3
4- سنبلان بلفظ تثنية - سنبل الزرع - محلة بأصبهان ، انظر « معجم البلدان » ٢٦١/٣ . تراجم الرواة : إسحاق بن أحمد الفارسي : تقدم في بداية المقدمة. سهل بن زياد : قد تُرْجِمَ في « الميزان » 237/2 لشخصين وفي «اللسان » 18/3 لثلاثة أشخاص بهذا الاسم ، ولم يتبين لي من هو منهم ، أو لعله شخص آخر ، والله أعلم

عمرو بن حمران(1) ، عن عمر (2)بن حبيب، قال: كان سعيد بن جبير بأصبهان لا يحدث، ثم رجع إلى الكوفة، فجعل يحدث، فقلنا له: كنت بأصبهان لا تحدث، و تحدث بالكوفة، فقال:

«انشر بزك حيث تعرف»(3) .

سمعت الحسن بن محمد بن بوبة(4) يحدث- و كان صديق والدي و كنا نختلف إليه الكثير- قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبي الحسين، قال: ثنا أبي يزيد، قال: كنت جالسا، فقيل: إن سعيد بن جبير كان ها هنا و هو يريد الخروج، قال: فالتفت فإذا رفقة، فقيل: هو ذاك سعيد بن جبير لم يخرج، قال: فبادرت إليه فانتهيت إلى الرفقة، فسألتهم: فيكم سعيد بن جبير؟ فأهوى إلى رجل، فانتهيت إليه و سلمت عليه، فقلت:- رحمك الله- كنت ها هنا، فلم يقض(5) لي أن ألقاك فإن رأيت أن تفيدني مما عندك. قال:

فحبس راحلته، فقال: قال لي ابن عباس: احفظ عني ثلاثا:

ص: 316


1- في « أخبار أصبهان » ٣٢٤/١ ( حمدان ) و ( محمد بن حبيب )
2- في « أخبار أصبهان » ٣٢٤/١ ( حمدان ) و ( محمد بن حبيب )
3- كذا هو في « أخبار أصبهان » ٣٢٤/١ به مثله
4- في أ-ه_ ( ثوبة ) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن المصدر السابق ، وفيه يعرف بابن بوبة . ومن « الإكمال » 1 / 370
5- في « أخبار أصبهان » ٣٤٣/2 : بزيادة « لبثك » . بقية الرواة : عمرو بن حمران البصري: سكن الرَّيّ . قال أبو حاتم : صالح الحديث » . انظر « الجرح والتعديل » ٢٢٧/٦. عمر بن حبيب : لم أقف عليه. الرواة : الحسن بن محمد بن الحسين الأشعري أبو علي : يعرف بابن بوبة ، توفي سنة ٣١٢ه_ ، انظر « أخبار أصبهان » ٢٦٨/١. أبوه : هو محمد بن الحسين بن يزيد بن هزاري ، وأبوه هو الحسين بن يزيد ، ويزيد هو ابن هزاري الأشعري الفايزاني ، سمع من سعيد بن جبير بأصبهان ، كما في « أخبار أصبهان » ٣٤٣/٢

إيّاك و النظر في النجوم، فإنه يدعو إلى الكهانة(1) ، و إيّاك و النظر في القدر، فإنه يدعو إلى الزندقة(2) ، و إيّاك و شتم أصحاب رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فيكبك الله(3) على وجهك يوم القيامة.

حدثنا محمد بن الحسن، قال: ثنا عمرو بن علي، قال: قتل سعيد بن جبير في سنة أربع و تسعين، و هو ابن خمسين سنة إلا نصف سنة.

و يكنى أبا عبد الله، و هو مولى لبني والبة، حي من بني أسد(4) .

حدثنا أبو العباس الجمال، قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا يحيى ابن أبي بكير، قال: ثنا جرير عن(5) عطاء بن السائب، قال: كان سعيد بن جبير

ص: 317


1- في النسختين : وقع مع النجوم الزندقة ، ومع القدر الكهانة ، والصواب عكسه ، كما أُثْبَتُه من مصدر تخریجه
2- في النسختين : وقع مع النجوم الزندقة ، ومع القدر الكهانة ، والصواب عكسه ، كما أُثْبَتُه من مصدر تخریجه
3- في « أخبار أصبهان » ١ / ٣٢٤ : ( في النار ). في إسناده من لم أعرفه. تخریجه : فقد أخرجه أبو نعيم المصدر السابق ٣٢٤/١ ، به نحوه موقوفا ، وفي ٣٤٣/٢ من طريق الحسن بن محمد به مرفوعا. تراجم الرواة : محمد بن الحسن : تقدم في السند قبله. عمرو بن علي : هو الفلاس ، ثقة إمام، سيأتي بترجمة ١٤٨ . سنده منقطع. كذا ذكره ابن سعد في « الطبقات » ٢٦٦/٦ من طريق الواقدي، وفيه أنه « كان يومئذ ابن تسع وأربعين سنة ، وفيه أيضاً عن ميمون بن مهران ، قال : لقد مات سعيد بن جبير ، وما على ظهر الأرض رجل إلا يحتاج إلى سعيد . . انتهى » . وهكذا ذكر وفاته ابن كثير في « البداية » ٩٨/٩
4- كذا في المصدر السابق لابن سعد ٢٥٦/٦
5- في النسختين : ( جرير بن عطاء ) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من « الحلية » ٢٧٢/٤. تراجم الرواة : أبو العباس الجمال : هو أحمد بن محمد بن عبد الله ، تقدم في ترجمة ٢ ، وكان صاحب علم. عبد الله بن محمد : هو ابن يحيى بن أبي بكير ، سيأتي بترجمة 208 ، وكان صدوقاً . يحيى بن أبي بكير نسر : تقدم في ترجمة ١٦ ، ثقة . جرير : هو ابن عبد الحميد الضبي الأصبهاني ، سيأتي بترجمة ٦١ . وعطاء بن السائب : سيأتي بترجمة ٤٢

يبكينا، ثم عسى أن لا يقوم حتى يضحكنا (1).

حدثنا محمد بن إسحاق بن الوليد، قال: ثنا عبد الله بن عمر، قال: ثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، قال: كان سعيد بن جبير بفارس، و كان يتحزّن، يقول: ليس أحد يسألني عن شي ء (2).

حدثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنا يحيى بن سعيد و ابن مهدي، قالا: ثنا شعبة، قال: ثنا القاسم الأعرج، قال: كان سعيد بن جبير بأصبهان، و كان غلام مجوسي يخدمه، و كان يأتيه بالمصحف في غلافه.

حدثنا مسلمة بن الهيصم(3) ، قال: ثنا مؤمل بن هشام، قال: ثنا ابن

ص: 318


1- وهو في « الحلية » ٢٧٢/٤. تراجم الرواة : محمد بن إسحاق بن الوليد أبو عبد الله الثقفي يروي عن عبد الله بن عمر أخي رُستة ، انظر «أخبار أصبهان » ٢٥٢/٢ . عبد الله بن عمر : هو ابن يزيد الزهري، أخو رُستة ، سيأتي بترجمة ٢٢٢ . أبو عاصم : هو الضحاك مخلد بن الضحاك النبيل ، ثقة ثبت من رجال الجماعة ، روى عن الثوري وغيره . مات سنة ٢١٢ه_ ، وقيل : بعدها . انظر « التهذيب » ٤ / ٤٥٠ . وسفيان : هو الثوري . تقدم في ت ٣
2- كذا ذكره ابن سعد في «الطبقات » ٢٥٩/٦ ، عن عطاء بن السائب بنحوه ، والفسوي في « المعرفة والتاريخ » 1 / 712 ، وذكر ابن كثير في «البداية » 18/9 «أنه كان في خراسان لا يتحدث ، لأنه كان لا يسأله أحد عن شيء من العلم هناك ، وكان يقول : إن مما يهمني ما عندي من العلم ، وددت أن الناس أخذوه . . انتهى
3- في أ - ه_ : ( الهيثم ) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته. تراجم الرواة : محمد بن إسحاق وعبد الله ، وهو ابن عمر بن يزيد - تقدما في السند قبله. يحيى بن سعيد : هو ابن فروخ التميمي أبو سعيد القطان البصري . ثقة ، متقن ، حافظ، إمام ، قدوة ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة ، انظر « التقريب » ص ٣٧٥. وابن مهدي : هو عبد الرحمن بن مهدي أبو سعيد البصري، تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان ، وهو ثقة ، ثبت ، إمام ، حافظ. شعبة : هو ابن الحجاج بن الورد أبو بسطام الواسطي ، ثم البصري ، ثقة ، حافظ ، متقن، مات سنة ١٦٠ ه_ ، انظر « التقريب » ص ١٤٥ . القاسم الأعرج : هو ابن أبي أيوب حيان ، الأصبهاني الأصل ، الواسطي ، سيأتي بترجمة رقم ٦٢ . ثقة . مسلمة بن الهيصم بن مسلمة أبو محمد العبدي ، حسن المنظر والخلقة . انظر « أخبار أصبهان» 323/2 ، وترجم له المؤلف في «الطبقات » ٣/٢٨٥ ، فقال : كان من أجلاء الناس وكبرائهم. مؤمل بن هشام : هو اليشكري البصري، تقدم في ت 18 ، ح 33 . ثقة ابن علية : هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم ، تقدم في ت 12 ح 28 . ثقة ثبت

عليّة، عن شعبة، عن القاسم الأعرج، قال:

كان سعيد بن جبير في قريتنا بأصبهان(1) .

ص: 319


1- به أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٣٢٤/١
23 2/ 8 حسان بن عبدالرحمن الضُبَعي:

23 2/ 8 حسان بن عبد (1) الرحمن الضبعي(2) :

و عداده في البصريين، قدم أصبهان مع أبي موسى، و له حديث لم يحدّث به غيره.

حدثني أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: ثنا أحمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي، قال: ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن شبيل بن عزرة الضبعي، عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي، عن أبيه

ص: 320


1- في النسختين وقع ( عبد الله ) ، والتصحيح من « أخبار أصبَهان » 287/1 . ومن السند التالي
2- له ترجمة في « التاريخ الكبير » ٣١/٣ للبخاري. وفي « الجرح والتعديل » ٢٣٦/٣ ، ولكن وقع عنده حسان بن عبد الله ، وقال المحقق : وصوابه ابن عبد الرحمن ، وفي « أخبار أصبهان » 287/1 وفي « أسد الغابة » 8/2 ، وفي « تجريد أسماء الصحابة » 1 / 130 ، وفيه أنه تابعي وترجم له الحافظ ابن حجر في القسم الرابع من « الإصابة » ٣٩٤/١. تراجم الرواة : أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم : شيخ كثير الحديث عن العراقيين والأصبهانيين - « ثقة إمام » . قاله أبو الشيخ في « الطبقات » 3/312 ، وتقدم باسم أبو علي بن إبراهيم في المقدمة أحمد بن يحيى : يبدو أنه ابن المنذر المكتب . سيأتي بترجمة ٢٦٢ . ثقة ، مات سنة ٢٧٣ه_ . محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي أبو عبد الله البصري ، ثقة ثبت ، توفي سنة ٢١٩ ه_ ، انظر « التهذيب » ٢٧٧/٩ . جعفر بن سليمان الضبعي - بضم المعجمة ، وفتح الموحدة - تقدم في ت٣ ح ٥ ، صدوق ، كان يتشيع. شبيل - بالتصغير - ابن عزرة بن عمير الصبعي : صدوق ، يهم من الخامسة . انظر « التقريب » ص١٤٣ . حسان : هو المترجم له ، وأبوه عبد الرحمن الضبعي ، لعله صحابي

قال: لما افتتحنا أصبهان، و كان بين عسكرنا و بين اليهودية(1) فرسخ.

فكنا نمتاز من اليهودية، قال: فأتيتهم يوما فإذا اليهود يلعبون و يزفنون(2) ، قال: فقلت: ما لكم تريدون أن تنتزعوا يدا من طاعة؟ قالوا: لا، و لكن ملكنا الذي نستفتح به على العرب يدخل غدا. قلت: ملككم الذي تستفتحون به على العرب يدخل غدا؟ قالوا: نعم. قال: فقلت لصديق لي منهم: أبيت عندك الليلة. قال: و خشيت أن أقتطع دون العسكر. قال: فبتّ على ظهر بيت له، حتى صليت الغداة، فإذا الرهج(3) يجي ء من قبل عسكرنا، فإذا أنا برجل قاعد في منبر عليه من ريحان، و إذا اليهود حوله يزفنون و يلعبون، فنظرت فإذا ابن صائد(4) ، فدخل المدينة، و لم يُرَ(5) بعد ذلك(6) .

ص: 321


1- اليهودية : محلة بأصبهان ، وتقدم تحديدها في المقدمة
2- زفن يزفن رقص ، والزفن بكسر الزَّاي : ظلة يتخذونها فوق سطوحهم تقيهم من حر البحر ونداه . انظر « القاموس » ٢٣١/٤
3- الرهج : بالسكون ويحرك : الغبار والسحاب بلا ماء ، والواحدة رهجة . انظر « القاموس » 191/1
4- هو عبد الله بن صياد أو صائد ، وكان الناس يحسبونه الدجال ، وما كان يرافقه أحد ، وقصة إسلامه وملاقاة النبي - صلى الله عليه وسلم _ له معروف في الصحيحين والسنن وانظر « مسند أحمد» 79/3
5- عند أبي نعيم : ولم نره بعد ذلك 288/1
6- أخرجه أبو نعيم بسنده إلى الرقاشي ، ومنه إلى آخر السند به مثله ، وأشار أيضاً إلى سند أبي الشيخ من الرقاشي ، وقال : ثنا به. «أخبار أصبهان » 32/21 - 33 و 287 - 288 و 2 / 107
24 2/ 9 د- س قطن بن قبيصة الهلالي:

24 2/ 9 د- س قطن بن قبيصة الهلالي (1) :

و هو قطن بن قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شداد بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة، يكنى أبا سهلة. كان ولّاه معاوية بن أبي سفيان، و يقال: عبد الملك(2) بن مروان، أصبهان، فأقام بها، ثم خرج إلى خراسان، و ولى البراء بن قبيصة(3) (و أبوه قبيصة) (4) . رأى رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و روى عنه.

(37) أخبرنا أبو يعلى، قال: ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي(5) ، قال: ثنا حماد(6) بن سلمة، عن عوف بن حيان أبي العلاء، عن قطن بن قبيصة بن

ص: 322


1- له ترجمة في « طبقات خليفة بن خياط » ص ١٩٦ ، وفي « الجرح والتعديل » لابن أبي حاتم 137/7 ، « والتاريخ الكبير » ج ٤ م ١٩٠/٧ للبخاري ، و« أخبار أصبهان » ١٥٨/٢ لأبي نعيم ، « وتهذيب التهذيب » 381/8 ، « والتقريب » ص 282 ، وفيه : كان صدوقاً
2- هو عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ، أبو الوليد المدني ، ثم الدمشقي . كان طالب علم قبل الخلافة ، ثم اشتغل بها فتغير حاله ، ملك ثلاث عشر سنة استقلالاً ، وقبلها منازعاً لابن الزبير تسع سنين ، ومات سنة ست وثمانين ، وقد جاوز الستين . انظر « التقريب » ص 220
3- كذا في « أخبار لأصبهان » ٢ / ١٥٨
4- ما بين الحاجزين من الأصل ساقط _ أ -ه_
5- في أ - ه_ : ( الشامي ) بالمعجمة ، والصواب بالمهملة كما أثبته من الأصل ، ومن « التقريب » ص 19 ، « واللباب » ٩٥/٢ ، وفيه « بفتح السين المهملة وسكون الألف ، وفي آخرها الميم ، نسبة إلى سامة بن لؤي ابن غالب . . . » انتهى
6- في أ- ه_ : ( كماد ) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل. تراجم الرواة : أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، صاحب ( المسند ) . تقدم في ت 3 ح ٥ . ثقة إبراهيم بن الحجاج : هو ابن زيد أبو إسحاق السامي البصري ، ثقة ، يهم قليلاً ، مات سنة ٢٣١ ه_ ، وقيل بعدها . انظر « التقريب» ص 19 . حماد بن سلمة : تقدم في بداية المقدمة ، وهو ثقة . عوف : هو ابن أبي جميلة العبدي الهجري أبو سهل البصري ، المعروف بالأعرابي : ثقة ، رمي بالقدر والتشيع . مات سنة ١٤٦ه_ ، وقيل : ١٤٧ه_ ، وله ست وثمانون سنة . انظر «التهذيب » ١٦٧/٨ ، « والتقريب » ص ٢٦٧. حيان أبو العلاء ، وقيل : ابن العلاء ، وقيل ابن مخارق : يروي عن قطن ابن قبيصة ، عن أبيه ، حديث العيافة ... وعنه عوف الأعرابي . مقبول من السادسة . انظر « التقريب » ص ٨٦ ، « والتهذيب » ٦٨/٣. قطن بن قبيصة : هو المترجم له . صدوق . وأبوه : هو قبيصة بن المخارق - بضم الميم وتخفيف المعجمة - ابن عبد الله الهلالي : صحابي سكن البصرة . انظر « التقريب » ص 281. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده حيان ، وهو مقبول حيث يتابع ، وبقية رجاله ثقات ، سوى قطن ، وهو صدوق فقد أخرجه أبو داود في «سننه » ٤ / ٢٢٨ الطب ، وأحمد في «مسنده » ٤٧٧/٣ ، والبخاري في «التاريخ الكبير » 173/7 ، ولكن عنده بدون ذكر العيافة والطرق، بل قال : «الطيرة من الجبت وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢ / ١٥٨ ، كلهم من طريق عوف الأعرابي عن حيان . به ذكر المناوي في « الفيض » ٣٩٦/٤ بعد عزو السيوطي الحديث إلى أبي داود ، وتصحيحه له أن النووي قال : - بعد أن عزاه إلى أبي داود - « إسناده حسن » ، قلت : في تحسينه نظر ، وهو تَساهل منه، وتساهُل السيوطي أشد في تصحيحه، وتفرد برواية هذا المتن قطن بن قبيصة ، وعنه حيان كما صرح به أبو الشيخ العيافة بالكسر : زجر الطير ، والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها . انظر « النهاية » ٣٣٠/٣ لابن الأثير . الطرق : في الأصل : الدق ، وهنا الضرب بالحصى ، والخط بالرمل . انظر المصدر السابق ١٢١/٣. قوله من الجبت : أي من أعمال السحر ، فكما أن السحر حرام ، فكذا هذه الأشياء ، أو مماثل عبادة الجبت في الحرمة . مأخوذ من معالم السنن على سنن أبي داود » ٢٢٨/٤ ، و «فيض القدير » 39٥/٤ للمناوي ، « وعون المعبود » ٢٣/٤ شرح «سنن أبي داود »

مخارق، أن أباه قال:

سمعت رسول الله- صلى الله عليه و سلم- يقول: «العيافة و الطرق من الجبت».

هذا المتن لم يروه غيره.

ص: 323

(38) و أخبرنا إبراهيم بن شريك الأسدي، قال: ثنا شهاب بن عباد، قال: ثنا حماد بن زيد، عن هارون بن رئاب (1)، عن كنانة بن نعيم، عن قبيصة

ص: 324


1- في أ - ه_ : ( رباب ) ، والصواب ما أثبته كما في « التقريب » ص ٣٦١ ، وغيره. تراجم الرواة : إبراهيم بن شريك بن الفضل أبو إسحاق الأسدي الكوفي . قال الدارقطني : كوفي ثقة ، كذا قال ابن عبادة . مات سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل 302 انظر « تاریخ بغداد » ١٠٢/٦ . شهاب بن عباد العبدي أبو عمر الكوفي قال العجلي : كوفي ثقة ، وقال أبو حاتم : ثقة ، مات سنة ٢٢٤ه_ انظر « التهذيب » ٣٦٧/٤ . والتقريب ص ١٤٧. حماد بن زید بن درهم الأزدي أبو إسماعيل البصري الأزرق ، قال ابن سعد : كان عثمانياً وكان ثقة ، ثبتاً حجة ، كثير الحديث . توفي سنة ١٧٩ه_ . انظر « الطبقات الكبرى » ٢٨٦/٧ ، «والتهذيب » ١٠/٣ . هارون بن رئاب - بكسر الراء والتحتانية مهموز - التميمي الأسيدي أبو بكر ، ويقال : أبو الحسن العابدي البصري . ثقة ، من أجلّ أهل البصرة ، انظر « التهذيب » ٤/١١ . كنانة بن نعيم العدوي أبو بكر البصري ، قال العجلي : بصري تابعي ثقة ، انظر المصدر السابق ٤٤٩/٨ . قبيصة : صحابي ، تقدم في السند قبله . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : رجاله ثقات ، والحديث صحيح ، فقد أخرجه مسلم في ، فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» 133/7 ، والنسائي في «سننه» ٥ / 88 - 89 الزكاة ، وأحمد في «مسنده » ٤77/3 ، كلهم من طريق حماد بن زيد ، عن هارون بن رئاب به ، والنسائي عن أيوب، عن هارون أيضاً به مثله ، ولفظ الحديث كما عند مسلم بتمامه ، هو أنه قال : «تحملت حمالة فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله فيها ، فقال : أقم حتى تأتينا الصدقة ، فنأمر لك بها » ، قال : ثم قال : « يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمّل حمالة ، فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله ،فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش ، أو قال : سداداً من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه : لقد أصابت فلاناً فاقة ، فحلت له المسألة ، حتى يصيب قواماً من عيش ، أو قال : سداداً من عيش . فما سواهن من المسألة يا قبيصة : سحتاً يأكلها صاحبها سحتاً». والحمالة : بفتح الحاء المهملة : ما يتحمله الإنسان عن غيره من دية ، أو غرامة لإصلاح ذات البين ، كالإصلاح بين قبيلتين وقعت بينهما حرب ، أو نحو ذلك . انظر « النهاية » ٢٤٢/١ لابن الأثير « وشرح النووي على صحیح مسلم » 133/7

ابن مخارق، قال: تحملت حمالة، فأتيت النبي- صلى الله عليه و سلم- أسأله، فذكر الحديث بطوله.

ص: 325

25 2/ 10 بخ م 4 أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان الفقيه:

25 2/ 10 بخ م 4 أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان الفقيه (1) :

مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري.

حدثنا عبدان بن أحمد، قال: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: مات حماد بن أبي سليمان سنة عشرين و مائة (2).

حكى محمد بن يحيى بن مندة، قال: حماد بن أبي سليمان من أهل برخوار (3).

ص: 326


1- له ترجمة في «الطبقات الكبرى » ٣٣٢/٦ - ٣٣٣ لابن سعد ، وفي « طبقات خليفة » ص ١٦٢ ، وفي « التاريخ الكبير» ١٨/٣ للبخاري ، وفي «أخبار أصبهان » 288/1 - 290 ، وفي «الميزان » ٥٩٥/١ ، وقال الذهبي : لولا ذكر ابن عدي له في «كامله» لما أوردته ، وفي «التهذيب» ٣ / ١٦ ، وفي « الكاشف » ٢٥٢/١ ، وقال الذهبي : ثقة ، إمام مجتهد ، وكريم جواد. تراجم الرواة : عبدان بن أحمد : هو الأهوازي . تقدم في ترجمة ٩ - ثقة . أبو بكر بن أبي شيبة : هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم الواسطي ، ثقة ، حافظ ، صاحب تصانيف . مات سنة ٢٣٥ ه_ . انظر « التقريب » ص 187 . محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله : تقدم في ترجمة ١٠ ثقة حافظ
2- كذا في «التهذيب » 17/3 ، « والطبقات » لابن سعد ٣٣٣/٦ ، وقال ابن سعد : « وأجمعوا » جميعاً على أن حماد بن أبي سليمان توفي سنة عشرين ومائة
3- برخوار - بالضم ، ثم السكون ، وخاء معجمة مضمومة ، وواو وألف وراء - : من نواحي أصبَهان، تشتمل على عدة قرى . قلت : تقع شمالي أصبهان ، كما في خريطة إيران - انظر « معجم البلدان » ٣٧٤/١

حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن(1) بن هارون بن سليمان بن يحيى بن سليمان بن أبي سليمان- و كان (2)حماد بن أبي سليمان- ثنا، قال: سمعت أبي، عن جدي، عن أبيه، قال: اسم أبي سليمان، مسلم بن يزيد بن عمرو، قال: و سمعت أبي و ابن خاله قال: قالت لي جدتي: كانت كنيته «أبو إسماعيل»، فقال له أبي(3) : حدثني أبي عن أبيه، أنه كان يكنى بأبي بكر.

حدثنا أحمد بن الحسن، قال: سمعت أبي، عن أبيه، قال: وجّه عمر ابن الخطاب أبا موسى الأشعري إلى فارس و إصطخر و أصبهان و غيرها، فقاتل (إلى) (4) السجستان و أبو عمرة(5) ، و فتح بلادهم، فخرج مسلم بن يزيد إليه(6) ، فأسلم على يديه، و كان ابن ملكها(7) و مدبر أمرها، و حمله معه إلى عمر ابن الخطاب، فأعاد له إسلامه، و خط له عمر خطة بالكوفة، فهي باقية إلى الساعة.

حدثنا أبو العباس الجمال، قال: حدثنا عباس الدوري، قال: ثنا يحيى

ص: 327


1- أبو بكر أحمد بن الحسن الخزاز البغدادي : ترجم له المؤلف في « الطبقات » 3/309 ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ١٣٠
2- لم يتبين لي مناسبة هذه العبارة هنا ، فلعل فيه سقطاً ، والله أعلم
3- يعني الحسن ، عن أبيه هارون ، عن أبيه سليمان
4- بين الحاجزين من أ _ ه_
5- أبو عمرة : لم أهتد إليه
6- أي : إلى أبي موسى ، وأسلم على يديه ، وذكر أبو نعيم « أن أباه أبا سليمان من العبيد العشرة الذين أهداهم معاوية إلى أبي موسى » . وذكر خليفة : ومن سبي أصبهان : حماد بن أبي سليمان الفقيه . انظر « أخبار أصبهان » 1 / 288 ، «وتاريخ خليفة » ص ١٦٢
7- أي : ابن ملك أصبهان .تراجم الرواة : أبو العباس الجمال : - تقدم في ترجمة ٢. عباس الدوري : هو ابن محمد بن حاتم أبو الفضل البغدادي ، خوارزمي الأصل ، ثقة ، حافظ . مات سنة ٢٧١ه_ ، وله ٨٨ سنة . انظر « التهذيب » 129/٥ ، « والتقريب » ص 130 . يحيى بن معين : الإمام المشهور في الجرح والتعديل ، والناقد البصير ، ثقة ، حافظ . مات سنة ٢٣٣ه_ ، وله بضع وسبعون سنة . المصدرين السابقين ١١ / ٢٨٠ و / ٣٧٩

ابن معين، قال: ثنا ابن إدريس، عن أبيه، قال: سمعت ابن شبرمة يقول: ما أحد أمن علي بعلم من حماد بن أبي سليمان(1) .

و حدث عن الشعبي، عن إبراهيم بن أبي موسى بحديث.

(39) حدثنا محمد بن أحمد بن معدان، قال: ثنا عبد الرحمن ابن عبد الصّمد، قال: ثنا جدي، عن أبي حنيفة، عن حماد، عن الشعبي، عن إبراهيم بن أبي موسى، عن المغيرة بن(2) شعبة، أنه خرج مع رسول الله- صلى

ص: 328


1- رجاله ثقات ، سوى الجمال ، وهو يُحَسِّنُ حديثه ، وكذا ذكره في « التهذيب » ١٦/٣
2- في أ - ه_ : ( المغيرة بن أبي شعبة ) ، وهو خطأ ، والصواب بدون أبي ، كما هو في الأصل ، وهكذا جاء في جميع الطرق عند الشيخين وغيرهما . بقية التراجم : ابن إدريس : هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي الزعافري أبو محمد الكوفي ، ثقة ، مأمون ، كثير الحديث ، حجة ، صاحب سنة . مات سنة ١٩٢ه_ ، انظر « التهذيب » ١٤٤/٥ . وأبوه إدريس بن يزيد الأودي : ثقة أيضاً ، من السبابعة - انظر « التقريب » ص ٢٥ . ابن شبرمة : هو عبد الله بن شبرمة - بضم المعجمة ، وسكون الموحدة وضم الراء - الضبي القاضي ، ثقة ، فقيه . مات سنة ١٤٤ه_ . انظر المصدر السابق ص ١٧٦ ، « والتهذيب » ٢٥٠/٥ . تراجم الرواة : محمد بن أحمد بن راشد بن معدان : ترجم له المؤلف في « الطبقات » 3/23 ، وقال الذهبي : الحافظ الرحال المصنف : قال المؤلف وأبو نعيم : كثير التصانيف والحديث ، محدث ابن محدث - انظر تذكرة الحفاظ ٨١٤/٣ وأخبار أصبهان ٢٤٣/٢ . عبد الرحمن بن عبد الصمد ، وكذا جده لم أعثر عليهما . أبو حنيفة : هو النعمان بن ثابت الكوفي الإمام الفقيه المشهور ، وقال الذهبي : كان إماماً ، ورعاً ، عالماً ، عاملاً ، متعبداً ، كبير الشأن . . مات سنة ١٥٠ه_ . انظر « تذكرة الحفاظ » ١ / ١٦٨ ، « والتقريب » ص ٣٥٧ . حماد : هو المترجم له . والشعبي - بفتح المعجمة - : هو عامر بن شراحيل أبو عمرو ، ثقة ، مشهور . فقيه ، فاضل ، مات بعد المائة ، وله ثمانون سنة . انظر « التقريب » ص ١٦١ . إبراهيم بن أبي موسى : تقدم في ترجمة ٤ ، والمغيرة بن شعبة : في المقدمة ، في بداية فتوح أصبهان

الله عليه و سلم- في مسير له (1)، فانطلق يقضي حاجته، ثم رجع و عليه جبة رومية (2)ضيقة الكمين، وضعها رسول الله- صلى الله عليه و سلم- من ضيق كمه. قال المغيرة: فجعلت أصب عليه الماء من إداوة(3) معي، فتوضأ وضوءه للصلاة، و مسح على خفيه، و لم ينزعهما، و قام فصلى.

حدثنا أبو بكر بن مكرم، قال: ثنا محمود بن غيلان، قال: ثنا عبد

ص: 329


1- جاء تعيين المسير في رواية البخاري ومالك وأحمد وغيرهم ، أنه كان في غزوة تبوك ، وأنه حصل ذلك عند صلاة الفجر . انظر مصادر تخریجه
2- والذي في الروايات عند البخاري وغيره : « جبة شامية » ، وزاد أحمد في «مسنده » : وكان في يَدَي الجِبَّة ضِيقٌ ، وعند مسلم في « صحيحه » : « فضاق كم الجبة ، فأخرج يده من تحت الجبة ، وألقى الجبة على منكبيه » . انظر مصادر تخریجه . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده من لم أعرفه ، والحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد عن المغيرة ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه » 297/1 مع الفتح في باب الرجل يوضىء صاحبه ، ولكن ليس فيه ذكر الجبة ووضعها والإداوة ، وجاء في باب المسح على الخفين 318/1 بطريق آخر ، وفيه ذك__ر الإداوة ، وأنه توضأ ومسح على الخفين ، وأخرجه في الجهاد أيضاً ، ومسلم في «صحيحه » ١٦٨/٣ - ١٧٢ مع النووي بطرق متعددة ، كلاهما من طريق عروة بن المغيرة ، عن أبيه ، ومسلم أيضاً من طريق الأسود ، ومن طريق مسروق كلاهما عن المغيرة مرفوعاً نحوه، وفي رواية لمسلم عن المغيرة ، قال : تخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتخلفت معه ، وفيه : ثم ركب وركبت ، فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة ، يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف ، وقد ركع ركعة ، فلما أحس بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ذهب يتأخر فأومأ إليه ، فصلى بهم ، فلما سلّم ، قام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقمت فركعنا الركعة التي سبقتنا . والحديث مُخَرَّج في السنن ، وأخرجه مالك في الموطأ » ص ٤٨ من طريق زياد بن المغيرة ، عن أبيه ، وأحمد في «مسنده » ٢٤٤/٤ ، وقال الهيثمي في « المجمع » ٢٥٥/٥ : رجاله رجال الصحيح ، وأيضاً في ٢٤٧/٤ و ٢٤ و ٢٥٠ و ٢٥١ من طريق عمرو بن وهب ، وأبي الضحى ، وزياد بن المغيرة ، وقبيصة بن بزمه ، وأبي سلمة ، ومسروق، وعروة ، كلهم عن المغيرة . وذكر الحافظ في «الفتح » 319/1 أن حديث المغيرة هذا ، ذكر البزار أنه رواه عنه ستون رجلاً ، وقد لَخْصَ مقاصد طرقه الصحيحة . راجعه إن شئت
3- الإداوة : بالكسر ، إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسطيحة ونحوها جمعها أداوى . انظر «النهاية » ١ / ٣٣

الرزاق، عن معمر، قال: رأيت حماد بن أبي سليمان يصرع، فإذا أفاق توضأ(1) .

حدثنا أحمد بن الحسن، قال: سمعت ابن خالي عبيد بن موسى يقول:

سمعت جدتي تقول عن جدتها الكبرى عاتكة أخت حماد بن أبي سليمان، قالت: كان النعمان(2) ببابنا يندف قطننا، و يشري لبننا و بقلنا ما أشبه ذلك، فكان إذا جاء الرجل يسأله عن المسألة، قال: ما مسألتك؟ قال: كذا و كذا.

قال: الجواب فيها كذا، ثم يقول: على رسلك، فيدخل إلى حماد، فيقول له: جاء رجل فسأل عن كذا، فأجبته بكذا، فما تقول أنت؟ فقال: حدثونا بكذا، و قال أصحابنا: كذا، و قال إبراهيم: كذا، فيقول: فأرويه عنك؟

فيقول: نعم، فيخرج فيقول: قال حماد: كذا.

حدثنا أحمد، قال: سمعت أبي يقول: ثني أبي عن جدي، قال: وجّه إبراهيم النخعي حمادا يوما يشتري له لحما بدرهم في زنبيل، فلقيه أبوه راكبا دابة، و شدّ حماد الزنبيل، فزجره و رمى به من يده، فلما مات إبراهيم جاء أصحاب الحديث و الخراسانية(3) يدقون على باب مسلم بن يزيد، فخرج إليهم في الليل بالشمع، فقالوا: لسنا نريدك، نريد ابنك حمادا، فدخل إليه، فقال: يا بني: قم إلى هؤلاء، فقد علمت أن الزنبيل أدى بك إلى هؤلاء.

ص: 330


1- كذا ذكره الذهبي في «الميزان » ٥٩٥/١ بسند عبد الرزاق مثله
2- يبدو أن النعمان بن ثابت أبو حنيفة الإمام ، وقد تقدم في ح 39 والله أعلم . الرواة : أحمد : هو ابن الحسن ، وأبوه : هو الحسن بن هارون ، روى عن أبيه هارون بن سليمان ، وهو عن جده ، وهو يحيى بن سليمان بن أبي سليمان، ومسلم بن يزيد : هو اسم أبي سلمان والد حماد
3- في أ - ه_ : الخراسانية : لم يتبين لي معناه ، لعله يريد بها الحرس الذين يحرسونه . والله أعلم
26 2/ 11 د- ت عبد الرحمن أبو إسماعيل السدي :

26 2/ 11 د- ت عبد الرحمن أبو إسماعيل السدي (1):

من أهل أصبهان، روى عنه ابنه، و هو ابن أبي كريمة مولى بني هاشم، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة.

روى أسباط عن السدي، عن أبيه، قال: كاتبتني زينب بنت قيس بن مخرمة على عشرة آلاف درهم، فتركت لي ألفا، و كانت زينب قد صلت مع رسول الله- صلى الله عليه و سلم-.

ص: 331


1- عبد الرحمن : هو ابن أبي كريمة السُدّي - بضم المهملة وتشديد الدال نسبة إلى سُدّة الكوفة ، له ترجمة في : « الجرح والتعديل » 30٤/٥ ، وفي « أخبار أصبهان» ١٠٦/٢ ، وفي «الميزان » ٥٨٤/٢ ، وفي « المغني » 2/ 390 ، وفيه لا يعرف وخبره باطل ، وفي «التهذيب » ٢٥٨/٦ ، وفي « التقريب » ص 208 ، وقال ابن حجر : مجهول الحال من الثالثة . تراجم الرواة : أسباط : هو ابن نصر الهمداني أبو يوسف ، ويقال : أبو نصر . تكلموا فيه . قال الحافظ ابن حجر : صدوق كثير الخطأ ، يغرب من الثالثة . انظر « التهذيب » 212/1 ، « والتقريب » ص ٢٦ . والسدي : هو الصغير إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة أبو محمد الكوفي ، سيأتي بعد هذه الصفحة برقم ترجمة ٢٧ . أبوه : هو عبد الرحمن المترجم له ، وهو لا يعرف . زينب بنت قيس بن مخرمة بن المطلب القرشية المطلبية ، صَلّت القبلتين جميعاً . معلق وضعيف إسناده ، فقد أورده به أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢ / 10٦ وابن الأثير في «أسد الغابة » ٤٦٩/٥ من طريق أسباط به ، وابن حجر في « الإصابة » ٣١٨/٤ ، وعزاه إلى الطبراني وابن منده
27 2/ 12 م 4 و ابنه السدي إسماعيل بن عبد الرحمن:

27 2/ 12 م 4 و ابنه السدي إسماعيل بن عبد الرحمن (1) :

كان عظيما من عظماء أهل أصبهان، و مات سنة سبع و عشرين و مائة في ولاية بني(2) مروان، و يكنى أبا محمد(3) .

و حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثني إسماعيل بن موسى، قال: حدثتني أمي، قالت: كان السدي من أهل أصبهان.

ص: 332


1- له ترجمة في تاريخ خليفة » ص 378 ، وفي « الطبقات » ص ١٦٣ له ، وفي «التاريخ الكبير » ٣٦١/١ ، وفي «الجرح والتعديل » ٢ / ١٨٥ ، وفي « أخبار أصبهان » ٢٠٤/١ ، وفي «الميزان » ٢٣٦/١ - 238 ، وفي « التهذيب » ٣١٣/١
2- هكذا في النسختين : بني مروان وأولى وأدق بدون بني كما سيأتي بدونه في آخر ترجمة إسماعيل وهكذا جاء عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » ٢٠٤/١ ، وعند خليفة في « الطبقات» ص ١٦٣ ، ومروان هذا : هو ابن محمد بن مروان بن الحكم ، بويع في صفر سنة سبع وعشرين ومائة ، فلم يستقر له حال إلى أن قُتِلَ سنة ١٣٢ ه_ ، فكانت ولايته خمس سنين وشهراً ، وله ست وتسعون سنة . انظر « أسماء الخلفاء والولاة » ص ٣٦٥ لابن حزم
3- زاد أبو نعيم في المصدر السابق ( الأعور يعرف بالسدي ، صاحب التفسير ، وسُمِّي السدي ، لأنه نزل السدة ) . تراجم الرواة : محمد بن يحيى : هو ابن منده ، تقدم في ترجمة رقم 10 . موسى بن عبد الرحمن : هو الخزاز . ترجم له المؤلف كما سيأتي بترجمة رقم ٢٦٣ . إسماعيل بن موسى : هو ابن بنت السدي ، صدوق ، يخطىء ، ورُمِي بالرفض . مات سنة ٢٤٥ه_ . انظر « أخبار أصبهان » 209/1 ، « والتقريب » ص ٣٥. في سنده را و مبهم . تراجم الرواة للسند الثاني : محمد : تقدم قريباً . محمد بن نصر : هو ابن عبدة الخرجاني سيأتي بترجمة رقم ٢٧٣ . يحيى بن أبي بكير نسر : تقدم في ترجمة ١٦ . ثقة . هياج بن بسطام : هو البرجمي الحنظلي ، أبو خالد الخراساني ، ضعيف ، روى عنه ابنه خالد منکرات شديدة ، مات سنة ١٧٧ه_ . انظر « التهذيب » 88/11 ، «والتقريب » ص ٣٦٧ . سعيد بن عبيد : تُرْجِمَ لعدة أشخاص بهذا الاسم ، لم أميز مَنْ هو . أبو سليمان : هو والد حماد ، واسمه مسلم بن يزيد . تقدم في ترجمة ٢٥ . في سنده راو لم يُسَمَّ . وهياج : ضعيف. تقدم هذا النص في ترجمة حماد بن أبي سليمان ، وفي المقدمة في آخر فتوح اصبهان ، وذكره أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢٩/١ ، 30. تراجم الرواة : محمد بن العباس بن أيوب : تقدم في ت 3 ح 2 ، وهو من الحفاظ المقدمين. عمر بن محمد بن الحسن المعروف بابن التل - بفتح المثناة ، وبعدها لام مشددة - الأسدي : صدوق ، ربما وهم ، مات سنة خمس ومائتين . انظر « التقريب » ص ٢٥٦ . وأبوه : هو محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي ، لقبه التل . صدوق ، فيه لين . مات سنة مائتين . المصدر السابق ص ٢٩٤ . محمد بن أبان : تُرْجِمَ بهذا الاسم لعدد من الرواة ما استطعت أن أجزم بتعيينه منهم . والسدي : هو إسماعيل المترجم له . في إسناده لين ، فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 20٥/١ . من طريق أبي محمد ابن حيان ومن طريق أبي حامد بن جبلة ، عن محمد بن إسحاق ، ومنه به مثله ، وأخرج أحمد في كتاب «الزهد » ص ١٩٤ نحوه ، وذكر الذهبي في «سير النبلاء » ١٤١/٣ قريباً منه « أن ابن عمر كان يتبع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآثاره ، وحاله ، ويهتم به » . أبو سعيد : هو سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخدري، صحابي شهد المشاهد ما بعد أحد . مات سنة بضع وستين ، وقيل : بعدها . انظر « التقريب » ص 119 . أبو هريرة : هو عبد الرحمن بن صخر - على الراجح في اسمه - صحابي حافظ مكثر . مات سنة بضع وخمسين عن ثمان وسبعين سنة . المصدر السابق ص ٤٣١ . ابن عمر : تقدم في ترجمة ٦

حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثني محمد بن نصر، عن يحيى بن أبي بكير، عن هياج بن بسطام، عن سعيد بن عبيد، قال: و أما أصبهان فيما ثنا أشياخنا، أن برخوار عنوة، و منه سبي أبو سليمان أبو حماد بن أبي سليمان، فقيه الكوفة و جرم قاسان عنوة، منه سبي و ثاب مولى ابن عباس.

حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال: ثنا عمر بن محمد بن التل، قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بن أبان، عن السدي، قال: أدركت نفرا من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه و سلم- منهم: أبو سعيد الخدري، و أبو هريرة، و ابن عمر. كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال الذي فارق عليه محمدا- صلى الله عليه و سلم- إلا عبد الله بن عمر.

ص: 333

(40) حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس بن بكير، قال: ثنا أسباط عن السدي، عن ابن عباس، قال:

صالح النبي- صلى الله عليه و سلم- أهل نجران على ألفي حلة: ألف في صفر، و ألف في رجب يؤدونها إلى المسلمين.

قال أبو عبد الله: السدي لا ينكر له(1) ابن عباس، قد رأى سعد بن أبي

ص: 334


1- في أ _ ه_ : ( هل ) بدل له ، وهو تحريف ، واضح ، كما هو ظاهر من السياق والمعنى ، وسأوضح معناه الصحيح قريباً . تراجم الرواة : محمد بن يحيى : هو أبو عبد الله بن منده ، تقدم في ترجمة ١٠ ، ثقة حاف أبو كريب : وهو محمد بن العلاء بن كريب ، تقدم في ترجمة ٤ ح ٢٠ . ثقة حافظ یونس بن بكير : هو ابن واصل ، تقدم في ت 3 ح 9 . صدوق ، يخطىء أسباط : هو ابن نصر الهمداني ، تقدم في ت ٢٦ . صدوق ، كثير الخطأ . يغرب السُّدّي : هو المُتَرْجَم له ، وابن عباس : صحابي مشهور . تقدم في ت3 ح 9 . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده أسباط : وهو كثير الخطأ ، كذا يونس صدوق ، يخطىء . والسدي يهم ، ورمي بالتشيع ، وسماعه من ابن عباس غير مصرح ، وقيل : إنه رآه ، وإلى هذا أشار أبو عبد الله أنه لا ينكر له - رؤية - ابن عباس ، وقد رأى سعد بن أبي وقاص المتقدم عنه ، وكذا قال أبو العباس ابن الأخرم بلفظه انظر « التهذيب » ١ / ٣١٤. والحديث أخرجه أبو داود في «سننه » ٤٢٩/٣ - ٤٣٠ من طريق يونس بن بكير به مثله ، مع زيادة في آخره ، فهو ضعيف به . وأهل نجران : هم قوم من النصارى كانوا يسكنون نجران، وهي موضع في مخاليف اليمن ناحية مكة ، صالحوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن وفدوا عليه ، وامتنعوا عن المباهلة معه ، فكتب لهم كتاباً ، فلما ولي أبو بكر أنفذ ذلك ، فلما وَليَ فلما وَلِيَ عمر أجلاهم بحديث : « أخرجوا أهل نجران من جزيرة العرب » . انظر « معجم البلدان » ٢٦٦/٥ و ٢٦٩ . أبو عبد الله : كنية محمد بن يحيى بن منده المذكور في أول السند . وأخرجه أبو عبيد في كتاب « الأموال » 272 حديث رقم ٥٠٢ . بطريقين : مرسلاً في الأول عبيد الله بن أبي حميد ، وهو متروك كما في « التقريب » وإسناد الثاني حسن ، إلا أن__ه مرسل ، وكذا ابن سعد في « الطبقات » ٣٥/٢/١ - ٣٦ ، وأبو يوسف في «كتاب الخراج» ص 72 ، وأيضاً ابن القيم في « زاد المعاد » ٤٠/٣

وقاص. حكى عبدان(1) ، قال: كان السدي من أصبهان عظيما من عظمائهم، و كان إذا قعد غطى لحيته صدره(2) .

حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، قال: ثنا شباب، قال: توفي إسماعيل السدي سنة سبع و عشرين و مائة في ولاية مروان(3) .

ص: 335


1- عبدان هذا هو شيخه عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي ، إذا كان هو ، فقد تقدم في ترجمة ٩ ، والملقب به أيضاً عبد الله بن عثمان بن جبلة أبو عبد الرحمن المروزي ، الحافظ ، الثقة . توفي سنة ٢٢١ ه_ ، كما في « التهذيب » ٣٠٤/٥
2- وهو في « أخبار أصبهان » ٢٠٤/١
3- انظر « تاريخ خليفة » ص 378 ، « والطبقات » له ص ١٦٣ - ومروان : هو ابن محمد بن مروان ابن الحكم ، تقدمت ترجمته في بداية ترجمة السُّدّي . تراجم الرواة : عمر بن أحمدبن إسحاق : هو أبو حفص الأهوازي ، تقدم في ترجمة ٤ ، ولم أعثر له على ترجمة . شباب : هو خليفة بن خياط ، المعروف بشباب العصفري . تقدم في ترجمة ٣
28 2/ 13 أبو إسحاق السبيعي:

28 2/ 13 أبو إسحاق السبيعي (1) :

عمرو بن عبد الله الهمداني، قدم أصبهان مجتازا إلى خراسان.

(41) حدثنا (أبو) (2) أيوب الفقيه- و أخرج إلينا كتب جده الحكم بن أيوب، فكتبنا منه، و قرأناه عليه- ثنا الحكم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال: ثنا أبو الوداك و نحن بأصبهان، قال: ثنا أبو سعيد الخدري قال: أصبنا سبايا، و ذكر الحديث.

ص: 336


1- أبو إسحاق السبيعي - بفتح المهملة ، وكسر الموحدة - له ترجمة : في «الطبقات الكبرى » ٣١٣/٦ لابن سعد ، وفي « طبقات خليفة » ص ١٦٢ ، وفي « التاريخ الكبير » ٣٤٧/٦ ، وفي «المعرفة والتاريخ » ٦٢١/٢ للفسوي ، وفي « الجرح والتعديل » ٢٤٢/٦ لابن أبي حاتم ، وفي «الحلية» لأبي نعيم ٤ / ٣٣٨ - ٣٥٠ ، وفي « أخبار أصبهان » ٢٦/٢ ، وفي « تذكرة الحفاظ » ١ / ١١٤ ، وفي «التهذيب » ٦٣/٨. مكثر ، ثقة ، عابد ، اختلط بأخرة ، مات سنة تسع وعشرين ومائة ، وقيل قبله
2- بين الحاجزين من الأصل سقط من أ _ ه_ . تراجم الرواة : أبو أيوب الفقيه : هو أحمد بن محمد بن الحكم بن أيوب، كما في « أخبار أصبهان » ٦٩٨/١ . والحكم : هو ابن أيوب بن أبي بحر ، سيأتي بترجمة رقم 112 ، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل . إسرائيل : هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، تقدم في ت 2 ح 3 . ثقة ، تكلم فيه بلا حجة . أبو الوداك : - بفتح الواو، وتشديد الدال، وآخره كاف _ وهو جبر بن نوف _ بفتح النون وآخره فاء - الهمداني بسكون الميم ، كوفي ، صدوق ، يهم من الرابعة . انظر « التقريب » ص 53، «والتهذيب » ٢ / ٦٠. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده من لم أعرفه ، وأبو الوداك صدوق يهم ، وأبو إسحاق اختلط بأخرة ، والحديث صحيح بغير هذا السند . رواه الشيخان وغيرهما كما سيأتي. فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢ / ٢٦ به مثله ، ولم يذكر تمام الحديث ، وأحمد «مسنده » 82/3 من طريق فضل بن دكين ، عن يونس ، عن أبي الوداك ، عن أبي سعيد ، قال : أصبنا سبايا يوم حنين ، فكنا نعزل عنهن ، نلتمس أن نفاديهن من أهلهن ، فقال بعضنا لبعض : تفعلون هذا وفيكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم ... ائتوه فاسألوه ، فأتيانه أو ذكرنا ذلك . قال : ما من كل الماء يكون الولد . إذا قضى الله أمراً كان . ومررنا بالقدور وهي تغلي فقال لنا : ما هذا اللحم ؟ فقلنا لحم حُمُرِ . فقال لنا : أهلية أو وحشية ؟ فقلنا له : بل أهلية قال : فقال لنا : اكفؤوها . قال : فكفأناها وإنا لجياع نشتهيه ، قال : وكنا نؤمر أن نوكى الأسقية » . وأخرجه البخاري في صحيحه » في النكاح 218/11 مع الفتح من طريق مالك بن أنس ، وفي التوحيد ١٦٣/١٧ من طريق موسى بن عقبة ، عن أبي سعيد ، قال : أصبنا سبايا ، وفي رواية نسبياً . ومسلم أيضاً في «صحيحه » ١٠ / ١٠ في النكاح وفي الرضاع ١٠ / ٣٤ - ٣٥ بطرق متعددة عن أبي سعيد نحوه ، والحديث مُخرّج في السنن الأربعة سوى « سنن ابن ماجه »

قال أبو نعيم(1) : روى أبو إسحاق عن واحد(2) و عشرين رجلا من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه و سلم- و رأى عليا، و أسامة بن زيد، و ابن عباس، و البراء، و زيد بن أرقم، و روى عنه الزهري و منصور بن المعتمر.

حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا ابن

ص: 337


1- أبو نعيم : هو فضل بن دكين الملائي ، تقدم في ترجمة ١ ، وجاء في « أخبار أصبَهان » ٢/ ٢٦ أنه روى عن أربعة وثلاثين نفساً من الصحابة . وفي « الحلية » ٣٤١/٤ أنه أسند عن ثلاثة وعشرين من الصحابة ، وفي ٤/ 338 من « الحلية » ذكر أنه روى عن أربعة أو ثلاثة وعشرين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ورأى علياً ، وسمع منه ، ومن سعيد بن زيد ، وابن عمرو ، وأسامة بن زيد ، وعبد الله بن الزبير ، وأكثر الرواية عن البراء بن عازب، وزيد بن أرقم ، والنعمان بن بشير ، وحارثة ابن وهب ... وعد آخرين من أسامي الصحابة . وسمى ابن أبي حاتم في « الجرح والتعديل » ٢٤٢/٦ خمساً وعشرين من الصحابة . وقال الذهبي : «إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابيا » . انظر « تذكرة الحفاظ » ١ / ١١٤
2- في النسختين : ( أحد ) ، والتصويب من مقتضى القواعد. تراجم الرواة : محمد بن يحيى : هو أبو عبد الله بن مندة ، تقدم في ترجمة ١٠ . سلم بن جنادة : هو ابن سلم السوائي العامري أبو السائب الكوفي . ثقة ، ربما خالف . مات سنة ٢٥٤ه_ . انظر ( التقريب » 129 ، « والتهذيب » ٤ / ١٢٨ . ابن إدريس : هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي ، تقدم في ت ٢٥ ، ثقة ، حافظ. شعبة : هو ابن الحجاج العتكي ، تقدم في ت 22 ، ثقة ، متقن ، حافظ. رجاله ثقات ، كذا ذكر أبو نعيم في « أخبار أصبَهان » ٢٦/٢ ، وفيه أن وفاته سنة سبع ، وقيل : ثمان ، وقيل : تسع وعشرين ومائة ، توفي وهو ابن تسعين سنة

إدريس، قال: سمعت شعبة، يقول: هلك أبو إسحاق السبيعي سنة تسع و عشرين و مائة، و صلى عليه الصقر بن عبد الله، عامل ابن هبيرة (1).

ص: 338


1- وابن هبيرة : هو يزيد بن عمر بن هبيرة ، كان والياً لمروان على العراق ، وجهه سنة ١٢٨ه_ . انظر «تاريخ خليفة » ص 382
29 2/ 14 عبيد الله بن أبي بكرة :

29 2/ 14 عبيد الله بن أبي بكرة (1):

و اسم أبي بكرة: نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة(2) عبد العزيز بن غيرة بن عوف بن ثقيف (3).

يقال: ولاه معاوية بن أبي سفيان(4) اطفاء النيران، فقدم أصبهان، و أخذ إلى سجستان، فأصاب أربعين ألف ألف، فحال عليه الحول و عليه دين.

ولي أصبهان أيام يوسف بن عمر(5) سنة عشرين و مائة (6). و له بأصبهان حديث غريب.

(42) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر، عن عمه، عن أبيه، قال: ثنا

ص: 339


1- له ترجمة في «التاريخ الكبير » ٣٧٥/٥ ، وفي « الطبقات الكبرى » ١٩٠/٧ لابن سعد ، وفي «أخبار أصبهان » ٢/ ٩٩ - ١٠٠
2- في النسختين بإثبات (ابن) بين أبي سلمة وعبد العزيز ، والصواب بدونه ؛ وذلك لأن عبد العزيز اسم أبي سلمة لا ابنه ، كما في « التهذيب » ٤٦٩/١٠ ، وغيره
3- في المصدر السابق ( عوف بن قيس وهو ثقيف )
4- معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموي أبو عبد الرحمن . صحابي أسلم قبل الفتح ، وكتب الوحي ، وصار خليفة مدة طويلة . مات سنة ستين ، وقد قارب الثمانين. انظر « التقريب » ص ٣٤١
5- يوسف بن عمر : هو الذي ولاه هشام بن عبد الملك سنة ١٢٠ه_ العراق ، ثم عزله يزيد بعد قتل الوليد ، واستعمل منصور بن جمهور . انظر « تاريخ الطبري » 179/7 ، و «الكامل » لابن الأثير ٢٣٩/٤ - ٢٧١
6- كذا في « أخبار أصبهان » ٩٩/٢ . تراجم الرواة : محمد بن إبراهيم بن عامر : تقدم في ترجمة 1. عمه : هو محمد بن عامر بن إبراهيم - جاء هكذا التصريح باسمه في « أخبار أصبهان » ، وقد تقدم في ترجمة ١ . وأبوه عامر : سيأتي بترجمة رقم 103 .ثقة . حميد بن وهب : هو أبو وهب ، سيأتي بترجمة رقم ٦٥ ، وهو لين الحديث . يحيى بن زياد بن عبد الرحمن الكاتب : ترْجَمَ لهذا الاسم ابن حيان في «المجروحين» 112/3 ، وكنّاه أبا سفيان الثقفي ، ولكنه لم يذكر لقبه المذكور - الكاتب - وقال : منكر الحديث ... لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد - كذا في « الميزان » ٣٧٧/٤ ، فلا أدري هل هو أم غيره ؟ والله أعلم . ابن أبي بكرة : هو عبيد الله ، كما زعمه المؤلف ، حيث ساق الحديث تحت ترجمته ، ولكن جاء الحديث عند الترمذي والنسائي - كما سيأتي تخريجه - عن مسلم بن أبي بكرة ، قال : سمعت أبي وأنا أقول ... الخ. وهو ثقة ، مات بعد الثمانين ، وقبل التسعين ، كما في «التهذيب » 1٢٣/١٠ ، فيبدو أن المؤلف حسب أن ابن أبي بكرة هو عبيد الله ، فساقه في ترجمته . أبوه أبو بكرة : اسمه نفيع بن الحارث بن كلدة ، صحابي مشهور بكنيته . أسلم بالطائف ، ثم نزل البصرة، ومات بها سنة إحدى أو اثنتين وخمسين . انظر « التقريب » ص ٣٥٩ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده من لم أعرفه ، وحميد بن وهب لين الحديث، ويحيى بن زياد إذا كان هو الثقفي، فهو منكر الحديث ، فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 2/ 100 به مثله ، والترمذي في سننه » 5 / 190 ، والنسائي أيضاً في «سننه » ٣٦٢/٨ كلاهما من طريق عثمان الشّحام عن مسلم بن أبي بكرة - ولفظ النسائي أقرب إلى لفظ المؤلف - نحوه . وقال الترمذي : «هذا حديث حسن غريب » . قلت : هو كما قال ، وكذا سند النسائي حسن ، رجالهما ثقات سوى عثمان الشحام وهو صدوق ، لا بأس به

حميد بن وهب، قال: ثنا يحيى بن زياد بن عبد الرحمن الكاتب، عن ابن أبي بكرة، قال: سمعني أبي: أبو بكرة، و أنا أدعو: «اللهم إني أسألك بوجهك الكريم و أمرك العظيم أن تجيرني من النار و الكفر و الفقر». فقال: يا بني!. من علّمك هذا؟ فقلت: سمعته منك. قال: الزمه يا بني. فإني سمعت رسول الله- صلى الله عليه و سلم- يدعو به.

ص: 340

30 2/ 15 عبد الله بن أبي بكرة الثقفي:

30 2/ 15 عبد الله بن أبي بكرة الثقفي (1) :

ولي أصبهان.

ذكر النسابة(2) ، قال: دخلت سنة عشرين و مائة. فولي عبد الله بن عبيد الله(3) بن أبي بكرة.

(43) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر، عن أبيه، عن جده، قال: ثنا شعبة بن عمران أبو رافع الأصبهاني، عن سعيد بن جمهان، عن عبد الله بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال النبي- صلى الله عليه و سلم-:

ص: 341


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » ٤٣/٢
2- لعله أبو اليقطان النسابة ، واسمه عامر بن حفص ، وقد عاش بالبصرة في القرن الثاني الهجري. مات سنة ١٩٠ه_ . انظر « الفهرست » ص ٩٤ لابن النديم ، ومقدمة أكرم ضياء العمري على « طبقات خليفة » ص ١٥
3- يبدو أن عبيد الله وقع خطأ ، كما هو غير موجود في عنوان الترجمة ولا في السند التالي - والله أعلم . أو غير المترجم له ، وكذا وقع في « أخبار أصبهان » . تراجم الرواة : محمد بن إبراهيم بن عامر : تقدم هو وأبوه وجده قريباً في ترجمة ٢٩ . شعبة بن عمران الأصبهاني : سيأتي بترجمة ٩٦ ، ولم أعرف حاله. سعيد بن جُهمان - بضم الجيم ، وإسكان الميم - الأسلمي أبو حفص البصري ، صدوق ، له إفراد . مات سنة ١٣٠ ه_ . انظر « التقريب » ص 120 ، و «الميزان » 2 / 131. عبد الله بن أبي بكرة : هو المُتَرْجَم له ، وأبوه صحابي تقدم . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده محمد بن إبراهيم ، وشعبة بن عمران الأصبهاني ، وكذا عبد الله ، ترجم المؤلف وأبو نعيم، ولم يذكرا فيهم جرحاً ولا تعديلاً ، وأيضاً سعيد بن جمهان ، صدوق ، صاحب إفراد ، والحديث أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٤3/2 من طريق شيخه به مثله ، وأخرجه أبو داود في «سننه » ٤٨٨/٤ من طريق سعيد بن جمهان ، عن مسلم بن أبي بكرة ، قال : سمعت أبي يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة » . . الحديث ، وذكره بكامله . إسناده حسن ، تفرد به سعيد . والغائط : البطن المطمئن من الأرض . قاله الخطابي في تعليقه على « سنن أبي داود » ، ويؤيده ما عنده من حديث أنس في ٤٨٩/٤ . قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : « يا أنس ، إن الناس يمصرون أمصاراً ، وإنَّ مصراً منها يقال لها البصرة أو البصيرة ، فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلاءها . . . » الحديث . وأخرجه ابن الجوزي في « الموضوعات » ٢ / ٦٠ ، وقال : لا يصح ، وتعقبه السيوطي في «اللآليء » ٢ / ٤٦٨ ، ووافقه ابن عراق في « التنزيه » ٥1/21 ، ونقل قول الحافظ العلائي إنه قال : إسناده - أي إسناد أبي داود - من رجال الصحيح كلهم . قلت : لم يجزم الراوي عند أبي داود بل قال : حدثنا موسى الحناط - لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس - عن أنس ، فهو محل نظر - والله أعلم - . وانظر « الفوائد المجموعة » ص ٤٣٤ للشوكاني

«تنزل طائفة من أمتي أرضا يقال لها البصرة».

ص: 342

31 2/ 16 مرداس الأصبهاني قيم الجامع:

31 2/ 16 مرداس الأصبهاني قيم الجامع (1) :

روى عن أنس بن مالك.

(44) حدث عقيل بن يحيى، قال: ثنا العلاء بن أبي العلاء قيم الجامع، قال: ثني جدي مرداس، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم- «لا بد للناس من عريف، و العريف في النار».

ص: 343


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » 317/2 . تراجم الرواة : عقيل بن يحيى : هو الطهراني ، سيأتي بترجمة 238 . والعلاء بن أبي العلاء - قيم الجامع بأصبهان - المؤذن ، روى عن جده مرداس ، وعنه عقيل ابن يحيى وسمويه . انظر « أخبار أصبهان » ٢ / ١٤٨ . مرداس : هو المترجم له . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : رواه المؤلف معلقاً ، وممن علقه عنه إلى آخر السند علقه عنه إلى آخر السند - سوى الصحابي - لم أعرفهم . وأوصله أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١٤٨/٢ ، فقال : ثنا عبد الله بن جعفر ، قال : ثنا إسماعيل بن عبد الله ، حدثني العلاء بن أبي العلاء، ومنه به بأتم منه ، ولفظه : « ما لكم تدخلون علي قلحاً لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة . لا بد للناس من العريف ، والعريف في النار » . الحديث. وأخرجه أبو داود في «سننه » ٣٤٨/٣ في ضمن حديث طويل من طريق غالب القطان ، عن رجل ، عن أبيه ، عن جده ، في آخره هذا الحديث بلفظ : « إن العرافة حق ، ولا بد للناس من العرفاء ، ولكن العرفاء في النار . قلت : في سنده رواة لم يسموا . فالحديث « ضعيف » بأسانيده المذكورة . والله أعلم . قال الخطابي : « العريف : القيم بأمر القبيلة والمحلة ، يلي أمورهم ، ويتعرف الأمير منهم أحوالهم » . ومعنى قوله : «العريف في النار » : التحذير من التعرض للرياسة ، والتآمر على الناس ، لما في ذلك من المحنة ، وأنه إذا لم يقم بحقه ، ولم يؤد الأمانة فيه ، أثِمَ واستحق من الله العقوبة ، وخيف عليه دخول النار . انظر « معالم السنن على سنن أبي داود » ٣٤٧/٣
32 2/ 17 الصباح بن عاصم الأصبهاني :

32 2/ 17 الصباح بن عاصم الأصبهاني (1):

روى عن أنس بن مالك.

(45) حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح، قال: ثنا الحجاج بن يوسف ابن قتيبة، قال: ثنا الصباح بن عاصم الأصبهاني، عن أنس بن مالك، قال:

قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-:

«صاحب الأربعين، يصرف عنه أنواع البلاء، و الأمراض، و الجذام، و البرص، و ما أشبهه، و صاحب السبعين يحبه الله و الملائكة في السماء، و صاحب الثمانين تكتب حسناته و لا تكتب سيئاته، و صاحب التسعين أسير الله في الأرض، يشفع في نفسه و في أهل بيته.

ص: 344


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » ٣٤٦/٢ . تراجم الرواة : أحمد بن محمود بن صبيح الوذنكاباذي . قال أبو الشيخ : قال أبو الشيخ : شيخ ثقة ... شيخ أصبهان . صاحب أصول ، توفي سنة عشر وثلاثمائة . انظر « الطبقات » ٣/٢٥٩ له ، وكذا في « أخبار أصبهان» ١٢٩/١ . الحجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني : سيأتي بترجمة ١٥٧ ، وهو مجهول . الصباح بن عاصم الأصبهاني : هو المُتَرجِم له . مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه : في إسناده الحجاج الهمداني ، والصباح بن عاصم . لم أعرفهما . فقد أخرجه أبو نعيم في ( أخبار أصبهان » ٣٤٦/١ به مثله ، وأبو الشيخ نفسه في «فوائد الاصبهانيين» من وجه آخر ، عن عبد الرحمن بن سليمان الأنصاري ، وهو مجهول . انظر «اللآلىء » ١ / ١٤٥ . وأخرجه أحمد في «مسنده » 2/ 89 عن أنس موقوفاً ، وقال الهيثمي : وفيه من لم أعرفه . وفي 218/3 بسنده عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أنس مرفوعاً ، ورجاله ثقات سوى يوسف بن أبي ذرة ، وهو ليس بشيء ، كما قال ابن معين ، وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال ، كما في « المجروحين » 1313 . وأخرجه البزار بطريقين ، وأبو يعلى بطرق في « مسنديهما » ، كما في « المجمع » 20٤/١٠ و 205 ، وقال الهيثمي : رجال _ أحد طريقي البزار ثقات ، وطرق أبي يعلى كلها ضعيفة جداً - بالتصرف ، وأخرجه ابن حبان في «المجروحين » 3/ 131 ، والخطيب في تاريخ بغداد 70/3 ، عن أنس نحوه ، وأورده الذهبي في « الميزان » ٤٦٤/٤ أيضاً . والبغوي في « معجمه » كما في « اللآليء » ١/ ١٣٩ . قلت : وله شاهد من حديث ابن عمرو ، وعثمان بن عفان ، وعبد الله بن أبي بكر ، وأبي هريرة ، وحديث ابن عمر عند أحمد في «مسنده » 2/ 89 ، وقال الهيثمي : رجاله وتقوا على ضعف في بعضهم كثير ، وحديث عثمان أخرجه أبو يعلى ، وحديث عبد الله بن أبي بكر : الطبراني كما في « المجمع » 10/ 205 ، وقال الهيثمي : في إسناد أبي يعلى عزرة بن قيس الأزدي وهو ٢٠٥ ضعيف ، وقال في إسناد الطبراني : ولم يدرك عبد الله بن عمرو بن عثمان عبد الله بن أبي بكر . وحديث أبي هريرة أخرجه الحكيم الترمذي في « نوادر الأصول » . انظر « اللآلى » ١٤٢/١ ، وساقه بسنده . والحديث أخرجه ابن الجوزي في « الموضوعات » 1 / 179 - 181 بسنده من طريق أحمد بطريقيه مرفوعاً وموقوفاً ، ومن طريق الخطيب ، ثم حكم بوضعه بقوله : هذا الحديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم. أعل الطريق الأول بيوسف بن أبي ذرة ناقلاً قول ابن حبان فيه ، أنه قال : يروي المناكير التي لا أصل لها من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحل الاحتجاج به بحال وأعل الموقوف بفرج بن فضالة ، فقال : قال يحيى والنسائي : « هو ضعيف » . وقال البخاري : منكر الحديث » . وقال ابن حبان : يقلب الأسانيد ، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة . لا يحل الاحتجاج به. وقال في طريق الخطيب : فيه عباد بن عباد المُهَلِّبِي . قال ابن حيان : غلب عليه التقشف ، وكان يحدّث بالتّوهّم ، فيأتي بالمناكير ، فاستحق الترك. وأخرجه بطريق آخر عن الخطيب ، وأعله بعزرة بن قيس الأودي ، فقال : ضعفه يحيى ، وبأبي الحسن الكوفي ، بقوله مجهول. هذا ما ذكره ابن الجوزي ، ونقلته بالتصرف. وقد تعقبه الحافظ ابن حجر في « القول المسدد » ص 29 ، وبعدها في الحديث الخامس والسادس ، بأن له طرقاً عن أنس وغيره يتعذر الحكم مع مجموعها على المتن بأنه موضوع ، فقد روينا من طريق أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري ، وزيد بن أسلم المدني ، وعبد الواحد بن راشد ، وعبيد الله بن أنس ، والصباح بن عاصم ، كلهم عن أنس ، ورويناه أيضاً من حديث عثمان بن عفان ، وعبد الله بن أبي بكر الصديق ، وأبي هريرة وغيرهم ، عن النبي ، قال : وقد استوعبت طرقه في الجزء الذي سميته « معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة» ، ومن أقوى طرقه : ما أخرجه البيهقي في « الزهد » له ، عن الحاكم ، عن الأصم ، عن بكر بن سهل ، عن عبد الله بن محمد بن رمح ، عن عبد الله بن وهب ، عن حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، عن أنس - فذكر الحديث ، وقال ابن حجر : ورواته من ابن وهب فصاعداً من رجال الصحيح ، والبيهقي ، والحاكم ، والأصم لا يسأل عنهم ، وابن رمح ثقة ، وبكر بن سهل قواه جماعة ، وضعفه النسائي. وقال مسلم بن قاسم : ضعفه بعضهم من أجل حديثه عن سعيد بن كثير ، عن مسلمة بن مخلد رفعه « اعر و النساء يلزمن الحجاب » ، يعني أنه غلط فيه ، ثم قال : مع هذا لم ينفرد به بكر ابن سهل ، ثم ساقه من طريق أبي بكر بن المقرىء ، عن أبي عروبة الحراني ، عن مخلد بن مالك الحراني ، عن حفص بن ميسرة ، به وبطريق آخر أيضاً ، وقال : مخلد أعلى شيخ عروبة ، وقد وثقه أبو زرعة الرازي ، ولا أعلم لأحد فيه جرحاً ، وباقي الإسناد إثبات ، فلو لم يكن لهذا الحديث سوى هذا الطريق لكان كافياً في الرد على من حكم بوضعه ، فضلاً أن يكون له أسانيد أخرى . منها ما أخرجه أحمد بن منيع في «مسنده » عن عباد بن عباد المُهلبي . قلت : قد تقدم ذكره ، حيث أعَلَّه ابن الجوزي بعباد ، وتعقبه ابن حجر بأنَّ عباداً المُهَلّبي من الثقات ، وثقه أحمد ابن حنبل ، ويحيى بن معين ، والعجلي ، وآخرون ، وذكره ابن حبان في « الثقات » ، وخبط ابن الجوزي في الكلام على هذا الحديث ، فنقل عن ابن حبان أنه قال في عباد بن عباد هذا : إنه غلب عليه التقشف ، فكان يحدث بالتوهّم ، فيأتي بالمنكر ، فاستحق الترك ، وهذا الكلام إنما قاله ابن حبان في عباد بن عباد الفارسي الخواص ... مأخوذ من «القول المسدد» / ٢٩ - ٣١ بتصرف يسير . ذكر السيوطي في « اللآلىء » ١٤0/1 أن الحافظ الزين العراقي أورد هذا الحديث في «أماليه » من طريق أحمد بن منيع ، وقال : هذا حديث له طرق ، وفي إسناده مقال. . . وقال أيضاً : رواه البزار من رواية ابن أخي الزهري عن أنس ، ورواه أيضاً بإسناد رجاله ثقات ... وقال في الأخير : والإسناد الذي رُويناه هو أمثلها - يعني طريق أحمد بن منيع - انتهى . وقد ساق السيوطي طرق هذا الحديث التي جمعها ابن حجر في كتابه « الخصال المكفرة للذنوب . . . » وقد لخصت أحسن الطرق من «القول المسدد » كما تقدم ، ومن يريد معرفة مرتبة كل طريق فليراجع « اللآلىء » ١ / ١٤١ - ١٤٧ . قلت : الخلاصة أن الحديث ليس بموضوع كما قال الحافظ ابن حجر، وإن كانت أسانيده لا تخلو كلها من المقال كما قال الحافظ العراقي - قلت : نكارة متنه تدل على أن الحديث ضعيف جداً - والله أعلم ...

ص: 345

ص: 346

33 2/ 18 عبد الله بن الأسود الأصبهاني:

33 2/ 18 عبد الله بن الأسود الأصبهاني (1) :

رَأَى أَنَسَاً و سمع منه.

(46) حدثنا أحمد بن محمد (بن) (2) مسقلة، قال: ثنا أحمد بن يحيى السوسي، قال: ثنا داود بن المحبر، قال: ثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن الأسود الأصبهاني، عن أنس بن مالك، قال: «كان رسول الله- صلى الله عليه و سلم- إذا استجدّ ثوبا لبسه يوم الجمعة».

ص: 347


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » ٤٢/٢
2- بين الحاجزين سقط من الأصل استدركته من أ - ه_ ، « وأخبار أصبهان » 2/ 128 . تراجم الرواة : أحمد بن محمد بن مسقلة بن مسلم التيمي ، تيم الرباب أبو علي : كتب عن العراقيين والحجازيين . ثقة ، توفي سنة ست ، أو ثمان ، أو تسع وثلاثمائة. ترجم له المؤلف في «الطبقات » ٣/٢٥٦ ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » 128/1 . أحمد بن يحيى بن مالك السوسي : ينسب إلى السوس ، بلدة بخوزستان - في غربي إيران - قال أبو حاتم : صدوق ، انظر« الجرح والتعديل » 82/2 ، « ومعجم البلدان » ٣/ 280. داود بن المحبر _ بمهملة وموحدة مشددة مفتوحة - الثقفي البكراوي أبو سليمان البصري ، نزیل بغداد . قال ابن حبان : كان يضع الحديث . وقال الذهبي : واه . وقال ابن حجر : متروك. انظر «المجروحين» 291/1 ، والمغني في الضعفاء» 220/1 ، و«التقريب» ص 97. عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة القرشي الأموي : قال البخاري : تركوه . قال أبو حاتم : كان يضع الحديث وقال ابن معين : متروك . انظر « التاريخ الصغير » ص 208 ، و «الكبير » ص ٣٩/٧ للبخاري ، « والجرح والتعديل » ٤٠٢/٦. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : واه جداً ، فقد أخرجه أبو الشيخ - المؤلف - في كتاب « أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - وآدابه » ص ١٠٤ و ٢٥٥ ، والخطيب في «تاريخ بغداد » ١٣٧/٤ ، وابن الجوزي من طريقه في «العلل المتناهية » 1932 كلهم من طريق عنبسة ، وقال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، وعنبسة مجروح. قلت : بل متروك كما تقدم ، فالحديث واه جداً . وقال الذهبي في « تلخيص العلل » ٢/٩٤٦ بتحقيق محفوظ الرحمن : سنده مظلم ، وكذا أخرجه النجيرمي في « فوائده » ٢/٣٣/٦
34 2/ 19 بخ- د- ت- ق أبو غالب الأصبهاني:

34 2/ 19 بخ- د- ت- ق أبو غالب الأصبهاني (1) :

يحدث عن صاحبه أبي أمامة و اسمه حزور.

(47) حدثنا محمد بن يحيى بن مندة، قال: ثنا إسماعيل بن موسى، قال: ثنا شريك عن داود الحماني، قال: ثنا أبو غالب(2) الأصبهاني، عن أبي أمامة عن النبي- صلى الله عليه و سلم- قصة الخوارج.

ص: 348


1- أبو غالب حزور ، وقيل : سعيد بن الحزور ، وقيل : نافع. له ترجمة في « الميزان » ٤٧٦/١ و ٤ / ٥٦٠ ، وفي « الكاشف » ٣٦٥/٣ ، وفيه : صالح الحديث ، وصحح له الترمذي ، وفي «التهذيب » 197/12 ، وفي « الخلاصة » ص ٤٥٧ . قال ابن حجر : صدوق يخطىء من الخامسة ، انظر « التقريب » ص ٤٢١
2- وقع في الأصل «أبو غالب» مكرراً ، فحذفته كما جاء مرة في أ _ ه_ . تراجم الرواة : محمد بن يحيى بن مندة : تقدم في ترجمة 10 ثقة حافظ . إسماعيل بن موسى بن بنت السدي : تقدم في ت 27 ، صدوق ، يخطى ، ورُمِيَ بالرّفض . شريك : هو ابن عبد الله النخعي الكوفي القاضي أبو عبد الله . صدوق يخطىء. داود الحِمَاني - بكسر المهملة - وتشديد الميم - ابن أبي سليك ، ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال الحافظ ابن حجر : مقبول من السابعة . انظر « التهذيب » ١٨٦/٣ ، «والتقريب » ص ٩٦ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده مقبول وصدوق ، يخطىء كثيراً مع تغير حفظه ، فقد أخرجه ابن ماجه في « سننه » ٦2/1 عن سهل بن أبي سهل ، عن ابن عيينة ، عن أبي غالب به ، وعبد الرّزاق في «مصنفه » 152/10 ، والطبراني في « الصغير » 20/10 ، من طريق الوليد بن مسلم ، عن خليد بن دعلج ، عن أبي غالب به ، وقال الطبراني : لم يروه عن خليد بن دعلج إلا ابن الوليد ، وقال الهيثمي في «المجمع » ٢٣٤/٦ : رواه الطبراني ، ورجاله ثقات ، وعنده أطول وأتمّ. ولفظ الحديث كما هو عند ابن ماجه : عن أبي أمامة يقول : « شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء ، وخير قتيل من قتلوا كلاب أهل النار . قد كان هؤلاء مسلمين ، فصاروا كفاراً » . قلت : يا أبا أمامة ! هذا شيء تقوله ؟ قال : بل سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
35 2/ 20 إبراهيم بن هدبة:

35 2/ 20 إبراهيم بن هدبة (1) :

يكنى أبا هدبة، قدم أصبهان، فحدث على المنبر عن أنس بن مالك، فرفع ذلك إلى جرير (2)بن عبد الحميد، و كان يصدقه، و كان المأمون(3) أيضا يصدقه(4) .

حكى ذلك المسوحي(5) عن عبيد الله بن عمر

و سمع منه بأصبهان رستة(6) ، و الحجاج بن يوسف(7) ، و حامد بن مسور(8) . و هو متروك (9)الحديث.

ص: 349


1- له ترجمة في « الضعفاء والمتروكين » ص 283 - مع « التاريخ الصغير » - للنسائي ، وفيه : «متروك الحديث » ، وفي « الجرح والتعديل » ١٤٣/٢ . وقال أبو حاتم : « كذاب » ، وفي « أخبار أصبهان » 170/1 ، وفي « تاريخ بغداد » ٦ / ٢٠٠ ، وفي « الميزان » 71/10 ، وفي «المغني في الضعفاء » 29/1 ، وفيه قال الذهبي : « متهم ساقط». وقال الدارقطني متروك ، وفي « الميزان » قال الذهبي : بقي إبراهيم بن هدبة إلى سنة مئتين
2- جرير بن عبد الحميد : هو ابن قرط الضبي ، سيأتي بترجمة ٦١
3- المأمون : هو عبد الله المأمون بن هارون الرشيد الخليفة العباسي ، تقدم في بداية المقدمة
4- كذا في « الميزان » 71/1 ، وعلّق عليه الذهبي بقوله : - قلت : « تصديقهما لا ينفعه ، فإن_ه مكشوف الحال »
5- المُسُوحي - بضم الميم والسين ، وسكون الواو - نسبة إلى المسوح ، وهو جمع مسح ، والمعروف به أبو علي أحمد بن أيوب المسوحي ، من كبار مشايخ الصوفية ، والثاني أبو علي الحسن بن علي المُسوحي ، أحد فضلاء شيوخ الصوفية. لعله هو واحد منهم ، والله أعلم . انظر « اللباب » ٢١٣/٣
6- رستة : هو عبد الرحمن بن عمر ،رستة، سيأتي بترجمة ٢٢١
7- والحجاج بن يوسف : هو ابن قتيبة الهمداني ، سيأتي بترجمة ١٥٧
8- حامد بن المسور : هو أبو الحسن ، سيأتي بترجمة ٢٤٠
9- أي إبراهيم بن هدبة المترجم له ، وقد تقدم أقوال العلماء في مصادر ترجمته

(48) حدثنا أحمد بن محمود، قال: ثنا الحجاج بن يوسف، قال: ثنا إبراهيم بن هدبة، قال: ثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-: «أشد الناس حبا لي، لأناس يأتون من بعدي يود أحدهم لو رآني ففداني(1) بماله و أهله».

(49) حدثنا أحمد بن محمود، قال: ثنا الحجاج، قال: ثنا إبراهيم بن

ص: 350


1- في « مسند أحمد « ١٥٦/٥ ( أعطى ) أهله وماله . في « الجامع الصغير » ٥٢١/١ « فقد » . تراجم الرواة : أحمد بن محمود : هو ابن صبيح ، شيخ أصبهان . تقدم في ت ٣٢ ح ٤٥ ، شيخ ثقة. الحجاج بن يوسف : هو ابن قتيبة الهمداني أبو محمد ، كان من المعمرين . مات عن مائة وعشرين سنة في سنة ٢٦٠ه_ ، سيأتي بترجمة رقم ١٥٧ ، لم أعرفه . إبراهيم بن هدبة : هو المُتَرْجَم له ، متروك الحديث ، متهم . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : . ضعيف جداً بهذا الإسناد ، ولم أقف عند غيره على هذا الطريق ، والحديث صحيح بشواهده فإنه أخرجه مسلم في « صحيحه » 17 / 170 ، كتاب الجنة ، عن أبي هريرة ، مرفوعاً نحوه بلفظ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « من أشد أمتي لي حباً : ناس يكونون بعدي ، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله » . وأحمد في «مسنده » ٤١٧/٢ ، والبزار في «مسنده » كما في «المجمع » ٦٦/١٠ ، كلاهما عن أبي هريرة ، وقال الهيثمي : وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وحديثه حسن ، وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وأخرجه أحمد أيضاً في « مسنده » ١٥٦/٥ و ١٧٠ من حديث أبي ذر بنحوه ، ولكن في سنده تابعي لم يُسَمَّ ، وقال الهيثمي في « المجمع » ٦٦/١٠ : وبقية رجال أحد الطريقين رجال الصحيح . تراجم الرواة : تقدموا جميعاً في السند قبله . قال العراقي في تخريج أحاديث ( الإحياء » 131/3 : رويناه في « ثمانيات النجيب » من رواية أبي هدبة - إبراهيم بن هدية - أحد الهالكين عن أنس _ فهو ضعيف به جداً. أخرج أحمد في « الزهد » وابن أبي الدنيا في «الصمت»، والبيهقي في « البعث » عن الحسن مرسلاً بنحوه . انظر « الدر » 32٨/٦ ، وكذا ذكره الغزالي في « الإحياء » ١٣١/٣ ، عن الحسن مرسلاً ، وقال العراقي في تخريجه لأحاديث « الإحياء » : أخرجه ابن أبي الدنيا في «الصمت » عن الحسن مرسلا

هدبة، عن أنس بن مالك، عن النبي- صلى الله عليه و سلم- قال: «إن المستهزئين بعباد الله، يقال لهم يوم القيامة: تعالوا ادخلوا الجنة، فإذا جاؤوا أغلق من دونهم الباب، و هم آخر الناس حسابا».

ص: 351

36 2/ 21 جعفر بن أبي المغیرة القُمّي:

36 2/ 21 جعفر (1) بن أبي المغيرة القمّي(2) :

من التابعين، روى عن عبد الرحمن بن أبزى، و رأى ابن الزبير، و دخل مكة أيام عبد الله بن عمر مع سعيد بن جبير(3) .

ذكر ابن(4) عامر، عن أبيه، عن يعقوب (5)، عن جعفر، قال: دخلت مع سعيد بن جبير(6) ، فرأيت عبد الله بن الزبير مصلوبا(7) .

و ذكر أيضا عن يعقوب، عن جعفر، حدثنا أبو يعلى، قال: ثنا أبو

ص: 352


1- في - ه_ «مغيرة بن أبي المغيرة » ، وهو تحريف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته
2- جعفر بن أبي المغيرة دينار القُمّي - بضم القاف ، وتشديد الميم - نسبة إلى بلدة قُمّ ، وهي بين أصبهان وطهران . العاصمة - كما في « اللباب » ٥٥/٣ . وله ترجمة في « التاريخ الكبير »200/2 . للبخاري ، وفي « الجرح والتعديل» ٤٩٠/٢ لابن أبي حاتم ، وفي « أخبار أصبَهان » ٢٤١/١ ، وفي « التهذيب » 2 / 108 ، وفي « الخلاصة » ص ٦٥ للخرزجي ، وفيه : « صدوق له أوهام »
3- كذا في « أخبار أصبهان » ، « والتهذيب » نقلاً عن أبي الشيخ
4- ابن عامر : هو إبراهيم بن عامر بن إبراهيم الأشعري ، سيأتي بترجمة رقم 172 ، وأبوه عامر سيأتي بترجمة رقم 103 ، وهو ثقة
5- يعقوب : هو ابن عبد الله بن سعد الأشعري القُمّي ، سيأتي بترجمة ٨٦ . صدوق ، يهم
6- سعيد بن جبير : تقدم بترجمة 22 ، وكذا عبد الله بن الزبير : تقدم بترجمة ٢
7- انظر « البداية » ٣32/8 و ٣٤٥ ، قصة قتل ابن الزبير وصلبه ، وسيأتي في آخر الترجمة تخطئة هذه الرواية. أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، صاحب « المسند » . تقدم في ت ٣ ح ٥ . أبو الربيع : هو سليمان بن داود العتكي الزهراني ، تقدم في ت ٤ ح ١٩ . ثقة ، لم يتكلم فيه أحد بحجة

الربيع، قال: ثنا يعقوب القمّي، قال: ثنا جعفر، عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزي، قال: أتاه رجل من الخوارج، فقال له: »الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ، وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ»(1) أ ليس كذلك؟ قال: (نعم) (2) . قال: فانصرف عنه، فقال له رجل من القوم: يا ابن أبزى: إن هذا أراد تفسير هذه الآية غير ما ترى. إنه رجل من الخوارج، فقال: ردّوه علي، فلما جاءه قال: تدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قال: لا. قال: نزلت في أهل الكتاب، فلا تضعها على غير حدها.

و أخبرنا أبو يعلى، قال: ثنا أبو الربيع، قال: ثنا يعقوب القُمّي، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، قال: أقبلت مع ابن عمر من منى و نحن نريد أن نزور البيت، فلما انتهينا إلى جمرة العقبة، أخذت في بطن الوادي، فقال: خذ بي(3) على العقبة، فقلت: إن الوادي أسهل علينا، فقال: خذ بي على

ص: 353


1- سورة الأنعام آية (1)
2- بين الحاجزين من الأصل سقط من أ _ ه_ ، والصواب في جواب مثل هذا الاستفهام « بلى » ، وهكذا جاء في تفسير ابن جرير » ١٤٤/٧
3- في أ _ ه_ ( حدث ) ، والصواب ما أثبته من الأصل . بقية الرواة : جعفر : هو ابن أبي المغيرة المُتَرْجَم له ، صدوق ، له أوهام . سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم الكوفي : ثقة من الثالثة ، انظر « التقريب » ص123 . إسناده حسن ، فقد أخرجه عبد بن حميد ، عن يعقوب القُمّي به ، ومن طريقه ابن جرير في «تفسيره » ١٤٤/٧ - ١٤٥ مثله ، وعزاه السيوطي في « الدر » إلى ابن حميد ، وأبي الشيخ انظر ٤/٣ ، وفي نزول الآية قول آخر ، وهو أنها نزلت في المشركين ، كما في المصدر السابق لا بن جرير . أراد السائل تكفير أهل القبلة لرضاهم في التحكيم مع علي . تراجم الرواة : تقدموا جميعاً في السند قبله ، سوى سعيد بن جبير ، وهو تقدم بترجمة رقم 22 . . ثقة ، ثبت . إسناده حسن تقدم تخريجه في ترجمة عبد الله بن الزبير رقم ٢

العقبة، فقلت: إنّ ابن الزبير مصلوب على العقبة، فعسى تكره أن تراه، فقال: خذ بي عليها، فلما انتهينا إلى ابن الزبير، وقف ثم قال:

«السلام عليكم و رحمة الله، لئن كانتا علتاك- يعني رجليه، و كان صلب منكوسا- لقد مشى عليها إلى المساجد، و إن أمة أنت أشرّها لأمة صدق».

و هذا هو الصحيح، و حديث عامر عن يعقوب خطأ (1).

ص: 354


1- يعني حديثه الذي تقدم في بداية الترجمة ، حيث رواه يعقوب ، عن جعفر - أنه - قال : « دخلت مع سعيد بن جبير فرأيت عبد الله بن الزبير مصلوباً » . فهذا خطأ ، والصحيح ما ذكره هنا
37 2/ 22 وثّاب أبو يحيى بن وثّاب:

37 2/ 22 وثّاب أبو يحيى بن وثّاب (1) :

يقال: إن وثابا كان من أهل قاشان(2) ، فوقع(3) إلى ابن عباس، فأقام معه سنتين، ثم استأذنه في الرجوع إلى قاشان، فأذن له، فرحل من الحجاز معه ابنه يحيى بن وثّاب، فلما بلغ الكوفة قال لأبيه: إني مؤثر حظ العلم على حظ المال، فأعطني الإذن في المقام، فأذن له، و خرج وثاب و أقام ...

ص: 355


1- لِوَتاب - بفتح الواو ، وتشديد المثلثة - ترجمة في « أخبار أصبَهان » ٣٣٣/٢
2- تقدم تعريفه في المقدمة
3- في الأصل ( فرفع ) ، والتصويب من « أخبار أصبهان » ، « والتهذيب » ٢٩٥/١١
38 2/ 23 يحيى بن وثاب:

38 2/ 23 يحيى بن وثاب (1) بالكوفة:

فصار إماما في القراءة، و له أحاديث كثيرة(2) .

حدثنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال: ثنا أحمد بن محمد بن يحيى (3)، قال: ثنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، قال: كان يحيى بن وثاب، من أحسن الناس قراءة، و ربما اشتهيت أن أقبّل رأسه من حسن قراءته، و كان إذا

ص: 356


1- له ترجمة في « الطبقات الكبرى » ٢٩٩/٦ لابن سعد ، وفي « الجرح والتعديل » 19٣/٩ لابن أبي حاتم ، وفي « أخبار أصبهان » ٣33/2 . و٣٥٦ ، وفيه « أصبهاني الأصل ، مولده بالحجاز ، وسكن الكوفة . كان وتاب من قاشان، سباه مجاشع ، فاشتراه ابن عباس . وفي «تهذيب الأسماء » ١٥٩/٢ للنووي ، وفي «غاية النهاية » ٢ / ٣٨٠ للجزري ، وفي « التهذيب » ١١ / ٢٩٥ ، ونقل عن أبي الشيخ في ترجمته ، وفي « النجوم الزاهرة » ٢٥٢/١ للأتابكي ، وفي « الأعلام » ٢٢٣/٩ للزركلي
2- كذا هو في « أخبار أصبهان » بكامله
3- وقع أحمد بن محمد بن يحيى مكرراً في الأصل . تراجم الرواة : أبو محمد : هو عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس ، الحافظ ، الثقة ، صاحب التصانيف ، منها : « الجرح والتعديل » ، و«العلل » ، »، و«العلل » ، وغيرهما . توفي سنة ٣٢٧ه_ . انظر «تذكرة الحفاظ » ٨٢٩/٣ أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد أبو سعيد البصري : قال ابن أبي حاتم : « كتبنا عنه ، وكان صدوقاً » ، وسئل أبي عنه ، فقال : « صدوق » » انظر « الجرح والتعديل » ٧٤/٢ . بقية الرواة : يحيى بن عيسى : هو التميمي النَّهشَلِي الكوفي ، نزيل الرملة . صدوق . ، يخطىء ، ورمي بالتَّشَيُع . مات سنة إحد ومائتين . انظر « التقريب » ص 378 . الأعمش : هو سليمان بن مهران ، تقدم في ترجمة ٦ . ثقة ، ثبت

قرأ لا يسمع في المسجد حركة، و كأن ليس في المسجد أحد (1).

حدثنا أبو القاسم الرازي، قال: ثنا أبو زرعة، قال: ثنا عبيد بن جناد، قال: سمعت عطاء بن مسلم يقول: كان الأعمش يقول: كنت إذا رأيت يحيى بن وثاب قد جثا (2)، قلت: هذا قد وقف للحساب، فيقول: أي ربّ، أذنبت كذا، أذنبت كذا، فعفوت عني، فلا أعود، و يا رب، أذنبت كذا و كذا، فعفوت عني، فلا أعود، فأقول: هذا لك يوم توقف للحساب (3).

حدثنا أحمد بن عمرو، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبو نعيم، قال: سمعت الأعمش يقول: كانوا يقرؤون على

ص: 357


1- إسناده حسن ، وهو في « أخبار أصبهان» 0 333/2 ، وفي التهذيب » ٢٩٥/١١ ، « وتهذيب الأسماء » 2 / 159 ، « وغاية النهاية » ٢ / ٣٨٠ . تراجم الرواة : أبو القاسم الرازي : هو عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، تقدم في ت٣ ح 7 ثقة . أبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، تقدم في ت 3 ح 7 . ثقة، من النقاد . عبيد بن جناد الحلبي : قال ابن أبي حاتم : سئل أبي عنه ، فقال : صدوق ، لم أكتب عنه . انظر «الجرح والتعديل » ٤٠٤/٥. عطاء بن مسلم : هو الخفاف أبو مخلد الكوفي ، نزيل حلب . صدوق ، يخطىء كثيراً. مات سنة ١٩٠ه_ . انظر « التقريب » ص 239
2- أي : جلس على ركبتيه . القاموس ٣١١/٤
3- انظر « تهذيب الأسماء » ٢/ ١٥٩ ، « وغاية النهاية » ٢ / ٣٨٠ ، « والتهذيب » ٢٩٥/١١ . تراجم الرواة : أحمد بن عمرو : هو ابن عبد الخالق البزار صاحب «المسند الكبير المعلل » تقدم في ت 3 ح ١١ . ثقة حافظ ، يخطىء . عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني ، أبو عبد الرحمن ولد الإمام ، ثقة، مات سنة ٢٩٠ه_ ، وله بضع وسبعون سنة . انظر « التقريب » ص ١٦٧ . وأبوه : هو الإمام المشهور ، أحمد بن محمد بن حنبل ، صاحب « المسند » ثقة ، حافظ ، فقيه ، حجة . مات سنة ٢٤١ه_ وله سبع وسبعون سنة . المصدر السابق ص ١٦ . أبو نعيم : هو الفضل بن دُكَيْن الملائي . تقدم في ترجمة ١ - ثقة

يحيى بن وثاب و أنا جالس، فلما مات أحدقوا بي(1) .

أخبرنا الطوسي، قال: ثنا محمد بن عبد الكريم، قال: ثنا الهيثم بن عدي، قال: مات يحيى بن وثّاب الأسدي- من أهل الكوفة- سنة ثلاث و مائة (2).

حكى لنا جعفر بن عبد الله بن الصباح(3) قال: ثنا رسته، قال: ثنا جرير، عن الأعمش، عن يحيى بن وثّاب- و كان من فصحاء العرب- قال: يقال: يشمّت العاطس، و يسمّت العاطس(4) .

ص: 358


1- رجاله ثقات ، كذا في « أخبار أصبهان » 333/2 ، وأحْدَقُوا بي : أي أحاطوا بي . تراجم الرواة : الطوسي - نسبة إلى طوس، هي مدينة بخراسان ، بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ ، كما في « معجم البلدان » ٤٨/٤ ، وهو الحسن بن علي بن نصر الطوسي ، حافظ ، يحمل عن بندار . قال أبو أحمد الحاكم - الكبير - : تكلموا في روايته ، لكتاب « النسب » عن الزبير بن بكار . انظر « الميزان » ٥٠٩/١ . محمد بن عبد الكريم : لعله المروزي ، إذا كان هو ، فكَذَّبه أبو حاتم الرازي ، كما في « الميزان » ٦٣٠/٣ ، وترجم لشخص آخر من هذه الطبقة ، وتكلم فيه ، ولم يُترَك. الهيثم بن عدي : هو الطائي أبو عبد الرحمن الكوفي ، هو صاحب أخبار. قال ابن المديني : هو أوثق من الواقدي، ولا أرضاه في شيء . قلت : ليس بثقة في الحديث ، انظر «الميزان » ٣٢٤/٤
2- كذا ذكر تاريخ وفاة يحيى بن وثاب في مصادر ترجمته
3- جعفر بن عبد الله بن الصباح أبو الفضل : أحد الثقات ، كان رأساً في القراءة ، وعنده علوم القرآن . مات سنة ٢٩٤ه_ . ذكره المؤلف في « الطبقات » ٣/٢٧٤. رُستَه : هو عبد الرحمن بن عمر رسته ، سيأتي بترجمة 221 . ثقة ، له غرائب . وجرير : هو ابن عبد الحميد الصبي ، سيأتي بترجمة ٦١ . ثقة . الأعمش : تقدم قريباً
4- رجاله ثقات ، وفي «النهاية » ٤٩٩/٢ لابن الأثير ، « ولسان العرب » ٤٦/٢ لابن منظور ، «التشميت بالشين والسين : الدعاء بالخير والبركة
39 2/ 24 واقد مولى أبي موسى الأشعري:

39 2/ 24 واقد مولى أبي موسى الأشعري (1):

من أهل أصبهان، ذكر ذلك محمد(2) بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن واقد، قال: جدّي مولى أبي موسى الأشعري، خلّفه أبو موسى بأصبهان على الأذان، فلم يزل يتوارثونه إلى اليوم(3) .

قال النسابة(4) : كان الإمام في مسجد الجامع حبيب(5) بن الزبير بن مشكان الهلالي، و كان قارئا، فلما أن هلك حبيب، التمسوا من يؤمّهم، فلم يجدوا قارئا أقرأ من واقد مولى أبي موسى الأشعري، فأقاموه في الجامع، فهم يتوارثونه(6) إلى اليوم(7) .

و قدم الحسن البصري مع أبي موسى. رواه المبارك بن فضالة عن الحسن. قد خرّجته في أخبار أبي موسى(8) .

و كذاك أبو عمران الجوني، و قد خرّجته قبل هذا في أخبار أبي موسى.

ص: 359


1- له ترجمة في « أخبار أصبَهان » ٣٣٤/٢
2- تقدم في ترجمة (1)
3- كذا في « أخبار أصبهان » ٢ / ٣٣٤
4- النَّسّابة فى المصدر السابق : هو « أبو بكر النسابة الأصبهاني » ، وتقدم
5- سيأتي بترجمة رقم ٤٥
6- في الأصل يتوارثوه والتصحيح من أ _ ه_
7- كذا في « أخبار أصبَهان » ٣٣٤/٢
8- في ترجمة رقم ٤ ، وتقدم هناك ترجمة الحسن وأبي عمران الجوني
40 2/ 25 يزيد الأودي:

40 2/ 25 يزيد الأودي (1):

كان والي أصبهان أيام عمر بن عبد العزيز (2).

حدثنا عبد الله بن أبي بكر، قال: ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، قال: حدثني أبي، عن أبي حصين الرازي، قال: ثنا عبد الله بن إدريس الأودي، قال: ثنا أبي و عمي، عن جدي أنهم كانوا ولاة بأصبهان في عهد عمر بن عبد العزيز، قال:

فأمروا بحفر قناة. قال: فانحط لهم الحفر إلى باب كهف عليه صخرة عادية، فعالجوها، فدخلوا الكهف، فإذا ثلاثة أسرّة: السرير الذي يلي صدر الغار عليه شيخ كأهيأ ما يكون من الرجال، عليه سبع حلل منسوجة بالذهب، مرصعة بالجوهر، و عند رأسه لوح مكتوب فيه بالفارسية: مال لم رود(3) ، فإذا

ص: 360


1- هو يزيد بن يزيد الأودي ، له ترجمة في « أخبار أصبهان » ٢ / ٣٤٤
2- عمر بن عبد العزيز بن مروان : هو أمير المؤمنين . وأمه : أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، وولى إمرة المدينة للوليد ، ثم ولي الخلافة ، فعُدّ الخلفاء الراشدين . مات سنة إحدى ومائة وله أربعون سنة ، ومدة خلافته سنتان ونصف . انظر « الكاشف » ٣١٧/٢ «والتقريب » ص ٢٥
3- لم يتضح لي معنى هذه الجملة . لعلها محرفة عن « قال نمرود » والله أعلم . تراجم الرواة : عبد الله بن أبي بكر بن أبي داود السجستاني ، ثقة ، تقدم. عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أبو محمد ، توفي سنة ٣٤٦ ، وقيل : ٣٤٥ه_ . انظر «أخبار أصبَهان » 2/ 80 ، وكذا ترجم له المؤلف في « الطبقات » ٣/٣٠٣ . أبوه : جعفر بن أحمد بن فارس أبو الفضل ، له مصنفات حسان ، توفي بالكرخ سنة ٢٨٩ه_ . المؤلف في « الطبقات». أبو الحصين الرازي : هو ابن يحيى بن سليمان الرازي . ثقة . انظر « التهذيب » ٧٥/١٢ . عبد الله بن إدريس : هو ابن يزيد الأودي ، ثقة . مات سنة ١٩٢ه_ ، انظر « التهذيب » ١٤٤/٥ . أبوه : هو إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي . ثقة من السابعة . « التقريب » ص ٢٥ . وعمه : هو داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي أبو يزيد ، ضعيف ، مات سنة ١٥١ه_ - المصدر السابق ص 97 . وجده : هو يزيد بن يزيد المُتَرجَم له

فيه: ملكت أهل أصبهان ثلاثمائة عام غير شهرين، ثم غزوت أهل فارس و كرمان، فملكتهم أكثر من الأول ضعفان، و كان يأتيني الزائر ما بين مكة إلى عمان، و كان لي ألف وزير أصول بهم على أهل الزمان ضعفان، (فمن رآني، فلا يغرن بالملك و طول الزمان، و من قرأ ما في اللوح، فليبح به علانية من غير كتمان، فإنّ فيه عبرة(1) للكهول و الشّبّان) (2) .

و إذا على السرير الذي يلي يمنة الغار شاب كأهيأ ما يكون من الرجال، عليه سبع عشرة حلة منسوجة بالذهب مرصعة بالجوهر، و عند رأسه لوح فيه مكتوب: أنا بهرام بن الملك(3) ، نغّص(4) الموت شبابي، و لو قبل الموت فدائي لفديت.

و إذا على السرير الذي يسر الغار امرأة كأهيأ ما تكون من النساء، عليها سبعون(5) حلة منسوجة بالذهب مرصعة بالجوهر، و عند رأسها لوح مكتوب فيه: أنا هند بنت الملك. الموت حم، و لو خلد أحد لخلدنا.

ص: 361


1- في الأصل ( غيره ) ، والتصحيح من أ _ ه_ ، ومن سياق الكلام
2- بين الحاجزين من الأصل سقط من أ _ ه_
3- ذكر ابن جرير الطبري، والمسعودي ، وابن الأثير » بهرام بن الملك بهرام ، ولم يذكروا القصة المذكورة هنا ، انظر «تاريخ الأمم والملوك » ٠ ٢ / ٦٤ - ٦٥ ، «ومروج الذهب » ٢٥٤/١ ، «والكامل » 227/1 - 228
4- نَعْصَ نغصاً : لم تَتِم له هناءته ، وقد نَغْصَ عَيْشَه تنغيصاً : أي كَدَّره . انظر « لسان العرب » 99/7
5- في الأصل : سبعين . والتصحيح من مقتضى القواعد ومن أ _ ه_

الطبقة الثالثة

41 3/ 1 ع عبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني:

41 3/ 1 ع عبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني (1) :

مات في ولاية خالد(2) .

روى عن أبي صالح (3)، و أبي حازم (4)، و عكرمة، و غيره.

نزل الكوفة: جهني، كان يتّجر إلى أصبهان(5) ، و له بالكوفة أولاد و أهل بيت. مات في وسط ولاية خالد.

حدثنا إبراهيم بن شريك الأسدي، قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن

ص: 362


1- له ترجمة في « الجرح والتعديل » ٢٣٩/٥ باسم عبد الرحمن بن سليمان الأصبهاني وفي باب العين ٢٥٥/٥ باسم عبد الرحمن بن عبد الله الأصبهاني ، ورجح المحقق له ( المعلمي ) الثاني بأنه هو الصواب . قلت : هكذا جاء في أكثر المصادر المتأخرة ، وجاء عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » 107/2 كما عند المؤلف ، وفي «التهذيب » 21٧/٦ ، وفي « التقريب ، ص ٢٠٥ ، وفيه ( ثقة ) ، وفي « الكاشف » 173/2 ، وفيه : « ثبت » ، وفي « الخلاصة » ص 230 . في الجميع عبد الرحمن بن عبد الله
2- هو خالد بن عبد الله بن يزيد أبو الهيثم البجلي القسري الدمشقي ، أمير مكة والحجاز للوليد ، ثم السلیمان ، وأمير العراقيين - العرب والعجم - لهشام خمس عشرة سنة . قتل سنة ١٢٦ه_ ، وهو ابن ستين سنة ، انظر « التهذيب » 3/ 101 ، « والبداية » 17/10 لابن كثير
3- أبو صالح : هو ذكوان السِّمّان ، كما في « التهذيب » ٢١٧/٦
4- أبو حازم : هو سلمان الكوفي الأشجعي ، كما في المصدر السابق
5- في « أخبار أصبهان » 2 / 107 : «وكان متجره إلى أصبهان » تراجم الرواة : إبراهيم بن شريك الأسدي : تقدم في ت ٢٤ ح ٣٨ . كوفي ، ثقة . أحمد بن عبد الله : تقدم في ت 2 ح 3 ، ثقة . الحسن بن صالح بن صالح الثوري : تقدم في ت 3 ح 7 ، ثقة ، عابد. ابن أبي ليلى : يبدو أنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي . سيء الحفظ جداً . مات سنة ثمان وأربعين ومائة . انظر « التقريب » ص 308 . أو عبد الله بن أبي ليلى ، كما جاء في بعض الطرق ، فهو مجهول ، وجاء في بعض الطرق : عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وفي بعض آخر : المختار بن عبد الله بن أبي ليلى . والله أعلم . عبد الرحمن : هو ابن سليمان ، أو عبد الله على الأصح ، المُترجم له . المختار بن عبد الله ابن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن علي ، قال أبو حاتم : منكر الحديث . انظر « الميزان » ٧٩/٤ . مرتبة الإسناد والأثر وتخريجه : ضعيف ، منكر ، منقطع ، فقد أخرجه عبد الرزاق في « مصنفه ،»137/2 عن ابن الأصبهاني ، عن عبد الله بن أبي ليلى ، قال : سمعت علياً . فذكر الحديث ، وكذا ابن أبي شيبة في «مصنفه » ٣٧٦/١ به نحوه ، وفي سنده محمد بن سليمان الأصبهاني ، ضَعَّفَه النسائي وغيره ، وقال ابن حجر : « صدوق يخطىء » . انظر « المغني في الضعفاء » ٥٨٧/٢ « والتقريب » ص 300. وأخرجه الدارقطني في « سننه » 331/1 - 332 بطرق ، وقال : لا يصح : الأول من طريق علي بن صالح ، عن ابن الأصبهاني ، عن المختار بن عبد الله بن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال : قال علي : مثله، وقال الدارقطني : لا يصح إسناده . والثاني : عن قيس ، عن ابن الأصبهاني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال علي ... إلخ . قال الدارقطني : خالفه ابن أبي ليلى ، فقال : عن ابن الأصبهاني ، عن المختار ، عن علي ، ولا يصح ، لأن المختار منكر الحديث ، ولا يعرف أنه سمعه من أبيه أم لا ، وأبوه من علي من التعليق . « المغني » ٣٣٢/١ بالتصرف ، وبطريق ثالث ورابع أيضاً ، كلها لا يصح ، وذكره ابن حبان في « المجروحين» ٥/٢ في ترجمة عبد الله بن أبي ليلى ، وقال : « هذا شيء لا أصل له عن علي .... وابن أبي ليلى هذا رجل مجهول، ما أعلم له شيئاً يرويه عن علي غير هذا الحرف المنكر الذي يشهد إجماع المسلمين قاطبة ببطلانه » . وقال البخاري في « التاريخ الكبير » ٢٣٤/٥ : ابن أبي ليلى له حديث عن علي لا یصح. وذكر البيهقي في «السنن الكبرى » 168/2 آثاراً عن علي ، يحث ويأمر بالقراءة ، وقال بع_د ذكرها : وفي كل ذلك دلالة على ضعف ما رُوِيَ عن علي بخلافة بأسانيد لا تساوي ذكراً لضعفها . وقال ابن التركماني في « الجوهر النقي على السنن » : لا يخلو سند هذا الأثر من الاضطراب .. وهو كما لقال. تراجم الرواة : ابن الأصبهاني : هو المُتَرجَم له . أبو صالح : هو ذكوان السمّان الزيات المدني. ثقة ، مات سنة ١٠١ه_ . انظر « التهذيب » ٢١٩/٣. أبو سعيد الخدري : هو سعد بن مالك بن سنان ، صحابي مشهور . تقدم في ترجمة 27 . ذكره المؤلف تعليقاً من هذا الطريق ، وساقه موصولاً بعد هذا من طريق أبي حازم ، عن أبي هريرة ، وسيأتي تخريجه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة ، وعن أبي سعيد - إن شاء الله - بعد قليل. تراجم الرواة : محمد بن يحيى : هو ابن منده أبو عبد الله ، الثقة الحافظ . تقدم في ترجمة ١٠ . أبو الربيع : هو سليمان بن داود العتكي الزهراني ، تقدم في ت ٤ ح ١٩ – ثقة. أبو عوانة : هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. تقدم في ت ٤ خ ٨ . ثقة ، ثبت. ابن الأصبهاني : هو عبد الرحمن المُترجم له . ثقة أبو حازم : هو سلمان الأشجعي الكوفي . ثقة . مات سنة ال_م_ائ_ة . انظر « التقريب » ص 130. مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : إسناده صحيح ، فقد ذكره البخاري في «صحيحه » ٤87/3 مع الفتح تعليقاً بصيغة الجزم، حيث قال : قال أبو هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم : - « من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث ، كان له حجاباً من النار ، أو دخل الجنة » . قال ابن حجر في « الفتح »: لم أره موصولاً من حديثه على هذا الوجه . قلت : رواية أبي الشيخ من طريق أبي عوانة عن ابن الأصبهاني قريب من هذا الوجه ، وهو موصول صحيح . والله أعلم . ومن حديث أبي سعيد ، أخرجه في كتاب العلم 20٦/1 ، وفي الاعتصام ٥٥/١٧ مع الفتح ، ومن حديث أنس في ٤٨٨/٣ بلفظ : «ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث ، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم « ومسلم في «صحيحه » ١٦ / ١٨٠ و١٨١ و 182 البر والصلة من طريق ابن الأصبهاني ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة ، ومن طريق ابن الأصبهاني ، عن أبي صالح، عن أبي سعيد مرفوعاً ، ولكنه بغير سياق المؤلف . والترمذي في «سننه » ٢ / ٢٦١ ، عن أبي هريرة ، وقال : حسن صحيح ، وفي الباب عن عُمر ، ومعاذ ، وكعب بن مالك ، وعتبة بن عبد ، وأم سليم ، وجابر ، وأنس ، وأبي ذر ، وابن مسعود ، وأبي ثعلبة ، وابن عباس ، وعقبة بن عامر ، وأبي سعيد ، وقرة بن إياس المزني » ، وأخرجه النسائي في « سننه » ٢٣/٤ - ٢٦ ، بطرق عن أبي هريرة ، وأنس ، وأبي ذر . وابن ماجه في ٥٧/١ أيضاً عن أنس ، وأبي هريرة ، وعتبة بن عبد السلمي ، وعبد الله ، ومالك في الموطأ » ص ١٦٢ عن أبي هريرة ، وأبي النضر السلمي ، والطيالسي في «مسنده » ٤٦/٢ بترتيب الساعاتي ، عن معاذ ، وأبي هريرة . وابن سعد في « الطبقات » ٢٣٣/٤ - ٢٣٤ عن أبي ذر ، وفي ٤٤٦/٨ عن حبيبة ، وأحمد في «مسنده » عن عدد من الصحابة . انظر ٣٧٥/١ - ٢١ و ٢ / ٢٣ و ٢٧٦ و٣٧٨ و ٣٥ / ١٤ و ٧٢ و ١٥٢ و ٣٠٦ و ٢٤ / ١٤٤ و ١٨٤ و ٢١٢ و ٣٨٦ و ٥ / ٨٣ و ١٥١ و ٢٣٧ و ٦ / ٣٧٦ . وعَدَّه السيوطي من الأحاديث المتواترة ، ووافقه الكتاني في « نظم المتناثر » ص ٧٩ ح ١٠٤ ، وأورده عن ثلاثة وعشرين نفساً من الصحابة . تراجم الرواة : ابن الجارود : هو أحمد بن علي بن الجارود. تقدم في ت ٤ ح ١٦ . ثقة ، حافظ ، رَحّال . أحمد بن محمد بن الحسين : سيأتي بترجمة ٢٥٥ . أبو بكر بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني : تقدم في ت٣ ح ١٤ ، ثقة. محمد بن سعيد بن الأصبهاني : هو محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الله بن الأصبهاني أبو جعفر - ثقة ، مات سنة ٢٢٠ه_ . انظر «التهذيب » 188/9

يونس، قال: ثنا الحسن بن صالح، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الرحمن الأصبهاني، عن المختار بن عبد الله، عن علي، قال: من قرأ خلف الإمام فليس على الفطرة.

ص: 363

(50) عن ابن الأصبهاني، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، و أبي هريرة، عن النبي- صلى الله عليه و سلم- قال:

«من مات له ثلاثة من الولد ...».

(51) حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو الربيع، قال: ثنا أبو عوانة، عن ابن الأصبهاني، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال النبي- صلى الله عليه و سلم- «من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا كانوا له جماما من النار».

ص: 364

حدثنا ابن الجارود، قال: سمعت أحمد بن محمد بن الحسين يقول:

سمعت ابن الأصبهاني يقول: نحن من أهل سنبلان، و مسجد البنائين مسجدنا و أمي سبي منها.

سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: عبد الرحمن بن الأصبهاني من سبي أصبهان.

ص: 365

حدثنا ابن الجارود، قال: سمعت أحمد بن محمد بن الحسين يقول:

سمعت محمد بن سعيد بن الأصبهاني يقول: جدّنا و جدّ حماد بن أبي سليمان(1) و جدّ يزيد بن مردانبة(2) من سبي أصبهان.

ص: 366


1- حماد بن أبي سليمان : تقدم بترجمة رقم 25 ، وتقدم هناك أن جده من سبي أصبهان ، وكذا ذكره خليفة بن خياط في « تاريخه » ص ١٦٢
2- يزيد بن مردانبة - بنون مضمومة بعد الألف، وموحدة - القرشي مولى عمرو بن حريث الكوفي : أصله من أصبهان . ثقة . انظر « الجرح والتعديل » 289/9 لابن أبي حاتم ، «والكاشف » ٢٨٦/٣ ، «والتهذيب » ١١/ ٣٥٩ ، « والخلاصة » ص ٤٣٤
42 3/ 2 4 خ متابعة عطاء بن السائب بن مالك الثقفي:

42 3/ 2 4 خ متابعة عطاء بن السائب بن مالك الثقفي (1) :

يكنى أبا زيد. توفي سنة ثلاثين و مائة(2) .

و روى عن أنس بن مالك و ابن أبي أوفى، و حدّث عن أبيه، عن عبد الله ابن عمرو حديث التسبيح و غيره(3) .

روى أبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، قال:

دخلنا على سعيد بن جبير بأصبهان و هو يتحرك، فقلنا مالك؟ فقال: ما سألني أحد عن شي ء.

ص: 367


1- له ترجمة في « الطبقات الكبرى » ٣٣٨/٦ لابن سعد ، وفي « التاريخ الكبير » ٤٦٥/٦ للبخاري ، وفي « الحرج والتعديل » ٣٣٣/٦ لا بن أبي حاتم ، وفي « أخبار أصبهان » ١٤٧/٢ ، » ٤٣٤/٢ وفي «الميزان » 70/3 ، « والمغني في الضعفاء » ٢ / ٤٣٤ ، وفي «التهذيب » 203/7 ، وفي الخلاصة ، ص ٢٦٦ . وجاء في « التهذيب »: كنيته أبو السائب ، ويقال : أبو زيد ويقال : أبو يزيد ، ويقال : أبو محمد ، ثقة ، يحتج بأحاديثه قبل أن يتغير ، وتغير من آخر حياته
2- قيل : 133 ، وقيل : ١٣٤ ، وقيل : ١٣٦ ، وكذا في « التهذيب » ، وغيره من المصادر السابقة
3- حديث التسبيح رواه أبو داود في «سننه » 2/ 170 بسنده عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن » عبد الله بن عمرو ، قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح . قال : محمد ابن قدامة بيمينه ، والترمذي في الدعوات باب عقد التسبيح باليد حديث ٣٤٨٢ ، وقال : « حسن غريب من هذا الوجه » . والنسائي في الافتتاح من « سننه » 79/3 باب عقد التسبيح . تراجم الرواة : أبو أحمد الزبيري : هو محمد بن عبد الله بن الزبير . تقدم في ترجمة ٣ . ثقة ، ثبت ، إلّا أنه يخطىء في حديث الثوري . سفيان : هو الثوري . تقدم في ترجمة 3 . سعيد بن جبير : تقدم بترجمة رقم 22 ، وتقدم هناك أنه كان بفارس ، وهو عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان » 1٤٨/٢ به مثله كما هنا ، وتقدم بعض تخريجه في ترجمة سعيد بن جبير
43 3/ 3 فق حفص بن حميد أبو عبيد :

43 3/ 3 فق حفص بن حميد أبو عبيد (1):

من أهل قم، روى عنه يعقوب القمّي و غيره.

(52) حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن عامر، قال: ثنا أبي، عن يعقوب، عن أبي عبيد، و هو حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، عن شقيق بن سلمة، عن أسامة بن زيد، قال: لا أقول: إنّ أمراءكم خياركم

ص: 368


1- له ترجمة في « الجرح والتعديل » 171/3 ، وفي « أخبار أصبهان » 1 / 300 ، وفي « الميزان » ٥٥٧/١ ، وفي « التهذيب » 2/ 399 ، وفي « التقريب » ص 77 ، وفيه القُمّي - بضم القاف - وتشديد الميم - لا بأس به ، وفي « الخلاصة » ص 87 ، وفيه : وثقه النسائي. تراجم الرواة : محمد بن يحيى : تقدم في ترجمة 10 ، ثقة ، حافظ . محمد بن عامر بن إبراهيم : سيأتي بترجمة ١٩٦ ، وكان صاحب علوم وفنون. وعامر بن إبراهيم : سيأتي بترجمة رقم 103 ثقة . يعقوب : هو ابن عبد الله القمّي : سيأتي بترجمة ٨٦ . صدوق ، يهم . شمر بن عطية الكوفي : وَثْقَه النسائي ، ولكنه عثماني غال ، وهذا شيء نادر في الكوفيين، وذكره ابن حبان في « الثقات » وشِمْر - بكسر أوله وسكون الميم - وقال ابن حجر : صدوق . انظر «الميزان » 2/ 280 ، « والتقريب » ص ١٤٧. وشقيق بن سلمة : هو أبو وائل الكوفي . أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره ، ثقة ، مات سنة ٨٢ه_ . انظر « التهذيب » ٣٦١/٤ أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي الأمير أبو محمد ، وأبو زيد صحابي مشهور . مات سنة ٥٤ه_ . انظر « الكاشف » ١ / ١٠٤ ، « والتقريب » ص ٢٦ . سيأتي حكم السند وتخريجه في آخر الحديث ٥٤

بعد شي ء سمعت(1) من رسول الله- صلى الله عليه و سلم- «الأمير الذي يعمل بمعاصي الله، تتدافع أقتابه في النار، تستديره كما يدور رحا الماء، أو حمار الرحا. قال: فيمر عليه أصحابه، فيقولون: بعدا أن بعدته غيرك(2) ، فيقول: إني كنت آمركم بما لا أفعل، و أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه».

(53) أخبرنا أبو يعلى، قال: ثنا أبو الربيع الزهراني، قال: ثنا يعقوب، قال: ثنا حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، عن أسامة بن زيد، قال: لا أقول، فذكر مثله، و لم يذكر فيه شقيق بن سلمة.

(54) و أخبرنا أبو يعلى، قال: ثنا أبو الربيع، قال: ثنا محمد بن خازم، قال: ثنا الأعمش، عن شقيق، عن أسامة بن زيد مثله.

ص: 369


1- في « أخبار أصبهان » ١ / ٣٠٠ ، سمعته
2- في أ _ ه_ « أن يعذبه غيرك » ، وفي المصدر السابق « أنك لَتُعَذِّبُ بعذاب ما يُعَذِّبُ به غيرك » . تراجم الرواة : أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى تقدم في ت 3 ح ه . صاحب « المسند » . ثقة. أبو الربيع الزهراني سليمان بن داود العتكي . تقدم في ت ٤ ح ١٩ ثقة . محمد بن خازم - بمعجمتين - التميمي . تقدم في ت 2 ثقة . والأعمش : هو سليمان بن مهران . تقدم في ت ٦ . ثقة . بقية الرواة تقدموا في الحديث رقم ٥٢ قريباً. مرتبة الإسنادين والحديثين وتخريجهما : السند الأول : فيه محمد بن عامر . لم أعرف فيه جرحاً ، وبقية رجاله بين ثقة وصدوق ، والسند الثاني : حسن ، والثالث : صحيح . فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ٣٠٠ من طريق الأوّل للمؤلف وبطريق آخر يلتقي في يعقوب القمي مثله . والبخاري في صحيحه ١٤٤/٧ ، وفي ١٦١/١٦ مع الفتح في الفتن عن أبي وائل . قال : قيل لأسامة لو أتيت فلاناً - عثمان - فذكر الحديث نحوه ، ومسلم في صحيحه 117/18 و 118 الزهد مع النووي من طريق الأعمش، عن شقيق ، عن أسامة ، فذكر نحوه ، وفيه قيل لأسامة : ألا تدخل على عثمان ؟ فتكلّمه . وأخرجه أحمد في لا مسنده » ٢٠٥/٥ و ٢٠٦ و ٢٠٧ و ٢٠٩ عن أسامة بطرق
44 3/ 4 سليمان الأصبهاني:

44 3/ 4 سليمان الأصبهاني (1) :

رأى علي بن أبي طالب.

حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح، قال: ثنا أحمد بن سعيد بن جرير، قال: ثني إبراهيم بن جرير عمي، و عبد الله بن زكريا بن بهرام، و عبد العزيز

ص: 370


1- كنيته أبو داود ، وله ترجمة في « أخبار أصبهان » ٣٣٢/١ . تراجم الرواة : أحمد بن محمود : تقدم في ت ٣٢ ح ٤٥ ، شيخ ثقة . أحمد بن سعيد بن جرير : سيأتي بترجمة ١٨٦ . ثقة . إبراهيم بن جرير : هو ابن يزيد الأصبهاني ، يروي عن داود بن سليمان ، وعنه ابن أخيه أحمد . انظر « أخبار أصبهان» 177/1 . عبد الله بن زكريا بن بهرام الأصبهاني : يروي عن داود بن سليمان صاحب علي . انظر «أخبار أصبهان » ٥٤/٢ . عبد العزيز بن صبيح الأصبهاني : يروي عن داود بن سليمان صاحب علي . المصدر السابق ١٢٥/٢ . عبدة بن صالح الأصبهاني : يروي عن داود بن سليمان صاحب علي المصدر السابق ١٢٥/٢ . محمد بن واقد الأصبهاني : يروي عن داود بن سليمان صاحب علي المصدر بعينه ١٨٣/٢ . داود بن سليمان : من قرية سنبلان ، رأى علي بن أبي طالب ، ذكره حمزة في كتابه ، تاريخ أصبهان » . انظر « أخبار أصبهان » 311/1 . في إسناده من لم أعرفه ، فقد أسنده أبو نعيم من طريق المؤلف به في عدة مواضع من كتابه « أخبار أصبهان » ، مع وجود بعض التفاوت في بعض المواضع . انظر 177/1 ، و311 و ٣٣٢ ، و ١٢ / ٥٤ و ١٢٥ و ١٨٣

ابن صبيح، و عبدة بن صالح، و محمد بن واقد، قالوا: ثنا داود بن سليمان، قال: كنت مع أبي في كناسة (1) الكوفة، فإذا شيخ أصلع على بغلة له وردة (2)، يقال له دلدل، قد احتوشه(3) الناس، فقلت: يا أبه! (4) من هذا؟ قال: هذا شاهان(5) شاه العرب. هذا علي بن أبي طالب. طبقات المحدثين باصبهان و الواردين عليها ؛ ج 1 ؛ ص371

ص: 371


1- الكُناسة - بضم الكاف : القُمامة ، التي تكسح من وجه الأرض ، وهنا محلة بالكوفة . انظر «القاموس » ٢ / ٢٤٧ ، « ومعجم البلدان » ٤٨١/٤
2- في الأصل ( ورد ) ، والتصحيح من « أخبار أصبهان » ١٨٣/٢
3- أي أحاطوه ، وجعلوه وسطهم . المصدر السابق الأول ٢ / ٢٧٠
4- وجاء في موضع من المصدر السابق 177/1 يا أبت
5- الفُرْس هم الذين كانوا يستعملون هذا اللقب ، وإلى الآن كان يلقب به شاه إيران المُنَحى ، ولكن قد ورد النهى عن هذا اللقب ، ومعناه : ملك الملوك ، وهو وصف لله سبحانه
45 3/ 5 مد- ت حبيب بن الزبير بن مشكان:

45 3/ 5 مد- ت حبيب بن الزبير بن مشكان (1):

الهلالي الأصبهاني.

حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، قال: سمعت أبا حاتم يقول:

حبيب بن الزبير أصبهاني كتب عنه شعبة بأصبهان، و هو جد يونس بن حبيب، يحدث عن عكرمة، و عن ابن أبي الهذيل، و لا أعلم أحدا حدّث عنه غير شعبة(2) ، و طلبت من غير حديث شعبة فلم أصب. قلت: كيف حديثه؟ قال: مستقيم، قال: و شعبة يسميه، يقول: حبيب الأصبهاني(3) .

ص: 372


1- لمُشْكان - هو بضم الميم وسكون المعجمة - الهلالي ترجمة في « التاريخ الكبير » ٣١٧/٢ ، وفي «الجرح والتعديل » 3 / 100 و 101 لابن أبي حاتم ، وفي « أخبار أصبهان » ٢٩٤/١ ، وفي « الميزان » ٤٥٤/١ ، « والتهذيب » 183/2 ، وفي « الخلاصة » 71 ، والضبط منه وقال : ثقة . تراجم الرواة : عبد الله بن محمد بن يعقوب : ترجم له المؤلف في « الطبقات » 3/237 ، وقال توفي سنة 313ه_ . وأبو حاتم : هو محمد بن إدريس الرازي ، سيأتي بترجمة ٢٩
2- قلت : ذكر ابن أبي حاتم في « الجرح والتعديل » 3 / 100 أنه روى عنه _ غير شعبة _ : شريك وعمر بن فروخ العبدي الأقتاب ، والأخير ذكر في «التهذيب » 183/2 ، وسيأتي عند المؤلف أيضاً ، وزاد أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ٢٩٤ « عمارة »
3- لم أجد قول أبي حاتم في « الجرح والتعديل » لابنه - في ترجمة حبيب ، إنما المذكور فيه من قوله كما نقله ابنه أن حبيب بن الزبير روى عن عبد الله بن أبي الهذيل وابن أبي بشر ، روى عنه شعبة وشريك كما في نسخة منه - صدوق ، صالح الحديث ، قلت : نقل في «التهذيب » 183/2 خلاصة قول أبي حاتم الذي نقله المؤلف ، فقال : قال أبو حاتم : صدوق ، صالح الحديث ، لا أعلم أحداً حدّث عنه إلا شعبة ، وحديثه مستقيم

و يقال: إن لحبيب بن الزبير بأصبهان أولادا يقال لهم: الزبيرية، و حدّث من أولاده و أسباطه عدّة(1) بأصبهان، منهم: حبيب بن هوذة بن حبيب، و إبراهيم بن عبد العزيز، و يونس بن حبيب، و محمد بن أحمد بن حبيب بن الزبير، و درهم بن مظاهر، و عمران بن ناجية، و أحمد بن إبراهيم بن عبد العزيز، كل هؤلاء من أولاد حبيب بن الزبير، و قد حدّث كل واحد منهم، إلا

ص: 373


1- في الأصل « عنده » ، والتصحيح من السياق ، ومن ا - ه_ . تراجم الرواة : محمد بن يحيى بن منده : تقدم في ترجمة ١٠ ، ثقة ، حافظ. عمرو بن علي : هو الفلاس ، سيأتي بترجمة ١٤٨ ، ثقة ، حافظ . وابن أبي زياد : هو عبد الله بن الحكم بن أبي زياد . تقدم في ت 3 ح 10 ، صدوق. أبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة 93 ، صاحب « المسند » من كبار حفاظ الحديث - ثقة وشعبة : هو ابن الحجاج ، تقدم في ترجمة 22 ، ثقة ، حافظ ، متقن. أبو موسى : هو محمد بن المثنى البصري الحافظ ، المعروف بالزمن . ثقة ، حجة . مات سنة ٢٥٢ه_ ، انظر « التهذيب » ٤٢٧/٩ . محمد : هو ابن جعفر أبو عبد الله الهذلي البصري - ثقة ، توفي سنة ١٩٣ه_ ، المصدر السابق ٦٩/٩ . عبدالله بن أبي الهذيل : هو أبو المغيرة الكوفي . ثقة ، من الثانية . انظر « التقريب » ص 192. عبد الرحمن بن أبزى صحابي صغير كان على خراسان لعلي ، انظر « التقريب » ص 198 . عبد الله بن خباب بن الأرت - بتشديد التاء - ثقة ، من كبار التابعين ، قال أبو نعيم : أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم ، مختلف في صحبته ، له رؤية . انظر « التهذيب » ١٩٦/٥ . أبي بن كعب بن قيس المدني ، سيد القراء . صحابي مشهور . انظر المصدر السابق 187/1 . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : إسناده صحيح . فقد أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده » 2 / 212 بإسناد صحيح بترتيب الساعاتي ، ومن طريقه أحمد في «مسنده » 123/٥ و 12٤ ، وأبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١ / ٢٩٥ به مثله . قوله : وحدثنا أبو موسى ، القائل هو محمد بن يحيى ؛ لأن أبا موسى توفي قبل ولادة أبي الشيخ ، والرواية الثانية تؤيد ما قلته

أنّ يونس بن حبيب و إبراهيم بن عبد العزيز سبطي حبيب من ابنته. روى عنه شعبة ما.

(55) حدثنا به محمد بن يحيى، قال: ثنا عمرو بن علي، و ابن أبي زياد، قالا: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، و حدثنا أبو موسى، قال: ثنا محمد، قال: ثنا شعبة، عن حبيب بن الزبير، عن عبد الله بن أبي الهذيل، يحدّث عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد الله بن خباب، عن أبي بن كعب، عن النبي- أنه ذكر الدجال عنده، فقال: «عينه(1) خضراء كالزجاجة، فتعوذوا بالله من عذاب القبر».

(56) حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو موسى، قال: ثنا محمد،

ص: 374


1- في « أخبار أصبهان » 29٥/١ ، ومسند « أحمد » ١٢٣/٥ ( إحدى عينيه خضراء ) . تراجم الرواة : تقدموا جميعاً سوى عمرو بن العاص ، وهو ابن وائل السهمي الصحابي المشهور ، أسلم عام الحديبية ، ولي إمرة مصر مرتين ، وهو الذي فتحها . مات بمصر سنة نيف وأربعين، وقيل بع_د الخمسين . انظر « التقريب » ص ٢٦٠ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : إسناده صحيح، فقد أخرجه أحمد في «مسنده » ٢٠٣/٤ من طريق محمد بن جعفر ، عن شعبة به مثله ، والترمذي أيضاً في «سننه » ٣٤٢/٣ ، الفتن من طريق محمد بن الحسين البصري ، عن خالد بن الحارث ، عن شعبة بهذا الإسناد ، وفيه ( لتنتهين قريش أو ليجعلنّ الله هذا الأمر في جمهور العرب غيرهم)، وباقي الحديث مثله ، وقال الترمذي : وفي الباب عن ابن عمر ، وابن مسعود ، وجابر ، وحديث عمرو بن العاص « حسن صحيح غريب». وابن أبي عاصم في « السنة » ص ٥٢٧ (من طريق عبيد الله بن معاذ : عن أبيه ومن طريق نضر كلاهما عن شعبة به مثله . وانظر « الصحيحة » للألباني حديث رقم 11٥٥ ) . وله شواهد بمعناه ، وأخرجه البخاري في «صحيحه » ٣٤١/٧ و ٣٤٥ مع «الفتح» ، المناقب، عن أبي هريرة ، وفي الأحكام ١٦ / ٢٣١ - ٢٣٤ باب الأمراء من قريش ، عن عبد الله بن عمرو ، وابن عمر مرفوعاً ، ومسلم في «صحيحه » 12 / 199 - 200 الإمارة ، باب الناس تبع لقريش ، والخلافة في قريش عن جابر ، وأبي هريرة ، ولفظ جابر « أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « الناس تبع لقريش في الخير والشر » . وأخرجه أحمد أيضاً من حديث أبي هريرة في ٢٤٣/٢ و ٢٦١ و٣٩٥ و ٤٣٣ . ومعنى وُلاة الناس في الخير والشر ، قال المناوي : في الفيض » ٥١٦/٤ : « يعني في الجاهلية والإسلام»، وقيل : مسلمي قريش قدوة غيرهم من المسلمين ، وكافر وهم قدوة غيرهم من الكفار . والله أعلم

عن شعبة، عن حبيب بن الزبير، قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل قال: كان عمرو بن العاص يتخوّلنا، فقال رجل من بكر بن وائل: إن لم تنته(1) قريش ليضعن هذا الأمر في جمهور من جماهير العرب سواهم، فقال عمرو بن العاص: كذبت، سمعت رسول الله- صلى الله عليه و سلم- يقول: «قريش ولاة الناس في الخير و الشر إلى يوم القيامة».

(57) حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حمّاد، قال: ثنا الحسين(2) بن محمد بن شنبة الواسطي، قال: ثنا يعقوب الحضرمي، عن عمر بن فرّوخ، عن حبيب بن الزبير- من أهل أصبهان- عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: نهى رسول الله- صلى الله عليه و سلم- أن تباع الثمرة حتى يتبين صلاحها، أو يباع صوف على ظهر، أو سمن في لبن، أو لبن في ضرع.

هذا حديث ما كتبنا إلّا عنه، و لا رأيته.

ص: 375


1- في الأصل : « تنتهي » ، والتصحيح من « مسند أحمد » ٢٠٣/٤ ، ومن مقتضى القواعد
2- في الأصل : ( الحسن ) ، والتصويب من مصادر ترجمته . تراجم الرواة : عبد الرحمن بن محمد بن حماد : لم أعثر له على ترجمة . الحسين بن محمد بن شَنَبَة الواسطي - شَنبة بفتح المعجمة والنون والموحدة _ أبو عبد الله البزار ، صدوق من الحادية عشرة ، انظر « التقريب » ص ٧٥ ، « والتهذيب » ٣٤٩/٢ . يعقوب : هو ابن إسحاق بن زيد الحضرمي ، مولاهم أبو محمد المقرىء النحوي البصري ، صدوق . مات سنة ٢٠٥ . انظر « التهذيب » 382/11 ، « والتقريب » ص ٣٨٦ . عمر بن فروخ - بفتح الفاء ، وتشديد الراء المضمومة آخره معجمة - القتاب - بقاف ومثناة - صدوق ، ربما وهم . انظر « التقريب » ص ٢٥٦ ، « والميزان » ٢١٧/٣ . عكرمة : هو ابن عبد الله ، مولى ابن عباس ، أصله، بربري، ثقة ثبت ، عالم بالتفسير . مات سنة سبع ومائة انظر « التقريب » ص ٢٤٢ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده عبد الرحمن ، لم أعثر له على ترجمة ، وبقية رجاله رجال الحسن ، سوى عكرمة وهو ثقة . فقد أخرجه الطبراني في « الأوسط » كما في « المجمع » ١٠٢/٤ بسنده عن عمر بن فروخ به ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات . وكذا الدارقطني في « سننه » ١٤/٣ - ١٥ ، والبيهقي أيضاً في «سننه » ٣٤٠/٥ عنه به مرفوعاً ، وقال البيهقي : تفرد برفعه عمر بن فروخ ، وليس بالقوي ، قلت : وَثْقَه ابن معين ، وأبو حاتم ، وأبو داود ، وقال ابن حجر : صدوق ، ربما وهم ، والذهبي في « الميزان » 218/3 بسنده عن عمر به نحوه ولفظهم نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تباع ثمرة حتى تطعم ، ولا يباع صوف على ظهر ، ولا لبن في ضرع ولم يذكر «سمن في لبن» . قال الدارقطني في « سننه » ١٥/٣ : وأرسله وكيع عن عمر بن فروخ ورواها مرسلاً أبو داود في مراسليه عن وكيع ، عن عمر ، عن عكرمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذا رواها ابن أبي شيبة في «مصنفه » البيوع به ، ثم قال : ووقفه غيره على ابن عباس ، وهو المحفوظ وهكذا قال البيهقي في سننه ٣٤٠/٥ بعدما أسنده موقوفاً على ابن عباس : « هذا هو المحفوظ ، ثم قال : كذلك روي عن سليمان بن يسار ، عن ابن عباس ، ورواه الدارقطني أيضاً في « سننه » ١٥/٣ موقوفاً . وانظر « نصب الراية » ١١/٤ ، « وتلخيص الحبير » 7/3 . قلت : المرسل هو المحفوظ ؛ لأنَّ وكيعاً أحفظ ممن رفعه ، وقال ابن حجر : أخرجه الطبراني في « الأوسط » من رواية عمر المذكور ، وقال : لا يُروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد. أمّا الجزء الأوّل من الحديث ، فهو مخرّج في الصحيحين ، والسنن والمسانيد بغير هذا الإسناد ، انظر «صحيح البخاري » ٥ / 300 - 301 - 302 مع الفتح ، عن ابن عمر ، وأنس ، وجابر . وانظر «صحيح مسلم » 193/10 مع النووي ، « وسنن أبي داود » ٦٦٣/٣ ، « وسنن الترمذي » ٢ / ٣٤ عن ابن عمر ، وقال : وفي الباب عن أنس ، وعائشة ، وأبي هريرة ، وابن عباس ، وجابر ، وأبي سعيد ، وزيد بن ثابت ، وانظر « سنن النسائي » ، البيوع حديث ٤٥٢٣ باب بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه ، « وسنن ابن ماجه » ٧٤٦/٢ ، « وموطأ مالك » ص 382، «ومسند الطيالسي » ٢٦٥/١ بترتيب الساعاتي ، « ومسند أحمد » في مسانيد عدة من الصحابة . انظر ١١٦/١ وما بعدها ، و٢ / ٥ و ٣ / ١١٥ و ١٦١ ، ومواضع ٥ / ١٨٥ و ١٩٠ و ٦ / ٧٠ و ١٠٥ و ١٦٠

حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثني عبدة بن عبد الله، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا عمر بن فرّوخ، عن حبيب بن الزبير، عن عكرمة في قوله تعالى: «زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ»(1) قال: «زيتونة بأرض فلاة، إذا أشرقت

ص: 376


1- سورة النور - آية : ٣٥. تراجم الرواة : محمد بن يحيى : تقدم في ترجمة رقم ١٠ . عبدة بن عبد الله بن عبدة الخزاعي الصفّار أبو سهل البصري، كوفي الأصل _ ثقة ، توفي سنة ٢٥٨ه_ . انظر « التهذيب » ٤٦٠/٦. يزيد بن هارون : يبدو أنه السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي . ثقة ، متقن . مات سنة ست ومائتين ، وقد قارب التسعين . انظر « التهذيب » ٣٦٦/١١ ، « والتقريب » ص ٣٨٥ . عمر بن فروخ : تقدم في حديث ٧٥ . حبيب : هو المُتَرجم له . ثقة. وعكرمة : تقدم في ت ٤٥ وح ٥٧ . تخریجه : أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره » كما في « تفسير ابن كثير » ٢٩٠/٣٠ ، عن أبيه ، عن أبي نعیم، عن عمر بن فروخ ، ومنه إلى آخر السند به مثله ، وروى ابن جرير في « تفسيره » ١٤٢/٩ روايتين من طريق سماك وعمارة عن عكرمة بنحوه

الشمس أشرقت عليها، و إذا غربت غربت عليها، و ذاك أصفى ما يكون من الزيت».

ص: 377

46 3/ 6 ت- ق- عس إبراهيم بن محمد بن الحنفية:

46 3/ 6 ت- ق- عس إبراهيم بن محمد بن الحنفية (1) :

ابن علي بن أبي طالب.

روى عنه يعقوب القمّي(2) قدم عليهم قم، رواه يعقوب القمّي، و قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحنفية، و كان قدم علينا قم- في قول الله عز و جل «يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَ مُسْتَوْدَعَها»(3) ، قال:

مستقرّها: في الصّلب، و مستودعها في الرّحم(4) ، و له أحاديث.

(58) حدثنا سلم بن عصام، قال: ثنا بشر بن آدم، قال: ثنا عبد الله ابن رجاء، قال: ثنا إسرائيل، عن(5) حماد بن عبد الرحمن، عن إبراهيم بن

ص: 378


1- له ترجمة في «التاريخ الكبير » 317/1 للبخاري ، وفي « أخبار أصبهان » 1 / 170 ، وفي «الجرح والتعديل » ١٢٤/٢ ، « والتهذيب » ١٥٧/١ ، وفي « التقريب » ص 23 ، وفيه : صدوق من الخامسة
2- في أ _ ه_ : « القمر » وهو تصحيف ، والصواب ما في الأصل ، وكذا في « أخبار أصبهان » ١ / ١٧٠ ، وتقدم قريباً
3- سورة هود - آية ٦
4- ذكر ابن كثير في «تفسيره » ٤٣٦/٢ عن مجاهد : مستقرِّها في الرحم، ومستودعها في الصلب ، وقال : كذا رُوِيَ عن ابن عباس ، والضحاك ، وجماعة . وهكذا ذكر القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن » ٨/٩
5- في النسختين : بالواوبدل « عن » والتصحيح من « التهذيب » 3/ 18 ، حيث صرح بالحديث المذكور في طواف القارن . تراجم الرواة : سلم بن عصام بن سلم أبو أمية : تقدم في ت 19 ح ٣٤ ، وكان شيخاً صدوقاً . بشر بن آدم : تقدم في ت ١٩ ح ٣٤ . عبد الله بن رجاء : هو الغُداني - بضم الغين المعجمة وفتح الدال - المدني . قال أبو حاتم : ثقة ، رضي . وقال ابن حجر : صدوق ، يهم قليلاً . مات سنة ٢٢٠ه_ . انظر « الجرح والتعديل» ٥٥/٥ ، « والتقريب » ص 173. إسرائيل : هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي . تقدم في ت 2 ح 3 . ثقة . حماد بن عبد الرَّحمن الأنصاري الكوفي ، روى عن إبراهيم بن محمد ، وعنه إسرائيل بن يونس ، ذكره ابن حبان في « الثقات » . وقال ابن حجر : « مقبول » . انظر « التهذيب » ١٨/٣ ، «والتقريب » ص 82 . إبراهيم : هو المترجم له . وأبوه : محمد بن الحنفية المدني أبو القاسم ، ثقة ، عالم . مات بعد الثمانين . « التقريب » ص 312 . مرتبة الإسناد : في إسناده حماد : ضعفه الأزدي ، وقال ابن حجر : « مقبول» حيث يتابع . تخریجه : فقد أخرجه النسائي في مسند علي » كما في « نصب الراية » ١١٠/٣ من طريق حماد بن عبد الرحمن به مثله ، وله متابع رواه الدارقطني في «سننه » ٢٦٣/٢ بطرق ضعفها جميعاً ، وذكر الزيلعي له شواهد لا يخلو أسانيدها من الضعف . انظر « نصب الراية » إن شئت التفصيل . نعم ، قد صح عن علي وابن مسعود موقوفاً . انظر « الجوهر النقي » ١٠٨/٥ بذيل « السنن الكبرى» للبيهقي . تراجم الرواة : سلم : هو ابن عصام ، تقدم في السند قبله . ابن أخي هلال : لم أعرفه . أبو نعيم : هو فضل بن دكين الملائي ، تقدم في ترجمة ١ . ياسين العجلي : هو ابن شيبان الكوفي ، قال ابن حبان : منكر الحديث مع قلة روايته ، وقال ابن حجر : لا بأس به ، انظر «المجروحين » ٣٥٩/٤ ، « والتقريب » ص 373 . إبراهيم وأبوه : تقدما في السند قبله . مرتبة الإسناد : في إسناده من لم أعرفه . تخريج الحديث وحكمه : أخرجه البخاري في « التاريخ الكبير » ٣١٧/١١ عن أبي نعيم ب_ه مثله ، وقال : في إسناده نظر ، وأحمد في «مسنده » ٨٤/١ من طريق أبي نعيم به مثله ، وابن ماجه في « سننه » ٢ / ١٣٦٧ من طريق أبي داود الحضري عن ياسين ، ومنه به مثله . وكذا أبو نعيم في « أخبار أصبَهان » 170/1 من طريق أبي نعيم به مع زيادة في آخره ، وتابع ياسين عن إبراهيم عنده سالم بن أبي حفصة ، وأورده الذهبي في «الميزان » ٣٥٩/٤ من طريق أبي نعيم به نحوه ، وقال : « تابعه أبو داود الحفري عن «ياسين». وقال ابن يمان : رأيت سفيان يسأل ياسين عن هذا الحديث ، وقال ابن عدي : هو يعرف بهذا الحديث . قلت : إنه قد ورد حديث « أن المهدي من أهل البيت ، يواطيء اسمه اسمي » بسند صحيح في سنن أبي داود » ٣٧٣/٤ و ٤٧٤ و ٤٧٥ بألفاظ مختلفة ، «وسنن الترمذي » ٣٤٣/٣ عن عبد الله ، وقال الترمذي : وفي الباب عن علي ، وأبي سعيد ، وأم سلمة ، وأبي هريرة ، وهذا - أي حديث عبد الله - حديث حسن صحيح ، وكذا رواه عنه بطريق آخر ، وحكم عليه بالصحة ، « ومسند أحمد » ١/ ٩٩ و ٣٧٦ و ٣٧٧ و ٤٤٨ و ١٧/٣ و ٣٦ عن عبد الله ، وأبي سعيد الخدري

محمد بن الحنفية، قال: طفت مع أبي محمد، و قد جمع بين الحج و العمرة، و طاف لهما طوافين، و سعى لهما سعيين، و حدثني أن عليا فعل ذلك، و حدّثه عليّ أنّ النبيّ- صلى الله عليه و سلم- فعل ذلك.

(59) و حدثنا سلم، قال: ثنا ابن أخي هلال، قال: ثنا أبو نعيم،

ص: 379

قال: ثنا ياسين العجلي، عن إبراهيم، عن أبيه، عن علي، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-: «المهدي منا أهل البيت».

ص: 380

47 3/ 7 فق نافع بن أبي نعيم القاري:

47 3/ 7 فق نافع بن أبي نعيم القاري (1) :

و هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المقرى ء والي أهل المدينة.

حدثنا أبو العباس الهروي، قال: ثنا أبو حاتم، قال: ثنا الأصمعي، قال: قال نافع ابن أبي نعيم: أصلي من أصبهان (2).

سمعت علي بن سراج(3) يقول: نافع بن أبي نعيم يكنى أبا رويم(4) .

ص: 381


1- له ترجمة في « التاريخ الكبير » 87/8 ، وفي « الجرح والتعديل » ٤٥٦/٨ وفي « المشاهير » لابن حبان ص ١٤١ ، وفي « أخبار أصبهان » ٣٢٦/٢ - ٣٢٧ ، وفي « وفيات الأعيان » لابن خلكان ١٥١/٢ ، وفي « الميزان » ٢٤٢/٤ ، وفي «غاية النهاية » ٢ / ٣٣٠ - ٣٣٤ ، وفي «التهذيب » ١٠ / ٤٠٧ ، « والتقريب » ص ٣٥٥ ، وفيه : صدوق ، ثبت في القراءة ، مات سنة ١٦٩ه_ . تراجم الرواة : أبو العباس الهروي : هو محمد بن أحمد بن سليمان ، قال أبو نعيم : « فقيه ، محدث ، كثير المصنفات ، كتب عنه عامة شيوخنا . انظر «أخبار أصبهان » 219/2 ، وكذا ترجم له المؤلف في « الطبقات » ٣/٢١٩ . أبو حاتم : هو محمد بن إدريس الرازي ، سيأتي بترجمة 290 . الأصمعي : هو عبدالملك بن قريب - بضم القاف - أبو سعيد الباهلي البصري ، صدوق ، سُنّي . مات سنة ٢١٦ه_ ، وقد قارب التسعين ، انظر « التهذيب » ٤١٥/٦ ، « والتقريب » ص 220
2- كذا في « أخبار أصبهان » 2 / 327 ، والتهذيب » ٤07/10 ، وفي «غاية النهاية » ٢ / ٣٣٠ ، وفيه : ثقة صالح ، أصله من أصبهان
3- علي بن سراج : هو الحافظ الإمام أبو الحسن الحرشي مولاهم البصري . قال الخطيب : كان عارفاً بأيام الناس حافظاً ، توفي سنة ٣٠٨ه_ . انظر « تاریخ بغداد » ٤٣١/١١
4- وقيل : يكنى أبا عبد الرحمن ويقال : أبو نعيم ، وأبو الحسن ، وأبو عبد الله ، وقد ينسب إلى جده ، كذا في « غاية النهاية » ٢ / ٣٣٠ ، « والتهذيب » ٤٠٧/١٠. تراجم الرواة : عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي : راوي كتاب « الطبقات » عن خليفه . تقدم في ت ٤ . شباب : هو خليفة بن خياط العصفري ، تقدم في ترجمة ٣

حدثنا عمر بن أحمد، قال: ثنا شبّاب، قال: و من الطبقة السابعة نافع ابن أبي نعيم بن عبد الرحمن(1) .

و حدثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى، قال: ثنا أبو غسان، قال: ثنا الأصمعي، قال: قال نافع بن أبي نعيم مقرى ء أهل المدينة: أصلي من أصبهان، و قال ابن أبي الزّناد: أصلي من همذان.

(60) حدثنا محمد بن زكريا، قال: ثنا القعنبيّ، قال: ثنا نافع بن عبد

ص: 382


1- انظر « الطبقات » له ص 273 . أبو غسان هو أحمد بن إسحاق ، من ولد خالد بن فرز . كذا في « أخبار أصبهان » ٣٢٧/٢ . الأصمعي : تقدم في السند قبله . ابن أبي الزناد : هو عبد الرحمن بن أبي الزناد بن عبد الله ، هو أثبت الناس في هشام بن عروة . توفي سنة ١٧٤ه_ . انظر « الكاشف » ٢ / ١٦٤ ، « والتهذيب » ٦ / ١٧٠ . تراجم الرواة : محمد بن زكريا بن عبد الله أبو جعفر القرشي ، صاحب أصول جياد صحاح، سمع البصريين ، انظر « أخبار أصبهان » ٢ / ٢١٦ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات » في ٢/٢٠٢ من أ-ه_. القعنبي هو عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، ثقة حجة ، من رجال الصحيحين ، توفي سنة 220 ه_ . انظر « الكاشف » 2 / 131 ، « والتهذيب » ٣١/٦ - ٣٢ . نافع : هو المُتَرْجَم له . تراجم الرواة : نافع هو أبو عبد الله المدني ، مولى ابن عمر ، ثقة ، ثبت ، فقيه ، مشهور . مات سنة سبع عشرة ومائة ، أو بعد ذلك . قال البخاري : مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر أصح الأسانيد . انظر «التقريب » ص ٣٥٥ ، « والخلاصة » للخزرجي ص ٤٠٠ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده من لم أعرفه . فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 327/2 به مثله ، وابن سعد في « الطبقات » 2/٣٣٥ من طريق نافع بن أبي نعيم به مثله ، وكذا أحمد في «مسنده » ٥٣/٢ ، والترمذي في « سننه » ٥ / ٢٨٠ من طريق خارجة الأنصاري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، مثله ، وقال : حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقال أيضاً : وفي الباب عن الفضل بن العباس ، وأبي ذر وأبي هريرة ، وبه أحمد في ٩٥/١ ، وله شاهد من حديث أبي ذر بنحوه ، أخرجه أبو داود في «سننه» ٣٦٥/٣ الخراج والإمارة ، وابن ماجه في « سننه » - المقدمة ٤٠/١ ، وابن سعد في المصدر السابق ، وأحمد في «مسنده » ٤٥/٥ وأحمد في «مسنده » ١٤٥/٥ - ١٦٥ ، والحاكم في «المستدرك » 87/3 ، وصَحُحه ، وقال الذهبي : إنّه على شرط مسلم ، ومن حديث عائشة ، وأيوب بن موسى عند ابن سعد في نفس المصدر مع زيادة في آخر الثاني ، ومن حديث أبي هريرة عند أحمد في ٤٠١/٢ ، والبزار ، والطبراني في «الأوسط » كما في « المجمع » ٦٦/٩- ٦٧ ، وقال الهيثمي : رجال البزار رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم ، وهو ثقة . ومن حديث عمر بن الخطاب عند الطبراني في « الأوسط » ، وقال الهيثمي : فيه علي بن سعيد المقرىء العكاوي ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح. ومن حديث عائشة عند ابن سعد في المصدر السابق ، وعند الطبراني كما في « المجمع » ٦٧/٩ ، وقال الهيثمي : فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وهو لين الحديث. ومن حديث بلال ، ومعاوية بن أبي سفيان عنده أيضاً بأسانيد لا تخلو من الضعف

الرحمن، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي- صلى الله عليه و سلم- قال: «إنّ اللّه جعل الحق على لسان عمر و قلبه».

ص: 383

48 3/ 8 بشر بن الحسين الأصبهاني :

48 3/ 8 بشر بن الحسين الأصبهاني (1):

يحدث عن الزبير بن عدي، توفي بعد المائتين من أهل المدينة (2)،

و ذكر أنّه جاء إلى أبي داود(3) ، فقال له: حدثني الزبير بن عدي، فقال له: كذبت.

و كتب عنه يحيى بن أبي بكير- و هو مارّ إلى الرّي، فكتب عنه و لم يعرفه.

حدثنا ابن الجارود، و محمد بن أحمد الزهري، قالا: ثنا يونس، قال:

ص: 384


1- له ترجمة في « التاريخ الكبير » 71/2 ، وقال البخاري : فيه نظر . وفي «الجرح والتعديل » ٣٥٥/٢ ، وفي « المجروحين » 1 / 190 ، وفي « أخبار أصبهان » ٢٣٢/١ ، وفي « الميزان » ١ / ٣١٥ - ٣١٦ ، وفيه قال ابن عدي : « الزبير بن عدي ثقة ، وبشر ضعيف ، أحاديثه س_وى نسخة حجاج عنه مستقيمة » ، وفي « لسان الميزان » 21/2 - 22 ، وفيه قال الدارقطني : «متروك »
2- أي مدينة أصفهان
3- أبو داود : هو الطيالسي صاحب السند ، صرح به في «اللسان » 22/1 ، وذكر هذا النص ، وكذا هُو في « أخبار أصبَهان » ٢٣٢/١ . تراجم الرواة : ابن الجارود : هو محمد بن علي بن الجارود أبو بكر ، كثير الحديث ، صاحب أصول، ثقة . توفي سنة ٣٢٥ه_ . انظر «أخبار أصبَهان » ٢٤٩/٢ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات » ٣/٢٤٧ . محمد بن أحمد بن يزيد الزهري أبو عبد الله الأصبهاني ، كثير الحديث والمصنفات ، قاله أبو نعيم ، وقال أبو الشيخ : لم يكن بالقوي في حديثه . انظر « أخبار أصبهان » ٢ / ٢٥٠ ، «والطبقات » ٣/٢٤١ . يونس : هو ابن حبيب بن عبد القاهر ، سيأتي بترجمة ٢٤٩ ، وهو ثقة . وأبو داود : هو الطيالسي هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة ٩٣

قيل لأبي داود: إنّ بشر بن الحسين يروي عن الزبير بن عدي، عن أنس أحاديث، فقال: كذب ما نعرف للزبير بن عدي، عن أنس إلّا حديثا واحداً(1) و مما رواه و حدّث عنه ... (2) .

(61) حدثنا محمد بن العباس بن أيّوب، و محمد بن يحيى بن منده، قالا: ثنا الحجّاج بن يوسف، قال: ثنا بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن المعرور بن سويد، عن عمر قال: قال النبي- صلى الله عليه و سلم-:

«الذهب بالذهب، و الفضة بالفضة و البّر بالبّر، و الشعير بالشعير، و التمر

ص: 385


1- كذا في «الميزان » ١ / ٣١٥ ، « والتهذيب » 317/3 ، « واللسان » 22/2
2- هنا كلمة لم يتبين لي قراءتها ، فلعلها «ما » . تراجم الرواة : محمد بن العباس : تقدم في ت 3 ح 2 ، وهو إمام حافظ ، محدث فقيه. محمد بن يحيى بن منده : تقدم أيضاً في ت ١٠ . ثقة حافظ . الحجاج بن يوسف بن قتيبة : سيأتي بترجمة ١٥٧ ، لا يعرف حاله. بشر : هو المُتَرجَم له . الزبير بن عدي : هو الهمداني اليامي ، أبو عدي الكوفي . ثقة ، توفي بالري سنة ١٣١ه_ . انظر « التهذيب » 317/3 . معرور بن سويد الأسدي أبو أمية الكوفي ، تابعي ، ثقة ، روى عن عمر . عاش مائة وعشرين سنة . انظر « التهذيب » ١٠ / ٣٣٠ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده بشر ، وهو ضعيف ، بل قال الدارقطني : متروك كما تقدم . وأيضاً حجاج ، لا يعرف حاله ، ولكن الحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه » ٥/281 و 283 مع الفتح ط - ح في أبواب : باب بيع التمر بالتمر ، وباب بيع الشعير بالشعير عن ابن عمر ، وفي باب بيع الذهب بالذهب ، وباب بيع الفضة بالفضة ، عن أبي بكرة مرفوعاً مع اختصار ، ومسلم في ومسلم في «صحيحه» 13/11 مع النووي ، عن عبادة بن الصامت ، وأبي سعيد ، وأبي هريرة بطرق نحوه ، وأخرجه أبو داود في «سننه» ٦٤٣/٣ و ٦٤٤ عن عمر بن الخطاب وعبادة ، وكذا النسائي في « سننه » ٢٣/٧ و ٢٧٤ و ٥ ٢٧ و ٢٧٧ ، عنهما ، وعن أبي سعيد الخدري، والترمذي في «سننه » ٢ / ٣٥٤ - ٣٥٥ عن عبادة وقال حسن صحيح ، وابن ماجه في«سننه » 7٥٧/٢ - 758 والدارمي في «سننه » 2/ 259 ، وأحمد في «مسنده » ( ٣١٤/٥ و 320 ) عن عبادة

بالتمر، و الملح بالملح، من زاد أو ازداد، فقد أربى».

(62) حدثنا محمد بن علي الجارود، قال: ثنا محمد بن عامر، عن أبيه، عن بشر بن الحسين، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم: «إنّ لصاحب الحقّ يداً(1) و لسانا».

ص: 386


1- في الأصل : بدون الألف ، والتصحيح من مقتضى القواعد ، ومن أ _ ه_ . تراجم الرواة : محمد بن علي بن الجارود : تقدم في ت ٤٨ . ثقة . محمد بن عامر بن إبراهيم : سيأتي بترجمة ١٩٦ ، كان صاحب فنون العلم . وأبوه : عامر بن إبراهيم بن واقد . سيأتي بترجمة ١٠٣ ، وهو ثقة . بشر بن الحسين : هو المُتَرْجَم له ، ضعيف . عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى ابن عمر ، صدوق ، يخطىء من السابعة . انظر «التقريب » ص ٢٠٤ . هشام بن عروة : تقدم في ت 2 . ثقة ، فقيه ، ربما دَلَّس . عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو عبد الله المدني : ثقة ، فقيه ، مشهور . مات سنة ٩٤ه_ على الصحيح . انظر « التقريب » ص 238 . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : إسناده ضعيف ، والمتن غريب بهذا اللفظ . لم أعثر من خرجه بهذا اللفظ ، والمشهور في لفظ هذا الحديث . « إن لصاحب الحق مقالاً » . وهذا هو الصحيح الثابت ، فقد أخرجه أحمد والبزار في «مسنديهما» عن عائشة مرفوعاً ، كما في « المجمع » ١٣٩/٤ و ١٤٠ و١٤١ ، وقال « الهيثمي : إسناد أحمد صحيح ، والحديث متفق عليه من رواية أبي هريرة ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه » ٣٨٩/٥ مع «الفتح» ، الوكالة ، وفي الاستقراض ٤٥٩/٥ ، ومسلم في «صحيحه» ١١ / ٣٨ - المساقاة ، بنحو لفظ البخاري ، والترمذي أيضاً في «سنه » 2 / 389 - 390 ، وقال : يح ، وابن ماجه في « سننه » 810/1 عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً ، حسن صحيح والطيالسي في «مسنده » ٢٧٢/١ بترتيب الساعاتي 272/1 ، وأحمد في وأحمد في «مسنده » ٢/ ٤١٦ و٤٥٦ كلاهما عن أبي هريرة مرفوعاً ، ورواه الطبراني في « الكبير» . و الصغير » كما في « المجمع » ١٤١/٤ ، وقال الهيثمي : « رجاله رجال الصحيح »
49 3/ 9 جعفر بن ناجية الأصبهاني:

49 3/ 9 جعفر بن ناجية الأصبهاني (1) :

كان منزله بشميكان(2) ، حدث عن عطاء بن أبي رباح.

حدثنا الحسن بن إبراهيم بن بشّار، قال: ثنا أبو أيّوب الشاذكوني، قال: ثنا النّعمان بن عبد السلام، قال: ثنا جعفر بن ناجية، قال: سألت عطاء بن أبي رباح عن أشياء من معاشنا بأصبهان، فجعل يقول: مكروه، فقلت: يا أبا محمد: كيف السبيل إلى ذاك؟ فقال: أكل الحجارة خير من علاج جهنّم(3) .

ص: 387


1- له ترجمة في « الجرح والتعديل » ٤91/2 ، وفي « أخبار أصبهان » ٢٤٢/١
2- شيمكان - بالفتح ، ثم الكسر ، وبعد الياء كاف ، وآخره نون - : محلة بأصبَهان . انظر « معجم البلدان» ٣٦٦/٣ . تراجم الرواة : الحسن بن إبراهيم بن بشار : هو الفابزاني مولى قريش أبو علي . توفي سنة إحدى وثلاثمائة ، انظر « أخبار أصبهان » ١ / ٢٦١ . أبو أيوب : هو سليمان بن داود بن بشر الشاذكوني ، سيأتي بترجمة ١٢٥ ، ضعفوه . النعمان بن عبد السلام : سيأتي بترجمة 81 . من ثقات أهل الحديث. عطاء بن أبي رباح - بفتح الراء والموحدة - أسلم القرشي ، مولاهم المكي . ثقة ، فقيه ، فاضل ، لكنه كثير الإرسال . مات سنة ١١٤ه_ . انظر « التقريب » ص 239
3- كذا فى « أخبار أصبهان » ٢٤٢/١
50 3/ 10 عامر بن ناجية :

50 3/ 10 عامر بن ناجية (1):

حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان، قال: ثنا محمد بن عامر، قال: ثنا أبو سفيان، قال: ثنا عامر بن ناجية الأصبهاني، قال: كنت آتي مالك بن مغول، فأقول عنده:

اللّهم إنّي أسألك تمام نعمتك، فقال: قل: و المزيد من فضلك(2) .

ص: 388


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » ٢ / ٣٥ . تراجم الرواة : أحمد بن عبد الله أبو العباس : حدث عن محمد بن عامر . توفي سنة عشرين وثلاثمائة : انظر «أخبار أصبهان » ١ / ١٣٥ ، وكذا ترجم له المؤلف في « الطبقات » ٣/٢٩١. محمد بن عامر : سيأتي بترجمة رقم ١٩٦ . أبو سفيان : هو صالح بن مهران ، سيأتي بترجمة ١٥٥ . مالك بن مغول : هو ابن عاصم . ثقة ، توفي سنة ١٥٩ . انظر التهذيب ٢٢/١٠
2- من طريقه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢/ ٣٥
51 3/ 11 د- تم- س- ق- محمد بن أبي يحيى الأسلمي:

51 3/ 11 د- تم- س- ق- محمد بن أبي يحيى الأسلمي (1) :

نزيل المدينة، توفي سنة ست و أربعين و مائة، و اسم أبي يحيى سمعان.

روى عن أبيه، عن أبي سعيد، و روى(2) محمد، عن عبد الله بن الزبير، و عكرمة، و هو أبو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى.

و حكى الحسين بن حفص، عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، قال: نحن من رستاق الشيخ(3) «براءان»، و قد حدّث بغير حديث لم يروه غيره. منها:

(63) ما أخبرنا عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي، قال: ثنا أبو بلال الأشعري، قال: ثنا يحيى بن العلاء، عن محمد بن أبي يحيى، عن عكرمة،

ص: 389


1- له ترجمة في « طبقات خليفة » ص 271 ، وفي « أخبار أصبهان » ١٦٨/٢ ، وفي « الميزان » ٤ / ٦٦ ، وفيه مدني ثقة ، وفي « التهذيب » ٥٢٢/٩
2- في أ-ه_ : بزيادة « عن » بعد « روى » ، والصواب بدونها كما في الأصل . تراجم الرواة : الحسين بن حفص : سيأتي بترجمة رقم ٩٥ . إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى : سيأتي بترجمة رقم ٥٣ ، وهو متروك
3- محلة تابعة لأصبهان قريبة منها . جاء عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » ١٦٨/٢ من رستاق بُراء ان ، وقد تقدم تحديده. تراجم الرواة : عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي : لم أعثر له على ترجمة . أبو بلال الأشعري : هو الكوفي . قيل : اسمه مرداس ، وقيل : محمد ، وقيل : عبد الله من نسل أبي موسى الأشعري ، ضَعَّفَه الدارقطني ، يقال : توفي سنة ٢٢٢ه_ . انظر « الميزان » ٥٠٧/٤ ، و «المغني في الضعفاء » ٧٧٥/2 ، كلاهما للذهبي

عن ابن عباس، قال: رأيته اتّزر، فأرسل إزاره من مقدّمه حتّى مسّت ظهر قدميه(1) ، و يلقيه من خلفه، فقلت له: تأتزر هكذا، فقال: هكذا رأيت رسول الله- صلى الله عليه و سلم-.

(64) أخبرنا أبو يعلى قال: ثنا أبو صالح محمد بن يحيى بن سعيد القطان، قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بإسناده مثله، قال: و ربما رفعه، و ربما لم يرفعه.

ص: 390


1- في « أخبار أصبهان » 2 / 170 : ( وساقيه ). بقية الرواة : يحيى بن العلاء : هو أبو سلمة البجلي ، ويقال : أبو عمرو الرازي ، قال أحمد : كذّاب یضع الحديث . وقال الفلاس ، والنسائي ، والدراقطني : متروك الحديث . انظر « الضعفاء والمتروكين » للنسائي ص ٣٠٦ مع « التاريخ الصغير » ، « والتهذيب » ٢٦١/١١ . محمد بن أبي يحيى : هو المترجم له ، صدوق . عكرمة : هو مولى ابن عباس . تقدم في ت ٤٥ ح ٥٧ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده يحيى ، وهو متروك الحديث ، فهو ضعيف جداً من هذا الطريق ، ولكن له طريق صحيح غير هذا كما سنذكره قريباً . فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢/ ١٦٩ به مثله ، وأبو داود في «سننه » ٣٥٤/٤ ، اللباس ، باب في قدر موضع الإزار من طريق مسدد عن يحيى بن سعيد القطان ، عن محمد بن أبي يحيى ، ومنه به نحوه ، وكذا رواه محمد بن معاوية الزعفراني ، عن محمد بن أبي يحيى فهذا السند صحيح . وكذا سند الثاني للمؤلف من طريق أبي يعلى صحيح . رجاله ثقات وسيأتي . تراجم الرواة : أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، صاحب ( المسند الكبير » . تقدم في ت ٣ – ح٥ . أبو صالح يحيى بن سعيد القطان : ثقة . توفي سنة ٢٣٣ه_ ، انظر « التهذيب » ٢١٦/١١ . يحيى بن سعيد القطان البصري: تقدم في ت 22 ، وهو إمام ، ثقة ، متقن . محمد : هو ابن أبي يحيى المُترجم له . مرتبة الإسناد : رجاله ثقات ، وقد تقدم تخريجه في حديث رقم ٦٣ . تراجم الرواة : زهير بن حرب أبو خيثمة النسائي الحافظ ، هو أثبت من أبي بكر بن أبي شيبة ، قاله يعقوب ابن شيبة ، وهو من رجال الصحيح ، توفي سنة ٢٣٤ه_ عن أربع وسبعين سنة . انظر « الكاشف » ٣٢٦/١ . ابن أبي يحيى : هو محمد ، وأبوه : هو سمعان الأسلمي ، مولاهم المدني لا بأس به . انظر «التقريب » ص 137 . أبو سعيد : هو سعد بن مالك الخدري ، صحابي مشهور . مات في حدود نيف وستين ، وقيل : سبعين . انظر « التقريب » ص 119

(65) و أخبرنا أبو يعلى، قال: ثنا زهير بن حرب، قال: يحيى بن سعيد، عن ابن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: لما كان يوم الحديبيّة، قال النبي- صلى الله عليه و سلم»-. «لا توقدنّ نار بليل»، فلما كان بعد ذلك، قال:

«أوقدوا و اصطنعوا، فإنه لن يدرك أحد بعدكم مدّكم و لا صاعكم»(1) .

حدثنا أبو يعلى، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: ثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن أبي يحيى، عن أمّه، قالت: دخلنا على سهل بن

ص: 391


1- مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : رجاله ثقات سوى محمد ، فإنه صدوق ، وأبوه ، وهو لا بأس به ، فقد أخرجه أحمد في «مسنده » ٢٦/٣ من طريق يحيى القطان ، عن محمد بن أبي يحيى بإسناده مثله ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ١٦٩/٢ بنحوه ، وإسنادهما حسن . وقال الهيثمي في «المجمع » ١٤٥/٦ بعد أن عزاه إلى أحمد : « ورجاله ثقات » . قلت : سوى محمد وأبيه . تراجم الرواة : إسحاق بن إبراهيم : هو المعروف بابن راهويه . ثقة ، حافظ ، توفي سنة ٢٣٨ . انظر « الكاشف » ١ / ١٠٦ ، و «التقريب » ص 27 . حاتم بن إسماعيل : هو أبو إسماعيل المدني الحارثي مولاهم ، ثقة ، توفي سنة ١٨٦ه_ . انظر « التهذيب » ٢ / ١٢٨ . أم يحيى : هي مبهمة في السند ، وجاء في طريق هشام بن عمار : عن أبيه بدل عن أمه، كما سيأتي في تخريج الحديث ، وهكذا في طريق لأبي يعلى ، والسند هو هو كما في « المقصد العلي من زوائد مسند أبي يعلى الموصلي» ٥١١، ويحتمل أن يرويه عن أمه ، وعن أبيه ، وعن أبيه عن أمه ، كما في رواية الشافعي . والله أعلم . ولكن في سنده إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، وهو متروك . والشافعي : هو محمد بن إدريس أبو عبد الله ، الإمام الفقيه ، ناصر الحديث . ثقة ، مات سنة ٢٠٤ ه_ انظر « الكاشف » ١٧/٣ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في سند أبي يعلى من لم يُسَمٌ ، وفي سند الشافعي إبراهيم بن محمد ، وهو متروك ، فقد أخرجه أبو يعلى في «مسنده » كما في «المقصد العلي من زوائد مسند أبي يعلى الموصلي » 51/1 به مثله ، غير أنه ، قال : عن أبيه بدل عن أمه ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 2/ ١٦٩ ، وقال : كذا حدثناه ... عن أمه ، ورواه هشام بن عمار فخالفه ، فقال : « عن أبيه » ، ثم ساقه من طريقه ، فقال : حدثناه سلیمان بن أحمد ، ثنا موسى بن سهل الجوني ، ثنا هشام ابن عمار ، ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، عن أبيه . فذكر الحديث . فالحديث ضعيف بهذه الأسانيد

سعد في نسوة، فقال: إنّي أسقيكم من بئر بضاعة، و قد سقيت النبي- صلى الله عليه و سلم- من مائها.

روى هذا الحديث الشافعي، عن إبراهيم بن محمد، عن أبيه، عن أمه، عن سهل.

ص: 392

52 3/ 12 د- ت أنيس بن أبي يحيى:

52 3/ 12 د- ت أنيس بن أبي يحيى (1):

أخو محمد بن أبي يحيى. توفي سنة ست و أربعين و مائة.

(66) روى إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، قال: ثني أبي(2) يحيى، قال: ثني عمي أنيس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: قال النبي- صلى الله عليه و سلم- في المسجد الذي أسّس على التقوى(3) .

و حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو همام الوليد بن شجاع، قال: ثنا

ص: 393


1- أنيس - بالتصغير - له ترجمة في « طبقات خليفة » ص 271 ، وفي « التاريخ الكبير »٤٢/٢٠ ، وفي «الجرح والتعديل » ٣٣٤/٢ لابن أبي حاتم ، وفي « أخبار أصبهان » ٢٢٩/١ ، وفي «الكاشف » ١ / ١٤١ ، وفيه : هو ثقة . مات سنة ١٤٦ه_ . وفي «التهذيب » 380/1 ، وفيه كنيته أبو يونس
2- هكذا في النسختين ، وهو غير واضح ، وهو غير واضح ، فلعل : «ثني أبي يحيى » زائد ، والعبارة هكذا : « روى إبراهيم ، قال : ثني عمي » والله أعلم
3- تمام الحديث « هو مسجدكم هذا » ( يعني مسجد المدينة ) . رواه أبو الشيخ تعليقاً ، ومن طريق إبراهيم ، وهو متروك كما سيأتي ترجمته برقم ٥٣ . والحديث صحيح بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه مسلم في «صحيحه » ١٦٨/٩ عن أبي سعيد مرفوعاً بنحوه ، والترمذي في سننه » 203/1 من طريق قتيبة ، عن حاتم بن إسماعيل عن أنيس بن أبي يحيى ، بإسناده نحوه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه في تفسير سورة التوبة من « سننه » ٣٤٤/٤ من غير هذا الوجه ، عن أبي سعيد مرفوعاً ، وقال : «حسن صحيح» وبهذا الطريق أخرجه النسائي في « سننه » ٢/ ٣٦ من غير طريق أنيس بن أبي يحيى ، وأخرجه أحمد في «مسنده » ٢3/3 و ٢٤ و ٨٩ و ٩١ و ٥ / ٣٣١ و ٣٣٥ من طريق أنيس وغيره ، وعن أبي بن كعب مرفوعاً بنحوه في ١١٦/٥ ، وأخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 229/1 من طريق أحمد ، عن أنيس بن أبي يحيى به . تراجم الرواة : محمد بن يحيى بن منده : تقدم في ترجمة 10 ، ثقة حافظ . أبو همام : هو الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني . قال ابن معين والنسائي : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : «صدوق لا يحتج به » توفي سنة ٢٤٣ه_ . انظر « التهذيب » ١٣٥/١١ ، وقال ابن حجر : « ثقة » . انظر « التقريب ، ص 370 . يحيى : هو ابن سعيد القطان . تقدم في ت ٢٢ . أنيس : هو المُتَرجَم له . أبوه : هو سمعان الأسلمي . تقدم في ت ٥١ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : إسناده لا بأس به ، فقد أخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه » 309/3 عن حاتم بن إسماعيل ، عن أنيس بن أبي يحيى ، عن أبيه بلفظ : «رأيت ابن عمر ورجلاً آخر يجلسان قبل أن توضع الجنازة»

يحيى القطان، عن أنيس بن أبي يحيى، عن أبيه، قال: رأيت ابن عمر و أصحاب النبي- صلى الله عليه و سلم- يجلسون قبل أن توضع الجنازة عن أعناق الرجال.

ص: 394

53 3/ 13 ق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى:

3/ 13 ق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى (1):

أبو إسحاق حدث عنه ابن جريج، يقول مرة: ذا الأسلمي، و مرة: ابن أبي يحيى، و مرة: إبراهيم.

حدثنا عبدان، قال: ثنا ابن أبي عاصم، عن ابن كاسب، قال: اجتمع جفينة، و فلان، و فلان، فقالوا: تعالوا حتى نضع لإبراهيم ابن أبي يحيى حديثا، فقالوا: اتق الله. لا تكن(2) مسندا عن رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فقالوا: إسماعيل بن أبي حكيم، عن عمر بن عبد العزيز: «السبق للناظر حتى يحرزه المنظور»، فجئنا إليه، فقلنا له تحفظ حدثني(3) ، فقال: ثنا إسماعيل بن حكيم، عن عمر بن عبد العزيز، ثنا ابن صُبَيح(4) ، قال: ثنا إسماعيل بن يزيد القطان، قال: سمعت الحسين بن حفص، يقول سمعت إبراهيم بن أبي يحيى، يقول: أنا من رستاق الشيخ. أنا من براءان(5) .

ص: 395


1- له ترجمة في «التاريخ الكبير » 323/1 ، وفي « الجرح والتعديل » ٢ / ١٢٥ - ١٢٦ ، وذكر بأسانيده أقوالاً في كذبه وتركه ، وفي « المجروحين » ١ / ١٠٥ لابن حبان ، وفي « أخبار أصبهان » 1 / 21711 ، وفي « الميزان » ٥٧/١ ، وفيه : أحد العلماء الضعفاء ، وفي « تذكرة الحفاظ » ٢٤٦/١ ، وفي « ديوان الضعفاء والمتروكين » ص 12 ، وفي « المغني في الضعفاء » 23/1 ، وفيه تركه جماعة، وضعفه آخرون للرفض والقدر ، وفي «التهذيب » ١٥٨/١ ، وفي « التقريب » ص 23 ، وفيه : متروك . وفي «الأعلام » للزركلي ٥٥/١
2- في الأصل : « لا تكون » ، والتصحيح من مقتضى القواعد ، وما ذكرته هو الأظهر
3- كذا في الأصل
4- تقدم في ت ٥١
5- تقدم تحديدها في المقدمة

أنا إسحاق بن أحمد، قال: حدثني إسحاق بن عاصم، قال: ثنا أبو عمر القرمطي(1) ، قال: ثنا الأسدي، قال: سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يملي على رجل غريب، فأملى عليه لأبي الحويرث(2) عن نافع بن جبير ثلاثين حديثا فجاء بها من الحسن شي ء عجب، فقال ابن أبي يحيى للغريب: هذه ثلاثون حديثا قد حدثتك بها، و لو ذهبت إلى ذاك الحمار- يعني مالكًا(3) - فحدثك بثلاثة، لفرحت بها(4) .

أنا إسحاق بن أحمد الفارسي، قال: سمعت البخاري يقول: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى كذاب، و هو أخو سحبل، و سحبل صدوق، و محمد و عبد الله و أنيس بن أبي يحيى، و هم أهل بيت علم.

ثنا عبدان(5) ، قال: ثنا الجراح بن مخلد، يقول سمعت سالم بن قتيبة يقول عن مالك بن أنس. قال: إبراهيم بن أبي يحيى كذّاب(6) .

ص: 396


1- هو محمد بن عبد الرحمن القرمطي . انظر « الميزان » ١ / ٦٠
2- هو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري الزرقي أبو الحويرث المدني . صدوق ، سيء الحفظ ، ورُمِيَ بالإرجاء ، توفي سنة 130 ه_ « التهذيب » ٢٧٢/٦ ، «والتقريب » ص 210
3- هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة . ثقة ، من أئمة المحدثين . توفي سنة ١٧٩ه_ . انظر ترجمته في «التهذيب » ١٠ / ٥ – ٩
4- الذهبي في «الميزان » ٦٠/١ من طريق أحمد بن علي الآبار ، عن أبي عمرو القرمطي بإسناده مثله
5- هو عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي : ثقة ، تقدم في ترجمة ٩
6- وورد عن يحيى بن معين أنه قال : كذاب ، وقال مرة : أشهد على إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أنه يكذب . انظر « المجروحين » لابن حبان ١ / ١٠٥ ، « والميزان » للذهبي ٥٧/١ ، وأيضاً في «المجروحين » أن مالكاً وابن المبارك كانا ينهيان عنه

الطبقة الرابعة

54 4/ 1 خت د- ت- ق- مبارك بن فضالة:

4 4/ 1 خت د- ت- ق- مبارك بن فضالة (1) :

ابن أبي أمية بن كنانة، مولى عمر بن الخطاب، و كان جدّه مكاتبا لعمر، و اسمه عبد الرحمن، يكنى أبا فضالة. مات سنة أربع و ستين و مائة (2).

قدم أصبهان على أيوب(3) بن زياد، و كان واليا عليها من قبل أبي جعفر(4) المنصور خمس سنين، و روى عنه من أهل أصبهان: النعمان بن عبد السلام، و عصام بن يزيد جبر، و غالب بن فرقد، و شعبة بن عمران، و عامر بن إبراهيم، و إبراهيم بن أيوب.

ص: 397


1- له ترجمة في « الطبقات » لابن سعد 277/7 ، « والطبقات » لخليفة ص 222 ، « وتاريخ خليفة » ص ٤٣٨ ، « والتاريخ الكبير » ٧ / ٤٢٦ ، « والجرح والتعديل » 338/8 ، « والمراسيل » ص 223 لابن أبي حاتم ، « ومشاهير علماء الأمصار » ص ١٥٨ ، وفي « أخبار أصبهان » 2 / 318 ، وفي «تاريخ بغداد » ٢11/13 - ٢١٦ ، وفي « تذكرة الحفاظ » ١ / ٢٠٠ - ٢٠١ ، وفي «البداية » ١٤٧/١٠ لابن كثير ، وفي «التهذيب » 28/10 - 31 ، وفي « الخلاصة » ٣٦٨ ، وفيه قال أبو زرعة : ثقة إذا قال : حدثنا، وقال أبو داود : ثبت إذا قال : حدثنا ، وقال أحمد : ما روى عن الحسن يحتج
2- انظر « طبقات خليفة » ص 222 ، « وأخبار أصبهان » 2 / 318 ، « والبداية » لابن كثير ١٤٧/١٠
3- أيوب بن زياد الأصبهاني : تقدم في بداية المقدمة
4- هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله . وَليَ بعد أخيه أبي العباس ، وكانت ولايته ٢٢ سنة غير يوم ، وتوفي سنة ١٥٨ه_ . انظر كتاب « الثقات » لابن حبان ٢ / ٣٢٤

(67) حدثنا عبد الرحمن بن الحسن، قال: ثنا الحسين(1) بن الحسين المُكتِب، قال: ثنا إبراهيم بن أيوب، قال: ثنا مبارك بن فضالة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-: «كلّكم راع و كلّكم مسؤول عن رعيّته».

و حدثنا إسحاق بن محمد بن حكيم، قال: ثنا إبراهيم بن هاني، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا مبارك بن فضالة- و كان من العابدين، و توفي سنة أربع و ستين(2) .

ص: 398


1- في الأصل : ( الحسن ) ، والتصويب من « أخبار أصبَهان » 318/2 ، وكذا ترجم له المؤلف في « الطبقات » ٢٩٤/٣. تراجم الرواة : عبد الرحمن بن الحسن بن موسى أبو محمد الضراب : من كبار المحدثين وثقاتهم ، كتب الكثير . توفي سنة سبع وثلاثمائة . انظر « أخبار أصبهان » ٢ / ١١٤ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات » ٣/٢٤٠ . الحسين بن الحسن بن مهران الخياط المكتب ، وكان صاحب غرائب . توفي سنة ثلاث أو أربع وخمسين ومائتين ، انظر المصدرين السابقين ٢٧٨/١ و ٣/٢٩٤ . إبراهيم بن أيوب : هو الفرساني ، سيأتي بترجمة رقم 97 . مبارك : هو المترجم له. ونافع : تقدم في ت ٤٧ ح ٦٠ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده من لم أعرفه ، ومبارك مُدَلّس ، وقد عَنْعَنَ . والحديث متفق عليه بغي_ر ه_ذا الإسناد ، فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 318/2 به مثله ، والبخاري في صحیحه 31/3 - 32 ، في الجمعة ، وفي الاستقراض ٤٦٦/٥ ، وفي العتق ١٠٧/٦ ، وفي الوصايا ٣٠٨/٦ ، وفي النكاح باب قوا أنفسكم، وفي باب المرأة راعية ، وفي الأحكام في الباب الأول مع «الفتح» من طريق نافع عن ابن عمر مرفوعاً . ومسلم في »صحيحه»٢١٣/١٢ مع النووي في الإمارة ، وأبو داود في «سننه » ٣٤٢/٣ من طريق عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، والترمذي في «سننه » ٣ / ١٢٤ من طريق قتيبة ، عن الليث ، عن نافع به ، وقال : وفي الباب عن أبي هريرة ، وأنس ، وأبي موسى ، قال : حديث ابن عمر حدیث حسن صحيح . وانظر « مجمع الزوائد » ٢٠٧/٥
2- ومائة . تراجم الرواة : إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم أبو الحسن : شيخ ثبت صدوق ، عارف بالحديث . توفي سنة ٣١٢ه_ . وانظر « أخبار أصبهان » 1 / 219 ، وترجم له المؤلف . انظر ٣/٢٦٠. إبراهيم بن هانىء : قال ابن عدي : مجهول ، يأتي بالبواطيل ، انظر « الميزان » 1 / 70 . حجاج : هو ابن محمد المصيصي . ثقة . مات سنة ٢٠٦ ه_ ، انظر « الجرح والتعديل » ٣٣٨/٨ ، « والتهذيب » ٢ / ٢٠٥ . علي بن الصباح : هو ابن علي، المعروف بابن زيدوس أبو الحسن . كان من الحفاظ ، انظر « أخبار أصبهان » ٢ / ١٠ ، « والطبقات » للمؤلف ٣/٣٤٢ . محمد بن أيوب بن الحسن : تقدم في صفحة ١٤٩ . أيوب بن الحسن : لم أقف عليه

سمعت علي بن الصباح يقول: سمعت محمد بن أيوب بن الحسن يقول: ثنا أبي، ثنا مبارك بن فضالة، قدم علينا أصبهان، و جسر بن فرقد(1) قدم أصبهان.

حدثنا بكر بن عبد الوهاب القزاز، قال: ثنا إسماعيل بن قوهي، قال:

سمعت أبي يقول: ثنا مبارك بن فضالة أبو فضالة، قال: رأيت الحسن(2) ، و بكر المزني(3) ، و معاوية بن قرة(4) ، و محمد بن واسع(5) ، و ثابت البناني(6) .

ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، قال: ثنا عمرو بن علي، قال:

سمعت يحيى بن سعيد، و ذكر مبارك فأحسن عليه الثناء(7) ، سمعت عفان(8) يقول: كان من النّسّاك(9) . حدثنا إسحاق بن حكيم، قال: ثنا إبراهيم بن

ص: 399


1- جسر بن فرقد : سيأتي بترجمة ٥٨
2- هو الحسن بن أبي الحسن يسار . البصري . تقدم
3- هو بكر بن عبد الله المزني . ثقة . انظر ترجمته في « التهذيب » ٤٨٤/١
4- انظر ترجمته في « التهذيب » ٢١٦/١٠
5- انظر ترجمته في « التهذيب » ٤٩٩/٩
6- هو ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري . انظر ترجمته في « التهذيب » ٣٠٢/٢
7- انظر « الميزان » ٤٣١/٣ ، « والجرح والتعديل » 338/8 و 339 ، « وتذكرة الحفاظ » ١ / ٢٠٠ «وتاريخ بغداد » 213/13
8- في أ_ ه_ ، غفاراً ، والتصحيح من الأصل « والميزان » ٤٣١/٣ ، و « الجرح والتعديل » ٣٣٨/٨ ، وهو عفان بن مسلم الذي يروي عنه . انظر « تاریخ بغداد » 212/13
9- في أ_ ه_ ، غفاراً ، والتصحيح من الأصل « والميزان » ٤٣١/٣ ، و « الجرح والتعديل » ٣٣٨/٨ ، وهو عفان بن مسلم الذي يروي عنه . انظر « تاریخ بغداد » 212/13

هانى ء، قال: ثنا حجاج(1) ، قال: ثنا مبارك بن فضالة، و كان من العابدين.

(68) ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، قال: ثنا أبو سيّار، قال: ثنا محمد بن علي بن مقدم، قال: ثنا محمد بن عرعرة، قال: جاء شعبة بن الحجاج إلى المبارك بن فضالة، فسأله عن حديث نصر بن راشد، عن جابر أنّ النبيّ- صلى الله عليه و سلم- نهى أن يجصّص القبر أو يبنى عليه

ص: 400


1- هو حجاج بن محمد المصيصي . تقدم قريباً . تراجم الرواة : محمد بن أحمد بن يزيد الزهري : تقدم في ت ٤٨ . ليس بالقوي في حديثه . أبو سيار : هو محمد بن عبد الله أبو بكر ، المعروف بأبي سيار . ثقة ، سيأتي بترجمة 291. هو محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم أبو عبد الله البصري . ثقة . انظر « التهذيب » ٣٦١/٩ . محمد بن عرعرة : هو السامي - بالمهملة - البصري ، ثقة . مات سنة ٢١٣ه_ . انظر « التقريب » ص 311 . شعبة بن الحجاج : تقدم في ت ٢٢ . ونصر بن راشد: ذكره ابن حبان في «الثقات » ، قال ابن حجر : غير مشهور . انظر «تعجيل المنفعة » ص 279. تخریجه : فقد أخرجه أحمد في «مسنده » 399/3 من طريق عفان بن مسلم ثنا المبارك ، ثني نصر بن راشد - سنة مائة - عمن حدثه عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُجَصَّصَ القبور أو نَبني عليها . والحديث ورد من غير طريق نصر بن راشد عن جابر في « صحيح مسلم » 37/7 الجنائز ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً بلفظ : « نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُجَصَّصَ القبرُ ، وأن يُقْعَدَ عَلَيْهِ ، وأنْ يُبنى عليه » وكذا أبو داود في «سننه » 552/3 ، والترمذي أيضاً في «سننه » ٢٥٨/٢ ، مع تفاوت . وقال : حديث حسن صحيح ، والنسائي في « سننه » ٤/ 88 ، وابن ماجه في « سننه » ٤٩٨/١ نحوه ، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد » 13 / 212 - 213 بسنده إلى محمد بن عمر المقدمي ، ومنه إلى آخر السند به مثله ، ثم ساق له إسنادين آخرين من طريق مبارك بن فضالة ، عن نصر بن راشد ، عن جبار ، قال : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تخصيص القبور ، أو يبنى عليها . وفي الرّواية الثانية : «نهى أن يُجَصَّصَ القبرُ ويُبنى عليه بناء ». تراجم الرواة : عبدان : هو عبد الله بن أحمد بن موسى . تقدم في ت ٩ . ثقة . عمرو بن العباس : لم أقف عليه . وابن مهدي : هو عبد الرحمن بن مهدي ، تقدم في بادية فتح أصبهان في المقدمة

و حكى عبدان، عن عمرو بن العباس، قال: سمعت ابن مهدي يقول:

حللنا حبوة(1) الثوري(2) لما أردنا غسله، فإذا في حبوته رقاع، يسأل المبارك بن فضالة عن حديث كذا.

ص: 401


1- الحبوة والحُبوة : الثوب الذي يُحْتَبى به ، والاحتباء : هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعها به مع ظهره ، ويشده عليها . انظر « لسان العرب » 1٦١/١٤
2- المشهور به هو سفیان بن سعید بن مسروق الثوري أبو عبد الله . تقدم في ت٣
55 4/ 2 و ابنه عبد الرحمن بن المبارك:

55 4/ 2 و ابنه عبد الرحمن بن المبارك (1):

حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: ثنا عبد الله بن عمر، قال: ثنا عبد الرحمن بن المبارك بن فضالة، عن أبيه، قال: كان الحسن يحلف بالله أن محمدا- صلى الله عليه و سلم- قد رأى ربه تبارك و تعالى (2).

حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو، قال: ثنا رستة (3)، قال: ثني عبد الرحمن بن المبارك بن فضالة، عن أبيه، عن الحسن، أنه كان يكره أن يزن الرجل بالشعير؛ لأنّ بعضه يزيد على بعض، و له أخوان: المفضل بن فضالة (4)، و عبيد الرحمن بن فضالة.

ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، قال: ثنا أبو حاتم، قال: ثنا عثمان

ص: 402


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » ٢ / ١٠٨
2- أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 2/ 108 به مثله ، وهكذا ذكر النووي عنه هذا القول بدون سند في « شرح صحیح مسلم » ٤/٣ ، فقد اختلف السلف والخلف في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه ليلة الإسراء، فمنهم من أنكرها ، ومنهم من أثبتها فمن أنكرها : عائشة رضي الله عنها ، كما جاء في «صحيح مسلم» ٣ / ٤ عنها ، وجاء مثله عن أبي هريرة وجماعة ، وهو المشهور ٤/٣ عن ابن مسعود ، وإليه ذهب جماعة من المحدثين والمتكلّمين . وقد اختلف المثبتون : فمنهم من ادعى أنه رآه بعينه ، كما ورد عن ابن عباس ، وأبي ذر ، وكعب ، والحسن البصري ، وهو كان يحلف على ذلك . ومنهم من قال : إنه راه بفؤاده، ومنهم من توقف في ذلك . انظر للتفصيل : « شرح النووي لصحيح مسلم » حيث جمع الأقوال والأدلة مفصلاً ٤/٣ - 14
3- رستة : هو عبد الرحمن بن عمر رُسْتَه . ثقة ، سيأتي بترجمة ٢٢١
4- انظر ترجمته في «التهذيب » 373/10 ، « وتذكرة » ٢٥١/١. تراجم الرواة : عبد الله بن محمد بن يعقوب : تقدّم في ت ٤٥ . لا أعرفه. أبو حاتم : هو محمد بن إدريس الرازي . سيأتي بترجمة 290 . وعثمان بن الهيثم بن جهم العبدي أبو عمر البصري المؤذن . ثقة . تغير فصار يتلقى ، مات سنة ٢٢٠ ه_ انظر « التقريب » ص ٢٣٦ « والتهذيب » ١٥٧/٧ . مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه : في إسناده من لم أعرفه . قد أخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه » 321/2 و 322 بنحوه في صلاة الغداة أنهم صلوا الغداة ، لم أجده من طريق المؤلف بلفظه . تراجم الرواة : عامر بن إبراهيم بن عامر أبو محمد : - ثقة . توفي سنة ٣٠٦ه_ . انظر « أخبار أصبهان » ٣٨/٢. محمد وأبوه عامر : تقدم الأول في ت 1 ، والثاني سيأتي في ت 103 . ثقة . هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني أبو عثمان ، أحد الفقهاء السبعة - ثقة . مات سنة سبع وأربعين ومائة ، انظر « تهذيب » ٤٠/٧. نافع تقدم في ت ٤٧ ح ٦٠ . مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه : في إسناده من لم أعرفه ، ومبارك مدلس ، وقد عنعن ، والحديث صحيح بشواهده ، ولم أجده من طريق المؤلف ، فقد أخرجه أحمد في «مسنده » 2/ 288 و ٣٥٤ و ٤٣١ عن أبي هريرة مرفوعاً مثله ، وفي طريق بلفظ « الضّيافة ثلاثة أيام ، فما كان بعد ذلك » ، وفي رواية : فما سوى ذلك فَهُوَ صَدَقَةٌ » ، وفي 8/3 و 21 و ٣٧ و ٦٤ و ٨٤ عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً مثله . وأخرجه عن أبي الشريح الخزاعي في ٣١/٤ و ٣٨٥/٦ عنه أيضاً نحوه ، وحديث أبي الشريح الخزاعي في « صحيح البخاري » ٤٩/١٣ و ٥٤ في الأدب وفي الرقاق ٩١/١٤ عن أبي الشريح مرفوعاً بلفظ « الضيافة ثلاثة وجائزته قيل : وما جائزته ؟ قال : يوم وليلة . قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه » . وأخرجه مسلم في « صحیحه » 30/12 و 31 مع النووي عنه مرفوعاً ، وأبو داود في «سننه » 128/4 ، وفيه « الضيافة ثلاثة أيام، وما بعد ذلك فهو صدقة » . والترمذي في «سننه » ٢٣٣/٣ ، عن أبي الشريح أيضاً بلفظ البخاري ، وفي رواية بلفظ : « الضيافة ثلاثة أيام وجائزته یوم وليلة ، وما أنفق عليه بعد ذلك ، فهو صدقة ، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يُحرجه » ، و قال : وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة ، وهذا حديث حسن صحيح ، وابن ماجه في « سننه » 1212/2 بلفظ الترمذي، ومالك في « الموطأ » ص 578 في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذا الدارمي في «سننه » 98/2 ، وأبو نعيم في « الحلية » ٩٩/٣ ، عن أبي سعيد مثله ، وذكر المنذري في « الترغيب والترهيب »370/3 عن أبي هريرة بلفظ : ألا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « للضيف على من نزل به من الحق ، ثلاث . فما زاد فهو صدقة ، وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل المنزل » . وقال : رواه أحمد ، وأبو يعلى والبزار ، ورواته ثقات سوى ليث بن أبي سليم. وأورده أيضاً عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال المنذري : رواه البزار ، ورواته ثقات . لم أجده من طريق المؤلف فيما وقفت عليه

ابن الهيثم، قال: ثنا مبارك بن فضالة، قال: كنت في مسجد أصحاب الساج، إذ جاء أنس بن مالك و الحسن و ثابت، و قد صلّوا العصر. فقيل لهم:

إنّهم قد صلوا، فأذّن ثابت و تقدم أنس بن مالك فصلى بهم.

(69) حدثني عامر بن إبراهيم، قال: ثنا عمي محمد، قال: ثنا أبي،

ص: 403

عن مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي- صلى الله عليه و سلم-: «الضّيافة ثلاثة أيّام، فما زاد فهو صدقة».

(70) حدثنا محمد بن يحيى (1)، قال: ثنا محمد بن عامر، قال: ثنا أبي مثله.

ص: 404


1- محمد بن يحيى بن منده : تقدم في ت 10 ، وبقية الرواة في السند قبله
56 4/ 3 ع ليث بن سعد :

56 4/ 3 ع ليث بن سعد (1):

يكنى أبا الحارث. من أهل أصبهان.

حدثني ابن صبيح (2)، قال: ثنا إسماعيل بن يزيد، قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: كان ليث بن سعد من أهل أصبهان من ماربين(3) . و روى عنه من الأصبهانيين: قتيبة بن مهران بن عبد الرحمن الأزاداني، و كان سبي من أصبهان، و نزل فسطاط مصر، و تبنّك(4) بها، و اعتقد و حمل عنه علم كثير (5).

سمعت أبا الحسن الطّحّان قال: سمعت ابن زغبة(6) يقول: سمعت

ص: 405


1- له ترجمة في « الطبقات الكبرى» لابن سعد ٥17/7 ، وفي » طبقات خليفة » ص ٢٩٦ ، وفي « التاريخ الكبير » ٢٤٦/٧ ، وفي « المعرفة والتاريخ » ٤٤١/٢ - ٤٤٥ ، وفي «الجرح والتعديل » 179/7 ، وفي « مروج الذهب » ٣٤٩/٣ ، وفي « مشاهير علماء الأمصار» ص 191 ، وفي « أخبار أصبهان » ٢ / ١٦٨ ، وفي « الحلية » 318/7 ، وفي « تاريخ بغداد » 2 ١٣ / ٣ - ١٤ ، وفي « صفة الصفوة » ٤ / ٣٠٩ - 31٣ ، وفي « وفيات الأعيان » ١٢٧/٤ ، وفي «تذكرة الحفاظ » ١ / ٢٢٤ ، وفي « الميزان » ٤٢٣/٣ ، وفي « البداية » لابن كثير . ١٦٦/١٠ ، وفي «غاية النهاية » ٢ / ٣٤ ، وفي «التهذيب » ٤٥٩/٨ ، وفي « الجواهر المضيئة » ٤١٦/١ ، وفي «شذرات الذهب » ١ / ٢٨٥ ، وفي « الأعلام » ١١٥/٦
2- هو أحمد بن محمود بن صبيح . ثقة ، تقدم في ت ٣٢ ح ٤٥
3- كذا في « المعرفة والتاريخ » ، و« أخبار أصبهان « و أخبار أصبهان » ، و « الحلية » . ومار بين : محلة بأصبهان، تقدم تحديدها في المقدمة
4- تَبَنَّكَ بالمكان : أقام وتمكن . انظر « القاموس » ٢٩٦/٣ ، « والمعجم الوسيط » 71/1
5- في الأصل : ( علماً كثيراً ) والتصحيح من مقتضى القواعد
6- هو عيسى بن حماد بن مسلم ، أبو موسى المصري . ثقة ، مات سنة ٢٤٨ ه_ . انظر « التهذيب » 209/8

الليث بن سعد يقول: نحن من أهل أصبهان، فاستوصوا بهم خيرًا (1).

حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، قال: ثنا أبو حاتم(2) ، قال: ثنا ابن الطّبّاع (3)، قال: مات الليث بن سعد سنة ست أو سبع و سبعين و مائة.

حدثنا عبد الله، عن ابن معين (4)، قال: ثنا ابن بكير (5)، قال: و مات الليث بن سعد يوم الخميس، لأربع عشرة من شعبان، سنة خمس و سبعين و مائة(6) .

سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: ليث بن سعد من سبي أصبهان.

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، عن الربيع (7)، عن الشافعي، قال: كان الليث بن سعد أفقه من مالك بن أنس، إلّا أنّه ضيعه أصحابه (8).

ص: 406


1- كذا في « الحلية » 321/7 ، وفي « أخبار أصبهان » ١٦8/2 ، وفي « تاريخ بغداد » 3/13
2- هو محمد بن إدريس الرازي ، الإمام الناقد ، سيأتي بترجمة ٢٩٠
3- ابن الطَّبَاع : هو محمد بن عيسى بن نجيح أبو جعفر . ثقة . مات سنة ٢٢٤ ه_ . انظر « التهذيب » ٣٩٣/٩
4- ابن معين : هو يحيى بن معين بن عون . تقدم في ت ٢٥ . إمام ناقد
5- ابن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير أبو زكريا المصري الحافظ مات سنة ٢٣١ه_ . انظر « التهذيب » ٢٣٧/١١
6- وفي المصدر السابق ٤٦٤/٨ : عن يعقوب بن سفيان ، عن ابن بكير ، قال : وُلِدَ الليث سنة ٩٤ه_ ، ومات في يوم الجمعة ، نصف شعبان ، سنة خمس وسبعين ومائة ، وكذا ذكرت في تاريخ وفاته معظم المصادر المذكورة في ترجمة ليث
7- الربيع : هو ابن سليمان بن عبد الجبار أبو محمد المصري ، صاحب الشافعي . انظر ترجمته في «التهذيب » ٢٤٥/٣
8- كذا في « تذكرة الحفاظ » ١ / ٢٢٤ ، « والتهذيب » ٤٦٣/٨
57 4/ 4 يونس الأصبهاني :

57 4/ 4 يونس الأصبهاني (1):

روى عنه صغدي بن سنان، قال: ثنا يونس الأصبهاني.

(71) حدثنا محمد بن جعفر(2) الشعيري(3) ، قال: ثنا الوليد(4) بن عمرو بن سفيان(5) ، قال: ثنا صغدي بن سنان(6) ، قال: ثنا يونس، عن عطاء، عن ابن عباس، أن رسول الله- صلى الله عليه و سلم- أتي بجفنة من ثريد و هو يريد صلاة المغرب، فقال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-: «هذا رزق ساقه اللّه إليكم قبل صلاتكم، فأكل رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و سلّم- ثم قام إلى الصّلاة، و لم يمضمض، و لم يغسل يده، و مسح يده بالحائط».

ص: 407


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » ٣٤٥/٢ ، وفيه « أنه » قيل : ابن أبي عمر. تراجم الرواة :
2- محمد بن جعفر الشعيري: لم أعثر عليه ، وترجم المؤلف في الطبقات 3/283 لمحمد بن جعفر الأشعري ، فإذا كان هو ، فهو ثقة ، ومن شيوخ أبي الشيخ
3- هكذا في النسختين : والذي يبدو أنه الأشعري ، وهو من شيوخ أبي الشيخ ، والله أعلم
4- يبدو أنه الوليد بن عمرو بن سكين البصري أبو العباس . صدوق من الحادية عشرة الحادية عشرة . « التقريب » ص370 ، « والتهذيب » ١٤٥/١١
5- كذا في النسختين ، وجاء عند أبي نعيم « سكين » ، ولهذا ترجمة في « التهذيب » ١٤٥/١١. أما الوليد بن عمرو بن سفيان ، فلم أعثر له على ترجمة ، فيبدو أنه تصحيف . والله أعلم
6- صغدي بن سنان أبو معاوية البصري. قال أبو حاتم : ضعيف . وقال ابن معين : ليس بشيء . انظر « الميزان » ٢/ ٣١٦. يونس : هو المُتَرْجَم له ، وعطاء : هو ابن أبي رباح . تقدم في ت ٤٩ . ثقة . تخريج الحديث : في إسناده صغدي ، وهو ضعيف . ويونس لا يُعْرَفُ حاله فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٣٤٥/٢ من طريق شيخه أبي محمد بن حيان به مثله

(72) حدثنا محمّد، قال: ثنا الوليد بن عمرو، قال: ثنا صغدي، قال: ثنا يونس، عن عطاء، عن ابن عباس رفعه إلى النّبي- صلى اللّه عليه و سلم- قال: «من أحيا ما بين صلاتين، غفر له، و شفع له ملك، و أمّن على دعائه» (1).

(73) ثنا محمد، قال: ثنا الوليد بن عمرو، قال: ثنا صغدي، قال: ثنا يونس، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: جاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه و سلم- فقال: أين أبي؟ قال: «في النّار»، ثم جاء آخر، فقال: يا رسول، الله الحجّ كل عام؟ فغضب رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم- فحول وركه، و دخل البيت، ثم قال: «و الذي نفسي بيده، لو قلت، لوجبت عليكم كلّ سنة أو كل عام، ثمّ لكفرتم»، فأنزل الله(2) : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ

ص: 408


1- تراجم الرواة : تقدموا فى السند قبله جميعاً . تخريج الحديث : فقد أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق بسنده إلى صغدي بن سنان ، ومنه إلى آخر السند بإسناده ، كما هنا بلفظ : « من أحيا بين الصلاتين ، غُفِرَ له وَشَفَعَ له مَلَكان ، وأَمَّنا على دُعائِه » . فهذا أيضاً من طريق صغدي ، وهو ضعيف . ويونس لا يُعْرَفُ
2- تقدم رجال السند بكامله. تخریجه : أورده السيوطي في « الدر المنثور » ٢/ ٣٢٣٥ ، وقال : أخرجه ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : جاء رجل .. الحديث، فذكره بمثله ، وأخرج ابن جرير في « تفسيره » 81/7 ، وابن كثير في «تفسيره » من طريق ابن جرير ، عن أبي هريرة مرفوعاً ، وفي أوله الجزء الأول من الحديث . بلفظ : قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو غضبان مُحْمارٌ وَجْهُهُ ، حتى جلس على المنبر ، فقام إليه رجل ، فقال : أين أبي ؟ قال : في النار ، فقام آخر ، فقال : من أبي ؟ قال : حذافة . فذكر الحديث إلى أن قال : فنزلت هذه الآية : «يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا ... الخ » وقال ابن كثير : إسناده جيد ، وقد ذكر هذه القصة مرسلة غير واحد من السلف انتهى . والذي ذكره الشيخان في نزول الآية : ( أنّه نزل في رجل قال : من أبي ؟ قال : فلان ، فنزلت هذه الآية » . يرجح. هذه الرواية على الرواية التي من طريق صغدي ، وهو ضعيف . وعلى فرض صحته ، يمكن أن يجمع حصل هذا وذلك ، فنزلت الآية . وقد أشار القرطبي إلى هذا . انظر « الجامع لأحكام القرآن » ٣٣١/٦. وأخرج أبو داود في «سننه» ٩0/5 من حديث ثابت، عن أنس أن رجلاً قال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أين أبي ؟ قال : « أبوك في النار » فلما قفى ، قال : « إن أبي وأباك في النار وليس فيه ذكر لنزول الآية ، وكذا أخرجه مسلم في «صحيحه » في كتاب الإيمان حديث 203 ، باب بيان أن من مات على الكفر دخل النار ، بدون ذكر نزول الآية ، فيظهر أن هذه قصة أخرى ، والله أعلم. وجاء في « الفتح » 197/1 أنّ الشخص الذي قال : من أبي ؟ قال أبوك حذافة ، والثاني الذي قام فقال : من أبي يا رسول الله ؟ قال : أبوك سالم مولى شيبة ، هو سالم بن سعد ، كما ذكره ابن حجر عن ابن عبد البر ، وأخرجه مسلم في « صحيحه » ١١٦/١٥. وذكر ابن حجر في الفتح رواية ابن جرير الطبري التي فيها أن رجلا قال : أين أبي ؟ قال : في النار ، فقام آخر ، فقال : من أبي ؟ قال : حذافة .. إلخ ». وقال : هذا شاهد جيد لحديث موسى بن أنس ، عن أنس - وهو الذي فيه أن رجلا قال : من أبي ؟ قال : فلان ، فنزلت الآية . الخ . الخلاصة : أنّ في نزول الآية ثلاث روايات : أنها نزلت في سؤال الرجل عن أبيه ، أو سؤالهم عن الحج : ألكل عام ؟ أو عن البحيرة والسائبة ، كما وردت في بعض الروايات. وقال الحافظ : لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها ، والله أعلم. انظر « فتح الباري » للتفصيل ٣٥٠/٩ ، « وتفسير ابن كثير » ٢ / ١٠٥ و ١٠٦

تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ»(1) .

ص: 409


1- سورة المائدة آية : 101
58 4/ 5 جسر بن فرقد:

58 4/ 5 جسر بن فرقد (1) :

قدم أصبهان. سمعت علي بن الصباح يقول، سمعت عقيل بن يحيى يقول: سمعت عامر بن إبراهيم يقول: قدم جسر القصاب أصبهان. حدّث عنه من الأصبهانيين: منخّل، و شعبة بن عمران. ذكر إبراهيم بن السدي، قال:

ثنا إبراهيم بن المنخّل، قال: سمعت جسر بن فرقد يقول: كنت أشتري اللحم للحسن(2) في كل يوم نصف درهم.

(74) حدثنا ابن عامر، قال: ثنا عمي، عن أبيه، قال: ثنا شعبة بن

ص: 410


1- جِسر - بكسر الجيم ، وبالسين المهملة - له ترجمة في « التاريخ الكبير » ٢٤٦/٢ ، وفيه أنه ليس بذاك ، وفي «الجرح والتعديل » ٥٣٨/2 ، وفي « أخبار أصبهان » ٢٥١/١ - ٢٥٢ ، وفي الإكمال : 2/ 100 ، وفيه : كان ضعيفاً . وفي « لسان الميزان » ١٠٤/٢ ، « والمغني في الضعفاء » 1 / 130 ، وفيه: «ضعفوه» ، و میزان الاعتدال » 1 / 39 - 399
2- فلعله الحسن البصري - والله أعلم - وهو الغالب كما سيأتي. تراجم الرواة : ابن عامر : هو محمد بن إبراهيم بن عامر ، وعمه محمد بن عامر ، وأبوه عامر تقدموا قريباً. شعبة بن عمران : سيأتي بترجمة ٩٦ ، وجسر : هو المُتَرْجَم له . ضعيف . والحسن : جاء التصريح في بعض الروايات ، أن الحسن : هو ابن دينار . سأل أبا برزة ، وهو ضعيف ، بل قال بعض العلماء : متروك . انظر « التهذيب » ٢ / ٢٧٥ ، « والمغني في الضعفاء » ١٥٩/١ . أبو بَرْزَة : هو نصله بن عبيد الأسلمي ، صحابي مشهور بكنيته ، أسلم قبل الفتح ، ومات بخراسان سنة خمس وستين على الصحيح . انظر « التقريب » ص ٣٥٨ ، « والتهذيب » 446/10

عمران، قال: ثنا جسر بن فرقد، عن الحسن، عن أبي برزة(1) ، و سأله عن أشدّ آية على أهل النار، فقال: سألنا عنها رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فقال: هذه الآية: «فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً»(2) .

ص: 411


1- في أ _ ه_ : «أبي بردة » ، وعند أبي نعيم ٢٥١/١ ، كما في الأصل «أي أبي بَرْزَة» ، وهو الصواب كما صرح السيوطي في « الدر المنثور » ٣٠٨/٦ ، فقال : أبي برزة الأسلمي ، «وبرزة بفتح أوّله وبالزاي » . انظر « التقريب » ص ٣٩٤ . كذا في « أخبار أصبهان » ١ / ٢٥
2- سورة النبأ - آية : ٣٠. تخريج الحديث : سنده ضعيف ، فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 1 / 251 به مثله ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن الحسن بن دينار ، قال : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية الحديث ، ولكنه ليس فيه : سألنا عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انظر « الدر » ٣٠٨/٦ ، وأيضاً ذكر السيوطي في المصدر السابق أنه أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن عبد الله بن عمرو بنحو هذا موقوفاً ، وهذه الرواية عند ابن جرير في «تفسيره » 17/30 ، وكذا ذكره ابن كثير في تفسيره » ٤٦٤/٤ ، وذكر أيضاً أن ابن أبي حاتم أخرجه - ثم ساقه بإسناده ، وفيه جسر بن فرقد عن الحسن - بلفظ : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية ... الحديث ، قال ابن كثير : في آخر الحديث ، جسر بن فرقد ، ضعيف الحديث بالكلية . وذكر الهيثمي في المجمع 133/7 عن مهدي بن ميمون ، قال : سمعت الحسن بن دينار سأل الحسن ، أي آية أشدّ على أهل النار ، فقال : سألت أبا برزة ، فقال : أشدّ آية نزلت : « فَذُوقوا فَلَنْ نَزِيْدَكُم .. »، وقال : رواه الطبراني ، وفيه شعيب بن بيان ، وهو ضعيف قلت: الحسن بن دينار أضعف منه ، حيث تركه بعض العلماء . يبدو من هذه الرواية ، أنّ السائل عن أبي برزة هو الحسن البصري ، وهو ثابت سماعه عن أبي برزة ، كما في «التهذيب » ٢٦٥/٢ ، ولم أعرف أحداً صرح بسماع ابن دينار عن أبي برزة فيما وقفت ، فالرّواية التي صَرَّح أن الحسن بن دينار سأل أبا برزة فيه انقطاع وثانياً : رواية المذكور عند المؤلف ، وكذا ذكره ابن كثير عن ابن أبي حاتم ، يبدو أن الحسن هو البصري ، لأنّ ابن كثير ضعفه بجسر بن فرقد ، ولو كان الحسن هو ابن دينار الذي هو أشد ضعفاً ، بل متروك متهم عند البعض لما سكت عنه. الخلاصة : أنّ الحديث ضعيف ، إما بسبب جسر ، أو بسبب الحسن بن دينار ، كما ورد من طريقه في بعض الروايات . والله أعلم
59 4/ 6 ع عبد العزيز الماجشون :

59 4/ 6 ع عبد العزيز الماجشون (1):

حكى ابن أبي خيثمة (2)، قال: كان الماجشون من أهل أصبهان، فنزل المدينة، و وقع بها، فكان يلقى الناس، فيقول لهم: جوني جوني (3).

ص: 412


1- الماجشون : فارسي ، أصله «ماهكون » ، يعني لونه كالقمر - فعر به أهل المدينة فعرّبه ، فقالوا الماجشون . كذا في « التهذيب » ٣٤٤/٦ ، وإنما سُمّي به لأن وجنتيه كانتا حمراوين ، فسُمِّي بالماهكون فشبه وجنتاه بالقمر ، له ترجمة في « الطبقات » لخليفة ص ١٧٥ ، وفي « التاريخ الكبير » ١٣/٦ ، وفي « الجرح والتعديل» ٥ / ٣٨٦ ، وفي « المشاهير » لابن حبان ص ١٤١ ، » وفي « أخبار أصبهان » ١٢٤/٢ ، وفيه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، وفي تاريخ بغداد » ٤٣٦/١٠ - ٤٣٩ ، وفي « تذكرة الحفاظ » 222/1 ، وفي « الميزان » ٦٢٩/٢ ، وفي «التهذيب » ٣٤٣/٦ ، وفي « الأعلام » ٤ / ١٤5
2- ابن أبي خيثمة : هو أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب ، المحافظ الحجة الإمام ، صاحب « التاريخ الكبير » - ثقة ، متقن ، مات سنة ٢٧٩ه_ . انظر « تذكرة الحفاظ » ٥٩٦/٢
3- كذا في « أخبار أصبهان » 2 / 12 ، وجوني جوني ، هكذا جاء في النسختين الخطيتين ، وهي ١٢٤ كلمة فارسية « معناها »: كيف أنت ؟ ويحتمل أن يكون بالخاء المعجمة : «خوبي خوبي»، يعني : أنت طيب ، والله أعلم
60 4/ 7 ع عبد العزيز الدّراوردي:

60 4/ 7 ع عبد العزيز الدّراوردي (1) :

ذكر الطبراني عن أحمد بن رشدين، قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: كان الدّراوردي من أهل أصبهان، نزل بالمدينة، فكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل، قال: أندرون(2) . فلقّبه أهل المدينة الدراوردي(3) .

ص: 413


1- الدَّرَاوَرْدي - بفتح الدال والراء ، وسكون الألف ، وفتح الواو - : وهو عبد العزيز بن محمد بن عبيد أبو محمد . له ترجمة في طبقات خليفة : ٢٧٦ ، وفي « التاريخ الكبير » ٢٥/٦ ، وفي « الجرح والتعديل » ٣٩٥/٥ ، وفي « المشاهير » ص ١٤٢ ، وفي « أخبار أصبهان » ١٢٥/٢ ، وفي « معجم البلدان » ٤٤٧/٢ ، وفي « اللباب » ٤٩٦/١ ، وفي « تذكرة الحفاظ » ١/ ٢٦٩ ، ٢٦٩/١ «والميزان » ٦٣٣/٢ ، وفي «التهذيب » ٣٥٣/٦ . وفي تاريخ وفاته أقوال
2- في النسختين : « أندرود » ، وعند أبي نعيم ٢/ ١٢٥ ، وفي «التهذيب » ٣٥٣/٦ « أندرون » ، ١٢٥/٢ ، هذا أقرب إلى الصواب ، ومعناه « تفضل » للداخل
3- كذا في المصادر السابقة ، وفي وجه تلقيبه بهذا اللقب أقوال أخرى ، انظر مصادر ترجمته
61 4/ 8 ع جرير بن عبد الحميد:

61 4/ 8 ع جرير بن عبد الحميد (1) :

حدّثنا محمد بن أحمد بن يزيد، قال: ثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب، قال: ثنا محمد بن عمرو عن جرير، قال: ولدت في آبة (2)، من قرية أصبهان.

ص: 414


1- لجرير ترجمة في « الطبقات الكبرى » لابن سعد 381/7 ، وفي « التاريخ الكبير » ٢ / ٢١٤ ، وفي «الجرح والتعديل » ٥٠٥/2 ، وفي « أخبار أصبهان » 1 / 250 ، وفي « تاريخ بغداد » ٢٥٣/٧ - ١ ٢٦ ، وفي « تذكرة الحفاظ » 271/10 ، وفي « الميزان » ٣٩٤/١ ، وفي « غاية النهاية » ١ / ١٠ ، وفي «التهذيب » 2/ 75 - 77 ، وفي « الأعلام » 11/2
2- في أ _ ه_ ، «آية» وهو تصحيف والصواب ما أثبته من الأصل كما ضبطه ياقوت فقال : « آبة» بالباء الموحدة : قرية من قرى أصبَهان. انظر « معجم البلدان » ١ / ٥٠ ، وكذا في « أخبار أصبهان » ١ / ٢٥٠
62 4/ 9 س فق القاسم بن (أبى) أیوب:

62 4/ 9 س فق القاسم بن (أبى) (1) أيوب(2) :

أصبهاني، لقي سعيد بن جبير، (و روى عنه) (3)شعبة بن الحجاج، قال: أخبرني القاسم بن أبي ايوب قال: كان سعيد بن جبير عندنا في قريتنا بأصبهان سنتين و كان معه غلام مجوسي يخدمه و كان يأتيه المصحف بعلاقته(4) (5) .

ص: 415


1- للقاسم ترجمة في الطبقات » لابن سعد 311/7 ، وفيه أنه كان ثقة قليل الحديث ، « التاريخ الكبير » ١٦٨/٧ ، وفي «الجرح والتعديل » 107/7 ، وفي « أخبار أصبهان » ١٥٩/٢ ، وفي « الميزان » ٣ / ٣٦٩ ، وفي «التهذيب » 309/8 ، وقد نسبه أبو نعيم ، فقال : القاسم بن أبي أيوب ، وهو ابن بهرام ، والصواب أن ابن بهرام غير القاسم بن أبي أيوب . الأوّل ضعيف ، والثاني ثقة ، وأشار ابن حجر في «التهذيب » إلى خطأ أبي نعيم في هذا القول . انظر «التهذيب » ٣٠٩/٨
2- بين الحاجزين سقط من الأصل ، استدركته من مصادر ترجمته ، ومن السندين التاليين أيضاً
3- بين الحاجزين من «أخبار أصبهان » ٢/ ١٥٩
4- في المصدر السابق : « في غلافه »
5- كذا في « أخبار أصبهان » ١٥٩/٢. تراجم الرواة : هو الفضل بن حباب الجُمَحِيّ ، وكان مُسند عصره وكان مسند عصره في الحديث بالبصرة ، وقال الذهبي : « الإمام الثقة ، محدث البصرة » . توفي سنة خمس وثلاثمائة . انظر « تذكرة الحفاظ » ٢ / ٦٧٠ ، « وأخبار أصبهان » ٢ / ١٥١ . هو علي بن عبد الله بن جعفر أبو الحسن بن المديني البصري، صاحب التصانيف ، ثقة ، ثبت توفي سنة ٢٣٤ ه_ . انظر « التهذيب » ٣٤٩/٧ ، « والتقريب » ص ٢٤٧. هو يزيد بن هارون بن زاذان . ابو خالد الواسطي السلمي : ثقة ، متقن . تقدم في ت ٤٥ . هو أصبغ بن زيد بن علي الجُهَني ، مولاهم أبو عبد الله الواسطي الوراق . وثقه ابن معين ، وأبو داود ، والدارقطني ، وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد . مات سنة ١٥٧ه_ . قال الذهبي في « الكاشف » ١٣٦/١ : صدوق ، وقال ابن حجر : صدوق ، يغرب . انظر ٣٦١/١١ «التهذيب » ١ / ٣٦١ ، « والتقريب » ص 38 . وسعيد بن جبير : تقدم بترجمة 22 ، رجاله ثقات . تخریجه : فقد أخرج الدارقطني في ( سننه » روايتين عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، إحداهما مرفوعاً ولفظها : « قال : ما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت حتى فارق الدنيا » وقال الدارقطني : وخالفه - أي خالف أبان بن تغلب عن سعيد - إبراهيم بن أبي حرة ، عن سعيد . والأخرى موقوفة على ابن عباس ، وفيها ضعف ؛ لأن في سنده عبد الله بن ميسرة أبو ليلى . ضَعَّفَهُ العلماء . انظر « الميزان » ٥١١/٢ . والرواية المرفوعة أيضاً ضعيفة بالسند المذكور ، لأن فيه محمد بن مصبح ، وهو يروي عن أبيه . قال العظيم آبادي : كلاهما مجهولان . انظر « التعليق المغني على الدارقطني » بذيل «السنن » ٤١/٢ . وأيضاً ذكر الذهبي تحت ترجمة أصبغ بن زيد . وقال : هو راوي حديث القنوت بطوله ، انظر «الميزان » ١ / ٢٧٠ . ورجال أبي الشيخ ثقات ، سوى أصبغ بن زيد ، وقد وثقه جماعة كما ذكرت الأقوال في ترجمته . وذكر الزيلعي في « نصب الراية » ١٢٤/٢ رواية عن ابن عباس في القنوت قبل الركوع، وقال : أخرجه أبو نعيم في « الحلية » ، وهو في ٦٢/٥ ، ولكن عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عباس ، قال : « أوتر النبي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث ، فقنت قبل الركوع » . وقال أبو نعيم : غريب من حديث حبيب . وأخرج « البيهقي » في «السنن الكبرى » ٢ / ٢١٤ ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنّ القنوت في صلاة الصبح بدعة ، فإنّه لا يصح ، وأبو ليلى الكوفي متروك _ وهو عبد الله بن ميسرة

ثنا أبو خليفة، قال: ثنا علي بن المديني، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا أصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قصة القنوت بطوله.

ص: 416

63 4/ 10 ت- س- ق- محمد بن عبد الوهاب القنّاد:

63 4/ 10 ت- س- ق- محمد بن عبد الوهاب القنّاد (1) (2) :

كان أصله من أصبَهان. كتب إلينا محمد بن إسحاق، قال: ثنا هارون ابن إسحاق، قال: ثنا محمد بن عبد الوهاب القنّاد، و كان من أفضل الناس، و كان أصله من أصبهان، يكنى أبا يحيى، مات سنة اثنتي عشرة و مائتين (3).

ص: 417


1- له ترجمة في «التاريخ الكبير » ١ / ١٦٨ ، وفي « الجرح والتعديل » 12/8 ، وفي « المشاهير » ص ١٧٤ ، وفي « أخبار أصبهان » 177/2 ، وفي التهذيب » ٣٢٠/٩ - ٣٢١ ، « والتقريب » ص 309 . وفيه : ثقة عابد
2- القناد : بالقاف والنون . انظر « التقريب » ص 309 ، وهذا يقال لصاحب قوالب السكر ، ولذا يقال له : السكري أيضاً ، والقند : لغة فارسية عبارة عن قالب السكر
3- كذا في « أخبار أصبهان » 2 / 177 ، «والتهذيب » 9 / 320 - 321 ، « ومشاهير علماء الأمصار » ص ١٧٤ ، « والتاريخ الكبير » للبخاري ١٦٨/١
64 4/ 11 خ- ت- س- ق (محمد بت الصّلت):

64 4/ 11 خ- ت- س- ق (محمد (1) بن الصّلت) (2) :

قال محمد بن إسحاق:

و ثنا الجوهري، قال: محمد بن الصلت يكنى أبا جعفر كان أصبهانيا، فصار إلى الكوفة فنزلها، و مات سنة ثلاث عشرة و مائتين(3) .

ص: 418


1- له ترجمة في «الطبقات » ٤٠٩/٦ لابن سعد ، وفي «التاريخ الكبير » 1 / 118 ، وفي الجرح والتعديل » 288/7 ، وفي « أخبار أصبهان » 2 / 178 ، وفي «التهذيب » ٢٣٢/٩ . وكان ثقة
2- العنوان بين القوسين من أ-ه_
3- « أخبار أصبهان » 2 / 178 ، وفي سنة وفاته أقوال . قيل : مات سنة 21٨ و ٢19 و ٢٢٢ ه_ . والله أعلم .. انظر « التهذيب » ٢٣٣/٩
65 4/ 12 د- ق حميد بن وهب أبو وهب:

65 4/ 12 د- ق حميد بن وهب أبو وهب (1) :

روى عنه عامر بن إبراهيم، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، و هشام بن عروة.

(75) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر، عن عمه، عن أبيه، قال: ثنا حميد بن وهب أبو وهب، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي جحيفة، قال: رأيت رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم- و كان الحسن بن علي يشبهه- و قال رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم-: «إنّ ابني هذا سيّد، و من أحبّني فليحبّ هذا في حجري».

ص: 419


1- لحميد ترجمة في «التاريخ الكبير » ٣٥٩/٢ ، وفيه : منكر الحديث ، وفي « المجروحين » ١ / ٢٦٢ ، وفيه : أنه ممن يخطىء ولا يحتج به إذا انفرد ، وفي « أخبار أصبهان » 291/1 ، وفي « الميزان » ٦١٧/١ ، وفيه : أنه مقل صويلح ، وفي « التهذيب » ٥٢/٣. تراجم الرواة : محمد وعمه ، وهو محمد بن عامر. صرح به أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٢٥٧/٢ ، وأبوه عامر ، تقدموا في ت٥٦ح ٧٤ . حميد : هو لين الحديث كما قال الحافظ ، وعند البخاري منكر الحديث . انظر مصادر ترجمته تجد الأقوال فيه . إسماعيل : هو الأحمسي مولاهم من رجال الجماعة . ثقة ، حجة . مات سنة ١٤٦ه_ . انظر « التهذيب » ٢٩١/١ . أبو جحيفة : اسمه وهب بن عبد الله السوائي ، صحابي معروف ، ومشهور بكنيته ، وصَحِبَ علياً ، ومات سنة ٧٤ ه_ . انظر « التقريب » ص 372 . تخریجه : في سنده حميد بن وهب ، وهو لين الحديث ، وقال ابن حبان : لا يُحتج به إذا انفرد ، وأخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 1 / 291 به مثله ، ولم أجده بهذا السياق عند غيره ، وقد أخرج الترمذي في «سننه » ٣٢٥/٥ الجزء الأول من الحديث من طريق إسماعيل بن أبي خالد ، أبي جُحَيْفَة مرفوعاً ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن أبي بكر الصديق ، وابن عباس ، وابن الزبير ، وأخرجه _ أيضاً _ أحمد في « مسنده » ٣٠٧/٤ من الطريق المذكور - يعني الجزء الأول فقط ، وكذا رواه الحاكم في «مستدركه » ٣/ ١٦٨ ، عن أبي جحيفة مرفوعاً مثله ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي في «التلخيص بذيل المستدرك » . وقد ورد كون الحسن شبيهاً بالنبي - صلى الله عليه وسلم - عن أنس ، وأبي بكر في « الصحيحين » وغيرهما . انظر « صحيح البخاري » ٩٦/٨ - ٩٩ مع الفتح ، «وصحيح مسلم » ١٩٢/١٥ مع النووي. أما الجزء الثاني ، فلم أجده بسياقه، ولكن كونه سيداً ومحبوباً للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقد ثبت في « الصحيحين » ، وغيرهما من السنن والمسانيد . انظر « صحيح البخاري » ٩٦/٨ ، «وصحيح مسلم » 192/15 ، وأبو داود الطيالسي في « مسنده» 193/2 مع «منحة المعبود » ، والترمذي في «سننه » ٣٢٣/٥ ، وقال بعد ذكره الحديث : حديث حسن صحيح ، وجاء في « المستدرك » بسند صحيح ١٦٩/٣ ، عن أبي هريرة مرفوعاً أن الحسن سيد ، وصححه الذهبي في « التلخيص » أيضاً ، وأخرج الطيالسي في «مسنده » 2 / 193 مع « المنحة » ، عن البراء أنه قال : « رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعاً الحسن على عاتقه ، فقال : « من أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّه . وهو في « صحيح البخاري » كما ذكرت ، ولكن بلفظ « اللَّهُم إِنِّي أُحِبُّه فَأَحِبَه » . انظر ٩٦/٨ ، وزاد مسلم في «صحيحه » 192/10 : « وأحْبِبْ مَنْ يُحِبُّه » . وقد جمع ابن كثير في «البداية » 33/9 معظم الروايات الواردة في فضل الحسن بن علي .راجع الصفحة المذكورة وما بعدها

و حدثنا ابن عامر، عن عمه، عن أبيه، قال: ثنا حميد بن وهب، قال: ثنا مسعر بن كدام، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السُلَمِي(1) أن حذيفة بن اليمان خطب يوم الجمعة، فقال: اقتربت الساعة و انشق القمر ألا أنّ الساعة اقتربت، و أنّ القمر قد انشقّ، اليوم المضمار و غدا السباق، و السابق من سبق إلى الجنة (2)، و الغاية النار. قال: فقلت لأبي: يا

ص: 420


1- في «الحلية » لأبي نعيم 281/1 ، بزيادة : قال : انطلقت إلى الجمعة مع أبي بالمدائن ، وبيننا وبينها فرسخ ، وحذيفة اليمان على المدائن ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : اقتربت . .. الخ
2- في « تفسير ابن كثير » ٢٦١/٤ من طريق ابن جرير « ألا وَإنَّ الغاية النار ، والسابق من سبق إلى الجنة »

أبة، تجري الخيل غدا؟ قال: لا يا بني و لكن يقول: تعملون اليوم و تجزون غدا(1) .

ص: 421


1- أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق بسنده إلى عطاء بن السائب ، ومنه إلى آخر السند به إلى قوله : « والسابق من سبق إلى الجنة » ، ثم قال أبو نعيم : رواه جماعة عن عطاء مثله ، وذكر السيوطي في « الدر المنثور » ١٣٤/٦ ، وقال : أخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وعبد الله ابن أحمد في « زوائد الزهد » ، وابن جرير ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِي ، قال : خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن - الحديث ، مع اختلاف يسير في اللفظ ، وإلى قوله : اليوم المضمار ، وغداً السباق ، وأورد ابن كثير في «تفسيره » ٢٦١/٤ من طريق ابن جرير بإسناده إلى عطاء ، ومنه إلى آخر السند به عن أبي عبد الرحمن السُلمي ، قال : نزلنا المدائن فكنا منها على فرسخ ، فجاءت الجمعة ، فحضر أبي ، وحضرت معه ، فخطبنا حذيفة ، فقال : ألا إنّ الله يقول : «اقتربت الساعة وانشق القمر» . ألا وإنَّ الساعة قد اقتربت ، ألا وإنّ القمر قد انشق ، ألا وإنّ الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإنّ اليوم المِضمار وغداً السباق . فقلت لأبي : أيستبق الناس غداً ؟ فقال : يا بني ، إنَّك لَجاهِل ، إنما هو السباق بالأعمال ، ثم جاءت الجمعة الأخرى ، فحضرنا ، فخطب ، وفيه : ألا إنَّ اليوم المضمار وغداً السباق ، وألا وإنَّ الغاية النّار والسابق من سبق إلى الجَنّة . وأخرجه ابن جرير في «تفسيره » ٨٦/٢٧ بطرق ثلاثة بألفاظ متقاربة ، وفي طريق بلفظ : قد اقتربت الساعة وانشق القمر مرتين . اليوم المضمار وغداً السباق ، والسابق من سبق إلى الجنة ، والغاية النار ، قال : فقلت لأبي : غداً السباق ؟ قال : فأخبره
66 4/ 13 حجر: رجل من أصبهان:

66 4/ 13 حجر: رجل من أصبهان (1):

يحدّث عنه عمارة بن أبي حفصة. حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، قال: ثنا حفص بن عمر الحوضي، قال: ثنا شعبة (2)، عن عمارة بن أبي حفصة، قال: سمعت رجلا يقال له: حجر يحدّث بأصبهان، يقول: سمعت سعيد بن جبير في هذه الآية «وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ»(3) . قال: الشهداء ثنية الله(4) حول العرش متقلدي السيوف.

ص: 422


1- له ترجمة في «التاريخ الكبير » 73/3 ، وأشار إلى الحديث المذكور عنه ، وفي «الجرح والتعديل » ٣/ ٢٦٧ ، وفيه عن أبي زرعة لا أعرفه . وفي « أخبار أصبهان » ١ / ٢٨٦ ، وفيه حجر بن أبي العنبس الأصبهاني يُعْرَفُ بالهجري
2- هو شعبة بن الحجاج. تقدم في ت ٢٢
3- سورة الزمر آية : ٦٨ ، وتمام الآية : «ثُمَّ نُفِخَ فيه أخرى فإذا هُمْ قِيامَ يَنْظُرُون »
4- قال ابن الأثير في «النهاية » 225/1 في قوله : ( الشهداء ثنية الله .. الخ ) : الذين استثناهم الله من الصعق الشهداء ، وهم الأحياء المرزوقون تخریجه : أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق به مثله من طريق أبي الشيخ ، ومن طريقه إلى شعبة، ومنه بإسناده إلى آخر السند مثله ، وبسند آخر إلى شعبة ، ومنه به مثله . وذكره السيوطي في « الدر المنثور » ٥ / ٣٣٦ ، وقال : أخرج سعيد بن منصور ، وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير في قوله : ( إلا من شاءَ اللهُ ) ، قال : «هم الشهداء ، ثنية الله، متقلدي السيوف حول العرش » كما أنه ذكر عن أبي هريرة أيضاً أنه قال : هم الشهداء ، ثنية الله تعالى ، وقال : أخرجه سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وذكر السيوطي أيضاً ، عن أبي هريرة رواية مرفوعة أنه قال : سُئِلَ جبرائيل عليه السلام عن هذه الآية «فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَات . . الخ ». من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال : هم الشهداء ، مقلدون بأسيافهم حول عرشه ، تتلقاهم الملائكة عليهم السلام . . . الحديث . وقال السيوطي : أخرجه أبو يعلى ، والدارقطني في «الأفراد» وابن المنذر ، والحاكم ، وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث ، ولم أجده في تفسير سورة الزمر في « مستدرك » الحاكم . وذكره ابن كثير من طريق أبي يعلى بإسناده مرفوعاً عن أبي هريرة ، وقال : رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش ، فإنه غير معروف ، والله تعالى سبحانه أعلم . وذكره ابن حجر في « المطالب العالية » ٣٦٥/٣ - ٣٦٦ عن أبي هريرة مرفوعاً كما مرّ ، وقال : لأبي يعلى ، ولم يذكره الهيثمي في تفسير سورة الزمر في « المجمع » وذكر البخاري في « التاريخ الكبير » ٧٣/٣ حديث حجر عن سعيد بن جبير ، وسكت عنه . وأخرج ابن جرير في «تفسيره » ٣٠/٢٤ بإسناده قول سعيد بن جبير المذكور بلفظه ، إلَّا أن فيه متقلدين بالسيوف ، ثم ذكر ابن جرير أنّه قال آخرون : أعني بالاستثناء في الفزع : الشهداء وفي الصعق : جبريل ، وملك الموت ، وحملة العرش ، وذكر بإسناده رواية مرفوعة في ذلك، وقال : هذا القول الذي رُوِيَ في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى بالصحة ؛ لأنَّ الصعقة في هذا الموضع : الموت ، والشهداء . وإن كانوا أحياء كما أخبر الله _ فإنّهم ذاقوا الموت . رجاله ثقات سوى حجر ، وقد ذكره أبو الشيخ وأبو نعيم وسكتا عنه

رواه ابن أبي أيوب، عن الحوضي، فقال: رجل من أهل أصبَهان، و كذا آل سليمان بن حرب.

ص: 423

67 4/ 14 س خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة:

67 4/ 14 س خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة (1):

روى عنه عامر (2)، و الحسين بن حفص. (ذُكِرَ أنه كان يقدم من قمّ(3) إلى البلد، و كان خراج قمّ(4) حينئذ إلى البلد، و سمع منه عامر، و الحسين بن حفص) (5) و حكي أنّ أبا حاتم(6) كتب إلى بعض إخوانه: مهما وقع عندكم من حديث الخطاب بن جعفر فاجمعوه لي، و خذوا إليّ به إجازة (7).

و مما كتبنا من حديثه. حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثني محمد بن عامر، قال: ثني أبي، قال: ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله تعالى: «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ»، (قال: نعمتي على(8) قريش) (9) «إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَ الصَّيْفِ». قال: يشتون بمكة، و يصيفون بالطائف. «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ

ص: 424


1- له ترجمة في « أخبار أصبَهان » 30٤/1 ، وفيه أنه حدث عن أبيه ، وعن السّدي ، وعطاء بن السائب ، وغيرهم ، وفي « التقريب » ص 92 ، وفيه « أنه صدوق » ، وفي « التهذيب » 145/3
2- هو عامر بن إبراهيم الأصبهاني . تقدم قريباً
3- تقدم تحديده
4- في الأصل : بزيادة «كان » ، وهو حشو ، فلذا حذفته
5- ما بين الحاجزين من الأصل ، ليس في أ _ ه_
6- هو محمد بن إدريس الرّازي . سيأتي بترجمة ٢٩٠
7- كذا في « أخبار أصبهان » ٣٠٤/١ ، « والتهذيب » ٣/ ١٤٥
8- في الأصل : عليه ، والتصحيح من « أخبار أصبهان » ٣٠٤/١ ، وفيه زيادة
9- بين الحاجزين من الأصل

جُوعٍ وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ»(1) قال: من الجذام(2) .

قال محمد بن عامر: سمع الشاذكوني هذا الحديث من أبي.

(76) حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد اللّه بن داود، قال: ثنا حسين بن حفص، قال: ثنا خطاب بن جعفر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، كان رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم- يطوف بنخل من نخل المدينة، فجعل الناس يقولون: فيها صاع، فيها وسق، يحزرون، فقال النبي- صلى اللّه عليه و سلم-: «فيها كذا و كذا». فقالوا: صدق اللّه و رسوله.

ص: 425


1- سورة قريش
2- أخرجه ابو نعيم في « أخبار أصبهان » ٣٠٤/١ به مثله عن محمد بن عامر إلى آخر السند ، وذكر في «التهذيب » ١٤٥/٣ تحت ترجمة خطاب ابن جعفر أنّ له في « تفسير النسائي » حديثاً واحداً في تفسير قوله تعالى : ( لإيلاف قريش ). وذكره السيوطي في ( الدر المنثور » 39٧/٦ ، وقال : أخرجه ابن جرير ، وابن أبي حاتم . وابن مردويه ، والضياء في «المختارة». عن ابن عباس مثله ، كما ذكر عن الضحاك في تفسير آمنهم من خوف » قال : من الجذام ، وقال السيوطي : أخرجه الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وورد عن مجاهد في تفسير « آمنهم من خوف » : من كل عدو في حرمهم ، وأخرج هذا ابن جرير ، والفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه . انظر « تفسير ابن جرير » ٣٠٦/٣٠ ، فقد أخرج كما ذكره السيوطي من طريق خطاب بن جعفر بإسناده إلى ابن عباس في تفسيره قوله : ( لإيلاف قريش ) وتفسير قوله : ( وآمنهم من خوف ) مثله ، كما أنه أخرج بإسناده عن مجاهد في قوله : ( لإيلاف قريش ) ، قال : نعمتي على قريش ، وبطريق آخر عن مجاهد مثله ، وعنه في قوله : ( وآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف ). قال : من كلّ عدو في حرمهم ، وكذا ذكر بإسناده ، عن قتادة ، وابن زيد نحوه . وفسر «الخوف» بالجذام، كما فسره ابن عباس ، وسفيان ، والضحاك ، ووكيع . كذا ذكر ابن جرير ، ثم قال : الصواب من القول في ذلك أن يقال : إنَّ الله تعالى ذكره ، وأخبر أنه آمنهم من خوف . والعدو مخوف منه ، والجذام مخوف منه ، ولم يخصص الله الخبر عن أنه آمنهم من العدو دون الجذام ، ولا العكس، والصواب أن يَعُمّ كما عَمّ جل ثناؤه ، فيقال : آمنهم من المعنيين . انظر «تفسیر ابن جریر » 309/30 . تراجم الرواة : هو محمد بن يحيى بن مندة . تقدم في ت ١٠ ، وهو ثقة حافظ . عبد الله بن داود العابد المعروف بسنديلة . سيأتي بترجمة 202 وكان من المتعبدين ، خَيْراً فاضِلاً. حسين بن حفص بن الفضل : سيأتي بترجمة ٩٥ ، وهو صالح ، محله الصدق، كما قاله أبو حاتم . خطاب بن جعفر : هو المُتَرْجَم له . صدوق . وأبوه جعفر بن أبي المغيرة دينار الخزاعي القُمي ، صدوق ، له أوهام . تقدم بترجمة ٣٦ . وسعيد بن جبير أبو محمد . تقدم بترجمة ٢٢ ، وهو ثقة . إسناده حسن

فقال: «يا أيّها النّاس. إنّما أنا بشر. فما حدّثتكم به من عند اللّه، فهو حقّ، و ما قلت فيه من قبل نفسي، فإنّما أنا بشر أخطى ء و أصيب»(1) .

ثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد اللّه بن داود، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا خطاب بن جعفر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: من لعن صاحبه صعدت إلى السّماء، ثم ترجع حتّى تقع على رأس الظالم (2).

ص: 426


1- تخریجه : فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبَهَان » ١ / ٣٠٤ - ٣٠٥ بإسناده إلى الحسين بن حفص، ومنه به كما هنا ، ومن طريق أبي الشيخ به مثله ، ولا بأس بسنده . وقد أخرج مسلم في « صحيحه » ١٥ / ١١٦ - 117 ، مع النووي ، باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي ، ما يؤيد معنى آخر الحديث من حديث طلحة ، ورافع بن خديج ، وأنس رضي الله
2- إسناده حسن ، فقد أخرج أبو داود في «سننه » 212/5 من حديث أبي العالية ، عن ابن عباس بلفظ : أن رجلاً لعن الريح ، في رواية أن رجلا نازعته الريح رداءه على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلعنها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : « لا تَلْعَنها ، فإنَّها مأمورة ، وإنَّه مَنْ لَعَنَ شَيْئاً لَيْسَ لَهُ بِأَهْلِ ، رَجَعَتْ اللَّعْنَةُ عليه». وأخرج الترمذي في «سننه»٢٣٦/٣ ، عن ابن عباس مثل رواية أبي داود ، وقال : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرف أحداً أسنده غير بشر بن عمر ، وأخرج أبو داود أيضاً 210/5 عن أم الدرداء ، قالت : سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله : - صلى الله عليه وسلم - « إن العبد إذا لَعَنَ شَيْئاً صَعِدت اللَّعْنَةُ إلى السَّماءِ ، فَتُعْلَقُ أبواب السَّماءِ دونَها ، ثم تَهْبِطُ إلى الأرض فَتَغْلَقُ أبوابها دونَها ، ثم تَأْخُذُ يَميناً وشمالاً ، فإذا لَمْ تَجِدْ مَساعَاً ، رَجَعَتْ إلى الذي لُعِنَ ، فإنْ كانَ لِذلِك أهلاً ، وإلا رجعت إلى قائلها»، وأخرج أحمد في «مسنده » ١ / ٤٠٨ و ٤٢٥ عن ابن مسعود مرفوعاً بما يؤيد معناه

ثنا محمد بن يحيى، قال: ثني عبد الله، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا خطاب بن جعفر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس «الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ»(1) ، قال: بحساب و منازل، و في «النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ»(2) قال: النّجم: ما ليس له ساق، و الشجر كل شي ء له ساق(3) (4) .

ثنا محمد، قال: ثني عبد الله، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا خطاب،

ص: 427


1- سورة الرحمن - آية ٤ ، ٥
2- سورة الرحمن - آية ٤ ، ٥
3- سقطت هذه العبارة التي بين الحاجزين من أ _ ه_
4- إسناده حسن ، فقد أخرجه ابن جرير في «تفسيره » 27/ 115 و 117 بإسناده عن ابن عباس بلفظ بحساب ومنازل يرسلان ، وفي رواية يجريان بعدد وحساب ، وأخرج أيضاً من قول أبي مالك ، قال : بحساب ومنازل ، وقوله : « النجم والشجر يسجدان » ذكر ابن جرير عن سفيان ، وسعيد ، والسدي ، أن النجم ما نجم من الأرض ، وليس له ساق ، وورد عن مجاهد ، وقتادة قالا : النّجم : نجم السماء ، ولكن الأولى بالصواب : القول الأول ، وأيضاً ذكر السيوطي في « الدر المنثور » ٦ / ١٤٠ في قوله « الشمس والقمر بحسبان» قول ابن عباس : « بحساب ومنازل يرسلان » ، وقال : أخرجه الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم ، وصححه في «مستدركه » ٤٧٤/٢ ، ووافقه الذهبي. وفي قوله : « النَّجمُ والشَّجَرُ يَسْجُدَان » قال ابن عباس : ( النجم ما انبسط على الأرض والشجر ما كان على ساق ) وقال السيوطي : أخرجه ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ في «العظمة»، عن أبي رزين ، والحاكم ، وصححه عن ابن عباس ، وقال : وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير مثله ، وكذلك أخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ عن أبي رزين في قوله : « النجم والشجر يسجدان » قال : النجم : ما ذهب فرشاً على الأرض ، ليس ل_ه ساق ، والشجر : ما كان له ساق « يسجدان » ، قال : ظلهما سجودهما. وأخرج الحاكم قول ابن عباس في قوله: « النجم والشجر يسجدان » قال : النجم : ما أنجمت الأرض ، والشجر ما كان على ساق ، وقال صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، وقال الذهبي: المنهال بن خليفة ضعفه ابن معين ، انظر «المستدرك » ٢ / ٤٧٤ ، وبذيله « التلخيص » للذهبي . قال ابن جرير في تفسيره 117/27 : اختلف أهل التأويل في معنى النّجم بعد اجتماعهم على أن الشجر ما قام على ساق ، ثم قال : أولى في ذلك بالصواب : قول من قال : النجم ما نجم من الأرض من نبت ، لعطف الشجر عليه ، فكأن معناه : ما قام على ساق وما لا يقوم على ساق يسجدان لله ، ثم ذكر رواية عن أبي رزين ، وسعيد أن سجودهما ظلهما . والله أعلم

عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس عن (العاديات)، فقال: الخيل تصبح: «إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» قال: لكفور (1) (2) .

ثنا محمد بن أحمد(3) الزهري، قال: ثنا الحسن بن عطاء، قال: ثنا عامر بن إبراهيم، قال: ثنا الخطاب، قال: ثنا السّدي و حدثنا محمد، قال:

ثني عبد الله، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا خطاب، عن السّدي، قال: «ن وَ الْقَلَمِ». قال: نون السّمكة التي عليها الأرضين، و القلم: الذي خلقه الله

ص: 428


1- في النسختين : « لفخور » ، ولم تذكر كتب اللغة أن الكنود يأتي بمعنى الفخور ، ولم أجد رواية في كتب التفسير بهذا المعنى ، لا عن ابن عباس ، ولا عن غيره ، إنما الوارد عن ابن عباس ما أثبته في المتن وصَحْحْته
2- أخرجه الحاكم في « المستدرك » 533/2 من طريق مجاهد ، عن ابن عباس ، وقال الذهبي : إنه على شرطهما . وفي « الدر المنثور » ٣٨٤/٦ ، وأخرج عبد بن حميد ، والحاكم ، وصححه ، وقد مر ذكره ، وجاء في تفسير العاديات قول آخر : أنّه الإبل ، وذكر ابن كثير هذه الرواية في تفسيرها _ أي تفسير الآية - عن ابن أبي حاتم بإسناده ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، قال : العاديات : الإبل ، وقال علي : هي الإبل ، وقال ابن عباس : هي الخيل ، فبلغ علياً قول ابن عباس ، فقال : ما كانت لنا خيل يوم بدر . قال ابن عباس إنما كان ذلك في سرية بعثت ، وذكر ابن كثير أيضاً رواية أخرى من طريق ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن حدثه قال : بينا أنا في الحجر جالساً جاءني رجل فسألني عن العاديات ضبحا ، فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ... الحديث . ثم ذكر ابن كثير أنه قال بقول عليّ : إنها الإبل جماعة ، منهم : إبراهيم ، وعبيد بن عمير ، وقال بقول ابن عباس : إنها الخيل جماعة ، منهم : مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك ، واختاره ابن جرير ، وقال : الصواب : إنها الخيل حين تُصْبحُ . انظر « تفسير ابن جرير » 273/30، حيث قال : وأولى القولين عندي بالصواب ، قول من قال : عُني بالعاديات الخيل ، وذلك أن الإبل لا تضبح. وذكر ابن كثير أيضاً في تفسير قوله : « إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ » لكنود : جحود ، وقال : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي ، وأبو الجوزاء ، وأبو العالية ، وأبو الضحى ، وسعيد ابن جبير ، ومحمد بن قيس ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، وابن زيد : الكنود : الكفور . انظر « تفسير ابن كثير » ٥٤١/٤ و ٥٤٢ ، وقد ذكر أقوالهم ابن جرير مسندة في «تفسيره » 277/30 - 278 ، ثم ذكر رواية مرفوعة بإسناده من حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ الإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ » قال : «لكفور ، الذي يَأْكُلُ وَحْدَهُ ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ
3- أخرجه الحاكم في « المستدرك » 533/2 من طريق مجاهد ، عن ابن عباس ، وقال الذهبي : إنه على شرطهما . وفي « الدر المنثور » ٣٨٤/٦ ، وأخرج عبد بن حميد ، والحاكم ، وصححه ، وقد مر ذكره ، وجاء في تفسير العاديات قول آخر : أنّه الإبل ، وذكر ابن كثير هذه الرواية في تفسيرها _ أي تفسير الآية - عن ابن أبي حاتم بإسناده ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، قال : العاديات : الإبل ، وقال علي : هي الإبل ، وقال ابن عباس : هي الخيل ، فبلغ علياً قول ابن عباس ، فقال : ما كانت لنا خيل يوم بدر . قال ابن عباس إنما كان ذلك في سرية بعثت ، وذكر ابن كثير أيضاً رواية أخرى من طريق ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن حدثه قال : بينا أنا في الحجر جالساً جاءني رجل فسألني عن العاديات ضبحا ، فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ... الحديث . ثم ذكر ابن كثير أنه قال بقول عليّ : إنها الإبل جماعة ، منهم : إبراهيم ، وعبيد بن عمير ، وقال بقول ابن عباس : إنها الخيل جماعة ، منهم : مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك ، واختاره ابن جرير ، وقال : الصواب : إنها الخيل حين تُصْبحُ . انظر « تفسير ابن جرير » 273/30، حيث قال : وأولى القولين عندي بالصواب ، قول من قال : عُني بالعاديات الخيل ، وذلك أن الإبل لا تضبح. وذكر ابن كثير أيضاً في تفسير قوله : « إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ » لكنود : جحود ، وقال : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي ، وأبو الجوزاء ، وأبو العالية ، وأبو الضحى ، وسعيد ابن جبير ، ومحمد بن قيس ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، وابن زيد : الكنود : الكفور . انظر « تفسير ابن كثير » ٥٤١/٤ و ٥٤٢ ، وقد ذكر أقوالهم ابن جرير مسندة في «تفسيره » 277/30 - 278 ، ثم ذكر رواية مرفوعة بإسناده من حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ الإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ » قال : «لكفور ، الذي يَأْكُلُ وَحْدَهُ ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ

بيده. قال السدي: و قال القلم: ما أكتب؟ قال: أكتب القدر (1).

ثنا محمد بن يحيى، قال: ثني عبد الله، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا خطاب، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فسأله عن قول الله: «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ»(2) ما هو؟

فسكت عنه ابن عباس، حتى إذا وقف الناس، قال له الرجل: ما يمنعك أن تجيبني؟ قال: و ما يؤمنك أن لو أخبرتك أن تكفر؟ قال: فأخبرني، فأخبره، تخريجه:

ص: 429


1- تخریجه : وذكر السيوطي في « الدر المنثور » ٢٥٠/٦ أن ابن مردويه أخرج عن ابن عباس ، قال : في والقلم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « النون : السمكة التي عليها قرار الأرضين ، والقلم : الذي خَط به ربُّنَا عَزَّ وَجَلَّ القَدَرَ خيره وشره ونفعه وضره » ، وأخرج ابن جرير في «تفسيره » ٢٩ /١٤ ، وكذا ابن كثير في «تفسيره » ٤٠٢/٤ عن ابن عباس ، قال : إن أوّل ما » خلق الله القلم ، فقال له : اكتب . فقال : وماذا أكتب ؟ قال : اكتب القدر ، فجرى بما يكون .. إلى قوله : «ثم خلق النون ، ورفع بخار الماء ، ففتقت منه السماء ، وبسطت الأرض على ظهر النون ، فمادت الأرض ، فأُثْبِتَتْ بالجبال ، فإنها لتفخر على الأرض » وقد أخرج الرواية المذكورة عن ابن عباس _ كما ذكر السيوطي في « الدر » ٢٤٩/٦ - عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير - وقد تقدم - وابن المنذر ، وابن مردويه ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في « الع_ظ_م_ة » ، والحاكم في «المستدرك » /٤٩٨ ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي عليه ، والبيهقي في « الأسماء والصفات » والخطيب في «تاريخ بغداد » ٤٠/١٣ ، وأيضاً في المختارة » قلت : إنَّ حديث : « أوّل ما خلق الله القلم فقال : اكتب فقال ما أكتب ؟ قال : القدر ... إلخ » . أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده » 79/2 عن عبادة بن الصامت مرفوعاً » بلفظ : « إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إِنَّ أوّل ما خَلَقَ اللهُ القَلَم ، فقال : اكتب ، فقال : يا رب ما أكتب ؟ قال : اكتب القدر ، وما كان ، وما هو كائن إلى الأبد». وأخرجه من طريقه ابن أبي حاتم ، والترمذي في «سننه» ٩٦/٥ ، وقال : حسن صحيح غريب ، وفيه عن ابن عباس وأخرجه أبو داود السجستاني في «سننه » ٧٦/٥ بإسناده عن عبادة - رضي الله عنه - مرفوعاً - مرفوعاً ، وكذا أخرجه أحمد في «مسنده » 317/٥ من طرق ، عن الوليد بن عبادة عن أبيه مرفوعاً
2- سورة الطلاق - آية : 12 . وتمام الآية : «يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَينَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً»

قال: سماء تحت أرض، و أرض فوق سماء مطويات بعضها فوق بعض، يدور الأمر بينهن، كما يدور بهذا الكردنا(1) الذي عليه الغزل(2) .

ثنا محمد، قال: ثني عبد الله، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا خطاب ابن جعفر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير «يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ»(3) قال: فالظاهر من العلم أن يوحي اللّه إلى الملائكة

ص: 430


1- يبدو أنه المغزل
2- ذكر السيوطي في « الدر المنثور » ٢٣٨/٦ الرواية المذكورة مع تفاوت في اللفظ من طريق سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس بلفظ : أنه قال له رجل : «الله الذي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ» فقال ابن عباس للرجل : ما يؤمنك أن أخبرك بها فتكفر ؟ وكذا رواه ابن جرير في تفسيره ، ١٥3/28 ، وأيضاً ابن كثير في « تفسيره » ٣٧٥/٤ من طريق عبد بن حميد ، وإسناده عن والد خطاب - جعفر - عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس كما هو عند ابن جرير من هذا الطريق ، وأخرج ابن جرير 153/28 ، وابن أبي حاتم ، والحاكم في « المستدرك » ٤٩٣/٢ ، وصححه ووافقه الذهبي ، وكذا رواه البيهقي في « الشعب » ، وفي «الأسماء والصفات » ، كما ذكر السيوطي ، وابن كثير في «تفسيره » ٤ / ٣٨٥ ، وقال ابن كثير : روى البيهقي هذا الأثر - الذي سأذكره - عن ابن عباس في كتاب « الأسماء والصفات » ، وقال : إسناد هذا عن ابن عباس صحيح ، إلا أنه شاذ ، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعاً ، ولفظه كم_ا ذك_ره الحاكم في المستدرك » ٤٩3/2 عن أبي الضحى ، عن ابن عباس : أنه قال : « اللهُ الَّذي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ » قال : ( سبع أرضين ، في كل أرض نبي كنبيكم ، وآدم ك_آدم . ونوح كنوح ، وإبراهيم كإبراهيم ، وعيسى كعيسى ) ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه ، ووافقه الذهبي. ومن طريق آخر « قال : في كل أرض نحو إبراهيم ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يُخَرِّجاه ، وأقره الذهبي أيضاً ، وكذا أخرجه ابن جرير في « تفسيره » ١٥٣/٢٨ مثله. وأخرج ابن جرير أيضاً عن ابن عباس قوله : لو حدثتكم تفسير هذه الآية لكفرتم ، وَكُفْرُكم : تكذيبكُم بها. وذكر الهيثمي في « المجمع » 128/7 عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « إن أوّل ما خلق الله القلم والحوت» ، فقال : ما أكتب ؟ قال : كل شيء كان إلى يوم القيامة ، ثم قرأ « ن والقلم»). قال : رواه الطبراني ، وقال : لم يرفعه عن حماد بن زيد إلا مُؤمِّل بن إسماعيل ، قال : - أي الهيثمي - قلت : مؤمل ثقة ، كثير الخطأ ، وقد وثقه ابن معين وغيره ، وضَعَّفه البخاري وغيره ، وبقية رجاله ثقات
3- سورة الروم - آية : 7

بأمره في أهل الأرض، فيوحي اللّه إلى الملائكة كوقع السلسلة على الصفا، فإذا سمعوا ذلك، لم يبق ملك في السموات إلّا خر ساجدا، و يندب إبليس الشياطين كل ليلة، فيقول: من يجيز السماء؟ فيندب مردة الشياطين، و يوضع لهم شياطين على ممرهم، و يقفن الشياطين من الأرض، حتى يلظ في السماء بالمكان الذين كانوا قبل ذلك يسترقون فيه السمع، فسمع الله (كلام) (1) الملائكة ما قد أوحى إليهم في خلقه، فيتبعه الشهاب، فيمر على الذين قد وضعوا في ممره، فيقول سمعت كذا و كذا، و ليس له منتهى إلا البحر، فإن أدركه الشهاب قبل ذلك حرقه، و إن أدركه البحر أخبله، فلا يعود إلى السماء بعد ذلك، فقال سعيد: إنّ الشّهاب لا يخطئه على حال. قال: فيوحي أولئك الذين سمعوا إلى أوليائهم من الإنس، فيصدقون بما أوحى اللّه إلى خلقه، و يزيدون سبعين كذبة(2) .

ص: 431


1- هكذا جاء في النسختين يبدو أن هذه الكلمة زائدة وبدونها يستقيم النص
2- أخرج ابن جرير من طريق ابن حميد ، عن يعقوب القُمّي ، عن جعفر ، عن سعيد في الآية المذكورة « يعلمون ظاهر » الخ. قال : تسترق الشياطين السمع ، فيسمعون الكلمة التي قد نزلت ينبغي لها أن تكون في الأرض ، قال : ويُرْمُونَ بالشهب ، فلا ينجو أن يحترق ، أو يصيبه شرر منه ، قال : فيسقط ، فلا يعود أبداً ، قال : ويرمي بذاك الذي سمع إلى أوليائه من الإنس ، قال : فيحملون عليه ألف كذبة . قال : فما رأيت الناس يقولون : يكون كذا وكذا . قال : فيجيء الصحيح منه كما يقولون الذي سمعوه من السماء ، ويعقبه من الكذب الذي يخوضون فيه » لم أجده بلفظ المؤلف . انظر « تفسير ابن جرير » 23/21 . سورة الروم
68 4/ 15 ز عبد اللّه بن معاوية:

68 4/ 15 ز عبد اللّه بن معاوية (1) :

ابن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، قدم أصبهان، و غلب عليها أيام مروان بن محمد(2) ، و أقام(3) بها، و بنى بها، و له ميدان بجرواآن(4) يقال له: ميدان عبد اللّه بن معاوية، و يقال: خرج بالكوفة في خلافة مروان، فبعث إليه مروان جندا، فلحق بأصبهان، فغلب(5) عليها، و ما زال يتنقل من موضع إلى

ص: 432


1- له ترجمة في : «تاريخ الطبري » ٤٨/٩ و ٥٢ و ٩٣ - ٩٥ ، وفي «أخبار أصبهان » ٤٢/٢ ، وفي «الأغاني » لأبي الفرج الأصبهاني 71/11 _ 79 ، «والمعارف » لابن قتيبة ص 90 ، «ومقاتل الطالبين » لأبي الفرج الأصبهاني ١٦١ - ١٦٩ ، «والخطط » للمقريزي ٣٥٣/٢ «وزهر الآداب للحصري» ١ / ١٢٤ - ١٢٦ ، وفي « الكامل » لابن الأثير ٢٨٤/٤ - ٢٨٥ و ٣٠٦ - ٣٠٧ «ولسان الميزان » لابن حجر ٣٦٣/٣ - ٣٦٤ ، وفي « الأعلام » للزركلي ٢٨٢/٤ - ٢٨٣
2- هو مروان بن محمد بن مروان ، المعروف بالحمار ، بويع له سنة ١٢٧ه_ ، وقتل سنة ١٣٢ه_ . انظر « الكامل » ٢٨٣/٤ ، و ٣٣٠
3- في « أخبار أصبهان » ٤2/20 ، « والأعلام » ٢٨٢/٤ سنة ثمان وعشرين ومائة . وانظر «مقاتل الطالبين » ص ١٦٧ ، « وتاريخ الطبري » ٩3/9 « والكامل » ٤ / ٢٨٥ و ٣٠٦
4- بالضّم ، ثم السكون ، وواو وألفين بينهما همزة ، وآخره نون ، محلّة كبيرة بأصبهان ، يقال لها بالعجمية : كرواءان . انظر « معجم البلدان » 2/ 130
5- انظر «تاريخ الطبري » ٤٩/٩ و ٩٣ ، « ولسان الميزان » ٣ / ٣٦٤ ، «والكامل » ٤ / ٢٨٥ و ٣٠٦ لابن الأثير

موضع، حتى لحق بخراسان، و أبو مسلم(1) يدعو إلى ولد العباس، فبلغه مكانه، فحبسه في السجن، حتى مات سنة إحدى و ثلاثين و مائة (2).

و مما حدث: ما حدثنا به الحسن بن محمد الدّاركي(3) ، قال: ثنا أبو زرعة، قال: ثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن جعفر، قال: حدثني عمّي موسى بن جعفر، عن صالح بن معاوية، عن أخيه عبد اللّه بن معاوية، عن أبيه معاوية(4) بن عبد اللّه بن جعفر، عن عبد اللّه بن جعفر (5)، قال: قال رسول الله- صلى اللّه عليه

ص: 433


1- هو عبد الرحمن بن مسلم الخراساني . كان مولده بكرخ أصبهان ، وهو يُعد مؤسس الدولة العباسية . قتله المنصور في آخر شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة . انظر « الثقات » لابن حبان ٢ /٣٢٥
2- كذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان » 2 / ٤2 ، وذكر ابن الأثير في « الكامل » ٤ / ٣٠٧ غلبته ، وقتله في حوادث سنة 129ه_ ، وقال : قبره بهراه ، معروف یزار. تراجم الرواة :
3- الحسن بن محمد الداركي : تقدم في ترجمة ١٢ ، وهو ثقة صدوق. وأبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم الرازي . ثقة ، من النقاد . تقدم في ت 3 ح 7 . محمد بن إسماعيل أبو القاسم : ذكره البخاري في « التاريخ الكبير » 37/1 ، وقال : سمع عمه موسى بن جعفر. وإسحاق بن جعفر ، وسفيان بن حمزة هو الهاشمي ، وفي « الجرح والتعديل » 7/ 189 قال ابن أبي حاتم ، سألت عنه أبي ، فقال : « منكر الحديث ، يتكلمون فيه » . وموسى بن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، قال العُقيلي : في حديثه نظر . انظر « الميزان » 201/4 ، « واللسان » ١١٤/٦ . صالح بن معاوية : لم أعثر له على ترجمة . وعبد الله بن معاوية : هو المترجم له . ذكر أبو الفرج في « الأغاني » 71/11 - 79 أنه لم يكن محمود المذهب في دينه
4- معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . قال العجلي : ثقة ، وذكره ابن حبان في «الثقات » . انظر « التهذيب » ١١٢/١٠
5- عبد الله بن جعفر : صحابي ، توفي سنة ثمانين ، وكان يوم توفي ابن تسعين سنة . المصدر السابق 50 / 170 - 171

و سلم-: «عليّ أصلي، و جعفر فرعي، أو جعفر أصلي، و عليّ فرعي»(1) .

ص: 434


1- في سنده محمد بن إسماعيل بن جعفر ، منكر الحديث كما قال أبو زرعة ، وكذلك موسى بن جعفر ، قال العقيلي : في حديثه نظر ، وكذلك عبد الله بن معاوية ، لم يكن محمود المذهب في دينه ، لاستيلاء من يتهم بالزندقة عليه ، فهو ضعيف بهذا ، بل يظهر أنه موضوع . والله أعلم فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٤٣/٢ بسنده ، ومن طريق شيخه أبي محمد بن حيان ، ويلتقيان في إسماعيل بن محمد ، وموسى بن جعفر من طريقهما مثله. وذكره السيوطي في « الجامع الصغير » ٣٥٦/٤ مع « الفيض » ، وقال : رواه الطبراني ، والضياء - المقدسي - عن عبد الله بن جعفر ، وقال : ضعيف. وذكر المناوي أن روايتهما من طريق محمد بن إسماعيل بن جعفر ، عن عمه موسى بن جعفر ، عن صالح بن معاوية ، عن أخيه عبد الله ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن جعفر ، وذكره الهيثمي في « المجمع » 273/9 ، وقال : رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم ، وقد عرفنا الضعاف في السند ، وفيه من لم أعرفه
69 4/ 16 أبو جعفر المنصور:

69 4/ 16 أبو جعفر المنصور (1) :

عبد الله(2) بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب قدم أصبهان مع عبد اللّه بن معاوية، و خرج منها إلى فارس (3).

و حكى و شنة(4) ، قال: كان أبو جعفر المنصور يجي ء إلى عندنا إلى الحمام بيوان(5) ، قال: فخرج أياما عن معسكر عبد اللّه بن معاوية قال: فرجع إلى العسكر، و قد وضع الفأرة أدراصاً (6) في مخدته. قال: فتعجب، فقال: هل ها هنا من يحسب؟ قالوا: نعم. قال: فحمل إليه يهودي(7) يقال له ككية يحسب، فقال: ما هذا؟ فقال: إنّ هذا لا يجوز إلّا لمن يملك

ص: 435


1- أبو جعفر المنصور : له ترجمة في «تاريخ خليفة » ص ٤١٢ ، وفي « تاريخ اليعقوبي » ١٠٠/٣ ، وفي «تاريخ الأمم والملوك » 292/9 - 322 ، وفي «مروج الذهب » ٢ / ١٨٠ - ١٩٤ ، وفي «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢٤ ، وفي « أخبار أصبهان » ٤٣/٢ - ٤٥ ، وفي « تاريخ بغداد » ٥٣/١٠ ، وفي « الكامل » لابن الأثير ١٧٢/٥ و ٦/٦ ، وفي « الأعلام » ٢٥٩/٤. وفيه : أنه كان ولايته ٢٣ إلا ستة أيام ، وذكر لترجمته مصادر أخرى غير المذكور
2- عند أبي نعيم ٤٣/٢ : عبد الله بن محمد بن علي، ولعل أبا الشيخ نسبة إلى جده ، وما ذكره أبو نعيم هو الصحيح ، ويؤكد ما يأتي في السند الثاني صحة ما ذكره أبو نعيم
3- كذا في « أخبار أصبهان » ٤٢/٢ و ٤٣
4- في أ - ه_ : «رُسته»
5- یَوان : آخره نون - وأوله مفتوح : قرية على باب مدينة أصبهان . انظر « معجم البلدان » ٤٥٢/٥
6- أدراصاً جمع الدّرص ، ويجمع على دروص ، والدرص: ولد الفأرة ، واليربوع ، والقنفذ ، والهرة ، والأرنب ، والكلبة ، والذئبة . انظر « القاموس » ٣٠٢/٢ ، « والمعجم الوسيط » ٢٧٩/١
7- في الأصل : « يهودياً » والتصحيح من أ _ ه_

الأرض، فقال له: أخفه عني و اسكت و اتبعني إذا سمعت بي. قال: فخرج من ساعته إلى فارس، و خاف أن يفشي ذلك، فيسمع به عبد اللّه بن معاوية. قال: فلما كان من أمره ما كان، و جعل له الخلافة خرج ككية إليه، فأعطاه مالا، فرجع ككية إلى البلد، و كان يركب الحمر المصرية، و قد حدّث المهدي عن أبيه المنصور (1).

(78) ثنا أبو الحسن بن شنبوذ، قال: ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبي، عن محمد بن عبد الله بن علي بن عبد

ص: 436


1- كذا ذكر أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٤٤/٢ نقلاً عن أبي الشيخ بلفظه. تراجم الرواة : أبو الحسن بن شنبوذ : هو محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت ، المعروف بابن شنبوذ ، مقريء ، كثير الحديث ، من أهل بغداد ، نفاه ابن مقلة إلى المدائن . جال البلاد لطلب القراءات ، الثقة والخير والصلاح ، توفي سنة ٣٢٨ه_ توفي سنة ٣٢٨ه_ . انظر «تاریخ بغداد » 280/1 و « أخبار أصبهان » ٢ / ٢٦٠ و « غاية النهاية » ٥٢/٢ - ٥٦ ، و « معجم المؤلفين » ٢٣٨/٨ . وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي الدمشقي ، عن أبيه ، له مناكير . قال أبو أحمد الحاكم : فيه نظر ، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين . انظر « الميزان » ١٥١/١ ، « واللسان » ٢٩٥/١. ومحمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ، يروي عن أبيه ، روى عنه أهل الشام . قال ابن حبان في « الثقات » : هو ثقة في نفسه ، يتلقى من حديثه ما رواه عنه أحمد بن محمد ( يعني ابنه ) ، وأخوه عبيد فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء ، وكان قد اختلط . انظر « اللسان » ٤٢٢/٥ . ويحيى بن حمزة الدمشقي قاضي دمشق: صدوق، عالم قاله الذهبي، وقال أبو حاتم : صدوق عن يحيى . كان يُرمى بالقدر ، وقال ابن سعد : صالح الحديث . قال دحيم : هو ثقة عالم عالم ، وقال الحافظ ابن حجر : ثقة ، رمي بالقدر . مات سنة ١٨٣ه_ ، وله ثمانون سنة . انظر « الميزان » ٣٦٩/٤ ، « والتقريب » ص ٣٧٤. ومحمد بن عبد الله بن محمد بن علي المهدي بن المنصور أبو عبد الله : تولى الحكم في اليوم الذي توفي أبوه ، وتوفي سنة ١٦٩ه_ ، وكان له من العمر ثلاث وأربعون سنة ، وكانت ولايته عشر سنين وشهراً وأربع عشرة ليلة . انظر « الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢٥. وعبد الله بن محمد : وهو أبو جعفر المنصور ، هو المترجم له. علي بن عبد الله بن العباس أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله ، ويقال : أبو الفضل المدني. كان ثقة . توفي سنة 118 ه_ ، وقال ابن حجر : ثقة عابد ، من الثالثة . مات سنة ثمان عشرة على ١١٨ه_ الصحيح . انظر « التهذيب » ٣٥٧/٧ ، « والكاشف » 2/ 89 ، « والتقريب » ص ٢٤٧ . تخريج الحديث : في سنده أحمد بن محمد بن يحيى ، وهو له مناكير ، وقال أبو أحمد الحاكم - الكبير - في_ه نظر ، وأيضاً محمد بن يحيى أبوه ، وإن كان ثقة هو بنفسه ، كما قال ابن حبان إلا أنه قال : ويتقي من حديثه ما رواه عنه أحمد ، وهو ابنه ، وكذا عبيد ابنه ، مع أن محمداً قد اختلط. فقد أخرجه أبو نعيم من طريق أحمد بن يحيى بن محمد بإسناده إلى آخر السند ، إلّا أن فيه بعد ما قال : ثني أبي ، عن أبيه ، - قال صلى بنا المهدي ، فجهر « بسم الله الرحمن الرحيم » ، فقلت له في ذلك ، فقال : حدثني ، فقال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، ، عن جده ، عن ابن عباس ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان يَجْهَرُ بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرجه الدارقطني في « سننه » ١ / ٣٠٣ - ٣٠٤ بالسند المذكور عند - أبي الشيخ عن أحمد بن محمد ، إلى آخره ، ومن طريق آخر عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله ، ولكن في سنده أبو الصلت الهروي ، وهو ضعيف ، بل قال ابن عدي : متهم ، انظر « الميزان » ٢ / ٦١٦ . وذكره الهيثمي في « المجمع » 2/ 109 ، عن ابن عباس مثله ، وفي آخره زيادة « في الصلاة » ، ، وقال : رواه البزار ، ورجاله موثقون . قلت : أخرجه الترمذي ، وأبو داود ، وغيرهما - كما سيأتي _ بدون ذكر الجهر. والترمذي من حديث ابن عباس ، قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفتتح صلاته «ببسم الله الرحمن الرحيم »، وقال أبو عيسى : ليس إسناده بذاك ، وقد قال بها عدة من أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - . قلت : لفظ الحديث : يفتتح ، وهو محتمل بافتتاحه سراً أو جهراً ، والروايات الواردة في عدم الجهر صريح ، كما ورد في «صحيح مسلم » ٦/ 110 عن أنس ، وعند الترمذي في «سننه » ١ / ١٥٤ ، قال : كل واحد منهما صلّيت مع النبي ( ص ) وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحداً منهم يقرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، أي : جهراً ، وفي رواية لمسلم : فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين ، ولا يذكرون ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول ولا في آخرها ، يعني : جهراً . وقال الترمذي : حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن ، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم ، وفي رواية ثابت البناني ، عن أنس فلم أسمع أحداً منهم يجهر ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، وذكره الخطابي « بذيل سنن أبي داود » ٤٨٤/١ ، وفي رواية للنسائي /2/ 135 عن أنس ، قال : صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يسمعنا قراءة بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى بنا أبو بكر ، فلم نسمعها منهما ، وكذا له عن أنس ، قال : صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحداً منهم يجهبر « ببسم الله الرحمن الرحيم » ، وكذا أخرج عن عبد الله ابن مغفل ، وأخرج حديث عدم الجهر بالبسملة الدارمي في «سننه » 1 / 283 تحت باب كراهية الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم عن أنس كلفظ مسلم. وأخرج الدارقطني في « سننه » ٣٠٢/١ بطرق عن علي ، وعمار ، وعن ابن عباس بطريقين : الأوّل : بإسناده إلى ابن عباس ، وفي سنده أبو الصلت الهروي ، وهو ضعيف ، بل قال ابن عدي متهم . والثاني : من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بإسناده إلى آخر السند ، كما عند أبي الشيخ ، وأحمد بن محمد المذكور له مناكير ، وفيه نظر ، قلت : قد ذكر الدارقطني في سننه ٣٠٢/١ - 31٣ في حدود أربعين حديثاً من موقوف إلى مرفوع ، ومن صريح وغيره في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم . ولكن لا تخلو الأسانيد المرفوعة المصرحة بالجهر عن راو ضعيف أو متروك ، وإن كان بعضها صحيحاً ، ولكنها موقوفة ، أو غير مصرحة ، والله أعلم. انظر « التعليق المغني بذيل السنن» ، والصواب أن أحاديث عدم الجهر أقوى إسناداً ، فيؤخذ بها وإن كان الجهر جائزا ، وقد طول الزيلعي في «نصب الراية » ٣٢٣/١ - ٣٦١ في تحقيق المسألة راجعها ، وانظر أيضاً « الناسخ والمنسوخ » للحازمي ص 81

الله بن عباس، قال: ثني أبي، عن جده، عن ابن عباس، أن النبي- صلى

ص: 437

الله عليه و سلم- جهر بسم اللّه الرحمن الرحيم. محمد بن عبد اللّه هو المهدي.

ص: 438

70 4/ 17 عبد اللّه بن أبي مريم الأموي:

70 4/ 17 عبد اللّه بن أبي مريم الأموي (1) :

قاضي أصبهان.

كان على القضاء أيام الحجاج (2)، و كانوا ثلاثة إخوة: عبد الله، و عبيد الله، و يزيد، و كان قاضيها أيّام الحجاج بن يوسف. و من ولده: محمد بن المغيرة بن سالم بن عبد اللّه صاحب النعمان، و علي بن بشر بن عبد الملك بن عبيد اللّه بن أبي مريم (3).

و حكى أبو أميّة سلم بن عصام، و كان محمد بن المغيرة جده. قال: كان عبد اللّه على القضاء، فعزله الحجاج، و أخرجه إلى واسط(4) ، و حبسه، فلما مات الحجاج، رجع إلى أصبهان، فمات بها.

(79) و قد حدث هؤلاء كلهم. حدثني سلم بن عصام بن سلم بن

ص: 439


1- له ترجمة في « أخبار أصبَهان » ٤٥/2 ، وفي «التهذيب » ٢٦/٦ ، وذكر فيه أن ابن حبان ذكره في «الثقات » ، وقال : كنيته أبو خليفة ، ثم ذكر روايته المذكورة في الغيبة ، وقال : لا أدري هو هذا أو غيره ، ثم ذكر الحافظ قول علي بن المديني إنه مجهول ، والله أعلم
2- هو الحجاج بن يوسف الثقفي . تقدم في ت 2 ح 3
3- كذا في « أخبار أصبهان » ٢ / ٤٥
4- كذا في « أخبار أصبهان » ٢ / ٤٥. تراجم الرواة : سلم بن عصام : تقدم في ت 19 ح ٣٤ ، وكان شيخاً صدوقاً وإبراهيم بن بسطام أبو اسحاق الأصبهاني : نزل البصرة هو وأخوه ، وتوفي بها . انظر « أخبار أصبهان » ١٨٦/١. وروح بن عبادة أبو محمد البصري : ثقة ، فاضل له تصانيف . تقدم في ت ٩ . وابن جريج : هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. تقدم في ت 8 ح 22 - ثقة ، كان يدلس . وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم : قال ابن سعد : كان كثير الحديث ضعيفاً ، وقال الدارقطني : متروك ، وقال الحافظ ابن حجر : ضعيف . انظر « التهذيب » ٢٩/١٢ - ٣٠ ، «والتقريب » ٣٩٦ و « الكامل » لابن عدي ٣٣٦/١ . وقد جاء في النسختين : « عبد الرحمن » ، والمثبت من « أخبار أصبهان » ٢ / ٤٥ ، و « التهذيب » 28/12 ، فذكره وقال : روى عن أبيه ، ومن السند التالي ، وهو الصَّواب. وعبد الله بن أبي مريم . قال ابن حجر نقلاً عن علي بن المديني إنه مجهول . انظر «التهذيب » ٢٦/٦. وأبو صالح : هو السمان ، واسمه ذكوان . تقدم في ت ٤١ . الرَّبالي بفتح الراء والباء وبعد الألف لام - هذه النسبة إلى ربال ، وهو جد أبي عمر حفص بن عمر بن ربال ثقة . توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين . انظر « اللباب » ٢ / ١٤ ، « والجرح والتعديل » ١٨٥/٣ . هو أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، من رجال الجماعة . تقدم في ت ٢٢. تخريج الحديث : إسناده ضعيف ، فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٤٥/2 ، فقال : حدثنا محمد بن المظفر ، ثنا محمد بن محمد بن سليمان ، ثنا المسيب بن واضح ، ثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي مريم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فذكر مثله ، وقال أبو نعيم : ورواه روح ابن عبادة ، وأبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، عن عبد الله بن أبي مريم مثله. ورواه هشام بن يوسف عن أبي بكر بن أبي سبرة ، عن مسلم بن أبي مريم ، عن أبي صالح مثله ، ولكن أبا بكر بن أبي سبرة ضعيف ، بل قال أحمد : كان يضع الحديث ، وقال النسائي : متروك . انظر « الميزان » ٥٠٣/٤ - ٥٠٤ ، وذكره السيوطي في « الجامع الصغير » ١٢٨/٦ مع «الفيض » ، وقال : رواه الحاكم في «تاريخه » - يعني «تاريخ نيسابور » - ، عن أبي هريرة ، ورمز له بالضعف. وذكر المناوي شارح « الجامع الصغير» أن في سنده أبا بكر بن أبي سبرة المدني . قال في «الميزان » ٥٠٣/٤ - ٥٠٤ : ضعفه البخاري وغيره ، وقال أحمد : « كان يضع الحديث » كما تقدم. . انظر « فيض القدير » ١٢٩/٦ ، ولكن معنى الحديث صحيح ثابت ، فقد أخرج مسلم في «صحيحه » ١٤٢/١٦ ، باب تحريم الغيبة عن أبي هريرة ، أنَّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال : ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره . قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بَهَتُّه ». وأخرجه أبو داود في سننه » 192/5 ، في الأدب باب الغيبة ، والترمذي في «سننه » ٣٢٩/٤ في البر والصلة عن أبي هريرة ، وقال : هذا حديث صحيح ، وهو كما قال ، وقال في الباب عن أبي برزة ، وابن عمر وعبد الله بن عمرو ، وقال ابن الأثير في «جامع الأصول » ٤٤٧/٨ البهت : الكذب والافتراء على الإنسان. ونسبه المنذري في « الترغيب » ٥١٥/٣ إلى النسائي بالإضافة إلى المذكور ، وقال : فقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة

المغيرة بن سالم بن عبد اللّه بن أبي مريم، قال: ثنا إبراهيم بن بسطام، قال:

ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا ابن جريج، قال: ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن عبد اللّه بن أبي مريم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال

ص: 440

النبي- صلى اللّه عليه و سلم-: «من ذكر رجلا بما فيه فقد اغتابه، و من ذكره بغير ما فيه فقد بهته».

(80) ثنا سلم قال: ثنا حفص الرّبالي، قال: ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: ثنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، عن عبد اللّه بن أبي مريم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي- صلى اللّه عليه و سلم- مثله.

و قد حدّث علي بن بشر، و أحمد بن علي بن بشر، و محمد بن أحمد بن علي بن بشر.

ص: 441

71 4/ 18 مبشر بن ورقاء قاضي أصبَهان:

71 4/ 18 مبشر بن ورقاء قاضي أصبَهان (1) :

حدّث عنه محمد بن بكير، و أبو حجر عمرو بن رافع، و أحمد بن منيع، و حكى أحمد بن يوسف، قال: رأيت مبشر بن ورقاء يقضي في مسجد يعقوب ابن زياد (2).

(81) حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل، قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا مبشر بن ورقاء أبو الأسود السعدي الكوفي، قال: ثنا الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، قال: ما صلّى رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم- أو ما رأيت رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم- صلى صلاة قط إلّا لوقتها، إلا صلاتين المغرب و العشاء، فإنّه جمع

ص: 442


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » 318/2
2- عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » 2 / 318 : أيوب بن زياد. تراجم الرواة : إسحاق بن إبراهيم بن جميل ، تقدم في ت ا ، وكان كثير الغرائب. وأحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي أبو جعفر الأصم ، الحافظ ، الثقة . تقدم في ت 3 بعد ح 7 . والأعمش : هو سليمان بن مهران ، الثقة ، الثبت ، تقدم في ت ٦ . وعمارة بن عُمير التيمي : كان ثقة خياراً . توفي في خلافة سليمان بن عبد الملك ٩٨ه_ . وقيل : ٨٢ ه_ . انظر « التهذيب » ٤٢١/٧ . عبد الرحمن بن يزيد النخعي : ذكر ابن سعد في الطبقات ١٢٢/٦ ، أنه كان ثقة له أحاديث . توفي في ولاية الحجاج قبل الجماجم ، وذكر ابن حبان أنة قتل في الجماجم ، سنة ٨٣ ه_ ، انظر « التهذيب » ٢٩٩/٦

بينهما بجمع و غلس بالفجر (1).

حدثنا أبو العباس الجمال (2)، قال: ثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: ثنا عامر بن إبراهيم، قال: ثنا مبشر بن ورقاء قاضي أصبهان، قال: ثنا الأعمش، قال: قال عبد الملك بن أبجر(3) - و كان من أطبّ الناس- اجتنب الدواء ما احتمل الداء(4) .

(82) حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا مبشر ابن ورقاء السعدي الكوفي قاضي أصبهان، عن الحجاج، عن عطاء، عن

ص: 443


1- تخریجه : في إسناده مبشر ، لم أعرف حاله ، وإسحاق أيضاً كثير الغرائب، وبقية رجاله ثقات ، وأخرج الحديث البخاري في «صحيحه » ٤ / ٢٧٨ مع الفتح من رواية عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن الأعمش ، ومنه به بلفظ قال : «ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة - زاد النسائي قط - لغير ميقاتها إلا صلاتين : جمع بين المغرب والعشاء ، وصلى الفجر قبل ميقاتها » وأخرجه مسلم في «صحيحه » في الحج ٣٦/٩ - ٣٧ من طريق الأعمش بإسناده ، إلا أنه في آخره وصلى يومئذ الفجر قبل ميقاتها ، وفي رواية : « قبل وقتها بغلس » . وأخرجه أبو داود في « سننه » ٤٧٧/٢ - ٤٧٨ بإسناده إلى الأعمش ومنه به إلى آخر السند ، والنسائي في « سننه » ٢٦٢/٥ أيضاً من طريق الأعمش به نحوه. والطحاوي في « معاني الآثار» ٦٧/١ ، وانظر « نصب الراية » ١٩٤/٢ ، إن شئت التفصيل
2- هو أحمد بن محمد بن عبد الله الجمال - تقدم في صفحة ٢٠٢
3- هو عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر الهمداني ، ثقة ، ثبت . انظر « التهذيب » ٣٩٥/٦
4- كذا في المصدر السابق. تراجم الرواة : محمد بن يحيى : هو ابن منده. تقدم في ت 10 ، وهو ثقة . أحمد بن منيع . تقدم قريباً. الحجاج : هو ابن أرطاة النخعي القاضي ، أحد الفقهاء . صدوق ، كثير الخطأ والتدليس. مات سنة ١٤٥ه_ . انظر التهذيب : ٢ / ١٩٦ ، « والتقريب » ص ٦٤ وعطاء : هو ابن أبي رباح . تقدم في ت ٤٩ . ثقة ، فقيه. تخريج الحديث : في سنده مبشر ، لم أعرفه ، وكذا الحجاج ، كثير التدليس ، وقد عنعن . والحديث صحيح بغير هذا الإسناد واللفظ ، فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 2/ 318 به مثله ، وأخرجه البخاري في « صحيحه » ٨٤٦/٣ مع الفتح عن عائشة رضي الله عنها بلفظ « كنت أطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإحرامه حين يُحْرِم ، ولحِلّه قبل أن يطوف _ أي طواف الإفاضة – بالبيت») وأخرجه مسلم أيضاً في «صحيحه » 98/8 مع شرح النووي من حديث عائشة ، وأبو داود في «سننه » ٢ / ٣٥٨ ، والنسائي في «سننه » 137/5 ، في الحج ، والترمذي في «سننه » 2 / 199 ، وقال : وفي الباب عن ابن عباس وحديث عائشة حديث حسن صحيح ، وابن ماجه في « سننه » ٩٧٦/٢ حديث (٢٩٢٦)

عائشة، قالت: كنت أطيّب رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم- قبل أن يطوف بالبيت.

ص: 444

72 4/ 19 ق نهشل بن سعيد الترمذي:

72 4/ 19 ق نهشل بن سعيد الترمذي (1) :

يكنى بأبي سعيد الترمذي. قدم أصبهان، و حدث عنه عامر بن إبراهيم نسخة عن الضحاك في التفسير و غيره، و كتبنا من حديثه ما لم نكتب عن غيره.

(83) ثنا محمد بن عامر، عن أبيه، عن جده، عن نهشل بن سعيد، عن سفيان، عن باذام، عن قنبر، عن علي، عن رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم- قال: «لا يحفظ منافق سورة هود و براءة و يس و الدخان و عم يتساءلون».

ص: 445


1- نهشل بن سعيد الترمذي : له ترجمة في « الطبقات » لابن سعد 272/7 ، وفي «التاريخ الكبير » ١١٥/٨ ، وفي « الضعفاء الصغير » بذيل « التاريخ الصغير » ص 278 ، الجميع للبخاري ، وفي «الضعفاء والمتروكين » للنسائي ص ٣٠٥ ، بذيل « التاريخ الصغير » للبخاري. وقال النسائي : متروك الحديث ، وفي « أخبار أصبهان » 2 / 328 ، وفي « ديوان الضعفاء» للذهبي ص 320 ، وفيه أنه تركوه ، وفي « الميزان » له ٢٧٥/٤ ، تركوه ، وفي « الميزان » له 27٥/٤ ، وفي « المغني » 702/2 ، وقال : بصري واءٍ ، وقال ابن راهويه : كان كذاباً ، وفي «التهذيب » ٤٧٩/١٠. تراجم الرواة : محمد ، وأبوه ، وجده ، تقدموا. ونهشل : هو المترجم له - متروك ، وسفيان : هو الثوري . تقدم في ت ٣. وباذام - ويقال : باذان - هو أبو صالح ، مولى أم هانىء بنت أبي طالب ، ضعيف مُدَلس ، انظر «التقريب » ص ٤٢ ، « والتهذيب » ١ / ٤١٨ ، وانظر « الميزان » ١ / ٢٩٦ . وقنبر : هو مولى علي بن أبي طالب ، قال الذهبي : لم يثبت حديثه ، قال الأزدي : يقال : كبر حتى كان لا يدري ما يقول أو يروي . انظر «الميزان » 392/3. تخريج الحديث : ضعيف جداً بالإسناد المذكور ، فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 328/2 به مثله ، وذكره السيوطي في « الدر المنثور » 208/3 . وقال : أخرجه الطبراني في « الأوسط » ، عن مرفوعاً ، فذكر مثله .. وانظر « المجمع » للهيثمي 157/7 ، وقال : رواه الطبراني في «الأوسط » ، وفيه نهشل ، وهو متروك. تخریجه : ضعيف جداً بهذا السند واللفظ ، ولكن مرّ تخريج الحديث في ترجمة سلمان الفارسي رقم 3 بأسانيد لا بأس بها مع تفاوت في اللفظ

(84) ثنا محمد بن عامر، عن أبيه، عن جده، عن نهشل، عن الأعمش، عن باذام، عن قنبر، عن علي، عن رسول الله- صلى اللّه عليه و سلم- قال: «ألا إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي، فأحدهم: عليّ، و الثاني: المقداد، و الثالث: سلمان، و الرابع: أبو ذر الغفاري».

ص: 446

73 4/ 20 غياث بن إبراهيم التميمي:

73 4/ 20 غياث بن إبراهيم التميمي (1) :

روى عنه عامر بن إبراهيم، و غالب بن فرقد الأصبهاني، و روى عنه يحيى ابن أبي بكير.

(85) حدثنا ابن عامر، عن أبيه، عن جده، قال: حدثنا غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر، قال: قال النبي- صلى اللّه عليه و سلم- «لا يغرّنّكم من سحوركم ابن أمّ مكتوم». هكذا رواه و هو عند الناس عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمرو، عن القاسم، عن عائشة.

ص: 447


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » 2/ 150 ، وفيه أنه كوفي ، قَدِمَ أصبهان. تراجم الرواة : ابن عامر : هو محمد بن عامر بن إبراهيم . تقدم قريباً. غياث : هو ابن إبراهيم المترجم له ، لم أعرفه. عبيد الله بن عمر بن حفص العدوي : تقدم في تقدم في ت ٥٤ ح ٦٩ . ثقة. عبد الله دينار : هو العدوي ، مولى ابن عمر أبو عبد الرحمن المدني . ثقة . مات سنة بن سبع وعشرين ومائة ، انظر « التقريب » ص 172. تخريج الحديث : في سنده من لم أعرفه ، ولم أجده بهذا السياق عن ابن عمر ، بل الذي أخرجه مسلم في «صحيحه » 202/7 و 203 مع النووي عن ابن عمر مرفوعاً أنه قال : « إنَّ بلالاً يُؤذِّنُ بليل فَكُلوا واشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا تَأْذِينَ ابْنِ أَمْ مَكْتُوم » ، وفي رواية له : « حتَّى تَسْمَعُوا أَدَانَ ابن ابن أم مكتوم » ، وفي رواية : « حَتَّى يُؤذِّنَ ابْنُ أَم مكتوم ». وأخرج أيضاً عن سمرة بن جندب ، مثله ، كما أخرج عن سمرة : النسائي في «سننه » ٤ / ١٤٨ ، بلفظ « لا يَغُرَّنَّكُمْ أذان بلال » ، ولفظ مسلم « لا يَغُرَّنَّ أَحَدَكُم نِداء بلال من السحور .. الحديث . ورواه أحمد عن أنس ، وقال الهيثمي في « المجمع » ١٥٣/٣ : رجاله رجال الصحيح ، وكذا رواه أبو يعلى ، والبزار ، وقال الهيثمي : رجال البزار رجال الصحيح. والذي ورد عن عائشة هو أنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «كلوا واشْرَبُوا حَتَّى يُؤذِّنَ بِلال». وقال : رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات ، فيظهر من هذه الروايات أن بلالاً وابن أم مكتوم كل واحد منهم كان يؤذن قبل الوقت ، لذا ورد في حق الاثنين أنه لا يَغُرَّنَّكُم أذانهما عن السحور ، ويؤيد هذا ما ذكره الهيثمي عن حبيب بن عبد الرحمن ، قال : سمعت عمتي تقول _ وكانت حجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «إنَّ ابن أم مكتوم ينادي بليل ، فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال ، وإن بلالاً ينادي بليل ، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم ، وكان يصعد هذا ، وينزل هذا ، وفي رواية: «إذا أذن ابن أم مكتوم . فكلوا واشربوا من غير شك » . قال الهيثمي : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ، وكذا رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح . انظر « مجمع الزوائد » ١٥٣/٣ و ١٥٤. تراجم رواة حديث ٨٦ : أبو يعلى : هو صاحب « المسند » . تقدم في ت ٣ ح ٥. الأزرق : هو الأزرق بن علي بن مسلم الحنفي ، أبو الجهم ، ذكره ابن حبان في «الثقات » ، وقال : يغرب ، وقال : يُغَرب ، وأخرج له الحاكم في « المستدرك » وقال ابن حجر : صدوق ، يغرب ، من الحادية عشرة . انظر «التهذيب » ١ / ٢٠٠ ، « والتقريب » ص ٢٦. يحيى بن أبي بكير نسر : تقدم في ت ١٦ ، ثقة . عثمان بن أبي سودة المقدسي ، وكان أبوه مولى لعبد الله بن عمر ، وأمه لعبادة بن الصامت ، ثقة ، ثبت . انظر « التهذيب » 7 / 120 ، « والتقريب » ص ٢٣٤. تخريج الحديث : في سنده غياث بن إبراهيم، لم أعرف حاله ، وبقية رجاله ثقات ، سوى الأزرق ، وهو صدوق ، وذكره السيوطي في « الجامع الصغير » ٤٦٦/٤ مع « الفيض » ، بلفظ « عودوا المريض ، واتَّبعوا الجنائز ، والعيادة غَيّاً أو ربعاً إلا أن يكون مغلوباً ، فلا يعاد ، والتعزية مرة ». وقال : رواه البغوي في « مسند عثمان » عنه ، ورمز له بالضعف. قال المناوي في « الفيض » ٤٦٦/٤ : أخرجه البغوي ، وهو مجهول الإسناد

(86) و حدثنا أبو يعلى، قال: ثنا الأزرق بن علي، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال: ثنا غياث بن إبراهيم، عن عثمان بن أبي سودة، عن زياد بن أبي مريم، عن عثمان بن عفان، عن النبي- صلى اللّه عليه و سلم- قال: «عودوا المريض، و أجيبوا الداعي، و خير العيادة أخفّها، و التّعزية مرة».

ص: 448

74 4/ 21 خت- د- س- إبراهيم بن میمون الصائغ:

74 4/ 21 خت- د- س- إبراهيم (1) بن ميمون الصائغ (2):

أصبهاني، انتقل إلى خراسان(3) . سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد اللّه بن محمود المروزي، قال: سمعت إبراهيم بن يزيد البيوردي(4) يقول: إبراهيم الصائغ، أصله من أصبهان (5).

ص: 449


1- ابراهيم بن میمون : له ترجمة في « الطبقات الكبرى » 370/7 لابن سعد ، وفي « التاريخ الصغير » للبخاري ص ١٥٢ ، وفي « الكبير » ١ / 32٥ ، وفي « الجرح والتعديل » ٢ / ١٣٥ ، وفيه عن ابن معين : ثقة ، وفي « المشاهير » لابن حبان ص 195 ، وفي « الميزان » ٦٩/١ ، ورمز له الذهبي « بصح » الدال على رجحان توثيقه ، وفي «المغني في الضعفاء » 28/1 ، وفي « ديوان الضعفاء » له ص 13 ، وفي «غاية النهاية » 28/10 ، لابن الجزري ، وفي « التهذيب » ١٧٢ - 173
2- يوجد بمقابل اسم إبراهيم بجهة اليمين هذه العبارة : بلغ علي بن مسعود في الثاني
3- وزاد أبو نعيم في « أخبار أصبهان » 171/1 : « وقتله أبو مسلم مظلوماً شهيداً سنة إحدى وثلاثين ومائة »
4- البيوردي : بكسر الباء الموحدة ، وسكون الياء المثناة ، وفتح الواو ، وسكون الراء ، وكسر الدال المهملة - هذه النسبة إلى أبيورد - وهي بلدة من بلاد خراسان . انظر « اللباب » 201/1
5- «أخبار أصبهان » 172/1 نقلًا عن أبي الشيخ بلفظه
75 4/ 22 زفر بن الهذيل بن قيس بن سالم:

75 4/ 22 زفر بن الهذيل بن قيس بن سالم (1):

ابن قيس بن مكمل بن ذهل بن ذويب بن عمر، و يكنى أبا الهذيل.

روى عنه النعمان(2) و الحكم بن أيوب و غيرهم.

و كان متواضعا، و كان أبوه الهذيل بن قيس مقيماً(3) بأصبهان في سنة ست و عشرين و مائة في خلافة(4) يزيد بن الوليد بن عبد الملك، و هو الذي كان يسمّى الناقص، فلما قتل يزيد، و بويع إبراهيم بن الوليد بقي سبعين يوما، ثم خلع(5) ، و ثبت الهذيل على أصبهان، فتولى أمرها باقي سنة ست و سبع، فلمّا دخلت سنة ثمان قدم عبد الله(6) بن معاوية بن جعفر، فنزل باب القرطمان(7) ،

ص: 450


1- له ترجمة في «الطبقات » لابن سعد ٣٨٧/٦ ، وفي « الجرح والتعديل » ٢ / ٦٠٨ - ٦٠٩ ، وفيه نقل عن الملائي وابن معين قولهما فيه إنه كان ثقة مأموناً ، وفي « المشاهير » لابن حبان 170 ، وفي « أخبار أصبهان » 317/1 ، وفي « الانتقاء » لابن عبد البر ص 173 ، وفي «الميزان » 71/2 ، وفي « المغني » 1 / 238 ، كلاهما للذهبي ، وفي « الجواهر المضيئة » ٢٤٣/١ و ٢ / ٥٣٤ لعبد القادر ، وفي « اللسان » ٤٧٦/٢ ، وفي « شذرات الذهب » ٢٤٣/١ لابن العماد ، وفي «الأعلام » 3/ 78 ، وفيه : فقيه كبير، صاحب أبي حنيفة ، أصله من أصبَهان
2- هو النعمان بن عبد السلام الأصبهاني أبو المنذر
3- كذا في « الطبقات » لابن سعد ٣٨٨/٦ ، و «أخبار أصبهان » 317/1
4- ولي الخلافة بعد قتل الوليد بن يزيد ، ومات لعشر بقين من ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة ، وكانت ولايته خمسة أشهر ، وإنما سُمِيّ بالناقص ، لأنه نقص عطاء الجند عما زاده الوليد . وانظر ) الثقات لابن حبان 321/2
5- في سنة سبع وعشرين ومائة المصدر السابق ، وانظر ترجمته أيضاً في نفس المصدر
6- تقدم بترجمة رقم ٦٨
7- لعلّها كانت محلة معروفة بهذا الاسم بأصبهان ، لم تذكرها المصادر التي وقفت عليها ، والله أعلم

فخرج إليه الهذيل، فالتقوا بها، فانهزم الهذيل. و غلب عبد اللّه على البلد، و كان للهذيل ثلاث بنين(1) : الكوثر، و هو أكبرهم، و كان ينزل بأصبهان قرية «براءان»، و عليه قدم زفر بن الهذيل، و هرثمة بن الهذيل، و كان من أعرف الناس بالأنساب و الأشعار، و عنه أخذ حماد(2) الرواية، و زفر بن الهذيل، و كان أفقههم، و جالس أبا حنيفة، و من حديثه:

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحرب، قال: ثنا محمد بن المغيرة، قال: ثنا النعمان(3) ، عن زفر، حكى ابن أبي عاصم(4) ، قال: سمعت عبد الملك(5) ابن مروان يقول: قال أبو عاصم(6) : أمسك زفر عن الرأي قبل أن يموت بسنتين، و أقبل على العبادة، فرآه رجل في اليوم(7) فقال: السنتين(8) .

ص: 451


1- كذا في « أخبار أصبهان » 317/1
2- هو حماد بن أبي ليلى ، واختلف في اسم أبيه ، فقيل : ميسرة ، وقيل : شابور، وكان عالماً بالنسب والشعر . توفي سنة ١٦٤ه_ ، وذكر صاحب « الأعلام » أنه توفي ببغداد ، وأرّخ ، وفاته بخمس وخمسين ومائة. انظر « لسان الميزان » 352/2 ، « والأعلام» للزركلي 301/2
3- النعمان : هو ابن عبد السلام ، كما تقدم
4- في أ - ه_ : أبي حاتم ، وهو خطأ ، والصواب ما في الأصل، وهو أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، ترجم له المؤلف في «الطبقات » 3/208
5- عبد الملك : هو أبو مروان الأهوازي ، إمام مسجد أبي عاصم النبيل، توفي سنة ٢٥٦ه_ . انظر «التهذيب » ٤٢٣/٦
6- أبو عاصم : هو النبيل الضحاك بن مخلد . تقدم في ت 22
7- في الأصل : « اليوم » ، اليوم » ، والمثبت من أ_ ه_
8- ومات في سنة ثمان وخمسين ومائة عن ثمان وأربعين سنة . انظر « أخبار أصبهان » 317/1 ، و «الميزان » 2 / 71 ، « واللسان » ٤٧٦/٢
76 4/ 23 س- ق خالد بن أبي كريمه:

76 4/ 23 س- ق خالد بن أبي كريمه (1) :

قالوا: هو من أصبهان من سنبلان (2).

(87) حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح، قال: ثنا عامر بن أسيد

ص: 452


1- له ترجمة في «التاريخ الكبير » ٣ / ١٦٨ ، وفي « الجرح والتعديل » ٣٤٩/٣ وفيه قال أحمد : كوفي ثقة ، وقال أبو حاتم : شيخ كوفي ، ليس بالقوي . وفي « أخبار أصبهان » ٣٠٥/١ ، وفي «تاریخ بغداد » 292/8 - 293 ، وفيه أن أبا كريمة اسمه ميسرة ، وذكر عن يحيى مرة أنه قال : ثبت . ومرة قال : ثقة ، وكذا ذكر عن ابن المديني وأبي داود قولهما أنه ثقة ، وقال العجلي : لا بأس به ، وفي « الميزان » ٦٣٨/١ ، وفي « المغني » ١ / ٢٠٥ ، وقال الذهبي : ثقة ، وقال ابن حجر : صدوق يخطىء ويرسل ، كما في « التقريب » ص 90 ، وفي «التهذيب » ١١٤/٣
2- وزاد أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٣٠٥/١ من محلة سنبلان ، وتقدم تحديه وتعريفه في المقدمة . تراجم الرواة : أحمد بن محمود : تقدم في ت 32 ح ٤٥ . شيخ ثقة . عامر بن أسيد سيأتي بترجمة ٢٢٠ . وابن عيينة : هو سفيان بن عيينة الهلالي أبو محمد الكوفي ، ثم المكي ، ثقة ، حافظ ، فقيه ، مات سنة ١٩٨ه_ . انظر « التقريب » ص 128. وعبد الله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب أبو جعفر الهاشمي المدائني ، قال الذهبي : ليس بثقة ، وقال أحمد وغيره : أحاديثه موضوعة ، قال النسائي ، والدراقطني : متروك. ذكر البخاري في « الضعفاء الصغير » ص ٢٦٦ مع « التاريخ الصغير » قول جرير عن رقبة إنّه كان يضع الحديث . انظر « الضعفاء والمتروكين » ص ٢٩٥ - بذيل « التاريخ الصغير » - للنسائي ، والميزان «للذهبي » ٥٠٤/٢ وانظر « المجروحين » لابن حبان ٢٤/٢ ، وقال : لا يحتج بخبره ، وإن وافق الثقات ، وكان يحيى بن معين يكذبه . انظر « ديوان الضعفاء» للذهبي ص 178

الواضحي، عن ابن عيينة، عن خالد بن أبي كريمه- و كان من أهل سنبلان- عن عبد اللّه بن المسور، عن أبيه، قال: قال النبي- صلى اللّه عليه و سلم-: «إذا دخل النّور القلب، انفسح له و انشرح». قيل: يا رسول اللّه، هل لذلك من علامة تعرف به؟ قال: «نعم، الإنابة إلى دار الخلود، و التّجافي عن دار الغرور، و الاستعداد للموت قبل نزول الموت(1) ، و تعرضوا للعرض الأكبر «يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ» »(2) .

ص: 453


1- عند أبي نعيم في « أخبار أصبهان » ٣٠٥/١ : تَزَيَّنوا لِلْعَرْضِ الأكبر
2- سورة الحاقة آية : 18. تخريجه : في إسناده عبد الله بن المسور ، وهو متروك ، بل قال أحمد وغيره : أحاديثه موضوعة ، كما تقدم في مصادر ترجمته ، فقد أخرجه أبو نعيم في « أخبار أصبهان » ٣٠٥/١ به مثله ، وفي » 38/2 باختصار به أيضاً ، فالحديث ضعيف جداً إن لم يكن موضوعاً بهذا السند ، وأخرجه ابن جرير في «تفسيره » 27/8 بسنده عن ابن عيينه ، ومنه به ، وكذا أخرجه عن ابن مسعود وأبي جعفر مرفوعاً ، وكذا الحاكم في « المستدرك » ٣١١/٤ عن ابن مسعود قال : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَه يَشْرَحْ صَدره لِلإِسلامِ» فقال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم - إن النور إذا دخل الصدر انفسح . . » الحديث ، وسكت عنه الحاكم ، ولكن تعقبه الذهبي في « التلخيص » بقوله : عدي بن المفضل ساقط ، وذكره السيوطي في « الدر المنثور » ٤٤/٣ ، فقال : أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا وابن جرير - قلت : في « تفسيره » (27/8 ) ، وقد تقدم. وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم في »المستدرك » ٤ / 311 ، والبيهقي في «الشعب» من طريق ابن مسعود ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نزلت هذه الآية : « فَمَن يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَه يَشْرَح صَدرَه للإسلام » . قال : « إذا أدخل اللهُ النَّورَ القلب . . » الحديث ، وذكر أيضاً من طريق عبد الله بن المسور ، قال : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية (فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ .. الخ ) قالوا : يا رسول الله - ما هذا الشرح ؟ فذكر الحديث. وقال السيوطي بعد ذكره : أخرجه سعيد بن منصور وابن جرير ، وقد تقدم . وابن أبي حاتم ، والبيهقي في « الأسماء والصفات » عن عبد الله بن المسور . انظر « الدر المنثور » ٣ / ٤٤ - ٤٥ . وذكره ابن كثير في «تفسيره » ( ٢ / ١٧٤ - ١٧٥ ) من طريق عبد الرزاق ، عن أبي جعفر مرفوعاً وبإسناد ابن جرير عن أبي جعفر مرفوعاً ، وعن ابن مسعود أيضاً مرفوعاً ، ومن طريق ابن أبي حاتم ، عن أبي جعفر وابن مسعود مرفوعاً أيضاً ، فذكر الحديث ، ثم قال : فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة يشد بعضها بعضاً والله أعلم
77 4/ 24 خ م د عس ق عمير بن سعيد النخعي:

77 4/ 24 خ م د عس ق عمير بن سعيد النخعي (1) :

قدم أصبهان. قال: كنا بأصبهان نعطي الغنم بكذا و كذا جبنّة، و كذا و كذا مصلة(2) .

حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي الرّازي، قال: ثنا موسى بن نصر، ثنا نصر بن باب، عن الحجاج بن أرطأة، عن عمير بن سعيد، قال: كنا بأصبهان، و كان منا من يدفع مائة شاة إلى رجل على أن يكفيه مؤنته، فيعطيه في كل سنة كذا و كذا جبنة، و كذا و كذا مصلة، و كذا و كذا من السمن، فسألت عن ذلك علقمة بن قيس، و مسروق بن الأجدع، و عبد الرحمن بن أبي ليلى، فكرهوه(3) .

ص: 454


1- له ترجمة في « الطبقات » لخليفة ص ١٥٧ ، وفي « الطبقات » لابن سعد ٦ / ١٧٠ ، وقال : كان ثقة له أحاديث . وفي «التاريخ الكبير » ٥٣٢/٦ ، وفي « الجرح والتعديل » ٣٧٦/٦ ، وفي «المشاهير » ص ١٠٦ ، وفي « أخبار أصبهان » ٢ / ٣٥ ، وفي «التهذيب » ١٤٦/٨ ، وفيه مات سنة ١٠٧ه_ ، وقيل بعده
2- كذا هو عند أبي نعيم في المصدر السابق ، وزاد ( وكذا وكذا من السمن .. الخ ) . مصل الشيء مصلاً ومصولاً : قطر واللبن مصلاً ، أي وضعه في وعاء خوص أو خرق أو نحوه حتى يقطر ماؤه ، وكذا المصل والمصالة : ما سال من الأقط حين يطبخ ، ثم يعصر . « لسان العرب » ١١ / ٦٢٤ ، « ومعجم الوسيط » ٢ / ٨٨٠
3- كذا في « أخبار أصبهان » ٢ / ٣٥ ، وذكره به بلفظه
78 4/ 25 بخ حميد بن أبي غنيّة:

78 4/ 25 بخ حميد بن أبي غنيّة (1) (2):

أبو عبد الملك بن حميد، قال البخاري(3) : هو أصبهاني، لما فتحها أبو موسى انتسبوا إليه.

ص: 455


1- له ترجمة في «التاريخ الكبير » ٣٥٦/٢ ، وفي «الجرح والتعديل » 227/3 ، وفي « أخبار أصبهان » 291/11 ، وفيه : أنه سكن الكوفة وفي « الإكمال » لابن ماكولا ٦ / ١١٩ ، وقال : إن ابنه عبد الملك بن حميد ، وابن عبد الملك يحيى ، وحميد بن أبي غنية الأصبهاني ، كلّهم كوفيون ثقات . وفي «التهذيب » ٤٦/٣ ، وفي «التقريب» ص ٨٤ ، وفيه : صدوق
2- غنية - بفتح الغين المعجمة ، وكسر النون ، وتشديد التحتانية ، كذا ضبطه في « التقريب » ص ٨٤
3- أي في « التاريخ الكبير » له ٣٥٦/٢ ، ونقله عنه ابن حجر في « التهذيب » ٤٦/٣ ، أيضاً
79 5/ 26 د ت س إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه:

79 5/ 26 د ت س إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه (1) :

جده حماد من أهل أصبهان، حكى محمد بن يحيى(2) ، قال: كان جد حماد بن أبي سليمان من بزخوار(3) .

و روى عنه معتمر بن أبي سليمان، و خالد الواسطي. روى وهب(4) بن بقية، قال: ثنا خالد بن عبد الله، قال: ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه أنه كان يجي ء كل خميس، فيقوم قائما لا يجلس، فيقول إنما هما اثنتان: فأحسن الحديث كتاب الله، و شر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة (5).

ص: 456


1- له ترجمة في « التاريخ الكبير » للبخاري ( ١ / ٣٥١ ) ، وفي « الجرح والتعديل » ( ٢ / ١٦٤ ) ذكر أنه قال : ثقة ، وعن أبي حاتم أنه قال : شيخ يكتب حديثه ، وفي « أخبار أصبهان » ( ١ / ٢٠٦ ) ، وفيه أنه أصبهاني الأصل ، وفي « الكاشف » ( 1 / 122 ) وفيه : صدوق ، وفي «الميزان » ( ١ / ٢٢٥ ) ، وفي « التهذيب » ( ١ / ٢٩٠ )
2- هو محمد بن يحيى بن مندة . تقدم في ت 10
3- كذا في « أخبار أصبهان » ١ / ٢٠٦ ، وزاد من أصبهان من رستاق بزخوار ، وتقدم هذا النص عند ترجمة حماد بن أبي سليمان رقم ٢٥
4- وهو المعروف بوهبان أبو محمد ، ثقة . مات سنة ٢٣٩ه_ ، كما في « التقريب »
5- رواه أبو الشيخ معلقاً مع الانقطاع في السند ، والوقف على ابن مسعود ، أما كونه منقطعاً ، لأن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يصح سماعه عن أبيه على الراجح ، فرواياته عن أبيه مرسلة وتعليقه ظاهر ؛ لأن وهباً تُوفّي قبل أن يولد أبو الشيخ ، فلا محالة بينهما واسطة ، اللهم إلا أن يرويه عن كتاب له ، والله أعلم . وأصله صحيح ، أخرجه البخاري في صحيحه 9/17 مع الفتح ط _ ح _ كتاب الاعتصام ، وفي الأدب باختصار من غير طريق المؤلف المذكور ، بل من طريق مُرَّة الهمداني بلفظ : قال : قال عبد الله : إن أحسن الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم – وشر الأمور مُحدَثاتها. قال الحافظ في « الفتح » 9/17 : ظاهر سياق هذا الحديث أنه موقوف ، لكن القدر الذي له حكم الرفع منه قوله : « وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم _ فإن فيه إخبار عن صفة من صفاته ، وهو أحد أقسام المرفوع . ثم قال : مع أن الحديث المذكور جاء عن ابن مسعود مصرحاً بالرفع من وجه آخر أخرجه أصحاب السنن ، ولكن ليس هو على شرط البخاري ، وأخرجه مسلم من حديث جابر مرفوعاً أيضاً بزيادة فيه ، وليس هو على شرطه. والزيادة وكل بدعة ضلالة .. الحديث . انظر «صحيح مسلم » ١٥٣/٦ مع النووي ، وانظر « سنن ابن ماجه » 17/1 - 18 ، باب اجتناب البدع والجدل. أخرجه عن جابر وابن مسعود أيضاً مرفوعاً بلفظ أنّ رسول الله _ صلى الله عليه وسلم - قال : « إنّما هما اثنتان: الكلام، والهدي. فأحسن الكلام كلام الله ، وأحسن الهدي هدي محمد _ صلّى الله عليه وسلم - ألا وإيّاكم ومحدثاتِ الأمور ، فإنَّ شرَّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة . . . » الحديث. وقد أخرج أبو داود في «سننه » ١٥/٥ في حديث طويل عن العرباض في آخره : « وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنَّ كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة »

(88) حدثنا ابن الناشى ء، قال: ثنا محمد بن الحسين الكابلي، قال: ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي(1) سليمان، عن أبي قيس، عن ابن سيرين، عن حكيم بن حزام، قال: نهاني النبي- صلى اللّه عليه و سلم- أن أبيع ما ليس عندي(2) .

ص: 457


1- في النسختين : ورد إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، إلا أنه صحح بهامش _ أ _ ه_ ، ولا شك بأن هذا هو الصواب ، لأن قصد المؤلف إخراج الحديث عنه ، لا عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، فلذلك أثبت الصواب في المتن. تراجم الرواة : ابن الناشيء : لم أقف عليه. محمد بن الحسين الكابلي : لم أقف عليه وكذا أبو قيس محمد بن سيرين الأنصاري : من رجال الجماعة . ثقة ، إمام . تقدم في صفحة ٣٤٤ . حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي : صحابي ، أسلم يوم الفتح ، توفي سنة ٥٤ه_ ، أو بعدها . انظر « التقريب » ص 80 ، « والتهذيب » ٤٤٧/٢
2- في سنده من لم أعثر له على ترجمة ، ومرسل من هذا الطريق أيضاً ، لأن ابن سيرين لم يسمع من حكيم بن حزام ، وإينما رواه عن أيوب السخيتاني ، عن يوسف بن ماهك ، عن حكيم ، كما أسند الترمذي في ٣٥٢/٢ حديثه من هذا الطريق ، فذكر الحديث مثله ، وقال : عن ابن سيرين ، عن حكيم ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا حديث مرسل ، وقال : إنما رواه ابن سيرين ، عن أيوب السخيتاني ، عن يوسف بن ماهك ، عن حكيم بن حزام ، وقال : حديث حكيم بن حزام حديث حسن ، وأخرجه من غير طريق ابن سيرين ، وعن يوسف ماهك، عن حكيم مرفوعاً ، وقال : هذا حديث حسن صحيح . انظر ٣٥١/٢ ، وأخرجه أبو داود في«سننه » ٧٦٨/٣ في الإجارة ، باب الرجل يبيع ما ليس عنده ، والنسائي في « سننه » 289/7 في البيوع باب ما ليس عند البائع وكلهم عن حكيم بن حزام ، وابن ماجه في «سننه » حدیث 2187 ( 2 / 737 ) وعبد الرزاق في «مصنفه » (39/8 ) . وأخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده » ٦٤/١ بترتيب الساعاتي عن حكيم بن حزام نحوه . وابن الجارود في « المنتقى » ح ٦٠٢ وابن أبي شيبة في «مصنفه » ( ٣٦٥/٦ ) ، والطحاوي في « معاني الآثار » ( ٣٨/٤ ) ، والطبراني في «الكبير » ( 21٧/٣ و 218 و 220 و 228 و 230 و 231) وفي «الصغير» (٢ / ٤ ) وابن الأعرابي في « معجمه حدیث » ٨٦٨ والبيهقي في «سننه » ( ٢٦٧/٥ ) ، وابن حزم في « المحلى » ( ٥١٩/٨ ) ، وأحمد في «مسنده » ( ٤02/3 و ٤٣٤ ) ، والدارقطني في « سننه » ( ٨/٣ و ٩ ) . انظر : « تلخيص الحبير » ( ٥/٣ ) لابن حجر ، « والمحلى » لابن حزم ، حيث صححه ، و إرواء الغليل » ( ١٣٢/٥ ) للألباني

ص: 458

80 4/ 27 الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني:

80 4/ 27 الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني (1) :

يحدث عن ابن جريج، و المثنى بن الصباح، و مسلم بن خالد، و له بأصبهان عقب، روى عنه عقيل بن يحيى، و ذكر محمد بن عاصم أنه حدثه من كتب عن ابنه جعفر بن الزحاف، عن أبيه، عن ابن جريج أربعة آلاف (2)حديث(3) .

حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى، قال: ثنا عقيل بن يحيى الحافظ، قال: ثنا الزحاف أبو محمد الأصبهاني، قال: ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: «عالم أشد على إبليس من ألف عابد».

ص: 459


1- له ترجمة في « أخبار أصبهان » 321/1 – 322
2- في النسختين ألف : والتصحيح من مقتضى القواعد. تراجم الرواة : أبو عبد الله : هو محمد بن يحيى بن مندة . تقدم في ت10. عقيل بن يحيى الطهراني أبو صالح ، كان ثبتاً من الحفاظ ، سيأتي بترجمة ٢٣٨. ابن جريج : هو عبد الملك بن عبد العزيز الفقيه . تقدم في ت 8 ح 23 ، . عطاء : هو ابن أبي رباح . تقدم في ت ٤9
3- كذا في « أخبار أصبهان » ٣٢٢/١. تخريج الحديث : رجال الإسناد ثقات ، إلا الزحاف ، لم أعرف حاله ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان » 322/1 من طريق أبي الشيخ مثله ، والترمذي في «سننه » ١٥٢/٤ ، وابن ماجه أيضاً في «سننه » 1 / 81 المقدمة كلاهما من طريق روح بن جناج ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ « قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « فقيه أشد على الشيطان من عابد » ، وعند ابن ماجه بزيادة واحد أي فقيه واحد ... الخ . وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه .. من حديث الوليد بن مسلم ، قلت : إن آفته ، من روح ابن الجناح ، لأنه منكر الحديث ، بل ذكر في التهذيب » 292/3 ، الحديث المذكور ، وقال : « وروى له الترمذي ، وابن ماجه حديثاً واحداً متنه : « فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد » . قال الحافظ عَقِبَه قلت : قال الساجي : « هو حديث منكر » ، وقال ابن حبان : روح ابن جناح منكر الحديث جداً ، يروي عن الثقات ما إذا سمعه الإنسان شهد له بالوضع ، وقال أبو سعيد النقاش : يروي عن مجاهد أحاديث موضوعة . انظر : « التهذيب » 292/3 - 293 ، وانظر « الميزان » ٢ / ٥٨ . وقد أسند له الحديث المذكور . وقال ابن حجر : ضعيف ، اتهمه ابن حبان . انظر «التقريب » ص ١٠٤ ، وأخرجه البخاري في « التاريخ الكبير » 308/3 به مثله ، وسكت عنه ، وابن حبان في «المجروحين » 298/1 ، وابن عبد البر في « بيان العلم » ٢٦/١ والخطيب في « الفقيه والمتفقه » ١ / ٢٤ ، وأخرجه ابن الجوزي في « العلل » ١ / ١٢٦ - ١٢٧ ، وقال : لا يصح ، فيه متروك وضعيف

ص: 460

فهرس الموضوعات

شكر و تقدير 5

تقديم بقلم الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري 7

المقدمة 11

الباب الأول 19

الفصل الأول 21

المبحث الأول في أسماء أصفهان قديما و حديثا و ضبطها 21

المبحث الثاني في موقع أصفهان و مساحتها و إنشائها و تاريخ فتحها و مكانتها 25

الفصل الثاني في أهمية أصفهان و مميزاتها 35

رغبة الناس بالهجرة الى أصفهان 38

ما ورد من الفضل لأهل هذه البلاد 39

بدء التحديث بأصفهان 40

نشاط العلماء بتاريخ أصفهان 41

عناية العلماء بتاريخ أصفهان 41

نشاط التحديث في قرى أصفهان 42

الحركة الفكرية في مدن المشرق 45

مذهب أهل أصفهان قديما و حديثا 55

الباب الثاني 61

الفصل الأول في ترجمة المؤلف 63

اسمه و نسبه 63

ولادته و نشأته 65

ص: 461

رحلاته 67

ثقافته و نبوغه 71

شيوخه 81

ثناء العلماء عليه و توثيقه 86

تلاميذه 87

عقيدته و مذهبه 92

صلاحه و عبادته 93

وفاته و ما قيل بعد وفاته 94

آثاره العلمية 95

الفصل الثاني في توثيق نسبة الكتاب الى المؤلف 107

المبحث الأول اسم الكتاب كما جاء عند المؤلف 107

المبحث الثاني أهمية الكتاب و ثقة العلماء فيه و الاستفادة منه 111

محتوى كتاب الطبقات 115

موارده 117

منهج المؤلف في كتابه الطبقات 118

بعض الملاحظات على المؤلف و كتابه 122

وصف النسختين الخطيتين اللتين اعتمدت عليهما في الاخراج 124

رواة طبقات المحدثين بأصبهان 127

السماعات الموجودة للجزء الأول و الثاني 129

منهج التحقيق 137

شرح الرموز و المصطلحات 140

أول كتاب طبقات المحدثين بأصبهان 143

الجزء الأول 145

مقدمة المؤلف 147

ذكر الأشياء التي خصت بها أصبهان 155

ذكر فتوح أصبهان و مشاورة عمر بن الخطاب 178

الطبقة الأولى ذكر أسامي الصحابة رضوان اللّه عليهم الذين قدموا أصبهان 191

الحسن بن علي بن أبي طالب 191

عبد اللّه بن الزبير بن العوام 195

ص: 462

سلمان الفارسي 203

أبو موسى الأشعري 237

رافع بن خديج الأنصاري 251

عبد اللّه بن يزيد الخطمي الأنصاري 253

عبد اللّه بن عامر 255

بديل بن عامر بن ورقاء 259

مجاشع بن مسعود السلمي 266

عائذ بن عمرو المزني 270

النابغة الجعدي 273

مخنف بن سليم بن الحارث 277

خالد بن غلاب الطائفي القرشي 283

حممة الدوسي 286

عبد اللّه بن عبد اللّه بن عتبان الأنصاري 289

الطبقة الثانية 296

الأحنف بن قيس 296

السائب بن الأقرع 302

أسيد بن المتشمس بن معاوية 305

جبير بن حية بن مسعود 307

يزيد بن قيس 311

أبو العالية رفيع الرياحي 313

أبو محمد سعيد بن جبير 315

حسان بن عبد الرحمن الضبعي 320

قطن بن قبيصة الهلالي 322

أبو اسماعيل حماد بن أبي سليمان الفقيه 326

عبد الرحمن أبو اسماعيل السدي 331

السدي اسماعيل بن عبد الرحمن 332

أبو إسحاق السبيعي 336

عبيد اللّه بن أبي بكرة 339

عبيد اللّه بن أبي بكرة الثقفي 341

مرداس الأصبهاني 343

الصباح بن عاصم الأصبهاني 344

ص: 463

عبد اللّه بن الأسود الأصبهاني 347

أبو غالب الأصبهاني 348

ابراهيم بن هدبة 349

جعفر بن أبي المغيرة القمّي 352

وثاب أبو يحيى بن وثاب 355

يحيى بن وثاب 356

واقد مولى أبي موسى الأشعري 359

يزيد الأودي 360

الطبقة الثالثة 362

عبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني 362

عطاء بن السائب بن مالك الثقفي 367

حفص بن حميد أبو عبيد 368

سليمان الأصبهاني 370

حبيب بن الزبير بن مشكان 372

ابراهيم بن محمد بن الحنفية 378

نافع بن أبي نعيم القاري 381

بشر بن الحسين الأصبهاني 384

جعفر بن ناجية الأصبهاني 387

عامر بن ناجية 388

محمد بن أبي يحيى الأسلمي 389

أنيس بن أبي يحيى 393

ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى 395

الطبقة الرابعة 397

مبارك بن فضالة 397

عبد الرحمن بن المبارك 402

ليث بن سعد 405

يونس الأصبهاني 407

جسر بن فرقد 410

عبد العزيز الماجشون 412

ص: 464

عبد العزيز الدراوردي 413

جرير بن عبد الحميد 414

القاسم بن أبي أيوب 415

محمد بن عبد الوهاب القناد 417

محمد بن الصلت 418

حميد بن وهب أبو وهب 419

حجر: رجل من أصبهان 422

خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة 424

عبد اللّه بن معاوية 432

أبو جعفر المنصور 435

عبد اللّه بن أبي مريم الأموي 439

مبشر بن ورقاء 442

نهشل بن سعيد الترمذي 445

غياث بن ابراهيم التميمي 447

ابراهيم بن ميمون الصائغ 449

زفر بن الهذيل بن قيس بن سالم 450

خالد بن أبي كريمة 452

عمير بن سعيد النخعي 454

حميد بن أبي غنية 455 طبقات المحدثين باصبهان و الواردين عليها ؛ ج 1 ؛ ص465

ماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه 456

الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني 459

ص: 465

ص: 466

فهرس الأعلام

- ابراهيم بن محمد بن الحنفية 378.

- ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى 395.

- ابراهيم بن ميمون الصائغ 449.

- ابراهيم بن هدبة 349.

- الأحنف بن قيس 296.

- أبو إسحاق السبيعي 336.

- اسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه456.

- أبو اسماعيل حماد بن أبي سليمان الفقيه326.

- أسيد بن المتشمس بن معاوية 305.

- أنيس بن أبي يحيى 393.

- بديل بن عامر بن ورقاء 259.

- بشر بن الحسين الأصبهاني 384.

- جبير بن حية بن مسعود 307.

- جرير بن عبد الحميد 414.

جسر بن فرقد 410.

- جعفر بن أبي المغيرة القمي 352.

- أبو جعفر المنصور 435.

- جعفر بن ناجية الأصبهاني 387.

- حبيب بن الزبير بن مشكان 372.

- حجر 422.

- حسان بن عبد الرحمن الضبعي 320.

- الحسن بن علي بن أبي طالب 191.

- حفص بن حميد أبو عبيد 368.

- حممة الدوسي 286.

- حميد بن أبي غنية 455.

- حميد بن وهب أبو وهب 419.

- خالد بن أبي كريمة 452.

- خالد بن غلاب الطائفي القرشي 283.

- خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة 424.

- رافع بن خديج الأنصاري 251.

- رفيع الرياحي 313.

- الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني 459.

- زفر بن الهذيل بن قيس بن سالم 450.

- السائب بن الأقرع 302.

- السدي اسماعيل بن عبد الرحمن 332.

- سعيد بن جبير 315.

- سلمان الفارسي 203.

- سليمان الأصبهاني 370.

- الصباح بن عاصم الأصبهاني 344.

ص: 467

- عائذ بن عمرو المزني 270.

- عامر بن ناجية 388.

- عبد الرحمن أبو اسماعيل السدي 331.

- عبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني362.

- عبد الرحمن بن المبارك 402.

- عبد العزيز الدراوردي 413.

- عبد العزيز الماجشون 412.

- عبد اللّه بن أبي مريم الأموي 439.

- عبد اللّه بن الأسود الأصبهاني 344.

- عبد اللّه بن الزبير بن العوام 195.

- عبد اللّه بن عامر 255.

- عبد اللّه بن عبد اللّه بن عتبان الأنصاري289.

- عبد اللّه بن معاوية 432.

- عبد اللّه بن يزيد الخطمي الأنصاري 253.

- عبيد اللّه بن أبي بكرة 339.

- عبيد اللّه بن أبي بكرة الثقفي 341.

- عطاء بن السائب بن مالك الثقفي 367.

- عمير بن سعيد النخعي 454.

- أبو غالب الأصبهاني 348.

- غياث بن ابراهيم التميمي 447.

- القاسم بن أبي أيوب 415.

- قطن بن قبيصة الهلالي 322.

- ليث بن سعد 405.

- مبارك بن فضالة 397.

- مبشر بن ورقاء 442.

- مجاشع بن مسعود السلمي 266.

- محمد بن أبي يحيى الأسلمي 389.

- محمد بن الصلت 418.

- محمد بن عبد الوهاب القناد 417.

- محنف بن سليم بن الحارث 277

- مرداس الأصبهاني 343.

- أبو موسى الأشعري 237.

- النابغة الجعدي 273.

- نافع بن أبي نعيم القاري 381.

- نهشل بن سعيد الترمذي 445.

- واقد مولى أبي موسى الأشعري 359.

- وثاب أبو يحيى بن وثاب 355.

- يحيى بن وثاب 356.

- يزيد الأودي 360.

- يزيد بن قيس 311.

- يونس الأصبهاني 407.

ص: 468

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.